الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ٧
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء السابع
ع
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب العين
3

العادة
[7816] 1 - الصدوق، عن أحمد بن الحسن القطان، عن أحمد بن يحيى بن زكريا
القطان، عن بكر بن عبد الله بن حبيب، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن عبد الله بن
الفضيل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، قال: سمعت زين العابدين علي بن
الحسين (عليهما السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم: البغي على الناس والزوال عن العادة في
الخير واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر قال الله عز وجل: (ان الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (1)، الحديث (2).
[7817] 2 - الطوسي باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن
المرزبان بن عمران، عن عمر بن يزيد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقوم وقد طلع
الفجر فإن أنا بدأت بالفجر صليتها في أول وقتها وان بدأت في صلاة الليل والوتر
صليت الفجر في وقت هؤلاء فقال: ابداء بصلاة الليل والوتر ولا تجعل ذلك عادة (3).
[7818] 3 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زرعة، عن
المفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقوم وأنا أشك في الفجر فقال: صل
على شكك فإذا طلع الفجر فاوتر وصل الركعتين وإذا أنت قمت وقد طلع الفجر فابدأ
بالفريضة ولا تصل غيرها فإذا فرغت فاقض ما فاتك ولا تكون هذه عادة وإياك أن

(1) سورة الرعد: 12.
(2) معاني الأخبار: 270 ح 2.
(3) التهذيب: 2 / 126 ح 245.
5

تطلع على هذا أهلك فيصلون على ذلك ولا يصلون بالليل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7819] 4 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن صفوان، عن
أبي أيوب، عن سليمان بن خالد قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ربما قمت وقد طلع الفجر
فأصلي صلاة الليل والوتر والركعتين قبل الفجر ثم أصلي الفجر، قال: قلت: افعل أنا
ذا؟ قال: نعم ولا يكون منك عادة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7820] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الفضيلة غلبة العادة (3).
[7821] 6 - وعنه (عليه السلام): العادة طبع ثان (4).
[7822] 7 - وعنه (عليه السلام): العادة عدو متملك (5).
[7823] 8 - وعنه (عليه السلام): أفضل العبادة غلبة العادة (6).
[7824] 9 - وعنه (عليه السلام): أصعب السياسات نقل العادات (7).
[7825] 10 - وعنه (عليه السلام): أسوء الناس حالا من انقطعت مادته وبقيت عادته (8).
[7826] 11 - وعنه (عليه السلام): آفة الرياضة غلبة العادة (9).
[7827] 12 - وعنه (عليه السلام): بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات (10).
[7828] 13 - وعنه (عليه السلام): ذللوا أنفسكم بترك العادات وقودوها إلى فعل الطاعات
وحملوها أعباء المغارم وحلوها بفعل المكارم وصونوها عن دنس المآثم (11).
[7829] 14 - وعنه (عليه السلام): غيروا العادات تسهل عليكم الطاعات (12).

(1) التهذيب: 2 / 339 ح 259.
(2) التهذيب: 2 / 339 ح 258.
(3) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(4) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(5) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(6) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(7) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(8) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(9) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(10) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(11) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
(12) غرر الحكم: 356 و 701 و 958 و 2873 و 2969 و 3221 و 3933 و 4300 و 5199 و 6405.
6

[7830] 15 - وعنه (عليه السلام): غير مدرك الدرجات من أطاع العادات (1).
[7831] 16 - وعنه (عليه السلام): غالبوا أنفسكم على ترك العادات تغلبوها، وجاهدوا أهوائكم
تملكوها (2).
[7832] 17 - وعنه (عليه السلام): للعادة على كل انسان سلطان (3).
[7833] 18 - وعنه (عليه السلام): لسانك يقتضيك ما عودته (4).
[7834] 19 - وعنه (عليه السلام): لسانك يستدعيك ما عودته ونفسك تقتضيك ما ألفته (5).
[7835] 20 - وعنه (عليه السلام): كل شئ يستطاع إلا نقل الطباع (6).

(1) غرر الحكم: 6409 و 6418 و 7327 و 7614 و 7634 و 6906.
(2) غرر الحكم: 6409 و 6418 و 7327 و 7614 و 7634 و 6906.
(3) غرر الحكم: 6409 و 6418 و 7327 و 7614 و 7634 و 6906.
(4) غرر الحكم: 6409 و 6418 و 7327 و 7614 و 7634 و 6906.
(5) غرر الحكم: 6409 و 6418 و 7327 و 7614 و 7634 و 6906.
(6) غرر الحكم: 6409 و 6418 و 7327 و 7614 و 7634 و 6906.
7

العار
[7836] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان، عن
محمد بن سالم الكندي، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين
صلوات الله عليه إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يجتنب مواخاة ثلاثة: الماجن
والأحمق والكذاب، فأما الماجن فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله ولا يعينك على
أمر دينك ومعادك ومقارنته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عليك عار، وأما الأحمق
فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه وربما أراد
منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه،
وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما أفنى
أحدوثة مطها بأخرى حتى انه يحدث بالصدق فما يصدق ويغري بين الناس بالعداوة
فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم (1).
[7837] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن علي جميعا، عن إسماعيل
ابن مهران، وأحمد بن محمد بن أحمد، عن علي بن الحسن التيمي، وعلي بن
الحسين، عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا، عن إسماعيل بن مهران، عن المنذر بن
جيفر، عن الحكم بن ظهير، عن عبد الله بن جرير العبدي، عن الأصبغ بن نباتة
قال: أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) عبد الله بن عمرو ولد أبي بكر وسعد بن أبي وقاص
يطلبون منه التفضيل لهم فصعد المنبر ومال الناس إليه فقال: الحمد لله ولي الحمد

(1) الكافي: 2 / 376 ح 6، و 2 / 639 ح 1.
8

ومنتهى الكرم لا تدركه الصفات ولا يحد باللغات ولا يعرف بالغايات واشهد أن لا اله
إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي الهدى وموضع التقوى
ورسول الرب الأعلى جاء بالحق من عند الحق لينذر بالقرآن المنير والبرهان المستنير
فصدع بالكتاب المبين ومضى على ما مضت عليه الرسل الأولون.
أما بعد أيها الناس فلا يقولن رجال قد كانت الدنيا غمرتهم فاتخذوا العقار
وفجروا الأنهار وركبوا أفره الدواب ولبسوا ألين الثياب فصار ذلك عليهم عارا
وشنارا إن لم يغفر لهم الغفار إذا منعتهم ما كانوا فيه يخوضون وصيرتهم إلى
ما يستوجبون فيفقدون ذلك فيسألون ويقولون: ظلمنا ابن أبي طالب وحرمنا ومنعنا
حقوقنا، فالله عليهم المستعان من استقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا وآمن بنبينا وشهد
شهادتنا ودخل في ديننا أجرينا عليه حكم القرآن وحدود الإسلام ليس لأحد على
أحد فضل إلا بالتقوى، ألا وإن للمتقين عند الله تعالى أفضل الثواب وأحسن الجزاء
والمآب لم يجعل الله تبارك وتعالى الدنيا للمتقين ثوابا وما عند الله خير للأبرار، انظروا
أهل دين الله فيما أصبتم في كتاب الله وتركتم عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاهدتم به في ذات
الله أبحسب أم بنسب أم بعمل أم بطاعة أم زهادة وفيما أصبحتم فيه راغبين فسارعوا
إلى منازلكم - رحمكم الله - التي أمرتم بعمارتها، العامرة التي لا تخرب، الباقية التي
لا تنفد، التي دعاكم إليها وحضكم عليها ورغبكم فيها وجعل الثواب عنده عنها
فاستتموا نعم الله عز ذكره بالتسليم لقضائه والشكر على نعمائه فمن لم يرض بهذا فليس
منا ولا إلينا وإن الحاكم يحكم بحكم الله ولا خشية عليه من ذلك أولئك هم المفلحون.
وفي نسخة: ولا وحشة وأولئك لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وقال: وقد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب بها أهلي فلم تبالوا وضربتكم بسوطي
الذي أقيم به حدود ربي فلم ترعووا أتريدون أن أضربكم بسيفي أما إني أعلم الذي
تريدون ويقيم أودكم ولكن لا أشتري صلاحكم بفساد نفسي بل يسلط الله عليكم
9

قوما فينتقم لي منكم فلا دنيا استمتعتم بها ولا آخرة صرتم إليها فبعدا وسحقا
لأصحاب السعير (1).
[7838] 3 - قال الكليني: وفي حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين صلوات
الله عليه الناس بصفين فقال: إن الله عز وجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم
وتشفي بكم على الخير الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله وجعل ثوابه مغفرة للذنب
ومساكن طيبة في جنات عدن وقال عز وجل: (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله
صفا كأنهم بنيان مرصوص) (2) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص فقدموا
الدراع وأخروا الحاسر وعضوا على النواجد فإنه أنبأ للسيوف على الهام والتووا على
أطراف الرماح فإنه أمور للأسنة وغضوا الأبصار فإنه أربط للجأش وأسكن للقلوب
وأميتوا الأصواب فإنه أطرد للفشل وأولى بالوقار ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا
تجعلوها إلا مع شجعانكم فإن المانع للذمار والصابر عند نزول الحقائق هم أهل
الحفاظ ولا تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا
ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم ولا تهيجوا امرأة بأذى وإن
شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول
وقد كنا نؤمر بالكف عنهن وهن مشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيعير بها
عقبه من بعده، واعلموا ان أهل الحفاظ هم الذين يحفون براياتهم ويكتنفونها
ويصيرون حفافيها وورائها أمامها ولا يضيعونها لا يتأخرون عنها فيسلموها ولا
يتقدمون عليها فيفردوها، رحم الله امرءا واسى أخاه بنفسه ولم يكل قرنه إلى أخيه
فيجتمع قرنه وقرن أخيه فيكتسب بذلك اللائمة ويأتي بدناءة وكيف لا يكون كذلك
وهو يقاتل الاثنين وهذا ممسك يده قد خلى قرنه على أخيه هاربا منه ينظر إليه وهذا

(1) الكافي: 8 / 360 ح 551.
(2) سورة الصف: 4.
10

فمن يفعله يمقته الله فلا تعرضوا لمقت الله عز وجل فإنما ممركم إلى الله وقد قال الله عز وجل: (لن
ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلا) (1) وأيم الله
لئن فررتم من سيوف العاجلة لا تسلمون من سيوف الآجلة فاستعينوا بالصبر
والصدق فإنما ينزل النصر بعد الصبر فجاهدوا في الله حق جهاده ولا قوة إلا بالله.
وقال (عليه السلام) حين مر براية لأهل الشام أصحابها لا يزولون عن مواضعهم فقال (عليه السلام):
انهم لن يزولوا عن مواقفهم دون طعن دراك يخرج منه النسيم وضرب يفرق الهام
ويطيح العظام ويسقط منه المعاصم والأكف حتى تصدع جباههم بعمد الحديد وتنثر
حواجبهم على الصدور والأذقان أين أهل الصبر وطلاب الأجر؟ فسارت إليه
عصابة من المسلمين فعادت ميمنته إلى موقفها ومصافها وكشفت من بإزائها فاقبل
حتى انتهى إليهم.
وقال (عليه السلام): إني قد رأيت جولتكم وانحيازكم عن صفوفكم تحوزكم الجفاة والطغاة
واعراب أهل الشام وأنتم لهاميم العرب والسنام الأعظم وعمار الليل بتلاوة القرآن
ودعوة أهل الحق إذ ضل الخاطئون فلو لا إقبالكم بعد إدباركم وكركم بعد انحيازكم
لوجب عليكم ما يجب على المولى يوم الزحف دبره وكنتم فيما أرى من الهالكين ولقد
هون علي بعض وجدي وشفى بعض حاج صدري إذا رأيتكم حزتموهم كما حازوكم
فأزلتموهم عن مصافهم كما أزالوكم وأنتم تضربونهم بالسيوف حتى ركب أولهم
آخرهم كالإبل المطرودة الهيم الآن فاصبروا نزلت عليكم السكينة وثبتكم الله باليقين
وليعلم المنهزم بأنه مسخط ربه وموبق نفسه ان في الفرار موجدة الله والذل اللازم
والعار الباقي وفساد العيش عليه وإن الفار لغير مزيد في عمره ولا محجوز بينه وبين
يومه ولا يرضى ربه ولموت الرجل محقا قبل اتيان هذه الخصال خير من الرضا
بالتلبيس بها والإقرار عليها.

(1) سورة الأحزاب: 16.
11

وفي كلام له آخر وإذا لقيتم هؤلاء القوم غدا فلا تقاتلوهم حتى يقاتلوكم فإذا
بدؤوا بكم فانهدوا إليهم وعليكم السكينة والوقار وعضوا على الأضراس فإنه أنبأ
للسيوف عن الهام وغضوا الأبصار ومدوا جباه الخيول ووجوه الرجال وأقلوا الكلام
فإنه أطرد للفشل وأذهب بالوهل ووطنوا أنفسكم على المبارزة والمنازلة والمجادلة
واثبتوا واذكروا الله عز وجل كثيرا فإن المناع للذمار عند نزول الحقائق هم أهل الحفاظ
الذين يحفون براياتهم ويضربون حافتيها وأمامها وإذا حملتم فافعلوا فعل رجل واحد
وعليكم بالتحامي فإن الحرب سجال لا يشدون عليكم كرة بعد فرة وحملة بعد جولة
ومن القي إليكم السلم فاقبلوا منه واستعينوا بالصبر فإن بعد الصبر النصر من الله عز وجل
ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين (1).
[7839] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن
عاصم بن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه وكان لها طرفان
وكانت تسمى السيبة فيقف على سوق سوق فينادي يا معشر التجار قدموا
الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن
الكذب واليمين وتجافوا عن الظلم وانصفوا المظلومين ولا تقربوا الرباء وأوفوا الكيل
والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين يطوف في جميع
أسواق الكوفة فيقول هذا ثم يقول:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها * من الحرام ويبقى الاثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها * لا خير في لذة من بعدها النار (2)
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 39 ح 4.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والسبعون: 6 / 587 الرقم 809.
12

[7840] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى طلحة والزبير مع عمران بن
الحصين الخزاعي ذكره أبو جعفر الإسكافي في كتاب المقامات: أما بعد فقد علمتما وان
كتمتما اني لم أرد الناس حتى أرادوني ولم أبايعها حتى بايعوني وأنكما ممن أرادني
وبايعني وان العامة لم تبايعني لسلطان غاصب ولا لحرص حاضر فإن كنتما بايعتماني
طائعين فارجعا وتوبا إلى الله من قريب وان كنتما بايعتماني كارهين فقد جعلتما لي عليكما
السبيل بإظهاركما الطاعة وإسراركما المعصية ولعمري ما كنتما بأحق المهاجرين بالتقية
والكتمان وأن دفعكما هذا الأمر قبل أن تدخلا فيه كان أوسع عليكما من خروجكما منه
بعد إقراركما به وقد زعمتما أني قتلت عثمان فبيني وبينكما من تخلف عني وعنكما من
أهل المدينة ثم يلزم كل امرئ بقدر ما احتمل فارجعا أيها الشيخان عن رأيكما فإن
الآن أعظم أمركما العار من قبل أن يجتمع العار والنار والسلام (1).
[7841] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لما عزم على لقاء القوم بصفين: اللهم
رب السقف المرفوع والجو المكفوف الذي جعلته مغيضا لليل والنهار ومجرى للشمس
والقمر ومختلفا للنجوم السيارة وجعلت سكانه سبطا من ملائكتك لا يسأمون عن
عبادتك ورب هذه الأرض التي جعلتها قرارا للأنام ومدرجا للهوام والأنعام وما لا
يحصى مما يرى وما لا يرى ورب الجبال الرواسي التي جعلتها للأرض أوتادا وللخلق
اعتمادا إن أظهرتنا على عدونا فجنبنا البغي وسددنا للحق وإن أظهرتهم علينا فارزقنا
الشهادة واعصمنا من الفتنة أين المانع للذمار والغائر عند نزول الحقايق من أهل
الحفاظ العار ورائكم والجنة أمامكم (2).
[7842] 7 - الطوسي باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن
الحسين بن علي بن فضال، عن ثعلبة وعبد الله بن هلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في

(1) نهج البلاغة: الكتاب 54.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 171.
13

الرجل يتزوج ولد الزنى، قال: لا بأس إنما يكره ذلك مخافة العار وإنما الولد للصلب
وإنما المرأة وعاء، قلت: الرجل يشتري خادما ولد زنى فيطأها، قال: لا بأس (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7843] 8 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمر بن يزيد،
عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عمن رواه قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
جارية بكر بين أبويها تدعوني إلى نفسها سرا من أبويها أفأفعل ذلك؟ قال: نعم واتق
موضع الفرج، قال قلت: فإن رضيت بذلك؟ قال: وإن رضيت بذلك فإنه عار على
الأبكار (2).
[7844] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) انه قال: العار أهون من
النار (3).
[7845] 10 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لولده الحسن (عليه السلام): يا بني إذا نزل
بك كلب الزمان وقحط الدهر فعليك بذوي الأصول الثابتة والفروع النابتة من أهل
الرحمة والإيثار والشفقة فإنهم أقضى للحاجات وأمضى لدفع الملمات وإياك وطلب
الفضل واكتساب الطساسيج والقراريط من ذوي الأكف اليابسة والوجوه العابسة
فإنهم إن أعطوا منوا وان منعوا كدوا ثم أنشأ يقول:
واسأل العرف إن سألت كريما * لم يزل يعرف الغنى واليسارا
فسؤال الكريم يورث عزا * وسؤال اللئيم يورث عارا
وإذا لم تجد من الذل بدا * فالق بالذل إن لقيت الكبارا
ليس إجلالك الكبار بعار * إنما العار أن تجل الصغارا (4)

(1) التهذيب: 7 / 477 ح 125.
(2) التهذيب: 7 / 254 ح 21.
(3) تحف العقول: 234.
(4) أعلام الدين: 274.
14

كلب الزمان: شدته. الطساسيج: جمع طسوج وهو جزء من أجزاء الدانق،
العملة المعروفة في ذلك الزمان.
[7846] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس من شيم الكريم ادراع
العار (1).
[7847] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تعرى عن الورع أدرع
جلباب العار (2).

(1) غرر الحكم: ح 7457.
(2) غرر الحكم: ح 8519.
15

العافية
[7848] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن النضر بن صباح البجلي، عن محمد بن
يوسف الشاشي، قال: خرج بي ناصور على مقعدتي فأريته الأطباء وأنفقت عليه
مالا فقالوا: لا نعرف له دواء فكتبت رقعة اسأل الدعاء، فوقع (عليه السلام) إلي: ألبسك الله
العافية وجعلك معنا في الدنيا والآخرة، قال: فما أتت علي جمعة حتى عوفيت وصار
مثل راحتي فدعوت طبيبا من أصحابنا وأريته إياه فقال: ما عرفنا لهذا دواء (1).
التوقيع والدعاء من صاحب الأمر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
[7849] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ينبغي لمن يقرء القرآن إذا مر بآية من القرآن فيها
مسألة أو تخويف أن يسأل الله عند ذلك خير ما يرجو ويسأله العافية من النار ومن
العذاب (2).
الرواية موثقة سندا.
[7850] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن الوليد
ابن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا غدوت في حاجتك بعد أن تجب الصلاة
فصل ركعتين فإذا فرغت من التشهد قلت: «اللهم إني غدوت التمس من فضلك كما
أمرتني فارزقني رزقا حلالا طيبا وأعطني فيما رزقني العافية» تعيدها ثلاث مرات ثم

(1) الكافي: 1 / 519 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 301 ح 1.
16

تصلي ركعتين آخرين فإذا فرغت من التشهد قلت: «بحول الله وقوته غدوت بغير
حول مني ولا قوة ولكن بحولك يا رب وقوتك وأبرء إليك من الحول والقوة اللهم إني
أسألك بركة هذا اليوم وبركة أهله وأسألك أن ترزقني من فضلك رزقا واسعا طيبا
حلالا تسوقه إلي بحولك وقوتك وأنا خافض في عافيتك» تقولها ثلاثا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7851] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد، عن ابن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال علي
ابن الحسين صلوات الله عليهما: لينفق الرجل بالقصد وبلغة الكفاف ويقدم منه فضلا
لآخرته فإن ذلك أبقى للنعمة وأقرب إلى المزيد من الله عز وجل وأنفع في العافية (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7852] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه فقال: «اللهم
أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجللة والرزق الواسع ودفع
الأسقام، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه اللهم سلمه لنا وتسلمه منا
وسلمنا فيه» (3).
[7853] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة بن ميمون، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سلوا الله الغنى في الدنيا
والعافية وفي الآخرة المغفرة والجنة (4).

(1) الكافي: 3 / 475 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 52 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 70 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 71 ح 4.
17

[7854] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
الحسن بن عمارة، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط بآدم إلى الأرض
احتاج إلى الطعام والشراب فشكا ذلك إلى جبرئيل (عليه السلام)، فقال له جبرئيل: يا آدم
كن حراثا قال: فعلمني دعاء قال: قل: «اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول دون
الجنة وألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة» (1).
[7855] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد،
عن إسماعيل المدائني، عن عبد الله بن بكير، عن رجل قال: أمر أبو عبد الله (عليه السلام)
بلحم فبرد ثم أتى به من بعد فقال: الحمد لله الذي جعلني أشتهيه ثم قال: النعمة في
العافية أفضل من النعمة على القدرة (2)
[7856] 9 - الصدوق بإسناده عن مسمع كردين انه قال: صليت مع أبي عبد الله (عليه السلام)
أربعين صباحا فكان إذا انفتل رفع يديه إلى السماء وقال: أصبحنا وأصبح الملك لله
اللهم انا عبيدك وأبناء عبيدك اللهم احفظنا من حيث نحتفظ ومن حيث لا نحتفظ اللهم
أحرسنا من حيث نحترس ومن حيث لا نحترس اللهم استرنا من حيث نستتر ومن
حيث لا نستتر اللهم استرنا بالغنى والعافية اللهم ارزقنا العافية ودوام العافية وارزقنا
الشكر على العافية (3).
[7857] 10 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): العافية نعمة خفية
إذا وجدت نسيت وإذا فقدت ذكرت (4).
[7858] 11 - الصدوق باسناده عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن أبي
جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في

(1) الكافي: 5 / 260 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 296 ح 24.
(3) الفقيه: 1 / 338 ح 983.
(4) الفقيه: 4 / 406 ح 5878.
18

خطبة خطبها بعد موت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس انه لا شرف أعلى من الاسلام ولا
كرم أعز من التقوى ولا معقل أحرز من الورع ولا شفيع أنجح من التوبة ولا كنز أنفع
من العلم ولا عز أرفع من الحلم ولا حسب أبلغ من الأدب ولا نصب أوضع من
الغضب ولا جمال أزين من العقل ولا سوأة أسوأ من الكذب ولا حافظ أحفظ من
الصمت ولا لباس أجمل من العافية ولا غائب أقرب من الموت أيها الناس انه من مشى
على وجه الأرض فإنه يصير إلى بطنها والليل والنهار مسرعان في هدم الأعمار ولكل
ذي رمق قوت ولكل حبة آكل وأنت قوت الموت وأن من عرف الأيام لن يغفل عن
الاستعداد، لن ينجو من الموت غنى بماله ولا فقير لإقلاله، أيها الناس من خاف ربه
كف ظلمه ومن لم يرع في كلامه أظهر هجره ومن لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة
البهم، ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا، هيهات وما تناكرتم إلا لما فيكم من
المعاصي والذنوب فما أقرب الراحة من التعب والبؤس من النعيم وما شر بشر بعده
الجنة وما خير بخير بعد النار وكل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار
عافية (1).
[7859] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن داود (عليه السلام) خرج ذات يوم يقرأ الزبور
وكان إذا قرأ الزبور لا يبقى جبل ولا حجر ولا طائر ولا سبع إلا جاوبه فما زال يمر حتى
انتهى إلى جبل فإذا على ذلك الجبل نبي عابد يقال له حزقيل فلما سمع دوي الجبال
وأصوات السباع والطير علم انه داود (عليه السلام) فقال داود: يا حزقيل أتأذن لي فاصعد
إليك قال: لا، فبكى داود (عليه السلام) فأوحى الله جل جلاله إليه: يا حزقيل لا تعير داود
وسلني العافية، فقام حزقيل فأخذ بيد داود فرفعه إليه فقال داود: يا حزقيل هل
هممت بخطيئة قط؟ قال: لا، قال: فهل دخلك العجب مما أنت فيه من عبادة

(1) الفقيه: 4 / 406 ح 5880.
19

الله عز وجل؟ قال: لا، قال: فهل ركنت إلى الدنيا فأحببت أن تأخذ من شهوتها ولذتها؟
قال: بلى ربما عرض بقلبي، قال: فماذا تصنع إذا كان ذلك؟ قال: أدخل هذا الشعب
فاعتبر بما فيه، قال: فدخل داود النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الشعب فإذا سرير من حديد عليه
جمجمة بالية وعظام فانية وإذا لوح من حديد فيه كتابة فقرأها داود (عليه السلام) فإذا هي أنا
أروى سلم ملكت ألف سنة وبنيت ألف مدينة وافتضضت ألف بكر فكان آخر أمري
أن صار التراب فراشي والحجارة وسادتي والديدان والحيات جيراني فمن رآني فلا
يغتر بالدنيا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7860] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن علي بن
مهزيار رفعه قال: يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء تسعة منها في
اعتزال الناس وواحدة في الصمت (2).
الرواية مضمرة.
[7861] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى
أصلي ركعتين وأسال الله العافية (3).
[7862] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا ينبغي للعبد أن يثق
بخصلتين: العافية والغنى بينا تراه معافى إذ سقم وبينا تراه غنيا إذ افتقر (4).
[7863] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العافية أفضل
اللباسين (5).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والعشرون ح 8 / 159 الرقم 157.
(2) الخصال: 2 / 437 ح 24.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 299.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 426.
(5) غرر الحكم: ح 1652 - هداية العلم: 398.
20

[7864] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العافية أهنئ النعم (1).
[7865] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بالعافية توجد لذة الحياة (2).
[7866] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: دوام العافية أهنأ عطية وأفضل
قسم (3).
[7867] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا عيش أهنأ من العافية (4).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.
وقد وردت العافية في كثير من الأدعية المأثورة أغمضنا عنها روما للاختصار ونسأل
الله لنا ولكم عافية الدين والدنيا والآخرة بحق محمد وآله الطاهرين.

(1) غرر الحكم: ح 973.
(2) غرر الحكم: ح 4207.
(3) غرر الحكم: ح 5143.
(4) غرر الحكم: ح 10727.
21

العاقبة
[7868] 1 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف ينجب من يفهم ويظفر
من يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد والجود نجح وحسن الخلق
مجلبة للمودة والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس والحزم مسائة الظن وبين المرء
والحكمة نعمة العالم والجاهل شقي بينهما والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه والعاقل
غفور والجاهل ختور وإن شئت أن تكرم فلن وإن شئت أن تهان فاخشن ومن كرم
أصله لان قلبه ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف العاقبة
تثبت عن التوغل فيما لا يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع أنف نفسه ومن لم يعلم
لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم كان
ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم (1).
[7869] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان والحق
والباطل والهدى والضلالة والرشد والغي والعاجلة والآجلة والعاقبة والحسنات
والسيئات فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه الله (2).
[7870] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك اني قد سألت الله حاجة

(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) الكافي: 2 / 15 ح 2.
22

منذ كذا وكذا سنة وقد دخل قلبي من إبطائها شئ، فقال: يا أحمد إياك والشيطان أن
يكون له عليك سبيل حتى يقنطك، ان أبا جعفر صلوات الله عليه كان يقول: إن
المؤمن يسأل الله عز وجل حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته واستماع نحيبه ثم
قال: والله ما أخر الله عز وجل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم مما عجل لهم
فيها وأي شئ الدنيا ان أبا جعفر كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون دعاؤه في
الرخاء نحوا من دعائه في الشدة ليس إذا اعطى فتر فلا تمل الدعاء فإنه من الله عز وجل
بمكان وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم وإياك ومكاشفة الناس فأنا أهل
البيت نصل من قطعنا ونحسن إلى من أساء إلينا فنرى والله في ذلك العاقبة الحسنة، ان
صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فأعطى طلب غير الذي سأل وصغرت النعمة في
عينه فلا يشبع من شئ وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر للحقوق التي
تجب عليه وما يخاف من الفتنة فيها أخبرني عنك لو إني قلت لك قولا أكنت تثق به
مني؟ فقلت له: جعلت فداك إذا لم أثق بقولك فبمن أثق وأنت حجة الله على خلقه،
قال: فكن بالله أوثق فإنك على موعد من الله أليس الله عز وجل يقول: (وإذا سألك
عبادي عني فاني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) (1) وقال: (لا تقنطوا من
رحمة الله) (2) وقال: (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) (3) فكن بالله عز وجل أوثق
منك بغيره ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا فإنه مغفور لكم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7871] 4 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن أبي
روح فرج بن قرة عن جعفر بن عبد الله، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) سورة البقرة: 186.
(2) سورة الزمر: 53.
(3) سورة البقرة: 268.
(4) الكافي: 2 / 488 ح 1.
23

قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) بالمدينة فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم
قال: أما بعد فإن الله تبارك وتعالى لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء
ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء، أيها الناس في دون ما استقبلتم من
عطب واستدبرتم من خطب معتبر وما كل ذي قلب بلبيب ولا كل ذي سمع بسميع ولا
كل ذي ناظر عين ببصير، عباد الله أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه ثم انظروا إلى
عرصات من قد أقاده الله بعلمه كانوا على سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون
وزروع ومقام كريم ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النظرة والسرور والأمر والنهي ولمن
صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الأمور، الحديث (1).
[7872] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام
بن سالم، عن أبي خالد الكابلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام)
(ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين) أنا وأهل بيتي الذين
أورثنا الأرض ونحن المتقون والأرض كلها لنا فمن أحيا أرضا من المسلمين فليعمرها
وليؤد خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل منها فإن تركها أو خربها فأخذها
رجل من المسلمين من بعده فعمرها وأحياها فهو أحق بها من الذي تركها فليؤد
خراجها إلى الإمام من أهل بيتي وله ما أكل حتى يظهر القائم (عليه السلام) من أهل بيتي بالسيف
فيحويها ويمنعها ويخرجهم منها كما حواها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومنعها إلا ما كان في أيدي
شيعتنا فإنه يقاطعهم على ما في أيديهم ويترك الأرض في أيديهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7873] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبان بن عثمان، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت

(1) الكافي: 8 / 63 ح 22.
(2) الكافي: 5 / 279 ح 5.
24

الولد فقل عند الجماع: «اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ليس في خلقه زيادة ولا
نقصان واجعل عاقبته إلى خير» (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7874] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: يا رسول الله أوصني،
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فهل أنت مستوص إن أنا أوصيتك، حتى قال له ذلك ثلاثا
وفي كلها يقول له الرجل: نعم يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أوصيك
إذا أنت هممت بأمر فتدبر عاقبته فإن يك رشدا فامضه وإن يك غيا فانته عنه (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[7875] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد، عن
ابن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تشتري
شيئا فقل: «يا حي يا قيوم يا دائم يا رؤوف يا رحيم أسألك بعزتك وقدرتك وما
أحاط به علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها
عاقبة فإنه لا خير فيما لا عاقبة له» قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا اشتريت دابة أو
رأسا فقل: «اللهم أقدر لي أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة» (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7876] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير
الخزاز، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أبطأ على
أحدكم الولد فليقل: «اللهم لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين وحيدا وحشا فيقصر

(1) الكافي: 6 / 10 ح 12.
(2) الكافي: 8 / 149 ح 130.
(3) الكافي: 5 / 157 ح 3.
25

شكري عن تفكري بل هب لي عاقبة صدق ذكورا وإناثا آنس بهم من الوحشة
واسكن إليهم من الوحدة وأشكرك عند تمام النعمة يا وهاب يا عظيم يا معظم ثم
أعطني في كل عافية شكرا حتى تبلغني منها رضوانك في صدق الحديث وأداء الأمانة
ووفاء بالعهد» (1).
[7877] 10 - الكليني، بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
الحمد لله الخافض الرافع الضار النافع، إلى أن قال: جعل الله العاقبة للتقوى والجنة
لأهلها مأوى، الخطبة (2).
[7878] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
إسماعيل بن عبد الخالق، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبيدة قال: أتت علي ستون
سنة لا يولد لي فحججت فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فشكوت إليه ذلك، فقال لي:
أو لم يولد لك؟ قلت: لا قال: إذا قدمت العراق فتزوج امرأة ولا عليك أن تكون
سواء قال قلت: السواء؟ قال: امرأة فيها قبح فإنهن أكثر أولادا وادع بهذا الدعاء
فاني أرجو أن يرزقك الله ذكورا وإناثا والدعاء: «اللهم لا تذرني فردا وحيدا وحشا
فيقصر شكري عن تفكري بل هب لي أنسا وعاقبة صدق ذكورا وإناثا أسكن إليهم
من الوحشة وآنس بهم من الوحدة وأشكرك على تمام النعمة يا وهاب يا عظيم
يا معطي أعطني في كل عاقبة خيرا حتى تبلغني منتهى رضاك عني في صدق الحديث
وأداء الأمانة ووفاء العهد» (3).
[7879] 12 - الصدوق باسناده عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أنت انصرفت من
الوتر فقل: «سبحان ربي الملك القدوس العزيز الحكيم» ثلاث مرات ثم تقول:

(1) الكافي: 6 / 7 ح 1.
(2) الكافي: 8 / 173.
(3) الكافي: 6 / 9 ح 8.
26

«يا حي يا قيوم يا بر يا رحيم يا غني يا كريم ارزقني من التجارة أعظمها فضلا
وأوسعها رزقا وخيرها لي عاقبة فإنه لا خير فيما لا عاقبة له» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7880] 13 - الصدوق بإسناده عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اشتريت جارية فقل: «اللهم إني أستشيرك وأستخيرك»
وإذا اشتريت دابة أو رأسا فقل: «اللهم قدر لي أطولهن حياة وأكثرهن منفعة
وخيرهن عاقبة» (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7881] 14 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن
الحنفية:... من تورط في الأمور غير ناظر في العواقب فقد تعرض لمفظعات
النوائب... (3).
[7882] 15 - المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان، عن
سليم الخادم، عن إبراهيم بن عقبة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن صاحب الدين
فكر فعلته السكينة واستكان فتواضع وقنع فاستغنى ورضي بما أعطي وانفرد فكفى
الأحزان ورفض الشهوات فصار حرا وخلع الدنيا فتحامى الشرور وطرح الحقد
فظهرت المحبة ولم يخف الناس فلم يخفهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم وسخط نفسه عن
كل شئ ففاز واستكمل الفضل وأبصر العاقبة فآمن الندامة (4).
ولكن في المطبوع من الأمالي: العافية، ولكن الصحيح: العاقبة كما في
بحار الأنوار: 2 / 53 ح 23 وهو الظاهر.

(1) الفقيه: 1 / 494 ح 1422.
(2) الفقيه: 3 / 201 ح 3760.
(3) الفقيه: 4 / 388.
(4) أمالي المفيد: المجلس السادس ح 14 / 52.
27

[7883] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:...
واكظم الغيظ وتجاوز عند المقدرة واحلم عند الغضب واصفح مع الدولة تكن لك
العاقبة... (1).
[7884] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لكل امرئ عاقبة حلوة أو
مرة (2).
[7885] 18 - الطوسي، عن ابن الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن
علي بن الحسين الهمداني، عن البرقي، عن أبي قتادة القمي قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس
لحاقن رأى، ولا لملول صديق ولا لحسود غنى وليس بحازم من لم ينظر في العواقب
والنظر في العواقب تلقيح القلوب (3).
الرواية صحيحة الإسناد. الحاقن: الذي احتبس بوله فتجمع.
[7886] 19 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من خاف العاقبة تثبت فيما
لا يعلم (4).
[7887] 20 - القطب الراوندي باسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن
عيسى، عن الوشاء، عن الحسن بن الجهم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان في بني إسرائيل رجل يكثر أن يقول: «الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين»
فغاظ إبليس ذلك فبعث إليه شيطانا فقال: قل: «العاقبة للأغنياء» فجاءه فقال ذلك
فتحاكما إلى أول من يطلع عليهما على قطع يد الذي يحكم عليه فلقيا شخصا فأخبراه
بحالهما فقال: العاقبة للأغنياء فرجع وهو يحمد الله ويقول: العاقبة للمتقين فقال له:
تعود أيضا فقال: نعم على يدي الأخرى فخرجا فطلع الآخر فحكم عليه أيضا

(1) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 151.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 42 / 301 الرقم 595.
(4) تحف العقول: 356.
28

فقطعت يده الأخرى وعاد أيضا يحمد الله ويقول: العاقبة للمتقين فقال له: تحاكمني
على ضرب العنق فقال: نعم فخرجا فرأيا مثالا فوقفا عليه فقال: إني كنت حاكمت
هذا وقصا عليه قصتهما قال: فمسح يديه فعادتا ثم ضرب عنق ذلك الخبيث وقال:
هكذا العاقبة للمتقين (1).
[7888] 21 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أحزم الناس من كان الصبر
والنظر في العواقب شعاره ودثاره (2).
[7889] 22 - وعنه (عليه السلام): أعقل الناس أنظرهم في العواقب (3).
[7890] 23 - وعنه (عليه السلام): إذا هممت بأمر فاجتنب ذميم العواقب فيه (4).
[7891] 24 - وعنه (عليه السلام): بالنظر في العواقب تؤمن المعاطب (5).
[7892] 25 - وعنه (عليه السلام): راقب العواقب تنج من المعاطب (6).
[7893] 26 - وعنه (عليه السلام): من نظر في العواقب سلم (7).
[7894] 27 - وعنه (عليه السلام): من نظر في العواقب سلم من النوائب (8).
[7895] 28 - وعنه (عليه السلام): من فكر في العواقب أمن المعاطب (9).
[7896] 29 - وعنه (عليه السلام): لا عاقبة أسلم من عواقب السلم (10).
[7897] 30 - وعنه (عليه السلام): ملاك الأمور حسن الخواتم (11).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع بحار الأنوار: 68 / 362،
ووسائل الشيعة: 11 / 223، ومستدرك الوسائل: 11 / 306، وجامع أحاديث
الشيعة: 14 / 313، وهداية العلم: 402، وغيرها من كتب الأخبار.
اللهم اجعل عواقب أمورنا خيرا.

(1) قصص الأنبياء: 179 ح 213.
(2) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(3) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(4) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(5) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(6) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(7) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(8) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(9) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(10) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
(11) غرر الحكم: ح 3275 و 3367 و 4119 و 4350 و 5435 و 7912 و 8039 و 8540 و 10669 و 9729.
29

العباد
[7898] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن المثنى
الحناط، عن قتيبة الأعشي، عن ابن أبي يعفور، عن مولى لبني شيبان، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم
وكملت به أحلامهم (1).
[7899] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن
علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حجة الله على العباد
النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل (2).
[7900] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط،
عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن زرارة بن أعين قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) ما حق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما لا
يعلمون (3).
الرواية معتبرة سندا.
[7901] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن

(1) الكافي: 1 / 25 ح 21.
(2) الكافي: 1 / 25 ح 22.
(3) الكافي: 1 / 43 ح 7.
30

تبيان كل شئ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول:
لو كان هذا انزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه (1).
[7902] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، ومحمد بن يحيى جميعا، عن أحمد
ابن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول
الله عز وجل: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) قال: نحن والله الأسماء الحسنى التي
لا يقبل الله من العباد عملا إلا بمعرفتنا (2).
[7903] 6 - الكليني محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن
داود بن فرقد، عن أبي الحسن زكريا بن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما حجب
الله عن العباد فهو موضوع عنهم (3).
[7904] 7 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن الفضيل
قال: سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل قال: أفضل ما يتقرب به
العباد إلى الله عز وجل طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة أولي الأمر، قال أبو جعفر (عليه السلام):
حبنا إيمان وبغضنا كفر (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7905] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
عبد الكريم، عن جماعة بن سعد الخثعمي انه قال: كان المفضل عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فقال له المفضل: جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر
السماء؟ قال: لا الله أكرم وأرحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ثم

(1) الكافي: 1 / 59 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 143 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 164 ح 3.
(4) الكافي: 1 / 187 ح 12.
31

يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء (1).
[7906] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعته يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال
له: جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل على العباد ما لا يسعهم
جهله ولا يقبل منهم غيره ما هو؟ فقال: أعد علي فأعاد عليه فقال: شهادة أن لا اله
إلا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت من استطاع
إليه سبيلا وصوم شهر رمضان ثم سكت قليلا ثم قال: والولاية - مرتين - ثم قال: هذا
الذي فرض الله على العباد ولا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول إلا زدتني على ما
افترضت عليك؟ ولكن من زاد زاده الله ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سن سننا حسنة جميلة
ينبغي للناس الأخذ بها (2).
[7907] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن
مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو النخعي قال: وحدثني الحسين بن
سيف، عن أخيه، عن سليمان، عمن ذكره عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن خيار العباد فقال: الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا وإذا أعطوا
شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا غفروا (3).
[7908] 11 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن التيمي، عن
العباس بن هلال الشامي، مولى لأبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سمعت الرضا (عليه السلام)
يقول: كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء
ما لم يكونوا يعرفون (4).

(1) الكافي: 1 / 261 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 22 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 240 ح 31.
(4) الكافي: 2 / 275 ح 29.
32

[7909] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم
يجحدوا لم يكفروا (1).
[7910] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل ما يتقرب به
العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد المعرفة أفضل
من هذه الصلاة، ألا ترى ان العبد الصالح عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: (وأوصاني
بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7911] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم باسناده ذكره عن الحارث الهمداني قال:
سامرت أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقلت: يا أمير المؤمنين عرضت لي حاجة،
قال: فرأيتني لها أهلا؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين، قال: جزاك الله عني خيرا ثم قام
إلى السراج فأغشاها وجلس ثم قال: إنما أغشيت السراج لئلا أرى ذل حاجتك في
وجهك فتكلم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «الحوائج أمانة من الله في صدور
العباد فمن كتمها كتبت له عبادة ومن أفشاها كان حقا على من سمعها أن يعينه» (3).
[7912] 15 - الكليني، عن الحسين، عن معلى، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن
عائذ، عن أبيه، عن ابن أذينة قال: حدثنا غير واحد عن أحدهما (عليهما السلام) انه قال:
لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه ويرد إليه
ويسلم له، ثم قال: كيف يعرف الآخر وهو يجهل الأول (4).

(1) الكافي: 2 / 388 ح 19.
(2) الكافي: 3 / 264 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 24 ح 4.
(4) الكافي: 1 / 180 ح 2.
33

[7913] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
صالح، عن بعض أشياخ بني النجاشي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأس طاعة الله
الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره ولا يرضى عبد عن الله فيما أحب أو كره إلا
كان خيرا له فيما أحب أو كره (1).
[7914] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: أحب الأعمال إلى الله عز وجل ما داوم
عليه العبد وإن قل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7915] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن جهم بن
الحكم المدائني، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7916] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى
الحناط، عن أبي حمزة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من جرعة يتجرعها العبد أحب
إلى الله عز وجل من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه إما بصبر وإما بحلم (4).
[7917] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحسن بن
رباط، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال العبد المؤمن يكتب محسنا
ما دام ساكتا فإذا تكلم كتب محسنا أو مسيئا (5).

(1) الكافي: 2 / 60 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 82 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 108 ح 5.
(4) الكافي: 12 / 111 ح 13.
(5) الكافي: 2 / 116 ح 21.
34

[7918] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان قال: حدثني حمزة بن حمران قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا هم أحدكم
بخير فلا يؤخره فإن العبد ربما صلى الصلاة أو صام اليوم فيقال له: اعمل ما شئت
بعدها فقد غفر الله لك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7919] 22 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هممت بشئ من الخير فلا تؤخره فإن الله عز وجل ربما اطلع على
العبد وهو على شئ من الطاعة فيقول: وعزتي وجلالي لا أعذبك بعدها أبدا، وإذا
هممت بسيئة فلا تعملها فإنه ربما اطلع الله على العبد وهو على شئ من المعصية
فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7920] 23 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إن المؤمن ليخرج إلى أخيه يزوره فيوكل الله عز وجل به ملكا فيضع جناحا في الأرض
وجناحا في السماء يظله فإذا دخل إلى منزله نادى الجبار تبارك وتعالى: أيها العبد
المعظم لحقي المتبع لآثار نبيي حق علي إعظامك سلني أعطك ادعني أجبك اسكت
أبتدئك، فإذا انصرف شيعه الملك يظله بجناحه حتى يدخل إلى منزله ثم يناديه تبارك
وتعالى أيها العبد المعظم لحقي حق علي إكرامك قد أوجبت لك جنتي وشفعتك في
عبادي (3).

(1) الكافي: 2 / 142 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 143 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 178 ح 12.
35

[7921] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام) أن العبد من عبادي
ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي، فقال داود: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يدخل
على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن لا يقطع
رجاءه منك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7922] 25 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: التقية ترس المؤمن والتقية حرز المؤمن ولا إيمان لمن
لا تقية له إن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز وجل به فيما بينه وبينه فيكون له
عزا في الدنيا ونورا في الآخرة وان العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون
له ذلا في الدنيا وينزع الله عز وجل ذلك النور منه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7923] 26 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي،
عن داود الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن مفضل قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته (3).
[7924] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من نكبة يصيب العبد إلا بذنب وما يعفو
الله عنه أكثر (4).

(1) الكافي: 2 / 189 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 221 ح 23.
(3) الكافي: 2 / 261 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 269 ح 4.
36

الرواية معتبرة الإسناد.
[7925] 28 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليذنب الذنب فيزوي عنه
الرزق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7926] 29 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن أبي
أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد يسأل الله الحاجة
فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطىء فيذنب العبد ذنبا، فيقول
الله تبارك وتعالى للملك: لا تقض حاجته وأحرمه إياها فإنه تعرض لسخطي
واستوجب الحرمان مني (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7927] 30 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجا به فإذا
صعد بحسناته يقول الله عز وجل: اجعلوها في سجين انه ليس إياي أراد بها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا فعليك
بمراجعة كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 270 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 271 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 294 ح 7.
37

العبادة
[7928] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن
مرداس، عن صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار
الساباطي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الامام منكم
المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الامام منكم الظاهر؟
فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله
عبادتكم في السر مع امامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة
الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر
في دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة
الحق، واعلموا ان من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في
وقتها فأتمها كتب الله عز وجل له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة
فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل بها له خمسا وعشرين
صلاة فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله عز وجل له بها
عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة
ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه
وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة ان الله عز وجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم
كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق
ونحن على دين واحد؟ فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى
38

الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع
إمامكم المستتر مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم
وأنفسكم من الملوك الظلمة تنتظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة قد
منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم
وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال
فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن
اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟ فقال:
سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله
الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله عز وجل في أرضه وتقام حدوده في
خلقه ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفي بشئ من الحق مخافة أحد من
الخلق، أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل
عند الله من كثير من شهداء بدر واحد فأبشروا (1).
[7929] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما
العبادة التفكر في أمر الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7930] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن صالح بن حمزة رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العبادة شدة
الخوف من الله عز وجل يقول الله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (3) وقال جل

(1) الكافي: 1 / 333 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 55 ح 4.
(3) سورة فاطر: 28.
39

ثناؤه: (فلا تخشوا الناس واخشون) (1) وقال تبارك وتعالى: (ومن يتق الله
يجعل له مخرجا) (2) قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): ان حب الشرف والذكر لا يكونان
في قلب الخائف الراهب (3).
[7931] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن
أيوب، عن الحسن بن زياد الصيقل، عن فضيل بن يسار قال قال أبو جعفر (عليه السلام): إن
أشد العبادة الورع (4).
[7932] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
حنان بن سدير، عن أبيه قال قال أبو جعفر (عليه السلام): إن أفضل العبادة عفة البطن
والفرج (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7933] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: أفضل العبادة العفاف (6).
[7934] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو
ابن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الناس من عشق
العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من
الدنيا على عسر أم على يسر (7).

(1) سورة المائدة: 44.
(2) سورة الطلاق: 2.
(3) الكافي: 2 / 69 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 77 ح 5.
(5) الكافي: 2 / 79 ح 2.
(6) الكافي: 2 / 79 ح 3.
(7) الكافي: 2 / 83 ح 3.
40

[7935] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن شاذان بن
الخليل قال: وكتبت من كتابه باسناد له يرفعه إلى عيسى بن عبد الله قال: قال عيسى
بن عبد الله لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك ما العبادة؟ قال: حسن النية بالطاعة من
الوجوه التي يطاع الله منها أما انك يا عيسى لا تكون مؤمنا حتى تعرف الناسخ من
المنسوخ قال: قلت: جعلت فداك وما معرفة الناسخ من المنسوخ؟ قال فقال: أليس
تكون مع الامام موطنا نفسك على حسن النية في طاعته فيمضي ذلك الامام ويأتي
امام آخر فتوطن نفسك على حسن النية في طاعته؟ قال: قلت: نعم قال: هذا معرفة
الناسخ من المنسوخ (1).
[7936] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل، عن
هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العباد ثلاثة: قوم عبدوا الله
خوفا فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة
الأجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبا له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7937] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي
ابن أسباط، عن محمد بن إسحاق بن الحسين، عن عمرو، عن حسن بن أبان، عن
أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن حد العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان مؤديا؟
فقال: حسن النية بالطاعة (3).
[7938] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 83 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 84 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 85 ح 4.
41

قال: لا تكرهوا إلى أنفسكم العبادة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7939] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن الجهم، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر بي أبي
وأنا بالطواف وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة فرآني وأنا أتصاب عرقا، فقال لي:
يا جعفر يا بني ان الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة ورضي عنه باليسير (2).
الرواية موثقة سندا.
[7940] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اجتهدت في العبادة وأنا شاب فقال لي
أبي: يا بني دون ما أراك تصنع فإن الله عز وجل إذا أحب عبدا رضي عنه باليسير (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7941] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين
ابن المختار، عن العلاء بن كامل قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا خالطت الناس فإن
استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل فإن العبد
يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق فيبلغه الله حسن خلقه
درجة الصائم القائم (4).
[7942] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن
عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (5) قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء

(1) الكافي: 2 / 86 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 86 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 87 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 101 ح 14.
(5) سورة المؤمن: 60.
42

قلت: (إن إبراهيم لأواه حليم) (1)؟ قال: الأواه هو الدعاء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7943] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
وابن محبوب جميعا، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أي
العبادة أفضل؟ فقال: ما من شئ أفضل عند الله عز وجل من أن يسئل ويطلب مما عنده
وما أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7944] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ادع ولا تقل قد فرغ من الأمر فإن الدعاء هو
العبادة ان الله عز وجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم
داخرين) وقال: (ادعوني استجب لكم) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7945] 18 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن حسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الاستغفار
وقول: «لا إله إلا الله» خير العبادة قال الله العزيز الجبار: (فاعلم انه لا اله إلا الله
واستغفر لذنبك) (5) (6).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) سورة التوبة: 114.
(2) الكافي: 2 / 466 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 466 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 467 ح 5.
(5) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 19.
(6) الكافي: 2 / 505 ح 6.
43

[7946] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي خالد الكوفي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العبادة سبعون
جزءا أفضلها طلب الحلال (1).
[7947] 20 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن
هارون بن حمزة، عن علي بن عبد العزيز قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما فعل عمر بن
مسلم؟ قلت: جعلت فداك أقبل على العبادة وترك التجارة، فقال: ويحه أما علم ان
تارك الطلب لا يستجاب له إن قوما من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما نزلت (ومن
يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) (2) أغلقوا الأبواب وأقبلوا
على العبادة وقالوا: قد كفينا فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأرسل إليهم فقال: ما حملكم على
ما صنعتم؟ قالوا: يا رسول الله تكفل لنا بأرزاقنا فأقبلنا على العبادة فقال: انه من
فعل ذلك لم يستجب له، عليكم بالطلب (3).
[7948] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في التوراة مكتوب: يا ابن آدم تفرغ لعبادتي
أملأ قلبك غنى ولا أكلك إلى طلبك وعلي أن أسد فاقتك وأملأ قلبك خوفا مني وأن
لا تفرغ لعبادتي أملأ قلبك شغلا بالدنيا ثم لا أسد فاقتك وأكلك إلى طلبك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7949] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي جميلة قال قال
أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا
فإنكم تتنعمون بها في الآخرة (5).

(1) الكافي: 5 / 78 ح 6.
(2) سورة التحريم: 7.
(3) الكافي: 2 / 84 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 83 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 83 ح 1.
44

[7950] 23 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة بعد
المسكنة وأقبح من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7951] 24 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من عمل بما افترض الله
عليه فهو من أعبد الناس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7952] 25 - الصدوق باسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
آفة العبادة الفترة... (3).
[7953] 26 - الحميري باسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعظم العبادة أجرا أخفاها (4).
[7954] 27 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن حماد بن عيسى، عن
معاوية بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجلين إفتتحا الصلاة في ساعة واحدة
فتلا هذا القرآن فكانت تلاوته أكثر من دعائه ودعا هذا أكثر فكان دعاؤه أكثر من
تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة أيهما أفضل؟ قال: كل فيه فضل، كل حسن قلت:
إني قد علمت أن كلا حسن وان كلا فيه فضل فقال: الدعاء أفضل أما سمعت قول الله عز وجل
(وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي

(1) الكافي: 2 / 84 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 84 ح 7.
(3) الفقيه: 4 / 373.
(4) قرب الاسناد: 135 ح 475.
45

سيدخلون جهنم داخرين) (1) هي والله العبادة هي والله أفضل هي والله أفضل
أليست هي العبادة؟! هي والله العبادة هي والله العبادة أليست هي أشدهن؟! هي والله
أشدهن هي والله أشدهن (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7955] 28 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن أبي القاسم علي بن محمد العلوي
العباسي، عن محمد بن أحمد بن محمد المكتب، عن ابن محمد الكوفي، عن علي بن
الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: من شهر نفسه
بالعبادة فاتهموه على دينه فإن الله عز وجل يكره شهرة العبادة وشهرة الناس. ثم قال: إن
الله تعالى إنما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة من أتى بها لم يسأله
الله عز وجل عما سواها وإنما أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليها مثليها ليتم بالنوافل ما يقع فيها من
النقصان وأن الله عز وجل لا يعذب على كثرة الصلاة والصوم ولكنه يعذب على خلاف
السنة (3).
[7956] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: دوام العبادة برهان الظفر
بالسعادة (4).
[7957] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من قام بشرائط العبودية أهل
للعتق (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 83، والوافي:
4 / 355، وبحار الأنوار: 67 / 251 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) سورة المؤمن: 60.
(2) التهذيب: 2 / 104 ح 162.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والثلاثون ح 11 / 649 الرقم 1348.
(4) غرر الحكم: ح 5147.
(5) غرر الحكم: ح 8529.
46

العبرة
[7958] 1 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن سنان، عن عيسى النهريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام
وعفى نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء
الله؟ قال: إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة
ونطقوا فكان نطقهم حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لولا الآجال
التي قد كتبت عليهم لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا
إلى الثواب (1).
[7959] 2 - الكليني، عن الحسين بن الحسن الحسني رفعه، ومحمد بن الحسن،
عن إبراهيم بن إسحاق الأحمري رفعه قال: لما ضرب أمير المؤمنين (عليه السلام) حف
به العواد وقيل له: يا أمير المؤمنين أوص فقال: أثنوا لي وسادة ثم قال:
الحمد لله حق قدره متبعين أمره وأحمده كما أحب ولا إله إلا الله الواحد الأحد
الصمد كما انتسب، أيها الناس كل امرء لاق في فراره ما منه يفر والأجل
مساق النفس إليه والهرب منه موافاته، كم أطردت الأيام أبحثها عن مكنون
هذا الأمر فأبى الله عز ذكره إلا إخفاءه، هيهات علم مكنون، أما وصيتي فأن
لا تشركوا بالله جل ثناؤه شيئا ومحمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا تضيعوا سنته أقيموا هذين

(1) الكافي: 2 / 237 ح 25.
47

العودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم ما لم تشردوا، حمل كل امرئ
مجهوده وخفف عن الجهلة رب رحيم وإمام عليم ودين قويم، أنا بالأمس
صاحبكم وأنا اليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم إن تثبت الوطاة في هذه المزلة
فذاك المراد وإن تدحض القدم فإنا كنا في أفياء أغصان وذرى رياح وتحت ظل
غمامة اضمحل في الجو متلفقها وعفا في الأرض محطها وإنما كنت جارا
جاوركم بدني أياما وستعقبون مني جثة خلاء ساكنة بعد حركة وكاظمة بعد
نطق ليعظكم هدوي وخفوت إطراقي وسكون أطرافي فإنه أوعظ لكم من
الناطق البليغ ودعتكم وداع مرصد للتلاقي غدا ترون أيامي ويكشف الله عز وجل
عن سرائري وتعرفوني بعد خلو مكاني وقيام غيري مقامي إن أبق فأنا ولي
دمي وإن أفن فالفناء ميعادي وإن أعف فالعفو لي قربة ولكم حسنة فاعفوا
واصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم فيا لها حسرة على كل ذي غفلة أن يكون
عمره عليه حجة أو تؤديه أيامه إلى شقوة جعلنا الله وإياكم ممن لا يقصر به
عن طاعة الله رغبة أو تحل به بعد الموت نقمة فإنما نحن له وبه ثم أقبل على
الحسن (عليه السلام) فقال: يا بني ضربة مكان ضربة ولا تأثم (1).
[7960] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن أبي عبد الله المؤمن، عن جابر قال: دخلت على
أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا جابر والله إني لمحزون وإني لمشغول القلب، قلت:
جعلت فداك وما شغلك وما حزن قلبك؟ فقال: يا جابر انه من دخل قلبه
صافي خالص دين الله شغل قلبه عما سواه يا جابر ما الدنيا؟ وما عسى أن
تكون الدنيا هل هي إلا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها؟!
يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم

(1) الكافي: 1 / 299 ح 6.
48

الآخرة، يا جابر الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ولكن أهل الدنيا
أهل غفلة وكأن المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكر الله
جل اسمه ما سمعوا بآذانهم ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم
ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك العلم.
واعلم يا جابر ان أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة
تذكر فيعينونك وإن نسيت ذكروك، قوالون بأمر الله، قوامون على أمر الله،
قطعوا محبتهم بمحبة ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل
وإلى محبته بقلوبهم وعلموا ان ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه فانزل الدنيا
كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك
منه شئ اني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفيئ
الظلال.
يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل وعز من دينه وحكمته ولا تسألن عما
لك عنده إلا ما له عند نفسك فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك فتحول
إلى دار المستعتب فلعمري لرب حريص على أمر قد شقي به حين أتاه ولرب
كاره لأمر قد سعد به حين أتاه وذلك قول الله عز وجل: (وليمحص الله الذين
آمنوا ويمحق الكافرين) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7961] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الإيمان،
فقال: ان الله عز وجل جعل الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل

(1) سورة آل عمران: 141.
(2) الكافي: 2 / 132 ح 16.
49

والجهاد، فالصبر من ذلك على أربع شعب على الشوق والاشفاق والزهد
والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن
المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت عليه المصيبات ومن راقب الموت سارع
إلى الخيرات.
واليقين على أربع شعب: تبصره الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة
وسنة الأولين، فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة
ومن عرف العبرة عرف السنة ومن عرف السنة فكأنما كان مع الأولين
واهتدى إلى التي هي أقوم ونظر إلى من نجى بما نجى ومن هلك بما هلك وإنما
أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى من أنجى بطاعته، الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7962] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة المؤمن:...
ونظره عبرة... (2).
[7963] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لرجل سأله أن يعظه:
لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل ويرجئ التوبة بطول الأمل يقول في
الدنيا بقول الزاهدين ويعمل فيها بعمل الراغبين إن أعطي منها لم يشبع وإن
منع منها لم يقنع يعجز عن شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي ينهى ولا ينتهي
ويأمر بما لا يأتي يحب الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض المذنبين وهو
أحدهم يكره الموت لكثرة ذنوبه ويقيم على ما يكره الموت له، إن سقم ظل
نادما وإن صح أمن لاهيا، يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي، إن أصابه
بلاء دعا مضطرا وإن ناله رخاء أعرض مغترا تغلبه نفسه على ما يظن ولا

(1) الكافي: 2 / 50 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 230.
50

يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ويرجو نفسه بأكثر من
عمله، إن استغنى بطر وفتن وإن افتقر قنط ووهن، يقصر إذا عمل ويبالغ إذا
سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة وإن عرته محنة
انفرج عن شرائط الملة يصف العبرة ولا يعتبر ويبالغ في المواعظ ولا يتعظ،
فهو بالقول مدل ومن العمل مقل، ينافس فيما يفنى ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم
مغرما والغرم مغنما، يخشى الموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية
غيره ما يستقل أكثر منه من نفسه ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة
غيره، فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن، اللغو مع الأغنياء أحب إليه من
الذكر مع الفقراء، يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره
ويغوي نفسه، فهو يطاع ويعصى ويستوفي ولا يوفي ويخشى الخلق في غير ربه
ولا يخشى ربه في خلقه (1).
[7964] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال قبل شهادته:... أنا
بالأمس صاحبكم وأنا اليوم عبرة لكم وغدا مفارقكم غفر الله لي
ولكم... (2).
[7965] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فإنما البصير من سمع
فتفكر ونظر فأبصر وانتفع بالعبر ثم سلك جددا واضحا يتجنب فيه الصرعة
في المهاوي والضلال في المغاوي... (3).
[7966] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أكثر العبر وأقل
الاعتبار (4).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 149.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 297.
51

[7967] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الاعتبار يثمر
العصمة (1).
[7968] 11 - وعنه (عليه السلام): الزمان يريك العبر (2).
[7969] 12 - وعنه (عليه السلام): إن في كل شئ موعظة وعبرة لذوي اللب
والاعتبار (3).
[7970] 13 - وعنه (عليه السلام): إذا أحب الله عبدا وعظه بالعبر (4).
[7971] 14 - وعنه (عليه السلام): خلف لكم عبر من آثار الماضين قبلكم لتعتبروا بها (5).
[7972] 15 - وعنه (عليه السلام): في تصاريف القضاء عبرة لأولي الألباب والنهى (6).
[7973] 16 - وعنه (عليه السلام): لم ينل أحد من الدنيا حبرة إلا أعقبته عبرة (7).
[7974] 17 - وعنه (عليه السلام): من اتعظ بالعبر ارتدع (8).
[7975] 18 - وعنه (عليه السلام): من عرف العبرة فكأنما عاش في الأولين (9).
[7976] 19 - وعنه (عليه السلام): لا فكر لمن لا اعتبار له (10).
[7977] 20 - وعنه (عليه السلام): لا اعتبار لمن لا ازدجار له (11).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(2) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(3) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(4) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(5) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(6) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(7) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(8) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(9) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(10) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
(11) غرر الحكم: ح 878 و 1026 و 3460 و 4032 و 5063 و 6467 و 7536 و 8306 و 8851 و 10775 و 10776.
52

