الكتاب: الأصول الستة عشر من الأصول الأولية
المؤلف: تحقيق ضياء الدين المحمودي
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق ضياء الدين المحمودي بمساعدة نعمة الله الجليلي ، مهدي غلامعلي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ - ١٣٨١ش
المطبعة: دار الحديث
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
ردمك: ٩٦٤-٧٤٨٩-٠٣-١
ملاحظات: الأصول الستة عشر : مجموعة من كتب الرواية الأولية في عصر الأئمة المعصومين عليهم السلام / مركز الطباعة والنشر في دار الحديث - قم - شارع معلم - قرب ساحة الشهداء - الرقم ١٢٥ الهاتف : ٠٢٥١٧٧٤٠٥٤٥ - ٠٢٥١٧٧٤٠٥٢٣ ص . ب : ٤٤٦٨ / ٣٧١٨٥ / عنوان الاينترنت : www.hadith.net/mizan البريد الالكتروني : hadith@hadith.net

بسم الله الرحمن الرحيم
دار الحديث للطباعة والنشر
مؤسسة دار الحديث الثقافية
1

الأصول الستة عشر: مجموعة من كتب الرواية الأولية في عصر الأئمة المعصومين (عليهم السلام) / تحقيق ضياء الدين المحمودي،
المساعد: نعمة الله الجليلي، مهدي غلامعلي. - قم: دار الحديث، 1423 ق = 1381.
431 ص.
2500 تومان
ISBN: 964 - 7489 - 01 - 3
كتابنامه: ص. 419 - 428، هچنين به صورت زير نويس.
1. احاديث شيعه - قرن 1 ق. الف. محمودي، ضياء الدين، مصحح. ب. جليلي، نعمة الله، 1320 - مصحح
همكار. ج. غلامعلي، مهدي، 1353 -، مصحح همكار. د. عنوان: اصول الستة عشر. ه‍. عنوان.
3 م 6 الف / 2 / 128 BP
2

الأصول الستة عشر
من الأصول الأولية
مجموعة من كتب الرواية الأولية في عصر الأئمة المعصومين (عليهم السلام)
تحقيق
ضياء الدين المحمودي
بمساعدة
نعمة الله الجليلي، مهدي غلامعلي
3

الأصول الستة عشر
التحقيق: ضياء الدين المحمودي
المساعدان: نعمة الله الجليلي، مهدي غلامعلي
المقابلة: محمود سپاسى، مصطفى أوجى، مهدي جوهرچى.
استخراج الفهارس: تحسين پورسماوي.
الإخراج الفني: سيد علي موسوي كيا
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
الطبعة: الأولى، 1423 ق / 1381 ش
المطبعة: دار الحديث
الكمية: 1500
الثمن: 2500 تومان
دار الحديث للطباعة والنشر
مركز الطباعة والنشر
دار الحديث للطباعة والنشر: قم، شارع معلم، قرب ساحة الشهداء، الرقم 125
الهاتف: 7741650 0251 - 7740523 0251 ص. ب: 4468 / 37185
شابك: 3 - 01 - 7489 - 964
ISBN: 964 - 7489 - 01 - 3
4

التصدير
لا ريب أن الحديث والسنة هو المصدر الثاني لفهم الدين وتحصيل العلوم الإلهية
بعد كتاب الله العزيز، وهو بيان للقرآن وتفسير لكلام الله سبحانه، ومتمم للقوانين
والحقائق الكامنة في القرآن المجيد، وله السهم الأوفر في التوصل إلى الينبوع الصافي
للحقائق والمعارف الدينية واستنباط الأحكام الشرعية.
وقد حث النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (صلى الله عليه وآله) المسلمين على كتابة الحديث ونقله
وتعليمه وتعلمه، كما قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعبد الله بن عمر: " اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج
مني إلا الحق "؛ وقال (صلى الله عليه وآله): " من أدى إلى أمتي حديثا يقام به سنة أو يثلم به بدعة فله
الجنة "؛ وقال الباقر (عليه السلام): " لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها "
وقال الصادق (عليه السلام): " إعرفوا منازل الناس منا على قدر روايتهم عنا ". وهذا ما ضاعف في
أهميته وزاد في ازدهاره ونشره يوما بعد يوم.
ولا شك في أن " الأصول الأربعمائة " من أقدم وأشهر وأهم المصادر الروائية
للشيعة الاثنا عشرية التي ألفت في أعصار الأئمة المعصومين (عليهم السلام). ونعلم إجمالا بأن
تاريخ تأليف جل هذه الأصول - إلا قليل منها - كان في عصر أصحاب الإمام
الصادق (عليه السلام)، سواء كانوا مختصين به، أو كانوا مما أدركوا أباه الإمام الباقر (عليه السلام) قبله، أو
أدركوا ولده الإمام الكاظم (عليه السلام) بعده. وصرح الشيخ الطبرسي والمحقق الحلي والشهيد
والشيخ البهائي والمحقق الداماد وغيرهم من الأعلام بأن " الأصول الأربعمائة " ألفت
في عصر الصادق (عليه السلام) من أجوبة المسائل التي كان يسأل عنها.
5

ومن المؤسف أن الكثير من هذه الأصول قد ضاعت واندرست بسبب عدم
الاهتمام الكافي بها، أو فقدت في خضم الأحداث ولم تصل إلينا.
ومن التقديرات الإلهية أن تصان هذه المجموعة القديمة من الأصول، وتبقى
محفوظة من الضياع والاندراس؛ لتعكس للباحثين صورة واضحة عن سائر تلك
الأصول وتقييمها، ولولاها لما انطبعت في ذهن أحد صورة صحيحة وواضحة عنها.
وهذه المجموعة الروائية من حيث اشتمالها على حقائق هامة عن كيفية الرواية في
كتب المتقدمين - وبخاصة أصحابنا - تكاد تكون أهم كتاب من نوعه، وأقدم كتاب سلم
من الاندراس والضياع؛ حيث يكشف عن حقائق مهمة كثيرة كانت مبهمة منذ قرون،
وبفضل بقائها إلى اليوم أمكن تفسير جانب مهم من جوانب تاريخ أصحابنا الروائي
الثقافي الذي خيم عليه الغموض طيلة قرون متمادية.
هذا، ويسر مركز بحوث دار الحديث أن يصدر هذه المجموعة القيمة بتحقيق
جديد. وقد تصدى لتصحيحها وتحقيقها حجة الإسلام الشيخ ضياء الدين المحمودي
يساعده في ذلك حجج الإسلام الشيخ نعمة الله الجليلي والشيخ مهدي غلام علي وجمع
آخر من محققينا الأعزاء، فلله درهم وعليه أجرهم.
مركز بحوث دار الحديث
قسم إحياء التراث
محمد حسين درايتي
6

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير خلقه أجمعين محمد وآله
الطاهرين.
وبعد، لا تخفى أهمية علم الحديث على المضطلعين بالمعارف الإسلامية؛ ذلك
أن كل من يروم الاطلاع على قواعد العلوم الدينية لابد له من المعرفة الكافية بهذا
العلم؛ لأنه الأساس في الاستنباط الصحيح، ولا غنى عن هذا العلم لكل فقيه وأصولي،
وكل باحث في القيم الروحية والملاكات الأخلاقية، وكل متكلم ومفكر ومفسر، بل
وحتى كل رجالي؛ لأن الباحث في هذه العلوم لابد له من ملاحظة ما جاء عنها في
أحاديث النبي والعترة وتطبيق اجتهاداته عليها. ومن هذا المنطلق كان علم الحديث
وشؤونه مصب اهتمامنا في مسيرتنا العلمية، فقد قمنا بدراسات وتحقيقات في هذا
المجال.
ومما قمنا به تحقيق هذه المجموعة القديمة من الأصول الأولية في رواية
أحاديث العترة التي فقد منها الكثير على مر العصور، ولم يبق منها إلا نماذج قليلة كان
من أهمها هذه المجموعة القيمة التي عكست للأجيال المتأخرة صورة واضحة وجلية
عن معالم تلك الأصول شكلا ومضمونا، وجسدت كيفية الرواية في عصور
الأئمة (عليهم السلام)، والتي تعتبر في الأزمنة المتأخرة من الأسرار المكتومة. ومن هنا تتجسد
7

أهمية هذه المجموعة الثمينة وتحقيقها، وما تلعبه من دور كبير في إزاحة ذلك
الغموض الذي أحدق بتلك المسائل طيلة قرون متمادية.
هذا وقد واجهتنا في بادئ الأمر بعض الصعوبات والعقبات؛ ذلك أن هذا النمط
من الحديث لم نألفه من قبل، ولم نره في كتب الحديث المتداولة، لكنها - بحمد الله -
زالت شيئا فشيئا، وكمل تحقيق المجموعة، وخرجت بهذه الصورة التي نقدمها إلى
مجامعنا العلمية.
أضواء على المجموعة
قال المولى الوحيد البهبهاني (رحمه الله) في مطلع مقدمة كتابه الفوائد القديمة: " أما بعد،
فإنه لما بعد العهد عن زمان الأئمة (عليهم السلام)، وخفي أمارات الفقه والأدلة، على ما كان المقرر
عند الفقهاء، والمعهود بينهم بلا خفاء، بانقراضهم وخلو الديار عنهم، إلى أن انطمس
أكثر آثارهم، كما كانت طريقة الأمم السابقة، والعادة الجارية في الشرائع الماضية؛ أنه
كلما يبعد العهد عن صاحب الشريعة، تخفى أمارات سديدة قديمة، وتحدث خيالات
جديدة، إلى أن تضمحل تلك الشريعة " (1).
أقول: ما أحسن ما قاله الوحيد (رحمه الله)، فإن ابتعادنا عن زمن أئمة أهل البيت، وخفاء
قرائن الفقه والعلم، والمصائب التي واجهها موالو آل محمد (صلى الله عليه وآله)، كل ذلك كان من
جملة الأسباب الرئيسية في اندثار الكثير من آثارهم إن لم نقل معظمها، من جملتها
الرسائل والكتب الحديثية والروايات الأولية لأصحاب الأئمة الذين أخذوا العلم
والحديث عنهم مباشرة أو بوسائط قليلة، وكان ذلك عاملا مهما في ضياع كم هائل من
المعارف التي تدور حول الحديث والرواية وكيفيتها ومجالسها وكتبها.
هذا مضافا إلى أن علماءنا في السابق لم يولوا مسألة تدوين تلك النكات

1. الفوائد الحائرية: ص 85.
8

الضرورية والهامة مزيد اهتمام واعتناء؛ حيث إنهم لم يخطر في أذهانهم ما يدعو إلى
ذلك. ومن هذا المنطلق غشي الجهل كثيرا من حقائق العصور الأولى، لذلك كثرت
الأسئلة والمناقشات والفروض حولها، وإن كان العديد منها مجرد تصورات
واحتمالات ضعيفة لا تمت إلى الحقيقة والصواب بصلة.
ولذلك أيضا تغيرت صورة العديد من الأبحاث والحقائق والملاكات التي كانت
مورد بحث ونقاش عند المتقدمين فانقلبت وتحولت إلى شكل آخر عند المتأخرين،
فضلا عن أن قسما كبيرا منها لم يبحث بشكل مناسب عندهم، من جملتها عدد
لا يستهان به من الأبحاث الرجالية التي يتعرض لها في مواضع التعارض بين الأدلة
والأخبار، والتي يعسر حلها على الباحث؛ فيعجز عن معرفة وجه هذه المعارضة
الظاهرية، وطريقة التخلص منها عند عدم التمكن من حلها، والمعنى الذي يكمن في
بعض هذه الأحاديث، ومسائل أخرى في الأصول والحديث ودرايته التي نرى فيها
خلافا كبيرا ونقاشا طويلا في زماننا هذا.
وقد عكس هذا الغموض آثارا سلبية عديدة؛ كحدوث مخاصمات وتعصبات
كثيرة، وحصول انقسامات في الصفوف، وكذلك اندلاع نيران الغضب بين بعض
الضعفاء والجهال. ولا ريب أن ذلك كله إنما نجم عن ضعف الأدلة والمعلومات، أو
قلة الممارسة والخبرة، أو التقليد في المسائل التي لا ينبغي التقليد فيها.
هذا عن الظروف الماضية، وأما بالنسبة إلى الظروف الحالية والمستقبلية فيمكن
تفادي مقدار كثير من هذه الأبحاث والمناقشات - الناتجة عن خفاء أمارات العلم
والمعرفة - بإحياء حركة علم الحديث في عصرنا هذا الذي لا يزال بعيدا عن تسنم
موقعه اللائق به، والذي افتقده تدريجيا من بعد الشيخ الطوسي (رحمه الله). على أن في أحاديث
الأئمة (عليهم السلام) ثمة ثروة علمية عظيمة لا تسمح بظهور الخلافات، فكثير من المناقشات
التي يتوهم أنها فاقدة للأدلة تمتاز بكونها ذات أدلة في النصوص، ولكن لا يعرفها إلا
من كان له إلمام بها ومعرفة بمحالها، وكذلك هناك الكثير من أمارات العلم والمعرفة
9

التي يتصور أنها مفقودة كانت ولا تزال موجودة في مصادرنا الحديثية المهمة، فيجب
على أهل الجد دراستها والنظر فيها وإحياؤها بنشرها في مجامعنا العلمية، فضعف
علم الحديث كان له آثار سلبية كثيرة.
ومن المسائل التي أشرنا إليها والتي أحاط بها الغموض عند المتأخرين هي وضع
كتب الحديث وأصوله في العصور الأولى - وبالأخص في عصور الأئمة (عليهم السلام) - حيث
كانت واضحة في تلك الأعصار، ثم اختلفت الآراء فيها بعد ذلك، ومن جملتها مفهوما
" الكتاب " و " الأصل " الوارد ذكرهما في فهارس القدماء، فما يعني قولهم: " له أصل " أو
" له كتاب "؟ وهل يوجد ثمة فرق بين مفهومي " الأصل " و " التصنيف " أم هما متحدان؟
فقد كثر الكلام في ذلك بتحليلات علمية معمقة، لكنها في الوقت ذاته مملة ولا طائل
من ورائها؛ لذا رجحنا عدم إيرادها هنا. وعلى هذا فليس من الإنصاف أن نوجه اللوم
إلى علمائنا أو ننسب إليهم التقصير في ذلك، بل تلك البحوث بأجمعها إنما كانت
بسبب تباعدهم عن تلك العصور تباعدا أدى إلى غياب قرائن العلم والمعرفة وخفائها
عنهم، فلم تصل إلى أيديهم عينات ملموسة كي يتكلموا بخصوصها؛ لذا كان أغلبها
كلمات حدسية غير مستندة إلى مصاديق خارجية. ومن أراد الاطلاع عليها أكثر
فليراجع مقدمة كتاب أعيان الشيعة وكتاب مقباس الهداية، والكتب التي تطرقت إلى
هذه المسائل.
على أن هذه المجموعة من الأصول تدفع أكثر هذه الاحتمالات والشكوك، فمن
خلال إجالة النظر والتتبع فيها يتضح العديد من المسائل والنكات الغامضة والمستورة
عن أهل النظر حول متقدمي أصحابنا، وكذلك يتضح الكثير من معاني الاصطلاحات
المذكورة في فهارس المتقدمين - كفهرس النجاشي - والتي بقيت مبهمة ومجهولة
طوال قرون مديدة.
قال السيد الأمين (رحمه الله) في الأعيان: " وصنف قدماء الشيعة الاثني عشرية المعاصرين
للأئمة من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عهد أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) في
10

الأحاديث المروية من طريق أهل البيت (عليهم السلام) المستمدة من مدينة العلم النبوي، ما يزيد
على ستة آلاف وستمائة كتاب مذكورة في كتب الرجال، على ما ضبطه الشيخ محمد
بن الحسن ابن الحر العاملي في آخر الفائدة الرابعة من وسائله، وأخذه من التراجم
لأصحاب المؤلفات، فجمع ما ذكره الرجاليون لكل واحد، فكان بهذا المقدار... " (1).
الأصول الأربعمائة
قال في الأعيان: "... وامتاز من بين هذه الستة الآلاف والستمائة الكتاب أربعمائة
كتاب عرفت عند الشيعة بالأصول الأربعمائة. [قال ابن شهرآشوب (2):] قال الشيخ
المفيد: صنف الإمامية من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى عهد أبي محمد الحسن
العسكري (عليه السلام) أربعمائة كتاب تسمى الأصول. قال: فهذا معنى قولهم: له أصل.
[أقول: هذا الكلام يوحي بأن هذا المفهوم كان مبهما حتى في تلك الأعصار].
وقال الطبرسي في كتاب إعلام الورى: صنف من جوابات الصادق (عليه السلام) في المسائل
أربعمائة كتاب معروفة تسمى الأصول، رواها أصحابه وأصحاب أبيه موسى.
وقال المحقق في المعتبر: كتب من أجوبة مسائل جعفر بن محمد أربعمائة
مصنف لأربعمائة مصنف سموها أصولا. ومثله في الذكرى، إلا أنه لم يقل: سموها
أصولا.
ويدل كلام المفيد السابق على أن الأصول الأربعمائة مروية عن جميع الأئمة،
وكلام الطبرسي والمحقق والشهيد على أنها مروية عن الإمام الصادق خاصة. ويمكن
الجمع بالتعدد، فهناك أصول أربعمائة مروية عن جميع الأئمة، وأخرى مروية عن
الصادق خاصة " (3).

1. أعيان الشيعة: ج 1، ص 140.
2. معالم العلماء: ص 3.
3. أعيان الشيعة: ج 1، ص 140.
11

وعن الشيخ حسين بن عبد الصمد - والد الشيخ البهائي - في درايته أنه قال: " قد
كتب من أجوبة مسائله هو [أي الإمام الصادق (عليه السلام)] فقط أربعمائة مصنف لأربعمائة
مصنف تسمى الأصول، في أنواع العلوم " (1).
وعن الشهيد الثاني في شرح الدراية أنه قال: " استقر أمر المتقدمين على أربعمائة
مصنف لأربعمائة مصنف سموها أصولا، فكان عليها اعتمادهم " (2).
والذي يظهر من مجموع التتبعات - والله العالم - أن المراد من مفهومي " الكتاب "
و " الأصل " معنى واحد غالبا، وقد يستعمل الكتاب في ما هو أعم. وأما قول أصحابنا
المتقدمين في فهارسهم: " له كتاب " أو " له أصل " فالمقصود أن صاحبه كان من الرواة
عن الأئمة، أو من أهل الفضل ومن مشايخ الرواية، وله كتاب في الرواية عن الأئمة،
وصاحب رواية ويروى عنه. (3)
فالأصل: عبارة عن نسخة أو كتاب - ولو صغير - يحتوي على مجموعة من
روايات بعض الرواة عن الإمام سواء مع الواسطة أو بدونها، فكان من سيرة الأذكياء من
خيار الأصحاب الاهتمام بحفظ الحديث وجمعه وكتابته ودراسته ونشره، فربما كان
لبعضهم العشرات من هذه الأصول التي تعتبر مادة علمهم ومقدار معرفتهم.
فأصول الرواية كانت على قسمين: قسم منها بشكل التصنيف والتنظيم بين
الروايات مع مقدار من الشرح والبيان والتوضيح، وآخر بشكل جمع ابتدائي غير
منظم. وفي الأعم الأغلب كان للقسم الأول اسم خاص، ويطلق على الثاني: " الكتاب "
أو " النسخة " أو " الأصل " أو " الرواية "، ويضاف إلى اسم جامعه أو إلى راويه الأخير أيضا
باعتبار روايته له، فكانت هي - في الحقيقة - دفاترهم الشخصية في رواية الحديث،
وكانوا يعرضونها على التلاميذ أو أقرانهم الراغبين في رواية تلك الأحاديث عنهم،

1. وصول الأخيار إلى أصول الأخبار: ص 60.
2. الرعاية في علم الدراية: ص 73.
3. لمزيد من الاطلاع راجع كتاب نهاية الدراية: ص 522 - 535.
12

وكانت متعددة غالبا، وفي أحيان كثيرة كان التلاميذ ينتقون بعضا منها ليدرجوه في
دفاترهم ثم ينقلون هذا المنتخب إلى الآخرين من تلامذتهم، سواء بصورة مستقلة
وباسم الراوي المأخوذ منه أو بصورة غير مستقلة؛ وذلك بتفريق أحاديثه في الأصل أو
التصنيف الذي ينسب إليه؛ كأخبار ابن أبي عمير أو كتاب جعفر بن شريح، كما في هذه
المجموعة. والإشارة إلى الأصل المأخوذ منه كانت بواسطة ذكر اسم صاحبه في صدر
السند. وبهذا الشكل تغيرت وانمحت الصورة الأولى لعمدة تلك الأصول.
وهذا هو السر في صغر حجم هذه الأصول في هذه المجموعة. ولكن مع ذلك
يوجد هناك بعض الأصول الأولية في الرواية للرواة الأولين عن الأئمة (عليهم السلام) حافظت
على قدر كبير من شكلها الأولي وروايتها الأولى؛ حيث إن جميع أخبارها جاءت
برواية واحدة عن الإمام المعصوم (عليه السلام)؛ كالجعفريات، ومسائل علي بن جعفر، وأصل
زيد الزراد - في هذا الكتاب -، وربما صحيفة الرضا (عليه السلام)، وتوحيد المفضل، وغيرها.
ونأمل من خلال هذا التحليل أن نكون قد وفقنا لعرض صورة صحيحة عن آثار
المتقدمين في الرواية.
وكان من التقديرات الإلهية أن تصان هذه المجموعة القديمة من الأصول وتبقى
محفوظة من الضياع والاندراس، لتعكس للباحثين صورة واضحة عن سائر تلك
الأصول وتقييمها، ولولاها لما انطبعت في ذهن أحد صورة صحيحة وواضحة عنها،
كما نلاحظه اليوم في كتب الدراية والرجال والتراجم والكتب التي تطرقت لبيان وضع
العلوم والمعارف في عصر المعصومين (عليهم السلام) والعصور المقاربة له؛ فإن أغلب
التحليلات حول هذه الأصول بعيدة عن الواقع.
فالأصل كان يطلق عندهم على كل مجموعة روائية يقوم بجمعها راو خاص،
سواء كانت مشتملة على روايات متفرقة - كما هو الأكثر - أو بصورة تصنيف وتبويب
للأخبار؛ ولذا نقل عن محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني (رحمه الله) في الغيبة أنه قال: " إنه
ليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الأئمة (عليهم السلام) خلاف في أن كتاب
13

سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم من حملة
حديث أهل البيت وأقدمها؛ لأن جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنما هو عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والمقداد وسلمان الفارسي وأبي ذر، ومن جرى
مجراهم ممن شهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام) وسمع منهما. وهو من الأصول
التي ترجع الشيعة إليها ويعول عليها " (1).
وفي فهرست ابن النديم - عند ذكر أسماء كتب أبان بن تغلب - قال: " كتاب من
الأصول في الرواية على مذاهب الشيعة " (2).
فظهر من هذه الكلمات: أن الأصل كان يطلق على كل كتاب للرواية، وفي الغالب
كان ينسب إلى جامعه بالهيئة الخاصة، وأحيانا - وبضرب من التأويل - كان ينسب
للرواة له، وكان له صورة خاصة متعارفة في ذلك العصر. (3)
ويظهر من بعض القرائن أن بعض كتب الرواية والأصول - التي كانت تنسب إلى
الأشخاص - كان حصيلة جلسات إملاء الحديث وقراءته، وبعد انتهاء الجلسة كانوا
يجيزون لتلامذتهم كتابتها وروايتها عنهم. ولكن ليس معنى هذا القول أن جميع
الأصول التي رويت كانت بهذه الصورة وأن لأصحابها جلسات منظمة، بل إن بعض
الأصول لم يروها إلا شخص واحد، كما يظهر من بعض كتب الأخبار؛ فمثلا: كتاب
خلاد في مجموعتنا هذه لم يرد إلا من طريق ابن أبي عمير، ولم نعثر له في كتب
أصحابنا إلا على رواية واحدة، فكل ما نقلوه عنه كان من ضمن كتابنا هذا لا غير.
ولا يعقل أن يكون رجل متصفا برواية الحديث وروايته بهذه القلة التي لا تتجاوز
مجلسا واحدا من مجالس الحديث! وإن كان لا يستبعد وجود روايات أخرى ورواة
آخرين له ولأمثاله لم تصل أخبارهم إلينا. واندرست آثارهم، ولم تكن لرواتها القدرة

1. الغيبة للنعماني: ص 101.
2. فهرست ابن النديم: ص 276.
3. لمزيد من الاطلاع راجع كتاب نهاية الدراية: ص 522 - 535.
14

العلمية لاستخراج لآلئها وإحيائها كما فعل ابن أبي عمير.
وكان من جملة الأسباب التي دعت إلى ذلك أن الرواة المتظلعين - أمثال ابن
أبي عمير - كانوا ينتخبون الأحاديث التي تمتاز بأهمية خاصة عندهم؛ كعدم ورودها
عن شخص آخر، أو أن الرواية في ذلك المعنى قليلة، أو وجود غموض في بعضها، أو
احتواء الرواية على بعض الإيضاحات أو المعاني الإضافية.
ولأغراض معينة كانوا يلخصون بعض كتب الرواية والأصول التي كانت تنسب
إلى الأشخاص، وكانوا يحتفظون بذلك المنتخب عندهم بصورة مستقلة، أو أن هذه
الكتب لم تكن لهم وإنما كانوا يستعيرونها من أصحابها لعدم القدرة على الشراء،
فينقلون ما يهمهم من الأحاديث ثم يردونها إلى أصحابها. ولذا نرى أن الكتب
المنسوبة إلى الأفراد بصورة مطلقة متعددة ويختلف بعضها مع بعض؛ ولأجل ذلك
نجد أصحاب الفهارس يقولون: " له كتاب "، وأحيانا يضيفون: " إن لكتابه روايات
متعددة؛ فهي مختلفة ومتعددة باختلاف رواتها ". ومن هنا نرى لأصحاب كتب
مجموعتنا هذه روايات كثيرة عن الإمام المعصوم مباشرة، ولا وجود لها في هذا
الكتاب؛ وهذا يثبت وجود كتب أخرى لهم غير هذا الكتاب.
وهذه التلخيصات لم تكن منحصرة بكتب الرواية، بل أصحاب الأئمة (عليهم السلام)
أنفسهم لم يرووا جميع ما كانوا يسمعونه من الإمام، بل كانوا يلخصونه ويحصرونه
بالمهم منه - من جهتهم - وبنتائجه؛ ولذا كانت الروايات المختلفة للحديث الواحد
تجيء مختلفة من حيث التفصيل والتلخيص؛ كما في الحديث (32) من كتاب عاصم
من مجموعتنا هذه، التي يصح لكل منها إطلاق أنها من أصله أو من كتابه.
ولولا وجود هذه النسخة من الأصول، والمقارنة بين أحاديث أصحابها
والأحاديث التي وردت عنهم في الكتب الأخرى، وبينها وبين الأحاديث المتحدة
معها أو المشابهة لها التي وردت في كتب الأخبار عن الرواة الآخرين، والمتاعب التي
تحملناها في سبيل تحقيقها، لما كان لنا حل كثير من هذه الإبهامات.
15

ومن مراجعة محتويات هذه المجموعة وأوصافها وما جاء عنها في كتب
الفهارس، يظهر أن كل تراثنا الحديثي المتبقي إلى اليوم إنما هو مقدار يسير من التراث
الذي حفظ من الدمار الذي تعرضت له آثار الشيعة من بعد وفاة الإمام الصادق (عليه السلام) إلى
زمن الشيخ الكليني (رحمه الله)، وإن كان ما تبقى منه إلى اليوم عظيما أيضا.
وهذه المجموعة الروائية من حيث اشتمالها على حقائق هامة عن كيفية الرواية
في كتب المتقدمين، وبخاصة أصحابنا، تكاد تكون أهم كتاب من نوعه وأقدم كتاب
سلم من الاندراس والضياع؛ حيث يكشف عن حقائق مهمة كثيرة كانت مبهمة منذ
قرون.
وبفضل بقائها إلى اليوم أمكن تفسير جانب مهم من جوانب تاريخ أصحابنا
الروائي - الثقافي الذي خيم عليه الغموض طيلة قرون متمادية.
وأما الكلام حول حركة علم الحديث في الشيعة - التي ابتدأت بصورة ملموسة
من زمن الإمام الباقر (عليه السلام) - وكيفية أخذ الحديث ومجالس الحديث في ذلك العصر،
فنرجئه إلى فرصة قادمة إن شاء الله؛ لأنه بحاجة إلى دراسة مستقلة ومفصلة، وربما
فتحنا له - بإذن الله - فصلا في كتابنا الكبير في الأخبار.
مراحل ضياع التراث الإسلامي عبر القرون
ويمكن لنا أن نقسم مراحل ضياع التراث الإسلامي إلى ثلاث مراحل رئيسية:
الأولى: ضياعه من بعد وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) وفي فترة المنع عن تدوين
الحديث واستيلاء بني أمية على الحكم والخلافة، إلى زمن الإمام محمد بن علي
الباقر (عليه السلام)؛ فإن غالب السنة النبوية والأخبار العلوية التي حفظها الصحابة والتابعون في
الكتب قد ضاعت في هذه المرحلة؛ وذلك لإخفائها عن الناس خوفا من المتغلبين
على السلطة الساخطين على أصحاب هذه الكتب وعلى ما احتوته كتبهم. وأما في زمن
الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) فقد نشطت حركة علم الحديث في العالم الإسلامي.
16

الثانية: ضياعه من بعد عصر الإمام الصادق وزمن قوة شوكة العباسيين إلى زمن
الشيخ الكليني - أي ابتداء القرن الرابع وضعف الدولة العباسية وتقهقرها واستيلاء
البويهيين على الخلافة - ففي هذا العصر نشطت حركة علم الحديث؛ لأن بعض
الضغوط على أنصار أهل البيت قد خفت، ولمسوا في هذا العصر نوعا من الحرية.
الثالثة: من زمن الشيخ الطوسي - وتحديدا من بعد استيلاء السلاجقة على الحكم
العباسي وزوال البويهيين - وعودة اضطهاد الشيعة في هذا العصر، وإحراق مكتبة
شابور في بغداد التي كانت تحتوي على نفائس التراث الإسلامي، والهجوم على
الأماكن المقدسة للشيعة وعلى منزل الشيخ الطوسي (رحمه الله) - الذي كان يمثل الزعامة
الشيعية في العالم الإسلامي آنذاك - وعلى الشيعة وممتلكاتهم في ذلك العصر.
إن ضياع ذلك الكم الهائل من كتب الأصحاب في بغداد عاصمة الخلافة العباسية
- والتي استطاع الشيخ والنجاشي رؤيتها وإدراج أسمائها في فهرسيهما بالرغم من إفناء
قسم كبير منها أيضا قبل ذلك العصر، والتي لم يبق منها اليوم إلا أقل القليل - يحكي عن
وقوع كارثة عظمى في كتب الطائفة التي كان لها قصب السبق في العلوم الإسلامية،
ولها التقدم الملحوظ في تدوين الحديث وحفظ الشريعة والآثار النبوية... كارثة
خلفت وراءها انطماس القسم الأكبر منها خلال قرن واحد فقط.
ولذا نرى أن ابن إدريس؛ كان يستطرف من بعض الكتب التي وصلت إليه شذرات عامة
ويلحقها بكتابه؛ ولعل من أسباب ذلك أنه لم يكن يطمئن ببقائها على حالها، فعمد إلى ذلك
لتصل كما هي إلى الأجيال القادمة. وما كان هذا إلا لعدم الرغبة فيها والاعتناء بها، وعدم تعاهدها
ودراستها واستنساخها؛ لذلك بقيت متروكة على حالها، وبتعاقب الأزمنة اندرست وذهب
أثرها من الوجود، ولم يبق منها اليوم سوى أسمائها.
ومن جملة أسبابها أيضا أن فقهاءنا في العصور الأولى كانوا محدثين؛ يراجعون
كتب الأخبار لاستخراج الأحكام، وكان هذا عاملا مؤثرا في بقائها. ومن بعد تبويب
الأحاديث الفقهية وتجميعها في الجوامع الحديثية سهل الأمر عليهم واستغنوا عن
17

مراجعة نفس تلك الأصول؛ حيث كان الكثير منها فاقدا للتبويب وأيضا يتطلب من
المراجع صرف الوقت الطويل.
وكان من جملة العوامل أيضا أن الكثير من تلك الكتب كانت حيازتها بحاجة إلى
مال كثير خارج عن قدرة الأفراد.
ومن الملاحظ أنه بعد مضي جيلين أو ثلاثة لم تعتن الحوزات الدينية بتلك
الكتب، ونشأت الزعامة الدينية في هذه الأجواء، لذلك لم تولها الاهتمام والرعاية
المناسبة.
ولذا نجد جل الكتب التي كتبها فضلاء المسلمين - الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) - في
التاريخ والمغازي والفضائل قد انعدمت. ولكن مع ذلك فإن ما ورد منها في كتب القوم
كثير، وذلك لم يكن عن اختيار ورغبة منهم بل عن اضطرار؛ لأنهم لو أعرضوا عنها لما
بقي لهم شيء. وبذلك اعترف الذهبي في مقدمة أحد كتبه الرجالية في جوابه عن
الاعتراض القائل: لماذا ينقل كثيرا في كتبه عن رواة الشيعة؟
واستمرت هذه المرحلة إلى عصرنا الحاضر باستثناء بعض الفترات التي تخللته؛
كالعصر الصفوي الذي ازدهرت فيه أيضا حركة علم الحديث؛ فإن معظم التراث
الشيعي الموجود اليوم هو إما من نسخة مستنسخة في ذلك العصر، وإما من نسخة
مستنسخة عن نسخة كتبت في ذلك العصر. ولا يخفى على المحصلين الدور الهام
الذي كان لعلماء هذا العصر في تنشيط حركة علم الحديث التي كان من نماذجها
المهمة ما قام به العلمان المجلسي والشيخ الحر العاملي (رحمهما الله) من جهود مضنية في هذا
المجال؛ فإن الكثير من النسخ الخطية إما ترجع إليهما أو ترجع إلى نسخة استنسخت
عن نسخهما.
فهذه ثلاث مراحل من مراحل ضياع التراث الإسلامي، والسياسة كانت أهم عامل
مؤثر في طمسه، وكان لها تأثير سلبي شديد ومباشر على اقتصاد المجتمع، خصوصا
طبقة العلماء المناوئين للسياسة الحاكمة، ولم يكن التأثير الاقتصادي في كثير من
18

الأحيان بأقل من التأثير السياسي؛ فالمجتمع الذي لا يستطيع طلبة العلم فيه من توفير
أبسط المقومات الاقتصادية اللازمة لهم، لا يستطيع صرف الوقت والاهتمام في سبيل
حفظ تراثه واستمرار نموه وحياته على طول الأيام، فيوما بعد يوم يبتعد عن علومه
وتراثه حتى يأتي زمان يؤول الأمر فيه إلى تعسر معرفة شيء لأحد عن بعض تلك
العلوم كما في العصر الحاضر. وهذا مصداق كلام مولانا أمير المؤمنين - عليه أفضل
صلاة المصلين - حيث قال: " يموت العلم بموت حامليه ".
فتلفت الكتب وضاعت واندرست ولم يبق منها حتى أسماؤها، اللهم إلا عند
بعض أهل العلم ممن يهتم بعلوم أهل البيت (عليهم السلام)، وقد ذكر بعض أهل العلم أنه بعد
انقراض الدولة الصفوية تدهورت الأوضاع الاقتصادية بشدة، ولم يكن للكتب
الدينية آنذاك قيمة تذكر، بحيث إن كميات كبيرة منها كانت تباع بأسعار زهيدة جدا،
حتى إن السيد نصر الله الحسيني الحائري (رحمه الله) - الشهيد في إسلامبول - عندما سافر من
الحائر إلى أصفهان اشترى في صفقة واحدة ألفي كتاب - من أحسن الكتب - بسعر
زهيد جدا، فأخذها معه إلى العراق وحفظها. ولا يعرف عدد الكتب التي خرجت من
محالها وضاعت وذهب أثرها من صفحة الوجود!
التعريف بكتب المجموعة واعتبارها
يعود تاريخ التعرف على هذه المجموعة الثمينة إلى العصر الصفوي، وبالتحديد
من قبل العلامة المجلسي، حيث أدرج الكثير من محتوياتها في البحار. ولما كانت
هذه المجموعة تتمتع بأهمية قصوى فقد اعتنى بها بعض أرباب الفن ممن اطلعوا
عليها، فتكثرت نسخها من بعد العلامة المجلسي، لكن رغم ذلك نرى أنها كانت
مستورة عن أنظار الكثيرين ولم يطلعوا عليها. أما الشيخ الحر فالظاهر أنه لم تصل إليه
إلا بعد الفراغ من تأليف كتاب الوسائل، حيث لم تسمح له الظروف بأن يدرجها في
الوسائل. وينقل أنه كان على علم بموضع النسخة، فطلبها من أصحابها فلم يلبوا طلبه
19

وبخلوا بها عليه (1).
ولكن الذي يضعف هذه الرأي أن الشيخ الحر استفاد منها في كتابه إثبات الهداة،
وهو من الكتب التي ألفها في مطلع حياته العلمية، وكان ذلك قبل تأليف الوسائل.
وكتب الشيخ الحر على ظهر النسخة التي اعتمدنا عليها في تحقيقنا - وكانت من
ممتلكاته -: " اعلم أني تتبعت أحاديث هذه الكتب الأربعة عشر، فرأيت أكثر أحاديثها
موجودا في الكافي أو غيره من الكتب المعتمدة، والباقي له مؤيدات فيها، ولم أجد
فيها شيئا منكرا سوى حديثين محتملين للتقية وغيرها ". ووقع تحته بهذه العبارة:
" حرره محمد الحر ".
وقال العلامة المجلسي في توثيقه لكتاب زيد النرسي والزراد - كما سيأتي -: " إنا
أخذناهما من نسخة قديمة مصححة بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي، وهو نقلها
من خط الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين
وثلاثمائة، وذكر أنه أخذهما وسائر الأصول المذكورة بعد ذلك من خط الشيخ الأجل
هارون بن موسى التلعكبري (رحمه الله) " (2).
وقال في المستدرك حول نسخته من هذه المجموعة: " وهذه النسخة كانت عند
العلامة المجلسي - كما صرح به في أول البحار - ومنها انتشرت النسخ " (3).
أقول: فنعم ما أقر به الشيخ الحر، وهو من المطلعين على أحاديث العترة؛ فإن

1. أقول: إن ظاهرة احتكار الكتب ومنع رواد العلم والمعرفة من الإفادة منها والارتشاف من مناهلها، تعد - في
الحقيقة - من الظواهر السيئة والدنيئة في المجتمع، ولقد تحمل العلماء والمثقفون من جراء ذلك - وعلى مر
العصور - الكثير من المعاناة. يحكى أن العلامة المجلسي (رحمه الله) كان قد احتاج إلى بعض الكتب الموجودة في
أصفهان، فطلبها من أصحابها فرفضوا إعطاءه إياها بالرغم من منزلته ورئاسته ونفوذه، فكيف بالآخرين!
ولا تزال الظاهرة نفسها قائمة في أوساطنا العلمية بالرغم من كثرة المكتبات والإمكانات والتقنيات، فكم يلاقي
الباحث والمحقق من عناء ومشقة ورفض في سبيل الحصول على بعض النسخ أو مصورة عنها!
2. بحار الأنوار: ج 1، ص 43.
3. خاتمة مستدرك الوسائل: ج 1، ص 38.
20

أغلب أحاديث هذه المجموعة موجود في كتب الحديث المروية من قبل أصحابنا،
فبعضها متحد معها في الطريق وفي اللفظ، وبعضها متحد معها في اللفظ مختلف من
حيث الراوي. فمثلا يوجد في أصل: " عن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام)... "، وفي آخر: " عن
أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول... ". وقسم آخر من الروايات يكون مختلفا
معها من حيث الراوي، ومتحدا أو شبيها لها - في بعض فقراتها أو أغلبها - من حيث
المعنى، سواء كان ذلك عن نفس ذلك الإمام أو عن غيره من المعصومين.
فالمراجع يلاحظ بوضوح تطابق أحاديث المعصومين بعضها مع بعض
وانسجامها واتحادها من حيث المعنى رغم صدورها في أزمنة مختلفة، بل في كثير من
الموارد تكون ألفاظها متحدة تماما كأنها صدرت عن شخص واحد في زمان واحد،
وهو من أعلى مظاهر الإعجاز، وحقانية حركتهم، وإلهية دعوتهم.
وهناك مسألة ينبغي التنبيه عليها؛ وهي أن اعتبار هذه الكتب ليس بمعنى صحة
ظواهر جميع الأحاديث التي وردت فيها من حيث الحكم، بل بمعنى أنها رويت بهذه
الصورة، أما الميزان في اعتبارها في مقام العمل فيخضع لقواعد علم الحديث التي
وردت عن المعصومين. ولذا نرى المجاميع التي دونت على أساس هذه الأصول
انتخب أصحابها ما كان يناسب موضوع كتابهم وكان حجة بنظرهم في مقام العمل
وصحيحا من حيث المعنى، أو كان لها مكانة خاصة فتركوا التي لم يكن لها مثل هذه
المميزات. فكتب الحديث - على هذا - تنقسم إلى قسمين: فقسم منها يورد ما ورد
عنهم (عليهم السلام)، وقسم يختص بما هو معتبر عند كاتبها في مقام الحكم والعمل. ولذا يوجد
في أحاديث هذه المجموعة ما صدر منهم (عليهم السلام) لأجل بعض المصالح لا اعتقادا بذلك؛
كالمماشاة مع الرأي العام، أو لاقتضاء الظروف ذلك في تلك الأزمنة، أو لأخذهم (عليهم السلام)
ذهنية المخاطب بنظر الاعتبار، أو ما شابه ذلك. وعليه، يجب ألا يستغرب القارئ
عندما يواجه فيها أخبارا مخالفة لما هو المشهور؛ للأسباب المذكورة.
ومن هنا لم يهتم أغلب المحدثين بهذا القسم من الأخبار، ولم ينقلوها في كتبهم
21

التي دونت على أساس هذه الأصول؛ ولذا نرى أنها لم تأت في الكتب الأربعة وأمثالها
من كتب الأخبار، إلا ما جاء من باب الغفلة أو الاشتباه في الاستنباط. ونحن ورعاية منا
للأمانة العلمية أوردناها كما هي؛ ذلك أنها تبين الصورة العامة للأصول الأولية في
المتقدمين.
والنكتة الأخرى التي يجب الإشارة إليها هي أن جل الكتب الحديثية الموجودة
في عصرنا لم تأخذ عن هذه الأصول مباشرة، بل بواسطة بعض الجوامع الحديثية
ومصنفات الفحول من الرواة، كابن أبي عمير والحسين بن سعيد ومحمد بن أبي نصر
البزنطي والبرقي وغيرهم ممن أدركوا أصحاب هذه الأصول، وحضروا عندهم،
وأخذوا أخبارهم، وأدرجوها في كتبهم. وكانت هذه الأصول من منابع علمهم وذخائر
فضلهم، وكان ما ينتخبونه منها مورد رأيهم وحكمهم وفتواهم وعملهم، وإذا كان
بعض أخبارها من المتعارضات فربما يظهر من إيرادها في كتبهم أنهم يعملون بها من
باب التخيير أو الترجيح بينها. وثمة أسرار أخرى في هذه المجموعة لا تزال مكتومة.
ونظرا لأن أصحاب هذه الأصول عاصروا الأئمة الأطهار (عليهم السلام) وأخذوا عنهم
الحديث مباشرة أو بواسطة من أخذ عنهم واشترك في مجلس الإمام (عليه السلام)، لذلك يرى
المراجع نفسه كأنه يعيش في تلك الأعصار مع الأئمة الأطهار وأصحابهم الأخيار،
وهي نعمة عظيمة وافتخار كبير، والحمد لله.
خصائص المجموعة
تمتاز هذه المجموعة عن سائر الكتب الأخرى بخصائص ومميزات يقف عليها
المراجع عند التأمل والتدقيق فيها. فمن خصائصها أنها تتألف من مجموعة روايات
متفرقة يكتنف بعضها الغموض وعدم الوضوح في المعنى ما لم تقترن بروايات أخرى
متحدة معها في الموضوع، أو تخالف بحسب ظاهرها الأخبار الأخرى، فيجب التفقه
فيها بالجمع بينها، وإعمال القواعد والأصول اللازمة للعمل بالحديث.
22

وقراءة هذه المجموعة هي في الحقيقة قراءة لمجموعة من الأحاديث المتنوعة
كل التنوع، ويرى الباحث عند مراجعته للمصادر - المشار إليها في الهامش - كيفية
مجيء الأحاديث المتحدة والمتشابهة في كتب الأخبار؛ حيث يستطيع المقارنة بينها،
وتحصل له من خلال مقارنتها معلومات كثيرة عن كيفية ورود الروايات المتحدة في
المصادر الحديثية، وسير الحديث في زمن المتقدمين، ودراسة أخطاء النسخ،
ودراسة أسانيدها وتصحيحها، وحجم الروايات المتكررة ومعرفة مصادرها وما
وصلت إليه دراسة علم الحديث عند الأصحاب، وما ينبغي القيام به من أعمال تناسب
حركتنا العلمية، وتدارك بعض النواقص المطروحة فيها، إضافة إلى مادتها الغنية
المستخرجة من مناهل أهل بيت الرسالة والوصاية؛ من الأحكام، والمواعظ،
والحكم، ومكارم الأخلاق، وأخبار السماء والعالم؛ والتوحيد، والعقائد، وفضل
بعض الأعمال، ومسائل أخرى مهمة لا يعرفها إلا الأوحدي من العلماء.
إن من تأمل في هذا الكتاب يقف على حقائق بينة كثيرة في مختلف العلوم
والمعارف التي ترتبط بالنبي وآله - صلوات الله عليهم أجمعين - والتي ربما لم تكن
بهذه الكثرة في الكتب الأخرى بالنظر إلى حجمه الصغير، وإن كان أسلوبه غير مألوف
للمراجعين؛ لعدم رؤيتهم لمثله. فالمراجع من خلال الاطلاع على متون هذه
المجموعة وما نقل عنها في مجاميعنا الحديثية تحصل له صورة عن طبيعة كتب
الحديث عند أصحاب الأئمة الأطهار؛ ولذا ينحل باتضاح هذه الصورة كثير من
إبهامات المجاميع الحديثية المتقدمة التي حصلت نتيجة الجهل بكيفية نقل الرواية
وانتزاعها من أصولها وإيرادها بأشكال جديدة في تلك المجاميع، والتي يمكن
بواسطتها فهم كثير من هذه الإبهامات التي لأجلها يخدش أحيانا في حجية كثير من
الأخبار.
ومن خلال قراءة أحاديث هذه المجموعة تنعكس طبيعة أصول القدماء
والأحاديث الموجودة فيها، وكيفية أخذ أصحاب الجوامع الحديثية من هذه الأصول،
23

وماهية الأحاديث التي أهملوها ولم يوردوها في مجاميعهم، ومقارنة الجوانب
المختلفة لأحاديثها مع الأحاديث الموجودة في المصنفات الحديثية، وينكشف
الكثير من القرائن والحقائق في علم الحديث التي يستفاد منها في علم الفقه والأصول
والرجال.
ومن خلال مقارنة أحاديث الأئمة (عليهم السلام) وعلومهم الواسعة والكثيرة التي هي فوق
حد الإحصاء، ومن اتحاد كلماتهم (عليهم السلام) بالرغم من كثرتها وصدورها في أزمنة متفاوتة
ولأفراد مختلفين، وتطابقها وانسجامها مع بعض ومع كلمات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيرته؛
يعلم من خلال ذلك كله إلهية دعوتهم وعلومهم.
ومن فوائد هذه المجموعة أيضا تكثر طرق بعض الأحاديث المتفردة أو القليلة
الطرق أو الضعيفة أو المرسلة - كما في تفسير العياشي - لكنها بفضل الأحاديث
الموجودة هنا خرجت عن الإرسال، كما في الحديث السابع والستين من كتاب عاصم
عن أبي إسحاق النحوي الذي جاء في تفسير العياشي مرسلا، كما في البحار.
كانت هذه المجموعة منذ ثماني سنوات مورد نظر وتأمل وتحقيق عندنا - وإن لم
يكن ذلك متواصلا؛ لانسداد طريق العلم والتحقيق في كثير من مسائلها في عصرنا -
مع حث جماعة من العلماء على إظهارها ووضعها في متناول الباحثين، ولكني كنت
أشعر بعدم كفاية تلك التحقيقات، وكانت بحاجة إلى اجتهاد كثير في مختلف
مجالاتها، كما لا يخفى ذلك على ذوي الألباب، خصوصا مع تقدمها التاريخي
واضمحلال قرائن العلم والمعرفة، ثم أقدمنا على إخراجها عندما شعرنا بكفاية
التحقيق وحلول وقت تقديمها إلى مجامعنا العلمية.
وتختلف الأحاديث الموجودة في هذه المجموعة من حيث الصورة والشكل:
فقسم منها معظمه مروي عن الأئمة (عليهم السلام) بلا واسطة، كما في أصلي النرسي والزراد؛
وقسم آخر كذلك لكن مع واسطة أو أكثر كما في أصل عاصم؛ وقسم ثالث مروي
بتمامه مع الواسطة كما في كتاب عباد.
24

فالراوي أخذ الأصل - بهذا العدد من الروايات المتفرقة - من جامعه أو من الرواة
عنه.
محتوى المجموعة
وهذا الكتاب مؤلف من مجموعتين:
الأولى: تشتمل على كتاب زيد الزراد، وكتاب أبي سعيد عباد العصفري، وكتاب
عاصم بن حميد الحناط، وكتاب زيد النرسي، وكتاب جعفر بن محمد بن شريح،
وكتاب محمد بن مثنى الحضرمي، وكتاب محمد بن جعفر القرشي، وكتاب
درست بن أبي منصور الواسطي.
برواية أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن الشيخ أبي علي محمد بن
همام، أو عن أبي العباس ابن عقدة.
الثانية: تشتمل على كتاب عبد الملك بن حكيم، وكتاب مثنى بن الوليد الحناط،
وكتاب خلاد السدي، وكتاب حسين بن عثمان، وكتاب عبيد الله بن يحيى الكاهلي،
وكتاب سلام بن أبي عمرة، وعلى خبر في الملاحم، ونوادر علي بن أسباط.
برواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري عن أبي العباس
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني.
الرواة الأولون لكتب المجموعة
إن أغلب الأصول التي انتشرت من طرق الرواة بهذا الشكل في هذه المجموعة
إنما وردت من طريق شيخ الرواية الحافظ الفقيه محمد بن أبي عمير (رحمه الله) الذي هو من
أصحاب الإجماع، وأما سائر الأصول فقد وردت من طرق رواة آخرين كأحمد بن
محمد بن أبي نصر البزنطي، كما في أصل الكاهلي وغيره.
25

التعريف بكتب المجموعة الأولى
أصلا الزراد والنرسي
وحول هذه المجموعة قال العلامة المجلسي في مقدمة كتابه بحار الأنوار - عند
توثيقه لمصادر الكتاب -: " والنرسي من أصحاب الأصول، روى عن الصادق
والكاظم (عليهما السلام)، وذكر النجاشي سنده إلى ابن أبي عمير عنه، والشيخ في التهذيب وغيره
يروي من كتابه. وروى الكليني أيضا من كتابه في مواضع: منها في باب التقبيل عن
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عنه. ومنها في كتاب الصوم بسند آخر
عن ابن أبي عمير، عنه.
وكذا كتاب زيد الزراد أخذ عنه أولو العلم والرشاد، وذكر النجاشي أيضا سنده إلى
ابن أبي عمير عنه، وقال الشيخ في الفهرست والرجال: لهما أصلان لم يروهما ابن بابويه
وابن الوليد، وكان ابن الوليد يقول: هما موضوعان. وقال ابن الغضائري: غلط أبو
جعفر في هذا القول؛ فإني رأيت كتبهما مسموعة من محمد بن أبي عمير. انتهى.
وأقول: وإن لم يوثقهما أرباب الرجال لكن أخذ أكابر المحدثين من كتابهما،
واعتمادهم عليهما، حتى الصدوق في معاني الأخبار وغيره، ورواية ابن أبي عمير
عنهما، وعد الشيخ كتابهما من الأصول، لعلها تكفي لجواز الاعتماد عليهما، مع أنا
أخذناهما من نسخة قديمة مصححة بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي، وهو نقله
من خط الشيخ الجليل محمد بن الحسن القمي، وكان تاريخ كتابتها سنة أربع وسبعين
وثلاثمائة، وذكر أنه أخذهما وسائر الأصول المذكورة بعد ذلك من خط الشيخ الأجل
هارون بن موسى التلعكبري (رحمه الله).
وذكر في أول كتاب النرسي سنده هكذا: حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن
موسى التلعكبري - أيده الله - قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبد الله العلوي أبو عبد الله المحمدي قال: حدثنا
26

محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي.
وذكر في أول كتاب الزراد سنده هكذا: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن حميد بن زياد بن حماد، عن أبي
العباس عبيد الله بن أحمد بن نهيك، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الزراد.
وهذان السندان غير ما ذكره النجاشي " (1).
وفي أعيان الشيعة في ترجمة زيد الزراد قال: " قال النجاشي: زيد الزراد، كوفي،
روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، له كتاب؛ أخبرنا محمد بن محمد، حدثنا جعفر بن محمد،
حدثنا أبي وعلي بن الحسين بن موسى قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، حدثنا
محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن أبي عمير، عن زيد بكتابه.
وفي الفهرست: زيد النرسي وزيد الزراد لهما أصلان لم يروهما محمد بن
علي بن الحسين بن بابويه. وقال: لم يروهما محمد بن الحسن بن الوليد، وكان
يقول: هما موضوعان. وكذلك كتاب خالد بن عبد الله بن سدير، وكان يقول: وضع
هذه الأصول محمد بن موسى الهمداني، وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه.
وفي الخلاصة: زيد النرسي - بالنون - وزيد الزراد، قال الشيخ الطوسي: لهما
أصلان لم يروهما محمد بن علي بن الحسين بن بابويه. وقال في فهرسته: لم يروهما
محمد بن الحسن بن الوليد، وكان يقول: هما موضوعان. وكذلك كتاب خالد بن عبد
الله بن سدير. وكان يقول: وضع هذه الأصول محمد بن موسى الهمداني. وقال الشيخ
الطوسي في كتاب زيد النرسي: رواه ابن أبي عمير عنه.
وقال ابن الغضائري: زيد الزراد، كوفي، وزيد النرسي رويا عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال أبو جعفر بن بابويه: إن كتابهما موضوع، وضعه محمد بن موسى السمان. قال:
وغلط أبو جعفر في هذا القول؛ فإني رأيت كتبهما مسموعة عن محمد بن أبي عمير.

1. بحار الأنوار: ج 1، ص 43 - 44.
27

والذي قاله الشيخ عن ابن بابويه وابن الغضائري لا يدل على طعن في الرجلين،
فإن كان توقف ففي رواية الكتابين، ولما لم أجد لأصحابنا تعديلا لهما ولا طعنا فيهما
توقفت عن قبول روايتهما. انتهى ما في الخلاصة.
أقول: في رواية الأجلاء كتابه، وفيهم ابن أبي عمير الذي لا يروي إلا عن ثقة،
أقوى دليل على وثاقته واعتبار كتابه. وأما عدم رواية الصدوق وشيخه ابن الوليد كتابه
وكتاب النرسي، فهو من جملة تشدد القميين المعروف الذي هو في غير محله،
والصدوق تابع لشيخه هذا في الجرح والتعديل، وجمود الأتقياء قد يكون أضر في الدين
من تساهل الفسقة! - كما نشاهده في عصرنا - فضرر الفاسق المعروف الفسق لا يتجاوز
نفسه، أما جمود التقي فيتبعه الناس عليه لحسن ظنهم به، فيوقعهم في المفسدة
باعتقاد أنها مصلحة، ويبعدهم عن المصلحة باعتقاد أنها مفسدة. وابن الغضائري الذي
لم يكد يسلم منه أحد من الأجلاء قد غلط الصدوق في قوله؛ لكون كتبهما مسموعة
عن ابن أبي عمير، وكأنه يشير إلى اعتبارها لرواية ابن أبي عمير لها....
وفي التعليقة: لا يخفى أن الظاهر مما ذكره النجاشي - هنا وفي خالد [بن سدير]
وزيد النرسي - صحة كتبهم، وأن النسبة غلط لا سيما في النرسي؛ لقوله: يرويه
جماعة. وكذا الظاهر من الشيخ في التراجم الثلاث لا سيما ما ذكره هنا. وناهيك
لصحتها نسبة ابن الغضائري مثل ابن بابويه إلى الغلط. ومضى في الفوائد ما يؤيد
أقوالهم وعدم الطعن فيهم، مضافا إلى أن الراوي ابن أبي عمير. وقوله: رواه عنه
ابن أبي عمير بعد التخطئة، لعله يشير إلى وثاقتهما لما ذكره في العدة. انتهى.
وعن السيد صدر الدين العاملي في حواشي منتهى المقال أنه قال: قد ظفرت
بحمد الله تعالى بكتاب زيد الزراد، وفيه ثلاثة وثلاثون حديثا، وصورة السند في أول
الكتاب: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري... إلى آخر ما مر.
وبعد قوله عن زيد الزراد: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)، وفي آخره: فرغ من نسخه من أصل
أبي الحسن محمد بن الحسين بن الحسن بن أيوب القمي أيده الله، في يوم الخميس
28

لليلتين بقيتا من ذي القعدة الحرام سنة (374). ورجال السند كلهم ثقات أجلاء من
أصحابنا، نعم يرمى حميد بن زياد بالوقف.
وقال: رأيت كتاب زيد النرسي منقولا من خط منصور بن الحسن بن الحسين
الآبي، وتأريخه في ذي الحجة الحرام سنة (374)، وفي أول الكتاب: حدثنا الشيخ أبو
محمد هارون بن موسى التلعكبري أيده الله، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد الهمداني، حدثنا جعفر بن عبد الله العلوي أبو عبد الله المحمدي، حدثنا محمد
بن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام). ورجال السند كلهم ثقات، بل من
الأجلاء أيضا، وإن كان أبو العباس منهم زيديا جاروديا، فمع ما ذكرنا من السندين
لكتاب الزيدين وما قاله النجاشي فيهما قوله في كتاب النرسي: يرويه جماعة، كيف
يتصور كون الكتابين موضوعين مع أخذهما يدا بيد كما ذكرنا؟! انتهى.
وقال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله: " الجواب عما حكاه الشيخ في الفهرست
عن ابن بابويه - من الطعن الذي حكاه عن ابن الوليد - أن رواية ابن أبي عمير لهذا
الأصل تدل على صحته والوثوق بمن رواه، فإن المستفاد من تتبع الحديث وكتب
الرجال بلوغه الغاية في الثقة والعدالة والورع والضبط والتحذر عن التخليط والرواية
عن الضعفاء والمجاهيل، ولذا ترى أن الأصحاب يسكنون إلى روايته، يعتمدون على
مراسيله. وقد ذكر الشيخ في العدة أنه لا يروي ولا يرسل إلا عمن يوثق به، وهذا توثيق
عام لمن روى عنه، ولا معارض له هنا.
وحكى الكشي في رجاله إجماع العصابة على تصحيح ما يصح عنه، والإقرار له
بالفقه والعلم. ومقتضى ذلك صحة الأصل المذكور؛ لكونه مما قد صح عنه، بل توثيق
راويه أيضا؛ لكونه العلة في التصحيح غالبا. والاستناد إلى القرائن وإن كان ممكنا إلا أنه
بعيد في جميع روايات الأصل. وعد زيد النرسي من أصحاب الأصول وتسمية كتابه
أصلا مما يشهد بحسن حاله واعتبار كتابه؛ فإن الأصل في اصطلاح المحدثين من
أصحابنا بمعنى الكتاب المعتمد لم ينتزع من كتاب آخر. وأما الطعن على هذا الأصل
29

والقدح فيه بما ذكره فإنما الأصل فيه محمد بن الحسن بن الوليد القمي، وتبعه على
ذلك ابن بابويه على ما هو دأبه في الجرح والتعديل والتضعيف والتصحيح، ولا موافق
لهما فيما أعلم.
وتضعيف القميين وقدحهم في الأصول والرجال معروف؛ فإن طريقتهم في
الانتقاد تخالف ما عليه جماهير النقاد، وتسرعهم إلى الطعن بلا سبب ظاهر مما يريب
اللبيب الماهر. ولم يلتفت أحد أئمة الحديث والرجال إلى ما قاله الشيخان المذكوران
في هذا المجال، بل المستفاد من تصريحاتهم وتلويحاتهم تخطئتهما في ذلك المقال،
قال الشيخ ابن الغضائري - ونقل ما مر عنه - ثم قال: وناهيك بهذه المجاهرة في الرد من
هذا الشيخ الذي بلغ الغاية في تضعيف الروايات والطعن في الرواة، حتى قيل: إن
السالم من رجال الحديث من سلم منه، وأن الاعتماد على كتابه في الجرح طرح لما
سواه من الكتب. ولولا أن هذا الأصل من الأصول المعتمدة بالقبول بين الطائفة لما
سلم من طعنه وغمزه، على ما جرت به عادته في كتابه الموضوع لهذا الغرض، فإنه قد
ضعف فيه كثيرا من أجلاء الأصحاب المعروفين بالتوثيق؛ نحو إبراهيم بن سليمان بن
حبان، وإبراهيم بن عمر اليماني، وإدريس بن زياد، وإسماعيل بن مهران،
وحذيفة بن منصور، وأبي بصير ليث المرادي، وغيرهم من أعاظم الرواة وأصحاب
الحديث. واعتمد في الطعن عليهم غالبا بأمور لا توجب قدحا فيهم بل في رواياتهم؛
كاعتماد المراسيل، والرواية عن المجاهيل، والخلط بين الصحيح والسقيم، وعدم
المبالاة في أخذ الروايات، وكون رواياتهم مما تعرف تارة وتنكر أخرى، وما يقرب
من ذلك، هذا كلامه عن هؤلاء المشاهير الأجلة.
وأما إذا وجد في أحد ضعفا بينا وطعنا ظاهرا - وخصوصا إذا تعلق بصدق
الحديث -، فإنه يقيم عليه النوائح ويبلغ منه كل مبلغ ويمزقه كل ممزق. فسكوت هذا
الشيخ عن أصل زيد النرسي ومدافعته عن أصله بما سمعت من قوله، أعدل شاهد على
أنه لم يجد فيه مغمزا، ولا للقول في أصله سبيلا.
30

ثم قال: وقول الشيخ في الفهرست: وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه،
فيه تخطئة ظاهرة للصدوق وشيخه في حكمهما بأن أصل زيد النرسي من موضوعات
محمد بن موسى الهمداني، فإنه متى صحت رواية ابن أبي عمير إياه عن صاحبه امتنع
إسناد وضعه إلى الهمداني المتأخر العصر عن الراوي والمروي عنه.
وأما النجاشي، وهو أبو عذرة هذا الأمر وسباق حلبته كما يعلم من كتابه الذي
لا نظير له في فن الرجال، فقد عرفت من كلامه روايته لأصل زيد النرسي - في الحسن
كالصحيح، بل الصحيح على الأصح - عن ابن أبي عمير، عن صاحب الأصل. وقد
روى أصل زيد الزراد عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه وعلي بن بابويه، عن علي
بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن ابن أبي عمير، عن زيد الزراد. ورجال
هذا الطريق وجوه الأصحاب ومشايخهم، ليس فيهم من يتوقف في شأنه سوى
العبيدي، والصحيح توثيقه. وقد اكتفى النجاشي بذكر هذين الطريقين ولم يتعرض
لحكاية الوضع في شيء من الأصلين، بل أعرض عنها صفحا وطوى دونها كشحا؛
تنبيها على غاية فسادها مع دلالة الإسناد الصحيح المتصل على بطلانها.
وفي كلامه في زيد النرسي دلالة على أن أصله من جملة الأصول المشهورة
المتلقاة بالقبول بين الطائفة، حيث أسند روايته عنه أولا إلى جماعة من الأصحاب ولم
يخصه بابن أبي عمير. ثم عد في طريقه إليه من مرويات المشايخ الأجلة، وهم: أحمد
بن علي بن نوح السيرافي، ومحمد بن أحمد بن عبد الله الصفواني، وعلي بن إبراهيم
القمي، وأبوه إبراهيم بن هاشم. وقد قال في السيرافي: إنه كان ثقة في حديثه، متقنا لما
يرويه، فقيها بصيرا في الحديث والرواية. وفي الصفواني: إنه شيخ، ثقة، فقيه، فاضل.
وفي القمي: إنه ثقة في الحديث. وفي أبيه: إنه أول من نشر أحاديث الكوفيين بقم.
ولا ريب في أن رواية مثل هؤلاء الفضلاء الأجلاء، تقتضي اشتهار تلك الأصول
في زمانهم، وانتشار أخبارها فيما بينهم.
وقد علم مما سبق كونه من مرويات الشيخ المفيد وشيخه أبي القاسم جعفر بن
31

قولويه، والشيخ الجليل الذي انتهت إليه رواية جميع الأصول والمصنفات أبي محمد
هارون بن موسى التلعكبري، وأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة
الحافظ المشهور، وأبي عبد الله جعفر بن عبد الله رأس المذري الذي قالوا فيه: إنه
أوثق الناس في حديثه.
وهؤلاء مشايخ الطائفة ونقدة الأحاديث وأساطين الجرح والتعديل، وكلهم ثقات
أثبات، ومنهم المعاصر لابن الوليد والمتقدم عليه والمتأخر عنه الواقف على دعواه،
فلو كان الأصل المذكور موضوعا معروف الوضع - كما ادعاه - لما خفي على هؤلاء
الجهابذة النقاد بمقتضى العادة في مثل ذلك.
وقد أخرج ثقة الإسلام الكليني لزيد النرسي في جامعه الكافي - الذي ذكر أنه
جمع فيه الآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام) - روايتين: إحداهما في باب التقبيل من
كتاب الإيمان والكفر، والثانية في كتاب الصوم في باب صوم عاشوراء. ثم ذكر
الروايتين بسنديهما:
[عن الحسن بن علي الهاشمي، عن محمد بن عيسى، قال: حدثنا محمد بن أبي
عمير، عن زيد النرسي، قال: سمعت عبيد بن زرارة يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم يوم
عاشوراء، فقال: " من صامه كان حظه من صيام ذلك اليوم حظ ابن مرجانة وابن زياد ".
قلت: وما حظهما من ذلك اليوم؟ قال: " النار " (1)].
وقال عند ذكر الثانية: والشيخ في كتابي الأخبار أورد هذه الرواية بإسناده عن
محمد بن يعقوب، وأخرج لزيد في كتاب الوصايا من تهذيب الأحكام في باب وصية
الإنسان لعبده حديثا آخر. ثم ذكر سند الحديث.
ثم قال: والغرض من إيراد هذه الأحاديث التنبيه على عدم خلو الكتب الأربعة من
أخبار زيد النرسي، وبيان صحة رواية ابن أبي عمير عنه، والإشارة إلى تعداد الطرق

1. الكافي: ج 4، ص 147، ح 6.
32

إليه، واشتمالها على عدة من الرجال الموثوق بهم سوى من تقدم ذكره في السالفة،
وفي ذلك كله تنبيه على صحة هذا الأصل وبطلان دعوى وضعه. ويشهد لذلك أيضا
أن محمد بن موسى الهمداني الذي ادعي عليه وضع هذا الأصل لم يتضح ضعفه بعد
فضلا عن كونه وضاعا للحديث " (1). إلى هنا أورد كلامه في الأعيان.
وقال في تتمة كلامه: " فإنه من رجال نوادر الحكمة، والرواية عنه في كتب
الأحاديث متكررة، ومن جملة رواياته حديثه الذي انفرد بنقله في صلاة عيد الغدير،
وهو حديث مشهور، أشار إليه المفيد (رحمه الله) في مقنعته وفي مسار الشيعة، ورواه الشيخ (رحمه الله)
في تهذيب الأحكام، وأفتى به الأصحاب وعولوا عليه، ولا راد له سوى الصدوق وابن
الوليد، بناء على أصلهما فيه.
والنجاشي ذكر هذا الرجل في كتابه ولم يضعفه، بل نسب إلى القميين تضعيفه
بالغلو، ثم ذكر له كتبا منها كتاب الرد على الغلاة، وذكر طريقه إلى تلك الكتب، قال (رحمه الله):
وكان ابن الوليد (رحمه الله) يقول: إنه كان يضع الحديث. والله أعلم.
وابن الغضائري وإن ضعفه إلا أن كلامه فيه يقتضي أنه لم يكن بتلك المثابة من
الضعف، فإنه قال فيه: إنه ضعيف يروي عن الضعفاء، ويجوز أن يخرج شاهدا، تكلم
فيه القميون فأكثروا، واستثنوا من نوادر الحكمة ما رواه. وكلامه ظاهر في أنه لم يذهب
فيه مذهب القميين، ولم يرتض ما قالوه، والخطب في تضعيفه هين، خصوصا إذا
استهونه.
وبالجملة، فتضعيف محمد بن موسى يدور على أمور:
أحدها: طعن القميين في مذهبه بالغلو والارتفاع. ويضعفه ما تقدم عن النجاشي
أن له كتابا في الرد على الغلاة.
وثانيها: إسناد وضع الحديث إليه. وهذا مما انفرد به ابن الوليد، ولم يوافقه في

1. أعيان الشيعة: ج 7، ص 98.
33

ذلك إلا الصدوق (قدس سره) لشدة وثوقه به، حتى قال (رحمه الله) في كتاب من لا يحضره الفقيه: إن كل ما
لم يصححه ذلك الشيخ ولم يحكم بصحته من الأخبار، فهو عندنا متروك غير صحيح.
وسائر علماء الرجال ونقدة الأخبار تحرجوا عن نسبة الوضع إلى محمد بن
موسى، وصححوا أصل زيد النرسي، وهو أحد الأصول التي أسند وضعها إليه، وكذا
أصل زيد الزراد. وسكوتهم عن كتاب خالد بن سدير لا يقتضي كونه موضوعا،
ولا كون محمد بن موسى واضعا؛ إذ من الجائز أن يكون عدم تعرضهم له لعدم ثبوت
صحته لا لثبوت وضعه، فلا يوجب تصويب ابن الوليد لا في الوضع ولا في الواضع،
أو لكونه من موضوعات غيره، فيقتضي تصويبه في الأول دون الثاني.
وثالثها: استثناؤه من كتاب نوادر الحكمة. والأصل فيه محمد بن الحسن بن
الوليد أيضا، وتابعه على ذلك الصدوق وأبو العباس بن نوح، بل الشيخ والنجاشي
أيضا.
وهذا الاستثناء لا يختص به، بل المستثنى من ذلك الكتاب جماعة وليس جميع
المستثنين وضعة للحديث، بل منهم المجهول الحال، والمجهول الاسم، والضعيف
بغير الوضع، بل الثقة على أصح الأقوال؛ كالعبيدي، واللؤلؤي. فلعل الوجه في استثناء
غير الصدوق وشيخه ابن الوليد جهالة محمد بن موسى أو ضعفه من غير سبب
الوضع. والموافقة لهما في الاستثناء لا تقتضي الاتفاق في التعليل، فلا يلزم من استثناء
من وافقهما ضعف محمد بن موسى عنده، فضلا عن كونه وضاعا. وقد بان لك بما
ذكرنا مفصلا اندفاع الاعتراضين بأبلغ الوجوه ". (1)
أقول: وجاء في تنقيح المقال (2) أن محمد بن موسى الهمداني قد وقع في طريق
الصدوق (رحمه الله) في باب صوم التطوع من الفقيه، وقد جزم غير واحد بكونه محمد بن

1. الفوائد الرجالية للسيد بحر العلوم: ج 2 ص 356 ونقله عنه في خاتمة مستدرك الوسائل: ج 1، ص 70،
ط - مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث.
2. تنقيح المقال: ج 3، ص 193.
34

موسى بن عيسى أبا جعفر السمان الهمداني الذي مر تضعيفهم له.
وجاء في خاتمة المستدرك أن " علي بن بابويه - والد الصدوق - يروي أصل
النرسي، كما مر أنه يروي أصل الزراد، ويظهر منه أن أصل نسبة اعتقاد وضعهما إلى
الصدوق تبعا لشيخه ضعيف، أو رجع عنه بعد ما ذكره في فهرسته؛ فإن والده شيخ
القميين وفقيههم وثقتهم، والذي خاطبه الإمام العسكري (عليه السلام) بقوله في توقيعه: يا
شيخي ومعتمدي، يروي الأصل المذكور وولده يعتقد كونه موضوعا! هذا مما
لا ينبغي نسبته إليه.
ويؤيد ضعف النسبة، أو يدل على الرجوع، روايته عن الأصلين في كتبه.
وأما عن أصل النرسي ففي ثواب الأعمال: أبي (رحمه الله) قال: حدثني علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن بعض أصحابه قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغسل رأسه بالسدر... إلى آخر ما في الوسائل
منقولا عنه، وفي كتابنا منقولا عن الأصل المذكور.
هذا [وأورده عنه في البحار (1) عن ثواب الأعمال] وقد أخرج الخبر المذكور
شيخه جعفر بن أحمد القمي في كتاب العروس عن زيد كما في أصله.
وأخرج الصدوق (رحمه الله) أيضا في الفقيه، في باب ضمان الوصي لما يغيره عما أوصى
به الميت، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن علي بن مزيد صاحب
السابري، قال: أوصى إلي رجل... وساق الحديث، وهو طويل ذكره الشيخ في الأصل
في كتاب الوصية مثل ما نقلناه عن أصل النرسي في الكتاب المذكور، فلاحظ.
وأخرج أحمد بن محمد بن فهد في عدة الداعي عن الأصل المذكور حديث
معاوية بن وهب في الموقف، وهو حديث شريف في الحث على الدعاء للإخوان.
وأخرج الحسين بن سعيد في كتاب الزهد عن الأصل المذكور خبر فناء العالم،

1. بحار الأنوار: ج 76، ص 87، ح 6.
35

عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول... إلا أنه اختصره.
وأخرج الخبر المذكور عنه علي بن إبراهيم في تفسيره، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن زيد، وساقه كما هو موجود في الأصل " (1).
وفيه أيضا في الكلام حول أصل زيد الزراد: " ومما يستغرب أن علي بن بابويه (قدس سره)
شيخ مشايخ القميين يروي الأصل المذكور، وولده الصدوق (قدس سره) لا يعول عليه في
روايته له المنبئة عن اعتماده عليه، ويقلد شيخه ابن الوليد فيما نسب إليه! وأغرب من
هذا أنه مع ما نسب إليه يروي من الأصل المذكور بالسند المتقدم!!
ففي معاني الأخبار: أبي قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن
عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): يا بني، اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم؛ فإن المعرفة
هي الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان.
إني نظرت في كتاب علي (عليه السلام) فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرئ وقدره معرفته؛ إن
الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا.
وكأنه رجع عما توهمه تبعا لشيخه.
وروى عنه أيضا ثقة الإسلام في الكافي، بسند صحيح بالاتفاق، في باب شدة
ابتلاء المؤمن، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن عظيم
البلاء يكافأ به عظيم الجزاء، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء، فمن رضي فله عند
الله الرضا، ومن سخط البلاء فله عند الله السخط....
وفي رسالة أبي غالب أحمد بن محمد الزراري إلى ولد ولده: وسمعت من حميد

1. خاتمة مستدرك الوسائل: ج 1، ص 72.
36

بن زياد، وأبي عبد الله بن ثابت، وأحمد بن رباح، وهؤلاء من رجال الواقفة إلا أنهم
كانوا فقهاء، ثقات، كثيري الدراية.
فظهر بما ذكرنا: أن زيدا الزراد ثقة، وأن كتابه من الأصول، وأن المشايخ اعتمدوا
عليه، وخلاصته وجوه:
الأول: رواية ابن أبي عمير عنه، ولا يروي ولا يرسل إلا عن ثقة.
الثاني: رواية الحسن بن محبوب عنه، وهو من أصحاب الإجماع، وعلى
المشهور يحكم بصحة ما رواه، وقد صح السند إليه، وعلى الأقوى هو من أمارات
الوثاقة، كما يأتي في النرسي وفاقا للعلامة الطباطبائي (قدس سره).
الثالث: رواية المشايخ الأجلة عنه وعن كتابه؛ كالكليني، والصدوق، ووالده،
والتلعكبري، وغيرهم ممن روى كتابه، أو نقل حديثه في كتابه الذي ضمن صحته.
الرابع: عد كتابه من الأصول، ويأتي أنه لا يصير أصلا إلا بعد كونه معتمدا معولا
عليه عند الأصحاب.
الخامس: أن النجاشي - وهو المقدم في هذا الفن - ذكره ولم يطعن عليه، وذكر
كتابه الطريق إليه، والذي عليه المحققون أن هذا ينبئ عن مدح عظيم....
الثامن: أن أخبار هذا الكتاب كلها سديدة متينة، ليس فيها ما يوهم الجبر والغلو
والتفويض وموافقة العامة، وجملة من متونها ومضمونها موجودة في سائر كتب
الأخبار، فأي داع إلى وضع مثله؟! " (1).
وقال في كلامه حول أصل زيد النرسي: " وأما أصل زيد النرسي: فقد كفانا مؤونة
شرح اعتباره العلامة الطباطبائي - طاب ثراه - في رجاله، قال رحمه الله تعالى: زيد
النرسي أحد أصحاب الأصول، صحيح المذهب، منسوب إلى نرس - بفتح الموحدة
الفوقانية وإسكان الراء المهملة -: قرية من قرى الكوفة، تنسب إليها الثياب النرسية،

1. المصدر السابق: ص 47 - 52.
37

أو نهر من أنهارها، عليه عدة من القرى، كما قاله السمعاني في كتاب الأنساب، قال:
ونسب إليها جماعة من مشاهير المحدثين بالكوفة....
وقد نص شيخ الطائفة - طاب ثراه - في الفهرست على رواية ابن أبي عمير كتاب
زيد النرسي كما ذكره النجاشي، ثم ذكر في ترجمة ابن أبي عمير طرقه التي تنتهي إليه.
والذي يناسب وقوعه في إسناد هذا الكتاب هو ما ذكره فيه وفي المشيخة: عن
المفيد، عن ابن قولويه (قدس سرهما)، عن أبي القاسم جعفر بن محمد العلوي الموسوي، عن
عبيد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير " (1).
أقول: علاوة على المذكورين الذين مرت أسماؤهم، روى أحاديث كتاب زيد
النرسي ابن قولويه في كامل الزيارات، والمحمدون الثلاثة في الموارد الآتية. وأيضا
روى الكتابين من معاصري ابن الوليد ومن طبقة مشايخه ومن عظماء الطائفة ومشايخ
الرواية؛ كأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، وأبي علي محمد بن همام،
وحميد بن زياد النينوي، وأبي العباس ابن عقدة، كيف أن هؤلاء مع أنهم من مهرة
الأخبار ومتضلعي الفن جهلوا وابن الوليد علم؟! ولم يثبت كون ابن الوليد أعرف من
هؤلاء في فنون الأخبار ورجال الحديث.
ومما مر عليك يثبت أن الكتابين كانا مورد عمل الأصحاب ومورد اعتمادهم، ولم
يصح ما نسب إلى ابن الوليد من عدم إمكان الاعتماد عليهما وأنه متفرد في طريقه، بل
الصدوق الذي نقل قوله من طريقه وصرح بتبعيته له في الجرح والتوثيق لم يتبعه في
هذا الأمر عملا مع تصريحه بذلك ظاهرا، إلا على القول برجوعه عن اتباع شيخه - كما
هو الظاهر - واتباعه له كان في بداية أمره، وهو دليل آخر على صحة الكتابين، بل
علاوة على ذلك فإنه نقل عنه في الفقيه الذي أورد فيه ما هو المعتبر بنظره وما يفتي به،
كما جاء في مقدمة كتابه.

1. المصدر السابق: ص 62.
38

وبهذا يظهر أن الذين ذهبوا إلى تضعيف الأخبار اعتمادا على الظنون تركوا عمل
الطائفة وخرجوا عن الاعتدال، لذلك نرى أن أغلب الذين ذهبوا إلى هذه النظريات
خالفوا عمل أجلاء الطائفة، فكثير ممن ورد تضعيفهم في كتب الرجال - والذي تلقاه
الكثير بمعنى عدم حجية أخبارهم - رويت أخبارهم من قبل أجلاء الطائفة، وهو أكبر
دليل على تخطئة هذه الفكرة؛ فبعض هذه التضعيفات كانت أخبار آحاد ولم تصدر
من أفراد أذكياء ومعتدلين، وعلى فرض صحتها فهي لا تعني عدم حجية جميع ما
يروونه. على أنه توجد في أغلب الأعصار خطوط فكرية واجتماعية تثير نيران
العصبية بين الضعفاء، مما تسبب تضعيف كل من يخالف رأيهم، وإن كان الحق - في
الغالب - هو الذي يذهب الجمهور إليه، ولكن وجود بعض المعايب في الأشخاص
لا يقتضي سلب الإيمان والعدالة عنهم فورا؛ لذا يجب العمل في مثل هذه المسائل بما
بينه الإمام (عليه السلام) - لما سألوه عن كتب بني فضال ورواياتهم - بقوله: " خذوا ما رووا،
وذروا ما رأوا " (1). وتخطئة بعض هذه الأفكار في الرجال لا تعني حجية جميع الأخبار -
ولم يقل بذلك أحد من أجلاء المتقدمين، وإن سرت هذه الشبهة إلى أذهان بعض
المتأخرين؛ وذلك لقلة اطلاعهم - بل تعني أنه عند مواجهة الأخبار يجب السير على
أصول ثابتة ومسلمة، وهي التي وردت في أحاديث العترة (عليهم السلام)، وهذه الأصول تجري
في حق رواية جميع الرواة حتى الذين لم يغمز فيهم، ولا تنحصر في حق جماعة
خاصة؛ فليس كل ما ورد عن أبي بصير أو محمد بن مسلم أو زرارة (رحمهم الله) حجة مطلقا في
مقام العمل.
فتبين أنه لا يمكن الاعتماد على بعض هذه التضعيفات والأقوال الشاذة في
الرجال بوجه، خصوصا إذا كانت معارضة بعمل الأصحاب. وكم أحدثت مثل هذه
النظريات الشاذة من المشاكل في المجامع العلمية! وكم شوهت صورة بعض المسائل

1. الغيبة للطوسي: ص 390، ح 355، عن الإمام العسكري (عليه السلام).
39

لدى عدد من المحصلين ممن لا يملكون قوة الاستنباط في أمثال هذه المسائل
ويتبعون غيرهم فيها!
فليس كل ما جاء في كتب الأخبار حجة، بل الأمر بين الأمرين؛ فكل ما توفرت
فيه شروط القبول والملاكات والأصول التي يجب توفرها في قبول الخبر عند الفقهاء
والمحدثين، يكون حجة وإلا فلا. وهذه القاعدة جارية أيضا في حجية جميع أخبار
الكتب الأربعة التي وقع النزاع فيها بين مثبت وناف، وإن كانت أخبارها بنظر مؤلفيها
محرزة لشرائط القبول، ولكن هذا لا يوجب حجيتها مطلقا عند جميع الأفراد، بل
ذلك منوط بثبوت ملاكاتها عندهم مستقلا عند دراستها وبذل الجهد المناسب لها، وإن
كانت - حسب الظاهر - بصورة كلية لها شرائط القبول غالبا، ولكن هذا لا يكفي
للذهاب إلى أن جميعها حجة ومن ثم يجب العمل بها مطلقا، ولذا يجب التثبت في
هذه النظريات الضعيفة والشاذة وإن صدرت عن بعض المشاهير؛ حيث إنها تسبب
تشويه صورة أخبارنا وتكذيبها، وهو ذنب عظيم، أعاذنا الله منه.
فيجب على المشتغلين عدم الاعتناء والاغترار بالكلمات الشاذة المخالفة لعمل
الأصحاب، كإطلاق أحكام كتب الغلاة في عصر الأئمة - التي تركت من جانب
الأصحاب وفنت من صفحة الوجود - على كتب الأصحاب التي كانت متداولة
ومعتبرة بينهم وتطبيقها عليها، أو الاستناد لوهنها وردها والتشنيع عليها وإقامة النوائح
بسبب بعض الأغلاط التي حدثت من جانب النساخ في كتب الحديث.
وأما الأخبار الأخرى التي أشرنا إليها فهي:
الكافي: علي بن إبراهيم، عن أبيه؛ وحميد بن زياد، عن عبيد الله بن أحمد
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن علي بن فرقد صاحب السابري قال:
أوصى إلي رجل بتركته وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فإذا شيء يسير
لا يكفي للحج، فسألت أبا حنيفة وفقهاء أهل الكوفة فقالوا: تصدق بها عنه. فلما
حججت لقيت عبد الله بن الحسن في الطواف فسألته وقلت له: إن رجلا من مواليكم
40

من أهل الكوفة مات، وأوصى بتركته إلي وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فلم
تكف للحج، فسألت من قبلنا من الفقهاء فقالوا: تصدق بها، فتصدقت بها، فما تقول؟
فقال لي: هذا جعفر بن محمد في الحجر فائته وسله. قال: فدخلت الحجر فإذا أبو
عبد الله (عليه السلام) تحت الميزاب مقبل بوجهه على البيت يدعو، ثم التفت إلي فرآني فقال: " ما
حاجتك؟ ".
قلت: جعلت فداك! إني رجل من أهل الكوفة من مواليكم.
قال: " فدع ذا عنك، حاجتك؟ ".
قلت: رجل مات وأوصى بتركته أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فلم تكف
للحج، فسألت من عندنا من الفقهاء فقالوا: تصدق بها.
فقال: " ما صنعت؟ ".
قلت: تصدقت بها.
فقال: " ضمنت، إلا أن يكون لا يبلغ أن يحج به من مكة؛ فإن كان لا يبلغ أن يحج به
من مكة فليس عليك ضمان، وإن كان يبلغ به من مكة فأنت ضامن " (1).
تهذيب الأحكام: علي بن الحسن بن فضال، عن معاوية بن حكيم ويعقوب
الكاتب، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن علي بن مزيد صاحب السابري قال:
أوصى إلي رجل بتركته وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فإذا شيء يسير لا
يكون للحج، فسألت أبا حنيفة وفقهاء أهل الكوفة فقالوا: تصدق بها عنه. فلما
حججت جئت إلى أبي عبد الله فقلت: جعلني الله فداك! مات رجل وأوصى إلي بتركته
أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فلم يكف للحج، فسألت من عندنا من الفقهاء فقالوا:
تصدق بها.
قال: " فما صنعت؟ "

1. الكافي: ج 7، ص 21، ح 1.
41

قلت: تصدقت بها.
قال: " ضمنت، أو لا يكون يبلغ يحج به من مكة، فإن كان لا يبلغ [أن] يحج به من
مكة فليس عليك ضمان، وإن كان يبلغ أن يحج به من مكة فأنت ضامن " (1).
من لا يحضره الفقيه: محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن علي بن مزيد
صاحب السابري قال: أوصى إلي رجل بتركته وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في
ذلك فإذا شيء يسير لا يكفي للحج، فسألت أبا حنيفة وفقهاء أهل الكوفة فقالوا:
تصدق بها عنه. فلما لقيت عبد الله بن الحسن في الطواف سألته فقلت: إن رجلا من
مواليكم من أهل الكوفة مات، وأوصى بتركته إلي وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في
ذلك فلم يكف للحج، فسألت من عندنا من الفقهاء فقالوا: تصدق بها عنه، فتصدقت
بها، فما تقول؟
فقال لي: هذا جعفر بن محمد في الحجر فائته فاسأله.
فدخلت الحجر فإذا أبو عبد الله (عليه السلام) تحت الميزاب مقبل بوجهه إلى البيت يدعو،
ثم التفت فرآني فقال: " ما حاجتك؟ ".
قلت: رجل مات وأوصى بتركته أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك فلم تكف
للحج، فسألت من عندنا من الفقهاء فقالوا: تصدق بها.
فقال: " ما صنعت؟ ".
قلت: تصدقت بها.
فقال: " ضمنت، إلا ألا يكون يبلغ ما يحج به من مكة، فإن كان لا يبلغ ما يحج به
من مكة فليس عليك ضمان، وإن كان يبلغ ما يحج به من مكة فأنت ضامن " (2).
البحار (كامل الزيارات): أبي وأخي وعلي بن الحسين جميعا، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن أبي: الحسن موسى (عليه السلام) قال:

1. تهذيب الأحكام: ج 9، ص 228، ح 46.
2. من لا يحضره الفقيه: ج 4، ص 207، ح 5482.
42

" من زار ابني هذا - وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) - فله الجنة " (1).
قال في الأعيان: " التمييز: في مشتركات الطريحي والكاظمي: يمكن معرفة زيد
الزراد الكوفي برواية ابن أبي عمير عنه " (2).
أقول: هذا عند عدم اشتراك زيد آخر في رواية ابن أبي عمير عنه، كزيد النرسي،
فعند ذلك لا يمكن تمييزه في المشتركات إلا إذا دار الأمر بين زيد الثقة الذي يروي
عنه وغيره، فتفيد هذه القاعدة.
كتاب عباد العصفري
وحول كتاب العصفري قال في البحار: " وكتاب العصفري أيضا أخذناه من
النسخة المتقدمة "، وذكر السند في أوله هكذا: " أخبرنا التلعكبري، عن محمد بن
همام، عن محمد بن أحمد بن خاقان النهدي، عن أبي سمينة، عن أبي سعيد
العصفري عباد. وذكر الشيخ والنجاشي (رحمهما الله) كتابه، وذكرا سندهما إليه، لكنهما لم
يوثقاه، ولعل أخباره تصلح للتأييد " (3).
وقال النجاشي في رجاله: " عباد، أبو سعيد العصفري، كوفي، كان أبو عبد الله
الحسين بن عبيد الله (رحمه الله) يقول: سمعت أصحابنا يقولون: إن عبادا هذا هو عباد بن
يعقوب، وإنما دلسه أبو سمينة. أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران، قال:
حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن خاقان النهدي، قال:
حدثنا أبو سمينة بكتاب عباد " (4).
أقول: هذا الطريق مشترك مع الطريق الموجود في الكتاب الحاضر، وأما تدليس
أبي سمينة فغير معلوم؛ لأن بعض أحاديث هذا الكتاب ورد أيضا من غير طريق أبي

1. بحار الأنوار: ج 102، ص 41، ح 46.
2. أعيان الشيعة: ج 7، ص 99.
3. بحار الأنوار: ج 1، ص 44.
4. رجال النجاشي: ص 293، الرقم 793.
43

سمينة عن عباد العصفري، فلا يمكن نسبة التدليس إليه بوجه وربما وقع هذا الأمر من
المروي عنه، ووجهه لا يخفى على الأذكياء العارفين بالظروف التي كان يعيشها
أصحابنا في ذلك الزمان.
وروى الشيخ المفيد كتب أبي سمينة، كما في فهرس النجاشي في ترجمته.
وقال الشيخ في عدة الأصول: " وإذا كان أحد الراويين مصرحا والآخر مدلسا،
فليس ذلك مما يرجح به خبره؛ لأن التدليس هو أن يذكره باسم أو صفة غريبة، أو
ينسبه إلى قبيلة أو صناعة وهو بغير ذلك معروف، فكل ذلك لا يوجب ترك خبره.
وإذا كان أحد الراويين مسندا والآخر مرسلا، نظر في حال المرسل، فإن كان ممن
يعلم أنه لا يرسل إلا عن ثقة موثوق به، فلا ترجيح لخبر غيره على خبره، ولأجل ذلك
سوت الطائفة بين ما يرويه محمد بن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن
محمد بن أبي نصر - وغيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون ولا يرسلون إلا
عمن يوثق به - وبين ما أسنده غيرهم، ولذلك عملوا بمراسيلهم إذا انفردوا عن رواية
غيرهم.
فأما إذا لم يكن كذلك ويكون ممن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فإنه يقدم خبر
غيره عليه. وإذا انفرد وجب التوقف في خبره إلى أن يدل دليل على وجوب العمل به.
فأما إذا انفردت المراسيل فيجوز العمل بها على الشرط الذي ذكرناه، ودليلنا على ذلك
الأدلة التي قدمناها على جواز العمل بأخبار الآحاد؛ فإن الطائفة كما عملت بالمسانيد
عملت بالمراسيل، فبما يطعن في واحد منهما يطعن في الآخر، وما أجاز أحدهما
أجاز الآخر، فلا فرق بينهما على حال.
وإذا كان إحدى الروايتين أزيد من الرواية الأخرى، كان العمل بالرواية الزائدة
أولى؛ لأن تلك الزيادة في حكم خبر آخر ينضاف إلى المزيد عليه " (1).

1. عدة الأصول: ج 1، ص 387.
44

قال في الفهرست: " عباد بن يعقوب الرواجني عامي المذهب، له كتاب أخبار
المهدي (عليه السلام)، وكتاب المعرفة في معرفة الصحابة " (1).
ثم عقب كلامه هذا بالقول: " عباد العصفري يكنى أبا سعيد، له كتاب، أخبرنا به
جماعة، عن التلعكبري، عن ابن همام، عن محمد بن خاقان النهدي، عن محمد بن
علي - يكنى أبا سمينة - عنه " (2).
ويبدو أن الشيخ استند على الظاهر الخارجي، ولا يمكن نسبة الجهل إلى الشيخ
في المسألة بصورة قطعية؛ فربما أراد حفظ هذا الظاهر.
وقال في الأعيان: " أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجني الكوفي، توفي سنة
(250)، وقيل: سنة (271). والرواجني براء مهملة وواو مخففة وجيم ونون
مكسورتين وياء للنسبة.
ذكره الشيخ الطوسي في الفهرست فقال: عامي المذهب، له كتاب أخبار المهدي،
وكتاب المعرفة في معرفة الصحابة، أخبرنا بهما أحمد بن عبدون، عن أبي بكر
الدوري، عن أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب، قال: حدثنا علي بن العباس
المقانعي، قال: حدثني عباد بن يعقوب، عن مشيخته. انتهى.
وتبعه العلامة في الخلاصة فقال: عامي المذهب.
وذكر النجاشي في الحسن بن محمد بن أحمد الصفار البصري أحد المشايخ
الثقات: أنه يروي عن عباد الرواجني.
قال البهبهاني في حاشية الرجال الكبير: وهذا يشير إلى نباهته، وكونه من
المشايخ المعتمدين المعروفين، بل ربما يظهر منه كونه من الشيعة. انتهى.
وذكره ابن حجر في التقريب فقال: صدوق رافضي، حديثه في البخاري مقرون،
بالغ ابن حبان فقال: يستحق الترك، من العاشرة. انتهى.

