الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ٨
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الثامن
غ _ ف
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب الغين
3

الغباوة
[9222] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة بن
مهران، عن أبي عبد الله في حديث جنود العقل والجهل:... والفهم وضده
الغباوة... (1).
[9223] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):...
سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه الفصل وحكمه العدل أرسله على حين فترة من
الرسل وهفوة عن العمل وغباوة من الأمم، الخطبة (2).
[9224] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: من أقبح الشيم الغباوة (3).
[9225] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الغباوة غواية (4).
[9226] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ضادوا الغباوة بالفطنة (5).
[9227] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: كفى بالمرء غباوة أن ينظر من
عيوب الناس إلى ما خفي عليه من عيوبه (6).

(1) الكافي: 1 / 22.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 94.
(3) غرر الحكم: ح 9377.
(4) غرر الحكم: ح 135.
(5) غرر الحكم: ح 5926.
(6) غرر الحكم: ح 7062.
5

الغبطة
[9228] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنكم في آجال مقبوضة وأيام معدودة والموت
يأتي بغتة، من يزرع خيرا يحصد غبطة ومن يزرع شرا يحصد ندامة ولكل زارع
ما زرع ولا يسبق البطئ منكم حظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له، من اعطى
خيرا فالله أعطاه ومن وقى شرا فالله وقاه (1).
[9229] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي وهو العاصمي، عن عبد الواحد
ابن الصواف، عن محمد بن إسماعيل الهمداني، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي أصحابه ويقول: أوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة الطالب
الراجي وثقة الهارب اللاجي واستشعروا التقوى شعارا باطنا واذكروا الله ذكرا
خالصا تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طريق النجاة، انظروا في الدنيا نظر الزاهد
المفارق لها فإنها تزيل الثاوي الساكن وتفج المترف الآمن لا يرجى منها ما تولى فأدبر
ولا يدرى ما هو آت منها فينتظر وصل البلاء منها بالرخاء والبقاء منها إلى فناء
فسرورها مشوب بالحزن والبقاء فيها إلى الضعف والوهن، فهي كروضة عتم مرعاها
وأعجبت من يراها، عذب شربها، طيب تربها، تمج عروقها الثرى وتنطف فروعها
الندى حتى إذا بلغ العشب أبانه واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق وتفرق ما اتسق

(1) الكافي: 2 / 458 ح 19.
6

فأصبحت كما قال الله: (هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا) (1)
انظروا في الدنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم (2).
[9230] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
الفضيل بن عياض، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن يغبط ولا يحسد والمنافق
يحسد ولا يغبط (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9231] 4 - الصدوق باسناده إلى جابر بن إسماعيل، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) أن رجلا سأل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن قيام الليل بالقراءة، فقال له: ابشر
من صلى من الليل عشر ليله لله مخلصا ابتغاء ثواب الله قال الله تبارك وتعالى لملائكته:
اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في الليل من حبة وورقة وشجرة وعدد
كل قصبة وخوص ومرعى، ومن صلى تسع ليله أعطاه الله عشرة دعوات
مستجابات وأعطاه الله كتابه بيمينه، ومن صلى ثمن ليله أعطاه الله أجر شهيد صابر
صادق النية وشفع في أهل بيته، ومن صلى سبع ليله خرج من قبره يوم يبعث ووجهه
كالقمر ليلة البدر حتى يمر على الصراط مع الآمنين، ومن صلى سدس ليله كتب في
الأوابين وغفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صلى خمس ليله زاحم إبراهيم خليل الرحمن
في قبته، ومن صلى ربع ليله كان في أول الفائزين حتى يمر على الصراط كالريح
العاصف ويدخل الجنة بغير حساب، ومن صلى ثلث ليله لم يبق ملك إلا غبطه بمنزلته
من الله عز وجل وقيل له: ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت، ومن صلى نصف ليله
فلو أعطي ملء الأرض ذهبا سبعين ألف مرة لم يعدل جزاءه وكان له بذلك عند

(1) سورة الكهف: 46.
(2) الكافي: 8 / 17 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 307 ح 7.
7

الله عز وجل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل، ومن صلى ثلثي ليله كان له من
الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحد عشر مرات، ومن صلى
ليلة تامة تاليا لكتاب الله عز وجل راكعا وساجدا وذاكرا أعطي من الثواب ما أدناه يخرج
من الذنوب كما ولدته أمه ويكتب له عدد ما خلق الله عز وجل من الحسنات ومثلها
درجات ويثبت النور في قبره وينزع الإثم والحسد من قلبه ويجار من عذاب القبر
ويعطى براءة من النار ويبعث من الآمنين ويقول الرب تبارك وتعالى لملائكته:
يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أحيا ليله ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفردوس وله فيها مائة
ألف مدينة في كل مدينة جميع ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين ولم يخطر على بال سوى
ما أعددت له من الكرامة والمزيد والقربة (1).
[9232] 5 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه محمد بن خالد، عن خلف بن حماد،
عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أتاني جبرئيل (عليه السلام) وهو فرح مستبشر فقلت له: حبيبي
جبرئيل مع ما أنت فيه من الفرح ما منزلة أخي وابن عمي علي بن أبي طالب عند
ربه؟ فقال جبرئيل: يا محمد والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في
وقتي هذا إلا لهذا، يا محمد العلي الأعلى يقرء عليك السلام ويقول: محمد نبي رحمتي
وعلي مقيم حجتي لا أعذب من والاه وإن عصاني ولا أرحم من عاداه وإن أطاعني،
قال ابن عباس: ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة أتاني جبرئيل وبيده
لواء الحمد وهو سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر فيدفعه إلي فآخذه
وأدفعه إلى علي بن أبي طالب، فقال رجل: يا رسول الله وكيف يطيق علي على حمل

(1) الفقيه: 1 / 475 ح 1374.
8

اللواء وقد ذكرت انه سبعون شقة الشقة منه أوسع من الشمس والقمر؟ فغضب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: يا رجل أنه إذا كان يوم القيامة أعطى الله عليا من القوة مثل
قوة جبرئيل ومن الجمال مثل جمال يوسف ومن الحلم مثل حلم رضوان ومن الصوت
ما يداني صوت داود ولولا أن داود خطيب في الجنان لأعطي علي مثل صوته وأن
عليا أول من يشرب من السلسبيل والزنجبيل وإن لعلي وشيعته من الله عز وجل مقاما
يغبطه به الأولون والآخرون (1).
[9233] 6 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن يونس،
عن ابن أسباط، عن علي بن سالم، عن أبيه، عن ثابت بن أبي صفية قال: نظر علي
ابن الحسين سيد العابدين صلى الله عليه إلى عبيد الله بن عباس بن علي بن
أبي طالب (عليه السلام) فاستعبر ثم قال: ما من يوم أشد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من يوم أحد
قتل فيه عمه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم موتة قتل فيه ابن
عمه جعفر بن أبي طالب ثم قال (عليه السلام): ولا يوم كيوم الحسين صلى الله عليه ازدلف إليه
ثلاثون ألف رجل يزعمون أنهم من هذه الأمة كل يتقرب إلى الله عز وجل بدمه وهو بالله
يذكرهم فلا يتعظون، حتى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ثم قال (عليه السلام): رحم الله العباس
فلقد آثر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قطعت يداه فأبدله الله عز وجل بهما جناحين يطير
بهما مع الملائكة في الجنة كما جعل لجعفر بن أبي طالب، وإن للعباس عند الله تبارك
وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة (2).
[9234] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا ينزجر من الله بزاجر ولا
يتعظ منه بواعظ وهو يرى المأخوذين على الغرة حيث لا إقالة ولا رجعة كيف نزل
بهم ما كانوا يجهلون وجاءهم من فراق الدنيا ما كانوا يأمنون وقدموا من الآخرة على

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والتسعون ح 10 / 756 الرقم 1019.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السبعون ح 10 / 547 الرقم 731.
9

ما كانوا يوعدون، فغير موصوف ما نزل بهم اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرة
الفوت ففترت لها أطرافهم وتغيرت لها ألوانهم ثم ازداد الموت فيهم ولوجا فحيل بين
أحدهم وبين منطقه وإنه لبين أهله ينظر ببصره ويسمع بأذنه على صحة من عقله
وبقاء من لبه ويفكر فيم أفنى عمره وفيم أذهب دهره ويتذكر أموالا جمعها، أغمض في
مطالبها وأخذها من مصرحاتها ومشتبهاتها قد لزمته تبعات جمعها وأشرف على
فراقها تبقى لمن ورائه ينعمون فيها ويتمتعون بها فيكون المهنأ لغيره والعبء على ظهره
والمرء قد غلقت رهونه بها يعض يده ندامة على ما أصحر له عند الموت من أمره
ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام عمره ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده عليها قد
حازها دونه، فلم يزل الموت يبالغ في جسده حتى خالط لسانه سمعه فصار بين أهله
لا ينطق بلسانه ولا يسمع بسمعه يردد طرفه بالنظر في وجوههم يرى حركات
ألسنتهم ولا يسمع رجع كلامهم، ثم ازداد الموت التياطا فقبض بصره كما قبض سمعه
وخرجت الروح من جسده فصار جيفة بين أهله قد أوحشوا من جانبه وتباعدوا من
قربه لا يسعد باكيا ولا يجيب داعيا ثم حملوه إلى مخط في الأرض فأسلموه فيه إلى
عمله وانقطعوا عن زورته، الخطبة (1).
[9235] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن غيرها (الدنيا) أنك
ترى المرحوم مغبوطا والمغبوط مرحوما، ليس ذلك إلا نعيما زل وبؤسا
نزل... (2).
[9236] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب مستقبل يوما ليس بمستدبره
ومغبوط في أول ليله قامت بواكيه في آخره (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 380.
10

[9237] 10 - الديلمي، رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه كتب إلى بعض أصحابه يعزيه: أما
بعد فعظم الله جل اسمه لك الأجر وألهمك الصبر ورزقنا وإياك الشكر، إن أنفسنا
وأموالنا وأهالينا مواهب الله الهنيئة وعواريه المستردة بها إلى أجل معدود ويقبضها
لوقت معلوم وقد جعل الله تعالى علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا ابتلى وقد كان ابنك
من مواهب الله تعالى في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر مدخور إن صبرت
واحتسبت، فلا تجزعن أن تحبط جزعك أجرك وان تندم غدا على ثواب مصيبتك
فإنك لو قدمت على ثوابها علمت أن المصيبة قد قصرت عنها، واعلم ان الجزع لا يرد
فائتا ولا يدفع حسن قضاء، فليذهب أسفك ما هو نازل بك مكان ابنك والسلام (1).

(1) أعلام الدين: 295.
11

الغبن
[9238] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن إسحاق
ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غبن المسترسل سحت (1).
[9239] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن ميسر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غبن المؤمن حرام (2)
[9240] 3 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن
إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سليمان
لا تدع قيام الليل فإن المغبون من حرم قيام الليل (3).
[9241] 4 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: ماكس المشتري فإنه أطيب للنفس
وإن اعطى الجزيل فإن المغبون في بيعه وشرائه غير محمود ولا مأجور (4).
[9242] 5 - الصدوق قال: وفي رواية عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غبن
المسترسل ربا (5).
[9243] 6 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... من اعتدل يوماه فهو
مغبون... (6).

(1) و (2) الكافي: 5 / 153 ح 14 و 15.
(3) علل الشرايع: 363 ح 2.
(4) الفقيه: 3 / 197 ح 3742.
(5) الفقيه: 3 / 272 ح 3983.
(6) الفقيه: 4 / 382.
12

[9244] 7 - المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن
معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان رفعه
وقال:... وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: المغبون من غبن عمره ساعة بعد
ساعة... (1).
[9245] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبته المعروفة
بالديباج:... المغبون من غبن دينه والمغبوط من سلم له دينه وحسن يقينه... (2).
[9246] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والمغبون من غبن نفسه
والمغبوط من سلم له دينه... (3).
[9247] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين
منها جهل والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن والطمأنينة إلى كل
أحد قبل الاختبار له عجز (4).
[9248] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) إنه قال: المغبون من شغل بالدنيا وفاته
حظه من الآخرة (5)
[9249] 12 - وعنه (عليه السلام): المغبون من فسد دينه (6).
[9250] 13 - وعنه (عليه السلام): المغبون من باع جنة علية بمعصية دنية (7).
[9251] 14 - وعنه (عليه السلام): من أغبن ممن باع الله سبحانه بغيره (8).

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 6 / 183.
(2) تحف العقول: 151.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 384.
(5) غرر الحكم: ح 2010 و 1287 و 1352 و 8083، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 460.
(6) غرر الحكم: ح 2010 و 1287 و 1352 و 8083، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 460.
(7) غرر الحكم: ح 2010 و 1287 و 1352 و 8083، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 460.
(8) غرر الحكم: ح 2010 و 1287 و 1352 و 8083، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 460.
13

الغد
[9252] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
معمر بن خلاد قال: سمعت إسماعيل بن إبراهيم يقول للرضا (عليه السلام): إن ابني في لسانه
ثقل فأنا أبعث به إليك غدا تمسح على رأسه وتدعو له فإنه مولاك، فقال: هو مولى
أبي جعفر فابعث به غدا إليه (1).
[9253] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذب بن
ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي
إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت
- يعني المفرط - لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع، فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما
واحذر حذر من يتخوف أن يموت غدا (2).
[9254] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن
ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد فإذا
هو برجل على باب المسجد كئيب حزين فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ما لك؟ قال
يا أمير المؤمنين أصبت بأبي وأمي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت، فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): عليك بتقوى الله والصبر تقدم عليه غدا والصبر في الأمور بمنزلة
الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور

(1) الكافي: 1 / 321 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 87 ح 6.
14

فسدت الأمور (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9255] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا
كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه: يا بني إن الناس قد جمعوا
قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولم يبق من جمعوا له وإنما أنت عبد مستأجر قد
أمرت بعمل ووعدت عليه أجرا فأوف عملك واستوف أجرك، ولا تكن في هذه
الدنيا بمنزلة شاة وقعت في ذرع أخضر فأكلت حتى سمن فكان حتفها عند سمنها ولكن
اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر،
أخربها ولا تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها.
واعلم انك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع: شبابك فيما أبليته
وعمرك فيما أفنيته ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته، فتأهب لذلك وأعد له جوابا ولا
تأس على ما فاتك من الدنيا، فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه
فخذ حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك وجدد
التوبة في قلبك وأكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك ويقضى قضاؤك ويحال بينك
وبين ما تريد (2).
[9256] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه
يعظه: أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به فإن

(1) الكافي: 2 / 90 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 134 ح 20.
15

من اتقى الله جل وعز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا، فبدنه مع أهل
الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا
فقذر حرامها وجانب شبهاتها وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لا بد له من كسرة منه
يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لا بد له
منه ثقة ولا رجاء فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد وأتعب بدنه
حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله
وما ذخر له في الآخرة أكثر، فأرفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل
الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا أو بعد غد فإنما هلك من كان قبلك
بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون فنقلوا على
أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون فانقطع إلى الله
بقلب منيب من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا إنخزال، أعننا الله وإياك على
طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته (1).
[9257] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الله بن مسكان، عن إبراهيم بن شعيب قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة
فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقمه بيدك فإنه جنة لك غدا (2).
[9258] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام):
عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(2) الكافي: 2 / 162 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 328 ح 1.
16

[9259] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله قال: وقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل وكان يقول: لو رأى العبد
أجله وسرعته إليه لأبغض العمل من طلب الدنيا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9260] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران، عن ابن مسكان، عن ضريس قال: سأل
المدائني أبا جعفر (عليه السلام) قال: إن لنا زكاة نخرجها من أموالنا ففيمن نضعها؟ فقال: في
أهل ولايتك، فقال: إني في بلاد ليس فيها أحد من أوليائك؟ فقال: ابعث بها إلى
بلدهم تدفع إليهم ولا تدفعها إلى قوم إن دعوتهم غدا إلى أمرك لم يجيبوك وكان والله
الذبح (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9261] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثروا الولد أكاثر بكم الأمم غدا (3).
[9262] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه عن
أبي جعفر أو أبي عبد الله (عليهما السلام) قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) برجل قد أقر على نفسه
بالفجور، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: اغدوا غدا علي متلثمين، فغدوا عليه

(1) الكافي: 3 / 259 ح 30.
(2) الكافي: 3 / 555 ح 11.
(3) الكافي: 6 / 2 ح 3.
17

متلثمين فقال لهم: من فعل مثل فعله فلا يرجمه فلينصرف قال: فانصرف بعضهم
وبقى بعض فرجمه من بقي منهم (1).
[9263] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن
حماد اللحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أباه قال: يا بني إنك إن خالفتني في العمل لم تنزل
معي غدا في المنزل ثم قال أبى الله عز وجل أن يتولى قوم قوما يخالفونهم في أعمالهم ينزلون
معهم يوم القيامة كلا ورب الكعبة (2).
[9264] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فكونوا من أبناء الآخرة ولا
تكونوا من أبناء الدنيا فإن كل ولد سيلحق بأبيه يوم القيامة وإن اليوم عمل ولا
حساب وغدا حساب ولا عمل (3).
[9265] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال لأبي ذر لما أخرج إلى الربذة:
يا أبا ذر إنك غضبت لله فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم
على دينك، فاترك في أيديهم ما خافوك عليه وأهرب منهم بما خفتهم عليه، فما
أحوجهم إلى ما منعتهم وما أغناك عما منعوك، وستعلم من الرابح غدا والأكثر
حسدا، ولو أن السماوات والأرضين كانتا على عبد رتقا ثم اتقى الله لجعل الله منهما
مخرجا، لا يؤنسنك إلا الحق ولا يوحشنك إلا الباطل فلو قبلت دنياهم لأحبوك ولو
قرضت منها لأمنوك (4).
[9266] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أوصيكم عباد الله بتقوى الله
وطاعته فإنها النجاة غدا والمنجاة أبدا... (5).

(1) الكافي: 7 / 188 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 253 ح 358.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 42.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 130.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 161.
18

[9267] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... عباد الله أوصيكم بتقوى الله
فإنها حق الله عليكم الموجبة على الله حقكم وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها
على الله فإن التقوى في اليوم الحرز والجنة وفي غد الطريق إلى الجنة مسلكها واضح
وسالكها رابح ومستودعها حافظ... (1).
[9268] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فتزودوا في الدنيا من الدنيا
ما تحرزون به أنفسكم غدا فاتقى عبد ربه، نصح نفسه وقدم توبته وغلب
شهوته... (2).
[9269] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: للظالم البادي غدا بكفه
عضة (3).
[9270] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... عجبت للمتكبر الذي كان
بالأمس نطفة ويكون غدا جيفة... (4).
[9271] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يا بن آدم الرزق رزقان: رزق
تطلبه ورزق يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك على هم يومك كفاك كل يوم
على ما فيه فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم
لك وإن لم تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم ما ليس لك ولن يسبقك إلى رزقك
طالب ولن يغلبك عليه غالب ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 191.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 64.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 186.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 379.
19

الغدر
[9272] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يجيء كل غادر يوم القيامة بإمام مائل
شدقه حتى يدخل النار ويجيء كل ناكث بيعة إمام أجذم حتى يدخل النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9273] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يجيء كل غادر بإمام يوم القيامة مائلا شدقه حتى يدخل النار (2).
[9274] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قريتين من أهل
الحرب لكل واحدة منهما ملك على حدة اقتتلوا ثم اصطلحوا ثم إن أحد الملكين غدر
بصاحبه فجاء إلى المسلمين فصالحهم على أن يغزو معهم تلك المدينة؟ فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا ولا يأمروا بالغدر ولا يقاتلوا مع
الذين غدروا ولكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم ولا يجوز عليهم ما عاهد
عليه الكفار (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 337 ح 2 و 5 و 4.
(2) الكافي: 2 / 337 ح 2 و 5 و 4.
(3) الكافي: 2 / 337 ح 2 و 5 و 4.
20

[9275] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن عمه
يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم وهو يخطب على المنبر بالكوفة: يا أيها الناس
لولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ألا إن لكل غدرة فجرة ولكل فجرة كفرة ألا
وإن الغدر والفجور والخيانة في النار (1).
[9276] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن يحيى بن عمران، عن يونس، عن عبد الله
ابن سليمان قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ما من رجل آمن رجلا على ذمة ثم قتله إلا
جاء يوم القيامة يحمل لواء الغدر (2).
[9277] 6 - الصدوق باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية انه
قال:... ما أقبح... والغدر من السلطان، كفر النعم موق ومجالسة الأحمق شوم،
اعرف الحق لمن عرفه لك شريفا كان أو وضيعا، من ترك القصد جار، من تعدى
الحق ضاق مذهبه، كم من دنف قد نجا وصحيح قد هوى، قد يكون اليأس إدراكا
والطمع هلاكا استعتب من رجوت عتابه، لا تبيتن من امرء على غدر، الغدر شر
لباس المرء المسلم، من غدر ما أخلق أن لا يوفي له،... الحديث (3).
[9278] 7 - الصدوق باسناده إلى ابن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أربع من كن فيه فهو
منافق وإن كانت فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا
حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر (4).
[9279] 8 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن
الحسن ابن الحصين، عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن

(1) الكافي: 2 / 338 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 31 ح 3.
(3) الفقيه: 4 / 390.
(4) الخصال: 1 / 254 ح 129.
21

بكير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربعة أسرع شئ عقوبة: رجل أحسنت
إليه ويكافيك بالإحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك، ورجل
عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك، ورجل يصل قرابته
ويقطعونه (1).
[9280] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في معاوية لعنه الله تعالى: والله ما
معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس
ولكن كل غدرة فجرة وكل فجرة كفرة ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة، والله
ما استغفل بالمكيدة ولا استغمز بالشديدة (2).
[9281] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أيها الناس إن الوفاء توأم
الصدق ولا أعلم جنة أوقى منه وما يغدر من علم كيف المرجع، ولقد أصبحنا في زمان
قد اتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن الحيلة، مالهم قاتلهم
الله، قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه فيدعها رأي عين
بعد القدرة عليها وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين (3).
[9282] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الوفاء لأهل الغدر غدر عند الله
والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله (4).
[9283] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغدر شيمة اللئام (5).
[9284] 13 - وعنه (عليه السلام): الغدر يضاعف السيئات (6).
[9285] 14 - وعنه (عليه السلام): الغدر يعظم الوزر ويزري بالقدر (7).

(1) الخصال: 1 / 230 ح 71.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 200.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 41
(4) نهج البلاغة: الحكمة 259.
(5) غرر الحكم: ح 290 و 642 و 2191.
(6) غرر الحكم: ح 290 و 642 و 2191.
(7) غرر الحكم: ح 290 و 642 و 2191.
22

[9286] 15 - وعنه (عليه السلام): إياك والغدر فإنه أقبح الخيانة وإن الغدور لمهان عند الله (1).
[9287] 16 - وعنه (عليه السلام): ثلاث هن شين الدين: الفجور والغدر والخيانة (2).
[9288] 17 - وعنه (عليه السلام): من غدر شأنه غدره (3).
[9289] 18 - وعنه (عليه السلام): من علامات اللؤم الغدر بالمواثيق (4).
[9290] 19 - وعنه (عليه السلام): لا إيمان لغدور (5).
[9291] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تدوم مع الغدر صحبة خليل (6).

(1) غرر الحكم: ح 2664 و 4677 و 7833 و 9298 و 10442 و 10601.
(2) غرر الحكم: ح 2664 و 4677 و 7833 و 9298 و 10442 و 10601.
(3) غرر الحكم: ح 2664 و 4677 و 7833 و 9298 و 10442 و 10601.
(4) غرر الحكم: ح 2664 و 4677 و 7833 و 9298 و 10442 و 10601.
(5) غرر الحكم: ح 2664 و 4677 و 7833 و 9298 و 10442 و 10601.
(6) غرر الحكم: ح 2664 و 4677 و 7833 و 9298 و 10442 و 10601.
23

الغدير
مسجد غدير خم
[9292] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحجال، عن
عبد الصمد بن بشير، عن حسان الجمال قال: حملت أبا عبد الله (عليه السلام) من المدينة إلى
مكة فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر إلى ميسرة المسجد فقال: ذلك موضع قدم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: من كنت مولاه فعلي مولاه ثم نظر إلى الجانب الآخر
فقال: ذلك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة
الجراح فلما أن رأوه رافعا يديه قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدور كأنهما عينا
مجنون فنزل جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم
لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون * وما هو إلا ذكر للعالمين) (1) (2).
الرواية من حيث السند صحيحة ونقلها الصدوق في الفقيه: 2 / 559 الرقم
3144، والشيخ في التهذيب: 3 / 263 ح 66، وزاد في آخرها: ثم قال: يا حسان
لولا إنك جمالي لما حدثتك بهذا الحديث.
استحباب الصلاة في مسجد غدير خم
[9293] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن الصلاة في مسجد

(1) سورة القلم: 50 و 51.
(2) الكافي: 4 / 566 ح 2.
24

غدير خم بالنهار وأنا مسافر فقال: صل فيه فإن فيه فضلا وقد كان أبي يأمر
بذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ونقلها الصدوق في الفقيه: 2 / 559 الرقم 3143،
والشيخ في التهذيب: 6 / 18 ح 21.
[9294] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يستحب الصلاة في مسجد الغدير لأن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام فيه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو موضع أظهر الله عز وجل فيه الحق (2).
نقلها الصدوق بسنده الصحيح في الفقيه: 2 / 559 الرقم 3142، والشيخ بسنده
عن الكليني في التهذيب: 6 / 18 ح 22، وجعل لهذا العنوان الشيخ الحر العاملي (قدس سره)
بابين في وسائل الشيعة: 5 / 286 و 14 / 374 من طبع آل البيت.
غسل يوم الغدير
[9295] 1 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني قال: حدثنا محمد بن موسى
الهمداني قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي قال: حدثنا علي بن الحسين العبدي
قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر
الدنيا... إلى أن قال: من صلى فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن
تزول مقدار نصف ساعة يسأل الله عز وجل يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة،
الحديث (3).
قال الشيخ المفيد: «غسل يوم الغدير سنة» وقال الشيخ الطوسي في
شرحه: «ونحن نذكر فيما بعد عند ذكرنا صلاة يوم الغدير ما يدل على أن الغسل في

(1) الكافي: 4 / 566 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 567 ح 3.
(3) التهذيب: 3 / 143 ح 3.
25

هذا اليوم مستحب مندوب إليه وعليه أيضا إجماع الفرقة المحقة لا يختلفون في
ذلك» (1).
[9296] 2 - السيد علي بن طاوس نقلا من كتاب محمد بن علي الطرازي قال: رويناه
بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن
الليثي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل ذكر فيه فضل يوم الغدير... إلى أن
قال: فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره... (2).
[9297] 3 - رضي الدين علي بن يوسف بن المطهر الحلي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه
قال: صيام يوم غدير خم... إلى أن قال: ومن صلى فيه ركعتين يغتسل لهما قبل
الزوال بنصف ساعة، الحديث (3).
في هذا المجال راجع إن شئت وسائل الشيعة: 3 / 337، ومستدرك الوسائل:
2 / 520.
صلاة يوم الغدير
[9298] 1 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني، قال: حدثنا محمد بن
موسى الهمداني، قال: حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثنا علي بن الحسين
العبدي، قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: صيام يوم غدير خم يعدل صيام
عمر الدنيا لو عاش إنسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك، وصيامه يعدل
عند الله عز وجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات، وهو عيد الله
الأكبر، وما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته واسمه في السماء
يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود، من صلى فيه

(1) التهذيب: 1 / 114.
(2) الاقبال: 474.
(3) العدد القوية: 166 ح 4.
26

ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة يسأل الله عز وجل
يقرء في كل ركعة سورة الحمد مرة وعشر مرات قل هو الله أحد وعشر مرات آية
الكرسي وعشر مرات إنا أنزلناه، عدلت عند الله عز وجل مائة ألف حجة ومائة ألف
عمرة، ما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلا قضيت كائنة ما
كانت الحاجة، وإن فاتتك الركعتان والدعاء قضيتهما بعد ذلك ومن فطر فيه مؤمنا كان
كمن أطعم فئاما وفئاما وفئاما فلم يزل يعد إلى أن عقد بيده عشرا، ثم قال: أتدري
كم الفئام؟ قلت: لا قال: مائة ألف كل فئام كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين
والصديقين والشهداء في حرم الله عز وجل وسقاهم في يوم ذي مسغبة، والدرهم فيه بألف
ألف درهم قال: لعلك ترى ان الله عز وجل خلق يوما أعظم حرمة منه لا والله لا والله لا والله
ثم قال: وليكن من قولكم إذا التقيتم أن تقولوا: «الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم
وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام
بقسطه ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين».
ثم قال: وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين أن تقول: «ربنا إننا سمعنا
مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا
وتوفنا مع الأبرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف
الميعاد». ثم تقول بعد ذلك: «اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا واشهد ملائكتك
وحملة عرشك وسكان سماواتك وأرضك بأنك أنت الله الذي لا اله إلا أنت المعبود
الذي ليس من لدن عرشك إلى قرار أرضك معبود يعبد سواك إلا باطل مضمحل غير
وجهك الكريم لا اله إلا أنت المعبود فلا معبود سواك تعاليت عما يقول الظالمون علوا
كبيرا وأشهد أن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبدك ورسولك وأشهد ان عليا صلوات الله عليه أمير
المؤمنين ووليهم ومولاهم، ربنا إننا سمعنا بالنداء وصدقنا المنادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا
نادى بنداء عنك بالذي أمرته به أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي أمرك فحذرته
وأنذرته إن لم يبلغ أن تسخط عليه وأنه إن بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى
27

مبلغا وحيك ورسالاتك ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، ومن كنت وليه فعلي وليه،
ومن كنت نبيه فعلي أميره، ربنا فقد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبدك
ورسولك إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني إسرائيل أنه
أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم الدين فإنك قلت: (إن هو إلا عبد
أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل) (1) ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا
وهادينا وداعينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي
إليك على بصيرة هو ومن اتبعه، وسبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ
الولائج دونه، فاشهد يا الهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين الذي
ذكرته في كتابك فقلت: (وأنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم) (2) لا أشرك معه
إماما ولا أتخذ من دونه وليجة، اللهم فإنا نشهد أنه عبدك الهادي من بعد نبيك النذير
المنذر وصراطك المستقيم وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجتك البالغة ولسانك
المعبر عنك في خلقك والقائم بالقسط من بعد نبيك وديان دينك وخازن علمك
وموضع سرك وعيبة علمك وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاق رسولك (صلى الله عليه وآله وسلم)
من جميع خلقك وبريتك، شهادة بالإخلاص لك بالوحدانية بأنك أنت الله الذي لا اله
إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وعليا أمير المؤمنين وأن الإقرار بولايته تمام
توحيدك والإخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك وفضلك على جميع خلقك
وبريتك فإنك قلت وقولك الحق: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الاسلام دينا) (3) اللهم فلك الحمد على ما مننت به علينا من
الإخلاص لك بوحدانيتك إذ هديتنا لموالاة وليك الهادي من بعد نبيك المنذر ورضيت
لنا الإسلام دينا بموالاته وأتممت علينا نعمتك التي جددت لنا عهدك وميثاقك

(1) سورة الزخرف: 59.
(2) سورة الزخرف: 4.
(3) سورة المائدة: 3.
28

وذكرتنا ذلك وجعلتنا من أهل الإخلاص والتصديق بعهدك وميثاقك ومن أهل
الوفاء بذلك ولم تجعلنا من الناكثين والجاحدين والمكذبين بيوم الدين ولم تجعلنا من
أتباع المغيرين والمبدلين والمنحرفين والمبتكين آذان الأنعام والمغيرين خلق الله، ومن
الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وصدهم عن السبيل وعن الصراط
المستقيم» وأكثر من قولك في يومك وليلتك أن تقول: «اللهم العن الجاحدين
والناكثين والمغيرين والمكذبين بيوم الدين من الأولين والآخرين، اللهم فلك الحمد
على أنعامك علينا بالذي هديتنا إلى ولاية ولاة أمرك من بعد نبيك الأئمة الهداة
الراشدين الذين جعلتهم أركانا لتوحيدك وأعلام الهدى ومنار التقوى والعروة الوثقى
وكمال دينك وتمام نعمتك فلك الحمد آمنا بك وصدقنا بنبيك واتبعنا من بعده النذير
المنذر ووالينا وليهم وعادينا عدوهم وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين إلى
يوم الدين، اللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد يا من هو
كل يوم في شأن أن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤول عنها عبادك فإنك قلت
وقولك الحق: (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (1) وقلت: (وقفوهم إنهم
مسؤولون) (2) ومننت علينا بشهادة الإخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة من بعد
النذير المنذر والسراج المنير وأكملت الدين بموالاتهم والبراءة من عدوهم وأتمت
علينا النعمة التي جددت لنا عهدك وذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا
وجعلتنا من أهل الإجابة وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك فإنك قلت: (وإذ
أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم
قالوا بلى) (3) اللهم بلى شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا اله إلا أنت ربنا ومحمد
عبدك ورسولك نبينا وعلي أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ

(1) سورة التكاثر: 8.
(2) سورة الصافات: 24.
(3) سورة الأعراف: 172.
29

العظيم الذي هم فيه مختلفون، اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية إلى
معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في يومنا هذا
الذي ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك وأكملت ديننا وأتممت علينا نعمتك وجعلتنا من
أهل الإجابة والإخلاص بوحدانيتك ومن أهل الإيمان والتصديق بولاية أوليائك
والبراءة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين، وأن لا تجعلنا
من الغاوين ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين واجعل لنا قدم صدق مع النبيين وتجعل
لنا مع المتقين إماما إلى يوم الدين، يوم يدعى كل أناس بإمامهم واحشرنا في زمرة
الهداة المهديين، وأحينا ما أحييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا وعلينا لك
واجعل لنا مع الرسول سبيلا وثبت لنا قدم صدق في الهجرة، اللهم واجعل محيانا خير
المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت
لنا حلول جنتك برحمتك والمثوى في دارك والإنابة إلى دار المقامة من فضلك لا يمسنا
فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب، ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك وأمرتنا أن نكون
مع الصادقين فقلت: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (1)
وقلت: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (2) فسمعنا وأطعنا، ربنا فثبت أقدامنا
وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك
رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم
على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه وأن تتم علينا نعمتك
وتجعله عندنا مستقرا ولا تسلبناه أبدا ولا تجعله مستودعا فإنك قلت:
([ف‍] مستقر ومستودع) (3) فاجعله مستقرا ولا تجعله مستودعا وارزقنا نصر

(1) سورة النساء: 59.
(2) سورة التوبة: 119.
(3) سورة الأنعام: 98.
30

دينك مع ولي هاد منصور من أهل بيت نبيك واجعلنا معه وتحت رايته شهداء
صديقين في سبيلك وعلى نصرة دينك».
ثم تسأل بعدها حاجتك للدنيا والآخرة فإنها والله مقضية في هذا اليوم (1).
[9299] 2 - الطوسي رفعه عن داود بن كثير، عن أبي هارون العبدي، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال في حديث يوم الغدير:... ومن صلى فيه ركعتين أي وقت شاء وأفضله
قرب الزوال وهي الساعة التي أقيم فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم علما للناس،
وذلك أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت فمن صلى في ذلك الوقت ركعتين ثم
يسجد ويقول شكرا لله مأة مرة ويعقب الصلاة بالدعاء الذي جاء به (2).
[9300] 3 - ابن طاوس الحسيني نقلا من كتاب محمد بن علي الطرازي بإسناده إلى
الصادق (عليه السلام) انه قال:... ومن صلى ركعتين من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة
شكرا لله عز وجل ويقرأ في كل ركعة سورة الحمد عشرا وقل هو الله أحد عشرا وإنا أنزلناه
في ليلة القدر عشرا وآية الكرسي عشرا عدلت عند الله عز وجل مأة ألف حجة ومأة ألف
عمرة وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة كائنة ما كانت إلا أتى الله عز وجل
على قضائها في يسر وعافية... (3).
[9301] 4 - ابن طاوس نقلا من كتاب الطرازي بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال:... ثم تقوم
وتصلي شكرا لله تعالى ركعتين تقرأ في الأولى بالحمد مرة وإنا أنزلناه في ليلة القدر وقل
هو الله أحد كما أنزلتا لا كما نقصتا، ثم تقنت وتركع وتتم الصلاة [وتسلم] وتخر
ساجدا في سجودك وقل: اللهم... الحديث (4).
[9302] 5 - ابن طاوس نقلا من كتاب الطرازي بإسناده عن الصادق (عليه السلام):... فمن صلى

(1) التهذيب: 3 / 143 ح 1.
(2) مصباح المتهجد: 680.
(3) الاقبال: 476.
(4) الاقبال: 475.
31

ركعتين ثم سجد وشكر الله عز وجل مأة مرة ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من
السجود... الحديث (1).
وفي هذا المجال راجع إن شئت الإقبال في أعمال يوم الغدير، ووسائل الشيعة:
8 / 89، ومستدرك الوسائل: 6 / 273.
صوم يوم الغدير
[9303] 1 - الصدوق بإسناده عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صوم يوم
غدير خم كفارة ستين سنة (2).
رويها أيضا في ثواب الأعمال: 99، والشيخ في مصباح المتهجد: 679.
[9304] 2 - الشيخ بإسناده عن أبي عبد الله بن عياش، عن أحمد بن زياد الهمداني، وعلي
ابن محمد التستري جميعا، عن محمد بن الليث المكي، عن أبي إسحاق بن عبد الله
العلوي العريضي قال: وحك في صدري ما الأيام التي تصام؟ فقصدت مولانا
أبا الحسن علي بن محمد (عليهما السلام) - وهو بصربا - ولم أبد ذلك لأحد من خلق الله فدخلت
عليه فلما بصر بي قال: يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن؟ وهي
أربعة: أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى
خلقه رحمة للعالمين، ويوم مولده (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول، ويوم
الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة، ويوم الغدير فيه أقام
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخاه عليا (عليه السلام) علما للناس وإماما من بعده، قلت: صدقت جعلت فداك
لذلك قصدت، أشهد أنك حجة الله على خلقه (3).
أبو الحسن علي بن محمد هو الإمام الهادي (عليه السلام). صربا: قرية أسسها الإمام موسى
بن جعفر (عليه السلام) على ثلاثة أميال من المدينة، راجع المناقب: 4 / 382.

(1) الاقبال: 472.
(2) الفقيه: 2 / 55 الرقم 241.
(3) التهذيب: 4 / 305 ح 922.
32

[9305] 3 - الشيخ بإسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني، عن محمد بن موسى
الهمداني، عن علي بن حسان الواسطي، عن علي بن الحسين العبدي قال: سمعت
أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: صيام يوم غدير خم... إلى أن قال: يعدل عند الله عز وجل
في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات وهو عيد الله الأكبر... الحديث (1).
[9306] 4 - الشيخ رفعه عن داود بن كثير الرقي، عن أبي هارون عمار بن حريز العبدي
قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة فوجدته صائما
فقال لي: هذا يوم عظيم، عظم الله حرمته - إلى أن قال - فقيل له: ما ثواب صوم هذا
اليوم؟ قال: إنه يوم عيد وفرح وسرور ويوم صوم شكرا لله وأن صومه يعدل ستين
شهرا من الأشهر الحرم... الحديث (2).
ونحوها في الاقبال: 472.
[9307] 5 - ابن طاوس قال: روى محمد بن علي الطرازي في كتابه بإسناده المتصل إلى
المفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) ثم ذكر حديثا في فضل يوم الغدير إلى أن
قال المفضل: سيدي تأمرني بصيامه؟ قال: إي والله، إي والله، إي والله، إنه اليوم
الذي تاب الله فيه على آدم (عليه السلام) فصام شكرا لله تعالى ذلك اليوم وإنه اليوم الذي نجى
الله تعالى فيه إبراهيم (عليه السلام) من النار فصام شكرا لله تعالى على ذلك وإنه اليوم الذي أقام
موسى هارون (عليه السلام) علما فصام شكرا لله تعالى ذلك اليوم وإنه اليوم الذي أظهر عيسى
وصيه شمعون الصفا فصام شكرا لله عز وجل ذلك اليوم وإنه اليوم الذي أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
عليا (عليه السلام) للناس علما وأبان فيه فضله ووصيته فصام شكرا لله عز وجل ذلك اليوم وإنه
ليوم صيام وقيام وإطعام وصلة الإخوان وفيه مرضاة الرحمن ومرغمة الشيطان (3).
[9308] 6 - فرات بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد الأزدي، عن محمد بن الحسين

(1) التهذيب: 3 / 143 ح 317.
(2) مصباح المتهجد: 680.
(3) الاقبال: 466.
33

الصائغ، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن محمد البزاز، عن فرات بن أحنف، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث - في فضل يوم الغدير قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل
في ذلك اليوم؟ قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر لله وحمد له وسرور لما من الله به
عليكم من ولايتنا وإني أحب لكم أن تصوموه (1).
[9309] 7 - ابن فتال النيسابوري رفعه وقال: روي عن الأئمة (عليهم السلام) أنهم قالوا: من صام
يوم غدير خم ولم يستبدل به كتب الله له صيام الدهر (2).
وفي هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 10 / 440 إن شئت.
تأكد استحباب زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير
[9310] 1 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي علي أحمد بن محمد
ابن عمار الكوفي، عن أبيه، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن محمد بن
عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) والمجلس
غاص بأهله فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس فقال الرضا (عليه السلام): حدثني أبي
عن أبيه قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله في الفردوس الأعلى
قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب - ثم ذكر وصف ذلك القصر -... ثم قال: يا بن
أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام)، فإن الله يغفر لكل
مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في
شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين
فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة... الحديث (3).
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 14 / 388، ومستدرك الوسائل: 10 / 220
إن شئت.

(1) تفسير فرات الكوفي: 12 من طبع النجف و 118 من طبع طهران.
(2) روضة الواعظين: 350.
(3) التهذيب: 6 / 24 ح 9.
34

زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير من قريب أو بعيد
[9311] 1 - قال ابن طاوس: روى عدة من شيوخنا عن أبي عبد الله محمد بن أحمد
الصفواني من كتابه بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد
مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله فأدن من قبره بعد الصلاة والدعاء وإن
كنت في بعد منه فأوم إليه بعد الصلاة وهذا الدعاء: اللهم صل على وليك وأخي نبيك
ووزيره وحبيبه وخليله وموضع سره وخيرته من أسرته ووصيه وصفوته وخالصته
وأمينه ووليه وأشرف عترته الذين آمنوا به وأبي ذريته وباب حكمته والناطق بحجته
والداعي إلى شريعته والماضي على سنته وخليفته على أمته سيد المسلمين
وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وأفضل ما صليت على أحد من خلقك وأصفيائك
وأوصياء أنبيائك، اللهم إني أشهد أنه قد بلغ عن نبيك (صلى الله عليه وآله وسلم) ما حمل ورعى ما
استحفظ وحفظ ما استودع وحلل حلالك وحرم حرامك وأقام أحكامك ودعا إلى
سبيلك ووالى أولياءك وعادى أعداءك وجاهد الناكثين عن سبيلك والقاسطين
والمارقين عن أمرك صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر، لا تأخذه في الله لومة لائم حتى بلغ
في ذلك الرضا وسلم إليك القضاء وعبدك مخلصا ونصح لك مجتهدا حتى أتاه اليقين
فقبضته إليك شهيدا سعيدا وليا تقيا رضيا زكيا هاديا مهديا، اللهم صل على محمد
وعليه أفضل ما صليت على أحد من أنبيائك وأصفيائك يا رب العالمين (1).
وذكر في الاقبال: 470 زيارة أخرى لأمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير وهي الزيارة
المعروفة بأمين الله فراجعه إن شئت.

(1) الاقبال: 493.
35

يوم الغدير أفضل الأعياد
[9312] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن
سالم، عن أبيه، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة
والأضحى والفطر؟ قال: نعم، أعظمها حرمة قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟
قال: اليوم الذي نصب فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: من كنت مولاه
فعلي مولاه، قلت: وأي يوم هو؟ قال: وما تصنع باليوم؟ إن السنة تدور ولكنه يوم
ثمانية عشر من ذي الحجة، فقلت: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال:
تذكرون الله عز ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد، فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذ ذلك اليوم عيدا وكذلك كان
الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيدا (1).
[9313] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير
العيدين؟ قال: نعم يا حسن، أعظمهما وأشرفهما قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال:
يوم نصب أمير المؤمنين (عليه السلام) فيه علما للناس. قلت: جعلت فداك وما ينبغي لنا أن
نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله وتبرأ إلى الله ممن
ظلمهم فإن الأنبياء كانت تأمر الأوصياء اليوم الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ
عيدا قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: صيام ستين شهرا... الحديث (2).
رواه الصدوق في الفقيه: 2 / 54 ح 240، وفي ثواب الأعمال 99، والشيخ في
التهذيب: 4 / 305، والمصباح: 680.

(1) الكافي: 4 / 149 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 148 ح 1.
36

[9314] 3 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن
محمد بن عيسى، عن علي بن سليمان، عن يوسف البزاز، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): للمؤمنين من الأعياد غير العيدين
والجمعة؟ قال: فقال: نعم، لهم ما هو أعظم من هذا، يوم أقيم أمير المؤمنين (عليه السلام)
فعقد له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم فقلت: وأي
يوم ذلك؟ قال: الأيام تختلف ثم قال: ثمانية عشر من ذي الحجة قال: ثم قال:
والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا وينبغي أن يكثر فيه ذكر الله عز وجل والصلاة على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويوسع الرجل فيه على عياله (1).
[9315] 4 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن
الحسين بن عبيد الله الأشعري، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كم للمسلمين من
عيد؟ فقال: أربعة أعياد، قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة؟ فقال: أعظمهما
وأشرفهما يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة وهو اليوم الذي أقام فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصبه للناس علما قال: قلت: ما يجب علينا في
ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع انه أهل أن يشكر كل
ساعة وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي
يتخذونه عيدا. ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة (2).
[9316] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السبت لنا والأحد لشيعتنا
والاثنين لأعدائنا والثلاثاء لبني أمية والأربعاء يوم شرب الدواء والخميس تقضى فيه

(1) ثواب الأعمال: 99.
(2) الخصال: 1 / 264 ح 145.
37

الحوائج والجمعة للتنظف والتطيب وهو عيد المسلمين وهو أفضل من الفطر
والأضحى، ويوم الغدير أفضل الأعياد وهو ثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم
الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعة، وما من
عمل يوم الجمعة أفضل من الصلاة على محمد وآله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9317] 6 - الطوسي باسناده، عن الحسين بن الحسن الحسيني، عن محمد بن موسى
الهمداني، عن علي بن حسان الواسطي، عن علي بن الحسين العبدي قال: سمعت
أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: صيام يوم غدير خم صيام عمر الدنيا لو عاش انسان
ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مأة
حجة ومأة عمرة مبرورات متقبلات وهو عيد الله الأكبر وما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا
وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته، واسمه في السماء يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم
الميثاق المأخوذ والجمع المشهود... الحديث (2).
[9318] 7 - الطوسي رفعه عن زياد بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: للمسلمين
عيد غير يوم الجمعة والفطر والأضحى؟ قال: نعم، اليوم الذي نصب فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت: وأي يوم هو؟ قال: الأيام تدور ولكنه
الثامن عشر من ذي الحجة، ينبغي لكم أن تتقربوا إلى الله فيه بالبر والصوم والصلاة
وصلة الرحم وصلة الإخوان فإن الأنبياء كانوا إذا أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك
وأمروا به (3).

(1) الخصال: 2 / 394 ح 101.
(2) التهذيب: 3 / 143 ح 1.
(3) مصباح المتهجد: 679.
38

عمل عيد الغدير
[9319] 1 - قال ابن طاوس: عمل العيد الغدير السعيد: مما رويناه بصحيح الأسانيد فمن
ذلك بالأسانيد المتصلة مما ذكره ورواه محمد بن علي الطرازي في كتابه عن محمد بن
سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي، ورويناه
بإسنادنا أيضا إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان فيما رواه عن عمارة بن جوين
العبدي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة
فوجدته صائما فقال: إن هذا اليوم يوم عظم الله حرمته على المؤمنين إذ أكمل الله لهم
الدين وتمم عليهم النعمة وجدد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول إذ
أنساهم الله ذلك الموقف ووفقهم للقبول منه ولم يجعلهم من أهل الإنكار الذي
جحدوا، فقلت له: جعلت فداك فما ثواب صوم هذا اليوم؟ فقال: إنه يوم عيد وفرح
وسرور وصوم شكرا لله عز وجل فإن صومه يعدل ستين شهرا من الأشهر الحرم ومن
صلى فيه ركعتين أي وقت شاء وأفضل ذلك قرب الزوال وهي الساعة التي أقيم فيها
أمير المؤمنين (عليه السلام) بغدير خم علما للناس وذلك إنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك
الوقت فمن صلى ركعتين ثم سجد وشكر الله عز وجل مأة مرة ودعا بهذا الدعاء بعد رفع
رأسه من السجود: الدعاء: اللهم إني أسألك... (إلى آخر الدعاء) ثم تسجد وتحمد
الله مأة مرة وتشكر الله تعالى مأة مرة وأنت ساجد فإنه من فعل ذلك كان كمن حضر
ذلك اليوم وبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ذلك وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين
صدقوا الله ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم وكان كمن استشهد مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين صلى الله عليه ومع الحسن والحسين صلى الله عليهما
وكمن يكون تحت راية القائم صلى الله عليه في فسطاطه من النجباء النقباء (1).
أقول: لم أذكر الدعاء لطوله فعليك بمراجعة الاقبال: 472 إن شئت.

(1) الاقبال: 472.
39

خطبة الغدير وما بعدها
[9320] 1 - في تفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) قال العالم موسى بن جعفر (عليه السلام):
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أوقف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في يوم الغدير موقفه
المشهور المعروف ثم قال: يا عباد الله أنسبوني فقالوا: أنت محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ثم قال: أيها الناس ألست أولى بكم منكم
بأنفسكم فأنا مولاكم أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله فنظر إلى السماء
وقال: اللهم اشهد يقول هو ذلك وهم يقولون ذلك ثلاثا ثم قال: ألا من كنت مولاه
وأولى به، فهذا مولاه وأولى به اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره
واخذل من خذله ثم قال: قم يا أبا بكر فبايع له بإمرة المؤمنين فقام ففعل ذلك وبايع
له، ثم قال: قم يا عمر فبايع له بإمرة المؤمنين فقام فبايع، ثم قال: بعد ذلك لتمام
التسعة ثم لرؤساء المهاجرين والأنصار فبايعوا كلهم، فقام من بين جماعتهم عمر بن
الخطاب وقال: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة
ثم تفرقوا عن ذلك وقد وكدت عليهم العهود والمواثيق ثم إن قوما من متمرديهم
وجبابرتهم تواطؤوا بينهم إن كانت لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كائنة لندفعن عن علي هذا الأمر ولا
نتركنه له، فعرف الله ذلك من قبلهم وكانوا يأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويقولون: لقد
أقمت عليا أحب خلق الله إلى الله وإليك وإلينا كفيتنا به مؤونة الظلمة لنا والجائرين في
سياستنا، وعلم الله تعالى في قلوبهم خلاف ذلك من موالاة بعضهم لبعض وأنهم على
العداوة مقيمون ولدفع الأمر عن محقه مؤثرون فأخبر الله عز وجل محمدا عنهم فقال:
يا محمد (ومن الناس من يقول آمنا بالله) الذي أمرك بنصب علي إماما وسائسا
لامتك ومدبرا (وما هم بمؤمنين) (1) بذلك ولكنهم مواطؤون على هلاكك

(1) سورة البقرة: 8.
40

وهلاكه يوطنون أنفسهم على التمرد على علي إن كانت به كائنة قوله عز وجل: (يخادعون
الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) (1) قال موسى بن
جعفر (عليه السلام): فاتصل ذلك من مواطاتهم وقيل هم في علي (عليه السلام) وسوء تدبيرهم عليه
برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعاهم وعاتبهم فاجتهدوا في الإيمان وقال أولهم: يا رسول الله
ما اعتددت بشئ كاعتدادي بهذه البيعة ولقد رجوت أن يفسح الله بها لي في الجنان
ويجعلني فيها من أفضل النزال والسكان وقال ثانيهم: بابي أنت وأمي يا رسول الله ما
وثقت بدخول الجنة والنجاة من النار إلا بهذه البيعة والله ما يسرني إن نقضتها أو
نكثت بعد ما أعطيت من نفسي ما أعطيت وإن كان إلى طلاع ما بين الثرى إلى العرش
لإلى رطبة وجواهر فاخرة وقال ثالثهم: والله يا رسول الله لقد صرت من الفرح بهذه
البيعة من السرور والفتح من الآمال في رضوان الله ما أيقنت أنه لو كانت علي ذنوب
أهل الأرض كلها لمحصت عني بهذه البيعة وحلف على ما قال من ذلك ولعن من بلغ
عنه رسول الله خلاف ما حلف عليه، ثم تتابع بهذا الاعتذار من بعدهم من الجبابرة
والمتمردين، فقال الله عز وجل لمحمد: (يخادعون الله) يعني يخادعون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بإبدائهم خلاف ما في جوانحهم (والذين آمنوا) كذلك أيضا الذين سيدهم
وفاضلهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم قال: (وما يخدعون إلا أنفسهم) وما يضرون
بتلك الخديعة إلا أنفسهم فالله غني عنهم وعن نصرتهم ولولا إمهاله لما قدروا على
شئ من فجورهم وطغيانهم (وما يشعرون) إن الأمر كذلك وان الله يطلع نبيه على
نفاقهم وكذبهم وكفرهم ويأمره بلعنهم في لعنة الظالمين الناكثين وذلك اللعن لا
يفارقهم في الدنيا يلعنهم خيار عباد الله وفي الآخرة يبتلون بشدائد عذاب الله.
قوله عز وجل (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب اليم بما كانوا
يكذبون) (2) قال موسى بن جعفر (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما اعتذر إليه هؤلاء بما

(1) سورة البقرة: 9.
(2) سورة البقرة: 10.
41

اعتذروا تكرم عليهم بأن قبل ظواهرهم ووكل بواطنهم إلى ربهم لكن جبرئيل أتاه
فقال: يا محمد إن العلي الأعلى يقرئك السلام ويقول: اخرج هؤلاء المردة الذين
اتصل بك عنهم في علي ونكثهم لبيعته وتوطينهم نفوسهم على مخالفته عليا ليظهر من
العجائب ما أكرمه الله به من طواعية الأرض والجبال والسماء له وسائر ما خلق الله لما
أوقفه موقفك وأقامه مقامك ليعلموا أن ولي الله عليا غني عنهم وانه لا يكف عنهم
انتقامه إلا بأمر الله الذي له فيه وفيهم التدبير الذي بالغه بالحكمة التي هو عامل بها
وممض لما يوجبها فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الجماعة الذين اتصل به عنهم ما اتصل في أمر
علي (عليه السلام) والمواطاة على مخالفته بالخروج فقال لعلي (عليه السلام) لما استنفر عند صفح بعض
جبال المدينة: يا علي إن الله جل وعلا أمر هؤلاء بنصرتك ومساعدتك والمواظبة
على خدمتك والجد في طاعتك فإن أطاعوك فهو خير لهم يصيرون في جنان الله ملوكا
خالدين ناعمين وإن خالفوك فهو شر لهم يصيرون في جهنم خالدين معذبين.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتلك الجماعة: اعلموا أنكم إن أطعتم عليا سعدتم وإن
خالفتم شقيتم وأغناه الله عنكم بمن سيريكموه وبما سيريكموه ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا علي سل ربك بجاه محمد وآله الطيبين الذين أنت بعد محمد سيدهم أن يقلب لك هذه
الجبال ما شئت فسأل ربه تعالى ذلك فانقلبت فضة ثم نادته الجبال: يا علي ويا وصي
رسول رب العالمين إن الله قد أعدنا لك إن أردت إنفاقنا في أمرك فمتى دعوتنا أجبناك
لتمضي فينا حكمك وتنفذ فينا قضاءك ثم انقلبت ذهبا كلها وقالت مقالة الفضة ثم
انقلبت مسكا وعنبرا وعبيرا وجواهر ويواقيت وكل شئ منها ينقلب إليه فنادته يا
أبا الحسن يا أخا رسول الله نحن المسخرات لك أدعنا متى شئت لتنفقنا فيما شئت نجبك
ونتحول لك إلى ما شئت.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي سل الله بمحمد وآله الطاهرين الذين أنت سيدهم
بعد محمد رسول الله أن يقلب أشجارها لك رجالا شاكين الأسلحة وصخورها أسودا
ونمورا وأفاعي فدعا الله علي بذلك فامتلأت تلك الجبار والهضبات وقرار الأرض من
42

الرجال الشاكين السلاح الذين لا يفي الواحد منهم عشرة آلاف من الناس المعهودين
ومن الأسود والنمور والأفاعي حتى طبقت تلك الجبال والأرضون والهضبات كل
ينادي: يا علي يا وصي رسول الله نحن قد سخرنا الله لك وأمرنا بإجابتك كلما دعوتنا
إلى اصطلام كل من سلطتنا عليه فمتى شئت فادعنا نجبك وما شئت فأمرنا به نطعك يا
علي يا وصي رسول الله ان لك عند الله من الشأن العظيم ما لو سألت الله أن يصير لك
أطراف الأرض وجوانبها هيئة واحدة كصرة كيس لفعل أو يحد لك السماء إلى الأرض
لفعل أو يرفع لك الأرض إلى السماء لفعل أو يقلب لك ما في بحارها الإجاج ماء عذبا
أو زئبقا أو بانا أو ما شئت من أنواع الأشربة والأدهان لفعل ولو شئت أن يجمد
البحار أو يجعل سائر الأرض هي البحار لفعل لا يحزنك تمرد هؤلاء المتمردين وخلاف
هؤلاء المخالفين فكأنهم بالدنيا قد انقضت عنهم كأن لم يكونوا فيها وكأنهم بالآخرة إذا
وردت عليهم كأن لم يزالوا فيها، يا علي ان الذي أمهلهم مع كفرهم وفسقهم في تمردهم
عن طاعتك هو الذي أمهل فرعون ذا الأوتاد ونمرود بن كنعان ومن ادعى الإلهية من
ذوي الطغيان وأطغى الطغاة إبليس رأس أهل الضلالات، ما خلقت أنت ولا هم لدار
الفناء بل خلقتم لدار البقاء ولكنكم تنتقلون من دار إلى دار ولا حاجة بربك إلى من
يسوسهم ويرعاهم ولكنه أراد تشريفك عليهم وإبانتك بالفضل فيهم ولو شاء لهداهم.
قال: فمرضت قلوب القوم لما شاهدوا من ذلك مضافا إلى ما كان من مرض
أجسامهم لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال الله عند ذلك: (في قلوبهم مرض) أي
قلوب هؤلاء المتمردين الشاكين الناكثين لما أخذت عليهم من بيعة علي (فزادهم الله
مرضا) بحيث تاهت له قلوبهم جزاء بما اتيهم من هذه الآيات المعجزات (ولهم
عذاب أليم بما) (1) تكذبون محمدا ويكذبون في قلوبهم إنا على البيعة والعهد
مقيمون (2).

(1) سورة البقرة: 10.
(2) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): 37 طبع الحجري، ومن طبع الحروفي: 111.
43

كيفية إقامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) يوم الغدير
[9321] 1 - ابن طاوس بإسناده عن أحمد بن محمد بن علي المهلب، أخبرنا الشريف
أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن القاسم الشعراني، عن أبيه، حدثنا سلمة بن
الفضل الأنصاري، عن أبي مريم، عن قيس بن حيان، عن عطية السعدي قال
سألت حذيفة بن اليمان عن إقامة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا يوم الغدير غدير خم كيف كان؟
فقال: إن الله تعالى أنزل على نبيه أقول أنا لعله يعني بالمدينة (النبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في
كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين) (1) فقالوا: يا رسول الله ما هذه الولاية التي
أنتم بها أحق منا بأنفسنا؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): السمع والطاعة فيما أحببتم وكرهتم، فقلنا:
سمعنا وأطعنا فانزل الله تعالى (واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ
قلتم سمعنا وأطعنا) (2) فخرجنا إلى مكة مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع فنزل
جبرئيل فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: أنصب عليا علما للناس
فبكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى اخضلت لحيته وقال: يا جبرئيل إن قومي حديثو عهد
بالجاهلية ضربتهم على الدين طوعا وكرها حتى انقادوا لي فكيف إذا حملت على
رقابهم غيري فصعد جبرئيل.
ثم قال صاحب كتاب النشر والطي عن حذيفة: وقد كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث عليا
إلى اليمن فوافي مكة ونحن مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم توجه علي (عليه السلام) يوما نحو الكعبة يصلي
فلما ركع أتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه فأنزل الله تعالى: (إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (3)
فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأه علينا ثم قال: قوموا نطلب هذه الصفة التي وصف الله بها

(1) سورة الأحزاب: 6.
(2) سورة المائدة: 7.
(3) سورة المائدة: 55.
44

فلما دخل رسول الله المسجد استقبله سائل فقال: من أين جئت؟ فقال: من عند هذا
المصلي تصدق علي بهذه الحلقة وهو راكع فكبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومضى نحو علي
فقال: يا علي ما أحدثت اليوم من خير فأخبره بما كان منه إلى السائل فكبر ثالثة،
فنظر المنافقون بعضهم إلى بعض وقالوا: إن أفئدتنا لا تقوى على ذلك أبدا مع الطاعة
له فنسأل رسول الله أن يبدله لنا فاتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبروه بذلك فانزل الله تعالى
قرآنا وهو (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي) (1) الآية فقال جبرئيل:
يا رسول الله أتمه فقال: حبيبي جبرئيل قد سمعت ما تآمروا به فانصرف عن رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمين جبرئيل.
ثم قال صاحب كتاب النشر والطي من غير حديث حذيفة فكان من قول رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع بمنى: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين إن أخذتم بهما
لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض كإصبعي هاتين - وجمع بين سبابتيه - ألا فمن اعتصم بهما فقد
نجا ومن خالفهما فقد هلك ألا هل بلغت أيها الناس؟ قالوا: نعم قال: اللهم اشهد.
ثم قال صاحب كتاب النشر والطي: فلما كان في آخر يوم من أيام التشريق أنزل
الله عليه (إذا جاء نصر الله والفتح) (2) إلى آخرها فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) نعيت إلي نفسي
فجاء إلى مسجد الخيف فدخله ونادى الصلاة جامعة فاجتمع الناس فحمد الله وأثنى عليه
وذكر خطبته ثم قال فيها: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر كتاب
الله عز وجل طرف بيد الله تعالى وطرف بأيديكم فتمسكوا به والثقل الأصغر عترتي أهل
بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كإصبعي
هاتين - وجمع بين سبابتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل
هذه على هذه.

(1) سورة يونس: 15.
(2) سورة النصر: 1.
45

قال مصنف كتاب النشر والطي: فاجتمع قوم وقالوا: يريد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يجعل
الإمامة في أهل بيته فخرج منهم أربعة ودخلوا إلى مكة ودخلوا الكعبة وكتبوا فيما
بينهم إن أمات الله محمدا أو قتل لا يرد هذا الأمر في أهل بيته فأنزل الله تعالى: (أم
أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون إنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا
لديهم يكتبون) (1) (2).
نقل عنه العلامة المجلسي في بحار الأنوار: 37 / 127 ح 24.
أوقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) يوم الغدير وقال
[9322] 1 - الطوسي عن أبي الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار، عن أبي بكر محمد بن
عمر الجعابي الحافظ، عن أبي الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه، عن الحسن بن
علي الهاشمي، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي مريم، عن ثوير أبي فاختة، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال أبي: دفع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الراية يوم خيبر إلى علي بن
أبي طالب (عليه السلام) ففتح الله عليه وأوقفه يوم غدير خم، فأعلم الناس أنه مولى كل مؤمن
ومؤمنة وقال له: أنت مني وأنا منك. وقال له: تقاتل على التأويل كما قاتلت على
التنزيل. وقال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى. وقال له: أنا سلم لمن سالمت
وحرب لمن حاربت. وقال له: أنت العروة الوثقى. وقال له: أنت تبين لهم ما اشتبه
عليهم بعدي. وقال له: أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي
وقال له: أنت الذي أنزل الله فيه (واذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج
الأكبر) (3). وقال له: أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي. وقال له: أنا أول من
تنشق عنه الأرض وأنت معي. وقال له: أنا عند الحوض وأنت معي. وقال له: أنا

(1) سورة الزخرف: 79 و 80.
(2) الاقبال: 454.
(3) سورة التوبة: 3.
46

أول من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة. وقال له: ان
أوحى إلي بأن أقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه. وقال له:
اتق الضغائن التي لك في صدر من لا يظهرها إلا بعد موتي أولئك يلعنهم الله ويلعنهم
اللاعنون.
ثم بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل: مم بكاؤك يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبرئيل (عليه السلام)
أنهم يظلمونه ويمنعونه حقه ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعده وأخبرني
جبرئيل (عليه السلام) عن الله عز وجل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم وعلت كلمتهم واجتمعت الأمة
على محبتهم وكان الشانئ لهم قليلا والكاره لهم ذليلا وكثر المادح لهم وذلك حين تغير
البلاد وضعف العباد والإياس من الفرج وعند ذلك يظهر القائم منهم.
فقيل له: ما اسمه؟ قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي، هو من ولد
ابنتي يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل بأسيافهم ويتبعهم الناس بين راغب إليهم
وخائف منهم.
قال: وسكن البكاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: معاشر المؤمنين أبشروا بالفرج،
فإن وعد الله لا يخلف وقضاءه لا يرد وهو الحكيم الخبير فإن فتح الله قريب.
اللهم إنهم أهلي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم اكلأهم وارعهم
وكن لهم وانصرهم وأعنهم وأعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على كل شئ
قدير (1).
ليس اسم والد القائم «عج» كاسم والد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه الفقرة من الرواية بظاهرها
غير تام بل والده هو الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
أكلاهم: أي أحفظهم.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 66 / 351 الرقم: 726.
47

احتجاج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير
[9323] 1 - قال أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي: حدثني السيد العالم
العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي (رضي الله عنه) قال: أخبرنا الشيخ أبو
علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي (رضي الله عنه) عن أبيه، عن
جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن
علي السوري، عن أبي محمد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين -
عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثنا سيف بن
عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي،
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) انه قال: حج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من المدينة وقد بلغ
جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا محمد إن الله
جل اسمه يقرؤك السلام ويقول لك: إني لم أقبض نبيا من أنبيائي ولا رسولا من رسلي
إلا بعد إكمال ديني وتأكيد حجتي وقد بقي عليك من ذاك فريضتان مما تحتاج أن تبلغهما
قومك: فريضة الحج، وفريضة الولاية والخلافة من بعدك، فاني لم أخل أرضي من
حجة ولن أخليها أبدا، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج وتحج ويحج
معك من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب وتعلمهم من معالم
حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وتوقفهم من ذلك على مثال
الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرائع.
فنادى منادي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الناس: ألا إن رسول الله يريد الحج وأن
يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرائع دينكم ويوقفكم من ذاك على ما
أوقفكم عليه من غيره، فخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما
يصنع فيصنعوا مثله، فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل
الأطراف والأعراب سبعين ألف إنسان أو يزيدون على نحو عدد أصحاب موسى
48

السبعين ألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري،
وكذلك أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) البيعة لعلي بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا
البيعة واتبعوا العجل والسامري سنة بسنة ومثلا بمثل، واتصلت التلبية ما بين مكة
والمدينة. فلما وقف بالموقف أتاه جبرئيل (عليه السلام) عن الله فقال: يا محمد إن الله عز وجل يقرؤك
السلام ويقول لك: إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على ما لا بد منه ولا عنه
محيص، فاعهد عهدك وقدم وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم
الأنبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الأنبياء، فسلمه إلى
وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فأقمه
للناس علما وجدد عهده وميثاقه وبيعته، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي
وميثاقي الذي واثقتهم وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل
مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فإني لم أقبض نبيا من الأنبياء إلا من بعد إكمال
ديني وحجتي وإتمام نعمتي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي، وذلك كما توحيدي وديني
وإتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته وذلك إني لا أترك أرضي بغير ولي ولا قيم
ليكون حجة لي على خلقي، فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الإسلام دينا.
بولاية وليي ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي عبدي ووصي نبي والخليفة من بعده
وحجتي البالغة على خلقي، مقرون طاعته بطاعة محمد نبيي ومقرون طاعته مع طاعة
محمد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني
وبين خلقي، من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن أشرك بيعته كان مشركا
ومن لقيني بولايته دخل الجنة، ومن لقيني بعداوته دخل النار، فأقم يا محمد عليا
علما وخذ عليهم البيعة وجدد عهدي وميثاقي لهم الذي واثقتهم عليه، فإني قابضك
إلي ومستقدمك علي.
49

فخشي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قومه وأهل النفاق والشقاق: أن يتفرقوا ويرجعوا
إلى الجاهلية لما عرف من عداوتهم ولما ينطوي عليه أنفسهم لعلي من العداوة
والبغضاء وسأل جبرئيل أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر أن يأتيه جبرئيل
بالعصمة من الناس عن الله جل اسمه، فأخر ذلك إلى بلغ مسجد الخيف، فأتاه
جبرئيل (عليه السلام) في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا للناس يهتدون به،
ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة
والمدينة، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله ولم يأته بالعصمة.
فقال: يا جبرئيل إني أخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي (عليه السلام) فرحل
فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل (عليه السلام) على خمس ساعات
مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس فقال: يا محمد إن الله عز وجل
يقرؤك السلام ويقول لك: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك [في علي]
وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (1).
وكان أوائلهم قريب من الجحفة فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر
عنهم في ذلك المكان ليقيم عليا علما للناس ويبلغهم ما أنزل الله تعالى في علي،
وأخبره بأن الله عز وجل قد عصمه من الناس، فأمر رسول الله عندما جاءته العصمة
مناديا ينادي في الناس بالصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر وتنحى
عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير أمره بذلك جبرئيل عن الله عز وجل، وكان في الموضع
سلمات (2) فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يقم ما تحتهن وينصب له حجارة كهيئة المنبر
ليشرف على الناس، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون،
فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوق تلك الأحجار ثم حمد الله تعالى وأثنى عليه فقال:

(1) سورة المائدة: 67.
(2) سلمات: أشجار.
50

الحمد لله الذي علا في توحده، ودنا في تفرده، وجل في سلطانه، وعظم في
أركانه، وأحاط بكل شئ علما وهو في مكانه، وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه
مجيدا لم يزل محمودا لا يزال، بارئ المسموكات (1) وداحي المدحوات وجبار
الأرضين والسماوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من
برأه متطول على جميع من أنشأه، يلحظ كل عين والعيون لا تراه، كريم حليم ذو أناة،
قد وسع كل شئ رحمته ومن عليهم بنعمته، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما
استحقوا من عذابه، قد فهم السرائر وعلم الضمائر، ولم تخف عليه المكنونات، ولا
اشتبهت عليه الخفيات، له الإحاطة بكل شئ والغلبة على كل شئ والقوة في كل
شئ والقدرة على كل شئ وليس مثله شئ وهو منشئ الشئ حين لا شئ، دائم
قائم بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك
الأبصار وهو اللطيف الخبير، لا يلحق أحد وصفه من معاينة، ولا يجد أحد كيف هو
من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه.
وأشهد أنه الله الذي ملأ الدهر قدسه، والذي يغشي الأبد نوره، والذي ينفذ أمره
بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير ولا تفاوت في تدبير، صور ما أبدع على
غير مثال، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال، أنشأها
فكانت، وبرأها فبانت، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الصنعة، الحسن الصنيعة،
العدل الذي لا يجور، والأكرم الذي ترجع إليه الأمور.
وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته وخضع كل شئ لهيبته، ملك الأملاك
ومفلك الأفلاك، ومسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى، يكور الليل على
النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا، قاصم كل جبار عنيد ومهلك كل شيطان

(1) السمك: السقف، أو من أعلى البيت إلى أسفله، والغاية من كل شئ، والمقصود هنا السماوات وما
فيها.
51

مريد، لم يكن معه ضد ولا ند، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، إله
واحد ورب ماجد، يشاء فيمضي ويريد فيقضي، ويعلم فيحصي ويميت ويحيي،
ويفقر ويغني، ويضحك ويبكي، ويمنع ويعطي.
له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير، يولج الليل في النهار ويولج
النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار، مجيب الدعاء ومجزل العطاء، محصي
الأنفاس ورب الجنة والناس، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين
ولا يبرمه الحاح الملحين، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين ومولى العالمين الذي
استحق من كل من خلق أن يشكره ويحمده.
أحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء وأؤمن به وملائكته وكتبه ورسله،
أسمع أمره وأطيع وأبادر إلى كل ما يرضاه، وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا
من عقوبته، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره، وأقر له على نفسي
بالعبودية وأشهد له بالربوبية وأؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه
قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته لا إله إلا هو، لأنه قد أعلمني أني إن لم
أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة، وهو الله الكافي
الكريم، فأوحى إلي: (بسم الله الرحمن الرحيم) (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل
إليك من ربك [في علي - يعني في الخلافة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) -] وإن لم تفعل فما
بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
معاشر الناس ما قصرت في تبليغ ما أنزل الله تعالى إلي، وأنا مبين لكم سبب نزول
هذه الآية: إن جبرئيل (عليه السلام) هبط إلي مرارا ثلاثا يأمرني عن السلام ربي وهو السلام
أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أخي
ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه
لا نبي بعدي وهو وليكم من بعد الله ورسوله، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك
52

آية من كتابه: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (1) وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) أقام الصلاة وآتى الزكاة
وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال.
وسألت جبرئيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم - أيها الناس - لعلمي بقلة
المتقين وكثرة المنافقين وإدغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله
في كتابه بأنهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم،
وكثرة أذاهم لي في غير مرة حتى سموني أذنا، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي
وإقبالي عليه، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك قرآنا (ومنهم الذين يؤذون النبي
ويقولون هو أذن قل أذن - على الذين يزعمون انه اذن - خير لكم يؤمن بالله ويؤمن
للمؤمنين) (2) الآية.
ولو شئت أن أسمي بأسمائهم لسميت وأن أومي إليهم بأعيانهم لأومأت وأن أدل
عليهم لدللت، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن
أبلغ ما أنزل إلي، ثم تلا (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك - في
علي - وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (3).
فاعلموا معاشر الناس أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على
المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم بإحسان، وعلى البادي والحاضر وعلى
الأعجمي والعربي والحر والمملوك والصغير والكبير وعلى الأبيض والأسود وعلى كل
موحد ماض حكمه جائز قوله نافذ أمره، ملعون من خالفه مرحوم من تبعه مؤمن من
صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له.

(1) سورة المائدة: 55.
(2) سورة التوبة: 61.
(3) سورة المائدة: 67.
53

معاشر الناس إنه آخر مقام أقومه في هذا المشهد فاسمعوا وأطيعوا وانقادوا لأمر
ربكم، فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم ثم من دونه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وليكم القائم المخاطب
لكم، ثم من بعدي علي وليكم وإمامكم بأمر ربكم، ثم الإمامة في ذريتي من ولده إلى
يوم تلقون الله ورسوله، لا حلال إلا ما أحله الله ولا حرام إلا ما حرمه الله، عرفني
الحلال والحرام وأنا أفضيت لما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه.
معاشر الناس لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه ولا تستكبروا [ولا تستنكفوا خ ل]
من ولايته، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ويزهق الباطل وينهى عنه ولا تأخذه
في الله لومة لائم. ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله، وهو الذي فدى رسوله بنفسه وهو
الذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد الله مع رسوله من الرجال غيره.
معاشر الناس فضلوه فقد فضله الله، واقبلوه فقد نصبه الله.
معاشر الناس إنه إمام من الله ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته، ولن يغفر الله
له، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه وأن يعذبه عذابا شديدا نكرا أبد
الآباد ودهر الدهور، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة
أعدت للكافرين.
أيها الناس بي والله بشر الأولون من النبيين والمرسلين، وأنا خاتم الأنبياء
والمرسلين والحجة على جميع المخلوقين من أهل السماوات والأرضين، فمن شك في ذلك
فهو كافر كفر الجاهلية الأولى، ومن شك في شئ من قولي هذا فقد شك في الكل منه،
والشاك في ذلك فله النار.
معاشر الناس حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلي، ولا إله إلا
هو، له الحمد مني أبد الآبدين ودهر الداهرين على كل حال.
معاشر الناس فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر وأنثى، بنا أنزل الله
الرزق وبقي الخلق، ملعون ملعون مغضوب مغضوب من رد علي قولي هذا ولم يوافقه،
ألا إن جبرئيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول: «من عادى عليا ولم يتوله
54

فعليه لعنتي وغضبي» فلتنظر نفس ما قدمت لغد، واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد
ثبوتها إن الله خبير بما تعملون.
معاشر الناس انه جنب الله الذي ذكر في كتابه فقال تعالى: (أن تقول نفس
يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) (1).
معاشر الناس تدبروا القرآن وافهموا آياته وانظروا إلى محكماته ولا تتبعوا
متشابهه، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده
ومصعده إلي وشائل بعضده ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه، وهو علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) أخي ووصيي، وموالاته من الله أنزلها علي.
معاشر الناس إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر، والقرآن الثقل
الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،
هم أمناء الله في خلقه وحكماؤه في أرضه، ألا وقد أديت، ألا وقد بلغت ألا وقد
أسمعت، ألا وقد أوضحت، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل، ألا إنه ليس
أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره.
ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه، وكان منذ أول ما صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شال
عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال:
معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى
تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والعامل بما يرضاه والمحارب لأعدائه والموالي على
طاعته والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل
الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله.
أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة بعدي

(1) سورة الزمر: 56.
55

لعلي وليك عند تبياني ذلك ونصبي إياه بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم
بنعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا، فقلت: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل
منه وهو في الآخرة من الخاسرين) (1) اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا أني قد
بلغت.
معاشر الناس إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من
ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي
النار هم فيها خالدون، لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون.
معاشر الناس هذا علي أنصركم لي وأحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي
والله عز وجل وأنا عنه راضيان، وما نزلت آية رضى إلا فيه، وما خاطب الله الذين آمنوا
إلا بدأ به، ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه، ولا شهد بالجنة في هل أتى على
الإنسان إلا له، ولا أنزلها في سواه ولا مدح بها غيره.
معاشر الناس هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله، وهو التقي النقي الهادي
المهدي، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي وبنوه خير الأوصياء.
معاشر الناس ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي.
معاشر الناس إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد، فلا تحسدوه فتحبط
أعمالكم وتزل أقدامكم، فإن آدم أهبط إلى الأرض لخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل
وكيف بكم وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله، انه لا يبغض عليا إلا شقي ولا يتوالى عليا إلا
تقي ولا يؤمن به إلا مؤمن مخلص، وفي علي والله نزلت سورة والعصر: (بسم الله
الرحمن الرحيم * والعصر إن الإنسان لفي خسر) إلى آخرها.
معاشر الناس قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي، وما على الرسول إلا البلاغ
المبين.

(1) سورة آل عمران: 85.
56

معاشر الناس اتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون.
معاشر الناس آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس
وجوها فنردها على أدبارها.
معاشر الناس النور من الله عز وجل في مسلوك ثم في علي ثم في النسل منه إلى القائم
المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على
المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين.
معاشر الناس أنذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت
انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله
الشاكرين، ألا وإن عليا هو الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولدي من صلبه.
معاشر الناس لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم ويصيبكم بعذاب من
عنده إنه لبالمرصاد.
معاشر الناس إنه سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة
لا ينصرون.
معاشر الناس إن الله وأنا بريئان منهم.
معاشر الناس إنهم وأنصارهم وأتباعهم وأشياعهم في الدرك الأسفل من النار
ولبئس مثوى المتكبرين، ألا إنهم أصحاب (الصحيفة) فلينظر أحدكم في صحيفته.
قال: فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة.
معاشر الناس إني أدعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما
أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولد
أو لم يولد، فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة، وسيجعلونها ملكا
وإغتصابا، ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان
فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران.
57

معاشر الناس إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من
الطيب، وما كان الله ليطلعكم على الغيب.
معاشر الناس إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك القرى وهي
ظالمة، كما ذكر الله تعالى، وهذا علي إمامكم ووليكم، وهو مواعيد الله، والله يصدق
ما وعده.
معاشر الناس قد ضل قبلكم أكثر الأولين، والله لقد أهلك الأولين وهو مهلك
الآخرين، قال الله تعالى: (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل
بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين) (1).
معاشر الناس إن الله قد أمرني ونهاني، وقد أمرت عليا ونهيته، فعلم الأمر والنهى
من ربه عز وجل، فاسمعوا لأمره تسلموا، وأطيعوا تهتدوا، وانتهوا لنهيه ترشدوا،
وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله.
معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه، ثم علي من بعدي، ثم
ولدي من صلبه، أئمة يهدون إلى الحق وبه يعدلون، ثم قرأ: (الحمد لله رب
العالمين) إلى آخرها وقال: في نزلت وفيهم نزلت، ولهم عمت وإياهم خصت،
أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ألا إن حزب الله هم الغالبون، ألا إن
أعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق، والحادون، وهم العادون، وإخوان الشياطين
الذين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا.
ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل: (لا تجد قوما يؤمنون بالله
واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) (2) إلى آخر الآية.
ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال: (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم

(1) سورة المرسلات: 16 - 19.
(2) سورة المجادلة: 22.
58

بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) (1) ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل
فقال: (الذين يدخلون الجنة آمنين) تتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم
فادخلوها خالدين (2).
ألا إن أولياءهم الذين قال لهم الله عز وجل: (يدخلون الجنة بغير حساب) (3).
ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا (4).
ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير (5).
ألا إن أعداءهم الذين قال الله فيهم: (كلما دخلت أمة لعنت أختها) (6) الآية.
ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل: (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم
يأتكم نذير * قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا
في ضلال مبين) (7).
ألا إن أولياءهم (الذين يخشون ربهم بالغيب ولهم مغفرة وأجر كبير) (8).
معاشر الناس شتان ما بين السعير والجنة، عدونا من ذمه الله ولعنه، وولينا من
مدحه الله وأحبه.
معاشر الناس ألا وإني منذر وعلي هاد.
معاشر الناس إني نبي وعلي وصي.

(1) سورة الأنعام: 82.
(2) هذا المضمون مأخوذ من قوله تعالى: (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها
وفتحت أبوابها قال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين) سورة الزمر: 73.
(3) مأخوذ من قوله تعالى: (فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب) سورة غافر: 40.
(4) مأخوذ من قوله تعالى: (فسوف يدعو ثبورا * ويصلى سعيرا) سورة الانشقاق: 12.
(5) إشارة إلى قوله تعالى: (إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيضا وزفيرا) سورة الفرقان: 12.
(6) سورة الأعراف: 38.
(7) سورة الملك: 8 - 9.
(8) سورة الملك: 12.
59

ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي.
ألا إنه الظاهر على الدين.
ألا إنه المنتقم من الظالمين.
ألا إنه فاتح الحصون وهادمها.
ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك.
ألا إنه مدرك بكل ثار لأولياء الله.
ألا إنه الناصر لدين الله.
ألا إنه الغراف (1) في بحر عميق.
ألا إنه يسم (2) كل ذي فضل بفضله، وكل ذي جهل بجهله.
ألا إنه خيرة الله ومختاره.
ألا إنه وارث كل علم والمحيط به.
ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر إيمانه.
ألا إنه الرشيد السديد.
ألا إنه المفوض إليه.
ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه.
ألا إنه الباقي حجة ولا حجة بعده، ولا حق إلا معه، ولا نور إلا عنده، ألا إنه
لا غالب له ولا منصور عليه.
ألا وإنه ولي الله في أرضه، وحكمه في خلقه، وأمينه في سره وعلانيته.
معاشر الناس قد بينت لكم وأفهمتكم، وهذا علي يفهمكم بعدي.
ألا وإني عند انقضاء خطبتي أدعوكم إلى مصافقتي على بيعته والإقرار به، ثم

(1) غرف الماء بيده: أخذه بها، ولعله إشارة إلى العلوم.
(2) يسم الشئ: يجعل له علامة يعرف بها.
60

مصافقته بعدي.
ألا وإني قد بايعت الله وعلي قد بايعني، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل، (فمن
نكث فإنما ينكث على نفسه) (1) الآية.
معاشر الناس إن الحج والصفا والمروة والعمرة من شعائر الله، (فمن حج البيت
أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما) (2) الآية.
معاشر الناس حجوا البيت، فما ورده أهل بيت إلا استغنوا، ولا تخلفوا عنه إلا
افتقروا.
معاشر الناس ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته
ذلك، فإذا انقضت حجته استؤنف عمله.
معاشر الناس الحجاج معاونون ونفقاتهم مخلفة، والله لا يضيع أجر المحسنين.
معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين والتفقه، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا
بتوبة وإقلاع.
معاشر الناس أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل، لئن طال عليكم الأمد
فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم، الذي نصبه الله عز وجل بعدي، ومن خلفه الله
مني ومنه يخبركم بما تسألون عنه، ويبين لكم ما لا تعلمون.
ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن أحصيهما وأعرفهما، فآمر بالحلال وأنهى عن
الحرام في مقام واحد، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ما جئت به
عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده، الذين هم مني ومنه أئمة قائمة منهم
المهدي إلى يوم القيامة الذي يقضي بالحق.
معاشر الناس وكل حلال دللتكم عليه أو حرام نهيتكم عنه، فاني لم أرجع عن

(1) سورة الفتح: 10.
(2) سورة البقرة: 158.
61

ذلك ولم أبدل. ألا فاذكروا ذلك واحفظوه، وتواصوا به ولا تبدلوه، ولا تغيروه.
ألا وإني أجدد القول: ألا فأقيموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وائمروا بالمعروف،
ونهوا عن المنكر.
ألا وإن رأس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: أن تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم
يحضر وتأمروه بقبوله، وتنهوه عن مخالفته، فإنه أمر من الله عز وجل ومني، ولا أمر
بمعروف ولا نهي عن منكر إلا مع إمام معصوم.
معاشر الناس القرآن يعرفكم أن الأئمة من بعده ولده، وعرفتكم أنه مني وأنا
منه، حيث يقول الله في كتابه: (وجعلنا كلمة باقية في عقبه) (1) وقلت: «لن
تضلوا ما إن تمسكتم بهما».
معاشر الناس التقوى التقوى، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل: (إن زلزلة
الساعة شئ عظيم) (2).
اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب
والعقاب، فمن جاء بالحسنة أثيب عليها، ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان
نصيب.
معاشر الناس إنكم أكثر من أن تصافقوني بكف واحدة، وقد أمرني الله عز وجل أن
آخذ من ألسنتكم الإقرار بما عقدت لعلي من إمرة المؤمنين، ومن جاء بعده من الأئمة
مني ومنه على ما أعلمتكم: أن ذريتي من صلبه، فقولوا بأجمعكم «إنا سامعون،
مطيعون، راضون، منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وأمر ولده من صلبه
من الأئمة، نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا، على ذلك نحيا ونموت
ونبعث ولا نغير ولا نبدل، ولا نشك ولا نرتاب، ولا نرجع عن عهد ولا ننقض

(1) سورة الزخرف: 28.
(2) سورة الحج: 1.
62

الميثاق، نطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك
من صلبه بعد الحسن والحسين اللذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي
ومنزلتهما من ربي عز وجل فقد أديت ذلك إليكم وإنهما سيدا شباب أهل الجنة، وإنهما
الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله.
وقولوا: أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت،
عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا وألسنتنا ومصافقة أيدينا من
أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه ولا نبغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا عنه حولا أبدا،
أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا وأنت علينا به شهيد، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر
وملائكة الله وجنوده وعبيده والله أكبر من كل شهيد».
معاشر الناس ما تقولون فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس، فمن اهتدى
فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها، ومن بايع فإنما يبايع الله يد الله فوق أيديهم.
معاشر الناس فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة كلمة
طيبة باقية، يهلك الله من غدر ويرحم الله من وفي، (ومن نكث فإنما ينكث على
نفسه) (1) الآية.
معاشر الناس قولوا الذي قلت لكم وسلموا على علي بإمرة المؤمنين، وقولوا:
(سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير) (2) وقولوا: (الحمد لله الذي هدانا
لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله) (3) الآية.
معاشر الناس إن فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) عند الله عز وجل، وقد أنزلها في القرآن
أكثر من أن أحصيها في مقام واحد، فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه.
معاشر الناس من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما.

