الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ٩
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء التاسع
ق _ ك
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
142 ه‍، 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة و النشر و التوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب القاف
3

القادة
[10717] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه ضمن القائد والسائق والراكب فقال: ما أصاب الرجل فعلى
السائق وما أصاب اليد فعلى القائد والراكب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10718] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس إنكم في دار هدنة
وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر
يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد المجاز
قال: فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار بلاغ
وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فانه شافع مشفع
وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو
الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل ليس
بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم ظاهره أنيق وباطنه عميق له نجوم
وعلى نجومه نجوم لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه فيه مصابيح الهدى ومنار الحكمة
ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة فليجل جال بصره وليبلغ الصفة نظره، ينج من
عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات

(1) الكافي: 7 / 354 ح 15.
5

بالنور فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10719] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة قال: سأل أبو بصير
أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا (حاضر) فقال: جعلت فداك كم عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
فقال: مرتين فأوقفه جبرئيل موقفا فقال: له مكانك يا محمد فلقد وقفت موقفا
ما وقفه ملك قط ولا نبي إن ربك يصلي، فقال: يا جبرئيل وكيف يصلي؟ قال:
يقول: سبوح قدوس أنا رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي فقال: اللهم
عفوك عفوك قال: وكان كما قال الله: (قاب قوسين أو أدنى) (2) فقال له أبو بصير:
جعلت فداك ما قاب قوسين أو أدنى؟ قال: ما بين سيتها إلى رأسها فقال: كان بينهما
حجاب يتلألأ يخفق ولا أعلمه إلا وقد قال: زبرجد فنظر في مثل سم الإبرة إلى
ما شاء الله من نور العظمة فقال الله تبارك وتعالى: يا محمد، قال: لبيك ربي، قال:
من لامتك من بعدك؟ قال: الله أعلم، قال: علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وسيد
المسلمين وقائد الغر المحجلين. قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي بصير: يا أبا محمد
والله ما جاءت ولاية علي (عليه السلام) من الأرض ولكن جاءت من السماء مشافهة (3).
[10720] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي إسحاق الخفاف، عن
محمد بن أبي زيد، عن أبي هارون المكفوف قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أيسرك أن
يكون لك قائد يا أبا هارون؟ قال: قلت: نعم جعلت فداك قال: فأعطاني ثلاثين
دينارا فقال: اشتر خادما كسوميا فاشتراه فلما أن حج دخل عليه فقال له: كيف

(1) الكافي: 2 / 598 ح 2.
(2) سورة النجم: 9.
(3) الكافي: 1 / 442 ح 13.
6

رأيت قائدك يا أبا هارون؟ فقال: خيرا فأعطاه خمسة وعشرين دينارا فقال له:
اشتر جارية شبانية فإن أولادهن قرة فاشتريت جارية شبانية فزوجتها منه فأصبت
ثلاث بنات فأهديت واحدة منهن إلى بعض ولد أبي عبد الله (عليه السلام) وأرجو أن يجعل
ثوابي منها الجنة وبقيت بنتان ما يسرني بهن ألوف (1).
[10721] 5 - الصدوق بإسناده إلى سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: أيها الناس اسمعوا قولي واعقلوه عني فإن الفراق
قريب، أنا إمام البرية ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء الامة وأبو العترة
الطاهرة والأئمة الهادية أنا أخو رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووصيه ووليه ووزيره وصاحبه
وصفيه وحبيبه وخليله، أنا أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين، حربي
حرب الله وسلمي سلم الله وطاعتي طاعة الله وولايتي ولاية الله وشيعتي أولياء الله
وأنصاري أنصار الله والذي خلقني ولم أك شيئا لقد علم المستحفظون من أصحاب
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الناكثين والقاسطين والمارقين ملعونون على لسان النبي الأمي وقد
خاب من افترى (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10722] 6 - الصدوق بإسناده إلى إسماعيل بن مهران، عن أحمد بن محمد، عن جابر، عن
زينب بنت علي (عليهما السلام) قالت: قالت فاطمة (عليها السلام) في خطبتها في معنى فدك: لله فيكم عهد
قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم كتاب الله بينة بصائره وآي منكشفة سرائره
وبرهان متجلية ظواهره، مديم للبرية استماعه وقائد إلى الرضوان أتباعه مؤديا إلى
النجاة أشياعه فيه تبيان حجج الله المنورة ومحارمه المحدودة وفضائله المندوبة وجمله
الكافية ورخصه الموهوبة وشرايعه المكتوبة وبيناته الخالية ففرض الله الإيمان تطهيرا

(1) الكافي: 5 / 480 ح 4.
(2) الفقيه: 4 / 419 ح 5918.
7

من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر والزكاة زيادة في الرزق والصيام تبيانا
للإخلاص والحج تسنية للدين... الخطبة (1).
[10723] 7 - الصدوق، عن السناني، عن ابن زكريا القطان، عن ابن حبيب، عن
الفضل بن الصقر، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه، عن
علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين
وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ونحن أمان أهل الأرض كما ان النجوم أمان لأهل
السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه وبنا يمسك الأرض
أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الأرض ولولا ما في
الأرض منا لساخت بأهلها ثم قال (عليه السلام): ولم تخل الأرض منذ خلق الله آدم من حجة
لله فيها ظاهر مشهور أو غائب مستور ولا تخلو إلى أن تقوم الساعة من حجة الله فيها
ولولا ذلك لم يعبد الله، قال سليمان: فقلت للصادق (عليه السلام): فكيف ينفع الناس بالحجة
الغائب المستور؟ قال (عليه السلام): كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب (2).
[10724] 8 - الصدوق، عن ابن شاذويه المؤدب، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن
ابن عيسى، عن محمد بن سنان، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن عيسى بن
عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن أبي سلمة، عن امه ام سلمة رضي
الله عنها قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي
سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة (3).
[10725] 9 - الصدوق، عن حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن
الحسين بن خالد، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
أحب أن يركب سفينة النجاة ويستمسك بالعروة الوثقى ويعتصم بحبل الله المتين

(1) الفقيه: 3 / 567 ح 4940.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والثلاثون ح 15 / 252 الرقم 277.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 25 / 678 الرقم 923.
8

فليوال عليا بعدي وليعاد عدوه وليأتم بالهداة من ولده فإنهم خلفائي وأوصيائي
وحجج الله على الخلق بعدي وسادة امتي وقادة الأتقياء إلى الجنة، حزبهم حزبي
وحزبي حزب الله عز وجل وحزب أعدائهم حزب الشيطان (1).
[10726] 10 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن ابن أبان، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبه: أنا الهادي وأنا المهتدي وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج
الأرامل وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة وأنا حبل
الله المتين وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده وأنا
جنب الله الذي يقول: (ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله) (2)
وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة وأنا باب حطة، من عرفني وعرف
حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد
على الله ورسوله (3).
في معنى جنب الله راجع كتاب التوحيد للشيخ الصدوق: 164 باب 22.
[10727] 11 - الصدوق، عن السناني، عن محمد الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي،
عن علي بن سالم، عن أبيه، عن سعد بن طريف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي أنت إمام المسلمين وأمير المؤمنين وقائد
الغر المحجلين وحجة الله بعدي على الخلق أجمعين وسيد الوصيين ووصي سيد النبيين،
يا علي انه لما عرج بي إلى السماء السابعة ومنها إلى سدرة المنتهى ومنها إلى حجب
النور وأكرمني ربي جل جلاله بمناجاته قال لي: يا محمد قلت: لبيك ربي وسعديك
تباركت وتعاليت قال: إن عليا إمام أوليائي ونور لمن أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 292 ح 43.
(2) سورة الزمر: 56.
(3) التوحيد: 164 ح 2.
9

المتقين من أطاعه أطاعني ومن عصاه عصاني فبشره بذلك، فقال علي (عليه السلام): يا رسول
الله بلغ من قدري حتى اني اذكر هناك، فقال: نعم يا علي فاشكر ربك فخر علي (عليه السلام)
ساجدا شكرا لله على ما أنعم به عليه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ارفع رأسك يا علي
فإن الله قد باهى بك ملائكته (1).
[10728] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن يونس، عن
منصور الصيقل، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما
أسري بي إلى السماء عهد إلي ربي في علي ثلاث كلمات فقال: يا محمد فقلت: لبيك ربي
فقال: إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (2).
[10729] 13 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان جالسا ذات يوم إذ أقبل الحسن (عليه السلام) فلما رآه بكى ثم قال: إلي
إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليمنى ثم أقبل الحسين (عليه السلام) فلما رآه بكى
ثم قال: إلي إلي يا بني فما زال يدنيه حتى أجلسه على فخذه اليسرى ثم أقبلت
فاطمة (عليها السلام) فلما رآها بكى ثم قال إلي إلي يا بنية فأجلسها بين يديه ثم أقبل
أمير المؤمنين (عليه السلام) فلما رآه بكى ثم قال: إلي إلي يا أخي فما زال يدنيه حتى أجلسه إلى
جنبه الأيمن فقال له أصحابه: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما ترى واحدا من هؤلاء إلا بكيت
أو ما فيهم من تسر برؤيته؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع
البرية إني وإياهم لأكرم الخلق على الله عز وجل وما على وجه الأرض نسمة أحب إلي
منهم أما علي بن أبي طالب (عليه السلام) فإنه أخي وشقيقي وصاحب الأمر بعدي وصاحب
لوائي في الدنيا والآخرة وصاحب حوضي وشفاعتي وهو مولى كل مسلم وإمام كل
مؤمن وقائد كل تقي وهو وصيي وخليفتي على أهلي وأمتي في حياتي وبعد موتي،

(1) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والأربعون ح 16 / 375 الرقم 475.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والسبعون ح 17 / 563 الرقم 759.
10

محبه محبي ومبغضه مبغضي وبولايته صارت امتي مرحومة وبعداوته صارت المخالفة
له منها ملعونة وإني بكيت حين أقبل لأني ذكرت غدر الامة به بعدي حتى أنه ليزال
عن مقعدي وقد جعله الله له بعدي ثم لا يزال الأمر به حتى يضرب على قرنه ضربة
تخضب منها لحيته في أفضل الشهور شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس
وبينات من الهدى والفرقان.
وأما ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين وهي بضعة مني
وهي نور عيني وهي ثمرة فؤادي وهي روحي التي بين جنبي وهي الحوراء الإنسية متى
قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور
الكواكب لأهل الأرض ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة
سيدة امائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي
أشهدكم إني قد آمنت شيعتها من النار وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي كأني
بها وقد دخل الذل بيتها وانتهكت حرمتها وغصبت حقها ومنعت إرثها وكسرت
جنبتها وأسقطت جنينها وهي تنادي يا محمداه فلا تجاب وتستغيث فلا تغاث فلا
تزال بعدي محزونة مكروبة باكية تتذكر انقطاع الوحي عن بيتها مرة وتتذكر فراقي
اخرى وتستوحش إذا جنها الليل لفقد صوتي الذي كانت تستمع إليه إذا تهجدت
بالقرآن ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة فعند ذلك يؤنسها الله
تعالى ذكره بالملائكة فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة (إن الله
اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين) يا فاطمة (اقنتي لربك
واسجدي واركعي مع الراكعين) (1) ثم يبتدي بها الوجع فتمرض فيبعث الله عز وجل
إليها مريم بنت عمران تمرضها وتؤنسها في علتها فتقول عند ذلك: يا رب إني سئمت
الحياة وتبرمت بأهل الدنيا فالحقني بأبي فيلحقها الله عز وجل بي فتكون أول من يلحقني

(1) سورة آل عمران: 42 و 43.
11

من أهل بيتي فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة فأقول عند ذلك:
اللهم العن من ظلمها وعاقب من غصبها وذلل من أذلها وخلد في نارك من ضرب
جنبيها حتى ألقت ولدها فتقول الملائكة عند ذلك: آمين.
وأما الحسن (عليه السلام) فإنه ابني وولدي ومني وقرة عيني وضياء قلبي وثمرة فؤادي وهو
سيد شباب أهل الجنة وحجة الله على الامة، أمره أمري وقوله قولي، من تبعه فإنه
مني ومن عصاه فليس مني وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجري عليه من الذل بعدي
فلا يزال الأمر به حتى يقتل بالسم ظلما وعدوانا فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع
الشداد لموته ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء والحيتان في جوف الماء فمن
بكاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب ومن
زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الأقدام.
وأما الحسين (عليه السلام) فإنه مني وهو ابني وولدي وخير الخلق بعد أخيه وهو إمام
المسلمين ومولى المؤمنين وخليفة رب العالمين وغياث المستغيثين وكهف المستجيرين
وحجة الله على خلقه أجمعين وهو سيد شباب أهل الجنة وباب نجاة الامة، أمره أمري
وطاعته طاعتي من تبعه فإنه مني ومن عصاه فليس مني وإني لما رأيته تذكرت ما
يصنع به بعدي كأني به وقد استجار بحرمي وقربي فلا يجار فاضمه في منامي إلى
صدري وآمره بالرحلة عن دار هجرتي وأبشره بالشهادة فيرتحل عنها إلى أرض
مقتله وموضع مصرعه أرض كرب وبلاء وقتل وفناء تنصره عصابة من المسلمين
اولئك من سادة شهداء امتي يوم القيامة كأني أنظر إليه وقد رمي بسهم فخر عن فرسه
صريعا ثم يذبح كما يذبح الكبش مظلوما، ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى من حوله
وارتفعت أصواتهم بالضجيج ثم قام (عليه السلام) وهو يقول: اللهم إني أشكو إليك ما يلقى أهل
بيتي بعدي ثم دخل منزله (1).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والعشرون ح 2 / 174 الرقم 178.
12

[10730] 14 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن
محمد بن سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المخالف على علي بن أبي طالب بعدي كافر والمشرك به مشرك
والمحب له مؤمن والمبغض له منافق والمقتفي لأثره لاحق والمحارب له مارق والراد
عليه زاهق، علي نور الله في بلاده وحجته على عباده، علي سيف الله على أعدائه
ووارث علم أنبيائه، علي كلمة الله العليا وكلمة أعدائه السفلى، علي سيد الأوصياء
ووصي سيد الأنبياء، علي أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وإمام المسلمين لا يقبل
الله الإيمان إلا بولايته وطاعته (1).
[10731] 15 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن هارون بن
إسحاق، عن عبدة بن سليمان، عن كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
ابن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي
أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي
وأنت مستودع مواريث الأنبياء وأنت أمين الله في أرضه وأنت حجة الله على بريته
وأنت ركن الإيمان وأنت مصباح الدجى وأنت منار الهدى وأنت العلم المرفوع لأهل
الدنيا، من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك وأنت الطريق الواضح وأنت الصراط
المستقيم وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين وأنت مولى من أنا مولاه وأنا
مولى كل مؤمن ومؤمنة، لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة وما
عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي: يا محمد اقرأ عليا مني السلام
وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي فهنيئا لك يا علي هذه الكرامة (2).
[10732] 16 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن سليمان
السجستاني، عن إسحاق بن إبراهيم النهشلي، عن زكريا بن يحيى الخزاز، عن مندل

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث ح 6 / 61 الرقم 20.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 14 / 382 الرقم 489.
13

ابن علي، عن الأعمش، عن ابن جبير، عن ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
بيته فغدا إليه علي (عليه السلام) في الغداة وكان يحب ألا يسبقه إليه أحد، فإذا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في
صحن الدار وإذا رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي فقال: السلام عليك كيف
أصبح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: بخير يا أخا رسول الله، فقال علي (عليه السلام): جزاك الله عنا
أهل البيت خيرا، قال له دحية: إني أحبك وإن لك عندي مديحة أهديها إليك: أنت
أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وسيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين،
لواء الحمد بيدك يوم القيامة، تزف أنت وشيعتك مع محمد وحزبه إلى الجنان، قد
أفلح من والاك وخاب وخسر من خلاك، بحب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أحبوك وببغضه أبغضوك
ولا تنالهم شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، ادن من صفوة الله فأخذ رأس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعه في
حجره، فانتبه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما هذه الهمهمة؟ فأخبره الحديث فقال: لم يكن
دحية كان جبرئيل سماك باسم سماك الله تعالى به وهو الذي ألقى محبتك في قلوب
المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين (1).
[10733] 17 - الطوسي، عن المفيد، عن الشريف الصالح أبي عبد الله محمد بن محمد بن
طاهر الموسوي رحمه الله، عن ابن عقدة، عن يحيى بن الحسن بن الحسين العلوي،
عن إسحاق بن موسى، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن محمد بن علي (عليه السلام)، عن علي
ابن الحسين (عليه السلام)، عن الحسين بن علي (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المتقون سادة والفقهاء قادة والجلوس إليهم عبادة (2).
[10734] 18 - الحميري، عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا من تعلق
بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى الجنة والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا من
تعلق بغصن منها قاده ذلك الغصن إلى النار (3).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع والعشرون ح 7 / 604 الرقم 1250.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 42 / 225 الرقم 392.
(3) قرب الإسناد: 117 ح 409.
14

[10735] 19 - أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري الامامي، عن محمد بن علي بن
عبد الصمد، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن أحمد الشعراني، عن علي بن
الحسين بن يعقوب، عن جعفر بن أحمد، عن الحسين بن نصر بن مزاحم، عن إبراهيم
ابن الحكم، عن أبي حكيم، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام)
انه قال: أيها الناس ان أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته واستحفظهم سره
واستودعهم علمه، فهم عماد لدينه، شهداء علمه، براهم قبل خلقه وأظلهم تحت
عرشه واصطفاهم فجعلهم علم عباده ودلهم على صراطه فهم الأئمة المهدية والقادة
البررة والأمة الوسطى عصمة لمن لجأ إليهم ونجاة لمن اعتمد عليهم يغتبط من والاهم
ويهلك من عاداهم ويفوز من تمسك بهم، فيهم نزلت الرسالة وعليهم هبطت الملائكة
وإليهم نفث الروح الأمين وآتاهم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين فهم الفروع الطيبة
والشجرة المباركة ومعدن العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وهم أهل بيت
الرحمة والبركة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1).
[10736] 20 - العياشي رفعه عن سعد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن هذه الآية
(ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وآتوا البيوت من
أبوابها) (2) فقال: آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أبواب الله وسبيله والدعاة إلى الجنة والقادة إليها
والأدلاء عليها إلى يوم القيامة (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر مما ذكرنا عليك فراجع كتب
الأخبار ومنها كتب الأمالي لمشايخنا الثلاث: الصدوق والمفيد والطوسي (قدس سرهم).

(1) بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لشيعة المرتضى (عليه السلام): 161.
(2) سورة البقرة: 189.
(3) تفسير العياشي: 1 / 86 ح 210.
15

القبح
[10737] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن داود الرقي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (1) قال: من علم
أن الله يراه ويسمع ما يقول ويعلم ما يعمله من خير أو شر فيحجزه ذلك عن القبيح
من الأعمال فذلك الذي خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10738] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن حبيب، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن مسكان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ما من عبد إلا وعليه
أربعون جنة حتى يعمل أربعين كبيرة فإذا عمل أربعين كبيرة انكشفت عنه الجنن
فيوحي الله إليهم أن استروا عبدي بأجنحتكم فتستره الملائكة بأجنحتها قال: فما
يدع شيئا من القبيح إلا قارفه حتى يمتدح إلى الناس بفعله القبيح فتقول الملائكة:
يا رب هذا عبدك ما يدع شيئا إلا ركبه وانا لنستحيي مما يصنع، فيوحي الله عز وجل
إليهم: أن ارفعوا أجنحتكم عنه، فإذا فعل ذلك أخذ في بغضنا أهل البيت فعند ذلك
ينهتك ستره في السماء وستره في الأرض، فتقول الملائكة: يا رب هذا عبدك قد بقي
مهتوك الستر فيوحي الله عز وجل إليهم لو كانت لله فيه حاجة ما أمركم أن ترفعوا

(1) سورة الرحمن: 46.
(2) الكافي: 2 / 70 ح 10.
16

أجنحتكم عنه (1).
[10739] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده، ثم قال: قالت
مريم: (إني نذرت للرحمن صوما) (2) أي صوما صمتا، وفي نسخة اخرى: أي
صمتا، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا
قال: وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بطعام فقال لها: كلي فقالت: إني صائمة فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت
جاريتك؟ إن الصوم ليس من الطعام والشراب، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا
صمت فليصم سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك
وقار الصيام ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10740] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
زياد، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت وامي إنني أدخل
كنيفا لي ولي جيران عندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما أطلت الجلوس
استماعا مني لهن، فقال: لا تفعل فقال الرجل: والله ما آتيهن إنما هو سماع أسمعه بأذني
فقال: لله أنت أما سمعت الله عز وجل يقول: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان
عنه مسؤولا) (4) فقال: بلى والله لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي
ولا عربي لا جرم إنني لا أعود إن شاء الله وإني أستغفر الله فقال له: قم فاغتسل وسل

(1) الكافي: 2 / 279 ح 9.
(2) سورة مريم: 26.
(3) الكافي: 4 / 87 ح 3.
(4) سورة الإسراء: 36.
17

ما بدا لك فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك احمد الله
وسله التوبة من كل ما يكره، فانه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل
أهلا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10741] 5 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق، عن
عبد الله بن حماد، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نحن أصل كل خير ومن
فروعنا كل بر، فمن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسيئ
ورحمة الفقير وتعهد الجار والإقرار بالفضل لأهله وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم
كل قبيح وفاحشة فمنهم الكذب والبخل والنميمة والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم
بغير حقه وتعدي الحدود التي أمر الله وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن والزنا
والسرقة وكل ما وافق ذلك من القبيح، فكذب من زعم انه معنا وهو متعلق بفروع
غيرنا (2).
[10742] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن إسماعيل بن عبد الخالق، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبيدة قال: أتت علي
ستون سنة لا يولد لي فحججت فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فشكوت إليه ذلك فقال
لي: أو لم يولد لك؟ قلت: لا، قال: إذا قدمت العراق فتزوج امرأة ولا عليك أن
تكون سواء قال: قلت: وما السواء؟ قال: امرأة فيها قبح فإنهن أكثر أولادا وادع
بهذا الدعاء فإني أرجو أن يرزقك الله ذكورا وأناثا والدعاء: «اللهم لا تذرني فردا
وحيدا وحشا فيقصر شكري عن تفكري، بل هب لي أنسا وعاقبة صدق ذكورا
وأناثا أسكن إليهم من الوحشة وآنس بهم من الوحدة واشكرك على تمام النعمة يا

(1) الكافي: 6 / 432 ح 10.
(2) الكافي: 8 / 242 ح 336.
18

وهاب يا عظيم يا معطي أعطني في كل عاقبة خيرا حتى تبلغني منتهى رضاك عني في
صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء العهد» (1).
[10743] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نقي الثوب فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء رجل معسر درن
الثوب فجلس إلى جنب الموسر فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أخفت أن يمسك من فقره شيء؟ قال: لا قال: فخفت أن يصيب
من غناك شيء؟ قال: لا قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا قال: فما حملك على
ما صنعت فقال: يا رسول الله إن لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن وقد
جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للمعسر: أتقبل؟ قال: لا فقال له
الرجل: ولم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك (2).
[10744] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عمن حدثه عن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المرأة على
زوجها قال: يسد جوعتها ويستر عورتها ولا يقبح لها وجها فإذا فعل ذلك فقد والله
أدى حقها، قلت: فالدهن؟ قال: غبا يوم ويوم لا، قلت: فاللحم قال: في كل ثلاثة
فيكون في الشهر عشر مرات لا أكثر من ذلك، قلت: فالصبغ قال: والصبغ في كل
ستة أشهر ويكسوها في كل سنة أربعة أثواب ثوبين للشتاء وثوبين للصيف ولا ينبغي
أن يفقر بيته من ثلاثة أشياء: دهن الرأس والخل والزيت، ويقوتهن بالمد فإني أقوت
به نفسي وعيالي وليقدر لكل انسان منهم قوته فإن شاء أكله وان شاء وهبه وإن شاء
تصدق به ولا تكون فاكهة عامة إلا أطعم عياله منها ولا يدع أن يكون للعيد عندهم

(1) الكافي: 6 / 9 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 262 ح 11.
19

فضل في الطعام أن يسنى من ذلك شيئا لا يسنى لهم في سائر الأيام (1).
[10745] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي
ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال: سمعته يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها العزيزة مع بعلها
العقيم الحقود التي لا تورع من قبيح المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا
حضر لا تسمع قوله ولا تطيع أمره وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عن
ركوبها لا تقبل منه عذرا ولا تغفر له ذنبا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10746] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة
بعد المسكنة وأقبح من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10747] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
علي بن حسان، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أقبح بالمؤمن أن تكون له
رغبة تذله (4).
[10748] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال

(1) الكافي: 5 / 511 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 325 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 84 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 320 ح 1.
20

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كان الخرق خلقا يرى ما كان شيء مما خلق الله أقبح منه (1).
[10749] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي
أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما أحسن
الحسنات بعد السيئات وما أقبح السيئات بعد الحسنات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10750] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عمن ذكره، عن مفضل الجعفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أقبح بالرجل من
أن يرى بالمكان المعور فيدخل ذلك علينا وعلى صالحي أصحابنا، يا مفضل أتدري لم
قيل من يزن يوما يزن به؟ قلت: لا جعلت فداك، قال: إنها كانت بغي في بني
إسرائيل وكان في بني إسرائيل رجل يكثر الاختلاف إليها فلما كان في آخر ما آتاها
أجرى الله على لسانها أما انك سترجع إلى أهلك فتجد معها رجلا قال: فخرج وهو
خبيث النفس فدخل منزله غير الحال التي كان يدخل بها قبل ذلك اليوم وكان يدخل
باذن فدخل يومئذ بغير إذن فوجد على فراشه رجلا، فارتفعا إلى موسى (عليه السلام) فنزل
جبرئيل (عليه السلام) على موسى (عليه السلام) فقال: يا موسى من يزن يوما يزن به فنظر إليهما فقال:
عفوا تعف نساؤكم (3).
[10751] 15 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد
ابن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل يقال له: ذو النمرة وكان من أقبح الناس وإنما سمي
ذو النمرة من قبحه فأتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله أخبرني ما فرض الله عز وجل علي؟

(1) الكافي: 2 / 321 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 458 ح 18.
(3) الكافي: 5 / 553 ح 3.
21

فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فرض الله عليك سبعة عشر ركعة في اليوم والليلة وصوم
شهر رمضان إذا أدركته والحج إذا استطعت إليه سبيلا والزكاة وفسرها له فقال:
والذي بعثك بالحق نبيا ما أزيد ربي على ما فرض علي شيئا، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ولم
يا ذا النمرة؟ فقال: كما خلقني قبيحا قال: فهبط جبرئيل (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله ان ربك يأمرك أن تبلغ ذا النمرة عنه السلام وتقول له: يقول لك ربك
تبارك وتعالى: أما ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل (عليه السلام) يوم القيامة؟ فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ذا النمرة هذا جبرئيل يأمرني أن أبلغك السلام ويقول لك ربك أما
ترضى أن أحشرك على جمال جبرئيل؟ فقال ذو النمرة: فإني قد رضيت يا رب
فوعزتك لأزيدنك حتى ترضى (1).
[10752] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يوما: يا حماد تحسن أن تصلي؟ قال: فقلت: يا سيدي أنا
أحفظ كتاب حريز في الصلاة فقال: لا عليك يا حماد قم فصل قال: فقمت بين يديه
متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة فركعت وسجدت فقال: يا حماد لا تحسن أن
تصلي ما أقبح بالرجل منكم يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فلا يقيم صلاة
واحدة بحدودها تامة، قال حماد: فأصابني في نفسي الذل فقلت: جعلت فداك
فعلمني الصلاة فقام أبو عبد الله (عليه السلام) مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على
فخذيه قد ضم أصابعه وقرب بين قدميه حتى كان بينهما قدر ثلاث أصابع منفرجات
واستقبل بأصابع رجليه جميعا القبلة لم يحرفهما عن القبلة وقال بخشوع: الله أكبر ثم
قرأ الحمد بترتيل وقل هو الله أحد ثم صبر هنيه بقدر ما يتنفس وهو قائم ثم رفع يديه
حيال وجهه وقال: الله أكبر وهو قائم ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه منفرجات ورد
ركبتيه إلى خلفه حتى استوى ظهره حتى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل

(1) الكافي: 8 / 336 ح 531.
22

لاستواء ظهره ومد عنقه وغمض عينيه ثم سبح ثلاثا بترتيل فقال: سبحان ربي
العظيم وبحمده ثم استوى قائما فلما استمكن من القيام قال: سمع الله لمن حمده ثم كبر
وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه ثم سجد وبسط كفيه مضمومتي الأصابع بين يدي
ركبتيه حيال وجهه فقال: سبحان ربي الأعلى وبحمده ثلاث مرات ولم يضع شيئا من
جسده على شيء منه وسجد على ثمانية: أعظم الكفين والركبتين وأنامل ابهامي
الرجلين والجبهة والأنف وقال: سبعة منها فرض يسجد عليها وهي التي ذكرها الله في
كتابه فقال: (وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) (1) وهي الجبهة والكفان
والركبتان والإبهامان ووضع الأنف على الأرض سنة ثم رفع رأسه من السجود فلما
استوى جالسا قال: الله أكبر ثم قعد على فخذه الأيسر وقد وضع ظاهر قدمه الأيمن
على بطن قدمه الأيسر وقال: استغفر الله ربي وأتوب إليه ثم كبر وهو جالس وسجد
السجدة الثانية وقال كما قال في الاولى ولم يضع شيئا من بدنه على شيء منه في ركوع
ولا سجود وكان مجنحا ولم يضع ذراعيه على الأرض فصلى ركعتين على هذا ويداه
مضمومتا الأصابع وهو جالس في التشهد فلما فرغ من التشهد سلم فقال: يا حماد
هكذا صل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10753] 17 - الكليني بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ان ابنة
رسول الله زوجة عثمان تشكو ما لقيت منه فأرسل إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: إقني
حياءك ما أقبح المرأة ذات حسب ودين في كل يوم تشكو زوجها، فأرسلت إليه
مرات كل ذلك يقول لها ذلك... الحديث (3).

(1) سورة الجن: 17.
(2) الكافي: 3 / 311 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 252 ح 8.
23

الرواية طويلة فراجع تمامها في الكافي الشريف فإن فيها فوائد.
[10754] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير،
عن سعد بن أبي خلف، عن نجم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: يا نجم كلكم في
الجنة معنا إلا انه ما أقبح بالرجل منكم أن يدخل الجنة قد هتك وبدت عورته قال:
قلت له: جعلت فداك وان ذلك لكائن؟ قال: نعم إن لم يحفظ فرجه وبطنه (1).
[10755] 19 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لابنه محمد
ابن الحنفية:... وما خلق الله عز وجل شيئا أحسن من الكلام ولا أقبح منه بالكلام
ابيضت الوجوه وبالكلام اسودت الوجوه واعلم ان الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به
فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فإن اللسان
كلب عقور فإن أنت خليته عقر، ورب كلمة سلبت نعمة من سيب عذاره قاده إلى كل
كريهة وفضيحة ثم لم يخلص من دهره إلا على مقت من الله عز وجل وذم من الناس... إلى
أن قال: ما أقبح الأشر عند الظفر والكآبة عند النائبة المعضلة والقسوة على الجار
والخلاف على الصاحب والحنث من ذي المروءة والغدر من السلطان... الوصية (2).
[10756] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... فإنه (الله جل جلاله) لم يأمرك إلا بحسن ولم ينهك إلا عن قبيح...
واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك... وامحض أخاك النصيحة حسنة كانت
أو قبيحة... ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى... الوصية (3).
راجع إن شئت جامع أحاديث الشيعة: 13 / 395.

(1) الخصال: 1 / 25 ح 88.
(2) الفقيه: 4 / 387 و 390.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
24

القبر
[10757] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن السياري، عن محمد بن
جمهور، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان فاطمة بنت أسد ام
أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت أول امرأة هاجرت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من مكة إلى المدينة
على قدميها وكانت من أبر الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعت رسول الله وهو يقول:
إن الناس يحشرون يوم القيامة عراة كما ولدوا فقالت: وا سوأتاه فقال لها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فإني أسأل الله أن يبعثك كاسية وسمعته يذكر ضغطة القبر فقالت:
وا ضعفاه فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فإني أسأل الله أن يكفيك ذلك وقالت
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما: إني اريد أن أعتق جاريتي هذه فقال لها: إن فعلت أعتق الله
بكل عضو منها عضوا منك من النار، فلما مرضت أوصت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وأمرت أن يعتق خادمها واعتقل لسانها فجعلت تومئ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إيماء
فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وصيتها.
فبينما هو ذات يوم قاعد إذ أتاه أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يبكي فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يبكيك؟ فقال: ماتت امي فاطمة فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وامي
والله وقام مسرعا حتى دخل فنظر إليها وبكى ثم أمر النساء أن يغسلنها وقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
إذا فرغتن فلا تحدثن شيئا حتى تعلمنني، فلما فرغن أعلمنه بذلك فأعطاهن أحد
قميصيه الذي يلي جسده وأمرهن أن يكفنها فيه وقال للمسلمين: إذا رأيتموني قد
فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فسلوني لم فعلته، فلما فرغن من غسلها وكفنها
دخل (صلى الله عليه وآله وسلم) فحمل جنازتها على عاتقه فلم يزل تحت جنازتها حتى أوردها قبرها
25

ثم وضعها ودخل القبر فاضطجع فيه ثم قال: فأخذها على يديه حتى وضعها في القبر
ثم انكب عليها طويلا يناجيها ويقول لها: ابنك ابنك ابنك ثم خرج وسوى عليها ثم
انكب على قبرها فسمعوه يقول: لا إله إلا الله اللهم إني استودعها إياك ثم انصرف،
فقال له المسلمون: إنا رأيناك فعلت أشياء لم تفعلها قبل اليوم فقال: اليوم فقدت بر
أبي طالب إن كانت ليكون عندها الشيء فتؤثرني به على نفسها و ولدها وإني ذكرت
القيامة وإن الناس يحشرون عراة فقالت: وا سوأتاه فضمنت لها أن يبعثها الله كاسية
وذكرت ضغطة القبر فقالت: وا ضعفاه فضمنت لها أن يكفيها الله ذلك فكفنتها
بقميصي واضطجعت في قبرها لذلك وانكببت عليها فلقنتها ما تسأل عنه فإنها سئلت
عن ربها فقالت وسئلت عن رسولها فأجابت وسئلت عن وليها وإمامها فارتج عليها
فقلت: ابنك ابنك ابنك (1).
[10758] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
ابن بشير، عن عبيد الله بن الدهقان، عن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قرأ (الهيكم التكاثر) عند النوم وقى فتنة القبر (2).
[10759] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل، عن سدير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي مكتوبة في
التوراة سورة الملك ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب بها من الغافلين
وإني لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس وان والدي (عليه السلام) كان يقرئها في يومه
وليلته ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما:
ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقوم علي فيقرأ سورة الملك في كل يوم

(1) الكافي: 1 / 453 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 623 ح 14.
26

وليلته، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا
العبد أوعاني سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي
سبيل قد كان هذا العبد يقرأ بي في كل يوم وليلة سورة الملك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10760] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يغسل الميت
ثلاث غسلات مرة بالسدر ومرة بالماء يطرح فيه الكافور ومرة اخرى بالماء القراح ثم
يكفن، وقال: إن أبي كتب في وصيته أن أكفنه في ثلاثة أثواب أحدها رداء له حبرة
وثوب آخر وقميص قلت: ولم كتب هذا؟ قال: مخافة قول الناس وعصبناه بعد ذلك
بعمامه وشققنا له الأرض من أجل انه كان بادنا وأمرني أن أرفع القبر من الأرض أربع
أصابع مفرجات، وذكر ان رش القبر بالماء حسن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10761] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه
الجريدة؟ قال: يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا قال: والعذاب كله في
يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم وإنما جعلت السعفتان
لذلك فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما إن شاء الله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10762] 6 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد قال: روى أصحابنا إن حد القبر

(1) الكافي: 2 / 633 ح 26.
(2) الكافي: 3 / 140 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 152 ح 4.
27

إلى الترقوة وقال بعضهم: إلى الثدي وقال بعضهم: قامة الرجل حتى يمد الثوب على
رأس من في القبر، واما اللحد فبقدر ما يمكن فيه الجلوس قال: وما حضر علي بن
الحسين (عليه السلام) الوفاة أغمي عليه فبقى ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال: الحمد لله الذي
أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم قال: احفروا لي وأبلغوا إلى
الرشح قال ثم مد الثوب عليه فمات (عليه السلام) (1).
[10763] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام): ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يعمق القبر فوق ثلاثة أذرع (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10764] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي لأحد
أن يدخل القبر في نعلين ولا خفين ولا عمامة ولا رداء ولا قلنسوة (3).
[10765] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي
ابن يقطين قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا تنزل في القبر وعليك العمامة
والقلنسوة ولا الحذاء ولا الطيلسان وحل أزرارك وبذلك سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جرت
وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وليقرء فاتحة الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد
وآية الكرسي وان قدر أن يحسر عن خده ويلصقه بالأرض فليفعل وليشهد وليذكر
ما يعلم حتى ينتهي إلى صاحبه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 165 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 166 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 192 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 192 ح 2.
28

[10766] 10 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من دخل القبر فلا يخرج إلا من قبل الرجلين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10767] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
أبي حمزة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما مات إسماعيل بن أبي عبد الله أتى
أبو عبد الله (عليه السلام) القبر فأرخى نفسه فقعد ثم قال: رحمك الله وصلى عليك ولم ينزل في
قبره وقال: هكذا فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بإبراهيم (عليه السلام) (2).
[10768] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
عبد الله الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن القبر
كم يدخله؟ قال: ذاك إلى الولي إن شاء أدخل وترا وإن شاء شفعا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10769] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا وضعت الميت في القبر قلت:
«اللهم هذا عبدك وابن عبدك وابن أمتك نزل بك وأنت خير منزول به» فإذا سللته
من قبل الرجلين ودليته قلت: «بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم إلى
رحمتك لا إلى عذابك اللهم افسح له في قبره ولقنه حجته وثبته بالقول الثابت وقنا
وإياه عذاب القبر» وإذا سويت عليه التراب قل: «اللهم جاف الأرض عن جنبيه
واصعد روحه إلى أرواح المؤمنين في عليين وألحقه بالصالحين» (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 3 / 193 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 193 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 193 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 197 ح 11.
29

[10770] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصنع بمن مات
من بني هاشم خاصة شيئا لا يصنعه بأحد من المسلمين كان إذا صلى على الهاشمي
ونضح قبره بالماء وضع كفه على القبر حتى ترى أصابعه في الطين فكان الغريب يقدم
أو المسافر من أهل المدينة فيرى القبر الجديد عليه أثر كف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول:
من مات من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10771] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رش الماء على القبر قال: يتجافى عنه العذاب ما دام الندى في
التراب (2).
[10772] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا فرغت من القبر فانضحه ثم ضع يدك
عند رأسه وتغمز كفك عليه بعد النضح (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10773] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تطينوا القبر من غير طينه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10774] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يزاد على القبر تراب لم يخرج منه (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 200 ح 4 و 6 و 8.
(2) الكافي: 3 / 200 ح 4 و 6 و 8.
(3) الكافي: 3 / 200 ح 4 و 6 و 8.
(4) الكافي: 3 / 201 ح 1.
(5) الكافي: 3 / 202 ح 4.
30

[10775] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس التعزية إلا
عند القبر ثم ينصرفون لا يحدث في الميت حدث فيسمعون الصوت (1).
[10776] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد قال: كنت بفيد
فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع فقال علي بن بلال: قال لي
صاحب هذا القبر عن الرضا (عليه السلام) قال: من أتى قبر أخيه ثم وضع يده على القبر وقرأ
إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر أو يوم الفزع (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10777] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، وعدة
من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر والحسن بن علي
جميعا، عن أبي جميلة مفضل بن صالح، عن جابر، عن عبد الأعلى، وعلي بن
إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الأعلى، عن سويد
بن غفلة قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا
وأول يوم من أيام الآخرة مثل له ماله وولده وعمله فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني
كنت عليك حريصا شحيحا فما لي عندك؟ فيقول: خذ مني كفنك قال: فيلتفت إلى
ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم؟
فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها قال: فيلتفت إلى عمله فيقول والله إني
كنت فيك لزاهدا وإن كنت علي لثقيلا فماذا عندك؟ فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم
نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك قال: فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا
وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا فقال: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك

(1) الكافي: 3 / 203 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 229 ح 9.
31

خير مقدم فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة
وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله فإذا ادخل قبره أتاه ملكا القبر يجران
إشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق
الخاطف فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: الله ربي وديني
الإسلام ونبيي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقولان له: ثبتك الله فيما تحب وترضى وهو قول الله عز وجل:
(يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة) (1) ثم
يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة ثم يقولان له: نم قرير العين
نوم الشاب الناعم فإن الله عز وجل يقول: (أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن
مقيلا) (2) قال: وإن كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنته
ريحا فيقول له: ابشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وإنه ليعرف غاسله ويناشد حملته
أن يحبسوه فإذا ادخل القبر أتاه ممتحنا القبر فالقيا عنه أكفانه ثم يقولان له: من ربك؟
وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: لا أدري فيقولان: لا دريت ولا هديت فيضربان
يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عز وجل من دابة إلا وتذعر لها ما خلا الثقلين ثم
يفتحان له بابا إلى النار ثم يقولان له: نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من
الزج حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه ويسلط الله عليه حيات الأرض
وعقاربها وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وانه ليتمنى قيام الساعة فيما هو فيه
من الشر، وقال جابر: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إني كنت أنظر إلى الإبل
والغنم وأنا أرعاها وليس من نبي إلا وقد رعى الغنم وكنت أنظر إليها قبل النبوة وهي
متمكنة في المكينة ما حولها شيء يهيجها حتى تذعر فتطير فأقول: ما هذا وأعجب؟
حتى حدثني جبرئيل (عليه السلام) ان الكافر يضرب ضربة ما خلق الله شيئا إلا سمعها ويذعر

(1) سورة إبراهيم: 27.
(2) سورة الفرقان: 24.
32

لها إلا الثقلين، فقلت: ذلك لضربة الكافر فنعوذ بالله من عذاب القبر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10778] 22 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بريد بن معاوية، عن
محمد بن مسلم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضا أو
محض الكفر محضا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10779] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال فقال: نعوذ بالله منها ما أقل من يفلت من ضغطة
القبر إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على قبرها فرفع رأسه إلى السماء
فدمعت عيناه وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت فرققت لها واستوهبتها من
ضمة القبر قال فقال: اللهم هب لي رقية من ضمة القبر فوهبها الله له قال: وإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في جنازة سعد وقد شيعه سبعون ألف ملك فرفع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأسه إلى السماء ثم قال: مثل سعد يضم، قال: قلت: جعلت فداك
إنا نحدث انه كان يستخف بالبول، فقال: معاذ الله إنما كان من زعارة في خلقه على
أهله، قال: فقالت ام سعد: هنيئا لك يا سعد، قال: فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا ام
سعد لا تحتمي على الله (3).
[10780] 24 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أبيه رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

(1) الكافي: 3 / 231 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 236 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 236 ح 6.
33

يسأل الميت في قبره عن خمس: عن صلاته وزكاته وحجه وصيامه وولايته إيانا أهل
البيت فتقول الولاية من جانب القبر للأربع: ما دخل فيكن من نقص فعلي تمامه (1).
[10781] 25 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
علي، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان للقبر
كلاما في كل يوم يقول: أنا بيت الغربة أنا بيت الوحشة أنا بيت الدود أنا القبر أنا
روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار (2).
[10782] 26 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن السندي بن
الربيع، عن سعيد بن جناح قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) في منزله بالمدينة فقال
مبتدئا: من أتم ركوعه لم تدخله وحشة في القبر (3).
[10783] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف
ابن عميرة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من حفر لميت قبرا كان
كمن بواه بيتا موافقا إلى يوم القيامة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10784] 28 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن ابن جمهور، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن عبد الله بن
عبد الرحمن الأصم، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم وليطلب أحدكم حاجته
عند قبر أبيه وعند قبر امه بما يدعو لهما (5).

(1) الكافي: 3 / 241 ح 15.
(2) الكافي: 3 / 242 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 321 ح 7.
(4) الكافي: 3 / 165 ح 1.
(5) الكافي: 3 / 229 ح 10.
34

[10785] 29 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن
ابن أبي هاشم، عن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من موضع قبر إلا وهو ينطق
كل يوم ثلاث مرات: أنا بيت التراب أنا بيت البلاء أنا بيت الدود، قال: فإذا دخله
عبد مؤمن قال: مرحبا وأهلا أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فكيف
إذا دخلت بطني فستري ذلك، قال: فيفسح له مد البصر ويفتح له باب يرى مقعده
من الجنة قال: ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا قط أحسن منه فيقول:
يا عبد الله ما رأيت شيئا قط أحسن منك فيقول: أنا رأيك الحسن الذي كنت عليه
وعملك الصالح الذي كنت تعمله قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع في الجنة حيث رأى
منزله ثم يقال له: نم قرير العين فلا يزال نفحة من الجنة تصيب جسده يجد لذتها
وطيبها حتى يبعث، قال: وإذا دخل الكافر قال: لا مرحبا بك ولا أهلا أما والله لقد
كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك، قال فتضم
عليه فتجعله رميما ويعاد كما كان ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار ثم
قال: ثم انه يخرج منه رجل أقبح من رأى قط، قال: فيقول: يا عبد الله من أنت
ما رأيت شيئا أقبح منك؟ قال: فيقول: أنا عملك السييء الذي كنت تعمله ورأيك
الخبيث قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع حيث رأى مقعده في جسده إلى يوم يبعث
ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنينا تنهشه ليس فيها تنين ينفخ على ظهر
الأرض فتنبت شيئا (1).
[10786] 30 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن البختري، وجميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في زيارة القبور قال: إنهم
يأنسون بكم فإذا غبتم عنهم استوحشوا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 241 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 228 ح 1.
35

[10787] 31 - الصدوق، عن علي بن حاتم القزويني، عن النحوي، عن البرقي،
عن أبيه، عن أبي أيوب المدني، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه الصادق (عليه السلام) انه
قال: إذا مات المؤمن شيعه سبعون ألف ملك إلى قبره فإذا ادخل في قبره أتاه منكر
ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي الله
ومحمد نبيي والإسلام ديني فيفسحان له في قبره مد بصره ويأتيانه بالطعام من الجنة
ويدخلان عليه الروح والريحان وذلك قول الله عز وجل: (فأما ان كان من المقربين *
فروح وريحان) يعني في قبره (وجنة نعيم) (1) يعني في الآخرة.
ثم قال (عليه السلام): إذا مات الكافر شيعه سبعون ألفا من الزبانية إلى قبره وانه ليناشد
حامليه بصوت يسمعه كل شيء إلا الثقلان ويقول: لو ان لي كرة فأكون من المؤمنين
ويقول: ارجعوني لعلي أعمل صالحا فيما تركت، فتجيبه الزبانية: كلا انها كلمة أنت
قائلها ويناديهم ملك: لو رد لعاد لما نهي عنه فإذا ادخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر
ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثم يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب فيضربانه ضربة من عذاب الله يذعر لها كل
شيء ثم يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول لا أدري. فيقولان له:
لا دريت ولا هديت ولا أفلحت ثم يفتحان له بابا إلى النار وينزلان إليه الحميم من
جهنم وذلك قول الله عز وجل: (واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم)
يعني في قبره (وتصلية جحيم) (2) يعني في الآخرة (3).
[10788] 32 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) عن

(1) سورة الواقعة: 88 - 89.
(2) سورة الواقعة: 92 - 94.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 12 / 365 الرقم 455.
36

آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ضغطة القبر للمؤمن
كفارة لما كان منه من تضييع النعم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10789] 33 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كلما جعل على القبر من غير
تراب القبر فهو ثقل على الميت (2).
[10790] 34 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: يدخل على الميت في قبره
الصلاة والصوم والحج والصدقة والبر والدعاء ويكتب أجره للذي يفعله
وللميت (3).
[10791] 35 - الطوسي بإسناده إلى يعقوب بن يزيد، عن الغفاري، عن إبراهيم
ابن علي، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): إن قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رفع شبرا من
الأرض، وان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر برش القبور (4).
[10792] 36 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال وقد رجع من صفين فأشرف
على القبور بظاهر الكوفة: يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة يا
أهل التربة يا أهل الغربة يا أهل الوحدة يا أهل الوحشة أنتم لنا فرط سابق ونحن لكم
تبع لاحق، أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد
قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟
ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما لو أذن لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد
التقوى (5).

(1) ثواب الأعمال: 234.
(2) الفقيه: 1 / 189 ح 576.
(3) الفقيه: 1 / 185 ح 557.
(4) التهذيب: 1 / 469 ح 183.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 130.
37

[10793] 37 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضع فخرك واحطط كبرك واذكر
قبرك (1).
[10794] 38 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من احتفر
لمسلم قبرا محتسبا، حرم الله تعالى على جسمه النار، وبوأه بيتا في الجنة (2).
[10795] 39 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جاور القبور تعتبر (3).
[10796] 40 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم الصهر القبر (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 3 / 191 وما بعدها في
كتب الجنائز، وجامع الأخبار: 477، والوافي: 25 / 503 وما بعدها في أبواب
التجهيز، وبحار الأنوار: 6 / 206 وما بعدها في كتاب العدل والمعاد وغيرها من
كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 398.
(2) جامع الأخبار: 477 ح 2.
(3) غرر الحكم: ح 4800.
(4) غرر الحكم: ح 9916.
38

القبلة
[10797] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر ما يجلس تجاه
القبلة (1).
[10798] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
إبراهيم الشعيري، وغير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في توجيه الميت: تستقبل
بوجهه القبلة وتجعل قدميه مما يلي القبلة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10799] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا مات
لأحدكم ميت فسجوه تجاه القبلة وكذلك إذا غسل يحفر له موضع المغتسل تجاه القبلة
فيكون مستقبلا بباطن قدميه ووجهه إلى القبلة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10800] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن حماد بن عيسى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
البراء بن معرور التميمي الأنصاري بالمدينة وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة وانه حضره

(1) الكافي: 2 / 661 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 126 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 127 ح 3.
39

الموت وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والمسلمون يصلون إلى بيت المقدس فأوصى البراء إذا
دفن أن يجعل وجهه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى القبلة فجرت به السنة وانه أوصى بثلث
ماله فنزل به الكتاب وجرت به السنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10801] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الصلاة بالليل والنهار إذا لم تر الشمس ولا القمر
ولا النجوم، قال: اجتهد رأيك وتعمد القبلة جهدك (2).
الرواية موثقة سندا.
[10802] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حماد، عن حريز،
عن زرارة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يجزئ التحري أبدا إذا لم يعلم أين وجه
القبلة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10803] 7 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد،
عن أحمد بن الحسن بن علي، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار
الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في رجل صلى على غير القبلة فيعلم وهو في
الصلاة قبل أن يفرغ من صلاته، قال: إن كان متوجها فيما بين المشرق والمغرب
فليحول وجهه إلى القبلة ساعة يعلم وإن كان متوجها إلى دبر القبلة فليقطع الصلاة ثم
يحول وجهه إلى القبلة ثم يفتتح الصلاة (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 3 / 254 ح 16.
(2) الكافي: 3 / 284 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 285 ح 7.
(4) الكافي: 3 / 285 ح 8.
40

[10804] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يكون في
قفر من الأرض في يوم غيم فيصلي لغير القبلة ثم يصحى فيعلم انه صلى لغير القبلة
كيف يصنع؟ قال: إن كان في وقت فليعد صلاته وإن كان مضى الوقت فحسبه
اجتهاده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10805] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا استقبلت القبلة بوجهك فلا تقلب وجهك عن
القبلة فتفسد صلاتك فإن الله عز وجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الفريضة: (فول وجهك شطر
المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) (2) واخشع ببصرك ولا
ترفعه إلى السماء وليكن حذاء وجهك في موضع سجودك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10806] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله عامر، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا صليت وأنت على غير القبلة فاستبان لك انك صليت على غير القبلة وأنت
في وقت فأعد فإن فاتك الوقت فلا تعد (4).
الرواية صحيحة الإسناد. والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا
فراجع أبواب القبلة في كتاب الصلاة من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 3 / 285 ح 9.
(2) سورة البقرة: 144.
(3) الكافي: 3 / 300 ح 6.
(4) الكافي: 3 / 284 ح 3.
41

القبلة
[10807] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس
ابن هشام، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقى أخاه قبله في موضع
النور من جبهته (1).
[10808] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر،
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شيء وقبلة الأخ على
الخد وقبلة الإمام بين عينيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10809] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة بن
موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أو من اريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10810] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال:
سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله عز وجل: (وكان تحته
كنز لهما) (4) كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف

(1) الكافي: 2 / 185 ح 1 و 5 و 2.
(2) الكافي: 2 / 185 ح 1 و 5 و 2.
(3) الكافي: 2 / 185 ح 1 و 5 و 2.
(4) سورة الكهف: 82.
42

يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟ وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف
يركن إليها؟ وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه،
فقلت: جعلت فداك اريد أن أكتبه، قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين
يدي فتناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10811] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن
علي بن مزيد صاحب السابري قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها
فقال: أما انها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي (2).
[10812] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن
يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ناولني يدك اقبلها فأعطانيها فقلت:
جعلت فداك رأسك، ففعل فقبلته، فقلت: جعلت فداك رجلاك، فقال أقسمت
أقسمت أقسمت ثلاثا وبقي شي وبقي شيء وبقي شيء (3).
الرواية موثقة سندا، أقسمت: حلفت أن لا اعطي رجلي أحدا يقبلها إما لعدم
جوازه أو لعدم رجحانه أو للتقية. بقي شيء: استفهام في مقام الإنكار يعني هل
بقي احتمال الرخصة والتجويز بعد القسم. وللحديث وجوه اخر ذكرها العلامة
المجلسي (قدس سره) في مرآة العقول: 9 / 81، وبحار الأنوار: 73 / 39.
[10813] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن سنان، عن أبي الصباح مولى آل سام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس القبلة على
الفم إلا للزوجة [أ] و الولد الصغير (4).

(1) الكافي: 2 / 59 ح 9.
(2) و (3) الكافي: 2 / 185 ح 3 و 4.
(4) الكافي: 2 / 186 ح 6.
43

[10814] 8 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عدة من
أصحابنا، عن الحسن بن علي بن يوسف الأزدي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ما قبلت صبيا قط، فلما ولى قال رسول الله:
هذا رجل عندي انه من أهل النار (1).
[10815] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قبل غلاما
من شهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10816] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قبل ولده كتب الله عز وجل له حسنة ومن فرحه فرحه الله يوم
القيامة ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضيء من نورهما وجوه
أهل الجنة (3).
[10817] 11 - الكليني، عن علي، عن أبي أحمد بن إبراهيم بن إدريس، عن أبيه
انه قال:: رأيته (عليه السلام) (يعني صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف) بعد مضي
أبي محمد حين أيفع وقبلت يديه ورأسه (4).
[10818] 12 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
قبلة الرجل المسلم أخاه المصافحة (5).

(1) الكافي: 6 / 50 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 548 ح 10.
(3) الكافي: 6 / 49 ح 1.
(4) الكافي: 1 / 331 ح 8.
(5) جامع الأحاديث: 107.
44

[10819] 13 - العياشي رفعه عن أبان بن تغلب قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يكثر تقبيل
فاطمة قال: فعاتبته على ذلك عائشة فقالت: يا رسول الله انك لتكثر تقبيل فاطمة،
فقال لها: ويلك لما أن عرج بي إلى السماء مر بي جبرئيل على شجرة طوبى فناولني من
ثمرها فأكلتها فحول الله ذلك إلى ظهري فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت بخديجة
فحملت بفاطمة (عليها السلام) فما قبلت فاطمة إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها (1).
[10820] 14 - زيد النرسي قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها
فقال: أما انه لا يصلح إلا لنبي أو من اريد به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[10821] 15 - علي بن جعفر قال: سألته عن الرجل أيصلح له أن يقبل الرجل أو
المرأة [تقبل المرأة]؟ قال: الأخ والابن والأخت والإبنة ونحو ذلك فلا بأس (3).
[10822] 16 - الصدوق بإسناده إلى حديث أربعمائة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
إذا قدم أخوك من مكة فقبل بين عينيه وفاه الذي قبل به الحجر الأسود الذي قبله
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والعين التي نظر بها إلى بيت الله عز وجل وقبل موضع سجوده ووجهه وإذا
هنأتموه فقولوا له: قبل الله نسكك ورحم سعيك وأخلف عليك نفقتك ولا جعله آخر
عهدك ببيته الحرام (4).
[10823] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: لا يقبل الرجل يد
الرجل فإن قبلة يده كالصلاة له (5).
[10824] 18 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قبلة الأم على الفم
وقبلة الأخت على الخد وقبلة الإمام بين عينيه (6).

(1) تفسير العياشي: 2 / 212 ح 46، ونقل عنه في بحار الأنوار: 8 / 142.
(2) أصل زيد النرسي: 46.
(3) مسائل علي بن جعفر: 175 ح 313.
(4) الخصال: 2 / 635.
(5) تحف العقول: 450.
(6) تحف العقول: 450.
45

[10825] 19 - الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قبل أحدكم ذات محرم قد حاضت أخته أو عمته أو خالته
فليقبل بين عينيها ورأسها وليكف عن خدها وعن فيها (1).
[10826] 20 - سبط الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا بلغت الجارية ست
سنين فلا ينبغي لك أن تقبلها (2).
في هذا المجال راجع الكافي: 2 / 185، وبحار الأنوار: 73 / 19،
وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 569، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 154
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) النوادر: 19.
(2) مشكاة الأنوار: 202.
46

القبول
[10827] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
سليمان، عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره
النفس فلما أخذ مجلسه قال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟
فقال: جعلت فداك يا ابن رسول الله كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي مع انني
لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد وإنك لتقول
هذا؟ قال: جعلت فداك وكيف لا أقول هذا؟ فقال: يا أبا محمد أما علمت ان الله
تعالى يكرم الشباب منكم ويستحيي من الكهول؟ قال: قلت: جعلت فداك فكيف
يكرم الشباب ويستحيى من الكهول؟ فقال: يكرم الله الشباب أن يعذبهم ويستحيى
من الكهول أن يحاسبهم قال: قلت: جعلت فداك هذا لنا خاصة أم لأهل التوحيد
قال: فقال: لا والله إلا لكم خاصة دون العالم قال: قلت: جعلت فداك فإنا قد نبزنا
نبزا انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه
لهم فقهاؤهم، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): الرافضة؟ قال: قلت: نعم قال: لا والله ما
هم سموكم ولكن الله سماكم به أما علمت يا أبا محمد ان سبعين رجلا من بني إسرائيل
رفضوا فرعون وقومه لما استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى (عليه السلام) لما استبان لهم هداه
فسموا في عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون وكانوا أشد أهل ذلك العسكر
عبادة وأشدهم حبا لموسى وهارون وذريتهما (عليهما السلام) فأوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن
أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني قد سميتهم به ونحلتهم إياه فأثبت موسى (عليه السلام)
الاسم لهم ثم ذخر الله عز وجل لكم هذا الاسم حتى نحلكموه، يا أبا محمد رفضوا الخير
47

ورفضتم الشر افترق الناس كل فرقة وتشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت
نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) وذهبتم حيث ذهبوا واخترتم من اختار الله لكم وأردتم من أراد الله
فأبشروا ثم أبشروا فأنتم والله المرحومون، المتقبل من محسنكم والمتجاوز عن
مسيئكم من لم يأت الله عز وجل بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له
عن سيئة يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد
ان لله عز وجل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان
سقوطه وذلك قوله عز وجل: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم...
ويستغفرون للذين آمنوا) (1) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق،
يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني قال: يا أبا محمد لقد ذكركم
الله في كتابه فقال: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من
قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) (2) انكم وفيتم بما أخذ الله عليه
ميثاقكم من ولايتنا وانكم لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث
يقول جل ذكره: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) (3)
يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد لقد
ذكركم الله في كتابه فقال: (اخوانا على سرر متقابلين) (4) والله ما أراد بهذا غيركم
يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد
(الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) (5) والله ما أراد بهذا غيركم يا أبا
محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد لقد ذكرنا

(1) سورة المؤمن: 7.
(2) سورة الأحزاب: 23.
(3) سورة سورة الأعراف: 102.
(4) سورة الحجر: 47.
(5) سورة الزخرف: 67.
48

الله عز وجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عز وجل: (هل يستوي الذين يعلمون
والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) (1) الحديث (2).
[10828] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن عبد الحميد بن أبي العلاء قال: دخلت المسجد الحرام فرأيت
مولى لأبي عبد الله (عليه السلام) فملت إليه لأسأله عن أبي عبد الله (عليه السلام) فإذا أنا بأبي عبد الله (عليه السلام)
ساجدا فانتظرته طويلا فطال سجوده علي، فقمت وصليت ركعات وانصرفت وهو
بعد ساجد فسألت مولاه متى سجد؟ فقال: من قبل أن تأتينا فلما سمع كلامي رفع
رأسه ثم قال: أبا محمد ادن مني فدنوت منه فسلمت عليه فسمع صوتا خلفه فقال:
ما هذه الأصوات المرتفعة؟ فقلت: هؤلاء قوم من المرجئة والقدرية والمعتزلة فقال:
ان القوم يريدوني فقم بنا فقمت معه فلما أن رأوه نهضوا نحوه فقال لهم: كفوا أنفسكم
عني ولا تؤذوني وتعرضوني للسلطان فإني لست بمفت لكم ثم أخذ بيدي وتركهم
ومضى فلما خرج من المسجد قال لي: يا أبا محمد والله لو ان إبليس سجد لله عز ذكره
بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه ذلك ولا قبله الله عز ذكره ما لم يسجد لآدم كما
أمره الله عز وجل أن يسجد له وكذلك هذه الامة العاصية المفتونة بعد نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد
تركهم الإمام الذي نصبه نبيهم (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم فلن يقبل الله تبارك وتعالى لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله عز وجل ورسوله لهم، يا أبا محمد ان الله
افترض على امة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خمس فرائض: الصلاة والزكاة والصيام والحج وولايتنا
فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك
ولايتنا، لا والله ما فيها رخصة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الزمر: 9.
(2) الكافي: 8 / 33 ح 6.
(3) الكافي: 8 / 270 ح 399.
49

[10829] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن سنان، عن
فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات
الله عليه يقول: لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل (1).
[10830] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن حماد
ابن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير فدنوت
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: ان أهل الموقف لكثير قال: فصرف ببصره فأداره فيهم
ثم قال: ادن مني يا أبا عبد الله غثاء يأتي به الموج من كل مكان لا والله ما الحج إلا لكم
لا والله ما يتقبل الله إلا منكم (2).
[10831] 5 - عن علي بن الحسن، عن منصور، عن حريز بن عبد الله، عن الفضيل قال:
دخلت مع أبي جعفر (عليه السلام) المسجد الحرام وهو متكئ علي فنظر إلى الناس ونحن على
باب بني شيبة فقال: يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقا ولا
يدينون دينا يا فضيل انظر إليهم مكبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم
مكبين على وجوههم ثم تلا هذه الآية (أ فمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن
يمشي سويا على صراط مستقيم) (3) يعني والله عليا (عليه السلام) والأوصياء (عليهم السلام) ثم تلا
هذه الآية (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به
تدعون) (4) أمير المؤمنين (عليه السلام) يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي (عليه السلام) إلا مفتر
كذاب إلى يوم البأس هذا، أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم ولا يغفر
الذنوب إلا لكم ولا يتقبل إلا منكم وانكم لأهل هذه الآية (إن تجتنبوا كبائر

(1) الكافي: 2 / 75 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 237 ح 318.
(3) سورة الملك: 22.
(4) سورة الملك: 27.
50

ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (1) يا فضيل أما
ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة ثم قرأ (ألم
تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) (2) أنتم والله أهل
هذه الآية (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10832] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء،
عن أبان، عن إسماعيل الجعفي قال: دخل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) ومعه صحيفة
فقال له أبو جعفر (عليه السلام): هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل،
فقال: رحمك الله هذا الذي اريد فقال أبو جعفر (عليه السلام): شهادة أن لا إله وحده لا شريك
له وان محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله والولاية لنا أهل البيت
والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا والورع والتواضع وانتظار قائمنا فإن لنا دولة إذا
شاء الله جاء بها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10833] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
منصور بن يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا والله لا يقبل
الله شيئا من طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10834] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) سورة النساء: 31.
(2) سورة النساء: 77.
(3) الكافي: 8 / 288 ح 434.
(4) الكافي: 2 / 22 ح 13.
(5) الكافي: 2 / 288 ح 3.
51

إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نظر إلى أبويه
نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة (1).
[10835] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قال الرجل
لأخيه المؤمن أف خرج من ولايته وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما ولا يقبل الله من
مؤمن عملا وهو مضمر على أخيه المؤمن سوءا (2).
[10836] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يقبل
الله عز وجل دعاء قلب لاه وكان علي (عليه السلام) يقول: إذا دعا أحدكم للميت فلا يدعو له وقلبه
لاه عنه ولكن ليجتهد له في الدعاء (3).
[10837] 11 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن رجاله قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليبدأ بالصلاة على محمد وآله ثم
يسأل حاجته ثم يختم بالصلاة على محمد وآل محمد فإن الله عز وجل أكرم من أن يقبل
الطرفين ويدع الوسط إذا كانت الصلاة على محمد وآل محمد لا تحجب عنه (4).
[10838] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا عقبة لا يقبل الله من
العباد يوم القيامة إلا هذا الأمر الذي أنتم عليه وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر به
عينه إلا أن تبلغ نفسه إلى هذه ثم أهوى بيده إلى الوريد ثم اتكأ وكان معي المعلى
فغمزني أن أسأله فقلت: يا ابن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه أي شيء يرى؟

(1) الكافي: 2 / 349 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 361 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 473 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 494 ح 16.
52

فقلت له: بضع عشرة مرة: أي شيء؟ فقال في كلها: يرى ولا يزيد عليها ثم جلس
في آخرها فقال: يا عقبة فقلت: لبيك وسعديك فقال: أبيت إلا أن تعلم؟ فقلت:
نعم يا ابن رسول الله إنما ديني مع دينك فإذا ذهب ديني كان ذلك كيف لي بك
يا ابن رسول الله كل ساعة، وبكيت فرق لي فقال: يراهما والله فقلت: بأبي وامي
من هما؟ قال: ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبدا حتى
تراهما، قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن أيرجع إلى الدنيا؟ فقال: لا، يمضي أمامه
إذا نظر إليهما مضى أمامه فقلت له: يقولان شيئا؟ قال: نعم يدخلان جميعا
على المؤمن فيجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند رأسه وعلي (عليه السلام) عند رجليه فيكب عليه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول: يا ولي الله ابشر أنا رسول الله إني خير لك مما تركت من
الدنيا ثم ينهض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقوم علي (عليه السلام) حتى يكب عليه فيقول: يا ولي الله
ابشر أنا علي بن أبي طالب الذي كنت تحبه أما لأنفعنك ثم قال: ان هذا في كتاب
الله عز وجل قلت: أين جعلني الله فداك هذا من كتاب الله؟ قال: في يونس قول الله عز وجل
ههنا (الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا
تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم) (1) (2).
[10839] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
والله انه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلاة واحدة فأي شيء أشد
من هذا؟ والله انكم لتعرفون من جيرانكم وأصحابكم من لو كان يصلي لبعضكم ما
قبلها منه لاستخفافه بها، إن الله عز وجل لا يقبل إلا الحسن فكيف يقبل ما يستخف
به؟ (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة يونس: 64.
(2) الكافي: 3 / 128 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 269 ح 9.
53

[10840] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن
يقبل تحفته ويتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10841] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: من شرب من
الخمر شربة لم يقبل الله منه صلاته أربعين يوما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10842] 16 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن إبراهيم بن أخي أبي شبل، عن أبي شبل قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) ابتداءا منه:
أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس ووصلتمونا وجفانا الناس
فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا أما والله ما بين الرجل وبين أن يقر الله عينه إلا
أن تبلغ نفسه هذا المكان - وأومأ بيده إلى حلقه - فمد الجلدة ثم أعاد ذلك فوالله
ما رضي حتى حلف لي - فقال: والله الذي لا إله إلا هو لحدثني أبي محمد بن علي (عليهما السلام)
بذلك يا أبا شبل أما ترضون أن تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم؟ أما
ترضون أن تزكوا ويزكوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم؟ أما ترضون أن تحجوا ويحجوا
فيقبل الله جل ذكره منكم ولا يقبل منهم؟ والله ما تقبل الصلاة إلا منكم ولا الزكاة إلا
منكم ولا الحج إلا منكم فاتقوا الله عز وجل فإنكم في هدنة وأدوا الأمانة فإذا تميز الناس
فعند ذلك ذهب كل قوم بهواهم وذهبتم بالحق ما أطعتمونا أليس القضاة والأمراء
وأصحاب المسائل منهم؟ قلت: بلى، قال (عليه السلام): فاتقوا الله عز وجل فإنكم لا تطيقون

(1) الكافي: 5 / 143 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 401 ح 5.
54

الناس كلهم إن الناس أخذوا ههنا وههنا وانكم أخذتم حيث أخذ الله عز وجل إن الله عز وجل
اختار من عباده محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم)، فاخترتم خيرة الله فاتقوا الله وأدوا الأمانات إلى
الأسود والأبيض وإن كان حروريا وإن كان شاميا (1).
[10843] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: انه ليس من احتمال أمرنا التصديق
له والقبول فقط، من احتمال أمرنا ستره وصيانته من غير أهله فاقرئهم السلام وقل
لهم: رحم الله عبدا اجتر مودة الناس إلى نفسه حدثوهم بما يعرفون واستروا عنهم ما
ينكرون ثم قال: والله ما الناصب لنا حربا بأشد علينا مؤونة من الناطق علينا بما نكره
فإذا عرفتم من عبد إذاعة فامشوا إليه وردوه عنها فإن قبل منكم وإلا فتحملوا عليه
بمن يثقل عليه ويسمع منه فإن الرجل منكم يطلب الحاجة فيلطف فيها حتى تقضى له
فألطفوا في حاجتي كما تلطفون في حوائجكم فإن هو قبل منكم وإلا فادفنوا كلامه
تحت أقدامكم ولا تقولوا انه يقول ويقول فإن ذلك يحمل علي وعليكم أما والله لو كنتم
تقولون ما أقول لأقررت انكم أصحابي، هذا أبو حنيفة له أصحاب وهذا الحسن
البصري له أصحاب وأنا امرؤ من قريش قد ولدني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلمت كتاب
الله وفيه تبيان كل شيء بدؤ الخلق وأمر السماء وأمر الأرض وأمر الأولين وأمر
الآخرين وأمر ما كان وأمر ما يكون كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني (2).
[10844] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إذا ما أدى الرجل صلاة واحدة تامة قبلت جميع صلاته وإن كن غير تامات وإن
أفسدها كلها لم يقبل منه شيء منها ولم يحسب له نافلة ولا فريضة وإنما تقبل النافلة

(1) الكافي: 8 / 236 ح 316.
(2) الكافي: 2 / 222 ح 5.
55

بعد قبول الفريضة وإذا لم يؤد الرجل الفريضة لم يقبل منه النافلة وإنما جعلت النافلة
ليتم بها ما أفسد من الفريضة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10845] 19 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل سهو في الصلاة يطرح منها غير أن الله تعالى يتم بالنوافل، إن
أول ما يحاسب به العبد الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها، إن الصلاة إذا ارتفعت في أول
وقتها رجعت إلى صاحبها وهي بيضاء مشرقة تقول: حفظتني حفظك الله وإذا
ارتفعت في غير وقتها بغير حدودها رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول:
ضيعتني ضيعك الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10846] 20 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: اعلم أن
النافلة بمنزلة الهدية متى ما أتى بها قبلت (3).
[10847] 21 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان بن يحيى، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصلاة وكل بها
ملك ليس له عمل غيرها فإذا فرغ منها قبضها ثم صعد بها فإن كانت مما تقبل قبلت
وإن كانت مما لا تقبل قيل له: ردها على عبدي، فينزل بها حتى يضرب بها وجهه ثم
يقول: أف لك ما يزال لك عمل يعنيني (4).