1. الفهرست: ص 192، الرقم 540.
2. المصدر السابق: الرقم 541.
45

وذكره الذهبي في مختصره فقال: شيعي، وثقه أبو حاتم، توفي سنة (271).
وذكره أيضا في تذكرة الحفاظ فقال: في سنة (250) مات محدث الشيعة عباد بن
يعقوب الرواجني. انتهى.
فقد اختلف كلام الذهبي في كتابيه في تاريخ وفاته.
قال المؤلف: هذا الرجل أمره عجيب، فالشيعة يقولون: إنه من أهل السنة، وأهل
السنة يقولون: إنه شيعي، والظاهر تشيعه؛ فأهل السنة يبعد أن يخفى عليهم أمره
فينسبوه إلى التشيع وهو غير شيعي. أما الشيخ الطوسي فلعله حكم بسنيته لأنه كان
يتقي شديدا، كما قاله البهبهاني في حاشية الرجال الكبير قال: كما وقع منه بالنسبة إلى
كثير ممن ظهر كونهم من الشيعة " (1).
وفي الذريعة إلى تصانيف الشيعة: " كتاب الحديث لعباد العصفري الكوفي أبي
سعيد، حكى النجاشي عن ابن الغضائري ما سمعه هو من بعض الأصحاب أنه عباد بن
يعقوب الرواجني، وإنما دلسه أبو سمينة. ثم ذكر إسناده إلى كتابه بأربع وسائط،
آخرهم محمد بن أبي سمينة.
أقول: وإن كان الرواجني - كما جزم به شيخنا في خاتمة المستدرك (ص 299) -
فهو من الأصحاب، وتوفي سنة (250) أو (271). قال في خلاصة تذهيب الكمال: إنه
أحد رؤوس الشيعة.
وهذا الكتاب - بحمد الله تعالى - باق بالصورة الأولية، فيه تسعة عشر حديثا، أول
سنده التلعكبري، وأول أحاديثه قول أبي جعفر (عليه السلام): كيف أنتم يا أبا المقدام وقد كانت
سيطة بين الحرمين؛ تبقون فيها حيارى لا تجدون سنادا!!
وذكر شيخنا في الخاتمة المذكورة فهرس جملة من أحاديثه، راجع
ص (318) " (2).

1. أعيان الشيعة: ج 7، ص 410.
2. الذريعة: ج 6، ص 341، الرقم 1989.
46

وذكره صاحب الذريعة أيضا به عنوان: " أصل عباد العصفري أبي سعيد الكوفي
هو من الأصول الموجودة، وهو مختصر استنسخ عن خط الوزير المذكور [أي
منصور بن الحسن الآبي] سنة (394) " (1).
آثار عباد بن يعقوب
قال في الذريعة: " كتاب المعرفة في معرفة الصحابة - كما في الفهرست - لأبي سعيد
عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي، المتوفى سنة (250)، كما ورخه الذهبي
عن ابن حيان في ميزان الاعتدال، وروى ابن طاووس في كتاب اليقين عن هذا الكتاب
عدة أخبار، منها ما رواه الرواجني، عن السري بن عبد الله السلمي، وما رواه عن
أبي عبد الرحمان عبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود
الصحابي، وما رواه عن محمد بن يحيى التميمي " (2).
وقال أيضا: " أخبار المهدي (عليه السلام) لعباد بن يعقوب الرواجني المتوفى سنة (250) أو
سنة (271) كما عن الذهبي، ذكره الشيخ في الفهرست " (3).
أقول: وله كتاب آخر اسمه: مناقب أهل البيت، ذكره السيد عبد العزيز
الطباطبائي (رحمه الله) (4).
بعض رواياته
قال في الذريعة: " كتاب الحديث لعمرو بن أبي المقدام ثابت العجلي، رواه عنه
عباد بن يعقوب الرواجني المتوفى (250)، وهو يروي عن الباقر والصادق (عليهما السلام)، كما
ذكره النجاشي مع إسناده إليه " (5).

1. المصدر السابق: ج 2، ص 163، الرقم 598.
2. المصدر السابق: ج 21، ص 244، الرقم 4841.
3. المصدر السابق: ج 1، ص 351، الرقم 1852.
4. انظر كتاب: المحقق الطباطبائي في ذكراه السنوية الأولى: ج 1، ص 70 نقلا عن مجلة " تراثنا ": العدد 26.
5. الذريعة: ج 6، ص 352، الرقم 2111.
47

وقال النجاشي: " عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز الحداد، مولى بني عجل،
روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله (عليهم السلام)، له كتاب لطيف، أخبرنا
الحسين بن عبيد الله، عن أبي الحسين بن تمام، عن محمد بن القاسم بن زكريا
المحاربي، عن عباد بن يعقوب، عن عمرو بن ثابت، به " (1).
وفي كتاب عباد المتداول الآن له روايات متعددة عن عمرو بن ثابت، ولعل وجه
لطافته يظهر في هذه الأخبار.
وفيها أيضا: " كتاب الحديث لمحمد بن فرات الجعفي الكوفي، يرويه عنه عباد
بن يعقوب الرواجني والنجاشي بالإسناد إليه " (2).
ما روي عنه
قال في الذريعة: " فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام) لأحمد بن محمد الطبري المعروف
بالخليلي. ينقل عنه السيد ابن طاووس في كتاب اليقين عدة أحاديث، وذكر أن عنده
نسخة عتيقة فرغ الكاتب من نسخها بالقاهرة في (411)، روى فيه عن جماعة كلهم
يروون عن عباد بن يعقوب الرواجني الذي مات في (250)، منهم: علي بن العباس
البجلي، وجعفر بن محمد بن مالك الفزاري، ومحمد بن الحسين بن حفص الجبعي
العدل، وعلي بن أحمد بن الحاتم التميمي العدل، وعلي بن أحمد بن الحسين
البجلي، والحسن بن السكن الأسدي، وجعفر بن محمد الأزدي، وجعفر بن محمد
الدلال، وكلهم من الكوفة " (3).
أقول: لم نأت بجميع رواياته التي تنسب إليه، بل نقلنا ما وقع نظرنا عليه،
ورواياته في كتب العامة والخاصة كثيرة، وذلك يدل على اعتباره وتضلعه وتوسعه في

1. رجال النجاشي: ص 290، الرقم 777.
2. الذريعة: ج 6، ص 364، الرقم 2239.
3. المصدر السابق: ج 16، ص 255، الرقم 1017.
48

الحديث. وللتوسع في ترجمته يجب مراجعة أحاديثه المنقولة في كتب الحديث، أو
مراجعة رجال النجاشي وفهرست الشيخ، ومطالعة المواضع التي وقع هو في
أسانيدها، والتحقيق حول مشايخه وتلاميذه، وبإمكانك مراجعة تهذيب الكمال،
وآخر ترجمته من كتاب تنقيح المقال.
كتاب عاصم بن حميد الحناط
قال في البحار: " وكتاب عاصم مؤلفه في الثقة والجلالة معروف، وذكر الشيخ
والنجاشي أسانيد إلى كتابه. وفي النسخة المتقدمة سنده هكذا: حدثني أبو الحسن
محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي - أيده الله - قال: حدثني أبو محمد
هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب، عن
حميد بن زياد بن هوارا - في سنة تسع وثلاثمائة - عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن
مساور وسلمة، عن عاصم بن حميد الحناط.
قال: قال التلعكبري: وحدثني أيضا بهذا الكتاب أبو القاسم جعفر بن محمد بن
إبراهيم العلوي الموسوي بمصر، عن ابن نهيك " (1).
وفي النسخ المعتمدة عندنا: " العلوي الموسائي " بدل " الموسوي "، وينتهي نسبه
إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، ويعرف بأبي القاسم الموسوي العلوي الرقي العريضي.
وفي كتاب الجامع للرجال: " تكرر في كلام الشيخ والنجاشي وغيرهما التعبير عنه
بالشريف الصالح. روى النجاشي عن محمد بن عثمان عنه عن ابن نهيك أصولا
كثيرة، وروى الصدوق عن أحمد بن زياد الهمداني عنه، وروى عنه جعفر بن
محمد بن قولويه، وحريز بن عبد الله بن قولويه، وبكر بن أحمد وغيرهم، وروى هو
كثيرا عن شيخه ومؤدبه عبد الله بن أحمد بن نهيك، وروى عن أبي حاتم محمد بن
إدريس الحنظلي، وأبي الحسن علي بن أحمد العقيقي، وغيرهما، والرجل من أجلاء

1. بحار الأنوار: ج 1، ص 44.
49

العصابة، صحيح الإسناد " (1).
وقال المامقاني: " قال في الفهرست: عاصم بن حميد الحناط الكوفي، له كتاب،
أخبرنا به أبو عبد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن
الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الحميد
والسندي بن محمد، عن عاصم بن حميد.
وبهذا الإسناد عن سعد والحميري، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمان بن
أبي نجران، عن عاصم بن حميد. انتهى.
وقال النجاشي: عاصم بن حميد الحناط الحنفي أبو الفضل، مولى، كوفي، ثقة،
عين، صدوق، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، له كتاب، أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا محمد بن
عبد الحميد عن عاصم بكتابه " (2).
أقول: روايات عاصم بن حميد كثيرة في كتب الأصحاب، وهي تدل على أن له
شأنا عظيما عند الأصحاب، وأنه من فحول الرواة الثقات؛ فقد ورد في الرواية:
" اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنا " (3). وسيأتي أيضا الحديث عنه عند الكلام
حول علاء بن رزين.
ولم نقف على ما يميز الراويين الأولين لكتاب عاصم، وهما: سلمة ومساور،
وهما من طبقة الراوية الشهير محمد بن أبي عمير. ولعل سلمة هو سلمة بن حيان
الذي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، والله العالم. ولعل
رواية ابن نهيك عنهما كانت لأجل عدم طريق آخر له لروايته، أو لعلو الإسناد في
الرواية عنهما؛ لكونهما معروفين ومعتمدين عنده، ولكنهما لاختلاطهما مع العامة

1. الجامع في الرجال: ج 1، ص 391 - 392.
2. تنقيح المقال: ج 2، ص 113. وفيه " سعد بن عبيد الله "، والصحيح ما أثبتناه.
3. الكافي: ج 1، ص 50، ح 13، عن عمر بن حنظلة عن الإمام الصادق (عليه السلام).
50

لم يرغبا في الإفصاح عن مميزاتهما وأحبا التكتم؛ حذرا من المخاوف التي ربما
يواجهانها منهم.
ولكن الجهل بهما غير ضار؛ لورود أخبار كتاب عاصم من طرق متعددة أخرى،
وكان في تلك الأعصار في متناول الرواة.
وقد جاءت هذه الرواية عنهما من طريق أحد مشايخ الرواية؛ وهو الشيخ الصالح
المعتمد عليه الشيخ عبيد الله بن أحمد بن نهيك، حيث قال النجاشي في حقه: " عبيد
الله بن أحمد بن نهيك أبو العباس النخعي، الشيخ الصدوق، ثقة، وآل نهيك بالكوفة
بيت من أصحابنا، منهم: عبد الله بن محمد وعبد الرحمان السمريان، وغيرهما. له
كتاب النوادر، أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان بن الحسن قال: اشتملت
إجازة أبي القاسم جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي - وأراناها - على سائر ما رواه
عبيد الله بن أحمد بن نهيك، وقال: كان بالكوفة، وخرج إلى مكة. وقال حميد بن زياد
في فهرسته. سمعت من عبيد الله كتاب المناسك، وكتاب فضائل الحج، وكتاب الثلاث
والأربع، وكتاب المثالب، ولا أدري قرأها حميد عليه؟ وهي مصنفاته، أو هي
لغيره؟ " (1).
وعنونه الشيخ في الفهرست " عبد الله " مكبرا - والتصغير، كما في النجاشي،
أقرب - فقال: " عبد الله بن أحمد النهيكي، له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن أبي
المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله عن عبد الله بن أحمد " (2).
ونقل في جامع الرواة رواية جعفر بن محمد العلوي الموسوي عنه، وقال:
" ويعبر عنه في بعض المواضع بقوله: معلمنا ومؤدبنا ".

1. رجال النجاشي: ص 232، الرقم 615.
2. الفهرست: ص 170، الرقم 447.
51

كتاب جعفر بن شريح الحضرمي
رواية محمد بن مثنى الحضرمي
قال في البحار: " وكتاب ابن الحضرمي ذكر الشيخ في الفهرست طريقه إليه. وفي
النسخة المتقدمة ذكر سنده هكذا: أخبرنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري - أيده الله - عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد الدهقان، عن أبي جعفر
أحمد بن زيد بن جعفر الأسدي البزاز، عن محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي،
عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي.
والشيخ أيضا روى عن جماعة، عن التلعكبري... إلى آخر السند المتقدم، إلا أن
فيه: عن محمد بن أمية بن القاسم. والظاهر أن ما هنا أصوب، وأكثر أخباره تنتهي إلى
جابر الجعفي " (1).
وقال في الأعيان: " جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، قال الشيخ في
الفهرست: له كتاب، رويناه عن عدة من أصحابنا، عن أبي محمد هارون بن موسى
التلعكبري، عن أبي علي بن همام، عن حميد، عن أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي
البزاز، عن محمد بن أمية بن القاسم الحضرمي، عن جعفر بن محمد بن شريح.
انتهى.
وفي منهج المقال: في بعض النسخ زاد: عن رجاله.
وفي لسان الميزان: جعفر بن شريح الحضرمي، ذكره أبو جعفر الطوسي في
رجال الشيعة. انتهى. ولكنه صحف شريح بسريج.
وفي خاتمة مستدركات الوسائل: أن نسخة كتابه عنده، وأن سنده في تلك النسخة
وفي نسخة المجلسي هكذا: الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن إبراهيم

1. بحار الأنوار: ج 1، ص 44.
52

التلعكبري - أيده الله - قال: حدثنا محمد بن همام، حدثنا حميد بن زياد الدهقان،
حدثنا أبو جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي، حدثنا محمد بن المثنى بن القاسم
الحضرمي، حدثنا جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، عن حميد بن شعيب
السبيعي، عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام)... الخبر.
قال صاحب المستدركات: والظاهر أن أمية في سند الشيخ مصحف، والصواب
كما في سند الكتاب: المثنى، وأشار إلى ذلك في البحار. ومحمد بن أمية غير مذكور
في الرجال، ولا في أسانيد الأخبار. وأحمد بن زيد هو الخزاعي المذكور في
الفهرست أنه يروي كتاب آدم بن المتوكل وكتاب أبي جعفر شاه طاق، عن جماعة،
عن أبي المفضل، عن حميد، عن أحمد بن زيد الخزاعي، عنه. قال: وظهر مما نقلناه
أنه من مشايخ الإجازة، وأن حميدا اعتمد عليه في رواية الكتب المذكورة وكتاب
محمد بن المثنى. ومشايخ الإجازة لا يحتاجون إلى التزكية والتوثيق، مع أن رواياته
في الكتاب سديدة مقبولة، ومما يشهد على حسن حاله اعتماد محمد بن مثنى عليه؛
فإن جل روايات كتابه عنه. انتهى " (1).
أقول: هذا الكتاب مشتمل على قدر لا يستهان به من كتاب جابر الجعفي رحمة الله
عليه وأحاديثه، وهذا ما يزيد من أهمية الكتاب وقدره. وعمدة أخباره على
طوائف أربع:
الأولى: أخبار حميد بن شعيب السبيعي عن جابر بن يزيد الجعفي.
الثانية: أخبار عبد الله بن طلحة النهدي.
الثالث: أخبار أبي الصباح العبدي الكناني.
الرابعة: أخبار إبراهيم بن جبير عن جابر الجعفي.

1. أعيان الشيعة: ج 4، ص 177.
53

كتاب محمد بن مثنى الحضرمي
رواية أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز
قال في البحار: " وكتاب محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي، وثق النجاشي
مؤلفه، وذكر طريقه إليه. وفي النسخة القديمة المتقدمة أورد سنده هكذا: حدثنا الشيخ
هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن أحمد بن
زيد بن جعفر الأزدي البزاز، عن محمد بن المثنى " (1).
وقال النجاشي: " محمد بن المثنى بن القاسم، كوفي، ثقة، له كتاب، أخبرنا
الحسين قال: حدثنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا حميد قال: حدثنا أحمد، عن
محمد بن المثنى بكتابه " (2).
وجاء في الذريعة: " أصل محمد بن مثنى بن القاسم الحضرمي من الأصول
الموجودة بأعيانها برواية التلعكبري، عن أبي علي بن همام، عن حميد بن زياد
بإسناده إلى مؤلفه. وأكثر أحاديثه رواه عن جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، عن
ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام). وفي آخره قال محمد بن المثنى: حدثني جعفر
بن محمد بن شريح بجميع ما في هذا الكتاب إلا الحديثين الأخيرين، وهما من رواية
محمد بن جعفر البزاز القرشي " (3).
أقول: المهم هو التكلم حول أن كتاب محمد بن المثنى هل هو كتاب مستقل، أو
هو جزء من كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، كما تدل عليه القرائن
المتعددة في أول الكتابين وفي آخر كتاب محمد بن مثنى؟ وأما وجود عدة أحاديث
عن محمد بن مثنى في كتابه الذي لم يروه عن جعفر بن محمد بن شريح فليس دليلا

1. بحار الأنوار: ج 1، ص 44.
2. رجال النجاشي: ص 371، الرقم 1012.
3. الذريعة: ج 2، ص 166، الرقم 612.
54

على استقلال هذا الكتاب، ومثل هذه الإضافات كانت تصدر أحيانا من الرواة في
الأصول التي كانت بأيديهم، وهذا لا يدل على كونهم أصحاب أصول؛ ففي كتاب
جعفر بن محمد بن شريح أيضا أضاف روايتين من عنده من غير طريق محمد بن
جعفر؛ فعليه يجب أن نقول: إنه كتاب محمد بن مثنى، وليس كذلك.
فتبين: أن الكتابين كانا كتابا واحدا، فأضاف فيهما محمد بن مثنى بعض
الأحاديث من طريقه ولكن من غير طريق جعفر، ثم وصلت نسخته إلى أحمد بن
زيد بن جعفر الأزدي، وهو أيضا أضاف إلى نسخته حديثين لعلي بن عبد الله بن
سعيد، كما جاءت الإشارة إليها في آخر الكتاب قبل حديث محمد بن جعفر، ثم
وصلت رواية الكتاب يدا بعد يد إلى الشيخ التلعكبري، وهو أيضا أضاف إليه حديثين
في رواياته.
ومن القرائن التي تثبت وحدة الكتابين: أنه جاء في كتاب محمد بن جعفر في ذيل
اسم الكتاب: أن كتابه مأخوذ عن حميد بن شعيب السبيعي، وعبد الله بن طلحة
النهدي، وأبي الصباح الكناني، وذريح بن يزيد المحاربي، في حين أن أخبار ذريح
هي في الحال الحاضر مدرجة في كتاب محمد بن مثنى، وهذا يدل على أنها كانت في
السابق ضمن كتاب جعفر، ولم تكن منفصلة عنه.
حديث محمد بن جعفر القرشي
قال في الذريعة: " أصل محمد بن جعفر البزاز القرشي - خال والد أبي غالب
الزراري المولود سنة (285)، ويروي عنه أبو غالب، كما في رسالته - من الأصول
المختصرة الموجودة برواية التلعكبري بإسناده إليه، وهو يرويه سماعا عن يحيى بن
زكريا اللؤلؤي " (1).

1. المصدر السابق: الرقم 609.
55

أقول: لم تذكر له ترجمة في كتب الرجال المتقدمة بصورة مستقلة، ولذا جاء في
هامش نسخة الشيخ الحر - وربما كان بخطه -: أنه غير مذكور في الرجال، وأهمل في
عمدة كتب الرجال المتأخرة، وليس له في هذه المجموعة إلا حديث واحد، والظاهر
أنه من الأحاديث المتفرقة، ولم يكن محله هنا، وإنما أدرجه الشيخ التلعكبري هنا.
وفي تنقيح المقال: " محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس - خال والد أبي غالب
الزراري - مضى ذكره في ترجمة أحمد بن محمد بن أبي نصر وسيف بن عميرة.
وفي رسالة أبي غالب إلى ابن ابنه أبي طاهر في آل أعين ما لفظه: وجدتي - أم أبي -
فاطمة بنت جعفر بن محمد بن [الحسن] القرشي البزاز مولى لبني مخزوم - إلى أن
قال: - وأخوها أبو العباس محمد بن جعفر الرزاز، وهو أحد رواة الحديث ومشايخ
الشيعة، وكان له أخ اسمه الحسن بن جعفر، وقد روى أيضا، إلا أن عمره لم يطل فينقل
عنه. وكان مولد محمد بن جعفر سنة ست وثلاثين ومائتين، ومات سنة عشر
وثلاثمائة، وكان من محله في الشيعة أنه كان الوافد عنهم إلى المدينة عند وقوع الغيبة
سنة ستين ومائتين، وأقام بها سنة، وعاد ووفد من أمر الصاحب ما احتاج إليه. وأمه وأم
أخته فاطمة جدتي بنت محمد بن عيسى العبسي البشري، وأنا أذكر حاله بعد ذكر أمي
رحمها الله. انتهى.
ووثقه المحقق البحراني في البلغة، وتعجب في الهامش من علماء الرجال حيث
لم يتعرضوا للرزاز، قال: ومن تعرض له أهمله، مع أنه من جملة مشايخ الكليني (رحمه الله)،
كما بيناه في المعراج. انتهى.
وتعجبه في محله؛ فإن الغالب أهملوه، والذي تعرض له - كالتفرشي - لم يوثقه،
بل اقتصر على قوله: محمد بن جعفر الرزاز أبو العباس، روى عن محمد بن
عبد الحميد، وأيوب بن نوح، روى عنه محمد بن يعقوب، كذا في كتب الأخبار. انتهى.
وفيه إيماء إلى عدم تعرضهم له في كتب الرجال، حيث أسند الأمر إلى كتب
الأخبار.
56

ونقل المحقق البحراني في المعراج عبارة أبي غالب المذكورة، ثم نقل عن بعض
مشايخه توهم الاتحاد مع الأسدي وخطأه وسيأتي التنبيه على ذلك في ذيل ترجمة
محمد بن جعفر بن محمد بن عون، إن شاء الله تعالى.
ثم إن تسليمنا للبحراني ما ادعاه من عدم تعرض علماء الرجال للرجل إنما هو
بالنظر إلى عدم وجود عنوان خاص له في كلماتهم، وإلا فقد وقع الرجل في تراجم
كثيرة في طريق النجاشي إلى الرجال على وجه يكشف عن كونه ثقة عنده من
المسلمات. ولا بأس بالإشارة إلى عدة منها لتزداد وثوقا بما سمعته من البحراني من
توثيقه إياه:
فمنها: قوله - أي قول النجاشي - في ترجمة أحمد بن محمد بن أبي نصر
البزنطي: له كتب، منها: كتاب الجامع، قرأناه على أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله (رحمه الله)
قال: قرأته على أبي غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني به خال أبي محمد بن
جعفر... إلخ.
ومنها: قوله في ترجمة سيف بن عميرة: له كتاب يرويه جماعات من أصحابنا،
أخبرني الحسين بن عبيد الله، عن أبي غالب الزراري، عن جده وخال أبيه محمد بن
جعفر... إلخ.
ومنها: قوله في ترجمة عبد الله بن أبي عبد الله محمد بن خالد بن عمر الطيالسي:
ولعبد الله كتاب نوادر، أخبرنا عدة من أصحابنا، عن الزراري، عن محمد بن جعفر،
عنه بكتابه... إلخ.
ومنها: قوله في ترجمة عبد الله بن عمر بن بكار قال: حدثنا أبو غالب أحمد بن
محمد قال: حدثنا خال أبي محمد بن جعفر... إلخ.
ومنها: قوله في ترجمة عبيد الله بن الوليد: له كتاب يرويه عنه جماعة، أخبرني
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن جعفر
الرزاز... إلخ.
57

ومثل ذلك في ترجمة عبد الرحمان بن أبي نجران، وترجمة محمد بن عبد
الملك، وترجمة القاسم بن خليفة، وترجمة محمد بن عيسى، وترجمة محمد بن
أحمد بن يحيى، وترجمة محمد بن البهلول، وترجمة موسى بن عمر بن بزيع،
وغيرها مما يقف عليها المتتبع. ويظهر من جملة من التراجم المذكورة أن محمد بن
جعفر الرزاز المذكور خال محمد بن محمد بن سليمان الزراري، كما هو صريح عبارة
أبي غالب المزبورة.
وبالجملة: فاعتماد النجاشي على الرجل مما لا يمكن التأمل فيه، وكذا ثقة
الإسلام الكليني (رحمه الله) حيث أكثر الرواية عنه، فيتأيد باعتمادهما على الرجل توثيق
المحقق البحراني.
تنبيهان:
الأول: أنه قد اختلفت تعبيرات الكليني عن الرجل في الأسانيد، فتراه يروي عنه
معبرا عنه تارة بمحمد بن جعفر أبي العباس الرزاز، كما في باب تفسير طلاق السنة
والعدة من الكافي؛ وأخرى بأبي العباس محمد بن جعفر الرزاز، كما في باب المطلقة
التي لم يدخل بها؛ وثالثة بالرزاز، كما في باب التي لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره،
وباب طلاق المريض ونكاحه، وباب الوكالة في الطلاق؛ ورابعة بأبي العباس، كما في
باب أن المطلقة ثلاثا لا سكنى لها، وباب المتوفى عنها زوجها؛ وخامسة بمحمد بن
جعفر، كما في مدمن الخمر؛ وسادسة بأبي العباس محمد بن جعفر، كما في باب
المباراة، وباب المرأة يبلغها موت زوجها أو طلاقها؛ وسابعة بمحمد بن جعفر الرزاز،
كما في باب ما يجوز من الوقف والصدقة، وباب الرهن.
الثاني: أن من الواضح المعلوم عدم اتحاد هذا الرجل مع محمد بن جعفر الأسدي
الرازي المتقدم، وحينئذ:
فإن وقع في السند محمد بن جعفر موصوفا بالأسدي أو الرازي أو مكنى بأبي
58

الحسين فهو المتقدم.
وإن ورد موصوفا بالرزاز أو مكنى بأبي العباس، فهو هذا.
وإن ورد عاريا عن المميزات فالذي نص عليه العلامة الشفتي: أنه إن كانت روايته
عن محمد بن عبد الحميد، أو عن أيوب بن نوح، أو عن محمد بن عيسى، أو
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، أو عبد الله بن محمد بن خالد بن عمر الطيالسي،
أو محمد بن خالد نفسه، أو يحيى بن زكريا اللؤلؤي، أو محمد بن يحيى بن عمران،
فهو الرزاز. وإن كانت الرواية عن محمد بن إسماعيل البرمكي، أو محمد بن إسماعيل
فقط، أو البرمكي فقط، فهو الأسدي.
ولا يخفى عليك وضوح المنافاة بين ما ذكره وبين ما سمعته من الفاضل
الأردبيلي (رحمه الله) من جعل الرواية عن أغلب من جعل الرواية عنه مميزا للرزاز مميزا
للأسدي، وإذ تعارض قولهما يلزم التوقف؛ لكون كل منهما من أهل الخبرة،
ولا مرجح لقول أحدهما في ما تعارضا فيه، كما لا يخفى " (1). انتهى ما عن تنقيح المقال.
وقال السيد الأبطحي حفظه الله في كتاب تاريخ آل زرارة: " قد أكثر شيخنا
أبو غالب الزراري في الرواية عن خال أبيه محمد بن جعفر في رسالته في آل أعين،
كما ذكرناه في مشايخه، وقد روى عنه أعاظم مشايخ الشيعة، مثل الكليني، وعلي بن
إبراهيم بن هاشم القمي في تفسيره غير مرة، ومحمد بن جعفر بن قولويه في كامل
الزيارات (ص 55 باب 16) و (ص 99 باب 31)، وقد صرح بوثاقة عامة مشايخه. كما
أن رواية القمي عنه دالة على وثاقته، حسب ما ذكره في وثاقة من روى عنه في ديباجة
التفسير، بل يظهر من النجاشي في ترجمة مياح المدائني (ص 332) صيانته من قدح،
فلاحظ.
وروى عن أعلام رواة الشيعة وثقاتهم؛ مثل: خاله محمد بن الحسين بن

1. تنقيح المقال: ج 2، ص 93 من أبواب الميم.
59

أبي الخطاب، ومحمد بن عيسى بن زياد القيسي التستري جده الأبي، ويحيى بن
زكريا، وأبي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك بن عيسى بن سابور البزاز الفزاري،
والقاسم بن الربيع الصحاف، وغيرهم " (1).
وقال حول والد المترجم - أي جعفر بن محمد بن الحسن بن الهيثم أبي نصر -:
" لم أجد لجعفر بن محمد الحسن القرشي ترجمة ولا رواية غير ذكره في نسب جده
أبي غالب، كما تقدم، وفي إقبال السيد ابن طاووس (ص 675) في آداب يوم المبعث:
عن محمد بن علي الطرازي في كتابه، عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح، عن
كتاب أبي نصر جعفر بن محمد بن الحسن الهيثم، وذكر أنه خرج من جهة أبي القاسم
الحسين بن روح (رضي الله عنه) صلاة يوم المبعث " (2).
وقال حول جد المترجم - أي محمد بن الحسن القرشي البزاز مولى
بني مخزوم -: " وقد روى محمد بن الحسن الحديث، وكان أحد حفاظ القرآن، وقد
نقلت عنه قراءته، وكبرت منزلته فيها " (3).
أقول: وفي حديث المترجم في هذا الكتاب وصف ب‍ " البزاز "، وفي ما نقل عن
النجاشي " الرزاز "، والظاهر أن البزاز نسبة لوالده في الأصل. وفي كلام تنقيح المقال
الآنف الذكر: " البزار " بدل " البزاز "، والظاهر أنه سهو من النساخ فأصلحناه.
كتاب درست بن أبي منصور الواسطي
لم ينقل في البحار من كتاب درست شيئا، ولم يشر إليه، والظاهر أنه كان ساقطا
من نسخته، كما هو الشأن في أكثر النسخ. وأول من أدرج أصل درست إلى هذه
المجموعة من المتأخرين هو الشيخ نصر الله القزويني، كما جاء في النسخ المنقولة من

1. تاريخ آل زرارة: ج 1، ص 226.
2. المصدر السابق: ج 1، ص 224.
3. المصدر السابق.
60

نسخته، والظاهر أنه أدرجه في أول هذه المجموعة في مكانه الأصلي، كما تدل عليه
القرائن وتأريخ ختام المجموعة في آخر النسخة.
والنسخ التي وصلت إلى العلامة المجلسي والشيخ الحر (رحمهما الله) سقط منها هذا
الكتاب، ويبدو أن باعة الكتب أنفسهم كانوا السبب في ذلك؛ حيث إنهم لما وجدوا
النسخة ناقصة من أولها عمدوا إلى حذف أصل " درست " بتمامه إخفاء لعيبها الموجب
لتقليل سعرها في السوق، وعندئذ أصبح أصل زيد الزراد - الذي كان يلي أصل
درست - واقعا في ابتداء النسخة، فأصبحت كنسخة تامة.
ووجدت نسخة على انفراد من أصل درست في كربلاء في مكتبة السيد إبراهيم
ابن السيد هاشم القزويني، كما أخبر بذلك في الذريعة (1)، والسيد المذكور هو والد
الخطيب الفقيد السيد كاظم القزويني (رحمه الله) الذي توفي في قم قبل عدة سنوات، وقد
كتبت هذه النسخة في سنة (1286) بخط السيد علي أكبر الحسيني في النجف.
والظاهر أن الشيخ نصر الله اعتمد على هذه النسخة أو النسخة المنقولة منها، وضمها
إلى أخواتها ومحلها الأصلي.
قال في الأعيان: " درست بن أبي منصور محمد الواسطي: درست - في الخلاصة:
بضم الدال وبعدها راء وسين مهملة ومثناة فوقية أخيرا. انتهى. والراء مضمومة
والسين ساكنة -: كلمة فارسية معناها: الصحيح [والظاهر إطلاقها قديما على
الأطباء. و] في الخلاصة: درست بن منصور. وقال الكشي: ابن أبي منصور، واسطي،
كان واقفيا. انتهى.
ولا يخفى أن الشيخ والكشي والنجاشي وابن داود جميعا قالوا: ابن أبي منصور،
والعلامة جعله ابن منصور، ونسب ابن أبي منصور إلى القيل، مع أنه لا قائل سواه أنه
ابن منصور.

1. الذريعة: ج 6، ص 330.
61

وقال النجاشي: درست بن أبي منصور محمد الواسطي، روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن (عليهما السلام). ومعنى درست: أي صحيح، له كتاب يرويه جماعة، منهم سعد بن
محمد الطاطري عم علي بن الحسن الطاطري، ومنهم محمد بن أبي عمير، أخبرنا
الحسين بن عبيد الله، حدثنا أحمد بن جعفر، حدثنا حميد بن زياد، حدثنا محمد بن
غالب الصيرفي، حدثنا علي بن الحسن الطاطري، حدثنا محمد بن غالب الصيرفي،
حدثنا علي بن الحسين الطاطري، حدثنا عمي سعد بن محمد أبو القاسم، حدثنا
درست بكتابه.
وأخبرنا محمد بن عثمان: حدثنا جعفر بن محمد، حدثنا عبيد الله بن أحمد بن
نهيك، حدثنا محمد بن عمير، عن درست بكتابه.
وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (عليه السلام): درست بن أبي منصور.
وزاد في أصحاب الكاظم (عليه السلام): واسطي واقفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام).
وفي الفهرست: درست الواسطي، له كتاب، وهو ابن أبي منصور. أخبرنا بكتابه
أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير القرشي، عن أحمد بن عمر بن
كيسبة، عن علي بن الحسن الطاطري، عن درست. ورواه حميد، عن ابن نهيك، عن
درست.
وقال الكشي: حمدويه: حدثني بعض أشياخي قال: درست بن أبي منصور
واسطي واقفي.
وفي التعليقة: الحكم بوقفه لا يخلو من شيء، والظاهر أن حكم الخلاصة به مما
ذكر في رجال الكاظم والكشي. وفي الظن أن ما في رجال الكاظم مما في رجال
الكشي، وبعض أشياخ حمدويه غير معلوم الحال. ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى
وثاقته، وكذا رواية علي بن الحسين، ورواية الجماعة كتابه تشير إلى الاعتماد عليه،
وكذا كونه كثير الرواية وكون أكثرها سديدا مفتى به انتهى.
والأمر كما قاله من أن ما في الخلاصة مأخوذ مما ذكره، وما في رجال الكاظم من
62

الكشي، وعدم حكم النجاشي بوقفه يوهن وقفه، لا سيما مع كون القائل به غير معلوم
الحال. إلا أن يقال: ليس من لم يطلع حجة على من اطلع.
ومع فرض وقفه فما ذكر - مما يفيد وثاقته - يجعل حديثه موثقا. ويروي عنه
علي بن الحسن الطاطري الذي قال الشيخ في الفهرست: له كتب رواها عن الرجال
الموثوق بهم وبرواياتهم.
التمييز: يعرف درست بن أبي منصور محمد الواسطي برواية سعد بن محمد
الطاطري، ومحمد بن أبي عمير، وعلي بن الحسن الطاطري، وابن نهيك عنه، كما
يفهم مما مر عن النجاشي والفهرست.
وعن جامع الرواة: أنه نقل رواية جماعة عنه، وهم: يونس بن عبد الرحمن،
وعبيد الله بن عبد الله الدهقان، وأحمد بن عمر الحلبي، والنضر بن سويد،
والحسن بن علي الوشاء، وإسماعيل بن مهران، وأحمد بن محمد بن أبي نصر،
ومحمد بن علي (الراوي عنه أحمد بن محمد بن عيسى)، وجعفر بن محمد
الأشعري، وابن محبوب، وعلي بن معبد، والحسين بن زيد، وأبو شعيب المحاملي،
وعبد الله بن بكير، ومحمد بن المعلى، وأمية بن علي القيسي، وعلي بن الحسن
الجرمي، والطاطري، وزياد القندي، ومحمد بن إسماعيل، وسلمة بن الخطاب،
وعلي بن أسباط، وابن رباط، وأبو عثمان، ويوسف بن علي، وإبراهيم بن إسماعيل،
وواصل بن سلمان، وأبو يحيى الواسطي. انتهى.
وزيد في مستدركات الوسائل: محمد بن عيسى " (1). انتهى ما عن الأعيان.
وفي الجامع في الرجال قال: " والرجل كثير الحديث، نقي الأخبار، وقد أكثر
المشايخ الثلاثة من رواياته، وطريق الصدوق صحيح إليه في المشيخة، روى عن
الصادق والكاظم... والأقوى - اعتمادا على المشايخ - قبول رواياته " (2).

1. أعيان الشيعة: ج 6، ص 395.
2. الجامع في الرجال: ج 1، ص 755.
63

وقال في خاتمة المستدرك بعد نقل الرواة عن درست: " وهؤلاء جماعة وجدنا
روايتهم عن درست في الكتب الأربعة، وفيهم ابن أبي عمير والبزنطي، اللذان لا
يرويان إلا عن ثقة. وفيهم من الذين أجمعت العصابة على تصحيح أخبارهم أربعة:
هما، والحسن بن محبوب، وعبد الله بن بكير. ويأتي في شرح أصل النرسي أن
الإجماع المذكور من أمارات الوثاقة.
وفيهم من الثقات الأجلاء غيرهم جماعة: كالوشاء، وابن سويد، وابن نهيك،
وابن مهران، وابن معبد الذي يروي عنه صفوان بن يحيى، والحسين بن زيد، وأبو
شعيب المحاملي، وابن أسباط، وإبراهيم بن محمد بن إسماعيل، وسعد بن محمد،
الذين يروي عنهم علي الطاطري. وقد قال الشيخ (قدس سره) [في العدة]: إن الطائفة عملت بما
رواه الطاطريون. وبعد رواية هؤلاء عنه لا يبقى ريب في أنه في أعلى درجة الوثاقة،
ورواياته مقبولة، وكتابه معتمد " (1).
التعريف بكتب المجموعة الثانية
كتاب عبد الملك بن حكيم
رواية جعفر بن عبد الله بن حكيم
قال في البحار: " وكتاب عبد الملك بن حكيم وثق النجاشي المؤلف، وذكر هو
والشيخ طريقهما إليه. وفي النسخة القديمة طريقه هكذا: أخبرنا التلعكبري، عن
ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن جعفر بن محمد بن حكيم، عن عمه
عبد الملك " (2).
وقال في الذريعة: " أصل عبد الملك بن حكيم الخثعمي الكوفي الثقة - الراوي

1. خاتمة مستدرك الوسائل: ج 1، ص 43 - 44.
2. بحار الأنوار: ج 1، ص 45.
64

عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) - يرويه عنه ابن أخيه جعفر بن محمد بن حكيم،
وهو من الأصول المختصرة أيضا الموجودة بعينها برواية التلعكبري عن ابن عقدة
بسنده إلى مؤلفه " (1).
وقال النجاشي: " عبد الملك بن حكيم الخثعمي، كوفي، ثقة، عين، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، له كتاب يرويه جماعة، أخبرنا القاضي أبو عبد الله
الجعفي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال
قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم قال: حدثنا عبد الملك بن حكيم بكتابه " (2).
أقول: وهذا الطريق عين الطريق الموجود في هذا الكتاب.
كتاب مثنى بن الوليد الحناط
رواية عباس بن عامر القصباني
قال في البحار: " وكتاب المثنى ذكر الشيخ والنجاشي طريقهما إليه، وروى الكشي
عن علي بن الحسن مدحه. وفي النسخة المتقدمة سنده هكذا: التلعكبري، عن ابن
عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن مثنى بن الوليد
الحناط " (3).
وقال النجاشي: " مثنى بن الوليد الحناط، مولى، كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
له كتاب يرويه جماعة. أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد
قال: حدثنا علي بن الحسن قال: حدثنا الحسن بن علي بن يوسف بن بقاح قال:
حدثنا مثنى بكتابه " (4).

1. الذريعة: ج 2، ص 163، الرقم 602.
2. رجال النجاشي: ص 239، الرقم 636.
3. بحار الأنوار: ج 1، ص 45.
4. رجال النجاشي: ص 414، الرقم 1106.
65

وقال الشيخ: " مثنى بن الوليد الحناط له كتاب، رواه الحسن بن علي الخزاز
عنه " (1).
وقال أبو غالب: " كتاب مثنى الحناط حدثني به جدي، عن الحسن بن محمد بن
خالد الطيالسي، عن الحسن بن علي، ابن بنت إلياس الخزاز، عن مثنى " (2).
والذين رووا عن مثنى جماعة، أما رواية عباس بن عامر القصبي أو القصباني
الذي في هذا الكتاب فكانت موجودة عند عدة من الرواة، وقد نقل عنهم البرقي في
المحاسن فقال: " عدة، عن عباس بن عامر " كما في هامش الحديث (11) من هذا
الكتاب.
كتاب خلاد السندي
رواية محمد بن أبي عمير
صاحب الكتاب هو خلاد بن خالد الصيرفي من أشهر الرواة لقراءة حمزة أحد
القراء السبعة.
قال في البحار: " وكتاب خلاد ذكر النجاشي والشيخ سندهما إليه. وفي النسخة
القديمة هكذا: التلعكبري، عن ابن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن
محمد بن أبي عمير، عن خلاد السندي - وفي بعض النسخ: السدي بغير نون - البزاز
الكوفي " (3).
وقال في الذريعة: " أصل خلاد السندي (السدي) البزاز الكوفي الراوي عن أبي
عبد الله، يرويه عنه محمد بن أبي عمير، وهو مختصر موجود بعينه برواية
التلعكبري، عن ابن عقدة بإسناده إلى خلاد " (4).

1. الفهرست: ص 249، الرقم 748.
2. تاريخ آل زرارة: ج 2، ص 67، الرقم 59.
3. بحار الأنوار: ج 1، ص 45.
4. الذريعة: ج 2، ص 149، الرقم 569.
66

وقال في الأعيان: " خلاد السندي البزاز الكوفي: ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق (عليه السلام).
وقال النجاشي: خلاد السندي البزاز، كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وقيل: إنه
خلاد بن خلف المقري خال محمد بن علي الصيرفي أبي سمينة، له كتاب يرويه عدة،
منهم ابن أبي عمير، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد بن
سعيد، حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ومحمد بن مفضل بن إبراهيم بن قيس بن
رمانة الأشعري، حدثنا ابن أبي عمير، عن خلاد بكتابه.
وقال الشيخ في الفهرست: خلاد السندي له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن
التلعكبري، عن ابن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن ابن أبي عمير، عن خلاد
السندي.
وعن السيد صدر الدين العاملي في حاشية رجال أبي علي: أنه رأى كتابه هذا،
وهو كتاب صغير يرويه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى بن زكريا بن
شيبان، عن محمد بن أبي عمير، عنه. وأحاديثه كلها نقية جيدة، والأخير منها في فضل
علي (عليه السلام) وشيعته. ويأتي في خلاد بن عيسى ما ينبغي أن يلاحظ.
وفي التعليقة: رواية ابن أبي عمير عنه تشعر بالوثاقة، وكونه صاحب كتاب مدح.
التمييز: في مشتركات الطريحي والكاظمي: يعرف برواية ابن أبي عمير وحده
عنه " (1). انتهى ما عن الأعيان.
أقول: ما جاء عن النجاشي بعبارة " خلاد بن خلف " ليس مذكورا في الرجال،
والظاهر أنه تصحيف " خلاد بن خالد ".
وقال أيضا في ترجمة محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى الصيرفي: " إنه ابن
أخت خلاد المقري، وهو خلاد بن عيسى ". ومن هذا يتبين أن خلاد بن عيسى

1. أعيان الشيعة: ج 6، ص 328.
67

وخلاد بن خالد متحدان؛ لأنه قال في الموردين: " إنه خال محمد بن علي الصيرفي
أبي سمينة "، وهو دليل الاتحاد.
وتكلم في ترجمة حكم بن حكيم عمن سماه بخلاد بن عيسى قائلا: " قال ابن
نوح: هو - أي حكم بن حكيم - ابن عم خلاد بن عيسى " (1). والظاهر أن المقصود من
جميع أسماء " خلاد " التي وردت هو خلاد السندي صاحب الكتاب الموجود في هذه
المجموعة، وإن أفرد عموم علماء الرجال لخلاد بن خالد وخلاد السندي ترجمتين،
ولكن القرائن تشير إلى اتحادهما، كما فهمه بعض علماء الرجال أيضا.
وقال النجاشي: " حكم بن حكيم أبو خلاد الصيرفي، كوفي، مولى، ثقة، روى
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ذكر ذلك أبو العباس في كتاب الرجال. له كتاب يرويه عنه
صفوان بن يحيى، أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حميد،
عن الحسن بن سماعة، عن صفوان، عن حكم بن حكيم، به.
وقال ابن نوح: هو ابن عم خلاد بن عيسى، أخبرنا بكتابه محمد بن علي بن
الحسين، عن ابن الوليد، عن سعد والحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
ابن أبي عمير، عن حكم بن حكيم ".
وحاصل ما يظهر من الأسماء والعناوين المختلفة التي ذكرت في ترجمة الرجل
- والتي نقل الكثير منها بعين عبارتها القهبائي في مجمع الرجال، حيث سهل مؤونة
المراجعة إلى الكتب المختلفة ومحالها المتفرقة فيها، وفتح المجال للمقارنة بينها
ودراستها - هو أن النجاشي نسب اتحاد خلاد بن خالد مع خلاد السندي إلى بعض،
وكأنه لم يتمكن هو من التحقيق والجزم بصحة النسبة، بيد أن النسبة صحيحة، وهو
خال محمد بن علي بن إبراهيم بن موسى أبي جعفر الملقب بأبي سمينة، وابن عم

1. رجال النجاشي: ص 137، الرقم 353.
68

حكم بن حكيم. تقدم عن النجاشي والفهرست بعنوان خلاد السندي (1).
أقول: أفرد الشيخ في فهرسته لتعريف كل من كتاب خلاد السندي وخلاد بن
خالد ترجمتين، ولم يتأكد من اتحاد الرجلين، وكأن كتابيهما كانا متغايرين، أو كان
متوقفا من اتحادهما ولكن نقلهما كما كانا عليه. ولم يكن في كتاب خلاد بن خالد
شيء من الأحكام، ولذا لم يكن لروايته - التي هي عبر ابن أبي عمير وصفوان بصورة
مشتركة - ذكر في الكتب الأربعة، والظاهر أنه من الكتب المندرسة التي لم يبق منها
أثر، ولم ينقل المحدثون الذين وصلت كتبهم إلينا منه شيئا؛ لعدم العثور على مثل هذا
الإسناد في الروايات. ولكن رواية شخصين من أصحاب الإجماع عنه تدل على وثوقه
وجلالته واعتبار أخباره وكتبه.
وقد التبس الأمر على الطريحي في جامع المقال، وعدهما شخصين، حيث قال:
" ويمكن استعلام أنه ابن خالد المقري برواية ابن أبي عمير وصفوان جميعا عنه، وأنه
السندي البزاز برواية ابن أبي عمير وحده عنه " (2).
وقال المامقاني: " خلاد بن خالد المقري: عنونه في الفهرست كذلك وقال: له
كتاب، أخبرنا به عدة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن أبيه، وأحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير وصفوان
جميعا، عنه. انتهى.
وظاهر وعدم غمز الشيخ في مذهبه كونه إماميا، فإذا انضم إلى ذلك: كونه ذا
كتاب، ورواية ابن أبي عمير الذي مراسيله كالمسانيد، وصفوان الذي هو من أصحاب
الإجماع، المشعرة بوثاقته والاعتماد عليه، كان حديثه من الحسان. ونفى الوحيد (رحمه الله)
البعد عن اتحاده مع السندي الآتي، ولم أفهم وجهه... وعلى كل حال فقد ميزه

1. انظر: مجمع الرجال: ج 2، ص 270.
2. جامع المقال: ص 65.
69

الكاظمي بما سمعته من الشيخ من رواية ابن أبي عمير وصفوان عنه " (1).
وفي جامع الرواة: خلاد بن خالد المقري له كتاب. ونقل عن الفهرست
والمحاسن رواية البرقي [محمد بن خالد] ومحمد بن أبي عمير، وصفوان عنه،
وكذلك رواية الحسن بن محمد بن سماعة عنه في تهذيب الأحكام في باب ميراث
من علا من الآباء (2).
وذكره أيضا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل قائلا: " خلاد بن خالد الشيباني
أبو عيسى المقري، روى عن الحسن بن صالح، وزهير بن معاوية، ومحمد بن عبد
العزيز التيمي، [وقيس بن الربيع]، سمعت أبي يقول ذلك. قال أبو محمد: روى عنه
أبي وأبو زرعة. حدثنا عبد الرحمان قال: سئل أبي عنه فقال: صدوق " (3).
وقال البخاري في التاريخ الكبير: " خلاد أبو عيسى القارئ الكوفي، مات سنة
عشرين ومائتين أو نحوها " (4).
وقال ابن حبان في ترجمة خلاد بن يزيد الجعفي: " وأحسبه الذي يقال له:
أبو عيسى القارئ، فإن كان ذلك فإنه مات سنة عشرين ومائتين " (5).
وقال الصفدي في الوافي بالوفيات: " خلاد بن خالد - وقيل: ابن عيسى - الشيباني
الصيرفي الكوفي المقرئ الأحول، صاحب سليم القارئ. قال أبو حاتم: صدوق،
توفي سنة عشرين ومائتين ".
وفي تأريخ الإسلام للذهبي: " خلاد بن خالد - وقيل: ابن عيسى -، أبو عيسى
- وقيل: أبو عبد الله - الشيباني الصيرفي الكوفي المقرئ الأحول، صاحب سليم

1. تنقيح المقال: ج 1، ص 400.
2. انظر: جامع الرواة: ج 1، ص 296.
3. الجرح والتعديل: ج 3، ص 368.
4. التاريخ الكبير: ج 3، ص 189، الرقم 640.
5. الثقات: ج 8، ص 229.
70

القارئ، أقرأ الناس مدة بحرف حمزة.
قرأ عليه: أبو بكر محمد بن شاذان الجوهري، وأبو الأحوص محمد بن الهيثم
العكبري، ومحمد بن يحيى الخنيسي، والقاسم بن يزيد الوزان، وهو أجل إخوانه،
وعليه دارت قراءته.
وقد سمع الحديث من: الحسن بن صالح بن حي، وزهير بن معاوية.
روى عنه أبو حاتم، وأبو زرعة، وغيرهما.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة عشرين ومائتين بالكوفة.
وقد ذكر الداني رجلا آخر فقال: خلاد بن خالد - ويقال: ابن يزيد - أبو عيسى
الأحول، قرأ على حمزة، وهو من أصحابه. وقال ابن مجاهد: وممن قرأ على حمزة
خلاد بن خالد الأحول " (1).
وقال الذهبي أيضا: " خلاد بن خالد - وقيل: ابن عيسى -، أبو عيسى - وقيل:
أبو عبد الله - الشيباني مولاهم، الصيرفي الكوفي الأحول المقرئ، صاحب سليم.
أقرأ الناس مدة، وحدث عن زهير بن معاوية، والحسن بن صالح بن حي. قرأ
عليه محمد بن شاذان الجوهري، ومحمد بن الهيثم قاضي عكبرا، ومحمد بن يحيى
الخنيسي، والقاسم بن يزيد الوزان، وهو أنبل أصحابه. وحدث عنه أبو زرعة، وأبو
حاتم، وكان صدوقا. توفي سنة عشرين ومائتين ". (2)
وأفرد له الجزري ثلاث تراجم بثلاثة أسماء مختلفة وقال:
1 - خلاد بن عيسى الكوفي: عرض على حمزة، وهو من كبار أصحابه، ومن
المكثرين عنه ممن روى القراءة بأسرها، وقد عرض أيضا على سليم.
2 - خلاد بن خالد الأحول الكوفي: عرض على حمزة، وهو من جلة أصحابه.

1. تاريخ الإسلام: وفيات (211 - 220 ه‍)، ص 141.
2. معرفة القراء الكبار: ص 124.
71

3 - خلاد بن خالد، أبو عيسى - وقيل: أبو عبد الله - الشيباني مولاهم، الصيرفي
الكوفي: إمام في القراءة، ثقة عارف محقق أستاذ. أخذ القراءة عرضا عن سليم، وهو
من أضبط أصحابه وأجلهم. وروى القراءة عن حسين بن علي الجعفي عن أبي بكر،
وعن أبي بكر نفسه عن عاصم [بن أبي النجود] وعن أبي جعفر محمد بن الحسن
الرواسي. روى القراءة عنه عرضا أحمد بن يزيد الحلواني، وإبراهيم بن علي القصار،
وإبراهيم بن نصر الرازي، وحمدون بن منصور، وسليمان بن عبد الرحمن الطلحي،
وعلي بن حسين الطبري، وعلي بن محمد بن الفضل، وعنبسة بن النضر الأحمري،
والقاسم بن يزيد الوزان - وهو أنبل أصحابه - ومحمد بن الفضل، ومحمد بن سعيد
البزاز ومحمد بن موسى بن أمية، ومحمد بن شاذان الجوهري - وهو من أضبطهم -
ومحمد بن عيسى الأصبهاني، ومحمد بن يحيى الخنيسي، ومحمد بن الهيثم قاضي
عكبرا، وهو أجل أصحابه. توفي سنة عشرين ومائتين (1).
أقول: استقصينا كل ما جاء عن خلاد في البحار والوسائل بعنوان: المقري
المنقري، أو خلاد بن عيسى، أو خلاد بن خالد، فلم نعثر على خلاد أبي عيسى،
والظاهر أنه لم يكن من أصحابنا، وصاحبنا لم يكن به. والأظهر أن اسمه خلاد بن خالد
بن عيسى أبو عبد الله الشيباني المقرئ السندي الكوفي، ولعلنا بذلك نكون قد استطعنا
إخراج أحد رواة أصحابنا عن الإبهام بعد ما كان مبهما في الكتب الرجالية الأربعة.
وهذا يدل على أن مؤلفي هذه الكتب وعموم أهل العلم في ذلك العصر، ذهبت عنهم
معرفة كثير من رواة أصحابنا وأصحاب الأصول والمصنفات، وهم وإن توارثوا
أصولهم ورواياتهم ومصنفاتهم نسلا بعد نسل وكانت رائجة عندهم ومورد عمل
ودراسة عند الطائفة، إلا أنهم لم يدرسوا هذه المميزات الشخصية لأصحابها.
وهذا يدل على ضرورة دراسة جديدة في الرجال تختلف عن أسلوب الدراسة

1. غاية النهاية في طبقات القراء: ج 1، ص 274.
72

المتداولة عند الأصحاب التي لا تتجاوز الكتب الأربعة الرجالية وحدودها، والتي
تفقد الكثير من المعلومات. ولهذا الشأن يمكن الاستفادة من بعض كتب العامة؛ ذلك
أنهم كانوا مختلطين بأصحابنا في عصور الأئمة (عليهم السلام)، وكانت الأرضية مهيأة لهم،
فحفظت آثارهم، بخلاف أصحابنا، ولذا سجلوا أسماء كثير من الرواة لا سيما رواة
أصحابنا الذين كانوا مبثوثين بينهم وغير مميزين فيهم أحيانا، والذين يعدون من
فضلاء عصرهم ومنهل وردهم.
أقول: وبعد تنقيح هذه المعلومات راجعت كتاب الجامع للرجال، فوجدت أنه
توصل للنتائج التي توصلنا إليها، حيث قال: " خلاد بن خالد المقرئ، له كتاب، قاله
الشيخ في الفهرست، ثم روى بسنده عن ابن أبي عمير وصفوان عنه، يروي عن
قيس بن أبي حصين، وروى عنه أحمد بن يحيى الأحول. وذكر الشيخ خلادا السدي
البزاز الكوفي، وروى كتابه بسنده عن ابن أبي عمير، وقال النجاشي: خلاد السندي
البزاز، كوفي، روى عن أبي عبد الله (عليه السلام). وقيل: إنه خلاد بن خلف المقرئ خال
محمد بن علي الصيرفي أبي سمينة، له كتاب يرويه عدة، منهم ابن أبي عمير. انتهى
موضع الحاجة. وظاهر الوحيد اتحاد الجميع، وهو الصواب، ويأتي في ابن عيسى " (1).
وقال أيضا في ترجمة خلاد بن عيسى: " عنونه الوحيد وأخذ ذلك من كلام
النجاشي في ترجمة الحكم بن حكيم، والظاهر اتحاده مع السندي " (2).
ومن النكات التي وقفنا عليها: أن المصنفين من الرواة الذين أخذوا من هذه
الأصول كانوا يعتمدون في روايتهم على ذكر الاسم الذي جاء للراوي في ذلك الأصل
المأخوذ منه، ولا يتعدون إلى ذكر خصوصياته؛ تسهيلا للأمر ولوضوح ذلك عندهم،
بل ربما كانوا يختصرون اسمه، ولذا نراهم يعبرون عن صاحبنا هذا - بحسب ما كان
في تلك الأصول تارة ب‍ " خلاد السندي "، وأخرى ب‍ " خلاد المقري "، وثالثة ب‍ " خلاد

1. الجامع في الرجال: ج 1، ص 725.
2. المصدر السابق: ص 726.
73

بن خالد "، ورابعة ب‍ " خلاد بن عيسى "، وخامسة ب‍ " خلاد " مطلقا من دون ذكر مميز له،
كما في كثير من الروايات. وهذا الأسلوب ربما سبب للمتأخرين العديد من المشاكل
في تمييزه وتشخيصه؛ فمنهم من تصور أنها أسماء لرواة متعددين، وكثير منهم حكم
على مثل هذه الروايات الموجودة في الكتب الأربعة وغيرها بأنها مجهولة، ومنهم من
أسقط روايته عن الاعتبار والحجية، وبهذا الشكل يحرمون أنفسهم من كثير من
الأحاديث الصحيحة.
ثم إن هذا الكتاب هو من منتخبات ابن أبي عمير من كتاب خلاد، وليس جميع
روايته؛ لأنه من المستبعد جدا أن يكون شخص راويا للحديث وكتابه بهذا العدد
القليل من الرواية. وهذا المنتخب تداوله فقهاء الأصحاب من طريق ابن أبي عمير.
والظاهر أن انتخاب بعض الأحاديث كان أمرا متداولا بين فقهاء المحدثين، حيث كانوا
ينتخبون الأحاديث التي كانت محط أنظار الفقهاء ومورد اهتمامهم، وكانوا يثبتونها في
جزء خاص باسم راويه.
ويبدو أن تلقيبه بالسندي أيضا كان من فعل ابن أبي عمير لمناسبة خاصة ولم يكن
هذا اللقب معروفا، ولم يطلقه عليه شخص آخر، ولم يعرف به من قبل الجمهور؛
ولذا نرى النجاشي - بالرغم من تضلعه واقتراب عصره منه تقريبا - يحتمل أن يكون
السندي هو خلاد بن خالد. وهذا العمل له نظائر عديدة، فكثير من العلماء يلقبون
بعض الأشخاص بألقاب ليست معروفة؛ وذلك لمناسبة خاصة.
ويمكن القول: إن الأصول المختصرة الموجودة في هذه المجموعة هي أيضا قد
لخصت وانتخبت لأغراض خاصة - ككون رواياتها منفردة في المعنى، أو فيها
إضافات ومميزات غير مذكورة في الروايات الأخرى، أو لم ترد من طريق آخر - فإنه
توجد أحيانا روايات أخرى لأصحاب هذه الأصول لم تذكر في أصولهم هنا،
والروايات التي يرويها بعضهم قد تزيد بكثير عما هو موجود في الأصل، ثم بعد ذلك
قام فقهاء المحدثين بتنقيح هذه الأصول من المتعارضات والمكررات، خصوصا
74

المكررات التي وردت في أصول أخرى، ورووها بطرق تمتاز عن طرق بعض هذه
الأصول من حيث الراوي وقلة الوسائط.
وأحاديث هذا الكتاب - على قلتها - كانت من الأهمية بحيث رواها كبار
الأصحاب عن ابن أبي عمير، ورواية فقيه نظير ابن أبي عمير لهذا الكتاب تكفيه أهمية
وقدرا (1).
ثم إن كل ما جاء في كتب الأخبار بعنوان خلاد السندي يتطابق مع ما يوجد هنا في
كتاب خلاد ولا يوجد غيره إلا مورد واحد - وربما موردان - وهو أيضا من طريق ابن
أبي عمير، فيحتمل أنه كان موجودا في كتابه ثم أسقط منه بعد ذلك، ويحتمل أنه أخذ
من ابن أبي عمير مباشرة من غير هذه المجموعة، ويحتمل وجود مجموعة أخرى له
من طريق ابن أبي عمير لم تصل إلى أكثر الأصحاب، وله نظير في كتب الأخبار
الأخرى.
كتاب حسين بن عثمان
رواية ابن أبي عمير
قال في البحار: " وكتاب الحسين بن عثمان، النجاشي ذكر إليه سندا، ووثقه
الكشي وغيره. والسند في ما عندنا من النسخة القديمة: عن التلعكبري، عن ابن
عقدة، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان بن
شريك " (2).
وقال النجاشي: " الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي، ثقة،
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، ذكره أصحابنا في رجال أبي عبد الله (عليه السلام). له
كتاب تختلف الرواية فيه، فمنها ما رواه ابن أبي عمير، أخبرناه إجازة محمد بن جعفر،

1. ويمكنك التعرف أكثر على مكانة خلاد من خلال مراجعة الرواة الذين رووا عنه.
2. بحار الأنوار: ج 1، ص 45.
75

عن أحمد بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم سنة خمس وستين
ومائتين، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان " (1).
أقول: احتمل بعض المتأخرين اتحاده مع الحسين بن عثمان بن زياد الرواسي،
كما في تنقيح المقال ومعجم الرجال وغيرهما، ولم يوافق عليه الميرزا، كما في جامع
الرواة، وسكت عنه الأردبيلي، ونقل في الأعيان عن الكاظمي أن: " ابن زياد الرواسي
هو ابن شريك الثقة عند المحققين، ولذلك جعل الحسين بن عثمان مشتركا بين ثقتين
فقط: الأحمسي، وميزه بما مر، وابن عثمان بن زياد الرواسي، وميزه برواية أبي جعفر
محمد بن عياش، ومحمد بن أبي عمير، وفضالة بن أيوب، عنه. ولكن الظاهر عدم
الاتحاد بين الأخيرين؛ إذ لا دليل عليه، ونسبته إلى المحققين في غير محلها، فلم نجد
محققا واحدا قال به غير العلامة، وقد نسب إلى الوهم " (2).
أقول: الاتحاد وإن كان محتملا - خصوصا وأن أبا العباس ابن عقدة لم ينسب إليه
النجاشي في كتابه الرواة عن الإمام الصادق (عليه السلام) من هذه الأسماء الثلاثة إلا الحسين بن
عثمان الأحمسي، والظاهر عدم ذكره للآخرين، وهذا يكون دليل الاتحاد؛ وأنه ذكر
الاسم المعروف لهم، ولم يذكر الأسماء غير المعروفة، ولم يكن ذلك من باب الغفلة،
وكيف يغفل عن هذا والرجل له كتاب مروي من قبل ابن أبي عمير! - ولكن الجزم به
مشكل، وإن كان كلاهما ثقتين. ويمكن كسب معرفة أكثر عنهما من طريق الراوي
والمروي عنهما، ولكن الذي يشكل أن المحدثين غالبا لم يميزوهما تماما عند الرواية
عنهما، ونقلوا عنهما بعبارة " عن حسين بن عثمان " الذي ينطبق عليهما وعلى حسين
بن عثمان الأحمسي أيضا. ونأمل الجزم بالموضوع إن شاء الله مع التدقيق في روايتهم.
هذا، ولكن الذي يقرب الاتحاد بينهما: أن الشيخ الذي ذكر في الفهرست كتاب
الحسين بن عثمان بن زياد الرواسي، لم يذكره في رجال الصادق (عليه السلام)، بل ذكر

1. رجال النجاشي: ص 53، الرقم 119.
2. أعيان الشيعة: ج 6، ص 89.
76

الأحمسي وابن شريك، ولم يذكر الأخير في فهرسته، وهذا كاشف عن عدم ذكر
ابن عقدة له، وإلا لذكره الشيخ الذي ذكر كتابه في فهرسته.
وأيضا: لو كان ابن شريك مذكورا في رجال ابن عقدة لصرح النجاشي به؛ ليأمن
من الوقوع في الالتباس وشائبة التعدد؛ لأن الرجاليين يدققون غالبا في هذه المسائل.
وفي كتاب الجامع في الرجال للشيخ موسى الزنجاني (رحمه الله) في ترجمة جعفر بن
عثمان الرواسي الكوفي - بعد إيراد ما أوردناه هنا من فهرستي الشيخ والنجاشي - قال:
" قلت: بعد إمعان النظر في هذه العبائر والتتبع في أسانيد الكتب، لا يبقى ترديد في
اتحاد جعفر بن عثمان وكذا الحسين وحماد [ابني عثمان] بجميع العناوين، كما عليه
جماعة من المحققين. والاستناد في التعدد إلى لفظة زياد في اسم جد المترجم في
كلام الكشي - كما عن بعض، مع إمكان حمله على بعض المحامل - ليس كما ينبغي " (1).
وأما إيراده منفصلا عن الحسين بن عثمان الأحمسي، فلأنه وجد له كتابا بهذا
الاسم، وأورده كما وجده، ولم يظهر له الاتحاد.
وأيضا من دلائل الاتحاد بينهما وبين حسين الأحمسي - كما احتملته بعض كتب
الرجال، والذي لم أر أحدا يذهب إليه سوى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار (2) مستظهرا
له على نحو الحدس، وإن كان لا يمكن الاعتماد عليه من بعض الجهات -: هو مجيء
بعض الروايات منهم عن طريق حسين بن عثمان الأحمسي متحدة مع ما يوجد في
كتابه هنا، كما في الحديث (13) منه، والذي عبارته هكذا: حسين، عن أم سعيد
الأحمسية قالت: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: " تعدل حجة
وعمرة، ومن الخير هكذا، ومن الخير هكذا " [وأومأ] بيديه.
وهو مطابق لما جاء في البحار: (كامل الزيارات) جعفر بن محمد بن إبراهيم،
عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن

1. الجامع في الرجال: ج 1، ص 385.
2. بحار الأنوار: ج 67، ص 241، ح 69.
77

أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: " تعدل
حجة وعمرة، ومن الخير هكذا، وهكذا " وأومأ بيده (1).
وكما في الحديث (15): حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " تقول الجنة: يا رب،
ملأت النار كما وعدتها، فاملأني كما وعدتني - قال: - فيخلق الله خلقا يومئذ،
فيدخلهم الجنة ". ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " طوبى لهم! لم يروا أهوال الدنيا وغمومها ".
حيث جاء في البحار: (تفسير علي بن إبراهيم) (يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول
هل من مزيد) (2) قال: " هو استفهام؛ لأنه وعد الله النار أن يملأها، فتمتلئ النار، ثم يقول
لها: (هل امتلأت وتقول هل من مزيد) على حد الاستفهام؛ أي ليس في مزيد - قال: -
فتقول الجنة: يا رب، وعدت النار أن تملأها، ووعدتني أن تملأني، فلم لا تملؤني وقد
ملأت النار؟ - قال: - فيخلق الله يومئذ خلقا يملأ بهم الجنة ". فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
" طوبى لهم! إنهم لم يروا غموم الدنيا ولا همومها ".
(كتابا الحسين بن سعيد): ابن أبي عمير، عن حسين الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " تقول الجنة: يا رب... " وذكر نحوه (3).
وكما في الحديث (37) وهو بهذه العبارة: حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " هو
الاسم، ولا يؤمن عليه إلا مسلم ". قال: فقال له رجل: أصلحك الله، إن لنا جارا قصابا
يدعو يهوديا فيذبح له؛ حتى يشتري منه اليهود قال: " لا تأكل ذبيحته، ولا تشتر منه ".
حيث ورد في الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
الحسين الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال له رجل: أصلحك الله، إن لنا جارا
قصابا، فيجئ بيهودي فيذبح له؛ حتى يشتري منه اليهود. فقال: " لا تأكل من ذبيحته،
ولا تشتر منه " (4).

1. المصدر السابق: ج 101، ص 32، ح 27.
2. ق: 30.
3. بحار الأنوار: ج 8، ص 133، ح 38.
4. الكافي: ج 6، ص 240، ح 8.
78

وفي تهذيب الأحكام: عنه [أي عن الحسين بن سعيد]، عن محمد بن أبي عمير،
عن الحسين الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال [له] رجل: أصلحك الله، إن لنا
جارا قصابا، وهو يجيء بيهودي فيذبح له؛ حتى يشتري منه اليهود. فقال: " لا تأكل
ذبيحته، ولا تشتر منه " (1).
وفي الاستبصار: عنه [أي عن الحسين بن سعيد]، عن محمد بن أبي عمير، عن
الحسين الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال له رجل: أصلحك الله، إن لنا جارا
قصابا، وهو يجيء بيهودي فيذبح له؛ حتى يشتري منه اليهود. فقال: " لا تأكل ذبيحته،
ولا تشتر منه " (2).
وما ورد في الكافي وتهذيب الأحكام عن الحسين بن عثمان الأحمسي هو عين
الرواية الموجودة في هذا الأصل، ولكن الظاهر أنهم لم يأخذوها من هذا الكتاب،
مباشرة، بل أخذوها من كتاب ابن أبي عمير، ولعله من نوادره، أو من كتاب
الحسين بن سعيد عن كتاب ابن أبي عمير، وأنه لخص الحديث، وهذا يدل على أن
الحسين بن عثمان الأحمسي هو صاحبنا هذا.
وينبغي أن يقال: إن مشايخ الرواية من أصحابنا كانوا في الغالب يعرفون في
أوساطهم الاجتماعية بأسمائهم وأسماء آبائهم ولم يكونوا يعرفون بكامل أسمائهم
ومميزاتهم ومشخصاتهم. نعم ميزهم الرواة في كتبهم الروائية المنسوبة إليهم؛ وذلك
بذكر أسمائهم وأسماء قبائلهم، وبطونها وفروعها، وانتسابهم إلى حلفائهم ومواليهم،
ومحلاتهم التي كانوا يقطنون فيها هم أو آباؤهم. لكن الاقتصار على بعض هذه
الأسماء دون بعض سبب في كثير من الحالات التباسا وغموضا للمتأخرين الذين
ابتعدوا عن تلك الأعصار وأخبارها، وولد لديهم شائبة التعدد والاختلاف خصوصا
وأن أصحاب الفهارس من القرن الرابع - أمثال أبي العباس النجاشي - ظهرت لهم شائبة

1. تهذيب الأحكام: ج 9، ص 67، ح 18.
2. الاستبصار: ج 4، ص 84، ح 17.
79

التعدد بالرغم من اقتراب عصرهم منهم، حيث أوردوا أسماءهم كما وجدوها،
وبصور مختلفة ومتكررة، ولم يحصل لهم العلم باتحادها، وسكتوا عن ذلك؛ فسبب
الالتباس في معرفتهم للمتأخرين، وأوقعهم في كثير من المشاكل، كما يظهر من كتب
الرجال.
وممن أتعب نفسه من المتأخرين في معرفة الأسماء المتشابهة، الشيخ الزنجاني
في كتابه الثمين: الجامع في الرجال، حيث قال في ترجمة أخي المترجم له: " جعفر بن
عثمان، من غير وصف في الأسانيد، ومنها نوادر المعاني والخصال الثمانية، روى عن
أبي بصير، وسماعة بن مهران، وعنه ابن أبي عمير. ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق (عليه السلام) به عنوان: جعفر بن عثمان الرواسي الكوفي. وقال الكشي: حمدويه قال:
سمعت أشياخي يذكرون أن حمادا وجعفرا والحسين بن عثمان بن زياد الرواسي
- وحماد يلقب بالناب - كلهم فاضلون، خيار، ثقات. انتهى.
قلت: بنو رواس بطن من بني عامر بن صعصعة. ووثقه بهذا العنوان جماعة.
وذكره الشيخ في الفهرست به عنوان: جعفر بن عثمان صاحب أبي بصير، وقال:
له كتاب، ثم أسند طريقه عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عنه. ولم يذكره أحد بهذا
العنوان إلا ابن شهرآشوب تبعا للشيخ.
وذكره النجاشي بقوله: جعفر بن عثمان بن شريك بن عدي الكلابي الوحيدي،
ابن أخي عبد الله بن شريك، وأخو الحسين بن عثمان، رويا عن أبي عبد الله، ذكر ذلك
أصحاب الرجال. له كتاب رواه عنه جماعة، ثم ذكر طريقه عن ابن أبي عمير، عنه.
وقال في ترجمة أخيه الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي:
ثقة، من أصحاب أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام) ذكره أصحابنا في رجال أبي عبد الله (عليه السلام)،
له كتاب تختلف الرواية فيه: فمنها ما رواه ابن أبي عمير؛ أخبرناه إجازة محمد بن
جعفر، عن أحمد بن محمد قال: حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم سنة خمس
وستين ومائتين قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان. انتهى.
80

قلت: بعد إمعان النظر في هذه العبائر والتتبع في أسانيد الكتب، لا يبقى ترديد في
اتحاد جعفر بن عثمان وكذا الحسين وحماد بجميع العناوين، كما عليه جماعة من
المحققين والاستناد في التعدد إلى لفظة زياد في اسم جد المترجم في كلام الكشي
- كما عن بعض، مع إمكان حمله على بعض المحامل - ليس كما ينبغي.
وأما روايته عن الحسن بن محبوب - كما في باب التطوع بالخيرات من صيام
تهذيب الأحكام - فهو من باب رواية الأكابر عن الأصاغر، كما لا يخفى (1).
وقال في ترجمة حسين بن عثمان: وقع في الطرق، يروي عن أبي إبراهيم (عليه السلام)،
وروى عن إسحاق بن عمار، وذريح المحاربي، وابن مسكان، وهارون بن خارجة،
وأبي بصير، وزيد الشحام، وسماعة، والحسن الصيقل، وإسماعيل بن جابر، وعمرو
بن أبي نصر، وغيرهم. روى عنه فضالة، وعلي بن الحكم، والقاسم بن محمد، وابن
أبي عمير، وجعفر بن المثنى الخطيب، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
وغيرهم (2).
وقال في حماد بن عثمان: ذو الناب، مولى غني، كوفي.
وقال في أصحاب الكاظم (عليه السلام): حماد بن عثمان، لقبه الناب، مولى الأزد، كوفي، له
كتاب.
وقال في أصحاب الرضا (عليه السلام): حماد بن عثمان الناب من أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام).
وقال في الفهرست: حماد بن عثمان الناب، ثقة، جليل القدر، له كتاب. ثم روى
بسنديه عن محمد بن الوليد الخزاز، وابن أبي عمير، والحسن بن علي الوشاء،
والحسن بن علي بن فضال، عنه. والرجل ثقة بالاتفاق، ومن أصحاب الإجماع،
ومتحد مع سابقه جزما، خلافا لبعض. وقد مضى بعض الكلام في أخيه جعفر.
روى عن أبي جعفر (عليه السلام) أيضا، كما في باب النوادر من معاني الأخبار. وروى عن

1. الجامع في الرجال: ج 1، ص 384 و 385.
2. المصدر السابق: ص 613.
81

سلامة القلانسي، وزيد بن الحسن، وعبد الله بن أعين، وزرارة، ورومي، وعبد الله بن
هلال، والوليد بن صبيح، وحفص الكناسي، وعمر بن يزيد، وعمران الحلبي،
وإسماعيل الجعفي، ومعمر بن يحيى، وحمران بن أعين، وأديم بن الحر، وحبيب
الخثعمي، وإدريس بن عبد الله القمي، وزيد الشحام، والمسمعي، ومحمد بن مسلم،
وعبد الحميد بن عواض، ويحيى بن أبي العلاء، ومنصور، وربعي بن عبد الله،
ومحمد بن حكيم، ومعاوية بن ميسرة، وعلي بن يقطين، وعلي بن المغيرة، وعبد
الرحيم القصير، وعن عبيد الله بن علي الحلبي، وعيسى بن السري، وابن أبي يعفور،
وأبي بصير، وحكم بن حكيم، والحارث بن المغيرة، وفضيل بن يسار، وعبيد بن
زرارة، وعامر بن عبد الله، وحماد اللحام، وجميل بن دراج، وغيرهم.
وروى عنه عثمان بن عيسى، وحماد بن عيسى، وعبد الله بن عبد الرحمن
الأصم، وعبد الله بن بحر، والوشاء، ومحمد بن سنان، والحسن بن علي بن فضال،
وأحمد بن عبد المنعم، والحسين بن سيف، والحسن بن علي بن النعمان، وجعفر بن
بشير، وصفوان، وحفص بن البختري، وإسماعيل بن مهران، والحسن بن جهم،
وأبو شعيب المحاملي، ومحمد بن عمرو البزنطي، وعبد الله بن محمد الحجال،
ومحمد بن القاسم بن الفضل، ويحيى بن سالم الفراء، ومحمد بن خالد البرقي،
والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمد وهو البزنطي، ومحمد بن يحيى الخثعمي،
والصيرفي، والحسين بن سعيد، ويزيد بن إسحاق، وأبان بن عثمان، وعمر بن عبد
العزيز، وعبد الله بن يحيى، والعباس بن عامر، وجمع كثير سواهم " (1).
هذا وليراجع لمعرفة طبقات الرواة عنه جامع الرواة ومعجم الرجال، حيث عده
الأخير متحدا مع حماد بن عثمان الفزاري المتوفى أيضا بالكوفة في سنة مائة
وتسعين؛ في السنة التي توفي فيها حماد بن عثمان الناب، ولا يبعد الاتحاد. وما قيل

1. المصدر السابق: ص 672.
82

من وجوه الاختلاف يمكن حمله على شكل ملائم، ككون عبد الله أخاه الأمي أو غيره
فإن غنيا - على ما قيل - حي من غطفان، وفزارة أبو قبيلة من غطفان. وقال: " وقع
بعنوان حماد بن عثمان في إسناد كثير من الروايات تبلغ سبعمائة وأربعة وثلاثين
موردا " (1).
وتراجع أيضا لتكملة التحقيقات والنتائج ترجمة حسين بن عثمان بن شريك في
معجم الرجال وتنقيح المقال لما فيهما من فوائد، وكذلك تراجع ترجمة جعفر بن
عثمان بن شريك، وعبد الله بن شريك، وحماد بن عثمان الذي هو من أصحاب
الإجماع، وغيرهم، ويراجع أيضا عنوان " الرواسي "؛ وذلك لزيادة المعلومات والجزم
بها، ولمعرفة الأسماء التي اشتهروا بها في عصرهم، والله الموفق للصواب.
كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي
رواية محمد بن أبي نصر البزنطي
قال المجلسي (رحمه الله): " وكتاب الكاهلي مؤلفه ممدوح، والشيخ والنجاشي أسندا عنه.
والسند في القديمة: عن التلعكبري، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن الحسن بن
الحكم القطواني، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن يحيى " (2).
وقال النجاشي: " عبد الله بن يحيى الكاهلي، عربي، أخو إسحاق، رويا عن أبي
عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام)، وكان عبد الله وجها عند أبي الحسن (عليه السلام)، ووصى به علي بن
يقطين فقال له: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة. وقال محمد بن عبدة
الناسب: عبد الله بن يحيى - الذي يقال له الكاهلي - هو التميمي النسب. وله كتاب
يرويه جماعة، منهم أحمد بن محمد بن أبي نصر، أخبرنا القاضي أبو عبد الله الجعفي
قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن أحمد القطواني قال:

1. معجم رجال الحديث: ج 7، ص 227، الرقم 3967.
2. بحار الأنوار: ج 1، ص 45.
83

حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الكاهلي بكتابه " (1).
وجاء في تنقيح المقال: " عبد الله بن يحيى الكاهلي: عد الشيخ (رحمه الله) الرجل في
رجاله من أصحاب الكاظم (عليه السلام)، وعده البرقي في رجاله من أصحاب الصادق (عليه السلام) مضيفا
إلى ما في العنوان قوله: وهو الكاهلي الكبير الأسدي، عربي، كوفي ".
وقال في الفهرست: " عبد الله بن يحيى الكاهلي له كتاب. أخبرنا ابن أبي جيد،
عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن عبد الله بن يحيى. وأخبرنا أبو عبد الله، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه
وحمزة بن محمد ومحمد بن علي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن
أبي عمير، عن الكاهلي " (2).
وقد أورد الكشي ثلاث روايات تدل على مدحه كالتالي:
1 - " علي بن محمد قال: حدثني محمد بن عيسى قال: زعم ابن أخي الكاهلي أن
أبا الحسن الأول (عليه السلام) قال لعلي: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة " (3).
2 - " حدثني حمدويه بن نصير قال: حدثني محمد بن عيسى قال: زعم الكاهلي
أن أبا الحسن (عليه السلام) قال لعلي بن يقطين: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن لك الجنة.
فزعم ابن أخيه: أن عليا (رحمه الله) لم يزل يجري عليهم الطعام والدراهم وجميع النفقات
مستغنين حتى مات الكاهلي، وأن سعتهم كانت تعم عيال الكاهلي وقراباته.
والكاهلي يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) " (4).
3 - " وجدت بخط جبريل بن أحمد: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أخطل الكاهلي، عن عبد الله بن يحيى

1. رجال النجاشي: ص 221، الرقم 580.
2. تنقيح المقال: ج 2، ص 223.
3. رجال الكشي: ج 2، ص 704، ح 749.
4. المصدر السابق: ص 745، ح 841.
84

الكاهلي قال: حججت فدخلت على أبي الحسن (عليه السلام)، فقال لي: اعمل خيرا في سنتك
هذه؛ فإن أجلك قد دنا. قال: فبكيت، فقال لي: وما يبكيك؟ قلت: جعلت فداك،
نعيت إلي نفسي. قال: أبشر؛ فإنك من شيعتنا، وأنت إلى خير. قال أخطل: فما لبث
عبد الله بعد ذلك إلا يسيرا حتى مات " (1).
وأورد أيضا في ترجمة علي بن يقطين: " محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن
محمد قال: حدثنا محمد بن عيسى قال: زعم الحسين بن علي: أنه أحصى لعلي بن
يقطين بعض السنين ثلاثمائة ملب، أو مائتين وخمسين ملبيا، وإن لم يكن يفوته من
يحج عنه. وكان يعطي بعضهم عشرة آلاف في كل سنة للحج، مثل الكاهلي
وعبد الرحمان بن الحجاج وغيرهما، ويعطي أدناهم ألف درهم، وسمعت من يحكي
في أدناهم خمسمائة درهم.
وكان أمره بالدخول في أعمالهم، فقال: إن كنت لابد فاعلا فانظر كيف يكون
لأصحابك، فزعم أمية كاتبه وغيره أنه كان يأمر بجبايتهم في العلانية، ويرد عليهم في
السر، وزعمت رحيمة أنها قالت لأبي الحسن الثاني (عليه السلام): ادع لعلي بن يقطين، فقال: قد
كفي علي بن يقطين.
وقال أبو الحسن (عليه السلام): من سعادة علي بن يقطين أني ذكرته في الموقف... " الخبر.
أقول: ومن دلائل علو مقامه - مضافا إلى الأخبار المارة التي اعتمد عليها النجاشي
في فهرسه والتي تعتبر مدحا عظيما له - أنه لم يرد وجه معتبر من أحد في تضعيف
أخباره إطلاقا، أو الغمز فيه، مع وجود اجتهادات خاصة لبعض الأفراد في علم
الرجال، حيث يبادرون إلى تضعيف الأشخاص والروايات من دون تثبت، وعلى
أساس اجتهادات وظنون غير صحيحة.
كما روى عنه الثقات من أصحابنا من فقهاء الرواة والمحدثين، المعدود بعضهم

1. المصدر السابق: ح 842.
85

من أصحاب الإجماع؛ كابن أبي عمير، والحسن بن محبوب، وصفوان بن يحيى،
وعلي بن الحكم، وأحمد بن محمد بن أبي نصر، وحماد بن عيسى، وفضالة بن
أيوب، والقاسم بن محمد، وحماد بن عثمان، وعبد الله بن مسكان، وعلي بن
مهزيار، وإسحاق بن عمار، وموسى بن القاسم، وزكريا بن آدم، ومحمد بن زياد،
وغيرهم، وهي تدل على تداول أخباره عندهم.
وقال عنه العلامة في الخلاصة: " ولم أجد ما ينافي مدحه (رحمه الله) " (1).
وأما السيد بحر العلوم فقد قال عنه في رجاله: " عد حديثه في المنتهى في مباحث
الحيض من الصحيح، وكذا الشهيدان في الذكرى وروض الجنان والفاضل في كشف
اللثام في أن غسل النيابة واجب لغيره. ويحتمل أنهم تبعوا العلامة في ذلك " (2).
فظهر من هذه المطالب كلها مكانته العالية في الرواية، وكونه من كبار الأصحاب
الموثوق بهم. ويثبت هذا المعنى أيضا الحديث الأول من كتابه؛ حيث يدل على كونه
معتمدا ومورد اطمئنان الأئمة (عليهم السلام).
كتاب سلام بن أبي عمرة
رواية عبد الله بن جبلة
قال في البحار: " وكتاب سلام بن عمرة الخراساني، وثقه النجاشي، وأسند إلى
الكتاب. وفي ما عندنا: التلعكبري، عن ابن عقدة، عن القاسم بن محمد بن
الحسن بن حازم، عن عبد الله بن جميلة، عن سلام " (3).
وقال في الذريعة: " كتاب الحديث لسلام بن أبي عمرة الخراساني الثقة، من

1. خلاصة الأقوال: ص 198، الرقم 31.
2. الفوائد الرجالية: ج 3، ص 67.
3. بحار الأنوار: ج 1، ص 45. وفيه " سلام بن عمرة "، وكذا " عبد الله بن جميلة " والصحيح ما أثبتناه. وجاء في
هامشه: وفي نسخة: الحسين [بدل الحسن].
86

أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام)، سكن الكوفة، ورواه عنه عبد الله بن جبلة والنجاشي
بإسناده إلى ابن جبلة عنه، وهو أيضا من الكتب الموجودة الباقية بالهيئة الأصلية، أول
سنده: التلعكبري، وأول حديثه: عن معروف بن خربوذ قال: دخلت على
أبي جعفر (عليه السلام) فأنشأت الحديث، فذكرت باب القدر، فقال: لا أراك إلا هناك. راجع
ص 318 " (1).
وقال النجاشي: " سلام بن أبي عمرة الخراساني ثقة، روى عن أبي جعفر وأبي
عبد الله (عليهما السلام)، سكن الكوفة. له كتاب يرويه عنه عبد الله بن جبلة، أخبرني عدة من
أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن
خازم قال: حدثنا عبد الله بن جبلة قال: حدثنا سلام " (2).
وقال الشيخ: " سلام بن عمرو له كتاب، أخبرنا به جماعة، عن التلعكبري، عن
ابن عقدة، عن القاسم بن محمد بن الحسين بن حازم، عن عبد الله بن جبلة، عنه " (3).
أقول: صحف الاسم في فهرست الشيخ، كما استظهره الميرزا ونقله جامع الرواة.
وطريق الشيخ والنجاشي متحد مع طريق هذه النسخة.
وفي جامع الرواة: " عن الكشي قال أبو النصر محمد بن مسعود: قال علي بن
الحسن: سلام والمثنى بن الوليد والمثنى بن عبد السلام، كلهم حناطون كوفيون
لا بأس بهم.
[وقال الميرزا:] ويمكن أن يكون هذا هو الذي ذكره النجاشي [في توثيقه له] " (4).
وقال في خاتمة المستدرك: " والقاسم بن محمد المذكور في طرق المشايخ
الثلاثة، غير مذكور في الرجال، ولكن الظاهر أنه من مشايخ الإجازة، ومن اعتماد

1. الذريعة: ج 6، ص 336، الرقم 1939.
2. رجال النجاشي: ص 189، الرقم 502.
3. الفهرست: ص 144، الرقم 349.
4. جامع الرواة: ج 1، ص 369.
87

الشيخ والنجاشي والتلعكبري في طريقهم إلى الأصل المذكور عليه، يظهر حسن
حاله " (1).
نوادر علي بن أسباط
رواية علي بن الحسن بن فضال
قال في البحار: " وكتاب النوادر مؤلفه ثقة فطحي، والنجاشي والشيخ أسندا عنه،
والسند فيما عندنا: عن التلعكبري، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضال، عن
ابن أسباط " (2).
وقال النجاشي (رحمه الله): " علي بن أسباط بن سالم بياع الزطي أبو الحسن المقرئ،
كوفي، ثقة، وكان فطحيا، جرى بينه وبين علي بن مهزيار رسائل في ذلك رجعوا فيها
إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه. وقد روى عن
الرضا (عليه السلام) من قبل ذلك، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة.
له كتاب الدلائل، أخبرنا أحمد بن علي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن داود قال:
حدثنا الحسين بن محمد بن علان قال: حدثنا حميد بن زياد، عن محمد بن أيوب
الدهقان، عن علي بكتابه، وأخبرنا الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن جعفر، عن
حميد.
وله كتاب التفسير، أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن سعيد قال: حدثنا أحمد بن يوسف بن حمزة بن زياد الجعفي قال: حدثنا
علي بن أسباط بكتاب التفسير.
وله كتاب المزار، أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن أحمد قال: حدثنا علي بن
محمد قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا علي بن أسباط بكتابه المزار.

1. خاتمة مستدرك الوسائل: ج 1، ص 96.
2. بحار الأنوار: ج 1، ص 45.
88

وله كتاب نوادر مشهور، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن
الجراح الجندي قال: حدثنا محمد بن علي بن همام أبو علي الكاتب قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا أحمد بن هلال، عن علي بن أسباط " (1).
وقال في خاتمة المستدرك: وفي الفهرست: علي بن أسباط الكوفي، له أصل
وروايات، أخبرنا به الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن
أبيه، عن محمد بن أحمد بن أبي قتادة، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن علي بن
أسباط. وأخبرنا ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن علي بن أسباط.
وفي مشيخة الفقيه: وما كان فيه عن علي بن أسباط فقد رويته عن محمد بن
الحسن (رضي الله عنه)... وساق مثله.
والسند في أول النسخة هكذا: الشيخ أيده الله تعالى - يعني التلعكبري (رضي الله عنه) - قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: أخبرنا علي بن الحسن بن
فضال قال: حدثنا علي بن أسباط قال: أخبرنا يعقوب بن سالم الأحمر، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام)....
وفي الكافي: الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن منصور بن
العباس، عن علي بن أسباط، عن يعقوب.. وساق مثله.
وقد اختلفت كلمات الأصحاب في رجوعه عن الفطحية وعدمه، وفي زمان
رجوعه، ولا حاجة إلى نقله وتحقيق الحق بعد اعتبار كتابه، واعتماد المشايخ عليه،
وكونه أوثق الناس وأصدقهم، وكثرة الطرق إلى كتبه وفيها الصحيح، وإكثار رواية
الأجلاء عنه، فقد روى عنه سوى من تقدم: أحمد بن محمد بن عيسى في الكافي في
باب العجب، وفي التهذيب في باب ميراث من علا من الآباء، وفي باب السنة في عقود

1. رجال النجاشي: ص 252، الرقم 663.
89

النكاح، وفي باب الاستخارة له، وإبراهيم بن هاشم... ويعقوب بن يزيد...
والحسين بن سعيد، والحسن بن موسى الخشاب... والحسن بن علي الوشاء...
ومنصور بن حازم... وموسى بن القاسم البجلي... وعمران بن موسى... وعلي بن
الحسن الطاطري الذي قالوا فيه: روى عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم...
ومحمد بن عيسى بن عبيد... في الكافي وعبد العظيم بن عبد الله الحسني في
الكافي... وأحمد بن محمد بن خالد... والحجال. وهؤلاء من أجلاء الثقات، وفقهاء
الرواة، يكفي روايتهم عنه في علو مقامه، وسمو شأنه.
ويروي عنه غيرهم جماعة لا حاجة إلى ذكرهم؛ فإن الغرض بيان وثاقته، واعتبار
كتابه، لا تمام ما يتعلق به؛ فإنه موكول إلى كتب الرجال " (1).
أقول: ويحتمل أن يكون لنوادره - وهي أخبار متفرقة - عدة نسخ، وهذا الكتاب
الموجود هو أحد تلك النسخ، ومن منتخبات ابن فضال التي تشتمل على بعض
رواياته. والظاهر أن المقصود من النوادر عين ما هو المقصود بالأصل والكتاب
والنسخة، والاختلاف في الألفاظ فقط وإن كان بعضها أشهر من غيرها.
وفي نسختي الشيخ الحر والسيد نصر الله (رحمهما الله): " ومن نوادر علي بن أسباط "،
والظاهر أن هذا تصرف من قبل النساخ أنفسهم، والذي لا يمكن الاعتماد عليه؛ حيث
إن بداية هذا الكتاب ونهايته موجودتان ولم ينقص من الكتاب شيء حتى يكون
الموجود جزءا منه.
كتاب علاء بن رزين
قال النجاشي: " العلاء بن رزين القلاء ثقفي، مولى، قاله ابن فضال.
وقال ابن عبدة الناسب: مولى يشكر، كان يقلي السويق.