(1) سورة الفتح: 10.
(2) سورة البقرة: 285.
(3) سورة الأعراف: 43.
63

معاشر الناس السابقون السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بإمرة
المؤمنين، أولئك هم الفائزون في جنات النعيم.
معاشر الناس قولوا ما يرضى الله به عنكم من القول، «(فإن تكفروا أنتم ومن
في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا) (1) اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على
الكافرين والحمد لله رب العالمين.
فناداه القوم: سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا وألسنتنا وأيدينا
وتداكوا على رسول الله وعلى علي (عليه السلام) فصافقوا بأيديهم، فكان أول من صافق
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار
وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم، إلى أن صليت المغرب والعتمة في وقت
واحد، ووصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله يقول كلما بايع قوم: «الحمد لله
الذي فضلنا على جميع العالمين». وصارت المصافقة سنة ورسما، وربما يستعملها من
ليس له حق فيها.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: لما فرغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه الخطبة رأى
الناس رجلا جميلا بهيا طيب الريح فقال: تالله ما رأيت محمدا كاليوم قط، ما أشد ما
يؤكد لابن عمه وإنه يعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله، ويل طويل لمن
حل عقده.
قال: والتفت إليه عمر بن الخطاب حين سمع كلامه فأعجبته هيأته، ثم التفت إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: أما سمعت ما قال هذا الرجل، قال كذا وكذا؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا عمر أتدري من ذاك الرجل؟ قال: لا. قال: ذلك الروح الأمين جبرئيل، فإياك
أن تحله، فإنك إن فعلت فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء (2).

(1) سورة آل عمران: 144.
(2) الاحتجاج: 1 / (55 - 67).
64

لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل
[9324] 1 - العياشي رفعه إلى صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله: لما نزلت هذه
الآية بالولاية أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدوحات دوحات غدير خم فقممن ثم نودي
الصلاة جامعة ثم قال: أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى
قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه رب وال من والاه وعاد من عاداه، ثم أمر الناس
ببيعته وبايعه الناس لا يجيء أحد إلا بايعه لا يتكلم حتى جاء أبو بكر فقال: يا أبا بكر
بايع عليا بالولاية فقال: من الله أو من رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله ثم جاء
عمر فقال: بايع عليا بالولاية فقال: من الله أو من رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله
ثم ثنى عطفيه فالتفت فقال لأبي بكر: لشد ما يرفع بضبعي ابن عمه، ثم خرج
هاربا من العسكر فما لبث أن أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إني خرجت من
العسكر لحاجة فرأيت رجلا عليه ثياب لم أر أحسن منه والرجل من أحسن الناس
وجها وأطيبهم ريحا فقال: لقد عقد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي عقدا لا يحله إلا كافر،
فقال: يا عمر أتدري من ذاك؟ قال: لا قال: ذاك جبرئيل فاحذر أن تكون أول من
تحله فتكفر.
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد حضر الغدير اثنا عشر ألف رجل يشهدون لعلي بن
أبي طالب (عليه السلام) فما قدر على أخذ حقه وإن أحدكم يكون له المال وله شاهدان فيأخذ
حقه (فإن حزب الله هم الغالبون) (1) في علي (عليه السلام) (2).

(1) سورة المائدة: 56.
(2) تفسير العياشي: 1 / 329 ح 143 ونقل عنه في بحار الأنوار: 37 / 138، ومختصره في
وسائل الشيعة: 27 / 238.
65

يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض
[9325] الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي علي أحمد بن محمد بن عمار
الكوفي قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن
عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) والمجلس
غاص بأهله فتذاكروا يوم الغدير فأنكره بعض الناس، فقال الرضا (عليه السلام): حدثني
أبي، عن أبيه (عليهما السلام) قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض إن لله في
الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضة ولبنة من ذهب فيه مائة ألف قبة من ياقوتة
حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار نهر
من خمر ونهر من ماء ونهر من لبن، نهر من عسل وحواليه أشجار جميع الفواكه عليه
طيور أبدانهما من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات إذا كان يوم
الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه فتطاير
تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا اجتمعت الملائكة
طارت فتنفض ذلك عليهم وأنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة (عليها السلام) فإذا كان
آخر ذلك اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء والزلل إلى قابل في
مثل هذا اليوم تكرمه لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام).
ثم قال: يا ابن أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فإن
الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف
ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك
العارفين فأفضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة.
ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وأنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان
مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صبا ثم يكشفه كاشف الكرب
العظيم والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم
66

عشر مرات ولولا أني أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من
عرفه ما لا يحصى بعدد.
قال علي بن الحسن بن فضال: قال لي محمد بن عبد الله: لقد ترددت إلى أحمد بن
محمد أنا وأبوك والحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرة وسمعناه منه (1).
نقلها أيضا ابن طاوس الحسيني في الاقبال: 468.
نزلت يوم الغدير
[9326] 1 - السروي عن الواحدي في أسباب نزول القرآن بإسناده عن الأعمش وأبي
الجحاف، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، وأبو بكر الشيرازي فيما نزل من القرآن
في أمير المؤمنين (عليه السلام) بالاسناد عن ابن عباس والمرزباني في كتابه عن ابن عباس قال:
نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) (2) يوم غدير خم في
علي بن أبي طالب (عليه السلام).
تفسير ابن جريح وعطاء والثوري والثعلبي أنها نزلت في فضل علي بن أبي
طالب (عليه السلام).
إبراهيم الثقفي باسناده عن الخدري وبريدة الأسلمي ومحمد بن علي أنها نزلت يوم
الغدير في علي (عليه السلام).
تفسير الثعالبي قال جعفر بن محمد (عليه السلام): معناه بلغ ما انزل إليك من ربك في فضل
علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما نزلت هذه الآية أخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي فقال: من كنت
مولاه فعلي مولاه.
وعنه بإسناده عن الكلبي نزل ان يبلغ فيه فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي (عليه السلام)

(1) التهذيب: 6 / 24 ح 9.
(2) سورة المائدة: 67.
67

فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقوله (يا أيها
الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) (1) فيه خمسة أشياء: كرامة وأمر وحكاية
وعزل وعصمة، أمر الله نبيه أن ينصب عليا إماما فتوقف فيه لكراهته تكذيب القوم
فنزلت (فلعلك باخع نفسك) (2) الآية فأمرهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسلموا على
علي (عليه السلام) بالإمرة ثم نزل بعد أيام (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) وجاء
في تفسير قوله تعالى (فأوحى إلى عبده ما أوحى) (3) ليلة المعراج في علي (عليه السلام) فلما
دخل وقته قال: (بلغ ما انزل إليك من ربك) وما أوحى أي بلغ ما انزل إليك في
علي (عليه السلام) ليلة المعراج....
أبو سعيد الخدري وجابر الأنصاري قالا: لما نزلت (اليوم أكملت لكم دينكم)
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وولاية
علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعدي رواه النطنزي في الخصائص.
العياشي عن الصادق (عليه السلام) (اليوم أكملت لكم دينكم) بإقامة حافظه (وأتممت
عليكم نعمتي) بولايتنا (ورضيت لكم الاسلام دينا) (4) أي تسليم النفس
لأمرنا.
الباقر والصادق (عليهما السلام): نزلت هذه الآية يوم الغدير وقال يهودي لعمر: لو كان هذا
اليوم فينا لاتخذناه عيدا، فقال ابن عباس: وأي يوم أكمل من هذا العيد.
ابن عباس: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) توفي بعد هذه الآية بأحد وثمانين يوما (5).
أكثر الروايات عاميات وذكرها العلامة المجلسي في بحار الأنوار: 37 / 155.

(1) سورة المائدة: 67.
(2) سورة الشعراء: 3.
(3) سورة النجم: 10.
(4) سورة المائدة: 5.
(5) المناقب: 3 / 28 و 31 طبع بيروت.
68

أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيد علي (عليه السلام) يوم الغدير
[9327] 1 - الطبري عن محمد بن علي بن عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، عن أحمد بن
محمد بن حماد، عن ابن عقدة، عن أبي جعفر بن محمد بن هشام، عن علي بن الحسين
ابن أبي بردة البجلي، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث، عن علي (عليه السلام) قال:
أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الغدير بيدي فقال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وأحب من أحبه وابغض من أبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله (1).
ما أراد رسول الله لعلي (عليه السلام) يوم الغدير
[9328] 1 - الطبري، عن محمد بن علي بن قرواش، عن محمد بن محمد النقار، عن محمد
ابن محمد بن الحسين والحسن بن زيد بن حمزة، عن علي بن عبد الرحمان، عن محمد
ابن منصور، عن علي بن الحسين بن عمر بن علي بن الحسين، عن إبراهيم بن رجاء
الشيباني قال: قيل لجعفر بن محمد (عليه السلام): ما أراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله لعلي (صلى الله عليه وآله وسلم)
يوم الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه؟ قال:
فاستوى جعفر بن محمد (عليه السلام) قاعدا ثم قال: سئل والله عنها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: الله
مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم لا أمر
لهم معي ومن كنت مولاه أولى به من نفسه لا أمر له معي فعلي بن أبي طالب مولاه أولى
به من نفسه لا أمر له معه (2).

(1) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 166، ونقل عنه في بحار الأنوار: 37 / 168.
(2) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 51، ونقل عنه في بحار الأنوار: 37 / 221.
69

رن إبليس يوم الغدير
[9329] 1 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام): إن إبليس عدو الله رن أربع رنات: يوم لعن ويوم
اهبط إلى الأرض ويوم بعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويوم الغدير (1).
الرواية من حيث السند معتبرة. رن: صيحة حزينة.
الولاية في يوم الغدير من دعائم الاسلام
[9330] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن أبان، عن فضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الاسلام على خمس: الصلاة
والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشئ ما نودي بالولاية يوم الغدير (2).
الرواية حسنة الإسناد.
خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم الغدير
[9331] 1 - قال السيد ابن طاوس بإسناده عن الفياض بن محمد الطرسوسي حدث
بطوس سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى
الرضا (عليه السلام) في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للإفطار وقد قدم
إلى منازلهم الطعام والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال وقد غير أحوالهم
وأحوال حاشيته وجددت له الآلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه وهو
يذكر فضل اليوم وقديمه فكان من قوله (عليه السلام): حدثني الهادي أبي (عليه السلام) قال: حدثني
جدي الصادق (عليه السلام) قال: حدثني الباقر (عليه السلام) قال: حدثني سيد العابدين (عليه السلام) قال: إن

(1) قرب الاسناد: 9 ح 30، ونقل عنه في بحار الأنوار: 63 / 241.
(2) الكافي: 2 / 21 ح 8.
70

الحسين (عليه السلام) قال: اتفق في بعض سني أمير المؤمنين (عليه السلام) الجمعة والغدير فصعد المنبر
على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم فحمد الله وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله وأثنى
عليه بما لا يتوجه إليه غيره فكان مما حفظ من ذلك:
الحمد لله الذي جعل الحمد من غير حاجة منه إلى حامديه وطريقا من طرق
الاعتراف بلاهوتيته وصمدانيته وربانيته وفردانيته وسببا إلى المزيد من رحمته
ومحجة للطالب من فضله وكمن في إبطان حقيقة الاعتراف له بأنه المنعم على كل حمد
باللفظ وان عظم، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نزعت عن
إخلاص الطوى ونطق اللسان بها عبارة عن صدق خفي أنه الخالق البارئ المصور، له
الأسماء الحسنى ليس كمثله شئ إذ كان الشئ من مشيته وكان لا يشبهه مكونه،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه به
انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس وانتجبه آمرا وناهيا عنه إقامة في ساير
عالمه في الأداء ومقامه إذ كان لا تدركه الأبصار ولا تحويه خواطر الأفكار ولا تمثله
غوامض الظنون في الأسرار، لا اله إلا هو الملك الجبار قرن الاعتراف بنبوته
بالاعتراف بلاهوتيته واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته فهلهل ذلك
بخاصته وخلته إذ لا يختص من يشوبه التغيير ولا يخالل من يلحقه التظنين وأمر
بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته وطريقا للداعي إلى إجابته فصلى الله عليه وكرم
وشرف وعظم مزيدا لا تلحقه التفنية ولا ينقطع على التأبيد وأن الله تعالى اختص
لنفسه بعد نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) من بريته خاصة علاهم بتعليته وسما بهم إلى رتبته وجعلهم
الدعاة بالحق إليه والأدلاء بالإرشاد عليه لقرن قرن وزمن زمن أنشأهم في القدم قبل
كل مذرو ومبرو أنوارا أنطقها بتحميده وألهمها بشكره وتمجيده وجعلها الحجج له
على كل معترف له بملكه الربوبية وسلطان العبودية واستنطق بها الخرسات بأنواع
اللغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين والسماوات واستشهدهم خلقه وولاهم ما شاء
من أمره جعلهم تراجمة مشيته والسن إرادته عبيدا لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
71

يعملون، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون لمن ارتضى وهم من خشيته
مشفقون يحكمون بأحكامه ويسنون سنته ويعتمدون حدوده ويؤدون فرضه ولم يدع
الخلق في بهم صما ولا في عمى بكما بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم وتفرقت
في هياكلهم حققها في نفوسهم واستعد لها حواسهم فقرر بها على أسماع ونواظر
وأفكار وخواطر ألزمهم بها حجته وأراهم بها محجته وأنطقهم عما تشهد به بألسن
ذرية بما قام فيها من قدرته وحكمته وبين عندهم بها ليهلك من هلك عن بينة ويحيى
من حي عن بينه وأن الله لسميع عليم بصير شاهد خبير وأن الله تعالى جمع لكم معشر
المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين لا يقوم أحدهما إلا بصاحبه ليكمل لكم
عندكم جميل صنعه ويقفكم على طريق رشده ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور
هدايته ويسلك بكم منهاج قصده ويوفر عليكم هنيئ رفده فجعل الجمعة مجمعا
ندب إليه لتطهير ما كان قبله وغسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله
وذكرى للمؤمنين تبيان خشية المتقين ووهب لأهل طاعته في الأيام قبله وجعله لا يتم
إلا بالايتمار لما أمر به والانتهاء عما نهى عنه والبخوع بطاعته فيما حث عليه وندب إليه
ولا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بنبوته ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر
بولايته ولا ينتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته فأنزل الله
على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الدوح ما بين به عن إراداته في خلصائه وذوي اجتبائه وأمره
بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم وكشف عن خبايا
أهل الريب وضمائر أهل الإرتداد ما رمز فيه فعقله المؤمن والمنافق فاعن معن وثبت
على الحق ثابت وازدادت جهالة المنافق وحمية المارق وقع العض على النواجد والغمر
على السواعد ونطق ناطق ونعق ناعق ونشق ناشق واستمر على مارقته مارق ووقع
الإذعان من طائفة باللسان دون حقائق الإيمان ومن طائفة باللسان وصدق الإيمان
وأكمل الله دينه وأقر عين نبيه والمؤمنين والمتابعين وكان ما قد شهده بعضكم وبلغ
بعضكم وتمت كلمة الله الحسنى على الصابرين ودمر الله ما صنع فرعون وهامان
72

وقارون وجنوده وما كانوا يعرشون، وبقيت حثالة من الضلال لا يألون الناس خبالا
فيقصدهم الله في ديارهم ويمحو آثارهم ويبيد معالمهم ويعقبهم عن قرب الحسرات
ويلحقهم بمن بسط أكفهم ومد أعناقهم ومكنهم من دين الله حتى بدلوه ومن حكمه
حتى غيروه وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم
كفاية وبلاغ فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه
واسلكوا نهجه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله.
هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج ورفعت الدرج ووضحت الحجج وهو يوم
الإيضاح والإفصاح من المقام الصراح ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود ويوم
الشاهد والمشهود ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود ويوم البيان عن حقائق
الإيمان ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان، هذا يوم الفصل الذي كنتم به توعدون،
هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الإرشاد ويوم محنة العباد
ويوم الدليل على الرواد، هذا يوم إبداء خفايا الصدور ومضمرات الأمور، هذا يوم
النصوص على أهل الخصوص، هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع،
هذا يوم شمعون، هذا يوم الأمن والمأمون، هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا
يوم إبلاء السرائر، فلم يزل (عليه السلام) يقول: هذا يوم هذا يوم، فراقبوا الله واتقوه واسمعوا
له وأطيعوه واحذروا المكر ولا تخادعوه وفتشوا ضمائركم ولا تواربوه وتقربوا إلى الله
بتوحيده وطاعة من أمركم أن تطيعوه لا تمسكوا بعصم الكوافر ولا يجنح بكم الغي
فتضلوا عن سبيل الله باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا قال الله عز من قائل في طائفة
ذكرهم بالذم في كتابه: (إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم
ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا) (1) وقال تعالى: (وإذ يتحاجون في
النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من

(1) سورة الأحزاب: 67.
73

عذاب الله من شئ قالوا لو هدينا الله لهديناكم) (1) أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو
ترك الطاعة لمن أمر الله بطاعته والترفع عمن ندبوا إلى متابعته والقرآن ينطق من هذا
عن كثير، إن تدبره متدبر زجره ووعظه واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال: (أن
الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص) (2) أتدرون ما
سبيل الله ومن سبيله ومن صراط الله ومن طريقه؟ أنا صراط الله الذي من لم يسلكه
بطاعة الله فيه هوى به إلى النار، وأنا سبيله الذي نصبني للاتباع بعد نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنا
قسيم النار، أنا حجة الله على الفجار، أنا نور الأنوار فانتبهوا من رقدة الغفلة وبادروا
بالعمل قبل حلول الأجل وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن
الرحمة وظاهر العذاب فتنادون فلا يسمع نداؤكم وتضجون فلا يحفل بضجيجكم
وقبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا، سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات فكان قد
جاءكم هادم اللذات فلا مناص بخات ولا محيص تخليص عودوا رحمكم الله عز وجل بعد
انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم والبر بإخوانكم والشكر لله عز وجل على ما منحكم
واجمعوا يجمع الله شملكم وتباروا يصل الله ألفتكم وتهانوا نعمة الله كما هنأكم الله
بالصواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده إلا في مثله، والبر فيه يثمر المال ويزيد
في العمر والتعاطف فيه يقتضي رحمة الله وعطفه وهبوا لإخوانكم وعيالكم من فضله
بالجهد من جودكم وبما تناله القدرة من استطاعتكم وأظهروا البشرى فيما بينكم
والسرور في ملاقاتكم، والحمد لله على ما منحكم وعودوا بالمزيد من الخير على أهل
التأميل لكم وساووا بكم ضعفاءكم ومن ملككم وما تناله القدرة من استطاعتكم على
حسب إمكانكم فالدرهم فيه بمأتي ألف درهم والمزيد من الله عز وجل وصوم هذا اليوم مما
ندب الله إليه وجعل العظيم كفالة عنه حتى لو تعبد له عبد من العبيد في الشيبة من

(1) سورة إبراهيم: 21.
(2) سورة الصف: 4.
74

ابتداء الدنيا إلى تقضيها صائما نهارها قائما ليلها إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت
أيام الدنيا عن كفايته ومن أضعف فيه أخاه مبتديا وبره راغبا فله كأجر من صام هذا
اليوم وقام ليله ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما يعدها بيده عشرة.
فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين وما الفئام؟ قال: مأتي ألف نبي وصديق
وشهيد فكيف بمن تكفل عددا من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على الله تعالى
الأمان من الكفر والفقر ومن مات في ليلته أو يومه أو بعده إلى مثله من غير ارتكاب
كبيرة فأجره على الله ومن استدان لإخوانه وأعانهم فأنا الضامن على الله إن بقاه قضاه
وإن قبضه حمله عنه وإذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم وتهانوا النعمة في هذا اليوم
وليبلغ الحاضر الغائب والشاهد البائن وليعد الغني على الفقير والقوي على الضعيف
أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بذلك.
ثم أخذ صلوات الله عليه في خطبة الجمعة وجعل صلاته جمعة، صلاة عيد،
وانصرف بولده وشيعته إلى منزل أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) بما أعد له من طعامه
وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده إلى عياله (1).
عوذة تعوذ بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الغدير
[9332] 1 - قال ابن طاوس: عوذة تعوذ بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في يوم الغدير فتعوذ بها أنت أيضا
قبل شروعك في عمل اليوم المذكور ليكون حرزا لك من المحذور وهي: بسم الله
الرحمن الرحيم بسم الله خير الأسماء بسم الله رب الآخرة والأولى ورب الأرض
والسماء الذي لا يضر مع اسمه كيد الأعداء وبها تدفع كل الأسواء وبالقسم بها يكفي من
استكفى، اللهم أنت رب كل شئ وخالقه وبارئ كل مخلوق ورازقه ومحصي كل
شئ وعالمه وكافي كل جبار وقاسمه ومعين كل متوكل عليه وعاصمه وبر كل مخلوق

(1) الاقبال: (461 - 464).
75

وراحمه، ليس لك ضد فيعاندك ولا ند فيقاومك ولا شبيه فيعادلك تعاليت عن ذلك
علوا كبيرا، اللهم بك اعتصمت واستقمت وإليك توجهت وعليك اعتمدت يا خير
عاصم وأكرم راحم وأحكم حاكم وأعلم عالم، من اعتصم بك عصمته ومن
استرحمك رحمته ومن استكفاك كفيته ومن توكل أمنته وهديته سمعا لقولك يا رب
وطاعة لأمرك، اللهم أقول وبتوفيقك أقول وعلى كفايتك أعول وبقدرتك أطول وبك
استكفي وأصول فاكفني، اللهم وأنقذني وتولني واعصمني وعافني وامنع مني وخذ لي
وكن لي بعينك ولا تكن علي، اللهم أنت ربي عليك توكلت وإليك أنبت وإليك المصير
وأنت على كل شئ قدير (1).

(1) الاقبال: 471.
76

الغربة
[9333] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي،
عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن للقبر كلاما في
كل يوم يقول: أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود أنا القبر أنا روضة من
رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (1).
[9334] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (أو آخران من غيركم) (2) قال: إذا
كان الرجل في أرض غربة لا يوجد فيها مسلم جازت شهادة من ليس بمسلم على
الوصية (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9335] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته
عن قول الله عز وجل: (ذوي عدل منكم أو آخران من غيركم) قال فقال: اللذان منكم
مسلمان واللذان من غيركم من أهل الكتاب قال: فإنما ذلك إذا مات الرجل المسلم في
أرض غربة فيطلب رجلين مسلمين ليشهدهما على وصيته فلم يجد مسلمين فليشهد

(1) الكافي: 3 / 242 ح 2.
(2) سورة المائدة: 106.
(3) الكافي: 7 / 398 ح 6.
77

على وصيته رجلين ذميين من أهل الكتاب مرضيين عند أصحابهما (1).
[9336] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه،
عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن بشير الدهان، عن كامل التمار
قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): (قد أفلح المؤمنون) أتدري من هم؟ قلت: أنت أعلم،
قال: قد أفلح المؤمنون المسلمون، إن المسلمين هم النجباء فالمؤمن غريب فطوبى
للغرباء (2).
[9337] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران،
عن مثنى الحناط، عن كامل التمار قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: الناس كلهم
بهائهم - ثلاثا - إلا قليل من المؤمنين والمؤمن غريب - ثلاث مرات - (3).
[9338] 6 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رجل لعلي بن
الحسين (عليه السلام): أين يتوضأ الغرباء؟ قال: يتقي شطوط الأنهار والطرق النافذة وتحت
الأشجار المثمرة ومواضع اللعن، فقيل له: وأين مواضع اللعن؟ قال: أبواب
الدور (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9339] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيغ، عن عمه حمزة بن بزيع قال: كتب أبو جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه
وطاعة من رضى الله رضاه فقلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته

(1) الكافي: 7 / 399 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 391 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 242 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 15 ح 2.
78

تعجب إن رضى الله وطاعته ونصيحته لا تقبل ولا توجد ولا تعرف إلا في عباد
غرباء، أخلاء من الناس قد اتخذهم الناس سخريا لما يرمونهم به من المنكرات،
وكان يقال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار ولولا
أن يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله وأعيذك بالله
وإيانا من ذلك لقربت على بعد منزلتك، واعلم رحمك الله إنه لا تنال محبة الله إلا ببغض
كثير من الناس ولا ولايته إلا بمعاداتهم وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك من الله لقوم
يعلمون.
يا أخي إن الله عز وجل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى
ويصبرون معهم على الأذى يجيبون داعي الله ويدعون إلى الله فأبصرهم رحمك الله
فإنهم في منزلة رفيعة وإن أصابتهم في الدنيا وضيعه أنهم يحيون بكتاب الله الموتى
ويبصرون بنور الله من العمى، كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد
هدوه، يبذلون دماءهم دون هلكة العباد وما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار
العباد عليهم (1).
الرواية موثقة سندا.
[9340] 8 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه لما دخل المقابر قال: يا أهل التربة ويا
أهل الغربة أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد قسمت
فهذا خبر ما عندنا وليت شعري ما عندكم ثم التفت إلى أصحابه وقال: لو اذن لهم في
الجواب لقالوا: إن خير الزاد التقوى (2).
[9341] 9 - الصدوق بإسناده إلى الحسن بن محبوب، عن أبي محمد الوابشي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يموت في أرض غربة تغيب عنه فيها بواكيه إلا بكته

(1) الكافي: 8 / 56 ح 17.
(2) الفقيه: 1 / 179.
79

بقاع الأرض التي كان يعبد الله عز وجل عليها وبكته أثوابه وبكته أبواب السماء التي كانت
يصعد فيها عمله وبكاه الملكان الموكلان به (1).
ورويها الحسين بن سعيد الأهوازي في كتابه المؤمن: 36 ح 81 مرفوعا.
[9342] 10 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن الغريب إذا حضره الموت
التفت يمنة ويسرة ولم ير أحدا رفع رأسه فيقول الله عز وجل: إلى من تلتفت إلى من هو
خير لك مني وعزتي وجلالي لئن أطلقتك عن عقدتك لأصيرنك في طاعتي ولئن
قبضتك لأصيرنك إلى كرامتي (2).
[9343] 11 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: موت الغريب شهادة (3).
[9344] 12 - الكشي، عن محمد بن مسعود عن جعفر بن أحمد، عن العمركي بن علي،
عن محمد بن حبيب الأزدي، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد الرحمان
الأصم، عن ذريح، عن محمد بن مسلم قال: خرجت إلى المدينة وأنا وجع ثقيل فقيل
له: محمد بن مسلم وجع فأرسل إلي أبو جعفر (عليه السلام) بشراب مع الغلام مغطى بمنديل
فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه فإنه قد أمرني أن لا أرجع حتى تشربه فتناولته فإذا
رائحة المسك عنه وإذا شراب طيب الطعم بارد فإذا شربته قال لي الغلام: يقول لك:
إذا شربته فتعال، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على النهوض قبل ذلك على رجلي فلما
استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من عقال فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت
بي: صح الجسم ادخل ادخل فدخلت وأنا باك وسلمت عليه وقبلت يديه ورأسه
فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت: جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة
وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر إليك فقال: أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله

(1) الفقيه: 2 / 299.
(2) الفقيه: 2 / 299.
(3) الفقيه: 1 / 139 ح 379.
80

أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلاء إليهم سريعا وأما ما ذكرت من الغربة فلك
بأبي عبد الله (عليه السلام) أسوة بأرض ناء عنا بالفرات صلى الله عليه وأما ما ذكرت من بعد
الشقة فإن المؤمن في هذه الدار غريب وفي هذا الخلق المنكوس حتى يخرج من هذه
الدار إلى رحمة الله وأما ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وإنك لا تقدر على ذلك
فالله يعلم ما في قلبك وجزاؤك عليه (1).
[9345] 13 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن
حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن الصادق (عليه السلام) قال: يقول أحدكم: إني
غريب!! إنما الغريب الذي يكون في دار الشرك (2).
[9346] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فكان كل امرئ منكم قد بلغ
من الأرض منزل وحدته ومخط حفرته فياله من بيت وحدة ومنزل وحشة ومفرد
غربة... (3).
[9347] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... والغريب من لم يكن له حبيب... (4).
[9348] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والمقل غريب في بلدته (5).
[9349] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغنى في الغربة وطن والفقر في
الوطن غربة (6).

(1) رجال الكشي: 167 الرقم 281.
(2) التهذيب: 6 / 174 ح 22.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 3.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 56.
81

[9350] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فقد الأحبة غربة (1).
[9351] 19 - الراوندي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الإسلام بدء غريبا
وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء، قيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين
يصلحون إذا فسد الناس إنه لا وحشة ولا غربة على مؤمن وما من مؤمن يموت في
غربة إلا بكت عليه الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه وإلا فسح له في قبره بنور
يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه (2).
[9352] 20 - المجلسي رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال: تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة وطلبه
عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعلمه صدقة وبذله لأهله قربة والعلم
ثمار الجنة وأنس في الوحشة وصاحب في الغربة ورفيق في الخلوة ودليل على السراء
وعون على الضراء ودين عند الأخلاء وسلاح عند الأعداء يرفع الله به قوما فيجعلهم
في الخير سادة وللناس أئمة يقتدى بفعالهم ويقتص آثارهم ويصلى عليهم كل رطب
ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه (3).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 65.
(2) النوادر: 9.
(3) بحار الأنوار: 75 / 179 ح 148.
82

الغرس
[9353] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،
عن صالح بن عقبة قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): قد رأيت حائطك فغرست فيه شيئا
بعد، قال قلت: قد أردت أن آخذ من حيطانك وديا قال: أفلا أخبرك بما هو خير
لك منه وأسرع؟ قلت: بلى قال: إذا أينعت البسرة وهمت أن ترطب فاغرسها فإنها
تؤدي إليك مثل الذي غرستها سواء ففعلت ذلك فنبتت مثله سواء (1).
[9354] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الفضيل بن عبد الوهاب، عن
إسحاق بن عبيد الله، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من قال: لا اله إلا الله غرست له شجرة في الجنة من ياقوتة حمراء منبتها في مسك
أبيض، أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج وأطيب ريحا من المسك فيها أمثال
ثدي الأبكار تعلو عن سبعين حلة.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير العبادة قول: لا إله إلا الله وقال: خير العبادة
الاستغفار وذلك قول الله عز وجل في كتابه (فاعلم انه لا اله إلا الله واستغفر
لذنبك) (2) (3).
[9355] 3 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه قال (عليه السلام): إذا غرست غرسا أو نبتا فاقرأ على
كل عود أو حبة: «سبحان الباعث الوارث» فإنه لا يكاد يخطئ إن شاء الله (1).

(1) الكافي: 5 / 263 ح 4.
(2) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 22.
(3) الكافي: 2 / 517 ح 2.
83

[9356] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى رفعه عن أحدهما (عليهما السلام) قال: تقول إذا غرست أو
زرعت: (ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي
أكلها كل حين باذن ربها) (2).
[9357] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
أبان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما هبط نوح (عليه السلام) من السفينة غرس غرسا
وكان فيما غرس (عليه السلام) الحبلة ثم رجع إلى أهله فجاء إبليس لعنه الله فقلعها ثم إن
نوحا (عليه السلام) عاد إلى غرسه فوجده على حاله ووجد الحبلة قد قلعت ووجد إبليس لعنه
الله عندها فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فأخبره أن إبليس لعنه الله قلعها فقال نوح لإبليس: ما
دعاك إلى قلعها فوالله ما غرست غرسا أحب إلي منها ووالله لا أدعها حتى أغرسها؟
فقال إبليس: وأنا والله لا أدعها حتى أقلعها فقال له: اجعل لي منها نصيبا قال:
فجعل له منها الثلث فأبى أن يرضى فجعل له النصف فأبى أن يرضى فأبى نوح (عليه السلام) أن
يزيده فقال جبرئيل (عليه السلام) لنوح: يا رسول الله أحسن فإن منك الإحسان فعلم نوح (عليه السلام)
أنه قد جعل له عليها سلطانا فجعل نوح (عليه السلام) له الثلثين، فقال أبو جعفر (عليه السلام): فإذا
أخذت عصيرا فأطبخه حتى يذهب الثلثان وكل واشرب فذاك نصيب الشيطان (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9358] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف له وقال: ألا أدلك على
غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى؟ قال: بلى فدلني يا رسول الله
فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: «سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر»

(1) الكافي: 5 / 263 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 263 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 394 ح 3.
84

فإن لك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهن من
الباقيات الصالحات، قال فقال الرجل: فإني أشهدك يا رسول الله أن حائطي هذا
صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة فأنزل الله عز وجل آيات من القرآن
(فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9359] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان،
عن عبد الله بن القاسم، عن عبد القهار، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي
وعدنيها ربي ويتمسك بقضيب غرسه ربي بيده، فليتول علي بن أبي طالب (عليه السلام)
وأوصياءه من بعده فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى
فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم وإني سألت ربي ألا يفرق بينهم وبين الكتاب حتى يردا
علي الحوض هكذا - وضم بين إصبعيه - وعرضه ما بين صنعاء إلى إيلة فيه قدحان
فضة وذهب عدد النجوم (3).
[9360] 8 - الكليني، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة الأنبياء ويموت ميتة
تشبه ميتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول عليا وليوال وليه
وليقتد بالأئمة من بعده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، اللهم ارزقهم فهمي وعلمي
وويل للمخالفين لهم من أمتي، اللهم لا تنلهم شفاعتي (1).

(1) سورة الليل: 5 - 8.
(2) الكافي: 2 / 506 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 209 ح 6.
85

الرواية معتبرة الإسناد.
[9361] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أين الذين زعموا أنهم
الراسخون في العلم دوننا كذبا أو بغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم وأعطانا وحرمهم
وأدخلنا وأخرجهم بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى، إن الأئمة من قريش غرسوا
في هذا البطن من هاشم لا تصلح على سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم... (2).
[9362] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلم إن لكل عمل نباتا
وكل نبات لا غنى به عن الماء والمياه مختلفة فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته
وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته (3).

(1) الكافي: 1 / 208 ح 3.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 144.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 154.
86

الغرق
[9363] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما استسقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسقى الناس حتى قالوا
إنه الغرق وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وردها: اللهم حوالينا ولا علينا قال: فتفرق
السحاب، فقالوا: يا رسول الله استسقيت لنا فلم نسق ثم استسقيت لنا فسقينا؟
قال: إني دعوت وليس لي في ذلك نية ثم دعوت ولي في ذلك نية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9364] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله لا اله إلا هو ليدفع
بالصدقة الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين بابا من
السوء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9365] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يضمن القصار والصباغ والصائغ احتياطا
على أمتعة الناس وكان لا يضمن (عليه السلام) من الغرق والحرق والشيء الغالب وإذا غرقت
السفينة وما فيها فأصابه الناس فما قذف به البحر على ساحله فهو لأهله وهم أحق به

(1) الكافي: 2 / 474 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 5 ح 2.
87

وما غاص عليه الناس وتركه صاحبه فهو لهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9366] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): قول الله عز وجل في كتابه
(ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (2) قال: من حرق أو غرق، قلت: فمن
أخرجها من ضلال إلى هدى؟ قال: ذاك الأعظم.
محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
أبان مثله (3).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[9367] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن ابن
شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الأجير المشارك هو ضامن إلا من سبع أو
من غرق أو حرق أو لص مكابر (4).
[9368] 6 - الصدوق رفعه إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال: أنا ضامن لمن
خرج يريد سفرا معتما تحت حنكه ثلاثا ألا يصيبه السرق والغرق والحرق (5).
[9369] 7 - الصدوق بإسناده إلى الحسن بن علي بن فضال، عن أبي أيوب الخزاز،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال: مروا شيعتنا بزيارة الحسين
ابن علي (عليهما السلام) فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع وزيارته مفترضة

(1) الكافي: 5 / 242 ح 5.
(2) سورة المائدة: 32.
(3) الكافي: 2 / 210 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 244 ح 7.
(5) الفقيه: 2 / 301 ح 2519.
88

على من أقر للحسين (عليه السلام) بالإمامة من الله عز وجل (1).
الرواية موثقة سندا.
[9370] 8 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن غياث بن
إبراهيم، عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال: قال رسول الله لعلي بن أبي طالب: يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها
ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب وكذب من زعم انه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا
منك لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك سريرتي
وعلانيتك علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقي من
عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك
ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9371] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن محمود بن بنت الأشج،
عن محمد بن عبد الرحمن الذهلي، عن أبي حفص الأعشى، عن فضيل الرسان، عن
ابن أبي عمر مولى ابن الحنفية، عن أبي عمر زاذان، عن أبي شريحة حذيفة بن أسيد
قال: رأيت أبا ذر متعلقا بحلقة باب الكعبة فسمعته يقول: أنا جندب من عرفني فقد
عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من قاتلني في الأولى
وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو من شيعة الدجال، إنما مثل أهل بيتي في أمتي كمثل
سفينة نوح في لجة البحر من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق، ألا هل بلغت؟ ألا

(1) الفقيه: 2 / 582 ح 3177.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والأربعون ح 18 / 341 الرقم 408.
89

هل بلغت؟ ألا هل بلغت؟ قالها ثلاثا (1).
وأيضا روى الطوسي مثلها في أماليه: المجلس الثاني ح 57 / 60 الرقم 88.
[9372] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن اقتحم اللجج
غرق... (2).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس عشر ح 32 / 459 الرقم 1026.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 349.
90

الغرم
[9373] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن الحسن بن علي بن
يقطين، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك قول الناس
الضامن غارم، قال: فقال: ليس على الضامن غرم، الغرم على من أكل المال (1).
[9374] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل
حمل عبده على دابة فوطئت رجلا، قال: الغرم على مولاه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9375] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبان، عن محمد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن العارية يستعيرها الإنسان
فتهلك أو تسرق، فقال: إذا كان أمينا فلا غرم عليه، قال: وسألته عن الذي
يستبضع المال فيهلك أو يسرق أعلى صاحبه ضمان؟ فقال: ليس عليه غرم بعد أن
يكون الرجل أمينا (3).
الرواية موثقة سندا.
[9376] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن

(1) الكافي: 5 / 104 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 351 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 238 ح 4.
91

عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العارية؟ فقال: لا غرم على مستعير
عارية إذا هلكت إذا كان مأمونا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9377] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن منصور
ابن حازم، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا سرق السارق قطعت
يده وغرم ما أخذ (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9378] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن
حدثه عن عبد الرحمن العزرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى الحسن
والحسين (عليهما السلام) وهما جالسان على الصفا فسألهما فقالا: إن الصدقة لا تحل إلا في دين
موجع أو غرم مفظع أو فقر مدقع ففيك شئ من هذا؟ قال: نعم فأعطياه وقد كان
الرجل سأل عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر فأعطياه ولم يسألاه عن شئ
فرجع إليهما فقال لهما: ما لكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين (عليهما السلام)
وأخبرهما بما قالا فقالا: إنهما غذيا بالعلم غذاء (3).
[9379] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن جابر الجعفي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ يس في عمره مرة واحدة كتب الله له بكل خلق في الدنيا
وبكل خلق في الآخرة وفي السماء بكل واحد الفي ألف حسنة ومحا عنه مثل ذلك ولم
يصبه فقر ولا غرم ولا هدم ولا نصب ولا جنون ولا جذام ولا وسواس ولا داء يضره

(1) الكافي: 5 / 239 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 225 ح 15.
(3) الكافي: 4 / 47 ح 7.
92

وخفف الله عنه سكرات الموت وأهواله وولى قبض روحه وكان ممن يضمن الله له
السعة في معيشته والفرح عند لقائه والرضا بالثواب في آخرته وقال الله تعالى لملائكته
أجمعين: من في السماوات ومن في الأرض قد رضيت عن فلان فاستغفروا له (1).
[9380] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) انه قال في من سأله:...
قيل: فما المجد؟ قال: ان تعطى في الغرم وأن تعفو عن الجرم... (2).
[9381] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فمن آتاه الله مالا فليصل به
القرابة وليحسن منه الضيافة وليفك به الأسير والعاني وليعط منه الفقير والغارم
وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب، فإن فوزا بهذه الخصال شرف
مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة إن شاء الله (3).
[9382] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يأتي على الناس زمان لا يقرب
فيه إلا الماحل ولا يظرف فيه إلا الفاجر ولا يضعف فيه إلا المنصف يعدون الصدقة فيه
غرما وصلة الرحم منا والعبادة استطالة على الناس، فعند ذلك يكون السلطان
بمشورة النساء وإمارة الصبيان وتدبير الخصيان (4).

(1) ثواب الأعمال: 138 ح 2.
(2) تحف العقول: 225.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 142.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 102.
93

الغرور
[9383] 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... زرعوا الفجور وسقوه الغرور
وحصدوا الثبور... (1).
[9384] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والشقي من انخدع لهواه
وغروره... واعلموا أن الأمل يسهي العقل وينسي الذكر فأكذبوا الأمل فإنه غرور
وصاحبه مغرور (2).
[9385] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم الدنيا:... غرارة، غرور
ما فيها... (3).
[9386] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كم من مستدرج بالإحسان إليه
ومغرور بالستر عليه ومفتون بحسن القول فيه وما ابتلى الله سبحانه أحدا بمثل الإملاء
له (4).
[9387] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بينكم وبين الموعظة حجاب من
الغرة (5).
[9388] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لو رأى العبد الأجل ومصيره

(1) نهج البلاغة: الخطبة 2.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 111.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 116 و 260.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 282.
94

لأبغض الأمل وغروره (1).
[9389] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وما المغرور الذي ظفر من
الدنيا بأعلى همته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته (2).
[9390] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اتقوا غرور الدنيا تسترجع أبدا
ما خدعت به من المحاسن وتزعج المطمئن إليها والقاطن (3).
[9391] 9 - وعنه (عليه السلام): الحذر الحذر أيها المغرور والله لقد ستر حتى كأنه قد غفر (4).
[9392] 10 - وعنه (عليه السلام): إن من غرته الدنيا بمحال الآمال وخدعته بزور الأماني أورثته
كمها وألبسته عمى وقطعته عن الأخرى وأوردته موارد الردى (5).
[9393] 11 - وعنه (عليه السلام): جماع الغرور في الاستنامة إلى العدو (6).
[9394] 12 - وعنه (عليه السلام): سكون النفس إلى الدنيا من أعظم الغرور (7).
[9395] 13 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن لم تقتله قاتلات الغرور (8).
[9396] 14 - وعنه (عليه السلام): ليس كل مغرور بناج ولا كل طالب بمحتاج (9).
[9397] 15 - وعنه (عليه السلام): لم يفكر في عواقب الأمور من وثق بزور الغرور وصبا إلى زور
السرور (10).
[9398] 16 - وعنه (عليه السلام): من غره السراب تقطعت به الأسباب (11).
[9399] 17 - وعنه (عليه السلام): لا تطمع في كل ما تسمع فكفى بذلك غرة (12).
[9400] 18 - وعنه (عليه السلام): لا يغرنك ما أصبح فيه أهل الغرور بالدنيا فإنما هو ظل ممدود إلى
أجل محدود (13).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 334.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 370.
(3) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(4) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(5) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(6) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(7) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(8) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(9) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(10) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(11) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(12) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
(13) غرر الحكم: ح 2562 و 2611 و 3532 و 4775 و 5650 و 5973 و 7921 و 7566 و 9224 و 10194 و 10406.
95

[9401] 19 - وعنه (عليه السلام): لا حزم مع غرة (1).
[9402] 20 - وعنه (عليه السلام): لا غرة كالثقة بالأيام (2).
في هذا المجال راجع إن شئت المحجة البيضاء: 6 / 291، وجامع السعادات:
3 / 3 وهداية العلم: 462.

(1) و (2) غرر الحكم: 10527 و 10550.
96

الغريزة
[9403] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد، عن محمد بن يحيى بن
درياب، عن أبي بكر الفهفكي قال: كتب إلي أبو الحسن (عليه السلام): أبو محمد ابني أنصح آل
محمد غريزة وأوثقهم حجة وهو الأكبر من ولدي وهو الخلف وإليه ينتهي عرى
الإمامة وأحكامها فما كنت سائلي فسله عنه فعنده ما يحتاج إليه (1).
[9404] 2 - الصدوق بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن آدم، عن أبيه،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعلي (عليه السلام): يا علي لا تشاورن جبانا فإنه يضيق عليك المخرج ولا تشاورن بخيلا فإنه
يقصر بك عن غايتك ولا تشاورن حريصا فإنه يزين لك شرها، واعلم أن الجبن
والبخل والحرص غريزة يجمعها سوء الظن (2).
[9405] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أنشا الخلق انشاء وابتدأه
ابتداء بلا روية أجالها ولا تجربة استفادها ولا حركة أحدثها ولا همامة نفس اضطرب
فيها أحال الأشياء لأوقاتها ولأم بين مختلفاتها وغرز غرائزها و... (3).
[9406] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... المنشئ أصناف الأشياء بلا
روية فكر آل إليها ولا قريحة غريزة أضمر عليها... وفرقها أجناسا مختلفات في
الحدود والإقدار والغرائز والهيئات... (4).

(1) الكافي: 1 / 327 ح 11.
(2) الفقيه: 4 / 409 ح 5889.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 91.
97

الغسل
[9407] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) سمعته يقول:
الغسل من الجنابة ويوم الجمعة والعيدين وحين تحرم وحين تدخل مكة والمدينة ويوم
عرفة ويوم تزور البيت وحين تدخل الكعبة وفي ليلة تسع عشرة واحدى وعشرين
وثلاث وعشرين من شهر رمضان ومن غسل ميتا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9408] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اغتسل من جنابة فلم يغسل رأسه ثم بدا له أن يغسل
رأسه لم يجد بدا من إعادة الغسل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9409] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته متى يجب
الغسل على الرجل والمرأة؟ فقال: إذا ادخله فقد وجب الغسل والمهر والرجم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 40 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 44 ح 9.
(3) الكافي: 3 / 46 ح 1.
98

[9410] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا ينزلان
متى يجب الغسل؟ فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فقلت: التقاء الختانين
هو غيبوبة الحشفة قال: نعم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9411] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد
الأشعري قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الرجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء من
غير أن يباشر يعبث بها بيده حتى تنزل؟ قال: إذا أنزلت من شهوة فعليها الغسل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9412] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يرى في
المنام حتى يجد الشهوة فهو يرى انه قد احتلم فإذا استيقظ لم ير في ثوبه الماء ولا في
جسده؟ قال: ليس عليه الغسل، وقال: كان علي (عليه السلام) يقول: إنما الغسل من الماء
الأكبر فإذا رأى في منامه ولم ير الماء الأكبر فليس عليه غسل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9413] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة ترى في المنام
ما يرى الرجل؟ قال: إذا أنزلت فعليها الغسل وإن لم تنزل فليس عليها الغسل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 46 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 47 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 48 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 48 ح 5.
99

[9414] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
عبد الله بن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل
أجنب فاغتسل قبل أن يبول فخرج منه شئ، قال: يعيد الغسل، قلت: فالمرأة
يخرج منها بعد الغسل؟ قال: لا تعيد، قلت: فما فرق بينهما؟ قال: لأن ما يخرج من
المرأة إنما هو من ماء الرجل (1).
الرواية موثقة سندا.
[9415] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة قال: قلت:
كيف يغتسل الجنب؟ فقال: إن لم يكن أصاب كفه شئ غمسها في الماء ثم بدأ بفرجه
فأنقاه بثلاث غرف ثم صب على رأسه ثلاث أكف ثم صب على منكبه الأيمن مرتين
وعلى منكبه الأيسر مرتين فما جرى عليه الماء فقد أجزاءه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9416] 10 - الصدوق عن ماجيلويه، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان: إن
الرضا (عليه السلام) كتب إليه فيما كتبه من جواب مسائله، علة غسل الجنابة للنظافة وتطهير
الإنسان نفسه مما أصابه من آذاه وتطهير سائر جسده لأن الجنابة خارجة من كل
جسده فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله وعلة التخفيف في البول والغائط لأنه
أكثر وأدوم من الجنابة فرضى فيه بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منه ولا
شهوة والجنابة لا تكون إلا بالإستلذاذ منهم والإكراه لأنفسهم (3).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت راجع كتاب الطهارة من
كتب الأخبار.

(1) الكافي: 3 / 49 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 43 ح 3.
(3) علل الشرايع: 281.
100

الغسل
[9417] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله
ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اغسل ثوبك من أبوال ما لا يؤكل لحمه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9418] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن أبي محمود، عن أبيه،
عن رجل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل
فإنه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد (2).
[9419] 3 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه، عن المفضل قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فشكوت إليه الرمد، فقال لي: أو تريد الطريف ثم قال لي: إذا غسلت
يدك بعد الطعام فامسح حاجبيك وقل ثلاث مرات: «الحمد لله المحسن المجمل المنعم
المفضل» قال: ففعلت ذلك فما رمدت عيني بعد ذلك والحمد لله رب العالمين (3).
[9420] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن
مسكين، عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): انه يأتي على الرجل ستون
وسبعون سنة ما قبل الله منه صلاة، قلت: وكيف ذاك؟ قال: لأنه يغسل ما أمر الله
بمسحه (4).

(1) الكافي: 3 / 57 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 291 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 292 ح 5.
(4) الكافي: 3 / 31 ح 9.
101

[9421] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ومحمد بن إسماعيل،
عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الكسير تكون عليه الجبائر أو تكون به الجراحة كيف
يصنع بالوضوء وعند غسل الجنابة وغسل الجمعة؟ قال: يغسل ما وصل إليه الغسل
مما ظهر مما ليس عليه الجبائر ويدع ما سوى ذلك مما لا يستطيع غسله ولا ينزع
الجبائر ولا يعبث بجراحته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9422] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن عليا (عليه السلام) لم ير بأسا أن يغسل الجنب رأسه غدوة ويغسل سائر جسده عند
الصلاة (2).
[9423] 7 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن بن
علي، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار الساباطي قال: سئل
أبو عبد الله (عليه السلام) عن رجل يسيل من أنفه الدم هل عليه أن يغسل باطنه يعني جوف
الأنف؟ فقال: إنما عليه أن يغسل ما ظهر منه (3).
[9424] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة انهما (عليهما السلام) قالا: لا تغسل ثوبك من بول شئ يؤكل لحمه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9425] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن

(1) الكافي: 3 / 32 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 44 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 59 ح 5.
(4) الكافي: 3 / 57 ح 1.
102

هشام بن سالم، عن سورة بن كليب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المرأة الحائض أتغسل
ثيابها التي لبستها في طمثها؟ قال: تغسل ما أصاب ثيابها من الدم وتدع ما سوى
ذلك قلت له: وقد عرقت فيها؟ قال: إن العرق ليس من الحيض (1).
[9426] 10 - الطوسي بإسناده إلى سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
والحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن زرارة قال:
توضأت يوما ولم أغسل ذكري ثم صليت فسألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك، فقال:
اغسل ذكرك واعد صلاتك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء، فإن شئت راجع كتاب الطهارة من
كتب الأخبار.

(1) الكافي: 3 / 109 ح 1.
(2) التهذيب: 1 / 47 ح 74.
103

الغش
[9427] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن عبيس
ابن هشام، عن رجل من أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل عليه رجل يبيع
الدقيق، فقال: إياك والغش فإن من غش غش في ماله فإن لم يكن له مال غش في
أهله (1).
[9428] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم قال: كنت أبيع السابري في الظلال فمر بي أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقال لي:
يا هشام إن البيع في الظل غش وإن الغش لا يحل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9429] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن سجادة، عن موسى
ابن بكر قال: كنا عند أبي الحسن (عليه السلام) فإذا دنانير مصبوبة بين يديه فنظر إلى دينار
فأخذه بيده ثم قطعه بنصفين، ثم قال لي: القه في البالوعة حتى لا يباع شئ فيه
غش (3).
[9430] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس منا من
غشنا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 160 ح 4 و 6 و 3 و 1.
(2) الكافي: 5 / 160 ح 4 و 6 و 3 و 1.
(3) الكافي: 5 / 160 ح 4 و 6 و 3 و 1.
(4) الكافي: 5 / 160 ح 4 و 6 و 3 و 1.
104

[9431] 5 - وبهذا الإسناد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل يبيع
التمر: يا فلان أما علمت انه ليس من المسلمين من غشهم (1).
[9432] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن النوفلي،
عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أن يشاب اللبن
بالماء للبيع (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9433] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن محبوب،
عن أبي جميلة، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في سوق
المدينة بطعام فقال لصاحبه: ما أرى طعامك إلا طيبا وسأله عن سعره فأوحى الله عز وجل
إليه أن يدس يديه في الطعام ففعل فأخرج طعاما رديا فقال لصاحبه: ما أراك إلا وقد
جمعت خيانة وغشا للمسلمين (3).
[9434] 8 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المؤمن:... أعماله
ليس فيها غش ولا خديعة... (4).
[9435] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن عمه حمزة بن بزيع، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر انه
كتب إليه في جواب مسائله:... ليس من أخلاق المؤمنين الغش ولا الأذى ولا
الخيانة ولا الكبر ولا الخنا ولا الفحش ولا الأمر به... (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9436] 10 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن ابن معبد، عن ابن

(1) و (2) الكافي: 5 / 160 ح 2 و 5.
(3) الكافي: 5 / 161 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 230.
(5) الكافي: 8 / 126 ح 95.
105

خالد، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان مسلما
فلا يمكر ولا يخدع فإني سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: إن المكر والخديعة في النار ثم
قال (عليه السلام): ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما ثم قال (عليه السلام): إن
جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال: يا محمد عليك بحسن
الخلق فإنه ذهب بخير الدنيا والآخرة ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم خلقا (1).
الرواية حسنة سندا.
[9437] 11 - الصدوق بإسناده إلى التميمي، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): من غش المسلمين في مشورة فقد برئت منه (2).
[9438] 12 - الصدوق بإسناده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... من غش مسلما في
شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين...
وقال (عليه السلام): من بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى
يتوب (3).
[9439] 13 - الصدوق بالأسانيد الثلاثة عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره (4).
[9440] 14 - الصدوق باسناده إلى آخر خطبة خطبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ومن غش
مسلما في بيع أو شراء فليس منا ويحشر مع اليهود يوم القيامة لأنه من غش الناس
فليس بمسلم... ومن غش أخاه المسلم نزع الله منه بركة رزقه وأفسد عليه معيشته
ووكله إلى نفسه... (5).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 50 ح 194.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 66 ح 296.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 515 الرقم 707.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 29 ح 26.
(5) عقاب الأعمال: 334 و 337.
106

[9441] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الصالحين من أصحابه: أنتم
الأنصار على الحق والإخوان في الدين والجنن يوم البأس والبطانة دون الناس. بكم
أضرب المدبر وأرجو طاعة المقبل فأعينوني بمناصحة خلية من الغش سليمة من
الريب فوالله إني لأولى الناس بالناس (1).
[9442] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله وقد بعثه على
الصدقة:... وإن أعظم الخيانة خيانة الأمة وأفظع الغش غش الأئمة والسلام (2).
[9443] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليست الروية كالمعاينة مع
الأبصار فقد تكذب العيون أهلها ولا يغش العقل من استنصحه (3).
[9444] 18 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن
ابن أبان، عن ابن أورمه، وعن علي بن أحمد، عن محمد بن هارون، عن عبيد الله بن
موسى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تعالى أوحى إلى داود (عليه السلام) أن العباد تحابوا بالألسن
وتباغضوا بالقلوب وأظهروا العمل للدنيا وأبطنوا الغش والدغل (4).
[9445] 19 - الديلمي رفعه قال عبد المؤمن الأنصاري: دخلت على موسى بن
جعفر (عليهما السلام) وعنده محمد بن عبد الله الجعفري فتبسمت إليه فقال: أتحبه؟ فقلت: نعم
وما أحببته إلا لكم، فقال (عليه السلام): هو أخوك والمؤمن أخو المؤمن لامه ولأبيه وإن لم يلده
أبوه، ملعون من اتهم أخاه، ملعون من غش أخاه، ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون
من اغتاب أخاه (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 118.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 26.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 281.
(4) قصص الأنبياء: 199 ح 255.
(5) أعلام الدين: 305.
107

[9446] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغش سجية المرأة (1).
[9447] 21 - وعنه (عليه السلام): الغش شر المكر (2).
[9448] 22 - وعنه (عليه السلام): الغش من أخلاق اللئام (3).
[9449] 23 - وعنه (عليه السلام): الغشوش لسانه حلو وقلبه مر (4).
[9450] 24 - وعنه (عليه السلام): إن أغش الناس أغشهم لنفسه وأعصاهم لربه (5).
[9451] 25 - وعنه (عليه السلام): شر الناس من يغش الناس (6).
[9452] 26 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن خلا من الغل صدره وسلم من الغش قلبه (7).
[9453] 27 - وعنه (عليه السلام): غش الصديق والغدر بالمواثيق من خيانة العهد (8).
[9454] 28 - وعنه (عليه السلام): من غش الناس في دينهم فهو معاند لله ورسوله (9).
[9455] 29 - وعنه (عليه السلام): من غش نفسه كان أغش لغيره (10).
[9456] 30 - وعنه (عليه السلام): من علامات الشقاء غش الصديق (11).

(1) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(2) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(3) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(4) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(5) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(6) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(7) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(8) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(9) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(10) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
(11) غرر الحكم: ح 420 و 739 و 1299 و 1575 و 3516 و 5677 و 5941 و 6417 و 8891 و 9044 و 9297.
108

الغصب
[9457] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن
حديد، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في رجل غصب امرأة نفسها،
قال: قال: يضرب ضربة بالسيف بلغت منه ما بلغت (1).
[9458] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن
زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) في رجل غصب امرأة نفسها، قال: يقتل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9459] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن داود (عليه السلام) سأل ربه
أن يريه قضية من قضايا الآخرة فأوحى الله عز وجل إليه: يا داود إن الذي سألتني لم اطلع
عليه أحدا من خلقي ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيري، قال: فلم يمنعه ذلك أن عاد
فسأل الله أن يريه قضية من قضايا الآخرة قال: فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا داود
لقد سألت ربك شيئا لم يسأله قبلك نبي، يا داود ان الذي سألت لم يطلع عليه أحدا
من خلقه ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيره قد أجاب الله دعوتك وعطاؤك ما سألت،
يا داود ان أول خصمين يردان عليك غدا القضية فيهما من قضايا الآخرة قال: فلما
أصبح داود (عليه السلام) جلس في مجلس القضاء أتاه شيخ متعلق بشاب ومع الشاب عنقود

(1) الكافي: 7 / 189 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 189 ح 3.
109

من عنب فقال له الشيخ: يا نبي الله ان هذا الشاب دخل بستاني وخرب كرمي وأكل
منه بغير اذني وهذا العنقود أخذه بغير اذني، فقال داود للشاب: ما تقول؟ فأقر
الشاب انه قد فعل ذلك فأوحى الله عز وجل إليه: يا داود اني إن كشفت لك عن قضايا
الآخر فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ولم يرض بها قومك، يا داود ان
هذا الشيخ اقتحم على أبي هذا الغلام في بستانه فقتله وغصب بستانه وأخذ منه أربعين
ألف درهم فدفنها في جانب بستانه فادفع إلى الشاب سيفا ومره أن يضرب عنق
الشيخ وادفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا وكذا ويأخذ ماله، قال: ففزع
من ذلك داود (عليه السلام) وجمع إليه علماء أصحابه وأخبرهم الخبر وأمضى القضية على ما
أوحى الله عز وجل إليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9460] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يغفر كل ذنب يوم القيامة إلا مهر امرأة
ومن اغتصب أجيرا أجره ومن باع حرا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9461] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد العجلي قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام)
عن رجل اغتصب امرأة فرجها قال: يقتل محصنا كان أو غير محصن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9462] 6 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن حماد، عن

(1) الكافي: 7 / 421 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 382 ح 17.
(3) الكافي: 7 / 189 ح 1.
110

ربعي، عن الفضيل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أكل مال أخيه ظلما ولم يرده إليه
أكل جذوة من النار يوم القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9463] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقه لم يزل الله عز وجل معرضا عنه
ماقتا لأعماله التي يعملها من البر والخير لا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويرد المال
الذي أخذه إلى صاحبه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9464] 8 - الطوسي بإسناده إلى ابن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام) قال: إذا اغتصب أمة
فافتضها فعليه عشر ثمنها وإن كانت حرة فعليه الصداق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9465] 9 - الطوسي باسناده إلى محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن يحيى، عن علي
ابن سليمان قال: كتب إليه رجل غصب رجلا مالا أو جارية ثم وقع عنده مال بسبب
وديعة أو قرض مثل ما خانه أو غصبه أيحل له حبسه عليه أم لا؟ فكتب: نعم يحل له
ذلك إن كان بقدر حقه وإن كان أكثر فيأخذ منه ما كان عليه ويسلم الباقي إليه
إن شاء الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) عقاب الأعمال: 322 ح 8.
(2) عقاب الأعمال: 322 ح 9.
(3) التهذيب: 10 / 49 ح 183.
(4) الاستبصار: 3 / 53 ح 7.
111

[9466] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحجر الغصيب في الدار رهن
على خرابها (1).
الغصيب: المغصوب.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع كتاب الغصب من كتب
الأخبار. منها: وسائل الشيعة: 25 / 385، ومستدرك الوسائل: 17 / 87 كلاهما
من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة: 24 / 117 الطبعة الحديثة.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 240.
112

الغض
[9467] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبا بكر وعمر أتيا أم سلمة فقالا لها: يا أم
سلمة إنك قد كنت عند رجل قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف رسول الله من ذاك في
الخلوة؟ فقالت: ما هو إلا كسائر الرجال، ثم خرجا عنها واقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقامت
إليه مبادرة فرقا أن ينزل أمر من السماء فأخبرته الخبر فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى
تربد وجهه والتوى عرق الغضب بين عينيه وخرج وهو يجر رداؤه حتى صعد المنبر
وبادرت الأنصار بالسلاح وأمر بخيلهم أن تحضر فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس ما بال أقوام يتبعون عيبي ويسألون عن غيبي والله إني لأكرمكم
حسبا وأطهركم مولدا وأنصحكم لله في الغيب ولا يسألني أحد منكم عن أبيه إلا
أخبرته فقام إليه رجل فقال: من أبي؟ فقال: فلان الراعي فقام إليه آخر فقال: من
أبي؟ فقال: غلامكم الأسود وقام إليه الثالث فقال: من أبي؟ فقال: الذي تنسب إليه
فقالت الأنصار: يا رسول الله اعف عنا عفا الله عنك فإن الله بعثك رحمة فاعف عنا عفا
الله عنك وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كلم استحيى وعرق وغض طرفه عن الناس حياء حين
كلموه فنزل فلما كان في السحر هبط عليه جبرئيل (عليه السلام) بصفحة من الجنة فيها هريسة
فقال: يا محمد هذه عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلي وذريتكما فإنه لا يصلح أن
يأكلها غيركم، فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فأكلوا
فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المباضعة من تلك الأكلة قوة أربعين رجلا فكان إذا شاء
113

غشى نساءه كلهن في ليلة واحدة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9468] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثم قال: قالت مريم: (إني نذرت
للرحمن صوما) (2) أي صوما صمتا - وفي نسخة أخرى أي صمتا - فإذا صمتم
فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، قال: وسمع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة، فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطعام
فقال لها: كلي فقالت: إني صائمة، فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت جاريتك؟
إن الصوم ليس من الطعام والشراب قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم
سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام
ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك (3).
[9469] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن عنبسة،
عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام) وأحمد بن
محمد العاصمي، عمن حدثه عن معلى بن محمد البصري، عن علي بن حسان، عن
عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في رسالة أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى
الحسن (عليه السلام): لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن
ذلك أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة
ولا تعد بكرامتها نفسها واغضض بصرها بسترك واكففها بحجابك ولا تطمعها أن

(1) الكافي: 5 / 565 ح 41.
(2) سورة مريم: 26.
(3) الكافي: 4 / 87 ح 3.
114

تشفع لغيرها فيميل عليك من شفعت له عليك معها واستبق من نفسك بقية فإن
إمساكك نفسك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يرين منك حالا على
انكسار.
أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن محمد الحسني، عن علي بن عبدك، عن
الحسن بن ظريف بن ناصح، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن
الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) مثله، إلا انه قال: كتب أمير المؤمنين
صلوات الله عليه بهذه الرسالة إلى ابنه محمد رضوان الله عليه (1).
[9470] 4 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال لجابر: يا جابر من دخل عليه شهر
رمضان فصام نهاره وقام وردا من ليله وحفظ فرجه ولسانه وغض بصره وكف أذاه
خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه قال جابر: قلت له: جعلت فداك ما أحسن هذا من
حديث، قال: ما أشد هذا من شرط (2).
[9471] 5 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد بن إسحاق بن بهلول، عن أبيه، عن علي
بن يزيد، عن أبي شيبة، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تقبلوا إلي بست
أتقبل لكم بالجنة: إذا حدثتم فلا تكذبوا وإذا وعدتم فلا تخلفوا وإذا ائتمنتم فلا تخونوا
وغضوا أبصاركم واحفظوا فروجكم وكفوا أيديكم وألسنتكم (3).
[9472] 6 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليهم السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على رجل وهو رافع بصره
إلى السماء يدعو فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): غض بصرك فإنك لن تراه، وقال: ومر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على رجل رافع يديه إلى السماء وهو يدعو فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقصر

(1) الكافي: 5 / 510 ح 3.
(2) الفقيه: 2 / 98 ح 1836.
(3) أمالي الصدوق: المجلس العشرون ح 2 / 150 الرقم 147.
115

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقصر من يديك فإنك لن تناله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9473] 7 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصف
المؤمن:... يحسن في عمله كأنه ينظر إليه غض المطوف (الطرف ن ل) سخي الكف
لا يرد سائلا ولا يبخل بنائل... (2).
[9474] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تدل على كرم المرء:
حسن الخلق وكظم الغيظ وغض الطرف (3).
[9475] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه محمد بن الحنفية لما أعطاه
الراية يوم الجمل: تزول الجبال ولا تزل، عض على ناجذك أعر الله جمجمتك،
الأرض قدمك، ارم ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، واعلم أن النصر من عند الله
سبحانه (4).
[9476] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ووصف لكم الدنيا
وانقطاعها وزوالها وانتقالها فأعرضوا عما يعجبكم فيها لقلة ما يصحبكم منها، أقرب
دار من سخط الله وابعدها من رضوان الله، فغضوا عنكم - عباد الله - غمومها وأشغالها
لما قد أيقنتم به من فراقها وتصرف حالاتها... (5).
[9477] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وأيم الله ما كان قوم قط في
غض نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها لأن الله ليس بظلام
للعبيد... (6).

(1) التوحيد: 107 ح 1.
(2) التمحيص: 74 ح 171.
(3) تحف العقول: 319.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 11.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 161.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 178.
116

[9478] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... غضوا
أبصارهم عما حرم الله عليهم... (1).
[9479] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أغض على القذى والألم ترض
أبدا (2).
[9480] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رأس الورع غض الطرف (3).
[9481] 15 - وعنه (عليه السلام): غض الطرف من المروءة (4).
[9482] 16 - وعنه (عليه السلام): غض الطرف خير من كثير النظر (5).
[9483] 17 - وعنه (عليه السلام): غض الطرف من أفضل الورع (6).
[9484] 18 - وعنه (عليه السلام): غض الطرف من كمال الظرف (7).
[9485] 19 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسب المرء من كمال المروة
تركه ما لا يجمل به، ومن حيائه أن لا يلقى أحدا بما يكره، ومن عقله حسن رفقه،
ومن أدبه أن لا يترك ما لا بد له منه، ومن عرفانه علمه بزمانه، ومن ورعه غض
بصره وعفة بطنه، ومن حسن خلقه كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه
واخراجه حق الله من ماله، ومن اسلامه تركه ما لا يعنيه وتجنبه الجدال والمراء في
دينه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عقله إنصافه من
نفسه، ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته، ومن إنصافه قبوله الحق إذا بان له، ومن
نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن حفظه جوارك تركه توبيخك عند إساءتك مع
علمه بعيوبك، ومن رفقه تركه عذلك عند غضبك بحضرة من تكره، ومن حسن
صحبته لك اسقاطه عنك مؤونة أذاك، ومن صداقته كثرة موافقته وقلة مخالفته، ومن

(1) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 213.
(3) غرر الحكم: ح 5241 و 6396 و 6398 و 6400 و 6403.
(4) غرر الحكم: ح 5241 و 6396 و 6398 و 6400 و 6403.
(5) غرر الحكم: ح 5241 و 6396 و 6398 و 6400 و 6403.
(6) غرر الحكم: ح 5241 و 6396 و 6398 و 6400 و 6403.
(7) غرر الحكم: ح 5241 و 6396 و 6398 و 6400 و 6403.
117

صلاحه شدة خوفه من ذنوبه، ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، ومن
تواضعه معرفته بقدره، ومن حكمته علمه بنفسه، ومن سلامته قله حفظه لعيوب
غيره، وعنايته بإصلاح عيوبه (1).
[9486] 20 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه سئل عن صفة العدل من الرجل
فقال (عليه السلام): إذا غض طرفه عن المحارم ولسانه عن المآثم وكفه عن المظالم (2).

(1) بحار الأنوار: 75 / 80 ح 66.
(2) بحار الأنوار: 75 / 248 ح 108.
118

الغضب
[9487] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن محمد
ابن عيسى، عن المشرقي حمزة بن المرتفع، عن بعض أصحابنا قال: كنت في مجلس
أبي جعفر (عليه السلام) إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله تبارك
وتعالى: (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) (1) ما ذلك الغضب؟ فقال
أبو جعفر (عليه السلام): هو العقاب يا عمرو إنه من زعم أن الله قد زال من شئ إلى شئ فقد
وصفه صفة مخلوق وإن الله تعالى لا يستفزه شئ فيغيره (2).
[9488] 2 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن الحسين بن زيد، عن درست بن أبي منصور، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ستة أشياء ليس للعباد فيها صنع: المعرفة والجهل والرضا والغضب والنوم
واليقظة (3).
[9489] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن عاصم
ابن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين
ابن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال
الإيمان: إذا رضى لم يدخله رضاه في باطل وإذا غضب لم يخرجه الغضب من الحق وإذا
قدر لم يتعاط ما ليس له (4).

(1) سورة طه: 84.
(2) الكافي: 1 / 110 ح 5.
(3) الكافي: 1 / 164 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 239 ح 29.
119

[9490] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد
ابن عرفة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بأشبهكم بي؟
قالوا: بلى، قال: أحسنكم خلقا وألينكم كنفا وأبركم بقرابته وأشدكم حبا لاخوانه
في دينه وأصبركم على الحق وأكظمكم للغيظ وأحسنكم عفوا وأشدكم من نفسه
إنصافا في الرضا والغضب (1).
[9491] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أركان الكفر أربعة: الرغبة والرهبة والسخط
والغضب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9492] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الغضب يفسد الايمان كما يفسد الخل
العسل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9493] 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن ميسر قال: ذكر الغضب عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال:
إن الرجل ليغضب فما يرضى أبدا حتى يدخل النار فأيما رجل غضب على قوم وهو
قائم فليجلس - من فوره ذلك فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان وأيما رجل غضب على
ذي رحم فليدن منه فليمسه فإن الرحم إذا مست سكنت (4).

(1) الكافي: 2 / 240 ح 35.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 302 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 302 ح 2.
120

[9494] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
ابن فرقد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9495] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبي (عليه السلام)
يقول: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل بدوي فقال: إني أسكن البادية فعلمني جوامع
الكلام، فقال: آمرك أن لا تغضب، فأعاد عليه الأعرابي المسألة ثلاث مرات حتى
رجع الرجل إلى نفسه فقال: لا أسأل عن شئ بعد هذا، ما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إلا بالخير، قال: وكان أبي يقول: أي شئ أشد من الغضب، إن الرجل ليغضب
فيقتل النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة (2).
[9496] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعلي بن محمد، عن
صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن معلى
ابن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله علمني،
قال: اذهب ولا تغضب، فقال الرجل: قد اكتفيت بذاك، فمضى إلى أهله فإذا بين
قومه حرب قد قاموا صفوفا ولبسوا السلاح فلما رأى ذلك لبس سلاحه ثم قام معهم
ثم ذكر قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) «لا تغضب» فرمى السلاح ثم جاء يمشي إلى القوم الذين
هم عدو قومه فقال: يا هؤلاء ما كانت لكم من جراحة أو قتل أو ضرب ليس فيه أثر
فعلي في مالي أنا أو فيكموه فقال القوم: فما كان فهو لكم نحن أولى بذلك منكم قال:
فاصطلح القوم وذهب الغضب (3).

(1) الكافي: 2 / 303 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 303 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 304 ح 11.
121

[9497] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم وإن أحدكم إذا غضب
احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه
فليلزم الأرض فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9498] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابه رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغضب ممحقة لقلب الحكيم وقال: من لم
يملك غضبه لم يملك عقله (2).
[9499] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة ومن كف غضبه عن الناس
كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9500] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كف غضبه عن الناس كف الله عنه عذاب يوم
القيامة (4).
[9501] 15 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران،
عن سيف بن عميرة، عمن سمع أبا عبد الله يقول: من كف غضبه ستر الله عورته (5).

(1) الكافي: 2 / 304 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 305 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 305 ح 14.
(4) الكافي: 2 / 305 ح 15.
(5) الكافي: 2 / 303 ح 6.
122

[9502] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن
إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبد الأعلى قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): علمني
عظة أتعظ بها فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاه رجل فقال له: يا رسول الله علمني عظة
أتعظ بها، فقال له: انطلق ولا تغضب، ثم أعاد إليه فقال له: انطلق ولا تغضب ثلاث
مرات (1).
الرواية موثقة سندا.
[9503] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مكتوب في التوراة فيما ناجى الله عز وجل به
موسى (عليه السلام): يا موسى أمسك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي (2).
[9504] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عبد الحميد، عن يحيى بن عمرو، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أوحى الله عز وجل إلى بعض أنبيائه: يا ابن آدم اذكرني في غضبك أذكرك في غضبي
لا أمحقك فيمن أمحق وارض بي منتصرا فإن انتصاري لك خير من انتصارك
لنفسك (3).
[9505] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان في التوراة
مكتوبا يا ابن آدم اذكرني حين تغضب أذكرك عند غضبي فلا أمحقك فيمن أمحق وإذا
ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك فإن إنتصاري لك خير من انتصارك لنفسك (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 303 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 303 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 303 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 304 ح 10.
123

[9506] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن عمرو بن مسلم، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الناجي من الرجال قليل ومن النساء أقل وأقل، قيل: ولم
يا رسول الله؟ قال: لأنهن كافرات الغضب مؤمنات الرضا (1).
[9507] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن ابن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما لإبليس جند أعظم من النساء والغضب (2).
[9508] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن بعض
أصحابنا قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الأدب عند الغضب (3).
[9509] 23 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنت عنده وسأله رجل عن رجل يجيئ منه الشئ
على حد الغضب يؤاخذه الله به؟ فقال: الله أكرم من أن يستغلق عبده.
وفي نسخة أبي الحسن الأول (عليه السلام) يستلق عبده (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9510] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن الحسين بن أبي سعيد المكاري، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاما وأشدهم استقصاء في
محاجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى التوى عرق الغضب بين عينيه وتربد

(1) الكافي: 5 / 514 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 515 ح 5.
(3) الكافي: 7 / 260 ح 3.
(4) الكافي: 8 / 254 ح 360.
124

وجهه وأطرق إلى الأرض، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: ربك يقرئك السلام ويقول لك:
هذا رجل سخي يطعم الطعام، فسكن عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الغضب ورفع رأسه وقال له:
لولا أن جبرئيل أخبرني عن الله عز وجل أنك سخي تطعم الطعام لشردت بك وجعلتك
حديثا لمن خلفك، فقال له الرجل: وإن ربك ليحب السخاء؟ فقال: نعم، فقال:
إني أشهد أن لا اله إلا الله وأنك رسول الله والذي بعثك بالحق لا رددت من مالي
أحدا (1).
[9511] 25 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون
البصري، عن أبي طيفور المتطبب قال: دخلت على أبي الحسن الماضي (عليه السلام) فنهيته
عن شرب الماء فقال (عليه السلام): وما بأس بالماء وهو يدير الطعام في المعدة ويسكن الغضب
ويزيد في اللب ويطفي المرار (2).
[9512] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تصلح
الإمامة إلا لرجل فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله وحلم يملك به غضبه
وحسن الولاية على من يلي حتى يكون لهم كالوالد الرحيم.
وفي رواية أخرى حتى يكون للرعية كالأب الرحيم (3).
[9513] 27 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول:
إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 39 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 381 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 407 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 112 ح 3.
125

[9514] 28 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه
من حق وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9515] 29 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل ابن مهران، عن محمد بن حفص، عن أبي الربيع الشامي قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق فلم
أجد موضعا أقعد فيه فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) وكان متكئا ثم قال: يا شيعة آل محمد
اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه
ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه يا شيعة
آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[9516] 30 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما يعبؤ
من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي الله
وحلم يملك به غضبه وحسن الصحبة لمن صحبه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9517] 31 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن موسى
ابن جعفر، عن ابن معبد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعوذ في كل يوم من ست: من الشك

(1) الكافي: 2 / 233 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 637 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 286 ح 2.
126

والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد (1).
[9518] 32 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن
عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: دخل موسى بن
جعفر (عليه السلام) على هارون الرشيد وقد استجفه الغضب على رجل فقال له: إنما تغضب
لله فلا تغضب له بأكثر مما غضب على نفسه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9519] 33 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن البرقي، عن
أبيه، عن يونس، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال الحواريون لعيسى ابن
مريم: يا معلم الخير أعلمنا أي الأشياء أشد؟ فقال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل
قالوا: فبم يتقى غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا، قالوا: وما بدؤ الغضب؟ قال:
الكبر والتجبر ومحقرة الناس (3).
[9520] 34 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن علي
ابن عقبة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) إنه ذكر عنده
الغضب فقال: إن الرجل ليغضب حتى ما يرضى أبدا ويدخل بذلك النار فأيما رجل
غضب وهو قائم فليجلس فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان وإن كان جالسا فليقم،
وأيما رجل غضب على ذي رحمه فليقم إليه وليدن منه وليمسه فإن الرحم إذا مست
الرحم سكنت (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الخصال: 1 / 329 ح 24.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 292 ح 44.
(3) الخصال: 1 / 6 ح 17.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 25 / 420 الرقم 558.
127

[9521] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:...
واحلم عند الغضب... واحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس
والسلام (1).
[9522] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب لعبد الله بن العباس عند
استخلافه إياه على البصرة: سع الناس بوجهك ومجلسك وحكمك وإياك والغضب
فإنه طيرة من الشيطان واعلم أن ما قربك من الله يباعدك من النار وما باعدك من الله
يقربك من النار (2).
[9523] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أحد سنان الغضب لله قوي
على قتل أشداء الباطل (3).
[9524] 38 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر الرزاز،
عن جده محمد بن عيسى القيسي، عن محمد بن فضيل الصيرفي، عن الرضا (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رجل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله علمني
عملا لا يحال بينه وبين الجنة، قال: لا تغضب ولا تسأل الناس شيئا وارض للناس
ما ترضى لنفسك. فقال: يا رسول الله زدني. قال: إذا صليت العصر فاستغفر الله
سبعا وسبعين مرة يحط عنك عمل سبع وسبعين سنة، قال: مالي سبع وسبعين سنة،
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فاجعلها لك ولأبيك وأمك ولقرابتك (4).
[9525] 39 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه عيسى بن أحمد، عن
الإمام علي الهادي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن الصادق (عليه السلام) قال: من لم يغضب في الجفوة لم

(1) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 76.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 174.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 17 / 507 الرقم 1110.
128

يشكر النعمة (1).
جفاني فلان: فعل بي ما ساءني واستجفيته. ومن لم يغضب في الجفوة يعني لم
يغضب حين يظلم.
[9526] 40 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغضب نار موقدة من كظمه
أطفأها ومن أطلقه كان أول محترق بها (2).
[9527] 41 - وعنه (عليه السلام): أعظم الناس سلطانا على نفسه من قمع غضبه وأمات
شهوته (3).
[9528] 42 - وعنه (عليه السلام): بئس القرين الغضب يبدي المعائب ويدني الشر ويباعد
الخير (4).
[9529] 43 - وعنه (عليه السلام): جهاد الغضب بالحلم برهان النبل (5).
[9530] 44 - وعنه (عليه السلام): داووا الغضب بالصمت والشهوة بالعقل (6).
[9531] 45 - وعنه (عليه السلام): عقوبة الغضوب والحقود والحسود تبدأ بأنفسهم (7).
[9532] 46 - وعنه (عليه السلام): من غضب على من لا يقدر على مضرته طال حزنه وعذب
نفسه (8).
[9533] 47 - وعنه (عليه السلام): من طبائع الجهال التسرع إلى الغضب في كل حال (9).
[9534] 48 - وعنه (عليه السلام): لا نسب أوضع من الغضب (10).
[9535] 49 - ثاني الشهيدين رفعه وقال: روي إن رجلا قال: يا رسول الله مرني بعمل
وأقل، قال: لا تغضب، ثم أعاد عليه فقال: لا تغضب (11).

(1) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 88 / 283 الرقم 550.
(2) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(3) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(4) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(5) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(6) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(7) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(8) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(9) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(10) غرر الحكم: ح 1787 3259 و 4417 و 4773 و 5155 و 6325 و 8728 و 9351 و 10617.
(11) منية المريد: 319.
129

[9536] 50 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ما غضب أحد إلا أشفى
على جهنم (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 302،
وثواب الأعمال: 161، والوافي: 5 / 863، والمحجة البيضاء: 5 / 289،
وبحار الأنوار: 70 / 262، ووسائل الشيعة: 11 / 286 و 291،
ومستدرك الوسائل: 12 / 6 و 14، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 465 و 475 و
14 / 452، وفهرس غرر الحكم: 7 / 292، والف حديث في المؤمن: 242،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) منية المريد: 320.
130

الغطاء
[9537] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الصخر
أحمد بن عبد الرحيم رفعه إلى أبي الحسن صلوات الله عليه قال: نظر إلى الناس في يوم
فطر يلعبون ويضحكون فقال لأصحابه والتفت إليهم: أن الله عز وجل خلق شهر رمضان
مضمارا لخلقه ليستبقوا فيه بطاعته إلى رضوانه فسبق فيه قوم ففازوا وتخلف آخرون
فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون
ويخيب فيه المقصرون وأيم الله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسيئ
بإساءته (1).
[9538] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن جميل،
عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بين بيتي
ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم منبري
ربت في الجنة، قال: قلت: هي روضة اليوم؟ قال: نعم انه لو كشف الغطاء
لرأيتم (2).
الرواية حسنة سندا.
[9539] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر فاستر خلل خلقك بفضلك وقاتل هواك

(1) الكافي: 4 / 181 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 554 ح 3.
131

بعقلك، تسلم لك المودة وتظهر لك المحبة (1).
[9540] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن
هشام، عن صالح الحذاء، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان
يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة
خمسمائة عام إلا صنف واحد، قلت: من هم؟ قال: العاق لوالديه (2).
[9541] 5 - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن أصحاب الحسين وإقدامهم على
الموت؟ فقال: إنهم كشف لهم الغطاء حتى رأوا منازلهم من الجنة فكان الرجل منهم
يقدم على القتل ليبادر إلى حوراء يعانقها وإلى مكانه من الجنة (3).
[9542] 6 - الصدوق بإسناده إلى أبي خالد الكابلي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال:...
والذنوب التي تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نية الأداء والإسراف في النفقة على
الباطل والبخل على الأهل والولد وذوي الأرحام وسوء الخلق وقلة الصبر واستعمال
الضجر والكسل والاستهانة بأهل الدين، الحديث (4).
[9543] 7 - البرقي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن محمد، عن الثمالي، قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى ما وصل ما بين الله وبين
المؤمن خضعت للمؤمن رقابهم وتسهلت له أمورهم ولانت طاعتهم ولو نظروا إلى
مردود الأعمال من السماء لقالوا: ما يقبل الله من أحد عملا (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 20 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 348 ح 3.
(3) علل الشرايع: 229.
(4) معاني الأخبار: 271.
(5) المحاسن: 132.
132

[9544] 8 - الإسكافي رفعه عن علي بن عفان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله ليتعذر إلى
عبده المؤمن المحتاج كان في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول: لا وعزتي
ما أفقرتك لهوان بك علي فارفع هذا الغطاء فانظر ما عوضتك من الدنيا، فيكشف
فينظر ما عوضه الله من الدنيا، فيقول: ما يضرني ما منعتني مع ما عوضتني (1).
[9545] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحلم غطاء ساتر والعقل حسام
قاطع فاستر خلل خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك (2).
[9546] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لو كشف الغطاء ما ازددت
يقينا (3).

(1) التمحيص: 46 ح 65.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 424.
(3) بحار الأنوار: 84 / 304 ح 85 و 66 / 209 ح 22.
133

الغفران
[9547] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان قال: حدثني حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا هم أحدكم
بخير فلا يؤخره فإن العبد ربما صلى الصلاة أو صام اليوم فيقال له: اعمل ما شئت
بعدها فقد غفر الله لك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9548] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة،
عن أبي إبراهيم الأعجمي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن
حليم لا يجهل وان جهل عليه يحلم ولا يظلم وان ظلم غفر ولا يبخل وان بخل عليه
صبر (2).
[9549] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله له ما
أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9550] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن

(1) الكافي: 2 / 142 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 235 ح 17.
(3) الكافي: 2 / 331 ح 7.
134

أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله بها
في نفسه وماله وأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر الله له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9551] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران بن الحجاج السبيعي،
عن محمد بن وليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
من أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له، غفر له وإن لم
يستغفر (2).
[9552] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين الدقاق، عن عبد الله بن
محمد، عن أحمد بن عمر، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من عبد أذنب ذنب فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر
وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن يحمده (3).
[9553] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الصمد،
عن الحسين بن حماد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن
يثني رجليه: «استغفر الله الذي لا اله إلا هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام وأتوب
إليه» ثلاث مرات غفر الله عز وجل له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9554] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يصاب بمصيبة

(1) الكافي: 2 / 332 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 427 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 427 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 521 ح 1.
135

فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه إلا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وكلما
ذكر مصيبته فاسترجع عند ذكر المصيبة غفر الله له كل ذنب اكتسب فيما بينهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9555] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن علي
بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف من حقنا
وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه وكفاه هم الدنيا
والآخرة (2).
[9556] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن
زكريا المؤمن، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الحاج والمعتمر في ضمان الله فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه وإن مات محرما بعثه الله
ملبيا وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين وإن مات منصرفا غفر الله له جميع
ذنوبه (3).
[9557] 11 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن أبان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يدخل مكة رجل
بسكينة إلا غفر له، قلت: ما السكينة؟ قال: يتواضع (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9558] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه كان إذا انتهى إلى الملتزم قال لمواليه: أميطوا عني حتى

(1) الكافي: 3 / 224 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 241 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 256 ح 18.
(4) الكافي: 4 / 401 ح 10.
136

أقر لربي بذنوبي في هذا المكان فإن هذا مكان لم يقر عبد لربه بذنوبه ثم استغفر الله إلا
غفر الله له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9559] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود المسترق،
عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
من أتى الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2).
[9560] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المرأة على زوجها
الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال: يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كانت امرأة عند أبي (عليه السلام) تؤذيه فيغفر لها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9561] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن رجلا من الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في بعض حوائجه فعهد إلى
امرأته عهدا ألا تخرج من بيتها حتى يقدم قال: وإن أباها مرض فبعثت المرأة إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم وإن
أبي قد مرض فتأمرني أن أعوده؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا اجلسي في بيتك وأطيعي
زوجك، قال: فثقل فأرسلت إليه ثانيا بذلك فقالت: فتأمرني أن أعوده؟ فقال:

(1) الكافي: 4 / 410 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 582 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 510 ح 1.
137

اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فمات أبوها فبعثت إليه أن أبي قد مات
فتأمرني أن أصلي عليه؟ فقال: لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فدفن
الرجل فبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك (1).
[9562] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن الحسين الفارسي،
عن سليمان بن حفص البصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن
الضيف إذا جاء فنزل بالقوم جاء برزقه معه من السماء فإذا أكل غفر الله لهم بنزوله
عليهم (2).
[9563] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحكم، عن أبي جميلة قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): افتتحوا نهاركم بخير وأملوا على حفظتكم في أوله خيرا وفي آخره
خيرا يغفر لكم ما بين ذلك إن شاء الله (3).
[9564] 18 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يغفر له في شهر رمضان لم يغفر
له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9565] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي أسامة زيد
الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تغفر، قلت:
وما المحقرات؟ قال: الرجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن لي غير ذلك (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 513 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 284 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 142 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 66 ح 3.
(5) الكافي: 2 / 287 ح 1.
138

[9566] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل
أوحى إلى داود (عليه السلام) أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني
فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، فأتاه داود (عليه السلام)
فقال: يا دانيال إنني رسول الله إليك وهو يقول لك إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني
فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، فقال له
دانيال: قد أبلغت يا نبي الله فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: يا رب إن
داود نبيك أخبرني عنك أنني قد عصيتك فغفرت لي وعصيتك فغفرت لي وعصيتك
فغفرت لي وأخبرني عنك أنني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي، فوعزتك لئن لم تعصمني
لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9567] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن محبوب، عن أبان، عن عبد الرحمن
ابن أعين قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لقد غفر الله عز وجل لرجل من أهل البادية بكلمتين
دعا بهما قال: اللهم إن تعذبني فأهل لذلك أنا وإن تغفر لي فأهل لذلك أنت فغفر الله
له (2).
[9568] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللهم اغفر لي ما أنت أعلم به
مني فإن عدت فعد علي بالمغفرة، اللهم اغفر لي ما وأيت من نفسي ولم تجد له وفاء
عندي، اللهم اغفر لي ما تقرب به إليك بلساني ثم خالفه قلبي، اللهم اغفر لي رمزات
الألحاظ وسقطات الألفاظ وشهوات الجنان وهفوات اللسان (3).
وأيت: وعدت.