العبرة (1)
[7978] 1 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن
الحكم بن مسكين الثقفي، عن أبي بصير، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا
استعبر (2).
[7979] 2 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن
ابن شمون، عن عبد الله بن سنان، عن الفضيل قال: انتهيت إلى زيد بن
علي (عليه السلام) صبيحة خرج بالكوفة فسمعته يقول: من يعينني منكم على قتال
أنباط أهل الشام فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا لا يعينني منكم على قتالهم
أحد إلا أخذت بيده يوم القيامة فأدخلته الجنة بإذن الله، قال: فلما قتل
اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة فدخلت على الصادق جعفر بن
محمد (عليه السلام) فقلت في نفسي لا أخبرته بقتل زيد بن علي فيجزع عليه فلما دخلت
قال لي: يا فضيل ما فعل عمي زيد؟ قال: فخنقتني العبرة، فقال لي: قتلوه؟
قلت: أي والله قتلوه، قال: فصلبوه؟ قلت: أي والله صلبوه، فاقبل يبكي
ودموعه تنحدر على ديباجتي خده كأنها الجمان ثم قال: يا فضيل شهدت مع
عمي قتال أهل الشام؟ قلت: نعم قال: فكم قتلت منهم؟ قلت: ستة قال:

(1) العبرة: أي الدمعة.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والعشرون ح 8 / 200 الرقم 214.
53

فلعلك شاك في دمائهم؟ قال: فقلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم، قال: فسمعته
وهو يقول: أشركني الله في تلك الدماء، مضى والله زيد عمي وأصحابه
شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب وأصحابه (1).
[7980] 3 - قال المفيد: كان الحسن (عليه السلام) وصي أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) على أهله
وولده وأصحابه ووصاه بالنظر في وقوفه وصدقاته وكتب إليه عهدا مشهورا
وصية ظاهرة في معالم الدين وعيون الحكمة والآداب وقد نقل هذه الوصية
جمهور العلماء واستبصر بها في دينه ودنياه كثير من الفقهاء، ولما قبض أمير
المؤمنين (عليه السلام) خطب الناس الحسن وذكر حقه فبايعه أصحاب أبيه علي حرب
من حارب وسلم من سالم.
وروى أبو مخنف لوط بن يحيى قال حدثني أشعث بن سوار، عن أبي
إسحاق السبيعي، وغيره قال: خطب الحسن بن علي (عليه السلام) في صبيحة الليلة
التي قبض فيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل ولم
يدركه الآخرون بعمل لقد كان يجاهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقيه بنفسه وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوجهه برايته فيكنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله
ولا يرجع حتى يفتح الله على يديه ولقد توفي في الليلة التي عرج فيها بعيسى بن
مريم والتي قبض فيها يوشع بن نون وصي موسى وما خلف صفراء ولا بيضاء
إلا سبعمائة درهم فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله ثم خنقته
العبرة فبكى وبكى الناس من حوله معه ثم قال: أنا ابن البشير أنا ابن النذير
أنا ابن الداعي إلى الله بإذنه أنا ابن السراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله
عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والخمسون ح 1 / 430 ح 567.
54

فقال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف
حسنة نزد له فيها حسنا) (1) فالحسنة مودتنا أهل البيت.
ثم جلس فقام عبد الله بن العباس (رحمه الله) بين يديه فقال: معاشر الناس هذا
ابن نبيكم ووصي إمامكم فبايعوه فاستجاب له الناس، فقالوا: ما أحبه إلينا
وأوجب حقه علينا وبادروا إلى البيعة له بالخلافة وذلك في يوم الجمعة الحادي
والعشرين من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة فرتب العمال وأمر الامراء
وأنفذ عبد الله بن العباس إلى البصرة ونظر في الأمور (2).
[7981] 4 - ابن قولويه، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن محمد
البرقي، عن أبان الأحمر، عن محمد بن الحسين الخزاز، عن ابن خارجة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنا عنده فذكرنا الحسين بن علي (عليهما السلام) وعلى قاتله لعنة
الله فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) وبكينا، قال: ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن
علي (عليهما السلام): أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى، وذكر الحديث (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[7982] 5 - ابن قولويه، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن
مسكان، عن ابن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الحسين بن
علي (عليهما السلام): أنا قتيل العبرة قتلت مكروبا وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب
قط إلا رده الله أو أقلبه إلى أهله مسرورا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[7983] 6 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن

(1) سورة الشورى: 23.
(2) الارشاد: 2 / 7.
(3) كامل الزيارات: 108 ح 6.
(4) كامل الزيارات: / 109 ح 7.
55

عيسى، عن سعيد بن جناح، عن أبي يحيى الحذاء، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسين (عليه السلام) فقال: يا عبرة كل
مؤمن فقال: أنا يا أبتاه؟ قال: نعم يا بني (1).
[7984] 7 - ابن قولويه، عن جماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن
الحسين ابن عبد الله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن الحسن بن علي بن
عبد الله بن المغيرة، عن أبي عمارة المنشد قال: ما ذكر الحسين (عليه السلام) عند
أبي عبد الله (عليه السلام) في يوم قط فرأى أبو عبد الله (عليه السلام) متبسما في ذلك اليوم إلى
الليل وكان يقول: الحسين (عليه السلام) عبرة كل مؤمن (2).
[7985] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن محمد
ابن رباح الأشجعي، عن عباد بن يعقوب الأسدي، عن إبراهيم بن محمد بن
أبي الرواس الخثعمي، عن عدي بن زيد الهجري، عن أبي خالد الواسطي
قال إبراهيم بن محمد: فلقيت أبا خالد عمرو بن خالد فحدثني عن زيد بن
علي، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كنت
عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض فيه فكان رأسه في حجري
والعباس يذب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأغمي عليه إغماء ثم فتح عينيه
فقال: يا عباس يا عم رسول الله اقبل وصيتي وأضمن ديني وعداتي فقال
العباس: يا رسول الله أنت أجود من الريح المرسلة وليس في مالي وفاء لدينك
وعداتك فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك ثلاثا يعيده عليه والعباس في كل ذلك يجيبه بما
قال أول مرة، قال: فقال النبي: لأقولنها لمن يقبلها ولا يقول يا عباس مثل
مقالتك فقال: يا علي اقبل وصيتي وأضمن ديني وعداتي قال: فخنقتني العبرة

(1) كامل الزيارات: 108 ح 1.
(2) كامل الزيارات: 108 ح 2.
56

وارتج جسدي ونظرت إلى رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يذهب ويجئ في حجري
فقطرت دموعي على وجهه ولم أقدر أن أجيبه ثم ثنى فقال: يا علي اقبل
وصيتي وأضمن ديني وعداتي قال: قلت: نعم بأبي وأمي قال: أجلسني
فأجلسته فكان ظهره في صدري فقال: يا علي أنت أخي في الدنيا والآخرة
ووصيي وخليفتي في أهلي ثم قال: يا بلال هلم سيفي ودرعي وبغلتي وسرجها
ولجامها ومنطقتي التي أشدها على درعي، فجاء بلال بهذه الأشياء فوقف
بالبغلة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا علي قم فاقبض قال: فقمت وقام
العباس فجلس مكاني فقمت فقبضت ذلك فقال: انطلق به إلى منزلك
فانطلقت ثم جئت فقمت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائما فنظر إلي ثم عمد إلى
خاتمه فنزعه ثم دفعه إلي فقال: هاك يا علي هذا لك في الدنيا والآخرة،
والبيت غاص من بني هاشم والمسلمين فقال: يا بني هاشم يا معشر المسلمين
لا تخالفوا عليا فتضلوا ولا تحسدوه فتكفروا يا عباس قم من مكان علي،
فقال: تقيم الشيخ وتجلس الغلام، فأعادها عليه ثلاث مرات فقام العباس
فنهض مغضبا وجلست مكاني فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عباس يا عم
رسول الله لا أخرج من الدنيا وأنا ساخط عليك فيدخلك سخطي عليك النار
فرجع فجلس (1).
[7986] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن فيروز بن غياث
الجلاب بباب الأبواب، عن محمد بن الفضل بن مختار البابي، عن أبيه، عن
الحكم بن ظهير، عن الثمالي، عن القاسم بن عوف، عن أبي الطفيل، عن
سلمان الفارسي (رحمه الله) قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مرضه الذي قبض
فيه فجلست بين يديه وسألته عما يجد وقمت لأخرج فقال لي: اجلس يا

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني والعشرون ح 12 / 572 الرقم 1186.
57

سلمان فسيشهدك الله أمرا انه لمن خير الأمور فجلست فبينا أنا كذلك إذ
دخل رجال من أهل بيته ورجال من أصحابه ودخلت فاطمة ابنته فيمن
دخل فلما رأت ما برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الضعف خنقتها العبرة حتى فاض
دمعها على خدها فابصر ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما يبكيك يا بنية أقر الله
عينك ولا أبكاها؟ قالت: وكيف لا أبكي وأنا أرى ما بك من الضعف، قال
لها: يا فاطمة توكلي على الله واصبري كما صبر آباؤك من الأنبياء وأمهاتك
أزواجهم ألا أبشرك يا فاطمة؟ قالت: بلى يا نبي الله أو قالت: يا أبت قال: أما
علمت ان الله تعالى اختار أباك فجعله نبيا وبعثه إلى كافة الخلق رسولا ثم
اختار عليا فأمرني فزوجتك إياه واتخذته بأمر ربي وزيرا ووصيا، يا فاطمة
ان عليا أعظم المسلمين على المسلمين بعدي حقا وأقدمهم سلما وأعلمهم
علما وأحلمهم حلما وأثبتهم في الميزان قدرا فاستبشرت فاطمة (عليها السلام) فاقبل
عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هل سررتك يا فاطمة؟ قالت: نعم يا أبت،
قال: أفلا أزيدك في بعلك وابن عمك من مزيد الخبر وفواضله؟ قالت: بلى يا
نبي الله، قال: إن عليا أول من آمن بالله عز وجل ورسوله من هذه الامة هو
وخديجة أمك وأول من وازرني على ما جئت به، يا فاطمة ان عليا أخي
وصفيي وأبو ولدي، ان عليا أعطى خصالا من الخير لم يعطها أحد قبله ولا
يعطاها أحد بعده فأحسني عزاك واعلمي أن أباك لاحق بالله عز وجل، قالت: يا
أبت قد سررتني وأحزنتني قال: كذلك يا بنية أمور الدنيا يشوب سرورها
حزنها وصفوها كدرها، أفلا أزيدك يا بنية؟ قالت: بلى يا رسول الله، قال:
ان الله تعالى خلق الخلق فجعلهم قسمين فجعلني وعليا في خيرهما قسما
وذلك قوله عز وجل (أصحاب اليمين ما أصحاب اليمين) (1) ثم جعل القسمين

(1) سورة الواقعة: 27.
58

قبائل فجعلنا في خيرها قبيلة وذلك وقوله عز وجل: (وجعلناكم شعوبا
وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) (1) ثم جعل القبائل بيوتا
فجعلنا في خيرها بيتا في قوله سبحانه (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2) ثم إن الله تعالى اختارني من أهل بيتي
واختار عليا والحسن والحسين واختارك، فأنا سيد ولد آدم وعلي سيد
العرب وأنت سيدة النساء والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ومن
ذريتك المهدي يملأ الله عز وجل به الأرض عدلا كما ملئت بمن قبله جورا (3).
[7987] 10 - أبو منصور الطبرسي رفعه إلى سعد بن عبد الله قال: سألت
القائم (عليه السلام)... عن تأويل كهيعص قال (عليه السلام): هذه الحروف من أنباء الغيب
اطلع الله عليها عبده زكريا ثم قصها على محمد عليه وآله السلام وذلك ان
زكريا سأل الله ربه أن يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فعلمه
إياها، فكان زكريا إذا ذكر محمدا وعليا وفاطمة والحسن (عليه السلام) سرى عنه همه
وانجلى كربه وإذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة فقال (عليه السلام)
ذات يوم: إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي وإذا
ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تبارك وتعالى عن قصته
فقال: كهيعص فالكاف اسم كربلاء والهاء هلاك العترة الطاهرة والياء يزيد
وهو ظالم الحسين والعين عطشه والصاد صبره فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق
مسجده ثلاثة أيام ومنع فيهن الناس من الدخول عليه وأقبل على البكاء
والنحيب وكان يرثيه: إلهي أتفجع خير جميع خلقك بولده، إلهي أتنزل بلوى

(1) سورة الحجرات: 13.
(2) سورة الأحزاب: 33.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن والعشرون ح 2 / 606 الرقم 1254.
59

هذه الرزية بفنائه، إلهي أتلبس عليا وفاطمة ثياب هذه المصيبة، إلهي أتحل
كربة هذه المصيبة بساحتهما، ثم كان يقول: الهي ارزقني ولدا تقر به عيني على
الكبر فإذا رزقتنيه فافتني بحبه ثم أفجعني به كما تفجع محمدا حبيبك بولده
فرزقه الله يحيى وفجعه به وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين (عليه السلام)
كذلك، الخبر (1).
الروايات في هذا المجال متعددة، وقد مر منا عنوان البكاء في محلها.

(1) الاحتجاج: 2 / 463.
60

العتاب
[7988] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): اني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقوام لا يتولونكم ويتولون
فلانا وفلانا لهم أمانة وصدق ووفاء وأقوام يتولونكم ليس لهم تلك الأمانة ولا الوفاء
والصدق قال: فاستوى أبو عبد الله (عليه السلام) جالسا فاقبل علي كالغضبان ثم قال: لا دين
لمن دان الله بولاية امام جائر ليس من الله ولا عتب على من دان بولاية امام عادل من
الله، قلت: لا دين لأولئك ولا عتب على هؤلاء؟ قال: نعم لا دين لأولئك ولا عتب
على هؤلاء ثم قال: ألا تسمع لقول الله عز وجل (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من
الظلمات إلى النور) يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لولايتهم كل
امام عادل من الله وقال: (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور
إلى الظلمات) إنما عنى بهذا انهم كانوا على نور الاسلام فلما أن تولوا كل امام جائر
ليس من الله عز وجل خرجوا بولايتهم إياه من نور الإسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله
لهم النار مع الكفار ف‍ (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) (1) (2).
[7989] 2 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن
فضال، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (فاصفح الصفح الجميل) (3)

(1) سورة البقرة: 257.
(2) الكافي: 1 / 375 ح 3.
(3) سورة الحجر: 85.
61

قال: العفو من غير عتاب (1).
[7990] 3 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون الصوفي، عن
عبيد الله موسى الروياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: قلت لأبي جعفر
محمد بن علي الرضا (عليه السلام): يا بن رسول الله حدثني بحديث عن آبائك (عليهم السلام)، فقال:
حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يزال الناس بخير
ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا قال قلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي
عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لو تكاشفتم ما تدافنتم، قال:
فقلت له: زدني يا ابن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): انكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة الوجه
وحسن اللقاء فاني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: انكم لن تسعوا الناس بأموالكم
فسعوهم بأخلاقكم، قال: فقلت: زدني يا ابن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن
جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من عتب على الزمان طالت معتبته،
قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام)
قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار، قال: فقلت
له: زدني يا بن رسول الله، قال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد، قال: فقلت له: زدني
يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): قيمة كل امرء ما يحسنه، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله،
قال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): المرء مخبو تحت
لسانه، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن
آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما هلك امرء عرف قدره، قال: فقلت له:

(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع عشر ح 6 / 131 الرقم 121.
62

زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم، قال: قلت له: زدني
يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): من وثق بالزمان صرع، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله،
فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خاطر بنفسه
من استغنى برأيه، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن
جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قلة العيال أحد اليسارين، قال:
فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): من دخله العجب هلك، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله،
فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أيقن
بالخلف جاد بالعطية، قال: فقلت له: زدني يا بن رسول الله، فقال: حدثني أبي عن
جدي عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من رضي بالعافية ممن دونه رزق
السلامة ممن فوقه، قال فقلت له: حسبي (1).
[7991] 4 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن علي بن
مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل فرض الزكاة كما فرض الصلاة فلو أن رجلا حمل
الزكاة فأعطاها علانية لم يكن عليه في ذلك عتب وذلك أن الله عز وجل فرض للفقراء في
أموال الأغنياء ما يكتفون به ولو علم أن الذي فرض لهم لم يكفهم لزادهم فإنما يؤتى
الفقراء فيما أتوا من منع من منعهم حقوقهم لا من الفريضة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والستون ح 9 / 531 الرقم 718.
(2) علل الشرايع: 368 ح 2.
63

[7992] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عاتب أخاك بالإحسان إليه
وأردد شره بالإنعام عليه (1).
[7993] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تكثرن العتاب فإنه يورث
الضغينة ويدعو إلى البغضاء واستعتب لمن رجوت أعتابه (2).
[7994] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تعاتب الجاهل فيمقتك وعاتب
العاقل يحببك (3).
[7995] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العتاب حيوة المودة (4).
[7996] 9 - الديلمي رفعه إلى أبي الحسن علي الهادي (عليه السلام) انه قال: العتاب مفتاح المقال
والعتاب خير من الحقد (5).
[7997] 10 - الشهيد رفعه إلى الإمام الجواد (عليه السلام) انه قال: من عتب من غير ارتياب أعتب
من غير استعتاب (6).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 158.
(2) غرر الحكم: ح 10412.
(3) غرر الحكم: ح 10215.
(4) غرر الحكم: ح 314.
(5) أعلام الدين: 311.
(6) الدرة الباهرة: 39.
64

العتق
[7998] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: قل: «اللهم إني أسألك قول
التوابين وعملهم ونور الأنبياء وصدقهم ونجاة المجاهدين وثوابهم وشكر المصطفين
ونصيحتهم وعمل الذاكرين ويقينهم وإيمان العلماء وفقههم وتعبد الخاشعين وتواضعهم
وحكم الفقهاء وسيرتهم وخشية المتقين ورغبتهم وتصديق المؤمنين وتوكلهم ورجاء
المحسنين وبرهم، اللهم إني أسألك ثواب الشاكرين ومنزلة المقربين ومرافقة النبيين،
اللهم إني أسألك خوف العاملين لك وعمل الخائفين منك وخشوع العابدين لك ويقين
المتوكلين عليك وتوكل المؤمنين بك، اللهم إنك بحاجتي عالم غير معلم وأنت لها واسع
غير متكلف وأنت الذي لا يحفيك سائل ولا ينقصك نائل ولا يبلغ مدحتك قول قائل
أنت كما تقول وفوق ما نقول، اللهم اجعل لي فرجا قريبا وأجرا عظيما وسترا جميلا
اللهم إنك تعلم اني على ظلمي لنفسي وإسرافي عليها لم اتخذ لك ضدا ولا ندا ولا
صاحبة ولا ولدا يا من لا تغلطه المسائل يا من لا يشغله شئ عن شئ ولا سمع عن
سمع ولا بصر عن بصر ولا يبرمه الحاح الملحين، أسألك أن تفرج عني في ساعتي هذه
من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب أنك تحيى العظام وهي رميم وأنك على كل
شئ قدير، يا من قل شكري له فلم يحرمني وعظمت خطيئتي فلم يفضحني ورآني
على المعاصي فلم يجبهني وخلقني للذي خلقني له فصنعت غير الذي خلقني له فنعم
المولى أنت يا سيدي وبئس العبد أنا وجدتني ونعم الطالب أنت ربي وبئس المطلوب
65

أنا الفيتني عبدك وابن عبدك وابن أمتك بين يديك ما شئت صنعت بي، اللهم هدأت
الأصوات وسكنت الحركات وخلا كل حبيب بحبيبه وخلوت بك أنت المحبوب إلي
فاجعل خلوتي منك الليلة العتق من النار، يا من ليست لعالم فوقه صفة يا من ليس
لمخلوق دونه منعه، يا أول قبل كل شئ ويا آخر بعد كل شئ يا من ليس له عنصر
ويا من ليس لآخره فناء ويا أكمل منعوت ويا أسمح المعطين ويا من يفقه بكل لغة
يدعى بها ويا من عفوه قديم وبطشه شديد وملكه مستقيم، أسألك باسمك الذي
شافهت به موسى يا الله يا رحمن يا رحيم يا لا اله إلا أنت، اللهم أنت الصمد أسألك
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تدخلني الجنة برحمتك» (1).
الرواية موثقة سندا.
[7999] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها
الناس انه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر وهو شهر رمضان فرض الله
صيامه وجعل قيام ليلة فيه بتطوع صلاة كتطوع صلاة سبعين ليلة فيما سواه من
الشهور وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من
فرائض الله عز وجل ومن أدى فيه فريضة من فرائض الله كان كمن أدى سبعين فريضة من
فرائض الله فيما سواه من الشهور وهو شهر الصبر وان الصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة
وهو شهر يزيد الله في رزق المؤمن فيه ومن فطر فيه مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله
عتق رقبة ومغفرة لذنوبه فيما مضى، قيل: يا رسول الله ليس كلنا يقدر على أن يفطر
صائما، فقال: إن الله كريم يعطي هذا الثواب لمن لم يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها
صائما أو شربة من ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك ومن خفف فيه عن

(1) الكافي: 2 / 593 ح 33.
66

مملوكه خفف الله عنه حسابه وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره الإجابة
والعتق من النار، ولا غنى بكم عن أربع خصال: خصلتين ترضون الله بهما وخصلتين
لا غنى بكم عنهما فأما اللتان ترضون الله عز وجل بهما: فشهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا
رسول الله، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله فيه حوائجكم والجنة
وتسألون العافية وتعوذون به من النار (1).
[8000] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن
جعفر بن محمد، عن علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن بشير، عن بعض رجاله ان
علي بن الحسين (عليه السلام) كان يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من شهر رمضان: «اللهم ان
هذا شهر رمضان وهذا شهر الصيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر
المغفرة والرحمة وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة، اللهم فسلمه لي وتسلمه مني
وأعني عليه بأفضل عونك ووفقني فيه لطاعتك وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة
كتابك وأعظم لي فيه البركة وأحسن لي فيه العاقبة وأصح لي فيه بدني وأوسع فيه
رزقي واكفني فيه ما أهمني واستجب لي فيه دعائي وبلغني فيه رجائي، اللهم اذهب
عني فيه النعاس والكسل والسامة والفترة والقسوة والغفلة والغرة، اللهم جنبني فيه
العلل والأسقام والهموم والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب
واصرف عني فيه السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء أنك سميع الدعاء،
اللهم أعذني فيه من الشيطان الرجيم وهمزة ولمزه ونفثه ونفخة ووسواسه وكيده
ومكره وحيله وأمانيه وخدعه وغروره وفتنته ورجله وشركه وأعوانه وأتباعه
وأخدانه وأشياعه وأوليائه وشركائه وجميع كيدهم، اللهم ارزقني فيه تمام صيامه
وبلوغ الأمل في قيامه واستكمال ما يرضيك فيه صبرا وإيمانا ويقينا واحتسابا ثم تقبل
ذلك منا بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم، اللهم ارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة

(1) الكافي: 4 / 66 ح 4.
67

والنشاط والإنابة والتوبة والرغبة والرهبة والجزع والرقة وصدق اللسان والوجل
منك والرجاء لك والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك بصالح القول ومقبول
السعي ومرفوع العمل ومستجاب الدعاء ولا تحل بيني وبين شئ من ذلك بعرض ولا
مرض ولا هم ولا غم برحمتك يا أرحم الراحمين» (1).
[8001] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن أبي حمزة الثمالي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل قال لرجل: اكتب يا فلان إلى
امرأتي بطلاقها أو اكتب إلى عبدي بعتقه يكون ذلك طلاقا أو عتقا؟ فقال: لا يكون
طلاقا ولا عتقا حتى ينطق به لسانه أو يخطه بيده وهو يريد الطلاق أو العتق ويكون
ذلك منه بالأهلة والشهود ويكون غائبا عن أهله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8002] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم وحماد وابن أذينة وابن بكير وغير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا عتق
إلا ما أريد به وجه الله عز وجل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8003] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، ومعاوية بن عمار، وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في
الرجل يعتق المملوك قال: ان الله عز وجل يعتق بكل عضو منه عضوا من النار قال:
ويستحب للرجل أن يتقرب إلى الله عشية عرفة ويوم عرفة بالعتق والصدقة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 75 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 64 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 178 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 180 ح 1.
68

[8004] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل،
عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن ربعي بن عبد الله، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعتق مسلما أعتق الله عز وجل بكل عضو
منه عضوا من النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8005] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبان، عن بشير النبال قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أعتق نسمة صالحة
لوجه الله عز وجل كفر الله عنه مكان كل عضو منه عضوا من النار (2).
[8006] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن غلام أعتقه أبو عبد الله (عليه السلام): هذا ما أعتق جعفر بن محمد أعتق غلامه
السندي فلانا على انه يشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده
ورسوله وان البعث حق وان الجنة حق وان النار حق وعلى انه يوالي أولياء الله ويتبرأ
من أعداء الله ويحل حلال الله ويحرم حرام الله ويؤمن برسل الله ويقر بما جاء من عند
الله أعتقه لوجه الله لا يريد به جزاء ولا شكورا وليس لأحد عليه سبيل إلا بخير،
شهد فلان (3).
[8007] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قرأت عتق أبي عبد الله (عليه السلام) فإذا هو شرحه: هذا
ما أعتق جعفر بن محمد أعتق فلانا غلامه لوجه الله لا يريد به جزاء ولا شكورا على
أن يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويحج البيت ويصوم شهر رمضان ويتولى أولياء الله

(1) الكافي: 6 / 180 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 180 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 181 ح 1.
69

ويتبرء من أعداء الله، شهد فلان وفلان وفلان ثلاثة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8008] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ان الناس كلهم
أحرار إلا من أقر على نفسه بالعبودية وهو مدرك من عبد أو أمة ومن شهد عليه
بالرق صغيرا كان أو كبيرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8009] 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل وأنا حاضر فقال: يكون لي الغلام فيشرب
الخمر ويدخل في هذه الأمور المكروهة فأريد عتقه فهل عتقه أحب إليك أو أبيعه
وأتصدق بثمنه؟ فقال: ان العتق في بعض الزمان أفضل وفي بعض الزمان الصدقة
أفضل فإذا كان الناس حسنة حالهم فالعتق أفضل فإذا كانوا شديدة حالهم فالصدقة
أفضل وبيع هذا أحب إلي إذا كان بهذه الحال (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8010] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عقبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لزيارة المؤمن في
الله خير من عتق عشر رقاب مؤمنات ومن أعتق رقبة مؤمنة وقى كل عضو عضوا من
النار حتى ان الفرج يقي الفرج (4).
[8011] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن زياد، عن الحكم بن أيمن، عن

(1) الكافي: 6 / 181 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 195 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 194 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 178 ح 13.
70

صدقة الأحدب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قضاء حاجة المؤمن خير من عتق ألف
رقبة وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله (1).
[8012] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من رجل يدخل بيته مؤمنين فيطعمهما
شبعهما إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8013] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الوشاء، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل محمد بن علي صلوات الله
عليهما ما يعدل عتق رقبة؟ قال: إطعام رجل مسلم (3).
[8014] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن نصر بن قابوس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لإطعام مؤمن أحب إلي من عتق عشر رقاب وعشر حجج
قال: قلت: عشر رقاب وعشر حجج؟ قال فقال: يا نصر إن لم تطعموه مات أو
تدلونه فيجئ إلى ناصب فيسأله والموت خير له من مسألة ناصب، يا نصر من
أحيى مؤمنا فكأنما أحيى الناس جميعا فإن لم تطعموه فقد أمتموه وإن أطعمتموه فقد
أحييتموه (4).
[8015] 18 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن معمر بن خلاد قال:
كان أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إذا أكل أتى بصحفة فتوضع بقرب مائدته فيعمد إلى أطيب
الطعام مما يؤتى به فيأخذ من كل شئ شيئا فيضع في تلك الصحفة ثم يأمر بها

(1) الكافي: 2 / 193 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 201 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 203 ح 16.
(4) الكافي: 2 / 204 ح 20.
71

للمساكين ثم يتلو هذه الآية (فلا اقتحم العقبة) (1) ثم يقول: علم الله عز وجل انه ليس
كل انسان يقدر على عتق رقبة فجعل لهم السبيل إلى الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8016] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن
يوسف، عن زكريا المؤمن، عن علي بن ميمون الصائغ قال: قدم رجل على علي بن
الحسين (عليهما السلام) فقال: قدمت حاجا؟ فقال: نعم فقال: أتدري ما للحاج؟ قال: لا
قال: من قدم حاجا وطاف بالبيت وصلى ركعتين كتب الله له سبعين ألف حسنة ومحى
عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة وشفعه في سبعين ألف حاجة وكتب
له عتق سبعين ألف رقبة قيمة كل رقبة عشرة آلاف درهم (3).
[8017] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أيما امرأة تصدقت على زوجها بمهرها قبل أن
يدخل بها إلا كتب الله لها بكل دينار عتق رقبة، قيل: يا رسول الله فكيف بالهبة بعد
الدخول؟ قال: إنما ذلك من المودة والألفة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 6 / 177، وكتاب
العتق من كتب الأخبار. منها: جامع أحاديث الشيعة: 24 (497 - 351) من
الطبعة الحديثة.

(1) سورة البلد: 11.
(2) الكافي: 4 / 52 ح 12.
(3) الكافي: 4 / 411 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 382 ح 15.
72

العثرة
[8018] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه: ملعون كل
مال لا يزكى، ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل:
يا رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب بآفة
قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم، قال لهم:
أتدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش الخدشة
وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا حتى ذكر في
حديثه إختلاج العين (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8019] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
إسماعيل، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم أو الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تطلبوا عثرات المؤمنين فإن من تتبع عثرات أخيه تتبع الله
عثراته ومن تتبع الله عثراته يفضحه ولو في جوف بيته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8020] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن

(1) الكافي: 2 / 258 ح 26.
(2) الكافي: 2 / 355 ح 5.
73

سنان، عن إبراهيم والفضل ابني يزيد الأشعري، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة،
عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي
الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما (1).
[8021] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان أقرب ما يكون
العبد إلى الكفر أن يواخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته
ليعنفه بها يوما ما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8022] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحجال، عن عاصم
ابن حميد، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر من
أسلم بلسانه ولم يسلم بقلبه لا تتبعوا عثرات المسلمين فإنه من تتبع عثرات المسلمين
تتبع الله عثرته ومن تتبع الله عثرته يفضحه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8023] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن يزيد بن إسحاق، عن
هارون بن حمزة، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما عبد أقال مسلما في بيع
أقاله الله تعالى عثرته يوم القيامة (4).
[8024] 7 - الكليني باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف المؤمن:... ويقيل
العثرة ويغفر الذلة... (5).

(1) الكافي: 2 / 354 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 355 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 355 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 153 ح 16.
(5) الكافي: 2 / 229.
74

[8025] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته
لأمير المؤمنين (عليه السلام) المختصرة:... يا علي ألا أنبئك بشر الناس؟ قلت: بلى
يا رسول الله قال: من لا يغفر الذنب ولا يقيل العثرة، ألا أنبئك بشر من ذلك؟ قلت:
بلى يا رسول الله قال: من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره (1).
[8026] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أقيلوا ذوي المروءات عثراتهم فما
يعثر منهم عاثر إلا ويد الله بيده يرفعه (2).
[8027] 10 - الحسن بن الفضل الطبرسي باسناده المتصل إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي
ذر الغفاري:... يا أبا ذر إياك أن تدركك الصرعة عند العثرة فلا تقال العثرة ولا
تمكن من الرجعة ولا يحمدك من خلفت بما تركت ولا يعذرك من تقدم عليه بما
اشتغلت به... (3).
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 354،
والوافي: 5 / 971، وبحار الأنوار: 72 / 212، ووسائل الشيعة: 12 / 274،
ومستدرك الوسائل: 9 / 108، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 313، وكتابنا ألف
حديث في المؤمن: 227.

(1) تحف العقول: 13.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 20.
(3) مكارم الأخلاق: 459.
75

العجب
[8028] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن داود الرقي، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله عز وجل: ان من عبادي المؤمنين عبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة
والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن فيصلح عليهم أمر دينهم، وان
من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في
أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح عليهم أمر دينهم وأنا أعلم بما
يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين، وان من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي
فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضربه
بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له وإبقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت
لنفسه زارئ عليها ولو أخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك
فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه
عن نفسه حتى يظن انه قد فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني
عند ذلك وهو يظن انه يتقرب إلي فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي
فأنهم لو اجتهدوا واتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير
بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع
درجاتي العلى في جواري ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظن
بي فليطمئنوا فان رحمتي عند ذلك تداركهم ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم
عفوي فاني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت (1).

(1) الكافي: 2 / 60 ح 4.
76

الرواية صحيحة الإسناد.
[8029] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن محبوب، عن داود الرقي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله ولا يحسد
بعضكم بعضا، إن عيسى بن مريم كان من شرايعه السيح في البلاد فخرج في بعض
سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللزوم لعيسى (عليه السلام) فلما انتهى عيسى
إلى البحر قال: بسم الله بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء، فقال الرجل القصير
حين نظر إلى عيسى (عليه السلام) جازه: بسم الله بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء ولحق
بعيسى (عليه السلام)، فدخله العجب بنفسه فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء وأنا
أمشي على الماء فما فضله علي؟ قال: فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء
فأخرجه ثم قال له: ما قلت يا قصير؟ قال: قلت: هذا روح الله يمشي على الماء وأنا
أمشي على الماء فدخلني من ذلك عجب، فقال له عيسى: لقد وضعت نفسك في غير
الموضع الذي وضعك الله فيه فمقتك الله على ما قلت فتب إلى الله عز وجل مما قلت، قال:
فتاب الرجل وعاد إلى مرتبته التي وضعه الله فيها فاتقوا الله ولا يحسدن بعضكم
بعضا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8030] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية
ابن وهب قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): آفة الدين الحسد والعجب والفخر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8031] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
أسباط، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن سيار يرفعه عن

(1) الكافي: 2 / 306 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 307 ح 5.
77

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلي
مؤمن بذنب أبدا (1).
[8032] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سعيد بن جناح، عن أخيه أبي عامر، عن
رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من دخله العجب هلك (2).
[8033] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن
عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سألته عن العجب الذي
يفسد العمل، فقال: العجب درجات منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا
فيعجبه ويحسب أنه يحسن صنعا ومنها أن يؤمن العبد بربه فيمن على الله عز وجل ولله عليه
فيه المن (3).
[8034] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يعمل العمل وهو خائف
مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب به؟ فقال: هو في حاله الأولى وهو
خائف أحسن حالا منه في حال عجبه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8035] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الرجل ليذنب الذنب فيندم عليه ويعمل
العمل فيسره ذلك فيتراخى عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له مما
دخل فيه (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 313 ح 1 و 2 و 3.
(2) الكافي: 2 / 313 ح 1 و 2 و 3.
(3) الكافي: 2 / 313 ح 1 و 2 و 3.
(4) الكافي: 2 / 314 ح 7.
(5) الكافي: 2 / 313 ح 4.
78

[8036] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
نضر بن قراوش، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى عالم عابدا
فقال له: كيف صلاتك؟ فقال: مثلي يسأل عن صلاته؟ وأنا أعبد الله منذ كذا وكذا!
قال: فكيف بكاؤك؟ قال: أبكي حتى تجري دموعي، فقال له العالم: فإن ضحكك
وأنت خائف أفضل من بكائك وأنت مدل، إن المدل لا يصعد من عمله شئ (1).
[8037] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي داود،
عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: دخل رجلان المسجد أحدهما عابد
والآخر فاسق فخرجا من المسجد والفاسق صديق والعابد فاسق وذلك انه يدخل
العابد المسجد مدلا بعبادته يدل بها فتكون فكرته في ذلك، وتكون فكرة الفاسق في
التندم على فسقه ويستغفر الله عز وجل مما صنع من الذنوب (2).
[8038] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بينما
موسى (عليه السلام) جالسا إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان فلما دنى من موسى (عليه السلام) خلع
البرنس وقام إلى موسى فسلم عليه فقال له موسى: من أنت؟ فقال: أنا إبليس قال:
أنت فلا قرب الله دارك قال: إني إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من الله قال: فقال له
موسى (عليه السلام): فما هذا البرنس؟ قال: به اختطف قلوب بني آدم، فقال موسى:
فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته نفسه
واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه.
وقال: قال الله عز وجل لداود (عليه السلام): يا داود بشر المذنبين وأنذر الصديقين قال: كيف
أبشر المذنبين وأنذر الصديقين؟ قال: يا داود بشر المذنبين أني أقبل التوبة واعفوا عن

(1) الكافي: 2 / 313 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 314 ح 6.
79

الذنب وأنذر الصديقين ألا يعجبوا بأعمالهم فإنه ليس عبد أنصبه للحساب إلا
هلك (1).
[8039] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحسب الافتخار والعجب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8040] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن يونس بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل له وأنا حاضر:
الرجل يكون في صلاته خاليا فيدخله العجب، فقال: إذا كان أول صلاته بنية يريد
بها ربه فلا يضره ما دخله بعد ذلك فليمض في صلاته وليخسأ الشيطان (3).
[8041] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول
لحمران بن أعين: يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو
فوقك في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك
واعلم ان العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير
على غير يقين، واعلم انه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين
واغتيابهم ولا عيش أهنأ من حسن الخلق ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزى ولا
جهل أضرب من العجب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8042] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، وأحمد بن إدريس معا، عن

(1) الكافي: 2 / 314 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 328 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 268 ح 3.
(4) الكافي: 8 / 244 ح 338.
80

سهل، عن محمد بن الحسن بن زيد، عن عمرو بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن
ابن ظريف، عن ابن نباتة قال كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الصدق أمانة والكذب
خيانة والأدب رياسة والحزم كياسة والسرف مثواة والقصد مثراة والحرص مفقرة
والدناءة محقرة والسخاء قربة واللوم غربة والدقة استكانة والعجز مهانة والهوى ميل
والوفاء كيل والعجب هلاك والصبر ملاك (1).
[8043] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال إبليس لعنه الله
لجنوده: إذا استمكنت من ابن آدم في ثلاث لم أبال ما عمل فإنه غير مقبول منه: إذا
استكثر عمله ونسي ذنبه ودخله العجب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8044] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: إياك
والعجب وسوء الخلق وقلة الصبر فإنه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث
صاحب ولا يزال لك عليها من الناس مجانب، الخبر (3).
[8045] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن سنان، عن
أبي العلاء، عن أبي خالد الصيقل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل فوض الأمر إلى
ملك من الملائكة فخلق سبع سماوات وسبع أرضين وأشياء فلما رأى الأشياء قد
انقادت له قال: من مثلي، فأرسل الله عز وجل نويرة من نار، قلت: وما نويرة من نار؟
قال: نار بمثل أنملة، قال: فاستقبلها بجميع ما خلق فتحللت لذلك حتى وصلت إليه

(1) الخصال: 2 / 505 ح 3.
(2) الخصال: 1 / 112 ح 86.
(3) الخصال: 1 / 147 ح 178.
81

لما أن دخله العجب (1).
[8046] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن بعض
أصحابه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لا يعرف لأحد الفضل فهو المعجب
برأيه (2).
[8047] 20 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال:... وإن كان الممر على الصراط
حقا فالعجب لماذا؟ الحديث (3).
[8048] 21 - الطوسي، عن المفيد، عن عمر بن محمد، عن علي بن مهرويه، عن داود بن
سليمان، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: يا بني آدم كلكم ضال إلا من هديت وكلكم عائل إلا
من أغنيت وكلكم هالك إلا من أنجيت فاسألوني أكفكم واهدكم سبيل رشدكم، أن
من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفاقة ولو أغنيته لأفسده ذلك وأن من عبادي
من لا يصلحه إلا الصحة ولو أمرضته لأفسده ذلك وأن من عبادي لمن يجتهد في
عبادتي وقيام الليل لي فألقي عليه النعاس نظرا مني له فيرقد حتى يصبح ويقوم حين
يقوم وهو ماقت لنفسه زار عليها ولو خليت بينه وبين ما يريد لدخله العجب بعمله ثم
كان هلاكه في عجبه ورضاه عن نفسه فيظن انه قد فاق العابدين وجاز باجتهاده حد
المقصرين فيتباعد بذلك مني وهو يظن أنه يتقرب إلي ألا فلا يتكل العاملون على
أعمالهم وإن حسنت ولا ييئس المذنبون من مغفرتي لذنوبهم وإن كثرت لكن برحمتي
فليثقوا ولفضلي فليرجوا وإلى حسن نظري فليطمئنوا وذلك أني أدبر عبادي بما
يصلحهم وأنا بهم لطيف خبير (4).

(1) عقاب الأعمال: 299.
(2) معاني الأخبار: 244 ح 2.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 5 / 56 الرقم 12.
(4) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 30 / 166 الرقم 278.
82

[8049] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسن (عليه السلام):... وأوحش
الوحشة العجب... (1).
[8050] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا مال أعود من العقل ولا وحدة
أوحش من العجب... (2).
[8051] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجب المرء بنفسه أحد حساد
عقله (3).
[8052] 25 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما لابن آدم والعجب وأوله
نطفة مذرة وآخره جيفة قذرة وهو بين ذلك يحمل العذرة (4).
[8053] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كان عند نفسه عظيما كان
عند الله حقيرا (5).
[8054] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أعجبته آرائه غلبته
أعداؤه (6).
[8055] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الإعجاب ضد الصواب وآفة
الألباب (7).
[8056] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المعجب لا عقل له (8).
[8057] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجب عنوان الحماقة (9).
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 313، والوافي:
5 / 879، والمحجة البيضاء: 6 / 272، وبحار الأنوار: 68 / 228 و 69 / 306،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 38.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 212.
(4) غرر الحكم: ح 9666 و 8609 و 8165 و 1357 و 1008 و 554.
(5) غرر الحكم: ح 9666 و 8609 و 8165 و 1357 و 1008 و 554.
(6) غرر الحكم: ح 9666 و 8609 و 8165 و 1357 و 1008 و 554.
(7) غرر الحكم: ح 9666 و 8609 و 8165 و 1357 و 1008 و 554.
(8) غرر الحكم: ح 9666 و 8609 و 8165 و 1357 و 1008 و 554.
(9) غرر الحكم: ح 9666 و 8609 و 8165 و 1357 و 1008 و 554.
83

العجب
[8058] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي حمزة قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: العجب كل العجب لمن
أنكر الموت وهو يرى من يموت كل يوم وليلة، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة
الأخرى وهو يرى النشأة الأولى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8059] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الصخر
أحمد بن عبد الرحيم رفعه إلى أبي الحسن صلوات الله عليه قال: نظر إلى الناس في يوم
فطر يلعبون ويضحكون فقال لأصحابه والتفت إليهم: إن الله عز وجل خلق شهر رمضان
مضمارا لخلقه ليستبقوا فيه بطاعته إلى رضوانه فسبق فيه قوم ففازوا، وتخلف آخرون
فخابوا، فالعجب كل العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون
ويخيب فيه المقصرون وأيم الله لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه ومسيئ
بإساءته (2).
[8060] 3 - البرقي، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن الثمالي، عن علي بن
الحسين (عليه السلام) قال: عجبت للمتكبر الفخور كان أمس نطفة وهو غدا جيفة، والعجب
كل العجب لمن شك في الله وهو يرى الخلق، والعجب كل العجب لمن أنكر الموت وهو

(1) الكافي: 3 / 258 ح 28.
(2) الكافي: 4 / 181 ح 5.
84

يرى من يموت كل يوم وليلة، والعجب كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى
الأولى، والعجب كل العجب لعامر دار الفناء ويترك دار البقاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ونحوها في أمالي الطوسي: المجلس الخامس
والثلاثون ح 31 / 663 الرقم 1387.
[8061] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن علي الكوفي،
عن سفيان، عن فراس، عن الشعبي قال: قال ابن الكوا لعلي صلى الله عليه:
يا أمير المؤمنين أرأيت قولك العجب كل العجب بين جمادي ورجب قال: ويحك
يا أعور هو جمع أشتات ونشر أموات وحصد نبات وهنات بعد هنات، مهلكات
مبيرات لست أنا ولا أنت هناك (2).
هنات جمع هن يقال: في فلان هنات: يعني خصال شر ولا يقال في الخير.
[8062] 5 - المفيد، عن التمار، عن محمد بن الحسن، عن أبي نعيم، عن صالح بن عبد الله،
عن هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن
نباتة قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي، أن الخيلاء من التجبر
والنخوة من التكبر وأن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل، ألا ان المسلم أخو
المسلم فلا تنابزوا ولا تخاذلوا فإن شرائع الدين واحدة وسبله قاصدة من أخذ بها
لحق ومن تركها مرق ومن فارقها محق.
ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن ولا بالمخلف إذا وعد ولا بالكذوب إذا نطق، نحن
أهل بيت الرحمة وقولنا الحق وفعلنا القسط ومنا خاتم النبيين وفينا قادة الإسلام
وأمناء الكتاب ندعوكم إلى الله وإلى رسوله وإلى جهاد عدوه والشدة في أمره

(1) المحاسن: 242، ونقل عنه في بحار الأنوار: 7 / 42 ح 14.
(2) معاني الأخبار: 406 ح 81.
85

وابتغاء رضوانه وإلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان
وتوفير الفئ لأهله.
ألا وإن من أعجب العجب أن معاوية بن أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص
السهمي يحرضان الناس على طلب دم ابن عمهما وإني والله لم أخالف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قط ولم أعصه في أمره قط، أقيه بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال وترعد
منها الفرائص بقوة أكرمني الله بها فله الحمد ولقد قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأن رأسه لفي
حجري، ولقد وليت غسله بيدي، تقلبه الملائكة المقربون معي وأيم الله ما اختلفت
أمة بعد نبيها إلا ظهر باطلها على حقها إلا ما شاء الله.
قال: فقام عمار بن ياسر (رضي الله عنه) فقال: أما أمير المؤمنين فقد أعلمكم أن الامة لم
تستقم عليه، قال: فتفرق الناس وقد نفذت بصائرهم (1).
[8063] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن الحسين المقري، عن عبد الله بن محمد
البصري، عن عبد العزيز بن يحيى، عن موسى بن زكريا، عن أبي خالد، عن
العيني، عن الشعبي قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: العجب ممن يقنط ومعه
الممحاة، فقيل له: وما الممحاة؟ قال: الاستغفار (2).
[8064] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لبعض أصحابه وقد سأله: كيف
دفعكم قومكم عن هذا المقام وأنتم أحق به؟ فقال: يا أخا بني أسد إنك لقلق الوضين
ترسل في غير سدد ولك بعد ذمامة الصهر وحق المسألة وقد استعلمت فاعلم: أما
الاستبداد علينا بهذا المقام ونحن الأعلون نسبا والأشدون بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) نوطا فإنها
كانت أثرة شحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس آخرين، الحكم الله والمعود
إليه القيامة.
ودع عنك نهبا صيح في حجراته * ولكن حديثا ما حديث الرواحل

(1) أمالي المفيد: المجلس السابع والعشرون ح 5 / 233.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 43 / 88 الرقم 134.
86

وهلم الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكني الدهر بعد إبكائه ولا غرو والله
فياله خطبا يستفرغ العجب ويكثر الأود حاول القوم إطفاء نور الله من مصباحه وسد
فواره من ينبوعه وجدحوا بيني وبينهم شربا وبيئا فإن ترتفع عنا وعنهم محن البلوى
أحملهم من الحق على محضه وإن تكن الأخرى فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان
الله عليم بما يصنعون (1).
[8065] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الشقشقية:... فيا
عجبا بينا هو (الأول) يستقيلها (أي الخلافة) في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته،
لشد ما تشطرا ضرعيها!... (2).
[8066] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال حين ورد خبر غزو الأنبار بجيش
معاوية فلم ينهضوا:... فلو أن إمرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما
بل كان به عندي جديرا فيا عجبا عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء
القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى
يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون ويعصى الله وترضون... (3).
[8067] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أو ليس عجبا ان معاوية
يدعو الجفاة الطغام فيتبعونه على غير معونة ولا عطاء وأنا أدعوكم - وأنتم تريكة
الإسلام وبقية الناس - إلى المعونة أو طائفة من العطاء فتفرقون عني وتختلفون
علي؟... (4).
[8068] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فيا عجبا ومالي لا أعجب
من خطأ هذه الفرق على اختلاف حججها في دينها لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون

(1) نهج البلاغة: الخطبة 162.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 3.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 27.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 180.
87

بعمل وصي ولا يؤمنون بغيب ولا يعفون عن عيب يعملون في الشبهات ويسيرون في
الشهوات، المعروف فيهم ما عرفوا والمنكر عندهم ما أنكروا، مفزعهم في المعضلات
إلى أنفسهم وتعويلهم في المهمات على آرائهم كان كل امرئ منهم إمام نفسه قد أخذ
منها فيما يرى بعرى ثقات وأسباب محكمات (1).
[8069] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية:...
فيا عجبا للدهر إذ صرت يقرون بي من لم يسع بقدمي ولم تكن له كسابقتي التي لا يدلي
أحد بمثلها، إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه ولا أظن الله يعرفه والحمد لله على كل
حال... (2).
[8070] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت لمن يقنط ومعه
الاستغفار (3).
[8071] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت للبخيل يستعجل الفقر
الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب
في الآخرة حساب الأغنياء، وعجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة ويكون غدا
جيفة، وعجبت لمن شك في الله وهو يرى خلق الله، وعجبت لمن نسي الموت وهو
يرى الموتى، وعجبت لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت
لعامر دار الفناء وتارك دار البقاء (4).
[8072] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجب لغفلة الحساد عن سلامة
الأجساد (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 88.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 9.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 87.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 225.
88

[8073] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: واعجباه، أتكون الخلافة
بالصحابة والقرابة؟
قال الرضي: وروي له شعر في هذا المعنى:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
وان كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب (1)
[8074] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام):... أي بني العجب ممن يخاف العقاب فلم يكف ورجا الثواب فلم يتب
ويعمل... (2).
[8075] 18 - صاحب جامع الأخبار رفعه وقال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
جئتك لأسأل عن أربعة مسائل فقال (عليه السلام): سل وإن كانت أربعين. فقال: أخبرني ما
الصعب وما الأصعب؟ وما القريب وما الأقرب؟ وما العجب وما الأعجب؟ وما
الواجب وما الأوجب؟
فقال (عليه السلام): الصعب هو المعصية والأصعب فوت ثوابها، والقريب كل ما هو آت
والأقرب هو الموت، والعجب هو الدنيا وغفلتنا فيها أعجب، والواجب هو التوبة
وترك الذنوب هو الأوجب (3).
[8076] 19 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بإسناده عن
الصادق (عليه السلام) قال: وجد لوح تحت حائط مدينة من المدائن فيه مكتوب: لا اله إلا الله

(1) نهج البلاغة: الحكمة 190.
(2) تحف العقول: 89.
(3) جامع الأخبار: 382 ح 4.
89

محمد رسول الله، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ عجبت لمن أيقن بالنار كيف
يضحك؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن اختبر الدنيا وتقلبها
بأهلها كيف يطمئن إليها؟ وعجبت لمن أيقن بالحساب كيف يذنب؟ (1).
[8077] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجب ممن يدعو ويستبطئ
الإجابة وقد سد طريقها بالمعاصي (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) جامع الأخبار: 360 ح 6.
(2) بحار الأنوار: 75 / 72 ح 37.
90

العجز
[8078] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن
يزيد، عن علي بن جعفر، عن عبد الملك بن قدامة، عن أبيه، عن علي بن
الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لجلسائه: تدرون ما العجز؟ قالوا: الله
ورسوله أعلم، فقال: العجز ثلاثة: أن يبدر أحدكم بطعام يصنعه لصاحبه فيخلفه
ولا يأتيه والثانية: أن يصحب الرجل منكم الرجل أو يجالسه يحب أن يعلم من هو
ومن أين هو فيفارقه قبل أن يعلم ذلك والثالثة: أمر النساء يدنو أحدكم من أهله
فيقضي حاجته وهي لم تقض حاجتها، فقال عبد الله بن عمرو بن العاص: فكيف
ذلك يا رسول الله؟ قال: يتحوش ويمكث حتى يأتي ذلك منهما جميعا.
قال: وفي حديث آخر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان من أعجز العجز رجل لقي رجلا
فأعجبه نحوه فلم يسأله عن اسمه ونسبه وموضعه (1).
[8079] 2 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الأشياء لما
ازدوجت، ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر (2).
[8080] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن بن
علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم ومشاورة النساء فإن فيهن الضعف والوهن والعجز (3).

(1) الكافي: 2 / 671 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 86 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 517 ح 8.
91

[8081] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن عبد الأعلى مولى آل سام،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم نارا) جلس رجل من المسلمين يبكي وقال: أنا عجزت عن نفسي كلفت
أهلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك وتنهاهم عما تنهى
عنه نفسك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8082] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لا خير في ولد
الزنا ولا في بشره ولا في شعره ولا في لحمه ولا في دمه ولا في شئ منه، عجزت عنه
السفينة وقد حمل فيها الكلب والخنزير (2).
الرواية موثقة سندا.
[8083] 6 - الصدوق باسناده عن حفص بن البختري، عن الصادق (عليه السلام) قال: كان
نوح (عليه السلام) يقول إذا أصبح وأمسى: «اللهم إني أشهدك انه ما أصبح وأمسى بي من نعمة
وعافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد ولك الشكر بها علي حتى
ترضى وبعد الرضا»، يقولها إذا أصبح عشرا وإذا أمسى عشرا فسمي بذلك عبدا
شكورا، وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول بعد صلاة الفجر: «اللهم إني أعوذ بك من
الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال وبوار الأيم
والغفلة والذلة والقسوة والعيلة والمسكنة وأعوذ بك من نفس لا تشبع ومن قلب
لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن دعاء لا يسمع ومن صلاة لا تنفع وأعوذ بك من امرأة

(1) الكافي: 5 / 62 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 355 ح 5.
92

تشيبني قبل أوان مشيبي وأعوذ بك من ولد يكون علي رباء وأعوذ بك من مال يكون
علي عذابا وأعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أفشاها
اللهم لا تجعل لفاجر عندي يدا ولا منة» (1).
[8084] 7 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل
البرمكي، عن جعفر بن سليمان، عن أبي أيوب الخراز، عن عبد الله بن الفضل
الهاشمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لأي علة جعل الله عز وجل الأرواح في الأبدان بعد
كونها في ملكوته الأعلى في أرفع محل؟ فقال (عليه السلام): ان الله تبارك وتعالى علم ان
الأرواح في شرفها وعلوها متى ما تركت على حالها نزع أكثرها إلى دعوى الربوبية
دونه عز وجل فجعلها بقدرته في الأبدان التي قدر لها في ابتداء التقدير نظرا لها ورحمة بها
وأحوج بعضها إلى بعض وعلق بعضها على بعض ورفع بعضها على بعض ورفع بعضها
فوق بعض درجات وكفى بعضها ببعض وبعث إليهم رسله واتخذ عليهم حججه
مبشرين ومنذرين يأمرون بتعاطي العبودية والتواضع لمعبودهم بالأنواع التي
تعبدهم بها ونصب لهم عقوبات في العاجل وعقوبات في الآجل ومثوبات في العاجل
ومثوبات في الآجل ليرغبهم بذلك في الخير ويزهدهم في الشر وليذلهم بطلب المعاش
والمكاسب فيعلموا بذلك انهم بها مربوبون وعباد مخلوقون ويقبلوا على عبادته
فيستحقوا بذلك نعيم الأبد وجنة الخلد ويأمنوا من النزوع إلى ما ليس لهم بحق ثم
قال (عليه السلام): يا بن الفضل ان الله تبارك وتعالى أحسن نظرا لعباده منهم لأنفسهم ألا ترى
إنك لا ترى فيهم إلا محبا للعلو على غيره حتى انه يكون منهم لمن قد نزع إلى دعوى
الربوبية ومنهم من نزع إلى دعوى النبوة بغير حقها ومنهم من نزع إلى دعوى الإمامة
بغير حقها وذلك ما يرون في أنفسهم من النقص والعجز والضعف والمهانة والحاجة
والفقر والآلام والمناوبة عليهم والموت الغالب لهم والقاهر لجميعهم

(1) الفقيه: 1 / 335 ح 981.
93

يا بن الفضل ان الله تبارك وتعالى لا يفعل بعباده إلا الأصلح لهم ولا يظلم الناس شيئا
ولكن الناس أنفسهم يظلمون (1).
[8085] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، وأحمد بن إدريس معا، عن سهل،
عن محمد بن الحسن بن زيد، عن عمرو بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن
ابن ظريف، عن ابن نباتة قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الصدق أمانة والكذب
خيانة والأدب رياسة والحزم كياسة والسرف مثواة والقصد مثراة والحرص مقرة
والدناءة محقرة والسخاء قربة واللوم غربة والدقة استكانة والعجز مهانة والهوى ميل
والوفاء كيل والعجب هلاك والصبر ملاك (2).
[8086] 9 - العياشي رفعه عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول: ان لأهل التقوى علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء
بالعهد وقلة العجز والبخل وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المؤاتاة للنساء وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الحلم واتباع العلم فيما يقرب إلى الله طوبى لهم وحسن
مآب، وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار رسول الله فليس من مؤمن إلا وفي داره
غصن من أغصانها لا ينوي في قلبه شيئا إلا آتاه ذلك الغصن ولو أن راكبا مجدا سار في
ظلها مائة عام ما خرج منها ولو أن غرابا طار من أصلها ما بلغ أعلاها حتى يبياض
هرما ألا ففي هذا فارغبوا، إن للمؤمن في نفسه شغلا والناس منه في راحة، إذا جن
عليه الليل فرش وجهه وسجد لله بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته ألا
فهكذا فكونوا (3).
[8087] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجز آفة والصبر شجاعة
والزهد ثروة والورع جنة ونعم القرين الرضى (4).

(1) علل الشرايع: 15.
(2) الخصال: 2 / 505 ح 3.
(3) تفسير العياشي: 2 / 213.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 4.
94

[8088] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعجز الناس من عجز عن
اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم (1).
[8089] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والطمأنينة إلى كل أحد قبل
الاختبار له عجز (2).
[8090] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجز اشتغالك بالمضمون لك
عن المفروض عليك وترك القناعة بما أوتيت (3).
[8091] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعجز الناس من قدر على أن
يزيل النقص عن نفسه ولم يفعل (4).
[8092] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعجز الناس آمنهم لوقوع
الحوادث وهجوم الأجل (5).
[8093] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آفة الأعمال عجز العمال (6).
[8094] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثمرة العجز فوت الطلب (7).
[8095] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت لمن يعجز عن دفع ما
عراه كيف يقع له الأمن مما يخشاه (8).
[8096] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عجز عن حاضر لبه فهو
عن غائبة أعجز ومن غائبة أعوز (9).
[8097] 20 - الشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من كان الحزم حارسه والصدق
حليته عظمت بهجته وتمت مروته. ومن كان الهوى مالكه والعجز راحته عاقاه عن
السلامة، أسلماه إلى الهلكة (10).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 12.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 384.
(3) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(4) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(5) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(6) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(7) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(8) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(9) غرر الحكم: ح 1490 و 3177 و 3339 و 3958 و 4597 و 6274 و 8209.
(10) الدرة الباهرة: 30.
95

العجلة
[8098] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سيابه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغيبة أن
تقول في أخيك ما ستره الله عليه وأما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا،
والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8099] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن السري بن
خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا عجل له عقوبته في الدنيا
وإذا أراد بعبد سوءا أمسك عليه ذنوبه حتى يوافي بها يوم القيامة (2).
[8100] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وحفص بن
البختري وغيرهما، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان العبد إذا عجل فقام لحاجته يقول الله
تبارك وتعالى: أما يعلم عبدي أني أنا الله الذي أقضي الحوائج (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8101] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن

(1) الكافي: 2 / 358 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 445 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 474 ح 2.
96

الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ان لي
جارا من قريش من آل محرز قد نوه باسمي وشهرني كلما مررت به قال: هذا الرافضي
يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد، قال فقال لي: فادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل
وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فاحمد الله عز وجل ومجده وقل:
«اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي وغاظني وعرضني للمكاره، اللهم اضربه
بسهم عاجل تشغله به عني اللهم وقرب أجله واقطع أثره وعجل ذلك يا رب الساعة
الساعة»، قال: فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟
فقالوا: هو مريض فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله وقالوا: قد
مات (1).
[8102] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال ذكرت للرضا (عليه السلام) شيئا فقال: اصبر فإني أرجو أن يصنع الله لك
إن شاء الله ثم قال: فوالله ما أخر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له مما عجل له
فيها، ثم صغر الدنيا وقال: أي شئ هي؟! ثم قال: ان صاحب النعمة على خطر انه
يجب عليه حقوق الله فيها والله انه لتكون على النعم من الله عز وجل فما أزال منها على وجل
- وحرك يده - حتى أخرج من الحقوق التي تجب لله علي فيها، فقلت: جعلت فداك
أنت في قدرك تخاف هذا؟ قال: نعم فأحمد ربي على ما من به علي (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8103] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: ألا أن الروح الأمين نفث في روعي انه لا تموت نفس

(1) الكافي: 2 / 512 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 502 ح 19.
97

حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله عز وجل واجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء شئ من
الرزق أن تطلبوه بشئ من معصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق بين خلقه
حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عز وجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ومن هتك
حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص من رزقه الحلال وحوسب عليه يوم
القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8104] 7 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن موسى بن جعفر
ابن وهب، عن الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن زيد القتات، عن أبان بن
تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: مع التثبت تكون السلامة ومع العجلة تكون
الندامة ومن إبتدأ بعمل في غير وقته كان بلوغه في غير حينه (2).
[8105] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر
ابن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكرم أخاه المؤمن بكلمة
يلطفه بها أو قضى له حاجة أو فرج عنه كربة لم تزل الرحمة ظلا عليه مجدولا ما كان في
ذلك من النظر في حاجته ثم قال: ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه الناس على
أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس من يده ولسانه، ألا أنبئكم
بالمهاجر؟ من هجر السيئات وما حرم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذله بها أو
لطمه لطمة أو أتى إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتى يرضيه من حقه ويتوب
ويستغفر فإياكم والعجلة إلى أحد فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون وعليكم بالإناءة
واللين والتسرع من سلاح الشياطين وما من شئ أحب إلى الله من الإناة واللين (3).