1. خاتمة مستدرك الوسائل: ج 1، ص 97 - 100.
90

روى عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وصحب محمد بن مسلم وفقه عليه، وكان ثقة وجها،
والهلال بن العلاء روى عنه، وعبد الملك بن محمد بن العلاء.
له كتب يرويها جماعة، أخبرنا جماعة، عن الحسن بن حمزة قال: حدثنا محمد بن
جعفر، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا الحسن، عن العلاء
بكتابه " (1).
وقال الشيخ في الفهرست: " العلاء بن رزين القلاء، ثقة جليل القدر، له كتاب،
وهو أربع نسخ:
منها: رواية الحسن بن محبوب، أخبرنا به الشيخ المفيد (رحمه الله)، عن أبي جعفر بن
بابويه، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني
محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي، ويعقوب بن يزيد، ومحمد بن
يزيد، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، والهيثم بن أبي مسروق، عن الحسن بن
محبوب، عن العلاء.
ومنها: رواية محمد بن خالد الطيالسي، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد،
عن الصفار، عن محمد بن خالد الطيالسي عنه.
ومنها: رواية محمد بن أبي الصهبان، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن
سعد والحميري، عن محمد بن أبي الصهبان، عن صفوان، عنه.
ومنها: رواية الحسن بن علي بن فضال، أخبرنا به ابن أبي جيد، عن ابن الوليد،
عن سعد والحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عنه.
وقال ابن بطة: العلاء بن رزين أكثر رواية من صفوان بن يحيى " (2).
أقول: وكلام ابن بطة أيضا يدل على موقعه الجليل في الرواية؛ حيث قرنه بأحد
الفقهاء من أصحاب الإجماع، ورجحه عليه من حيث الرواية. ويحتمل أن تكون

1. رجال النجاشي: ص 298، الرقم 811.
2. الفهرست: ص 182، الرقم 499.
91

رواية كتابه هذا من طريق الحسن بن محبوب (رحمه الله) أو غيره.
وفي رسالة أبي غالب الزراري: " كتاب علاء بن رزين القلاء: حدثني به خالي
وعم أبي وجدي، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن العلاء " (1).
وقال في التعريف بجده في ابتداء رسالته: " وكان جدي أبو طاهر أحد رواة
الحديث، قد لقي محمد بن خالد الطيالسي، فروى عنه كتاب عاصم بن حميد،
وكتاب سيف بن عميرة، وكتاب العلاء بن رزين، وكتاب إسماعيل بن عبد الخالق،
وأشياء غير ذلك. وروى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب شيئا كثيرا، منه كتاب
أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، وكانت روايته عنه هذا الكتاب في سنة (257)
وسنه إذ ذاك عشرون سنة " (2).
وقال في الذريعة: " أصل علاء بن رزين القلاء الثقفي، يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
وصحب محمد بن مسلم، وتفقه عليه، وأكثر رواياته عنه. والمختصر المختار منه
موجود. وهو أحد الأصول الموجودة إلى عصرنا، نسخ عن خط الشهيد، وهو نسخه
عن خط محمد بن إدريس الحلي " (3).
وقال في موضع آخر: " كتاب الحديث لعلاء بن رزين القلاء، كان ثقة وجها، روى
عن أبي عبد الله (عليه السلام) ويروي عنه جماعة، كذا ذكره النجاشي، ورواه بخمس وسائط،
وذكر الشيخ في الفهرست أنه أربع نسخ، وذكر طريقه إلى كل واحدة منها. مر بعنوان
أصل علاء في (ج 2 ص 164) وذكرنا أنه موجود بعينه، لكن يأتي في الميم أن الموجود
هو مختصر أصل علاء، لا نفسه بعينه، راجع ص (318) " (4).
وقال في خاتمة المستدرك: " مختصر كتاب العلاء، وجدناه بخط الشيخ الجليل

1. تاريخ آل زرارة: ج 2، ص 90، الرقم 111.
2. المصدر السابق: ج 1، ص 202.
3. الذريعة: ج 2، ص 164، الرقم 604.
4. المصدر السابق: ج 6، ص 348، الرقم 2061.
92

صاحب الكرامات محمد بن علي الجباعي، نقله من خط الشيخ الشهيد الأول (قدس سرهما)، أوله
هكذا: من كتاب العلاء.. وساق الأخبار، وكتب في آخره: آخر المختار نقلا من خط
الشيخ العالم محمد بن مكي، وهو نقل من خط الشيخ الجليل محمد بن إدريس في
العشرين من جمادى الأولى، سنة ستين وثمانمائة [وهذا تأريخ خط الجباعي]
وتأريخ الكاتب للأصل آخر يوم الجمعة ثامن عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وستين
وسبعمائة، وذكر هنا نصف السطر في آخر الصفحة، وبقي منه هذا: سبعين
وخمسمائة، قال: وهو يسأل من الله التوفيق واللطف، وذهب سطر آخر أيضا،
والظاهر أن هذا تأريخ خط ابن إدريس " (1).
وقال في الذريعة: " مختصر كتاب علاء... موجود في مجموعة الشيخ شمس
الدين محمد الجبعي، كتبه بخطه في (20) جمادى الأولى سنة (860) عن نسخة خط
الشيخ جمال الدين أبي عبد الله محمد بن مكي الشهيد الأول، التي كتبها الشهيد يوم
الجمعة الثامن عشر من شهر رمضان سنة (763)؛ ثلاث وستين وسبعمائة، نقلا عن
خط الشيخ الجليل أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلي، واستنسخ مولانا الميرزا
محمد الطهراني نسخة المختصر نقلا عن تلك المجموعة بخطه، وقد قرأها على
شيخنا النوري (1307) وفي مكتبة راجة فيض آباد نسخة منه، كما ذكر في فهرسها
المخطوط " (2).
وأما اختصار هذه المجموعة، فهو بمعنى أن ابن إدريس الذي تنتهي النسخة إليه
قام بانتخاب بعض الأحاديث، وأحتمل أنه اختار معظم أحاديث هذه الرواية لكتاب
علاء، وحذف القليل منها، وحذف أيضا إسناد بداية الكتاب، فهذا الكتاب هو في
الحقيقة مختار ابن إدريس من كتاب علاء بن رزين، كما يظهر من كلمة الختام في آخر
الكتاب، ولكنه في اختياره لم يراع أصول هذا العمل، فحذف الإسناد إلى الكتاب الذي

1. خاتمة المستدرك: ج 1، ص 101، الرقم 16.
2. الذريعة: ج 20، ص 204، الرقم 2589.
93

يثبت في بدايات الكتب، وكذلك حذف بعض الأحاديث من أثناء الكتاب، فأدى إلى
قطع إسناد بعض الأحاديث التالية لها، والتي كانت تعتمد على إسنادها. وهذه إحدى
روايات كتاب علاء بن رزين، وأحتمل أنها رواية الحسن بن محبوب عنه،
والمتقدمون من أهل الحديث كانوا يفعلون هذا الشيء، ولكن لم يكن ذلك اعتباطا،
بل كان طبقا لموازين مقبولة، ولم يحذفوا إسناد الكتاب بوجه، كما تراه في مختارات
ابن أبي عمير وغيره في الأصول الصغيرة من المجموعة الثانية.
وثمة امتياز مهم في هذا الكتاب؛ وهو أن الراوي لم يضف شيئا إلى ألفاظ الكتاب
الذي صدر من علاء بن رزين؛ أي لم يذكر اسم صاحب الأصل في ابتداء كل حديث
منقول فيه كما فعل غيره، بل جاءت الألفاظ مطابقة لما صدر من علاء بن رزين نفسه،
ثم استنسخ على ما هو عليه لدى مؤلفه؛ ولذا جاء فيه: " عن أبي جعفر (عليه السلام) كذا " أو " عن
محمد بن مسلم كذا " ولم تتوسط كلمة " علاء " فيها بأن يقول بدل ذلك: " عن علاء، عن
أبي جعفر (عليه السلام) كذا " أو " عن علاء، عن محمد بن مسلم كذا ".
وإضافة أصل علاء بن رزين إلى هذه المجموعة كان من فعل السيد
الخونساري (رحمه الله)، وهي لم ترد في جميع النسخ. وذكر السيد أنه استنسخها من النسخة
التي كانت عند السيد المرعشي (رحمه الله). وكتب في آخر أصل علاء ما يلي: " تأريخ الكتابة:
في يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر صفر (1349). وكتبه بيمناه الداثرة العبد
المذنب في بحر العصيان رضا بن محمد علي المازندراني في البلدة الطيبة قم ".
وكتب السيد في حاشية ذلك: " اعلم أن هذه الروايات المجتمعة كانت مغشوشة
مغلوطة غير مقروءة، فصححتها وأصلحت منها ما كان قابلا حتى المقدور، مع عدم
نسخة الأصل حتى أقابلها عليه، ومع ذلك بقي شطر منها بحاله غير مصحح؛ لعدم
النسخة، وعدم المقروئية، وكثرة الأغلاط. في جمادى الأولى سنة (1363). الأحقر
مصطفى الحسيني الصفائي الخونساري ".
نعم، وردت في نسخة مكتبة الإمام الرضا - عليه آلاف التحية والسلام - بخط
94

الأرموي، وهي مقدمة عليها، وأورد هذه الأصول - على ما ببالي - بصورة غير متوالية،
وأدرج كتبا ورسائل أخرى في خلالها، وكتب على النسخة المنقولة منها: " كتبه بيمناه
الداثرة العبد الغريق في بحر العصيان حسين الأهري في سنة (1337). يقول العبد
الأحقر أقل الطلاب والمحصلين ابن ملا زين العابدين محمد حسين أرموي الأصل،
غروي المسكن والمدفن إن شاء الله تعالى: استنسخت هذه النسخ طلبا لمرضاة الله،
وإبقاء وتكثيرا لأخبار آل محمد صلوات الله عليهم، في خمس ليال من شعبان خلون
منه، من سنين ست وأربعين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة (1346) ".
وهي متقدمة على النسخة التي نقل عنها السيد الخونساري.
ترجمة رواة المجموعة
شيخ الرواية أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري
قال في الأعيان: " هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد، أبو محمد
التلعكبري، من بني شيبان. توفي سنة (385)، قاله الشيخ في كتاب الرجال.
نسبته: التلعكبري نسبة إلى تل عكبرا، في أنساب السمعاني: بفتح المثناة الفوقية،
وسكون اللام - وقيل: بتشديدها، وهو الأصح - وضم العين المهملة، وسكون الكاف،
وفتح الباء الموحدة وفي آخرها الراء، هذه النسبة إلى موضع عند عكبرا يقال له: التل،
والنسبة إليه: التلعكبري. وفي معجم البلدان: عكبرا بضم أوله، وسكون ثانيه، وفتح
الباء الموحدة، يمد ويقصر، والظاهر أنه ليس بعربي، وقيل: إنه سرياني، وهي اسم
بليدة من نواحي دجيل بينها وبين بغداد عشرة فراسخ، وقال: تل عكبرا موضع عند
عكبرا يقال له: التل. انتهى. وفي التعليقة عن حاشية الوسيط: عكبر - بضم العين
المهملة، وسكون الكاف، وضم الباء الموحدة قبل الراء -: رجل من الأكابر، وقيل:
من الأكراد، وأضيف إليه التل فقيل: تل عكبر، ويسمى به ذلك المكان، فالتلعكبري
منسوب إليه. انتهى.
95

وهذا يقتضي أن يكون اسم المكان: تل عكبر، لا عكبرا بالمد أو القصر، كما هو
المشهور وقاله ياقوت وغيره، ولعل أصله تلعكبر، وزيد عليه الألف لكثرة
الاستعمال.
وعن الشهيد الثاني: وجدت بخط الشيخ الشهيد (رحمه الله) تخفيف لام التلعكبري في
النسب، وقال: عكبر رجل من الأكراد نسب التل إليه، ورأيت ضبطه بخطه في
الخلاصة بالتشديد. انتهى.
أقول: الصواب التخفيف؛ لاقتضاء النسب ذلك؛ خلاف ما صوبه السمعاني.
ويحكى عن الخليل أنه ضبط التل بفتح التاء وتشديد اللام، وعكبر بضم العين
والباء جميعا.
وعن العلامة في إيضاح الاشتباه أنه قال: التلعكبري بالمثناة الفوقية، واللام
المشددة، والعين المهملة المضمومة، والكاف الساكنة، والباء الموحدة المضمومة،
والراء. وجدت بخط السعيد صفي الدين بن معد الموسوي: حدثني برهان الدين
القزويني - وفقه الله تعالى -: سمعت السيد فضل الله الراوندي يقول: ورد أمير يقال له:
عكبر، فقال أحدنا: هذا عكبر - بفتح العين - فقال فضل الله: لا تقولوا هكذا، بل قولوا:
عكبر - بضم العين والباء - وكذلك شيخ الأصحاب هارون بن موسى التلعكبري بضم العين
والباء. وقال: بقرية من قرى همدان يقال لها: ورشند، أولاد عكبر هذا، ومنهم إسكندر بن
دربيس بن عكبر هذا، وكان من الأمراء الصالحين، وممن رأى القائم (عليه السلام) كرات.
ثم قال فضل الله: عكبر وماري ودربيس - وعد جماعة - هؤلاء أمراء الشيعة
بالعراق، ووجههم ومتقدمهم ومن يعقد عليه الخناصر إسكندر المقدم ذكره. انتهى.
أقوال العلماء فيه:
قال النجاشي: كان وجها في أصحابنا، ثقة معتمدا لا يطعن عليه، له كتب، منها
كتاب الجوامع في علوم الدين، كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرؤون
عليه. انتهى.
96

وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام) فقال: هارون بن موسى التلعكبري
يكنى أبا محمد، جليل القدر، عظيم المنزلة، واسع الرواية، عديم النظير ثقة، روى
جميع الأصول في المصنفات، أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا. انتهى.
وعد [ه] بحر العلوم في رجاله من مشايخ النجاشي صاحب الرجال، واستشهد
بقول النجاشي السابق: كنت أحضر داره... إلخ. وفي ترجمة محمد بن أبي بكر همام:
قال أبو محمد هارون بن موسى (رحمه الله): حدثنا محمد بن همام... إلخ. وفي ترجمة محمد
بن عبيد الله بن أبي رافع: قال أبو محمد هارون: حدثنا أبو معمر... إلخ.
مشايخه: قد عرفت مما مر أنه يروي عن محمد بن أبي بكر همام، وعن ابن
معمر. وعن جامع الرواة روايته عن الكليني، وأبي القاسم علي بن حبشي ابن قوني،
وأبي علي بن همام، وأبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد.
تلاميذه: قد عرفت أن منهم النجاشي صاحب الرجال. وعن جامع الرواة: أنه
يروي عنه الحسين بن عبيد الله، والشيخ المفيد " (1). انتهى ما عن الأعيان.
أقول: وراجع ترجمة الرجل في كتاب مجمع الرجال، فإنه أحصى نحو مائة شيخ
من مشايخ الحديث ممن روى عنه التلعكبري وسمع منه، أو له إجازة منه. هذا وقد
كتب بعض علماء العصر الصفوي رسالة في أحوال مشايخ التلعكبري (رحمه الله).
منصور بن الحسن بن الحسين الآبي
قال في الأعيان: " الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعيد منصور بن
الحسين الآبي، توفي سنة (422) فاضل عالم فقيه، شاعر نحوي لغوي، جامع لأنواع
الفضل، قرأ على الشيخ الطوسي، وذكره منتجب الدين وصاحب أمل الآمل. له 1 -
نزهة الأدب 2 - مختصره اسمه: نثر الدرر، في سبع‍ [- ة] مجلدات، وكان المجلد الأول

1. أعيان الشيعة: ج 10، ص 236 - 237.
97

من نثر الدرر عند آل كاشف الغطاء، أخذه منهم محمد أمين الخانجي المصري، والله
أعلم أين صار مقره. ويكثر النقل في الكتب عن نثر الدرر مما يدل على أنه من نفائس
الكتب، وهو المشهور بزبدة الأخبار في المواعظ والحكم واللطائف والنوادر
والأخبار، فيه أربعة عشر بابا، الجزء الخامس منه - وهو آخر الأجزاء - موجود في
المكتبة المباركة الرضوية من وقف الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الخاتوني العاملي
الذي وقف أربعمائة كتاب على الآستانة المقدسة، وفي آخره: تم الجزء الخامس،
وهو آخر كتاب نثر الدرر، والحمد لله رب العالمين، وصلواته على رسوله سيدنا
محمد النبي وعلى آله أجمعين، كتبه العبد أحمد بن علي الكاتب البغدادي في شهور
سنة (565).
وهو كتاب بمنزلة الكشكول، لكنه مرتب على أبواب أربعة وعشرين. ينقل عنه
في البحار، وينقل عنه في الجواهر في مسألة استحباب التحنك في الصلاة.
والواقع أنه كتاب لم يجمع مثله، مرتب على أربعة فصول، والفصل الأول فيه
خمسة أبواب: الأول: في الآيات المتشاكلة صورة، الباب الثاني: في موجزات من
كلام الرسول (صلى الله عليه وآله)، الباب الثالث: في نكت من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) وفيه الخطبة
الشقشقية وغيرها، الباب الرابع: في نكت من كلام بقية الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)، الباب
الخامس: في نكت من كلام سادة بني هاشم، والفصل الثاني فيه عشرة أبواب من الجد
والهزل، والفصل الثالث فيه عشرون بابا، والفصل الرابع فيه أحد عشر بابا، أوله:
بحمد الله نستفتح أقوالنا وأعمالنا.
وفي فهرست المكتبة الخديوية بعد ترجمته: أنه من علماء القرن الرابع، وكان
وزيرا لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه. والموجود منه في
المكتبة الخديوية جزءان، ينتهي الجزء الأول إلى آخر الفصل الثاني، والجزء الثاني إلى
آخر الفصل الرابع. انتهى. ويوجد أيضا في مكتبة محمد باشا بإسلامبول، وقد نقلنا
عنه بالواسطة في الجزء الخامس من المجالس السنية.
98

والمترجم منسوب إلى آبة، بالباء الموحدة، ويقال: آوة، بالواو. قال ياقوت في
معجم البلدان: آبة بليدة تقابل ساوة، تعرف بين العامة بآوة، وأهلها شيعة، وأهل ساوة
سنية (1)، لا تزال الحروب بين البلدين قائمة على المذهب. قال أبو طاهر بن سلفة:
أنشدني القاضي أبو نصر أحمد بن العلاء الميمندي بأهر من مدن أذربيجان لنفسه:
وقائلة أتبغض أهل آبه * وهم أعلام نظم والكتابه
فقلت إليك عني إن مثلي * يعادي كل من عادى الصحابه
وإليهما - فيما أحسب - ينسب الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآبي، ولي
أعمالا جليلة، وصحب الصاحب بن عباد، ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر الدولة
بن ركن الدولة بن بويه، وكان أديبا شاعرا مصنفا، وهو مؤلف كتاب نثر الدرر، وتأريخ
الري، وغير ذلك. وأخوه أبو منصور محمد كان من عظماء الكتاب وجلة الوزراء، وزر
لملك طبرستان. انتهى.
وأورد للمترجم في كتاب محاسن أصفهان:
قالوا تبدى شعره فأجبتهم * لا بد من علم على ديباج
والشمس أبهر ما يكون ضياؤها * إذ كان ملتحفا بليل داج " (2).
وقال: " الأستاذ أبو سعيد - أو سعد - منصور بن الحسين الآبي، صاحب نثر
الدرر، ذكره الثعالبي في تتمة اليتيمة وقال: له بلاغة وشعر بارع، وأورد كثيرا من
شعره. أخوه أبو منصور محمد بن الحسين الآبي " (3).
وقال في ترجمة أخيه: " أبو منصور محمد بن الحسين الآبي، أخو منصور بن
الحسين الآبي صاحب نثر الدرر المتوفى سنة (422)، قال ياقوت في معجم البلدان
عند ذكر آبة - بعدما ذكر أنه ينسب إليها أبو سعد منصور بن الحسين الآبي -: وأخوه

1. كذا في الأعيان وفي معجم البلدان.
2. أعيان الشيعة: ج 10، ص 138.
3. المصدر: ج 1، ص 174.
99

أبو منصور محمد كان من عظماء الكتاب وجلة الوزراء. انتهى. وأخوه منصور
المذكور من أجلاء علماء الشيعة ومؤلفيهم. وأهل آبة كلهم شيعة في ذلك العصر
وبعده بنص أهل التواريخ، فلا ريب في تشيع المترجم " (1).
وفي الأعيان في البحث الحادي عشر حول الوزراء والأمراء والقضاة والنقباء من
الشيعة - نقلا عن معجم البلدان - أن " منصور بن الحسين الآبي صاحب نثر الدرر ولي
أعمالا جليلة وصحب الصاحب بن عباد ثم وزر لمجد الدولة رستم بن فخر
الدولة بن ركن الدولة وكان من جلة الوزراء ". (2)
ونقل عن مجالس المؤمنين عن الشيخ عبد الجليل الرازي في كتاب النقض أن بلد
آبة وإن كان صغيرا لكنه - بحمد الله ومنه - بقعة كبيرة بما فيه من شعائر الإسلام وآثار
الشريعة المصطفوية والسنة المرتضوية ويقيم أهل البلد صغيرهم وكبيرهم مراسم
الجمعة والجماعة في الجامع المعمور ويهتمون بأعمال العيدين والغدير وعاشوراء
وتلاوة القرآن العظيم، ومدرستا عز الملك وعرب شاه يدرس فيهما العلماء
والفضلاء، أمثال السيد أبي عبد الله والسيد أبي الفتح الحسيني، وفيها مشاهد عبد الله
وفضل وسليمان أولاد الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، وهي دائما مشحونة بالعلماء
والفقهاء المتبحرين المتدينين انتهى. ثم قال في المجالس: " ومن أكابر أهلها المتأخرين الأمير
شمس الدين محمد الآوي، وكان من الصلحاء والفضلاء والمقربين عند ملك خراسان السلطان
علي بن المؤيد، وبالتماسه صنف الشيخ الأجل العالم الرباني الشهيد السعيد - قدس
الله روحه - كتاب اللمعة الدمشقية وأرسله إلى السلطان المذكور، والمراد ببعض
الديانين المذكور في خطبة الكتاب هو الأمير شمس الدين المذكور " انتهى (3).
وقال محمد بن شاكر في فوات الوفيات: " منصور بن الحسين الأستاذ أبو سعد

1. أعيان الشيعة: ج 9، ص 252.
2. المصدر: ج 1، ص 191.
3. المصدر: ص 194.
100

الآبي، تقلد الوزارة بالري، وكان يلقب بالوزير الكبير؛ ذي المعالي؛ زين الكفاة. كان
أديبا ماهرا نظما، علي الهمة، شريف النفس. ذكره الثعالبي في كتاب اليتيمة وأثنى
عليه. وله كتاب نثر الدرر؛ لم يجمع أحد في المنثور مثله، وله كتاب نزهة الأدب، وله
كتاب الأنس والعرس. وكان يتشيع. ولما ورد السلطان إلى الري سنة إحدى وعشرين
وأربعمائة ولاه القيام باستيفاء الأموال " (1).
وله ترجمة في كتاب دمية القصر (2)، كما أن له ترجمة في تتمة اليتيمة (3).
وأما تأريخ وفاة الآبي فلم يذكر ضمن ترجمته في كتاب تتمة يتيمة الثعالبي ولا
في دمية القصر، مع معاصرة مؤلفيهما له. والظاهر أن ترجمته دونت قبل وفاته، وأن
ذكر سنة (422) كان من كشف الظنون. ويدل على عدم صحة التأريخ المذكور أن
الشيخ المفيد أحمد بن الحسين الخزاعي يروي عنه رواية في الحديث الثاني
والعشرين من أربعينه في سنة (432)، وعليه يجب أن تكون وفاته بعد هذا التأريخ.
وذكر في الذريعة - كما في النص الآتي - أنه توفي في سنة (432)، فيحتمل أن
التأريخ المذكور في كشف الظنون وقع فيه الاشتباه والتصحيف سهوا.
مؤلفاته:
قال الطهراني في الذريعة: " تأريخ الري لأبي منصور الآبي، كما في كشف
الظنون. أقول: هو الوزير أبو سعد منصور بن الحسين الآبي المتوفى سنة (432)،
وكان وزير مجد الدولة رستم بن فخر الدولة بن ركن الدولة بن بويه، وله كتاب
المحاضرات الموسوم بنثر الدرر، كما يأتي أنه في عدة مجلدات " (4).
وقال: " ديوان منصور الآبي، هو الوزير السعيد ذو المعالي زين الكفاة أبو سعد

1. فوات الوفيات: ج 4، ص 160.
2. دمية القصر: ج 1، ص 459.
3. يتيمة الدهر (مع التتمة): ج 5، ص 119، ط - بيروت.
4. الذريعة، ج 3، ص 245، الرقم 947.
101

منصور بن الحسن الآبي. وصفه الشيخ منتجب الدين في الفهرست بقوله: فاضل عالم
فقيه، وله نظم حسن. قرأ على شيخنا الموفق أبي جعفر الطوسي، وروى عنه الشيخ
المفيد عبد الرحمان النيشابوري " (1).
وقال: " نزهة الأدب في المحاضرات، في غاية البسط، ومر في رقم (251) أن
مختصره نثر الدرر في سبعة مجلدات، وهو للوزير زين الكفاة أبي سعيد منصور بن
الحسين الآبي تلميذ شيخ الطائفة الطوسي، ذكره بهذه الأوصاف منتجب بن بابويه في
فهرسه. وقد يسمى نزهة الآداب أيضا، كما مر " (2).
وقال: " النظم الحسن، للوزير أبي سعيد منصور بن الحسين الآبي تلميذ
الطوسي، وأستاذ المفيد النيشابوري عبد الرحمان [بن أحمد بن الحسين الخزاعي].
ذكره منتجب بن بابويه في الفهرست " (3).
وفي أعيان الشيعة: " أبو سعيد منصور بن الحسين الآبي وزير مجد الدولة بن
بويه، صاحب نثر الدرر وتأريخ الري. وقال الثعالبي في تتمة اليتيمة: له كتاب التأريخ،
لم يسبق إلى تصنيف مثله " (4).
أقول: رواية هذا الكتاب من جانب الآبي عن القمي عن التلعكبري كانت في حياة
التلعكبري، ولذا يدعو له في أول الكتب ب‍ " أيده الله "، فلا تضرنا جهالة القمي على
فرض وجوده. ويكفي لاعتبار هذه الكتب أيضا أن نسخها كانت موجودة ومتوفرة في
ذلك العصر، ولذا ذكرها النجاشي والشيخ بطرق متعددة، وقد رويت في حياة
التلعكبري (رحمه الله)، وقد ذكر بعضها أبو غالب في فهرس كتبه.

1. الذريعة: ج 9، ص 1108، الرقم 7150.
2. المصدر: ج 24، ص 108، الرقم 569.
3. المصدر: ص 210، الرقم 1091.
4. أعيان الشيعة: ج 1، ص 155.
102

طبع المجموعة
طبعت هذه المجموعة لأول مرة ومن دون تحقيق في سنة (1371 ه‍) باسم " أصل
زيد الزراد "؛ باعتبار أنه أول كتاب من هذه المجموعة، وقد تصدى لطبعها العلامة
الشيخ حسن المصطفوي حفظه الله. ثم أعيد طبعها ثانية إبان الثورة الإسلامية
بالأوفسيت تحت عنوان " الأصول الستة عشر " (1).
وعندما وقفنا على الأهمية البالغة التي يتمتع بها هذا الكتاب، وحاجة مجامعنا
العلمية الماسة إليه، وكذلك افتقاره إلى التحقيق وإزالة الغموض عن بعض عباراته،
لهذه الأسباب كلها عمدنا إلى تحقيقه.
التعريف بالنسخ المعتمدة للمجموعة وعملنا في التحقيق
اهتم الدارسون لعلم الحديث بكتابة هذه المجموعة ونسخها من بعد العصر
الصفوي، ولذا كثرت نسخها نسبيا، ولكن مع ذلك بقيت مجهولة؛ لم يطلع عليها كثير
من أصحاب الفن. وقد وجدنا لهذه المجموعة ثلاث نسخ أصلية كتبت عليها سائر النسخ:
الأولى: نسخة الشيخ الحر (رحمه الله).
الثانية: نسخة السيد نصر الله الحائري (رحمه الله).
الثالثة: نسخة الشيخ نصر الله القزويني (رحمه الله)، والتي ترجع في الحقيقة إلى النسخة
الأولى.
هذا هو ترتيبها وتسلسلها من جهة التقدم التأريخي ونفاسة النسخة وأهميتها.
لكننا - وللأسف - لم نعثر على النسخة الثانية والثالثة، إلا أننا عثرنا على نسخ متعددة
استنسخت عليهما، علما بأن بعض هذه النسخ لا نعلم شيئا عن مصيرها بعدما
أخرجت من محالها. وإليك أوصاف النسخ:

1. هذه التسمية أطلقت على المجموعة من قبل المعتني بنشرها عندما وجدها تضم ستة عشر أصلا.
103

النسخ الإيرانية:
1 - نسخة الشيخ الحر، وهي من ممتلكاته. وهي بخط عبد الرضا بن أحمد
الجزائري. فرغ من كتابتها يوم الأحد الحادي عشر من شهر صفر المحرم في السنة
السادسة والتسعين بعد الألف. وكتب الشيخ الحر في صفحة عنوان الكتاب فهرست
أسماء كتب المجموعة بخطه، وكتب تحتها: " مالكه محمد بن الحسن الحر "، وعليه
خاتمه البيضوي.
وكتب مبينا لحال هذه الأصول: " اعلم أني تتبعت أحاديث هذه الكتب الأربعة
عشر، فرأيت أكثر أحاديثها موجودا في الكافي أو غيره من الكتب المعتمدة، والباقي
له مؤيدات فيها، ولم أجد فيها شيئا منكرا سوى حديثين محتملين للتقية وغيرها ".
ووقع تحته بهذه العبارة: " حرره محمد الحر ". وفي صفحة العنوان منه: " سماع منصور
بن الحسن بن محمد بن الحسن بن أحمد الآبي ".
وهذه النسخة محفوظة في مكتبة ملك بطهران المحروسة عاصمة الإسلام برقم
(657) في (95) ورقة، ومذكورة في فهرست تلك المكتبة (ج 5، ص 132).
2 - نسخة أخرى من مكتبة ملك بطهران برقم (2958) من مخطوطات المكتبة،
وقد وردت أوصافها في فهرس مخطوطات المكتبة (ج 6، ص 172). وهي بخط
محمد بن حسن بن عبد الله الكاتب في سنة (1268).
3 - نسخة أخرى من مكتبة ملك بطهران برقم (961)، كتب في آخرها: " فرغ من
كتابته العبد المذنب الأقل الأحقر ابن ملا محمد حسن الكاتب - طول الله عمره -
المشهور بعبد الوهاب، في يوم الخميس الثامن عشر من شهر شعبان المعظم سنة
(1272)؛ اثنين وسبعين ومائتين بعد الألف من الهجرة المقدسة ". وهي إلى آخر " خبر
في الملاحم ". وهي من النسخ المنقولة مع الواسطة ظاهرا عن نسخة الشيخ الحر.
4 - نسخة المرحوم الأستاذ مشكاة (رحمه الله) المحفوظة في جامعة طهران تحت الرقم
(962). والظاهر أنها كانت معنونة في الفهرست بالأصول الأربعمائة. وهي بخط
104

أحمد بن حسين بن عبد الجبار البحراني الخطي. وفي ختام الكتاب: " كتبه في شوال
سنة (1192)؛ الثانية والتسعين بعد المائة والألف ". وهي منقولة من نسخة السيد نصر
الله الحسيني الكربلائي المدرس المكتوبة سنة (1150)، وكان السيد المذكور من
الأدباء، ومن الشخصيات البارزة في المجتمع العراقي في ذلك العصر.
ولا يخفى أن التأريخ المذكور في صفحة عنوان الكتاب هو سنة (1119)، وهو
محرف وغير صحيح، ويحتمل أن يكون من صنع بائع النسخة بغية الوصول إلى بعض
الأغراض. وفيها حواش مرموزة، مثل (ح م) و (5) و (م ح د).
5 - نسخة بخط محمد علي الكزازي الگواري العراقي، مكتوبة في سنة
(1282 ه‍)، وهي منقولة عن نسخة الشيخ نصر الله، وعليها بعض حواشيه، وعن نسخة
الشيخ الحر المتقدمة بخط الجزائري (رحمه الله). وفي آخرها كتاب درست، وفي ضمنها يوجد
كتاب الديات لظريف بن ناصح. وهي مرقمة برقم (7093) من مخطوطات جامعة
طهران، ومحفوظة في خزانة مكتبتها، وجاء تعريفها في المجلد السادس عشر من
فهرست مخطوطات جامعة طهران.
ويحتمل أن الشيخ نصر الله أخذ نسخته عن نسخة الشيخ الحر إما مباشرة أو مع
الواسطة، وكتب في آخر نوادر علي بن أسباط من هذه النسخة صورة ما في النسخة
المكتوبة عنها هذه النسخة، وهي: " فرغ من كتابته العبد المذنب عبد الرضا بن أحمد
الجزائري، يوم الأحد، الحادي عشر من شهر صفر المحرم، في السنة السادسة
والتسعين بعد الألف ".
والظاهر أن كاتبها قابل نسخته على نسخة الشيخ الحر (رحمه الله) بعد الفراغ من استنساخها
عن نسخة الشيخ نصر الله (رحمه الله). وقد حصلنا على ميكروفلم من هذه النسخة التي كان
يمتلكها المحقق الفقيد السيد عبد العزيز الطباطبائي (رحمه الله) حيث وضعها تحت تصرفنا،
وطبعت على الورق.
6 - نسخة كلية الحقوق في جامعة طهران، وهي محفوظة في خزانة مخطوطات
105

الجامعة، ووردت مشخصاتها في فهرست مخطوطات كلية الحقوق (ص 246). وهي
مكتوبة في سنة (1308) عن نسخة نقلت عن نسخة الشيخ نصر الله (رحمه الله). وورد في ابتداء
الكتاب كتاب درست بن أبي منصور، وأسقط ما كتب في خواتم الكتب من كلمات
الختام المنسوبة للآبي (رحمه الله).
7 - نسخة أخرى في جامعة طهران برقم (5241)، ورد ذكرها في فهرست
مخطوطاتها (ج 15، ص 4174). وهي مستنسخة في القرن الثاني عشر، وليس عليها
تأريخ الكتابة، ولا يوجد في آخرها كلمات الختام للآبي. وهي فاقدة لبعض الحواشي
التي توجد في النسخ الأخرى، ومجهولة الكاتب أيضا.
8 - نسخة من ممتلكات الفقيه الشهيد الشيخ فضل الله النوري (رحمه الله)، ويحتمل أنها
كانت في مكتبة حفيد الميرزا النوري الشيخ أغا ضياء الدين النوري، وعليها خاتم
مكتبة جعفر السلطاني القرائي في تبريز في سنة (1365). وقد كتبت في سنة (1284).
وهي منقولة من خط الشيخ نصر الله القزويني، وقد كتب في ابتداء صفحة العنوان منها:
" اعلم أن ما كان في آخر الحواشي مرموزا برمز (نص)، فهو من مولانا الشيخ نصر الله
القزويني (رحمه الله) ". وتبتدئ بكتاب درست، وليس فيها أصل علاء.
9 و 10 - نسختان في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) في مدينة مشهد المقدسة:
إحداهما: من النسخ المتأخرة، وهي بخط السلطاني في سنة (1322 ه‍) ضمن
المجموعة رقم (11605). وهي أربعة عشر أصلا مع ما وجد من أصل درست، وليس
فيها الحواشي الموجودة في النسخ الأخرى، وعلى ما ببالي أنها نقلت من نسخة الأغا
محسن المجتهد.
والأخرى: بخط محمد حسين الأرموي، كتبها في سنة (1346 ه‍) في النجف.
وهي برقم (8132) وفي الفهرس الداخلي للمكتبة برقم (7550). وقد استنسخها عن
نسخة تابعة لبعض أصدقائه مستنسخة في كربلاء عن نسخة العالم النحرير السيد
نصر الله الشهيد (رحمه الله)، وصرح بهذا في آخر أصل زيد النرسي. وحذف الكاتب الحواشي
106

المدونة على الكتاب والموجودة في أغلب النسخ.
وقد نقلت هاتان النسختان من مدينة النجف الأشرف، وهما من النسخ المتأخرة،
وأحتمل أنهما قوبلتا على نسخة تنتهي إلى نسخة الشيخ نصر الله (رحمه الله).
11 و 12 - نسختان محفوظتان في مكتبة السيد المرعشي (رحمه الله) برقم (2939) و (485).
والظاهر أنهما نقلتا عن نسخة واحدة، ونسب المفهرس تأريخ كتابتهما إلى القرن الثاني
عشر. والنسختان مغلوطتان، وتحتويان على بعض الحواشي المنقولة عن نسخة
الشيخ الحر (رحمه الله) وتنتهيان بانتهاء نوادر علي بن أسباط.
13 - نسخة العالم الجليل السيد هاشم الچهارسوقي الأصفهاني صاحب كتاب
مباني الأصول، وهو أخو صاحب الروضات. وهي أيضا من النسخ المتأخرة ظاهرا،
ولم أوفق لرؤيتها. توجد في خزانة هذا البيت الشريف في منزل سماحة الحجة السيد
محمد الروضاتي دام ظله في مدينة العلم أصفهان المحمية.
14 - نسخة في مكتبة مدرسة الفيضية بقم، وهي أيضا منقولة من نسخة الشيخ
نصر الله القزويني. وهي برقم (1192)، وورد ذكرها في فهرس مخطوطات المكتبة
(ج 2، ص 66).
15 و 16 و 17 - ثلاث نسخ موجودة في خزانة المرحوم السيد مصطفى
الخونساري، وهو من مشايخنا في الرواية. ولم نعثر على الثالثة منها عند مراجعتنا
منزله لرؤيتها، وقال: " إنها ليست نسخة جيدة، وفيها أغلاط ". وهذه النسخ الثلاث هي
من النسخ المتأخرة. وقد أهديت بعد وفاة السيد إلى مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام) بمشهد،
وهي ضمن المجموعات التالية: (661) و (786) و (1490).
والظاهر أن إحداها بخط والده السيد أحمد (رحمه الله) في سنة (1298) أو سنة (1323) كما
هو مذكور قبل كتاب العلاء بن رزين، وهي منقولة من نسخة بخط السيد محمد
الخونساري ظاهرا. ويبدو أنه ناسخ كتاب الأشعثيات الموجودة نسخته في مكتبة
الإمام الرضا (عليه السلام) في سنة (1283 ه‍) برقم (8172) والتي كانت عند صاحب المستدرك
107

والمكتوبة عن نسخة الشيخ نصر الله، كما صرح السيد بذلك.
وهذه النسخة هي التي طبعت منها النسخة المطبوعة في سنة (1371 ه‍)، وهي
حاليا ناقصة من أولها؛ وذلك بسبب أن آخذها من السيد للطبع لم يردها سالمة عند
إرجاعها إليه. والموجود من هذه النسخة يبتدئ من أواخر كتاب عباد من عبارة:
" عثمان قال: عمرو شيخ من المسلمين قال:... ". وإضافة أصل العلاء بن رزين إلى
هذه المجموعة كان من فعل السيد (رحمه الله)، وهو لم يرد في جميع النسخ. نعم ورد في نسخة
مكتبة الإمام الرضا - عليه آلاف التحية والسلام - بخط الأرموي، وفي نسخة أخرى،
وهما متقدمتان على النسخة التي أخذ السيد منها.
وذكر السيد أنه استنسخها من النسخة التي كانت عند السيد المرعشي (رحمه الله). وكتب
في آخر أصل علاء ما يلي: " تأريخ الكتابة: في يوم الثلاثاء الخامس عشر من شهر صفر
(1349). وكتبه بيمناه الداثرة العبد المذنب في بحر العصيان رضا بن محمد علي
المازندراني في البلدة الطيبة قم ".
وكتب السيد في حاشية ذلك: " اعلم أن هذه الروايات المجتمعة كانت مغشوشة
مغلوطة غير مقروءة، فصححتها وأصلحت منها ما كان قابلا حتى المقدور، مع عدم
نسخة الأصل حتى أقابلها عليه، ومع ذلك بقي شطر منها بحاله غير مصحح؛ لعدم
النسخة، وعدم المقروئية، وكثرة الأغلاط. في جمادى الأولى سنة (1363). الأحقر
مصطفى الحسيني الصفائي الخونساري ".
وقد تمكنت أخيرا عند زيارتي لمدينة مشهد المقدسة من مشاهدة النسخة الثالثة
في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام)، وقد نقلت هذه النسخة إليها، بعد وفاة السيد، وهي نسخة
صغيرة يقل حجمها عن حجم كف اليد، ووقع كتاب درست في البداية، وكتب في
عنوانه: " هذا ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور " وكتب كاتبه في آخر كتاب
درست هكذا: " وأنا الراجي محمود بن عبد العظيم الموسوي الخونساري، عفي
عنهما ".
108

وتم تحرير المجموعة في سنة (1284) وفي آخرها كتاب ديات ظريف. وهذه
النسخة من النسخ المنتسخة على نسخة الشيخ نصر الله القزويني (رحمه الله).
18 - نسخة العلامة المجلسي، ولم نعثر عليها، وإنما نقلنا عنها عن طريق البحار
لتصحيح بعض الموارد، ورمزها (مج).
النسخ العراقية:
19 - نسخة الشيخ محمد السماوي، كتبها في سنة (1336)، وهي برقم (629) من
مخطوطات مكتبة الحكيم العامة في النجف، ويحتمل أنه كتبها على نسخة الميرزا
النوري (رحمه الله)، وقد قال بعض المطلعين: " إنها موجودة في تلك المكتبة ".
20 - نسخة المرحوم السيد أبي القاسم الأصفهاني (رحمه الله)، وهو من زملاء الشيخ عباس
القمي (رحمه الله)، وهو الذي أكمل كتاب الغاية القصوى في شرح العروة الوثقى الذي ابتدأ به
الشيخ عباس القمي (رحمه الله) وذلك من بعد وفاته.
وهي منقولة في سنة (1339) عن نسخة السيد نصر الله الحسيني (رحمه الله)، وقابلها على
النسخ المنقولة من نسخة الشيخ نصر الله القزويني (رحمه الله). وهي ستة عشر أصلا.
21 - نسخة المرحوم الشيخ شير محمد (رحمه الله) وكان قد أوقف حياته في سبيل حفظ
كتب أصحابنا واستنساخها، وكتب نسخته في سنة (1347) على نسخة جلبت من
مدينة تستر. والظاهر أنها بخط علي أكبر الحسيني سنة (1286)، ثم قابلها في سنة
(1350) على نسخة السيد أبي القاسم الأصفهاني ونسخ أخرى. وهي أيضا ستة عشر
أصلا. ويحتمل أنها نقلت إلى مكتبة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف بعد
وفاته (رحمه الله).
وقد أخذنا أخبار هذه النسخ الثلاث الأخيرة من مقال حول الأصول الأربعمائة
للسيد محمد حسين الجلالي حفظه الله.
22 - نسخة صاحب المستدرك، قال بعض الأعلام: " إنها في مكتبة السيد
109

الحكيم (رحمه الله) في النجف الأشرف ". ويحتمل أنها بخط السيد محمد الخونساري.
23 - نسخة السيد حسن الصدر، ورد خبرها في فهرس مخطوطات خزانة جامعة
مدينة العلم للخالصي في مدينة الكاظمية، في قسم المجاميع ضمن المجموعة رقم
(26) ص (286). وهي بخط قاسم ابن الشيخ محمد بن حمزة الدليزي الحمداوي،
فرغ منها في سنة (1227)، وعليها توقيع السيد حسن الصدر (رحمه الله). وهي تبتدئ من كتاب
زيد الزراد، وتنتهي بكتاب نوادر علي بن أسباط.
24 - نسخة الشيخ محمد علي اليعقوبي في النجف، وقد جاء خبرها في مجلة
معهد المخطوطات العربية الصادرة في مصر (سنة 1958، ج 4، ص 214) تحت
عنوان: " 14 كتابا من الأصول الأربعمائة "، بخط محمد حسين بن الكاظم الموسوي
القزويني الكشوان، في شوال سنة (1336). وهي إلى آخر نوادر علي بن أسباط؛ أربعة
عشر أصلا.
وقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني في الذريعة أنه رأى هذه النسخة، ونقل عن
الشيخ اليعقوبي " أن الأصل كان مكتوبا عليه: أنه منقول عن خط الشيخ علي الجبعي،
عن خط الشيخ محمد بن مكي الشهيد، عن خط الشيخ محمد بن إدريس الحلي (1).
أقول: الظاهر وقوع بعض الاشتباه في هذا النقل، فليس المقصود هذه
المجموعة، بل لعلها مجموعة الشيخ محمد علي الجبعي المعروفة ب‍ " مجموعة
الشهيد " التي وقعت في أيدي المجلسي والشيخ النوري (رحمهما الله)، وقد جاء ذكرها في ضمن
مصادر مستدرك الوسائل بعنوان " المجاميع " وأضاف الشيخ الرازي (رحمه الله): أن لهذه
المجموعة نسخا أخرى بخطوط جمع من المعاصرين كالشيخ شير محمد الهمداني
نزيل النجف، والحجة الشيخ الميرزا محمد الطهراني، والعلامة الشيخ محمد
السماوي، والسيد أبي القاسم الأصفهاني، وبعضهم ضم إليها أصولا أخرى تبلغ نيفا

1. الذريعة: ج 20، ص 71، الرقم 1973.
110

وعشرين أصلا.
25 - نسخة الشيخ ميرزا محمد الطهراني في سامراء، كما أخبر عنها صاحب
الذريعة في العبارة الآنفة.
26 - نسخة في مكتبة الجوادين (عليهما السلام) في الكاظمية، جاء ذكرها في فهرس المكتبة،
أخبرنا بها بعض الأخيار.
27 - نسخة الشيخ نصر الله القزويني، لم نعثر على محل وجودها بعد وفاة الشيخ (رحمه الله)
ونقلنا عنها بواسطة نسخة الكزازي المتقدمة، وهي من النسخ التي أخذت من نسخة
الشيخ الحر بصورة مباشرة.
ومعظم المتأخرين أهملوا ذكر الشيخ نصر الله في كتبهم، وترجم له الشيخ
الطهراني (رحمه الله) في طبقات أعلام الشيعة، وقال: " بأن له رسالة في ترجمة أحوال الخصيبي
صاحب كتاب الهداية، فرغ من نسخها (1280)، والنسخة عند الشيخ فضل الله شيخ
الإسلام الزنجاني. [وقال أحد المطلعين: إن كتب الزنجاني نقلت بعد وفاته إلى مكتبة
مجلس الشورى في طهران]، واستنسخ نسخة منها وأهداها إلي، وله ترجمة مؤلف
الجعفريات، طبعت في أوله (1370 ظ). والنسخة جاء بها بعض السادة من بلاد الهند،
وحصلت النسخة بعده عند العلامة النوري ".
أقول: وهذا الشيخ لم يتعرض المتأخرون لترجمته في كتب التراجم، وإن كانت
ترجمة الشيخ الطهراني فيها كفاية. ومقدمته على كتاب الجعفريات وكتاب الديات
التي ضمها إلى هذه المجموعة، تدل على فضله وتتبعه في كتب الحديث.
النسخة الهندية:
28 - نسخة المكتبة الناصرية في لكهنو، وهي من النسخ المتأخرة، وقد اعتمدنا
عليها في التصحيح، ورمزنا لها بالرمز (ه‍)، وهي بخط إعجاز حسين بن محمد قلي في
سنة (1277)، واستفدنا من مصورتها التي وضعها تحت اختيارنا السيد الأجل محسن
111

الحسيني الأميني حفظه الله. منقولة من نسخة صاحب المستدرك. وتوجد صورة منها
عند الشيخ العطاردي حفظه الله في طهران.
النسخ المستقلة لبعض كتب المجموعة
1 - نسخة لكتاب زيد النرسي توجد في جامعة طهران تحت الرقم (3 - 7172)،
نسخت في صفر سنة (1125 ه‍).
2 - نسخة كتاب درست الواسطي: وجدت نسخة منه على انفراد في كربلاء في
مكتبة السيد إبراهيم ابن السيد هاشم القزويني، كما أخبر بذلك في الذريعة (1)، وقد
كتبت سنة (1286) بخط السيد علي أكبر الحسيني في النجف. ويحتمل أن الشيخ
نصر الله اعتمد على هذه النسخة أو النسخة المنقولة منها، وضمها إلى أخواتها في
محلها الأصلي.
3 - نسخة ملخصة من كتاب زيد الزراد، نقل أنها توجد في ضمن مجاميع الشهيد
منضمة إلى أصول مختصرة أخرى. وهذه المجاميع تقع في ثلاثة مجلدات كانت عند
المجلسي والنوري (رحمهما الله)، وظفرت بنحو أربع نسخ أو أكثر لمجلدين منها، لكن ليس
فيهما هذا الأصل، ولا شك أن العثور على المجلد الثالث الذي يحتوي عليه سيسد
ثغرة من ثغرات مكتبتنا الإسلامية وستفيد منه مجامعنا العلمية. وهذه النسخ موجودة
في جامعة طهران، وفي مكتبة ملك بطهران، وفي مكتبة مدرسة السيد البروجردي في
النجف، والأخيرة اشتريت مع كتب أخرى - نحو عشرين كارتونا - من ورثة البهزادي
حفيد الميرزا النوري بتوسط السيد مصطفى الخونساري (رحمه الله) - الذي ذكر ذلك لنا - بأمر
من السيد البروجردي (رحمه الله) وأرسلت إلى مكتبة المدرسة في النجف.
والظاهر أن هذه النسخة انتقلت إلى سبط الشيخ النوري، كما أخبر بذلك السيد

1. المصدر السابق: ج 6، ص 330.
112

الأمين (1)، والشيخ الطهراني في الذريعة (2) حيث قال: " وهي موجودة الآن عند سبطه
الفاضل الآقا ضياء الدين ابن الحاج شيخ فضل الله النوري بطهران، وفهرس ما فيها
إجمالا هذه:
الأربعين في فضائل أمير المؤمنين، للشيخ الجليل محمد بن أحمد بن الحسين
النيسابوري جد الشيخ أبي الفتوح المفسر الرازي.
الأربعين من أربعين عن الأربعين، للشيخ الأجل منتجب الدين علي بن
عبيد الله، من أحفاد علي بن بابويه القمي.
الأربعين للسيد محيي الدين أبي حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة ابن
أخي السيد أبي المكارم بن زهرة الحسيني الحلبي.
وأخبار متفرقة منتخبة من أصول القدماء، مثل كتاب الصلاة لحسين بن
سعيد، وكتاب إسحاق بن عمار، وكتاب معاذ بن ثابت، وكتاب علي بن إسماعيل
الميثمي، وكتاب معاوية بن حكيم، وكتاب إبراهيم بن محمد الأشعري،
وكتاب فضل بن محمد الأشعري، وكتاب زيد، ورسالة في القراءة، والظاهر أنها
لابن مالك صاحب الألفية، والمجتني في الأدعية للسيد رضي الدين علي بن طاووس
الحلي.
وآخر أربعين الشيخ منتجب الدين هكذا: نجز لإحدى وعشرين مضت من شهر
رجب (861) بكرك نوح، بقلم محمد بن علي بن حسن بن محمد بن الصالح الجبعي
اللويزاني، من نسخة بخط الشيخ شمس الدين محمد بن مكي، كتبها بالحلة سنة
(776)، وهو نقل من نسخة بخط محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني،
تأريخها (613) " (3).

1. أعيان الشيعة: ج 1، ص 190.
2. الذريعة: ج 20، ص 20.
3. المصدر.
113

وأخيرا علمت بوجود مجلد من هذه المجاميع عند الدكتور هادي الأميني
حفظه الله.
4 - وأخيرا - وفي خلال سفري لزيارة مشهد الإمام الرضا (عليه السلام) - شاهدت نسخة من
كتاب العلاء بن رزين في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام)، وهي من النسخ المتأخرة، وتحمل
الرقم (20679). والظاهر أنها أيضا كانت ضمن ممتلكات السيد الخونساري (رحمه الله) والتي
اشتريت بأمر من قائد الثورة الإسلامية السيد الخامنئي دام ظله، ثم أهديت إلى هذه
المكتبة. وفي آخرها: " وقد فرغت من استنساخ هذه النسخة من نسخة مغلوطة
مغشوشة، ولكن صححته‍ [- ا] بنظري القاصر، وبعد ذلك قرأته‍ [- ا] على بعض الفضلاء
فوافقني. وكان فراغي في يوم العشرين من شعبان سنة تسعة وستين وثلاثمائة بعد
الألف في بلدة قم، وأنا المقصر عند الله: محمد بن عبد الله، المشتهر بالموحدي
القمي ".
الرموز المستعملة في الكتاب:
أما رموز النسخ التي اعتمدنا عليها في التصحيح فهي كالتالي:
(ح): لنسخة الشيخ الحر.
(س): لنسخة السيد نصر الله الحائري.
(ه‍): للنسخة الهندية:
(نص) أو (نصر): لنسخة الشيخ نصر الله.
(مج): لنسخة العلامة المجلسي (رحمه الله)، ونقلنا عنها بواسطة البحار.
(مس) أو (مستدرك): لنسخة صاحب المستدرك، ونقلنا عنها بواسطة
المستدرك.
(م): للنسخة المطبوعة.
114

تصحيح الكتاب:
قمنا بالدرجة الأولى بتحقيق هذه المجموعة الخطية ومقابلتها على النسخة التي
كانت من ممتلكات الشيخ الحر (رحمه الله)، وهي أحسن نسخة خطية عرفناها لهذه
المجموعة، وهي مقروءة من جانب الشيخ الحر، وعليها خطوطه وبعض تعليقاته
وتوقيعاته، واستخرج موضوع كل حديث في حواشيه - ولعله كان ينوي إدراج ذلك
من بعد في الوسائل - وكتب خواتم كل أصل بخطه. وذكر في ابتداء كل أصل ترجمة
صاحب الأصل، ويحتمل أنها من الشيخ الحر نفسه. وقد وقع في آخر التعليقات
والتخريجات برمز (م د ح)، ولعله إشارة إلى اسمه " محمد الحر "، ولست أعلم هل كان
من عادته كتابة رمز اسمه في أواخر التعليقات التي كان يكتبها أو لا، ويعرف ذلك من
كثرة النظر في النسخ الخطية المنتسبة إليه.
وكان اعتمادنا الأساسي في تحقيق هذا الكتاب على هذه النسخة التي رمزنا لها (ح).
واعتمدنا بالدرجة الثانية على نسخة خطية استنسخت من نسخة العالم الجليل
السيد نصر الله الحائري (رحمه الله) المدرس في حوزة كربلاء، وجد بيت آل نصر الله في مدينة
كربلاء، وهو فرع من بيت آل طعمة، وببالي أنه من مشايخ المولى الوحيد البهبهاني،
وكان من رجالات عصره، واستشهد لأجل نصرة المذهب في إسلامبول سنة (1168)،
وله ديوان مطبوع نشره وعلق عليه السيد عباس الكرماني، ويتضمن عددا من القصائد
في مدح أهل البيت ومراثيهم، وكذلك يحتوي على قصائد السيد في المناسبات
والمراسلات والإخوانيات والغزل والوصف، وله كتاب الإجازات وسلاسل الذهب.
ورمزنا لها (س).
واعتمدنا بالدرجة الثالثة على النسخة المطبوعة التي رمزنا لها (م)، وعلى نسخة
العلامة المجلسي (رحمه الله) التي ينقل منها في البحار، ورمزنا لها (مج).
كما أنه ننقل من نسخة " ه‍ " التي مضى تعريفها، وكذا نادرا من بعض النسخ الأخرى:
115

منها: نسخة جامعة طهران بخط الكزازي التي مرت تحت الرقم (5) ورمزنا لها
(نصر)؛ لأنها أقدم نسخة نقلت عن خط الشيخ نصر الله، واعتمدنا عليها غالبا في أصل
درست؛ لأن هذا الأصل لم يكن في النسخ الأخرى المعتمدة في التصحيح غير
نسخة (م).
ومنها: نسخة صاحب المستدرك، ورمزنا لها (مستدرك) أو (مس).
وقد حرصنا في مقام النقل وضبط كلمات الأحاديث على الاعتماد بالدرجة
الأولى على نسخة الشيخ الحر باعتبارها النسخة الأم، ولذا احتفظنا بجميع
خصوصياتها، لكننا تداركنا بعض أغلاطها بالاستعانة بسائر النسخ، مع الإشارة إلى
التصرف وكيفية الاختلاف. منها:
ترقيم المجموعة:
وضعنا لأحاديث المجموعة رقمين: الأول: رقم تسلسل الحديث في
المجموعة، والثاني: رقم خاص بأحاديث كل كتاب.
تخريج الأحاديث
قمنا قدر المستطاع باستخراج الأحاديث استخراجا تاما أو شبيها بالتام، خصوصا
أحاديث كتب المجموعة الأولى.
ومما تمتاز به هذه المجموعة أن هناك تفاوتا ملحوظا بين بعض كتبها قياسا إلى
بعضها الآخر من حيث استخراج أحاديثها في كتب الأخبار، فقد وردت الأحاديث
الفقهية - بشكل عام - أكثر من غيرها، وهذا يدل على أن جل تراثنا الفقهي بقي محفوظا
من غير الزمان، وذلك في إطار الكتب الأربعة، خصوصا كتابي الشيخ الطوسي الذي
حرص فيهما على إيراد الأخبار بصورة شاملة، كما صرح بذلك في مقدمة كتاب
الاستبصار، قائلا: " فإني رأيت جماعة من أصحابنا لما نظروا في كتابنا الكبير الموسوم
116

بتهذيب الأحكام، ورأوا ما جمعنا فيه من الأخبار المتعلقة بالحلال والحرام،
ووجدوها مشتملة على أكثر ما يتعلق بالفقه من أبواب الأحكام، وأنه لم يشذ عنه في
جميع أبوابه وكتبه مما ورد في أحاديث أصحابنا وكتبهم وأصولهم ومصنفاتهم إلا نادر
قليل، وشاذ يسير " (1). وأما بقية الأخبار التي لم ترد بعينها في تلك الكتب، فلها في
الغالب شواهد ومؤيدات.
فغالب الأحاديث الفقهية موجودة فيها بعينها عن أصحاب هذه الكتب، ولكن يختلف
الطريق في بعضها جزئيا أو كليا، كما مر في توقيع الشيخ الحر حول اعتبار هذه المجموعة.
فبعض هذه الكتب وردت أخبارها أكثر من غيرها في كتب الأخبار الباقية إلى اليوم، وبعضها
أقل، كأصل زيد الزراد؛ وذلك لأن كل مصنف نقل في كتابه الأخبار التي ترتبط بموضوع كتابه
وترك الأخبار الأخرى، فالعياشي - مثلا - أورد الأخبار التي فيها شواهد تفسيرية قرآنية، ولم
يذكر غيرها، وهكذا بقية الكتب. ولم تصل إلينا جميع تصانيف المتقدمين، ولذا كان موضوع
الأصول الأولية أعم من موضوع المصنفات الحديثية، وفيها أخبار لم تخرج في تلك
المصنفات. وباستطاعة المراجع أن يلاحظ هذه الجهات ويقارن بينها بنفسه مستعينا بالإحالات
المدرجة في هوامش هذا الكتاب.
هذا وقد صببنا كثيرا من تحقيقاتنا العلمية في المعارف والحديث على هذه
المجموعة؛ لنصل من خلالها إلى إماطة اللثام عن كثير من مسائل هذه المجموعة،
فكانت عندنا محلا لدراسة الكثير من الأطروحات.
وحاولنا في إطار تحقيق هذا الكتاب - وبقدر الإمكان - دراسة وضع أخبار
الإمامية، وما ذلك إلا لمعرفة كيفية رواية أصحابنا لأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) بهدف
إعداد الأرضية لدراسة جديدة للأخبار، حيث شرعنا بتأليف جامع حديثي فيها
يتمتع بمنهجية جديدة، مع مراعاة تقديم الأخبار الفقهية على غيرها لبعض

1. الاستبصار: ج 1، ص 2.
117

الأسباب، ومن خلال هذه الدراسة علمنا بوجود مواضيع وأبواب كثيرة لم تأخذ
محلها في كتب الأخبار. وربما تصل الأبواب الفقهية التي استخرجناها في بعض
الموارد إلى ضعفي الأبواب التي استخرجها صاحب الوسائل؛ فمثلا استخرج صاحب
الوسائل في فصل " أبواب أحكام الآبار " حوالي (11) بابا، واستخرجنا نحن حوالي
(23) بابا من الأبواب التي عليها مدار الفتوى. وتجد قريبا منه في بعض فصول
الأبواب الأخرى.
كلمة شكر وتقدير
وفي الختام لا يسعنا إلا أن نوجه خالص شكرنا إلى كل يد كريمة ساهمت وسعت
بشكل أو آخر في تحقيق هذا السفر القيم وإنجازه، ونخص بالذكر منهم المحققين
الأفاضل حجج الإسلام:
الشيخ نعمة الله الجليلي؛ على ما قام به في مجال تقويم النص ووضع علامات
الترقيم. الشيخ مهدى غلام علي؛ على تخريجه للأحاديث من مصادرها الروائية.
الشيخ أحمد عاليشاهي والسيد محمد الموسوي والشيخ علي عباس پور؛ على ما
بذلوه في مجال مقابلة الكتاب مع النسخ الخطية.
الشيخ مهدي المهريزي مسؤول مركز بحوث دار الحديث، والشيخ محمد حسين
الدرايتي مسؤول قسم إحياء التراث؛ على إشرافهما ومتابعتهما لمراحل العمل.
هذا وسأل الله تعالى أن يوفق العاملين في خدمة دينه المبين إلى ما يحب ويرضى.
ضياء الدين المحمودي
24 / ربيع الأول / 1422
17 / 4 / 1380 ش
118

الأصول الستة عشر
من الأصول الأولية
" مجموعة من كتب الرواية الأولية في عصر الأئمة المعصومين (عليهم السلام) "
رواية
الوزير منصور بن الحسن بن الحسين الآبي سماعا وكتابة سنة 374 ه‍. ق
عن محمد بن الحسن بن الحسين القمي بالموصل عن الشيخ هارون بن موسى
التلعكبري - أيده الله - عن الشيخ أبي علي محمد بن همام وأبي العباس ابن عقدة
عن عدة من المشايخ معنعنا عن أصحاب هذه الأصول
تحقيق
ضياء الدين المحمودي
119

كتاب زيد الزراد
رواية أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري - أيده الله -
عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين (1)
(1) 1. حدثنا أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، قال: حدثنا
أبو علي محمد بن همام، قال: أخبرنا حميد (2) بن زياد بن حماد، قال: حدثنا عبيد الله بن
أحمد بن نهيك أبو العباس، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن زيد الزراد، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم. ومن خالص الإيمان البر بالإخوان؛ وفي
ذلك محبة من الرحمان، ومرغمة (3) للشيطان، وتزحزح (4) عن النيران. (5)
(2) 2. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لا تشهد على ما لا تعلم، ولا تشهد إلا على ما تعلم وتذكر

1. في " س " و " ه‍ ": " ومنه الإعانة ".
2. في " س " و " ه‍ ": " أحمد ".
3. أرغم الله أنفه: أي ألصقه بالرغام؛ وهو التراب. هذا هو الأصل، ثم استعمل في الذل والعجز عن الانتصاف،
والانقياد على كره (النهاية: 2 / 238). ومرغمة - بفتح الميم - مصدر، وبكسرها اسم آلة من الرغام - بفتح
الراء - بمعنى التراب (الوافي: 10).
4. يقال: زحزحه: أي نحاه عن مكانه وباعده منه (النهاية: 2 / 297).
5. رواه عن غير زيد الزراد: الكافي: 4 / 41 / 15، الفقيه: 2 / 61 / 1707، الأمالي للمفيد: 291 / 9، الخصال:
96 / 42، الأمالي للطوسي: 633 / 1306 كلها عن جميل بن دراج نحوه.
121

قلت: فان عرفت الخط والخاتم والنقش ولم أذكر شيئا، اشهد؟ فقال: (1)
لا، الخط يفتعل، والخاتم قد يفتعل. لا تشهد إلا على ما تعلم وأنت له ذاكر؛ فإنك
إن شهدت على ما لا تعلم تتبوأ مقعدك من النار يوم القيامة، وإن شهدت على ما لم
تذكره سلبك الله الرأي، وأعقبك النفاق إلى يوم الدين. (2)
(3) 3. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إذا أتى على الصبي أربعة أشهر فاحجموه في كل شهر حجمة في نقرته؛ فإنها
تخفف لعابه، وتهبط الحر من رأسه ومن جسده. (3)
(4) 4. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
علامة سخط الله على خلقه جور سلطانهم وغلاء أسعارهم، وعلامة رضا الله عن
خلقه عدل سلطانهم ورخص أسعارهم. (4)
قال أبو محمد [التلعكبري] - أيده الله -: قال أبو علي بن همام: وحدثنا بهذا
الحديث أبو العباس عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثني محمد بن عيسى بن
عبيد بن يقطين، قال: حدثني عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري بالمدينة سنة
إحدى ومائتين، قال: حدثني القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر (5) بن أبي طالب،
عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
علامة رضا الله عن خلقه عدل سلطانهم ورخص أسعارهم، وعلامة سخط الله على
خلقه جور سلطانهم وغلاء أسعارهم.

1. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
2. في " س " و " ه‍ ": " يوم القيامة " بدل " يوم الدين " بدون " إلى ".
3. رواه عن غير زيد الزراد: الكافي: 6 / 53 / 7، تهذيب الأحكام: 8 / 114 / 43 كلاهما عن سفيان بن السمط،
مكارم الأخلاق: 1 / 175 / 522.
4. رواه عن غير زيد الزراد: الكافي: 5 / 162 / 1، تهذيب الأحكام: 7 / 158 / 700، الفقيه: 3 / 269 / 3974،
تحف العقول: 40 كلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفي جميعها " غضب " بدل " سخط ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " بن أبي جعفر ".
122

(5) 5. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أنا ضامن لكل من كان من شيعتنا إذا قرأ في صلاة الغداة من يوم الخميس (هل أتى
على الإنسان) (1) ثم مات من يومه أو ليلته أن يدخل الجنة آمنا بغير حساب على ما فيه
من ذنوب وعيوب، ولم ينشر الله له ديوان الحساب يوم القيامة، ولا يسأل مسألة القبر،
وإن عاش كان محفوظا مستورا مصروفا عنه آفات الدنيا كلها، ولم يتعرض له شيء من
هوام الأرض إلى الخميس الثاني، إن شاء الله. (2)
(6) 6. زيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إذا لبست درعا فقل: يا ملين الحديد لداود: ويا جاعله حصنا، اجعلنا في حصنك
الحصين ودرعك الحصينة المنيعة، وأخرج الرعب عن قلوبنا، واجمع أحلامنا؛ فلا
ناصر لمن خذلته، ولا مانع لما لم تمنعه أنت.
(7) 7. زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" قال: أمير المؤمنين - صلوات الله عليه (3) -: إني لأكره للرجل أن يكون (4) جبهته
جلحاء (5) ليس فيها شيء من أثر السجود، وبسط راحته. إنه يستحب للمصلي أن يكون
ببعض مساجده شيء من أثر السجود؛ فإنه لا يأمن أن يموت في موضع لا يعرف،
فيحضره المسلم، فلا يدري على ما يدفنه. (6)
(8) 8. زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
يا بني، اعرف منازل شيعة علي على قدر روايتهم ومعرفتهم؛ فإن المعرفة هي

1. الانسان (76): 1.
2. بحار الأنوار: 85 / 66 / 59 عن كتاب زيد الزراد.
3. في " س " و " ه‍ ": " (عليه السلام) ".
4. في " س " و " ه‍ ": " أن تكون ".
5. الجلحاء: الملساء (مجمع البحرين: 1 / 303).
6. رواه عن غير زيد الزراد: تهذيب الأحكام: 2 / 313 / 1275 عن السكوني وليس فيه ذيله، بحار الأنوار:
82 / 13 / 11 و 85 / 167 / 19 عن كتاب زيد الزراد.
123

الدراية للرواية، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجة الإيمان؛
إني نظرت في كتاب لعلي (عليه السلام) فوجدت فيه: أن زنة كل امرئ وقدره معرفته؛ إن الله U
يحاسب العباد على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا. (1)
(9) 9. زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان علي (عليه السلام) يقول: اللهم من علي بالتوكل عليك، والتفويض إليك، والرضا
بقدرك، والتسليم لأمرك؛ حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت،
يا رب العالمين. (2)
(10) 10. زيد قال: حدثنا جابر بن يزيد الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن لنا أوعية نملؤها علما وحكما، وليست لها بأهل، فما نملؤها إلا لتنقل إلى
شيعتنا؛ فانظروا إلى ما في الأوعية فخذوها، ثم صفوها من الكدورة تأخذوا منها (3)
بيضاء نقية صافية. وإياكم والأوعية؛ فإنها وعاء سوء فتنكبوها. (4)
(11) 11. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
اطلبوا العلم من معدن العلم، وإياكم والولائج (5)؛ فهم الصادون (6) عن الله.
ثم قال: ذهب العلم وبقي غبرات العلم في أوعية سوء، فاحذروا (7) باطنها؛ فإن في

1. رواه عن غير زيد الزراد: الكافي: 1 / 50 / 13 عن علي بن حنظلة، الغيبة للنعماني: 22، كلاهما عن الإمام
الصادق (عليه السلام) وليس فيهما ذيله، معاني الأخبار: 1 / 2 عن بريد الرزاز، ولعله تصحيف.
2. رواه عن غير زيد الزراد: الكافي: 2 / 580 / 14 عن أبي حمزة عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، مشكاة الأنوار:
45 / 28.
3. في " ح ": " تأخذونها ".
4. بحار الأنوار: 2 / 93 / 26 عن كتاب زيد الزراد.
5. الولائج: جمع الوليجة؛ وهي كل ما يتخذه الإنسان معتمدا عليه وليس من أهله؛ من قولهم: فلان وليجة في
القوم: إذا لحق بهم وليس منهم؛ إنسانا كان أو غيره (المفردات: 883).
6. في " ح ": " الصدادون ".
7. في " ح ": " واحذروا ".
124

باطنها الهلاك، وعليكم بظاهرها؛ فإن في ظاهرها النجاة. (1)
(12) 12. زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال أمير المؤمنين - صلوات الله عليه -: إنا نكره البلاء ولا نحبه ما لم ينزل، فإذا نزل
بنا (2) القضاء لم يسرنا أن لا يكون نزل البلاء.
(13) 13. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن الله جعل البلاء في دولة عدوه شعارا ودثارا لوليه، وجعل الرفاهية شعارا ودثارا
لعدوه في دولته، فلا يسع ولينا إلا البلاء والخوف؛ وذلك لقرة عين له آجل وعاجل،
أما العاجل فيقر الله عينه بوليه، وإظهار دولته، والانتقام من عدوه بإزالة دولته، والآجل
ثواب الله الجنة، والنظر إلى الله. ولا يسع عدونا إلا الرفاهية؛ وذلك لخزي له آجل
وعاجل (3)، والعاجل الانتقام منه في الدنيا في دولة ولي الله، والآجل عذاب النار في
الآخرة أبد الآبدين، فأبشروا ثم أبشروا، فلكم - والله - الجنة، ولأعدائكم النار، للجنة
- والله - خلقكم الله، وإلى الجنة - والله - تصيرون.
فإذا ما رأيتم الرفاهية والعيش في دولة عدوكم، فاعلموا أن ذلك بذنب سلف؛
فقولوا: ذنب عجل الله لنا العقوبة (4)، وإذا رأيتم البلاء فقولوا: هنيئا مريئا (5)! ومرحبا بك
من دثار الصالحين وشعارهم!
(14) 14. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من استوى (6) يوماه مغبون (7)، ومن كان يومه الذي هو فيه خيرا من أمسه الذي ارتحل

1. بحار الأنوار: 2 / 93 / 27 عن كتاب زيد الزراد.
2. في " ح ": " نزل به ".
3. في " س " و " ه‍ ": " عاجل وآجل ".
4. في " س " و " ه‍ ": " بالعقوبة ".
5. في " ح ": " مريا ".
6. في " ح ": " استوت " وهو تصحيف.
7. في " س " و " ه‍ ": " فهو مغبون ".
125

عنه فهو مغبوط. (1)
(15) 15. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ملعون مغبون من غبنه عمره يوم بعد يوم (2)، ومغبوط محسود من كان يومه الذي
هو فيه خيرا من أمسه الذي ارتحل عنه.
(16) 16. زيد قال: سمع أبو عبد الله (عليه السلام) رجلا يقول لآخر: وحياتك العزيزة لقد كان
كذا وكذا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
أما إنه قد كفر؛ وذلك أنه لا يملك من حياته شيئا.
(17) 17. زيد عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
كل شيء يدخل فيه القفزان والميزان ففيه الزكاة إذا حال عليه الحول، إلا ما انفسد
إلى الحول ولم يمكن حبسه، فذلك يجب الزكاة فيه على ثمنه إذا حال عليه الحول من
يوم بيعه، فيبقى ثمنه عنده إلى الحول.
قلت: مثل أي شيء الذي يفسد؟ فقال: مثل البقول، والفاكهة الرطبة، وأشباه ذلك.
(18) 18. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
صام رسول الله (صلى الله عليه وآله) شعبان ووصله بشهر رمضان، وصام ثلاثة أيام في كل شهر
أربعاء بين خميسين، فذلك سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) التي (3) مضى عليها، وهي (4) تمام لصوم
شهر رمضان.
(19) 19. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1. رواه عن غير زيد الزراد: الفقيه: 4 / 382 / 5833 عن عبد الله بن بكر المرادي عن الإمام الكاظم (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، معاني الأخبار: 342 / 3 عن هشام بن سالم، الأمالي للصدوق: 766 / 1030
عن المفضل بن عمر وكلها نحوه.
2. كذا في " ح " و " س ". وفي " ه‍ ": " غبنه عمره يوم ما بعد يوم " وفي " د ": " غبن " بدل " غبنه ".
3. لم يرد في " ح ".
4. في " س " و " ه‍ ": " فهي ".
126

صام رسول الله (صلى الله عليه وآله) شعبان، ففصل بينه وبين شهر رمضان بيوم أو يومين، ثم واصله (1)
بشهر رمضان.
قلت: كيف فصل بينهما؟ (2) فقال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصوم، فإذا كان قبل النصف بيوم أو يومين أفطر، ثم صام ووصله
بشهر رمضان؛ فذلك (3) الفصل بينهما.
قلت: فإن أفطرت بعد النصف بيوم أو يومين ثم أصله، أيكون ذلك مواصلة شهر
رمضان؟ فقال: لا يكون (4) المواصلة إذا أفطرت بعد النصف.
(20) 20. زيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): نخشى أن لا نكون مؤمنين! قال:
ولم ذاك؟ فقلت: وذلك أنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره،
ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين (عليه السلام)،
فقال: (5)
كلا، إنكم مؤمنون (6) ولكن لا يكمل (7) إيمانكم حتى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله
أحلامكم، فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنين كاملين (8) إذا
لرفعنا الله إليه، وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء، بل والذي نفسي بيده أن في الأرض
في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم يعدل جناح بعوضة، ولو أن الدنيا بجميع
ما فيها وعليها، ذهبة حمراء على عنق أحدهم، ثم سقطت (9)، عن عنقه، ما شعر بها أي

1. في " م ": " أوصله ". وفي " س " و " ه‍ ": " وصله ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فكذلك ".
4. في " س " و " ه‍ ": " لا تكون ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قال ".
6. في " ح ": " مؤمنين ".
7. في " ح ": " لا تكملون ".
8. كذا في " ح " و " س " و " ه‍ ". والصحيح بالرفع.
9. في " ح ": " سقط ".
127

شيء كان على عنقه، ولا أي شيء سقط منها؛ لهوانها عليهم، فهم الخفي عيشهم،
المنتقلة ديارهم من أرض إلى أرض، الخميصة بطونهم من الصيام، الذابلة (1) شفاههم
من التسبيح، العمش العيون من البكاء، الصفر الوجوه من السهر، فذلك سيماهم مثلا
ضربه الله (2) في الإنجيل لهم؛ وفي التوراة والفرقان والزبور والصحف الأولى، وصفهم،
فقال: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل) (3)
عنى بذلك صفرة وجوههم من سهر الليل.
هم البررة بالإخوان في حال اليسر والعسر (4)، المؤثرون على أنفسهم في حال
العسر، كذلك وصفهم الله، فقال: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن
يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (5) فازوا - والله - وأفلحوا، إن رأوا مؤمنا أكرموه،
وإن رأوا منافقا هجروه.
إذا جنهم الليل اتخذوا أرض الله فراشا، والتراب وسادا، واستقبلوا بجباههم
الأرض يتضرعون إلى ربهم في فكاك رقابهم من النار، فإذا أصبحوا اختلطوا بالناس لم
يشر إليهم بالأصابع. تنكبوا الطرق، واتخذوا الماء طيبا وطهورا. أنفسهم متعوبة،
وأبدانهم مكدودة (6)، والناس منهم في راحة.
فهم عند الناس شرار الخلق، وعند الله خيار الخلق؛ إن حدثوا لم يصدقوا، وإن
خطبوا لم يزوجوا، وإن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفقدوا (7). قلوبهم خائفة وجلة
من الله، ألسنتهم مسجونة (8)، وصدورهم وعاء لسر الله؛ إن وجدوا له أهلا نبذوه إليه

1. في " ح ": " الذبلة ".
2. في " س " و " ه‍ ": " ضربه الله مثلا ".
3. الفتح (48): 29.
4. في " س " و " ه‍ ": " العسر واليسر ".
5. الحشر: 9.
6. في " م ": " مكدورة ".
7. كذا. والمناسب للمقام هو: " لم يفتقدوا " أو " لم يتفقدوا ".
8. في " ح ": " مشحونة ". واحتمال مشجونة ليس ببعيد.
128

نبذا، وإن لم يجدوا له أهلا ألقوا على ألسنتهم أقفالا غيبوا مفاتيحها، وجعلوا على
أفواههم أوكية. صلب صلاب أصلب من الجبال لا ينحت منهم شيء. خزان العلم،
ومعدن الحكم (1)، وتباع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. أكياس يحسبهم
المنافق خرسا عميا بلها وما بالقوم من خرس ولا عمى ولا بله. إنهم لأكياس فصحاء،
حلماء حكماء، أتقياء بررة، صفوة الله، أسكنتهم الخشية لله، وأعيت (2) ألسنتهم؛ خوفا
من الله وكتمانا لسره، فواشوقاه إلى مجالستهم ومحادثتهم! يا كرباه لفقدهم! ويا كشف
كرباه لمجالستهم!
اطلبوهم، فإن وجدتموهم واقتبستم من نورهم اهتديتم، وفزتم بهم في الدنيا
والآخرة.
هم أعز في الناس من الكبريت الأحمر. حليتهم (3) طول السكوت بكتمان السر،
والصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر،
فذلك حليتهم ومحنتهم (4)، يا طوبى لهم وحسن مآب!
هم وارثوا الفردوس خالدين فيها، ومثلهم في أهل الجنان مثل الفردوس في
الجنان. وهم المطلوبون في النار، المحبورون في الجنان، فذلك قول أهل النار: (ما
لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار) (5)؛ فهم أشرار الخلق عندهم، فيرفع الله منازلهم
حتى يرونهم (6)، فيكون ذلك حسرة لهم في النار، فيقولون: (يا ليتنا نرد) (7)

1. في " م ": " معدن الحلم والحكم ".
2. في " ح ": " أعيتهم ".
3. في " س " و " ه‍ ": " حليهم ".
4. في " م ": " محبتهم ".
5. ص (38): 62.
6. كذا. والأولى بحذف النون.
7. الأنعام (6): 27.
129

فنكون مثلهم! فلقد كانوا هم الأخيار، وكنا نحن الأشرار، فذلك حسرة لأهل النار. (1)
(21) 21. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خرج ذات يوم من بعض حجراته إذا قوم من أصحابه مجتمعون،
فلما بصروا برسول الله (صلى الله عليه وآله) قاموا، قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقعدوا، ولا تفعلوا كما يفعل (2)
الأعاجم تعظيما، ولكن اجلسوا وتفسحوا في مجلسكم وتوقروا، أجلس إليكم ان
شاء الله.
(22) 22. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أكتم سرك عن كل أحد، ولا تخرج (3) سرك إلى اثنين؛ فإنه ما جاوز الواحد فهو
إفشاء. وإذا دفنت في الأرض شيئا تودعه الأرض فلا تشهد عليها شاهدا؛ فإنه لا تؤدي
الأرض إليك وديعتك أبدا.
(23) 23. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله تبارك وتعالى: ليست بشر الليالي ليلة أرجف بها
عبادي أهدمها عليهم بشهادة ورحمة لأوليائي، وسخطة ونقمة على أعدائي.
(24) 24. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
يا جارية! اختمي على السفط بخاتمي العقيق؛ فإنه لا يزال محفوظا حتى تؤدى إلينا
وديعتنا.
(25) 25. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أكتب على المتاع: الحافظ (4) الله؛ فإنه لا يزال محفوظا (5).

