الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ٢
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت:
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الثاني
ب - ت - ث - ج
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب الباء
3

الباطل
[1122] 1 - محمد بن يعقوب الكليني، قال حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كتب بهذه الرسالة إلى
أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في
مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
قال: وحدثني الحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم
بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار
والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم وعليكم بمجاملة
أهل الباطل، تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم
جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام، فانه لابد لكم من مجالستهم
ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم
فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر ولولا ان الله
تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون
لكم مجالسكم ومجالسهم واحدة وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف، لا تحبونهم
أبدا ولا يحبونكم غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق بصركموه ولم يجعلهم من أهله
5

فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء وحيلهم
وسواس بعضهم إلى بعض فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق فيعصمكم
الله من ذلك فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير.
وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان فإنكم إن كففتم
ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم
به فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما ينهى عنه مرادة للعبد عند الله ومقت من الله وصم
وعمي وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة فتصبروا كما قال الله: (صم بكم عمي فهم
لا يرجعون) (1) يعني لا ينطقون (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) (2).
وإياكم وما نهاكم الله عنه أن تركبوه وعليكم بالصمت إلا فيما ينفعكم الله به من أمر
آخرتكم ويأجركم عليه وأكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله
والتضرع إليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد،
فاشغلوا ألسنتكم بذلك عما نهى الله عنه من أقاويل الباطل التي تعقب أهلها خلودا في
النار من مات عليها ولم يتب إلى الله ولم ينزع عنها وعليكم بالدعاء فإن المسلمين لم
يدركوا نجاح الحوائج عند ربهم بأفضل من الدعاء والرغبة إليه والتضرع إلى الله
والمسألة له فارغبوا فيما رغبكم الله فيه وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه لتفلحوا وتنجوا
من عذاب الله وإياكم أن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم فانه من انتهك ما
حرم الله عليه ههنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة
الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.
واعلموا انه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته
فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في

(1) سورة البقرة: 18.
(2) سورة المرسلات: 36.
6

الجنة ولذاتها وكرامة أهلها، ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوء
حالهم عند ربهم يوم القيامة، استجيروا الله ان يجيركم في مثالهم أبدا وان يبتليكم بما
ابتلاهم به ولا قوة لنا ولكم إلا به.
فاتقوا الله أيتها العصابة الناجية ان أتم الله لكم ما أعطاكم به فانه لا يتم الأمر حتى
يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في أنفسكم
وأموالكم وحتى تسمعوا من أعداء الله أذى كثيرا فتصبروا وتعركوا بجنوبكم وحتى
يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا عليكم الضيم فتحملوا منهم تلتمسون بذلك وجه
الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيظ والشديد في الأذى في الله عز وجل يجترمونه إليكم
وحتى يكذبوكم بالحق ويعادوكم فيه ويبغظوكم عليه فتصبروا على ذلك منهم
ومصداق ذلك كله في كتاب الله الذي أنزله جبرئيل (عليه السلام) على نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعتم قول
الله عز وجل لنبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم): (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل
لهم) (1) ثم قال: (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا
وأوذوا) (2) فقد كذب نبي الله والرسل من قبله وأوذوا مع التكذيب بالحق فإن سركم
أمر الله فيهم الذي خلقهم له في الأصل - أصل الخلق - من الكفر الذي سبق في علم الله
أن يخلقهم له في الأصل ومن الذين سماهم الله في كتابه في قوله (وجعلنا منهم أئمة
يدعون إلى النار) (3) فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه فانه من يجهل هذا وأشباهه
مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر الله به ونهى عنه ترك دين الله وركب معاصيه
فاستوجب سخط الله فأكبه الله على وجهه في النار (4).
[1123] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه وعلي

(1) سورة الأحقاف: 35.
(2) سورة الأنعام: 34. وفيها (لقد كذبت...).
(3) سورة القصص: 41. وفيها (وجعلناهم أئمة...).
(4) الكافي: 8 / 2.
7

ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمد بن أبي حمزة، عن حمران
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال: اني
سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه
خيل وانا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله قد كان فينبغي لك أن تفرح بما
أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس إنك أحق بهذا الأمر منا وأهل
بيتكم فتغيرنا بك وبهم قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال لي:
أتحلف على ما تقول؟ قال: فقلت: ان الناس سحرة يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي
فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا
ملك؟ فقلت: نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من
دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام، فعرفت انه قد حفظ
الحديث فقلت: لعل الله عز وجل ان يكفيك فاني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل
غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك فسكت عني فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا
فقال جعلت فداك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس
وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته، فقلت: بيني وبين نفسي هذا حجة الله على
الخلق وصاحب هذا الأمر الذي يقتدى به وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد
الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله وهو في موكبه وأنت على حمار
فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي؟ قال: فقلت: لو رأيت من كان
حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت
ما هو فيه فقال: الآن سكن قلبي ثم قال: إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم؟
فقلت: أليس تعلم ان لكل شيء مدة؟ قال: بلى فقلت: هل ينفعك علمك ان هذا
الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين انك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي
كنت لهم أشد بغضا ولو جهدت أو جهد أهل الأرض ان يدخلوهم في أشد ما هم فيهم
8

من الإثم لم يقدروا فلا يستفزنك الشيطان فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن
المنافقين لا يعلمون إلا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف
هو غدا في زمرتنا فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله ورأيت الجور قد شمل البلاد
ورأيت القرآن قد خلق واحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء ورأيت الدين قد
انكفى كما ينكفي الماء ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق، ورأيت الشر
ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه، ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال
والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد
عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت،
ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله، ورأيت الغلام يعطي ما
تعطي المرأة، ورأيت النساء يتزوجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر ورأيت الرجل
ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه، ورأيت الناظر يتعوذ بالله
مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع، ورأيت
الكافر فرحا لما يرى في المؤمن، مرحا لما يرى في الأرض من الفساد، ورأيت الخمور
تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا،
ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا ورأيت أصحاب الآيات يحتقرون ويحتقر
من يحبهم، ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا، ورأيت بيت الله قد
عطل ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله، ورأيت الرجال يتسمنون
للرجال والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها،
ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، ورأيت التأنيث في ولد العباس
قد ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها وأعطوا الرجال الأموال
على فروجهم وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال، وكان صاحب المال أعز من
المؤمن، وكان الربا ظاهرا لا يعير، وكان الزنا تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تصانع
9

زوجها على نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على
فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا، ورأيت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت
الناس يعتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم، ورأيت
الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه، ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على
الله عز وجل، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في
سخط الله، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة
يرتشون في الحكم، ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن
ويكتفى بهن، ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر
فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل
من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل
ما لا يشتهي وتنفق على زوجها، ورأيت الرجل يكرى امرأته وجاريته ويرضى
بالدني من الطعام والشراب، ورأيت الأيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور، ورأيت القمار قد
ظهر، ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل
الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها، لا يمنعها أحد أحدا ولا يجتريء أحد على
منعها، ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة
من يمتدح بشتمنا أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته، ورأيت
الزور من القول يتنافس فيه، ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على
الناس استماع الباطل الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1124] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن

(1) الكافي: 8 / 36.
10

الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ما التقت فئتان قط من أهل
الباطل إلا كان النصر مع أحسنهما بقية على أهل الإسلام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1125] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن
مرداس، عن صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار
الساباطي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم
المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته، مع الإمام منكم الظاهر؟
فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله
عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة
الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر
في دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة
الحق واعلموا ان من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في
وقتها فأتمها، كتب الله عز وجل له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة
فريضة وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها، كتب الله عز وجل له خمسا وعشرين صلاة
فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر
صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة ويضاعف
الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه
وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة ان الله عز وجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم
كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق
ونحن على دين واحد؟ فقال: انكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى

(1) الكافي: 8 / 152، ح 139.
11

الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع
امامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق، خائفين على
إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة، تنتظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي
الظلمة، قد منعوكم ذلك، واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على
دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم
الأعمال فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك فما ترى اذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن
اليوم في إمامتكم وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟ فقال:
سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله
الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة؟ ولا يعصون الله عز وجل في أرضه، وتقام حدوده في
خلقه، ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر، حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من
الخلق، أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل
عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد فأبشروا (1).
[1126] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي اسامة، عن هشام ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن أبي حمزة، عن أبي إسحاق قال: حدثني الثقة من أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) انهم سمعوا أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في خطبة له: اللهم وإني لأعلم ان
العلم لا يأرز كله ولا ينقطع مواده وانك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك،
ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور، كيلا تبطل حججك ولا يضل أوليائك بعد إذ
هديتهم، بل اين هم وكم أولئك الأقلون عددا، والأعظمون عند الله جل ذكره قدرا،
المتبعون لقادة الدين، الأئمة الهادين يتأدبون بآدابهم وينهجون نهجهم فعند ذلك

(1) الكافي: 1 / 333 ح 2.
12

يهجم بهم العلم على حقيقة الإيمان فتستجيب أرواحهم لقادة العلم، ويستلينون من
حديثهم ما استوعر على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذبون، وأباه
المسرفون أولئك أتباع العلماء صحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى وأوليائه
ودانوا بالتقية عن دينهم والخوف من عدوهم، فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى،
فعلماؤهم وأتباعهم خرس صمت في دولة الباطل، منتظرون لدولة الحق وسيحق الله
الحق بكلماته ويمحق الباطل ها، ها، طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال
هدنتهم ويا شوقاه إلى رؤيتهم في حال ظهور دولتهم وسيجمعنا الله وإياهم في جنات
عدن ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم (1).
[1127] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن شعيب وأبي
إسحاق الخفاف، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ليس لمصاص شيعتنا في دولة
الباطل إلا القوت، شرقوا ان شئتم أو غربوا لن ترزقوا إلا القوت (2).
[1128] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن أبي الصباح الكناني قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه شيخ فقال:
يا أبا عبد الله أشكو إليك ولدي وعقوقهم وإخواني وجفاهم عند كبر سني، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا ان للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه
ذليل وان أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده والجفاء من إخوانه
وما من مؤمن يصيبه شيئا من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلى قبل موته، إما في بدنه
وإما في ولده وإما في ماله حتى يخلصه الله مما اكتسب في دولة الباطل ويوفر له حظه في
دولة الحق فاصبر وأبشر (3).

(1) الكافي: 1 / 335 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 261 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 447 ح 12.
13

الرواية من حيث السند صحيحة.
[1129] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم تزل دولة الباطل طويلة ودولة الحق
قصيرة (1).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1130] 9 - الكليني، عن علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن الحسن بن
عبد الرحمن، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل:
(قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين * إن هو إلا ذكر للعالمين)
قال: هو أمير المؤمنين (عليه السلام) (ولتعلمن نبأه بعد حين) (2) قال: عند خروج
القائم (عليه السلام).
وفي قوله عز وجل: (ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه) (3) قال: اختلفوا كما
اختلفت هذه الأمة في الكتاب وسيختلفون في الكتاب الذي مع القائم الذي يأتيهم به
حتى ينكره ناس كثير فيقدمهم فيضرب أعناقهم.
وأما قوله عز وجل: (ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وان الظالمين لهم عذاب
أليم) (4) قال: لولا ما تقدم فيهم من الله عز وجل ما أبقى القائم (عليه السلام) منهم واحدا.
وفي قوله عز وجل: (والذين يصدقون بيوم الدين) (5) قال: بخروج القائم (عليه السلام).
وقوله عز وجل: (والله ربنا ما كنا مشركين) (6) قال: يعنون بولاية علي (عليه السلام).

(1) الكافي: 8 / 224 ح 284.
(2) سورة ص: 88 - 86.
(3) سورة هود: 111.
(4) سورة الشورى: 21.
(5) سورة المعارج: 26.
(6) سورة الأنعام: 22.
14

وفي قوله عز وجل: (وقل جاء الحق وزهق الباطل) (1) قال: إذا قام القائم (عليه السلام)
ذهبت دولة الباطل (2).
[1131] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن
ابن علي الوشاء وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال جميعا، عن
عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)
الناس فقال: أيها الناس إنما بدء وقوع الفتن أهواء تتبع وأحكام تبتدع يخالف فيها
كتاب الله يتولى فيها رجال رجالا، فلو ان الباطل خلص لم يخف على ذي حجى، ولو
ان الحق خلص لم يكن اختلاف ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث فيمزجان
فيجيئان معا فهنالك استحوذ الشيطان على أوليائه ونجا الذين سبقت لهم من الله
الحسنى (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1132] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قال: ان الله لم يدع الأرض بغير عالم
ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل (4).
الرواية معتبرة الاسناد.
[1133] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
رفعه إلى أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان،
والحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشد والغي، والعاجلة والآجلة والعاقبة،

(1) سورة الاسراء: 81.
(2) الكافي: 8 / 287 ح 432.
(3) الكافي: 1 / 54 ح 1.
(4) الكافي: 1 / 178 ح 5.
15

والحسنات والسيئات، فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه
الله (1).
[1134] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن ابن
أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل خلق قوما للحق فإذا مر بهم الباب من
الحق قبلته قلوبهم وإن كانوا لا يعرفونه وإذا مر بهم الباب من الباطل أنكرته قلوبهم
وان كانوا لا يعرفونه وخلق قوما لغير ذلك فإذا مر بهم الباب من الحق أنكرته قلوبهم
وان كانوا لا يعرفونه وإذا مر بهم الباب من الباطل قبلته قلوبهم وان كانوا
لا يعرفونه (2).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1135] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الريان،
عن يونس قال: سألت الخراساني (عليه السلام) وقلت: ان العباسي ذكر انك ترخص في الغناء
فقال: كذب الزنديق ما هكذا قلت له سألني عن الغناء فقلت له: إن رجلا أتى
أبا جعفر (عليه السلام) فسأله عن الغناء فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فأنى يكون
الغناء فقال: مع الباطل فقال: قد حكمت (3).
[1136] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال الشطرنج من الباطل (4).
ونحوها خبر يعقوب بن يزيد المروي في تفسير العياشي، ونقل عنه في بحار
الأنوار: 79 / 236 ح 21 طبع إيران.

(1) الكافي: 2 / 15 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 214 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 435 ح 25.
(4) الكافي: 6 / 435 ح 25.
16

[1137] 16 - الشيخ باسناده إلى علي بن مهزيار، عن الحسن، عن القاسم، عن علي،
عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس الصيام من الطعام والشراب والإنسان
ينبغي له أن يحفظ لسانه من اللغو الباطل في رمضان وغيره (1).
[1138] 17 - البرقي، عن علي بن عيسى القاساني، عن ابن مسعود الميسري رفعه قال
قال المسيح (عليه السلام): خذوا الحق من أهل الباطل ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق كونوا
نقاد الكلام فكم من ضلالة زخرفت باية من كتاب الله كما زخرف الدرهم من نحاس
بالفضة المموهة النظر إلى ذلك سواء والبصراء به خبراء (2).
[1139] 18 - البرقي، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول
الله تبارك وتعالى: (واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه) (3) قال: يحول بينه
وبين أن يعلم ان الباطل حق (4).
[1140] 19 - البرقي، عن ابن محبوب، عن سيف بن عميرة وعبد العزيز العبدي وعبد الله
بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أبى الله ان يعرف باطلا حقا أبى الله أن يجعل
الحق في قلب المؤمن باطلا لاشك فيه وأبى الله أن يجعل الباطل في قلب الكافر المخالف
حقا، لا شك فيه ولو لم يجعل هذا هكذا ما عرف حق من باطل (5).
[1141] 20 - الشهيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العاقل من رفض الباطل (6).