(1) الكافي: 5 / 80 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 100 ح 52.
(3) علل الشرايع: 523.
98

الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8106] 9 - محمد البرقي، عن محمد بن إسماعيل، عن ابن بزيع، عن منصور بن
يونس بزرج، عن عمر بن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما أهلك الناس العجلة ولو ان الناس تثبتوا لم يهلك أحد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8107] 10 - البرقي، عن أبيه، عن فضالة، عن ابن سيابة، عن أبي النعمان، عن
أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الإناة من الله والعجلة من الشيطان (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8108] 11 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لزياد بن
النضر حين أنفذه على مقدمته إلى صفين:... وإياك والعجلة إلا أن تمكنك
فرصة... (3).
[8109] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى مالك
الأشتر:... وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التسقط فيها عند إمكانها أو
اللجاجة فيها إذا تنكرت أو الوهن عنها إذا استوضحت فضع كل أمر موضعه وأوقع
كل أمر موقعه... (4).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[8110] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اعلموا علما يقينا أن الله لم
يجعل للعبد وان عظمت حيلته واشتدت طلبته وقويت مكيدته، أكثر مما سمي له في
الذكر الحكيم ولم يحل بين العبد في ضعفه وقلة حيلته وبين أن يبلغ ما سمى له في الذكر

(1) و (2) المحاسن: 215.
(3) تحف العقول: 192.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
99

الحكيم والعارف لهذا، العامل به أعظم الناس راحة في منفعة والتارك له الشاك فيه
أعظم الناس شغلا في مضرة ورب منعم عليه مستدرج بالعمى ورب مبتلى مصنوع
له بالبلوى فزد أيها المستنفع في شكرك وقصر من عجلتك وقف عند منتهى
رزقك (1).
[8111] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجلة مذمومة في كل أمر
إلا فيما يدفع الشر (2).
[8112] 15 - وعنه (عليه السلام): أشد الناس ندامة وأشرهم ملامة العجل النزق الذي لا يدركه
عقله إلا بعد فوت أمره (3).
[8113] 16 - وعنه (عليه السلام): العجلة تمنع الإصابة (4).
[8114] 17 - وعنه (عليه السلام): العجول مخطئ وإن ملك (5).
[8115] 18 - وعنه (عليه السلام): العجل قبل الإمكان يوجب الغصة (6).
[8116] 19 - وعنه (عليه السلام): تعجيل المعروف ملاك المعروف (7).
[8117] 20 - وعنه (عليه السلام): تعجيل السراح نجاح (8).
[8118] 21 - وعنه (عليه السلام): تعجيل الاستدراك إصلاح (9).
[8119] 22 - وعنه (عليه السلام): تعجيل البر زيادة في البر (10).
[8120] 23 - وعنه (عليه السلام): خير الأمور أعجلها عائدة وأحمدها عاقبة (11).
[8121] 24 - وعنه (عليه السلام): رأس السخاء تعجيل العطاء (12).
[8122] 25 - وعنه (عليه السلام): قلما تنجح حيلة العجول أو تدوم مودة الملول (13).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 273.
(4) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(5) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(6) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(7) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(8) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(9) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(10) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(11) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(12) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
(13) غرر الحكم: ح 1950 و 3308 و 927 و 1228 و 1333 و 4469 و 4491 و 4492 و 4568 و 5033 و 5250 و 6741.
100

[8123] 26 - وعنه (عليه السلام): من ركب العجل أدرك الزلل (1).
[8124] 27 - وعنه (عليه السلام): من الحمق العجلة قبل الامكان (2).
[8125] 28 - وعنه (عليه السلام): لا تستعجلوا بما لم يعجله الله لكم (3).
[8126] 29 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استطاع أن يمنع نفسه من
أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا، قيل: ما هن؟ قال: العجلة
واللجاجة والعجب والتواني (4).
[8127] 30 - المجلسي رفعه إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) انه قال:... العجلة سفه والسفه
ضعف... (5).

(1) غرر الحكم: ح 8049 و 9394 و 10248.
(2) غرر الحكم: ح 8049 و 9394 و 10248.
(3) غرر الحكم: ح 8049 و 9394 و 10248.
(4) بحار الأنوار: 75 / 43 ح 34.
(5) بحار الأنوار: 75 / 122 ح 5.
101

العدالة
[8128] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى
السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى
الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقا ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت
وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أمروا أن يكفروا به) (1) قلت: فكيف يصنعان؟ قال: ينظران إلى من كان منكم ممن
قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فإني قد
جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد
والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.
قلت: فإن كان كل رجل اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في
حقهما واختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم؟ قال: الحكم ما حكم به أعدلهما
وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر.
قال قلت: فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضل واحد منهما على الآخر؟
قال: فقال: ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من
أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن

(1) سورة النساء: 60.
102

المجمع عليه لا ريب فيه وإنما الأمور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع وأمر بين غيه فيجتنب
وأمر مشكل يرد علمه إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حلال بين وحرام
بين وشبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب
المحرمات وهلك من حيث لا يعلم.
قلت: فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم؟ قال: ينظر فما
وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه
حكم الكتاب والسنة ووافق العامة.
قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة
ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ؟ قال:
ما خالف العامة ففيه الرشاد.
فقلت: جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا؟ قال: ينظر إلى ما هم إليه أميل
حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر.
قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا؟ قال: إذا كان ذلك فارجه حتى تلقى
إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات (1).
الرواية من حيث السند مقبولة.
[8129] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل شهد على شهادة رجل فجاء الرجل فقال: لم
أشهده، فقال: تجوز شهادة أعدلهما ولو كان أعدلهما واحدا لم تجز شهادته عدالة
فيهما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 67 ح 10.
(2) الكافي: 7 / 399 ح 1.
103

[8130] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن الحجاج،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا بأس بشهادة المملوك إذا كان
عدلا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8131] 4 - الصدوق بإسناده إلى عبد الله بن أبي يعفور قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بم تعرف
عدالة الرجل بين المسلمين حتى تقبل شهادته لهم وعليهم؟ فقال: أن تعرفون بالستر
والعفاف وكف البطن والفرج واليد واللسان وتعرف باجتناب الكبائر التي أوعد
الله عز وجل عليها النار من شرب الخمور والزنا والربا وعقوق الوالدين والفرار من
الزحف وغير ذلك والدلالة على ذلك كله أن يكون ساترا لجميع عيوبه حتى يحرم على
المسلمين ما وراء ذلك من عثراته وعيوبه وتفتيش ما وراء ذلك ويجب عليهم تزكيته
وإظهار عدالته في الناس ويكون معه التعاهد للصلوات الخمس إذا واظب عليهن
وحفظ مواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين وأن لا يتخلف عن جماعتهم في مصلاهم
إلا من علة فإذا كان كذلك لازما لمصلاه عند حضور الصلوات الخمس فإذا سئل عنه
في قبيلته ومحلته قالوا: ما رأينا منه إلا خيرا مواظبا على الصلوات متعاهدا لأوقاتها
في مصلاه فإن ذلك يجيز شهادته وعدالته بين المسلمين وذلك أن الصلاة ستر وكفارة
للذنوب وليس يمكن الشهادة على الرجل بأنه يصلي إذا كان لا يحضر مصلاه ويتعاهد
جماعة المسلمين وإنما جعل الجماعة والاجتماع إلى الصلاة لكي يعرف من يصلي ممن
لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلوات ممن يضيع ولولا ذلك لم يمكن أحد أن يشهد على
آخر بصلاح لأن من لا يصلي لا صلاح له بين المسلمين فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هم بأن
يحرق قوما في منازلهم لتركهم الحضور لجماعة المسلمين وقد كان منهم من يصلي في
بيته فلم يقبل منه ذلك وكيف تقبل شهادة أو عدالة بين المسلمين ممن جرى الحكم

(1) الكافي: 7 / 389 ح 1.
104

من الله ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه الحرق في جوف بيته بالنهار وقد كان يقول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين إلا من علة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8132] 5 - الطوسي باسناده إلى ابن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن ذبيان بن حكيم
الأودي، عن موسى بن أكيل النميري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن رجل
يكون بينه وبين أخ منازعة في حق فيتفقان على رجلين يكونان بينهما فحكما فاختلفا
فيما حكما؟ قال: وكيف يختلفان؟ قلت: حكم كل واحد منهما للذي اختاره الخصمان،
فقال: ينظر إلى أعدلهما وأفقههما في دين الله عز وجل فيمضى حكمه (2).
[8133] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فاعلم إن أفضل عباد الله عند
الله إمام عادل هدى وهدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة وأن السنن لنيرة
لها أعلام وأن البدع لظاهرة لها أعلام... (3).
[8134] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من طابق سره علانيته ووافق
فعله مقالته فهو الذي أدى الأمانة وتحققت عدالته (4).
[8135] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: امام عادل خير من مطر وابل (5).
[8136] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العادل راع ينتظر أحد
الجزائين (6).
[8137] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بالسيرة العادلة يقهر
المناوي (7).
يأتي في هذا المجال عنوان العدل آنفا إن شاء الله تعالى.

(1) الفقيه: 3 / 38 ح 3280.
(2) التهذيب: 6 / 301 ح 51.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 164.
(4) غرر الحكم: ح 8656 و 1491 و 1638 و 4267.
(5) غرر الحكم: ح 8656 و 1491 و 1638 و 4267.
(6) غرر الحكم: ح 8656 و 1491 و 1638 و 4267.
(7) غرر الحكم: ح 8656 و 1491 و 1638 و 4267.
105

العداوة
[8138] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابه، رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من زرع العداوة حصد ما بذر (1).
[8139] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان رجلا من بني
تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أوصني فكان فيما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس فتكتسبوا
العداوة بينهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8140] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ويقول: تهادوا فإن الهدية
تسل السخائم وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد (3).
[8141] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عجلان أبي صالح قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أوقفني على حدود
الإيمان، فقال: شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله والإقرار بما جاء به من

(1) الكافي: 2 / 302 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 360 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 143 ح 7.
106

عند الله وصلاة الخمس وأداء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت وولاية ولينا
وعداوة عدونا والدخول مع الصادقين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8142] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عمن اخبره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة) قال:
الحسنة التقية والسيئة الإذاعة وقوله عز وجل: (ادفع بالتي هي أحسن السيئة) قال:
التي هي أحسن التقية (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم) (2) (3).
[8143] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامده من
الناس ذاما ومن آثر طاعة الله بغضب الناس كفاه الله عداوة كل عدو وحسد كل
حاسد وبغي كل باغ وكان الله عز وجل له ناصرا وظهيرا (4).
[8144] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) أطعم سائلا لا أعرفه مسلما؟ فقال:
نعم أعط من لا تعرفه بولاية ولا عداوة للحق ان الله عز وجل يقول: (وقولوا للناس
حسنا) (5) ولا تطعم من نصب لشئ من الحق أو دعا إلى شئ من الباطل (6).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 18 ح 2.
(2) سورة فصلت: 34.
(3) الكافي: 2 / 218 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 372 ح 2، و 5 / 62 ح 1.
(5) سورة البقرة: 83.
(6) الكافي: 4 / 13 ح 1.
107

[8145] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة وإذا
طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض
بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم
والعدوان وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام جعلت
الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا
الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8146] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن ثابت مولى آل
حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كظم الغيظ عن العدو في دولاتهم تقية حزم لمن أخذ
به وتحرز من التعرض للبلاء في الدنيا ومعاندة الأعداء في دولاتهم ومماظتهم في غير
تقية ترك أمر الله، فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم ولا تعادوهم فتحملوهم
على رقابكم فتذلوا (2).
[8147] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: الثوب النقي يكبت العدو (3).
[8148] 11 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن
أحمد بن محمد بن يحيى الأشعري، عن صالح يرفعه باسناده قال: أربعة القليل منها

(1) الكافي: 2 / 374 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 109 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 441 ح 1.
108

كثير: النار القليل منها كثير والنوم القليل منه كثير والمرض القليل منه كثير والعداوة
القليل منها كثير (1).
الرواية مرفوعة مضمرة.
[8149] 12 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الصوفي، عن الرؤياني، عن عبد العظيم،
عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): بئس الزاد إلى المعاد
العدوان على العباد، الحديث (2).
[8150] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واتقوا مدارج الشيطان
ومهابط العدوان... (3).
[8151] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ان البهائم همها بطونها وان
السباع همها العدوان على غيرها، وان النساء همهن زينة الحياة الدنيا والفساد فيها،
ان المؤمنين مستكينون، ان المؤمنين مشفقون، ان المؤمنين خائفون (4).
[8152] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الاستصلاح للأعداء بحسن
المقال وجميل الأفعال أهون من ملاقاتهم ومغالبتهم بمضيض القتال (5).
[8153] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عادة الأشرار معاداة
الأخيار (6).
[8154] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أظهر عداوته قل كيده (7).

(1) الخصال: 1 / 238 ح 84.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والستون ح 9 / 531 الرقم 718.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 151.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(5) غرر الحكم: ح 1926.
(6) غرر الحكم: ح 6247.
(7) غرر الحكم: ح 7956.
109

[8155] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كان نفعه في مضرتك لم يخل
في كل حال من عداوتك (1).
[8156] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: معاداة الرجال من شيم
الجهال (2).
[8157] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تأمن صديقك حتى تختبره
وكن من عدوك على أشد الحذر (3).

(1) غرر الحكم: ح 9150.
(2) غرر الحكم: ح 9785.
(3) غرر الحكم: ح 10301.
110

العدل
[8158] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن
هشام، عن عبد الكريم، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العدل أحلى من الماء
يصيبه الظمآن ما أوسع العدل إذا عدل فيه وإن قل (1).
ونقلها أيضا في الكافي: 2 / 148 ح 20 بسند صحيح.
[8159] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن غالب بن عثمان، عن روح بن أخت المعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتقوا الله
واعدلوا فإنكم تعيبون على قوم لا يعدلون (2).
[8160] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العدل أحلى من الشهد وألين من
الزبد وأطيب ريحا من المسك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8161] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أرض الجزية لا ترفع عنها
الجزية وإنما الجزية عطاء المهاجرين والصدقة لأهلها الذين سمى الله في كتابه وليس

(1) الكافي: 2 / 146 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 147 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 147 ح 15.
111

لهم من الجزية شئ، قال: ما أوسع الله العدل، ثم قال: إن الناس يستغنون إذا عدل
بينهم وتنزل السماء رزقها وتخرج الأرض بركتها بإذن الله تعالى (1).
[8162] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن أحمد بن محمد بن هلال، عن أحمد
ابن محمد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أول ما يظهر القائم من العدل أن
ينادي مناديه أن يسلم صاحب النافلة لصاحب الفريضة الحجر الأسود
والطواف (2).
[8163] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان
المنقري، عن حفص بن غياث قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الطائفتين من المؤمنين
أحداهما باغية والأخرى عادلة فهزمت العادلة الباغية، فقال: ليس لأهل العدل أن
يتبعوا مدبرا ولا يقتلوا أسيرا ولا يجهزوا على جريح وهذا إذا لم يبق من أهل البغي
أحد ولم يكن لهم فئة يرجعون إليها فإذا كان لهم فئة يرجعون إليها فإن أسيرهم يقتل
ومدبرهم يتبع وجريحهم يجهز (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8164] 7 - الكليني، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) في قول الله عز وجل (يحيى الأرض بعد
موتها) (4) قال: ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى
الأرض لإحياء العدل ولإقامة الحد لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحا (5).

(1) الكافي: 3 / 568 ح 6.
(2) الكافي: 4 / 427 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 32 ح 2.
(4) سورة الحديد: 17.
(5) الكافي: 7 / 174 ح 2.
112

[8165] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال قال: ان رجلا قال لرجل على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام): إني احتلمت
بأمك فرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن هذا افترى على أمي فقال له: وما قال لك؟
قال: زعم انه احتلم بأمي، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): في العدل ان شئت أقمته لك في
الشمس فأجلد ظله فإن الحلم مثل الظل ولكن سنضربه حتى لا يعود يؤذي
المسلمين، وفي رواية أخرى: ضربه ضربا وجيعا (1).
الرواية موثقة سندا.
[8166] 9 - الكليني، عن محمد بن أحمد بن الصلت، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس،
عن المفضل بن صالح، عن محمد الحلبي انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل
(اعلموا ان الله يحيى الأرض بعد موتها) (2) قال: العدل بعد الجور (3).
[8167] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي سعيد المكاري، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل (فكبكبوا فيها هم والغاوون) (4)
قال: هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره (5).
ونقلها أيضا في الكافي: 2 / 300 ح 4.
[8168] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن
خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال: يا خيثمة أبلغ من ترى من
موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على

(1) الكافي: 7 / 263 ح 19.
(2) سورة الحديد: 17.
(3) الكافي: 8 / 267 ح 390.
(4) سورة الشعراء: 94.
(5) الكافي: 1 / 47 ح 4.
113

ضعيفهم وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا
حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا، يا خيثمة أبلغ موالينا أنا لا نغني عنهم من الله
شيئا إلا بعمل وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة
من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8169] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يوسف
البزاز، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن من أشد الناس حسرة
يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره (2).
[8170] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن قتيبة الأعشي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن من أشد الناس عذابا يوم
القيامة من وصف عدلا وعمل بغيره (3).
[8171] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من أعظم الناس حسرة يوم
القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8172] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن علي بن عطية، عن خيثمة قال قال لي أبو جعفر (عليه السلام): أبلغ شيعتنا انه
لن ينال ما عند الله إلا بعمل وأبلغ شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من
وصف عدلا ثم يخالفه إلى غيره (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 175 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 299 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 300 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 300 ح 3 و 5.
(5) الكافي: 2 / 300 ح 3 و 5.
114

[8173] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
أبي إسحاق الجرجاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل جعل لمن جعل له سلطانا
أجلا ومدة من ليال وأيام وسنين وشهور فإن عدلوا في الناس أمر الله عز وجل صاحب
الفلك أن يبطئ بإدارته فطالت أيامهم ولياليهم وسنينهم وشهورهم وإن جاروا في
الناس ولم يعدلوا أمر الله تبارك وتعالى صاحب الفلك فأسرع بإدارته فقصرت
لياليهم وأيامهم وسنينهم وشهورهم وقد وفا لهم عز وجل بعدد الليالي والشهور (1).
[8174] 17 - الصدوق، عن جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة
الكوفي، عن جده الحسن بن علي، عن عمرو بن عثمان الثقفي، عن سعيد بن
شرحبيل، عن ابن لهيقة، عن أبي مالك قال: قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام): أخبرني
بجميع شرايع الدين، قال: قول الحق والحكم بالعدل والوفاء بالعهد (2).
[8175] 18 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن
علي (عليهم السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:... وأعدل الناس من رضى للناس
ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه... (3).
[8176] 19 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن هارون
ابن الجهم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن
أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث
موبقات وثلاث منجيات فأما الدرجات: فإفشاء السلام واطعام الطعام والصلاة
بالليل والناس نيام، والكفارات: إسباغ الوضوء في السبرات والمشي بالليل والنهار
إلى الصلوات والمحافظة على الجماعات، وأما الثلاث الموبقات: فشح مطاع وهوى

(1) الكافي: 8 / 271 ح 400
(2) الخصال: 1 / 113 ح 90.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 72 الرقم 41.
115

متبع وإعجاب المرء بنفسه، وأما المنجيات: فخوف الله في السر والعلانية والقصد في
الغنى والفقر وكلمة العدل في الرضا والسخط (1).
[8177] 20 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل، عن الرضا (عليه السلام)
قال: استعمال العدل والإحسان مؤذن بدوام النعمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8178] 21 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن الجاموراني، عن
ابن أبي عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله الصادق
جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: تبع حكيم حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به
قال له: يا هذا ما أرفع من السماء وأوسع من الأرض وأغنى من البحر وأقسى من
الحجر وأشد حرارة من النار وأشد بردا من الزمهرير وأثقل من الجبال الراسيات؟
فقال له: يا هذا الحق أرفع من السماء والعدل أوسع من الأرض وغنى النفس أغنى من
البحر وقلب الكافر أقسى من الحجر والحريص الجشع أشد حرارة من النار واليأس
من روح الله عز وجل أشد بردا من الزمهرير والبهتان على البرئ أثقل من الجبال
الراسيات (3).
[8179] 22 - الصدوق، عن أحمد بن إبراهيم بن بكر، عن زيد بن محمد، عن عبد الله بن
أحمد، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عامل الناس فلم يظلمهم وحدثهم فلم يكذبهم
ووعدهم فلم يخلفهم فهو ممن كملت مروءته وظهرت عدالته ووجبت أخوته
وحرمت غيبته (4).

(1) الخصال: 1 / 83 ح 10.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 23 ح 52.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والأربعون ح 1 / 317 الرقم 369.
(4) الخصال: 1 / 208 ح 28.
116

[8180] 23 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن موسى الكميداني، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ثلاث من كن فيه أو جبن له أربعا على الناس: من إذا حدثهم لم يكذبهم وإذا خالطهم لم
يظلمهم وإذا وعدهم لم يخلفهم، وجب أن تظهر في الناس عدالته وتظهر فيهم مروءته
وأن تحرم عليهم غيبته وأن تجب عليهم أخوته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8181] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال فيما رده على المسلمين من قطائع
عثمان: والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة
ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق (2).
[8182] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده الشريف إلى مالك
الأشتر:... وإن أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد وظهور مودة
الرعية... (3).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[8183] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس من العدل القضاء على الثقة
بالظن (4).
[8184] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في قوله تعالى: (ان الله يأمر
بالعدل والاحسان) العدل: الإنصاف، والإحسان: التفضل (5).
[8185] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يوم العدل على الظالم أشد من

(1) الخصال: 1 / 208 ح 29.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 15.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 220.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 231.
117

يوم الجور على المظلوم (1).
[8186] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر:... وما اعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر إلا كنفثة في بحر لجي، وان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقربان من أجل
ولا ينقصان من رزق وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند امام جائر (2).
النفثة: كالنفخة، يراد ما يمازج النفس من الريق عند النفخ. لجي: كثير الموج.
[8187] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عنه (عليه السلام): أيهما أفضل العدل أو
الجود؟ فقال (عليه السلام): العدل يضع الأمور مواضعها والجود يخرجها من جهتها والعدل
سائس عام والجود عارض خاص فالعدل أشرفهما وأفضلهما (3).
[8188] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن التوحيد والعدل
فقال (عليه السلام): التوحيد ألا تتوهمه والعدل ألا تتهمه (4).
[8189] 32 - الطوسي باسناده المتصل إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام):...
ثم إني أوصيك يا حسن وكفى بك وصيا بما وصاني به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فإذا كان ذلك
يا بني الزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا أكبر همك وأوصيك يا بني بالصلاة
عند وقتها والزكاة في أهلها عند محالها والصمت عند الشبهة والاقتصاد والعدل في
الرضا والغضب، الحديث (5).
[8190] 33 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: عدل ساعة خير من
عبادة سبعين سنة قيام ليلها وصيام نهارها وجور ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله

(1) نهج البلاغة: الحكمة 341.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 374.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 437.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 470.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 8 / 7 الرقم 8.
118

من المعاصي ستين سنة (1).
[8191] 34 - الشهيد رفعه إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) انه قال: إذا كان زمان، العدل فيه
أغلب من الجور فحرام أن يظن بأحد سوءا حتى يعلم ذلك منه، إذا كان زمان، الجور
فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يبدو لك منه (2).
[8192] 35 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العدل أقوى أساس (3).
[8193] 36 - وعنه (عليه السلام): العدل أفضل السياستين (4).
[8194] 37 - وعنه (عليه السلام): العدل قوام الرعية وجمال الولاة (5).
[8195] 38 - وعنه (عليه السلام): أفضل الملوك سجية من عم الناس بعدله (6).
[8196] 39 - وعنه (عليه السلام): بالعدل تتضاعف البركات (7).
[8197] 40 - وعنه (عليه السلام): ثبات الدول بإقامة سنن العدل (8).
[8198] 41 - وعنه (عليه السلام): جعل الله سبحانه العدل قواما للأنام وتنزيها من المظالم والآثام
وتسنية للإسلام (9).
[8199] 42 - وعنه (عليه السلام): سياسة العدل ثلاث: لين في حزم واستقصاء في عدل وإفضال في
قصد (10).
[8200] 43 - وعنه (عليه السلام): غاية العدل أن يعدل المرء في نفسه (11).
[8201] 44 - وعنه (عليه السلام): ليكن أحب الأمور إليك أعمها في العدل وأقسطها بالحق (12).
[8202] 45 - وعنه (عليه السلام): ليكن مركبك العدل فمن ركبه ملك (13).
[8203] 46 - وعنه (عليه السلام): لن تحصن الدول بمثل استعمال العدل فيها (14).
[8204] 47 - وعنه (عليه السلام): من عدل نفذ حكمه (15).

(1) مشكاة الأنوار: 316.
(2) الدرة الباهرة: 42.
(3) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(4) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(5) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(6) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(7) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(8) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(9) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(10) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(11) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(12) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(13) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(14) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
(15) غرر الحكم: ح 862 و 1656 و 1954 و 3059 و 4211 و 4715 و 4789 و 5592 و 6368 و 7384 و 7395 و 7444 و 7845.
119

[8205] 48 - وعنه (عليه السلام): من عدل في البلاد نشر الله عليه الرحمة (1).
[8206] 49 - وعنه (عليه السلام): لا رياسة كالعدل في السياسة (2).
[8207] 50 - وعنه (عليه السلام): لا عدل أفضل من رد المظالم (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 144 و 2 / 299،
والوافي: 5 / 849، والمحجة البيضاء: 3 / 166، وبحار الأنوار: 67 / 1، و
69 / 222 و 72 / 24، ووسائل الشيعة: 11 / 233 و 234، ومستدرك الوسائل:
11 / 316 و 320، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 287، وغيرها من كتب
الأخبار، والحمد لله العدل المتعال.

(1) غرر الحكم: ح 8638 و 10895 و 10841.
(2) غرر الحكم: ح 8638 و 10895 و 10841.
(3) غرر الحكم: ح 8638 و 10895 و 10841.
120

العذاب
[8208] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن بسطام بن مرة،
عن إسحاق بن حسان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسين العبدي، عن سعد
الإسكاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما بال أقوام غيروا
سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعدلوا عن وصيه؟ لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب؟ ثم تلا
هذه الآية: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار *
جهنم) (1) ثم قال: نحن النعمة التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز يوم
القيامة (2).
[8209] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن جابر قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله) قال: هم والله أولياء
فلان وفلان، اتخذوهم أئمة دون الإمام الذي جعله الله للناس إماما فلذلك قال:
(ولو ترى الذين ظلموا إذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب
إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال
الذين اتبعوا لو ان لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم

(1) سورة إبراهيم: 28 - 29.
(2) الكافي: 1 / 217 ح 1.
121

حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار) (1) ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): هم والله
يا جابر أئمة الظلمة وأشياعهم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8210] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير
واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل له: في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين؟
قال: نعم ولكن يخلصون بعده (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8211] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن ابن عرفة، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ان لله عز وجل في كل يوم وليلة مناديا ينادي
مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله فلو لا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع لصب
عليكم العذاب صبا ترضون به رضا (4).
[8212] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الكبائر: القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله
والأمن من مكر الله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين وأكل مال اليتيم ظلما
وأكل الربا بعد البينة والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من الزحف، فقيل
له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أتخرجه من الايمان؟ وإن عذب بها فيكون
عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع؟ قال: يخرج من الإسلام إذا زعم أنها حلال
ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام وأنه يعذب

(1) سورة البقرة: 165 - 167.
(2) الكافي: 1 / 374 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 247 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 276 ح 31.
122

عليها وأنها غير حلال فإنه معذب عليها وهو أهون عذابا من الأول ويخرجه من
الإيمان ولا يخرجه من الإسلام (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8213] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله
ابن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت
هل يخرجه ذلك من الاسلام وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة
وانقطاع؟ فقال: من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من
الإسلام وعذب أشد العذاب وإن كان معترفا أنه أذنب ومات عليه أخرجه من الإيمان
ولم يخرجه من الإسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8214] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن محمد بن عمر بن مسعدة،
عن الحسن بن راشد، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قراءة القرآن في المصحف
تخفف العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرين (3).
[8215] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟
قال: يتجافي عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا قال: والعذاب كله في يوم
واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم وإنما جعلت السعفتان لذلك
فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما إن شاء الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 280 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 285 ح 23.
(3) الكافي: 2 / 613 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 152 ح 4.
123

[8216] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سئل كيف أصنع إذا خرجت مع الجنازة أمشي أمامها أو خلفها أو
عن يمينها أو عن شمالها؟ فقال: إن كان مخالفا فلا تمشي أمامه فإن ملائكة العذاب
يستقبلونه بألوان العذاب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8217] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في رش الماء على القبر، قال: يتجافى عنه العذاب ما دام الندى في
التراب (2).
[8218] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ينبغي لمن يقرء القرآن إذا مر بآية من القرآن فيها
مسألة أو تخويف أن يسأل الله عند ذلك خير ما يرجو ويسأله العافية من النار ومن
العذاب (3).
الرواية موثقة سندا.
[8219] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان،
عن عمر بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل عن يوم الجمعة وليلتها
فقال: ليلتها غراء ويومها يوم زاهر وليس على الأرض يوم تغرب فيه الشمس أكثر
معافا من النار، من مات يوم الجمعة عارفا بحق أهل هذا البيت كتب الله له براءة من
النار وبراءة من العذاب، ومن مات ليلة الجمعة أعتق من النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 170 ح 7.
(2) الكافي: 3 / 200 ح 6.
(3) الكافي: 3 / 301 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 415 ح 8.
124

[8220] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: صام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى قيل:
ما يفطر ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود (عليه السلام) يوما ويوما لا، ثم قبض
على صيام ثلاثة أيام في الشهر قال: إنهن يعدلن صوم الشهر ويذهبن بوحر الصدر
- والوحر الوسوسة - قال حماد: فقلت: وأي الأيام هي؟ قال: أول خميس في الشهر
وأول أربعاء بعد العشر منه وآخر خميس فيه، فقلت: كيف صارت هذه الأيام التي
تصام فقال: ان من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام
فصام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذه الأيام المخوفة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8221] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين
الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو ترك الناس الحج لما نوظروا العذاب أو قال:
انزل عليهم العذاب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8222] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن بشير،
عن ابن مضارب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تقطعوا الثمار فيبعث الله عليكم العذاب
صبا (3).
[8223] 16 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن معروف، عن رجل، عن مندل بن علي العنزي، عن محمد بن مطرف، عن
مسمع، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا

(1) الكافي: 4 / 89 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 271 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 264 ح 9.
125

غضب الله على أمة ولم ينزل بها العذاب غلت أسعارها وقصرت أعمارها ولم تربح
تجارها ولم تزك ثمارها ولم تغزر أنهارها وحبس عنها أمطارها وسلط عليها
شرارها (1).
[8224] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل سرق سرقة فكابر
عنها فضرب فجاء بها بعينها هل يجب عليها القطع؟ قال: نعم ولكن لو اعترف ولم
يجئ بالسرقة لم تقطع يده لأنه اعترف على العذاب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8225] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان عند أبي قوم فاختلفوا في النبيذ
فقال بعضهم: القدح الذي يسكر هو حرام، فقال بعضهم: قليل ما اسكر وكثيره
حرام فردوا الأمر إلى أبي (عليه السلام) فقال أبي: أرأيتم القسط لولا ما يطرح فيه أولا كان
يمتلي وكذلك القدح الآخر لولا الأول ما اسكر، قال: ثم قال (عليه السلام): ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من ادخل عرقا واحدا من عروقه قليل ما أسكر كثيره عذب
الله ذلك العرق ثلاثمائة وستين نوعا من أنواع العذاب (3).
[8226] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال قال أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس بغير علم ولا هدى
من الله لعنته ملائكة الرحمن وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل بفتياه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 317 ح 53.
(2) الكافي: 7 / 223 ح 9.
(3) الكافي: 6 / 430 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 409 ح 2.
126

[8227] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تأمنن على خير هذه الامة
عذاب الله لقوله تعالى: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) (1) ولا تيأسن لشر
هذه الامة من روح الله لقوله تعالى: (انه لا ييأس من روح الله إلا القوم
الكافرون) (2) (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب
الأخبار، أعاذنا الله وإياكم من أنواع العذاب بمحمد وآله الأطهار.

(1) سورة الأعراف: 99.
(2) سورة يوسف: 87.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 377.
127

العذر
[8228] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن
رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا اخبركم بشرار نسائكم الذليلة في أهلها العزيزة مع بعلها، العقيم، الحقود التي
لا تورع من قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع
قوله ولا تطيع أمره وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عن ركوبها، لا تقبل
منه عذرا ولا تغفر له ذنبا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8229] 2 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في توصيف المؤمن:... تقي، نقي، زكي،
رضي، يقبل العذر ويجمل الذكر ويحسن بالناس الظن ويتهم على الغيب نفسه... (2).
[8230] 3 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه قال:... يا علي من لم
يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم ينل شفاعتي (3).
[8231] 4 - الصدوق باسناده إلى حديث أربعمائة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... اطلب
لأخيك عذرا فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا... (4).

(1) الكافي: 5 / 325 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 229.
(3) الفقيه: 4 / 353.
(4) الخصال: 2 / 622.
128

[8232] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده الشريف إلى الأشتر
النخعي:... ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد... (1).
ان لهذا العهد سند معتبر.
[8233] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قطع العلم عذر المتعللين (2).
[8234] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن
آدم ستون سنة (3).
[8235] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الاستغناء عن العذر أعز من
الصدق به (4).
[8236] 9 - الأربلي رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه أحضر ولده يوما فقال لهم: يا بني
إني موصيكم بوصية من حفظها لم يضع معها، إن أتاكم آت فأسمعكم في الاذن اليمنى
مكروها ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر وقال لم أقل شيئا فاقبلوا عذره (5).
[8237] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الأعذار يوجب الاعتذار (6).
[8238] 11 - وعنه (عليه السلام): المعذرة برهان العقل (7).
[8239] 12 - وعنه (عليه السلام): أقبل أعذار الناس تستمع بإخائهم وألقهم بالبشر تمت
أضغانهم (8).
[8240] 13 - وعنه (عليه السلام): أعظم الوزر منع قبول العذر (9).
[8241] 14 - وعنه (عليه السلام): أعرف الناس بالله أعذرهم للناس وإن لم يجد لهم عذرا (10).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 284.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 326.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 329.
(5) كشف الغمة: 2 / 218.
(6) غرر الحكم: ح 430 و 496 و 3420 و 3004 و 3230.
(7) غرر الحكم: ح 430 و 496 و 3420 و 3004 و 3230.
(8) غرر الحكم: ح 430 و 496 و 3420 و 3004 و 3230.
(9) غرر الحكم: ح 430 و 496 و 3420 و 3004 و 3230.
(10) غرر الحكم: ح 430 و 496 و 3420 و 3004 و 3230.
129

[8242] 15 - وعنه (عليه السلام): تحرمن أمرك ما يقوم به عذرك وتثبت به حجتك ويفئ إليك
برشدك (1).
[8243] 16 - وعنه (عليه السلام): شر الناس من لا يقبل العذر ولا يقيل الذنب (2).
[8244] 17 - وعنه (عليه السلام): من اعتذر من غير ذنب فقد أوجب على نفسه الذنب (3).
[8245] 18 - وعنه (عليه السلام): قبول عذر المجرم من مواجب الكرم ومحاسن الشيم (4).
[8246] 19 - وعنه (عليه السلام): من أحسن الفضل قبول عذر الجاني (5).
[8247] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تعتذر إلى من يحب أن لا يجد لك عذرا (6).
وفي هذا المجال إن شئت راجع جامع أحاديث الشيعة: 16 / 293.

(1) غرر الحكم: ح 4525 و 5685 و 8894 و 6815 و 9294 و 10269.
(2) غرر الحكم: ح 4525 و 5685 و 8894 و 6815 و 9294 و 10269.
(3) غرر الحكم: ح 4525 و 5685 و 8894 و 6815 و 9294 و 10269.
(4) غرر الحكم: ح 4525 و 5685 و 8894 و 6815 و 9294 و 10269.
(5) غرر الحكم: ح 4525 و 5685 و 8894 و 6815 و 9294 و 10269.
(6) غرر الحكم: ح 4525 و 5685 و 8894 و 6815 و 9294 و 10269.
130

العربية
[8248] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد
بن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست الواسطي، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد فإذا
جماعة قد أطافوا برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل: علامة، فقال: وما العلامة؟ فقالوا
له: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار العربية، قال:
فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
إنما العلم ثلاثة آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل (1).
[8249] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن سويد،
عن عمرو بن أبي المقدام قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يوم عرفة بالموقف وهو ينادي
بأعلى صوته: أيها الناس إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان الإمام ثم كان علي بن أبي طالب ثم
الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي (عليهم السلام) ثم هه فينادي ثلاث مرات
لمن بين يديه وعن يمينه وعن يساره ومن خلفه اثني عشر صوتا، وقال عمرو: فلما
اتيت مني سالت أصحاب العربية عن تفسير «هه» فقالوا: هه لغة بني فلان «انا
فسألوني» قال: ثم سألت غيرهم أيضا من أصحاب العربية فقالوا: مثل ذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 32 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 466 ح 10.
131

[8250] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر يوم فتح مكة فقال: أيها الناس ان الله قد أذهب عنكم
نخوة الجاهلية وتفاخرها بابائها ألا انكم من آدم (عليه السلام) وآدم من طين ألا أن خير عباد الله
عبد اتقاه، أن العربية ليست باب والد ولكنها لسان ناطق فمن قصر به عمله لم يبلغه
حسبه، ألا إن كل دم كان في الجاهلية أو أحنة والإحنة الشحناء فهي تحت قدمي هذه
إلى يوم القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8251] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البزنطي، عن رجل من
خزاعة، عن الأسلمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تعلموا العربية فإنها كلام
الله الذي يكلم به خلقه ونظفوا الماضغين وبلغوا بالخواتيم (2).
الماضغان: أصول اللحيين عند منبت الأضراس.
[8252] 5 - الصدوق باسناده المتصل إلى خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن كلام
أهل الجنة؟ فقال: كلام أهل الجنة بالعربية، وسأله عن كلام أهل النار؟ فقال:
بالمجوسية، الحديث (3).
[8253] 6 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد بن إسحاق المادرائي، عن أبي قلابة
عبد الملك بن محمد، عن غانم بن الحسن السعدي، عن مسلم بن خالد المكي، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال: ما أنزل الله تبارك وتعالى كتابا ولا وحيا إلا
بالعربية فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالعربية فإذا كلم به قومهم كلمهم بالعربية فيقع في مسامعهم بلسانهم، وكان أحد

(1) الكافي: 8 / 246 ح 342.
(2) الخصال: 1 / 258 ح 134.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 246.
132

لا يخاطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأي لسان خاطبه إلا وقع في مسامعه بالعربية كل ذلك
يترجم جبرئيل (عليه السلام) له وعنه تشريفا من الله عز وجل له (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[8254] 7 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن محمد بن رياح، عن أبيه، عن أبي علي
الحسن بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر
محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال: إن أبا ذر وسلمان خرجا في طلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
فقيل لهما: انه توجه إلى ناحية قبا، فاتبعاه فوجدان ساجدا تحت شجرة فجلسا
ينتظرانه حتى ظنا انه نائم فأهويا ليوقظاه فرفع رأسه إليهما ثم قال: قد رأيت مكانكما
وسمعت مقالتكما ولم أكن راقدا، إن الله بعث كل نبي كان قبلي إلى أمته بلسان قومه
وبعثني إلى كل أسود وأحمر بالعربية وأعطاني في أمتي خمس خصال لم يعطها نبيا كان
قبلي: نصرني بالرعب تسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيؤمنون بي وأحل لي
المغنم وجعل لي الأرض مسجدا وطهورا أينما كنت منها أتيمم من تربتها وأصلي عليها
وجعل لكل نبي مسألة فسألوه إياها فأعطاهم ذلك في الدنيا وأعطاني مسألة فأخرت
مسألتي لشفاعة المؤمنين من أمتي يوم القيامة ففعل ذلك وأعطاني جوامع العلم
ومفاتيح الكلام ولم يعط ما أعطاني نبيا قبلي، فمسألتي بالغة إلى يوم القيامة لمن لقي الله
لا يشرك به شيئا مؤمنا بي مواليا لوصي محبا لأهل بيتي (2).
[8255] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: أول من شق لسانه بالعربية
إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان لسانه على لسان أبيه وأخيه
فهو أول من نطق بها وهو الذبيح (3).
[8256] 9 - الراوندي رفعه وقال: روي عن أبي إسماعيل السندي قال: سمعت بالهند ان لله

(1) علل الشرايع: 126 ح 8.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 50 / 56 الرقم 81.
(3) تحف العقول: 297.
133

في العرب حجة فخرجت منها في الطلب فدللت على الرضا (عليه السلام) فقصدته فدخلت
عليه وأنا لا أحسن من العربية كلمة، فسلمت بالسندية فرد علي بلغتي، فجعلت
أكلمه بالسندية وهو يجيبني بالسندية، فقلت له: إني سمعت بالسند ان لله حجة في
العرب فخرجت في الطلب، فقال بلغتي: نعم أنا هو ثم قال: فسل عما تريد، فسألته
عما أردته فلما أردت القيام من عنده قلت: إني لا أحسن العربية فادع الله أن يلهمنيها
لأتكلم بها مع أهلها، فمسح يده على شفتي فتكلمت بالعربية من وقتي (1).
[8257] 10 - المجلسي نقلا من كتاب نفحات الأزهار عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: هبط علي جبرئيل فقال: يا محمد ان لكل شئ
سيدا فسيد البشر آدم وسيد ولد آدم أنت وسيد الروم صهيب وسيد فارس سلمان
وسيد الحبش بلال وسيد الشجر السدر وسيد الطير النسر وسيد الشهور رمضان
وسيد الأيام يوم الجمعة وسيد الكلام العربية وسيد العربية القرآن وسيد القرآن سورة
البقرة (2).
الرواية نقلت من طرق العامة كما يشهد متنها.

(1) الخرايج: 1 / 340 ح 5. ونقل عنه في بحار الأنوار: 49 / 50.
(2) بحار الأنوار: 61 / 30.
134

العرض
[8258] 1 - الكليني، عن محمد بن علي، عن معمر رفعه قال: قال أمير المؤمنين صلوات
الله عليه في بعض خطبه: ان أفضل الفعال صيانة العرض بالمال (1).
[8259] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:... ولا
تجعل عرضك غرضا لنبال القول ولا تحدث الناس بكل ما سمعت به فكفى بذلك
كذبا (2).
[8260] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجود حارس الأعراض... (3).
[8261] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من ضن بعرضه فليدع المراء (4).
[8262] 5 - الديلمي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا رق العرض استصعب جمعه (5).
[8263] 6 - الديلمي رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال:... والبخل يمزق العرض... (6).
[8264] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أفضل الغنى ما صين به
العرض (7).

(1) الكافي: 4 / 49 ح 14.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 362.
(5) أعلام الدين: 303.
(6) أعلام الدين: 308.
(7) غرر الحكم: ح 3038.
135

[8265] 8 - وعنه (عليه السلام): أبخل الناس بعرضه أسخاهم بعرضه (1).
[8266] 9 - وعنه (عليه السلام): لم يذهب من مالك ما وقى عرضك (2).
[8267] 10 - وعنه (عليه السلام): من بذل عرضه ذل (3).
[8268] 11 - وعنه (عليه السلام): من بذل عرضه حقر (4).
[8269] 12 - وعنه (عليه السلام): من صان عرضه وقر (5).
[8270] 13 - وعنه (عليه السلام): من كرم عليه عرضه هان عليه المال (6).
[8271] 14 - وعنه (عليه السلام): من اللؤم أن يصون الرجل ماله ويبذل عرضه (7).
[8272] 15 - وعنه (عليه السلام): ما صان الأعراض كالإعراض عن الدنايا وسوء الأغراض (8).
[8273] 16 - وعنه (عليه السلام): وق عرضك بعرضك تكرم وتفضل تخدم واحلم تقدم (9).
[8274] 17 - وعنه (عليه السلام): وفور العرض بابتذال المال وصلاح الدين بإفساد الدنيا (10).
[8275] 18 - وعنه (عليه السلام): لا تفعل ما يشين العرض والاسم (11).
[8276] 19 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وأفضل المال ما وقى به
العرض وقضيت به الحقوق (12).
[8277] 20 - المجلسي رفعه وقال: سئل من الحسن بن علي (عليهما السلام) عن الصمت؟ فقال: هو
ستر العمى وزين العرض وفاعله في راحة وجليسه آمن (13).

(1) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(2) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(3) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(4) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(5) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(6) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(7) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(8) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(9) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(10) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(11) غرر الحكم: ح 3190 و 7547 و 7681 و 7928 و 7929 و 8635 و 9344 و 9698 و 10110 و 10125 و 10227.
(12) بحار الأنوار: 75 / 7 ح 60.
(13) بحار الأنوار: 75 / 111.
136

عرض الأعمال
[8278] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر
ابن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن يعقوب بن شعيب قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) (1) قال: هم الأئمة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8279] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: مالكم تسوؤن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال رجل:
كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية
ساءه ذلك فلا تسوؤا رسول الله وسروه (3).
الرواية موثقة سندا.
[8280] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام)
يقول: إن الأعمال تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبرارها وفجارها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8281] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،

(1) سورة التوبة: 106.
(2) الكافي: 1 / 219 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 219 ح 3.
(4) الكافي: 1 / 220 ح 6.
137

عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: تعرض الأعمال على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعمال العباد كل صباح أبرارها وفجارها
فاحذروها وهو قول الله تعالى: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله)
وسكت (1).
[8282] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن الزيات، عن
عبد الله بن أبان الزيات وكان مكينا عند الرضا (عليه السلام) قال: قلت للرضا (عليه السلام): ادع الله لي
ولأهل بيتي فقال: أولست أفعل؟ والله إن أعمالكم لتعرض علي في كل يوم وليلة
قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرء كتاب الله عز وجل (وقل اعملوا فسيرى الله
عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هو والله علي بن أبي طالب (عليه السلام) (2).
[8283] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن أبي سعيد الآدمي، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن
أبا الخطاب كان يقول: ان رسول الله تعرض عليه أعمال أمته كل خميس فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): ليس هكذا ولكن رسول الله تعرض عليه أعمال أمته كل صباح
أبرارها وفجارها فاحذروا وهو قول الله عز وجل: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون) وسكت. قال أبو بصير: إنما عنى الأئمة (عليهم السلام) (3).
[8284] 7 - الصدوق عن أبي الحسن، عن علي بن أحمد الطبري، عن أبي سعيد، عن
خراش، عن أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حياتي خير لكم ومماتي خير لكم، أما
حياتي فتحدثوني وأحدثكم وأما موتي فتعرض علي أعمالكم عشية الاثنين والخميس
فما كان من عمل صالح حمدت الله عليه وما كان من عمل سيئ استغفرت الله لكم (4).

(1) الكافي: 1 / 219 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 219 ح 4.
(3) معاني الأخبار: 392.
(4) معاني الأخبار: 410.
138

[8285] 8 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم،
قالوا: يا رسول الله وكيف ذلك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أما حياتي، فإن الله عز وجل يقول: (وما
كان ليعذبهم وأنت فيهم) وأما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض علي كل يوم فما
كان من حسن استزدت الله لكم وما كان من قبيح استغفرت الله لكم. قالوا: وقد
رممت يا رسول الله؟ يعنون صرت رميما، فقال: كلا ان الله تبارك وتعالى حرم
لحومنا على الأرض أن تطعم شيئا منها (1)
[8286] 9 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي الحسن على بن بلال، عن علي بن سليمان، عن
أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد البرقي، عن سعيد
ابن مسلم، عن داود بن كثير الرقي قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ قال
مبتدئا من قبل نفسه: يا داود لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس فرأيت فيما
عرض علي من عملك صلتك لابن عمك فلان فسرني ذلك، أني علمت صلتك له
أسرع لفناء عمره وقطع أجله، قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبا خبيثا بلغني
عنه وعن عياله سوء حال، فصككت له نفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت في
المدينة أخبرني أبو عبد الله (عليه السلام) بذلك (2).
[8287] 10 - الطوسي باسناده عن إبراهيم الأحمري، عن محمد بن الحسن ويعقوب بن
يزيد وعبد الله بن الصلت والعباس بن معروف وأيوب والقاسم ومحمد بن عيسى
ومحمد بن خالد وغيرهم، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز وجل: (وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: إيانا عنى (3).

(1) الفقيه: 1 / 121.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 77 / 413 الرقم 929.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 66 / 409 الرقم 918.
139

ونقلها الصفار بسند صحيح في بصائر الدرجات: 427 ح 1.
[8288] 11 - الطوسي، عن الحسن بن عبيد الله، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن
سفيان البزوفري، عن الشيخ أبي القاسم حسين بن روح قال: اختلف أصحابنا في
التفويض وغيره فمضيت إلى أبي طاهر بن بلال في أيام استقامته فعرفته الخلاف فقال:
أخرني فأخرته أياما، فعدت إليه فأخرج إلي حديثا بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا أراد أمرا عرضه على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) واحدا بعد واحد
إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان (عليه السلام) ثم يخرج إلى الدنيا وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا
إلى الله عز وجل عملا عرض على صاحب الزمان (عليه السلام) ثم يخرج على واحد واحد إلى أن يعرض
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يعرض على الله عز وجل فما نزل من الله فعلى أيديهم وما عرج إلى
الله فعلى أيديهم وما استغنوا عن الله عز وجل طرفة عين (1).
[8289] 12 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد،
عن يحيى الحلبي، عن أديم بن الحر، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قول الله تبارك وتعالى: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال:
هو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) تعرض عليهم أعمال العباد كل خميس (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8290] 13 - الصفار، عن أحمد بن موسى، عن الحسن بن علي الخشاب، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: (قل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: هم الأئمة تعرض عليهم أعمال
العباد كل يوم إلى يوم القيامة (3).

(1) الغيبة: 238.
(2) بصائر الدرجات: 427 ح 2.
(3) بصائر الدرجات: 427 ح 4.
140

[8291] 14 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن
الفضيل، عن أبي الحسن (عليه السلام) في هذه الآية (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) قال: نحن هم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8292] 15 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن
سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن يعقوب بن شعيب الميثمي
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) قال: هم الأئمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8293] 16 - الصفار، عن أحمد بن علي بن فضال، عن أبيه، عن ابن بكير قال: سئلت
أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (قل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) قال: تريد أن تروي علي هو الذي في نفسك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8294] 17 - الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن الحسين، عن حماد بن
عيسى، عن حريز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الأعمال
تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: ما فيه شك ثم تلا هذه الآية قال: (اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) قال: ان لله شهداء في أرضه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8295] 18 - الصفار، عن الهيثم النهدي، عن أبيه، عن عبد الله بن أبان قال: قلت

(1) بصائر الدرجات: 427 ح 5.
(2) بصائر الدرجات: 428 ح 11.
(3) بصائر الدرجات: 429 ح 4.
(4) بصائر الدرجات: 430 ح 7.
141

للرضا (عليه السلام) وكان بيني وبينه شئ، ادع الله لي ولمواليك، فقال: والله أن أعمالكم
لتعرض علي في كل خميس (1).
[8296] 19 - الصفار، عن محمد بن علي بن سعيد الزيات، عن عبد الله بن أبان قال:
قلت للرضا (عليه السلام): إن قوما من مواليك سئلوني أن تدعو الله لهم فقال: والله إني لتعرض
علي في كل يوم أعمالهم (2).
[8297] 20 - الصفار، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن عبد الكريم بن يحيى
الخثعمي، عن بريد العجلي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) (اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون) قال: ما من مؤمن يموت ولا كافر فتوضع في قبره حتى
تعرض عمله على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى علي (عليه السلام) فهلم جرا إلى آخر من فرض الله
طاعته على العباد (3).
الروايات في هذا المجال متعددة كثيرة، بل متواترة فراجع إن شئت الكافي:
1 / 219، وتفسير العياشي: 2 / 108، وبصائر الدرجات: 424، ووسائل
الشيعة: 11 / 386، (16 / 107 طبع آل البيت) ومستدرك الوسائل: 12 / 161،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 301، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 232،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) و (2) بصائر الدرجات: 430 ح 8 و 11.
(3) بصائر الدرجات: 428 ح 8.
142

العرفان (1)
[8298] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قتل دون مظلمته فهو شهيد ثم قال: يا أبا مريم هل تدري
ما دون مظلمته؟ قلت: جعلت فداك الرجل يقتل دون أهله ودون ماله وأشباه ذلك،
فقال: يا أبا مريم إن من الفقه عرفان الحق (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8299] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
حماد بن عيسى، عن عبد المؤمن، عن سالم قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد
ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله) (3) قال: السابق بالخيرات: الإمام والمقتصد:
العارف للإمام والظالم لنفسه: الذي لا يعرف الإمام (4).
[8300] 3 - الكليني، عن الحسين، عن معلى، عن الوشاء، عن عبد الكريم، عن سليمان
ابن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قوله تعالى (ثم أورثنا الكتاب الذين
اصطفينا من عبادنا) فقال: أي شئ تقولون أنتم؟ قلت: نقول: أنها في

(1) يطلق غالبا في الروايات لمن عرف ولاية الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وإمامتهم.
(2) الكافي: 5 / 52 ح 2.
(3) سورة فاطر: 32.
(4) الكافي: 1 / 214 ح 1.
143

الفاطميين، قال: ليس حيث تذهب ليس يدخل في هذا من أشار بسيفه ودعا الناس
إلى خلاف، فقلت: فأي شئ الظالم لنفسه؟ قال: الجالس في بيته لا يعرف حق
الإمام والمقتصد: العارف بحق الإمام والسابق بالخيرات: الإمام (1).
[8301] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
أورمة، عن محمد بن عمرو، عن حسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إمش أمام جنازة المسلم العارف ولا تمش أمام جنازة الجاحد
فإن أمام جنازة المسلم ملائكة يسرعون به إلى الجنة وأن أمام جنازة الكافر ملائكة
يسرعون به إلى النار (2).
[8302] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
محمد بن مروان، عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من مات وليس
له إمام فميتته ميتة جاهلية ومن مات وهو عارف لإمامه لم يضره تقدم هذا الأمر أو
تأخر ومن مات وهو عارف لإمامه كان كمن هو مع القائم في فسطاطه (3).
[8303] 6 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن
أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن نكاح الناصب؟
فقال: لا والله ما يحل، قال فضيل: ثم سألته مرة أخرى فقلت: جعلت فداك ما تقول
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في نكاحهم قال: والمرأة عارفة؟ قلت: عارفة، قال: إن العارفة
لا توضع إلا عند عارف (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8304] 7 - الصدوق بإسناده إلى علل ابن سنان، عن الرضا (عليه السلام) قال: حرم الله عقوق

(1) الكافي: 1 / 214 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 169 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 371 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 350 ح 11.
144

الوالدين لما فيه من الخروج عن التوقير [من التوفيق] لطاعة الله عز وجل والتوقير
للوالدين وتجنب كفر النعمة وإبطال الشكر وما يدعو في ذلك إلى قلة النسل
وانقطاعه، لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام
والزهد من الوالدين في الولد وترك التربية بعلة ترك الولد برهما (1).
[8305] 8 - الصدوق بإسناده إلى حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل حفدتي
بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس، من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم
القيامة وأدخلته الجنة وإن كان من أهل الكبائر، قال: قلت: جعلت فداك وما
عرفان حقه؟ قال: يعلم انه إمام مفترض الطاعة، غريب شهيد، من زاره عارفا
بحقه أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيدا ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على
حقيقة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8306] 9 - الطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن علي، عن
أبي جميلة، عن سندي، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المرأة
العارفة هل أزوجها الناصب؟ قال: لا، لأن الناصب كافر، قال: فأزوجها الرجل
غير الناصب ولا العارف؟ فقال: غيره أحب إلي منه (3).
[8307] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العارف من عرف نفسه فأعتقها
ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها (4).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 91.
(2) الفقيه: 2 / 584 ح 3190.
(3) التهذيب: 7 / 303 ح 21.
(4) غرر الحكم: ح 1788.
145

العزة
[8308] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الحسن الأحمسي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم يفوض إليه أن
يكون ذليلا أما تسمع قول الله عز وجل يقول: (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1)
فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا ثم قال: ان المؤمن أعز من الجبل ان الجبل
يستقل منه بالمعاول والمؤمن لا يستقل من دينه شئ (2).
رويها الشيخ الطوسي في التهذيب: 6 / 179 ح 16.
[8309] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم
يفوض إليه أن يذل نفسه ألم تسمع لقول الله عز وجل (ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله بالإيمان
والإسلام (3).
الرواية موثقة سندا.
[8310] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن

(1) سورة المنافقين: 7.
(2) الكافي: 5 / 63 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 63 ح 2.
146

محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان نقش خاتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
«محمد رسول الله» وكان نقش خاتم أمير المؤمنين (عليه السلام) «الله الملك» وكان نقش خاتم
أبي (عليه السلام) «العزة لله» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8311] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الغنى والعز يجولان فإذا
ظفرا بموضع التوكل أوطنا.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن
حسان مثله (2).
[8312] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي
على الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالغصب والبخل
ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر
وهو يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو
يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (3).
[8313] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): العز
رداء الله والكبر إزاره، فمن تناول شيئا منه أكبه الله في جهنم (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 6 / 473 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 64 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 309 ح 3.
147

[8314] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن
عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أعطى المؤمن
ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة والفلح في الدنيا والآخرة والمهابة في صدور
الظالمين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8315] 8 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:... ومن يطلب
العز بغير حق يذل... (2).
[8316] 9 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اني لأرحم ثلاثة
وحق لهم أن يرحموا: عزيز أصابته مذلة بعد العز وغني أصابته حاجة بعد الغنى وعالم
يستخف به أهله والجهلة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8317] 10 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن محمد بن الحسن بن دريد،
عن أبي حاتم، عن العتبى يعني محمد بن عبيد الله، عن أبيه قال: وأخبرنا عبد الله بن
شبيب، عن زكريا بن يحيى المنقري، عن العلا بن محمد بن الفضل، عن أبيه، عن
جده قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمس فقلت: يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها فإنا
قوم نعمر في البرية، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا قيس إن مع العز ذلا وأن مع الحياة موتا
وأن مع الدنيا آخرة وأن لكل شئ حسيبا وعلى كل شئ رقيبا وأن لكل حسنة ثوابا

(1) الكافي: 8 / 234 ح 310.
(2) الكافي: 8 / 20.
(3) الخصال: 1 / 86 ح 18.
148

ولكل سيئة عقابا ولكل أجل كتابا وانه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو
حي وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك ثم لا يحشر إلا
معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح آنست به
وان فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك، فقال: يا نبي الله أحب أن يكون هذا الكلام
في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره فأمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من
يأتيه بحسان بن ثابت قال: فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر فاستتب لي
القول قبل مجئ حسان فقلت: يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها توافق
ما تريد فقلت لقيس بن عاصم:
تخير خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولا بد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (1)
[8318] 11 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة،
عن أبيه قال قال الصادق (عليه السلام): مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى والدعة
وقلة الاهتمام والعز، فأما الغنى فموجود في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده وأما
الدعة فموجود في خفة المحمل فمن طلبها في ثقله لم يجدها وأما قلة الاهتمام فموجودة في
قلة الشغل فمن طلبها مع كثرته لم يجدها وأما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه في
خدمة المخلوق لم يجده (2).
[8319] 12 - الصدوق، عن القطان، عن السكوني، عن الجوهري، عن ابن عمارة،

(1) أمالي الصدوق: المجلس الأول ح 4 / 50 الرقم 4.
(2) الخصال: 1 / 198 ح 7.
149

عن أبيه، عن سفيان بن سعيد قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)
وكان والله صادقا كما سمي يقول: يا سفيان عليك بالتقية فإنها سنة إبراهيم الخليل (عليه السلام)
وان الله عز وجل قال لموسى وهارون (عليهما السلام): (اذهبا إلى فرعون انه طغى فقولا له
قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) يقول الله عز وجل كنياه وقولا له يا أبا مصعب وأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا أراد سفرا ورى بغيره، وقال (عليه السلام): أمرني ربي بمداراة الناس
كما أمرني بأداء الفرائض ولقد أدبه الله عز وجل بالتقية فقال: (ادفع بالتي هي أحسن
فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها
إلا ذو حظ عظيم) يا سفيان من استعمل التقية في دين الله فقد تسنم الذروة العليا من
العز، ان عز المؤمن في حفظ لسانه ومن لم يملك لسانه ندم، الخبر (1).
[8320] 13 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كفارات المجالس أن تقول عند
قيامك منها «سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب
العالمين» (2).
[8321] 14 - الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن الحسن بن جعفر،
عن طاهر بن مدرار، عن رزين بن انس قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول:
لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون كامل العقل ولا يكون كامل العقل حتى يكون فيه
عشر خصال: الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستقل كثير الخير من نفسه
ويستكثر قليل الخير من غيره ويستكثر قليل الشر من نفسه ويستقل كثير الشر من
غيره لا يتبرم بطلب الحوائج قبله ولا يسام من طلب العلم عمره، الذل أحب إليه من
العز والفقر أحب إليه من الغنى، حسبه من الدنيا قوت، والعاشرة وما العاشرة،
لا يلقى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان رجل خير منه وأتقى

(1) معاني الأخبار: 385 ح 20.
(2) الفقيه: 3 / 379 ح 4335.
150

وآخر شر منه وأدنى فإذا لقي الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به وإذا لقي
الذي هو شر منه وأدنى قال: لعل شر هذا ظاهر وخيره باطن فإذا فعل ذلك علا
وساد أهل زمانه (1).
[8322] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولا عز كالحلم... (2).
[8323] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا شرف أعلى من الإسلام ولا
عز أعز من التقوى... (3).
[8324] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تعزز بالله لم يذله
سلطان (4).
[8325] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العز من اليأس (5).
[8326] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من إعتز بغير الله أهلكه
العز (6).
[8327] 20 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي رفعه إلى ثابت البناني قال: كنت حاجا
وجماعة عباد البصرة مثل أيوب السجستاني وصالح المري وعتبة الغلام وحبيب
الفارسي ومالك بن دينار فلما أن دخلنا مكة رأينا الماء ضيقا وقد اشتد بالناس
العطش لقلة الغيث ففزع إلينا أهل مكة والحجاج يسألونا أن نستسقي لهم فأتينا
الكعبة وطفنا بها ثم سألنا الله خاضعين متضرعين بها، فمنعنا الإجابة، فبينما نحن
كذلك إذا نحن بفتى قد أقبل قد أكربته أحزانه وأفلقته أشجانه فطاف بالكعبة أشواطا

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 5 / 153 الرقم 253.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(4) غرر الحكم: ح 8034.
(5) غرر الحكم: ح 442.
(6) غرر الحكم: ح 8217.
151

ثم أقبل علينا فقال: يا مالك بن دينار ويا ثابت البناني ويا أيوب السجستاني ويا
صالح المري ويا عتبة الغلام ويا حبيب الفارسي ويا سعد ويا عمر ويا صالح الأعمى
ويا رابعة ويا سعدانة ويا جعفر بن سليمان، فقلنا: لبيك وسعديك يا فتى، فقال: أما
فيكم أحد يحبه الرحمن؟ فقلنا: يا فتى علينا الدعاء وعليه الإجابة فقال: ابعدوا من
الكعبة فلو كان فيكم أحد يحبه الرحمن لأجابه، ثم أتى الكعبة فخر ساجدا فسمعته
يقول في سجوده: «سيدي بحبك لي إلا سقيتهم الغيث» قال: فما استتم الكلام حتى
أتاهم الغيث كأفواه القرب، فقلت: يا فتى من أين علمت انه يحبك؟ قال: لو لم يحبني
لم يستزرني فلما استزارني علمت انه يحبني فسألته بحبه لي فأجابني ثم ولى عنا وأنشأ
يقول:
من عرف الرب فلم تغنه * معرفة الرب فذاك الشقي
ما ضر في الطاعة ما ناله * في طاعة الله وماذا لقي
ما يصنع العبد بغير التقى * والعز كل العز للمتقي
فقلت: يا أهل مكة من هذا الفتى؟ قالوا: علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب (عليهم السلام) (1).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
ومنها: الوافي: 5 / 733، وألف حديث في المؤمن: 233.