(1) الكافي: 3 / 269 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 268 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 454 ح 14.
(4) الكافي: 3 / 488 ح 10.
56

الرواية صحيحة الإسناد.
[10848] 22 - الصدوق، عن أحمد بن الهيثم العجلي، عن ابن زكريا القطان، عن
ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة) (1) فقال: يعني ملكه لا يملكها معه أحد والقبض من الله تعالى في موضع
آخر المنع والبسط منه الإعطاء والتوسيع كما قال عز وجل: (والله يقبض ويبصط وإليه
ترجعون) (2) يعني يعطي ويوسع ويمنع ويضيق والقبض منه عز وجل في وجه آخر الأخذ
في وجه القبول منه كما قال: (ويأخذ الصدقات) (3) أي يقبلها من أهلها ويثيب
عليها قلت: فقوله عز وجل: (والسماوات مطويات بيمينه) (4) قال: اليمين اليد واليد
القدرة والقوة يقول عز وجل: والسماوات مطويات بقدرته وقوته سبحانه وتعالى عما
يشركون (5).
[10849] 23 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن أحمد بن محمد،
عن بعض النوفليين ومحمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كونوا على قبول
العمل أشد عناية منكم على العمل، الزهد في الدنيا قصر الأمل وشكر كل نعمة الورع
عما حرم الله عز وجل، من أسخط بدنه أرضى ربه ومن لم يسخط بدنه عصى ربه (6).
[10850] 24 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن
محمد بن سعيد، عن المنذر بن محمد، عن جيفر، عن أبان الأحمر، عن الحسين بن

(1) سورة الزمر: 67.
(2) سورة البقرة: 245.
(3) سورة التوبة: 104.
(4) سورة الزمر: 67.
(5) التوحيد: 161 ح 2.
(6) الخصال: 1 / 140 ح 50.
57

علوان، عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن ضمرة بن حبيب قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن الصلاة فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الصلاة من شرايع الدين وفيها مرضاة الرب عز وجل فهي منهاج
الأنبياء وللمصلي حب الملائكة وهدى وإيمان ونور المعرفة وبركة في الرزق وراحة
للبدن وكراهة للشيطان وسلاح على الكفار وإجابة للدعاء وقبول للأعمال وزاد
للمؤمن من الدنيا إلى الآخرة وشفيع بينه وبين ملك الموت وأنيس في قبره وفراش
تحت جنبه وجواب لمنكر ونكير وتكون صلاة العبد عند المحشر تاجا على رأسه
ونورا على وجهه ولباسا على بدنه وسترا بينه وبين النار وحجة بينه وبين الرب جل
جلاله ونجاة لبدنه من النار وجوازا على الصراط ومفتاحا للجنة ومهورا للحور العين
وثمنا للجنة بالصلاة يبلغ العبد إلى الدرجة العليا لأن الصلاة تسبيح وتهليل وتحميد
وتكبير وتمجيد وتقديس وقول ودعوة (1).
[10851] 25 - الكشي عن محمد بن مسعود، عن سليمان بن حفص، عن أبي بصير
حماد بن عبد الله القندي، عن إبراهيم بن مهزيار، عن علي بن مهزيار قال: كتب
إلي خيران: قد وجهت إليك ثمانية دراهم كانت أهديت إلي من طرسوس دراهم منهم
[مبهمة] وكرهت أن أردها على صاحبها أو أحدث فيها حدثا دون أمرك فهل
تأمرني في قبول مثلها أم لا؟ لأعرفها إن شاء الله تعالى وانتهي إلى أمرك؟ فكتب
وقرأته: اقبل منهم إذا أهدي إليك دراهم أو غيرها فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يرد هدية
على يهودي ولا نصراني (2).
الظاهر كتب خيران إلى أبي جعفر محمد الجواد (عليه السلام).
[10852] 26 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال الله عز وجل افترضت على عبادي عشرة فرائض إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي

(1) الخصال: 2 / 522 ح 11.
(2) رجال الكشي: 610 ح 1133، ونقل عنه في بحار الأنوار: 50 / 107.
58

وأبحتهم جناني: أولها: معرفتي والثانية: معرفة رسولي إلى خلقي والإقرار به والتصديق له
والثالثة: معرفة أوليائي وانهم الحجج على خلقي من والاهم فقد والاني ومن عاداهم
فقد عاداني وهم العلم فيما بيني وبين خلقي ومن أنكرهم أصليته ناري وضاعفت عليه
عذابي والرابعة: معرفة الأشخاص الذين أقيموا من ضياء قدسي وهم قوام قسطي
والخامسة: معرفة القوام بفضلهم والتصديق لهم والسادسة: معرفة عدوي إبليس
وما كان من ذاته وأعوانه والسابعة: قبول أمري والتصديق لرسلي والثامنة: كتمان
سري وسر أوليائي والتاسعة: تعظيم أهل صفوتي والقبول عنهم والرد إليهم فيما
اختلفتم فيه حتى يخرج الشرح منهم والعاشرة: أن يكون هو وأخوه في الدين والدنيا
شرعا سواء فإذا كانوا كذلك أدخلتهم ملكوتي وآمنتهم من الفزع الأكبر وكانوا عندي
في عليين (1).
[10853] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من اعطي أربعا لم يحرم أربعا:
من اعطي الدعاء لم يحرم الإجابة ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول ومن اعطي
الاستغفار لم يحرم المغفرة ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة وتصديق ذلك في كتاب الله
سبحانه قال الله عز وجل في الدعاء: (ادعوني أستجب لكم) (2) وقال في الاستغفار:
(ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما) (3)
وقال في الشكر: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (4) وقال في التوبة: (إنما التوبة على
الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم
وكان الله عليما حكيما) (5) (6).

(1) التمحيص: 69 ح 167.
(2) سورة غافر: 60.
(3) سورة النساء: 110.
(4) سورة إبراهيم: 7.
(5) سورة النساء: 17.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 135.
59

[10854] 28 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) انه قال: من دلائل علامات
القبول: الجلوس إلى أهل العقول، ومن علامات أسباب الجهل: المماراة لغير أهل
الكفر، ومن دلائل العالم انتقاده لحديثه وعلمه بحقائق فنون النظر (1).
[10855] 29 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى محمد بن علي الجواد (عليه السلام) انه قال: المؤمن
يحتاج إلى توفيق من الله وواعظ من نفسه وقبول ممن ينصحه (2).
[10856] 30 - الديلمي رفعه إلى المفضل بن عمر انه قال للصادق (عليه السلام): أحب أن
أعرف علامة قبولي عند الله، فقال له: علامة قبول العبد عند الله أن يصيب بمعروفه
مواضعه فإن لم يكن كذلك فليس كذلك (3).
العبادة من دون ولاية الأئمة (عليهم السلام) باطلة ولن تقبل عند الله تعالى وفي هذا المجال
راجع وسائل الشيعة: 1 / 118 باب 29 من أبواب مقدمات العبادات،
ومستدرك الوسائل: 1 / 149 باب 27 من أبواب مقدمات العبادات وكلاهما من
طبع آل البيت (عليهم السلام).

(1) تحف العقول: 247.
(2) تحف العقول: 457.
(3) أعلام الدين: 283.
60

القبيلة
[10857] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن المفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اسامة زيد
الشحام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اقرأ على من ترى انه يطيعني منهم ويأخذ
بقولي السلام واوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق
الحديث وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أدوا
الأمانة إلى من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بأداء الخيط
والمخيط، صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن
الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس
قيل: هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر
وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني
أبي (عليه السلام) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليه السلام) فيكون زينها آداهم للأمانة
وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث إليه وصاياهم وودائعهم تسأل العشيرة عنه
فتقول من مثل فلان انه لأدانا للأمانة وأصدقنا للحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10858] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في رجل كان جالسا مع

(1) الكافي: 2 / 636 ح 5.
61

قوم فمات وهو معهم أو رجل وجد في قبيلة أو على باب دار قوم فادعى عليهم، قال:
ليس عليهم شيء ولا يبطل دمه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10859] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن سعيد بن عبد الله الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن قريشا في الجاهلية هدموا
البيت فلما أرادوا بناءه حيل بينهم وبينه والقي في روعهم الرعب حتى قال قائل منهم:
ليأتي كل رجل منكم بأطيب ماله ولا تأتوا بمال اكتسبتموه من قطيعة رحم أو حرام،
ففعلوا فخلي بينهم وبين بنائه فبنوه حتى انتهوا إلى موضع الحجر الأسود فتشاجروا
فيه أيهم يضع الحجر الأسود في موضعه حتى كاد أن يكون بينهم شر فحكموا أول من
يدخل من باب المسجد فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما أتاهم أمر بثوب فبسط ثم وضع
الحجر في وسطه ثم أخذت القبائل بجوانب الثوب فرفعوه ثم تناوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضعه في
موضعه فخصه الله به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10860] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن
صفوان بن يحيى، عن حنان قال: سمعت أبي يروي عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان
سلمان جالسا مع نفر من قريش في المسجد فأقبلوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم
حتى بلغوا سلمان فقال له عمر بن الخطاب: أخبرني من أنت ومن أبوك وما أصلك؟
فقال: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا فهداني الله عز وجل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنت عائلا
فأغناني الله بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنت مملوكا فأعتقني الله عز وجل بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا نسبي وهذا
حسبي، قال: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسلمان رضي الله عنه يكلمهم فقال له سلمان:

(1) الكافي: 7 / 355 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 217 ح 3.
62

يا رسول الله ما لقيت من هؤلاء جلست معهم فأخذوا ينتسبون ويرفعون في أنسابهم
حتى إذا بلغوا إلي قال عمر بن الخطاب: من أنت وما أصلك وما حسبك؟ فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فما قلت له يا سلمان؟ قال: قلت له: أنا سلمان بن عبد الله كنت ضالا
فهداني الله عز ذكره بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكنت عائلا فأغناني الله عز ذكره بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
وكنت مملوكا فأعتقني الله عز ذكره بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا نسبي وهذا حسبي فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر قريش ان حسب الرجل دينه ومروءته خلقه وأصله عقله
وقال الله عز وجل: (انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان
أكرمكم عند الله أتقاكم) (1) ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لسلمان: ليس لأحد من هؤلاء عليك
فضل إلا بتقوى الله عز وجل وإن كان التقوى لك عليهم فأنت أفضل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10861] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد الأشعري،
عن محمد بن حسان، عن أبي محمد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر
ابن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: صلاة في بيت المقدس ألف صلاة،
وصلاة في المسجد الأعظم مائة ألف صلاة، وصلاة في المسجد القبيلة خمس وعشرون
صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده
صلاة واحدة (3).
[10862] 6 - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن يحيى بن عبد الحميد
الحماني، عن الحسين بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما

(1) سورة الحجرات: 13.
(2) الكافي: 8 / 181 ح 203.
(3) ثواب الأعمال: 51.
63

وذلك قوله عز وجل في ذكر أصحاب اليمين وأصحاب الشمال وأنا من أصحاب اليمين وأنا
خير أصحاب اليمين ثم جعل القسمين أثلاثا فجعلني في خيرهما ثلثا وذلك قوله:
(فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة
والسابقون السابقون) (1) وأنا من السابقين وأنا خير السابقين ثم جعل الأثلاث
قبائل فجعلني في خيرها قبيلة وذلك قوله عز وجل: (وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم) فأنا أتقى ولد آدم وأكرمهم على الله جل ثناؤه
ولا فخر ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا وذلك قوله عز وجل: (إنما يريد الله
ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) (2) (3).
[10863] 7 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن صالح بن أبي حماد، عن
الحسن بن الجهم قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) وعنده زيد بن موسى أخوه وهو يقول: يا
زيد اتق الله فإنا بلغنا ما بلغنا بالتقوى فمن لم يتق ولم يراقبه فليس منا ولسنا منه،
يا زيد إياك أن تعين على من به تصول من شيعتنا فيذهب نورك يا زيد إن شيعتنا إنما
أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهم لنا واعتقادهم لولايتنا
فإن أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وأبطلت حقك، قال الحسن بن الجهم: ثم
التفت (عليه السلام) إلي فقال لي: يا ابن الجهم من خالف دين الله فابرأ منه كائنا من كان من أي
قبيلة كان ومن عادى الله فلا نواله كائنا من كان من أي قبيلة كان، فقلت له:
يا ابن رسول الله ومن الذي يعادي الله؟ قال: من يعصيه (4).
راجع في مقالة الإمام الرضا (عليه السلام) في أخيه زيد إلى عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 232
باب 58.

(1) سورة الواقعة: 8 - 10.
(2) سورة الأحزاب: 33.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والتسعون ح 1 / 729 الرقم 999.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 235 ح 6.
64

[10864] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن الجعفري،
عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يحب أربع قبائل كان يحب
الأنصار وعبد القيس وأسلم وبني تميم وكان يبغض بني امية وبني حنيف وثقيف وبني
هذيل وكان (عليه السلام) يقول: لم تلدني امي بكريه ولا ثقفية، وكان (عليه السلام) يقول: في كل حي
نجيب إلا في بني امية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10865] 9 - الصدوق بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن موسى بن جعفر
البغدادي، عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
أسأله عن أرض أوقفها جدي على المحتاجين من ولد فلان بن فلان الرجل الذي يجمع
القبيلة وهم كثير متفرقون في البلاد وفي ولد الواقف حاجة شديدة فسألوني أن
أخصهم بها دون سائر ولد الرجل الذي يجمع القبيلة، فأجاب (عليه السلام): ذكرت الأرض
التي أوقفها جدك على فقراء ولد فلان وهي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف وليس لك
أن تبتغي من كان غائبا (2).
[10866] 10 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف،
عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد أبي الخزرج، عن فضل بن عثمان الأعور، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) في الرجل يقتل فيوجد رأسه في قبيلة ووسطه وصدره
في قبيلة والباقي في قبيلة؟ قال: ديته على من وجد في قبيله صدره وبدنه والصلاة
عليه (3).

(1) الخصال: 1 / 227 ح 64.
(2) الفقيه: 4 / 240 ح 5574.
(3) التهذيب: 10 / 213 ح 47.
65

القتل
[10867] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد،
عن العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي
تغير النعم البغي والذنوب التي تورث الندم القتل والتي تنزل النقم الظلم والتي تهتك
الستر شرب الخمر والتي تحبس الرزق الزنا والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم والتي ترد
الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (1).
[10868] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عمن ذكره عن الرضا (عليه السلام) عن الرجل يكون في السفر ومعه جارية له فيجئ قوم
يريدون أخذ جاريته أيمنع جاريته من أن تؤخذ وإن خاف على نفسه القتل؟ قال:
نعم قلت: وكذلك إن كانت معه امرأة؟ قال: نعم قلت: وكذلك الام والبنت وابنة العم
والقرابة يمنعهن وإن خاف على نفسه القتل؟ قال: نعم قلت: وكذلك المال يريدون
أخذه في سفر فيمنعه وإن خاف القتل؟ قال: نعم (2).
[10869] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل ذنب يكفره القتل في سبيل
الله عز وجل إلا الدين لا كفارة له إلا أداؤه أو يقضي صاحبه أو يعفو الذي له الحق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 447 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 52 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 94 ح 6.
66

[10870] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يكون عليه الحدود منها القتل قال: تقام
عليه الحدود ثم يقتل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10871] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحدث
بالمدينة حدثا أو آوى محدثا، قلت: ما الحدث؟ قال: القتل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10872] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل بن
صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أول ما
يحكم الله فيه يوم القيامة الدماء فيوقف ابني آدم فيفصل بينهما ثم الذين يلونهما من
أصحاب الدماء حتى لا يبقى منهم أحد ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله
فيتشخب في دمه وجهه فيقول: هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن يكتم
الله حديثا (3).
[10873] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا يغرنكم رحب الذراعين بالدم فإن له عند الله عز وجل قاتلا لا يموت، قالوا:
يا رسول الله وما قاتل لا يموت؟ فقال: النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 250 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 275 ح 6.
(3) الكافي: 7 / 271 ح 2.
(4) الكافي: 7 / 272 ح 4.
67

[10874] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
المفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (من قتل نفسا بغير نفس فكأنما
قتل الناس جميعا) (1) قال له: في النار مقعد لو قتل الناس جميعا لم يرد إلا إلى ذلك
المقعد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10875] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم
يصب دما حراما وقال: لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10876] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل
له: يا رسول الله قتيل في جهينة، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يمشي حتى انتهى إلى مسجدهم
قال: وتسامع الناس فأتوه فقال: من قتل ذا؟ قالوا: يا رسول الله ما ندري فقال:
قتيل بين المسلمين لا يدرى من قتله، والذي بعثني بالحق لو ان أهل السماء والأرض
شركوا في دم امرئ مسلم ورضوا به لأكبهم الله على مناخرهم في النار أو قال على
وجوههم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10877] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقف بمنى حين

(1) سورة المائدة: 32.
(2) الكافي: 7 / 272 ح 6 و 7 و 8.
(3) الكافي: 7 / 272 ح 6 و 7 و 8.
(4) الكافي: 7 / 272 ح 6 و 7 و 8.
68

قضى مناسكها في حجة الوداع فقال: أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم واعقلوه عني
فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم في هذا الموقف بعد عامنا هذا ثم قال: أي يوم أعظم
حرمة؟ قالوا: هذا اليوم قال: فأي شهر أعظم حرمة؟ قالوا: هذا الشهر قال: فأي
بلد أعظم حرمة؟ قالوا: هذا البلد قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة
يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم ألا هل
بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد ألا من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه
عليها فإنه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه ولا تظلموا أنفسكم ولا
ترجعوا بعدي كفارا (1).
الرواية صحيحة الإسناد، ونحوها موثقة سماعة المروية في الكافي: 7 / 274 ح 5.
[10878] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، وابن بكير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن المؤمن يقتل المؤمن متعمدا أله توبة؟ فقال: إن كان
قتله لإيمانه فلا توبة له وإن كان قتله لغضب أو لسبب شيء من أمر الدنيا فإن توبته أن
يقاد منه وإن لم يكن علم به انطلق إلى أولياء المقتول فأقر عندهم بقتل صاحبهم فإن
عفوا عنه فلم يقتلوه أعطاهم الدية وأعتق نسمة وصام شهرين متتابعين وأطعم ستين
مسكينا توبة إلى الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10879] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت ابن أبي ليلى
يقول: كانت الدية في الجاهلية مائة من الإبل فأقرها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم انه فرض

(1) الكافي: 7 / 273 ح 12.
(2) الكافي: 7 / 276 ح 2.
69

على أهل البقر مائتي بقرة وفرض على أهل الشاة ألف شاة ثنية وعلى أهل الذهب ألف
دينار وعلى أهل الورق عشرة آلاف درهم وعلى أهل اليمن الحلل مائة حلة، قال
عبد الرحمن بن الحجاج: فسألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما روى ابن أبي ليلى فقال: كان
علي (عليه السلام) يقول: الدية ألف دينار وقيمة الدينار عشرة دراهم وعشرة آلاف درهم
لأهل الأمصار وعلى أهل البوادي الدية مائة من الإبل ولأهل السواد مائتا بقرة أو
ألف شاة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10880] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
عشرة اشتركوا في قتل رجل، قال: يخير أهل المقتول فأيهم شاؤوا قتلوا ويرجع
أولياؤه على الباقين بتسعة أعشار الدية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10881] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجلين قتلا رجلا، قال: إن أراد أولياء
المقتول قتلهما أدوا دية كاملة وقتلوهما وتكون الدية بين الأولياء المقتولين فإن أرادوا
قتل أحدهما فقتلوه أدى المتروك نصف الدية إلى أهل المقتول وإن لم يؤد دية أحدهما
ولم يقتل أحدهما، قبل الدية صاحبه من كليهما (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10882] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا،

(1) الكافي: 7 / 280 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 283 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 283 ح 2.
70

عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في رجل أمر رجلا بقتل رجل فقتله، فقال: يقتل به الذي قتله ويحبس
الآمر بقتله في السجن حتى يموت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10883] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم وابن بكير، وغير واحد قالوا: كان علي بن الحسين (عليه السلام) في الطواف فنظر في
ناحية المسجد إلى جماعة فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: هذا محمد بن شهاب الزهري
اختلط عقله فليس يتكلم فأخرجه أهله لعله إذا رأى الناس أن يتكلم، فلما قضى
علي بن الحسين طوافه خرج حتى دنا منه فلما رآه محمد بن شهاب عرفه فقال له علي
بن الحسين (عليه السلام): ما لك؟ فقال: وليت ولاية فأصبت دما فقتلت رجلا فدخلني ما
ترى؟ فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): لأنا عليك من يأسك من رحمة الله أشد خوفا مني
عليك مما أتيت ثم قال له: أعطهم الدية قال: قد فعلت فأبوا فقال: اجعلها صررا ثم
انظر مواقيت الصلاة فألقها في دارهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10884] 18 - قال الصدوق: وفي رواية إبراهيم بن أبي البلاد عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت في زمن أمير المؤمنين (عليه السلام) امرأة صدق يقال لها: ام فتان،
فأتاها رجل من أصحاب علي (عليه السلام) فسلم عليها فوافقها مهتمة فقال لها: مالي أراك
مهتمة قالت: مولاة لي دفنتها فنبذتها الأرض مرتين قال: فدخلت على
أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبرته فقال: إن الأرض لتقبل اليهودي والنصراني فما لها إلا أن
تكون تعذب بعذاب الله عز وجل ثم قال: أما انه لو أخذت تربة من قبر رجل مسلم فألقي

(1) الكافي: 7 / 285 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 296 ح 3.
71

على قبرها لقرت، قال: فأتيت ام فتان فأخبرتها فأخذت تربة من قبر رجل مسلم
فألقي على قبرها فقرت، فسألت عنها ما كانت تفعل فقالوا: كانت شديدة
الحب للرجال لا تزال قد ولدت وألقت ولدها في التنور (1).
[10885] 19 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحكم، عن الفضيل بن سعدان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كانت في ذؤابة سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيفة مكتوب فيها:
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه أو
أحدث حدثا أو آوى محدثا، وكفر بالله العظيم الانتفاء من حسب وإن دق (2).
[10886] 20 - الطوسي بإسناده إلى الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عمن
قتل مؤمنا متعمدا هل له توبة؟ فقال: لا حتى يؤدي ديته إلى أهله ويعتق رقبة
ويصوم شهرين متتابعين ويستغفر الله ويتوب إليه ويتضرع فإني أرجو أن يتاب عليه
إذا فعل ذلك، قلت: فإن لم يكن له ما يؤدي ديته؟ قال: يسأل المسلمين حتى يؤدي
ديته إلى أهله (3).
الرواية موثقة سندا.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الديات من كتب
الأخبار ومنها جامع أحاديث الشيعة: 26 / 92.

(1) الفقيه: 4 / 98 ح 5173.
(2) الفقيه: 4 / 98 ح 5174.
(3) التهذيب: 10 / 164 ح 34.
72

القدر
[10887] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في
الدنيا (1).
[10888] 2 - الكليني، عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كلم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) العباد بكنه عقله قط وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنا معاشر
الأنبياء امرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم (2).
[10889] 3 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن ابن سنان، عن
محمد بن مروان العجلي، عن علي بن حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنا (3).
[10890] 4 - الكليني، عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن زكريا الغلابي، عن
ابن عائشة البصري رفعه أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في بعض خطبه: أيها الناس
اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه ولا بحكيم من رضى بثناء الجاهل

(1) الكافي: 1 / 11 ح 7.
(2) الكافي: 1 / 23 ح 15 - 8 / 268 ح 394.
(3) الكافي: 1 / 50 ح 13.
73

عليه، الناس أبناء ما يحسنون وقدر كل امرء ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين
أقداركم (1).
[10891] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عدة من أصحابه،
عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال:
التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه.
وفي حديث آخر قال: قلت: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟
فقال: التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم، لا
يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه، إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم الغيظ
عاف عن الناس والله يحب المحسنين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10892] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد،
عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل لا يقدر أحد قدره وكذلك
لا يقدر قدر نبيه وكذلك لا يقدر قدر المؤمن انه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما
والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا كما تتحات الريح الشديدة الورق عن
الشجر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10893] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من أخلاق المؤمن
الإنفاق على قدر الإقتار والتوسع على قدر التوسع وانصاف الناس وابتداؤه إياهم

(1) الكافي: 1 / 50 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 124 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 183 ح 20.
74

بالسلام عليهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10894] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء وما
يخص الله عز وجل به المؤمن، فقال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أشد الناس بلاء في الدنيا؟
فقال: النبيون ثم الأمثل فالأمثل ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن
صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10895] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العيادة قدر فواق ناقة أو حلب ناقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10896] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن ليزور أهله فيرى ما يحب
ويستر عنه ما يكره، وإن الكافر ليزور أهله فيرى ما يكره ويستر عنه ما يحب، قال:
ومنهم من يزور كل جمعة ومنهم من يزور على قدر عمله (4).
الرواية صحيحة الإسناد، والمراد به الميت المؤمن.
[10897] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: إنما تنزل المعونة على القوم على
قدر مؤونتهم وإن الضيف لينزل بالقوم فينزل رزقه معه في حجره (5).

(1) الكافي: 2 / 241 ح 36.
(2) الكافي: 2 / 252 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 117 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 230 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 284 ح 2.
75

[10898] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن اليقطيني، عن ابن أبي عمير،
عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا بني اعرف منازل
الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية وبالدرايات
للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان، إني نظرت في كتاب لعلي (عليه السلام)
فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرئ وقدره معرفته أن الله تبارك وتعالى يحاسب
الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10899] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قدر الرجل على قدر همته
وصدقه على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته (2).
[10900] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تنزل المعونة على قدر
المؤونة (3).
[10901] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ينزل الصبر على قدر المصيبة
ومن ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط عمله (4).
[10902] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وكلما عظم قدر الشيء
المتنافس فيه عظمت الرزية لفقده... (5).
[10903] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رحم الله امرء عرف قدره ولم
يتعد طوره (6).

(1) معاني الأخبار: 1 ح 2.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 47.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 139.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 144.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 275.
(6) غرر الحكم: ح 5204.
76

[10904] 18 - وعنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يجهل قدره (1).
[10905] 19 - وعنه (عليه السلام): من جهل قدره عدا طوره (2).
[10906] 20 - وعنه (عليه السلام): من عرف قدره لم يضع بين الناس (3).
[10907] 21 - وعنه (عليه السلام): من وقف عند قدره أكرمه الناس (4).
[10908] 22 - وعنه (عليه السلام): من عرف قدر نفسه لم يهنها بالفانيات (5).
[10909] 23 - وعنه (عليه السلام): من اقتصر على قدره كان أبقى له (6).
[10910] 24 - وعنه (عليه السلام): من جهل قدره جهل كل قدر (7).
[10911] 25 - وعنه (عليه السلام): ما هلك من عرف قدره (8).
[10912] 26 - وعنه (عليه السلام): نعما للعبد أن يعرف قدره ولا يتجاوز حده (9).
[10913] 27 - وعنه (عليه السلام): هلك من لم يعرف قدره (10).
[10914] 28 - وعنه (عليه السلام): لا تفعل ما يضع قدرك (11).
[10915] 29 - وعنه (عليه السلام): لا جهل أعظم من تعدي القدر (12).
[10916] 30 - وعنه (عليه السلام): لا عقل لمن يتجاوز حده وقدره (13).
الروايات في هذا المجال متعددة ويأتي عنوان ليلة القدر في محلها إن شاء الله
تعالى.

(1) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(2) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(3) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(3) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(4) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(5) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(6) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(7) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(8) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(9) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(10) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(11) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(12) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
(13) غرر الحكم: ح 7054 و 7964 و 8121 و 8617 و 8628 و 8825 و 8873 و 9515 و
9987 و 10020 و 10231 و 10654 و 10677.
77

القدر
[10917] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، وإسحاق بن محمد، وغيرهما
رفعوه قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين
إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل
الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا
هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي
يا أمير المؤمنين، فقال له: مه يا شيخ فوالله لقد عظم الله الأجر في مسيركم وأنتم
سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في
شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شيء
من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا
ومنصرفنا؟ فقال له: وتظن انه كان قضاء حتما وقدرا لازما؟ إنه لو كان كذلك لبطل
الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن
لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن ولكان
المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن
وحزب الشيطان وقدرية هذه الامة ومجوسها.
إن الله تبارك وتعالى كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص
مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا
ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا
78

من النار فأنشأ الشيخ يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالإحسان إحسانا (1)
ذكرها الصدوق في التوحيد: 380 ح 28 مسندا مع إضافة في الأشعار.
[10918] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن
يونس بن عبد الرحمن قال: قال لي أبو الحسن الرضا (عليه السلام): يا يونس لا تقل بقول
القدرية فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة ولا بقول أهل النار ولا بقول إبليس،
فإن أهل الجنة قالوا: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله،
وقال أهل النار: ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، وقال إبليس: رب بما
أغويتني فقلت: والله ما أقول بقولهم ولكني أقول: لا يكون إلا بما شاء الله وأراد وقدر
وقضى فقال: يا يونس ليس هكذا لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى،
يا يونس تعلم ما المشيئة؟ قلت: لا قال: هي الذكر الأول فتعلم ما الإرادة؟ قلت: لا
قال: هي العزيمة على ما يشاء فتعلم ما القدر؟ قلت: لا قال: هي الهندسة ووضع
الحدود من البقاء والفناء قال: ثم قال: والقضاء هو الإبرام وإقامة العين، قال:
فاستأذنته أن أقبل رأسه وقلت: فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10919] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان
ابن عيسى، عن إسماعيل بن جابر قال: كان في مسجد المدينة رجل يتكلم في القدر
والناس مجتمعون قال: فقلت: يا هذا أسألك؟ قال: سل قلت: يكون في ملك الله
تبارك وتعالى ما لا يريد؟ قال: فأطرق طويلا ثم رفع رأسه إلي فقال لي: يا هذا لئن

(1) الكافي: 1 / 155 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 157 ح 4.
79

قلت انه يكون في ملكه ما لا يريد انه لمقهور ولئن قلت لا يكون في ملكه إلا ما يريد
أقررت لك بالمعاصي، قال: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سألت هذا القدري فكان من
جوابه كذا وكذا، فقال: لنفسه نظر أما لو قال غير ما قال لهلك (1).
الرواية موثقة سندا.
[10920] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن غير واحد، عن أبي جعفر، وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: إن الله أرحم
بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها والله أعز من أن يريد أمرا فلا
يكون قال: فسئلا (عليهما السلام) هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين
السماء والأرض (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ورويها الصدوق بسنده المعتبر في التوحيد: 360 ح 3.
[10921] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن صالح بن سهل، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سئل عن الجبر والقدر، فقال: لا جبر ولا قدر ولكن منزلة بينهما فيها الحق التي بينهما
لا يعلمها إلا العالم أو من علمها إياه العالم (3).
[10922] 6 - الصدوق، عن الفامي، وابن مسرور، عن ابن بطة، عن الصفار،
ومحمد بن علي بن محبوب، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن
عيسى، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الناس في القدر على ثلاثة أوجه:
رجل زعم ان الله عز وجل أجبر الناس على المعاصي فهذا قد ظلم الله عز وجل في حكمه وهو
كافر، ورجل يزعم ان الأمر مفوض إليهم فهذا وهن الله في سلطانه فهو كافر، ورجل

(1) الكافي: 1 / 158 ح 7.
(2) الكافي: 1 / 159 ح 9.
(3) الكافي: 1 / 159 ح 10.
80

يقول: إن الله عز وجل كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون فإذا أحسن حمد الله
وإذا أساء استغفر الله فهذا مسلم بالغ والله الموفق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10923] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن محمد البرقي،
عن عبد الملك بن عنترة الشيباني، عن أبيه، عن جده قال: جاء رجل إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ فقال: بحر عميق فلا
تلجه فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال: طريق مظلم فلا تسلكه قال:
يا أمير المؤمنين أخبرني عن القدر؟ قال: سر الله فلا تتكلفه قال: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن القدر؟ قال: فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): إما إذا أبيت فإني سائلك أخبرني
أكانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد أم كانت أعمال العباد قبل رحمة الله؟ قال:
فقال له الرجل: بل كانت رحمة الله للعباد قبل أعمال العباد فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
قوموا فسلموا على أخيكم فقد أسلم وقد كان كافرا، قال: وانطلق الرجل غير بعيد
ثم انصرف إليه فقال له: يا أمير المؤمنين أ بالمشية الاولى نقوم ونقعد ونقبض
ونبسط؟ فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): وإنك لبعيد في المشية أما أني سائلك عن ثلاث
لا يجعل الله لك في شيء منها مخرجا: أخبرني أ خلق الله العباد كما شاء أو كما شاؤوا؟
فقال: كما شاء قال: فخلق الله العباد لما شاء أو لما شاؤوا؟ فقال: لما شاء قال: يأتونه
يوم القيامة كما شاء أو كما شاؤوا؟ قال: يأتونه كما شاء قال: قم فليس إليك من
المشيئة شيء (2).
[10924] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل،
عن زرارة، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن

(1) الخصال: 1 / 195 ح 271.
(2) التوحيد: 365 ح 3.
81

القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10925] 9 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن هاشم، عن ابن معبد،
عن درست، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما تقول
في القضاء والقدر؟ قال: أقول إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد
إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10926] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن
سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قال رجل لعلي بن الحسين (عليهما السلام): جعلني الله
فداك أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ فقال: إن القدر والعمل بمنزلة الروح
والجسد فالروح بغير جسد لا يحس والجسد بغير روح صورة لا حراك بها فإذا
اجتمعا قويا وصلحا كذلك العمل والقدر فلو لم يكن القدر واقعا على العمل لم يعرف
الخالق من المخلوق وكان القدر شيئا لم يحس ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم يمض
ولم يتم ولكنهما باجتماعهما قويا ولله فيه العيون لعباده الصالحين ثم قال: ألا إن من اجور
الناس من رأى جوره عدلا وعدل المهتدي جورا، ألا إن للعبد أربعة أعين عينان
يبصر بهما أمر آخرته وعينان يبصر بهما أمر دنياه فإذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا فتح له
العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما العيب وإذا أراد غير ذلك ترك القلب بما فيه، ثم التفت
إلى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه (3).
[10927] 11 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن جعفر، عن موسى بن عمران

(1) التوحيد: 364 ح 1.
(2) التوحيد: 365 ح 2.
(3) التوحيد: 366 ح 4.
82

النخعي، عن النوفلي، عن السكوني، عن مروان بن شجاع، عن سالم الأفطس، عن
سعيد بن جبير قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما غلا أحد في القدر إلا خرج من
الإيمان (1).
[10928] 12 - الصدوق، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، عن منصور بن عبد الله،
عن علي بن عبد الله، عن محمد بن جعفر، عن إسحاق بن إبراهيم، عن شريك، عن
أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب قال: كنا مع سعيد بن قيس بصفين ليلا والصفان
ينظر كل واحد منهما إلى صاحبه حتى جاء أمير المؤمنين (عليه السلام) فنزلنا على فنائه فقال له
سعيد بن قيس: أفي هذه الساعة يا أمير المؤمنين، أما خفت شيئا؟ قال: وأي شيء
أخاف؟ انه ليس من أحد إلا ومعه ملكان موكلان به أن يقع في بئر أو تضربه دابة أو
يتردى من جبل حتى يأتيه القدر فإذا أتى القدر خلوا بينه وبينه (2).
[10929] 13 - الصدوق، عن أبي نصر السرخسي، عن أبي لبيد الشامي، عن إبراهيم
ابن سعيد، عن أبي حمزة أنس بن عياض، عن أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يؤمن أحدكم حتى يؤمن بالقدر خيره
وشره وحلوه ومره (3).
[10930] 14 - الصدوق، عن الدقاق، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن موسى
ابن عمران النخعي، عن عمه النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن الرقي أتدفع من القدر شيئا؟ فقال: هي من القدر وقال (عليه السلام): إن القدرية
مجوس هذه الامة وهم الذين أرادوا أن يصفوا الله بعدله فأخرجوه من سلطانه وفيهم
نزلت هذه الآية (يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر * إنا كل

(1) عقاب الأعمال: 253 ح 8.
(2) التوحيد: 379 ح 26.
(3) التوحيد: 379 ح 27.
83

شيء خلقناه بقدر) (1) (2).
[10931] 15 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن جعفر، عن مسلمة بن
عبد الملك، عن داود بن سليمان، عن أبي الحسن علي بن موسى (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صنفان من امتي ليس لهما في الإسلام
نصيب: المرجئة والقدرية (3).
[10932] 16 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن علي بن أبي حمزة قال:
حدثني أبي انه سمع أبا جعفر (عليه السلام) يقول: يحشر المكذبون بقدر الله من قبورهم قد
مسخوا قردة وخنازير (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10933] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن البصري انه كتب إلى أبي محمد
الحسن بن علي (عليهما السلام): أما بعد فإنكم معشر بني هاشم الفلك الجارية في اللجج الغامرة
والأعلام النيرة الشاهرة أو كسفينة نوح (عليه السلام) التي نزلها المؤمنون ونجا فيها المسلمون
كتبت إليك يا بن رسول الله عند اختلافنا في القدر وحيرتنا في الاستطاعة فأخبرنا
بالذي عليه رأيك ورأي آبائك (عليهم السلام) فإن من علم الله علمكم وأنتم شهداء على الناس
والله الشاهد عليكم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. فأجابه الحسن (عليه السلام):
بسم الله الرحمن الرحيم وصل إلي كتابك ولولا ما ذكرته من حيرتك وحيرة من
مضى قبلك إذا ما أخبرتك، أما بعد فمن لم يؤمن بالقدر خيره وشره إن الله يعلمه فقد
كفر ومن أحال المعاصي على الله فقد فجر، إن الله لم يطع مكرها ولم يعص مغلوبا ولم

(1) سورة القمر: 48 و 49.
(2) التوحيد: 382 ح 29.
(3) عقاب الأعمال: 252 ح 3.
(4) عقاب الأعمال: 253 ح 4.
84

يهمل العباد سدى من المملكة بل هو المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه، أقدرهم
بل أمرهم تخييرا ونهاهم تحذيرا فإن ائتمروا للطاعة لم يجدوا عنها صادا وان انتهوا إلى
المعصية فشاء أن يمن عليهم بأن يحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل فليس هو الذي
حملهم عليها جبرا ولا ألزموها كرها بل من عليهم بأن بصرهم وعرفهم وحذرهم
وأمرهم ونهاهم لا جبلا لهم على ما أمرهم به فيكونوا كالملائكة ولا جبرا لهم على ما
نهاهم عنه ولله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين والسلام على من اتبع الهدى (1).
[10934] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قد سئل عن القدر، فقال: طريق
مظلم فلا تسلكوه وبحر عميق فلا تلجوه وسر الله فلا تتكلفوه (2).
[10935] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه عزى الأشعث بن قيس عن
ابن له:... يا أشعث إن صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور وإن جزعت جرى
عليك القدر وأنت مأزور، يا أشعث ابنك سرك وهو بلاء وفتنة وحزنك وهو ثواب
ورحمة (3).
[10936] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: القدر يغلب الحذر (4).
[10937] 21 - وعنه (عليه السلام): محن القدر تسبق الحذر (5).
[10938] 22 - وعنه (عليه السلام): المقادير لا تدفع بالقوة والمغالبة (6).
[10939] 23 - وعنه (عليه السلام): الامور بالتقدير لا بالتدبير (7).
[10940] 24 - وعنه (عليه السلام): إذا كان القدر لا يرد فالإحتراس باطل (8).
[10941] 25 - وعنه (عليه السلام): تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير (9).

(1) تحف العقول: 231.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 287.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 291.
(4) غرر الحكم: ح 1025 و 9752 و 1412 و 1947 و 4071 و 4517.
(5) غرر الحكم: ح 1025 و 9752 و 1412 و 1947 و 4071 و 4517.
(6) غرر الحكم: ح 1025 و 9752 و 1412 و 1947 و 4071 و 4517.
(7) غرر الحكم: ح 1025 و 9752 و 1412 و 1947 و 4071 و 4517.
(8) غرر الحكم: ح 1025 و 9752 و 1412 و 1947 و 4071 و 4517.
(9) غرر الحكم: ح 1025 و 9752 و 1412 و 1947 و 4071 و 4517.
85

[10942] 26 - وعنه (عليه السلام): كلما ازداد عقل الرجل قوي إيمانه بالقدر واستخف بالغير (1).
[10943] 27 - وعنه (عليه السلام): لن يغلبك على ما قدر لك غالب (2).
[10944] 28 - وعنه (عليه السلام): من أيقن بالقدر لم يكترث بما نابه (3).
[10945] 29 - وعنه (عليه السلام): نزول القدر يعمي البصر (4).
[10946] 30 - وعنه (عليه السلام): نعم الطارد للهم الإتكال على القدر (5).
الروايات في القدر كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 1 / 155، والتوحيد:
364، وعقاب الأعمال: 252، والوافي: 1 / 535، وبحار الأنوار: 5 / 84 وغيرها
من كتب الأخبار ويأتي عنوان القضاء في محلها إن شاء الله تعالى وقد مر منا عنواني
التفويض والجبر في محلهما.

(1) غرر الحكم: ح 7202 و 7438 و 8934 و 9961 و 9921.
(2) غرر الحكم: ح 7202 و 7438 و 8934 و 9961 و 9921.
(3) غرر الحكم: ح 7202 و 7438 و 8934 و 9961 و 9921.
(4) غرر الحكم: ح 7202 و 7438 و 8934 و 9961 و 9921.
(5) غرر الحكم: ح 7202 و 7438 و 8934 و 9961 و 9921.
86

القدرة
[10947] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن صفوان
ابن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لم يزل
الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر
والقدرة ذاته ولا مقدور فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم
والسمع على المسموع والبصر على المبصر والقدرة على المقدور، قال: قلت: فلم
يزل الله متحركا؟ قال: فقال: تعالى الله عن ذلك إن الحركة صفة محدثة بالفعل قال:
قلت: فلم يزل الله متكلما؟ قال: فقال: ان الكلام صفة محدثة ليست بأزلية كان
الله عز وجل ولا متكلم (1).
[10948] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن
أبي عبد الله جميعا، عن محمد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي يقظان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت المعروف كاسمه وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه
وذلك يراد منه وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه وليس كل من
يرغب فيه يقدر عليه ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة
والإذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه (2).

(1) الكافي: 1 / 107 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 26 ح 3.
87

[10949] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: دخل رجال من قريش على علي
ابن الحسين (عليهما السلام) فسألوه كيف الدعوة إلى الدين؟ قال: تقول: بسم الله الرحمن
الرحيم أدعوكم إلى الله عز وجل وإلى دينه وجماعه أمران: أحدهما معرفة الله عز وجل، والآخر
العمل برضوانه وان معرفة الله عز وجل أن يعرف بالوحدانية والرأفة والرحمة والعزة
والعلم والقدرة والعلو على كل شيء وأنه النافع الضار القاهر لكل شيء الذي
لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وأن محمدا عبده ورسوله
وأن ما جاء به هو الحق من عند الله عز وجل وما سواه هو الباطل فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم
ما للمسلمين وعليهم ما على المسلمين (1).
[10950] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن
أبي محمد الغفاري، عن عبد الله بن إبراهيم، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعيته القدرة فليرب صغيرا (2).
[10951] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن البزنطي قال:
جاء قوم من وراء النهر إلى أبي الحسن (عليه السلام) فقالوا له: جئناك نسألك عن ثلاث مسائل
فإن أجبتنا فيها علمنا أنك عالم، فقال: سلوا، فقالوا: أخبرنا عن الله أين كان وكيف
كان وعلى أي شيء كان اعتماده؟ فقال: إن الله عز وجل كيف الكيف فهو بلا كيف وأين
الأين فهو بلا أين وكان اعتماده على قدرته، فقالوا: نشهد أنك عالم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10952] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن ابن يزيد، عن حماد بن

(1) الكافي: 5 / 36 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 311 ح 31.
(3) التوحيد: 125 ح 3.
88

عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن الله عز وجل لا يوصف، قال: وقال زرارة: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الله عز وجل
لا يوصف بعجز وكيف يوصف؟ وقد قال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) (1)
فلا يوصف بقدرة إلا كان أعظم من ذلك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10953] 7 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده أحمد، عن البزنطي قال:
جاء رجل إلى الرضا (عليه السلام) فقال: هل يقدر ربك أن يجعل السماوات والأرض وما بينهما
في بيضة؟ قال: نعم وفي أصغر من البيضة وقد جعلها في عينك وهي أقل من البيضة
لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض وما بينهما ولو شاء لأعماك عنها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10954] 8 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير،
عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
أيقدر الله أن يدخل الأرض في بيضة ولا تصغر الأرض ولا تكبر البيضة؟ فقال له:
ويلك إن الله لا يوصف بالعجز ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم البيضة (4).
[10955] 9 - الصدوق، عن السناني، عن محمد الأسدي، عن البرمكي، عن
الحسين بن الحسن، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة قال: قلت للرضا (عليه السلام):
خلق الله الأشياء بالقدرة أم بغير القدرة؟ فقال (عليه السلام): لا يجوز أن يكون خلق الأشياء

(1) سورة الأنعام: 91.
(2) التوحيد: 127 ح 6.
(3) التوحيد: 130 ح 11.
(4) التوحيد: 130 ح 9.
89

بالقدرة لأنك إذا قلت خلق الأشياء بالقدرة فكأنك قد جعلت القدرة شيئا غيره
وجعلتها آلة له بها خلق الأشياء وهذا شرك، وإذا قلت خلق الأشياء بقدرة فإنما
تصفه أنه جعلها باقتدار عليها وقدرة ولكن ليس هو بضعيف ولا عاجز ولا محتاج إلى
غيره بل هو سبحانه قادر لذاته لا بالقدرة (1).
وروي نظيرها في التوحيد: 130 ح 12.
[10956] 10 - الصدوق، عن أحمد بن الهيثم العجلي، عن ابن زكريا القطان، عن
ابن حبيب، عن ابن بهلول، عن أبيه، عن أبي الحسن العبدي، عن سليمان بن مهران
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (والأرض جميعا قبضته يوم
القيامة) (2) فقال: يعني ملكه لا يملكها معه أحد، والقبض من الله تعالى في موضع
آخر المنع، والبسط منه الإعطاء والتوسيع كما قال عز وجل: (والله يقبض ويبصط وإليه
ترجعون) (3) يعني يعطي ويوسع ويمنع ويضيق، والقبض منه عز وجل في وجه آخر
الأخذ في وجه القبول منه كما قال: (ويأخذ الصدقات) (4) أي يقبلها من أهلها
ويثيب عليها، قلت: فقوله عز وجل (والسماوات مطويات بيمينه) (5) قال: اليمين اليد
واليد القدرة والقوة يقول عز وجل والسماوات مطويات بقدرته وقوته سبحانه وتعالى
عما يشركون (6).
[10957] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحمد لله الذي لم تسبق له حال
حالا فيكون أولا قبل أن يكون آخرا ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا، كل مسمى
بالوحدة غيره قليل وكل عزيز غيره ذليل وكل قوي غيره ضعيف وكل مالك غيره

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 117 ح 7.
(2) سورة الزمر: 67.
(3) سورة البقرة: 245.
(4) سورة التوبة: 104.
(5) سورة الزمر: 67.
(6) التوحيد: 161 ح 2.
90

مسمى بالوحدة غيره قليل وكل عزيز غيره ذليل وكل قوي غيره ضعيف وكل مالك
غيره مملوك وكل عالم غيره متعلم وكل قادر غيره يقدر ويعجز... الخطبة (1).
[10958] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... بان من الأشياء بالقهر
لها والقدرة عليها وبانت الأشياء منه بالخضوع له والرجوع إليه ومن وصفه فقد حده
ومن حده فقد عده ومن عده فقد أبطل أزله ومن قال: كيف فقد استوصفه ومن قال:
أين فقد حيزه، عالم إذ لا معلوم ورب إذ لا مربوب وقادر إذ لا مقدور...
الخطبة (2).
[10959] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحمد لله الذي أظهر من آثار
سلطانه وجلال كبريائه ما حير مقل العقول من عجائب قدرته وردع خطرات هماهم
النفوس عن عرفان كنه صفته... الخطبة (3).
[10960] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا كثرت المقدرة قلت
الشهوة (4).
[10961] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: القدرة تنسي
الحفيظة (5).
[10962] 16 - وعنه (عليه السلام): القدرة تظهر محمود الخصال ومذمومها (6).
[10963] 17 - وعنه (عليه السلام): التسلط على الضعيف والمملوك من لزوم [لؤم ن ل]
القدرة (7).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 152.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 195.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 245.
(5) غرر الحكم: ح 953 و 1153 و 2185.
(6) غرر الحكم: ح 953 و 1153 و 2185.
(7) غرر الحكم: ح 953 و 1153 و 2185.
91

[10964] 18 - وعنه (عليه السلام): زكاة القدرة الإنصاف (1).
[10965] 19 - وعنه (عليه السلام): تجاوز مع القدرة وأحسن مع الدولة تكمل لك السيادة (2).
[10966] 20 - وعنه (عليه السلام): من استطال على الناس بقدرته سلب القدرة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة وللاطلاع على الروايات الواردة في القدرة الإلهية
راجع كتاب التوحيد: 122 لشيخنا الصدوق (رحمه الله)، وبحار الأنوار: 4 / 134 وغيرها
من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 5448 و 4528 و 8596.
(2) غرر الحكم: ح 5448 و 4528 و 8596.
(3) غرر الحكم: ح 5448 و 4528 و 8596.
92

القذف
[10967] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله
ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قضى أمير المؤمنين أن الفرية ثلاثة - يعني ثلاث
وجوه -: إذا رمى الرجل الرجل بالزنى، وإذا قال إن امه زانية، وإذا دعي لغير أبيه
فذلك فيه حد ثمانون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10968] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في امرأة قذفت رجلا قال: تجلد
ثمانين جلدة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10969] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن الحكم الأعمى، وهشام بن سالم، عن عمار
الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل قال لرجل يا ابن الفاعلة - يعني الزنى - قال:
فإن كانت امه حية شاهدة ثم جاءت تطلب حقها ضرب ثمانين جلدة وإن كانت غائبة
انتظر بها حتى تقدم فتطلب حقها وإن كانت قد ماتت ولم يعلم منها إلا خير ضرب
المفتري عليها الحد ثمانين جلدة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 205 ح 1 و 4 و 6.
(2) الكافي: 7 / 205 ح 1 و 4 و 6.
(3) الكافي: 7 / 205 ح 1 و 4 و 6.
93

[10970] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد،
عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في امرأة وهبت
جاريتها لزوجها فوقع عليها فحملت الأمة فأنكرت المرأة انها وهبتها له وقالت: هي
خادمي فلما خشيت أن يقام على الرجل الحد أقرت بأنها وهبتها له فلما أقرت بالهبة
جلدها الحد بقذفها زوجها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10971] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، وابن بكير، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في الرجل يقذف
الرجل فيجلد فيعود عليه بالقذف قال: إن قال له ان الذي قلت لك حق لم يجلد وإن
قذفه بالزنى بعد ما جلد فعليه الحد وإن قذفه قبل أن يجلد بعشر قذفات لم يكن عليه
إلا حد واحد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10972] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا سئلت الفاجرة من فجر بك؟
فقالت: فلان، فإن عليها حدين: حدا لفجورها وحدا لفريتها على الرجل
المسلم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10973] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل افترى على قوم جماعة قال: إن

(1) الكافي: 7 / 206 ح 10.
(2) الكافي: 7 / 208 ح 15.
(3) الكافي: 7 / 209 ح 20.
94

أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا وإن أتوا به متفرقين ضرب لكل واحد منهم
حدا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10974] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن
عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
لا أكون أول الشهود الأربعة على الزنى أخشى أن ينكل بعضهم فأجلد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10975] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) في ثلاثة شهدوا على رجل بالزنى، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
أين الرابع؟ فقالوا: الآن يجيئ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): حدوهم فليس في الحدود
نظرة ساعة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10976] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل قذف امرأته
فتلاعنا ثم قذفها بعد ما تفرقا أيضا بالزنى أعليه حد؟ قال: نعم عليه حد (4).
الرواية صحيحة الإسناد. والروايات في القذف متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك
من صحاح أخبارها فراجع كتاب الحدود من كتب الأخبار، منها: وسائل الشيعة:
11 / 330، ومستدرك الوسائل: 12 / 84.

(1) الكافي: 7 / 209 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 7 / 210 ح 2 و 4.
(4) الكافي: 7 / 212 ح 10.
95

القرآن
فضل القرآن
[10977] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس إنكم في
دار هدنة وأنتم على ظهر سفر والسير بكم سريع وقد رأيتم الليل والنهار والشمس
والقمر يبليان كل جديد ويقربان كل بعيد ويأتيان بكل موعود فأعدوا الجهاز لبعد
المجاز، قال: فقام المقداد بن الأسود فقال: يا رسول الله وما دار الهدنة؟ قال: دار
بلاغ وانقطاع فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن فإنه شافع
مشفع وماحل مصدق ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة ومن جعله خلفه ساقه إلى النار
وهو الدليل يدل على خير سبيل وهو كتاب فيه تفصيل وبيان وتحصيل وهو الفصل
ليس بالهزل وله ظهر وبطن فظاهره حكم وباطنه علم، ظاهره أنيق وباطنه عميق،
له نجوم وعلى نجومه نجوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى
ومنار الحكمة ودليل على المعرفة لمن عرف الصفة، فليجل جال بصره وليبلغ الصفة
نظره، ينج من عطب ويتخلص من نشب فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي
المستنير في الظلمات بالنور، فعليكم بحسن التخلص وقلة التربص (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10978] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن سماعة بن

(1) الكافي: 2 / 598 ح 2.
96

مهران، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن العزيز الجبار أنزل عليكم كتابه وهو الصادق
البار، فيه خبركم وخبر من قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السماء والأرض ولو أتاكم
من يخبركم عن ذلك لتعجبتم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10979] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن هذا القرآن فيه منار
الهدى ومصابيح الدجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب
البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[10980] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن الخشاب رفعه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا والله لا يرجع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر وعمر أبدا
ولا إلى بني امية أبدا ولا في ولد طلحة والزبير أبدا وذلك انهم نبذوا القرآن وأبطلوا
السنن وعطلوا الأحكام وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): القرآن هدى من الضلال وتبيان من
العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة
ورشد من الغواية وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم وما
عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار (3).
[10981] 5 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن حفص،
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة
ويزجر عن النار (4).

(1) الكافي: 2 / 599 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 600 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 600 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 601 ح 9.
97

الرواية موثقة سندا.
[10982] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد
ابن محمد، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن يونس
بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الدواوين يوم القيامة ثلاثة: ديوان فيه النعم
وديوان فيه الحسنات فتستغرق النعم عامة الحسنات ويبقى ديوان السيئات فيدعى
بابن آدم المؤمن للحساب فيتقدم القرآن أمامه في أحسن صورة فيقول: يا رب أنا
القرآن وهذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه بتلاوتي ويطيل ليله بترتيلي وتفيض
عيناه إذا تهجد فأرضه كما أرضاني، قال: فيقول العزيز الجبار: عبدي ابسط يمينك
فيملأها من رضوان الله العزيز الجبار ويملأ شماله من رحمة الله ثم يقال: هذه الجنة
مباحة لك فاقرأ واصعد فإذا قرأ آية صعد درجة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[10983] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم
ابن عبد الحميد، عن إسحاق بن غالب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا جمع الله عز وجل
الأولين والآخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم ير قط أحسن صورة منه فإذا نظر إليه
المؤمنون وهو القرآن قالوا: هذا منا هذا أحسن شيء رأينا فإذا انتهى إليهم جازهم ثم
ينظر إليه الشهداء حتى إذا انتهى إلى آخرهم جازهم فيقولون هذا القرآن فيجوزهم
كلهم حتى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولون هذا القرآن فيجوزهم حتى ينتهي إلى
الملائكة فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ثم ينتهي حتى يقف عن يمين العرش فيقول
الجبار: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لأكرمن اليوم من أكرمك ولأهينن من
أهانك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 602 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 602 ح 14.
98

[10984] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو قرءت الحمد على ميت سبعين مرة ثم
ردت فيه الروح ما كان ذلك عجبا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10985] 9 - الصدوق، عن البيهقي، عن الصولي، عن محمد بن موسى الرازي، عن
أبيه قال: ذكر الرضا (عليه السلام) يوما القرآن فعظم الحجة فيه والآية والمعجزة في نظمه قال:
هو حبل الله المتين وعروته الوثقى وطريقته المثلى المؤدي إلى الجنة والمنجي من النار لا
يخلق على الأزمنة ولا يغث على الألسنة لأنه لم يجعل لزمان دون زمان بل جعل دليل
البرهان والحجة على كل انسان لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
حكيم حميد (2).
غث حديث القوم: ردؤ وفسد، لا يغث أي لا يفسد.
[10986] 10 - الصدوق، عن البيهقي، عن الصولي، عن القاسم بن إسماعيل أبي
ذكوان، عن إبراهيم بن العباس، عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه موسى بن جعفر (عليه السلام): إن
رجلا سأل أبا عبد الله (عليه السلام) ما بال القرآن لا يزداد عند النشر والدراسة إلا غضاضة؟
فقال: لأن الله لم ينزله لزمان دون زمان ولا لناس دون ناس فهو في كل زمان جديد
وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 619،
وبحار الأنوار: 19 / 2 من طبع الكمباني و 89 / 1 من طبع الحروفي ببيروت.

(1) الكافي: 2 / 623 ح 16.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 130 ح 10.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 87 ح 32.
99

تعلم القرآن
[10987] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن سليم الفراء،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو
يكون في تعليمه (1).
[10988] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن الصباح بن سيابة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من شدد عليه
في القرآن كان له أجران ومن يسر عليه كان مع الأولين (2).
[10989] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن السندي، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن سعد بن طريف، عن
الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله عز وجل ليهم بعذاب أهل الأرض
جميعا حتى لا يحاشي منهم أحدا إذا عملوا بالمعاصي واجترحوا السيئات فإذا نظر إلى
الشيب ناقلي أقدامهم إلى الصلاة والولدان يتعلمون القرآن رحمهم فأخر ذلك
عنهم (3).
[10990] 4 - الصدوق بإسناده إلى حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ألا ومن
تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقى الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عليه بكل آية منه
حية تكون قرينه إلى النار إلا أن يغفر له وقال: من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو
آثر عليه حبا للدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله، إلا أن يتوب، ألا وانه إن مات
على غير توبة حاجه القرآن يوم القيامة فلا يزايله إلا مدحوضا... الحديث (4).

(1) الكافي: 2 / 607 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 606 ح 2.
(3) ثواب الأعمال: 61.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 513 الرقم 707.
100

[10991] 5 - الطوسي، عن الحفار، عن أبي عمرو عثمان بن أحمد المعروف بابن السماك، عن
أبي قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، عن أبيه، ومعلى بن أسد، عن
عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي (عليه السلام)
ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: خياركم من تعلم القرآن وعلمه (1).
[10992] 6 - الطوسي، عن الحفار، عن عثمان بن أحمد، عن أبي قلابة، عن
وهب بن جرير، عن موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أيكم يحب أن يغدو إلى العقيق أو إلى بطحاء مكة فيؤتى
بناقتين كوماوين حسنتين فيدعى بهما إلى أهله من غير مأثم ولا قطيعة رحم؟ قالوا:
كلنا نحب ذلك يا رسول الله، قال: لأن يأتي أحدكم المسجد فيتعلم آية خير له من
ناقة وآيتين خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث (2).
الناقة الكوماء: العظيمة السنام.
[10993] 7 - الطوسي، عن الحفار، عن عثمان بن أحمد، عن أبي قلابة، عن عبد الملك
ابن محمد، عن أبيه، عن محمد بن مروان، عن معارك بن عباد، عن سعيد بن
أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تعلموا القرآن وتعلموا
غرائبه وغرائبه فرائضه وحدوده فإن القرآن نزل على خمسة وجوه: حلال وحرام
ومحكم ومتشابه وأمثال فاعملوا بالحلال ودعوا الحرام واعملوا بالمحكم ودعوا
المتشابه واعتبروا بالأمثال (3).
[10994] 8 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من علم ولده
القرآن فكأنما حج البيت عشرة آلاف حجة واعتمر عشرة آلاف عمرة وأعتق عشرة

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 79 / 357 الرقم 739.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 81 / 357 الرقم 741.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 82 / 357 الرقم 742.
101

آلاف رقبة من ولد إسماعيل (عليه السلام) وغزى عشرة آلاف غزوة وأطعم عشرة آلاف
مسكين مسلم جائع وكأنما كسى عشرة آلاف عار مسلم ويكتب له بكل حرف عشر
حسنات ويمحى عنه عشر سيئات ويكون معه في قبره حتى يبعث ويثقل ميزانه
ويجاوز به على الصراط كالبرق الخاطف ولم يفارقه القرآن حتى ينزل به من الكرامة
أفضل ما يتمنى (1).
[10995] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب
واستشفعوا بنوره فإنه شفاء الصدور (2).
[10996] 10 - المجلسي نقلا من كتاب عدة الداعي لابن فهد الحلي رفعه إلى الصادق (عليه السلام)
أنه قال: ينبغي للمؤمن أن لا يموت حتى يتعلم القرآن أو يكون في تعلمه (3).
قراءة القرآن
[10997] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه
في كل يوم خمسين آية (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[10998] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معاذ
بن مسلم، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن قائما في
صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ومن قرأه في صلاته جالسا كتب الله له بكل
حرف خمسين حسنة ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكل حرف عشر حسنات.

(1) جامع الأخبار: 132 ح 17.
(2) غرر الحكم: ح 4541.
(3) بحار الأنوار: 19 / 49 طبع الكمباني و 89 / 189 ح 13 من طبع بيروت.
(4) الكافي: 2 / 609 ح 1.
102

قال ابن محبوب: وقد سمعته عن معاذ على نحو مما رواه ابن سنان (1).
[10999] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل
ابن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما يمنع التاجر منكم
المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فتكتب له
مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11000] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن محمد
ابن مروان، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين
ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ومن قرأ
ثلاث مائة آية كتب من الفائزين ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ومن قرأ
ألف آية كتب له قنطار من تبر، القنطار خمسة عشر ألف مثقال من ذهب والمثقال
أربعة وعشرون قيراطا أصغرها مثل جبل احد وأكبرها ما بين السماء إلى الأرض (3).
[11001] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن
سويد، عن خالد بن ماد القلانسي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من
ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة أو أقل من ذلك أو أكثر وختمه في يوم جمعة كتب
له من الأجر والحسنات من أول جمعة كانت في الدنيا إلى آخر جمعة تكون فيها وإن
ختمه في سائر الأيام فكذلك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 611 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 611 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 612 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 612 ح 4.
103

[11002] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن علي بن حديد، عن منصور، عن محمد بن
بشير، عن علي بن الحسين (عليه السلام) - قال: وقد روى هذا الحديث عن أبي عبد الله (عليه السلام) -
قال: من استمع حرفا من كتاب الله عز وجل من غير قراءة كتب الله له حسنة ومحا عنه
سيئة ورفع له درجة ومن قرأ نظرا من غير صوت كتب الله له بكل حرف حسنة ومحا
عنه سيئة ورفع له درجة ومن تعلم منه حرفا ظاهرا كتب الله له عشر حسنات ومحا
عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات قال: لا أقول بكل آية ولكن بكل حرف باء
أو تاء أو شبههما قال: ومن قرأ حرفا ظاهرا وهو جالس في صلاته كتب الله له به
خمسين حسنة ومحا عنه خمسين سيئة ورفع له خمسين درجة ومن قرأ حرفا وهو قائم
في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة ورفع له مائة درجة
ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة، قال: قلت: جعلت فداك
ختمه كله، قال: ختمه كله (1).
[11003] 7 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم،
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر،
عن الصادق (عليه السلام) انه قال: عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عز وجل يحبها وإياكم ومذام
الأفعال فإن الله عز وجل يبغضها وعليكم بتلاوة القرآن فإن درجات الجنة على عدد آيات
القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق فكلما قرأ آية رقى درجة
وعليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم وعليكم بحسن الجوار
فإن الله أمر بذلك وعليكم بالسواك فإنها مطهرة وسنة حسنة وعليكم بفرائض الله
فأدوها وعليكم بمحارم الله فاجتنبوها (2).

(1) الكافي: 2 / 612 ح 6.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 10 / 440 الرقم 586.
104

[11004] 8 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن راشد، عن أبيه، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام): من قرأ القرآن فهو غني ولا فقر بعده وإلا ما به غنى (1).
[11005] 9 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن منهال القصاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله مع
السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة ويقول: يا رب ان كل
عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به كريم عطاياك فيكسوه الله عز وجل حلتين
من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال: هل أرضيناك فيه؟ فيقول
القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا قال: فيعطى الأمن بيمينه
والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ آية واصعد درجة ثم يقال له: بلغنا به
وأرضيناك فيه فيقول: اللهم نعم قال: ومن قرأه كثيرا وتعاهده [بمشقة] من شدة
حفظه أعطاه الله أجر هذا مرتين (2).
[11006] 10 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد
ابن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من قرأ مأة آية
من القرآن من أي القرآن شاء ثم قال: يا الله سبع مرات فلو دعا على الصخرة لقلعها إن
شاء الله (3).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 2 / 611، وبحار الأنوار: 89 / 196، ولفضل
ثواب سور القرآن راج ثواب الأعمال: 130 وما بعدها، وبحار الأنوار: 89 / 223
وما بعدها.

(1) ثواب الأعمال: 128.
(2) ثواب الأعمال: 126.
(3) ثواب الأعمال: 130.
105

قراءة القرآن في المصحف
[11007] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره وخفف عن
والديه وإن كانا كافرين (1).
[11008] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن ابن جمهور، عن محمد بن عمر بن مسعدة،
عن الحسن بن راشد، عن جده، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قراءة القرآن في المصحف
تخفف العذاب عن الوالدين ولو كانا كافرين (2).
[11009] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك اني أحفظ القرآن على ظهر قلبي فاقرأه
على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: بل اقرأه وانظر في
المصحف فهو أفضل أما علمت إن النظر في المصحف عبادة (3).
[11010] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا
يصلى فيه أهله وعالم بين جهال ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه (4).
[11011] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: أفضل
العبادة القراءة في المصحف (5).
إن شئت راجع الكافي: 2 / 613، وبحار الأنوار: 89 / 196.