(1) التهذيب: 4 / 189 ح 1.
(2) المحاسن: 229، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 96 ح 39.
(3) سورة الأنفال: 24.
(4) المحاسن: 237، ونقل عنه في بحار الأنوار: 5 / 205، 41.
(5) المحاسن: 277، ونقل عنه في بحار الأنوار: 5 / 303 ح 12.
(6) الدرة الباهرة: 21، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 159 ح 31.
17

البخل
[1142] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا
لم يكن لله في عبد حاجة ابتلاه بالبخل (1).
[1143] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن الحسين بن أحمد، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني سلمة: يا بني سلمة من سيدكم؟ قالوا: يا رسول الله سيدنا
رجل فيه بخل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وأي داء أدوى من البخل، ثم قال: بل سيدكم
الأبيض الجسد البراء بن معرور (2).
البراء: من الأنصار الذين بايعوا رسول الله البيعة الأولى بالعقبة.
[1144] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
أبي الجهم، عن موسى بن بكر، عن أحمد بن سليمان، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال:
البخيل من بخل بما افترض الله عليه (3).
[1145] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن المفضل بن
صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس البخيل من
أدى الزكاة المفروضة من ماله وأعطى البائنة في قومه إنما البخيل حق البخيل من لم يؤد

(1) الكافي: 4 / 44 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 44 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 45 ح 4.
18

الزكاة المفروضة من ماله ولم يعط البائنة في قومه وهو يبذر فيما سوى ذلك (1).
البائنة: العطية.
[1146] 5 - الكليني بإسناده إلى الخطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... البخل
جلباب المسكنة، الحديث (2).
[1147] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل
قال: صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة والبخل وعبوس
الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار (3).
الرواية من حيث السند معتبرة ولكن مضمرة.
[1148] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان أبو جعفر صلوات الله عليه
يقول: عظموا أصحابكم ووقروهم ولا يتجهم بعضكم بعضا ولا تضاروا ولا
تحاسدوا وإياكم والبخل كونوا عباد الله المخلصين (4).
[1149] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان
المؤمن لا يكون سجيته الكذب والبخل والفجور وربما ألم من ذلك شيئا لا يدوم عليه،
قيل: فيزني؟ قال: نعم ولكن لا يولد له من تلك النطفة (5).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1150] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، رفعه، عن

(1) الكافي: 4 / 46 ح 8.
(2) الكافي: 8 / 23.
(3) الكافي: 2 / 103 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 173 ح 12.
(5) الكافي: 2 / 442 ج 6.
19

بعض الحكماء قال: ان أحق الناس أن يتمنى الغني للناس أهل البخل لأن الناس إذا
استغنوا كفوا عن أموالهم وإن أحق الناس أن يتمنى صلاح الناس أهل العيوب لأن
الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم وإن أحق الناس أن يتمنى حلم الناس أهل
السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس
وأصبح أهل العيوب يتمنون فسقهم وأصبح أهل الذنوب يتمنون سفههم وفي الفقر
الحاجة إلى البخيل وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب وفي السفه المكافاة
بالذنوب (1).
ونقلها الصدوق في أماليه: 233، ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 300 ح 5.
[1151] 10 - الصدوق باسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن آدم، عن أبيه،
عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام):
يا علي لا تشاورن جبانا فانه يضيق عليك المخرج، ولا تشاورن بخيلا فانه يقصر بك
عن غايتك، ولا تشاورن حريصا فانه يزين لك شرها، واعلم ان الجبن والبخل
والحرص غريزة يجمعها سوء الظن (2).
[1152] 11 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن ابن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعوذ من البخل؟ فقال: نعم يا أبا محمد في كل صباح ومساء ونحن
نتعوذ بالله من البخل الله يقول: (من يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون)
وسأخبرك عن عاقبة البخل ان قوم لوط كانوا أهل قرية أشحاء على الطعام فأعقبهم
البخل داء لا دواء له في فروجهم فقلت وما أعقبهم؟ فقال: إن قرية قوم لوط كانت
على طريق السيارة إلى الشام ومصر فكانت السيارة تنزل بهم فيضيفونهم فلما كثر

(1) الكافي: 8 / 170 ح 191.
(2) الفقيه: 4 / 409 ح 5889.
20

ذلك عليهم ضاقوا بذلك ذرعا بخلا ولؤما فدعاهم البخل إلى أن كانوا إذا نزل بهم
الضيف فضحوه من غير شهوة بهم إلى ذلك وإنما كانوا يفعلون ذلك بالضيف حتى
ينكل النازل عنهم فشاع أمرهم في القرى وحذر منهم النازلة فأورثهم البخل بلاء
لا يستطيعون دفعه عن أنفسهم من غير شهوة لهم إلى ذلك حتى صاروا يطلبونه من
الرجال في البلاد ويعطونهم عليه الجعل ثم قال: فأي داء أداى من البخل ولا أضر
عاقبة ولا أفحش عند الله عز وجل قال أبو بصير فقلت له: جعلت فداك فهل كان أهل قرية
لوط كلهم هكذا يعملون؟ فقال: نعم إلا أهل بيت من المسلمين أما تسمع
لقوله تعالى: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من
المسلمين) (1) ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): إن لوطا لبث في قومه ثلاثين سنة يدعوهم إلى
الله عز وجل ويحذرهم عذابه وكانوا قوما لا يتنظفون من الغائط ولا يتطهرون من الجنابة
وكان لوط ابن خالة إبراهيم وكانت امرأة إبراهيم سارة أخت لوط وكان لوط وإبراهيم
نبيين مرسلين منذرين وكان لوط رجلا سخيا كريما يقري الضيف إذا نزل به ويحذرهم
قومه قال: فلما رأى قوم لوط ذلك منه قالوا له انا ننهاك عن العالمين لا تقر ضيفا ينزل
بك إن فعلت فضحنا ضيفك الذي ينزل بك وأخزيناك فكان لوط إذا نزل به الضيف
كتم أمره مخافة أن يفضحه قومه وذلك انه لم يكن للوط عشيرة قال: ولم يزل لوط
وإبراهيم يتوقعان نزول العذاب على قومه فكانت لإبراهيم وللوط منزلة من الله عز وجل
شريفة وإن الله عز وجل كان إذا أراد عذاب قوم لوط أدركته مودة إبراهيم وخلته ومحبة
لوط فيراقبهم فيؤخر عذابهم قال أبو جعفر (عليه السلام): فلما اشتد أسف الله على قوم لوط
وقدر عذابهم وقضى أن يعوض إبراهيم من عذاب قوم لوط بغلام عليم فيسلى بهم
مصابه بهلاك قوم لوط فبعث الله رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسماعيل فدخلوا عليه
ليلا ففزع منهم وخاف ان يكونوا سراقا فلما رأته الرسل فزعا مذعورا قالوا سلاما

(1) سورة الذاريات: 35 - 36.
21

قال سلام إنا منكم وجلون قالوا لا توجل إنا رسل ربك نبشرك بغلام عليم قال
أبو جعفر (عليه السلام): والغلام العليم هو إسماعيل من هاجر فقال إبراهيم للرسل: أبشرتموني
على أن مسني الكبر فبم تبشرون؟ قالوا: بشرناك بالحق فلا تكن من القانطين فقال
إبراهيم: فما خطبكم بعد البشارة قالوا: إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين قوم لوط انهم كانوا
قوما فاسقين لنذرهم عذاب رب العالمين قال أبو جعفر (عليه السلام): فقال إبراهيم (عليه السلام)
للرسل: ان فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله أجمعين إلا امرأته قدرنا
إنها لمن الغابرين قال: (فلما جاء آل لوط المرسلون * قال انكم قوم منكرون *
قالوا بل جئناك بما كانوا فيه) قومك من عذاب الله (يمترون * وأتيناك بالحق)
لننذر قومك العذاب (وإنا لصادقون) (فاسر بأهلك) يا لوط إذا مضى لك من
يومك هذا سبعة أيام ولياليها (بقطع من الليل) إذا مضى نصف الليل ولا يلتفت
منك أحد إلا امرأتك انه مصيبها ما أصابهم (وامضوا) في تلك الليلة (حيث
تؤمرون) (1) قال أبو جعفر (عليه السلام): فقضوا ذلك الأمر إلى لوط ان دابر هؤلاء مقطوع
مصبحين قال قال أبو جعفر (عليه السلام): فلما كان يوم الثامن مع طلوع الفجر قدم الله عز وجل
رسلا إلى إبراهيم يبشرونه بإسحاق ويعزونه بهلاك قوم لوط وذلك قوله تعالى:
(ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء
بعجل حنيذ) يعني زكيا مشويا نضيجا (فلما رأى) إبراهيم (أيديهم لا تصل اليه
نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط وامرأته قائمة
فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب) يعني فتعجبت من قولهم
(قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب * قالوا
أتعجبين من أمر الله رحمت الله وبركاته عليكم أهل البيت انه حميد مجيد) قال
أبو جعفر (عليه السلام): فلما جاءت إبراهيم البشارة بإسحاق وذهب عنه الروع أقبل يناجي

(1) سورة الحجر: الآيات: 61 - 65.
22

ربه في قوم لوط ويسأله كشف البلاء عنهم فقال الله عز وجل: (يا إبراهيم أعرض عن
هذا انه قد جاء أمر ربك وانهم آتيهم) (1) عذابي بعد طلوع الشمس من يومك
محتوما غير مردود (2).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1153] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن آدم،
عن أبيه رفعه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... اعلم يا علي ان الجبن والبخل والحرص
غريزة واحدة يجمعها سوء الظن (3).
[1154] 13 - الصدوق بإسناده في خبر مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... قال الله عز وجل:
حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات... (4).
[1155] 14 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
الأزدي، عن مالك بن أنس قال: قال الصادق (عليه السلام): عجبت لمن يبخل بالدنيا وهي
مقبلة عليه أو يبخل بها وهي مدبرة عنه، فلا إنفاق مع الإقبال يضره ولا الإمساك مع
الإدبار ينفعه (5).
[1156] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن النضر بن سويد، عن عبد الأعلى الأرجاني، عن عبد الأعلى بن أعين، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن البخيل من كسب مالا من غير حله وأنفقه في غير حقه (6).
[1157] 16 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن

(1) سورة هود: 69 - 73، 76.
(2) علل الشرايع: 183، ونقل عنه في بحار الأنوار: 12 / 147.
(3) علل الشرايع: 559، ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 162.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 351، ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 301.
(5) أمالي الصدوق: 102.
(6) معاني الأخبار: 245 ح 2.
23

الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أبي الجهم، عن موسى بن بكر، عن أحمد
ابن سليمان، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: البخيل من بخل بما افترض الله
عليه (1).
[1158] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البخيل من بخل بالسلام (2).
الرواية من حيث السند موثقة.
[1159] 18 - الصدوق باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: البخيل حقا من ذكرت عنده
فلم يصل علي (3).
[1160] 19 - الحميري، عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن منها
قاده ذلك الغصن إلى الجنة والبخل شجرة في النار أغصانها في الدنيا من تعلق بغصن
منها قاده ذلك الغصن إلى النار (4).
ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 300.
[1161] 20 - الشهيد رفعه إلى أبي الحسن الثالث (عليه السلام) انه قال: [الجهل و] البخل أذم
الأخلاق (5).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة، فإن شئت راجع الكافي: 4 / 44،
والمحجة البيضاء: 6 / 77، 82، 86، وبحار الأنوار: 70 / 299.

(1) معاني الأخبار: 246 ح 7.
(2) معاني الأخبار: 246 ح 8.
(3) معاني الأخبار: 246 ح 9.
(4) قرب الاسناد: 117 ح 409.
(5) الدرة الباهرة: 42، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 94 ح 26.
24

البدعة
[1162] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور
العمى يرفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه
فمن لم يفعل فعليه لعنة الله (1).
[1163] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا تصحبوا أهل
البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء
على دين خليله وقرينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد، وذكرها مرة اخرى في الكافي: 2 / 642 ح 10.
[1164] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا
رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول
فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الإسلام ويحذرهم الناس ولا
يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في
الآخرة (3).
الرواية صحيحة من حيث السند.

(1) الكافي: 1 / 54 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 375 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 375 ح 4.
25

[1165] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور رفعه
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة قيل يا رسول الله وكيف
ذلك؟ قال: انه قد أشرب قلبه حبها (1).
[1166] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عند كل بدعة تكون من بعدي يكاد بها الإيمان وليا من أهل
بيتي موكلا به يذب عنه، ينطق بإلهام من الله ويعلن الحق وينوره ويرد كيد الكائدين
يعبر عن الضعفاء، فاعتبروا يا اولي الأبصار وتوكلوا على الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1167] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عمر بن أبان الكلبي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار (3).
ونحوها مرفوعة الفضل بن شاذان في الكافي: 1 / 56 ح 8.
[1168] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن حريز، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحلال والحرام فقال: حلال
محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة، لا يكون غيره ولا
يجيء غيره وقال: قال علي (عليه السلام): ما أحد ابتدع بدعة إلا ترك بها سنة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1169] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن الحجال، عن ابن حميد رفعه

(1) الكافي: 1 / 54 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 54 ح 5.
(3) الكافي: 1 / 56 ح 12.
(4) الكافي: 1 / 58 ح 19.
26

قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: أخبرني عن السنة والبدعة وعن الجماعة
وعن الفرقة فقال أمير المؤمنين صلى الله عليه: السنة ما سن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والبدعة
ما أحدث من بعده والجماعة أهل الحق وان كانوا قليلا والفرقة أهل الباطل وان كانوا
كثيرا (1).
[1170] 9 - القمي، قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (الذين إن
مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) (2) وهذه لآل محمد صلى الله عليهم
إلى آخر الأئمة والمهدي وأصحابه يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر به
الدين ويميت الله به وأصحابه البدع الباطل كما أمات السفه الحق حتى لا يرى أثر
الظلم (3).
[1171] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فاعلم أن أفضل عباد الله
عند الله إمام عادل هدي وهدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة وإن السنن
لغيرة لها أعلام وإن البدع لظاهرة لها أعلام. وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل
وضل به فأمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متركة. وإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يقول: يؤتى يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم
فيدور فيها كما تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها، الحديث (4).

(1) معاني الأخبار: 155 ح 3، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 266 ح 23.
(2) سورة الحج: 41.
(3) تفسير القمي: 2 / 87، ونقل عنه في بحار الأنوار: 51 / 47 ح 9.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 164.
27

البذاء
[1172] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البذاء من الجفاء والجفاء في
النار (1).
رجال السند كلهم ثقات إلا سهل بن زياد الادمي القمي. البذاء: الفحش.
[1173] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الفحش والبذاء
والسلاطة من النفاق (2).
السلاطة: شدة اللسان.
[1174] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا رأيتم الرجل لا يبالي ما
قال ولا ما قيل له فانه لغية أو شرك شيطان (3).
الرواية من حيث السند صحيحة. قال الفيض: «الغية بكسر المعجمة وتشديد
المثناة التحتانية: الزنا يقال فلان لغية في مقابلة فلان لرشدة بكسر الراء ومعنى
مشاركة الشيطان للإنسان في الأموال حمله إياه على تحصيلها من الحرام وإنفاقها

(1) الكافي: 2 / 325 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 325 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 323 ح 2.
28

فيما لا يجوز وعلى ما لا يجوز من الإسراف والتقتير والبخل والتبذير ومشاركته له
في الأولاد إدخاله معه في النكاح إذا لم يسم الله والنطفة واحدة...» (1).
[1175] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله حرم الجنة على كل فحاش
بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو
شرك شيطان فقيل يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أما
تقرأ قول الله عز وجل: (وشاركهم في الأموال والأولاد)، الحديث (2).
الرواية من حيث السند لا بأس به.
[1176] 5 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ثلاث إذا كن في الرجل
فلا تحرج أن تقول إنه في جهنم: الجفاء والجبن والبخل وثلاث إذا كن في المرأة فلا
تحرج أن تقول إنها في جهنم البذاء والخيلاء والفجر (3).
[1177] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد الأشعري قال:
روى الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى المروزي، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام)
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع خصال يفسدن القلب وينبتن النفاق في القلب كما
ينبت الماء الشجر: استماع اللهو، والبذاء، واتيان باب السلطان، وطلب الصيد (4).