(1) الكافي: 2 / 435 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 579 ح 8.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 78.
139

[9569] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال قبل شهادته على سبيل
الوصية:... إن أبق فأنا ولي دمي وإن أفن فالفناء ميعادي وإن أعف فالعفو لي قربة
وهو لكم حسنة فاعفوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم... (1).
[9570] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى
كأنه قد غفر (2).
[9571] 25 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العاقل من تغمد الذنوب
بالغفران (3).
[9572] 26 - وعنه (عليه السلام): اغتفر زلة صديقك يزكك عدوك (4).
[9573] 27 - وعنه (عليه السلام): إذا جني عليك فاغتفر (5).
[9574] 28 - وعنه (عليه السلام): تغمد الذنوب بالغفران سيما في ذوي المروة والهيئات (6).
[9575] 29 - وعنه (عليه السلام): معاجلة الذنوب بالغفران من أخلاق الكرام (7).
[9576] 30 - وعنه (عليه السلام): مع الإنابة تكون المغفرة (8).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع كتب الأخبار.
وقد مر منا عنوان الاستغفار في محله.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 23.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 30.
(3) غرر الحكم: ح 1697 و 2292 و 3993 و 4567 و 9871 و 9747.
(4) غرر الحكم: ح 1697 و 2292 و 3993 و 4567 و 9871 و 9747.
(5) غرر الحكم: ح 1697 و 2292 و 3993 و 4567 و 9871 و 9747.
(6) غرر الحكم: ح 1697 و 2292 و 3993 و 4567 و 9871 و 9747.
(7) غرر الحكم: ح 1697 و 2292 و 3993 و 4567 و 9871 و 9747.
(8) غرر الحكم: ح 1697 و 2292 و 3993 و 4567 و 9871 و 9747.
140

الغفلة
[9577] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم ابن
عمر اليماني، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق والغلو
والشك والشبهة، والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى والغفلة والعتو، فمن
جفا احتقر الحق ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم ومن عمى نسي الذكر واتبع
الظن وبارز خالقه وألح عليه الشيطان وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة ولا غفلة
ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الأماني
وأخذته الحسرة والندامة إذا قضي الأمر وانكشف عنه الغطاء وبدا له ما لم يكن
يحتسب ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره
بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في أمره، الحديث (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9578] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله
ابن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والغفلة فإنه من غفل فإنما يغفل عن نفسه
وإياكم والتهاون بأمر الله عز وجل فإنه من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة (2).
[9579] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن يعقوب بن يزيد، عن هشام بن

(1) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(2) عقاب الأعمال: 242.
141

سالم، عن سليمان بن خالد، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام
فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة وكل كلام
ليس فيه ذكر فهو لغو فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته فكرا وكلامه ذكرا وبكى
على خطيئته وأمن الناس شره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9580] 4 - إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الرحمن بن نعيم، عن أشياخ من قومه أن
عليا (عليه السلام) كان كثيرا ما يقول في خطبته: أيها الناس إن الدنيا قد أدبرت وآذنت أهلها
بوداع وأن الآخرة قد أقبلت وآذنت باطلاع، ألا وإن المضمار اليوم والسباق غدا ألا
وإن السبق الجنة والغاية النار ألا وإنكم في أيام مهل من ورائه أجل يحثه عجل فمن
عمل في أيام مهله قبل حضور أجله نفعه عمله ولم يضره أمله ألا وإن الأمل يسهي
القلب ويكذب الوعد ويكثر الغفلة ويورث الحسرة فاعزبوا عن الدنيا كأشد ما أنتم
عن شئ تعزبون فإنها من ورود صاحبها منها في غطاء معنى وافزعوا إلى قوام دينكم
بإقامة الصلاة لوقتها وأداء الزكاة لأهلها والتضرع إلى الله والخشوع له وصلة الرحم
وخوف المعاد وإعطاء السائل وإكرام الضيف وتعلموا القرآن واعملوا به واصدقوا
الحديث وآثروه وأوفوا بالعهد إذا عاهدتم وأدوا الأمانة إذا ائتمنتم وارغبوا في ثواب
الله وخافوا عقابه فإني لم أر كالجنة نام طالبها ولا كالنار نام هاربها فتزودوا من الدنيا
ما تحوزوا به أنفسكم غدا من النار واعملوا بالخير تجزوا بالخير يوم يفوز أهل الخير
بالخير (2).
[9581] 5 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن وهب أو عن السكوني،

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن ح 2 / 79 الرقم 47.
(2) الغارات: 2 / 633، ونقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 35 ح 117.
142

عن جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تنفلوا في ساعة الغفلة ولو
بركعتين خفيفتين فإنهما يورثان دار الكرامة، قيل: يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟
قال: ما بين المغرب والعشاء (1).
[9582] 6 - ابن فهد الحلي رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إياكم وفضول المطعم فإنه يسم
القلب بالفضلة ويبطئ بالجوارح عن الطاعة ويصم الهمم عن سماع الموعظة، وإياكم
وفضول النظر فإنه يبذر الهوى ويولد الغفلة، وإياكم واستشعار الطمع فإنه يشوب
القلب بشدة الحرص ويختم على القلب بطابع حب الدنيا وهو مفتاح كل معصية ورأس
كل خطيئة وسبب إحباط كل حسنة (2).
[9583] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة المعروفة
بالديباج:... واعلموا عباد الله أن الأمل يذهب العقل ويكذب الوعد ويحث على
الغفلة ويورث الحسرة فأكذبوا الأمل فإنه غرور وأن صاحبه مأزور... (3).
[9584] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي:... وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ واستجلب شدة
التيقظ بصدق الخوف... وإياك والغفلة [ف‍] فيها تكون قساوة القلب... (4).
[9585] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حاسب نفسه ربح ومن غفل
عنها خسر... (5).
[9586] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أزهد في الدنيا يبصرك الله

(1) التهذيب: 2 / 243 ح 32.
(2) عدة الداعي: 236.
(3) تحف العقول: 152.
(4) تحف العقول: 285.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 208.
143

عوراتها ولا تغفل فلست بمغفول عنك (1).
[9587] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغفلة ضلال النفوس وعنوان
النحوس (2).
[9588] 12 - وعنه (عليه السلام): الغفلة تكسب الاغترار وتدني من البوار (3).
[9589] 13 - وعنه (عليه السلام): اتق أيها السامع من سكرتك واستيقظ من غفلتك واختصر من
عجلتك (4).
[9590] 14 - وعنه (عليه السلام): احذروا الغفلة فإنها من فساد الحس (5).
[9591] 15 - وعنه (عليه السلام): احذر منازل الغفلة والجفاء وقلة الأعوان على طاعة الله (6).
[9592] 16 - وعنه (عليه السلام): إياك والغفلة والاغترار بالمهلة فإن الغفلة تفسد الأعمال
والآجال تقطع الآمال (7).
[9593] 17 - وعنه (عليه السلام): فيالها حسرة على ذي غفلة إن يكن عمره عليه حجة وإن تؤدبه
أيامه إلى شقوة (8).
[9594] 18 - وعنه (عليه السلام): كفى بالرجل غفلة أن يضيع عمره فيما لا ينجيه (9).
[9595] 19 - وعنه (عليه السلام): ويل لمن غلبت عليه الغفلة فنسي الرحلة ولم يستعد (10).
[9596] 20 - وعنه (عليه السلام): سكر الغفلة والغرور أبعد إفاقة من سكر الخمور (11).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 391.
(2) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(3) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(4) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(5) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(6) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(7) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(8) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(9) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(10) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
(11) غرر الحكم: ح 1404 و 2125 و 3404 و 2584 و 2600 و 2717 و 6571 و 7075 و 10088 و 5651.
144

الغل (1)
[9597] 1 - المفيد رفعه عن الأوزاعي، عن لقمان الحكيم انه قال في وصاياه لابنه:...
يا بني استكثر من الأصدقاء ولا تأمن من الأعداء فإن الغل في صدورهم مثل النار
تحت الرماد... (2).
[9598] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في موعظة الناس:... قد
اصطلحتم على الغل فيما بينكم ونبت المرعى على دمنكم وتصافيتم على حب الآمال
وتعاديتم في كسب الأموال لقد استهام بكم الخبيث وتاه بكم الغرور والله المستعان على
نفسي وأنفسكم (3).
[9599] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغل بذر الشر (4).
[9600] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغل داء القلوب (5).
[9601] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغل يحبط الحسنات (6).

(1) بالكسر الحقد.
(2) الاختصاص: 338.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 133.
(4) غرر الحكم: ح 546.
(5) غرر الحكم: ح 556.
(6) غرر الحكم: ح 641.
145

الغلبة
[9602] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد قال: أخبرني أحمد بن
محمد بن عبد الله، عمن رواه قال: الدنيا وما فيها لله تبارك وتعالى ولرسوله ولنا، فمن
غلب على شئ منها فليتق الله وليؤد حق الله تبارك وتعالى وليبر إخوانه فإن لم يفعل
ذلك فالله ورسوله ونحن برآء منه (1).
[9603] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
مرازم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المريض لا يقدر على الصلاة، قال: فقال:
ما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9604] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم قال
سأل إسماعيل بن جابر أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: أصلحك الله إن علي نوافل كثيرة فكيف
أصنع؟ فقال: اقضها، فقال له: إنها أكثر من ذلك، قال: اقضها، قلت: لا أحصيها
قال: توخ، قال مرازم: وكنت مرضت أربعة أشهر لم أتنفل فيها قلت: أصلحك الله
وجعلت فداك مرضت أربعة أشهر لم أصل نافلة؟ فقال: ليس عليك قضاء إن
المريض ليس كالصحيح كلما غلب الله عليه فالله أولى بالعذر فيه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 408 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 412 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 451 ح 4.
146

[9605] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد أن
يغلب القدر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9606] 5 - الكليني، عن علي بن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: لا تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن
يغلب الطباع.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسترضعوا الحمقاء فإن الولد يشب عليه (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9607] 6 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الوسيلة:... ومن
يغلب بالجور يغلب... (3).
[9608] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن
حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في وصف آخر الزمان:... ورأيت الناس مع من
غلب... (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9609] 8 - إبراهيم بن محمد الثقفي، عن الشعبي قال: قال ابن الكواء لأمير المؤمنين (عليه السلام):
أي شئ خلق الله أشد؟ قال: إن أشد خلق الله عشرة: الجبال الرواسي والحديد
تنحت به الجبال والنار تأكل الحديد والماء يطفئ النار والسحاب المسخر بين السماء
والأرض تحمل الماء والريح تقل السحاب والإنسان يغلب الريح يتقيها بيديه

(1) الكافي: 2 / 307 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 43 ح 9.
(3) الكافي: 8 / 20.
(4) الكافي: 8 / 40.
147

ويذهب لحاجته والسكر يغلب الإنسان والنوم يغلب السكر والهم يغلب النوم فأشد
خلق ربك الهم (1).
[9610] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم الدنيا:... وعزيزها
مغلوب... (2).
[9611] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لرجل سأله أن يعظه:... تغلبه
نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن... (3).
[9612] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه لما ورد الكوفة قادما من صفين مر
بالشباميين فسمع بكاء النساء على قتلى صفين وخرج إليه حرب بن شرحبيل
الشبامي وكان من وجوه قومه فقال (عليه السلام) له: أتغلبكم نساؤكم على ما أسمع؟ ألا
تنهونهن عن هذا الرنين؟، وأقبل حرب يمشي معه وهو (عليه السلام) راكب فقال (عليه السلام): ارجع
فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة للمؤمن (4).
[9613] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما ظفر من ظفر الإثم به والغالب
بالشر مغلوب (5).
[9614] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: للظالم من الرجال ثلاث
علامات: يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبة ويظاهر القوم الظلمة (6).
[9615] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولن يسبقك إلى رزقك
طالب ولن يغلبك عليه غالب ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك (7).

(1) الغارات: 1 / 182، ونقل عنه في بحار الأنوار: 57 / 200 ح 3.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 111.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 322.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 327.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 350.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 379.
148

[9616] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يغلب المقدار على التقدير حتى
تكون الآفة في التدبير (1).
[9617] 16 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى الباقر (عليه السلام) أنه قال: من توكل على الله
لا يغلب ومن اعتصم بالله لا يهزم (2).
[9618] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تغالب من لا تقدر على
دفعه (3).
[9619] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قد يغلب المغلوب (4).
[9620] 19 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزاهد في الدنيا من لم يغلب
الحرام صبره ولم يشغل الحلال شكره (5).
[9621] 20 - المجلسي رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال: الغلبة بالخير فضيلة وبالشر
قبيحة (6).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 459.
(2) جامع الأخبار: 322.
(3) غرر الحكم: ح 10176.
(4) غرر الحكم: ح 6641.
(5) بحار الأنوار: 75 / 37 ح 3.
(6) بحار الأنوار: 75 / 188 ح 35.
149

الغلط
[9622] 1 - الكليني قال: حدثني محمد بن جعفر الأسدي، عن محمد بن إسماعيل
البرمكي الرازي، عن الحسين بن الحسن بن برد الدينوري، عن محمد بن علي، عن
محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا (عليه السلام) قال: دخل رجل من الزنادقة على
أبي الحسن (عليه السلام) وعنده جماعة - فقال أبو الحسن (عليه السلام): أيها الرجل أرأيت إن كان القول
قولكم وليس هو كما تقولون ألسنا وإياكم شرعا سواء لا يضرنا ما صلينا وصمنا
وزكينا وأقررنا؟ فسكت الرجل ثم قال أبو الحسن (عليه السلام): وإن كان القول قولنا وهو
قولنا ألستم قد هلكتم ونجونا؟ فقال رحمك الله أوجدني كيف هو وأين هو؟ فقال:
ويلك ان الذي ذهبت إليه غلط هو أين الأين بلا أين وكيف الكيف بلا كيف فلا يعرف
بالكيفوفية ولا بإينونية ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ.
فقال الرجل: فإذا أنه لا شئ إذا لم يدرك بحاسة من الحواس؟ فقال
أبو الحسن (عليه السلام): ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته؟ ونحن إذا
عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا بخلاف شئ من الأشياء.
قال الرجل: فأخبرني متى كان؟ قال أبو الحسن (عليه السلام): أخبرني متى لم يكن
فأخبرك متى كان.
قال الرجل: فما الدليل عليه؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إني لما نظرت إلى جسدي ولم
يمكني فيه زيادة ولا نقصان في العرض والطول ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه
علمت أن لهذا البنيان بانيا فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته وإنشاء
150

السحاب وتصريف الرياح ومجري الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات
العجيبات المبينات علمت ان لهذا مقدرا ومنشئا (1).
[9623] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن
مسكان، عن إسحاق المدائني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القوم يدخلون السفينة
يشترون الطعام فيتساومون بها ثم يشتري رجل منهم فيتساءلونه فيعطيهم ما يريدون
من الطعام فيكون صاحب الطعام هو الذي يدفعه إليهم ويقبض الثمن؟ قال: لا بأس
ما أراهم إلا وقد شركوه، فقلت: إن صاحب الطعام يدعو كيالا فيكيله لنا ولنا اجراء
فيعيرونه فيزيد وينقص؟ قال: لا بأس ما لم يكن شئ كثير غلط (2).
[9624] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحكم، عن
العلاء بن رزين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إني أمر على الرجل فيعرض علي
الطعام فيقول: قد أصبت طعاما من حاجتك فأقول له: أخرجه أربحك في الكر كذا
وكذا فإذا أخرجه نظرت إليه فإن كان من حاجتي أخذته وإن لم يكن من حاجتي
تركته، قال: هذه المراوضة لا بأس بها، قلت: فأقول له: أعزل منه خمسين كرا أو
أقل أو أكثر بكيله فيزيد وينقص وأكثر ذلك ما يزيد لمن هي؟ قال: هي لك، ثم
قال (عليه السلام): إني بعثت معتبا أو سلاما فابتاع لنا طعاما فزاد علينا بدينارين فقتنا به
عيالنا بمكيال قد عرفناه فقلت له: قد عرفت صاحبه؟ قال: نعم فرددنا عليه،
فقلت: رحمك الله تفتيني بأن الزيادة لي وأنت تردها قد علمت أن ذلك كان له قال:
نعم إنما ذلك غلط الناس لأن الذي ابتعنا به إنما كان ذلك بثمانية دراهم أو تسعة ثم قال:
ولكني أعد عليه الكيل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 78 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 180 ح 9.
(3) الكافي: 5 / 182 ح 3.
151

[9625] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن
الحسين، عن ابن محبوب، عن حماد بن عمرو النصيبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألت أبا عبد الله عن (قل هو الله أحد)، فقال: نسبه الله إلى خلقه أحدا صمدا
أزليا صمديا لا ظل له يمسكه وهو يمسك الأشياء بأظلتها، عارف بالمجهول معروف
عند كل جاهل فردانيا، لا خلقه فيه ولا هو في خلقه، غير محسوس ولا محسوس،
لا تدركه الأبصار، علا فقرب ودنا فبعد وعصي فغفر وأطيع فشكر، لا تحويه أرضه
ولا تقله سماواته، حامل الأشياء بقدرته، ديمومي، أزلي، لا ينسى ولا يلهو ولا يغلط
ولا يلعب ولا لإرادته فصل وفصله جزاء وأمره واقع، لم يلد فيورث ولم يولد
فيشارك ولم يكن له كفوا أحد (1).
[9626] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة أن رجلا
دخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: رأيت كأن الشمس طالعة على رأسي دون جسدي
فقال: تنال أمرا جسيما ونورا ساطعا ودينا شاملا فلو غطتك لانغمست فيه ولكنها
غطت رأسك أما قرأت (فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي... فلما أفلت) (2)
تبرأ منها إبراهيم (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك إنهم يقولون: إن الشمس خليفة أو
ملك؟ فقال: ما أراك تنال الخلافة ولم يكن في آبائك وأجدادك ملك وأي خلافة
وملوكية أكبر من الدين والنور ترجو به دخول الجنة، انهم يغلطون. قلت: صدقت
جعلت فداك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9627] 6 - الصدوق، عن أبي العباس الطالقاني، عن عبد العزير البصري، عن المغيرة

(1) الكافي: 1 / 91 ح 1.
(2) سورة الأنعام: 78.
(3) الكافي: 8 / 291 ح 445.
152

ابن محمد، عن رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي
فقلت له: لم سمي الباقر (عليه السلام) باقرا؟ قال: لأنه بقر العلم بقرا - أي شقه شقا وأظهره
إظهارا، ولقد حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري انه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
يا جابر إنك ستبقى حتى تلقى ولدي محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
المعروف في التوراة بباقر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، فلقيه جابر بن عبد الله
الأنصاري في بعض سلك المدينة فقال له: يا غلام من أنت؟ قال: أنا محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، قال له جابر: يا بني أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر
فقال: شمائل رسول الله ورب الكعبة ثم قال: يا بني رسول الله يقرؤك السلام فقال:
على رسول الله السلام ما دامت السماوات والأرض وعليك يا جابر بما بلغت السلام
فقال له جابر: يا باقر أنت الباقر حقا أنت الذي تبقر العلم بقرا ثم كان جابر يأتيه
فيجلس بين يديه فيعلمه وربما غلط جابر فيما يحدث به عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيرد
عليه ويذكره، فيقبل ذلك منه ويرجع إلى قوله وكان يقول: يا باقر يا باقر يا باقر
أشهد بالله إنك قد أوتيت الحكم صبيا (1).
[9628] 7 - الطوسي بإسناده إلى ابن محبوب، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من غلط في سورة فليقرأ قل هو الله
أحد ثم ليركع (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9629] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي، عن
الحميري انه سأل القائم (عج) عن المصلي يكون في صلاة الليل فإذا سجد يغلط
بالسجادة ويضع جبهته على مشح أو نطع فإذا رفع رأسه وجد السجادة هل يعتد بهذه

(1) علل الشرايع: 233.
(2) التهذيب: 2 / 295 ح 43.
153

السجدة أم لا يعتد بها؟ ورد الجواب: ما لم يستو جالسا فلا شئ عليه في رفع رأسه
لطلب الخمرة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
المشح: ثوب غليظ يعبر عنه پلاس. والنطع: بساط من الأديم.
[9630] 9 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي رفعه إلى الحميري انه سأل القائم (عج)
فقال: يجوز للرجل إذا صلى الفريضة أو النافلة وبيده السبحة أن يديرها وهو في
الصلاة؟ فأجاب (عج): يجوز ذلك إذا خاف السهو والغلط (2).
[9631] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: غلط الإنسان فيمن ينبسط إليه
أخطر شئ عليه (3).

(1) الغيبة: 233.
(2) الاحتجاج: 2 / 490.
(3) غرر الحكم: ح 6431.
154

الغلظة
[9632] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الحزم في القلب والرحمة والغلظة في الكبد والحياء في الرية.
وفي حديث آخر لأبي جميلة: العقل مسكنه في القلب (1).
[9633] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل
ابن دبيس، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خلق الله العبد في أصل الخلقة
كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر والجبرية فقسا قلبه
وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله ستره وركب المحارم فلم
ينزع عنها ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ووثب على الناس لا يشبع من
الخصومات، فاسألوا الله العافية واطلبوها منه (2).
[9634] 3 - الكليني، عن بعض أصحابنا، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
يا مفضل... وإن شئت أن تهان فأخشن ومن كرم أصله لان قلبه ومن خشن عنصره
غلظ كبده... (3).
[9635] 4 - الكليني باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف المؤمن:...

(1) الكافي: 8 / 190 ح 218.
(2) الكافي: 2 / 330 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 26.
155

لا يغلظ على من دونه... (1).
[9636] 5 - الصدوق بإسناده إلى إسماعيل بن مسلم، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لامرأة سألته أن لي زوجا وبه
علي غلظة وأني صنعت شيئا لأعطفه علي فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أف لك كدرت
البحار وكدرت الطين ولعنتك الملائكة الأخيار وملائكة السماوات والأرض قال
فصامت المرأة نهارها وقامت ليلها وحلقت رأسها ولبست المسوح فبلغ ذلك
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: إن ذلك لا يقبل منها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9637] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فإن
دهاقين أهل بلدك شكوا منك قسوة وغلظة واحتقارا وجفوة فنظرت فلم أرهم أهلا
لأن يدنوا لشركهم ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم جلبابا من اللين تشوبه
بطرف من الشدة وداول لهم بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب والإدناء
والإبعاد والإقصاء إنشاء الله (3).
[9638] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الشقشقية:... فيا عجبا
بينا هو يستقيلها (أي الخلافة) في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته، لشد ما تشطرا
ضرعيها، فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها ويخشن مسها ويكثر العثار فيها
والاعتذار منها، الخطبة (4).
[9639] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف السالك الطريق إلى

(1) الكافي: 2 / 228.
(2) الفقيه: 3 / 445 ح 4544.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 19.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 3.
156

الله: قد أحيا عقله وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف غليظه وبرق له لامع
كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة
ودار الإقامة وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه
وأرضى ربه (1).
[9640] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عبد الله بن عباس وهو عامله
على البصرة:... وقد بلغني تنمرك لبني تميم وغلظتك عليهم وإن بني تميم لم يغب لهم
نجم إلا طلع لهم آخر وإنهم لم يسبقوا بوغم في جاهلية ولا اسلام وإن لهم بنا رحما ماسة
وقرابة خاصة نحن مأجورون على صلتها ومأزورون على قطيعتها... (2).
[9641] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى نجله الحسن (عليه السلام)
يوصيه:... لن لمن غالظك فإنه يوشك أن يلين لك... (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 220.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 18.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
157

الغلو
[9642] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم ابن
عمر اليماني، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق والغلو
والشك والشبهة، والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى إلى أن قال والغلو على
أربع شعب: على التعمق بالرأي والتنازع فيه والزيغ والشقاق فمن تعمق لم ينب إلى
الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات ولم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته أخرى وانخرق
دينه فهو يهوى في أمر مريج ومن نازع في الرأي وخاصم شهر بالعثل من طول اللجاج
ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة ومن شاق أعورت عليه طرقه
واعترض عليه أمره فضاق عليه مخرجه إذا لم يتبع سبيل المؤمنين، الحديث (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9643] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض
أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة،
شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي فقال له
رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا ما
لا نقوله في أنفسنا فليس أولئك منا ولسنا منهم، قال: فما التالي؟ قال: المرتاد

(1) الكافي: 2 / 391 ح 1.
158

يريد الخير يبلغه الخير يؤجر عليه ثم أقبل علينا فقال: والله ما معنا من الله براءة ولا
بيننا وبين الله قرابة ولا لنا على الله حجة ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم
مطيعا لله تنفعه ولايتنا ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا،
ويحكم لا تغتروا (1).
[9644] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن الحسن بن أحمد المالكي، عن أبيه، عن إبراهيم
ابن أبي محمود في حديث قال: قلت للرضا (عليه السلام) يا بن رسول الله إن عندنا أخبارا في
فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضلكم أهل البيت وهي من رواية مخالفيكم ولا نعرف
مثلها عنكم أفندين بها؟ فقال: يا ابن أبي محمود لقد أخبرني أبي عن أبيه عن
جده (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن
الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق عن إبليس فقد عبد إبليس ثم قال الرضا (عليه السلام):
يا ابن أبي محمود ان مخالفينا وضعوا أخبارا في فضائلنا وجعلوها على أقسام ثلاثة:
أحدها الغلو وثانيها التقصير في أمرنا وثالثها التصريح بمثالب أعدائنا فإذا سمع الناس
الغلو فينا كفروا شيعتنا ونسبوهم إلى القول بربوبيتنا وإذا سمعوا التقصير اعتقدوه فينا
وإذا سمعوا مثالب أعدائنا بأسمائهم ثلبونا بأسمائنا وقد قال الله عز وجل: (ولا تسبوا
الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (2) يا بن أبي محمود إذا أخذ
الناس يمينا وشمالا فألزم طريقتنا فإنه من لزمنا لزمناه ومن فارقنا فارقناه، ان أدنى
ما يخرج الرجل من الإيمان أن يقول للحصاة هذه نواة ثم يدين بذلك ويبرأ ممن
خالفه، يا ابن أبي محمود احفظ ما حدثتك به فقد جمعت لك فيه خير الدنيا
والآخرة (3).

(1) الكافي: 2 / 75 ح 6.
(2) سورة الأنعام: 108.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 304.
159

[9645] 4 - الصدوق، عن محمد بن علي بن بشار القزويني، عن المظفر بن أحمد، وعلي
ابن محمد بن سليمان، عن علي بن جعفر البغدادي، عن جعفر بن محمد بن مالك
الكوفي، عن الحسن بن راشد، عن علي بن سالم، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله
جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): أدنى ما يخرج به الرجل من الإيمان أن يجلس إلى غال
ويستمع إلى حديثه ويصدقه على قوله إن أبي حدثني عن أبيه عن جده (عليه السلام) أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام: الغلاة والقدرية (1).
[9646] 5 - الصدوق، عن أحمد بن محمد الصائغ، عن عيسى بن محمد العلوي، عن
أبي عوانة، عن محمد بن سليمان بن بزيع، عن إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي
عمرة الخراساني، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن
حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا حذيفة ان حجة الله عليكم
بعدي علي بن أبي طالب، الكفر به كفر بالله والشرك به شرك بالله والشك فيه شك في
الله والإلحاد فيه إلحاد في الله والإنكار له إنكار لله والإيمان به إيمان بالله لأنه أخو
رسول الله ووصيه وإمام أمته ومولاهم وهو حبل الله المتين والعروة الوثقى التي
لا انفصام لها وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له: محب غال ومقصر، يا حذيفة لا تفارقن
عليا فتفارقني ولا تخالفن عليا فتخالفني، ان عليا مني وأنا منه، من أسخطه فقد
أسخطني ومن أرضاه فقد أرضاني (2).
[9647] 6 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين في حديث أربعمأة انه قال: إياكم والغلو
فينا قولوا: إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم، من أحبنا فليعمل بعملنا
وليستعن بالورع... (3).

(1) الخصال: 1 / 72 ح 109.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 3 / 264 الرقم 282.
(3) الخصال: 2 / 614.
160

[9648] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن
عبد الجبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: رجلان لا تنالهما شفاعتي: صاحب
سلطان عسوف غشوم وغال في الدين مارق (1).
[9649] 8 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: صنفان من أمتي لا نصيب لهما في
الإسلام: الناصب لأهل بيتي حربا وغال في الدين مارق منه (2).
[9650] 9 - الصدوق، عن محمد بن علي بن بشار، عن المظفر بن أحمد، عن العباس بن
محمد بن القاسم، عن الحسين بن سهل، عن محمد بن حامد، عن أبي هاشم الجعفري
قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الغلاة والمفوضة؟ فقال: الغلاة كفار والمفوضة
مشركون من جالسهم أو خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو
تزوج إليهم أو أمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم لشطر كلمة
خرج من ولاية الله عز وجل وولايتنا أهل البيت (3).
[9651] 10 - المفيد، عن علي بن محمد بن الزبير، عن محمد بن علي بن مهدي، عن محمد
ابن علي بن عمرو، عن أبيه، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الأصبغ
ابن نباتة قال: دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في نفر من الشيعة
وكنت فيهم فجعل الحارث يتأود في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضا
فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت له منه منزلة فقال: كيف تجدك يا حارث؟
فقال: نال الدهر يا أمير المؤمنين مني وزادني أوارا وغليلا اختصام أصحابك ببابك،
قال: وفيم خصومتهم؟ قال: فيك وفي الثلاثة من قبلك فمن مفرط منهم غال ومقتصد
تال ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أم يحجم؟ فقال: حسبك يا أخا همدان ألا إن

(1) الخصال: 1 / 63 ح 93.
(2) الفقيه: 3 / 408 ح 4425.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 203 ح 4.
161

خير شيعتي النمط الأوسط إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي، فقال له الحارث: لو
كشفت - فداك أبي وأمي - الرين عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا،
قال: قدك فإنك امرؤ ملبوس عليك ان دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق
فأعرف الحق تعرف أهله، يا حارث إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد،
وبالحق أخبرك فأرعني سمعك ثم خبر به من كان له حصافة من أصحابك، ألا إني
عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول قد صدقته وآدم بين الروح والجسد ثم إني
صديقه الأول في امتكم حقا، فنحن الأولون ونحن الآخرون ونحن خاصته وخالصته
وأنا صنوه ووصيه ووليه وصاحب نجواه وسره، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب
وعلم القرون والأسباب واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب يفضي كل
باب إلى ألف عهد وأيدت واتخذت وأمددت بليلة القدر نفلا وإن ذلك ليجري لي
ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن
عليها، وأبشرك يا حارث لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند
المقاسمة، قال الحارث: وما المقاسمة؟ قال: مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحيحة،
أقول: هذا وليي فاتركيه وهذا عدوي فخذيه، ثم أخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) بيد الحارث
فقال: يا حارث أخذت بيدك كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيدي فقال لي - وقد شكوت
إليه حسد قريش والمنافقين لي -: انه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل الله وبحجزته -
يعني عصمته من ذي العرش تعالى - وأخذت أنت يا علي بحجزتي وأخذ ذريتك
بحجزتك وأخذ شيعتكم بحجزكم، فما ذا يصنع الله بنبيه؟ وما يصنع نبيه بوصيه؟
خذها إليك يا حارث قصيرة من طويلة، نعم أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت -
يقولها ثلاثا - فقام الحارث يجر رداءه ويقول: ما أبالي بعدها متى لقيت الموت
أو لقيني، قال جميل ابن صالح: وأنشدني أبو هاشم السيد الحميري (رحمه الله) فيما تضمنه
هذا الخبر:
162

قول علي لحارث عجب * كم ثم أعجوبة له حملا
يا حار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه وأعرفه * بنعته واسمه وما عملا
وأنت عند الصراط تعرفني * فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين توقف * للعرض دعيه لا تقتلي الرجلا
دعيه لا تقربيه ان له * حبلا بحبل الوصي متصلا (1)
[9652] 11 - الكشي بإسناده عن يونس، عن هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كان المغيرة بن سعيد يتعمد الكذب على أبي (عليه السلام) ويأخذ كتب أصحابه وكان
أصحابه المستترون بأصحاب أبي يأخذون الكتب من أصحاب أبي فيدفعونها إلى
المغيرة فكان يدس فيها الكفر والزندقة ويسندها إلى أبي (عليه السلام) ثم يدفعها إلى أصحابه
فيأمرهم أن يبثوها في الشيعة فكل ما كان في كتب أصحاب أبي (عليه السلام) من الغلو فذاك مما
دسه المغيرة بن سعيد في كتبهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9653] 12 - الكشي، عن محمد بن الحسن البراثي وعثمان بن حامد، عن محمد بن يزداد،
عن محمد بن الحسين، عن موسى بن يسار، عن عبد الله بن شريك، عن أبيه قال:
بينا علي (عليه السلام) عند امرأة له من عنزة وهي أم عمرو إذ أتاه قنبر فقال: إن عشرة نفر
بالباب يزعمون انك ربهم، فقال: أدخلهم، قال: فدخلوا عليه فقال لهم:
ما تقولون؟ فقالوا: إنك ربنا وأنت الذي خلقتنا أو أنت الذي رزقتنا، فقال لهم:
ويلكم لا تغلوا إنما أنا مخلوق مثلكم، فأبوا أن يفعلوا، فقال لهم: ويلكم ربي وربكم

(1) أمالي المفيد: المجلس الأول ح 3 / 3.
(2) رجال الكشي: 225 ح 402، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 250.
163

الله ويلكم توبوا وارجعوا، فقالوا: لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا وأنت الذي
خلقتنا، فقال: يا قنبر ايتني بالفعلة فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور
فأمر أن يحفروا لهم في الأرض فلما حفروا خدا أمر بالحطب والنار فطرح فيه حتى
صار نارا تتوقد، قال لهم: توبوا، قالوا: لا نرجع فقذف على بعضهم ثم قذف بقيتهم
في النار، قال علي (عليه السلام):
إذا أبصرت شيئا منكرا * أوقدت ناري ودعوت قنبرا (1)
[9654] 13 - الكشي، عن حمدويه، وإبراهيم، عن العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن
مفضل بن يزيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) وذكر أصحاب أبي الخطاب والغلاة فقال
لي: يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تؤاكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا
توارثوهم.
وقالا: حدثنا العبيدي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) وذكر الغلاة وقال: إن فيهم من يكذب حتى ان الشيطان ليحتاج إلى كذبه (2).
الروايتان معتبرتان سندا.
[9655] 14 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن الحسين بن بردة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صنع لي في المتوضأ ماء، قال: فقمت فوضعت له، قال:
فدخل، قال: فقلت في نفسي: أنا أقول فيه كذا وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ، قال:
فلم يلبث أن خرج فقال: يا إسماعيل لا ترفع البناء فوق طاقته فينهدم، اجعلونا
مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا، فقال إسماعيل: وكنت أقول إنه وأقول
وأقول (3).

(1) رجال الكشي: 307 ح 556.
(2) رجال الكشي: 297 ح 525 و 526.
(3) بصائر الدرجات: 64.
164

[9656] 15 - الصفار، عن الخشاب، عن إسماعيل بن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن
كامل التمار قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ذات يوم فقال لي: يا كامل اجعل لنا ربا
نؤب إليه وقولوا فينا ما شئتم، قال: قلت: نجعل لكم ربا تتوبون إليه ونقول فيكم
ما شئنا؟ قال: فاستوى جالسا ثم قال: وعسى أن نقول ما خرج إليكم من علمنا إلا
ألفا غير معطوفة (1).
غير معطوفة: كناية عن نهاية القلة.
[9657] 16 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن العطار، عن
أبيه، عن أحمد بن محمد البرقي، عن العباس بن معروف، عن عبد الرحمن بن مسلم،
عن فضيل بن يسار قال الصادق (عليه السلام): احذروا على شبابكم الغلاة لا يفسدوهم فإن
الغلاة شر خلق يصغرون عظمة الله ويدعون الربوبية لعباد الله، والله إن الغلاة لشر من
اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ثم قال (عليه السلام): إلينا يرجع الغالي فلا نقبله
وبنا يلحق المقصر فنقبله، فقيل له: كيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: الغالي قد
اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام والحج فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع إلى
طاعة الله عز وجل أبدا وإن المقصر إذ عرف عمل وأطاع (2).
[9658] 17 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن علي بن محمد العلوي، عن أحمد
ابن عمر بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جده، عن أبي أحمد الأزدي، عن
عبد الصمد بن بشير، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): اللهم إني برئ من الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى،
اللهم اخذلهم أبدا ولا تنصر منهم أحدا (3).

(1) بصائر الدرجات: 149.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والثلاثون ح 12 / 650 الرقم 1349.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والثلاثون ح 13 / 650 الرقم 1350.
165

[9659] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبته عند ذكر آل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): هم موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه
وجبال دينه بهم أقام انحناء ظهره وأذهب ارتعاد فرائصه، ومنها يعني قوما آخرين
زرعوا الفجور وسقوه الغرور وحصدوا الثبور، لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه
الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين وعماد
اليقين، إليهم يفئ الغالي وبهم يلحق التالي ولهم خصائص، حق الولاية وفيهم
الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ونقل إلى منتقله (1).
[9660] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نحن النمرقة الوسطى بها يلحق
التالي وإليها يرجع الغالي (2).
[9661] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: هلك في رجلان: محب غال
ومبغض قال (3).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع بحار الأنوار: 7 / 242
من طبع الكمباني و 25 / 261 من طبع الحروفي.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 2.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 109.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 117.
166

الغلول (1)
[9662] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني أبو جعفر صلوات الله عليه قال:
سمعت أبي يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: دخل عمرو بن عبيد على
أبي عبد الله (عليه السلام) فلما سلم وجلس تلا هذه الآية (الذين يجتنبون كبائر الاثم
والفواحش) (2) ثم أمسك فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ما أسكتك؟ قال: أحب أن
أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله يقول
الله: (ومن يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) (3) وبعده الإياس من روح الله
لأن الله عز وجل يقول: (انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (4) ثم الأمن لمكر
الله لأن الله عز وجل يقول: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) (5) ومنها عقوق
الوالدين لأن الله سبحانه جعل العاق جبارا شقيا وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
لأن الله عز وجل يقول: (فجزاؤه جهنم خالدا فيها) (6) إلى آخر الآية وقذف المحصنة
لأن الله عز وجل يقول: (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) (7) وأكل مال

(1) يعني الخيانة ونحوها.
(2) سورة النجم: 32.
(3) سورة المائدة: 72، الآية هكذا (انه من يشرك...).
(4) سورة يوسف: 87.
(5) سورة الأعراف: 99.
(6) سورة النساء: 93.
(7) سورة النور: 23.
167

اليتيم لأن الله عز وجل يقول: (إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (1)
والفرار من الزحف لأن الله عز وجل يقول: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو
متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (2) وأكل
الربا لأن الله عز وجل يقول: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه
الشيطان من المس) (3) والسحر لأن الله عز وجل يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ماله في
الآخرة من خلاق) (4) والزنا لأن الله عز وجل يقول: (ومن يفعل ذلك يلق
أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) (5) واليمين الغموس
الفاجرة لأن الله عز وجل يقول: (الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا
خلاق لهم في الآخرة) (6) والغلول لأن الله عز وجل يقول: (ومن يغلل يأت بما غل يوم
القيامة) (7) ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عز وجل يقول: (فتكوى بها جباههم
وجنوبهم وظهورهم) (8) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عز وجل يقول: (ومن
يكتمها فإنه آثم قلبه) (9) وشرب الخمر لأن الله عز وجل نهى عنها كما نهى عن عبادة
الأوثان وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله، لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من
ترك الصلاة متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونقض العهد وقطيعة
الرحم، لأن الله عز وجل يقول: (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (10) قال: فخرج

(1) سورة النساء: 10.
(2) سورة الأنفال: 16.
(3) سورة البقرة: 275.
(4) سورة البقرة: 102.
(5) سورة الفرقان: 68 و 69.
(6) سورة آل عمران: 77.
(7) سورة آل عمران: 161.
(8) سورة التوبة: 35.
(9) سورة البقرة: 283.
(10) سورة الرعد: 25.
168

عمرو وله صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل
والعلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9663] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن عيسى الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة لا يجزن في
أربع: الخيانة والغلول والسرقة والربا، لا يجزن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا
صدقة (2).
[9664] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن عمار بن مروان قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
الغلول، قال: كل شئ غل من الإمام فهو سحت وأكل مال اليتيم وشبهه سحت
والسحت أنواع كثيرة منها أجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد البينة،
فأما الرشا في الحكم فإن ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9665] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أربعة لا قطع عليهم: المختلس والغلول
ومن سرق من الغنيمة وسرقة الأجير فإنها خيانة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9666] 5 - المفيد رفعه وقال: خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أراد الخروج إلى تبوك بثنية الوداع
فقال بعد أن حمد الله وأثنى عليه: أيها الناس ان أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق

(1) الكافي: 2 / 285 ح 24.
(2) الكافي: 5 / 124 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 126 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 226 ح 6.
169

العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم، وخير السنن سنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)،
وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشر
الأمور محدثاتها، وأحسن الهدى هدى الأنبياء، وأشرف القتل قتل الشهداء،
وأعمى الهدى الضلالة بعد الهدى، وخير الأعمال ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر
العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر
وألهى، وشر المعذرة حين يحضر الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس
من لا يأتي الجمعة إلا نذرا، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجرا، ومن أعظم الخطايا
اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة
الله، وخير ما القى في القلب اليقين، والارتياب من الكفر، والنياحة من عمل
الجاهلية، والغلول من جمر جهنم، والسكر جمر من النار، والشعر من إبليس،
والخمر جماع الأثام، والنساء حبالات إبليس، والشباب شعبة من الجنون، وشر
المكاسب كسب الربا، وشر المأكل أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي
من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، والأمر إلى آخره،
وملاك العمل خواتيمه، وأربى الربا الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المؤمن
فسوق، وقتال المؤمن كفر، وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن يبالي
على الله يكذبه، ومن يعف يعفو الله عنه، ومن كظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على
الرزية يعوضه الله، ومن يبتغ السمعة يسمع الله به، ومن يصم بصره، ومن يعص الله
يعذبه الله، اللهم اغفر لي ولامتي، اللهم اغفر لي ولامتي، استغفر الله لي ولكم (1).
[9667] 6 - الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد قال: حدثنا عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: سألته عن الغلول، فقال: الغلول كل شئ غل عن الإمام وأكل مال
اليتيم وشبهه والسحت أنواع كثيرة: منها كسب الحجام وأجر الزانية وثمن الخمور

(1) الاختصاص: 342.
170

فأما الرشا في الحكم فهو الكفر بالله عز وجل (1).
الرواية موثقة سندا.
[9668] 7 - العياشي رفعه إلى سماعة انه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغلول كل شئ غل
عن الإمام وأكل مال اليتيم شبهة والسحت شبهة (2).
[9669] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر ما ألقي في القلوب الغلول (3).

(1) التهذيب: 6 / 352 ح 118.
(2) تفسير العياشي: 1 / 205 ح 148.
(3) غرر الحكم: ح 5696 ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 468.
171

الغم
[9670] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس
ابن موسى الوراق، عن علي الأحمسي، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يزال الهم والغم بالمؤمن حتى ما يدع له ذنبا (1).
[9671] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي
الأحسمي، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا يزال الهم والغم بالمؤمن حتى
ما يدع له من ذنب (2).
[9672] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
سعيد بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صليت المغرب فأمر يدك على جبهتك
وقل: «بسم الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، اللهم أذهب
عني الهم والغم والحزن» ثلاث مرات (3).
[9673] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إسماعيل
ابن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الهم قال: تغتسل وتصلي ركعتين وتقول:
«يا فارج الهم ويا كاشف الغم يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما فرج همي واكشف
غمي يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد اعصمني

(1) الكافي: 2 / 445 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 446 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 549 ح 10.
172

وطهرني وأذهب ببليتي» واقرأ آية الكرسي والمعوذتين (1).
[9674] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أخي
سعيد، عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يدخلني الغم، فقال: أكثر
من أن تقول: «الله الله ربي لا أشرك به شيئا» فإذا خفت وسوسة أو حديث نفس
فقل: «اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك عدل في حكمك ماض
في قضاؤك اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من
خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل
القرآن نور بصري وربيع قلبي وجلاء حزني وذهاب همي، الله الله ربي لا أشرك به
شيئا» (2).
[9675] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار قال كتب محمد بن حمزة الغنوي إلي
يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) في دعاء يعلمه يرجو به الفرج فكتب إلي: أما
ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له: يلزم: «يا من يكفي
من كل شئ ولا يكفي منه شئ اكفني ما أهمني مما أنا فيه» فإني أرجو أن يكفي
ما هو فيه من الغم إن شاء الله تعالى، فأعلمته ذلك فما أتى عليه إلا قليل حتى خرج
من الحبس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9676] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان

(1) الكافي: 2 / 557 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 561 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 560 ح 14.
173

على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة وكان ملازما
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شئ منها وكان رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرق له وينظر إلى حاجته وغربته فيقول: يا سعد لو قد جائني شئ
لأغنيتك، قال: فأبطأ ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاشتد غم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لسعد
فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله من غمه لسعد فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام)
ومعه درهمان فقال له: يا محمد إن الله قد علم ما قد دخلك من الغم لسعد أفتحب أن
تغنيه؟ فقال: نعم فقال له: فهاك هذين الدرهمين فأعطهما إياه ومره أن يتجر بهما،
قال: فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينتظره فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا سعد أتحسن التجارة؟ فقال
له سعد: والله ما أصبحت أملك مالا أتجر به، فأعطاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الدرهمين وقال له:
اتجر بهما وتصرف لرزق الله فأخذهما سعد ومضى مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى صلى معه الظهر
والعصر، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتما يا سعد،
قال: فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئا إلا باعه بدرهمين ولا يشتري شيئا بدرهمين
إلا باعه بأربعة دراهم فأقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته
فاتخذ على باب المسجد موضعا وجلس فيه فجمع تجارته إليه وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إذا أقام بلال للصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل
أن يتشاغل بالدنيا فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة فكان
يقول: ما أصنع أضيع مالي؟ هذا رجل قد بعته فأريد أن استوفي منه وهذا رجل قد
اشتريت منه فأريد أن أوفيه، قال: فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أمر سعد غم أشد من
غمه بفقره فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد ان الله قد علم غمك بسعد فأيما
أحب إليك حاله الأولى أو حاله هذه؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل بل حاله
الأولى قد أذهبت دنياه بآخرته، فقال له جبرئيل (عليه السلام): إن حب الدنيا والأموال فتنة
174

ومشغلة عن الآخرة قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه فإن أمره
سيصير إلى الحالة التي كان عليها أولا، قال: فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمر بسعد فقال له:
يا سعد أما تريد أن ترد علي الدرهمين الذين أعطيتكهما؟ فقال سعد: بلى ومائتين،
فقال له: لست أريد منك يا سعد إلا الدرهمين فأعطاه سعد درهمين قال: فأدبرت
الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع وعاد إلى حاله التي كان عليها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9677] 8 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المؤمن:... طويل
الغم، بعيد الهم، كثير الصمت... (2).
[9678] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح رفعه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: شكا نبي من الأنبياء إلى الله عز وجل الغم فأمره الله عز وجل بأكل
العنب (3).
[9679] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سفيان الجريري، عن أبي مريم
الأنصاري، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) مرة بعد
مرة وهو يقول - وشبك أصابعه بعضها في بعض - ثم قال: تفرجي تضيقي وتضيقي
تفرجي ثم قال: هلكت المحاضير ونجى المقربون وثبت الحصى على أوتادهم، أقسم
بالله قسما حقا إن بعد الغم فتحا عجبا (4).
[9680] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر

(1) الكافي: 5 / 312 ح 38.
(2) الكافي: 2 / 227.
(3) الكافي: 6 / 351 ح 4.
(4) الكافي: 8 / 294 ح 450.
175

ابن خلاد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك الرجل يكون مع القوم
فيجري بينهم كلام يمزحون ويضحكون، فقال: لا بأس ما لم يكن، فظننت أنه عنى
الفحش ثم قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأتيه الأعرابي فيهدي له الهدية ثم يقول
مكانه: أعطنا ثمن هديتنا فيضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكان إذا اغتم يقول: ما فعل
الأعرابي ليته أتانا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9681] 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد السياري، عن
عبد الرحمن بن أبي نجران، عن سليمان بن جعفر، عن شيخ مدني، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه وفد إلى هشام بن عبد الملك فأبطأ عليه الإذن حتى اغتم وكان له
حاجب كثير الدنيا ولا يولد له فدنا منه أبو جعفر (عليه السلام) فقال له: هل لك أن توصلني إلى
هشام وأعلمك دعاء يولد لك؟ قال: نعم فأوصله إلى هشام وقضى له جميع حوائجه
قال: فلما فرغ قال له الحاجب: جعلت فداك الدعاء الذي قلت لي، قال له: نعم قل
في كل يوم إذا أصبحت وأمسيت: «سبحان الله» سبعين مرة وتستغفر عشر مرات
وتسبح تسع مرات وتختم العاشرة بالاستغفار ثم تقول: قول الله عز وجل (استغفروا
ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل
لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) (2)، فقالها الحاجب فرزق ذرية كثيرة وكان بعد ذلك
يصل أبا جعفر وأبا عبد الله (عليه السلام) فقال سليمان: فقلتها وقد تزوجت ابنة عم لي فأبطأ
علي الولد منها وعلمتها أهلي فرزقت ولدا وزعمت المرأة أنها متى تشاء أن تحمل
حملت إذا قالتها، وعلمتها غير واحد من الهاشميين ممن لم يكن يولد لهم فولد لهم ولد
كثير والحمد لله (3).

(1) الكافي: 2 / 663 ح 1.
(2) سورة نوح: 10 - 12.
(3) الكافي: 6 / 8 ح 5.
176

[9682] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه كانت عنده امرأة تعجبه وكان لها محبا فأصبح يوما
وقد طلقها واغتم لذلك فقال له بعض مواليه جعلت فداك لم طلقتها؟ فقال: إني ذكرت
عليا (عليه السلام) فتنقصته فكرهت أن ألصق جمرة من جمر جهنم بجلدي (1).
[9683] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن القاسم الزيات، عن أبان بن
عثمان، عن موسى بن العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما حسر الماء عن عظام الموتى
فرأى ذلك نوح (عليه السلام) جزع جزعا شديدا واغتم لذلك فأوحى الله عز وجل إليه: هذا عملك
بنفسك أنت دعوت عليهم، فقال: يا رب اني استغفرك وأتوب إليك فأوحى الله عز وجل
إليه أن كل العنب الأسود ليذهب غمك (2).
[9684] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن زياد القندي قال: قلت
لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك إني أكون في المسجد الحرام وانظر إلى الناس يطوفون
بالبيت وأنا قاعد فاغتم لذلك، فقال: يا زياد لا عليك فإن المؤمن إذا خرج من بيته
يؤم الحج لا يزال في طواف وسعي حتى يرجع (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9685] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا مثل
دودة القز كلما ازدادت من القز على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت
غما.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا. وقال: لا تشعروا

(1) الكافي: 6 / 55 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 350 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 428 ح 8.
177

قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت (1).
[9686] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك،
عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: جعلت
فداك ربما كثر الشعر في قفاي فيغمني غما شديدا، فقال لي: يا إسحاق أما علمت أن
حلق القفا يذهب بالغم (2).
[9687] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجلين أمسك أحدهما وقتل الآخر قال: يقتل القاتل
ويحبس الآخر حتى يموت غما كما كان حبسه عليه حتى مات غما (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9688] 19 - الصدوق رفعه وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اغتم فأمره جبرئيل (عليه السلام) أن يغسل
رأسه بالسدر وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى (4).
[9689] 20 - الصدوق باسناده إلى محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، وهشام بن
سالم، ومحمد بن حمران، عن الصادق (عليه السلام) قال: عجبت لمن فزع من أربع كيف لا يفزع
إلى أربع: عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل (حسبنا الله ونعم الوكيل)
فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم
سوء) (5) وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى (لا اله إلا أنت سبحانك
اني كنت من الظالمين) فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها (فاستجبنا له ونجيناه من

(1) الكافي: 2 / 316 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 485 ح 8.
(3) الكافي: 7 / 287 ح 1.
(4) الفقيه: 1 / 125 ح 294.
(5) سورة آل عمران: 173 و 174.
178

الغم وكذلك ننجي المؤمنين) (1) وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله تعالى
(وأفوض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد) فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها
(فوقاه الله سيئات ما مكروا) (2) وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع إلى
قوله تعالى (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) فإني سمعت الله عز وجل يقول بعقبها (إن ترن أنا
أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا من جنتك) (3) الآية وعسى
موجبة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9690] 21 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أعان مؤمنا مسافرا نفس
الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره في الدنيا والآخرة من الغم والهم ونفس عنه كربه
العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم وفي خبر آخر حيث يتشاغل الناس بأنفاسهم (5).
[9691] 22 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن محمد العطار، وأحمد بن إدريس معا، عن
الأشعري رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اغتم أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما فقال: من أين
اتيت فما أعلم إني جلست على عتبة باب ولا شققت بين غنم ولا لبست سراويلي من
قيام ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي. (6).
قال العلامة المجلسي (قدس سره): وقد روي في بعض الكتب عن الأئمة (عليهم السلام) إنهم قالوا:
إن أحد عشر شيئا تورث الغم: المشي بين الأغنام ولبس السراويل قائما وقص شعر
اللحية بالأسنان والمشي على قشر البيض واللعب بالخصية والاستنجاء باليمين

(1) سورة الأنبياء: 87 و 88.
(2) سورة غافر: 45.
(3) سورة الكهف: 39 و 40.
(4) الفقيه: 4 / 392 ح 5835.
(5) الفقيه: 2 / 293 ح 2497.
(6) الخصال: 1 / 225 ح 59.
179

والقعود على عتبة الباب والأكل بالشمال ومسح الوجه بالأذيال والمشي فيما بين
القبور والضحك بين المقابر (1).
[9692] 23 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الرغبة في الدنيا تورث الغم
والحزن والزهد في الدنيا راحة القلب والبدن (2).
[9693] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف أهل الدنيا:... لهن
رقص على سويداء قلبه، هم يشغله وغم يحزنه... (3).
[9694] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المؤمن:... طويل غمه
بعيد همه كثير صمته... (4).
[9695] 26 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن
البرقي، عن البزنطي، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن آدم (عليه السلام) لما هبط هبط
بالهند ثم رمى إليه بالحجر الأسود وكان ياقوتة حمراء بفناء العرش فلما رأى عرفه
فأكب عليه وقبله ثم أقبل به فحمله إلى مكة فربما أعيا من ثقله فحمله جبرئيل عنه
وكان إذا لم يأته جبرئيل (عليه السلام) اغتم وحزن فشكا ذلك إلى جبرئيل فقال إذا وجدت
شيئا من الحزن فقل: «لا حول ولا قوة إلا بالله» (5).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9696] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: على قدر القنية تكون
الغموم (6).

(1) بحار الأنوار: 73 / 321.
(2) تحف العقول: 358.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 367.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 333.
(5) قصص الأنبياء: 49 ح 18.
(6) غرر الحكم: ح 6188 ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 470.
180

[9697] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغم مرض النفس (1).
[9698] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كثر غمه تأبد حزنه (2).
[9699] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغم يقبض النفس ويطوي
الانبساط (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب
الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 373.
(2) غرر الحكم: ح 8267.
(3) غرر الحكم: ح 2024.
181

الغمز
[9700] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الرجل يصيبه الغمز في
بطنه وهو يستطيع أن يصبر عليه أيصلي على تلك الحال أو لا يصلي؟ قال: فقال: إن
احتمل الصبر ولم يخف اعجالا عن الصلاة فليصل وليصبر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9701] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مصافحة الرجل المرأة، قال:
لا يحل للرجل أن يصافح المرأة إلا امرأة يحرم عليه أن يتزوجها أخت أو بنت أو عمة
أو خالة أو ابنة أخت أو نحوها فأما المرأة التي يحل له أن يتزوجها فلا يصافحها إلا من
وراء الثوب ولا يغمز كفها (2).
الرواية موثقة سندا.
[9702] 3 - الصدوق بإسناده إلى جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا بأس أن تصلي
المرأة بحذاء الرجل وهو يصلي فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يصلي وعائشة مضطجعة بين يديه
وهي حائض وكان إذا أراد أن يسجد غمز رجليها فرفعت رجليها حتى يسجد ولا
بأس أن يكون بين يدي الرجل والمرأة وهما يصلينا مرفقة أو شئ (3).

(1) الكافي: 3 / 364 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 525 ح 1.
(3) الفقيه: 1 / 247 ح 748.
182

الرواية صحيحة الإسناد.
[9703] 4 - الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي القاسم، عن محمد بن سهل، عن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن مهزم قال: كنا نزولا بالمدينة وكانت جارية لصاحب
المنزل تعجبني وإني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت لي الجارية فغمزت ثديها فلما كان
من الغد دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: يا مهزم أين كان أقصى اثرك اليوم؟ فقلت
له: ما برحت المسجد، فقال: أما تعلم ان أمرنا هذا لا ينال إلا بالورع (1).
[9704] 5 - الصفار، عن محمد بن علي، عن عمه محمد بن عمر، عن عمر بن يزيد قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة من الليالي ولم يكن عنده أحد غيري فمد رجله في
حجري فقال: أغمزها يا عمر، قال: فغمزت رجله فنظرت إلى اضطراب في عضلة
ساقيه فأردت أن أسأله إلى من الأمر من بعده فأشار إلي فقال: لا تسألني في هذه
الليلة عن شئ فإني لست أجيبك (2).
وأيضا روى مثلها في بصائر الدرجات: 235 ح 2.
[9705] 6 - في الفقه الرضوي: روي انه لو كان شئ ويزيد في البدن لكان الغمز يزيد
واللين من الثياب وكذلك الطيب ودخول الحمام ولو غمز الميت فعاش لما أنكرت
ذلك (3).
[9706] 7 - البرقي، عن أبيه، عن سليمان الجعفري، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان علي (عليه السلام) يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تجر بثوبه وإذا
دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم واجلس بين يديه
ولا تجلس خلفه ولا تغمز بعينيك ولا تشر بيدك ولا تكثر من قول قال فلان وقال

(1) بصائر الدرجات: 243 ح 2.
(2) بصائر الدرجات: 235 ح 1.
(3) الفقه الرضوي: 346.
183

فلان خلافا لقوله ولا تضجر بطول صحبته فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر بها متى
يسقط عليك منها شئ والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل الله وإذا
مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شئ إلى يوم القيامة (1).
[9707] 8 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي، عن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) عن جابر قال: لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فسلمت عليه فغمز يدي وقال: غمز الرجل يد أخيه قبلته (2).
[9708] 9 - المفيد، عن أبي نصر، محمد بن الحسين، عن علي بن أحمد بن سيابة، عن
عمر بن عبد الجبار، عن أبيه، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم لأصحابه: ألا انه قد دب إليكم داء
الأمم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكنه حالق الدين وينجي منه أن يكف
الإنسان يده ويخزن لسانه ولا يكون ذا غمز على أخيه المؤمن (3).
[9709] 10 - السروي قال: حكي ان الحسن (عليه السلام) لما أشرف على الموت قال له الحسين:
أريد أن أعلم حالك يا أخي، فقال له الحسن: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: لا يفارق
العقل منا أهل البيت ما دام الروح فينا فضع يدك في يدي حتى إذا عاينت ملك الموت
أغمز يدك فوضع يده في يده لما كان بعد ساعة غمز يده غمزا خفيفا فقرب الحسين
أذنه إلى فمه فقال: قال لي ملك الموت: ابشر فإن الله عنك راض وجدك شافع (4).

(1) المحاسن: 233 ح 185.
(2) جامع الأحاديث: 103.
(3) أمالي المفيد: المجلس الأربعون ح 8 / 344.
(4) المناقب: 4 / 49، الطبعة الحديثة في عام 1412.
184

الغناء
[9710] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن إبراهيم الأحمر، عن عبد الله بن حماد، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اقرؤوا القرآن
بألحان العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكبائر فإنه سيجيء من
بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح والرهبانية لا يجوز تراقيهم قلوبهم
مقلوبة وقلوب من يعجبه شأنهم (1).
[9711] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك،
عن عبد الله بن جبلة، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن قول الله عز وجل (واجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) (2)، قال:
الغناء (3).
[9712] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن
أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الغناء عش النفاق (4).
[9713] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
إسماعيل، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: الغناء مما وعد الله عز وجل عليه النار وتلا هذه الآية (ومن الناس من يشتري

(1) الكافي: 2 / 614 ح 3.
(2) سورة الحج: 30.
(3) الكافي: 6 / 431 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 431 ح 2.
185

لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب
مهين) (1) (2).
[9714] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن محمد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الغناء مما قال الله: (ومن الناس من يشتري
لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) (3).
[9715] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
في قوله عز وجل (والذين لا يشهدون الزور) (4) قال: الغناء (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9716] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء قال: سمعت
أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الغناء، فقال: هو قول الله عز وجل
(ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) (6).
[9717] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس
بن يعقوب، عن عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الغناء وقلت: إنهم
يزعمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رخص في أن يقال: «جئناكم جئناكم حيونا حيونا
نحيكم» فقال: كذبوا إن الله عز وجل يقول: (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما
لاعبين لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين بل نقذف بالحق

(1) سورة لقمان: 6.
(2) الكافي: 6 / 431 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 431 ح 5.
(4) سورة الفرقان: 72.
(5) الكافي: 6 / 431 ح 6.
(6) الكافي: 6 / 432 ح 8.
186

على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون) (1) ثم قال: ويل
لفلان مما يصف رجل لم يحضر المجلس (2).
الرواية موثقة سندا.
[9718] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم وأبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
(والذين لا يشهدون الزور) قال: هو الغناء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9719] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): بيت الغناء
لا تؤمن فيه الفجيعة ولا تجاب فيه الدعوة ولا يدخله الملك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9720] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران بن
محمد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغناء مجلس لا ينظر
الله إلى أهله وهو مما قال الله عز وجل: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن
سبيل الله) (5).
[9721] 12 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن إبراهيم بن محمد المديني، عمن ذكره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن الغناء وأنا حاضر، فقال: لا تدخلوا بيوتا الله
معرض عن أهلها (6).

(1) سورة الأنبياء: 16 - 18، الآية هكذا: (وما خلقنا السماء...).
(2) الكافي: 6 / 433 ح 12.
(3) الكافي: 6 / 433 ح 13.
(4) الكافي: 6 / 433 ح 15.
(5) الكافي: 6 / 433 ح 16.
(6) الكافي: 6 / 434 ح 18.
187

[9722] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن (عليه السلام)
قال: من نزه نفسه عن الغناء فإن في الجنة شجرة يأمر الله عز وجل الرياح أن تحركها
فيسمع لها صوتا لم يسمع بمثله ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه (1).
[9723] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عنبسة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استماع الغناء واللهو ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء
الزرع (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9724] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الريان،
عن يونس قال: سألت الخراساني (عليه السلام) وقلت: إن العباسي ذكر أنك ترخص في
الغناء؟ فقال: كذب الزنديق ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له: ان رجلا
أتى أبا جعفر (عليه السلام) فسأله عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فأنى
يكون الغناء؟ فقال: مع الباطل، فقال: قد حكمت (3).
المراد بالخراساني هو الإمام علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء.
[9725] 16 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
إبراهيم الأرمني، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من أصغى
إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله وإن كان الناطق
يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان (4).
[9726] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت وأمي إنني أدخل كنيفا لي

(1) الكافي: 6 / 434 ح 19.
(2) الكافي: 6 / 434 ح 23.
(3) الكافي: 6 / 435 ح 25.
(4) الكافي: 6 / 434 ح 24.
188

ولي جيران عندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما أطلت الجلوس استماعا مني
لهن، فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما آتيهن إنما هو سماع أسمعه بأذني، فقال:
لله أنت أما سمعت الله عز وجل يقول: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا) (1)؟ فقال: بلى والله لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي ولا
عربي لا جرم إنني لا أعود إن شاء الله وإني استغفر الله، فقال له: قم فاغتسل وسل ما
بدا لك فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك احمد الله
وسله التوبة من كل ما يكره فإنه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل
أهلا (2).
الرواية حسنة سندا.
[9727] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن كسب المغنيات،
فقال: التي يدخل عليها الرجال حرام واللتي تدعى إلى الأعراس ليس به بأس وهو
قول الله عز وجل: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله) (3).
[9728] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن فضال، عن سعيد بن محمد الطاطري، عن أبيه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل عن بيع الجواري المغنيات، فقال: شراؤهن
وبيعهن حرام وتعليمهن كفر واستماعهن نفاق (4).
[9729] 20 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن حكم الحناط، عن

(1) سورة الإسراء: 38.
(2) الكافي: 6 / 432 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 119 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 120 ح 5.
189

أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المغنية التي تزف العرائس لا بأس بكسبها (1).
[9730] 21 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): أجر المغنية التي تزف العرائس ليس به بأس ليست بالتي يدخل
عليها الرجال (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9731] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) عن شراء المغنية، فقال: قد تكون للرجل
الجارية تلهيه وما ثمنها إلا ثمن كلب وثمن الكلب سحت والسحت في النار (3).
[9732] 23 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي، عن إسحاق بن
إبراهيم، عن نصر بن قابوس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المغنية ملعونة،
ملعون من أكل كسبها (4).
[9733] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن محمد بن
إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: أوصى إسحاق بن عمر عند وفاته بجوار له
مغنيات أن نبيعهن ونحمل ثمنهن إلى أبي الحسن (عليه السلام)، قال إبراهيم: فبعت الجواري
بثلاثمائة ألف درهم وحملت الثمن إليه فقلت له: ان مولى لك يقال له إسحاق بن عمر
قد أوصى عند موته ببيع جوار له مغنيات وحمل الثمن إليك وقد بعتهن وهذا الثمن
ثلاثمائة ألف درهم، فقال: لا حاجة لي فيه إن هذا سحت وتعليمهن كفر والاستماع
منهن نفاق وثمنهن سحت (5).

(1) الكافي: 5 / 120 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 120 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 120 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 120 ح 6.
(5) الكافي: 5 / 120 ح 7.
190

[9734] 25 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
مهران بن محمد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغناء
يورث النفاق ويعقب الفقر (1).
[9735] 26 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن الريان بن الصلت قال:
سألت الرضا (عليه السلام) يوما بخراسان فقلت: يا سيدي إن هشام بن إبراهيم العباسي حكى
عنك أنك رخصت له في استماع الغناء؟ فقال: كذب الزنديق إنما سألني عن ذلك فقلت
له: ان رجلا سأل أبا جعفر (عليه السلام) عن ذلك فقال أبو جعفر (عليه السلام): إذا ميز الله بين الحق
والباطل فأين يكون الغناء؟ فقال: مع الباطل، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): قد
قضيت (2).
[9736] 27 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن إبراهيم،
عن أبي يوسف، عن أبي بكر الحضرمي، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: الغناء عش النفاق
والشراب مفتاح كل شر ومدمن الخمر كعابد وثن، مكذب بكتاب الله لو صدق كتاب
الله لحرم حرام الله (3).
[9737] 28 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن الحسن بن علي، عن إسحاق
ابن إبراهيم، عن نصر بن قابوس قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المنجم ملعون
والكاهن ملعون والساحر ملعون والمغنية ملعونة ومن آواها وأكل كسبها ملعون،
وقال (عليه السلام): المنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في
النار (4).
[9738] 29 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يحشر صاحب

(1) الخصال: 1 / 24 ح 84.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 14 ح 32.
(3) علل الشرايع: 476 ح 3.
(4) الخصال: 1 / 297 ح 67.
191

الطنبور يوم القيامة وهو أسود الوجه وبيده طنبور من نار وفوق رأسه سبعون ألف
ملك بيد كل ملك مقمعة يضربون رأسه ووجهه، ويحشر صاحب الغناء من قبره
أعمى وأخرس وأبكم، ويحشر الزاني مثل ذلك، وصاحب المزمار مثل ذلك،
وصاحب الدف مثل ذلك (1).
[9739] 30 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الغناء رقية
الزنا (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار منها
الكافي: 6 / 431 وغيرها.

(1) جامع الأخبار: 433.
(2) جامع الأخبار: 433.
192

الغنى
[9740] 1 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه إلى هشام بن
الحكم، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال:... يا هشام من أراد الغنى بلا مال وراحة
القلب من الحسد والسلامة في الدين فليتضرع إلى الله عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله
فمن عقل قنع بما يكفيه ومن قنع بما يكفيه استغنى ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى
أبدا، الحديث (1).
[9741] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن حماد، عن حميد وجابر العبدي قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله جعلني إماما
لخلقه ففرض علي التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس كي
يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغني غناه (2).
[9742] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الغنى والعز يجولان فإذا
ظفرا بموضع التوكل أوطنا.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان
مثله (3).

(1) الكافي: 1 / 18.
(2) الكافي: 1 / 410 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 64 ح 3.
193

[9743] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة
بعد المسكنة وأقبح من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9744] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي
على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب والبخل
ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر
وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو
يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (2).
[9745] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن
يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغنى
أكثر من مروة الإعطاء (3).
[9746] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن
عيسى، عن معاوية بن عمار، عن نجم بن حطيم الغنوي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه أو ما سمعت قول حاتم:
إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر (4)

(1) الكافي: 2 / 84 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 93 ح 22.
(4) الكافي: 2 / 149 ح 6.
194

[9747] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن أبي إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير،
فقال: فهل يعطف الغني على الفقير؟ وهل يتجاوز المحسن عن المسيئ؟ ويتواسون؟
فقلت: لا، فقال: ليس هؤلاء شيعة، الشيعة من يفعل هذا (1).
[9748] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه قال: كان رجل يدخل على
أبي عبد الله (عليه السلام) من أصحابه فغبر زمانا لا يحج فدخل عليه بعض معارفه فقال له:
فلان ما فعل؟ قال: فجعل يضجع الكلام يظن انه إنما يعني الميسرة والدنيا فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): كيف دينه؟ فقال: كما تحب فقال: هو والله الغني (2).
[9749] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار الصالحين
وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9750] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل
يقول: إني لم اغن الغني لكرامة به علي ولم أفقر الفقير لهوان به علي وهو مما ابتليت به
الأغنياء بالفقراء ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة (4).

(1) الكافي: 2 / 173 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 216 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 263 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 265 ح 20.
195

[9751] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا مثل
دودة القز كلما ازدادت من القز على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت
غما.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا، وقال: لا تشعروا
قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت (1).
[9752] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، وعبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين
عينيه وشتت أمره ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم الله له، ومن أصبح وأمسى والآخرة
أكبر همه جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9753] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث
منجيات فذكر الثالث: القصد في الغنى والفقر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9754] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد،
عن أبيه عبيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عبيد إن السرف يورث الفقر وإن القصد
يورث الغنى (4).

(1) الكافي: 2 / 316 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 319 ح 15.
(3) الكافي: 4 / 53 ح 5.
(4) الكافي: 4 / 53 ح 8.
196

[9755] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: رب فقير هو أسرف من الغني، إن الغني ينفق مما أوتي والفقير ينفق من غير
ما أوتي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9756] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم العون على التقوى
الله الغني (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9757] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة بن ميمون، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سلوا الله الغنى في الدنيا
والعافية، وفي الآخرة المغفرة والجنة (3).
[9758] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدهن يظهر الغنى (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9759] 20 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد،
عن يونس، عن شعيب العقرقوقي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شئ يروى عن
أبي ذر (رضي الله عنه) انه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها أحب الموت وأحب الفقر

(1) الكافي: 4 / 55 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 71 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 71 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 519 ح 3.
197

وأحب البلاء، فقال: إن هذا ليس ما يروون إنما عني الموت في طاعة الله وأحب إلي
من الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله، والفقر
في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله (1).
[9760] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إسحاق بن
يزيد، عن مهران، عن أبان بن تغلب، وعدة قالوا: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جلوسا
فقال (عليه السلام): لا يستحق عبد حقيقة الإيمان حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة
ويكون المرض أحب إليه من الصحة ويكون الفقر أحب إليه من الغنى فأنتم كذا؟
فقالوا: لا والله جعلنا الله فداك وسقط في أيديهم ووقع اليأس في قلوبهم فلما رأى ما
داخلهم من ذلك، قال: أيسر أحدكم انه عمر ما عمر ثم يموت على غير هذا الأمر أو
يموت على ما هو عليه؟ قالوا: بل يموت على ما هو عليه الساعة، قال: فأرى الموت
أحب إليكم من الحياة ثم قال: أيسر أحدكم أن بقي ما بقي لا يصيبه شئ من هذه
الأمراض والأوجاع حتى يموت على غير هذا الأمر؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله قال:
فأرى المرض أحب إليكم من الصحة، ثم قال: أيسر أحدكم أن له ما طلعت عليه
الشمس وهو على غير هذا الأمر؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله، قال: فأرى الفقر أحب
إليكم من الغنى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9761] 22 - الصدوق بإسناده إلى الحسن بن راشد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: علمني يا رسول الله شيئا،
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): عليك باليأس مما في أيدي الناس فإنه الغنى الحاضر، قال: زدني
يا رسول الله، قال: إياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، قال: زدني يا رسول الله، قال:

(1) الكافي: 8 / 222 ح 279.
(2) الكافي: 8 / 253 ح 357.
198

إذا هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك خيرا أو رشدا اتبعته وإن يك شرا أو غيا
تركته (1).
[9762] 23 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إني لأرحم ثلاثة وحق لهم أن
يرحموا: عزيز أصابته مذلة بعد العز، وغني أصابته حاجة بعد الغنى، وعالم يستخف
به أهله والجهلة (2).
[9763] 24 - الصدوق، عن حمزة العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن ابن يزيد،
عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل
يبغض الغني الظلوم والشيخ الفاجر والصعلوك المختال ثم قال: أتدري ما الصعلوك
المختال؟ قال: فقلنا: القليل المال، قال: لا هو الذي لا يتقرب إلى الله عز وجل بشئ
من ماله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9764] 25 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن هاشم، عن ابن مرار، عن
يونس، عن ابن سنان، عن الصادق (عليه السلام) قال:... خمس من لم يكن فيه لم يتهنأ
بالعيش: الصحة والأمن والغنى والقناعة والأنيس الموافق (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9765] 26 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن صفوان، عن الكناني عن
الصادق (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):... خير الغنى غنى النفس، الخبر (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الفقيه: 4 / 410 ح 5894.
(2) الفقيه: 4 / 394 ح 5837.
(3) الخصال: 1 / 87 ح 19.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 15 / 367 الرقم 458.
(5) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 576 الرقم 788.
199

[9766] 27 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن
عثمان، ومحمد بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يبغض الغني
الظلوم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9767] 28 - الصدوق بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال:... واغنى الناس من لم يكن
للحرص أسيرا، الحديث (2).
[9768] 29 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سأل ابنه الحسين (عليه السلام):... قال
فما الغنا؟ قال: قلة أمانيك والرضا بما يكفيك، الحديث (3).
[9769] 30 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: مطل الغني ظلم (4).
ماطله بحقه: سوفه بوعد الوفاء.
[9770] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أشرف الغنى ترك المنى (5).
[9771] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسن (عليه السلام): يا بني احفظ
عني أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت معهن: ان أغنى الغنى العقل وأكبر الفقر الحمق
وأوحش الوحشة العجب وأكرم الحسب حسن الخلق، الحديث (6).
[9772] 33 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لاغنى كالعقل ولا فقر كالجهل
ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة (7).

(1) عقاب الأعمال: 322 ح 12.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 73 الرقم 41.
(3) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(4) الفقيه: 4 / 380 ح 5819.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 34.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 38.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 54.
200

[9773] 34 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغنى في الغربة وطن والفقر في
الوطن غربة (1).
[9774] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العفاف زينة الفقر والشكر زينة
الغنى (2).
[9775] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغنى الأكبر اليأس عما في أيدي
الناس (3).
[9776] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه بنى رجل من عماله بناء فخما
فقال (عليه السلام): أطلعت الورق رؤوسها، إن البناء يصف لك الغنى (4).
[9777] 38 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين:
العافية والغنى، بينا تراه معافى إذ سقم وبينا تراه غنيا إذ افتقر (5).
[9778] 39 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغنى والفقر بعد العرض على
الله (6).
[9779] 40 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ليس الغنى كثرة العرض وإنما
الغنى غنى النفس (7).
[9780] 41 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ثلاث خصال من صفة أولياء الله
تعالى: الثقة بالله في كل شئ، والغنى به عن كل شئ، والافتقار إليه في كل شئ (8).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 56.
(2) نهج البلاغة: الحكمة (68 = 340).
(3) نهج البلاغة: الحكمة 342.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 355.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 426.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 452.
(7) أعلام الدين: 159.
(8) أعلام الدين: 159.
201

[9781] 42 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كساه الغنى ثوبه خفي عن
الناس عيبه (1).
[9782] 43 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغنى يطغى (2).
[9783] 44 - وعنه (عليه السلام): الغنى يسود غير السيد (3).
[9784] 45 - وعنه (عليه السلام): إظهار الغنى من الشكر (4).
[9785] 46 - وعنه (عليه السلام): الغنى والفقر يكشفان جواهر الرجال وأوصافها (5).
[9786] 47 - وعنه (عليه السلام): الغنى عن الملوك أفضل ملك (6).
[9787] 48 - وعنه (عليه السلام): الغنى بالله أعظم الغنى (7).
[9788] 49 - وعنه (عليه السلام): الغنى بغير الله أعظم الفقر والشقاء (8).
[9789] 50 - وعنه (عليه السلام): اقبلوا على من أقبلت عليه الدنيا فإنه أجدر بالغنى (9).
[9790] 51 - وعنه (عليه السلام): استعيذوا بالله من سكرة الغنى فإن له سكرة بعيدة الإفاقة (10).
[9791] 52 - وعنه (عليه السلام): رب غني أورث الفقر الباقي (11).
[9792] 53 - وعنه (عليه السلام): شيئان لا يعرف قدرهما إلا من سلبهما: الغنى والقدرة (12).
[9793] 54 - وعنه (عليه السلام): غنى المؤمن بالله سبحانه (13).
[9794] 55 - وعنه (عليه السلام): فوت الغنى غنيمة الأكياس وحسرة الحمقى (14).
[9795] 56 - وعنه (عليه السلام): من الواجب على الغني أن لا يضن على الفقير بماله (15).
[9796] 57 - وعنه (عليه السلام): لا تفرح بالغناء والرخاء ولا تغتم بالفقر والبلاء فإن الذهب
يجرب بالنار والمؤمن يجرب بالبلاء (16).
[9797] 58 - وعنه (عليه السلام): لا وزر أعظم من وزر غني منع المحتاج (17).

(1) أعلام الدين: 159.
(2) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(3) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(4) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(5) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(6) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(7) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(8) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(9) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(10) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(11) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(12) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(13) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(14) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(15) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(16) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
(17) غرر الحكم: ح 23 و 459 و 1140 و 1154 و 1331 و 1817 و 1818 و 2529 و 2555 و 5328 و 5765 و 6394 و 6535 و 9363 و 10394 و 10738.
202

[9798] 59 - الشهيد رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال: ما أقبح الخشوع عند الحاجة
والجفاء عند الغنى (1).
[9799] 60 - الشهيد رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال: من ولده الفقر أبطره
الغنى (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 148،
وأعلام الدين: 159، والوافي 4 / 415، والمحجة البيضاء: 6 / 91،
وبحار الأنوار: 69 / 56 و 72 / 105، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 687،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الدرة الباهرة: 20.
(2) الدرة الباهرة: 35.
203

الغنيمة
[9800] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد جميعا، عن القاسم
ابن محمد، عن سليمان بن داود، عن حفص بن غياث قال: كتب إلي بعض إخواني أن
أسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسائل من السنن فسألته أو كتبت بها إليه فكان فيما سألته
أخبرني عن الجيش إذا غزا أرض الحرب فغنموا غنيمة ثم لحقهم جيش آخر قبل أن
يخرجوا إلى دار السلام ولم يلقوا عدوا حتى خرجوا إلى دار السلام هل يشاركونهم؟
فقال: نعم، وعن سرية كانوا في سفينة ولم يركب صاحب الفرس فرسه كيف تقسم
الغنيمة بينهم؟ فقال: للفارس سهمان وللراجل سهم، فقلت: وإن لم يركبوا ولم
يقاتلوا على أفراسهم؟ فقال: أرأيت لو كانوا في عسكر فتقدم الرجال فقاتلوا وغنموا
كيف كان يقسم بينهم؟ ألم أجعل للفارس سهمين وللراجل سهما؟ وهم الذين غنموا
دون الفرسان (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9801] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن بعض أصحابه، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: يؤخذ الخمس من الغنائم فيجعل لمن جعله الله عز وجل ويقسم أربعة
أخماس بين من قاتل عليه وولى ذلك، قال: وللامام صفو المال أن يأخذ الجارية
الفارهة والدابة الفارهة والثوب والمتاع مما يحب ويشتهي فذلك له قبل قسمة المال
وقبل إخراج الخمس، قال: وليس لمن قاتل شئ من الأرضين ولا ما غلبوا عليه إلا

(1) الكافي: 5 / 44 ح 2.
204

ما احتوى عليه العسكر وليس للأعراب من الغنيمة شئ وان قاتلوا مع الإمام لأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صالح الأعراب أن يدعهم في ديارهم ولا يهاجروا على انه إن دهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عدوه دهم أن يستفزهم فيقاتل بهم وليس لهم في الغنيمة نصيب
وسنة جارية فيهم وفي غيرهم، والأرض التي أخذت عنوة بخيل أو ركاب فهي
موقوفة متروكة في يدي من يعمرها ويحييها ويقوم عليها على ما يصالحهم الوالي على
قدر طاقتهم من الحق النصف والثلث والثلثين على قدر ما يكون لهم صالحا ولا
يضرهم (1).
[9802] 3 - الكليني، عن محمد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن منصور بن حازم،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الغنيمة فقال: يخرج منها
خمس لله وخمس للرسول وما بقي قسم بين من قاتل عليه وولى ذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9803] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن معاوية بن
وهب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): السرية يبعثها الإمام فيصيبون غنائم كيف تقسم؟
قال: إن قاتلوا عليه مع أمير أمره الإمام عليهم أخرج منها الخمس لله وللرسول
وقسم بينهم أربعة أخماس وإن لم يكونوا قاتلوا عليها المشركين كان كل ما غنموا
للإمام يجعله حيث أحب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9804] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) في رجل يأتي القوم

(1) الكافي: 5 / 44 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 45 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 43 ح 1.
205

وقد غنموا ولم يكن شهد القتال، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هؤلاء المحرومون وأمر أن
يقسم لهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9805] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن حسين بن عبد الله، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا كان مع
الرجل أفراس في الغزو لم يسهم له إلا لفرسين منها (2).
[9806] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن محمد
ابن الحسين جميعا، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج بالنساء في الحرب حتى يداوين الجرحى ولم يقسم لهن من
الفيئ شيئا ولكنه نفلهن (3).
الرواية موثقة سندا.
[9807] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: (واعلموا إنما غنمتم من
شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) قال: هم قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
والخمس لله وللرسول ولنا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9808] 9 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن هلال، عن
ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته
عن صفو المال، قال: للإمام يأخذ الجارية الروقة والمركب الفارة والسيف القاطع

(1) الكافي: 5 / 45 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 44 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 45 ح 8.
(4) الكافي: 1 / 539 ح 2.
206

والدرع قبل أن تقسم الغنيمة فهذا صفو المال (1).
[9809] 10 - الطوسي باسناده إلى محمد بن الحسن بن أحمد الصفار، عن الحسن بن أحمد
ابن بشار، عن يعقوب، عن العباس الوراق، عن رجل سماه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا غزا قوم بغير إذن الإمام فغنموا كانت الغنيمة كلها للإمام وإذا غزوا بأمر
الإمام فغنموا كان الخمس للإمام (2).
قد مر منا عنوان الخمس في محله.

(1) التهذيب: 4 / 134 ح 9.
(2) التهذيب: 4 / 135 ح 12.
207

الغوغاء
[9810] 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة الغوغاء: هم الذين إذا
اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا، وقيل: بل قال (عليه السلام): هم الذين إذا اجتمعوا
ضروا وإذا تفرقوا نفعوا، فقيل: قد علمنا مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم؟
فقال (عليه السلام): يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم فينتفع الناس بهم كرجوع البناء إلى بنائه
والنساج إلى منسجه والخباز إلى مخبزه (1).
[9811] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة العامة: الغوغاء هم الذين
إذا اجتمعوا ضروا وإذا تفرقوا نفعوا، فقيل له: قد علمنا مضرة اجتماعهم فما منفعة
افتراقهم؟ قال (عليه السلام): يرجع أصحاب المهن إلى مهنهم فينتفع الناس بهم كرجوع البناء
إلى بنائه والحائك إلى منسجه والخباز إلى مخبزه (2).
[9812] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه أتى بجان ومعه غوغاء فقال: لا مرحبا
بوجوه لا ترى إلا عند كل سوأة (3).
[9813] 4 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن
ياسين قال: سمعت سيدي أبا الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام) بسر من رأى يقول:
الغوغاء قتلة الأنبياء والعامة اسم مشتق من العمى ما رضي الله لهم أن شبههم بالأنعام

(1) نهج البلاغة: الحكمة 199.
(2) خصائص الأئمة: 113.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 200، خصائص الأئمة: 113.
208

حتى قال: (بل هم أضل) (1) (2).
[9814] 5 - قال ابن أبي الحديد المعتزلي: روى المدائني في كتاب صفين قال: خطب
علي (عليه السلام) بعد انقضاء أمر النهروان فذكر طرفا من الملاحم قال: إذا كثرت فيكم
الأخلاط، واستولت الأنباط، دنا خراب العراق، ذاك إذا بنيت مدينة ذات أثل
وأنهار، فإذا غلت فيها الأسعار، وشيد فيها البنيان، وحكم فيها الفساق، واشتد
البلاء، وتفاخر الغوغاء، دنا خسوف البيداء، وطاب الهرب والجلاء، وستكون قبل
الجلاء أمور يشيب منها الصغير، ويعطب الكبير، ويخرس الفصيح، ويبهت اللبيب،
يعاجلون بالسيف صلتا، وقد كانوا قبل ذلك في غضارة من عيشهم يمرحون، فيالها
مصيبة حينئذ من البلاء العقيم، والبكاء الطويل، والويل والعويل، وشدة الصريخ،
في ذلك أمر الله - وهو كائن وقتا - مريج، فيابن حرة الإماء متى تنتظر، ابشر بنصر
قريب من رب رحيم، ألا فويل للمتكبرين عند حصاد الحاصدين، وقتل الفاسقين،
عصاة ذي العرش العظيم، فبأبي وأمي من عدة قليلة، أسماؤهم في الأرض مجهولة،
قد دنا حينئذ ظهورهم، ولو شئت لأخبرتكم بما يأتي ويكون من حوادث دهركم،
ونوائب زمانكم، وبلايا أيامكم، وغمرات ساعاتكم، ولكنه أفضيه إلى من أفضيه
إليه، مخافة عليكم، ونظرا لكم، علما مني بما هو كائن وما يكون من البلاء الشامل،
ذلك عند تمرد الأشرار، وطاعة أولي الخسار، ذاك أوان الحتف والدمار، ذاك إدبار
أمركم، وانقطاع أصلكم وتشتت ألفتكم، وإنما يكون ذلك عند ظهور العصيان،
وانتشار الفسوق، حيث يكون الضرب بالسيف أهون على المؤمنين من اكتساب
درهم حلال، حين لا تنال المعيشة إلا بمعصية الله في سمائه، حين تسكرون من غير
شراب، وتحلفون من غير اضطرار، وتظلمون من غير منفعة، وتكذبون من غير

(1) سورة الفرقان: 44.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 3 / 613 الرقم 1267.
209

إحراج، تتفكهون بالفسوق، وتبادرون بالمعصية، قولكم البهتان، وحديثكم
الزور، وأعمالكم الغرور، فعند ذلك لا تأمنون البيات، فياله من بيات ما أشد
ظلمته، ومن صائح ما أفظع صوته، ذلك بيات لا ينمى صاحبه، فعند ذلك تقتلون،
وبأنواع البلاء تضربون، وبالسيف تحصدون، وإلى النار تصيرون، ويعضكم البلاء
كما يعض الغارب القتب، يا عجبا كل العجب بين جمادى ورجب، من جمع أشتات
وحصد نبات، ومن أصوات بعدها أصوات، ثم قال: سبق القضاء سبق القضاء.
قال رجل من أهل البصرة لرجل من أهل الكوفة إلى جانبه: أشهد أنه كاذب على
الله ورسوله، قال الكوفي: وما يدريك؟ قال: فوالله ما نزل علي من المنبر حتى فلج
الرجل فحمل إلى منزله في شق محمل، فمات من ليلته (1).
الغارب هنا: كاهل البعير. والقتب: رحل صغير على قدر السنام.
قد نقلنا هذه الرواية الأخيرة لشموله على كثير من الملاحم والبشارة بظهور صاحب
العصر والزمان بقية الله الأعظم الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه
الشريف وجعلنا الله وإياكم من خدامه وأنصاره آمين يا رب العالمين.