(1) الكافي: 2 / 613 ح 1 و 4 و 5 و 3.
(2) الكافي: 2 / 613 ح 1 و 4 و 5 و 3.
(3) الكافي: 2 / 613 ح 1 و 4 و 5 و 3.
(4) الكافي: 2 / 613 ح 1 و 4 و 5 و 3.
(5) الغايات: 187.
106

ترتيل القرآن بالصوت الحسن
[11012] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن حسن
ابن شمون قال: حدثني علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ذكرت
الصوت عنده فقال: إن علي بن الحسين (عليهما السلام) كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من
حسن صوته وان الإمام لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه، قلت: ولم
يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان يحمل الناس من خلفه ما يطيقون (1).
[11013] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن الحجال، عن علي بن عقبة،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه أحسن
الناس صوتا بالقرآن وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته، وكان
أبو جعفر (عليه السلام) أحسن الناس صوتا (2).
[11014] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل شيء حلية
وحلية القرآن الصوت الحسن (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11015] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إذا قرأت القرآن فرفعت به
صوتي جاءني الشيطان فقال: إنما ترائي بهذا أهلك والناس قال: يا أبا محمد اقرأ قراءة

(1) الكافي: 2 / 615 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 616 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 615 ح 9.
107

ما بين القراءتين تسمع أهلك ورجع بالقرآن صوتك فإن الله عز وجل يحب الصوت الحسن
يرجع فيه ترجيعا (1).
[11016] 5 - صاحب جامع الأخبار رفعه عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
زينوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا (2).
راجع الكافي: 2 / 614، وبحار الأنوار: 89 / 190.
حفظ القرآن
[11017] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد جميعا،
عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: إن الذي يعالج القرآن ويحفظه بمشقة منه وقلة حفظ له أجران (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11018] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا،
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة
حسنة ودرجة رفيعة في الجنة فإذا رآها قال: ما أنت ما أحسنك ليتك لي؟ فيقول:
أما تعرفني، أنا سورة كذا وكذا ولو لم تنسني رفعتك إلى هذا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11019] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن خالد، والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن
عبد الله بن مسكان، عن يعقوب الأحمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك

(1) الكافي: 2 / 616 ح 13.
(2) جامع الأخبار: 131.
(3) الكافي: 2 / 606 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 607 ح 2.
108

إنه أصابتني هموم وأشياء لم يبق شيء من الخير إلا وقد تفلت مني منه طائفة حتى
القرآن لقد تفلت مني طائفة منه قال: ففزع عند ذلك حين ذكرت القرآن ثم قال: ان
الرجل لينسى السورة من القرآن فتأتيه يوم القيامة حتى تشرف عليه من درجة من
بعض الدرجات فيقول: السلام عليك، فيقول: وعليك السلام من أنت؟ فتقول: أنا
سورة كذا وكذا ضيعتني وتركتني أما لو تمسكت بي بلغت بك هذه الدرجة ثم أشار
بإصبعه، ثم قال: عليكم بالقرآن فتعلموه فإن من الناس من يتعلم القرآن ليقال فلان
قارىء ومنهم من يتعلمه فيطلب به الصوت فيقال فلان حسن الصوت وليس في ذلك
خير ومنهم من يتعلمه فيقوم به في ليله ونهاره لا يبالي من علم ذلك ومن لم يعلمه (1).
[11020] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس
بن عامر، عن الحجاج الخشاب، عن أبي كهمس الهيثم بن عبيد قال: سألت أبا عبد
الله (عليه السلام) عن رجل قرأ القرآن ثم نسيه فرددت عليه ثلاثا أ عليه فيه حرج؟ قال:
لا (2).
[11021] 5 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الحافظ للقرآن والعامل به مع السفرة الكرام البررة (3).
حامل القرآن
[11022] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله،
وحميد بن زياد، عن الخشاب جميعا، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن معاذ بن
ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أحق
الناس بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن وإن أحق الناس في السر

(1) و (2) الكافي: 2 / 608 ح 6 و 5.
(3) ثواب الأعمال: 127.
109

والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن ثم نادى بأعلى صوته يا حامل القرآن تواضع
به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله، يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله به ولا
تزين به للناس فيشينك الله به، من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه
لا يوحى إليه ومن جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه ولا يغضب فيمن
يغضب عليه ولا يحد فيمن يحد ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن، ومن
اوتي القرآن فظن أن أحدا من الناس اوتي أفضل مما اوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر
ما عظم الله (1).
[11023] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حملة القرآن عرفاء أهل الجنة
والمجتهدون قواد أهل الجنة والرسل سادة أهل الجنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11024] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن عبيس بن هشام، عمن ذكره عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قراء القرآن
ثلاثة: رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس
ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده وأقامه إقامة القدح فلاكثر الله هؤلاء
من حملة القرآن ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله
وأظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافي به عن فراشه فبأولئك يدفع الله العزيز
الجبار البلاء وبأولئك يديل الله عز وجل من الأعداء وبأولئك ينزل الله عز وجل الغيث من السماء
فوالله لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر (3).

(1) الكافي: 2 / 604 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 606 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 627 ح 1.
110

[11025] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا الخطاب
يحدث عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروف بالنفاق: ذو
الشيبة في الإسلام وحامل القرآن والإمام العادل (1).
[11026] 5 - الصدوق، عن محمد بن أحمد البردعي، عن عمر بن أبي عيلان، عن
أبي إبراهيم الترجماني، عن سعد بن سعيد الجرجاني، عن نهشل بن سعيد، عن
الضحاك، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أشراف امتي حملة القرآن
وأصحاب الليل (2).
راجع الكافي: 2 / 603، وبحار الأنوار: 89 / 177.
استماع القرآن والانصات إليه
[11027] 1 - العياشي رفعه إلى زرارة قال أبو جعفر (عليه السلام): (إذا قرىء القرآن) في
الفريضة خلف الإمام (فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون) (3) (4).
[11028] 2 - العياشي رفعه إلى زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: يجب
الإنصات للقرآن في الصلاة وفي غيرها وإذا قرىء عندك القرآن وجب عليك
الإنصات والاستماع (5).
[11029] 3 - العياشي رفعه عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قرء ابن الكوا
خلف أمير المؤمنين (عليه السلام) (لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين)

(1) الكافي: 2 / 658 ح 4.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والأربعون ح 6 / 304 الرقم 347.
(3) سورة الأعراف: 204.
(4) تفسير العياشي: 2 / 44 ح 131.
(5) تفسير العياشي: 2 / 44 ح 132.
111

فأنصت له أمير المؤمنين (عليه السلام) (1).
[11030] 4 - علي بن إبراهيم القمي رفعه وقال: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) يصلي
وابن الكواء خلفه وأمير المؤمنين (عليه السلام) يقرأ فقال ابن الكواء: (ولقد اوحي إليك وإلى
الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) (2) فسكت
أمير المؤمنين (عليه السلام) حتى سكت ابن الكواء ثم عاد في قراءته حتى فعله ابن الكواء ثلاث
مرات فلما كان في الثالثة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (فاصبر ان وعد الله حق ولا
يستخفنك الذين لا يوقنون) (3) (4).
[11031] 5 - المجلسي نقلا من جامع البزنطي نقلا من خط بعض الأفاضل، عن جميل،
عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يقرأ القرآن يجب على من يسمعه
الإنصات له والاستماع له؟ قال: نعم إذا قرىء القرآن عندك فقد وجب عليك الاستماع
والإنصات (5).
التدبر في القرآن
[11032] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن
سليمان بن داود، عن حفص بن غياث، عن الزهري قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام)
يقول: آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها (6).
[11033] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن بعض أصحابه، عن علي بن
أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: جعلت فداك اقرأ

(1) تفسير العياشي: 2 / 44 ح 133.
(2) سورة الزمر: 65.
(3) سورة الروم: 60.
(4) تفسير القمي: 2 / 160 ونقل عنه في بحار الأنوار: 19 / 55 طبع الكمباني و 89 / 221 ح 2 طبع بيروت.
(5) بحار الأنوار: 19 / 55 من طبع الكمباني و 89 / 222 ح 7 طبع بيروت.
(6) الكافي: 2 / 609 ح 2.
112

القرآن في شهر رمضان في ليلة؟ فقال: لا، قال: ففي ليلتين؟ قال: لا، قال:
ففي ثلاث؟ قال: ها وأشار بيده ثم قال: يا أبا محمد إن لرمضان حقا وحرمة
لا يشبهه شيء من الشهور وكان أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو
أقل، إن القرآن لا يقرأ هذرمة ولكن يرتل ترتيلا فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة
فقف عندها وسل الله عز وجل الجنة وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله
من النار (1).
الهذرمة، السرعة في القراءة.
[11034] 3 - ثاني الشهيدين رفعه عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: حدثنا من كان
يقرئنا من الصحابة انهم كانوا يأخذون من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشر آيات فلا يأخذون
في العشر الاخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل (2).
[11035] 4 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أعربوا القرآن
والتمسوا غرائبه (3).
[11036] 5 - المجلسي نقلا من أسرار الصلاة للشهيد الثاني انه قال: روي ان رجلا
جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليعلمه القرآن فانتهى إلى قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) (4) فقال: يكفيني هذا وانصرف فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): انصرف الرجل وهو فقيه (5).

(1) الكافي: 2 / 617 ح 2.
(2) منية المريد: 368.
(3) منية المريد: 368.
(4) سورة الزلزلة: 7 - 8.
(5) بحار الأنوار: 19 / 28 طبع الكمباني و 89 / 107 ح 2 طبع بيروت.
113

القرآن في البيت
[11037] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين بن الحسن
الضرير، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انه ليعجبني أن يكون في
البيت مصحف يطرد الله عز وجل به الشياطين (1).
ورويها الصدوق في ثواب الأعمال: 129.
[11038] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الفضيل بن عثمان، عن ليث بن أبي سليم رفعه قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نوروا بيوتكم
بتلاوة القرآن ولا تتخذوها قبورا كما فعلت اليهود والنصارى، صلوا في الكنائس
والبيع وعطلوا بيوتهم فإن البيت إذا كثر فيه تلاوة القرآن كثر خيره واتسع أهله
وأضاء لأهل السماء كما تضيئ نجوم السماء لأهل الدنيا (2).
[11039] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
عن النضر بن سويد، عن الحلبي، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
البيت إذا كان فيه المرء المسلم يتلو القرآن يتراءاه أهل السماء كما يترائى أهل الدنيا
الكوكب الدري في السماء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11040] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن محمد
ابن عبيد الله، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عز وجل فيه تكثر بركته وتحضره الملائكة وتهجره
الشياطين ويضيئ لأهل السماء كما تضيئ الكواكب لأهل الأرض وان البيت الذي

(1) الكافي: 2 / 613 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 610 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 610 ح 2.
114

لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عز وجل فيه تقل بركته وتهجره الملائكة وتحضره
الشياطين (1).
[11041] 5 - المجلسي نقلا من عدة الداعي لابن فهد الحلي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
انه قال: ليس شيء أشد على الشيطان من القراءة في المصحف نظرا والمصحف في
البيت يطرد الشيطان (2).
الروايات الواردة في القرآن كثيرة جدا ذكرنا لك بعضها تيمنا وتبركا ومن أرادها
فعليه المراجعة.

(1) الكافي: 2 / 610 ح 3.
(2) بحار الأنوار: 19 / 50 طبع الكمباني و 89 / 196.
115

القرابة
[11042] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى
الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله خلقنا من عليين
وخلق أرواحنا من فوق ذلك وخلق أرواح شيعتنا من عليين وخلق أجسادهم من
دون ذلك فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا (1).
[11043] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
عثمان بن عيسى، عن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لن
يرغب المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال وولد وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم
بأيديهم وألسنتهم، هم أشد الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمهم لشعثه إن
أصابته مصيبة أو نزل به بعض مكاره الامور، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما
يقبض عنهم يدا واحدة ويقبض عنه منهم أيدي كثيرة ومن يلن حاشيته يعرف
صديقه منه المودة ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه
ويضاعف له في آخرته ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله
ويورثه، لا يزدادن أحدكم كبرا وعظما في نفسه ونأيا عن عشيرته إن كان موسرا في
المال، ولا يزدادن أحدكم في أخيه زهدا ولا منه بعدا إذا لم ير منه مروة وكان معوزا في
المال، ولا يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه ولا
يضره إن استهلكه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 389 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 154 ح 19.
116

[11044] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسن بن علي،
عن صفوان، عن الجهم بن حميد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تكون لي القرابة على
غير أمري ألهم علي حق؟ قال: نعم حق الرحم لا يقطعه شيء وإذا كانوا على أمرك
كان لهم حقان: حق الرحم وحق الإسلام (1).
[11045] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن عبد الملك بن عتبة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)
قال: قلت له: لي قرابة أنفق على بعضهم وأفضل بعضهم على بعض فيأتيني أبان
الزكاة أ فأعطيهم منها؟ قال: مستحقون لها؟ قلت: نعم قال: هم أفضل من غيرهم
أعطهم، قال: قلت: فمن ذا الذي يلزمني من ذوي قرابتي حتى لا أحسب الزكاة
عليهم؟ فقال: أبوك وامك، قلت: أبي وامي؟ قال: الولدان والولد (2).
[11046] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، ومحمد بن عبد الله، عن عبد الله بن جعفر،
عن أحمد بن حمزة قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): رجل من مواليك له قرابة كلهم يقول
بك وله زكاة أيجوز له أن يعطيهم جميع زكاته؟ قال: نعم (3).
[11047] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من وصل
قريبا بحجة أو عمرة كتب الله له حجتين وعمرتين وكذلك من حمل عن حميم يضاعف
الله له الأجر ضعفين (4).
[11048] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن عمر،

(1) الكافي: 2 / 157 ح 30.
(2) الكافي: 3 / 551 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 552 ح 7.
(4) الكافي: 4 / 10 ح 1.
117

عن رجل، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صحبة عشرين سنة
قرابة (1).
[11049] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فمن آتاه الله مالا
فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة وليفك به الأسير والعاني وليعط منه الفقير
والغارم وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب فإن فوزا بهذه الخصال
شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة إن شاء الله (2).
[11050] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: واعجباه! أ تكون
الخلافة بالصحابة والقرابة؟
فإن كنت بالشورى ملكت امورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب (3)
[11051] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مودة الآباء قرابة بين
الأبناء والقرابة إلى المودة أحوج من المودة إلى القرابة (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 6 / 199 ح 5.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 142.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 190.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 308.
118

القربة
[11052] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سفيان الجريري، عن أبي مريم
الأنصاري، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) مرة بعد
مرة وهو يقول: وشبك أصابعه بعضها في بعض ثم قال: تفرجي تضيقي وتضيقي
تفرجي ثم قال: هلكت المحاضير ونجى المقربون وثبت الحصى على أوتادهم اقسم
بالله قسما حقا إن بعد الغم فتحا عجبا (1).
[11053] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن حفص بن البختري، عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا كان يوم الجمعة نزل الملائكة المقربون معهم
قراطيس من فضة وأقلام من ذهب فيجلسون على أبواب المسجد على كراسي من نور
فيكتبون الناس على منازلهم الأول والثاني حتى يخرج الإمام فإذا خرج الإمام طووا
صحفهم ولا يهبطون في شيء من الأيام إلا في يوم الجمعة يعني الملائكة المقربين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11054] 3 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى ما تقرب إلي

(1) الكافي: 8 / 294 ح 450.
(2) الكافي: 3 / 413 ح 2.
119

المتقربون بمثل الورع عن محارمي فاني ابيحهم جنات عدن لا اشرك معهم أحدا (1).
[11055] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأبي علي
الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن
حماد بن بشير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال
الله عز وجل: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وما تقرب الي عبد بشيء أحب إلي مما
افترضت عليه وانه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع
به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها إن دعاني أجبته
وإن سألني أعطيته وما ترددت عن شيء أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن يكره
الموت وأكره مساءته (2).
[11056] 5 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن
الفضيل قال: سألته عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل، قال: أفضل ما يتقرب
به العباد إلى الله عز وجل طاعة الله وطاعة رسوله وطاعة اولي الأمر، قال أبو جعفر (عليه السلام):
حبنا إيمان وبغضنا كفر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11057] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشير بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت
شيئا من الخير فلا تؤخره فإن العبد يصوم اليوم الحار يريد ما عند الله عز وجل فيعتقه الله به من
النار ولا تستقل من يتقرب به إلى الله عز وجل ولو شق تمرة (4).
[11058] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي

(1) الكافي: 2 / 80 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 352 ح 7.
(3) الكافي: 1 / 187 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 142 ح 5.
120

صاحب الشعير، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى
موسى (عليه السلام) إن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأحكمه في الجنة فقال موسى:
يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أو لم
تقض (1).
[11059] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل
ما يتقرب به العباد إلى ربهم وأحب ذلك إلى الله عز وجل ما هو؟ فقال: ما أعلم شيئا بعد
المعرفة أفضل من هذه الصلاة ألا ترى أن العبد الصالح عيسى بن مريم (عليه السلام) قال:
(وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11060] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، ومعاوية بن عمار، وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
في الرجل يعتق المملوك، قال: إن الله عز وجل يعتق بكل عضو منه عضوا من النار قال:
ويستحب للرجل أن يتقرب إلى الله عشية عرفة ويوم عرفة بالعتق والصدقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11061] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا قربة بالنوافل إذا أضرت
بالفرائض (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة.

(1) الكافي: 2 / 195 ح 12.
(2) الكافي: 3 / 264 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 180 ح 1.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 39.
121

القرض
[11062] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر
وصلة الإخوان بعشرين وصلة الرحم بأربعة وعشرين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11063] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب على باب الجنة
الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر، وفي رواية اخرى: بخمسة عشر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11064] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم
ابن عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (لا خير في كثير من نجويهم
إلا من أمر بصدقة أو معروف) (3) قال: يعني بالمعروف القرض (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11065] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن
الحسن بن علي، عن أبيه، عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى وعثمان

(1) الكافي: 4 / 10 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 33 ح 1.
(3) سورة النساء: 114.
(4) الكافي: 4 / 34 ح 3.
122

ابن عمران على أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رآنا قال: مرحبا مرحبا بكم وجوه تحبنا
ونحبها جعلكم الله معنا في الدنيا والآخرة فقال له عثمان: جعلت فداك، فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): نعم مه، قال: إني رجل موسر، فقال له: بارك الله لك في يسارك
قال: ويجيئ الرجل فيسألني الشيء وليس هو إبان زكاتي، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
القرض عندنا بثمانية عشر والصدقة بعشرة وماذا عليك إذا كنت كما تقول موسرا
أعطيته فإذا كان إبان زكاتك احتسبت بها من الزكاة، يا عثمان لا ترده فإن رده عند الله
عظيم، يا عثمان إنك لو علمت ما منزلة المؤمن من ربه ما توانيت في حاجته ومن أدخل
على مؤمن سرورا فقد أدخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضاء حاجة المؤمن يدفع
الجنون والجذام والبرص (1).
[11066] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من أقرض رجلا قرضا إلى
ميسرة كان ماله في زكاة وكان هو في الصلاة مع الملائكة حتى يقضيه (2).
[11067] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن
يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مؤمن أقرض مؤمنا يلتمس به وجه الله إلا
حسب الله له أجره بحساب الصدقة حتى يرجع إليه ماله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11068] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال
والحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن إبراهيم بن السندي، عن يونس بن عمار

(1) الكافي: 4 / 34 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 558 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 34 ح 2.
123

قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قرض المؤمن غنيمة وتعجيل أجر ان أيسر قضاك وإن
مات قبل ذلك احتسبت به من الزكاة (1).
[11069] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد
ابن فضيل، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) يقول: قرض
المال حمى الزكاة (2).
[11070] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد،
عن إبراهيم بن السندي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قرض المؤمن غنيمة وتعجيل خير
إن أيسر أداه وإن مات احتسب من الزكاة (3).
[11071] 10 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ابن محبوب، عن سعدان، عن
معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تمانعوا قرض الخمير والخبز واقتباس
النار فإنه يجلب الرزق على أهل البيت مع ما فيه من مكارم الأخلاق (4).
في هذا المجال راجع بحار الأنوار: 23 / 34 من طبع الكمباني و 100 / 138 من
طبع بيروت، وكتاب القرض والدين من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 3 / 558 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 558 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 34 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 315 ح 47.
124

القرعة
[11072] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الوشاء، عن أبان بن
عثمان، عن إسماعيل الجعفي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن المغيرة بن سعيد روى عنك
أنك قلت له: إن الحائض تقضي الصلاة فقال: ما له لا وفقه الله ان امرأة عمران نذرت
ما في بطنها محررا والمحرر للمسجد يدخله ثم لا يخرج منه أبدا فلما وضعتها قالت: رب
إني وضعتها أنثى وليس الذكر كالانثى فلما وضعتها أدخلتها المسجد فساهمت عليها
الأنبياء فأصابت القرعة زكريا وكفلها زكريا فلم تخرج من المسجد حتى بلغت فلما
بلغت ما تبلغ النساء خرجت فهل كانت تقدر على أن تقضي تلك الأيام التي خرجت
وهي عليها أن تكون الدهر في المسجد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11073] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام)
لأبي حنيفة: يا أبا حنيفة ما تقول في بيت سقط على قوم وبقي منهم صبيان أحدهما
حر والآخر مملوك لصاحبه فلم يعرف الحر من المملوك؟ فقال أبو حنيفة: يعتق
نصف هذا ويعتق نصف هذا ويقسم المال بينهما، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس كذلك
ولكنه يقرع بينهما فمن أصابته القرعة فهو حر ويعتق هذا فيجعل مولى له (2).
[11074] 3 - الشيخ الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن الحسن، عن

(1) الكافي: 3 / 105 ح 4.
(2) الكافي: 7 / 138 ح 7.
125

زرعة، عن سماعة قال: إن رجلين اختصما إلى علي (عليه السلام) في دابة فزعم كل واحد منهما
أنها أنتجت على مذوده وأقام كل واحد منهما بينة سواء في العدد فأقرع بينهما سهمين
فعلم السهمين كل واحد منهما بعلامة ثم قال: اللهم رب السماوات السبع ورب
الأرضين السبع ورب العرش العظيم عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم أيهما كان
صاحب الدابة وهو أولى بها فأسألك أن تقرع وتخرج سهمه، فخرج سهم أحدهما
فقضى له بها (1).
الرواية موثقة سندا.
[11075] 4 - الطوسي بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن أحمد
العلوي، عن العمركي، عن صفوان، عن علي بن مطر، عن عبد الله بن سنان قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان رجلين اختصما في دابة إلى علي (عليه السلام) فزعم كل واحد
منهما انها نتجت عنده على مذوده وأقام كل واحد منهما البينة سواء في العدد فأقرع
بينهما سهمين فعلم السهمين كل واحد منهما بعلامة ثم قال: اللهم رب السماوات السبع
ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم أيهما
كان صاحب الدابة وهو أولى بها أسألك أن تقرع وتخرج اسمه، فخرج اسم أحدهما
فقضى له بها وكان أيضا إذا اختصم الخصمان في جارية فزعم أحدهما انه اشتراها
وزعم الآخر انه أنتجها فكانا إذا أقاما البينة جميعا قضى بها للذي أنتجت عنده (2).
[11076] 5 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن رجلين شهدا على أمر وجاء آخران فشهدا
على غير ذلك فاختلفوا قال: يقرع بينهم فأيهم قرع فعليه اليمين وهو أولى بالحق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) التهذيب: 6 / 234 ح 7.
(2) التهذيب: 6 / 236 ح 13.
(3) التهذيب: 6 / 235 ح 8.
126

[11077] 6 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل قال:
قال الطيار لزرارة: ما تقول في المساهمة أليس حقا؟ فقال زرارة: بلى هي حق وقال
الطيار: أليس قد رووا أنه يخرج سهم المحق؟ قال: بلى قال: فتعال حتى أدعي أنا
وأنت شيئا ثم نساهم عليه وننظر هكذا هو فقال له زرارة: إنما جاء الحديث بأنه ليس
من قوم فوضوا أمرهم إلى الله ثم اقترعوا إلا خرج سهم المحق فأما على التجارب فلم
يوضع على التجارب فقال الطيار: أ رأيت إن كانا جميعا مدعيين ادعيا ما ليس لهما من
أين يخرج سهم أحدهما؟ فقال زرارة: إذا كان ذلك جعل معه سهم مبيح فإن كانا
ادعيا ما ليس لهما خرج سهم المبيح (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11078] 7 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بعث
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) إلى اليمن فقال له حين قدم: حدثني بأعجب ما ورد عليك،
فقال: يا رسول الله أتاني قوم قد تبايعوا جارية فوطئها جميعهم في طهر واحد فولدت
غلاما فاحتجوا فيه كلهم يدعيه فأسهمت بينهم فجعلته للذي خرج سهمه وضمنته
نصيبهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس من قوم تنازعوا ثم فوضوا أمرهم إلى الله إلا
خرج سهم المحق (2).
[11079] 8 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن سيابة
وإبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل قال: أول مملوك أملكه فهو حر
فورث ثلاثة قال: يقرع بينهم فمن أصابته القرعة اعتق قال: والقرعة سنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) التهذيب: 6 / 238 ح 15.
(2) التهذيب: 6 / 238 ح 16.
(3) التهذيب: 6 / 239 ح 20.
127

[11080] 9 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمر، عن
علي بن عثمان، عن محمد بن حكيم قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن شيء فقال لي:
كل مجهول ففيه القرعة، قلت له: إن القرعة تخطئ وتصيب، فقال: كلما حكم الله به
فليس بمخط (1).
[11081] 10 - البرقي، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن منصور بن حازم قال:
سأل بعض أصحابنا أبا عبد الله (عليه السلام) في مسألة، فقال: هذه تخرج في القرعة ثم قال:
فأي قضية أعدل من القرعة إذا فوض الأمر إلى الله عز وجل؟ أليس الله يقول تبارك
وتعالى: (فساهم فكان من المدحضين)؟ (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في القرعة متعددة فإن شئت راجع التهذيب: 6 / 233، وبحار الأنوار:
24 / 22 طبع الكمباني و 101 / 323 طبع بيروت، ووسائل الشيعة: 27 / 257،
ومستدرك الوسائل: 17 / 373 كلاهما من طبع آل البيت (عليهم السلام) وغيرها من كتب
الأخبار.

(1) التهذيب: 6 / 240 ح 24.
(2) سورة الصافات: 141.
(3) المحاسن: 603.
128

القسوة
[11082] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لمتان: لمة من الشيطان ولمة من الملك
فلمة الملك: الرقة والفهم ولمة الشيطان: السهو والقسوة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11083] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بأبعدكم
مني شبها؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: الفاحش المتفحش البذيء البخيل المختال
الحقود الحسود القاسي القلب، البعيد من كل خير يرجى، غير المأمون من كل شر
يتقى (2).
[11084] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمرو بن
عثمان، عن علي بن عيسى رفعه قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام): يا موسى لا
تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك والقاسي القلب مني بعيد (3).
[11085] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن
إسماعيل بن دبيس، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خلق الله العبد في أصل

(1) الكافي: 2 / 330 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 291 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 329 ح 1.
129

الخلقة كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر والجبرية فقسا
قلبه وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله ستره وركب
المحارم فلم ينزع عنها ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ووثب على الناس لا يشبع
من الخصومات، فاسألوا الله العافية واطلبوها منه (1).
[11086] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن
أسباط، عن عبيد بن زرارة قال: مات لبعض أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) ولد فحضر
أبو عبد الله (عليه السلام) فلما ألحد تقدم أبوه فطرح عليه التراب فأخذ أبو عبد الله (عليه السلام)
بكفيه وقال: لا تطرح عليه التراب ومن كان منه ذا رحم فلا يطرح عليه التراب فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يطرح الوالد أو ذو رحم على ميته التراب، فقلنا:
يا ابن رسول الله أتنهانا عن هذا وحده فقال: أنهاكم من أن تطرحوا التراب على ذوي
أرحامكم فإن ذلك يورث القسوة في القلب ومن قسا قلبه بعد من ربه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11087] 6 - الصدوق بإسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
يا علي أربع خصال من الشقاوة: جمود العين وقساوة القلب وبعد الأمل وحب
البقاء، الحديث (3).
[11088] 7 - الصدوق، عن القطان، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن علي بن
الحسن بن فضال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد
الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما جفت الدموع إلا
لقسوة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب (4).

(1) الكافي: 2 / 330 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 199 ح 5.
(3) الفقيه: 4 / 360.
(4) علل الشرايع: 81 ح 1.
130

[11089] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن العطار، عن المقري الخراساني، عن علي بن
جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى
موسى (عليه السلام): يا موسى لا تفرح بكثرة المال ولا تدع ذكري على كل حال فإن كثرة المال
تنسي الذنوب وان ترك ذكري يقسي القلوب (1).
[11090] 9 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)،
عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من علامات الشقاء: جمود العين وقسوة
القلب وشدة الحرص في طلب الرزق والإصرار على الذنب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11091] 10 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال في حديث:...
والذنوب التي تحبس غيث السماء: جور الحكام في القضاء وشهادة الزور وكتمان
الشهادة، منع الزكاة والقرض والماعون وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة وظلم
اليتيم والأرملة وانتهار السائل ورده بالليل (3).
[11092] 11 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ان الله تبارك وتعالى جعل
الرحمة في قلوب رحماء خلقه فاطلبوا الحوائج منهم ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم
فإن الله تبارك وتعالى أحل غضبه بهم (4).
[11093] 12 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي الطيب الحسين بن علي بن محمد التمار،
عن محمد بن أحمد، عن جده، عن علي بن حفص المدائني، عن إبراهيم بن الحارث،
عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تكثروا الكلام

(1) علل الشرايع: 81 ح 2.
(2) الخصال: 1 / 242 ح 96.
(3) معاني الأخبار: 271.
(4) الاختصاص: 240.
131

بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب، ان أبعد الناس من الله القلب
القاسي (1).
[11094] 13 - محمد بن محمد الأشعث بإسناده إلى علي (عليه السلام) انه قال: من يأمل أن
يعيش غدا فإنه يأمل أن يعيش أبدا ومن يأمل أن يعيش أبدا يقسو قلبه ويرغب
في دنياه (2).
[11095] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: إن لله عقوبات في
القلوب والأبدان: ضنك في المعيشة ووهن في العبادة وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من
قسوة القلب (3).
[11096] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال في وصيته لجابر بن
يزيد الجعفي:... وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب... (4).
[11097] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد
فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارا وجفوة ونظرت فلم أرهم
أهلا لأن يدنوا لشركهم ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم جلبابا من اللين
تشوبه بطرف من الشدة وداول لهم بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب
والإدناء والإبعاد والإقصاء إن شاء الله (5).
[11098] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وإنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما القي فيها من شيء قبلته
فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك، الوصية (6).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 1 / 3 الرقم 1.
(2) الجعفريات: 240.
(3) تحف العقول: 296.
(4) تحف العقول: 285.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 19.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 31.
132

[11099] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا لؤم أشد من
القسوة (1).
[11100] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أعظم الشقاوة
القساوة (2).
[11101] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضادوا القسوة بالرأفة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 329،
وبحار الأنوار: 70 / 396، ووسائل الشيعة: 11 / 336، ومستدرك الوسائل:
12 / 93، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 527 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 10724.
(2) غرر الحكم: ح 9376.
(3) غرر الحكم: ح 5918.
133

القسط
[11102] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قرأت في كتاب لعلي (عليه السلام)
أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من أهل
يثرب: إن كل غازية غزت بما يعقب بعضها بعضا بالمعروف والقسط بين المسلمين
فإنه لا يجار حرمة إلا بإذن أهلها وإن الجار كالنفس غير مضار ولا إثم وحرمة الجار
على الجار كحرمة امه وأبيه لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على
عدل سواء (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11103] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
حمزة بن حمران، عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام)
قال: قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه: كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: يا علي ألا ابشرك؟ قال: بلى يا رسول الله
قال: هذا حبيبي جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله انه قد أعطى محبك وشيعتك سبع
خصال: الرفق عند الموت والانس عند الوحشة والنور عند الظلمة والأمن عند
الفزع والقسط عند الميزان والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل سائر الناس من
الامم بثمانين عاما (2).

(1) الكافي: 5 / 31 ح 5.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 15 / 416 الرقم 548.
134

الرواية معتبرة الإسناد.
[11104] 3 - الصدوق، عن عمار بن الحسين، عن علي بن محمد بن عصمة، عن أحمد بن
محمد الطبري، عن الحسين بن الليث، عن سنان بن فروخ، عن همام بن يحيى، عن
القاسم بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري
قال: كنت ذات يوم عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل بوجهه على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال:
ألا ابشرك يا أبا الحسن؟ فقال: بلى يا رسول الله فقال: هذا جبرئيل يخبرني عن الله
جل جلاله أنه قال: قد أعطى شيعتك ومحبيك تسع خصال: الرفق عند الموت
والانس عند الوحشة والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط عند الميزان
والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل سائر الناس ونورهم يسعى بين أيديهم
وبأيمانهم (1).
[11105] 4 - المفيد، عن التمار، عن محمد بن الحسن، عن أبي نعيم، عن صالح بن عبد الله،
عن هشام، عن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن
نباتة قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي إن الخيلاء من التجبر
والنخوة من التكبر وإن الشيطان عدو حاضر يعدكم الباطل، ألا إن المسلم أخو
المسلم فلا تنابزوا ولا تخاذلوا فإن شرائع الدين واحدة وسبله قاصدة من أخذ بها
لحق ومن تركها مرق ومن فارقها محق ليس المسلم بالخائن إذا ائتمن ولا بالمخلف إذا
وعد ولا بالكذوب إذا نطق، نحن أهل بيت الرحمة وقولنا الحق وفعلنا القسط ومنا
خاتم النبيين وفينا قادة الإسلام وامناء الكتاب ندعوكم إلى الله وإلى رسوله وإلى جهاد
عدوه والشدة في أمره وابتغاء مرضاته وإلى إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت
وصيام شهر رمضان وتوفير الفئ لأهله، ألا وإن من أعجب العجب أن معاوية بن

(1) الخصال: 2 / 413 ح 2.
135

أبي سفيان الأموي وعمرو بن العاص السهمي يحرضان الناس على طلب دم ابن
عمهما وقد علمتهم اني والله لم اخالف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قط ولم أعصه في أمره قط، أقيه
بنفسي في المواطن التي تنكص فيها الأبطال وترعد منها الفرائص بقوة أكرمني الله بها
فله الحمد ولقد قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وان رأسه لفي حجري ولقد وليت غسله بيدي تقلبه
الملائكة المقربون معي، وأيم الله ما اختلفت امة بعد نبيها إلا ظهر باطلها على حقها إلا
ما شاء الله، قال: فقام عمار بن ياسر رضي الله عنه فقال: أما أمير المؤمنين فقد
أعلمكم أن الامة لم يستقم عليه قال: فتفرق الناس وقد نفذت بصائرهم (1).
[11106] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف الذاكرين:...
ويأمرون بالقسط ويأتمرون به... (2).
الروايات في هذا المجال متعددة.

(1) أمالي المفيد: المجلس السابع والعشرون ح 5 / 233.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 222.
136

القسمة (1)
[11107] 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال وقد رجع من صفين فأشرف
على القبور بظاهر الكوفة: يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة والقبور المظلمة،
يا أهل التربة يا أهل الغربة يا أهل الوحدة يا أهل الوحشة أنتم لنا فرط سابق ونحن
لكم تبع لاحق، أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد
قسمت، هذا خبر ما عندنا فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما لو اذن
لهم في الكلام لأخبروكم أن خير الزاد التقوى (2).
[11108] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني
وهو عامله على اردشير خرة: بلغني عنك أمر إن كنت فعلته فقد أسخطت إلهك
وعصيت إمامك، أنك تقسم فىء المسلمين الذي حازته رماحهم وخيولهم واريقت
عليه دماؤهم فيمن اعتامك من أعراب قومك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لئن
كان ذلك حقا لتجدن لك علي هوانا ولتخفن عندي ميزانا فلا تستهن بحق ربك ولا
تصلح دنياك بمحق دينك فتكون من الأخسرين أعمالا. ألا وإن حق من قبلك وقبلنا
من المسلمين في قسمة هذا الفيء سواء يردون عندي عليه ويصدرون عنه (3).
[11109] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر

(1) بالمعنى المصدري.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 130.
(3) نهج البلاغة الكتاب: 43.
137

النخعي:... ثم الله الله في الطبقة السفلى من الذين لا حيلة لهم من المساكين
والمحتاجين وأهل البؤسى والزمنى فإن في هذه الطبقة قانعا ومعترا واحفظ لله ما
استحفظك من حقه فيهم واجعل لهم قسما من بيت مالك وقسما من غلات صوافي
الإسلام في كل بلد فإن للأقصى منهم مثل الذي للأدنى... (1).
قد مر منا مرارا في هذا الكتاب بأن لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[11110] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ان في وصيته التي كتبها لمن يستعمله
على الصدقات:... ثم احدر إلينا ما اجتمع عندك نصيره حيث أمر الله به...
لنقسمها على كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن ذلك أعظم لأجرك وأقرب لرشدك إن
شاء الله (2).
[11111] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فإن الموت هادم لذاتكم
ومكدر شهواتكم... فكأن قد أتاكم بغتة فأسكت نجيكم وفرق نديكم وعفى
آثاركم وعطل دياركم وبعث وراثكم يقتسمون تراثكم بين حميم خاص لم ينفع
وقريب محزون لم يمنع وآخر شامت لم يجزع... (3).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب
الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 25.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 230.
138

القسمة (1)
[11112] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، وغيره، عن سهل بن زياد، ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين يقول:
أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به ألا وإن طلب العلم أوجب
عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم وضمنه
وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد امرتم بطلبه من أهله فاطلبوه (2).
[11113] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن علي بن أسباط، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى الحسن بن
علي (عليه السلام) عبد الله بن جعفر فقال: يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط
قسمه ويحقر منزلته والحاكم عليه الله وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن
يدعو الله فيستجاب له (3).
[11114] 3 - الصدوق بإسناده إلى حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... من لم
يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة
ويلقى الله وهو عليه غضبان إلا أن يتوب... (4).

(1) بمعنى النصيب والرزق.
(2) الكافي: 1 / 30 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 62 ح 11.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 514 الرقم 707.
139

[11115] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الدنيا دول فما كان لك
أتاك على ضعفك وما كان منها عليك لم تدفعه قوتك ومن انقطع رجاؤه مما فات
استراح بدنه ومن رضي بما قسمه الله قرت عينه (1).
[11116] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في وصيته إلى ابن جندب:...
واقنع بما قسمه الله لك ولا تنظر إلا إلى ما عندك ولا تتمن ما لست تناله، فإن من قنع
شبع ومن لم يقنع لم يشبع... (2).
[11117] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبته المعروفة
بالأشباح:... وقدر الأرزاق فكثرها وقللها وقسمها على الضيق والسعة فعدل فيها
ليبتلي من أراد بميسورها ومعسورها وليختبر بذلك الشكر والصبر من غنيها وفقيرها
ثم قرن بسعتها عقابيل فاقتها وبسلامتها طوارق آفاتها وبفرج أفراحها غصص
أتراحها و... (3).
[11118] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها المخلوق السوي
والمنشأ المرعي في ظلمات الأرحام ومضاعفات الأستار بدئت من سلالة من طين
ووضعت في قرار مكين إلى قدر معلوم وأجل مقسوم... (4).
[11119] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):...
وإياك أن توجف بك مطايا الطمع فتوردك مناهل الهلكة وإن استطعت ألا يكون بينك
وبين الله ذو نعمة فافعل فإنك مدرك قسمك وآخذ سهمك وان اليسير من الله سبحانه
أعظم وأكرم من الكثير من خلقه وإن كان كل منه... (5).
[11120] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يقولن أحدكم:
اللهم إني

(1) تحف العقول: 40.
(2) تحف العقول: 304.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 163.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 31.
140

أعوذ بك من الفتنة»، لأنه ليس أحد إلا وهو مشتمل على فتنة ولكن من استعاذ
فليستعذ من مضلات الفتن فإن الله سبحانه يقول: (واعلموا إنما أموالكم وأولادكم
فتنة) (1) ومعنى ذلك انه يختبرهم بالأموال والأولاد ليتبين الساخط لرزقه والراضي
بقسمه وإن كان سبحانه أعلم بهم من أنفسهم ولكن لتظهر الأفعال التي بها يستحق
الثواب والعقاب لأن بعضهم يحب الذكور ويكره الإناث وبعضهم يحب تثمير المال
ويكره انثلام الحال (2).
[11121] 10 - المجلسي رفعه عن سفيان الثوري قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) فقلت
له: أوصني بوصية احفظها من بعدك، قال (عليه السلام): وتحفظ يا سفيان؟ قلت: أجل يا ابن
بنت رسول الله، قال (عليه السلام): يا سفيان لا مروة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء
لملوك ولا خلة لمختال ولا سؤدد لسيء الخلق ثم أمسك (عليه السلام) فقلت: يا ابن بنت
رسول الله زدني، فقال (عليه السلام): يا سفيان ثق بالله تكن عارفا وارض بما قسمه لك تكن
غنيا، صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزدد إيمانا ولا تصاحب الفاجر فيعلمك من
فجوره وشاور في أمرك الذين يخشون الله عز وجل ثم أمسك (عليه السلام) فقلت: يا ابن بنت
رسول الله زدني، فقال (عليه السلام): يا سفيان من أراد عزا بلا سلطان وكثرة بلا إخوان وهيبة
بلا مال فلينتقل من ذل معاصي الله إلى عز طاعته ثم أمسك (عليه السلام) فقلت: يا ابن بنت
رسول الله زدني، فقال (عليه السلام): يا سفيان أدبني أبي (عليه السلام) بثلاث ونهاني عن ثلاث، فأما
اللواتي أدبني بهن فإنه قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن لا يقيد
ألفاظه يندم ومن يدخل مداخل السوء يتهم قلت: يا ابن بنت رسول الله فما الثلاث
اللواتي نهاك عنهن؟ قال (عليه السلام): نهاني أن اصاحب حاسد نعمة وشامتا بمصيبة أو
حامل نميمة (3).

(1) سورة الأنفال: 28.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 93.
(3) بحار الأنوار: 75 / 261 ح 108.
141

القصاص
[11122] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن هارون بن
الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: من خاف القصاص كف عن ظلم الناس (1).
[11123] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما رجل قتله الحد في القصاص فلا دية له،
وقال: أيما رجل عدا على رجل ليضربه فدفعه عن نفسه فجرحه أو قتله فلا شيء
عليه، وقال: أيما رجل اطلع على قوم في دارهم لينظر إلى عوراتهم فرموه ففقؤوا
عينيه أو جرحوه فلا دية له، وقال: من بدأ فاعتدى فاعتدي عليه فلا قود له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11124] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان صبيان في زمن علي (عليه السلام) يلعبون بأخطارهم فرمى أحدهم الآخر بخطره فدق
رباعية صاحبه فرفع ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فأقام الرامي البينة بأنه قال: حذار
حذار فدرأ عنه القصاص ثم قال: قد اعذر من حذر قال: وسألته عن رجل قتله
القصاص هل له دية؟ فقال: لو كان ذلك لم يقتص أحد من أحد ومن قتله الحد فلا

(1) الكافي: 2 / 313 ح 6.
(2) الكافي: 7 / 290 ح 1.
142

دية له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11125] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن ابن رئاب، عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن جراحات الرجال والنساء
في الديات والقصاص فقال: الرجال والنساء في القصاص سواء السن بالسن والشجة
بالشجة والإصبع بالإصبع سواء حتى تبلغ الجراحات ثلث الدية فإذا جاوزت الثلث
صيرت دية الرجل في الجراحات ثلثي الدية ودية النساء ثلث الدية (2).
[11126] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل قطع
يدين لرجلين اليمينين، قال: فقال: يا حبيب تقطع يمينه للرجل الذي قطع يمينه أولا
وتقطع يساره للرجل الذي قطع يمينه آخرا لأنه إنما قطع يد الرجل الأخير ويمينه
قصاص للرجل الأول، قال: فقلت: إن عليا (عليه السلام) إنما كان يقطع اليد اليمنى والرجل
اليسرى، قال: فقال: إنما كان يفعل ذلك فيما يجب من حقوق الله فأما يا حبيب حقوق
المسلمين فإنه يؤخذ لهم حقوقهم في القصاص اليد باليد إذا كانت للقاطع يد والرجل
باليد إذا لم يكن للقاطع يد فقلت له: أوما يجب عليه الدية ويترك له رجله؟ فقال: إنما
يجب عليه الدية إذا قطع يد رجل وليس للقاطع يدان ولا رجلان فثم يجب عليه الدية
لأنه ليس له جارحة يقاص منها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11127] 6 - الصدوق، عن الطالقاني، عن محمد بن حمدان الصيدلاني، عن محمد بن

(1) الكافي: 7 / 292 ح 7.
(2) الكافي: 7 / 300 ح 8.
(3) الكافي: 7 / 319 ح 4.
143

مسلم الواسطي، عن محمد بن هارون، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن عبد الله زيد
الجرمي، عن ابن عباس قال: لما مرض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعنده أصحابه قام إليه عمار
بن ياسر فقال له: فداك أبي وامي يا رسول الله من يغسلك منا إذا كان ذلك منك؟
قال: ذاك علي بن أبي طالب لأنه لايهم بعضو من أعضائي إلا أعانته الملائكة على ذلك
فقال له: فداك أبي وامي يا رسول الله فمن يصلي عليك منا إذا كان ذلك منك؟ قال: مه
رحمك الله ثم قال لعلي: يا ابن أبي طالب إذا رأيت روحي قد فارقت جسدي
فاغسلني وأنق غسلي وكفني في طمري هذين، أو في بياض مصر وبرد يمان ولا تغال
في كفني واحملوني حتى تضعوني على شفير قبري فأول من يصلي علي الجبار جل
جلاله من فوق عرشه ثم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في جنود من الملائكة لا يحصي
عددهم إلا الله جل وعز ثم الحافون بالعرش ثم سكان أهل سماء فسماء، ثم جل أهل
بيتي ونسائي الأقربون فالأقربون يؤمئون إيماء ويسلمون تسليما لا تؤذوني بصوت
نادبة ولا رنة.
ثم قال: يا بلال هلم علي بالناس فاجتمع الناس فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعصبا
بعمامته متوكئا على قوسه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: معاشر
أصحابي أي نبي كنت لكم؟ ألم اجاهد بين أظهركم؟ ألم تكسر رباعيتي؟ ألم يعفر
جبيني؟ ألم تسل الدماء على حر وجهي حتى لثقت لحيتي؟ ألم اكابد الشدة والجهد مع
جهال قومي؟ ألم أربط حجر المجاعة على بطني؟ قالوا: بلى يا رسول الله لقد كنت لله
صابرا وعن منكر بلاء الله ناهيا فجزاك الله عنا أفضل الجزاء، قال: وأنتم فجزاكم
الله.
ثم قال: إن ربي عز وجل حكم وأقسم أن لا يجوزه ظلم ظالم فناشدتكم بالله أي رجل
منكم كانت له قبل محمد مظلمة إلا قام فليقتص منه، فالقصاص في دار الدنيا أحب
إلي من القصاص في دار الآخرة على رؤوس الملائكة والأنبياء، فقام إليه رجل
144

من أقصى القوم يقال له: سوادة بن قيس فقال له: فداك أبي وامي يا رسول الله إنك لما
أقبلت من الطائف استقبلتك وأنت على ناقتك العضباء وبيدك القضيب الممشوق،
فرفعت القضيب وأنت تريد الراحلة فأصاب بطني فلا أدري عمدا أو خطأ، فقال:
معاذ الله أن أكون تعمدت ثم قال: يا بلال قم إلى منزل فاطمة فأتني بالقضيب
الممشوق، فخرج بلال وهو ينادي في سكك المدينة: معاشر الناس من ذا الذي يعطي
القصاص من نفسه قبل يوم القيامة؟ فهذا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يعطي القصاص من نفسه قبل
يوم القيامة، وطرق بلال الباب على فاطمة (عليها السلام) وهو يقول: يا فاطمة قومي فوالدك
يريد القضيب الممشوق فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول: يا بلال وما يصنع والدي
بالقضيب وليس هذا يوم القضيب فقال بلال: يا فاطمة أما علمت أن والدك قد صعد
المنبر وهو يودع أهل الدين والدنيا فصاحت فاطمة (عليها السلام) وقالت: وا غماه لغمك يا
أبتاه من للفقراء والمساكين وابن السبيل؟ يا حبيب الله وحبيب القلوب، ثم ناولت
بلالا القضيب فخرج حتى ناوله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أين الشيخ؟
فقال الشيخ: ها أنا ذا يا رسول الله بأبي أنت وامي، فقال: تعال فاقتص مني حتى
ترضى فقال الشيخ: فاكشف لي عن بطنك يا رسول الله فكشف (صلى الله عليه وآله وسلم) عن بطنه فقال
الشيخ: بأبي أنت وامي يا رسول الله أتأذن لي أن أضع فمي على بطنك؟ فأذن له فقال:
أعوذ بموضع القصاص من بطن رسول الله من النار يوم النار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا سوادة بن قيس أتعفو أم تقتص؟ فقال: بل أعفو يا رسول الله فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم
اعف عن سوادة بن قيس كما عفى عن نبيك محمد ثم قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل بيت ام
سلمة وهو يقول: رب سلم امة محمد من النار ويسر عليهم الحساب، فقالت
ام سلمة: يا رسول الله ما لي أراك مغموما متغير اللون، فقال: نعيت إلي نفسي هذه
الساعة فسلام لك في الدنيا فلا تسمعين بعد هذا اليوم صوت محمد أبدا، فقالت
ام سلمة: وا حزناه حزنا لا تدركه الندامة عليك يا محمداه ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ادع لي
145

حبيبة قلبي وقرة عيني فاطمة تجيء فجاءت فاطمة (عليها السلام) وهي تقول: نفسي لنفسك
الفداء ووجهي لوجهك الوقاء يا أبتاه ألا تكلمني كلمة فإني أنظر إليك وأراك مفارق
الدنيا وأرى عساكر الموت تغشاك شديدا فقال لها: يا بنية إني مفارقك فسلام عليك
مني قالت: يا أبتاه فأين الملتقى يوم القيامة؟ قال: عند الحساب قال: فإن لم ألقك
عند الحساب؟ قال: عند الشفاعة لامتي قالت: فإن لم ألقك عند الشفاعة لامتك؟
قال: عند الصراط جبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري والملائكة من خلفي
وقدامي ينادون رب سلم امة محمد من النار ويسر عليهم الحساب، قالت
فاطمة (عليها السلام): فأين والدتي خديجة قال: في قصر له أربعة أبواب إلى الجنة ثم اغمي على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل بلال وهو يقول: الصلاة رحمك الله فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وصلى بالناس وخفف الصلاة ثم قال: ادعوا لي علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد
فجاءا فوضع (صلى الله عليه وآله وسلم) يده على عاتق علي والاخرى على اسامة ثم قال: انطلقا بي إلى
فاطمة فجاءا به حتى وضع رأسه في حجرها فإذا الحسن والحسين (عليهما السلام) يبكيان
ويصطرخان وهما يقولان: أنفسنا لنفسك الفداء ووجوهنا لوجهك الوقاء فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من هذان يا علي؟ قال: هذان ابناك الحسن والحسين فعانقهما
وقبلهما وكان الحسن (عليه السلام) أشد بكاء فقال له: كف يا حسن فقد شققت على رسول الله،
فنزل ملك الموت (عليه السلام) وقال: السلام عليك يا رسول الله قال: وعليك السلام يا ملك
الموت لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك يا نبي الله؟ قال: حاجتي أن لا تقبض
روحي حتى يجيئني جبرئيل فيسلم علي واسلم عليه، فخرج ملك الموت وهو يقول:
يا محمداه فاستقبله جبرئيل في الهواء فقال: يا ملك الموت قبضت روح محمد؟ قال:
لا يا جبرئيل سألني أن لا أقبضه حتى يلقاك فتسلم عليه ويسلم عليك، فقال
جبرئيل: يا ملك الموت أما ترى أبواب السماء مفتحة لروح محمد؟ أما ترى الحور
العين قد تزينت لروح محمد ثم نزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: السلام عليك يا أبا القاسم،
146

فقال: وعليك السلام يا جبرئيل ادن مني حبيبي جبرئيل فدنا منه فنزل ملك الموت
فقال له جبرئيل: يا ملك الموت احفظ وصية الله في روح محمد وكان جبرئيل عن
يمينه وميكائيل عن يساره وملك الموت آخذ بروحه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما كشف الثوب عن وجه
رسول الله نظر إلى جبرئيل فقال له: عند الشدائد تخذلني فقال: يا محمد إنك ميت
وإنهم ميتون كل نفس ذائقة الموت.
فروي عن ابن عباس أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك المرض كان يقول: ادعوا لي
حبيبي فجعل يدعى له رجل بعد رجل فيعرض عنه، فقيل لفاطمة: إمضي إلى علي
فما نرى رسول الله يريد غير علي، فبعثت فاطمة إلى علي (عليه السلام) فلما دخل فتح
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عينيه وتهلل وجهه ثم قال: إلي يا علي إلي يا علي فما زال يدنيه حتى
أخذه بيده وأجلسه عند رأسه ثم اغمي عليه، فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) يصيحان
ويبكيان حتى وقعا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأراد علي (عليه السلام) أن ينحيهما عنه فأفاق
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: يا علي دعني أشمهما ويشماني وأتزود منهما ويتزودان مني أما
إنهما سيظلمان بعدي ويقتلان ظلما فلعنة الله على من يظلمهما - يقول ذلك ثلاثا - ثم مد
يده إلى علي (عليه السلام) فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذي كان عليه ووضع فاه على فيه
وجعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة صلوات الله عليه وآله
فانسل علي من تحت ثيابه وقال: أعظم الله اجوركم في نبيكم فقد قبضه الله إليه
فارتفعت الأصوات بالضجة والبكاء، فقيل لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما الذي ناجاك به
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أدخلك تحت ثيابه؟ فقال: علمني ألف باب يفتح لي من كل
باب ألف باب (1).
[11128] 7 - المفيد، عن أبي محمد الحسن بن محمد، عن جده، عن أحمد بن محمد الرافعي،
عن إبراهيم بن علي، عن أبيه قال: حججت مع أبي علي بن الحسين (عليهما السلام)

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والتسعون ح 6 / 732 الرقم 1004.
147

فالتاثت عليه الناقة في سيرها فأشار إليها بالقضيب ثم قال: آه لو لا القصاص ورد يده
عنها (1).
التاثت الناقة: أي أبطأت في سيرها.
[11129] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ألا وإن الظلم ثلاثة:
فظلم لا يغفر وظلم لا يترك وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك
بالله قال الله سبحانه: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) (2) وأما الظلم الذي يغفر فظلم
العبد نفسه عند بعض الهنات، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا،
القصاص هناك شديد ليس هو جرحا بالمدى ولا ضربا بالسياط ولكنه ما يستصغر
ذلك معه... (3).
[11130] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فرض الله الإيمان تطهيرا من
الشرك و... القصاص حقنا للدماء و... (4).
[11131] 10 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي بالإسناد إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي بن الحسين (عليه السلام) في تفسير قوله تعالى (ولكم في القصاص
حيوة) الآية ولكم يا امة محمد في القصاص حياة لأن من هم بالقتل فعرف انه يقتص
منه فكف لذلك عن القتل كان حياة للذي كان هم بقتله وحياة لهذا الجاني الذي أراد
أن يقتل وحياة لغيرهما من الناس إذا علموا أن القصاص واجب لا يجسرون على
القتل مخافة القصاص (يا اولي الألباب) اولي العقول (لعلكم تتقون) (5) ثم
قال (عليه السلام): عباد الله هذا قصاص قتلكم لمن تقتلونه في الدنيا وتفنون روحه ألا انبئكم

(1) الارشاد: 2 / 144.
(2) سورة النساء: 48 و 116.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(5) سورة البقرة: 179.
148

بأعظم من هذا القتل وما يوجبه الله على قاتله مما هو أعظم من هذا القصاص؟ قالوا:
بلى يا ابن رسول الله، قال: أعظم من هذا القتل أن يقتله قتلا لا ينجبر ولا يحيى بعده
أبدا، قالوا: ما هو؟ قال: أن يضله عن نبوة محمد وعن ولاية علي بن أبي طالب
صلوات الله عليهما ويسلك به غير سبيل الله ويغريه باتباع طرائق أعداء علي (عليه السلام)
والقول بإمامتهم ودفع علي عن حقه وجحد فضله وألا يبالي بإعطائه واجب تعظيمه
فهذا هو القتل الذي هو تخليد المقتول في نار جهنم خالدا مخلدا أبدا فجزاء هذا القتل
مثل ذلك الخلود في نار جهنم (1).
أقول: راجع إن شئت كتاب القصاص من كتب الأخبار.

(1) الاحتجاج: 2 / 319.
149

القصد
[11132] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن داود الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن القصد أمر يحبه الله عز وجل وإن
السرف أمر يبغضه الله حتى طرحك النواة فإنها تصلح للشيء وحتى صبك فضل
شرابك (1).
[11133] 2 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه:
القصد مثراة والسرف متواة (2).
مثراة: يعني موجب للثروة. متواه: يعني موجب التلف والخسارة.
[11134] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ثلاث منجيات فذكر الثالث القصد في الغنى والفقر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11135] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد،
عن أبيه عبيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عبيد إن السرف يورث الفقر وإن القصد
يورث الغنى (4).
[11136] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد

(1) و (2) الكافي: 4 / 52 ح 2 و 4.
(3) و (4) الكافي: 4 / 53 ح 5 و 8.
150

ابن محمد جميعا، عن عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عبد العزيز، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال له: إنا نكون في طريق مكة فنريد الإحرام
فنطلي ولا تكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة فنتدلك بالدقيق وقد دخلني من ذلك
ما الله أعلم به فقال: أمخافة الإسراف؟ قلت: نعم فقال: ليس فيما أصلح البدن
إسراف إني ربما أمرت بالنقي فيلت بالزيت فأتدلك به إنما الإسراف فيما أفسد المال
وأضر بالبدن، قلت: فما الإقتار؟ قال: أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره،
قلت: فما القصد؟ قال: الخبز واللحم واللبن والخل والسمن مرة هذا ومرة هذا (1).
[11137] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن موسى بن بكر، عن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فجاء سائل فقام إلى مكتل فيه تمر فملأ يده فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده
فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذ بيده
فناوله ثم جاء آخر فقال: الله رازقنا وإياك ثم قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان لا يسأله
أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله
فإن قال لك: ليس عندنا شيء فقل أعطني قميصك قال: فأخذ قميصه فرمى به إليه،
وفي نسخة اخرى: فأعطاه فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد فقال: (ولا تجعل
يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) (2) (3).
[11138] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن الحسن بن السري، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن
عبد الله يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته

(1) الكافي: 4 / 53 ح 10.
(2) سورة الإسراء: 29.
(3) الكافي: 4 / 55 ح 7.
151

وذلك حين رجع من حجة الوداع فوقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام ثم قال: ما
لي أرى حب الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذه الدنيا على
غيرهم كتب، وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب، وحتى كأن لم يسمعوا
ويروا من خبر الأموات قبلهم، سبيلهم سبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون،
بيوتهم أجداثهم ويأكلون تراثهم فيظنون أنهم مخلدون بعدهم، هيهات هيهات أما
يتعظ آخرهم بأولهم؟ لقد جهلوا ونسوا كل واعظ في كتاب الله وآمنوا شر كل عاقبة
سوء ولم يخافوا نزول فادحة وبوائق حادثة طوبى لمن شغله خوف الله عز وجل عن خوف
الناس، طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب المؤمنين من إخوانه، طوبى لمن تواضع لله عز
ذكره وزهد فيما أحل الله له من غير رغبة عن سيرتي ورفض زهرة الدنيا من غير تحول
عن سنتي واتبع الأخيار من عترتي من بعدي وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة
في الدنيا المبتدعين خلاف سنتي، العاملين بغير سيرتي، طوبى لمن اكتسب من
المؤمنين مالا من غير معصية فأنفقه في غير معصية وعاد به على أهل المسكنة، طوبى
لمن حسن مع الناس خلقه وبذل لهم معونته وعدل عنهم شره، طوبى لمن أنفق القصد
وبذل الفضل وأمسك قوله عن الفضول وقبيح الفعل (1).
[11139] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: لينفق الرجل بالقصد وبلغة الكفاف ويقدم
منه فضلا لآخرته فإن ذلك أبقى للنعمة وأقرب إلى المزيد من الله عز وجل وأنفع في
العافية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 8 / 168 ح 190.
(2) الكافي: 4 / 52 ح 1.
152

[11140] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد، عن
ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن حماد بن واقد اللحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لو ان رجلا أنفق ما في يديه في سبيل من سبيل الله ما كان أحسن ولا وفق أليس
يقول الله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب
المحسنين) (1) يعني المقتصدين (2).
[11141] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن عمر بن أبان، عن مدرك بن أبي الهزهاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: ضمنت لمن اقتصد أن لا يفتقر (3).
[11142] 11 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي الصيرفي، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
اقتصد في معيشته رزقه الله ومن بذر حرمه الله (4).
[11143] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن القاشاني، عن الأصبهاني،
عن المنقري، عن سفيان بن نجيح، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال سليمان بن داود (عليه السلام):
أوتينا ما اوتي الناس وما لم يؤتوا وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا فلم نجد شيئا
أفضل من خشية الله في المغيب والمشهد والقصد في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضى
والغضب والتضرع إلى الله عز وجل على كل حال (5).
[11144] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... [رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)]
سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه الفصل... (6).

(1) سورة البقرة: 195.
(2) الكافي: 4 / 53 ح 7.
(3) الكافي: 4 / 53 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 54 ح 12.
(5) الخصال: 1 / 241 ح 91.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 94.
153

[11145] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... فمن
علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين وحزما في لين وإيمانا في يقين وحرصا في علم
وعلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة... (1).
[11146] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من اقتصد خفت عليه
المؤن (2).
[11147] 16 - وعنه (عليه السلام): عليك بالقصد في الامور فمن عدل عن القصد جار ومن
أخذ به عدل (3).
[11148] 17 - وعنه (عليه السلام): عليك بالقصد فإنه أعون شيء على حسن العيش ولن
يهلك امرؤ حتى يؤثر شهوته على دينه (4).
[11149] 18 - وعنه (عليه السلام): كفى بالمرء كيسا أن يقتصد في مآربه ويجمل في مطالبه (5).
[11150] 19 - وعنه (عليه السلام): من اقتصد في الغنى والفقر فقد استعد لنوائب الدهر (6).
[11151] 20 - وعنه (عليه السلام): من المروة أن تقتصد فلا تسرف، وتعد فلا تخلف (7).
الروايات في هذا المجال متعددة وقد مر منا عنوان الإقتصاد في محله.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(2) غرر الحكم: ح 8326 و 6116 و 6145 و 7064 و 9048 و 9425.
(3) غرر الحكم: ح 8326 و 6116 و 6145 و 7064 و 9048 و 9425.
(4) غرر الحكم: ح 8326 و 6116 و 6145 و 7064 و 9048 و 9425.
(5) غرر الحكم: ح 8326 و 6116 و 6145 و 7064 و 9048 و 9425.
(6) غرر الحكم: ح 8326 و 6116 و 6145 و 7064 و 9048 و 9425.
(7) غرر الحكم: ح 8326 و 6116 و 6145 و 7064 و 9048 و 9425.
154

القصة
[11152] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) رآى قاصا في المسجد
فضربه بالدرة وطرده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11153] 2 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه
قال: القاص ينتظر اللعنة والمستمع ينتظر الرحمة والتاجر ينتظر الرزق والمحتكر
ينتظر اللعنة والنائحة ومن حولها من امرأة من هن مجتمعة فعليهن لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين (2).
[11154] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وتدبروا أحوال
الماضين... فانظروا إلى ما صاروا إليه في آخر امورهم حين وقعت الفرقة وتشتتت
الالفة واختلفت الكلمة والأفئدة وتشعبوا مختلفين وتفرقوا متحاربين قد خلع الله
عنهم لباس كرامته وسلبهم غضارة نعمته وبقي قصص أخبارهم فيكم عبرا
للمعتبرين... (3).
[11155] 4 - المجلسي نقلا من عقائد الصدوق رفعه سئل الصادق (عليه السلام) عن قول

(1) الكافي: 7 / 263 ح 20.
(2) جامع الأحاديث: 107.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
155

الله تعالى: (والشعراء يتبعهم الغاوون) (1) قال: هم القصاص (2).
[11156] 5 - المجلسي نقلا من عقائد الصدوق رفعه وقال: ذكر القصاصون عند
الصادق (عليه السلام) فقال: لعنهم الله إنهم يشيعون علينا.
وسئل الصادق (عليه السلام) عن القصاص أيحل الاستماع لهم؟ فقال: لا وقال (عليه السلام): من
أصغى إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق عن
إبليس فقد عبد إبليس (3).

(1) سورة الشعراء: 224.
(2) بحار الأنوار: 69 / 264.
(3) بحار الأنوار: 69 / 264.
156

القضاء (1)
[11157] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله
ابن سنان قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قاض بين قريتين يأخذ من السلطان على
القضاء الرزق، فقال: ذلك السحت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11158] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه
رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القضاة أربعة ثلاثة في النار وواحد في الجنة: رجل
قضى بجور وهو يعلم فهو في النار ورجل قضى بجور وهو لا يعلم فهو في النار ورجل
قضى بالحق وهو لا يعلم فهو في النار ورجل قضى بالحق وهو يعلم فهو في الجنة.
وقال (عليه السلام): الحكم حكمان: حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله حكم
بحكم الجاهلية (3).
[11159] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: أي قاض قضى بين اثنين فأخطأ سقط أبعد من السماء (4).
[11160] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن

(1) بمعنى القضاوة والحكومة.
(2) الكافي: 7 / 409 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 407 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 408 ح 4.
157

الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن داود بن فرقد قال: حدثني رجل عن
سعيد بن أبي الخضيب البجلي قال: كنت مع ابن أبي ليلى مزاملة حتى جئنا إلى المدينة
فبينا نحن في مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ دخل جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت لابن أبي ليلى:
تقوم بنا إليه، فقال: وما نصنع عنده؟ فقلت: نسائله ونحدثه فقال: قم، فقمنا إليه
فسائلني عن نفسي وأهلي ثم قال: من هذا معك؟ فقلت: ابن أبي ليلى قاضي
المسلمين، فقال له: أنت ابن أبي ليلى قاضي المسلمين؟ قال: نعم قال: تأخذ مال
هذا فتعطيه هذا؟ وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه لا تخاف في ذلك أحدا؟ قال: نعم
قال: فبأي شيء تقضي؟ قال: بما بلغني عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن علي (عليه السلام) وعن
أبي بكر وعمر، قال: فبلغك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن عليا (عليه السلام) أقضاكم،
قال: نعم قال: فكيف تقضي بغير قضاء علي (عليه السلام) وقد بلغك هذا؟ فما تقول إذا جيىء
بأرض من فضة وسماء من فضة ثم أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيدك فأوقفك بين يدي ربك
فقال: يا رب إن هذا قضى بغير ما قضيت؟ قال: فاصفر وجه ابن أبي ليلى حتى عاد
مثل الزعفران ثم قال لي: التمس لنفسك زميلا والله لا اكلمك من رأسي كلمة أبدا (1).
[11161] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان
في بني إسرائيل قاض كان يقضي بالحق فيهم فلما حضره الموت قال لامرأته: إذا أنا
مت فاغسليني وكفنيني وضعيني على سريري وغطي وجهي فإنك لا ترين سوء، فلما
مات فعلت ذلك ثم مكثت بذلك حينا ثم إنها كشفت عن وجهه لتنظر إليه فإذا هي
بدودة تقرض منخره ففزعت من ذلك فلما كان الليل أتاها في منامها فقال لها: أفزعك
ما رأيت؟ قالت: أجل لقد فزعت فقال لها: أما لئن كنت فزعت ما كان الذي رأيت
إلا في أخيك فلان أتاني ومعه خصم له فلما جلسا إلي قلت: اللهم اجعل الحق له ووجه

(1) الكافي: 7 / 408 ح 5.
158

القضاء على صاحبه فلما اختصما إلي كان الحق له ورأيت ذلك بينا في القضاء فوجهت
القضاء له على صاحبه فأصابني ما رأيت لموضع هواي كان مع موافقة الحق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11162] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن محمد
ابن مسلم قال: مر بي أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام) وأنا جالس عند قاض بالمدينة
فدخلت عليه من الغد فقال لي: ما مجلس رأيتك فيه أمس؟ قال: قلت له: جعلت
فداك إن هذا القاضي لي مكرم فربما جلست إليه، فقال لي: وما يؤمنك أن تنزل اللعنة
فتعم من في المجلس (2).
[11163] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومة إلى
قاض أو سلطان جائر فقضى عليه بغير حكم الله فقد شركه في الإثم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11164] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن سلمة بن كهيل قال: سمعت عليا صلوات الله
عليه يقول لشريح: انظر إلى أهل المعك والمطل ودفع حقوق الناس من أهل المقدرة
واليسار ممن يدلي بأموال المسلمين إلى الحكام فخذ للناس بحقوقهم منهم وبع فيها
العقار والديار فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: مطل المسلم المؤسر ظلم للمسلم
ومن لم يكن له عقار ولا دار ولا مال فلا سبيل عليه، واعلم أنه لا يحمل الناس على
الحق إلا من ورعهم عن الباطل ثم واس بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك حتى

(1) الكافي: 7 / 410 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 410 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 411 ح 1.
159

لا يطمع قريبك في حيفك ولا ييأس عدوك من عدلك ورد اليمين على المدعي مع بينة
فإن ذلك أجلى للعمى وأثبت في القضاء واعلم أن المسلمين عدول بعضهم على بعض
إلا مجلودا في حد لم يتب منه أو معروف بشهادة زور أو ظنين، وإياك والتضجر
والتأذي في مجلس القضاء الذي أوجب الله فيه الأجر ويحسن فيه الذخر لمن قضى
بالحق، واعلم أن الصلح جائز بين المسلمين إلا صلحا حرم حلالا أو أحل حراما
واجعل لمن ادعى شهودا غيبا أمدا بينهما فإن أحضرهم أخذت له بحقه وإن لم
يحضرهم أوجبت عليه القضية، فإياك أن تنفذ فيه قضية في قصاص أو حد من حدود
الله أو حق من حقوق المسلمين حتى تعرض ذلك علي إن شاء الله ولا تقعدن في مجلس
القضاء حتى تطعم (1).
[11165] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ابتلى بالقضاء فلا يقضي وهو
غضبان (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11166] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: من ابتلي بالقضاء
فليواس بينهم في الإشارة وفي النظر وفي المجلس (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب القضاء من
كتب الأخبار.