(1) الوافي: 5 / 953.
(2) الكافي: 2 / 323 ح 3.
(3) الخصال: 158 ح 204، ونقل عنه في بحار الأنوار: 69 / 193 ح 11.
(4) الخصال: 227 ح 63، ونقل عنه في بحار الأنوار: 62 / 282 ح 34.
29

[1178] 7 - الشيخ بإسناده إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: تقبل شهادة المرأة والنسوة إذا كن
مستورات من أهل البيوتات معروفات بالستر والعفاف، مطيعات للأزواج،
تاركات البذاء والتبرج إلى الرجال في أنديتهم (1).
[1179] 8 - البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عمن حدثه، قال قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): أرى الرجل من أصحابنا ممن يقول بقولنا خبيث اللسان، خبيث
الخلطة، قليل الوفاء بالميعاد، فيغمني غما شديدا وأرى الرجل من المخالفين علينا
حسن السمت، حسن الهدى، وفيا بالميعاد، فاغتم لذلك غما شديدا فقال: أو
تدري لم ذاك؟ قلت لا قال: ان الله تبارك وتعالى خلط الطينتين فعركهما، وقال بيده
هكذا راحتيه جميعا واحدة على الاخرى ثم فلقهما فقال: هذه إلى الجنة، وهذه إلى
النار، ولا أبالي، فالذي رأيت من خبث اللسان والبذاء وسوء الخلطة وقلة الوفاء
بالميعاد من الرجل الذي هو من أصحابكم يقول بقولكم فبما التطخ بهذه من الطينة
الخبيثة وهو عائد إلى طينته، والذي رأيت من حسن الهدى وحسن السمت وحسن
الخلطة والوفاء بالميعاد من الرجال من المخالفين فبما التطخ به من الطينة فقلت: فرجت
عني فرج الله عنك (2).
[1180] 9 - الحسين بن سعيد، عن محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الصيقل قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا فبعث غلاما له أعجميا في حاجة إلى رجل فانطلق
ثم رجع فجعل أبو عبد الله (عليه السلام) يستفهمه الجواب وجعل الغلام لا يفهمه مرارا قال:
فلما رأيته لا يتعبر لسانه ولا يفهمه ظننت ان أبا عبد الله (عليه السلام) سيغضب عليه قال:
وأحد أبو عبد الله النظر إليه ثم قال: أما والله لئن كنت عيي اللسان فما أنت بعيي القلب

(1) التهذيب: 6 / 242 ح 2.
(2) المحاسن: 137، ونقل عنه في بحار الأنوار: 5 / 251.
30

ثم قال: إن الحياء والعي - عي اللسان لا عي القلب - من الإيمان والفحش والبذاء
والسلاطة من النفاق (1).
[1181] 10 - الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة
والبذاء من الجفاء والجفاء في النار (2).
الرواية صحيحة الاسناد. إن شئت تفصيل هذه الأخبار فراجع الكافي: 2 / 323
والوافي: 5 / 953، وبحار الأنوار: 76 / 103، ووسائل الشيعة: 11 / 329
(16 / 34) ومستدرك الوسائل: 12 / 83، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) كتاب الزهد: 10 ح 21، ونقل عنه في بحار الأنوار: 68 / 330 ح 2.
(2) كتاب الزهد: 6 ح 10، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 11 / 330 (16 / 36).
31

البذل
[1182] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): يا بني ما السماحة؟ قال: البذل في اليسر
والعسر (1).
[1183] 2 - الصدوق، عن القطان، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال،
عن أبيه، عن مروان بن مسلم، عن الثمالي، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول: ينبغي أن يكون
الاختلاف إلى الأبواب لعشرة أوجه: أولها بيت الله عز وجل لقضاء نسكه والقيام بحقه وأداء
فرضه.
والثاني أبواب الملوك الذين طاعتهم متصلة بطاعة الله عز وجل وحقهم واجب ونفعهم
عظيم وضرهم شديد.
والثالث أبواب العلماء الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا.
والرابع أبواب أهل الجود والبذل الذين ينفقون أموالهم التماس الحمد ورجاء
الآخرة.
والخامس أبواب السفهاء الذين يحتاج إليهم في الحوادث ويفزع إليهم في الحوائج.
والسادس أبواب من يتقرب إليه من الأشراف لالتماس الهيئة والمروءة والحاجة.
والسابع أبواب من يرتجى عندهم النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ

(1) الكافي: 4 / 41، ح 11.
32

الأهبة لما يحتاج إليه.
والثامن أبواب الإخوان لما يجب من مواصلتهم ويلزم من حقوقهم.
والتاسع أبواب الأعداء التي تسكن بالمداراة غوائلهم، ويدفع بالحيل والرفق
واللطف والزيارة عداوتهم.
والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم ويستفاد منهم حسن الأدب ويؤنس
بمحادثتهم (1).
الرواية من حيث السند معتبرة.
[1184] 3 - الشيخ الطوسي بسنده إلى الصفار، عن علي بن محمد، عن القاسم بن محمد،
عن سليمان بن داود المنقري، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد
الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سخاء المرء عما في أيدي الناس أكثر من سخاء
النفس والبذل، ومروة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفف والغنى أكثر من مروة
الاعطاء وخير المال الثقة بالله واليأس عما في أيدي الناس (2).
[1185] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الامام الحسن المجتبى (عليه السلام) قال في أجوبته عن
مسائل:... قيل: فما السماح؟ قال: البذل في السراء والضراء (3).
[1186] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) في وصيته لعبد الله بن جندب:...
يا ابن جندب: إنما شيعتنا معرفون بخصال شتى: بالسخاء والبذل للإخوان وبأن
يصلوا الخمسين ليلا ونهارا، شيعتنا لا يهرون هرير الكلب ولا يطعمون طمع الغراب
ولا يجاورون لنا عدوا ولا يسألون لنا مبغضا ولو ماتوا جوعا. شيعتنا لا يأكلون
الجري ولا يمسحون على الخفين ويحافظون على الزوال ولا يشربون مسكرا... (4).

(1) الخصال: 2 / 426 ح 3.
(2) التهذيب: 6 / 387 ح 273.
(3) تحف العقول: 225.
(4) تحف العقول: 303.
33

[1187] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في كلام سماه بعض الشيعة نثر
الدرر: ثلاثة تورث المحبة: الدين والتواضع والبذل (1).
[1188] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته للحسن والحسين (عليهما السلام) لما
ضربه ابن ملجم لعنه الله:... والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في
سبيل الله وعليكم بالتواصل والتباذل وإياكم والتدابر والتقاطع... (2).
[1189] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ابذل مالك لمن بذل لك وجهه فإن
بذل الوجه لايوازيه شيء (3).
[1190] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ببذل النعمة تستدام النعمة (4).
[1191] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كثرة البذل آية النبل (5).

(1) تحف العقول: 316.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 47.
(3) غرر الحكم: ح 2469.
(4) غرر الحكم: ح 4344.
(5) غرر الحكم: ح 7128.
34

البر
[1192] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سهل، عن
حماد، عن ربعي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان
التفكر يدعو إلى البر والعمل به (1).
[1193] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان العبد المؤمن الفقير
ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير فإذا علم الله عز وجل ذلك منه
بصدق نية كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله، ان الله واسع
كريم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1194] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في
الأعمار (3).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1195] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان صلة الرحم والبر ليهونان

(1) الكافي: 2 / 55 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 85 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 100 ح 8.
35

الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبروا بإخوانكم ولو بحسن السلام
ورد الجواب (1).
الرواية من حيث السند معتبرة.
[1196] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي يوم القيامة شيء مثل الكبة فيدفع في ظهر المؤمن فيدخله
الجنة فيقال: هذا البر (2).
الرواية من حيث السند صحيحة، لأن المراد بالسيف في السند هو سيف بن عميرة
النخعي الكوفي.
[1197] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن مما خص الله عز وجل به المؤمن
أن يعرفه بر إخوانه وإن قل وليس البر بالكثرة وذلك ان الله عز وجل يقول في كتابه:
(ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ثم قال: (ومن يوق شح
نفسه فأولئك هم المفلحون) (3) ومن عرفه الله عز وجل بذلك أحبه الله ومن أحبه الله
تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب ثم قال: يا جميل ارو هذا الحديث
لإخوانك فانه ترغيب في البر (4).
[1198] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
شعيب بن عبد الله، عن بعض أصحابه: رفعه قال جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
فقال: يا أمير المؤمنين أوصني بوجه من وجوه البر أنجو به قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
أيها السائل استمع ثم استفهم ثم استيقن ثم استعمل واعلم ان الناس ثلاثة:

(1) الكافي: 2 / 157 ح 31.
(2) الكافي: 2 / 158 ح 3.
(3) سورة الممتحنة: 10.
(4) الكافي: 2 / 206 ح 6.
36

زاهد وصابر وراغب فأما الزاهد فقد خرجت الأحزان والأفراح من قلبه فلا يفرح
بشيء من الدنيا ولا يأسى على شيء منها فاته، فهو مستريح وأما الصابر فانه يتمناها
بقلبه فإذا نال منها ألجم نفسه عنها لسوء عاقبتها وشنآنها لو اطلعت على قلبه عجبت
من عفته وتواضعه وحزمه وأما الراغب فلا يبالي من أين جاءته الدنيا من حلها أو من
حرامها ولا يبالي ما دنس فيها عرضه وأهلك نفسه وأذهب مروءته فهم في غمرة
يضطربون (1).
[1199] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي
عبد الرحمن الأعرج وعمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر وعلي بن الحسين
صلوات الله عليهم قالا: إن أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي وكفى
بالمرء عيبا أن ينظر في عيوب غيره ما يعمي عليه من عيب نفسه أو يؤذي جليسه بما
لا يعنيه أو ينهى الناس عما لا يستطيع تركه (2).
[1200] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد العزيز بن
المهتدي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن داود بن رزين قال مرضت بالمدينة مرضا
شديدا فبلغ ذلك أبا عبد الله (عليه السلام) فكتب إلي: قد بلغني علتك فاشتر صاعا من بر ثم
استلق على قفاك وانثره على صدرك كيفما انتثر وقل: «اللهم اني أسألك باسمك الذي
إذا سألك به المضطر كشفت ما به من ضر ومكنت له في الأرض وجعلته خليفتك على
خلقك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تعافيني من علتي» ثم استو جالسا واجمع
البر من حولك وقل مثل ذلك واقسمه مدا مدا لكل مسكين وقل مثل ذلك قال داود:
ففعلت ذلك فكأنما نشطت من عقال وقد فعله غير واحد فانتفع به (3).

(1) الكافي: 2 / 456 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 460 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 564 ح 2.
37

[1201] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن
عبد العزيز، عن معلى بن خنيس وعثمان بن سليمان النخاس، عن مفضل بن عمر
ويونس بن ظبيان قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اختبروا إخوانكم بخصلتين فإن كانتا
فيهم وإلا فاعزب ثم اعزب ثم اعزب محافظة على الصلوات في مواقيتها والبر
بالإخوان في العسر واليسر (1).
البر بالوالدين
[1202] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وبالوالدين احسانا) (2) ما هذا الإحسان؟
فقال: الإحسان أن تحسن صحبتهما وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان إليه
وإن كانا مستغنيين أليس يقول الله عز وجل: (ولن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون) (3) قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وأما قول الله عز وجل: (إما يبلغن عندك الكبر
أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما) قال: إن أضجراك فلا تقل لهما:
اف ولا تنهرهما إن ضرباك قال: (وقل لهما قولا كريما) قال: إن ضرباك فقل لهما:
غفر الله لكما فذلك منك قول كريم قال: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة)
قال: لا تملأ عينيك من النظر اليهما إلا برحمة ورقة ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ولا
يدك فوق أيديهما ولا تقدم قدامهما (4).
الرواية صحيحة الإسناد. ونقلها الصدوق بسنده الصحيح أيضا في الفقيه:
4 / 407 الرقم 5883.

(1) الكافي: 2 / 672 ح 7.
(2) سورة الاسراء: 23.
(3) سورة آل عمران: 92.
(4) الكافي: 2 / 157 ح 1.
38

[1203] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن منصور
ابن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها
وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1204] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن درست بن أبي منصور، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سأل
رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما حق الوالد على ولده؟ قال: لا يسميه باسمه ولا يمشي بين
يديه ولا يجلس قبله ولا يستسب له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1205] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال قلت: لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): أدعو لوالدي إذا كانا لا يعرفان الحق؟
قال: ادع لهما وتصدق عنهما وإن كانا حيين لا يعرفان الحق فدارهما، فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله بعثني بالرحمة لا بالعقوق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1206] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله من
أبر؟ قال: امك قال: ثم من؟ قال: امك؟ قال: ثم من؟ قال: امك، قال: ثم من؟
قال: أباك (4).
الرواية من حيث السند صحيحة.

(1) الكافي: 2 / 158 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 158 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 159 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 159 ح 9.
39

[1207] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن عبد الله بن سنان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد ليكون
بارا بوالديه في حياتهما ثم يموتان فلا يقضي عنهما ديونهما ولا يستغفر لهما فيكتبه الله
عاقا وإنه ليكون عاقا لهما في حياتهما غير بار بهما فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما
فيكتبه الله عز وجل بارا (1).
الرواية من حيث السند موثقة.
[1208] 7 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن البطائني،
عن الرقي، عن الصادق (عليه السلام) قال: من أحب أن يخفف الله عز وجل عنه سكرات الموت فليكن
لقرابته وصولا وبوالديه بارا فإذا كان كذلك هون الله عليه سكرات الموت ولم يصبه في
حياته فقر أبدا (2).
[1209] 8 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: أربع من كن فيه كمل إسلامه واعين على إيمانه ومحصت ذنوبه ولقي
ربه وهو عنه راض ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه ذنوب حطها الله تعالى عنه وهي:
الوفاء بما يجعل الله على نفسه وصدق اللسان مع الناس والحياء مما يقبح عند الله وعند
الناس وحسن الخلق مع الأهل والناس.
وأربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين، في غرف في محل الشرف كل
الشرف: من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه ومن
أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما ولم يخرق لمملوكه وأعانه على ما يكلفه

(1) الكافي: 2 / 163 ح 21.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والستون ح 14 / 318، ونقل عنه في بحار الأنوار: 71 / 66 ح 33.
40

ولم يستسعه فيما لا يطيق (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الخرق: ضد الرفق.
[1210] 9 - الطوسي باسناده المتصل إلى ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما ولد
بار نظر في كل يوم إلى أبويه برحمة إلا كان له بكل نظرة حجة مبرورة. قالوا:
يا رسول الله وان نظر في كل يوم مائة نظرة؟ قال: نعم، الله أكثر وأطيب (2).
[1211] 10 - ابن فتال النيسابوري رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: رأيت في المنام
رجلا قد أتاه ملك الموت لقبض روحه فجاءه بر والديه فمنعه منه.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): رضا الله مع رضا الوالدين وسخط الله مع سخط الوالدين.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من بر والديه زاد الله في عمره (3).
قد ذكرنا لك عشرة من الروايات وأكثرها من صحاحها والروايات في هذا الشأن
كثيرة جدا فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع الكافي: 2 / 157، والوافي:
4 / 493، وبحار الأنوار: 71 / 22 فإن فيها أكثر من مأة رواية، ويأتي عنوان
الوالدين في محله إن شاء الله تعالى.