(1) الاحتجاج: 2 / 316.
152

العزلة
[8328] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن
داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: إن قدرتم أن لا
تعرفوا فافعلوا وما عليك إن لم يثن الناس عليك وما عليك أن تكون مذموما عند
الناس إذا كنت محمودا عند الله تبارك وتعالى ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: لا خير
في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد فيها كل يوم إحسانا ورجل يتدارك منيته
بالتوبة وأنى له بالتوبة فوالله ان لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله عز وجل منه عملا إلا
بولايتنا أهل البيت ألا ومن عرف حقنا أو رجا الثواب بنا ورضي بقوته نصف مد كل
يوم وما يستر به عورته وما أكن به رأسه، وهم مع ذلك والله خائفون وجلون ودوا أنه
حظهم من الدنيا وكذلك وصفهم الله عز وجل حيث يقول: (والذين يؤتون ما آتوا
وقلوبهم وجلة) (1) ما الذي اتوا به اتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية وهم في ذلك
خائفون أن لا يقبل منهم وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه من إصابة الدين
ولكنهم خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا.
ثم قال: إن قدرت أن لا تخرج من بيتك فافعل فإن عليك في خروجك أن لا تغتاب
ولا تكذب ولا تحسد ولا ترائي ولا تتصنع ولا تداهن.
ثم قال: نعم صومعة المسلم بيته يكف فيه بصره ولسانه ونفسه وفرجه، ان من
عرف نعمة الله بقلبه استوجب المزيد من الله عز وجل قبل أن يظهر شكرها على لسانه ومن

(1) سورة المؤمنين: 60.
153

ذهب يرى أن له على الآخر فضلا فهو من المستكبرين، فقلت له: إنما يرى أن له عليه
فضلا بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي؟ فقال: هيهات هيهات فلعله أن يكون قد
غفر له ما أتى وأنت موقوف محاسب أما تلوت قصة سحرة موسى (عليه السلام). ثم قال: كم
من مغرور بما قد أنعم الله عليه وكم من مستدرج بستر الله عليه وكم من مفتون بثناء
الناس عليه ثم قال: اني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الامة إلا لأحد ثلاثة:
صاحب سلطان جائر وصاحب هوى والفاسق المعلن ثم تلا: (قل إن كنتم تحبون
الله فاتبعوني يحببكم الله) (1) ثم قال: يا حفص الحب أفضل من الخوف ثم قال:
والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله
تبارك وتعالى فبكى رجل فقال: أتبكي لو ان أهل السماوات والأرض كلهم اجتمعوا
يتضرعون إلى الله عز وجل أن ينجيك من النار ويدخلك الجنة لم يشفعوا فيك ثم كان لك
قلب حتى لكنت أخوف الناس لله عز وجل في تلك الحال ثم قال له: يا حفص كن ذنبا ولا
تكن رأسا يا حفص قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من خاف الله كل لسانه.
ثم قال: بينا موسى بن عمران (عليه السلام) يعظ أصحابه إذ قام رجل فشق قميصه فأوحى
الله عز وجل إليه يا موسى قل له: لا تشق قميصك ولكن اشرح لي عن قلبك ثم قال: مر
موسى بن عمران (عليه السلام) برجل من أصحابه وهو ساجد فانصرف من حاجته وهو
ساجد على حاله فقال له موسى (عليه السلام): لو كانت حاجتك بيدي لقضيتها لك فأوحى
الله عز وجل إليه يا موسى لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبلته حتى يتحول عما أكره إلى
ما أحب (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8329] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عمن

(1) سورة آل عمران: 31.
(2) الكافي: 8 / 128 ح 9.
154

رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر،
لزم بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ قال: فقال: كيف يتفقه هذا في دينه (1).
[8330] 3 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
ثلاث موبقات: نكث الصفقة وترك السنة وفراق الجماعة. وثلاث منجيات: تكف
لسانك وتبكي على خطيئتك وتلزم بيتك (2).
[8331] 4 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن إبراهيم بن
هاشم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام)
قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): طوبى لمن كان صمته فكرا ونظره عبرا ووسعه بيته
وبكى على خطيئته وسلم الناس من يده ولسانه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8332] 5 - المفيد بإسناده إلى الحسن بن علي (عليه السلام) انه قال: لما حضرت أبي الوفاة أقبل
يوصي فقال:... ثم إني أوصيك يا حسن - وكفى بك وصيا - بما أوصاني به
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا كان ذلك يا بني فألزم بيتك وابك على خطيئتك ولا تكن الدنيا
أكبر همك... (4).
[8333] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال في وصيته لهشام:... يا هشام
الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل
الدنيا والراغبين فيها ورغب فيما عند ربه وكان الله آنسه في الوحشة وصاحبه في
الوحدة وغناه في العيلة ومعزه في غير عشيرة... (5).

(1) الكافي: 1 / 31 ح 9.
(2) الخصال: 1 / 85 ح 13.
(3) الخصال: 1 / 295 ح 62.
(4) أمالي المفيد: المجلس السادس والعشرون ح 1 / 220.
(5) تحف العقول: 387.
155

[8334] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذل في نفسه وطاب
كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وامسك الفضل من
لسانه وعزل عن الناس شره ووسعته السنة ولم ينسب إلى البدعة (1).
[8335] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العزلة أفضل شيم الأكياس (2).
[8336] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العزلة حسن التقوى (3).
[8337] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... العزلة عبادة... (4).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع المحجة البيضاء:
4 / 3، وارشاد القلوب: 99، وبحار الأنوار: 67 / 108، ووسائل الشيعة:
11 / 282، ومستدرك الوسائل: 11 / 383، وجامع أحاديث الشيعة:
14 / 190، وهداية العلم: 390.
وقد مر منا عنوان الاعتزال في محله.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(2) غرر الحكم: ح 1414.
(3) غرر الحكم: ح 1109.
(4) بحار الأنوار: 75 / 10.
156

العزم
[8338] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي،
عن هشام بن سالم ودرست بن أبي منصور، عنه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الأنبياء
والمرسلون على أربع طبقات: فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها ونبي يرى في النوم
ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة ولم يبعث إلى أحد وعليه إمام مثل ما كان إبراهيم
على لوط (عليهما السلام) ونبي يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد ارسل إلى طائفة
قلوا أو كثروا كيونس قال الله ليونس: (وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون) (1)
قال: يزيدون ثلاثين ألفا وعليه إمام والذي يرى في نومه ويسمع الصوت ويعاين في
اليقظة وهو إمام مثل اولي العزم وقد كان إبراهيم (عليه السلام) نبيا وليس بإمام حتى قال الله:
(إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال [الله] لا ينال عهدي الظالمين) (2)
من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما (3).
[8339] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى
الخثعمي، عن هشام، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سادة
النبيين والمرسلين خمسة وهم أولوا العزم من الرسل وعليهم دارت الرحى: نوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) سورة الصافات: 147.
(2) سورة البقرة: 124.
(3) الكافي: 1 / 174 ح 1.
(4) الكافي: 1 / 175 ح 3.
157

[8340] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عز وجل (فاصبر كما
صبر أولوا العزم من الرسل)، فقال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام)
قلت: كيف صاروا أولي العزم؟ قال: لأن نوحا بعث بكتاب وشريعة وكل من جاء
بعد نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه حتى جاء إبراهيم (عليه السلام) بالصحف وبعزيمة
ترك كتاب نوح لا كفرا به فكل نبي بعد إبراهيم (عليه السلام) أخذ بشريعة إبراهيم ومنهاجه
وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك الصحف وكل
نبي جاء بعد موسى (عليه السلام) أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه حتى جاء المسيح (عليه السلام)
بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه فكل نبي جاء بعد المسيح أخذ بشريعته
ومنهاجه حتى جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه فحلاله حلال إلى
يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء اولوا العزم من الرسل (عليهم السلام) (1).
الرواية موثقة سندا.
[8341] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو أن أحدكم إذا ربح
الربح أخذ منه الشئ فعزله فقال: هذا للحج، وإذا ربح أخذ منه وقال: هذا للحج،
جاء أبان الحج وقد اجتمعت له نفقة، عزم الله فخرج ولكن أحدكم يربح الربح فينفقه
فإذا جاء أبان الحج أراد أن يخرج ذلك من رأس ماله فيشق عليه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8342] 5 - الكليني باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف المؤمن:... يحب في
الله بفقه وعلم ويقطع في الله بحزم وعزم... (3).

(1) الكافي: 2 / 17 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 280 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 229.
158

[8343] 6 - الصدوق بإسناده إلى إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد
وطنت نفسي على لزوم الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي، فقال: وقد
عزمت على ذلك؟ قلت: نعم قد عزمت على ذلك، فقال: إن فعلت ذلك فأيقن بكثرة
المال أو ابشر بكثرة المال (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8344] 7 - الصدوق، عن الفامي وابن مسرور، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن البرقي،
عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه (عليهما السلام): أن رجلا قام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له:
يا أمير المؤمنين بما عرفت ربك؟ قال: بفسخ العزم ونقض الهمم لما ان هممت حال
بيني وبين همي وعزمت فخالف القضاء عزمي فعلمت ان المدبر غيري، قال: فبماذا
شكرت نعماه؟ قال: نظرت إلى بلاء قد صرفه عني وأبلى به غيري فعلمت انه قد أنعم
علي فشكرته، قال: فبماذا أحببت لقاءه؟ قال: لما رأيته قد اختار لي دين ملائكته
ورسله وأنبيائه علمت ان الذي أكرمني بهذا ليس ينساني فأحببت لقاءه (2).
[8345] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لقائل بحضرته استغفر الله: ثكلتك
أمك أتدري ما الاستغفار؟ إن الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة معان:
أولها: الندم على ما مضى والثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا والثالث: أن تؤدي
إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله أملس ليس عليك تبعة والرابع: أن تعمد إلى كل
فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على
السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد
والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية فعند ذلك تقول:

(1) الفقيه: 2 / 218 ح 2215.
(2) الخصال: 1 / 33 ح 1.
159

«استغفر الله» (1).
[8346] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحمد لله الذي شرع الاسلام
فسهل شرائعه لمن ورده وأعز أركانه على من غالبه فجعله أمنا لمن عقله وسلما لمن
دخله وبرهانا لمن تكلم به وشاهدا لمن خاصم به ونورا لمن استضاء به وفهما لمن عقل
ولبا لمن تدبر وآية لمن توسم وتبصرة لمن عزم وعبرة لمن اتعظ ونجاة لمن صدق وثقة
لمن توكل وراحة لمن فوض وجنة لمن صبر فهو أبلج المناهج وأوضح الولائج مشرف
المنار مشرق الجواد مضئ المصابيح كريم المضمار رفيع الغاية جامع الحبلة متنافس
السبقة شريف الفرسان، التصديق منهاجه والصالحات مناره والموت غايته والدنيا
مضماره والقيامة حلبته والجنة سبقته... (2).
[8347] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته للحسن (عليه السلام):...
وإياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى أفن وعزمهن إلى وهن... (3).
[8348] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أصل العزم الحزم وثمرته
الظفر (4).
[8349] 12 - وعنه (عليه السلام): تداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة ومن كرى الغفلة في ناظرك
بيقظة (5).
[8350] 13 - وعنه (عليه السلام): ضادوا التواني بالعزم (6).
[8351] 14 - وعنه (عليه السلام): على قدر الرأي تكون العزيمة (7).
[8352] 15 - وعنه (عليه السلام): عزيمة الخير تطفئ نار الشر (8).
[8353] 16 - وعنه (عليه السلام): من ساء عزمه رجع عليه سهمه (9).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 417.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 106.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) غرر الحكم: ح 3095 و 4562 و 5927 و 6173 و 6308 و 8315.
(5) غرر الحكم: ح 3095 و 4562 و 5927 و 6173 و 6308 و 8315.
(6) غرر الحكم: ح 3095 و 4562 و 5927 و 6173 و 6308 و 8315.
(7) غرر الحكم: ح 3095 و 4562 و 5927 و 6173 و 6308 و 8315.
(8) غرر الحكم: ح 3095 و 4562 و 5927 و 6173 و 6308 و 8315.
(9) غرر الحكم: ح 3095 و 4562 و 5927 و 6173 و 6308 و 8315.
160

[8354] 17 - وعنه (عليه السلام): من الحزم قوة العزم (1).
[8355] 18 - وعنه (عليه السلام): من الحزم صحة العزم (2).
[8356] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تجتمع عزيمة ووليمة (3).
[8357] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلم ان من الحزم
العزم... (4).

(1) غرر الحكم: ح 9263 و 9399 و 10580.
(2) غرر الحكم: ح 9263 و 9399 و 10580.
(3) غرر الحكم: ح 9263 و 9399 و 10580.
(4) بحار الأنوار: 75 / 10 ح 68.
161

العسل
[8358] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل
العسل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8359] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8360] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سكين النخعي
وكان تعبد وترك النساء والطيب والطعام فكتب إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يسأله عن ذلك،
فكتب إليه: أما قولك في النساء فقد علمت ما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من النساء، وأما
قولك في الطعام فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل اللحم والعسل (3).
الرواية حسنة سندا.
[8361] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن محمد بن سوقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(1) الكافي: 2 / 302 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 321 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 320 ح 4.
162

ما استشفى الناس بمثل العسل (1).
[8362] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لعق العسل شفاء من كل داء قال الله عز وجل: (يخرج من بطونها
شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس) (2) وهو مع قراءة القرآن ومضغ اللبان
يذيب البلغم (3).
[8363] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعجبه العسل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8364] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى،
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن سكين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
يأكل العسل ويقول: آيات من القرآن ومضغ اللبان يذيب البلغم (5).
الرواية حسنة سندا.
[8365] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ما استشفى مريض بمثل العسل (6).
[8366] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
نوح بن شعيب، عمن ذكره عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء الظهر
فينقع له اللبن الحليب والعسل (7).
وروي مثلها في الكافي: 6 / 337 ح 8.

(1) الكافي: 6 / 332 ح 1.
(2) سورة النحل: 69.
(3) الكافي: 6 / 332 ح 2 و 3 و 4 و 5.
(4) الكافي: 6 / 332 ح 2 و 3 و 4 و 5.
(5) الكافي: 6 / 332 ح 2 و 3 و 4 و 5.
(6) الكافي: 6 / 332 ح 2 و 3 و 4 و 5.
(7) الكافي: 8 / 191 ح 222.
163

[8367] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان
الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتي
أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوم لصوص قد سرقوا فقطع أيديهم من نصف الكف وترك الإبهام
ولم يقطعها وأمرهم أن يدخلوا دار الضيافة وأمر بأيديهم أن تعالج، فأطعمهم السمن
والعسل واللحم حتى برئوا فدعاهم وقال: يا هؤلاء أن أيديكم قد سبقت إلى النار
فإن تبتم وعلم الله منكم صدق النية تاب الله عليكم وجررتم أيديكم إلى الجنة وإن لم
تقلعوا ولم تنتهوا عما أنتم عليه جرتكم أيديكم إلى النار (1).
[8368] 11 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان يكن في
شئ شفاء ففي شرطة حجام أو شربة عسل (2).
شرطة الحجام: الآلة التي يحجم بها.
[8369] 12 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تردوا
شربة العسل على من أتاكم بها (3).
[8370] 13 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): ثلاثة
يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم: قراءة القرآن والعسل واللبان (4).
[8371] 14 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الطيب
نشرة والعسل نشرة والركوب نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة (5).
[8372] 15 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
العسل شفاء يطرد الريح والحمى (6).

(1) الكافي: 7 / 226 ح 31.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 35 ح 83.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 36 ح 84.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 38 ح 111.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 40 ح 126.
(6) جامع الأحاديث: 101.
164

[8373] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف الأنصاري
وهو عامله على البصرة وقد بلغه انه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها:
أما بعد يا ابن حنيف فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة
فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان وما ظننت انك تجيب إلى
طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم فما اشتبه
عليك علمه فألفظه وما أيقنت بطيب وجوهه فنل منه. ألا وان لكل مأموم إماما
يقتدي به ويستضئ بنور علمه ألا وان إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه
بقرصيه ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد
فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا ولا ادخرت من غنائمها وفرا ولا أعددت لبالي ثوبي
طمرا ولا حزت من أرضها شبرا ولا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة ولهي في عيني
أوهى وأهون من عفصة مقرة، بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء
فشحت عليها نفوس قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله وما أصنع
بفدك وغير فدك والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها وتغيب
أخبارها وحفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لأضغطها الحجر والمدر
وسد فرجها التراب المتراكم وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف
الأكبر وتثبت على جوانب المزلق ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل
ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي
إلى تخير الأطعمة ولعل بالحجاز أو باليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع
أو أن أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى أو أن أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
أ أقنع من نفسي أن يقال لي أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون
أسوة لهم في جشوبة العيش فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات كالبهيمة المربوطة همها
165

علفها أو المرسلة شغلها تقممها تكترش من أعلافها وتلهو عما يراد بها أو أترك سدى
أو أهمل عابثا أو أجر حبل الضلالة أو اعتسف طريق المتاهة وكأني بقائلكم يقول:
إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة
الشجعان، ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا والرواتع الخضرة أرق جلودا
والنابتات العذبة أقوى وقودا وأبطأ خمودا، وأنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالصنو من
الصنو والذراع من العضد والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها ولو
أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها وسأجهد في أن أطهر الأرض من هذا
الشخص المعكوس والجسم المركوس حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد.
إليك عني يا دنيا فحبلك على غاربك قد أنسللت من مخالبك وأفلت من حبائلك
وأجتنبت الذهاب في مداحضك، أين القرون الذين غررتهم بمداعبك أين الأمم
الذين فتنتهم بزخارفك، فها هم رهائن القبور ومضامين اللحود، والله لو كنت
شخصا مرئيا وقالبا حسيا لأقمت عليك حدود الله في عباد غررتهم بالأماني أمم
ألقيتهم في المهاوي وملوك أسلمتهم إلى التلف وأوردتهم موارد البلاء إذ لا ورد ولا
صدر! هيهات من وطئ دحضك زلق ومن ركب لججك غرق ومن ازور عن حبالك
وفق والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه والدنيا عنده كيوم حان انسلاخه، اعزبي
عني فوالله لا أذل لك فتستذليني ولا أسلس لك فتقوديني، وأيم الله - يمينا أستثني فيها
بمشية الله - لأروضن نفسي رياضة تهش معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما
وتقنع بالملح مأدوما ولأدعن مقلتي كعين ماء نضب معينها مستفرغة دموعها أتمتلئ
السائمة من رعيها فتبرك وتشبع الربيضة من عشبها فتربض ويأكل على من زاده
فيهجع قرت إذا عينه إذا اقتدى بعد السنين المتطاولة بالبهيمة الهاملة والسائمة
المرعية، طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في الليل
غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر
166

عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربهم شفاههم
وتقشعت بطول إستغفارهم ذنوبهم (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم
المفلحون) فاتق الله يا ابن حنيف ولتكفف أقراصك ليكون من النار خلاصك (1).
قد نقلت الكتاب بتفصيله لأن فيه فوائد جمة.
[8374] 17 - الحسن بن الفضل الطبرسي نقلا من الفردوس عن انس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرب العسل في كل شهر مرة يريد ما جاء به القرآن عوفي من
سبع وسبعين داء (2).
[8375] 18 - نجل الطبرسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العسل شفاء من كل داء
ولا داء فيه يقل البلغم ويجلو القلب (3).
[8376] 19 - نجل الطبرسي رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل جعل البركة في العسل. وفيه شفاء من الأوجاع وقد بارك عليه سبعون
نبيا (4).
[8377] 20 - نجل الطبرسي نقلا من الفردوس عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس يذهبن بالنسيان ويزدن في الحفظ ويذهبن بالبلغم: السواك
والصيام وقراءة القرآن والعسل واللبان (5).
الروايات الواردة في العسل متعددة، فإن شئت راجع كتاب الأطعمة والأشربة من
كتب الأخبار، ومنها: بحار الأنوار: 14 / 873 من طبع الكمباني و 66 / 288 من
طبع الحروفي بإيران و 63 / 288 طبع بيروت.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(2) مكارم الأخلاق: 165.
(3) مكارم الأخلاق: 166.
(4) مكارم الأخلاق: 166.
(5) مكارم الأخلاق: 166.
167

العشق
[8378] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو
ابن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الناس من عشق
العبادة فعانقها وأحبها بقلبه وباشرها بجسده وتفرغ لها فهو لا يبالي على ما أصبح من
الدنيا على عسر أم على يسر (1).
[8379] 2 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن ابن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن المفضل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العشق؟ قال: قلوب
خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حب غيره (2).
ونقلها في علل الشرايع: 140 بسند آخر إلى محمد بن سنان.
[8380] 3 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تعوذوا بالله من حب الحزن (3).
[8381] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لا غنى بالزوج عن ثلاثة
أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها وحسن
خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها وتوسعته عليها، ولا غنى
بالزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهن صيانة نفسها عن

(1) الكافي: 2 / 83 ح 3.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون ح 3 / 765 الرقم 1029.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 61 ح 242.
168

كل دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه وحياطته ليكون ذلك
عاطفا عليها عند زلة تكون منها وإظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في
عينه (1).
[8382] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن عشق شيئا أعشى بصره
وأمرض قلبه فهو ينظر بعين غير صحيحة ويسمع بأذن غير سميعة... (2).
[8383] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف العاشق: قد خرقت
الشهوات عقله وأماتت قلبه و ولهت عليها نفسه (3).
[8384] 7 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الهجران عقوبة
العشق... (4).
[8385] 8 - ابن أبي الحديد المعتزلي ذكر في ضمن الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال: العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض (5).
[8386] 9 - ابن أبي الحديد المعتزلي ذكر في ضمن الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال: العشق جهد عارض، صادف قلبا فارغا (6).
[8387] 10 - ابن أبي الحديد المعتزلي قال: وقد جاء في الحديث المرفوع: «من عشق
فكتم وعف وصبر فمات، مات شهيدا ودخل الجنة» (7).
إن شئت راجع بحار الأنوار: 70 / 158.

(1) تحف العقول: 323.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(3) غرر الحكم: ح 6702، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 395.
(4) بحار الأنوار: 75 / 11 ح 70.
(5) شرح نهج البلاغة: 20 / 260 ح 46.
(6) شرح نهج البلاغة: 20 / 332 ح 807.
(7) شرح نهج البلاغة: 20 / 233.
169

العشيرة
[8388] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عمرو بن
شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) يريد البصرة نزل
بالربذة فأتاه رجل من محارب فقال: يا أمير المؤمنين إني تحملت في قومي حمالة
وإني سألت في طوائف منهم المواساة والمعونة فسبقت إلي ألسنتهم بالنكد فمرهم
يا أمير المؤمنين بمعونتي وحثهم على مؤاساتي، فقال: أين هم؟ فقال: هؤلاء فريق
منهم حيث ترى، قال: فنص راحلته فأدلفت كأنها ظليم فأدلف بعض أصحابه في
طلبها فلأيا بلأي ما لحقت فانتهى إلى القوم فسلم عليهم وسألهم ما يمنعهم من مؤاساة
صاحبهم فشكوه وشكاهم، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): وصل امرؤ عشيرته فإنهم أولى
ببره وذات يده ووصلت العشيرة أخاها إن عثر به دهر وأدبرت عنه دنيا، فإن
المتواصلين المتباذلين مأجورون وإن المتقاطعين المتدابرين موزورون، قال: ثم بعث
راحلته وقال: حل (1).
[8389] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينا هو
ذات يوم عند عائشة إذ استأذن عليه رجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بئس أخو
العشيرة، فقامت عائشة فدخلت البيت وأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل فلما دخل
أقبل عليه بوجهه وبشره إليه يحدثه حتى إذا فرغ وخرج من عنده، قالت عائشة:

(1) الكافي: 2 / 153 ح 18.
170

يا رسول الله بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ذلك: إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه (1).
الرواية موثقة سندا.
[8390] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أسامة زيد
الشحام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ
بقولي السلام وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق
الحديث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أدوا
الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بأداء الخيط
والمخيط، صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن
الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس
قيل: هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور، وقيل هذا أدب جعفر
وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره، وقيل: هذا أدب جعفر فوالله لحدثني
أبي (عليه السلام) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها، آداهم
للأمانة وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم، تسأل
العشيرة عنه، فتقول: من مثل فلان انه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8391] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتي أمير المؤمنين صلوات الله عليه
بيتيم، فقال: خذوا بنفقته أقرب الناس منه من العشيرة كما يأكل ميراثه (3).

(1) الكافي: 2 / 326 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 636 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 13 ح 2.
171

الرواية معتبرة الإسناد.
[8392] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خطب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء فقال: يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن ولو بتمرة
ولو بشق تمرة فإن أكثركن حطب جهنم إن كن تكثرن اللعن وتكفرن العشيرة، فقالت
امرأة من بني سليم لها عقل: يا رسول الله أليس نحن الأمهات الحاملات المرضعات
أليس منا البنات المقيمات والأخوات المشفقات فرق لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
حاملات والدات مرضعات رحيمات لولا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصلية منهن
النار (1).
[8393] 6 - الصدوق، عن الطالقاني، عن محمد بن سعيد بن يحيى، عن إبراهيم بن
الهيثم، عن أمية البلدي، عن أبيه، عن المعافي بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام
ابن شريح بن هاني، عن أبيه شريح قال سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ابنه الحسن بن
علي (عليهما السلام) فقال: يا بني ما العقل؟ قال: حفظ قلبك ما استودعته قال: فما الحزم؟ قال:
أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك قال: فما المجد؟ قال: حمل المغارم وابتناء
المكارم قال: فما السماحة؟ قال: إجابة السائل وبذل النائل قال: فما الشح؟ قال: أن
ترى القليل سرفا وما أنفقت تلفا قال: فما الرقة؟ قال: طلب اليسير ومنع الحقير
قال: فما الكلفة؟ قال: التمسك بمن لا يؤمنك والنظر فيما لا يعنيك قال: فما الجهل؟
قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الإستمكان منها والامتناع عن الجواب ونعم
العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا.
ثم أقبل على الحسين ابنه (عليه السلام) فقال له: يا بني ما السؤدد؟ قال: اصطناع العشيرة
واحتمال الجريرة قال: فما الغنى؟ قال: قلة أمانيك والرضا بما يكفيك قال: فما الفقر؟

(1) الكافي: 5 / 513 ح 2.
172

قال: الطمع وشدة القنوط قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه
قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك.
ثم التفت إلى الحارث الأعور فقال: يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها
زيادة في العقل والحزم والرأي (1).
[8394] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها الناس انه لا يستغني
الرجل - وإن كان ذا مال - عن عترته (عشيرته) ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم
وهم أعظم الناس حيطة من ورائه والمهم لشعثه وأعطفهم عليه عند نازلة إذا نزلت به
ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يرثه غيره.
ألا لا يعدلن أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدها بالذي لا يزيده إن
أمسكه ولا ينقصه إن أهلكه ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد
واحدة وتقبض منهم عنه أيد كثيرة ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة (2).
[8395] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في آخر وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وأكرم عشيرتك فإنهم جناحك الذي به تطير وأصلك الذي إليه
تصير ويدك التي بها تصول... (3).
[8396] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى المنذور بن الجارود العبدي وقد
خان في بعض ما ولاه من أعماله: أما بعد فإن صلاح أبيك غرني منك وظننت أنك تتبع
هديه وتسلك سبيله، فإذا أنت فيما رقي إلي عنك لا تدع لهواك انقيادا ولا تبقي
لآخرتك عتادا، تعمر دنياك بخراب آخرتك وتصل عشيرتك بقطيعة دينك، ولئن
كان ما بلغني عنك حقا لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك ومن كان بصفتك فليس

(1) معاني الأخبار: 400 ح 61.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 23.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
173

بأهل أن يسد به ثغر، أو ينفذ به أمر أو يعلى له قدر أو يشرك في أمانة أو يؤمن على
جباية، فأقبل إلي حين يصل إليك كتابي هذا إن شاء الله (1).
[8397] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحلم عشيرة (2).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 71.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 418.
174

العصبية
[8398] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن
القاسم بن محمد، عن المنقري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: سئل
علي بن الحسين (عليهما السلام) عن العصبية فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى
الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل
قومه ولكن العصبية أن يعين قومه على الظلم (1).
[8399] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن داود بن النعمان، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8400] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم ودرست بن أبي منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8401] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن خضر، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تعصب عصبه

(1) الكافي: 2 / 308 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 307 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 308 ح 2.
175

الله بعصابة من نار (1).
[8402] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية
بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (2).
[8403] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن صفوان بن مهران، عن عامر بن السمط، عن حبيب بن
أبي ثابت، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن
عبد المطلب وذلك حين أسلم غضبا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث السلا الذي القى على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
السلا مقصورا: الجلد الرقيقة التي يكون فيها الولد من المواشي.
[8404] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة، عن
داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم
وكان في علم الله انه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه بالحمية والغضب فقال:
(خلقتني من نار وخلقته من طين) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8405] 8 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن أسلم البجلي بإسناده
يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يعذب ستة بستة: العرب بالعصبية
والدهاقنة بالكبر والأمراء بالجور والفقهاء بالحسد والتجار بالخيانة وأهل الرستاق
بالجهل (6).

(1) الكافي: 2 / 308 ح 4 و 3 و 5.
(2) الكافي: 2 / 308 ح 4 و 3 و 5.
(3) الكافي: 2 / 308 ح 4 و 3 و 5.
(4) سورة الأعراف: 12.
(5) الكافي: 2 / 308 ح 6.
(6) الخصال: 1 / 325 ح 14.
176

الرستاق: معرب روستا يعني القرية.
[8406] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن موسى بن
جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعوذ في كل يوم من ست [خصال]:
من الشك والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد (1).
[8407] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة: الحمد لله
الذي لبس العز والكبرياء واختارهما لنفسه دون خلقه وجعلهما حمى وحرما على
غيره واصطفاهما لجلاله، وجعل اللعنة على من نازعه فيهما من عباده ثم اختبر بذلك
ملائكته المقربين ليميز المتواضعين منهم من المستكبرين فقال سبحانه وهو العالم
بمضمرات القلوب ومحجوبات الغيوب: (اني خالق بشرا من طين فإذا سويته
ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا
إبليس) (2) اعترضه الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب عليه لأصله فعدو الله
إمام المتعصبين وسلف المستكبرين الذي وضع أساس العصبية ونازع الله رداء
الجبرية وادرع لباس التعزز وخلع قناع التذلل ألا ترون كيف صغره الله بتكبره
ووضعه بترفعه فجعله في الدنيا مدحورا وأعد له في الآخرة سعيرا.
ولو أراد الله سبحانه أن يخلق آدم من نور يخطف الأبصار ضياؤه ويبهر العقول
رواؤه وطيب يأخذ الأنفاس عرفه لفعل ولو فعل لظلت له الأعناق خاضعة ولخفت
البلوى فيه على الملائكة ولكن الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما يجهلون أصله تمييزا
بالاختبار لهم ونفيا للاستكبار عنهم وإبعادا للخيلاء منهم فاعتبروا بما كان من فعل
الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد وكان قد عبد الله ستة آلاف سنة لا

(1) الخصال: 1 / 329 ح 24.
(2) سورة ص: 71 - 74.
177

يدري أمن سني الدنيا أو من سني الآخرة عن كبر ساعة واحدة فمن ذا بعد إبليس
يسلم على الله سبحانه بمثل معصيته؟ كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا بأمر
أخرج به منها ملكا إن حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد وما بين الله وبين أحد
من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين.
فاحذروا عباد الله عدو الله أن يعديكم بدائه وأن يستفزكم بندائه وأن يجلب
عليكم بخيله ورجله فلعمري لقد فوق لكم سهم الوعيد وأغرق لكم بالنزع الشديد
ورماكم من مكان قريب فقال: (رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض
ولأغوينهم أجمعين) (1) قذفا بغيب بعيد ورجما بظن مصيب صدقه به أبناء الحمية
وإخوان العصبية وفرسان الكبر والجاهلية حتى إذا انقادت له الجامحة منكم
واستحكمت الطماعية منه فيكم فنجمت الحال من السر الخفي إلى الأمر الجلي استفحل
سلطانه عليكم ودلف بجنوده نحوكم فأقحموكم ولجات الذل وأحلوكم ورطات القتل
وأوطؤوكم إثخان الجراحة طعنا في عيونكم وحزا في حلوقكم ودقا لمناخركم
وقصدا لمقاتلكم وسوقا بخزائم القهر إلى النار المعدة لكم فأصبح أعظم في دينكم
حرجا وأورى في دنياكم قدحا من الذين أصبحتم لهم مناصبين وعليهم متألبين
فاجعلوا عليه حدكم وله جدكم فلعمر الله لقد فخر على أصلكم ووقع في حسبكم
ودفع في نسبكم وأجلب بخيله عليكم وقصد برجله سبيلكم يقتنصونكم بكل مكان
ويضربون منكم كل بنان لا تمتنعون بحيله ولا تدفعون بعزيمة في حومة ذل وحلقة
ضيق وعرصة موت وجولة بلاء فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية
وأحقاد الجاهلية فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان ونخواته
ونزغاته ونفثاته واعتمدوا وضع التذلل على رؤوسكم وإلقاء التعزز تحت أقدامكم
وخلع التكبر من أعناقكم واتخذوا التواضع مسلحة بينكم وبين عدوكم إبليس

(1) سورة الحجر: 39.
178

وجنوده فإن له من كل أمة جنودا وأعوانا ورجلا وفرسانا ولا تكونوا كالمتكبر على
ابن أمه من غير ما فضل جعله الله فيه سوى ما ألحقت العظمة بنفسه من عداوة الحسد
وقدحت الحمية في قلبه من نار الغضب ونفخ الشيطان في أنفه من ريح الكبر الذي
أعقبه الله به الندامة وألزمه آثام القاتلين إلى يوم القيامة.
ألا وقد أمعنتم في البغي وأفسدتم في الأرض مصارحة لله بالمناصبة ومبارزة
للمؤمنين بالمحاربة فالله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية، فإنه ملاقح الشنآن ومنافخ
الشيطان التي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية حتى أعنقوا في حنادس جهالته
ومهاوي ضلالته ذللا على سياقه سلسا في قياده أمرا تشابهت القلوب فيه وتتابعت
القرون عليه وكبرا تضايقت الصدور به.
ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم
وترفعوا فوق نسبهم والقوا الهجينة على ربهم وجاحدوا الله على ما صنع بهم مكابرة
لقضائه ومغالبة لآلائه، فإنهم قواعد أساس العصبية ودعائم أركان الفتنة وسيوف
إعتزاء الجاهلية، فاتقوا الله ولا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ولا لفضله عندكم
حسادا ولا تطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصفوكم كدرهم وخلطتم بصحتكم مرضهم
وأدخلتم في حقكم باطلهم وهم أساس الفسوق وأحلاس العقوق، اتخذهم إبليس
مطايا ضلال وجندا بهم يصول على الناس وتراجمة ينطق على ألسنتهم استراقا
لعقولكم ودخولا في عيونكم نفثا في أسماعكم فجعلكم مرمى نبله وموطئ قدمه
ومأخذ يده... [إلى أن قال]... انظروا إلى ما في هذه الأفعال من قمع نواجم الفخر
وقدع طوالع الكبر ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب لشئ من
الأشياء إلا عن علة تحتمل تمويه الجهلاء أو حجة تليط بعقول السفهاء غيركم فإنكم
تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب ولا علة أما إبليس فتعصب على آدم (عليه السلام) لأصله
وطعن عليه في خلقته فقال: أنا ناري وأنت طيني.
179

وأما الأغنياء من مترفة الأمم فتعصبوا لآثار مواقع النعم فقالوا: (نحن أكثر
أموالا وأولادا وما نحن بمعذبين) (1) فإن كان لا بد من العصبية فليكن تعصبكم
لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الأمور التي تفاضلت فيها المجداء والنجداء
من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل بالأخلاق الرغيبة والأحلام العظيمة والأخطار
الجليلة والآثار المحمودة فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار والوفاء بالذمام
والطاعة للبر والمعصية للكبر والأخذ بالفضل والكف عن البغي والإعظام للقتل
والإنصاف للخلق والكظم للغيظ واجتناب الفساد في الأرض واحذروا ما نزل بالأمم
قبلكم من المثلات بسوء الأفعال وذميم الأعمال فتذكروا في الخير والشر أحوالهم
واحذروا أن تكونوا أمثالهم، الحديث (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 307، والوافي:
5 / 867، وبحار الأنوار: 70 / 281، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 439،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) سورة سبأ: 35.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
180

العصمة
[8408] 1 - الصدوق، عن العجلي، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن ابن
بهلول، عن أبي معاوية، عن سليمان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عشر
خصال من صفات الإمام: العصمة والنصوص وأن يكون أعلم الناس وأتقاهم لله
وأعلمهم بكتاب الله وأن يكون صاحب الوصية الظاهرة ويكون له المعجز والدليل
وتنام عينه ولا ينام قلبه ولا يكون له فئ ويرى من خلفه كما يرى من بين يديه (1).
[8409] 2 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن المنقري، عن محمد بن جعفر
المقري، عن محمد بن الحسن الموصلي، عن محمد بن عاصم الطريفي، عن عباس بن
يزيد بن الحسن الكحال، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن
علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: الإمام منا لا يكون إلا معصوما وليست العصمة في ظاهر
الخلقة فيعرف بها فلذلك لا يكون إلا منصوصا، فقيل له: يا ابن رسول الله فما معنى
المعصوم؟ فقال: هو المعتصم بحبل الله وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة
والإمام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام وذلك قول الله عز وجل: (ان هذا
القرآن يهدي للتي هي أقوم) (2) (3).
[8410] 3 - الصدوق، عن علي بن الفضل البغدادي، عن أحمد بن محمد بن سليمان، عن

(1) الخصال: 2 / 428 ح 5.
(2) سورة الإسراء: 9.
(3) معاني الأخبار: 132 ح 1.
181

محمد بن علي بن خلف، عن الحسين الأشقر قال قلت لهشام بن الحكم ما معنى قولكم
أن الإمام لا يكون إلا معصوما؟ قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال: المعصوم
هو الممتنع بالله من جميع محارم الله وقد قال تبارك وتعالى: (ومن يعتصم بالله فقد
هدي إلى صراط مستقيم) (1) (2).
[8411] 4 - الصدوق، عن ماجيلويه، وأحمد بن علي بن إبراهيم، وابن تاتانة جميعا، عن
علي، عن أبيه، عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى
الرضا (عليهما السلام) عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من سره أن ينظر
إلى القضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله عز وجل بيده ويكون متمسكا به فليتول عليا
والأئمة من ولده فإنه خيرة الله عز وجل وصفوته وهم المعصومين من كل ذنب خطيئة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
الصدوق نقلها أيضا في أماليه المجلس الخامس والثمانون ح 27 / 679 الرقم
925.
[8412] 5 - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن المغيرة بن محمد، عن رجاء بن
سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت: لأي شئ
يحتاج إلى النبي والامام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه وذلك أن الله عز وجل يرفع
العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام قال الله عز وجل: (وما كان الله ليعذبهم
وأنت فيهم)، وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل
الأرض فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل
الأرض ما يكرهون، يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته فقال:

(1) سورة آل عمران: 96.
(2) معاني الأخبار: 132 ح 2.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 57 ح 211.
182

(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم) وهم
المعصومون المطهرون الذين لا يذنبون ولا يعصون وهم المؤيدون الموفقون المسددون
بهم يرزق الله عباده وبهم يعمر بلاده وبهم ينزل القطر من السماء وبهم تخرج بركات
الأرض وبهم يمهل أهل المعاصي ولا يعجل عليهم بالعقوبة والعذاب لا يفارقهم روح
القدس ولا يفارقونه ولا يفارقون القرآن ولا يفارقهم صلى الله عليهم أجمعين (1).
[8413] 6 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس
قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الطاعة لله عز وجل ولرسوله ولولاة الأمر وإنما
أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون ولا يأمرون بمعصيته (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8414] 7 - الصدوق، عن علي بن عبد الله الوراق الرازي، عن سعد بن عبد الله، عن
الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن سعد
ابن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول: أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8415] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من العصمة تعذر المعاصي (4).
[8416] 9 - الكراجكي، عن أبي الحسن أسد بن إبراهيم السلمي، عن أبي جعفر عمر بن
علي العتكي، عن أحمد بن محمد بن صفوة، عن الحسن بن علي بن محمد العلوي، عن
الحسن بن حمزة النوفلي، عن عمه، عن أبيه، عن جده، عن الحسن بن علي (عليهما السلام) عن

(1) علل الشرايع: 123.
(2) علل الشرايع: 123.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 64 ح 30.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 345.
183

فاطمة (عليها السلام) ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أخبرني جبرئيل عن كاتبي علي
أنهما لم يكتبا على علي ذنبا مذ صحباه (1).
[8417] 10 - الكراجكي، عن السلمي، عن العتكي، عن سعيد بن محمد الحضرمي،
عن الحسن بن محمد بن عبد الرحمن الصدفي، عن محمد بن عبد الرحمن، عن أحمد بن
إبراهيم العوفي، عن أحمد بن أبي الحكم البراجمي، عن شريك بن عبد الله، عن
أبي الوفا، عن محمد بن ياسر بن عمار بن ياسر، عن أبيه عمار قال: سمعت
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن حافظي علي يفتخران على سائر الحفظة بكونهما مع علي (عليه السلام)
وذلك أنهما لم يصعدا إلى الله عز وجل بشئ منه فيسخطه (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 7 / 228 من طبع
الكمباني و 25 / 191 من طبع الحروفي.

(1) و (2) كنز الفوائد: 1 / 348.
184

العصيان
[8418] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي أسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال لي: يا زيد اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل
من أن تطيع الله فيه يا زيد ان الله اصطفى الإسلام واختاره فأحسنوا صحبته بالسخاء
وحسن الخلق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8419] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد،
عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل علي بن الحسين (عليهما السلام) أي الأعمال
أفضل عند الله عز وجل؟ فقال: ما من عمل بعد معرفة الله جل وعز ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أفضل من بغض الدنيا وأن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا فأول ما عصي الله به
الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين والحرص وهي
معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
فتكونا من الظالمين) (2) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى
يوم القيامة وذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه ثم الحسد وهي معصية
ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب

(1) الكافي: 2 / 110 ح 8.
(2) سورة البقرة: 35.
185

الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة فصرن سبع خصال
فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس
كل خطيئة والدنيا دنيا آن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة (1).
[8420] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن
شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصى الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب
الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8421] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا دين لمن دان بطاعة من عصى
الله ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات
الله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8422] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قعد عند سباب لأولياء الله
فقد عصى الله تعالى (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8423] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ما عصى الله عز وجل بشئ أشد

(1) الكافي: 2 / 130 ح 11، و 2 / 316 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 373 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 379 ح 14.
186

من شرب الخمر أن أحدهم ليدع الصلاة الفريضة ويثب على أمه وأخته وابنته وهو
لا يعقل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8424] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن عمرو بن
عثمان، عن رجل، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: حق على الله أن لا يعصى في دار إلا
أضحاها للشمس حتى تطهرها (2).
[8425] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي زياد
النهدي، عن عبد الله بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمؤمن أن يجلس
مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره (3).
[8426] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن فضيل بن عياض قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها، فقال: يا فضيل والله لضرر
هؤلاء على هذه الامة أشد من ضرر الترك والديلم، قال: وسألته عن الورع من
الناس، قال: الذي يتورع عن محارم الله عز وجل ويجتنب هؤلاء وإذا لم يتق الشبهات وقع
في الحرام وهو لا يعرفه وإذا رأى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحب أن يعصى
الله عز وجل ومن أحب أن يعصى الله، فقد بارز الله عز وجل بالعداوة ومن أحب بقاء الظالمين
فقد أحب أن يعصى الله ان الله تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين فقال: (فقطع دابر
القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين) (4) (5).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 6 / 403 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 272 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 374 ح 1.
(4) سورة الأنعام: 45.
(5) الكافي: 5 / 108 ح 11.
187

[8427] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سلام
الجعفي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: الإيمان أن يطاع الله فلا
يعصى (1).
[8428] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن
سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن أيوب بن الحر، عن أبي بصير قال: كنت
عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له سلام: إن خيثمة بن أبي خيثمة يحدثنا عنك انه سألك عن
الإسلام، فقلت له: أن الإسلام من استقبل قبلتنا وشهد شهادتنا ونسك نسكنا
ووالى ولينا وعادى عدونا فهو مسلم، فقال: صدق خيثمة، قلت: وسألك عن
الإيمان فقلت: الإيمان بالله والتصديق بكتاب الله وأن لا يعصى الله فقال: صدق
خيثمة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8429] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي حمزة قال: كنت عند علي بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل فقال له: يا أبا محمد إني
مبتلى بالنساء فأزني يوما وأصوم يوما فيكون ذا كفارة لذا؟ فقال له علي بن
الحسين (عليه السلام): انه ليس شئ أحب إلى الله عز وجل من أن يطاع ولا يعصى فلا تزن ولا
تصم، فاجتذبه أبو جعفر (عليه السلام) إليه فأخذ بيده فقال: يا أبا زنة تعمل عمل أهل النار
وترجوا أن تدخل الجنة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8430] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن

(1) الكافي: 2 / 33 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 38 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 541 ح 5.
188

عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: السمع
والطاعة أبواب الخير السامع المطيع لا حجة عليه والسامع العاصي لا حجة له وإمام
المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى
(يوم ندعو كل أناس بامامهم) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8431] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والله لو أعطيت الأقاليم
السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلته وإن
دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لعلي ولنعيم يفنى ولذة لا تبقى
نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين (3).
[8432] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا رحمكم الله انكم في
زمان القائل فيه بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل واللازم للحق ذليل أهله
معتكفون على العصيان مصطلحون على الادهان فتاهم عارم وشائبهم آثم وعالمهم
منافق وقارنهم مماذق لا يعظم صغيرهم كبيرهم ولا يعول غنيهم فقيرهم (4).
عارم: شرس، سيئ الخلق.
[8433] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يا بن آدم إذا رأيت ربك سبحانه
يتابع عليك نعمه وأنت تعصيه فاحذره (5).
[8434] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان أولى الناس بالأنبياء أعلمهم
بما جائوا به ثم تلا: (ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين

(1) سورة الإسراء: 71.
(2) الكافي: 1 / 189 ح 17.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 224.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 233.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 25.
189

آمنوا) (1) الآية ثم قال: ان ولي محمد من أطاع الله وان بعدت لحمته وان عدو محمد
من عصى الله وإن قربت قرابته (2).
يمكن تصحيف أعملهم بأعلمهم في الرواية والله سبحانه هو العالم.
[8435] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من هوان الدنيا على الله انه
لا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها (3).
[8436] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من بادر إلى مراضي الله سبحانه
وتأخر عن معاصيه فقد أكمل الطاعة (4).
[8437] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا أخذت نفسك بطاعة الله
أكرمتها وان ابتذلتها في معاصيه أهنتها (5).
يأتي عنوان المعصية في محلها إن شاء الله تعالى.

(1) سورة آل عمران: 68.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 96.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 385.
(4) غرر الحكم: ح 9046.
(5) غرر الحكم: ح 4085.
190

العطاء
[8438] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل (والمؤلفة
قلوبهم) (1) قال: هم قوم وحدوا الله عز وجل وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله
وشهدوا أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهم في ذلك شكاك في بعض ما
جاء به محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمر الله عز وجل نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن
إسلامهم ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقروا به وان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم حنين
تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر منهم أبو سفيان بن حرب وعيينة بن
حصين الفزاري وأشباههم من الناس فغضبت الأنصار واجتمعت إلى سعد بن عبادة
فانطلق بهم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالجعرانة، فقال: يا رسول الله أتأذن لي في الكلام؟
فقال: نعم فقال: إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله
الله رضينا وإن كان غير ذلك لم نرض، قال زرارة: وسمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الأنصار كلكم على قول سيدكم سعد؟ فقالوا: سيدنا الله
ورسوله ثم قالوا في الثالثة: نحن على مثل قوله ورأيه، قال زرارة: فسمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: فحط الله نورهم وفرض الله للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة التوبة: 60.
(2) الكافي: 2 / 411 ح 2.
191

[8439] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا،
عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل من بجيلة وأنا أدين الله عز وجل بأنكم موالي وقد يسألني
بعض من لا يعرفني فيقول لي: ممن الرجل؟ فأقول له: أنا رجل من العرب ثم من
بجيلة فعلي في هذا اثم حيث لم أقل إني مولى لبني هاشم؟ فقال: لا أليس قلبك وهواك
منعقدا على إنك من موالينا؟ فقلت: بلى والله، فقال: ليس عليك في أن تقول أنا من
العرب إنما أنت من العرب في النسب والعطاء والعدد والحسب فأنت في الدين وما
حوى الدين بما تدين الله عز وجل به من طاعتنا والأخذ به منا من موالينا ومنا وإلينا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8440] 3 - الطوسي باسناده إلى محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: وسئل عن قسم بيت المال فقال: أهل الإسلام هم أبناء
الإسلام استوى بينهم في العطاء وفضائلهم بينهم وبين الله أجملهم كبني رجل واحد لا
نفضل أحدا منهم لفضله وصلاحه في الميراث على آخر ضعيف منقوص وقال: هذا
هو فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدو أمره وقد قال غيرنا أقدمهم في العطاء بما قد فضلهم
الله بسوابقهم في الإسلام إذا كانوا في الإسلام أصابوا ذلك فأنزلهم على مواريث ذوي
الأرحام بعضهم أقرب من بعض وأوفر نصيبا لقربه من الميت وإنما ورثوا برحمهم
وكذلك كان عمر يفعله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8441] 4 - الطوسي بإسناده إلى ابن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن

(1) الكافي: 8 / 268 ح 395.
(2) التهذيب: 6 / 146 ح 1.
192

سعيد، عن أبي الجهم، عن أبي خديجة قال: بعثني أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابنا
فقال: قل لهم إياكم إذا وقعت بينكم خصومة أو تدارى بينكم في شئ من الأخذ
والعطاء أن تتحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق، اجعلوا بينكم رجلا ممن قد عرف
حلالنا وحرامنا فإني قد جعلته قاضيا، وإياكم أن يخاصم بعضكم بعضا إلى السلطان
الجائر.
قال أبو خديجة: وكان أول من أورد هذا الحديث رجل كتب إلى الفقيه (عليه السلام) في
رجل دفع إليه رجلان شراءا لهما من رجل فقالا: لا ترد الكتاب على واحد منا دون
صاحبه فغاب أحدهما أو توارى في بيته وجاء الذي باع منهما فأنكر الشراء يعني
القبالة فجاء الآخر إلى العدل فقال له: اخرج الشراء حتى نعرضه على البينة فإن
صاحبي قد أنكر البيع مني ومن صاحبي وصاحبي غائب فلعله قد جلس في بيته يريد
الفساد علي فهل يجب على العدل أن يعرض الشراء على البينة حتى يشهدوا لهذا أم
لا يجوز له ذلك حتى يجتمعا؟ فوقع (عليه السلام): إذا كان في ذلك صلاح أمر القوم فلا بأس به
إن شاء الله (1).
[8442] 5 - الطوسي باسناده إلى أبي قتادة، عن صفوان الجمال قال: دخل المعلى بن
خنيس على أبي عبد الله (عليه السلام) يودعه وقد أراد سفرا، فلما ودعه قال: يا معلى أعزز بالله
يعززك، قال: بما ذا يا ابن رسول الله؟ قال: يا معلى خف الله يخف منك كل شئ
يا معلى تحبب إلى إخوانك بصلتهم فإن الله جعل العطاء محبة والمنع مبغضة، فأنتم والله
إن تسألوني وأعطيكم فتحبوني أحب إلي من ألا تسألوني فلا أعطيكم فتبغضوني،
ومهما أجرى الله عز وجل لكم من شئ على يدي فالمحمود الله تعالى ولا تبعدون من شكر ما
أجرى الله لكم على يدي (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) التهذيب: 6 / 303 ح 53.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 55 / 304 الرقم 608.
193

[8443] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ومن كلام له (عليه السلام) لما عوتب على
التسوية في العطاء: أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه والله لا أطور
به ما سمر سمير وما أم نجم في السماء نجما لو كان المال لي لسويت بينهم فكيف وإنما المال
لهم فكيف وإنما المال مال الله ثم قال (عليه السلام): ألا وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير
وإسراف وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة ويكرمه في الناس ويهينه عند
الله ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره
ودهم فإن زلت به النعل يوما فاحتاج إلى معونتهم فشر خدين والأم خليل (1)
[8444] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أيقن بالخلف جاد بالعطية (2).
[8445] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إبدأ بالعطية من لم يسئلك وابذل
معروفك لمن طلبه وإياك أن ترد السائل (3).
[8446] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من قبل عطائك فقد أعانك على
الكرم (4).
[8447] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من يعط باليد القصيرة يعط
باليد الطويلة (5).
[8448] 11 - وعنه (عليه السلام): أقبح أفعال الكريم منع عطائه (6).
[8449] 12 - وعنه (عليه السلام): أفضل العطية ما كان قبل مذلة السؤال (7).
[8450] 13 - وعنه (عليه السلام): إن المسكين رسول الله فمن أعطاه فقد أعطى الله ومن منعه منع الله
سبحانه (8).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 126.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 138.
(3) غرر الحكم: ح 3379 و 8525 و 8081 و 3107 و 3143 و 3539.
(4) غرر الحكم: ح 3379 و 8525 و 8081 و 3107 و 3143 و 3539.
(5) غرر الحكم: ح 3379 و 8525 و 8081 و 3107 و 3143 و 3539.
(6) غرر الحكم: ح 3379 و 8525 و 8081 و 3107 و 3143 و 3539.
(7) غرر الحكم: ح 3379 و 8525 و 8081 و 3107 و 3143 و 3539.
(8) غرر الحكم: ح 3379 و 8525 و 8081 و 3107 و 3143 و 3539.
194

[8451] 14 - وعنه (عليه السلام): بسط اليد بالعطاء يجزل الأجر ويضاعف الجزاء (1).
[8452] 15 - وعنه (عليه السلام): ظلم السخاء من منع العطاء (2).
[8453] 16 - وعنه (عليه السلام): من بدأ بالعطية من غير طلب وأكمل المعروف من غير امتنان
فقد أكمل الإحسان (3).
[8454] 17 - وعنه (عليه السلام): من سمحت نفسه بالعطاء استعبد أبناء الدنيا (4).
[8455] 18 - وعنه (عليه السلام): لا تستكثرن العطاء وإن كثر فإن حسن الثناء أكثر منه (5).
[8456] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تستحي من إعطاء القليل فإن الحرمان أقل منه (6).
[8457] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السؤال مذلة والعطاء محبة (7).

(1) غرر الحكم: ح 4456 و 6058 و 9032 و 9077 و 10200 و 10263.
(2) غرر الحكم: ح 4456 و 6058 و 9032 و 9077 و 10200 و 10263.
(3) غرر الحكم: ح 4456 و 6058 و 9032 و 9077 و 10200 و 10263.
(4) غرر الحكم: ح 4456 و 6058 و 9032 و 9077 و 10200 و 10263.
(5) غرر الحكم: ح 4456 و 6058 و 9032 و 9077 و 10200 و 10263.
(6) غرر الحكم: ح 4456 و 6058 و 9032 و 9077 و 10200 و 10263.
(7) بحار الأنوار: 75 / 12.
195

العطاس
[8458] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: التثاؤب من الشيطان والعطسة من
الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8459] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد قال: سألت العالم (عليه السلام) عن
العطسة وما العلة في الحمد لله عليها؟ فقال: إن لله نعما على عبده في صحة بدنه
وسلامة جوارحه وان العبد ينسى ذكر الله عز وجل على ذلك وإذا نسي أمر الله الريح
فتجاوز في بدنه ثم يخرجها من أنفسه فيحمد الله على ذلك فيكون حمده عند ذلك
شكرا لما نسي (2).
[8460] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر قال قال أبو جعفر (عليه السلام): نعم الشئ العطسة تنفع في
الجسد وتذكر بالله عز وجل، قلت: إن عندنا قوما يقولون ليس لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
العطسة نصيب، فقال: إن كانوا كاذبين فلا نالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[8461] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي أو غيره، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: الحمد لله فقال
له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): بارك الله فيك (4).

(1) الكافي: 2 / 654 ح 5 و 6 و 8.
(2) الكافي: 2 / 654 ح 5 و 6 و 8.
(3) الكافي: 2 / 654 ح 5 و 6 و 8.
(4) الكافي: 2 / 655 ح 12.
196

[8462] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
الحسين بن نعيم، عن مسمع بن عبد الملك قال: عطس أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: الحمد
لله رب العالمين ثم جعل إصبعه على أنفه فقال: رغم أنفي لله رغما داخرا (1).
[8463] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن محمد بن مروان رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من قال إذا عطس: «الحمد لله
رب العالمين على كل حال» لم يجد وجع الأذنين والأضراس (2).
[8464] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة
تكون به قالت الملائكة عنه: الحمد لله رب العالمين، فإن قال: الحمد لله رب العالمين
قالت الملائكة: يغفر الله لك، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العطاس للمريض دليل العافية
وراحة للبدن (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8465] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه رواه عن
رجل من العامة قال: كنت أجالس أبا عبد الله (عليه السلام) فلا والله ما رأيت مجلسا أنبل من
مجالسه قال: فقال لي ذات يوم: من أين تخرج العطسة؟ فقلت: من الأنف فقال لي:
أصبت الخطاء فقلت: جعلت فداك من أين تخرج؟ فقال: من جميع البدن كما ان
النطفة تخرج من جميع البدن ومخرجها من الإحليل ثم قال: أما رأيت الإنسان إذا
عطس نفض أعضاؤه وصاحب العطسة يأمن الموت سبعة أيام (4).
[8466] 9 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن، عن علي بن

(1) و (2) الكافي: 2 / 655 ح 14 و 15.
(3) الكافي: 2 / 656 ح 19.
(4) الكافي: 2 / 657 ح 23.
197

أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بكر الحضرمي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن قول الله عز وجل (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) قال: العطسة القبيحة (1).
[8467] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد،
عن عثمان بن عيسى، عن عبد الصمد بن بشير، عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال قال: العطاس ينفع في البدن كله ما لم يزد على الثلاث فإذا زاد على الثلاث
فهو داء وسقم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8468] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تصديق الحديث عند العطاس (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8469] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تصديق الحديث عند العطاس (4).
[8470] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان الرجل يتحدث بحديث فعطس
عاطس فهو شاهد حق (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8471] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا عطس الرجل في صلاته فليحمد الله (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) و (2) الكافي: 2 / 656 ح 21 و 20.
(3) الكافي: 2 / 657 ح 24 و 26 و 25.
(4) الكافي: 2 / 657 ح 24 و 26 و 25.
(5) الكافي: 2 / 657 ح 24 و 26 و 25.
(6) الكافي: 3 / 366 ح 2.
198

[8472] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن معلى
ابن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: أسمع العطسة وأنا في
الصلاة فأحمد الله وأصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم وإذا عطس أخوك وأنت في
الصلاة فقل: الحمد لله وصل على النبي وإن كان بينك وبين صاحبك اليم صل على
محمد وآله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8473] 16 - الصدوق، عن أبي طالب المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمد بن
مسعود، عن أبي النضر محمد بن مسعود، عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن
الحسن الدقاق، عن إبراهيم بن محمد العلوي قال: حدثتني نسيم خادمة أبي محمد (عليه السلام)
قالت: دخلت على صاحب هذا الأمر بعد مولده بليلة فعطست عنده قال لي: يرحمك
الله قالت نسيم: ففرحت [بذلك] فقال لي (عليه السلام): ألا أبشرك في العطاس؟ قلت: بلى
قال: هو أمان من الموت ثلاثة أيام (2).
وروى الصدوق نحوها في كمال الدين: 2 / 430 ح 5.
[8474] 17 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: العطسة
عند الحديث شاهد (3).
[8475] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: العطاس
للمريض دليل على العافية وراحة البدن (4).
[8476] 19 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى أبي مريم انه قال: عطس عاطس عند
أبي جعفر (عليه السلام) فقال أبو جعفر (عليه السلام): نعم الشئ العطاس، فيه راحة للبدن ويذكر الله

(1) الكافي: 3 / 366 ح 3.
(2) كمال الدين: 2 / 441 ح 11.
(3) جامع الأحاديث: 99.
(4) جامع الأحاديث: 100.
199

عنده ويصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: ان محدثي العراق يحدثون انه لا يصلى على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ثلاث مواضع: عند العطاس وعند الذبيحة وعند الجماع، فقال (عليه السلام):
اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[8477] 20 - الطبرسي رفعه إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كثرة العطاس يأمن
صاحبها من خمسة أشياء: أولها: الجذام، والثاني: الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس
والوجه، والثالث: يأمن نزول الماء في العين، والرابع: يأمن من شدة الخياشيم،
والخامس: يأمن من خروج الشعر في العين. قال: وإن أحببت أن يقل عطاسك
فاستعط بدهن المرز نجوش، قلت: مقدار كم؟ قال: مقدار دانق قال: ففعلت ذلك
خمسة أيام فذهب عني (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 653،
ومكارم الأخلاق: 353، وبحار الأنوار: 73 / 51، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 67 و 68 و 73 و 74 وغيرها من كتب الأخبار، وقد مر منا عنوان «التسميت»
في محله.