(1) الكافي: 7 / 412 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 413 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 413 ح 3.
160

القضاء
[11167] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن سنان، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
أحق خلق الله أن يسلم لما قضى الله عز وجل، من عرف الله عز وجل ومن رضي بالقضاء أتى
عليه القضاء وعظم الله أجره ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله
أجره (1).
[11168] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: ألا أدلك على شيء لم يستثن فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: بلى قال: الدعاء يرد القضاء وقد ابرم إبراما وضم
أصابعه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11169] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم
إبراما فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله عز وجل
إلا بالدعاء وانه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 62 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 470 ح 6 و 7.
(3) الكافي: 2 / 470 ح 6 و 7.
161

[11170] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد رفعه قال: جاء
أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الأشعث بن قيس يعزيه بأخ له يقال له عبد الرحمن فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): إن جزعت فحق الرحم آتيت وإن صبرت فحق الله أديت على أنك
إن صبرت جرى عليك القضاء وأنت محمود وإن جزعت جرى عليك القضاء وأنت
مذموم، فقال له الأشعث: إنا لله وإنا إليه راجعون فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتدري
ما تأويلها؟ فقال الأشعث: لا أنت غاية العلم ومنتهاه، فقال له: أما قولك إنا لله
فإقرار منك بالملك وأما قولك إنا إليه راجعون فإقرار منك بالهلاك (1).
[11171] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن
ربيع المسلي، وزياد بن أبي الحلال ذكراه عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في ليلة
تسع عشرة من شهر رمضان التقدير وفي ليلة إحدى وعشرين القضاء وفي ليلة ثلاث
وعشرين إبرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه يفعل ما يشاء في خلقه (2).
[11172] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد وإسحاق بن محمد
وغيرهما رفعوه قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ
أقبل شيخ فجثا بين يديه ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل
الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا
هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي
يا أمير المؤمنين فقال له: مه يا شيخ فوالله لقد عظم الله الأجر في مسيركم وأنتم
سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في
شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين، فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في

(1) الكافي: 3 / 261 ح 40.
(2) الكافي: 4 / 160 ح 12.
162

شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا
ومنصرفنا؟ فقال له: وتظن أنه كان قضاء حتما وقدرا لازما انه لو كان كذلك لبطل
الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن
لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالإحسان من المحسن ولكان
المحسن أولى بالعقوبة من المذنب تلك مقالة إخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن
وحزب الشيطان وقدرية هذه الامة ومجوسها إن الله تبارك وتعالى كلف تخييرا ونهى
تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم
يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا
ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار فأنشأ الشيخ يقول:
أنت الإمام الذي نرجو بطاعته * يوم النجاة من الرحمن غفرانا
أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا * جزاك ربك بالإحسان إحسانا (1)
[11173] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الإيمان
له أركان أربعة: التوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله والرضا بقضاء الله والتسليم
لأمر الله عز وجل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11174] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال:
سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الإيمان والإسلام، فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما هو
الإسلام، والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى
بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين، قال: قلت: فأي شيء اليقين؟

(1) الكافي: 1 / 155 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 47 ح 2.
163

قال: التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله، قلت: فما
تفسير ذلك؟ قال: هكذا قال أبو جعفر (عليه السلام) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11175] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن أعلم الناس بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11176] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
جميل، عن زرارة، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن
القضاء والقدر خلقان من خلق الله والله يزيد في الخلق ما يشاء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11177] 11 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن هاشم، عن ابن معبد،
عن درست، عن ابن اذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما تقول
في القضاء والقدر؟ قال: أقول: إن الله تعالى إذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد
إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11178] 12 - الصدوق، عن الوراق، وابن مغيرة معا، عن سعد، عن النهدي،
عن ابن علوان، عن عمرو بن ثابت، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: إن
أمير المؤمنين (عليه السلام) عدل من عند حائط مائل إلى حائط آخر فقيل له: يا أمير المؤمنين

(1) الكافي: 2 / 52 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 60 ح 2.
(3) التوحيد: 364 ح 1.
(4) التوحيد: 365 ح 2.
164

تفر من قضاء الله؟ قال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11179] 13 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن أحمد المؤدب، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: قال الله جل
جلاله: من لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس إلها غيري.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): في كل قضاء الله خيرة للمؤمن (2).
[11180] 14 - الصدوق، عن ابن القطان، عن الهمداني، عن ابن فضال، عن أبيه، عن
هارون بن مسلم، عن ثابت بن أبي صفية، عن سعد الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لرجل: إن كنت لا تطيع خالقك فلا تأكل رزقه وإن
كنت واليت عدوه فأخرج عن ملكه وإن كنت غير قانع بقضائه وقدره فاطلب ربا
سواه (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11181] 15 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد
الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن موسى بن عمران (عليه السلام) قال: يا رب رضيت بما
قضيت تميت الكبير وتبقي الصغير، فقال الله جل جلاله: يا موسى أما ترضاني لهم
رازقا وكفيلا؟ قال: بلى يا رب فنعم الوكيل أنت ونعم الكفيل (4).
[11182] 16 - البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن

(1) التوحيد: 369 ح 8.
(2) التوحيد: 371 ح 11.
(3) التوحيد: 371 ح 13.
(4) التوحيد: 374 ح 18.
165

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله إذا أراد شيئا قدره فإذا قدره قضاه وإذا قضاه أمضاه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11183] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... رضينا عن الله قضاءه
وسلمنا لله أمره... (2).
[11184] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أصبح على الدنيا حزينا
فقد أصبح لقضاء الله ساخطا ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فقد أصبح يشكو
ربه... (3).
[11185] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر الامور السخط للقضاء (4).
[11186] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كل شيء فيه حيلة
إلا القضاء (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 1 / 155، والتوحيد:
364، والوافي: 1 / 535، وبحار الأنوار: 3 / 26 طبع الكمباني و 5 / 84 من طبع
الحروفي وغيرها من كتب الأخبار والحمد لله رب العالمين.

(1) المحاسن: 243.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 37.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 228.
(4) غرر الحكم: ح 5746.
(5) غرر الحكم: ح 6873.
166

القطع
[11187] 1 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ
ابن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا
علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ولا تبغض إلى نفسك عبادة ربك فإن المنبت
يعني المفرط لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع فاعمل عمل من يرجو أن يموت هرما واحذر
حذر من يتخوف أن يموت غدا (1).
[11188] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال:
رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في
شيء ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع اموره استجاب الله عز وجل له في كل شيء (2).
[11189] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان
ابن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن إخوتي وبني
عمي قد ضيقوا علي الدار وألجأوني منها إلى بيت ولو تكلمت أخذت ما في أيديهم،
قال: فقال لي: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، قال: فانصرفت ووقع الوباء في سنة
إحدى وثلاثين ومائة فماتوا والله كلهم فما بقي منهم أحد، قال: فخرجت فلما دخلت
عليه قال: ما حال أهل بيتك؟ قال: قلت له: قد ماتوا والله كلهم فما بقي منهم أحد

(1) الكافي: 2 / 87 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 148 ح 3.
167

فقال: هو بما صنعوا بك وبعقوقهم إياك وقطع رحمهم بتروا، أتحب أنهم بقوا وانهم
ضيقوا عليك؟ قال: قلت: أي والله (1).
[11190] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد
ابن عبد الله، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: من
قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه
فقد قطع ولاية الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11191] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها (3).
[11192] 6 - الكليني بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وعليكم يا بني
بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق... (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11193] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف المتقين:... يعفو
عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه... (5).
[11194] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن
بدا له ذلك يوما ما... ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته...
وقطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل (6).

(1) الكافي: 2 / 346 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 366 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 347 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 52.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 31.
168

[11195] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... اللهم اني أستعديك على
قريش ومن أعانهم فإنهم قطعوا رحمي وصغروا عظيم منزلتي وأجمعوا على منازعتي
أمرا هو لي... (1).
[11196] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحلم غطاء ساتر والعقل
حسام قاطع فاستر خلل خلقك بحلمك وقاتل هواك بعقلك (2).
الروايات في هذا المعنى كثيرة جدا مبثوثة في كتب الأخبار فراجعها إن شئت.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 172.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 424.
169

القعر
[11197] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن علي، عن أبي جميلة، عن الوصافي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يمد الله في عمره وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه فإن
الرحم لها لسان يوم القيامة ذلق تقول: يا رب صل من وصلني واقطع من قطعني
فالرجل ليرى بسبيل خير إذا أتته الرحم التي قطعها فتهوى به إلى أسفل قعر في
النار (1).
[11198] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن
مهزيار، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن داود لما وقف الموقف بعرفة نظر إلى الناس وكثرتهم فصعد الجبل فأقبل يدعو
فلما قضى نسكه أتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا داود يقول لك ربك لم صعدت الجبل
ظننت أنه يخفى علي صوت من صوت؟ ثم مضى به إلى البحر إلى جدة فرسب به في الماء
مسيرة أربعين صباحا في البر فإذا صخرة ففلقها فإذا فيها دودة فقال له: يا داود يقول
لك ربك: أنا أسمع صوت هذه في بطن هذه الصخرة في قعر هذا البحر فظننت انه يخفى
علي صوت من صوت (2).
[11199] 3 - الصدوق، عن محمد بن أحمد بن إبراهيم، عن أبي عبد الله الوراق محمد
ابن عبد الله بن الفرج، عن علي بن بنان المقري، عن محمد بن سابق، عن زائدة، عن

(1) الكافي: 2 / 156 ح 29.
(2) الكافي: 4 / 214 ح 11.
170

الأعمش قال: حدثنا فرات القزاز عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن
أسيد الغفاري قال: كنا جلوسا في المدينة في ظل حائط، قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في غرفة فاطلع علينا فقال: فيم أنتم؟ فقلنا: نتحدث قال: عم ذا؟ قلنا: عن الساعة
فقال: إنكم لا ترون الساعة حتى ترون قبلها عشر آيات: طلوع الشمس من مغربها
والدجال ودابة الأرض وثلاثة خسوف في الأرض: خسف بالمشرق وخسف
بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وخروج عيسى بن مريم (عليه السلام) وخروج يأجوج
ومأجوج وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها
أحدا تسوق الناس إلى المحشر كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر (1).
[11200] 4 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد
ابن عبد الله بن هلال، عن عقبة بن خالد، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن في
جهنم لجبلا يقال له: الصعدا وإن في الصعدا لواد يقال له: سقر وإن في قعر سقر لجبا
يقال له: هبهب، كلما كشف غطاء ذلك الجب ضج أهل النار من حره وذلك منازل
الجبارين (2).
[11201] 5 - الراوندي بإسناده، عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
علي (عليه السلام): استأذن أعمى على فاطمة (عليها السلام) فحجبته فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: لم
حجبتيه وهو لا يراك؟ فقالت (عليها السلام): إن لم يكن يراني فإني أراه وهو يشم الريح، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أشهد أنك بضعة مني.
وبهذا الإسناد قال: سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أصحابه عن المرأة ما هي؟ قالوا:
عورة، قال: فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا، فلما سمعت فاطمة (عليها السلام) ذلك
قالت: أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن فاطمة
بضعة مني (3).

(1) الخصال: 2 / 449 ح 52.
(2) عقاب الأعمال: 323.
(3) النوادر: 14.
171

[11202] 6 - الرضي قال: روى ذعلب اليمامي، عن أحمد بن قتيبة، عن عبد الله بن
يزيد، عن مالك بن دحية قال: كنا عند أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وقد ذكر عنده
اختلاف الناس فقال: إنما فرق بينهم مبادىء طينهم وذلك أنهم كانوا فلقة من سبخ
أرض وعذبها وحزن تربة وسهلها فهم على حسب قرب أرضهم يتقاربون وعلى قدر
اختلافها يتفاوتون فتام الرواء ناقص العقل، وماد القامة قصير الهمة، وزاكي العمل
قبيح المنظر، وقريب القعر بعيد السبر، ومعروف الضريبة منكر الجليبة، وتائه
القلب متفرق اللب، وطليق اللسان حديد الجنان (1).
[11203] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف نفسه:... فلا
تستعملوا الرأي فيما لا يدرك قعره البصر ولا تتغلغل إليه الفكر... (2).
[11204] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر
فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها... (3).
[11205] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ثم انزل عليه الكتاب نورا
لا تطفأ مصابيحه وسراجا لا يخبو توقده وبحرا لا يدرك قعره و... (4).
[11206] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى محمد بن أبي بكر
حين قلده مصر:... فاحذروا نارا قعرها بعيد وحرها شديد وعذابها
جديد... (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 234.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 164.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 198.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 27.
172

القعود
[11207] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم
ابن إسحاق، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن سدير الصيرفي قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: والله ما يسعك القعود فقال: ولم يا سدير؟ قلت: لكثرة
مواليك وشيعتك وأنصارك والله لو كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) ما لك من الشيعة والأنصار
والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي فقال: يا سدير وكم عسى أن يكونوا؟ قلت: مائة
ألف قال: مائة ألف؟ قلت: نعم ومائتي ألف، قال: مائتي ألف؟ قلت: نعم ونصف
الدنيا، قال: فسكت عني ثم قال: يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع؟ قلت: نعم،
فأمر بحمار وبغل أن يسرجا فبادرت فركبت الحمار فقال: يا سدير أترى أن تؤثرني
بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل، قال: الحمار أرفق بي فنزلت فركب الحمار وركبت
البغل فمضينا فحانت الصلاة فقال: يا سدير أنزل بنا نصلي ثم قال: هذه أرض سبخة
لا تجوز الصلاة فيها فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء ونظر إلى غلام يرعى جداء
فقال: والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود، ونزلنا
وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر (1).
[11208] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي،
عن أحمد بن عمر رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إن أخي ببغداد وأخاف أن
يموت بها، فقال: ما تبالي حيثما مات أما إنه لا يبقى مؤمن في شرق الأرض وغربها إلا

(1) الكافي: 2 / 242 ح 4.
173

حشر الله روحه إلى وادي السلام، قلت له: وأين وادي السلام؟ قال: ظهر الكوفة
أما إني كأني بهم حلق حلق قعود يتحدثون (1).
[11209] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قعد عند سباب لأولياء
الله فقد عصى الله تعالى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11210] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قعد
في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصاب فلم يفعل ألبسه الله الذل في
الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا (3).
الرواية حسنة سندا.
[11211] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل (4).
[11212] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا حين يصبح شيعه
سبعون ألف ملك فإذا قعد غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي وإن عاده مساء
كان له مثل ذلك حتى يصبح (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 243 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 379 ح 14 و 15.
(3) الكافي: 2 / 379 ح 14 و 15.
(4) الكافي: 2 / 662 ح 6.
(5) الكافي: 3 / 121 ح 8.
174

[11213] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير (1).
[11214] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في أهل الذكر:... وفتحت
لهم أبواب السماء واعدت لهم مقاعد الكرامات في مقعد اطلع الله عليهم فيه فرضى
سعيهم وحمد مقامهم... (2).
[11215] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:...
وإياك ومقاعد الأسواق فإنها محاضر الشيطان ومعاريض الفتن... (3).
[11216] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المنية ولا الدنية والتقلل
ولا التوسل ومن لم يعط قاعدا لم يعط قائما، والدهر يومان: يوم لك ويوم عليك فإذا
كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر (4).
الروايات في هذا المجال متعددة.

(1) الكافي: 2 / 646 ح 1.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 222.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 396.
175

القلب
[11217] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبي أيوب
المدني، عن ابن أبي عمير، عن حسين الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القلب
يتكل على الكتابة (1).
[11218] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسين بن
عبد الرحمن، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول
الله عز وجل: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) قال: يعني به ولاية
أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: (ونحشره يوم القيامة أعمى) قال: يعني أعمى البصر في
الآخرة أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وهو متحير في القيامة
يقول: (لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها)
قال: الآيات الأئمة (عليهم السلام) فنسيتها (وكذلك اليوم تنسى) (2) يعني تركتها وكذلك
اليوم تترك في النار كما تركت الأئمة (عليهم السلام) فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم قلت:
(وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) (3)
قال: يعني من أشرك بولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) غيره ولم يؤمن بآيات ربه وترك الأئمة
معاندة فلم يتبع آثارهم ولم يتولهم، قلت: (الله لطيف بعباده يرزق من يشاء) (4)

(1) الكافي: 1 / 52 ح 8.
(2) سورة طه: 124 - 126.
(3) سورة طه: 127.
(4) سورة الشورى: 18.
176

قال: ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: (من كان يريد حرث الآخرة) قال: معرفة
أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة، (نزد له في حرثه) قال: نزيده منها قال: يستوفي
نصيبه من دولتهم (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من
نصيب) (1) قال: ليس له في دولة الحق مع القائم نصيب (2).
[11219] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل (إلا من أتى الله
بقلب سليم) (3) قال: القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه قال: وكل
قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم
للآخرة (4).
[11220] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي عبد الله المؤمن، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال:
يا جابر والله إني لمحزون وإني لمشغول القلب قلت: جعلت فداك وما شغلك وما حزن
قلبك؟ فقال: يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغل قلبه عما سواه
يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا هل هي إلا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو
امرأة أصبتها.
يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الآخرة،
يا جابر الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ولكن أهل الدنيا أهل غفلة وكان
المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا بآذانهم

(1) سورة الشورى: 19 و 20.
(2) الكافي: 1 / 435 ح 92.
(3) سورة الشعراء: 89.
(4) الكافي: 2 / 16 ح 5.
177

ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك
العلم.
واعلم يا جابر إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة تذكر
فيعينونك وإن نسيت ذكروك قوالون بأمر الله قوامون على أمر الله، قطعوا محبتهم
بمحبة ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم
وعلموا أن ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه
أو كمال وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء، إني إنما ضربت لك هذا
مثلا لأنها عند أهل اللب والعلم كفيئ الظلال.
يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل وعز من دينه وحكمته ولا تسألن عما لك
عنده إلا ما له عند نفسك فإن تكن الدنيا على غير ما وصفت لك فتحول إلى دار
المستعتب فلعمري لرب حريص على أمر قد شقى به حين أتاه ولرب كاره لأمر قد
سعد به حين أتاه وذلك قول الله عز وجل (وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق
الكافرين) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11221] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من
شيء أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه
فيصير أعلاه أسفله (3).
[11222] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن

(1) سورة آل عمران: 141.
(2) الكافي: 2 / 132 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 268 ح 1.
178

محبوب، عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اياكم والخصومة فإنها تشغل القلب
وتورث النفاق وتكسب الضغائن (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11223] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا
نفاق (2).
[11224] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جعفر
ابن عثمان، عن سماعة، عن أبي بصير وغيره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن القلب
ليكون الساعة من الليل والنهار ما فيه كفر ولا إيمان كالثوب الخلق قال: ثم قال لي:
أما تجد ذلك من نفسك؟ قال: ثم تكون النكتة من الله في القلب بما شاء من كفر
وإيمان (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11225] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن العباس
ابن معروف، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: يكون القلب ما فيه إيمان ولا كفر، شبه المضغة أما يجد أحدكم
ذلك؟ (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11226] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،

(1) الكافي: 2 / 301 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 396 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 420 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 420 ح 2.
179

عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن القلب ليرجج فيما
بين الصدر والحنجرة حتى يعقد على الإيمان فإذا عقد على الإيمان قر وذلك قول الله عز وجل
(ومن يؤمن بالله يهد قلبه) (1) (2).
[11227] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
القلب ليتجلجل في الجوف يطلب الحق فإذا أصابه اطمأن وقر ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام)
هذه الآية: (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) إلى قوله (كأنما
يصعد في السماء) (3) (4).
[11228] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي المغراء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن القلب يكون في
الساعة من الليل والنهار ليس فيه إيمان ولا كفر أما تجد ذلك؟ ثم يكون بعد ذلك نكتة
من الله في قلب عبده بما شاء إن شاء بايمان وإن شاء بكفر (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11229] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن
جعفر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: إن الله خلق قلوب المؤمنين مطوية مبهمة على
الإيمان فإذا أراد استناره ما فيها نضحها بالحكمة وزرعها بالعلم وزارعها والقيم عليها
رب العالمين (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة التغابن: 11.
(2) الكافي: 2 / 421 ح 4.
(3) سورة الأنعام: 125.
(4) الكافي: 2 / 421 ح 5.
(5) الكافي: 6 / 421 ح 6.
(6) الكافي: 2 / 421 ح 3.
180

[11230] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن فضال،
عن علي بن عقبة، عن عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لنا ذات يوم: تجد
الرجل لا يخطئ بلام ولا واو خطيبا مصقعا ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم وتجد
الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه وقلبه يزهر كما يزهر المصباح (1).
الرواية موثقة سندا.
[11231] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن المفضل، عن سعد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
القلوب أربعة: قلب فيه نفاق وإيمان وقلب منكوس وقلب مطبوع وقلب أزهر
أجرد، فقلت: ما الأزهر؟ قال: فيه كهيئة السراج فأما المطبوع فقلب المنافق وأما
الأزهر فقلب المؤمن إن أعطاه شكر وإن ابتلاه صبر وأما المنكوس فقلب المشرك ثم
قرء هذه الآية (أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط
مستقيم) (2) فأما القلب الذي فيه ايمان ونفاق فهم قوم كانوا بالطائف فإن أدرك
أحدهم أجله على نفاقه هلك وإن أدركه على ايمانه نجا (3).
[11232] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعي
شيئا من الخير وهو قلب الكافر وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان
فأيهما كانت منه غلب عليه وقلب مفتوح فيه مصابيح تزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم
القيامة وهو قلب المؤمن (4).
[11233] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن

(1) الكافي: 2 / 422 ح 1.
(2) سورة الملك: 22.
(3) الكافي: 2 / 422 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 423 ح 3.
181

سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن
محمد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فدخل
عليه حمران بن أعين وسأله عن أشياء فلما هم حمران بالقيام قال لأبي جعفر (عليه السلام):
أخبرك - أطال الله بقاءك لنا وأمتعنا بك - إنا نأتيك فما نخرج من عندك حتى ترق
قلوبنا وتسلوا أنفسنا عن الدنيا ويهون علينا ما في أيدي الناس من هذه الأموال ثم
نخرج من عندك فإذا صرنا مع الناس والتجار أحببنا الدنيا؟ قال فقال أبو جعفر (عليه السلام):
إنما هي القلوب مرة تصعب ومرة تسهل.
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): أما إن أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قالوا: يا رسول الله نخاف علينا
النفاق قال: فقال: ولم تخافون ذلك؟ قالوا: إذا كنا عندك فذكرتنا ورغبتنا وجلنا
ونسينا الدنيا وزهدنا حتى كأنا نعاين الآخرة والجنة والنار ونحن عندك فإذا خرجنا
من عندك ودخلنا هذه البيوت وشممنا الأولاد ورأينا العيال والأهل يكاد أن نحول
عن الحال التي كنا عليها عندك وحتى كأنا لم نكن على شيء أفتخاف علينا أن يكون
ذلك نفاقا؟ فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كلا إن هذه خطوات الشيطان فيرغبكم في
الدنيا والله لو تدومون على الحالة التي وصفتم أنفسكم بها لصافحتكم الملائكة
ومشيتم على الماء ولو لا أنكم تذنبون فتستغفرون الله لخلق الله خلقا حتى يذنبوا ثم
يستغفروا الله فيغفر الله لهم، إن المؤمن مفتن تواب أما سمعت قول الله عز وجل (ان الله
يحب التوابين ويحب المتطهرين) (1) وقال: (استغفروا ربكم ثم توبوا
إليه) (2) (3).
[11234] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: إنه يقع في قلبي أمر عظيم فقال:

(1) سورة البقرة: 222.
(2) سورة هود: 3.
(3) الكافي: 2 / 423 ح 1.
182

قل لا إله إلا الله قال جميل: فكلما وقع في قلبي شيء قلت: لا إله إلا الله فيذهب
عني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11235] 19 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حسين بن المختار،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا رق أحدكم فليدع فإن القلب لا يرق
حتى يخلص (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11236] 20 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن
بعض أصحابه، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله به موسى (عليه السلام) قال:
يا موسى لا تنسني على كل حال فإن نسياني يميت القلب (3).
[11237] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن
القاسم قال: سمعت المحاربي يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة مجالستهم تميت القلب: الجلوس مع الأنذال والحديث مع
النساء والجلوس مع الأغنياء (4).
[11238] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور،
عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كثرة الضحك تميت القلب وقال: كثرة الضحك
تميث الدين كما يميث الماء الملح (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 424 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 477 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 498 ح 11.
(4) الكافي: 2 / 641 ح 8.
(5) الكافي: 2 / 664 ح 6.
183

[11239] 23 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله العلوي،
وأحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن العباس، عن إسماعيل بن إسحاق جميعا، عن
أبي روح فرج بن قرة، عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني ابن أبي ليلى، عن
أبي عبد الرحمن السلمي قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أما بعد فإن
الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم ونعمة
ذخرها والجهاد هو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة
عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء وفارق الرضا وديث بالصغار والقماءة وضرب
على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسئم الخسف ومنع النصف، ألا
وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا وسرا وإعلانا وقلت لكم اغزوهم
قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى
شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان هذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار
وقتل حسان بن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها وقد بلغني أن الرجل
منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والاخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها
وقلائدها ورعاثها ما تمنع منه إلا بالاسترجاع والإسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال
رجلا منهم كلم ولا اريق له دم فلو أن امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به
ملوما بل كان عندي به جديرا، فيا عجبا عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من
اجتماع هؤلاء على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا
يرمى، يغار عليكم ولا تغيرون وتغزون ولا تغزون ويعصى الله وترضون فإذا
أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا حتى يسبخ عنا الحر
وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا حتى ينسلخ عنا
البرد، كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فأنتم والله من
السيف أفر.
يا أشباه الرجال ولا رجال حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال لوددت إني لم
184

أركم ولم أعرفكم معرفة والله جرت ندما وأعقبت ذما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا
وشحنتم صدري غيظا وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا وأفسدتم علي رأيي بالعصيان
والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له
بالحرب، لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراسا وأقدم فيها مقاما مني لقد نهضت
فيها وما بلغت العشرين وها أنا قد ذرفت على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع (1).
[11240] 24 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
القاسم بن محمد الجوهري، عن حبيب الخثعمي، عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11241] 25 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن معبد، عن الحسن بن علي
الخزاز، عن علي بن عبد الرحمن، عن كليب الصيداوي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ضرب العيدان ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الخضرة (3).
[11242] 26 - الكليني بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... أعمى
العمى عمي القلب... (4).
[11243] 27 - الصدوق، عن محمد بن موسى البرقي، عن علي بن محمد ما جيلويه،
عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعجب
ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة وأضداد من خلافها فإن سنح له الرجاء أذله
الطمع وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له
الغضب اشتد به الغيظ وإن سعد بالرضا نسي التحفظ وإن ناله الخوف شغله الحذر

(1) الكافي: 5 / 4 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 536 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 434 ح 20.
(4) الكافي: 8 / 81 ح 39.
185

وإن اتسع له الأمن استلبته الغرة وإن جددت له النعمة أخذته العزة وإن أصابته
مصيبة فضحه الجزع وإن استفاد مالا أطغاه الغنى وإن عضته فاقة شغله البلاء وإن
جهده الجوع قعد به الضعف وإن أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل
افراط به مفسد (1).
[11244] 28 - الصدوق، عن محمد بن موسى البرقي، عن ماجيلويه، عن البرقي،
عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول لرجل: اعلم يا فلان إن منزلة القلب من الجسد بمنزلة الإمام من الناس الواجب
الطاعة عليهم ألا ترى أن جميع جوارح الجسد شرط للقلب وتراجمة له مؤدية عنه
الأذنان والعينان والأنف والفم واليدان والرجلان والفرج فإن القلب إذا هم بالنظر
فتح الرجل عينيه وإذا هم بالاستماع حرك اذنيه وفتح مسامعه فسمع وإذا هم القلب
بالشم استنشق بأنفه فأدى تلك الرائحة إلى القلب وإذا هم بالنطق تكلم باللسان وإذا
هم بالحركة سعت الرجلان وإذا هم بالشهوة تحرك الذكر فهذه كلها مودية عن القلب
بالتحريك وكذلك ينبغي للإمام أن يطاع للأمر منه (2).
[11245] 29 - الصدوق، عن الخليل، عن أبي العباس السراج، عن قتيبة، عن رشيد
ابن سعد البصري، عن شراحيل بن يزيد، عن عبد الله بن عمر، وأبي هريرة، عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إذا طاب قلب المرء طاب جسده وإذا خبث القلب خبث الجسد (3).
[11246] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لسان العاقل وراء قلبه
وقلب الأحمق وراء لسانه (4).
[11247] 31 - وعنه (عليه السلام): قلوب الرجال وحشية فمن تألفها أقبلت عليه (5).

(1) علل الشرايع: 109 ح 7.
(2) علل الشرايع: 109 ح 8.
(3) الخصال: 1 / 31 ح 110.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 40.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 50.
186

[11248] 32 - وعنه (عليه السلام): إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف
الحكم (1).
[11249] 33 - وعنه (عليه السلام): يا كميل بن زياد إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها... (2).
[11250] 34 - وعنه (عليه السلام): إن للقلوب شهوة وإقبالا وإدبارا فأتوها من قبل شهوتها
وإقبالها فإن القلب إذا اكره عمي (3).
[11251] 35 - وعنه (عليه السلام): إن الإيمان يبدو لمظة في القلب كلما ازداد الإيمان ازدادت
اللمظة (4).
اللمظة: النقطة أو نحوها من البياض.
[11252] 36 - وعنه (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا وإدبارا فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل
وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض (5).
[11253] 37 - وعنه (عليه السلام):... ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن
قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار... (6).
[11254] 38 - وعنه (عليه السلام): ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد
من مرض البدن مرض القلب ألا وإن من صحة البدن تقوى القلب (7).
[11255] 39 - وعنه (عليه السلام): القلب مصحف البصر (8).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 91.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 147.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 193.
(4) نهج البلاغة: غريب كلامه 5.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 312.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 388.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 409.
187

[11256] 40 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أفضل القلوب قلب
حشي بالفهم (1).
[11257] 41 - وعنه (عليه السلام): أين القلوب التي وهبت لله وعوقدت على طاعة الله (2).
[11258] 42 - وعنه (عليه السلام): أصل صلاح القلب اشتغاله بذكر الله (3).
[11259] 43 - وعنه (عليه السلام): إذا أحب الله عبدا رزقه قلبا سليما وخلقا قويما (4).
[11260] 44 - وعنه (عليه السلام): حزن القلوب يمحص الذنوب (5).
[11261] 45 - وعنه (عليه السلام): طوبى للمنكسرة قلوبهم من أجل الله (6).
[11262] 46 - وعنه (عليه السلام): عظم الجسد وطوله لا ينفع إذا كان القلب خاويا (7).
[11263] 47 - وعنه (عليه السلام): قلوب العباد الطاهرة مواضع نظر الله سبحانه فمن طهر قلبه
نظر إليه (8).
[11264] 48 - وعنه (عليه السلام): للقلوب خواطر سوء والعقول تزجر عنها (9).
[11265] 49 - وعنه (عليه السلام): لا يصدر عن القلب السليم إلا المعنى المستقيم (10).
[11266] 50 - وعنه (عليه السلام): لا خير في قلب لا يخشع وعين لا تدمع وعلم لا ينفع (11).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 420، والوافي:
4 / 245، والمحجة البيضاء: 5 / 3، وبحار الأنوار: 67 / 27، وهداية العلم:
504، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(2) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(3) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(4) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(5) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(6) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(7) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(8) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(9) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(10) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
(11) غرر الحكم: ح 3078 و 2821 و 3083 و 4112 و 4940 و 5937 و 6309 و 677 و
7340 و 10874 و 10913.
188

القلم
[11267] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسين بن علي
الوشاء، عن علي بن ميسرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن نطفة المؤمن لتكون في
صلب المشرك فلا يصيبه من الشر شيء حتى إذا صار في رحم المشركة لم يصبها من
الشر شيء حتى تضعه فإذا وضعته لم يصبه من الشر شيء حتى يجري عليه القلم (1).
[11268] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
بعض أصحابه، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف فقال: هو الذي
لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر ولا يهتدي سبيلا إلى الإيمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا
يستطيع أن يكفر فهم الصبيان ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول الصبيان
مرفوع عنهم القلم (2).
[11269] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن غير واحد رفعوه أنه
سئل عن الأطفال، فقال: إذا كان يوم القيامة جمعهم الله وأجج لهم نارا وأمرهم أن
يطرحوا أنفسهم فيها فمن كان في علم الله عز وجل انه سعيد رمى بنفسه فيها وكانت عليه
بردا وسلاما ومن كان في علمه أنه شقي امتنع فيأمر الله بهم إلى النار فيقولون: يا ربنا
تأمر بنا إلى النار ولم تجر علينا القلم، فيقول الجبار: قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني
فكيف ولو أرسلت رسلي بالغيب إليكم.

(1) الكافي: 2 / 13 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 404 ح 1.
189

وفي حديث آخر: أما الأطفال المؤمنين فيلحقون بآبائهم وأولاد المشركين
يلحقون بآبائهم وهو قول الله عز وجل: (بايمان ألحقنا بهم ذريتهم) (1) (2).
[11270] 4 - الصدوق، عن الحسن بن محمد السكوني، عن محمد بن عبد الله الحضرمي،
عن إبراهيم بن أبي معاوية، عن أبيه، عن الأعمش، عن ابن ظبيان قال: أتى عمر
بامرأة مجنونة قد فجرت فأمر برجمها فمروا بها على علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: ما
هذه؟ قالوا: مجنونة فجرت فأمر بها عمر أن ترجم، قال: لا تعجلوا فأتى عمر فقال
له: أما علمت أن القلم رفع عن ثلاث: عن الصبي حتى يحتلم وعن المجنون حتى يفيق
وعن النائم حتى يستيقظ (3).
[11271] 5 - الصدوق، عن علي بن أحمد الأسواري، عن مكي بن أحمد البردعي،
عن محمد بن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمد بن أشرس، عن بشير بن الحكم،
وإبراهيم بن أبي نصر، عن عبد الملك بن هارون، عن غياث بن المجيب، عن الحسن
البصري، عن عبد الله بن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال قال: سبق العلم وجف القلم وتم
القضاء بتحقيق الكتاب وتصديق الرسالة والسعادة من الله والشقاوة من الله عز وجل.
قال عبد الله بن عمر: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يروي حديثه عن الله عز وجل قال: قال
الله: يا ابن آدم بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء وبإرادتي كنت أنت الذي
تريد لنفسك ما تريد وبفضل نعمتي عليك قويت على معصيتي وبعصمتي وعفوي
وعافيتي أديت إلي فرائضي فأنا أولى بإحسانك منك وأنت أولى بذنبك مني فالخير
مني إليك بما أوليت بدا والشر مني إليك بما جنيت جزاء وبسوء ظنك بي، قنطت من
رحمتي، فلي الحمد، والحجة عليك بالبيان ولي السبيل عليك بالعصيان ولك الجزاء

(1) سورة الطور: 21.
(2) الكافي: 3 / 248 ح 2.
(3) الخصال: 1 / 93 ح 40.
190

الحسنى عندي بالإحسان لم أدع تحذيرك ولم أخذل عند عزتك ولم أكلفك فوق طاقتك
ولم أحملك من الأمانة إلا ما قدرت عليه رضيت منك لنفسي رضيت به لنفسك
مني (1).
[11272] 6 - الصدوق، عن محمد بن هارون الزنجاني، عن معاذ بن المثنى، عن
عبد الله بن أسماء، عن جويرة، عن سفيان الثوري قال: سألت جعفر بن محمد (عليه السلام)
عن... (ن)؟ فقال:... هو نهر في الجنة قال الله عز وجل: اجمد فجمد فصار مدادا ثم
قال للقلم: اكتب، فسطر القلم في اللوح المحفوظ ما كان وما هو كائن إلى يوم
القيامة فالمداد مداد من نور والقلم قلم من نور واللوح لوح من نور قال سفيان: فقلت
له: يا ابن رسول الله بين لي أمر اللوح والقلم والمداد فضل بيان وعلمني مما علمك الله،
فقال عز وجل: يا ابن سعيد لو لا أنك أهل للجواب ما أجبتك فنون ملك يؤدي إلى القلم وهو
ملك والقلم يؤدي إلى اللوح وهو ملك واللوح يؤدي إلى إسرافيل وإسرافيل يؤدي
إلى ميكائيل وميكائيل يؤدي إلى جبرئيل وجبرئيل يؤدي إلى الأنبياء والرسل،
قال: ثم قال لي: قم يا سفيان فلا آمن عليك (2).
[11273] 7 - الصدوق قال: حدثنا علي بن حبشي بن قوني فيما كتب إلي عن حميد بن
زياد، عن القاسم بن إسماعيل، عن محمد بن سلمة، عن يحيى بن أبي العلاء الرازي
ان رجلا دخل على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: جعلت فداك أخبرني عن قول الله عز وجل:
(ن والقلم وما يسطرون) (3) وأخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس: (فإنك من
المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم) (4) وأخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضة

(1) التوحيد: 343 ح 13.
(2) معاني الأخبار: 23.
(3) سورة القلم: 1.
(4) سورة الحجر: 37 و 38. وسورة ص: 80 و 81.
191

على الخلق أن يأتوه؟ قال: فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إليه وقال: ما سألني عن مسئلتك
أحد قط قبلك إن الله عز وجل لما قال للملائكة: (إني جاعل في الأرض خليفة) (1)
ضجت الملائكة من ذلك وقالوا: يا رب ان كنت لابد جاعلا في أرضك خليفة فاجعله
منا من يعمل في خلقك بطاعتك فرد عليهم (إني أعلم ما لا تعلمون) فظنت
الملائكة أن ذلك سخط من الله عز وجل عليهم فلاذوا بالعرش يطوفون به فأمر الله عز وجل لهم
ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كل يوم سبعون ألف
ملك لا يدخلونه بعد ذلك إلى يوم الوقت المعلوم قال: و (يوم الوقت المعلوم) يوم
ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت إبليس ما بين النفخة الاولى والثانية وأما (ن)
فكان نهرا في الجنة أشد بياضا من الثلج وأحلى من العسل قال الله عز وجل له: كن مدادا
فكان مدادا ثم أخذ شجرة فغرسها بيده ثم قال: واليد القوة وليس بحيث تذهب إليه
المشبهة ثم قال لها: كوني قلما ثم قال له: اكتب، فقال: يا رب وما أكتب؟ قال: ما هو
كائن إلى يوم القيامة ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال: لا تنطقن إلى يوم الوقت
المعلوم (2).
[11274] 8 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن محمد الحسيني، عن أحمد
ابن عيسى العجلي، عن محمد بن أحمد العرزمي، عن علي بن حاتم المنقري، عن
إبراهيم الكرخي قال: سألت جعفر بن محمد (عليهما السلام) عن اللوح والقلم؟ فقال: هما
ملكان (3).
[11275] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن
محمد بن أورمة، عن النوفلي، عن علي بن داود اليعقوبي، عن الحسن بن مقاتل،

(1) سورة البقرة: 30.
(2) علل الشرايع: 402 ح 2.
(3) معاني الأخبار: 30 ح 1.
192

عمن سمع زرارة يقول: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن بدء النسل من آدم كيف كان...؟
فقال:... ويح هؤلاء أين هم عما لم يختلف فيه فقهاء أهل الحجاز ولا فقهاء أهل
العراق إن الله عز وجل أمر القلم فجرى على اللوح المحفوظ بما هو كائن إلى يوم القيامة قبل
خلق آدم بألفي عام وان كتب الله كلها فيما جرى فيه القلم في كلها تحريم الأخوات على
الاخوة... الحديث (1).
[11276] 10 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتب، فكتب ما كان وما
هو كائن إلى يوم القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 14 / 87 من طبع
الكمباني و 54 / 357 من طبع بيروت.

(1) علل الشرايع: 18 ح 2.
(2) تفسير القمي: 2 / 198.
193

قم المقدسة
[11277] 1 - الصدوق، عن أبيه، وابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن زيارة فاطمة بنت موسى بن
جعفر (عليهما السلام)، فقال: من زارها فله الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد. ونقل مثلها ابن قولويه في كامل الزيارات: 324 ح 1.
[11278] 2 - الصدوق، عن الوراق، عن سعد، عن ابن عيسى، والفضل بن عامر،
عن سليمان بن مقبل، عن محمد بن زياد الأزدي، عن عيسى بن عبد الله الأشعري،
عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: حدثني أبي عن جدي عن أبيه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لما اسري بي إلى السماء حملني جبرئيل على كتفه الأيمن فنظرت إلى
بقعة بأرض الجبل حمراء أحسن لونا من الزعفران وأطيب ريحا من المسك فإذا فيها
شيخ على رأسه برنس فقلت لجبرئيل: ما هذه البقعة الحمراء التي هي أحسن لونا من
الزعفران وأطيب ريحا من المسك؟ قال: بقعة شيعتك وشيعة وصيك علي فقلت: من
الشيخ صاحب البرنس؟ قال: إبليس، قلت: فما يريد منهم؟ قال: يريد أن يصدهم
عن ولاية أمير المؤمنين ويدعوهم إلى الفسق والفجور فقلت: يا جبرئيل أهو بنا
إليهم فأهوى بنا إليهم أسرع من البرق الخاطف والبصر اللامح فقلت: قم يا ملعون
فشارك أعداءهم في أموالهم وأولادهم ونسائهم فإن شيعتي وشيعة علي ليس لك
عليهم سلطان فسميت قم (2).

(1) عيون اخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 267 ح 1.
(2) علل الشرايع: 572.
194

[11279] 3 - ابن قولويه، عن أبيه، وأخيه والجماعة، عن أحمد بن إدريس، وغيره،
عن العمركي بن علي البوفكي، عمن ذكره عن ابن الرضا (عليه السلام) قال: من زار قبر عمتي
بقم فله الجنة (1).
[11280] 4 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن موسى
ابن طلحة، عن أبي محمد أخي يونس بن يعقوب، عن أخيه يونس قال: كنت
بالمدينة فاستقبلني جعفر بن محمد (عليه السلام) في بعض أزقتها فقال: اذهب يا يونس فإن
بالباب رجلا منا أهل البيت قال: فجئت إلى الباب فإذا عيسى بن عبد الله جالس
فقلت له: من أنت؟ قال: رجل من أهل قم، قال: فلم يكن بأسرع أن أقبل
أبو عبد الله (عليه السلام) على حمار فدخل بالحمار الدار ثم التفت إلينا فقال: ادخلا ثم قال:
يا يونس أ حسبت إنك أنكرت قولي لك ان عيسى بن عبد الله منا أهل البيت؟ قال:
أي والله جعلت فداك لأن عيسى بن عبد الله رجل من أهل قم فكيف يكون منكم أهل
البيت، قال: يا يونس عيسى بن عبد الله رجل منا حي وهو منا ميت (2).
ورويها أيضا في الاختصاص: 68. ورويها الكشي في اختيار معرفة الرجال:
332 ح 607.
[11281] 5 - المفيد قال: روي عن علي بن محمد العسكري (عليه السلام) عن أبيه، عن جده،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما اسري بي إلى السماء الرابعة نظرت
إلى قبة من لؤلؤ لها أربعة أركان وأربعة أبواب كلها من إستبرق أخضر قلت:
يا جبرئيل ما هذه القبة التي لم أر في السماء الرابعة أحسن منها؟ فقال: حبيبي
محمد هذه صورة مدينة يقال له قم تجتمع فيها عباد الله المؤمنون ينتظرون محمدا
وشفاعته للقيامة والحساب يجري عليهم الغم والهم والأحزان والمكاره قال: فسألت

(1) كامل الزيارات: 324 ح 2.
(2) أمالي المفيد: المجلس السابع عشر ح 6 / 140.
195

علي بن محمد العسكري (عليه السلام) متى ينتظرون الفرج؟ قال: إذا ظهر الماء على وجه
الأرض (1).
[11282] 6 - المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، وسعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن محمد بن حمزة، عن زكريا بن آدم قال: قلت للرضا (عليه السلام): إني اريد الخروج عن
أهل بيتي فقد كثر السفهاء، فقال: لا تفعل فإن أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن
أهل بغداد بأبي الحسن (عليه السلام) (2).
[11283] 7 - المفيد، عن ابن قولويه، عن جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، عن
علي بن محمد، عن الحسين بن عبد الله، عن عبد الله علي، عن أحمد بن حمزة بن
عمران القمي، عن حماد النائب قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) بمنى ونحن جماعة
إذ دخل عليه عمران بن عبد الله القمي فسأله بره وبشه فلما أن قام قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): من هذا الذي بررته هذا البر؟ فقال: هذا من أهل بيت النجباء
ما أراد بهم جبار من الجبابرة إلا قصمه الله (3).
رويها أيضا الكشي في اختيار معرفة الرجال: 333 ح 608.
[11284] 8 - المجلسي نقلا من تاريخ قم للحسن بن محمد القمي بإسناده عن
الصادق (عليه السلام) قال: إن لله حرما وهو مكة، ولرسوله حرما وهو المدينة،
ولأمير المؤمنين حرما وهو الكوفة، ولنا حرما وهو قم، وستدفن فيه امرأة من
ولدي تسمى فاطمة من زارها وجبت له الجنة (4).
قال المصنف [الحسن بن محمد القمي]: قال (عليه السلام) ذلك ولم تحمل بموسى (عليه السلام) امه.

(1) الاختصاص: 101.
(2) الاختصاص: 87.
(3) الاختصاص: 69.
(4) بحار الأنوار: 22 / 297 طبع الكمباني و 99 / 267 ح 5 طبع بيروت.
196

[11285] 9 - المجلسي، نقلا من تاريخ قم للحسن بن محمد القمي قال: أخبرني
مشايخ قم عن آبائهم انه لما أخرج المأمون الرضا (عليه السلام) من المدينة إلى مرو لولاية العهد
في سنة مائتين من الهجرة خرجت فاطمة اخته تقصده في سنة إحدى ومائتين فلما
وصلت إلى ساوة مرضت فسألت: كم بينها وبين قم؟ قالوا: عشرة فراسخ فقالت:
احملوني إليها فحملوها إلى قم وأنزلوها في بيت موسى بن خزرج بن سعد الأشعري
قال: وفي أصح الروايات انه لما وصل خبرها إلى قم استقبلها أشراف قم وتقدمهم
موسى بن الخزرج فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وجرها إلى منزله وكانت في داره
سبعة عشر يوما ثم توفيت رضي الله عنها فأمر موسى بتغسيلها وتكفينها وصلى عليها
ودفنها في أرض كانت له وهي الآن روضتها وبنى عليها سقيفة من البواري إلى أن بنت
زينب بنت محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) عليها قبة.
قال: وأخبرني الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه عن محمد بن
الحسن بن أحمد بن الوليد انه لما توفيت فاطمة رضي الله عنها وغسلت وكفنت حملوها
إلى مقبرة بابلان ووضعوها على سرداب حفر لها فاختلف آل سعد في من ينزلها إلى
السرداب ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له: قادر فلما بعثوا إليه رأوا
راكبين مقبلين من جانب الرملة وعليهما لثام فلما قربا من الجنازة نزلا وصليا عليها ثم
نزلا السرداب وأنزلا الجنازة ودفناها فيه ثم خرجا ولم يكلما أحدا وركبا وذهبا ولم
يدر أحد من هما، وقال: المحراب الذي كانت فاطمة رضي الله عنها تصلي فيه موجود
إلى الآن في دار موسى ويزوره الناس (1).
[11286] 10 - قال العلامة المجلسي (قدس سره): رأيت في بعض كتب الزيارات، حدث علي بن
إبراهيم عن أبيه، عن سعد، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال قال: يا سعد عندكم

(1) بحار الأنوار: 48 / 290 ح 9.
197

لنا قبر؟ قلت: جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى (عليه السلام) قال: نعم، من زارها عارفا
بحقها فله الجنة فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة وكبر أربعا وثلاثين
تكبيرة وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة وأحمد الله ثلاثا وثلاثين تحميدة ثم قل: السلام
على آدم صفوة الله إلى آخر ما ورد في زيارتها (1).
قد مر منا في عنوان الزيارة فضل زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر (عليهما السلام) فراجعها إن
شئت.

(1) بحار الأنوار: 22 / 297 طبع الكمباني و 99 / 265 ح 4 طبع بيروت.
198

القمار
[11287] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الحميد بن سعيد قال: بعث أبو
الحسن (عليه السلام) غلاما يشتري له بيضا فأخذ الغلام بيضة أو بيضتين فقامر بها فلما أتى به
أكله، فقال له مولى له: إن فيه من القمار قال: فدعا بطشت فتقيأه (1).
[11288] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان ينهى عن الجوز يجيئ به الصبيان من القمار أن يؤكل
وقال: هو سحت (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11289] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الميسر هو القمار (3).
[11290] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عمير، عن زياد بن عيسى، وهو أبو عبيدة الحذاء قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) (4) فقال:
كانت قريش تقامر الرجل بأهله وماله فنهاهم الله عز وجل عن ذلك (5).

(1) الكافي: 5 / 123 ح 3 و 6.
(2) الكافي: 5 / 123 ح 3 و 6.
(3) الكافي: 5 / 124 ح 9.
(4) سورة البقرة: 188.
(5) الكافي: 5 / 122 ح 1.
199

[11291] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن
النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما أنزل الله عز وجل على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل
الشيطان فاجتنبوه) (1) قيل: يا رسول الله ما الميسر؟ فقال: كل ما تقومر به حتى
الكعاب والجوز، قيل: فما الأنصاب؟ قال: ما ذبحوه لآلهتهم، قيل: فما الأزلام؟
قال: قداحهم التي يستقسمون بها (2).
[11292] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا تصلح المقامرة ولا النهبة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11293] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن يعقوب
ابن يزيد، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
الصبيان يلعبون بالجوز والبيض ويقامرون فقال: لا تأكل منه فإنه حرام (4).
[11294] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن
حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث:... ورأيت القمار قد ظهر... (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11295] 9 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان فيما
كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون من شرايع الدين:... واجتناب الكبائر وهي قتل النفس
التي حرم الله عز وجل والزنا والسرقة وشرب الخمر وعقوق الوالدين والفرار من الزحف

(1) سورة المائدة: 90.
(2) الكافي: 5 / 122 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 123 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 124 ح 10.
(5) الكافي: 8 / 39.
200

وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به من غير
ضرورة وأكل الربا بعد البينة والسحت والميسر وهو القمار والبخس في المكيال
والميزان وقذف المحصنات واللواط وشهادة الزور واليأس من روح الله والأمن من
مكر الله والقنوط من رحمة الله ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين الغموس وحبس
الحقوق من غير عسر والكذب والكبر والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف
بالحج والمحاربة لأولياء الله تعالى والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11296] 10 - العياشي رفعه عن أسباط بن سالم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فجاءه رجل فقال له: أخبرني عن قول الله (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم
بينكم بالباطل) (2) قال: عنى بذلك القمار وأما قوله (ولا تقتلوا أنفسكم) (3) عنى
بذلك الرجل من المسلمين يشد على المشركين في منازلهم فيقتل فنهاهم الله عن
ذلك (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك راجع كتب الأخبار.

(1) عيون اخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 126.
(2) سورة البقرة: 188.
(3) سورة النساء: 29.
(4) تفسير العياشي: 1 / 235 ح 98.
201

القناعة
[11297] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن
جعفر بن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: وأظنني قد سمعته من
إسماعيل، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لنحب من كان عاقلا
فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا، إن الله عز وجل خص الأنبياء بمكارم
الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عز وجل
وليسأله إياها قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر
والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء
الأمانة (1).
[11298] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه،
عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال في الديك خمس خصال من
خصال الأنبياء: السخاء والشجاعة والقناعة والمعرفة بأوقات الصلوات وكثرة
الطروقة والغيرة (2).
[11299] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن
عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر أو أبي عبد الله (عليهما السلام) قال: من قنع بما
رزقه الله فهو من أغنى الناس (3).

(1) الكافي: 2 / 56 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 550 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 139 ح 9.
202

الرواية موثقة سندا.
[11300] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، وعن غيره، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
لرجل اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله فإنه من
قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع وخذ حظك من آخرتك و... الحديث (1).
[11301] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبي المغرا عن زيد الشحام، عن عمرو بن سعيد بن هلال قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني لا أكاد ألقاك إلا في السنين فأوصني بشيء آخذ به قال:
أوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والورع والاجتهاد واعلم أنه لا ينفع اجتهاد لا
ورع معه وإياك أن تطمح نفسك إلى من فوقك وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
(فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم) (2) وقال الله عز وجل لرسوله: (ولا تمدن عينيك
إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا) (3) فإن خفت شيئا من ذلك
فاذكر عيش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإنما كان قوته الشعير وحلواه التمر ووقوده السعف إذا
وجده، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن الخلق لم يصابوا
بمثله (عليه السلام) قط (4).
[11302] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا
الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل (5).

(1) الكافي: 8 / 243 ح 337.
(2) سورة التوبة: 55.
(3) سورة طه: 131.
(4) الكافي: 8 / 168 ح 189 ومختصرها في الكافي: 2 / 137 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 138 ح 5.
203

[11303] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول:
ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك وإن كنت إنما تريد
ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11304] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب
في التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق
قبل الله منه اليسير من العمل، ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت
مكسبته وخرج من حد الفجور (2).
[11305] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن
ابن محمد الأسدي، عن سالم بن مكرم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اشتدت حال رجل
من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت له امرأته: لو أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألته، فجاء
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى أغناه الله،
فقال الرجل: ما يعني غيري فرجع إلى امرأته فأعلمها فقالت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بشر فأعلمه فأتاه فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من سألنا أعطيناه ومن استغنى
أغناه الله، حتى فعل الرجل ذلك ثلاثا ثم ذهب الرجل فاستعار معولا ثم أتى الجبل
فصعده فقطع حطبا ثم جاء به فباعه بنصف مد من دقيق فرجع به فأكله ثم ذهب من
الغد فجاء بأكثر من ذلك فباعه فلم يزل يعمل ويجمع حتى اشترى معولا ثم جمع حتى
اشترى بكرين وغلاما ثم اثري حتى أيسر فجاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأعلمه كيف جاء

(1) الكافي: 2 / 138 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 138 ح 4.
204

يسأله وكيف سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قلت لك من سألنا أعطيناه ومن
استغنى أغناه الله (1).
[11306] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن حمزة بن حمران قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه يطلب
فيصيب ولا يقنع وتنازعه نفسه إلى ما هو أكثر منه وقال: علمني شيئا أنتفع به، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): إن كان ما يكفيك يغنيك، فأدنى ما فيها يغنيك وإن كان ما يكفيك لا
يغنيك فكل ما فيها لا يغنيك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11307] 11 - الصدوق، عن الدقاق، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم
الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دعا سلمان أبا ذر رحمة الله
عليهما إلى منزله فقدم إليه رغيفين فأخذ أبو ذر الرغيفين يقلبهما فقال له سلمان:
يا أبا ذر لأي شيء تقلب هذين الرغيفين؟ قال: خفت أن لا يكونا نضيجين فغضب
سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال: ما أجزأك حيث تقلب هذين الرغيفين فوالله لقد
عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش وعملت فيه الملائكة حتى ألقوه إلى الريح
وعملت فيه الريح حتى ألقته إلى السحاب وعمل فيه السحاب حتى أمطره إلى الأرض
وعمل فيه الرعد والملائكة حتى وضعوه مواضعه وعملت فيه الأرض والخشب
والحديد والبهائم والنار والحطب والملح وما لا احصيه أكثر فكيف لك أن تقوم بهذا
الشكر؟ فقال أبو ذر: إلى الله أتوب واستغفر الله مما أحدثت وإليك أعتذر مما كرهت.
قال: ودعا سلمان أبا ذر رحمة الله عليهما ذات يوم إلى ضيافة فقدم إليه من جرابه
كسرا يابسة وبلها من ركوته فقال أبو ذر: ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح، فقام
سلمان وخرج فرهن ركوته بملح وحمله إليه فجعل أبو ذر يأكل ذلك الخبز ويذر عليه

(1) الكافي: 2 / 139 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 139 ح 10.
205

ذلك الملح ويقول: الحمد الله الذي رزقنا هذه القناعة، فقال سلمان: لو كانت قناعة لم
تكن ركوتي مرهونة (1).
[11308] 12 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن هاشم، عن ابن مرار،
عن يونس، عن ابن سنان، عن الصادق (عليه السلام) قال: خمس من لم تكن فيه لم يكن فيه
كثير مستمتع قيل: وما هن يا ابن رسول الله؟ قال: الدين والعقل والحياء وحسن
الخلق وحسن الأدب، وخمس من لم تكن له فيه لم يتهن بالعيش: الصحة والأمن
والغنى والقناعة والأنيس الموافق (2).
[11309] 13 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة،
عن أبيه قال: قال الصادق (عليه السلام): مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى
والدعة وقلة الاهتمام والعز فأما الغنى فموجود في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده
وأما الدعة فموجود في خفة المحمل فمن طلبها في ثقله لم يجدها وأما قلة الاهتمام فموجود
في قلة الشغل فمن طلبها مع كثرته لم يجدها وأما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه
في خدمة المخلوق لم يجده (3).
[11310] 14 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن البرقي، عن أبيه رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرم الحريص خصلتين ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد
الراحة وحرم الرضا فافتقد اليقين (4).
[11311] 15 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن أسباط، عن سليم مولى طربال، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: الدنيا دول فما كان لك فيها أتاك على ضعفك وما كان منها عليك أتاك ولم تمتنع

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 52 ح 203.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 15 / 367 الرقم 458.
(3) الخصال: 1 / 198 ح 7.
(4) الخصال: 1 / 69 ح 104.
206

منه بقوة ثم اتبع هذا الكلام بأن قال: من يئس مما فات أراح بدنه ومن قنع بما أوتي
قرت عينه (1).
[11312] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لجبرئيل:... ما تفسير القناعة؟ قال: تقنع بما تصيب من الدنيا تقنع
بالقليل وتشكر اليسير، الحديث (2).
[11313] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفى بالقناعة ملكا
وبحسن الخلق نعيما. وسئل (عليه السلام) عن قوله تعالى (فلنحيينه حياة طيبة) (3) فقال:
هي القناعة (4).
[11314] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولا كنز أغنى من
القناعة ولا مال أذهب للفاقة من الرضى بالقوت (5).
[11315] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: القناعة مال لا ينفد (6).
[11316] 20 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال لبعض أصحابه: كن ورعا
تكن أعبد الناس وكن قنعا تكن أشكر الناس، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن
مؤمنا، وأحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، وأقلل من الضحك فإن كثرة
الضحك تميت القلب، الناس أموات إلا من أحياه الله بالقناعة وما سكنت بالقناعة إلا
قلب من استراح، والقناعة ملك لا يسكن إلا قلب مؤمن والرضا بالقناعة رأس
الزهد... (7).

(1) الخصال: 1 / 258 ح 133.
(2) معاني الأخبار: 261.
(3) سورة النحل: 97.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 229.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 57.
(7) ارشاد القلوب: 118.
207

[11317] 21 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: القناعة عز وغناء (1).
[11318] 22 - وعنه (عليه السلام): انتقم من حرصك بالقنوع كما تنتقم من عدوك بالقصاص (2).
[11319] 23 - وعنه (عليه السلام): اقنعوا بالقليل من دنياكم لسلامة دينكم فإن المؤمن
البلغة اليسيرة من الدنيا تقنعه (3).
[11320] 24 - وعنه (عليه السلام): آفة الورع قلة القناعة (4).
[11321] 25 - وعنه (عليه السلام): إذا حرمت فاقنع (5).
[11322] 26 - وعنه (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا ألهمه القناعة فاكتفى بالكفاف
واكتسى بالعفاف (6).
[11323] 27 - وعنه (عليه السلام): كل مؤن الدنيا حفيفة على القانع والعفيف (7).
[11324] 28 - وعنه (عليه السلام): لن يلقى المؤمن إلا قانعا (8).
[11325] 29 - وعنه (عليه السلام): من كثر قنوعه قل خضوعه (9).
[11326] 30 - وعنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم القناعة والعفة (10).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 137، والوافي:
4 / 405، وارشاد القلوب: 118، وفهرس غرر الحكم: 7 / 326، وهداية العلم:
507، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(2) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(3) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(4) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(5) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(6) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(7) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(8) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(9) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
(10) غرر الحكم: ح 689 و 3339 و 2549 و 3935 و 4003 و 4137 و 6904 و 7408 و
9126 و 10927.
208

القنوط (1)
[11327] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الكبائر: القنوط من رحمة الله واليأس من
روح الله والأمن من مكر الله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين وأكل مال
اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من
الزحف فقيل له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أتخرجه من الإيمان وإن عذب
بها فيكون عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع؟ قال: يخرج من الإسلام إذا زعم أنها
حلال ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام وأنه
يعذب عليها وأنها غير حلال فإنه معذب عليها وهو أهون عذابا من الأول ويخرجه
من الإيمان ولا يخرجه من الإسلام (2).
الرواية من حيث السند لا باس بها.
[11328] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله
القاسم، عن صفوان الجمال قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) واستقبل القبلة قبل التكبير
وقال: اللهم لا تؤيسني من روحك ولا تقنطني من رحمتك ولا تؤمني مكرك فإنه لا
يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون قلت: جعلت فداك ما سمعت بهذا من أحد قبلك،
فقال: إن من أكبر الكبائر عند الله اليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله والأمن

(1) أي اليأس.
(2) الكافي: 2 / 280 ح 10.
209

من مكر الله (1).
[11329] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن
إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة أما والله إنها
ليست إلا لأهل الإيمان قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في
التوبة، فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه
ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر الله
فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم
يقبل التوبة ويعفو عن السيئات فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11330] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) ألا اخبركم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم
يؤمنهم من عذاب الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى
غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا
خير في عبادة ليس فيها تفكر.
وفي رواية اخرى: ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس
فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها، ألا لا خير في نسك لا ورع فيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 544 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 434 ح 6.
(3) الكافي: 1 / 36 ح 3.
210

[11331] 5 - الصدوق بإسناده فيما كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون من شرائع الدين:...
واجتناب الكبائر وهي: قتل النفس التي حرم الله عز وجل والزنا والسرقة وشرب الخمر
وعقوق الوالدين والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الميتة والدم ولحم
الخنزير وما اهل لغير الله به من غير ضرورة وأكل الربا بعد البينة والسحت والميسر
وهو القمار والبخس في المكيال والميزان وقذف المحصنات واللواط وشهادة الزور
واليأس من روح الله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومعونة الظالمين
والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر والكذب والكبر
والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله تعالى
والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب (1).
الرواية معتبرة سندا.
[11332] 6 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سأل ابنه الحسين (عليه السلام):...
فما الفقر؟ قال: الطمع وشدة القنوط... (2).
[11333] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت لمن يقنط ومعه
الاستغفار (3).
[11334] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لرجل سأله أن يعظه: لا تكن
ممن يرجو الآخرة بغير العمل... يعجب بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي... ان
استغنى بطر وفتن وإن افتقر قنط ووهن... (4).
[11335] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسن (عليه السلام):...

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 126.
(2) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 87.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 150.
211

ومن شر ما صحب المرء الحسد وفي القنوط التفريط والشح يجلب الملامة... (1).
[11336] 10 - الديلمي، رفعه عن أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: ادفع
المسألة ما وجدت التحمل يمكنك فإن لكل يوم رزقا جديدا واعلم أن الإلحاح في
المطالب يسلب البهاء ويورث التعب والعناء فاصبر حتى يفتح الله لك بابا يسهل
الدخول فيه فما أقرب الصنيع من الملهوف والأمن من الهارب المخوف فربما كانت الغير
نوع من أدب الله والحظوظ مراتب فلا تعجل على ثمرة لم تدرك وإنما تنالها في أوانها
واعلم أن المدبر لك أعلم بالوقت الذي يصلح حالك فيه فثق بخيرته في جميع امورك
يصلح حالك ولا تعجل بحوائجك قبل وقتها فيضيق قلبك وصدرك ويخشاك القنوط
واعلم أن للسخاء مقدارا فإن زاد عليه فهو سرف وأن للحزم مقدارا فإن زاد عليه
فهو تهور واحذر كل ذكي ساكن الطرف ولو عقل أهل الدنيا خربت (2).
يأتي عنوان اليأس في محله إن شاء الله تعالى فراجعه إن شئت.

(1) تحف العقول: 83.
(2) أعلام الدين: 313.
212

القهر
[11337] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن الحر حر على جميع أحواله إن نابته نائبة صبر لها وان تداكت عليه المصائب
لم تكسره وان اسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق الأمين
صلوات الله عليه لم يضرر حريته ان استعبد وقهر واسر ولم تضرره ظلمة الجب
ووحشته وما ناله أن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان له مالكا
فأرسله ورحم به امه، وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا أنفسكم على
الصبر تؤجروا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11338] 2 - الكليني، عن حميد، عن ابن سماعة، عن عبد الله بن جبلة، عن
محمد بن مسعود الطائي، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من استقبل جنازة أو رآها فقال: «الله أكبر هذا ما وعدنا الله
ورسوله وصدق الله ورسوله اللهم زدنا إيمانا وتسليما الحمد لله الذي تعزز بالقدرة
وقهر العباد بالموت»، لم يبق في السماء ملك إلا بكى رحمة لصوته (2).
[11339] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) في رسالة الحقوق:...

(1) الكافي: 2 / 89 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 167 ح 3.
213

وأما حق المنعم عليك بالولاء فإن تعلم أنه أنفق فيك ماله وأخرجك من ذل الرق
ووحشته إلى عز الحرية وانسها وأطلقك من أسر الملكة وفك عنك حلق العبودية
وأوجدك رائحة العز وأخرجك من سجن القهر ودفع عنك العسر وبسط لك لسان
الإنصاف وأباحك الدنيا كلها فملكك نفسك وحل أسرك وفرغك لعبادة ربك واحتمل
بذلك التقصير في ماله فتعلم انه أولى الخلق بك بعد أولى رحمك في حياتك وموتك
وأحق الخلق بنصرك ومعونتك ومكانفتك في ذات الله فلا تؤثر عليه نفسك ما احتاج
إليك (1).
[11340] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وبالسيرة العادلة يقهر
المناوىء... (2).
المناوئ: المخالف المعاند.
[11341] 5 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي بإسناده عن أبي محمد العسكري (عليه السلام)
قال: قال محمد بن علي الجواد (عليهما السلام): من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم
المتحيرين في جهلهم، الاسراء في أيدي شياطينهم وفي أيدي النواصب من أعدائنا
فاستنقذهم منهم وأخرجهم من حيرتهم وقهر الشياطين برد وساوسهم، وقهر
الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ليفضلون عند الله تعالى على العباد بأفضل المواقع
بأكثر من فضل السماء على الأرض والعرش والكرسي والحجب على السماء وفضلهم
على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء (3).