(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع: ح 21 / 189 الرقم 319.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 65 / 307 الرقم 618.
(3) روضة الواعظين: 368 و 367.
41

البركة
[1212] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو بن أبي
المقدام رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ان في الرفق الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق يحرم
الخير (1).
[1213] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة على ولده
من بعده وقال: حسن الصدقة يقضي الدين ويخلف على البركة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1214] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار منه
المعروف من الشفرة في سنام البعير أو من السيل إلى منتهاه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1215] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن ابن أبي يعفور ويوسف بن عمارة قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
ان مع الإسراف قلة البركة (4).

(1) الكافي: 2 / 119 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 10 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 29 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 55 ح 3.
42

الرواية صحيحة الإسناد.
[1216] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
حديد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقووه
بالتقية والاستغناء بالله عز وجل إنه من خضع لصاحب سلطان ولمن يخالفه على دينه طلبا لما في
يديه من دنياه أخمله الله عز وجل ومقته عليه ووكله إليه، فإن هو غلب على شيء من دنياه
فصار إليه منه شيء نزع الله جل وعز اسمه البركة منه ولم يأجره على شيء ينفقه في
حج ولا عتق رقبة ولا بر (1).
[1217] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
الحسن زعلان، عن أبي إسماعيل رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كان يقول: إياكم
والحلف فانه ينفق السلعة ويمحق البركة (2).
[1218] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
هارون بن الجهم، عن حفص بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيلوا طعامكم فإن البركة في الطعام المكيل (3).
[1219] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بأمهات الأولاد
فإن في أرحامهن البركة (4).
[1220] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن رجل من أصحابنا
يكنى أبا عبد الله رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في خلاف

(1) الكافي: 5 / 105 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 162 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 167 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 474 ح 1.
43

النساء البركة (1).
[1221] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن سويد قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام): اني مبتلى بالنظر إلى المرأة الجميلة فيعجبني
النظر إليها فقال لي: يا علي لا بأس إذا عرف الله من نيتك الصدق وإياك والزنا فانه
يمحق البركة ويهلك الدين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1222] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عبد الله البرقي رفعه قال:
لما زوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) قالوا: بالرفا والبنين فقال: لا بل على الخير
والبركة (3).
[1223] 12 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن أحمد، عن أبي محمود، عن أبيه،
عن رجل قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا غسلت يدك للطعام فلا تمسح يدك بالمنديل
فانه لا تزال البركة في الطعام ما دامت النداوة في اليد (4).
[1224] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): أقروا الحار حتى يبرد فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرب إليه طعام حار
فقال: اقروه حتى يبرد ما كان الله عز وجل ليطعمنا النار والبركة في البارد (5).
[1225] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
أبي نجران، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) الكافي: 5 / 518 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 542 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 568 ح 52.
(4) الكافي: 6 / 291 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 321 ح 1.
44

لعمته: ما يمنعك أن تتخذي في بيتك بركة؟ قالت: يا رسول الله وما البركة؟ قال: شاة
تحلب فانه من كان في داره شاة تحلب أو نعجة أو بقرة تحلب فبركات كلهن (1).
[1226] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
الأشعري، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن يزيد، عن سفيان الجريري، عن
عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): البركة عشرة
أجزاء تسعة أعشارها في التجارة والعشر الباقي في الجلود (2).
[1227] 16 - الطوسي قال: قد روى محمد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن
قوني، قال حدثنا علي بن سليمان الزراري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبيه، عن جده
قال: دخلت على فاطمة (عليها السلام) فبدأتني بالسلام ثم قالت: ما غدا بك قلت: طلب
البركة قالت: أخبرني أبي وهو ذا، هو انه من سلم عليه وعلي ثلاثة أيام أوجب الله له
الجنة قلت لها: في حياته وحياتك قالت: نعم وبعد موتنا (3).
[1228] 17 - الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن علي
ابن حبشي، عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن
الحسين بن أبي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): زارنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أهدت لنا ام أيمن لبنا وزبدا وتمرا
فقدمناه فأكل منه ثم قام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) زاوية البيت وصلى ركعات فلما ان كان في آخر
سجوده بكى بكاء شديدا فلم يسأله أحد منا إجلالا له فقام الحسين (عليه السلام) فقعد في
حجره وقال له: يا أبت لقد دخلت بيتنا فما سررنا بشيء كسرورنا بذلك ثم بكيت

(1) الكافي: 6 / 545 ح 7.
(2) الخصال: 2 / 445 ح 44.
(3) التهذيب: 6 / 9 ح 11.
45

بكاء غمنا فلم بكيت؟ قال: بني أتاني جبرئيل آنفا فأخبرني أنكم قتلى وإن
مصارعكم شتى فقال: يا أبت فما لمن يزور قبورنا على تشتتها فقال: يا بني أولئك
طوايف من أمتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة وحقيق على أن آتيهم يوم القيامة
حتى أخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم ويسكنهم الله الجنة (1).
[1229] 18 - المستغفري، عن محمد بن موسى السريعي، عن ابن محبوب وهارون بن أبي
الجهم، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
شكى نوح إلى ربه عز وجل ضعف بدنه فأوحى الله تعالى إليه ان اطبخ اللبن فكلها فاني جعلت
القوة والبركة فيهما (2).
[1230] 19 - الطبرسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العسل شفاء من كل داء ولا
داء فيه، يقل البلغم ويجلو القلب. وعن الرضا (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله عز وجل
جعل البركة في العسل وفيه شفاء من الأوجاع وقد بارك عليه سبعون نبيا (3).
[1231] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا ظهرت الجنايات ارتفعت
البركات (4).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس والثلاثون: ح 11 / 669 الرقم 1404.
(2) طب الأئمة: 64، ونقل عنه في بحار الأنوار: 63 / 97 ح 8.
(3) مكارم الأخلاق: 166، ونقل عنه في بحار الأنوار: 63 / 294 ح 18.
(4) غرر الحكم: ح 4030.
46

البشارة
[1232] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
فضالة بن أيوب، عن الحسن بن زياد، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): وإن الروح والراحة والفلج والعون والنجاح والبركة والكرامة
والمغفرة والمعافاة واليسر والبشرى والرضوان والقرب والنصر والتمكن والرجاء
والمحبة من الله عز وجل لمن تولى عليا وائتم به وبرئ من عدوه وسلم لفضله وللأوصياء من
بعده، حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي تبارك وتعالى أن يستجيب لي
فيهم، فانه أتباعي ومن تبعني فانه مني (1).
[1233] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن رجل من
أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان لنا جارا من
همدان يقال له: الجعد بن عبد الله وهو يجلس الينا فنذكر عليا أمير المؤمنين (عليه السلام)
وفضله فيقع فيه أفتأذن لي فيه؟ فقال لي: يا أبا الصباح أفكنت فاعلا؟ فقلت: أي
والله لئن أذنت لي فيه لأرصدنه فإذا صار فيها اقتحمت عليه بسيفي فخبطته حتى أقتله
قال فقال: يا أبا الصباح هذا الفتك وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الفتك يا أبا الصباح
ان الاسلام قيد الفتك ولكن دعه فستكفى بغيرك قال أبو الصباح: فلما رجعت من
المدينة إلى الكوفة لم ألبث بها إلا ثمانية عشر يوما فخرجت إلى المسجد فصليت الفجر
ثم عقبت فإذا رجل يحركني برجله فقال: يا أبا الصباح البشرى فقلت: بشرك الله

(1) الكافي: 1 / 210 ح 7.
47

بخير فما ذاك؟ فقال: ان الجعد بن عبد الله بات البارحة في داره التي في الجبانة فأيقظوه
للصلاة فإذا هو مثل الزق المنفوخ ميتا فذهبوا يحملونه فإذا لحمه يسقط عن عظمه
فجمعوه في نطع فإذا تحته أسود فدفنوه (1).
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين عن ابن محبوب مثله.
[1234] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي جميلة،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رجل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في قول الله عز وجل:
(لهم البشرى في الحياة الدنيا) قال: هي الرؤيا الحسنة يرى المؤمن فيبشر بها في
دنياه (2).
[1235] 4 - الصدوق باسناده إلى الحديث الأربعمائة، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تمسكوا
بما أمركم الله به فما بين أحدكم وبين ان يغتبط ويرى ما يحب إلا أن يحضره
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما عند الله خير وأبقى وتأتيه البشارة من الله عز وجل فتقر عينه ويحب لقاء
الله (3).
[1236] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن ابن يزيد، عن ابن
أبي عمير، عن محمد القبطي قال قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): أغفل الناس قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم مشربة ام إبراهيم كما أغفلوا قوله فيه
يوم غدير خم، ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في مشربة ام إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاء
علي (عليه السلام) فلم يفرجوا له فلما رآهم لا يفرجون له قال: يا معشر الناس هذا أهل بيتي
تستخفون بهم وأنا حي بين ظهرانيكم أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم
ان الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه وسلم له وللأوصياء من
ولده، حقا علي أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم اتباعي فمن تبعني فانه مني سنة جرت

(1) الكافي: 7 / 375 ح 16.
(2) الكافي: 8 / 90 ح 60.
(3) الخصال: 2 / 614.
48

في من إبراهيم لأني من إبراهيم وإبراهيم مني وفضلي له فضل وفضله فضلي وأنا
أفضل منه تصديق قول ربي (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وثئت رجله في مشربة ام إبراهيم حتى عاده الناس (1).
[1237] 6 - البرقي، عن ابن محبوب، عن العلاء، عن محمد قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام)
يقول: اتقوا الله واستعينوا على ما أنتم عليه بالورع والاجتهاد في طاعة الله فإن أشد ما
يكون أحدكم اغتباطا بما هو عليه لو قد صار في حد الآخرة وانقطعت الدنيا عنه فإذا
كان في ذلك الحد عرف انه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشرى بالجنة وأمن
ممن كان يخاف وأيقن ان الذي كان عليه هو الحق وإن من خالف دينه على باطل
هالك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1238] 7 - البرقي، عن علي بن الحكم، عن سعد بن أبي خلف، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الروح والراحة والفلح والفلاح والنجاح
والبركة والعفو والعافية والمعافاة والبشرى والنصرة والرضا والقرب والقرابة والنصر
والظفر والتمكين والسرور والمحبة من الله تبارك وتعالى على من أحب علي بن أبي
طالب (عليه السلام) ووالاه وائتم به وأقر بفضله وتولى الأوصياء من بعده وحق علي أن
أدخلهم في شفاعتي وحق على ربي أن يستجيب لي فيهم وهم أتباعي ومن تبعني فانه
مني جرى في مثل إبراهيم (عليه السلام) وفي الأوصياء من بعدي لأني من إبراهيم وإبراهيم مني،
دينه ديني وسنته سنتي وأنا أفضل منه، وفضلي من فضله وفضله من فضلي، ويصدق
قولي قول ربي (ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم) (3) (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والعشرون ح 10 / 98، ونقل عنه في بحار الأنوار: 38 / 95 ح 12.
(2) المحاسن: 178، ونقل عنه في بحار الأنوار: 6 / 187 ح 22.
(3) سورة آل عمران: 30.
(4) المحاسن: 152، ونقل عنه في بحار الأنوار: 27 / 92 ح 52.
49

[1239] 8 - البرقي، عن أبيه وحسن بن حسين، عن ابن سنان، عن أبي الجارود قال:
خرج أبو جعفر (عليه السلام) على أصحابه يوما وهم ينتظرون خروجه وقال لهم: تنجزوا
البشرى من الله ما أحد يتنجز البشرى من الله غيركم (1).
[1240] 9 - البرقي، عن ابن فضال، عن أبي كهمس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
أخذ الناس يمينا وشمالا ولزمتهم أهل بيت نبيكم فأبشروا، قال: جعلت فداك أرجو
أن لا يجعلنا الله وإياهم سواء، فقال: لا والله لا والله ثلاثا (2).
[1241] 10 - البرقي، عن ابن محبوب، عن أبى جعفر الأحول، عن بريد العجلي وزرارة
ابن أعين، ومحمد بن مسلم قالوا: قال لنا أبو جعفر (عليه السلام): ما الذي تبغون؟ أما لو
كانت فزعة من السماء لفزع كل قوم إلى مأمنهم ولفزعنا نحن إلى نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) وفزعتم
الينا، فأبشروا ثم أبشروا ثم أبشروا، لا والله لا يسويكم الله وغيركم ولا كرامة
لهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد ومثلها تعرف بصحيحة الفضلاء.

(1) المحاسن: 160، ونقل عنه في بحار الأنوار: 65 / 92 ح 27.
(2) المحاسن: 160، ونقل عنه في بحار الأنوار: 65 / 91 ح 28.
(3) المحاسن: 161، ونقل عنه في بحار الأنوار: 65 / 91، ح 29.
50

البصيرة
[1242] 1 - الكليني، علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد الجعفي،
عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كنت كثيرا ما اشتكي عيني فشكوت ذلك إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) فقال ألا أعلمك دعاء لدنياك وآخرتك وبلاغا لوجع عينيك؟ قلت:
بلى قال: تقول في دبر الفجر ودبر المغرب «اللهم اني أسألك بحق محمد وآل محمد
عليك صل على محمد وآل محمد واجعل النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في
قلبي والإخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبدا
ما أبقيتني» (1).
[1243] 2 - الكليني، عن إسماعيل بن عبد الله القرشي رفعه وقال أتى إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
رجل فقال له: يا ابن رسول الله رأيت في منامي كأني خارج من مدينة الكوفة في
موضع أعرفه وكأن شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من
خشب يلوح بسيفه وأنا أشاهده فزعا مرعوبا، فقال له (عليه السلام): أنت رجل تريد اغتيال
رجل في معيشته فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك فقال الرجل: أشهد انك قد أوتيت
علما واستنبطته من معدنه أخبرك يا ابن رسول الله عما قد فسرت لي ان رجلا من
جيراني جاءني وعرض علي ضيعته فهممت أن أملكها بوكس كثير لما عرفت انه ليس
لها طالب غيري فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وصاحبك يتولانا ويبرأ من عدونا فقال: نعم
يا ابن رسول الله رجل جيد البصيرة مستحكم الدين وأنا تائب إلى الله عز وجل وإليك مما

(1) الكافي: 2 / 549 ح 11.
51

هممت ونويته فأخبرني يا ابن رسول الله لو كان ناصبا حل لي اغتياله؟ فقال: أد
الأمانة لمن ائتمنك وأراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين (عليه السلام) (1).
[1244] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الطمع مورد غير مصدر
وضامن غير وفي وربما شرق شارب الماء قبل ريه وكلما عظم قدر الشيء المتنافس فيه
عظمت الرزية لفقده. والأماني تعمي أعين البصائر والحظ يأتي من لا يأتيه (2).
[1245] 4 - السروي قال: (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا) أي من ترك
ولاية علي أعماه الله وأصمه عن الهدى. أبو بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) يعني ولاية
أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت: (ونحشره يوم القيامة أعمى) قال يعني أعمى البصيرة في
الآخرة، أعمى القلب في الدنيا عن ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) قال وهو متحير في الآخرة
يقول: (لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا) قال: الآيات
الأئمة (فنسيتها فكذلك اليوم تنسى) يعني تركتها وكذلك اليوم تترك في النار كما
تركت الأئمة (عليهم السلام) فلم تطع أمرهم ولم تسمع قولهم قال: (كذلك نجزي من أسرف
ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) كذلك نجزي من أشرك بولاية
أمير المؤمنين (عليه السلام)، الخبر (3).
[1246] 5 - السروي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه ذكر الذين حاربهم علي (عليه السلام) فقال: أما
إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قيل له وكيف ذلك يا بن رسول الله؟
قال: أولئك كانوا أهل جاهلية وهؤلاء قرؤوا القرآن وعرفوا أهل الفضل فأتوا ما أتوا
بعد البصيرة (4).
[1247] 6 - في فقه الرضوي: ونروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: بعثت بمكارم الأخلاق.