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 134.
210

الغي
[9815] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان والحق
والباطل والهدى والضلالة والرشد والغي والعاجلة والآجلة والعاقبة والحسنات
والسيئات فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه الله (1).
[9816] 2 - الصدوق بإسناده إلى علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن
الحارث ابن محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن صالح، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): في حديث:... الأمور
ثلاثة أمر بين لك رشده فاتبعه وأمر بين لك غيه فاجتنبه وأمر اختلف فيه فرده إلى
الله عز وجل (2).
الرواية حسنة سندا.
[9817] 3 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما سأله الشيخ الشامي:... فأي
الناس أكيس؟ قال (عليه السلام): من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده، الحديث (3).
[9818] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لزياد بن النضر
حين أنفذه على مقدمته إلى صفين: اتق الله في كل مسمى ومصبح وخف على

(1) الكافي: 2 / 15 ح 2.
(2) الفقيه: 4 / 400 ح 5858.
(3) معاني الأخبار: 199.
211

نفسك الغرور ولا تأمنها على حال من البلاء واعلم أنك إن لم تزع نفسك عن كثير مما تحب
مخافة مكروهه سمت بك الأهواء إلى كثير من الضر حتى تطعن، فكن لنفسك مانعا
وازعا عن الظلم والغي والبغي والعدوان قد وليتك هذا الجند فلا تستذلنهم ولا
تستطل عليهم فإن خيركم أتقاكم تعلم من عالمهم وعلم جاهلهم واحلم عن سفيههم
فإنك إنما تدرك الخير بالعلم وكف الأذى والجهل، ثم أردفه (عليه السلام) بكتاب يوصيه فيه
ويحذره وهذا نصه:
اعلم ان مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم فإذا أنت خرجت من بلادك
ودنوت من عدوك فلا تسأم من توجيه الطلائع في كل ناحية وفي بعض الشعاب
والشجر والخمر وفي كل جانب حتى لا يغتركم عدوكم ويكون لكم كمين ولا تسير
الكتايب والقبائل من لدن الصباح إلى المساء إلا على تعبئة فإن دهمكم أمر أو غشيكم
مكروه كنتم قد تقدمتم في التعبئة وإذا نزلتم بعدو نزل بكم فليكن معسكركم في إقبال
الشراف أو في سفاح الجبال وأثناء الأنهار كي ما تكون لكم رداء ودونكم مردا
ولتكن مقاتلتكم من وجه واحد أو اثنين واجعلوا رقباء في صياصي الجبال وبأعلى
الشراف وبمناكب الأنهار يرتوون لكم لئلا يأتيكم عدو من مكان مخافة أو امن وإذا
نزلتم فانزلوا جميعا وإذا رحلتم فارحلوا جميعا وإذا غشيكم الليل فنزلتم فحفوا
عسكركم بالرماح والترسة واجعلوا رماتكم يلون ترستكم كيلا تصاب لكم غرة ولا
تلقى لكم غفلة واحرس عسكرك بنفسك وإياك أن ترقد إلى أن تصبح إلا غرارا أو
مضمضة ثم ليكن ذلك شأنك ودأبك حتى تنتهي إلى عدوك وعليك بالتؤدة في حربك
وإياك والعجلة إلا أن تمكنك فرصة وإياك أن تقاتل إلا أن يبدؤك أو يأتيك أمري
والسلام عليك ورحمة الله (1).
[9819] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قد سمع قوما من أصحابه يسبون أهل

(1) تحف العقول: 191.
212

الشام أيام حربهم بصفين: إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو وصفتم أعمالهم
وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم
أحقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم حتى يعرف
الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به (1).
[9820] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفاك من عقلك ما أوضح لك سبل
غيك من رشدك (2).
[9821] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ويل لمن تمادى في غيه ولم يفئ إلى
الرشد (3).
[9822] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أسوء المعاصي مغبة الغي (4).
[9823] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أسوء شيء عاقبة الغي (5).
[9824] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا ورع مع غي (6).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 206.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 421.
(3) غرر الحكم: ح 10087 و 3382 و 2929 و 10509.
(4) غرر الحكم: ح 10087 و 3382 و 2929 و 10509.
(5) غرر الحكم: ح 10087 و 3382 و 2929 و 10509.
(6) غرر الحكم: ح 10087 و 3382 و 2929 و 10509.
213

الغيب
[9825] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر
ابن خلاد، قال: سأل أبا الحسن (عليه السلام) رجل من أهل فارس فقال له: أتعلمون الغيب؟
فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يبسط لنا العلم فنعلم ويقبض عنا فلا نعلم، وقال: سر
الله عز وجل أسره إلى جبرئيل (عليه السلام) وأسره جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسره محمد إلى من
شاء الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9826] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن أعين يسأل
أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (بديع السماوات والأرض) (2) قال أبو جعفر (عليه السلام):
إن الله عز وجل ابتدع الأشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله فابتدع السماوات والأرضين
ولم يكن قبلهن سماوات ولا أرضون أما تسمع لقوله تعالى: (وكان عرشه على
الماء) (3)؟ فقال له حمران: أرأيت قوله جل ذكره (عالم الغيب فلا يظهر على
غيبه أحدا) (4) فقال أبو جعفر (عليه السلام): (إلا من ارتضى من رسول) (5) وكان والله

(1) الكافي: 1 / 256 ح 1.
(2) سورة الأنعام: 101.
(3) سورة هود: 7.
(4) سورة الجن: 26.
(5) سورة الجن: 27.
214

محمد ممن ارتضاه وأما قوله (عالم الغيب) فإن الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما
يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل أن يخلقه وقبل أن يفضيه إلى الملائكة فذلك
يا حمران علم موقوف عنده إليه فيه المشيئة فيقضيه إذا أراد ويبدو له فيه فلا يمضيه
فأما العلم الذي يقدره الله عز وجل فيقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم إلينا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9827] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عباد بن
سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى
البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ
مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون إنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل لقد هممت
بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي، قال سدير: فلما
أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له: جعلنا فداك
سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم انك تعلم علما كثيرا ولا
ننسبك إلى علم الغيب، قال: فقال: يا سدير ألم تقرء القرآن؟ قلت: بلى، قال: فهل
وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به
قبل أن يرتد إليك طرفك) (2)؟ قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته، قال: فهل
عرفت الرجل؟ وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرني به،
قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال:
قلت: جعلت فداك ما أقل هذا، فقال: يا سدير ما أكثر هذا ان ينسبه الله عز وجل إلى
العلم الذي أخبرك به، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا (قل

(1) الكافي: 1 / 256 ح 2.
(2) سورة النمل: 40.
215

كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (1) قال: قلت: قد قرأته
جعلت فداك، قال: أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟
قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله، قال: - فأومأ بيده إلى صدره - وقال: علم
الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا (2).
التقية في صدر الرواية واضحة الظهور أو فيها توجيهات أخر.
[9828] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن أحمد بن
الحسن بن علي، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار الساباطي
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الامام يعلم الغيب؟ فقال: لا ولكن إذا أراد أن يعلم
الشئ اعلمه الله ذلك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9829] 5 - الكليني، عن علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، عن أيوب بن نوح،
عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم (4).
[9830] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر،
عن عمرو بن سعيد المدائني، عن أبي عبيدة المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
أراد الامام أن يعلم شيئا أعلمه الله ذلك (5).
[9831] 7 - محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الحميد، وأبي طالب جميعا، عن
حنان بن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان لله علما عاما وعلما خاصا، فأما

(1) سورة الرعد: 43.
(2) الكافي: 1 / 257 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 257 ح 4.
(4) الكافي: 1 / 258 ح 1.
(5) الكافي: 1 / 258 ح 3.
216

الخاص فالذي لم يطلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل، واما علمه العام الذي اطلعت
عليه الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين قد رفع ذلك كله إلينا، ثم قال: أما تقرء
(وعنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا
تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9832] 8 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ان لله
علمين: علم استأثر به في غيبه فلم يطلع عليه نبيا من أنبيائه ولا ملكا من ملائكته
وذلك قول الله تعالى: (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في
الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت) وله
علم قد اطلع عليه ملائكته فما اطلع عليه ملائكته فقد اطلع عليه محمد وآله وما اطلع
عليه محمد وآله فقد اطلعني عليه الكبير منا والصغير إلى أن تقوم الساعة (3).
[9833] 9 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن
عبد الرحمن بن حماد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال لي أبي: ألا أخبرك بخمسة لم يطلع الله عليها أحدا من خلقه قلت: بلى قال:
(ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا
تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ان الله عليم خبير) (4).
[9834] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له بعض أصحابه: لقد أعطيت يا
أمير المؤمنين علم الغيب، فضحك (عليه السلام) وقال للرجل وكان كلبيا: يا أخا كلب ليس

(1) سورة لقمان: 34.
(2) بصائر الدرجات: 109 ح 1.
(3) بصائر الدرجات: 111 ح 9.
(4) الخصال: 1 / 290 ح 49.
217

هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله
سبحانه بقوله (ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما
تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت...) الآية، فيعلم الله
سبحانه ما في الأرحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد
ومن يكون في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه
أحد إلا الله وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري
وتضطم عليه جوانحي (1).
من الضروري عند الإمامية أعلى الله كلمتهم ان أئمتنا (عليهم السلام) يعلمون الغيب بتعليم الله
تعالى وبعلمه ومشيئته ولكن هذا لا ينافي وجود الغيب الذي لا يعلمه إلا الله تعالى
نحو العلم بزمان القيامة، وللعلم بروايات المقام راجع بصائر الدرجات: 109،
والكافي: 1 / 256، والوافي: 3 / 591، وبحار الأنوار: 7 / 299 من طبع
الكمباني و 26 / 98 من طبع الحروفي، والله سبحانه هو العالم.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 128.
218

الغيبة
[9835] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم من الأكلة
في جوفه.
قال وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم يحدث،
قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9836] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الغيبة، قال: هو أن
تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل وتبث عليه أمرا قد ستره الله عليه لم يقم عليه فيه
حد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9837] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغيبة أن
تقول في أخيك ما ستره الله عليه وأما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا،

(1) الكافي: 2 / 356 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 357 ح 3.
219

والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9838] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن عامر، عن
أبان، عن رجل لا نعلمه إلا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسن صلوات الله عليه:
من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه ومن ذكره من خلفه بما هو
فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته (2).
[9839] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما
كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته (3).
[9840] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه
ولا يغتابه (4).
[9841] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن فضيل بن يسار قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا
يحرمه، قال ربعي: فسألني رجل من أصحابنا بالمدينة فقال: سمعت فضيل يقول:
ذلك، قال: فقلت له: نعم، فقال: فإني سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المسلم أخو

(1) الكافي: 2 / 358 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 358 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 357 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 166 ح 5.
220

المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يخذله ولا يغتابه ولا يخونه ولا يحرمه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9842] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن
علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أنبئكم بالمؤمن؟ من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، ألا
أنبئكم بالمسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئات
وترك ما حرم الله والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه
دفعة (2).
[9843] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: من عامل الناس فلم
يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم ووعدهم فلم يخلفهم كان ممن حرمت غيبته وكملت
مروءته وظهر عدله ووجبت أخوته (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9844] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة،
عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في حديث:... ورأيت الغيبة تستملح
ويبشر بها الناس بعضهم بعضا... (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9845] 11 - الصدوق بإسناده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه نهى عن الغيبة والاستماع
إليها:... وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه ونقض وضوءه وجاء يوم

(1) الكافي: 2 / 167 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 235 ح 19.
(3) الكافي: 2 / 239 ح 28.
(4) الكافي: 8 / 40.
221

القيامة تفوح منه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف فإن مات قبل أن يتوب
مات مستحلا لما حرم الله.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد
ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله منه ألف باب
من السوء في الدنيا والآخرة فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من
اغتابه سبعين مرة (1).
[9846] 12 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن المغيرة ابن
محمد، عن بكر بن خنيس، عن أبي عبد الله الشامي، عن نوف البكالي، عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... اجتنب الغيبة فإنها إدام كلاب النار ثم قال (عليه السلام): يا نوف
كذب من زعم انه ولد من حلال وهو يأكل لحوم الناس بالغيبة، الخبر (2).
[9847] 13 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن ابن
محبوب، عن ابن سيابة، عن الصادق (عليه السلام) قال: إن من الغيبة أن تقول في أخيك ما
ستره الله عليه وإن من البهتان أن تقول في أخيك ما ليس فيه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9848] 14 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن
أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أسباط بن محمد رفعه إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الغيبة أشد من الزنا، فقيل: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم ذاك؟ قال:
صاحب الزنا يتوب فيتوب الله عليه وصاحب الغيبة يتوب فلا يتوب الله عليه حتى
يكون صاحبه الذي يحله (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 511 و 515.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 9 / 278 الرقم 308.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 17 / 417 الرقم 550.
(4) الخصال: 1 / 62 ح 90.
222

[9849] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن الصادق (عليه السلام) عن
أبيه (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصائم في عبادة الله وإن كان نائما
على فراشه ما لم يغتب مسلما (1).
[9850] 16 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن جعفر الكوفي
الأسدي، عن موسى بن عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد، عن حفص بن
غياث، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من
مدح أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة (2).
[9851] 17 - الصدوق، عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن الحسين بن محمد بن عامر،
عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة، عن الصادق (عليه السلام)
انه قال:... ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان،
الحديث (3).
[9852] 18 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أربعمأة انه قال:...
إياكم وغيبة المسلم فإن المسلم لا يغتاب أخاه وقد نهى الله عز وجل عن ذلك
فقال: (لا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) (4)،
الحديث (5).
[9853] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم،
عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: قال

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والثمانون ح 1 / 645 الرقم 873.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 22 / 677 الرقم 920.
(3) معاني الأخبار: 400 ح 60.
(4) سورة الحجرات: 14.
(5) الخصال: 2 / 622.
223

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من اغتاب مؤمنا غازيا أو آذاه أو خلفه في أهله بسوء نصب عمله
يوم القيامة ليستغرق حسناته ثم يركس في النار ركسا إذا كان الغازي في طاعة
الله عز وجل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
ركس الشئ ركسا: رده مقلوبا وقلب أوله على آخره.
[9854] 20 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن أبيه جعفر بن محمد (عليهما السلام) انه قال: ان الله تبارك وتعالى ليبغض اللحم
واللحم السمين، فقال له بعض أصحابه: يا بن رسول الله إنا لنحب اللحم وما تخلو
بيوتنا منه فكيف ذلك؟ فقال (عليه السلام): ليس حيث تذهب إنما البيت اللحم الذي تؤكل فيه
لحوم الناس بالغيبة، واما اللحم السمين فهو المتجبر المتكبر المختال في مشيته (2).
[9855] 21 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن
نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح، عن علقمة قلت للصادق (عليه السلام):
يا بن رسول الله أخبرني من تقبل شهادته ومن لا تقبل شهادته؟ فقال: يا علقمة كل
من كان على فطرة الإسلام جازت شهادته.
قال: فقلت له: تقبل شهادة المقترف للذنوب؟ فقال: يا علقمة لو لم تقبل شهادة
المقترفين للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم لأنهم
هم المعصومون دون سائر الخلق فمن لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو لم يشهد عليه بذلك
شاهدان فهو من أهل العدالة والستر وشهادته مقبولة وإن كان في نفسه مذنبا، ومن
اغتابه فهو خارج عن ولاية الله عز وجل داخل في ولاية الشيطان. ولقد حدثني أبي عن

(1) عقاب الأعمال: 305.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 314 ح 87.
224

أبيه عن آبائه (عليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما
في الجنة أبدا ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب
في النار خالدا فيها وبئس المصير، الحديث (1).
[9856] 22 - الصدوق بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن
الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها
عنه رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة فإن هو لم يردها وهو قادر على
ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة (2).
[9857] 23 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه قال:... يا علي من
اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في الدنيا والآخرة (3).
[9858] 24 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن
الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من
اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة ومن اغتيب
عنده أخوه المؤمن فلم ينصره [ولم يعنه] ولم يدفع عنه وهو يقدر على نصرته وعونه
إلا خفضه الله في الدنيا والآخرة (4).
الخفض: الدعة، وضد الرفع كما في القاموس.
[9859] 25 - الصدوق بإسناده إلى ابن عباس في آخر خطبة خطبها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالمدينة انه قال:... ومن رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عز وجل عنه

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والعشرون ح 3 / 163 الرقم 163.
(2) الفقيه: 4 / 15.
(3) الفقيه: 4 / 372.
(4) ثواب الأعمال: 177.
225

ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة فإن لم يرد عنه وأعجبه كان عليه كوزر من
اغتاب... (1).
[9860] 26 - المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه
عبد الله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة قال: قال الصادق (عليه السلام): إن
لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة فمتى أذنب ذنبا كبيرا رفع عنه جنته
فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه انكشفت تلك الجنن عنه ويبقى مهتك الستر
فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة وفي الأرض على ألسنة الناس ولا يرتكب ذنبا
إلا ذكروه، وتقول الملائكة الموكلون به: يا ربنا قد بقي عبدك مهتك الستر وقد أمرتنا
بحفظه، فيقول عز وجل: ملائكتي لو أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته فارفعوا أجنحتكم
عنه، الحديث (2).
[9861] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغيبة جهد العاجز (3).
[9862] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مستمع الغيبة كقائل ها (4).
[9863] 29 - وعنه (عليه السلام): الغيبة آية المنافق (5).
[9864] 30 - وعنه (عليه السلام): الغيبة قوت كلاب النار (6).
[9865] 31 - وعنه (عليه السلام): العاقل من صان لسانه عن الغيبة (7).
[9866] 32 - وعنه (عليه السلام): إياك والغيبة فإنها تمقتك إلى الله والناس وتحبط أجرك (8).
[9867] 33 - وعنه (عليه السلام): ألأم الناس المغتاب (9).
[9868] 34 - وعنه (عليه السلام): أبغض الخلائق إلى الله المغتاب (10).

(1) عقاب الأعمال: 335.
(2) الاختصاص: 220.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 461.
(4) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
(5) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
(6) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
(7) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
(8) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
(9) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
(10) غرر الحكم: ح 9760 و 899 و 1144 و 1955 و 2632 و 2911 و 3128.
226

[9869] 35 - وعنه (عليه السلام): إن ذكر الغيبة شر الإفك (1).
[9870] 36 - وعنه (عليه السلام): فعل الريبة عار والولوع بالغيبة نار (2).
[9871] 37 - وعنه (عليه السلام): من أولع بالغيبة شتم (3).
[9872] 38 - وعنه (عليه السلام): من أقبح اللؤم غيبة الأخيار (4).
[9873] 39 - وعنه (عليه السلام): لا تعود نفسك الغيبة فإن معتادها عظيم الجرم (5).
[9874] 40 - وعنه (عليه السلام): يسير الغيبة إفك (6).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار منها: الكافي: 2 / 356، وارشاد القلوب: 116، والوافي: 5 / 977،
والمحجة البيضاء: 5 / 250، وبحار الأنوار: 72 / 220، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 319 و 338 وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 103 و 192.

(1) غرر الحكم: ح 3390 و 6580 و 8395 و 9311 و 10300 و 10978.
(2) غرر الحكم: ح 3390 و 6580 و 8395 و 9311 و 10300 و 10978.
(3) غرر الحكم: ح 3390 و 6580 و 8395 و 9311 و 10300 و 10978.
(4) غرر الحكم: ح 3390 و 6580 و 8395 و 9311 و 10300 و 10978.
(5) غرر الحكم: ح 3390 و 6580 و 8395 و 9311 و 10300 و 10978.
(6) غرر الحكم: ح 3390 و 6580 و 8395 و 9311 و 10300 و 10978.
227

غيبة الحجة
عجل الله تعالى فرجه
[9875] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد، عمن حدثه،
عن المفضل بن عمرو، ومحمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه،
عن بعض أصحابه، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أقرب ما يكون
العباد من الله جل ذكره وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله جل وعز ولم يظهر
لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون انه لم تبطل حجة الله جل ذكره ولا ميثاقه
فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء فإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا
افتقدوا حجته ولم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما
غيب حجته عنهم طرفة عين ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (1).
[9876] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، والحسن بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد
الكوفي، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن صالح بن خالد، عن يمان التمار قال: كنا
عند أبي عبد الله (عليه السلام) جلوسا فقال لنا: إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه
كالخارط للقتاد - ثم قال هكذا بيده - فأيكم يمسك شوك القتاد بيده؟ ثم أطرق مليا ثم
قال: ان لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه (2).
[9877] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي بن

(1) الكافي: 1 / 333 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 335 ح 1.
228

جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد، يا بني أنه
لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي
محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا لاتبعوه
قال: فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم تصغر عن
هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن ان تعيشوا فسوف تدركونه (1).
[9878] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي نجران، عن
فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في
صاحب هذا الأمر شبها من يوسف (عليه السلام) قال: قلت له: كأنك تذكره حياته أو غيبته؟
قال: فقال لي: وما ينكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير، إن اخوة يوسف (عليه السلام)
كانوا أسباطا أولاد الأنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو
أخوهم فلم يعرفوه حتى: (قال أنا يوسف وهذا أخي) (2) فما تنكر هذه الأمة
الملعونة أن يفعل الله عز وجل بحجته في وقت من الأوقات كما فعل بيوسف، إن يوسف (عليه السلام)
كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد أن يعلمه
لقدر على ذلك لقد سار يعقوب (عليه السلام) وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلى مصر
فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله جل وعز بحجته كما فعل بيوسف أن يمشي في أسواقهم
ويطأ بسطهم حتى يأذن الله في ذلك له كما أذن ليوسف (قالوا أئنك لأنت يوسف قال
أنا يوسف) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 336 ح 2.
(2) سورة يوسف: 90.
(3) الكافي: 1 / 336 ح 4.
229

[9879] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن معروف
ابن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما نحن كنجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم
حتى إذا أشرتم بأصابعكم وملتم بأعناقكم غيب الله عنكم نجمكم فاستوت بنو عبد
المطلب فلم يعرف أي من أي، فإذا طلع نجمكم فاحمدوا ربكم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9880] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن بلغكم عن صاحب
هذا الأمر غيبة فلا تنكروها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9881] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن
إسماعيل الأنباري، عن يحيى بن المثنى، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للقائم غيبتان يشهد في أحداهما المواسم يرى الناس ولا
يرونه (3).
[9882] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن بلغكم عن
صاحبكم غيبة فلا تنكروها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9883] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى، عن
ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم

(1) الكافي: 1 / 338 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 338 ح 10.
(3) الكافي: 1 / 339 ح 12.
(4) الكافي: 1 / 340 ح 15.
230

إنه يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - يعني القتل (1).
الرواية موثقة سندا.
[9884] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): للقائم غيبتان: إحداهما قصيرة
والأخرى طويلة، الغيبة الأولى لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته والأخرى لا يعلم
بمكانه فيها إلا خاصة مواليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9885] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقوم القائم وليس
لأحد في عنقه عهد ولا عقد ولا بيعة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9886] 12 - علي بن الحسين المسعودي، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن عيسى،
عن محمد بن علي، عن علي بن جعفر، عن موسى (عليه السلام) قال: إذا فقد الخامس من ولد
السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم أحد عنها. لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة
حتى يرجع عنه من كان يقول به. إنما هو محنة من الله يمتحن بها خلقه.
قلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟
قال: عقولكم تصغر عن هذا ولكن ان تعيشوا فسوف تدركونه (4).
[9887] 13 - المسعودي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن علي الصيرفي أبي سمية، عن
إبراهيم بن هاشم، عن فرات بن أحنف قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد ذكر القائم من

(1) الكافي: 1 / 340 ح 18.
(2) الكافي: 1 / 340 ح 19.
(3) الكافي: 1 / 342 ح 27.
(4) اثبات الوصية: 265.
231

ولده فقال: أما انه ليغيبن حتى يقول الجاهل: مالي في آل محمد حاجة (1).
[9888] 14 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن بسطام بن مرة، عن عمرو بن ثابت، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: من
ثبت على موالاتنا (ولايتنا. ن. ل) في غيبة قائمنا أعطاه عز وجل أجر ألف شهيد من
شهداء بدر واحد (2).
[9889] 15 - الصدوق، عن أبيه وابن الوليد، وابن المتوكل جميعا، عن سعد،
والحميري، ومحمد العطار جميعا، عن ابن عيسى، وابن هاشم والبرقي، وابن
أبي الخطاب جميعا، عن ابن محبوب، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن
الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المهدي من ولدي اسمه اسمي
وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقا وخلقا تكون له غيبة وحيرة حتى يضل الخلق عن
أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما
وجورا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9890] 16 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان، عن ابن بزيع،
عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام)، عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المهدي من ولدي تكون له غيبة وحيرة تضل فيها الأمم
يأتي بذخيرة الأنبياء فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما (4).
[9891] 17 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن
الحسين بن خالد، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال

(1) اثبات الوصية: 265.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 323 ح 7.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 287 ح 4.
(4) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 287 ح 5.
232

للحسين (عليه السلام): التاسع من ولدك يا حسين هو القائم بالحق المظهر للدين الباسط
للعدل، قال الحسين (عليه السلام) فقلت: يا أمير المؤمنين وإن ذلك لكائن؟ فقال (عليه السلام): أي
والذي بعث محمدا بالنبوة واصطفاه على جميع البرية ولكن بعد غيبة وحيرة لا تثبت
فيها على دينه إلا المخلصون المباشرون لروح اليقين الذين أخذ الله ميثاقهم بولايتنا
وكتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه (1).
[9892] 18 - الصدوق، عن المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جبرئيل بن
أحمد، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن حنان بن
سدير، عن أبيه سدير بن حكيم، عن أبيه، عن أبي سعيد عقيصاء قال: لما صالح
الحسن بن علي (عليهما السلام) معاوية بن أبي سفيان دخل عليه الناس فلامه بعضهم على بيعته،
فقال (عليه السلام): ويحكم ما تدرون ما عملت والله الذي عملت خير لشيعتي مما طلعت عليه
الشمس أو غربت ألا تعلمون إنني إمامكم مفترض الطاعة عليكم وأحد سيدي
شباب أهل الجنة بنص من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قالوا: بلى، قال: أما علمتم ان الخضر
لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار كان ذلك سخطا لموسى بن عمران (عليه السلام) إذ
خفي عليه وجه الحكمة فيه وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا؟ أما علمتم انه ما منا
أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسى بن مريم
خلفه؟ فإن الله عز وجل يخفي ولادته ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا
خرج ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله عمره في غيبته ثم
يظهره بقدرته في صورة شاب ابن دون أربعين سنة ذلك ليعلم أن الله على كل شئ
قدير (2).
[9893] 19 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 304 ح 16.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 315 ح 2.
233

المغيرة، عن المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: يأتي على
الناس زمان يغيب عنهم امامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان، إن أدنى
ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباري عز وجل عبادي آمنتم بسري وصدقتم بغيبي
فأبشروا بحسن الثواب مني فأنتم عبادي وإمائي حقا منكم أتقبل وعنكم أعفو ولكم
أغفر وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لأنزلت عليهم عذابي قال
جابر: فقلت: يا بن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال:
حفظ اللسان ولزوم البيت (1).
[9894] 20 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن ابن
بزيع، عن حنان السراج، عن السيد بن محمد الحميري في حديث طويل يقول فيه:
قلت للصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): يا بن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك (عليهم السلام)
في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟ فقال (عليه السلام): ستقع بالسادس من ولدي
والثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب (عليه السلام) وآخرهم القائم بالحق بقية الله في أرضه صاحب الزمان وخليفة الرحمن
والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتى يظهر فيملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (2).
[9895] 21 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن
يونس بن عبد الرحمن قال: دخلت على موسى بن جعفر (عليه السلام) فقلت له: يا بن رسول الله
أنت القائم بالحق؟ فقال: أنا القائم بالحق ولكن القائم الذي يطهر الأرض من
أعداء الله ويملأها عدلا كما ملئت جورا هو الخامس من ولدي له غيبة يطول أمدها
خوفا على نفسه يرتد فيها أقوام ويثبت فيها آخرون ثم قال (عليه السلام): طوبى لشيعتنا

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 330 ح 15.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 342 ح 23.
234

المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا الثابتين على موالاتنا والبراءة من أعدائنا أولئك منا
ونحن منهم قد رضوا بنا أئمة ورضينا بهم شيعة وطوبى لهم هم والله معنا في درجتنا يوم
القيامة (1).
[9896] 22 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن الصلت قال:
قلت للرضا (عليه السلام): أنت صاحب هذا الأمر؟ فقال: أنا صاحب هذا الأمر ولكني لست
بالذي أملأها عدلا كما ملئت جورا وكيف أكون ذاك على ما ترى من ضعف بدني، وان
القائم هو الذي إذا خرج كان في سن الشيوخ ومنظر الشباب قويا في بدنه حتى لو مد
يده إلى أعظم شجرة على وجه الأرض لقلعها ولو صاح بين الجبال لتدكدكت
صخورها يكون معه عصا موسى وخاتم سليمان، ذاك الرابع من ولدي يغيبه الله في
ستره ما شاء الله ثم يظهره فيملأ به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9897] 23 - الصدوق، عن علي بن عبد الله الوراق، عن سعد، عن أحمد بن إسحاق
قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن الخلف بعده
فقال لي مبتدءا: يا أحمد بن إسحاق ان الله تبارك وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم
ولا تخلو إلى يوم القيامة من حجة الله على خلقه به يدفع البلاء عن أهل الأرض وبه
ينزل الغيث وبه يخرج بركات الأرض، قال: فقلت: يا ابن رسول الله فمن الامام
والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) فدخل البيت ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأن وجهه القمر
ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين فقال: يا أحمد بن إسحاق لولا كرامتك على الله وعلى
حججه ما عرضت عليك ابني هذا انه سمي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنيه، الذي يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، يا أحمد بن إسحاق مثله في هذه الأمة مثل

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 361 ح 5.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 376 ح 7.
235

الخضر (عليه السلام) ومثله كمثل ذي القرنين والله ليغيبن غيبة لا ينجو فيها من الهلكة إلا من
يثبته الله على القول بإمامته ووفقه للدعاء بتعجيل فرجه.
قال أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي هل من علامة يطمئن إليها قلبي؟
فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح فقال: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من أعدائه
فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق، قال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا
فرحا فلما كان من الغد عدت إليه فقلت له: يا ابن رسول الله لقد عظم سروري بما
أنعمت علي فما السنة الجارية فيه من الخضر وذي القرنين؟ فقال: طول الغيبة يا
أحمد، فقلت له: يا ابن رسول الله وان غيبته لتطول؟ قال: أي وربي حتى يرجع عن
هذا الأمر أكثر القائلين به فلا يبقى إلا من أخذ الله عهده بولايتنا وكتب في قلبه الإيمان
وأيده بروح منه، يا أحمد بن إسحاق هذا أمر من أمر الله وسر من سر الله وغيب من
غيب الله فخذ ما آتيتك واكتمه وكن من الشاكرين تكن غدا في عليين.
قال الصدوق (رحمه الله): لم أسمع هذا الحديث إلا من علي بن عبد الله الوراق ووجدته
مثبتا بخطه فسألته عنه فرواه لي قراءة عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن إسحاق (رضي الله عنه)
كما ذكرته (1).
[9898] 24 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن موسى بن جعفر البغدادي قال:
سمعت أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني
أما ان المقر بالأئمة بعد رسول الله المنكر لولدي كمن أقر بجميع أنبياء الله ورسله ثم أنكر
نبوة محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمنكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كمن أنكر جميع الأنبياء لأن
طاعة آخرنا كطاعة أولنا والمنكر لآخرنا كالمنكر لأولنا أما ان لولدي غيبة يرتاب
فيها الناس إلا من عصمه الله عز وجل (2).

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 384 ح 1.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 409 ح 8.
236

[9899] 25 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أبي علي بن همام قال سمعت محمد بن عثمان
العمري قدس الله روحه يقول: سمعت أبي يقول سئل أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام)
وأنا عنده عن الخبر الذي روى عن آبائه (عليهم السلام): أن الأرض لا تخلو من حجة الله على
خلقه إلى يوم القيامة وان من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية،
فقال (عليه السلام): إن هذا حق كما ان النهار حق، فقيل له: يا بن رسول الله فمن الحجة والامام
بعدك؟ فقال: ابني محمد وهو الإمام والحجة بعدي من مات ولم يعرفه مات ميتة
جاهلية أما ان له غيبة يحار فيها الجاهلون ويهلك فيها المبطلون ويكذب فيها
الوقاتون ثم يخرج فكأني أنظر إلى الأعلام البيض تخفق فوق رأسه بنجف الكوفة (1).
[9900] 26 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن
أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على
الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فقلت: ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟ قال:
يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتى يتبين لهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9901] 27 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن إبراهيم بن
هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن صفوان بن مهران الجمال، عن الصادق (عليه السلام) قال:
أما والله ليغيبن عنكم مهديكم حتى يقول الجاهل منكم: ما لله في آل محمد حاجة ثم
يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9902] 28 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 409 ح 9.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 350 ح 44.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 341 ح 22.
237

عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن مالك الجهني، عن الحارث
ابن المغيرة، عن الأصبغ بن نباتة قال: اتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت: يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا تنكت
في الأرض أرغبت فيها؟ فقال: لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قط ولكن
فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي هو المهدي يملأها عدلا
كما ملئت جورا وظلما تكون له حيرة وغيبة، يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون.
فقلت يا أمير المؤمنين وإن هذا لكائن؟ فقال: نعم كما انه مخلوق وأنى لك بالعلم بهذا
الأمر يا أصبغ، أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة. قلت: وما يكون بعد
ذلك؟ قال: ثم يفعل الله ما يشاء فإن له إرادات وغايات ونهايات (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9903] 29 - أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري الصغير، عن أبي المفضل
محمد بن عبد الله، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن جعفر بن
عبد الله العلوي المحمدي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة بن
أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: للقائم غيبتان إحداهما أطول من
الأخرى (2).
[9904] 30 - الطبري الصغير، عن أبي الحسين محمد بن هارون، عن أبيه، عن أبي علي
محمد بن همام، عن الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن
الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة له بالكوفة: اللهم
لا بد لأرضك من حجة لك على خلقك يهديهم إلى دينك ويعلمهم علمك لئلا تبطل
حجتك ولا يضل اتباع أوليائك بعد إذ هديتهم به إما ظاهر ليس بالمطاع أو مكتتم

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 288 ح 1.
(2) دلائل الإمامة: 530 ح 110.
238

ليس له دفاع، يترقبه أولياؤك وينكره أعداؤك إن غاب شخصه عن الناس لم يغب
علمه في أوليائك من علمائهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات الواردة في غيبة الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف كثيرة جدا، فإن
شئت راجع في هذا المجال كتب الأخبار منها: الكافي: 1 / 335، والغيبة
للنعماني، وكمال الدين وتمام النعمة: 1 / 286، ورسائل الشريف المرتضى:
2 / 295، والفصول العشرة في الغيبة للشيخ المفيد، وكنز الفوائد: 1 / 368 و
2 / 216 للشيخ الكراجكي، والغيبة للشيخ الطوسي، والوافي: 2 / 405،
وبحار الأنوار: 13 / 128 من طبع الكمباني و 52 / 90 من طبع الحروفي بإيران،
ومنتخب الأثر: 254، و من هو المهدي: 161، وكتابنا الأربعون حديثا في من
يملأ الأرض قسطا وعدلا: 52.
اللهم عجل في فرج مولانا صاحب العصر والزمان واجعلنا من أعوانه وأنصاره
وخواصه وشيعته وخدامه بحق محمد وآله (عليهم السلام).

(1) دلائل الإمامة: 530 ح 109.
239

الغيرة
[9905] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خص رسله
بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك من
خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها قال: فذكرها عشرة: اليقين
والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة
والمروة.
قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها الصدق وأداء الأمانة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9906] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن جعفر
ابن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: وأظنني قد سمعته من إسماعيل،
عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها
حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا. إن الله عز وجل خص الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن
كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عز وجل وليسأله إياها
قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم
والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة (2).

(1) الكافي: 2 / 56 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 3.
240

[9907] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس الغيرة إلا للرجال وأما
النساء فإنما ذلك منهن حسد والغيرة للرجال ولذلك حرم الله على النساء إلا زوجها
وأحل للرجال أربعا وإن الله أكرم أن يبتليهن بالغيرة ويحل للرجال معها ثلاثا (1).
[9908] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن
الفضيل، عن سعد بن الجلاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل لم يجعل الغيرة
للنساء وإنما تغلب المنكرات منهن فأما المؤمنات فلا، إنما جعل الله الغيرة للرجال لأنه
أحل للرجل أربعا وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة إلا زوجها فإذا أرادت معه غيره
كانت عند الله زانية (2).
[9909] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن أبي شعيب
المحاملي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال: في الديك خمس خصال من خصال الأنبياء:
السخاء والشجاعة والقناعة والمعرفة بأوقات الصلوات وكثرة الطروقة والغيرة (3).
[9910] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى غيور يحب كل
غيور ولغيرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها (4).
[9911] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أغير الرجل في أهله أو بعض
مناكحه من مملوكة فلم يغر ولم يغير بعث الله عز وجل إليه طائرا يقال له: القفندر حتى
يسقط على عارضة بابه ثم يمهله أربعين يوما ثم يهتف به إن الله غيور يحب كل غيور

(1) الكافي: 5 / 504 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 505 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 550 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 535 ح 1.
241

فإن هو غار وغير وأنكر ذلك فأنكره وإلا طار حتى يسقط على رأسه فيخفق بجناحيه
على عينيه ثم يطير عنه فينزع الله عز وجل منه بعد ذلك روح الايمان وتسميه الملائكة
الديوث (1).
الرواية موثقة سندا.
[9912] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم
ابن محمد الجوهري، عن حبيب الخثعمي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9913] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كان
إبراهيم (عليه السلام) غيورا وأنا أغير منه وجدع الله أنف من لا يغار من المؤمنين
والمسلمين (3).
الرواية صحيحة الإسناد. والجدع: القطع.
[9914] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إسحاق
ابن جرير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان شيطانا يقال له: القفندر إذا ضرب في
منزل الرجل أربعين صباحا بالبربط ودخل عليه الرجال وضع ذلك الشيطان كل
عضو منه على مثله من صاحب البيت ثم نفخ فيه نفخة فلا يغار بعد هذا حتى تؤتى
نساؤه فلا يغار (4).
الرواية موثقة سندا.
[9915] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يا

(1) الكافي: 5 / 536 ح 3 و 2 و 4 و 5.
(2) الكافي: 5 / 536 ح 3 و 2 و 4 و 5.
(3) الكافي: 5 / 536 ح 3 و 2 و 4 و 5.
(4) الكافي: 5 / 536 ح 3 و 2 و 4 و 5.
242

أهل العراق نبئت ان نساءكم يدافعن الرجال في الطريق أما تستحيون.
وفي حديث آخر ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أما تستحيون ولا تغارون نساءكم
يخرجن إلى الأسواق ويزاحمن العلوج (1).
الرواية معتبرة الإسناد. والعلوج: الرجال من كفار العجم.
[9916] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم: الشيخ الزاني والديوث والمرأة
تؤطى فراش زوجها (2).
الرواية موثقة سندا.
[9917] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن عبد الله بن
ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرمت الجنة على الديوث (3).
الرواية موثقة سندا.
[9918] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن جعفر بن
عنبسة، عن عبادة بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
وأحمد بن محمد العاصمي، عمن حدثه عن معلى بن محمد، عن علي بن حسان، عن
عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالته إلى
الحسن (عليه السلام): إياك والتغاير في غير موضع الغيرة فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى
السقم ولكن احكم أمرهن فإن رأيت عيبا فعجل النكير على الصغير والكبير فإن
تعينت منهن الريب فيعظم الذنب ويهون العتب (4).
[9919] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن

(1) الكافي: 5 / 536 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 537 ح 7 و 8 و 9.
(3) الكافي: 5 / 537 ح 7 و 8 و 9.
(4) الكافي: 5 / 537 ح 7 و 8 و 9.
243

دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا غيرة في الحلال بعد قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا
تحدثا شيئا حتى أرجع إليكما فلما أتاهما ادخل رجليه بينهما في الفراش (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9920] 16 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الجنة لتوجد ريحها من
مسيرة خمسمائة عام ولا يجدها عاق ولا ديوث، قيل: يا رسول الله وما الديوث؟
قال: الذي تزني امرأته وهو يعلم بها (2).
[9921] 17 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الغيرة من الإيمان (3).
[9922] 18 - الصدوق بإسناده إلى محمد بن الفضيل، عن شريس الوابشي، عن جابر،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: ان الله تبارك وتعالى لم يجعل الغيرة للنساء وإنما جعل
الغيرة للرجال لأن الله عز وجل قد أحل للرجل أربع حرائر وما ملكت يمينه ولم يجعل للمرأة
إلا زوجها وحده فإن بغت مع زوجها غيره كانت عند الله عز وجل زانية وإنما تغار
المنكرات منهن فأما المؤمنات فلا (4).
[9923] 19 - الصدوق، عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر، عن البرقي، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتي
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأسارى فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا
محمد كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل: أن فيك خمس
خصال يحبه الله عز وجل ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك والسخاء وحسن الخلق
وصدق اللسان والشجاعة فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتالا شديدا حتى استشهد (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 537 ح 1.
(2) الفقيه: 3 / 444 ح 4542 و 4541 و 4543.
(3) الفقيه: 3 / 444 ح 4542 و 4541 و 4543.
(4) الفقيه: 3 / 444 ح 4542 و 4541 و 4543.
(5) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 9 / 345 الرقم 417.
244

[9924] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن إبراهيم بن
حمويه، عن اليقطيني قال: قال الرضا (عليه السلام): في الديك الأبيض خمس خصال من خصال
الأنبياء: معرفته بأوقات الصلاة والغيرة والسخاء والشجاعة وكثرة الطروقة (1).
[9925] 21 - الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد البزنطي، عن
الرضا (عليه السلام) في حديث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تغسلوا رؤوسكم بطين مصر ولا
تأكلوا في فخارها فإنه يورث الذلة ويذهب الغيرة، قلنا له: قد قال ذلك رسول الله؟
قال: نعم، الحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9926] 22 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الغيرة من
الإيمان والبذاء من النفاق (3).
[9927] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قدر الرجل على قدر همته
وصدقه على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته (4).
[9928] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل
إيمان (5).
[9929] 25 - الراوندي بإسناده عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما خلق الله تعالى جنة عدن خلق لبنها من ذهب يتلألأ ومسك
مدوف ثم أمرها فاهتزت ونطقت: أنت الله لا اله إلا أنت الحي القيوم فطوبى لمن قدر
له دخولي، قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يدخلك مدمن خمر ولا

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 277.
(2) قرب الاسناد: 376 ح 1330.
(3) جامع الأحاديث: 103.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 47.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 124.
245

مصر على ربا ولا قتات وهو النمام ولا ديوث وهو الذي لا يغار ويجتمع في بيته على
الفجور ولا قلاع وهو الذي يسعى بالناس عند السلطان ليهلكهم ولا خوف وهو
النباش ولا ختار وهو الذي لا يوفي بالعهد (1).
[9930] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: دليل غيرة الرجل عفته (2).
[9931] 27 - وعنه (عليه السلام): على قدر الحمية تكون الغيرة (3).
[9932] 28 - وعنه (عليه السلام): غيرة الرجل على قدر أنفته (4).
[9933] 29 - وعنه (عليه السلام): غيرة المؤمن بالله سبحانه (5).
[9934] 30 - وعنه (عليه السلام): ما زنى غيور قط (6).
في هذا المجال راجع الكافي: 5 / 504 باب غيرة النساء إن شئت.

(1) النوادر: 17.
(2) غرر الحكم: ح 5104 و 6175 و 6385 و 6395 و 9477.
(3) غرر الحكم: ح 5104 و 6175 و 6385 و 6395 و 9477.
(4) غرر الحكم: ح 5104 و 6175 و 6385 و 6395 و 9477.
(5) غرر الحكم: ح 5104 و 6175 و 6385 و 6395 و 9477.
(6) غرر الحكم: ح 5104 و 6175 و 6385 و 6395 و 9477.
246

باب الفاء
247

فاطمة الزهراء (1)
عليها السلام
[9935] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف،
عن علي بن مهزيار، عن مخلد بن موسى، عن إبراهيم بن علي، عن علي بن يحيى
اليربوعي، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما أنا
بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة فإن تزويجها نزل من السماء (2).
[9936] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يحتطب ويستقي
ويكنس وكانت فاطمة سلام الله عليها تطحن وتعجن وتخبز (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9937] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: عاشت فاطمة
سلام الله عليها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة
تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين: الاثنين والخميس فتقول (عليها السلام): ههنا كان
رسول الله وههنا كان المشركون (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) قدمتها على عناوين الباب لشرافتها صلوات الله عليها.
(2) الكافي: 5 / 568 ح 54.
(3) الكافي: 5 / 86 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 228 ح 3، و 4 / 561 ح 3.
249

[9938] 4 - الكليني، عن أحمد بن مهران رفعه، وأحمد بن إدريس، عن محمد بن
عبد الجبار الشيباني، عن القاسم بن محمد الرازي، عن علي بن محمد الهرمزاني، عن
أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: لما قبضت فاطمة (عليها السلام) دفنها أمير المؤمنين (عليه السلام)
سرا وعفا على موضع قبرها ثم قام فحول وجهه إلى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال:
السلام عليك يا رسول الله عني والسلام عليك عن ابنتك وزائرتك والبائتة في الثرى
ببقعتك والمختار الله لها سرعة اللحاق بك، قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفا
عن سيدة نساء العالمين تجلدي إلا أن في التأسي لي بسنتك في فرقتك موضع تعز فلقد
وسدتك في ملحودة قبرك وفاضت نفسك بين نحري وصدري.
بلى، وفي كتاب الله [لي] أنعم القبول إنا لله وإنا إليه راجعون قد استرجعت
الوديعة وأخذت الرهينة وأخلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله.
أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد وهم لا يبرح من قلبي أو يختار الله لي دارك التي
أنت فيها مقيم كمد مقيح وهم مهيج، سرعان ما فرق بيننا وإلى الله أشكو.
وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال فكم
من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
سلام مودع لا قال ولا سئم فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن سوء ظن بما
وعد الله الصابرين.
واه واها والصبر أيمن وأجمل ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما
معكوفا ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية.
فبعين الله تدفن ابنتك سرا وتهضم حقها وتمنع ارثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك
الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك،
وعليها السلام والرضوان (1).

(1) الكافي: 1 / 458 ح 3.
250

العفو: المحو والانمحاء. التجلد: القوة. فاضت نفسه: خرجت روحه.
التخالس: التسالب. السهود: قله النوم. الكمد: الحزن الشديد.
الهضم: الظلم. الإحفاء: المبالغة في السؤال. الغليل: حرارة الجوف.
اعتلجت الأمواج: التطمت. عكفه يعكفه: حبسه. الإعوال: رفع الصوت
بالبكاء والصياح. وفيك: أي في إطاعة أمرك.
ذكر كل ذلك العلامة المجلسي (قدس سره) في بيان ذيل الحديث في بحار الأنوار:
43 / 194.
[9939] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ألا أقرئك وصية فاطمة؟ قال: قلت: بلى،
فأخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا فقرأ:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
أوصت بحوائطها السبعة: العواف والدلال والبرقة والمبيت والحسني والصافية وما
لأم إبراهيم إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإن مضى علي (عليه السلام) فإلى الحسن (عليه السلام) فإن مضى
الحسن (عليه السلام) فإلى الحسين (عليه السلام) فإن مضى الحسين (عليه السلام) فإلى الأكبر من ولدي شهد الله
على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوام وكتب علي بن أبي طالب (عليه السلام) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9940] 6 - الصدوق بأسانيده الثلاثة عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9941] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن يحيى العطار، عن ابن

(1) الكافي: 7 / 48 ح 5.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 46 ح 176.
251

أبي الخطاب، عن حماد بن عيسى، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال جابر بن
عبد الله: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) قبل موته بثلاث: سلام
الله عليك يا أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله
خليفتي عليك. فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال علي (عليه السلام): هذا أحد ركني الذي قال لي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما ماتت فاطمة (عليها السلام) قال علي (عليه السلام): هذا الركن الثاني الذي قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9942] 8 - المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله
الأولين والآخرين في صعيد فينادي مناد: غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى
تجوز فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الصراط.
قال: فتغض الخلائق أبصارهم فتأتي فاطمة (عليها السلام) على نجيب من نجب الجنة
يشيعها سبعون ألف ملك فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة ثم تنزل عن نجيبها
فتأخذ قميص الحسين بن علي (عليه السلام) بيدها مضمخا بدمه وتقول يا رب هذا قميص ولدي
وقد علمت ما صنع به، فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل: يا فاطمة لك عندي الرضا
فتقول: يا رب انتصر لي من قاتله فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنم
فتلتقط قتلة الحسين بن علي (عليه السلام) كما يلتقط الطير الحب ثم يعود العنق بهم إلى النار
فيعذبون فيها بأنواع العذاب ثم تركب فاطمة (عليها السلام) نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها
الملائكة المشيعون لها وذريتها بين يديها وأولياؤهم من الناس عن يمينها وشمالها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والعشرون ح 4 / 198 الرقم 210.
(2) أمالي المفيد: المجلس الخامس عشر ح 6 / 130.
252

[9943] 9 - الطوسي بإسناده إلى سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن يحيى بن زكريا، عن
أبيه، عن حميد المثنى، عن أبي عبد الرحمن الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أول
نعش أحدث في الإسلام نعش فاطمة (عليها السلام)، إنها اشتكت شكاتها التي قبضت فيها
وقالت لأسماء: إني نحلت فذهب لحمي، ألا تجعلين لي شيئا يسترني؟ فقالت أسماء:
إني إذ كنت بأرض الحبشة رأيتهم يصنعون شيئا أفلا أصنع لك؟ فإن أعجبك صنعت
لك، قالت: نعم، فدعت بسرير فأكبته لوجهه ثم دعت بجرائد فشددته على قوائمه ثم
جللته ثوبا فقالت: هكذا رأيتهم يصنعون، فقالت: اصنعي لي مثله، استريني سترك
الله من النار (1).
[9944] 10 - الطبري الامامي، عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن همام، عن أحمد
ابن محمد البرقي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
ابن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ولدت فاطمة
في جمادي الآخرة اليوم العشرين منها سنة خمس وأربعين من مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأقامت بمكة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين وبعد وفات أبيها خمسا وسبعين يوما
وقبضت في جمادي الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشرة من
الهجرة (2).
لم أذكر في هذه الموسوعة ترجمة أحد من أئمتنا الاثني عشر سلام الله عليهم
أجمعين لأن جمع هذه الأوراق من كلامهم، وكتابي ليس كتاب تاريخ ولا كتاب
ترجمة، واعتذر منهم (عليهم السلام) من هذه الجهة والعذر عند الكرام مقبول.
ولكن ذكرت أم الأئمة سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها في عشرة
من الأحاديث فقط، مع ان الأحاديث الواردة في شأنها كثيرة جدا، ولكن

(1) التهذيب: 1 / 469 ح 185، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 3 / 220 ح 2.
(2) دلائل الإمامة: 79 ح 18.
253

لأنها شهيدة مظلومة مغصوبة حقها... ولأنها سند قطعي لمذهبنا مذهب
أهل البيت (عليهم السلام)، وسأذكر لك بعض أحاديث القوم وكلماتهم حتى يتبين لك الأمر
بوضوح واعتذر من القارئ الكريم خروجي - هنا - من دأبي وديدني في الكتاب،
إلزاما لهم والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
قال البخاري في باب مناقب قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسنده المتصل إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (1).
وقال البخاري في باب مناقب فاطمة سلام الله عليها بسنده المتصل إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (2).
قال مسلم في صحيحه في باب فضائل فاطمة سلام الله عليها بسنده المتصل إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها (3).
وصار هذا الحديث في كتبهم مشهورا بحيث ذكر في كتبهم الرجالية في ترجمة ابنة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين سلام الله عليها منها:
قال الجزري في أسد الغابة بإسناده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:... فإنها (أي
فاطمة سلام الله عليها) بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها (4).
وقال العسقلاني في الإصابة: وفي الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر يقول: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما
رابها. وعن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لفاطمة (عليها السلام): إن الله يرضى لرضاك ويغضب لغضبك (5).

(1) صحيح البخاري: 4 / 210 طبع دار الفكر عام 1401، طبعة بالأوفست عن طبعة دار الطباعة
العامرة باستانبول.
(2) صحيح البخاري: 4 / 219.
(3) صحيح مسلم بشرح النووي: 16 / 3. طبع دار الفكر عام 1401.
(4) أسد الغابة: 7 / 222.
(5) الإصابة في تمييز الصحابة: 4 / 378.
254

والروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع فضائل الخمسة: 3 / 184 و
189.
ثم اعترف القوم في صحاحهم وكتبهم بأنها سلام الله عليها توفيت وهي غاضبة على
أبي بكر، اعترف بذلك البخاري في ثلاث مواضع من صحيحه:
1 - قال البخاري في باب فرض الخمس بعد نقل منازعتها معه في الميراث:...
فغضبت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت
وعاشت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ستة أشهر... (1).
2 - وقال البخاري في باب غزوة خيبر:... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها
شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت... (2).
وجدت: أي غضبت. قال ابن الأثير في النهاية: وفي حديث الإيمان: إني سائلك
فلا تجد علي أي لا تغضب من سؤالي (3). وقال ابن منظور في لسان العرب: وجد
عليه في الغضب، يجد ويجد...: غضب... (4).
3 - وقال البخاري في كتاب الفرائض:... بعد نقل النزاع في ميراث
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت (5).
واعترف مسلم في صحيحه في حكم الفئ وقال:... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى
فاطمة شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك، قال: فهجرته فلم تكلمه حتى
توفيت... (6).

(1) صحيح البخاري: 4 / 42.
(2) صحيح البخاري: 5 / 82.
(3) النهاية: 5 / 155.
(4) لسان العرب: 3 / 446.
(5) صحيح البخاري: 8 / 3.
(6) صحيح مسلم بشرح النووي: 12 / 77.
255

واعترف بذلك أحمد في أوائل مسنده وقال:... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة
منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك... (1).
وقال ابن شعبة في تاريخ المدينة المنورة:... فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة
رضي الله عنها منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه
حتى توفيت... (2).
وقال أيضا:... فهجرته فاطمة رضي الله عنها فلم تكلمه في ذلك المال حتى
ماتت (3).
وقال البيهقي في كتاب قسم الفئ والغنيمة باب بيان مصرف أربعة أخماس
الفئ:... فغضبت فاطمة رضي الله عنها وهجرته فلم تكلمه حتى ماتت فدفنها علي
رضي الله عنه ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر... (4).
وقال أيضا:... فغضبت فاطمة رضي الله عنها فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرة
له حتى توفيت... (5).
ثم نختم الكلام بذكر كلام ابن قتيبة في كتابه الإمامة والسياسة قال:... فقالت
(يعني فاطمة عليها السلام) لأبي بكر وعمر: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب
فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد
أسخطني؟ قالا: نعم سمعناها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). قالت: فإني اشهد الله وملائكته
أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأشكونكما إليه.

(1) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 9.
(2) و (3) تاريخ المدينة المنورة: 1 / 197.
(4) السنن الكبرى: 6 / 300.
(5) السنن الكبرى: 6 / 301.
256

فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب
أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق.
وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها.
ثم خرج - يعني أبا بكر - فاجتمع إليه الناس فقال لهم: يبيت كل رجل منكم
معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني
بيعتي... (1).
هذا غيض من فيض، والروايات في شأن سيدة نساء العالمين فوق حد الإحصاء،
فإن شئت راجع دلائل الإمامة: (155 - 65)، وبحار الأنوار: 43 (236 - 1)،
ومسندي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ألفهما العلامتان الشيخ عزيز الله العطاردي
والسيد حسين شيخ الاسلامي دامت بركاتهما.
ويأتي عنوان فدك آنفا إن شاء الله تعالى. ويأتي أيضا عنوان مصحف فاطمة سلام الله
عليها في محله، وقد مر منا في عنوان الزيارة ثواب زيارتها.
رزقنا الله وإياكم زيارتها وشفاعتها في الدارين والحمد لله رب العالمين.

(1) الإمامة والسياسة: 14.
257

الفؤاد
[9945] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن البرقي، عن
النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبيد الله بن الحسن، عن الحسن
ابن هارون قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسؤولا) قال: يسأل السمع عما سمع والبصر عما نظر إليه والفؤاد عما
عقد عليه (1).
[9946] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن
نعيم، عن مسمع أبي سيار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نفس عن مؤمن
كربة نفس الله عنه كرب الآخرة وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد ومن أطعمه من جوع
أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم (2).
[9947] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله
البرقي وأبي طالب، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اللهم أنت ثقتي في
كل كربة وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب
يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو
وتغنيني فيه الأمور أنزلته بك وشكوته إليك راغبا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته

(1) الكافي: 2 / 37 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 199 ح 3.
258

وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا
ولك المن فاضلا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9948] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكل
السفرجل قوة للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويذكي الفؤاد ويشجع الجبان (2).
[9949] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن جعفر، عمن
ذكره عن الخشاب، عن علي بن الحسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن داود الرقي
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام): إذ استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر
واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل الحسين (عليه السلام) وما من عبد
شرب الماء فذكر الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ولعن قاتله إلا كتب الله عز وجل له مائة ألف
حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة
وحشره الله عز وجل يوم القيامة ثلج الفؤاد (3).
[9950] 6 - البرقي، عن بعض أصحابنا، عمن ذكره عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم
قال: نظر أبو عبد الله (عليه السلام) إلى غلام جميل فقال: ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام أكل
السفرجل وقال: السفرجل يحسن الوجه ويجم الفؤاد (4).
[9951] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن الأشعري، عن علي بن
إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن داود الرقي قال: سمعت الصادق والكاظم

(1) الكافي: 2 / 578 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 357 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 391 ح 6.
(4) المحاسن: 549.
259

والرضا صلوات الله عليهم وهم يقولون: من أتى الحسين (عليه السلام) يوم عرفة قلبه الله ثلج
الفؤاد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9952] 8 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن
قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في حديث: فإن قال: لم أمر بالوضوء
وبدأ به؟ قيل له: لأن يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار في مناجاته إياه مطيعا
له فيما أمره نقيا من الأدناس والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس
وتذكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار، فإن قال: فلم وجب ذلك على الوجه واليدين
والرأس والرجلين؟ قيل: لأن العبد إذا قام بين يدي الجبار فإنما ينكشف من جوارحه
ويظهر ما وجب فيه الوضوء وذلك انه بوجهه يستقبل ويسجد ويخضع وبيده يسأل
ويرغب ويرهب ويتبتل وبرأسه يستقبل في ركوعه وسجوده وبرجليه يقوم ويقعد،
الحديث (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9953] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
الأشعري، عن محمد بن هارون، عن أبي يحيى الواسطي بإسناده رفعه إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) انه مر بالقصابين فنهاهم عن بيع سبعة أشياء من الشاة، نهاهم عن
بيع الدم والغدد وآذان الفؤاد والطحال والنخاع والخصي والقضيب، فقال له رجل من
القصابين: يا أمير المؤمنين ما الكبد والطحال إلا سواء؟ فقال له: كذبت يا لكع ائتني
بتورين من ماء آتك بخلاف ما بينهما، فأتى بكبد وطحال وتورين من ماء، فقال:
أمرس كل واحد منهما في اناء على حدة، فمرسا جميعا كما أمر به فانقبضت الكبد ولم

(1) ثواب الأعمال: 115 ح 26.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 104.
260

يخرج منها شئ ولم ينقبض الطحال وخرج ما فيه كله وكان دما كله وبقى جلده
وعروق، فقال: هذا خلاف ما بينهما هذا لحم وهذا دم (1).
[9954] 10 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي رفعه عن هشام بن الحكم قال: سأل
الزنديق أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: لم حرم الله الخمر ولا لذة أفضل منها؟ قال: حرمها
لأنها أم الخبائث ورأس كل شر يأتي على شاربها ساعة يسلب لبه ولا يعرف ربه ولا
يترك معصية إلا ركبها ولا حرمة إلا انتهكها ولا رحما ماسة إلا قطعها ولا فاحشة إلا
أتاها والسكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد وينقاد حيث
ما قاده.
قال: فلم حرم الدم المسفوح؟ قال: لأنه يورث القساوة ويسلب الفؤاد رحمته
ويعفن البدن ويغير اللون وأكثر ما يصيب الإنسان الجذام يكون من أكل الدم، قال:
فاكل الغدد؟ قال: يورث الجذام، قال: فالميتة لم حرمها؟ قال: فرقا بينها وبين ما
يذكر اسم الله عليه والميتة قد جمد فيها الدم وتراجع إلى بدنها فلحمها ثقيل غير مرئ
لأنها يؤكل لحمها بدمها، قال: فالسمك ميتة؟ قال: إن السمك ذكاته إخراجه حيا
من الماء ثم يترك حتى يموت من ذات نفسه وذلك انه ليس له دم وكذلك الجراد (2).

(1) الخصال: 2 / 341 ح 4.
(2) الاحتجاج: 2 / 346.
261

الفارسية
[9955] 1 - الكليني، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي بصير قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك بم يعرف الإمام؟ قال: فقال: بخصال أما أولها
فإنه بشئ قد تقدم من أبيه فيه باشره إليه لتكون عليهم حجة ويسأل فيجيب وإن
سكت عنه إبدأ ويخبر بما في غد ويكلم الناس بكل لسان، ثم قال لي: يا أبا محمد
أعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم البث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان فكلمه
الخراساني بالعربية فأجابه أبو الحسن (عليه السلام) بالفارسية، فقال له الخراساني: والله
جعلت فداك ما منعني أن أكلمك بالخراسانية غير أني ظننت أنك لا تحسنها، فقال:
سبحان الله إذا كنت لا أحسن أجيبك فما فضلي عليك، ثم قال لي: يا أبا محمد إن الإمام
لا يخفى عليه كلام أحد من الناس ولا طير ولا بهيمة ولا شئ فيه الروح فمن لم يكن
هذه الخصال فيه فليس هو بإمام (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9956] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
الحسين بن سهل، عن الحسن بن علي بن مهران قال: دخلت على أبي الحسن
موسى (عليه السلام) وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج نقشه «الله الملك» فأدمت النظر إليه فقال:
ما لك تديم النظر إليه؟ فقلت: بلغني انه كان لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم فصه
فيروزج نقشه «الله الملك»، فقال: أتعرفه؟ قلت: لا، فقال: هذا هو، تدري

(1) الكافي: 1 / 285 ح 7.
262

ما سببه؟ قلت: لا، قال: هذا حجر أهداه جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوهبه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) أتدري ما اسمه؟ قلت: فيروزج، قال: هذا
بالفارسية، فما اسمه بالعربية؟ قلت: لا أدري، قال: اسمه الظفر (1).
[9957] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبي هاشم الجعفري قال:
كنت أتغدى مع أبي الحسن (عليه السلام) فيدعو بعض غلمانه بالصقلبية والفارسية وربما بعثت
غلامي هذا بشئ من الفارسية فيعلمه وربما كان ينغلق الكلام على غلامه بالفارسية
فيفتح هو على غلامه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9958] 4 - الصفار، عن عبد الله بن جعفر، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت على
أبي الحسن (عليه السلام) فقال: يا أبا هاشم كلم هذا الخادم بالفارسية فإنه يزعم أنه يحسنها
فقلت للخادم: «زانويت چيست»؟ فلم يجبني فقال (عليه السلام): يقول: ركبتك؟ ثم قلت:
«نافت چيست»؟ فلم يجبني فقال (عليه السلام): سرتك؟ (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9959] 5 - الصفار، عن محمد بن الحسين، عن علي بن مهزيار، عن الطيب الهادي (عليه السلام)
قال: دخلت عليه فابتدأني فكلمني بالفارسية (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9960] 6 - الصفار، عن الحسن بن علي السرسوني، عن إبراهيم بن مهزيار قال: كان أبو
الحسن (عليه السلام) كتب إلى علي بن مهزيار يأمره أن يعمل له مقدار الساعات فحملناه إليه في
سنة ثمان وعشرين فلما صرنا بسيالة كتب يعلمه قدومه ويستأذنه في المصير

(1) الكافي: 6 / 472 ح 2.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 228 ح 2.
(3) بصائر الدرجات: 338 ح 2.
(4) بصائر الدرجات: 333 ح 1.
263

إليه وعن الوقت الذي نسير إليه فيه واستأذن لإبراهيم فورد الجواب بالإذن إنا نصير
إليه بعد الظهر فخرجنا جميعا إلى أن صرنا في يوم صائف شديد الحر ومعنا مسرور
غلام علي بن مهزيار فلما أن دنوا من قصره إذا بلال قائم ينتظرنا - وكان بلال غلام
أبي الحسن (عليه السلام) - قال: ادخلوا فدخلنا حجرة وقد نالنا من العطش أمر عظيم فما قعدنا
حينا حتى خرج إلينا بعض الخدم ومعه قلال من ماء أبرد ما يكون فشربنا ثم دعا بعلي
بن مهزيار فلبث عنده إلى بعد العصر ثم دعاني فسلمت عليه واستأذنته أن يناولني
يده فاقبلها فمد يده فقبلتها ودعاني وقعدت ثم قمت فودعته فلما خرجت من باب
البيت ناداني (عليه السلام) فقال: يا إبراهيم فقلت: لبيك يا سيدي فقال: لا تبرح فلم نزل
جالسا ومسرور غلامنا معنا فأمر أن ينصب المقدار ثم خرج (عليه السلام) فالقى له كرسي
فجلس عليه وألقى لعلي بن مهزيار كرسي عن يساره فجلس وقمت أنا بجنب المقدار
فسقطت حصاة فقال مسرور: هشت فقال (عليه السلام): هشت ثمانية؟ فقلنا: نعم يا سيدنا،
فلبثنا عنده إلى المساء ثم خرجنا فقال لعلي: رد إلي مسرورا بالغداة فوجهه إليه فلما
أن دخل قال له بالفارسية: «بار خدا چون» فقلت له: «نيك» يا سيدي فمر نصر
فقال: «در ببند در ببند» فاغلق الباب ثم القى رداءه علي يخفيني من نصر حتى سألني
عما أراد، فلقيه علي بن مهزيار فقال له: كل هذا خوفا من نصر، فقال: يا أبا الحسن
يكاد خوفي منه خوفي من عمرو بن قرح (1).
[9961] 7 - القطب الراوندي رفعه وقال: روي عن أبي هاشم قال لي أبو الحسن (عليه السلام)
وعلى رأسه غلام: كلم الغلام بالفارسية وأعرب له فيها فقلت للغلام: «نام [ناف]
تو چيست» فسكت الغلام فقال له أبو الحسن (عليه السلام): يسألك ما اسمك [سرتك] (2).
[9962] 8 - القطب الراوندي رفعه وقال: روي أن أبان بن تغلب قال: غدوت من منزلي
بالمدينة وأنا أريد أبا عبد الله (عليه السلام) فلما صرت بالباب خرج علي قوم من عنده لم

(1) بصائر الدرجات: 337 ح 15.
(2) الخرايج: 2 / 675 ح 6، ونقل عنه في بحار الأنوار: 50 / 137.
264

أعرفهم ولم أر قوما أحسن زيا منهم ولا أحسن سيماء منهم كأن الطير على رؤوسهم ثم
دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فجعل يحدثنا بحديث فخرجنا من عنده وقد فهم خمسة
عشر نفرا منا متفرقوا الألسن منها اللسان العربي والفارسي والنبطي والحبشي
والسقلي، قال بعض: ما هذا الحديث الذي حدثنا به؟ قال له آخر من لسانه عربي:
حدثني بكذا بالعربية، وقال له الفارسي: ما فهمت إنما حدثني كذا وكذا بالفارسية،
وقال الحبشي: ما حدثني إلا بالحبشية، وقال السقلي: ما حدثني إلا بالسقلية،
فرجعوا إليه فأخبروه فقال (عليه السلام): الحديث واحد ولكنه فسر لكم بألسنتكم (1).
[9963] 9 - القطب الراوندي رفعه وقال: روى أحمد بن قابوس، عن أبيه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل إليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء: من جمع مالا
يحرسه عذبه الله على مقداره، فقالوا بالفارسية: لا نفهم بالعربية، فقال لهم: «هر كه
درم اندوزد جزايش دوزخ بأشد» وقال: إن الله خلق مدينتين إحداهما بالمشرق
والأخرى بالمغرب على كل مدينة سور من حديد فيها ألف ألف باب من ذهب كل
باب بمصراعين وفي كل مدينة سبعون ألف انسان مختلفان اللغات وأنا أعرف جميع
تلك اللغات وما فيها وما بينهما حجة غيري وغير آبائي وغير أبنائي بعدي (2).
[9964] 10 - القطب الراوندي رفعه وقال: روى عن أبي هاشم كنت عند أبي الحسن (عليه السلام)
وهو مجدر فقلت للمتطبب: «آب گرفت» ثم التفت إلي وتبسم وقال: تظن أن
لا يحسن الفارسية غيرك، فقال له المتطبب: جعلت فداك تحسنها، فقال: أما فارسية
هذا فنعم، قال لك: احتمل الجدري ماء (3).
في معرفة الأئمة (عليهم السلام) بجميع اللغات راجع إن شئت بصائر الدرجات: 333 و
337، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 227.

(1) الخرايج: 2 / 615 ح 14.
(2) الخرايج: 2 / 753 ح 70.
(3) الخرايج: 2 / 675 ح 5.
265

الفال
[9965] 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العين حق والرقى حق والسحر
حق والفأل حق والطيرة ليست بحق والعدوى ليست بحق والطيب نشرة والعسل
نشرة والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة (1).
[9966] 2 - محمد بن الأشعث بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن
الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا عدوى
ولا طيرة ولا هام والعين حق والفأل حق (2).
[9967] 3 - محمد بن إدريس الحلي نقلا عن كتاب أبي القاسم بن قولويه قال روى بعض
أصحابنا قال: كنت عند علي بن الحسين بن علي بن أبي أطالب (عليهم السلام) فكان إذا صلى
الفجر لم يتكلم حتى تطلع الشمس، فجاؤوه يوم ولد فيه زيد فبشروه به بعد صلاة
الفجر قال: فالتفت إلى أصحابه وقال: أي شئ ترون أن اسمي هذا المولود؟ قال:
فقال: كل رجل منهم سمه كذا، سمه كذا، قال: فقال: يا غلام علي بالمصحف، قال:
فجاؤوا بالمصحف فوضعه على حجره قال: ثم فتحه فنظر إلى أول حرف في الورقة
وإذا فيه (وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) (3) قال ثم طبقه ثم
فتحه فنظر فإذا في أول الورقة (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن
لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة

(1) نهج البلاغة: الحكمة 400.
(2) الجعفريات: 168، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 8 / 120.
(3) سورة آل عمران: 95.
266

والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به
وذلك هو الفوز العظيم) (1) ثم قال: هو والله زيد هو والله زيد فسمي زيدا (2).
[9968] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تفأل بالخير تنجح (3).
[9969] 5 - ابن أبي جمهور الأحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الله يحب الفال
الحسن (4).
[9970] 6 - السيد أبو القاسم علي بن موسى بن طاوس قال: ذكر الشيخ الامام الخطيب
المستغفري بسمرقند في دعواته: إذا أردت أن تتفأل بكتاب الله عز وجل فاقرأ سورة
الإخلاص ثلاث مرات ثم صل على النبي وآله ثلاثا ثم قل: «اللهم تفألت بكتابك
وتوكلت عليك فأرني من كتابك ما هو مكتوم من سرك المكنون في غيبك» ثم افتح
الجامع وخذ الفال من الخط الأول في الجانب الأول من غير أن تعد الأوراق والخطوط
كذا أورد مسندا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (5).
[9971] 7 - ابن طاوس قال: حدثني بدر بن يعقوب المقري الأعجمي رضوان الله عليه
بمشهد الكاظم (عليه السلام) في صفة الفال في المصحف بثلاث روايات من غير صلاة فقال:
تأخذ المصحف وتدعو بما معناه فتقول: «اللهم إن كان في قضائك وقدرك أن تمن على
أمة نبيك بظهور وليك وابن بنت نبيك فعجل ذلك وسهله ويسره وتحمله واخرج لي
آية استدل بها على أمر فائتمر أو نهي فأنتهي أو ما تريد الفال فيه في عافية» ثم تعد
سبع أوراق ثم تعد في الوجه الثانية من الورقة السابعة ستة أسطر وتفأل بما يكون في
السطر السابع.

(1) سورة التوبة: 111.
(2) السرائر: 3 / 637، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 4 / 305.
(3) غرر الحكم: ح 4466.
(4) عوالي اللآلي: 1 / 291 ح 155، ونقل عنه في بحار الأنوار: 74 / 165.
(5) فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب في الاستخارات: 156.
267

وقال: في رواية أخرى انه يدعو بالدعاء ثم يفتح المصحف الشريف ويعد سبع
قوائم ويعد ما في الوجهة الثانية من الورقة السابعة وما في الوجهة الأولى من الورقة
الثامنة من لفظ اسم الله جل جلاله ثم يعد قوائم بعدد اسم الله ثم يعد من الوجهة الثانية
من القائمة التي ينتهي العدد إليها ومن غيرها مما يأتي بعددها سطورا بعدد اسم لفظ الله
جل جلاله ويتفأل بآخر سطر من ذلك.
وقال: في الرواية الثالثة انه إذا دعا بالدعاء عد ثماني قوايم ثم يعد في الوجهة الأولى
من الورقة الثامنة أحد عشر سطرا ويتفأل بما في السطر الحادي عشر وهذا ما سمعناه
في الفال بالمصحف الشريف قد نقلناه كما حكيناه (1).
[9972] 8 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه كان يحب الفال الحسن
ويكره الطيرة وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يأمر من رأى شيئا يكرهه ويتطير منه أن يقول: «اللهم
لا يؤتي الخير إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك» (2).
[9973] 9 - المجلسي نقلا من دعائم الاسلام للقاضي النعمان المصري رفعه إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هام والعين حق والفأل حق فإذا
نظر أحدكم إلى إنسان أو دابة أو إلى شئ حسن فأعجبه فليقل: «آمنت بالله وصلى
الله على محمد وآله» فإنه لا يضره عينه (3).
[9974] 10 - قال العلامة المجلسي: وجدت بخط جد شيخنا البهائي الشيخ شمس الدين
محمد بن علي بن الحسن الجباعي قدس الله أرواحهم نقلا من خط الشهيد نور الله
ضريحه نقلا من خط محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن زياد قال: أخبرنا الشيخ
الأوحد محمد بن الحسن الطوسي إجازة عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي محمد

(1) فتح الأبواب: 278.
(2) مكارم الأخلاق: 350.
(3) بحار الأنوار: 60 / 18 ح 10.
268

هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام بن سهيل، عن محمد بن جعفر
المؤدب، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سيف، عن
المفضل بن عمر قال: بينما نحن عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ تذاكرنا أم الكتاب، فقال رجل
من القوم: جعلني الله فداك انا ربما هممنا بالحاجة فنتناول المصحف فنتفكر في الحاجة
التي نريدها ثم نفتح في أول الوقت فنستدل بذلك على حاجتنا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
وتحسنون والله ما تحسنون، قلت: جعلت فداك وكيف نصنع؟ قال: إذا كان لأحدكم
حاجة وهم بها فليصل صلاة جعفر وليدع بدعائها فإذا فرغ من ذلك فليأخذ
المصحف ثم ينو فرج آل محمد بدءا وعودا ثم يقول: «اللهم إن كان في قضائك وقدرك
أن تفرج عن وليك وحجتك في خلقك في عامنا هذا أو في شهرنا هذا فأخرج لنا آية
من كتابك نستدل بها على ذلك» ثم يعد سبع ورقات ويعد عشرة أسطر من خلف
الورقة السابعة وينظر ما يأتيه في الأحد عشر من السطور فإنه يبين لك حاجتك ثم
تعيد الفعل ثانية لنفسك (1).
في التفأل بالقرآن راجع إن شئت بحار الأنوار: 18 / 928 من طبع الكمباني و
88 / 241 من طبع الحروفي ببيروت و 91 / 241 من طبع الحروفي بإيران،
ومستدرك الوسائل: 1 / 300 من طبع الحجري و 4 / 301 من طبع آل البيت.

(1) بحار الأنوار: 18 / 929 طبع الكمباني، 88 / 245 طبع بيروت.
269

الفتح
[9975] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى
وأهل الخير وأهل الإيمان وأهل الفتح والظفر (1).
[9976] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير جميعا، عن
معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تدع إتيان المشاهد كلها مسجد قباء فإنه
المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم ومشربة أم إبراهيم ومسجد الفضيخ
وقبور الشهداء ومسجد الأحزاب وهو مسجد الفتح قال: وبلغنا أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
إذا أتى قبور الشهداء قال: «السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار» وليكن فيما
تقول عند مسجد الفتح: «يا صريخ المكروبين ويا مجيب دعوة المضطرين اكشف همي
وغمي وكربي كما كشفت عن نبيك همه وغمه وكربه وكفيته هول عدوه في هذا
المكان» (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9977] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شعارنا يا محمد يا محمد وشعارنا يوم بدر

(1) الكافي: 2 / 233 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 560 ح 1.
270

يا نصر الله اقترب اقترب وشعار المسلمين يوم أحد يا نصر الله اقترب ويوم بني
النضير يا روح القدس أرح ويوم بني قينقاع يا ربنا لا يغلبنك ويوم الطائف يا رضوان
وشعار يوم حنين يا بني عبد الله يا بني عبد الله ويوم الأحزاب حم لا يبصرون ويوم
بني قريظة يا سلام أسلمهم ويوم المريسيع وهو يوم بني المصطلق ألا إلى الله الأمر ويوم
الحديبية ألا لعنة الله على الظالمين ويوم خيبر يوم القموص يا علي آتهم من عل ويوم
الفتح نحن عباد الله حقا حقا ويوم تبوك يا أحد يا صمد ويوم بني الملوح أمت أمت
ويوم صفين يا نصر الله وشعار الحسين (عليه السلام) يا محمد وشعارنا يا محمد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9978] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا رضاع بعد فطام ولا وصال في صيام ولا يتم بعد احتلام ولا صمت يوم إلى الليل ولا
تعرب بعد الهجرة ولا هجرة بعد الفتح ولا طلاق قبل النكاح ولا عتق قبل ملك ولا
يمين للولد مع والده ولا للمملوك مع مولاه ولا للمرأة مع زوجها ولا نذر في معصية ولا
يمين في قطيعة. فمعنى قوله: «لا رضاع بعد فطام» ان الولد إذا شرب من لبن المرأة بعد
ما تفطمه لا يحرم ذلك الرضاع التناكح (2).
الرواية موثقة سندا.
[9979] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
محمد بن حمران، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: إن الله عز وجل إذا
أراد بعبد خيرا نكت في قلبه نكتة من نور وفتح مسامع قلبه ووكل به ملكا يسدده
وإذا أراد بعبد سوءا نكت في قلبه نكتة سوداء وسد مسامع قلبه ووكل به شيطانا

(1) الكافي: 5 / 47 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 443 ح 5.
271

يضله ثم تلا هذه الآية (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن
يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9980] 6 - الكليني، عن محمد بن أحمد، عن عمه عبد الله بن الصلت، عن الحسن بن
علي بن بنت الياس، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن علي بن الحسين (عليه السلام) لما
حضرته الوفاة أغمي عليه ثم فتح عينيه وقرأ إذا وقعت الواقعة وإنا فتحنا لك وقال:
الحمد لله الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوء من الجنة حيث نشاء فنعم أجر
العاملين ثم قبض من ساعته ولم يقل شيئا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9981] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه
باب الزيادة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9982] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما فتح الله على عبد بابا من أمر الدنيا إلا فتح الله عليه
من الحرص مثله (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9983] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن

(1) سورة الأنعام: 125.
(2) الكافي: 1 / 166 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 468 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 94 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 319 ح 12.
272

حديد، عن جميل، عن عمرو بن الأشعث أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يسأل
الرجل في قبره فإذا أثبت فسح له في قبره سبعة أذرع وفتح له باب إلى الجنة وقيل له:
نم نومة العروس قرير العين (1).
[9984] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن معاوية بن وهب قال: لما كان يوم فتح مكة ضربت على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خيمة سوداء من شعر بالأبطح ثم أفاض عليه الماء من جفنه يرى
فيها أثر العجين ثم تحرى القبلة ضحى فركع ثماني ركعات لم يركعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قبل ذلك ولا بعده (2).
الرواية صحيحة الإسناد ولكنها مضمرة.
[9985] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: اتبعوا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنه قال: من فتح
على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر (3).
[9986] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما فتح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة بايع الرجال ثم جاء
النساء يبايعنه فانزل الله عز وجل (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن
لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان
يفترينه بين أيديهن وأرجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن
الله ان الله غفور رحيم) (4) فقالت هند: أما الولد فقد ربينا صغارا وقتلتهم كبارا،

(1) الكافي: 3 / 238 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 451 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 19 ح 2.
(4) سورة الممتحنة: 12.
273

وقالت أم حكيم بنت الحارث بن هشام وكانت عند عكرمة بن أبي جهل: يا رسول الله
ما ذلك المعروف الذي أمرنا الله أن لا نعصينك فيه؟ قال: لا تلطمن خدا ولا تخمشن
وجها ولا تنتفن شعرا ولا تشققن جيبا ولا تسودن ثوبا ولا تدعين بويل فبايعهن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على هذا، فقالت: يا رسول الله كيف نبايعك؟ قال: إنني لا أصافح
النساء فدعا بقدح من ماء فأدخل يده ثم أخرجها، فقال: أدخلن أيديكن في هذا
الماء فهي البيعة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9987] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر يوم فتح مكة فقال: أيها الناس ان الله قد اذهب
عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها، ألا إنكم من آدم (عليه السلام) وآدم من طين، ألا إن
خير عباد الله عبد اتقاه، إن العربية ليست باب والد ولكنها لسان ناطق فمن قصر به
عمله لم يبلغه حسبه، ألا ان كل دم كان في الجاهلية أو أحنة - والأحنة الشحناء - فهي
تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9988] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سفيان الجريري، عن أبي مريم الأنصاري،
عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) مرة بعد مرة وهو يقول
وشبك أصابعه بعضها في بعض ثم قال: تفرجي تضيقي وتضيقي تفرجي ثم قال:
هلكت المحاضير ونجى المقربون وثبت الحصى على أوتادهم أقسم بالله قسما حقا ان

(1) الكافي: 5 / 527 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 246 ح 342.
274

بعد الغم فتحا عجبا (1).
[9989] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عبد الرحمن بن حماد، عن زياد القندي، عن الحسين الصحاف، عن سدير قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شئ على الرجل في طلب الرزق؟ فقال: إذا فتحت بابك
وبسطت بساطك فقد قضيت ما عليك (2).
[9990] 16 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن عليا (عليه السلام) باب
فتحه الله فمن دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا ومن لم يدخل فيه ولم يخرج
منه كان في الطبقة الذين قال الله تبارك وتعالى: لي فيهم المشيئة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9991] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الركن اليماني باب من أبواب الجنة لم يغلقه الله منذ
فتحه، وفي رواية أخرى: بابنا إلى الجنة الذي منه ندخل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9992] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن
الحجال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)
فقلت له: جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع
أبو عبد الله (عليه السلام) سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا

(1) الكافي: 8 / 294 ح 450.
(2) الكافي: 5 / 79 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 437 ح 8.
(4) الكافي: 4 / 409 ح 13.
275

لك، قال: قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم
عليا (عليه السلام) بابا يفتح له منه ألف باب، قال: فقال: يا أبا محمد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
عليا (عليه السلام) ألف باب يفتح من كل باب ألف باب، قال: قلت: هذا والله العلم، قال:
فنكت ساعة في الأرض ثم قال: انه لعلم وما هو بذاك. قال: ثم قال: يا أبا محمد وإن
عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال:
صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإملائه من فلق فيه وخط علي
بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش
وضرب بيده إلي فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك
فاصنع ما شئت، قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا كأنه مغضب، قال: قلت:
هذا والله العلم، قال: انه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال: وان عندنا الجفر
وما يدريهم ما الجفر؟ قال: قلت: وما الجعفر؟ قال: وعاء من ادم فيه علم النبيين
والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل، قال: قلت: إن هذا هو العلم،
قال: إنه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال: وان عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) وما
يدريهم ما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال:
مصحف فيه مثل قرآنكم هذا - ثلاث مرات - والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد،
قال: قلت: هذا والله العلم، قال: انه لعلم وما هو بذاك ثم سكت ساعة ثم قال: إن
عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة، قال: قلت: جعلت فداك
هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك، قال: قلت: جعلت فداك فأي شئ
العلم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار الأمر من بعد الأمر والشيء بعد الشئ إلى يوم
القيامة (1).