(1) مكارم الأخلاق: 354.
(2) مكارم الأخلاق: 355.
200

العطر
[8478] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال: سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: ثلاث من سنن المرسلين العطر
وأخذ الشعر وكثرة الطروقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8479] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس
ابن يعقوب، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العطر من سنن المرسلين (2).
الرواية موثقة سندا.
[8480] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن العباس بن موسى قال: سمعت أبي يقول: العطر من سنن المرسلين (3).
[8481] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن طلحة بن
زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث أعطيهن الأنبياء (عليهم السلام): العطر والأزواج
والسواك (4).
الرواية موثقة سندا.
[8482] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن موسى بن بكر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما اهبط آدم (عليه السلام) من الجنة على الصفا

(1) الكافي: 5 / 320 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 510 ح 2.
(3) و (4) الكافي: 6 / 511 ح 8 و 9.
201

وحواء على المروة وقد كانت امتشطت في الجنة بطيب من الجنة فلما صارت في
الأرض قالت: ما أرجو من المشط وأنا مسخوط علي، فحلت عقيصتها فانتثر من
مشطتها التي كانت امتشطت بها في الجنة فطارت به الريح فألقت أكثره بالهند فلذلك
صار العطر بالهند (1).
[8483] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن صفوان، عن خلف بن حماد، عن الحسين بن زيد الهاشمي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت زينب العطارة الحولاء إلى نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبناته
وكانت تبيع منهن العطر فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهي عندهن فقال: إذا أتيتنا طابت بيوتنا
فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله قال: إذا بعت فأحسني ولا تغشي فإنه أتقى
وأبقى للمال فقالت: يا رسول الله ما أتيت بشئ من بيعي وإنما اتيت أسألك عن عظمة
الله عز وجل، الحديث (2).
[8484] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من سنن المرسلين: العطر
وإحفاء الشعر وكثرة الطروقة (3).
احفاء الشعر: المبالغة في قصها وإزالتها.
[8485] 8 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن
يحيى الخزاز، عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)
عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع من سنن المرسلين: العطر والنساء
والسواك والحناء (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 513 ح 1.
(2) الكافي: 8 / 153 ح 143.
(3) الخصال: 1 / 92 ح 34.
(4) الخصال: 1 / 242 ح 93.
202

[8486] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم الطيب المسك خفيف محمله
عطر ريحه (1).
[8487] 10 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: كان لعلي بن
الحسين (عليهما السلام) مشكدانة من رصاص معلقة فيها مسك فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه
تناولها وأخرج منها فمسح به (2).
إن شئت المزيد راجع الكافي: 6 / 510، ومكارم الأخلاق: 41، وبحار الأنوار:
73 / 140، وقد مر منا عنواني التطيب والطيب في محلهما.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 397.
(2) مكارم الأخلاق: 42.
203

العطش
[8488] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن حمزة الهاشمي، عن علي بن محمد أو محمد بن علي الهاشمي قال:
دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) صبيحة عرسه حيث بنى بابنة المأمون وكنت تناولت من
الليل دواء فأول من دخل عليه في صبيحته أنا وقد أصابني العطش وكرهت أن ادعوا
بالماء فنظر أبو جعفر (عليه السلام) في وجهي وقال: أظنك عطشان فقلت: أجل فقال: يا غلام
أو جارية أسقنا ماء فقلت في نفسي: الساعة يأتونه بماء يسمونه به فاغتممت لذلك،
فأقبل الغلام ومعه الماء فتبسم في وجهي ثم قال: يا غلام ناولني الماء فتناول الماء
فشرب ثم ناولني فشربت ثم عطشت أيضا وكرهت أن ادعو بالماء ففعل ما فعل في
الأولى فلما جاء الغلام ومعه القدح قلت في نفسي مثل ما قلت في الأولى فتناول القدح
ثم شرب فناولني وتبسم، قال محمد بن حمزة: فقال لي هذا الهاشمي: وأنا أظنه كما
يقولون (1).
[8489] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: انا نأمر صبياننا بالصلاة إذا كانوا بني خمس سنين
فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا بني سبع سنين ونحن نأمر صبياننا بالصوم إذا كانوا بني
سبع سنين بما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلى نصف النهار أو أكثر من ذلك أو أقل
فإذا غلبهم العطش والغرث افطروا حتى يتعودوا الصوم ويطيقوه فمروا صبيانكم إذا

(1) الكافي: 1 / 495 ح 6.
204

كانوا بني تسع سنين بالصوم ما استطاعوا من صيام اليوم فإذا غلبهم العطش
افطروا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8490] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن نوح بن شعيب، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت امرأة إلى عمر
فقالت: إني زنيت فطهرني، فأمر بها أن ترجم فأخبر بذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
كيف زنيت؟ فقالت: مررت بالبادية فأصابني عطش شديد فاستسقيت أعرابيا فأبى
أن يسقيني إلا أن أمكنه من نفسي فلما أجهدني العطش وخفت على نفسي سقاني،
فأمكنته من نفسي فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): تزويج ورب الكعبة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8491] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
انه قال: سويق العدس يقطع العطش ويقوي المعدة وفيه شفاء من سبعين داء ويطفئ
الصفراء ويبرد الجوف وكان إذا سافر (عليه السلام) لا يفارقه وكان يقول (عليه السلام): إذا هاج الدم
بأحد من حشمه قال له: اشرب من سويق العدس فإنه يسكن هيجان الدم ويطفئ
الحرارة (3).
[8492] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شارب الخمر يوم القيامة يأتي مسودا وجهه
مائلا شقه مدلعا لسانه ينادي العطش العطش (4).
[8493] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، وغيره،

(1) الكافي: 3 / 409 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 467 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 307 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 397 ح 8.
205

عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه
العطشان ازداد عطشا حتى يقتله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8494] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
مرازم، عن مصادف قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بين مكة والمدينة فمررنا على رجل
في أصل شجرة وقد ألقى بنفسه فقال: مل بنا إلى هذا الرجل فإني أخاف أن يكون قد
أصابه عطش، فملنا فإذا رجل من الفراسين طويل الشعر فسأله أعطشان أنت؟
فقال: نعم فقال لي: انزل يا مصادف فاسقه، فنزلت وسقيته ثم ركبت وسرنا فقلت:
هذا نصراني فتتصدق على نصراني، فقال: نعم إذا كانوا في مثل هذا الحال (2).
[8495] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل البصري، عن فضيل بن يسار
قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى سفر لهم فضلوا
الطريق فأصابهم عطش شديد فتكفنوا ولزموا أصول الشجر فجاءهم شيخ وعليه
ثياب بيض فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء فقاموا وشربوا وارتووا فقالوا:
من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا من الجن الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله فلم تكونوا تضيعوا
بحضرتي (3).
[8496] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن إبراهيم (عليه السلام) لما خلف إسماعيل بمكة عطش الصبي

(1) الكافي: 2 / 136 ح 24.
(2) الكافي: 4 / 57 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 167 ح 10.
206

فكان فيما بين الصفا والمروة شجر فخرجت أمه حتى قامت على الصفا فقالت: هل
بالبوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد فمضت حتى انتهت إلى المروة، فقالت: هل
بالبوادي من أنيس؟ فلم تجب ثم رجعت إلى الصفا وقالت: ذلك حتى صنعت ذلك
سبعا فأجرى الله ذلك سنة وأتاها جبرئيل فقال لها: من أنت؟ فقالت: أنا أم ولد
إبراهيم، قال لها: إلى من ترككم؟ فقالت: أما لئن قلت ذاك لقد قلت له حيث أراد
الذهاب: يا إبراهيم إلى من تركتنا؟ فقال: إلى الله عز وجل فقال جبرئيل (عليه السلام): لقد وكلكم إلى
كاف، قال: وكان الناس يجتنبون الممر إلى مكة لمكان الماء ففحص الصبي برجله
فنبعت زمزم، قال: فرجعت من المروة إلى الصبي وقد نبع الماء فأقبلت تجمع التراب
حوله مخافة أن يسيح الماء ولو تركته لكان سيحا قال: فلما رأت الطير الماء حلقت
عليه فمر ركب من اليمن يريد السفر فلما رأوا الطير قالوا: ما حلقت الطير إلا على ماء،
فآتوهم فسقوهم من الماء فأطعموهم الركب من الطعام وأجرى الله عز وجل لهم بذلك
رزقا وكان الناس يمرون بمكة فيطعمونهم من الطعام ويسقونهم من الماء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8497] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حق المسلم على المسلم أن لا يشبع ويجوع
أخوه ولا يروى ويعطش أخوه ولا يكتسي ويعرى أخوه فما أعظم حق المسلم على
أخيه المسلم وقال: أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك وإذا احتجت فسله وإن
سألك فاعطه، لا تمله خيرا ولا يمله لك، كن له ظهرا فإنه لك ظهر إذا غاب، فاحفظه
في غيبته وإذا شهد فزره وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه، فإن كان عليك عاتبا فلا
تفارقه حتى تسأل سميحته وإن أصابه خير فاحمد الله وإن ابتلي فاعضده وان تمحل له
فأعنه وإذا قال الرجل لأخيه: أف انقطع ما بينهما من الولاية وإذا قال: أنت عدوي

(1) الكافي: 4 / 202 ح 2.
207

كفر أحدهما فإذا اتهمه إنماث الإيمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء وقال: بلغني انه
قال: ان المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض وقال: إن
المؤمن ولي الله يعينه ويصنع له ولا يقول عليه إلا الحق ولا يخاف غيره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة، وقد مر منا عنوان السقي في محله.

(1) الكافي: 2 / 170 ح 5.
208

العفة
[8498] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشئ أفضل من عفة بطن وفرج (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8499] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
حنان بن سدير، عن أبيه قال قال أبو جعفر (عليه السلام): إن أفضل العبادة عفة البطن
والفرج (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8500] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن معلى أبي عثمان، عن أبي بصير
قال: قال رجل لأبي جعفر (عليه السلام): إني ضعيف العمل قليل الصيام ولكني أرجو أن
لا آكل إلا حلالا، قال: فقال له: أي الاجتهاد أفضل من عفة بطن وفرج (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8501] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض
أصحابه، عن ميمون القداح قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ما من عبادة أفضل من
عفة بطن وفرج (4).

(1) الكافي: 2 / 79 ح 1 و 2 و 4.
(2) الكافي: 2 / 79 ح 1 و 2 و 4.
(3) الكافي: 2 / 79 ح 1 و 2 و 4.
(4) الكافي: 2 / 80 ح 7.
209

[8502] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبادة أفضل
عند الله من عفة بطن وفرج (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8503] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول: أفضل العبادة العفاف (2).
[8504] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر ما تلج به أمتي النار الأجوفان: البطن
والفرج (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8505] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي:
الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8506] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، أو
غيره، عن سعد بن سعد، عن الحسن بن جهم قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) اختضب
فقلت: جعلت فداك اختضبت؟ فقال: نعم إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء ولقد
ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة، ثم قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه
إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا، قال: فهو ذاك، ثم قال: من أخلاق الأنبياء

(1) الكافي: 2 / 80 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 79 ح 3 و 5 و 6.
(3) الكافي: 2 / 79 ح 3 و 5 و 6.
(4) الكافي: 2 / 79 ح 3 و 5 و 6.
210

التنظف والتطيب وحلق الشعر وكثرة الطروقة، ثم قال: كان لسليمان بن داود (عليه السلام) ألف
امرأة في قصر واحد ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له بضع
أربعين رجلا وكان عنده تسع نسوة وكان يطوف عليهن في كل يوم وليلة (1).
[8507] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب
محمدا وآل محمد العفاف والكفاف وارزق من أبغض محمدا وآل محمد المال
والولد (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8508] 11 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن
عبد الجبار، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن إسماعيل بن عبد الخالق، وأبي
الصباح الكناني جميعا، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) يقول: من
كف أذاه عن جاره أقاله الله عز وجل عثرته يوم القيامة ومن أعف بطنه وفرجه كان في
الجنة ملكا محبورا ومن أعتق نسمة مؤمنة بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة (3).
[8509] 12 - الصدوق، عن أبي الحسن، عن علي بن أحمد الطبري، عن أبي سعيد، عن
خراش، عن أنس قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أصحابه فقال: من ضمن لي
اثنين ضمنت له الجنة، فقال أبو هريرة: فداك أبي وأمي يا رسول الله أنا أضمنها لك
ما هما؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه ضمنت له
الجنة - يعني من ضمن لي لسانه وفرجه - (4).
[8510] 13 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن المفضل، عن

(1) الكافي: 5 / 567 ح 50.
(2) الكافي: 2 / 140 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والثمانون ح 4 / 646 الرقم 876.
(4) معاني الأخبار: 411 ح 99.
211

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل
لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8511] 14 - الصدوق باسناده إلى آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال فيها:...
ومن قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة الله عز وجل حرم الله عليه النار وآمنه
الله تعالى من الفزع الأكبر وأدخله الله الجنة وإن أصابها حراما حرم الله عليه الجنة
وأدخله النار، الخطبة (2).
[8512] 15 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال:
أفضل العبادة العفاف (3).
[8513] 16 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام): أفضل العبادة عفة بطن
وفرج (4).
[8514] 17 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
عليكم بالورع فإنه ليس شئ أحب إلى الله تعالى من الورع وعفة بطن وفرج (5).
[8515] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى بسطام بن سابور قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): يا أخا أهل الجبل ما شئ أحب إلى الله من أن يسأل وما عند الله
شئ هو أفضل من عفة بطن أو فرج وأن الدعاء ليرد القضاء وقد نزل من السماء وقد
أبرم إبراما، الحديث (6).
[8516] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قدر الرجل على قدر همته
وصدقه على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته (7).

(1) صفات الشيعة: 53.
(2) عقاب الأعمال: 334.
(3) و (4) الغايات: 187.
(5) و (6) الغايات: 183.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 47.
212

[8517] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العفاف زينة الفقر والشكر زينة
الغنى (1).
[8518] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما المجاهد الشهيد في سبيل الله
بأعظم أجرا ممن قدر فعف. لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة (2).
[8519] 22 - الكراجكي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من وقى شر ثلاث فقد وقى
الشر كله: لقلقة وقبقبة وذبذبة، فلقلقته لسانه وقبقبته بطنه وذبذبته فرجه (3).
[8520] 23 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العفة رأس كل خير (4
)
[8521] 24 - وعنه (عليه السلام): العفاف يصون النفس وينزهها عن الدنايا (5).
[8522] 25 - وعنه (عليه السلام): العفة تضعف الشهوة (6).
[8523] 26 - وعنه (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا أعف بطنه عن الطعام وفرجه عن
الحرام (7).
[8524] 27 - وعنه (عليه السلام): تاج الرجل عفافه وزينه إنصافه (8).
[8525] 28 - وعنه (عليه السلام): ثمرة العفة الصيانة (9).
[8526] 29 - وعنه (عليه السلام): حسن العفاف والرضا بالكفاف من دعائم الإيمان (10).
[8527] 30 - وعنه (عليه السلام): زكاة الجمال العفاف (11).
[8528] 31 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن تحلى بالعفاف ورضي بالكفاف (12).
[8529] 32 - وعنه (عليه السلام): عليك بالعفة فإنها نعم القرين (13).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 68 و 340.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 474.
(3) كنز الفوائد: 184، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 275 ح 4.
(4) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(4) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(5) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(6) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(7) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(8) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(9) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(10) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(11) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(12) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
(13) غرر الحكم: ح 1168 و 1989 و 2148 و 4116 و 4495 و 4593 و 4838 و 5449 و 5957 و 6099.
213

[8530] 33 - وعنه (عليه السلام): عليك بالعفاف والقنوع فمن أخذ به خفت عليه المؤن (1).
[8531] 34 - وعنه (عليه السلام): عليك بالعفاف فإنه أفضل شيم الأشراف (2).
[8532] 35 - وعنه (عليه السلام): لم يتحل بالعفة من اشتهى ما لا يجد (3).
[8533] 36 - وعنه (عليه السلام): من عقل عف (4).
[8534] 37 - وعنه (عليه السلام): من عف خف وزره وعظم عند الله قدره (5).
[8535] 38 - وعنه (عليه السلام): من عفت أطرافه حسنت أوصافه (6).
[8536] 39 - وعنه (عليه السلام): من أتحف العفة والقناعة حالفه العز (7).
[8537] 40 - وعنه (عليه السلام): لا فاقة مع العفاف (8).
والروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 79،
والوافي: 4 / 331، وبحار الأنوار: 68 / 268، ووسائل الشيعة: 11 / 197،
ومستدرك الوسائل: 11 / 274، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 275، وهداية
العلم: 396، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(2) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(3) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(4) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(5) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(6) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(7) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
(8) غرر الحكم: ح 6118 و 6122 و 7952 و 7646 و 8597 و 9050 و 9185 و 10539.
214

العفو
[8538] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبته: ألا أخبركم بخير
خلائق الدنيا والآخرة؟ العفو عمن ظلمك وتصل من قطعك والإحسان إلى من أساء
إليك وإعطاء من حرمك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8539] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن جهم بن
الحكم المدائني، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله (2).
[8540] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو
أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (3).
[8541] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي
ابن الحسين (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين
والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من

(1) الكافي: 2 / 107 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 2 / 108 ح 5 و 6.
215

الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا
ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم أدخلوا الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8542] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال قال: سمعت
أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ما التقت فئتان قط إلا نصر أعظمهما عفوا (2).
الرواية موثقة سندا.
[8543] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن سعدان، عن
معتب قال: كان أبو الحسن موسى (عليه السلام) في حائط له يصرم فنظرت إلى غلام له قد أخذ
كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فاتيته وأخذته وذهبت به إليه فقلت: جعلت فداك
إني وجدت هذا وهذه الكارة فقال للغلام: يا فلان قال: لبيك قال: أتجوع؟ قال:
لا يا سيدي قال: فتعرى؟ قال: لا يا سيدي قال: فلأي شئ أخذت هذه؟ قال:
اشتهيت ذلك، قال: اذهب فهي لك وقال: خلوا عنه (3).
[8544] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتى باليهودية
التي سمت الشاة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت إن كان
نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه، قال: فعفا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها (4).
الرواية موثقة سندا.
[8545] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عمرو
ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث لا يزيد الله بهن المرء المسلم إلا
عزا: الصفح عمن ظلمه وإعطاء من حرمه والصلة لمن قطعه (5).

(1) الكافي: 2 / 107 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 108 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 108 ح 7 و 9 و 10.
(4) الكافي: 2 / 108 ح 7 و 9 و 10.
(5) الكافي: 2 / 108 ح 7 و 9 و 10.
216

[8546] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن عروة بن دينار الرقي، عن أبي إسحاق
السبيعي رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أدلكم على خير أخلاق الدنيا
والآخرة؟ تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك (1).
[8547] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله نشيب اللفائفي، عن حمران بن أعين قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاث من مكارم الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك وتصل من
قطعك وتحلم إذا جهل عليك (2).
[8548] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن إسحاق بن عمار قال قال: بلغني عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان رجلا أتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أهل بيتي أبوا إلا توثبا علي وقطيعة لي وشتيمة
فأرفضهم؟ قال: إذا يرفضكم الله جميعا، قال: فكيف أصنع؟ قال: تصل من قطعك
وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك فإنك إذا فعلت ذلك كان لك من الله عليهم
ظهير (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8549] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال
له: يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق فقال: العفو عمن ظلمك وصلة من
قطعك وإعطاء من حرمك وقول الحق ولو على نفسك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) و (2) الكافي: 2 / 107 ح 2 و 3.
(3) الكافي: 2 / 150 ح 2.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السابع والأربعون ح 10 / 355 الرقم 433.
217

[8550] 13 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انا أهل بيت مروتنا العفو عمن ظلمنا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8551] 14 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن
فضال، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام) في قول الله عز وجل (فاصفح الصفح الجميل) (2)
قال: العفو من غير عتاب (3).
ونقلها أيضا في أماليه: المجلس الرابع والخمسون ح 14 / 416 الرقم 547 بسنده
المتصل إلى زين العابدين (عليه السلام).
[8552] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا قدرت على عدوك فاجعل
العفو عنه شكرا للقدرة عليه (4).
[8553] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أولى الناس بالعفو أقدرهم على
العقوبة (5).
[8554] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... العفو زكاة الظفر... (6).
[8555] 18 - الطوسي عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي
ابن معمر، عن حمدان بن المعافي، عن حمويه بن أحمد، عن أحمد بن عيسى الطوسي
قال: قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام): انه ليعرض لي صاحب الحاجة فأبادر إلى قضائها
مخافة أن يستغني عنها صاحبها، ألا وان مكارم الدنيا والآخرة في ثلاثة أحرف من

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 7 / 364 الرقم 450.
(2) سورة الحجر: 85.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع عشر ح 6 / 131 الرقم 121.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 11.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 52.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 211.
218

كتاب الله عز وجل (خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) (1) وتفسيره أن
تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك (2).
[8556] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العفو مع القدرة جنة من عذاب
الله سبحانه (3).
[8557] 20 - وعنه (عليه السلام): الصفح أن يعفو الرجل عما يجنى عليه ويحلم عما يغيظه (4).
[8558] 21 - وعنه (عليه السلام): أعط الناس من عفوك وصفحك مثل ما تحب أن يعطيك الله
سبحانه، وعلى عفو فلا تندم (5).
[8559] 22 - وعنه (عليه السلام): أحق الناس بالإسعاف طالب العفو (6).
[8560] 23 - وعنه (عليه السلام): بالعفو تستنزل الرحمة (7).
[8561] 24 - وعنه (عليه السلام): شر الناس من لا يعفو عن الزلة ولا يستر العورة (8).
[8562] 25 - وعنه (عليه السلام): شيئان لا يوزن ثوابهما: العفو والعدل (9).
[8563] 26 - وعنه (عليه السلام): قلة العفو أقبح العيوب والتسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب (10).
[8564] 27 - وعنه (عليه السلام): كن جميل العفو إذا قدرت عاملا بالعدل إذا ملكت (11).
[8565] 28 - وعنه (عليه السلام): كن عفوا في قدرتك، جوادا في عسرتك، مؤثرا مع فاقتك
يكمل لك الفضل (12).
[8566] 29 - وعنه (عليه السلام): لا تندمن على عفو ولا تبهجن بعقوبة (13).
[8567] 30 - وعنه (عليه السلام): لا يقابل مسيء قط بأفضل من العفو عنه (14).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 107،
والوافي: 4 / 441، والمحجة البيضاء: 5 / 318، وبحار الأنوار: 68 / 397،
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 284، وهداية العلم: 398.

(1) سورة الأعراف: 199.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني والثلاثون ح 23 / 644 الرقم 1337.
(3) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(4) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(5) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(6) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(7) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(8) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(9) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(10) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(11) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(12) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(13) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
(14) غرر الحكم: ح 1547 و 1875 و 2367 و 3066 و 4317 و 5735 و 5769 و 6766 و 7162 و 7179 و 10319 و 10880.
219

العقاب
[8568] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن أبي خالد القماط، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الندامة على العفو
أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8569] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: قال الله عز وجل: إن العبد من عبيدي المؤمنين ليذنب الذنب العظيم مما يستوجب
به عقوبتي في الدنيا والآخرة فأنظر له فيما فيه صلاحه في آخرته فأعجل له العقوبة
عليه في الدنيا لأجازيه بذلك الذنب وأقدر عقوبة ذلك الذنب وأقضيه وأتركه عليه
موقوفا غير ممضى ولي في إمضائه المشيئة وما يعلم عبدي به فأتردد في ذلك مرارا على
إمضائه ثم أمسك عنه فلا أمضيه كراهة لمساءته وحيدا عن إدخال المكروه عليه
فأتطول عليه بالعفو عنه والصفح، محبة لمكافاته لكثير نوافله التي يتقرب بها إلي في
ليله ونهاره فأصرف ذلك البلاء عنه وقد قدرته وقضيته وتركته موقوفا ولي في
إمضائه المشيئة ثم أكتب له عظيم أجر نزول ذلك البلاء وأدخره وأوفر له أجره ولم
يشعر به ولم يصل إليه أذاه وأنا الله الكريم الرؤوف الرحيم (2).

(1) الكافي: 2 / 108 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 449 ح 1.
220

[8570] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن الحسين، وحميد بن
زياد، عن الحسن بن محمد الكندي جميعا، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل
من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبد الله (عليه السلام) إلى رجل من أصحابه: أما بعد
فإني أوصيك بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب
ويرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكن ممن يخاف على العباد من ذنوبهم ويأمن
العقوبة من ذنبه فإن الله عز وجل لا يخدع عن جنته ولا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء
الله (1).
[8571] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
ابن بكير، عن زرارة، عن حمران قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل أقيم عليه الحد
في الرجم أيعاقب عليه في الآخرة؟ قال: ان الله أكرم من ذلك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8572] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد قال: حدثني الوشاء،
قال: حدثنا أحمد بن عمر الحلال قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام) أخبرني عمن عاندك
ولم يعرف حقك من ولد فاطمة، هو وسائر الناس سواء في العقاب؟ فقال: كان علي
ابن الحسين (عليه السلام) يقول: عليهم ضعفا العقاب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8573] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن محمد بن
عيسى، عن المشرقي حمزة بن المرتفع، عن بعض أصحابنا قال: كنت في مجلس
أبي جعفر (عليه السلام) إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له: جعلت فداك قول الله تبارك

(1) الكافي: 8 / 49 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 443، و 7 / 265 ح 27.
(3) الكافي: 1 / 377 ح 2.
221

وتعالى (ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى) (1) ما ذلك الغضب؟ فقال:
أبو جعفر (عليه السلام): هو العقاب يا عمرو إنه من زعم أن الله قد زال من شئ إلى شئ فقد
وصفه صفة مخلوق وأن الله تعالى لا يستفزه شئ فيغيره (2).
[8574] 7 - الصدوق باسناده إلى يونس بن ظبيان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)
انه قال: الاشتهار بالعبادة ريبة، إن أبي حدثني عن أبيه عن جده (عليهم السلام) ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أعبد الناس من أقام الفرائض وأسخى الناس من أدى زكاة
ماله وأزهد الناس من اجتنب الحرام وأتقى الناس من قال الحق فيما له وعليه وأعدل
الناس من رضي للناس ما يرضى لنفسه وكره لهم ما يكره لنفسه وأكيس الناس من
كان أشد ذكرا للموت وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو
الثواب وأغفل الناس من لم يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال وأعظم الناس في
الدنيا خطرا من لم يجعل للدنيا عنده خطرا وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه
وأشجع الناس من غلب هواه وأكثر الناس قيمة أكثرهم علما وأقل الناس قيمة
أقلهم علما وأقل الناس لذة الحسود وأقل الناس راحة البخيل وأبخل الناس من بخل
بما افترض الله عز وجل عليه وأولى الناس بالحق أعلمهم به وأقل الناس حرمة الفاسق
وأقل الناس وفاء المملوك وأقل الناس صديقا الملك وأفقر الناس الطامع وأغنى
الناس من لم يكن للحرص أسيرا وأفضل الناس إيمانا أحسنهم خلقا وأكرم الناس
أتقاهم وأعظم الناس قدرا من ترك ما لا يعنيه وأورع الناس من ترك المراء وإن كان
محقا وأقل الناس مروءة من كان كاذبا وأشقى الناس الملوك وأمقت الناس المتكبر
وأشد الناس اجتهادا من ترك الذنوب وأحكم الناس من فر من جهال الناس وأسعد
الناس من خالط كرام الناس وأعقل الناس أشدهم مداراة للناس وأولى الناس

(1) سورة طه: 84.
(2) الكافي: 1 / 110 ح 5.
222

بالتهمة من جالس أهل التهمة وأعتى الناس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه
وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب وأذل
الناس من أهان الناس وأحزم الناس أكظمهم للغيظ وأصلح الناس أصلحهم للناس
وخير الناس من انتفع به الناس (1).
[8575] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... انه ليس شئ بشر من الشر
إلا عقابه وليس شئ بخير من الخير إلا ثوابه وكل شئ من الدنيا سماعه أعظم من
عيانه وكل شئ من الآخرة عيانه أعظم من سماعه فليكفكم من العيان السماع ومن
الغيب الخبر... (2).
[8576] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... ولولا
الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى
الثواب وخوفا من العقاب... (3).
[8577] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال وقد لقيه عند مسيره إلى الشام
دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه فقال: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا:
خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم وإنكم لتشقون على
أنفسكم في دنياكم وتشقون به في آخرتكم وما أخسر المشقة وراءها العقاب وأربح
الدعة معها الأمان من النار (4).
تشقون: مع تشديد القاف من المشقة. تشقون: من الشقاوة. الدعة: الراحة.
[8578] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال حيث سأله السائل الشامي أكان
مسيرنا إلى الشام بقضاء من الله وقدر؟ قال (عليه السلام): ويحك لعلك ظننت قضاء لازما

(1) الفقيه: 4 / 394 ح 5840.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 37.
223

وقدرا حاتما، ولو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الوعد والوعيد،
الحديث (1).
[8579] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أحلفوا الظالم إذا أردتم يمينه بأنه
برئ من حول الله وقوته فإنه إذا حلف بها كاذبا عوجل العقوبة وإذا حلف بالله الذي
لا اله إلا هو لم يعاجل لأنه قد وحد الله تعالى (2).
[8580] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان الله سبحانه وضع الثواب على
طاعته والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته وحياشة لهم إلى جنته (3).
ذيادة: منعا لهم عن المعاصي الجالبة للنقم. حياشة: من حاش الصيد، جاءه من
حو إليه ليصرفه إلى الحبالة ويسوقه إليها ليصيده، أي: سوقا إلى جنته.
[8581] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة الدنيا: تغر وتضر وتمر إن
الله تعالى لم يرضها ثوابا لأوليائه ولا عقابا لأعدائه وإن أهل الدنيا كركب بينا هم
حلوا إذا صاح بهم سائقهم فارتحلوا (4).
[8582] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم صفة الدنيا: ما أصف من
دار أولها عناء وآخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها
فتن ومن افتقر فيها حزن ومن ساعاها فاتته ومن قعد عنها وأتته ومن أبصر بها
بصرته ومن أبصر إليها أعمته (5).
العناء: العتب، ساعاها: جاراها سعيا، واتته: طاوعته.
[8583] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والتسرع إلى العقوبة فإنه

(1) نهج البلاغة: الحكمة 78.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 253.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 368.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 415.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 82.
224

ممقتة عند الله ومقرب من الغير (1).
[8584] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان الله سبحانه قد وضع
العقاب على معاصيه ذيادة لعباده عن نقمته (2).
[8585] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تعاجل الذنب بالعقوبة
واترك بينهما للعفو موضعا تحرز به الأجر والمثوبة (3).
[8586] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عاقب المذنب فسد
فضله (4).
[8587] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عاقب بالذنب فلا
فضل له (5).

(1) غرر الحكم: ح 2656 و 3483 و 10343 و 8016 و 9071.
(2) غرر الحكم: ح 2656 و 3483 و 10343 و 8016 و 9071.
(3) غرر الحكم: ح 2656 و 3483 و 10343 و 8016 و 9071.
(4) غرر الحكم: ح 2656 و 3483 و 10343 و 8016 و 9071.
(5) غرر الحكم: ح 2656 و 3483 و 10343 و 8016 و 9071.
225

العقل
[8588] 1 - أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني عدة من أصحابنا منهم محمد
ابن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما خلق الله العقل استنطقه ثم قال له:
أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا هو أحب
إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب أما إني إياك آمر وإياك أنهى وإياك أعاقب وإياك
أثيب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8589] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن
مفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي (عليه السلام) قال: هبط
جبرئيل على آدم (عليه السلام) فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث فاخترها
ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين فقال
آدم: إني قد اخترت العقل، فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه فقالا:
يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما وعرج (2).
[8590] 3 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض أصحابنا
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به
الجنان قال: قلت: فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء، تلك

(1) و (2) الكافي: 1 / 10 ح 1 و 2.
226

الشيطنة وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل (1).
[8591] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فلان من عبادته
ودينه وفضله؟ فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدري فقال: إن الثواب على قدر العقل،
ان رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر خضراء نضرة كثيرة
الشجر ظاهرة الماء وأن ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا،
فأراه الله تعالى ذلك فاستقله الملك فأوحى الله تعالى إليه أن أصحبه فأتاه الملك في
صورة إنسي فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا
المكان فاتيتك لأعبد الله معك فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له الملك: إن مكانك
لنزه وما يصلح إلا للعبادة، فقال له العابد: ان لمكاننا هذا عيبا، فقال له: وما هو؟
قال: ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فإن هذا الحشيش
يضيع، فقال له ذلك الملك: وما لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل
هذا الحشيش، فأوحى الله إلى الملك إنما أثيبه على قدر عقله (2).
رويها الصدوق في أماليه، المجلس الخامس والستون ح 6 / 504 الرقم 693.
[8592] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل
فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا
بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته،
وما يضمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العبد فرائض
الله حتى عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل والعقلاء هم

(1) الكافي: 1 / 11 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 11 ح 8.
227

اولوا الألباب الذين قال الله تعالى (وما يتذكر إلا أولوا الألباب) (1) (2).
[8593] 6 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام ابن
الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) في حديث طويل:... يا هشام
إن لكل شئ دليلا ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت ولكل شئ مطية ومطية
العقل التواضع وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه.
يا هشام ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله فأحسنهم استجابة
أحسنهم معرفة وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا
والآخرة.
يا هشام ان لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة
فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام) وأما الباطنة فالعقول.
يا هشام ان العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ولا يغلب الحرام صبره يا هشام
من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان على هدم عقله: من أظلم نور تفكره بطول أمله
ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه فكأنما أعان هواه
على هدم عقله ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه.
يا هشام كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت قلبك عن أمر ربك وأطعت
هواك على غلبة عقلك.
يا هشام الصبر على الوحدة علامة قوة العقل فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا
والراغبين فيها ورغب فيما عند الله وكان الله انسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة
وغناه في العيلة ومعزه من غير عشيرة.
يا هشام نصب الحق لطاعة الله ولا نجاة إلا بالطاعة والطاعة بالعلم والعلم بالتعلم

(1) سورة البقرة: 269.
(2) الكافي: 1 / 12 ح 11.
228

والتعلم بالعقل يعتقد ولا علم إلا من عالم رباني ومعرفة العلم بالعقل.
يا هشام قليل العمل من العالم مقبول مضاعف وكثير العمل من أهل الهوى والجهل
مردود يا هشام ان العاقل رضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من
الحكمة مع الدنيا فلذلك ربحت تجارتهم.
يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب وترك الدنيا من الفضل
وترك الذنوب من الفرض.
يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ونظر إلى
الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة فطلب بالمشقة أبقاهما.
يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة لأنهم علموا أن الدنيا طالبة
ومطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها
رزقه ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته.
يا هشام من أراد الغنى بلا مال وراحة القلب من الحسد والسلامة في الدين
فليتضرع إلى الله عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله فمن عقل قنع بما يكفيه ومن قنع بما
يكفيه استغنى ومن لم يقنع بما يكفيه لم يدرك الغنى أبدا.
يا هشام إن الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ
هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك أنت الوهاب) حين علموا أن القلوب تزيغ
وتعود إلى عماها ورداها، إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله ومن لم يعقل عن الله لم يعقد
قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه ولا يكون أحد كذلك إلا من كان
قوله لفعله مصدقا، وسره لعلانيته موافقا لأن الله تبارك اسمه لم يدل على الباطن الخفي
من العقل إلا بظاهر منه وناطق عنه.
يا هشام كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما عبد الله بشئ أفضل من العقل وما تم
عقل امرء حتى يكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير
منه مأمولان وفضل ماله مبذول وفضل قوله مكفوف ونصيبه من الدنيا القوت
229

لا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره والتواضع أحب إليه
من الشرف يستكثر قليل المعروف من غيره ويستقل كثير المعروف من نفسه ويرى
الناس كلهم خيرا منه وانه شرهم في نفسه وهو تمام الأمر.
يا هشام ان العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه.
يا هشام لا دين لمن لا مروة له ولا مروة لمن لا عقل له وان أعظم الناس قدرا الذي
لا يرى الدنيا لنفسه خطرا أما إن أبدانكم ليس لها ثمن إلا الجنة فلا تبيعوها بغيرها.
يا هشام إن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث
خصال: يجيب إذا سئل وينطق إذا عجز القوم عن الكلام ويشير بالرأي الذي يكون
فيه صلاح أهله فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شئ فهو أحمق، إن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لا يجلس في صدر المجلس إلا رجل فيه هذه الخصال الثلاث
أو واحدة منهن، فمن لم يكن فيه شئ منهن فجلس فهو أحمق.
وقال الحسن بن علي (عليهما السلام): إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها من أهلها، قيل:
يا ابن رسول الله ومن أهلها؟ قال: الذين قص الله في كتابه وذكرهم فقال: (إنما
يتذكر أولوا الألباب) قال: هم أولو العقول.
وقال علي بن الحسين (عليهما السلام): مجالسة الصالحين داعية إلى الصلاح وآداب العلماء
زيادة في العقل وطاعة ولاة العدل تمام العز واستثمار المال تمام المروة وإرشاد المستشير
قضاء لحق النعمة وكف الأذى من كمال العقل وفيه راحة البدن عاجلا وآجلا.
يا هشام إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ولا يسأل من يخاف منعه ولا يعد ما
لا يقدر عليه ولا يرجو ما يعنف برجائه ولا يقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه (1).
[8594] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن
بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العقل دليل المؤمن (2).

(1) الكافي: 1 / 16 ح 12.
(2) الكافي: 1 / 25 ح 24.
230

[8595] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد
بن عثمان، عن السري بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا
علي لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل (1).
[8596] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من
استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها ولا
اغتفر فقد عقل ولا دين لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنأ بحياة مع مخافة وفقد
العقل فقد الحياة ولا يقاس إلا بالأموات (2).
[8597] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن عبد الله البزاز، عن محمد بن
عبد الرحمن بن حماد، عن الحسن بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل:
أن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع شئ إلا به، العقل الذي جعله
الله زينة لخلقه ونورا لهم فبالعقل عرف العباد خالقهم وأنهم مخلوقون وأنه المدبر لهم
وأنهم المدبرون وأنه الباقي وهم الفانون واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه من
سمائه وأرضه وشمسه وقمره وليله ونهاره وبان له ولهم خالقا ومدبرا لم يزل ولا يزول
وعرفوا به الحسن من القبيح وأن الظلمة في الجهل وأن النور في العلم فهذا ما دلهم عليه
العقل قيل له: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غير؟ قال: إن العاقل لدلالة عقله الذي
جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم أن الله هو الحق وأنه هو ربه وعلم أن لخالقه محبة
وأن له كراهية وأن له طاعة وأن له معصية فلم يجد عقله يدله على ذلك وعلم أنه
لا يوصل إليه إلا بالعلم وطلبه وأنه لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه فوجب على
العاقل طلب العلم والأدب الذي لأقوام له إلا به (3).

(1) الكافي: 1 / 25 ح 25.
(2) الكافي: 1 / 27 ح 30.
(3) الكافي: 1 / 28.
231

[8598] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: صديق كل امرء عقله
وعدوه جهله (1).
الرواية موثقة سندا.
[8599] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا
في حسن عقله فإنما يجازى بعقله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8600] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله
ابن جبله عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إن لي
جارا كثير الصلاة، كثير الصدقة، كثير الحج، لا بأس به، قال فقال: يا إسحاق
كيف عقله؟ قال: قلت له: جعلت فداك ليس له عقل، قال فقال: لا يرتفع بذلك
منه (3).
[8601] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن إبراهيم
المحاربي، عن الحسن بن موسى، عن موسى بن عبد الله، عن ميمون بن علي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف
عقله (4).
[8602] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: قال

(1) الكافي: 1 / 11 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 12 ح 9.
(3) الكافي: 1 / 24 ح 19.
(4) الكافي: 1 / 27 ح 31.
232

أبو عبد الله (عليه السلام): أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا (1).
[8603] 16 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن أبي محمد الرازي
عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من كان عاقلا
كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة (2).
رويها الصدوق مسندا عن إسحاق بن عمار في ثواب الأعمال: 29.
[8604] 17 - الكليني، عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كلم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العباد بكنه عقله قط، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنا معاشر
الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم (3).
[8605] 18 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن المثنى
الحناط، عن قتيبة الأعشى، عن ابن أبي يعفور، عن مولى لبني شيبان، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم
وكملت به أحلامهم (4).
[8606] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن
ابن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا (5).
[8607] 20 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعامة الإنسان العقل ومن

(1) الكافي: 1 / 23 ح 17.
(2) الكافي: 1 / 11 ح 6.
(3) الكافي: 1 / 23 ح 15.
(4) الكافي: 1 / 25 ح 21.
(5) الكافي: 1 / 11 ح 7.
233

العقل الفطنة والفهم والحفظ والعلم فإذا كان تأييد عقله من النور كان عالما حافظا
ذكيا فطنا فهما وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره (1).
[8608] 21 - الصدوق بإسناده إلى العلوي، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
سئل مما خلق الله عز وجل العقل؟ قال: خلقه ملك له رؤوس بعدد الخلائق من خلق ومن
يخلق إلى يوم القيامة ولكل رأس وجه ولكل آدمي رأس من رؤوس العقل واسم ذلك
الإنسان على وجه ذلك الرأس مكتوب وعلى كل وجه ستر ملقى لا يكشف ذلك الستر
من ذلك الوجه حتى يولد هذا المولود ويبلغ حد الرجال أو حد النساء فإذا بلغ كشف
ذلك الستر فيقع في قلب هذا الإنسان نور فيفهم الفريضة والسنة والجيد والردي ألا
ومثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت (2).
[8609] 22 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قسم العقل على ثلاثة أجزاء فمن كانت فيه كمل عقله ومن لم تكن
فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله عز وجل وحسن الطاعة له وحسن البصيرة على
أمره (3).
[8610] 23 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن
ابن المغيرة، عن ابن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لم يعبد
الله عز وجل بشئ أفضل من العقل ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال:
الخير منه مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير
من نفسه ولا يسأم من طلب العلم طول عمره ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله، الذل
أحب إليه من العز والفقر أحب إليه من الغنى نصيبه من الدنيا القوت والعاشرة لا يرى

(1) علل الشرايع: 103 ح 2.
(2) علل الشرايع: 98.
(3) الخصال: 1 / 102 ح 58.
234

أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى وآخر
هو شر منه وأدنى فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به وإذا لقي الذي
هو شر منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشره ظاهر وعسى أن يختم له بخير فإذا
فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه (1).
[8611] 24 - الصدوق باسناده إلى حماد بن عثمان، عن الصادق (عليه السلام) قال: في حكمة آل
داود: ينبغي للعاقل أن يكون مقبلا على شأنه حافظا للسانه عارفا بأهل زمانه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8612] 25 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن حسان، عن أبي محمد الرازي، عن الحسين بن يزيد، عن إبراهيم بن أبي بكر بن
أبي سمال، عن الفضل بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كان عاقلا ختم
له بالجنة إن شاء الله (3).
[8613] 26 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: أفضل طبائع العقل العبادة وأوثق
الحديث له العلم وأجزل حظوظه الحكمة وأفضل ذخائره الحسنات (4).
[8614] 27 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: يغوص العقل على الكلام فيستخرجه
من مكنون الصدر كما يغوص الغائص على اللؤلؤ المستكنة في البحر (5).
[8615] 28 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كمال العقل في ثلاثة: التواضع لله
وحسن اليقين والصمت إلا من خير (6).
[8616] 29 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: خلق الله تعالى العقل من أربعة أشياء:

(1) الخصال: 2 / 433 ح 17.
(2) الفقيه: 4 / 416 ح 5903.
(3) ثواب الأعمال: 29.
(4) الاختصاص: 244.
(5) الاختصاص: 244.
(6) الاختصاص: 244.
235

من العلم والقدرة والنور والمشيئة بالأمر فجعله قائما بالعلم دائما في الملكوت (1).
[8617] 30 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في
مجلس واحد فحدثه من خلال حديثك بما لا يكون فإن أنكره فهو عاقل وإن صدقه
فهو أحمق (2).
[8618] 31 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان
أول ما يغير منه عقله (3).
[8619] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا غنى كالعقل ولا فقر كالجهل
ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة (4).
[8620] 33 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا تم العقل نقص الكلام (5).
[8621] 34 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التودد نصف العقل (6).
[8622] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... كم من عقل أسير تحت
هوى أمير... (7).
[8623] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولا يغش العقل من
استنصحه (8).
[8624] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحلم غطاء ساتر والعقل حسام
قاطع فاستر خلل خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك (9).

(1) الاختصاص: 244.
(2) و (3) الاختصاص: 245.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 54.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 71.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 142.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 281.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 424.
236

[8625] 38 - الكراجكي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لكل شئ آلة وعدة وآلة المؤمن
وعدته العقل ولكل شئ مطية ومطية المرء العقل ولكل شئ غاية وغاية العبادة
العقل ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين
العقل ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل ولكل سفر فسطاط يلجأون إليه
وفسطاط المسلمين العقل (1).
[8626] 39 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: غضب الجاهل في قوله
وغضب العاقل في فعله (2).
[8627] 40 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تأوي من لاعقل له
فيكثر ضررك (3).
[8628] 41 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ظن الرجل قطعة من
عقله (4).
[8629] 42 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من ترك الاستماع من ذوي
العقول مات عقله (5).
[8630] 43 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من جانب هواه صح
عقله (6).
[8631] 44 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا جمال أزين من العقل (7).
[8632] 45 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبا للعاقل كيف ينظر إلى
شهوة يعقبه النظر إليها حسرة (8).
[8633] 46 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العقل والشهوة ضدان، ومؤيد

(1) كنز الفوائد: 13 و 1 / 56 طبع بيروت مع حذف بعضها.
(2) كنز الفوائد: 1 / 199.
(3) كنز الفوائد: 1 / 199.
(4) كنز الفوائد: 1 / 199.
(5) كنز الفوائد: 1 / 199.
(6) كنز الفوائد: 1 / 199.
(7) كنز الفوائد: 1 / 200.
(8) كنز الفوائد: 1 / 200.
237

العقل العلم، ومزين الشهوة الهوى، والنفس متنازعة بينهما، فأيهما قهر كانت في
جانبه (1).
[8634] 47 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أفضل العقل معرفة الإنسان
نفسه، فمن عرف نفسه عقل، ومن جهلها ضل (2).
[8635] 48 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العقل والعلم مقرونان في قرن
لا يفترقان ولا يتباينان (3).
[8636] 49 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العقل صاحب جيش الرحمن
والهوى قائد جيش الشيطان والنفس متجاذبة بينهما فأيهما غلب كانت في حيزه (4).
[8637] 50 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ستة تختبر بها عقول الرجال:
المصاحبة والمعاملة والولاية والعزل والغنى والفقر (5).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت راجع كتاب العقل والجهل
في كتب الأخبار منها: الكافي: 1 / 10، وكنز الفوائد: 1 / 198، وارشاد القلوب:
197، والوافي: 1 / 51، وبحار الأنوار: 1 / 81، ووسائل الشيعة: 11 / 160،
ومستدرك الوسائل: 11 / 202 و 211، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 280،
وهداية العلم: 402.

(1) غرر الحكم: ح 2100 و 3220 و 1783 و 2099 و 5600.
(2) غرر الحكم: ح 2100 و 3220 و 1783 و 2099 و 5600.
(3) غرر الحكم: ح 2100 و 3220 و 1783 و 2099 و 5600.
(4) غرر الحكم: ح 2100 و 3220 و 1783 و 2099 و 5600.
(5) غرر الحكم: ح 2100 و 3220 و 1783 و 2099 و 5600.
238

العقوق
[8638] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أدنى العقوق أف ولو علم الله عز وجل
شيئا أهون منه لنهى عنه (1).
[8639] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن إبراهيم بن
أبي البلاد السلمي، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو علم الله شيئا
أدنى من أف لنهى عنه وهو من أدنى العقوق ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه
فيحد النظر إليهما (2).
[8640] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن أحمد بن محمد، عن محسن بن أحمد،
عن أبان بن عثمان، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أدنى العقوق أف
ولو علم الله أيسر منه لنهى عنه (3).
[8641] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن
عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أبي (عليه السلام) يقول: نعوذ بالله من الذنوب التي
تعجل الفناء وتقرب الآجال وتخلي الديار وهي: قطيعة الرحم والعقوق وترك البر (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 348 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 2 / 349 ح 7 و 9.
(4) الكافي: 2 / 448 ح 2.
239

[8642] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن أبي خالد
الواسطي، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما (1).
[8643] 6 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى يونس، عن عبد الله بن سنان قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان من الكبائر عقوق الوالدين واليأس من روح الله
والأمن لمكر الله وقد روي ان أكبر الكبائر الشرك بالله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8644] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فوق كل ذي بر بر حتى يقتل الرجل في سبيل
الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر وأن فوق كل عقوق عقوقا حتى يقتل الرجل
أحد والديه فإذا فعل ذلك فليس فوقه عقوق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8645] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن فرات، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلام له: إياكم
وعقوق الوالدين فإن ريح الجنة توجد من مسيرة الف عام ولا يجدها عاق ولا قاطع
رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء إنما الكبرياء لله رب العالمين (4).
[8646] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي تغير
النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل والتي تنزل النقم الظلم والتي تهتك الستر

(1) الكافي: 6 / 48 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 278 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 348 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 349 ح 6.
240

شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم والتي ترد
الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (1).
[8647] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن الحسن بن رباط، عن يونس بن رباط، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله من أعان والده على بره قال: قلت: كيف يعينه
على بره؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به فليس
بينه وبين أن يصير في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الجنة طيبة طيبها الله وطيب ريحها يوجد ريحها من مسيرة ألفي
عام ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم ولا مرخي الإزار خيلاء (2).
[8648] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس
ابن هشام، عن صالح الحذاء، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة
خمسمائة عام إلا صنف واحد، قلت: من هم؟ قال: العاق لوالديه (3).
[8649] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نظر إلى أبويه نظر
ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8650] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن عبد الله بن
سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان أبي نظر إلى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكئ

(1) الكافي: - 2 / 447 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 50 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 348 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 349 ح 5.
241

على ذراع الأب قال: فما كلمه أبي (عليه السلام) مقتا له حتى فارق الدنيا (1).
الرواية حسنة سندا.
[8651] 14 - الصدوق بإسناده في علل ابن سنان، عن الرضا (عليه السلام) قال:... حرم الله
عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوقير لطاعة الله عز وجل والتوقير للوالدين
وتجنب كفر النعمة وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه لما في
العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في
الولد وترك التربية بعلة ترك الولد برهما، الحديث (2).
[8652] 15 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن
سهل بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
تذاكرنا الشؤم فقال: الشوم في ثلاثة: في المرأة والدابة والدار فأما شؤم المرأة فكثرة
مهرها وعقوق زوجها وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها وأما الدار فضيق
ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها (3).
[8653] 16 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن عبد العظيم
الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن الصادق (عليه السلام) قال: عقوق
الوالدين من الكبائر لأن الله عز وجل جعل العاق عصيا شقيا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8654] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أخبرني جبرئيل أن ريح الجنة توجد من مسيرة ألف عام ما يجدها عاق ولا قاطع

(1) الكافي: 2 / 349 ح 8.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 91 - علل الشرايع: 479 ح 1.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والأربعون ح 7 / 311 الرقم 359.
(4) علل الشرايع: 479 ح 2.
242

رحم ولا شيخ زان ولا جار إزاره خيلاء ولا فتان ولا منان ولا جعظري قال: قلت:
فما الجعظري؟ قال: الذي لا يشبع من الدنيا (1).
[8655] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن
السندي، عن علي بن الحكم، عن محمد بن فضيل، عن شريس الوابشي، عن
جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (عليه السلام): ان الجنة ليوجد ريحها من مسيرة
خمسمائة عام ولا يجدها عاق ولا ديوث، قيل: يا رسول الله وما الديوث؟ قال: الذي
تزني امرأته وهو يعلم (2).
[8656] 19 - الصدوق رفعه وقال: سئل أبو الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن الرجل يقول
لابنه أو لابنته بأبي أنت وأمي أو بأبوي أنت، أترى بذلك بأسا؟ فقال: إن كان أبواه
حيين فأرى ذلك عقوقا وإن كان قد ماتا فلا بأس (3).
[8657] 20 - الصدوق بإسناده إلى أنس بن مالك قال: كنت عند علي بن أبي طالب في
الشهر الذي أصيب فيه وهو شهر رمضان فدعا ابنه الحسن (عليه السلام) ثم قال: يا أبا محمد
أعل المنبر فأحمد الله كثيرا واثن عليه واذكر جدك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأحسن الذكر
وقل: لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله ولدا عق أبويه لعن الله ولدا عق أبويه، لعن الله
عبدا أبق من مواليه لعن الله غنما ضلت عن الراعي وأنزل. فلما فرغ من خطبته ونزل
اجتمع الناس إليه فقالوا: يا ابن أمير المؤمنين وابن بنت رسول الله نبئنا، فقال:
الجواب على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إني كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في
صلاة صلاها فضرب بيده اليمنى إلى يدي اليمنى فاجتذبها فضمها إلى صدره ضما
شديدا ثم قال لي: يا علي قلت: لبيك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أنا وأنت أبوا هذه
الامة فلعن الله من عقنا قل: آمين قلت: آمين. ثم قال: أنا وأنت موليا هذه الامة

(1) معاني الأخبار: 330.
(2) الخصال: 1 / 37 ح 15.
(3) الفقيه: 1 / 187 ح 564.
243

فلعن الله أبق عنا قل: آمين قلت: آمين. ثم قال: أنا وأنت راعيا هذه الامة فلعن الله
من ضل عنا قل: آمين قلت: آمين. قال أمير المؤمنين (عليه السلام): وسمعت قائلين يقولان
معي: آمين فقلت: يا رسول الله ومن القائلان معي آمين؟ قال: جبرئيل
وميكائيل (عليهما السلام) (1).
[8658] 21 - الصدوق باسناده إلى زين العابدين (عليه السلام) في حديث:... والذنوب التي تظلم
الهواء: السحر والكهانة والإيمان بالنجوم والتكذيب بالقدر وعقوق الوالدين،
الحديث (2).
[8659] 22 - الحسين بن سعيد الأهوازي، عن النضر وفضالة، عن عبد الله بن سنان،
عن حفص، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليكون بارا بوالديه
في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما الدين ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقا وانه ليكون
في حياتهما غير بار لهما فإذا ماتا قضى عنهما الدين واستغفر لهما فيكتبه الله تبارك وتعالى
بارا. قال أبو عبد الله (عليه السلام): وان أحببت أن يزيد الله في عمرك فسر أبويك قال: سمعته
يقول: إن البر يزيد في الرزق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8660] 23 - الحسين بن سعيد الأهوازي عن إبراهيم بن أبي البلاد عن أبيه رفعه قال:
رأى موسى بن عمران (عليه السلام) رجلا تحت ظل العرش، فقال: يا رب من هذا الذي أدنيته
حتى جعلته تحت ظل العرش؟ فقال الله تبارك وتعالى: يا موسى هذا لم يكن يعق
والديه ولا يحسد الناس على ما آتاهم من فضله فقال: يا رب فإن من خلقك من يعق
والديه؟ فقال: إن [من] العقوق لهما أن يستسب لهما (4).

(1) معاني الأخبار: 118.
(2) معاني الأخبار: 271.
(3) كتاب الزهد: 33 ح 87.
(4) كتاب الزهد: 38 ح 102.
244

[8661] 24 - محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن الحسين،
عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن إبراهيم بن مهزم قال: خرجت من عند أبي
عبد الله (عليه السلام) ليلة ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أمي معي فوقع بيني وبينها كلام
فأغلظت لها فلما أن كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فلما دخلت عليه
فقال لي مبتدئا: يا أبا مهزم مالك وللوالدة أغلظت في كلامها البارحة أما علمت أن
بطنها منزل قد سكنته وان حجرها مهدا قد غمزته وثديها وعاء قد شربته؟ قال:
قلت: بلى، قال: فلا تغلظ لها (1).
[8662] 25 - العياشي رفعه عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله (أما يبلغن عندك
الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) (2) قال: هو أدنى الأدنى
[الأذى] حرمه الله فما فوقه (3).
[8663] 26 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة بن زياد، عن الصادق (عليه السلام): لا يدخل
الجنة العاق لوالديه والمدمن الخمر والمنان بالفعال للخير إذا عمله (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8664] 27 - الراوندي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: يكون الرجل عاقا لوالديه في
حياتهما فيقوم عنهما بعد موتهما ويصلي ويقضي عنهما الدين فلا يزال كذلك حتى يكتب
بارا ويكون بارا في حياتهما فإذا مات لا يقضي [دينهما ولا يبرهما] بوجه من وجوه
البر فلا يزال كذلك حتى يكتب عاقا (5).
[8665] 28 - ابن فتال النيسابوري رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يقال للعاق:

(1) بصائر الدرجات: 243 ح 3.
(2) سورة الإسراء: 24.
(3) تفسير العياشي: 2 / 285 ح 37.
(4) قرب الاسناد: 82 ح 267.
(5) الدعوات: 126 ح 311.
245

إعمل ما شئت فإني لا أغفر لك ويقال للبار: إعمل ما شئت فإني سأغفر لك (1).
[8666] 29 - الشهيد رفعه إلى أبي الحسن الهادي (عليه السلام) انه قال: العقوق ثكل من لم يثكل
به. والعقوق تعقب القلة وتؤدي إلى الذلة (2).
[8667] 30 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: والذي بعثني بالحق أن العاق
لوالديه ما يجد ريح الجنة (3).
الروايات في هذا المجال معددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 348، والوافي:
5 / 911، وبحار الأنوار: 71 / 22، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) روضة الواعظين: 368.
(2) الدرة الباهرة: 41 و 42.
(3) بحار الأنوار: 101 / 93 ح 23.
246

العلم
فرض العلم
[8668] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسين
الفارسي، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طلب العلم فريضة على كل مسلم ألا إن الله يحب بغاة العلم (1).
[8669] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله،
عن عيسى بن عبد الله العمري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طلب العلم فريضة (2).
[8670] 3 - الكليني، عن علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة،
عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أيها الناس
اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب عليكم من
طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه وسيفي لكم
والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه (3).
[8671] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن بعض أصحابه قال: سئل أبو الحسن (عليه السلام) هل يسع الناس ترك
المسألة عما يحتاجون إليه؟ فقال: لا (4).
[8672] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) الكافي: 1 / 30 ح 1 و 2 و 4 و 3.
(2) الكافي: 1 / 30 ح 1 و 2 و 4 و 3.
(3) الكافي: 1 / 30 ح 1 و 2 و 4 و 3.
(4) الكافي: 1 / 30 ح 1 و 2 و 4 و 3.
247

عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تفقهوا في
الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي إن الله يقول في كتابه: (ليتفقوا في
الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (1) (2).
[8673] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن
الربيع، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالتفقه في دين
الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له
عملا (3).
[8674] 7 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن جميل بن دراج، عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لوددت أن أصحابي
ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8675] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عمن
رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: جعلت فداك رجل عرف هذا الأمر لزم
بيته ولم يتعرف إلى أحد من إخوانه؟ قال: فقال: كيف يتفقه هذا في دينه؟! (5).
[8676] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أوجب العلم عليك ما أنت
مسؤول عن العمل به (6).
[8677] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ألزم العلم بك ما دلك على
صلاح دينك و أبان لك عن فساده (7).

(1) سورة التوبة: 122.
(2) الكافي: 1 / 31 ح 6 و 7 و 8.
(3) الكافي: 1 / 31 ح 6 و 7 و 8.
(4) الكافي: 1 / 31 ح 6 و 7 و 8.
(5) الكافي: 1 / 31 ح 9.
(6) غرر الحكم: ح 3336.
(7) غرر الحكم: ح 3337.
248

صفة العلم وفضله
[8678] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في
الدين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8679] 2 - الكليني، عن محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد
ابن عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست الواسطي، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسجد فإذا
جماعة قد أطافوا برجل فقال: ما هذا؟ فقيل: علامة، فقال: وما العلامة؟ فقالوا له:
أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها وأيام الجاهلية والأشعار العربية قال: فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما
العلم ثلاثة: آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنة قائمة وما خلاهن فهو فضل (2).
[8680] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى،
عن ربعي بن عبد الله، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: الكمال كل الكمال
التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة (3).
[8681] 4 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن إدريس بن
الحسن، عن أبي إسحاق الكندي، عن بشير الدهان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
لا خير فيمن لا يتفقه من أصحابنا، يا بشير إن الرجل منهم إذا لم يستغن بفقهه احتاج
إليهم فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم وهو لا يعلم (4).

(1) الكافي: 1 / 32 ح 3.
(2) و (3) الكافي: 1 / 32 ح 1 و 4.
(4) الكافي: 1 / 33 ح 6.
249

[8682] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن الحسن بن زياد العطار، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن
نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تعلموا العلم فإن تعلمه حسنة ومدارسته تسبيح
والبحث عنه جهاد وتعليمه من لا يعلمه صدقة وهو عند الله لأهله قربة لأنه معالم
الحلال والحرام وسالك بطالبه سبيل الجنة وهو أنيس في الوحشة وصاحب في الوحدة
وسلاح على الأعداء وزين الأخلاء يرفع الله به أقواما يجعلهم في الخير أئمة يقتدى
بهم، ترمق أعمالهم وتقتبس آثارهم وترغب الملائكة في خلتهم يمسحونهم بأجنحتهم
في صلاتهم لأن العلم حياة القلوب ونور الأبصار من العمى وقوة الأبدان من الضعف
ينزل الله حامله منازل الأبرار ويمنحه مجالسة الأخيار في الدنيا والآخرة، بالعلم يطاع
الله ويعبد وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم توصل الأرحام وبه يعرف الحلال
والحرام والعلم إمام العقل والعقل تابعه يلهمه الله السعداء ويحرمه الأشقياء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
أصناف الناس في العلم
[8683] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي أسامة، عن هشام بن سالم، عن
أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه ممن يوثق به قال: سمعت
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن الناس آلوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ثلاثة: آلوا إلى عالم
على هدى من الله قد أغناه الله بما علم عن علم غيره، وجاهل مدع للعلم لا علم له
معجب بما عنده قد فتنته الدنيا وفتن غيره، ومتعلم من عالم على سبيل هدى من الله
ونجاة ثم هلك من ادعى وخاب من افترى (2).