(1) تحف العقول: 264.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 224.
(3) الاحتجاج: 1 / 17.
214

القهقهة
[11342] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القهقهة من الشيطان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11343] 2 - الكليني، عن جماعة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن الضحك هل يقطع الصلاة؟
قال: أما التبسم فلا يقطع الصلاة، وأما القهقهة فهي تقطع الصلاة (2).
ورواه أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسى عن سماعة.
الرواية موثقة بسنديها.
[11344] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القهقهة لا تنقض الوضوء وتنقض
الصلاة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11345] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان بن عثمان، عن خالد بن طهمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قهقهت فقل حين

(1) الكافي: 2 / 664 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 364 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 364 ح 6.
215

تفرغ: «اللهم لا تمقتني» (1).
[11346] 5 - المجلسي نقلا عن الحسين بن سعيد، عن النضر، عن القاسم، عن جراح
المدائني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك من
الحرام وجارحتك وجميع أعضائك من القبيح ودع عنك الهذي وأذى الخادم، وليكن
عليك وقار الصيام والزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلا عن ذكر الله ولا تجعل
يوم صومك كيوم فطرك وإياك والمباشرة والقبل والقهقهة بالضحك فإن الله مقت
ذلك (2).

(1) الكافي: 2 / 664 ح 13.
(2) بحار الأنوار: 93 / 292 ح 16.
216

القول
النهي عن القول بغير علم
[11347] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن
ابن علي الوشاء، عن أبان الأحمر، عن زياد بن أبي رجا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ما علمتم فقولوا وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم ان الرجل لينتزع الآية من القرآن يخر
فيها أبعد ما بين السماء والأرض (1).
[11348] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للعالم
إذا سئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول: الله أعلم وليس لغير العالم أن يقول
ذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11349] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن حماد
ابن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
سئل الرجل منكم عما لا يعلم فليقل: لا أدري ولا يقل: الله أعلم فيوقع في قلب
صاحبه شكا، وإذا قال المسؤول: لا أدري، فلا يتهمه السائل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11350] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن

(1) الكافي: 1 / 42 ح 4 و 5 و 6.
(2) الكافي: 1 / 42 ح 4 و 5 و 6.
(3) الكافي: 1 / 42 ح 4 و 5 و 6.
217

أسباط، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد عن أبان، عن زرارة بن أعين قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) ما حق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما يعلمون ويقفوا عند
ما لا يعلمون (1).
[11351] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن أبي يعقوب إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
الله خص عباده بآيتين من كتابه أن لا يقولوا حتى يعلموا ولا يردوا ما لم يعلموا
وقال عز وجل: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) (2)
وقال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله) (3) (4).
أقول: راجع الكافي: 1 / 42.
القول عند الاصباح والامساء
[11352] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن
أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يقول إذا أصبح قبل طلوع
الشمس: «الله أكبر الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا والحمد لله رب العالمين
كثيرا لا شريك له وصلى الله على محمد وآله» إلا ابتدرهن ملك وجعلهن في جوف
جناحه وصعد بهن إلى السماء الدنيا فتقول الملائكة ما معك؟ فيقول: معي كلمات
قالهن رجل من المؤمنين وهي كذا وكذا فيقولون: رحم الله من قال هؤلاء الكلمات
وغفر له قال: وكلما مر بسماء قال لأهلها: مثل ذلك فيقولون: رحم الله من قال هؤلاء

(1) الكافي: 1 / 43 ح 7.
(2) سورة الأعراف: 69.
(3) سورة يونس: 40.
(4) الكافي: 1 / 43 ح 8.
218

الكلمات وغفر له حتى ينتهي بهن إلى حملة العرش فيقول لهم: إن معي كلمات تكلم
بهن رجل من المؤمنين وهي كذا وكذا فيقولون: رحم الله هذا العبد وغفر له انطلق بهن
إلى حفظة كنوز مقالة المؤمنين فإن هؤلاء كلمات الكنوز حتى تكتبهن في ديوان
الكنوز (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11353] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله
ابن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن عليا (عليه السلام) كان يقول إذا أصبح: «سبحان الله الملك
القدوس» ثلاثا «اللهم اني أعوذ بك من زوال نعمتك ومن تحويل عافيتك ومن فجأة
نقمتك ومن درك الشقاء ومن شر ما سبق في الليل اللهم إني أسألك بعزة ملكك وشدة
قوتك وبعظيم سلطانك وبقدرتك على خلقك» ثم سل حاجتك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11354] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: يقول بعد الصبح: «الحمد لله رب الصباح الحمد لله فالق
الاصباح» ثلاث مرات «اللهم افتح لي باب الأمر الذي فيه اليسر والعافية اللهم
هيئ لي سبيله وبصرني مخرجه اللهم إن كنت قضيت لأحد من خلقك علي مقدرة
بالشر فخذه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن تحت قدميه ومن فوق
رأسه واكفنيه بما شئت ومن حيث شئت وكيف شئت» (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11355] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن

(1) الكافي: 2 / 526 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 527 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 528 ح 18.
219

مهران، عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من قال: «ما شاء الله
كان لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» مأة مرة حين يصلي الفجر لم ير يومه ذلك
شيئا يكرهه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11356] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا صليت الغداة والمغرب فقل: «بسم الله
الرحمن الرحيم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» سبع مرات فإنه من قالها لم يصبه
جنون ولا جذام ولا برص ولا سبعون نوعا من أنواع البلاء (2).
الرواية موثقة الإسناد.
القول عند الخروج من البيت
[11357] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما استخلف رجل
على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفر يقول: «اللهم إني
أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي» إلا
أعطاه الله ما سأل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11358] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن الحارث بن محمد الأحول، عن بريد بن معاوية العجلي قال: كان أبو جعفر (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 530 ح 24.
(2) الكافي: 2 / 531 ح 28.
(3) الكافي: 4 / 283 ح 1.
220

إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت ثم قال: «اللهم إني أستودعك الغداة نفسي ومالي
وأهلي وولدي الشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في
جوارك اللهم لا تسلبنا نعمتك ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك» (1).
الرواية حسنة سندا.
[11359] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن
القاسم قال: حدثنا صباح الحذاء قال: سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: لو كان
الرجل منكم إذا أراد السفر قام على باب داره تلقاء وجهه الذي يتوجه له فقرء فاتحة
الكتاب أمامه وعن يمينه وعن شماله وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال:
«اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك
الحسن» لحفظه الله وحفظ ما معه وسلمه وسلم ما معه وبلغه وبلغ ما معه، قال: ثم
قال: يا صباح أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه ويسلم ولا يسلم ما معه ويبلغ
ولا يبلغ ما معه؟ قلت: بلى جعلت فداك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11360] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيكره السفر في شيء من الأيام المكروهة الأربعاء وغيره؟
فقال: افتتح سفرك بالصدقة واقرء آية الكرسي إذا بدا لك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11361] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تصدق واخرج أي يوم شئت (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 283 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 283 ح 1 و 3 و 4.
(3) الكافي: 4 / 283 ح 1 و 3 و 4.
(4) الكافي: 4 / 283 ح 1 و 3 و 4.
221

القول عند دخول المسجد والخروج منه
[11362] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المسجد فصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا
خرجت فافعل ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11363] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن جعفر بن محمد الهاشمي، عن أبي حفص العطار شيخ من أهل المدينة
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا صلى أحدكم المكتوبة
وخرج من المسجد فليقف بباب المسجد ثم ليقل: «اللهم دعوتني فأجبت دعوتك
وصليت مكتوبتك وانتشرت في أرضك كما أمرتني فأسألك من فضلك العمل بطاعتك
واجتناب سخطك والكفاف من الرزق برحمتك» (2).
القول عند زيارة الأئمة (عليهم السلام) كلهم
[11364] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن هارون بن مسلم،
عن علي بن حسان، عن الرضا (عليه السلام) قال: سئل أبي عن اتيان قبر الحسين (عليه السلام) فقال:
صلوا في المساجد حوله ويجزئ في المواضع كلها أن تقول: «السلام على أولياء الله
وأصفيائه السلام على امناء الله وأحبائه السلام على أنصار الله وخلفائه السلام على
محال معرفة الله السلام على مساكن ذكر الله السلام على مظاهري أمر الله ونهيه السلام
على الدعاة إلى الله السلام على المستقرين في مرضات الله السلام على الممحصين في
طاعة الله السلام على الأدلاء على الله السلام على الذين من ولاهم فقد والى الله ومن
عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن

(1) الكافي: 3 / 309 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 309 ح 4.
222

اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله إني سلم لمن
سالمتم وحرب لمن حاربتم مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله
عدو آل محمد من الجن والانس وأبرء إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله»، هذا
يجزئ في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآله وتسمي واحدا واحدا
بأسمائهم وتبرء إلى الله من أعدائهم وتختر لنفسك من الدعاء ما أحببت وللمؤمنين
والمؤمنات (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
القول عند لبس اللباس الجديد
[11365] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يلبس
الثوب الجديد قال يقول: «اللهم اجعله ثوب يمن وتقى وبركة اللهم ارزقني فيه حسن
عبادتك وعملا بطاعتك وأداء شكر نعمتك الحمد لله الذي كساني ما اواري به عورتي
وأتجمل به في الناس» (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11366] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن علي
الهمداني، عن الحسين بن أبي عثمان، عن خالد الجوان قال: سمعت أبا الحسن
موسى (عليه السلام) يقول: قد ينبغي لأحدكم إذا لبس الثوب الجديد أن يمر يده عليه ويقول:
«الحمد لله الذي كساني ما اواري به عورتي وأتجمل به في الناس وأتزين به
بينهم» (3).

(1) الكافي: 4 / 578 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 458 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 459 ح 3.
223

[11367] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): علمني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا لبست
ثوبا جديدا أن أقول: «الحمد لله الذي كساني من اللباس ما أتجمل به في الناس اللهم
اجعلها ثياب بركة أسعى فيها لمرضاتك واعمر فيها مساجدك» فقال: يا علي من قال
ذلك لم يتقمصه حتى يغفر الله له.
وفي نسخة اخرى: لم يصبه شي يكرهه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11368] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) إذا كسا الله تعالى المؤمن ثوبا جديدا فليتوضأ وليصل ركعتين يقرء
فيهما ام الكتاب وآية الكرسي وقل هو الله أحد وإنا أنزلناه ثم ليحمد الله الذي ستر
عورته وزينه في الناس وليكثر من قول «لا حول ولا قوة إلا بالله» فإنه لا يعصي الله
فيه وله بكل سلك فيه ملك يقدس له ويستغفر له ويترحم عليه (2).
[11369] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن
عبد الله بن محمد، عن علي بن الريان، عن يونس، عن عمر بن يزيد قال: أردت
الدخول على أبي عبد الله (عليه السلام) فلبست ثيابي ونشرت طيلسانا جديدا كنت معجبا به
فزحمني جمل في بعض الطريق فتمزق من كل وجه فاغتممت لذلك فدخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فنظر إلى الطيلسان فقال لي: ما لي أراك منهتكا؟ فأخبرته بالقصة
فقال: يا عمر إذا لبست ثوبا جديدا فقل: «لا إله إلا الله محمد رسول الله» تبرء من
الآفة وإذا أحببت شيئا فلا تكثر من ذكره فإن ذلك مما يهدك وإذا كنت لك إلى رجل
حاجة فلا تشتمه من خلفه فإن الله يوقع ذلك في قلبه (3).

(1) الكافي: 6 / 458 ح 2.
(2) و (3) الكافي: 6 / 459 ح 5 و 6.
224

القول على شرب الماء
[11370] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الرجل يشرب الشربة من
الماء فيدخله الله عز وجل بها الجنة قلت: وكيف ذاك يا ابن رسول الله؟ قال: إن الرجل
يشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الإناء وهو يشتهيه فيحمد الله عز وجل ثم يعود فيه ويشرب
ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله عز وجل ثم يعود فيشرب فيوجب الله عز وجل له بذلك
الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11371] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا شرب
الماء قال: «الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا ولم يسقنا ملحا اجاجا ولم يؤاخذنا
بذنوبنا» (2).
[11372] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد، عن ابن عم لعمر بن يزيد، عن بنت عمر بن يزيد، عن أبيها، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا شرب أحدكم الماء فقال: «بسم الله» ثم شرب ثم قطعه
فقال: «الحمد لله» ثم شرب فقال: «بسم الله» ثم قطعه فقال: «الحمد لله» ثم شرب
فقال: «بسم الله» ثم قطعه فقال: «الحمد لله» سبح ذلك الماء له ما دام في بطنه إلى أن
يخرج (3).

(1) الكافي: 6 / 384 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 384 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 384 ح 3.
225

القول عند دخول الخلاء
[11373] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن معاوية بن عمار
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا دخلت المخرج فقل: «بسم الله اللهم إني أعوذ
بك من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم» فإذا خرجت فقل: «بسم
الله الحمد لله الذي عافاني من الخبيث المخبث وأماط عني الأذى»، وإذا توضأت
فقل: «أشهد أن لا إله إلا الله اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين والحمد
لله رب العالمين» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
القول عند ما يشتري للتجارة
[11374] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اشتريت شيئا من متاع أو غيره فكبر ثم قل: «اللهم إني
اشتريته ألتمس فيه من فضلك فصل على محمد وآل محمد، اللهم فاجعل لي فيه فضلا،
اللهم إني اشتريته ألتمس فيه من رزقك، اللهم فاجعل لي فيه رزقا»، ثم أعد كل
واحدة ثلاث مرات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11375] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن ابن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تشتري
شيئا فقل: «يا حي يا قيوم يا دائم يا رؤوف يا رحيم أسألك بعزتك وقدرتك وما
أحاط به علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها

(1) الكافي: 3 / 16 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 156 ح 1.
226

عاقبة فإنه لا خير فيما لا عاقبة له» قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا اشتريت دابة أو
رأسا فقل: «اللهم أقدر لي أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11376] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اشتريت دابة فقل: «اللهم إن كانت
عظيمة البركة، فاضلة المنفعة، ميمونة الناصية فيسر لي شراها وإن كانت غير ذلك
فاصرفني عنها إلى الذي هو خير لي منها فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا اقدر وأنت
علام الغيوب» تقول ذلك ثلاث مرات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
القول عند دخول الرجل بأهله
[11377] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعدة من
أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن
أبي بصير قال: سمعت رجلا وهو يقول لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إني رجل قد
أسننت وقد تزوجت امرأة بكرا صغيرة ولم أدخل بها وأنا أخاف أنها إذا دخلت علي
تراني أن تكرهني لخضابي وكبري، فقال أبو جعفر (عليه السلام): إذا دخلت فمرها قبل أن
تصل إليك أن تكون متوضئة ثم أنت لا تصل إليها حتى تتوضأ وصل ركعتين ثم مجد
الله وصل على محمد وآل محمد ثم ادع ومر من معها أن يؤمنوا على دعائك وقل:
«اللهم ارزقني إلفها وودها ورضاها وأرضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وآنس
ائتلاف فإنك تحب الحلال وتكره الحرام» ثم قال: واعلم ان الإلف من الله والفرك
من الشيطان ليكره ما أحل الله عز وجل (3).

(1) الكافي: 5 / 157 ح 3 و 4.
(2) الكافي: 5 / 157 ح 3 و 4.
(3) الكافي: 5 / 500 ح 1.
227

الرواية صحيحة الإسناد.
[11378] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت بأهلك فخذ بناصيتها
واستقبل القبلة وقل: «اللهم بأمانتك أخذتها وبكلماتك استحللتها فإن قضيت لي
منها ولدا فاجعله مباركا تقيا من شيعة آل محمد ولا تجعل للشيطان فيه شركا ولا
نصيبا» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11379] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعدة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن موسى بن بكر، عن أبي بصير قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟
قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال: ألا اعلمك ما تقول؟
قلت: بلى قال: تقول: «بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها اللهم إن
قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا ولا تجعل فيه شركا
للشيطان» قلت: وبأي شيء يعرف ذلك؟ قال: أما تقرء كتاب الله عز وجل ثم ابتدأ هو
(وشاركهم في الأموال والأولاد) (2) ثم قال: إن الشيطان ليجئ حتى يقعد من
المرأة كما يقعد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح، قلت: بأي شيء
يعرف ذلك؟ قال: بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة
الشيطان (3).
[11380] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن

(1) الكافي: 5 / 500 ح 2.
(2) سورة الاسراء: 64.
(3) الكافي: 5 / 502 ح 2.
228

حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن أبي الوليد، عن أبي بصير قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد إذا أتيت أهلك فأي شيء تقول؟ قال: قلت: جعلت
فداك وأطيق أن أقول شيئا؟ قال: بلى قل «اللهم بكلماتك استحللت فرجها
وبأمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها شيئا فاجعله تقيا زكيا ولا تجعل للشيطان فيه
شركا» قال: قلت: جعلت فداك ويكون فيه شرك للشيطان؟ قال: نعم أما تسمع
قول الله عز وجل في كتابه: (وشاركهم في الأموال والأولاد) إن الشيطان يجئ فيقعد كما
يقعد الرجل وينزل كما ينزل الرجل، قال: قلت: بأي شيء يعرف ذلك؟ قال: بحبنا
وبغضنا (1).
[11381] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا
جامع أحدكم فليقل: «بسم الله وبالله اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما
رزقتني» قال: فإن قضى الله بينهما ولدا لا يضره الشيطان بشيء أبدا (2).
القول على العقيقة
[11382] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد، عن صالح
ابن أبي حماد جميعا، عن ابن أبي عمير، وصفوان، عن إبراهيم الكرخي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقول على العقيقة إذا عققت: «بسم الله وبالله اللهم عقيقة عن
فلان لحمها بلحمه ودمها بدمه وعظمها بعظمه اللهم اجعله وقاء لآل
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» (3).

(1) الكافي: 5 / 503 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 503 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 30 ح 1.
229

[11383] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا أردت أن تذبح العقيقة قلت: «يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت
وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن صلاتي
ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وأنا من المسلمين
اللهم منك ولك بسم الله والله أكبر اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل من فلان بن
فلان» وتسمي المولود باسمه ثم تذبح (1).
الرواية موثقة سندا.
[11384] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن سليمان
ابن رشيد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن محمد بن هاشم، عن محمد بن مارد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقال عند العقيقة: «اللهم منك ولك ما وهبت وأنت
أعطيت اللهم فتقبل منا على سنة نبيك (صلى الله عليه وآله وسلم) ونستعيذ بالله من الشيطان الرجيم»
وتسمي وتذبح وتقول: «لك سفكت الدماء لا شريك لك والحمد لله رب العالمين
اللهم اخسأ الشيطان الرجيم» (2).
[11385] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن زكريا بن آدم، عن الكاهلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في العقيقة إذا ذبحت تقول:
«وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له اللهم منك ولك اللهم هذا
عن فلان بن فلان» (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 31 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 31 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 31 ح 6.
230

[11386] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن
يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا ذبحت فقل: «بسم الله وبالله
والحمد لله والله أكبر إيمانا بالله وثناء على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والعصمة لأمره والشكر
لرزقه والمعرفة بفضله علينا أهل البيت» فإن كان ذكرا فقل: «اللهم إنك وهبت لنا
ذكرا وأنت أعلم بما وهبت ومنك ما أعطيت وكل ما صنعنا فتقبله منا على سنتك
وسنة نبيك ورسولك (صلى الله عليه وآله وسلم) واخسأ عنا الشيطان الرجيم لك سفكت الدماء لا شريك
لك والحمد لله رب العالمين» (1).

(1) الكافي: 6 / 30 ح 2.
231

القوة
[11387] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم،
عن حسان، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): خذ لنفسك من نفسك، خذ
منها في الصحة قبل السقم وفي القوة قبل الضعف وفي الحياة قبل الممات (1).
[11388] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
هشام بن الحكم قال: إن الله تعالى أحل الفرج لعلل مقدرة العباد في القوة على المهر
والقدرة على الإمساك فقال: (فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم) (2) وقال: (ومن لم يستطع
منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم
المؤمنات) (3) وقال: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن اجورهن فريضة ولا
جناح عليكم فيما تراضيتم به) (4) من بعد الفريضة فأحل الله الفرج لأهل القوة
على قدر قوتهم على اعطاء المهر والقدرة على الإمساك أربعة لمن قدر على ذلك ولمن
دونه بثلاث واثنتين وواحدة ومن لم يقدر على واحدة تزوج ملك اليمين وإذا لم يقدر
على إمساكها ولم يقدر على تزويج الحرة ولا على شراء المملوكة فقد أحل الله تزويج
المتعة بأيسر ما يقدر عليه من المهر ولا لزوم نفقة وأغنى الله كل فريق منهم بما أعطاهم من

(1) الكافي: 2 / 455 ح 11.
(2) سورة النساء: 3.
(3) سورة النساء: 25.
(4) سورة النساء: 24.
232

القوة على إعطاء المهر والجدة في النفقة عن الإمساك وعن الإمساك عن الفجور
وألا يؤتوا من قبل الله عز وجل في حسن المعونة وإعطاء القوة والدلالة على وجه الحلال لما
أعطاهم ما يستعفون به عن الحرام فيما أعطاهم وأغناهم عن الحرام وبما أعطاهم وبين
لهم فعند ذلك وضع عليهم الحدود من الضرب والرجم واللعان والفرقة ولو لم يغن الله
كل فرقة منهم بما جعل لهم السبيل إلى وجوه الحلال لما وضع عليهم حدا من هذه
الحدود، فأما وجه التزويج الدائم ووجه ملك اليمين فهو بين واضح في أيدي الناس
لكثرة معاملتهم به فيما بينهم وأما أمر المتعة فأمر غمض على كثير لعله نهي من نهى عنه
وتحريمه لها وإن كانت موجودة في التنزيل ومأثورة في السنة الجامعة لمن طلب علتها
وأراد ذلك فصار تزويج المتعة حلالا للغني والفقير ليستويا في تحليل الفرج كما استويا
في قضاء نسك الحج، متعة الحج فما استيسر من الهدي للغني والفقير فدخل في هذا
التفسير الغني لعلة الفقير، وذلك أن الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوة ليسع
الغني والفقير، وذلك لأنه غير جائز أن يفرض الفرائض على قدر مقادير القوم فلا
يعرف قوة القوي من ضعف الضعيف ولكن وضعت على قوة أضعف الضعفاء ثم رغب
الأقوياء فسارعوا في الخيرات بالنوافل بفضل القوة في الأنفس والأموال والمتعة
حلال للغني والفقير لأهل الجدة ممن له أربع وممن له ملك اليمين ما شاء كما هي حلال
لمن يجد إلا بقدر مهر المتعة والمهر ما تراضيا عليه في حدود التزويج للغني والفقير قل
أو كثر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11389] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دعا الرجل فقال بعد ما
دعا: «ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله» قال الله عز وجل: استبسل عبدي واستسلم

(1) الكافي: 5 / 363 ح 2.
233

لأمري اقضوا حاجته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11390] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن سماعة قال: سألته ما حد المرض الذي يجب على صاحبه فيه الإفطار كما يجب
عليه في السفر من كان مريضا أو على سفر؟ قال: هو مؤتمن عليه مفوض إليه فإن
وجد ضعفا فليفطر وان وجد قوة فليصمه كان المرض ما كان (2).
الرواية موثقة سندا ولكنها مضمرة.
[11391] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عمن حدثه عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن الله جعل للمرأة صبر عشرة رجال فإذا هاجت كانت لها قوة شهوة عشرة
رجال (3).
[11392] 6 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أبيه، عن أبي عبد الله البرقي،
عن بكر بن محمد، عن خيثمة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من شرب السويق أربعين
صباحا امتلأ كتفاه قوة (4).
[11393] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكل
السفرجل قوة للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويذكي الفؤاد ويشجع الجبان (5).
[11394] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن

(1) الكافي: 2 / 521 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 118 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 338 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 306 ح 12.
(5) الكافي: 6 / 357 ح 1.
234

عيسى، عن سلمة بن أبي حبة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لبس الخف يزيد في قوة
البصر (1).
[11395] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن
عبد الملك ابن أعين قال: قمت من عند أبي جعفر (عليه السلام) فاعتمدت على يدي فبكيت
فقال: ما لك؟ فقلت: كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر وبي قوة فقال: أما ترضون أن
عدوكم يقتل بعضهم بعضا وأنتم آمنون في بيوتكم انه لو قد كان ذلك اعطي الرجل
منكم قوة أربعين رجلا وجعلت قلوبكم كزبر الحديد لو قذف بها الجبال لقلعتها وكنتم
قوام الأرض وخزانها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11396] 10 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن
هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) أنه قال:... يا هشام الصبر
على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها
ورغب فيما عند الله وكان الله أنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة وغناه في العيلة
ومعزه من غير عشيرة... (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت أكثر من هذا راجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 6 / 466 ح 1.
(2) الكافي: 8 / 294 ح 449.
(3) الكافي: 1 / 17.
235

القئ
[11397] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن أبي اسامة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن القئ هل ينقض الوضوء؟
قال: لا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11398] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن عامر، عن
علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن سلمة بن أبي حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
ان عليا (عليه السلام) كان يقول: لا يقطع الصلاة الرعاف ولا القئ ولا الدم فمن وجد أزا
فليأخذ بيد رجل من القوم من الصف فليقدمه، يعني إذا كان إماما (2).
[11399] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد رفعه
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحمى تخرج في ثلاث: في العرق والبطن والقيء (3).
[11400] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأبي علي الأشعري،
عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا تقيأ الصائم فعليه قضاء ذلك اليوم وان ذرعه من غير أن
يتقيأ فليتم صومه (4).

(1) الكافي: 3 / 36 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 366 ح 11.
(3) الكافي: 8 / 273 ح 410.
(4) الكافي: 4 / 108 ح 1.
236

الرواية صحيحة الإسناد.
[11401] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا تقيأ الصائم فقد أفطر وان ذرعه من غير أن يتقيأ فليتم
صومه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11402] 6 - الصدوق، رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: العائد في هبته كالعائد
في قيئه (2).
[11403] 7 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن
القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في الرجل يرتد في
الصدقة قال: كالذي يرتد في قيئه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11404] 8 - الطوسي بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يتصدق بالصدقة ثم يعود في صدقته، فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما مثل الذي يتصدق بالصدقة ثم يعود فيها مثل الذي يقيء ثم يعود
في قيئه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11405] 9 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما مثل الذي يرجع في

(1) الكافي: 4 / 108 ح 2.
(2) الفقيه: 4 / 380 ح 8 و 58.
(3) التهذيب: 9 / 155 ح 11.
(4) التهذيب: 9 / 151 ح 65.
237

صدقته كالذي يرجع في قيئه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11406] 10 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن إبراهيم، عن
عبد الرحمن بن حماد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنت
بالخيار في الهبة ما دامت في يدك فإذا خرجت إلى صاحبها فليس لك أن ترجع فيها،
وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رجع في هبته فهو كالراجع في قيئه (2).

(1) التهذيب: 9 / 155 ح 12.
(2) التهذيب: 9 / 158 ح 30.
238

القياس
[11407] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن أبان، عن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ضل علم ابن شبرمة عند
الجامعة املاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) بيده إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما،
فيها علم الحلال والحرام، إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من
الحق إلا بعدا، إن دين الله لا يصاب بالقياس (1).
[11408] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى
قال: سألت أبا الحسن موسى (عليه السلام) عن القياس؟ فقال: ما لكم والقياس إن الله لا
يسأل كيف أحل وكيف حرم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11409] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قلت:
أصلحك الله إنا نجتمع فنتذاكر ما عندنا فلا يرد علينا شيء إلا وعندنا فيه شيء
مسطر وذلك مما أنعم الله به علينا بكم ثم يرد علينا الشيء الصغير ليس عندنا فيه شيء
فينظر بعضنا إلى بعض وعندنا ما يشبهه فنقيس على أحسنه؟ فقال: وما لكم
وللقياس إنما هلك من هلك من قبلكم بالقياس ثم قال: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا
به وإن جاءكم ما لا تعلمون فها - وأهوى بيده إلى فيه - ثم قال: لعن الله أبا حنيفة كان

(1) الكافي: 1 / 57 ح 14 و 16.
(2) الكافي: 1 / 57 ح 14 و 16.
239

يقول: قال علي وقلت أنا، وقالت الصحابة وقلت ثم قال: أكنت تجلس إليه؟ فقلت:
لا ولكن هذا كلامه، فقلت: أصلحك الله أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناس بما يكتفون به في
عهده، قال: نعم وما يحتاجون إليه إلى يوم القيامة، فقلت: فضاع من ذلك شيء؟
فقال: لا هو عند أهله (1).
الرواية موثقة سندا.
[11410] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
السنة لا تقاس ألا ترى أن المرأة تقضي صومها ولا تقضي صلاتها، يا أبان إن السنة إذا
قيست محق الدين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11411] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: حدثني جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) أن عليا (عليه السلام) قال: من نصب نفسه للقياس لم
يزل دهره في التباس ومن دان الله بالرأي لم يزل دهره في ارتماس، قال: وقال
أبو جعفر (عليه السلام): من أفتى الناس برأيه فقد دان الله بما لا يعلم ومن دان الله بما لا يعلم فقد
ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11412] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن عبد الله العقيلي،
عن عيسى بن عبد الله القرشي قال: دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له:
يا أبا حنيفة بلغني إنك تقيس، قال: نعم قال: لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين
قال: (خلقتني من نار وخلقته من طين) (4) فقاس ما بين النار والطين ولو قاس

(1) الكافي: 1 / 57 ح 13 و 15 و 17.
(2) الكافي: 1 / 57 ح 13 و 15 و 17.
(3) الكافي: 1 / 57 ح 13 و 15 و 17.
(4) سورة الأعراف: 12.
240

نورية آدم بنورية النار عرف فضل ما بين النورين وصفاء أحدهما على الآخر (1).
[11413] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبان بن تغلب
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في رجل قطع إصبعا من أصابع المرأة كم فيها؟
قال: عشر من الإبل قلت: قطع اثنين قال: عشرون قلت: قطع ثلاثا قال: ثلاثون
قلت: قطع أربعا قال: عشرون قلت: سبحان الله يقطع ثلاثا فيكون عليه ثلاثون
ويقطع أربعا فيكون عليه عشرون إن هذا كان يبلغنا ونحن بالعراق فنبرء ممن قاله
ونقول الذي جاء به شيطان فقال: مهلا يا أبان هكذا حكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن المرأة
تقابل الرجل إلى ثلث الدية فإذا بلغت الثلث رجعت إلى النصف يا أبان إنك أخذتني
بالقياس والسنة إذا قيست محق الدين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11414] 8 - الصدوق، عن أحمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم،
عن أبي زرعة، عن هشام بن عمار، عن محمد بن عبد الله القرشي، عن ابن شبرمة
قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقال لأبي حنيفة: اتق الله ولا
تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس أمره الله عز وجل بالسجود لآدم فقال:
(أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) (3) ثم قال: أتحسن أن تقيس
رأسك من بدنك؟ قال: لا قال أبو جعفر (عليه السلام): فأخبرني لأي شيء جعل الله الملوحة
في العينين والمرارة في الاذنين والماء المنتن في المنخرين والعذوبة في الشفتين؟ قال: لا
أدري قال أبو جعفر (عليه السلام): لأن الله تبارك وتعالى خلق العينين فجعلهما شحمتين وجعل

(1) الكافي: 1 / 58 ح 20.
(2) الكافي: 7 / 299 ح 6.
(3) سورة الأعراف: 12.
241

الملوحة فيهما منا منه على ابن آدم ولولا ذلك لذابتا وجعل الاذنين مرتين ولولا ذلك
لهجمت الدواب وأكلت دماغه وجعل الماء في المنخرين ليصعد منه النفس وينزل
ويجد منه الريح الطيبة من الخبيثة وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم لذة مطعمه
ومشربه.
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام) لأبي حنيفة: أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان؟
قال: لا أدري قال: هي لا إله إلا الله لو قال لا إله كان شرك ولو قال إلا الله كان إيمان.
ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): ويحك أيهما أعظم قتل النفس أو الزنا؟ قال: قتل النفس
قال: فإن الله عز وجل قد قبل في قتل النفس شاهدين ولم يقبل في الزنا إلا أربعة ثم أيهما
أعظم الصلاة أم الصوم؟ قال: الصلاة قال: فما بال الحائض تقضي الصيام ولا تقضي
الصلاة فكيف يقوم لك القياس فاتق الله ولا تقس (1).
[11415] 9 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد قال:
حدثنا أبو عبد الله الداري، عن ابن البطائني، عن سفيان الحريري، عن معاذ، عن
بشر بن يحيى العامري، عن ابن أبي ليلى قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) ومعي
نعمان فقال أبو عبد الله: من الذي معك؟ فقلت: جعلت فداك هذا رجل من أهل
الكوفة له نظر ونفاذ رأي يقال له: نعمان قال: فلعل هذا الذي يقيس الأشياء برأيه؟
فقلت: نعم قال: يا نعمان هل تحسن أن تقيس رأسك؟ فقال: لا فقال: ما أراك تحسن
شيئا ولا فرضك إلا من عند غيرك فهل عرفت كلمة أولها كفر وآخرها إيمان؟ قال:
لا قال: فهل عرفت ما الملوحة في العينين والمرارة في الاذنين والبرودة في المنخرين
والعذوبة في الشفتين؟ قال: لا قال ابن أبي ليلى فقلت: جعلت فداك فسر لنا جميع ما
وصفت قال: حدثني أبي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن الله تبارك وتعالى
خلق عيني ابن آدم من شحمتين فجعل فيهما الملوحة ولو لا ذلك لذابتا فالملوحة تلفظ

(1) علل الشرايع: 86 ح 2.
242

ما يقع في العين من القذى وجعل المرارة في الاذنين حجابا من الدماغ فليس من دابة
تقع فيه إلا التمست الخروج ولولا ذلك لوصلت إلى الدماغ وجعلت العذوبة في الشفتين
منا من الله عز وجل على ابن آدم يجد بذلك عذوبة الريق وطعم الطعام والشراب وجعل
البرودة في المنخرين لئلا تدع في الرأس شيئا إلا أخرجته، فقلت: فما الكلمة التي
أولها كفر وآخرها إيمان؟ قال: قول الرجل لا إله إلا الله فأولها كفر وآخرها إيمان ثم
قال: يا نعمان إياك والقياس فقد حدثني أبي (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
انه قال: من قاس شيئا بشيء قرنه الله عز وجل مع إبليس في النار فإنه أول من قاس على
ربه فدع الرأي والقياس فإن الدين لم يوضع بالقياس وبالرأي (1).
[11416] 10 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن الريان، عن
الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال
الله جل جلاله: ما آمن بي من فسر برأيه كلامي وما عرفني من شبهني بخلقي وما على
ديني من استعمل القياس في ديني (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 1 / 54،
وعلل الشرايع: 86، وبحار الأنوار: 2 / 283 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) علل الشرايع: 91 ح 6.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 3 / 55 الرقم 10.
243

القيام
[11417] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن القيام للولاة فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): التقية من ديني
ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11418] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، وأبي علي
الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن سعدان، عن حسين بن
أمين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام له في حاجته إلا
ابتلى بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر (2).
[11419] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيت علي بن الحسين (عليهما السلام) في فناء الكعبة في الليل وهو
يصلي فأطال القيام حتى جعل مرة يتوكأ على رجله اليمنى ومرة على رجله اليسرى ثم
سمعته يقول بصوت كأنه باك: «يا سيدي تعذبني وحبك في قلبي أما وعزتك لئن
فعلت لتجمعن بيني وبين قوم طال ما عاديتهم فيك» (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11420] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،

(1) الكافي: 2 / 219 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 365 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 579 ح 10.
244

عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المريض إذا لم يستطع القيام
والسجود قال: يؤمي برأسه إيماء وأن يضع جبهته على الأرض أحب إلي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11421] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، ومحمد بن إسماعيل،
عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد،
عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا قمت في
الصلاة فلا تلصق قدمك بالاخرى دع بينهما فصلا إصبعا أقل ذلك إلى شبر أكثره
وأسدل منكبيك وارسل يديك ولا تشبك أصابعك ولتكونا على فخذيك قبالة
ركبتيك وليكن نظرك إلى موضع سجودك فإذا ركعت فصف في ركوعك بين قدميك،
تجعل بينهما قدر شبر وتمكن راحتيك من ركبتيك وتضع يدك اليمنى على ركبتك اليمنى
قبل اليسرى وبلغ أطراف أصابعك عين الركبة وفرج أصابعك إذا وضعتها على
ركبتيك فإذا وصلت أطراف أصابعك في ركوعك إلى ركبتيك أجزاك ذلك وأحب إلي
أن تمكن كفيك من ركبتيك فتجعل أصابعك في عين الركبة وتفرج بينهما وأقم صلبك
ومد عنقك وليكن نظرك إلى ما بين قدميك فإذا أردت أن تسجد فارفع يديك بالتكبير
وخر ساجدا وابدأ بيديك فضعهما على الأرض قبل ركبتيك تضعهما معا ولا تفترش
ذراعيك افتراش السبع ذراعيه ولا تضعن ذراعيك على ركبتيك وفخذيك ولكن
تجنح بمرفقيك ولا تلصق كفيك بركبتيك ولا تدنهما من وجهك بين ذلك حيال منكبيك
ولا تجعلهما بين يدي ركبتيك ولكن تحرفهما عن ذلك شيئا وأبسطهما على الأرض
بسطا وأقبضهما إليك قبضا وإن كان تحتهما ثوب فلا يضرك وإن أفضيت بهما إلى
الأرض فهو أفضل ولا تفرجن بين أصابعك في سجودك ولكن ضمهن جميعا قال:
وإذا قعدت في تشهدك فألصق ركبتيك بالأرض وفرج بينهما شيئا وليكن ظاهر

(1) الكافي: 3 / 410 ح 5.
245

قدمك اليسرى على الأرض وظاهر قدمك اليمنى على باطن قدمك اليسرى وأليتاك
على الأرض وطرف إبهامك اليمنى على الأرض وإياك والقعود على قدميك فتتأذى
بذلك ولا تكن قاعدا على الأرض فتكون إنما قعد بعضك على بعض فلا تصبر للتشهد
والدعاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11422] 6 - الكليني، بهذه الأسانيد عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال:
إذا قامت المرأة في الصلاة جمعت بين قدميها ولا تفرج بينهما وتضم يديها إلى صدرها
لمكان ثدييها فإذا ركعت وضعت يديها فوق ركبتيها على فخذيها لئلا تطأطأ كثيرا
فترتفع عجيزتها فإذا جلست فعلى أليتيها ليس كما يقعد الرجل وإذا سقطت للسجود
بدأت بالقعود بالركبتين قبل اليدين ثم تسجد لاطئة بالأرض فإذا كانت في جلوسها
ضمت فخذيها ورفعت ركبتيها من الأرض وإذا نهضت انسلت انسلالا لا ترفع
عجيزتها أولا (2).
الرواية صحيحة الإسناد ولكنها مضمرة.
[11423] 7 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد بن
قتيبة في علل الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام):... فإن قال: فلم أمروا بالصلاة؟
قيل: لأن في الصلاة الإقرار بالربوبية وهو صلاح عام لأن فيه خلع الأنداد والقيام بين
يدي الجبار بالذل والاستكانة والخضوع والاعتراف وطلب الإقالة من سالف
الذنوب ووضع الجبهة على الأرض كل يوم وليلة ليكون العبد ذاكرا لله تعالى غير
ناس له ويكون خاشعا وجلا متذللا طالبا راغبا في الزيادة للدين والدنيا مع ما فيه
من الانزجار عن الفساد وصار ذلك عليه في كل يوم وليلة لئلا ينسى العبد مدبره
وخالقه فيبطر ويطغى وليكون في ذكر خالقه والقيام بين يدي ربه زاجرا له عن

(1) الكافي: 3 / 334 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 335 ح 2.
246

المعاصي وعاجزا ومانعا عن أنواع الفساد... فإن قال: لم جعل أصل الصلاة ركعتين
ولم زيد على بعضها ركعة وعلى بعضها ركعتين ولم يزد على بعضها شيء؟ قيل: لأن
أصل الصلاة إنما هي ركعة واحدة لأن أصل العدد واحد فإذا نقصت من واحد فليست
هي صلاة فعلم الله عز وجل أن العباد لا يؤدون تلك الركعة الواحدة التي لا صلاة أقل منها
بكمالها وتمامها والإقبال عليها فقرن إليها ركعة ليتم بالثانية ما نقص من الاولى ففرض
الله عز وجل أصل الصلاة ركعتين ثم علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن العباد لا يؤدون هاتين
الركعتين بتمام ما امروا به وكماله فضم إلى الظهر والعصر والعشاء الآخرة ركعتين
ركعتين ليكون فيهما تمام الركعتين الأوليين ثم علم أن صلاة المغرب يكون شغل الناس
في وقتها أكثر للانصراف إلى الأوطان والأكل والوضوء والتهيئة للمبيت فزاد فيها
ركعة واحدة ليكون أخف عليهم ولأن تصير ركعات الصلاة في اليوم والليلة فردا ثم
ترك الغداة على حالها لأن الاشتغال في وقتها أكثر والمبادرة إلى الحوائج فيها أعم ولأن
القلوب فيها أخلى من الفكر لقلة معاملات الناس بالليل ولقلة الأخذ والإعطاء
فالإنسان فيها أقبل على صلاته منه في غيرها من الصلوات لأن الفكر قد تقدم العمل
من الليل، فإن قال: فلم جعل ركعة وسجدتين؟ قيل: لأن الركوع من فعل القيام
والسجود من فعل القعود وصلاة القاعد على النصف من صلاة القيام فضوعف
السجود ليستوي بالركوع فلا يكون بينهما تفاوت لأن الصلاة إنما هي ركوع وسجود،
الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11424] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى قال:
قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يوما: تحسن أن تصلي يا حماد؟ قال: فقلت: يا سيدي أنا
أحفظ كتاب حريز في الصلاة قال: فقال: لا عليك، قم صل قال: فقمت بين يديه
متوجها إلى القبلة فاستفتحت الصلاة وركعت وسجدت، فقال: يا حماد لا تحسن أن

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 103 و 107.
247

تصلي ما أقبح بالرجل أن يأتي عليه ستون سنة أو سبعون سنة فما يقيم صلاة واحدة
بحدودها تامة قال حماد: فأصابني في نفسي الذل فقلت: جعلت فداك فعلمني الصلاة
فقام أبو عبد الله (عليه السلام) مستقبل القبلة منتصبا فأرسل يديه جميعا على فخذيه قد ضم
أصابعه وقرب بين قدميه حتى كأن بينهما قدر ثلاث أصابع مفرجات واستقبل بأصابع
رجليه جميعا القبلة لم يحرفهما عن القبلة بخشوع واستكانة وقال: الله أكبر ثم قرء
الحمد بترتيل وقل هو الله أحد ثم صبر هنيئة بقدر ما تنفس وهو قائم ثم قال: الله أكبر
وهو قائم ثم ركع وملأ كفيه من ركبتيه متفرجان ورد ركبته إلى خلف حتى استوى
ظهره حتى لو صب عليه قطرة من ماء أو دهن لم تزل لاستواء ظهره ومد عنقه وغمض
عينيه ثم سبح ثلاثا بترتيل فقال: «سبحان ربي العظيم وبحمده» ثم استوى قائما فلما
استمكن من القيام قال: «سمع الله لمن حمده» ثم كبر وهو قائم ورفع يديه حيال وجهه
ثم سجد ووضع كفيه مضمومتي الأصابع بين ركبتيه حيال وجهه فقال: «سبحان ربي
الأعلى وبحمده» ثلاث مرات ولم يضع شيئا من بدنه على شيء وسجد على ثمانية
أعظم: الجبهة والكفين وعيني الركبتين وأنامل إبهامي الرجلين فهذه السبعة فرض
ووضع الأنف على الأرض سنة وهو الإرغام ثم رفع رأسه من السجود فلما استوى
جالسا قال: «الله أكبر» ثم قعد على جانبه الأيسر قد وضع ظاهر قدمه اليمنى على
باطن قدمه الأيسر وقال: «استغفر الله ربي وأتوب إليه» ثم كبر وهو جالس وسجد
السجدة الثانية وقال كما قال في الاولى ولم يستعن بشيء من جسده على شيء في ركوع
ولا سجود كان مجنحا ولم يضع ذراعيه على الأرض فصلى ركعتين على هذا ثم قال: يا
حماد هكذا صل ولا تلتف ولا تعبث بيديك وأصابعك ولا تبزق عن يمينك ولا عن
يسارك ولا بين يديك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والستون ح 12 / 498 الرقم 683.
248

[11425] 9 - الصدوق، عن الدقاق، عن الصوفي، عن عبيد الله بن موسى الطبري،
عن محمد بن الحسين الخشاب، عن محمد بن محصن، عن يونس بن ظبيان، عن
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى داود (عليه السلام): ما لي
أراك وحدانا؟ قال: هجرت الناس وهجروني فيك قال: فما لي أراك ساكتا؟ قال:
خشيتك أسكتتني قال: فما لي أراك نصبا؟ قال: حبك انصبني قال: فما لي أراك فقيرا
وقد أفدتك؟ قال: القيام بحقك أفقرني قال: فما لي أراك متذللا؟ قال: عظيم جلالك
الذي لا يوصف ذللني وحق ذلك لك يا سيدي، قال الله جل جلاله: فأبشر بالفضل
مني فلك ما تحب يوم تلقاني، خالط الناس وخالفهم بأخلاقهم وزايلهم في أعمالهم
تنل ما تريد مني يوم القيامة.
وقال الصادق (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام): يا داود بي فافرح وبذكري
فتلذذ وبمناجاتي فتنعم فعن قليل اخلي الدار من الفاسقين وأجعل لعنتي على
الظالمين (1).
النصب: التعب.
[11426] 10 - المفيد قال: روي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج ذات ليلة من المسجد
وكانت ليلة قمراء فأم الجبانة ولحقه جماعة يقفون أثره فوقف عليهم ثم قال: من أنتم؟
قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين، فتفرس في وجوههم ثم قال: فما لي لا أرى عليكم
سيماء الشيعة؟ قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: صفر الوجوه من
السهر، عمش العيون من البكاء، حدب الظهور من القيام، خمص البطون من
الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء عليهم غبرة الخاشعين (2).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء ذكرنا لك عشرة منها، فإن شئت أكثر
مما سردنا عليك فراجع كتب الأخبار.

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 1 / 263 الرقم 280.
(2) الارشاد: 1 / 237.
249

القيامة
[11427] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما
يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا (1).
[11428] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
داود الحمار، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ثلاثة لا
يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له
ومن جحد إماما من الله ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيبا (2).
[11429] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم: من
أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر
على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا أدخلوهم الجنة وهو
قول الله عز وجل: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 11 ح 7.
(2) الكافي: 1 / 373 ح 4.
(3) سورة الزمر: 10.
(4) الكافي: 2 / 75 ح 4.
250

[11430] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث: عين
سهرت في سبيل الله وعين فاضت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11431] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ترك معصية لله مخافة الله تبارك
وتعالى أرضاه الله يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11432] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق (3).
[11433] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي
ابن الحسين (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين
والآخرين في صعيد واحد ثم ينادي مناد: أين أهل الفضل؟ قال: فيقوم عنق من
الناس فتلقاهم الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون: كنا نصل من قطعنا
ونعطي من حرمنا ونعفو عمن ظلمنا، قال: فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11434] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي

(1) الكافي: 2 / 80 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 81 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 99 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 107 ح 4.
251

الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور قد أضاء نور وجوههم ونور
أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى يعرفوا به فيقال: هؤلاء المتحابون في الله (1).
[11435] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله ثقل الخير على
أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة وإن الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا
كخفته في موازينهم يوم القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11436] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة هم
أقرب الخلق إلى الله عز وجل يوم القيامة حتى يفرغ من الحساب: رجل لم تدعه قدرة في
حال غضبه إلى أن يحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين اثنين فلم يمل مع أحدهما
على الآخر بشعيرة، ورجل قال بالحق فيما له وعليه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11437] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أول ناطق من
الجوارح يوم القيامة الرحم تقول: يا رب من وصلني في الدنيا فصل اليوم ما بينك
وبينه ومن قطعني في الدنيا فاقطع اليوم ما بينك وبينه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 125 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 143 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 145 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 151 ح 8.
252

[11438] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أبو ذر
رضي الله عنه: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: حافتا الصراط يوم القيامة الرحم
والأمانة فإذا مر الوصول للرحم، المؤدي للأمانة نفذ إلى الجنة وإذا مر الخائن
للأمانة، القطوع للرحم لم ينفعه معهما عمل وتكفأ به الصراط في النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11439] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ان لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم
الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11440] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعظم الناس منزلة عند الله يوم
القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11441] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس حتى
يأتوا باب الجنة فيضربوا باب الجنة فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون نحن الفقراء،
فيقال لهم: أ قبل الحساب؟ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه، فيقول
الله عز وجل: صدقوا ادخلوا الجنة (4).

(1) الكافي: 2 / 152 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 197 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 208 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 264 ح 19.
253

الرواية صحيحة الإسناد.
[11442] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من أعظم الناس حسرة
يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11443] 17 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة ومن
كف غضبه عن الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11444] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11445] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن محمد بن حكيم، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
لا يصغر ما ينفع يوم القيامة ولا يصغر ما يضر يوم القيامة فكونوا فيما أخبركم
الله عز وجل كمن عاين (4).
[11446] 20 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعدة من

(1) الكافي: 2 / 300 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 305 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 332 ح 11.
(4) الكافي: 2 / 456 ح 14.
254

أصحابنا، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائد، عن أبي الحسن
السواق، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو
هذا الحديث: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة، قال: قلت له: انه
يأتيني من كل صنف من الأصناف أفأروي لهم هذا الحديث؟ قال: نعم يا أبان إنه إذا
كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين فتسلب لا إله إلا الله منهم إلا من كان على
هذا الأمر (1).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت الأخبار الواردة في
القيامة ومواقفها راجع جامع الأخبار: 499، والمحجة البيضاء: 8 / 328،
وبحار الأنوار: 3 / 225 من طبع الكمباني و 7 / 121 من طبع الحروفي وغيرها من
كتب الأخبار والحمد لله رب العالمين.

(1) الكافي: 2 / 520 ح 1.
255

باب الكاف
257

كاد
[11447] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن
عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كاد جبرئيل (عليه السلام)
يأتيني إلا قال: يا محمد اتق شحناء الرجال وعداوتهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11448] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد
أن يغلب القدر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11449] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
أبي هارون مولى آل جعدة قال: كنت جليسا لأبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة ففقدني أياما
ثم إني جئت إليه فقال لي: لم أرك منذ أيام يا أبا هارون فقلت: ولد لي غلام فقال:
بارك الله فيه فما سميته قلت: سميته محمدا قال: فأقبل بخده نحو الأرض وهو يقول:
محمد محمد محمد حتى كاد يلصق خده بالأرض ثم قال: بنفسي وبولدي وبأهلي
وبأبوي وبأهل الأرض كلهم جميعا الفداء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا تسبه ولا تضربه ولا
تسيء إليه، واعلم أنه ليس في الأرض دار فيها اسم محمد إلا وهي تقدس كل يوم ثم
قال لي: عققت عنه؟ قال: فأمسكت قال: وقد رآني حيث أمسكت ظن إني لم أفعل

(1) الكافي: 2 / 301 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 307 ح 4.
259

فقال: يا مصادف ادن مني، فوالله ما علمت ما قال له إلا إني ظننت انه قد أمر لي
بشيء فذهبت لأقوم فقال لي: كما أنت يا أبا هارون، فجاءني مصادف بثلاثة دنانير
فوضعها في يدي فقال: يا أبا هارون اذهب فاشتر كبشين واستسمنهما واذبحهما وكل
وأطعم (1).
[11450] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن بقاح، عن عمرو بن جميع، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على عائشة فرأى كسرة كاد أن يطأها
فأخذها فأكلها ثم قال: يا حميراء أكرمي جوار نعم الله عز وجل عليك فإنها لم تنفر من قوم
فكادت تعود إليهم (2).
[11451] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن السياري، رفعه
قال: انه ذكرت اللحمان بين يدي عمر فقال عمر: ان أطيب اللحمان لحم الدجاج
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كلا إن ذلك خنازير الطير وان أطيب اللحمان لحم فرخ قد
نهض أو كاد أن ينهض (3).
[11452] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الطلاق الذي لا يحل له
حتى تنكح زوجا غيره، فقال: اخبرك بما صنعت أنا بامرأة كانت عندي وأردت أن
اطلقها فتركتها حتى إذا طمثت وطهرت طلقتها من غير جماع وأشهدت على ذلك
شاهدين ثم تركتها حتى إذا كادت أن تنقضي عدتها راجعتها ودخلت بها وتركتها حتى
إذا طمثت وطهرت ثم طلقتها على طهر من غير جماع بشاهدين ثم تركتها حتى إذا كان
قبل أن تنقضي عدتها راجعتها ودخلت بها حتى إذا طمثت وطهرت طلقتها على طهر

(1) الكافي: 6 / 39 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 300 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 312 ح 2.
260

بغير جماع بشهود وإنما فعلت ذلك بها انه لم يكن لي بها حاجة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11453] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال:
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن
يكون القرآن معي وكان (عليه السلام) إذا قرأ مالك يوم الدين يكررها حتى كاد أن يموت (2).
[11454] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، وزرارة جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما
قتل الحسين (عليه السلام) أرسل محمد بن الحنفية إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فخلا به فقال له:
يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دفع الوصية والإمامة من بعده إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم إلى الحسن (عليه السلام) ثم إلى الحسين (عليه السلام) وقد قتل أبوك رضي الله عنه
وصلى على روحه ولم يوص وأنا عمك وصنو أبيك وولادتي من علي (عليه السلام) في سني
وقديمي أحق بها منك في حداثتك فلا تنازعني في الوصية والإمامة ولا تحاجني، فقال
له علي بن الحسين (عليهما السلام): يا عم اتق الله ولا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون
من الجاهلين إن أبي يا عم صلوات الله عليه أوصى إلي قبل أن يتوجه إلى العراق وعهد
إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة وهذا سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندي فلا تتعرض
لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر وتشتت الحال إن الله عز وجل جعل الوصية والإمامة في
عقب الحسين (عليه السلام) فإذا أردت أن تعلم ذلك فانطلق بنا إلى الحجر الأسود حتى نتحاكم
إليه ونسأله عن ذلك، قال أبو جعفر (عليه السلام): وكان الكلام بينهما بمكة فانطلقا حتى أتيا
الحجر الأسود فقال علي بن الحسين لمحمد بن الحنفية: ابدأ أنت فابتهل إلى الله عز وجل

(1) الكافي: 6 / 75 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 602 ح 13.
261

وسله أن ينطق لك الحجر ثم سل فابتهل محمد في الدعاء وسأل الله ثم دعا الحجر فلم
يجبه، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): يا عم لو كنت وصيا وإماما لأجابك قال له محمد:
فادع الله أنت يا ابن أخي وسله فدعا الله علي بن الحسين (عليهما السلام) بما أراد ثم قال: أسألك
بالذي جعل فيك ميثاق الأنبياء وميثاق الأوصياء وميثاق الناس أجمعين لما أخبرتنا
من الوصي والإمام بعد الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ قال: فتحرك الحجر حتى كاد أن يزول
عن موضعه ثم أنطقه الله عز وجل بلسان عربي مبين فقال: اللهم إن الوصية والإمامة بعد
الحسين بن علي (عليهما السلام) إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: فانصرف محمد بن علي وهو يتولى علي بن الحسين (عليهما السلام).
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) مثله (1).
الرواية صحيحة بسنديها.
[11455] 9 - المفيد، عن محمد بن جعفر بن أبي شاكر، عمن حدثه عن بعض الرجال،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جزى الله المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة فأما إذا أتاك
أخوك في حاجة كاد يرى دمه في وجهه مخاطرا لا يدري أتعطيه أم تمنعه، فوالله ثم والله
لو خرجت له من جميع ما تملكه ما كافيته (2).
[11456] 10 - ابن قولويه، عن أبيه، وجماعة مشايخه، عن سعد، عن محمد بن
عيسى، عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) من خراسان ثياب دزم وكان
بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا؟ قال: هذا طين قبر الحسين (عليه السلام) ما كاد يوجه
شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين، فكان يقول: هو أمان باذن الله (3).
دزم الثياب: جمعها وشدها في ثوب.

(1) الكافي: 1 / 348 ح 5.
(2) الاختصاص: 112.
(3) كامل الزيارات: 278 ح 1.
262

الكاظمين (1)
[11457] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،
عن الحميري، عن الحسين بن محمد القمي قال: قال الرضا (عليه السلام): من زار قبر أبي
ببغداد كمن زار قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلا أن
لرسول الله ولأمير المؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما (2).
[11458] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن زيارة قبر أبي الحسن (عليه السلام) مثل قبر
الحسين (عليه السلام)؟ قال: نعم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11459] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي، عن علي بن محمد
الحضيني، عن علي بن عبد الله بن مروان، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى
أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين وعن زيارة أبي الحسن
وأبي جعفر عليهم السلام أجمعين فكتب إلي: أبو عبد الله (عليه السلام) المقدم وهذا أجمع
وأعظم أجرا (4).
[11460] 4 - ابن قولويه عن ابن الوليد، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد

(1) لم يرد في الأخبار ولكن شرفه مزار الإمامين الهمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي
الجواد (عليهما السلام) ولذا ذكرت بعض الروايات الواردة في فضل زيارتهما.
(2) الكافي: 4 / 583 ح 1 و 2 و 3.
(3) الكافي: 4 / 583 ح 1 و 2 و 3.
263

ابن عبدوس الخلنجي، عن أبيه رحيم قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك إن زيارة
قبر أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فينا مشقة وإنما نأته فنسلم عليه من وراء الحيطان فما
لمن زاره من الثواب؟ قال: فقال له: والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[11461] 5 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رحيم قال: قلت للرضا (عليه السلام): ان زيارة قبر
أبي الحسن (عليه السلام) ببغداد علينا فيها مشقة فما لمن زاره؟ فقال: له مثل ما لمن أتى قبر
الحسين (عليه السلام) من الثواب، قال: ودخل رجل فسلم عليه وجلس وذكر بغداد وردائة
أهلها وما يتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء
قال: فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن (عليه السلام) وهو يقول: أما أبو الحسن (عليه السلام) فلا (2).
أقول: يعني دفع الله العذاب عن بغداد ببركة مولانا أبي الحسن (عليه السلام) كما ورد في
غيرها من الروايات.
[11462] 6 - المفيد قال: وفي رواية الحسين بن يسار الواسطي قال: سألت أبا الحسن
الرضا (عليه السلام): ما لمن زار قبر أبيك؟ قال: زره، قلت: فأي شيء فيه من الفضل؟ قال:
فيه من الفضل كفضل من زار والده - يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - قلت: جعلت فداك فإن
خفت ولم [يمكني أن أدخل] قال: فسلم من وراء الحائر (3).
[11463] 7 - المفيد قال: وفي رواية زكريا بن آدم القمي عن الرضا (عليه السلام): إن الله تعالى
نجا بغداد لمكان قبر أبي الحسن (عليه السلام) فيها (4).
[11464] 8 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن أحمد بن
جعفر المؤدب، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن

(1) كامل الزيارات: 300 ح 9 و 10.
(2) كامل الزيارات: 300 ح 9 و 10.
(3) مزار المفيد: 165 ح 3.
(4) مزار المفيد: 166 ح 4.
264

بشار الواسطي قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) ما لمن زار قبر أبيك؟ قال: زره.
فقلت: أي شيء فيه من الفضل؟ قال: فيه من الفضل كفضل من زار قبر والده - يعني
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - قلت: فإني خفت ولم يمكني أن أدخل داخلا؟ قال سلم من وراء
الجسر (1).
[11465] 9 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن أحمد
ابن بندار، عن منصور بن العباس، عن جعفر الجوهري، عن زكريا بن آدم القمي،
عن الرضا (عليه السلام) قال: إن الله نجا بغداد بمكان قبور الحسينيين فيها (2).
[11466] 10 - ابن شهر آشوب نقلا عن الخطيب في تاريخه بإسناده عن علي بن الخلال
قال: ما همني فقصدت قبر موسى بن جعفر توسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب
ورأى في بغداد امرأة تهرول فقيل: إلى أين؟ قالت: إلى موسى بن جعفر فإنه حبس
ابني، فقال لها حنبلي: انه قد مات في الحبس، فقالت: بحق المقتول في الحبس أن
تريني القدرة، فإذا بابنها قد اطلق وأخذ ابن المستهزئ بجنايته (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 4 / 583،
وكامل الزيارات: 301، ومزار المفيد: 164، والتهذيب: 6 / 81، وبحار الأنوار:
22 / 215 طبع الكمباني و 99 / 1 طبع بيروت، ومسند الإمام الكاظم (عليه السلام):
1 / 153 للشيخ العطاردي.
وقد مر منا فضل زيارتهما (عليهما السلام) في عنوان الزيارة فراجعه إن شئت.

(1) التهذيب: 6 / 82 ح 4.
(2) التهذيب: 6 / 82 ح 5.
(3) المناقب: 2 / 369.
265

الكبائر
[11467] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (إن تجتنبوا كبائر ما
تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (1) قال: الكبائر التي
أوجب الله عز وجل عليها النار (2).
[11468] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال: كتب
معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن (عليه السلام) يسأله عن الكبائر كم هي وما هي؟ فكتب:
الكبائر: من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا كان مؤمنا والسبع
الموجبات: قتل النفس الحرام وعقوق الوالدين وأكل الربا والتعرب بعد الهجرة
وقذف المحصنات وأكل اليتيم والفرار من الزحف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11469] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
الكبائر سبع: قتل المؤمن متعمدا وقذف المحصنة والفرار من الزحف والتعرب بعد
الهجرة وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة وكل ما أوجب الله عليه النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة النساء: 31.
(2) الكافي: 2 / 276 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 2 / 276 ح 1 و 2.
(4) الكافي: 2 / 277 ح 3.
266

[11470] 4 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله بن سنان
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن من الكبائر عقوق الوالدين واليأس من روح الله
والأمن لمكر الله وقد روي ان أكبر الكبائر الشرك بالله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11471] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الكبائر فقال: هن
في كتاب علي (عليه السلام) سبع: الكفر بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وأكل الربا بعد البينة
وأكل مال اليتيم ظلما والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة قال: فقلت: فهذا أكبر
المعاصي؟ قال: نعم، قلت: فأكل درهم من مال اليتيم ظلما أكبر أم ترك الصلاة؟
قال: ترك الصلاة، قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر فقال: أي شيء أول
ما قلت لك؟ قال: قلت: الكفر قال: فإن تارك الصلاة كافر يعني من غير علة (2).
الرواية معتبرة الإسناد بل صحيحة.
[11472] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الكبائر: القنوط من رحمة الله واليأس من روح الله
والأمن من مكر الله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين وأكل مال اليتيم ظلما
وأكل الربا بعد البينة والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من الزحف، فقيل
له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أتخرجه من الإيمان وان عذب بها فيكون
عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع؟ قال: يخرج من الإسلام إذا زعم انها حلال
ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام وأنه يعذب
عليها وأنها غير حلال فإنه معذب عليها وهو أهون عذابا من الأول ويخرجه من
الإيمان ولا يخرجه من الإسلام (3).

(1) الكافي: 2 / 278 ح 4 و 8.
(2) الكافي: 2 / 278 ح 4 و 8.
(3) الكافي: 2 / 280 ح 10.
267

الرواية معتبرة الإسناد.
[11473] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الكبائر سبعة: منها قتل
النفس متعمدا والشرك بالله العظيم وقذف المحصنة وأكل الربا بعد البينة والفرار من
الزحف والتعرب بعد الهجرة وعقوق الوالدين وأكل مال اليتيم ظلما، قال: والتعرب
والشرك واحد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11474] 8 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن بكير،
عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر
ما دون ذلك لمن يشاء) (2) الكبائر فما سواها، قال: قلت: دخلت الكبائر في
الاستثناء؟ قال: نعم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11475] 9 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق
ابن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء؟
قال: نعم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11476] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر

(1) الكافي: 2 / 281 ح 14.
(2) سورة النساء: 48.
(3) الكافي: 2 / 284 ح 18.
(4) الكافي: 2 / 284 ح 19.
268

فيموت هل يخرجه ذلك من الإسلام وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة
وانقطاع؟ فقال: من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من
الإسلام وعذب أشد العذاب وإن كان معترفا انه أذنب ومات عليه أخرجه من الإيمان
ولم يخرجه من الإسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11477] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال: حدثني أبو جعفر صلوات الله عليه قال: سمعت
أبي (عليه السلام) يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: دخل عمرو بن عبيد على
أبي عبد الله (عليه السلام) فلما سلم وجلس تلا هذه الآية: (الذين يجتنبون كبائر الإثم
والفواحش) (2) ثم أمسك فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ما أسكتك؟ قال: أحب أن
أعرف الكبائر من كتاب الله عز وجل فقال: نعم يا عمرو أكبر الكبائر الإشراك بالله يقول
الله: و (من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة) (3) وبعده الإياس من روح الله
لأن الله عز وجل يقول: (انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) (4) ثم الأمن لمكر
الله لأن الله عز وجل يقول: (فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون) (5) ومنها عقوق
الوالدين لأن الله سبحانه جعل العاق جبارا شقيا وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق
لأن الله عز وجل يقول: (فجزاؤه جهنم خالدا فيها) (6) إلى آخر الآية وقذف المحصنة
لأن الله عز وجل يقول: (لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم) (7) وأكل مال

(1) الكافي: 2 / 285 ح 23.
(2) سورة النجم: 32.
(3) سورة المائدة: 72.
(4) سورة يوسف: 87.
(5) سورة الأعراف: 99.
(6) سورة النساء: 93.
(7) سورة النور: 23.
269

اليتيم لأن الله عز وجل يقول: (إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) (1)
والفرار من الزحف لأن الله عز وجل يقول: (ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال
أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (2) وأكل
الربا لأن الله عز وجل يقول: (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه
الشيطان من المس) (3) والسحر لأن الله عز وجل يقول: (ولقد علموا لمن اشتراه ما له
في الآخرة من خلاق) (4) والزنا لأن الله عز وجل يقول: (ومن يفعل ذلك يلق أثاما
يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا) (5) واليمين الغموس الفاجرة لأن
الله عز وجل يقول: (الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في
الآخرة) (6) والغلول لأن الله عز وجل يقول: (ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة) (7)
ومنع الزكاة المفروضة لأن الله عز وجل يقول: (فتكوى بها جباههم وجنوبهم
وظهورهم) (8) وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عز وجل يقول: (ومن يكتمها
فإنه آثم قلبه) (9) وشرب الخمر لأن الله عز وجل نهى عنها كما نهى عن عبادة الأوثان
وترك الصلاة متعمدا أو شيئا مما فرض الله لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من ترك الصلاة
متعمدا فقد برئ من ذمة الله وذمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونقض العهد وقطيعة الرحم لأن
الله عز وجل يقول: (أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (10) قال: فخرج عمرو وله

(1) سورة النساء: 10.
(2) سورة الأنفال: 16.
(3) سورة البقرة: 275.
(4) سورة البقرة: 102.
(5) سورة الفرقان: 68 و 69.
(6) سورة آل عمران: 77.
(7) سورة آل عمران: 161.
(8) سورة التوبة: 35.
(9) سورة البقرة: 283.
(10) سورة الرعد: 25.
270

صراخ من بكائه وهو يقول: هلك من قال برأيه ونازعكم في الفضل والعلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11478] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن أحمد بن
إسماعيل الكاتب، عن أبيه قال: أقبل أبو جعفر (عليه السلام) في المسجد الحرام فنظر إليه قوم
من قريش فقالوا: من هذا؟ فقيل لهم: إمام أهل العراق فقال بعضهم: لو بعثتم إليه
ببعضكم يسأله فأتاه شاب منهم فقال له: يا ابن عم ما أكبر الكبائر؟ قال: شرب
الخمر فأتاهم فأخبرهم فقالوا له: عد إليه فعاد إليه فقال له: ألم أقل لك يا ابن أخ
شرب الخمر، فأتاهم فأخبرهم فقالوا له: عد إليه فلم يزالوا به حتى عاد إليه فسأله
فقال له: ألم أقل لك يا ابن أخ شرب الخمر إن شرب الخمر يدخل صاحبه في الزنا
والسرقة وقتل النفس التي حرم الله وفي الشرك بالله وأفاعيل الخمر تعلو على كل ذنب
كما يعلو شجرها على كل الشجر (2).
[11479] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله
القاسم، عن صفوان الجمال قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) واستقبل القبلة قبل التكبير
وقال: «اللهم لا تؤيسني من روحك ولا تقنطني من رحمتك ولا تؤمني مكرك فإنه
لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون» قلت: جعلت فداك ما سمعت بهذا من أحد
قبلك، فقال: إن من أكبر الكبائر عند الله اليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله
والأمن من مكر الله (3).
[11480] 14 - الصدوق بإسناده عن علي بن حسان الواسطي، عن عمه عبد الرحمن
ابن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الكبائر سبع فينا انزلت ومنا استحلت فأولها
الشرك بالله العظيم وقتل النفس التي حرم الله عز وجل وأكل مال اليتيم وعقوق الوالدين

(1) الكافي: 2 / 285 ح 24.
(2) الكافي: 6 / 429 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 544 ح 3.
271

وقذف المحصنة والفرار من الزحف وإنكار حقنا، فأما الشرك بالله العظيم فقد أنزل الله
فينا ما أنزل وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينا ما قال فكذبوا الله وكذبوا رسوله فأشركوا
بالله، وأما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه، وأما
أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله عز وجل لنا فأعطوه غيرنا، وأما عقوق
الوالدين فقد أنزل الله تبارك وتعالى ذلك في كتابه فقال عز وجل: (النبي أولى
بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه امهاتهم) (1) فعقوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذريته
وعقوا امهم خديجة في ذريتها، وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة (عليها السلام) على
منابرهم، وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين (عليه السلام) بيعتهم طائعين غير
مكرهين ففروا عنه وخذلوه، وأما انكار حقنا فهذا مما لا يتنازعون فيه (2).
[11481] 15 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري، عن
علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان فيما كتبه الرضا (عليه السلام)
للمأمون في محض الإسلام:... واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله عز وجل
والزنا والسرقة وشرب الخمر وعقوق الوالدين والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم
ظلما وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به من غير ضرورة وأكل الربا
بعد البينة والسحت والميسر وهو القمار والبخس في المكيال والميزان وقذف المحصنات
واللواط وشهادة الزور واليأس من روح الله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله
ومعونة الظالمين والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر
والكذب والكبر والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء
الله تعالى والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) سورة الأحزاب: 6.
(2) الفقيه: 3 / 561 ح 4931.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 126.
272

[11482] 16 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن موسى بن
عمران النخعي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن
عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): روي عن المغيرة أنه قال: إذا عرف الرجل ربه
ليس عليه وراء ذلك شيء؟ قال: ما له لعنه الله أليس كلما ازداد بالله معرفة فهو أطوع
له، أ فيطيع الله عز وجل من لا يعرفه، إن الله عز وجل أمر محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بأمر وأمر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
المؤمنين بأمر، فهم عاملون به إلى أن يجئ نهيه والأمر والنهي عند المؤمن سواء، قال
ثم قال: لا ينظر الله عز وجل إلى عبد ولا يزكيه إذا ترك فريضة من فرائض الله وارتكب
كبيرة من الكبائر، قال: قلت: لا ينظر الله إليه؟ قال: نعم قد أشرك بالله قال: قلت:
أشرك؟ قال: نعم إن الله عز وجل أمر بأمر وأمر إبليس بأمر فترك ما أمر الله عز وجل به وصار
إلى ما أمر إبليس به فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار (1).
[11483] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في قول
الله عز وجل (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) (2) قال: من
اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه سيئاته (3).
[11484] 18 - العياشي رفعه إلى سليمان الجعفري قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام):
ما تقول في أعمال السلطان؟ فقال: يا سليمان الدخول في أعمالهم والعون لهم
والسعي في حوائجهم عديل الكفر والنظر إليهم على العمد من الكبائر التي يستحق به
النار (4).