(1) الكافي: 8 / 293 ح 448.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 274.
(3) المناقب: 3 / 117 الطبعة الحديثة، ونقل عنه في بحار الأنوار: 36 / 100 ح 44.
(4) المناقب: 3 / 218، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 62.
52

أروي عن العالم (عليه السلام) ان الله جل جلاله خص رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا
أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله وإلا فاسألوه وارغبوا اليه فيها فقال وذكرها
عشرة: اليقين والقناعة والبصيرة والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة
والشجاعة والمروءة، وفي خبر آخر زاد فيها الحياء والصدق وأداء الأمانة. وأروي
عن العالم (عليه السلام) قال: ما نزل من السماء أجل ولا أعز من ثلاثة التسليم والبر واليقين.
واروي عن العالم (عليه السلام) انه قال ان الله جل وعلا أوحى إلى آدم (عليه السلام) ان أجمع الكلام كله في
أربع كلمات فقال: يا رب بينهن لي فأوحى الله اليه: واحدة لي وأخرى لك، وأخرى
بيني وبينك، وأخرى بينك وبين الناس، فالتي لي تؤمن بي ولا تشرك بي شيئا، والتي
لك فأجازيك عنها أحوج ما تكون إلى المجازاة، والتي بينك وبيني فعليك الدعاء وعلي
الإجابة، والتي بينك وبين الناس فأن ترضى لهم ما ترضى لنفسك وتكره لهم ما
تكرهه لنفسك.
واروي انه سئل العالم (عليه السلام) عن خيار العباد فقال: الذي إذا أحسنوا استبشروا وإذا
أساءوا استغفروا وإذا أعطوا شكروا وإذا ابتلوا صبروا وإذا غضبوا عفوا (1).
[1248] 7 - وفي فقه الرضوي: نروي: انظر إلى من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من
هو فوقك فإن ذلك أقنع لك وأحرى أن تستوجب الزيادة. واعلم ان العمل الدائم
القليل على اليقين والبصيرة أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين والجهد.
واعلم انه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمن ولا عيش أهنأ من
حسن الخلق ولا مال أنفع من القنوع ولا جهل أضر من العجب ولا تخاصم العلماء ولا
تلاعبهم ولا تحاربهم ولا تواضعهم. ونروي: من احتمل الجفا لم يشكر النعمة.
وأروي عن العالم (عليه السلام) انه قال: رحم الله عبدا حببنا إلى الناس ولم يبغضنا إليهم وأيم
الله لو يروون محاسن كلامنا لكانوا أعز ولما استطاع أحد أن يتعلق عليهم بشيء.

(1) الفقه المنسوب إلى الامام الرضا (عليه السلام): 353، ونقل عنه في بحار الأنوار: 66 / 394 ح 77.
53

واروي عن العالم انه قال: عليكم بتقوى الله والورع والاجتهاد وأداء الأمانة وصدق
الحديث وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صلوا في عشائركم وصلوا أرحامكم
وعودوا مرضاكم واحضروا جنائزكم كونوا زينا ولا تكونوا شينا حببونا إلى الناس
ولا تبغضونا جروا إلينا كل مودة وادفعوا عنا كل قبيح وما قيل فينا من خير فنحن
أهله وما قيل فينا من شر فما نحن كذلك الحمد لله رب العالمين. ويروى ان رجلا قال
للصادق السلام والرحمة عليه يا ابن رسول الله فيم المروة فقال: ألا يراك الله حيث
نهاك ولا يفقدك حيث أمرك (1).
[1249] 8 - الآمدي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ذهاب البصر خير من عمي
البصيرة (2).
[1250] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا علم لمن لا بصيرة له (3).
[1251] 10 - المجلسي قال: قال (عليه السلام): تفقهوا في دين الله فإن الفقه مفتاح البصيرة وتمام
العبادة والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا وفضل الفقيه على
العابد كفضل الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم يرض الله له عملا (4).

(1) الفقه المنسوب إلى الامام الرضا (عليه السلام): 356، ونقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 348 ح 5.
(2) غرر الحكم: ح 5182.
(3) غرر الحكم: ح 10773.
(4) بحار الأنوار: 10 / 247 ح 13.
54

البغض
[1252] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن فضيل
ابن يسار قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحب والبغض أمن الإيمان هو؟ فقال: وهل
الإيمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآية (حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1253] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن أبي الحسن علي بن يحيى - فيما أعلم - عن عمرو بن مدرك الطائي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: أي عرى الإيمان أوثق؟
فقالوا: الله ورسوله أعلم، وقال بعضهم: الصلاة وقال بعضهم: الزكاة وقال بعضهم:
الصيام وقال بعضهم: الحج والعمرة وقال بعضهم الجهاد، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لكل ما قلتم فضل وليس به ولكن أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله
وتوالي أولياء الله والتبري من أعداء الله (3).
[1254] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد
ابن خالد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن

(1) سورة الحجرات: 7.
(2) الكافي: 2 / 125 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 124 ح 6.
55

علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب الله
وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1255] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام)
قال: إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: أين
المتحابون في الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير
حساب، قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون إلى الجنة بغير حساب
قال: فيقولون: فأي ضرب أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله قال:
فيقولون: وأي شيء كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله قال:
فيقولون: نعم أجر العاملين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1256] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل ليحبكم وما يعرف ما
أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم وإن الرجل ليبغضكم وما يعرف ما أنتم عليه
فيدخله الله ببغضكم النار (3).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1257] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في

(1) الكافي: 2 / 124 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 126 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 126 ح 10.
56

حديث: ألا إن في التباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1258] 7 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه قال:... يا علي أوثق
عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله (2).
[1259] 8 - الصدوق، عن الوراق، عن سعد، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي،
عن الحسن بن سعيد، عن الحارث بن محمد بن النعمان، عن جميل بن صالح، عن
أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أنبئكم بشر الناس؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من أبغض الناس وأبغضه الناس ثم قال: ألا أنبئكم
بشر من هذا؟ قالوا: بلى يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: الذي لا يقيل عثرة ولا يقبل
معذرة ولا يغفر ذنبا ثم قال قال: ألا أنبئكم بشر من هذا؟ قالوا: بلى
يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره، الخبر (3).
[1260] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... نحن شجرة النبوة ومحط
الرسالة ومختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحكم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة
وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة (4).
[1261] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة من يتصدى للحكم بين
الأمة وليس لذلك بأهل: إن أبغض الخلائق إلى الله تعالى رجلان رجل وكله الله إلى
نفسه فهو جائر عن قصد السبيل مشغوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة فهو فتنة لمن
افتتن به ضال عن هدى من كان قبله مضل لمن اقتدى به في حياته وبعد وفاته حمال
خطايا غيره رهن بخطيئته.

(1) الكافي: 2 / 346 ح 1.
(2) الفقيه: 4 / 362.
(3) معاني الأخبار: 196، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 53 ح 15.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 109.
57

ورجل قمش جهلا موضع في جهال الأمة عاد في اغباش الفتنة عم بما في عقد الهدنة
قد سماه أشباه الناس عالما وليس به بكر فاستكثر من جميع ما قل منه خير مما كثر حتى
إذا ارتوى من آجن واكتنز من غير طائل جلس بين الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما
التبس على غيره فإن نزلت به احدى المبهمات هيا لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به فهو
من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت لا يدري أصاب أم أخطأ فإن أصاب خاف
أن يكون قد أخطأ وإن أخطأ رجى أن يكون قد أصاب جاهل خباط جهالات عاش
ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع يذري الروايات اذراء الريح الهشيم لا
ملئ والله بإصدار ما ورد عليه ولا هو أهل لما فوض إليه لا يحسب العلم في شيء مما
أنكره ولا يرى ان من وراء ما بلغ مذهبا لغيره وان أظلم عليه أمر اكتتم به لما يعلم من
جهل نفسه تصرخ من جور قضائه الدماء وتعج منه المواريث إلى الله من معشر
يعيشون جهالا ويموتون ضلالا ليس فيهم سلعة أبور من الكتاب إذا تلي حق تلاوته
ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا حرف عن مواضعه ولا عندهم أنكر
من المعروف ولا أعرف من المنكر (1).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 17.
58

البغي
[1262] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن قداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان أعجل
الشر عقوبة البغي (1).
[1263] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقول إبليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي فإنهما يعدلان
عند الله الشرك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1264] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب ويعقوب
السراج جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أيها الناس إن البغي
يقود أصحابه إلى النار وإن أول من بغى على الله عناق بنت آدم فأول قتيل قتله الله
عناق وكان مجلسها جريبا في جريب وكان لها عشرون إصبعا في كل إصبع ظفران مثل
المنجلين فسلط الله عليها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا مثل البغل، فقتلنها وقد
قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم وآمن ما كانوا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 327 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 327 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 327 ح 4.
59

[1265] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في كتاب
علي (عليه السلام) ثلاث خصال لا يموت صاحبهم أبدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم
واليمين الكاذبة يبارز الله بها وإن أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم وإن القوم ليكونون
فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون وإن اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم لتذران
الديار بلاقع من أهلها وتنقل الرحم وإن نقل الرحم انقطاع النسل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1266] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
العباس بن العلاء، عن مجاهد، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الذنوب التي تغير
النعم البغي، والذنوب التي تورث الندم القتل، والتي تنزل النقم الظلم، والتي تهتك
الستر شرب الخمر، والتي تحبس الرزق الزنا، والتي تعجل الفناء قطيعة الرحم،
والتي ترد الدعاء وتظلم الهواء عقوق الوالدين (2).
[1267] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال ان أسرع الخير ثوابا البر، وإن أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى
بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع
تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد. ونقلها الصدوق باسناده في عقاب الأعمال: 324 ح 1.
[1268] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن

(1) الكافي: 2 / 347 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 447 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 459 ح 1.
60

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغي والرشوة
في الحكم وأجر الكاهن (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1269] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
القاسم بن عروة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي (2).
[1270] 9 - الكليني، عن علي عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن مسمع أبي سيار أن
أبا عبد الله (عليه السلام) كتب اليه في كتاب: انظر أن لا تكلمن بكلمة بغي أبدا وان أعجبتك
نفسك وعشيرتك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1271] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لو بغي جبل على جبل لجعل الله عز وجل الباغي منهما دكا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1272] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن
ميمون، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دعا رجل بعض بني هاشم إلى
البراز فأبى أن يبارزه فقال له علي (عليه السلام): ما منعك أن تبارزه؟ فقال: كان فارس
العرب وخشيت أن يغلبني فقال له: إنه بغى عليك ولو بارزته لغلبته، ولو بغي جبل

(1) الكافي: 5 / 126، 2.
(2) الكافي: 8 / 336 ح 530.
(3) الكافي: 2 / 327 ح 3.
(4) عقاب الأعمال: 324 ح 3.
61

على جبل لهلك الباغي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1273] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري
جميعا، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحديث الكذب
وآفة العلم النسيان وآفة الحل السفه وآفة العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة
الشجاعة البغي وآفة السخاء المن وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحسب الفخر (2).
سند الرواية لا بأس بها، الظرف: الكياسة والحذق والبراعة. الصلف: الغلو في
الظرف والزيادة على المقدار تكبرا.
[1274] 13 - الطوسي، قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، عن عبد الرزاق
بن سليمان، عن الفضل بن الفضل الأشعري، عن الرضا، عن آبائه (عليه السلام) ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث عليا (عليه السلام) إلى اليمن فقال له وهو يوصيه: يا علي أوصيك
بالدعاء فان معه الإجابة وبالشكر فإن معه المزيد وإياك عن أن تخفر عهدا وتغير عليه
وأنهاك عن المكر فانه لا يحيق المكر السييء إلا بأهله وأنهاك عن البغي فانه من بغي
عليه لينصرنه الله (3).
[1275] 14 - الطوسي، عن المفيد، عن عمر بن محمد بن علي الزيات، عن عبيد الله بن
جعفر بن محمد بن أعين، عن مسعر بن يحيى النهدي، عن شريك بن عبد الله
القاضي، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أبيه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة من الذنوب تعجل عقوبتها ولا تؤخر إلى الآخرة: عقوق

(1) عقاب الأعمال: 325 ح 5.
(2) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس والعشرون ح 13 / 597 الرقم 1239.
62

الوالدين والبغي على الناس وكفر الإحسان (1).
[1276] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فالله الله في عاجل البغي
وآجل وخامة الظلم وسوء عاقبة الكبر فإنها مصيدة إبليس العظمى ومكيدته
الكبرى التي تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة... (2).
[1277] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية: وإن
البغي والزور يوتغان المرء في دينه ودنياه ويبديان خلله عند من يعيبه و... (3).
[1278] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... من سل سيف البغي قتل
به... (4).
[1279] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لولده الحسن:... ألأم اللؤم
البغي عند القدرة (5).
[1280] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اتقوا البغي فانه يجلب النقم
ويسلب النعم ويوجب الغير (6).
[1281] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من بغى عجلت هلكته (7).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي:
2 / 327، وعقاب الأعمال: 324، والوافي: 5 / 883، وبحار الأنوار:
72 / 272، ووسائل الشيعة: 11 / 332، ومستدرك الوسائل: 12 / 85،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 407.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 17 / 13 الرقم 17.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192 المعروفة بالقاصعة.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 48.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(6) غرر الحكم: 1 / 84.
(7) غرر الحكم: 2 / 620 ح 198.
63

البكاء
البكاء من خشية الله تعالى
[1282] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل من
أصحابه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام): ان عبادي لم يتقربوا إلي
بشيء أحب إلي من ثلاث خصال قال موسى يا رب وما هن؟ قال يا موسى: الزهد في
الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن صنع ذا؟
فأوحى الله عز وجل اليه: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة وأما البكاؤون من خشيتي
ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم أحد وأما الورعون عن معاصي فاني أفتش الناس ولا
أفتشهم (1).
[1283] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عثمان بن عيسى، عن
إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أكون أدعو فاشتهي البكاء ولا يجيئني
وربما ذكرت بعض من مات من أهلي فارق وأبكي فهل يجوز ذلك؟ فقال: نعم
فتذكرهم فإذا رققت فابك وادع ربك تبارك وتعالى (2).
الرواية موثقة من حيث السند.
[1284] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل
البجلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لم يجئك البكاء فتباك فإن خرج منك مثل رأس
الذباب فبخ بخ (3).