(1) أمالي الصدوق: المجلس التسعون ح 1 / 713 ح 982.
(2) الكافي: 1 / 33 ح 1.
250

[8684] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الناس ثلاثة عالم ومتعلم وغثاء (1).
[8685] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن جميل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يغدوا الناس على ثلاثة أصناف عالم ومتعلم
وغثاء، فنحن العلماء وشيعتنا المتعلمون وسائر الناس غثاء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8686] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): اغد عالما أو متعلما أو أحب أهل العلم ولا تكن رابعا فتهلك
ببغضهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8687] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن
أبي عبد الله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الناس اثنان عالم ومتعلم وسائر الناس همج والهمج في
النار (4).
الهمج بالتحريك جمع همجة وهي ذباب صغير كالبعوض يسقط على وحوا الغنم
والحمير.

(1) الكافي: 1 / 34 ح 2.
(2) و (3) الكافي: 1 / 34 ح 4 و 3.
(4) الخصال: 1 / 39 ح 22.
251

سؤال العالم وتذاكره
[8688] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن مجدور أصابته جنابة فغسلوه فمات،
قال: قتلوه ألا سألوا فإن دواء العي السؤال (1).
[8689] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد
ابن عيسى، عن حريز، عن زرارة، ومحمد بن مسلم، وبريد العجلي قالوا: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): لحمران بن أعين في شئ سأله: إنما يهلك الناس لأنهم
لا يسألون (2).
الرواية صحيحة الإسناد ومثلها تعرف بصحيحة الفضلاء.
[8690] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: إن هذا العلم عليه قفل
ومفتاحه المسألة (3).
[8691] 4 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جعفر
الأحول، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يسع الناس حتى يسألوا ويتفقهوا ويعرفوا
إمامهم ويسعهم أن يأخذوا بما يقول وإن كان تقية (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8692] 5 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أف لرجل لا يفرغ نفسه في كل جمعة لأمر
دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه، وفي رواية أخرى لكل مسلم (5).

(1) و (2) الكافي: 1 / 40 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 1 / 40 ح 3 - 5.
(4) الكافي: 1 / 40 ح 3 - 5.
(5) الكافي: 1 / 40 ح 3 - 5.
252

[8693] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل يقول: تذاكر العلم بين
عبادي مما تحيى عليه القلوب الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8694] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: رحم الله عبدا أحيا العلم
قال: قلت: وما إحياؤه؟ قال: أن يذاكر به أهل الدين وأهل الورع (2).
[8695] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد
الحجال، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تذاكروا وتلاقوا
وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب، إن القلوب لترين كما يرين السيف جلاؤها
الحديث (3).
[8696] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن
أيوب، عن عمر بن أبان، عن منصور الصيقل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تذاكر العلم
دراسة والدراسة صلاة حسنة (4).
[8697] 10 - الصدوق، عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي، عن جده الحسن بن علي،
عن جده عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام)
قال: العلم خزائن والمفاتيح السؤال، فاسألوا يرحمكم الله فإنه يؤجر في العلم أربعة:
السائل والمتكلم والمستمع والمحب لهم (5).

(1) الكافي: 1 / 40 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 41 ح 7.
(3) الكافي: 1 / 41 ح 8.
(4) الكافي: 1 / 41 ح 9.
(5) الخصال: 1 / 244 ح 101.
253

بذل العلم
[8698] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قرأت في كتاب علي (عليه السلام) إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ
على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل (1).
الرواية موثقة سندا.
[8699] 2 - الكليني، عن العدة، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمد
ابن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في هذه الآية (ولا تصعر خدك
للناس) (2) قال: ليكن الناس عندك في العلم سواء (3).
الرواية موثقة سندا.
[8700] 3 - وبهذا الاسناد عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: زكاة العلم أن تعلمه عباد الله (4).
[8701] 4 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام عيسى بن مريم خطيبا في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل
لا تحدثوا الجهال بالحكمة فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم (5).
[8702] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن عبيد الله الدهقان، عن عبد الله بن
القاسم، عن ابن أبي نجران، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان

(1) الكافي: 1 / 41 ح 1.
(2) سورة لقمان: 18.
(3) الكافي: 1 / 41 ح 2.
(4) الكافي: 1 / 41 ح 3.
(5) الكافي: 1 / 42 ح 4.
254

المسيح (عليه السلام) يقول: ان التارك شفاء المجروح ومن جرحه شريك لجارحه لا محالة
وذلك أن الجارح أراد فساد المجروح والتارك لإشفائه لم يشاء صلاحه فإذا لم يشاء
صلاحه فقد شاء فساده إضطرارا فكذلك لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتجهلوا ولا
تمنعوها أهلها فتأثموا وليكن أحدكم بمنزلة الطبيب المداوي إن رأى موضعا لدوائه وإلا
أمسك (1).
النهي عن كتمان العلم
[8703] 1 - البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمد بن سنان، عن طلحة بن
زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال (عليه السلام): ان العالم الكاتم علمه يبعث
أنتن أهل القيامة ريحا تلعنه كل دابة حتى دواب الأرض الصغار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8704] 2 - البرقي، عن ابن يزيد، عن محمد بن جمهور القمي رفعه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهرت البدعة في أمتي فليظهر العالم علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة
الله (3).
[8705] 3 - الكشي، عن جبرئيل بن أحمد، عن الشجاعي، عن محمد بن الحسين، عن
أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وأنا
شاب فقال: من أنت؟ قلت من أهل الكوفة قال: ممن؟ قلت: من جعفي قال:
ما أقدمك إلى ههنا؟ قلت: طلب العلم. قال: ممن؟ قلت: منك، قال: فإذا سألك

(1) الكافي: 8 / 345 ح 545.
(2) المحاسن: 231 ح 177، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 87 من طبع الكمباني و 2 / 72 من طبع
الحروفي.
(3) المحاسن: 231 ح 176، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 87 من طبع الكمباني و 2 / 72 من طبع
الحروفي.
255

أحد من أين أنت؟ فقل: من أهل المدينة، قال: قلت: أسألك قبل كل شئ عن هذا
أيحل لي أن أكذب؟ قال: ليس هذا بكذب من كان في مدينة فهو من أهلها حتى يخرج
ودفع إلي كتابا وقال لي: إن أنت حدثت به حتى تهلك بنو أمية فعليك لعنتي ولعنة
آبائي وإن أنت كتمت منه شيئا بعد هلاك بني أمية فعليك لعنتي ولعنة آبائي ثم دفع إلي
كتابا آخر ثم قال: وهاك هذا فإن حدثت بشئ منه أبدا فعليك لعنتي ولعنة آبائي (1).
[8706] 4 - الطوسي باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تناصحوا في
العلم فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته في ماله وأن الله سائلكم يوم
القيامة (2).
[8707] 5 - الطوسي بإسناده إلى أخي دعبل عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا خير في علم إلا لمستمع واع وعالم
ناطق (3).
ولكن قد ورد الأمر بالكتمان عن غير أهله وعند الإذاعة فراجع فيها بحار الأنوار:
1 / 86 من طبع الكمباني و 2 / 64 من طبع الحروفي.
النهي عن القول بغير علم
[8708] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زياد بن أبي رجاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم، إن الرجل لينتزع الآية من القرآن
يخر فيها أبعد ما بين السماء والأرض (4).

(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 192 ح 339.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 11 / 126 الرقم 198.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 42 / 369 الرقم 791.
(4) الكافي: 1 / 42 ح 4.
256

[8709] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى،
عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للعالم إذا سئل
عن شئ وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم وليس لغير العالم أن يقول ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8710] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن حماد بن
عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل: لا أدري ولا يقل: الله أعلم فيوقع في قلب
صاحبه شكا وإذا قال المسؤول: لا أدري فلا يتهمه السائل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8711] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله
خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا
وقال عز وجل: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) (3)
وقال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (4) (5).
[8712] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياك
وخصلتين ففيهما هلك من هلك: إياك أن تفتي الناس برأيك أو تدين بما لا تعلم (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 42 ح 5.
(2) الكافي: 1 / 42 ح 6.
(3) سورة الأعراف: 169.
(4) سورة يونس: 40.
(5) الكافي: 1 / 43 ح 8.
(6) الكافي: 1 / 42 ح 2.
257

[8713] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
ابن فرقد، عمن حدثه عن ابن شبرمه قال: ما ذكرت حديثا سمعته عن جعفر بن
محمد (عليه السلام) إلا كاد أن يتصدع قلبي قال: حدثني أبي عن جدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
قال ابن شبرمة: وأقسم بالله ما كذب أبوه على جده ولا جده على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عمل بالمقائيس فقد هلك وأهلك ومن أفتى الناس
بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم من المتشابه فقد هلك وأهلك (1).
[8714] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى،
عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن مفضل بن يزيد قال: قال [لي]
أبو عبد الله (عليه السلام): أنهاك عن خصلتين فيهما هلاك الرجال: أنهاك أن تدين الله بالباطل
وتفتي الناس بما لا تعلم (2).
[8715] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من أفتى
الناس بغير علم ولا هدى لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ولحقه وزر من عمل
بفتياه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8716] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط،
عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان، عن زرارة بن أعين قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) ما حق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند ما
لا يعلمون (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 1 / 43 ح 9.
(2) و (3) الكافي: 1 / 42 ح 1 و 3.
(4) الكافي: 1 / 43 ح 7.
258

[8717] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن
الحجاج قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) قاعدا في حلقة ربيعة الرأي فجاء أعرابي فسأل
ربيعة الرأي عن مسألة فأجابه فلما سكت قال له الأعرابي: أهو في عنقك؟ فسكت
عنه ربيعة ولم يرد عليه شيئا، فأعاد عليه المسألة فأجابه بمثل ذلك فقال له الأعرابي:
أهو في عنقك؟ فسكت ربيعة، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هو في عنقه قال أو لم يقل،
وكل مفت ضامن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
من عمل بغير علم
[8718] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن
سنان، عن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: العامل على غير بصيرة
كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعدا (2).
[8719] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن ابن مسكان، عن حسين الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل ومن لم
يعمل فلا معرفة له، ألا إن الإيمان بعضه من بعض (3).
[8720] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن رواه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عمل على غير علم كان ما يفسد
أكثر مما يصلح (4).

(1) الكافي: 7 / 409 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 43 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 44 ح 2.
(4) الكافي: 1 / 44 ح 3.
259

[8721] 4 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر (عليه السلام) عن أبيه محمد
ابن علي (عليه السلام) قال: إياكم والجهال من المتعبدين والفجار من العلماء فإنهم فتنة كل
مفتون (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8722] 5 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المتعبد على غير فقه كحمار
الطاحونة يدور ولا يبرح وركعتان من عالم خير من سبعين ركعة من جاهل لأن العالم
تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه وتأتي الجاهل فتنسفه نسفا وقليل العمل مع كثير العلم
خير من كثير العمل مع قليل العلم والشك والشبهة (2).
استعمال العلم
[8723] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد بن
عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في كلام له: العلماء رجلان:
رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم تارك لعلمه فهذا هالك وأن أهل النار ليتأذون
من ريح العالم التارك لعلمه وأن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله
فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه
واتباعه الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي
الآخرة (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.

(1) قرب الاسناد: 70 ح 226.
(2) الاختصاص: 245، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 65 من طبع الكمباني و 1 / 208 من طبع
الحروفي.
(3) الكافي: 1 / 44 ح 1.
260

[8724] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له خطب به على المنبر: أيها الناس إذا علمتم
فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي
لا يستفيق عن جهله بل قد رأيت أن الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم
المنسلخ - من علمه منها على هذا الجاهل المتحير في جهله وكلاهما حائر بائر،
لا ترتابوا فتشكوا ولا تشكوا فتكفروا ولا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا ولا تدهنوا في
الحق فتخسروا وإن من الحق ان تفقهوا ومن الفقه أن لا تغتروا وإن أنصحكم لنفسه
أطوعكم لربه وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ومن يطع الله يأمن ويستبشر ومن يعص
الله يخب ويندم (1).
[8725] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل
ومن عمل علم والعلم يهتف بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل عنه (2).
[8726] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: بم يعرف الناجي؟
قال: من كان فعله لقوله موافقا فأثبت له الشهادة ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما
ذلك مستودع (3).
[8727] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن محمد
القاساني، عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا (4).

(1) الكافي: 1 / 45 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 44 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 45 ح 5.
(4) الكافي: 1 / 44 ح 3.
261

المستأكل بعلمه والمباهي به
[8728] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن
أبي عياش، عن سليم بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): منهومان لا يشبعان طالب دنيا وطالب علم فمن اقتصر من الدنيا
على ما أحل الله له سلم، ومن تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع، ومن
أخذ العلم من أهله وعمل بعلمه نجا ومن أراد به الدنيا فهي حظه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8729] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد
الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله
خير الدنيا والآخرة (2).
[8730] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الأصبهاني،
عن المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد الحديث لمنفعة
الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8731] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى،
عن ربعي بن عبد الله، عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من طلب العلم ليباهي به
العلماء أو يماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه، فليتبوء مقعده من النار،
إن الرئاسة لا تصلح إلا لأهلها (4).

(1) الكافي: 1 / 46 ح 1 و 2 و 3.
(2) الكافي: 1 / 46 ح 1 و 2 و 3.
(3) الكافي: 1 / 46 ح 1 و 2 و 3.
(4) الكافي: 1 / 47 ح 6.
262

[8732] 5 - الصدوق بإسناده إلى حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من
استأكل بعلمه إفتقر فقلت له: جعلت فداك إن في شيعتك ومواليك قوما يتحملون
علومكم ويبثونها في شيعتكم فلا يعدمون على ذلك منهم البر والصلة والإكرام.
فقال (عليه السلام): ليس أولئك بمستأكلين إنما المستأكل بعلمه الذي يفتي بغير علم ولا هدى
من الله عز وجل ليبطل به الحقوق طمعا في حطام الدنيا (1).
الروايات في العلم لا يمكن إحصائها، فإن شئت راجع كتاب العلم في كتب الأخبار
منها: الكافي: 1 / 30، والوافي: 1 / 125، وبحار الأنوار: 1 / 53 من طبع
الكمباني و 1 / 162 من طبع الحروفي، وهداية العلم: 419.

(1) معاني الأخبار: 181.
263

العلماء
فضل العلماء
[8733] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العلماء ورثة الأنبياء وذاك أن
الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن أخذ
بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا علمكم هذا عمن تأخذونه فإن فينا أهل
البيت في كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل
الجاهلين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8734] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العلماء أمناء، الأتقياء
حصون والأوصياء سادة.
وفي رواية أخرى: العلماء منار والأتقياء حصون والأوصياء سادة (2).
[8735] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 32 ح 2.
(2) و (3) الكافي: 1 / 33 ح 5 و 8.
264

[8736] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن
مسلم، عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل راوية لحديثكم يبث
ذلك في الناس ويشدده في قلوبهم وقلوب شيعتكم ولعل عابدا من شيعتكم ليست له
هذه الرواية أيهما أفضل؟ قال: الراوية لحديثنا يشد به قلوب شيعتنا أفضل من ألف
عابد (1).
[8737] 5 - الصدوق باسناده إلى المعلى بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن
عبد الله، عن عمرو بن زياد، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله الصادق
جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد
ووضعت الموازين فتوزن دماء الشهداء مع مداد العلماء فيرجح مداد العلماء على دماء
الشهداء (2).
[8738] 6 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم
ارحم خلفائي، قيل: يا رسول الله ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون من بعدي
يروون حديثي وسنتي (3).
[8739] 7 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن يونس، عمن ذكره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة بعث الله عز وجل العالم والعابد فإذا وقفا بين
يدي الله عز وجل قيل للعابد: انطلق إلى الجنة وقيل للعالم: قف تشفع للناس بحسن
تأديبك لهم (4).
[8740] 8 - الصدوق، عن أبي الحسن طاهر بن محمد بن يونس الفقيه، عن محمد بن

(1) الكافي: 1 / 33 ح 9.
(2) الفقيه: 4 / 398 ح 585.
(3) الفقيه: 4 / 420 ح 5919.
(4) علل الشرايع: 394 ح 11، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 73 طبع الكمباني و 2 / 16 من طبع
الحروفي.
265

عثمان الهروي، عن أحمد بن تميم، عن محمد بن عبيدة، عن محمد بن حميدة الرازي، عن
محمد بن عيسى، عن عبد الله بن يزيد، عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول: إن الله عز وجل يجمع العلماء يوم القيامة ويقول لهم [أ] لم أضع نوري وحكمتي في
صدوركم، إلا أريد بكم خير الدنيا والآخرة، إذهبوا فقد غفرت لكم على ما كان
منكم (1).
[8741] 9 - الطوسي باسناده إلى أخي دعبل، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد (2).
[8742] 10 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)
عن أبيه (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: ثلاثة يشفعون إلى الله يوم القيامة فيشفعهم: الأنبياء
ثم العلماء ثم الشهداء (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
في هذا المجال راجع بحار الأنوار: 1 / 70 طبع الكمباني و 2 / 1 من طبع
الحروفي.
ثواب العالم والمتعلم
[8743] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن
ميمون القداح وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن القداح، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سلك طريقا طلب فيه علما سلك الله

(1) علل الشرايع: 468 ح 28، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 73 طبع الكمباني و 2 / 16 من طبع
الحروفي.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 25 / 366 الرقم 774.
(3) قرب الاسناد: 64 ح 203.
266

به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا به وإنه يستغفر
لطالب العلم من في السماء ومن في الأرض حتى الحوت في البحر وفضل العالم على
العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر وإن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم
يورثوا دينارا ولا درهما ولكن ورثوا العلم فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8744] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن جميل بن صالح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الذي يعلم العلم
منكم له أجر مثل أجر المتعلم وله الفضل عليه، فتعلموا العلم من حملة العلم وعلموه
إخوانكم كما علمكموه العلماء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8745] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد البرقي، عن علي بن الحكم،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من علم خيرا
فله مثل أجر من عمل به، قلت: فإن علمه غيره يجري ذلك له؟ قال: إن علمه الناس
كلهم جرى له، قلت: فإن مات؟ قال: وإن مات (3).
[8746] 4 - الكليني، عن علي، عن أحمد بن محمد البرقي، عن محمد بن عبد الحميد، عن
العلاء بن رزين، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من علم باب هدى
فله مثل أجر من عمل به ولا ينقص أولئك من اجورهم شيئا ومن علم باب ضلال
كان عليه مثل أوزار من عمل به ولا ينقص أولئك من أوزارهم شيئا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8747] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن

(1) الكافي: 1 / 34 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 35 ح 2 و 3 و 4.
(3) الكافي: 1 / 35 ح 2 و 3 و 4.
(4) الكافي: 1 / 35 ح 2 و 3 و 4.
267

داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): من تعلم العلم
وعمل به وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلم لله وعمل لله وعلم
لله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
صفة العلماء
[8748] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان النيسابوري جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: إن من علامات الفقه الحلم والصمت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8749] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عمن ذكره عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يا طالب
العلم إن للعالم ثلاث علامات: العلم والحلم والصمت، وللمتكلف ثلاث علامات:
ينازع من فوقه بالمعصية ويظلم من دونه بالغلبة ويظاهر الظلمة (3).
[8750] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طلبة العلم ثلاثة
فأعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء وصنف يطلبه للاستطالة
والختل وصنف يطلبه للفقه والعقل فصاحب الجهل والمراء موذ ممار متعرض للمقال
في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلى من الورع فدق
الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه وصاحب الإستطالة والختل ذو خب وملق
يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو لحلوائهم هاضم ولدينه

(1) الكافي: 1 / 35 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 36 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 37 ح 7.
268

حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره، وصاحب الفقه والعقل
ذو كآبة وحزن وسهر قد تحنك في برنسه وقام الليل في حندسه يعمل ويخشى وجلا
داعيا مشفقا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من أوثق إخوانه فشد الله
من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه (1).
[8751] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اطلبوا
العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم
منه العلم ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم (2).
الراية صحيحة الإسناد.
[8752] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد
ابن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل:
(إنما يخشى الله من عباده العلماء) (3) قال: يعني بالعلماء من صدق فعله قوله
ومن لم يصدق فعله قوله فليس بعالم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8753] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن إسماعيل
ابن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم
يؤمنهم من عذاب الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى
غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا

(1) الكافي: 1 / 49 ح 5.
(2) الكافي: 1 / 36 ح 1.
(3) سورة فاطر: 28.
(4) الكافي: 1 / 36 ح 2.
269

خير في عبادة ليس فيها تفكر.
وفي رواية أخرى: ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس
فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها، ألا لا خير في نسك لا ورع فيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد، ورويها الصدوق في معاني الأخبار: 226.
[8754] 7 - الكليني، بإسناده إلى محمد بن خالد، عن محمد بن سنان رفعه قال: قال
عيسى بن مريم (عليه السلام): يا معشر الحواريين لي إليكم حاجة اقضوها لي، قالوا: قضيت
حاجتك يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال:
إن أحق الناس بالخدمة العالم إنما تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس
كتواضعي لكم، ثم قال عيسى (عليه السلام): بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في
السهل ينبت الزرع لا في الجبل (2).
[8755] 8 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن بعض أصحابه
رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يكون السفة والغرة في قلب العالم (3).
[8756] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن
علي بن السندي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن موسى بن أكيل قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون الرجل فقيها حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل وبما سد
فورة الجوع (4).
[8757] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: إنما العالم من دعاه علمه إلى
الورع والتقى، والزهد في عالم الفناء، والتوله بجنة المأوى (5).

(1) الكافي: 1 / 36 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 37 ح 6.
(3) الكافي: 1 / 36 ح 5.
(4) الخصال: 1 / 40 ح 27.
(5) غرر الحكم: ح 3910، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 430.
270

حق العالم
[8758] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
خالد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ان من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تأخذ بثوبه
وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم واجلس بين
يديه ولا تجلس خلفه ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك ولا تكثر من القول: قال فلان
وقال فلان خلافا لقوله ولا تضجر بطول صحبته فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها
حتى يسقط عليك منها شئ والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل
الله (1).
[8759] 2 - الصدوق باسناده إلى عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن
جده (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام) انه قال: ان من حق العالم أن لا تكثر السؤال عليه ولا تسبقه
في الجواب ولا تلح عليه إذا أعرض ولا تأخذه بثوبه إذا كسل ولا تشير إليه بيده ولا
تغمزه بعينك ولا تساره في مجلسه ولا تطلب عوراته وان لا تقول: قال فلان خلاف
قوله ولا تفشي له سرا ولا تغتاب عنده أحدا وأن تحفظ له شاهدا وغائبا وأن تعم
القوم بالسلام وتخصه بالتحية وتجلس بين يديه وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى
خدمته ولا تمل من طول صحبته فإنما هو مثل النخلة فانتظر متى تسقط عليك منها
منفعة والعالم بمنزلة الصائم المجاهد في سبيل الله وإذا مات العالم إنثلم في الإسلام ثلمة
لا تنسد إلى يوم القيامة، وإن طالب العلم ليشيعه سبعون ألفا من مقربي السماء (2).
[8760] 3 - المفيد رفعه عن حارث الأعور قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: من حق
العالم أن لا يكثر عليه السؤال ولا يعنت في الجواب ولا يلح عليه إذا كسل ولا يؤخذ

(1) الكافي: 1 / 37 ح 1.
(2) الخصال: 2 / 504 ح 1.
271

بثوبه إذا نهض ولا يشار إليه بيد في حاجة ولا يفشي له سر ولا يغتاب عنده أحد
ويعظم كما حفظ أمر الله ويجلس المتعلم أمامه ولا يعرض من طول صحبته وإذا جاءه
طالب علم وغيره فوجده في جماعة عمهم بالسلام وخصه بالتحية وليحفظ شاهدا
وغائبا وليعرف له حقه فإن العالم أعظم أجرا من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله فإذا
مات العالم ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه وطالب العلم تستغفر له
الملائكة وتدعو له من في السماء والأرض (1).
[8761] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا رأيت عالما فكن له
خادما (2).
[8762] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من وقر عالما فقد وقر ربه (3).
مجالسة العلماء
[8763] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس رفعه قال:
قال لقمان لابنه: يا بني اختر المجالس على عينك فإن رأيت قوما يذكرون الله جل وعز
فاجلس معهم فإن تكن عالما نفعك علمك وإن تكن جاهلا علموك ولعل الله أن يظلهم
برحمته فيعمك معهم وإذا رأيت قوما لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فإن تكن عالما لم
ينفعك علمك وإن كنت جاهلا يزيدوك جهلا ولعل الله أن يظلهم بعقوبة فيعمك
معهم (4).
[8764] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن

(1) الارشاد: 1 / 230.
(2) غرر الحكم: ح 4044.
(3) غرر الحكم: ح 7063.
(4) الكافي: 1 / 39 ح 1.
272

عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: محادثة العالم على المزابل خير
من محادثة الجاهل على الزرابي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8765] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن شريف بن
سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رؤيته ويزيد
في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله (2).
[8766] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مجالسة أهل
الدين شرف الدنيا والآخرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8767] 5 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: بادروا إلى رياض الجنة، قالوا:
يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: حلق الذكر (4).
قال المجلسي الأول (قدس سره): أي المجامع التي يطلب فيها العلوم الدينية فإن الحلق
التي وصلت إلينا من طرق الأصحاب إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) هي هذه
المجامع أو المجامع التي يوعظ فيها كما روي عنهم (عليهم السلام) أنهم كانوا يعظون وأما
التي اشتهرت من الاجتماع للذكر الجلي فلم يصل إلينا عنهم (عليهم السلام) (5).
راجع في هذا المجال إن شئت بحار الأنوار: 1 / 62 من طبع الكمباني 1 / 198 من
طبع الحروفي.

(1) الكافي: 1 / 39 ح 2.
(2) و (3) الكافي: 1 / 39 ح 3 و 4.
(4) الفقيه: 4 / 409 ح 5888.
(5) روضة المتقين: 13 / 196.
273

النظر إلى العالم
[8768] 1 - محمد بن محمد الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده (عليه السلام)
عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النظر إلى وجه العالم
عبادة (1).
[8769] 2 - الطوسي بإسناده عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النظر إلى العالم عبادة، والنظر إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى
الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ توده في الله عز وجل عبادة (2).
[8770] 3 - الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: النظر في وجه العالم حبا له
عبادة (3).
[8771] 4 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بينما أنا جالس في
مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ دخل أبو ذر فقال: يا رسول الله جنازة العابد أحب إليك أم
مجلس العلم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب
إلى الله من ألف جنازة من جنائز الشهداء والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى
الله من قيام ألف ليلة يصلى في كل ليلة ألف ركعة والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم
أحب إلى الله من ألف غزوة وقراءة القرآن كله.
قال: يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن كله اثني عشر
ألف مرة.

(1) الجعفريات: 194.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس عشر ح 21 / 454 الرقم 1015.
(3) النوادر: 11.
274

عليكم بمذاكرة العلم فإن بالعلم تعرفون الحلال من الحرام.
ومن خرج من بيته ليلتمس بابا من العلم كتب الله عز وجل له بكل قدم ثواب نبي من
الأنبياء وأعطاه الله بكل حرف يسمع أو يكتب مدينة في الجنة.
وطالب العلم أحبه الله وأحبه الملائكة وأحبه النبيون ولا يحب العلم إلا السعيد
وطوبى لطالب العلم يوم القيامة.
يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم خير لك من عبادة سنة صيام نهارها
وقيام ليلها والنظر إلى وجه العالم خير لك من عتق ألف رقبة ومن خرج من بيته
ليلتمس بابا من العلم كتب الله له بكل قدم ثواب الف شهيد من شهداء بدر وطالب
العلم حبيب الله.
ومن أحب العلم وجبت له الجنة ويصبح ويمسي في رضى الله ولا يخرج من الدنيا
حتى يشرب من الكوثر ويأكل من ثمرة الجنة ولا يأكل الدود جسده ويكون في الجنة
رفيق الخضر (عليه السلام). وهذا كله تحت هذه الآية قال الله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا
منكم والذين أوتوا العلم درجات) (1) (2).
[8772] 5 - ابن فهد الحلي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جلوس ساعة عند العلماء
أحب إلى الله من عبادة الف سنة والنظر إلى العالم أحب إلى الله من اعتكاف سنة في
البيت الحرام وزيارة العلماء أحب إلى الله تعالى من سبعين طوافا حول البيت وأفضل
من سبعين حجة وعمرة مبرورة مقبولة ورفع الله تعالى له سبعين درجة وأنزل الله عليه
الرحمة وشهدت له الملائكة أن الجنة وجبت له (3).

(1) سورة المجادلة: 11.
(2) جامع الأخبار: 109 ح 4.
(3) عدة الداعي: 66.
275

لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه
[8773] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: يا حفص يغفر للجاهل
سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8774] 2 - وبهذا الاسناد قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال عيسى بن مريم على نبينا وآله
وعليه السلام: ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار (2).
[8775] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إذا بلغت النفس ههنا - وأشار بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة ثم قرأ
(إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8776] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي سعيد المكاري، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) (5)
قال: هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره (6).
[8777] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: زلة العالم كانكسار السفينة،
تغرق، وتغرق معها غيرها (7).

(1) و (2) الكافي: 1 / 47 ح 1 و 2.
(3) سورة النساء: 17.
(4) الكافي: 1 / 47 ح 3.
(5) سورة الشعراء: 94.
(6) الكافي: 1 / 47 ح 4.
(7) غرر الحكم: ح 5474.
276

فقد العلماء
[8778] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من
أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8779] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا مات المؤمن الفقيه ثلم في الإسلام ثلمة
لا يسدها شئ (2).
[8780] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن علي
ابن أبي حمزة قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: إذا مات المؤمن بكت
عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها وأبواب السماء التي كان يصعد
فيها بأعماله وثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ لأن المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام
كحصن سور المدينة لها (3).
[8781] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن
عمه يعقوب بن سالم، عن داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أبي كان يقول:
إن الله عز وجل لا يقبض العلم بعد ما يهبطه ولكن يموت العالم فيذهب بما يعلم فتليهم الجفاة
فيضلون ويضلون ولا خير في شئ ليس له أصل (4).
[8782] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي،

(1) الكافي: 1 / 38 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 38 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 38 ح 3.
(4) الكافي: 1 / 38 ح 5.
277

عمن ذكره عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: انه يسخى
نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله: (أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها
من أطرافها) (1) وهو ذهاب العلماء (2).
ذم علماء السوء
[8783] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم، عن المنقري، عن
حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاتهموه على
دينكم فإن كل محب لشئ يحوط ما أحب وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): أوحى الله إلى داود (عليه السلام)
لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع
طريق عبادي المريدين إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن
قلوبهم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8784] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في
الدنيا، قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك
فاحذروهم على دينكم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8785] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن هارون، عن ابن زياد، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) أن عليا (عليه السلام) قال: إن في جهنم رحى تطحن أفلا

(1) سورة الرعد: 41.
(2) الكافي: 1 / 38 ح 6.
(3) الكافي: 1 / 46 ح 4.
(4) الكافي: 1 / 46 ح 5.
278

تسألوني ما طحنها؟ فقيل له: وما طحنها يا أمير المؤمنين؟ قال: العلماء الفجرة
والقراء الفسقة والجبابرة الظلمة والوزراء الخونة والعرفاء الكذبة، وإن في النار لمدينة
يقال له: الحصينة أفلا تسألوني ما فيها؟ فقيل: وما فيها يا أمير المؤمنين؟ فقال: فيها
أيدي الناكثين (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8786] 4 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن محمد بن أحمد، عن
الخشاب، عن ابن مهران، وابن أسباط فيما أعلم، عن بعض رجالهما قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العلماء من يحب أن يخزن علمه ولا يؤخذ عنه فذلك في الدرك
الأول من النار، ومن العلماء من إذا وعظ أنف وإذا وعظ عنف فذاك في الدرك الثاني
من النار، ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولا يرى له في
المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار، ومن العلماء من يذهب في علمه
مذهب الجبابرة والسلاطين فإن رد عليه شئ من قوله أو قصر في شئ من أمره
غضب فذاك في الدرك الرابع من النار، ومن العلماء من يطلب أحاديث اليهود
والنصارى ليغزر به ويكثر به حديثه فذاك في الدرك الخامس من النار، ومن العلماء
من يضع نفسه للفتيا ويقول: سلوني ولعله لا يصيب حرفا واحدا والله لا يحب
المتكلفين فذاك في الدرك السادس من النار، ومن العلماء من يتخذ علمه مروءة وعقلا
فذاك في الدرك السابع من النار (2).
[8787] 5 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الفتن ثلاث: حب النساء وهو سيف الشيطان وشرب الخمر

(1) الخصال: 1 / 296 ح 65.
(2) الخصال: 2 / 352 ح 33.
279

وهو فخ الشيطان وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان فمن أحب النساء لم ينتفع
بعيشه ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة ومن أحب الدينار والدرهم فهو عبد
الدنيا.
وقال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): الدينار داء الدين والعالم طبيب الدين فإذا رأيتم
الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غير ناصح لغيره (1).
[8788] 6 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن البرقي، عن أبيه بإسناده يرفعه
إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قطع ظهري رجلان من الدنيا: رجل عليم اللسان
فاسق ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه وهذا بنسكه عن
جهله فاتقوا الفاسق من العلماء والجاهل من المتعبدين، أولئك فتنة كل مفتون فإني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا علي هلاك أمتي على يدي كل منافق عليم
اللسان (2).
[8789] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن
أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال في كلام له: العلماء رجلان: رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج وعالم
تارك لعلمه فهذا هالك، وإن أهل النار ليتأذون بريح العالم التارك لعلمه وان أشد أهل
النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عز وجل فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عز وجل
فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه واتباعه الهوى، ثم قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا إن أخوف ما أخاف عليكم خصلتان: اتباع الهوى وطول
الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي الآخرة (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.

(1) الخصال: 1 / 113 ح 91.
(2) الخصال: 1 / 69 ح 103.
(3) الخصال: 1 / 51 ح 63.
280

[8790] 8 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسين، عن أبيه،
عن الصفار، عن القاشاني، عن الأصفهاني، عن المنقري، عن حفص قال: سمعت
أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: قال عيسى بن مريم (عليه السلام) لأصحابه: تعملون
للدنيا وأنتم ترزقون فيها بغير عمل ولا تعملون للآخرة ولا ترزقون فيها إلا بالعمل
ويلكم علماء السوء الأجرة تأخذون والعمل لا تصنعون، يوشك رب العمل أن
يطلب عمله وتوشكوا أن تخرجوا من الدنيا إلى ظلمة القبر كيف يكون من أهل العلم
من مصيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه وما يضره أشهى إليه مما ينفعه؟ (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8791] 9 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: علماء هذه الامة رجلان:
رجل آتاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه طعما ولم يشر به ثمنا فذلك يستغفر له
حيتان البحر ودواب البر والطير في جو السماء ويقدم على الله سيدا شريفا حتى يرافق
المرسلين، ورجل آتاه الله علما فبخل به عن عباد الله وأخذ عليه طعما وشرى به ثمنا
فذلك يلجم يوم القيامة بلجام من نار وينادي مناد: هذا الذي آتاه الله علما فبخل به
عن عباد الله وأخذ عليه طعما واشترى به ثمنا وكذلك حتى يفرغ من الحساب (2).
[8792] 10 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ألا إن شر الشر شرار
العلماء وإن خير الخير خيار العلماء (3).
الروايات الواردة في العالم وفضله وصفاته ووظائفه وأعماله كثيرة جدا، فإن شئت
أكثر مما نقلناها لك، فعليك بمراجعة كتاب العلم من كتب الأخبار.
والحمد لله رب العالمين.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 6 / 207 الرقم 356.
(2) منية المريد: 136.
(3) منية المريد: 137.
281

عليك
[8793] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قال لبعض ولده:
يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته فإن الله
لا يعبد حق عبادته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8794] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن أبي أسامة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليك بتقوى الله والورع
والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاة
إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زينا ولا تكونوا شينا وعليكم بطول الركوع
والسجود فإن أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال يا ويله
أطاع وعصيت وسجد وأبيت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8795] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا، عن
القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حفص إن من صبر صبر قليلا وإن من جزع جزع قليلا ثم

(1) الكافي: 2 / 72 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 77 ح 9.
282

قال: عليك بالصبر في جميع أمورك فإن الله عز وجل بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فأمره بالصبر
والرفق فقال (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين
أولي النعمة) (1) الحديث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8796] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن
ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد فإذا
هو برجل على باب المسجد كئيب حزين فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): مالك؟ قال:
يا أمير المؤمنين أصبت بأبي وأمي وأخي وأخشى أن أكون قد وجلت، فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): عليك بتقوى الله والصبر تقدم عليه غدا والصبر في الأمور بمنزلة
الرأس من الجسد فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد وإذا فارق الصبر الأمور
فسدت الأمور (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8797] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان عيينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: عليك بالنصح لله في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه (4).
[8798] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أسباط بن
سالم، عن علاء بن كامل قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالدعاء فإنه شفاء من
كل داء (5).

(1) سورة المزمل: 10.
(2) الكافي: 2 / 88 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 90 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 164 ح 3 و 2 / 208 ح 6.
(5) الكافي: 2 / 470 ح 1.
283

[8799] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن عبد الله
ابن محمد، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الله بن هلال قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
تفرق أموالنا وما دخل علينا، فقال: عليك بالدعاء وأنت ساجد فإن أقرب ما يكون
العبد إلى الله وهو ساجد قال: قلت: فادعوا في الفريضة وأسمي حاجتي؟ فقال: نعم
قد فعل ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وفعله علي (عليه السلام)
بعده (1).
[8800] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) مصدقا
من الكوفة إلى باديتها فقال له: يا عبد الله انطلق وعليك بتقوى الله وحده لا شريك له
ولا تؤثرن دنياك على آخرتك وكن حافظا لما إئتمنتك عليه راعيا لحق الله فيه،
الحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8801] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لبعض جلسائه: ألا أخبرك بشئ يقرب من الله ويقرب من
الجنة ويباعد من النار؟ فقال: بلى، فقال: عليك بالسخاء فإن الله خلق خلقا برحمته
لرحمته فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها يسعى إليهم لكي
يحيوهم كما يحيى المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون يوم القيامة (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8802] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير جميعا، عن

(1) الكافي: 3 / 324 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 536 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 41 ح 12.
284

معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله كثيرا
وقلة الكلام إلا بخير فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلا من خير كما قال
الله عز وجل فإن الله عز وجل يقول: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في
الحج) (1) والرفث الجماع والفسوق الكذب والسباب والجدال قول الرجل لا والله
وبلى والله.
واعلم أن الرجل إذا حلف بثلاث أيمان ولاء في مقام واحد وهو محرم فقد جادل
فعليه دم يهريقه ويتصدق به وإذا حلف يمينا واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم يهريقه
ويتصدق به وقال: اتق المفاخرة وعليك بورع يحجزك عن معاصي الله فإن الله عز وجل
يقول (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) (2) قال
أبو عبد الله من التفث أن تتكلم في إحرامك بكلام قبيح فإذا دخلت مكة وطفت
بالبيت وتكلمت بكلام طيب فكان ذلك كفارة قال: وسألته عن الرجل يقول:
لا لعمري وبلى لعمري؟ قال: ليس هذا من الجدال إنما الجدال لا والله وبلى والله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8803] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، وصفوان، عن معاوية بن
عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا دخلت مكة وأنت متمتع فنظرت إلى بيوت مكة
فاقطع التلبية وحد بيوت مكة التي كانت قبل اليوم عقبة المدنيين وأن الناس قد
أحدثوا بمكة ما لم يكن فاقطع التلبية وعليك بالتكبير والتهليل والتحميد والثناء على
الله عز وجل بما استطعت (4).

(1) سورة البقرة: 197.
(2) سورة الحج: 28.
(3) الكافي: 4 / 337 ح 3.
(4) الكافي: 4 / 399 ح 1.
285

الرواية صحيحة الإسناد.
[8804] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، وصفوان، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم التروية إن شاء الله فاغتسل وألبس ثوبيك
وادخل المسجد حافيا وعليك السكينة والوقار ثم صل ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه السلام)
أو في الحجر ثم اقعد حتى تزول الشمس فصل المكتوبة ثم قل في دبر صلاتك كما قلت
حين أحرمت من الشجرة وأحرم بالحج ثم امض وعليك السكينة والوقار فإذا انتهيت
إلى الرفضاء دون الردم فلب فإذا انتهيت إلى الردم وأشرفت على الأبطح فارفع
صوتك بالتلبية حتى تأتي منى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8805] 13 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابنا، عن صالح بن حمزة، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليك
بإصلاح المال فإن فيه منبهة للكريم واستغناء عن اللئيم (2).
منبهة: أي مشرفة ومعلاة من النباهة.
[8806] 14 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن كثير بن
يونس، عن عبد الرحمن بن سيابة قال: لما هلك أبي سيابة جاء رجل من إخوانه إلي
فضرب الباب علي فخرجت إليه فعزاني وقال لي: هل ترك أبوك شيئا؟ فقلت له:
لا، فدفع إلي كيسا فيه ألف درهم وقال لي: أحسن حفظها وكل فضلها فدخلت إلى
أمي وأنا فرح فأخبرتها فلما كان بالعشي أتيت صديقا كان لأبي فاشترى لي بضايع
سابري وجلست في حانوت فرزق الله جل وعز فيها خيرا كثيرا وحضر الحج فوقع

(1) الكافي: 4 / 454 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 88 ح 6.
286

في قلبي فجئت إلى أمي وقلت لها: إنها قد وقع في قلبي أن أخرج إلى مكة فقالت لي:
فرد دراهم فلان عليه فهاتها، وجئت بها إليها فدفعتها إليه فكأني وهبتها له فقال:
لعلك إستقللتها فأزيدك؟ قلت: لا ولكن قد وقع في قلبي الحج فأحببت أن يكون
شيئك عندك ثم خرجت فقضيت نسكي ثم رجعت إلى المدينة فدخلت مع الناس على
أبي عبد الله (عليه السلام) وكان يأذن إذنا عاما فجلست في مواخير الناس وكنت حدثا فأخذ
الناس يسألونه ويجيبهم فلما خف الناس عنه أشار إلي فدنوت إليه فقال لي: ألك
حاجة؟ فقلت: جعلت فداك أنا عبد الرحمن بن سيابة فقال لي: ما فعل أبوك؟
فقلت: هلك، قال: فتوجع وترحم قال: ثم قال لي: أفترك شيئا؟ قلت: لا قال:
فمن أين حججت؟ قال: فابتدأت فحدثته بقصة الرجل قال: فما تركني أفرغ منها
حتى قال لي: فما فعلت في الألف؟ قال: قلت: رددتها على صاحبها، قال: فقال لي:
قد أحسنت وقال لي: ألا أوصيك؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال: عليك بصدق
الحديث وأداء الأمانة تشرك الناس في أموالهم هكذا وجمع بين أصابعه قال: فحفظت
ذلك عنه فزكيت ثلاثمائة ألف درهم (1).
[8807] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر (عليه السلام): أتى
رجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يستأمره في النكاح، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انكح وعليك بذات
الدين تربت يداك (2).
[8808] 16 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن
زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتزوج بمرجئة أو حرورية؟ قال: لا

(1) الكافي: 5 / 134 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 332 ح 1.
287

عليك بالبله من النساء، قال زرارة: فقلت: والله ما هي إلا مؤمنة أو كافرة، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): وأين أهل ثنوي الله عز وجل قول الله عز وجل أصدق من قولك: (إلا
المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون
سبيلا) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8809] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان قال: أولم إسماعيل فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالمساكين فأشبعهم فإن
الله عز وجل يقول: (وما يبدئ الباطل وما يعيد) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8810] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن عبد الله بن صالح الخثعمي قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وجع
الخاصرة، فقال: عليك بما يسقط من الخوان فكله، قال: ففعلت ذلك فذهب عني
قال إبراهيم: قد كنت وجدت ذلك في الجانب الأيمن والأيسر فأخذت ذلك فانتفعت
به (5).
[8811] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عمرو بن أبي المقدام، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لأمير المؤمنين صلوات الله عليه: عليك بالسواك لكل صلاة (6).

(1) سورة النساء: 101.
(2) الكافي: 5 / 348 ح 2.
(3) سورة سبأ: 49.
(4) الكافي: 6 / 299 ح 16.
(5) الكافي: 6 / 300 ح 3.
(6) الكافي: 6 / 496 ح 10.
288

[8812] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن
معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)
أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال: اللهم أعنه أما
الأولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا والثانية: الورع ولا تجترئ على
خيانة أبدا والثالثة: الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه والرابعة: كثرة البكاء من
خشية الله يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة والخامسة: بذلك مالك ودمك دون
دينك والسادسة: الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي، أما الصلاة فالخمسون
ركعة وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أوله والأربعاء في وسطه
والخميس في آخره وأما الصدقة فجهدك حتى تقول: قد أسرفت ولم تسرف وعليك
بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك
بتلاوة القرآن على كل حال وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما وعليك بالسواك
عند كل وضوء وعليك بمحاسن الأخلاق فأركبها ومساوئ الأخلاق فاجتنبها فإن لم
تفعل فلا تلومن إلا نفسك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8813] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأبي جعفر
الأحول وأنا أسمع: أتيت البصرة؟ فقال: نعم، قال: كيف رأيت مسارعة الناس إلى
هذا الأمر ودخولهم فيه؟ قال: والله إنهم لقليل ولقد فعلوا وان ذلك لقليل، فقال:
عليك بالاحداث فإنهم أسرع إلى كل خير ثم قال: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية
(قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (2) قلت: جعلت فداك إنهم

(1) الكافي: 8 / 79 ح 33.
(2) سورة الشورى: 23.
289

يقولون: إنها لأقارب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل
البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (عليهم السلام) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8814] 22 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن مسكان، عن
رجل من أهل الجبل لم يسمه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالتلاد وإياك وكل
محدث لا عهد له ولا أمانة ولا ذمة ولا ميثاق وكن على حذر من أوثق الناس في نفسك
فإن الناس أعداء النعم (2).
التلاد: بكسر التاء، التالد: المال القديم الأصل الذي ولد عندك وهو نقيض
الطارف وكذلك التلاد والإتلاد وأصل التاء فيه واو، كذا قاله الجوهري.
[8815] 23 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه في حديث:... وعليك بقراءة كتاب
الله عز وجل ما دمت راكبا وعليك بالتسبيح ما دمت عاملا وعليك بالدعاء ما دمت خاليا
وإياك والسير من أول الليل وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى آخره
وإياك ورفع الصوت في مسيرك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8816] 24 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن القاسم بن
الربيع، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالتفقه في دين
الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له
عملا (4).

(1) الكافي: 8 / 93 ح 66.
(2) الكافي: 8 / 249 ح 350.
(3) الكافي: 8 / 349.
(4) الكافي: 1 / 31 ح 7.
290

[8817] 25 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن يزيد بن خليفة قال: وعظنا أبو عبد الله (عليه السلام) فأمر وزهد ثم قال: عليكم
بالورع فإنه لا ينال ما عند الله إلا بالورع (1).
[8818] 26 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن جهم بن
الحكم المدائني، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد العبد إلا عزا فتعافوا يعزكم الله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8819] 27 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
بعض أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) انه كان يقول لأصحابه: عليكم بسلاح الأنبياء
فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء (3).
[8820] 28 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
حديد، عن مرازم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليكم بالصلاة في المساجد وحسن
الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز أنه لا بد لكم من الناس إن أحدا
لا يستغني عن الناس حياته والناس لا بد لبعضهم من بعض (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8821] 29 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، ومحمد بن خالد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن حبيب الخثعمي قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا
المرضى واحضروا مع قومكم مساجدكم وأحبوا للناس ما تحبون لأنفسكم أما

(1) الكافي: 2 / 76 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 108 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 468 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 635 ح 1.
291

يستحيى الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8822] 30 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد
جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: قلت للرضا (عليه السلام):
جعلت فداك إن أبي حدثني عن آبائك (عليهم السلام) انه قيل لبعضهم إن في بلادنا موضع رباط
يقال له قزوين وعدوا يقال له الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط؟ فقال: عليكم
بهذا البيت فحجوه ثم قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرات كل ذلك يقول: عليكم
بهذا البيت فحجوه ثم قال في الثالثة: أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على
عياله ينتظر أمرنا فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بدرا وإن لم يدركه
كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا وجمع بين سبابتيه، فقال
أبو الحسن (عليه السلام): صدق هو على ما ذكر (2).
[8823] 31 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
صفوان، عن خالد بن نجيح قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اقرؤوا من لقيتم من
أصحابكم السلام وقولوا لهم: إن فلان بن فلان يقرئكم السلام وقولوا لهم: عليكم
بتقوى الله عز وجل وما ينال به ما عند الله، إني والله ما آمركم إلا بما نأمر به أنفسنا فعليكم
بالجد والاجتهاد وإذا صليتم الصبح وانصرفتم فبكروا في طلب الرزق واطلبوا الحلال
فإن الله عز وجل سيرزقكم ويعينكم عليه (3).
[8824] 32 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بأمهات

(1) الكافي: 2 / 635 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 260 ح 34.
(3) الكافي: 5 / 78 ح 8.
292

الأولاد فإن في أرحامهن البركة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8825] 33 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه يرفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بالعفاف
وترك الفجور (2).
[8826] 34 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الفضل بن
شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: بعث إلي أبو الحسن
موسى (عليه السلام) بوصية أمير المؤمنين (عليه السلام) وهي:... ثم قال وكانت الوصية الأخرى [مع
الأولى] بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به علي بن أبي طالب أوصى انه يشهد
أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلى الله عليه وآله ثم ان صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين.
ثم إني أوصيك يا حسن وجميع أهل بيتي وولدي ومن بلغه كتابي بتقوى الله ربكم
ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا فإني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وأن المبيرة
الحالقة للدين فساد ذات البين ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهون الله عليكم الحساب.
الله الله في الأيتام فلا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فقد سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة كما
أوجب لآكل مال اليتيم النار.

(1) الكافي: 5 / 474 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 554 ح 6.
293

الله الله في القرآن فلا يسبقكم إلى العمل به أحد غيركم.
الله الله في جيرانكم فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم وما زال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوصي
بهم حتى ظننا انه سيورثهم.
الله الله في بيت ربكم فلا يخلو منكم ما بقيتم فإنه إن ترك لم تناظروا وأدنى ما يرجع
به من أمه أن يغفر له ما سلف.
الله الله في الصلاة فإنها خير العمل إنها عمود دينكم.
الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم.
الله الله في شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار.
الله الله في الفقراء والمساكين فشاركوهم في معايشكم.
الله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد رجلان إمام هدى أو
مطيع له مقتد بهداه.
الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون على
الدفع عنهم.
الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤووا محدثا فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى بهم ولعن المحدث منهم ومن غيرهم والمؤوي للمحدث.
الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) أن قال:
أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة الصلاة لا تخافوا في الله لومة لائم يكفكم الله من آذاكم وبغى
عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر فيولي الله أمركم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم عليهم.
وعليكم يا بني بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق
وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الاثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد
294

العقاب حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم استودعكم الله واقرأ عليكم
السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم لم يزل يقول: لا اله إلا الله، لا اله إلا الله حتى قبض صلوات الله عليه ورحمته في
ثلاث ليال من العشر الأواخر ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ليلة الجمعة سنة
أربعين من الهجرة وكان ضرب ليلة إحدى وعشرين من شهر رمضان (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ولكن ما ورد في ذيلها من تاريخ فتكه وشهادته (عليه السلام) كانت
خلاف المشهور.
[8827] 35 - محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كتب بهذه الرسالة إلى
أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في
مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
قال: وحدثني الحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم
بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار
والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم وعليكم بمجاملة
أهل الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم
جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام فإنه لا بد لكم من مجالستهم
ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم
فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر ولولا أن الله

(1) الكافي: 7 / 51.
295

تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم وما في صورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون
لكم مجالسكم ومجالسهم واحدة وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبونهم
أبدا ولا يحبونكم غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه ولم يجعلهم من أهله
فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شئ وحيلهم
وسواس بعضهم إلى بعض فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق فيعصمكم
الله من ذلك فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير.
وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان فإنكم إن كففتم
ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم
به فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما ينهى عنه مرادة للعبد عند الله ومقت من الله وصم
وعمى وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة فتصيروا كما قال الله (صم بكم عمي فهم
لا يرجعون) (1) يعني لا ينطقون (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) (2).
وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر
آخرتكم ويأجركم عليه وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله
والتضرع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد
فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في
النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها وعليكم بالدعاء فإن المسلمين لم
يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله
والمسألة له فارغبوا فيما رغبكم الله فيه وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجحوا
من عذاب الله.
وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شئ مما حرم الله عليكم فإنه من انتهك ما حرم الله

(1) سورة البقرة: 18.
(2) سورة المرسلات: 36.
296

عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة
لأهل الجنة أبد الآبدين.
واعلموا انه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته
فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في
الجنة ولذاتها وكرامة أهلها ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوء حالهم
عند ربهم يوم القيامة استجيروا الله ان يجيركم في مثالهم أبدا وان يبتليكم بما ابتلاهم به
ولا قوة لنا ولكم إلا به.
فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ان أتم الله لكم ما أعطاكم به فإنه لا يتم الأمر حتى
يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم
وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى
يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا عليكم الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه
الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ الشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم
وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغضوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم
ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل (عليه السلام) على نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعتم قول
الله عز وجل لنبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل
لهم) (1) ثم قال: وإن يكذبوك ف‍ (قد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا
وأوذوا) (2) فقد كذب نبي الله والرسل من قبله وأوذوا مع التكذيب بالحق فإن سركم
أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل، أصل الخلق من الكفر الذي سبق في علم الله
أن يخلقهم له في الأصل ومن الذين سماهم الله في كتابه في قوله (وجعلنا منهم أئمة

(1) سورة الأحقاف: 35.
(2) سورة الأنعام: 34.
297

يدعون إلى النار) (1) فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه فإنه من يجهل هذا وأشباهه
مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به ونهى عنه ترك دين الله وركب معاصيه
فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار (2).
[8828] 36 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يحيى بن عمرو بن
خليفة الزيات، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب عليكم بالباه فإن لم تستطيعوه فعليكم
بالصيام فإنه وجاؤه (3).
[8829] 37 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن
عبد الحميد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: عليكم بالسمك فإنك إن أكلته بغير
خبز أجزأك وإن أكلته بخبز أمراك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8830] 38 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: عليكم
باللحم فإنه من ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه ومن ساء خلقه عذب نفسه ومن
عذب نفسه فأذنوا في أذنه (5).
[8831] 39 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: عليكم
بالحلبة ولو بيع وزنها ذهبا (6).
الحلبة: نبات معروف.

(1) سورة القصص: 41.
(2) الكافي: 8 / 2 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 180 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 323 ح 4.
(5) جامع الأحاديث: 99.
(6) جامع الأحاديث: 100.
298

[8832] 40 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: عليكم
بحسن الخلق فإنه في الجنة وإياكم وسوء الخلق فإنه في النار لا محالة (1).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) جامع الأحاديث: 101.
299

العمر
[8833] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق
ابن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما نعلم شيئا يزيد في العمر إلا صلة الرحم حتى
أن الرجل يكون أجله ثلاث سنين فيكون وصولا للرحم فيزيد الله في عمره ثلاثين
سنة فيجعلها ثلاثا وثلاثين سنة ويكون أجله ثلاثا وثلاثين سنة فيكون قاطعا
للرحم فينقصه الله ثلاثين سنة ويجعل أجله إلى ثلاث سنين.
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي
الحسن الرضا (عليه السلام) مثله (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[8834] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الصمد بن بشير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صلة الرحم تهون الحساب يوم
القيامة وهي منساة في العمر وتقي مصارع السوء وصدقة الليل تطفئ غضب
الرب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8835] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأحمد بن
إدريس، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن
غالب، عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في

(1) الكافي: 2 / 152 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 157 ح 32.
300

العمر ويدفعان تسعين ميتة السوء.
وفي خبر آخر: ويدفعان عن شيعتي ميتة السوء (1).
ورويها الصدوق في ثواب الأعمال: 169 ح 11.
[8836] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
سعدان بن مسلم، عن معلى بن خنيس قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) في ليلة قد رشت
وهو يريد ظلة بني ساعدة فأتبعته فإذا هو قد سقط منه شئ فقال: بسم الله اللهم رد
علينا، قال: فأتيته فسلمت عليه قال: فقال: معلى؟ قلت: نعم جعلت فداك فقال
لي: التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلي فإذا أنا بخبز منتشر كثير فجعلت
أدفع إليه ما وجدت فإذا أنا بجراب أعجز عن حمله من خبز، فقلت: جعلت فداك
أحمله على رأسي؟ فقال: لا أنا أولى به منك ولكن امض معي، قال: فأتينا ظلة بني
ساعدة فإذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ثم
انصرفنا، فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو عرفوه لواسيناهم
بالدقة - والدقة هي الملح - إن الله تبارك وتعالى لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا
الصدقة فإن الرب يليها بنفسه وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم إرتده
منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل، إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب وتمحو الذنب
العظيم وتهون الحساب وصدقة النهار تثمر المال وتزيد في العمر، إن عيسى بن
مريم (عليه السلام) لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض
الحواريين: يا روح الله وكلمته لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك؟ قال: فقال: فعلت
هذا لدابة تأكله من دواب الماء وثوابه عند الله عظيم (2).
الرواية حسنة سندا.
[8837] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن

(1) الكافي: 4 / 2 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 8 ح 3.
301

عبد الله، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): في الزنا خمس
خصال: يذهب بماء الوجه ويورث الفقر وينقص العمر ويسخط الرحمن ويخلد في
النار، نعوذ بالله من النار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8838] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): غسل اليدين قبل الطعام وبعده زيادة في العمر وإماطة للغمر عن
الثياب ويجلو البصر (2).
[8839] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن
محمد بن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إذا بلغ
المؤمن أربعين سنة أمنه الله من الأدواء الثلاثة: البرص والجذام والجنون فإذا بلغ
الخمسين خفف الله عز وجل حسابه فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة فإذا بلغ السبعين
أحبه أهل السماء فإذا بلغ الثمانين أمر الله عز وجل بإثبات حسناته وإلقاء سيئاته فإذا بلغ
التسعين غفر الله تبارك وتعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب أسير الله في أرضه.
وفي رواية أخرى: فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر (3).
[8840] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن يحيى
أخي أديم، عن الوليد بن صبيح قال: سمعت أبا عبد الله يقول: إن هذا الأمر لا يدعيه
غير صاحبه إلا تبر الله عمره (4).

(1) الكافي: 5 / 542 ح 9.
(2) الكافي: 6 / 290 ح 3.
(3) الكافي: 8 / 107 ح 83.
(4) الكافي: 1 / 373 ح 5.
302

[8841] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم قال قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل قال أبو عبد الله (عليه السلام): من صدق
لسانه زكى عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره بأهل بيته مد له في
عمره (1).
الرواية حسنة سندا.
[8842] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): يكون
الرجل يصل رحمه فيكون قد بقي من عمره ثلاث سنين فيصيرها الله ثلاثين سنة
ويفعل الله ما يشاء (2).
[8843] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن خطاب
الأعور، عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): صلة الأرحام تزكي الأعمال وتدفع
البلوى وتنمي الأموال وتنسئ له في عمره وتوسع في رزقه وتحبب في أهل بيته فليتق
الله وليصل رحمه (3).
[8844] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله (عليه السلام) عن محمد
ابن علي، عن أبي جميلة، عن الوصافي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يمد الله في عمره وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه فإن
الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول: يا رب صل من وصلني واقطع من قطعني،
فالرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوي به إلى أسفل قعر في
النار (4).