(1) عقاب الأعمال: 294.
(2) سورة النساء: 31.
(3) ثواب الأعمال: 158 ح 2.
(4) تفسير العياشي: 1 / 238 ح 110.
273

[11485] 19 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: أكبر
الكبائر إنكار ما أنزل الله فينا (1).
[11486] 20 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: إن أكبر
الكبائر صاحب القول الذي يقول: «أنا أبرأ ممن يبرأ من أبي بكر وعمر من دون
العرش»، فقال: سبحان الله تبرأ من فاطمة (عليها السلام)!؟ (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 276،
والفقيه: 3 / 561، وثواب الأعمال وعقابها: 158 و 277 و 294،
وتفسير العياشي: 1 / 237، والغايات: 208، والوافي: 5 / 1049 و 1059،
ووسائل الشيعة: 11 / 249 و 251، ومستدرك الوسائل: 11 / 354 و 355،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 347 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الغايات: 208.
(2) الغايات: 209.
274

الكبر
[11487] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد،
عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل علي بن الحسين (عليهما السلام) أي الأعمال
أفضل عند الله عز وجل؟ فقال: ما من عمل بعد معرفة الله جل وعز ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أفضل من بغض الدنيا وأن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا فأول ما عصي الله به
الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، والحرص وهي
معصية آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه
الشجرة فتكونا من الظالمين) (1) فأخذا ما لا حاجة بهما إليه فدخل ذلك على
ذريتهما إلى يوم القيامة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد
وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من ذلك حب النساء وحب
الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة فصرن سبع
خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب
الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنياآن: دنيا بلاغ ودنيا ملعونة (2).
دنيا بلاغ: يعني يبلغ به إلى الآخرة ودرجاتها.
[11488] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبان،

(1) سورة البقرة: 35.
(2) الكافي: 2 / 130 ح 11.
275

عن حكيم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أدنى الالحاد، فقال: إن الكبر أدناه (1).
[11489] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الكبر قد
يكون في شرار الناس من كل جنس، والكبر رداء الله فمن نازع الله عز وجل رداءه لم يزده
الله إلا سفالا، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر في بعض طرق المدينة وسوداء تلقط السرقين
فقيل لها: تنحي عن طريق رسول الله، فقالت: إن الطريق لمعرض فهم بها بعض
القوم أن يتناولها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): دعوها فإنها جبارة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11490] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): العز
رداء الله والكبر إزاره فمن تناول شيئا منه أكبه الله في جهنم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11491] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن
فضال، عن ثعلبة، عن معمر بن عمر بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الكبر رداء
الله والمتكبر ينازع الله رداءه (4).
[11492] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن أبي جميلة، عن ليث المرادي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكبر رداء الله
فمن نازع الله شيئا من ذلك أكبه الله في النار (5).

(1) الكافي: 2 / 309 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 309 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 309 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 309 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 309 ح 5.
276

[11493] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا يدخل الجنة من كان في
قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر قال: فاسترجعت فقال: ما لك تسترجع؟
قلت: لما سمعت عنك فقال: ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11494] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن
فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب بن الحر، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الكبر أن تغمص الناس وتسفه الحق (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11495] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الأعلى بن أعين قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق، قال: قلت: وما
غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله فمن فعل ذلك فقد نازع
الله عز وجل رداءه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11496] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
غير واحد، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن عبد الأعلى، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما الكبر؟ فقال: أعظم الكبر أن تسفه الحق وتغمص
الناس قلت: وما سفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله (4).

(1) الكافي: 2 / 310 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 310 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 310 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 311 ح 12.
277

[11497] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي
ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الأعلى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أبي
يقول: من أم هذا البيت حاجا أو معتمرا مبرأ من الكبر رجع من ذنوبه كهيئة يوم
ولدته امه ثم قرء: (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن
اتقى) (1) قلت: ما الكبر؟ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعظم الكبر غمص الخلق
وسفه الحق، قلت: ما غمص الخلق وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله
ومن فعل ذلك نازع الله رداءه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11498] 12 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
خصف نعله ورقع ثوبه وحمل سلعته فقد برئ من الكبر (3).
[11499] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم
ابن عروة، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا:
لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر (4).
[11500] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن
ابن فضال رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن لإبليس كحلا
ولعوقا وسعوطا فكحله النعاس ولعوقه الكذب وسعوطه الكبر (5).
[11501] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله،

(1) سورة البقرة: 203.
(2) الكافي: 4 / 252 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 231 ح 302.
(4) الكافي: 2 / 310 ح 6.
(5) معاني الأخبار: 138.
278

عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة
من خردل من كبر ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان، قلت:
جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر؟ قال:
ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق، والإيمان الإقرار بالحق (1).
[11502] 16 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما - يعني
أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) - قال: لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من
خردل من كبر. قال قلت: إنا نلبس الثوب الحسن فيدخلنا العجب؟ فقال: إنما ذلك
فيما بينه وبين الله عز وجل (2).
[11503] 17 - الصدوق بإسناده عن محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة، عن سعد
ابن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الكبر مطايا النار (3).
[11504] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة القاصعة:...
فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد وكان قد
عبد الله ستة آلاف سنة لا يدرى أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة، عن كبر ساعة
واحدة فمن ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته؟ كلا ما كان الله سبحانه ليدخل
الجنة بشرا بأمر أخرج به منها ملكا. إن حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد.
وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين...

(1) معاني الأخبار: 241 ح 1.
(2) معاني الأخبار: 241 ح 2.
(3) عقاب الأعمال: 265 ح 6.
279

واستعيذوا بالله من لواقح الكبر كما تستعيذونه من طوارق الدهر. فلو رخص الله في
الكبر لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه وأوليائه ولكنه سبحانه كره إليهم
التكابر ورضى لهم التواضع فألصقوا بالأرض خدودهم وعفروا في التراب وجوههم
وخفضوا أجنحتهم للمؤمنين... الخطبة (1).
[11505] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإن من أسخف
حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع أمرهم على
الكبر... (2).
[11506] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فرض الله الإيمان تطهيرا
من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر... (3).
[11507] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والحرص والكبر والحسد
دواع إلى التقحم في الذنوب والشر جامع مساوئ العيوب (4).
[11508] 22 - الطوسي بإسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أبي ذر:... يا أبا ذر
من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك فقال
رجل: يا رسول الله إني ليعجبني الجمال حتى وددت أن علاقة سوطي وقبال نعلي
حسن فهل ترهب علي ذلك؟ فقال: كيف تجد قلبك؟ قال: أجده عارفا للحق
مطمئنا إليه. قال: ليس ذلك بالكبر ولكن الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره
وتنظر إلى الناس فلا ترى أحدا عرضه كعرضك ولا دمه كدمك.
يا أبا ذر; أكثر من يدخل النار المستكبرون فقال رجل: وهل ينجو من الكبر

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 371.
280

أحد يا رسول الله؟ قال: نعم من لبس الصوف وركب الحمار وحلب العنزة وجالس
المساكين.
يا أبا ذر; من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر، يعني ما يشتري من
السوق... (1).
[11509] 23 - أبو يعلى الجعفري رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال: إياك والكبر فإنه
داعية المقت ومن بابه تدخل النقم على صاحبه وما أقل مقامه عنده وأسرع زواله
عنه (2).
[11510] 24 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث:... من لبس الثياب
الفاخرة فلابد له من الكبر ولابد لصاحب الكبر من النار... (3).
[11511] 25 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكبر مصيدة إبليس
العظمى (4).
[11512] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكبر خليقة مردية من
تكثر بها قل (5).
[11513] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكبر يساور القلوب
مساورة السموم القاتلة (6).
[11514] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر آفات العقل
الكبر (7).
[11515] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أقبح الكبر تكبر

(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 538 الرقم 1162.
(2) نزهة الناظر: 46.
(3) ارشاد القلوب: 194.
(4) غرر الحكم: ح 1132 و 1968 و 2011 و 5752.
(5) غرر الحكم: ح 1132 و 1968 و 2011 و 5752.
(6) غرر الحكم: ح 1132 و 1968 و 2011 و 5752.
(7) غرر الحكم: ح 1132 و 1968 و 2011 و 5752.
281

الرجل على ذوي رحمه وأبناء جنسه (1).
[11516] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا ثناء مع كبر (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 309،
وعقاب الأعمال: 264، ومعاني الأخبار: 241، والوافي: 5 / 869،
والمحجة البيضاء: 6 / 212 وما بعدها، وبحار الأنوار: 70 / 179،
ووسائل الشيعة: 11 / 298 و 305، ومستدرك الوسائل: 12 / 26،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 442، وهداية العلم: 520 وغيرها من كتب
الأخبار، وقد مر منا عنوان التكبر في محله فراجعه إن شئت.

(1) غرر الحكم: ح 9348 و 10520.
(2) غرر الحكم: ح 9348 و 10520.
282

الكبير
[11517] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إن
من إجلال الله عز وجل إجلال الشيخ الكبير (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11518] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كنت إماما أجزأتك
تكبيرة واحدة لأن معك ذا الحاجة والضعيف والكبير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11519] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عبد الملك بن عتبة الهاشمي قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الشيخ الكبير والعجوز
الكبيرة التي تضعف عن الصوم في شهر رمضان؟ قال: تصدق في كل يوم بمد
حنطة (3).
[11520] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: الشيخ

(1) الكافي: 2 / 658 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 310 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 116 ح 2.
283

الكبير والذي به العطاش لا حرج عليهما أن يفطرا في شهر رمضان ويتصدق كل واحد
منهما في كل يوم بمد من طعام ولا قضاء عليهما فإن لم يقدرا فلا شي عليهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11521] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، ومعاوية بن عمار، وحماد، عن الحلبي جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا
بأس بتعجيل الطواف للشيخ الكبير والمرأة تخاف الحيض قبل أن تخرج إلى منى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11522] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر،
عن أخيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سألته عن رجل عليه عتق رقبة وأراد أن يعتق
نسمة أيهما أفضل، أن يعتق شيخا كبيرا أو شابا أجردا؟ قال: اعتق من أغنى نفسه
الشيخ الكبير الضعيف أفضل من الشاب الأجرد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11523] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الوسمة، فقال: لا بأس بها للشيخ الكبير (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11524] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه
قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عنهما فقال: يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات منا

(1) الكافي: 4 / 116 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 458 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 196 ح 10.
(4) الكافي: 6 / 482 ح 2.
284

ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا
الصغير أنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا في
الإسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا ثم قال: أما والله لو قد قام
قائمنا [أ] و تكلم متكلمنا لأبدى من امورهما ما كان يكتم ولكتم من امورهما ما كان
يظهر، والله ما اسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها
فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (1).
الرواية معتبرة الإسناد. بثق السيل: أي خرقه وبثقه: انفجره. لا يكسر: لا يسد.
[11525] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف فضل كبير لسنه فوقره
آمنه الله من فزع يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11526] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: كان رجل من بني إسرائيل ولم يكن
له ولد فولد له غلام، وقيل له: انه يموت ليلة عرسه فمكث الغلام فلما كان ليلة عرسه
نظر إلى شيخ كبير ضعيف فرحمه الغلام فدعاه فأطعمه، فقال له السائل: أحييتني
أحياك الله، قال: فأتاه آت في النوم فقال له: سل ابنك ما صنع فسأله فخبره بصنيعه
قال: فأتاه الآتي مرة اخرى في النوم فقال له: إن الله أحيا لك ابنك بما صنع
بالشيخ (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 8 / 245 ح 340.
(2) الكافي: 2 / 658 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 7 ح 10.
285

[11527] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا (1).
[11528] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن أبان،
عن الوصافي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عظموا كباركم وصلوا أرحامكم وليس
تصلونهم بشيء أفضل من كف الأذى عنهم (2).
[11529] 13 - الصدوق بإسناده عن إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن
سيد العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) انه قال في رسالة
حقوقه:... وحق الكبير توقيره لسنه وإجلاله لتقدمه في الإسلام قبلك وترك
مقابلته عند الخصام ولا تسبقه إلى طريق ولا تتقدمه ولا تستجهله وان جهل عليك
احتملته وأكرمته لحق الإسلام وحرمته... (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11530] 14 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ينبغي للشيخ الكبير ألا ينام
إلا وجوفه ممتلئ من الطعام فإنه أهدأ لنومه وأطيب لنكهته (4).
[11531] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن سلمة بن خطاب،
عن علي بن الحسان، عن محمد بن حماد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله رفعه عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف فضل شيخ كبير فوقره لسنه آمنه الله من فزع يوم القيامة
وقال: من تعظيم الله عز وجل إجلال ذي الشيبة المؤمن (5).
[11532] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليتأس صغيركم

(1) الكافي: 2 / 165 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 165 ح 3.
(3) الفقيه: 2 / 625.
(4) الفقيه: 3 / 359 ح 4271.
(5) ثواب الأعمال: 224.
286

بكبيركم وليرأف كبيركم بصغيركم ولا تكونوا كجفاة الجاهلية، لا في الدين يتفقهون
ولا عن الله يعقلون كقيض بيض في أداح يكون كسرها وزرا ويخرج
حضانها شرا... (1).
[11533] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ألا فالحذر الحذر من
طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم وترفعوا فوق نسبهم وألقوا
الهجينة على ربهم وجاحدوا الله على ما صنع بهم مكابرة لقضائه ومغالبة لآلائه فإنهم
قواعد أساس العصبية ودعائم أركان الفتنة وسيوف إعتزاء الجاهلية... (2).
[11534] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا رحمكم الله
أنكم في زمان القائل فيه بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل واللازم للحق ذليل،
أهله معتكفون على العصيان مصطلحون على الإدهان، فتاهم عارم وشائبهم آثم
وعالمهم منافق وقارئهم مماذق لا يعظم صغيرهم كبيرهم ولا يعول غنيهم
فقيرهم (3).
[11535] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عظم صغار المصائب
ابتلاه الله بكبارها (4).
[11536] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وقروا كباركم يوقركم
صغاركم (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 166.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 233.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 448.
(5) غرر الحكم: ح 10069.
287

الكتاب
[11537] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رواة الكتاب كثير وإن رعاته
قليل وكم من مستنصح للحديث مستغش للكتاب، فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية
والجهال يحزنهم حفظ الرواية، فراع يرعى حياته، وراع يرعى هلكته فعند ذلك
اختلف الراعيان وتغاير الفريقان (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11538] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى بإسناده عن أحمد بن عمر الحلال قال: قلت
لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول اروه عني يجوز
لي أن أرويه عنه؟ قال: فقال: إذا علمت أن الكتاب له فأروه عنه (2).
[11539] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو
زخرف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 49 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 52 ح 6.
(3) الكافي: 1 / 69 ح 3.
288

[11540] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الخشاب، عن علي
ابن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (قال الذي عنده
علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) (1) قال: ففرج أبو عبد الله (عليه السلام)
بين أصابعه فوضعها في صدره، ثم قال: وعندنا والله علم الكتاب كله (2).
[11541] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عباد
ابن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى
البزاز وداود بن كثير في مجلس أبي عبد الله (عليه السلام) إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ
مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ما يعلم الغيب إلا الله عز وجل لقد
هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي، قال
سدير: فلما أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له:
جعلنا فداك سمعناك وأنت تقول كذا وكذا في أمر جاريتك ونحن نعلم أنك تعلم علما
كثيرا ولا ننسبك إلى علم الغيب، قال: فقال: يا سدير ألم تقرء القرآن؟ قلت: بلى
قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا
آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) قال: قلت: جعلت فداك قد قرأته قال: فهل
عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟ قال: قلت: أخبرني به
قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر فما يكون ذلك من علم الكتاب، قال:
قلت: جعلت فداك ما أقل هذا، فقال: يا سدير ما أكثر هذا أن ينسبه الله عز وجل إلى
العلم الذي أخبرك به، يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا (قل
كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (3) قال: قلت: قرأته

(1) سورة النمل: 40.
(2) الكافي: 1 / 229 ح 5.
(3) سورة الرعد: 43.
289

جعلت فداك، قال: أفمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟
قلت: لا بل من عنده علم الكتاب كله، قال: فأومأ بيده إلى صدره وقال: علم
الكتاب والله كله عندنا، علم الكتاب والله كله عندنا (1).
[11542] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رسولك ترجمان عقلك
وكتابك أبلغ ما ينطق عنك (2).
[11543] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا كتبت كتابا فأعد فيه
النظر قبل ختمه فإنما تختم على عقلك (3).
[11544] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كتاب الرجل عنوان
عقله وبرهان فضله (4).
[11545] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كتاب المرء معيار فضله
ومسبار نبله (5).
[11546] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تسلى بالكتب لم
تفته سلوة (6).
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء فراجع إن شئت كتب الأخبار.

(1) الكافي: 1 / 257 ح 3.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 301.
(3) غرر الحكم: ح 4167.
(4) غرر الحكم: ح 7260.
(5) غرر الحكم: ح 7261.
(6) غرر الحكم: ح 8126.
290

كتاب علي (عليه السلام)
[11547] 1 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن عندنا جلدا سبعون
ذراعا أملى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطه علي بيده، وإن فيه جميع ما يحتاجون إليه حتى
أرش الخدش (1).
الرواية موثقة سندا.
[11548] 2 - الصفار، عن علي بن الحسين، عن علي بن فضال، عن أبيه، عن إبراهيم
ابن محمد الأشعري، عن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):
يا فضيل عندنا كتاب علي (عليه السلام) سبعون ذراعا ما على الأرض شيء يحتاج إليه إلا وهو
فيه حتى أرش الخدش ثم خطه بيده على ابهامه (2).
[11549] 3 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
عن القاسم، عن بريد بن معاوية العجلي، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن عندنا صحيفة من كتب علي، طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها فلا
نعدوها.
وسألته عن ميراث العلم ما بلغ أجوامع هو من العلم أم فيه تفسير كل شيء من
هذه الامور التي تتكلم فيه الناس مثل الطلاق والفرائض؟ فقال: إن عليا كتب العلم

(1) بصائر الدرجات: 147 ح 5.
(2) بصائر الدرجات: 147 ح 1.
291

كله القضاء والفرائض فلو ظهر أمرنا لم يكن شيء إلا فيه نمضيها (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11550] 4 - الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد
وأبي المغرا، عن حمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) أشار إلى بيت كبير وقال: يا
حمران إن في هذا البيت صحيفة طولها سبعون ذراعا بخط علي وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ولو ولينا الناس لحكمنا بينهم بما أنزل الله، لم نعد ما في هذه الصحيفة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11551] 5 - الصفار، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب،
عن قاسم بن يزيد، عن محمد، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن عندنا صحيفة من كتاب
علي (عليه السلام) أو مصحف علي (عليه السلام) طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها فلا نعدوها (3).
[11552] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قرأت في كتاب علي (عليه السلام) ان الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى أخذ
على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11553] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي (عليه السلام) أن أشد الناس بلاء النبيون ثم الوصيون
ثم الأمثل فالأمثل وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة فمن صح دينه وحسن
عمله اشتد بلاؤه وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر ومن

(1) بصائر الدرجات: 143 ح 7.
(2) بصائر الدرجات: 143 ح 5.
(3) بصائر الدرجات: 146 ح 20.
(4) الكافي: 1 / 41 ح 1.
292

سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى
قرار الأرض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11554] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، وحميد بن زياد، عن الحسن بن محمد
كلهم، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن شيء من الفرائض فقال لي: ألا اخرج لك كتاب علي (عليه السلام)؟
فقلت: كتاب علي (عليه السلام) لم يدرس فقال: يا أبا محمد إن كتاب علي (عليه السلام) لم يدرس،
فأخرجه فإذا كتاب جليل وإذا فيه رجل مات وترك عمه وخاله قال: للعم الثلثان
وللخال الثلث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11555] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، وحفص بن البختري،
وسلمة بياع السابري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا أخذ
كتاب علي (عليه السلام) فنظر فيه قال: من يطيق هذا من يطيق ذا؟ قال: ثم يعمل به وكان إذا
قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه وما أطاق أحد عمل علي (عليه السلام) من
ولده من بعده إلا علي بن الحسين (عليه السلام) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11556] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن صالح بن سعيد، عن

(1) الكافي: 2 / 259 ح 29.
(2) الكافي: 7 / 119 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 163 ح 172.
293

أحمد بن أبي بشر، عن بكر بن كرب الصيرفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
عندنا ما لا نحتاج معه إلى الناس وإن الناس ليحتاجون إلينا وإن عندنا كتابا إملاء
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام)، صحيفة فيها كل حلال وحرام وإنكم لتأتونا بالأمر
فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بصائر الدرجات: 142 و 147،
والكافي: 1 / 238، وبحار الأنوار: 26 / 18 وغيرها من كتب الأخبار، وقد مر منا
عنواني الجامعة والجفر في محلهما ويأتي عنوان مصحف فاطمة سلام الله عليها في
محله إن شاء الله تعالى.

(1) الكافي: 1 / 241 ح 6.
294

الكتمان
[11557] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: وددت والله إني افتديت
خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان (1).
النزق: الطيش والخفة عند الغضب.
[11558] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن عمار بن مروان، عن أبي اسامة زيد الشحام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): امر الناس
بخصلتين فضيعوهما فصاروا منهما على غير شيء: الصبر والكتمان (2).
[11559] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يونس بن
عمار، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا سليمان إنكم على دين، من
كتمه أعزه الله ومن أذاعه أذله الله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11560] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: والله إن
أحب أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا، وإن أسوأهم عندي حالا
وأمقتهم للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشمأز منه وجحده

(1) الكافي: 2 / 221 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 222 ح 2 و 3.
(3) الكافي: 2 / 222 ح 2 و 3.
295

وكفر من دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا اسند فيكون بذلك
خارجا عن ولايتنا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11561] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأبي بصير: أما والله لو إني أجد منكم ثلاثة مؤمنين
يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا (2).
[11562] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا وجعله
نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به
في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى إن
التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى إن الله يحب أن يعبد في السر
كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى إن المذيع لأمرنا كالجاحد له (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11563] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن،
عن محمد بن عيسى، عن محمد بن حمزة بن القاسم، عن إبراهيم بن موسى قال:
ألححت على أبي الحسن الرضا (عليه السلام) في شيء أطلبه منه فكان يعدني فخرج ذات يوم
ليستقبل والي المدينة وكنت معه فجاء إلى قرب قصر فلان فنزل تحت شجرات ونزلت
معه أنا وليس معنا ثالث، فقلت: جعلت فداك هذا العيد قد أظلنا ولا والله ما أملك

(1) الكافي: 2 / 223 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 242 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 223 ح 8.
296

درهما فما سواه، فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده فتناول منه سبيكة
ذهب ثم قال: انتفع بها واكتم ما رأيت (1).
[11564] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في
التوراة مكتوب فيما ناجى الله عز وجل به موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى اكتم مكتوم
سري في سريرتك واظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ولا
تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11565] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن سهل،
عن الحارث بن الدلهاث، عن الرضا (عليه السلام) قال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه
ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه، فالسنة من ربه كتمان سره
قال الله عز وجل: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من
رسول) (3) وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن الله عز وجل أمر نبيه بمداراة الناس
وقال: (خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين) (4) وأما السنة من
وليه فالصبر على البأساء والضراء فإن الله عز وجل يقول: (والصابرين في البأساء
والضراء) (5) (6).
[11566] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن النهيكي، عن علي بن

(1) الكافي: 1 / 488 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 117 ح 3.
(3) سورة الجن: 27.
(4) سورة الأعراف: 199.
(5) سورة البقرة: 177.
(6) الخصال: 1 / 82 ح 7.
297

جعفر، عن أخيه (عليه السلام): ثلاثة يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل
زوج أخاه المسلم أو أخدمه أو كتم له سرا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11567] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن
أبي عبد الله الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال، عن يحيى بن
عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل
الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدين ماله كل
كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي
لا رحمة له، والام التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة
إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له (2).
[11568] 12 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن سليمان بن
سلمة، عن ابن غزوان، وعيسى بن أبي منصور، عن ابن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله.
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذهب (3).
[11569] 13 - المفيد، عن الحسن بن حمزة العلوي، عن ابن الوليد، عن الصفار،
عن ابن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن إبراهيم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة من
كنوز البر: كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان المرض وكتمان المصيبة (4).
[11570] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يستقيم قضاء الحوائج

(1) الخصال: 1 / 141 ح 162.
(2) الخصال: 2 / 348 ح 22.
(3) أمالي المفيد: المجلس الأربعون ح 3 / 338.
(4) أمالي المفيد: المجلس الأول ح 4 / 8.
298

إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم وباستكتامها لتظهر وبتعجيلها لتهنؤ (1).
[11571] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كتم سره كانت
الخيرة بيده (2).
[11572] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الظفر بالحزم والحزم
بإجالة الرأي والرأي بتحصين الأسرار (3).
[11573] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أنجح الامور ما أحاط
به الكتمان (4).
[11574] 18 - المجلسي نقلا من اختصاص المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:
جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر ومصادقة الأخيار، وجمع الشر في الإذاعة
ومواخاة الأشرار (5).
[11575] 19 - المجلسي نقلا من أمالي الطوسي بإسناده عن أبان بن تغلب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتمان سرنا جهاد في سبيل الله (6).
[11576] 20 - المجلسي نقلا من الدرة الباهرة للشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال:
سرك دمك فلا يجرين من غير أوداجك (7).
في هذا المجال راجع الكافي: 2 / 221، والوافي: 5 / 697، وبحار الأنوار:
72 / 68 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 101.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 162.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 48.
(4) غرر الحكم: ح 3284.
(5) بحار الأنوار: 71 / 178 ح 17.
(6) بحار الأنوار: 72 / 70 ح 7.
(7) بحار الأنوار: 72 / 71 ح 15.
299

الكثير
[11577] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان العمل الدائم القليل على اليقين
أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11578] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل
إذا أحب عبدا فعمل عملا قليلا جزاه بالقليل الكثير ولم يتعاظمه أن يجزي بالقليل
الكثير له (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11579] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: من لم يقنعه من الرزق إلا الكثير لم يكفه من العمل إلا
الكثير ومن كفاه من الرزق القليل فإنه يكفيه من العمل القليل (3).
[11580] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن أبي بكر، عن زرارة بن أعين، عن

(1) الكافي: 2 / 57 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 86 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 138 ح 5.
300

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) من الذكر الكثير الذي قال الله عز وجل:
(اذكروا الله ذكرا كثيرا) (1).
عنه عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي اسامة زيد الشحام،
ومنصور بن حازم، وسعيد الأعرج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
[11581] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير (3).
[11582] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد،
عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثروا من الصلاة علي في الليلة الغراء واليوم الأزهر، ليلة الجمعة
ويوم الجمعة، فسئل إلى كم الكثير؟ قال: إلى مائة وما زادت فهو أفضل (4).
[11583] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن عيسى، عن رجل سماه عن الحسين الجمال قال: شهدت إسحاق بن عمار
يوما وقد شد كيسه وهو يريد أن يقوم فجاءه انسان يطلب دراهم بدينار فحل
الكيس فأعطاه دراهم بدينار، قال: فقلت له: سبحان الله ما كان فضل هذا الدينار،
فقال إسحاق: ما فعلت هذا رغبة في فضل الدينار ولكن سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من استقل قليل الرزق حرم الكثير (5).
[11584] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،

(1) سورة الأحزاب: 41.
(2) الكافي: 2 / 500 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 646 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 428 ح 2.
(5) الكافي: 5 / 311 ح 30.
301

ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، جميعا، عن ابن أبي نصر قال: قرأت
في كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر (عليهما السلام): يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت
أخرجوك من الباب الصغير فإنما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا وأسألك
بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير فإذا ركبت فليكن معك
ذهب وفضة ثم لا يسألك أحد شيئا إلا أعطيته، ومن سألك من عمومتك أن تبره فلا
تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من
خمسة وعشرين دينارا والكثير إليك، إني إنما اريد بذلك أن يرفعك الله فانفق ولا
تخش من ذي العرش اقتارا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11585] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عمن حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: الرجل يخرج ثم يقدم علينا وقد أفاد المال الكثير فلا
ندري اكتسبه من حلال أو حرام؟ فقال: إذا كان ذلك فانظر في أي وجه يخرج نفقاته
فإن كان ينفق فيما لا ينبغي مما يأثم عليه فهو حرام (2).
[11586] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
محمد بن قيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر أصحابنا قوما فقلت: والله ما أتغدى
ولا أتعشى إلا ومعي منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر فقال (عليه السلام): فضلهم عليك أكثر
من فضلك عليهم، قلت: جعلت فداك كيف ذا وأنا أطعمهم طعامي وأنفق عليهم من
مالي ويخدمهم خادمي؟ فقال: إذا دخلوا عليك دخلوا من الله عز وجل بالرزق الكثير وإذا
خرجوا خرجوا بالمغفرة لك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 43 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 311 ح 34.
(3) الكافي: 6 / 284 ح 4.
302

[11587] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، ذكره
قال: لما سم المتوكل نذر إن عوفي أن يتصدق بمال كثير فلما عوفي سأل الفقهاء عن حد
المال الكثير؟ فاختلفوا عليه، فقال بعضهم: مائة ألف وقال بعضهم: عشرة آلاف،
فقالوا فيه أقاويل مختلفة فاشتبه عليه الأمر، فقال رجل من ندمائه يقال له صفعان:
ألا تبعث إلى هذا الأسود فتسأل عنه فقال له المتوكل: من تعني ويحك؟ فقال له:
ابن الرضا فقال له: وهو يحسن من هذا شيئا فقال: إن أخرجك من هذا فلي عليك كذا
وكذا وإلا فاضربني مائة مقرعة، فقال المتوكل: قد رضيت، يا جعفر بن محمود صر
إليه وسله عن حد المال الكثير، فصار جعفر بن محمود إلى أبي الحسن علي بن
محمد (عليه السلام) فسأله عن حد المال الكثير؟ فقال: الكثير ثمانون، فقال له جعفر: يا سيدي
انه يسألني عن العلة فيه، فقال له أبو الحسن (عليه السلام): إن الله عز وجل يقول: (لقد نصركم
الله في مواطن كثيرة) (1) فعددنا تلك المواطن فكانت ثمانين (2).
[11588] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة،
عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل:... ورأيت الرجل عنده
المال الكثير ثم لم يزكه منذ ملكه... ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله
ويمنع اليسير في طاعة الله... الحديث (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11589] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم الدنيا:...
ما بالكم تفرحون باليسير من الدنيا تدركونه ولا يحزنكم الكثير من الآخرة
تحرمونه... (4).

(1) سورة التوبة: 25.
(2) الكافي: 7 / 463 ح 21.
(3) الكافي: 8 / 40 و 41.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 113.
303

[11590] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قليل تدوم عليه أرجى
من كثير مملول منه (1).
[11591] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: افعلوا الخير ولا تحقروا
منه شيئا فإن صغيره كبير وقليله كثير ولا يقولن أحدكم: إن أحدا أولى بفعل
الخير مني فيكون والله كذلك، إن للخير والشر أهلا فمهما تركتموه منهما كفاكموه
أهله (2).
[11592] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب يسير أنمى من
كثير (3).
[11593] 17 - وعنه (عليه السلام) انه قال: قليل لك خير من كثير لغيرك (4).
[11594] 18 - وعنه (عليه السلام) انه قال: قليل يفتقر إليه خير من كثير يستغنى عنه (5).
[11595] 19 - وعنه (عليه السلام) انه قال: قليل تحمد مغبته خير من كثير تضر عاقبته (6).
[11596] 20 - وعنه (عليه السلام) انه قال: من أكثر من شيء عرف به (7).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع
كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 278.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 422.
(3) غرر الحكم: ح 5347.
(4) غرر الحكم: ح 6736.
(5) غرر الحكم: ح 6744.
(6) غرر الحكم: ح 6742.
(7) غرر الحكم: ح 7860.
304

الكذب
[11597] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي الربيع الشامي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن
الرئاسة ولا تكن ذئبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا
فإنك موقوف مسؤول لا محالة فإن كنت صادقا صدقناك وإن كنت كاذبا كذبناك (1).
وروي مثلها في أول باب الكذب من الكافي: 2 / 338 ح 1.
[11598] 2 - الكليني بإسناده عن محمد بن علي رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إياكم والكذب المفترع، قيل له: وما الكذب المفترع؟ قال: أن يحدثك الرجل
بالحديث فتتركه وترويه عن الذي حدثك عنه (2).
[11599] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان
علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول لولده: اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في
كل جد وهزل فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترى على الكبير أما علمتم ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا وما يزال العبد
يكذب حتى يكتبه الله كذابا (3).

(1) الكافي: 2 / 298 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 52 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 338 ح 2.
305

[11600] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل جعل للشر
أقفالا وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب، والكذب شر من الشراب (1).
الرواية موثقة سندا.
[11601] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمه ذكره
عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الكذب
هو خراب الإيمان (2).
[11602] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعلي بن محمد،
عن صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الكبائر (3).
[11603] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه،
عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يترك الكذب هزله وجده (4).
الرواية حسنة سندا.
[11604] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الكذاب هو الذي يكذب في
الشيء؟ قال: لا، ما من أحد إلا يكون ذلك منه ولكن المطبوع على الكذب (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 338 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 339 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 339 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 340 ح 11.
(5) الكافي: 2 / 340 ح 12.
306

[11605] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن حماد بن عثمان، عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا روينا عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قول يوسف (عليه السلام): (أيتها العير إنكم لسارقون) (1) فقال: والله ما
سرقوا وما كذب وقال إبراهيم (عليه السلام): (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا
ينطقون) (2) فقال: والله ما فعلوا وما كذب، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما عندكم
فيها يا صيقل؟ قال: فقلت: ما عندنا فيها إلا التسليم، قال: فقال: ان الله أحب اثنين
وأبغض اثنين أحب الخطر فيما بين الصفين وأحب الكذب في الإصلاح وأبغض الخطر
في الطرقات وأبغض الكذب في غير الإصلاح، إن إبراهيم (عليه السلام) إنما قال: (بل فعله
كبيرهم هذا) إرادة الإصلاح ودلالة على أنهم لا يفعلون وقال يوسف (عليه السلام): إرادة
الإصلاح (3).
الرواية حسنة سندا.
[11606] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي
ابن أسباط، عن أبي إسحاق الخراساني قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه
يقول: إياكم والكذب فإن كل راج طالب وكل خائف هارب (4).
يعني لا تكذبوا في ادعائكم الرجاء والخوف من الله سبحانه وذلك لأن كل راج
طالب لما يرجو ساع في أسبابه وأنتم لستم كذلك وكل خائف هارب مما يخاف منه
مجتنب ما يقربه منه وأنتم لستم كذلك. كذا قاله الفيض (5).
[11607] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن

(1) سورة يوسف: 70.
(2) سورة الأنبياء: 63.
(3) الكافي: 2 / 341 ح 17.
(4) الكافي: 2 / 343 ح 21.
(5) الوافي: 5 / 930.
307

سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن المؤمن لا يكون سجيته الكذب والبخل والفجور وربما ألم من ذلك شيئا لا
يدوم عليه قيل: فيزني؟ قال: نعم ولكن لا يولد له من تلك النطفة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11608] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
أول من يكذب الكذاب، الله عز وجل ثم الملكان اللذان معه ثم هو يعلم أنه كاذب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11609] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبان، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
الكذاب يهلك بالبينات ويهلك أتباعه بالشبهات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11610] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي نجران، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن آية
الكذاب بأن يخبرك خبر السماء والأرض والمشرق والمغرب فإذا سألته عن حرام الله
وحلاله لم يكن عنده شيء (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11611] 15 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب

(1) الكافي: 2 / 442 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 339 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 339 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 340 ح 8.
308

مواخاة الكذاب فإنه يكذب حتى يجيئ بالصدق فلا يصدق (1).
[11612] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن محمد بن يوسف، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمرء
المسلم أن يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا الكذاب (2).
[11613] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن
ابن ظريف، عن أبيه، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام):
من كثر كذبه ذهب بهاؤه (3).
[11614] 18 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن
إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
مما أعان الله به على الكذابين النسيان (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11615] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكلام ثلاثة:
صدق وكذب وإصلاح بين الناس، قال: قيل له: جعلت فداك ما الإصلاح بين
الناس؟ قال: تسمع من الرجل كلاما يبلغه فتخبث نفسه فتلقاه فتقول: سمعت من
فلان قال فيك من الخير كذا وكذا، خلاف ما سمعت منه (5).
[11616] 20 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن صفوان، عن أبي مخلد السراج،
عن عيسى بن حسان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كل كذب مسؤول عنه

(1) الكافي: 2 / 341 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 640 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 341 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 341 ح 15.
(5) الكافي: 2 / 341 ح 16.
309

صاحبه يوما إلا كذبا في ثلاثة: رجل كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل
أصلح بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد بذلك الإصلاح ما بينهما، أو رجل
وعد أهله شيئا وهو لا يريد أن يتم لهم (1).
[11617] 21 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة الوسيلة:...
ولا سوءة أسوء من الكذب... (2).
[11618] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن محبوب، عن معاوية بن وهب أو معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أبلغ عني كذا وكذا في أشياء أمر بها قلت: فأبلغهم عنك وأقول عني ما قلت لي وغير
الذي قلت؟ قال: نعم إن المصلح ليس بكذاب إنما هو الصلح ليس بكذب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11619] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
المصلح ليس بكذاب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11620] 24 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس السراج، عن قتيبة،
عن قرعة، عن إسماعيل بن امية، عن جبلة الإفريقي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أنا
زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن
كان محقا ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ولمن حسن خلقه (5).
الربض: النواحي.

(1) الكافي: 2 / 342 ح 18.
(2) الكافي: 8 / 19.
(3) الكافي: 2 / 210 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 342 ح 19.
(5) الخصال: 1 / 144 ح 170.
310

[11621] 25 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن سنان،
عن طلحة بن زيد، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
كثرة المزاح تذهب بماء الوجه وكثرة الضحك يمحو الإيمان وكثرة الكذب تذهب
بالبهاء (1).
[11622] 26 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن القندي،
عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث الأعور، عن علي (عليه السلام) قال:
لا يصلح من الكذب جد ولا هزل ولا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا يفي له، إن الكذب
يهدي إلى الفجور والفجور يهدي إلى النار وما يزال أحدكم يكذب حتى يقال: كذب
وفجر، وما يزال أحدكم يكذب حتى لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق فيسمى عند الله
كذابا (2).
[11623] 27 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن
يحيى، عن أبي الصلاح الكناني، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):...
شر الرواية الكذب... الحديث (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11624] 28 - الصدوق، عن السناني، عن الكوفي، عن النخعي، عن النوفلي، عن
محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأقل
الناس مرؤة من كان كاذبا... (4).
[11625] 29 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن هارون بن مسلم، عن

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 4 / 344 الرقم 412.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والستون ح 9 / 505 الرقم 696.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 576 الرقم 788.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 4 / 72 الرقم 41.
311

علي بن الحكم، عن حسين بن الحسن الكندي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل
ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق (1).
[11626] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... جانبوا الكذب فإنه
مجانب للإيمان، الصادق على شفا منجاة وكرامة والكاذب على شرف مهواة
ومهانة... (2).
[11627] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسن (عليه السلام):
يا بني... وإياك ومصادقة الكذاب فإنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك
القريب (3).
[11628] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: [علامة] الإيمان أن تؤثر
الصدق حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك وألا يكون في حديثك فضل عن
عملك وأن تتقي الله في حديث غيرك (4).
[11629] 33 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن الإسكافي، عن أحمد بن
إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن فيمن ينتحل هذا الأمر لمن يكذب
حتى يحتاج الشيطان إلى كذبه (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11630] 34 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الكذب مذموم
إلا في أمرين: دفع شر الظلمة وإصلاح ذات البين (6).

(1) علل الشرايع: 362 ح 2.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 38.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 458.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 81 / 414 الرقم 933.
(6) جامع الأخبار: 417 ح 5.
312

[11631] 35 - صاحب جامع الأخبار رفعه وقال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أ يكون
المؤمن جبانا؟ قال: نعم، قيل: ويكون بخيلا؟ قال: نعم، قيل: ويكون كذابا؟
قال: لا (1).
[11632] 36 - الشهيد الثاني رفعه إلى الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) أنه قال: جعلت
الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب (2).
[11633] 37 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكذاب متهم في قوله
وإن قويت حجته وصدقت لهجته (3).
[11634] 38 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثمرة الكذب المهانة في
الدنيا والعذاب في الآخرة (4).
[11635] 39 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عرف بالكذب لم
يقبل صدقه (5).
[11636] 40 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تجنب الكذب
صدقت أقواله (6).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع
الكافي: 2 / 338، وعقاب الأعمال: 318، وجامع الأخبار: 417،
والمحجة البيضاء: 5 / 239، والوافي: 5 / 927، وبحار الأنوار: 69 / 232،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 560 وفيها أكثر من ثمانين رواية.

(1) جامع الأخبار: 418 ح 7.
(2) الدرة الباهرة: 43.
(3) غرر الحكم: ح 1849.
(4) غرر الحكم: ح 4640.
(5) غرر الحكم: ح 8010.
(6) غرر الحكم: ح 9181.
313

الكرامة
[11637] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن
جمهور، عن فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلح والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرئ من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء
من بعده حقا علي أن ادخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب لي
فيهم فإنهم أتباعي ومن تبعني فإنه مني (1).
[11638] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن سدير الصيرفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل: إذا بعث
الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم أمامه كلما رأى المؤمن هولا من أهوال يوم
القيامة قال له المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز وجل حتى
يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه
فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني
بالسرور والكرامة من الله حتى رأيت ذلك فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا السرور
الذي كنت أدخلت على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله عز وجل منه لأبشرك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 210 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 190 ح 8.
314

[11639] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن
عطية، عن منهال القصاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن وهو شاب
مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن
حجيزا عنه يوم القيامة يقول: يا رب إن كل عامل قد أصاب أجر عمله غير عاملي
فبلغ به أكرم عطاياك قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ويوضع
على رأسه تاج الكرامة ثم قال له: هل أرضيناك؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت
أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطى الأمن بيمينه والخلد بيساره ثم يدخل الجنة
فيقال له: اقرأ واصعد درجة ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك؟ فيقول: نعم قال:
ومن قرأه كثيرا وتعاهده بمشقة من شدة حفظه أعطاه الله عز وجل أجر هذا مرتين (1).
[11640] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر
ابن محمد الأشعري، عن عبد الله بن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رجلان
على أمير المؤمنين (عليه السلام) فألقى لكل واحد منهما وسادة فقعد عليها أحدهما وأبى الآخر
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): اقعد عليها فإنه لا يأبى الكرامة إلا حمار ثم قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (2).
[11641] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، ودرست،
وهشام بن سالم جميعا، عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
الله عز وجل: من شرب مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم معذبا أو
مغفورا له، ومن ترك المسكر ابتغاء مرضاتي أدخلته الجنة وسقيته من الرحيق المختوم
وفعلت به من الكرامة ما أفعل بأوليائي (3).

(1) الكافي: 2 / 603 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 659 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 397 ح 7.
315

الرواية صحيحة الإسناد.
[11642] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يرد
الطيب قال: لا ينبغي له أن يرد الكرامة (1).
الرواية موثقة سندا.
[11643] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن جهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) فأخرج إلي مخزنة فيها مسك وقال:
خذ من هذا فأخذت منه شيئا فتمسحت به فقال: أصلح واجعل في لبتك منه قال:
فأخذت منه قليلا فجعلته في لبتي فقال لي: أصلح فأخذت منه أيضا فمكث في يدي
منه شيء صالح فقال لي: اجعل في لبتك ففعلت ثم قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
لا يأبى الكرامة إلا حمار قال: قلت: ما معنى ذلك؟ قال: الطيب والوسادة وعد
أشياء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11644] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن الحارث بن محمد بن
النعمان، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (ويستبشرون
بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (3) قال: هم
والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل علموا
واستيقنوا أنهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز وجل واستبشروا بمن لم يلحق بهم من
إخوانهم من خلفهم من المؤمنين ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (4).
[11645] 9 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم، عن الأسدي، عن النخعي، عن

(1) الكافي: 6 / 512 ح 1 و 3.
(2) الكافي: 6 / 512 ح 1 و 3.
(3) سورة آل عمران: 170.
(4) الكافي: 8 / 156 ح 146.
316

النوفلي، عن ابن البطائني، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة يؤتى بك يا علي على ناقة من نور وعلى رأسك
تاج له أربعة أركان على كل ركن ثلاثة أسطر: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي مفتاح
الجنة، ثم يوضع لك كرسي يعرف بكرسي الكرامة فتقعد عليه يجمع لك الأولون
والآخرون في صعيد واحد فتأمر بشيعتك إلى الجنة وبأعدائك إلى النار فأنت قسيم
الجنة وأنت قسيم النار، لقد فاز من تولاك وخاب وخسر من عاداك فأنت في ذلك
اليوم أمين الله وحجته الواضحة (1).
[11646] 10 - الصدوق، عن علي بن عيسى، عن علي بن محمد ماجيلويه، عن
البرقي، عن أبيه، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن عمرو بن ثابت، عن زيد بن
علي، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): إن
في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ومن أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ذوات
أجنحة لا تروث ولا تبول فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاؤوا فيقول
الذين أسفل منهم: يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة؟ فيقول الله جل جلاله: إنهم
كانوا يقومون الليل ولا ينامون ويصومون النهار ولا يأكلون ويجاهدون العدو ولا
يجبنون ويتصدقون ولا يبخلون (2).
[11647] 11 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن هارون
ابن إسحاق، عن عبدة بن سليمان، عن كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
ابن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب (عليه السلام): يا علي
أنت صاحب حوضي وصاحب لوائي ومنجز عداتي وحبيب قلبي ووارث علمي
وأنت مستودع مواريث الأنبياء وأنت أمين الله في أرضه وأنت حجة الله على بريته

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون ح 14 / 768 الرقم 1040.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والأربعون ح 14 / 366 الرقم 457.
317

وأنت ركن الإيمان وأنت مصباح الدجى وأنت منار الهدى وأنت العلم المرفوع لأهل
الدنيا من تبعك نجا ومن تخلف عنك هلك وأنت الطريق الواضح وأنت الصراط
المستقيم وأنت قائد الغر المحجلين وأنت يعسوب المؤمنين وأنت مولى من أنا مولاه وأنا
مولى كل مؤمن ومؤمنة لا يحبك إلا طاهر الولادة ولا يبغضك إلا خبيث الولادة وما
عرج بي ربي عز وجل إلى السماء قط وكلمني ربي إلا قال لي: يا محمد اقرأ عليا مني السلام
وعرفه أنه إمام أوليائي ونور أهل طاعتي فهنيئا لك يا علي على هذه الكرامة (1).
[11648] 12 - الصدوق بالأسانيد الثلاثة عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تحشر ابنتي فاطمة وعلينا حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان فينظر
إليها الخلائق فيتعجبون منها ثم تكسى أيضا من حلل الجنة ألف حلة مكتوب على كل
حلة بخط أخضر: أدخلوا بنت محمد الجنة على أحسن الصورة وأحسن الكرامة
وأحسن منظر فتزف إلى الجنة كما تزف العروس ويوكل بها سبعون ألف جارية (2).
الإسناد معتبر، بل صحيح.
[11649] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البجلي، عن
ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم قال: قال الرضا (عليه السلام): كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
لا يأبى الكرامة إلا حمار، قلت: ما معنى ذلك؟ قال: التوسعة في المجلس والطيب
يعرض عليه (3).
الرواية موثقة سندا.
[11650] 14 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن
ابن فضال، عن علي بن الجهم قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 14 / 382 الرقم 489.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 30 ح 38.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 311 ح 77.
318

قلت: أي شيء الكرامة؟ قال: مثل الطيب وما يكرم به الرجل الرجل (1).
الرواية موثقة سندا.
[11651] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن علي بن ميسر، عن
أبي زيد المكي قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار يعني بذلك في
الطيب والتوسعة في المجلس والوسادة (2).
[11652] 16 - ابن قولويه، عن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي المفضل،
عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كأني بالملائكة والله
قد ازدحموا المؤمنين على قبر الحسين (عليه السلام)، قال: قلت: فيتراؤن له؟ قال: هيهات
هيهات قد لزموا والله المؤمنين حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال: وينزل الله
على زوار الحسين (عليه السلام) غدوة وعشية من طعام الجنة وخدامهم الملائكة لا يسئل الله
عبد حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاها إياه، قال: قلت: هذه والله
الكرامة، قال لي: يا مفضل أزيدك؟ قلت: نعم، قال: كأني بسرير من نور قد وضع
وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر وكأني بالحسين (عليه السلام) جالسا
على ذلك السرير وحوله تسعون ألف قبة خضراء وكأني بالمؤمنين يزورونه
ويسلمون عليه فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطالما اوذيتم وذللتم واضطهدتم
فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم فيكون أكلهم
وشربهم من الجنة فهذه والله الكرامة التي لا انقضاء لها ولا يدرك منتهاها (3).
[11653] 17 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد،
عن ابن عيسى، عن ابن محبوب، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) فذكر عنده المؤمن وما يجب من حقه فالتفت إلي أبو عبد الله (عليه السلام) فقال

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 311 ح 78.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 311 ح 79.
(3) كامل الزيارات: 135 ح 3.
319

لي: يا أبا الفضل ألا احدثك بحال المؤمن عند الله؟ فقلت: بلى فحدثني جعلت فداك
فقال: إذا قبض الله روح المؤمن صعد ملكاه إلى السماء فقالا: يا رب عبدك ونعم العبد
كان سريعا إلى طاعتك بطيئا عن معصيتك وقد قبضته إليك فما تأمرنا من بعده؟
فيقول الجليل الجبار: اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي ومجداني وسبحاني
وهللاني وكبراني واكتبا ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره ثم قال لي: ألا ازيدك؟ قلت:
بلى فقال: إذا بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه فكلما رأى المؤمن
هولا من أهوال يوم القيامة قال له المثال: لا تجزع ولا تحزن وأبشر بالسرور والكرامة
من الله عز وجل فما يزال يبشره بالسرور والكرامة من الله سبحانه حتى يقف بين يدي
الله عز وجل ويحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه فيقول له المؤمن:
رحمك الله نعم الخارج معي من قبري ما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله عز وجل
حتى كان فمن أنت؟ فيقول له المثال: أنا السرور الذي أدخلته على أخيك المؤمن في
الدنيا خلقني الله لأبشرك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11654] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا أنه من يتق
الله يجعل له مخرجا من الفتن ونورا من الظلم ويخلده فيما اشتهت نفسه وينزله منزل
الكرامة عنده في دار اصطنعها لنفسه ظلها عرشه ونورها بهجته وزوارها ملائكته
ورفقاؤها رسله... ثم قال (عليه السلام) فبادروا بأعمالكم تكونوا مع جيران الله في داره رافق
بهم رسله وأزارهم ملائكته وأكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا وصان
أجسادهم أن تلقى لغوبا ونصبا ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل
العظيم... (2).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 35 / 195 الرقم 333.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 183.
320

[11655] 19 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وطلبت
الكرامة، فما وجدت إلا بالتقوى، اتقوا لتكرموا... (1).
[11656] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكرامة تفسد من اللئيم
بقدر ما تصلح من الكريم (2).
الروايات في هذا المجال متعددة راجع بحار الأنوار: 72 / 140، وجامع أحاديث
الشيعة: 16 / 15، ويأتي آنفا عنوان الكرم إن شاء الله تعالى.

(1) جامع الأخبار: 341 ح 1.
(2) غرر الحكم: ح 2080.
321

كربلاء المقدسة
[11657] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبه، عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما
فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين (عليه السلام) فقال: أحسنت يا بشير أيما مؤمن أتى قبر
الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة
مبرورات مقبولات وعشرين حجة وعمرة مع نبي مرسل أو إمام عدل ومن أتاه في
يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل،
قال: قلت له: كيف لي بمثل الموقف؟ قال: فنظر إلي شبه المغضب ثم قال لي: يا بشير
إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة واغتسل من الفرات ثم توجه إليه كتب الله
له بكل خطوة حجة بمناسكها - ولا أعلمه إلا - قال: وغزوة (1).
[11658] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): أدنى
ما يثاب به زائر أبي عبد الله (عليه السلام) بشط الفرات إذا عرف حقه وحرمته وولايته أن يغفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (2).
[11659] 3 - ابن قولويه بإسناده عن ابن ميثم التمار، عن الباقر (عليه السلام) قال: من بات
ليلة عرفة بأرض كربلاء وأقام بها حتى يعيد وينصرف وقاه الله شر سنته (3).

(1) الكافي: 4 / 580 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 582 ح 9.
(3) كامل الزيارات: 269 ح 9.
322

[11660] 4 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان،
عن أبي سعيد القماط، عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري يأتيني الناس من كل فج
عميق وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها: أن كفي وقري ما فضل ما فضلت به
فيما أعطيت أرض كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر ولو
لا تربة كربلاء ما فضلتك ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت
الذي به افتخرت فقري واستقري وكوني ذنبا متواضعا ذليلا مهينا غير مستنكف ولا
مستكبر لأرض كربلاء وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم (1).
[11661] 5 - ابن قولويه، عن أبي العباس، عن ابن أبي الخطاب، عن أبي سعيد العصفري،
عن عمر بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خلق الله تبارك وتعالى أرض
كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام وقدسها وبارك عليها فما زالت
قبل خلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال كذلك حتى يجعلها الله أفضل أرض في
الجنة وأفضل منزل ومسكن يسكن الله فيه أولياءه في الجنة (2).
[11662] 6 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي سعيد،
عن بعض رجاله، عن أبي الجارود قال: قال علي بن الحسين (عليهما السلام): اتخذ الله أرض
كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يخلق الله أرض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة
وعشرين ألف عام وانه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيرها رفعت كما هي
بتربتها نورانية صافية فجعلت في أفضل روضة من رياض الجنة وأفضل مسكن في
الجنة لا يسكنها إلا النبيون والمرسلون، أو قال: اولوا العزم من الرسل فإنها لتزهر
بين رياض الجنة كما يزهر الكوكب الدري بين الكواكب لأهل الأرض يغشى نورها

(1) كامل الزيارات 267 ح 3.
(2) كامل الزيارات: 268 ح 4.
323

أبصار أهل الجنة جميعا وهي تنادي: أنا أرض الله المقدسة الطيبة المباركة التي
تضمنت سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة (1).
[11663] 7 - ابن قولويه بإسناده عن أبي سعيد، عن حماد بن أيوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)،
عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقبر
ابني في أرض يقال لها: كربلا هي البقعة التي كان عليها قبة الإسلام التي نجا الله عليها
المؤمنين الذين آمنوا مع نوح في الطوفان (2).
[11664] 8 - ابن قولويه بإسناده عن علي بن حرب، عن الفضل بن يحيى، عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: زوروا كربلا ولا تقطعوه فإن خير أولاد الأنبياء
ضمنته، ألا وان الملائكة زارت كربلاء ألف عام من قبل أن يسكنه جدي الحسين (عليه السلام)
وما من ليلة تمضي إلا وجبرئيل وميكائيل يزورانه فاجتهد يا يحيى ألا تفقد من
ذلك الموطن (3).
[11665] 9 - ابن قولويه، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عباد
أبي سعيد العصفري، عن صفوان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله
تبارك وتعالى فضل الأرضين والمياه بعضها على بعض فمنها ما تفاخرت ومنها ما بغت
فما من ماء ولا أرض إلا عوقبت لترك التواضع لله حتى سلط الله على الكعبة المشركين
وأرسل إلى زمزم ماء مالحا حتى أفسد طعمه، وان كربلاء وماء الفرات أول أرض
وأول ماء قدس الله تبارك وتعالى وبارك عليها فقال لها: تكلمي بما فضلك الله، فقالت
لما تفاخرت الأرضون والمياه بعضها على بعض قالت: أنا أرض الله المقدسة المباركة
الشفاء في تربتي ومائي ولا فخر بل خاضعة ذليلة لمن فعل بي ذلك ولا فخر على من

(1) كامل الزيارات 268 ح 5.
(2) كامل الزيارات: 269 ح 8.
(3) كامل الزيارات: 269 ح 10.
324

دوني بل شكرا لله فأكرمها وزادها بتواضعها وشكرها لله بالحسين (عليه السلام) وأصحابه، ثم
قال أبو عبد الله (عليه السلام): من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله (1).
[11666] 10 - ابن قولويه بإسناده عن سالم بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء فقرأ ألف مرة قل هو الله أحد ويستغفر
الله ألف مرة ويحمد الله ألف مرة ثم يقوم فيصلي أربع ركعات يقرأ في كل ركعة ألف مرة
آية الكرسي وكل الله به ملكين يحفظانه من كل سوء ومن شر كل شيطان وسلطان
ويكتبان له حسناته ولا تكتب عليه سيئة ويستغفران له ما داما معه (2).
ونقلها ابن طاوس في الاقبال: 710 من طبع الحجري.
[11667] 11 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن جده علي بن
مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن عرفة، عن ربعي قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): شاطيء الواد الأيمن الذي ذكره الله في كتابه هو الفرات والبقعة
المباركة هي كربلاء والشجرة هي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[11668] 12 - ابن قولويه، عن أبيه، وعلي بن الحسين، وجماعة مشايخي، عن سعد،
عن ابن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول لرجل من مواليه: يا فلان أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)؟ قال:
نعم إني أزوره بين ثلاث سنين مرة فقال له: وهو مصفر وجهه أما والله الذي لا إله إلا
هو لو زرته كان أفضل مما أنت فيه فقال له: جعلت فداك أكل هذا الفضل؟ فقال: نعم
والله لو إني حدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحج رأسا وما حج منكم
أحد، ويحك أما علمت أن الله اتخذ كربلاء حرما آمنا مباركا قبل أن يتخذ مكة

(1) كامل الزيارات: 270 ح 15.
(2) كامل الزيارات: 181 ح 8.
(3) كامل الزيارات: 48 ح 11.
325

حرما، قال ابن أبي يعفور فقلت له: قد فرض الله على الناس حج البيت ولم يذكر
زيارة قبر الحسين (عليه السلام)، فقال: وإن كان كذلك فإن هذا شيء جعله الله هكذا أما سمعت
قول أبي أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث يقول: إن باطن القدم أحق بالمسح من ظاهر القدم
ولكن الله فرض هذا على العباد أو ما علمت أن الموقف لو كان في الحرم كان أفضل
لأجل الحرم ولكن الله صنع ذلك في غير الحرم (1).
[11669] 13 - ابن قولويه، عن أبيه، وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: خلق الله تعالى كربلاء قبل أن يخلق الكعبة بأربعة وعشرين ألف
عام وقدسها وبارك عليها فما زالت قبل أن يخلق الله الخلق مقدسة مباركة ولا تزال
كذلك ويجعلها أفضل أرض في الجنة (2).
[11670] 14 - ابن قولويه، عن أبيه، وجماعة من مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله بن ميمون القداح،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بكربلا في اناس من أصحابه فلما مر بها
اغرورقت عيناه بالبكاء ثم قال: هذا مناخ ركابهم وهذا ملقى رحالهم وهنا تهرق
دمائهم طوبى لك من تربة عليك تهرق دماء الأحبة (3).
الرواية حسنة سندا.
[11671] 15 - المفيد قال: روى عثمان بن عيسى العامري، عن جابر بن الحر، عن
جويرية بن مسهر العبدي قال: لما توجهنا مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى صفين فبلغنا
طفوف كربلاء وقف ناحية من المعسكر ثم نظر يمينا وشمالا واستعبر ثم قال: هذا والله

(1) كامل الزيارات: 266 ح 2.
(2) كامل الزيارات: 270 ح 13.
(3) كامل الزيارات: 269 ح 11.
326

مناخ ركابهم وموضع منيتهم. فقيل له: يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع؟ فقال: هذا
كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب. ثم سار، فكان الناس لا يعرفون
تأويل ما قال حتى كان من أمر الحسين بن علي صلوات الله عليهما وأصحابه بالطف
ما كان، فعرف حينئذ من سمع مقاله مصداق الخبر فيما أنبأهم به (1).
[11672] 16 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد،
عن حميد بن زياد قال: حدثنا محمد بن أيوب، عن علي بن أسباط، عن محمد بن
سنان، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) يسير بالناس
حتى إذا كان من كربلا على مسيرة ميل أو ميلين فتقدم بين أيديهم حتى إذا صار
بمصارع الشهداء قال: قبض فيها مائتا نبي ومائتا وصي ومائتا سبط شهداء باتباعهم
فطاف بها على بغلته خارجا رجليه من الركاب وأنشأ يقول: مناخ ركاب ومصارع
شهداء لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من كان بعدهم (2).
[11673] 17 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام
قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال: حدثنا سعد بن عمرو الزهري قال: حدثنا
بكر بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) في قوله:
(فحملته فانتبذت به مكانا قصيا) (3) قال: خرجت من دمشق حتى أتيت كربلا
فوضعته في موضع قبر الحسين (عليه السلام) ثم رجعت من ليلتها (4).
[11674] 18 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن سلامة قال: حدثنا
محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن

(1) الارشاد: 1 / 322.
(2) التهذيب: 6 / 72 ح 7.
(3) سورة مريم: 22.
(4) التهذيب: 6 / 73 ح 8.
327

الفضل بن بنت داود الرقي قال: قال الصادق (عليه السلام): أربعة بقاع ضجت إلى الله من الغرق
أيام الطوفان قال: البيت المعمور فرفعه الله إليه والغري وكربلا وطوس (1).
ونقلها ابن طاوس في فرحة الغري: 70 عن نصير الدين الطوسي، عن والده، عن
فضل الراوندي، عن ذي الفقار بن معبد، عن الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن
أحمد بن داود بالإسناد.
[11675] 19 - ابن طاوس قال: روينا ذلك بإسنادنا إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي فيما
رواه عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من بات عند قبر الحسين (عليه السلام) ليلة
عاشورا لقى الله يوم القيامة ملطخا بدمه وكأنما قتل معه في عرصة كربلا (2).
[11676] 20 - ابن طاوس قال: وقال شيخنا المفيد في كتاب التواريخ الشرعية:
وروي ان من زاره (يعني الحسين (عليه السلام)) وبات عنده في ليلة عاشورا حتى يصبح حشره
الله تعالى ملطخا بدم الحسين (عليه السلام) في جملة الشهداء معه (عليه السلام) (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كامل الزيارات: 259، ومزار
المفيد: 34، والتهذيب: 6 / 71، وبحار الأنوار: 22 / 139 طبع الكمباني و
98 / 106 من طبع بيروت.
وقد مر منا فضل زيارة أبي عبد الله الحسين الشهيد (عليه السلام) في عنوان الزيارة فراجعها إن
شئت والحمد لله تعالى.

(1) التهذيب: 6 / 110 ح 12.
(2) الاقبال: 558.
(3) الاقبال: 558.
328

الكرم
[11677] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي علي، عن
محمد بن الحسن، عن الحسين بن راشد، عن الحسين بن علوان قال: كنا في مجلس
نطلب فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل
لما قد نزل بك؟ فقلت: فلانا فقال: إذا والله لا تسعف حاجتك ولا يبلغك أملك ولا
تنجح طلبتك، قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: إن أبا عبد الله (عليه السلام) حدثني أنه قرأ
في بعض الكتب أن الله تبارك وتعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي علي
عرشي لأقطعن أمل كل مؤمل من الناس غيري باليأس ولأكسونه ثوب المذلة عند
الناس ولانحينه من قربي ولأبعدنه من فضلي أيؤمل غيري في الشدائد؟! والشدائد
بيدي ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة
وبابي مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها؟ ومن ذا الذي رجاني
لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة فلم يرضوا بحفظي
وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين
عبادي فلم يثقوا بقولي ألم يعلم أن من طرقته نائبة من نوائبي انه لا يملك كشفها أحد
غيري إلا من بعد اذني فما لي أراه لاهيا عني أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته
عنه فلم يسألني رده وسأل غيري، أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم أسأل فلا
اجيب سائلي؟! أبخيل أنا فيبخلني عبدي أو ليس الجود والكرم لي؟! أو ليس العفو
والرحمة بيدي أو ليس أنا محل الآمال؟! فمن يقطعها دوني؟! أفلا يخشى المؤملون أن
329

يؤملوا غيري؟! فلو ان أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد
منهم مثل ما أمل الجميع ما انتقص من ملكي مثل عضو ذرة وكيف ينقص ملك أنا
قيمه فيا بؤسا للقانطين من رحمتي ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني (1).
[11678] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجال
قال: قلت لجميل بن دراج: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه،
قال: نعم، قلت له: وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال:
الشريف من كان له مال، قال قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة
بماله وغير ماله، قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11679] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11680] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن عيسى، عن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لما
قدم عدي بن حاتم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أدخله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيته ولم يكن في البيت غير
خصفة و وسادة من أدم فطرحها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعدي بن حاتم (4).
[11681] 5 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
انه قال:... ومن كرم أصله لان قلبه... (5).

(1) الكافي: 2 / 66 ح 7.
(2) الكافي: 8 / 219 ح 272.
(3) الكافي: 2 / 659 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 659 ح 3.
(5) الكافي: 1 / 27 ح 29.
330

[11682] 6 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين لابنه محمد بن الحنفية انه
قال:... من الكرم الوفاء بالذمم، من كرم ساد... (1).
[11683] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام):... قيل: فما
الكرم؟ قال (عليه السلام): الحفاظ في الشدة والرخاء... (2).
[11684] 8 - القطب الراوندي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أشرف خصال
الكرم غفلتك عما تعلم (3).
[11685] 9 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) انه قال: من كان
الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر من
أعدائه بحسن الثناء عليه (4).
[11686] 10 - الشهيد رفعه إلى الحسن (عليه السلام) انه قال: من عدد نعمه محق كرمه.
وقال (عليه السلام): الإنجاز دوام الكرم (5).
[11687] 11 - الشهيد رفعه إلى الحسين (عليه السلام) انه قال: من قبل عطائك فقد أعانك
على الكرم (6).
[11688] 12 - الشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من أكرمك فأكرمه ومن
استخف بك فأكرم نفسك عنه (7).
[11689] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكرم أعطف من الرحم (8).

(1) الفقيه: 4 / 391.
(2) تحف العقول: 226.
(3) الدعوات: 293 ح 41.
(4) أعلام الدين: 314.
(5) الدرة الباهرة: 22.
(6) الدرة الباهرة: 24.
(7) الدرة الباهرة: 31.
(8) غرر الحكم: ح 1416.
331

[11690] 14 - وعنه (عليه السلام): الكرم نتيجة علو الهمة (1).
[11691] 15 - وعنه (عليه السلام): الكرم حسن السجية واجتناب الدنية (2).
[11692] 16 - وعنه (عليه السلام): الكريم يعفو مع القدرة ويعدل في الإمرة ويكف إسائته
ويبذل إحسانه (3).
[11693] 17 - وعنه (عليه السلام): احذروا صولة الكريم إذا جاع وشر اللئيم إذا شبع (4).
[11694] 18 - وعنه (عليه السلام): ظفر الكرام عفو وإحسان (5).
[11695] 19 - وعنه (عليه السلام): عقوبة الكرام أحسن من عفو اللئام (6).
[11696] 20 - وعنه (عليه السلام): يستدل على كرم الرجل بحسن بشره وبذل بره (7).