(1) الكافي: 1 / 238 ح 1.
276

[9993] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يترك الناس شيئا من أمر
دينهم لاستصلاح دنياهم إلا فتح الله عليهم ما هو أضر منه (1).
[9994] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما كان الله ليفتح على عبد باب
الشكر ويغلق عنه باب الزيادة ولا ليفتح على عبد باب الدعاء ويغلق عنه باب
الإجابة ولا ليفتح لعبد باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 106.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 435.
277

الفتك
[9995] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن رجل من
أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لنا جارا من
همدان يقال له: الجعد بن عبد الله وهو يجلس إلينا فنذكر عليا أمير المؤمنين (عليه السلام)
وفضله فيقع فيه أفتأذن لي فيه؟ فقال لي: يا أبا الصباح أفكنت فاعلا؟ فقلت: إي
والله لئن أذنت لي فيه لأرصدنه فإذا صار فيها أقتحمت عليه بسيفي فخبطته حتى
أقتله، قال: فقال: يا أبا الصباح هذا الفتك وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الفتك
يا أبا الصباح إن الإسلام قيد الفتك ولكن دعه فستكفي بغيرك، قال أبو الصباح: فلما
رجعت من المدينة إلى الكوفة لم ألبث بها إلا ثمانية عشر يوما فخرجت إلى المسجد
فصليت الفجر ثم عقبت فإذا رجل يحركني برجله فقال: يا أبا الصباح البشرى،
فقلت: بشرك الله بخير فما ذاك؟ فقال: إن الجعد بن عبد الله بات البارحة في داره التي
في الجبانة فأيقظوه للصلاة فإذا هو مثل الزق المنفوخ ميتا فذهبوا يحملونه فإذا لحمه
يسقط عن عظمه فجمعوه في نطع فإذا تحته أسود فدفنوه.
محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب مثله (1).
[9996] 2 - الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام وقال من اطلع على
مؤمن في منزله فعيناه مباحتان للمؤمن في تلك الحال ومن دمر على مؤمن في منزله

(1) الكافي: 7 / 375 ح 16.
278

بغير إذنه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال ومن جحد نبيا مرسلا نبوته وكذبه فدمه
مباح قال: فقلت له: أرأيت من جحد الإمام منكم ما حاله؟ فقال: من جحد إماما
برأ من الله وبرأ منه ومن دينه فهو كافر مرتد عن الإسلام لأن الإمام من الله ودينه دين
الله ومن برأ من دين الله فهو كافر ودمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع ويتوب إلى
الله عز وجل. مما قال، قال: ومن فتك بمؤمن يريد ماله ونفسه فدمه مباح للمؤمن في تلك
الحال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9997] 3 - المفيد رفعه عن أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
عورة المؤمن على المؤمن حرام، وقال: من اطلع على مؤمن في منزله فعيناه مباحتان
للمؤمن في تلك الحال ومن دخل على مؤمن في منزله بغير إذنه فدمه مباح للمؤمن في
تلك الحال ومن جحد نبيا مرسلا نبوته وكذبه فدمه مباح، قال: قلت: أرأيت من
جحد الإمام منكم ما حاله؟ قال: فقال: من جحد إماما من الله وبرئ منه ومن دينه
فهو كافر مرتد عن الإسلام، لأن الإمام من الله ودينه دين الله ومن برئ من دين الله
فهو كافر، دمه مباح في تلك الحال إلا أن يرجع ويتوب إلى الله مما قال، قال: ومن
فتك بمؤمن يريد ماله ونفسه فدمه مباح للمؤمن في تلك الحال (2).
[9998] 4 - الشريف المرتضى رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الإيمان قيد
الفتك (3).
[9999] 5 - الطوسي بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن رجل من أصحابنا، عن
أبي الصباح الكناني قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لنا جارا من همدان يقال له:

(1) الفقيه: 4 / 104 ح 5192.
(2) الاختصاص: 259، ونقل عنه في بحار الأنوار: 76 / 225 ح 13.
(3) تنزيه الأنبياء: 176، ونقل عنه في بحار الأنوار: 45 / 97.
279

الجعد بن عبد الله وهو يجلس إلينا فنذكر عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) وفضله فيقع فيه
أفتأذن لي فيه؟ قال: فقال: يا أبا الصباح أو كنت فاعلا؟ فقلت: إي والله لئن أذنت
لي فيه لأرصدنه فإذا صار فيها أقتحمت عليه بسيفي فخبطته حتى أقتله، قال: فقال:
يا أبا الصباح هذا الفتك وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الفتك يا أبا الصباح إن الإسلام
قيد الفتك ولكن دعه فستكفي بغيرك، قال أبو الصباح: فلما رجعت من المدينة إلى
الكوفة لم ألبث بها إلا ثمانية عشر يوما فخرجت إلى المسجد فصليت الفجر ثم عقبت
فإذا رجل يحركني برجله فقال: يا أبا الصباح البشرى، فقلت: بشرك الله بخير فما
ذاك؟ فقال: إن الجعد بن عبد الله بات البارحة في داره التي في الجبانة فأيقظوه للصلاة
فإذا هو مثل الزق المنفوخ ميتا فذهبوا يحملونه فإذا لحمه يسقط عن عظمه فجمعوه في
نطع فإذا تحته أسود فدفنوه (1).
[10000] 6 - السروي رفعه وقال: قال أبو الصباح الكناني: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لنا
جارا من همدان يقال له: الجعد بن عبد الله يسب أمير المؤمنين (عليه السلام) أفتأذن لي أن
أقتله؟ قال: إن الإسلام قيد الفتك ولكن دعه فستكفي بغيرك، قال: فانصرفت إلى
الكوفة فصليت الفجر في المسجد وإذا أنا بقائل يقول: وجد الجعد بن عبد الله على
فراشه مثل الزق المنفوخ ميتا فذهبوا يحملونه إذا لحمه سقط عن عظمه فجمعوه على
نطع وإذا تحته أسود فدفنوه (2).
[10001] 7 - المجلسي نقلا من أبي الفرج الأصفهاني رفعه وقال:... قال [هانئ لمسلم]:
إني لا أحب أن يقتل في داري... قال: فخرج مسلم فقال له: شريك ما منعك من
قتله؟ فقال: خصلتان أما أحداهما فكراهية هانئ أن يقتل في داره و [أما] الأخرى
فحديث حدثنيه الناس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «أن الإيمان قيد الفتك فلا يفتك مؤمن»،

(1) التهذيب: 10 / 214 ح 50.
(2) المناقب: 3 / 364، ونقل عنه في بحار الأنوار: 47 / 137.
280

فقال له شريك: أما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا (1).
[10002] 8 - المجلسي نقلا من ابن أبي الحديد أنه قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واشتغل
علي (عليه السلام) بغسله ودفنه وبويع أبو بكر، خلا الزبير وأبو سفيان وجماعة من المهاجرين
بعباس وعلي (عليه السلام)، لإجالة الرأي، وتكلموا بكلام يقتضي الاستنهاض والتهييج،
فقال العباس (رضي الله عنه): قد سمعنا قولكم فلا لقلة نستعين بكم، ولا لظنة نترك آراءكم،
فأمهلونا نراجع الفكر، فإن يكن لنا من الإثم مخرج يصر بنا وبهم الحق صرير
الجدجد، ونبسط إلى المجد أكفا لا نقبضها أو نبلغ المدى، وإن تكن الأخرى فلا لقلة
في العدد ولا لوهن في الأيد، والله لولا أن الإسلام قيد الفتك لتدكدكت جنادل صخر
يسمع اصطكاكها من المحل العلي. فحل علي (عليه السلام) حبوته، وقال: الصبر حلم والتقوى
دين والحجة محمد (2)، والطريق الصراط، أيها الناس شقوا أمواج الفتن... الخطبة،
ثم نهض فدخل إلى منزله وافترق القوم (3).
[10003] 9 - المجلسي نقلا من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان نقلا من كتاب المعراج
للشيخ الصالح أبي محمد الحسن بإسناده عن الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه،
عن سهل، عن محمد بن آدم النسائي، عن أبيه آدم بن أبي أياس، عن المبارك بن
فضالة، عن وهب بن منبه رفعه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انه لما
عرج بي ربي جل جلاله أتاني النداء: يا محمد قلت: لبيك رب العظمة لبيك، فأوحى
إلي: يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى؟ قلت: إلهي لا علم لي، فقال لي: يا محمد هل
اتخذت من الآدميين وزيرا وأخا ووصيا من بعدك؟ فقلت: إلهي ومن أتخذ؟ تخير
أنت لي يا الهي، فأوحى إلي: يا محمد قد اخترت لك من الآدميين علي بن أبي طالب،

(1) بحار الأنوار: 44 / 344، مقاتل الطالبين: 98 و 99 طبع دار المعرفة.
(2) في البحار: (محجة).
(3) بحار الأنوار: 28 / 328. وشرح نهج البلاغة: 1 / 218.
281

فقلت: إلهي ابن عمي؟ فأوحى إلي: يا محمد إن عليا وارثك ووارث العلم من بعدك
وصاحب لوائك لواء الحمد يوم القيامة وصاحب حوضك، يسقي من ورد عليه من
مؤمني أمتك.
ثم أوحى إلي: أني قد أقسمت على نفسي قسما حقا لا يشرب من ذلك الحوض
مبغض لك ولأهل بيتك وذريتك الطيبين حقا [حقا]، أقول: يا محمد لأدخلن الجنة
جميع أمتك إلا من أبى.
فقلت: إلهي وأحد يأبى دخول الجنة؟ فأوحى إلي: بلى يأبى، قلت: وكيف
يأبى؟ فأوحى إلي: يا محمد اخترتك من خلقي واخترت لك وصيا من بعدك وجعلته
منك بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدك، وألقيت محبته في قلبك، وجعلته أبا
لولدك، فحقه بعدك على أمتك كحقك عليهم في حياتك فمن جحد حقه جحد حقك،
ومن أبى أن يواليه فقد أبى أن يدخل الجنة.
فخررت لله عز وجل ساجدا شكرا لما أنعم علي فإذا مناد ينادي: يا محمد ارفع رأسك،
سلني أعطك، فقلت: إلهي أجمع أمتي من بعدي على ولاية علي بن أبي طالب، ليردوا
علي جميعا حوضي يوم القيامة؟
فأوحى إلي: يا محمد إني قد قضيت في عبادي قبل أن أخلقهم وقضائي ماض
فيهم، لأهلك به من أشاء وأهدي به من أشاء وقد آتيته علمك من بعدك وجعلته
وزيرك وخليفتك من بعدك على أهلك وأمتك عزيمة مني لا يدخل الجنة من أبغضه
وعاداه وأنكر ولايته من بعدك، فمن أبغضه أبغضك ومن أبغضك أبغضني ومن عاداه
فقد عاداك ومن عاداك فقد عاداني ومن أحبه فقد أحبك ومن أحبك فقد أحبني.
وقد جعلت [له] هذه الفضيلة وأعطيتك أن أخرج من صلبه أحد عشر مهديا
كلهم من ذريتك من البكر البتول، آخر رجل منهم يصلي خلفه عيسى بن مريم يملأ
الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما. أنجي به من الهلكة وأهدي به من الضلالة،
وأبرئ به الأعمى وأشفي به المريض.
282

قلت: إلهي فمتى يكون ذلك؟ فأوحى إلي عز وجل: يكون ذلك إذا رفع العلم، وظهر
الجهل، وكثر القراء، وقل العمل، وكثر الفتك، وقل الفقهاء الهادون، وكثر فقهاء
الضلالة الخونة وكثر الشعراء.
واتخذ امتك قبورهم مساجد، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وكثر
الجور والفساد، وظهر المنكر، وأمر امتك به، ونهوا عن المعروف، واكتفى الرجال
بالرجال، والنساء بالنساء، وصارت الأمراء كفرة، وأولياؤهم فجرة، وأعوانهم
ظلمة، وذوو الرأي منهم فسقة.
وعند [ذلك] ثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف
بجزيرة العرب، وخراب البصرة على يدي رجل من ذريتك يتبعه الزنوج، وخروج
ولد من ولد الحسن بن علي (عليه السلام) وظهور الدجال يخرج بالمشرق من سجستان وظهور
السفياني.
فقلت: إلهي وما يكون بعدي من الفتن؟ فأوحى إلي وأخبرني ببلاء بني أمية وفتنة
ولد عمي، وما هو كائن إلى يوم القيامة، فأوصيت بذلك ابن عمي حين هبطت إلى
الأرض، وأديت الرسالة، فلله الحمد على ذلك، كما حمده النبيون، وكما حمده كل
شئ قبلي، وما هو خالقه إلى يوم القيامة (1).
[10004] 10 - السيد عبد الرزاق المقرم (قدس سره) قال: أن شريك بن الأعور نزل في دار هاني بن
عروة لمواصلة بينهما ولما مرض أرسل إليه ابن زياد: أني عائد لك، فأخذ شريك
يحرض مسلم بن عقيل على الفتك بابن زياد وقال له: إن غايتك وغاية شيعتك هلاكه
فأقم في الخزانة حتى إذا اطمأن عندي أخرج إليه واقتله وأنا أكفيك أمره بالكوفة مع
العافية.
وبينا هم على هذا إذ قيل: الأمير بالباب، فدخل مسلم الخزانة ودخل عبيد الله

(1) بحار الأنوار: 52 / 276 ح 172.
283

فلما استبطأ شريك خروج مسلم أخذ عمامته من على رأسه، ووضعها على الأرض ثم
وضعها على رأسه فعل ذلك مرارا ونادى بصوت عال يسمع مسلما:
ما الإنتظار بسلمى لا تحيوها * حيوا سليمى وحيوا من يحيها
هل شربة عذبة أسقى على ظماء * ولو تلفت وكانت منيتي فيها
وإن تخشيت من سلمى مراقبة * فلست تأمن يوما من دواهيها
وما زال يكرره وعينه رامقة إلى الخزانة ثم صاح بصوت رفيع: إسقونيها ولو كان
فيها حتفي، فالتفت عبيد الله إلى هاني وقال: إن ابن عمك يخلط في علته؟ فقال هاني:
إن شريكا يهجر منذ وقع في علته وأنه يتكلم بما لا يعلم.
فلما ذهب ابن زياد وخرج مسلم قال له شريك: ما منعك منه؟ قال: منعني
خلتان: الأولى: حديث علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الإيمان قيد الفتك فلا
يفتك مؤمن، الثانية: امرأة هاني فإنها تعلقت بي وأقسمت علي بالله أن لا أفعل هذا في
دارها وبكت في وجهي، فقال هاني: يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها، والذي فرت منه
وقعت فيه (1).

(1) الشهيد مسلم بن عقيل (عليه السلام): 115 و 116 طبع طهران.
284

الفتنة
[10005] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم
لا يفتنون) (1) ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في
الدين، فقال: يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10006] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد
ابن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تؤتى بالمرأة الحسناء يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها،
فتقول: يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت فيجاء بمريم (عليها السلام) فيقال: أنت أحسن
أو هذه؟ قد حسناها فلم تفتتن، ويجاء بالرجل الحسن الذي قد افتتن في حسنه،
فيقول: يا رب حسنت خلقي حتى لقيت من النساء ما لقيت، فيجاء بيوسف (عليه السلام)
فيقال: أنت أحسن أو هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن، ويجاء بصاحب البلاء الذي قد
أصابته الفتنة في بلائه، فيقول: يا رب شددت علي البلاء حتى افتتنت، فيؤتى
بأيوب (عليه السلام)، فيقال: أبليتك أشد أو بلية هذا؟ فقد ابتلي فلم يفتتن (3).

(1) سورة العنكبوت: 2.
(2) الكافي: 1 / 370 ح 4.
(3) الكافي: 8 / 228 ح 291.
285

[10007] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي على
الناس زمان لا يبقى من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه يسمون به وهم أبعد
الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء
تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود (1).
الرواية معتبرة الإسناد والظاهر أنهم من العامة.
[10008] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال
جميعا، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب
أمير المؤمنين (عليه السلام) الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام
تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا فلو أن الباطل خلص لم يخف
على ذي حجى ولو ان الحق خلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن
هذا ضغث فيمزجان فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين
سبقت لهم من الله الحسنى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10009] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي:
الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 8 / 307 ح 479.
(2) الكافي: 1 / 54 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 79 ح 6.
286

[10010] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
لله عز وجل ضنائن من خلقه يغذوهم بنعمته ويحبوهم بعافيته ويدخلهم الجنة برحمته تمر بهم
البلايا والفتن لا تضرهم شيئا (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الضنائن: الخصائص.
[10011] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس إنكم في دار هدنة
وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر
يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز،
قال: فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ
وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع
وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو
الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل، وهو الفصل ليس
بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له نجوم
وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى ومنار
الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره،
ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في
الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10012] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،

(1) الكافي: 2 / 462 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 598 ح 2.
287

عن عمه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تعلموا نساءكم سورة
يوسف ولا تقرؤهن إياها فإن فيها الفتن وعلموهن سورة النور فإن فيها المواعظ (1).
[10013] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض
أصحابه، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: فيما ناجى الله عز وجل به
موسى (عليه السلام): يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أبا وأما،
يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذا لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها،
يا موسى نافس في الخير أهله واستبقهم إليه فإن الخير كاسمه واترك من الدنيا ما بك
الغنى عنه ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه، واعلم إن كل فتنة
بدؤها حب الدنيا ولا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب
الحقوق ولا تغبطن أحدا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله راض عنه ولا تغبطن
مخلوقا بطاعة الناس له فإن طاعة الناس له واتباعهم إياه على غير الحق هلاك له ولمن
اتبعه (2).
[10014] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عمر بن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول قال
رسول الله (عليه السلام): طوبى لعبد نومه عرفه الله ولم يعرفه الناس، أولئك مصابيح الهدى
وينابيع العلم ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة ليسوا بالمذاييع البذر ولا بالجفاة
المرائين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10015] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب وغيره، عن

(1) الكافي: 5 / 516 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 135 ح 21.
(3) الكافي: 2 / 225 ح 11.
288

العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كان مؤمنا فعمل
خيرا في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب بكل شئ كان
عمله في إيمانه ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10016] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بال الشهيد لا يفتن في قبره؟ فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالبارقة فوق رأسه فتنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10017] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي، عن
السراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إني أبيع السلاح، قال: لا تبعه في
فتنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10018] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم وأولاد الأغنياء والملوك المرد فإن
فتنتهم أشد من فتنة العذارى في خدورهن (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10019] 15 - الكليني عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الولد فتنة (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 461 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 54 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 113 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 548 ح 8.
(5) الكافي: 6 / 50 ح 9.
289

[10020] 16 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن عبد الحميد، عن يونس، عن
عبد الأعلى قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فليحذر الذين يخالفون
عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) (1) قال: فتنة في دينه أو جراحة
لا يأجره الله عليها (2).
[10021] 17 - الصدوق بإسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الأزمنة نسوة كاشفات،
عاريات، متبرجات من الدين، داخلات في الفتن، مائلات إلى الشهوات،
مسرعات إلى اللذات، مستحلات للمحرمات، في جهنم خالدات (3).
[10022] 18 - الصدوق بإسناده إلى محمد بن الوليد، عن الحسين بن بشار، قال: كتبت
إلى أبي جعفر (عليه السلام) في رجل خطب إلي، فكتب: من خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته
كائنا من كان فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (4).
[10023] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم النهاوندي،
عن صالح بن راهويه، عن أبي جويد مولى الرضا (عليه السلام) عن الرضا (عليه السلام) قال: نزل
جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد ان ربك يقرئك السلام ويقول: إن الأبكار من
النساء بمنزلة الثمر على الشجر فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه وإلا أفسدته
الشمس وغيرته الريح وإن الأبكار إذا أدركن ما تدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول
وإلا لم يؤمن عليهن الفتنة، فصعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فجمع الناس ثم أعلمهم ما
أمر الله عز وجل به، فقالوا: ممن يا رسول الله؟ فقال: من الأكفاء، فقالوا: ومن الأكفاء؟

(1) سورة النور: 63.
(2) الكافي: 8 / 223 ح 281.
(3) الفقيه: 3 / 390 ح 4374.
(4) الفقيه: 3 / 393 ح 4381.
290

فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة من المقداد بن
الأسود ثم قال: أيها الناس إني زوجت ابنة عمي من المقداد ليتضع النكاح (1).
[10024] 20 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس السراج، عن قتيبة، عن
عبد العزيز، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمرو بن قتادة، عن محمود بن
لبيد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: شيئان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت راحة
للمؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب (2).
[10025] 21 - الصدوق بإسناده عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة
عشرة: القتات والساحر والديوث وناكح المرأة حراما في دبرها وناكح البهيمة ومن
نكح ذات محرم منه والساعي في الفتنة وبايع السلاح من أهل الحرب ومانع الزكاة
ومن وجد سعة فمات ولم يحج (3).
[10026] 22 - الصدوق بإسناده إلى ابن أبي عمير، عن الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10027] 23 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفتن ثلاث: حب النساء وهو سيف الشيطان وشرب
الخمر وهو فخ الشيطان وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان، فمن أحب النساء

(1) علل الشرايع: 578 ح 4.
(2) الخصال: 1 / 74 ح 115.
(3) الخصال: 2 / 450 ح 56.
(4) الفقيه: 4 / 18 ح 4970.
291

لم ينتفع بعيشه ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة ومن أحب الدينار والدرهم فهو
عبد الدينار وقال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): الدينار داء الدين. والعالم طبيب
الدين، فإذا رأيتم الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غير ناصح
لغيره (1).
[10028] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كن في الفتنة كابن اللبون لا ظهر
فيركب ولا ضرع فيحلب (2).
[10029] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما كل مفتون يعاتب (3).
[10030] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال وقد عزى الأشعث بن قيس عن
ابن له: يا أشعث إن تحزن على ابنك فقد استحقت منك ذلك الرحم وإن تصبر ففي الله
من كل مصيبة خلف، يا أشعث إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور وإن
جزعت جرى عليك القدر وأنت مأزور، يا أشعث، ابنك سرك وهو بلاء وفتنة
وحزنك وهو ثواب ورحمة (4).
[10031] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يمشي معه حرب بن شرحبيل
الشبامي وكان من وجوه قومه، قادما من صفين انه (عليه السلام) قال له: ارجع فإن مشي
مثلك مع مثلي فتنة للوالي ومذلة للمؤمن (5).
[10032] 28 - الرضي رفعه إلى المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة القاصعة:... ألا فالحذر
الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم وترفعوا فوق نسبهم
وألقوا الهجينة على ربهم وجاحدوا الله على ما صنع بهم مكابرة لقضائه ومغالبة لآلائه

(1) الخصال: 1 / 113 ح 91.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 1.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 15.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 291.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 322.
292

فإنهم قواعد أساس العصبية ودعائم أركان الفتنة وسيوف إعتزاء الجاهلية... (1).
[10033] 29 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن محمد بن عبيد
ابن ياسين، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: سمع أمير المؤمنين (عليه السلام)
رجلا يقول: اللهم إني أعوذ بك من الفتنة، قال (عليه السلام): أراك تتعوذ من مالك وولدك
يقول الله تعالى: (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) (2) ولكن قل: اللهم إني أعوذ بك
من مضلات الفتن (3).
ذكرها الرضي مرسلا في نهج البلاغة: الحكمة 93 مع زيادة فراجعها.
[10034] 30 - الطوسي، عن الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن
الحميري، عن الطيالسي، عن زريق الخلقاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تمنوا الفتنة
ففيها هلاك الجبابرة وطهارة الأرض من الفسقة (4).
[10035] 31 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفتنة مقرونة بالعناء (5).
[10036] 32 - وعنه (عليه السلام): من أعظم المحن دوام الفتن (6).
[10037] 33 - وعنه (عليه السلام): إن الدنيا دار عناء وفناء وغير وعبر ومحل فتنة ومحنة (7).
[10038] 34 - وعنه (عليه السلام): قد لعمري يهلك في لهب الفتنة المؤمن، ويسلم فيها غير
المسلم (8).
[10039] 35 - وعنه (عليه السلام): قد خاضوا بحار الفتن واخذوا بالبدع دون السنن وتوغلوا الجهل
واطرحوا العلم (9).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) سورة التغابن: 15.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع والعشرون ح 6 / 580 الرقم 1201.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والثلاثون ح 39 / 700 الرقم 1497.
(5) غرر الحكم: ح 1059 و 9275 و 3658 و 6685 و 6701.
(6) غرر الحكم: ح 1059 و 9275 و 3658 و 6685 و 6701.
(7) غرر الحكم: ح 1059 و 9275 و 3658 و 6685 و 6701.
(8) غرر الحكم: ح 1059 و 9275 و 3658 و 6685 و 6701.
(9) غرر الحكم: ح 1059 و 9275 و 3658 و 6685 و 6701.
293

[10040] 36 - وعنه (عليه السلام): من شب نار الفتنة كان وقودا لها (1).
[10041] 37 - وعنه (عليه السلام): ومنهم تخرج الفتنة وإليهم تأوى الخطيئة يردون من شذ عنها
فيها ويسوقون من تأخر عنها إليها (2).
[10042] 38 - وعنه (عليه السلام): وال ظلوم غشوم خير من فتنة تدوم (3).
[10043] 39 - وعنه (عليه السلام): لا تقتحموا ما استقبلتم من فور الفتنة وأميطوا عن سننها وخلوا
قصد السبيل لها (4).
[10044] 40 - قال المجلسي: روى النعماني في تفسيره فيما رواه عن أمير المؤمنين صلوات الله
عليه إنهم سألوه عن المتشابه في تفسير الفتنة فقال: منه فتنة الاختبار وهو قوله تعالى
(ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (5) وقوله لموسى
(وفتناك فتونا) (6) ومنه فتنة الكفر وهو قوله تعالى (لقد ابتغوا الفتنة من قبل
وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق وظهر أمر الله) وقوله سبحانه في الذين استأذنوا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة تبوك أن يتخلفوا عنه من المنافقين فقال الله تعالى فيهم:
(ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا) يعني ائذن لي ولا
تكفرني، فقال: (ألا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين) (7)
ومنه فتنة العذاب وهو قوله تعالى (يوم هم على النار يفتنون) أي يعذبون
(ذوقوا فتنتكم هذا الذي كنتم به تستعجلون) (8) أي ذوقوا عذابكم ومنه قوله
تعالى (ان الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا) (9) أي عذبوا

(1) غرر الحكم: ح 9163 و 9852 و 10109 و 10379.
(2) غرر الحكم: ح 9163 و 9852 و 10109 و 10379.
(3) غرر الحكم: ح 9163 و 9852 و 10109 و 10379.
(4) غرر الحكم: ح 9163 و 9852 و 10109 و 10379.
(5) سورة العنكبوت: 2.
(6) سورة طه: 40.
(7) سورة التوبة: 48 و 49.
(8) سورة الذاريات: 13 و 14.
(9) سورة البروج: 10.
294

المؤمنين، ومنه فتنة المحبة للمال والولد كقوله تعالى (إنما أموالكم وأولادكم
فتنة) (1) ومنه فتنة المرض وهو قوله سبحانه (أو لا يرون انهم يفتنون في كل عام
مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) (2) أي يمرضون ويقتلون، انتهى (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فعليك بمراجعة
كتب الأخبار.

(1) سورة التغابن: 15.
(2) سورة التوبة: 126.
(3) بحار الأنوار: 5 / 174.
295

الفتوة
[10045] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: ما الفتى
عندكم؟ فقال له: الشاب، فقال: لا، الفتى المؤمن أن أصحاب الكهف كانوا شيوخا
فسماهم الله فتية بإيمانهم (1).
[10046] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله
ابن حماد، عن علي بن أبي حمزة قال: كان لي صديق من كتاب بني أمية فقال لي:
استأذن لي عن أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذنت له عليه فأذن له فلما أن دخل سلم وجلس
ثم قال: جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم فأصبت من دنياهم مالا كثيرا
وأغمضت في مطالبه؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لولا أن بني أمية وجدوا من يكتب لهم
ويجبي لهم الفيئ ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ولو تركهم الناس وما
في أيديهم ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم، قال: فقال الفتى: جعلت فداك فهل
لي مخرج منه؟ قال: إن قلت لك تفعل؟ قال: أفعل قال له: فأخرج من جميع ما
اكتسبت في ديوانهم فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ومن لم تعرف تصدقت به وأنا
أضمن لك على الله عز وجل الجنة، قال: فأطرق الفتى رأسه طويلا ثم قال: قد فعلت
جعلت فداك، قال ابن أبي حمزة: فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه
الأرض إلا خرج منه حتى ثيابه التي كانت على بدنه، قال: فقسمت له قسمة
واشترينا له ثيابا وبعثنا إليه بنفقة، قال: فما أتى عليه إلا أشهر قلائل حتى مرض فكنا

(1) الكافي: 8 / 395 ح 595.
296

نعوده قال: فدخلت عليه يوما وهو في السوق قال: ففتح عينيه ثم قال لي:
يا علي وفى لي والله صاحبك، قال: ثم مات فتولينا أمره فخرجت حتى دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فلما نظر إلي قال: يا علي وفينا والله لصاحبك، قال: فقلت: صدقت
جعلت فداك هكذا والله قال لي عند موته (1).
[10047] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن
جعفر بن محمد بن أبي الصباح، عن أبيه، عن جده قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فتى
صادقته جارية فدفعت إليه أربعة آلاف درهم ثم قالت له: إذا فسد بيني وبينك رد
علي هذه الأربعة آلاف فعمل بها الفتى وربح ثم ان الفتى تزوج وأراد أن يتوب كيف
يصنع؟ قال: يرد عليها الأربعة آلاف درهم والربح له (2).
[10048] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) المسجد
فاستقبله شاب يبكي وحوله قوم يسكتونه فقال علي (عليه السلام): ما أبكاك؟ فقال:
يا أمير المؤمنين إن شريحا قضى علي بقضية ما أدري ما هي إن هؤلاء النفر
خرجوا بأبي معهم في السفر فرجعوا ولم يرجع أبي فسألتهم عنه، فقالوا: مات،
فسألتهم عن ماله، فقالوا: ما ترك مالا، فقدمتهم إلى شريح فاستحلفهم وقد علمت
يا أمير المؤمنين ان أبي خرج ومعه مال كثير، فقال لهم أمير المؤمنين (عليه السلام): ارجعوا،
فرجعوا والفتى معهم إلى شريح فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): يا شريح كيف قضيت بين
هؤلاء؟ فقال: يا أمير المؤمنين ادعى هذا الفتى على هؤلاء النفر أنهم خرجوا في سفر
وأبوه معهم فرجعوا ولم يرجع أبوه فسألتهم عنه، فقالوا: مات فسألتهم عن ماله،
فقالوا: ما خلف مالا، فقلت للفتى: هل لك بينة على ما تدعي؟ فقال: لا

(1) الكافي: 5 / 106 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 306 ح 10.
297

فاستحلفتهم فحلفوا، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): هيهات يا شريح هكذا تحكم في مثل
هذا؟! فقال: يا أمير المؤمنين فكيف؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): والله لأحكمن فيهم
بحكم ما حكم به خلق قبلي إلا داود النبي (عليه السلام)، يا قنبر ادع لي شرطة الخميس
فدعاهم فوكل بكل رجل منهم رجلا من الشرطة ثم نظر إلى وجوههم فقال: ماذا
تقولون؟ أتقولون إني لا أعلم ما صنعتم بأبي هذا الفتى إني إذا لجاهل؟ ثم قال:
فرقوهم وغطوا رؤوسهم، قال: ففرق بينهم وأقيم كل رجل منهم إلى أسطوانة من
أساطين المسجد ورؤوسهم مغطاة بثيابهم ثم دعا بعبيد الله بن أبي رافع كاتبه فقال:
هات صحيفة ودواة، وجلس أمير المؤمنين صلوات الله عليه في مجلس القضاء
وجلس الناس إليه فقال لهم: إذا أنا كبرت فكبروا ثم قال للناس: اخرجوا ثم دعا
بواحد منهم فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه ثم قال لعبيد الله بن أبي رافع: اكتب
إقراره وما يقول: ثم اقبل عليه بالسؤال فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): في أي يوم
خرجتم من منازلكم وأبو هذا الفتى معكم؟ فقال الرجل في يوم كذا وكذا قال: وفي
أي شهر؟ قال في شهر كذا وكذا قال: في أي سنة؟ قال في سنة كذا وكذا قال: وإلى
أين بلغتم في سفركم حتى مات أبو هذا الفتى؟ قال: إلى موضع كذا وكذا قال: وفي
منزل من مات؟ قال: في منزل فلان بن فلان قال: وما كان مرضه؟ قال: كذا وكذا
قال: وكم يوما مرض؟ قال: كذا وكذا قال: ففي أي يوم مات؟ ومن غسله ومن كفنه
وبما كفنتموه؟ ومن صلى عليه ومن نزل قبره؟ فلما سأله عن جميع ما يريد كبر
أمير المؤمنين (عليه السلام) وكبر الناس جميعا فارتاب أولئك الباقون ولم يشكوا أن صاحبهم
قد أقر عليهم وعلى نفسه، فأمر أن يغطى رأسه وينطلق به إلى السجن، ثم دعا بآخر
فأجلسه بين يديه وكشف عن وجهه ثم قال: كلا زعمتم أني لا أعلم ما صنعتم؟
فقال: يا أمير المؤمنين ما أنا إلا واحد من القوم ولقد كنت كارها لقتله فأقر، ثم دعا
بواحد بعد واحد كلهم يقر بالقتل وأخذ المال ثم رد الذي كان أمر به إلى السجن فأقر
أيضا فألزمهم المال والدم فقال شريح: يا أمير المؤمنين وكيف حكم داود النبي (عليه السلام)؟
298

فقال: إن داود (عليه السلام) مر بغلمة يلعبون وينادون بعضهم: بيا مات الدين فيجيب منهم
غلام فدعاهم داود (عليه السلام) فقال: يا غلام ما اسمك؟ قال: مات الدين، فقال له
داود (عليه السلام): من سماك بهذا الاسم؟ فقال: أمي، فانطلق داود (عليه السلام) إلى أمه فقال لها:
يا أيتها المرأة ما اسم ابنك هذا؟ قالت: مات الدين فقال لها: ومن سماه بهذا؟ قالت:
أبوه قال: وكيف كان ذاك؟ قالت: إن أباه خرج في سفر له ومعه قوم وهذا الصبي حمل
في بطني فانصرف القوم ولم ينصرف زوجي فسألتهم عنه فقالوا: مات، فقلت لهم:
فأين ما ترك؟ قالوا: لم يخلف شيئا فقلت: هل أوصاكم بوصية؟ قالوا: نعم زعم أنك
حبلى فما ولدت من ولد جارية أو غلام فسميه مات الدين، فسميته قال داود (عليه السلام):
وتعرفين القوم الذين كانوا خرجوا مع زوجك؟ قالت: نعم، قال: فأحياء هم أم
أموات؟ قالت: بل أحياء، قال: فانطلقي بنا إليهم ثم مضى معها فاستخرجهم من
منازلهم فحكم بينهم بهذا الحكم بعينه وأثبت عليهم المال والدم وقال للمرأة: سمي
ابنك هذا عاش الدين، ثم إن الفتى والقوم اختلفوا في مال الفتى كم كان، فأخذ
أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتمه وجميع خواتيم من عنده ثم قال: أجيلوا هذا السهام فأيكم
أخرج خاتمي فهو صادق في دعواه لأنه سهم الله وسهم الله لا يخيب (1).
[10049] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
يزيد، عن أبي المعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى عمر بن الخطاب بامرأة قد
تعلقت برجل من الأنصار وكانت تهواه ولم تقدر له على حيلة فذهبت فأخذت بيضة
فأخرجت منها الصفرة وصبت البياض على ثيابها بين فخذيها ثم جاءت إلى عمر
فقالت: يا أمير المؤمنين إن هذا الرجل أخذني في موضع كذا وكذا ففضحني، قال:
فهم عمر أن يعاقب الأنصاري فجعل الأنصاري يحلف وأمير المؤمنين (عليه السلام) جالس
ويقول: يا أمير المؤمنين تثبت في أمري فلما أكثر الفتى قال عمر لأمير المؤمنين (عليه السلام):

(1) الكافي: 7 / 371 ح 8.
299

يا أبا الحسن ما ترى؟ فنظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها
فاتهمها أن تكون احتالت لذلك، فقال: ايتوني بماء حار قد أغلي غليانا شديدا
ففعلوا فلما أتي بالماء أمرهم فصبوا على موضع البياض فاشتوى ذلك البياض فأخذه
أمير المؤمنين (عليه السلام) فألقاه في فيه فلما عرف طعمه ألقاه من فيه ثم أقبل على المرأة حتى
أقرت بذلك ودفع الله عز وجل عن الأنصاري عقوبة عمر (1).
[10050] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لنا فتاة كانت ترى الكوكب مثل الجرة قال: نعم
وتراه مثل الحب، قلت: إن بصرها ضعف، فقال: أكحلها بالصبر والمر والكافور
اجزاء سواء فكحلناها به فنفعها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10051] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن سليمان بن رشيد،
عن مالك بن اشيم، عن إسماعيل بن بزيع قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن لي فتاة قد
ارتفعت علتها، فقال: اخضب رأسها بالحناء فإن الحيض سيعود إليها، قال: ففعلت
ذلك فعاد إليها الحيض (3).
وروى الحميري مثلها في قرب الاسناد: 301 ح 1184.
[10052] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن محمد
ابن خلاد الصيقل، عن محمد بن الحسن بن عمار قال: كنت عند علي بن جعفر بن
محمد جالسا بالمدينة وكنت أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه يعني
أبا الحسن (عليه السلام) إذ دخل عليه أبو جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) المسجد - مسجد

(1) الكافي: 7 / 422 ح 4.
(2) الكافي: 8 / 383 ح 581.
(3) الكافي: 6 / 484 ح 6.
300

الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء فقبل يده وعظمه فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): يا عم اجلس رحمك الله، فقال: يا سيدي كيف أجلس وأنت قائم،
فلما رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبخونه ويقولون: أنت عم أبيه
وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: اسكتوا إذا كان الله عز وجل - وقبض على لحيته - لم يؤهل
هذه الشيبة وأهل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله، نعوذ بالله مما تقولون بل
أنا له عبد (1).
[10053] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن سليمان الجعفري
قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يقول لابنه القاسم: قم يا بني فاقرء عند رأس أخيك
والصافات صفا حتى تستتمها فقرء فلما بلغ (أهم أشد خلقا أم من خلقنا) (2) قضى
الفتى فلما سجى وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال له: كنا نعهد الميت إذا نزل
به يقرء عنده يس والقرآن الحكيم وصرت تأمرنا بالصافات، فقال: يا بني لم يقرء
عبد مكروب من موت قط إلا عجل الله راحته (3).
[10054] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن يزيد الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن فتية من أولاد ملوك بني إسرائيل
كانوا متعبدين وكانت العبادة في أولاد ملوك بني إسرائيل وإنهم خرجوا
يسيرون في البلاد ليعتبروا فمروا بقبر على ظهر الطريق قد سفى عليه السافي ليس يبين
منه إلا رسمه فقالوا: لو دعونا الله الساعة فينشر لنا صاحب هذا القبر فسألناه كيف
وجد طعم الموت فدعوا الله وكان دعاؤهم الذي دعوا الله به: أنت الهنا يا ربنا ليس لنا
اله غيرك والبديع الدائم غير الغافل والحي الذي لا يموت لك في كل يوم شأن تعلم

(1) الكافي: 1 / 322 ح 12.
(2) سورة الصافات: 11.
(3) الكافي: 3 / 126 ح 5.
301

كل شئ بغير تعليم انشر لنا هذا الميت بقدرتك، قال: فخرج من ذلك القبر رجل
ابيض الرأس واللحية ينفض رأسه من التراب فزعا شاخصا بصره إلى السماء فقال
لهم: ما يوقفكم على قبري؟ فقالوا: دعوناك لنسألك كيف وجدت طعم الموت؟
فقال لهم: لقد سكنت في قبري تسعة وتسعين سنة ما ذهب عني ألم الموت وكربه ولا
خرج مرارة طعم الموت من حلقي، فقالوا له: مت يوم مت وأنت على ما نرى أبيض
الرأس واللحية؟ قال: لا ولكن لما سمعت الصيحة اخرج اجتمعت تربة عظامي إلى
روحي فنفست فيه فخرجت فزعا شاخصا بصري مهطعا إلى صوت الداعي فأبيض
لذلك رأسي ولحيتي (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10055] 11 - الصدوق رفعه وقال: تذاكر الناس عند الصادق (عليه السلام) أمر الفتوة فقال:
تظنون أمر الفتوة بالفسق والفجور إنما الفتوة والمروءة طعام موضوع ونائل مبذول
بشئ معروف وأذى مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال: ما المروءة؟ فقال
الناس: لا نعلم، قال: المروءة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروءة
مروءتان: مروءة في الحضر ومروءة في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن
ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والنعمة ترى على الخادم أنها تسر
الصديق وتكبت العدو، وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك
وكتمانه على القوم أمرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عز وجل،
ثم قال (عليه السلام): والذي بعث جدي صلوات الله عليه وآله بالحق نبيا إن الله عز وجل ليرزق
العبد على قدر المروءة، وإن المعونة تنزل على قدر المؤونة وإن الصبر ينزل على قدر
شدة البلاء (2).
ورويها مختصرا في معاني الأخبار: 119.

(1) الكافي: 3 / 260 ح 38.
(2) الفقيه: 2 / 294 ح 2498.
302

[10056] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن المؤدب، عن أحمد بن علي، عن الثقفي، عن
مخول بن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن الأسود اليشكري، عن محمد بن عبد الله، عن
سلمان الفارسي قال: سألت رسول الله من وصيك من امتك فإنه لم يبعث نبي إلا كان له
وصي من أمته؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لم يبين لي بعد فمكثت ما شاء الله أن أمكث ثم
دخلت المسجد فناداني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا سلمان سألتني عن وصيي من أمتي
فهل تدري من كان وصي موسى من أمته؟ فقلت: كان وصيه يوشع بن نون فتاه
فقال: هل تدري لم كان أوصى إليه؟ فقلت: الله ورسوله أعلم، قال: أوصى إليه لأنه
كان أعلم أمته بعده و وصيي وأعلم أمتي بعدي علي بن أبي طالب (1).
[10057] 13 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، وابن يزيد،
ومحمد بن أبي الصهبان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن
الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: إن أعرابيا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فخرج إليه في رداء ممشق فقال: يا محمد لقد خرجت إلي كأنك فتى، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم
يا أعرابي أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى، فقال: يا محمد أما الفتى فنعم فكيف ابن الفتى
وأخو الفتى؟ فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول: (قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له
إبراهيم) (2) فأنا ابن إبراهيم، واما أخو الفتى فإن مناديا نادى من السماء يوم أحد:
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فعلي أخي وأنا أخوه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10058] 14 - العياشي رفعه عن سليمان بن جعفر الهذلي قال: قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام):
يا سليمان من الفتى؟ قال: قلت: جعلت فداك الفتى عندنا الشاب، قال لي: أما علمت

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع ح 1 / 63 الرقم 25.
(2) سورة الأنبياء: 60.
(3) معاني الأخبار: 119.
303

أن أصحاب الكهف كانوا كلهم كهولا فسماهم الله فتية بإيمانهم، يا سليمان من آمن بالله
واتقى فهو الفتى (1).
[10059] 15 - العياشي رفعه عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان وصي موسى بن
عمران يوشع بن نون وهو فتاه الذي ذكر الله في كتابه (2).
ذكره الله تعالى في سورة الكهف: 60 و 62 حيث قال عز وجل: (وإذ قال موسى
لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو امضي حقبا) وقال عز وجل: (فلما
جاوزا قال لفتاه ائتنا غدائنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا).
[10060] 16 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن فضالة، عن سليمان، عن
عمر بن أبي بكران، عن رجل، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: لما وادع الحسن
ابن علي (عليهما السلام) معاوية وانصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه وكان بين عينيه حمل
بعير لا يفارقه حيث توجه، فقلت له ذات يوم: جعلت فداك يا أبا محمد هذا الحمل
لا يفارقك حيث ما توجهت، فقال: يا حذيفة أتدري ما هو؟ قلت: لا، قال: هذا
الديوان، قلت: ديوان ماذا؟ قال: ديوان شيعتنا فيه أسماؤهم قلت: جعلت فداك
فأرني اسمي، قال: اغد بالغداة قال: فغدوت إليه ومعي ابن أخ لي وكان يقرأ ولم أكن
أقرأ قال: ما غدا بك؟ قلت: الحاجة التي وعدتني قال: من ذا الفتى معك؟ قلت:
ابن أخ لي وهو يقرأ ولست أقرأ، قال: فقال لي: اجلس فجلست فقال: علي
بالديوان الأوسط، قال: فاتي به قال: فنظر الفتى فإذا الأسماء تلوح، قال: فبينما هو
يقرأ إذ قال هو: يا عماه هو ذا اسمي، قلت: ثكلتك أمك انظر أين اسمي، قال: فصفح
ثم قال: هو ذا اسمك فاستبشرنا واستشهد الفتى مع الحسين بن علي (عليه السلام) (3).

(1) تفسير العياشي: 2 / 323 ح 11.
(2) تفسير العياشي: 2 / 330 ح 42.
(3) بصائر الدرجات: 172 ح 6.
304

[10061] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بعد المرء عن الدنية فتوة (1).
[10062] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما تزين الإنسان بزينة أجمل
من الفتوة (2).
[10063] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نظام الفتوة احتمال عثرات
الإخوان وحسن تعهد الجيران (3).
[10064] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: الشره يشين النفس ويفسد
الدين ويزري بالفتوة (4).

(1) غرر الحكم: ح 4426.
(2) غرر الحكم: ح 9659.
(3) غرر الحكم: ح 9999.
(4) غرر الحكم: ح 1866، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 300.
305

الفتوى
[10065] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) قاعدا في حلقة ربيعة الرأي فجاء أعرابي
فسأل ربيعة الرأي عن مسألة فأجابه فلما سكت قال له الأعرابي: أهو في عنقك؟
فسكت عنه ربيعة ولم يرد عليه شيئا فأعاد عليه المسألة فأجابه بمثل ذلك فقال له
الأعرابي: أهو في عنقك؟ فسكت، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هو في عنقه قال أو لم يقل
وكل مفت ضامن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10066] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس بغير علم ولا
هدى من الله لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10067] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن
مسلم، عن إسحاق بن موسى قال: حدثني أخي وعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم:
مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه، ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا

(1) الكافي: 7 / 409 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 42 ح 3، و 7 / 409 ح 2.
306

فيه رث، ومجلسا فيه من يصد عنا وأنت تعلم، قال: ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث
آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه أو قال في كفه (ولا تسبوا الذين يدعون من دون
الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (1) و (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (2) (ولا تقولوا لما تصف
ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) (3) (4).
[10068] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن ظريف،
عن أبيه ظريف بن ناصح قال حدثني رجل يقال له عبد الله بن أيوب، قال: حدثني
أبو عمرو المتطبب، قال: عرضته على أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفتى أمير المؤمنين (عليه السلام)
فكتب الناس فتياه وكتب به أمير المؤمنين إلى أمرائه ورؤوس أجناده فمما كان فيه:
إن أصيب شفر العين الأعلى فشتر فديته ثلث دية العين مائة دينار وستة وستون
دينارا وثلثا دينار وإن أصيب شفر العين الأسفل فشتر فديته نصف دية العين مائة
دينار وخمسون دينارا وإن أصيب الحاجب فذهب شعره كله فديته نصف دية العين
مائتا دينار وخمسون دينارا فما أصيب منه فعلى حساب ذلك.
الأنف فإن قطع روثة الأنف وهي طرفه فديته خمسمائة دينار إن أنفذت فيه نافذة
لا تنسد بسهم أو رمح فديته ثلاثمائة دينار وثلاثة وثلاثون دينارا وثلث دينار وإن
كانت نافذة فبرئت والتأمت فديتها خمس دية روثة الأنف مائة دينار فما أصيب منه
فعلى حساب ذلك وإن كانت نافذة في إحدى المنخرين إلى الخيشوم وهو الحاجز بين
المنخرين فديتها عشر دية روثة الأنف خمسون دينارا لأنه النصف وإن كانت نافذة في

(1) سورة الأنعام: 108.
(2) سورة الأنعام: 68.
(3) سورة النحل: 116.
(4) الكافي: 2 / 378 ح 12.
307

إحدى المنخرين أو الخيشوم إلى المنخر الآخر فديتها ستة وستون دينارا وثلثا
دينار (1).
[10069] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
ابن فرقد، عمن حدثه عن ابن شبرمة قال: ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) إلا كاد أن يتصدق قلبي قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
- قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه على جده ولا جده على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) -
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك ومن أفتى الناس
بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك (2).
[10070] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: حدثني جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) ان عليا (عليه السلام) قال: من نصب نفسه للقياس لم
يزل دهره في التباس ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس، قال: وقال
أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد
ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10071] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي ولاد الحناط قال: اكتريت بغلا إلى قصر ابن هبيرة ذاهبا وجائيا بكذا وكذا
وخرجت في طلب غريم لي فلما صرت قرب قنطرة الكوفة خبرت أن صاحبي توجه
إلى النيل فتوجهت نحو النيل فلما أتيت النيل خبرت أن صاحبي توجه إلى بغداد
فأتبعته وظفرت به وفرغت مما بيني وبينه ورجعنا إلى الكوفة وكان ذهابي ومجيئي

(1) الكافي: 7 / 330 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 43 ح 9.
(3) الكافي: 1 / 57 ح 17.
308

خمسة عشر يوما فأخبرت صاحب البغل بعذري وأردت أن أتحلل منه مما صنعت
وأرضيه فبذلت له خمسة عشر درهما فأبى أن يقبل فتراضينا بابي حنيفة فأخبرته
بالقصة وأخبره الرجل فقال لي: وما صنعت بالبغل؟ فقلت: قد دفعته إليه سليما،
قال: نعم بعد خمسة عشر يوما، فقال: ما تريد من الرجل؟ قال: أريد كرى بغلي فقد
حبسه علي خمسة عشر يوما، فقال: ما أرى لك حقا لأنه اكتراه إلى قصر ابن هبيرة
فخالف وركبه إلى النيل وإلى بغداد فضمن قيمة البغل وسقط الكري فلما رد البغل
سليما وقبضته لم يلزمه الكري، قال: فخرجنا من عنده وجعل صاحب البغل
يسترجع فرحمته مما أفتى به أبو حنيفة فأعطيته شيئا وتحللت منه فحججت تلك
السنة فأخبرت أبا عبد الله (عليه السلام) بما أفتى به أبو حنيفة، فقال: في مثل هذا القضاء
وشبهه تحبس السماء ماءها وتمنع الأرض بركتها، قال: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فما
ترى أنت؟ قال: أرى له عليك مثل كري بغل ذاهبا من الكوفة إلى النيل ومثل كري
بغل راكبا من النيل إلى بغداد ومثل كري بغل من بغداد إلى الكوفة توفيه إياه، قال:
فقلت: جعلت فداك إني قد علفته بدراهم فلي عليه علفه؟ فقال: لا لأنك غاصب،
فقلت: أرأيت لو عطب البغل ونفق أليس كان يلزمني؟ قال: نعم قيمة بغل يوم
خالفته، قلت: فإن أصاب البغل كسر أو دبر أو غمز؟ فقال: عليك قيمة ما بين
الصحة والعيب يوم ترده عليه، قلت: فمن يعرف ذلك؟ قال: أنت وهو إما أن يحلف
هو على القيمة فتلزمك فإن رد اليمين عليك فحلفت على القيمة لزمه ذلك أو يأتي
صاحب البغل بشهود يشهدون أن قيمة البغل حين أكري كذا وكذا فيلزمك، قلت:
إني كنت أعطيته دراهم ورضي بها وحللني، فقال: إنما رضي بها وحللك حين قضى
عليه أبو حنيفة بالجور والظلم ولكن ارجع إليه فأخبره بما أفتيتك به فإن جعلك في
حل بعد معرفته فلا شئ عليك بعد ذلك، قال أبو ولاد: فلما انصرفت من وجهي
ذلك ولقيت المكاري فأخبرته بما أفتاني به أبو عبد الله (عليه السلام) وقلت له: قل ما شئت
309

حتى أعطيكه، فقال: قد حببت إلي جعفر بن محمد (عليه السلام) ووقع في قلبي له التفضيل
وأنت في حل وإن أحببت أن أرد عليك الذي أخذت منك فعلت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10072] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، ومحمد بن
عيسى، عن يونس جميعا، عن الرضا (عليه السلام) وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد،
عن الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح، عن عبد الله بن أيوب، عن
أبي عمرو المتطبب قال: عرضت علي أبي عبد الله (عليه السلام) ما أفتى به أمير المؤمنين (عليه السلام) في
الديات فمما أفتى به: أفتى في الجسد وجعله ستة فرائض النفس والبصر والسمع
والكلام ونقص الصوت من العنن والبحح والشلل من اليدين والرجلين ثم جعل مع
كل شئ من هذه قسامة على نحو ما بلغت الدية والقسامة جعل في النفس على العمد
خمسين رجلا وجعل في النفس على الخطأ خمسة وعشرين رجلا وعلى ما بلغت ديته
من الجروح ألف دينار ستة نفر فما كان دون ذلك فبحسابه من ستة نفر والقسامة في
النفس والسمع والبصر والعقل والصوت من العنن والبحح ونقص اليدين والرجلين
فهو من ستة أجزاء الرجل.
تفسير ذلك إذا أصيب الرجل من هذه الأجزاء الستة وقيس ذلك فإن كان سدس
بصره أو سمعه أو كلامه أو غير ذلك حلف هو وحده وإن كان ثلث بصره حلف هو
وحلف معه رجل واحد وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان وإن كان
ثلثي بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة نفر وإن كان أربعة أخماس بصره حلف هو
وحلف معه أربعة نفر وإن كان بصره كله حلف هو وحلف معه خمسة نفر وكذلك
القسامة كلها في الجروح فإن لم يكن للمصاب من يحلف معه ضوعفت عليه الأيمان فإن
كان سدس بصره حلف مرة واحدة وإن كان الثلث حلف مرتين وإن كان النصف

(1) الكافي: 5 / 290 ح 6.
310

حلف ثلاث مرات وإن كان الثلثين حلف أربع مرات وإن كان خمسة أسداس حلف
خمس مرات وإن كان كله حلف ستة مرات ثم يعطى (1).
الرواية موثقة سندا.
[10073] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن يزيد قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين الله
بالباطل، وتفتي الناس بما لا تعلم (2).
[10074] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياك
وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10075] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به
شيئا من الجوارح فيقول: أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا، فيقال له:
خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب
بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام وعزتي [وجلالي] لأعذبنك بعذاب لا
أعذب به شيئا من جوارحك (4).
[10076] 12 - العياشي رفعه وقال: روى زرارة بن أعين وأبو حنيفة، عن أبي بكر
ابن حزم قال: توضأ رجل فمسح على خفيه فدخل المسجد فصلى فجاء علي (عليه السلام)

(1) الكافي: 7 / 362 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 42 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 42 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 115 ح 16.
311

فوطئ على رقبته فقال: ويلك تصلي على غير وضوء؟ فقال: أمرني عمر بن
الخطاب، قال: فأخذ بيده فانتهى به إليه فقال: انظر ما يروي هذا عليك؟ - ورفع
صوته - فقال: نعم أنا أمرته ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مسح، قال: قبل المائدة أو بعدها؟
قال: لا أدري، قال: فلم تفتي وأنت لا تدري؟ سبق الكتاب الخفين (1).
[10077] 13 - البرقي، عن أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أفتى الناس بغير علم
لعنته ملائكة السماء والأرض (2).
الرواية معتبرة الإسناد. ورواها ابن شعبة الحراني مرسلا في تحف العقول: 41.
[10078] 14 - البرقي، عن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد، عن أبي الصباح، عن
إبراهيم بن أبي سماك، عن موسى بن بكير قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): من أفتى الناس
بغير علم لعنته ملائكة الأرض وملائكة السماء (3).
[10079] 15 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة قال: قال لي جعفر بن محمد: من أفتى
الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم ومن دان بما لا يعلم فقد ضاد الله حيث أحل وحرم فيما
لا يعلم (4).
[10080] 16 - الطوسي بإسناده إلى سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن
بشير، عن حماد، عن عاصم قال حدثني مولى لسلمان، عن عبيدة السلماني قال:
سمعت عليا (عليه السلام) يقول: يا أيها الناس اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قال قولا آل منه إلى غيره وقد قال قولا من وضعه غير موضعه

(1) تفسير العياشي: 1 / 297 ح 46.
(2) المحاسن: 205 ح 59.
(3) المحاسن: 205 ح 58.
(4) قرب الاسناد: 12 ح 36.
312

كذب عليه، فقام عبيدة وعلقمة والأسود وأناس منهم فقالوا: يا أمير المؤمنين فما
نصنع بما قد خبرنا به في المصحف؟ قال: يسئل عن ذلك علماء آل محمد (عليهم السلام) (1).
ورويها عاصم بن حميد الحناط في أصله: 38 وفي آخرها: كأنه يعني نفسه.
[10081] 17 - ابن أبي جمهور الأحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أفتى الناس
بغير علم كان ما يفسده أكثر مما يصلحه (2).
[10082] 18 - محمد بن إدريس الحلي نقلا من كتاب جامع البزنطي، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما علينا أن نلقي إليكم الأصول وعليكم أن
تفرعوا (3).
[10083] 19 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أفتى بفتيا من غير
تثبت - وفي لفظ بغير علم - فإنما إثمه على من أفتاه (4).
[10084] 20 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أجرؤكم على الفتوى
أجرؤكم على النار (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 27 / 20،
ومستدرك الوسائل: 17 / 243 كلاهما طبع آل البيت، وغيرهما من كتب الأخبار.

(1) التهذيب: 6 / 295 ح 30.
(2) عوالي اللآلي: 4 / 65 ح 22.
(3) السرائر: 3 / 575.
(4) منية المريد: 281.
(5) منية المريد: 281.
313

الفجور
[10085] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب في
التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق
قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت
مكسبته وخرج من حد الفجور (1).
[10086] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن عمه
يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم وهو يخطب على المنبر بالكوفة: يا أيها الناس لولا
كراهية الغدر كنت من أدهى الناس إلا إن لكل غدرة فجرة ولكل فجرة كفرة ألا
وإن الغدر والفجور والخيانة في النار (2).
[10087] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
المؤمن لا يكون سجيته الكذب والبخل والفجور وربما ألم من ذلك شيئا لا يدوم عليه،
قيل: فيزني؟ قال: نعم ولكن لا يولد له من تلك النطفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 138 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 338 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 442 ح 6.
314

[10088] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن عثمان بن عيسى، عن
إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: الرجل يفجر بالمرأة ثم يبدو له
في تزويجها هل يحل له ذلك؟ قال: نعم إذا هو اجتنبها حتى تنقضي عدتها بإستبراء
رحمها من ماء الفجور فله أن يتزوجها وإنما يجوز له أن يتزوجها بعد أن يقف على
توبتها (1).
[10089] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير رفعه،
عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة ولا أدري
ما حالها أيتزوجها الرجل متعة؟ قال: يتعرض لها فإن أجابته إلى الفجور
فلا يفعل (2).
[10090] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه يرفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالعفاف
وترك الفجور (3).
[10091] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، ومحمد
ابن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعا، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، عن
أبي الحسن (عليه السلام) في رجل دخل على دار آخر للتلصص أو الفجور فقتله صاحب الدار
أيقتل به أم لا؟ فقال: اعلم ان من دخل دار غيره فقد أهدر دمه ولا يجب عليه
شئ (4).
[10092] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن

(1) الكافي: 5 / 356 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 454 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 554 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 294 ح 16.
315

عيسى، عن محمد بن يوسف، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمسلم
أن يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا الكذاب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10093] 9 - الكليني قال: وفي رواية عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر فإنه يزين له فعله ويحب
أن يكون مثله ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده ومدخله إليه ومخرجه من عنده
شين عليه (2).
[10094] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إبراهيم
ابن أبي البلاد، عمن ذكره قال: قال لقمان (عليه السلام) لابنه: يا بني لا تقترب فتكون أبعد لك
ولا تبعد فتهان كل دابة تحب مثلها وان ابن آدم يحب مثله ولا تنشر بزك إلا عند باغيه
كما ليس بين الذئب والكبش خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة، من يقترب من
الزفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب المراء يشتم،
ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن يقارن قرين السوء لا يسلم ومن لا يملك لسانه
يندم (3).
[10095] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
الحسين بن مصعب الهمداني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة لا عذر لأحد
فيها: أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد إلى البر والفاجر، وبر الوالدين
برين كانا أو فاجرين (4).

(1) الكافي: 2 / 375 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 640 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 641 ح 9.
(4) الكافي: 5 / 132 ح 1.
316

[10096] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول
على المنبر: يا معشر التجار الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، والله للربا
في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا شوبوا أيمانكم بالصدق، التاجر فاجر
والفاجر في النار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق (1).
[10097] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد
ابن الفضيل قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن المرأة الحسناء الفاجرة هل يجوز للرجل
أن يتمتع منها يوما أو أكثر؟ فقال: إذا كانت مشهورة بالزنا فلا يتمتع منها ولا
ينكحها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10098] 14 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا سئلت الفاجرة من فجر بك؟
فقالت: فلان فإن عليها حدين: حدا لفجورها وحدا لفريتها على الرجل المسلم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10099] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
حماد بن عثمان، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما رجل فجر
بامرأة ثم بدا له أن يتزوجها حلالا قال: أوله سفاح وآخره نكاح ومثله مثل النخلة
أصاب الرجل من ثمرها حراما ثم اشتراها بعد فكانت له حلالا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 150 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 454 ح 6.
(3) الكافي: 7 / 209 ح 20.
(4) الكافي: 5 / 356 ح 2.
317

[10100] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) انه سئل عن الرجل يفجر
بالمرأة أيتزوج ابنتها؟ قال: لا ولكن إن كانت عنده امرأة ثم فجر بأمها أو ابنتها أو
أختها لم تحرم عليه امرأته، إن الحرام لا يفسد الحلال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10101] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في آخر ما لقيته عن غلام لم يبلغ الحلم وقع على امرأة
أو فجر بامرأة أي شئ يصنع بهما؟ قال: يضرب الغلام دون الحد ويقام على المرأة
الحد، قلت: جارية لم تبلغ وجدت مع رجل يفجر بها؟ قال: تضرب الجارية دون
الحد ويقام على الرجل الحد الكامل (2).
الرواية موثقة سندا.
[10102] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يزني في اليوم الواحد مرارا كثيرة قال: فقال:
إن زنى بامرأة واحدة كذا وكذا مرة فإنما عليه حد واحد وإن هو زنى بنسوة شتى في يوم
واحد وفي ساعة واحدة فإن عليه في كل امرأة فجر بها حدا (3).
[10103] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن حنان بن
سدير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن يهودي فجر بمسلمة قال: يقتل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 415 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 180 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 196 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 239 ح 3.
318

[10104] 20 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل كان بينه وبين امرأة
فجور فهل يتزوج ابنتها؟ فقال: إن كان من قبلة أو شبهها فليتزوج ابنتها وإن كان
جماعا فلا يتزوج ابنتها وليتزوجها هي إن شاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10105] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمد بن أبي حمزة، عن
حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في حديث:... ورأيت الرجل يأكل من كسب
امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه... إلى أن قال: ورأيت الرجل إذا مر به يوم
ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو
شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره، الحديث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10106] 22 - الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
حديث:... أحمق الحمق الفجور، الحديث (3).
[10107] 23 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الحياء عشرة أجزاء تسعة في النساء
وواحدة في الرجال فإذا خفضت ذهب جزء من حيائها وإذا تزوجت ذهب جزء فإذا
افترعت ذهب جزء وإذا ولدت ذهب جزء وبقي لها خمسة أجزاء فإذا فجرت ذهب
حياؤها كله وإن عفت بقي لها خمسة أجزاء (4).

(1) الكافي: 5 / 416 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 39 و 41.
(3) الكافي: 8 / 81 ح 39.
(4) الفقيه: 3 / 468 ح 4630.
319

[10108] 24 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن القندي، عن
أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي (عليه السلام) قال:
لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيته ثم لا يفي له ان الكذب
يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال أحدكم يكذب حتى يقال كذب
وفجر وما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق فيسمى عند الله
كذابا (1).
[10109] 25 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسين (عليه السلام): أي
بني... ليس مع قطيعة الرحم نماء ولا مع الفجور غنى (2).
[10110] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... اعلموا عباد الله ان التقوى
دار حصن عزيز والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه، ألا
بالتقوى تقطع حمة الخطايا وباليقين تدرك الغاية القصوى... (3).
[10111] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور... (4).
[10112] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسن (عليه السلام):... يا بني إياك
ومصادقة الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصادقة البخيل فإنه يقعد
عنك أحوج ما تكون إليه وإياك ومصادقة الفاجر فإنه يبيعك بالتافه وإياك ومصادقة
الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب (5).
التافه: القليل.

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والستون ح 9 / 505 الرقم 696.
(2) تحف العقول: 89.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 38.
320

[10113] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أنا يعسوب المؤمنين والمال
يعسوب الفجار (1).
[10114] 30 - الطوسي بإسناده إلى أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن النوفلي،
عن السكوني، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام) انه اشتكى عينه فعاده
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا علي (عليه السلام) يصيح فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أجزعا أم وجعا يا علي؟
قال: يا رسول الله ما وجعت وجعا قط أشد منه قال: يا علي ان ملك الموت إذا نزل
ليقبض روح الفاجر نزل معه بسفود من نار فينزع روحه به فتصيح جهنم فاستوى
علي (عليه السلام) جالسا فقال: يا رسول الله أعد علي حديثك فقد أنساني وجعي ما قلت،
فهل يصيب ذلك أحدا من امتك؟ قال: نعم حكاما جائرين وآكل مال اليتيم وشاهد
الزور (2).
الرواية معتبرة الإسناد. السفود: الحديدة التي يشوى بها اللحم.
[10115] 31 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي
ابن حديد، عن جميل، عن زرارة قال: سأل عمار وأنا عنده عن الرجل يتزوج
الفاجرة متعة، قال: لا بأس وإن كان التزويج الآخر فليحصن بابه (3).
[10116] 32 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفجور يذل (4).
[10117] 33 - وعنه (عليه السلام): الفجور لا تقية له (5).
[10118] 34 - وعنه (عليه السلام): إياك والمجاهرة بالفجور فإنها من أشد المآثم (6).
[10119] 35 - وعنه (عليه السلام): إن الفجار كل ظلوم ختور (7).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 316.
(2) التهذيب: 6 / 224 ح 29.
(3) التهذيب: 7 / 253 ح 15.
(4) غرر الحكم: ح 115 و 1016 و 2677 و 3403.
(5) غرر الحكم: ح 115 و 1016 و 2677 و 3403.
(6) غرر الحكم: ح 115 و 1016 و 2677 و 3403.
(7) غرر الحكم: ح 115 و 1016 و 2677 و 3403.
321

[10120] 36 - وعنه (عليه السلام): فروا كل الفرار من الفاجر الفاسق (1).
[10121] 37 - وعنه (عليه السلام): قطيعة الفاجر غنم (2).
[10122] 38 - وعنه (عليه السلام): ليس مع الفجور غناء (3).
[10123] 39 - وعنه (عليه السلام): لا وزر أعظم من التبجح بالفجور (4).
[10124] 40 - وعنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف الفجار أن لا يعمل عملهم (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
وقد مر منا عنوان الزنا في محله.

(1) غرر الحكم: ح 6573 و 6733 و 7456 و 10762 و 10941.
(2) غرر الحكم: ح 6573 و 6733 و 7456 و 10762 و 10941.
(3) غرر الحكم: ح 6573 و 6733 و 7456 و 10762 و 10941.
(4) غرر الحكم: ح 6573 و 6733 و 7456 و 10762 و 10941.
(5) غرر الحكم: ح 6573 و 6733 و 7456 و 10762 و 10941.
322

الفحش
[10125] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الفحش لو
كان مثالا لكان مثال سوء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10126] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الفحش والبذاء
والسلاطة من النفاق (2).
[10127] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعائشة:
يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء (3).
الرواية صحيحة الإسناد، ويمكن اتحادها مع الأولى.
[10128] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن أبي المغراء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من علامات
شرك الشيطان الذي لا يشك فيه أن يكون فحاشا لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 324 ح 6.
(2) و (3) الكافي: 2 / 325 ح 10 و 12.
(4) الكافي: 2 / 323 ح 1.
323

[10129] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن أحمد بن غسان، عن سماعة
قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال لي مبتدئا: يا سماعة ما هذا الذي كان بينك
وبين جمالك؟! إياك أن تكون فحاشا أو صخابا أو لعانا، فقلت: والله لقد كان ذلك إنه
ظلمني، فقال: إن كان ظلمك لقد أربيت عليه ان هذا ليس من فعالي ولا آمر به
شيعتي استغفر ربك ولا تعد، قلت: أستغفر الله ولا أعود (1).
[10130] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله حرم الجنة على كل فحاش
بذيء قليل الحياء لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو شرك
شيطان، فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما
تقرأ قول الله عز وجل: (وشاركهم في الأموال والأولاد) (2) قال: وسأل رجل فقيها
هل في الناس من لا يبالي ما قيل له؟ قال: من تعرض للناس يشتمهم وهو يعلم أنهم
لا يتركونه فذلك الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10131] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان لا يقبل شهادة فحاش ولا
ذي مخزية في الدين (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 326 ح 14.
(2) سورة الإسراء: 64.
(3) الكافي: 2 / 323 ح 3.
(4) الكافي: 7 / 396 ح 7.
324

[10132] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بأبعدكم مني
شبها؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الفاحش المتفحش البذيء البخيل المختال
الحقود الحسود، القاسي القلب، البعيد من كل خير يرجى، غير المأمون من كل شر
يتقى (1).
[10133] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي جميلة يرفعه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله يبغض الفاحش
المتفحش (2).
[10134] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله
يبغض الفاحش البذيء والسائل الملحف (3).
[10135] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من شر عباد
الله من تكره مجالسته لفحشه (4).
الرواية موثقة سندا.
[10136] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان ابن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينا هو ذات يوم عند عائشة إذ استأذن عليه رجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

(1) الكافي: 2 / 291 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 324 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 325 ح 11.
(4) الكافي: 2 / 325 ح 8.
325

بئس أخو العشيرة، فقامت عائشة فدخلت البيت وأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل فلما
دخل أقبل عليه بوجهه وبشره إليه يحدثه حتى إذا فرغ وخرج من عنده قالت
عائشة: يا رسول الله بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك
وبشرك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ذلك: إن من شر عباد الله من تكره مجالسته
لفحشه (1).
الرواية موثقة سندا.
[10137] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد،
عن بعض رجاله قال قال: من فحش على أخيه المسلم نزع الله منه بركة رزقه ووكله
إلى نفسه وأفسد عليه معيشته (2).
[10138] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن نضر،
عن عمرو بن نعمان الجعفي قال: كان لأبي عبد الله (عليه السلام) صديق لا يكاد يفارقه إذا ذهب
مكانا فبينما هو يمشي معه في الحذائين ومعه غلام له سندي يمشي خلفهما إذا التفت
الرجل يريد غلامه ثلاث مرات فلم يره فلما نظر في الرابعة قال: يا ابن الفاعلة أين
كنت؟ قال: فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) يده فصك بها جبهة نفسه ثم قال: سبحان الله تقذف
أمه قد كنت أرى أن لك ورعا فإذا ليس لك ورع، فقال: جعلت فداك ان أمه سندية
مشركة فقال: أما علمت أن لكل أمة نكاحا تنح عني، قال: فما رأيته يمشي معه حتى
فرق الموت بينهما.
وفي رواية أخرى: إن لكل أمة نكاحا تحتجزون به من الزنا (3).
[10139] 15 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس السراج، عن قتيبة،

(1) الكافي: 2 / 326 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 325 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 324 ح 5.
326

عن بكر بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
إياكم والفحش فإن الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش وإياكم والظلم فإن الظلم عند
الله هو الظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإنه دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا
دمائهم ودعاهم حتى قطعوا أرحامهم ودعاهم حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم (1).
[10140] 16 - الصدوق بإسناده إلى زين العابدين (عليه السلام) انه قال في حديث:... والذنوب
التي ترد الدعاء: سوء النية وخبث السريرة والنفاق مع الإخوان وترك التصديق
بالإجابة وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها وترك التقرب إلى الله عز وجل
بالبر والصدقة واستعمال البذاء والفحش في القول، الحديث (2).
[10141] 17 - الصدوق بإسناده إلى وصايا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي شر الناس من أكرمه الناس اتقاء فحشه - وروي شره - الحديث (3).
[10142] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: شر رجالكم
البافوق السيدع وشر نسائكم الجفة الفرتع (4).
البافوق: الفحاش. والسيدع: النمام وهو القتات. والجفة من النساء: القليلة
الحياء. والفرتع: العابسة.
[10143] 19 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: شر الناس
البهات الجري، الفحاش البذيء، الآكل وحده، المانع رفده، الضارب عبده،
الملجئ عياله إلى غيره، البخيل، العاق لوالديه (5).

(1) الخصال: 1 / 176 ح 235.
(2) معاني الأخبار: 271.
(3) الفقيه: 4 / 353.
(4) الغايات: 220.
(5) الغايات: 220.
327

[10144] 20 - العياشي رفعه عن محمد الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاثة لا ينظر
الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الديوث من الرجال والفاحش
المتفحش والذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى (1).
[10145] 21 - العياشي رفعه عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (وقولوا للناس
حسنا) قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فإن الله يبغض اللعان
السباب الطعان على المؤمنين المتفحش السائل الملحف ويحب الحيي الحليم الضعيف
المتعفف (2).
[10146] 22 - الطوسي، عن المفيد، عن المرزباني، عن محمد بن أحمد الحكيمي، عن
محمد بن إسحاق، عن يحيى بن معين، عن عبد الرزاق، عن معمر بن ثابت، عن
أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كان الفحش في شئ قط إلا شانه ولا كان الحياء
في شئ قط إلا زانه (3).
[10147] 23 - الطوسي بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة
قال: سمعت جابر الأنصاري يحدث قال: كنا جلوسا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذكرنا
النساء وفضل بعضهن على بعض فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم؟ فقلنا: بلى
يا رسول الله، فأخبرنا فقال: إن من خير نساءكم الولود الودود الستيرة العزيزة في
أهلها الذليلة مع بعلها المتبرجة مع زوجها الحصان عن غيره التي تسمع قوله وتطيع
أمره وإذا خلا بها بذلت له ما أراد منها ولم تبذل له تبذل الرجل ثم قال: ألا أخبركم
بشر نساءكم؟ قالوا: بلى قال: ان من شر نساءكم الذليلة في أهلها العزيزة مع بعلها
العقيم الحقود التي لا تتورع من قبيح المتبرجة إذا غاب عنها بعلها الحصان معه إذا

(1) تفسير العياشي: 1 / 178.
(2) تفسير العياشي: 1 / 48 ح 63.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 22 / 190 الرقم 320.
328

حضر، التي لا تسمع قوله ولا تطيع أمره وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه تمنع الصعبة عند
ركوبها ولا تقبل له عذرا ولا تغفر له ذنبا ثم قال: أفلا أخبركم بخير رجالكم؟ فقلنا:
بلى قال: إن من خير رجالكم التقي النقي السمح الكفين السليم الطرفين البر بوالديه
ولا يلجئ عياله إلى غيره ثم قال: أفلا أخبركم بشر رجالكم؟ فقلنا: بلى قال: إن
من شر رجالكم البهات الفاحش، الآكل وحده، المانع رفده، الضارب أهله وعبده،
البخيل، الملجئ عياله إلى غيره، العاق بوالديه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10148] 24 - أبو جعفر محمد بن جرير بن رستم الطبري، عن أبي بكر محمد بن عمر
الجعابي، عن محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك، عن الخليل بن أسد
النوشجاني، عن رويم بن يزيد المنقري، عن سوار بن مصعب، عن عمرو بن قيس،
عن سلمة بن كهيل، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى
فاطمة (عليها السلام) فقال: يا ابنة رسول الله هل ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندك شيئا تطرفينيه؟
فقالت: يا جارية هات تلك الحريرة. فطلبتها فلم تجدها. فقالت: ويحك اطلبيها
فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا. فطلبتها فإذا هي قممتها في قمامتها فإذا فيها:
قال محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس من المؤمنين من لم يأمن جاره بوائقه ومن كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو
يسكت. إن الله يحب الخير الحليم المتعفف ويبغض الفاحش الضنين السائل الملحف.
إن الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة وإن الفحش من البذاء والبذاء في النار (2).
تطرفينيه: أي تتحفيني به. القمامة: الكناسة. قم الشئ: كنسه. بوائقه: غوائله
وشره أو ظلمه وغشمه.

(1) التهذيب: 7 / 400 ح 6.
(2) دلائل الإمامة: 65 ح 1.
329

[10149] 25 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أربعة يزيد عذابهم على
عذاب أهل النار - إلى أن قال - ورجل يستلذ الرفث والفحش فيسيل من فيه قيح
ودم (1).
[10150] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: احذر فحش القول والكذب
فإنهما يزريان بالقائل (2).
[10151] 27 - وعنه (عليه السلام): أسفه السفهاء المتبجح بفحش الكلام (3).
[10152] 28 - وعنه (عليه السلام): من أفحش شفى حساده (4).
[10153] 29 - وعنه (عليه السلام): ما أفحش كريم قط (5).
[10154] 30 - وعنه (عليه السلام): ما أفحش حليم (6).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 323،
والمحجة البيضاء: 5 / 215، ووسائل الشيعة: 11 / 327، ومستدرك الوسائل:
12 / 80.

(1) لب اللباب:، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 82 ح 10.
(2) غرر الحكم: ح 2607 و 3199 و 7846 و 9478 و 9582.
(3) غرر الحكم: ح 2607 و 3199 و 7846 و 9478 و 9582.
(4) غرر الحكم: ح 2607 و 3199 و 7846 و 9478 و 9582.
(5) غرر الحكم: ح 2607 و 3199 و 7846 و 9478 و 9582.
(6) غرر الحكم: ح 2607 و 3199 و 7846 و 9478 و 9582.
330

الفخر
[10155] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن معاوية بن وهب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): آفة الدين الحسد والعجب
والفخر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10156] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن أسلم،
عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): أيما ظئر قوم
قتلت صبيا لهم وهي نائمة فانقلبت عليه فقتلته فإن عليها الدية من مالها خاصة
إن كانت إنما ظائرت طلب العز والفخر وإن كانت إنما ظائرت من الفقر فإن الدية
على عاقلتها (2).
[10157] 3 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه خطب الناس بصفين وقال:...
إن من أسخف حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع أمرهم
على الكبر وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم إني أحب الإطراء واستماع الثناء
ولست بحمد الله كذلك ولو كنت أحب أن يقال ذلك لتركته انحطاطا لله سبحانه عن
تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء
فلا تثنوا علي بجميل ثناء لإخراجي نفسي إلى الله وإليكم من البقية في حقوق لم

(1) الكافي: 2 / 307 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 370 ح 2.
331

أفرغ من أدائها وفرائض لا بد من إمضائها فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة و...
الحديث (1).
الرواية مهمة بالنسبة إلى الحكم والحاكم فراجعها.
[10158] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام):
عجبا للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا جيفة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10159] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن عيسى بن الضحاك قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): عجبا للمختال الفخور
وإنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما بين ذلك لا يدري ما يصنع به (3).
[10160] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحسب الافتخار والعجب (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10161] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحسب الافتخار (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10162] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد
ابن إسماعيل، عن حنان، عن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أنا

(1) الكافي: 8 / 355.
(2) الكافي: 2 / 328 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 329 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 328 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 329 ح 6.
332

عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي، قال: فقال: ما تمن علينا
بحسبك ان الله رفع بالإيمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا ووضع بالكفر
من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا فليس لأحد فضل على أحد إلا
بالتقوى (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10163] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فقال: يا رسول الله أنا فلان بن فلان
حتى عد تسعة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما إنك عاشرهم في النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10164] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاث هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة:
الصلاة في الليل ويأسه مما في أيدي الناس وولايته الإمام من آل محمد (عليه السلام)، قال:
وثلاثة هم شرار الخلق ابتلى بهم خيار الخلق أبو سفيان أحدهم قاتل رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعاداه ومعاوية قاتل عليا (عليه السلام) وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل
الحسين بن علي (عليه السلام) حتى قتله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10165] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسين
الفارسي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

(1) الكافي: 2 / 328 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 329 ح 5.
(3) الكافي: 8 / 234 ح 311.
333

أربعة لا تزال في أمتي إلى يوم القيامة: الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب
والاستسقاء بالنجوم والنياحة وان النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقوم يوم القيامة
وعليها سربال من قطران ودرع من جرب (1).
[10166] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أبي عيسى، عن البزنطي
قال: بعث الرضا (عليه السلام) إلي بحمار فركبته واتيته وأقمت عنده بالليل إلى أن مضى منه
ما شاء الله فلما أراد أن ينهض قال: لا أراك أن تقدر على الرجوع إلى المدينة قلت:
أجل جعلت فداك قال: فبت عندنا الليلة واغد على بركة الله عز وجل قلت: افعل جعلت
فداك فقال: يا جارية افرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي أنام فيها وضعي
تحت رأسه مخادي قال: قلت: في نفسي من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه لقد جعل
الله لي من المنزلة عنده وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحدا من أصحابنا بعث إلي بحماره
فركبته وفرش لي فراشه وبت في ملحفته ووضعت لي مخاده ما أصاب مثل هذا أحد
من أصحابنا، قال: وهو قاعد معي وأنا أحدث في نفسي فقال (عليه السلام): يا أحمد إن
أمير المؤمنين أتى زيد بن صوحان في مرضه يعوده فافتخر على الناس بذلك فلا
تذهبن نفسك إلى الفخر وتذلل لله عز وجل واعتمد على يده فقام (عليه السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10167] 13 - الصدوق، عن ابن عقدة، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام)
قال: ثلاثة من عمل الجاهلية: الفخر بالأنساب والطعن في الأحساب والاستسقاء
بالأنواء (3).

(1) الخصال: 1 / 226 ح 60.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 212 ح 19.
(3) معاني الأخبار: 326 ح 1.
334

الرواية معتبرة الإسناد. الأنواء: النجوم. وللصدوق (رحمه الله) بيان في ذيل الحديث في
معناها.
[10168] 14 - الصدوق، عن المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن إبراهيم
ابن علي، عن إبراهيم بن إسحاق، عن يونس، عن ابن سنان، عن ابن مسكان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ان
لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وقلة
الفخر وعدم البخل وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المواتاة للنساء وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم واتباع العلم فيما يقرب إلى الله عز وجل طوبى لهم
وحسن مآب، الحديث (1).
[10169] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، والحميري جميعا، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم السفه وآفة
العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الشجاعة البغي وآفة السخاء المن وآفة الجمال
الخيلاء وآفة الحسب الفخر (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10170] 16 - الصدوق، عن محمد بن أحمد القضاعي، عن إسحاق بن العباس بن
إسحاق بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): أهلك الناس اثنان خوف الفقر وطلب الفخر (3).
[10171] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال رفعه إلى

(1) الخصال: 2 / 483 ح 56.
(2) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(3) الخصال: 1 / 68 ح 102.
335

أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان لإبليس كحلا ولعوقا وسعوطا فكحله
النعاس ولعوقه الكذب وسعوطه الفخر (1).
في المطبوعة من المعاني سعوطه الكبر ولكن نقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 234
ح 34 سعوطه الفخر. اللعوق: ما يلحس ويتناول بالإصبع أو اللسان. السعوط:
الدواء يصب في الأنف.
[10172] 18 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن العلا بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث إذا كن في
الرجل فلا تحرج أن تقول انه في جهنم: الجفاء والجبن والبخل وثلاث إذا كن في المرأة
فلا تحرج أن تقول أنها في جهنم: البذاء والخيلاء والفخر (2).
[10173] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من
صنع شيئا للمفاخرة حشره الله يوم القيامة أسود (3).
[10174] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن يحيى،
عن عمران الأشعري، عن بعض أصحابه يعني جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن
أبي يحيى الواسطي، عمن ذكره انه قال لأبي عبد الله (عليه السلام): أترى هذا الخلق كله من
الناس؟ فقال: الق منهم التارك للسواك والمتربع في موضع الضيق والداخل فيما
لا يعنيه والمماري فيما لا علم له والمتمرض من غير علة والمتشعث من غير مصيبة
والمخالف على أصحابه في الحق وقد اتفقوا عليه والمفتخر يفتخر بآبائه وهو خلو من
صالح أعمالهم فهو بمنزلة الخلنج يقشر لحاء عن لحاء حتى يوصل إلى جوهريته وهو كما

(1) معاني الأخبار: 138.
(2) الخصال: 1 / 158 ح 204.
(3) عقاب الأعمال: 304.
336

قال الله عز وجل: (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) (1) (2).
الخلنج: شجر كالطرفاء وله زهر أحمر وأصفر وحبة كالخردل وخشبة متين يصنع
منه القصاع لصلابته.
[10175] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فلا تنافسوا في عز الدنيا
وفخرها ولا تعجبوا بزينتها ونعيمها ولا تجزعوا من ضرائها وبؤسها فإن عزها
وفخرها إلى انقطاع وان زينتها ونعيمها إلى زوال وضراءها وبؤسها إلى نفاد وكل مدة
فيها إلى انتهاء وكل حي فيها إلى فناء، الخطبة (3).
[10176] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضع فخرك واحطط كبرك واذكر
قبرك (4).
[10177] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما لابن آدم والفخر أوله
نطفة وآخره جيفة ولا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه (5).
[10178] 24 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه وقال: ولقد جاءه (النبي) (صلى الله عليه وآله وسلم)
ابن خولي بإناء فيه عسل ولبن فأبى أن يشربه فقال: شربتان في شربة وإناءان في إناء
واحد، فأبى أن يشربه ثم قال: ما أحرمه ولكني أكره الفخر والحساب بفضول الدنيا
غدا وأحب التواضع فإن من تواضع لله رفعه الله (6).
[10179] 25 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ينبغي أن يكون التفاخر بعلي
الهمم والوفاء بالذمم والمبالغة في الكرم، لا ببوالي الرمم ورذائل الشيم (7).

(1) سورة الفرقان: 44.
(2) الخصال: 2 / 409 ح 9.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 99.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 398.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 454.
(6) مكارم الأخلاق: 32.
(7) غرر الحكم: ح 10953.
337

[10180] 26 - وعنه (عليه السلام): الزهو في الغنى يبذر الذل في الفقر (1).
[10181] 27 - وعنه (عليه السلام): الافتخار من صغر الأقدار (2).
[10182] 28 - وعنه (عليه السلام): أقمعوا نواجم الفخر وأقدعوا لوامع الكبر (3).
[10183] 29 - وعنه (عليه السلام): آفة الرياسة الفخر (4).
[10184] 30 - وعنه (عليه السلام): لا حمق أعظم من الفخر (5).
في هذا المجال راجع الكافي: 2 / 328، وبحار الأنوار: 70 / 281، وغيرهما من
كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 1519 و 2201 و 2513 و 3950 و 10655.
(2) غرر الحكم: ح 1519 و 2201 و 2513 و 3950 و 10655.
(3) غرر الحكم: ح 1519 و 2201 و 2513 و 3950 و 10655.
(4) غرر الحكم: ح 1519 و 2201 و 2513 و 3950 و 10655.
(5) غرر الحكم: ح 1519 و 2201 و 2513 و 3950 و 10655.
338

الفرار
[10185] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته
الله فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو أن أحدكم فر من
رزقه كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله بعدله وقسطه
جعل الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10186] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن عمر
ابن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل فر بماله من الزكاة فاشترى به أرضا أو
دارا أعليه فيه شئ؟ فقال: لا ولو جعله حليا أو نقرا فلا شئ عليه فيه وما منع
نفسه من فضله أكثر مما منع من حق الله بأن يكون فيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10187] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت فخذ من الأنصار إلى

(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 559 ح 1.
339

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلموا عليه فرد عليهم السلام فقالوا: يا رسول الله لنا إليك
حاجة، فقال: هاتوا حاجتكم قالوا: إنها حاجة عظيمة فقال: هاتوها ما هي؟
قالوا: تضمن لنا على ربك الجنة قال: فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه ثم نكت في
الأرض ثم رفع رأسه فقال: أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا، قال: فكان
الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان ناولنيه فرارا من
المسألة فينزل فيأخذه ويكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه
فلا يقول ناولني حتى يقوم فيشرب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10188] 4 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي، عن
عبد الرحمن بن أبي نجران، عن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: كتموا
بسم الله الرحمن الرحيم فنعم والله الأسماء كتموها كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل إلى
منزله واجتمعت عليه قريش يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويرفع بها صوته فتولى
قريش فرارا فأنزل الله عز وجل في ذلك (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على
أدبارهم نفورا) (2) (3).
[10189] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
الكبائر سبع: قتل المؤمن متعمدا وقذف المحصنة والفرار من الزحف والتعرب بعد
الهجرة وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة وكل ما أوجب الله عليه النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 21 ح 5.
(2) سورة الإسراء: 46.
(3) الكافي: 8 / 266 ح 387.
(4) الكافي: 2 / 277 ح 3.
340

[10190] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن حسين
ابن الحسن، عن محمد بن سنان، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله
واحترس من سيئ أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع
بكرمه بعقلك وأفرر كل الفرار من اللئيم الأحمق (1).
[10191] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألته عن الصرف فقلت له: الرفقة ربما عجلت
فخرجت فلم نقدر على الدمشقية والبصرية وإنما تجوز بسابور الدمشقية والبصرية
فقال: وما الرفقة؟ فقلت: القوم يترافقون ويجتمعون للخروج فإذا عجلوا فربما لم
نقدر على الدمشقية والبصرية فبعثنا بالغلة فصرفوا ألفا وخمسين درهم منها بألف من
الدمشقية والبصرية فقال: لا خير في هذا أفلا تجعلون فيها ذهبا لمكان زيادتها؟
فقلت له: اشتري ألف درهم ودينارا بألفي درهم؟ فقال: لا بأس بذلك إن أبي (عليه السلام)
كان أجرى على أهل المدينة مني وكان يقول هذا فيقولون إنما هذا الفرار لو جاء رجل
بدينار لم يعط ألف درهم ولو جاء بألف درهم لم يعط ألف دينار وكان يقول لهم: نعم
الشئ الفرار من الحرام إلى الحلال.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن
صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج مثله (2).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[10192] 8 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن فضالة، عن أبان الأحمر قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن (عليه السلام) عن الطاعون

(1) الكافي: 2 / 638 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 246 ح 9.
341

يقع في بلدة وأنا فيها أتحول عنها؟ قال: نعم قال: ففي القرية وأنا فيها أتحول
عنها؟ قال: نعم قال: ففي الدار وأنا فيها أتحول عنها؟ قال: نعم قلت: فإنا
نتحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الفرار من الطاعون كالفرار من الزحف، قال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما قال هذا في قوم كانوا يكونون في الثغور في نحو العدو فيقع
الطاعون فيخلون أماكنهم ويفرون منها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك فيهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10193] 9 - الصدوق، عن القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن محمد بن
عبد الله، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
الكبائر سبع فينا نزلت ومنا استحلت: فأولها الشرك بالله العظيم وقتل النفس التي
حرم الله وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين وقذف المحصنة والفرار من الزحف وإنكار
حقنا فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينا ما قال
فكذبوا الله وكذبوا رسوله وأشركوا بالله عز وجل، وأما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا
الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه، واما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله
لنا فأعطوه غيرنا، وأما عقوق الوالدين فقد أنزل الله عز وجل في كتابه النبي أولى بالمؤمنين
من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم فعقوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذريته وعقوا أمهم خديجة في
ذريتها، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة على منابرهم وأما الفرار من الزحف فقد
أعطوا أمير المؤمنين بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه وأما إنكار حقنا
فهذا ما لا يتنازعون فيه (2).
[10194] 10 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن البزنطي،
وابن أبي عمير معا، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما كان يوم أحد

(1) معاني الأخبار: 74.
(2) الخصال: 2 / 363 ح 56.
342

انهزم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لم يبق معه إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأبو دجانة
سماك بن خرشة فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا دجانة أما ترى قومك قال: بلى قال: الحق
بقومك قال: ما على هذا بايعت الله ورسوله قال: أنت في حل قال: والله لا تتحدث
قريش بأني خذلتك وفررت حتى أذوق ما تذوق فجزاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خيرا، وكان
علي (عليه السلام) كلما حملت طائفة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) استقبلهم وردهم حتى أكثر فيهم
القتل والجراحات حتى انكسر سيفه فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله إن
الرجل يقاتل بسلاحه وقد انكسر سيفي فأعطاه (عليه السلام) سيفه ذا الفقار فما زال يدفع به
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى اثر وأنكر، فنزل عليه جبرئيل وقال: يا محمد ان هذه لهي
المواساة من علي (عليه السلام) لك فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنه مني وأنا منه فقال جبرئيل (عليه السلام): وأنا
منكما وسمعوا دويا من السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10195] 11 - الصدوق بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
حديث:... وأحلم الناس من فر من جهال الناس، الحديث (2).
[10196] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ولعمري ما علي من قتال من
خالف الحق وخابط الغى من إدهان ولا إيهان فاتقوا الله عباد الله وفروا إلى الله من الله
وامضوا في الذي نهجه لكم وقوموا بما عصبه بكم فعلي ضامن لفلجكم آجلا إن لم
تمنحوه عاجلا (3).
[10197] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لما هرب مصقلة بن هبيرة
الشيباني إلى معاوية وكان قد ابتاع سبي بني ناجية من عامل أمير المؤمنين وأعتقهم

(1) علل الشرايع: 14.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 73 الرقم 41.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 24.
343

فلما طالبه بالمال خاس به وهرب إلى الشام: قبح الله مصقلة، فعل فعل السادة وفر
فرار العبيد فما أنطق مادحه حتى أسكته ولا صدق واصفه حتى بكته ولو أقام لأخذنا
ميسوره وانتظرنا بماله وفوره (1).
[10198] 14 - الطوسي بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتبه لمحمد بن أبي بكر:... عباد
الله إن الموت ليس منه فوت فاحذروا قبل وقوعه واعدوا له عدته فإنكم طرد الموت
إن أقمتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم وهو ألزم لكم من ظلكم، الموت معقود
بنواصيكم والدنيا تطوى خلفكم فأكثروا ذكر الموت عند ما تنازعكم إليه أنفسكم
من الشهوات وكفى بالموت واعظا وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا ما يوصي أصحابه
بذكر الموت فيقول: أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات حائل بينكم وبين
الشهوات... (2).
[10199] 15 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي الطيب محمد بن
الحسين اللخمي، عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن منصور بن أبي بريرة، عن نوح
ابن دراج، عن ثابت بن أبي صفية، عن يحيى بن أم الطويل، عن نوف بن عبد الله
البكالي قال: قال لي علي (عليه السلام): يا نوف خلقنا من طينة طيبة وخلق شيعتنا من طينتنا
فإذا كان يوم القيامة الحقوا بنا قال نوف: فقلت: صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين،
فبكى لذكري شيعته وقال: يا نوف والله الحلماء العلماء بالله ودينه، العاملون بطاعته
وأمره، المهتدون بحبه أنضاء عبادة، أحلاس زهادة، صفر الوجوه من التهجد،
عمش العيون من البكاء، ذبل الشفاه من الذكر، خمص البطون من الطوى، تعرف
الربانية في وجوههم والرهبانية في سمتهم، مصابيح كل ظلمة وريحان كل قبيل،
لا يثنون من المسلمين سلفا ولا يقفون لهم خلفا شرورهم مكنونة وقلوبهم محزونة

(1) نهج البلاغة: الخطبة 44.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 31 / 27 الرقم 31.
344

وأنفسهم عفيفة وحوائجهم خفيفة، أنفسهم منهم في عناء والناس منهم في راحة،
فهم الكاسة الألباء، والخالصة النجباء، وهم الرواغون فرارا بدينهم، إن شهدوا لم
يعرفوا، وان غابوا لم يفتقدوا، أولئك شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون ألا هاه
شوقا إليهم (1).
[10200] 16 - الشيخ الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن
صالح بن فيض، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي حمزة قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: مهما أبهمت عنه البهائم فلم تبهم عن
أربع: معرفتها بالرب عز وجل ومعرفتها بالمرعى الخصب ومعرفتها بالأنثى عن الذكر
ومعرفتها بالموت والفرار منه (2).
[10201] 17 - نصر بن مزاحم المنقري، عن عمر بن سعد، عن مالك بن أعين، عن
زيد بن وهب ان عليا (عليه السلام) لما رأى يوم صفين ميمنته قد عادت إلى مواقفها ومصافها
وكشف من بإزائها حتى ضاربوهم في مواقفهم ومراكزهم أقبل حتى انتهى إليهم فقال:
إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم، يحوزكم الجفاة الطغام وأعراب أهل
الشام وأنتم لهاميم العرب والسنام الأعظم وعمار الليل بتلاوة القرآن وأهل دعوة الحق
إذ ضل الخاطئون، فلو لا إقبالكم بعد إدباركم وكركم بعد انحيازكم وجب عليكم
ما وجب على المولى يوم الزحف دبره وكنتم فيما أرى من الهالكين، ولقد هون علي
بعض وجدي وشفي بعض أحاح نفسي، أني رأيتكم بأخرة حزتموهم كما حازوكم
وأزلتموهم من مصافهم كما أزالوكم تحوزونهم بالسيوف ليركب أولهم آخرهم كالإبل
المطردة الهيم فالآن فاصبروا، أنزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين وليعلم
المنهزم أنه مسخط لربه وموبق نفسه وفي الفرار موجدة لله عليه، والذل اللازم [له،

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والعشرون ح 3 / 576 ح 1189.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس والعشرون ح 4 / 594 الرقم 1230.
345

والعار الباقي، واعتصار الفئ من يده] وفساد العيش، وان الفار لا يزيد الفرار في
عمره ولا يرضي ربه، فموت الرجل محقا قبل إتيان هذه الخصال خير من الرضا
بالتلبس بها والإقرار عليها (1).
[10202] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: فر من
المجنون فرارك من الأسد (2).
[10203] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفرار في أوانه يعدل الظفر في
زمانه (3).
[10204] 20 - المجلسي رفعه إلى الحسن (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من فر بدينه من
أرض إلى أرض وإن كان شبرا من الأرض استوجبت الجنة وكان رفيق إبراهيم
ومحمد صلى الله عليهما وآلهما (4).