(1) الكافي: 2 / 105 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 150 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 152 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 156 ح 29.
303

[8845] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة أن يعلمهن المؤمن كانت
زيادة في عمره وبقاء النعمة عليه، فقلت: وما هن؟ قال: تطويله في ركوعه وسجوده
في صلاته وتطويله لجلوسه على طعامه إذا أطعم على مائدته واصطناعه المعروف إلى
أهله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8846] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن حمزة بن يعلى، عن
بعض الكوفيين، عن أحمد بن عائذ، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من رجع من مكة وهو ينوي الحج من قابل زيد في عمره (2).
[8847] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن مثنى الحناط، ومحمد بن مسلم قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من صدق
لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زاد الله عز وجل في رزقه ومن حسن بره بأهله زاد الله في
عمره (3).
[8848] 16 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار
والحميري جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر
الحسين (عليه السلام) فإن إتيانه يزيد في الرزق ويمد في العمر ويدفع مدافع السوء وإتيانه
مفترض على كل مؤمن يقر للحسين بالإمامة من الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 49 ح 15.
(2) الكافي: 4 / 281 ح 3.
(3) الكافي: 8 / 219 ح 269.
(4) كامل الزيارات: 150 ح 1.
304

[8849] 17 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن
محمد بن إسماعيل، عمن حدثه عن عبد الله بن وضاح، عن داود الحمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يزر قبر الحسين (عليه السلام) فقد حرم خيرا كثيرا ونقص من عمره
سنة (1).
[8850] 18 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض أصحابنا، عن أبان بن عبد الملك
الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا عبد الملك لا تدع زيارة الحسين بن
علي (عليهما السلام) وأمر أصحابك بذلك يمد الله في عمرك ويزيد الله في رزقك ويحييك الله سعيدا
ولا تموت إلا سعيدا [شهيدا خ ل] ويكتبك سعيدا (2).
[8851] 19 - قال الصدوق: وفي خبر آخر: من سد طريقا بتر الله عمره (3).
البتر: القطع.
[8852] 20 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانة، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه،
عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق (عليه السلام) عن
أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن طال عمره وحسن
عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه عز وجل وويل لمن طال عمره وساء عمله فساء
منقلبه إذ سخط عليه ربه عز وجل (4).
الرواية معتبرة الإسناد، ورويها في الفقيه: 4 / 396 ح 5846 مرفوعا.
[8853] 21 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أيوب بن نوح،
عن محمد بن زياد، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن

(1) كامل الزيارات: 151 ح 3.
(2) كامل الزيارات: 151 ح 5.
(3) الفقيه: 1 / 26 ح 46.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثالث عشر ح 8 / 111 الرقم 88.
305

آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحسن فيما بقي من عمره لم يؤاخذ بما مضى
من ذنبه ومن أساء فيما بقي من عمره أخذ بالأول والآخر (1).
[8854] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فبادروا العمل وخافوا بغتة
الأجل فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما يرجى من رجعة الرزق ما فات اليوم من
الرزق رجى غدا زيادته وما فات أمس من العمر لم يرج اليوم رجعته، الرجاء مع
الجائي واليأس مع الماضي ف‍ (اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون) (2).
[8855] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا ينال العبد نعمة إلا بفراق
أخرى ولا يستقبل يوما من عمره إلا بفراق آخر من أجله... (3).
[8856] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يا بن آدم لا تحمل هم يومك
الذي لم يأتك على يومك الذي قد آتاك فإنه إن يك من عمرك يأت الله فيه برزقك (4).
[8857] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العمر الذي اعذر الله فيه إلى
ابن آدم ستون سنة (5).
[8858] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الرزق رزقان رزق تطلبه ورزق
يطلبك فإن لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك على هم يومك كفاك كل يوم على ما فيه،
فإن تكن السنة من عمرك فإن الله تعالى سيؤتيك في كل غد جديد ما قسم لك وإن لم
تكن السنة من عمرك فما تصنع بالهم فيما ليس لك، ولن يسبقك إلى رزقك طالب ولن
يغلبك عليه غالب ولن يبطئ عنك ما قد قدر لك (6).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث عشر ح 9 / 111 الرقم 89.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 191.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 267.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 326.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 379.
306

[8859] 27 - الطوسي باسناده إلى ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر، عن
أبيه، عن محمد بن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم قال:
سمعته يقول: من أتى عليه حول لم يأت قبر الحسين (عليه السلام) نقص الله من عمره حولا ولو
قلت: أن أحدكم يموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقا وذلك أنكم تتركون
زيارته فلا تدعوها يمد الله في أعماركم ويزيد في أرزاقكم وإذا تركتم زيارته نقص الله
من أعماركم وارزاقكم فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك فإن الحسين بن علي (عليه السلام)
شاهد لكم عند الله تعالى وعند رسوله وعند علي وعند فاطمة صلوات الله عليهم
أجمعين (1).
الرواية صحيحة الإسناد، ورويها ابن قولويه في كامل الزيارات: 151 ح 2.
[8860] 28 - الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم، عن محمد بن وهبان، عن علي بن
حبش، عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن
عيسى، عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث:
خففوا الدين فإن في خفة الدين زيادة العمر، الحديث (2).
[8861] 29 - المحقق الطوسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا يزيد الرزق، ولا يرد
القدر إلا الدعاء ولا يزيد العمر إلا البر (3).
[8862] 30 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أعمار أمتي بين الستين إلى
السبعين وقل من يتجاوزها (4).
[8863] 31 - الديلمي نقلا من أربعين ابن ودعان الموصلي رفعه إلى ابن عباس قال: قال

(1) التهذيب: 6 / 43 ح 6.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس والثلاثون ح 3 / 667 الرقم 1396.
(3) آداب المتعلمين: 137.
(4) ارشاد القلوب: 40.
307

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس إن الرزق مقسوم لن يعدوا امرؤ ما قسم له فأجملوا في
الطلب وأن العمر محدود لن يتجاوز ما قدر له فابدروا قبل نفاذ الأجل والأعمال
محصية (1).
[8864] 32 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العمر تفنيه اللحظات (2).
[8865] 33 - وعنه (عليه السلام): إن المغبون من غبن عمره، وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة
ربه (3).
[8866] 34 - وعنه (عليه السلام): الساعات تنقص الأعمار (4).
[8867] 35 - وعنه (عليه السلام): الساعات تخترم الأعمار وتدني من البوار (5).
[8868] 36 - وعنه (عليه السلام): العمر الذي يبلغ الرجل فيه الأشد الأربعون (6).
[8869] 37 - وعنه (عليه السلام): احفظ عمرك من التضييع له في غير العبادة والطاعات (7).
[8870] 38 - وعنه (عليه السلام): احذروا ضياع الأعمار فيما لا يبقى لكم ففائتها لا يعود (8).
[8871] 39 - وعنه (عليه السلام): إن عمرك مهر سعادتك إن أنفذته في طاعة ربك (9).
[8872] 40 - وعنه (عليه السلام): إن أنفاسك إجزاء عمرك فلا تفنها إلا في طاعة تزلفك (10).
[8873] 41 - وعنه (عليه السلام): إن عمرك وقتك الذي أنت فيه (11).
[8874] 42 - وعنه (عليه السلام): إن عمرك عدد أنفاسك وعليها رقيب يحصيها (12).
[8875] 43 - وعنه (عليه السلام): إن ماضي عمرك أجل وآتيه أمل والوقت عمل (13).
[8876] 44 - وعنه (عليه السلام): إن أوقاتك أجزاء عمرك فلا تنفذ لك وقتا إلا فيما
ينجيك (14).
[8877] 45 - وعنه (عليه السلام): كيف يفرح بعمر تنقصه الساعات (15).

(1) أعلام الدين: 336.
(2) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(3) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(4) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(5) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(6) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(7) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(8) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(9) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(10) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(11) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(12) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(13) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(14) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
(15) غرر الحكم: ح 336 و 3502 و 1067 و 2030 و 1986 و 2439 و 2618 و 3429 و 3430 و 3431 و 3434 و 3462 و 3642 و 6983.
308

[8878] 46 - وعنه (عليه السلام): ليس شئ أعز من الكبريت الأحمر إلا ما بقي من عمر
المؤمن (1).
[8879] 47 - وعنه (عليه السلام): من أفنى عمره في غير ما ينجيه فقد أضاع مطلبه (2).
[8880] 48 - وعنه (عليه السلام): ما أنقصت ساعة من دهرك إلا بقطعة من عمرك (3).
[8881] 49 - وعنه (عليه السلام): لابقاء للأعمار مع تعاقب الليل والنهار (4).
[8882] 50 - وعنه (عليه السلام): لا يعرف قدر ما بقي من عمره إلا نبي أو صديق (5).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 7525 و 8932 و 9608 و 10743 و 10801.
(2) غرر الحكم: ح 7525 و 8932 و 9608 و 10743 و 10801.
(3) غرر الحكم: ح 7525 و 8932 و 9608 و 10743 و 10801.
(4) غرر الحكم: ح 7525 و 8932 و 9608 و 10743 و 10801.
(5) غرر الحكم: ح 7525 و 8932 و 9608 و 10743 و 10801.
309

العمرة
[8883] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحجة ثوابها الجنة والعمرة
كفارة لكل ذنب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8884] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى،
عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8885] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمد
الفراء قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تابعوا بين الحج
والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير خبث الحديد (3).
[8886] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن علي بن الحكم،
عن جعفر بن عمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحج والعمرة سوقان
من أسواق الآخرة، اللازم لهما في ضمان الله إن أبقاه أداه إلى عياله وإن أماته أدخله
الجنة (4).

(1) الكافي: 4 / 253 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 254 ح 8.
(3) و (4) الكافي: 4 / 255 ح 12 و 13.
310

[8887] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، أحمد بن محمد، عن الحجال، عن غالب،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة
والعامل بهما في جوار الله إن أدرك ما يأمل غفر الله له وإن قصر به أجله وقع أجره
على الله (1).
[8888] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي
العباس فجاء الجواب بإملائه: سألت عن قول الله عز وجل (ولله على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيلا) (2) يعني به الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان وسألته
عن قول الله عز وجل: (وأتموا الحج والعمرة لله) (3) قال: يعني بتمامهما أدائهما واتقاء ما
يتقي المحرم فيهما وسألته عن قوله تعالى (الحج الأكبر) (4) ما يعني بالحج الأكبر؟
فقال: الحج الأكبر الوقوف بعرفة ورمي الجمار والحج الأصغر العمرة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8889] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن يوم الحج الأكبر؟ فقال: هو يوم النحر والحج
الأصغر العمرة (6).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8890] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن

(1) الكافي: 4 / 260 ح 35.
(2) سورة آل عمران: 97.
(3) سورة البقرة: 196.
(4) سورة التوبة: 3.
(5) الكافي: 4 / 264 ح 1.
(6) الكافي: 4 / 290 ح 1.
311

علي بن عبد الله البجلي، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال علي بن
الحسين (عليه السلام): حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤونات
عيالكم وقال: الحاج مغفور له وموجوب له الجنة ومستأنف له العمل ومحفوظ في
أهله وماله (1).
[8891] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سيف بن عميرة، عن عبد الأعلى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أبي يقول من أم هذا
البيت حاجا أو معتمرا مبرا من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم ولدته أمه ثم قرء
(فمن تعجل في يومين فلا اثم عليه ومن تأخر فلا اثم عليه لمن اتقى) (2) قلت:
ما الكبر؟ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق
قلت: ما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله ومن فعل ذلك
نازع الله رداءه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8892] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان،
عن عبد الله بن طلحة النهدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أربعة لا ترد لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب السماء وتصير إلى العرش الوالد لولده
والمظلوم على من ظلمه والمعتمر حتى يرجع والصائم حتى يفطر (4).
[8893] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي
حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ضمان الحاج والمعتمر على الله
إن أبقاه بلغه أهله وإن أماته أدخله الجنة (5).

(1) الكافي: 4 / 252 ح 1.
(2) سورة البقرة: 199.
(3) الكافي: 4 / 252 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 510 ح 6.
(5) الكافي: 4 / 253 ح 3.
312

[8894] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن
زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن صالح، عن رجل من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الحاج والمعتمر وفد الله إن سألوه أعطاهم وإن دعوه أجابهم وإن شفعوا شفعهم
وإن سكتوا إبتدءهم ويعوضون بالدرهم ألف ألف درهم (1).
[8895] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط،
عن سليمان الجعفري، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام)
يقول: بادروا بالسلام على الحاج والمعتمر ومصافحتهم من قبل أن تخالطهم
الذنوب (2).
[8896] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن
زكريا المؤمن، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الحاج والمعتمر في ضمان الله فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه وإن مات محرما بعثه الله
ملبيا وإن مات بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين وإن مات منصرفا غفر الله له جميع
ذنوبه (3).
[8897] 15 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعتمر يعتمر في أي شهور
السنة شاء وأفضل العمرة عمرة رجب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8898] 16 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد، عن أبان،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يقطع تلبية المعتمر إذا دخل الحرم (5).

(1) الكافي: 4 / 255 ح 14.
(2) الكافي: 4 / 256 ح 17.
(3) الكافي: 4 / 256 ح 18.
(4) الكافي: 4 / 536 ح 6.
(5) الكافي: 4 / 537 ح 2.
313

الرواية معتبرة الإسناد.
[8899] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عمر أو غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعتمر
يطوف ويسعى ويحلق، قال: ولا بد له بعد الحلق من طواف آخر (1).
[8900] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
زعلان، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن الطيار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): حجج
تترى وعمر تسعى يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء (2).
تترى: يعني واحدا بعد واحد.
[8901] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا استمتع الرجل بالعمرة فقد قضى ما عليه من
فريضة العمرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8902] 20 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في كتاب علي (عليه السلام): في كل شهر عمرة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب الحج
من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 4 / 538 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 261 ح 36.
(3) الكافي: 4 / 533 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 534 ح 2.
314

العمق
[8903] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس إنكم في دار هدنة
وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر
يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز،
قال: فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ
وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع مشفع
وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو
الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس
بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق، له
نجوم وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار
الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره ينج
من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في
الظلمات بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8904] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،

(1) الكافي: 2 / 598 ح 2.
315

عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق والغلو
والشك والشبهة.
والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى والغفلة والعتو فمن جفا احتقر الحق
ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم ومن عمى نسي الذكر واتبع الظن وبارز
خالقه وألح عليه الشيطان وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة ولا غفلة ومن غفل
جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الأماني وأخذته الحسرة
والندامة إذا قضي الأمر وانكشف عنه الغطاء وبدا له ما لم يكن يحتسب ومن عتا عن
أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره بجلاله كما اغتر بربه
الكريم وفرط في أمره.
والغلو على أربع شعب: على التعمق بالرأي والتنازع فيه والزيغ والشقاق فمن
تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات ولم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته
أخرى وانخرق دينه فهو يهوى في أمر مريج ومن نازع في الرأي وخاصم شهر بالعثل
من طول اللجاج ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة ومن شاق
أعورت عليه طرقه واعترض عليه أمره فضاق عليه مخرجه إذا لم يتبع سبيل
المؤمنين.
والشك على أربع شعب: على المرية والهوى والتردد والاستسلام وهو قول
الله عز وجل (فبأي آلاء ربك تتمارى) (1) وفي رواية أخرى: على المرية والهول من الحق
والتردد والاستسلام للجهل وأهله فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه ومن امترى
في الدين تردد في الريب وسبقه الأولون من المؤمنين وأدركه الآخرون ووطئته سنابك
الشيطان ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا من ذلك فمن فضل
اليقين ولم يخلق الله خلقا أقل من اليقين.

(1) سورة النجم: 55.
316

والشبهة على أربع شعب: إعجاب بالزينة وتسويل النفس وتأول العوج ولبس
الحق بالباطل وذلك بأن الزينة تصدف عن البينة وإن تسويل النفس تقحم على
الشهوة وإن العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما، وإن اللبس ظلمات بعضها فوق بعض
فذلك الكفر ودعائمه وشعبه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[8905] 3 - الصدوق رفعه وقال: قال لقمان لابنه: يا بني ان الدنيا بحر عميق وقد هلك
فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله واجعل شراعها التوكل على الله واجعل
زادك فيها تقوى الله عز وجل فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبذنوبك (2).
[8906] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته لم جعلت التلبية
فقال: ان الله عز وجل أوحى إلى إبراهيم (عليه السلام) (وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا) (3)
فنادى فأجيب من كل فج عميق يلبون (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8907] 5 - المفيد رفعه وقال: في حكم لقمان فيما أوصى به ابنه أنه قال: يا بني تعلمت
بسبعة آلاف من الحكمة فاحفظ منها أربعة ومر معي إلى الجنة: احكم سفينتك فإن
بحرك عميق وخفف حملك فإن العقبة كؤود وأكثر الزاد فإن السفر بعيد وأخلص
العمل فإن الناقد بصير (5).
[8908] 6 - الطوسي باسناده إلى موسى بن القاسم، عن إبراهيم، عن معاوية بن عمار،

(1) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(2) الفقيه: 2 / 282 ح 2457.
(3) سورة الحج: 27.
(4) علل الشرايع: 416 ح 1.
(5) الاختصاص: 341.
317

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: وإنما تعجل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنه
يوم دعاء ومسألة ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار فاحمد الله وهلله ومجده
واثن عليه وكبره مائة مرة واحمده مائة مرة وسبحه مائة مرة واقرء قل هو الله أحد
مائة مرة وتخير لنفسك من الدعاء ما أحببت واجتهد فإنه يوم دعاء ومسألة وتعوذ
بالله من الشيطان الرجيم فإن الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحب إليه من أن
يذهلك في ذلك الموطن وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس واقبل قبل نفسك وليكن فيما
تقوله: «اللهم إني عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك وارحم مسيري إليك من الفج
العميق» وليكن فيما تقول: «اللهم رب المشاعر كلها فك رقبتي من النار وأوسع علي
من رزقك الحلال وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس» وتقول: «اللهم لا تمكر بي ولا
تخدعني ولا تستدرجني» وتقول: «اللهم إني أسألك بحولك وجودك وكرمك ومنك
وفضلك يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا ارحم الراحمين
أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا» وليكن فيما تقول وأنت رافع
رأسك إلى السماء: «اللهم حاجتي إليك التي أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني والتي إن
منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النار» وليكن فيما تقول:
«اللهم إني عبدك وملك يدك ناصيتي بيدك وأجلي بعلمك أسألك أن توفقني لما
يرضيك عني وأن تسلم مني مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم (عليه السلام) ودللت عليها
نبيك محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» وليكن فيما تقول: «اللهم اجعلني ممن رضيت عمله وأطلت عمره
وأحييته بعد الموت حياة طيبة» ويستحب أن تطلب عشية عرفة بالعتق
والصدقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8909] 7 - الطوسي، عن الشيخ المفيد (رحمه الله) عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد

(1) التهذيب: 5 / 182 ح 15.
318

ابن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الكر من الماء كم يكون
قدره؟ قال: إذا كان الماء ثلاثة أشبار ونصف في مثله ثلاثة أشبار ونصف في عمقه في
الأرض فذلك الكر من الماء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8910] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن القدر فقال (عليه السلام): طريق مظلم
فلا تسلكوه وبحر عميق فلا تلجوه وسر الله فلا تتكلفوه (2).
[8911] 9 - الراوندي باسناده عن موسى بن جعفر (عليهما السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
علي (عليه السلام): مضت السنة في الاستسقاء أن يقوم الامام فيصلي ركعتين ثم يبسط يده
وليدع.
قال علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دعا بهذا الدعاء في الاستسقاء: «اللهم انشر
علينا رحمتك بالغيث العميق والسحاب الفتيق ومن على عبادك بينوع الثمرة وأحي
بلادك ببلوغ الزهرة واشهد ملائكتك الكرام السفرة بسقي منك نافعة دائمة غزرة
واسعة دررة وابلا سريعا وحيا مريعا تحيي به ما قد مات وترد به ما قد فات وتخرج
به ما هو آت وتوسع لنا في الأقوات سحابا متراكما هنيئا مريئا طبقا دفقا غير مضر
ودقه ولا خلب برقه، اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا ممرعا عريضا واسعا غزيرا ترد به
النهيض وتجبر به المهيض، اللهم اسقنا سقيا تسيل منه الرحاب وتملأ به الجباب
وتفجر به الأنهار وتنبت به الأشجار وترخص به الأسعار في جميع الأمصار وتنعش به
البهائم والخلق وتنبت به الزرع وتدر به الضرع وتزيدنا قوة إلى قوتنا، اللهم لا تجعل
ظله علينا سموما ولا تجعل برده علينا حسوما ولا تجعل صعقه علينا رجوما ولا تجعل

(1) التهذيب: 1 / 42 ح 55.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 287.
319

ماءه بيننا أجاجا، اللهم ارزقنا من بركات السماوات والأرض» (1).
[8912] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تعمق لم ينب إلى الحق (2).
قد مر هذا الكلام من الكافي الشريف، ونقله أيضا السيد الرضي (رحمه الله) في
نهج البلاغة: الحكمة 31. والمراد بالتعمق هنا: الذهاب خلف الأوهام على زعم
طلب الأسرار. لم ينب: أي لم يرجع.

(1) النوادر: 29.
(2) غرر الحكم: ح 8853.
320

العمل
[8913] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن ابن مسكان، عن حسين الصيقل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لا يقبل الله عملا إلا بمعرفة ولا معرفة إلا بعمل فمن عرف دلته المعرفة على العمل ومن لم
يعمل فلا معرفة له ألا إن الإيمان بعضه من بعض (1).
[8914] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ليبلوكم أيكم أحسن
عملا) (2) قال: ليس يعني أكثر عملا ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية الله
والنية الصادقة والحسنة ثم قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل
والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل والنية أفضل من العمل
ألا وإن النية هي العمل ثم تلا قوله عز وجل: (قل كل يعمل على شاكلته) (3) يعني على
نيته (4).
[8915] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان أو
غيره، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الإيمان

(1) الكافي: 1 / 44 ح 2.
(2) سورة الملك: 2.
(3) سورة الإسراء: 84.
(4) الكافي: 2 / 16 ح 4.
321

فقال: شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله والإقرار بما جاء من عند الله وما
استقر في القلوب من التصديق بذلك قال: قلت: الشهادة أليست عملا؟ قال: بلى
قلت: العمل من الإيمان قال: نعم الإيمان لا يكون إلا بعمل والعمل منه ولا يثبت
الإيمان إلا بعمل (1).
[8916] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان فقال: شهادة
أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله، قال: قلت: أليس هذا عمل؟ قال: بلى قلت:
فالعمل من الإيمان؟ قال: لا يثبت له الإيمان إلا بالعمل والعمل منه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8917] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا رفعه قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد قبلي
ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك، إن الإسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين
واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو العمل والعمل هو الأداء إن
المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه، إن المؤمن يرى يقينه في عمله
والكافر يرى إنكاره في عمله فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم فاعتبروا إنكار
الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة (3).
[8918] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سهل، عن
حماد، عن ربعي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن
التفكر يدعو إلى البر والعمل به (4).

(1) و (2) الكافي: 2 / 38 ح 3 و 6.
(3) الكافي: 2 / 45 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 55 ح 5.
322

[8919] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام
بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل
عند الله من العمل الكثير على غير يقين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8920] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكرنا الأعمال فقلت أنا:
ما أضعف عملي فقال: مه استغفر الله ثم قال لي: إن قليل العمل مع التقوى خير من
كثير العمل بلا تقوى، قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال: نعم مثل الرجل يطعم
طعامه ويرفق جيرانه ويوطئ رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه فهذا
العمل بلا تقوى ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل
فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8921] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار،
عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن
الحسين صلوات الله عليهما يقول: إني لأحب أن أداوم على العمل وإن قل (3).
الرواية حسنة سندا.
[8922] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان،
عن عمران الزعفراني، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من بلغه
ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن

(1) الكافي: 2 / 57 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 76 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 82 ح 4.
323

الحديث كما بلغه (1).
[8923] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن الهيثم بن واقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من رضي من الله باليسير من
المعاش رضي الله منه باليسير من العمل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8924] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفه،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا
الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل (3).
[8925] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من هم بخير فليعجله ولا
يؤخره فإن العبد ربما عمل العمل فيقول الله تبارك وتعالى: قد غفرت لك ولا أكتب
عليك شيئا أبدا ومن هم بسيئة فلا يعملها فإنه ربما عمل العبد السيئة فيراه الله
سبحانه فيقول: لا وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا (4).
[8926] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الرجل يذنب الذنب فيحرم
صلاة الليل وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم (5).
الرواية موثقة سندا.
[8927] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،

(1) الكافي: 2 / 87 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 138 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 138 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 142 ح 6.
(5) الكافي: 2 / 272 ح 16.
324

عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: الإبقاء على العمل أشد من العمل
قال: وما الإبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك
له فكتب له سرا ثم يذكرها وتمحى فتكتب له علانية ثم يذكرها فتمحى وتكتب له
رياء (1).
[8928] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يعمل العمل وهو خائف
مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبة العجب به؟ فقال: هو في حاله الأولى وهو
خائف أحسن حالا منه في حال عجبه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8929] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل
العسل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8930] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار،
عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أنزل الموت حق منزلته من عد غدا من أجله قال: وقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل وكان يقول: لو رأى العبد
أجله وسرعته إليه لأبغض العمل من طلب الدنيا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 296 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 314 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 321 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 259 ح 30.
325

[8931] 19 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن عبد الله وغيره، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن رجل من أهل ساباط قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)
لعمار الساباطي: يا عمار أنت رب مال كثير؟ قال: نعم جعلت فداك، قال: فتؤدي
ما افترض الله عليك من الزكاة؟ فقال: نعم قال: فتخرج الحق المعلوم من مالك؟
قال: نعم قال: فتصل قرابتك؟ قال: نعم قال: وتصل إخوانك؟ قال: نعم فقال:
يا عمار إن المال يفنى والبدن يبلى والعمل يبقى والديان حي لا يموت، يا عمار إنه
ما قدمت فلن يسبقك وما أخرت فلن يلحقك (1).
[8932] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
لأصحابه: ألا اخبركم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق
من المغرب؟ قالوا: بلى، قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في
الله والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شئ زكاة
وزكاة الأبدان الصيام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8933] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير
واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالوا: قال له بعض أصحابنا - قال: ولا أعلمه إلا سعيد
السمان -: كيف يكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر؟ قال: العمل فيها خير من العمل
في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 501 ح 15.
(2) الكافي: 4 / 62 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 157 ح 4.
326

[8934] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عدو العمل الكسل (1).
[8935] 23 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي
جميعا، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن جابر، عن عبد الأعلى، وعلي بن
إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الأعلى، عن سويد
ابن غفلة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا
وأول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني
كنت عليك حريصا شحيحا فما لي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك قال: فيلتفت إلى
ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم؟
فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني
كنت فيك لزاهدا وان كنت علي لثقيلا فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم
نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك، قال: فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا
وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا فقال: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك
خير مقدم فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة
وأنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله إذا ادخل قبره أتاه ملكا القبر يجران
أشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق
الخاطف فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي وديني
الإسلام ونبيي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيقولان له: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول
الله عز وجل: (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (2)

(1) الكافي: 5 / 85 ح 1.
(2) سورة إبراهيم: 27.
327

ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ثم يقولان له: نم قرير
العين، نوم الشاب الناعم فإن الله عز وجل يقول: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا
وأحسن مقيلا) (1) قال: وإن كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا
وأنته ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وإنه ليعرف غاسله ويناشد
حملته أن يحبسوه فإذا ادخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه ثم يقولان له: من
ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري فيقولان: لا دريت ولا هديت،
فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عز وجل من دابة إلا وتذعر لها ما خلا
الثقلين ثم يفتحان له بابا إلى النار ثم يقولان له: نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه
القنا من الزج حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه ويسلط الله عليه حيات
الأرض وعقاربها وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وأنه ليتمنى قيام الساعة فيما
هو فيه من الشر.
وقال جابر: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني كنت انظر إلى الإبل والغنم
وأنا أرعاها وليس من نبي إلا وقد رعى الغنم وكنت أنظر إليها قبل النبوة وهي متمكنة
في المكينة ما حولها شئ يهيجها حتى تذعر فتطير، فأقول ما هذا وأعجب حتى
حدثني جبرئيل (عليه السلام) أن الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا إلا سمعها ويذعر لها إلا
الثقلين، فقلت: ذلك لضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8936] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:

(1) سورة الفرقان: 24.
(2) الكافي: 3 / 231 ح 1.
328

مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه وفرحت بما
استقبلته منه وإن كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه وأنت في
يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة ولا تدري لعلك لا تبلغه وإن بلغته لعل حظك
فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه
مفرط ويوم تنتظره لست أنت منه على يقين من ترك التفريظ وإنما هو يومك الذي
أصبحت فيه وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك
فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ومن سيئات ألا تكون أقصرت عنها وأنت مع
هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة أو
مرتدع عن سيئة محبطة فأنت من يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي
استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته
فاعمل أو دع والله المعين على ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8937] 25 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه قال: ليس منا من لم يحاسب
نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد الله وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب
إليه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8938] 26 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
يا أبا النعمان لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم ولا تقطع نهارك

(1) الكافي: 2 / 453 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 453 ح 2.
329

بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك عملك وأحسن فإني لم أر شيئا أحسن دركا ولا
أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم (1).
[8939] 27 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أقصر نفسك عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب
معيشتك فإن نفسك رهينة بعملك (2).
[8940] 28 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي قال قال أبو عبد الله: إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول عنه
إن شاء إلى غيره وذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامة ذلك ما شاء الله أن يكون (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8941] 29 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: إني لأحب أن أقدم على ربي
وعملي مستو (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8942] 30 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: أحب الأعمال إلى الله عز وجل ما دا [و] م عليه العبد وإن
قل (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 454 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 455 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 82 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 83 ح 5.
(5) الكافي: 2 / 82 ح 2.
330

[8943] 31 - الصدوق رفعه وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان العبد إذا كان في آخر يوم
من الدنيا وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله ويقول:
والله إني كنت عليك لحريصا شحيحا فماذا عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك، فيلتفت
إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا وأني كنت عليكم لمحاميا فماذا عندكم؟
فيقولون: نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إنك كنت
علي لثقيلا وأني كنت فيك لزاهدا فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم
حشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك (1).
[8944] 32 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، عن محمد بن الحسن
ابن دريد، عن أبي حاتم، عن العتبي يعني محمد بن عبد الله، عن أبيه، وأخبرنا
عبد الله بن شبيب البصري، عن زكريا بن يحيى المنقري، عن العلاء بن محمد بن
الفضيل، عن أبيه، عن جده قال: قال قيس بن عاصم: وفدت مع جماعة من بني تميم
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمش فقلت: يا نبي الله عظنا موعظة
ننتفع بها فإنا قوم نعير في البرية فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا قيس إن مع العز ذلا وإن مع
الحياة موتا وإن مع الدنيا آخرة وإن لكل شئ حسيبا وعلى كل شئ رقيبا وإن لكل
حسنة ثوابا ولكل سيئة عقابا ولكل أجل كتابا وأنه لا بد لك يا قيس من قرين يدفن
معك وهو حي وتدفن معه وأنت ميت فإن كان كريما أكرمك وإن كان لئيما أسلمك ثم
لا يحشر إلا معك ولا تبعث إلا معه ولا تسأل إلا عنه فلا تجعله إلا صالحا فإنه إن صلح
آنست به وإن فسد لا تستوحش إلا منه وهو فعلك فقال: يا نبي الله أحب أن يكون
هذا الكلام في أبيات من الشعر نفخر به على من يلينا من العرب وندخره، فأمر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يأتيه بحسان قال قيس: فأقبلت أفكر فيما أشبه هذه العظة من الشعر
فاستتب لي القول قبل مجيء حسان فقلت: يا رسول الله قد حضرتني أبيات أحسبها

(1) الفقيه: 1 / 137 ح 370.
331

توافق ما تريد فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قل يا قيس فقلت:
تخير خليطا من فعالك إنما * قرين الفتى في القبر ما كان يفعل
ولا بد بعد الموت من أن تعده * ليوم ينادى المرء فيه فيقبل
فإن كنت مشغولا بشئ فلا تكن * بغير الذي يرضى به الله تشغل
فلن يصحب الإنسان من بعد موته * ومن قبله إلا الذي كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله * يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (1)
[8945] 33 - الصدوق باسناده إلى حديث أربعمائة إن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أحبنا
فليعمل بعملنا وليستعن بالورع فإنه أفضل ما يستعان به في أمر الدنيا والآخرة ولا
تجالسوا لنا عائبا ولا تمتدحوا بنا عند عدونا معلنين بإظهار حبنا فتذللوا أنفسكم عند
سلطانكم، الزموا الصدق فإنه منجاة وارغبوا فيما عند الله عز وجل واطلبوا طاعته
واصبروا عليها فما أقبح بالمؤمن أن يدخل الجنة وهو مهتوك الستر لا تنونا في الطلب
والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم لا تفضحوا أنفسكم عند عدوكم في القيامة ولا
تكذبوا أنفسكم عندهم في منزلتكم عند الله بالحقير من الدنيا، تمسكوا بما أمركم الله به
فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما عند
الله خير وأبقى وتأتيه البشارة من الله عز وجل فتقر عينه ويحب لقاء الله، الحديث (2).
[8946] 34 - الصدوق، عن العسكري، عن محمد بن أحمد القشيري، عن أحمد بن
عيسى الكوفي، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن
آبائه عن علي (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ولا تنس نصيبك من الدنيا) (3) قال: لا تنس
صحتك وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك أن تطلب بها الآخرة (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الأول ح 4 / 50 الرقم 4.
(2) الخصال: 2 / 614.
(3) سورة القصص: 77.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الأربعون ح 10 / 298 الرقم 336.
332

[8947] 35 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال الصادق (عليه السلام): من
استوى يوماه فهو مغبون ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون ومن لم يعرف الزيادة
في نفسه كان إلى النقصان أقرب ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من
الحياة (1).
[8948] 36 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن
الحسين (عليه السلام) قال: لأحسب لقرشي ولا لعربي إلا بتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا عمل
إلا بنية ألا وإن أبغض الناس إلى الله عز وجل من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8949] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أطال الأمل أساء العمل (3).
[8950] 38 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يقل عمل مع التقوى وكيف
يقل ما يتقبل؟ (4).
[8951] 39 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا تجارة كالعمل الصالح ولا
ربح كالثواب... (5).
[8952] 40 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شتان ما بين عملين: عمل
تذهب لذته وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره (6).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون ح 4 / 766 الرقم 1030.
(2) الخصال: 1 / 18 ح 62.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 36.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 95.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 121.
333

[8953] 41 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من قصر في العمل ابتلى بالهم
ولا حاجة لله فيمن ليس لله في ماله ونفسه نصيب (1).
[8954] 42 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن الإيمان؟ فقال (عليه السلام): الإيمان
معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان (2).
[8955] 43 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين
منها جهل والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن والطمأنينة إلى كل
أحد قبل الاختبار له عجز (3).
[8956] 44 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مسكين ابن آدم مكتوم الأجل
مكنون العلل محفوظ العمل تؤلمه البقة وتقتله الشرقة وتنتنه العرقة (4).
الشرقة: الغصة بالريق.
[8957] 45 - الطوسي بإسناده إلى أخي دعبل عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه قال لخيثمة: أبلغ شيعتنا أنه لا ينال ما عند الله إلا بالعمل وأبلغ
شيعتنا أن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره وأبلغ
شيعتنا أنهم إذا قاموا بما أمروا أنهم هم الفائزون يوم القيامة (5).
[8958] 46 - الطوسي بإسناده إلى خلاد قال: قال لنا جعفر بن محمد (عليه السلام) وهو يوصينا:
اتقوا الله وأحسنوا الركوع والسجود وكونوا أطوع عباد الله فإنكم لن تنالوا ولايتنا إلا
بالورع ولن تنالوا ما عند الله إلا بالعمل وإن أشد الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف
عدلا وخالفه إلى غيره (6).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 127.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 227.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 384.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 419.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 47 / 370 الرقم 796.
(6) أمالي الطوسي: المجلس السابع والثلاثون ح 20 / 679 الرقم 1441.
334

[8959] 47 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إياكم والمعاذير فإنها مفاخر (1)
ألا أدلكم على عمل يحبه الله ورسوله؟ قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: التغابن
للضعيف والرحمة له والتلطف به، ومن هم بأمر فلينظر في عاقبته فإن كان رشدا
فليمضه وإن كان غيا فلينته عنه (2).
[8960] 48 - الديلمي، رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الناس في الدنيا عاملان،
عامل في الدنيا للدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته يخشى على من يخلف الفقر ويأمنه
على نفسه فيفني عمره في منفعة غيره وآخر عمل في الدنيا لما بعدها فجاءه الذي له من
الدنيا بغير عمله فأصبح ملكا لا يسأل الله تعالى شيئا فيمنعه (3).
[8961] 49 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العمل شعار المؤمن (4).
[8962] 50 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنكم إلى اكتساب صالح الأعمال
أحوج منكم إلى مكاسب الأموال (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتب الأخبار، منها:
عقاب الأعمال: 330، وارشاد القلوب: 49، وبحار الأنوار: 16068،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 20، وفهرس غرر ودرر الآمدي: 7 / 277،
وهداية العلم: 436.

(1) كذا في المطبوع ولعلها تصحيف معاجز.
(2) اعلام الدين: 276.
(3) اعلام الدين: 296.
(4) و (5) غرر الحكم: ح 407 و 3829.
335

العناء
[8963] 1 - الكليني، عن بعض أصحابنا، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن مالك
ابن عامر، عن المفضل بن زائدة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من
دان الله بغير سماع عن صادق ألزمه الله البتة إلى العناء ومن ادعى سماعا من غير الباب
الذي فتحه الله فهو مشرك وذلك الباب المأمون على سر الله المكنون (1).
[8964] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن
علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن بشير، عن بعض رجاله: أن علي بن الحسين (عليه السلام)
كان يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من شهر رمضان: «اللهم إن هذا شهر رمضان وهذا
شهر الصيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا شهر
العتق من النار والفوز بالجنة، اللهم فسلمه لي وتسلمه مني وأعني عليه بأفضل
عونك ووفقني فيه لطاعتك وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي
فيه البركة وأحسن لي فيه العاقبة وأصح لي فيه بدني وأوسع فيه رزقي واكفني فيه
ما أهمني واستجب لي فيه دعائي وبلغني فيه رجائي، اللهم اذهب عني فيه النعاس
والكسل والسامة والفترة والقسوة والغفلة والغرة، اللهم جنبني فيه العلل والأسقام
والهموم والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب واصرف عني فيه
السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء، إنك سميع الدعاء، اللهم أعذني فيه
من الشيطان الرجيم وهمزة ولمزه ونفثه ونفخة ووسواسه وكيده ومكره وحيله وأمانيه

(1) الكافي: 1 / 377 ح 4.
336

وخدعه وغروره وفتنته ورجله وشركه وأعوانه وأتباعه وأخدانه وأشياعه وأوليائه
وشركائه وجميع كيدهم، اللهم ارزقني فيه تمام صيامه وبلوغ الأمل في قيامه
واستكمال ما يرضيك فيه صبرا وإيمانا ويقينا واحتسابا ثم تقبل ذلك منا بالأضعاف
الكثيرة والأجر العظيم، اللهم ارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة
والتوبة والرغبة والرهبة والجزع والرقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك
والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك بصالح القول ومقبول السعي ومرفوع
العمل ومستجاب الدعاء ولا تحل بيني وبين شئ من ذلك بعرض ولا مرض ولا هم
ولا غم برحمتك يا أرحم الراحمين» (1).
[8965] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المال خير؟ قال: الزرع زرعه صاحبه
وأصلحه وأدى حقه يوم حصاده قال: فأي المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في غنم
له قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة قال: فأي المال بعد الغنم خير؟
قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير قال: فأي المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في
الوحل والمطعمات في المحل نعم الشئ النخل من باعه فإنما ثمنه بمنزلة رماد على رأس
شاهق اشتدت به الريح في يوم عاصف إلا أن يخلف مكانها قيل: يا رسول الله فأي
المال بعد النخل خير؟ قال: فسكت، قال: فقام إليه رجل فقال له: يا رسول الله
فأين الإبل؟ قال: فيه الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار تغدو مدبرة وتروح مدبرة
لا يأتي خيرها إلا من جانبها الاشام أما أنها لا تعدم الأشقياء الفجرة.
وروي ان أبا عبد الله (عليه السلام) قال: الكيمياء الأكبر الزراعة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 75 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 260 ح 6.
337

[8966] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم صفة الدنيا: ما أصف من دار
أولها عناء وآخرها فناء في حلالها حساب وفي حرامها عقاب من استغنى فيها فتن
ومن افتقر فيها حزن ومن ساعاها فاتته ومن قعد عنها واتته ومن أبصر بها بصرته
ومن أبصر إليها أعمته (1).
[8967] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه يشير إلى ظلم بني أمية وقال: والله
لا يزالون حتى لا يدعوا لله محرما إلا استحلوه ولا عقدا إلا حلوه وحتى لا يبقى بيت
مدر ولا وبر إلا دخله ظلمهم ونبابه سوء رعيهم وحتى يقوم الباكيان يبكيان باك
يبكي لدينه وباك يبكي لدنياه وحتى يكون نصرة أحدكم من أحدهم كنصرة العبد
من سيده إذا شهد أطاعه وإذا غاب اغتابه وحتى يكون أعظمكم فيها عناء أحسنكم
بالله ظنا فإن أتاكم الله بعافية فأقبلوا وإن ابتليتم فاصبروا فإن العاقبة للمتقين (2).
[8968] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ثم ان الدنيا دار فناء وعناء
وغير وعبر، فمن الفناء أن الدهر موتر قوسه لا تخطئ سهامه ولا تؤسى جراحه
يرمي الحي بالموت والصحيح بالسقم والناجي بالعطب، آكل لا يشبع وشارب
لا ينقع، ومن العناء أن المرء يجمع ما لا يأكل ويبني ما لا يسكن ثم يخرج إلى الله تعالى
لا مالا حمل ولا بناء نقل، الخطبة (3).
[8969] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... نفسه منه في
عناء والناس منه في راحة أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من نفسه، الخطبة (4).
[8970] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فأحذروا الدنيا فإنها غدارة
غرارة خدوع معطية منوع ملبسة نزوع لا يدوم رخاؤها ولا ينقضي عناؤها

(1) نهج البلاغة: الخطبة 82.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 98.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 193.
338

ولا يركد بلاؤها... (1).
[8971] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كم من صائم ليس له من صيامه إلا
الجوع والظماء وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء حبذا نوم الأكياس
وإفطارهم (2)
[8972] 10 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) انه قال: ادفع المسألة ما
وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا واعلم إن الإلحاح في المطالب
يسلب البهاء ويورث التعب والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل الدخول فيه
فما أقرب الصنيع من الملهوف والأمن من الهارب المخوف فربما كانت الغير نوع من أدب
الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك وإنما تنالها في أوانها واعلم ان المدبر
لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع أمورك يصلح حالك ولا
تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويخشاك القنوط، واعلم ان
للسخاء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف وإن للحزم مقدارا فإن زاد عليه فهو تهور
واحذر كل ذكي ساكن الطرف، ولو عقل أهل الدنيا خربت وقال (عليه السلام): خير إخوانك
من نسي ذنبك وذكر إحسانك إليه (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 230.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 145.
(3) اعلام الدين: 313.
339

العناد
[8973] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن
عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول
الله عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) قال: يعني به ولاية
أمير المؤمنين (عليه السلام)، قلت: (ونحشره يوم القيامة أعمى)؟ قال: يعني أعمى
البصر في الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: وهو
متحير في القيامة يقول: (لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك
آياتنا فنسيتها) قال: الآيات الأئمة (عليهم السلام) (فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) يعني
تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة (عليهم السلام) فلم تطع أمرهم ولم تسمع
قولهم قلت: (وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد
وأبقى) (1) قال: يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) غيره ولم يؤمن بآيات ربه
وترك الأئمة معاندة فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم، قلت: (الله لطيف بعباده يرزق
من يشاء)؟ قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: (من كان يريد حرث الآخرة)؟
قال: معرفة أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (نزد له في حرثه) قال: نزيده منها قال:
يستوفي نصيبه من دولتهم (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة
من نصيب) (2) قال: ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب (3).

(1) سورة طه: 124 - 127.
(2) سورة الشورى: 19 و 20.
(3) الكافي: 1 / 435 ح 92.
340

[8974] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن ثابت مولى آل حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كظم الغيظ عن العدو في
دولاتهم تقية حزم لمن أخذ به وتحرز من التعرض للبلاء في الدنيا ومعاندة الأعداء في
دولاتهم ومماظتهم في غير تقية ترك أمر الله فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم
ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا (1).
[8975] 3 - الصدوق رفعه وقال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول في سجوده: «اللهم إن
كنت قد عصيتك فإني قد أطعتك في أحب الأشياء إليك وهو الإيمان بك منا منك علي
لا منا مني عليك وتركت معصيتك في أبغض الأشياء إليك وهو أن أدعو لك ولدا أو
أدعو لك شريكا منا منك علي لا منا مني عليك وعصيتك في أشياء على غير وجه
مكابرة ولا معاندة ولا استكبار عن عبادتك ولا جحود لربوبيتك ولكن اتبعت هواي
واستزلني الشيطان بعد الحجة علي والبيان فإن تعذبني فبذنوبي غير ظالم لي وإن تغفر
لي وترحمني فبجودك وبكرمك يا أرحم الراحمين» (2).
[8976] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال عند تلاوة (يسبح له فيها بالغدو
والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (3): إن الله سبحانه وتعالى
جعل الذكر جلاء للقلوب تسمع به بعد الوقرة وتبصر به بعد العشوة وتنقاد به بعد
المعاندة، الخطبة (4).
[8977] 5 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن محمد النحوي، عن محمد بن همام، عن
جعفر بن محمد العلوي، عن أحمد بن عبد المنعم، عن عبد الله بن محمد الفزاري، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان من دعاء علي بن الحسين (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 109 ح 4.
(2) الفقيه: 1 / 333 ح 977.
(3) سورة النور: 37.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 222.
341

«الهي إن كنت عصيتك بارتكاب شئ مما نهيتني عنه فإني قد أطعتك في أحب
الأشياء إليك الإيمان بك منا منك به علي لا منا مني به عليك وتركت معصيتك في
أبغض الأشياء إليك أن اجعل لك شريكا أو اجعل لك ولدا أو ندا وعصيتك على غير
مكابرة ولا معاندة ولا استخفاف مني بربوبيتك ولا جحود لحقك ولكن استزلني
الشيطان بعد الحجة والبيان فإن تعذبني فبذنوبي وإن تغفر لي فبجودك ورحمتك يا
أرحم الراحمين» (1).
[8978] 6 - الطوسي بإسناده إلى عبد الله بن إبراهيم، عن أبي مريم الأنصاري، عن المنهال
بن عمرو، عن زر بن حبيش قال: خرج علي بن أبي طالب (عليه السلام) من القصر فاستقبله
ركبان متقلدون بالسيوف عليهم العمائم فقالوا: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة
الله وبركاته السلام عليك يا مولانا فقال علي (عليه السلام): من ههنا من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام خالد بن زيد أبو أيوب وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وقيس
ابن سعد بن عبادة وعبد الله بن بديل بن ورقاء فشهدوا جميعا أنهم سمعوا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال علي (عليه السلام)
لأنس بن مالك والبراء بن عازب: ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع
القوم؟ ثم قال: اللهم إن كانا كتماها معاندة فابتلهما، فعمي البراء بن عازب وبرص
قدما أنس بن مالك فأما أنس فحلف أن لا يكتم منقبة لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) ولا
فضلا أبدا وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله: فيقال: هو في موضع كذا
وكذا فيقول: كيف يرشد من أصابته الدعوة؟! (2).
[8979] 7 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي باسناده عن أبي محمد (عليه السلام) قال: قالت
فاطمة (عليها السلام): وقد اختصم إليها امرأتان فتنازعتا في شئ من أمر الدين، إحديهما

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 82 / 415 الرقم 934.
(2) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 45 ح 95.
342

معاندة والأخرى مؤمنة ففتحت على المؤمنة حجتها فاستظهرت على المعاندة ففرحت
فرحا شديدا فقالت فاطمة (عليها السلام): إن فرح الملائكة باستظهارك عليها أشد من فرحك
وأن حزن الشيطان ومردته بحزنها أشد من حزنها، وأن الله تعالى قال لملائكته:
أوجبوا لفاطمة بما فتحت على هذه المسكينة الأسيرة من الجنان ألف ألف ضعف مما
كنت أعددت لها واجعلوا هذه سنة في كل من يفتح على أسير مسكين فيغلب معاندا
مثل ألف ألف ما كان معدا له من الجنان (1).
[8980] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عاند الناس مقتوه (2).
[8981] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عاند الزمان أرغمه ومن
استسلم إليه لم يسلم (3).
[8982] 10 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) أنه قال: إذا أحب الله عبدا ألهمه الطاعة
وألزمه القناعة وفقهه في الدين وقواه باليقين فاكتفى بالكفاف واكتسى العفاف وإذا
أبغض الله عبدا حبب إليه المال وبسط له وألهمه دنياه ووكله إلى هواه فركب العناد
وبسط الفساد وظلم العباد (4).

(1) الاحتجاج: 1 / 18.
(2) غرر الحكم: ح 7896.
(3) غرر الحكم: ح 9054.
(4) بحار الأنوار: 100 / 26 ح 34.
343

العنف
[8983] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق
ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف (1).
[8984] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن سنان، عن عبد الله الكاهلي
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن غسل الميت فقال: استقبل بباطن قدميه القبلة حتى
يكون وجهه مستقبل القبلة ثم تلين مفاصله فإن امتنعت عليك فدعها ثم ابدأ بفرجه
بماء السدر والحرض فاغسله ثلاث غسلات وأكثر من الماء وامسح بطنه مسحا رفيقا
ثم تحول إلى رأسه وابدأ بشقه الأيمن من لحيته ورأسه ثم بشقه الأيسر من رأسه ولحيته
ووجهه واغسله برفق وإياك والعنف واغسله غسلا ناعما ثم اضجعه على شقه
الأيسر ليبدو لك الأيمن ثم اغسله من قرنه إلى قدميه وامسح يدك على ظهره وبطنه
ثلاث غسلات ثم رده، الحديث (2).
[8985] 3 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المؤمن:... ولا يجور
في علمه، نفسه أصلب من الصلد ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا
عنف ولا صلف ولا متكلف ولا متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن
غضب، رفيق إن طلب، لا يتهور ولا يتهتك ولا يتجبر، خالص الود، وثيق العهد

(1) الكافي: 2 / 119 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 140 ح 4.
344

وفي العقد شفيق، وصول، حليم، خمول، قليل الفضول، راض عن الله عز وجل، مخالف
لهواه، لا يغلظ على من دونه ولا يخوض فيما لا يعنيه، ناصر للدين، محام عن
المؤمنين، كهف للمسلمين لا يخرق الثناء سمعه ولا ينكى الطمع قلبه ولا يصرف اللعب
حكمه ولا يطلع الجاهل علمه، قوال، عمال، عالم، حازم، لا بفحاش ولا بطياش،
وصول في غير عنف، بذول في غير سرف، لا بختال ولا بغدار ولا يقتفي أثرا ولا
يحيف بشرا، رفيق بالخلق، ساع في الأرض، عون للضعيف، غوث للملهوف،
الحديث (1).
[8986] 4 - الطوسي باسناده إلى موسى بن القاسم، عن حنان بن سدير قال: كنت أنا
وأبي وأبو حمزة الثمالي وعبد الرحيم القصير وزياد الأحلام فدخلنا على أبي جعفر (عليه السلام)
فرأى زيادا قد تسلخ جسده، فقال له: من أين أحرمت؟ قال: من الكوفة قال: لم
أحرمت من الكوفة؟ فقال: بلغني عن بعضكم انه قال: ما بعد من الإحرام فهو أعظم
للأجر فقال: ما بلغك هذا إلا كذاب ثم قال لأبي حمزة: من أين أحرمت؟ قال: من
الربذة فقال له: ولم؟ لأنك سمعت أن قبر أبي ذر بها فأحببت أن لا تجوزه، ثم قال لأبي
ولعبد الرحيم: من أين أحرمتما؟ فقالا: من العقيق فقال: أصبتما الرخصة واتبعتما
السنة ولا يعرض لي بابان كلاهما حلال إلا أخذت باليسير وذلك أن الله يسير ويحب
اليسير ويعطي على اليسير ما لا يعطي على العنف (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[8987] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر النخعي:...
فول من جنودك أنصحهم في نفسك لله ولرسوله ولإمامك وأنقاهم جيبا وأفضلهم
حلما ممن يبطئ عن الغضب ويستريح إلى العذر ويرأف بالضعفاء وينبو على

(1) الكافي: 2 / 226.
(2) التهذيب: 5 / 52 ح 4.
345

الأقوياء وممن لا يثيره العنف ولا يقعد به الضعف... (1).
قد مر منا مرارا أن لهذا العهد سند معتبر.
[8988] 6 - القطب الراوندي باسناده إلى سليمان بن داود المنقري، عن ابن عيينة، عن
الزهري، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال لقمان: يا بني إن أشد العدم عدم
القلب وأن أعظم المصائب مصيبة الدين وأسنى المرزئة مرزئته وأنفع الغنى غنى القلب
فتلبث في كل ذلك، والزم القناعة والرضى بما قسم الله وأن السارق إذا سرق حبسه
الله من رزقه وكان عليه إثمه ولو صبر لنال ذلك وجاءه من وجهه، يا بني أخلص
طاعة الله حتى لا تخالطها بشئ من المعاصي ثم زين الطاعة باتباع أهل الحق فإن
طاعتهم متصلة بطاعة الله تعالى وزين ذلك بالعلم وحصن علمك بحلم لا يخالصه حمق
واخزنه بلين لا يخالطه جهل وشدده بحزم لا يخالطه الضياع وامزج حزمك برفق
لا يخالطه العنف (2).
[8989] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رأس السخف العنف (3).
[8990] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: راكب العنف يتعذر مطلبه (4).
[8991] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عامل بالعنف ندم (5).
[8992] 10 - المجلسي نقلا من نوادر الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
ما من عمل أحب إلى الله تعالى وإلى رسوله من الإيمان بالله والرفق بعباده، وما من
عمل أبغض إلى الله تعالى من الإشراك بالله تعالى والعنف على عباده (6).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) قصص الأنبياء: 196 ح 246.
(3) غرر الحكم: ح 5240 و 5392 و 7742.
(4) غرر الحكم: ح 5240 و 5392 و 7742.
(5) غرر الحكم: ح 5240 و 5392 و 7742.
(6) بحار الأنوار: 72 / 54 ح 19.
346

العهد
[8993] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأه وإذا
طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض
بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم
والعدوان وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام جعلت
الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا
الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8994] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن موسى
ابن عمر، عن ابن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن بكير بن أعين قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) لأي علة وضع الله الحجر في الركن الذي هو فيه ولم يوضع في غيره؟
ولأي علة تقبل؟ ولأي علة اخرج من الجنة؟ ولأي علة وضع ميثاق العباد والعهد
فيه ولم يوضع في غيره؟ وكيف السبب في ذلك؟ تخبرني جعلني الله فداك فإن تفكري
فيه لعجب! قال: فقال: سألت وأعضلت في المسألة واستقصيت فافهم الجواب وفرغ
قلبك واصغ سمعك أخبرك إن شاء الله، إن الله تبارك وتعالى وضع الحجر الأسود وهي

(1) الكافي: 2 / 374 ح 2.
347

جوهرة أخرجت من الجنة إلى آدم (عليه السلام) فوضعت في ذلك الركن لعلة الميثاق وذلك أنه
لما أخذ من بني آدم من ظهورهم ذريتهم حين أخذ الله عليهم الميثاق في ذلك المكان
وفي ذلك المكان ترائى لهم ومن ذلك المكان يهبط الطير على القائم (عليه السلام) فأول من يبايعه
ذلك الطائر وهو والله جبرئيل (عليه السلام) وإلى ذلك المقام يسند القائم ظهره وهو الحجة
والدليل على القائم وهو الشاهد لمن وافاه في ذلك المكان والشاهد على من أدى إليه
الميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل على العباد.
وأما القبلة والاستلام فلعلة العهد تجديدا لذلك العهد والميثاق وتجديدا للبيعة
ليؤدوا إليه العهد الذي أخذ الله عليهم في الميثاق فيأتوه في كل سنة ويؤدوا إليه ذلك
العهد والأمانة اللذين أخذا عليهم ألا ترى أنك تقول: أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته
لتشهد لي بالموافاة ووالله ما يؤدي ذلك أحد غير شيعتنا ولا حفظ ذلك العهد والميثاق
أحد غير شيعتنا وإنهم ليأتوه فيعرفهم ويصدقهم ويأتيه غيرهم فينكرهم ويكذبهم
وذلك أنه لم يحفظ ذلك غيركم فلكم والله يشهد وعليهم والله يشهد بالخفر والجحود
والكفر وهو الحجة البالغة من الله عليهم يوم القيامة يجيء وله لسان ناطق وعينان في
صورته الأولى يعرفه الخلق ولا ينكره يشهد لمن وافاه وجدد العهد والميثاق عنده
بحفظ العهد والميثاق وأداء الأمانة ويشهد على كل من أنكر وجحد ونسي الميثاق
بالكفر والانكار.
فأما علة ما أخرجه الله من الجنة فهل تدري ما كان الحجر؟ قلت: لا قال: كان
ملكا من عظماء الملائكة عند الله فلما أخذ الله من الملائكة الميثاق كان أول من آمن به
وأقر ذلك الملك فاتخذه الله أمينا على جميع خلقه فألقمه الميثاق وأودعه عنده واستعبد
الخلق أن يجددوا عنده في كل سنة الإقرار بالميثاق والعهد الذي أخذ الله عز وجل عليهم ثم
جعله الله مع آدم في الجنة يذكره الميثاق ويجدد عنده الإقرار في كل سنة فلما عصى آدم
واخرج من الجنة أنساه الله العهد والميثاق الذي أخذ الله عليه وعلى ولده لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
ولوصيه (عليه السلام) وجعله تائها حيرانا فلما تاب الله على آدم حول ذلك الملك في صورة درة
348

بيضاء فرماه من الجنة إلى آدم (عليه السلام) وهو بأرض الهند فلما نظر إليه آنس إليه وهو
لا يعرفه بأكثر من أنه جوهرة وأنطقه الله عز وجل فقال له: يا آدم أتعرفني؟ قال: لا قال:
أجل استحوذ عليك الشيطان فأنساك ذكر ربك ثم تحول إلى صورته التي كان مع آدم
في الجنة فقال لآدم: أين العهد والميثاق؟ فوثب إليه آدم وذكر الميثاق وبكى وخضع له
وقبله وجدد الإقرار بالعهد والميثاق ثم حوله الله عز وجل إلى جوهرة الحجر درة بيضاء
صافية تضيء فحمله آدم (عليه السلام) على عاتقه إجلالا له وتعظيما فكان إذا أعيا حمله عنه
جبرئيل (عليه السلام) حتى وافا به مكة فما زال يأنس به بمكة ويجدد الإقرار له كل يوم وليلة ثم
إن الله عز وجل لما بنى الكعبة وضع الحجر في ذلك المكان لأنه تبارك وتعالى حين أخذ
الميثاق من ولد آدم أخذه في ذلك المكان وفي ذلك المكان ألقم الملك الميثاق ولذلك
وضع في ذلك الركن ونحى آدم من مكان البيت إلى الصفا وحوا إلى المروة ووضع
الحجر في ذلك الركن فلما نظر آدم من الصفا وقد وضع الحجر في الركن كبر الله وهلله
ومجده فلذلك جرت السنة بالتكبير واستقبال الركن الذي فيه الحجر من الصفا فإن الله
أودعه الميثاق والعهد دون غيره من الملائكة لأن الله عز وجل لما أخذ الميثاق له بالربوبية
ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنبوة ولعلي (عليه السلام) بالوصية اصطكت فرائص الملائكة فأول من أسرع
إلى الإقرار ذلك الملك لم يكن فيهم أشد حبا لمحمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) منه ولذلك اختاره
الله من بينهم وألقمه الميثاق وهو يجيء يوم القيامة وله لسان ناطق وعين ناظرة يشهد
لكل من وافاه إلى ذلك المكان وحفظ الميثاق (1).
[8995] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قرأت في كتاب علي (عليه السلام) إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ
على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل (2).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 4 / 184 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 41 ح 1.
349

[8996] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عبد الله بن موسى، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه وشيعته وأن
من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم
وتصديقا بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة (1).
[8997] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي السائي
قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك إني كنت أتزوج المتعة فكرهتها وتشأمت
بها فأعطيت الله عهدا بين الركن والمقام وجعلت علي في ذلك نذرا وصياما ألا
أتزوجها ثم إن ذلك شق علي وندمت على يميني ولم يكن بيدي من القوة ما أتزوج في
العلانية قال: فقال لي: عاهدت الله أن لا تطيعه والله لئن لم تطعه لتعصينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[8998] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
رجلا من الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في بعض حوائجه فعهد إلى امرأته
عهدا ألا تخرج من بيتها حتى يقدم قال: وإن أباها مرض فبعثت المرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقالت: إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم وإن أبي قد مرض
فتأمرني أن أعوده؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك قال:
فثقل فأرسلت إليه ثانيا بذلك فقالت: فتأمرني أن أعوده؟ فقال: اجلسي في بيتك
وأطيعي زوجك، قال: فمات أبوها فبعثت إليه أن أبي قد مات فتأمرني أن أصلي
عليه؟ فقال: لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فدفن الرجل فبعث إليها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك (3).

(1) الكافي: 4 / 567 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 450 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 513 ح 1.
350

[8999] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت
وتكثر التعاهد لنا وأن عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا فقال لها: أين
تذهبين يا عجوز الأنصار؟ فقالت: أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم وأجدد بهم عهدا
وأقضي حقهم، فقال لها عمر: ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا إنما كان لهم
حق على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي، فانصرفت حتى
أتت أم سلمة فقالت لها أم سلمة: ماذا أبطأ لك عنا فقالت: إني لقيت عمر بن الخطاب
وأخبرتها بما قالت لعمر وما قال لها عمر، فقالت لها أم سلمة: كذب لا يزال حق
آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9000] 8 - الكليني باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة المؤمن:... خالص
الود وثيق العهد وفي العقد، الحديث (2).
[9001] 9 - الطوسي باسناده إلى أخي دعبل، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تلا هذه الآية (لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب
الجنة هم الفائزون) (3) فقال: أصحاب الجنة من أطاعني وسلم لعلي بن أبي طالب
بعدي وأقر بولايته. فقيل وأصحاب النار؟ قال: من سخط الولاية ونقض العهد
وقاتله بعدي (4).
[9002] 10 - الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن إسماعيل، عن حفص، عن
عمر بياع السابري، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: من جعل عليه

(1) الكافي: 8 / 156 ح 145.
(2) الكافي: 2 / 228.
(3) سورة الحشر: 20.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 13 / 363 الرقم 762.
351

عهدا لله وميثاقه في أمر لله طاعة فحنث فعليه عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو
إطعام ستين مسكينا (1).
[9003] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك
بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت فإنه ليس من فرائض
الله شئ الناس أشد عليه اجتماعا مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء
بالعهود وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر
فلا تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ولا تختلن عدوك فإنه لا يجترئ على الله إلا
جاهل شقي. وقد جعل الله عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته وحريما يسكنون
إلى منعته ويستفيضون إلى جواره فلا إدغال ولا مدالسة ولا خداع فيه ولا تعقد عقدا
تجوز فيه العلل ولا تعولن على لحن قول بعد التأكيد والتوثقة. ولا يدعونك ضيق
أمر، لزمك فيه عهد الله إلى طلب انفساخه بغير الحق فإن صبرك على ضيق أمر ترجو
انفراجه وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته وأن تحيط بك من الله فيه طلبة
لا تستقبل فيها دنياك ولا آخرتك... (2).
قد مر منا مرارا أن لهذا العهد سند معتبر.
[9004] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن العهود قلائد في الأعناق إلى
يوم القيامة فمن وصلها وصله الله ومن نقضها خذله الله ومن استخف بها خاصمه إلى
الذي أكدها وأخذ خلقه بحفظها (3).
[9005] 13 - وعنه (عليه السلام): لا تغدرن بعهدك ولا تخفرن ذمتك ولا تختل عدوك فقد جعل الله
سبحانه عهده وذمته أمنا له (4)

(1) الاستبصار: 4 / 54 ح 2.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) و (4) غرر الحكم: ح 3650 و 10370.
352

[9006] 14 - وعنه (عليه السلام): آفة العهود قلة الرعاية (1).
[9007] 15 - وعنه (عليه السلام): خلوص الود والوفاء بالوعد من حسن العهد (2).
[9008] 16 - وعنه (عليه السلام): سنة الكرام الوفاء بالعهد (3).
[9009] 17 - وعنه (عليه السلام): من حفظ عهده كان وفيا (4).
[9010] 18 - وعنه (عليه السلام): ما أيقن بالله من لم يرع عهوده وذمته (5).
[9011] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تحلن عقدا يعجزك إيثاقه (6).
[9012] 20 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حسن العهد من الإيمان (7).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع كتاب النذر والأيمان والعهود
من كتب الأخبار نحو بحار الأنوار: 101 / 213، وهداية العلم: 450، وغيرهما.