1. بحار الأنوار: 67 / 350 / 54 عن كتاب زيد الزراد.
2. في " س " و " ه‍ ": " كما تفعل ".
3. في " ح ": " لا يخرج ".
4. في " س " و " ه‍ ": " المحافظ ".
5. وقع هذا الحديث في " س " و " ه‍ " بعد الحديث 26.
130

(26) 26. زيد قال: سمعته يقول:
أكتب على المتاع: بركة لنا؛ فإنه لا يزال البركة فيه والنماء. (1)
(27) 27. زيد قال: سمعته يقول:
إذا أحرزت متاعا فاقرأ آية الكرسي، واكتبه وضعه (2) في وسطه، واكتب: (وجعلنا
منم بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) (3) لا ضيعة على ما حفظ
الله (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) (4)؛ فإنك
تكون قد أحرزته، ولا يوصل إليه بسوء إن شاء الله. (5)
(28) 28. زيد قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) قد خرج من منزله فوقف على عتبة باب
داره، فلما نظر إلى السماء رفع رأسه، وحرك إصبعه السبابة (6) يديرها، ويتكلم بكلام
خفي لم أسمعه، فسألته، فقال:
نعم يا زيد! إذا أنت نظرت إلى السماء فقل: يا من جعل السماء سقفا مرفوعا، يا من
رفع السماء بغير عمد، يا من سد الهواء بالسماء، يا منزل البركات من السماء إلى
الأرض، يا من في السماء ملكه وعرشه، وفي الأرض سلطانه، يا من هو بالمنظر
الأعلى، يا من هو بالأفق المبين، يا من زين السماء بالمصابيح وجعلها رجوما
للشياطين، صل على محمد وعلى آل محمد، واجعل فكري في خلق السماوات
والأرض واختلاف الليل والنهار، ولا تجعلني من الغافلين، وأنزل علي بركات من
السماء، وافتح لي الباب الذي إليك يصعد منه صالح عملي (7)؛ حتى يكون ذلك إليك

1. رواه عن غير زيد الزراد: الفقيه: 3 / 201 / 3758 عن الإمام الرضا (عليه السلام) نحوه.
2. تذكير الضميرين لعله باعتبار القرآن أو القول.
3. يس (36): 9.
4. التوبة (9): 129.
5. رواه عن غير زيد الزراد: الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام): 400.
6. كذا في " ح " و " س " و " ه‍ " وفي " م " و " د ": " السباحة ".
7. في " س " و " ه‍ ": " صالح كل عمل ".
131

واصلا، وقبيح عملي فاغفره واجعله هباء منثورا متلاشيا، وافتح لي باب الروح
والفرح والرحمة، وانشر علي بركاتك، وكفلين من رحمتك فآتني (1)، وأغلق (2) عني
الباب الذي تنزل منه نقمتك وسخطك وعذابك الأدنى وعذابك الأكبر، (إن في خلق
السموات والأرض واختلف الليل والنهار) إلى آخر الآية. (3)
ثم تقول: اللهم عافني من شر ما ينزل من السماء إلى الأرض، ومن شر ما يعرج
فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار إلا
طارقا (4) يطرقني بخير. اللهم اطرقني برحمة منك تعمني وتعم داري وأهلي وولدي
وأهل حزانتي (5)، ولا تطرقني وداري وأهلي وولدي وأهل حزانتي ببلاء يغصني
بريقي، ويشغلني عن رقادي؛ فإن رحمتك سبقت غضبك، وعافيتك سبقت بلاءك.
وتقرأ حول نفسك وولدك آية الكرسي، وأنا ضامن لك أن تعافى من كل طارق
سوء، ومن كل أنواع البلاء. (6)
(29) 29. زيد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: الجن يخطفون الإنسان؟ فقال:
ما لهم إلى ذلك سبيل لمن يكلم (7) بهذه الكلمات إذا أمسى وأصبح:
(يا معشر الجن والأنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض فانفذوا
لا تنفذون إلا بسلطان) (8)، لا سلطان لكم علي ولا على داري ولا على أهلي ولا على ولدي، يا
سكان الهواء، ويا سكان الأرض، عزمت عليكم بعزيمة الله التي عزم بها أمير

1. في " ح ": " فائتني ".
2. غلق وأغلق بمعنى.
3. آل عمران (3): 190.
4. في " ح ": " إلا طارق ".
5. في " م ": " خزانتي ".
6. بحار الأنوار: 95 / 304 / 1 عن كتاب زيد الزراد.
7. في " س " و " ه‍ ": " تكلم ".
8. الرحمن (55): 33.
132

المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على جن وادي الصبرة أن لا سبيل لكم علي ولا على شيء من
أهل حزانتي (1)، يا صالحي الجن، ويا مؤمني الجن، عزمت عليكم بما أخذ الله عليكم
من الميثاق بالطاعة لفلان بن فلان حجة الله على جميع البرية والخليقة (2) - وتسمي
صاحبك - أن تمنعوا عني شر فسقتكم حتى لا يصلوا إلي بسوء، أخذت بسمع الله على
أسماعكم، وبعين الله على أعينكم، وامتنعت بحول الله وقوته عن حبائلكم ومكركم،
إن تمكروا يمكر الله بكم، وهو خير الماكرين، وجعلت نفسي وأهلي وولدي
وجميع حزانتي في كنف الله وستره، وكنف محمد بن عبد الله رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكنف أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب - صلوات الله عليه - استترت بالله وبهما، وامتنعت بالله
وبهما، واحتجبت بالله وبهما من شر فسقتكم، ومن شر فسقة الإنس والعرب
والعجم، (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) (3)، لا
سبيل لكم ولا سلطان، قهرت سلطانكم بسلطان الله، وبطشكم ببطش الله، وقهرت
مكركم وحبائلكم وكيدكم ورجلكم وخيلكم وسلطانكم وبطشكم بسلطان الله وعزه
وملكه وعظمته وعزيمته التي عزم بها أمير المؤمنين (عليه السلام) على جن وادي الصبرة لما
طغوا وبغوا وتمردوا فأذعنوا له صاغرين من بعد قوتهم؛ فلا سلطان لكم ولا سبيل،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. (4)
(30) 30. زيد الزراد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إذا خرج أحدكم من منزله فليتصدق (5) بصدقة وليقل: اللهم أظلني من تحت كنفك،
وهب لي السلامة في وجهي هذا ابتغاء السلامة والعافية والمغفرة وصرف أنواع

1. كذا في " ح " و " س " و " ه‍ " وأظن أنه كان كذلك في البحار، وفي " م ": " خزانتي ".
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " الخليفة ".
3. التوبة (9): 129.
4. بحار الأنوار: 63 / 111 / 74 و 95 / 152 / 13 عن كتاب زيد الزراد.
5. في " ح ": " فليصدق ".
133

البلاء (1)، اللهم فاجعله (2) لي أمانا في وجهي هذا وحجابا وسترا ومانعا وحاجزا من كل
مكروه ومحذور وجميع أنواع البلاء، إنك وهاب جواد ماجد كريم؛ فإنك إذا فعلت
ذلك وقلته، لم تزل في ظل صدقتك؛ ما نزل بلاء من السماء إلا ودفعه عنك، ولا
استقبلك بلاء في وجهك إلا وصدمه عنك، ولا أرادك من هوام الأرض شيء من
تحتك ولا عن يمينك ولا عن يسارك إلا قمعته الصدقة. (3)
(31) 31. زيد قال: حججنا سنة فلما صرنا في خرابات المدينة بين الحيطان افتقدنا
رفيقا لنا من إخواننا فطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: إن صاحبكم اختطفته
الجن، فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وأخبرته بحاله وبقول أهل المدينة، فقال لي:
أخرج إلى المكان الذي اختطف - أو قال: افتقد - فقل بأعلى صوتك:
يا صالح بن علي، إن جعفر بن محمد يقول لك: أهكذا عاهدت وعاقدت الجن
علي بن أبي طالب؟! اطلب فلانا حتى تؤديه إلى رفقائه. ثم قل: (4)
يا معشر الجن عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالب لما خليتم عن
صاحبي وأرشدتموه إلى الطريق. قال: ففعلت ذلك فلم ألبث إذا بصاحبي قد خرج
علي من بعض الخرابات، فقال: إن شخصا تراءى لي ما رأيت صورة إلا وهو أحسن
منها (5)، فقال: يا فتى، أظنك (6) تتولى آل محمد، فقلت: نعم، فقال: إن هاهنا رجلا من
آل محمد هل لك أن تؤجر وتسلم عليه؟ فقلت: بلى، فأدخلني بين هذه الحيطان وهو
يمشي أمامي، فلما أن سار غير بعيد نظرت فلم أر شيئا، وغشي علي، فبقيت مغشيا

1. في " س " و " ه‍ ": " واصرف عني أنواع البلاء ".
2. في " س " و " ه‍ ": " اجعله ".
3. بحار الأنوار: 95 / 305 / 2 عن كتاب زيد الزراد.
4. في " ح " و " س ": " ثم قال يا معشر ". وفي " ه‍ ": " ثم قال قل يا معشر ".
5. في " ح " وهامش " ه‍ ": " منه ".
6. في " س " و " ه‍ ": " أظن ".
134

علي لا أدري أين أنا من أرض الله، حتى كان الآن (1)، فإذا قد أتاني آت وحملني (2)
وأخرجني إلى الطريق، فأخبرت أبا عبد الله (عليه السلام) بذلك، فقال: ذلك (3) الغوال أو (4) الغول
نوع من الجن يغتال الإنسان، فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده، وإن أرشدكم
فخالفوه، وإذا رأيته في خراب (5) وقد خرج عليك أو في فلاة من الأرض فأذن في وجهه
وارفع صوتك وقل: سبحان الله الذي جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين،
عزمت عليك يا خبيث بعزيمة الله التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطئ، وجعلت سمع الله على
سمعك وبصرك، وذللتك بعزة الله، وقهرت سلطانك بسلطان الله، يا خبيث لا سبيل
لك علي (6)؛ فإنك تقهره إن شاء الله وتصرفه عنك.
فإذا ضللت الطريق فأذن بأعلى صوتك وقل: يا سيارة الله دلونا على الطريق
يرحمكم الله، أرشدونا يرشدكم الله، فإن أصبت وإلا فناد: يا عتاة الجن ويا مردة
الشياطين أرشدوني ودلوني على الطريق، وإلا أسرعت لكم (7) بسهم الله المصيب إياكم
عزيمة علي بن أبي طالب، يا مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار
السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان مبين، الله غالبكم بجنده (8) الغالب،
وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذللكم بعزه المتين، (فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو
عليه توكلت وهو رب العرش العظيم) (9)، وارفع صوتك بالأذان ترشد وتصب

1. " كان " تامة و " الآن "، فاعلها مبني على الفتح في محل الرفع.
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وحملني حتى أخرجني ".
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ذاك ".
4. في " س " و " ه‍ ": " والغول ".
5. الواو مشطوب في " ح ".
6. كلمة " علي " غير موجودة في " ح " و " س " و " ه‍ ".
7. في " س " و " ه‍ ": " إليكم ".
8. في " ح " و " س ": " فجنده ".
9. التوبة (9): 129.
135

الطريق إن شاء الله. (1)
(32) 32. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ما قدس الله صلاة المسلم (2) ومعه الحديد مفتاح أو غيره، خلا السيف عند الخوف؛
فإنه رداء، أو الدرع عند الخوف. وكذلك ما كان (3) من سلاح أو كراع فلا بأس عند
الحاجة إليه.
(33) 33. زيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إياكم وموائد الملوك وهم أبناء الدنيا؛ فإن لذلك ضراوة كضراوة الخمر. وعليكم
بالأبيضين: الخبز والرقة؛ يعني الملح، وأدمنوا الخل والزيت في منازلكم؛ فما افتقر
أهل بيت كان ذلك إدامهم (4)، وإن في الرقة أمانا من الجذام والبرص والجنون. وكلوا
اللحم في كل أسبوع، ولا تعودوه أنفسكم وأولادكم؛ فإن له ضراوة كضراوة الخمر،
ولا تمنعوهم فوق الأربعين يوما؛ فإنه يسيء أخلاقهم.
(34) 34. زيد قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا نظر إلى السماء قرأ هذه الآية:
(إن في خلق السموات والأرض واختلف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب) (5)، وقرأ آية
السخرة: (إن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش
يغشى الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخر تم بأمره ألا له الخلق
والأمر تبارك الله رب العلمين) (6)، ثم يقول:
اللهم إنك جعلت في السماء نجوما ثاقبة وشهبا بها (7) حرست السماء من سراق

1. بحار الأنوار: 63 / 109 / 73 و 95 / 152 / 13 عن كتاب زيد الزراد.
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " صلاة مسلم يصلي ومعه الحديد ".
3. في " س " و " ه‍ ": " من كان ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أدمهم ".
5. آل عمران (3): 190.
6. الأعراف (7): 54.
7. في " ح " و " س ": " أحرست بها ".
136

السمع من مردة الشياطين. اللهم فاحرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني (1) بركنك الذي
لا يرام، واجعلني في وديعتك التي لا تضيع، وفي درعك الحصينة ومنعك المنيع،
وفي جوارك، عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك ولا إله غيرك. (2)
[صورة ما كتب في آخر النسخة الخطية وهي بخط الشيخ الحر (رحمه الله) نقلا
عن خط ملا رحيم الجامي شيخ الإسلام نقلا عن المنتسخ منه]
تم كتاب زيد الزراد، وفرغ من نسخه من أصل أبي الحسن محمد بن
الحسن بن الحسين (3) بن أيوب القمي - أيده الله - في يوم الخميس لليلتين
بقيتا من ذي القعدة من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين (4)

1. في " ح ": " اكففني ".
2. بحار الأنوار: 95 / 346 / 1 عن كتاب زيد الزراد.
3. في " س " و " ه‍ ": " الحسن ".
4. في " ح " و " س ": " على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين ".
137

كتاب أبي سعيد عباد العصفري (1)
[رواية أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب رواية
أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيده الله] (2)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي (3)
(35) 1. أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال: حدثنا أبو علي
محمد بن همام بن سهيل، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن خاقان النهدي،
قال: حدثني (4) محمد بن علي بن إبراهيم الصيرفي أبو سمينة، قال: حدثني أبو سعيد
العصفري - وهو عباد - عن عمرو بن ثابت - وهو أبو المقدام (5) - عن أبيه، قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
كيف أنتم يا أبا المقدام! وقد كانت سيطة (6) بين الحرمين تبقون (7) فيها حيارى،
لا تجدون سنادا تستندون إليه، لا تدرون أيا من أي؟
قلت: وإن ذلك لكائن؟ قال: كان أبي يقول ذلك، ويقول: يفعل الله ما يشاء، ويمحو

1. في " س " و " ه‍ ": " العصفري (رحمه الله) ".
2. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
3. لم يرد " وبه ثقتي " في " س " و " ه‍ " ووقعت التسمية فيهما قبل " كتاب أبي سعيد... ".
4. في " م ": " حدثنا ".
5. هذا هو الظاهر كما في " م " وفي بقية النسخ: " ابن المقدام ". وكان عمرو من أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام)، وكنية
أبيه - أي ثابت - أبو المقدام.
6. كذا ولعله تحريف عن صيحة. وفي " ه‍ ": " سبطة ".
7. في " ه‍ ": " يتقون ". وهو تحريف.
138

ويثبت، وعنده أم الكتاب.
(36) 2. عباد، عن عمرو، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
خلق الله نورا، فخلق من ذلك النور (قل هو الله أحد)، وخلق لها ألف (1) جناح من
نور، وأهبطه إلى أرضه مع أمنائه من الملائكة، لا يمرون بملأ من الملائكة إلا خضعوا
له وقالوا: نسبة ربنا، نسبة ربنا.
(37) 3. عباد، عن عمرو، عن أبي حمزة، قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول:
إن الله خلق محمدا وعليا وأحد عشر من ولده من نور عظمته (2)، فأقامهم أشباحا في
ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق؛ يسبحون الله (3) ويقدسونه، وهم الأئمة من ولد
رسول الله (صلى الله عليه وآله). (4)
(38) 4. عباد رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ولدي أحد عشر نقيبا (5) نجباء محدثون مفهمون، آخرهم
القائم بالحق، يملؤها عدلا كما ملئت جورا. (6)
(39) 5. عباد، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه عن آبائه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وعليهم: نجوم في السماء أمان لأهل السماء، فإذا
ذهب (7) نجوم السماء أتى أهل السماء ما يكرهون، ونجوم من أهل بيتي من ولدي أحد

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ألفي ألف ".
2. في " س " و " ه‍ ": " عظمة الله ".
3. في " س " و " ه‍ ": " يسبحونه ".
4. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: الكافي: 1 / 530 / 6، كمال الدين: 318 / 1، إعلام الورى: 2 / 171، بحار الأنوار:
57 / 202 / 146 عن كتاب أبي سعيد.
5. في " س " و " ه‍ ": " نقباء ".
6. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: الكافي: 1 / 534 / 18 وفيه " اثنا عشر " بدل " أحد عشر ".
رواه عن غير أبي سعيد: المناقب لابن شهرآشوب: 1 / 300 وفيه " من أهل بيتي اثنا عشر " بدل " من ولدي أحد
عشر ".
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ذهبت ".
139

عشر نجما أمان في الأرض لأهل الأرض أن تميد بأهلها، فإذا ذهبت نجوم أهل بيتي
من الأرض أتى أهل الأرض ما يكرهون. (1)
(40) 6. عباد، عن عمرو، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني وأحد عشر من ولدي وأنت يا علي رز (2) الأرض أعني (3)
أوتادها [و] جبالها، وقد (4) وتد الله الأرض أن تسيخ بأهلها، فإذا ذهب الأحد عشر من
ولدي ساخت الأرض بأهلها ولم ينظروا. (5)
(41) 7. عباد، عن عمرو، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
لو بقيت الأرض يوما بلا إمام منا، لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه، ذلك (6)
أن الله جعلنا حجة في أرضه، وأمانا في الأرض لأهل الأرض، لن يزالوا في أمان أن
تسيخ بهم الأرض ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا (7)
ينظرهم، ذهب بنا من بينهم، ورفعنا إليه، ثم يفعل الله بهم ما شاء وأحب. (8)
(42) 8. عباد، عن عمرو بن يزيد بياع السابري، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، قال:
إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد جعل بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل

1. رواه عن غير أبي سعيد: علل الشرائع: 1 / 123 / 1 عن جابر بن يزيد الجعفي نحوه.
2. الظاهر هذا هو الصحيح بقرينة تتمة الجملة وكما في " ح " و " س " وهذه الكلمة في النسخ المختلفة أتت
متفاوتة فتارة زر الأرض وأخرى رز الأرض والكلمتان وفي اللغة. موجودتان والمناسب للمقام هو بالراء
المهملة فالزاي.
3. في " س " و " ه‍ ": " يعني ".
4. هذا هو الظاهر كما في بعض النسخ وفي " ح " و " س " و " ه‍ ": " وقال وتد الله ".
5. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: الكافي: 1 / 534 / 17 وفيه " واثني عشر " بدل " وأحد عشر " و " الاثنا عشر " بدل
" الأحد عشر ".
رواه عن غير أبي سعيد: الغيبة للطوسي: 139 / 102.
6. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وذلك ".
7. في " س " و " ه‍ ": " ثم لا ".
8. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: كمال الدين: 204 / 14.
رواه عن غير أبي سعيد: دلائل الإمامة: 436 / 407 عن عبد الله بن أحمد بن عمرو بن ثابت عن أبيه.
140

فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه.
فأوحى الله إليها: أن كفي وقري، فوعزتي ما فضل ما فضلت به أعطيت أرض كربلاء
إلا بمنزلة إبرة غمست في البحر، فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلت،
ولولا من تضمنت أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت (1)، فقري
واستقري وكوني دنيا (2) متواضعا ذليلا مهينا، غير مستنكف ولا مستكبر على أرض
كربلاء وإلا أسخت (3) بك، فهويت (4) نار جهنم. (5)
(43) 9. عباد، عن عمرو، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) (6)، قال:
خلق الله أرض كربلاء قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها
وبارك عليها، فما زالت قبل أن (7) خلق الله الخلق مقدسة (8) مباركة لا تزال كذلك حتى
يجعلها الله أفضل أرض في الجنة، وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه (9) أولياءه في
الجنة. (10)
(44) 10. عباد، عن رجل، عن أبي الجارود، قال: قال علي بن الحسين

1. في " س " و " ه‍ ": " افتخرت به ".
2. كذا في " م " وفي " س " و " ه‍ " وربما " ح ": " دينا ".
3. كذا في " ح ". وفي " س ": " سخت ". وفي " ه‍ ": " سخطت ". وفي " م ": " أسخط ".
4. في " س " و " ه‍ ": " في نار ".
5. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: كامل الزيارات: 450 / 676.
رواه عن غير أبي سعيد: كامل الزيارات: 449 / 675 عن أبي سعيد القماط عن عمرو بن يزيد بياع السابري.
بيان: أبو سعيد القماط - الذي يروي عنه كامل الزيارات - منصرف إلى خالد بن سعيد الثقة وإن كان أبو سعيد
القماط كنية لصالح بن سعيد إلا أنه ليس هو المراد عند الإطلاق.
6. في " س " و " ه‍ ": " عن جعفر ".
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قبل خلق الله ".
8. في " س " و " ه‍ ": " متقدسة ".
9. في " س " و " ه‍ ": " فيها ".
10. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: كامل الزيارات: 450 / 677.
رواه عن غير أبي سعيد: تهذيب الكمال: 6 / 72 / 6 عن ابن سنان عن عمرو بن ثابت عن أبيه وليس فيه ذيله،
بحار الأنوار: 57 / 202 / 147 عن كتاب أبي سعيد.
141

صلى الله عليه (1):
اتخذ الله أرض كربلاء حرما أمنا مباركا قبل أن يخلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين
ألف عام، وإنها إذا بدل الله الأرضين (2) رفعها الله، هي برمتها (3) نورانية صافية، فجعلت
في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في الجنة لا يسكنها إلا النبيون
والمرسلون أو قال: أولو العزم من الرسل، وأنها لتزهر من رياض الجنة كما يزهر
الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشى نورها نور أبصار أهل الجنة جميعا
وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة (4) والطينة المباركة التي تضمنت سيد الشهداء
وشباب أهل الجنة. (5)
(45) 11. عباد، عن إسماعيل بن دينار، عن عمرو بن ثابت، عن سالم بن
أبي حفصة، عن سالم بن الجعد، عن طارق بن شهاب، قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول:
من شاء يصدق ومن شاء يكذب موبدين وصاحبتهما (6) في نار جهنم.
(46) 12. أبو سعيد عباد، عن عمرو بن ثابت، عن محمد بن عبد الله بن عقيل، عن
فاطمة بنت الحسين (عليهما السلام)، قالت: جاء رجل من بني أسد إلى أبي (عليه السلام)، فقال: ما بال القوم
يؤمروك على أبيك ولم يؤمرونه؟ (7) فقال: إن القوم تعاهدوا وتواثقوا أن لايولوها أبي.
(47) 13. عباد، عن سفيان الحريري؟ عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام) (8) قال: بعث عمر بن

1. في " ه‍ ": " (عليهما السلام) " وفي " س ": " ع ".
2. في " س " و " ه‍ ": " الأرض ".
3. الرمة، بالضم... أخذت الشيء برمته أي كله (لسان العرب: 12 / 252) هي برمتها: هي بكلها.
4. في " ح " و " س ": " أنا الأرض المقدسة " ومن كلمة " يغشي " إلى كلمة " الله " ساقط من " ه‍ ".
5. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: المزار المفيد " المطبوعة في جلد 5 من كتب المؤتمر ": 23 / 1، كامل الزيارات:
451 / 678 و ح 679 رواه بطريقين عن أبي سعيد، المزار الكبير: 338 / 1 وفي كلها " بتربتها " بدل " برمتها "،
بحار الأنوار: 57 / 202 / 147 عن كتاب أبي سعيد.
6. في " س " و " ه‍ ": " مؤبدين وصاحبهما ".
7. كذا. والصحيح: لم يؤمروه. وفي " س " و " ه‍ ": " لم يمرونه ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أبي صادق ".
142

الخطاب إلى قدامة عامله بمقدار (1) لا يجوزها (2) أحد من الموالي إلا قتل، قال: فجاء
الرسول وعند قدامة رجل من موالي الأزد جصاص، فقدمه، فضرب عنقه.
(48) 14. أبو سعيد عباد، عن سفيان الحريري، عن عبد الرحمن بن سالم الأشل،
قال: سألت عبد الملك بن عمر عن أحاديث فأبى أن يحدثني فقلت له: كم كان
المقياس الذي بعث به عمر؟ قال: كان خمسة أشبار مختوم (3) برصاص قتل فيه رجلين
[قتل فيه رجلين] (4).
(49) 15. عباد أبو سعيد، عن عمرو بن ثابت، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، قال: أمر أبو بكر خالد بن الوليد، فقال: إذا أنا سلمت فاضرب
عنق علي، قال: وبدا لأبي بكر فسلم في نفسه، ثم نادى: يا خالد! لا تفعل ما أمرتك به
من شيء، فالتفت علي (عليه السلام) إلى خالد - لعنه الله - فقال:
يا خالد! أكنت فاعلا؟ قال: نعم والله. قال:
أنت أضيق حلقة (5) من ذاك. (6)
(50) 16. عباد، عن الحسين بن زيد بن علي، عن يحيى بن عبد الله بن الحسين،
عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال:
بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا بكر ببراءة، قال: فجاء جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد! إنه لا يؤدي
عنك إلا أنت أو من هو منك. قال: فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) إلى أبي بكر، وأمره أن

1. في " د ": " بميدان ".
2. في " ه‍ ": " لا يجوزها ".
3. في " ه‍ ": " مختوما ".
4. ما بين المعقوفين لم يرد في " ح " و " س " و " ه‍ ".
5. وفي " م ": " خلقة ".
6. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: المسترشد: 451 / 147.
رواه عن غير أبي سعيد: علل الشرائع: 1 / 191 / 1 عن ابن أبي عمير، عمن ذكره عن الإمام الصادق (عليه السلام)،
الاحتجاج: 1 / 232 / 45، الإيضاح للفضل بن شاذان: 155، كلها نحوه.
143

يدفع إليه براءة قال: فلحقه علي (عليه السلام) وكان معه عمر وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى
ابن حذيفة (1)، قالوا له: لا تدفعها (2) إليه، فأبى أبو بكر فدفعها إليه.
قال: وأجمع القوم على كتاب كتبوه بينهم في المسجد الحرام إن قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ألا يولوا عليا منها شيئا، فلما سجي أبو بكر دخل عليه علي (عليه السلام) فقال: ما أحب (3) أن ألقى
الله بمثل صحيفة (4) هذا المسجى، قال: فلما سجي عمر دعا له، فقال مثل ذلك. قال:
فهي الصحيفة التي كتبوها بينهم إن قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألا يولوها عليا (عليه السلام).
(51) 17. عباد أبو سعيد، عن العرزمي، عن ثوير بن يزيد (5)، عن خالد بن معدان (6)،
عن جبير بن نفير (7) الحضرمي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لعن الله وأمنت (8) الملائكة على
رجل تأنث وامرأة تذكرت، ورجل تحصر - ولا حصور بعد يحيى بن زكريا - ورجل
جلس على الطريق يستهزئ بابن السبيل. (9)
(52) 18. عباد، عن ابن العرزمي، عن ثوير بن يزيد، عن خالد بن معدان (10)، عن

1. في " ه‍ ": " أبي حذيفة ".
2. في " س " و " ه‍ ": " لا يدفعها ".
3. في " ح ": " ما أحد أحب ".
4. في " ح ": " بمثل صحيفته من هذا المسجى ".
5. في " س " و " ه‍ ": " بريد ".
6. في " س " و " ه‍ ": " سعدان ".
7. هذا الاسم كاد أن يكون في جميع النسخ محرفا فجاء في بعض النسخ بالصور التالية: حوس بن نعير، جوير
بن نعير (خ د نفير ومعير) وحوس بن نفير، والصحيح ما في المتن. قال في تهذيب الكمال: جبير بن نفير بن مالك
بن عامر الحضرمي أبو عبد الرحمان، ويقال: أبو عبد الله الشامي الحمصي. أدرك النبي (صلى الله عليه وآله) وروى عنه مرسلا،
وروى أيضا عن أصحابه، وروى عنه جماعة منهم خالد بن معدان، ووثقه جماعة من العامة، ونقل عن النسائي
أنه قال: ليس أحد من كبار التابعين أحسن رواية عن الصحابة من ثلاثة: قيس بن أبي حازم وأبي عثمان النهدي
وجبير بن نفير.
8. في " م ": " ولعنت ".
9. رواه عن غير أبي سعيد: الفردوس: 3 / 468 / 5452، كنز العمال: 16 / 99 / 44057 نقلا عن البارودي،
وكلاهما عن بشر بن عطية نحوه.
10. في " س " و " ه‍ ": " سعدان ".
144

جبير بن نفير (1)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن لكل بيت بابا، وإن (2) باب القبر من قبل الرجلين. (3)
(53) 19. عباد أبو سعيد، عن حماد بن عيسى العبسي (4)، عن بلال بن يحيى، عن
حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان على المنبر فاضربوه بالسيف، وإذا رأيتم الحكم بن
أبي العاص (5) ولو تحت أستار الكعبة فاقتلوه. قال: ونفاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الدهلك
أرض (6) من أرض الحبشة، قال: فلما ولي أبو بكر، كلموه فيه، قال: فأبى أن يأذن له،
قال: فلما ولي عمر، كلموه فيه، فقال (7): نفاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأبو بكر أفآذن (8) له أنا؟! فلم
يأذن له، فلما ولى عثمان، قال: عمرو شيخ (9) من المسلمين، قال: فأذن له وأجازه بمائة
ألف درهم من بيت مال المسلمين. (10)

1. في " ح ": " حوس بن نعير ".
2. في " س " و " ه‍ ": " وباب القبر ".
3. رواه عن غير أبي سعيد: الكافي: 3 / 193 / 5، تهذيب الأحكام: 1 / 316 / 918 عن أحمد بن صبيع، عن
عبد الرحمان بن محمد العرزمي، عن ثوير بن يزيد، عن خالد بن سعدان، عن جبير بن نقير الحضرمي، دعائم
الإسلام: 1 / 237، بحار الأنوار: 82 / 22 / 7 عن كتاب أبي سعيد.
بيان: خالد بن معدان من أصحاب جيش أمير المؤمنين (عليه السلام)، تابعي ثقة، وأما خالد بن سعدان مجهول، روى عنه
في تهذيب الأحكام، واحتمال التصحيف فيه قوي.
4. في " س " و " ه‍ ": " العيسي ".
5. الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الذي نفاه الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى الطائف، وأعاده عثمان إلى
المدينة، وهو عم عثمان وأبو مروان رأس الدولة المروانية (شرح الأخبار بهامشه).
6. في " س " و " ه‍ ": " الدهلك من أرض الحبشة ".
7. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
8. في " س " و " ه‍ ": " فآذن ".
9. كذا في " ح " وفي " ه‍ ": " عمرو ".
10. رواه بالإسناد إلى أبي سعيد: شرح الأخبار: 2 / 151 / 464، بحار الأنوار: 33 / 196 / 481 عن كتاب
أبي سعيد.
145

تمت أحاديث أبي سعيد عباد العصفري
[صورة ما كتب في آخر النسخة الخطية وهي بخط الشيخ الحر (رحمه الله) نقلا عن خط ملا
رحيم الجامي شيخ الإسلام نقلا عن المنتسخ منه]
[وكتبها منصور بن الحسن بن الحسين الابي (1) في يوم الخميس لليلتين بقيتا من
شهر ذي القعدة من سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بالموصل من أصل أبي الحسن محمد
بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي أيده الله] (2) والحمد لله رب العالمين وصلى الله
على خير خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.

1. في " س " و " ه‍ ": " اللساني ".
2. ما بين المعقوفين جاء في هامش " ح " قبل " والحمد لله... الطاهرين " وفي " س " و " ه‍ " جاء بعده. وجاء في
" س " و " ه‍ " بعد قوله: " أيده الله ": " أقول: كذا وجدته في المنتسخ منه بخط السيد الجليل، المستشهد الأواه
السيد نصر الله الحسيني طاب ثراه المدرس في كربلاء المشرفة. انتهى ما في النسخة التي كتبت عليها هذه
النسخة. والحمد الله أولا وآخرا وصلى الله على محمد وآله أجمعين ".
146

كتاب عاصم بن حميد الحناط (1)
رواية أبي القاسم حميد بن زياد بن هوارا، رواية أبي محمد هارون بن موسى بن (2)
أحمد التلعكبري عن أبي علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب وأبي القاسم جعفر بن
محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد العلوي الموسوي (3)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي (4)
(54) 1. حدثني أبو الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي - أيده
الله - قال: حدثني أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري - أيده الله - قال:
حدثنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب قال: حدثنا (5) أبو القاسم حميد بن
زياد بن هوارا في سنة 309 تسع وثلاثمائة، قال: حدثنا (6) عبيد الله بن أحمد، عن
مساور وسلمة، عن عاصم بن حميد الحناط وذكر أبو محمد، قال: حدثني بهذا
الكتاب أبو القاسم جعفر بن محمد بن (7) إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن موسى بن
جعفر العلوي الموسائي (8) بمصر سنة إحدى وأربعين ومائتين (9)، قال: حدثني الشيخ

1. في " س " و " ه‍ ": " كتاب الحناط عاصم بن حميد الحناط ".
2. لم يرد " موسى بن " في " س " و " ه‍ ".
3. في " م ": " الموسائي ".
4. لم يرد " وبه ثقتي " في " ه‍ ".
5. لم يرد " قال حدثنا " في " س " و " ه‍ ".
6. في " س " و " ه‍ ": " حدثني ".
7. في " س ": " جعفر بن إبراهيم ".
8. كذا في النسخ المعتمدة (منها " ح " و " س ") وشهرته في كتب الرجال بالموسوي كما مر في المقدمة. وكذا
في " ه‍ ".
9. لم يرد في " ح ".
147

الصالح أبو العباس عبيد الله بن أحمد بن نهيك عن مساور وسلمة جميعا عن
عاصم بن حميد الحناط، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما انتهى
إلى البيداء حيث الميلين أنيخت له ناقته، فركبها، فلما انبعثت به لبى بأربع، فقال:
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك
لك، ثم قال: حيث يخسف بالأخابث. (1)
(55) 2. وعنه، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قال لنا علي بن الحسين ونحن
جلوس:
أي البقاع أفضل؟ قال: فقالوا: الله وابن رسوله (صلى الله عليه وآله) أعلم، قال: فقال:
فإن أفضل البقاع ما بين الركن إلى المقام؛ ولو أن رجلا عمر ما عمر نوح في قومه
ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل (2) ولقي الله بغير ولايتنا، لم ينفعه
ذلك شيئا. (3)
(56) 3. وعنه، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن عمر شيخ من
أصحابنا سأل عيسى بن أعين وهو محتاج، قال: فقال له عيسى: أما إن عندي شيئا من
الزكاة ولا أعطيك منها شيئا، قال: فقال له لم؟ قال: لأني رأيتك اشتريت تمرا واشتريت

1. رواه بالإسناد إلى عاصم: قرب الاسناد: 125 / 438 نحوه.
2. لم يرد " ويقوم الليل " في " س " و " ه‍ ".
3. رواه بالإسناد إلى عاصم: ثواب الأعمال: 243 / 2، المحاسن: 1 / 174 / 270.
رواه عن غير عاصم: الفقيه: 2 / 245 / 2313 عن أبي حمزة وطرق الصدوق إليه كثيرة، ولقد اقتصر على طريق
واحد منها في المشيخة، بيد أنا لم نفهم أن طريق هذه الرواية أهو عاصم بن حميد، عن أبي حمزة أم لا؟ الأمالي
للطوسي: 132 / 209، بشارة المصطفى: 70 كلاهما عن عبد الله بن يحيى، عن علي بن عاصم، عن أبي حمزة،
شرح الأخبار: 3 / 479 / 1382 عن أبي حمزة.
بيان: علي بن عاصم بن صهيب الواسطي الذي كان يروي عن التابعين، وهو الذي وقع في طريق المفيد في
أماليه، عن حبيب بن بشار، عن أبيه، عنه، عن الشعبي، عن شداد بن أوس. وكذا في طريق الصدوق في فضائل
الأشهر الثلاثة عن يحيى بن العباس، عنه، عن عطاء بن السائب (تهذيب تهذيب الأحكام: 4 / 207 / 5567،
مستدركات علم الرجال: 5 / 391 وص 392). ولعل الصحيح هنا عن عاصم، ووقوع علي بن عاصم في السند
سهو.
148

لحما، قال: إنما ربحت درهما فاشتريت به أربعين تمرا (1) وبدانق لحما ورجعت (2)
بدانقين لحاجة، قال: فوضع أبو عبد الله (عليه السلام) يده على جبهته، قال: ثم رفع رأسه فقال:
إن الله - عز وجل - نظر في أموال الأغنياء ونظر في الفقراء، فجعل في أموال الأغنياء
ما يكتفي به الفقراء، ولو لم يكفهم لزادهم، بلى فليعطه (3) ما يأكل ويشرب ويكتسي
ويتزوج ويتصدق (4) ويحج. (5)
(57) 4. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
كان المقام في موضعه الذي هو فيه اليوم، فلما لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة رأى أن يحوله
من موضعه فحوله، فوضعه ما بين الباب والركن وكان حياة (6) رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإمارة أبي
بكر وبعض إمارة عمر، ثم إن عمر حين كثر المسلمون قال: إنه يشغل الناس عن
طوافهم، قال: فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أهل مكة! من يعرف الموضع الذي كان
فيه المقام في الجاهلية؟ قال: فقال المطلب بن أبي وداعة السهمي: أنا يا
أمير المؤمنين، عمدت إلى أديم فقددته وأخذت قياسه (7)، فهو في حق عند فلانة
امرأته، قال: فأخذ خاتمه، فبعث إليها فجاء به، فقاسه، ثم حوله، فوضعه موضعه الذي
كان فيه. (8)
(58) 5. وعنه، عن عبد الله بن عطا، قال: كنت آخذا بيد أبي جعفر (عليه السلام)، قال: وعمر
بن عبد العزيز عليه ثوبان ممصران، قال: فقال أبو جعفر (عليه السلام):

1. في " س " و " ه‍ ": " فاشتريت بدانقين تمرا ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قال: ورجعت ".
3. في " ح ": " فلتعطه ".
4. في " ح ": " يصدق ".
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 3 / 556 / 2.
6. في " م ": " وكان على ذلك حياة ".
7. في " ح ": " فعددته فأخذته قياسه ".
8. رواه عن غير عاصم: المسترشد: 521 / 191 نحوه.
149

أما إنه سيلي ثم يموت، فيبكي (1) عليه أهل الأرض وتلعنه أهل السماء. (2)
(59) 6. وعنه، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس في حجة الوداع، فقال: أيها الناس، إنه - والله - ما من
شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به، وما من شيء يقربكم من
النار ويباعدكم من الجنة إلا وقد نهيتكم عنه، وإن الروح الأمين قد نفث (3) في روعي أنه
لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله (4)، وأجملوا في الطلب، ولا يحملن
أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حق، فإنه لا يدرك شيء مما عند الله (5)
إلا بطاعته. (6)
(60) 7. وعنه، عن أبي بصير، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): ألا أقرئك وصية فاطمة
- صلى الله عليها -؟ قال: قلت: بلى، قال: فأخرج حقا أو سفطا فأخرج منه كتابا، قال:
فقرأه:
بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصت به فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله): أوصت
بحوائطها السبعة: - الأعراف، والدلال، والبرقة، والميثب (7)، والحسنى، والصافية (8)،

1. في " ح ": " فتبكي ".
2. رواه عن غير عاصم: الخرائج والجرائح: 1 / 276 / 7 عن أبي بصير. هذا وإن كان عمر بن عبد العزيز رفع بعض
المظالم عن أهل البيت (عليهم السلام)؛ ولكن استيلاؤه على مقام لم يكن من حقه موجب لسخط الله سبحانه وتعالى.
3. " إن روح القدس نفث في روعي " يعني جبريل (عليه السلام): أي أوحى وألقى، من النفث بالفم وهو شبيه بالنفخ، وهو
أقل من التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق. (النهاية: 5 / 88).
4. في " س " و " ه‍ ": " فاتقوا وأجملوا ".
5. في " س " و " ه‍ ": " من عند الله ".
6. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 74 / 2، المحاسن: 1 / 433 / 1003 وليس فيه ذيله.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 5 / 83 / 11 عن جابر، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، السرائر: 2 / 228 وليس فيه ذيله،
دعائم الإسلام: 2 / 14 / 5، أعلام الدين: 342 عن ابن عمر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، المستدرك للحاكم:
2 / 5 / 2136، كنز العمال: 4 / 24 / 9316 نقلا عن سنن النسائي، وكلاهما عن ابن مسعود، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
7. في " س " و " ه‍ ": " المثيب ".
8. في " س " و " ه‍ ": " الضافية ".
150

ومال أم إبراهيم (1) - إلى علي بن أبي طالب، فإن مضى علي، فإلى الحسن، فإن مضى
الحسن، فإلى الحسين، فإن مضى الحسين، فإلى الأكبر فالأكبر من ولدي.
شهد الله على ذلك والمقداد بن الأسود والزبير بن العوام.
وكتب علي بن أبي طالب. (2)
(61) 8. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
ما زال الزبير منا أهل البيت حتى نشأ ابنه عبد الله بن الزبير (3)، ولقد حلق رأسه وهو
يقول: لا نبايع إلا عليا (4)، قال: ولقد أخذ عمر سيفه فكسره بين حجرين. (5)
(62) 9. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن الناس أكلوا لحوم دوابهم يوم خيبر، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بإكفاء القدور، فنهاهم
عن ذلك ولم يحرمها. (6)
(63) 10. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
قال علي (عليه السلام): لولا ما سبقني به ابن الخطاب ما زنى إلا شقي، قال (7): ثم قرأ هذه الآية
(فما استمتعتم بهى منهن - إلى أجل مسمى (8) - فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وما لأم إبراهيم ".
2. رواه بالإسناد إلى عاصم بن حميد: الكافي: 7 / 48 / 5، ورواه بطريقين، وفي طريقه الثانية لم يذكر حقا
ولا سفطا وقال: إلى الأكبر من ولدي دون ولدك، تهذيب الأحكام: 9 / 144 / 603، الفقيه: 4 / 244 / 5579.
رواه عن غير عاصم: دعائم الإسلام: 2 / 343 / 1286 عن أبي بصير.
3. ابن الزبير هو عبد الله، وكان أعدى عدو أهل البيت (عليهم السلام)، وهو صار سببا لعدول الزبير عن ناحية
أمير المؤمنين (عليه السلام)... (بحار الأنوار: 71 / 123).
4. في " س " و " ه‍ ": " لا يبايع إلا علي ".
5. رواه عن غير عاصم: نهج البلاغة: الحكمة 453، الخصال: 157 / 199 وليس فيهما ذيله.
6. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 9 / 41 / 173. وأعلم أن هذا الحديث التاسع غير موجود في " س "
و " ه‍ ".
7. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
8. ما بين الخطين غير موجود في القرآن.
151

عليكم فيما تراضيتم بهى منم بعد الفريضة) (1) قال: يقول إذا انقطع الأجل فيما بينكما استحللتها
بأجل آخر برضاها، ولا تحل لغيرك حتى ينقضي الأجل، وعدتها حيضتان. (2)
(64) 11. وعنه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله جل وعز: (من
أوسط ما تطعمون أهليكم) (3). قال:
قوت عيالك، والقوت يومئذ مد. قال: قلت: (أو كسوتهم؟) قال: ثوب. (4)
(65) 12. وعنه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن نبيذ السقاية فقال:
يا أبا محمد! كانوا يومئذ أشد جهدا من أن يكون لهم زبيب ينبذونه، إنما السقاية
زمزم.
(66) 13. وعنه، عن سيف التمار، عن رباح بن أبي نصر، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إنا نروى بالكوفة أن عليا قال:
إن من تمام حجك إحرامك من دويرة أهلك؟ قال:
سبحان الله! لو كان كما يقولون، ما تمتع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بثيابه إلى الشجرة. (5)
(67) 14. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: كنت جالسا مع أبي جعفر (عليه السلام) وناضح

1. النساء (4): 24.
2. رواه بالإسناد إلى عاصم: الاستبصار: 3 / 141 / 1 نحوه.
رواه عن غير عاصم: الاستبصار: 3 / 141 / 2، عن ابن مسكان، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، وليس فيه ذيله، كنز
العمال: 16 / 522 / 45728 نقلا عن المصنف عبد الرزاق وأبي داود في ناسخه، وابن جرير عن الإمام على (عليه السلام)،
وليس فيه ذيله.
3. المائدة (5): 89.
4. رواه بالإسناد إلى عاصم: النوادر للأشعري: 58 / 112.
رواه عن غير عاصم: تفسير العياشي: 1 / 337 / 169، عن أبي بصير.
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 5 / 59 / 187 وزاد في آخره: " وإنما معنى دويرة أهله: من كان أهله
وراء الميقات إلى مكة ".
رواه عن غير عاصم: الكافي: 4 / 322 / 5 عن مهران بن أبي نصر، عن أخيه رباح بزيادة في آخره، الفقيه:
2 / 306 / 2528 عن أبي بصير نحوه.
152

لهم في جانب الدار قد أعلف الخبط (1) وهو (2) هائج (3) قال: وهو يبول ويضرب بذنبه إذ مر
جعفر (عليه السلام) وعليه ثوبان أبيضان، قال: فنضح عليه، فملأ عليه ثيابه وجسده فاسترجع (4)
فضحك أبو جعفر (عليه السلام) ثم قال (5):
يا بني! ليس به بأس. (6)
(68) 15. وعنه، عن أبي عن أسامة (7)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): الرجل يجنب وعليه قميص (8) تصيبه السماء فيبل قميصه وهو جنب
أ يغسل قميصه؟ قال: لا. (9)
(69) 16. وعنه، عن أبي أسامة، قال: سمعت حمران بن أعين يقول: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
والله لتشفعن (10) شيعتنا، والله لتشفعن شيعتنا - ثلاث مرات - حتى يقول عدونا:
(فما لنا من شافعين * ولا صديق حميم * فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين) (11). (12)

1. الخبط: اسم الورق الساقط. خبط - بالتحريك - " فعل " بمعنى " مفعول " وهو من علف الدابة، يجفف ويطحن
ويخلط بالدقيق ويداف بالماء فيوجر للإبل (مجمع البحرين: 1 / 491).
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قال: وهو ".
3. الهائج: الفحل يشتهي الضراب (القاموس المحيط: 1 / 213).
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قال: فاسترجع ".
5. في " ه‍ ": " وقال ".
6. بحار الأنوار: 80 / 110 / 14 عن كتاب عاصم بن حميد.
7. في " س " و " ه‍ ": " عن أبي أسامة ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قميصه ".
9. بحار الأنوار: 80 / 128 / 5 عن كتاب عاصم بن حميد.
10. في " م ": " ليشفعن ".
11. الشعراء (26): 100 - 102.
12. رواه عن غير عاصم: تفسير القمي: 2 / 123 عن الحسن بن محبوب عن أبي أسامة عن الإمام الباقر والإمام
الصادق (عليهما السلام)، شرح الأخبار: 3 / 422 / 1304 عن حماد بن أعين عن الإمام الباقر (عليه السلام)، المناقب لابن
شهر آشوب: 2 / 164 عن حمران بن أعين، أعلام الدين: 449 بزيادة في آخره وكلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام)
وفي كلها " لنشفعن " بدل " لتشفعن ".
153

(70) 17. وعنه، عن كامل، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):
يا كامل! قد أفلح المؤمنون المسلمون. يا كامل! إن المسلمين هم النجباء. يا كامل!
إن الناس أشباه الغنم إلا قليل من المؤمنين، والمؤمنون (1) قليل. (2)
(71) 18. وعنه، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
خطب علي الناس، فقال: أيها الناس! إنما بدء (3) وقوع الفتن أهواء تتبع، وأحكام
تبتدع، يخالف فيها كتاب الله، يتولى فيها رجال رجالا، فلو أن الباطل أخلص لم يخف
على ذي حجى، ولو أن الحق أخلص لم يكن اختلاف، ولكن يؤخذ من هذا ضغث،
ومن هذا ضغث، فيمزجان فيجيئان معا فهنالك (4) استولى (5) الشيطان على أوليائه، ونجا
الذين (6) سبقت لهم من الله (7) الحسنى. (8)
(72) 19. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام)، فجلست
حتى فرغ من صلاته، فحفظت في آخر دعائه وهو يقول:
(قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن لهو كفوا أحد) (9) ثم

1. في " ح " و " س ": " والمؤمنين ".
2. رواه بالإسناد إلى عاصم: مختصر بصائر الدرجات: 73، بصائر الدرجات: 522 / 12.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 1 / 391 / 5 عن بشير الدهان، مختصر بصائر الدرجات: 73 عن المعلى بن عثمان
الأحول، وكلاهما عن كامل التمار عن الإمام الباقر (عليه السلام) بزيادة ونقصان.
3. في " ح ": " يبدو ".
4. في " ح ": " هنالك ".
5. في نسخة الكافي: " استحوذ ".
6. في " ح ": " نحن الذين ".
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " منا ".
8. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 1 / 54 / 1، المحاسن: 1 / 330 / 672 وص 343 / 711.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 8 / 58 / 21، عن سليم بن قيس الهلالي، عن الإمام علي (عليه السلام) بزيادات في أوله
وآخره، نهج البلاغة: الخطبة 50، مشكاة الأنوار: 434 / 1452 عن محمد بن مسلم من دون إسناد إلى
المعصوم (عليه السلام).
9. الإخلاص (112): 1 - 4.
154

أعادها (1). ثم قرأ:
(قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون) (2) حتى ختمها، ثم قال: لا أعبد إلا الله، لا
أعبد إلا الله، والإسلام ديني، ثم قرأ المعوذتين، ثم أعادهما، ثم قال: اللهم صل على
محمد، وعلى آل محمد من اتبعه منهم بإحسان.
ثم أقبل علي بوجهه، وقد كان أصحاب المغيرة يكتبون إلي أن أسأله عن الجريث (3)
والمارماهيك والزمير (4) وما ليس له قشر من السمك: حرام هو أم لا؟ قال: فسألته عن
ذلك، فقال لي: اقرأ هذه الآية التي في الأنعام (5) قال: فقرأتها حتى فرغت منها قال: فقال
لي: إنما الحرام ما حرم الله في كتابه، ولكنهم قد كانوا يعافون الشيء فنحن نعافه، قال:
ومر عليه غلام له فدعاه، قال: فقال: يا قين! قال: قلت: وما القين؟ قال: الحداد، قال:
أرد عليك فلانة على أن تطعمنا بدرهم خربزة (6) - يعني البطيخ - قال: قلت له: جعلت
فداك إنا نروي بالكوفة أن عليا اشتريت له جارية أو أهديت له جارية فسألها: أفارغة
أنت أم مشغولة؟ (7) فقالت: مشغولة (8) فأرسل فاشترى بضعها بخمسمائة درهم، قال:
كذبوا على علي (عليه السلام) أولم يحفظوا. أما تسمع إلى الله عز وجل كيف يقول: (ضرب الله
مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شئ (9)) (10). (11)

1. في " س " و " ه‍ ": " ثم أعاد دعاء ".
2. الكافرون (109): 1 و 2.
3. الجريث: هو نوع من السمك يشبه الحيات، ويقال له بالفارسية: المارماهي (النهاية: 1 254).
4. الزمير: كسكيت نوع من السمك. (مجمع البحرين: 2 / 781).
5. وهي - كما في تهذيب الأحكام - قوله تعالى: (قل لا أجد في ما أوحى إلى محرما على طاعم).
6. في " ح " بعد قوله: " بدرهم خربزة " قوله: " حاشه خربزة ".
7. في " س " و " ه‍ ": " فسألها: فارغة أم أنت مشغولة ".
8. لم يرد " فقالت مشغولة " في " س " و " ه‍ ".
9. كرر " لا يقدر على شيء " في " ح ".
10. النحل (16): 75.
11. رواه عن غير عاصم: المحاسن: 2 / 375 / 2315 عن العلاء، عن محمد بن مسلم، تفسير العياشي:
2 / 265 / 49 عن محمد بن مسلم وكلاهما بنقصان، بحار الأنوار: 65 / 191 / 6 و ج 86 / 43 / 53 كلاهما عن
كتاب عاصم بن حميد.
155

(73) 20. وعنه عن سالم أبي الفضيل (1)، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما ينقض
الوضوء، فقال:
ليس ينقض الوضوء إلا ما أنعم الله به عليك من طرفيك من الغائط والبول. (2)
(74) 21. وعنه، عن سالم أبو الفضيل (3)، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إني أجلب
الطعام إلى الكوفة فأحبسه رجاء أن يرجع إلي ثمنه، أو أربح فيه فيقال: أنت محتكر،
وإن الحكرة لا تصلح، قال: فسألني: هل في بلادك غير هذا الطعام؟ قال: فقلت: نعم،
كثير، قال: فقال: لست بمحتكر؛ إن المحتكر أن يشتري طعاما ليس في المصر غيره.
(75) 22. وعنه، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: دخلت الحمام فلما خرجت دعوت
بماء، وأردت أن أغسل قدمي قال (4): فزبرني أبو جعفر (عليه السلام) ونهاني عن ذلك وقال:
إن الأرض يطهر (5) بعضها بعضا. (6)
(76) 23. وعنه، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إذا أدركت التكبيرة قبل أن يركع الإمام، فقد أدركت الصلاة. (7)
(77) 24. وعنه، عن ثابت، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عمى أن يبصر

1. في " م ": " عن أبي الفضيل ".
2. بحار الأنوار: 80 / 228 / 24 عن كتاب عاصم بن حميد.
3. في " م ": " عن سالم عن أبي الفضيل ".
4. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
5. في " ح ": " تطهر ".
6. بحار الأنوار: 80 / 150 / 15 عن كتاب عاصم بن حميد.
7. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 3 / 43 / 151، الاستبصار: 1 / 435 / 3، بحار الأنوار: 88 / 75 / 31
عن كتاب عاصم بن حميد.
156

من الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي
جليسه بما لا يعنيه. (1)
(78) 25. وعنه، عن منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب الأحمسي، قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عن التشهد: كيف كانوا يقولون؟ قال:
كانوا يقولون أحسن ما يقولون، ولو كان مؤقتا هلك الناس. (2)
(79) 26. وعنه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله جل وعز: (و
[الذي] جاء بالصدق وصدق بهى) (3)، قال:
الذي جاء بالصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وصدق به علي (عليه السلام). (4)
(80) 27. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
(إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما وإن تظهرا عليه فإن الله هو مولاه

1. رواه بالإسناد إلى عاصم: الأمالي للمفيد: 67 / 1، الكافي: 2 / 459 / 1 من دون اسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
الأمالي للطوسي: 107 / 163 عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله). وفي
كلها " عيبا " بدل " عمى ".
رواه بالإسناد إلى غير عاصم: الخصال: 110 / 81 عن الحسين بن زيد، عن أبيه، ثواب الأعمال: 199 / 1 عن
الحسن بن زيد وكلاهما عن الإمام الصادق، عن أبيه (عليهما السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه، الكافي: 2 / 460 / 4، المحاسن:
1 / 455 / 1051، الاختصاص: 228 وفي الثلاث الأخيرة عن أبي حمزة عن الإمامين الباقر وزين العابدين (عليهما السلام)
من دون إسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزيادات، كنز العمال: 16 / 259 / 44364 نقلا عن ابن عساكر عن الإمام
الباقر (عليه السلام).
2. رواه عن غير عاصم: الكافي: 3 / 337 / 1 عن عثمان بن عيسى، عن منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب.
وحديث 2 عن صفوان، عن منصور، عن بكر بن حبيب وكلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه، بحار الأنوار:
85 / 282 / 5 عن كتاب عاصم بن حميد.
3. الزمر (39): 33.
4. رواه عن غير عاصم: الإفصاح: 166 رواه بطريقين: الأولى عن أبي بكر الحضرمي، عن الإمام الباقر (عليه السلام).
والثانية عن علي بن أبي حمزة، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير الحبري: 315 / 62 عن ابن عباس، شرح
الأخبار: 2 / 346 / 695، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 92 عن ابن عباس وعن الإمام الرضا (عليه السلام)، كشف الغمة:
1 / 324 عن الإمام الباقر (عليه السلام)، والثلاثة الأخيرة عن مجاهد.
157

وجبريل وصلح المؤمنين) (1)
قال: قلت: فمن صالح المؤمنين؟ قال: فقال (2): علي صالح المؤمنين. (3)
(81) 28. وعنه، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لا تسبوا قريشا؛ فإن عالمها يملأ الأرض، اللهم أذقت أولها نكالا فأذق آخرها
نوالا. لا يعجل رحب الذراعين بالدم؛ فإن عند الله قاتل لا يموت (4). لا يعجبك امرؤ
أصاب مالا من غير حله، فإن أنفق منه لم يقبل منه، وما بقي كان زاده إلى النار. (5)
(82) 29. وعنه، عن أبي عبيدة (6)، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن من أغبط (7) أوليائي عندي رجل (8) خفيف (9) الحال ذو (10) حظ من صلاة، أحسن

1. التحريم (66): 4.
2. لم يرد " فقال " في " س " و " ه‍ ".
3. رواه عن غير عاصم: تفسير فرات: 489 / 633 معنعنا عن الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه.
4. كذا في النسخ، وفي ثواب الأعمال: " فإن له عند الله قاتلا لا يموت ".
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: ثواب الأعمال: 328 / 2، المحاسن: 1 / 190 / 319 وليس فيهما صدره.
رواه عن غير عاصم: معاني الأخبار: 264 / 1 عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله). وليس
فيه صدره، الخرائج والجرائح: 1 / 56 / 91 عن عبد الله بن عباس عنه (صلى الله عليه وآله) وفيه دعاؤه (صلى الله عليه وآله) فقط، المعجم الكبير:
10 / 107 / 10111، مسند أبي داود الطيالسي: 40 / 309 و ح 310، شعب الإيمان: 4 / 396 / 5525 والثلاثة
الأخيرة عن عبد الله بن مسعود، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحوه، كنز العمال: 12 / 37 / 33876 نقلا عن الدارقطني في
المعرفة، عن ابن مسعود.
6. في " ه‍ ": " عن أبي عبيدة الحذاء ".
7. في " ه‍ ": " إن أغبط ".
8. كذا في النسخ. وهو مبني على عدم " من ".
9. " خفيف الحال " أي: قليل المال والحظ من الدنيا. وفي بعض نسخ كتاب الكافي بالمهملة، بمعنى: العيش
السوء وقلة المال (راجع الوافي: 4 / 411).
10. كذا في النسخ. وهو مبني على عدم " من ".
158

عبادة ربه في الغيب، وكان غامضا (1) في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر، عجلت عليه
منيته، مات فقل تراثه، وقلت بواكيه. (2)
(83) 30. وعنه، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر
فقال:
ثلاثة لا يكلمهم الله (3) يوم القيامة ولا ينظر إليهم (4) ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ
زان، وملك جبار، ومقل محتال (5). (6)
(84) 31. وعنه، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إياكم وأصحاب الخصومات والكذابين؛ فإنهم تركوا ما أمروا بعلمه (7)، وتكلفوا

1. " الغامض " الخامل الذليل. وكأن المراد بعجلة منيته؛ زهده في مشتهيات الدنيا وعدم افتقاره إلى شيء منها،
كأنه ميت. وفي الحديث: " موتوا قبل أن تموتوا ". أو المراد أنه مهما قرب موته قل تراثه وقلت بواكيه؛
لأنسلاخه متدرجا عن أمواله وأولاده (الوافي: 4 / 411).
2. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 140 / 1، التحصين لابن فهد الحلي: 10 / 15 عن عاصم بن حميد، عن
محمد بن مسلم. وفيهما عن رسول الله، عن الله عز وجل.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 2 / 141 / 6، قرب الإسناد: 40 / 129 كلاهما عن بكر بن محمد الأزدي، عن
الإمام الصادق (عليه السلام). وفيه من دون إسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، تحف العقول: 38، مشكاة الأنوار: 59 / 70
وص 368 / 1203، جامع الأحاديث للقمي: 204 عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) وفيه: قال الله تعالى...، بحار
الأنوار: 84 / 267 / 69 عن كتاب عاصم بن حميد، سنن الترمذي: 4 / 575 / 2347، المسند لابن حنبل:
8 / 275 / 22229 وص 282 / 22259، شعب الإيمان: 2 / 293 / 10357. والثلاثة الأخيرة عن أبي أمامة عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله).
3. " لا يكلمهم الله " إشارة إلى قوله تعالى: " إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلق لهم
في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم " [آل عمران (3): 77]
والمعنى: لا يكلمهم كلام رضا، بل كلام سخط، مثل: " اخسئوا فيها ولا تكلمون " [المؤمنون (23): 108].
(بحار الأنوار: 73 / 221).
4. لم يرد " ولا ينظر إليهم " في " س " و " ه‍ ".
5. مقل محتال، أي: فقير متكبر.
6. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 311 / 13، ثواب الأعمال: 265 / 12، وفيهما " مختال " بدل " محتال ".
رواه عن غير عاصم: الفقيه: 4 / 21 / 4982، تفسير العياشي: 1 / 179 / 68 عن أبي حمزة، دعائم الإسلام:
2 / 448 / 1568. وفي كلها " مختال " بدل " محتال ".
7. في " ح ": " بعمله ".
159

ما لم يؤمروا بعلمه (1)، حتى تكلفوا علم السماء. يا أبا عبيدة! وخالق الناس بأخلاقهم،
يا أبا عبيدة! إنا لا نعد الرجل فينا عاقلا، حتى يعرف لحن القول - ثم قرأ -: (ولتعرفنهم
في لحن القول) (2). (3)
(85) 32. وعنه، عن محمد بن مسلم (4) قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) وهو يقول:
كان سلمان يقول: أفشوا سلام الله؛ فإن سلام الله لا ينال الظالمين، وكان يقول - إذا
رفع يده من الطعام -: اللهم كثرت (5) وأطيبت فزد، وأشبعت وأرويت فهنه. (6)
(86) 33. وعنه، عن محمد بن مسلم قال (7): سمعت أبا بصير يقول: قال أبو
عبد الله (عليه السلام):
اكتبوا فإنكم لا تحفظون إلا بالكتاب. (8)
(87) 34. وعنه، عن يعقوب بن شعيب، عن عمران بن ميثم (9)، عن أبي كدينة
الأزدي، قال: سمعت عليا (عليه السلام) وهو يقول:
والله، بسم الله (10) الرحمن الرحيم، أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى
بياضها. (11)

1. في " ح ": " بعمله ".
2. محمد (47): 30. وفي " مج " بعد " لحن القول " إضافة: " والله يعلم اعمالكم " ولعل إضافتها من جانب النساخ.
3. رواه عن غير عاصم: التوحيد: 459 / 24 عن فضيل، عن أبي عبيدة، مشكاة الأنوار: 136 / 312 عن
أبي عبيدة، بحار الأنوار: 2 / 139 / 58 عن كتاب عاصم بن حميد.
4. في " س " و " ه‍ ": " عمر بن مسلم ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أكثرت ".
6. رواه بالاسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 644 / 4. وليس فيه ذيله، المحاسن: 2 / 218 / 1652. وليس فيه صدره.
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وعنه، قال ".
8. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 1 / 52 / 9، بحار الأنوار: 2 / 153 / 46 عن كتاب عاصم بن حميد.
9. في " س " و " ه‍ ": " عمر بن ميثم ".
10. في " م ": " لبسم الله ".
11. رواه بالإسناد إلى غير عاصم: تهذيب الأحكام: 2 / 289 / 1159 عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن ف
الإمام الصادق، عن أبيه (عليه السلام)، عيون الأخبار: 2 / 5 / 11 عن محمد بن سنان، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، تحف العقول:
487 عن الإمام العسكري (عليه السلام)، تفسير العياشي: 1 / 21 / 13 عن إسماعيل بن مهران، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، وكلها
من دون إسناد إلى أمير المؤمنين (عليه السلام).
160

(88) 35. عنه (1)، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
ثلاثة أنفاس في الشراب أفضل من نفس واحد. قال: وكره أن يمصه بالهيم، والهيم
الكثيب. (2)
(89) 36. وعنه، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سألته عن الرجل يرفع
موضع جبهته في المسجد، قال: فقال:
إني أحب أن أضع وجهي في مثل (3) قدمي. وكره أن يضعه الرجل (4) على مرتفع. (5)
(90) 37. وعنه، عن أبي أسامة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أكره (6) أن ينام المحرم على فراش أصفر أو (7) مرفقة صفراء. (8)
(91) 38. وعنه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المرأة تذبح إذا لم يكن
رجل وتذكر اسم الله؟ قال:
حسن، لا بأس به إذا لم يكن رجل. قال أبو جعفر (عليه السلام): ولا يذبح لك يهودي

1. في " س " و " ه‍ ": " وعنه ".
2. رواه عن غير عاصم: الفقيه: 3 / 353 / 4246 عن الحلبي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، دعائم الإسلام:
2 / 130 / 454 عن الإمام الباقر وعن الإمام الصادق (عليهما السلام)، وكلاهما نحوه.
3. في " س " و " ه‍ ": " موضع ".
4. ورد هكذا في " مج " وهو الأظهر وفي " ح ": " يصنعه الرجل "، وفي " م ": " يضع الرجل ". وليس فيهما عبارة
" على مرتفع ".
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 2 / 86 / 316، بحار الأنوار: 85 / 131 / 6 عن كتاب عاصم بن
حميد.
6. في " س " و " ه‍ ": " يكره ".
7. في " س " و " ه‍ ": " و ".
8. رواه عن غير عاصم: الكافي: 4 / 355 / 11 عن المعلى بن خنيس، الفقيه: 2 / 341 / 2620 عن أبي بصير، عن
الإمام الباقر (عليه السلام).
161

ولا نصراني ولا مجوسي أضحيتك وإن كانت امرأة فلتذبح لنفسها (1). (2)
(92) 39. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن الحسن بن علي (عليهما السلام) قال يوم دفن علي بن أبي طالب (عليه السلام):
ألا إنه قد فارقكم اليوم رجل ما سبقه الأولون ولا يدر كه الآخرون. والله، لقد كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يعطيه الراية، ثم يقاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره. والله، ما
ترك دينارا ولا درهما (3) إلا حلي مصاغ لصبي، غير درهم فضلت من عطائه يشتري (4) بها
خادما لأهله، ولقد قتل في الليلة التي رفع فيها عيسى بن مريم، ونزلت فيها التوراة
على موسى. (5)
(93) 40. وعنه، عن أبي عبيدة [عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: ظ (6)]:
خالق الناس بأخلاقهم، وزايلهم في أعمالهم.
(94) 41. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
تماريا علي (عليه السلام) وفاطمة (عليها السلام) أيهما أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فوافق ذلك أن خرج

1. في " س " و " ه‍ ": " عن نفسها ".
2. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 9 / 64 / 273، الاستبصار: 4 / 82 / 306 وليس فيهما صدره.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 4 / 497 / 4، الفقيه: 2 / 503 / 3081 كلاهما عن الحلبي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)
نحوه.
3. في " س " و " ه‍ ": " ما ترك درهما ولا دينارا ".
4. في " س " و " ه‍ ": " أراد يشتري ".
5. رواه عن غير عاصم: الكافي: 1 / 457 / 8 عن أبي حمزة، الأمالي للطوسي: 269 / 501 عن أبي الطفيل، بشارة
المصطفى: 240 رواه بطريقين: الأولى عن هبيرة بن بريم. والثانية عن أبي الطفيل عامر بن وائلة، العمدة لابن
البطريق: 13 / 204 عن عمر بن حبش، تفسير فرات: 198 / 257 معنعنا عن الحسن بن زيد، والأربعة الأخيرة
عن الإمام الحسن وكلها نحوه، مسند ابن حنبل: 1 / 425 / 1719 و ح 1720 رواه بطريقين: الأولى عن هبيرة،
والثانية عن عمرو بن حبشي، كنز العمال: 13 / 192 / 36574 نقلا عن أبي نعيم وأبي شيبة في المصنف وابن
عساكر عن هبيرة، وكلها نحوه.
6. ما بين المعقوفين لم يرد في " ح " و " س " و ه ‍ ".
162

رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجاء بحلة (1) فأعطاها فاطمة (عليها السلام) فضحك علي (عليه السلام)، فقال: ما أضحكك
يا علي؟ قال (2): تمارينا أينا أحب إليك؟ فقضيت لها علي، فقال نبي الله (صلى الله عليه وآله): إني لأجد لها
لطافة الولد وأنت أحب إلي منها.
(95) 42. وعنه، عن أبي بصير، قال: أتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بصاع من رطب فأخذ منه ثم
قال:
آتوا به عليا تجدوه صائما فلا يذوقه أحد حتى يفطر، فإني رأيت البارحة أني
أوتيت ببركة، فأحببت أن يأكل منها علي (عليه السلام).
(96) 43. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن أبا ذر قال لرجل على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن السوداء! قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
تعيره بأمه! قال: فلم يزل أبو ذر يمرغ رأسه ووجهه في التراب حتى رضي عنه
رسول الله (صلى الله عليه وآله). (3)
(97) 44. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله جل
وعز: (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيمة) (4) إلى آخر الآية:
إنما أمة محمد - صلى الله عليه وعلى أهل بيته - أمة من الأمم، فقد مات فقد هلك (5).
(98) 45. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (الذين جعلوا القرآن عضين) (6) فقال:

1. في " ح ": " بحلت ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
3. رواه عن غير عاصم: الزهد للحسين بن سعيد: 60 / 160 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر والإمام
الصادق (عليهما السلام).
4. الإسراء (17): 58.
5. رواه عن غير عاصم: تفسير العياشي: 2 / 297 / 90 مرسلا عن محمد بن مسلم.
6. الحجر (15): 91.
163

هم قريش. (1)
(99) 46. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) قال (2):
الوليد هو ولد الزنى.
(100) 47. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله
عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم
تفلحون * وجهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج (3))
فقال:
في الصلاة والزكاة والصيام والخير أن تفعلوه. (4)
(101) 48. وعنه، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
(إن الصفا والمروة من شعائر الله) (5) يقول: لا حرج عليكم أن يطوف بهما قال:
فقال: إن الجاهلية قالوا: كنا نطوف بهما في الجاهلية فإذا جاء الإسلام فلا نطوف بهما،
قال: وأنزل الله عز وجل هذه الآية.
قال: قلت: خاصة هي أم عامة؟ قال:
هي بمنزلة قول الله عز وجل: (ثم أورثنا الكتب الذين اصطفينا من عبادنا) (6) فمن
دخل فيه من الناس كان بمنزلتهم، إن الله عز وجل يقول: (ومن يطع الله والرسول
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء

1. رواه عن غير عاصم: تفسير العياشي: 2 / 251 / 43 مرسلا عن محمد بن مسلم، عن أحدهما وص 252 / 44
مرسلا عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام).
2. في " س " و " ه‍ ": " يقول ".
3. الحج (22): 77 - 78.
4. رواه عن غير عاصم: المحاسن: 1 / 268 / 521 عن أبي بصير، بحار الأنوار: 2 / 277 / 31 عن كتاب عاصم بن
حميد.
5. البقر (2): 158.
6. فاطر (35): 32.
164

والصالحين) (1) إلى آخر الآية. (2)
(102) 49. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن أبا بكر وعمر لم يأكلا مما انتزعا منا ولم يورثاه ولدا، ولو فعلا ذلك أنكر الناس
ذلك، فلما قسماه بينهم رضوا وسكتوا، ولو (3) ذكرت ذلك لأحد من الناس قال: اسكت
قد فعله أبو بكر وعمر، ولو حدثتهم (4) لجحدوا به وكفروا، وإن عمر لما طعن جعل
يقول: يا بني عبد المطلب! أرضيتم عني؟ فكانوا يقولون: نعم، وكان يكثر ما يقول
ذلك حتى قال له قومه: وهل يجد (5) عليك أحد من الناس؟ فقال: إني أعلم بالذي
ائتمرنا (6) به في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي صنعنا وتواثقنا إن نبي الله قتل، لا نولي أحدا
منهم هذا الأمر. ثم ندم على ما قال.
(103) 50. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول في هذه
الآية: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولوا الأرحام بعضهم أولى
ببعض في كتب الله من المؤمنين والمهجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا كان ذلك في
الكتب مسطورا) (7) قال:
وهم قرابة نبي الله (صلى الله عليه وآله) وهم أولى الناس به في كل أمره من المؤمنين والمهاجرين.
وأما قوله: (إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفا) يعني به الموالي (8) والحلفاء، فامر (9) ان

1. النساء (4): 69.
2. رواه بالإسناد إلى عاصم: تفسير العياشي: 1 / 70 / 132 عن عاصم بن حميد، عن الإمام الصادق (عليه السلام).
3. في " س " و " ح " و " ه‍ ": " فلو ".
4. في " س " و " ه‍ ": " حدثتهم به ".
5. يجد ويجد، أي؛ يغضب.
6. في " س ": " أتمونا " وفي " ه‍ ": " اتهمونا ".
7. الأحزاب (33): 6.
8. في " س " و " ه‍ ": " المولى ".
9. في " س " و " ه‍ ": " فأمر الله ".
165

يفعل إليهم المعروف (1).
(104) 51. وعنه، عن محمد بن مسلم وأبي بصير (2) جميعا قالا: سألنا أبا عبد الله (عليه السلام)
عن المهر، فقالا: قال:
ما تراضى به الأهلون من شاء إلى ما شاء من الأجل، قال: فقلنا له: أرأيت إن
حملت؟ قال: هو ولده، قال: ثم قال (3) أبو عبد الله (عليه السلام): ليس عليها منه عدة وعليها من
غيره عدة خمسة وأربعون يوما، فإن اشترطا (4) في الميراث فهما على شرطهم (5) ". (6)
(105) 52. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنهم غزوا معه فأحل لهم
المتعة ولم يحرمها. قال أبو جعفر (عليه السلام):
وكان (7) علي (عليه السلام) يقول: لولا ما سبقني ابن الخطاب - يعني عمر - ما زنى إلا شقي. ثم (8)
قال أبو جعفر (عليه السلام): وكان ابن عباس يقول: لا جناح عليكم فيما استمتعتم به منهن إذا
آتيتموهن أجورهن وهؤلاء يكفرون بها اليوم وهي حلال، وأحلها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم
يحرمها. (9)

1. في " س " و " ه‍ ": " بالمعروف ".
2. في " ح " و " س ": " أبو بصير ".
3. في " س " و " ه‍ ": " قال قال ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " اشتركا ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " شرطهما ".
6. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 5 / 457 / 1 وليس فيه ذيله، تهذيب الأحكام: 7 / 264 / 1140، الاستبصار:
3 / 149 / 547، النوادر للأشعري القمي: 82 / 184 وليس في كلها إسناد إلى أبي بصير وزاد في كلها " المهر -
يعنى في المتعة ".
7. لم في " ح " و " س " و " ه‍ ": " كان " بدون واو.
8. لم يرد " ثم " في " س " و " ه‍ ".
9. رواه بالإسناد إلى عاصم: النوادر للأشعري القمي: 82 / 183.
روايته عن غير عاصم: تفسير العياشي: 1 / 233 / 85 مرسلا عن محمد بن مسلم وفيه " إلا شفى " بدل " إلا
شقي " و " إلا شفى " بالفاء يعنى إلا قليل.
166

(106) 53. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يقيم البينة على حقه هل عليه أن يستحلف؟
قال: لا. (1)
(107) 54. وعنه، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): عن الرجل يزني ولم
يدخل بأهله، يحصن؟ قال: فقال (2): لا، ولا يحصن بالأمة (3). (4)
(108) 55. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): هل يدخل (5) مكة
بغير إحرام؟ قال: فقال: لا، إلا مريض أو يكون به بطن. (6)
(109) 56. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل يقبل من
سفر في رمضان فيدخل أهله حين يصبح أو ارتفاع النهار؟ قال: فقال:
إذا طلع الفجر - وهو خارج لم يدخل أهله - فهو بالخيار إن شاء صام وإن شاء
أفطر. (7)

1. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 7 / 417 / 1، تهذيب الأحكام: 6 / 230 / 558.
2. لم يرد " فقال " في " س " و " ه‍ ".
3. يعني: وإن كان له أمة ودخل بها فليس بمحصن.
4. رواه بالإسناد إلى عاصم: الفقيه: 4 / 40 / 5039، علل الشرائع: 511 / 1 كلاهما عن عاصم بن حميد، عن
محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام).
رواه عن غير عاصم: تهذيب الأحكام: 10 / 16 / 41 و ح 42 عن رفاعة، عن الإمام الصادق (عليه السلام). وبسند آخر عن
النضر، عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، علل الشرائع: 502 / 1 عن رفاعة، عن الإمام الصادق (عليه السلام).
5. في " س " و " ه‍ ": " تدخل ".
6. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 5 / 165 / 550 و ح 551 وص 448 / 1564، الاستبصار:
2 / 245 / 855 و ح 856 رواه كلاهما بطريقين: عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عاصم بن حميد، عن
الإمام الصادق (عليه السلام). وبسند آخر عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن
الإمام الباقر (عليه السلام).
رواه عن غير عاصم: الفقيه: 2 / 379 / 2753 عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام).
7. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 4 / 132 / 6، تهذيب الأحكام: 4 / 256 / 757 كلاهما عن عاصم، عن حميد
بن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام).
رواه عن غير عاصم: الكافي: 4 / 131 / 4، تهذيب الأحكام: 255 / 756، الفقيه: 2 / 143 / 1984 كلها عن
رفاعة بن موسى.
167

(110) 57. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
قال الناس لعلي: لا تخلف (1) رجلا يصلي بضعفة الناس في العيدين. قال: فقال:
لا أخالف السنة. (2)
(111) 58. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المحرم أيلبس
الخفين والجوربين إذا اضطر إليهما؟ قال: فقال: نعم. (3)
(112) 59. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المرأة: يجب (4)
عليها صوم شهرين متتابعين؟ قال:
تصوم فما حاضت فهو يجزيها. (5)
(113) 60. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) طاف على راحلته، واستلم الحجر بمحجنه، وسعى عليها بين
الصفا والمروة. (6)
(114) 61. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أقطع اليد
والرجل. قال:
يغسلهما. (7)

1. في " س " و " ه‍ ": " ألا تخلف ".
2. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 3 / 137 / 302 عن عاصم، عن محمد بن مسلم، عن الإمام
الباقر (عليه السلام)، بحار الأنوار: 90 / 373 / 26 عن كتاب عاصم بن حميد.
رواه عن غير عاصم: المحاسن: 1 / 349 / 734 عن رفاعة.
3. رواه عن غير عاصم: الكافي: 4 / 347 / 2 عن رفاعة.
4. في " س " و " ه‍ ": " تجعل " والصحيح: " يجعل ".
5. رواه عن غير عاصم: تهذيب الأحكام: 4 / 327 / 1016 عن رفاعة بن موسى، عن محمد بن مسلم، النوادر
للأشعري القمي: 48 / 84 عن محمد بن مسلم، وكلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام).
6. رواه عن غير عاصم: الفقيه: 2 / 402 / 2818 عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر، عن أبيه (عليهما السلام).
7. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 3 / 29 / 7، تهذيب الأحكام: 1 / 360 / 1085، كلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام)،
بحار الأنوار: 80 / 364 / 2 عن كتاب عاصم بن حميد.
168

(115) 62. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل جعل (1) عليه صوم شهرين متتابعين فصام شهرا ثم
مرض، هل يعيده؟ قال: نعم (2)، أمر الله حبسه. (3)
(116) 63. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
ليس فيما دون الأربعين من الغنم شيء، فإذا كانت أربعين (4)، ففيها شاة إلى عشرين
ومائة، فإذا زادت على عشرين ومائة واحدة، ففيها شاتان إلى مأتين، فإذا زادت واحدة
على المأتين، ففيها ثلاث شياه إلى ثلاثمائة فإذا كثرت الغنم ففي كل مائة شاة، ولا
تؤخذ هرمة ولا ذات عوار إلا أن يشاء المصدق ويعد صغيرها وكبيرها، ولا يفرق بين
مجتمع، ولا يجمع بين متفرق. (5)
(117) 64. وعنه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الزكاة، فقال:
من كل أربعين درهما درهم، وليس فيما دون المائتين شيء، فإذا كانت المائتين
ففيها خمسة، فإذا زادت فعلى حساب ذلك. (6)
(118) 65. [وعنه عن أبي بصير (7)] قال: سمعت (8) أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1. لم يرد في " س " و " ه‍ ".
2. لم يرد في " ح " و " س " و " ه‍ ".
3. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 4 / 284 / 860، الاستبصار: 2 / 124 / 403 كلاهما عن الإمام
الباقر (عليه السلام).
رواه عن غير عاصم: تهذيب الأحكام: 4 / 284 / 859، تهذيب الأحكام: 8 / 315 / 1172، الاستبصار:
2 / 124 / 402، النوادر للأشعري القمي: 48 / 83 كلها عن رفاعة بن موسى بزيادات في آخره.
4. في " س " وفي " ه‍ ": " الأربعين ".
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 4 / 25 / 59، الاستبصار: 2 / 23 / 2 كلاهما عن عاصم بن حميد،
عن محمد بن قيس، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، بحار الأنوار: 96 / 54 / 7 عن كتاب عاصم بن حميد.
6. بحار الأنوار: 96 / 55 / 7 عن كتاب عاصم بن حميد.
7. ما بين المعقوفين لم يرد في " ح " و " س " و " ه‍ ".
8. في " م " و " ه‍ ": " وسمعت ".
169

ليس فيما دون خمس من الإبل شيء، فإذا كانت خمسا ففيها شاة إلى عشر، فإذا
كانت عشرا ففيها شاتان إلى خمس عشرة، فإذا كانت خمس عشرة ففيها ثلث شياه إلى
عشرين، فإذا كانت عشرين ففيها أربع إلى خمس وعشرين، فإذا كانت خمسا
وعشرين ففيها خمس من الغنم، فإذا زادت واحدة على خمس وعشرين ففيها ابنة
مخاض إلى خمس وثلاثين، فإذا لم يكن ابنة مخاض فابن لبون ذكر، فإذا زادت واحدة
على خمس وثلاثين ففيها ابنة لبون إلى خمس وأربعين [فإذا زادت واحدة على خمس
وأربعين (1)] ففيها حقة إلى ستين، فإذا زادت على الستين ففيها جذعة إلى خمس
وسبعين، فإذا زادت واحدة على خمس وسبعين ففيها ابنتا لبون إلى تسعين، فإذا
زادت واحدة على التسعين ففيها حقتان إلى العشرين ومائة، فإذا كثرت الإبل ففي كل
خمسين حقة ولا تؤخذ هرم (2) ولا ذات عوار إلا أن يشاء المصدق ويعد صغارها
وكبارها. (3)
(119) 66. قال: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ليس فيما دون ثلاثين من البقر شيء، فإذا كانت الثلاثين ففيها تبيع أو تبيعة، وإذا
كانت أربعين ففيها مسنة. (4)
(120) 67. وعنه، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
من كف نفسه عن أعراض الناس، أقاله الله نفسه يوم القيامة، ومن كف غضبه عن
الناس، كف الله عنه عذابه يوم القيامة. (5)

1. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " هرمة ".
3. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 4 / 20 / 52 رواه بطريقين عنه، الاستبصار: 2 / 19 / 56، بحار
الأنوار: 96 / 54 / 7 عن كتاب عاصم بن حميد.
4. بحار الأنوار: 96 / 55 / 7 عن كتاب عاصم بن حميد.
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 305 / 14 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ثواب الأعمال: 161 / 1.
رواه عن غير عاصم: الزهد للحسين بن سعيد: 6 / 9 عن حسين بن عبد الله، تحف العقول: 391 عن الإمام
الكاظم (عليه السلام) في وصيته لهشام، الاختصاص: 229.
170

(121) 68. وعنه، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
ثلاث أقسم أنهن حق: ما أعطى رجل (1) شيئا من ماله فنقص من ماله، ولا صبر عن
مظلمة إلا زاده الله بها عزا، ولا فتح على نفسه باب مسالة إلا فتح الله عليه (2) باب فقر. (3)
(122) 69. وعنه، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال:
دخل على أناس (4) من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث فكتبوها (5)، فما يمنعكم من
الكتاب؟ أما إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا.
قلت: عم سألوك؟ قال: عن مال اليتيم: هل عليه زكاة؟ قال: قلت لهم: لا، قال:
فقالوا: إنا نتحدث عندنا أن عمر سأل عليا (عليه السلام) عن مال أبي رافع، فقال: أنفذ (6) به
الزكاة، فقلت لهم: لا ورب الكعبة ما ترك أبو رافع يتيما، ولقد كان ابنه قيما لعلي على
بعض ماله، كاتبا له.
وسألوني عن الحج، فأخبرتهم بما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما أمر به، فقالوا لي: فإن
عمر أفرد الحج، فقلت لهم: إنما ذاك رأي رآه عمر، وليس رأي عمر مثل ما صنع
رسول الله (صلى الله عليه وآله). (7)
(123) 70. وعنه، عن أبي إسحاق النحوي، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال:

1. في " س " و " ه‍ ": " أحد ".
2. لم يرد " عليه " في " ح " و " س ".
3. رواه عن غير عاصم: سنن الترمذي: 4 / 562 / 2325 عن أبي كبشة الأنماري، مسند ابن حنبل:
1 / 410 / 1674 عن عبد الرحمن بن عوف، منية المريد: 322 كلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
4. في " س " و " ه‍ ": " الناس ".
5. في " ح ": " وكتبوها ".
6. في " م ": " اتعد ".
7. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 5 / 26 / 78 وليس فيه صدره، بحار الأنوار: 2 / 153 / 47 عن كتاب
عاصم بن حميد.
رواه عن غير عاصم: مشكاة الأنوار: 249 / 724 عن أبي بصير وليس فيه ذيله.
171

إن الله أدب نبيه - صلى الله عليه وآله - على محبته (1)، فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم) (2)
فوض إليه فقال: (ومآ آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (3) و (من يطع
الرسول فقد أطاع الله) (4) وإن نبي الله (صلى الله عليه وآله) فوض إلى علي (عليه السلام) وأثبته فسلمتم وجحد
الناس، فو الله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا، وأن تصمتوا إذا صمتنا، ونحن فيما بينكم
وبين الله، والله ما جعل الله لأحد من خير في خلاف أمره. (5)
(124) 71. وعنه، عن سلام بن سعيد الجمحي (6) قال:
سأل عباد البصري أبا عبد الله (عليه السلام): فيما كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: في ثوبين صحاريين
وبردة حبرة، قال: فقال له عباد: يا أبا عبد الله (عليه السلام) لا تزال تحدثنا بالحديث قد سمعنا
خلافه.
فقال (7) أبو عبد الله (عليه السلام) يا عباد! أتدري ما النخل (8) التي أنزلت على مريم [و] ما كانت؟

1. قوله (عليه السلام): " على محبته ": أي على ما أحب وأراد من التأديب، أو حال عن الفاعل أي حال كونه تعالى ثابتا
على محبته، أو عن المفعول أي حال كونه (صلى الله عليه وآله) ثابتا على محبته تعالى، ويحتمل أن يكون " على " تعليلية، أي
لحبه تعالى له: والأول أظهر الوجوه. (بحار الأنوار: 25 / 335).
2. القلم (68): 4.
3. الحشر (59): 7.
4. النساء (4): 80.
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 1 / 265 / 1 وأورده عن عاصم بطريقين: الأولى عن الإمام الصادق (عليه السلام).
والثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام)، الاختصاص: 330 وفيهما " أمرنا " بدل " أمره " عن الإمام الباقر (عليه السلام)، المحاسن:
1 / 263 / 508، بصائر الدرجات: 384 / 4 و ح 5 وص 385 / 7 وأورده عن عاصم بثلاث طرق والطريقان:
الأولى والثالثة عن الإمام الصادق (عليه السلام) والثانية عن الإمام الباقر (عليه السلام)، وفي كل المصادر الأربعة " وائتمنه " بدل
" وأثبته ".
رواه عن غير عاصم: الكافي: 1 / 267 / 6 عن إسحاق بن عمار نحوه، تفسير العياشي: 1 / 259 / 203 عن أبي
إسحاق النحوي.
6. في " م ": " المخزومي ".
7. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " النخلة ".
172

قال: لا، فأخبرنا بها يا أبا عبد الله!، قال: هي العجوة، فما كان من فراخها فهن (1) عجوة
وما كان من (2) غير ذلك فهو لون.
فقال ابن جريح: قوموا، فما تزالون تردون على أبي عبد الله حديثا من حديثه قال (3):
فلما انتهينا إلى الباب، قال: قال: عباد لابن جريح: يا أبا الوليد (4)! لقد ضرب لي أبو عبد
الله مثلا، قال ميمون: أي (5) لعمري لقد ضرب لك مثلا. (6)
(125) 72. وعنه، عن أبي حمزة، قال: سمعت فاطمة (7) بنت الحسين (عليه السلام) وهي تقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ثلاث خصال من كن فيه، فقد استكمل خصال الإيمان: الذي إذا رضي لم يدخله
رضاه في باطل، وإن غضب لم يخرجه من الحق، وإن (8) قدر لم يتعاط ما ليس له. (9)
(126) 73. وعنه، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
ثلاث خصال من أحب الأعمال إلى الله تعالى:
إطعام مسلم من جوع، أو فك عنه كربة، أو قضى عنه دينه.

1. في " س " و " ه‍ ": " فهو ".
2. لم يرد " من " في " س " و " ه‍ ".
3. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
4. في " م ": " يا عبد الوليد ".
5. لم يرد " أي " في " س " و " ه‍ ".
6. رواه عن غير عاصم: الكافي: 1 / 400 / 6 عن سلام أبي علي الخراساني، عن سلام بن سعيد المخزومي نحوه،
بحار الأنوار: 81 / 338 / 37 عن كتاب عاصم بن حميد.
7. الظاهر أن فيه إرسالا؛ لأن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام) لم تعهد روايتها عن النبي (صلى الله عليه وآله) بل لم تلقه، وكأنه كان عن
فاطمة بنت الحسين عن الحسين (عليه السلام) كما في الخصال. (بحار الأنوار: 67 / 301).
8. وفي " م ": " لو " بدل " إن ".
9. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 239 / 29، الخصال: 105 / 66، المحاسن: 1 / 66 / 12 كلها عن عاصم
بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن على. وزاد في
الخصال: عن أبيها (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله).
رواه عن غير عاصم: تحف العقول: 43، الاختصاص: 233 عن أبي حمزة، عن فاطمة بنت الحسين (عليه السلام)، روضة
الواعظين: 510، كنز العمال: 15 / 811 / 43225 نقلا عن الطبراني في الأوسط عن أنس.
173

(127) 74. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
آمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أربعة: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن أبي سرح، وأبي
مقيس، وابن (1) صبابة، والقينتين: سارة، وقرما (2). وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وذلك يوم الفتح
-: اقتلوهم وإن وجدتموهم متعلقين بأستار الكعبة.
(128) 75. وعنه، عن عمرو بن أبي نصر، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
المؤذن يؤذن وهو على غير وضوء؟ قال: نعم، ولا يقيم إلا وهو على وضوء، قال:
فقلت: يؤذن وهو جالس؟ قال: نعم، ولا يقيم إلا وهو قائم. (3)
(129) 76. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن الموتور أهله وماله من ضيع صلاة العصر، قال: قلت: أي أهل له؟ قال: لا يكون
له أهل في الجنة. (4)
(130) 77. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
كان أبو ذر يقول في عظته: يا مبتغي العلم! كأن شيئا من الدنيا (5) لم يك شيئا إلا عمل
ينفع خيره أو يضر شره إلا ما رحم الله.
يا مبتغي العلم! لا يشغلك أهل ولا مال عن نفسك أنت اليوم تفارقهم كضيف بت

1. في " م ": " أبي صبابة ".
2. في " م ": " فرسا ".
3. بحار الأنوار: 84 / 119 / 18 عن كتاب عاصم بن حميد.
4. رواه عن غير عاصم: تهذيب الأحكام: 2 / 256 / 1018، الاستبصار: 1 / 259 / 930 عن ابن مسكان، عن أبي
بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 1 / 218 / 654 كلها بزيادة في آخره، معاني الأخبار: 171 / 1، ثواب
الأعمال: 275 / 3، المحاسن: 1 / 164 / 239 والثلاثة الأخيرة عن ابن مسكان، عن أبي بصير نحوه، بحار
الأنوار: 83 / 47 / 27 عن كتاب عاصم بن حميد.
5. " يا مبتغي العلم " أي يا طالبه. " كأن شيئا من الدنيا " هذا يحتمل وجوها: الأول أن يكون " إلا " في قوله: " إلا ما
ينفع " كلمة استثناء وما موصولة فالمعنى أن ما يتصور في هذه الدنيا إما شيء ينفع خيره أو شيء يضر شره كل
أحد " إلا ما رحم الله " فيغفر له إما بالتوبة أو بدونها. الثاني أن يكون مثل السابق إلا أنه يكون المعنى أن كل شيء
في الدنيا له جهة نفع وجهة ضر لكل الناس إلا من رحم الله، فيوفقه للاحتراز عن جهة شره. (بحار الأنوار:
73 / 65).
174

فيهم ثم غدوت من عندهم إلى غيرهم، والدنيا والآخرة كمنزلة تحولت منها إلى
غيرها، وما بين الموت والبعث كنومة نمتها ثم استيقظت منها.
يا مبتغي العلم! قدم لمقامك بين يدي الله؛ فإنك مرتهن بعملك، كما تدين تدان.
يا مبتغي العلم! صل قبل أن لا تقدر على ليل ولا نهار تصلي فيه، إنما مثل الصلاة
لصاحبها كمثل رجل دخل على ذي سلطان فأنصت له حتى يفرغ من حاجته، كذلك (1)
المرء المسلم بإذن (2) الله ما دام في صلاته لم يزل الله ينظر إليه حتى يفرغ من صلاته.
يا مبتغي العلم! تصدق قبل أن لا تعطي شيئا ولا تمنعه، إنما مثل الصدقة لصاحبها
كمثل رجل طلبه قوم بدم، فقال: لا تقتلوني واضربوا لي أجلا وأسعى في رضاكم،
كذلك المرء المسلم بإذن الله كلما تصدق بصدقة حل بها عقدة من رقبته حتى يتوفى
الله أقواما وقد رضي عنهم، ومن رضي الله عنه فقد أعتق من النار.
يا مبتغي العلم! إن هذا اللسان مفتاح كل خير، ومفتاح كل شر، فاختم على فيك (3)
كما تختم على ذهبك وورقك (4).
يا مبتغي العلم! إن هذه الأمثال ضربها الله للناس وما يعقلها إلا العالمون. (5)
(131) 78. أبو بصير قال:
حدثني عمرو بن سعيد بن هلال، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي ذر، قال:
لقيني أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم مزق عثمان المصاحف، فقال: ادع لي أباك، فجاء إليه
مسرعا، فقال: يا أبا ذر! أتى اليوم في الإسلام أمر عظيم مزق كتاب الله، ووضع فيه

1. في " س " و " ه‍ ": " وكذلك ".
2. في " م ": " يأذن ".
3. في " س " و " ه‍ ": " قلبك ".
4. في " س " و " ه‍ ": " رزقك ".
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: الأمالي للمفيد: 179 / 1.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 2 / 134 / 18 عن الإمام الصادق (عليه السلام)، المحاسن: 1 / 357 / 759 كلاهما عن مثنى
بن الوليد، عن أبي بصير رواهما شطرا من أول الحديث.
175

الحديد، وحق على الله أن يسلط الحديد على من مزق كتاب الله بالحديد، فقال له
أبو ذر: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن أهل الجبرية من بعد موسى قاتلوا أهل النبوة
فظهروا عليهم وقتلوهم زمانا طويلا، ثم إن الله بعث فتية (1) فهاجروا (2) غير أنبيائهم
فقاتلوهم فقتلوهم (3)، وأنت بمنزلتهم يا علي! قال: فقال علي: قتلتني (4) يا أبا ذر! فقال له
أبو ذر: أما والله لقد علمت أنه سيبدأ بك. (5)
(132) 79. قال أبو بصير: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الخمس؟ قال (6):
هو لنا، هو لأيتامنا ولمساكيننا ولابن السبيل منا، وقد يكون ليس فينا يتيم ولا ابن
السبيل وهو لنا، ولنا الصفي، قال (7): قلت له: وما الصفي؟ قال: الصفي من كل رقيق
وإبل ينتقى (8) أفضله، ثم يضرب بسهم، ولنا الأنفال، قال: قلت له: وما الأنفال؟
قال: المعادن منها والآجام وكل أرض لا رب لها، ولنا ما لم يوجف عليه بخيل
ولا ركاب، وكانت فدك من ذلك.
(133) 80. وعنه، عن أبي عبيدة الحذاء، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
قال الله: وعزتي وجلالي وجمالي وبهائي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على
هواه إلا كففت عليه ضيعته، وجعلت غناه في نفسه، وضمنت السماوات والأرض
رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر. (9)

1. هذا هو الظاهر وفي " م ": " فتى " وفي " د ": " فئة " " س " و " ه‍ ": " فتنة ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فهاجروا إلى ".
3. هذا هو الظاهر كما في رواية الكشي وفي جميع النسخ عندنا فقتلوه.
4. قوله (عليه السلام): قتلتني يا أبا ذر يعنى أخبرت بقتلي، فقال أبو ذر: نعم، قد علمت أنه سيبدأ في العترة الطاهرة بك يا
أمير المؤمنين. (رجال الكشي بهامشه).
5. رواه بالإسناد إلى عاصم: رجال الكشي: 1 / 108 / 50.
6. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
7. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
8. في " مج ": " يبتغى ".
9. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 2 / 137 / 1، الخصال: 3 / 5.
رواه عن غير عاصم: الكافي: 2 / 137 / 2 عن أبي حمزة وص 335 / 2 بسند آخر عن أبي حمزة، عنه (عليه السلام)، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزيادة في آخره، ثواب الأعمال: 201 / 1 عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)
نحوه، الزهد للحسين بن سعيد: 25 / 56 عن اليماني، تحف العقول: 395 عن الإمام الكاظم (عليه السلام) في وصيته
لهشام، المحاسن: 1 / 97 / 63 عن الثمالي، مشكاة الأنوار: 50 / 39 عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله)، روضة
الواعظين: 473.
176

(134) 81. أبو بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
بينما رسول الله (صلى الله عليه وآله) مع أصحابه راكب على دابته إذ نزل فخر ساجدا، فقيل له يا
رسول الله! رأيناك صنعت شيئا لم تك (1) تصنعه قبل اليوم؟ فقال: أتاني ملك من عند
ربي فقال: يا محمد! إن ربك يقرئك السلام، ويقول: يا محمد! إني أسرك في أمتك فلم
يكن عندي مال أصدق به (2)، ولا عبد أعتقه فسجدت لله شكرا. (3)
(135) 82. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ملك، فقال: يا محمد! إن ربك يقرئك السلام وهو يقول لك:
إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض ذهب، قال: فرفع رأسه إلى السماء، فقال: يا
رب! أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك. (4)
(136) 83. وعنه، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
جاء ملك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا محمد! إن ربك يقرئك السلام وقد أمرني أن
أطيعك وأنا ملك هذه الجبال، فإن تشأ أن أطبق عليهم هذين الجبلين فعلت، قال: فقال

1. في " س " و " ه‍ ": " لم تكن ".
2. في " س " و " ه‍ ": " أتصدق به ".
3. بحار الأنوار: 86 / 221 / 42 عن كتاب عاصم بن حميد.
4. رواه بالإسناد إلى عاصم: الزهد للحسين بن سعيد: 52 / 139.
رواه عن غير عاصم: الأمالي للمفيد: 124 / 1 عن سليمان الغازي، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 20 / 36؛
بالأسانيد الثلاثة، صحيفة الرضا (عليه السلام): 116 / 76 عن أحمد بن عامر الطائي وكلها عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، مكارم الأخلاق: 1 / 62 / 57، مشكاة الأنوار: 462 / 1541 كلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام)، سنن
الترمذي: 4 / 575 / 2347 عن أبي أمامة، كنز العمال: 7 / 191 / 18616 نقلا عن العسكري [في الأمثال] عن
الإمام الحسن (عليه السلام)، عن الإمام علي (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله).
177

رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رب! إن قومي لا يعلمون.
(137) 84. أبو بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (يا أيها الذين
آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) (1) قال:
يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود إليه، قال: فشق (2) ذلك علي، فلما رأى مشقته (3)
علي، قال: إن الله يحب من عباده المفتن التواب. (4)
(138) 85. وعنه، عن الفضيل (5) بن سكرة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إنما آل محمد من حرم الله على محمد (صلى الله عليه وآله) نكاحه. (6)
(139) 86. وعنه، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
حدثني جابر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم أكذبك (7) أنا على جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ابن الأخ يقاسم الجد. (8)
(140) 87. وعنه، عن فضيل الرسان (9)، عن أبي داود، قال: سمعت (عمرا ذامر) وهو
يقول:
لما ضرب أمير المؤمنين صلى الله عليه، دخلنا إليه (10) نعوده، قال: فدعي له طبيب

1. التحريم (66): 8.
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " يشق ".
3. في " س " و " ه‍ ": " مشقة ".
4. رواه عن غير عاصم: الكافي 2 / 432 / 3 و ح 4 رواه بطرق ثلاثة: الأولى عن أبي الصباح الكناني والثالثة عن
أبي أيوب، عن أبي بصير وكلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) والثانية عن محمد بن فضيل، عن الإمام الكاظم (عليه السلام)،
الزهد للحسين بن سعيد: 72 / 191 عن محمد بن مسلم، عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وكلها نحوه.
5. لم يرد " بن " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
6. رواه عن غير عاصم: معاني الأخبار: 94 / 1 عن عبد الله بن ميسرة، الاعتقادات للصدوق: 112.
7. في " ح ": " ولم أكذب أنا على جابر " وفي " س ": " لم أكذب على جابر " وفي " ه‍ ": " عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): ابن
الأخ... ".
8. رواه بالإسناد إلى عاصم: الكافي: 7 / 113 / 3، تهذيب الأحكام: 9 / 309 / 27.
9. في " س " و " ه‍ ": " فضيل الرسابي ".
10. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " عليه ".
178

يقال له: الأعرابي، فقال: يا أمير المؤمنين! ليس عليك بأس، خذوا شاة فاذبحوها، ثم
خذوا رئتها (1) فاحشو به الجرح، قال:
فبكت أم كلثوم، فقال لها: يا أم كلثوم لو ترين (2) ما أرى ما بكيت، فقلنا (3): يا
أمير المؤمنين! ما ترى؟ قال: أرى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عندي، والملائكة رسلا من السماء إلي
يقولون: يا علي! هلم إلينا؛ فإن ما عندنا خير لك مما كنت فيه. (4)
(141) 88. وعنه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: كنا عنده فرفع
رأسه، فقال: خذوها مني:
من عمل بما افترض الله عليه فهو من خير الناس، ومن اجتنب ما حرم الله عليه (5) فهو
من أعبد الناس، ومن قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس. (6)
(142) 89. وعن أبي بصير، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لولا علي ما عرف (7) دين الله.