(1) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
(2) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
(3) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
(4) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
(5) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
(6) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
(7) غرر الحكم: ح 1477 و 1695 و 2071 و 2615 و 6044 و 6324 و 10963.
332

الكسب
[11697] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أخوف ما أخاف على
امتي من بعدي: هذه المكاسب الحرام والشهوة الخفية والربا (1).
[11698] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة،
عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أخبث المكاسب كسب الربا (2).
[11699] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اكتسب الرجل مالا من غير
حله ثم حج فلبى نودي: لا لبيك ولا سعديك، وإن كان من حله فلبى نودي لبيك
وسعديك (3).
[11700] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن
عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كسب الحرام يبين في الذرية (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11701] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن غير واحد،

(1) الكافي: 5 / 124 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 147 ح 12.
(3) الكافي: 5 / 124 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 124 ح 4.
333

عن الشعيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من بات ساهرا في كسب ولم يعط العين
حظها من النوم فكسبه ذلك حرام (1).
[11702] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن كسب الإماء فإنها إن لم تجد زنت
إلا أمة قد عرفت بصنعة يد، ونهى عن كسب الغلام الذي لا يحسن صناعة بيده فإنه
إن لم يجد سرق (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11703] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسب مالا من غير حله سلط الله عليه البناء
والماء والطين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11704] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد
ابن عبد الله قال: روى أبو هاشم الجعفري عن أبي أحسن الثالث (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل
جعل من أرضه بقاعا تسمى المرحومات أحب أن يدعى فيها فيجيب، وإن الله عز وجل
جعل من أرضه بقاعا تسمى المنتقمات، فإذا كسب الرجل مالا من غير حله سلط الله
عليه بقعة منها فأنفقه فيها (4).
[11705] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: إني كسبت

(1) الكافي: 5 / 127 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 128 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 531 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 532 ح 15.
334

مالا أغمضت في مطالبه حلالا وحراما وقد أردت التوبة ولا أدري الحلال منه
والحرام وقد اختلط علي؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): تصدق بخمس مالك فإن الله جل
اسمه رضي من الأشياء بالخمس وسائر الأموال لك حلال (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11706] 10 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله القمي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبي فضال، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب
المضيع ودون طلب الحريص الراضي بدنياه المطمئن إليها، ولكن أنزل نفسك من ذلك
بمنزلة المنصف المتعفف، ترفع نفسك عن منزلة الواهن الضعيف، وتكتسب ما لابد
منه ان الذين أعطوا المال ثم لم يشكروا لا مال لهم (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع كتاب المكاسب من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 125 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 81 ح 8.
335

الكسل
[11707] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عدو العمل الكسل (1).
[11708] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن سعد
ابن أبي خلف، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قال أبي (عليه السلام) لبعض ولده: إياك
والكسل والضجر فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة (2).
[11709] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن سماعة بن مهران، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: إياك والكسل والضجر فإنك
إن كسلت لم تعمل وإن ضجرت لم تعط الحق (3).
الرواية موثقة سندا.
[11710] 4 - الكليني، عن علي بن محمد رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان
الأشياء لما ازدوجت ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر (4).
[11711] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عمر بن اذينة، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسل عن طهوره وصلاته

(1) الكافي: 5 / 85 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 85 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 85 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 86 ح 8.
336

فليس فيه خير لأمر آخرته ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر
دنياه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11712] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إني لأبغض الرجل أو أبغض
للرجل أن يكون كسلانا عن أمر دنياه ومن كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر آخرته
أكسل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11713] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن صالح
ابن عمر، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تستعن بكسلان ولا
تستشيرن عاجزا (3)
[11714] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى رجل من أصحابه: أما بعد فلا تجادل العلماء ولا
تمار السفهاء فيبغضك العلماء ويشتمك السفهاء ولا تكسل عن معيشتك فتكون كلا
على غيرك، أو قال: على أهلك (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11715] 9 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن محمد
ابن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام)... فإن قال: لم أمر بالوضوء

(1) الكافي: 5 / 85 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 85 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 85 ح 6.
(4) الكافي: 5 / 86 ح 9.
337

وبدأ به؟ قيل: لأن يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار في مناجاته إياه مطيعا
له فيما أمره نقيا من الأدناس والنجاسة مع ما فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس
وتذكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار... (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11716] 10 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن
ابن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن معاوية بن عمار، عن إسماعيل بن
يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم والكسل إن ربكم رحيم يشكر القليل،
إن الرجل ليصلي الركعتين تطوعا يريد بهما وجه الله عز وجل فيدخله الله بهما الجنة وإنه
ليتصدق بالدرهم تطوعا يريد به وجه الله عز وجل فيدخله الله به الجنة وإنه ليصوم اليوم
تطوعا يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11717] 11 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أبي الصهبان،
عن محمد بن زياد، عن أبان الأحمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) أنه جاء إليه
رجل فقال له: بأبي أنت وامي يا ابن رسول الله علمني موعظة، فقال له (عليه السلام): إن كان
الله تبارك وتعالى قد تكفل بالرزق فاهتمامك لماذا؟ وإن كان الرزق مقسوما فالحرص
لماذا؟ وإن كان الحساب حقا فالجمع لماذا؟ وإن كان الثواب عن الله حقا فالكسل
لماذا؟ وإن كان الخلف من الله عز وجل حقا فالبخل لماذا؟ وإن كان العقوبة من الله عز وجل النار
فالمعصية لماذا؟ وإن كان الموت حقا فالفرح لماذا؟ وإن كان العرض على الله حقا
فالمكر لماذا؟ وإن كان الشيطان عدوا فالغفلة لماذا؟ وإن كان الممر على الصراط حقا

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 104.
(2) ثواب الأعمال: 61.
338

فالعجب لماذا؟ وإن كان كل شيء بقضاء وقدر فالحزن لماذا؟ وإن كانت الدنيا فانية
فالطمأنينة إليها لماذا؟ (1).
[11718] 12 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن عيسى العلوي، عن محمد بن إبراهيم
ابن أسباط، عن أحمد بن محمد بن زياد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن عيسى بن
جعفر العلوي، عن آبائه، عن عمر بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: علامة الصابر في ثلاث: أولها أن لا يكسل، والثانية أن لا يضجر،
والثالثة أن لا يشكو من ربه عز وجل، لأنه إذا كسل فقد ضيع الحق، وإذا ضجر لم يؤد
الشكر، وإذا شكا من ربه عز وجل فقد عصاه (2).
[11719] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن
حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه... وللكسلان ثلاث علامات:
يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم... الحديث (3).
[11720] 14 - الصدوق بإسناده إلى زين العابدين (عليه السلام) انه قال:... والذنوب التي
تكشف الغطاء: الاستدانة بغير نية الأداء والإسراف في النفقة على الباطل والبخل
على الأهل والولد وذوي الأرحام وسوء الخلق وقلة الصبر واستعمال الضجر والكسل
والاستهانة بأهل الدين... الحديث (4).
[11721] 15 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن
الصفار، عن العباس بن معروف، عن ابن مهزيار، عن فضالة، عن عجلان أبي صالح
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أنصف الناس من نفسك وأسهمهم في مالك وارض لهم بما

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 5 / 56 الرقم 12.
(2) علل الشرايع: 498 ح 1.
(3) الخصال: 1 / 121 ح 113.
(4) معاني الأخبار: 271.
339

ترضى لنفسك واذكر الله كثيرا وإياك والكسل والضجر فإن أبي بذلك كان يوصيني
وبذلك كان يوصيه أبوه وكذلك في صلاة الليل، إنك إذا كسلت لم تؤد إلى الله حقه
وان ضجرت لم تؤد إلى أحد حقا وعليك بالصدق والورع وأداء الأمانة وإذا وعدت
فلا تخلف (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11722] 16 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام): يا بني اوصيك بتقوى الله في الغنى والفقر وكلمة الحق في الرضى والغضب
والقصد في الغنى والفقر وبالعدل على الصديق والعدو وبالعمل في النشاط والكسل
والرضى عن الله في الشدة والرخاء... الحديث (2).
[11723] 17 - ابن إدريس الحلي نقلا من جامع البزنطي، عن الحسن بن علي بن
يقطين، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول قال: سمعته يقول في حديث: شعر الجسد إذا
طال قطع ماء الصلب وأرخى المفاصل وأورث الضعف والكسل وأن النورة تزيد ماء
الصلب وتقوي البدن وتزيد في شحم الكليتين وسمن البدن (3).
[11724] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تأخير العمل عنوان
الكسل (4).
[11725] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تتكل في امورك على
كسلان (5).

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 4 / 181.
(2) تحف العقول: 88.
(3) السرائر: 3 / 575.
(4) غرر الحكم: ح 4471.
(5) غرر الحكم: ح 10205.
340

[11726] 20 - المجلسي نقلا من كتاب طب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن أحمد بن زياد، عن
فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا
كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوذتين ثم يمسح بهما
وجهه فيذهب عنه ما كان يجد (1).
راجع في هذا المجال الكافي: 5 / 85، وبحار الأنوار: 70 / 159، ووسائل الشيعة:
11 / 319، ومستدرك الوسائل: 12 / 65، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 78،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) بحار الأنوار: 89 / 364 ح 4.
341

الكشف
[11727] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن جميل، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم
منبري ربت في الجنة قال: قلت: هي روضة اليوم؟ قال: نعم إنه لو كشف الغطاء
لرأيتم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11728] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن مهران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما أتاني جبرئيل (عليه السلام) قط إلا وعظني فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس فإنها تكشف
العورة وتذهب بالعز (2).
[11729] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن مالك بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أحب الأعمال
إلى الله سرور الذي تدخله على المؤمن تطرد عنه جوعته أو تكشف عنه كربته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 554 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 302 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 191 ح 11.
342

[11730] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح،
عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن
امرأة بيضاء (1).
[11731] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس
ابن هشام، عن صالح الحذاء، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
كان يوم القيامة كشف غطاء من أغطية الجنة فوجد ريحها من كانت له روح من مسيرة
خمسمائة عام إلا صنف واحد، قلت: من هم؟ قال: العاق لوالديه (2).
[11732] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن للناس عيوبا فلا
تكشف ما غاب عنك فإن الله سبحانه يحكم عليها واستر العورة ما استطعت يستر الله
سبحانه ما تحب ستره (3).
[11733] 7 - وعنه (عليه السلام): من كشف ضره للناس عذب نفسه (4).
[11734] 8 - وعنه (عليه السلام): من كشف حجاب أخيه انكشف عورات بيته (5).
[11735] 9 - وعنه (عليه السلام): ما من عمل أحب إلى الله تعالى من ضر يكشفه رجل
عن رجل (6).
[11736] 10 - وعنه (عليه السلام): لا تستعظمن أحدا حتى تستكشف معرفته (7).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 335 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 348 ح 3.
(3) غرر الحكم: ح 3505 و 8542 و 8802 و 9691 و 10208.
(4) غرر الحكم: ح 3505 و 8542 و 8802 و 9691 و 10208.
(5) غرر الحكم: ح 3505 و 8542 و 8802 و 9691 و 10208.
(6) غرر الحكم: ح 3505 و 8542 و 8802 و 9691 و 10208.
(7) غرر الحكم: ح 3505 و 8542 و 8802 و 9691 و 10208.
343

كظم الغيظ
[11737] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: ما أحب أن لي
بذل نفسي حمر النعم وما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا اكافي بها
صاحبها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11738] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حفص
بياع السابري، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من أحب السبيل إلى الله عز وجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم وجرعة مصيبة تردها
بصبر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11739] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عمن
حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي أبي: يا بني ما من شيء أقر لعين أبيك من جرعة
غيظ عاقبتها صبر وما من شيء يسرني أن لي بذل نفسي حمر النعم (3).
[11740] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن

(1) الكافي: 2 / 109 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 110 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 110 ح 10.
344

مثنى الحناط، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من جرعة يتجرعها العبد
أحب إلى الله عز وجل من جرعة غيظ يتجرعها عند ترددها في قلبه إما بصبر وإما
بحلم (1).
[11741] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، وعلي بن النعمان، عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: نعم الجرعة الغيظ لمن صبر عليها فإن عظيم الأجر لمن عظيم البلاء وما أحب الله
قوما إلا ابتلاهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11742] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن ثابت مولى آل حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كظم الغيظ عن العدو
في دولاتهم تقية حزم لمن أخذ به وتحرز من التعرض للبلاء في الدنيا ومعاندة الأعداء
في دولاتهم ومماظتهم في غير تقية ترك أمر الله فجاملوا الناس يسمن ذلك لكم عندهم
ولا تعادوهم فتحملوهم على رقابكم فتذلوا (3).
[11743] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه، عن مالك بن حصين
السكوني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من عبد كظم غيظا إلا زاده الله عز وجل عزا في
الدنيا والآخرة وقد قال الله عز وجل: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله
يحب المحسنين) (4) وأثابه الله مكان غيظه ذلك (5).
[11744] 8 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن

(1) الكافي: 2 / 111 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 109 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 109 ح 4.
(4) سورة آل عمران: 128.
(5) الكافي: 2 / 110 ح 5.
345

عرفة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا:
بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقا وألينكم كنفا وأبركم بقرابته وأشدكم حبا
لإخوانه في دينه وأصبركم على الحق وأكظمكم للغيظ وأحسنكم عفوا وأشدكم من
نفسه إنصافا في الرضا والغضب (1).
[11745] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
من كظم غيظا ولو شاء أن يمضيه أمضاه أملأ الله قلبه يوم القيامة رضاه (2).
[11746] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن غالب بن عثمان، عن عبد الله بن منذر، عن الوصافي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كظم غيظا وهو يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا
يوم القيامة (3).
[11747] 11 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال لي: يا زيد اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل
من أن تطيع الله فيه، يا زيد إن الله اصطفى الإسلام واختاره فأحسنوا صحبته بالسخاء
وحسن الخلق (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11748] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن

(1) الكافي: 2 / 240 ح 35.
(2) الكافي: 2 / 110 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 110 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 110 ح 8.
346

أبي عمير، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاث من كن فيه زوجه
الله من الحور العين كيف شاء: كظم الغيظ والصبر على السيوف لله عز وجل ورجل أشرف
على مال حرام فتركه لله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11749] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن
أحمد، عن محمد بن حسان، عن إبراهيم بن عاصم بن حميد، عن صالح بن مسلم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال الإيمان: من صبر
على الظلم، وكظم غيظه واحتسب، وعفا وغفر، كان ممن يدخله الله عز وجل الجنة بغير
حساب ويشفعه في مثل ربيعة ومضر (2).
[11750] 14 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن
ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن الثمالي، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة وأحزم الناس
أكظمهم للغيظ (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11751] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:...
واكظم الغيظ وتجاوز عند المقدرة واحلم عند الغضب واصفح مع الدولة تكن لك
العاقبة... (4)
[11752] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: متى أشفي غيظي إذا

(1) الخصال: 1 / 85 ح 14.
(2) الخصال: 1 / 104 ح 63.
(3) معاني الأخبار: 196.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 69.
347

غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام فيقال لي: لو صبرت! أم حين أقدر عليه فيقال
لي: لو عفوت (1).
[11753] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكاظم من أمات
أضغانه (2).
[11754] 18 - وعنه (عليه السلام): المؤمن غريزته النصح وسجيته الكظم (3).
[11755] 19 - وعنه (عليه السلام): أفضل الناس من كظم غيظه وحلم عن قدرة (4).
[11756] 20 - وعنه (عليه السلام): طوبى لمن كظم غيظه ولم يطلقه وعصى أمر نفسه فلم
يهلكه (5).
الروايات في هذا المجال متعددة راجع الكافي: 2 / 109، والوافي: 4 / 443،
والمحجة البيضاء: 5 / 308، وبحار الأنوار: 68 / 397، وجامع أحاديث الشيعة:
13 / 476 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 194.
(2) غرر الحكم: ح 1112.
(3) غرر الحكم: ح 1305.
(4) غرر الحكم: ح 3104.
(5) غرر الحكم: ح 5953.
348

الكف
[11757] 1 - الكليني، عن محمد، عن أحمد، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن
حمزة بن الطيار أنه عرض على أبي عبد الله (عليه السلام) بعض خطب أبيه حتى إذا بلغ موضعا
منها قال له: كف واسكت ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا
تعلمون إلا الكف عنه والتثبت والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد
ويجلوا عنكم فيه العمى ويعرفوكم فيه الحق قال الله تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر إن
كنتم لا تعلمون) (1) (2).
[11758] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل
ابن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال وهو على منبره: والذي لا إله إلا هو ما اعطي مؤمن قط خير
الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب
المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه
بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا
يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن لأن الله كريم بيده الخيرات
يستحي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا
بالله الظن وارغبوا إليه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) سورة الأنبياء: 7.
(2) الكافي: 1 / 50 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 71 ح 2.
349

[11759] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل الصدقة صدقة تكون عن
فضل الكف (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11760] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول
لحمران بن أعين: يا حمران انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك
في المقدرة فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك وأحرى أن تستوجب الزيادة من ربك، واعلم
ان العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله جل ذكره من العمل الكثير على غير
يقين، واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم،
ولا عيش أهنأ من حسن الخلق، ولا مال أنفع من القنوع باليسير المجزي، ولا جهل
أضرب من العجب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11761] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن
عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له:
إن بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم، فقال لي: الكف عنهم أجمل، ثم
قال: والله... الحديث (3).
[11762] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان، عن عمرو بن حريث قال: دخلت على

(1) الكافي: 4 / 46 ح 3.
(2) الكافي: 8 / 244 ح 338.
(3) الكافي: 8 / 285 ح 431.
350

أبي عبد الله (عليه السلام) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك
إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني؟ فقال:
بلى قلت: أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد
بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وأنكم أئمتي عليه أحيا وعليه أموت
وأدين الله به، فقال: يا عمرو هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في السر
والعلانية فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل إني هديت نفسي بل الله هداك فأد
شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه وإذا أدبر طعن في
قفاء ولا تحمل الناس على كاهلك فإنك أوشك إن حملت الناس على كاهلك أن
يصدعوا شعب كاهلك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11763] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صل رحمك ولو بشربة من ماء
وأفضل ما توصل به الرحم كف الأذى عنها وصلة الرحم منساة في الأجل محببة في
الأهل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11764] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

(1) الكافي: 2 / 23 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 151 ح 9.
351

من كف نفسه عن أعراض الناس أقال الله نفسه يوم القيامة، ومن كف غضبه عن
الناس كف الله تبارك وتعالى عنه عذاب يوم القيامة (1).
الرواية موثقة سندا.
[11765] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الرحمن بن الحجاج
قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): اتق المرتقى السهل إذا كان منحدره وعرا.
قال: وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تدع النفس وهواها فإن هواها [في] رداها
وترك النفس وما تهوى أذاها وكف النفس عما تهوى دواها (2).
[11766] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كف يده
عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيديا كثيرة (3).
[11767] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عبيد الله
ابن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا
أيديكم) (4) قال: يعني كفوا ألسنتكم (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11768] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عمن أخبره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم فإنه

(1) الكافي: 2 / 305 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 336 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 643 ح 6.
(4) سورة النساء: 77.
(5) الكافي: 2 / 114 ح 8.
352

لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا، ولا تزال الزيدية لكم وقاء أبدا (1).
[11769] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه،
عن صالح بن حمزة، عن الحسن بن عبد الله، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: قال: ليس
حسن الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى (2).
[11770] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عمن ذكره عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): رحم الله عبدا عف
وتعفف وكف عن المسألة فإنه يتعجل الدنية في الدنيا ولا يغني الناس عنه شيئا، قال
ثم تمثل أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت حاتم:
إذا ما عرفت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر (3)
[11771] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أجيزوا لأهل
المعروف عثراتهم واغفروها لهم فإن كف الله تعالى عليهم هكذا - وأومأ بيده كأنه يظل
بها شيئا - (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11772] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): وطن نفسك على حسن الصحابة لمن
صحبت في حسن خلقك وكف لسانك واكظم غيظك وأقل لغوك وتفرش عفوك
وتسخو نفسك (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 225 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 667 ح 9.
(3) الكافي: 4 / 21 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 28 ح 12.
(5) الكافي: 4 / 286 ح 3.
353

[11773] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
يحيى الطويل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما جعل الله عز وجل بسط اللسان وكف اليد
ولكن جعلهما يبسطان معا ويكفان معا (1).
الرواية حسنة سندا.
[11774] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا عبد الله لا تعجل في
عيب أحد بذنبه فلعله مغفور له ولا تأمن على نفسك صغير معصية فلعلك معذب
عليه فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه وليكن الشكر شاغلا
له على معافاته مما ابتلى به غيره (2).
[11775] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... فاتق الله يا بن حنيف ولتكفف أقراصك ليكون من النار
خلاصك (3).
[11776] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... وامسك عن طريق إذا خفت ضلالته فإن الكف عند حيرة الضلال
خير من ركوب الأهوال... (4).
الروايات في هذا المجال متعددة.

(1) الكافي: 5 / 55 ح 1.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 140.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
354

الكفارة
[11777] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي
حمزة الثمالي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمن قال: والله ثم لم يف فقال أبو عبد الله:
كفارته إطعام عشرة مساكين مدا مدا من دقيق أو حنطة أو تحرير رقبة أو صيام ثلاثة
أيام متواليات إذا لم يجد شيئا من ذا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11778] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى،
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يعبث بأهله في
شهر رمضان حتى يمنى؟ قال: عليه من الكفارة مثل ما على الذي يجامع (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11779] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المحرم يصيد الطير، قال: عليه الكفارة في كل
ما أصاب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11780] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يقول لامرأته أنت علي كظهر عمته أو

(1) الكافي: 7 / 453 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 102 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 394 ح 1.
355

خالته، قال: هو الظهار قال: وسألناه عن الظهار متى يقع على صاحبه الكفارة؟
فقال: إذا أراد أن يواقع امرأته قلت: فإن طلقها قبل أن يواقعها أعليه كفارة؟ قال:
لا سقطت عنه الكفارة قلت: فإن صام بعضا فمرض فأفطر أيستقبل أم يتم ما بقي
عليه؟ فقال: إن صام شهرا فمرض استقبل وإن زاد على الشهر الآخر يوما أو يومين
بنى على ما بقي، قال: وقال: الحرة والمملوكة سواء غيره ان على المملوك نصف ما على
الحر من الكفارة وليس عليه عتق ولا صدقة إنما عليه صيام شهر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11781] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله له
فإنه كفارة له (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11782] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كفارة الاغتياب؟ قال: تستغفر الله لمن اغتبته كلما ذكرته (3).
[11783] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن جراح
الحذاء، عن سماعة بن مهران قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): من توضأ للمغرب
كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في نهاره ما خلا الكبائر، ومن توضأ لصلاة
الصبح كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه في ليلته إلا الكبائر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 155 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 334 ح 20.
(3) الكافي: 2 / 357 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 70 ح 5.
356

[11784] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن
مسكين، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما
بعدها (1).
[11785] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحجة ثوابها الجنة
والعمرة كفارة لكل ذنب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11786] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حنان
ابن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله عز وجل
إلا الدين لا كفارة له إلا أداؤه أو يقضي صاحبه أو يعفو الذي له الحق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الكفارات من كتب
الأخبار.

(1) الكافي: 3 / 115 ح 10.
(2) الكافي: 4 / 253 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 94 ح 6.
357

الكفاف
[11787] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب
محمدا وآل محمد العفاف والكفاف وارزق من أبغض محمدا وآل محمد المال
والولد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11788] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب
ابن يزيد، عن إبراهيم بن محمد النوفلي رفعه إلى علي بن الحسين صلوات الله عليهما
قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) براعي إبل فبعث يستسقيه فقال: أما ما في ضروعها
فصبوح الحي وأما ما في آنيتنا فغبوقهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم أكثر ماله
وولده، ثم مر براعي غنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها وأكفأ ما في
إنائه في إناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعث إليه بشاة وقال: هذا ما عندنا وإن أحببت أن
نزيدك زدناك، قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم ارزقه الكفاف، فقال له بعض
أصحابه: يا رسول الله دعوت للذي ردك بدعاء عامتنا نحبه ودعوت للذي أسعفك
بحاجتك بدعاء كلنا نكرهه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى
اللهم ارزق محمدا وآل محمد الكفاف (2).
[11789] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان

(1) الكافي: 2 / 140 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 140 ح 4.
358

ابن يحيى، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل
معروف صدقة وأفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى وابدء بمن تعول، واليد العليا
خير من اليد السفلى، ولا يلوم الله على الكفاف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11790] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: لينفق الرجل بالقصد وبلغة الكفاف ويقدم
منه فضلا لآخرته فإن ذلك أبقى للنعمة وأقرب إلى المزيد من الله عز وجل وأنفع في
العافية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11791] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن غير واحد، عن عاصم بن
حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله عز وجل: ان من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال ذا حظ من صلاة،
أحسن عبادة ربه بالغيب وكان غامضا في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر عليه،
عجلت منيته فقل تراثه وقلت بواكيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11792] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن أسلم وكان عيشه كفافا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 26 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 52 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 140 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 140 ح 2.
359

[11793] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: إن من أغبط
أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظ من صلاح أحسن عبادة ربه وعبد الله في السريرة
وكان غامضا في الناس فلم يشر إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر عليه فعجلت
به المنية فقل تراثه وقلت بواكيه (1).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[11794] 8 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة الوسيلة:...
ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوء خفض الدعة... (2).
[11795] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن إسحاق، عن الصادق جعفر بن
محمد (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل
الجنة فقير في الدنيا وغني في الدنيا، فيقول الفقير: يا رب على ما أوقف؟ فوعزتك
إنك لتعلم أنك لم تولني ولاية فأعدل فيها أو أجور ولم ترزقني مالا فأؤدي منه حقا أو
أمنع ولا كان رزقي يأتيني منها إلا كفافا على ما علمت وقدرت لي، فيقول الله جل
جلاله: صدق عبدي خلوا عنه يدخل الجنة، ويبقى الآخر حتى يسيل منه من العرق
ما لو شربه أربعون بعيرا لكفاها ثم يدخل الجنة فيقول له الفقير: ما حبسك؟ فيقول:
طول الحساب ما زال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي ثم أسأل عن شيء آخر حتى
تغمدني الله عز وجل منه برحمة وألحقني بالتائبين فمن أنت؟ فيقول: أنا الفقير الذي كنت
معك آنفا، فيقول: لقد غيرك النعيم بعدي (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 141 ح 6.
(2) الكافي: 8 / 19.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 11 / 441 الرقم 587.
360

[11796] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن المظفر، عن محمد بن عبد ربه،
عن عصام بن يوسف، عن أبي بكر بن عياش، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم من أحبني فارزقه الكفاف والعفاف ومن
أبغضني فأكثر ماله وولده (1).
[11797] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والدنيا دار مني لها
الفناء لأهلها منها الجلاء وهي حلوة خضراء قد عجلت للطالب والتبست بقلب
الناظر فارتحلوا منها بأحسن ما بحضرتكم من الزاد ولا تسألوا فيها فوق الكفاف ولا
تطلبوا منها أكثر من البلاغ (2).
[11798] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذكر المعاد
وعمل للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله (3).
[11799] 13 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: طوبى
لمن أسلم وكان عيشه كفافا وقوله سدادا (4).
[11800] 14 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: طوبى
لمن رزق الكفاف ثم صبر عليه (5).
[11801] 15 - الديلمي نقلا من أربعين ابن ودعان بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه
قال:... وإن أفضل الناس عبدا أخذ من الدنيا الكفاف وصاحب فيها العفاف وتزود
للرحيل وتأهب للمسير... (6).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 24 / 132 الرقم 211.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 45.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 44.
(4) جامع الأحاديث: 96.
(5) جامع الأحاديث: 97.
(6) أعلام الدين: 337.
361

[11802] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خذ من قليل الدنيا
ما يكفيك ودع من كثيرها ما يطغيك (1).
[11803] 17 - وعنه (عليه السلام): كل مقتصر عليه كاف (2).
[11804] 18 - وعنه (عليه السلام): من اقتنع بالكفاف أداه إلى العفاف (3).
[11805] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تطمعن نفسك فيما فوق الكفاف فيغلبك بالزيادة (4).
[11806] 20 - وعنه (عليه السلام): يسير الدنيا يكفي وكثيرها يردي (5).
راجع في هذا المجال الكافي: 2 / 140، والوافي: 4 / 411، وبحار الأنوار:
69 / 56 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 5044 و 6898 و 8735 و 10289 و 10988.
(2) غرر الحكم: ح 5044 و 6898 و 8735 و 10289 و 10988.
(3) غرر الحكم: ح 5044 و 6898 و 8735 و 10289 و 10988.
(4) غرر الحكم: ح 5044 و 6898 و 8735 و 10289 و 10988.
(5) غرر الحكم: ح 5044 و 6898 و 8735 و 10289 و 10988.
362

الكفالة
[11807] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري قال: أبطأت
عن الحج فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما أبطأ بك عن الحج؟ فقلت: جعلت فداك
تكفلت برجل فخفر بي فقال: ما لك والكفالات أما علمت أنها أهلكت القرون
الاولى؟ ثم قال: إن قوما أذنبوا ذنوبا كثيرة فأشفقوا منها وخافوا خوفا شديدا وجاء
آخرون فقالوا: ذنوبكم علينا فأنزل الله عز وجل عليهم العذاب، ثم قال تبارك وتعالى:
خافوني واجترأتم علي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11808] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد
ابن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن أبي العباس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
رجل كفل لرجل بنفس رجل فقال: إن جئت به وإلا عليك خمسمائة درهم، قال:
عليه نفسه ولا شيء عليه من الدراهم، فإن قال: علي خمسمائة درهم إن لم أدفعه
إليك، قال: تلزمه الدراهم إن لم يدفعه إليه (2).
[11809] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه برجل تكفل

(1) الكافي: 5 / 103 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 104 ح 3.
363

بنفس رجل فحبسه فقال: اطلب صاحبك (1).
الرواية موثقة سندا.
[11810] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن محمد بن مسلم، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرهن
والكفيل في بيع النسيئة، فقال: لا بأس به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11811] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
يونس، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لقد استبطأت الرزق، فغضب ثم
قال لي: قل: «اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة يا خير مدعو ويا خير من
أعطى ويا خير من سئل ويا أفضل مرتجى افعل بي كذا وكذا» (3).
الرواية موثقة سندا.
[11812] 6 - الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى كفل إبراهيم وسارة أطفال
المؤمنين يغذوانهم بشجرة في الجنة لها أخلاف كأخلاف البقر في قصر من درة فإذا كان
يوم القيامة البسوا وطيبوا واهدوا إلى آبائهم فهم ملوك في الجنة مع آبائهم وهو قول
الله عز وجل (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد. أخلاف: جمع الخلف: حلمة ضرع الناقة.
[11813] 7 - الصدوق بإسناده عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قضى

(1) الكافي: 5 / 105 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 233 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 551 ح 2.
(4) سورة الطور: 21.
(5) الفقيه: 3 / 490 ح 4732.
364

أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل تكفل بنفس رجل أن يحبس وقال له: اطلب صاحبك
وقضى (عليه السلام) انه لا كفالة في حد (1).
[11814] 8 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الكفالة خسارة غرامة
ندامة (2).
[11815] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... واعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والأرض قد أذن لك في
الدعاء وتكفل لك بالإجابة وأمرك أن تسأله ليعطيك وتسترحمه ليرحمك... (3).
[11816] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الأشتر النخعي في
عهده إليه:... أمره بتقوى الله... وأن ينصر الله سبحانه بقلبه ويده ولسانه فإنه جل
اسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من أعزه... (4).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
والروايات في هذا المجال متعددة راجع الكافي: 5 / 103 و 7 / 254، والفقيه:
3 / 95، وبحار الأنوار: 100 / 177 وكتاب الكفالة من كتب الأخبار.

(1) الفقيه: 3 / 95 ح 3400.
(2) الفقيه: 3 / 97 ح 3405.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
365

الكفاية
[11817] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا: من اعطي الدعاء اعطي
الإجابة، ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة، ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية ثم
قال: أتلوت كتاب الله عز وجل (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (1) وقال: (لئن
شكرتم لأزيدنكم) (2) وقال: (ادعوني أستجب لكم) (3) (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11818] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسن إذا
نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ولكن اذكرها لبعض إخوانك
فإنك لن تعدم خصلة من أربع خصال: إما كفاية بمال وإما معونة بجاه أو دعوة
فتستجاب أو مشورة برأي (5).
[11819] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،

(1) سورة الطلاق: 3.
(2) سورة إبراهيم: 7.
(3) سورة المؤمن: 60.
(4) الكافي: 2 / 65 ح 6.
(5) الكافي: 8 / 170 ح 192.
366

عن الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا إن لكل عبادة شرة ثم تصير إلى فترة فمن صارت شره عبادته إلى سنتي فقد اهتدى
ومن خالف سنتي فقد ضل وكان عمله في تباب أما إني اصلي وأنام وأصوم وأفطر
وأضحك وأبكي فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني وقال: كفى بالموت موعظة
وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا (1).
[11820] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كفى بالحلم ناصرا وقال: إذا لم تكن حليما فتحلم (2).
[11821] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن عثمان بن جبلة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث
خصال من كن فيه أو واحدة منهن كان في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل
أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم، ورجل لم يقدم رجلا ولم يؤخر رجلا حتى يعلم
أن ذلك لله رضى، ورجل لم يعب أخاه المسلم بعيب حتى ينفى ذلك العيب عن نفسه
فإنه لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب وكفى بالمرء شغلا بنفسه عن الناس (3).
[11822] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل به
حاجته (4).
الرواية موثقة سندا.
[11823] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس رفعه
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا وجع أوجع للقلوب من الذنوب ولا خوف أشد من

(1) الكافي: 2 / 85 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 112 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 147 ح 16.
(4) الكافي: 2 / 198 ح 8.
367

الموت وكفى بما سلف تفكرا وكفى بالموت واعظا (1).
[11824] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي
الأحمسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله ما ينجو من الذنب إلا من أقر به قال: وقال
أبو جعفر (عليه السلام): كفى بالندم توبة (2).
[11825] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر عقوبة البغي وكفى
بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع
تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11826] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين
ابن أحمد المنقري قال: سمعت أبا إبراهيم (عليه السلام) يقول: من استكفى بآية من القرآن من
الشرق إلى الغرب كفى إذا كان بيقين (4).
[11827] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يعوله (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11828] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بال الشهيد لا يفتن في قبره؟ فقال

(1) الكافي: 2 / 275 ح 28.
(2) الكافي: 2 / 426 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 459 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 623 ح 18.
(5) الكافي: 4 / 12 ح 8.
368

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالبارقة فوق رأسه فتنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11829] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كفى بالمرء خزيا أن يلبس ثوبا يشهره أو يركب دابة تشهره (2).
[11830] 14 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كفاك من التعزية بأن يراك
صاحب المصيبة (3).
[11831] 15 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: كفى
بالماء طيبا (4).
[11832] 16 - وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع (5).
[11833] 17 - وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالمرء فقها إذا عبد الله (6).
[11834] 18 - وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه (7).
[11835] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من رفع بلا كفاية
وضع بلا جناية (8).
[11836] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أحسن الكفاية
استحق الولاية (9).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 54 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 445 ح 2.
(3) الفقيه: 1 / 174 ح 505.
(4) جامع الأحاديث: 109.
(5) جامع الأحاديث: 110.
(6) جامع الأحاديث: 110.
(7) جامع الأحاديث: 110.
(8) غرر الحكم: ح 8613 و 8691.
(9) غرر الحكم: ح 8613 و 8691.
369

الكفر
[11837] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس بين الإيمان والكفر إلا قلة العقل،
قيل: وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال: إن العبد يرفع رغبته إلى مخلوق فلو أخلص
نيته لله لأتاه الذي يريد في أسرع من ذلك (1).
[11838] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الكبائر، فقال: هن في كتاب علي (عليه السلام) سبع: الكفر بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين
وأكل الربا بعد البينة وأكل مال اليتيم ظلما والفرار من الزحف والتعرب بعد الهجرة
قال: فقلت: فهذا أكبر المعاصي؟ قال: نعم قلت: فأكل درهم من مال اليتيم ظلما
أكبر أم ترك الصلاة؟ قال: ترك الصلاة قلت: فما عددت ترك الصلاة في الكبائر؟
فقال: أي شيء أول ما قلت لك؟ قال: قلت: الكفر قال: فإن تارك الصلاة كافر
- يعني من غير علة - (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11839] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد،
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار

(1) الكافي: 1 / 28 ح 33.
(2) الكافي: 2 / 278 ح 8.
370

والحسد، فأما الحرص فإن آدم (عليه السلام) حين نهى عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل
منها، وأما الاستكبار فإبليس حيث امر بالسجود لآدم فأبى، وأما الحسد فابنا آدم
حيث قتل أحدهما صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11840] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أركان الكفر أربعة: الرغبة والرهبة
والسخط والغضب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11841] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حسن بن عطية، عن يزيد الصائغ قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل على هذا الأمر
إن حدث كذب وإن وعد أخلف وإن ائتمن خان ما منزلته؟ قال: هي أدنى المنازل من
الكفر وليس بكافر (3).
[11842] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن إبراهيم والفضل ابني يزيد الأشعري، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة،
عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن يواخي
الرجل على الدين فيحصي عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما (4).
ومثلها موثقة زرارة في الكافي: 2 / 355 ح 3.
[11843] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال،

(1) الكافي: 2 / 289 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 290 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 354 ح 1.
371

عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أقرب ما يكون العبد إلى الكفر أن
يواخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه زلاته ليعيره بها يوما ما (1).
الرواية موثقة سندا.
[11844] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله إن الكفر لأقدم من الشرك وأخبث
وأعظم قال: ثم ذكر كفر إبليس حين قال الله له: اسجد لآدم فأبى أن يسجد فالكفر
أعظم من الشرك فمن اختار على الله عز وجل وأبى الطاعة وأقام على الكبائر فهو كافر ومن
نصب دينا غير دين المؤمنين فهو مشرك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11845] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ذكر عنده سالم بن أبي حفصة
وأصحابه فقال: إنهم ينكرون أن يكون من حارب عليا (عليه السلام) مشركين، فقال
أبو جعفر (عليه السلام): فإنهم يزعمون أنهم كفار ثم قال لي: إن الكفر أقدم من الشرك ثم ذكر
كفر إبليس حين قال له: اسجد فأبى أن يسجد وقال: الكفر أقدم من الشرك فمن
اجترى على الله فأبى الطاعة وأقام على الكبائر فهو كافر يعني مستخف كافر (3).
الرواية موثقة سندا.
[11846] 10 - الكليني، عن علي، عن هارون، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) وسئل: ما بال الزاني لا تسميه كافرا وتارك الصلاة قد سميته كافرا
وما الحجة في ذلك؟ فقال: لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها

(1) الكافي: 2 / 355 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 383 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 384 ح 3.
372

تغلبه وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافا بها وذلك لأنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا
وهو مستلذ لإتيانه إياها قاصدا إليها وكل من ترك الصلاة قاصدا إليها فليس يكون
قصده لتركها اللذة فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر.
قال: وسئل أبو عبد الله (عليه السلام) وقيل له: ما الفرق بين من نظر إلى امرأة فزنى بها أو
خمر فشربها وبين من ترك الصلاة حتى لا يكون الزاني وشارب الخمر مستخفا كما
يستخف تارك الصلاة وما الحجة في ذلك وما العلة التي تفرق بينهما؟ قال: الحجة أن
كلما أدخلت أنت نفسك فيه لم يدعك إليه داع ولم يغلبك غالب شهوة مثل الزنى
وشرب الخمر وأنت دعوت نفسك إلى ترك الصلاة وليس ثم شهوة فهو الاستخفاف
بعينه وهذا فرق ما بينهما (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11847] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل شيء يجره
الإقرار والتسليم فهو الإيمان وكل شيء يجره الإنكار والجحود فهو الكفر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11848] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): سنن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كفرائض الله عز وجل، فقال: إن الله عز وجل فرض فرائض موجبات على العباد فمن ترك
فريضة من الموجبات فلم يعمل بها وجحدها كان كافرا وأمر رسول الله بامور كلها
حسنة فليس من ترك بعض ما أمر الله عز وجل به عباده من الطاعة بكافر ولكنه تارك

(1) الكافي: 2 / 386 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 387 ح 15.
373

للفضل منقوص من الخير (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11849] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن عليا صلوات الله
عليه باب فتحه الله من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11850] 14 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء
قال: حدثني إبراهيم بن أبي بكر قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: إن
عليا (عليه السلام) باب من أبواب الهدى فمن دخل من باب علي كان مؤمنا ومن خرج منه كان
كافرا ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في الطبقة الذين لله فيهم المشيئة (3).
الرواية موثقة سندا.
[11851] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل نصب عليا (عليه السلام) علما بينه
وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن جهله كان ضالا ومن
نصب معه شيئا كان مشركا ومن جاء بولايته دخل الجنة ومن جاء بعداوته دخل
النار (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11852] 16 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله

(1) الكافي: 2 / 383 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 388 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 388 ح 18.
(4) الكافي: 2 / 388 ح 20.
374

ابن بكير، عن زرارة، عن حمران بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله عز وجل:
(إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) (1) قال: إما آخذ فهو شاكر وإما تارك
فهو كافر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11853] 17 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن حماد بن عثمان، عن عبيد، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل
(ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله) (3) قال: ترك العمل الذي أقر به، من ذلك أن
يترك الصلاة من غير سقم ولا شغل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11854] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من شك في الله وفي
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو كافر (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11855] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن
قيس الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم:
الفسق والغلو والشك والشبهة، والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى والغفلة

(1) سورة الدهر: 3.
(2) الكافي: 2 / 384 ح 4.
(3) سورة المائدة: 6.
(4) الكافي: 2 / 384 ح 5.
(5) الكافي: 2 / 386 ح 10.
375

والعتو فمن جفا احتقر الحق ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم ومن عمى نسي
الذكر واتبع الظن وبارز خالقه وألح عليه الشيطان وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة
ولا غفلة ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته
الأماني وأخذته الحسرة والندامة إذا قضى الأمر وانكشف عنه الغطاء وبدا له ما لم
يكن يحتسب ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره
بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في أمره.
والغلو على أربع شعب: على التعمق بالرأي والتنازع فيه والزيغ والشقاق فمن
تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات ولم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته
اخرى وانخرق دينه فهو يهوى في أمر مريج ومن نازع في الرأي وخاصم شهر بالعثل
من طول اللجاج ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة ومن شاق
أعورت عليه طرقه واعترض عليه أمره فضاق عليه مخرجه إذا لم يتبع سبيل
المؤمنين.
والشك على أربع شعب: على المرية والهوى والتردد والاستسلام وهو قول
الله عز وجل (فبأي آلاء ربك تتمارى) (1).
وفي رواية اخرى: على المرية والهول من الحق والتردد والاستسلام للجهل وأهله
فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه ومن امترى في الدين تردد في الريب وسبقه
الأولون من المؤمنين وأدركه الآخرون ووطئته سنابك الشيطان ومن استسلم لهلكة
الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا من ذلك فمن فضل اليقين ولم يخلق الله خلقا أقل
من اليقين.
والشبهة على أربع شعب: إعجاب بالزينة وتسويل النفس وتأول العوج ولبس

(1) سورة النجم: 55.
376

الحق بالباطل وذلك بأن الزينة تصدف عن البينة وأن تسويل النفس تقحم على
الشهوة وأن العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما وأن اللبس ظلمات بعضها فوق بعض
فذلك الكفر ودعائمه وشعبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11856] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استعان بالنعمة على المعصية
فهو الكفور (2).
الروايات الواردة في الكفر فوق حد الإحصاء فراجع إن شئت الكافي: 2 / 289 و
2 / 382 و 2 / 389 و 2 / 391، والوافي: 4 / 183 وما بعدها، وبحار الأنوار:
69 / 74 و 69 / 131 و 72 / 385 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(2) غرر الحكم: ح 8455.
377

الكفران
[11857] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن سدير قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (قالوا ربنا باعد
بين أسفارنا وظلموا أنفسهم) (1) الآية فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة
ينظر بعضهم إلى بعض وأنهار جارية وأموال ظاهرة فكفروا نعم الله عز وجل وغيروا ما
بأنفسهم من عافية الله فغير الله ما بهم من نعمة وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم فأرسل الله عليهم سيل العرم فغرق قراهم وخرب ديارهم وأذهب أموالهم
وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي اكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل ثم قال:
(ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11858] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر
ابن محمد البغدادي، عن عبد الله بن إسحاق بن الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
مكتوب في التوراة: اشكر من أنعم عليك وأنعم على من شكرك فإنه لا زوال للنعماء
إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النعم وأمان من الغير (4).
[11859] 3 - الكليني بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في وجوه الكفر:... والوجه الثالث

(1) سورة سبأ: 19.
(2) سورة سبأ: 17.
(3) الكافي: 2 / 274 ح 23.
(4) الكافي: 2 / 94 ح 3.
378

من الكفر كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكي قول سليمان (عليه السلام): (هذا من فضل ربي
ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني
كريم) (1) وقال: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) (2)
وقال: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) (3) الحديث (4).
[11860] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:... والشكر وضده
الكفران... (5).
[11861] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة الوسيلة:... يا أيها
الناس كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم... (6).
[11862] 6 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن مروان، عن محمد بن عجلان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طوبى لمن لم يبدل نعمة الله كفرا، طوبى للمتحابين في الله (7).
[11863] 7 - السيد علي بن طاوس نقلا من رسائل الكليني بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام)،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته إلى ولده: ولا تكفر نعمة، فإن كفر النعمة من ألأم
العذر وأقبل العذر (8).
[11864] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سبب زوال النعم

(1) سورة النمل: 40.
(2) سورة إبراهيم: 7.
(3) سورة البقرة: 152.
(4) الكافي: 2 / 390.
(5) الكافي: 1 / 21.
(6) الكافي: 8 / 24.
(7) أمالي المفيد: المجلس الثلاثون ح 1 / 252.
(8) كشف المحجة: 169.
379

الكفران (1).
[11865] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفران الإحسان يوجب
الحرمان (2).
[11866] 10 - النوري نقلا من لب اللباب للقطب الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
انه قال: اتقوا ثلاثا فإنها معلقات بالعرش تشكو الخلق: الرحم تقول: قطعت،
والنعمة تقول: كفرت، والعهد يقول: خفرت (3).
خفر العهد: نقضه وغدر به.
فراجع إن شئت بحار الأنوار: 69 / 339، ووسائل الشيعة: 11 / 248،
ومستدرك الوسائل: 11 / 351، وجامع السعادات: 3 / 233.

(1) غرر الحكم: ح 5517.
(2) غرر الحكم: ح 7249.
(3) مستدرك الوسائل: 11 / 352 ح 4.
380

الكفن
[11867] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أعد الرجل كفنه فهو مأجور كلما نظر إليه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11868] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان معه كفنه في بيته لم يكتب من الغافلين
وكان مأجورا كلما نظر إليه (2).
[11869] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف
ابن عميرة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كفن مؤمنا كان كمن
ضمن كسوته إلى يوم القيامة (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11870] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن رجاله، عن يونس،
عنهم (عليهم السلام) قال في تحنيط الميت وتكفينه قال: ابسط الحبرة بسطا ثم ابسط عليها الأزار
ثم ابسط القميص عليه وترد مقدم القميص عليه ثم اعمد إلى كافور مسحوق فضعه
على جبهته موضع سجوده وامسح بالكافور على جميع مفاصله من قرنه إلى قدميه وفي
رأسه وفي عنقه ومنكبيه ومرافقه وفي كل مفصل من مفاصل من اليدين والرجلين وفي

(1) الكافي: 3 / 253 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 256 ح 23.
(3) الكافي: 3 / 164 ح 1.
381

وسط راحتيه ثم يحمل فيوضع على قميصه ويرد مقدم القميص عليه ويكون القميص
غير مكفوف ولا مزرور، ويجعل له قطعتين من جريد النخل رطبا قدر ذراع يجعل له
واحدة بين ركبتيه نصف مما يلي الساق ونصف مما يلي الفخذ ويجعل الاخرى تحت
إبطه الأيمن، ولا يجعل في منخريه ولا في بصره ومسامعه ولا على وجهه قطنا ولا
كافورا ثم يعمم يؤخذ وسط العمامة فيثنى على رأسه بالتدوير ثم يلقى فضل الشق
الأيمن على الأيسر والأيسر على الأيمن ثم يمد على صدره (1).
[11871] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن مفضل
ابن صالح، عن زيد الشحام قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بم كفن؟
قال: في ثلاثة أثواب ثوبين صحاريين وبرد حبرة (2).
[11872] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يكفن الميت في خمسة أثواب قميص لا
يزر عليه وإزار وخرقة يعصب بها وسطه وبرد يلف فيه وعمامة يعمم بها ويلقى فضلها
على صدره (3).
[11873] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف أصنع
بالكفن؟ قال: تؤخذ خرقة فتشد بها على مقعدته ورجليه قلت: فالإزار؟ قال: إنها
لا تعد شيئا إنما تصنع ليضم ما هناك لئلا يخرج منه شيء وما يصنع من القطن أفضل
منها ثم يخرق القميص إذا غسل وينزع من رجليه قال: ثم الكفن قميص غير مزرور
ولا مكفوف وعمامة يعصب بها رأسه ويرد فضلها على رجليه (4).

(1) الكافي: 3 / 143 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 143 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 145 ح 11.
(4) الكافي: 3 / 144 ح 9.
382

الرواية صحيحة الإسناد.
[11874] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عثمان، عن حريز،
عن زرارة، ومحمد بن مسلم قالا: قلنا لأبي جعفر (عليه السلام): العمامة للميت من الكفن؟
قال: لا إنما الكفن المفروض ثلاثة أثواب وثوب تام لا أقل منه يواري جسده كله فما
زاد فهو سنة إلى أن يبلغ خمسة أثواب فما زاد فهو مبتدع والعمامة سنة، وقال: أمر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعمامة وعمم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
وبعث إلينا الشيخ الصادق (عليه السلام) ونحن بالمدينة لما مات أبو عبيدة الحذاء بدينار
وأمرنا أن نشتري له حنوطا وعمامة ففعلنا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11875] 9 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد،
عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في كم
تكفن المرأة؟ قال: تكفن في خمسة أثواب أحدها الخمار (2).
[11876] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة، عن قاسم بن يزيد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: يكفن الرجل في ثلاثة أثواب والمرأة إذا كانت عظيمة في جسمه درع ومنطق
وخمار ولفافتين (3).
[11877] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يجمر الكفن (4).
جمر الثوب: يعني بخره بالطيب.

(1) الكافي: 3 / 144 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 146 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 147 ح 3.
(4) الكافي: 3 / 147 ح 1.
383

[11878] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أجيدوا أكفان موتاكم فإنها زينتهم (1).
[11879] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ليس من لباسكم شيء أحسن من البياض فالبسوه موتاكم (2).
[11880] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
بعض أصحابه قال: يستحب أن يكون في كفنه ثوب كان يصلي فيه نظيف فإن ذلك
يستحب أن يكفن فيما كان يصلى فيه (3).
الرواية موقوفة مقطوعة.
[11881] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن عبد الرحمن
ابن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكتان كان لبني إسرائيل
يكفنون به والقطن لامة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
[11882] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: تنوقوا في الأكفان فإنكم تبعثون بها (5).
تنوقوا: أي اطلبوا أجيدها وأحسنها وأفضلها.
[11883] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عمرو بن سعيد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سمعته

(1) الكافي: 3 / 148 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 148 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 148 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 149 ح 7.
(5) الكافي: 3 / 149 ح 6.
384

يقول: إني كفنت أبي في ثوبين شطويين كان يحرم فيهما وفي قميص من قمصه وعمامة
كانت لعلي بن الحسين (عليهما السلام) وفي برد اشتريته بأربعين دينارا لو كان اليوم لساوى
أربعمائة دينار (1).
[11884] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن يحيى
الخزاعي، عن أبيه يحيى بن أبي العلاء، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فخبرته انه ولد لي غلام فقال: ألا سميته محمدا؟ قال: قلت: قد
فعلت قال: فلا تضرب محمدا ولا تسبه جعله الله قرة عين لك في حياتك وخلف
صدق من بعدك فقلت: جعلت فداك في أي الأعمال أضعه؟ قال: إذا عدلته عن خمسة
أشياء فضعه حيث شئت لا تسلمه صيرفيا فإن الصيرفي لا يسلم من الربا ولا تسلمه
بياع الأكفان فإن صاحب الأكفان يسره الوبا إذا كان ولا تسلمه بياع الطعام فإنه
لا يسلم من الإحتكار ولا تسلمه جزارا فإن الجزار تسلب منه الرحمة ولا تسلمه
نخاسا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: شر الناس من باع الناس (2).
[11885] 19 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن ابن فضال،
عن مروان، عن عبد الملك قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل اشترى من كسوة
الكعبة شيئا فقضى ببعضه حاجته وبقي بعضه في يده هل يصلح بيعه؟ قال: يبيع ما
أراد ويهب ما لم يرد ويستنفع به ويطلب بركته. قلت: أيكفن به الميت؟ قال: لا (3).
[11886] 20 - الصدوق بإسناده عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى
ابن جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله قد علمت ابني هذا
الكتاب ففي أي شيء أسلمه؟ فقال: أسلمه لله أبوك ولا تسلمه في خمس: لا تسلمه

(1) الكافي: 3 / 149 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 114 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 148 ح 5.
385

سياء ولا صائغا ولا قصابا ولا حناطا ولا نخاسا فقال: يا رسول الله وما السياء؟
قال: الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت امتي وللمولود من امتي أحب الي مما طلعت
عليه الشمس، وأما الصائغ فإنه يعالج غبن امتي، وأما القصاب فإنه يذبح حتى تذهب
الرحمة من قلبه، وأما الحناط فإنه يحتكر الطعام على امتي ولأن يليق الله العبد سارقا
أحب إلي من أن يلقاه قد احتكر طعامه أربعين يوما، وأما النخاس فإنه أتاني
جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد إن شر امتك الذين يبيعون الناس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الجنائز
من كتب الأخبار، ومنها: الكافي: 3 / 143، وبحار الأنوار: 78 / 311،
ووسائل الشيعة: 3 / 5، ومستدرك الوسائل: 2 / 205 كلاهما من طبع آل البيت،
وجامع أحاديث الشيعة: 3 / 314 من الطبعة الحديثة.

(1) الفقيه: 3 / 158 ح 3582.
386

الكفؤ
[11887] 1 - الكليني، عن بعض أصحابنا - سقط عني إسناده - عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل لم يترك شيئا مما يحتاج إليه إلا علمه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان من تعليمه إياه
انه صعد المنبر ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن جبرئيل أتاني
عن اللطيف الخبير فقال: إن الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمره فلم يجتنى
أفسدته الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن
دواء إلا البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر، قال: فقام إليه رجل فقال:
يا رسول الله فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء فقال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ فقال:
المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، المؤمنون بعضهم أكفاء بعض (1).
[11888] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنكحوا الأكفاء وأنكحوا فيهم واختاروا
لنطفكم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11889] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل أنف لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
من مقالة قالتها بعض نسائه فأنزل الله آية التخيير فاعتزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نساءه

(1) الكافي: 5 / 337 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 332 ح 3.
387

تسعا وعشرين ليلة في مشربة ام إبراهيم ثم دعاهن فخيرهن فاخترنه فلم يك شيئا
ولو اخترن أنفسهن كانت واحدة بائنة قال: وسألته عن مقالة المرأة ما هي؟ قال:
فقال: إنها قالت: يرى محمد أنه لو طلقنا انه لا يأتينا الأكفاء من قومنا
يتزوجونا (1).
الرواية موثقة سندا.
[11890] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام)
إذا استأذن عليه رجل فأذن له فدخل عليه فسلم فرحب به أبو جعفر (عليه السلام) وأدناه
وسأله فقال الرجل: جعلت فداك إني خطبت إلى مولاك فلان بن أبي رافع ابنته فلانة
فردني ورغب عني وازدراني لدمامتي وحاجتي وغربتي وقد دخلني من ذلك غضاضة
هجمة غض لها قلبي تمنيت عندها الموت فقال أبو جعفر (عليه السلام): اذهب فأنت رسولي إليه
وقل له: يقول لك محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام): زوج منجح بن
رباح مولاي ابنتك فلانة ولا ترده، قال أبو حمزة: فوثب الرجل فرحا مسرعا
برسالة أبي جعفر (عليه السلام) فلما أن توارى الرجل قال أبو جعفر (عليه السلام): ان رجلا كان من
أهل اليمامة يقال له: جويبر أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منتجعا للإسلام فأسلم وحسن
إسلامه وكان رجلا قصيرا دميما محتاجا عاريا وكان من قباح السودان فضمه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحال غربته وعراه وكان يجري عليه طعامه صاعا من تمر بالصاع
الأول وكساه شملتين وأمره أن يلزم المسجد ويرقد فيه بالليل فمكث بذلك ما شاء الله
حتى كثر الغرباء ممن يدخل في الإسلام من أهل الحاجة بالمدينة وضاق بهم المسجد
فأوحى الله عز وجل إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن طهر مسجدك وأخرج من المسجد من يرقد فيه
بالليل ومر بسد أبواب من كان له في مسجدك باب إلا باب علي (عليه السلام) ومسكن

(1) الكافي: 6 / 137 ح 1.
388

فاطمة (عليها السلام) ولا يمرن فيه جنب ولا يرقد فيه غريب قال: فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسد
أبوابهم إلا باب علي (عليه السلام) وأقر مسكن فاطمة (عليها السلام) على حاله قال: ثم إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أمر أن يتخذ للمسلمين سقيفة فعملت لهم وهي الصفة ثم أمر الغرباء والمساكين أن
يظلوا فيها نهارهم وليلهم فنزلوها واجتمعوا فيها فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعاهدهم
بالبر والتمر والشعير والزبيب إذا كان عنده وكان المسلمون يتعاهدونهم ويرقون عليهم
لرقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويصرفون صدقاتهم إليهم فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نظر إلى جويبر
ذات يوم برحمة منه له ورقة عليه فقال له: يا جويبر لو تزوجت امرأة فعففت بها
فرجك وأعانتك على دنياك وآخرتك، فقال له جويبر: يا رسول الله بأبي أنت وامي
من يرغب في فوالله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال فأية امرأة ترغب في؟
فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جويبر ان الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية
شريفا وشرف الإسلام من كان في الجاهلية وضيعا وأعز بالإسلام من كان في
الجاهلية ذليلا وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها بعشائرها
وباسق أنسابها فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيهم وعربيهم وعجميهم
من آدم وأن آدم خلقه الله من طين، وإن أحب الناس إلى الله عز وجل يوم القيامة أطوعهم
له وأتقاهم وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم فضلا إلا لمن كان أتقى
لله منك وأطوع.
ثم قال له: انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنه من أشرف بني بياضة حسبا فيهم
فقل له: إني رسول رسول الله إليك وهو يقول لك: زوج جويبرا ابنتك الذلفاء، قال:
فانطلق جويبر برسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى زياد بن لبيد وهو في منزله وجماعة من
قومه عنده فاستأذن فاعلم فأذن له فدخل وسلم عليه ثم قال: يا زياد بن لبيد إني
رسول رسول الله إليك في حاجة لي فأبوح بها أم أسرها إليك؟ فقال له زياد: بل بح
بها فإن ذلك شرف لي وفخر فقال له جويبر: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لك زوج
جويبرا ابنتك الذلفاء فقال له زياد: أرسول الله أرسلك الي بهذا؟ فقال له: نعم
389

ما كنت لأكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له زياد: إنا لا نزوج فتياتنا إلا أكفاءنا من
الأنصار، فانصرف يا جويبر حتى ألقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره بعذري، فانصرف
جويبر وهو يقول: والله ما بهذا نزل القرآن ولا بهذا ظهرت نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعت
مقالته الذلفاء بنت زياد وهي في خدرها فأرسلت إلى أبيها ادخل الي فدخل إليها
فقالت له: ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبر؟ فقال لها: ذكر لي أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسله وقال: يقول لك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): زوج جويبرا ابنتك
الذلفاء فقالت له: والله ما كان جويبر ليكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحضرته فابعث
الآن رسولا يرد عليك جويبرا، فبعث زياد رسولا فلحق جويبرا فقال له زياد:
يا جويبر مرحبا بك اطمئن حتى أعود إليك ثم انطلق زياد إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال
له: بأبي أنت وامي إن جويبرا أتاني برسالتك وقال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لك:
زوج جويبرا ابنتك الذلفاء، فلم ألن له بالقول ورأيت لقاءك ونحن لا نتزوج إلا
أكفاءنا من الأنصار فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا زياد جويبر مؤمن والمؤمن كفو
للمؤمنة والمسلم كفو للمسلمة فزوجه يا زياد ولا ترغب عنه قال: فرجع زياد إلى
منزله ودخل على ابنته فقال لها ما سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت له: إنك إن عصيت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كفرت فزوج جويبرا، فخرج زياد فأخذ بيد جويبر ثم أخرجه إلى
قومه فزوجه على سنة الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وضمن صداقه، قال: فجهزها زياد
وهيؤوها ثم أرسلوا إلى جويبر فقالوا له: ألك منزل فنسوقها إليك؟ فقال: والله ما لي
من منزل، قال: فهيؤوها وهيؤوا لها منزلا وهيؤوا فيه فراشا ومتاعا وكسوا جويبرا
ثوبين وادخلت الذلفاء في بيتها وادخل جويبر عليها معتما فلما رآها نظر إلى بيت
ومتاع وريح طيبة قام إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا للقرآن راكعا وساجدا حتى طلع
الفجر فلما سمع النداء خرج وخرجت زوجته إلى الصلاة فتوضأت وصلت الصبح،
فسئلت هل مسك؟ فقالت: ما زال تاليا للقرآن وراكعا وساجدا حتى سمع النداء
فخرج فلما كانت الليلة الثانية فعل مثل ذلك وأخفوا ذلك من زياد فلما كان اليوم
390

الثالث فعل مثل ذلك فاخبر بذلك أبوها فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: بأبي
أنت وامي يا رسول الله أمرتني بتزويج جويبر ولا والله ما كان من مناكحنا ولكن
طاعتك أوجبت علي تزويجه فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فما الذي أنكرتم منه؟ قال: إنا هيئنا
له بيتا ومتاعا وأدخلت ابنتي البيت وادخل معها معتما فما كلمها ولا نظر إليها ولا دنا
منها بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تاليا للقرآن راكعا وساجدا حتى سمع النداء
فخرج ثم فعل مثل ذلك في الليلة الثانية ومثل ذلك في الثالثة ولم يدن منها ولم
يكلمها إلى أن جئتك وما نراه يريد النساء فانظر في أمرنا فانصرف زياد وبعث
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى جويبر فقال له: أما تقرب النساء؟ فقال له جويبر: أو ما أنا
بفحل؟ بلى يا رسول الله إني لشبق نهم إلى النساء، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد
خبرت بخلاف ما وصفت به نفسك قد ذكر لي أنهم هيؤوا لك بيتا وفراشا ومتاعا
وادخلت عليك فتاة حسناء عطرة وأتيت معتما فلم تنظر إليها ولم تكلمها ولم تدن
منها فما دهاك اذن؟ فقال له جويبر: يا رسول الله دخلت بيتا واسعا ورأيت فراشا
ومتاعا وفتاة حسناء عطرة وذكرت حالي التي كنت عليها وغربتي وحاجتي
ووضيعتي وكسوتي مع الغرباء والمساكين فأحببت إذ أولاني الله ذلك أن أشكره على ما
أعطاني وأتقرب إليه بحقيقة الشكر فنهضت إلى جانب البيت فلم أزل في صلاتي تاليا
للقرآن راكعا وساجدا أشكر الله حتى سمعت النداء فخرجت فلما أصبحت رأيت أن
أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلاثة أيام ولياليها ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله
يسيرا ولكني سأرضيها وأرضيهم الليلة إن شاء الله، فأرسل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى
زياد فأتاه فأعلمه ما قال جويبر فطابت أنفسهم قال: ووفى لها جويبر بما قال، ثم إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في غزوة له ومعه جويبر فاستشهد رحمه الله تعالى فما كان في
الأنصار أيم أنفق منها بعد جويبر (1).

(1) الكافي: 5 / 339 ح 1.
391

الرواية صحيحة الإسناد.
[11891] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكفؤ أن يكون عفيفا وعنده
يسار (1).
[11892] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
الخيبري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لولا ان الله
تبارك وتعالى خلق أمير المؤمنين (عليه السلام) لفاطمة ما كان لها كفو على ظهر الأرض من آدم
ومن دونه (2).
[11893] 7 - الكليني، عن الحسين بن الحسن الهاشمي، عن إبراهيم بن إسحاق
الأحمر، وعلي بن محمد بن بندار، عن السياري، عن بعض البغداديين، عن علي
ابن بلال قال: لقى هشام بن الحكم بعض الخوارج فقال: يا هشام ما تقول في العجم
يجوز أن يتزوجوا في العرب؟ قال: نعم قال: فالعرب يتزوجوا من قريش؟ قال: نعم
قال: فقريش يتزوج في بني هاشم؟ قال: نعم قال: عمن أخذت هذا؟ قال: عن
جعفر بن محمد (عليه السلام) سمعته يقول: أ تتكافأ دمائكم ولا تتكافأ فروجكم؟ قال: فخرج
الخارجي حتى أتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: إني لقيت هشاما فسألته عن كذا فأخبرني
بكذا وكذا وذكر انه سمعه منك؟ قال: نعم قد قلت ذلك فقال الخارجي: فها أنا ذا قد
جئتك خاطبا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إنك لكفو في دمك وحسبك في قومك ولكن
الله عز وجل صاننا عن الصدقة وهي أوساخ أيدي الناس فنكره أن نشرك فيما فضلنا الله به
من لم يجعل الله له مثل ما جعل الله لنا، فقام الخارجي وهو يقول: تالله ما رأيت رجلا
مثله قط ردني والله أقبح رد وما خرج من قول صاحبه (3).

(1) الكافي: 5 / 347 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 461 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 345 ح 5.
392

[11894] 8 - الصدوق، عن جعفر بن نعيم الشاذاني، عن أحمد بن إدريس، عن
ابن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن موسى
الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا علي لقد عاتبني رجال من قريش في أمر فاطمة وقالوا خطبناها إليك فمنعتنا
وزوجت عليا، فقلت لهم: والله ما أنا منعتكم وزوجته بل الله منعكم وزوجه فهبط
علي جبرئيل فقال: يا محمد إن الله جل جلاله يقول: لو لم أخلق عليا لما كان لفاطمة
ابنتك كفو على وجه الأرض، آدم فمن دونه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11895] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه عن عمه، عن محمد بن علي القرشي، عن
محمد بن سنان، عن محمد بن يعلى الكوفي، عن جويبر، عن الضحاك، عن
ابن عباس قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله علمني من غرائب
العلم، قال: ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل عن غرائبه؟ قال الرجل: ما رأس
العلم يا رسول الله؟ قال: معرفة الله حق معرفته، قال الأعرابي: وما معرفة الله حق
معرفته؟ قال: تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند وأنه واحد أحد ظاهر باطن أول آخر
لا كفو له ولا نظير فذلك حق معرفته (2).
[11896] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من سوء الاختيار
مغالبة الأكفاء ومكاشفة الأعداء ومناواة من يقدر على الضراء (3).
في هذا المجال راجع الفقيه: 3 / 392، ووسائل الشيعة: 20 / 67،
ومستدرك الوسائل: 14 / 183 كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
25 / 109 من الطبعة الحديثة.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 225 ح 3.
(2) التوحيد: / 284 ح 5.
(3) غرر الحكم: ح 9429.
393

كل
[11897] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: صديق كل امرء
عقله وعدوه جهله (1).
الرواية موثقة سندا.
[11898] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان رفعه عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: كل بدعة ضلالة وكل ضلالة
سبيلها إلى النار (2).
[11899] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو
زخرف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11900] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن هشام بن سالم،
عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الله تبارك وتعالى: لاعذبن
كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام جائر ليس من الله وإن كانت الرعية في

(1) الكافي: 1 / 11 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 56 ح 8.
(3) الكافي: 1 / 69 ح 3.
394

أعمالها برة تقية ولأعفون عن كل رعية في الإسلام دانت بولاية كل إمام عادل من الله
وإن كانت الرعية في أنفسها ظالمة مسيئة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11901] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن
ابن عثمان، عن سماعة قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الخمس، فقال: في كل ما أفاد
الناس من قليل أو كثير (2).
[11902] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من خاف الله
أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله أخافه الله من كل شيء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11903] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي
ابن عيينة، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: شكر كل نعمة وإن
عظمت أن تحمد الله عز وجل عليها (4).
[11904] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من علامات الفقه: الحلم
والعلم والصمت، وإن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة إنه
دليل على كل خير (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 376 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 545 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 68 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 95 ح 11.
(5) الكافي: 2 / 113 ح 1.
395

[11905] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران السبيعي، عن
عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على
الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له (1).
[11906] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد
هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته وضمنت السماوات والأرض رزقه
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11907] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول:
ابن آدم إن كنت تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك وإن كنت إنما تريد
ما لا يكفيك فإن كل ما فيها لا يكفيك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11908] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من هم بشيء من الخير فليعجله
فإن كل شيء فيه تأخير فإن للشيطان فيه نظرة (4).
[11909] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم،
عن زرارة، عن الحسن البزاز قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ألا اخبرك بأشد

(1) الكافي: 2 / 127 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 137 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 138 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 143 ح 9.
396

ما فرض الله على خلقه ثلاث؟ قلت: بلى قال: إنصاف الناس من نفسك ومؤاساتك
أخاك وذكر الله في كل موطن، أما إني لا أقول سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر وإن كان هذا من ذاك ولكن ذكر الله جل وعز في كل موطن إذا هجمت على طاعة
أو على معصية (1).
[11910] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن إسماعيل الجعفي، ومعمر بن يحيى بن سام، ومحمد بن مسلم، وزرارة
قالوا: سمعنا أبا جعفر (عليه السلام) يقول: التقية في كل شيء يضطر إليه ابن آدم فقد أحله
الله له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11911] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه: ملعون
كل مال لا يزكى، ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل:
يا رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب بآفة
قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم:
أتدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: بلى، الرجل يخدش الخدشة
وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا حتى ذكر في
حديثه اختلاج العين (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11912] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن

(1) الكافي: 2 / 145 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 220 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 258 ح 26.
397

داود بن فرقد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11913] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله كان حامده من
الناس ذاما ومن آثر طاعة الله بغضب الناس كفاه الله عداوة كل عدو وحسد كل
حاسد وبغي كل باغ وكان الله عز وجل له ناصرا وظهيرا (2).
[11914] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
كل واعظ قبلة (3).
[11915] 19 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: كل
ما هو آت قريب (4).
[11916] 20 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: كل
صلاة لا يدعى فيها للمؤمنين والمؤمنات فصلاة خداج (5).
أي صلاته ناقصة.
والروايات الواردة في هذا المجال فوق حد الإحصاء ومبثوثة في كتب الأخبار
فراجعها إن شئت والحمد لله على كل حال.