(1) الكافي: 2 / 482 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 483 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 483 ح 11.
64

[1285] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن
معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)
أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال: اللهم أعنه أما
الأولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا. والثانية الورع ولا تجترئ على
خيانة أبدا. والثالثة الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه. والرابعة كثرة البكاء من
خشية الله يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة. والخامسة بذلك مالك ودمك دون
دينك. والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي اما الصلاة فالخمسون
ركعة واما الصيام فثلاثة أيام في الشهر، الخميس في أوله، والأربعاء في وسطه،
والخميس في آخره. واما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف وعليك
بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك
بتلاوة القرآن على كل حال وعليك برفع يديك في صلاتك وتقلبيهما وعليك بالسواك
عند كل وضوء وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ومساوى الأخلاق فاجتنبها فإن لم
تفعل فلا تلومن إلا نفسك (1).
الرواية موثقة من حيث السند.
[1286] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن منصور بن
يونس، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من شيء إلا وله كيل
ووزن إلا الدموع فإن القطرة تطفئ بحارا من نار، فإذا أغر ورقت العين بمائها لم يرهق
وجها قتر ولا ذلة فإذا فاضت حرمه الله على النار ولو أن باكيا بكى في امة لرحموا (2).
الرواية من حيث السند معتبرة. لأن محمد بن مروان الكلبي من المعاريف ولم يرد
فيه قدح. وعدم إيراد القدح في شأنه مع معروفيته يدل على توثيقه. على المبنى

(1) الكافي: 8 / 79 ح 33.
(2) الكافي: 2 / 481 ح 1.
65

المختار في علم الرجال والتفصيل يطلب من محله ونقلها الصدوق بسنده المعتبر
في ثواب الأعمال: 200.
[1287] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن صالح بن رزين ومحمد بن مروان وغيرهما، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل
عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة: عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في طاعة الله
وعين بكت في جوف الليل من خشية الله (1).
الرواية معتبرة سندا. ونحوها في ثواب الأعمال: 211 بسند معتبر.
[1288] 7 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
مثنى الحناط، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من
قطرة دموع في سواد الليل مخافة من الله لايراد بها غيره (2).
[1289] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي بصير: إن خفت أمرا يكون أو حاجة
تريدها فابدأ بالله ومجده وأثن عليه كما هو أهله وصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وسل حاجتك
وتباك ولو مثل رأس الذباب، إن أبي (عليه السلام) كان يقول: إن أقرب ما يكون العبد من
الرب عز وجل وهو ساجد باك (3).
[1290] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن
سعيد بن يسار بياع السابري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أتباكى في الدعاء
وليس لي بكاء؟ قال: نعم ولو مثل رأس الذباب (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 482 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 482 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 483 ح 10.
(4) الكافي: 2 / 483 ح 9.
66

[1291] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان فيما ناجى الله
به موسى (عليه السلام) على الطور: أن يا موسى أبلغ قومك أنه ما يتقرب إلي المتقربون بمثل
البكاء من خشيتي وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع عن محارمي ولا تزين لي
المتزينون بمثل الزهد في الدنيا عما بهم الغنا عنه، قال: فقال موسى (عليه السلام): يا أكرم
الأكرمين فماذا أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى أما المتقربون إلي بالبكاء من خشيتي
فهم في الرفيق الأعلى لا يشركهم فيه أحد، واما المتعبدون لي بالورع عن محارمي فاني
أفتش الناس على أعمالهم ولا أفتشهم حياء منهم، وأما المتقربون إلي بالزهد في الدنيا
فاني أمنحهم الجنة بحذافيرها يتبوؤن منها حيث يشاؤون (1).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[1292] 11 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لصورة نظر إليها تبكي على ذنب من خشية الله، لم
يطلع على ذلك الذنب غيره (2).
الرواية معتبرة سندا.
[1293] 12 - الصدوق، عن محمد بن موسى المتوكل، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن
سهل بن زياد، عن عبد العظيم، عن الهادي (عليه السلام) قال:... لما كلم الله عز وجل موسى بن
عمران قال موسى: الهي ما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال: يا موسى أقي
وجهه من حر النار (3).
[1294] 13 - الصدوق بسنده المتصل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - في حديث - انه قال: رأيت

(1) ثواب الأعمال: 205.
(2) ثواب الأعمال: 211.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 8 / 173.
67

البارحة عجائب - إلى ان قال - ورأيت رجلا من أمتي قد هوى في النار فجاءته دموعه
التي بكت من خشية الله فاستخرجته من ذلك، الخبر (1).
[1295] 14 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم،
عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما من خطوة أحب إلى الله من خطوتين: خطوة يسد بها [مؤمن] صفا في سبيل الله
وخطوة يخطوها [مؤمن] إلى ذي رحم قاطع يصلها، وما من جرعة أحب إلى الله من
جرعتين: جرعة غيظ يردها مؤمن بحلم وجرعة جزع يردها مؤمن بصبر، وما من
قطرة أحب إلى الله من قطرتين: قطرة دم في سبيل الله وقطرة دمع في سواد الليل من
خشية الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1296] 15 - الطوسي، عن المفيد، عن الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن
أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى عيسى بن مريم: يا عيسى، هب لي من عينك
الدموع ومن قلبك الخشوع واكحل عينيك بميل الحزن إذا صحك البطالون وقم على
قبور الأموات فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تأخذ موعظتك منهم وقل: إني لاحق في
اللاحقين (3).
[1297] 16 - الطوسي بسنده المتصل إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر:... يا أبا ذر من
استطاع أن يبكي قلبه فليبك ومن لم يستطع فليشعر قلبه الحزن وليتباك... يا أبا ذر
إن ربي تبارك اسمه أخبرني فقال: وعزتي وجلالي ما أدرك العابدون درك البكاء

(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 113.
(2) أمالي المفيد: المجلس الأول: ح 8 / 11.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 15 / 12 الرقم 15.
68

عندي شيئا وإني لأبني لهم في الرفيق الأعلى قصرا لا يشاركهم فيه أحد (1).
[1298] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا أيها الناس طوبى لمن
شغله عيبه عن عيوب الناس وطوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعة ربه
وبكى على خطيئته فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة (2).
[1299] 18 - الرضي رفعه إلى أمر المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف عباد الله المتقين:...
الذين كانت أعمالهم في الدنيا زاكية وأعينهم باكية وكان ليلهم في دنياهم نهارا تخشعا
واستغفارا وكان نهارهم ليلا توحشا وانقطاعا فجعل الله لهم الجنة مآبا والجزاء ثوابا
وكانوا أحق بها وأهلها في ملك دائم ونعيم قائم... (3).
[1300] 19 - الديلمي رفعه إلى المعصوم (عليه السلام) انه قال: من بكى من ذنب غفر الله له ومن
خوف النار أعاذه الله منها ومن بكى شوقا إلى الجنة أسكبه الله فيها وكتب له أمانا من
الفزع الأكبر ومن بكى من خشية الله حشره الله مع النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا (4).
[1301] 20 - الديلمي، رفعه إلى المعصوم (عليه السلام) انه قال: البكاء من خشية الله مفتاح
الرحمة وعلامة القبول وباب الإجابة. وقال (عليه السلام): إذا بكى العبد من خشية الله تعالى
تحاثت عنه الذنوب كما يتحاث الورق فيبقى كيوم ولدته امه (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع
الكافي: 2 / 481، وارشاد القلوب: 95، ووسائل الشيعة: 11 / 175،
ومستدرك الوسائل: 11 / 236.

(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر: ح 1 / 529 و 532.
(2) نهج البلاغة: آخر خطبة 176.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 190.
(4) ارشاد القلوب: 97.
(5) ارشاد القلوب: 98.
69

البكاء في الصلاة
[1302] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد
ابن عثمان، عن سعيد بياع السابري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيتباكى الرجل في
الصلاة؟ فقال: بخ بخ ولو مثل رأس الذباب (1).
الرواية موثقة سندا. ونقلها الشيخ بإسناده عن الكليني في الاستبصار: 1 / 407
ح 1.
[1303] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يكون مع الامام فيمر بالمسألة أو
بآية فيها ذكر جنة أو نار قال: لا بأس بأن يسأل عند ذلك ويتعوذ [في الصلاة] من
النار ويسأل الله الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1304] 3 - الصدوق قال: وسأله منصور بن يونس بزرج (أي سأل عن الامام
الصادق (عليه السلام)) عن الرجل يتباكى في الصلاة المفروضة حتى يبكي فقال: قرة عين
والله. وقال (عليه السلام) إذا كان ذلك فاذكرني عنده (3).
سند الصدوق إلى منصور صحيح. والرجل ثقة. فالرواية صحيحة سندا.
[1305] 4 - الصدوق قال: وروي: أن البكاء على الميت يقطع الصلاة والبكاء لذكر الجنة
والنار من أفضل الأعمال في الصلاة (4).
[1306] 5 - الشيخ الطوسي باسناده عن ابن محبوب، عن علي بن محمد، عن القاسم بن

(1) الكافي: 3 / 301 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 302 ح 3.
(3) الفقيه: 1 / 317 ح 940.
(4) الفقيه: 1 / 317 ح 941.
70

محمد، عن سليمان بن داود، عن النعمان بن عبد السلام، عن أبي حنيفة قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام): عن البكاء في الصلاة أيقطع الصلاة؟ قال: إن بكى لذكر جنة أو نار
فذلك هو أفضل الأعمال في الصلاة، وإن كان ذكر ميتا له فصلاته فاسدة (1).
وروى مثلها بل عينها في الاستبصار: 1 / 408 ح 2.
البكاء على الميت والمصيبة سيما عند زيادة الحزن
[1307] 1 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير واحد،
عن أبان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لما ماتت رقية ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون وأصحابه، قال:
وفاطمة (عليها السلام) على شفير القبر تنحدر دموعها في القبر، الحديث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1308] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي محمد
الهذلي، عن إبراهيم بن خالد القطان، عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه قال:
شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) وجد، أوجدته على ابن لي هلك حتى خفت على عقلي،
فقال: إذا أصابك هذا شيء فأفض من دموعك فانه يسكن عنك (3).
[1309] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن ابن
القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث: قال لما مات إبراهيم بن رسول الله، هملت
عين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدموع ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول
ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون، الحديث (4).

(1) التهذيب: 2 / 317 ح 151.
(2) الكافي: 3 / 241 ح 18.
(3) الكافي: 3 / 250 ح 3.
(4) الكافي: 3 / 262 ح 45.
71

[1310] 4 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله، قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حزنا عليك يا إبراهيم وإنا لصابرون ويحزن القلب وتدمع العين ولا
نقول ما يسخط الرب (1).
[1311] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من خاف على نفسه من وجد بمصيبته
فليفض من دموعه فانه يسكن عنه (2).
[1312] 6 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين جائته وفاة
جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كان إذا دخل بيته كثر بكاؤه عليهما جدا ويقول:
كان يحدثاني ويؤنساني فذهبا جميعا (3).
[1313] 7 - الصدوق، عن ابن وليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن
الحسن بن شمون، عن عبد الله بن سنان، عن الفضيل بن يسار قال: انتهيت إلى زيد
ابن علي بن الحسين صبيحة يوم خرج بالكوفة فسمعته يقول: من يعينني منكم على
قتال أنباط أهل الشام؟ فوالذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا إلا أخذت بيده
يوم القيامة فأدخلته الجنة باذن الله عز وجل فلما قتل اكتريت راحلة وتوجهت نحو المدينة
فدخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت في نفسي: والله لأخبرنه بقتل زيد بن علي فيجزع
عليه، فلما دخلت عليه قال: ما فعل عمي زيد؟ فخنقتني العبرة، فقال: قتلوه؟
قلت: أي والله قتلوه، قال: فصلبوه؟ قلت أي والله فصلبوه قال: فأقبل يبكي
ودموعه تنحدر عن جانبي خده كأنها الجمان ثم قال: يا فضيل شهدت مع عمي زيد
قتال أهل الشام؟ قلت: نعم فقال: فكم قتلت منهم؟ قلت: ستة قال: فلعلك شاك
في دمائهم، قلت: لو كنت شاكا ما قتلتهم، فسمعته يقول: أشركني الله في تلك الدماء

(1) الفقيه: 1 / 113 ح 526.
(2) الفقيه: 1 / 119 ح 568.
(3) الفقيه: 1 / 113 ح 527.
72

ما مضى والله زيد عمي وأصحابه إلا شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب (عليه السلام)
وأصحابه (1).
[1314] 8 - الطوسي باسناده إلى عائشة قال: لما مات إبراهيم بكى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى
جرت دموعه على لحيته فقيل له: يا رسول الله تنهى عن البكاء وأنت تبكي! فقال:
ليس هذا بكاء، إنما هذه رحمة، من لا يرحم لا يرحم (2).
[1315] 9 - محمد بن محمد بن الأشعث باسناده عن علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رخص
في البكاء عند المصيبة وقال: النفس مصابة والعين دامعة والعهد قريب (3).
[1316] 10 - الشهيد الثاني قال: وروي انه لما مات عثمان بن مظعون كشف
[رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)] عن وجهه الثوب فقبل بين عينيه ثم بكى بكاء طويلا فلما رفع
السرير قال: طوباك يا عثمان لم تلبسك الدنيا ولم تلبسها (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة إن شئت راجع وسائل الشيعة: 3 / 279،
ومستدرك الوسائل: 2 / 459، كلاهما من طبع آل البيت.
البكاء لموت المؤمن
[1317] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام)
يقول: إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها
وأبواب السماء التي كان يصعد أعماله فيها وثلم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء لأن
المؤمنين حصون الإسلام كحصون سور المدينة لها (5).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 252 ح 7.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 101 / 388 الرقم 850.
(3) الجعفريات: 208.
(4) مسكن الفؤاد: 105.
(5) الكافي: 3 / 254 ح 13.
73

الرواية صحيحة الإسناد.
[1318] 2 - الصدوق: رفعه وقال: لما انصرف رسول الله من وقعة أحد إلى المدينة سمع من
كل دار قتل من أهلها قتيل نوحا وبكاء ولم يسمع من دار حمزة عمه، فقال: لكن
حمزة لا بواكي له فآلي أهل المدينة أن لا ينوحوا على ميت ولا يبكوا حتى يبدءوا بحمزة
فينوحوا عليه ويبكوه فهم إلى اليوم على ذلك (1).
آلي يؤلي ايلاء: أي حلف.
[1319] 3 - المفيد: بإسناده إلى هشام بن محمد انه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما وصل
إليه وفاة مالك: أما والله ليهدن موتك عالما فعلى مثلك فلتبك البواكي (2).
[1320] 4 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يا رب أي عبادك أحب إليك
قال: الذي يبكي لفقد الصالحين كما يبكي الصبي لفقد أبويه (3).
راجع في هذا المجال إن شئت إلى وسائل الشيعة: 3 / 283، ومستدرك الوسائل:
2 / 468، كلاهما من طبع آل البيت.
البكاء على الأئمة المعصومين (عليهم السلام)
[1321] 1 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن
أحمد بن إسحاق بن سعد، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
تجلسون وتتحدثون؟ قال: قلت: جعلت فداك نعم، قال: إن تلك المجالس أحبها
فأحيوا أمرنا إنه من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله
له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر (4).