1. هذا هو الصحيح. وفي " ح " و " س ": " رفثها " وفي " ه‍ ": " فرثها ".
2. في " س " و " ه‍ ": " لو ترى ".
3. في " س ": " فقلنا له ".
4. رواه عن غير عاصم: الخرائج والجرائح: 1 / 178 / 11 عن عمرو بن الحمق، شرح الأخبار: 2 / 434 / 789 عن
عمر بن ذمر كلاهما نحوه.
بيان: ولعل الصحيح روى عمرو بن الحمق عنه (عليه السلام) وليس " عمرو ذامر " و " عمر بن ذمر " في كتب الرجال.
وعمرو بن الحمق الخزاعي عربي من أصحاب علي (عليه السلام) من شرطة الخميس. قال البرقي: من أصحاب الحسن (عليه السلام)
. روى الكشي أنه من حواري أمير المؤمنين (عليه السلام). أقول: جلالته من الواضحات التي لا يعتريها شك مضافا إلى أن
في شهادة البرقي أنه كان من شرطة الخميس الكفاية. (معجم رجال الحديث: 13 / 87 / 8886).
5. لم يرد " عليه " في " س " و " ه‍ ".
6. رواه عن غير عاصم: الكافي: 2 / 81 / 1 وليس فيه ذيله، الأمالي للمفيد: 184 / 9، الزهد للحسين بن سعيد:
19 / 40 كلها عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، الفقيه: 4 / 358 / 7562 عن حماد بن عمرو وأنس
بن محمد، عن أبيه، الخصال: 125 / 122 عن أنس بن محمد أبي مالك، عن أبيه وكلاهما عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، تحف العقول: 7 والثلاثة الأخيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته لعلي بن أبي طالب (عليه السلام)
نحوه، مشكاة الأنوار: 204 / 543 وليس فيه ذيله.
7. في " س " و " ه‍ ": " لما عرف ".
179

(143) 90. وعنه، عن ثابت، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
من أصبح معافى في بدنه، مخلى في سربه (1) في دخوله وخروجه، عنده قوت يوم
واحد، فكأنما حيزت (2) له الدنيا. (3)
(144) 91. خالد بن راشد عن مولى لعبيدة السلماني، قال: سمعت عبيدة يقول:
خطبنا علي أمير المؤمنين (عليه السلام) على منبر له من لبن، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
أيها (4) الناس! اتقوا الله ولا تفتوا الناس بما لا تعلمون؛ إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال قولا آل
منه إلى غيره، وقال قولا وضع على غير موضعه، وكذب عليه، فقام إليه علقمة وعبيدة
السلماني (5)، فقالا: يا أمير المؤمنين! فما نصنع بما قد خبرنا في هذه الصحف من (6)
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله؟ قال: سلا عن ذلك علماء آل محمد صلى الله عليه
وآله. كأنه يعني نفسه. (7)
(145) 92. وعنه، عن معاوية بن وهب، عن محمد بن حمران، عن أسلم مولى ابن
الحنفية، قال:
مات ابن لصفية بنت عبد المطلب يقال له: عبد الرحمن، فوجدت عليه وجدا

1. " في سربه ": يقال: فلان آمن في سربه بالكسر أي في نفسه. وفلان واسع السرب أي رخي البال. ويروى
بالفتح، وهو المسلك والطريق. يقال: خل له سربه أي طريقه (النهاية: 2 / 356).
2. " حيزت " أي جمعت. (النهاية: 2 / 356). وفي " م " و " ه‍ ": " خيرت ".
3. رواه عن غير عاصم: الفقيه: 4 / 419 / 5916 عن الإمام الرضا (عليه السلام)، الخصال: 161 / 211، الأمالي للطوسي:
428 / 956 كلاهما عن أبي الدرداء، روضة الواعظين: 499 والثلاثة الأخيرة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزيادات في
آخره؛ سنن الترمذي: 4 / 574 / 2346، سنن ابن ماجة: 2 / 1387 / 4141، كنز العمال: 3 / 389 / 7083 نقلا
عن الأدب المفرد وكلها عن عبيد الله بن محصن، عن أبيه، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
4. في " ح ": " يا أيها ".
5. لم يرد " السلماني " في " س " و " ه‍ ".
6. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " عن ".
7. رواه بالإسناد إلى عاصم: تهذيب الأحكام: 6 / 295 / 823، بصائر الدرجات: 196 / 9 كلاهما عن عاصم، عن
مولى سلمان، عن عبيدة السلماني، بحار الأنوار: 2 / 113 / 1 عن كتاب عاصم بن حميد.
180

شديدا قال: فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) فرآها ثم قال (1): يا عمه! إن شئت سألت ربي أن يرده
عليك فيكون معك حياتك، وإن شئت احتسبته فهو خير لك، قالت: فإني أحتسبه (2)،
قال: فخرجت من عنده، فمرت على نفر من قريش، فقال لها بعضهم: يا صفية! غطي
قرطيك؛ فإن قرابتك من محمد (صلى الله عليه وآله) لن تنفعك، إنما وجدنا مثل محمد (صلى الله عليه وآله) في بني هاشم
مثل عذق (3) نبت في كباة، قال: فرجعت مغضبة، فدخلت على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال لها: يا
عمه! هل بدا لك فيما قلت لك شيء؟ قالت: لا، ولكن سمعت ما هو أشد علي من فقد
ابني، مررت بنفر من قريش، فقال لي بعضهم: يا صفية! غطي قرطيك؛ فإن قرابتك من
محمد لن تنفعك (4) شيئا، إنما وجدنا مثل محمد في بني هاشم مثل عذق نبت في كباة،
قال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) مغضبا واجتمع الناس إليه، ولبست الأنصار السلاح
وأحاطوا بالمسجد، وكان إذا صعد المنبر من غير دعوة فعلت ذلك الأنصار، قال:
فمكث طويلا لا يتكلم ولا يسألونه، فقال: انسبوني من أنا؟ فقالوا: أنت محمد بن عبد
الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف صلى الله عليه وآله فو الله لا يسألني رجل
منكم اليوم من أهل الجنة إلا أخبرته، ولا من أهل النار إلا أخبرته، ولا من أبويه إلا
أخبرته، وإني لأبصركم من بين أيديكم ومن خلفكم، فقام إليه غير واحد فسأله: أمن (5)
أهل الجنة؟ فأخبره، أو من أهل النار؟ فأخبره.
ثم قام إليه حبيش (6) بن حذافة السهمي - وهو الذي كانت حفصة بنت عمر عنده
وهو الذي كان يعيرها به عثمان، فيقول: يا سوءة حبيش (7) - فقال: من أبي؟ فقال: أبوك

1. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أحتسبته ".
3. في " س " و " ه‍ ": " عدق ".
4. في " س " و " ه‍ ": " لا تنفعك ".
5. في " س " و " ه‍ ": " فسأله من ".
6. في " س " و " ه‍ ": " جيش ".
7. في " س " و " ه‍ ": " جيش ".
181

حذافة السهمي - وكان يغمز - فقال: الله أكبر الذي أثبت نسبي على لسان نبيه (صلى الله عليه وآله).
فقام إليه عمر، فقال: يا رسول الله! اعف عنا عفا الله عنك، واغفر لنا غفر الله لك؛
فإنه لا علم لنا بما صنعت النساء في خدورها، قال: فانطلق الغضب عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وذلك قبل أن ينزل الجلباب.
(146) 93. وعنه، عن أديم بياع الهروي - وأخوه أيوب - عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته عمن كان مريضا، أو به أذى من رأسه، ففدية من صيام، أو صدقة، أو نسك،
فقلت له: ما هذا الصيام والصدقة [والنسك؟ قال: الصيام] (1) ثلاثة أصوع بين ستة
مساكين، والنسك شاة (2).
(147) 94. وعنه، عن أبي بصير، عن المنهال بن عمرو (3) عن زاذان، قال: سمعت
عليا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا وقد نزلت آية - أو آيتين (4) - تسوقه
إلى جنة أو تقوده إلى نار، وما من آية نزلت في بر ولا بحر، في سهل (5) ولا جبل إلا وقد
علمت حين نزلت، وفيمن نزلت، ولو ثنيت لي وسادة، لحكمت بين أهل التوراة
بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان
بفرقانهم، حتى يزهرن إلى الله عز وجل. (6)

1. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
2. فيه نقص.
3. لم يرد " بن عمرو " في " س " و " ه‍ ".
4. كذا.
5. في " م ": " ولا بحر ولا سهل ".
6. رواه بالإسناد إلى عاصم: بصائر الدرجات: 133 / 4 وص 139 / 1 رواه بطريقين.
رواه عن غير عاصم: خصائص الأئمة (عليهم السلام) 55، بصائر الدرجات: 132 / 2 عن الأصبغ بن نباتة وص 133 / 3 عن
داود بن فرقد، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن الإمام علي (عليه السلام)، تفسير فرات الكوفي: 188 / 239 معنعنا عن
حبيب بن يسار، عن زاذان وكلها نحوه.
182

(148) 95. علي بن أبي المغيرة والفضيل الرسان (1)، عن عمران بن ميثم، قال: دخلت
أنا وعباية على امرأة من بني أسد يقال لها: حبابة الوالبية (2) قد ذهب أثر السجود
بوجهها، فقال لها عباية: يا حبابة! تعرفين هذا الشاب معي؟ قالت: لا، قال: هذا ابن
أخيك، فقالت: ألا أحدثكم بحديث سمعته من أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ فقال
لها؛ بلى، فقالت: سمعت الحسين بن علي وهو يقول:
نحن - والله - وشيعتنا على الفطرة التي بعث الله عليها محمدا (صلى الله عليه وآله)، وسائر الناس -
والله - من ذلك برآء. (3)
(149) 96. وعنه، عن أبي بصير، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) (4) قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا المنذر، وعلي الهاد (5). (6)
(150) 97. وذكر عن أبي بصير ومحمد بن مسلم قالا (7):

1. في " س " و " ه‍ ": " والفضل الرسان ".
2. حبابة الوالبية: عدها الشيخ في رجاله تارة في أصحاب الحسن (عليه السلام)، وأخرى في أصحاب الباقر (عليه السلام). وعدها
البرقي ممن روى عن أمير المؤمنين وعن الباقر (عليهما السلام). (معجم رجال الحديث: 24 / 211) وقال الصادق (عليه السلام): إن
حبابة الوالبية كان إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلى الحسين (عليه السلام)، وكانت امرأة شديدة الاجتهاد قد يبس
جلدها على بطنها من العبادة. (بصائر الدرجات: 171).
3. رواه عن غير عاصم: رجال الكشي: 1 / 331 / 182 عن ثعلبة بن ميمون، عن عنبسة بن مصعب وعلي بن
المغيرة، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبية، دلائل الإمامة: 187 / 106، الدعوات: 65 / 163، الثاقب في
المناقب: 324 / 267 والثلاثة الأخيرة عن صالح بن ميثم الأسدي، عن حبابة، شرح الأخبار: 3 / 449 / 1315
عن عمران بن ميثم، عن حبابة وكلها نحوه.
4. الرعد (13): 7.
5. في " س " و " ه‍ ": " الهادي ".
6. رواه عن غير عاصم: الكافي: 1 / 192 / 3 عن سعدان، عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام) و ح 4 عن عبد
الرحيم القصير، كمال الدين: 667 / 10 عن بريد بن معاوية العجلي، الغيبة للطوسي: 111 / 40، تفسير
العياشي: 2 / 203 / 6 كلاهما عن عبد الرحيم القصير و ح 5 عن مسعدة بن صدقة، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وص
204 / 7 و 8 و 9 عن حنان بن سدير وعن بريد بن معاوية وعن جابر، بصائر الدرجات: 30 / 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 9
بطرق مختلفة، شرح الأخبار: 2 / 350 / 701 عن ابن عباس، تفسير فرات الكوفي: 206 / 271 وكلها نحوه،
كنز العمال: 11 / 620 / 33012 نقلا عن الديلمي، عن ابن عباس بزيادة في آخره.
7. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
183

سألنا أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يدخل المسجد، فيسلم والناس في الصلاة، قال:
يردون السلام عليه. قال: ثم قال: إن عمار بن ياسر دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو
في الصلاة، فسلم فرد رسول الله عليه. (1)
(151) 98. وذكر عن سعيد بن يسار، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ادعو وأنا راكع، أو
ساجد؟ قال: فقال: نعم، ادع وأنت ساجد؛ فإن أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو
ساجد، ادع الله عز وجل لدنياك وآخرتك. (2)
(152) 99. ذكر عن أبي بصير، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يتوضأ، ثم يرى البلل على طرف ذكره قال (3): يغسله
ولا يتوضأ. (4)
(153) 100. وعنه، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
حدثتني ميمونة الهلالية زوج النبي (صلى الله عليه وآله) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاء فوجد عليا نائما
والحسن والحسين على ناحية، فاستسقى الحسن ماء فقام النبي (صلى الله عليه وآله) (5) فأتاه بشراب
فنازعه الحسين، فجعل يهوي به إلى الحسن ليشرب منه (6)، فقالت فاطمة: يا نبي الله!
الحسن آثر عندك من الحسين؟ فقال: ما هو بآثر عندي منه وإنهما (7) وأنت وهذا النائم
عندي في الجنة. (8)

1. رواه عن غير عاصم: الكافي: 3 / 366 / 1 عن سماعة، تهذيب الأحكام: 2 / 328 / 1348 عن عثمان بن
عيسى عن سماعة في نسخة ولعله الصواب؛ لأن عثمان لم ينقل عنه (عليه السلام) كلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام)
وزاد فيهما " لا يقول: وعليكم السلام "، الذكرى: 218 عن البزنطي، بحار الأنوار: 84 / 310 / 37 عن كتاب
عاصم بن حميد.
2. بحار الأنوار: 85 / 131 / 6 عن كتاب عاصم بن حميد.
3. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
4. بحار الأنوار: 80 / 360 / 5 عن كتاب عاصم بن حميد.
5. لم يرد " فقام النبي (صلى الله عليه وآله) " في " س " و " ه‍ ".
6. في " س " و " ه‍ ": " يشرب منه ".
7. في " س " و " ه‍ ": " فإنهما ".
8. رواه عن غير عاصم: مسند ابن حنبل: 1 / 217 / 792 عن عبد الرحمن الأرزق، عن الإمام علي (عليه السلام) ف
نحوه، بشارة المصطفى: 188 عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، العمدة: 395 / 793 عن عبد الرحمن
الأرزق عن الإمام علي (عليه السلام)، شرح الأخبار: 3 / 24 / 960 وكلها نحوه.
184

[صورة ما كتب في آخر النسخة الخطية وهي بخط الشيخ الحر (رحمه الله) نقلا
عن خط ملا رحيم الجامي شيخ الإسلام نقلا عن المنتسخ منه]:
كمل كتاب عاصم بن حميد الحناط والحمد لله رب العالمين وصلى
الله على خير خلقه محمد وآله. [ونسخة] (1) منصور بن الحسن
الآبي (2) من أصل أبي الحسن محمد بن الحسن القمي أيده الله في ذي
الحجة لليلتين مضتا (3) منه سنة أربع وسبعين وثلاثمائة يوم الأحد (4).
(هذه الكلمات خط ملا رحيم الجامي شيخ الإسلام)

1. في " ه‍ " بدل ما بين المعقوفين.
هكذا: " صورة ما في النسخة التي كتبت هي وفي نسخة ".
2. في " ه‍ ": " اللساني ".
3. في " ه‍ ": " بقيتا ".
4. في " ه‍ " بعد هذا: " انتهى بعونه تعالى ".
185

كتاب زيد النرسي
رواية أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيده الله
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
(154) 1. حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيده الله،
قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا جعفر بن عبد
الله العلوي أبو عبد الله المحمدي، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، عن زيد النرسي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول:
إذا كان يوم الجمعة ويوم العيدين (2) أمر الله رضوان خازن الجنان أن ينادي في
أرواح المؤمنين - وهم في عرصات الجنان - إن الله قد أذن لكم بالزيارة إلى أهاليكم و
أحبائكم من أهل الدنيا.
ثم يأمر الله رضوان أن يأتي لكل روح بناقة من نوق الجنة عليها قبة من زبرجدة
خضراء، غشاؤها من ياقوتة رطبة صفراء، وعلى النوق جلال وبراقع من سندس
الجنان وإستبرقها، فيركبون تلك النوق، عليهم حلل الجنة، متوجون بتيجان الدر
الرطب تضيء كما تضيء (3) الكواكب الدرية في جو السماء من قرب الناظر إليها لا من
البعد فيجتمعون في العرصة.

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وبه ثقتي ".
2. في " ح ": " يومي العيدين ".
3. في " ح ": " كما يضيء ".
187

ثم يأمر الله جبرئيل في أهل السماوات أن يستقبلوهم، فتستقبلهم ملائكة كل
سماء [وتشيعهم ملائكة كل سماء] (1) إلى السماء الأخرى، فينزلون بوادي السلام وهو
واد بظهر الكوفة، ثم يتفرقون في البلدان [والأمصار] (2) حتى يزورون أهاليهم الذين
كانوا معهم في دار الدنيا، ومعهم ملائكة يصرفون وجوههم عما يكرهون النظر إليه
إلى ما يحبون، ويزورون حفر الأبدان، حتى إذا ما صلى الناس وراح أهل الدنيا إلى
منازلهم من مصلاهم، نادى فيهم جبرئيل بالرحيل إلى غرفات الجنان فيرحلون.
قال: فبكى رجل في المجلس، فقال: جعلت فداك هذا للمؤمن (3) فما حال الكافر؟
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أبدان ملعونة تحت الثرى في بقاع النار، وأرواح خبيثة ملعونة
تجري بوادي برهوت في بير (4) الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات تؤدي (5) ذلك
الفزع والأهوال إلى الأبدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار، فهي بمنزلة
النائم إذا رأى الأهوال، فلا تزال تلك الأبدان فزعة ذعرة، وتلك الأرواح معذبة بأنواع
العذاب في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصفدات، مسجونات فيها (6)،
لا ترى روحا ولا راحة إلى مبعث قائمنا، فيحشرها الله من تلك المركبات فترد في
الأبدان وذلك عند النشرات فيضرب أعناقهم، ثم تصير إلى النار أبد الآبدين، ودهر
الداهرين. (7)

1. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
2. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " هذا حال المؤمن ".
4. ياؤه منقلبة عن الهمزة.
5. في " س " و " ه‍ ": " يؤدى ".
6. في " س " و " ه‍ ": " مسحوبات فيها ".
7. بحار الأنوار: 6 / 292 / 18 و ج 89 / 284 / 31 عن كتاب زيد النرسي.
بيان: ظاهره كون أرواح السعداء في عالم البرزخ في الجنة التي في السماء، ويمكن تخصيصها ببعض المقربين،
والمراد بمركبات الخبيثات الأجساد المثالية المناسبة لأرواحهم الملعونة، ويدل على أن للأجساد الأصلية أيضا
حظا من العذاب. (بحار الأنوار).
188

(155) 2. زيد قال:
رأيت معاوية بن وهب البجلي في الموقف وهو قائم يدعو، فتفقدت دعاءه فما
رأيته يدعو لنفسه بحرف واحد، وسمعته يعد رجلا رجلا من الآفاق يسميهم ويدعو
لهم حتى نفر الناس (1) فقلت: يا أبا القاسم! أصلحك الله لقد رأيت منك عجبا، قال: يا بن
أخي! وما الذي أعجبك مما رأيت مني؟ فقال (2) رأيتك لا تدعو لنفسك وأنا أرمقك حتى
الساعة، فلا أدري أي الأمرين أعجب ما أخطأت من حظك (3) في الدعاء لنفسك في مثل
هذا الموقف، أو عنايتك وإيثارك إخوانك على نفسك حتى تدعو لهم في الآفاق؟
فقال: يا بن أخي! فلا تكثرن تعجبك من ذلك؛ إني سمعت مولاي ومولاك ومولى كل
مؤمن ومؤمنة جعفر بن محمد (عليه السلام) - وكان والله في زمانه سيد أهل السماء وسيد أهل
الأرض وسيد من مضى منذ خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة بعد آبائه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وأمير المؤمنين والأئمة من آبائه صلى الله عليهم - يقول - وإلا صمت أذنا معاوية،
وعميت عيناه، ولا نالته شفاعة محمد وأمير المؤمنين -: من دعا لأخيه المؤمن بظهر
الغيب، ناداه ملك من سماء الدنيا (4): يا عبد الله! لك مائة ألف مثل ما سألت، وناداه ملك
من السماء الثانية: يا عبد الله! لك مائتا ألف مثل الذي دعوت، وكذلك ينادى من كل
سماء تضاعف حتى ينتهي إلى السماء السابعة، فيناديه ملك: يا عبد الله! لك سبعمائة
ألف مثل الذي دعوت، فعند ذلك يناديه الله: عبدي! أنا الله الواسع الكريم الذي
لا ينفد (5) خزائني، ولا ينقص (6) رحمتي شيء (7) بل وسعت رحمتي كل شيء لك ألف

1. لم يرد " حتى نفر الناس " في " س " و " ه‍ ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
3. لم يرد " من حظك " في " س " و " ه‍ ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " السماء الدنيا ".
5. كذا في " مج " وفي " ح " و " م ": " لا ينفذ " وفي " س " و " ه‍ ": " لا تنفد ".
6. في " س " و " ه‍ ": " ولا تنقص ".
7. لم يرد " شيء " في " س " و " ه‍ ".
189

ألف مثل الذي دعوت، فأي حظ يا بن أخي! أكثر من الذي اخترته أنا لنفسي؟
قال: فقلت لمعاوية: أصلحك الله ما قلت في أبي عبد الله (عليه السلام) من الفضل - من أنه
سيد أهل الأرض وأهل السماء، وسيد من مضى ومن بقي - أشئ قلته أنت، أم سمعته
منه يقوله في نفسه؟ قال: يا بن أخي! أتراني - كل ذا جرأة على الله - أن أقول فيه ما لم
أسمعه منه، بل سمعته يقول ذلك وهو كذلك، والحمد لله. (1)
(156) 3. زيد، عن عبد الله بن سنان، عن محمد بن المنكدر (2)، قال:
رأيت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في ليلة ظلماء شديدة الظلمة وهو يمشي إلى
المسجد إني أسرعت فدفعت (3) إليه وسلمت عليه (4) فرد علي السلام، ثم قال لي: يا
محمد بن المنكدر (5)! قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بشر المشائين إلى المسجد (6) في ظلم الليل
بنور ساطع يوم القيامة. (7)
(157) 4. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن قوما جلسوا عن حضور الجماعة، فهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يشعل النار في دورهم حتى خرجوا وحضروا الجماعة مع
المسلمين. (8)
(158) 5. زيد، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1. رواه بالإسناد إلى زيد النرسي: عدة الداعي: 171، الدعوات: 289 / 30 كلاهما نحوه، بحار الأنوار:
93 / 388 / 21 عن كتاب زيد النرسي.
2. في " ح ": " المكندر ".
3. وربما كان في الأصل فدنوت إليه وفي " م "، " د ": " فدنت ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " فسلمت عليه ".
5. في " ح ": " المكندر ".
6. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " المساجد ".
7. بحار الأنوار: 83 / 382 / 52 عن كتاب زيد النرسي والحديث النبوي (صلى الله عليه وآله) في الجوامع الروائية كثير وفي
بعض الكتب منقول عن التوراة.
8. بحار الأنوار: 88 / 16 / 29 عن كتاب زيد النرسي.
190

من صلى عن يمين الإمام أربعين يوما دخل الجنة. (1)
(159) 6. زيد قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) يحدث عن أبيه، قال:
من أسبغ وضوءه في بيته وتمشط وتطيب، ثم مشى من بيته غير مستعجل - وعليه
السكينة والوقار - إلى مصلا ه رغبة في جماعة المسلمين، لم يرفع قدما ولم يضع
أخرى إلا كتبت له حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة، فإذا ما دخل المسجد قال:
بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وعلى إله (2)، ومن الله وإلى الله،
وما شاء الله ولا قوة إلا بالله، اللهم! افتح لي أبواب رحمتك ومغفرتك، وأغلق عني
أبواب سخطك وغضبك (3)، اللهم! منك الروح والفرج، اللهم! إليك غدوي ورواحي،
وبفنائك أنخت أبتغي رحمتك ورضوانك، وأتجنب سخطك، اللهم! وأسألك الروح
والراحة والفرج، ثم قال:
اللهم! إني أتوجه إليك بمحمد وعلي أمير المؤمنين، واجعلني من أوجه من توجه
إليك بهما، وأقرب من تقرب إليك بهما، وقربني بهما منك زلفى (4)، ولا تباعدني عنك
آمين يا رب العالمين (5).
ثم افتتح الصلاة مع إمام جماعة إلا وجبت له من الله المغفرة والجنة من قبل أن
يسلم الإمام. (6)
(160) 7. زيد قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)، فتناولت يده فقبلتها، فقال أما (7) إنه لا يصلح إلا لنبي،

1. بحار الأنوار: 88 / 98 / 68 عن كتاب زيد النرسي.
2. في " س " و " ه‍ ": " وآله ".
3. لم يرد " وغضبك " في " س " و " ه‍ ".
4. في " س " و " ه‍ ": " وقربني إليك زلفى ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " آمين رب العالمين ".
6. بحار الأنوار: 88 / 98 / 68 عن كتاب زيد النرسي.
7. لم يرد " أما " في " س " و " ه‍ ".
191

أو من أريد به النبي. (1)
(161) 8. زيد قال:
لما لبى أبو الخطاب بالكوفة (2) وادعى في أبي عبد الله (عليه السلام) ما ادعى (3)، دخلت على أبي
عبد الله (عليه السلام) مع عبيد بن زرارة، فقلت له: جعلت فداك لقد ادعى أبو الخطاب وأصحابه
فيك أمرا عظيما إنه لبى ب‍ " لبيك جعفر " لبيك معراج، وزعم أصحابه أن أبا الخطاب
أسري به إليك فلما هبط (4) إلى الأرض من ذلك (5) دعي إليك ولذلك لبى بك. قال:
فرأيت أبا عبد الله (عليه السلام) قد أرسل دمعته من حماليق عينيه وهو يقول: يا رب برئت إليك
مما ادعى في الأجدع (6) عبد بني أسد، خشع لك شعري وبشري، عبد لك، ابن عبد لك،
خاضع، ذليل، ثم أطرق ساعة في الأرض (7) كأنه يناجي شيئا، ثم رفع رأسه وهو يقول:
أجل أجل (8)، عبد خاضع خاشع ذليل لربه، صاغر راغم من ربه، خائف وجل، لي - والله
- رب أعبده لا أشرك به شيئا، ما له - خزاه الله (9) وأرعبه، ولا أمن روعته يوم القيامة - ما كانت
تلبية الأنبياء هكذا، ولا تلبية الرسل، إنما لبت ب‍ " لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك ".
ثم قمنا من عنده، فقال: يا زيد! إنما قلت لك (10) هذا لأستقر في قبري، يا زيد! استر
ذلك عن الأعداء. (11)

1. رواه بالإسناد إلى زيد النرسي: الكافي: 2 / 185 / 3 عن زيد النرسي، عن علي بن مزيد صاحب السابري،
عنه (عليه السلام). وفيه " وصي نبي " بدل " من أريد به النبي "، بحار الأنوار: 76 / 42 / 45 عن كتاب زيد النرسي.
2. في " س ": " في الكوفة ".
3. في " س " و " ه‍ ": " ما ادعاه ".
4. في " س " و " ه‍ ": " أهبط ".
5. في " ح ": " من لك ".
6. في " س " و " ه‍ ": " الأجذع ".
7. لم يرد " في الأرض " في " س " و " ه‍ ".
8. ورد في " س " و " ه‍ " مرة واحدة.
9. في " س ": " جزاه الله ".
10. لم يرد " لك " في " س " و " ه‍ ".
11. بحار الأنوار: 47 / 378 / 101 عن كتاب زيد النرسي.
192

(162) 9. زيد قال: حدثني عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إذا أمات الله أهل الأرض، لبث مثل ما كان الخلق ومثل ما أماتهم (1) وأضعاف ذلك.
ثم أمات أهل السماء الدنيا، ثم لبث مثل (2) ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل
الأرض والسماء الدنيا، وأضعاف ذلك.
ثم أمات أهل السماء الثانية، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض
والسماء الدنيا والسماء الثانية، وأضعاف ذلك.
ثم أمات أهل السماء الثالثة، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض
والسماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة وأضعاف ذلك (3).
ثم أمات أهل السماء الرابعة، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض
وأهل (4) السماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة والسماء الرابعة، وأضعاف ذلك.
ثم أمات أهل السماء الخامسة، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل
الأرض وأهل السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة وأضعاف ذلك.
ثم أمات أهل السماء السادسة، ثم لبث مثل ما خلق (5) الخلق ومثل ما أمات أهل
الأرض وأهل السماء الدنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وأضعاف ذلك.
ثم أمات أهل السماء السابعة، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل
الأرض وأهل السماوات إلى السماء السابعة، وأضعاف ذلك.
ثم أمات ميكائيل، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله، وأضعاف ذلك كله.
ثم أمات جبرئيل، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك كله.

1. في " س " و " ه‍ ": " لبثت ما كان الخلق مثل ما أماتهم ".
وفي " ح " " لبث ما كان الخلق ومثل ما أماتهم ".
2. لم يرد " مثل " في " س " و " ه‍ ".
3. لم يرد " وأضعاف ذلك " في " س " و " ه‍ ".
4. لم يرد " أهل " في " س " و " ه‍ ".
5. في " س " و " ه‍ ": " مثل خلق ".
193

ثم أمات إسرافيل، ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك (1). ثم
أمات ملك الموت.
قال: ثم يقول تبارك وتعالى: (لمن الملك اليوم) فيرد على نفسه (لله الواحد
القهار) (2) أين الجبارون؟ أين الذين ادعوا معي إلها (3)؟ أين المتكبرون؟ ونحو هذا.
ثم يلبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كله وأضعاف ذلك. ثم يبعث الخلق،
وينفخ (4) في الصور.
قال عبيد بن زرارة: فقلت: إن هذا الأمر كأني طولت ذلك، فقال:
أ رأيت (5) ما كان قبل أن يخلق الخلق أطول، أو ذا؟ قال: قلت: ذا، قال: فهل علمت
به؟ قال (6): قلت: لا، قال: فكذلك هذا (7). (8)
(163) 10. زيد، عن علي بن مزيد صاحب السابري، قال:
أوصى إلي رجل بتركته، وأمرني أن يحج بها عنه، فنظرت في ذلك، فإذا شيء
يسير لا يكون للحج سألت أبا حنيفة وغيره، فقالوا: تصدق بها، فلما حججت (9)، لقيت
عبد الله بن الحسن في الطواف، فقلت له ذلك، فقال لي: هذا جعفر بن محمد في
الحجر فاسأله، قال: فدخلت الحجر، فإذا أبو عبد الله (عليه السلام) تحت الميزاب مقبل بوجهه

1. في " س " و " ه‍ ": " ذلك كله ".
2. غافر (40): 16.
3. في " س " و " ه‍ ": " إلها آخر ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أو ينفخ ".
5. في " س " و " ه‍ " بدل " أرأيت ": " مرات ".
6. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
7. لم يرد " هذا " في " س " و " ه‍ ".
8. رواه عن غير زيد النرسي: الزهد للحسين بن سعيد: 90 / 242 عن زيد القرشي نحوه، تفسير القمي: 2 / 256
عن زيد البرسي وكلاهما عن عبيد بن زرارة، بحار الأنوار: 6 / 327 / 4 و ج 57 / 104 / 89 عن كتاب زيد
النرسي.
بيان: زيد البرسى وزيد القرشي لعلهما تصحيف.
9. في " س " و " ه‍ ": " فلما حججنا ".
194

على البيت يدعو، ثم التفت فرآني، فقال: ما حاجتك؟ فقلت: جعلت فداك إني رجل
من أهل الكوفة من مواليكم، فقال: دع ذا عنك، حاجتك. قال: قلت:
رجل مات وأوصى بتركته إلي، وأمرني أن أحج بها عنه، فنظرت في ذلك،
فوجدته يسيرا لا يكون للحج، فسألت من قبلنا، فقالوا لي (1): تصدق به، فقال لي: ما
صنعت؟ فقلت (2): تصدقت به، قال: ضمنت إلا أن لا يكون يبلغ أن يحج به من مكة، فإن كان
يبلغ أن يحج به من مكة، فأنت ضامن، وإن لم يكن يبلغ ذلك، فليس عليك ضمان. (3)
(164) 11. زيد قال: حدثني علي بن مزيد (4) بياع السابري، قال:
رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) في الحجر تحت الميزاب، مقبلا بوجهه على البيت، باسطا
يديه وهو يقول: اللهم ارحم ضعفي وقلة حيلتي، اللهم أنزل علي كفلين من رحمتك،
وأدر علي من رزقك الواسع، وادرأ عني شر فسقة الجن والإنس، وشر فسقة العرب
والعجم، اللهم أوسع علي في الرزق ولا تقتر علي، اللهم ارحمني ولا تعذبني، ارض
عني ولا تسخط علي؛ إنك سميع الدعاء، قريب مجيب. (5)
(165) 12. زيد قال: سمعت علي بن مزيد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ما أحد ينقلب من الموقف من بر الناس وفاجرهم، مؤمنهم وكافرهم إلا برحمة،
ومغفرة، يغفر للكافر ما عمل في سنة، ولا يغفر له ما قبله ولا ما يفعل بعد ذلك (6) ويغفر
للمؤمن من شيعتنا جميع ما عمل في عمره وجميع ما يعمله في سنة بعد ما ينصرف
إلى أهله من يوم يدخل إلى أهله سنة، ويقال له بعد ذلك: قد غفر لك وطهرت من

1. لم يرد " لي " في " س " و " ه‍ ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قلت ".
3. رواه بالإسناد إلى زيد النرسي: الكافي: 7 / 21 / 1، تهذيب الأحكام: 9 / 228 / 896، الفقيه: 4 / 207 / 5482
كلها نحوه، بحار الأنوار: 99 / 118 / 14 و ج 103 / 208 / 21 عن كتاب زيد النرسي.
4. في " س " و " ه‍ ": " علي بن زيد ".
5. بحار الأنوار: 99 / 199 / 17 عن كتاب زيد النرسي.
6. لم يرد " ذلك " في " س " و " ه‍ ".
195

الدنس، فاستقبل واستأنف العمل، وحاج غفر له ما عمل في عمره ولا يكتب عليه
سيئة فيما يستأنف، وذلك إن تدركه العصمة من الله، فلا يأتي بكبيرة أبدا، فما دون
الكبائر مغفور له. (1)
(166) 13. زيد، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ما بدا الله (2) بداء أعظم من بداء بدا له في إسماعيل ابني (3). (4)
(167) 14. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:

1. بحار الأنوار: 99 / 262 / 42 عن كتاب زيد النرسي.
2. في " ح ": " ما بدا الله ".
3. في " س " و " ه‍ ": " أعظم مما بدأ له في إسماعيل ابني ". ليس البداء - كما تظنه جهال الناس - بأنه بداء ندامة،
تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، ولكن يجب علينا أن نقر لله عز وجل بأن له البداء معناه أن له أن يبدأ بشيء من
خلقه فيخلقه قبل شيء، ثم يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره، أو يأمر بأمر، ثم ينهى عن مثله، أو ينهى عن
شيء، ثم يأمر بمثل ما نهى عنه، وذلك مثل نسخ الشرائع وتحويل القبلة وعدة المتوفى عنها زوجها، ولا يأمر
الله عباده بأمر في وقت ما إلا وهو يعلم أن الصلاح لهم في ذلك الوقت في أن يأمرهم بذلك، ويعلم أن في وقت
آخر الصلاح لهم في أن ينهاهم عن مثل ما أمرهم به، فإذا كان ذلك الوقت أمرهم بما يصلحهم، فمن أقر لله عز
وجل بأن له أن يفعل ما يشاء، ويؤخر ما يشاء، ويخلق مكانه ما يشاء، ويؤخر ما يشاء كيف يشاء، فقد أقر
بالبداء. وما عظم الله عز وجل بشيء أفضل من الإقرار بأن له الخلق والأمر، والتقديم والتأخير، وإثبات ما لم
يكن، ومحو ما قد كان. والبداء هو رد على اليهود؛ لأنهم قالوا: إن الله قد فرغ من الأمر، فقلنا: إن الله كل يوم في
شأن، يحيي ويميت، ويرزق ويفعل ما يشاء. والبداء ليس من ندامة، وإنما هو ظهور أمر. تقول العرب: بدا لي
شخص في طريقي أي ظهر، وقال الله - عز وجل -: وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون أي ظهر لهم. ومتى
ظهر لله - تعالى ذكره - من عبد صلة لرحمه زاد في عمره، ومتى ظهر له قطيعة رحم، نقص من عمره، ومتى ظهر
له من عبد إتيان الزنى، نقص من رزقه وعمره، ومتى ظهر له منه التعفف عن الزنى، زاد في رزقه وعمره. ومن
ذلك قول الصادق (عليه السلام): ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل ابني. يقول ما ظهر لله أمر كما ظهر له في إسماعيل
ابني إذا اخترمه قبلي ليعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي. وقد روي من طريق أبي الحسين الأسدي رضوان الله عليه
في ذلك شيء غريب وهو أنه روي أن الصادق (عليه السلام) قال: ما بدا لله بداء كما بدا له في إسماعيل أبي إذا أمر أباه
بذبحه ثم فداه بذبح عظيم. وفي الحديث - على الوجهين جميعا - عندي نظر إلا أني أوردته لمعنى لفظ البداء.
والله الموفق للصواب. (التوحيد: 335).
4. رواه عن غير زيد النرسي: كمال الدين: 69، التوحيد: 336 / 10، الاعتقادات للصدوق: 41، بحار الأنوار:
4 / 122 / 69 و ج 47 / 269 / 41 عن كتاب زيد النرسي.
196

إني ناجيت الله ونازلته في إسماعيل ابني أن يكون من (1) بعدي فأبى ربي إلا أن
يكون موسى ابني (2).
(168) 15. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إن شيطانا قد ولع بابني إسماعيل يتصور في صورته ليفتن به الناس وأنه لا يتصور
في صورة نبي ولا وصي نبي (3) فمن قال لك من الناس: إن إسماعيل ابني حي لم يمت،
فإنما ذلك الشيطان تمثل له في صورة إسماعيل، ما زلت أبتهل إلى الله عز وجل في
إسماعيل ابني أن يحييه لي ويكون القيم من بعدي، فأبى ربي ذلك، وأن هذا شيء ليس
إلى الرجل منا يضعه حيث يشاء، وإنما ذلك عهد من الله عز وجل يعهده إلى من يشاء
فشاء الله (4) أن يكون موسى ابني (5) وأبى أن يكون إسماعيل، ولو جهد الشيطان أن يتمثل
بابني موسى ما قدر على ذلك أبدا، والحمد لله. (6)
(169) 16. زيد، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت له: كانت الدنيا قط منذ كانت وليس في الأرض حجة (7)، قال: قد كانت
الأرض وليس (8) فيها رسول ولا نبي ولا حجة، وذلك بين آدم ونوح في الفترة، ولو
سألت هؤلاء عن هذا، لقالوا: لن تخلو الأرض من الحجة وكذبوا، إنما ذلك شيء بدا
لله عز وجل فيه (فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين) (9) وقد كان بين عيسى

1. لم يرد " من " في " س " و " ه‍ ".
2. رواه عن غير زيد النرسي: بصائر الدرجات: 472 / 11 عن أبي بصير نحوه، بحار الأنوار: 47 / 269 / 42 عن
كتاب زيد النرسي.
3. لم يرد " نبي " في " س " و " ه‍ ".
4. في " س " و " ه‍ ": " شاء الله ".
5. في " س " و " ه‍ ": " ابني موسى ".
6. بحار الأنوار: 47 / 269 / 43 عن كتاب زيد النرسي.
7. في " س " و " ه‍ ": " مذ كانت وليس فيها حجة ".
8. في " س " و " ه‍ ": " ولا ".
9. البقرة (2): 213.
197

ومحمد (1) (عليهما السلام) فترة من الزمان لم يكن في الأرض نبي ولا رسول ولا عالم، فبعث الله
محمدا (صلى الله عليه وآله) بشيرا ونذيرا وداعيا إليه (2). (3)
(170) 17. زيد قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول:
قال أبي جعفر (عليه السلام): يا بني! إن من ائتمن شارب الخمر (4) على أمانة فلم يؤدها إليه (5)،
لم يكن له على الله ضمان، ولا أجر، ولا خلف، ثم إن ذهب ليدعو الله عليه لم يستجب
الله دعاءه. (6)
(171) 18. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من عرف الله خافه، ومن خاف الله حثه الخوف من الله على العمل بطاعته والأخذ
بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين بأدب الله والآخذين عن الله، إنه حق على الله أن
ينجيه من مضلات الفتن، وما رأيت شيئا هو أضر في دين المسلم من الشح. (7)
(172) 19. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سأله بعض أصحابنا عن طلب الصيد (8)، وقال له: إني رجل ألهو بطلب الصيد
وضرب الصوالج وألهو بلعب الشطرنج قال (9): فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
أما الصيد فإنه سعي باطل، وإنما أحل الله الصيد لمن اضطر إلى الصيد، فليس
المضطر إلى طلبه سعيه فيه باطل، ويجب عليه التقصير في الصلاة والصيام جميعا إذا كان

1. في " س " و " ه‍ ": " بين محمد (صلى الله عليه وآله) وعيسى (عليه السلام) ".
2. بحار الأنوار: 4 / 122 / 68 عن كتاب زيد النرسي.
3. وفي هامش " ح " مكتوب = ويحتمل أن يكون من الشيخ الحر (رحمه الله) -: إن هذا له معارضات متواترة، وينافيه أدلة
العقل والآيات أيضا، وعلى تقدير ثبوته يحمل على التقية، أو كون الحجة غائبا.
4. في " س ": " شارب خمر ".
5. في " ه‍ ": " فلم يردها عليه ".
6. رواه عن غير زيد النرسي: الكافي: 5 / 300 / 3، تهذيب الأحكام: 7 / 231 / 29 كلاهما عن أبي الربيع، عن
الإمام الصادق (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه، بحار الأنوار: 103 / 175 / 4 عن كتاب زيد النرسي.
7. بحار الأنوار: 70 / 400 / 73 عن كتاب زيد النرسي.
8. في " س " و " ه‍ ": " عن مطلب الصيد ".
9. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
198

مضطرا إلى أكله، وإن كان ممن يطلبه للتجارة وليست (1) له حرفة إلا من طلب الصيد فإن
سعيه حق وعليه التمام في الصلاة والصيام؛ لأن ذلك تجارته، فهو بمنزلة صاحب
الدور الذي يدور في الأسواق في طلب التجارة، أو كالمكاري والملاح، ومن طلبه
لاهيا وأشرا وبطرا، فإن سعيه ذلك سعي باطل وسفر باطل، وعليه التمام في الصلاة
والصيام، وإن المؤمن لفي شغل عن ذلك، شغله طلب الآخرة عن الملاهي.
وأما الشطرنج فهو (2) الذي قال الله عز وجل: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا
قول الزور) (3) الغناء، وإن المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل، ما له وللملاهي؟ فإن
الملاهي تورث قساوة القلب وتورث النفاق.
وأما ضربك بالصوالج (4) فإن الشيطان معك يركض (5) والملائكة تنفر عنك، وإن
أصابك شيء، لم تؤجر، ومن عثر به دابته فمات، دخل النار. (6)
(173) 20. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سئل: إذا لم نجد أهل الولاية يجوز لنا أن نصدق على غيرهم؟ فقال: إذا لم تجدوا
أهل الولاية في المصر تكونون فيه فابعثوا بالزكاة المفروضة إلى أهل الولاية من غير
أهل مصركم (7). فأما ما كان في سوى المفروض من صدقة، فإن لم تجدوا (8) أهل الولاية
فلا عليكم أن تعطوه الصبيان، ومن كان في مثل عقول الصبيان ممن لا ينصب ولا
يعرف ما أنتم عليه فيعاديكم، ولا يعرف خلاف ما أنتم عليه، فيتبعه ويدين به (9) وهم

1. في " س " و " ه‍ ": " وليس ".
2. كذا في " م " وفي " ح " و " س " و " ه‍ ": " فهي ".
3. الحج (22): 30.
4. الصولجان -، بفتح اللام -: المحجن، فارسي معرب. والجمع: الصوالجة، والهاء للعجمة. (الصحاح: 1 / 325)
وهو معرب چوگان.
5. في " س " و " ه‍ ": " يركض معك ".
6. بحار الأنوار: 76 / 356 / 22 و ج 89 / 69 / 39 عن كتاب زيد النرسي.
7. في " س " و " ه‍ ": " من غير مصركم ".
8. في " س " و " ه‍ ": " فإن تجدوا ".
9. في " س " و " ه‍ ": " ويدين بهم ".
199

المستضعفون من الرجال والنساء والولدان تعطونهم دون الدرهم ودون الرغيف، فأما
الدرهم التام فلا يعطى إلا أهل الولاية.
قال: فقلت: جعلت فداك فما تقول في السائل يسأل على الباب وعلى الطريق
ونحن لا نعرف ما هو؟ فقال: لا تعطه - ولا كرامة - ولا تعط غير أهل الولاية إلا أن يرق
قلبك عليه فتعطيه الكسرة من الخبز والقطعة من الورق. فأما (1) الناصب فلا يرقن (2)
قلبك عليه، ولا تطعمه ولا تسقه وإن مات جوعا وعطشا (3)، ولا تغثه، وإن كان غرقا أو
حرقا فاستغاث (4) فغطه ولا تغثه؛ فإن أبي نعم (5) المحمدي كان يقول: من أشبع ناصبيا
ملأ الله جوفه نارا يوم القيامة معذبا كان أو مغفورا له. (6)
(174) 21. زيد قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): الرجل من مواليكم يكون عارفا،
يشرب الخمر ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه، فقال:
تبرؤوا من فعله ولا تتبرؤوا منه، أحبوه وأبغضوا عمله. قلت: فيسعنا أن نقول:
فاسق فاجر؟ فقال: لا؛ الفاسق، الفاجر، الكافر: الجاحد لنا، الناصب لأوليائنا أبى الله أن
يكون ولينا (7) فاسقا فاجرا وإن عمل ما عمل، ولكنكم تقولون: فاسق العمل، فاجر
العمل، مؤمن النفس، خبيث الفعل، طيب الروح والبدن. والله ما يخرج ولينا من الدنيا
إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون (8) يحشره الله - على ما فيه من الذنوب - مبيضا
وجهه، مستورة عورته، آمنة روعته، لا خوف عليه ولا حزن، وذلك أنه لا يخرج من
الدنيا حتى يصفى من الذنوب إما بمصيبة في مال، أو نفس، أو ولد، أو مرض، وأدنى

1. في " س " و " ه‍ ": " وأما ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فلا يرق ".
3. في " س " و " ح " و " ه‍ ": " أو عطشا ".
4. لم يرد " فاستغاث " في " س " و " ه‍ ".
5. كأنه على الحكاية.
6. بحار الأنوار: 96 / 71 / 46 عن كتاب زيد النرسي.
7. لم يرد " ولينا " في " س " و " ه‍ ".
8. في " س " و " ه‍ ": " عنه رضوان ".
200

ما يصفى به ولينا أن يريه (1) الله رؤيا مهولة، فيصبح حزينا لما رأى، فيكون ذلك كفارة
له، أو خوفا يرد عليه من أهل دولة الباطل، أو يشدد عليه عند الموت، فيلقى الله طاهرا
من الذنوب، آمنا روعته بمحمد (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين (عليه السلام)، ثم يكون أمامه أحد الأمرين:
رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من ذنوب أهل الأرض جميعا، وشفاعة محمد (صلى الله عليه وآله)
وأمير المؤمنين صلى الله عليهما، إن أخطأته رحمة ربه أدركته شفاعة نبيه وأمير
المؤمنين صلى الله عليهما، فعندها تصيبه رحمة ربه الواسعة. (2)
(175) 22. زيد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام):
أنه كان إذا رفع رأسه في صلاته من السجدة الأخيرة جلس جلسة، ثم نهض للقيام
وبادر بركبتيه من الأرض قبل يديه. (3)
(176) 23. زيد، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا أدركت الجماعة وقد انصرف القوم ووجدت الإمام مكانه وأهل المسجد قبل
أن ينصرفوا من الصلاة (4) أجزأك أذانهم وإقامتهم، فاستفتح الصلاة لنفسك، وإذا
وافيتهم وقد انصرفوا عن صلاتهم وهم جلوس أجزأك إقامة بغير أذان. وإن وجدتهم
قد تفرقوا وخرج بعضهم عن المسجد، فأذن وأقم لنفسك. (5)
(177) 24. زيد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، قال:
من زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) - فله الجنة. (6)
(178) 25. زيد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
إذا رفعت رأسك من آخر سجدتك في الصلاة قبل أن تقوم، فاجلس جلسة، ثم

1. هكذا في أكثر النسخ. وفي " ح ": " يرويه " مع ضميمة كلمة " كذا " فوقه التي تدل على استغرابه.
2. بحار الأنوار: 27 / 137 / 139 نقلا عن كنز جامع الفوائد، عن زيد بن يونس الشحام نحوه، و ج 68 / 147 / 96
عن كتاب زيد النرسي.
3. بحار الأنوار: 85 / 184 / 10 عن كتاب زيد النرسي.
4. لم يرد " من الصلاة " في " س " و " ه‍ ".
5. بحار الأنوار: 84 / 171 / 75 عن كتاب زيد النرسي.
6. رواه بالإسناد إلى زيد النرسي: كامل الزيارات: 510 / 795.
201

بادر بركبتيك إلى الأرض قبل يديك وابسط (1) يديك بسطا وأتك (2) عليهما ثم قم؛ فإن
ذلك وقار المرء المؤمن الخاشع لربه، ولا تطيش من سجودك مبادرا إلى القيام كما
يطيش هؤلاء الأقشاب (3) في صلاتهم. (4)
(179) 26. زيد، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام):
أنه رآه يصلي فكان إذا كبر في الصلاة ألزق أصابع يديه: الإبهام، والسبابة،
والوسطى، والتي تليها، وفرج بينها وبين الخنصر، ثم رفع يديه بالتكبير قبالة
وجهه، ثم يرسل يديه ويلزق بالفخذين ولا يفرج (5) بين الأصابع، فإذا اعتدل لم يرفع
يديه، وضم الأصابع بعضها إلى بعض كما كانت، ويلزق يديه مع الفخذين، ثم يكبر
ويرفعها (6) قبالة وجهه كما هي، ملتزق الأصابع، فيسجد، ويبادر بهما إلى الأرض (7)
من قبل ركبتيه، ويضعهما مع الوجه بحذائه، فيبسطها على الأرض بسطا، ويفرج بين
الأصابع كلها، ويجنح بيديه، ولا يجنح في الركوع، فرأيته كذلك يفعل، ويرفع يديه
عند كل تكبير (8)، فيلزق الأصابع ولا يفرج بين الأصابع إلا في الركوع والسجود وإذا
بسطهما (9) على الأرض (10). (11)

1. في " س " و " ه‍ ": " فابسط ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فاتك ".
3. " الأقشاب " هي جمع قشب، يقال: رجل قشب خشب - بالكسر - إذا كان لا خير فيه. (النهاية: 4 / 64).
4. بحار الأنوار: 85 / 184 / 10 عن كتاب زيد النرسي.
5. في " س " و " ه‍ " بعد كلمة " لا يفرج " زيادة وهي: " بين أصابع يديه فإذا ركع كذلك يديه وكبر ورفع يديه
بالتكبير قبالة وجهه، ثم يلقم ركبتيه كفيه ويفرج ".
6. في " س " و " ه‍ ": " ويرفعهما ".
7. في " س " و " ه‍ ": " يبادر بهما الأرض ".
8. في " س " و " ه‍ ": " تكبيرة ".
9. في " س، ه‍ ": " إذا بسطهما " بدون الواو.
10. التفريج بين الخنصر والتي تليها، وعدم التجنيح في الركوع، وتفريج الأصابع في السجود مخالف لسائر
الأخبار، ولعلها محمولة على عذر أو اشتباه الراوي. ويمكن حمل الوسط على عدم التجنيح الكثير كما في
السجود. (بحار الأنوار: 84 / 225).
11. بحار الأنوار: 84 / 225 / 12 عن كتاب زيد النرسي.
202

(180) 27. زيد، عن سماعة بن مهران، قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) إذا سجد بسط
يديه على الأرض بحذاء وجهه، وفرج بين أصابع يديه (1) ويقول: إنهما يسجدان كما
يسجد الوجه. (2)
(181) 28. زيد، عن سماعة، عن أبي بصير، قال:
رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يصلي فإذا رفع يديه بالتكبير للافتتاح والركوع والسجود،
يرفعهما قبالة وجهه ودون ذلك بقليل. (3)
(182) 29. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من السنة الترجيع في أذان الفجر وأذان عشاء الآخرة (4)، أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بلالا أن
يرجع في أذان الغداة وأذان عشاء الآخرة (5) إذا فرغ (6) أشهد أن محمدا رسول الله، عاد،
فقال: أشهد أن لا إله إلا الله حتى يعيد الشهادتين، ثم يمضي في (7) أذانه، ثم لا يكون بين
الأذان والإقامة إلا جلسة. (8)
(183) 30. زيد، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن الله ليخاصر العبد المؤمن يوم القيامة والمؤمن يخاصر ربه يذكره ذنوبه. قلت:
وما " يخاصر "؟ [قال] (9): فوضع يده على خاصرتي، فقال: هكذا [كما] (10) يناجي الرجل

1. تفريج الأصابع خلاف المشهور وسائر الأخبار من استحباب ضم الأصابع بل ادعى عليه في المنتهى
الإجماع. وقال ابن الجنيد: يفرق الإبهام عنها، فيمكن حمل الخبر على بيان الجواز، أو العذر، أو على خصوص
الإبهام على مختار ابن جنيد وإن كان بعيدا. (بحار الأنوار: 85 / 140).
2. بحار الأنوار: 85 / 140 / 27 عن كتاب زيد النرسي.
3. بحار الأنوار: 84 / 382 / 39 عن كتاب زيد النرسي.
4. في " س " و " ه‍ ": " العشاء الآخرة " وهو الصحيح.
5. في " س " و " ه‍ ": " العشاء الآخرة " وهو الصحيح.
6. في " س " و " ه‍ ": " إذا فرغ من ".
7. وفي " ح ": " في صلاة أذانه " والظاهر أنها زائدة ولم توجد في " س " و " ه‍ " و " م " و " مج ".
8. بحار الأنوار: 84 / 172 / 76 عن كتاب زيد النرسي.
9. لم يرد " يسره إليه " في " س " و " ه‍ ".
10. لم يرد " يسره إليه " في " س " و " ه‍ ".
203

منا أخاه في الأمر يسره إليه (1). (2)
(184) 31. زيد، عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن الله ينزل (3) في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال
بفخذيه أهل عرفات يمينا وشمالا (4) ولا يزال (5) كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر
الناس وكل الله ملكين بجبال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت: يا رب (6) سلم
سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول - جل جلاله -: آمين آمين رب العالمين، فلذلك
لا تكاد ترى صريعا ولا كسيرا (7). (8)
(185) 32. زيد، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام):
أنه سمع الأذان قبل طلوع الفجر، فقال: شيطان، ثم سمعه عند طلوع الفجر،
فقال: الأذان حقا. (9)
(186) 33. زيد، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
سألته عن الأذان قبل طلوع الفجر، فقال: لا (10)، إنما الأذان عند طلوع الفجر أول ما

1. لم يرد " يسره إليه " في " س " و " ه‍ ".
2. بحار الأنوار: 7 / 276 / 51 عن كتاب زيد النرسي.
3. في " س " و " ه‍ ": " لينزل ".
4. وجاء في هامش " ح ": " هذا لا وجه له وهو ظاهر البطلان ولعله - إن ثبت - مجاز أو إضمار " (م د ح).
5. في " س " و " ه‍ ": " فلا يزال ".
6. لم يرد " يا رب " في " س " و " ه‍ ".
7. هذا الحديث وأضرابه ساقط لا يعتنى به ولا يؤبه براويه أيا كان، وقد أمرنا في عدة روايات - وفيها الصحاح -
بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) فمنها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن على كل حق حقيقة، وعلى كل
صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه... فأحاديث النزول إلى سماء الدنيا
وأشباهها لا تؤخذ بنظر الاعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله)، بل هي من الأحاديث المدسوسة في
كتب أصحابنا القدماء وتلقاها بعض المتأخرين فرواها كما هي وتمحل في تأويلها. (بحار الأنوار بهامشه).
8. بحار الأنوار: 99 / 262 / 43 عن كتاب زيد النرسي وفيه " ينظر " بدل " ينزل " وليس فيه " إلى الأرض... ولا
يزال كذلك ".
9. بحار الأنوار: 84 / 172 / 76 عن كتاب زيد النرسي.
10. في " س " و " ه‍ ": " قال: لا ".
204

يطلع. قلت: فإن كان يريد أن يؤذن الناس بالصلاة وينبههم؟ قال: فلا يؤذن،
ولكن ليقل وينادي ب‍ " الصلاة خير من النوم " و " الصلاة خير من النوم " يقولها مرارا،
فإذا طلع الفجر أذن فلم يكن بينه وبين أن يقيم إلا جلسة خفيفة بقدر الشهادتين وأخف
من ذلك. (1)
(187) 34. زيد، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
انتظار الصلاة جماعة، من جماعة إلى جماعة كفارة كل ذنب. (2)
(188) 35. زيد، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
الصلاة خير من النوم بدعة بني أمية وليس ذلك من أصل الأذان ولا بأس إذا أراد
الرجل أن ينبه الناس للصلاة أن ينادي بذلك، ولا يجعله من أصل الأذان؛ فإنا لا نراه
أذانا. (3)
(189) 36. زيد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) (4) يحدث عن أبيه:
إن الجنة والحور لتشتاق إلى من يكسح المساجد ويأخذ عنها القذى. (5)
(190) 37. زيد قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
غسل الرأس بالخطمي يوم الجمعة من السنة يدر الرزق، ويصرف الفقر،
ويحسن الشعر والبشر وهو أمان من الصداع. (6)
(191) 38. زيد، عن بعض أصحابنا، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يغسل رأسه بالسدر، ويقول: اغسلوا رؤوسكم بورق السدر؛

1. بحار الأنوار: 84 / 172 / 76 عن كتاب زيد النرسي.
2. بحار الأنوار: 88 / 99 / 68 عن كتاب زيد النرسي.
3. بحار الأنوار: 84 / 172 / 76 عن كتاب زيد النرسي.
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أبا عبد الله ".
5. بحار الأنوار: 83 / 382 / 52 عن كتاب زيد النرسي.
6. رواه بالإسناد إلى زيد النرسي: جامع الأحاديث للقمي (كتاب العروس): 160، بحار الأنوار: 76 / 88 / 9 عن
كتاب زيد النرسي.
205

فإنه قدسه كل ملك مقرب وكل نبي مرسل، وكان يقول: من غسل رأسه بالسدر صرف
الله عنه وسوسة الشيطان، ومن صرف عنه وسوسة الشيطان لم يعص، ومن لم يعص
دخل الجنة. (1)
(192) 39. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يرثن النساء من الولا إلا ما
أعتقن. (2)
(193) 40. زيد قال: سمعت (3) أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يحول خاتمه ليحفظ به
طوافه، قال: لا بأس، إنما يريد به التحفظ. (4)
(194) 41. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يكون له الإبل والبقر والغنم أو المتاع
فيحول عليه الحول، فيموت الإبل والبقر، ويحترق المتاع، فقال (5): إن كان حال عليه
الحول وتهاون في إخراج زكاته، فهو ضامن للزكاة وعليه زكاة ذلك، وإن كان قبل أن
يحول عليه الحول، فلا شيء عليه. (6)
(195) 42. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
كان الله وهو لا يريد بلا عدد أكثر مما كان مريدا. (7)
(196) 43. زيد، عن علي بن مزيد، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1. رواه بالإسناد إلى زيد النرسي: ثواب الأعمال: 37 / 1.
رواه عن غير زيد النرسي: الفقيه: 1 / 125 / 296 من دون إسناد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، روضة الواعظين: 337،
بحار الأنوار: 76 / 88 / 9 عن كتاب زيد النرسي.
2. رواه عن غير زيد النرسي: مسند زيد: 370 عن الإمام علي (عليه السلام) نحوه، بحار الأنوار: 104 / 360 / 3. وهذا
الحديث غير موجود في " س " و " ه‍ ".
3. كذا في النسخ. والظاهر الصحيح: " سألت ".
4. بحار الأنوار: 99 / 213 / 41 عن كتاب زيد النرسي.
5. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
6. رواه عن غير زيد النرسي: الكافي: 3 / 531 / 6 عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا وليس فيه ذيله، بحار
الأنوار: 96 / 37 / 18 عن كتاب زيد النرسي.
7. بحار الأنوار: 4 / 145 / 17 عن كتاب زيد النرسي.
206

إن الشمس تطلع كل يوم (1)، بين قرني الشيطان إلا صبيحة ليلة القدر. (2)
(197) 44. زيد، عن علي بن مزيد، قال: حضرت أبا عبد الله (عليه السلام) ورجل يسأله عن
شارب الخمر: أتقبل (3) له صلاة؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
لا تقبل صلاة شارب المسكر أربعين يوما إلا أن يتوب، قال (4) له الرجل (5): فإن تاب
من يومه وساعته؟ فقال: تقبل توبته وصلاته إذا تاب وهو يعقله، فأما أن يكون في
سكرة فما يعبأ بتوبته. (6)
(198) 45. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا أحرزت متاعا، فقل: اللهم! إني استودعتكه يا من لا يضيع (7) وديعته
واستحرستكه فاحفظه علي، واحرسه لي بعينك التي لا تنام، وبركنك الذي لا يرام،
وبعزك الذي لا يذل، وبسلطانك القاهر الغالب لكل شيء. (8)
(199) 46. زيد، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
إذا أخذت من شعر رأسك فابدأ بالناصية ومقدم رأسك والصدغين من القفا
فكذلك السنة، وقل: بسم الله، وعلى ملة إبراهيم، وسنة محمد وآل محمد حنيفا
مسلما وما أنا من المشركين؛ اللهم! أعطني بكل شعرة وظفرة في الدنيا نورا يوم
القيامة؛ اللهم! أبدلني مكانه شعرا لا يعصيك تجعله زينة لي (9) ووقارا في الدنيا ونورا
ساطعا يوم القيامة، ثم تجمع شعرك وتدفنه وتقول: اللهم! اجعله إلى الجنة ولا تجعله

1. لم يرد " كل يوم " في " س " و " ه‍ ".
2. بحار الأنوار: 83 / 150 / 13 عن الراوندي.
3. في " س " و " ه‍ ": " تقبل " بدون الهمزة.
4. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
5. في " س " و " ه‍ ": " رجل ".
6. بحار الأنوار: 66 / 488 / 22 و ج 84 / 317 / 2 عن كتاب زيد النرسي.
7. في " س " و " ه‍ ": " لا تضيع ".
8. بحار الأنوار: 103 / 103 / 53 عن كتاب زيد النرسي.
9. لم يرد " لي " في " س " و " ه‍ ".
207

إلى النار، وقدس عليه ولا تسخط عليه، وطهره حتى تجعله كفارة وذنوبا تناثرت عني
بعدده، وما تبدله مكانه فاجعله طيبا وزينة ووقارا ونورا في القيامة منيرا يا أرحم
الراحمين؛ اللهم! زيني بالتقوى، وجنبني وجنب شعري وبشري المعاصي، وجنبني
الردى؛ فلا يملك ذلك أحد سواك. (1)
(200) 47. زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا نظرت إلى السماء، فقل: سبحان من جعل في السماء بروجا، وجعل فيها
سراجا وقمرا منيرا، وجعل لنا نجوما قبلة نهتدي بها إلى التوجه إليه في ظلمات البر
والبحر؛ اللهم! كما هديتنا إلى التوجه وإليك (2) إلى قبلتك المنصوبة لخلقك، فاهدنا إلى
نجومك التي جعلتها أمانا لأهل الأرض ولأهل السماء (3) حتى نتوجه بهم إليك، فلا
يتوجه المتوجهون إليك إلا بهم، ولا يسلك الطريق إليك من سلك من غيرهم، ولا لزم
المحجة من لم يلزمهم، استمسكت (4) بعروة الله الوثقى، واعتصمت بحبل الله المتين،
وأعوذ بالله من شر ما ينزل من السماء، ومن شر (5) ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في
الأرض، ومن شر ما خرج [منها] (6) ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ اللهم! رب السقف
المرفوع، والبحر المكفوف، والفلك المسجور، والنجوم المسخرات، ورب هود بن
آسية صل على محمد وآل محمد، وعافني من كل حية وعقرب، ومن جميع هوام
الأرض والهواء والسباع ومما (7) في البر والبحر، ومن أهل الأرض وسكان الأرض
والهواء.

1. بحار الأنوار: 76 / 84 / 2 عن كتاب زيد النرسي.
2. لم يرد " إليك " في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " وأهل السماء ".
4. في " س " و " ه‍ ": " أستمسك ".
5. لم يرد " من شر " في " س " و " ه‍ ".
6. لم يرد " من شر " في " س " و " ه‍ ".
7. في " س " و " ه‍ ": " مما " بدون واو.
208

قال: قلت: وما هود بن آسية؟ قال: كوكبة في السماء خفية تحت الوسطى من
الثلاث الكواكب التي في بنات النعش المتفرقات، ذلك أمان مما قلت. (1)
(201) 48. زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إياكم وعشار (2) الملوك وأبناء الدنيا؛ فإن ذلك يصغر نعم الله (3) في أعينكم [ويعقبكم
كفرا.
وإياكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا؛ ففي ذلك ذهاب دينكم] (4) ويعقبكم نفاقا،
وذلك داء دوي لا شفاء له، ويورث (5) قساوة القلب، ويسلبكم الخشوع.
وعليكم بالأشكال من الناس والأوساط من الناس؛ فعندهم تجدون معادن
الجوهر (6).
وإياكم أن تمدوا أطرافكم إلى ما في أيدي (7) أبناء الدنيا؛ فمن مد طرفه إلى ذلك،
طال حزنه، ولم يشف غيظه، واستصغر نعم الله (8) عنده، فيقل شكره لله. وانظر إلى من
هو دونك، فتكون لأنعم الله شاكرا ولمزيده مستوجبا، ولجوده ساكنا (9). (10)
(202) 49. زيد قال: سمعته يقول:
إياكم ومجالسة اللعان؛ فإن الملائكة لتنفر (11) عند اللعان، وكذلك تنفر عند

1. بحار الأنوار: 87 / 186 / 1 عن كتاب زيد النرسي.
2. في " مج ": " غشيان الملوك ".
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " نعمة الله ".
4. ما بين المعقوفين لم يرد في " ه‍ ".
5. في " س ": " وتورث ".
6. في " س " و " ه‍ ": " الجواهر ".
7. في " ح ": " يد أبناء ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " نعمة الله ".
9. في " مج ": " ساكبا ".
10. بحار الأنوار: 75 / 367 / 78 عن كتاب زيد النرسي.
11. في " س ": " تنفر ".
209

الرهان. وإياكم والرهان إلا رهان الخف والحافر والريش؛ فإنه تحضر (1) الملائكة،
فإذا سمعت اثنان (2) يتلاعنان، فقل:
اللهم! بديع السماوات والأرض صل على محمد وآل محمد، ولا تجعل ذلك إلينا
واصلا، ولا تجعل لعنك وسخطك ونقمتك إلي وإلى (3) الإسلام وأهله مساغا (4).
اللهم! قدس الإسلام وأهله تقديسا لا يسيغ (5) إليه سخطك (6)، واجعل لعنك على
الظالمين الذين ظلموا أهل دينك وحاربوا رسولك ووليك، وأعز الإسلام وأهله،
وزينهم بالتقوى وجنبهم الردى. (7)
(203) 50. زيد قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الزبيب يدق ويلقى في القدر، ثم
يصب عليه الماء، ويوقد تحته؟ فقال (8):
لا تأكله حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث؛ فإن النار قد أصابته، قلت: فالزبيب -
كما هو - يلقى في القدر ويصب عليه، ثم يطبخ ويصفى عنه الماء؟ قال: فكذلك (9) هو
سواء إذا أدت الحلاوة إلى الماء، فصار حلوا بمنزلة العصير، ثم نش من غير أن تصيبه
النار فقد حرم، وكذلك إذا أصابه النار، فأغلاه فقد فسد. (10)
(204) 51. زيد قال: حدثني أبو بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
ما زالت الخمر في علم الله وعند الله حراما وإنه لا يبعث الله نبيا، ولا يرسل

1. في " س " و " ه‍ ": " تحضره ".
2. كذا في النسخ.
3. وفي " ح " و " م ": " ولي " بدل " وإلى ".
4. في " ح ": " مساعا ".
5. كذا في " س " و " مج " وفي " ح " و " م ": " لا يسيع ".
6. كذا في " م " و " ه‍ " وفي " ح " و " س ": " لحظك ".
7. بحار الأنوار: 75 / 262 / 71 و ج 103 / 192 / 15 عن كتاب زيد النرسي.
8. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
9. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " فقال: كذلك ".
10. بحار الأنوار: 66 / 506 / 8 و ج 79 / 177 / 8 عن كتاب زيد النرسي.
210

رسولا (1) إلا ويجعل في شريعته تحريم الخمر، وما حرم الله حراما فأحله من بعد إلا
للمضطر (2)، ولا أحل الله حلالا قط، ثم حرمه. (3)
تم كتاب زيد النرسي
[صورة ما كتب في آخر النسخة الخطية - وهي بخط
الشيخ الحر (رحمه الله) - نقلا عن خط ملا رحيم الجامي شيخ
الإسلام نقلا عن المنتسخ منه] (4): كتبه (5) منصور بن
الحسن بن الحسين الآبي في ذي الحجة سنة أربع
وسبعين وثلاثمائة (6) والحمد (7) لله رب العالمين وصلى الله
على محمد وآله الطاهرين (8)

1. في " س " و " ه‍ ": " ولا رسولا ".
2. في " س " و " ه‍ ": " إلا لمضطر ".
3. بحار الأنوار: 66 / 488 / 23 عن كتاب زيد النرسي.
4. في " ه‍ " بدل ما بين العلامتين هكذا: " صورة ما في النسخة التي كتبت عليها ".
5. في " س " و " هو كتاب " بدل " كتبه ".
6. في " س " و " ه‍ ": " كذا في الأصل بخط السيد نصر الله طاب ثراه " وفي " ه‍ " زيادة وهي " انتهى. والحمد لله رب
العالمين ".
7. وقع هذه الجملة وما بعدها في " س " و " ه‍ " بعد كلمة " النرسي ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وآله الطيبين الطاهرين ".
211

كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي
عن حميد بن شعيب السبيعي (1) وعبد الله بن طلحة
النهدي وأبي الصباح الكناني (2) وذريح بن يزيد
المحاربي وغيرهم من الشيوخ
رواية أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري أيده الله (3)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين (4)
[أخبار حميد بن شعيب عن جابر الجعفي]
(205) 1. الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن إبراهيم التلعكبري
أيده الله، قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا حميد بن زياد الدهقان، قال: حدثنا
أبو جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز، قال: حدثنا محمد بن المثنى بن
القاسم الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، عن حميد بن
شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام):
من سره أن لا يكون بينه وبين الله حجاب يوم القيامة حتى ينظر إلى الله، وينظر الله
إليه (5)، فليتول (6) آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ويبرأ من عدوهم، ويأتم بالإمام منهم؛ فإنه إذا كان ذلك (7)،

1. في " س " و " ه‍ ": " عن محمد بن شعيب السبعي ".
2. في " ه‍ ": " الكتابي ".
3. في " س ": " رحمه الله ". و " ه‍ " خالية عن كل شيء.
4. في " س " و " ه‍ ": " وبه ثقتي ".
5. في " س " و " ه‍ ": " وينظر إليه ".
6. في " س " و " ه‍ ": " فليتوال ".
7. في " س " و " ه‍ ": " كذلك ".
213

نظر إلى الله، ونظر الله إليه. (1)
(206) 2. جعفر، عن حميد بن شعيب، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليا فقد
أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله. اللهم! من أحب عليا فأحبه، ومن أبغض عليا
فأبغضه. اللهم! إني أحب عليا فأحبه (2).
(207) 3. جعفر، عن حميد، عن جابر، قال: قال أبو جعفر: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
التاركون ولاية علي خارجون من الإسلام، من مات منهم على ذلك. (3)
(208) 4. جابر (4) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
ولايتنا ولاية الله التي لم يبعث نبيا قط إلا بها (5).
(209) 5. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
ما ضر من أكرمه الله أن يكون من شيعتنا ما أصابه من الدنيا ولو لم يقدر على شيء

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المحاسن: 1 / 133 / 165 عن بكر بن صالح، عن الإمام الرضا (عليه السلام)
نحوه، قرب الإسناد: 351 عن البزنطي، عن الإمام الرضا، عنهما (عليهما السلام).
2. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: بشارة المصطفى: 24 عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، نهج الحق: 259 عن السلمان، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 205 عن ابن عباس وأم سلمة
وسلمان، روضة الواعظين: 116، تفسير فرات الكوفي: 545 / 700 عن جابر بن عبد الله الأنصاري كلها عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وليس في كلها تمام الحديث، بل نقلوا شطرا من الحديث، الاستيعاب: 3 / 265، ذخائر العقبى:
122 عن أم سلمة وكلاهما عن عمرو بن شأس الأسلمي وليس فيهما ذيله.
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المحاسن: 1 / 297 / 598 عن عبد الله بن جبلة، عن حميدة، عن
جابر.
4. لم يرد " جابر " في " س " و " ه‍ ".
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 1 / 437 / 3، الأمالي للطوسي: 671 / 1412 كلاهما عن
محمد بن عبد الرحمن، الأمالي للمفيد: 142 / 9 عن أبي بصير بزيادة في آخره، بصائر الدرجات: 75 / 9 عن
محمد بن عبد الرحمن وكلها عن الإمام الصادق (عليه السلام) و ح 6 عن عبد الله بن جبلة، عن حميد بن شعيب السبيعي،
عن جابر و ح 7 عن أبي بصير و ح 8 عن أبي حمزة.
214

يأكله إلا الحشيش (1).
(210) 6. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
إنما شيعتنا من تابعنا ولم يخالفنا وإذا خفنا خاف (2) وإذا أمنا أمن، فأولئك شيعتنا
حقا. (3)
(211) 7. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
إن حديثنا صعب مستصعب، لا يؤمن به إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد
امتحن الله قلبه للإيمان فما عرفت (4) قلوبكم فخذوه، وما أنكرت فردوه إلينا. (5)
(212) 8. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
ما أحد أكذب على الله، ولا على رسوله ممن كذبنا أهل البيت أو كذب علينا؛ لأنا
إنما نحدث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعن الله، فإذا كذبنا فقد كذب الله ورسوله. (6)

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: شرح الأخبار: 3 / 462 / 1351 عن أبي بصير، عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، تفسير فرات الكوفي: 468 / 613 معنعنا عن جابر.
2. لم يرد " وإذا خفنا خاف " في " س " و " ه‍ ".
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: قرب الإسناد: 350 / 1260 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
الإمام الرضا (عليه السلام)، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تفسير العياشي: 2 / 117 / 160 وص 261 / 33 عن أحمد بن محمد،
عن الإمام الرضا (عليه السلام).
4. في " س " و " ه‍ ": " ما عرفت ".
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 1 / 401 / 1 عن عمار بن مروان، الخرائج والجرائح: 2 /
793 / 1، مختصر بصائر الدرجات: 123 كلاهما عن المنخل وكلها عن جابر، عنه (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيه
رواه بطريقين: الأولى... الأخرى عن سعد وعن أبي حمزة الثمالي، بصائر الدرجات: 21 / 1 عن المنخل، عن
جابر، عنه (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) و ح 2 عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) و ح 3 عن أبي
الجارود و ح 4 عن أبي بصير و ح 5 عن الأصبغ بن نباته، عن الإمام علي (عليه السلام) وص 22 / 6 عن أبي حمزة و ح 7
عن المفضل، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، إعلام الورى: 1 / 509، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 206 كلاهما عن
معروف بن خربوذ، الخصال: 208 / 27، معاني الأخبار: 189 / 1 كلاهما عن شعيب الحداد، روضة
الواعظين: 233 والثلاثة الأخيرة عن الإمام الصادق (عليه السلام)، بشارة المصطفى: 148، تفسير فرات الكوفي: 55
كلاهما عن الأصبغ بن نباته، عن الإمام علي (عليه السلام) وكلها نحوه، بحار الأنوار: 2 / 191 / 28 عن كتاب جعفر بن
محمد بن شريح.
6. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: قرب الإسناد: 350 / 1260 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، ف
عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عنه (عليه السلام)، بحار الأنوار: 2 / 191 / 29 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
215

(213) 9. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
إن المؤمن بركة على المؤمن، وإن المؤمن حجة لله (1).
(214) 10. جابر قال: قال لنا أبو جعفر (عليه السلام). قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم - وهو في
بيت حفصة -:
اللهم! أعط تلفا ومنقلبا إلى النار من أبغض عليا وعاداه وأعان على ظلمه وظلمه
حقه، اللهم! أعط خلفا ومنقلبا إلى الجنة من أحب عليا وتولاه وأبغض من عاداه وأعانه
على حقه، فقالت حفصة: يا رسول الله! ومن أمتك من يبغض عليا ويعاديه ويعين
على ظلمه، ويظلمه حقه؟ قال: فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد هلكت أنت وأبوك أن كان
أبوك أول من يعين على ظلمه، وكنت أنت فيمن عاداه، قال: فقالت: يجيرني الله أنا
وأبي عن ذلك.
(215) 11. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
التاركون لولاية علي، والمنكرون لفضله، والمضاهون أعداءه خارجون من
الإسلام، من مات منهم على ذلك، قال: فقالت أم سلمة: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لقد هلك
المبغضون عليا، والتاركون لولايته، والمنكرون لفضله، والمضاهون أعداءه، وإني
لأجد قلبي سليما لعلي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صدقت وتحززت (2) أما إن الله لا ينظر إليهم
يوم القيامة ولهم عذاب أليم (3) ولا يزكيهم ولا يكلمهم يوم القيامة، ولهم عذاب أليم.
(216) 12. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لا ينجو من النار وشدة تغيظها وزفيرها وقرنها وحميمها من عادى عليا وترك

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الاختصاص: 27 عن الإمام الصادق (عليه السلام) وليس فيه ذيله، تحف العقول:
489 عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وفيه " حجة على الكافر " بدل " حجة لله "، بحار الأنوار: 2 / 283 / 62
عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
2. في " س " و " ه‍ ": " تحررت ".
3. لم يرد " ولهم عذاب أليم " في " س " و " ه‍ ".
216

ولايته، وأحب من عاداه، فقالت ميمونة زوج النبي (صلى الله عليه وآله): والله (1) ما أعرف من أصحابك يا
رسول الله من يحب عليا إلا قليلا منهم، قال: فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): القليل من
المؤمنين كثير، ومن تعرفين منهم؟
قالت (2): أعرف أبا ذر والمقداد وسلمان، وقد تعلم أني أحب عليا بحبك إياه
ونصيحته (3) لك، قال: فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): صدقت إنك صديقة امتحن الله قلبك
للإيمان (4).
(217) 13. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
اللهم! إنك أمرتني بحب علي، فأحب من يحبه (5)، وأبغض من أبغضه، اللهم! إنك
أمرتني أن أواخي عليا، فآخيته، فنعم الأخ وجدته، اللهم! إنك جعلته وزيري، فنعم
الوزير وجدته، اللهم! إنك جعلته الهادي معي في طينتي، فنعم الهادي والمتبع، اللهم!
إنك جعلته القائد والداعي إلى الجنة من صدقه واتبع أمره، اللهم! أنت جعلته حجة
على من عصاه وخالف أمره، اللهم! إني قد بلغت ما أمرتني به في علي وبنيه، اللهم! إني
لم أقل في علي إلا ما أمرتني به، اللهم! فمن صدقني فيما قلت في علي واتبعني عليه (6)
فهو مني، اللهم! ومن كذب بما قلت في علي وترك أمري فيه، فليس هو مني.
(218) 14. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أتاني جبرئيل، فقال: إن الله يأمرك أن تحب عليا، وأن تأمر بحبه وولايته؛ فإني
معط أحباء علي الجنة خلدا بحبهم إياه، ومدخل أعداءه والتاركين ولايته النار جزاء

1. لم يرد " والله " في " س " و " ه‍ ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فقالت ".
3. في " ح ": " نصحته ".
4. بالإضافة إلى ما مر؛ فإن حواشي الحديث الثالث يؤيد مضمون هذا الحديث والحديث العاشر والحادي عشر.
وكذلك يوجد شواهد لها في مكاتبة البزنطي.
5. في " س " و " ه‍ ": " أحبه ".
6. لم يرد " عليه " في " س " و " ه‍ ".
217

بعداوتهم إياه وتركهم ولايته. (1)
(219) 15. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
من أراد أن يطيب الله جسده فلا يأكل إلا طيبا؛ فإن الله يقول في كتابه: (يا أيها
الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صلحا إني بما تعملون عليم). (2)
(220) 16. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
والله (3) لا تذهب الدنيا حتى يبعث الله منا رجلا أهل البيت (4) يعمل بكتاب الله،
ولا يرى منكرا إلا أنكره. (5)
(221) 17. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
(ومن أضل ممن اتبع هوله بغير هدى من الله) (6) قال: يعني من يتخذ دينه رأيه بغير
إمام من أئمة الهدى.
وقال في هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصدقين) (7): يعني (8)
الصادقين الأئمة والمصدقين بطاعتهم.
وقال في هذه الآية (اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته) (9)

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المناقب للخوارزمي: 301 / 296 عن أبي ذر، عن الإمام علي (عليه السلام)
وليس فيه ذيله، كنز العمال: 5 / 723 / 14242 نقلا عن ابن عساكر، عن أبي ذر، عن الإمام علي (عليه السلام) وليس فيه
ذيله.
2. المؤمنون (23): 51.
3. لم يرد " والله " في " س " و " ه‍ ".
4. كذا في النسخ. والصحيح: " منا أهل البيت رجلا ".
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي 8 / 396 / 597 عن أحمد بن عمر، قرب الإسناد:
350 / 1260 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عنه (عليه السلام) وكلاهما بزيادة في أولهما.
6. القصص (28): 50.
7. التوبة (9): 119.
8. في " س ": " قال: يعني ".
9. الحديد (57): 28.
218

قال: حسنا وحسينا (ويجعل لكم نورا تمشون به) (1) يعني إماما تأتمون به.
وقال أبو جعفر (عليه السلام): ما كذب ولي الله (2) قط بتفسير القرآن. (3)
(222) 18. جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، وذلك أن الله خلق المؤمن من طينة جنان
السماوات وأجرى في صورهم من ريح روحه فلذلك هم إخوة لأب وأم. (4)
(223) 19. جابر قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن تفسير هذه الآية عن قول الله
عز وجل (5) (وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا) (6) يعني لو أنهم (7) استقاموا
على الولاية في الأصل تحت الأظلة حين أخذ الله ميثاق ذرية آدم (لأسقيناهم ماء غدقا)
يعني لأسقيناهم أظلتهم الماء العذب (8) الفرات (لنفتنهم فيه) (9) يعني عليا، وفتنتهم فيه
كفرهم بولايته.

1. الحديد (57): 28.
2. في " ح ": " ولي لله ".
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 1 / 374 / 1، الغيبة للنعماني: 130 / 7 كلاهما عن ابن أبي
نصر، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قرب الإسناد: 350 / 1260 عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الإمام الرضا (عليه السلام)،
عن الإمام الباقر (عليه السلام)، بصائر الدرجات: 13 / 1 عن المعلى بن خنيس، عن الإمام الصادق (عليه السلام) و ح 2 عن أحمد بن
محمد، عن أبي الحسن (عليه السلام) و ح 3 عن أبي حمزة و ح 4 عن غالب النحوي، عن الإمام الصادق (عليه السلام) و ح 5 عن محمد
بن فضيل، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) وليس في كلها ذيله.
الكافي: 1 / 208 / 2 عن ابن أبي نصر، عن الإمام الرضا (عليه السلام) وص 430 / 86، تفسير القمي: 2 / 352 وكلاهما
عن سماعة بن مهران، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير فرات الكوفي: 468 / 613 معنعنا عن جابر، بصائر
الدرجات: 31 / 2 عن أحمد بن محمد، عن الإمام الرضا (عليه السلام) وليس في الخامسة الأخيرة صدره.
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 166 / 2، المؤمن: 39 / 87، المحاسن: 1 / 226 / 405
كلها عن عمر بن أبان، عن جابر بن يزيد الجعفي و ح 406 و 407 عن أبي حمزة الثمالي وكلها نحوه.
5. لم يرد " عن قول الله عز وجل " في " س " و " ه‍ ".
6. الجن (72): 16.
7. في " س ": " أنهم لو " وفي " ه‍ ": " يعنى لو استقاموا ".
8. أي صببنا على طينتهم الماء العذب الفرات، لا الماء الملح الأجاج كما مر في أخبار الطينة (بحار الأنوار: 24 /
28 / 5).
9. الجن (72): 17.
219

(ومن يعرض) (1) يعني من جرى فيه من شرك إبليس (عن ذكر ربه) (2) يعني عليا
هو الذكر في بطن القرآن وربنا رب كل شيء (يسلكه عذابا صعدا) (3) يعني عذابا فوق
العذاب الصعد (وأن المسجد لله) (4) يعني الأوصياء لله (5).
(224) 20. قال جعفر: وحدثني حميد بن شعيب، عن جابر بن يزيد، عن جعفر
بن محمد (عليهما السلام)، قال: سمعته يقول:
إن عليا كان يقول: اقتربوا اقتربوا واسألوا؛ فإن العلم يقبض قبضا (6)، ويضرب بيده
على بطنه، ويقول: أما والله ما هو مملوء شحما، ولكنه مملوء علما، والله ما من آية
نزلت في رجل من قريش ولا في الأرض في بر (7) ولا بحر (8) ولا سهل (9) ولا جبل إلا وأنا
أعلم فيمن نزلت، وفي أي يوم وفي أي ساعة نزلت. (10)
(225) 21. قال جابر: سمعته يقول:
إن عليا كان يقول: لا يزال الناس ينتقصون حتى لا يقال: الله الله حتى إذا كان ذلك
ضرب يعسوب الدين بذنبه (11)، ثم يبعث الله أقواما من أطرافها يجيئون قزعا كقزع

1. الجن (72): 17.
2. الجن (72): 17.
3. الجن (72): 17.
4. الجن (72): 18.
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: تفسير القمي: 2 / 391، مختصر بصائر الدرجات: 168 كلاهما عن
قاسم بن سليمان وص 174 عن علي بن جعفر الحضرمي، تفسير فرات الكوفي: 509 / 665 معنعنا وكلها عن
جابر نحوه.
6. في " س " و " ه‍ ": " يفيض فيضا ".
7. لم يرد " في بر " في " س " و " ه‍ ".
8. في " س " و " ه‍ ": " ولا في بحر ".
9. في " ه‍ ": " ولا في سهل ".
10. بحار الأنوار: 1 / 186 / 112 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
11. اليعسوب: السيد والرئيس والمقدم. أصله فحل النحل. ومنه حديث علي (عليه السلام) إنه ذكر فتنة، فقال: " إذا كان ذلك
ضرب يعسوب الدين بذنبه " أي فارق أهل الفتنة، وضرب في الأرض ذاهبا في أهل دينه وأتباعه الذين يتبعونه
على رأيه وهم الأذناب.
وقال الزمخشري: " الضرب بالذنب هاهنا مثل للإقامة والثبات "، يعني أنه يثبت هو ومن تبعه على الدين.
(النهاية: 3 / 234).
220

الخريف، والله إني لأعلم أسماءهم وأسماء آبائهم وقبائلهم، واسم أميرهم، ومناخ
ركابهم. (1)
(226) 22. قال جابر: وسمعته يقول:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يسمي شعبان شهر الصبر (2)، وكان يصبر عليه فيصومه، ثم
يصوم شهر رمضان ويفصل بينهما بيوم، وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: (فصيام
شهرين متتابعين توبة من الله). (3)
(227) 23. قال جابر: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول:
صيام ثلاثة أيام من الشهر صيام الدهر، ويذهبن بوساوس الصدر وبلابل القلب (4).
(228) 24. قال جابر: وسمعته يقول:
إن عليا وابني علي باب من أبواب الأمن، فمن دخل في باب علي كان مؤمنا، ومن
خرج منه كان كافرا، ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطائفة التي لله فيها
المشيئة.
(229) 25. قال جابر: وسمعته يقول:
والله إن العبد ليصدق حتى يكتبه الله من الصادقين، ويكذب حتى يكتب من
الكاذبين، وإذا صدق قال الله: صدق، وإذا كذب قال الله: كذب وفجر. (5)

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الغيبة للطوسي: 477 / 503 عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام)،
شرح الأخبار: 3 / 562 / 1230 عن إبراهيم التميمي، عن أبيه، عن الإمام علي (عليه السلام).
2. جاء عنوان شهر الصبر كثيرا في كتب الأخبار لشهر رمضان لا للشعبان غير هنا.
3. النساء (4): 92.
4. البلابل هي الهموم والأحزان. وبلبة الصدر: وسواسه. (النهاية: 1 / 150).
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 105 / 9، المحاسن: 1 / 208 / 370 نحوه وكلاهما عن
أبي بصير، مشكاة الأنوار: 299 / 921 وكلها عن الإمام الصادق (عليه السلام).
221

(230) 26. قال جابر: وسمعته يقول:
إن أناسا دخلوا على أبي - رحمة الله عليه - فذكروا له خصومتهم مع الناس، فقال
لهم:
هل تعرفون كتاب الله ما كان فيه ناسخ أو منسوخ؟ قالوا: لا، فقال لهم: وما
يحملكم على الخصومة لعلكم تحلون حراما، وتحرمون حلالا ولا تدرون إنما يتكلم
في كتاب الله من يعرف حلال الله وحرامه، قالوا له أتريد أن تكون مرجئة؟ قال لهم
أبي (1): لقد علمتم - ويحكم (2) - ما أنا بمرجئ ولكني أمرتكم بالحق. (3)
(231) 27. قال جابر: وسمعته يقول:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يدعو أصحابه من أراد الله به خيرا سمع وعرف ما يدعوه إليه،
ومن أراد الله به شرا طبع على قلبه، فلا يسمع ولا يعقل، وذلك قول الله - عز وجل -:
(حتى إذا خرجوا من عندك قالوا للذين أوتوا العلم ماذا قال آنفا أولئك الذين طبع الله على
قلوبهم) (4) وقال: (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين * ومآ أنت
بهدى العمى عن ضلالتهم) (5) الآية (6).
(232) 28. قال جابر: وسمعته يقول:
ما من كافر يدرك الدجال إلا آمن به، وإن مات ولم يدركه آمن به في قبره، وما من
مؤمن يدرك الدجال إلا كفر به (7)، وإن مات قبل أن يدركه كفر به في قبره، وإن بين عيني

1. في " س " و " ه‍ ": " قال لهم: إني ".
2. لم يرد " ويحكم " في " س " و " ه‍ ".
3. بحار الأنوار: 2 / 139 / 59 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
4. محمد (47): 16.
5. النمل (27): 80 - 81.
6. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: تفسير القمي: 2 / 303 عن أبي بصير، تفسير العياشي: 2 / 273 / 77
عن إسحاق بن عمار عن الإمام الصادق (عليه السلام)، بحار الأنوار: 2 / 139 / 60 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
7. في " س " و " ه‍ ": " إلا وكفر به ".
222

الدجال مكتوب: كافر يعرفه كل مؤمن.
(233) 29. قال جابر: سمعته يقول:
إن أمرنا صعب مستصعب على الكافرين، لا يقر بأمرنا إلا نبي مرسل، أو ملك
مقرب، أو عبد مؤمن (1) امتحن الله قلبه للإيمان. (2)
(234) 30. قال جابر: قال أبو جعفر (عليه السلام):
ما من عبد مؤمن ذكر الله في نفسه إلا ذكره الله في نفسه، وما من عبد مؤمن ذكر الله
في ملأ من الناس إلا ذكره الله في ملأ من الملائكة.
(235) 31. قال جابر: وسمعته يقول:
إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم ونور
أجسادهم ونور منابرهم على كل شيء حتى يعرفون به، فيقال: هؤلاء المتحابون في
الله. (3)
(236) 32. قال جابر: وسمعته يقول:
ما من مجلس يجلس فيه أبرار ولا فجار، فيتفرقون من غير أن يذكرون فيه الله (4) إلا

1. لم يرد " مؤمن " في " س " و " ه‍ ".
2. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: نهج البلاغة: الخطبة 189، الخصال: 624 / 10 عن أبي بصير ومحمد
ابن مسلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن آبائه، عن الإمام علي (عليه السلام)، مختصر بصائر الدرجات: 126، بصائر
الدرجات: 28 / 9 وص 27 / 2 كلاهما عن أبي حمزة، عن الإمام الباقر (عليه السلام) وعن أبي بصير، عن الإمام
الصادق (عليه السلام) و ح 6 عن سليم بن قيس، عن الإمام علي (عليه السلام) و ح 7 عن أبي بصير، عن الإمام الباقر (عليه السلام) وص 26 / 2
عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الخرائج والجرائح: 2 / 794 / 3 عن أبي بصير ومحمد
ابن مسلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، كتاب سليم بن قيس: 2 / 827 / 38 عن سليم، عن الإمام علي (عليه السلام)، بحار
الأنوار: 2 / 191 / 30 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 125 / 4 عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، ثواب
الأعمال: 182 / 1 عن الحسن بن علي بن فضال، عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، المحاسن: 1 / 413 / 942 مرسلا عن
الإمام الباقر (عليه السلام).
4. في " س " و " ه‍ ": " يذكرون الله فيه ".
223

كان عليهم حسرة يوم القيامة. (1)
(237) 33. قال جابر: سمعته يقول:
إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله! إني جعلت نصف دعائي لك. قال:
أنت إذا آثم، ثم (2) أتاه من الغد، فقال: يا رسول الله! إني جعلت دعائي كله لك، فقال (3): إن
كنت فعلت كفاك الله مؤونة الدنيا والآخرة، وإن جعفرا قال: أتدرون كيف جعل دعاءه
لرسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ إنما قال: اللهم! صل على محمد وأهل بيته، وافعل بي كذا، كلما أراد أن
يدعو لنفسه بدأ بالصلاة على محمد وآل محمد، ثم دعا لنفسه.
(238) 34. قال جابر: سمعته يقول:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: يا أيها (4) الناس! أقيموا صفوفكم، وامسحوا مناكبكم؛ لكيلا
يكون فيكم خلل، ولا تختلفوا، فيخالف الله بين قلوبكم ألا فإني أراكم من خلفي،
وذلك قول الله: (الذي يراك حين تقوم * وتقلبك في الساجدين) (5) الآية. (6)
(239) 35. قال جابر: وسمعته يقول:
إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم! صل من وصلني، واقطع من قطعني، وهي رحم
آل محمد، وهو قوله: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) (7) وكل ذي رحم. (8)

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 496 / 1 عن الفضيل بن يسار، عن الإمام الصادق (عليه السلام)
نحوه، شرح الأخبار: 3 / 459 / 1343 عن أبي بصير، بحار الأنوار: 75 / 468 / 20 نقلا عن عدة الداعي.
2. في " س " و " ه‍ ": " وأتاه ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فقال له ".
4. في " س " و " ه‍ ": " أيها " بدون " يا ".
5. الشعراء (26): 218 - 219.
6. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: ثواب الأعمال: 274 / 1، المحاسن: 1 / 160 / 226 كلاهما عن أبي
بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وليس فيهما الآية الشريفة، دعائم الإسلام: 1 / 155 مرسلا عنه (صلى الله عليه وآله) وليس فيه
ذيله.
7. الرعد (13): 21.
8. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 151 / 10 عن فضيل بن يسار، عن الإمام الباقر (عليه السلام) وليس
فيه ذيله و ح 7، الزهد للحسين بن سعيد: 36 / 97 نحوه وكلاهما عن أبي بصير، تفسير العياشي: 2 / 208 / 27
عن العلاء بن الفضيل، والثلاثة الأخيرة عن الإمام الصادق (عليه السلام).
بيان: " إن الرحم معلقة بالعرش " قيل: تمثيل للمعقول بالمحسوس وإثبات لحق الرحم على أبلغ وجه، وتعلقها
بالعرش كناية عن مطالبة حقها بمشهد من الله... وقيل: محمول على الظاهر؛ إذ لا يبعد من قدرة الله أن يجعلها
ناطقة كما ورد أمثال ذلك في بعض الأعمال أنه يقول: أنا عملك. (بحار الأنوار: 74 / 115).
224

(240) 36. قال جابر: سمعته يقول:
إن القرآن فيه محكم ومتشابه، فأما المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما
المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به، وهو قول الله في كتابه: (فأما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشبه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والر سخون في
العلم) (1). (2)
(241) 37. قال جابر: وسمعته يقول:
إن أبي كان يقول: سلوا ربكم العفو والعافية؛ فإنكم لستم من رجال البلاء؛ فإنه
كان من قبلكم من بني إسرائيل يشقون (3) بالمناشير على أن يعطوا الكفر فلا يعطوه
أبدا. (4)
(242) 38. جابر قال: سمعته يقول:
إن الله يلي حساب المؤمن، فيعرفه ذنبا ذنبا، كلما عرفه ذلك، قال: نعم، يا رب!،
فيقول الله (5) قد غفرت لك ذنوبك، ويعطي كتابه بيمينه، ويبدل (6) سيئاته حسنات،

1. آل عمران (3): 7.
2. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: تفسير القمي: 2 / 451، تفسير العياشي: 1 / 11 / 6 وص 162 / 4
كلها عن أبي بصير، بصائر الدرجات: 203 / 3 عن وهب بن حفص وكلها عن الإمام الصادق (عليه السلام)، بحار الأنوار:
2 / 238 / 29 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
3. في " ح ": " يشقوا ".
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المحاسن: 1 / 389 / 867 عن أبي بصير، عن الإمام الصادق (عليه السلام)
نحوه.
5. لم يرد " الله " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
6. في " س " و " ه‍ ": " ويبدل الله ".
225