(1) غرر الحكم: ح 3946 و 5084 و 5556 و 8285 و 9577 و 10261.
(2) غرر الحكم: ح 3946 و 5084 و 5556 و 8285 و 9577 و 10261.
(3) غرر الحكم: ح 3946 و 5084 و 5556 و 8285 و 9577 و 10261.
(4) غرر الحكم: ح 3946 و 5084 و 5556 و 8285 و 9577 و 10261.
(5) غرر الحكم: ح 3946 و 5084 و 5556 و 8285 و 9577 و 10261.
(6) غرر الحكم: ح 3946 و 5084 و 5556 و 8285 و 9577 و 10261.
(7) بحار الأنوار: 74 / 153 ح 1.
353

العوام
[9013] 1 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن الخشاب، عن يزيد بن إسحاق،
عن العباس بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: إن هؤلاء العوام يزعمون أن
الشرك أخفى من دبيب النمل في الليلة الظلماء على المسح الأسود، فقال: لا يكون العبد
مشركا حتى يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله أو يدعو لغير الله عز وجل (1).
[9014] 2 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل الشيباني، عن مسعر بن علي بن زياد
المقري، عن جرير بن أحمد بن مالك الأيادي قال: سمعت العباس بن المأمون يقول:
قال لي علي بن موسى الرضا (عليه السلام): ثلاثة موكل بها ثلاثة: تحامل الأيام على ذوي
الآداب الكاملة واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ومعاداة العوام على أهل
المعرفة (2).
[9015] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مودة العوام تنقطع كانقطاع
السحاب وتتقشع كما يتقشع السراب (3).
[9016] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مجالسة العوام تفسد العادة (4).
[9017] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مباينة العوام من أفضل
المروة (5).

(1) الخصال: 1 / 136 ح 151.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 26 / 483 الرقم 1057.
(3) غرر الحكم: ح 9872.
(4) غرر الحكم: ح 9812.
(5) غرر الحكم: ح 9775.
354

العود (1)
[9018] 1 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن خالد، عن سيف بن عميرة، عن
عبد الغفار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الطيب المسك والعنبر والزعفران
والعود (2).
وروى الطوسي مثلها في التهذيب: 5 / 299 ح 12.
[9019] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن بعض
أصحابه رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يبقى ريح العود التي في البدن أربعين يوما
ويبقى ريح عود المطراة عشرين يوما (3).
المطراة: التي يعمل عليها ألوان الطيب.
[9020] 3 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه وقال: وكان (صلى الله عليه وآله وسلم) يستجمر بالعود
القماري (4).
[9021] 4 - الطبرسي نقلا من كتاب عيون الأخبار روى الصولي عن جدته وكانت تسأل
عن أمر الرضا (عليه السلام) كثيرا فتقول: ما أذكر منه شيئا إلا إني كنت أراه يتبخر بالعود
الهندي النئ ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا (5).

(1) ضرب من الطيب يتبخر به.
(2) الكافي: 6 / 513 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 518 ح 1.
(4) مكارم الأخلاق: 34.
(5) مكارم الأخلاق: 42.
355

[9022] 5 - الطبرسي قال: من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية وأطيب الطيب
المسك (1).

(1) مكارم الأخلاق: 43.
356

العود (1)
[9023] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن الريان
قال: احتال المأمون على أبي جعفر (عليه السلام) بكل حيلة فلم يمكنه فيه شئ فلما اعتل وأراد
أن يبني عليه ابنته دفع إلى مائتي وصيفه من أجمل ما يكون إلى كل واحدة منهن جاما
فيه جوهر يستقبلن أبا جعفر (عليه السلام) إذا قعد في موضع الأخيار فلم يلتفت إليهن، وكان
رجل يقال له: مخارق، صاحب صوت وعود وضرب، طويل اللحية فدعاه المأمون
فقال: يا أمير المؤمنين إن كان في شئ من أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره فقعد بين يدي
أبي جعفر (عليه السلام) فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار وجعل يضرب بعوده
ويغني فلما فعل ساعة وإذا أبو جعفر (عليه السلام) لا يلتفت إليه لا يمينا ولا شمالا ثم رفع إليه
رأسه وقال: اتق الله يا ذا العثنون، قال: فسقط المضراب من يده والعود فلم ينتفع
بيديه إلى أن مات، قال: فسأله المأمون عن حاله، قال: لما صاح بي أبو جعفر
فزعت فزعة لا أفيق منها أبدا (2).
[9024] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن معبد، عن الحسن بن علي
الخزاز، عن علي بن عبد الرحمن، عن كليب الصيداوي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ضرب العيدان ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة (3).

(1) آلة من المعازف يضرب بها. جمعه العيدان والأعواد.
(2) الكافي: 1 / 494 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 434 ح 20.
357

[9025] 3 - الصدوق بإسناده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أنه نهى عن اللعب بالنرد والشطرنج
والكوبة والعرطبة وهي الطنبور والعود (1).
[9026] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن النعمان، عن بريد بن معاوية العجلي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام)
قال: إنما سمي العود خلافا، لأن إبليس عمل صورة سواع من العود على خلاف
صورة ود فسمي العود خلافا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9027] 5 - الصدوق بإسناده إلى مسائل سألها الشامي من أمير المؤمنين (عليه السلام)، سأله عن
معنى هدير الحمام الراعبية؟ فقال (عليه السلام): تدعو أهل المعازف والقينات والمزامير
والعيدان، الحديث (3).

(1) الفقيه: 4 / 6.
(2) علل الشرايع: 4.
(3) علل الشرايع: 596.
358

العورة
[9028] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن مهران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما أتاني جبرئيل (عليه السلام) قط إلا وعظني فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس فإنها تكشف
العورة وتذهب بالعز (1).
[9029] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى
الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: العورة عورتان القبل
والدبر فأما الدبر مستور بالإليتين فإذا سترت القضيب والبيضتين فقد سترت العورة.
وقال في رواية أخرى: وأما الدبر فقد سترته الإليتان وأما القبل فاستره بيدك (2).
[9030] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن جميل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن
نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة قال: ومن
ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة،
قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة وارغبوا في
الخير (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 302 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 501 ح 26.
(3) الكافي: 2 / 200 ح 5.
359

[9031] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن بن محبوب، عن عبد الله
ابن سنان قال: قلت له: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال: نعم قلت: تعني
سفليه؟ قال: ليس حيث تذهب إنما هي إذاعة سره (1).
الرواية صحيحة الإسناد ولكنها مضمرة.
[9032] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن الحسين
بن مختار، عن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) فيما جاء في الحديث «عورة المؤمن على
المؤمن حرام» قال: ما هو أن ينكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تروي عليه أو
تعيبه (2).
[9033] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحارث بن
بهرام، عن عمرو بن جميع قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من جاءنا يلتمس الفقه
والقرآن وتفسيره فدعوه ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه، فقال له رجل
من القوم: جعلت فداك والله إنني لمقيم على ذنب منذ دهر أريد أن أتحول عنه إلى غيره
فما أقدر عليه، فقال له: إن كنت صادقا فإن الله يحبك وما يمنعه أن ينقلك منه إلى غيره
إلا لكي تخافه (3).
[9034] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اتقوا الله في الضعيفين، يعني بذلك اليتيم
والنساء وإنما هن عورة (4).
الرواية موثقة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 358 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 359 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 442 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 511 ح 3.
360

[9035] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تبدؤوا النساء
بالسلام ولا تدعوهن إلى الطعام فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: النساء عي وعورة فاستروا
عيهن بالسكوت واستروا عوراتهن بالبيوت (1).
[9036] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله
ابن المغيرة، عن السكوني، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن
الحسين (عليه السلام) إذا حضرت ولادة المرأة قال أخرجوا من في البيت من النساء لا يكون
أول ناظر إلى عورة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9037] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع جميعا، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال:
دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن
القوم؟ فقلنا: من أهل العراق فقال: وأي العراق؟ قلنا: كوفيون فقال: مرحبا بكم
يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ثم قال: ما يمنعكم من الأزر فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام، قال: فبعث إلى أبي كرباسة
فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منا واحدا ثم دخلنا فيها فلما كنا في البيت الحار صمد
لجدي فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب؟ فقال له جدي: أدركت من هو خير مني
ومنك لا يختضب، قال: فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام قال: ومن ذلك
الذي هو خير مني؟ فقال: أدركت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو لا يختضب، قال:
فنكس رأسه وتصاب عرقا فقال: صدقت وبررت ثم قال: يا كهل إن تختضب فإن

(1) الكافي: 5 / 534 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 17 ح 1.
361

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خضب وهو خير من علي (عليه السلام) وإن تترك فلك بعلي سنة قال: فلما
خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين (عليه السلام) ومعه ابنه محمد بن
علي (عليه السلام) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9038] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير
واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل نظرك إلى عورة
الحمار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9039] 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
عبد الله، عن محمد بن جعفر، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلى عورته، وقال: ليس
للوالدين أن ينظرا إلى عورة الولد وليس للولد أن ينظر إلى عورة الوالد، وقال: لعن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناظر والمنظور إليه في الحمام بلا مئزر (3).
[9040] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شئ
يقوله الناس: «عورة المؤمن على المؤمن حرام» قال: ليس حيث تذهب إنما عورة
المؤمن أن يراه يتكلم بكلام يعاب عليه فيحفظه عليه ليعيره به يوما إذا غضب (4).
[9041] 14 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن البرقي، عن محمد
ابن علي الأنصاري، عن عبد الله بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن الصادق (عليه السلام)

(1) الكافي: 6 / 497 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 501 ح 27.
(3) الكافي: 6 / 503 ح 36.
(4) معاني الأخبار: 255 ح 3.
362

قال: من دخل الحمام فغض طرفه عن النظر إلى عورة أخيه آمنه الله من الحميم يوم
القيامة (1).
[9042] 15 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بئس البيت الحمام يهتك
الستر ويبدي العورة ونعم البيت الحمام يذكر حر النار (2).
[9043] 16 - الصدوق باسناده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ونهى أن ينظر
الرجل إلى عورة أخيه المسلم وقال: من تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف
ملك ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة... (3).
[9044] 17 - الحميري، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الفضل بن يونس
الكاتب قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل من أصحابنا يموت ولم يترك ما يكفن به
أفأشتري له كفنه من الزكاة؟ قال: فقال: اعط عياله من الزكاة قدر ما يجهزونه
فيكونون هم الذين يجهزونه قلت: فإن لم يكن له ولد ولا أحد يقوم بأمره أفأجهزه أنا
من الزكاة؟ قال فقال: كان أبي يقول: إن حرمة عورة المؤمن وحرمة بدنه وهو ميت
كحرمته وهو حي فوار عورته وبدنه وجهزه وكفنه وحنطه واحتسب بذلك من
الزكاة، قلت: فإن اتجر عليه بعض إخوانه بكفن آخر وكان عليه دين أيكفن بواحد
ويقضى بالآخر دينه؟ قال فقال: هذا ليس ميراثا تركه وإنما هذا شئ صار إليهم بعد
وفاته فليكفنوه بالذي اتجر عليهم به وليكن الذي من الزكاة لهم يصلحون به
شأنهم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9045] 18 - الطوسي بإسناده إلى ابن محبوب، عن أحمد، عن البرقي، عن النوفلي،

(1) ثواب الأعمال: 36.
(2) الفقيه: 1 / 115 ح 239.
(3) الفقيه: 4 / 9.
(4) قرب الاسناد: 312 ح 1216.
363

عن السكوني، عن جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كشف السرة والفخذ
والركبة في المسجد من العورة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9046] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أزهد في الدنيا يبصرك الله
عوراتها ولا تغفل فلست بمغفول عنك (2).
[9047] 20 - الراوندي بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) أنه نقل عن أمه رضي الله عنها:
أن فاطمة (عليها السلام) دخل عليها علي بن أبي طالب صلوات الله عليه وبه كآبة شديدة،
فقالت فاطمة (عليها السلام): يا علي ما هذه الكآبة؟ فقال علي صلوات الله عليه: سألنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن المرأة ما هي؟ قلنا: عورة. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): متى تكون أدنى من
ربها؟ فلم ندر. فقالت فاطمة لعلي (عليهما السلام): ارجع إليه فاعلمه أن أدنى ما تكون من
ربها أن تلزم قعر بيتها، فانطلق فأخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بما قالت فاطمة (عليها السلام)، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن فاطمة بضعة مني (3).
كآبة: يعني الغم وسوء الحال والانكسار من الحزن.
والروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) التهذيب: 3 / 263 ح 62.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 391.
(3) النوادر: 14.
364

العون
[9048] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلج والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرئ من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء
من بعده حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب
لي فيهم فإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني (1).
[9049] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم العون على تقوى الله
الغنى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9050] 3 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد، عن أبيه، عن صفوان بن
يحيى، عن ذريح بن يزيد المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نعم العون الدنيا على
الآخرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 210 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 71 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 72 ح 8.
365

[9051] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بئس العون على الدين قلب نخيب وبطن
رغيب ونعظ شديد (1).
الرواية معتبرة الإسناد. النخيب: الجبان. الرغيب: الواسع. الإنعاظ: الشبق.
[9052] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن جميل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن
نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة قال: ومن
ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة،
قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه فانتفعوا بالعظة وارغبوا في
الخير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9053] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): استجادة الحذاء وقاية للبدن وعون على الصلاة والطهور (3).
[9054] 7 - الكليني باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة المؤمن:... عون
للضعيف غوث للملهوف... عون للقريب، أب لليتيم، بعل للأرملة حفي بأهل
المسكنة، الحديث (4).
[9055] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
محمد بن سماعة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في حكمة

(1) الكافي: 6 / 269 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 200 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 462 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 228 و 229.
366

آل داود ينبغي للمسلم العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو تزود
لمعاد أو لذة في غير ذات محرم وينبغي للمسلم العاقل أن يكون له ساعة يفضي بها إلى عمله فيما
بينه وبين الله عز وجل وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر آخرته
وساعة يخلى بين نفسه ولذاتها في غير محرم فإنها عون على تلك الساعتين (1).
[9056] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أحمد بن المثنى قال: حدثني محمد بن
زيد الطبري قال: كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم ضمن
على العمل الثواب وعلى الضيق الهم لا يحل مال إلا من وجه أحله الله وأن الخمس
عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا وعلى موالينا وما نبذله ونشتري من أعراضنا ممن
نخاف سطوته فلا تزووه عنا ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجه
مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم والمسلم من يفي لله
بما عهد إليه وليس المسلم من أجاب باللسان وخالف بالقلب والسلام (2).
[9057] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما مظلمة أشد من مظلمة لا يجد صاحبها عليها عونا إلا الله عز وجل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9058] 11 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح، عن علي بن الحكم، عن أبان بن
عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لإبليس عونا يقال له تمريح إذا جاء الليل ملا ما
بين الخافقين (4).

(1) الكافي: 5 / 87 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 547 ح 25.
(3) الكافي: 2 / 331 ح 4.
(4) الكافي: 8 / 232 ح 304.
367

[9059] 12 - قال الكليني: وفي رواية أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت أن
تحرم يوم التروية فاصنع كما صنعت حين أردت أن تحرم وخذ من شاربك ومن
أظفارك واطل عانتك إن كان لك شعر وأنتف إبطيك واغتسل والبس ثوبيك ثم ائت
المسجد الحرام فصل فيه ست ركعات قبل أن تحرم وتدعو الله وتسأله العون وتقول:
«اللهم إني أريد الحج فيسره لي وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي»
وتقول: «أحرم لك شعري وبشري ولحمي ودمي من النساء والطيب والثياب أريد
بذلك وجهك والدار الآخرة وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت علي» ثم تلب
من المسجد الحرام كما لبيت حين أحرمت وتقول: «لبيك بحجة تمامها وبلاغها عليك»
وإن قدرت أن يكون في رواحك إلى منى زوال الشمس وإلا فمتى ما تيسر لك من يوم
التروية (1).
[9060] 13 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية
رضي الله عنه قال: يا بني إياك والاتكال على الأماني فإنها بضائع النوكى وتثبيط عن
الآخرة، ومن خير حظ المرء قرين صالح، جالس أهل الخير تكن منهم، باين أهل
الشر ومن يصدك عن ذكر الله عز وجل وذكر الموت بالأباطيل المزخرفة والأراجيف
الملفقة تبن منهم ولا يغلبن عليك سوء الظن بالله عز وجل فإنه لن يدع بينك وبين خليلك
صلحا اذك بالأدب قلبك كما تذكي النار بالحطب فنعم العون الأدب للنحيزة
والتجارب لذي اللب، اضمم آراء الرجال بعضها إلى بعض ثم اختر أقربها إلى
الصواب وأبعدها من الارتياب، الحديث (2).
[9061] 14 - الصدوق بإسناده إلى شريح قال: سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الحسن (عليه السلام)
فقال:... فما الجهل؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل الإستمكان منها

(1) الكافي: 4 / 454 ح 2.
(2) الفقيه: 4 / 384.
368

والامتناع عن الجواب، ونعم العون الصمت في مواطن كثيرة وإن كنت فصيحا،
الحديث (1).
[9062] 15 - المفيد، عن أبي غالب أحمد بن محمد، عن جده محمد بن سليمان، عن محمد
ابن الحسين، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما
قدر الله عون العباد على قدر نياتهم فمن صحت نيته تم عون الله له ومن قصرت نيته
قصر عنه العون بقدر الذي قصر (2).
[9063] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا رأيت مظلوما فأعنه على
الظالم (3).
[9064] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رحم الله رجلا رأى حقا فأعان
عليه ورأى جورا فرده (4).
[9065] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تعن قويا على ضعيف (5).
[9066] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا خير في معين مهين (6).
[9067] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعن تعن (7).
الروايات في هذا المجال متعددة وقد مر منا عنوان إعانة الظالم في محلها.

(1) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(2) أمالي المفيد: المجلس السابع ح 11 / 65.
(3) غرر احكم: ح 4068 و 5215 و 10159 و 10710 و 2262.
(4) غرر احكم: ح 4068 و 5215 و 10159 و 10710 و 2262.
(5) غرر احكم: ح 4068 و 5215 و 10159 و 10710 و 2262.
(6) غرر احكم: ح 4068 و 5215 و 10159 و 10710 و 2262.
(7) غرر احكم: ح 4068 و 5215 و 10159 و 10710 و 2262.
369

العيادة
[9068] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العيادة قدر فواق ناقة أو حلب ناقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الفواق: ما بين الحلبتين من الوقت أو ما بين فتح يديك وقبضها.
[9069] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان،
عن موسى بن قادم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تمام العيادة للمريض أن
تضع يدك على ذراعه وتعجل القيام من عنده، فإن عيادة النوكى أشد على المريض
من وجعه (2).
النوك: الحمق.
[9070] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن سماعة، عن غير
واحد، عن أبان، عن أبي يحيى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): تمام العيادة أن تضع يدك
على المريض إذا دخلت عليه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9071] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،

(1) الكافي: 3 / 117 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 118 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 118 ح 5.
370

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: إن من أعظم العواد
أجرا عند الله عز وجل لمن إذا عاد أخاه خفف الجلوس إلا أن يكون المريض يحب ذلك
ويريده ويسأله ذلك وقال (عليه السلام): من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على
الأخرى أو على جبهته (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها، ووضع إحدى يديه على الأخرى أو على جبهته
لإظهار الحزن والتأسف والتحسر كما هو المتداول.
[9072] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل فسلم فسأله كيف من
خلفت من إخوانك؟ قال: فأحسن الثناء وزكى وأطرى فقال له: كيف عيادة
أغنيائهم على فقرائهم؟ فقال: قليلة قال: وكيف مشاهدة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال:
قليلة قال: فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال: إنك لتذكر أخلاقا
قل ما هي فيمن عندنا، قال: فقال: فكيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة؟! (2).
[9073] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا عيادة في وجع العين ولا تكون عيادة
في أقل من ثلاثة أيام فإذا وجبت فيوم ويوم لا فإذا طالت العلة ترك المريض
وعياله (3).
[9074] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن الفضل بن عامر
أبي العباس، عن موسى بن القاسم قال: حدثني أبو زيد قال: أخبرني مولى لجعفر
ابن محمد (عليهما السلام) قال: مرض بعض مواليه فخرجنا إليه نعوده ونحن عدة من موالي

(1) الكافي: 3 / 118 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 173 ح 10.
(3) الكافي: 3 / 117 ح 1.
371

جعفر فاستقبلنا جعفر (عليه السلام) فقال لنا: قفوا فوقفنا فقال: مع أحدكم تفاحة أو سفرجلة
أو أترجة أو لعقة من طيب أو قطعة من عود بخور؟ فقلنا: ما معنا شئ من هذا فقال:
أما تعلمون أن المريض يستريح إلى كل ما ادخل به عليه (1).
[9075] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد
الحناط، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ينبغي للمريض
منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه فيؤجر فيهم ويؤجرون فيه قال: فقيل له:
نعم هم يؤجرون بممشاهم إليه فكيف يؤجر هو فيهم؟ قال: فقال: باكتسابه لهم
الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويمحى
بها عنه عشر سيئات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9076] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز
ابن المهتدي، عن يونس قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): إذا مرض أحدكم فليأذن للناس
يدخلون عليه فإنه ليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9077] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
عن القاسم بن محمد، عن عبد الرحمن بن محمد، عن سيف بن عميرة قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا دخل أحدكم على أخيه عائدا له فليسأله يدعو له فإن دعاءه مثل
دعاء الملائكة (4).

(1) الكافي: 3 / 118 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 117 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 117 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 117 ح 3.
372

[9078] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن
علي بن عقبه، عن ميسر قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من عاد إمرءا مسلما في
مرضه صلى عليه يومئذ سبعون ألف ملك إن كان صباحا حتى يمسوا وإن كان مساءا
حتى يصبحوا مع أن له خريفا في الجنة (1).
[9079] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن عبد الله بن بكير، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عاد مريضا
شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يرجع إلى منزله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9080] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن محمد
بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا خاض في
الرحمة خوضا فإذا جلس غمرته الرحمة فإذا انصرف وكل الله به سبعين ألف ملك
يستغفرون له ويسترحمون عليه ويقولون: طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة
من غد وكان له يا أبا حمزة خريف في الجنة، قلت: وما الخريف جعلت فداك؟ قال:
زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9081] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن داود
الرقي، عن رجل من أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا في
الله عز وجل في مرضه وكل الله به ملكا من العواد يعوده في قبره ويستغفر له إلى يوم
القيامة (4).

(1) الكافي: 3 / 119 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 120 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 120 ح 3.
(4) الكافي: 3 / 120 ح 4.
373

[9082] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عاد مريضا من
المسلمين وكل الله به أبدا سبعين ألفا من الملائكة يغشون رحله ويسبحون فيه
ويقدسون ويهللون ويكبرون إلى يوم القيامة نصف صلاتهم لعائد المريض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9083] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
وهب بن عبد ربه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن عاد مؤمنا مريضا في
مرضه حين يصبح شيعه سبعون ألف ملك فإذا قعد غمرته الرحمة واستغفروا الله عز وجل
له حتى يمسي وإن عاده مساءا كان له مثل ذلك حتى يصبح (2).
[9084] 17 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي، عن عبد الله
ابن المغيرة، عن عبيس بن هشام، عن إبراهيم بن مهزم، عن بعض أصحابه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عاد مريضا وكل الله عز وجل به ملكا يعوده في قبره (3).
[9085] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا حين يصبح شيعه
سبعون ألف ملك فإذا قعد غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي وإن عاده مساء كان
له مثل ذلك حتى يصبح (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9086] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عاد مريضا ناداه مناد

(1) الكافي: 3 / 120 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 120 ح 6.
(3) الكافي: 3 / 121 ح 7.
(4) الكافي: 3 / 121 ح 8.
374

من السماء باسمه: يا فلان طبت وطاب لك ممشاك بثواب من الجنة (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9087] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى به موسى ربه أن قال: يا رب
ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟ فقال الله عز وجل: أوكل به ملكا يعوده في قبره إلى
محشره (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع كتابنا ألف حديث في المؤمن:
238 وغيره من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 3 / 121 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 121 ح 9.
375

العيال
[9088] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من نفع
عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9089] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يموت ويترك العيال أيعطون من
الزكاة؟ قال: نعم حتى ينشوا ويبلغوا ويسألوا من أين كانوا يعيشون إذا قطع ذلك
عنهم فقلت: إنهم لا يعرفون؟ قال: يحفظ فيهم ميتهم ويحبب إليهم دين أبيهم فلا
يلبثوا أن يهتموا بدين أبيهم فإذا بلغوا وعدلوا إلى غيركم فلا تعطوهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9090] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي جمرة، عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال: إن من
خير رجالكم التقي، النقي، السمح الكفين، النقي الطرفين، البر بوالديه ولا يلجئ
عياله إلى غيره (3).

(1) الكافي: 2 / 164 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 548 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 57 ح 7.
376

[9091] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بشرار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله فقال: إن
من شرار رجالكم البهات الجرئ الفحاش الآكل وحده والمانع رفده والضارب
عبده والملجئ عياله إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9092] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خمسة لا يعطون من الزكاة
شيئا: الأب والأم والولد والمملوك والمرأة وذلك أنهم عياله لازمون له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9093] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9094] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا موته
وتلا هذه الآية (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) قال:
الأسير عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم
ثم قال: إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراءه وجعلها عند فلان فذهب الله بها

(1) الكافي: 2 / 292 ح 13.
(2) الكافي: 3 / 552 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 11 ح 1.
377

قال معمر: وكان فلان حاضرا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9095] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن
الرضا (عليه السلام) قال: قال: صاحب النعمة يجب عليه التوسعة عن عياله (2).
[9096] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن أبيه أن
أبا عبد الله (عليه السلام) سئل أكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوت عياله قوتا معروفا؟ قال: نعم إن
النفس إذا عرفت قوتها قنعت به ونبت عليه اللحم (3).
[9097] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم،
عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعادة الرجل أن يكون القيم على
عياله (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9098] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: سمعت
الرضا (عليه السلام) يقول: ينبغي للمؤمن أن ينقص من قوت عياله في الشتاء ويزيد في
وقودهم (5).
[9099] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن
أبي جميلة، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله عز وجل: الخلق عيالي
فأحبهم إلي ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم (6).

(1) الكافي: 4 / 11 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 11 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 11 ح 7.
(4) الكافي: 4 / 13 ح 13.
(5) الكافي: 4 / 13 ح 14.
(6) الكافي: 2 / 199 ح 10.
378

[9100] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل، وأحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن
محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: قال رجل لأبي جعفر (عليه السلام):
إن لي ضيعة بالجبل أستغلها في كل سنة ثلاث آلاف درهم فأنفق على عيالي منها ألفي
درهم وأتصدق منها بألف درهم في كل سنة، فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن كانت الألفان
تكفيهم في جميع ما يحتاجون إليه لسنتهم فقد نظرت لنفسك ووفقت لرشدك وأجريت
نفسك في حياتك بمنزلة ما يوصى به الحي عند موته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9101] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي الخزرج
الأنصاري، عن علي بن غراب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ملعون ملعون من ألقى كله على الناس، ملعون ملعون من ضيع من يعول (2).
[9102] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الربيع بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اليد العليا خير من اليد
السفلى وابدء بمن تعول (3).
[9103] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعوله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9104] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، ومحسن بن
أحمد، عن يونس بن يعقوب قال: نظر أبو عبد الله (عليه السلام) إلى رجل من أهل المدينة قد
اشترى لعياله شيئا وهو يحمله فلما رآه الرجل استحيى منه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):

(1) الكافي: 4 / 11 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 9.
(3) الكافي: 4 / 11 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 12 ح 8.
379

اشتريته لعيالك وحملته إليهم أما والله لولا أهل المدينة لأحببت أن اشتري لعيالي
الشئ ثم أحمله إليهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9105] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن
عميرة، عن أبي حمزة قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): لأن أدخل السوق ومعي دراهم
أبتاع به لعيالي لحما وقد قرموا أحب إلي من أن أعتق نسمة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9106] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا أصبح خرج عاديا
في طلب الرزق، فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي، قيل
له: أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله عز وجل صدقة عليه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9107] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
المثنى قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وآتوا حقه يوم حصاده ولا
تسرفوا انه لا يحب المسرفين) (4) فقال: كان فلان بن فلان الأنصاري سماه وكان
له حرث وكان إذا أخذ يتصدق به ويبقى هو وعياله بغير شئ فجعل الله عز وجل ذلك
سرفا (5).
[9108] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
الحارث بن محمد الأحول، عن بريد بن معاوية العجلي قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) إذا

(1) الكافي: 2 / 123 ح 10.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 10.
(3) الكافي: 4 / 12 ح 11.
(4) سورة الأنعام: 141.
(5) الكافي: 4 / 55 ح 5.
380

أراد سفرا جمع عياله في بيت ثم قال: اللهم إني استودعك الغداة نفسي ومالي وأهلي
وولدي الشاهد منا والغائب، اللهم احفظنا واحفظ علينا، اللهم اجعلنا في جوارك،
اللهم لا تسلبنا نعمتك ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك (1).
الرواية حسنة سندا.
[9109] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكاد على عياله كالمجاهد في سبيل
الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9110] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن
مهران، عن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: الذي يطلب من فضل الله عز وجل
ما يكف به عياله أعظم أجرا من المجاهد في سبيل الله عز وجل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9111] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
موسى بن بكر قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): من طلب هذا الرزق من حله ليعود به
على نفسه وعياله كان كالمجاهد في سبيل الله عز وجل، فإن غلب عليه فليستدن على الله
وعلى رسوله ما يقوت به عياله، فإن مات ولم يقضه كان على الإمام قضاؤه فإن لم
يقضه كان عليه وزره إن الله عز وجل يقول: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين
والعاملين عليها) إلى قوله (والغارمين) (4) فهو فقير مسكين مغرم (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 283 ح 2.
(2) و (3) الكافي: 5 / 88 ح 1 و 2.
(4) سورة التوبة: 61.
(5) الكافي: 5 / 93 ح 3.
381

[9112] 25 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون،
عن الأصم، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من
رجل يجمع عياله ويضع مائدة بين يديه ويسمي ويسمون في أول الطعام ويحمدون الله عز وجل
في آخره فترتفع المائدة حتى يغفر لهم (1).
[9113] 26 - الكليني، عن الحسن بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن مرازم، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمصادف مولاه:
اتخذ عقدة أو ضيعة فإن الرجل إذا نزلت به النازلة أو المصيبة فذكر ان وراء ظهره ما
يقيم عياله كان أسخى لنفسه (2).
[9114] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يحتطب ويستقي
ويكنس وكانت فاطمة سلام الله عليها تطحن وتعجن وتخبز (3).
الرواية صحيحة الاسناد.
[9115] 28 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبدل
ابن مالك، عن هارون بن الجهم، عن الكاهلي، عن معاذ بياع الأكيسة قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحلب عنز أهله (4).
[9116] 29 - الصدوق باسناده إلى صفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير، عن موسى بن
بكر، عن زرارة، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: الصنيعة لا تكون صنيعة إلا
عند ذي حسب أو دين، الصلاة قربان كل تقي، الحج جهاد كل ضعيف، لكل شئ
زكاة وزكاة الجسد الصيام، جهاد المرأة حسن التبعل، استنزلوا الرزق بالصدقة، من

(1) الكافي: 6 / 296 ح 25.
(2) الكافي: 5 / 92 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 86 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 86 ح 2.
382

أيقن بالخلف جاد بالعطية، ان الله تبارك وتعالى ينزل المعونة على قدر المؤونة،
حصنوا أموالكم بالزكاة، التقدير نصف العيش، ما عال امرء اقتصد، قلة العيال أحد
اليسارين، الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، التودد نصف العقل، الهم نصف الهرم،
ان الله تبارك وتعالى ينزل الصبر على قدر المصيبة، من ضرب يده على فخذه عند
المصيبة حبط أجره، من أحزن والديه فقد عقهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9117] 30 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى علي (عليه السلام) قال: دخل علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وفاطمة جالسة عند القدر وأنا أنقي العدس قال: يا أبا الحسن قلت: لبيك يا رسول الله
قال: اسمع مني وما أقول إلا من أمر ربي ما من رجل يعين امرأته في بيتها إلا كان له
بكل شعرة على بدنه عبادة سنة صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه الله من الثواب مثل ما
أعطاه الصابرين داود النبي ويعقوب وعيسى (عليهم السلام).
يا علي من كان في خدمة العيال في البيت ولم يأنف كتب الله اسمه في ديوان الشهداء
وكتب له بكل يوم وليلة ثواب ألف شهيد وكتب له بكل قدم ثواب حجة وعمرة
وأعطاه الله بكل عرق في جسده مدينة في الجنة.
يا علي ساعة في خدمة البيت خير من عبادة ألف سنة وألف حجة وألف عمرة
وخير من عتق ألف رقبة وألف غزوة وألف مريض عاده وألف جمعة وألف جنازة
وألف جايع يشبعهم وألف عار يكسوهم وألف فرس يوجهه في سبيل الله وخير له من
ألف دينار يتصدق بها على المساكين وخير له من أن يقرأ التوراة والإنجيل والزبور
والفرقان ومن ألف أسير فأعتقهم وخير له من ألف بدنة يعطي للمساكين ولا يخرج
من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة.
يا علي من لم يأنف من خدمة العيال دخل الجنة بغير حساب.

(1) الفقيه: 4 / 416 ح 5904.
383

يا علي خدمة العيال كفارة للكبائر وتطفئ غضب الرب ومهور الحور العين وتزيد
في الحسنات والدرجات.
يا علي لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد أو رجل يريد الله به خير الدنيا
والآخرة (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار، منها
بحار الأنوار: 101 / 69.

(1) جامع الأخبار: 275.
384

العيب
[9118] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث
خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل
أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم
أن ذلك لله رضى ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب عن نفسه فإنه
لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس (1).
[9119] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من باع وإشترى فليحفظ خمس خصال وإلا فلا
يشترين ولا يبيعن: الربا والحلف وكتمان العيب والحمد إذا باع والذم إذا اشترى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9120] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي عبد الرحمن الأعرج وعمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر، وعلي بن
الحسين (عليهما السلام) قالا: إن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى بالمرء
عيبا أن ينظر في عيوب غيره ما يعمي عليه من عيب نفسه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه
أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه (3).

(1) الكافي: 2 / 147 ح 16.
(2) الكافي: 5 / 150 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 460 ح 4.
385

[9121] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أسرع الخير ثوابا البر وان أسرع الشر عقوبة البغي وكفى
بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع
تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد ورويها المفيد بسنده المعتبر في أماليه: المجلس الثامن ح 67.
[9122] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن ابن مسكان، عن أبي حمزة قال سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه وأن
يؤذي جليسه بما لا يعنيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9123] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار،
عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن مختار، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: كفى بالمرء عيبا أن يتعرف من عيوب الناس ما يعمى عليه من أمر نفسه أو يعيب
على الناس أمرا هو فيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (3).
[9124] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن الهيثم بن واقد الحريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا
أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها
وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام (4).

(1) الكافي: 2 / 459 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 460 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 460 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 128 ح 1.
386

الرواية معتبرة الإسناد.
[9125] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: أحب إخواني إلي من أهدى إلي عيوبي (1).
[9126] 9 - الكليني باسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها
الناس [إنه] من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره الخطبة (2).
[9127] 10 - الكليني، عن علي، عن هارون، عن مسعدة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول لأصحابه يوما: لا تطعنوا في عيوب من أقبل إليكم بمودته ولا توقفوه على سيئة
يخضع لها فإنها ليست من أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا من أخلاق أوليائه، الحديث (3).
[9128] 11 - الكليني، بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:... طوبى لمن منعه عيبه
عن عيوب المؤمنين من إخوانه، الحديث (4).
[9129] 12 - الكليني، بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:... أنفع الأشياء للمرء سبقه
الناس إلى عيب نفسه، الحديث (5).
[9130] 13 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال في حديث:... والذنوب
التي تهتك العصم شرب الخمر واللعب بالقمار وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو
والمزاح وذكر عيوب الناس ومجالسة أهل الريب، الحديث (6).
[9131] 14 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن أسباط، عن عمه، عن الصادق (عليه السلام) قال: ثلاث من لم تكن فيه فلا يرجى خيره

(1) الكافي: 2 / 639 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 19.
(3) الكافي: 8 / 150 ح 132.
(4) الكافي: 8 / 169.
(5) الكافي: 8 / 243.
(6) معاني الأخبار: 271.
387

أبدا من لم يخش الله في الغيب ومن لم يرعو عند الشيب ولم يستحي من العيب (1).
ارعوى: كف وارتدع.
[9132] 15 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن الريان بن الصلت
قال: أنشدني الرضا (عليه السلام) لعبد المطلب:
يعيب الناس كلهم زمانا * وما لزماننا عيب سوانا
نعيب زماننا والعيب فينا * ولو نطق الزمان بنا هجانا
وان الذئب يترك لحم ذئب * ويأكل بعضنا بعضا عيانا
لبسنا للخداع مسوك طيب * وويل للغريب إذا أتانا (2)
الرواية معتبرة الإسناد.
[9133] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وإنما ينبغي لأهل العصمة
والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية ويكون الشكر هو
الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيره ببلواه! أما
ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من الذنب الذي عابه به! وكيف يذمه
بذنب قد ركب مثله! فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو
أعظم منه. وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجراءته على عيب
الناس أكبر.
يا عبد الله لا تعجل في عيب أحد بذنبه فلعله مغفور له ولا تأمن على نفسك صغير
معصية فلعلك معذب عليه. فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب
نفسه وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلي به غيره (3).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والستون ح 8 / 497 الرقم 679.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 177 ح 5.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 140.
388

[9134] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عيبك مستور ما أسعدك
جدك (1).
الجد: الحظ والمراد اقبال الدنيا على الإنسان.
[9135] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صدر العاقل صندوق سره
والبشاشة حبالة المودة والإحتمال قبر العيوب (2).
قال الرضي: وروي انه قال في العبارة عن هذا المعنى أيضا: المسألة خباء
العيوب، ومن رضي عن نفسه كثر الساخط عليه.
[9136] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يعاب المرء بتأخير حقه إنما
يعاب من أخذ ما ليس له (3).
[9137] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس
عيبه (4).
[9138] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من نظر في عيب نفسه إشتغل
عن عيب غيره... ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق
بعينه... (5).
[9139] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أكبر العيب أن تعيب ما فيك
مثله (6).
[9140] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والشر جامع مساوئ
العيوب (7).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 51.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 6.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 166.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 223.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 353.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 371.
389

[9141] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: البخل جامع لمساوئ العيوب
وهو زمام يقاد به إلى كل سوء (1).
[9142] 25 - الطوسي، عن المفيد، عن المراغي، عن موسى بن الحسن بن سلمان،
عن أبي بكر بن الحارث الباغندي، عن عيسى بن رعينة، عن محمد بن رئيس،
عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كان بالمدينة أقوام لهم عيوب فسكتوا عن عيوب الناس فأسكت
الله عن عيوبهم الناس فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس، وكان بالمدينة أقوام لا عيوب
لهم فتكلموا في عيوب الناس فأظهر الله لهم عيوبا لم يزالوا يعرفون بها إلى أن
ماتوا (2).
[9143] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك ومعاشرة متتبعي عيوب
الناس فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم (3).
[9144] 27 - وعنه (عليه السلام): معرفة المرء بعيوبه أنفع المعارف (4).
[9145] 28 - وعنه (عليه السلام): أعقل الناس من كان بعيبه بصيرا وعن عيب غيره ضريرا (5).
[9146] 29 - وعنه (عليه السلام): إنما سمي العدو عدوا لأنه يعدو عليك فمن داهنك في معايبك فهو
العدو (6).
[9147] 30 - وعنه (عليه السلام): ذوو العيوب يحبون إشاعة معائب الناس ليتسع لهم العذر في
معايبهم (7).
[9148] 31 - وعنه (عليه السلام): عجبت لمن ينكر عيوب الناس ونفسه أكثر شئ معابا ولا
يبصرها (8).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 378.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 18 / 44 الرقم 49.
(3) غرر الحكم: ح 2649 و 9884 و 3233 و 3876 و 5198 و 6267.
(4) غرر الحكم: ح 2649 و 9884 و 3233 و 3876 و 5198 و 6267.
(5) غرر الحكم: ح 2649 و 9884 و 3233 و 3876 و 5198 و 6267.
(6) غرر الحكم: ح 2649 و 9884 و 3233 و 3876 و 5198 و 6267.
(7) غرر الحكم: ح 2649 و 9884 و 3233 و 3876 و 5198 و 6267.
(8) غرر الحكم: ح 2649 و 9884 و 3233 و 3876 و 5198 و 6267.
390

[9149] 32 - وعنه (عليه السلام): ليكن آثر الناس عندك من أهدى إليك عيبك وأعانك على
نفسك (1).
[9150] 33 - وعنه (عليه السلام): ليكن أحب الناس إليك من هداك إلى مراشدك وكشف لك عن
معايبك (2).
[9151] 34 - وعنه (عليه السلام): ليكن أبغض الناس إليك وأبعدهم منك أطلبهم لمعائب
الناس (3).
[9152] 35 - وعنه (عليه السلام): من طلب عيبا وجده (4).
[9153] 36 - وعنه (عليه السلام): من أبان لك عيبك فهو ودودك (5).
[9154] 37 - وعنه (عليه السلام): من ساتر عيبك فهو عدوك (6).
[9155] 38 - وعنه (عليه السلام): من كاشفك في عيبك عابك في عيبك (7).
[9156] 39 - وعنه (عليه السلام): من داهنك في عيبك عابك في غيبك (8).
[9157] 40 - وعنه (عليه السلام): من أشد عيوب المرء أن تخفي عليه عيوبه (9).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، فإن شئت راجع وسائل الشيعة:
11 / 228، ومستدرك الوسائل: 11 / 312، وبحار الأنوار: 72 / 46 و 212،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 201 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(2) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(3) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(4) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(5) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(6) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(7) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(8) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
(9) غرر الحكم: ح 7373 و 7374 و 7378 و 7753 و 8210 و 8211 و 8260 و 8261 و 9290.
391

العيد
[9158] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير
العيدين؟ قال: نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما قلت: وأي يوم هو؟ قال: هو يوم
نصب أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه فيه علما للناس قلت: جعلت فداك
وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال: تصومه يا حسن وتكثر الصلاة على محمد وآله
وتبرء إلى الله ممن ظلمهم فإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم
الذي كان يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا، قال: قلت: فما لمن صامه؟ قال: صيام
ستين شهرا ولا تدع صيام يوم سبع وعشرين من رجب فإنه هو اليوم الذي نزلت فيه
النبوة على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وثوابه مثل ستين شهرا لكم (1).
روى الصدوق مثلها في ثواب الأعمال: 99 ح 1.
[9159] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟
قال: نعم أعظمهما حرمة قلت: وأي عيد هو جعلت فداك؟ قال: اليوم الذي نصب
فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» قلت:
وأي يوم هو؟ قال: وما تصنع باليوم إن السنة تدور ولكنه يوم ثمانية عشر من
ذي الحجة فقلت: وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: تذكرون الله عز ذكره

(1) الكافي: 4 / 148 ح 1.
392

فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى أمير
المؤمنين (عليه السلام) أن يتخذ ذلك اليوم عيدا وكذلك كانت الأنبياء (عليهم السلام) تفعل كانوا يوصون
أوصيائهم بذلك فيتخذونه عيدا (1).
[9160] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن
عمرو بن عثمان، عن حنان بن سدير، عن عبد الله بن دينار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال: يا عبد الله ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلا وهو يجدد لآل محمد فيه
حزنا قلت: ولم ذاك؟ قال: لأنهم يرون حقهم في يد غيرهم (2).
[9161] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،
عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج
فأعرف عند قبر الحسين (عليه السلام)؟ فقال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام)
عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات
مقبولات وعشرين حجة وعمرة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه في يوم عيد
كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل قال: قلت
له: كيف لي بمثل الموقف؟ قال: فنظر إلي شبه المغضب ثم قال لي: يا بشير إن المؤمن
إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة واغتسل من الفرات ثم توجه إليه كتب الله له بكل
خطوة حجة بمناسكها ولا أعلمه إلا قال وغزوة (3).
[9162] 5 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الأسدي، عن الحسين بن عبيد الله
الأشعري، عن اليقطيني، عن القاسم، عن جده، عن المفضل قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): كم للمسلمين من عيد؟ فقال: أربعة أعياد قال: قلت: قد عرفت

(1) الكافي: 4 / 149 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 169 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 580 ح 1.
393

العيدين والجمعة فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة وهو
اليوم الذي أقام فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمير المؤمنين (عليه السلام) ونصبه للناس علما، قال:
قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟ قال: يجب عليكم صيامه شكرا لله وحمدا له مع انه
أهل أن يشكر كل ساعة وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام
فيه الوصي يتخذونه عيدا ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة (1).
[9163] 6 - الصدوق بإسناده عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: على
الإمام أن يخرج المحبوسين في الدين يوم الجمعة إلى الجمعة، ويوم العيد إلى العيد،
فيرسل معهم، فإذا قضوا الصلاة والعيد ردهم إلى السجن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9164] 7 - الصدوق قال: وفي رواية السكوني أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان إذا خرج إلى العيد لم
يرجع في الطريق الذي بدأ فيه، يأخذ في طريق غيره (3).
[9165] 8 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن جبرئيل آتاني بمرآة في وسطها كالنكتة السوداء، فقلت له:
يا جبرئيل ما هذه؟ قال: هذه الجمعة قال: قلت: وما الجمعة؟ قال: لكم فيها خير
كثير قال: قلت: وما الخير الكثير؟ فقال: تكون لك عيدا ولأمتك من بعدك [إلى
يوم القيامة] قلت: وما لنا فيها؟ قال: لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله
مسألة فيها وهي له قسم في الدنيا إلا أعطاها وإن لم يكن له قسم في الدنيا ذخرت له في
الآخرة أفضل منها وأن تعوذ بالله من شر ما هو عليه مكتوب، صرف الله عنه ما هو
أعظم منه (4).

(1) الخصال: 1 / 264 ح 145.
(2) الفقيه: 3 / 31 ح 3265.
(3) الفقيه: 1 / 510 ح 1475.
(4) كتاب العروس: 146 المطبوع مع جامع الأحاديث.
394

[9166] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الله اختار
الجمعة فجعل يومها عيدا واختار ليلها فجعلها مثلها وأن من فضلها أن لا يسأل
الله عز وجل يوم الجمعة حاجة إلا استجيب له وان استحق قوم عقابا فصادفوا يوم الجمعة
وليلتها صرف عنهم ذلك ولم يبق شئ مما أحكمه الله وفصله إلا أبرمه في ليلة الجمعة
فليلة الجمعة أفضل الليالي ويومها أفضل الأيام وليلة الجمعة ليلة غراء ويوم الجمعة
يوم أزهر (1).
[9167] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في بعض الأعياد: إنما هو عيد لمن
قبل الله صيامه وشكر قيامه وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد (2).
بحث العلامة المجلسي (قدس سره) عن عيد الغدير في بحار الأنوار: 94 / 110 و 95 / 298،
ويأتي منا عنوان الغدير في محله إن شاء الله تعالى. فراجعه إن شئت.

(1) كتاب العروس: 153.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 428.
395

العيش
[9168] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا خير في العيش إلا
لرجلين: عالم مطاع أو مستمع واع (1).
[9169] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مداراة الناس نصف الإيمان والرفق
بهم نصف العيش ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): خالطوا الأبرار سرا وخالطوا الفجار جهارا
ولا تميلوا عليهم فيظلموكم فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من
ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال له أنه أبله لا عقل له (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9170] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: الرفق نصف العيش (3).
[9171] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك ألا يثني عليك الناس
وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله ثم قال: قال أبي علي

(1) الكافي: 1 / 33 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 117 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 120 ح 11 و 4 / 54 ح 13 مع زيادة.
396

ابن أبي طالب (عليه السلام): لا خير في العيش إلا لرجلين: رجل يزداد كل يوم خيرا ورجل
يتدارك منيته بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله تبارك
وتعالى منه إلا بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا ورضي
بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما أكن رأسه وهم والله في ذلك خائفون
وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا وكذلك وصفهم الله عز وجل فقال: (والذين يؤتون ما
آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون) (1) ثم قال: ما الذي آتوا؟ آتوا والله
مع الطاعة المحبة والولاية وهم في ذلك خائفون، ليس خوفهم خوف شك ولكنهم
خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9172] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال سلمان (رضي الله عنه): إن النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن
لها من العيش ما تعتمد عليه فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9173] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن
شعيب، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
العيش السعة في المنازل والفضل في الخدم (4).
[9174] 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن إبراهيم ابن أبي البلاد، عن علي بن أبي المغيرة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: من شقاء العيش ضيق المنزل (5).

(1) سورة المؤمنين: 60.
(2) الكافي: 2 / 456 ح 15.
(3) الكافي: 5 / 89 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 526 ح 4.
(5) الكافي: 6 / 526 ح 6.
397

[9175] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن السياري قال:
حدثني شيخ من أصحابنا، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من مر العيش
النقلة من دار إلى دار واكل خبز الشرى (1).
[9176] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن المغيرة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من شقاء العيش
المركب السوء (2).
[9177] 10 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن
الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل البصري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: تقعدون في المكان فتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرؤون ممن شئتم وتولون من
شئتم؟ قلت: نعم قال: وهل العيش إلا هكذا (3).
[9178] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن منصور بن العباس، عن
سعيد، عن غير واحد أن أبا الحسن (عليه السلام) سئل عن فضل عيش الدنيا؟ قال: سعة
المنزل وكثرة المحبين (4).
[9179] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي المغرا، عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إني لا أكاد ألقاك إلا في السنين فأوصني بشئ آخذ به، قال:
أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والورع والاجتهاد واعلم انه لا ينفع اجتهاد
لا ورع معه وإياك أن تطمح نفسك إلى من فوقك وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) (5) وقال الله عز وجل لرسوله: (ولا تمدن عينيك

(1) الكافي: 6 / 531 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 537 ح 10.
(3) الكافي: 8 / 229 ح 292.
(4) الكافي: 6 / 516 ح 5.
(5) سورة التوبة: 55.
398

إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا) (1) فإن خفت شيئا من ذلك
فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا
وجده وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الخلق لم يصابوا
بمثله (صلى الله عليه وآله وسلم) قط (2).
[9180] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لحمران بن أعين: يا حمران... ولا عيش أهنأ من حسن
الخلق، الحديث (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9181] 14 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن هاشم، عن ابن مرار، عن
يونس، عن ابن سنان، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: خمس من لم يكن فيه لم
يكن فيه كثير مستمتع قيل: وما هن يا ابن رسول الله؟ قال: الدين والعقل والحياء
وحسن الخلق وحسن الأدب، وخمس من لم يكن فيه لم يتهنأ العيش: الصحة والأمن
والغنى والقناعة والأنيس الموافق (4).
[9182] 15 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
قوام الدين بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له وبغني لا يبخل بفضله على أهل دين الله
وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه وبجاهل لا يتكبر عن طلب العلم، فإذا كتم العالم علمه
وبخل الغني بماله وباع الفقير آخرته بدنياه واستكبر الجاهل عن طلب العلم رجعت
الدنيا إلى ورائها القهقري، فلا تغرنكم كثرة المساجد وأجساد قوم مختلفة، قيل:

(1) سورة طه: 131.
(2) الكافي: 8 / 168 ح 189.
(3) الكافي: 8 / 244 ح 338.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 15 / 367 الرقم 458.
399

يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرانية يعني في
الظاهر وخالفوهم في الباطن، للمرء ما اكتسب وهو مع من أحب وانتظروا مع ذلك
الفرج من الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[9183] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن أبي عبد الله
الرازي، عن سجادة، عن درست، عن أبي خالد السجستاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: خمس خصال من فقد منهن واحدة لم يزل ناقص العيش، زائل العقل، مشغول
القلب: فأولها صحة البدن والثانية الأمن والثالثة السعة في الرزق والرابعة الأنيس
الموافق قلت: وما الأنيس الموافق؟ قال: الزوجة الصالحة والولد الصالح والخليط
الصالح والخامسة وهي تجمع هذه الخصال الدعة (2).
[9184] 17 - الصدوق بإسناده إلى حديث أربعمائة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الفقر هو
الموت الأكبر وقلة العيال أحد اليسارين، التقدير نصف العيش، الهم نصف الهرم، ما
عال امرؤ اقتصد، الحديث (3).
[9185] 18 - الصدوق باسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه قال: يا علي العيش في
ثلاثة: دار قوراء وجارية حسناء وفرس قباء (4).
القوراء مؤنث الأقور أي الواسع. والفرس القباء: الضامر البطن.
وروي نحوها في الفقيه 4 / 416.
[9186] 19 - الصدوق باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية:...
وإن استطعت أن لا تملك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فافعل فإنه أدوم لجمالها

(1) الخصال: 1 / 197 ح 5.
(2) الخصال: 1 / 284 ح 34.
(3) الخصال: 2 / 620.
(4) الفقيه: 4 / 361.
400

وأرخى لبالها وأحسن لحالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة فدارها على كل
حال وأحسن الصحبة لها فيصفو عيشك... (1).
[9187] 20 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تكدر العيش:
السلطان الجائر والجار السوء والمرأة البذية (2).
[9188] 21 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من العيش دار يكرى
وخبز يشرى (3).
[9189] 22 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال: التدبير نصف
العيش (4).
[9190] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وأيم الله ما كان قوم قط في
غص نعمة من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها لأن الله ليس بظلام للعبيد ولو
أن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم فزعوا إلى ربهم بصدق من نياتهم
ووله من قلوبهم لرد عليهم كل شارد وأصلح لهم كل فاسد... (5).
[9191] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت للبخيل يستعجل الفقر
الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي إياه طلب فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ويحاسب
في الآخرة حساب الأغنياء... (6).
[9192] 25 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طلبت القدر
والمنزلة فما وجدت إلا بالعلم، تعلموا يعظم قدركم في الدارين وطلبت الكرامة فما

(1) الفقيه: 4 / 392 و 3 / 556.
(2) تحف العقول: 320.
(3) تحف العقول: 358.
(4) تحف العقول: 403.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 178.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 126.
401

وجدت إلا بالتقوى، اتقوا لتكرموا وطلبت الغنى فما وجدت إلا بالقناعة عليكم
بالقناعة تستغنوا وطلبت الراحة فما وجدت إلا بترك مخالطة الناس لقوام عيش الدنيا
اتركوا الدنيا ومخالطة الناس تستريحوا في الدارين وتأمنوا من العذاب وطلبت
السلامة فما وجدت إلا بطاعة الله أطيعوا الله تسلموا وطلبت الخضوع فما وجدت إلا
بقبول الحق، أقبلوا الحق فإن قبول الحق يبعد من الكبر وطلبت العيش فما وجدت إلا
بترك الهوى، فاتركوا الهوى ليطيب عيشكم وطلبت المدح فما وجدت إلا بالسخاوة
كونوا الأسخياء تمدحوا وطلبت نعيم الدنيا والآخرة فما وجدت إلا بهذه الخصال التي
ذكرناها (1).
[9193] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثلاث لا يهنأ لصاحبهن عيش:
الحقد والحسد وسوء الخلق (2).
[9194] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قوام العيش حسن التقدير
وملاكه حسن التدبير (3).
[9195] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أحسن الناس عيشا من
حسن عيش الناس في عيشه (4).
[9196] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العيش يحلو ويمر (5).
[9197] 30 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... قلة العيال أحد
اليسارين وهو نصف العيش الحديث (6).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
ويأتي عنوان المعيشة في محلها إن شاء الله تعالى.

(1) جامع الأخبار: 341.
(2) غرر الحكم: ح 4263 و 6807 و 3636 و 511.
(3) غرر الحكم: ح 4263 و 6807 و 3636 و 511.
(4) غرر الحكم: ح 4263 و 6807 و 3636 و 511.
(5) غرر الحكم: ح 4263 و 6807 و 3636 و 511.
(6) بحار الأنوار: 75 / 53 ح 88.
402

العين
[9198] 1 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي،
عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا رقى إلا في ثلاثة: في
حمة أو عين أو دم لا يرقأ (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[9199] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العين حق والرقى حق والسحر
حق والفأل حق والطيرة ليست بحق والعدوى ليست بحق، الحديث (2).
[9200] 3 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا رقية إلا من عين أو
حمة (3).
[9201] 4 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن العين لتدخل الرجل
القبر وتدخل الجمل القدر (4).
[9202] 5 - الطبرسي رفعه وقال: جاء في الخبر أن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله
ان بني جعفر تصيبهم العين أفأسترقي لهم؟ قال: نعم، فلو كان شئ يسبق القدر
لسبقه العين (5).

(1) الخصال: 1 / 158 ح 201.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 400.
(3) شرح شهاب الأخبار: 342 ح 617.
(4) شرح شهاب الأخبار: 365 ح 749.
(5) مجمع البيان: 10 / 341.
403

[9203] 6 - الحسن بن الفضل الطبرسي (نجل صاحب مجمع البيان) رفعه إلى الصادق (عليه السلام)
انه قال: العين حق وليس تأمنها منك على نفسك ولا منك على غيرك فإذا خفت شيئا
من ذلك فقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله العلي العظيم ثلاثا (1).
[9204] 7 - نجل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من أعجبه من أخيه شئ
فليبارك عليه فإن العين حق (2).
[9205] 8 - نجل الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا تهيأ أحدكم تهيئة تعجبه
فليقرأ حين يخرج من منزله: المعوذتين فإنه لا يضره شئ بإذن الله تعالى (3).
[9206] 9 - نجل الطبرسي رفعه إلى معمر بن خلاد قال: كنت مع الرضا (عليه السلام) بخراسان على
نفقاته فأمرني أن أتخذ له غالية فلما اتخذتها فأعجب بها فنظر إليها فقال لي: يا معمر إن
العين حق فاكتب في رقعة: الحمد وقل هو الله أحد والمعوذتين وآية الكرسي واجعلها
في غلاف القارورة (4).
[9207] 10 - قال الفيض ورفعه في ذيل قوله تعالى (وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك
بابصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون) (5):... روى انه كان في
بني أسد عيانون فأراد بعضهم على أن يعينه فنزلت (6).
[9208] 11 - المجلسي نقلا من نوادر الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما رفع الناس أبصارهم إلى شئ إلا وضعه
الله (7).
[9209] 12 - المجلسي نقلا من جنة الأمان: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن العين حق

(1) مكارم الأخلاق: 386.
(2) مكارم الأخلاق: 386.
(3) مكارم الأخلاق: 386.
(4) مكارم الأخلاق: 386.
(5) سورة القلم: 51 و 52.
(6) تفسير الصافي: 486 طبع الحجري.
(7) بحار الأنوار: 14 / 574 من طبع الكمباني.
404

وأنها تدخل الجمل والثور التنور (1).
[9210] 13 - المجلسي نقلا من جنة الأمان انه قال: ذكر عبد الكريم بن محمد بن المظفر
السمعاني في كتابه أن جبرئيل (عليه السلام) نزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرآه مغتما فسأله عن غمه
فقال: إن الحسنين أصابتهما عين فقال له: يا محمد العين حق فعوذهما بهذه العوذة
وذكرها (2).
[9211] 14 - المجلسي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: العين تنزل الحالق وهو ذروة الجبل
من قوة أخذها وشدة بطشتها (3).
في هذا المجال راجع إن شئت مكارم الأخلاق: 386، وجامع الأخبار: 443،
وبحار الأنوار: 14 / 567 طبع الكمباني و 63 / 1 من طبع الحروفي بإيران و 60 / 1
من طبع بيروت، وقد بحث العلامة المجلسي (قدس سره) عن العين بحثا ضافيا،
وسفينة البحار: 2 / 302، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) بحار الأنوار: 14 / 572 طبع الكمباني.
(2) و (3) بحار الأنوار: 14 / 572 طبع الكمباني.
405

العي (1)
[9212] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن مجدور أصابته جنابة فغسلوه فمات
قال: قتلوه ألا سألوا فإن دواء العي السؤال (2).
[9213] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الحياء والعفاف والعي
أعني عي اللسان لا عي القلب من الإيمان (3).
[9214] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، وابن فضال، عن
عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذكر له أن رجلا أصابته جنابة على جرح كان به فأمر بالغسل
فاغتسل فكز فمات فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قتلوه قتلهم الله إنما كان دواء العي
السؤال (4).
[9215] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): النساء عي وعورة فاستروا

(1) العجز والجهل.
(2) الكافي: 1 / 40 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 106 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 68 ح 4.
406

العورات بالبيوت واستروا العي بالسكوت (1).
الرواية صحيحة الإسناد، ورويها الصدوق في الفقيه: 390 ح 4327.
[9216] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تبدأوا النساء بالسلام
ولا تدعوهن إلى الطعام فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: النساء عي وعورة فاستروا عيهن
بالسكوت واستروا عوراتهن بالبيوت (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[9217] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود
المنقري، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه:... واسمع لمن هو
أكبر منك سنا وإذا أمروك بأمر وسألوك فقل: نعم ولا تقل: لا، فإن لا عي ولؤم وإذا
تحيرتم في طريقكم فأنزلوا وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا، الحديث (3).
الرواية معتبرة الإسناد. تؤامروا: أي تشاوروا.
[9218] 7 - الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا فبعث غلاما له أعجميا في حاجة إلى رجل
فانطلق ثم رجع فجعل أبو عبد الله (عليه السلام) يستفهمه الجواب وجعل الغلام لا يفهمه
مرارا، قال: فلما رأيته لا يعتبر لسانه ولا يفهمه ظننت أن أبا عبد الله (عليه السلام) سيغضب
عليه قال: وأحد أبو عبد الله النظر إليه ثم قال: أما والله لئن كنت عيى اللسان فما أنت
بعيي القلب ثم قال: إن الحياء والعي - عي اللسان لا عي القلب - من الإيمان والفحش
والبذاء والسلاطة من النفاق (4).

(1) الكافي: 5 / 535 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 534 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 348.
(4) كتاب الزهد: 10 ح 21.
407

[9219] 8 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: عي المؤمن
في لسانه (1).
[9220] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق
والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد (2).
[9221] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: علامة العي تكرار الكلام عند
المناظرة، وكثرة التبجج عند المحاورة (3).
قد تم الجزء السابع من موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
في صبيحة يوم الجمعة غرة ربيع الأول عام 1419
على يد مؤلفها العبد هادي النجفي
ببلدة أصبهان صانها الله تعالى عن الحدثان
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين المعصومين

(1) جامع الأحاديث: 101.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 347.
(3) غرر الحكم: ح 6336، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 459.
408