(1) وقعة صفين: 256، ونقل عنه في بحار الأنوار: 97 / 28.
(2) جامع الأحاديث: 105.
(3) غرر الحكم: ح 2003.
(4) بحار الأنوار: 19 / 31 ح 15.
346

الفراسة
[10205] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل
(إن في ذلك لآيات للمتوسمين) (1) قال: هم الأئمة (عليهم السلام)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل في قول الله تعالى (إن في ذلك لآيات
للمتوسمين) (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ورويها العياشي في تفسيره: 2 / 247 ح 28.
[10206] 2 - الصدوق، عن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري،
عن الحسن بن الجهم قال:... سئل من الرضا (عليه السلام) ما وجه أخباركم بما في قلوب
الناس؟ قال: أما بلغك قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟
قال: بلى قال: فما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ
استبصاره وعلمه وقد جمع الله للأئمة ما فرقه في جميع المؤمنين وقال عز وجل في كتابه:
(ان في ذلك لآيات للمتوسمين) فأول المتوسمين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم علي بن أبي
طالب (عليه السلام) من بعده ثم الحسن والحسين (عليهما السلام) والأئمة من ولد الحسين (عليهم السلام) إلى يوم
القيامة، الخبر (3).
[10207] 3 - المفيد رفعه عن الصادق (عليه السلام) انه قال: المؤمن هاشمي لأنه هشم الضلال

(1) سورة الحجر: 75.
(2) الكافي: 1 / 218 ح 3.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 200 ح 1.
347

والكفر والنفاق والمؤمن قرشي لأنه أقر للشيء ونحن الشئ وأنكر لا شئ الدلام
واتباعه والمؤمن نبطي لأنه استنبط الأشياء تعرف الخبيث عن الطيب والمؤمن عربي
لأنه عرب عنا أهل البيت والمؤمن أعجمي لأنه أعجم عن الدلام فلم يذكره بخير
والمؤمن فارسي لأنه تفرس في الأسماء لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله
أبناء فارس يعني به المتفرس فاختار منها أفضلها واعتصم بأشرفها وقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله (1).
[10208] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية: أما
بعد فإني على التردد في جوابك والاستماع إلى كتابك لموهن رأيي ومخطئ فراستي
وإنك إذ تحاولني الأمور وتراجعني السطور كالمستثقل النائم تكذبه أحلامه والمتحير
القائم يبهظه مقامه لا يدري أله ما يأتي أم عليه ولست به غير أنه بك شبيه واقسم بالله
إنه لولا بعض الاستبقاء لوصلت إليك مني قوارع تقرع العظم وتهلس اللحم واعلم أن
الشيطان قد ثبطك عن أن تراجع أحسن أمورك وتأذن لمقال نصيحتك والسلام
لأهله (2).
[10209] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب للأشتر النخعي في عهده:...
ثم لا يكن اختيارك إياهم (كتابك) على فراستك واستنامتك وحسن الظن منك فإن
الرجال يتعرضون لفراسات الولاة بتصنعهم وحسن خدمتهم وليس وراء ذلك من
النصيحة والأمانة شئ ولكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك فاعمد لأحسنهم كان
في العامة أثرا وأعرفهم بالأمانة وجها فإن ذلك دليل على نصيحتك لله ولمن وليت
أمره... (3).
إن لهذا العهد سند معتبر.

(1) الاختصاص: 143.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 73.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
348

[10210] 6 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن
الثالث (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال قال الباقر (عليه السلام): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله
ثم تلا هذه الآية (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) (1).
[10211] 7 - الصفار، عن محمد بن عيسى، عن سليمان الجعفري قال كنت عند
أبي الحسن (عليه السلام) قال: يا سليمان اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله فسكت، حتى
أصبت خلوة فقلت: جعلت فداك سمعتك تقول: اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور
الله، قال: نعم يا سليمان إن الله خلق المؤمن من نوره وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم
لنا بالولاية والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة وإنما ينظر بذلك
النور الذي خلق منه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10212] 8 - الصفار، عن أبي طالب، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: (ان في ذلك لآيات للمتوسمين) قال: هم
الأئمة (عليهم السلام)، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله لقول الله
(ان في ذلك لآيات للمتوسمين) (3).
[10213] 9 - البرقي، عن أبيه، عن سليمان الجعفري، عن الرضا (عليه السلام) قال: قال لي:
يا سليمان ان الله تبارك وتعالى خلق المؤمن من نوره وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم
لنا بالولاية فالمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة فاتقوا فراسة المؤمن
فإنه ينظر بنور الله الذي خلق منه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 21 / 294 الرقم 574.
(2) بصائر الدرجات: 79 ح 1.
(3) بصائر الدرجات: 357 ح 11.
(4) المحاسن: 131.
349

[10214] 10 - الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم وفراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى (1).
راجع في هذا المجال بصائر الدرجات: 354، والبرهان في تفسير القرآن:
3 / 378، وبحار الأنوار: 64 / 73، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 244،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) النوادر: 8.
350

الفراش
[10215] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن قول أمير المؤمنين
صلوات الله عليه: والله لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش؟ قال: في
سبيل الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10216] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن عبد الكريم بن عمرو، والخثعمي، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن عليا تزوج فاطمة (عليها السلام) على جرد برد ودرع وفراش كان من
أهاب كبش (2).
الجرد بالفتح: البردة المتجردة الخلق. الإهاب: الجلود. وفي هذا المجال راجع
الكافي: 5 / 377 باب ما تزوج عليه أمير المؤمنين فاطمة (عليهما السلام).
[10217] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الشيخ الزاني والديوث والمرأة
تؤطى فراش زوجها (3).

(1) الكافي: 5 / 53 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 377 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 537 ح 7.
351

الرواية موثقة سندا.
[10218] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
إسحاق بن أبي الهلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أخبركم
بكبر الزنا؟ قالوا: بلى قال: هي امرأة تؤطى فراش زوجها فتأتي بولد من غيره
فتلزمه زوجها فتلك التي لا يكلمها الله ولا ينظر إليها يوم القيامة ولا يزكيها ولها
عذاب أليم (1).
[10219] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف
ابن سابق، أو رجل، عن شريف، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
لما أقام العالم الجدار أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى (عليه السلام): أني مجازي الأبناء بسعي
الآباء إن خيرا فخير وإن شرا فشر، لا تزنوا فتزني نساؤكم ومن وطئ فراش امرء
مسلم وطئ فراشه كما تدين تدان (2).
[10220] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حماد بن عيسى قال: نظر
أبو عبد الله (عليه السلام) إلى فراش في دار رجل فقال: فراش للرجل وفراش لأهله وفراش
لضيفه وفراش للشيطان (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10221] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه ان
أمير المؤمنين (عليه السلام) قضى في رجل وامرأة ماتا جميعا في الطاعون ماتا على فراش واحد
ويد الرجل ورجله على المرأة فجعل الميراث للرجل وقال: إنه مات بعدها (4).

(1) الكافي: 5 / 543 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 553 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 479 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 138 ح 6.
352

[10222] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، وحميد بن
زياد، عن ابن سماعة جميعا، عن صفوان، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن رجلين وقعا على جارية في طهر واحد لمن يكون الولد؟ قال: للذي
عنده لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الولد للفراش وللعاهر الحجر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10223] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما رجل وقع على وليدة قوم حراما ثم اشتراها
ثم ادعى ولدها فإنه لا يورث منه شئ فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الولد للفراش
وللعاهر الحجر ولا يورث ولد الزنا إلا رجل يدعي ابن وليدته وأيما رجل أقر بولده ثم
انتفى منه فليس ذلك له ولا كرامة يلحق به ولده إذا كان من امرأته أو وليدته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10224] 10 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من لم يبال ما قال وما قيل فيه
فهو شرك شيطان ومن لم يبال أن يراه الناس مسيئا فهو شرك شيطان، ومن اغتاب
أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة الحرام وشهوة
الزنا فهو شرك شيطان، ثم قال (عليه السلام): لولد الزنا علامات: أحدها بغضنا أهل البيت،
وثانيها انه يحن إلى الحرام الذي خلق منه، وثالثها الاستخفاف بالدين، ورابعها سوء
المحضر للناس، ولا يسيء محضر إخوانه إلا من ولد على غير فراش أبيه أو من حملت
به أمه في حيضها (3).
[10225] 11 - الصدوق، عن الوراق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم

(1) الكافي: 5 / 491 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 163 ح 1.
(3) الفقيه: 4 / 417 ح 5909.
353

الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوجدته يبكي بكاء شديدا فقلت: فداك
أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟ فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت
نساء من نساء أمتي في عذاب شديد فأنكرت شأنهن فبكيت لما رأيت من شدة
عذابهن رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها ورأيت امرأة معلقة بلسانها
والحميم يصب في حلقها ورأيت امرأة معلقة بثدييها ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها
والنار توقد من تحتها ورأيت امرأة قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات
والعقارب ورأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من
منخرها وبدنها متقطع من الجذام والبرص ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من
نار ورأيت امرأة يقطع لحم جسدها من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار ورأيت
امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها ورأيت امرأة رأسها رأس خنزير
وبدنها بدن الحمار وعليها ألف ألف لون من العذاب ورأيت امرأة على صورة الكلب
والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من
نار، فقالت فاطمة (عليها السلام): حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى
وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي
شعرها من الرجال وأما المعلقة بلسانها فإنها كانت تؤذي زوجها وأما المعلقة بثدييها
فإنها كانت تمتنع من فراش زوجها وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها
بغير اذن زوجها وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس وأما
التي شد يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء
قذرة الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت تستهين
بالصلاة وأما العمياء الصماء الخرساء فإنها كانت تلد من الزنا فتعلقه في عنق زوجها
وأما التي كانت يقرض لحمها بالمقاريض فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال وأما
354

التي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنها كانت قوادة وأما التي
كانت رأسها رأس خنزير وبدنها بدن الحمار فإنها كانت نمامة كذابة وأما التي كانت
على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة
حاسدة، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضي عنها
زوجها (1).
[10226] 12 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن أحمد القلانسي، عن عبد الله بن محمد،
عن عبد الرحمن بن صالح، عن موسى بن عمران، عن أبي إسحاق السبيعي، عن زيد
ابن أرقم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بغدير خم يقول: ان الصدقة لا تحل لي ولا
لأهل بيتي لعن الله من ادعى إلى غير أبيه لعن الله من تولى إلى غير مواليه، الولد
لصاحب الفراش وللعاهر الحجر وليس لوارث وصية، ألا وقد سمعتم مني
ورأيتموني، ألا من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار، ألا وأني فرط لكم
على الحوض ومكاثر بكم الأمم يوم القيامة فلا تسودوا وجهي، ألا لأستنقذن رجالا
من النار وليستنقذن من يدي أقوام، إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ألا من
كنت مولاه فهذا علي مولاه (2).
[10227] 13 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي الفضل، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن
صفوان، عن محفوظ بن بحر، عن الهيثم بن جميل، عن قيس بن الربيع، عن حكيم بن
جبير، عن علي بن الحسين (عليه السلام) في قوله عز وجل (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء
مرضات الله) (3) قال: نزلت في علي (عليه السلام) حين بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 10.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 48 / 227 الرقم 398.
(3) سورة البقرة: 207.
(4) أمالي الطوسي: المجلس السادس عشر ح 2 / 446 الرقم 996.
355

[10228] 14 - الطوسي رفعه وقال: روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: الموت طالب
ومطلوب لا يعجزه المقيم ولا يفوته الهارب فقدموا ولا تتكلموا فإنه ليس من الموت
محيص أنكم إن لم تقتلوا تموتوا والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف على الرأس
أهون من الموت على فراش (1).
[10229] 15 - البرقي، عن اليقطيني، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان لعلي بيت ليس فيه شئ إلا فراش وسيف ومصحف وكان
يصلي فيه، أو قال: كان يقيل فيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10230] 16 - الحميري، عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
قال: كان فراش علي وفاطمة حين دخلت عليه إهاب كبش إذا أرادا أن يناما عليه
قلباه فناما على صوفه. قال: وكانت وسادتهما أدما حشوها ليف. قال: وكان
صداقها درعا من حديد (3).
الادم: جمع أديم، وهو الجلد المدبوغ.
[10231] 17 - الرضي (رضي الله عنه) باسناد مرفوع قال: قال ابن الكواء لأمير المؤمنين (عليه السلام):
أين كنت حيث ذكر الله نبيه وأبا بكر فقال: (ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول
لصاحبه لا تحزن ان الله معنا) (4) فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ويلك يا ابن الكواء كنت
على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد طرح علي برده فأقبلت قريش مع كل رجل منهم
هراوة فيها شوكها فلم يبصروا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث خرج فاقبلوا علي يضربوني بما

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 28 / 216 الرقم 378.
(2) المحاسن: 612.
(3) قرب الاسناد: 112 ح 388.
(4) سورة التوبة: 40.
356

في أيديهم حتى تنفط جسدي وصار مثل البيض ثم انطلقوا بي يريدون قتلي، فقال
بعضهم: لا تقتلوه الليلة ولكن أخروه واطلبوا محمدا، قال: فأوثقوني بالحديد
وجعلوني في بيت واستوثقوا مني ومن الباب بقفل فبينا أنا كذلك إذ سمعت صوتا من
جانب البيت يقول: يا علي فسكن الوجع الذي كنت أجده وذهب الورم الذي كان في
جسدي، ثم سمعت صوتا آخر يقول: يا علي فإذا الذي في رجلي قد تقطع ثم سمعت
صوتا آخر يقول: يا علي فإذا الباب قد تساقط ما عليه وفتح فقمت وخرجت وقد
كانوا جاؤوا بعجوز كمهاء لا تبصر ولا تنام تحرس الباب فخرجت عليها وهي لا تعقل
من النوم (1).
تنفط: قرح أو تجمع فيه بين الجلد واللحم ماء. كمهاء: عمياء ونحوها.
[10232] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ساحة الحرب بصفين:...
إن الموت طالب حثيث لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب، إن أكرم الموت القتل،
والذي نفس ابن أبي طالب بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على الفراش
في غير طاعة الله... (2).
[10233] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الزموا الأرض واصبروا
على البلاء ولا تحركوا بأيديكم وسيوفكم في هوى ألسنتكم ولا تستعجلوا بما لم
يعجله الله لكم. فإنه من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق
رسوله وأهل بيته مات شهيدا ووقع أجره على الله واستوجب ثواب ما نوى من
صالح عمله وقامت النية مقام إصلاته لسيفه فإن لكل شئ مدة
وأجلا (3).

(1) خصائص الأئمة: 58.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 123.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 190.
357

[10234] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:...
أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر وقد
علمتم موضعي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في
حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره ويكنفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني
عرفه وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول ولا خطلة
في فعل... (1).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
358

الفراغ
[10235] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن
ذكره، عن بشير الدهان قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن الله جل وعز
يبغض العبد النوام الفارغ (1).
[10236] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن ابن سنان، عن عبد الله بن مسكان، وصالح النيلي، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يبغض كثرة النوم وكثرة الفراغ (2).
[10237] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): خلتان كثير من الناس فيهما مفتون: الصحة
والفراغ (3).
الرواية معتبرة الإسناد. خلتان: أي خصلتان.
[10238] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الساعة التي يستجاب
فيها الدعاء يوم الجمعة ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في
الصفوف وساعة أخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) و (2) الكافي: 5 / 84 ح 2 و 3.
(3) الكافي: 8 / 152 ح 136.
(4) الكافي: 3 / 414 ح 4.
359

[10239] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خصلتان
كثير من الناس مفتون فيهما: الصحة والفراغ (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10240] 6 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن
الحكم بن مسكين، عن أبي خالد الكعبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: أيما امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا نظر
الله عز وجل إليها ومن نظر الله إليه لم يعذبه، فقالت أم سلمة رضي الله عنها: ذهب الرجال
بكل خير فأي شئ للنساء المساكين؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): بلى إذا حملت المرأة كانت بمنزلة
الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله فإذا وضعت كان لها من الأجر ما لا
تدري ما هو لعظمه فإذا أرضعت كان لها بكل مصه كعدل عتق محرر من ولد إسماعيل
فإذا فرغت من رضاعه ضرب ملك على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غفر
لك (2).
[10241] 7 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (عليه السلام) أنه قال: الصحة والفراغ نعمتان
مكفورتان (3).
[10242] 8 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن يكن الشغل مجهدة فاتصال
الفراغ مفسدة (4).
[10243] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: فرغ

(1) الخصال: 1 / 34 ح 6.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والستون ح 7 / 496 الرقم 678.
(3) الفقيه: 4 / 381 ح 5829.
(4) الارشاد: 1 / 298.
360

قلبك لما خلق له (1).
[10244] 10 - ابن فهد الحلي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أكسل الناس عبد صحيح
فارغ لا يذكر الله بشفة ولا لسان (2).
[10245] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مع الفراغ تكون الصبوة (3).
[10246] 12 - المجلسي نقلا من كنز الكراجكي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أنا زعيم
بثلاث لمن أكب على الدنيا: بفقر لا غناء له وبشغل لا فراغ له وبهم وحزن لا انقطاع
له (4).

(1) جامع الأحاديث: 105.
(2) عدة الداعي: 25، ونقل عنه في بحار الأنوار: 90 / 302.
(3) غرر الحكم: ح 9743.
(4) بحار الأنوار: 70 / 81.
361

الفرج
[10247] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد، عمن حدثه عن
المفضل بن عمر، ومحمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن
بعض أصحابه، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أقرب ما يكون العباد
من الله جل ذكره وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله جل وعز ولم يظهر لهم ولم
يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون انه لم تبطل حجة الله جل ذكره ولا ميثاقه فعندها
فتوقعوا الفرج صباحا ومساء فإن أشد ما يكون غضب الله على أعدائه إذا افتقدوا
حجته ولم يظهر لهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون ولو علم أنهم يرتابون ما غيب
حجته عنهم طرفة عين ولا يكون ذلك إلا على رأس شرار الناس (1).
[10248] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن أيوب بن نوح، عن
أبي الحسن الثالث (عليه السلام) قال: إذا رفع علمكم من بين أظهركم فتوقعوا الفرج من تحت
أقدامكم (2).
[10249] 3 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وأنت ممن
يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره (3).

(1) الكافي: 1 / 333 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 341 ح 24.
(3) الكافي: 1 / 371 ح 3.
362

[10250] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة الغنوي إلي
يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) في دعاء يعلمه يرجو به الفرج فكتب إلي: أما
ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له يلزم: «يا من يكفي من
كل شئ ولا يكفي منه شئ اكفني ما أهمني مما أنا فيه» فإني أرجو أن يكفي ما هو فيه
من الغم إن شاء الله تعالى، فأعلمته ذلك فما أتى عليه إلا قليل حتى خرج من
الحبس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10251] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أدركت الرجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج:
«لا اله إلا الله الحليم الكريم، لا اله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات
السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم
والحمد لله رب العالمين» قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام): لو أدركت عكرمة عند الموت
لنفعته، فقيل لأبي عبد الله (عليه السلام): بماذا كان ينفعه؟ قال: يلقنه ما أنتم عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10252] 6 - الصدوق، عن الدقاق، عن محمد بن هارون الرؤياني، عن عبد العظيم
الحسني، قال: دخلت على سيدي محمد بن علي (عليه السلام) وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو
المهدي أو غيره؟ فابتدأني فقال: يا أبا القاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن
ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره وهو الثالث من ولدي والذي بعث محمدا بالنبوة
وخصنا بالإمامة أنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج

(1) الكافي: 2 / 560 ح 14.
(2) الكافي: 3 / 122 ح 3.
363

فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وأن الله تبارك وتعالى يصلح أمره
في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسى (عليه السلام) ليقتبس لأهله نارا فرجع وهو رسول نبي ثم
قال (عليه السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج (1).
[10253] 7 - الصدوق بإسناده إلى حديث الأربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
انتظروا الفرج ولا تيأسوا من روح الله فإن أحب الأعمال إلى الله عز وجل انتظار الفرج
ما دام عليه العبد المؤمن، الحديث (2).
[10254] 8 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن
ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن الباقر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل العبادة انتظار الفرج (3).
[10255] 9 - الصدوق، عن المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر
ابن معروف، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن موسى بن بكر، عن
محمد الواسطي، عن أبي الحسن (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أفضل
أعمال أمتي انتظار الفرج من الله عز وجل (4).
[10256] 10 - الصدوق، عن المظفر العلوي، عن العياشي، عن عمران، عن محمد بن عبد
الحميد، عن محمد بن الفضيل، عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن شئ من الفرج،
فقال: أليس انتظار الفرج من الفرج ان الله عز وجل يقول: (فانتظروا إني معكم من
المنتظرين) (5) (6).

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 377 ح 1.
(2) الخصال: 2 / 616.
(3) كمال الدين وتمام النعمة: 1 / 287 ح 6.
(4) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 644 ح 3.
(5) سورة الأعراف: 71. و سورة يونس: 102.
(6) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 645 ح 4.
364

[10257] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي،
عن علي بن محمد بن زياد قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن الفرج، فكتب
إلي: إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج (1).
[10258] 12 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: سمعت أبا علي محمد بن
همام يقول: سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول: خرج توقيع بخطه
أعرفه: «من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله».
قال أبو علي محمد بن همام: وكتبت أسأله عن ظهور الفرج فخرج إلي «كذب
الوقاتون» (2).
[10259] 13 - الصدوق، عن المظفر العلوي، عن العياشي، عن خلف بن حامد، عن
سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين، عن البزنطي قال: قال الرضا (عليه السلام): ما أحسن
الصبر وانتظار الفرج أما سمعت قول الله تعالى ف‍ (ارتقبوا إني معكم رقيب) (3)
فعليكم بالصبر فإنه إنما يجيئ الفرج على اليأس فقد كان الذين من قبلكم أصبر
منكم (4).
[10260] 14 - الصدوق بإسناد لا بأس به عن الرضا (عليه السلام) فيما كتب للمأمون في محض
الإسلام:... ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية وأن من دينهم الورع والعفة
والصدق والصلاح والاستقامة والاجتهاد وأداء الأمانة إلى البر والفاجر وطول
السجود وصيام النهار وقيام الليل واجتناب المحارم وانتظار الفرج بالصبر وحسن
العزاء وكرم الصحبة ثم الحديث (5).

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 20 / 380 ح 3.
(2) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 483 ح 3.
(3) سورة هود: 93.
(4) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 645 ح 5.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 122.
365

[10261] 15 - الصدوق بإسناده عن ثعلبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد
الواسطي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله لقد
تركنا أسواقنا انتظارا لهذا الأمر، فقال (عليه السلام): يا عبد الحميد أترى من حبس نفسه على
الله عز وجل لا يجعل الله له مخرجا؟ بلى والله ليجعلن الله له مخرجا، رحم الله عبدا حبس
نفسه علينا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا، قال: قلت: فإن مت قبل ادراك القائم؟ قال:
القائل منكم أن لو أدركت قائم آل محمد نصرته كان كالمقارع بين يديه بسيفه لا بل
كالشهيد معه (1).
[10262] 16 - الطوسي بإسناده عن الفضل، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال:
سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن شئ من الفرج، فقال: أو لست تعلم أن انتظار الفرج من
الفرج؟ قلت: لا أدري إلا أن تعلمني، فقال: نعم انتظار الفرج من الفرج (2).
[10263] 17 - الطوسي قال: روي عن جابر الجعفي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): متى يكون
فرجكم؟ فقال: هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا -
يقولها ثلاثا - حتى يذهب الكدر ويبقى الصفو (3).
[10264] 18 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي جعفر محمد بن سفيان
البزوفري، عن علي بن محمد، عن الفضل بن شاذان، عن أحمد بن محمد وعبيس بن
هشام، عن كرام، عن الفضيل قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) هل لهذا الأمر وقت؟ فقال:
كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون (4).
[10265] 19 - الطوسي بهذا الاسناد عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي نجران، عن
صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) كمال الدين وتمام النعمة: 2 / 644 ح 2.
(2) الغيبة: 276.
(3) الغيبة: 206.
(4) الغيبة: 261.
366

قال: من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن أن تكذبه فلسنا نوقت لأحد وقتا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10266] 20 - النعماني، عن الكليني، عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن محمد
ابن جمهور، عن صفوان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم) (2) فقال:
يا فضيل اعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر ومن
عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر كان بمنزلة من كان قاعدا في
عسكره لا بل بمنزلة من كان قاعدا تحت لوائه.
قال: ورواه بعض أصحابنا بمنزلة من استشهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الروايات في هذا المجال متظافرات، فإن شئت راجع كمال الدين وتمام النعمة:
2 / 644، وبحار الأنوار: 13 / 135 من طبع الكمباني و 52 / 122 من طبع
الحروفي بإيران، ومنتخب الأثر: 493، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الغيبة: 262.
(2) سورة الإسراء: 71.
(3) الغيبة: 329 ح 2.
367

الفرج
[10267] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
حنان بن سدير، عن أبيه قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن أفضل العبادة عفة البطن
والفرج (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10268] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان
البطن والفرج (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10269] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي:
الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10270] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن إسماعيل قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج

(1) الكافي: 2 / 79 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 79 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 79 ح 6.
368

فلا ينزلان متى يجب الغسل؟ فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فقلت:
التقاء الختانين هو غيبوبة الحشفة؟ قال: نعم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10271] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يحل الفرج بثلاث: نكاح بميراث ونكاح بلا ميراث ونكاح
ملك اليمين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10272] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن الحسن،
عن محمد بن زياد، عن أبان بن عثمان، والحسين بن أبي يوسف، عن عبد الملك بن
عمرو قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ما يحل للرجل من المرأة وهي حائض؟ قال: كل
شئ غير الفرج، قال ثم قال: إنما المرأة لعبة الرجل (3).
[10273] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن
يونس، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: حرمة الدبر
أعظم من حرمة الفرج إن الله أهلك أمة بحرمة الدبر ولم يهلك أحدا بحرمة الفرج (4).
[10274] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله أبي وأنا حاضر عن رجل تزوج
امرأة فأدخلت عليه فلم يمسها ولم يصل إليها حتى طلقها هل عليها عدة منه؟ فقال:
إنما العدة من الماء. قيل له: فإن كان واقعها في الفرج ولم ينزل؟ فقال إذا أدخله وجب

(1) الكافي: 3 / 46 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 364 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 539 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 543 ح 1.
369

الغسل والمهر والعدة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10275] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الفرج أمانة
والسمع أمانة والبصر أمانة واللسان أمانة والقلب أمانة ولا إيمان لمن لا أمانة
له (2).
[10276] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن الحسين بن أحمد بن أبي المغيرة، عن حيدر بن
محمد، عن محمد بن عمر الكشي، عن جعفر بن أحمد، عن أيوب بن نوح، عن نوح
ابن دراج، عن إبراهيم المخارقي قال: وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) ديني
فقلت: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله وأن عليا
إمام عدل بعده ثم الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت فقال:
رحمك الله ثم قال: اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء
الأمانة وعفة البطن والفرج تكونوا معنا في الرفيق الأعلى (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 6 / 109 ح 6.
(2) جامع الأحاديث: 105.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 34 / 222 الرقم 384.
370

الفرح
[10277] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) أنا وابن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة فقال ابتداء منه: يا ابن
أبي يعفور قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ست خصال من كن فيه كان بين يدي الله عز وجل وعن
يمين الله، فقال ابن أبي يعفور: وما هن جعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لأخيه ما
يحب لأعز أهله ويكره المرء المسلم لأخيه ما يكره لأعز أهله ويناصحه الولاية،
فبكى ابن أبي يعفور وقال كيف يناصحه الولاية؟ قال: يا ابن أبي يعفور إذا كان منه
بتلك المنزلة بثه همه ففرح لفرحه ان هو فرح وحزن لحزنه ان هو حزن وإن كان عنده
ما يفرج عنه فرج عنه وإلا دعا الله له قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاث لكم وثلاث
لنا ان تعرفوا فضلنا وان تطؤوا عقبنا وان تنتظروا عاقبتنا فمن كان هكذا كان بين يدي
الله عز وجل فيستضيئ بنورهم من هو أسفل منهم وأما الذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم
من دونهم لم يهنئهم العيش مما يرون من فضلهم، فقال ابن أبي يعفور: وما لهم لا يرون
وهم عن يمين الله؟ فقال: يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله أما بلغك الحديث أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: إن لله خلقا عن يمين العرش بين يدي الله وعن يمين الله
وجوههم أبيض من الثلج وأضوء من الشمس الضاحية يسأل السائل ما هؤلاء؟
فيقال: هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 172 ح 9.
371

[10278] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم
الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10279] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته عن الميت يزور أهله؟
قال: نعم فقلت: في كم يزور؟ قال: في الجمعة وفي الشهر وفي السنة على قدر
منزلته، فقلت: في أي صورة يأتيهم؟ قال: في صورة طائر لطيف يسقط على
جدرهم ويشرف عليهم فإن رآهم بخير فرح وإن رآهم بشر وحاجة حزن واغتم (2).
[10280] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة
وإن أردية الغزاة لسيوفهم.
وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أخبرني جبرئيل (عليه السلام) بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي قال:
يا محمد من غزا من امتك في سبيل الله فأصابه قطرة من السماء أو صداع كتب الله عز وجل له
شهادة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10281] 5 - الكليني، عن الحسن بن علي الهاشمي، عن محمد بن الحسين، عن محمد
ابن سنان، عن أبان، عن عبد الملك قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم تاسوعا
وعاشورا من شهر المحرم، فقال: تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه

(1) الكافي: 2 / 197 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 230 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 3 ح 3.
372

رضي الله عنهم بكربلا واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة
وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه
وأصحابه رضي الله عنهم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر ولا يمده أهل العراق،
بأبي المستضعف الغريب ثم قال: وأما يوم عاشورا فيوم أصيب فيه الحسين (عليه السلام)
صريعا بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله عراة أفصوم يكون في ذلك اليوم؟! كلا
ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل
السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل
الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم وذلك يوم بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا
بقعة الشام فمن صامه أو تبرك به حشره الله مع آل زياد ممسوخ القلب، مسخوط عليه
ومن ادخر إلى منزله ذخيرة أعقبه الله تعالى نفاقا في قلبه إلى يوم يلقاه وانتزع البركة
عنه وعن أهل بيته وولده وشاركه الشيطان في جميع ذلك (1).
[10282] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة
صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: للصائم
فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه (2).
[10283] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن محمد
القاساني، عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المدائني، عن سليمان بن جعفر الجعفري،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى على
الإناث أرأف منه على الذكور وما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة
إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة (3).

(1) الكافي: 4 / 147 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 65 ح 15.
(3) الكافي: 6 / 6 ح 7.
373

[10284] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف
ابن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من قبل ولده كتب الله له حسنة ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة ومن علمه
القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضئ من نورهما وجوه أهل الجنة (1).
[10285] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن منصور ابن
العباس، عن سعيد بن جناح، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الحميد بن علي الكوفي،
عن مهاجر الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر عيسى بن مريم (عليه السلام) على قرية قد
مات أهلها وطيرها ودوابها فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا بسخطة ولو ماتوا متفرقين
لتدافنوا، فقال الحواريون: يا روح الله وكلمته ادع الله أن يحييهم لنا فيخبرونا ما
كانت أعمالهم فنجتنبها، فدعا عيسى (عليه السلام) ربه فنودي من الجو: أن نادهم، فقام
عيسى (عليه السلام) بالليل على شرف من الأرض فقال: يا أهل هذه القرية فأجابه منهم
مجيب: لبيك يا روح الله وكلمته فقال: ويحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة
الطاغوت وحب الدنيا مع خوف قليل وأمل بعيد وغفلة في لهو ولعب، فقال: كيف
كان حبكم للدنيا؟ قال: كحب الصبي لامه إذا أقبلت علينا فرحنا وسررنا وإذا
أدبرت عنا بكينا وحزنا قال: كيف كانت عبادتكم للطاغوت؟ قال: الطاعة لأهل
المعاصي قال: كيف كان عاقبة أمركم؟ قال: بتنا ليلة في عافية وأصبحنا في الهاوية
فقال: وما الهاوية؟ فقال: سجين قال: وما سجين؟ قال: جبال من جمر توقد علينا
إلى يوم القيامة قال: فما قلتم وما قيل لكم؟ قال: قلنا: ردنا إلى الدنيا فنزهد فيها،
قيل لنا: كذبتم قال: ويحك كيف لم يكلمني غيرك من بينهم؟ قال: يا روح الله إنهم
ملجمون بلجام من نار بأيدي ملائكة غلاظ شداد وإني كنت فيهم ولم أكن منهم فلما

(1) الكافي: 6 / 49 ح 1.
374

نزل العذاب عمني معهم فأنا معلق بشعرة على شفير جهنم لا أدري أكبكب فيها أم
أنجو منها؟ فالتفت عيسى (عليه السلام) إلى الحواريين فقال: يا أولياء الله أكل الخبز اليابس
بالملح الجريش والنوم على المزابل خير كثير مع عافية الدنيا والآخرة (1).
[10286] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل
ابن زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، عن علي
بن الحسين (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما
بينهن: مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه
وفرحت بما استقبلته منه وإن كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك
فيه وأنت في يومك الذي أصبحت من غد في غرة ولا تدري لعلك لا تبلغه وإن بلغته
لعل حظك فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك.
فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه مفرط ويوم تنتظره لست أنت منه على يقين من
ترك التفريط وإنما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك أن عقلت وفكرت فيما
فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ومن سيئات
ألا تكون أقصرت عنها وأنت مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه وعلى
غير يقين من اكتساب حسنة أو مرتدع عن سيئة محبطة فأنت من يومك الذي
تستقبل على مثل يومك الذي استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا
يومه الذي أصبح فيه وليلته فاعمل أو دع والله المعين على ذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10287] 11 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن محمد
ابن سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن عبد الله بن عبد الرحمن

(1) الكافي: 2 / 318 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 453 ح 1.
375

الأصم، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب أحدكم حاجته
عند قبر أبيه وعند قبر أمه بما يدعو لهما (1).
[10288] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(واما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما) (2) فقال:
أما انه ما كان ذهبا ولا فضة وإنما كان أربع كلمات: لا اله إلا أنا، من أيقن بالموت لم
يضحك سنه، ومن أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلا الله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10289] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط
قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله عز وجل: (وكان
تحته كنز لهما) كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف
يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها
كيف يركن إليها؟ وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في
رزقه، فقلت: جعلت فداك أريد أن أكتبه قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها
بين يدي فتناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10290] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن

(1) الكافي: 3 / 229 ح 10.
(2) سورة الكهف: 82.
(3) الكافي: 2 / 58 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 59 ح 9.
376

أبي البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول يحزن عبدي المؤمن إن
قترت عليه وذلك أقرب له مني ويفرح عبدي المؤمن إن وسعت عليه وذلك أبعد له
مني (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10291] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده
المؤمن إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها (2).
[10292] 16 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن
محمد، عن شعيب بن عبد الله، عن بعض أصحابه رفعه قال: جاء رجل إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أوصني بوجه من وجوه البر أنجو به، قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها السائل استمع ثم استفهم ثم استيقن ثم استعمل، واعلم أن
الناس ثلاثة: زاهد وصابر وراغب، فأما الزاهد فقد خرجت الأحزان والأفراح من
قلبه فلا يفرح بشئ من الدنيا ولا يأسى على شئ منها فاته فهو مستريح، وأما
الصابر فإنه يتمناها بقلبه فإذا نال منها ألجم نفسه عنها لسوء عاقبتها وشنآنها لو
اطلعت على قلبه عجبت من عفته وتواضعه وحزمه، وأما الراغب فلا يبالي من أين
جاءته الدنيا من حلها أو من حرامها ولا يبالي ما دنس فيها عرضه وأهلك نفسه
وأذهب مروءته فهم في غمرة يضطربون (3).
[10293] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام): يا موسى لا تفرح بكثرة المال ولا

(1) الكافي: 2 / 141 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 436 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 455 ح 13.
377

تدع ذكري على كل حال فإن كثرة المال تنسي الذنوب وإن ترك ذكري يقسي
القلوب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10294] 18 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في السواك
اثنتا عشر خصلة: هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرب ويذهب
بالبلغم ويزيد في الحفظ ويبيض الأسنان ويضاعف الحسنات ويذهب بالحفر ويشد
اللثة ويشهي الطعام وتفرح به الملائكة (2).
[10295] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزهد بين كلمتين من القرآن قال
الله سبحانه: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم) (3) ومن لم يأس
على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه (4).
[10296] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تفرحن بسقطة غيرك
فإنك لا تدري ما يحدث بك الزمان (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 497 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 495 ح 6.
(3) سورة الحديد: 23.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 439.
(5) غرر الحكم: ح 10290.
378

الفرس
[10297] 1 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن نوح بن شعيب، عن
الدهقان، عن عروة بن أخي شعيب، عن شعيب، عن أبي بصير قال: سمعت الصادق
جعفر بن محمد (عليه السلام) يحدث عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يوما لأصحابه: أيكم يصوم الدهر؟ فقال سلمان (رحمه الله): أنا يا رسول الله، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فأيكم يحيي الليل؟ قال سلمان: أنا يا رسول الله، قال: فأيكم يختم
القرآن في كل يوم؟ فقال سلمان: أنا يا رسول الله، فغضب بعض أصحابه فقال:
يا رسول الله إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش قلت:
أيكم يصوم الدهر؟ فقال: أنا وهو أكثر أيامه يأكل وقلت: أيكم يحيى الليل؟ فقال:
أنا وهو أكثر ليلته نائم وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال: أنا وهو أكثر نهاره
صامت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنه ينبئك،
فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله أليس زعمت انك تصوم الدهر؟ فقال: نعم فقال:
رأيتك في أكثر نهارك تأكل، فقال: ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة في الشهر
وقال الله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (1) وأصل شعبان بشهر
رمضان فذلك صوم الدهر، فقال: أليس زعمت أنك تحيى الليل؟ فقال: نعم فقال:
أنت أكثر ليلتك نائم، فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول: من بات على طهر فكأنما أحيى الليل كله فأنا أبيت على طهر فقال: أليس

(1) سورة الأنعام: 160.
379

زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال: نعم قال: فأنت أكثر أيامك صامت،
فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي (عليه السلام):
يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل سورة التوحيد (قل هو الله أحد) فمن قرأها مرة قرأ
ثلث القرآن ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن ومن قراها ثلاثا فقد ختم القرآن،
فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الإيمان ومن أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا
الإيمان ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك بيده قد استكمل الإيمان، والذي بعثني
بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض كمحبة أهل السماء لك لما عذب أحد بالنار وأنا
أقرأ (قل هو الله أحد) في كل يوم ثلاث مرات فقام وكأنه قد ألقم حجرا (1).
[10298] 2 - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد، عن رجاء بن
سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) قال:
خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة بعد منصرفه من النهروان وبلغه
أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ثم قال: لولا آية في كتاب الله ما
ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا يقول الله عز وجل (واما بنعمة ربك فحدث) (2) اللهم
لك الحمد على نعمك التي لا تحصى وفضلك الذي لا ينسى يا أيها الناس إنه بلغني ما
بلغني وإني أراني قد اقترب أجلي وكأني بكم وقد جهلتم أمري وأنا تارك فيكم ما
تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء
وسيد النجباء والنبي المصطفى، يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي
بعدي إلا مفتر وأنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمه وسيف نقمته وعماد نصرته وبأسه
وشدته أنا رحى جهنم الدائرة، وأضراسها الطاحنة، أنا موتم البنين والبنات أنا

(1) أمالي الصدوق: المجلس التاسع ح 5 / 85 الرقم 54.
(2) سورة الضحى: 11.
380

قابض الأرواح وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين أنا مجدل الأبطال وقاتل
الفرسان ومبيد من كفر بالرحمن وصهر خير الأنام، أنا سيد الأوصياء ووصي خير
الأنبياء، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه وأنا زوج البتول سيدة
نساء العالمين فاطمة التقية الزكية البرة المهدية حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته
وريحانة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سبطاه خير الأسباط وولداي خير الأولاد هل أحد ينكر
ما أقول؟ أين مسلمو أهل الكتاب؟ أنا اسمى في الإنجيل «اليا» وفي التوراة «برئ»
وفي الزبور «ارى» وعند الهند «كبكر» وعند الروم «بطريسا» وعند الفرس
«حبتر» (1) وعند الترك «بثير» وعند الزنج «حيتر» وعند الكهنة «بوئ» وعند
الحبشة «بثريك» وعند أمي «حيدرة» وعند ظئري «ميمون» وعند العرب «علي»
وعند الأرمن «فريق» وعند أبي «ظهير» ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا
أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم يقول الله عز وجل: ان الله مع الصادقين أنا ذلك الصادق
وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة قال الله: (فاذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على
الظالمين) (2) أنا ذلك المؤذن وقال: (وأذان من الله ورسوله) (3) فأنا ذلك الأذان
وأنا المحسن يقول الله عز وجل: (ان الله لمع المحسنين) (4) وأنا ذو القلب فيقول
الله عز وجل: (ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) (5) وأنا الذاكر يقول الله عز وجل:
(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) (6) ونحن أصحاب الأعراف أنا
وعمي وأخي وابن عمي والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ولا يدخل

(1) في بعض النسخ: جبير وفي بعضها: جنتر وفي بعضها: جبتر.
(2) سورة الأعراف: 44.
(3) سورة التوبة: 3.
(4) سورة العنكبوت: 69.
(5) سورة ق: 37.
(6) سورة آل عمران: 191.
381

الجنة لنا مبغض يقول الله عز وجل: (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) (1)
وأنا الصهر يقول الله عز وجل: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا
وصهرا) (2) وأنا الأذن الواعية يقول الله عز وجل: (وتعيها أذن واعية) (3) وأنا السلم
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول الله عز وجل (ورجلا سلما لرجل) (4) ومن ولدي مهدي هذه
الأمة ألا وقد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون وبمحبتي امتحن الله المؤمنين هذا
عهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق وأنا صاحب لواء
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدنيا والآخرة ورسول الله فرطي وأنا فرط شيعتي والله لا عطش
محبي ولا خاف وليي أنا ولي المؤمنين والله وليي، حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله
وحسب مبغضي أن يبغضوا ما أحب الله ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني اللهم
اشدد وطأتك عليه وأنزل اللعنة على المستحق آمين رب العالمين رب إسماعيل وباعث
إبراهيم انك حميد مجيد ثم نزل (عليه السلام) عن أعواده فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم
لعنه الله.
قال جابر: سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه: أما قوله (عليه السلام) أنا اسمي في
الإنجيل «إليا» فهو علي بلسان العرب، وفي التوراة «برئ» قال: برئ من
الشرك، وعند الكهنة بويئ فهو من تبوأ مكانا وبوء غيره مكانا وهو الذي يبوئ
الحق منازله ويبطل الباطل ويفسده، وفي الزبور «ارى» وهو السبع الذي يدق العظم
ويفرس اللحم، وعند الهند «كبكر» قال: يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذكر فيها ان ناصره كبكر وهو الذي إذا أراد شيئا لج فيه فلم يفارقه
حتى يبلغه، وعند الروم بطريسا قال: هو مختلس الأرواح، وعند الفرس «حبتر»

(1) سورة الأعراف: 46.
(2) سورة الفرقان: 54.
(3) سورة الحاقة: 12.
(4) سورة الزمر: 29.
382

وهو البازي الذي يصطاد، وعند الترك «بثير» قال: هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في
شئ هتكه، وعند الزنج «حيتر» قال: هو الذي يقطع الأوصال، عند الحبشة
«بثريك» قال: هو المدمر على كل شئ أتى عليه، وعند أمي «حيدرة» قال: هو
الحازم الرأي الخبير النقاب النظار في دقائق الأشياء، وعند ظئري «ميمون» قال
جابر: أخبرني محمد بن علي (عليه السلام) قال: كانت ظئر علي (عليه السلام) التي أرضعته امرأة من بني
هلال خلفته في خبائها ومعه أخ له من الرضاعة وكان أكبر منه سنا بسنة إلا أياما
وكان عند الخباء قليب فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه فحبا علي (عليه السلام) خلفه
فتعلقت رجل علي (عليه السلام) بطنب الخيمة فجر الحبل حتى أتى على أخيه فتعلق بفرد قدميه
وفرد يديه أما اليد ففي فيه واما الرجل ففي يده فجاءته أمه فأدركته فنادت يا للحي
يا للحي يا للحي من غلام ميمون أمسك علي ولدي فأخذوا الطفل من عند رأس
القليب وهم يعجبون من قوته على صباه ولتعلق رجله بالطنب ولجره الطفل حتى
أدركوه فسمته أمه «ميمونا» أي مباركا فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق ميمون
وولده إلى اليوم، وعند الأرمن «فريق» قال: الفريق الجسور الذي يهابه الناس،
وعند أبي «ظهير» قال: كان أبوه يجمع ولده وولد اخوته ثم يأمرهم بالصراع وذلك
خلق في العرب فكان علي (عليه السلام) يحسر عن ساعدين له غليظين قصيرين وهو طفل ثم
يصارع كبار إخوته وصغارهم وكبار بني عمه وصغارهم فيصرعهم فيقول أبوه ظهر
علي فسماه ظهيرا، وعند العرب «علي» قال جابر: اختلف الناس من أهل المعرفة لم
سمي علي عليا؟ فقالت طائفة: لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهذا الاسم في العرب ولا
في العجم إلا أن يكون الرجل من العرب يقول: ابني هذا علي يريد به من العلو لا أنه
اسمه وإنما تسمى الناس به بعده وفي وقته، وقالت طائفة: سمي علي عليا لعلوه على
كل من بارزه، وقالت طائفة: سمي علي عليا لأن داره في الجنان تعلو حتى تحاذي
منازل الأنبياء وليس نبي يعلو منزله منزل علي، وقالت طائفة: سمي علي عليا لأنه
383

علا على ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقدميه طاعة لله عز وجل ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره
عند حط الأصنام من سطح الكعبة، وقالت طائفة: وإنما سمي عليا لأنه زوج في أعلى
السماوات ولم يزوج أحد من خلق الله عز وجل في ذلك الموضع غيره، وقالت طائفة: إنما
سمي علي عليا لأنه كان أعلى الناس علما بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[10299] 3 - القطب الراوندي رفعه وقال: روي عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لما قدمت ابنة يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس وخاتمتهم على عمر وأدخلت
المدينة استشرفت لها عذارى المدينة وأشرق المجلس بضوء وجهها ورأت عمر
فقالت: «آه بيروز باد هرمز» فغضب عمر وقال: شتمتني هذه العلجة وهم بها،
فقال له علي (عليه السلام): ليس لك إنكار على ما لا تعلمه فأمر أن ينادى عليها، فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يجوز بيع بنات الملوك وإن كن كافرات ولكن اعرض عليها أن
تختار رجلا من المسلمين حتى تتزوج منه وتحسب صداقها عليه من عطائه من بيت
المال يقوم مقام الثمن، فقال عمر: افعل وعرض عليها أن تختار فجالت فوضعت يدها
على منكب الحسين (عليه السلام) فقال: «چه نام داري أي كنيزك» يعني ما اسمك يا صبية
قالت: جهان شاه فقال: بل شهر بانويه قالت: تلك أختي قال: «راست گفتي» أي
صدقت ثم التفت إلى الحسين فقال: احتفظ بها وأحسن إليها فستلد لك خير أهل
الأرض في زمانه بعدك وهي أم الأوصياء الذرية الطيبة فولدت علي بن الحسين
زين العابدين (عليه السلام) ويروى أنها ماتت في نفاسها به وإنما اختارت الحسين (عليه السلام) لأنها
رأت فاطمة (عليها السلام) وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ولها قصة وهي أنها
قالت: رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين كأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دخل
دارنا وقعد مع الحسين (عليه السلام) خطبني له وزوجني منه فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي
وما كان لي خاطر غير هذا فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قد

(1) معاني الأخبار: 58 ح 9.
384

أتتني وعرضت علي الإسلام فأسلمت ثم قالت: إن الغلبة تكون للمسلمين وأنك
تصلين عن قريب إلى ابني الحسين سالمة لا يصيبك بسوء أحد، قالت: وكان من الحال
إني خرجت إلى المدينة ما مس يدي إنسان (1).
[10300] 4 - ابن فهد الحلي باسناده إلى المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:...
يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت وولاة الأمر ويظفره الله تعالى
بالدجال فيصلبه على كناسة الكوفة وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج لأنه
من أيامنا حفظه الفرس وضيعتموه، الحديث (2).
[10301] 5 - السروي قال: لما ورد بسبي الفرس إلى المدينة أراد عمر أن يبيع النساء وأن
يجعل الرجال عبيد العرب وعزم على أن يحمل العليل والضعيف والشيخ الكبير في
الطواف وحول البيت على ظهورهم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
أكرموا كريم قوم وإن خالفوكم وهؤلاء الفرس حكماء كرماء فقد ألقوا إلينا السلام
ورغبوا في الإسلام وقد أعتقت منهم لوجه الله حقي وحق بني هاشم، فقالت
المهاجرون والأنصار: قد وهبنا حقنا لك يا أخا رسول الله، فقال: اللهم فاشهد إنهم
قد وهبوا وقبلت وأعتقت، فقال عمر: سبق إليها علي بن أبي طالب (عليه السلام) ونقض
عزمتي في الأعاجم ورغب جماعة في بنات الملوك أن يستنكحوهن فقال
أمير المؤمنين: تخيرهن ولا تكرههن فأشار أكبرهم إلى تخيير شهربانويه بنت
يزدجرد فحجبت وأبت، فقيل لها: أيا كريمة قومها من تختارين من خطابك وهل أنت
راضية بالبعل؟ فسكتت فقال أمير المؤمنين: قد رضيت وبقي الاختيار بعد سكوتها
إقرارها فأعادوا القول في التخيير، فقالت: لست ممن يعدل عن النور الساطع
والشهاب اللامع الحسين ان كنت مخيرة، فقال أمير المؤمنين: لمن تختارين أن يكون

(1) الخرايج: 2 / 750 ح 67، ونقل عنه في بحار الأنوار: 52 / 308.
(2) المهذب البارع: 1 / 194.
385

وليك؟ فقالت: أنت، فأمر أمير المؤمنين حذيفة بن اليمان أن يخطب فخطب وزوجت
من الحسين.
قال ابن الكلبي: ولى علي بن أبي طالب حريث بن جابر الحنفي جانبا من
المشرق فبعث بنت يزدجرد بن شهريار بن كسرى فأعطاها علي ابنه الحسين (عليه السلام)
فولدت منه عليا.
وقال غيره: إن حريثا بعث إلى أمير المؤمنين ببنتي يزدجرد فأعطى واحدة لابنه
الحسين فأولدها علي بن الحسين (عليه السلام) وأعطى الأخرى محمد بن أبي بكر فأولدها
القاسم بن محمد فهما ابنا خالة (1).

(1) المناقب: 4 / 55 من الطبعة الحديثة.
386

الفرصة
[10302] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن بريد بن معاوية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن القسامة، فقال:
الحقوق كلها البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه إلا في الدم خاصة
فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بينما هو بخيبر إذ فقدت الأنصار رجلا منهم فوجدوه قتيلا فقالت
الأنصار: إن فلان اليهودي قتل صاحبنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للطالبين: أقيموا
رجلين عدلين من غيركم أقيدوه برمته فإن لم تجدوا شاهدين فأقيموا قسامة خمسين
رجلا أقيدوه برمته فقالوا: يا رسول الله ما عندنا شاهدان من غيرنا وإنا لنكره أن
نقسم على ما لم نره فوداه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عنده، وقال: إنما حقن دماء المسلمين
بالقسامة لكي إذا رأى الفاجر الفاسق فرصة من عدوه حجزه مخافة القسامة أن يقتل
به فكف عن قتله وإلا حلف المدعى عليه قسامة خمسين رجلا ما قتلنا ولا علمنا قاتلا
وإلا أغرموا الدية إذا وجدوا قتيلا بين أظهرهم إذا لم يقسم المدعون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10303] 2 - الصدوق، عن الدقاق، عن الصوفي، عن عبيد الله بن موسى الحبال، عن
محمد بن الحسين الخشاب، عن محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن
الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في رسالته إلى
سهل بن حنيف (رحمه الله):... والله ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين

(1) الكافي: 7 / 361 ح 4.
387

ذراعا بقوة جسدية ولا حركة غذائية لكني أيدت بقوة ملكوتية ونفس بنور ربها
مضيئة وأنا من أحمد كالضوء من الضوء والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت
ولو أمكنتني الفرصة من رقابها لما بقيت ومن لم يبال متى حتفه عليه ساقط فجنانه في
الملمات رابط (1).
[10304] 3 - الصدوق، عن البيهقي، عن الصولي، عن أحمد بن محمد بن إسحاق، عن
أبيه قال: لما بويع الرضا (عليه السلام) بالعهد اجتمع الناس إليه يهنئونه فأومأ إليهم فانصتوا ثم
قال بعد أن استمع كلامهم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب
لحكمه ولا راد لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور وصلى الله على محمد في
الأولين والآخرين وعلى آله الطيبين أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر ان أمير
المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه للرشاد عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل
أرحاما قطعت وآمن أنفسا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأغناها إذا افتقرت مبتغيا
رضى رب العالمين لا يريد جزاء من غيره وسيجزي الله الشاكرين ولا يضيع أجر
المحسنين وانه جعل إلي عهده والامرة الكبرى إن بقيت بعده فمن حل عقده أمر الله
تعالى بشدها وفصم عروة أحب الله إيثاقها فقد أباح حريمه وأحل حرمه إذ كان بذلك
زاريا على الإمام منتهكا حرمة الإسلام بذلك جرى السالف فصبر منه على الفلتات
ولم يتعرض بعدها على العزمات خوفا من شتات الدين واضطراب حمل المسلمين
ولقرب أمر الجاهلية ورصد المنافقين فرصة تنتهز وبائقة تبتدر وما أدري ما يفعل بي
ولا بكم إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين (2).
[10305] 4 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما سأل ابنه الحسن (عليه السلام) انه
قال:... فما الحزم؟ قال: أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك... قال: فما

(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والسبعون ح 11 / 604 الرقم 840.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 146 ح 17.
388

الجهل؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الاستكمان منها والامتناع عن الجواب
ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا، الحديث (1).
[10306] 5 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبيد الله بن الحسين بن
إبراهيم العلوي، عن محمد بن علي بن حمزة العلوي، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الهيبة خيبة والفرصة خلسة والحكمة ضالة
المؤمن فاطلبوها ولو عند المشرك تكونوا أحق بها وأهلها (2).
[10307] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لما قلد محمد بن أبي بكر مصر
فملكت عليه وقتل: وقد أردت تولية مصر هاشم بن عتبة ولو وليته إياها لما خلى لهم
العرصة ولا أنهزهم الفرصة بلا ذم لمحمد بن أبي بكر ولقد كان إلي حبيبا وكان لي
ربيبا (3).
[10308] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):... بادر
الفرصة قبل أن تكون غصة... ليس كل عورة تظهر ولا كل فرصة تصاب وربما
أخطاء البصير قصده وأصاب الأعمى رشده... (4).
[10309] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قرنت الهيبة بالخيبة والحياء
بالحرمان والفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير (5).
[10310] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إضاعة الفرصة غصة (6).
[10311] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من الخرق المعالجة قبل الإمكان

(1) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثلاثون ح 3 / 625 الرقم 1290.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 68.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 21.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 118.
389

والأناة بعد الفرصة (1).
[10312] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفرص تمر مر السحاب (2).
[10313] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه وصى لزياد بن النضر حين
أنفذه على مقدمته إلى صفين:... وإياك والعجلة إلا أن تمكنك فرصة وإياك أن تقاتل
إلا أن يبدأوك أو يأتيك أمري والسلام عليك ورحمة الله (3).
[10314] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي:... وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة ولا إمكان كالأيام الخالية مع
صحة الأبدان... وإياك والتفريط عند إمكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله
بالخسران (4).
البغية: مصدر، بغي الشئ أي طلبه.
[10315] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تعقب مكروها:
حملة البطل في الحرب في غير فرصة وإن رزق الظفر وشرب الدواء من غير علة وإن
سلم منه والتعرض للسلطان وإن ظفر الطالب بحاجته منه (5).
[10316] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفرصة غنم (6).
[10317] 16 - وعنه (عليه السلام): التودد ممدوحة في كل شئ إلا في فرص الخير (7).
[10318] 17 - وعنه (عليه السلام): التثبت خير من العجلة إلا في فرص البر (8).
[10319] 18 - وعنه (عليه السلام): الفرصة سريعة الفوت وبطيئة العود (9).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 363.
(2) خصائص الأئمة: 109.
(3) تحف العقول: 192.
(4) تحف العقول: 286.
(5) تحف العقول: 321.
(6) غرر الحكم: ح 193 و 1937 و 1949 و 2019.
(7) غرر الحكم: ح 193 و 1937 و 1949 و 2019.
(8) غرر الحكم: ح 193 و 1937 و 1949 و 2019.
(9) غرر الحكم: ح 193 و 1937 و 1949 و 2019.
390

[10320] 19 - وعنه (عليه السلام): بادر الفرصة قبل أن تكون غصة (1).
[10321] 20 - وعنه (عليه السلام): بادر البر فإن أعمال البر فرصة (2).
[10322] 21 - وعنه (عليه السلام): خذ من نفسك لنفسك وتزود من يومك لغدك واغتنم عفو الزمان
وانتهز فرصة الإمكان (3).
غفا الرجل: نام أو نعس أو نام نومة خفيفة.
[10323] 22 - وعنه (عليه السلام): عود الفرصة بعيد مرامها (4).
[10324] 23 - وعنه (عليه السلام): غافص الفرصة عند إمكانها فإنك غير مدركها بعد فوتها (5).
[10325] 24 - وعنه (عليه السلام): ليس كل فرصة تصاب (6).
[10326] 25 - وعنه (عليه السلام): من غافص الفرص أمن الغصص (7).
[10327] 26 - وعنه (عليه السلام): من قعد عن الفرصة أعجزه الفوت (8).
[10328] 27 - وعنه (عليه السلام): من أخر الفرصة عن وقتها فليكن على ثقة من فوتها (9).
[10329] 28 - وعنه (عليه السلام): من ناهز الفرصة أمن الغصة (10).
[10330] 29 - وعنه (عليه السلام): أفضل الرأي ما لم يفت الفرص ولم يورث الغصص (11).
[10331] 30 - وعنه (عليه السلام): ماضي يومك فائت وآتيه متهم ووقتك مغتنم فبادر فيه فرصة
الإمكان وإياك أن تثق بالزمان (12).

(1) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(2) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(3) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(4) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(5) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(6) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(7) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(8) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(9) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(10) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(11) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
(12) غرر الحكم: ح 4362 و 4363 و 5046 و 6340 و 6443 و 7468 و 8063 و 8404 و 8795 و 9239 و 3216 و 9840.
391

الفرق (1)
[10332] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حماد، عن أيوب
ابن هارون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يفرق شعره؟
قال: لا إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا طال شعره كان إلى شحمة اذنه (2).
[10333] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن عمرو بن ثابت، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قلت: إنهم يروون أن الفرق من السنة، قال: من السنة، قلت: يزعمون أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرق قال: ما فرق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا كان الأنبياء (عليهم السلام) تمسك الشعر (3).
[10334] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي نصر، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
الفرق من السنة؟ قال: لا قلت: فهل فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم قلت: كيف
فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يفرق كما فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أصاب سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا فلا، قلت له:
كيف ذلك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي
وأحرم أراه الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول: (لقد صدق الله رسوله

(1) أي الطريق في الشعر.
(2) الكافي: 6 / 485 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 486 ح 4.
392

الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم
ومقصرين لا تخافون) (1) فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن الله سيفي له بما أراه فمن ثم وفر
ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل
فلما خلقه لم يعد في توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[10335] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن داود بن الحسين، عن أبي العباس البقباق قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن الرجل يكون له وفرة أيفرقها أو يدعها؟ فقال: يفرقها (3).
[10336] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله
بمنشار من نار. وكان شعر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفره لم يبلغ الفرق (4).
في هذا المجال راجع الكافي: 6 / 485، وبحار الأنوار: 73 / 113 و 116، وقد
مر منا عنوان الشعر في محله.

(1) سورة الفتح: 26.
(2) الكافي: 6 / 486 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 485 ح 1.
(4) الفقيه: 1 / 129 ح 328.
393

الفرقة (1)
[10337] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن منصور بن
العباس، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بات آل محمد (عليهم السلام) بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء
تظلهم ولا أرض تقلهم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتر الأقربين والأبعدين في الله فبينا هم
كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة
الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة ونجاة من كل هلكة ودركا لما فات كل نفس
ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد
فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ان الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل
بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه وجعلكم تابوت علمه وعصا عزه
وضرب لكم مثلا من نوره وعصمكم من الزلل وآمنكم من الفتن فتعزوا بعزاء الله فإن
الله لم ينزع منكم رحمته ولن يزيل عنكم نعمته فأنتم أهل الله عز وجل الذين بهم تمت النعمة
واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة وأنتم أولياؤه فمن تولاكم فاز ومن ظلم حقكم زهق
مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير
فاصبروا لعواقب الأمور فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة واستودعكم
أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته أتاه الله صدقة فأنتم الأمانة المستودعة

(1) أي الافتراق.
394

ولكم المودة الواجبة والطاعة المفروضة وقد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أكمل لكم
الدين وبين لكم سبيل المخرج فلم يترك لجاهل حجة فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو
نسي أو تناسى فعلى الله حسابه والله من وراء حوائجكم واستودعكم الله والسلام
عليكم، فسألت أبا جعفر (عليه السلام): ممن أتاهم التعزية؟ فقال: من الله تبارك وتعالى (1).
[10338] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن صفوان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
تزوجوا وزوجوا ألا فمن حظ امرء مسلم إنفاق قيمة أيمة وما من شئ أحب إلى
الله عز وجل من بيت يعمر في الإسلام بالنكاح وما من شئ أبغض إلى الله عز وجل من بيت
يخرب في الإسلام بالفرقة يعني الطلاق ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل إنما وكد في
الطلاق وكرر فيه القول من بغضه الفرقة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10339] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يتزوج بعاجل وآجل، قال:
الآجل إلى موت أو فرقة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10340] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن زرارة قال: عدة المتعة خمسة وأربعون يوما كأني أنظر إلى
أبي جعفر (عليه السلام) يعقد بيده خمسة وأربعين فإذا جاز الأجل كانت فرقة بغير طلاق (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 1 / 445 ح 19.
(2) الكافي: 5 / 328 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 381 ح 11.
(4) الكافي: 5 / 458 ح 3.
395

[10341] 5 - الكليني، بإسناده إلى حديث جنود العقل والجهل عن أبي عبد الله (عليه السلام)
انه قال:... والألفة وضدها الفرقة... (1).
[10342] 6 - الصدوق بإسناده إلى القاسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان، ان
أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة
الطلاق ثلاثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلاث لرغبة تحدث أو سكون
غضب إن كان وليكن ذلك تخويفا وتأديبا للناس وزجرا لهن عن معصية أزواجهن
فاستحقت المرأة الفرقة والمباينة لدخولها فيما لا ينبغي من ترك طاعة زوجها وعلة
تحريم المرأة بعد تسع تطليقات فلا تحل له عقوبة لئلا يستخف بالطلاق ولا يستضعف
المرأة وليكون ناظرا في أموره متيقظا معتبرا وليكون يأسا لهما من الاجتماع بعد تسع
تطليقات (2).
[10343] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... إن الشيطان يسني لكم طرقه
ويريد أن يحل دينكم عقدة عقدة ويعطيكم بالجماعة الفرقة وبالفرقة الفتنة، فاصدقوا
عن نزغاته ونفثاته واقبلوا النصيحة ممن أهداها إليهم واعقلوها على أنفسكم (3).
[10344] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والزموا السواد الأعظم فإن
يد الله مع الجماعة وإياكم والفرقة، فإن الشاذ من الناس للشيطان كما أن الشاذ من الغنم
للذئب... (4).
[10345] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فإياكم والتلون في دين الله
فإن جماعة فيما تكرهون من الحق خير من فرقة فيما تحبون من الباطل وإن الله سبحانه لم

(1) الكافي: 1 / 23.
(2) الفقيه: 3 / 502 ح 4763.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 121.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 127.
396

يعط أحدا بفرقة خيرا ممن مضى ولا ممن بقي... (1).
[10346] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الزموا الجماعة واجتنبوا
الفرقة (2).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(2) غرر الحكم: ح 2488.
397

الفرقة (1)
[10347] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه في غزوة ذات الرقاع صلاة الخوف ففرق أصحابه فرقتين
أقام فرقة بإزاء العدو وفرقة خلفه فكبر وكبروا فقرء وانصتوا وركع فركعوا وسجد
فسجدوا ثم استتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائما وصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلم بعضهم على
بعض ثم خرجوا إلى أصحابهم فقاموا بإزاء العدو وجاء أصحابهم فقاموا خلف
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصلى بهم ركعة ثم تشهد وسلم عليهم فقاموا فصلوا لأنفسهم ركعة
ثم سلم بعضهم على بعض (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10348] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، وعبد الله
ابن بكير، عن سعيد بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الحمد لله صارت
فرقة مرجئة وصارت فرقة حرورية وصارت فرقة قدرية وسميتم الترابية وشيعة
علي، أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وآل رسول الله (عليهم السلام)
وشيعة آل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما الناس إلا هم، كان علي (عليه السلام) أفضل الناس بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأولى الناس بالناس حتى قالها ثلاثا (3).

(1) أي طائفة من الناس جمعها الفرق.
(2) الكافي: 3 / 456 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 80 ح 36.
398

[10349] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
(ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل هل يستويان
مثلا) (1) قال: أما الذي فيه شركاء متشاكسون فلان الأول يجمع المتفرقون ولايته
وهم في ذلك يلعن بعضهم بعضا ويبرأ بعضهم من بعض فأما رجل سلم رجل فإنه
الأول حقا وشيعته ثم قال: إن اليهود تفرقوا من بعد موسى (عليه السلام) على إحدى وسبعين
فرقة منها فرقة في الجنة وسبعون فرقة في النار وتفرقت النصارى بعد عيسى (عليه السلام) على
اثنين وسبعين فرقة، فرقة منها في الجنة واحدى وسبعون في النار وتفرقت هذه الأمة
بعد نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) على ثلاث وسبعين فرقة اثنتان وسبعون فرقة في النار وفرقة في الجنة
ومن الثلاث وسبعين فرقة ثلاث عشرة فرقة تنتحل ولايتنا ومودتنا اثنتا عشر فرقة
منها في النار وفرقة في الجنة وستون فرقة من سائر الناس في النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10350] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
داود بن سليمان الحمار، عن سعيد بن يسار قال: استأذنا على أبي عبد الله (عليه السلام) أنا
والحارث بن المغيرة النصري ومنصور الصيقل فواعدنا دار طاهر مولاه فصلينا
العصر ثم رحنا إليه فوجدنا متكئا على سرير قريب من الأرض فجلسنا حوله ثم
استوى جالسا، ثم أرسل رجليه حتى وضع قدميه على الأرض ثم قال: الحمد لله
الذي ذهب الناس يمينا وشمالا فرقة مرجئة وفرقة خوارج وفرقة قدرية وسميتم أنتم
الترابية ثم قال بيمين منه: أما والله ما هو إلا الله وحده لا شريك له ورسوله وآل
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وشيعتهم كرم الله وجوههم وما كان سوى ذلك فلا، كان علي والله أولى

(1) سورة الزمر: 29.
(2) الكافي: 8 / 224 ح 283.
399

الناس بالناس بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقولها ثلاثا (1).
الرواية موثقة سندا.
[10351] 5 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن جعفر بن عبد الله المحمدي،
عن أبي روح فرج بن قرة، عن جعفر بن عبد الله، عن مسعدة بن صدقة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى
على النبي وآله ثم قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد
تمهيل ورخاء ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء أيها الناس في دون
ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب معتبر وما كل ذي قلب بلبيب ولا كل
ذي سمع بسميع ولا كل ذي ناظر عين ببصير عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه ثم
انظروا إلى عرصات من قد أقاده الله بعلمه كانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات
وعيون وزروع ومقام كريم ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النظرة والسرور والأمر
والنهي ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الأمور.
فيا عجبا ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها
لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب،
المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا وكل امرئ منهم إمام نفسه آخذ
منها فيما يرى بعرى وثيقات وأسباب محكمات فلا يزالون بجور ولن يزدادوا إلا خطأ
لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عز وجل أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم
لبعض كل ذلك وحشة مما ورث النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفورا مما أدى إليهم من أخبار
فاطر السماوات والأرض أهل حسرات وكهوف شبهات وأهل عشوات وضلالة
وريبة من وكله الله إلى نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله، غير المتهم عند من
لا يعرفه فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها، الحديث (2).

(1) الكافي: 8 / 333 ح 520.
(2) الكافي: 8 / 63 ح 22.
400

[10352] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن حماد، عن حمزة بن الطيار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الناس على ست فرق
يؤولون كلهم إلى ثلاث فرق: الإيمان والكفر والضلال وهم أهل الوعدين الذين
وعدهم الله الجنة والنار: المؤمنون والكافرون والمستضعفون والمرجون لأمر الله إما
يعذبهم وإما يتوب عليهم والمعترفون بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا وأهل
الأعراف (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10353] 7 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن
الرضا (عليه السلام):... فإن قال [قائل]: فلم جعل أولي الأمر وأمر بطاعتهم؟ قيل: لعلل
كثيرة منها... ومنها: انا لا نجد فرقة من الفرق ولا ملة من الملل بقوا وعاشوا إلا بقيم
ورئيس ولما لا بد لهم منه في أمر الدين والدنيا... (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10354] 8 - المفيد، عن علي بن خالد المراغي، عن محمد بن أحمد بن البهلول، عن
أحمد بن الحسن الضرير، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن يحيى، عن إسماعيل بن
أبان، عن يونس بن أرقم، عن أبي هارون العبدي، عن أبي عقيل قال: كنا عند
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه فقال: لتفرقن هذه الأمة على ثلاث
وسبعين فرقة، والذي نفسي بيده إن الفرق كلها ضالة إلا من اتبعني وكان من
شيعتي (3).
[10355] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ان الناس من هذا الأمر

(1) الكافي: 2 / 381 ح 2.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 100.
(3) أمالي المفيد: المجلس الرابع والعشرون ح 3 / 212.
401

(الخلافة) - إذا حرك - على أمور: فرقة ترى ما ترون وفرقة ترى ما لا ترون وفرقة
لا ترى هذا ولا ذاك، فاصبروا حتى يهدأ الناس وتقع القلوب مواقعها... (1).
[10356] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وأشهد أنه عدل عدل وحكم
فصل وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وسيد عباده وكلما نسخ الله الخلق فرقتين جعله
في خيرهما لم يسهم فيه عاهر ولا ضرب فيه فاجر... (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 168.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 214.
402

الفروض على الجوارح
[10357] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن
بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أيها العالم
أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا إلا به، قلت: وما هو؟
قال: الإيمان بالله الذي لا اله إلا هو، أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها
حظا قال: قلت: ألا تخبرني عن الإيمان، أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال:
الإيمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة
حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه قال: قلت: صفه لي جعلت فداك حتى
أفهمه، قال: الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل، فمنه التام المنتهى تمامه
ومنه الناقص البين نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه، قلت: إن الإيمان ليتم
وينقص ويزيد؟ قال: نعم قلت: كيف ذلك؟ قال: لأن الله تبارك وتعالى فرض
الإيمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا
وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها، فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم
وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره ومنها عيناه اللتان
يبصر بهما وأذناه اللتان يسمع بها ويداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما
وفرجه الذي الباه من قبله ولسانه الذي ينطق به ورأسه الذي فيه وجهه فليس من
هذه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها بفرض من الله تبارك
اسمه ينطق به الكتاب لها ويشهد به عليها.
403

ففرض على القلب غير ما فرض على السمع وفرض على السمع غير ما فرض
على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على اللسان وفرض على اللسان غير
ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على
الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه فأما
ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا اله
إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وان محمدا عبده
ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على
القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عز وجل: (إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) (1) وقال: (ألا بذكر الله تطمئن
القلوب) (2) وقال: (الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (3) وقال: (إن
تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من
يشاء) (4) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو
رأس الإيمان وفرض الله على اللسان القول والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به
قال الله تبارك وتعالى: (وقولوا للناس حسنا) (5) وقال: (قولوا آمنا بالله وما
انزل إلينا وما انزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) (6) فهذا ما
فرض الله على اللسان وهو عمله وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم
الله وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه والإصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل

(1) سورة النحل: 106.
(2) سورة الرعد: 28.
(3) سورة المائدة: 41 والآية هكذا: (الذين قالوا آمنا...).
(4) سورة البقرة: 284.
(5) سورة البقرة: 83.
(6) سورة العنكبوت: 46.
404

فقال في ذلك: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها
ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (1) ثم استثنى
الله عز وجل موضع النسيان فقال: (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع
القوم الظالمين) (2) وقال: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هم أولو الألباب) (3) وقال عز وجل: (قد أفلح
المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين
هم للزكاة فاعلون) (4) وقال: (إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا
ولكم أعمالكم) (5) وقال: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (6) فهذا ما فرض الله
على السمع من الإيمان أن لا يصغى إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الإيمان وفرض
على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عليه وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له
وهو عمله وهو من الإيمان فقال تبارك وتعالى: (قل للمؤمنين يغضوا من
أبصارهم ويحفظوا فروجهم) (7) فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم وأن ينظر المرء إلى
فرج أخيه ويحفظ فرجه أن ينظر إليه وقال: (وقل للمؤمنات يغضضن من
أبصارهن ويحفظن فروجهن) (8) من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها وتحفظ
فرجها من أن ينظر إليها وقال: كل شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا
هذه الآية فإنها من النظر، ثم نظم ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في

(1) سورة النساء: 140.
(2) سورة الأنعام: 68.
(3) سورة الزمر: 18.
(4) سورة المؤمنون: 1 - 4.
(5) سورة القصص: 55.
(6) سورة الفرقان: 72.
(7) سورة النور: 30.
(8) سورة النور: 31.
405

آية أخرى فقال: (وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا
جلودكم) (1) يعني بالجلود الفروج والأفخاذ وقال: (ولا تقف ما ليس لك به علم
ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) (2) فهذا ما فرض الله على
العينين من غض البصر عما حرم الله عز وجل وهو عملهما وهو من الإيمان وفرض الله
على اليدين أن لا يبطش بهما إلى ما حرم الله وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عز وجل وفرض
عليهما من الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلاة فقال: (يا أيها
الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق
وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) (3) وقال: (فإذا لقيتم الذين كفروا
فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى
تضع الحرب أوزارها) (4) فهذا ما فرض الله على اليدين لأن الضرب من علاجهما
وفرض على الرجلين أن لا يمشي بهما إلى شئ من معاصي الله وفرض عليهما المشي إلى
ما يرضي الله عز وجل فقال: (ولا تمش في الأرض مرحا انك لن تخرق الأرض ولن
تبلغ الجبال طولا) (5) وقال: (واقصد في مشيك واغضض من صوتك ان أنكر
الأصوات لصوت الحمير) (6) وقال: فيما شهدت الأيدي والأرجل على أنفسهما
وعلى أربابهما من تضييعهما لما أمر الله عز وجل به وفرضه عليهما (اليوم نختم على
أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) (7) فهذا أيضا مما

(1) سورة فصلت: 22.
(2) سورة الإسراء: 26.
(3) سورة المائدة: 6.
(4) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 4.
(5) سورة الإسراء: 37.
(6) سورة لقمان: 19.
(7) سورة يس: 65.
406

فرض الله على اليدين وعلى الرجلين وهو عملهما وهو من الإيمان وفرض على الوجه
السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة فقال: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا
واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (1) فهذه فريضة جامعة
على الوجه واليدين والرجلين وقال في موضع آخر: (وأن المساجد لله فلا تدعوا
مع الله أحدا) (2) وقال فيما فرض على الجوارح من الطهور والصلاة بها وذلك أن
الله عز وجل لما صرف نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الكعبة عن البيت المقدس فانزل الله: (وما كان
الله ليضيع إيمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم) (3) فسمى الصلاة إيمانا فمن لقى
الله عز وجل حافظا لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عز وجل عليها لقى
الله عز وجل مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة ومن خان في شئ منها أو تعدى ما أمر الله عز وجل
فيها لقى الله عز وجل ناقص الإيمان قلت قد فهمت نقصان الإيمان وتمامه فمن أين
جاءت زيادته؟ فقال: قول الله عز وجل: (وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم
زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في
قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم) (4) وقال: (نحن نقص عليك نبأهم
بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) (5) ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه
ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على الآخر ولاستوت النعم فيه ولاستوى الناس
وبطل التفضيل ولكن بتمام الإيمان دخل المؤمنون الجنة وبالزيادة في الإيمان تفاضل
المؤمنون بالدرجات عند الله وبالنقصان دخل المفرطون النار (6).

(1) سورة الحج: 77.
(2) سورة الجن: 18.
(3) سورة البقرة: 143.
(4) سورة التوبة: 124.
(5) سورة الكهف: 13.
(6) الكافي: 2 / 33 ح 1.
407

[10358] 2 - الكليني، عن بعض أصحابنا، عن علي بن العباس، عن علي بن ميسر،
عن حماد بن عمرو النصيبي قال: سأل رجل العالم (عليه السلام) فقال: أيها العالم أخبرني أي
الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل عمل إلا به، فقال: وما ذلك؟ قال: الإيمان
بالله الذي هو أعلى الأعمال درجة وأسناها حظا وأشرفها منزلة، قلت: أخبرني عن
الإيمان أقول وعمل أم قول بلا عمل؟ قال: الإيمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل
بفرض من الله بينه في كتابه واضح نوره ثابتة حجته يشهد به الكتاب ويدعو إليه
قلت: صف لي ذلك حتى أفهمه، فقال: إن الإيمان حالات ودرجات وطبقات
ومنازل فمنه التام المنتهى تمامه ومنه الناقص المنتهي نقصانه ومنه الزائد الراجح
زيادته، قلت: وإن الإيمان ليتم ويزيد وينقص؟ قال: نعم قلت: وكيف ذلك؟ قال:
إن الله تبارك وتعالى فرض الإيمان على جوارح بني آدم وقسمه عليها وفرقه عليها
فليس من جوارحهم جارحة إلا وهي موكلة من الإيمان بغير ما وكلت به أختها فمنها
قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه الذي لا تورد الجوارح ولا تصدر إلا
عن رأيه وأمره ومنها يداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي
الباه من قبله ولسانه الذي ينطق به الكتاب ويشهد به عليها وعيناه اللتان يبصر بهما
وأذناه اللتان يسمع بهما وفرض على القلب غير ما فرض على اللسان وفرض على
اللسان غير ما فرض على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على السمع
وفرض على السمع غير ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على
الرجلين وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير
ما فرض على الوجه فأما ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة
والتصديق والتسليم والعقد والرضا بأن لا اله إلا الله وحده لا شريك له أحدا صمدا لم
يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله (1).

(1) الكافي: 2 / 38 ح 7.
408

[10359] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين
صلوات الله عليهما: من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10360] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن أبي السفاتج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول
الله عز وجل: (اصبروا وصابروا ورابطوا) (2) قال: اصبروا على الفرائض وصابروا
على المصائب ورابطوا على الأئمة (عليهم السلام).
وفي رواية ابن محبوب عن أبي السفاتج وزاد فيه: فاتقوا الله ربكم فيما افترض
عليكم (3).
[10361] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من عمل بما افترض الله
عليه فهو من أعبد الناس (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10362] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اعمل بفرائض الله تكن أتقى
الناس (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 81 ح 1.
(2) سورة آل عمران: 200.
(3) الكافي: 2 / 81 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 84 ح 7.
(5) الكافي: 2 / 82 ح 4.
409

[10363] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى
ما تحبب إلي عبدي بأحب مما افترضت عليه (1).
[10364] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
الحسين بن المختار، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل
(اصبروا وصابروا ورابطوا) قال: اصبروا على الفرائض (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10365] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
أو غيره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن
الإيمان، فقال: شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله والإقرار بما جاء من عند
الله وما استقر في القلوب من التصديق بذلك قال: قلت: الشهادة أليست عملا؟ قال:
بلى قلت: العمل من الإيمان؟ قال: نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل والعمل منه ولا يثبت
الإيمان إلا بعمل (3).
[10366] 10 - الصدوق، بإسناده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد
ابن الحنفية (رضي الله عنه): يا بني لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم فإن الله تبارك وتعالى
قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة ويسألك عنها
وذكرها ووعظها وحذرها وأدبها ولم يتركها سدى فقال الله عز وجل: (ولا تقف ما ليس
لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) (4) وقال عز وجل:

(1) الكافي: 2 / 82 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 81 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 38 ح 3.
(4) سورة الإسراء: 36.
410

(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا
وهو عند الله عظيم) (1) ثم استعبدها بطاعته فقال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا
اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (2) فهذه فريضة
جامعة واجبة على الجوارح وقال عز وجل: (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) (3)
يعني بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والإبهامين وقال عز وجل: (وما كنتم
تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) (4) يعني بالجلود
الفروج ثم خص كل جارحة من جوارحك بفرض ونص عليها ففرض على السمع أن
لا تصغي به إلى المعاصي فقال عز وجل: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله
يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا
مثلهم) (5) وقال عز وجل: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فاعرض عنهم حتى
يخوضوا في حديث غيره) ثم استثنى عز وجل موضع النسيان فقال: (واما
ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (6) وقال عز وجل: (فبشر
عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم
أولوا الألباب) (7) وقال عز وجل: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (8) وقال عز وجل: (والذين
إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (9) فهذا ما فرض الله عز وجل على السمع وهو عمله

(1) سورة النور: 15.
(2) سورة الحج: 77.
(3) سورة الجن: 18.
(4) سورة فصلت: 22.
(5) سورة النساء: 140.
(6) سورة الأنعام: 68.
(7) سورة الزمر: 18.
(8) سورة الفرقان: 72.
(9) سورة القصص: 55. والآية هكذا: (وإذا سمعوا اللغو...).
411

وفرض على البصر أن لا ينظر إلى ما حرم الله عز وجل عليه فقال عز من قائل: (قل
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) (1) فحرم أن ينظر أحد إلى
فرج غيره وفرض على اللسان الإقرار والتعبير عن القلب بما عقد عليه فقال عز وجل:
(قولوا آمنا بالله وما انزل إلينا) (2) الآية وقال عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) (3)
وفرض على القلب وهو أمير الجوارح الذي به تعقل وتفهم وتصدر عن أمره ورأيه
فقال عز وجل: (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان) (4) الآية وقال تعالى حين أخبر عن
قوم أعطوا الإيمان بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم فقال تعالى: (الذين قالوا آمنا
بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (5) وقال عز وجل: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (6)
وقال عز وجل: (وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء
ويعذب من يشاء) (7) وفرض على اليدين أن لا تمدهما إلى ما حرم الله عز وجل
تستعملهما بطاعته فقال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا
وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) (8)
وقال عز وجل: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب) (9) وفرض على الرجلين أن
تنقلهما في طاعته وأن لا تمش بهما مشية عاص فقال عز وجل: (ولا تمش في الأرض
مرحا انك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا * كل ذلك كان سيئه عند ربك

(1) سورة النور: 30.
(2) سورة العنكبوت: 46.
(3) سورة البقرة: 83.
(4) سورة النحل: 106.
(5) سورة المائدة: 41.
(6) سورة الرعد: 28.
(7) سورة البقرة: 284.
(8) سورة المائدة: 6.
(9) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 4.
412

مكروها) (1) وقال عز وجل: (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم
بما كانوا يكسبون) (2) فأخبر عنها أنها تشهد على صاحبها يوم القيامة فهذا ما
فرض الله تبارك وتعالى على جوارحك فاتق الله يا بني واستعملها بطاعته ورضوانه
وإياك أن يراك الله تعالى عند معصيته أو يفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين،
وعليك بقراءة القرآن والعمل بما فيه ولزوم فرائضه وشرائعه وحلاله وحرامه وأمره
ونهيه والتهجد به وتلاوته في ليلك ونهارك فإنه عهد من الله تبارك وتعالى إلى خلقه
فهو واجب على كل مسلم أن ينظر كل يوم في عهده ولو خمسين آية، واعلم ان
درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ
وأرق، فلا يكون في الجنة بعد النبيين والصديقين أرفع درجة منه، الوصية (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 81، والفقيه:
2 / 626، ووسائل الشيعة: 11 / 124، ومستدرك الوسائل: 11 / 142 وغيرها
من كتب الأخبار.