ويهبط إلى الناس فيقولون: ما كان (1) لهذا العبد ذنب قط.
(243) 39. جابر قال: سمعته يقول:
إن المؤمن يتمنى الحسنة أن يعملها، فإن لم يعمل كتبت له حسنة، وإن عملها
كتبت له عشر (2)، ويهم بالسيئة فلا يكتب عليه شيء، وإن عملها كتب عليه سيئة (3).
(244) 40. حدثنا جعفر بن محمد بن شريح عن أسعر بن عمرو (4) الجعفي، عن
محمد بن شريح أنه قال لجعفر بن محمد (عليهما السلام):
جعلت فداك إني أخاف أن لا أحج، فأعلمني شيئا إذا كان، أستريح (5) إليه وأمد إليه
عنقي، قال: السفياني إذا ملك الكور الخمس، يعنى الشام، فإذا ظهر على كور الشام
فاقبلوا إلينا، قال: قلت له: في السلاح؟ قال: في السلاح، ثم قال: أما إن له شرة على
المصرين، وحطمة على مكة والمدينة.
(245) 41. جعفر، عن عبد الله بن السري، عن الرضا (عليه السلام) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
والله لان أعطي أخا لي درهما أحب إلي من أن أتصدق على مسكين بدرهمين،
وأن أعطيه درهمين أحب إلي من أن أتصدق بأربعة، وأن أعطيه أربعة أحب إلي من أن
أصدق على مسكين [بثمانية فأن (6) أعطي أخا لي في الإسلام ستة عشر درهما أحب إلي
من أن أتصدق على مسكين] (7) بضعفها إلى ارتفاع ذلك.
(246) 42. جعفر بن محمد بن شريح، عن حميد (8) بن شعيب السبيعي، عن جابر

1. لم يرد " كان " في " س " و " ه‍ ".
2. في " س " و " ه‍ ": " عشرا ".
3. في " س " و " ه‍ ": " وإن عملها كتبت سيئة ".
4. في " س ": " أسعد بن عمر " وفي " ه‍ ": " أسعر بن عمر ".
5. في " س " و " ه‍ ": " إذا أستريح إليه ".
6. في " س ": " وأن ".
7. ما بين المعقوفين لم يرد في " ه‍ ".
8. في " س " و " ه‍ ": " محمد ".
226

الجعفي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
اتقوا هذه المحقرات من الذنوب؛ فإن لها طالبا، ولا يقول أحدكم: أذنب وأستغفر
الله، والله يقول: (ونكتب ما قدموا وآثرهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين) (1) وقال:
(إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات أو في الأرض) (2) الآية. (3)
(247) 43. جابر قال: سمعته يقول:
إن العبد يعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يكون بينه وبين الجنة إلا شبرين، يدركه
الشقاء، فيدخله الله النار، وإن العبد يعمل بعمل أهل النار حتى لا يكون بينه وبين النار
إلا شبرين، فتدركه السعادة، فيدخله الله الجنة.
(248) 44. جابر قال: سمعته يقول:
إن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف في الأرض، وما تناكر عند الله
اختلف في الأرض (4).
(249) 45. جابر قال: سمعته يقول:
إن كلمة الحكمة تكون في قلب المنافق، فتجلجل في صدره حتى يخرجها
فيعيها (5) المؤمن، وتكون كلمة المنافق في صدر المؤمن، فتجلجل في صدره حتى

1. يس (36): 12.
2. لقمان (31): 16.
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 270 / 10 عن أبي بصير، عن الإمام الباقر (عليه السلام) وص 288
عن زياد، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزيادة في أوله وآخره، مشكاة الأنوار: 139 / 328 عن أبي
بصير.
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الفقيه: 4 / 380 / 5818، الاعتقادات للصدوق: 48 كلاهما عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، علل الشرائع: 84 / 2، مختصر بصائر الدرجات: 215 كلاهما عن حبيب، عمن رواه، المؤمن
للحسين بن سعيد: 39 / 89، الأمالي للصدوق: 209 / 232 عن معاوية بن عمار، روضة الواعظين: 540
وكلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام).
5. كذا في " س ". وفي " ح " و " ه‍ " و " هامش س ": " فيوعيها ".
227

يخرجها فيعيها المنافق. (1)
(250) 46. جعفر (2)، عن حميد بن شعيب، عن جابر، قال: سمعت جعفرا (عليه السلام)
يقول:
ما من عبد مؤمن (3) يخطو خطوات في طاعة الله إلا رفع الله له بكل خطوة درجة
وحط عنه بها (4) خطيئة.
(251) 47. قال جابر: وسمعته (5) يقول:
إذا دخلت المسجد تريد أن تجلس فيه، فلا تدخله إلا وأنت طاهر، وإذا دخلته
فاستقبل القبلة، ثم ادع الله، وسله، وسلم حين تدخله، واحمد الله، وصل على النبي
صلوات الله عليه وأهل بيته. (6)
(252) 48. جابر قال: سمعته يقول:
إن النهار إذا جاء قال: يا بن آدم! اعمل في يومك هذا خيرا أشهد لك عند ربك يوم
القيامة؛ فإني لم آتك أشهد لك فيما مضى ولن آتك فيما بقي. وإذا جاء ليلك قال له مثل
ذلك. (7)
(253) 49. جابر قال: سمعته يقول:

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: نهج البلاغة: الحكمة 79، خصائص الأئمة: 94 عن الإمام علي (عليه السلام)،
المحاسن: 1 / 360 / 774 عن أبي بصير وليس في كلها ذيله، بحار الأنوار: 2 / 94 / 28 عن كتاب جعفر بن
محمد بن شريح.
2. في " س " و " ه‍ ": " جابر ".
3. لم يرد " مؤمن " في " س " و " ه‍ ".
4. لم يرد " بها " في " س " و " ه‍ ".
5. في " س " و " ه‍ ": " سمعته " بدون الواو.
6. بحار الأنوار: 84 / 21 / 7 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح، عن عبيد بن شعيب، عن جابر الجعفي، عن
الإمام الباقر (عليه السلام).
7. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 455 / 12 عن هشام بن سالم، عن بعض أصحابه، عن
الإمام الصادق (عليه السلام)، مسند زيد: 419 عن زيد، عن آبائه (عليهم السلام)، عن الإمام علي (عليه السلام) نحوه.
228

إن مناديا (1) ينادي عن يمينه، ومناديا (2) ينادي عن شماله، فيقول (3) أحدهما: اللهم!
أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم! أعط ممسكا تلفا. (4)
(254) 50. جابر قال: سمعته يقول:
رجلين (5) في الأجر سواء: رجل مسلم أعطاه الله مالا يعمل فيه بطاعة الله، ورجل
فقير يقول: اللهم! لو شئت رزقتني ما رزقت أخي، فأعمل فيه بطاعتك، فله مثل أجره.
ورجل كافر رزق مالا يعمل فيه بغير طاعة الله، فقال: اللهم! لو كان لي مال مثل مال
فلان، عملت فيه بمثل ما عمل فلان، فله مثل إثمه.
(255) 51. جابر قال: سمعته يقول:
دخل على أبي قوم، فقال لهم: ما لكم وللبراءة بعضكم من بعض؟ إنما أخذتم
أخذ الخوارج، ضيقوا على أنفسهم حتى برأ بعضهم من بعض، إن أمرنا أوسع مما بين (6)
السماء والأرض، وإذا أبغضت الرجل فقد برئت منه. (7)
(256) 52. جابر قال: سمعته يقول:
ما من مؤمن يحضره الموت إلا رأى محمدا وعليا حيث تقر عينه، ولا مشرك
يموت إلا رآهما حيث يسوؤه. (8)

1. في " ح ": " مناد ".
2. في " ح ": " مناد ".
3. في " س " و " ه‍ ": " ويقول ".
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 4 / 42 / 1 عن إبراهيم بن مهزم، عن رجل، عن جابر، عن
الإمام الباقر (عليه السلام) بزيادة في أوله وآخره.
5. كذا في النسخ. واعلم أن الأحاديث 50 إلى 55 وقعت في " س " و " ه‍ " بعد الحديث 63.
ووقعت الأحاديث 56 - 63 بعد الحديث 49.
6. في " س " و " ه‍ ": " ما بين ".
7. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: تهذيب الأحكام: 2 / 368 / 1529، قرب الإسناد: 385 / 1358
كلاهما عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، الفقيه: 1 / 258 / 791 عن
سليمان بن جعفر الجعفري، عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، عن الإمام الباقر (عليه السلام) وكلها بزيادة.
8. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: شرح الأخبار: 3 / 462 / 1352 عن أبي بصير، عن الإمام الباقر (عليه السلام)
نحوه، بحار الأنوار: 82 / 174 / 8 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
229

(257) 53. جابر قال: سمعته يقول:
إن الله - تبارك وتعالى - ينزل في الثلث الباقي من الليل إلى السماء الدنيا، فينادي:
هل من تائب يتوب، فأتوب عليه؟ أو (1) هل من مستغفر يستغفر، فأغفر له؟ أو هل من
داع يدعوني، فأفك عنه؟ أو هل من مقتور (2) عليه يدعوني، فأبسط له؟ أو هل من مظلوم
يستنصرني، فأنصره؟ (3).
(258) 54. جابر قال: سمعته يقول:
إن أناسا أتوا أبا جعفر (عليه السلام)، فسألهم عن الشيعة: هل يعود غنيهم على فقير هم؟
وهل يعود صحيحهم على مريضهم؟ وهل يعود قويهم على (4) ضعيفهم؟ وهل
يتزاورون؟ وهل يتحابون؟ وهل يتناصحون؟ فقال القوم: ما هم اليوم كذلك، فقال أبو
جعفر (عليه السلام): ليس هم بشيء حتى يكونوا كذلك.
(259) 55. جابر قال: سمعته يقول:
إن نبي الله أطلع ذات يوم من غرفة له، فإذا هو برجل يلزم رجلا، ثم أطلع من
العشي، فإذا هو ملازمه، ثم إن النبي نزل إليهما، فقال: ما يقعدكما (5) هاهنا؟ قال (6)
أحدهما: يا رسول الله! إن لي قبل هذا حقا قد غلبني عليه، فقال الآخر: يا نبي الله! له
علي حق وأنا معسر ولا والله ما عندي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يظله الله من فوح
جهنم يوم لا ظل إلا ظله، فلينظر (7) معسرا وليدع له (8) فقال الرجل عند ذلك: قد وهبت

1. في النسخ الخطية المعتمدة عندنا عطفت الجمل ب‍ " أو " بدل " الواو " ولكن في نسخة العلامة المجلسي كما في
البحار بالواو وهو أظهر.
2. في " س " و " ه‍ ": " هل مقتور ".
3. بحار الأنوار: 87 / 168 / 12 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
4. في " ح ": " وهل يعرفونهم ضعيفهم ". وفي " م ": " وهل يعرفون ضعيفهم ".
5. في " ح ": " ما يفعلاكما ". وفي " س " و " ه‍ ": " ما تفعلان ".
6. في " س " و " ه‍ ": " قال: فقال ".
7. في " ح ": " فينظر ".
8. لم يرد " له " في " س " و " ه‍ ".
230

لك ثلثا، وأخرتك بثلث إلى سنة، وتعطيني ثلثا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): ما أحسن هذا.
(260) 56. جابر قال: سمعته يقول:
قال أبي (عليه السلام):
كونوا من السابقين بالخيرات، وكونوا ورقا لا شوك فيه؛ فإن من كان قبلكم كانوا
ورقا لا شوك فيه، وقد خفت أن تكونوا شوكا لا ورق فيه، وكونوا دعاة إلى ربكم،
وأدخلوا الناس في الإسلام، ولا تخرجوهم منه، وكذلك من كان قبلكم يدخلون
الناس في الإسلام، ولا يخرجونهم منه.
(261) 57. جابر قال: سمعته يقول:
إن نبي الله (صلى الله عليه وآله) رفع ذات يوم يديه حتى رئي بياض إبطيه، فقال: اللهم! إني لم أحل
لك مسكرا.
(262) 58. جابر قال: سمعته يقول:
أرأيت هؤلاء الذين يرخصون في الصلاة فلم جعل للأذان وقت، وللصلاة وقت؟
إذا توجه إلى الصلاة (1) فليكبر، وليقل: اللهم! أنت الملك لا إله إلا أنت حتى يفرغ من
تكبيرة، والكاذبين (2) يقولون: ليست صلاة (3)، كذبوا، عليهم لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين. (4)
(263) 59. جابر قال: سمعته يقول:
ما من عبد يقوم إلى الصلاة، فيقبل بوجهه إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه، فإن (5)
التفت صرف الله وجهه عنه، ولا يحسب من صلاته إلا ما أقبل بقلبه إلى الله، ولقد

1. في " س " و " ه‍ ": " للصلاة ".
2. كذا في النسخ.
3. ليست صلاة لعل المعنى أنهم يقولون ليست التكبيرات داخلة في الصلاة ولا استحباب فيها (بحار الأنوار:
84 / 355).
4. بحار الأنوار: 84 / 355 / 3 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
5. في " س " و " ه‍ ": " فإذا ".
231

صلى أبو جعفر (عليه السلام) ذات يوم، فوقع على رأسه شيء، فلم ينزعه من رأسه حتى قام إليه
جعفر، فنزعه من رأسه؛ تعظيما لله وإقبالا على صلاته وهو قول الله: (أقم وجهك للدين
حنيفا) (1) وهي أيضا في الولاية (2).
(264) 60. جابر قال: سمعته يقول:
انظر قلبك، فإذا أنكر صاحبك، فإن أحدكما قد أحدث (3).
(265) 61. جابر قال: سمعته يقول:
دخل على أبي (عليه السلام) رجل، فقال: رحمك الله أحدث أهلي؟ قال: نعم (4)، إن الله تعالى
يقول: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) (5) وقال
(وأمر أهلك بالصلوة واصطبر عليها) (6). (7).
(266) 62. جابر قال: سمعته يقول:
كيف يزهد قوم في أن يعملوا الخير وقد كان علي (عليه السلام) - وهو عبد الله قد أوجب له
الجنة (8) - عمد إلى قربات له، فجعلها صدقة مبتولة تجري من بعده للفقراء؟! قال: اللهم
إنما (9) فعلت هذا لتصرف وجهي عن النار، وتصرف النار عن وجهي.
(267) 63. جابر قال: سمعته يقول:

1. يونس (10): 105.
2. بحار الأنوار: 84 / 252 / 48 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 652 / 1 عن حماد بن عثمان وص 653 / 5 عن جراح
المدائني، الأمالي للمفيد: 11 / 9 عن ربعي بن عبد الله والفضيل بن يسار، مشكاة الأنوار: 188 / 492 عن
الفضل بن سنان وكلها عن الإمام الصادق (عليه السلام).
4. في " س " و " ه‍ ": " فقال: نعم ".
5. التحريم (66): 6.
6. طه (20): 132.
7. بحار الأنوار: 2 / 25 / 92 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
8. في " س " و " ه‍ ": " قد أوجب الله له الجنة قد أوجب له الجنة ".
9. في " س " و " ه‍ ": " اللهم إني إنما ".
232

إن علي بن الحسين (عليه السلام) استأجر أجيرا، فوجد عليه في شيء فضربه، فلما سكن
عنه الغضب أتاه، [فقال له: اضربني (1) فأبى عليه] (2) فافتدى منه ضربة بأربعين دينارا.
(268) 64. جابر قال: سمعته يقول:
دخل على أبي (عليه السلام) رجل وكانت معه صحيفة فيها مسائل وأشياء (3) فيها تشبه
الخصومة، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): هذه صحيفة رجل مخاصم يسألني عن الدين الذي
يقبل الله فيه العمل، فقال له الرجل: رحمك الله هذا الذي أريد، فطواها، ثم قال له أبو
جعفر (عليه السلام):
شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وعلى أهل بيته،
والإقرار بما جاء به من عند الله، وولايتنا، والبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا،
والتواضع والورع والطمأنينة، وانتظار قائمنا؛ فإن الله إن أراد أن ينصرنا، نصرنا. (4)
(269) 65. جابر قال: سمعته يقول:
(من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صلحا ولا يشرك بعبادة ربه أحد ما) (5) ثم
قال:
إنه ليس من رجل عمل شيئا من أبواب الخير يطلب به وجه الله، ويطلب به حمد
الناس يشتهي أن يسمع الناس قال: فقال: هذا الذي أشرك بعبادة ربه. (6)
(270) 66. قال جابر: سمعته يقول:

1. في " ح ": " اضطرني " وهو تحريف.
2. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " مسائل أشياء ".
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 22 / 13، الأمالي للطوسي: 179 / 299 كلاهما عن
إسماعيل الجعفي، عن الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه.
5. الكهف (18): 110.
6. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 293 / 4، تفسير العياشي: 2 / 352 / 93، منية المريد:
318 كلها عن جراح المدائني، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام): 387 عن الإمام
الرضا (عليه السلام).
233

[ما من عبد يسر خيرا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر له خيرا و] (1) ما من عبد يسر
شرا إلا لم تذهب الأيام حتى يظهر له شرا (2).
(271) 67. جعفر، عن حميد، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إن رجلا دخل على أبي (عليه السلام) فقال (3): إنكم أهل بيت رحمة اختصكم الله بذلك، قال:
نحن كذلك، والحمد لله لم ندخل أحدا في ضلالة، ولم نخرج أحدا من باب هدى،
نعوذ بالله أن نضل أحدا (4).
(272) 68. جعفر، عن حميد، عن جابر، قال: سمعته يقول:
ثلاث لا يزيد الله من فعلهن إلا خيرا: الصفح عمن ظلمه، وإعطاء من حرمه،
وصلة من قطعه (5).
(273) 69. جابر قال: سمعته يقول:
إذا دخلت منزلك، فقل: بسم الله أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله صلى
الله عليه وعلى أهل بيته، وسلم على أهلك، وإن لم يكن فيه أحد، فقل: بسم الله،
وسلام على رسول الله - صلى الله عليه - السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قال
ذلك فر الشيطان من منزله، وإذا (6) وضع الغداء والعشاء، فقل: بسم الله، قال: يقول
الشيطان لأصحابه: اخرجوا، ليس لكم هاهنا عشاء ولا مبيت، وإن هو نسي (7) أن

1. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
2. رواه من غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 294 / 4 عن جراح المدائني نحوه وص 295 / 12،
مشكاة الأنوار: 141 / 335 كلاهما عن أبي بصير وكلها عن الإمام الصادق (عليه السلام).
3. في " س " و " ه‍ ": " وقال ".
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 8 / 396 / 597 عن أحمد بن عمر، عن الإمام الباقر (عليه السلام)
بزيادة في آخره، بحار الأنوار: 2 / 94 / 29 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 109 / 10 عن عمرو بن شمر، عن جابر، مشكاة الأنوار:
403 / 1334 كلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام).
6. في " س " و " ه‍ ": " فإذا ".
7. في " س " و " ه‍ ": " وإن نسي ".
234

يسمي، قال لأصحابه: تعالوا، لكم هاهنا عشاء ومبيت. (1)
(274) 70. جابر قال: سمعته يقول:
إذا توضأ أحدكم، أو أكل، أو شرب، أو لبس ثوبا، وكل شيء يصنع ينبغي أن
يسمي عليه؛ فإن هو لم يفعل، كان الشيطان فيه شريكا (2).
(275) 71. جابر قال: سمعته يقول:
إذا غدا (3) العبد في معصية الله وكان راكبا، فهو من خيل إبليس، وإذا كان (4) راجلا،
فهو من رجالته. (5)
(276) 72. جابر قال: سمعته يقول:
إن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: إن أحق الناس بالاجتهاد والورع والعمل بما عند الله (6)
ويرضاه، الأنبياء وأتباعهم.
وقال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): إن الرجل من الشيعة يكون في القبيلة فلا يكون
عندهم أحد (7) أدنى منه، وكانت تكون وصاياهم وودائعهم عنده، وكان زينا في تلك
القبيلة، ثم قال: اقتدوا بنا تهتدوا.
(277) 73. جابر قال: سمعته يقول:

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 6 / 293 / 4، المحاسن: 2 / 211 / 1629 كلاهما عن
محمد بن مروان ورواه المحاسن بسند آخر عن العلاء بن الفضيل وليس في كلها صدره، الفقه المنسوب للإمام
الرضا (عليه السلام): 401 عن الإمام الرضا (عليه السلام) نحوه، مشكاة الأنوار: 341 / 1093، جامع الأخبار: 231 / 592 وليس
في الثلاثة الأخيرة ذيله.
2. بحار الأنوار: 80 / 328 / 16 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
3. في " ح ": " عدا ".
4. في " س " و " ه‍ ": " وإن كان ".
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: ثواب الأعمال: 302 / 5، المحاسن: 1 / 206 / 364 كلاهما عن
الفضيل [بن يسار].
6. في " س " و " ه‍ ": " بما يحب الله ".
7. في " س " و " ه‍ ": " أحد عندهم ".
235

إن رسول الله - صلى الله عليه وأهل بيته - قال: يا أيها الناس! إنكم مبعوثون
ومسؤولون عما فرض (1) الله عليكم، فإذا أنتم قائلون: فليعد كل امرئ منكم خصومته؛
فإنه مخاصم من ظلمه ظالما كان أو مظلوما وإن لكل غادر يوم القيامة لواء يعرف، فمن
نكث بيعته (2) لقي الله يوم القيامة أجذم.
(278) 74. جابر قال: سمعته يقول:
إن عليا (عليه السلام) كان إذا أتى أهله، قال:
بسم الله اللهم! لا تجعل للشيطان فيه نصيبا، ولا شركا (3) عند نزول المني.
(279) 75. جابر قال: سمعته يقول:
إذا صلى أحدكم فنسي (4) أن يذكر محمدا في صلاته، سلك بصلاته عن سبيل
الجنة، ولا تقبل صلاة إلا أن يذكر فيها محمد وآل محمد (5).
(280) 76. جابر قال: سمعته يقول:
إن رجلا دخل مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ورسول الله (صلى الله عليه وآله) جالس، فقام الرجل يصلي
فكبر، ثم قرأ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
عجل العبد على ربه، ثم دخل رجل آخر، فصلى على محمد (صلى الله عليه وآله) وذكر الله وكبر
وقرأ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): سل تعطه. (6)

1. في " ح ": " أفرض ".
2. في " ح ": " بعينه ".
3. في " م ": " شريكا ".
4. لعل النسيان بمعنى الترك، أو محمول على نسيان مستند إلى تقصيره وعدم اهتمامه. (بحار الأنوار: 85 /
283).
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المحاسن: 1 / 179 / 280 عن محمد بن هارون، روضة الواعظين:
355 وليس فيهما صدره، بحار الأنوار: 85 / 283 / 6 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
6. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 485 / 6 عن عيسى بن القاسم و ح 7 عن أبي كهمس،
الفقه المنسوب للإمام الرضا (عليه السلام): 123 عن الإمام الرضا (عليه السلام) وكلاهما نحوه، بحار الأنوار: 84 / 355 / 3 عن
كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
236

(281) 77. جابر قال: سمعته يقول: إن أبا جعفر (عليه السلام) قال: أغد عالما خيرا، أو متعلما
خيرا. (1)
(282) 78. جابر قال: سمعته يقول: إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إني أحب أن أدوم (2)
على العمل إذا عودته نفسي، وإن فاتني من الليل قضيته من النهار (3)، وان فاتني من
النهار قضيته بالليل (4).
وإن أحب الأعمال إلى الله ما ديم عليها؛ فإن الأعمال تعرض كل خميس وكل
رأس شهر، وأعمال السنة تعرض في النصف من شعبان، فإذا عودت نفسك عملا (5)
فدم عليه سنة.
(283) 79. جابر قال: سمعته يقول:
إنه (6) لا يستكمل عبد الإيمان حتى يعرف أنه يجري لآخرهم ما جرى لأولهم،
وهم في الحجة والطاعة والحلال والحرام سواء، ولكن لمحمد وعلي فضلهم. (7)
(284) 80. جابر قال: سمعته يقول:
لو كان على باب أحدكم نهر، فاغتسل منه كل يوم خمس مرات هل كان يبقى على
جسده من الدرن شيء؟

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 1 / 34 / 3، السرائر: 3 / 645، المحاسن: 1 / 355 / 754
كلها عن أبي حمزة الثمالي و ح 753 عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر الجعفي وكلها بزيادة في آخره و ح 752
مرفوعا وكلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام)، بحار الأنوار: 1 / 196 / 20 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
2. في " ح ": " أدفع ".
3. في " س " و " ه‍ ": " قضيته بالنهار ".
4. بحار الأنوار: 87 / 37 / 25 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
5. في " س " و " ه‍ ": " سنة ".
6. لم يرد " إنه " في " س " و " ه‍ ".
7. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الاختصاص: 22، قرب الإسناد: 351 / 1260 كلاهما عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عن الإمام الباقر (عليه السلام).
237

إنما (1) مثل الصلاة مثل النهر الذي ينقى (2) الدرن، كلما صلى صلاة كان كفارة لذنوبه
إلا ذنب أخرجه من الإيمان، مقيم عليه. (3)
(285) 81. جابر قال: سمعته يقول:
أكثروا من التهليل والتكبير، ثم قال: إن رجلا ذات يوم صلى خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الغداة، فلما سلم قال: الرجل (4) لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد،
وهو على كل شيء قدير.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من القائل؟ فقيل له: فلان الأنصاري، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
والذي نفسي بيده لقد استبق إليه ثماني عشر ملكا أيهم يرفعها إلى الرب. (5)
(286) 82. جابر قال: سمعته يقول:
من قال: سبحان ربي وبحمده، أستغفر ربي وأتوب إليه، خرقت سبع سماوات حتى
تصل العرش، فيسمع لها صوت كصوت السلسلة إذا وقعت على الأرض في الطست.
(287) 83. جابر قال: سمعته يقول:
إذا ما أوتر (6) أحدكم، فليقل: الحمد لله رب الصباح، الحمد لله فالق الإصباح،
سبحان ربي الملك القدوس، يقول كل واحدة منهن ثلاث مرات. (7)
(288) 84. جابر قال: سمعته يقول في الأشهر الحرم (8) التي وادع فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)
المشركين:

1. في " س " و " ه‍ ": " وإنما ".
2. في " س " و " ه‍ ": " ينفى ".
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: تهذيب الأحكام: 2 / 237 / 938 عن أبي بصير، عن الإمام الباقر (عليه السلام)،
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزيادة في آخره، بحار الأنوار: 82 / 236 / 66 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
4. لم يرد " الرجل " في " س " و " ه‍ ".
5. بحار الأنوار: 86 / 133 / 13 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
6. في " س " و " ه‍ ": " إذا أوتر ".
7. بحار الأنوار: 87 / 287 / 80 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
8. كذا في " م ". وفي " س " و " ح " و " ه‍ ": " الحرام ".
238

قال: عشرين من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشر من شهر
ربيع الآخر.
(289) 85. جابر قال: سمعته يقول:
ما من مسلم أقرض مسلما يطلب به وجه الله إلا كان له من الأجر حسنات الصدقة
حتى يرده عليه. (1)
(290) 86. جابر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول:
إن لله ديكا في الأرض، ورأسه تحت العرش، جناح له في المشرق، وجناح له في
المغرب، يقول: سبحان الملك القدوس، فإذا قال ذلك صاحت الديوك وأجابته، فإذا
سمعت صوت الديك، فليقل أحدكم: سبحان ربي الملك القدوس (2).
(291) 87. جابر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
يا (3) أيها الناس! اتقوا الله، ولا تكثروا السؤال، إنما هلك من كان قبلكم بكثرة
سؤالهم أنبياءهم وقد قال الله - عز وجل - (يا أيها الذين آمنوا لا تسلوا عن أشياء إن تبد
لكم تسؤكم) (4) واسألوا عما افترض الله عليكم، والله إن الرجل يأتيني فيسألني فأخبره
فيكفر، ولو لم يسألني ما ضره، وقال الله: (وإن تسلوا عنها حين ينزل القران تبد لكم) (5)
الآية و (قد سألها قوم من قبلكم ثم أصبحوا بها كفرين) (6) (7).

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: ثواب الأعمال: 167 / 2 عن الفضيل نحوه.
2. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 7 / 437 / 11 عن شيخ من أصحابنا - يكنى أبا الحسن - عن
الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه، بحار الأنوار: 65 / 3 / 4 و ج 87 / 185 / 8 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
3. لم يرد " يا " في " س " و " ه‍ ".
4. المائدة (5): 101.
5. المائدة (5): 101.
6. المائدة (5): 102.
7. بحار الأنوار: 1 / 224 / 16 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
239

[أخبار عبد الله بن طلحة النهدي]
(292) 88. حدثنا جعفر بن محمد بن شريح، عن عبد الله بن طلحة النهدي قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول - وسأله ذريح، فقال له: جعلني الله فداك لي إليك حاجة -
فقال: يا ذريح! هات حاجتك؛ فما أحب إلي قضاء حاجتك! فقال:
جعلني الله فداك أخبرني هل تحتاجون إلى شيء مما تسألون عنه ليس يكون
عندكم فيه ثبت من رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى تنظرون إلى ما عندكم من الكتب؟ قال:
يا ذريح! أما والله لولا أنا نزاد (1) لأنفدنا.
قال عبد الله بن طلحة: فقلت له: تزادون (2) ما ليس عند النبي؟ قال: إن داود ورث
النبيين وزاده الله، وإن سليمان ورث داود وزاده الله [وإن محمدا ورث سليمان وداود
وزاده الله] (3) وإنا ورثنا النبي (صلى الله عليه وآله) وزادنا الله إنا لسنا نزاد (4) شيئا إلا شيء (5) يعلمه محمد (صلى الله عليه وآله)؛
أ وما سمعت أبي يقول: إن أعمال العباد تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل خميس، فينظر
فيها ويعلم ما يكون منها، فلسنا نزاد (6) شيئا إلا شيئا يعلمه هو (7).
(293) 89. قال:
وسألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل دخلت عليه امرأة فأصبحت وهي ميتة، فقال
أهلها: أنت قتلتها، قال (8): عليهم البينة أنه قتلها، وإلا يمينه بالله ما قتلها (9).

1. في " س " و " ه‍ ": " نزداد ".
2. في " س " و " ه‍ ": " تزدادون ".
3. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
4. في " س " و " ه‍ ": " نزداد ".
5. كذا في النسخ.
6. في " س " و " ه‍ ": " نزداد ".
7. بحار الأنوار: 26 / 97 / 37 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
8. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
9. في " س " و " ه‍ ": " بالله أنه ما قتلها ".
240

(294) 90. قال:
وسألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل أنزل امرأة من المحمل - وهو محرم - فضمها إليه
ضما من غير النزول للشهوة؟ قال: عليه دم يهريقه، ولا يعود.
(295) 91. قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة (1): جبار كفار، وجنب نام على غير طهارة، ومتضمخ (2) (3)
بخلوق (4).
(296) 92. قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمرني ربي بسبع خصال:
حب المساكين والدنو منهم، وأن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وأن أصل
رحمي وإن قطعني، وأن أنظر إلى من [هو] أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأن لا
يأخذني (5) في الله لومة لائم، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا أسأل أحدا شيئا. (6)
(297) 93. جعفر، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يدخل الجنة أحد (7) فيه مثقال حبة من خردل
من كبر، ولا يدخل النار عبد فيه مثقال حبة من خردل من إيمان، فقلت له: جعلت
فداك فو الله إن الرجل منا ليلبس الثوب الجديد، أو يركب الدابة، فيكاد أن يدخله؟
قال: ليس ذا بذلك.

1. في " س " و " ه‍ ": " لا تقبل لهم صلاة ".
2. في " س " و " ه‍ ": " منضح ".
3. التضمخ: التلطخ بالطيب وغيره، والإكثار منه (النهاية: 3 / 99) ولعله محمول على ما إذا كان مانعا من وصول
الماء إلى البشرة. (بحار الأنوار).
4. بحار الأنوار: 81 / 41 / 3 و ج 84 / 317 / 3 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
5. في " س " و " ه‍ ": " لا تأخذني ".
6. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الخصال: 345 / 12؛ مسند ابن حنبل: 8 / 94 / 21472، السنن
الكبرى: 10 / 155 / 20186 كلها عن أبي ذر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من دون إسناد إلى الله تعالى.
7. في " س " و " ه‍ ": " عبد ".
241

إنما الكبر من تكبر عن ولايتنا، وأنكر معرفة أئمتنا، فمن كان فيه مثقال حبة من
خردل من ذلك، لم يدخله الجنة، ومن أقر بمعرفة نبينا وأقر بحقنا، لم يدخله النار. (1)
(298) 94. وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
ثلاثة لا يقبل الله لهم عملا، ولا ينظر إليهم، ولا يفتح لهم أبواب السماء: رجل
ادعى إمامة من الله وليس بإمام، أو (2) رجل كذب إماما من الله، أو رجل (3) زعم أن لفلان
وفلان سهما في الإسلام. (4)
(299) 95. جعفر، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة: عبد آبق من مواليه حتى يرجع إليهم فيضع يده في
أيديهم، وامرأة باتت وزوجها عليها عاتب في حق، ورجل أم قوما وهم له كارهون (5).
(300) 96. وذكر أيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
سلوني قبل أن تفقدوني؛ فإنكم إن فقدتموني لم تجدوا أحدا يحدثكم مثل
حديثي حتى يقوم صاحب السيف.
(301) 97. وذكر أيضا قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن امرأة قالت لزوجها:
أنا محرمة عليك: مجلسي وحديثي وادامعي؟ (6) قال: نعم، أنت محرمة علي:

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: معاني الأخبار: 241 / 3 عن يزيد بن فرقد، عمن سمع نحوه و ح 1،
ثواب الأعمال: 264 / 5 كلاهما عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة وليس في كلها ذيله.
2. في " س " و " ه‍ ": " ورجل ".
3. في " س " و " ه‍ ": " ورجل ".
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 1 / 373 / 4 وص 374 / 12، تفسير العياشي: 1 / 178 / 64،
الغيبة للنعماني: 112 / 3 كلها عن ابن أبي يعفور نحوه.
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 5 / 507 / 5 عن الحسين بن منذر، الأمالي للمفيد: 173 / 2،
الأمالي للطوسي: 193 / 327 كلاهما عن ابن أبي يعفور، بحار الأنوار: 84 / 319 / 6 عن كتاب جعفر بن
محمد بن شريح.
6. كذا في النسخ. وفي هامش " س ": " جماعي. ظ ".
242

مجلسك وحديثك وادامعك (1) وفرجك؟ قال: ما هذا بطلاق، ولا أحل له ما حرم على
نفسه، هو أعلم بما صنع، إني سمعت الله - عز وجل - يقول:
(كل الطعام كان حلا لبنى إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه) (2) فحيث حرم
على نفسه حرم عليه.
(302) 98. وذكر أيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لا يؤم الناس: المحدود، ولد الزنى، والأغلف، والأعرابي، والمجنون،
والأبرص، والعبد (3).
(303) 99. وذكر أيضا (4) عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال:
إن من أكل (5) السحت سبعة: الرشوة في الحكم، ومهر البغي، وأجر الكاهن، وثمن
الكلب، والذين يبنون البنيان على القبور، والذين يصورون التماثيل، وجعيلة (6)
الأعرابي.
(304) 100. وذكر أيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة، فتواضعوا يرفعكم الله،
والصدقة لا تزيد المال إلا كثرة، فتصدقوا يرحمكم الله، والعفو لا يزيد العبد إلا عزا،
فاعفوا يعزكم الله (7).

1. في " س " و " ه‍ ": " إذا طيعك ".
2. آل عمران (3): 93.
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 3 / 375 / 1، تهذيب الأحكام: 3 / 26 / 92، كلاهما عن أبي
بصير وفيهما " المجذوم " بدل " المحدود " وليس فيهما، " الأغلف " و " العبد "، بحار الأنوار: 88 / 75 / 32 عن
كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
4. لم يرد " أيضا " في " س " و " ه‍ ".
5. لم يرد " إن من أكل " في " س " و " ه‍ ".
6. في " س " و " ه‍ ": " جعلية ".
7. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: منية المريد: 322 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كنز العمال: 3 / 110 / 5719 نقلا
عن ابن أبي الدنيا في ذم الغضب، عن محمد بن عمير العبدي، عنه (صلى الله عليه وآله).
243

(305) 101. قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
ما ضاع من مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة، فحصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا
مرضاكم بالصدقة، وادفعوا أبواب البلاء بالاستغفار (1).
(306) 102. قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن الصاعقة لا تصيب ذاكرا لله، وما يصاد من الطير إلا ما ضيع التسبيح، قلت: كيف
نداوي مرضانا بالصدقة؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قيل له: يا رسول الله! أي الصدقة أفضل؟
قال: جهد المقل، وإذا كان عندك مريض قد أعياك مرضه، فخذ رغيفا من خبزك
فاجعله في منديل أو خرقة نظيفة فكلما (2) دخل سائل فليعطه (3) منه كسرة، ويقال له: ادع
لفلان؛ فإنه (4) يستجاب لهم فيكم، ولا يستجاب لهم في أنفسهم (5).
(307) 103. قال: وسمعته يقول:
كان لعائشة عبد يقال له: أبو ذكران (6) وكان يؤمها منذ قبض الله رسوله (7) إلى أن
ماتت.
(308) 104. وقال أيضا عن أبي عبد الله (عليه السلام):
إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله! إن أهل بيتي أبوا إلا توثبا (8) علي، وشتيمة

1. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المحاسن: 1 / 459 / 1062 عن إسحاق بن عمار، عمن سمع بزيادة
في آخره.
2. في " س " و " ه‍ ": " وكلما ".
3. في " ح ": " فليعطيه ".
4. في " ح ": " ويقال له: ادعو له لفلان فإنهم ".
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الأمالي للصدوق: 550 / 734 عن عبد الله بن حماد وليس فيه ذيله،
المحاسن: 1 / 459 / 1062 عن إسحاق بن عمار، عمن سمع نحوه، بحار الأنوار: 59 / 384 / 31 عن كتاب
جعفر بن محمد بن شريح وليس فيه ذيله.
6. في " م " و " ه‍ ": " أبو ذكوان ".
7. في " س " و " ه‍ ": " قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".
8. " الوثب " الظفر وواثبه ساوره، وتوثب في ضيعتي: استولى عليها ظلما وشتمه يشتمه ويشتمه شتما سبه
والاسم الشتيمة ورفضه يرفضه ويرفضه رفضا ورفضا تركه انتهى، ورفض الله كناية عن سلب الرحمة والنصرة
وإنزال العقوبة (القاموس المحيط: 1 / 135 و ج 4 / 135 و ج 2 / 331).
244

لي، وقطيعة لي، فأرفضهم يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال:
إذا ترفضوا (1) جمعيا، فأعادها عليه، قال: كل ذلك يقول له رسول الله (صلى الله عليه وآله) مثل هذا
القول، قال: وكيف (2) أصنع يا رسول الله؟ قال:
صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك؛ فإنك إذا فعلت ذلك
كان لك عليهم من الله ظهيرا (3) (4).
(309) 105. وذكر أيضا عنه، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): البر وحسن الجوار زيادة في الرزق، وعمارة في الديار.
[أخبار أبي الصباح العبدي]
(310) 106. حدثنا جعفر بن محمد بن شريح عن أبي الصباح العبدي - وكان يقال
له: الكناني -، عن يزيد بن خليفة، قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما جلسنا عنده،
قال:
نظرتم حيث نظر الله، واخترتم حيث اختار الله، وذهب الناس يمينا وشمالا،
وقصدتم قصد محمد (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته، وأنتم على المحجة البيضاء، فأعينوا ذلك بورع.
فلما أردنا أن نقوم، قال: ما على عبد - إذا عرفه الله - أن لا يعرفه الناس؛ إنه من عمل
للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله، وإن كل رياء شرك (5).
(311) 107. جعفر، عن أبي الصباح، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

1. كذا في النسخ.
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " فكيف ".
3. كذا في النسخ. والصحيح: ظهير.
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 150 / 2 عن إسحاق بن عمار.
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: السرائر: 3 / 650 عن المثنى، المحاسن: 1 / 245 / 454 عن أبي
المغراء وليس فيه ذيله، بشارة المصطفى: 144 عن أبي المعزى وكلها عن يزيد بن خليفة.
245

كان أبي يقول: إن النار لا تطعم أحدا ممن وصف هذا الأمر، فقلت (1): جعلت فداك
إن فيهم من يفعل الأشياء التي يوجب الله لمن عملها (2) النار، قال: إن أبي كان يقول: إذا كان
ذلك منه، ابتلي في جسده بالسقم والخوف حتى يخرج من الدنيا ولا ذنب له (3).
(312) 108. جعفر، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
نظرتم حيث نظر الله، واخترتم حيث اختار الله، وأحببتمونا (4) وأبغضنا الناس،
ووصلتمونا وقطعنا الناس، أنتم - والله - شيعتنا، وأنتم (5) شيعة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وهو
- والله - قول الله: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (6) ثم قال:
إن أهل هذا الرأي يغتبطون (7) حتى تبلغ أنفسهم إلى هذه - وأهوى بيده إلى حلقه -
فيقال: أما ما كنتم تخوفون من أمر دنياكم فقد انقطع عنكم، وأما ما كنتم ترجون من أمر
آخرتكم فقد أصبتم.
عليكم بتقوى الله، وخالطوا الناس، وآتوهم وأعينوهم، ولا تجانبوهم، وقولوا
لهم (8) كما قال الله: (وقولوا للناس حسنا) (9).
(313) 109. جعفر، عن أبي الصباح، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سمعته يقول:

1. في " س " و " ه‍ ": " قلت ".
2. في " س " و " ه‍ ": " عمله ".
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: المحاسن: 1 / 246 / 456 عن جميل وليس فيه ذيله، التمحيص: 40
/ 41 عن أبي الصباح الكناني نحوه وكلاهما عن زرارة.
4. في " ه‍ ولعله في س أيضا ": " اجتبيتمونا ".
5. لم يرد " أنتم " في " س " و " ه‍ ".
6. الأنعام (6): 124.
7. كذا في " م " و " ه‍ " وفي " ح " و " س ": " إن يغتبطون " ويحتمل كون " إن " كلمة محرفة أو نافية. ولعل الصحيح
لا يغتبطون.
8. لم يرد " لهم " في " س " و " ه‍ ".
9. البقرة (2): 83.
246

وصلتم وقطع الناس، وأحببتم وأبغض الناس، وعرفتم وأنكر الناس وهو الحق
إن الله اتخذ محمدا عبدا قبل أن يتخذه رسولا، وإن عليا كان عبدا لله، ناصح الله،
فنصحه، وأحب الله، فأحبه.
إن حقنا في كتاب الله بين لنا صفو المال، وإنا قوم فرض الله طاعتنا في كتابه، وأنتم
تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته (1) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات وليس عليه إمام،
فميتته ميتة جاهلية، عليكم بتقوى الله فقد رأيتم أصحاب علي (2).
(314) 110. جعفر، عن أبي الصباح، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال
أردت أن أودعه، فقال:
يا خيثمة! أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله، وأوصهم أن يعود غنيهم (3) على
فقيرهم، وقويهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم، وأن يتلاقوا في
بيوتهم؛ فإن لقاء (4) بعضهم بعضا في بيوتهم حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا،
يا خيثمة! أبلغ موالينا أنا لسنا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل، وأنهم لن ينالوا ولايتنا
إلا بورع، وأن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (5).
(315) 111. جعفر، عن أبي الصباح، عن أبي بصير، قال:

1. في " س " و " ه‍ ": " بجهالة ".
2. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 8 / 146 / 123 عن يحيى الحلبي بن بشير الكناسي بزيادة
في آخره، تفسير العياشي: 2 / 48 / 19 عن بشير الدهان وفيهما " لنا صفو المال ولنا الأنفال ".
3. العائدة: المعروف والصلة والعطف والمنفعة، وهذا أعود: أنفع. (القاموس المحيط: 1 / 319) وأن يعود غنيهم
على فقيرهم، أي ينفعهم.
4. في " س " و " ه‍ ": " ملاقاة ".
5. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 2 / 175 / 2 عن ابن مسكان، مصادقة الإخوان: 136 / 6
كلاهما عن خيثمة، الأمالي للطوسي: 135 / 218 وليس فيه ذيله، قرب الإسناد: 32 / 105 وص 33 / 106
وكلاهما عن بكر بن محمد، الاختصاص: 29 عن عبد الأعلى مولى آل سام، بشارة المصطفى: 77 عن بكير بن
محمد وليس فيهما ذيله، مشكاة الأنوار: 96 / 216 عن خيثمة، أعلام الدين: 83، تفسير فرات الكوفي: 310 /
415 عن جعفر بن محمد بن الفزاري معنعنا، عن خيثمة الجعفي.
247

دخلت على علباء [هو ابن دراع الأسدي] وهو مريض، فقال: يا أبا بصير!
شعرت (1) أن أبا جعفر (عليه السلام) قد ضمن لي الجنة، قلت: ضمن لك الجنة؟ قال: إي والله،
فانطلقت أنا بعد ذلك حتى دخلت على أبي جعفر (عليه السلام)، فقال لي أول ما رآني: وهلك
علباء؟ قال: قلت: إي والله، قال: فما قال لك؟ قال (2): قلت: أخبرني أنك ضمنت له
الجنة قال: صدق والله.
[أخبار إبراهيم بن جبير عن جابر الجعفي]
(316) 112. جعفر قال: وحدثني إبراهيم بن جبير، عن جابر الجعفي، قال: قال
لي محمد بن علي (عليه السلام):
يا جابر! إن لبني العباس راية ولغيرهم رايات، فإياك ثم إياك ثم إياك - ثلاثا (3) - حتى
ترى رجلا من ولد الحسين يبايع له بين الركن والمقام، معه سلاح رسول الله ومغفر
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ودرع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) (4).
(317) 113. جعفر، عن إبراهيم بن جبير، عن جابر، عن محمد بن علي (عليه السلام)، قال:
لقضاء حاجة رجل مسلم أفضل من عتق عشر (5) نسمات، واعتكاف شهر في المسجد.
(318) 114. جعفر، عن إبراهيم، عن جابر، قال: قال لي محمد بن علي (عليه السلام) (6): ضع
خدك (7) الأرض، ولا تحرك رجليك حتى تنزل الروم الرميلة والترك الجزيرة، وينادي

1. هذا هو الظاهر كما في " م " والكلمة الموجودة في " ح " و " س " و " ه‍ " ليست واضحة وقد تقرأ " شفيت ".
2. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فإياك ثم إياك ثلاثا ".
4. هذا من أخبار الغيبة المرتبطة بأخبار آخر الزمان وظهور الحجة (عليه السلام) وله شواهد في الحديث 114 الآتي من هذا
الكتاب وهوامشه.
5. كذا في " س " و " ه‍ " و " م ". وفي " ح ": " عشر عشر نسمات ".
6. في " س " و " ه‍ ": " جعفر بن محمد ".
7. الظاهر تحتاج العبارة إلى كلمة " على " كما استظهره بعض الكتاب، ولكن مع ذلك يوجد في اللغة العربية بعض
التوسعات الخارجة عن القواعد العامة. وفي " ه‍ ": " على الأرض ".
248

مناد من دمشق.
(319) 115. جعفر قال: حدثني عبد العزيز بن عبد الجبار العبدي، عن إسماعيل بن
سليمان، عن محمد بن شريح، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أيما رجل زار أخاه لا يريد بذلك دنيا، كتب الله له به عشر حسنات، ومحا عنه
عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وقضى الله له خمسين حاجة، وفضل الزائر على
المزور فضل اليمين على الشمال، ثم مسح عليهما.
(320) 116. جعفر قال: حدثني عمار بن عاصم الضبي، قال: حدثني رجل من
أصحابنا أنه لقي رجلا من أصدقائه، فقال له:
هل لك أن تأتي جابرا؟ فقال له الرجل (1): اذهب بنا، فلما دخلنا عليه، قال: أخذ
جابر يخلط حديثه حتى قلت لصاحبي: اذهب بنا، فقال جابر: اقعدا أنتما؛ فإن لي
إليكما حاجة، قال: فقعدنا، فلما تفرق من كان عنده، قدم (2) إلينا ثريدة فنحن نأكل حتى قال:
مات والله الذي لا إله إلا هو، قال: قلنا: من يا أبا محمد! قال: مات - والله الذي لا إله
إلا هو - الوليد، قال: فكتبنا ذلك اليوم عندنا، فنظرنا فإذا هو مات في ذلك اليوم.
حدثنا جعفر بن محمد بن شريح، قال: حدثني عمار بن عاصم، عن محمد بن
شريح، عن رجل من طيئ - كان جارا له - بمثله في هشام بن عبد الملك.
(321) 117. جعفر قال: حدثني أبو سعيد المدائني، عن محمد بن علي، عن علي بن
الحسين، عن أبيه (عليهم السلام)، قال:
جاء رجل إلى أبي، فحدثه، فقال: إن الرجل من شيعتنا ليأتي يوم القيامة عليه
تاج نبوة، قدامه سبعون ألف ملك (3)، فيساق سوقا إلى باب الجنة، فيقال له: ادخل

1. لم يرد " الرجل " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قام ".
3. في " ح ": " سبعين ملكا " وفي " س " و " ه‍ ": " سبعين ألف ملكا " والصحيح ما أثبتناه.
249

الجنة (1) بغير حساب.
(322) 118. جعفر، عن أبي سعيد، أو حميد (2)، عن جابر، قال: سمعته يقول:
قول الله - عز وجل -: (وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته) (3) قال: ذلك
محمد صلوات الله عليه وعلى أهل بيته، لا يموت يهودي ولا نصراني حتى يعرف أنه
رسول الله، وأنه قد كان كافرا. (4)
(323) 119. جعفر بن محمد قال: سمعت معلى الطحان يذكر عن بريد بن يزيد بن
جابر، عن عبد الله بن بشر، عن أبي عيينة بن حصن (5)، قال:
عرض رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما خيلا وعنده أبو عيينة بن حصن (6) بن حذيفة بن بدر
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أبصر بالخيل منك وقال (7) عيينة: وأنا أبصر بالرجال منك يا
رسول الله! فقال النبي (صلى الله عليه وآله): كيف؟ قال: فقال: إن خير الرجال الذين يضعون أسيافهم (8)
على عواتقهم، ويعرضون رماحهم على مناكب خيولهم من أهل نجد، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
كذبت؛ إن خير الرجال أهل اليمن، والإيمان يمان (9)، وأنا (10) يماني، وأكثر قبائل

1. لم يرد " الجنة " في " س " و " ه‍ ".
2. يحتمل أن يكون الترديد من أحد كتاب الكتاب في الأزمنة القديمة، وذلك لرادءة الخط وعدم تشخيص ذلك،
ولكن احتمال أن يكون أبو سعيد أكثر بقرينة الحديث السابق.
3. النساء (4): 159.
4. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: تفسير العياشي: 1 / 284 / 302 عن المشرقي، عن غير واحد من دون
إسناد إلى المعصوم (عليه السلام).
5. في " س " و " ه‍ ": " عن عبد الله بن بشير، عن ابن عيينة بن حصين ".
6. في " ه‍ ": " حصين ".
7. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
8. في " س " و " ه‍ ": " سيوفهم ".
9. " الإيمان يمان " إنما قال ذلك؛ لأن الإيمان بدأ من مكة وهي من تهامة، وتهامة من أرض اليمن، ولهذا يقال:
الكعبة اليمانية. وقيل: أراد بهذا القول الأنصار؛ لأنهم يمانون وهم نصروا الإيمان والمؤمنين وآووهم فنسب
الإيمان إليهم. وقيل: إنه قال هذا القول وهو بتبوك، ومكة والمدينة يومئذ بينه وبين اليمن، فأشار إلى ناحية
اليمن وهو يريد مكة والمدينة (النهاية: 5 / 300).
10. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وإنما ".
250

دخول الجنة يوم القيامة مذحج (1)، وحضرموت خير من بني الحرث بن معاوية حي من
كندة إن يهلك الحيان فلا أبالي، فليلعن (2) الله الملوك الأربعة: حيدا، ومشرحا،
ومخوصا، والصعد وأختهم العمردة (3).
(324) 120. قال جعفر بن محمد: وسمعت المعلى، قال: أخبرنا محمد بن
زياد، عن ميمون، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان إذا دخل (4) عليه أناس من
اليمن، قال:
مرحبا برهط شعيب وأحبار موسى (عليه السلام). (5)
(325) 121. جعفر قال: سمعت قيس بن الربيع يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال:
حضرموت خير من الحارثيين (6).
(326) 122. محمد بن المثنى قال: رووه عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إني لأفزع إلى قراءة آية الكرسي وأنا على الدرجة.
(327) 123. ابن مثنى (7)، عن عبيس بن هشام، عن رجل، عن مفضل الجعفي، قال:
ما فرض الله طاعة أحد قط إلا النبي (صلى الله عليه وآله) (8).

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " مدحج ".
2. كذا في " س " و " ه‍ " وفي " ح ": " فليعن الله ". وفي " م ": " فلعن الله ".
3. رواه عن غير جعفر بن محمد بن شريح: الكافي: 8 / 70 / 27 عن جابر نحوه، بحار الأنوار: 60 / 232 / 65
عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح، المسند لابن حنبل: 7 / 114 / 19462، المستدرك على الصحيحين:
4 / 91 / 6979 وكلاهما عن عمرو بن عبسة السلمي نحوه.
4. في " س " و " ه‍ ": " أنه إذا دخل ".
5. بحار الأنوار: 60 / 222 / 51 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
6. بحار الأنوار: 60 / 222 / 52 عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح.
7. في " س " و " ه‍ ": " ابن المثنى ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " إلا نبي ".
251

تم كتاب جعفر بن (1) محمد بن شريح الحضرمي
[وكتب في آخر " س " و " ه‍ "]:
كذا في المنتسخ، كتبه منصور بن الحسن بن الحسين
الآبي في ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة من
نسخة أبي الحسن محمد بن الحسن بن الحسين بن
أيوب القمي بالموصل (2).

1. في " س " و " ه‍ ": " تم كتاب محمد بن شريح الحضرمي ". وفي " ه‍ " زيادة بين كلمة " الحضرمي " وكلمة " كذا "
وهي: " صورة ما في النسخة التي كتبت عليها هي ". وزيادة بعد كلمة " الموصل " وهي " انتهى والحمد لله رب
العالمين ".
2. كلمة ختام الكتاب لم ترد في ح و م والظاهر أن " س " و " ه‍ " متفردان في ذلك وهما مطابقتان مع كلمة الختام
في آخر كتاب محمد بن مثنى الحضرمي.
252

كتاب محمد بن المثنى الحضرمي
[رواية هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي محمد بن
همام بن سهل الكاتب] (1)
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين (2)
[أخبار ذريح بن يزيد المحاربي]
(328) 1. حدثنا الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري أيده الله
قال: حدثنا محمد بن همام، قال: حدثنا حميد بن زياد الدهقان، قال: حدثنا أبو جعفر
أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز، قال:
حدثنا محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن
شريح الحضرمي، عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال:
صلوا إلى جانب القبر قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإن كانت صلاة المؤمن تبلغه أينما كان. (3)
(329) 2. قال:
وسألته عن رجل خير امرأته فاختارت نفسها. قال: هي تطليقة بائن وهو أحق
برجعتها، وإن اختارت زوجها فليس بشيء، وذكر عند ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتخييره (4)
نساءه (5).

1. ما بين المعقوفين لم يكن في " ح " و " س " و " ه‍ " وأخذناه من " م ".
2. في " ه‍ ": " وبه ثقتي ".
3. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 4 / 553 / 7، تهذيب الأحكام: 6 / 7 / 11 كلاهما عن معاوية بن
وهب.
4. في " ح ": " تخيره ".
5. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 6 / 137 / 3، تهذيب الأحكام: 8 / 87 / 9 29، الاستبصار: ف
3 / 312 / 1111 كلها عن عيص بن القاسم نحوه.
253

(330) 3. وسألته عن رجل حلف ليحجن ماشيا، فعجز عن ذلك ولم يطقه، قال:
فليركب وليسق هديا. (1)
(331) 4. وسألته عن الثوب المعلم: أيحرم الرجل فيه؟ قال: نعم، إنما يكره
الملحم (2) (3).
(332) 5. وسألته عن الجنازة أيؤذن بها؟ قال: نعم. (4)
(333) 6. وقال (5) ذريح: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله (6) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عنده سلف؟ فقال رجل:
أنا يا رسول الله!، وأسلفه أربعة أوساق ولم يكن له غيرها، فأعطاها السائل، فمكث (7)
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما شاء الله، ثم إن المرأة قالت لزوجها: أما آن لك أن تطلب سلفك
(فتقاضى (8) رسول الله (صلى الله عليه وآله)) فقال رسول الله: سيكون ذلك، ففعل ذلك الرجل مرتين أو
ثلاث مرات (9)، ثم إنه دخل ذات يوم عند الليل، فقال [له] (10) ابن له: جئت بشيء؛ فإني لم

1. رواه عن غير محمد بن المثنى: تهذيب الأحكام: 5 / 403 / 1403، الاستبصار: 2 / 149 / 490 كلاهما عن
صفوان وابن أبي عمير، عن ذريح المحاربي.
2. كذا في " م " وبعض النسخ، و " ح " غير واضحة وفي " س " و " ه‍ ": " المبهم ".
3. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 4 / 342 / 16، الفقيه: 2 / 336 / 2606 كلاهما عن ليث المرادي.
بيان: الملحم (كمكرم) جنس من الثياب (صحاح: 5 / 2027) وقال العلامة المجلسي (رحمه الله) الثوب المعلم أي الذي
فيه علم حرير أو ألوان... وقيل: الملحم هو لحمة إبريسم كالقطني المعروف عندنا (مرآة العقول).
4. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 3 / 167 / 2 عن صفوان بن يحيى، عن ذريح المحاربي، بحار
الأنوار: 81 / 256 / 19 عن كتاب محمد بن المثنى الحضرمي.
5. في " س " و " ه‍ ": " وسأل ".
6. لم يرد " فسأله " في " س " و " ه‍ ". وفي هامش " ه‍ ": " فسأله. ظ ".
7. في " س " و " ه‍ ": " ومكث ".
8. كذا في " م ". وفي " ح " غير واضح شبيه فيفعال. وفي " س " و " ه‍ ": " فقال رسول الله " وما بين القوسين
محذوف فيهما.
9. في " س " و " ه‍ ": " ثلاثا ".
10. لم يرد في " س " و " ه‍ ".
254

أذق شيئا اليوم؟ ثم قال: والولد فتنة، فغدا (1) الرجل على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: سلفي؟
فقال: سيكون ذلك، فقال: حتى متى سيكون ذلك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عنده
سلف؟ فقال رجل من الأنصار: أنا يا رسول الله! فأسلفه (2) ثمانية أوساق، فقال الرجل:
إنما لي أربعة، فقال له: خذها، فأعطاها إياه.
(334) 7. قال: وسألته عن رجل له امرأة وأمهات أولاد، هل لهن قسمة مع المرأة؟
فقال: نعم (3)، لها يومين (4)، ولأم الولد يوم.
(335) 8. وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في ليلة ثلاثون امرأة كلهن تشكو (5) زوجها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أما إن أولئك ليسوا من خياركم.
(336) 9. قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على نسوة قد قعدن له في الطريق، فقال لهم (6): هلكتن (7) إلا ما شاء
الله، فقلن: لم يا رسول الله؟ فقال: إنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير.
(337) 10. وقال: وسألته عن الحج الأكبر، فقال: يوم النحر.
(338) 11. وسألته عن البول والتقطير، فقال: إذا نزل من الحبائل ونشف الرجل
حشفته واجتهد، ثم كان بعد ذلك شيء، فليس بشيء. (8)
(339) 12. قال: وذكر أبو عبد الله (عليه السلام)، قال:

1. في " ح ": " فعدا الرجل ".
2. في " س " و " ه‍ ": " وأسلفه ".
3. في " س " و " ه‍ ": " قال: نعم ".
4. كذا في النسخ. والصحيح: " يومان ".
5. في " ه‍ ": " يشكون ". وفي " ح " و " س ": " يشكو ".
6. لم يرد " لهم " في " س " و " ه‍ ".
7. في " ح ": " هل كنتن ".
8. بحار الأنوار: 80 / 375 / 10 عن كتاب محمد بن المثنى الحضرمي.
255

كان رجل (1) يخير له امرأة، فدخلت جميلة وليس للرجل ولد وقد أطال (2) صحبتها
دهرا، قال: فبكت ذات يوم، فقال لها زوجها: ما يبكيك؟ قالت: أبكي؛ لأني لا أرى لك
ولدا، وأرى للناس أولادا، قال: إنه لن يمنعني من ذلك إلا إكرامك.
قالت: فإني قد أذنت لك في التزويج، قال: فتزوج الرجل، وبنى بها (3)، قال:
فكسل من (4) الأولى إلى الأخيرة، فجزعت المرأة، فقالت (5): سحرت وفعل بك، فقال
الرجل: هي طالق إن أتيتها حتى آتيك، فلم يطق إتيانها، قال: فشرب اللبن شهرا فلم
يصل، ثم شرب شهرا فلم يصل. فقال رجل عند ذلك: هذا الإيلاء؟ قال: نعم، قال:
وبعث إلى المدينة يسأل عن الإيلاء، قال: لابد أن يوقف، وأن مضت أربعة أشهر.
قال أبو عبد الله (عليه السلام): وقال علي (عليه السلام): لابد (6) أن يوقف، وأن مضت خمسة أشهر، قال
قائل: فإن تراضيا؟ فقال (7): نعم.
(340) 13. قال: وسألته عن معرس (8) رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذي الحليفة، فقال (9):
عند المسجد ببطن الوادي حيث يعرس الناس.
(341) 14. و (10) سألته عن الغسل في الحرم: أقبل دخوله، أو بعد ما يدخله؟ قال:
لا يضرك أي ذلك فعلت، وإن اغتسلت في بيتك حين تنزل مكة، فلا بأس. (11)

1. في " س " و " ه‍ ": " الرجل ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قد أطال " بدون واو.
3. هذا هو الأظهر. وفي جميع النسخ المعتمدة عندنا " بنى به ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " عن ".
5. في " س " و " ه‍ ": " وقالت ".
6. في " س " و " ه‍ ": " ولا بد ".
7. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
8. المعرس والمعرس: محل نزول القوم.
9. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
10. في " س " و " ه‍ ": " قال و ".
11. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 4 / 398 / 5، تهذيب الأحكام: 5 / 97 / 318 كلاهما عن صفوان،
عن ذريح وزاد فيهما قبل الأخير " وإن اغتسلت بمكة فلا بأس ".
256

(342) 15. وسألته عن المتمتع أيطلي رأسه بالحناء؟ قال: لا.
(343) 16. و (1) سألته عن الحاج المتمتع: متى يقطع التلبية؟ قال: حين يرمي
الجمرة.
(344) 17. وسألته عن المحرم: هل يحتجم؟ قال: نعم إذا خشي الدم، فقلت (2): إنما
يحرم من العقيق وإنما هي ليلتين؟ قال: إن الحجامة تختلف. وقال: (3) إن أخذ الرجل
الدوران، فليحتجم.
(345) 18. قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
مر أعرابي على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له: أتعرف أم ملدم؟ قال: وما أم ملدم؟ (4) قال:
صداع يأخذ الرأس، وسخونة في الجسد فقال (5) الأعرابي: ما أصابني هذا قط، فلما
مضى قال: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل النار، فلينظر إلى هذا (6).
(346) 19. قال: وقال أبو عبد الله: قال علي بن الحسين (عليهم السلام):
إني لأكره أن يعافى الرجل في الدنيا، ولا يصيبه شيء من المصائب ونحو هذا (7). (8)
(347) 20. قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام) - وذكر أبا سعيد الخدري وكان من أصحاب
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان مستقيما -.

1. في " س " و " ه‍ ": " قال و ".
2. في " س " و " ه‍ ": " قلت ".
3. الظاهر أن هذا ليس حديثا مستقلا ولكن في " ح. س " اتخذوه حديثا مستقلا.
4. أم ملدم أي كنية الحمى (صحاح: 5 / 2029).
5. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
6. رواه عن غير محمد بن المثنى: مشكاة الأنوار: 508 / 1707 بزيادة، بحار الأنوار: 81 / 176 / 14 عن كتاب
محمد بن المثنى.
7. الظاهر أن هذا الحديث تتمة للحديث السابق، ولكن يمكن اعتباره كحديث مستقل كما فعله بعض الرواة
وكتاب النسخ هنا.
8. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 2 / 256 / 19 عن حسين بن نعيم الصحاف، رجال الكشي:
1 / 205 / 85 عن الحسين بن عثمان وكلاهما عن ذريح، مشكاة الأنوار: 509 / 1712، بحار الأنوار:
81 / 176 / 14 عن كتاب محمد بن المثنى.
257

فقال: نزع ثلاثة أيام فغسله أهله، ثم حملوه إلى مصلاه، فمات فيه (1).
(348) 21. قال (2): وذكر سهل بن حنيف (3)، فقال: كان من النقباء، فقلت له: من نقباء
نبي الله الاثني عشر؟ فقال: نعم، كان من الذين اختيروا من السبعين، فقلت له: كفلاء
على قومهم؟ فقال: نعم، إنهم رجعوا وفيهم دم، فاستنظروا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى قابل،
فرجعوا ففرغوا من دمهم واصطلحوا، وأقبل النبي (عليه السلام) معهم. (4)
(349) 22. وذكر سهل (5)، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما سبقه أحد من قريش، ولا من
الناس بمنقبة، وأثنى عليه، وقال:
لما مات جزع أمير المؤمنين 7 جزعا شديدا، وصلى عليه خمس صلوات، وقال:
لو كان معي جبل (6)، لأرفض. (7)
(350) 23. وذكر يوم بدر، فقال:
هو ([يوم] الفرقان يوم التقى الجمعان) (8) وهو اليوم الذي فرق الله [فيه] بين الحق
والباطل، وإنما كان قبل ذلك اليوم (9) هذا كذا - ووضع كفيه أحدهما على الآخر (10) - وإنما

1. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 3 / 125 / 1، رجال الكشي: 1 / 205 / 85 كلاهما عن الحسين بن
عثمان وص 201 / 83، تهذيب الأحكام: 1 / 465 / 1521 كلاهما عن عبد الله بن المغيرة وكلها عن ذريح،
بحار الأنوار: 81 / 237 / 17 عن كتاب محمد بن المثنى.
2. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
3. سهل بن حنيف أنصاري عربي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وكان واليه على المدينة، وهو من السابقين
الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، ومن شرطة الخميس، ومن النقباء، ومن الاثني عشر الذين أنكروا على
أبي بكر. وروى الكشي عدة روايات في مدحه. (معجم رجال الحديث: 8 / 335 / 5626).
4. بحار الأنوار: 81 / 376 / 25 عن كتاب محمد بن المثنى وليس فيه ذيله.
5. في " ح ": " سهلا ".
6. في " م ": " حبل ". وفي النسخ الخطية ذكروا هذا الحديث في ضمن الحديث السابق وتجزئته كانت من قبلنا.
7. بحار الأنوار: 81 / 376 / 25 عن كتاب محمد بن المثنى.
8. الأنفال (8): 41.
9. لم يرد " ذلك اليوم " في " س " و " ه‍ ".
10. والظاهر أن المقصود أنهما كانا مجتمعين.
258

كان يومئذ خرج في طلب العير، وأهل بدر الذين شهدوا إنما كانوا ثلاثمائة وثلاثة
عشر رجلا، ولم يريدوا القتال، إنما ظنوا أنها (1) العير التي فيها أبو سفيان، فلما أتى أبو
سفيان الوادي نزل في بطنه في ميسرة الطريق، فقال الله: (إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم
بالعدوة القصوى) (2)، قلت له: ما العدوة الدنيا؟ قال: مما يلي الشام، والعدوة القصوى
مما يلي مكة، قلت له: فالعدوتين ضفتي (3) الوادي (4)؟ فقال: نعم.
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): (والركب أسفل منكم ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن
ليقضى الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عنم بينة ويحيى من حي عنم بينة وإن الله لسميع
عليم). (5)
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ونادى الشيطان على جبل مكة: إن هذا محمد في طلب العير،
فخرجوا على كل صعب وذلول، وخرج بنو عبد المطلب معهم، ونزلت رجالهم
يرتجزون، ونزل طالب يرتجز، فقال فيما يرتجز:
اللهم إن يغزون طالب * في مقنب من هذه المقانب
فارجعه المسلوب غير السالب * والمغلوب غير الغالب
قالوا: والله إن هذا لعلينا (6) فردوه، ولقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبا رافع مولى العباس فسأله
عن قومه، فأخبره أنهم أخرجوا (7) كارهين (8).

1. في " س " و " ه‍ ": " أنهم ".
2. الأنفال (8): 42.
3. كذا في النسخ. والأولي: فالعدوتان ضفتا الوادي بل ضفوا الوادي.
4. ضفتا الوادي أي جانباه من (ض، ف، و).
5. الأنفال (8): 42.
6. في " س " و " ه‍ ": " إن هذا مثلنا ". وفي الكافي " ليبلغنا ".
7. في " س " و " ه‍ ": " خرجوا ".
8. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 8 / 375 / 563 عن صفوان، عن ذريح وليس فيه إلا الأشعار مع
اختلاف كثير.
259

(351) 24. قال أبو عبد الله (عليه السلام): فحدثني ابن (1) جريح وغيره من ثقيف:
أن ابن (2) عباس لما مات أخرج به، فخرج من تحت كفنه طير أبيض ينظرون إليه
يطير نحو السماء حتى غاب عنهم، ثم قال: كان أبي يحبه حبا شديدا، كان أبي - وهو
غلام - تلبسه أمه ثيابه، فينطلق إليه في غلمان بني عبد المطلب، فأتاه يوما، فقال: من
أنت - بعد ما أصيب ببصره -؟ قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي (3)، قال:
حسبك؛ فمن لم يعرفك فلا عرف (4).
(352) 25. وسألته عن الصلاة في بيوت المجوس، فقال: أليست مغازيكم؟ (5) قلت:
بلى، قال: نعم (6).
(353) 26. وسألته عن التسليم على اليهودي والنصراني والرد عليهم في الكتاب (7)،
فكره ذلك كله. (8)
(354) 27. جعفر بن محمد، عن ذريح، قال: حدثني عمر بن حنظلة، عن أبي
جعفر (عليه السلام):
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر على قبر قيس بن فهد (9) الأنصاري وهو يعذب فيه، فسمع
صوته، فوضع على قبره جريدتين، فقيل له: لم وضعتها؟ فقال (10): تخفف عنه

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أن جريح ".
2. لم يرد " ابن " في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
4. رواه عن غير محمد بن المثنى: رجال الكشي: 1 / 277 / 107 عن جعفر بن بشير، عن جريح، الاختصاص:
71، عن صفوان بن يحيى، عن ذريح بن محمد المحاربي.
5. أليست مغازيكم أي تردونها في الذهاب إلى غزو العدو، فيدل على أن التجويز مقيد بالضرورة. (بحار الأنوار:
83 / 332). وفي " س " و " ه‍ ": " مغاربكم ".
6. بحار الأنوار: 83 / 332 / 4 عن كتاب محمد بن المثنى.
7. هكذا في " م " وفي " ح " و " س " و " ه‍ ": " في الكتب " والظاهر عدم الفرق.
8. رواه عن غير محمد بن المثنى: مشكاة الأنوار: 250 / 732 وص 348 / 1123 كلاهما عن ذريح.
9. في " س " و " ح " و " ه‍ ": " نهد ". وفي هامش " ح ": " قهد. ظ ".
10. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
260

ما كانت (1) خضراوين (2).
(355) 28. قال عمر: أو قال ذريح (3):
وسألته عن النوم في المسجد الحرام ومسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: نعم (4).
(356) 29. قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن الخلق الحسن له أجر الصائم القائم.
(357) 30. وسألته عن الصائم أيقبل؟ (5) قال: نعم.
(358) 31. وسألته عن شهوة تعرض للرجل في خلوة في حديث نفسه يعرض له
ما شاء الله من ذلك، ثم يسكن عنه ذلك، فيبول بعد قليل، فيدفق في أثر بوله (6) مثل
راحته (7) مني لتلك الشهوة، أيوجب ذلك عليه غسلا؟ قال: لا.
قال أمير المؤمنين صلى الله عليه (8): لا، إلا الماء الأكبر.
(359) 32. قال: وقال: نحن ورثة الأنبياء (9).

1. في " س " و " ه‍ ": " كانا ". ولتكن العبارة هكذا: لم وضعتهما... تخففان... ما كانتا.
2. بحار الأنوار: 81 / 338 / 38 عن كتاب محمد بن المثنى.
3. هذا هو الأظهر. وفي النسخ الخطية (قال عمر أو قال ذريح) وبعده يسوق الخبر. والظاهر أنها زائدة وليست من
عبارة الأصل وهي من زيادة البعض، وكأنه كان مترددا بين كون الرواية لعمر عن أبي جعفر (عليه السلام) - كما يقتضيه
الخبر المتقدم، وكان متعارفا بين المحدثين من ذكر الأسناد في الأحاديث المتعددة، في الحديث الأول، ومنها
حذفها في الأحاديث التالية له اعتمادا على السابق لها - وبين كونها لذريح كما يظهر جليا من الحديث 35 وما
بعده، حيث لها صراحة عبر الدلالة اللفظية على ذلك، وهذا يرجح لترجيح النص على الظاهر، والمنطوق على
المفهوم.
4. رواه عن غير محمد بن المثنى: تهذيب الأحكام: 3 / 258 / 720 عن معاوية بن وهب وزاد في آخره " أين
ينام الناس؟ "، بحار الأنوار: 83 / 373 / 39 عن كتاب محمد بن المثنى.
5. في " س " و " ه‍ ": " يقبل ".
6. في " س " و " ه‍ ": " فيدفق بعد بوله ".
7. في هامش " ح ": " ملء راحته ".
8. في " س " و " ه‍ ": " عليه السلام ".
9. رواه عن غير محمد بن المثنى: الخصال: 651 / 49 عن أبي المغراء حميد بن المثنى العجلي، بصائر
الدرجات: 309 / 4 عن أبي المعزاء وكلاهما عن ذريح وص 119 / 1 عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
الإمام الرضا (عليه السلام)، عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) وص 120 / 3 عن عبد الله بن جندب، عن الإمام الرضا (عليه السلام)،
الخرائج والجرائح: 1 / 396 / 3 عن علي بن أبي حمزة، تفسير فرات الكوفي: 285 / 384 عن الحسين بن
عبد الله بن جندب، عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، عن الإمام زين العابدين (عليه السلام).
261

(360) 33. قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
تركت فيكم الثقلين: كتاب الله، وأهل بيتي، فنحن أهل بيته. (1)
(361) 34. قال: وقال: دخل رسول الله على علي - صلى الله عليهما - وعليه ثوب،
ثم علمه وذلك لقول الناس: علمه ألف كلمة يفتح كل كلمة ألف كلمة (2).
(362) 35. قال: وقال الله:
و (كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتب) (3) قال ذريح: فسكت
وحرك يده، ثم قال:
إن شيخا خاصم، فقال: أو كان كاتب سليمان؟ وقد قال: (عفريت من الجن أنا آتيك
به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوى أمين * قال الذي عنده علم من الكتب أنا آتيك
به قبل أن يرتد إليك طرفك) (4) قال: أصاب الشيخ.
(363) 36. قال: وسألته عن المرأة الصائمة يتعاطى منها الرجل، قال:
إني لأكره (5) أن أفطرها، ولكن إذا أردت فادنها من الليل؛ فإني أفعل ذلك.
(364) 37. قال ذريح: قال له الحارث بن المغيرة النصري: إن أبا معقل المزني
حدثني عن أمير المؤمنين (عليه السلام):

1. رواه عن غير محمد بن المثنى: مختصر بصائر الدرجات: 90، بصائر الدرجات: 414 / 4 كلاهما عن جعفر بن
بشير البجلي، عن ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي.
2. رواه عن غير محمد بن المثنى: الخصال: 651 / 49 عن أبي المغراء حميد بن المثنى العجلي، بصائر
الدرجات: 309 / 4 عن أبي المغراء وص 310 / 9 عن جعفر بن بشير وكلها عن ذريح المحاربي.
3. الرعد (13): 43.
4. النمل (27): 39 - 40.
5. في " س " و " ه‍ ": " إني أكره ".
262

أنه صلى بالناس المغرب، فقنت في الركعة الثانية، ولعن معاوية وعمرو بن
العاص وأبا موسى الأشعري وأبا الأعور السلمي، قال (عليه السلام): الشيخ صدق، فالعنهم (1).
(365) 38. جعفر، عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال ابن عباس: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) (2) الآية؟ فقال
أبو عبد الله: نحن الناس المحسودون (3).
(366) 39. جعفر، عن ذريح، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
نعم العون الدنيا على الآخرة.
ثم ذكر عند ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: وضع حجرا على سير (4) الماء رسول الله
ليرده (5) إلى حائطه، فذلك الحجر كما هو لا يدرى ما عمقه في الأرض؟ (6).
(367) 40. وسألته عن حد المسجد، فقال:
من الأسطوانة إلى عند رأس القبر إلى أسطوانتين من وراء المنبر عن يمين القبلة،
وكان من وراء المنبر طريق تمر فيه الشاة أو يمر الرجل منحرفا، وزعم أن ساحة

1. بحار الأنوار: 33 / 197 / 482 و ج 85 / 210 / 29 كلاهما عن كتاب محمد بن المثنى.
2. النساء (4): 54.
3. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 1 / 205 / 1 عن بريد العجلي، وص 206 / 2 عن محمد بن فضيل،
عن الإمام الكاظم (عليه السلام) و ح 4 وص 186 / 6، تهذيب الأحكام: 4 / 132 / 736، تفسير العياشي: 1 / 247 /
155 والأربعة الأخيرة عن أبي الصباح الكناني و ح 154 عن بريد العجلي وص 246 / 153، بصائر الدرجات:
35 / 5 كلاهما عن بريد بن معاوية و ح 3 عن محمد بن الفضيل، والأربعة الأخيرة عن الإمام الباقر (عليه السلام) و ح 4 عن
أبي الصباح الكناني، دعائم الإسلام: 1 / 21، تفسير فرات الكوفي: 106 / 100 عن بريد وكلاهما عن الإمام
الباقر (عليه السلام) و ح 99 عن أبان بن تغلب وكلها نحوه.
4. في " س ": " سبر ".
5. في " س " و " ه‍ ": " ليردوه ".
6. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 5 / 73 / 14 عن علي الأحمسي، عن رجل، عن الإمام الباقر (عليه السلام) و ح
15 عن علي بن أسباط وص 72 / 8 و ح 9 كلاهما عن صفوان بن يحيى، الفقيه: 3 / 156 / 3567 والأربعة
الأخيرة عن ذريح المحاربي، الزهد للحسين بن سعيد: 51 / 136 عن علي الأحمص، عمن أخبره، عن الإمام
الباقر (عليه السلام).
263

المسجد إلى البلاط (1) من المسجد (2).
(368) 41. وسألته عن بيت علي (عليه السلام)، فقال:
إذا دخلت من الباب فهو من عضادته اليمنى إلى ساحة المسجد، وكان بينه وبين
بيت نبي الله خوخة (3). (4)
(369) 42. جعفر، عن ذريح، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن جلود السباع، التي يجلس عليها، فقال: ادبغوها،
فرخص في ذلك.
(370) 43. فقلت: الرجل يزور القبر كيف الصلاة على صاحب القبر؟ قال:
يصلي (5) على النبي - صلوات الله عليه - وعلى صاحب القبر، وليس فيه شيء
مؤقت (6).
(371) 44. جعفر، عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت: المتمتع إذا نظر إلى بيوت مكة فيقطع التلبية؟ قال: نعم. (7)
(372) 45. قال: قلت:
وإن خرج الرجل مسافرا وقد دخل وقت الصلاة كم يصلي؟ قال: أربع (8). (9)

1. البلاط - بالفتح -: موضع بالمدينة بين المسجد والسوق. مبلط أي مفروش بالحجارة التي تسمى بالبلاط سمي
المكان به اتساعا. (الوافي).
2. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 4 / 554 / 4 عن محمد بن مسلم وفيه " وكان ساحة المسجد من
البلاط إلى الصحن " بدل " وزعم أن ساحة... الخ "، بحار الأنوار: 100 / 180 / 46 عن كتاب محمد بن المثنى.
3. الخوخة باب صغير كالنافذة الكبيرة وتكون بين بيتين ينصب عليها باب. (النهاية: 2 / 86).
4. بحار الأنوار: 100 / 180 / 46 عن كتاب محمد بن المثنى.
5. في " س " و " ه‍ ": " تصلي ".
6. بحار الأنوار: 100 / 138 / 26 عن كتاب محمد بن المثنى.
7. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 4 / 399 / 3، تهذيب الأحكام: 5 / 94 / 115 كلاهما عن الحلبي
نحوه.
8. كذا في النسخ. والصحيح: أربعا.
9. بحار الأنوار: 89 / 55 / 18 عن كتاب محمد بن المثنى.
264

(373) 46. قال: قلت:
وإن دخل الوقت وهو في السفر؟ قال: يصلي ركعتين قبل أن يدخل أهله، وإن
دخل المصر فليصلي أربعا (1).
(374) 47. قال: قلت: وإذا سافر الرجل في رمضان؟ قال: يفطر.
(375) 48. قال: قلت: فينسى أن يكبر حتى يقرأ؟ قال: يكبر.
(376) 49. قلت (2): أيقضي الرجل غسل الجمعة؟ قال: لا.
(377) 50. قال: قلت:
المتمتع كم يأكل من أضحيته؟ قال: يومين، وبالمصر ثلاثة أيام.
(378) 51. قال: قلت: المولود يعق عنه بعد ما كبر؟ قال: إذا جاز سبعة أيام فلا يعق
عنه.
(379) 52. ثم قال: من مات ولم يحج حجة الإسلام، فليمت إن شاء يهوديا، وإن
شاء نصرانيا (3). (4)
(380) 53. جعفر، عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كنت في منزلي، فما شعرت إلا بالخيل والشرطة (5) قد أحاطوا (6) بالدار، قال:

1. بحار الأنوار: 89 / 55 / 18 عن كتاب محمد بن المثنى.
2. في " س " و " ه‍ ": " قال: قلت ".
3. أقول: في النسخ الخطية أتخذ الحديث 44 إلى هذا الحديث كحديث واحد ولم تفصل ونحن فصلناها لزيادة
الفائدة. والظاهر أن العلامة المجلسي في البحار فصلها أيضا. وفي نسخة الشيخ الحر استخرج لكل قطعة منه في
الهامش عنوانا خاصا أيضا، ولأن مطالبها مختلفة سواء سأل ذريح المحاربي الإمام في مجلس واحد، أو
مجالس متعددة فكلاهما محتمل.
4. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 4 / 268 / 1، تهذيب الأحكام: 5 / 17 / 49 وص 462 / 1610،
الفقيه: 2 / 447 / 2935، المقنعة: 386 كلها عن صفوان بن يحيى، عن ذريح المحاربي، وزاد في كلها بعد
" حجة الإسلام " " لم يمنعه من ذلك حاجة تجحف به، أو مرض لا يطيق فيه الحج أو سلطان يمنعه ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " والشرط ".
6. في " س " و " ه‍ ": " فأحاطوا ".
265

فتسوروا علي، قال: فتطاير أهلي ومن عندي، قال: فأخذوا يتسخرون (1) الناس، قلت:
لا تسخروهم واستأجروا علي في مالي، قال: فحملوني في محمل وأحاطوا بي،
فأتاني آت من أهلي فقال: إنه ليس عليك بأس، إنما يسألك (2) عن يحيى بن زيد، قال:
فلما أدخلوني عليه، قال: لو شعرنا أنك بهذه المنزلة، ما بعثنا إليك، إنما أردنا أن
نسألك عن يحيى بن زيد، فقلت: مالي به عهد قد خرج من هاهنا قال: ردوه، فردوني.
(381) 54. جعفر، عن ذريح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: كنا عنده، فقال: يحتج (3)
عليهم علي (عليه السلام) بأن قال:
والله إن منا لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإن منا حمزة سيد الشهداء، وإن منا الإمام المفترض
الطاعة، من أنكره مات إن شاء يهوديا، وإن شاء نصرانيا، ثم قال:
والله ما ترك الله الأرض قط منذ قبض الله آدم إلا وفيها من يهتدى به إلى الله وهو
حجة الله إلى العباد، من تركه هلك، ومن لزمه نجا حقا على الله. (4)
(382) 55. جعفر، عن ذريح، قال: سألته عن الأئمة بعد النبي صلى الله عليه
وعليهم قال:
نعم، كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلى الله عليه الإمام بعد النبي - صلوات
الله عليه وأهل بيته - [ثم كان الحسن، ثم كان الحسين]، ثم كان علي بن الحسين، ثم
كان محمد بن علي، ثم إمامكم. من أنكر ذلك كان كمن أنكر معرفة الله ورسوله، قال:
ثم قلت: أنت اليوم جعلني الله فداك؟ فأعدتها عليه ثلاث مرات.
قال: إني إنما حدثتك بهذا لتكون من شهداء الله في الأرض إن الله - تبارك وتعالى -

1. في " ح ": " يتسخروا ".
2. كذا في " م " وفي " ح " و " س " و " ه‍ ": " نسألك ".
3. كذا في " ح ". وفي " س " و " ه‍ ": " احتج ". واستظهر في هامش " ح " أيضا أن تكون الكلمة " احتج ".
4. رواه عن غير محمد بن المثنى: ثواب الأعمال: 245 / 2 عن أبي المغراء، المحاسن: 1 / 176 / 272 عن أبي
المعزاء وكلاهما عن ذريح، عن أبي حمزة وليس فيهما صدره.
266

لم يدع شيئا إلا علمه نبيه صلوات الله عليه، ثم إنه بعث إليه جبرئيل أن يشهد لعلي
بالولاية في حياته يسميه أمير المؤمنين (عليه السلام) فدعا نبي الله تسعة رهط، فقال: إنما أدعوكم
لتكونوا من (1) شهداء الله أقمتم أم كتمتم.
ثم قال: قم يا أبا بكر! فسلم على علي أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: عن (2) أمر الله وأمر
رسوله تسميه أمير المؤمنين (3)؟ فقال: نعم، فقام فسلم عليه.
ثم قال: يا عمر! قم فسلم على أمير المؤمنين (4)، فقال (5): عن أمر الله ورسوله سميته
أمير المؤمنين؟ فقال: نعم.
ثم قال للمقداد بن الأسود: قم، فسلم على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقام، فسلم على
علي ولم يقل كما قالا.
ثم قال لأبي ذر الغفاري: قم، فسلم على أمير المؤمنين فقام فسلم.
ثم قال لحذيفة: قم، فسلم على أمير المؤمنين (6)، فقام، فسلم.
ثم قال لسلمان الفارسي: قم، فسلم على علي أمير المؤمنين، فقام، فسلم.
ثم قال لعمار بن ياسر: قم، فسلم على أمير المؤمنين، فقام، فسلم (7).
ثم قال لعبد الله بن مسعود: قم، فسلم على أمير المؤمنين (8)، فقام، فسلم.
ثم قال لبريدة الأسلمي: قم، فسلم على أمير المؤمنين (9)، فقام وسلم (10)، وكان

1. لم يرد " من " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
2. لم يرد " عن " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ " بعد " أمير المؤمنين " هكذا: " فقال: عن أمر الله ورسوله سميته أمير المؤمنين؟ ".
4. في " س " و " ه‍ ": " على علي أمير المؤمنين ".
5. في " ه‍ ": " فقال عمر ".
6. في " س " و " ه‍ ": " على علي أمير المؤمنين ".
7. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
8. في " س " و " ه‍ ": " على علي أمير المؤمنين ".
9. في " س " و " ه‍ ": " على علي أمير المؤمنين ".
10. في " س " و " ه‍ ": " فسلم على الناس ".
267

بريدة أصغر القوم (1)
ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إنما دعوتكم لتكونوا شهداء (2)، أقمتم أم
كتمتم
فأمر أبو بكر على الناس وبريدة غائب بالشام فلما قدم بريدة أتى أبا بكر وهو في
مجلسه، فقال: يا أبا بكر! هل نسيت تسليمنا على علي بإمرة المؤمنين، نسميه بها
واجبا من الله ومن (3) رسوله؟ قال: يا بريدة! إنك غبت وشهدنا، وإن الله يحدث الأمر بعد
الأمر، ولم يكن الله ليجمع لأهل هذا البيت النبوة والملك.
فقال لي: إنما ذكرت هذا لتكون من شهداء الله في الأرض إن منا بعد الرسول سبعة
أوصياء أئمة مفترضة طاعتهم، سابعهم (4) القائم إن شاء (5)؛ إن الله عزيز حكيم يقدم ما
يشاء ويؤخر ما يشاء وهو العزيز الحكيم
ثم بعد القائم أحد عشر (6) مهديا من ولد الحسين، فقلت: من السابع جعلني الله
فداك، أمرك على الرأس والعينين؟ قال: " قلت ثلاث مرات " قال: ثم بعدي إمامكم
وقائمكم إن شاء الله (7).
إن أبي - ونعم الأب كان - قال (8) رحمة الله عليه: كان يقول:

1. في " س " و " ه‍ ": " الناس ". واعلم أن ما يرتبط ببريدة ذكر في " س " و " ه‍ " قبل سلمان.
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " شهداء الله ".
3. لم يرد " من " في " س " و " ه‍ ".
4. احتمل في الهامش كونه من كلمات الشيخ الحر قال: " الوجه فيه أن ابتداء العدد من أبي عبد الله (عليه السلام) وهذه من
شبهات الواقفة كما ذكره الشيخ في كتاب الغيبة " (م د ح).
5. في " س " و " ه‍ ": " إن شاء الله ".
6. في الهامش قال: " هذا مروي من عدة طرق وله معارضات ووجهه - كما يظهر من بعض الروايات - أن
المذكورين نوابه في حياته، أو آبائه إذا خرجوا في الرجعة. وله وجوه أخر " (م د ح).
7. في الهامش: " قد ورد عنهم (عليهم السلام) أن كل واحد منهم قائم بالأمر والإمامة في زمانه، فلعله المراد؛ لتواتر
معارضاته " (م د ح).
8. " كان قال " لم يرد في رواية الصفار عن ذريح.
268

لو وجدت ثلاثة رهط (1) فأستودعهم العلم وهم أهل ذلك حدثت بما لا يحتاج إلى
نظر في حلال ولا حرام وما يكون إلى يوم القيامة؛ إن حديثنا صعب لا يؤمن به إلا عبد (2)
مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، ثم قال: والله إن منا لخزان الله في الأرض، وخزانه في
السماء، لسنا (3) بخزان على ذهب ولا على فضة، وإن منا لحملة (4) العرش يوم القيامة،
محمد وعلي والحسن والحسين، ومن شاء الله أربعة أخر من شاء الله أن يكونوا. (5)
جعفر بن محمد، عن عبد الله بن طلحة النهدي مثل هذا الحديث حديث ذريح
إلا أنه زاد فيه: قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما حدثتك بهذا الحديث لتكون من شهود الله
في الأرض لفلان ابني.
(383) 56. جعفر، عن ذريح المحاربي أنه كان جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فدخل
عليه زرارة بن أعين فقال (6):
يا أبا عبد الله! إني أصلي الأولى إذا كان الظل قدمين، ثم أصلي العصر إذا كان الظل
أربع (7) أقدام، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) إن الوقت في النصف على ما (8) ذكرت، إني قدرت
لموالي جريدة، فليس يخفى عليهم الوقت (9).