(1) الفقيه: 1 / 183 ح 553.
(2) أمالي المفيد: المجلس التاسع ح 4 / 83.
(3) الدعوات: 111.
(4) ثواب الأعمال: 223 ح 1.
74

سند الرواية لا بأس به.
[1322] 2 - الصدوق، عن أحمد بن الحسن القطان، ومحمد بن بكر النقاش، ومحمد بن
إبراهيم بن إسحاق الطالقاني كلهم، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، عن علي بن
الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: قال الرضا (عليه السلام): من تذكر مصابنا فبكى
وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم
يموت القلوب، الحديث (1).
[1323] 3 - الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني،
عن أحمد بن عبد الحميد بن خلف، عن محمد بن عمرو بن عتبة، عن حسين الأشقر،
عن محمد بن أبي عمارة الكوفي قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: من دمعت عينه
دمعة لدم سفك لنا أو حق لنا انقصناه أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا بوأه الله
تعالى بها في الجنة حقبا (2).
[1324] 4 - ابن قولويه، عن حكيم بن داود بن الحكيم، عن سلمة بن الخطاب، عن بكار
بن أحمد القسام والحسن بن عبد الواحد، عن محول بن إبراهيم، عن الربيع بن منذر،
عن أبيه قال: سمعت علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: من قطرت عيناه فينا قطرة ودمعت
عيناه فينا دمعة بوأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا أحقابا (3).
[1325] 5 - ابن قولويه، عن الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد
ابن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن
مسمع بن عبد الملك كردين البصري قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا مسمع أنت من
أهل العراق أما تأتي قبر الحسين (عليه السلام)... وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا إلا رحمه الله

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 294 ح 48.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 32 / 194 الرقم 330.
(3) كامل الزيارات: 100 ح 4.
75

قبل أن تخرج الدمعة من عينه، فإذا سالت دموعه على خده، فلو ان قطرة من دموعه
سقطت في جهنم لأطفئت حرها حتى لا يوجد لها حر، الحديث (1).
[1326] 6 - ابن قولويه، عن حكيم بن داود، عن سلمة، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن
أبي عمير، عن بكر بن محمد، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
ذكرنا عنده ففاضت عيناه ولو مثل جناح بعوضة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد
البحر (2).
[1327] 7 - ابن قولويه، عن حكيم بن داود، عن سلمة، عن علي بن سيف عن بكر بن
محمد، عن فضيل بن (3) فضالة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ذكرنا عنده ففاضت
عيناه حرم الله وجهه على النار (4).
[1328] 8 - المجلسي نقلا عن مصباح الأنوار رفعه عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام): إن
أمير المؤمنين (عليه السلام) لما وضع فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القبر قال... إلى أن
قال -: ثم جلس عند قبرها باكيا حزينا فأخذ العباس بيده وانصرف به (5).
البكاء على الحسين بن علي (عليهما السلام)
[1329] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير، عن الصادق (عليه السلام) قال:... ان
أبا عبد الله الحسين (عليه السلام) لما قضى بكيت عليه السماوات السبع والأرضون السبع وما
فيهن وما بينهن ومن ينقلب في الجنة والنار من خلق ربنا وما يرى وما لا يرى، بكى

(1) كامل الزيارات: 101 ح 6.
(2) كامل الزيارات: 103 ح 8.
(3) في بعض النسخ بدل ابن بواو.
(4) كامل الزيارات: 104 ح 10.
(5) بحار الأنوار: 82 / 27 ح 13. مصباح الأنوار: 260.
76

على أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) إلا ثلاثة أشياء لم تبك عليه، قلت: جعلت فداك وما
هذه الثلاثة الأشياء؟ قال: لم تبك عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان (زياد خ ل)
عليهم لعنة الله... (1).
[1330] 2 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري،
عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن
رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) حتى تسيل على خده بوأه الله تعالى بها في
الجنة غرفا يسكنها أحقابا وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من
الأذى من عدونا في الدنيا بوأه الله في الجنة مبوأ صدق وأيما مؤمن مسه أذى فينا
فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضاضة ما أوذي فينا صرف الله عن وجهه
الأذى وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار (2).
الرواية صحيحة الإسناد، ونقلها أيضا ابن قولويه بسنده الصحيح في كامل
الزيارات: 100 ح 1.
[1331] 3 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
الريان بن شبيب قال: دخلت علي الرضا (عليه السلام) في أول يوم من المحرم فقال: يا بن شبيب
أصائم أنت؟ قلت: لا فقال: إن هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا (عليه السلام) ربه عز وجل
فقال: (رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء) (3) فاستجاب الله له
وأمر الملائكة فنادت زكريا (وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك
بيحيى) (4) فمن صام هذا اليوم ثم دعا الله عز وجل استجاب الله له كما استجاب الله لزكريا

(1) الكافي: 4 / 575 ح 2.
(2) ثواب الأعمال: 108 ح 1.
(3) سورة آل عمران: 38.
(4) سورة آل عمران: 39.
77

ثم قال: يا بن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم
والقتال لحرمته، فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها ولا حرمة نبيها، لقد قتلوا في هذا
الشهر ذريته وسبوا نساؤه وانتهبوا ثقله فلا غفر الله لهم ذلك أبدا، يا بن شبيب ان كنت
باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) فانه ذبح كما يذبح الكبش وقتل
معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا مالهم في الأرض شبيهون ولقد بكت السماوات
السبع والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره فلم
يؤذن لهم، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم (عليه السلام) فيكونون من أنصاره
وشعارهم يا لثارات الحسين (عليه السلام)، يا بن شبيب لقد حدثني أبي عن أبيه عن جده (عليهم السلام)
انه لما قتل جدي الحسين صلوات الله عليه أمطرت السماء دما وترابا أحمرا، يا بن
شبيب إن بكيت على الحسين حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب
أذنبته صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا، يا بن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا
ذنب عليك فزر الحسين (عليه السلام)، يا بن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة
مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فالعن قتلة الحسين، يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل
ما لمن استشهد مع الحسين بن علي (عليه السلام) فقل متى ذكرته: يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا
عظيما، يا بن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن
لحزننا وافرح لفرحنا وعليك بولايتنا فلو ان رجلا أحب حجرا لحشره الله عز وجل معه يوم
القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد. ونقلها الصدوق أيضا بهذا السند في الأمالي: المجلس
السابع والعشرون ح 5 / 112.
[1332] 4 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 299 ح 58.
78

أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الأنصاري، عن معاوية بن
وهب قال: كنت جالسا عند جعفر بن محمد (عليهما السلام) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر
فقال: السلام عليك ورحمة الله وبركاته. فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وعليك السلام
ورحمة الله وبركاته، يا شيخ ادن مني فدنا منه فقبل يده فبكى فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
وما يبكيك يا شيخ؟ قال له يا بن رسول الله أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مأة
سنة أقول: هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ولا أراه فيكم فتلومني أن أبكي قال:
فبكى أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: يا شيخ إن أخرت منيتك كنت معنا وإن عجلت كنت
يوم القيامة مع ثقل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال الشيخ: ما أبالي ما فاتني بعد هذا يا بن
رسول الله.
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا شيخ ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إني تارك فيكم الثقلين
ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا: كتاب الله المنزل وعترتي أهل بيتي تجيء وأنت معنا يوم
القيامة.
قال: يا شيخ ما أحسبك من أهل الكوفة؟ قال: لا. قال: فمن أين أنت؟ قال: من
سوادها جعلت فداك. قال: أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين (عليه السلام)؟ قال: إني
لقريب منه. قال: كيف اتيانك له؟ قال: إني لأتيه وأكثر.
قال: يا شيخ ذاك دم يطلب الله تعالى به، ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل
الحسين (عليه السلام) ولقد قتل (عليه السلام) في سبعة عشر من أهل بيته نصحوا لله وصبروا في جنب الله
فجزاهم الله أحسن جزاء الصابرين، انه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ومعه الحسين (عليه السلام) ويده على رأسه يقطر دما فيقول: يا رب اسل امتي فيم قتلوا ولدي.
وقال (عليه السلام): كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السلام) (1).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 20 / 161 الرقم 268.
79

سند الرواية لا بأس به.
[1333] 5 - الطوسي، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن علقمة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) في حديث زيارة الحسين يوم عاشوراء من قرب وبعد قال: ثم
ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره ممن لا يتقيه بالبكاء عليه ويقيم في داره
المصيبة بإظهار الجزع عليه وليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين (عليه السلام) وأنا ضامن لهم
إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع ذلك - يعني ثواب الفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة - قلت
أنت الضامن لهم ذلك والزعيم؟ قال: أنا الضامن والزعيم لمن فعل ذلك. قلت: كيف
يعزي بعضنا بعضا قال: تقول أعظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين وجعلنا وإياكم من
الطالبين بثأره مع وليه والإمام المهدي من آل محمد، الحديث (1).
[1334] 6 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ان
البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن
علي (عليه السلام) فانه فيه مأجور (2).
[1335] 7 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين
الزيات، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون المكفوف
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل له: ومن ذكر الحسين (عليه السلام) عنده فخرج من
عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ولم يرض له بدون
الجنة (3).
[1336] 8 - ابن قولويه، عن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن الحسن بن

(1) مصباح المتهجد: 713.
(2) كامل الزيارات: 100 ح 3.
(3) كامل الزيارات: 100 ح 3.
80

علي، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما مؤمن
دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) دمعة حتى تسيل على خده بوأه الله بها غرفا في الجنة
يسكنها أحقابا (1).
[1337] 9 - ابن قولويه، عن أبيه، عن جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله، عن محمد
ابن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بكى علي بن الحسين على أبيه حسين بن علي صلوات الله عليهما
عشرين سنة (أو أربعين سنة خ ل) وما وضع بين يديه طعاما إلا بكى على الحسين
حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا بن رسول الله اني أخاف عليك ان تكن من
الهالكين قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر
مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة لذلك (2).
[1338] 10 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن خاله محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب الزيات، عن علي بن أسباط، عن إسماعيل بن منصور، عن بعض
أصحابنا قال: أشرف مولى لعلي بن الحسين (عليه السلام) وهو في سقيفة له ساجد يبكي فقال
له: يا مولاي يا علي بن الحسين أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسه اليه وقال:
ويلك أو ثكلتك أمك والله لقد شكى يعقوب إلى ربه في أقل مما رأيت حتى قال:
يا أسفى على يوسف، انه فقد ابنا واحدا وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون
حولي قال: وكان علي بن الحسين (عليه السلام) يميل إلى ولد عقيل، فقيل له: ما بالك تميل إلى
بني عمك هؤلاء دون آل جعفر فقال: إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن
علي (عليه السلام) فأرق لهم (3).

(1) كامل الزيارات: 104 ح 9.
(2) كامل الزيارات: 107 ح 1.
(3) كامل الزيارات: 107 ح 2.
81

الروايات الواردة في هذا المجال فوق حد التواتر فإن شئت أكثر من هذا فراجع
كامل الزيارات: 100، ووسائل الشيعة: 14 / 500، ومستدرك الوسائل:
10 / 311، كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة: 12 / 547،
وعليهذا نقول: ان البكاء على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) عدل التوبة وله من الآثار
نحو ما للتوبة كغفران الذنوب ومحو السيئات. بل دخول الجنة بغير حساب إن شاء
الله تعالى لما لا يخفى على أولى الألباب والحمد لله رب الأرباب.
82

البلاء
[1339] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الذين يلونهم ثم
الأمثل فالأمثل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1340] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب،
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء وما يخص الله عز وجل به
المؤمن فقال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أشد الناس بلاء في الدنيا؟ فقال: النبيون ثم
الأمثل فالأمثل ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن أعماله فمن صح إيمانه وحسن
عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1341] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام): إن في كتاب علي (عليه السلام): أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم
الأمثل فالأمثل، وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وحسن
عمله اشتد بلاؤه، وذلك ان الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة لكافر، ومن
سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار
الأرض (3).

(1) الكافي: 2 / 252 ح 1 و 2.
(2) الكافي: 2 / 252 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 2 / 259 ح 29.
83

الرواية موثقة سندا.
[1342] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان عظيم
الأجر لمع عظيم البلاء وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم (1).
[1343] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
الوليد بن علاء، عن حماد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى إذا
أحب عبدا غته بالبلاء غتا وثجه بالبلاء ثجا فإذا دعاه قال: لبيك عبدي لئن عجلت
لك ما سألت إني على ذلك لقادر ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك (2).
غته بالبلاء: أي غمسه في البلاء. ثجه بالبلاء: صبه عليه وأسال.
[1344] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لله عز وجل عبادا في الأرض من
خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم ولا بلية
إلا صرفها إليهم (3).
[1345] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أصحابه، عن الحسين بن
المختار، عن أبي اسامة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل ليتعاهد المؤمن
بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب
المريض (4).
[1346] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه، عن
إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان

(1) الكافي: 2 / 252 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 253 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 253 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 255 ح 17.
84

المؤمن من الله عز وجل لبأفضل مكان - ثلاثا - انه ليبتليه بالبلاء ثم ينزع نفسه عضوا عضوا
من جسده وهو يحمد الله على ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1347] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان في الجنة منزلة لا يبلغها
عبد إلا بالابتلاء في جسده (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1348] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي
ابن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله وأبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا حاجة لله فيمن ليس له في ماله وبدنه
نصيب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، وذكرنا لك عشرة أكثرها من
صحاحها فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 252، والوافي: 5 / 757،
والمحجة البيضاء: 3 / 398 و 7 / 235، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 51 - 25.

(1) الكافي: 2 / 254 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 255 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 256 ح 21.
85

البله
[1349] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): اني أخشى أن لا يحل لي أن أتزوج من
لم يكن على أمري، فقال: ما يمنعك من البله من النساء؟ قلت: وما البله؟ قال:
هن المستضعفات من اللاتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1350] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن
فضال، عن يونس بن يعقوب، عن حمران بن أعين، قال: كان بعض أهله يريد
التزويج فلم يجد امرأة مسلمة موافقة فذكرت ذلك لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: أين أنت
من البله الذين لا يعرفون شيئا (2).
الرواية موثقة من حيث السند.
[1351] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن نكاح
اليهودية والنصرانية فقال: لا يصلح للمسلم أن ينكح يهودية ولا نصرانية وإنما يحل
له منهن نكاح البله (3).

(1) الكافي: 5 / 349 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 349 ح 9.
(3) الكافي: 5 / 356 ح 2.
86

الرواية من حيث السند صحيحة.
[1352] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن
جناح، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان موسى بن عمران (عليه السلام) شكا إلى ربه
تعالى البله والرطوبة فأمر الله تعالى أن يأخذ الهليلج والبليلج والاملج فيعجنه
بالعسل ويأخذه ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): هو الذي يسمونه عندكم الطريفل (1).
[1353] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن
زرارة بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أتزوج بمرجئة أو حرورية؟ قال: لا،
عليك بالبله من النساء، قال زرارة فقلت: والله ما هي إلا مؤمنة أو كافرة، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): وأين أهل ثنوى الله عز وجل، قول الله عز وجل أصدق من قولك: (إلا
المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون
سبيلا) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1354] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن حسن بن علي
الوشاء، عن جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: أصلحك الله إني
أخاف أن لا يحل لي أن أتزوج - يعني ممن لم يكن على أمره - قال: وما يمنعك من البله
من النساء؟ وقال: هن المستضعفات اللاتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 8 / 193 ح 228.
(2) سورة النساء: 101.
(3) الكافي: 5 / 348 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 349 ح 10.
87

[1355] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن
جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): دخلت الجنة فرأيت أكثر أهلها
البله قال: قلت: ما البله؟ فقال: العاقل في الخير والغافل عن الشر الذي يصوم في كل
شهر ثلاثة أيام (1).
الرواية معتبرة الإسناد، ونقلها الحميري في قرب الاسناد: 75 ح 243.
[1356] 8 - الشيخ أبو العباس المستغفري، عن أحمد بن غياث، عن محمد بن عيسى،
عن القاسم بن محمد، عن بكر بن محمد، قال كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له
رجل: يا بن رسول الله يولد الولد فيكون فيه البله والضعف، فقال: ما يمنعك من
السويق اشربه ومر أهلك به فانه ينبت اللحم ويشد العظم ولا يولد لكم إلا
القوي (2).

(1) معاني الأخبار: 203 ح 1.
(2) طب النبي: 88.
88

البهتان
[1357] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سيابة، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغيبة ان
تقول في أخيك ما ستره الله عليه واما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا والبهتان
أن تقول فيه ما ليس فيه (1).
[1358] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من بهت
مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتى يخرج مما قال، قلت: وما
طينة الخبال؟ قال: صديد يخرج من فروج المومسات (2).
الرواية صحيحة الإسناد، ونقلها الصدوق بسنده الصحيح في عقاب الأعمال:
286 ح 1.
[1359] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن عامر، عن
أبان، عن رجل لا نعلمه إلا يحيى الأزرق قال: قال لي أبو الحسن صلوات الله عليه:
من ذكر رجلا من خلفه بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه ومن ذكره من خلفه بما هو
فيه مما لا يعرفه الناس اغتابه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته (3).
[1360] 4 - الصدوق بإسناده إلى أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: خمسة

(1) الكافي: 2 / 358 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 357 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 358 ح 6.
89

لا ينامون: الهام بدم يسفكه، وذو المال الكثير لا أمين له، والقائل في الناس الزور
والبهتان عن عرض من الدنيا يناله، والمأخوذ بالمال الكثير ولا مال له، والمحب
حبيبا يتوقع فراقه (1).
ونقله أيضا بسنده المتصل عن أبي بصير في الخصال: 1 / 296 ح 64.
[1361] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبو عبد الله
الرازي، عن سجاده واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ في
سبع كلمات فلما لحق به قال له يا هذا ما أرفع من السماء وأوسع من الأرض وأغنى من
البحر وأقسى من الحجر وأشد حرارة من النار وأشد بردا من الزمهرير وأثقل من
الجبال الراسيات؟ فقال له: يا هذا الحق أرفع من السماء والعدل أوسع من الأرض
وغنى النفس أغنى من البحر وقلب الكافر أقسى من الحجر والحريص الجشع أشد
حرارة من النار واليأس من روح الله أشد بردا من الزمهرير والبهتان على البرئ أثقل
من الجبال الراسيات (2).
[1362] 6 - الصدوق، بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من بهت مؤمنا أو مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله يوم
القيامة على تل من نار حتى يخرج مما قاله فيه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1363] 7 - الصدوق، رفعه عن أسباط بن محمد رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أخبركم
بالذي هو شر من الزنا؟ وقع الرجل في عرض أخيه (4).