(1) سورة الإسراء: 37 و 38.
(2) سورة يس: 65.
(3) الفقيه: 2 / 626 ح 3215.
413

الفريضة
[10367] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن أذينة، عن زرارة، والفضيل بن يسار، وبكير بن أعين، ومحمد بن مسلم، وبريد
ابن معاوية، وأبي الجارود جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية
علي وأنزل عليه (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة) (1) وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ما هي فأمر الله
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج فلما أتاه
ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن
يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه فأوحى الله عز وجل إليه: (يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (2)
فصدق بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي (عليه السلام) يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة
وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب.
قال عمر بن أذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود وقال أبو جعفر (عليه السلام): وكانت
الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض فأنزل الله عز وجل:
(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) (3) قال أبو جعفر (عليه السلام): يقول

(1) سورة المائدة: 55.
(2) سورة المائدة: 67.
(3) سورة المائدة: 3.
414

الله عز وجل لا انزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم الفرائض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10368] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن فضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قيل
لأمير المؤمنين (عليه السلام): من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مؤمنا؟
قال: فأين فرائض الله، قال: وسمعته يقول: كان علي (عليه السلام) يقول: لو كان الإيمان
كلاما لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام، قال: وقلت لأبي جعفر (عليه السلام):
ان عندنا قوما يقولون إذا شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مؤمن،
قال: فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم وما خلق الله عز وجل خلقا أكرم على الله عز وجل
من المؤمن لأن الملائكة خدام المؤمنين وأن جوار الله للمؤمنين وأن الجنة للمؤمنين
وأن الحور العين للمؤمنين، ثم قال: فما بال من جحد الفرائض كان كافرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10369] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ابن بكير،
عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) قال:
يعني الزكاة المفروضة قال: قلت: (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء) (3) قال: يعني
النافلة، إنهم كانوا يستحبون إظهار الفرائض وكتمان النوافل (4).
[10370] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن بشير بن عبد الله، عن أبي عصمة قاضي مرو، عن جابر، عن

(1) الكافي: 1 / 289 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 33 ح 2.
(3) سورة البقرة: 271.
(4) الكافي: 4 / 60 ح 1.
415

أبي جعفر (عليه السلام) قال: يكون في آخر الزمان قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون
ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا
الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلاة العلماء وفساد عملهم،
يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال ولو أضرت الصلاة بسائر
ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائص وأشرفها إن الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض هنالك يتم غضب
الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار ان
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها
تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحل المكاسب وترد المظالم وتعمر الأرض وينتصف
من الأعداء ويستقيم الأمر فأنكروا بقلوبكم والفظوا بألسنتكم وصكوا بها جباههم
ولا تخافوا في الله لومة لائم فإن اتعظوا إلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل
على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب
اليم) (1) هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا
باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته.
قال: وأوحى الله عز وجل إلى شعيب النبي (عليه السلام) أني معذب من قومك مائة ألف أربعين
الفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم فقال (عليه السلام): يا رب هؤلاء الأشرار فما بال
الأخيار؟ فأوحى الله عز وجل إليه: داهنوا أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي (2).
[10371] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن داود بن كثير الرقي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كفرائض الله عز وجل؟ فقال: إن الله عز وجل فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك

(1) سورة الشورى: 42.
(2) الكافي: 5 / 55 ح 1.
416

فريضة من الموجبات فلم يعمل بها وجحدها كان كافرا وأمر رسول الله بأمور كلها
حسنة فليس من ترك بعض ما أمر الله عز وجل به عباده من الطاعة بكافر ولكنه تارك
للفضل منقوص من الخير (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10372] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام
بن سالم، عن عبد الحميد بن أبي العلاء قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت مولى لأبي
عبد الله (عليه السلام) فملت إليه لأسأله عن أبي عبد الله (عليه السلام) فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام) ساجدا
فانتظرته طويلا فطال سجوده علي فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو بعد ساجد
فسألت مولاه متى سجد؟ فقال: من قبل أن تأتينا فلما سمع كلامي رفع رأسه ثم قال:
أبا محمد ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال: ما هذه
الأصوات المرتفعة؟ فقلت: هؤلاء قوم من المرجئة والقدرية والمعتزلة، فقال: إن
القوم يريدوني فقم بنا، فقمت معه فلما أن رأوه نهضوا نحوه فقال لهم: كفوا أنفسكم
عني ولا تؤذوني وتعرضوني للسلطان فإني لست بمفت لكم ثم أخذ بيدي وتركهم
ومضى فلما خرج من المسجد قال لي: يا أبا محمد والله لو أن إبليس سجد لله عز ذكره
بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله عز ذكره ما لم يسجد لآدم كما
أمره الله عز وجل أن يسجد له وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد
تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم فلن يقبل الله تبارك وتعالى لهم عملا ولن
يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله عز وجل من حيث أمرهم ويتولوا الإمام الذي أمروا بولايته
ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله عز وجل ورسوله لهم، يا أبا محمد إن الله افترض على
أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خمس فرائض: الصلاة والزكاة والصيام والحج وولايتنا فرخص

(1) الكافي: 2 / 383 ح 1.
417

لهم في أشياء من الفرائض الأربعة ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا لا والله
ما فيها رخصة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10373] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان الله افترض عليكم فرائض
فلا تضيعوها وحد لكم حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها وسكت
لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها (2).
[10374] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إذا أضرت النوافل بالفرائض
فارفضوها (3).
[10375] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن للقلوب إقبالا وإدبارا فإذا
أقبلت فاحملوها على النوافل وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض (4).
[10376] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كل
ما تعلم فإن الله فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة (5).
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء، فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع
كتب الأخبار.

(1) الكافي: 8 / 270 ح 399.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 105.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 279.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 312.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 382.
418

فدك
[10377] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا أظنه
السياري، عن علي بن أسباط قال: لما ورد أبو الحسن موسى (عليه السلام) على المهدي رآه
يرد المظالم فقال: يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لا ترد؟ فقال له: وما ذاك
يا أبا الحسن؟ قال: إن الله تبارك وتعالى لما فتح على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فدك وما والاها لم
يوجف عليه بخيل ولا ركاب فأنزل الله على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم): (وآت ذا القربى حقه) (1)
فلم يدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هم فراجع في ذلك جبرئيل وراجع جبرئيل (عليه السلام) ربه
فأوحى الله إليه أن ادفع فدك إلى فاطمة (عليها السلام) فدعاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لها:
يا فاطمة إن الله أمرني أن أدفع إليك فدك فقالت: قد قبلت يا رسول الله من الله ومنك.
فلم يزل وكلاؤها فيها حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما ولى أبو بكر أخرج عنها وكلاءها
فاتته فسألته أن يردها عليها فقال لها: ائتيني بأسود أو أحمر يشهد لك بذلك،
فجاءت بأمير المؤمنين (عليه السلام) وأم أيمن فشهدا لها فكتب لها بترك التعرض فخرجت
والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: ما هذا معك يا بنت محمد؟ قالت: كتاب كتبه لي
ابن أبي قحافة، قال: أرينيه فأبت فانتزعه من يدها ونظر فيه ثم تفل فيه ومحاه
وخرقه فقال لها: هذا لم يوجف عليه أبوك بخيل ولا ركاب؟ فضعي الحبال في رقابنا،
فقال له المهدي: يا أبا الحسن حدها لي فقال: حد منها جبل أحد وحد منها عريش
مصر وحد منها سيف البحر وحد منها دومة الجندل فقال له: كل هذا؟ قال: نعم

(1) سورة الإسراء: 26.
419

يا أمير المؤمنين هذا كله، إن هذا كله مما لم يوجف على أهله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بخيل
ولا ركاب فقال: كثير وانظر فيه (1).
[10378] 2 - الصدوق بإسناده عن الأعمش، عن الصادق (عليه السلام) قال:... حب أولياء الله
[واجب] والولاية لهم واجبة والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل
محمد صلى الله عليهم وهتكوا حجابه واخذوا من فاطمة (عليها السلام) فدك ومنعوها ميراثها
وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا بإحراق بيتها وأسسوا الظلم وغيروا سنة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة والبراءة من
الأنصاب والأزلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة والبراءة من
أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين (عليه السلام) واجبة والبراءة
من جميع قتلة أهل البيت (عليهم السلام) واجبة والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد
نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبة مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود الكندي
وعمار بن ياسر وجابر بن عبد الله الأنصاري وحذيفة بن اليمان وأبي الهيثم بن التيهان
وسهل بن حنيف وأبي أيوب الأنصاري وعبد الله بن الصامت وعبادة بن الصامت
وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين وأبي سعيد الخدري ومن نحا نحوهم وفعل مثل فعلهم
والولاية لأتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة، الحديث (2).
[10379] 3 - الصدوق، عن الطالقاني، عن محمد بن جرير الطبري، عن أبي صالح
الكناني، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك، عن هشام بن معاذ قال:
كنت جليسا لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فأمر مناديه فنادى: من كانت له
مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فأتى محمد بن علي يعني الباقر (عليه السلام) فدخل إليه مولاه
مزاحم فقال: إن محمد بن علي بالباب، فقال له: أدخله يا مزاحم قال: فدخل وعمر

(1) الكافي: 1 / 543 ح 5.
(2) الخصال: 2 / 607.
420

يمسح عينيه من الدموع فقال له محمد بن علي (عليه السلام): ما أبكاك يا عمر؟ فقال هشام:
أبكاني كذا وكذا يا ابن رسول الله، فقال محمد بن علي (عليه السلام): يا عمر إنما الدنيا سوق من
الأسواق منها خرج قوم بما ينفعهم ومنها خرجوا بما يضرهم وكم من قوم قد غرتهم
بمثل الذي أصبحنا فيه حتى أتاهم الموت فاستوعبوا فخرجوا من الدنيا ملومين لما لم
يأخذوا لما أحبوا من الآخرة عدة ولا مما كرهوا جنة، قسم ما جمعوا من لا يحمدهم
وصاروا إلى من لا يعذرهم فنحن والله محقوقون ان ننظر إلى تلك الأعمال التي كنا
نغبطهم بها فنوافقهم فيها وننظر إلى تلك الأعمال التي كنا نتخوف عليهم منها فنكف
عنها، فاتق الله واجعل في قلبك اثنتين تنظر الذي تحب أن يكون معك إذا قدمت على
ربك فقدمه بين يديك وتنظر الذي تكرهه أن يكون معك إذا قدمت على ربك فابتغ به
البدل ولا تذهبن إلى سلعة قد بارت على من كان قبلك ترجو أن تجوز عنك، واتق الله
يا عمر وافتح الأبواب وسهل الحجاب وانصر المظلوم ورد المظالم.
ثم قال: ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان بالله، فجثا عمر على ركبتيه وقال: ايه
يا أهل بيت النبوة، فقال: نعم يا عمر من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل وإذا
غضب لم يخرجه غضبه من الحق ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له، فدعا عمر بدواة
وقرطاس وكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة محمد بن
علي (عليه السلام) فدك (1).
[10380] 4 - المفيد، عن الجعابي، عن [جعفر بن] محمد بن جعفر الحسني، عن عيسى
ابن مهران، عن يونس، عن عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن
جده، عن زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قالت: لما اجتمع رأي أبي بكر على منع
فاطمة (عليها السلام) فدك والعوالي وآيست من إجابته لها عدلت إلى قبر أبيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فألقت نفسها عليه وشكت إليه ما فعله القوم بها وبكت حتى بلت تربته (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) الخصال: 1 / 104 ح 64.
421

بدموعها وندبته ثم قالت في آخر ندبتها:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فاشهدهم فقد نكبوا
قد كان جبرئيل بالآيات يؤنسنا * فغبت عنا فكل الخير محتجب
فكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك ينزل من ذي العزة الكتب
تجهمتنا رجال واستخف بنا * بعد النبي وكل الخير مغتصب
سيعلم المتولي ظلم حامتنا * يوم القيامة أنى سوف ينقلب
فقد لقينا الذي لم يلقه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * لنا العيون بتهمال له سكب (1)
[10381] 5 - المفيد رفعه عن أبي محمد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجلس أبو بكر مجلسه بعث إلى وكيل فاطمة صلوات
الله عليها فأخرجه من فدك فأتته فاطمة (عليه السلام) فقالت: يا أبا بكر ادعيت أنك خليفة
أبي وجلست مجلسه وأنك بعثت إلى وكيلي فأخرجته من فدك وقد تعلم أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صدق بها علي وأن لي بذلك شهودا، فقال لها: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لا يورث فرجعت إلى علي (عليه السلام) فأخبرته، فقال: ارجعي إليه وقولي له: زعمت أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يورث وورث سليمان داود وورث يحيى زكريا وكيف لا أرث أنا أبي؟
فقال: عمر أنت معلمة، قالت: وإن كنت معلمة فإنما علمني ابن عمي وبعلي، فقال
أبو بكر: فإن عائشة تشهد وعمر أنهما سمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يقول: إن النبي
لا يورث، فقالت هذا أول شهادة زور شهدا بها في الإسلام، ثم قالت: فإن فدك إنما
هي صدق بها علي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولي بذلك بينة فقال لها: هلمي ببينتك، قال:
فجاءت بأم أيمن وعلي (عليه السلام)، فقال أبو بكر: يا أم أيمن إنك سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) أمالي المفيد: المجلس الخامس ح 8 / 40.
422

يقول في فاطمة؟ فقالا: سمعنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن فاطمة سيدة نساء أهل
الجنة، ثم قالت أم أيمن: فمن كانت سيدة نساء أهل الجنة تدعي ما ليس لها؟ وأنا امرأة
من أهل الجنة ما كنت لأشهد إلا بما سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال عمر: دعينا يا
أم أيمن من هذه القصص، بأي شئ تشهدان؟ فقالت: كنت جالسة في بيت
فاطمة (عليها السلام) ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالس حتى نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد قم فإن
الله تبارك وتعالى أمرني أن أخط لك فدكا بجناحي، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع
جبرئيل (عليه السلام) فما لبثت أن رجع فقالت فاطمة (عليها السلام): يا أبه أين ذهبت؟ فقال: خط
جبرئيل (عليه السلام) لي فدكا بجناحه وحد لي حدودها، فقالت يا أبه إني أخاف العيلة
والحاجة من بعدك فصدق بها علي، فقال: هي صدقة عليك فقبضتها قالت: نعم،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أم أيمن اشهدي ويا علي اشهد، فقال عمر: أنت امرأة ولا
تجيز شهادة امرأة وحدها، وأما علي فيجر إلى نفسه، قال: فقامت مغضبة وقالت:
اللهم إنهما ظلما ابنة محمد نبيك حقها فاشدد وطأتك عليهما، ثم خرجت وحملها علي
على أتان عليه كساء له خمل، فدار بها أربعين صباحا في بيوت المهاجرين والأنصار
والحسن والحسين (عليهما السلام) معها وهي تقول: يا معشر المهاجرين والأنصار انصروا الله
فإني ابنة نبيكم وقد بايعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بايعتموه أن تمنعوه وذريته مما تمنعون
منه أنفسكم وذراريكم قفوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ببيعتكم، قال: فما أعانها أحد ولا
أجابها ولا نصرها، قال: فانتهت إلى معاذ بن جبل فقالت: يا معاذ بن جبل إني قد
جئتك مستنصرة وقد بايعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أن تنصره وذريته وتمنعه مما تمنع
منه نفسك وذريتك وأن أبا بكر قد غصبني على فدك وأخرج وكيلي منها قال: فمعي
غيري؟ قالت: لا ما أجابني أحد، قال: فأين أبلغ أنا من نصرتك؟ قال: فخرجت
من عنده ودخل ابنه فقال: ما جاء بابنة محمد إليك؟ قال: جاءت تطلب نصرتي على
أبي بكر فإنه أخذ منها فدكا، قال: فما أجبتها به؟ قال: قلت: وما يبلغ من نصرتي أنا
423

وحدي؟ قال: فأبيت أن تنصرها؟ قال نعم، قال: فأي شئ قالت لك؟ قال: قالت
لي: والله لأنازعنك الفصيح من رأسي حتى أرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: فقال:
أنا والله لأنازعنك الفصيح من رأسي حتى أرد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ لم تجب ابنة
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: وخرجت فاطمة (عليها السلام) من عنده وهي تقول: والله لا أكلمك كلمة
حتى اجتمع أنا وأنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم انصرفت، فقال علي (عليه السلام) لها: ائت
أبا بكر وحده فإنه أرق من الآخر وقولي له: ادعيت مجلس أبي وأنك خليفته
وجلست مجلسه ولو كانت فدك لك ثم استوهبتها منك لوجب ردها علي فلما أتته
وقالت له ذلك، قال: صدقت، قال: فدعا بكتاب فكتبه لها برد فدك، فقال:
فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال: يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك؟
فقالت: كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك، فقال: هلميه إلي، فأبت أن تدفعه إليه،
فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها
فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة
وسبعين يوما مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت فلما حضرتها الوفاة دعت عليا
صلوات الله عليه فقالت: إما تضمن وإلا أوصيت إلى ابن الزبير فقال علي (عليه السلام): أنا
أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سألتك بحق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أنا مت ألا
يشهداني ولا يصليا علي، قال: فلك ذلك، فلما قبضت (عليها السلام) دفنها ليلا في بيتها وأصبح
أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما علي (عليه السلام)
فقالا له: ما فعلت بابنة محمد أخذت في جهازها يا أبا الحسن؟ فقال علي (عليه السلام): قد
والله دفنتها، قالا: فما حملك على أن دفنتها ولم تعلمنا بموتها؟ قال: هي أمرتني، فقال
عمر، والله لقد هممت بنبشها والصلاة عليها، فقال علي (عليه السلام): أما والله ما دام قلبي بين
جوانحي وذو الفقار في يدي، إنك لا تصل إلى نبشها فأنت أعلم، فقال أبو بكر:
424

اذهب فإنه أحق بها منا وانصرف الناس (1).
[10382] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: من كتاب له (عليه السلام) إلى عثمان بن
حنيف الأنصاري وهو عامله على البصرة وقد بلغه انه دعي إلى وليمة قوم من أهلها
فمضى إليها: أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى
مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان وما ظننت أنك تجيب
إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم فما اشتبه
عليك علمه فألفظه وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه، ألا وإن لكل مأموم إماما
يقتدي به ويستضئ بنور علمه ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه
بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد،
فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا ولا ادخرت من غنائمها وفرا ولا أعددت لبالي ثوبي
طمرا ولا حزت من أرضها شبرا ولا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة ولهي في عيني
أوهى وأهون من عفصة مقرة بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت
عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله وما أصنع بفدك
وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها وتغيب أخبارها
وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لأضغطها الحجر والمدر وسد فرجها
التراب المتراكم وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت
على جوانب المزلق، ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا
القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير
الأطعمة ولعل بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع أو أن
أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى أو أن أكون كما قال القائل:

(1) الاختصاص: 183.
425

وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
أ أقنع من نفسي بأن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون
أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها
علفها أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها أو أترك سدى
أو أهمل عابثا أو أجر حبل الضلالة أو اعتسف طريق المتاهة وكأني بقائلكم يقول:
«إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة
الشجعان»، ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا والرواتع الخضرة أرق جلودا
والنابتات العذية أقوى وقودا وأبطأ خمودا وأنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالصنو من
الصنو والذراع من العضد والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ولو
أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا
الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد.
إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك قد انسللت من مخالبك وأفلت من حبائلك
واجتنبت الذهاب في مداحضك أين القرون الذين غررتهم بمداعبك، أين الأمم الذين
فتنتهم بزخارفك فها هم رهائن القبور ومضامين اللحود والله لو كنت شخصا مرئيا
وقالبا حسيا لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني وأمم ألقيتهم في
المهاوي وملوك أسلمتهم إلى التلف وأوردتهم موارد البلاء إذ لا ورد ولا صدر،
هيهات من وطئ دحضك زلق، ومن ركب لججك غرق ومن أزور عن حبائلك وفق
والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه اعزبي عني
فوالله لا أذل لك فتستذليني ولا أسلس لك فتقوديني، وأيم الله يمينا استثنى فيها بمشيه
الله، لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما وتقنع
بالملح مأدوما ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها أتمتلئ السائمة
من رعيها فتبرك؟ وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ويأكل علي من زاده فيهجع
426

قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة المرعية، طوبى
لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في الليل غمضها حتى إذا
غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف
معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربهم شفاههم وتقشعت
بطول استغفارهم ذنوبهم (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون) (1) فاتق
الله يا ابن حنيف ولتكفف أقراصك ليكون من النار خلاصك (2).
[10383] 7 - قال سليم بن قيس الهلالي: ثم إن فاطمة بلغها أن أبا بكر قبض فدك
فخرجت في نساء بني هاشم حتى دخلت على أبي بكر فقالت: يا أبا بكر تريد أن
تأخذ مني أرضا جعلها لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتصدق بها علي من الوجيف الذي لم
يوجف المسلمون عليه بخيل ولا ركاب؟ أما كان قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء يحفظ في
ولده، وقد علمت أنه لم يترك لولده شيئا غيرها.
فلما سمع أبو بكر مقالتها والنسوة معها دعا بدواة ليكتب به لها فدخل عمر فقال:
يا خليفة رسول الله لا تكتب لها حتى تقيم البينة بما تدعي، فقالت فاطمة: نعم أقيم
البينة، قال: من؟ قالت: علي وأم أيمن، فقال عمر: لا تقبل شهادة امرأة عجمية لا
تفصح واما علي فيحوز النار إلى قرصه، فرجعت فاطمة (عليها السلام) وقد جرعها من الغيظ
ما لا يوصف فمرضت (3).
[10384] 8 - قال سليم بن قيس:... ثم أقبل [أمير المؤمنين (عليه السلام)] بوجهه
على ناس من أهل بيته وشيعته فقال: لقد عملت الأئمة قبلي بأمور عظيمة خالفت
فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدين لو حملت الناس على تركها وتحويلها عن موضعها إلى

(1) سورة المجادلة: 22.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(3) كتاب سليم بن قيس: 210.
427

ما كانت تجري عليه على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لتفرق عني جندي حتى لا يبقى في
عسكري غيري وقليل من شيعتي الذين إنما عرفوا فضلي وإمامتي من كتاب الله
وسنة نبيه لا من غيرهما، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (عليه السلام) فرددته إلى المكان
الذي وضعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام)... (1).
[10385] 9 - قال سليم: كتب أبو المختار بن أبي الصعق إلى عمر هذه الأبيات:
ألا أبلغ أمير المؤمنين رسالة * فأنت أمير الله في المال والأمر
وأنت أمين الله فينا ومن يكن * أميرا لرب الناس يسلم له صدري
فلا تدعن أهل الرساتيق والقرى * يخونون مال الله في الادم الحمر
وأرسل إلى النعمان وابن معقل * وأرسل إلى حزم وأرسل إلى بشر
وأرسل إلى الحجاج واعلم حسابه * وذاك الذي في السوق مولى بني بدر
ولا تنسين التابعين كليهما * وصهر بني غذوان في القوم ذا وفر
وما عاصم فيها بصفر عيابه * ولا ابن غلاب من رماة بني نصر
واستل ذاك المال دون ابن محرز * وقد كان منه في الرساتيق ذا وفر
فأرسل إليهم يصدقوك ويخبروا * أحاديث هذا المال من كان ذا فكر
وقاسمهم أهلي فداؤك انهم * سيرضون ان قاسمتهم منك بالشطر
ولا تدعوني للشهادة انني * أغيب ولكني أرى عجب الدهر
أرى الخيل كالجدران والبيض كالدمى * وخطية في عدة النمل والقطر
ومن ريطة مطوية في قرابها * ومن طي ايراد مضاعفة صفر
إذا التاجر الداري جاء بفأرة * من المسك راحت في مفارقهم تجري
تنوب إذا نابوا وتغزوا إذا غزوا * فإن لهم مالا وليس لنا وفر

(1) كتاب سليم بن قيس: 125.
428

وقال ابن غلاب المصري:
ألا أبلغ أبا المختار أني أتيته * ولم أك ذا قربى لديه ولا صهر
وما كان عندي من تراث ورثته * ولا صدقات من سباء ولا غدر
ولكن دراك الركض في كل غارة * وصبري إذا ما الموت كان وراء السمر
بسابغة يغشى اللبان فصولها * أكفكفها عني بأبيض ذي وفر
قال سليم: فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر
أبي المختار، ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا، وقد كان من عماله، ورد عليه ما أخذ منه
وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عشرة ولا نصف عشرة.
وكان من عماله الذين أغرموا أبو هريرة، وكان على البحرين، فأحصى ماله فبلغ
أربعة وعشرون ألفا، فأغرمه اثني عشر ألفا، قال أبان، قال سليم: فلقيت عليا -
صلوات الله عليه - فسألته عما صنع عمر فقال: هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه
شيئا؟ فبلغ أربعة.
قال: لأنه هو الذي ضرب فاطمة بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم،
فماتت - صلوات الله عليها - وان أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج.
قال أبان: عن سليم، قال: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس فيها
إلا هاشمي غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس
ابن سعد بن عبادة.
فقال العباس لعلي - صلوات الله عليه -: ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما
أغرم جميع عماله؟ فنظر علي (عليه السلام) إلى من حوله ثم اغرورقت عيناه، ثم قال: نشكو له
ضربة ضربها فاطمة بالسوط، فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج.
ثم قال (عليه السلام): العجب مما أشربت قلوب هذه الأمة من حب هذا الرجل وصاحبه
من قبله، والتسليم له في كل شئ أحدثه، لئن كان عماله خونة وكان هذا المال في
429

أيديهم خيانة ما كان حل له تركه، وكان له أن يأخذه كله فإنه فئ المسلمين، فما له
يأخذ نصفه ويترك نصفه؟!
ولإن كانوا غير خونة فما حل له أن يأخذ أموالهم ولا شيئا منه قليلا ولا كثيرا،
وإنما أخذ أنصافها.
ولو كانت في أيديهم خيانة، ثم لم يقروا بها ولم تقم عليهم البينة ما حل له أن يأخذ
منهم قليلا ولا كثيرا، وأعجب من ذلك إعادته إياهم إلى أعمالهم، لئن كانوا خونة ما
حل له أن يستعملهم، ولئن كانوا غير خونة ما حلت له أموالهم.
ثم أقبل علي (عليه السلام) على القوم فقال: العجب لقوم يرون سنة نبيهم تتبدل وتتغير
شيئا شيئا، وبابا بابا، ثم يرضون ولا ينكرون، بل يغضبون له، ويعتبون على من
عاب عليه وأنكره.
ثم يجيء قوم بعدنا فيتبعون بدعته وجوره وأحداثه، ويتخذون أحداثه سنة
ودينا يتقربون بها إلى الله، في مثل تحويله مقام إبراهيم (عليه السلام) من الموضع الذي وضعه
فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى الموضع الذي كان فيه في الجاهلية الذي حول منه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي تغييره صاع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومده وفيهما فريضة وسنة، فما كان زيادته إلا
سوء، لأن المساكين في كفارة اليمين والظهار بهما يعطون ما يجب من الزرع.
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا، لا يحولون بينه وبين
ذلك، لكنهم رضوا وقبلوا ما صنع.
وقبضه وصاحبه فدك وهي في يد فاطمة (عليها السلام) مقبوضة قد أكلت غلتها على عهد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألها البينة على ما في يدها.
ولم يصدقها، ولا صدق أم أيمن، وهو يعلم يقينا - كما نعلم - أنها في يدها، ولم يكن
يحل له أن يسألها البينة على ما في يدها، ولا أن يتهمها، ثم استحسن الناس ذلك
430

وحمدوه، وقالوا: إنما حمله على ذلك الورع والفضل.
ثم حسن قبح فعلهما أن عدلا عنها، فقالا: نظن أن فاطمة لن تقول إلا حقا وأن
عليا لم يشهد إلا بحق، ولو كانت مع أم أيمن امرأة أخرى أمضينا لها، فحظيا بذلك عند
الجهال، وما هما ومن أمرهما أن يكونا حاكمين فيعطيان أو يمنعان، ولكن الأمة ابتلوا
بهما فأدخلا أنفسهما فيما لا حق لهما فيه، ولا علم لهما به.
وقد قالت فاطمة (عليها السلام) حين أراد انتزاعها وهي في يدها: أليست في يدي وفيها
وكيلي، وقد أكلت غلتها ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حي؟! قالا: بلى، قالت: فلم تسألاني في
البينة على ما في يدي؟! قالا: لأنها فئ المسلمين، فإن قامت بينة وإلا لم نمضها،
قالت لهما - والناس حولهما يسمعون -: أفتريدان أن تردا ما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وتحكما فينا خاصة بما لم تحكما في سائر المسلمين؟! أيها الناس اسمعوا ما ركباها (ما
ركب هؤلاء من الاثم / خ ل).
قالت: أرأيتما إن ادعيت ما في أيدي المسلمين من أموالهم تسألونني البينة أم
تسألونهم؟! قالا: لا، بل نسألك، قالت: فإن ادعى جميع المسلمين ما في يدي
تسألونهم البينة أم تسألونني؟! فغضب عمر وقال: ان هذا فئ للمسلمين وأرضهم،
وهي في يدي فاطمة تأكل غلتها، فإن أقامت بينة على ما ادعت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وهبها لها من بين المسلمين وهي فيئهم وحقهم نظرنا في ذلك، فقالت: حسبي،
أنشدكم بالله أيها الناس، أما سمعتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن ابنتي سيدة نساء أهل
الجنة؟ قالوا: اللهم نعم، قد سمعناه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قالت: أفسيدة نساء أهل
الجنة تدعي الباطل وتأخذ ما ليس لها؟! أرأيتم لو أن أربعة شهدوا علي بفاحشة، أو
رجلان بسرقة، أكنتم مصدقين علي؟!
فأما أبو بكر فسكت، وأما عمر فقال: نعم، ونوقع عليك الحد.
فقالت: كذبت ولؤمت، إلا أن تقر أنك لست على دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ان الذي
431

يجيز على سيدة نساء أهل الجنة شهادة، أو يقيم عليها حدا لملعون كافر بما أنزل الله
على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، إن من أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا لا تجوز عليهم
شهادة، لأنهم معصومون من كل سوء، مطهرون من كل فاحشة; حدثني يا عمر،
من أهل هذه الآية؟! لو أن قوما شهدوا عليهم، أو على أحد منهم بشرك أو كفر أو
فاحشة كان المسلمون يتبرأون منهم ويحدونهم؟! قال: نعم، وما هم وسائر الناس في
ذلك إلا سواء!
قالت، كذبت وكفرت، ما هم وسائر الناس في ذلك سواء، لأن الله عصمهم
وأنزل عصمتهم وتطهيرهم، وأذهب عنهم الرجس، فمن صدق عليهم فإنما يكذب
الله ورسوله.
فقال أبو بكر: أقسمت عليك يا عمر لما سكت; فلما أن كان الليل أرسلا إلى خالد
ابن الوليد، فقالا: انا نريد أن نسر إليك أمرا ونحملكه لثقتنا بك، فقال: احملاني على
ما شئتما فإني طوع أيديكما، فقالا له: إنه لا ينفعنا ما نحن من الملك والسلطان ما دام
علي حيا، أما سمعت ما قال لنا وما استقبلنا به، ونحن لا نأمنه أن يدعو في السر
فيستجيب له قوم فيناهضنا، فإنه أشجع العرب، وقد ارتكبنا منه ما رأيت، وغلبناه
على ملك ابن عمه ولا حق لنا فيه، انتزعنا فدك من امرأته، فإذا صليت بالناس
صلاة الغداة فقم إلى جنبه، وليكن سيفك معك، فإذا صليت وسلمت فاضرب عنقه.
قال علي (عليه السلام): فصلى خالد بن الوليد بجنبي متقلدا السيف، فقام أبو بكر في الصلاة
وجعل يؤامر نفسه، وندم وأسقط في يده، حتى كادت الشمس أن تطلع، ثم قال قبل
أن يسلم: لا تفعل ما أمرتك، ثم سلم. فقلت لخالد: وما ذاك؟! قال: كان قد أمرني
إذا سلم أن أضرب عنقك، قلت: أو كنت فاعلا؟! قال: أي وربي إذا لفعلت.
قال سليم: ثم أقبل (عليه السلام) على العباس ومن حوله ثم قال: ألا تعجبون من حبسه
وحبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن؟! وقد علم الله أنهم
432

سيظلموناه وينتزعونه منا، فقال (إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم
الفرقان يوم التقى الجمعان) (1)، الحديث (2).
[10386] 10 - محمد بن جرير الطبري الإمامي قال: حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله،
قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد
ابن عثمان بن سعيد الزيات، قال: حدثنا محمد بن الحسين القصباني، قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي السكوني، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن
تغلب الربعي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما بلغ فاطمة (عليها السلام) إجماع أبي بكر
على منع فدك...
وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا
أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثني
محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن قيس الأشعري، قال: حدثنا علي بن
حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن جده علي بن الحسين (عليه السلام)، عن عمته زينب (عليها السلام) بنت أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب (عليه السلام)، قالت: لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة (عليها السلام) فدكا...
وقال أبو العباس: وحدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري، قال: حدثني
أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي، قال: حدثني أبي، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده علي بن الحسين (عليه السلام)، عن عمته
زينب (عليها السلام) بنت أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام)، وغير واحد من أن فاطمة لما
أجمع أبو بكر على منعها فدكا...
وحدثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر [بن مخلد] بن سهل بن

(1) سورة الأنفال: 41.
(2) كتاب سليم بن قيس: (101 - 96).
433

حمران الدقاق، قال: حدثتني أم الفضل خديجة بنت محمد بن أحمد بن أبي الثلج،
قالت: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز
ابن يحيى الجلودي البصري، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر [بن
محمد] بن عمارة الكندي، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن صالح بن حي - قال:
وما رأيت عيناي مثله - قال: حدثني رجلان من بني هاشم، عن زينب (عليها السلام) بنت
علي (عليه السلام)، قالت: لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منع فدك، وانصراف وكيلها
عنها، لاثت خمارها... وذكر الحديث.
قال الصفواني: وحدثني محمد بن محمد بن يزيد مولى بني هاشم، قال: حدثني
عبد الله بن محمد بن سليمان، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن جماعة من
أهله... وذكر الحديث.
قال الصفواني: وحدثني أبي، عن عثمان قال: حدثنا نائل بن نجيح، عن عمرو بن
شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام)... وذكر الحديث.
قال الصفواني: وحدثنا عبد الله بن الضحاك، قال حدثنا هشام بن محمد، عن
أبيه وعوانة.
قال الصفواني: وحدثنا ابن عائشة ببعضه.
وحدثنا العباس بن بكار، قال: حدثنا حرب بن ميمون، عن زيد بن علي، عن
آبائه (عليهم السلام) قالوا: لما بلغ فاطمة (عليها السلام) إجماع أبي بكر على منعها فدك، وانصرف عاملها
منها، لاثت خمارها، ثم أقبلت في لمة (1) من حفدتها (2) ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما
تخرم مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دخلت على أبي بكر، وقد حفل حوله المهاجرون

(1) أي في جماعة من نسائها. قيل هي ما بين الثلاثة إلى العشرة. وقيل اللمة: المثل في السن والترب
«النهاية: 4 / 273».
(2) الحفدة: الأعوان والخدم «الصحاح - حفد - 2 / 466».
434

والأنصار، فنيطت دونها ملاءة، ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم أمهلت حتى
هدأت فورتهم، وسكنت روعتهم، وافتتحت الكلام، فقالت:
«أبتدئ بالحمد لمن هو أولى بالحمد والمجد والطول» ثم قالت: «الحمد لله على ما
أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء على ما قدم، من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ
آلاء أسداها، وإحسان منن والاها، جم عن الإحصاء عددها، ونأى عن المجازاة
أمدها، وتفاوت عن الإدراك أبدها، استدعى الشكور بأفضالها، واستحمد إلى
الخلائق بإجزالها، وأمر بالندب إلى أمثالها.
وأشهد أن لا اله إلا الله، كلمة جعل الاخلاص تأويلها، وضمن القلوب موصولها
وأبان في الفكر معقولها، الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن
الأوهام الإحاطة به، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها، وأنشأها، وأنشأها بلا
احتذاء أمثلة [امتثلها] وضعها لغير فائدة زادته بل إظهارا لقدرته وتعبدا لبريته
وإعزازا لأهل دعوته، ثم جعل الثواب على طاعته، ووضع العقاب على معصيته،
ذيادة (1) لعباده عن نقمته، وحياشة (2) لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره قبل أن يجتبله (3)، واصطفاه قبل أن
يبعثه، وسماه قبل أن يستنجبه (4)، إذ الخلائق في الغيب مكنونة، وبسد الأوهام
مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله في غامض الأمور، وإحاطة من وراء
حادثة الدهور، ومعرفة بمواقع المقدور.
ابتعثه الله إتماما لعلمه، وعزيمة على إمضاء حكمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها،

(1) الزيادة: الطرد والدفع «لسان العرب - ذود - 3 / 167».
(2) الحياشة: السوق والجمع «لسان العرب - حوش - 6 / 290».
(3) جبله: أي خلقه «القاموس المحيط - جبل - 3 / 356».
(4) انتجب فلانا واستنجبه: إذا استخلصه واصطفاه اختيارا على غيره «لسان العرب - نجب - 1 / 748».
435

عكفا على نيرانها، عبادة لأوثانها، منكرة لله مع عرفانها، فأنار الله بمحمد ظلمها،
وفرج عن القلوب بهمها، وجلا عن الأبصار عمهها، وعن الأنفس غممها.
ثم قبضه الله إليه قبض رأفة ورحمة، واختيار ورغبة لمحمد عن تعب هذه الدار،
موضوعا عنه أعباء الأوزار، محفوفا بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب الغفار،
ومجاورة الملك الجبار; أمينه على الوحي، وصفيه ورضيه، وخيرته من خلقه
ونجيه، فعليه الصلاة والسلام، ورحمة الله وبركاته».
ثم التفتت إلى أهل المجلس، فقالت لجميع المهاجرين والأنصار:
«وأنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم
وبلغاؤه إلى الأمم زعيم لله فيكم وعهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم كتاب الله،
بينة بصائره، وآي منكشفة سرائره، وبرهان فينا متجلية ظواهره، مديم للبرية
استماعه، وقائد إلى الرضوان أتباعه، ومؤد إلى النجاة أشياعه، فيه تبيان حجب الله
المنورة، ومواعظه المكررة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المحذرة، وأحكامه الكافية،
وبيناته الجالية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، ورحمته المرجوة، وشرائعه
المكتوبة.
ففرض الله عليكم الإيمان تطهيرا لكم من الشرك; والصلاة تنزيها لكم عن
الكبر; والزكاة تزييدا في الرزق; والصيام إثباتا للاخلاص; والحج تشييدا للدين;
والحق تسكينا للقلوب، وتمكينا للدين، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا لما للفرقة،
والجهاد عزا للإسلام، والصبر معونة على الاستيجاب (1)، والأمر بالمعروف مصلحة
للعامة، والنهي عن المنكر تنزيها للدين، والبر بالوالدين وقاية من السخط، وصلة
الأرحام منماة للعدد، وزيادة في العمر، والقصاص حقنا للدماء، والوفاء بالنذور

(1) الاستيجاب: الاستحقاق «لسان العرب 1 / 793» وفي «ط»: الاستجابة. وفي الاحتجاج:
استيجاب الأجر.
436

تعرضا للمغفرة، ووفاء المكيال والميزان تغييرا للبخس والتطفيف، واجتناب قذف
المحصنة حجابا عن اللعنة، والتناهي عن شرب الخمور تنزيها عن الرجس، ومجانبة
السرقة إيجابا للعفة، والتنزه عن أكل مال اليتيم والاستئثار به إجارة من الظلم،
والنهي عن الزنا تحصنا من المقت، والعدل في الأحكام إيناسا للرعية، وترك الجور
في الحكم إثباتا للوعيد، والنهي عن الشرك إخلاصا بالربوبية.
فاتقوا الله حق تقاته، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، ولا تتولوا مدبرين، وأطيعوه
فيما أمركم ونهاكم، فإنما يخشى الله من عباده العلماء، فاحمدوا الله الذي بعظمته ونوره
ابتغى من في السماوات ومن في الأرض إليه الوسيلة، فنحن وسيلته في خلقه، ونحن
آل رسوله، ونحن حجة غيبه، وورثة أنبيائه».
ثم قالت:
«أنا فاطمة وأبي محمد، أقولها عودا على بدء، وما أقول إذ أقول سرفا ولا شططا
(لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين
رؤوف رحيم) (1) إن تعزوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون رجالكم
بلغ النذارة صادعا بالرسالة، ناكبا عن سنن المشركين، ضاربا لأثباجهم (2)، آخذا
بأكظامهم (3) داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، يجذ (4) الأصنام،
وينكت الهام (5)، حتى انهزم الجمع، وولوا الدبر، وحتى تفرى (6) الليل عن صبحه،
وأسفر الحق عن محضه (7)، ونطق زعيم الدين، وهدأت فورة الكفر، وخرست

(1) سورة التوبة: 128.
(2) الثبج: ما بين الكاهل إلى الظهر، ووسط الشئ «الصحاح - ثبج - 1 / 301».
(3) يقال: أخذت بكظمه: أي بمخرج نفسه. والجمع أكظام «الصحاح - كظم - 5 / 2023».
(4) جذذت الشئ: كسرته وقطعته «الصحاح - جذذ - 2 / 561».
(5) أي يرميها إلى الأرض. والهام: جمع الهامة وهي الرأس.
(6) تفرى: أي انشق «الصحاح - فرا - 6 / 2454».
(7) محضه: أي خالصه وصريحه «النهاية - محض - 4 / 302».
437

شقاشق الشيطان (1) وفهتم بكلمة الإخلاص.
وكنتم على شفا حفرة من النار، فأنقذكم منها نبيه، تعبدون الأصنام،
وتستقسمون بالأزلام، مذقة الشارب (2)، ونهزة (3) الطامع، وقبسة العجلان،
وموطئ الأقدام تشربون الرنق (4) وتقتاتون القدة (5)، أذلة خاشعين، تخافون أن
يتخطفكم الناس من حولكم فأنقذكم بنبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد التيا والتي (6)، وبعد ما
مني ببهم (7) الرجال وذؤبان العرب (8) (كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله) (9) أو
نجم (10) قرن الضلالة، أو فغرت (11) فاغرة المشركين، قذف أخاه في لهواتها، فلا
ينكفئ حتى يطأ صماخها (12) بأخمصه، ويخمد لهبها بحده، مكدودا في ذات الله، قريبا
من رسول الله، سيدا في أولياء الله، وأنتم في بلهنية (13) آمنون،

(1) شبهت الفصيح المنطيق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته، ونسبتها إلى الشيطان لما يدخل فيه من
الكذب والباطل، وكونه لا يبالي بما قال. والشقاشق جمع شقشقة وهي لهاة البعير «النهاية - شقق -
2 / 489. لسان العرب - شقق - 10 / 185».
(2) المذقة: الشربة من اللبن الممذوق (الممزوج بالماء) «النهاية - مذق - 4 / 311».
(3) النهزة: الفرصة «النهاية - نهز - 5 / 135».
(4) الرنق: تراب في الماء من القذى ونحوه. وماء رنق: كدر «لسان العرب - رنق - 10 / 126». وفي
المصادر: تشربون الطرق: أي الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت «النهاية - طرق -
3 / 123».
(5) القدة: السير يقد من جلد غير مدبوغ. «أقرب الموارد - قدد - 2 / 970».
(6) يريد الشدة العظيمة والصغيرة. «كتاب الأمثال: 256 / 882».
(7) البهم: جمع بهمة: الشجاع. وقيل: هو الفارس الذي لا يدرى من أين يؤتى له من شدة بأسه
«لسان العرب - بهم - 12 / 58».
(8) يعني صعاليكهم ولصوصهم. والذوبان: جمع ذئب، والأصل فيه الهمز. «النهاية - ذوب - 2 / 171».
(9) سورة المائدة: 64.
(10) نجم: طلع وظهر «لسان العرب - نجم - 12 / 568».
(11) فغرت: أي فتحت «الصحاح - فغر - 2 / 782».
(12) الصماخ: ثقب الأذن، وقيل: هو الأذن نفسها «لسان العرب - صمخ - 3 / 34».
(13) البلهنية: السعة «الصحاح - بله - 6 / 2227».
438

وادعون فرحون، تتوكفون الأخبار، وتنكصون عند النزال على الأعقاب، حتى
أقام الله بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عمود الدين.
فلما اختار الله عز وجل له دار أنبيائه ومأوى أصفيائه ظهرت حسيكة (1) النفاق،
وانسمل جلباب (2) الدين، وأخلق ثوبه، ونحل عظمه، وأودت رمته (3)، وظهر
نابغ، ونبغ خامل، ونطق كاظم، وهدر فنيق (4) الباطل يخطر (5) في عرصاتكم،
وأطلع الشيطان رأسه من معرسه (6) صارخا بكم فألفاكم غضابا، فخطمتم (7) غير
إبلكم، وأوردتموها غير شربكم بدارا (8) زعمتم خوف الفتنة (ألا في الفتنة
سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) (9).
هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، فهيهات منكم، وأين
بكم، وأنى تؤفكون، وكتاب الله بين أظهركم، زواجره لائحة، وأوامره لامحة،
ودلائله واضحة، وأعلامه بينة، وقد خالفتموه رغبة عنه، فبئس للظالمين بدلا، ثم
لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها، ويسلس قيادها، تسرون حسوا بارتغاء (10)،

(1) الحسيكة: الضغن والعداوة «الصحاح - حسك - 4 / 1579».
(2) أي بلي وأخلق، والجلباب: الإزار والرداء، وقيل: الملحفة.
(3) الرمة بالضم: قطعة من الحبل بالية. والرمة بالكسر: العظام البالية «الصحاح - رمم - 5 / 1937».
(4) الهدير: ترديد الصوم في الحنجرة «الصحاح - هدر - 2 / 853».
الفنيق: الفحل المكرم من الإبل «الصحاح - فنق - 4 / 1545».
(5) يخطر: من الخطران وهو الاهتزاز في المشي والتبختر «الصحاح - خطر - 2 / 648».
(6) المعرس: اسم موضع من التعريس وهو نزول القوم في السفر من آخر الليل، يقعون فيه وقعة
للاستراحة ثم يرتحلون «الصحاح - عرس - 3 / 948». وفي «ط»: مغرزه.
(7) فخطمتم: من الخطام، وهو كوي على شكل خط من أنف البعير إلى أحد خديه. أنظر «النهاية
- خطم - 2 / 50».
(8) بدارا: أي سراعا «الصحاح - بدر - 2 / 586».
(9) سورة التوبة: 49.
(10) مثل يضرب لمن يظهر أمرا وهو يريد غيره، وأصله الرجل يؤتى باللبن فيظهر انه يريد الرغوة خاصة
ولا يريد غيرها، فيشربها مع اللبن. أنظر «مجمع الأمثال 2 / 417. لسان العرب - رغا - 14 / 330».
439

أو نصبر منكم على مثل حز المدى، وزعمتم أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون،
ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه
وهو في الآخرة من الخاسرين) (1).
أيها (2) معشر المسلمين; أأبتز إرث أبي، يا بن أبي قحافة؟! أبى الله عز وجل أن ترث
أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئا فريا، جرأة منكم على قطيعة الرحم، ونكث
العهد، فعلى عمد ما تركتم كتاب الله بين أظهركم ونبذتموه، إذ يقول عز وجل: (وورث
سليمان داود) (3).
ومع ما قص من خبر يحيى وزكريا إذ يقول: (رب.. فهب لي من لدنك وليا *
يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا) (4).
وقال عز وجل: (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) (5) وقال
تعالى: (إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين) (6).
فزعمتم أن لا حظ لي، ولا أرث من أبي! أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟! أم
تقولون أهل ملتين لا يتوارثون؟! أولست وأبي من أهل ملة واحدة؟! أم أنتم
بخصوص القرآن وعمومه أعلم من النبي؟! دونكها مرحولة مزمومة (7) تلقاك يوم
حشرك، فنعم الحكم الله، ونعم الزعيم محمد، والموعد القيامة، وعما قليل تؤفكون،

(1) سورة آل عمران: 85.
(2) أيها: أي هيهات، وإيها بمعنى كف واسكت «الصحاح - أيه - 6 / 2226، لسان العرب - أيه -
13 / 474».
(3) سورة النمل: 16.
(4) سورة مريم: 4 - 6.
(5) سورة النساء: 11.
(6) سورة البقرة: 180.
(7) مرحولة: من الرحل وهو مركب للبعير والناقة. «لسان العرب - رحل - 11 / 274».
مزمومة: من الزمام وهو الخيط الذي يشد في البرة أو في الخشاش ثم يشد في طرفي المقود «لسان العرب
- زمم - 12 / 272».
440

وعند الساعة ما تحسرون، و (لكل نبأ مستقر) (1) (فسوف تعلمون من يأتيه
عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) (2).
ثم التفتت إلى قبر أبيها صلوات الله عليهما، متمثلة بأبيات صفية بنت عبد المطلب
رحمها الله تعالى:
قد كان بعدك أنباء وهنبثة (3) * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واجتث أهلك مذ غيبت واغتصبوا
أبدت رجال لنا فحوى صدورهم * لما نأيت وحالت دونك الكثب
تهضمتنا رجال واستخف بنا * دهر فقد أدركوا فينا الذي طلبوا
قد كنت للخلق نورا يستضاء به * عليك تنزل من ذي العزة الكتب
وكان جبريل بالآيات يؤنسنا * فغاب عنا فكل الخير محتجب
فقال أبو بكر لها: صدقت يا بنت رسول الله، لقد كان أبوك بالمؤمنين رؤوفا
رحيما، وعلى الكافرين عذابا أليما، وكان - والله - إذا نسبناه وجدناه أباك دون
النساء، وأخا ابن عمك دون الأخلاء آثره على كل حميم، وساعده على الأمر
العظيم، وأنتم عترة نبي الله الطيبون، وخيرته المنتجبون، على طريق الجنة أدلتنا،
وأبواب الخير لسالكينا.
فأما ما سألت، فلك ما جعله أبوك، مصدق قولك، ولا أظلم حقك، وأما ما
سألت من الميراث فإن رسول الله قال: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث».
فقالت فاطمة: «يا سبحان الله! ما كان رسول الله لكتاب الله مخالفا; ولا عن
حكمه صادفا، لقد كان يلتقط أثره، ويقتفي سيره، أفتجمعون إلى الظلامة الشنعاء

(1) سورة الأنعام: 67.
(2) سورة هود: 39.
(3) الهنبثة: الأمور الشداد، والاختلاط في القول «النهاية - هنبث - 5 / 278».
441

والغلبة الدهياء (1)، اعتلالا بالكذب على رسول الله، وإضافة الحيف إليه؟!
ولا عجب إن كان ذلك منكم، وفي حياته ما بغيتم له الغوائل، وترقبتم به الدوائر،
هذا كتاب الله حكم عدل، وقائل فصل، عن بعض أنبيائه إذ قال: (يرثني ويرث
من آل يعقوب) (2).
وفصل في بريته الميراث مما فرض على حظ الذكارة والإناث، فلم سولت لكم
أنفسكم أمرا؟! فصبر جميل، والله المستعان على ما تصفون.
قد زعمت أن النبوة لا تورث، وإنما يورث ما دونها، فمالي امنع إرث أبي؟ أأنزل
الله في كتابه: إلا فاطمة بنت محمد؟ فدلني عليه أقنع به».
فقال لها أبو بكر: يا بنت رسول الله، أنت عين الحجة، ومنطق الحكمة، لا أدلي
بجوابك، ولا أدفعك عن صوابك، ولكن المسلمون بيني وبينك، هم قلدوني ما
تقلدت، وأتوني ما أخذت وتركت. قال: فقالت فاطمة (عليها السلام) لمن بحضرته: «أيها
الناس، أتجتمعون إلى المقبل بالباطل والفعل الخاسر؟! لبئس ما اعتاض المبطلون،
وما يسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين، أما والله لتجدن محملها ثقيلا، وعبأها
وبيلا، إذا كشف لكم الغطاء، فحينئذ ولات حين مناص، وبدا لكم من الله ما كنتم
تحذرون».
قال: ولم يكن عمر حاضرا، فكتب لها أبو بكر إلى عامله برد فدك كتابا،
فأخرجته في يدها، فاستقبلها عمر، فأخذه منها وتف فيه ومزقه، وقال: لقد خرف
ابن أبي قحافة، وظلم.
فقالت له: «مالك؟ لا أمهلك الله، وقتلك، ومزق بطنك». وأتت من فورها ذلك
الأنصار، فقالت:

(1) الدهياء: تعظيم الداهية: الأمر المنكر العظيم «لسان العرب - دها - 14 / 275».
(2) سورة مريم: 6.
442

«معشر البقية، وأعضاد الملة، وحضنة الاسلام، ما هذه الغميزة في حقي،
والسنة (1) عن ظلامتي، أما كان رسول الله أمر بحفظ المرء في ولده؟ فسرعان ما
أحدثتم وعجلان ذا إهالة (2).
أتقولون مات محمد فخطب جليل، استوسع وهيه (3)، واستنهر فتقه (4)، وفقد
راتقه فأظلمت الأرض لغيبته، واكتأب خيرة الله لمصيبته، وأكدت الآمال (5)
وخشعت الجبال، وأضيع الحريم، وأذيلت (6) الحرمة بموت محمد، فتلك نازلة أعلن
بها كتاب الله في أفنيتكم ممساكم ومصبحكم هتافا. ولقبل ما خلت به أنبياء الله
ورسله (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم
على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله
الشاكرين) (7).
أبني قيلة (8)، اهتضم تراث أبي وأنتم بمرأى ومسمع! تلبسكم الدعوة،
ويشملكم الجبن، وفيكم العدة والعدد، ولكم الدار والجنن (9) وأنتم نخبة الله التي

(1) السنة: الغفلة «أساس البلاغة - وسن - 499».
(2) عجلان ذا إهالة: مثل معروف، يراد به ما أسرع ما كان هذا الأمر! وفيه ثلاث كلمات: سرعان،
عجلان، وشكان، أنظر: جمهرة الأمثال 1 / 519. مجمع الأمثال 1 / 336.
(3) الوهي: الشق أو الخرق في الشئ «لسان العرب - وهي - 15 / 417».
(4) يقال: طعنه طعنة أنهر فتقها: أي وسعه «لسان العرب - نهر - 5 / 237».
(5) أكدى الرجل: أخفق ولم يظفر بحاجته «أساس البلاغة - كدي - 389».
(6) أذيلت: أهينت «أساس البلاغة - ذيل - 148».
(7) سورة آل عمران: 144.
(8) أرادت الأوس والخزرج، قبيلتي الأنصار. وقيلة: اسم أم لهم قديمة، وهي قيلة بنت كاهل «النهاية
- قيل - 4 / 134».
(9) الجنن هنا الدار أيضا. ويقال لكل ما ستر: جن وأجن.
ولعلها الجنن بالضم، جمع الجنة، وهو كل ما وأراك من السلاح واستترت به. أنظر: «لسان العرب -
جنن - 13 / 92 و 94». وفي «ط»: الخيرة.
443

امتحن، ونحلته التي انتحل وخيرته التي انتخب لنا أهل البيت، فنابذتم فينا العرب،
وناهضتم الأمم وكافحتم البهم، لا نبرح وتبرحون، ونأمركم فتأتمرون، حتى دارت
بنا وبكم رحى الإسلام، ودر حلب البلاد، وخضعت بغوة الشرك، وهدأت روعة
الهرج، وخبت نار الحرب، واستوسق (1) نظام الدين فأنى جرتم بعد البيان،
ونكصتم بعد الإقدام عن قوم (نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم
فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا ايمان لهم لعلهم ينتهون) (2).
ألا أرى والله أن [قد] أخلدتم إلى الخفض، وركنتم إلى الدعة، فعجتم (3) عن
الدين ومججتم (4) الذي استوعيتم، ودسعتم (5) ما استرعيتم، ألا و (إن تكفروا أنتم
ومن في الأرض جميعا فإن الله لغني حميد * ألم يأتكم نبؤا الذين من قبلكم قوم
نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات
فردوا أيديهم في أفواههم وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما
تدعوننا إليه مريب) (6).
ألا وقد قلت الذي قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم ولكنها فيضة
النفس، ونفثة الغيظ، وبثة الصدر، ومعذرة الحجة فدونكم فاحتقبوها (7) دبرة
الظهر (8) ناقبة الخف، باقية العار، موسومة بشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة،
التي تطلع على الأفئدة، إنها عليهم مؤصدة، في عمد ممددة.

(1) استوسق الأمر: انتظم «المعجم الوسيط - وسق - 2 / 1032».
(2) سورة التوبة: 12.
(3) عاج عن الأمر: انصرف «المعجم الوسيط - عوج - 2 / 634».
(4) مججتم: رميتم «لسان العرب - مجج - 2 / 361».
(5) الدسع: القئ «لسان العرب - دسع - 8 / 84».
(6) سورة إبراهيم: 8 - 9.
(7) احتقب الشئ: أردفه أو ادخره. «المعجم الوسيط - حقب - 1 / 187».
(8) الدبرة: القرحة والجرح الذي يكون في ظهر الدابة والبعير «لسان العرب - دبر - 4 / 273».
444

فبعين الله ما تفعلون، (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (1)، وأنا
ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد، فاعملوا إنا عاملون، وانتظروا إنا منتظرون
(وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار) (2)، (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون) (3)، (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) (4)، (فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (5) وكان الأمر قد
قصر».
ثم ولت، فأتبعها رافع بن رفاعة الرزقي، فقال لها: يا سيدة النساء، لو كان
أبو الحسن تكلم في هذا الأمر وذكر للناس قبل أن يجري هذا العقد، ما عدلنا به
أحدا.
فقالت له يردنها: «إليك عني، فما جعل الله لأحد بعد غدير خم من حجة ولا
عذر».
قال: فلم ير باك ولا باكية كان أكثر من ذلك اليوم، وارتجت المدينة، وهاج
الناس، وارتفعت الأصوات.
فلما بلغ ذلك أبا بكر قال لعمر: تربت يداك، ما كان عليك لو تركتني، فربما رفأت
الخرق ورتقت الفتق؟! ألم يكن ذلك بنا أحق؟!
فقال الرجل: قد كان في ذلك تضعيف سلطانك، وتوهين كفتك، وما أشفقت إلا
عليك.
قال: ويلك، فكيف بابنة محمد وقد علم الناس ما تدعو إليه، وما نجن (6) لها من

(1) سورة الشعراء: 227.
(2) سورة الرعد: 42.
(3) سورة التوبة: 105.
(4) سورة الإسراء: 13.
(5) سورة الزلزلة: 7 و 9.
(6) نجن: نستر، أنظر: «أساس البلاغة - جنن - 66».
445

الغدر عليه.
فقال: هل هي إلا غمرة (1) انجلت، وساعة انقضت، وكأن ما قد كان لم يكن،
وأنشده:
ما قد مضى مما مضى كما مضى * وما مضى مما مضى قد انقضى
أقم الصلاة وآت الزكاة، وأمر بالمعروف وأنه عن المنكر، ووفر الفيء، وصل
القرابة، فإن الله يقول: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (2)
ويقول: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (3) وقال: (والذين إذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب
إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) (4) ذنب واحد في حسنات كثيرة،
قلدني ما يكون من ذلك.
قال: فضرب بيده على كتفه، ثم قال: رب كربة فرجتها، يا عمر.
ثم نادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم
قال:
أيها الناس، ما هذه الرعة (5)، ومع كل قالة (6) أمنية؟! أين كانت هذه الأماني في

(1) الغمرة: الشدة «المعجم الوسيط - غمر - 2 / 661».
(2) سورة هود: 114.
(3) سورة الرعد: 39.
(4) سورة آل عمران: 135.
(5) قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 16 / 215: قرأت هذا الكلام على النقيب أبي يحيى جعفر بن يحيى
ابن أبي زيد البصري وقلت له: بمن يعرض؟ فقال بعلي بن أبي طالب. إنه الملك يا بني، إن الأنصار
هتفوا بذكر علي فخاف من اضطراب الأمر عليهم فنهاهم. قال ابن أبي الحديد: فسألته عن غريبه.
فقال: أما الرعة - بالتخفيف - أي الاستماع والاصغاء.
(6) والقالة: القول.
446

عهد نبيكم؟! فمن سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، كلا بل هو ثعالة شهيده ذنبه (1)
لعنه الله، وقد لعنه الله مرب (2) لكل فتنة، يقول: كروها جذعة (3); ابتغاء الفتنة من
بعد ما هرمت، كأم طحال (4) أحب أهلها الغوي (5) ألا لو شئت أن أقول لقلت، ولو
تكلمت لبحت، وإني ساكت ما تركت، يستعينون بالصبية، ويستنهضون النساء،
وقد بلغني - يا معشر الأنصار - مقالة سفهائكم - فوالله - إن أحق الناس بلزوم عهد
رسول الله أنتم، لقد جاءكم فآويتم ونصرتم، وأنتم اليوم أحق من لزم عهده، ومع
ذلك فاغدوا على أعطياتكم، فإني لست كاشفا قناعا، ولا بساطا ذراعا، ولا لسانا
إلا على من استحق ذلك، والسلام.
قال: فأطلعت أم سلمة رأسها من بابها وقالت: ألمثل فاطمة بنت رسول الله يقال
هذا، وهي الحوراء بين الإنس، والأنس للنفس، ربيت في حجور الأنبياء وتداولتها
أيدي الملائكة، ونمت في حجور الطاهرات، ونشأت خير منشأ، وربيت خير
مربى؟! أتزعمون أن رسول الله حرم عليها ميراثه ولم يعلمها؟! وقد قال الله له:
(وأنذر عشيرتك الأقربين) (6)؟ أفأنذرها وجاءت تطلبه وهي خيرة النسوان،
وأم سادة الشبان، وعديلة مريم ابنة عمران، وحليلة ليث الأقران، تمت بأبيها
رسالات ربه; فوالله لقد كان يشفق عليها من الحر والقر، فيوسدها يمينه، ويلحفها
بشماله; رويدا فرسول الله بمرأى لغيكم، وعلى الله تردون، فواها لكم وسوف
تعلمون.

(1) قال النقيب أبو يحيى: ثعالة: اسم الثعلب. علم غير مصروف. وشهيده ذنبه، أي لا شاهد له على ما
يدعي إلا بعضه وجزء منه.
(2) قال: مرب: ملازم.
(3) قال: كروها جذعة: أعيدوها إلى الحال الأولى، يعني الفتنة والهرج.
(4) قال: وأم طحال: امرأة بغي في الجاهلية. ويضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال.
(5) في شرح النهج: أحب أهلها إليها البغي.
(6) سورة الشعراء: 214.
447

قال: فحرمت أم سلمة تلك السنة عطاءها; ورجعت فاطمة (عليها السلام) إلى منزلها
فتشكت.
قال أبو جعفر: نظرت في جميع الروايات، فلم أجد فيها أتم شرح، وأبلغ في
الإلزام، وأوكد بالحجة من هذه الرواية; ونظرت إلى رواية عبد الرحمن بن كثير
فوجدته قد زاد في هذا الموضع:
أنسيتم قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبدأ بالولاية: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»
وقوله «إني تارك فيكم الثقلين...»؟! ما أسرع ما أحدثتم! وأعجل ما نكصتم!.
وهو في بقية الحديث على السياقة.
وقال: حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن
قيس الأشعري، قال: حدثنا علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن
أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال:
لما رجعت فاطمة إلى منزلها فتشكت وكان وفاتها في هذه المرضة، دخل إليها النساء
المهاجرات والأنصاريات، فقلن لها: كيف أصبحت يا بنت رسول الله؟
فقالت: «أصبحت والله عائفة (1) لدنياكم، قالية (2) لرجالكم، شنأتهم (3) بعد إذ
عرفتهم ولفظتهم (4) بعد إذ سبرتهم (5) ورميتهم بعد أن عجمتهم (6)، فقبحا لفلول

(1) عائفة: كارهة.
(2) قالية: مبغضة.
(3) شنأتهم: أبغضتهم.
(4) لفظتهم، اللفظ: طرح الشئ من الفم كراهة له.
(5) سبرتهم: امتحنتهم.
(6) عجمه: ابتلاه واختبره «الصحاح - عجم - 5 / 1981».
448

الحد (1) وخطل (2) الرأي وعثور الجد، وخوف الفتن (لبئس ما قدمت لهم أنفسهم
أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) (3)، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها (4)
وشننت (5) عليهم عارها فجدعا (6) وعقرا وبعدا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زحزحوها (7) عن رواسي (8) الرسالة، وقواعد النبوة ومهبط الروح
الأمين بالوحي المبين، الطبين بأمر الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين!
ما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا - والله - منه شدة وطأته ونكال وقعته،
ونكير سيفه وتبحره في كتاب الله وتنمره (9) في ذات الله.
وأيم الله لو تكافوا (10) عن زمام نبذه إليه رسول الله لا عتلقه (11) ثم لسار بهم سيرا
سجحا (12)، لا يكلم (13) خشاشه (14)، ولا يتعتع (15) راكبه، ولأوردهم منهلا (16)

(1) فلول السيف: كسور في حده «الصحاح - فلل - 5 / 1792».
(2) الخطل: الاضطراب.
(3) سورة المائدة: 80.
(4) الربقة: ما يكون في عنق الغنم وغيرها من الخيوط.
(5) شننت: صببت.
(6) يقال: جدعا له: هو دعاء معناه ألزمه الله الجدع، أي قطع عنه الخير وجعله ناقصا معيبا.
(7) زحزحوها: نحوها.
(8) الرواسي: الأصول الثابتة. وكذلك القواعد.
(9) تنمره: أي تغضبه، يقال: تنمر الرجل إذا غضب وتشبه بالنمر.
(10) تكافوا: أي كفوا أيديهم عنه.
(11) لا عتلقه: لأخذه بيده.
(12) السجح: السير السهل.
(13) لا يكلم: لا يجرح ولا يدمي.
(14) الخشاش: ما يكون في أنف البعير من الخشب.
(15) لا يتعتع: أي لا يكره ولا يقلق.
(16) المنهل: مورد الماء.
449

رويا صافيا فضفاضا (1) تطفح ضفتاه، ثم لأصدرهم بطانا (2) قد تخير لهم الري
غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعه سورة الساغب (3) ولا نفتحت عليهم
بركات من السماء والأرض، ولكنهم بغوا فسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون.
ألا فاسمعن، ومن عاش أراه الدهر العجب، وإن تعجبن فانظرن إلى أي نحو
اتجهوا؟ وعلى أي سند استندوا؟ وبأي عروة تمسكوا؟ ولمن اختاروا؟ ولمن تركوا؟
لبئس المولى، ولبئس العشير.
استبدلوا والله الذنابى (4) بالقوادم (5)، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس (6) قوم
يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، (أفمن يهدي
إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدى إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) (7)؟
أما لعمر الله لقد لقحت، فانظروها تنتج (8) ثم احتلبوا طلاع القعب (9) دما
عبيطا (10) وذعافا (11) ممقرا (12)، هنالك خسر المبطلون، وعرف التالون غب

(1) فضفاضا: كثيرا.
(2) البطان: جمع بطين، وهو الريان.
(3) غير متحل منه بطائل: أي كان لا يأخذ من مالهم قليلا ولا كثيرا.
إلا بغمر الماء: أي كان يشرب بالغمر، والغمر: القدح الصغير.
وردعه سورة الساغب: أي كان يأكل من ذلك قدر ما يردع ثوران الجوع.
(4) الذنابي: ما يلي الذنب من الجناح.
(5) القوادم: ما تقدم منه.
(6) المعاطس: الأنوف.
(7) سورة يونس: 35.
(8) تنتج: تلد.
(9) ثم احتلبوا طلاع القعب: أي ملؤه... والقعب: القدح الكبير من الخشب.
(10) الدم العبيط: الطري.
(11) الذعاف: السم.
(12) الممقر: المر.
450

ما أسس الأولون ثم طيبوا بعد ذلك نفسا، واطمئنوا للفتنة جأشا (1)، وأبشروا
بسيف صارم، وهرج (2) شامل، واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا،
وجمعكم حصيدا فيا خسرى لكم، وكيف بكم وقد عميت عليكم؟ (أنلزمكموها
وأنتم لها كارهون) (3)؟!».
وحدثني أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر الباقرحي، قال: حدثتني أم
الفضل خديجة بنت أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج، قالت: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن أحمد الصفواني، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال:
حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي، قال: حدثنا
عبد الله بن محمد بن سليمان المدائني، قال: حدثني أبي، عن عبد الله بن الحسن بن
الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، قالت: لما اشتدت علة فاطمة (عليها السلام) اجتمع
عندها نساء المهاجرين والأنصار، فقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت؟
فقالت:
«أصبحت عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وسئمتهم
بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحد، وخور القناة وخطل الرأي، (لبئس ما قدمت
لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون) (4)، لقحت، فنظرة ريثما
تنتج، ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا، وذعافا ممقرا، هنالك يخسر المبطلون،
ويعرف التالون غب ما أسس الأولون.
ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا، واطمئنوا للفتنة جأشا، وأبشروا بسيف صارم،

(1) أي مروعة للقلب من شدة الفزع.
(2) الهرج: الفتنة وشدة القتل.
(3) سورة هود: 28.
(4) سورة المائدة: 80.
451

وهرج شامل; واستبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، وجمعكم حصيدا، فيا
خسرى لكم، وأنى بكم وقد عميت عليكم؟ (أنلزمكموها وأنتم لها كارهون) (1)
والحمد لله رب العالمين، والصلاة على أبي سيد المرسلين» (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فراجع إن شئت الاحتجاج: 1 / 90 وما بعدها،
وبحار الأنوار: 8 / 91 طبع الكمباني و 29 / 216 من طبع بيروت، ومسند فاطمة
الزهراء (عليها السلام) للعلامة الشيخ عزيز الله العطاردي دامت بركاته: 371، ومسند فاطمة
الزهراء (عليها السلام) للعلامة السيد حسين شيخ الاسلامي دامت بركاته: 115، وغيرها
من كتب الأخبار.

(1) سورة هود: 28.
(2) دلائل الإمامة: (109 - 129).
452

الفساد
[10387] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم
وأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام
ويحذرهم الناس ولا يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به
الدرجات في الآخرة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10388] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة
الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل: أنت ومالك لأبيك ثم
قال أبو جعفر (عليه السلام) وما أحب له أن يأخذ من مال ابنه إلا ما احتاج إليه مما لا بد منه إن
الله عز وجل لا يحب الفساد (2).
[10389] 3 - قال الكليني: بعض أصحابنا - سقط عني إسناده - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن الله عز وجل لم يترك شيئا مما يحتاج إليه إلا علمه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان من تعليمه إياه انه
صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني عن
اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمره فلم يجتنى

(1) الكافي: 2 / 375 ح 4.
(2) الكافي 5 / 135 ح 3.
453

أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن
دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال:
يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء، فقال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ فقال:
المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض (1).
[10390] 4 - الكليني، عن علي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا لنسافر ولا
يكون معنا نخالة فنتدلك بالدقيق؟ فقال: لا بأس إنما الفساد فيما أضر بالبدن وأتلف
المال فأما ما أصلح البدن فإنه ليس بفساد، إني ربما أمرت غلامي فلت لي النقي
بالزيت فأتدلك به (2).
[10391] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل (ظهر الفساد
في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) (3) قال: ذاك والله حين قالت الأنصار:
منا أمير ومنكم أمير (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10392] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مهزيار
قال: كتب علي بن أسباط إلى أبي جعفر (عليه السلام) في أمر بناته: وانه لا يجد أحدا مثله،
فكتب إليه أبو جعفر (عليه السلام): فهمت ما ذكرت من أمر بناتك وأنك لا تجد أحدا مثلك فلا
تنظر في ذلك رحمك الله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه

(1) الكافي: 5 / 337 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 499 ح 16.
(3) سورة الروم: 41.
(4) الكافي: 8 / 58 ح 19.
454

فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10393] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إبراهيم بن
محمد الهمداني قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) في التزويج، فأتاني كتابه بخطه قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في
الأرض وفساد كبير (2).
[10394] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن علي بن الصلت، عن ابن أخي شهاب بن عبد ربه قال:
شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ما القى من الأوجاع والتخم، فقال لي: تغد وتعش ولا
تأكل بينهما شيئا فإن فيه فساد البدن أما سمعت الله عز وجل يقول: (لهم رزقهم فيها بكرة
وعشيا) (3).
[10395] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل
ابن مزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له أيام عبد الله بن علي: قد اختلف هؤلاء
فيما بينهم، فقال: دع ذا عنك إنما يجيئ فساد أمرهم من حيث بدأ صلاحهم (4).
[10396] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله
ابن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد
فإذا هو برجل على باب المسجد كئيب حزين فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ما لك؟
قال: يا أمير المؤمنين أصبت بأبي وأمي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت، فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): عليك بتقوى الله والصبر تقدم عليه غدا والصبر في الأمور بمنزلة

(1) الكافي: 5 / 347 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 347 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 288 ح 2.
(4) الكافي: 8 / 212 ح 257.
455

الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور
فسدت الأمور (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10397] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف بكم إذا فسدت نساؤكم
وفسق شبابكم ولم تأمروا بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟ فقيل له: ويكون ذلك
يا رسول الله؟ فقال: نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن
المعروف؟ فقيل له: يا رسول الله ويكون ذلك؟ قال: نعم وشر من ذلك كيف بكم إذا
رأيتم المعروف منكرا والمنكر معروفا (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10398] 12 - الصدوق باسناده إلى علل الفضل، عن الرضا (عليه السلام)... فإن قال قائل: لم أمر
الله الخلق بالإقرار بالله وبرسله وحججه وبما جاء من عند الله عز وجل؟ قيل: لعلل كثيرة
منها: ان من لم يقر بالله عز وجل لم يجتنب معاصيه ولم ينته عن ارتكاب الكبائر ولم يراقب
أحدا فيما يشتهي ويستلذ من الفساد والظلم فإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كل
إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة لأحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين وثوب
بعضهم على بعض فغصبوا الفروج والأموال وأباحوا الدماء والنساء وقتل بعضهم
بعضا من غير حق ولا جرم فيكون في ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث
والنسل.
ومنها: إن الله عز وجل حكيم ولا يكون الحكيم ولا يوصف بالحكمة إلا الذي يحظر
الفساد ويأمر بالصلاح ويزجر عن الظلم وينهى عن الفواحش ولا يكون حظر الفساد

(1) الكافي: 2 / 90 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 59 ح 4.
456

والأمر بالصلاح والنهي عن الفواحش إلا بعد الإقرار بالله عز وجل ومعرفة الآمر والناهي
فلو ترك الناس بغير إقرار بالله ولا معرفته لم يثبت أمر بصلاح ولا نهي عن فساد إذ لا
آمر ولا ناهي.
ومنها: إنا وجدنا الخلق قد يفسدون بأمور باطنية مستورة عن الخلق فلولا
الإقرار بالله عز وجل وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته وإرادته يراقب أحدا في
ترك معصية وانتهاك حرمة وارتكاب كبيرة إذا كان فعله ذلك مستورا عن الخلق غير
مراقب لأحد وكان يكون في ذلك هلاك الخلق أجمعين فلم يكن قوام الخلق وصلاحهم
إلا بالإقرار منهم بعليم خبير يعلم السر وأخفى آمر بالصلاح ناه عن الفساد ولا تخفى
عليه خافية ليكون في ذلك انزجار لهم عما يخلون به من أنواع الفساد.
فإن قال فلم وجب عليهم الإقرار والمعرفة بأن الله تعالى واحد أحد؟ قيل: لعلل
منها: انه لو لم يجب عليهم الإقرار والمعرفة لجاز أن يتوهموا مدبرين أو أكثر من ذلك
وإذا جاز ذلك لم يهتدوا إلى الصانع لهم من غيره لأن كل إنسان منهم كان لا يدري لعله
إنما يعبد غير الذي خلقه ويطيع غير الذي أمره فلا يكونون على حقيقة من صانعهم
وخالقهم ولا يثبت عندهم أمر آمر ولا نهي ناه إذ لا يعرف الآمر بعينه ولا الناهي من
غيره.
ومنها: ان لو جاز أن يكون اثنين لم يكن أحد الشريكين أولى بأن يعبد ويطاع من
الآخر وفي إجازة أن يطاع ذلك الشريك إجازة أن لا يطاع الله وفي أن لا يطاع الله عز وجل
الكفر بالله وبجميع كتبه ورسله وإثبات كل باطل وترك كل حق وتحليل كل حرام
وتحريم كل حلال والدخول في كل معصية والخروج من كل طاعة وإباحة كل فساد
وإبطال كل حق.
ومنها: إنه لو جاز أن يكون أكثر من واحد لجاز لإبليس أن يدعي أنه ذلك الآخر
حتى يضاد الله تعالى في جميع حكمه ويصرف العباد إلى نفسه فيكون في ذلك أعظم
الكفر وأشد النفاق.
457

فإن قال: فلم وجب عليهم الإقرار بالله بأنه ليس كمثله شئ؟ قيل: لعلل منها:
أن يكونوا قاصدين نحوه بالعبادة والطاعة دون غيره غير مشتبه عليهم أمر ربهم
وصانعهم ورازقهم.
ومنها: إنهم لو لم يعلموا انه ليس كمثله شئ لم يدروا لعل ربهم وصانعهم هذه
الأصنام التي نصبتها لهم آباؤهم والشمس والقمر والنيران إذا كان جائزا أن يكون
عليهم مشتبه وكان يكون في ذلك الفساد وترك طاعاته كلها وارتكاب معاصيه كلها
على قدر ما يتناهى إليهم من أخبار هذه الأرباب وأمرها ونهيها.
ومنها: إنه لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أن ليس كمثله شئ لجاز عندهم أن يجري
عليه ما يجري على المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال والفناء والكذب
والاعتداء، ومن جازت عليه هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعدله ولم يحقق
قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه وعقابه وفي ذلك فساد الخلق وابطال
الربوبية (1).
[10399] 13 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه،
عن محمد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: حرم
الله الخمر لما فيها من الفساد ومن تغييرها عقول شاربيها وحملها إياهم على إنكار
الله عز وجل والفرية عليه وعلى رسله وسائر ما يكون منهم من الفساد والقتل والقذف
والزنا وقلة الاحتجاز من شئ من الحرام فبذلك قضينا على كل مسكر من الأشربة
أنه حرام محرم لأنه يأتي من عاقبتها ما يأتي من عاقبة الخمر فليجتنب من يؤمن بالله
واليوم الآخر ويتولانا وينتحل مودتنا كل شراب مسكر فإنه لا عصمة بيننا وبين
شاربيها (2).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 99.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 98 ح 2.
458

[10400] 14 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن العباس، عن القاسم بن الربيع، عن محمد بن سنان قال: كتب
إليه الرضا (عليه السلام) فيما كتب إليه من العلل: إنا وجدنا كل ما أحل الله تبارك وتعالى ففيه
صلاح العباد وبقاؤهم ولهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها ووجدنا المحرم من
الأشياء لا حاجة للعباد إليه ووجدناه مفسدا داعيا إلى الفناء والهلاك ثم رأيناه تبارك
وتعالى قد أحل بعض ما حرم في وقت الحاجة لما فيه من الصلاح في ذلك الوقت نظير
ما أحل من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطر إليه المضطر لما في ذلك الوقت من
الصلاح والعصمة ودفع الموت فكيف الدليل على أنه لم يحل ما يحل إلا ما فيه من
المصلحة للأبدان وحرم ما حرم لما فيه من الفساد (1).
[10401] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن
أبي عبد الله الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال، عن يحيى بن
عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل
الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدين ما له كل
كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي
لا رحمة له، والأم التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة
إخوانه، والذي لا يزال يجادل أخاه مخاصما له (2).
[10402] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والناس على أربعة
أصناف: منهم: من لا يمنعه الفساد في الأرض إلا مهانة نفسه وكلالة حده ونضيض
وفره... (3).

(1) علل الشرايع: 2 / 279، ونقل عنه في بحار الأنوار: 62 / 166.
(2) الخصال: 2 / 348 ح 22.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 32.
459

[10403] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإن النساء همهن زينة
الحياة الدنيا والفساد فيها... (1).
[10404] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... ومن الفساد إضاعة الزاد ومفسدة المعاد... (2).
[10405] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإذا استولى الفساد على
الزمان وأهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر (3).
[10406] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فساد الأخلاق بمعاشرة
السفهاء وصلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء (4).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 114.
(4) بحار الأنوار: 75 / 82.
460

الفسق
[10407] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس
الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق
والغلو والشك والشبهة، والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى والغفلة والعتو
فمن جفا احتقر الحق ومقت الفقهاء، وأصر على الحنث العظيم ومن عمى نسي الذكر
واتبع الظن وبارز خالقه وألح عليه الشيطان وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة ولا
غفلة ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الأماني
وأخذته الحسرة والندامة إذا قضي الأمر وانكشف عنه الغطاء وبدا له ما لم يكن
يحتسب ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره
بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في أمره، الحديث (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10408] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود،
عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد
والآخر فاسق فخرجا من المسجد والفاسق صديق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل
العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك وتكون فكرة الفاسق في
التندم على فسقه ويستغفر الله عز وجل مما صنع من الذنوب (2).

(1) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 314 ح 6.
461

[10409] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن عذافر، عن بعض أصحابه، عن محمد بن مسلم أو أبي حمزة، عن
أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: يا بني
انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبه من هم؟
قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويباعد لك
القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك وإياك ومصاحبة
البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد أن
ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في
ثلاث مواضع قال الله عز وجل: (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (1) وقال: (الذين
ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في
الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (2) وقال في البقرة: (الذين ينقضون
عند الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض
أولئك هم الخاسرون) (3) (4).
[10410] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن شعيب، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يرد من الشهود فقال:
الظنين والمتهم والخصم، قال: قلت: الفاسق والخائن؟ قال: كل هذا يدخل في
الظنين (5).

(1) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 22 و 23.
(2) سورة الرعد: 25.
(3) سورة البقرة: 27.
(4) الكافي: 2 / 376 ح 7 و 2 / 641 ح 7.
(5) الكافي: 7 / 395 ح 3.
462

الرواية صحيحة الإسناد.
[10411] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
لا أقبل شهادة الفاسق إلا على نفسه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10412] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن زياد بن عمرو الجعفي، عمن حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل وكل ملكا بالبناء يقول لمن رفع سقفا فوق ثمانية
أذرع: أين تريد يا فاسق (2).
[10413] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد المنقري،
عن النعمان بن عبد السلام، عن أبي حنيفة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل قال
لآخر: يا فاسق، قال: لا حد عليه ويعزر (3).
[10414] 8 - الكليني بإسناده المعتبر إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:... ورأيت الفسق
قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله
ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته... ورأيت من يمتدح بالفسق
يضحك منه ولا يرد عليه قوله... ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا
محمودا... (4).
[10415] 9 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: خمسة من خمسة محال: الحرمة من
الفاسق محال والشفقة من العدو محال والنصيحة من الحاسد محال والوفاء من المرأة

(1) الكافي: 7 / 395 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 528 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 242 ح 15.
(4) الكافي: 8 / 38.
463

محال والهيبة من الفقير محال والغناء مما أوعد الله عز وجل عليه النار وهو قوله عز وجل: (ومن
الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا
أولئك لهم عذاب مهين) (1) (2).
[10416] 10 - الصدوق بإسناده إلى زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما جعلت القسامة
احتياطا للناس لكيما إذا أراد الفاسق أن يقتل رجلا أو يغتال رجلا حيث لا يراه أحد
خاف ذلك فامتنع من القتل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10417] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن خالد
البرقي، عن أبي قتادة القمي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تذاكرنا أمر الفتوة عنده
فقال: أتظنون أن الفتوة بالفسق والفجور إنما الفتوة طعام موضوع ونائل مبذول وبر
معروف وأذى مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال: ما المروة؟ قلنا: لا نعلم،
قال: المروة والله أن يضع الرجل خوانه في فناء داره (4).
[10418] 12 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن البرقي، عن أبيه بإسناده يرفعه
إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قطع ظهري رجلان من الدنيا: رجل عليم اللسان
فاسق ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه وهذا بنسكه عن
جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين أولئك فتنة كل مفتون فإني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا علي هلاك أمتي على يدي كل منافق عليم
اللسان (5).