1. الرهط - ويحرك - ما دون العشرة من الرجال، وسكون الهاء أفصح من فتحها. (مجمع البحرين).
2. لم يرد " عبد " في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " لسنا نحن ".
4. في " س " و " ه‍ ": " حملة ".
5. رواه عن غير محمد بن المثنى: الكافي: 1 / 181 / 5 عن معاوية بن وهب، عن ذريح، الأمالي للمفيد: 18 / 7
عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثمالي، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده نحوه
وليس فيهما ذيله، بصائر الدرجات: 104 / 4 عن علي بن حكم، عن ذريح المحاربي، عن أبي حمزة الثمالي،
عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، تفسير فرات الكوفي: 107 / 101 معنعنا عن إبراهيم نحوه وليس فيهما صدره.
6. في " س " و " ه‍ ": " وقت الظهر فقال ".
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أربعة ".
8. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " مما ".
9. بحار الأنوار: 83 / 48 / 28 عن كتاب محمد بن المثنى.
269

[أخبار محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي الملقب ب‍ " بزيع "]
(384) 57. أخبرنا أبو جعفر محمد بن المثنى بن القاسم الحضرمي، قال: سمعت
أصحابنا يذكرونه عن مفضل (1) بن عمر، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
لما عسكر أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنخلية تقدم إليه رجلان فاختصما (2) إليه فأفحش
أحدهما على صاحبه، قال: فقال له أمير المؤمنين: اخسأ، فإذا رأسه رأس كلب، قال:
فأقبل بإصبعه يلوذ إلى أمير المؤمنين، قال: فأخذ بشفته العليا وقلبها (3)، فإذا رأسه قد
عاد كما كان، فقال له أصحابه - وهم حوله -: يا أمير المؤمنين! أنت هكذا وأنت تسير
إلى معاوية؟! قال:
فقال أمير المؤمنين: لو أشاء أن أضع رجلي هذه الصغيرة في صدره، لفعلت. ولو
أشاء أن أوتى به (4) على سريره، لفعلت، ولكنا عباد مكرمون لا نسبقه بالقول، ونحن
بأمره نعمل.
(385) 58. بزيع، عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لولا أنا
نزاد، لأنفدنا. (5)
(386) 59. محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد المسلم بن سالم (6)، عن ابن أبي البلاد،
عن عمار بن عاصم السجستاني، قال:

1. في " س " و " ه‍ ": " المفضل ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فأعتقا إليه "؟.
3. في " س " و " ه‍ ": " فقلبها ".
4. كذا في " ح ". وفي " ه‍ ": " أولى به ". والأولى: أن آتي به.
5. رواه عن غير محمد بن المثنى: الأمالي للطوسي: 409 / 919 عن عبد الله بن بكير و ح 920 عن أبي بصير،
الأصول الستة عشر (كتاب جعفر بن محمد بن شريح): حديث 40 عن عبد الله بن طلحة النهدي، الاختصاص:
312 عن زرارة، عن الإمام الباقر (عليه السلام) و 313 عن أبي بصير وعن سليمان الديلمي، بصائر الدرجات: 392 / 1
عن زرارة، عن الإمام الباقر (عليه السلام) و ح 3 عن أبي بصير وص 393 / 5 عن سليمان الديلمي وكلها بزيادة.
6. في " س " و " ه‍ ": " عبد السلام بن سالم ".
270

جئت إلى باب أبي عبد الله (عليه السلام) وأردت أن لا أستأذن عليه (1) فأقعد، فأقول: لعله
يراني بعض من يدخل، فيخبره، فيأذن لي، قال: فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه شباب (2)
أدم في أزر وأردية ثم لم أرهم خرجوا، فخرج عيسى شلقان، فرآني، فقال: أبا عاصم!
أنت هاهنا!؟ فدخل، فاستأذن لي، فدخلت عليه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
مذ متى أنت هاهنا يا عمار؟ قال: فقلت: من قبل أن يدخل إليك الشباب الأدم (3)، ثم
لم أرهم خرجوا، فقال أبو عبد الله: هؤلاء قوم من الجن جاؤوا يسألون عن أمر دينهم.
قال: فقلت: أخبرني عن الحية والعقرب والخنفس وما أشبه ذلك، قال: فقال:
أما تقرأ كتاب الله؟ [قال: قلت: وما كل كتاب الله أعرف، فقال: أما تقرأ] (4) (أفلم يهد
لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مسكنهم إن في ذلك لأيت لأولى النهى) (5) قال:
فقال (6): هم أولئك أخرجوا من النار، فقيل لهم: كونوا نششا (7) (8).
(387) 60. عبد الله بن جبلة، عن عمرو بن أبي المقدام، عن محمد بن مروان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من قرأ آية الكرسي دفع (9) الله عنه ألف مكروه من مكاره الدنيا أيسره الفقر، وألف
مكروه من مكاره الآخرة أيسره عذاب القبر. (10)

1. في " س " و " ه‍ ": " أردت الاستيذان فأقعد " بدون الواو.
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " شاب ".
3. في " س " و " ه‍ ": " عليك الشاب الآدم ".
4. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
5. طه (20): 128. جاء في " ح " و " س " و " ه‍ " بدل الآية ما ليس موجودا في القرآن وهو هذا " أولم يروا كم
أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مساكنهم إن في ذلك لآية لقوم يتذكرون " وفي " ح " بدل " لقوم يتذكرون ":
" أفلا يتذكرون ".
6. لم يرد " فقال " في " س " و " ه‍ ".
7. كذا في " ح " و " م ". وفي " س " و " ه‍ " " ششا " وفي هامش " س ": " حنشا ظ " وفي " مج " " شيئا ".
8. بحار الأنوار: 63 / 108 / 70 عن كتاب محمد بن المثنى وليس فيه ذيله.
9. في " س " و " ه‍ ": " رفع ".
10. رواه عن غير محمد بن المثنى: الأمالي للصدوق: 158 / 155 عن جعفر الأزدي، عن عمرو بن أبي المقدام، ف
عن الإمام الباقر (عليه السلام) مع تقدم وتأخر، تفسير العياشي: 1 / 136 / 451 عن عبد الله بن سنان بزيادة في أوله
وآخره.
271

[هذا] آخر حديث محمد بن المثنى الحضرمي
[من إلحاقات الشيخ أبي جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز إلى
كتاب محمد بن المثنى الحضرمي]
[حديثان لعلي بن عبد الله بن سعيد] (1)
[رواية أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز الملقب ب‍ " بزيع "]
(388) 1. حدثنا الشيخ أيده الله، عن محمد بن همام، عن حميد بن زياد، عن أبي
جعفر أحمد بن زيد بن جعفر الأزدي البزاز ينزل في طاق زهير ولقبه بزيع، قال
حدثني علي بن عبد الله بن سعيد، قال:
حدثنا (2) جعفر بن محمد بن سماعة، عن عبد الكريم، عن رجل، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال (3) علي بن عبد الله: - ولا أعلمه إلا عبد الله بن أبي يعفور (4) - قال: قال:
ادعوا بهذا الدعاء (5) في الوتر:
اللهم! املأ قلبي حبا لك وخشية لك (6) وتصديقا وإيمانا بك وفرقا منك وشوقا
إليك يا ذا الجلال ويا ذا الإكرام (7)

1. هذا العنوان ما يقتضيه المحل، ولكن في النسخ الخطية بدل هذا العنوان جاء " من حديث محمد بن جعفر
القرشي " وهو يأتي بعد هذين الحديثين وليس محل هذا العنوان هنا.
2. في " س " و " ه‍ ": " حدثني ".
3. في " س " و " ه‍ ": " قال: قال ".
4. في " س " و " ه‍ ": " عبد الله بن يعفور ".
5. في " س " و " ه‍ ": " هذا الدعاء ".
6. في " س " و " ه‍ ": " خشية منك ".
7. في " س " و " ه‍ ": " والإكرام ".
272

اللهم! حبب إلى لقاءك، واجعل في (1) لقائك خير الرحمة والبركة، وألحقني
بالصالحين، ولا تؤخرني مع الأشرار، وألحقني بالصالحين ممن مضى، واجعلني من
صالحي (2) من بقي، وخذ بي سبيل الصالحين [ولا تردني في شر استنقذتني منه (3) يا رب
العالمين] (4) وأعني على نفسي بما أعنت به الصالحين على أنفسهم.
اللهم (5)! أسألك (6) إيمانا لا أجل له دون لقائك، وتحييني عليه وتميتني عليه وتولني
عليه، وتحييني ما أحييتني، وتوفني عليه إذا توفيتني، وتبعثني عليه إذا بعثتني، وأبرئ
قلبي من الرياء والسمعة والشك في ديني
اللهم! أعطني بصرا في دينك، وفقها في عبادتك، وفهما في حكمك (7)، وكفلين
من رحمتك، وبيض وجهي بنورك، واجعل رغبتي فيما عندك، وتوفني في سبيلك
على ملتك وملة رسولك (صلى الله عليه وآله) (8).
اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغلبة والذل (9) والقسوة
والمسكنة، وأعوذ بك من نفس لا تشبع، ومن قلب لا يخشع، ومن دعاء لا يسمع،
ومن صلاة لا تنفع (10)، وأعيذ بك ديني وأهلي ومالي من الشيطان الرجيم.
اللهم إني (11) لن يجيرني منك أحد، ولن أجد من دونك ملتحدا، فلا تجعل أجلي

1. في " س " و " ه‍ ": " واجعل لي في ".
2. في " س " و " ه‍ ": " من صالح من ".
3. في " ح ": " استنفذني منه ".
4. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
5. لم يرد " اللهم " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
6. في " ح " وبعض النسخ الأخرى: " أسلك إيمانا لا أجل له دون لقائك "، مثل هذا الاختلاف يأتي في الكلمة
الآتية فاختلفت النسخ فيها بين أسلك وأسألك.
7. في بعض النسخ " وفهما في علمك ".
8. في " س " و " ه‍ ": " رسول الله ".
9. في " س " و " ه‍ ": " الذلة ".
10. في بعض النسخ: " لا ترفع ".
11. في " س " و " ه‍ ": " إنه ".
273

في شيء من عذابك، ولا تردني بهلكة ولا بعذاب، أسألك الثبات على دينك،
والتصديق بكتابك، واتباع رسولك (صلى الله عليه وآله) أسألك أن تذكرني برحمتك (1) ولا تذكرني
بخطيئتي، وتقبل مني وتزيدني من فضلك، إني إليك راغب.
اللهم! اجعل ثواب منطقي وثواب مجلسي رضاك، واجعل عملي ودعائي
خالصا لك، واجعل ثوابي الجنة برحمتك، وزدني (2) من فضلك إني إليك راغب.
اللهم! غارت النجوم، ونامت العيون، وأنت الحي القيوم، لا يواري منك ليل
ساج، ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد، ولا بحر لجي، ولا ظلمات بعضها
فوق بعض، تدلج على من تشاء من خلقك، أشهد بما شهدت به على نفسك
وملائكتك اكتب شهادتي مثل شهادتهم.
اللهم! أنت السلام، ومنك السلام، أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تفك رقبتي من النار. (3)
(389) 2. علي بن عبد الله بن سعد وعبد الله بن جبلة جميعا، عن سيف بن عميرة
قال: روى حفص بن غياث عن جعفر بن محمد (عليه السلام): أن هندا (4) قالت حين قبض
النبي (صلى الله عليه وآله):

1. لم يرد في " س " و " ه‍ " جملة: " أسألك أن تذكرني برحمتك ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فزدني ".
3. رواه عن غير علي بن عبد الله بن سعيد: الكافي: 2 / 586 / 24 عن كرام، عن ابن أبي يعفور، بحار الأنوار:
87 / 271 / 68 عن خط التلعكبري [عن كتاب محمد بن المثنى].
4. الشعر المذكور والذي تمثلت به سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام) نسبت إليها (انظر الأمالي للمفيد: 41 / 28)
وإلى هند بنت أثاثة (انظر كشف الغمة: 2 / 115) وإلى صفية بنت عبد المطلب (انظر دلائل الإمامة: 118) كما
نسب إلى رقية بنت صفي (انظر مختصر بصائر الدرجات: 192)، وبقية الأبيات السالفة - كما في أمالي المفيد -
هي:
قد كان جبرئيل بالآيات يؤنسنا * فغبت عنا فكل الخير محتجب
فكنت بدرا ونورا يستضاء به * عليك ينزل من ذي العزة الكتب
تجهمتنا رجال واستخف بنا * بعد النبي وكل الخير مغتصب
سيعلم المتولي ظلم حامتنا * يوم القيامة أنى سوف ينقلب
فقد لقينا الذي لم يلقه أحد * من البرية لا عجم ولا عرب
فسوف نبكيك ما عشنا وما بقيت * لنا العيون بتهمال له سكب
274

قد كان بعدك أنباء وهنبثة (1) * لو كنت شاهدنا (2) لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها (3) * فاختل أهلك فاشهدهم ولا تغب (4) (5)
الشيخ قال: حدثني ابن همام عن حميد بن زياد وعن
أحمد بن حمدان (6)، قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن
زيد بن جعفر الأزدي البزاز ولقبه بزيع وينزل في طاق
زهير، قال: حدثني محمد بن المثنى بن القاسم
الحضرمي، قال: حدثني جعفر بن محمد بن شريح
بجميع ما في هذا الكتاب (7) إلا حديثين لعلي بن عبد الله (8)
بن سعيد (9) في آخر الكتاب [وهي من إضافة أحمد بن
زيد] (10).

1. " الهنبثة " واحدة الهنابث وهي الأمور الشداد المختلفة، والهنبثة: الاختلاط في القول (النهاية: 5 / 278).
2. في " س " و " ه‍ ": " شاهدها ".
3. الوابل: المطر الغليظ القطر (العين للخليل).
4. في " س " و " ه‍ ": " ولا تعب ".
5. رواه عن غير علي بن عبد الله بن سعيد: الكافي: 8 / 376 / 564 عن محمد بن الفضل، الاحتجاج:
1 / 239 / 47 عن حماد بن عثمان، مختصر بصائر الدرجات: 192 عن المفضل بن عمر وكلها عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، الأمالي للمفيد: 41 / 8 عن عبد الله بن محمد بن سليمان الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن زينب
بنت علي بن أبي طالب (عليه السلام)، دلائل الإمامة: 118، شرح الأخبار: 3 / 39 / 974 عن محمد بن سلام بإسناده،
كشف الغمة: 2 / 115، المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 208 كلها عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
6. أحمد بن حمدان لم يرد في سند بداية الحديث، ولم نعثر على ترجمة أحد بهذا الاسم في هذه الطبقة. وفي
" ح " و " س " و " ه‍ ": " حميد بن زياد عن أحمد بن حمدان " من دون توسط الواو بينهما.
7. في هذه العبارة أيضا تسامح، فبعض أحاديث كتاب محمد بن المثنى لم يكن عن طريق جعفر بن محمد بن
شريح فهو يدل على أن مقصوده هو كتاب جعفر ولم يكن اسم لكتاب محمد بن المثنى في البين وهو أيضا لم
يلتفت أو لم يقصد بعض الأحاديث التي أضافها إليه محمد بن المثنى.
8. لم يرد " بن عبد الله " في " س " و " ه‍ ".
9. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " سعد ".
10. في هذه العبارة أيضا تسامح، فبعض أحاديث كتاب محمد بن المثنى لم يكن عن طريق جعفر بن محمد بن
شريح فهو يدل على أن مقصوده هو كتاب جعفر ولم يكن اسم لكتاب محمد بن مثنى في البين وهو أيضا لم
يلتفت لم يقصد بعض الأحاديث التي أضافها إليه محمد بن مثنى.
275

[روايتان للشيخ التلعكبري (رحمه الله)]
[من حديث محمد بن جعفر القرشي] (1)
(390) 1. وعنه، عن ابن همام، عن حميد بن زياد ومحمد بن جعفر الزراد (2)
القرشي (3)، عن يحيى بن زكريا اللؤلؤي، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن هارون
الخزاز، عن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، عن
جابر الجعفي، عن رجل، عن جابر بن عبد الله، قال: كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) صاحب
يهودي قال (4): وكان كثيرا ما يألفه وإن كانت له حاجة أسعفه فيها، فمات اليهودي فحزن
عليه واشتدت وحشته له، قال: فالتفت إليه النبي (صلى الله عليه وآله) - وهو ضاحك - فقال له: يا أبا
الحسن! ما فعل صاحبك اليهودي؟ قال: قلت: مات، قال: اغتممت به واشتدت
وحشتك عليه؟ قال: نعم يا رسول الله! قال: فتحب أن تراه محبورا؟ قال: نعم (5) بأبي
أنت وأمي، قال: ارفع رأسك، وكشط (6) له عن السماء الرابعة فإذا هو بقبة من زبرجدة
خضراء معلقة بالقدرة، فقال له: يا أبا الحسن! هذا لمن يحبك من أهل الذمة من اليهود
والنصارى والمجوس، وشيعتك المؤمنون معي ومعك غدا في الجنة.

1. هذا العنوان كان قبل الحديثين الماضيين وما كان يناسب ذلك المحل، والصحيح أن يرد هنا.
2. بسط له ترجمة مفصلة في تنقيح المقال تدل على فضله وهو خال والد أبي غالب الزراري.
3. في " س " و " ه‍ ": " العرشي ".
4. لم يرد " قال " في " ح " و " س " و " ه‍ ".
5. في " س " و " ه‍ ": " قال: قلت: نعم ".
6. في " س " و " ه‍ ": " فكشط ".
277

[صورة ما وجد في آخر النسخة نقلا عن التلعكبري]
القرشي ذكر (1) أنه سمعه من يحيى بن زكريا اللؤلؤي
[حديث متفرد آخر للتلعكبري]
(391) 1. الشيخ - أيده الله - قال: أخبرني أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد
حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن
القاسم، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن مولى للقميين قد أخبرني
عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، قال:
قال رجل من اليهود لرسول الله (صلى الله عليه وآله): يا محمد! أخبرني ما يقول الحمار في نهيقه؟
وما يقول الفرس في صهيله؟ وما يقول الدراج في صوته؟ وما تقول القنبرة (2) في
صوتها؟ وما يقول الضفدع في نقيقه؟ وما يقول الهدهد في صوته؟ قال: فأطرق رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، ثم قال: أعد علي يا يهودي! قال: فأعاد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أما الحمار فيلعن العشار.
وأما الفرس فيقول: الملك لله الواحد القهار.
وأما الدراج فيقول: الرحمن على العرش استوى.
وأما الديك فيقول: سبوح قدوس رب الملائكة والروح.
وأما الضفدع فيقول: اذكروا الله يا غافلين.

1. في " س " و " ه‍ ": " وذكر ".
2. القبرة واحدة القبر وهو ضرب من الطير والقنبراء لغة فيها، والجمع القنابر مثل العنصلاء والعناصل، والعامة
تقول: القنبرة (صحاح: 2 / 784) وورود القنبرة - بالنون - في الحديث دليل على أنه فصيح ليس من لحن العامة
كما ظن (الوافي: 19 / 204).
278

وأما الهدهد فيقول: رحمك الله يا أبا داود! يعني سليمان بن داود.
وأما القنبرة فتقول: لعن الله من يبغض أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله). (1)
الحمد (2) لله رب العالمين، وصلى الله على محمد النبي (3) وآله أجمعين
[صورة ما كتب في آخر النسخة الخطية (4) - وهي بخط
الشيخ الحر (رحمه الله) - نقلا عن خط ملا رحيم الجامي شيخ
الإسلام نقلا عن المنتسخ منه]
كذا في المنتسخ:
كتبه منصور بن الحسن بن الحسين الآبي في ذي الحجة
سنة أربع وسبعين وثلاثمائة من نسخة أبي الحسن
محمد بن الحسن بن الحسين بن أيوب القمي بالموصل

1. رواه عن غير التلعكبري: الاختصاص: 136 عن ابن عباس، عن الإمام علي (عليه السلام) نحوه، بحار الأنوار:
64 / 46 / 22 عن أصل قديم منقول من خط التلعكبري [هذا الأصل الحاضر].
2. في " س " و " ه‍ ": " والحمد ".
3. لم يرد " النبي " في " س " و " ه‍ ".
4. وكذا في " س " و " ه‍ " وفي " ه‍ " زيادة قبل " كذا في المنتسخ " وهي: " صورة ما وجدته في النسخة التي كتبت
عليها ".
279

كتاب درست بن أبي منصور (1)
(392) 1. قال (2): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير
ذنب. (3)
(393) 2. عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) الصلاة ومعه الحسين (عليه السلام)، قال: فكبر ولحظ الحسين فلم
ينطق لسانه بالتكبير، فكبر رسول الله الثانية ولحظه فلم ينطق لسانه بالتكبير، قال:
فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكبر ويلحظه حتى كبر السابعة، فلما كبر السابعة، أطلق الله لسان
الحسين بالتكبير، واستحضر رسول الله (صلى الله عليه وآله) في القراءة فصارت سنة. (4)
(394) 3. درست، عن إسحاق بن سالم، قال: حدثني منصور بن حازم، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: أصلحك الله رجل نسي القراءة في الركعة الأولى؟ قال: يقرأ
في الركعة الثانية والثالثة، قال: قلت: نسي أن يقرأ في الأوليين؟ قال: يقرأ في
الأخيرتين، قال: قلت: نسي أن يقرأ الثلاث؟ قال: يقرأ في الرابعة، قال: إذا حفظ

1. هذا الكتاب - كما شرحنا في المقدمة - اقتطعه البعض عن هذه المجموعة، وعثر عليه الشيخ نصر الله القزويني
وضمها إلى أخواتها في آخر المجموعة، وعنونها - كما في النسخ المنتسخة منها -: هذا ما وجدناه من كتاب
درست ابن أبي منصور (قدس سره). وكان مكانها الأصلي في ابتداء هذه المجموعة كما يدل عليه تاريخ ختامها، ولكن
لنقص النسخة من ابتدائها ما كان من المناسب إيرادها في ابتداء المجموعة، وشروعها بكتاب ناقص من
ابتدائها؛ لذا رأينا من المناسب أن نجعلها في آخر المجموعة الأولى في هذا المكان.
2. قال: أي الإمام الصادق (عليه السلام) ظاهرا.
3. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 2 / 450 / 1، قرب الإسناد: 169 / 618 كلاهما عن عبد الله بن بكير
بزيادة في أوله، الزهد للحسين بن سعيد: 73 / 195 عن الحرث بن المغيرة بزيادة في آخره.
4. رواه عن غير درست الواسطي: علل الشرائع: 331 / 1 عن عبد الله بن سنان نحوه.
281

الركوع والسجود مضت (1) صلاته.
(395) 4. درست عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أصلحك الله وقت المغرب في السفر وأنا أريد المنزل؟ قال: فقال لي: إلى ربع
الليل، قال: قلت: وبأي شيء أعرف ربع الليل؟ قال: فقال: مسير (2) ستة أميال من تواري
القرص، قال: قلت: أصلحك الله إني أقدر أن أنزل وأصلي المغرب ثم أركب فلا
يضرني في مسيري؟ قال: فقال لي: نزلة أرفق بك من نزلتين، ثم قال: إن الناس لو
شاؤوا إذا انصرفوا من عرفات صلوا المغرب قبل أن يأتوا جمعا، ثم لا يضر بهم ذلك،
ولكن السنة أفضل.
(396) 5. درست، عن فضل بن عباس، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
لا بأس أن يجمعا كلتاهما: المغرب، والعشاء في السفر قبل الشفق وبعد الشفق.
(397) 6. محمد بن حكيم، قال: لا أعلم إلا عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قال: نفقة درهم في الحج أفضل من ألف ألف درهم في غيره في البر.
(398) 7. عبد الملك بن عتبة، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: قلت: يستقرض الرجل
ويحج؟ قال: نعم، قال: قلت: ويسأل ويحج؟ قال: نعم، إذا لم يجد السبيل لغيره.
(399) 8. عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك
إني أرى من (3) هو أفضل مني والأشياء (4) عنه مصروفة (5) وأنا خال، فأخاف أن يكون
هذا استدراجا من الله لن يخطيني قال: فقال:
لا يكون ذلك مع الحمد، لا يكون ذلك مع الحمد.

1. في " م ": " فقد مضت ".
2. كذا في " ح " و " مس " ولكن في " م ": " مشى ".
3. هذا ما يقتضيه الظاهر وفي " م " و " ح " بدل " من " " هن " ومعنى هذا الحديث واضح، ولكن في ألفاظ الحديث
يوجد بعض السقط والإبهام ويجب تقدير بعض الكلمات.
4. كذا في " نص " وفي " م ": " الاشياعته ".
5. ولعل الصحيح " غير مصروفة " فسقطت كلمة " غير ".
282

(400) 9. درست، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) و (1) عن أبي جعفر
عليهما السلام:
رجل عدا على رجل، وجعل ينادي احبسوه احبسوه، قال: فحبسه رجل وأدركه
فقتله، قال: فقال أمير المؤمنين: يحبس الممسك حتى يموت كما حبس المقتول على
الموت.
(401) 10. سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
لما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله) [مكة] قال: انتهى إلى قبر قد درس، قال: فجلس إليه
فدمعت عيناه، قال: فقال أمير المؤمنين: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: فقال: إني لما
قدمت مكة استأذنت ربي في زيارة قبر أم محمد، قال: فأذن لي في زيارتها وأذن لها في
كلامي، قال: فشكت إلي، قال: فأدركني من ذاك ما يدرك الولد فسألت ربي أن يشفعني
فيها فأخر ذاك.
(402) 11. ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له:
الرجل يفوته صلاة عشر ليال أيصلي أول الليل، أو يقضي؟ قال: لا، بل يقضي؛
إني أكره أن يتخذ ذلك خلقا (2).
(403) 12. عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إذا شككت في شيء من صلاتك وقد أخذت في مستأنف، فليس بشيء، امض.
(404) 13. بعض أصحابنا، عن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
الجرح يكون بالرجل في الموضع الذي لا يستطيع ربطه؟ قال: قال: ليس بشيء.
(405) 14. ابن مسكان، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن الباطل لا يعرف حقا أبدا.

1. كذا في مستدرك وفي " س " و " م ": " أو عن أبي جعفر ".
2. رواه عن غير درست الواسطي: تهذيب الأحكام: 2 / 119 / 448 عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن
محمد بن مسلم نحوه.
283

(406) 15. مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
لا خير في ولد زنية، لا خير في شعره، ولا في بشره، ولا في شيء منه.
(407) 16. فضل أبو العباس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
الشاك في القرآن يكون به كافرا؟ قال: لا.
(408) 17. حسين بن موسى، عن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إني لأعلم أول شيء خلق، قال: وما هو؟ قال: الحروف.
(409) 18. عيسى أبو اليسع، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
كان مع النبي (صلى الله عليه وآله) قوم يصلون كما تصلون، ويزكون كما تزكون، ويحجون كما
تحجون، ويصومون كما تصومون (1)، ويقاتلون كما تقاتلون ماتوا فدخلوا الجنة لا
يعلمون أن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(410) 19. حدثني عبيد الله، عن درست، عن عبيد بن زرارة، قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): أصلحك الله، قول رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" إذا زنى الرجل خرج منه روح الإيمان " يخرج كله، أو يبقى فيه بعضه؟ قال: لا
يبقى فيه بعضه (2).
(411) 20. وحدثني عبيد الله، عن درست، عن ابن مسكان، عن بشير الدهان، عن
حمران بن أعين، قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله:

1. " كما تصومون " لا يوجد في خ نصر.
2. رواه عن غير درست الواسطي: الفقيه: 4 / 22 / 4987 عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
نحوه.
بيان: أي لا يبقى الإيمان الكامل؛ فإنه مشروط بالاجتناب عن الكبائر، فإذا تاب رجع، أو أن الاعتقاد الصحيح
والإيمان التام بعظمة الله تعالى وبعلمه وبقدرته لا يدع أن يفعلها، أما لو غلبت الشهوة فصار أعمى فإنه يذهب
ذلك الإيمان فإذا ذهبت الشهوة ندم وعلم أنه فعل القبيح فكأنه في ذلك الوقت لا يعتقد قبحه... والظاهر من
الأخبار أن روح الإيمان ملك يكون مع المؤمن يسدده كما كان روح القدس مع الأنبياء. (روضة المتقين:
9 / 442).
284

(وأيدهم بروح منه) (1) وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا زنى العبد خرج منه روح الإيمان "
قال:
فقال: ألم تر إلى شيئين يختلجان (2) في قلبك: شيء يأمر بالخير هو ملك يرح
القلب، والذي يأمره بالشر هو الشيطان ينفث في أذن القلب. قال: ثم قال:
للملك لمة، وللشيطان لمة، فمن لمة الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ورجاء
الثواب، ومن لمة الشيطان تكذيب بالحق وقنوط من الخير وإيعاد بالشر.
(412) 21. وحدثني عبيد الله الدهقان، عن درست، عن أبي عيينة، عن منصور بن
حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا عطس الرجل فقولوا: يرحمكم الله ويغفر لكم؛ فإن معه غيره، وإذا رد عليكم
فليقل: يغفر الله لكم ويرحمكم؛ فإن معكم غيركم (3).
(413) 22. وحدثني عنه، عن ذي قرابة لعبد الرحمن بن سيابة، عن عبد الرحمن
بن سيابة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): وما خبث فلغيره؟ قال: فقال:
وما خبث لا يقبله الله، قال: فقلت له ثانية: وما خبث فلغيره؟ قال: فقال: ما خبث فلا
يقبله الله، قال: فقلت له ثالثة: وما خبث فلغيره؟ قال: فقال (عليه السلام): ما خبث فلا يقبله الله.
(414) 23. وحدثني عن درست، عن محمد بن حمران، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يتيمم ويدخل في صلاته ثم يمر به الماء؟ قال:
فقال: يمضي في صلاته.
(415) 24. وعنه، عن ابن مسكان، عن الحلبي وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
(أقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل) (4) قال: دلوك الشمس: زوال النهار

1. المجادلة (58): 22.
2. في خ نصر " يعتلجان ".
3. رواه عن غير درست الواسطي: الخصال: 126 / 123 عن جعفر بن بشير، عن أبي عيينة، عن منصور بن حازم
نحوه.
4. الإسراء (17): 78.
285

من نصفه، وغسق الليل: زوال الليل من نصفه، قال:
فرض فيما بين هذين الوقتين أربع صلوات، قال: ثم قال: (وقرآن الفجر إن
قرءان الفجر كان مشهودا) (1) يعني صلاة الغداة يجتمع فيها حرس الليل والنهار من
الملائكة. (2)
(416) 25. وعنه، عن ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت له: (كان الناس أمة وحدة) (3) لا مؤمنين ولا مشركين (فبعث الله النبيين
مبشرين ومنذرين) (4) قال: (كان الناس أمة وحدة) (5) لا مؤمنين ولا مشركين (فبعث الله
النبيين مبشرين ومنذرين) (6) فثم وقع التصديق والتكذيب، ولو سألت الناس قالوا: لم
يزل، وكذبوا إنما هو شيء بدا لله (7).
(417) 26. وعنه، عن هشام بن سالم، قال:
كنت أنا والطيار ونحن نتذاكر الإرادة والمشية والمحبة والرضا، إذ أقبل أبو بصير
ومعه قائده قال: فقال لقائده: أي أصحابنا؟ قال: فقال له: محمد وهشام في موضع كذا
وكذا وأصحابنا في موضع كذا وكذا، فقال: مل إليهما، قال: فلما دنا منا أفرجنا له،
فجلس بيني وبين محمد، قال:
فقال: في أي شيء أنتم؟ قال: فأومأ إلي محمد: اسكت، ووضع يده على فيه، قال:
فقلت له: نحن في كذا وكذا - وذكرت المشية والإرادة والمحبة والرضا - قال: فقال:

1. الإسراء (17): 78.
2. رواه عن غير درست الواسطي: تفسير العياشي: 2 / 308 / 137 عن زرارة بزيادة.
3. البقرة (2): 213.
4. البقرة (2): 213.
5. البقرة (2): 213.
6. البقرة (2): 213.
7. رواه عن غير درست الواسطي: تفسير العياشي: 1 / 104 / 306 و ح 307 كلاهما عن يعقوب بن شعيب نحوه.
286

سألت أبا عبد الله (عليه السلام)، فقلت: شاء لهم الكفر؟ قال: فقال: نعم، قال: قلت: وأراده؟
قال: نعم، قال: قلت: وأحب ذلك ورضي؟ قال: لا.
قال: قلت: فشاء وأراد ما لم يحب ويرضى قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هكذا أخرج
إلينا (1).
(418) 27. وعنه، عن جميل بن دراج، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أصلحك الله (ولا يرضى لعباده الكفر)؟ (2) قال: فقال الناس
جميعا: لم يرض لهم الكفر، قال: قلت: جعلت فداك (وما خلقت الجن والأنس إلا
ليعبدون)؟ (3) قال: فقال: خلقهم للعبادة (4).
(419) 28. قال: فحدثني بعض أصحابنا أن جميلا أتى به زرارة، قال:
فقال له: فكيف إذا خلقهم للعبادة، ثم صاروا غير عابدين إذ صاروا مختلفين؟
قال: فقال درست: قال يعقوب بن شعيب: فأين أنت من أختها؟.
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك ولذ لك خلقهم)؟ (5)
قال: فقال: تلك قبل هذه (6).
(420) 29. وعنه، عن هشام بن سالم، قال:
كنت أنا وابن أبي يعفور وجماعة من أصحابنا بالمدينة نريد الحج، قال: ولم يكن

1. رواه بالإسناد إلى درست الواسطي: التوحيد 339 / 9 عن درست بن أبي منصور، عن فضيل بن يسار نحوه.
رواه عن غير درست الواسطي: المحاسن: 1 / 381 / 841 عن النصر بن سويد، عن هشام وعبيد بن زرارة، عن
حمران وليس فيه صدره.
2. الزمر (39): 7.
3. الذاريات (51): 56.
4. رواه بالإسناد إلى درست الواسطي: علل الشرائع: 14 / 11.
رواه عن غير درست الواسطي: علل الشرائع: 14 / 12 عن ثعلبة بن ميمون، عن جميل بن دراج، تفسير
العياشي: 2 / 194 / 83 عن يعقوب بن سعيد كلاهما بزيادة في آخره وليس في كلها صدره.
5. هود (11): 118 - 119.
6. رواه عن غير درست الواسطي: تفسير العياشي: 2 / 164 / 83 عن يعقوب بن سعيد وليس فيه صدره.
287

بذي الحليفة ماء، قال: فاغتسلنا بالمدينة ولبسنا ثياب إحرامنا ودخلنا على أبي عبد
الله (عليه السلام)، قال: فدعا لنا بدهن بان، ثم قال: ليس به بأس هذا المسيح (1) قال: فادهنا به.
قال درست: هو عصار ليس فيه شيء.
قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): تمشون؟ قال: قلنا: نعم، قال: فقال: حملكم الله على
أقدامكم، وسكن عليكم عروقكم، وفعل بكم وفعل، إذا أعييتم فانسلوا؛ فإن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أمر بذلك، قال:
ثم قال: إذا أقام أحدكم فلا يتمطان (2) كأنه يمن على الله، قال: ثم تلا هذه الآية (قل
لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للأيمن إن كنتم صادقين) (3).
قال: قال: ولا يضرب على أحدكم عرق ولا ينكت (4) إصبعه نكتة إلا بذنب، وما
يعفو الله أكثر، قال: ثم تلا هذه الآية (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا
عن كثير). (5)
(421) 30. وعنه، عن إسماعيل بن جابر، قال:
لما صرعت تلك الصرعة - وكان سقط عن بعيره - قال: جعلت أقول في نفسي أي
ذنب أذنبت كان عقوبته ما أرى؟ قال: فدخلت عليه، فقال مبتدئا: إن أيوب ابتلي من
غير ذنب فلم يسأل ربه العافية حتى أتاه قوم يعودونه، قال: فلم يقدم عليه دوابهم من
ريحه، قال: فناداه بعضهم: يا أيوب! لولا أنك كنت تخفي عنا سوى ما كنت تظهر لنا ما
أصابك الله بالذي أصابك به، قال: فعندها قال: يا رب يا رب (6)، فكشف الله عنه (7).

1. وفى " م ": " لمسيح ".
2. كذا في " م " و خ نصر. ولعل الصحيح فلا يتمطن. وفي اللغة: مط الشيء: مده، والدلو: جذبها، وخده: تكبر.
3. الحجرات (49): 17.
4. في خ نصر " ينكب ".
5. الشورى (42): 30.
6. " يا رب " الثانية لم تكن في خ نصر، وكانت في " م ".
7. رواه عن غير درست الواسطي: مشكاة الأنوار: 510 / 1715 عن إسماعيل بن جرير وفيه " فصرف الله " ف
بدل " فكشف الله ".
288

(422) 31. وعنه، عن بعض أصحابنا، عن إسحاق بن عمار، قال:
لا بأس أن يعطى الفطرة عن الاثنين والثلاث الإنسان الواحد.
(423) 32. وعنه، عن ابن مسكان، عن زرارة، قال:
دخلت أنا وأبو الخطاب - قبل أن يبتلى ويفسد (1) - على أبي عبد الله (عليه السلام)، فسأله عن
صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخبره، فقال: أزيد إن قويت، قال: فتغير وجه أبي عبد الله (عليه السلام)،
قال: ثم قال: إني لأمقت العبد يأتيني فيسألني عن صنيع رسول الله فأخبره، فيقول:
" أزيد إن قويت " كأنه يرى أن رسول الله قد قصر، ثم قال: إن كنت صادقا فصلها في
ساعات بغير أوقات رسول الله (صلى الله عليه وآله).
(424) 33. وعنه، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله، قال:
إن الله إذا شاء شيئا قدره، وإذا قدره قضاه، وإذا قضاه أمضاه، فإذا أمضاه فلا مرد له (2).
(425) 34. درست، عن عبد الملك بن عيينة، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
قلت: يستدين الرجل ويحج؟ قال: نعم، قال: قلت: فيسأل الرجل ويحج؟ قال:
نعم إذا لم يجد السبيل لغيره.
(426) 35. وعنه، عن محمد الأحول، عن حمران بن أعين، قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام):
إن أول وقوع الفتن أحكام تبتدع، فهواء يتبع، يخالف فيها حكم الله، يتولى فيها
رجال رجالا، ولو أن الحق أخلص فعمل به لم يكن اختلاف، ولو أن الباطل أخلص
فعمل به لم يخف على ذي حجى، ولكن يؤخذ ضغث من ذا وضغث من ذا، فيضرب

1. هذا هو الأظهر. وفي خ نصر و " م ": " أو يفسد ".
2. رواه عن غير درست الواسطي: المحاسن: 1 / 379 / 837 عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم وص
380 / 840 عن محمد بن إسحاق، عن الإمام الكاظم (عليه السلام) بزيادة في أوله وآخره وليس فيهما " فإذا أمضاه فلا
مرد له ".
289

بعضه ببعض، فعند ذلك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من
الله الحسنى (1).
(427) 36. وعنه، عن زكار بن يحيى الواسطي، قال: كنت عند الفضيل بن يسار أنا
وحرير، قال: فقال له حرير: يا أبا علي! إن زكارا يحب أن يسمع الحديث منك في
العلم، قال:
فأقبل علي فضيل، فقال: ما لك وللخصومة؟ قال: قلت: لم أرد بهذا الخصومة،
قال: فقال: كنت أنا وحمران قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا حمران! كيف تركت المتشيعين خلفك؟ قال: تركت المغيرة وبيان البيان، يقول
أحدهما: العلم خالق، ويقول الآخر: العلم مخلوق.
قال: فقال لحمران: فأي شيء قلت أنت يا حمران؟ قال: فقال حمران: لم أقل
شيئا، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أفلا قلت: ليس بخالق ولا مخلوق؟ قال: ففزع لذلك
حمران، قال: فقال: فأي شيء هو؟ قال: فقال: هو من كماله كيدك منك (2).
(428) 37. وعنه، عن الوليد بن صبيح، قال:
فسأل المعلى بن خنيس أبا عبد الله (عليه السلام)، فقال: جعلت فداك حدثني عن القائم إذا
قام يسير بخلاف سيرة علي (عليه السلام)؟ قال:
فقال له: نعم، قال: فأعظم ذلك معلى، وقال: جعلت فداك ممن ذاك؟ قال: فقال:
لأن عليا سار في الناس سيرة وهو يعلم أن عدوه سيظهر على وليه من بعده، وأن القائم
إذا قام ليس إلا السيف، فعودوا مرضاهم، واشهدوا جنائزهم، وافعلوا ولا فعلوا (كذا)
فإنه إذا كان ذاك لم تحل مناكحتهم ولا موارثتهم. (3)

1. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 1 / 54 / 1 عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام) و ج 8 / 58 / 21
عن سليم بن قيس الهلالي، نهج البلاغة: الخطبة 50، المحاسن: 1 / 330 / 672 وص 343 / 711 كلاهما عن
محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام) وكلها عن الإمام علي (عليه السلام) نحوه.
2. وربما غير هذا البحث المتكلمون في عصرنا وطرحوه بشكل أن العلم هل هو حادث أو قديم؟
3. رواه عن غير درست الواسطي: تهذيب الأحكام: 6 / 154 / 271، علل الشرائع: 210 / 1، غيبة النعماني:
232 / 16 كلها عن الحسن بن هارون بياع الأنماط نحوه.
290

(429) 38. وعنه، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا، قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام):
ما عدا الإزار وظل الجدار وخلف الحير وماء الحر فنعم، وأنت ابن آدم! مسؤول
عنه يوم القيامة.
(430) 39. وعنه، عن زكار، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
الجراد ذكي، والنون ذكي.
(431) 40. وعنه، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك آكل من طعام اليهودي والنصراني؟ قال:
فقال: لا تأكل، قال: ثم قال: يا إسماعيل! لا تدعه تحريما له، ولكن دعه تنزها (1) له
وتنجسا له؛ إن في آنيتهم الخمر ولحم الخنزير.
(432) 41. وعنه، عن أبي المغراء، عن سعيد الأعرج، عن أبي عبد الله وأبي
الحسن (عليهما السلام) قال: لا تأكل من فضل طعامهم ولا تشرب من فضل شرابهم.
(433) 42. وعنه، عن أبي المغراء، عن الحسن النيلي (2)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته عن أهل السواد، قلت: إنا ندخل عليهم وهم على موائدهم يشربون الخمر؟
قال: ليس بدخولك عليهم بأس.
(434) 43. وعنه، عن عمر الواسطي (3) أبي خلد - وكان زيديا - عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: لا يوجب الغسل إلا التقاء الختانين وهو تغيب الحشفة.
(435) 44. وعنه، عن ابن مسكان، عن الحسن (4) بن زياد الصيقل، عن أبي عبد الله،
قال: قلت له: امرأة طلقها رجل ثلاثا فتزوجت زوجا بالمتعة، أترجع إلى زوجها

1. كذا في " م " وفي " س ": " تنزيها ".
2. في " س ": " النيتلي ".
3. في " م ": " عمرو الواسطي ".
4. في " م ": " الحسين ".
291

الأول؟ قال: لا، حتى تدخل في مثل ما خرجت منه؛ فإن الله يقول: (فإن طلقها فلا تحل
له منم بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا) (1) والمتعة ليس
فيها طلاق (2).
(436) 45. وعنه، عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله،
قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخطب الناس يوم الجمعة في الظل الأول، فإذا زالت الشمس
أتاه جبرئيل، فقال له: قد زالت الشمس انزل فصل (3).
(437) 46. وعنه، عن أبي المغراء، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت: جعلت فداك إن أناسا من أصحابك قد لقوا أباك وجدك وقد سمعوا منهما
الحديث وقد يرد عليهم الشيء ليس عندهم فيه شيء وعندهم ما يشبهه، فيقيسوا على
أحسنه؟ قال: فقال: ما لكم والقياس، إنما هلك من هلك بالقياس.
قال: قلت: أصلحك الله ولم ذاك؟ قال: لأنه ليس من شيء إلا وقد جرى به كتاب
وسنة، وإنما ذاك شيء إليكم إذا ورد عليكم أن تقولوا، قال. فقال: إنه ليس من شيء إلا
وقد جرى به كتاب وسنة، ثم قال: إن الله قد جعل لكل شيء حدا، ولمن تعدى الحد
حدا (4).
(438) 47. درست، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد الله: جعلت فداك الثوب

1. البقرة (2): 230.
2. رواه عن غير درست الواسطي: تهذيب الأحكام: 8 / 34 / 103 عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن
مسكان، تفسير العياشي: 1 / 118 / 371 وكلها عن الحسن بن زياد الصيقل نحوه.
3. رواه عن غير درست الواسطي: تهذيب الأحكام: 3 / 12 / 42 عن عبد الله بن سنان بزيادة في آخره.
4. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 1 / 57 / 13 عن يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، عن
الإمام الكاظم (عليه السلام)، عنه. و ج 7 / 175 / 6 عن عثمان بن عيسى، عن سماعة وليس فيه صدره، الاختصاص:
281، بصائر الدرجات: 302 / 3 كلاهما عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المغراء، عن سماعة، عن
الإمام الكاظم (عليه السلام) وليس فيهما ذيله.
292

يخرج من الحائك (1) أيصلى فيه قبل أن يقصر؟ قال: فقال: لا بأس به ما لم يعلم ريبة (2).
(439) 48. وعنه، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته عن رجل خاف الفجر، فأوتر، ثم تبين له أن عليه ليل؟ قال: ينقض وتره
بركعة ثم يصلي.
(440) 49. وعنه، عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله، قال:
سألت عن دم البراغيث، فقال: ليس به بأس (3) وإن كثر، ولا بأس بشبهه من الرعاف (4).
(441) 50. وعنه، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألته عن جز الشعر وتقليم الأظافير، فقال: لم يزده ذلك إلا طهورا.
(442) 51. وعنه، عن ابن أذينه، عن زرارة، قال: قال أبو جعفر:
أتاني المقبض الوجه عمر بن قيس الماصر (5) هو وأصحاب له، فقال: أصلحك الله
إنا نقول:
إن الناس كلهم مؤمنون، قال: فقلت: أما - والله - لو ابتليتم في أنفسكم وأموالكم
وأولادكم، لعلمتم أن الحاكم بغير ما أنزل الله بمنزلة سوء، ولكنكم عوفيتم، ولقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق

1. كذا في " م " وفي " س ": " الحائل ".
2. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 1 / 57 / 13 عن يونس بن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، عن
الإمام الكاظم (عليه السلام) نحن و ج 7 / 175 / 6 عن عثمان بن عيسى بن سماعة وليس فيه صدره، الاختصاص: 281،
بصائر الدرجات: 302 / 3 كلاهما عن الحسن بن علي بن فضال، عن أبي المغراء، عن سماعة، عن الإمام
الكاظم (عليه السلام) وليس فيهما ذيله.
3. كذا في " م " وفي " س ": " ليس به بأس ". يعني بدون " وإن كثر ".
4. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 3 / 59 / 8، تهذيب الأحكام: 1 / 259 / 753 كلاهما عن ابن سنان،
عن ابن مسكان، عن الحلبي وزاد فيهما بعد البراغيث " يكون في الثوب هل يمنعه ذلك من الصلاة؟ " وزاد في
آخره " ولا بأس أيضا بشبهه من الرعاف ينضحه ولا يغسله ".
5. قيس الماصر يكون من كبار المتكلمين من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام). وأما ابناه فيظهر من بعض الأخبار أنهما
كانا من المنحرفين عن أهل البيت (عليه السلام).
293

فهو مؤمن، إذا فعل شيئا من ذلك خرج منه روح الإيمان. أما أنا فأشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قد قال هذا، فاذهبوا الآن حيث شئتم، ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وأهل بيتي؛
فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، قال: وقرن إصبعيه السبابتين، قال: ولا أقول
كهاتين: السباحة اليمنى (1) والوسطى؛ لأن إحداهما أطول من الأخرى، فتمسكوا بهما
لن تضلوا ولن تزلوا. أما أنا فأشهد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قال هذا، فاذهب أنت الآن
وأصحابك حيت شئتم (2).
(443) 52. عن ابن أذينة، عن بردق، عن أبي عبد الله (عليه السلام) هو وأصحابه، قال:
أصلحك الله إنا نقول: ليس في قبلتنا كفر ولا شرك، وإنما الإيمان كلام لا يخرج
من الإيمان إلا بتركه، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أبى ذلك عليك.
(444) 53. أبان بن عمرو بن عثمان قال: درست وهو أخي علي بن الحسين لأنه
قال: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، ومن لم يحكم بما أنزل الله
أولئك هم الظالمون (3)، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون.
فقال: أصلحك الله ما أنا وأبان بن عمرو، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أبان قال ذاك
وصدقه علي بن الحسين وسعيد بن المسيب (4).
(445) 54. عبد الحميد بن سعيد قال:
دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله، فقال: أصلحك الله بلغني أنك صنعت أشياء
خالفت فيها النبي (صلى الله عليه وآله)، قال: وما هي؟ قال: بلغني أنك أحرمت من الجحفة وأحرم

1. كذا في " م " وفي " س ": " لا أقول كها بين السباحة اليمنى والوسطى ". والسباحة متحدة مع السبابة في المعنى.
2. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 2 / 285 / 22 عن عبيد بن زرارة نحوه.
3. في " م ": " الفاسقون ".
4. لعل هذا الحديث يكون تتمة للحديث السابق ولكنه صارت في النسخ بصورة حديث مستقل من جانب بعض
الكتاب، وعلى كل حال عبارة الحديث ليست نقية.
294

رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الشجرة، وبلغني أنك لم تستلم الحجر في طواف الفريضة وقد
استلمه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبلغني أنك تركت المنحر ونحرت في دارك، قال: قد فعلت،
قال: فقال، وما دعاك إلى ذلك؟ قال: فقال:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقت الجحفة للمريض والضعيف، فكنت قريب العهد بالمرض
فأحببت أن آخذ برخص الله. وأما استلام الحجر فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يفرج له وأنا لا
يفرج لي. وإما تركي المنحر ونحري في داري فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: مكة كلها منحر
فحيث نحرت أجزأك (1).
(446) 55. وعنه، عن ابن مسكان وحديد رفعاه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
إن الله أوحى إلى نبي في نبوته:
أخبر قومك أنهم قد استخفوا بطاعتي، انتهكوا معصيتي، فمن كان منهم محسنا فلا
يتكل على إحسانه؛ فإني لو ناصبته الحساب كان لي عليه ما أعذبه، وإن كان منهم مسيئا فلا
يستسلم ولا يلقي بيديه إلى التهلكة؛ فإنه لن يتعاظمني ذنب أغفره إذا تاب منه صاحبه.
وخبر قومك [أنه] ليس من رجل، ولا أهل قرية، ولا أهل بيت يكونون على ما
أكره إلا كنت لهم على ما يكرهون، فإن تحولوا عما أكره إلى ما أحب، تحولت لهم عما
يكرهون إلى ما يحبون.
وخبر قومك أنه ليس من رجل، ولا أهل بيت، ولا أهل قرية يكونون على ما
أحب إلا كنت لهم على ما يحبون، فإن تحولوا عما أحب، تحولت لهم عما يحبون.
وخبر قومك أنه ليس مني من تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو تسحر له، وليس
مني إلا من آمن بي وتوكل علي، فمن عبد سواي قبل سواي وخلقي وخلقي له.
(447) 56. وعنه، عن ابن مسكان، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أصلحك
الله إني كنت في حال وقد صرت إلى حال أخرى، فلست أدري الحال التي كنت عليها

1. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 4 / 489 / 1، تهذيب الأحكام: 5 / 202 / 671 كلاهما عن معاوية بن
عمار وليس فيهما صدره.
295

أفضل، أو التي صرت إليها؟ قال: فقال: وما ذاك يا حمران؟ (قال: قلت: جعلت فداك
قد كنت أخاصم الناس فلا أزال قد استجاب لي الواحد بعد الواحد، ثم تركت ذاك،
قال: فقال: يا حمران!) (1) خل بين الناس وخالقهم؛ فإن الله إذا أراد بعبد خيرا نكت في
قلبه نكتة، فجال قلبه، فيصير إلى هذا الأمر أسرع من الطير إلى وكره (2).
(448) 57. وعنه، عن ابن أذينة وجميل، عن زرارة، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) (ما
يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (3) قال:
المعاصي التي تركبون مما أوجب الله عليها النار، شرك طاعة، أطاعوا إبليس
فأشركوا بالله في الطاعة، قال: ثم ذكر آدم وحواء قال: فقال: (فلما آتاهما صلحا جعلا
له شركاء فيما آتاهما) (4) قال: وإنما شركهما شرك طاعة ولم يكن شرك عبادة،
فيعبدان مع الله غيره (5).
(449) 58. وعنه، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): الدعاء ينفع الميت؟
قال: نعم، حتى أنه ليكون في ضيق فيوسع عليه، ويكون مسخوطا عليه فيرضى عنه.
قال: قلت: فيعلم من دعا له؟ قال: نعم، قال: قلت: فإن كانا ناصبيين؟ قال: فقال:
ينفعهما - والله - ذاك يخفف عنهما.
(450) 59. وعنه، عن أبي المغراء، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد الله:
جعلت فداك أيحج الرجل ويجعله لبعض أهله وهو ببلد آخر هل يجوز ذلك له؟ قال:
فقال: نعم، قال: فقلت: فينقص من أجره؟ قال: فقال: له أجر ولصاحبه مثله، وله أجر
سوى ذلك بما وصل.

1. ما بين القوسين كان ساقطا عن خ نصر، وأخذناه من " م ".
2. رواه عن غير درست الواسطي: المحاسن: 1 / 319 / 634 عن كليب بن معاوية الأسدي و ح 635 عن
سليمان بن خالد، تحف العقول: 313 كلها عن الإمام الصادق (عليه السلام) وليس في كلها صدره.
3. يوسف (12): 106.
4. الأعراف (7): 190.
5. رواه عن غير درست الواسطي: تفسير العياشي: 2 / 199 / 95 عن زرارة، عن الإمام الباقر (عليه السلام) نحوه.
296

(451) 60. وعنه، عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو الحسن (عليه السلام):
لا نعلم شيئا (1) يزيد في العمر إلا صلة الرحم، قال: ثم قال: إن الرجل ليكون بارا
وأجله إلى ثلاث سنين، فيزيده الله فيجعله ثلاثا وثلاثين، وإن الرجل ليكون عاقا
وأجله ثلاث وثلاثين فينقصه الله فيرده إلى ثلاث سنين (2).
(452) 61. درست قال: حدثني بعض أصحابنا عن محمد بن مسلم، قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): أصلحك الله اليوم الذي يشك فيه من رمضان أو شعبان يصومه الرجل
فيتبين أنه من رمضان؟ قال: عليه قضاء ذلك اليوم؛ إن الفرائض لا تؤدى على الشك.
(453) 62. درست، عن إسحاق بن عمار، قال: لا بأس أن يعطى الفطرة عن
الرأسين والثلاثة الإنسان الواحد.
تم كتاب درست
[ما جاء في آخر النسخة الخطية المكتوبة عن نسخة الشيخ نصر الله (رحمه الله)]
وفرغت من نسخه من أصل أبي الحسن محمد بن
الحسن بن الحسين بن أيوب القمي أيده الله سماعا له عن
الشيخ أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري
أيده الله بالموصل في يوم الأربعاء لثلاث ليال بقين من
ذي القعدة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة. والحمد لله رب
العالمين وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم تسليما

1. قوله (عليه السلام): " ما نعلم شيئا ". يدل على أن غيرها لا تصير سببا لزيادة العمر، وإلا كان هو (عليه السلام) عالما به، ولعله
محمول على المبالغة أي هي أكثر تأثيرا من غيرها، وزيادة العمر بسببها أكثر من غيرها. أو هي مستقلة في
التأثير وغيرها مشروط بشرائطها أو يؤثر منضما إلى غيره؛ لأنه قد وردت الأخبار في أشياء غيرها - من الصدقة
والبر وحسن الجوار وغيرها - أنها تصير سببا لزيادة العمر. (بحار الأنوار: 74 / 121).
2. رواه عن غير درست الواسطي: الكافي: 2 / 152 / 17 عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن الإمام
الصادق (عليه السلام). ورواه عن الحسن بن علي الوشاء، عن الإمام الرضا (عليه السلام) مثله.
297

[أصول في الحديث
من كتب الرواية الأولية في عصر الأئمة الطاهرين المشتهرة بالأصول الأربعمائة
المجموعة الثانية]
يشتمل هذا الكتاب على:
كتاب عبد الملك بن حكيم،
وكتاب مثنى بن الوليد الحناط،
وكتاب خلاد السندي،
وكتاب حسين بن عثمان،
وكتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي،
وكتاب سلام بن أبي عمرة،
وخبر في الملاحم،
وعلى شيء من نوادر علي بن أسباط
رواية الشيخ أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري عن أبي العباس
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني (1)

1. في " س " و " ه‍ " بعد هذا جاء هكذا: " في كتاب أحمد بن محمد عبد الملك بن حكيم ".
299

كتاب عبد الملك بن حكيم
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين (1)
(454) 1. الشيخ أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري قال: أخبرنا
أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن حسن (2) بن علي
بن فضال التيملي (3) قال: حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم، قال:
حدثني عمي عبد الملك بن حكيم، عن سيف التمار، عن أبي حمزة الثمالي،
قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن سلمان كان إدراكه العلم الأول أنه كان على الشريعة من دين عيسى (عليه السلام)، فخدم
بعض رهبانهم، وكان رجلا ظالما لنفسه، فصبر عليه وأخذ (4) من محاسنة، فلما حضرته
الوفاة، قال له: إن لي عليك حقا؛ لخدمتي إياك وصبري معك، قال: صدقت، قال:
فحاجتي إليك أن تدلني على رجل أفضل منك أخدمه، قال: فدله على رجل في ناحية
الشام، قال: وتوفي (5) الرجل، فلما أن دفنه أخبر خيارهم وصلحاءهم بما كان يصنع (6)
في قسمهم (7)، ودلهم على ما كنز، قال: فأعظموا ذلك له وهموا به، وقالوا: و [لو] (8) لم

1. في " س " و " ه‍ ": " وبه الاستعانة ".
2. في " س " و " ه‍ ": " علي بن الحسين بن علي ".
3. في " ح ": " التيماني ".
4. في " س " و " ه‍ ": " فأخذ ".
5. في " س " و " ه‍ ": " فتوفي ".
6. في " ه‍ ": " يضع ".
7. في " س " و " ه‍ ": " قسمتهم ".
8. أضيف بمقتضى المقام.
301

تستخرج ما تقول، لتقعن فيما تكره (1)، قال: فأوقفهم على موضع ذخائره وكنزه، قال:
فاستحيوا من سلمان وسألوه أن يجعلهم في حل، وأن يقيم معهم، فيكون موضعه،
فأبى وقال: حاجتي أن تخبروني عن هذا الرجل الذي سمى لي هو كما قال، فقالوا له:
نعم، هو أفضل من نعرفه (2) بقي من أبناء الحواريين، قال: فمضى إليه فأصابه على ما
ذكروا (3) وأفضل، ويقال: إنه كان (4) في عداد الأوصياء، قال: فخدمه حتى حضرته الوفاة،
فقال له: يا هذا! إنه قد حضرك ما ترى وأنا بك واثق، فمن الخليفة بعدك الذي أكون
معه، أقوم معه مقامي معك؟ قال: فدله على رجل كان بأرض الروم، قال: فمضى إليه
وإذا شيخ كبير عالم، فلم يلبث إلا يسيرا حتى حضرته الوفاة، فقال له مثل ما قال
لأصحابه، فقال (5): ليس بك إلى ذاك (6) حاجة، في هذه السنة المقبلة يظهر نبي (7) بأرض
يثرب وهو راكب البعير الذي بشر به المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام)، فانطلق حتى تكون
معه، فلما أن فرغ من دفنه، مضى على وجهه قد (8) أخذ صفته، وأنه يقبل الهدية ولا يقبل
الصدقة، وبين كتفيه خاتم النبوة، قال: فبينا (9) هو يسير إذ هجم (10) على خلق كثير
مجتمعين في صحراء حولها غياض (11) وقد أخرجوا زمناهم ومرضاهم، قال: فسلم
عليهم، وقال لهم: ما قصتكم؟ ولأي شيء اجتماعكم؟ فقالوا: نحن نجتمع في كل

1. في " س " و " م ": " نكره ".
2. في " س " و " ه‍ ": " نعرف ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فأصابه كما ذكروا ".
4. لم يرد " كان " في " س " و " ه‍ ".
5. في " س " و " ه‍ ": " فقال له ".
6. في " س " و " ه‍ ": " ذلك ".
7. في " س " و " ه‍ ": " رجل ".
8. في " س " و " ه‍ ": " وقد ".
9. في " س " و " ه‍ ": " فقال: فبينما ".
10. هجم عليه: انتهى إليه.
11. جمع الغيضة: مجتمع الشجر.
302

سنة في مثل هذا الوقت؛ لأنه يخرج علينا من هذه الغيضة عبد صالح، فنسأله أن يدعو
الله، فيشفي زمنانا ويبرئ مرضانا، فربما أقمنا اليوم واليومين، وأكثر ما يخرج إلينا في
اليوم الثالث، قال: فأقام معهم، فلما كان من غد اليوم الذي قدم فيه إذا هم برجل قد
خرج في ثوبين أبيضين، فقاموا إليه يسألونه حوائجهم، فلما أن فرغوا تبعه سلمان،
فقال له: ما تريد؟ قال (1): أنا رجل كنت أخدم العلماء من أبناء حواري عيسى (عليه السلام)، فقالوا
لي: إنه يظهر نبي بيثرب (2) في هذه السنة المقبلة، فخرجت في طلبه، فأردت أن أسألك
أصدقوني؟ قال: نعم، صدقوك، منزله اليوم مكة وستلقاه، فإذا لقيته فأقرئه السلام عني
كثيرا، قال: فلما أسلم سلمان ولقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحدثه (3) حديثه، قال له النبي (صلى الله عليه وآله): ذاك
أخي عيسى (عليه السلام).
(455) 2. وبإسناده، عن جعفر بن محمد بن حكيم، قال: حدثني عمي عبد
الملك، قال: حدثني حباب بن أبي حباب الكلبي، عن أبيه، قال:
سمعت عليا (عليه السلام) وهو يقول: ليخربن العرب كما يخرب البيت الخرب، يصيرون
ثللا يقتل بعضهم بعضا لا يبالي الله من غلب.
(456) 3. وعن عمه عبد الملك، عن عمار الساباطي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول:
أهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) من ناحية فارس ذالحوح (4) فوضع بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
فقال لأبي بكر: أي شيء هذا؟ قال: ما أعرفه، ثم قال لعمر: أي شيء هذا؟ فقال: ما
أعرفه، ثم قال لعثمان: أي شيء هذا؟ فقال (5): ما أعرفه، ثم قال لعلي (عليه السلام): أي شيء هذا؟

1. في " س " و " ه‍ ": " فقال له ".
2. في " س " و " ه‍ ": " في يثرب ".
3. في " س " و " ه‍ ": " وحدثه ".
4. كذا في " م " و " ح " وفي " س " و " ه‍ ": " ذا عوج ". ويحتمل من رسم خطه أن يكون ذا بحوج وأما في بصائر
الدرجات كما في البحار ج 40، ص 185 فقد ذكر هذه الرواية عن حسين بن زياد عن محمد بن مسلم عن أبي
عبد الله (عليه السلام) وفيه: " دانجوج " وهي غريبة لم يظهر معناها لي فيجب مراجعة اللغة.
5. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
303

قال (1): فقال: يا رسول الله! - بأبي أنت وأمي - شيء يسميه (2) أهل فارس ذالحوح قال:
فقال عمر: ما علم علي ما يسميه أهل فارس، قال: فوضع (صلى الله عليه وآله) يده على علي (عليه السلام)، فقال:
إليك عنه؛ فإن الله قد علمه الأسماء التي علمها أباه آدم (عليه السلام).
(457) 4. وعن عمه عبد الملك، عن بشير النبال، قال:
كنت على الصفا وأبو عبد الله (عليه السلام) قائم عليها إذا انحدر (3) وانحدرت في أثره، قال:
وأقبل أبو الدوانيق على جمازته (4) ومعه جنده على خيل وعلى إبل، فزحموا أبا
عبد الله (عليه السلام) حتى خفت عليه من خيلهم، فأقبلت أقيه بنفسي وأكون بينهم وبينه بيدي،
قال: فقلت في نفسي: يا رب! عبدك وخير خلقك في أرضك، وهؤلاء شر من الكلاب
قد كانوا (5) يعتنونه؟ (6) قال: فالتفت إلي وقال: يا بشير! قلت: لبيك، قال: ارفع طرفك
لتنظر [قال:] (7) فإذا والله واقية من الله أعظم مما عسيت أن أصفه، قال: فقال: يا بشير! إنا
أعطينا ما ترى ولكنا أمرنا أن نصبر، فصبرنا.
(458) 5. وعن عمه عبد الملك، عن الكميت بن زيد، قال:
لما أنشدت أبا جعفر (عليه السلام) مدائحهم، قال لي: يا كميت! طلبت بمدحك إيانا لثواب
الدنيا أو لثواب آخرة؟ (8) قال: قلت: لا والله (9) ما طلبت إلا ثواب الآخرة، فقال (10): أما لو

1. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " تسميه ".
3. في " س ": " إذ انحدر ".
4. كذا في عمدة النسخ والظاهر هو بمعنى المطية السريعة. وفي " س " و " ه‍ ": " حمارته ".
5. في " س " و " ه‍ ": " وقد كادوا ".
6. كذلك في " س ". وفي " م ": " يعتبونه ". وفي " ه‍ " والمستظهر في هامش " س ": " يقتلونه ".
7. لم يرد في " س " و " ه‍ ".
8. وفي " س " و " ه‍ " " الآخرة ". وفي " ح ": " لثواب دنيا أو لثواب آخرة ". وحق العبارة أن تكون " ثواب الدنيا أو
ثواب الآخرة ".
9. في " س " و " ه‍ ": " قال: لا والله ".
10. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قال ".
304

قلت: ثواب الدنيا، قاسمتك مالي حتى النعل والبغل (1)؛ قال: قلت: جعلني الله فداك
أخبرني عنهما، قال: ما أهريقت محجمة من دم ظلما، ولا رفع حجر لغير حقه، ولا
حكم باطل إلا وهو في أعناقهما إلى يوم القيامة، قال: قلت: أبعدهما الله، جعلت فداك
فما تأمرني في الشعر فيكم؟ قال: لك ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحسان بن ثابت: لن (2) يزال
معك روح القدس ما دمت تمدحنا أهل البيت.
(459) 6. وعن عمه عبد الملك، عن بشير النبال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سهر
داوود (عليه السلام) ليلة يتلو الزبور، فأعجبته عبادته (3)، فنادته ضفدع: يا داوود! تعجب من
سهرك ليلة وإني لتحت هذه الصخرة منذ أربعين سنة ما جف لساني عن ذكر الله (4).
تم الكتاب [والحمد لله رب العالمين]. (5)

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " حتى النعل والنعل ".
2. في " س " و " ه‍ ": " لا يزال ".
3. وجاء في هامش بعض النسخ: " هذا الحديث محمول على التقية؛ لأن العامة لا يشترطون العصمة للأنبياء
عليهم السلام. " أقول: ويحتمل حمله على صورة لا تخالف العصمة.
4. بحار الأنوار: 64 / 50 / 26 عن كتاب عبد الملك بن حكيم.
5. ما بين المعقوفين موجود في " س " و " ه‍ ".
305

كتاب مثنى بن الوليد الحناط
[رواية هارون بن موسى التلعكبري عن أبي العباس أحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي (1)
(460) 1. الشيخ قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا علي بن
الحسن بن فضال التيملي، قال: حدثنا العباس بن عامر القصبي، قال:
حدثنا مثنى بن الوليد الحناط، عن ميسر بياع الزطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه علمه
دعاء يدعو به:
اللهم! إني أسألك بقوتك وقدرتك وما أحاط به علمك يا حي يا قيوم أن ترد علي
فلان بن فلان.
(461) 2. مثنى، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
الخلق عيال الله، فأحبهم إليه أحسنهم صنيعا إلى عياله (2).
(462) 3. مثنى، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الغلام يفجر بالمرأة قال:
يعزر ويقام على المرأة الحد. وفي الرجل يفجر بالجارية قال: تعزر الجارية
ويقام على الرجل الحد (3).

1. في " س ": " وبه نستعين ". و " ه‍ " خالية منهما.
2. رواه عن غير مثنى بن الوليد: الكافي: 2 / 164 / 6 عن السكوني، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
دعائم الإسلام: 2 / 320 / 1207 كلاهما زيادة في آخرهما.
3. رواه عن غير مثنى بن الوليد: الكافي: 7 / 180 / 1، تهذيب الأحكام: 10 / 17 / 45 كلاهما عن ابن بكير،
الفقيه: 4 / 27 / 5006 عن أبي مريم وكلها نحوه.
307

(463) 4. مثنى، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول: لا يخاصم (1)
إلا شاك في دينه، أو من لا ورع له (2).
(464) 5. مثنى قال: كنت جالسا عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال له ناجية (3) أبو حبيب
الطحان: أصلحك الله إني أكون أصلي بالليل النافلة، فأسمع من الرحى ما أعرف أن
الغلام قد نام عنها فأضرب الحائط لأوقظه؟ قال: نعم، وما بأس بذلك، أنت رجل في
طاعة ربك تطلب رزقك.
إن الفضل بن عباس صلى بقوم، فسمع رجلا خلفه فرقع إصبعه فلم يزل يغيظه (4)
حتى أقبل (5) فلما انفتل، قال: أيكم عبث بإصبعه؟ فقال (6) صاحبها: أنا، فقال له: سبحان
الله! ألا كففت عن إصبعك؛ فإن صاحب الصلاة إذا كان قائما فيها (7) كان كالمودع لها، لا
تعد إلى مثلها أبدا صل صلاة مودع، لا ترجع إلى مثلها أبدا، أتدري (8) من تناجي؟ لا تعد
إلى مثل ذلك. (9)
(465) 6. مثنى عن منصور بن حازم، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):

1. في " ح ": " لا تخاصم ".
2. رواه بالإسناد إلى مثنى بن الوليد: التوحيد: 460 / 30، بحار الأنوار: 2 / 140 / 61 عن كتاب مثنى بن
الوليد.
رواه عن غير مثنى بن الوليد: التوحيد: 458 / 23 عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير مع تقدم وتأخر وليس فيه
" في دينه ".
3. في " س " و " م ": " ناحية ".
4. في " س " و " ه‍ ": " يعظه " وفي " م ": " يحفظه ".
5. في " مج ": " حتى انفتل ".
6. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
7. في " س " و " ه‍ ": " إذا كان فيها ".
8. في " س " و " ه‍ ": " تدري " بدون الهمزة.
9. رواه عن غير مثنى بن الوليد: الكافي: 3 / 301 / 8، تهذيب الأحكام: 2 / 325 / 1329 كلاهما عن أبي
الوليد وليس فيهما ذيله، بحار الأنوار: 84 / 306 / 32 عن كتاب مثنى بن الوليد.
بيان: قال في ذيل أبي الوليد في حديث الكافي: ويقع كثيرا ما في هذا الموضع مثنى بن الوليد. (مرآة العقول).
308

أيقبل (1) الصائم المرأة؟ فقال: أما أنا وأنت فشيخان كبيران ليس (2) بها بأس، وأما
الشاب فمكروهة (3). (4)
(466) 7. مثنى، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شيء يحل
للمملوك أن ينظر إليه من مولاته؟ قال: ينظر إلى رأسها، ولا ينظر إلى ساقها.
(467) 8. مثنى، عن ميمون بن مهران، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
خذوا عني خمسا: لا يخف (5) أحدكم إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحيي (6) من
لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي العالم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر
من الإيمان بمنزلة الرأس في الجسد (7). (8)
(468) 9. مثنى، عن زيد الشحام، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يشترط على
خادمه (9) أن يعتقها، ويكون عتقها مهرها؟ قال: جائز.
(469) 10. مثنى، عن منهال القماط، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل يخرج
يشتري الغنم من أفواه السكك ممن يتلقاها؟ قال: لا، ولا يؤكل لحم ما يلقى.
(470) 11. مثنى، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:

1. في " س " و " ه‍ ": " يقبل " بدون الهمزة.
2. في " س " و " ه‍ ": " فليس ".
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " فمكروهة له ".
4. رواه عن غير مثنى بن الوليد: الكافي: 4 / 104 / 3 عن داود بن نعمان، عن منصور بن حازم وزاد في آخره
" وأما الشاب الشبق فلا؛ لأنه لا يؤمن والقبلة إحدى الشهوتين ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " لا يخاف ".
6. في " س ": " لا يستحي ".
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " من الجسد ".
8. رواه عن غير مثنى بن الوليد: نهج البلاغة: الحكمة 82، الخصال: 315 / 96 عن الشعبي، خصائص الأئمة:
94، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 44 / 155 عن داوود بن سليمان الفرا، عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عنه (عليه السلام)، قرب
الإسناد: 156 / 572 عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عنه (عليه السلام) وكلها نحوه.
9. في بعض النسخ: " خادمته ".
309

إن الله - عز وجل - (خلق) (1) خلقه فخلق قوما لحبنا لو أن أحدا خرج من هذا
الرأي، لرده الله إليه ما رغم (2) أنفه، وخلق قوما لبغضنا لا يحبونا أبدا (3).
(471) 12. مثنى، عن أبي بصير، قال:
دخلت على حميدة أعزيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فبكت، ثم قالت: يا أبا محمد! لو
شهدته حين حضره الموت وقد قبض إحدى عينيه، ثم قال: ادعوا لي قرابتي ومن
يطف (4) بي [فلما اجتمعوا حوله] (5) قال: إن شفاعتنا لن تنال مستخفا بالصلاة، ولم يرد
علينا الحوض من يشرب بهذه الأشربة، فقال لهم (6) بعضهم: أي أشربة هي؟ فقال (7): كل
مسكر (8).
(472) 13. مثنى، عن أبي بصير، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ثمن ولد الزنى، فقال (9): تزوج منه ولا تحج.
(473) 14. مثنى، عن أبي بصير، قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من ولي درهمين فلم يحكم فيهما بما أنزل الله فقد كفر بما أنزل الله. (10)

1. ما بين القوسين من " م " ولم يوجد في " ح " و " س " و " ه‍ " وفي " ه‍ ": " إن لله ".
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " لرده الله إليه وإن رغم أنفه ".
3. رواه بالإسناد إلى مثنى بن الوليد: المحاسن: 1 / 317 / 631 وص 436 / 1011 رواه بطريقين.
رواه عن غير مثنى بن الوليد: دعائم الإسلام: 1 / 60 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
4. هكذا في " م ". وفي " ح ": " يطيف " وفي " س " و " ه‍ " و " مج ": " لطف ".
5. في " س " و " ه‍ " بدل ما بين المعقوفين: " ثم ".
6. في " ح ": " له " و " س " و " ه‍ " خاليتان منهما.
7. في " س " و " ه‍ ": " قال ".
8. رواه بالإسناد إلى مثنى بن الوليد: ثواب الأعمال: 272 / 1 نحوه، بحار الأنوار: 82 / 235 / 63 عن كتاب
مثنى بن الوليد.
رواه عن غير مثنى بن الوليد: الأمالي للصدوق: 572 / 779 عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبي بصير،
المحاسن: 1 / 159 / 223، روضة الواعظين: 349 كلاهما عن أبي بصير.
9. في " س. ه‍ ": " قال ".
10. رواه عن غير مثنى بن الوليد: تفسير العياشي: 1 / 323 / 121 و ح 122 كلاهما عن أبي بصير وص
324 / 127 عن أبي العباس وكلها نحوه.
310

(474) 15. مثنى، عن يزيد بن فرقد (1)، قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
صل العصر يوم الجمعة على قدمين بعد الزوال.
(475) 16. مثنى، عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما يزال الرجل من
الشيعة يخرج، فيبايعه عالم من الناس، فيقتلون، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فيهم الكذابون،
وفي غيرهم المكذبون.
(476) 17. مثنى، عن أبي بصير، قال: ذكرنا العجلية (2) عند أبي عبد الله (عليه السلام)، فقال:
أما إنهم لن يفلحوا أبدا، ولن تذهب الأيام حتى يدخلوا فيكم طائعين أو كارهين.
(477) 18. مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لي (3):
ما من شيء إلا وله حد، قال: فقلت: وما حد التوكل؟ قال (4): اليقين، قلت: فما حد
اليقين؟ قال: أن لا تخاف مع الله (5) شيئا (6).
(478) 19. مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من دخل في هذا الأمر فليتخذ للبلاء جلبابا، فو الله لهو إلينا وإلى شيعتنا أسرع من
السيل إلى قرار الوادي يتبع بعضه بعضا.
(479) 20. مثنى، عن زياد بن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لا ينبغي أن يضع الرجل (7) البرطلة على رأسه حول الكعبة؛ فإنها لباس أهل الشرك.
(480) 21. مثنى، عن زياد بن يحيى، قال:

1. في " ح ": " قرفه ".
2. في " ح ": " العجيلة ".
3. في " س " و " ه‍ ": " قال: قلت: قال لي ".
4. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
5. لم يرد " مع الله " في " س " و " ه‍ ".
6. رواه بالإسناد إلى مثنى بن الوليد: الكافي: 2 / 57 / 1.
رواه عن غير مثنى بن الوليد: مشكاة الأنوار: 45 / 26.
7. في " س " و " ه‍ ": " للرجل أن يضع ".
311

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وقدامه طبق فيه رمان، فقال لي: كل من هذا الرمان،
فدنوت فأكلت، فقال: اما إنه ليس من شيء يؤكل أحب إلي من أن لا يشركني فيه أحد
غير الرمان، اما إنه ما من رمانة إلا وفيها حبة من الجنة (1).
(481) 22. مثنى، عن منصور بن حازم، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة،
فقلت: أسألك عنها، ثم يسألك غيري، فتجيبه بغير الجواب الذي أجبتني به.
فقال: إن الرجل يسألني عن المسألة يزيد فيها الحرف، فأعطيه على قدر ما زاد،
وينقص الحرف وأعطيه (2) على قدر ما ينقص (3).
(482) 23. مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
سألت عن السماوات السبع، قال (4): سبع سماوات ليس منها سماء إلا وفيها خلق
وبينها وبين الأخرى خلق، حتى ينتهي إلى السابع (5)، قلت: والأرض؟ قال: سبع منهن
خمس فيهن خلق من خلق الرب واثنتان هواء ليس فيهما شيء (6).
آخر كتاب مثنى الحناط

1. رواه بالإسناد إلى مثنى بن الوليد: المحاسن: 2 / 353 / 2220.
رواه عن غير مثنى بن الوليد: المحاسن: 2 / 353 / 2220 عن حفص بن البختري.
2. في " س " و " ه‍ ": " فأعطيه ".
3. بحار الأنوار: 2 / 238 / 30 عن كتاب المثنى بن الوليد.
4. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " السابعة ".
6. بحار الأنوار: 58 / 97 / 18 عن كتاب المثنى بن الوليد.
312

كتاب خلاد السندي (1)
[رواية هارون بن موسى التلعكبري عن أبي العباس
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين (2)
(483) 1. وعنه - أيده الله [تعالى] (3) - قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد، قال: حدثنا (4) يحيى بن زكريا بن شيبان، قال: حدثنا محمد بن أبي عمير، قال:
حدثنا خلاد السندي (5) البزاز الكوفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في رجل ذبح حمامة من حمام الحرم قال: عليه الفداء، قال: قلت: فيأكله (6)؟ قال:
لا، إن أكلته كان عليك فداء آخر. [قال: (قلت:) (7) فيطرحه؟ قال: إذا يكون عليك فداء
آخر] (8) فقال: فما أصنع به؟ فقال (9): ادفنه (10).
(484) 2. خلاد السندي (11) قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):

1. في " ح ": " السدى ".
2. في " س " و " ه‍ ": " ومنه الإعانة ".
3. لم يرد في " س " و " ح " و " ه‍ ".
4. في " س " و " ه‍ ": " حدثني ".
5. في " ح ": " السدى ".
6. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قال: فيأكله؟ ".
7. ما بين القوسين زيادة من " م ".
8. ما بين المعقوفين ساقط من " س " و " ه‍ ".
9. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قال ".
10. رواه بالإسناد إلى خلاد: الكافي: 4 / 234 / 8، تهذيب الأحكام: 5 / 378 / 1319، الفقيه: 2 / 259 / 2356،
علل الشرائع: 2 / 454 / 9 وليس في شيء منها " إن أكلته كان عليك فداء آخر ".
11. في " ح ": " السدى ".
313

طفت طواف الواجب وفي ثوبي دم؟ قال: لا بأس - أو - لا عليك (1)، المستحاضة
تطوف بالبيت؛ قلت: فمعنا امرأة قد ولدت؟ قال: تقيم حتى تطهر؛ قلت: فما من ذاك
بد؟ قال: ما من ذاك بد.
(485) 3. خلاد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، قال: قال:
ما أحب أن لي بذل نفسي (2) حمر النعم، وما تجرعت من جرعة (3) أحب إلي من
جرعة غيظ لا أكلم (4) فيها صاحبها (5).
(486) 4. خلاد، عن عمرو بن شمر، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يتزوج الرجل
قابلته؟ قال: لا، ولا ابنتها (6). (7)
(487) 5. خلاد، عن رجل، عن الحسن البصري، قال:
بلغه أن عبد الملك بن مروان يشتم عليا (عليه السلام) في خطبته، فقال:
ما لعبد الملك! ويله! يسب أخا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة، فقال له أصحابه:

1. الظاهر أن الترديد يكون من الراوي.
2. ذل النفس - بالكسر -: سهولتها وانقيادها وهي ذلول وبالضم: مذلتها وضعفها وهي ذليل. والنعم المال الراعي
وهو جمع لا واحد له من لفظه، وأكثر ما يقع على الإبل... وقال الكرماني: حمر النعم - بضم الحاء وسكون الميم -
أي أقواها وأجلدها. وقال الطيبي: أي الإبل الحمر وهي أنفس أموال العرب. وقال في المغرب: حمر النعم:
كرائمها وهي مثل في كل نفيس. (بحار الأنوار: 71 / 406).
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ما تجرعت جرعة ".
4. في " ح " و " س ": " أكل ".
5. رواه بالإسناد إلى خلاد: الكافي: 2 / 111 / 12، الخصال: 23 / 81 وفيهما " لا أكافي " بدل " لا أكلم ".
رواه عن غير خلاد: الكافي: 2 / 109 / 1، الزهد للحسين بن سعيد: 62 / 165 كلاهما عن هشام بن الملك، عن
الإمام الصادق، عنه (عليه السلام) ورواه بطريق آخر وهو عن منصور، عن الثمالي، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عنه (عليه السلام)، الأمالي
للطوسي: 673 / 1419 عن أبي أسامة، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عنه (عليه السلام)، شرح الأخبار: 3 / 273 / 1182 عن
أبي حمزة اليماني وكلاهما نحوه.
6. هذا الحديث ضعيف على المشهور. والمشهور كراهة نكاح القابلة وبنتها، وظاهر كلام الصدوق في المقنع
التحريم، وخص الشيخ والمحقق وجماعة الكراهة بالقابلة المربية. ويمكن حمل خبر ابن أبي عمير عن جابر
على ما إذا أرضعته بأن يكون التربية كناية عنه. (مرآة العقول: 20 / 224).
7. رواه بالإسناد إلى خلاد: الكافي: 5 / 447 / 1.
314

تروي هذا يا أبا سعيد! وأنت تقول: يود علي أنه كان يأكل حشف المدينة، وأنه (1) لم
يقتل من المسلمين من (2) قتل؟ قال: أقول: هذا - والله - أحل (3) إلي من الحرص على سبه
اما والله لطالما سمع وطء (4) جبرئيل فوق بيته.
(488) 6. خلاد قال:
ودع رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام)، فقال له: زودك الله التقوى، وغفر لك ذنبك، ووجه
لك الخير حيثما توجهت.
(489) 7. خلاد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرجل يموت ويترك مالا وليس له
أحد، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): أعط الميراث همشاريجه (5). (6)
(490) 8. خلاد رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال:
إن عن يمين العرش قوما على منابر من نور وجوههم من نور يغبطهم الأنبياء
والشهداء ليسوا (7) بأنبياء ولا شهداء، فقال أبو بكر: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)! من هم؟ فسكت عنه،
فقال عمر: من هم يا رسول الله؟ فسكت عنه، فقال علي (عليه السلام): من هم يا رسول الله؟ قال (صلى الله عليه وآله):
هم شيعتك وأنت إمامهم. (8)
آخر الكتاب [كتاب خلاد السندي والحمد لله رب العالمين] (9)

1. في " ح ": " وله لم ". وفي " س " و " ه‍ ": " ولم يقتل ".
2. في " س " و " ه‍ ": " ما ".
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أحب ".
4. في " س " و " ه‍ ": " وطأة ".
5. همشاريجه أي أهل بلده. في " ح " و " س " و " ه‍ " بعد قوله: " أعط " إلى آخر الحديث بياض.
6. رواه بالإسناد إلى خلاد: الكافي: 7 / 169 / 2 عن خلاد السندي، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عنه (عليه السلام)، تهذيب
الأحكام: 9 / 387 / 1382، الاستبصار: 4 / 196 / 735 كلاهما عن خلاد، عن السري.
7. في " س " و " ه‍ ": " وليسوا ".
8. رواه عن غير خلاد: المحاسن: 1 / 290 / 572 عن محمد بن مسلم الثقفي، بشارة المصطفى: 163 عن
عبد الله بن شريك وكلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله) نحوه.
9. ما بين المعقوفين موجود في " س " و " ه‍ ". وفي " س " زيادة بعد هذا وهي: " وصلى الله على محمد وآله الطيبين
الطاهرين ".
315

كتاب حسين بن عثمان بن شريك
[رواية هارون بن موسى التلعكبري عن أبي العباس أحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني]
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
(491) 1. الشيخ أيده الله قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد، قال:
حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي، قال:
حدثنا محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن عبد الله بن مسكان، عن
سليمان بن خالد، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
إن أبي نظر إلى رجل يمشي مع ابنه والابن متك على ذراع أبيه، قال: فما كلمه (2)
علي بن الحسين (عليهما السلام) مقتا له حتى فارق الدنيا. (3)
(492) 2. حسين، عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن الزكاة تحل لمن له ثمانمائة درهم، وتحرم على من له خمسون درهما، قال:
قلت: وكيف ذلك؟ قال: يكون لصاحب الثمانمائة عيال ولا يكسب ما يكفيه، ويكون

1. لم يرد التسمية في " ح ". وفي " ه‍ " بعدها: " وبه نستعين ".
2. الظاهر أن ضمير " كلمه " راجع إلى الابن ورجوعه إلى الأب من حيث مكنه من ذلك بعيد. وقد يحمل على عدم
رضى الأب أو أنه فعله تكبرا واختيالا. ومن هذه الأخبار يفهم أن أمر بر الوالدين دقيق، وأن العقوق يحصل
بأدنى شيء (بحار الأنوار: 74 / 65).
3. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 2 / 349 / 8 عن عبد الله بن سليمان، مشكاة الأنوار: 285 / 862 عن
عبد الله بن مسكان.
317

صاحب الخمسين درهما ليس له عيال وهو يصيب ما يكفيه (1).
(493) 3. حسين، عن أبي الحسن (عليه السلام)
في رجل أعطي مالا يقسمه فيمن يحل له، أله أن يأخذ شيئا منه لنفسه ولم يسم
له؟ قال: يأخذ لنفسه مثل ما أعطى غيره (2).
(494) 4. الحسين ومحمد بن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
من خرج من مكة وهو لا يريد العود إليها، فقد اقترب أجله ودنا عذابه (3).
(495) 5. حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الغوص، قال: عليه الخمس.
(496) 6. حسين، عمن ذكره وغير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لا يصلح المرء إلا على ثلاث خصال: التفقه في الدين، وحسن التقدير في
المعيشة، والصبر على النائبة (4).
(497) 7. حسين ومحمد بن أبي حمزة (5)، عمن ذكراه (6)، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من حقر مؤمنا مسكينا لم يزل الله له حاقرا ماقتا حتى يرجع عن محقرته إياه (7).

1. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 3 / 562 / 9، تهذيب الأحكام: 4 / 48 / 127 كلاهما عن سماعة،
الفقيه: 2 / 33 / 1628، تفسير العياشي: 2 / 90 / 63 عن سماعة وكلها نحوه.
2. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 3 / 555 / 2، تهذيب الأحكام: 4 / 104 / 295.
3. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 270 / 2 عن حسين بن عثمان، عن رجل، عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 270 / 1 عن حسين الأحمسي، تهذيب الأحكام: 5 / 444 /
1545 عن محمد بن أبي حمزة رفعه، كلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 2 / 220 / 2224.
4. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 5 / 87 / 4 عن داود بن سرحان، المحاسن: 1 / 66 / 11 عن
سليمان بن عمر، تحف العقول: 358 وص 446 عن الإمام الرضا (عليه السلام) وكلها نحوه، بحار الأنوار: 1 / 221 / 62
عن كتاب حسين بن عثمان.
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " أبي عمير ".
6. في " س " و " ه‍ ": " عمن ذكره ".
7. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 2 / 351 / 4 عن الحسين بن عثمان، عن محمد بن أبي حمزة،
عمن ذكره.
رواه عن غير حسين بن عثمان: المؤمن: 68 / 182، مشكاة الأنوار: 555 / 1875 عن محمد بن أبي حمزة،
التمحيص: 50 / 89 وكلها نحوه.
318

(498) 8. حسين، عن حسين بن مختار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إن الله - عز وجل - يبغض الغني الظلوم، والشيخ الفاجر، والصعلوك المحتال (1)،
قال: ثم قال: أتدري ما الصعلوك المحتال (2)؟ قال: قلت: القليل المال، قال: لا، ولكنه
الغني الذي لا يتقرب إلى الله بشيء من ماله. (3)
(499) 9. حسين، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لا يطلق التطليقة الثالثة حتى يمسها (4).
(500) 10. حسين، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله، قال:
إذا أصبت الحديث فأعرب عنه بما شئت (5).
(501) 11. حسين، عن محمد بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
أنه سئل عن الخمر يجعل منه الخل، قال: لا، إلا ما كان من قبل نفسه. (6)
(502) 12. حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
لو ترك الناس الحج ما نوظروا (7) بالعذاب. (8)
(503) 13. حسين، عن أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن زيارة قبر

1. في " س ": " المختال ".
2. في " س ": " المختال ".
3. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الخصال: 87 / 19 عن الحسين بن عثمان، عنه (عليه السلام).
4. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 6 / 74 / 2، تهذيب الأحكام: 8 / 44 / 134 كلاهما عن عبد
الرحمن بن الحجاج بزيادة في أوله وفيهما " الأخرى " بدل " الثالثة ".
5. رواه عن غير حسين بن عثمان: السرائر: 3 / 570 مرفوعا، بحار الأنوار: 2 / 161 / 18 عن كتاب الحسين بن
عثمان.
6. رواه عن غير حسين بن عثمان: تهذيب الأحكام: 9 / 118 / 510، الاستبصار: 4 / 94 / 360 كلاهما عن
حسين الأحمسي، عن محمد بن مسلم وأبي بصير وعلي، عن أبي بصير.
7. هكذا في " س " و " ه‍ " وهكذا استظهره في هامش " ح ". وفي " ح " و " م ": " ينظروا ".
8. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 271 / 1 عن حسين الأحمسي.
319

الحسين (عليه السلام)، فقال:
تعدل حجة وعمرة، ومن الخير هكذا، ومن الخير هكذا (وقال:) (1) بيديه (2).
(504) 14. حسين، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام):
المرأة تخاف الحبل وتشرب (3) الدواء، فتلقي ما في بطنها، فقال: لا، فقلت له:
(إنما) (4) هي نطفة، فقال: إن أول ما يخلق النطفة (5).
(505) 15. حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال (6):
تقول الجنة: يا رب! ملأت النار كما وعدتها، فاملأني كما وعدتني [قال:] (7) فيخلق
الله خلقا يومئذ فيدخلهم الجنة، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): طوبى لهم؛ لم يروا أهوال الدنيا
ولا غمومها (8).
(506) 16. حسين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من منع قيراطا من الزكاة، فليس بمؤمن ولا مسلم متعمدا لا ولا كرامة (9).

1. ما بين القوسين من " ح " و " م ".
2. رواه عن غير حسين بن عثمان: كامل الزيارات: 297 / 491 عن الحسين الأحمسي وص 299 / 497 عن
يونس بن يعقوب وكلاهما عن أم سعيد الأحمسية والأخير نحوه، بحار الأنوار: 101 / 32 / 28 عن كتاب
الحسين بن عثمان.
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " فتشرب ".
4. ما بين القوسين من " م ".
5. في " س " و " ه‍ ": " نطفة ".
6. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الفقيه: 4 / 171 / 5394.
7. لم يرد في " س " و " ه‍ ".
8. رواه عن غير حسين بن عثمان: الزهد للحسين بن سعيد: 99 / 269 عن علي بن رئاب، عن الإمام الباقر (عليه السلام)
نحوه وص: 103 / 282 عن الحسين الأحمسي، تفسير القمي: 2 / 326، بحار الأنوار: 57 / 346 / 37 عن
كتاب الحسين بن عثمان.
9. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 3 / 503 / 3، تهذيب الأحكام: 4 / 111 / 325، الفقيه:
2 / 11 / 1591 وص 12 / 1593 كلها عن أبي بصير، المقنعة: 268، ثواب الأعمال: 281 / 8 عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، تفسير القمي: 2 / 88.
320

(507) 17. حسين (1) وغير واحد، عن عبد الله بن شيبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إنما حرم على بني هاشم من الصدقة الزكاة المفروضة على الناس، ثم قال: لو أن هذا (2)،
لحرمت علينا هذه المياه التي فيها مكة والمدينة.
(508) 18. حسين، عن إسحاق بن عمار، عن (3) أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل مات وأقر
بعض قرابته لرجل بدين، قال: يلزمه في حصته. (4)
(509) 19. حسين، عن إسحاق بن عمار، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الفطرة،
فقال:
الجيران أحق بها، وقال: لا بأس أن تعطي قيمة ذلك فضة. (5)
(510) 20. حسين، عن إسحاق، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
الغائب إذا أراد أن يطلق تركها شهرا. (6)
(511) 21. حسين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: رب فقير هو أشرف من
غني؛ إن الغني ينفق مما آتاه الله، والفقير ينفق مما ليس عنده. (7)

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " الحسين ".
2. كذا في النسخ. والكلام ناقص.
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " عن عمار عن ".
4. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 7 / 43 / 3 وص 168 / 2، تهذيب الأحكام: 6 / 190 / 406
وص 310 / 854 و ج 9 / 163 / 669، الفقيه: 4 / 230 / 5545.
بيان: هذا الخبر محمول على أنه يلزم في حصته بمقدار ما يصيبه من الميراث، لا أنه يلزمه جميع الدين في
حصته، يدل على هذا التفصيل ما في الاستبصار. (الاستبصار: 3 / 7).
5. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 174 / 19 عن يونس، تهذيب الأحكام: 4 / 78 / 224 عن
علي بن عثمان وعن محمد بن أبي حمزة، الفقيه: 2 / 180 / 2076، علل الشرائع: 2 / 391 / 1 عن يونس بن
عبد الرحمن وكلها عن إسحاق بن عمار.
6. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 6 / 80 / 2 و ح 3، تهذيب الأحكام: 8 / 62 / 202.
رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 6 / 81 / 8 نحوه، الفقيه: 3 / 504 / 4768 كلاهما عن محمد بن أبي
حمزة، عن إسحاق بن عمار.
7. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 3 / 562 / 11 عن سماعة و ج 4 / 55 / 4 عن أبي بصير نحوه.
321

(512) 22. حسين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إن أول ما يحاسب عليه العبد الصلاة، فإذا قبلت قبل سائر عمله [وإذا ردت عليه،
رد عليه سائر عمله] (1). (2)
(513) 23. حسين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إن العبد إذا صلى الصلاة لوقتها وحافظ عليها، ارتفعت بيضاء نقية تقول: حفظتني
حفظك الله، وإذا لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها، رجعت سوداء مظلمة تقول:
ضيعتني ضيعك الله. (3)
(514) 24. حسين، عن سليمان الطلحي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
أخبرني عما أخبرت به الرسل عن ربها وأنهت ذلك إلى قومها، أيكون (4) لله البداء؟
قال:
أ ما إني لا أقول لك: إنه يفعل، ولكن إن شاء فعل (5).
(515) 25. حسين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: أنتم - والله - يومئذ حكام
الأرض وسنامها، لا يسعنا في ديننا إلا ذلك.
(516) 26. حسين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الذي يكون بمكة يعتمر،

1. ما بين المعقوفين ليس في " ح " و " س " و " ه‍ ".
2. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 3 / 268 / 4، تهذيب الأحكام: 2 / 239 / 964 كلاهما عن
حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن الإمام الباقر (عليه السلام) بزيادة في آخره، بحار الأنوار:
82 / 236 / 64 عن كتاب الحسين بن عثمان.
رواه عن غير حسين بن عثمان: الفقيه: 1 / 208 / 626.
3. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 3 / 268 / 4، تهذيب الأحكام: 2 / 239 / 946 كلاهما عن
حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن الإمام الباقر (عليه السلام)، بحار الأنوار: 83 / 9 / 2 عن كتاب الحسين
بن عثمان.
رواه عن غير حسين بن عثمان: الفقيه: 1 / 209 / 627، روضة الواعظين: 348 نحوه.
4. في " س " و " ه‍ " هكذا " عن ربها وأفردت ذلك ليكون ".
5. بحار الأنوار: 4 / 122 / 70 عن كتاب الحسين بن عثمان: وراجع لرفع شكوك وأوهام في مسئلة البداء إلى
ذيل الحديث في بحار الأنوار وذيل الحديث 166 من هذه المجموعة.
322

فيخرج إلى بعض الأوقات، قال:
يقطع التلبية إذا نظر إلى الكعبة.
(517) 27. حسين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا كان يوم الجمعة فالبس أحسن ثيابك، ومس الطيب؛ فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا
لم يصب الطيب دعا بالثوب المصبوغ فرشه بالماء، ثم مسح به وجهه (1).
(518) 28. حسين، عمن أخبره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت له: نتخوف أن ينزلنا الله بذنوبنا منازل المستضعفين، قال: لا والله لا يفعل
الله (2) ذلك بكم أبدا (3).
(519) 29. حسين، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
كنا جماعة عند القبر، فوقف علينا، فقال: السلام عليكم، أما والله إني (4) لأحب
ريحكم وأرواحكم، وإنكم لعلى دين الله ودين ملائكته، ما على ذلك أحد غيركم،
وإنكم الذين قال: الله: (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم
مدخلا كريما) (5).
(520) 30. حسين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في رجل أعطى رجلا دراهم ليحج بها (عنه، فحج) (6) عن نفسه، قال: هي للأول.
(521) 31. حسين، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

1. بحار الأنوار: 89 / 365 / 58 عن كتاب الحسين بن عثمان.
2. لم يرد " الله " في " س " و " ه‍ ".
3. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 2 / 406 / 9 عن أيوب بن الحر وعن ابن أبي عمير، عن رجل، شرح
الأخبار: 3 / 482 / 1388 عن الفضل بن بشار.
4. لم يرد " إني " في " س " و " ه‍ ".
5. النساء (4): 31.
6. ما بين القوسين يقتضيه السياق أخذناها من " م " وكان ساقطا عن " ح " وفي " س " و " ه‍ ": " ليحج بها عن رجل
فحج عن نفسه ".
323

في رجل حج عن رجل فاجترح في حجه شيئا يلزمه فيه الحج من قابل، أو كفارة،
قال: هي للأول تامة، وعلى هذا ما اجترح (1).
(522) 32. حسين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في رجل أعطى لرجل مالا يحج (2)، به، فحدث بالرجل حدث، قال (3): إن كان خرج
فأصابه في بعض الطريق، فقد أجزأت عن الأول، وإلا فلا تجزى (4).
(523) 33. حسين، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ما بين الدفتين قرآن. (5)
(524) 34. حسين قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
في السنة اثنتا عشرة عمرة، في كل شهر عمرة. (6)
(525) 35. حسين، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال:
إذا ظهر النز إليك من خلف الحائط من كنيف في القبلة، سترته بشيء.
قال ابن أبي عمير: ورأيتهم قد ثنوا بارية وباريتين قد ستروا بها (7). (8)
(526) 36. حسين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الصداع: اخرج عليك يا
حمى، أو يا صداع، أو عرق، أو عين إنس، أو عين جن، أو وجع فلان بن فلان، اخرج
عليكم بالله الذي اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما، وبرب عيسى بن مريم
الذي هو روحه وكلمته إلا هدأتم وطفئتم كما طفئت نار إبراهيم.

1. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 544 / 23، تهذيب الأحكام: 5 / 461 / 1606.
رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 544 / 23 عن محمد بن أبي حمزة، عن إسحاق بن عمار.
2. في " س " و " ه‍ ": " فحج ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
4. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 306 / 5، تهذيب الأحكام: 5 / 418 / 1451.
5. رواه عن غير حسين بن عثمان: نهج البلاغة: الخطبة 125 نحوه.
6. رواه عن غير حسين بن عثمان: الفقيه: 2 / 458 / 2964 عن إسحاق بن عمار نحوه.
7. النز - بالفتح -: ما يتحلب من الماء القليل في الأرض. (النهاية: 5 / 41).
8. رواه عن غير حسين بن عثمان: الفقيه: 1 / 277 / 849 عن محمد بن أبي حمزة وليس فيه ذيله.
324

(527) 37. حسين قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) قد بنى بمنى بناء ثم هدمه (1).
(528) 38. حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ما الصعلوك عندكم؟ قال: قيل: الذي ليس له شيء، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا، ولكنه
الغني الذي لا يتقرب إلى الله بشيء من ماله.
(529) 39. حسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) [في الذبح] (2)، قال:
هو الاسم ولا يؤمن عليه إلا مسلم، قال: فقال له رجل: أصلحك الله إن لنا جارا
قصابا يدعو يهوديا فيذبح له حتى يشتري (3) منه اليهود، قال: لا تأكل ذبيحته، ولا تشتر
منه. (4)
(530) 40. حسين، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
صلاة الليل كفارة لما اجترح بالنهار (5).
(531) 41. حسين، عن إسحاق بن عمار، أو سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله،
قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا دخل العشر الأواخر، ضربت له قبة شعر، وشد المئزر. قال:
قلت له: واعتزل النساء؟ قال: أما اعتزال النساء، فلا (6). (7)

1. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 6 / 531 / 3، المحاسن: 2 / 463 / 2602 وراجع: الخصال: 87
/ 19.
2. أضيف بمقتضى المقام.
3. في " س " و " ه‍ ": " تشتري ".
4. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 6 / 240 / 8، تهذيب الأحكام: 9 / 67 / 283، كلاهما عن الحسين
الأحمسي وليس فيهما صدره.
5. بحار الأنوار: 87 / 136 / 2 عن كتاب الحسين بن عثمان.
6. " كان إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر " المئزر: الإزار، كنى بشده عن اعتزال النساء. وقيل: أراد تشميره
للعبادة، يقال: شددت لهذا الأمر مئزري أي تشمرت له (النهاية: 1 / 44) والأول أظهر، ولا ينافيه قوله (عليه السلام):
" وأما اعتزال النساء فلا "؛ فإن المراد به الاعتزال بالكلية بحيث يمنعهن عن الخدمة والمكالمة والجلوس معه
(مرآة العقول: 16 / 426).
7. رواه عن غير حسين بن عثمان: الكافي: 4 / 175 / 1، تهذيب الأحكام: 4 / 287 / 869، الاستبصار:
2 / 130 / 426 كلها عن الحلبي، الفقيه: 2 / 184 / 2087.
325

(532) 42. حسين، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
الجنة نهار لا ليل فيها، قال: قلت: زدني، قال: إن الجنة يوجد ريحها من مسير
ألف عام، وإن أدنى أهل الجنة منزلة كمن لو أضاف به أهل الدنيا كانوا من الطعام
والشراب فيما يكفيهم، أو قال: فيما ادعوا، قال: فقال: زدني، قال: إن المؤمن يزوج
أربعة آلاف ثيب وثمانمائة عذراء، قال: فقال: ما تفتش منهن شيئا إلا وجدتها كذلك.
(533) 43. حسين، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
ليس من وجه يتوجه فيه الناس إلا للدنيا، إلا الحج.
(534) 44. حسين، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
صلة الرحم تزكي الأعمال، وتنمي الأموال، وتيسر الحساب، وتدفع البلوى،
وتزيد في الأعمار (1).
تم الكتاب

1. رواه بالإسناد إلى حسين بن عثمان: الكافي: 2 / 157 / 33 وفيه " الرزق " بدل " الأعمار "، الزهد للحسين بن
سعيد: 34 / 89.
رواه عن غير حسين بن عثمان: مشكاة الأنوار: 288 / 867 عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفيه " وتنسئ في الأجل " بدل
" وتزيد في الرزق ".
326

كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي
[رواية الشيخ الحافظ هارون بن موسى التلعكبري عن الشيخ
الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي (1)
(535) 1. الشيخ - أيده الله - قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد،
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن بن الحكم القطواني، قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: حدثنا عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صلوا في مساجدهم، فاعتنوا (2) جنائزهم، وعودوا
مرضاهم، وقولوا لقومكم ما يعرفون، ولا تقولوا لهم ما لا يعرفون، إنما كلفوكم من
الأمر اليسير، فكيف لو كلفوكم ما كلف أصحاب الكهف قومهم؟ كلفوهم الشرك بالله
العظيم، فأظهروا لهم الشرك، وأسروا الايمان حتى جاءهم الفرج، وأنتم لا تكلفون هذا.
(536) 2. عبد الله، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا دخلت السوق، فقل: لا إله إلا الله عدد ما ينطقون [سبحان الله عدد ما
يسومون] (3) تبارك الله أحسن الخالقين ثلاث مرات سبحان الله عدد ما يلغون (4)، سبحان

1. لم يرد " وبه ثقتي " في " س ".
2. في " س " و " ه‍ ": " وأعينوا ". وفي " م ": " فاغثوا ". وفي رواية الصدوق بإسناده عن عبد الله بن زياد، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) في كتاب صفات الشيعة: " فاتبعوا " وبمضمون هذا الحديث أحاديث في الكافي والمحاسن والعياشي
ولكن في جميعها " فاشهدوا جنائزهم ".
3. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ " و " ح ".
4. كذا في " ح " و " س " و " ه‍ ". وفي " م ": " يبغون ".
327

الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون تبارك الله رب العالمين.
(537) 3. عبد الله قال: سألت العبد الصالح (عليه السلام) عن الرجل يخفق وهو جالس في
الصلاة، قال:
لا بأس بالخفقة ما لم يضع جبهته على الأرض، أو يعتمد على شيء (1).
(538) 4. عبد الله قال: سألت العبد الصالح (عليه السلام) عن رجل مسلم أحل جاريته
لأخيه، قال: هي له حلال.
(539) 5. عبد الله، عن سماعة بن مهران، عن العبد الصالح (عليه السلام)، قال: قال لي:
أتم الصلاة في الحرمين: مكة والمدينة. (2)
(540) 6. عبد الله قال: حدثني عامر بن عمير، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلني
الله فداك إن امرأتي أعطتني مالها كله، وجعلتني منه في حل، أصنع به ما شئت، أيكون
لي أن أشتري منه جارية أطأها؟ قال: ليس ذاك (3) لك؛ إنما أرادت (4) ما سرك، فليس لك ما
ساءها.
(541) 7. عبد الله قال: حدثني عبد الحميد بن عراص (5) الطائي (6)، قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام):
إن رجلا أوصى إلي بنسمتين، فاشتريت واحدة فأعتقتها وبقيت الأخرى وليس
أصبت (7) بما بقي نسمة، فقال: انظر مكاتبا فضلت عليه فضلة من نجومه ففكه بها.

1. بحار الأنوار: 80 / 228 / 25 عن كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي.
2. بحار الأنوار: 89 / 56 / 19 عن كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي.
3. في " س " و " ه‍ ": " ذلك ".
4. هذا هو الظاهر كما يكون في " ه‍ " و خ مستدرك. وفي " ح " و " س ": " أرادك ".
5. في " م ": " عراض ".
6. في مستدرك الوسائل: " عبد الحميد بن غواص ". (مستدرك الوسائل: 14 / 143 / 16329). والصحيح " عبد
الحميد بن عواض الطائي "، الكوفي - من أصحاب الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) - ثقة (معجم رجال الحديث: 9
/ 278).
7. في " س " و " ه‍ ": " ليس أصيب ".
328

(542) 8. عبد الله، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
خذ من شعرك إذا أردت الحج ما بينك وبين ثلاثين يوما إلى النحر.
(543) 9. عبد الله قال: حدثتني (1) حمادة بنت الحسن أخي أبي عبيدة الحذاء، قالت
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل تزوج امرأة وشرط أن لا يتزوج عليها، ورضيت أن ذلك
مهرها، قالت: فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
هذا شرط فاسد لا يكون النكاح إلا على درهم أو درهمين (2). (3)
(544) 10. عبد الله قال: سمعت العبد الصالح يقول في الحائض إذا انقطع عنها الدم
، ثم رأت صفرة: فليس بشيء، تغتسل ثم تصلي (4).
(545) 11. عبد الله قال: حدثني عبد الله (5) بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله يقول:
صلاة الليل ثلاث عشرة ركعة، منها ركعتا الغداة - الركعتان اللتان عند الفجر -
[وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي قبل طلوع الفجر (6)] (7).
(546) 12. عبد الله قال: حدثني محمد بن مروان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
ما سائل يسألني عن صلاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصيامه فأخبره بها، فيقول: إن الله لا
يعذب على الزيادة، كأنه يظن أنه أفضل من رسول الله (صلى الله عليه وآله) (8).

1. هذا هو الصحيح. وفي النسخ المعتمدة عندنا " حدثني ".
2. الحديث التاسع المشهور، ويدل على ما هو المشهور من أن هذه الشروط فاسدة ولا تصير سببا لفساد العقد،
والمشهور صحة العقد، وأن حكمها في المهر حكم المفوضة (مرآة العقول: 20 / 110).
3. رواه بالإسناد إلى عبد الله بن يحيى الكاهلي: الكافي: 5 / 381 / 9، تهذيب الأحكام: 7 / 365 / 1479.
4. بحار الأنوار: 81 / 98 / 13 عن كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي.
5. في جميع النسخ المعتمدة عندنا محمد بن سنان. والظاهر أنه سهو، والصحيح عبد الله ولذا لم يذكر في البحار
محمدا بل أضمر عنه بابن سنان.
6. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
7. بحار الأنوار: 87 / 225 / 36 عن كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي.
8. بحار الأنوار: 82 / 302 / 31 عن كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي.
329

(547) 13. عبد الله، عن محمد بن مالك (1)، عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال:
حدثني أبو عبد الله (عليه السلام) بحديث، فقلت له (2): جعلت فداك أليس زعمت لي الساعة (3) كذا
وكذا؟ فقال: لا، قال: فعظم علي، فقلت: بلى - والله - لقد زعمت لي، فقال: لا والله ما
زعمته، قال: فعظم علي، فقلت: بلى - والله - لقد قلته، قال: نعم، لقد قلته (اما علمت) (4)
أن كل زعم (5) في القرآن كذب (6).
تم الكتاب [كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي والحمد لله] (7)

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ملك ".
2. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " فقلت: جعلت ".
3. في " ح ": " زعمت أن الساعة ".
4. الزيادة فيما بين القوسين من " م " ويقتضيه السياق، وهي موجودة أيضا في رواية الكافي.
5. " الزعم " - مثلثة -: القول الحق، والباطل، والكذب، ضد، وأكثر ما يقال فيما يشك فيه. والزعمي الكذاب،
والصادق و... والتزعم التكذب، وأمر مزعم - كمقعد - لا يوثق به (القاموس المحيط: 4 / 124).
إن الزعم إما حقيقة لغوية، أو عرفية، أو شرعية في الكذب، أو ما قيل بالظن أو بالوهم من غير علم وبصيرة،
فإسناده إلى من لا يكون قوله إلا عن حقيقة ويقين ليس من دأب أصحاب اليقين، وإن كان مراده مطلق القول أو
القول عن علم فغرضه (عليه السلام) تأديبه وتعليمه آداب الخطاب مع أئمة الهدى وسائر أولي الألباب.
وأما الحكم بكون ذلك كذبا وحراما فهو مشكل؛ إذ غاية الأمر أن يكون مجازا ولا حجر فيه. وأما يمينه (عليه السلام) على
عدم الزعم فهو صحيح؛ لأنه قصد به الحقيقة أو المجاز الشائع، وكأنه من التورية والمعاريض لمصلحة التأديب
أو تعليم جواز مثل ذلك للمصلحة؛ فإن المعتبر في ذلك قصد المحق من المتخاصمين كما ذكره الأصحاب (مرآة
العقول: 10 / 343 وبحار الأنوار: 72 / 245).
6. رواه بالإسناد إلى عبد الله بن يحيى الكاهلي: الكافي: 2 / 342 / 20.
7. ما بين المعقوفين موجود في " ه‍ ".
330

كتاب سلام بن أبي عمرة
[رواية الشيخ الحافظ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن
الشيخ الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني]
بسم الله الرحمن الرحيم (1)
(548) 1. الشيخ - أيده الله - قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا
القاسم (2) بن محمد بن الحسين بن حازم، قال: حدثنا عبد الله بن جبلة الكناني، قال:
حدثنا سلام بن أبي عمرة، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
دخلت عليه، فأنشأت الحديث، فذكرت باب القدر، فقال: لا أراك إلا هناك.
اخرج عني قال: قلت: جعلت فداك إني أتوب منه، فقال: لا (3) والله حتى تخرج إلى
بيتك، وتغسل ثوبيك، وتغتسل، وتتوب منه إلى الله، كما يتوب النصراني من
نصرانيته، قال: ففعلت. (4)
(549) 2. سلام، عن معروف، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال:
أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟ حدثوا الناس بما يعرفون، وأمسكوا عما

1. في " س " بعد التسمية: " وبه نستعين ". وفي " ه‍ " بعدها: " وبه الاستعانة ".
2. في " ه‍ ": " القسم ".
3. كلمة لا، لا توجد في النسخ المعتمدة عندنا ويقتضيها السياق وهي موجودة في نسخة العلامة المجلسي (قدس سره)
المدرجة في البحار.
4. بحار الأنوار: 81 / 14 / 17 عن كتاب سلام بن أبي عمرة.
331

ينكرون. (1)
(550) 3. سلام، عن أبي الجارود، عن أبي عبد الله الجدلي (2)، قال:
قال [لي] (3) أمير المؤمنين (عليه السلام): يا [أبا] (4) عبد الله! ألا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها
أمن من فزع يوم القيامة، وبالسيئة التي من جاء بها كب على وجهه في جهنم؟ فقلت:
بلى يا أمير المؤمنين، فقال: الحسنة حبنا، والسيئة بغضنا أهل البيت. (5)
(551) 4. سلام (6) بن سعيد المخزومي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قلت: لا يصعد عملهم إلى الله، ولا يقبل منهم عملا، فقال: لا، من مات وفي قلبه
بغض لنا أهل البيت ومن تولى عدونا، لم يقبل الله له عملا.
(552) 5. سلام، عن سلام بن سعيد المخزومي، عن يونس بن حباب، عن علي
بن الحسين (عليه السلام)، قال:
قام رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم وآل عمران فرحوا واستبشروا، وإذا ذكر
عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم؟ والذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة

1. رواه بالإسناد إلى سلام بن أبي عمرة: الغيبة للنعماني: 34 / 1.
رواه عن غير سلام بن أبي عمرة: صحيح البخاري: 1 / 59 / 127 عن عبيد الله بن موسى، عن معروف بن
خربوذ، عن أبي الطفيل وليس فيه " وأمسكوا عما ينكرون ".
2. هذا هو الصحيح - كما روي بصورة متواترة عنه كما يأتي في الهامش - وفي " ح " و " م ": " الحداي ". وفي
" س " و " ه‍ ": " الحذاء " واستظهر في هامش " س " أن يكون " أبي عبيدة الحذاء ".
3. ما بين المعاقف لم يرد في " ح " و " س " و " ه‍ ".
4. ما بين المعاقف لم يرد في " ح " و " س " و " ه‍ ".
5. رواه بالإسناد إلى سلام بن أبي عمرة: تأويل الآيات: 1 / 410 / 17.
رواه عن غير سلام بن أبي عمرة: فضائل الشيعة: 70 / 29، المحاسن: 1 / 248 / 465 كلاهما عن أبي داود،
العمدة: 75 / 91 عن أبي إسحاق السبيعي، شرح الأخبار: 1 / 158 / 106 كلها عن أبي عبد الله الجدلي، دعائم
الإسلام: 1 / 71 عن الإمام الصادق (عليه السلام).
6. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " سلام، عن سلام ".
332

بعمل سبعين نبيا، ما قبل الله ذلك منه حتى يلقى الله بولايتي وولاية أهل بيتي. (1)
(553) 6. سلام، عن أبي حمزة، قال: كنت مع أبي جعفر (عليه السلام)، فقلت: جعلت فداك
يا بن رسول الله:
قد يصوم الرجل النهار، ويقوم الليل، ويتصدق، ولا يعرف منه إلا خيرا (2) إلا أنه لا
يعرف الولاية.
قال: فتبسم أبو جعفر (عليه السلام) وقال: يا ثابت! إنا في أفضل بقعة على ظهر الأرض لو أن
عبدا لم يزل ساجدا بين الركن والمقام حتى يفارق الدنيا لم يعرف ولايتنا، لم ينفعه
ذلك شيئا.
(554) 7. سلام، عن أبان بن تغلب، قال: سمعت أبا عبد الله يحدث عن أبي
جعفر (عليه السلام)، قال:
لما أن نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) يوم الغدير، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم! وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من
نصره، قال أبو فلان، وفلان كلمة خفية: ما يألوا ما رفع خسيسة (3) ابن عمه، لو يستطيع
أن يجعله نبيا لفعل، وأيم الله لئن هلك لنزيلنه عما يريد، قال: فسمعها (4) شاب من
الأنصار، فقال: اما والله لقد سمعت مقالتكما، وأيم الله لأبلغن رسول الله ما قلتما،
فناشداه الله أن لا يفعل، فأبى إلا أن يبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قالا، فقالا له: اجهد جهدك.

1. رواه بالإسناد إلى سلام بن أبي عمرة: بشارة المصطفى: 81.
رواه عن غير سلام بن أبي عمرة: الأمالي للمفيد: 115 / 8 عن مرازم، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، المسترشد:
615 / 280 عن يونس بن حباب، شرح الأخبار: 2 / 495 / 880 عن حسن بن حسين بإسناده وكلاهما عن
الإمام الباقر (عليه السلام) وكلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نحوه.
2. كذا في النسخ. والصحيح: خير.
3. الخسيس: الدنئ. والخسيسة والخساسة: الحالة التي يكون عليها الخسيس. يقال: رفعت خسيسته ومن
خسيسته: إذا فعلت به فعلا يكون فيه رفعته (النهاية: 2 / 31).
4. كذا في " م " و " س " و " ه‍ " وفي " ح ": " فسمعهما ".
333

فأتى رسول (صلى الله عليه وآله) فأخبره بمقالتهما، فبعث إليهما رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعاهما، فلما جاءا
ورأيا الشاب عنده عرفا أنه بلغه، فقال (صلى الله عليه وآله) لهما: ما حملكما على ما قلتما يا أبا فلان،
وفلان؟ فحلفا بالله الذي لا إله إلا هو أنهما ما قالا شيئا من ذلك، فأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
على الأنصاري، فقال: يا أخا الأنصاري! ما حملك على أن تكذب على شيخي قريش؟
فود الأنصاري أن الأرض خسفت به، وأنه لم يقل شيئا من ذلك، قال: فدعا الله أن ينزل
عذره، قال: فأتاه جبرئيل في ساعة لم يكن يأتيه فيها وأنزل عليه (يحلفون بالله ما قالوا
ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله
ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا
والآخرة وما لهم في الأرض من ولى ولا نصير) (1) فقال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد توليا وما
تابا.
(555) 8. سلام، عن معروف، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخبر عليا (عليه السلام) بما يلقى من أمته، فشق ذلك عليه، فقال لعلي: أما
ترضى أن تكون حيث أكون؟ إن أول مدعو يدعى يوم القيامة إبراهيم خليل الرحمن،
فيكسى ثوبين، ثم يقوم عن يمين العرش، ثم تدعى إذا دعيت، وتكسى إذا كسيت،
وتشرب إذا شربت، وتسمع إذا سمعت، فمن أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد
أبغضني.
(556) 9. سلام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
صنفان من أمتي لا سهم لهما في الإسلام: مرجئ، وقدري. (2)

1. التوبة (9): 74.
2. رواه بالإسناد إلى سلام بن أبي عمرة: سنن الترمذي: 4 / 454 / 2149، المعجم الكبير: 11 / 209 / 11682.
رواه عن غير سلام بن أبي عمرة: سنن الترمذي: 4 / 454 / 2149، عن سنن ابن ماجة: 1 / 24 / 62 وص 28 /
73 كلها عن نزار، عن عكرمة، عن ابن عباس. وفي الأخير أيضا عن جابر بن عبد الله، الفردوس:
2 / 401 / 3780 عن ابن عمر.
334

(557) 10. سلام، عن أبي يحيى الهمداني، قال:
دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام)، فقلنا له: أصلحك الله إنا لا ندري ما صحبتنا إياك وما
صحبتك إيانا، فإن حدث بك حدث، فإلى من؟ فقال:
إن فلانا قد جمع القرآن قال (1): ثم دخلت عليه في السنة الثالثة، فقلت: رحمك الله
ما ندري ما صحبتك إيانا، فإن حدث بك حدث، فإلى من؟ فقال: إن فلانا قد جمع
القرآن وهو صاحبكم وهو كما سرك.
تم الكتاب ولله الحمد.

1. يحتمل وجود عبارة هاهنا قد سقطت من النسخ الموجودة وهي كما يلي: فدخلت عليه السنة الثانية، فقلت:
رحمك الله ما ندري ما صحبتك إيانا، فإن حدث بك حدث، فإلى من؟ فقال: إن فلانا قد جمع القرآن قال: الخ.
335

من نوادر علي بن أسباط (1)
[رواية الشيخ الحافظ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن
الشيخ الحافظ أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الهمداني]
بسم الله الرحمن الرحيم وبه ثقتي (2)
(558) 1. الشيخ - أيده الله - قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد
الهمداني، قال: أخبرنا علي بن حسن (3) بن فضال قال:
حدثنا علي بن أسباط (4)، قال: أخبرنا يعقوب بن سالم الأحمر، عن رجل، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال:
لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)، بات آل محمد (عليهم السلام) بليلة أطول ليلة، ظنوا أنه لا سماء
تظلهم، ولا أرض تقلهم مخافة؛ لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وتر الأقربين والأبعدين في الله،
فبينا (5) هم كذلك إذ آتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه، فقال:
السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته، في الله عزاء من كل مصيبة،
و نجاة من كل هلكة، ودرك لما فات، إن الله اختاركم، وفضلكم، وطهركم، وجعلكم
أهل بيت نبيه (صلى الله عليه وآله)، واستودعكم علمه (6) وأورثكم كتابه، وجعلكم تابوت علمه وعصا

1. في " س " و " ه‍ ": " رضى الله عنه ".
2. لم يرد في " س ".
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " الحسن ".
4. في " س " و " ه‍ ": "... فضال عن علي بن أسباط ".
5. في " س " و " ه‍ ": " فبينما ".
6. لم يرد " علمه " في " س " و " ه‍ ".
337

عزه، وضرب لكم مثلا من نوره، وعصمكم من الزلل، وأمنكم من الفتن، فاعتزوا بعز (1)
الله؛ فإن الله لم ينزع منكم رحمته، ولن يديل منكم عدوه، فأنتم أهل الله الذين بكم
تمت النعمة، واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة، فأنتم أولياء الله من تولاكم نجا، ومن
ظلمكم (2) يزهق (3)، مودتكم من الله في كتابه واجبة على عباده المؤمنين، والله على
نصركم - إذا يشاء - قدير، فاصبروا لعواقب الأمور؛ فإنها إلى الله تصير، قد قبلكم الله
من نبيه (صلى الله عليه وآله) وديعة، واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض، فمن أدى أمانته آتاه الله
صدقه (4)، فأنتم الأمانة المستودعة، والمودة الواجبة، ولكم الطاعة المفترضة، وبكم
تمت النعمة، وقد قبض الله نبيه - صلوات الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته - وقد أكمل
الله به الدين، وبين لكم سبيل المخرج، فلم يترك للجاهل حجة، فمن تجاهل أو جهل
أو أنكر أو نسي أو تناسى، فعلى الله حسابه، والله من وراء حوائجكم [فاستعينوا بالله
على من ظلمكم واسألوا الله حوائجكم (5)] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فسأله يحيى بن أبي القاسم (6)، فقال: جعلت فداك ممن أتتهم التعزية؟ فقال: من
الله عز وجل (7).
(559) 2. الحسين بن خالد الصيرفي قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام):
إن أم ولد للحسن الطويل أوصى لها مولاها بجميع ما في بيته، قال: فقال: هذا
تجوز فيه شهادة الخدم ومن حضر من أهل البيت.

1. في " س " و " ه‍ ": " بعزاء ".
2. في " م ": " ظلمكم حقكم يزهق ".
3. في الكافي " زهق " وهو أظهر.
4. في " س " و " ه‍ " - وهو الصحيح -: " آتى الله صدقه ".
5. لم يرد ما بين المعقوفين في " س " و " ه‍ ".
6. في " س " و " ه‍ ": " يحيى بن القاسم ".
7. رواه بالإسناد إلى علي بن أسباط: الكافي: 1 / 445 / 19، بحار الأنوار: 59 / 194 / 58 عن كتاب النوادر
لعلي بن أسباط.
338

(560) 3. علي بن أسباط، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن زياد العطار، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله تبارك وتعالى: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا
أيديكم وأقيموا الصلوة) (1) قال:
نزلت في الحسن بن علي (عليهما السلام) أمره الله بالكف، قال: قلت: (فلما كتب عليهم
القتال) (2) قال: نزلت في الحسين بن علي (عليهما السلام) كتب الله عليه وعلى أهل الأرض أن
يقاتلوا معه.
قال علي بن أسباط: ورواه بعض أصحابنا عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: لو قاتل معه
أهل الأرض لقتلوا كلهم (3).
(561) 4. بعض أصحابنا رواه (4) أن أبا جعفر (عليه السلام) قال:
كان أبي مبطونا يوم قتل أبو عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وكان في الخيمة؛ وكنت
أرى موالينا (5) كيف يختلفون معه يتبعونه بالماء، يشد على الميمنة مرة، وعلى الميسرة
مرة، وعلى القلب مرة، ولقد قتلوه قتلة نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقتل بها الكلاب، لقد قتل
بالسيف والسنان، وبالحجارة وبالخشب وبالعصا، ولقد أوطأوه الخيل بعد ذلك. (6)
(562) 5. غير واحد من أصحابنا [قال]: إن مصعب بن الزبير توجه إلى عبد
الملك بن مروان يقاتله، فلما بلغ الحائر (7) دخل، فوقف على قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، ثم
قال له:

1. النساء (4): 77.
2. النساء (4): 77.
3. رواه بالإسناد إلى علي بن أسباط: تفسير العياشي: 1 / 258 / 199 مرفوعا عن الإمام الباقر (عليه السلام)، بحار الأنوار:
44 / 225 / 14 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
رواه عن غير علي بن أسباط: تفسير العياشي: 1 / 258 / 198 عن الحسن بن زياد العطار.
4. كذا في النسخ. والصحيح: " روى أن ".
5. هذا هو الأظهر كما في البحار عنه وفي " ه‍ ". وفي " م " و " ح " و " س ": " موالياتنا ".
6. بحار الأنوار: 45 / 91 / 30 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
7. هذا هو الظاهر. وفي " م " و " ح " و " س " و " ه‍ ": " الحير ".
339

أبا عبد الله! أما والله (1) لئن كنت غصبت نفسك ما (2) غصبت دينك، ثم انصرف وهو
يقول:
إن (3) الأولى (4) بالطف من آل هاشم * تأسوا فسنوا للكرام تأسيا (5). (6)
(563) 6. غير واحد من أصحابنا قال: لما بلغ أهل البلدان ما كان من أبي عبد
الله (عليه السلام)، قدمت كل امرأة نزور (7) - وقالت العرب النزور التي لا تلد أبدا إلا أن تخطى قبر
رجل كريم - فلما قيل للناس: إن الحسين بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد وقع، أتته مائة ألف امرأة
ممن كانت لا تلد فولدن كلهن (8). (9)
(564) 7. عمن رواه عن أحدهما أنه قال:
يا زرارة! ما في الأرض (10) مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمة - صلى الله
عليها - في زيارة الحسين (عليه السلام)، ثم قال: يا زرارة! إنه إذا كان يوم القيامة جلس الحسين (عليه السلام)
في ظل العرش، وجمع الله زواره وشيعته ليصيروا من الكرامة والنضرة والبهجة
والسرور إلى أمر لا يعلم صفته إلا الله، فيأتيهم رسل أزواجهم من الحور العين من
الجنة، فيقولون: إنا رسل أزواجكم إليكم يقلن: إنا قد اشتقناكم وأبطأتم عنا، فيحملهم
ما هم فيه من السرور والكرامة إلى أن يقولوا لرسلهم: سوف نجيئكم إن شاء الله. (11)

1. في " س " و " ه‍ ": " أما والله يا أبا عبد الله ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فما ".
3. في " س " و " ه‍ ": " وإن ".
4. في " ح ": " الأولى ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " التأسيا ".
6. بحار الأنوار: 45 / 200 / 42 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
7. هذا هو الصحيح كما في " س " و " ه‍ " و " مج ". وفي " ح. م ": " تزور ".
8. أقول: هذا الخبر نقحنا متنه على ضوء " ح " و " س ". وفي بعض النسخ زيادات حدثت من بعض النساخ.
9. بحار الأنوار: 101 / 75 / 24 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
10. في " س " و " ه‍ ": " ما على الأرض ".
11. بحار الأنوار: 101 / 75 / 25 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
340

(565) 8. رجل من أصحابنا يكنى بأبي إسحاق، عن بعض أصحابه، قال: كان
علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
يوم عرفة يوم (1) لا يسأل فيه أحد أحدا إلا الله. وقال: إذا أحرم الرجل فناداه الرجل،
فلا يجيبه بالتلبية؛ لأنه قد أجاب الله بالتلبية في الإحرام. وإذا صلى الرجل في المسجد
الحرام، كان أفضل خشوعه أن ينظر إلى الكعبة، وإذا صلى في غير المسجد الحرام،
كان أفضل خشوعه أن ينظر إلى موضع سجوده، وإذا كان مقابل الكعبة، لم يجز له أن
يحتبي وهو ناظر إليها.
(566) 9. رجل قال: ودع أبو عبد الله (عليه السلام) رجلا، قال:
أستودع الله نفسك وأمانتك ودينك، وزودك الله زاد التقوى، ووجهك للخير
حيث توجهت، ثم التفت إلينا وقال (2): هكذا كان وداع رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) إذا وجهه
في جهة من الوجوه. (3)
(567) 10. بعض أصحابنا قال: دخل أمير المؤمنين (عليه السلام) الحمام، فسمع صوت
الحسن والحسين (عليهما السلام) قد علا، فقال: مالكما فداكما أبي وأمي؟ فقالا له: تبعك هذا
الفاجر، فظننا أنه يريد أن يغترك، قال (4): دعاه؛ فو الله ما أطلي إلا له. (5)
(568) 11. عمرو بن إبراهيم (6) أخو العباسي قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن قول الله:

1. لم يرد " يوم " في " س " و " ه‍ ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
3. رواه بالإسناد إلى علي بن أسباط: المحاسن: 1 / 96 / 1250.
4. في " س " و " ه‍ ": " فقال ".
5. رواه بالإسناد إلى علي بن أسباط: مختصر بصائر الدرجات: 6، بصائر الدرجات: 480 / 1. وفي البصائر بدل
" يغترك " " يضرك " وبدل " أطلي " " أطلق ".
رواه عن غير علي بن أسباط: الخرائج والجرائح: 2 / 771 / 93 وزاد فيه بعد " هذا الفاجر " " ابن ملجم " وليس
فيه " فو الله ما أطلي إلا له ".
6. في " س " و " ه‍ ": " عمر بن إبراهيم ".
341

(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) (1) قال:
يجدد (2) لهم النعم مع تجديد المعاصي.
(569) 12. إبراهيم بن محمد بن حمران، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
من سافر أو تزوج والقمر (3) في العقرب، لم ير الحسنى. (4)
(570) 13. إسماعيل، عن عمه، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع
سنين. (5)
(571) 14. عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، قال: قال (عليه السلام):
لو عدل في الفرات، لأسقى ما على الأرض (6) كله (7). (8)

1. الأعراف (7): 182، القلم (68): 44.
2. في " س " و " ه‍ ": " تجدد ".
3. ومنازل القمر هي - على ما هو مقرر - ثمانية وعشرون منزلا، وذلك لأن البروج اثنا عشر برجا، في كل برج
منزلان وشئ للقمر (والعقرب برج في السماء) ولو احتجت إلى معرفة أن القمر في أي برج من الأبراج الاثني
عشر، فانظر كم مضى من شهرك، من يومك الذي أنت فيه، ثم ضم إليه مثله وخمسة، ثم أسقط لكل من تلك
الأبراج خمسة من هذا العدد، بادئا بالبرج الذي حلت الشمس فيه، فأي موضع ينتهي إليه الإسقاط فالقمر فيه،
فلو وقعت الخمسة الأخيرة على العقرب مثلا، فالقمر في أول درجاته وإذا كسرت فالقمر في موضع ذلك الكسر
(مجمع البحرين: 3 / 1772).
4. رواه بالإسناد إلى علي بن أسباط: الكافي: 8 / 275 / 416، تهذيب الأحكام: 7 / 407 / 1628 عن علي بن
أسباط، عن إسماعيل بن منصور، عن إبراهيم بن محمد بن حمران، عن أبيه، المحاسن: 2 / 84 / 1221، بحار
الأنوار: 58 / 268 / 55 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
رواه عن غير علي بن أسباط: الفقيه: 2 / 267 / 2401 و ج 3 / 394 / 4388 كلاهما عن محمد بن حمران، عن
أبيه، علل الشرائع: 2 / 514 / 4 عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الإمام العسكري (عليه السلام)، عن آبائه، عن
الإمام الباقر (عليه السلام) وليس فيهما " من سافر ".
5. رواه بالإسناد إلى علي بن أسباط: الكافي: 6 / 47 / 3، تهذيب الأحكام: 8 / 111 / 380 كلاهما عن علي بن
أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم.
6. في " س " و " ه‍ ": " على وجه الأرض ".
7. بياض بمقدار كلمة أو كلمتين في النسخ.
8. بحار الأنوار: 60 / 45 / 16 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
342

(572) 15. قال: روى (1) شيخ من أصحابنا، قال: سمعته يقول:
ألم تعلم أن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالنبوة، واصطفاه بالوحي على حين فترة من
الرسل، وانقطاع من السبل، ودروس من الأمر، وضلال من الناس، بشيرا ونذيرا
وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا، وكان أول أمته له (2) إجابة، وأقربهم منه قرابة،
وأوجبهم له (3) حقا وله نصيحة ابن عمه لأبيه وأمه علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وربيبه (4) في
حجره، وزوج ابنته سيدة نساء العالمين، وأبو ولديه: الحسن والحسين سيدي شباب
أهل الجنة، فمضى سابقا ذائدا عن دعوته، باذلا مهجته، خائضا في غمرات الموت
دونه، ففرج الكرب الشديد (5) بسيفه عن وجهه، لم يول دبرا قط [ولم يستعتب من
خطيئة قط، ولم يسبق إلى فضل قط] (6) حامل راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل مشهد، وأخوه
دون المسلمين في كل محشد، ومغمض عينيه، وغاسل جسده، ومؤديه إلى حفرته،
ومدخله في قبره، لم يقدم (7) رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدا قبله، نزل القرآن بفضائله، وتكلم
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمناقبه، فهاتوا من له فضل كفضله، لم يعنفه الكتاب، ولم تجهله السنة.
(573) 16. أبو داود قال: حدثني بعض أصحابنا:
أنه مر مع أبي عبد الله (عليه السلام) وإذا إنسان يضرب في الشتاء في ساعة باردة، فقال:
سبحان الله! أفي مثل (8) هذه الساعة يضرب؟ قال: قلت: جعلت فداك وللضرب (9) حد؟ قال:
فقال لي: نعم، إذا كان الشتاء ضرب في حر النهار، وإذا كان الصيف ضرب في برد النهار.

1. في " س " و " ه‍ ": " قال: وروى ".
2. في " س " و " ه‍ ": " منه ".
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " عليه ".
4. في " م ": " ورباه ".
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " الكرب الشديدة ".
6. ما بين المعقوفين لم يرد في " س " و " ه‍ ".
7. في " س " و " ه‍ ": " لم يتقدم ".
8. في " س " و " ه‍ ": " في مثل " بدون الهمزة.
9. في " س " و " ه‍ ": " وهل للضرب ".
343

(574) 17. وأخبرني عبيد الله (1) بن راشد، عن عبيدة بن زرارة، قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده البقباق - يعني أبا العباس - فقلت له:
رجل أحب بني أمية أهو معهم؟ فقال لي: نعم، قال: قلت: فرجل أحبكم أهو (2)
معكم؟ قال: فقال لي: نعم، قال: قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: فالتفت إلى البقباق (3)
فوجد منه غفلة (4)، فقال برأسه: نعم. (5)
(575) 18. وعن فضيل (6) بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تفضلوا
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدا؛ فإن الله قد فضله، ولا تفرطوا، ولا تغلوا، ولا تقولوا فينا ما لا
نقول، وأحبونا حبا مقتصدا؛ فإنكم إن قلتم وقلنا (7) متنا ومتم، وكنا حيث شاء الله
وكنتم. (8)
(576) 19. حدثني أبو علي القطان، قال:

1. في " س " و " ه‍ ": " عبد الله ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فهو ". بدون الهمزة.
3. الفضل بن عبد الملك أبو العباس البقباق مولى كوفي - ثقة عين - من أصحاب الصادق (عليه السلام) له كتاب. وعده الشيخ
المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الذين
لا يطعن عليهم ولا طريق لذم واحد منهم. والرواية [المذكورة] ضعيفة؛ فإن عبد الله بن راشد لم يوثق (معجم
رجال الحديث: 13 / 304 / 9366) ولعله كان مذياعا للحديث، فأخفى أبو عبد الله (عليه السلام) حديثه ذلك عنه؛ لئلا
يذيعه في جهلة الشيعة. (بحار الأنوار: 68 / 113 بهامشه).
4. وفي " م ": " الغفلة ".
5. رواه عن غير علي بن أسباط: رجال الكشي: 2 / 627 / 617 عن أبي داود المسترق، عن عبد الله بن راشد،
عن عبيد بن زرارة.
6. في " س " و " ه‍ " " فضل ".
7. في " س " و " ه‍ ": " إن قلنا وقلتم ".
8. رواه عن غير علي بن أسباط: التوحيد: 457 / 15 عن علي بن النعمان وصفوان بن يحيى، قرب الإسناد:
129 / 452 عن محمد بن خالد الطيالسي وكلها عن فضيل بن عثمان.
بيان: أي حيث يشاء الله في مكان غير مكاننا، أو محرومين عن لقائنا هذا إذا كان المراد بقوله: " قلتم وقلنا " قلتم
غير قولنا - كما هو الظاهر - وإن كان المعنى قلتم مثل قولنا، كان المعنى كنتم معنا أو حيث كنا، أو هو عطف على
" كنا " (بحار الأنوار: 25 / 269).
344

سمعني أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا أقول: والحمد لله منتهى علمه، فقال لي: لا تقل (1)
هكذا؛ فإنه ليس لعلم الله منتهى. (2)
(577) 20. وعن ثعلبة بن ميمون - ولا أعلمه إلا عن عبد الأعلى مولى آل سام - قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
التفت رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه، فقال: اتخذوا جننا، قالوا: يا رسول الله! من عدو
قد أضلنا (3)؟ قال: لا، ولكن من النار. وقولوا (4): سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر؛ فإنهن المعقبات المنجيات المقدمات، وهن عند الله الباقيات الصالحات. (5)
(578) 21. عثمان بن عيسى، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس، سمعوا وأجابوكم، وإذا زرتموهم بعد طلوع
الشمس، سمعوا ولم يجيبوكم. (6)
(579) 22. أخبرني رجل عن إسحاق بن عمار، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
يأتي على الناس زمان من سأل عاش، ومن سكت مات، قال: قلت: جعلت فداك
فإن أدركت ذلك الزمان فما أصنع؟ قال: فقال:
إن كان عندك ما تنيلهم فأنلهم، وإلا فأعنهم بجاهك. (7)
(580) 23. أخبرني عبد الله الشامي عن عبد الله بن أبي يعفور، قال:

1. في " ح ": " تقول ".
2. رواه عن غير علي بن أسباط: التوحيد: 134 / 1 عن سليمان بن سفيان، عن أبي علي القصاب.
3. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قد أظلنا ".
4. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " قولوا " بدون الواو.
5. رواه عن غير علي بن أسباط: ثواب الأعمال: 26 / 1 عن يونس بن يعقوب، تفسير العياشي: 2 / 327 / 32
عن أبي بصير؛ كنز العمال: 16 / 249 / 44329 نقلا عن ابن نجار، عن أنس.
6. بحار الأنوار: 102 / 297 / 11 عن النوادر لعلي بن أسباط.
7. رواه عن علي بن أسباط: الكافي: 4 / 46 / 1 عن معلى بن محمد، عن سليمان بن سفيان، عن إسحاق بن
عمار.
345

خرجت مع أبي بصير إلى محمد بن عتبة العجلي، قال: فوصله، قال: فقلت له (1):
يا أبا محمد! انصرف؛ فقد وصلك، فقال لي: لو (2) أن الدنيا خيرت لصاحبك، لأراد
زيادة، ثم نام، فما علمت إلا وكلب قد جاء حتى شغر على وجهه، قال: قلت: لا أمنعه (3)
والله، لا أمنعه والله.
(581) 24. أبو داوود قال: كنت أنا وعيينة بياع القصب عند علي بن أبي حمزة،
فسمعته يقول:
قال لي أبو الحسن موسى (عليه السلام): يا علي! إنما أنت وأصحابك أشباه الحمير، قال:
فقال لي عيينة: سمعته؟ قال: قلت: نعم، قال: فقال: لا والله لا أنقل قدمي إليه أبدا بعد
هذا (4).
(582) 25. وروى غير واحد عن أبي بصير، قال:
قلت لأبي جعفر (عليه السلام): حملني حمل (5) البازل (6)، قال: فقال لي: إذا تنفسخ. (7)
(583) 26. أخبرني محمد بن سنان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: جاء
رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فشكى إليه الوسوسة، ودينا قد فدحه، وكثرة العيلة، فقال له
النبي (صلى الله عليه وآله):

1. في " س " و " ه‍ ": " فقلت " بدون " له ".
2. في " س " و " ه‍ ": " فقال: لو ".
3. في " س " و " ه‍ ": " لا أمنع ".
4. رواه عن غير علي بن أسباط: الغيبة للطوسي: 67 / 70 عن الخشاب، رجال الكشي: 706 / 757
وص 742 / 832 كلاهما عن معاوية بن حكيم وص 743 / 835 عن أبي الحسن و ح 836 عن الحسن بن
موسى وليس في الثلاثة الأخيرة ذيله. وكلها عن أبي داود المسترق.
5. في " س " و " ه‍ ": " جمل ".
6. " حمل البازل " أي حملا ثقيلا من العلم. " إذا تنفسخ " أي لا تطيق حمله وتهلك (بحار الأنوار: 2 / 77). البازل
من الإبل الذي تم ثماني سنين ودخل في التاسعة، وحينئذ يطلع نابه وتكمل قوته، ثم يقال له بعد ذلك: بازل
عام وبازل عامين، يقول: أنا مستجمع الشباب مستكمل القوة (النهاية: 1 / 125).
7. بحار الأنوار: 2 / 77 / 59 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
346

" قل: توكلت على الحي الذي لا يموت، والحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا
ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، ولم يكن له (1) ولي من الذل وكبره تكبيرا " قال له:
كررها كررها كررها (2)، قال: فلم يلبث أن عاد إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله! قد
أذهب الله عني الوسوسة، وأدى عني الدين، وأغناني من العيلة.
(584) 27. وعن سعيد بن عمرو (3) بن أبي نصر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن
الحسين (عليه السلام)، قال:
كان عابد من بني إسرائيل، فقال إبليس لجنده: من له؛ فإنه قد غمني؟ فقال واحد
منهم: أنا له، قال: في أي شيء؟ قال: أزين له الدنيا، قال: لست بصاحبه، قال الآخر: فأنا
له، قال: في أي شيء؟ قال: في النساء، قال: لست بصاحبه، قال الثالث: أنا له، قال: في
أي شيء؟ قال: في عبادته، قال: أنت له، أنت له (4)، فلما جنه (5) الليل طرقه، فقال: ضيف،
فأدخله فمكث ليلته (6) يصلي حتى أصبح، فمكث ثلاثا يصلي ولا يأكل ولا يشرب،
فقال له العابد: يا عبد الله! ما رأيت مثلك، فقال له: إنك لم تصب شيئا من الذنوب،
وأنت ضعيف العبادة، قال: وما الذنوب التي أصيبها؟ قال: خذ أربعة دراهم، وتأتي (7)
فلانة البغية، فتعطيها درهما للحم، ودرهما للشراب، ودرهما لطيبها، ودرهما لها،
فتقضي حاجتك منها، قال: فنزل (8) وأخذ أربعة دراهم فأتى بابها، فقال: يا فلانة!

1. كذا في " م " و " س " و " ه‍ ". وفي " ح ": " ولا ولي من الذل ".
2. جاءت هذه الجملة في " س " و " ه‍ " مرتين.
3. في " س " و " ه‍ ": " عمر ".
4. جاءت هذه الجملة في " ح " و " س " و " ه‍ " مرة.
5. في " س " و " ه‍ ": " أجنه ".
6. في " س " و " ه‍ ": " ليله ".
7. في " س " و " ه‍ ": " فتأتي ".
8. وعن رجال الشيخ: سعيد بن عمر. وقال في تنقيح المقال: سعيد بن عمر بن أبي نصر السكوني مولاهم، كوفي
كما نص على ذلك الشيخ (رحمهم الله) في باب أصحاب الصادق (عليه السلام) من رجاله، وظاهره كونه إماميا ولا مدح فيه. ولا
توجد في كتب الرجال معلومات أكثر من هذا حوله.
347

يا فلانة! فخرجت، فلما رأته قالت: مفتون والله، مفتون والله، قالت له: ما تريد؟ قال:
خذي أربعة دراهم، فهيئي لي طعاما وشرابا وطيبا وتعالي حتى آتيك، فذهبت فدارت
فإذا هي بقطعة من حمار ميت فأخذته، ثم عمدت إلى بول عتيق، فجعلته في كوز، ثم
جاءت به إليه، فقال: هذا طعامك؟ قالت: نعم، قال: لا حاجة لي فيه، وهذا شرابك فلا
حاجة لي فيه، اذهبي فتهيئي، فتقذرت جسدها (1)، ثم جاءته، فلما شمها قال: لا حاجة
لي فيك، فلما أصبحت كتب على بابها: إن الله قد غفر لفلانة البغية بفلان العابد. (2)
(585) 28. عمرو (3) بن ساير (4)، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
إن عابدا عبد الله في دير له ثمانين سنة، ثم أشرف فإذا هو بامرأة فوقعت في نفسه،
فنزل إليها، فراودها عن نفسها، فأجابته فقضى حاجته منها، فلما قضى حاجته طرقه
الموت، واعتقل لسانه، فمر به سائل فأشار إليه بإصبعه: أن خذ رغيفا من كساه، فأخذه
فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزنية، وغفر له بذاك الرغيف، فأدخله الجنة. (5)
(586) 29. عن هارون بن خارجه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كان عابد من بني إسرائيل، فطرقته امرأة بالليل، فقالت له: أضفني (6)، فقال (7): امرأة
مع رجل لا يستقيم، قالت: إني أخاف أن يأكلني السبع، فتأثم، فخرج فأدخلها، قال:

1. في " س " و " ه‍ ": " فتعذرت جهدها " وفي " ح " و " مج ": " فتقذرت جهدها ". ولعل الصحيح: فقذرت جسدها.
2. بحار الأنوار: 63 / 270 / 157 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
3. لعل الصحيح هو عمرو بن شمر: أبو عبد الله الجعفي، عربي - من أصحاب الباقر والصادق (عليهما السلام) - له كتاب ولم
تثبت وثاقته لمعارضة توثيق علي بن إبراهيم له مع تضعيف النجاشي له (معجم رجال الحديث: 13 / 106)
وروى كثيرا عن جابر وأبي عبد الله (عليه السلام).
4. في " س ": " عمر بن سابر ". وفي " ه‍ ": " عمر بن ساير " والظاهر عدم وجود ترجمة في رجال الشيعة له،
ويحتمل أن يكون هو عمرو بن سالم الذي ذكره الشيخ في الفهرست وقال: له كتاب ورواه بالإسناد إلى حميد،
عن القاسم بن إسماعيل القرشي، عنه.
5. رواه عن غير علي بن أسباط: ثواب الأعمال: 167 / 1 عن عمرو بن شمر، عن جابر.
6. في " س " و " ه‍ ": " ضفني " ولعل الصحيح: ضيفني.
7. في " س " و " ه‍ ": " فقال لها ".
348

والقنديل بيده فذهب يصعد به، فقالت له: أدخلتني من النور إلى الظلمة، قال: فرد
القنديل، فما لبث أن جاءته الشهوة، فلما خشي على نفسه قرب خنصره إلى النار، فلم
يزل كلما جاءته الشهوة أدخل إصبعه النار، حتى أحرق خمس أصابع، فلما أصبح،
قال: أخرجي، فبئست (1) الضيفة كنت لي. (2)
(587) 30. إبراهيم بن علي المحمدي (3)، عن أبيه، عن عبد الله بن موسى، عن أبيه،
عن جده جعفر بن محمد، عن محمد بن علي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:
خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم ونحن في مسجده، فقال: من هاهنا؟ فقلت: أنا
يا رسول الله! وسلمان الفارسي، فقال: يا سلمان! ادع لي مولاك علي بن أبي طالب، فقد
جاءتني فيه عزيمة من رب العالمين.
قال جابر: فذهب سلمان فاستخرج عليا من منزله، فلما دنا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلا
به، فأطال مناجاته، كل ذلك يسر إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) سرا خفيا عنا ووجه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقطر عرقا كنظم الدر يتهلل حسنا، ثم قال له - لما انصرف من مناجاته -: قد سمعت
ووعيت، فاحفظ يا علي.
ثم قال: يا جابر! ادع لي عمر وأبا بكر، قال جابر: فذهبت إليهما فدعوتهما، فلما
حضراه، قال: يا جابر! ادع لي عبد الرحمن بن عوف، قال جابر: فدعوته، فلما أتاه،
قال: يا سلمان! اذهب إلى بيت أم سلمة فأتني بالبساط الخيبري، قال جابر: فما لبثنا أن
جاءنا سلمان بالبساط، فأمره أن يبسطه، ثم أمر القوم، فجلس كل واحد منهم على ركن
من أركانه وكانوا ثلاثة، ثم خلا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسلمان، فأطال مناجاته، وأسر (4) إليه سرا
خفيا، ثم أمره أن يجلس على الركن الرابع من البساط.

1. في " س " و " ه‍ ": " فبئس ".
2. بحار الأنوار: 70 / 401 / 75 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
3. كذا في النسخ. وفي البحار " المحمودي ".
4. في " س " و " ه‍ ": " فأسر ".
349

ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): يا علي! اجلس متوسطا وقل ما أمرتك به؛ فإنك لو قلته على
الجبال لسارت، أو قلته على الأرض لتقطعت من (1) ورائك، ولطويت كل من بين
يديك، ولو كلمت به الموتى، لأجابوك بإذن الله [بل الله والقوة بالله] (2)، فقال له بعض
القوم: يا رسول الله! هذا لعلي خاصة؟ قال: نعم، فاعرفوا (3) ذلك له.
قال جابر: فلما أخذ كل واحد مجلسه، اختلج البساط فلم أره إلا ما بين السماء
والأرض، فلما رجع سلمان ولقيته، خبرني (4) أنهم ساروا بين السماء والأرض لا
يدرون أشرقا أم غربا حتى انقض بهم البساط على كهف عظيم عليه باب من حجر
واحد.
قال سلمان: فقمت بالذي أمرني به رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قال جابر: فقلت لسلمان: وما
الذي أمرك (5) به رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: أمرني - إذا استقر البساط مكانه من (6) الأرض،
وصرنا عند الكهف - أن آمر أبا بكر بالسلام على أهل ذلك الكهف وعلى الجميع،
فأمرته فسلم عليهم بأعلى صوته، فلم يردوا عليه شيئا، ثم سلم أخرى فلم يجب،
فشهد أصحابه على ذلك وشهدت عليه، ثم أمرت عمر فسلم عليهم بأعلى صوته، فلم
يردوا عليه شيئا، ثم سلم أخرى فلم يجب، فشهد أصحابه على ذلك وشهدت عليه،
ثم أمرت عبد الرحمن بن عوف فسلم عليهم فلم يجب، فشهد أصحابه على ذلك
وشهدت عليه، ثم قمت أنا فأسمعت الحجارة والأودية صوتي فلم أجب، فقلت
لعلي:
فداك أبي وأمي أنت بمنزلة رسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى نرجع ولك السمع والطاعة وقد

1. لم يرد " من " في " س " و " ه‍ ".
2. كذا في النسخ. وليس ما بين المعقوفين موجودا في البحار.
3. في " ح ": " ما عرفوا ".
4. في " س " و " ه‍ ": " أخبرني ".
5. في " م ": " كان أمرك ".
6. في " م ": " على ".
350

أمرني أن آمرك بالسلام على أهل هذا الكهف آخر القوم، وذلك لما يريد الله لك وبك
من شرف الدرجات، فقام علي (عليه السلام) فسلم بصوت خفي فانفتح الباب، فسمعنا له صريرا
شديدا، ونظرنا إلى داخل الغار يتوقد نارا فملئنا رعبا، وولى القوم فرارا، فقلت لهم:
مكانكم حتى نسمع ما يقال؛ فإنه لا بأس عليكم، فرجعوا فأعاد علي (عليه السلام)، فقال: السلام
عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم، فقالوا: وعليك السلام يا علي! ورحمة الله وبركاته
، وعلى من أرسلك بآبائنا وأمهاتنا أنت يا وصي محمد (صلى الله عليه وآله) خاتم النبيين وقائد
المرسلين ونذير العالمين وبشير المؤمنين أقرئه منا السلام ورحمة الله وبركاته (1) يا إمام
المتقين قد شهدنا لابن عمك بالنبوة ولك بالولاية والإمامة، والسلام على محمد يوم
ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
قال: ثم أعاد علي (عليه السلام): فقال السلام عليكم أيها الفتية الذين آمنوا بربهم وزدناهم
هدى، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا مولانا وإمامنا، الحمد لله الذي أرانا
ولايتك، وأخذ ميثاقنا بذلك لك (2). وزادنا إيمانا وتثبيتا على التقوى قد سمع من
بحضرتك أن الولاية لك دونهم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (3)
قال: سلمان: فلما سمعوا ذلك، أقبلوا على علي (عليه السلام)، وقالوا: قد شهدنا وسمعنا،
فاشفع لنا إلى نبينا (صلى الله عليه وآله) ليرضى عنا برضاك عنا، ثم تكلم علي (عليه السلام) بما أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما
درينا أشرقا أم غربا حتى نزلنا (4) كالطير الذي يهوي من مكان بعيد وإذا نحن على باب
المسجد.
فخرج إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: كيف رأيتم؟ فقال القوم: نشهد كما شهد أهل
الكهف، ونؤمن كما آمنوا، فقال: إن تفعلوا تهتدوا (وما على الرسول إلا البلغ

1. لم يرد " وبركاته " في " س " و " ه‍ ".
2. لم يرد " لك " في " س " و " ه‍ ".
3. الشعراء (26): 227.
4. في " س " و " ه‍ ": " نزل ".
351

المبين) (1)
فإن (2) لم تفعلوا تختلفوا، فمن وفى وفى الله له، ومن نكص فعلى عقبيه ينقلب، أفبعد
المعرفة والحجة والذي نفسي بيده لقد أمرت أن آمركم ببيعته وطاعته، فبايعوه
وأطيعوه، فقد نزل الوحي بذلك علي (3): (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولى الأمر منكم). (4)
قال جابر: فبايعناه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن استقمتم على الطريقة لعلي (عليه السلام) في
ولايتنا (5)، أسقيتم ماء غدقا وأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أرجلكم، وإن (6) لم
تستقيموا اختلفت كلمتكم وشمت (7) بكم عدوكم، ولتتبعن بني إسرائيل شيئا شيئا، لو
دخلوا حجرضب لتبعتموهم فيه، وطوبى لمن تمسك بولاية (8) علي (عليه السلام) من بعدي حتى
يموت ويلقاني (9) وأنا عنه راض. قال جابر: وكان ذهابهم ومجيئهم من زوال الشمس
إلى وقت العصر (10).

1. المائدة (5): 99؛ النور (24): 54.
2. في " س " و " ه‍ ": " وإن ".
3. في " س " و " ه‍ ": " علي بذلك ".
4. النساء (4): 59.
5. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ولايته ".
6. في " س " و " ه‍ ": " فإن ".
7. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " وأشمت ".
8. في " س " و " ه‍ ": " بحب ".
9. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " بلغني ".
10. بحار الأنوار: 60 / 124 / 14 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
352

خبر في الملاحم
(588) 31. الشيخ - أيده الله - قال: حدثنا أبو القاسم علي بن الحسن بن القاسم
اليشكري الخزاز الكوفي المعروف بابن الطبال (1) في المحرم سنة ثماني وعشرين و
ثلاثمائة عن حفظه بالكوفة باب منزله في موضع يعرف بالقلعة (2) في ظهر البيع (3) قال:
مولدي سنة ثلاث ومائتين، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن معروف الهلالي الخزاز -
وكان ينزل عبد القيس - يقول في سنة خمسين ومائتين وكان قد أتت عليه مائة وثماني
وعشرين سنة قال: مضيت إلى الحيرة إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) في وقت
السفاح فوجدته قد تداك الناس عليه ثلاثة أيام متواليات فما كان لي فيه حيلة، ولا
قدرت عليه من كثرة الناس وتكاثفهم عليه، فلما كان في اليوم الرابع رآني وقد خف
الناس عنه، فأدناني ومضى إلى قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فتبعته، فلما كان في بعض الطريق
غمزه البول فاعتزل عن الجادة ناحية فبال، ونبش الرمل بيده، فخرج له الماء، فتطهر
للصلاة، ثم قام فصلى ركعتين، ثم دعا ربه وكان في دعائه:
اللهم! لا تجعلني ممن تقدم فمرق، ولا ممن تخلف فمحق، واجعلني في النمط
الأوسط، ثم مشى ومشيت معه، فقال:
يا غلام! البحر لا جار له، والملك لا صديق له، والعافية لا ثمن لها (4)، كم من ناعم لا

1. من هنا إلى قوله: " فبال " نقلناها اعتمادا على " س " و " ه‍ "؛ لأن العبارة ساقطة قدر نصف ورقة من " ح ".
2. في " م ": " التلعة ".
3. كذا في " س " و " ه‍ ". وفي " م ": " السبيع ".
4. في " س " و " ه‍ ": " فيها ".
353

يعلم (1)، ثم قال:
تمسكوا بالخمس، وقدموا الاستخارة، وتبركوا بالسهولة، وتزينوا بالحلم،
واجتنبوا الكذب، وأوفوا المكيال والميزان.
ثم قال: الهرب الهرب إذا خلعت (2) العرب أعنتها، ومنع البرجانبه (3)، وانقطع الحج،
ثم قال: حجوا قبل أن لا تحجوا، وأومأ إلى القبلة بابهامه، وقال: يقتل في هذا [الوجه
سبعون ألفا أو يزيدون.
قال علي بن الحسن (4): وقد قتل في العير (5) وغيره شبيه بهذا، وقال أبو عبد الله (عليه السلام)
في هذا الخبر: لا بد أن يخرج رجل من آل محمد (صلى الله عليه وآله)، ولا بد أن يمسك الراية البيضاء.
قال: علي بن الحسن: فاجتمع أهل بني رواس، ومضوا يريدون الصلاة في المسجد
الجامع في سنة خمسين ومائتين وكانوا قد عقدوا عمامة بيضاء على قناة، فأمسكها
محمد بن معروف وقت خروج يحيى بن عمر، وقال أبو عبد الله (عليه السلام) في هذا الخبر: ويجف
فراتكم فجف الفرات، وقال أيضا: يجيئونكم قوم صغار الأعين، فيخرجوكم من دوركم
قال: علي بن الحسن: فجاءنا كنجور (6) والأتراك معه فأخرجوا الناس من دورهم،
وقال أبو عبد الله (7): وتجئ السباع] (8) إلى دوركم قال علي: وجاءت السباع إلى دورنا،

1. في " ح " و " س " و " ه‍ ": " ولا يعلم ".
2. في " س " و " ه‍ ": " خلت ".
3. في " م ": " برجانية ". وفي " مج ": " بر جانبه ".
4. في " ه‍ " و " س ": " قال علي بن الحسين (عليهما السلام) ".
5. كذا في " مج ". وفي " س " و " ه‍ " و " م ": " الهبير ".
6. في " م ": " كبحور ". وفي " مج ": " كيجور ".
والأظهر كونه " بكجور "، وهو أحد الحكام، ويبدو أنه كان من الأتراك الموالين للدولة الحمدانية، غزا بعض
البلاد، وكان حكمه في نواحي الشام في سنوات ما بين (366 ه‍ 381) كما في الكامل لابن الأثير في أحداث
هذه السنوات.
7. في " س " و " ه‍ ": " أبو عبد الله (عليه السلام) أيضا ".
8. ما بين المعقوفين ساقط من " ح ".
354

وقال أبو عبد الله (عليه السلام): وكأني بجنائزكم تحفر.
قال علي بن الحسن: فرأينا ذلك كله، وقال أبو عبد الله (عليه السلام): يخرج رجل أشقر ذو
سبال ينصب له كرسي على باب دار عمرو بن حريث يدعو إلى البراءة من علي بن
أبي طالب (عليه السلام) (1)، ويقتل خلقا من الخلق، ويقتل في يومه قال (2): ورأينا (3) ذلك (4). (5)

1. في " ه‍ ": " (عليه السلام) وعلى أبنائه المعصومين ".
2. لم يرد " قال " في " س " و " ه‍ ".
3. في " س " و " ه‍ ": " فرأينا ".
4. بحار الأنوار: 47 / 93 / 106 عن كتاب النوادر لعلي بن أسباط.
5. وأخبار الملاحم الظاهر أنها هي الأخبار التي يذكر فيها حوادث آخر الزمان وأخبار الإمام المهدي عجل الله
تعالى فرجه.
وجاء في آخر " ح " وهى نسخة الشيخ الحر: " فرغ من كتابته العبد المذنب عبد الرضا بن أحمد الجزائري يوم
الأحد الحادي عشر من شهر صفر المحرم السنة السادسة والتسعين بعد الألف، والحمد لله رب العالمين، وصلى
الله على محمد وآله الطاهرين ".
وفي " س " و " ه‍ " نقلا عن المنتسخ منها: " وقد قابل المجموع الأقل نصر الله الحسيني المدرس على المنتسخ منه
وهو في غاية السقم فصحح بقدر الطاقة، والحمد لله أولا وآخرا سنة 1150 ".
صورة ما كتب في هامش " ح " وهي النسخة الخطية وهي بخط الشيخ الحر (رحمه الله) نقلا عن خط ملا رحيم الجامي
شيخ الإسلام نقلا عن المنتسخ منه وكذا في هامش " س " وآخر " ه‍ ": " فرغ من كتابته يوم الأربعاء لخمس بقين
من ذي الحجة سنة أربع وسبعين وثلاثمائة بالموصل من نسخة محمد بن الحسن القمي ونسخه من نسخة الشيخ
أيده الله التلعكبري كما تقدم "
في " س " بعد قوله: " فرأينا ذلك " جاء هكذا " اللهم اغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات كتبه العبد الآبق الآثم
المخطئ أحمد بن حسين بن عبد الجبار البحراني الخطي - تجاوز الله عن سيئاته، وحشره مع أئمته وساداته - مع
توارد الهموم، وتواتر الغموم في شهر شوال السنة الثانية والتسعين بعد المائة والألف (1192) وآخر دعواهم أن
الحمد لله رب العالمين "
وجاء في آخر " ه‍ " بعد ذلك هكذا " اللهم اغفر لجميع المؤمنين والمؤمنات. وكتبت هذه النسخة بخط أحمد بن
حسين بن عبد الجبار البحران الخطي سنة ألف ومائة واثنتين وتسعين [1192] وفي آخرها ما صورته " هذا
صورة ما في المنتسخ من المنتسخ منه فرغ من كتابته الخ " وفي " ه‍ " بعد قوله: " وآخرا سنة 1150 " جاء هكذا
" انتهى وفرغ من تحرير هذه النسخة يوم السبت خامس ذي الحجة الحرام في سنة (1277) من الهجرة ".
355

المختار من
كتاب علاء بن رزين
بسم الله الرحمن الرحيم
(589) 1. عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني
والقرآن) (1) قال: آية الكرسي.
(590) 2. عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
كان أبي علي بن الحسين (عليه السلام) يسألنا: صليتم؟ فنقول: نعم، فيقول: البينة على الصلاة.
(591) 3. عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
إن الرجل ليذكر ذنبه بعد سبع وعشرين سنة، وما يذكره إلا ليستغفر الله منه،
فيغفر له.
(592) 4. الدعاء دبر المكتوب أفضل من الدعاء دبر التطوع كفضل الصلاة
المكتوبة على التطوع. (2)
(593) 5. الحمى من قيح جهنم، أطفئوها بالماء. (3)

1. الحجر (15): 87.
2. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 2 / 104 / 392 عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم،
عن أحدهما (عليهما السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: بحار الأنوار: 85 / 324 / 17 نقلا عن فلاح السائل، عن محمد بن مسلم، عن
أحدهما (عليهما السلام) وليس في فلاح السائل الموجود في أيدينا.
3. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: طب الأئمة: 49 عن علاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: سنن ابن ماجة: 2 / 1149 / 3471 عن عائشة وص 1150 / 3472، مسند ابن
حنبل: 2 / 243 / 4719 وص 388 / 5580 والثلاثة الأخيرة عن ابن عمر وكلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) بزيادة في
آخره، دعائم الإسلام: 2 / 146 / 513، طب النبي (صلى الله عليه وآله): 5 بهامشه وكلاهما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
357

(594) 6. محمد بن مسلم قال: قلت له: وباء إذا وقع في الأرض أنعتزل؟ قال:
وما بأس أن تعتزل الوباء.
(595) 7. الباقر (عليه السلام) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل أخبره أنه كان في دار فيها إخوته
فماتوا ولم يبق غيره: ارتحل منها وهي ذميمة.
(596) 8. ابن أبي يعفور قال:
كان علي (عليه السلام) عالم هذه الأمة، والعلم يتوارث، وليس يهلك هالك حتى يرى من
أهله من يعلم مثل علمه. (1)
(597) 9. محمد بن مسلم قال:
سألته (عليه السلام) عن الرجل يعطس، قال: تقول: يرحمكم الله ويغفر لنا ولك.
(598) 10. محمد بن مسلم:
إن أوجز التحميد أن يقول الرجل: اللهم! لك الحمد لمحامدك كلها على نعمك
كلها حتى ينتهي الحمد إلى ما يحب ربي ويرضى، اللهم! إني أسألك خير ما أرجو،
وخير ما لا أرجو، وأعوذ بك من شر ما أحذر، ومن شر ما لا أحذر.
(599) 11. محمد بن مسلم:
سألته عن الرجل يلبس ثوبا جديدا، قال: يقول: بسم الله وبالله، اللهم! اجعله
ثوب تقوى وبركة ويمن، اللهم! ارزقني فيه حسن عبادتك، وعملا بطاعتك، وأداء
شكر نعمتك، الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في الناس.

1. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: مختصر بصائر الدرجات: 62، بصائر الدرجات: 511 / 20 كلاهما عن
العلاء، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن الإمام الصادق (عليه السلام) وص 118 / 3 عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن
الإمام الباقر (عليه السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: الكافي: 1 / 221 / 1، علل الشرائع: 2 / 591 / 40، بصائر الدرجات: 118 / 2
كلها عن محمد بن مسلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، كمال الدين: 223 / 13 عن محمد بن مسلم، عن الإمام
الباقر (عليه السلام).
358

(600) 12. محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
إن ذنوب المؤمن مغفورة، فليعمل لما (1) يستأنف، أما إنها ليست إلا لأهل الإيمان. (2)
(601) 13. محمد بن مسلم قال: [قال أبو عبد الله (عليه السلام):]
كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول في كل صباح: أقدم في يومي هذا بين يدي نسياني
وعجلتي بسم الله وما شاء الله عشر مرات، وفي الليلة - إذا استقبلها - مثل ذلك، يجزيه
فيما صنع في يومه وليلته ذلك. (3)
(602) 14. عن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم؛ ليروا منكم الاجتهاد والصدق والورع. (4)
(603) 15. محمد بن مسلم قال: وسألته عن قوله:
(قل لا أسألكم عليه أجرا) (5) الآية قال: لم يسأل الله إلا ما سألت الرسل قبله.
وأما قوله: (ومن يقترف حسنة) (6): فإنه التسليم لنا، والصدق علينا، ولا يكذب علينا (7).
(604) 16. وسألته عن الرجل المسلم يداويه اليهود والنصارى، قال: لا بأس، إنما
الشفاء بيد الله. (8)

1. هذا هو الأظهر. وفي " م ": " ما ".
2. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 2 / 434 / 6 بزيادة في آخره.
رواه عن غير علاء بن رزين: المؤمن للحسين بن سعيد: 36 / 82 عن أحدهما (عليهما السلام).
3. رواه عن غير علاء بن رزين: الكافي: 2 / 523 / 5 عن أبي أيوب إبراهيم بن عثمان الخزاز، عن محمد بن
مسلم نحوه.
4. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 2 / 78 / 14 وزاد في آخره " ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة
والخير؛ فإن ذلك داعية " وص 105 / 10.
رواه عن غير علاء بن رزين: مشكاة الأنوار: 96 / 215 وص 300 / 926.
5. الشورى (42): 23.
6. الشورى (42): 23.
7. رواه عن غير علاء بن رزين: الكافي: 1 / 391 / 4، بصائر الدرجات: 521 / 6 كلاهما عن أبان، عن محمد
بن مسلم و ح 7 عن حريز، تفسير فرات: 398 / 529 عن حفص الأعور، عن محمد بن مسلم وكلها عن الإمام
الباقر (عليه السلام) وليس في كلها صدره.
8. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: طب الأئمة: 63 / عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام). ف
رواه عن غير علاء بن رزين: دعائم الإسلام: 2 / 144 / 501 عن الإمام الصادق (عليه السلام).
359

(605) 17. محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام):
أصلي في مسجد فأمشي إلى الصف أمامي، فيه انقطاع، فأتمه؟ قال: نعم، إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يدي لتقيمن صفوفكم، أو
ليخالفن الله قلوبكم. (1)
(606) 18. محمد بن مسلم [قال:] قال أبو عبد الله (عليه السلام):
مر بي رجل وأنا أصلي وأنا أدعو - يعني أشير بيساري أدعو بها - فقال: يا أبا عبد
الله! بيمينك؟ فقلت: يا عبد الله! إن لله حقا على هذه كحقه على هذه. (2)
(607) 19. محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
ما ترى في صوم شعبان؟ قال: حسن، قال: قلت: أفصامه رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: لا،
قلت: أفصامه أحد من آبائك؟ قال: لا. (3)
(608) 20. عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): عجبا للمؤمن إن الله لا يقضي
له قضاء إلا كان له خير، فإن ابتلي صبر، وإن أعطي شكر. (4)
(609) 21. محمد بن مسلم قال: سألته عن الحصاد والجذاذ، قال:
لا يكون الحصاد والجذاذ بالليل؛ إن الله يقول: (وآتوا حقه يوم حصاده) (5) ومن
كل شيء ضغث (6).

1. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: بصائر الدرجات: 419 / 2 و ح 3 نحوه.
رواه عن غير علاء بن رزين: الخرائج والجرائح: 1 / 91 / 152 عن محمد بن مسلم.
2. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 2 / 480 / 4 بزيادة في آخره.
رواه عن غيره علاء بن رزين: عدة الداعي: 183 عن محمد بن مسلم بزيادة في آخره.
3. لهذا الخبر معارضات كثيرة ويحمل صدوره منه (عليه السلام) على نوع من المصلحة وهو مرجوح ومتروك وإن كان
الخبر يؤيد أصل استحبابه وهو من هذه الجهة موافق للأخبار الأخرى.
4. رواه عن غير علاء بن رزين: المؤمن لحسين بن سعيد: 27 / 46، مشكاة الأنوار: 59 / 68
وص 520 / 1752، التمحيص: 58 / 116 عن محمد بن مسلم وكلاهما بزيادة في آخره وكلها عن الإمام
الباقر (عليه السلام)، تحف العقول: 48 وكلها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).
5. الأنعام (6): 141.
6. رواه عن غير علاء بن رزين: تفسير العياشي: 1 / 380 / 110 عن محمد بن مسلم وفيه " الجداد " ف
بدل " الجذاذ " وزاد في آخره " يعني من السنبل ".
360

(610) 22. محمد بن مسلم قال: سألته عن قول الله عز وجل: (فأولئك يبدل الله
سيئاتهم حسنت) (1) قال:
يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بين يدي الله، فيكون الله هو الذي
يلي حسابه فيما بينه وبينه، لا يطلع على حسابه الناس حتى إذ أقرره بسيئاته قال:
يبدلها حسنات، وأظهرها للناس، فيقول الناس: ما كان لهذا العبد سيئة واحدة. (2)
(611) 23. محمد بن مسلم قال: سألته عن الدجال، فقال:
إنه لا يأتي المدينة ولكن يأتي حتى يكون من وراء أحد، فيرى (3) دخان طعامهم
عن مسير شهر، وأكثر من يتبعه النساء، وقال رسول الله - صلى الله عليه وآله -: إنه ليس
من نبي إلا وقد حذر منه، فاحذروه؛ فإنه أعور، وليس ربكم بأعور.
(612) 24. محمد بن مسلم قال:
سألته عن الساعة التي يقال فيها ما يقال من يوم الجمعة، فقال: ما بين قيام الإمام
إلى التكبيرة بالصلاة.
(613) 25. محمد بن مسلم قال: سألته عن الفقير والمسكين، قال:
الفقير لا يسأل، والمسكين يسأل، والذي لا يسأل أجهد من الذي يسأل. (4)

1. الفرقان (25): 70.
2. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الأمالي للمفيد: 298 / 8، الأمالي للطوسي: 73 / 105، بشارة المصطفى:
7 وص 91 كلها نحوه وزاد في كلها " ثم يأمر الله به إلى الجنة، فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من شيعتنا
خاصة ".
رواه عن غير علاء بن رزين: المحاسن: 1 / 273 / 533، شرح الأخبار: 3 / 474 / 1375 كلاهما عن
سليمان بن خالد، عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه، المناقب لابن شهر آشوب: 154 عن محمد بن مسلم بزيادة في
آخره.
3. هذا هو الأظهر. وفي " م ": " فترى ".
4. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 3 / 502 / 18 عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن
أحدهما (عليهما السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 4 / 104 / 297، تفسير العياشي: 2 / 90 / 65 كلاهما عن أبي
بصير، دعائم الإسلام: 1 / 260 كلها عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه.
361

(614) 26. محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لرجل: أنت ومالك لأبيك. في كتاب علي (عليه السلام): أما الولد فلا
يأخذ من مال والده شيئا إلا بإذنه، وللوالد أن يأخذ من مال ابنه ما شاء، وله أن يقع على
جارية ابنه إذا لم يكن ابنه وقع عليها، قال: قلت: اللهم! إن كان كذا وكذا خيرا فيسره
لي، قال: اللهم! اقض لي أمر كذا وكذا، ويسره لي، واجعله خيرا لي. (1)
(615) 27. محمد بن مسلم قال:
إني لأبغض الرجل يكون كسلان عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته أكسل. (2)
(616) 28. محمد بن مسلم قال:
إنه ليس من عبد إلا ويوقض كل ليلة مرة أو مرتين أو مرارا، فإن قام كان ذلك، وإلا
فحج (3) الشيطان في أذنه، أو لا يرى أحدكم إذا قام ولم يكن ذلك منه، قام متحيرا ثقلا
كسلان؟ (4)
(617) 29. أبو حمزة ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت (5) نفس حتى تستكمل رزقها، فأجملوا
في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء شيء من الرزق أن تطلبوا ما عند الله [بشيء] من
معاصيه، فلا ينال ما عند الله إلا بالطاعة. (6)

1. رواه بالاسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 5 / 136 / 5، تهذيب الأحكام: 6 / 343 / 961 كلاهما نحوه.
2. رواه بالاسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 5 / 85 / 4.
رواه عن غير علاء بن رزين: دعائم الإسلام: 2 / 14 / 2 عن الإمام على (عليه السلام).
3. الفحج: تباعد ما بين الفخذين. ففحج رجليه: فرقهما وباعد ما بينهما (النهاية: 3 / 415).
4. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 2 / 334 / 1378 عن العلاء، عن محمد بن مسلم عن
الإمام الصادق (عليه السلام)، المحاسن: 1 / 167 / 248 عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن الإمام الباقر (عليه السلام)
وعن الإمام الصادق (عليه السلام) وكلاهما نحوه.
5. هذا هو الأصح كما في روايات متعددة في البحار. وفي " م ": " يموت ".
6. رواه عن غير علاء بن رزين: الكافي: 2 / 74 / 2 عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، و ج 5 / 80 / 3
عن أبي البلاد، عن أحدهما (عليهما السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله) و ح 1، تهذيب الأحكام: 6 / 321 / 880 كلاهما عن حسن بن
محبوب، التمحيص: 52 / 100 والثلاثة الأخيرة عن أبي حمزة الثمالي، تحف العقول: 40، دعائم الإسلام:
2 / 14 / 5 كلاهما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من دون إسناد إلى الإمام الباقر (عليه السلام) وكلها نحوه.
362

(618) 30. أبو حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: [قال] رسول الله - صلى الله عليه وآله
وسلم -:
نضر (1) الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وبلغها من لم يبلغه، رب حامل فقه إلى غير
فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. (2)
(619) 31. محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يتعلم سورة من العزائم فتعاد
عليه مرارا أيسجد كلما أعيدت عليه؟ قال: نعم.
قال: يستحب الإنصات والاستماع في الصلاة وغيرها للقرآن. (3)
(620) 32. محمد بن مسلم قال:
رأيت أبا جعفر (عليه السلام) وعليه جبة خز، وكساء خز، وعمامة خز.
(621) 33. محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وآله -:
لا تبقى جماء نطحتها قرناء إلا قاد لها الله منها يوم القيامة.
(622) 34. محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث، قال:
ثم صام يومين وأفطر يوما وكان ذلك صوم داوود (عليه السلام)، قال: ثم صام يوما وأفطر
يوما قال: ثم آل بعد ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في كل شهر.
(623) 35. محمد بن مسلم قال:
سألني أبو جعفر (عليه السلام) عن شيء، فقلت: لا، بحمد الله، فقال: لا تقل هكذا، قل: لا،

1. نضره ونضره وأنضره: أي نعمه، ويروى بالتخفيف والتشديد من النضارة. وهي في الأصل: حسن الوجه،
والبريق وإنما أراد حسن خلقه وقدره (النهاية: 5 / 71).
2. رواه عن غير علاء بن رزين: الكافي: 1 / 403 / 1، الخصال: 149 / 182 كلاهما عن عبد الله بن أبي يعفور،
الأمالي للمفيد: 186 / 13 عن أبي خالد القماط وكلها عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله)، تحف العقول: 42، منية
المريد: 371 كلاهما عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكلها نحوه.
3. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 2 / 293 / 1179 نحوه.
363

والحمد لله.
(624) 36. أبو حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
أبرؤا من خمسة: من المرجئة، والخوارج، والقدرية، والشامي، والناصب،
قلت: ما النصب؟ قال: من أحب شيئا وأبغض عليه.
(625) 37. أبو حمزة إنه قال: إنا - أهل البيت - إذا ثقل علينا جليسنا قذفناه بحصاة
فإن قام، وإلا فثلاث، فإن قام، وإلا فسبع، لا يتمالك عند السابع.
(626) 38. محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال:
لا بأس أن تحدث أخاك إذا رجوت أن ينفعه وتحثه، وإذا سألك: هل قمت الليلة،
أو صمت؟ فحدثه بذلك إن كنت فعلته، فقل: قد رزق الله ذلك، ولا تقل: لا؛ فإن ذلك
كذب. (1)
(627) 39. محمد بن مسلم: في الرجل يريد الحاجة واليوم حر حين تزول
الشمس هل بأس أن يصلي الظهر حينئذ؟ قال: لا بأس.
(628) 40. محمد بن مسلم في الرجل يصلي الفجر حين طلع، قال: لا بأس.
(629) 41. محمد بن مسلم قال: مر بي أبو جعفر (عليه السلام) بمسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) [عند]
زوال الشمس وأنا أصلي، فلقيني بعد، فقال:
إياك أن تصلي الفريضة في تلك الساعة أتؤديها في شدة الحر الظهر؟ قلت: إني
كنت أتنفل.
(630) 42. محمد بن مسلم قال: قلت:
الرجل الموسر يمكث سنين لا يحج هل يجوز شهادته؟ قال: نعم، [قلت]: وإن
مات ولم يحج صلي عليه، ويستغفر له؟ قال: نعم.
(631) 43. محمد بن مسلم قال:
سألته عن الرجل يتوضأ أيبطن لحيته بالماء؟ قال: لا.

1. بحار الأنوار: 72 / 322 / 38 نقلا عن أسرار الصلاة عن محمد بن مسلم.
364

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صاحب الفراش أحق بفراشه، وصاحب المسجد أحق
بمسجده. (1)
(632) 44. محمد بن مسلم قال:
سألته: هل كان لمسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) سقف؟ قال: لا. (2)
(633) 45. محمد بن مسلم قال:
علامة ليلة القدر أن تطيب ريحها، وإن كانت في برد دفئت، وإن كان في حر بردت
وطابت. (3)
(634) 46. محمد بن مسلم قال:
سألته عن العتمة، قال: هي العشاء الآخرة، ولكن الأعراب غلبوا عليها.
(635) 47. محمد بن مسلم قال:
سألته عن الرجل قالت له امرأته: أسألك بوجه الله إلا طلقتني، قال: يوجعها ضربا
أو يعفو عنها (4).
(636) 48. محمد بن مسلم قال:
سألته عن رجل وقع على جارية، فارتفع حيضها، وخاف أن يكون قد حملت
فجعل الله عليه عتقا وصوما وصدقة إن هي حاضت، فإن كانت الجارية طمثت قبل أن

1. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 3 / 28 / 2، تهذيب الأحكام: 1 / 360 / 1084 كلاهما عن العلاء،
عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) وليس فيهما ذيله.
رواه عن غير علاء بن رزين: الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام): 124 عن الإمام الرضا (عليه السلام)، عنه (صلى الله عليه وآله).
2. رواه عن غير علاء بن رزين: تفسير العياشي: 2 / 112 / 136 عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن
الإمام الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام).
3. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 4 / 157 / 3، الفقيه: 2 / 159 / 2027 كلاهما عن العلاء، عن
محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: دعائم الإسلام: 1 / 281.
4. رواه عن غير علاء بن رزين: الفقيه: 3 / 361 / 4280، النوادر للأشعري: 40 / 58 كلاهما عن محمد بن
مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام).
365

يحلف بيوم أو بيومين وهو لا يعلم؟ قال: ليس عليه شيء. (1)
(637) 49. محمد بن مسلم قال:
سألته عن محرم تشققت يداه، قال: يدهنها بزيت أو بسمن أو باهالة. (2)
(638) 50. محمد بن مسلم:
إن آدم (عليه السلام) لما بنى الكعبة، قال: اللهم! إن لكل عامل أجرا اللهم! إني قد عملت،
قال: فقيل له: سل يا آدم! قال: اللهم! اغفر لي ذنبي، قال: قد غفرت لك يا آدم! فقال:
ولذريتي من بعدي، قال: يا آدم! من باء منهم بذنبه (3) هاهنا كما أبت [غفرت له]، قال: ثم
خرج، فوقف بعرفة وبالمزدلفة، ومر بالماذنين (4) فلما تلقته الملائكة بالأبطح - وهم
يقولون: بر حجك يا آدم! - فرد عليهم. (5)
(639) 51. محمد بن مسلم قال: قلت له:
ومن أين أستلم الكعبة إذا فرغت من طوافي؟ قال: من دبرها. (6)
(640) 52. محمد بن مسلم قال:
سألته عن الرجل ينسى الأذان والإقامة حتى يدخل في الصلاة، قال: إن كان ذكر
قبل أن يقرأ فليسلم على النبي (صلى الله عليه وآله) وليتمم، وإن كان قد قرأ فليتم صلاته. (7)

1. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 8 / 313 / 1164 عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن
أحدهما (عليهما السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: النوادر للأشعري: 43 / 67 عن محمد بن مسلم.
2. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 5 / 304 / 1037 عن علاء بن محمد بن مسلم، عن
أحدهما (عليهما السلام).
3. باء بذنبه أي اعترف به.
4. ولعل الصحيح " المازنين ".
5. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: قصص الأنبياء: 47 / 13 عن علاء، عن محمد بن مسلم، عن الإمام
الباقر (عليه السلام) بزيادة في آخره.
6. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 4 / 410 / 1.
7. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 3 / 305 / 14، تهذيب الأحكام: 2 / 278 / 1102 كلاهما عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن الإمام الصادق (عليه السلام).
رواه عن غير علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 2 / 278 / 1105 عن حسين بن أبي العلاء نحوه، الفقيه:
1 / 288 / 893 عن زيد الشحام وكلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام).
366

(641) 53. محمد بن مسلم قال: سألته عن الرجل يقتل دون ماله، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قتل دون ماله فقتل شهيدا، ولو كنت أنا لتركت له المال ولم
أقاتله.
(642) 54. محمد بن مسلم قال:
سألته عن قوله تعالى: (ندعوا كل أناسم بإمامهم) (1) قال: بما كانوا يأتمون به في
الدنيا؛ فيؤتى بالشمس والقمر، فيقذفان في جهنم ومن يعبدهما. (2)
(643) 55. محمد بن مسلم قال:
سألته عن التسبيح، قال: ما علمت شيئا فيه موظفا إلا تسبيح فاطمة عليها السلام
وعشرا بعد الغداة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت
ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. (3)
(644) 56. محمد بن مسلم [قال]:
مر أبو جعفر (عليه السلام) على قوم يأكلون جرادا وهم محرمون، فقال: سبحان الله وأنتم
محرمون، فقالوا: إنه من صيد البحر، فقال: ارموه في الماء إذن (4).
(645) 57. محمد بن مسلم قال: قلت له:
الصلاة الوسطى؟ قال: (حفظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا لله
قنتين) (5) والوسطى هو الظهر، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأها هكذا. (6)

1. الإسراء (17): 71.
2. رواه عن غير علاء بن رزين: تفسير العياشي: 2 / 302 / 116 عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام).
3. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 2 / 533 / 34.
4. رواه بالإسناد إلى علاء بن رزين: الكافي: 4 / 393 / 6 عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفيه " مر علي صلوات الله عليه "
بدل " مر أبو جعفر (عليه السلام) "، تهذيب الأحكام: 5 / 363 / 1263.
رواه عن غير علاء بن رزين: الفقيه: 2 / 371 / 2732 مرسلا.
5. البقرة (2): 238. و " صلاة العصر " ليس في القرآن.
6. رواه عن غير علاء بن رزين: تفسير العياشي: 1 / 127 / 415 عن محمد بن مسلم.
367

(646) 58. محمد بن مسلم قال:
سألته عن المضمضة والاستنشاق، قال: هما مما سن النبي (صلى الله عليه وآله). (1)
(647) 59. محمد بن مسلم قال:
سألته عن الصلاة على الميت، قال: تبدأ فتصلي على النبي (صلى الله عليه وآله)؛ فإنه أحق الموتى
أن يصلى عليه، وادع لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات، واستغفر للميت إن عرفته، وإن
لم تكن تعرفه فقل: اللهم! إنا لا نعرف [منه] إلا خيرا وأنت أعرف به، وليس فيها قراءة
ولا تسليم (2).

1. رواه عن غير علاء بن رزين: تهذيب الأحكام: 1 / 79 / 203 عن عبد الله بن سنان، عن الإمام الصادق (عليه السلام)
نحوه.
2. وجاء في خاتمة المستدرك وهو نقلها من خاتمة نسخته، ولم ترد في النسخة التي أخذنا منها نحن: " هذا آخر
المختار من كتاب العلاء بن رزين القلاء الثقفي نقلا من خط الشيخ العالم محمد بن مكي وهو نقل من خط الشيخ
الجليل أبي عبد الله محمد بن إدريس في العشر الآخر من جمادى الأولى سنة ستين وثمانمائة [وهذا تاريخ
خط الجباعي] وتاريخ الكاتب للأصل: آخر يوم الجمعة ثامن عشر من شهر رمضان سنة ثلاث وستين
وسبعمائة، وذكر هنا نصف السطر في آخر الصفحة، وبقي منه هذا: سبعين وخمسمائة، قال: وهو يسأل من الله
التوفيق واللطف، وذهب سطر آخر أيضا، والظاهر أن هذا تاريخ خط ابن إدريس ".
وكتب السيد الخونساري (رحمه الله) عن أوصاف النسخة المنتسخة منها هكذا: " تاريخ الكاتب: في اليوم الثالث خامس
عشر من شهر صفر 1349 وكتب بيمناه الداثرة العبد المذنب في بحر العصيان رضا بن محمد علي مازندراني في
البلدة الطيبة قم ".
وكتب السيد أيضا في حاشية ذلك: " اعلم أن هذه الروايات المجتمعة كانت مغشوشة مغلوطة غير مقروءة
فصححتها وأصلحت منها ما كان قابلا حتى المقدور مع عدم نسخة الأصل حتى أقابلها عليه ومع ذلك بقي شطر
منها بحاله غير مصحح؛ لعدم النسخة وعدم المقروئية وكثرة الأغلاط في جمادى الأولى سنة 1363 الأحقر
مصطفى الحسيني الصفائي الخونساري ".
368