(1) الكافي: 2 / 303 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 372 ح 2.
(3) جامع الأحاديث: 109.
(4) جامع الأحاديث: 109.
(5) جامع الأحاديث: 110.
398

الكلام
[11917] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن داود بن فرقد
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أسمع الكلام منك فأريد أن أرويه كما سمعته منك
فلا يجئ؟ قال فتعمد ذلك؟ قلت: لا، فقال: تريد المعاني؟ قلت: نعم، قال:
فلا بأس (1).
[11918] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمن ذكره، عن يونس بن
يعقوب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فورد عليه رجل من أهل الشام فقال: إني
رجل صاحب كلام وفقه وفرائض وقد جئت لمناظرة أصحابك فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
كلامك من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من عندك؟ فقال: من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ومن عندي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فأنت إذا شريك رسول الله قال: لا قال:
فسمعت الوحي عن الله عز وجل يخبرك؟ قال: لا قال: فتجب طاعتك كما تجب طاعة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا، فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلي فقال: يا يونس بن يعقوب هذا
قد خصم نفسه قبل أن يتكلم ثم قال: يا يونس لو كنت تحسن الكلام كلمته، قال
يونس: فيا لها من حسرة فقلت: جعلت فداك إني سمعتك تنهى عن الكلام وتقول:
ويل لأصحاب الكلام يقولون هذا ينقاد وهذا لا ينقاد وهذا ينساق وهذا لا ينساق
وهذا نعقله وهذا لا نعقله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما قلت فويل لهم إن تركوا ما أقول
وذهبوا إلى ما يريدون.

(1) الكافي: 1 / 51 ح 3.
399

ثم قال لي: اخرج إلى الباب فانظر من ترى من المتكلمين فأدخله؟ قال فأدخلت
حمران بن أعين وكان يحسن الكلام وأدخلت الأحول وكان يحسن الكلام وأدخلت
هشام بن سالم وكان يحسن الكلام وأدخلت قيس بن الماصر وكان عندي أحسنهم
كلاما وكان قد تعلم الكلام من علي بن الحسين (عليهما السلام) فلما استقر بنا المجلس، وكان
أبو عبد الله (عليه السلام) قبل الحج يستقر أياما في جبل في طرف الحرم في فازة له مضروبة،
قال: فأخرج أبو عبد الله (عليه السلام) رأسه من فازته فإذا هو ببعير يخب فقال: هشام ورب
الكعبة، قال: فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان شديد المحبة له قال: فورد
هشام بن الحكم وهو أول ما اختطت لحيته وليس فينا إلا من هو أكبر سنا منه،
قال: فوسع له أبو عبد الله (عليه السلام) وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده ثم قال: يا حمران
كلم الرجل، فكلمه فظهر عليه حمران ثم قال: يا طاقي كلمه، فكلمه فظهر عليه
الأحول ثم قال: يا هشام بن سالم كلمه، فتعارف ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) لقيس
الماصر: كلمه، فكلمه فأقبل أبو عبد الله (عليه السلام) يضحك من كلامهما مما قد أصاب
الشامي فقال للشامي: كلم هذا الغلام يعني هشام بن الحكم فقال: نعم فقال
لهشام: يا غلام سلني في إمامة هذا فغضب هشام حتى ارتعد ثم قال للشامي:
يا هذا أ ربك أنظر لخلقه أم خلقه لأنفسهم؟ فقال الشامي: بل ربي أنظر لخلقه قال:
ففعل بنظره لهم ماذا؟ قال: أقام لهم حجة ودليلا كيلا يتشتتوا أو يختلفوا يتألفهم
ويقيم أودهم ويخبرهم بفرض ربهم قال: فمن هو؟ قال: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال هشام:
فبعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: الكتاب والسنة، قال هشام: فهل نفعنا اليوم الكتاب
والسنة في رفع الاختلاف عنا؟ قال الشامي: نعم قال: فلم اختلفنا أنا وأنت وصرت
إلينا من الشام في مخالفتنا إياك؟ قال: فسكت الشامي فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للشامي:
ما لك لا تتكلم، قال الشامي: إن قلت لم نختلف كذبت وإن قلت أن الكتاب والسنة
يرفعان عنا الاختلاف أبطلت لأنهما يحتملان الوجوه وإن قلت قد اختلفنا وكل واحد
منا يدعي الحق فلم ينفعنا إذن الكتاب والسنة إلا أن لي عليه هذه الحجة فقال
400

أبو عبد الله (عليه السلام): سله تجده مليا.
فقال الشامي: يا هذا من أنظر للخلق أ ربهم أو أنفسهم؟ فقال هشام: ربهم أنظر
لهم منهم لأنفسهم، فقال الشامي: فهل أقام لهم من يجمع لهم كلمتهم ويقيم أودهم
ويخبرهم بحقهم من باطلهم؟ قال هشام: في وقت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو الساعة؟ قال
الشامي: في وقت رسول الله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والساعة من؟ فقال هشام: هذا القاعد
الذي تشد إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السماء والأرض وراثة عن أب عن جد، قال
الشامي: فكيف لي أن أعلم ذلك؟ قال هشام: سله عما بدا لك، قال الشامي: قطعت
عذري فعلي السؤال.
فقال أبو عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا شامي اخبرك كيف كان سفرك؟ وكيف كان طريقك؟
كان كذا وكذا فأقبل الشامي يقول: صدقت أسلمت لله الساعة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
بل آمنت بالله الساعة إن الإسلام قبل الإيمان وعليه يتوارثون ويتناكحون والإيمان
عليه يثابون فقال الشامي: صدقت فأنا الساعة أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنك وصي الأوصياء.
ثم التفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى حمران فقال: تجري الكلام على الأثر فتصيب،
والتفت إلى هشام بن سالم فقال: تريد الأثر ولا تعرفه، ثم التفت إلى الأحول فقال:
قياس رواغ تكسر باطلا بباطل إلا أن باطلك أظهر، ثم التفت إلى قيس الماصر
فقال: تتكلم وأقرب ما تكون من الخبر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبعد ما تكون منه تمزج
الحق مع الباطل وقليل الحق يكفي عن كثير الباطل أنت والأحول قفازان حاذقان،
قال يونس: فظننت والله أنه يقول لهشام قريبا مما قال لهما ثم قال: يا هشام لا تكاد
تقع تلوي رجليك إذا هممت بالأرض طرت مثلك فليكلم الناس، فاتق الزلة
والشفاعة من ورائها إن شاء الله (1).

(1) الكافي: 1 / 171 ح 4.
401

[11919] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني ان
كنت زعمت أن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب (1).
[11920] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ
ابن ثابت، عن عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان المسيح (عليه السلام) يقول:
لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية
قلوبهم ولكن لا يعلمون (2).
[11921] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن يوسف بن عمران بن ميثم، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: أوحى الله عز وجل إلى آدم (عليه السلام) إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات قال: يا رب وما
هن؟ قال: واحدة لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين
الناس قال: يا رب بينهن لي حتى أعلمهن، قال: أما التي لي فتعبدني لا تشرك بي
شيئا، وأما التي لك فاجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه، وأما التي بيني وبينك فعليك
الدعاء وعلي الإجابة، وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك
وتكره لهم ما تكره لنفسك (3).
[11922] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن سنان، عن عيسى النهريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعفى
نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وامهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله؟ قال: إن

(1) الكافي: 2 / 114 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 114 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 146 ح 13.
402

أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة ونطقوا فكان نطقهم
حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة لو لا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقر
أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب (1).
[11923] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام)
يقول: إن المعرفة بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وحلمه
وصبره وحسن خلقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11924] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت أبي (عليه السلام)
يقول: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل بدوي فقال: إني أسكن البادية فعلمني جوامع
الكلام، فقال: آمرك أن لا تغضب، فأعاد عليه الأعرابي المسألة ثلاث مرات حتى
رجع الرجل إلى نفسه فقال: لا أسأل عن شيء بعد هذا ما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا
بالخير، قال: وكان أبي يقول: أي شيء أشد من الغضب إن الرجل ليغضب فيقتل
النفس التي حرم الله ويقذف المحصنة (3).
[11925] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى
الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكلام ثلاثة صدق وكذب
وإصلاح بين الناس، قال: قيل له: جعلت فداك ما الإصلاح بين الناس؟ قال:
تسمع من الرجل كلاما يبلغه فتخبث نفسه فتلقاه فتقول سمعت من فلان قال فيك من

(1) الكافي: 2 / 237 ح 25.
(2) الكافي: 2 / 240 ح 34.
(3) الكافي: 2 / 303 ح 4.
403

الخير كذا وكذا خلاف ما سمعت منه (1).
[11926] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يزرع الأرض فيشرط للبذر ثلثا
وللبقر ثلثا؟ قال: لا ينبغي أن يسمي شيئا فإنما يحرم الكلام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11927] 11 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اتقوا
الكلام عند ملتقى الختانين فإنه يورث الخرس (3).
[11928] 12 - الكليني، عن علي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) [عن أبيه (عليه السلام)] انه قال لرجل وقد كلمه بكلام كثير فقال: أيها
الرجل تحتقر الكلام وتستصغره، اعلم أن الله عز وجل لم يبعث رسله حيث بعثها ومعها
ذهب ولا فضة ولكن بعثها بالكلام وإنما عرف الله جل وعز نفسه إلى خلقه بالكلام
والدلالات عليه والأعلام (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[11929] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرض لأخيه المسلم المتكلم في
حديثه فكأنما خدش وجهه (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 341 ح 16.
(2) الكافي: 5 / 267 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 498 ح 7.
(4) الكافي: 8 / 148 ح 128.
(5) الكافي: 2 / 660 ح 3.
404

[11930] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى أو
ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): رجل كتب
بطلاق امرأته أو بعتق غلامه ثم بدا له فمحاه، قال: ليس ذلك بطلاق ولا عتاق حتى
يتكلم به (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11931] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه
قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عنهما، فقال: يا أبا الفضل ما تسألني عنهما فوالله ما مات
منا ميت قط إلا ساخطا عليهما وما منا اليوم إلا ساخطا عليهما يوصي بذلك الكبير منا
الصغير أنهما ظلمانا حقنا ومنعانا فيئنا وكانا أول من ركب أعناقنا وبثقا علينا بثقا في
الإسلام لا يسكر أبدا حتى يقوم قائمنا أو يتكلم متكلمنا ثم قال: أما والله لو قد قام
قائمنا [أو] تكلم متكلمنا لأبدي من امورهما ما كان يكتم ولكتم من امورهما ما كان
يظهر، والله ما أسست من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت إلا هما أسسا أولها
فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11932] 16 - الكليني، بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة الوسيلة انه قال:...
ان من الكرم لين الكلام... (3).
[11933] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكلام بين خلتي سوء،
هما: الإكثار والإقلال فالإكثار هذر والإقلال عي وحصر (4).

(1) الكافي: 6 / 64 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 245 ح 340.
(3) الكافي: 8 / 24.
(4) غرر الحكم: ح 1854.
405

[11934] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكلام في وثاقك ما لم
تتكلم به فإذا تكلمت صرت في وثاقه (1).
[11935] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك وفضول الكلام فإنه
يظهر من عيوبك ما بطن ويحرك عيبك من أعدائك ما سكن (2).
[11936] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن كلام الحكيم إذا كان
صوابا كان دواء وإذا كان خطاء كان داء (3).
الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد الإحصاء ومبثوثة في كتب الأخبار
فراجعها إن شئت.

(1) غرر الحكم: ح 2062.
(2) غرر الحكم: ح 2720.
(3) غرر الحكم: ح 3513.
406

الكلفة
[11937] 1 - الكليني، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري قال: كنا عند الرضا (عليه السلام)
فتذاكرنا العقل والأدب فقال: يا أبا هاشم العقل حباء من الله والأدب كلفة فمن تكلف
الأدب قدر عليه ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11938] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: يا رسول الله إني اصلي فأجعل بعض صلاتي لك، فقال: ذلك خير لك فقال:
يا رسول الله فأجعل نصف صلاتي لك؟ فقال: ذلك أفضل لك، فقال: يا رسول الله
فإني اصلي فأجعل كل صلواتي لك؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا يكفيك الله ما أهمك
من أمر دنياك وآخرتك، ثم قال أبو عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله كلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لم
يكلفه أحدا من خلقه كلفه أن يخرج على الناس كلهم وحده بنفسه إن لم يجد فئة تقاتل
معه ولم يكلف هذا أحدا من خلقه قبله ولا بعده ثم تلا هذه الآية (فقاتل في سبيل
الله لا تكلف إلا نفسك) (2) ثم قال: وجعل الله أن يأخذ له ما أخذ لنفسه فقال عز وجل:
(من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (3) وجعلت الصلاة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) الكافي: 1 / 23 ح 18.
(2) سورة النساء: 83.
(3) سورة الأنعام: 159.
407

بعشر حسنات (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11939] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن
يقبل تحفته ويتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11940] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تكرمة الرجل لأخيه أن يقبل
تحفته وأن يتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئا، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لا احب
المتكلفين (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11941] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن لا يحتشم من أخيه ولا يدري أيهما
أعجب الذي يكلف أخاه إذا دخل أن يتكلف له أو المتكلف لأخيه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11942] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كلف الله العباد كلفة فعل ولا نهاهم
عن شيء حتى جعل لهم الاستطاعة ثم أمرهم ونهاهم فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا

(1) الكافي: 8 / 274 ح 414.
(2) الكافي: 5 / 143 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 275 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 276 ح 2.
408

إلا باستطاعة متقدمة قبل الأمر والنهي وقبل الأخذ والترك وقبل القبض
والبسط (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11943] 7 - الصدوق بإسناده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ونهى عن
التصاوير وقال: من صور صورة كلفه الله يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس
بنافخ... (2).
[11944] 8 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سأل ابنه الحسن (عليه السلام)
فقال:... فما الكلفة؟ قال: التمسك بمن لا يؤمنك والنظر فيما لا يعنيك... (3).
[11945] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) في أجوبة مسائل سأله عنها
أمير المؤمنين (عليه السلام):... قيل: فما الكلفة؟ قال: كلامك فيما لا يعنيك... (4).
[11946] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الله افترض عليكم
الفرائض فلا تضيعوها وحد لكم حدودا فلا تعتدوها ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها
وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها نسيانا فلا تتكلفوها (5).
[11947] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن معنى قولهم: «لا حول
ولا قوة إلا بالله» وقال: إنا لا نملك مع الله شيئا ولا نملك إلا ما ملكنا فمتى ملكنا ما هو
أملك به منا كلفنا ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا (6).
[11948] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر الإخوان من تكلف له (7).

(1) التوحيد: 352 ح 19.
(2) الفقيه: 4 / 5.
(3) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(4) تحف العقول: 226.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 105.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 404.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 479.
409

[11949] 13 - الطوسي نقلا من الكشي، عن جعفر بن معروف، عن محمد بن
الحسين، عن جعفر بن بشير، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن
مهران، عن علي (عليه السلام) قال: قال الحارث: تدخل منزلي يا أمير المؤمنين، فقال (عليه السلام):
على شرط أن لا تدخرني شيئا مما في بيتك ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك قال: نعم
فدخل يتحرق ويحب أن يشتري له وهو يظن انه لا يجوز له حتى قال له أمير
المؤمنين: ما لك يا حارث؟ قال: هذه دراهم معي ولست أقدر على أن أشتري لك
ما اريد، قال: أو ليس قلت لك لا تكلف ما وراء بابك فهذه مما في بيتك (1).
[11950] 14 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
القاسم بن محمد الأصفهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حماد بن عيسى، عن
الصادق (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني إن تأدبت صغيرا انتفعت به كبيرا ومن عنى
بالأدب اهتم به ومن اهتم به تكلف علمه ومن تكلف علمه اشتد له طلبه ومن اشتد له
طلبه أدرك به منفعة فاتخذه عادة وإياك والكسل منه والطلب بغيره وان غلبت على
الدنيا فلا تغلبن على الآخرة وإنه إن فاتك طلب العلم فإنك لن تجد تضييعا أشد من
تركه، يا بني استصلح الأهلين والإخوان من أهل العلم إن استقاموا لك على الوفاء
واحذرهم عند انصراف الحال بهم عنك فإن عداوتهم أشد مضرة من عداوة الأباعد
لتصديق الناس إياهم لإطلاعهم عليك... الحديث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11951] 15 - الشهيد رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال: من تكلف ما ليس من علمه
ضيع عمله وخاب أمله (3).

(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 89 ح 143.
(2) قصص الأنبياء: 194 ح 243.
(3) الدرة الباهرة: 34.
410

[11952] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التكلف من أخلاق
المنافقين (1).
[11953] 17 - وعنه (عليه السلام): إصلاح الكلف أشرف قنية (2).
[11954] 18 - وعنه (عليه السلام): الحازم من أطرح المؤمن والكلف (3).
[11955] 19 - وعنه (عليه السلام): أهنئ العيش إطراح الكلف (4).
[11956] 20 - وعنه (عليه السلام): شر الالفة اطراح الكلفة (5).
إطراح من باب افتعال يعني: شر الألفة ما يوجب الكلفة والتعب والزحمة لكل من
المألوفين.

(1) غرر الحكم: ح 1176.
(2) غرر الحكم: ح 1209.
(3) غرر الحكم: ح 1392.
(4) غرر الحكم: ح 2964.
(5) غرر الحكم: ح 5782.
411

الكمال
[11957] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: الكمال كل
الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة (1).
[11958] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، وغيره، عن سهل بن زياد، ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
أبي حمزة، عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول: أيها الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به ألا وإن طلب العلم
أوجب عليكم من طلب المال، إن المال مقسوم مضمون لكم قد قسمه عادل بينكم
وضمنه وسيفي لكم، والعلم مخزون عند أهله وقد امرتم بطلبه من أهله فاطلبوه (2).
[11959] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن اذينة، عن زرارة، والفضيل بن يسار وبكير بن أعين، ومحمد بن مسلم، وبريد
ابن معاوية، و أبي الجارود جميعا، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أمر الله عز وجل رسوله بولاية
علي وأنزل عليه (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة) (3) وفرض ولاية اولي الأمر فلم يدروا ما هي، فأمر الله
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يفسر لهم الولاية كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج فلما أتاه

(1) الكافي: 1 / 32 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 30 ح 4.
(3) سورة المائدة: 55.
412

ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن
يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه: (يا أيها الرسول بلغ
ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) (1)
فصدق بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي (عليه السلام) يوم غدير خم فنادى الصلاة جامعة
وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائب قال عمر بن اذينة: قالوا جميعا غير أبي الجارود:
وقال أبو جعفر (عليه السلام): وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الاخرى وكانت الولاية آخر
الفرائض فأنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) (2) قال
أبو جعفر (عليه السلام): يقول الله عز وجل لا انزل عليكم بعد هذه فريضة قد أكملت لكم
الفرائض (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[11960] 4 - الصدوق، عن أحمد بن إبراهيم بن الوليد، عن محمد بن أحمد الكاتب
رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كمال الرجل بست خصال: بأصغريه وأكبريه
وهيئتيه، فأما أصغراه فقلبه ولسانه إن قاتل قاتل بجنان وإن تكلم تكلم بلسان، وأما
أكبراه فعقله وهمته، وأما هيئتاه فماله وجماله (4).
[11961] 5 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الفضل بن محمد بن المسيب،
عن هارون بن عمرو بن عبد العزيز المجاشعي، عن محمد بن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال المجاشعي: وحدثنا الرضا علي بن موسى (عليه السلام)، عن أبيه
موسى (عليه السلام)، عن أبيه جعفر بن محمد (عليه السلام) وقالا جميعا، عن آبائه (عليهم السلام) عن علي
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: بني الإسلام على خمس

(1) سورة المائدة: 67.
(2) سورة المائدة: 3.
(3) الكافي: 1 / 289 ح 4.
(4) الخصال: 1 / 338 ح 42.
413

خصال: على الشهادتين والقرينتين، قيل له: أما الشهادتان فقد عرفناهما فما
القرينتان؟ قال: الصلاة والزكاة فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالاخرى والصيام وحج
بيت الله من استطاع إليه سبيلا وختم ذلك بالولاية فأنزل الله عز وجل: (اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (1) (2).
[11962] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار،
عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): اعطيت تسعا لم يعطها أحد قبلي سوى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد فتحت لي
السبل وعلمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب ولقد نظرت في الملكوت
بإذن ربي فما غاب عني ما كان قبلي ولا ما يأتي بعدي وإن بولايتي أكمل الله لهذه الامة
دينهم وأتم عليهم النعم ورضي لهم إسلامهم إذ يقول يوم الولاية لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم): يا محمد
أخبرهم إني أكملت لهم اليوم دينهم وأتممت عليهم النعم ورضيت إسلامهم كل ذلك
منا من الله علي فله الحمد (3).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[11963] 7 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن محمد بن إشكاب،
عن أبيه، عن علي بن حفص، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
ابن عبد الله الأنصاري قال: أقبل العباس ذات يوم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان العباس
طوالا حسن الجسم فلما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تبسم إليه فقال: إنك يا عم لجميل، فقال
العباس: ما الجمال بالرجل يا رسول الله؟ قال: بصواب القول بالحق، قال: فما
الكمال؟ قال: تقوى الله عز وجل وحسن الخلق (4).

(1) سورة المائدة: 3.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 41 / 518 الرقم 1134.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 1 / 205 الرقم 351.
(4) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 61 / 497 الرقم 1092.
414

[11964] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحمد لله الذي لا يبلغ
مدحته القائلون ولا يحصي نعماءه العادون ولا يؤدي حقه المجتهدون الذي
لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غوص الفطن الذي ليس لصفته حد محدود ولا نعت
موجود ولا وقت معدود ولا أجل ممدود، فطر الخلائق بقدرته ونشر الرياح برحمته
ووتد بالصخور ميدان أرضه، أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال
التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له وكمال الإخلاص له نفي الصفات
عنه لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن
وصف الله سبحانه فقد قرنه ومن قرنه فقد ثناه ومن ثناه فقد جزأه ومن جزأه فقد
جهله ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده ومن حده فقد عده ومن
قال: «فيم» فقد ضمنه ومن قال: «علام»؟ فقد أخلى منه، كائن لا عن حدث،
موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى
الحركات والآلة، بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن يستأنس به
ولا يستوحش لفقده... الخطبة (1).
[11965] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الكمال في ثلاث: الصبر
على النوائب والتورع في المطالب وإسعاف الطالب (2).
[11966] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لن تدرك الكمال حتى
ترقى عن النقص (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة الاولى.
(2) غرر الحكم: ح 1777.
(3) غرر الحكم: ح 7423.
415

الكوثر
[11967] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: السخي محبب في
السماوات محبب في الأرض خلق من طينة عذبة وخلق ماء عينيه من ماء الكوثر
والبخيل مبغض في السماوات مبغض في الأرض خلق من طينة سبخة وخلق ماء
عينيه من ماء العوسج (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها. السبخة: الأرض المالحة. العوسج: الشوك.
[11968] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
يزيد النوفلي، عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن قول الرجل للرجل جزاك الله خيرا ما يعني به؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن خيرا
نهر في الجنة مخرجه من الكوثر والكوثر مخرجه من ساق العرش عليه منازل
الأوصياء وشيعتهم على حافتي ذلك النهر جواري نابتات كلما قلعت واحدة نبتت
اخرى سمي بذلك النهر وذلك قوله تعالى: (فيهن خيرات حسان) (2) فإذا قال
الرجل لصاحبه: جزاك الله خيرا فإنما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدها الله عز وجل
لصفوته وخيرته من خلقه (3).

(1) الكافي: 4 / 39 ح 3.
(2) سورة الرحمن: 70.
(3) الكافي: 8 / 230 ح 298.
416

[11969] 3 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث أربعمائة:...
أنا مع رسول الله ومعي عترتي وسبطي على الحوض فمن أرادنا فليأخذ بقولنا وليعمل
بعملنا فإن لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة فتنافسوا في لقائنا
على الحوض فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا ومن شرب منه
شربة لم يظمأ بعدها أبدا، حوضنا مترع فيه مثعبان ينصبان من الجنة أحدهما من
تسنيم والآخر من معين على حافتيه الزعفران وحصاه اللؤلؤ والياقوت وهو
الكوثر... الحديث (1).
[11970] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي البطائني، عن ابن أبي العلا،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان قراءته (إنا أعطيناك الكوثر) في
فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة وكان محدثة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
أصل طوبى (2).
[11971] 5 - ابن قولويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم،
عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن مسمع كردين
قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من أهل العراق أما تأتي قبر الحسين؟
قلت: لا أنا رجل مشهور من أهل البصرة وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة
وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم ولست آمنهم أن يرفعوا على
حالي عند ولد سليمان فيمثلون علي قال لي: أفما تذكر ما صنع به؟ قلت: بلى قال:
فتجزع؟ قلت: أي والله وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فأمتنع من الطعام
حتى يستبين ذلك في وجهي، قال: رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون في أهل

(1) الخصال: 2 / 624.
(2) ثواب الأعمال: 155.
417

الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا
أما إنك سترى عند موتك وحضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك وما يلقونك به
من البشارة ما تقر به عينك قبل الموت فملك الموت أرق عليك وأشد رحمة لك من الام
الشفيقة على ولدها، قال: ثم استعبر واستعبرت معه، فقال: الحمد الله الذي فضلنا
على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة، يا مسمع إن الأرض والسماء لتبكي
منذ قتل أمير المؤمنين (عليه السلام) رحمة لنا وما بكى لنا من الملائكة أكثر وما راقت دموع
الملائكة منذ قتلنا، وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله قبل أن تخرج الدمعة
من عينه فإذا سال دموعه على خده فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم لأطفأت
حرها حتى لا يوجد لها حر، وأن الموجع قلبه لنا ليفرح يوم يرانا عند موته فرحة لا
تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض وإن الكوثر ليفرح بمحبنا إذا ورد
عليه حتى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه، يا مسمع من
شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا ولم يشق بعدها أبدا وهو في برد الكافور وريح
المسك وطعم الزنجبيل أحلى من العسل وألين من الزبد وأصفى من الدمع وأذكى من
العنبر يخرج من تسنيم ويمر بأنهار الجنان تجري على رضراض الدر والياقوت، فيه
من القدحان أكثر من عدد نجوم السماء، يوجد ريحه من مسيرة ألف عام، قدحانه من
الذهب والفضة وألوان الجوهر يفوح في وجه الشارب منه كل فائحة يقول الشارب
منه: ليتني تركت ههنا لا أبغي بهذا بدلا ولا عنه تحويلا، أما إنك يا كردين ممن تروي
منه، وما من عين بكت لنا إلا نعمت بالنظر إلى الكوثر وسقيت منه، من أحبنا فإن
الشارب منه ليعطى من اللذة والطعم والشهوة له أكثر مما يعطاه من هو دونه في حبنا
وإن على الكوثر أمير المؤمنين (عليه السلام) وفي يده عصا من عوسج يحطم بها أعداءنا فيقول
الرجل منهم: إني أشهد الشهادتين، فيقول: انطلق إلى إمامك فلان فاسأله أن يشفع
لك فيقول: يتبرأ مني إمامي الذي تذكره فيقول: ارجع وراءك فقل للذي كنت
418

تتولاه وتقدمه على الخلق فاسأله إذ كان عندك خير الخلق أن يشفع لك فإن خير
الخلق حقيق أن لا يرد إذا شفع، فيقول: إني أهلك عطشا فيقول: زادك الله ظمأ
وزادك الله عطشا، قلت: جعلت فداك وكيف يقدر على الدنو من الحوض ولم يقدر
عليه غيره؟ قال: ورع عن أشياء قبيحة وكف عن شتمنا إذا ذكرنا وترك أشياء
أجترئ عليها غيره وليس ذلك لحبنا ولا لهوى منه ولكن ذلك لشدة اجتهاده في
عبادته وتدينه ولما قد شغل به نفسه عن ذكر الناس فأما قلبه فمنافق ودينه النصب
باتباع أهل النصب وولاية الماضين وتقدمه لهما على كل أحد (1).
[11972] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الله
ابن موسى، عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي، عن المعلى بن هلال، عن الكلبي،
عن أبي صالح، عن عبد الله بن العباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أعطاني
الله تعالى خمسا وأعطى عليا (عليه السلام) خمسا: أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع
العلم، وجعلني نبيا وجعله وصيا، وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل، وأعطاني
الوحي وأعطاه الإلهام، واسري بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر الي
ونظرت إليه، قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وامي؟
فقال: يا ابن عباس إن أول ما كلمني به أن قال: يا محمد انظر تحتك فنظرت إلى
الحجب قد انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه الي
فكلمني وكلمته وكلمني ربي عز وجل فقال لي: قد قبلت وأطعت فأمر الله الملائكة أن
تسلم عليه ففعلت فرد عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون به وما مررت
بملائكة من ملائكة السماء إلا هنؤني وقالوا لي: يا محمد والذي بعثك بالحق لقد دخل
السرور على جميع الملائكة باستخلاف الله عز وجل لك ابن عمك ورأيت حملة العرش قد
نكسوا رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟

(1) كامل الزيارات: 101 ح 6.
419

فقال: يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب
استبشارا به ما خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عز وجل في هذه الساعة فأذن لهم أن
ينظروا إلى علي بن أبي طالب فنظروا إليه، فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو
يخبرني به فعلمت إني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه، قال ابن
عباس: قلت: يا رسول الله أوصني فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب والذي بعثني
بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو
تعالى أعلم فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه وإن لم يأت بولايته لم يسأله
عن شيء ثم أمر به إلى النار، يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا أن النار لأشد
غضبا على مبغض علي منها على من زعم أن لله ولدا، يا بن عباس لو أن الملائكة
المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار، قلت:
يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال: يا بن عباس نعم، يبغضه قوم يذكرون أنهم من
امتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا، يا ابن عباس إن من علامة بغضهم له تفضيلهم
من هو دونه عليه والذي بعثني بالحق ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا أكرم
عليه من وصيي علي.
قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأوصاني بمودته وأنه لأكبر
عملي عندي قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
الوفاة حضرته فقلت: فداك أبي وامي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني؟ فقال:
يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا، قلت: يا رسول الله
فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكى عليه وآله السلام حتى اغمي عليه ثم
قال: يا بن عباس سبق فيهم علم ربي والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن خالفه
من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة، يا بن عباس إذا أردت أن تلقى
الله وهو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيث مال وارض به
420

إماما وعاد من عاداه ووال من والاه، يا بن عباس احذر أن يدخلك شك فيه فإن
الشك في علي كفر بالله تعالى (1).
[11973] 7 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن الصلت، عن
أبي كدينة، عن عطاء، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال: لما نزل على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إنا أعطيناك الكوثر) قال له علي بن أبي طالب: ما هو الكوثر
يا رسول الله؟ قال: نهر أكرمني الله به، قال علي: إن هذا النهر شريف، فانعته لنا
يا رسول الله؟ قال: نعم يا علي الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ماؤه أشد بياضا
من اللبن وأحلى من العسل وألين من الزبد وحصاه الزبرجد والياقوت والمرجان،
حشيشه الزعفران، ترابه المسك الأذفر، قواعده تحت عرش الله عز وجل، ثم ضرب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يده على جنب أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: يا علي إن هذا النهر لي ولك
ولمحبيك من بعدي (2).
[11974] 8 - فرات الكوفي، عن جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعنا عن
الأوزاعي، عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعا: سمعنا عن
ابن عباس يقول: كنت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري
قال: يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزكاة أفمنك كان هذا أم من ربك يا محمد؟ قال:
الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني حتى أقول ما أديت إليكم إلا ما أمرني ربي قال:
فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب (عليه السلام) زعمت أنه منك كهارون من موسى وشيعته على
نوق غر محجلة يرفلون في عرصة القيامة حتى يأتوا الكوثر فيشربوا وجميع هذه الامة
يكونون زمرة في عرصة القيامة أهذا سبق من السماء أم كان منك يا محمد؟ قال: بلى
سبق من السماء ثم كان مني لقد خلقنا الله نورا تحت العرش، فقال عمرو بن الحارث:

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 15 / 104 الرقم 161.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 11 / 69 الرقم 102.
421

الآن علمت أنك ساحر كذاب يا محمد ألستما من ولد آدم؟ قال: بلى ولكن خلقني الله
نورا تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم فجعل ذلك النور في صلب آدم فأقبل ينتقل
ذلك النور من صلب إلى صلب حتى تفرقنا في صلب عبد الله بن عبد المطلب
وأبي طالب فخلقني ربي من ذلك النور لكنه لا نبي بعدي، قال: فوثب عمرو بن
الحارث الفهري مع اثني عشر رجلا من الكفار وهم ينفضون أرديتهم فيقولون: اللهم
إن كان محمد صادقا في مقالته فارم عمروا وأصحابه بشواظ من نار قال: فرمي عمرو
وأصحابه بصاعقة من السماء فأنزل الله هذه الآية: (سأل سائل بعذاب واقع *
للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج) (1) فالسائل عمرو وأصحابه (2).
[11975] 9 - محمد بن محمد بن علي الطبري الامامي، عن محمد بن عبد الوهاب الرازي،
عن محمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري، عن عقيل بن الحسين العلوي، عن
الحسن بن العباس الكرماني، عن علي بن إسماعيل العبدي، عن دحية بن الحسن،
عن محمد بن عبد الله البلخي، عن قتيبة بن سعيد، عن حماد بن زيد، عن عبد الرحمن
السراج، عن نافع، عن ابن عمر قال: سألت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)
فغضب وقال: ما بال أقوام يذكرون منزلة من له منزلة كمنزلتي ألا ومن أحب عليا
فقد أحبني ومن أحبني رضي الله عنه ومن رضي الله عنه كافأه الجنة، ألا ومن أحب
عليا تقبل الله صلاته وصيامه وقيامه واستجاب الله له دعاءه، ألا ومن أحب عليا
استغفرت له الملائكة وفتحت له أبواب الجنة الثمانية فدخل من أي باب شاء بغير
حساب، ألا ومن أحب عليا لا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من
شجرة طوبى ويرى مكانه من الجنة، ألا ومن أحب عليا هون الله تعالى عليه سكرات
الموت وجعل قبره روضة من رياض الجنة ألا ومن أحب عليا أعطاه الله بعدد كل

(1) سورة المعارج: 1 - 3.
(2) تفسير فرات: 190.
422

عرق في بدنه حوراء ويشفع في ثمانين من أهل بيته وله بكل شعرة على بدنه مدينة في
الجنة، ألا ومن أحب عليا بعث الله إليه ملك الموت برفق ورفع الله عز وجل عنه هول منكر
ونكير ونور قبره وبيض وجهه، ألا ومن أحب عليا (عليه السلام) أظله الله في ظل عرشه مع
الشهداء والصديقين، ألا ومن أحب عليا نجاه الله من النار، ألا ومن أحب عليا تقبل
الله منه حسناته وتجاوز عنه سيئاته وكان في الجنة رفيق حمزة سيد الشهداء، ألا ومن
أحب عليا أثبت الله الحكمة في قلبه وأجرى على لسانه الصواب وفتح الله له أبواب
الرحمة، ألا ومن أحب عليا سمي في السماوات أسير الله في الأرض، ألا ومن أحب
عليا ناداه ملك من تحت العرش أن يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر الله لك الذنوب
كلها، ألا ومن أحب عليا جاء يوم القيامة كالقمر ليلة البدر، ألا ومن أحب عليا
وضع الله على رأسه تاج الملك وألبسه حلة الكرامة، ألا ومن أحب عليا (عليه السلام) مر على
الصراط كالبرق الخاطف، ألا ومن أحب عليا وتولاه كتب الله له براءة من النار
وجوازا من الصراط وأمانا من العذاب، ألا ومن أحب عليا لا ينشر له ديوان ولا
ينصب له ميزان ويقال أو قيل له: ادخل الجنة بغير حساب، ألا ومن أحب عليا
صافحته الملائكة وزارته الأنبياء وقضى الله له كل حاجة كانت له عند الله عز وجل، ألا
ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة - قالها ثلاثا - (1).
[11976] 10 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بينما أنا
جالس في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ دخل أبو ذر فقال: جنازة العابد أحب إليك أم مجلس
العلم؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله
من ألف جنازة من جنائز الشهداء، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله
من قيام ألف ليلة يصلي في كل ليلة ألف ركعة، والجلوس ساعة عند مذاكرة العلم
أحب إلى الله من ألف غزوة وقراءة القرآن كله.

(1) بشارة المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لشيعة المرتضى (عليه السلام): 36.
423

قال: يا رسول الله مذاكرة العلم خير من قراءة القرآن كله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا أبا ذر الجلوس ساعة عند مذاكرة العلم أحب إلى الله من قراءة القرآن كله اثني عشر
ألف مرة. عليكم بمذاكرة العلم فإن بالعلم تعرفون الحلال من الحرام.
ومن خرج من بيته ليلتمس بابا من العلم كتب الله عز وجل له بكل قدم ثواب نبي من
الأنبياء وأعطاه الله بكل حرف يسمع أو يكتب مدينة في الجنة، وطالب العلم أحبه
الله وأحبه الملائكة وأحبه النبيون، ولا يحب العلم إلا السعيد فطوبى لطالب العلم يوم
القيامة، ومن خرج من بيته يلتمس بابا من العلم كتب الله له بكل قدم ثواب شهيد
من شهداء بدر، وطالب العلم حبيب الله ومن أحب العلم وجبت له الجنة ويصبح
ويمسي في رضا الله، ولا يخرج من الدنيا حتى يشرب من الكوثر ويأكل من ثمرة الجنة
ويكون في الجنة رفيق الخضر (عليه السلام) وهذا كله تحت هذه الآية (يرفع الله الذين آمنوا
منكم والذين أوتوا العلم درجات) (1) (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع بحار الأنوار:
8 / 16، والبرهان في تفسير القرآن: 5 / 772، وتفسير كنز الدقائق: 11 / 558
وغيرها.

(1) سورة المجادلة: 11.
(2) جامع الأخبار: 109 ح 4.
424

الكوفة
[11977] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن حسان بن مهران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: مكة حرم الله والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والكوفة
حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[11978] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، وغيره، عن أبيه، عن خلاد القلانسي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكة حرم الله عز وجل وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحرم أمير المؤمنين (عليه السلام)
الصلاة فيها بمائة ألف صلاة والدرهم فيها بمائة ألف درهم، والمدينة حرم الله،
وحرم رسوله وحرم أمير المؤمنين صلوات الله عليهما الصلاة فيها بعشرة آلاف صلاة
والدرهم فيها بعشرة آلاف درهم، والكوفة حرم الله وحرم رسوله وحرم
أمير المؤمنين (عليه السلام) الصلاة فيها بألف صلاة والدرهم فيها بألف درهم (2).
[11979] 3 - الصدوق، عن محمد بن علي بن الفضل، عن محمد بن جعفر المعروف
بابن التبان، عن إبراهيم بن خالد المقري، عن عبد الله بن داهر الرازي، عن أبيه،
عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: بينا نحن ذات يوم حول أمير المؤمنين (عليه السلام) في
مسجد الكوفة إذ قال: يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا ففضل
مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي

(1) الكافي: 4 / 563 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 586 ح 1.
425

الخضر (عليهم السلام) ومصلاي وإن مسجدكم هذا أحد الأربع المساجد التي اختارها الله عز وجل
لأهلها وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله ولمن صلى فيه
فلا ترد شفاعته ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه وليأتين عليه زمان
يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان
به أو حن قلبه إليه فلا تهجرن وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه وارغبوا إليه في قضاء
حوائجكم فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على
الثلج (1).
[11980] 4 - الصدوق، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن جعفر، عن محمد
ابن القاسم النهمي، عن محمد بن عبد الوهاب، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن توبة
ابن الخليل، عن محمد بن الحسن، عن هارون بن خارجة قال: قال لي الصادق (عليه السلام):
كم بين منزلك وبين مسجد الكوفة؟ فأخبرته فقال: ما بقي ملك مقرب ولا نبي مرسل
ولا عبد صالح دخل الكوفة إلا وقد صلى فيه وأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر به ليلة اسري به
فاستأذن له الملك فصلى فيه ركعتين والصلاة الفريضة فيه ألف صلاة والنافلة فيه
خمسمائة صلاة والجلوس فيه من غير تلاوة وقرآن عبادة فأته ولو زحفا (2).
[11981] 5 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن الجاموراني،
عن ابن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث: إن الله تبارك وتعالى اختار من البلدان أربعة فقال عز وجل:
(والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين) (3) فالتين المدينة
والزيتون بيت المقدس وطور سينين الكوفة وهذا البلد الأمين مكة، الحديث (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الأربعون ح 8 / 298 الرقم 334.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والستون ح 4 / 469 الرقم 625.
(3) سورة التين: 1 - 3.
(4) الخصال: 1 / 225 ح 58.
426

[11982] 6 - الصدوق بإسناده عن التميمي، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
ذكر علي (عليه السلام) الكوفة فقال: يدفع البلاء عنها كما يدفع عن أخبية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[11983] 7 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن ابن بزيع،
عن منصور بن يونس، عن سليمان مولى طربال، وغيره قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
نفقة درهم بالكوفة تحسب بمائة درهم فيما سواها وركعتان فيها تحسب بمائة ركعة (2).
[11984] 8 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن الجاموراني، عن الحسين بن
سيف، عن أبيه، عن الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قلت له: أي بقاع الله أفضل بعد حرم الله جل وعز وحرم رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فقال:
الكوفة يا أبا بكر هي الزكية الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين
والأوصياء الصادقين وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبيا إلا وقد صلى فيه ومنه
يظهر عدل الله وفيها يكون قائمه والقوام من بعده وهي منازل النبيين والأوصياء
والصالحين (3).
[11985] 9 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن يعقوب بن
عبد الله من ولد أبي فاطمة، عن إسماعيل بن زيد مولى عبد الله بن يحيى الكاهلي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه وهو في مسجد
الكوفة فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته فرد (عليه السلام) فقال: جعلت
فداك إني أردت المسجد الأقصى فأردت أن اسلم عليك وأودعك، فقال: وأي شيء
أردت بذلك؟ فقال: الفضل جعلت فداك، قال: فبع راحلتك وكل زادك وصل في
هذا المسجد فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة والنافلة عمرة مبرورة والبركة منه
على اثني عشر ميلا، يمينه يمن ويساره مكر وفي وسطه عين من دهن وعين من لبن

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 65 ح 291.
(2) كامل الزيارات: 27 ح 2.
(3) كامل الزيارات: 30 ح 11.
427

وعين من ماء شرابا للمؤمنين وعين من ماء طهرا للمؤمنين، منه سارت سفينة نوح
وكان فيه نسر ويغوث ويعوق وصلى فيه سبعون نبيا وسبعون وصيا أنا أحدهم،
وقال بيده في صدره، ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله
وفرج عنه كربته (1).
[11986] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن
ابن عيسى، عن ابن البطائني، عن عبد الله بن الوليد قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام)
في زمن مروان فقال: ممن أنتم؟ فقلنا: من أهل الكوفة، قال: ما من البلدان أكثر محبا
لنا من أهل الكوفة لا سيما هذه العصابة إن الله هداكم لأمر جهله الناس فأحببتمونا
وأبغضنا الناس وتابعتمونا وخالفنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس فأحياكم الله
محيانا وأماتكم مماتنا فاشهد على أبي انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقر
به عينه أو يغتبط إلا أن تبلغ نفسه هكذا - وأهوى بيده إلى حلقه - وقد قال الله عز وجل في
كتابه: (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) (2) فنحن ذريه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[11987] 11 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن الحسين المقري، عن ابن عقدة،
عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن إبراهيم شيخ من
أصحابنا، عن صباح الحذاء قال: قال أبو عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كانت له إلى الله حاجة
فليقصد إلى مسجد الكوفة وليسبغ وضوءه وليصل في المسجد ركعتين يقرأ في كل
واحدة منهما: فاتحة الكتاب وسبع سور معها وهي المعوذتان وقل هو الله أحد وقل يا
أيها الكافرون وإذا جاء نصر الله والفتح وسبح اسم ربك الأعلى وإنا أنزلناه في ليلة

(1) كامل الزيارات: 32 ح 18.
(2) سورة الرعد: 38.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 47 / 144 الرقم 234.
428

القدر فإذا فرغ من الركعتين وتشهد وسلم وسأل الله حاجته فإنها تقضى بعون الله إن
شاء الله.
قال علي بن الحسن بن فضال: وقال لي هذا الشيخ: إني فعلت ذلك ودعوت الله
أن يوسع علي في رزقي فأنا من الله تعالى بكل نعمة ثم دعوته أن يرزقني الحج فرزقنيه
وعلمته رجلا كان من أصحابنا مقترا عليه في رزقه فرزقه الله تعالى ووسع عليه (1).
[11988] 12 - الطوسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ما من عبد صالح ولا نبي
إلا وقد صلى في مسجد كوفان حتى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما اسري به قال له
جبرئيل (عليه السلام): أتدري أين أنت يا رسول الله الساعة؟ أنت مقابل مسجد كوفان قال:
قلت: فاستأذن لي ربي حتى آتيه فأصلي فيه ركعتين فاستأذن الله عز وجل فأذن له وان
ميمنته لروضة من رياض الجنة وإن مؤخره لروضة من رياض الجنة وإن الصلاة
المكتوبة فيه لتعدل بألف صلاة وإن النافلة لتعدل بخمسمائة صلاة وإن الجلوس فيه
بغير تلاوة ولا ذكر لعبادة ولو علم الناس ما فيه لأتوه ولو حبوا (2).
[11989] 13 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد، عن محمد
قال: وحدثني أحمد بن محمد، عن أحمد بن المفضل الخزاعي، عن عثمان بن سعيد،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: إن إلى جانب كوفان قبرا ما أتاه مكروب
قط فصلى عنده ركعتين أو أربع ركعات إلا نفس الله عنه كربته وقضى حاجته، قال:
قلت: قبر الحسين بن علي (عليهما السلام)، فقال لي برأسه: لا فقلت: فقبر أمير المؤمنين (عليه السلام)،
فقال برأسه: نعم (3).
[11990] 14 - الطوسي بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن علي بن الحسين
ابن موسى، عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 84 / 415 الرقم 936.
(2) التهذيب: 6 / 32 ح 6.
(3) التهذيب: 6 / 35 ح 17.
429

قال: لما قدم أبو عبد الله (عليه السلام) الكوفة في زمن أبي العباس جاء على دابته في ثياب سفره
حتى وقفت على جسر الكوفة ثم قال لغلامه: اسقني فأخذ كوز ملاح فغرف فيه
وسقاه وشرب الماء وهو يسيل على لحيته وثيابه ثم استزاده فزاده ثم استزاده فزاده
فحمد الله ثم قال: نهر ما أعظم بركته أما إنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من الجنة
أما لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الأخبية على حافتيه ولولا ما يدخله من
الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برئ (1).
[11991] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذكر الكوفة: كأني بك
يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي تعركين بالنوازل وتركبين بالزلازل وإني لأعلم أنه
ما أراد بك جبار سوءا إلا ابتلاه بشاغل ورماه بقاتل (2).
[11992] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في مدح الكوفة: ويحك
يا كوفة، ما أطيبك وأطيب ريحك وأخبث كثيرا من أهلك، الخارج منك بذنب
والداخل فيك برحمة، أما لا تذهب الدنيا حتى يحن إليك كل مؤمن ويخرج عنك كل
كافر، أما لا تذهب الدنيا حتى تكوني من النهرين إلى النهرين حتى ان الرجل ليركب
البغلة السفواء يريد الجمعة ولا يدركها (3).
السوفاء: السرعة السير.
[11993] 17 - السيد عبد الكريم بن طاوس، عن والده وعمه رضي الدين علي بن
طاوس، عن محمد بن نما، عن محمد بن إدريس، عن عربي بن مسافر، عن الياس بن
هشام الحايري، عن أبي علي، عن والده الطوسي، عن المفيد، عن أبي القاسم جعفر
ابن محمد، عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي قال: دخلت على

(1) التهذيب: 6 / 38 ح 25.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 47.
(3) خصائص الأئمة: 114.
430

أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: إني أشتاق إلى الغري، فقال: فما شوقك إليه؟ فقلت له: إني
احب أن أزور أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: هل تعرف فضل زيارته؟ فقلت: لا يا بن
رسول الله إلا أن تعرفني ذلك، قال: فإذا أردت أن تزور قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) فاعلم
أنك زاير عظام آدم وبدن نوح وجسد علي بن أبي طالب، فقلت: ان آدم هبط
بسرانديب في مطلع الشمس وزعموا أن عظامه في بيت الله الحرام فكيف صارت
عظامه بالكوفة، قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نوح وهو في السفينة أن يطوف بالبيت
اسبوعا فطاف بالبيت كما اوحي إليه ثم نزل في الماء إلى ركبتيه فاستخرج تابوتا فيه
عظام آدم (عليه السلام) فحمله في جوف السفينة ثم طاف ما شاء الله أن يطوف ثم ورد إلى باب
الكوفة في وسط مسجدها ففيها قال الله تعالى للأرض: (ابلعي ماءك) (1) فبلعت
ماءها من مسجد الكوفة كما بدء الماء منه وتفرق الجمع الذين كانوا مع نوح في السفينة
فأخذ نوح (عليه السلام) التابوت فدفنه في الغري، وهو قطعة من الجبل الذي كلم الله عليه
موسى تكليما وقدس عليه عيسى تقديسا واتخذ عليه إبراهيم خليلا واتخذ محمدا
عليه حبيبا وجعله للنبيين مسكنا والله ما سكن فيه بعد أبويه الطيبين آدم ونوح أكرم
من أمير المؤمنين (عليه السلام) وإذا زرت جانب النجف فزر عظام آدم وبدن نوح وجسم علي
بن أبي طالب (عليه السلام) فإنك زائر الأنبياء الأولين ومحمدا خاتم النبيين وعليا سيد الوصيين
فإن زائره تفتح له أبواب السماء عند دعوته فلا تكن عن الخير نواما (2).
[11994] 18 - ابن طاوس، عن نصير الدين الطوسي، عن والده، عن فضل الراوندي،
عن ذي الفقار، عن الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن بكران،
عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن هلال، عن أبي شعيب الخراساني، قال: قلت
للرضا (عليه السلام): أيما أفضل زيارة قبر أمير المؤمنين أو زيارة الحسين (عليهما السلام)؟ قال: إن
الحسين قتل مكروبا فحق على الله جل ذكره أن لا يأتيه مكروب إلا فرج الله كربه

(1) سورة هود: 44.
(2) فرحة الغري: 72.
431

وفضل زيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السلام) على زيارة قبر الحسين كفضل أمير المؤمنين (عليه السلام)
على الحسين (عليه السلام) قال: ثم قال: أين تكن؟ قلت: الكوفة قال: إن مسجد الكوفة بيت
نوح (عليه السلام) لو دخله رجل مأة مرة لكتب الله له مأة مغفرة لأن فيه دعوة نوح (عليه السلام) حيث
قال: (رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا) (1) قال: قلت: لمن عني
بوالديه؟ قال: آدم وحوا (2).
[11995] 19 - المجلسي قال: روى السيد علي بن عبد الحميد من كتاب فضل بن
شاذان بإسناده عن الحسن بن علي (عليه السلام) قال: لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من
دار بالمدينة (3).
[11996] 20 - المجلسي رفعه عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن سعد بن
الأصبغ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان له دار في الكوفة فليتمسك بها (4).
الروايات في فضل الكوفة ومساجدها كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 3 / 489
وما بعدها، وكامل الزيارات: 27، ومزار المفيد: 17، والتهذيب: 6 / 31،
وبحار الأنوار: 22 / 85 طبع الكمباني و 97 / 385 طبع بيروت، ووسائل الشيعة:
5 / 248، ومستدرك الوسائل: 3 / 396 كلاهما من طبع آل البيت،
وجامع أحاديث الشيعة: 4 / 621 من الطبعة الحديثة، وسفينة البحار: 2 / 498،
وغيرها من كتب الأخبار.
وقد مر منا في عنوان الزيارة فضل زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) ويأتي عنوان النجف في
محله إن شاء الله تعالى والحمد لله.

(1) سورة نوح: 28.
(2) فرحة الغري: 104.
(3) بحار الأنوار: 22 / 85 طبع الكمباني و 97 / 385 طبع بيروت.
(4) بحار الأنوار: 22 / 85 طبع الكمباني و 97 / 385 طبع بيروت.
432

الكيس
[11997] 1 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن
داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رجل يقال له: همام وكان عابدا ناسكا مجتهدا إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا
ننظر إليه فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه وحزنه في
قلبه أوسع شيء صدرا وأذل شيء نفسا زاجر عن كل فان حاض على كل حسن...
الحديث (1).
[11998] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن مرازم قال: دخلت أنا وعمار وجماعة على أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة فقال:
ما مقامكم؟ فقال عمار: قد سرحنا ظهرنا وأمرنا أن نؤتي به إلى خمسة عشر يوما،
فقال: أصبتم المقام في بلد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصلاة في مسجده واعملوا لآخرتكم
وأكثروا لأنفسكم إن الرجل قد يكون كيسا في الدنيا فيقال: ما أكيس فلانا وإنما
الكيس كيس الآخرة (2).
قد سرحنا ظهرنا: أي أرسلنا إبلنا إلى المرعى.
[11999] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه

(1) الكافي: 2 / 226 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 557 ح 2.
433

رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين وحزم في لين وإيمان في
يقين وحرص في فقه ونشاط في هدى وبر في استقامة وعلم في حلم وكيس في
رفق... الحديث (1).
[12000] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الكندي، عن أحمد بن عديس، عن
أبان بن عثمان، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الشقي من شقي في بطن امه والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقى وأحمق
الحمق الفجور... الحديث (2).
[12001] 5 - الصدوق بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت...
الحديث (3).
[12002] 6 - المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي
ابن حديد، عن مرازم قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليهم:
عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس وإقامة الشهادة وحضور الجنائز انه
لابد لكم من الناس، ان أحدا لا يستغني عن الناس بجنازته فأما نحن نأتي جنائزهم
وإنما ينبغي لكم أن تصنعوا مثل ما يصنع من تأتمون به والناس لابد لبعضهم من بعض
ما داموا على هذه الحال حتى يكون ذلك ثم ينقطع كل قوم إلى أهل أهوائهم ثم قال:
عليكم بحسن الصلاة واعملوا لآخرتكم واختاروا لأنفسكم فإن الرجل قد يكون
كيسا في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلانا إنما الكيس كيس الآخرة (4).

(1) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(2) الكافي: 8 / 81 ح 39.
(3) معاني الأخبار: 195 ح 1.
(4) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 12 / 185.
434

[12003] 7 - الطوسي بإسناده عن الكشي، عن جبرئيل، عن العبيدي، عن ابن أسباط،
عن عبد الرحمن بن حماد، عن علي بن حزور، عن الأصبغ قال: رأيت المختار على
فخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يمسح رأسه ويقول: يا كيس يا كيس (1).
[12004] 8 - الطوسي بإسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر أنه قال:...
يا أبا ذر إن الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت والعاجز من اتبع نفسه وهواها
وتمنى على الله عز وجل الأماني... الحديث (2).
[12005] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كم من صائم ليس له من
صيامه إلا الجوع والظمأ وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والعناء حبذا نوم
الأكياس وإفطارهم (3).
[12006] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الله سبحانه جعل
الطاعة غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة (4).
[12007] 11 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قيل:
يا رسول الله وأي المؤمنين أكيس؟ قال: أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا
اولئك هم الأكياس (5).
[12008] 12 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: المؤمن كيس
فطن حذر (6).
[12009] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الأكياس هم الذين

(1) اختيار معرفة الرجال: المعروف برجال الكشي: 127 ح 201.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 530 الرقم 1162.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 145.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 331.
(5) النوادر: 26.
(6) شرح شهاب الأخبار: 46 ح 111.
435

للدنيا مقتوا وأعينهم عن زهرتها أغمضوا وقلوبهم عنها صرفوا وبالدار الباقية
تولهوا (1).
[12010] 14 - وعنه (عليه السلام): أكيس الأكياس من مقت دنياه وقطع منها أمله ومناه
وصرف عنها طمعه ورجاه (2).
[12011] 15 - وعنه (عليه السلام): الكيس من ملك عنان شهوته (3).
[12012] 16 - وعنه (عليه السلام): الكيس من قصر آماله (4).
[12013] 17 - وعنه (عليه السلام): الكيس أصله عقله ومروته خلقه ودينه حسبه (5).
[12014] 18 - وعنه (عليه السلام): الكيس من كان يومه خيرا من أمسه وعقل الذم عن
نفسه (6).
[12015] 19 - وعنه (عليه السلام): الكيس من أحيى فضائله وأمات رذائله بقعمه شهوته
وهواه (7).
[12016] 20 - وعنه (عليه السلام): الكيس من كان غافلا عن غيره ولنفسه كثير
التقاضي (8).

(1) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(2) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(3) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(4) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(5) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(6) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(7) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
(8) غرر الحكم: ح 3559 و 3276 و 2180 و 732 و 1739 و 1797 و 1895 و 1986.
436

كيف أصبحت؟
[12017] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي، وإبراهيم بن مهزم،
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى
بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوى برأسه مصفرا لونه قد
نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف أصبحت يا
فلأن؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقنا فعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله وقال: إن
لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: إن يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني
وأسهر ليلي وأظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى
عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم وكأني أنظر إلى أهل
الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون وعلى الأرائك متكئون وكأني أنظر إلى أهل النار
وهم فيها معذبون مصطرخون وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان ثم قال له: الزم ما أنت
عليه، فقال الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك، فدعا له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستشهد بعد تسعة
نفر وكان هو العاشر (1).

(1) الكافي: 2 / 53 ح 2.
437

[12018] 2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم،
عن إبراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: إن
لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟
فيقولون: بخير إن تركتنا ويقولون: الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب
ونعاقب بك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12019] 3 - الصدوق بإسناده عن المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن
محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قيل للحسين بن علي (عليه السلام): كيف أصبحت
يا بن رسول الله؟ قال: أصبحت ولي رب فوقي والنار أمامي والموت يطلبني
والحساب محدق بي وأنا مرتهن بعملي لا أجد ما أحب ولا أدفع ما أكره والامور بيد
غيري فإن شاء عذبني وإن شاء عفا عني فأي فقير أفقر مني (2).
رويها الصدوق في أماليه: المجلس التاسع والثمانون ح 3 / 707 الرقم 971.
[12020] 4 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا عبد الرحمن
ابن محمد الحسيني، قال: حدثنا أبو الطيب محمد بن الحسين بن حميد اللخمي قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن زكريا قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن المهلبي قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عبد الله بن الحسن، عن امه فاطمة
بنت الحسين (عليهما السلام) قالت: لما اشتدت علة فاطمة (عليها السلام) بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وغلبها
اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها: يا بنت رسول الله كيف أصبحت
عن علتك؟ فقالت (عليها السلام): أصبحت والله عائفة لدنياكم قالية لرجالكم لفظتهم قبل أن
عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لفلول الحد وخور القناة وخطل الرأي وبئس

(1) الكافي: 2 / 115 ح 13.
(2) الفقيه: 4 / 404 ح 5873.
438

ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون لا جرم لقد قلدتهم
ربقتها وشننت عليهم غارها فجدعا وعقرا وسحقا للقوم الظالمين ويحهم أنى
زحزحوها عن رواسي الرسالة وقواعد النبوة ومهبط الوحي الأمين والطبين بأمر
الدنيا والدين ألا ذلك هو الخسران المبين وما نقموا من أبي الحسن نقموا والله منه
نكير سيفه وشدة وطئه ونكال وقعته وتنمره في ذات الله عز وجل والله لو تكافوا عن زمام
نبذة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إليه لاعتلقه ولسار بهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه ولا يتعتع
راكبه ولأوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفتاه ولأصدرهم بطانا قد تحير بهم
الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعه شرره الساغب ولفتحت عليهم
بركات من السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلم فاسمع وما
عشت أراك الدهر العجب وإن تعجب فقد أعجبك الحادث إلى أي سناد استندوا
وبأي عروة تمسكوا استبدلوا الذنابى والله بالقوادم والعجز بالكاهل فرغما لمعاطس
قوم يحسبون انهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، أفمن يهدي
إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون؟ أما لعمر إلهك
لقد لقحت فنظرة ريث ما تنتج ثم احتلبوا طلاع القعب دما عبيطا وذعافا ممقرا هنالك
يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما سن الأولون ثم طيبوا عن أنفسكم أنفسا
وطامنوا للفتنة جأشا وأبشروا بسيف صارم وهرج شامل واستبداد من الظالمين يدع
فيئكم زهيدا وزرعكم حصيدا فيا حسرتي لكم وأني بكم وقد عميت قلوبكم عليكم
أنلزمكموها وأنتم لها كارهون؟
ثم قال الصدوق: وحدثنا بهذا الحديث أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن
المعروف بابن مقبرة القزويني قال: أخبرنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن حسن بن
جعفر بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حدثنا محمد بن علي الهاشمي
قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
439

حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: لما حضرت
فاطمة (عليها السلام) الوفاة دعتني فقال: أمنفذ أنت وصيتي وعهدي؟ قال: قلت: بلى أنفذها،
فأوصت إليه وقالت: إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن رجلين ذكرتهما قال: فلما
اشتدت علتها اجتمع إليها نساء المهاجرين والأنصار فقلن: كيف أصبحت يا بنت
رسول الله من علتك؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم... وذكر الحديث
نحوه (1).
[12021] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن موسى بن القاسم
البجلي، عن صفوان بن يحيى، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما حارثة بن النعمان الأنصاري قال له: كيف أصبحت يا حارثة؟
قال: أصبحت يا رسول الله مؤمنا حقا قال: إن لكل إيمان حقيقة فما حقيقة
إيمانك؟ قال: عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري فكأني بعرش
ربي وقد قرب للحساب وكأني بأهل الجنة فيها يتزاورون وأهل النار فيها يعذبون
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت مؤمن نور الله الإيمان في قلبك فاثبت ثبتك الله فقال له:
يا رسول الله ما أنا على نفسي من شيء أخوف مني عليها من بصري فدعا له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فذهب بصره (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12022] 6 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن
ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن الثمالي، عن حنش بن المعتمر قال: دخلت على
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو في الرحبة متكئ فقلت: السلام عليك

(1) معاني الأخبار: 354.
(2) معاني الأخبار: 187 ح 5.
440

يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته كيف أصبحت؟ قال: فرفع رأسه ورد علي وقال:
أصبحت محبا لمحبنا مبغضا لمن يبغضنا، إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم
وليلة وإن مبغضنا بنى بناء فأسس بنيانه على شفا جرف هار فكان بنيانه هار فانهار
به في نار جهنم، يا أبا المعتمر إن محبنا لا يستطيع أن يبغضنا قال: ومبغضنا لا يستطيع
أن يحبنا إن الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا فلن
يستطيع محبنا أن يبغضنا ولن يستطيع مبغضنا أن يحبنا، ولن يجتمع حبنا وحب عدونا
في قلب أحد ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بالآخر
أعداءهم (1).
الرواية من حيث السند حسنة.
[12023] 7 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب، عن
محمد بن حماد، عن حاتم الأصم، عن شقيق البلخي، عمن أخبره من أهل العلم
قال: قال جابر بن عبد الله الأنصاري: لقيت علي بن أبي طالب (عليه السلام) ذات يوم صباحا
فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: بنعمة من الله وفضل من رجل لم يزر
أخا ولم يدخل على مؤمن سرورا قلت: وما ذلك؟ قال: يفرج عنه كربا أو يقضي
عنه دينا أو يكشف عنه فاقته.
قال جابر: ولقيت عليا يوما فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال:
أصبحنا وبنا من نعم الله وفضله ما لا نحصيه مع كثير ما نحصيه فما ندري أي نعمة
نشكر أجميل ما ينشر أم قبيح ما يستر؟
قال: وقال عبد الله بن جعفر: دخلت على عمي علي (عليه السلام) صباحا وكان مريضا
فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: يا بني كيف أصبح من يفنى ببقائه ويسقم

(1) أمالي المفيد: المجلس السابع والعشرون ح 4 / 232.
441

بدوائه ويؤتى من مأنه [مأمنه] (1).
[12024] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل بإسناده إلى شقيق البلخي، عمن
أخبره من أهل العلم قال: قيل لعلي بن الحسين (عليه السلام): كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟
قال: أصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالى يطلبني بالفرائض والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسنة والعيال
بالقوت والنفس بالشهوة والشيطان باتباعه والحافظان بصدق العمل وملك الموت
بالروح والقبر بالجسد فأنا بين هذه الخصال مطلوب (2).
[12025] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل بإسناده إلى شقيق البلخي،
عمن أخبره من أهل العلم قال: قيل لمحمد بن علي الباقر (عليه السلام): كيف أصبحت؟ قال:
أصبحنا غرقى في النعمة موفورين بالذنوب يتحبب إلينا الهنا بالنعم ونتمقت إليه
بالمعاصي ونحن نفتقر إليه وهو غني عنا (3).
[12026] 10 - صاحب جامع الأخبار رفعه عن المسيب قال: خرج أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما
من البيت فاستقبله سلمان فقال له (عليه السلام): كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصبحت
في غموم أربعة، فقال له (عليه السلام): وما هن؟ قال: غم العيال يطلبون الخبز والشهوات،
والخالق تعالى يطلب الطاعة، والشيطان يأمرنا بالمعصية، وملك الموت يطلب
الروح.
فقال له (عليه السلام): أبشر يا أبا عبد الله، فإن لك بكل خصلة درجات، وإني كنت
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف أصبحت يا علي؟ فقلت:
أصبحت وليس في يدي شيء غير الماء، وأنا مغتم لحال فرخي الحسن والحسين،

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني والثلاثون ح 10 و 11 و 15 / 640 و 641 الرقم 1324 و 1325 و
1329.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثاني والثلاثون ح 16 / 641 الرقم 1330.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثاني والثلاثون ح 17 / 641 الرقم 1331.
442

فقال لي: يا علي، غم العيال ستر من النار، وطاعة الخالق أمان من العذاب، والصبر
على الفاقة جهاد وأفضل من عبادة ستين سنة، وغم الموت كفارة الذنوب، واعلم يا
علي أن أرزاق العباد على الله سبحانه وغمك لهم لا يضر ولا ينفع غير أنك تؤجر
عليه، وإن أغم الغم غم العيال (1).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع أمالي الطوسي:
المجلس الثاني والثلاثون ح 6 إلى ح 20 (639 - 641)، وجامع الأخبار: 237،
وبحار الأنوار: 73 / 15 وغيرها من كتب الأخبار.
وإلى هنا تم الجزء التاسع من كتابنا موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
على يد مؤلفها العبد هادي النجفي في صبيحة يوم الاثنين
السابع من ربيع الأول عام 1420 ببلدة أصبهان صانها الله تعالى عن الحدثان
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين

(1) جامع الأخبار: 239 ح 9.
443