(1) سورة لقمان: 6.
(2) الفقيه: 4 / 58 ح 5092.
(3) الفقيه: 4 / 101 ح 5181.
(4) معاني الأخبار: 119.
(5) الخصال: 1 / 69 ح 103.
464

[10419] 13 - الصدوق، عن الفامي، عن الحميري، عن أبيه، عن البرقي، عن
هارون بن الجهم، عن الصادق (عليه السلام) قال: إذا جاهر الفاسق بفسقه فلا حرمة له ولا
غيبة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10420] 14 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن هارون، عن ابن صدقة،
عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: لا تسلموا على اليهود ولا على النصارى ولا على
المجوس ولا عبدة الأوثان ولا على موائد شراب الخمر ولا على صاحب الشطرنج
والنرد ولا على المخنث ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات ولا على المصلي وذلك
لأن المصلي لا يستطيع أن يرد السلام لأن التسليم من المسلم تطوع والرد عليه فريضة
ولا على آكل الربا ولا على رجل جالس على غائط ولا على الذي في الحمام ولا على
الفاسق المعلن بفسقه (2).
[10421] 15 - الصدوق بإسناده إلى يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأقل الناس حرمة الفاسق... (3).
[10422] 16 - المفيد، عن عمر بن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن همام
الإسكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن سلامة الغنوي، عن محمد بن
الحسن العامري، عن معمر، عن أبي بكر بن عياش، عن الفجيع العقيلي، قال:
حدثني الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما حضرت والدي الوفاة أقبل يوصي
فقال: هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أخو محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وابن عمه
وصاحبه أول وصيتي اني أشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسوله وخيرته

(1) أمالي الصدوق: المجلس العاشر ح 8 / 92 الرقم 68.
(2) الخصال: 2 / 484 ح 57.
(3) الفقيه: 4 / 395.
465

اختاره بعلمه وارتضاه لخيرته وأن الله باعث من في القبور وسائل الناس عن أعمالهم
عالم بما في الصدور ثم إني أوصيت يا حسن وكفى بك وصيا بما أوصاني به
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا كان ذلك يا بني الزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا
أكبر همك وأوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها والزكاة في أهلها عند محلها والصمت
عند الشبهة والاقتصاد والعدل في الرضى والغضب وحسن الجوار وإكرام الضيف
ورحمة المجهود وأصحاب البلاء وصلة الرحم وحب المساكين ومجالستهم والتواضع
فإنه من أفضل العبادة وقصر الأمل واذكر الموت وازهد في الدنيا فإنك رهين موت
وغرض بلاء وطريح سقم وأوصيك بخشية الله في سر أمرك وعلانيتك وأنهاك عن
التسرع بالقول والفعل وإذا عرض شئ من أمر الآخرة فابدأ به وإذا عرض شئ من
أمر الدنيا فتأنه حتى تصيب رشدك فيه وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به
السوء فإن قرين السوء يغر جليسه، وكن الله يا بني عاملا وعن الخنى زجورا
وبالمعروف آمرا وعن المنكر ناهيا وواخ الإخوان في الله وأحب الصالح لصلاحه ودار
الفاسق عن دينك وأبغضه بقلبك وزايله بأعمالك لئلا تكون مثله وإياك والجلوس في
الطرقات ودع المماراة ومجاراة من لا عقل له ولا علم واقتصد يا بني في معيشتك
واقتصد في عبادتك وعليك فيها بالأمر الدائم الذي تطيقه والزم الصمت تسلم وقدم
لنفسك تغنم وتعلم الخير تعلم، وكن لله ذاكرا على كل حال وارحم من أهلك الصغير
ووقر منهم الكبير ولا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله وعليك بالصوم فإنه
زكاة البدن وجنة لأهله وجاهد نفسك واحذر جليسك واجتنب عدوك وعليك
بمجالس الذكر وأكثر من الدعاء فإني لم آلك يا بني نصحا وهذا فراق بيني وبينك،
وأوصيك بأخيك محمد خيرا فإنه شقيقك وابن أبيك وقد تعلم حبي له وأما أخوك
الحسين فهو ابن أمك ولا أريد الوصاة بذلك والله الخليفة عليكم وإياه أسأل أن
يصلحكم وأن يكف الطغاة البغاة عنكم والصبر الصبر حتى ينزل الله الأمر ولا قوة
466

إلا بالله العلي العظيم (1).
[10423] 17 - زيد النرسي قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): الرجل من مواليكم يكون
عارفا يشرب الخمر ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟ فقال: تبرؤوا من فعله
ولا تبرؤوا منه أحبوه وأبغضوا عمله، قلت: فيسعنا أن نقول فاسق فاجر؟ فقال:
لا الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا الناصب لأوليائنا أبى الله أن يكون ولينا فاسقا
فاجرا وإن عمل ما عمل ولكنكم تقولون فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس
خبيث الفعل طيب الروح والبدن، والله ما يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن
عنه راضون يحشره الله على ما فيه من الذنوب مبيضا وجهه مستورة عورته آمنه
روعته لا خوف عليه ولا حزن وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب إما
بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض وأدنى ما يصفى به ولينا أن يريه الله رؤيا
مهولة فيصبح حزينا لما رأى فيكون ذلك كفارة له أو خوفا يرد عليه من أهل دولة
الباطل أو يشدد عليه عند الموت فيلقى الله طاهرا من الذنوب آمنا روعته
بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) ثم يكون أمام أحد الأمرين رحمة الله الواسعة التي هي
أوسع من ذنوب أهل الأرض جميعا وشفاعة محمد وأمير المؤمنين صلى الله عليهما إن
أخطأته رحمة ربه أدركته شفاعة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) فعندها تصيبه رحمة
ربه الواسعة (2).
[10424] 18 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إذا ساد القوم فاسقهم وكان
زعيم القوم أذلهم وأكرم الرجل الفاسق فلينتظر البلاء (3).
[10425] 19 - الحميري بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: ثلاثة ليست لهم

(1) أمالي المفيد: المجلس السادس والعشرون ح 1 / 220.
(2) أصل زيد النرسي: 51.
(3) تحف العقول: 36.
467

حرمة: صاحب هوى مبتدع، والإمام الجائر، والفاسق المعلن الفسق (1).
[10426] 20 - المجلسي رفعه إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) انه قال: مجالسة أهل الفسق
ريبة (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) قرب الاسناد: 176 ح 645.
(2) بحار الأنوار: 75 / 122.
468

الفضة
[10427] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن
محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمر إنه إذا كان
ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذر في أيديهم أقلام الذهب وقراطيس الفضة
لا تكتبون إلى ليلة السبت إلا الصلاة على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأكثر منها، وقال:
يا عمر إن من السنة أن تصلي على محمد وعلى أهل بيته في كل يوم جمعة ألف مرة وفي
سائر الأيام مائة مرة (1).
[10428] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لما نزلت
آية الزكاة (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها) (2) وأنزلت في شهر
رمضان فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديه فنادى في الناس أن الله فرض عليكم الزكاة كما
فرض عليكم الصلاة ففرض الله عز وجل عليهم من الذهب والفضة وفرض الصدقة من
الإبل والبقر والغنم ومن الحنطة والشعير والتمر والزبيب فنادى فيهم بذلك في شهر
رمضان وعفا لهم عما سوى ذلك، قال: ثم لم يفرض لشئ من أموالهم حتى حال
عليهم الحول من قابل فصاموا وأفطروا فأمر مناديه فنادى في المسلمين: أيها
المسلمون زكوا أموالكم تقبل صلاتكم، قال: ثم وجه عمال الصدقة وعمال
الطسوق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 416 ح 13.
(2) سورة التوبة: 103.
(3) الكافي: 3 / 497 ح 2.
469

[10429] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير، وبريد بن معاوية العجلي وفضيل بن يسار،
عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: فرض الله الزكاة مع الصلاة في الأموال وسنها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في تسعة أشياء وعفا رسول الله عما سواهن، في الذهب والفضة
والإبل والبقر والغنم والحنطة والشعير والتمر والزبيب وعفا عما سوى ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد. وتعرف بصحيحة الفضلاء.
[10430] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال في كل مائتي درهم خمسة دراهم من الفضة
وان نقص فليس عليك زكاة ومن الذهب من كل عشرين دينارا نصف دينار وان
نقص فليس عليك شئ (2).
الرواية موثقة سندا.
[10431] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل،
عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): العارية مضمونة، فقال: جميع ما استعرته
فتوى فلا يلزمك ما تواه إلا الذهب والفضة فإنهما يلزمان إلا أن يشترط عليه انه متى
ما توى لم يلزمك تواه وكذلك جميع ما استعرت فاشترط عليك لزمك والذهب والفضة
لازم لك وإن لم يشترط عليك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10432] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنما
المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلده، قال: وسمعته يقول: ليس للمرأة خطر لا لصالحتهن

(1) الكافي: 3 / 509 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 515 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 238 ح 3.
470

ولا لطالحتهن، أما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة بل هي خير من الذهب
والفضة، وأما طالحتهن فليس التراب خطرها بل التراب خير منها (1).
[10433] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن داود
ابن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تأكل في آنية الذهب والفضة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10434] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام): أنه نهى عن آنية الذهب
والفضة (3).
[10435] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الذهب يحلى به الصبيان، فقال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يحلي ولده ونساءه بالذهب
والفضة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10436] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس بتحلية السيف بأس بالذهب والفضة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 332 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 267 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 267 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 475 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 475 ح 5.
471

الفضل
[10437] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): العقل غطاء ستير والفضل جمال ظاهر فاستر خلل خلقك بفضلك
وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودة وتظهر لك المحبة (1).
[10438] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي حمزة
الثمالي، عن علي ابن الحسين (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله
تبارك وتعالى الأولين والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟
قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون وما كان فضلكم؟ فيقولون:
كنا نصل من قطعنا ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم
ادخلوا الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10439] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن الحسن بن حمزة، عن جده، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين
صلوات الله عليهما قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في آخر خطبته: طوبى لمن طاب
خلقه وطهرت سجيته وصلحت سريرته وحسنت علانيته وأنفق الفضل من ماله

(1) الكافي: 1 / 20 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 107 ح 4.
472

وأمسك الفضل من قوله وأنصف الناس من نفسه (1).
[10440] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يبدأ بالرجل في الكتاب، قال:
لا بأس به ذلك من الفضل يبدأ الرجل بأخيه يكرمه (2).
الرواية موثقة سندا.
[10441] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفيق ثم السفر، وقال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا تصحبن في سفرك من لا يرى لك من الفضل عليه
كما ترى له عليك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10442] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن أفضل موضع في المسجد
يصلى فيه؟ قال: الحطيم ما بين الحجر وباب البيت، قلت: والذي يلي ذلك في
الفضل؟ فذكر أنه عند مقام إبراهيم (عليه السلام)، قلت: ثم الذي يليه في الفضل؟ قال: في
الحجر، قلت: ثم الذي يلي ذلك؟ قال: كلما دنى من البيت (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10443] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على الناس
زمان عضوض يعض كل امرء على ما في يديه وينسى الفضل وقد قال الله عز وجل: (ولا

(1) الكافي: 2 / 144 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 673 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 286 ح 5.
(4) الكافي: 4 / 525 ح 1.
473

تنسوا الفضل بينكم) (1) ينبري في ذلك الزمان قوم يعاملون المضطرين هم شرار
الخلق (2).
الرواية موثقة سندا.
[10444] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الصمد
ابن بشير قال: دخلت امرأة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقالت: أصلحك الله إني امرأة
متبتلة، فقال: وما التبتل عندك؟ قالت: لا أتزوج، قال: ولم؟ قالت: التمس بذلك
الفضل، فقال: انصرفي فلو كان ذلك فضلا لكانت فاطمة (عليها السلام) أحق بها منك انه ليس
أحد يسبقها إلى الفضل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10445] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح
ابن شعيب، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام)
يقول: العيش السعة في المنازل والفضل في الخدم (4).
[10446] 10 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، وعن غيره، عن أحمد بن محمد
ابن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
لرجل: اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله فإنه من
قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع وخذ حظك من آخرتك، وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أنفع
الأشياء للمرء سبقه الناس إلى عيب نفسه، وأشد شئ مؤونة أخفاه الفاقة، وأقل
الأشياء غناءا النصيحة لمن لا يقبلها ومجاورة الحريص، وارواح الروح اليأس من
الناس، وقال: لا تكن ضجرا ولا غلقا وذلل نفسك باحتمال من خالفك ممن هو فوقك

(1) سورة البقرة: 237.
(2) الكافي: 5 / 310 ح 28.
(3) الكافي: 5 / 509 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 526 ح 4.
474

ومن له الفضل عليك فإنما أقررت بفضله لئلا تخالفه، ومن لا يعرف لأحد الفضل فهو
المعجب برأيه وقال لرجل: اعلم أنه لا عز لمن لا يتذلل لله تبارك وتعالى، ولا رفعة
لمن لم يتواضع لله عز وجل وقال للرجل: احكم أمر دينك كما احكم أهل الدنيا أمر دنياهم
فإنما جعلت الدنيا شاهدا يعرف بها ما غاب عنها من الآخرة فاعرف الآخرة بها ولا
تنظر إلى الدنيا إلا بالاعتبار (1).
[10447] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الارتقاء إلى الفضائل صعب
منج (2).
[10448] 12 - وعنه (عليه السلام): الفضيلة بحسن الكمال ومكارم الأفعال لا بكثرة المال وجلالة
الأعمال (3).
[10449] 13 - وعنه (عليه السلام): أكرم من ودك واصفح عن عدوك يتم لك الفضل (4).
[10450] 14 - وعنه (عليه السلام): إنما يعرف الفضل لأهل الفضل أولوا الفضل (5).
[10451] 15 - وعنه (عليه السلام): جماع الفضل في اصطناع الحر، والإحسان إلى أهل الخير (6).
[10452] 16 - وعنه (عليه السلام): خذ على عدوك بالفضل فإنه واحد الظفرين (7).
[10453] 17 - وعنه (عليه السلام): فخر المرء بفضله لا بأصله (8).
[10454] 18 - وعنه (عليه السلام): قدر المرء على قدر فضله (9).
[10455] 19 - وعنه (عليه السلام): من قلت فضائله ضعفت وسائله (10).
[10456] 20 - وعنه (عليه السلام): من أفضل الفضائل اصطناع الصنائع وبث المعروف (11).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 8 / 243 ح 337.
(2) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(3) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(4) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(5) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(6) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(7) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(8) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(9) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(10) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
(11) غرر الحكم: ح 1126 و 1925 و 3368 و 3913 و 4797 و 5038 و 6539 و 6764 و 8577 و 9355.
475

الفطر
[10457] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتي
أبي بالخمرة يوم الفطر فأمر بردها ثم قال: هذا يوم كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحب أن ينظر
إلى آفاق ويضع وجهه على الأرض (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10458] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أطعم يوم الفطر قبل أن تخرج إلى المصلى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10459] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابنا،
عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان صبيحة يوم الفطر نادى مناد
اغدوا إلى جوائزكم (3).
[10460] 4 - الكليني، عن العدة،، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى
ابن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار أو غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أتي بطيب يوم الفطر بدء بنسائه (4).

(1) الكافي: 3 / 461 ح 7.
(2) و (3) الكافي: 4 / 168 ح 1 و 4.
(4) الكافي: 4 / 170 ح 5.
476

[10461] 5 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن
أبي عمير، عن إبراهيم بن عمر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان أول يوم من شوال نادى مناد: أيها المؤمنون اغدوا إلى
جوائزكم، ثم قال: يا جابر جوائز الله ليست بجوائز هؤلاء الملوك، ثم قال: هو يوم
الجوائز (1).
[10462] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين،
عن عمرو بن عثمان، عن حنان بن سدير، عن عبد الله بن دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال: يا عبد الله ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلا وهو يجدد لآل محمد
فيه حزنا، قلت: ولم ذاك؟ قال: لأنهم يرون حقهم في يد غيرهم (2).
[10463] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية
ابن عمار، عن إبراهيم بن ميمون قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الفطرة إن أعطيت قبل أن
تخرج إلى العيد فهي فطرة وإن كانت بعد ما تخرج إلى العيد فهي صدقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10464] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمر
ابن أذينة، عن زرارة قال: قلت: الفقير الذي يتصدق عليه هل عليه صدقة الفطرة؟
فقال: نعم يعطي مما يتصدق عليه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10465] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن معتب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: اذهب

(1) الكافي: 4 / 168 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 169 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 171 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 172 ح 11.
477

فأعط عن عيالنا الفطرة وأعط عن الرقيق واجمعهم ولا تدع منهم أحدا فإنك إن
تركت منهم إنسانا تخوفت عليه الفوت، قلت: وما الفوت؟ قال: الموت (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10466] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من ضممت إلى عيالك
من حر أو مملوك فعليك أن تؤدي الفطرة عنه، قال: وإعطاء الفطرة قبل الصلاة
أفضل وبعد الصلاة صدقة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت في هذا المجال راجع كتابي الصيام
والزكاة من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 4 / 174 ح 21.
(2) الكافي: 4 / 170 ح 1.
478

الفطرة
[10467] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت (فطرت الله التي فطر الناس عليها) (1)
قال: التوحيد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10468] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله
بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (فطرت الله التي فطر
الناس عليها) ما تلك الفطرة؟ قال: هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على
التوحيد قال: (ألست بربكم) (3) وفيه المؤمن والكافر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10469] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن علي
ابن رئاب، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فطرت الله التي
فطر الناس عليها) قال: فطرهم جميعا على التوحيد (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الروم: 30.
(2) الكافي: 2 / 12 ح 1.
(3) سورة الأعراف: 172.
(4) الكافي: 2 / 12 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 12 ح 3.
479

[10470] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل (حنفاء لله
غير مشركين به) (1) قال: الحنيفية من الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبديل
لخلق الله، قال: فطرهم على المعرفة به.
قال زرارة: وسألته عن قول الله عز وجل (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم
ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى) (2) الآية، قال: أخرج
من ظهر آدم ذريته إلى يوم القيامة فخرجوا كالذر فعرفهم وأراهم نفسه ولولا ذلك لم
يعرف أحد ربه، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل مولود يولد على الفطرة يعني
المعرفة بأن الله عز وجل خالقه كذلك قوله (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض
ليقولون الله) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10471] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان
ابن عيسى، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من شك في الله بعد مولده على
الفطرة لم يفئ إلى خير أبدا (5).
[10472] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لم يكون
الرجل عند الله مؤمنا قد ثبت له الإيمان عنده ثم ينقله الله بعد من الإيمان إلى الكفر؟
قال: فقال: إن الله عز وجل هو العدل إنما دعا العباد إلى الإيمان به لا إلى الكفر ولا يدعو

(1) سورة الحج: 31.
(2) سورة الأعراف: 172.
(3) سورة لقمان: 25.
(4) الكافي: 2 / 12 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 400 ح 6.
480

أحدا إلى الكفر به فمن آمن بالله ثم ثبت له الإيمان عند الله لم ينقله الله عز وجل بعد ذلك من
الإيمان إلى الكفر، قلت له: فيكون الرجل كافرا قد ثبت له الكفر عند الله ثم ينقله بعد
ذلك من الكفر إلى الإيمان؟ قال: فقال: إن الله عز وجل خلق الناس كلهم على الفطرة التي
فطرهم عليها لا يعرفون إيمانا بشريعة ولا كفرا بجحود ثم بعث الله الرسل تدعوا العباد
إلى الإيمان به فمنهم من هدى الله ومنهم من لم يهده الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10473] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت شريعة
نوح (عليه السلام) أن يعبد الله بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد وهي الفطرة التي فطر الناس
عليها وأخذ الله ميثاقه على نوح (عليه السلام) وعلى النبيين (عليهم السلام) أن يعبدوا الله تبارك وتعالى
ولا يشركوا به شيئا وأمر بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلال
والحرام ولم يفرض عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته فلبث فيهم
نوح ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية فلما أبوا وعتوا قال: (رب إني
مغلوب فانتصر) (2) فأوحى الله جل وعز إليه: (أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد
آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون) (3) فلذلك قال نوح (عليه السلام): (ولا يلدوا إلا فاجرا
كفارا) (4) فأوحى الله عز وجل إليه: (أن اصنع الفلك) (5) (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 416 ح 1.
(2) سورة القمر: 10. والآية هكذا (ربه...).
(3) سورة هود: 36. والآية هكذا (... بما كانوا يفعلون).
(4) سورة نوح: 27.
(5) سورة المؤمنين: 26.
(6) الكافي: 8 / 282 ح 424.
481

[10474] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن أذينة، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (حنفاء لله غير
مشركين به) (1) فقلت: ما الحنيفية؟ قال: هي الفطرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10475] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واصطفى سبحانه من ولده
الأنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم لما بدل أكثر خلقه عهد
الله إليهم فجهلوا حقه واتخذوا الأنداد معه واجتالتهم الشياطين على معرفته واقتطعتهم
عن عبادته، فبعث فيهم رسله وواتر إليه أنبياءه ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكروهم
منسي نعمته ويحتجوا عليهم بالتبليغ ويثيروا لهم دفائن العقول ويروهم آيات
المقدرة... (3).
[10476] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أفضل ما توسل به
المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى: الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة
الإسلام وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة وإقام الصلاة فإنها الملة و... (4).

(1) سورة الحج: 31.
(2) معاني الأخبار: 349.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 110.
482

الفطنة
[10477] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد مرسلا قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم
وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره فإذا كان تأييد عقله من النور كان
عالما حافظا ذاكرا فطنا فهما فعلم بذلك كيف ولم وحيث وعرف من نصحه ومن غشه
فإذا عرف ذلك عرف مجراه وموصوله ومفصوله وأخلص الوحدانية لله والإقرار
بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات وواردا على ما هو آت يعرف ما هو فيه
ولأي شئ هو ههنا ومن أين يأتيه وإلى ما هو صائر وذلك كله من تأييد العقل (1).
[10478] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: إن
الله عز وجل جعل الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد فالصبر من
ذلك على أربع شعب: على الشوق والاشفاق والزهد والترقب فمن اشتاق إلى الجنة
سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت
عليه المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات، واليقين على أربع شعب:
تبصرة الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة وسنة الأولين، فمن أبصر الفطنة عرف
الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة عرف السنة ومن عرف
السنة فكأنما كان مع الأولين واهتدى إلى التي هي أقوم ونظر إلى من نجى بما نجى ومن

(1) الكافي: 1 / 25 ح 23.
483

هلك بما هلك وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى من أنجى بطاعته، والعدل على
أربع شعب: غامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم فمن فهم فسر جميع
العلم ومن علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس
حميدا، والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في
المواطن وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم
أنف المنافق وأمن كيده ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنئ الفاسقين
غضب لله ومن غضب لله غضب الله له فذلك الإيمان ودعائمه وشعبه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10479] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن أبي حمزة قال: استأذنت على أبي جعفر (عليه السلام) فخرج إلي وشفتاه تتحركان
فقلت له: فقال: أفطنت لذلك يا ثمالي؟ قلت: نعم جعلت فداك، قال: إني والله
تكلمت بكلام ما تكلم به أحد قط إلا كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته، قال:
قلت له: أخبرني به، قال: نعم من قال حين يخرج من منزله: «بسم الله حسبي الله
توكلت على الله اللهم إني أسألك خير أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب
الآخرة» كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته (2).
الرواية موثقة سندا.
[10480] 4 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا همام المؤمن هو
الكيس الفطن... (3).
[10481] 5 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، وسعد، عن البرقي، عن ابن أبي عثمان،

(1) الكافي: 2 / 50 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 541 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 226 ح 1.
484

عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
عشرة يفتنون [يعتنون خ ل] أنفسهم وغيرهم: ذو العلم القليل يتكلف أن يعلم
الناس كثيرا، والرجل الحليم ذو العلم الكثير ليس بذي فطنة، والذي يطلب ما لا
يدرك ولا ينبغي له، والكاد غير المتئد والمتئد الذي ليس له مع تؤدته علم وعالم غير
مريد للصلاح، ومريد للصلاح وليس بعالم، والعالم يحب الدنيا، والرحيم بالناس
يبخل بما عنده، وطالب العلم يجادل فيه من هو أعلم فإذا علمه لم يقبل منه (1).
[10482] 6 - الخزاز القمي، عن أحمد بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله الواسطي،
عن محمد بن أحمد الجمحي، عن هارون بن يحيى، عن عثمان بن عثمان بن خالد، عن
أبيه قال: مرض علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) في مرضه الذي توفي فيه
فجمع أولاده محمدا والحسن وعبد الله وعمر وزيدا والحسين وأوصى إلى ابنه محمد
بن علي وكناه الباقر وجعل أمرهم إليه وكان فيما وعظه في وصيته أن قال: يا بني إن
العقل رائد الروح والعلم رائد العقل والعقل ترجمان العلم واعلم أن العلم أبقى واللسان
أكثر هذرا، واعلم يا بني إن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين: إصلاح شأن
المعايش، ملء مكيال ثلثاه فطنة وثلثه تغافل لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شئ قد
عرفه ففطن له، واعلم أن الساعات تذهب عمرك وأنك لا تنال نعمة إلا بفراق أخرى
فإياك والأمل الطويل فكم من مؤمل أملا لا يبلغه وجامع مال لا يأكله ومانع
ما سوف يتركه ولعله من باطل جمعه ومن حق منعه أصابه حراما وورثه، احتمل
إصره وباء بوزره، ذلك هو الخسران المبين (2).
[10483] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال:... السخاء فطنة... (3).

(1) الخصال: 2 / 437 ح 25.
(2) كفاية الأثر: 239، ونقل عنه في بحار الأنوار: 46 / 230.
(3) تحف العقول: 315.
485

[10484] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفقر يخرس الفطن عن
حجته (1).
[10485] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفهم بالفطنة (2).
[10486] 10 - وعنه (عليه السلام): الفطنة بالبصيرة (3).
[10487] 11 - وعنه (عليه السلام): الفطنة هداية (4).
[10488] 12 - وعنه (عليه السلام): المرء بفطنته لا بصورته (5).
[10489] 13 - المجلسي نقلا من ابن فهد الحلي رفعه إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام) أنه
قال: الوحشة من الناس على قدر الفطنة بهم (6).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 3.
(2) غرر الحكم: ح 39 و 40 و 134 و 2166.
(3) غرر الحكم: ح 39 و 40 و 134 و 2166.
(4) غرر الحكم: ح 39 و 40 و 134 و 2166.
(5) غرر الحكم: ح 39 و 40 و 134 و 2166.
(6) بحار الأنوار: 67 / 111 ح 14.
486

الفقر
حول الفقر وفضل الفقراء
[10490] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة
بعد المسكنة وأقبح من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10491] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي
على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب والبخل
ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر
وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو
يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (2).
[10492] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن الحسين بن أبي العلاء، عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعز ومذهبة للحياء واليأس مما في أيدي
الناس عز للمؤمن في دينه والطمع هو الفقر الحاضر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 84 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 148 ح 4.
487

[10493] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن سعدان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): المصائب منح من الله والفقر مخزون عند
الله (1).
[10494] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه فمن ستره أعطاه
الله مثل أجر الصائم القائم ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد
قتله أما انه ما قتله بسيف ولا رمح ولكنه قتله بما نكي من قلبه (2).
[10495] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم
ابن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: في مناجاة موسى (عليه السلام): يا موسى إذا رأيت الفقر مقبلا فقل مرحبا بشعار
الصالحين وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل ذنب عجلت عقوبته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10496] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الفقر أزين للمؤمن من
العذار على خد الفرس (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10497] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الفقر الموت الأحمر فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الفقر
من الدينار والدرهم؟ فقال: لا ولكن من الدين (5).

(1) الكافي: 2 / 260 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 260 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 263 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 265 ح 22.
(5) الكافي: 2 / 266 ح 2.
488

[10498] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد
أن يغلب القدر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10499] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، وعبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين
عينيه وشتت أمره ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم الله له ومن أصبح وأمسى والآخرة
أكبر همه جعل الله الغنى في قلبه وجمع له أمره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10500] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل
ابن عبد الخالق قال: أبطأ رجل من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه ثم أتاه فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أبطأ بك عنا؟ فقال: السقم والفقر، فقال له: أفلا أعلمك دعاء
يذهب الله عنك بالسقم والفقر؟ قال: بلى يا رسول الله فقال: قل: «لا حول ولا قوة
إلا بالله العلي العظيم توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا» قال: فما
لبث أن عاد إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله قد أذهب الله عني السقم والفقر (3).
[10501] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
محمد بن سنان، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن فقراء
المسلمين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ثم قال: سأضرب لك

(1) الكافي: 2 / 307 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 319 ح 15.
(3) الكافي: 2 / 551 ح 3.
489

مثل ذلك إنما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في إحداهما فلم ير فيها
شيئا فقال: أسربوها ونظر في الأخرى فإذا هي موقورة فقال: احبسوها (1).
[10502] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن سعدان
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل يلتفت يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها
بالمعتذر إليهم فيقول: وعزتي وجلالي ما أفقرتكم في الدنيا من هوان بكم علي ولترون
ما أصنع بكم اليوم فمن زود أحدا منكم في دار الدنيا معروفا فخذوا بيده فأدخلوه
الجنة، قال: فيقول رجل منهم: يا رب إن أهل الدنيا تنافسوا في دنياهم فنكحوا
النساء ولبسوا الثياب اللينة وأكلوا الطعام وسكنوا الدور وركبوا المشهور من الدواب
فأعطني مثل ما أعطيتهم، فيقول تبارك وتعالى: لك ولكل عبد منكم مثل ما أعطيت
أهل الدنيا منذ كانت الدنيا إلى أن انقضت الدنيا سبعون ضعفا (2).
[10503] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
نقي الثوب فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى
جنب الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أخفت
أن يمسك من فقره شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيب من غناك شئ؟ قال: لا،
قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال:
يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن وقد جعلت له نصف
مالي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للمعسر أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال:
أخاف أن يدخلني ما دخلك (3).

(1) الكافي: 2 / 260 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 261 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 262 ح 11.
490

[10504] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
عيسى الفراء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله
تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه: أين الفقراء فيقوم عنق من الناس كثير،
فيقول: عبادي، فيقولون: لبيك ربنا، فيقول: إني لم أفقركم لهوان بكم علي ولكني
إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم تصفحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه إلا
في فكافوه عني بالجنة (1).
[10505] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس حتى
يأتوا باب الجنة فيضربوا باب الجنة فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن الفقراء؟
فيقال لهم: أقبل الحساب؟ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه، فيقول
الله عز وجل: صدقوا ادخلوا الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10506] 17 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي:
أما تدخل السوق؟ أما ترى الفاكهة تباع؟ والشيء مما تشتهيه؟ فقلت: بلى، فقال:
أما إن لك بكل ما تراه فلا تقدر على شرائه حسنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10507] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن مبارك غلام شعيب قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن

(1) الكافي: 2 / 263 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 264 ح 19.
(3) الكافي: 2 / 264 ح 17.
491

الله عز وجل يقول: إني لم أغن الغني لكرامة به علي ولم أفقر الفقير لهوان به علي وهو مما
ابتليت به الأغنياء بالفقراء ولولا الفقراء لم يستوجب الأغنياء الجنة (1).
[10508] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن أبان بن عبد الملك قال: حدثني بكر الأرقط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو عن شعيب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه دخل عليه واحد فقال: أصلحك إني رجل منقطع إليكم
بمودتي وقد أصابتني حاجة شديدة وقد تقربت بذلك إلى أهل بيتي وقومي فلم يزدني
بذلك منهم إلا بعدا، قال: فما آتاك الله خير مما أخذ منك، قال: جعلت فداك ادع الله
لي أن يغنيني عن خلقه، قال: إن الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء ولكن سل
الله أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه (2).
[10509] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن علي بن عفان، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله
جل ثناؤه ليعتذر إلى عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر الأخ إلى أخيه فيقول:
وعزتي وجلالي ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي فارفع هذا السجف فانظر
إلى ما عوضتك من الدنيا، قال: فيرفع فيقول: ما ضرني ما منعتني مع
ما عوضتني (3).
[10510] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن
عقبة، عن إسماعيل بن سهل، وإسماعيل بن عباد جميعا، يرفعانه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ما كان من ولد آدم مؤمن إلا فقيرا ولا كافر إلا غنيا حتى جاء إبراهيم (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 265 ح 20.
(2) الكافي: 2 / 266 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 264 ح 18.
492

فقال: (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا) (1) فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة
وفي هؤلاء أموالا وحاجة (2).
[10511] 22 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد،
عن يونس، عن شعيب العقرقوفي، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شئ يروى عن
أبي ذر (رضي الله عنه) انه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها أحب الموت وأحب الفقر
وأحب البلاء، فقال: إن هذا ليس ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي من
الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر في
طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله (3).
[10512] 23 - الكليني بإسناده إلى الخطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
والقبر خير من الفقر... (4).
[10513] 24 - الكليني قال: وروي عن لقمان انه قال لابنه: يا بني ذقت الصبر وأكلت
لحاء الشجر فلم أجد شيئا هو أمر من الفقر فإن بليت به يوما ولا تظهر الناس عليه
فيستهينوك ولا ينفعوك بشئ ارجع إلى الذي ابتلاك به فهو أقدر على فرجك وسله
من ذا الذي سأله فلم يعطه أو وثق به فلم ينجه (5).
[10514] 25 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن محمد، عن
موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الفقر خير
من الغنى إلا من حمل في مغرم وأعطى في نائبة (6).

(1) سورة الممتحنة: 5.
(2) الكافي: 2 / 262 ح 10.
(3) الكافي: 8 / 222 ح 279.
(4) الكافي: 8 / 21.
(5) الكافي: 4 / 22 ح 8.
(6) جامع الأحاديث: 104.
493

[10515] 26 - الشيخ جعفر القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الفقر فقر القلب (1).
[10516] 27 - الشيخ جعفر القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الفقر راحة (2).
[10517] 28 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى،
عن يعقوب بن يزيد، عن عبد الله البصري يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه فمن ستره كان كالصائم
القائم ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله أما انه ما قتله
بسيف ولا رمح ولكن بما أنكى من قلبه (3).
[10518] 29 - الصدوق، عن أبيه، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة أمر الله عز وجل مناديا ينادي: أين الفقراء؟
فيقوم عنق من الناس فيؤمر بهم إلى الجنة، فيأتون باب الجنة فيقول لهم خزنة الجنة:
قبل الحساب؟ فيقولون: أعطيتمونا شيئا فتحاسبونا عليه؟ فيقول الله عز وجل: صدقوا
عبادي ما أفقرتكم هوانا بكم ولكن ادخرت هذا لكم لهذا اليوم ثم يقول لهم: انظروا
وتصفحوا وجوه الناس فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده وأدخلوه الجنة (4).
[10519] 30 - الصدوق، عن حمزة بن محمد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه،
عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر المساكين طيبوا نفسا وأعطوا الرضى من قلوبكم
يثبكم الله على فقركم فإن لم تفعلوا فلا ثواب لكم (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10520] 31 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن هاشم، عن

(1) جامع الأحاديث: 105.
(2) جامع الأحاديث: 105.
(3) ثواب الأعمال: 217.
(4) و (5) ثواب الأعمال: 218.
494

الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن موسى بن بكر، عن موسى بن جعفر (عليه السلام)،
عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تستخفوا بفقراء شيعة
علي وعترته من بعده فإن الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10521] 32 - الصدوق، عن القضاعي، عن إسحاق بن عبد الله الموسوي، عن أبيه،
عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أهلك الناس اثنان
خوف الفقر وطلب الفخر (2).
[10522] 33 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن السراج، عن قتيبة، عن عبد العزيز،
عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمد بن لبيد، أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: شيئان يكرههما ابن آدم: يكره الموت والموت راحة للمؤمن
من الفتنة ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب (3).
[10523] 34 - الصدوق، عن محمد بن علي بن الشاه، عن أبي حامد، عن أبي يزيد،
عن محمد بن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، عن أنس بن محمد، عن أبيه، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لي: يا علي أربعة من قواصم الظهر: إمام يعصي الله
ويطاع أمره وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه وفقر لا يجد صاحبه له مداويا وجار
سوء في دار مقام (4).
[10524] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفقر الموت الأكبر (5).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 16 / 383 الرقم 491.
(2) الخصال: 1 / 68 ح 102.
(3) الخصال: 1 / 74 ح 115.
(4) الخصال: 1 / 206 ح 24.
(5) خصائص الأئمة: 108. نهج البلاغة: الحكمة 163.
495

[10525] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت للبخيل يستعجل
الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء
ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء، الحديث (1).
[10526] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه محمد بن الحنفية: يا بني
إني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه فإن الفقر منقصة للدين ومدهشة للعقل داعية
للمقت (2).
[10527] 38 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أحسن تواضع
الأغنياء للفقراء طلبا لما عند الله وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا
على الله (3).
[10528] 39 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: درهم الفقير أزكى عند الله
من دينار الغني (4).
[10529] 40 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفقر صلاح المؤمن
ومريحه من حسد الجيران وتملق الإخوان وتسلط السلطان (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 260،
والوافي: 5 / 795، والمحجة البيضاء: 6 / 91 و 7 / 314، وارشاد القلوب:
155، وجامع الأخبار: 299 و 305، وبحار الأنوار: 69 / 1، وهداية العلم:
485، وفهرس غرر الحكم: 7 / 311.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 319.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 406.
(4) غرر الحكم: ح 5122.
(5) غرر الحكم: ح 2077.
496

ما ينفي الفقر
[10530] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأحمد بن
إدريس، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن
غالب، عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في
العمر ويدفعان تسعين ميتة السوء، وفي خبر آخر: ويدفعان عن شيعتي ميتة
السوء (1).
[10531] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10532] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
زعلان، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حجج
تترى وعمر تسعى يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10533] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن نصر بن إسحاق الكوفي، عن عباد بن حبيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
شراء الحنطة ينفي الفقر وشراء الدقيق ينشئ الفقر وشراء الخبز محق، قال: قلت
له: أبقاك الله فمن لم يقدر على شراء الحنطة؟ قال: ذاك لمن يقدر ولا يفعل (4).

(1) الكافي: 4 / 2 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 254 ح 8.
(3) الكافي: 4 / 261 ح 36.
(4) الكافي: 5 / 166 ح 1.
497

[10534] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح،
عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم
محمد أو أحمد أو علي أو الحسن أو الحسين أو جعفر أو طالب أو عبد الله أو فاطمة من
النساء (1).
[10535] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن صفوان الجمال، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: يا أبا حمزة
الوضوء قبل الطعام وبعده يذهبان الفقر، قلت: بأبي أنت وأمي يذهبان بالفقر؟
فقال: نعم يذهبان به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10536] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس،
عن الحسن بن معاوية بن وهب، عن أبيه قال: أكلنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رفع
الخوان لقط ما وقع منه فأكله، ثم قال لنا: إنه ينفي الفقر ويكثر الولد (3).
[10537] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: العقيق ينفي الفقر ولبس العقيق ينفي النفاق (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10538] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
تختموا باليواقيت فإنها تنفي الفقر (5).

(1) الكافي: 6 / 19 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 290 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 300 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 470 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 471 ح 2.
498

[10539] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد
ابن طلحة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): تقليم الأظفار وقص الشارب وغسل الرأس
بالخطمي كل جمعة ينفي الفقر ويزيد في الرزق (1).
[10540] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابنا رفعه قال: من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه نفي عنه الفقر (2).
[10541] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري رفعه قال: قال الرضا (عليه السلام): إسراج
السراج قبل أن تغيب الشمس ينفي الفقر (3).
[10542] 13 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي، عن عبيس بن
هشام، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اتخذ أهل بيت شاة أتاهم
الله برزقها وزاد في أرزاقهم وارتحل الفقر عنهم مرحلة فإن اتخذ شاتين أتاهم الله
بأرزاقهما وزاد في أرزاقهم وارتحل الفقر عنهم مرحلتين فإن اتخذوا ثلاثة أتاهم الله
بأرزاقهم وارتحل الفقر عنهم رأسا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10543] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ظهرت عليه النعمة فليكثر ذكر
الحمد لله ومن كثرت همومه فعليه بالاستغفار ومن ألح عليه الفقر فليكثر من قول:
«لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ينفى عنه الفقر وقال: فقد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا
من الأنصار فقال: ما غيبك عنا؟ فقال: الفقر يا رسول الله وطول السقم، فقال له

(1) الكافي: 6 / 491 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 509 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 532 ح 13.
(4) الكافي: 6 / 544 ح 4.
499

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أعلمك كلاما إذا قلته ذهب عنك الفقر والسقم؟ فقال: بلى
يا رسول الله، فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: «لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم توكلت على الحي الذي لا يموت والحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له
شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا» فقال الرجل: فوالله ما قلته
إلا ثلاثة أيام حتى ذهب عني الفقر والسقم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10544] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا فقر مع حسن تدبير (2).
ما يوجب الفقر
[10545] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن حماد بن
عيسى، عن معاوية بن عمار، عن نجم بن حطيم الغنوي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
اليأس مما في أيدي الناس عز المؤمن في دينه أو ما سمعت قول حاتم:
إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر (3)
[10546] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد،
عن أبيه عبيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عبيد إن السرف يورث الفقر وإن القصد
يورث الغنى (4).
[10547] 3 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الأشياء لما
ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر (5).

(1) الكافي: 8 / 93 ح 65.
(2) غرر الحكم: ح 10920، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 486.
(3) الكافي: 2 / 149 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 53 ح 8.
(5) الكافي: 5 / 86 ح 8.
500

[10548] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من أخلف بالأمانة، وقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10549] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي الصباح الكناني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
يا أبا الصباح شراء الدقيق ذل، وشراء الحنطة عز، وشراء الخبز فقر، فنعوذ بالله من
الفقر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10550] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال:
للزاني ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة أما التي في الدنيا: فيذهب بنور
الوجه ويورث الفقر ويعجل الفناء وأما التي في الآخرة: فسخط الرب وسوء الحساب
والخلود في النار (3).
[10551] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز
ابن عبد الله، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): في الزنا خمس
خصال: يذهب بماء الوجه ويورث الفقر وينقص العمر ويسخط الرحمن ويخلد في
النار نعوذ بالله من النار (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 133 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 167 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 541 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 542 ح 9.
501

[10552] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان، عن فليح بن
أبي بكر الشيباني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اليمين الصبر الكاذبة تورث العقب
الفقر (1).
[10553] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن محمد بن زياد
البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن المدائني، عن الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن
أبيه سعيد بن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ترك نسج العنكبوت في
البيوت يورث الفقر والبول في الحمام يورث الفقر والأكل على الجنابة يورث الفقر
والتخلل بالطرفاء يورث الفقر والتمشط من قيام يورث الفقر وترك القمامة في البيت
يورث الفقر واليمين الفاجرة يورث الفقر والزنا يورث الفقر وإظهار الحرص يورث
الفقر والنوم بين العشائين يورث الفقر والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر وترك
التقدير في المعيشة يورث الفقر وقطيعة الرحم تورث الفقر واعتياد الكذب يورث
الفقر وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر ورد السائل الذكر بالليل يورث الفقر،
ثم قال (عليه السلام): ألا أنبئكم بعد ذلك بما تزيد في الرزق؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين،
فقال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق والتعقيب بعد الغداة وبعد العصر يزيد في
الرزق وصلة الرحم يزيد في الرزق وكسح الفناء يزيد في الرزق ومواساة الأخ في
الله عز وجل تزيد في الرزق والبكور في طلب الرزق يزيد في الرزق والاستغفار يزيد في
الرزق واستعمال الأمانة يزيد في الرزق وقول الحق يزيد في الرزق وإجابة المؤذن تزيد
في الرزق وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق وترك الحرص يزيد في الرزق وشكر
المنعم يزيد في الرزق واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق والوضوء قبل الطعام
يزيد في الرزق وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق ومن سبح الله كل يوم ثلاثين

(1) الكافي: 7 / 436 ح 4.
502

مرة دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر (1).
[10554] 10 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: عشرون
خصلة تورث الفقر: أولها القيام من الفراش للبول عريانا وأكل الطعام جنبا وترك
غسل اليدين عند الأكل وإهانة الكسرة من الخبز وإحراق قشر الثوم والبصل
والقعود على أسكفة البيت وكنس البيت بالليل وبالثوب وغسل الأعضاء في موضع
الاستنجاء ومسح الأعضاء المغسولة بالذيل والكم ووضع القصاع والأواني غير
مغسولة ووضع أواني الماء غير مغطاة الرؤوس وترك بيوت العنكبوت في المنزل
والاستخفاف بالصلاة وتعجيل الخروج من المسجد والبكور إلى السوق وتأخير
الرجوع عنه إلى العشي وشراء الخبز من الفقراء واللعن على الأولاد والكذب
وخياطة الثوب على البدن وإطفاء السراج بالنفس.
وفي خبر آخر: والبول في الحمام والأكل على الجشاء والتخلل بالطرفاء والنوم بين
العشائين والنوم قبل طلوع الشمس ورد السائل الذكر بالليل وكثرة الاستماع إلى
الغناء وإعتياد الكذب وترك التقدير في المعيشة والتمشط من قيام واليمين الفاجرة
وقطيعة الرحم.
ثم قال (عليه السلام): ألا أنبئكم بعد ذلك بما يزيد في الرزق؟ قالوا: بلى، قال: الجمع بين
الصلاتين يزيد في الرزق والتعقيب بعد الغداة يزيد في الرزق وبعد العصر يزيد في
الرزق وصلة الرحم يزيد في الرزق وكشح الغنا يزيد في الرزق وأداء الأمانة يزيد في
الرزق والاستغناء يزيد في الرزق ومواساة الأخ في الله تزيد في الرزق والبكور في
طلب الرزق تزيد في الرزق وإجابة المؤذن تزيد في الرزق وترك الكلام في الخلاء يزيد
في الرزق وترك الحرص يزيد في الرزق وشكر المنعم يزيد في الرزق واجتناب اليمين

(1) الخصال: 2 / 504 ح 2.
503

الكاذبة يزيد في الرزق والوضوء قبل الطعام يزيد في الرزق وأكل ما يسقط من الخوان
يزيد في الرزق ومن سبح الله في كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعا من
البلاء أيسرها الفقر (1).
[10555] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إظهار التباوس يجلب الفقر (2).
[10556] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تفاخر إفتقر (3).
في هذا المجال راجع بحار الأنوار: 73 / 314، وقد مر منا عنوان الرزق في محله
فراجعه إن شئت.

(1) جامع الأخبار: 343.
(2) غرر الحكم: ح 1141. ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 486.
(3) غرر الحكم: ح 7659. ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 486.
504

الفقه
[10557] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد
ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان النيسابوري جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إن من علامات الفقه الحلم والصمت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10558] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من علامات الفقه: الحلم والعلم
والصمت، إن الصمت باب من أبواب الحكمة إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على
كل خير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10559] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن عتيبة بن عبد الله بن عجلان السكوني قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني
ربما قسمت الشئ بين أصحابي أصلهم به فكيف أعطيهم؟ فقال: أعطهم على الهجرة
في الدين والعقل والفقه (3).
[10560] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن

(1) الكافي: 1 / 36 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 113 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 549 ح 1.
505

ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قتل دون مظلمته فهو شهيد ثم قال: يا أبا مريم هل تدري
ما دون مظلمته؟ قلت: جعلت فداك الرجل يقتل دون أهله ودون ماله وأشباه ذلك،
فقال: يا أبا مريم إن من الفقه عرفان الحق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10561] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول
على المنبر: يا معشر التجار الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، والله للربا
في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا شوبوا أيمانكم بالصدق، التاجر فاجر
والفاجر في النار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق (2).
[10562] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطب الناس في مسجد الخيف فقال: نضر الله عبدا سمع مقالتي
فوعاها وحفظها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى
من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن: قلب امرئ مسلم إخلاص العمل لله
والنصيحة لأئمة المسلمين واللزوم لجماعتهم فإن دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون
اخوة تتكافى دماؤهم ويسعى بذمتهم أدناهم.
ورواه أيضا عن حماد بن عثمان عن أبان عن ابن أبي يعفور مثله وزاد فيه: وهم يد
على من سواهم، وذكر في حديثه انه خطب في حجة الوداع بمنى في مسجد الخيف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 52 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 150 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 403 ح 1.
506

[10563] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في الدين وحزم في لين وإيمان في يقين وحرص في
فقه، الحديث (1).
[10564] 8 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن ابن منيع، عن هارون بن عبد الله،
عن سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، عن خالد بن أبي خالد الأزرق، عن محمد بن
عبد الرحمن وأظنه ابن أبي ليلى، عن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه
قال: أفضل العبادة الفقه وأفضل الدين الورع (2).
[10565] 9 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه عبد الله، عن ابن
محبوب، عن ابن صهيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يجمع الله لمنافق ولا
فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق أبدا (3).
[10566] 10 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن أبي عبد الله
الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر، عن يحيى الحلبي قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن والخب في كثرة الصديق ولا
السئ الأدب في الشرف ولا البخيل في صلة الرحم ولا المستهزئ بالناس في صدق
المودة ولا القليل الفقه في القضاء ولا المغتاب في السلامة ولا الحسود في راحة القلب
ولا المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد ولا القليل التجربة المعجب برأيه في
رئاسة (4).
[10567] 11 - الصدوق بإسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
يا علي لا خير في القول إلا مع الفعل، ولا في المنظر إلا مع المخبر، ولا في المال إلا مع

(1) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(2) الخصال: 1 / 29 ح 104.
(3) الخصال: 1 / 127 ح 126.
(4) الخصال: 2 / 434 ح 20.
507

الجود، ولا في الصدق إلا مع الوفاء، ولا في الفقه إلا مع الورع... (1).
[10568] 12 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المتعبد على غير فقه كحمار
الطاحونة يدور ولا يبرح، وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لأن
العالم تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا، وقليل العمل مع
كثير العلم خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة (2).
[10569] 13 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عثمان بن نصر الحافظ،
عن يحيى بن عمرو التنوخي، عن أحمد بن سليمان، عن محمد بن جعفر، عن أبيه
جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما عبد الله عز وجل بشئ أفضل من فقه في دين أو قال في دينه.
قال الخفتاني: فذكرته لمالك بن أنس فقيه أهل دار الهجرة فعرفه وأثبته لي عن
جعفر بن محمد (عليه السلام) (3).
[10570] 14 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الرزاق بن سليمان،
عن الفضل بن المفضل بن قيس، عن حماد بن عيسى، عن ابن أذينة، عن أبان بن
أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من فقه الرجل قلة كلامه فيما لا يعنيه (4).
[10571] 15 - الحميري، عن ابن ظريف، عن ابن علوان، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)،
عن علي (عليه السلام) قال: لا يذوق المرء من حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال:
الفقه في الدين والصبر على المصائب وحسن التقدير في المعاش (5).

(1) الفقيه: 4 / 369.
(2) الاختصاص: 245، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 208.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 2 / 473 الرقم 1033.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 19 / 622 الرقم 1283.
(5) قرب الاسناد: 95 ح 323.
508

[10572] 16 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
قال: لا بأس بالسهر في الفقه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10573] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وتفقه في الدين... (2).
[10574] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من اتجر بغير فقه فقد ارتطم
في الربا (3).
[10575] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه
في الدين وألهمه اليقين (4).
[10576] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تفقه في الدين كثر (5).
الروايات في هذا المجال متعددة يأتي آنفا عنوان الفقيه إن شاء الله تعالى.

(1) قرب الاسناد: 72 ح 230.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 447.
(4) و (5) غرر الحكم: ح 4133 و 7961.
509

الفقيه
[10577] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن إسماعيل
ابن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم
يؤمنهم من عذاب الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى
غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا
لا خير في عبادة ليس فيها تفكر.
وفي رواية أخرى: ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس
فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها، ألا لا خير في نسك لا ورع فيه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10578] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة
لا يسدها شئ (2).
[10579] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن أبي سعيد القماط، وصالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه سئل عن مسألة فأجاب فيها، قال: فقال الرجل: إن الفقهاء
لا يقولون هذا، فقال: يا ويحك وهل رأيت فقيها قط؟ إن الفقيه حق الفقيه الزاهد في

(1) الكافي: 1 / 36 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 38 ح 2.
510

الدنيا الراغب في الآخرة المتمسك بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10580] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما من أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10581] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تفقهوا
في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي إن الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا
في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (3) (4).
[10582] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن الربيع،
عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالتفقه في دين الله ولا
تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له
عملا (5).
[10583] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا
الأمر لزم بيته ولم يتعرف على أحد من إخوانه، قال: فقال: كيف يتفقه هذا في
دينه؟! (6).

(1) الكافي: 1 / 70 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 38 ح 1.
(3) سورة التوبة: 122.
(4) الكافي: 1 / 31 ح 6.
(5) الكافي: 1 / 31 ح 7.
(6) الكافي: 1 / 31 ح 9.
511

[10584] 8 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن إدريس بن
الحسن، عن أبي إسحاق الكندي، عن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا
خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا، يا بشير إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج
إليهم فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم (1).
[10585] 9 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن
ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
لوددت أن أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10586] 10 - الكليني، بإسناد معتبر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:... ورأيت الفقيه يتفقه
لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة... (3).
[10587] 11 - الصفار، عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين أحدهما فقيه راويه للحديث والآخر ليس له مثل
روايته، فقال: الراوية للحديث المتفقه في الدين أفضل من ألف عابد لا فقه له ولا
رواية (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10588] 12 - الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة،
عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) أو عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: متفقه في
الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف عابد (5).

(1) الكافي: 1 / 33 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 31 ح 8.
(3) الكافي: 8 / 40.
(4) بصائر الدرجات: 8 ح 10.
(5) بصائر الدرجات: 7 ح 5.
512

[10589] 13 - الكشي، عن محمد بن سعد الكشي، ومحمد بن أبي عوف البخاري،
عن محمد بن أحمد بن حماد المروزي رفعه قال: قال الصادق (عليه السلام): اعرفوا منازل
شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا فإنا لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى
يكون محدثا، فقيل له: أويكون المؤمن محدثا؟ قال: يكون مفهما والمفهم
محدث (1).
[10590] 14 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا، قيل: وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع
أبواب السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على أديانكم (2).
[10591] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفقيه كل الفقيه من لم
يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم من مكر الله (3).
[10592] 16 - الطوسي بإسناده إلى أخي دعبل عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد (4).
[10593] 17 - ابن إدريس الحلي نقلا من جامع البزنطي، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم الرجل
الفقيه في الدين إن احتيج إليه نفع وإن لم يحتج إليه نفع نفسه (5).
[10594] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آفة الفقهاء عدم
الصيانة (6).

(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 3 ح 2.
(2) جامع الأحاديث: 104.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 90.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 25 / 366 الرقم 774.
(5) السرائر: 3 / 578.
(6) غرر الحكم: ح 3963.
513

[10595] 19 - المجلسي نقلا من الصفار، عن ابن عيسى، عن البزنطي، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ركعة يصليها الفقيه أفضل من سبعين ألف ركعة يصليها
العابد (1).
[10596] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عليكم بالعلم فإنه صلة بين
الإخوان ودال على المروة وتحفة في المجالس وصاحب في السفر ومؤنس في الغربة وان
الله تعالى يحب المؤمن العالم الفقيه الزاهد الخاشع الحيي العليم، الحسن الخلق،
المقتصد المنصف (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت أكثر من ذلك فراجع كتب الأخبار.

(1) بحار الأنوار: 2 / 19 ح 51.
(2) بحار الأنوار: 75 / 6.
514

الفكر
[10597] 1 - الكليني، بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فرحم الله امرءا راقب
ربه وتنكب ذنبه وكابر هواه وكذب مناه، امرءا زم نفسه من التقوى بزمام وألجمها
من خشية ربها بلجام فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها رافعا
إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل السهر، الخطبة (1).
[10598] 2 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن محمد العطار، وأحمد بن إدريس، عن
الأشعري، عن بعض أصحابه رفعه قال: جاء رجل إلى الحسن بن علي (عليه السلام) فقال له:
يا ابن رسول الله صف لي ربك حتى كأني أنظر إليه، فأطرق الحسن بن علي (عليه السلام) مليا ثم
رفع رأسه فقال: الحمد لله الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه ولا قبل مدرك
ولا بعد محدود ولا أمد بحتى ولا شخص فيتجزأ ولا اختلاف صفة فيتناهى فلا تدرك
العقول وأوهامها ولا الفكر وخطراتها ولا الألباب وأذهانها صفته فيقول: متى ولا
بدئ مما ولا ظاهر على ما ولا باطن فيما ولا تارك فهلا خلق الخلق فكان بديئا بديعا
ابتدء ما ابتدع وابتدع ما ابتدء وفعل ما أراد وأراد ما استزاد ذلكم الله رب
العالمين (2).
[10599] 3 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، عن عبد الله بن محمد
ابن عبد العزيز، عن إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن

(1) الكافي: 8 / 172.
(2) التوحيد: 45 ح 5.
515

الحسين (عليهم السلام) بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) قال حدثني علي بن موسى بن جعفر بن محمد (عليه السلام)
عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام)، عن علي بن
الحسين (عليه السلام) قال: قال الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام): سألت خالي هند بن أبي
هالة عن حلية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان وصافا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع وأقصر من
المشذب، عظيم الهامة، رجل الشعر، إن تفرقت عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره
شحمة أذنيه إذا هو وفره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب، سوابغ في غير
قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله
أشم، كث اللحية، سهل الخدين، ضليع الفم أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة،
كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا متماسكا، سواء البطن
والصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة
والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، أشعر الذراعين
والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين، رحب الراحة، شثن الكفين والقدمين،
سائل الأطراف، سبط القصب، خمصان الأخمصين، فسيح القدمين ينبو عنهما الماء،
إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا، ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنما ينحط في
صبب، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره
إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام، قال: قلت: فصف لي
منطقه، فقال: كان (صلى الله عليه وآله وسلم) متواصل الأحزان، دائم الفكر، ليست له راحة، ولا يتكلم
في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول
فيه ولا تقصير، دمثا ليس بالجافي ولا بالمهين، تعظم عنده النعمة وإن دقت، لا يذم
منها شيئا، غير انه كان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها، فإذا
تعوطي الحق لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه
كلها، وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها، يضرب براحته اليمنى باطن إبهامه
516

اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم،
يفتر عن مثل حب الغمام، الحديث (1).
[10600] 4 - محمد بن جرير بن رستم الطبري، عن أبي الحسين محمد بن هارون بن
موسى، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن زكريا بن آدم قال: إني لعند الرضا (عليه السلام) إذ جئ بأبي جعفر (عليه السلام) وسنه أقل
من أربع سنين فضرب بيده إلى الأرض ورفع رأسه إلى السماء فأطال الفكر فقال له
الرضا (عليه السلام): بنفسي فلم طال فكرك؟ فقال: فيما صنع بأمي فاطمة أما والله لأخرجنهما
ثم لأحرقنهما ثم لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا، فاستدناه وقبل بين عينيه ثم قال:
بأبي أنت وأمي أنت لها يعني الإمامة (2).
[10601] 5 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... يا علي
من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر، جوهري الذكر، كثيرا علمه، عظيما
حلمه، الحديث (3).
[10602] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:... ومن
فكر في ذات الله تزندق... ثم قال بعد كلام طويل: العجب ممن يخاف العقاب فلا
يكف ويرجو الثواب ولا يتوب ويعمل الفكرة تورث نورا... (4).
[10603] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والفكر مرآة صافية (5).
[10604] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة المؤمن:... شكور صبور
مغمور بفكرته (6).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 315 ح 1.
(2) دلائل الإمامة: 400 ح 18.
(3) التمحيص: 74 ح 171.
(4) تحف العقول: 96 و 100.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 5.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 333.
517

[10605] 9 - ورام بن أبي فراس رفعه وقال: سئل عيسى (عليه السلام) من أفضل الناس؟ قال:
من كان منطقه ذكرا وصمته فكرا ونظره عبرة (1).
[10606] 10 - ورام بن أبي فراس رفعه وقال: كان لقمان (عليه السلام) يطيل الجلوس وحده
وكان يمر به مولاه فيقول: يا لقمان إنك تديم الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس
كان آنس لك، فيقول لقمان: إن طول الوحدة أفهم للفكرة وطول الفكرة دليل على
طريق الجنة (2).
[10607] 11 - سبط الطبرسي نقلا من المحاسن رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه قال:
قال عيسى بن مريم: طوبى لمن كان صمته فكرا ونظره عبرا وكلامه ذكرا وبكى على
خطيئته وسلم الناس من يده ولسانه (3).
[10608] 12 - سبط الطبرسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جمع الخير كله في
ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام، وكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو وكل
سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة وكل كلام ليس فيه ذكر فهو لغو (4).
[10609] 13 - وفي الفقه الرضوي: روي عن العالم (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن كان صمته
فكرا ونظره عبرا ووسعه بيته وبكى على خطيئته وسلم الناس من لسانه ويده (5).
[10610] 14 - في الفقه الرضوي: وروي: فكر ساعة خير من عبادة سنة، فسألت
العالم (عليه السلام) عن ذلك، فقال: تمر بالخربة وبالديار القفار فتقول أين بانوك؟ أين
سكانك؟ ما لك لا تتكلمين؟ ليست العبادة كثرة الصلاة والصيام، العبادة التفكر في
أمر الله جل وعلا (6).

(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 258.
(2) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر: 258.
(3) مشكاة الأنوار: 37.
(4) مشكاة الأنوار: 37.
(5) الفقه الرضوي: 380.
(6) الفقه الرضوي: 380.
518

[10611] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفكر في الخير يدعو إلى
العمل به (1).
[10612] 16 - وعنه (عليه السلام): الفكر في العواقب ينجي من المعاطب (2).
[10613] 17 - وعنه (عليه السلام): الفكر في الأمر قبل ملابسته يؤمن الزلل (3).
[10614] 18 - وعنه (عليه السلام): أفضل العبادة الفكر (4).
[10615] 19 - وعنه (عليه السلام): أصل العقل الفكر وثمرته السلامة (5).
[10616] 20 - وعنه (عليه السلام): أصل السلامة من الزلل الفكر قبل الفعل والروية قبل
الكلام (6).
[10617] 21 - وعنه (عليه السلام): صيام القلب عن الفكر في الآثام أفضل من صيام البطن عن
الطعام (7).
[10618] 22 - وعنه (عليه السلام): طول الفكر يحمد العواقب ويستدرك فساد الأمور (8).
[10619] 23 - وعنه (عليه السلام): فكرك في المعصية يحدوك على الوقوع فيها (9).
[10620] 24 - وعنه (عليه السلام): فكرك في الطاعة يدعوك إلى العمل بها (10).
[10621] 25 - وعنه (عليه السلام): كل يوم يفيدك عبدا ان أصحبته فكرا (11).
[10622] 26 - وعنه (عليه السلام): من كثرت فكرته حسنت عاقبته (12).
[10623] 27 - وعنه (عليه السلام): من أكثر الفكر فيما تعلم اتقن علمه وفهم ما لم يكن يفهم (13).
[10624] 28 - وعنه (عليه السلام): من كانت له فكرة فله في كل شئ عبرة (14).
[10625] 29 - وعنه (عليه السلام): لا رشد كالفكر (15).
[10626] 30 - وعنه (عليه السلام): لا بصيرة لمن لا فكر له (16).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع تنبيه الخواطر ونزهة النواظر

(1) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(2) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(3) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(4) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(5) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(6) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(7) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(8) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(9) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(10) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(11) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(12) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(13) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(14) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(15) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
(16) غرر الحكم: ح 1395 و 1460 و 1872 و 2907 و 3093 و 3098 و 5873 و 6002 و 6567 و 6566 و 6900 و 8037 و 8917 و 9236 و 10461 و 10774.
519

المعروف بمجموعة ورام: 258، وبحار الأنوار: 68 / 314، ووسائل الشيعة:
11 / 153، ومستدرك الوسائل: 11 / 183، وجامع أحاديث الشيعة:
14 / 307، وفهرس غرر الحكم: 7 / 313، وهداية العلم: 488، وقد مر منا
عنوان «التفكر» في محله فراجعه.
520

الفلاح
[10627] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة
ابن أيوب، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدعاء
مفاتيح النجاح ومقاليد الفلاح، وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي وفي
المناجاة سبب النجاة، وبالإخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتد الفزع فإلى الله
المفزع (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10628] 2 - قال الكليني: وفي حديث يزيد بن إسحاق، عن أبي صادق قال: سمعت
عليا (عليه السلام) يحرض الناس في ثلاثة مواطن: الجمل وصفين ويوم النهر يقول: عباد الله
اتقوا الله وغضوا الأبصار واخفضوا الأصوات وأقلوا الكلام ووطنوا أنفسكم على
المنازلة والمجادلة والمبارزة والمناضلة والمنابذة والمعانقة والمكادمة واثبتوا وذكروا الله
كثيرا لعلكم تفلحون ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع
الصابرين (2).
[10629] 3 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف ينجب من يفهم
ويظفر من يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد والجود نجح وحسن

(1) الكافي: 2 / 468 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 38 ح 2.
521

الخلق مجلبة للمودة والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس والحزم مسائة الظن وبين
المرء والحكمة نعمة العالم والجاهل شقي بينهما والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه
والعاقل غفور والجاهل ختور وإن شئت أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن
ومن كرم أصله لان قلبه ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف
العاقبة تثبت عن التوغل فيما لا يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه
ومن لم يعلم لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم يكرم يهضم ومن
يهضم كان ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم (1).
[10630] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا أذنب الرجل خرج في
قلبه نكتة سوداء فإن تاب انمحت وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه فلا يفلح بعدها
أبدا (2).
الرواية موثقة سندا.
[10631] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن
عقبة، عن محمد بن ميسر، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نظر إلى ثمنه وهو
يوزن لم يفلح (3).
[10632] 6 - الصدوق، عن الوراق، وعلي بن محمد بن الحسن القزويني، عن سعد،
عن العباس بن سعيد الأزرق، عن أبي نصر، عن عيسى بن مهران، عن يحيى بن
الحسن بن الفرات، عن حماد بن يعلى، عن علي بن الحزور، عن الأصبغ بن نباتة،
عن محمد بن الحنفية انه ذكر عنده الأذان فقال: لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السماء

(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) الكافي: 2 / 271 ح 13.
(3) الكافي: 5 / 212 ح 15.
522

وتناهى إلى السماء السادسة نزل ملك من السماء السابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قط
فقال: الله أكبر الله أكبر فقال الله جل جلاله: أنا كذلك فقال: أشهد أن لا اله إلا الله
فقال الله عز وجل: أنا كذلك لا اله إلا أنا فقال: أشهد أن محمدا رسول الله، قال الله جل
جلاله: عبدي وأميني على خلقي اصطفيته برسالاتي، ثم قال: حي على الصلاة، قال
الله جل جلاله: فرضتها على عبادي وجعلتها لي دينا ثم قال: حي على الفلاح قال الله
جل جلاله: أفلح من مشى إليها وواظب عليها ابتغاء وجهي ثم قال: حي على خير
العمل، قال الله جل جلاله: هي أفضل الأعمال وأزكاها عندي ثم قال: قد قامت
الصلاة فتقدم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأم أهل السماء فمن يومئذ تم شرف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[10633] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص
ابن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحضرت
الصلاة فأذن جبرئيل (عليه السلام) فلما قال: الله أكبر الله أكبر، قالت الملائكة: الله أكبر الله
أكبر فلما قال: أشهد أن لا اله إلا الله، قالت الملائكة: خلع الأنداد فلما قال: أشهد أن
محمدا رسول الله، قالت الملائكة: نبي بعث فلما قال: حي على الصلاة، قالت
الملائكة: حث على عبادة ربه فلما قال: حي على الفلاح، قالت الملائكة: أفلح من
اتبعه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10634] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أيها الناس شقوا أمواج الفتن
بسفن النجاة وعرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة أفلح من نهض
بجناح أو استسلم فأراح هذا ماء آجن ولقمة يغص بها آكلها ومجتني الثمرة لغير وقت
إيناعها كالزارع بغير أرضه، فإن أقل يقولوا: حرص على الملك، وإن أسكت

(1) معاني الأخبار: 42 ح 4.
(2) معاني الأخبار: 387 ح 21.
523

يقولوا: جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي والله لابن أبي طالب آنس بالموت
من الطفل بثدي أمه بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب
الأرشية في الطوي البعيدة (1).
[10635] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اطع العلم واعص الجهل
تفلح (2).
[10636] 10 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: دع ابنك يلعب سبع سنين ويؤدب
سبعا وألزمه نفسك سبع سنين فإن أفلح وإلا فإنه لا خير فيه (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 5.
(2) غرر الحكم: ح 2309.
(3) بحار الأنوار: 101 / 95 ح 40.
524

الفناء
[10637] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمد بن
عبد الله بن زرارة، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء (1).
[10638] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه عن
أبي حمزة الثمالي قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: أعوذ بالله من الذنوب التي
تعجل الفناء فقام إليه عبد الله بن الكواء اليشكري فقال: يا أمير المؤمنين أو تكون
ذنوب تعجل الفناء؟ فقال: نعم ويلك قطيعة الرحم إن أهل البيت ليجتمعون
ويتواسون وهم فجرة فيرزقهم الله وان أهل البيت ليتفرقون ويقطع بعضهم بعضا
فيحرمهم الله وهم أتقياء (2).
[10639] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي تغير
النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل والتي تنزل النقم الظلم والتي تهتك الستر
شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم والتي ترد
الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (3).

(1) الكافي: 2 / 247 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 347 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 447 ح 1.
525

[10640] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن إسحاق
ابن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أبي (عليه السلام) يقول: نعوذ بالله من الذنوب
التي تعجل الفناء وتقرب الآجال وتخلي الديار وهي قطيعة الرحم والعقوق وترك
البر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10641] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: للزاني
ست خصال: ثلاث في الدنيا وثلاث في الآخرة: أما التي في الدنيا فيذهب بنور الوجه
ويورث الفقر ويعجل الفناء، وأما التي في الآخرة فسخط الرب وسوء الحساب
والخلود في النار (2).
[10642] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن إسماعيل بن عبد الخالق الجعفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من بقاء المسلمين
وبقاء الإسلام أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع فيها المعروف فإن من
فناء الإسلام وفناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق ولا
يصنع فيها المعروف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10643] 7 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال:... والذنوب التي
تعجل الفناء: قطيعة الرحم واليمين الفاجرة والأقوال الكاذبة والزنا وسد طرق
المسلمين وادعاء الإمامة بغير حق... (4).

(1) الكافي: 2 / 448 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 541 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 25 ح 1.
(4) معاني الأخبار: 271.
526

[10644] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وعجبت لعامر دار الفناء
وتارك دار البقاء (1).
[10645] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان لله ملكا ينادي في كل يوم:
لدوا للموت واجمعوا للفناء وابنوا للخراب (2).
[10646] 10 - المجلسي نقلا من محمد بن همام الإسكافي رفعه عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: عجبا كل العجب
لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء (3).
الروايات في هذا المجال متعددة.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 132.
(3) بحار الأنوار: 70 / 127 ح 128.
527

الفهم
[10647] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد مرسلا قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم
وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره فإذا كان تأييد عقله من النور كان
عالما حافظا ذاكرا فطنا فهما فعلم بذلك كيف ولم وحيث، وعرف من نصحه ومن
غشه فإذا عرف ذلك عرف مجراه وموصوله ومفصوله وأخلص الوحدانية لله والإقرار
بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات وواردا على ما هو آت، يعرف ما هو فيه
ولأي شئ هو ههنا ومن أين يأتيه وإلى ما هو صائر وذلك كله من تأييد
العقل (1).
[10648] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن نوح بن شعيب
النيسابوري، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عروة
بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة: فرأسه
التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه
حسن النية وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وهمته
السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وقائده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين
الكلمة وسيفه الرضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب وذخيرته

(1) الكافي: 1 / 25 ح 23.
528

اجتناب الذنوب وزاده المعروف وماؤه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبة
الأخيار (1).
[10649] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد الأحول، عن حمران بن أعين قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عز وجل: (فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب) فقال: النبوة
قلت: (الحكمة)؟ قال: الفهم والقضاء قلت: (وآتيناهم ملكا عظيما) (2)؟
فقال: الطاعة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10650] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر،
عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن العلم أهو علم يتعلمه العالم من أفواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرؤنه
فتعلمون منه؟ قال: الأمر أعظم من ذلك وأوجب أما سمعت قول الله عز وجل (وكذلك
أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان) (4) ثم قال: أي
شئ يقول أصحابكم في هذه الآية أيقرون انه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا
الإيمان؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك ما يقولون، فقال لي: بلى قد كان في حال
لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب فلما
أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها الله تعالى من شاء فإذا
أعطاها عبدا علمه الفهم (5).

(1) الكافي: 1 / 48 ح 2.
(2) سورة النساء: 54.
(3) الكافي: 1 / 206 ح 2.
(4) سورة الشورى: 52.
(5) الكافي: 1 / 273 ح 5.
529

[10651] 5 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن علي بن إسماعيل،
عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نحن في الأمر والفهم والحلال والحرام نجري
مجرى واحدا فأما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) فلهما فضلهما (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10652] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لمتان: لمة من الشيطان ولمة من الملك، فلمة
الملك: الرقة والفهم ولمة الشيطان السهو والقسوة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10653] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن
جعفر بن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: وأظنني قد سمعته من
إسماعيل، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لنحب من كان عاقلا
فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا. إن الله عز وجل خص الأنبياء بمكارم
الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عز وجل
وليسأله إياها قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر
والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء
الأمانة (3).
[10654] 8 - الكليني باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:...
والفهم وضده الحمق... (4).

(1) الكافي: 1 / 275 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 330 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 56 ح 3.
(4) الكافي: 1 / 21.
530

[10655] 9 - الكليني، عن بعض أصحابنا، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف ينجب من يفهم ويظفر من
يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد والجود نجح، الحديث (1).
[10656] 10 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعامة الإنسان العقل ومن
العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا
زكيا فطنا فهما وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره (2).
[10657] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن إبراهيم بن عمروس، عن الحسن بن إسماعيل
القحطبي، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن
أبي كثير، عن عبد الله بن مرة، عن سلمة بن قيس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي
في السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في
الأرض أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه
الله من الفهم لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق
يحيى وزهده بزهد أيوب وسخاؤه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود
وقوته بقوة داود وله اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي وكانت له
البشارة عندي، علي محمود عند الحق، مزكى عند الملائكة وخاصتي وخالصتي
وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي آنسني به ربي فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي
وسألته أن يقبضه شهيدا، أدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر
وقصور علي كعدد البشر، علي مني وأنا من علي، من تولى عليا فقد تولاني،

(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) علل الشرايع: 103 ح 2.
531

حب علي نعمة واتباعه فضيلة دان به الملائكة وحفت به الجن الصالحون، لم يمش على
الأرض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يك فظا عجولا ولا
مسترسلا لفساد ولا متعندا، حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي
أحد كان أكرم خروجا منه، ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا، أنزل الله عليه الحكمة
ورداه بالفهم، تجالسه الملائكة ولا يراها ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزين
الله به المحافل وأكرم به العساكر وأخصب به البلاد وأعز به الأجناد، مثله كمثل بيت
الله الحرام يزار ولا يزور ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة ومثله كمثل الشمس
إذا طلعت أنارت الدنيا، وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته ووصف فيه آثاره وأجرى
منازلة فهو الكريم حيا والشهيد ميتا (1).
[10658] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال في وصيته لهشام
ابن الحكم: إن الله تبارك وتعالى بشر أهل العقل والفهم في كتابه فقال: (فبشر عباد
الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا
الألباب) (2)، الوصية (3).
[10659] 13 - أبو الفتح الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شدة الغضب
تغير المنطق وتقطع مادة الحجة وتفرق الفهم (4).
[10660] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العلم بالفهم (5).
[10661] 15 - وعنه (عليه السلام): ليس الوهم كالفهم (6).
[10662] 16 - وعنه (عليه السلام): من تفهم فهم (7).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 7 / 57 الرقم 14.
(2) سورة الزمر: 19.
(3) تحف العقول: 383.
(4) كنز الفوائد: 1 / 319 طبع بيروت.
(5) غرر الحكم: ح 38 و 7477 و 7654.
(6) غرر الحكم: ح 38 و 7477 و 7654.
(7) غرر الحكم: ح 38 و 7477 و 7654.
532

[10663] 17 - وعنه (عليه السلام): من تفهم ازداد (1).
[10664] 18 - وعنه (عليه السلام): من عدم الفهم عن الله سبحانه لم ينتفع بموعظة واعظ (2).
[10665] 19 - وعنه (عليه السلام): ما افتقر من ملك فهما (3).
[10666] 20 - وعنه (عليه السلام): لا يؤتى العلم إلا من سوء فهم السامع (4).
قال المحقق جمال الدين محمد الخوانساري (رحمه الله) في شرحه بالفارسية على هذا
الكلام ما نصه:
«آمده نمى شود علم مگر از بدى فهم شنونده يعنى آفتى بپيش آن نمى آيد وبآن
نمى رسد مگر از رآه بدى فهم شنونده كه بسبب آن نفهمد آنرا يا غلط فهمد» (5).

(1) غرر الحكم: ح 7733 و 8945 و 9507 و 10559.
(2) غرر الحكم: ح 7733 و 8945 و 9507 و 10559.
(3) غرر الحكم: ح 7733 و 8945 و 9507 و 10559.
(4) غرر الحكم: ح 7733 و 8945 و 9507 و 10559.
(5) شرح غرر الحكم ودرر الكلم: 6 / 367.
533

الفوت
[10667] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا مثل
دودة القز كلما ازدادت من القز على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت
غما، وقال أبو عبد الله (عليه السلام): أغنى الغنى من لم يكن للحرص أسيرا، وقال: لا
تشعروا قلوبكم الاشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الاستعداد لما لم يأت (1).
[10668] 2 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفوت حسرات محرقات (2).
[10669] 3 - وعنه (عليه السلام): الفائت لا يعود (3).
[10670] 4 - وعنه (عليه السلام): الاشتغال بالفائت يضيع الوقت (4).
[10671] 5 - وعنه (عليه السلام): أشد الغصص فوت الفرص (5).
[10672] 6 - وعنه (عليه السلام): ثمرة الفوت ندامة (6).
[10673] 7 - وعنه (عليه السلام): في الفوت حسرة وملامة (7).
[10674] 8 - وعنه (عليه السلام): لكل شئ فوت (8).
[10675] 9 - وعنه (عليه السلام): مع الفوت تكون الحسرة (9).
[10676] 10 - وعنه (عليه السلام): لا تأس على ما فات (10).

(1) الكافي: 2 / 316 ح 7.
(2) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(3) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(4) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(5) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(6) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(7) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(8) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(9) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
(10) غرر الحكم: ح 876 و 1018 و 1200 و 3215 و 4605 و 4452 و 7287 و 9746 و 10153.
534

الفوز
[10677] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن
شعيب بن ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف
الأزدي قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهط من الشيعة فقالوا:
يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف
وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الأمور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم
بالسوية والعدل في الرعية؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتأمروني ويحكم أن أطلب
النصر بالظلم والجور فيمن وليت عليه من أهل الإسلام لا والله لا يكون ذلك ما سمر
السمير وما رأيت في السماء نجما، والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم فكيف
وإنما هي أموالهم؟! قال: ثم أزم ساكتا طويلا ثم رفع رأسه فقال: من كان فيكم له مال
فإياه والفساد فإن إعطاءه في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في
الناس ويضعه عند الله ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله
شكرهم وكان لغيره ودهم فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح
فإنما ذلك ملق منه وكذب فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافاتهم
فألأم خليل وشر خدين، ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له
من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعما مفضلا ومقالة
الجاهل ما أجوده وهو عند الله بخيل فأي حظ أبور وأخسر من هذا الحظ وأي فائدة
معروف أقل من هذا المعروف فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة وليحسن منه
535

الضيافة وليفك به العاني والأسير وابن السبيل فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا
وشرف الآخرة (1).
[10678] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة،
عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد
الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما بال أقوام غيروا
سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه
الآية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم) (2) ثم
قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم القيامة (3).
[10679] 3 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن تاتانة، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن أبي الصلت الهروي قال: إن المأمون قال للرضا علي بن موسى (عليه السلام): يا ابن
رسول الله قد عرفت فضلك وعلمك وزهدك وورعك وعبادتك وأراك أحق بالخلافة
مني، فقال الرضا (عليه السلام): بالعبودية لله عز وجل أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو النجاة من شر
الدنيا وبالورع عن المحارم أرجو الفوز بالمغانم وبالتواضع في الدنيا أرجو الرفعة عند
الله عز وجل، الحديث (4).
[10680] 4 - الصدوق، الحسين بن إبراهيم، عن الأسدي، عن النخعي، عن
النوفلي، عن ابن البطائني، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على ناقة من نور وعلى رأسك
تاج له أربعة أركان على كل ركن ثلاثة أسطر: لا اله إلا الله، محمد رسول الله، علي
مفتاح الجنة، ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه يجمع لك

(1) الكافي: 4 / 31 ح 3.
(2) سورة إبراهيم: 28.
(3) الكافي: 1 / 217 ح 1.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 139 ح 3.
536

الأولون والآخرون في صعيد واحد فتأمر بشيعتك إلى الجنة وبأعدائك إلى النار فأنت
قسيم الجنة وأنت قسيم النار لقد فاز من تولاك وخاب وخسر من عاداك فأنت في
ذلك اليوم أمين الله وحجته الواضحة (1).
[10681] 5 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن غياث بن إبراهيم،
عن ثابت بن دينار، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب: يا علي أنا مدينة الحكمة وأنت بابها ولن
تؤتى المدينة إلا من قبل الباب وكذب من زعم انه يحبني ويبغضك لأنك مني وأنا
منك، لحمك من لحمي ودمك من دمي وروحك من روحي وسريرتك سريرتي
وعلانيتك علانيتي وأنت إمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، سعد من أطاعك وشقي من
عصاك وربح من تولاك وخسر من عاداك وفاز من لزمك وهلك من فارقك، مثلك
ومثل الأئمة من ولدك بعدي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق
ومثلكم مثل النجوم كلما غاب نجم طلع نجم إلى يوم القيامة (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10682] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن المؤدب، عن أحمد بن علي الإصبهاني، عن
الثقفي، عن جعفر بن الحسن، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن محمد بن علي
السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري انه قال:
لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع
الناس لاكتفوا بها فضلا، قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
علي مني كنفسي طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): حرب علي حرب
الله وسلم علي سلم الله، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله،

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون ح 14 / 768 الرقم 1040.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والأربعون ح 18 / 341 الرقم 408.
537

وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي حجة الله وخليفته على عباده، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): حب علي إيمان
وبغضه كفر، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان،
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض،
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي قسيم الجنة والنار، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): من فارق عليا فقد فارقني ومن
فارقني فقد فارق الله عز وجل، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (1).
[10683] 7 - الصدوق، عن ابن ناتانة، عن علي، عن أبيه، عن الريان، عن الرضا (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10684] 8 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن محمد الحسيني، عن أحمد بن
عيسى العجلي، عن محمد بن أحمد العرزمي، عن علي بن حاتم، عن شريك، عن
سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعلي (عليه السلام): يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك
ومن أهانك فقد أهانني ومن أهانني أدخله الله نار جهنم خالدا فيها وبئس المصير، يا
علي أنت مني وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي وشيعتك خلقوا من
فضل طينتنا فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا ومن عاداهم فقد عادانا
ومن ودهم فقد ودنا، يا علي إن شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب
وعيوب، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك، يا علي
شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وأولياؤك أولياء الله وحزبك حزب الله، يا علي
سعد من تولاك وشقي من عاداك، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها (3).

(1) أمالي الصدوق: المجلس العشرون ح 1 / 149 الرقم 146.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 13 / 442 الرقم 589. عيون أخبار الرضا (عليه السلام):
2 / 52 ح 201.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع ح 8 / 66 الرقم 32.
538

[10685] 9 - الطوسي بإسناده إلى أخي دعبل، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه قال لخيثمة: أبلغ شيعتنا انا لا نغني عن الله شيئا، وأبلغ شيعتنا انه لا
ينال ما عند الله إلا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من
وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره، وأبلغ شيعتنا أنهم إذا قاموا بما أمروا أنهم هم الفائزون
يوم القيامة (1).
[10686] 10 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن الحسين بن
إبراهيم العلوي، عن إبراهيم بن أحمد العلوي، عن عمه الحسن بن إبراهيم، عن أبيه
إبراهيم، عن أبيه إسماعيل، عن أبيه إبراهيم بن الحسن بن الحسن، عن أمه فاطمة
بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن علي (عليه السلام)، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعطي أربع خصال في الدنيا فقد أعطي خير الدنيا والآخرة
وفاز بحظه منهما: ورع يعصمه عن محارم الله وحسن خلق يعيش به في الناس وحلم
يدفع به جهل الجاهل وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة (2).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 47 / 370 الرقم 796.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والعشرون ح 4 / 576 الرقم 1190.
539

الفوق
[10687] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد،
عن معلى بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الإيمان
فوق الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة وما
قسم في الناس شئ أقل من اليقين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10688] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وبالوالدين إحسانا) (2) ما هذا الإحسان؟ فقال:
الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه وإن كانا
مستغنيين أليس يقول الله عز وجل: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) (3) قال:
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وأما قول الله عز وجل (إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما
فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) قال: إن أضجراك فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما ان
ضرباك قال: (وقل لهما قولا كريما) (4) قال: إن ضرباك فقل لهما: غفر الله لكما،

(1) الكافي: 2 / 51 ح 2.
(2) سورة الإسراء: 23.
(3) سورة آل عمران: 92.
(4) سورة الإسراء: 23.
540

فذلك منك قول كريم قال: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) (1) قال: لا تملأ
عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا يدك فوق
أيديهما ولا تقدم قدامهما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10689] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا هجرة فوق ثلاث (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10690] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل
الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر، وإن فوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل
أحد والديه فإذا فعل ذلك فليس فوقه عقوق (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10691] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم ودعوة المظلوم فإنها ترفع فوق
السحاب حتى ينظر الله عز وجل إليها فيقول: ارفعوها حتى أستجيب له، وإياكم ودعوة
الوالد فإنها أحد من السيف (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) سورة الإسراء: 24.
(2) الكافي: 2 / 157 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 344 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 348 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 509 ح 3.
541

[10692] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: كمن زار الله عز وجل فوق عرشه،
قال: قلت: فما لمن زار أحدا منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[10693] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله القمي، عن ابن فضال، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون
طلب الحريص، الراضي بدنياه، المطمئن إليها ولكن انزل نفسك من ذلك بمنزلة
المنصف المتعفف، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف، وتكتسب ما لا بد منه ان
الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم (2).
[10694] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر بن عثمان، عن يزيد
النخعي، عن بشير النبال قال: رأيت عند أبي عبد الله (عليه السلام) رجلا فقال له: جعلت
فداك ما تقول في اللواتي مع اللواتي؟ فقال له: لا أخبرك حتى تحلف لتخبرن بما
أحدثك به النساء، قال: فحلف له، قال: فقال: هما في النار وعليهما سبعون حلة من
نار فوق تلك الحلل جلد جاف غليظ من نار عليهما نطاقان من نار وتاجان من نار
فوق تلك الحلل وخفان من نار وهما في النار (3).
[10695] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن زياد بن عمرو الجعفي، عمن حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل وكل ملكا بالبناء يقول لمن رفع سقفا فوق ثمانية أذرع
أين تريد يا فاسق (4).

(1) الكافي: 4 / 585 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 81 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 552 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 528 ح 1.
542

[10696] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولا تسألوا فيها (أي
في الدنيا) فوق الكفاف ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ (1).
[10697] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... واعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة وانه لا غنى
بك فيه عن حسن الارتياد وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر فلا تحملن على ظهرك
فوق طاقتك فيكون ثقل ذلك وبالا عليك، الوصية (2).
[10698] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يا بن آدم ما كسبت فوق
قوتك فأنت فيه خازن لغيرك (3).
[10699] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ارحم من دونك يرحمك
من فوقك وقس سهوه بسهوك (4).
[10700] 14 - وعنه (عليه السلام): اطع من فوقك يطعك من دونك وأصلح سريرتك يصلح
الله علانيتك (5).
[10701] 15 - وعنه (عليه السلام): إذا علوت فلا تفكر فيمن دونك من الجهال ولكن اقتد بمن فوقك
من العلماء (6).
[10702] 16 - وعنه (عليه السلام): عجبت لمن يرجو رحمة من فوقه كيف لا يرحم من دونه (7).
[10703] 17 - وعنه (عليه السلام): من لم يدار من فوقه لم يدرك بغيته (8).
[10704] 18 - وعنه (عليه السلام): من الحكمة طاعتك لمن فوقك وإجلالك من في طبقتك
وانصافك لمن دونك (9).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 45.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 192.
(4) غرر الحكم: ح 3422 و 2475 و 4092 و 6255 و 9007 و 9422.
(5) غرر الحكم: ح 3422 و 2475 و 4092 و 6255 و 9007 و 9422.
(6) غرر الحكم: ح 3422 و 2475 و 4092 و 6255 و 9007 و 9422.
(7) غرر الحكم: ح 3422 و 2475 و 4092 و 6255 و 9007 و 9422.
(8) غرر الحكم: ح 3422 و 2475 و 4092 و 6255 و 9007 و 9422.
(9) غرر الحكم: ح 3422 و 2475 و 4092 و 6255 و 9007 و 9422.
543

[10705] 19 - وعنه (عليه السلام): من الحكمة أن لا تنازع من فوقك ولا تستذل من دونك
ولا تتعاطى ما ليس في قدرتك ولا يخالف لسانك قلبك ولا قولك فعلك ولا تتكلم فيما
لاتعلم ولا تترك الأمر عند الإقبال وتطلبه عند الإدبار (1).
[10706] 20 - وعنه (عليه السلام): لا يكون العالم عالما حتى لا يحسد من فوقه ولا يحتقر من دونه ولا
يأخذ على علمه شيئا من حطام الدنيا (2).
الروايات في هذا المجال متعددة.

(1) غرر الحكم: ح 9450.
(2) غرر الحكم: ح 10921.
544

الفئ
[10707] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة قال:
الإمام يجري وينفل ويعطي ما شاء قبل أن تقع السهام وقد قاتل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوم لم يجعل لهم في الفئ نصيبا وإن شاء قسم ذلك بينهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10708] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن عدة من
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن رجل أصاب جارية من الفئ فوطئها
قبل أن تقسم، قال: تقوم الجارية وتدفع إليه بالقيمة ويحط له منها ما يصيبه منها من
الفئ ويجلد الحد ويدرأ عنه من الحد بقدر ما كان له فيها، فقلت: وكيف صارت
الجارية تدفع إليه هو بالقيمة دون غيره؟ قال: لأنه وطئها ولا يؤمن أن يكون ثم
حبل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10709] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه
قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عنهما فقال: يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا
ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا

(1) الكافي: 1 / 544 ح 9.
(2) الكافي: 7 / 194 ح 2.
545

الصغير أنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا
في الإسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا.
ثم قال: أما والله لو قد قام قائمنا أو تكلم متكلمنا لأبدي من أمورهما ما كان يكتم
ولكتم من أمورهما ما كان يظهر والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل
البيت إلا هما أسسا أولها فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10710] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل لقيه العدو وأصاب منه مالا أو
متاعا ثم إن المسلمين أصابوا ذلك كيف يصنع بمتاع الرجل؟ فقال: إذا كان أصابوه
قبل أن يحوزوا متاع الرجل رد عليه وإن كان أصابوه بعد ما حازوه فهو فئ للمسلمين
وهو أحق بالشفعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10711] 5 - الطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن سالم،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الغنيمة قال: يخرج منها الخمس ويقسم
ما بقي بين من قاتل عليه وولى ذلك فأما الفئ والأنفال فهو خالص
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[10712] 6 - الطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضال، عن إبراهيم بن هاشم،
عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سمعه يقول: إن
الأنفال ما كان من أرض لم يكن فيه هراقة دم أو قوم صولحوا وأعطوا بأيديهم فما كان
من أرض خربة أو بطون أودية فهذا كله من الفئ والأنفال لله وللرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فما كان

(1) الكافي: 8 / 245 ح 340.
(2) الكافي: 5 / 42 ح 2.
(3) التهذيب: 4 / 132 ح 3.
546

لله فهو للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يضعه حيث يحب (1).
الرواية موثقة سندا.
[10713] 7 - الطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن، عن سندي بن محمد، عن علا،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعتيه يقول: الفئ والأنفال ما كان من
أرض لم يكن فيها هراقة الدماء وقوم صولحوا وأعطوا بأيديهم وما كان من أرض
خربة أو بطون أودية فهو كله من الفئ فهذا لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما كان لله فهو
لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) يضعه حيث شاء وهو للإمام (عليه السلام) بعد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وقوله (وما أفاء
الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب) (2) قال: ألا ترى هو
هذا واما قوله (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى) (3) فهذا بمنزلة المغنم كان
أبي (عليه السلام) يقول ذلك وليس لنا فيه غير سهمين سهم الرسول وسهم القربى ثم نحن
شركاء الناس فيما بقي (4).
الرواية موثقة سندا.
[10714] 8 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد،
عن الحسن بن علي الوشا، عن القاسم بن بريد، عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من وجد برد حبنا في كبده فليحمد الله على أول النعم، قال: قلت: جعلت
فداك ما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لفاطمة (عليها السلام): أحلى نصيبك من الفئ لآباء شيعتنا ليطيبوا، ثم قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إنا أحللنا أمهات شيعتنا لآبائهم ليطيبوا (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) التهذيب: 4 / 133 ح 4.
(2) سورة الحشر: 6.
(3) سورة الحشر: 7.
(4) التهذيب: 4 / 134 ح 10.
(5) التهذيب: 4 / 143 ح 23.
547

[10715] 9 - الطوسي بإسناده إلى أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة،
عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج بالنساء في الحرب يداوين الجرحى
ولم يقسم لهن من الفئ شيئا ولكن نفلهن (1).
الرواية موثقة سندا.
[10716] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض عمال عماله: وإني اقسم
بالله قسما صادقا لئن بلغني أنك خنت من فئ المسلمين شيئا صغيرا أو كبيرا لأشدن
عليك شدة تدعك قليل الوفر ثقيل الظهر ضئيل الأمر والسلام (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب
الأخبار.
وقد تم بحمد الله تعالى ومنه الجزء الثامن من موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
في مساء يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من ثاني الربيعين عام 1419
ببلدة أصبهان على يد مؤلفها العبد هادي النجفي كان الله له ويكون
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين

(1) التهذيب: 6 / 148 ح 6.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 20.
548