(1) الفقيه: 1 / 503 ح 1446.
(2) الخصال: 2 / 348 ح 21.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 33 ح 63.
(4) مصادقة الاخوان: 76 ح 1.
90

[1364] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المنافقين:... فتقربوا إلى
أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان فولوهم الأعمال وجعلوهم حكاما على
رقاب الناس فأكلوا بهم الدنيا وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله... (1).
[1365] 9 - القطب الراوندي، رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن في المؤمن ثلاث خصال
ليس منها خصلة إلا وله منها مخرج، الظن والطيرة والحسد فمن سلم من الظن سلم من
الغيبة ومن سلم من الغيبة سلم من الزور ومن سلم من الزور سلم من البهتان (2).
[1366] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لاقحة كالبهت (3).
القح: الجافي من الناس والأشياء. كما في معجم مقاييس اللغة لأحمد بن
فارس: 5 / 6.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 210.
(2) لب اللباب: مخطوط، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 111، من طبع الحجري.
(3) غرر الحكم: ح 10455.
91

البيع
[1367] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من
اتجر بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يقعدن
في السوق إلا من يعقل الشراء والبيع (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1368] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم قال: كنت أبيع السابري في الظلال فمر بي أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقال لي:
يا هشام إن البيع في الظل غش وإن الغش لا يحل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1369] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن منصور،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن رجل باع بيعا ليس عنده إلى
أجل وضمن له البيع، قال: لا بأس به (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1370] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن

(1) الكافي: 5 / 154 ح 23.
(2) الكافي: 5 / 160 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 200 ح 2.
92

عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
رجل اشترى من رجل جارية بثمن مسمى ثم افترقا قال: وجب البيع وليس له أن
يطأها وهي عند صاحبها حتى يقبضها ويعلم صاحبها والثمن إذا لم يكونا اشترطا فهو
نقد (1).
الرواية موثقة سندا.
[1371] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن الأصم، عن مسمع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ان لي أرضا تطلب مني
ويرغبوني، فقال لي: يا أبا سيار أما علمت ان من باع الماء والطين ذهب ماله هباء؟
قلت: جعلت فداك اني أبيع بالثمن الكثير واشتري ما هو أوسع رقعة مما بعت، قال:
فلا بأس (2).
[1372] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
خلف بن حماد، عن الحسين بن زيد الهاشمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت زينب
العطارة الحولاء إلى نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا هي عندهم فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتيتنا طابت بيوتنا فقالت: بيوتك بريحك أطيب يا رسول الله، فقال
لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا بعت فأحسني ولا تغشي فانه أتقى لله وأبقى للمال (3)
[1373] 7 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن العباس بن عامر، عن أبي عبد الرحمن
المسعودي، عن حفص بن عمر البجلي قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) حالي
وانتشار أمري علي، قال: فقال لي: إذا قدمت الكوفة فبع وسادة من بيتك بعشرة
دراهم وادع اخوانك وأعد لهم طعاما وسلهم يدعون الله لك قال: فقلت وما أمكنني

(1) الكافي: 5 / 474 ح 10.
(2) الكافي: 5 / 92 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 151 ح 5.
93

ذلك حتى بعت وسادة واتخذت طعاما كما أمرني وسألتهم أن يدعوا الله لي، قال: فوالله
ما مكثت إلا قليلا حتى أتاني غريم لي فدق الباب علي وصالحني من مال لي كثير كنت
أحسبه نحوا من عشرة آلاف درهم قال: ثم أقبلت الأشياء علي (1).
[1374] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي، عن
السراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: اني أبيع السلاح، قال: لا تبعه في
فتنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1375] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن
الوشاء، عن عاصم بن حميد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أي شيء تعالج؟ قلت:
أبيع الطعام، فقال لي: اشتر الجيد وبع الجيد فإن الجيد إذا بعته قيل له: بارك الله فيك
وفيمن باعك (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1376] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن عبد العزيز، عن
أبيه قال: دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له أبو بصير: ان لنا صديقا
وهو رجل صدوق يدين الله بما ندين به فقال: من هذا يا أبا محمد الذي تزكيه؟ فقال:
العباس بن الوليد بن صبيح فقال: رحم الله الوليد بن صبيح ما له يا أبا محمد؟ قال:
جعلت فداك له دار تسوى أربعة آلاف درهم وله جارية وله غلام يستقي على الجمل
كل يوم ما بين الدرهمين إلى الأربعة سوى علف الجمل وله عيال أله أن يأخذ من
الزكاة؟ قال: نعم قال وله هذه العروض؟ فقال: يا أبا محمد فتأمرني أن آمره أن يبيع

(1) الكافي: 5 / 314 ح 42.
(2) الكافي: 5 / 113 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 202 ح 2.
94

داره وهي عزه ومسقط رأسه أو يبيع جاريته التي تقيه الحر والبرد وتصون وجهه
ووجه عياله أو آمره أن يبيع غلامه وجمله وهو معيشته وقوته بل يأخذ الزكاة وهي له
حلال ولا يبيع داره ولا غلامه ولا جمله (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع إلى كتاب البيع والتجارة من
كتب الأخبار والحمد لله تعالى.

(1) الكافي: 3 / 562 ح 10.
95

باب التاء
97

التبذير
[1377] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إبراهيم بن
محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن إسماعيل بن يسار، عن أحمد بن زياد بن أرقم
الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق
فقد وسع الله عليهم في الرزق والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال والرفق
لا يعجز عنه شيء والتبذير لا يبقى معه شيء ان الله عز وجل رفيق يحب الرفق (1).
[1378] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن
ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن عامر بن جذاعة، قال: جاء رجل إلى أبي
عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا أبا عبد الله قرض إلى ميسرة فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إلى غلة
تدرك، فقال الرجل: لا والله، قال: فإلى تجارة تؤب قال: لا والله، قال: فإلى عقدة
تباع، فقال: لا والله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): فأنت ممن جعل الله له في أموالنا حقا، ثم
دعا بكيس فيه دراهم فأدخل يده فيه فناوله منه قبضة، ثم قال له: اتق الله ولا
تسرف ولا تقتر ولكن بين ذلك قواما إن التبذير من الإسراف قال الله عز وجل: (ولا تبذر
تبذيرا).
الحسن بن محبوب، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثل ذلك (2).
[1379] 3 - العياشي، رفعه عن علي بن جذاعة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتق الله
ولا تسرف ولا تقتر وكن بين ذلك قواما إن التبذير من الإسراف وقال الله عز وجل:

(1) الكافي: 2 / 119 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 501 ح 14.
99

(لا تبذر تبذيرا) ان الله لا يعذب على القصد (1).
[1380] 4 - العياشي رفعه عن بشر بن مروان قال: دخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فدعا
برطب فاقبل بعضهم يرمي بالنوى، قال وأمسك أبو عبد الله (عليه السلام) يده فقال: لا تفعل
ان هذا من التبذير والله لا يحب الفساد (2).
[1381] 5 - العياشي رفعه، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله: (لا تبذر
تبذيرا) قال: بذر الرجل ماله ويقعد ليس له مال قال: فيكون تبذير في الحلال؟
قال: نعم (3).
[1382] 6 - الصدوق بسنده في خبر الأعمش، عن الصادق (عليه السلام):... الكبائر محرمة:
وهي الشرك بالله عز وجل، وقتل النفس التي حرم الله، وعقوق الوالدين، والفرار من
الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما، وأكل الربا بعد البينة، وقذف المحصنات، وبعد ذلك
الزنا واللواط والسرقة وأكل الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير
ضرورة، وأكل السحت، والبخس في المكيال والميزان، والميسر وشهادة الزور
واليأس من روح الله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، وترك معاونة
المظلومين والركون إلى الظالمين واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر
واستعمال الكبر والتجبر والكذب والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج
والمحاربة لأولياء الله عز وجل والملاهي التي تصد عن ذكر الله تبارك وتعالى مكروهة كالغناء
وضرب الأوتار والإصرار على صغائر الذنوب ثم قال (عليه السلام): ان في هذا لبلاغا لقوم
عابدين (4).
[1383] 7 - الصدوق بسنده فيما كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون من شرائع الدين:... واجتناب
الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله عز وجل والزنا والسرقة وشرب الخمر

(1) تفسير العياشي: 2 / 288.
(2) تفسير العياشي: 2 / 288.
(3) تفسير العياشي: 2 / 288.
(4) الخصال: 2 / 610.
100

وعقوق الوالدين والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلما وأكل الميتة والدم ولحم
الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة وأكل الربا بعد البينة والسحت والميسر
وهو القمار والبخس في المكيال والميزان وقذف المحصنات واللواط وشهادة الزور
واليأس من روح الله والأمن من مكر الله والقنوط من رحمة الله ومعونة الظالمين
والركون إليهم واليمين الغموس وحبس الحقوق من غير عسر والكذب والكبر
والإسراف والتبذير والخيانة والاستخفاف بالحج والمحاربة لأولياء الله تعالى
والاشتغال بالملاهي والإصرار على الذنوب (1).
الرواية من حيث السند معتبرة.
[1384] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لما عوتب على التسوية في العطاء:
أتأمروني أن أطلب النصر بالجور فيمن وليت عليه؟ والله لا أطور به ما سمر سمير وما
أم نجم في السماء نجما، ولو كان المال لي لسويت بينهم فكيف وإنما المال مال الله!! ألا
وإن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع صاحبه في الدنيا، ويضعه في
الآخرة، ويكرمه في الناس، ويهينه عند الله، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند
غير أهله إلا حرمه الله شكرهم وكان لغيره ودهم فإن زلت به النعل يوما فاحتاج إلى
معونتهم فشر خليل والأخ خدين (2).
[1385] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كن سمحا ولا تكن مبذرا
وكن مقدرا ولا تكن مقترا (3).
[1386] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من افتخر بالتبذير احتقر
بالإفلاس (4).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 126.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 126.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 33.
(4) غرر الحكم: ح 9057.
101

التثاؤب
[1387] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: التثاؤب من الشيطان والعطسة من
الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد. التثاؤب: يقال له بالفارسية (خميازه كشيدن).
[1388] 2 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قال لنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم وشدة التثاؤب في الصلاة فانه عوة الشيطان وإن الله يحب
العطاس ويكره التثاؤب في الصلاة.
وعن جعفر بن محمد (عليه السلام): انه كره التثاؤب والتمطي في الصلاة والتثاؤب والتمطي
إنما يعتريان عن الكسل فهو منهي عنه عن أن يتعمد أو يستعمل والتثاؤب شيء
يعتري عن غير تعمد فمن اعتراه ولم يملكه فلميسك يده على فيه ويرده ولا يثنه ولا
يمده (2).
[1389] 3 - الطبرسي، رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: التثاؤب من الشيطان والعطاس من
الله عز وجل (3).

(1) الكافي: 2 / 654 ح 5.
(2) دعائم الاسلام: 1 / 174، ونقل عنه بعضها في بحار الأنوار: 81 / 266 ح 67.
(3) مكارم الأخلاق: 356.
102

التختم
استحباب لبس الخاتم
[1390] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن
هشام، عن حسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من السنة لبس الخاتم (1).
[1391] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قوموا خاتم أبي عبد الله (عليه السلام) فأخذه أبي
منهم بسبعة قال: قلت بسبعة دراهم؟ قال: بسبعة دنانير (2).
[1392] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما تختم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا يسيرا (يسارا خ ل)
حتى تركه (3).
التختم بالعقيق
[1393] 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: العقيق ينفي الفقر ولبس العقيق ينفي

(1) الكافي: 6 / 468 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 470 ح 17.
(3) الكافي: 6 / 469 ح 10.
103

النفاق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1394] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
الرضا (عليه السلام) قال: من ساهم بالعقيق كان سهمه الأوفر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1395] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن الفضيل، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم التنوكي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تختموا بالعقيق فانه مبارك ومن تختم بالعقيق يوشك أن
يقضى له بالحسنى (3).
[1396] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه، عن صالح بن
عقبة، عن فضيل بن عثمان، عن ربيعة الرأي قال: رأيت في يد علي بن الحسين (عليه السلام)
فص عقيق فقلت: ما هذا الفص؟ فقال: عقيق رومي، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
تختم بالعقيق قضيت حوائجه (4).
[1397] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد، عن
إبراهيم بن عقبة، عن سيابة بن أيوب، عن محمد بن الفضل، عن عبد الرحيم القصير
قال: بعث الوالي إلى رجل من آل أبي طالب في جناية فمر بأبي عبد الله (عليه السلام) فقال:
أتبعوه بخاتم عقيق، فأتي بخاتم عقيق فلم ير مكروها (5).

(1) الكافي: 6 / 470 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 470 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 470 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 470 ح 4.
(5) الكافي: 6 / 471 ح 7.
104

التختم في اليمين
[1398] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتختم في
يمينه (1).
[1399] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يتختم في
يمينه (2).
[1400] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن عبد الرحمن بن محمد العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن علي بن
الحسين (عليهما السلام) كان يتختم في يمينه (3).
[1401] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن علي
بن أسباط، عن علي بن جعفر قال: سألت أخي موسى (عليه السلام) عن الخاتم يلبس في اليمين
فقال: إن شئت في اليمين وإن شئت في اليسار (4).
[1402] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن أبان، عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سأله عن التختم
في اليمين وقلت: اني رأيت بني هاشم يتختمون في أيمانهم فقال كان أبي يتختم في يساره
وكان أفضلهم وأفقههم (5).

(1) الكافي: 6 / 469 ح 11.
(2) الكافي: 6 / 470 ح 16.
(3) الكافي: 6 / 470 ح 15.
(4) الكافي: 6 / 469 ح 9.
(5) الكافي: 6 / 469 ح 8.
105

التختم بالياقوت والزمرد
[1403] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارون بن مسلم،
عن رجل من أصحابنا وهو الحسن بن علي بن الفضل ويلقب سكباج، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر صاحب الانزال وكان يقوم ببعض امور الماضي (عليه السلام) قال قال لي
يوما: وأملى علي من كتاب: التختم بالزمرد يسر لا عسر فيه (1).
[1404] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن بكر بن
محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يستحب التختم بالياقوت (2).
الرواية موثقة من حيث السند.
[1405] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن
خالد، عن الرضا (عليه السلام) قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: تختموا باليواقيت فإنها تنفي
الفقر (3).
التختم بالفيروزج
[1406] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من تختم بالفيروزج لم يفتقر كفه (4).
[1407] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
الحسن بن سهل، عن الحسن بن علي بن مهران قال: دخلت على أبي الحسن
موسى (عليه السلام) وفي إصبعه خاتم فصه فيروزج، نقشه «الله الملك» فأدمت النظر إليه

(1) الكافي: 6 / 471 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 471 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 471 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 472 ح 1.
106

فقال: مالك تديم النظر إليه؟ فقلت: بلغني انه كان لعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم فصه
فيروزج نقشه «الله الملك» فقال: أتعرفه؟ قلت لا، فقال: هذا هو تدري ما سببه؟
قلت: لا، قال: هذا حجر أهداه جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فوهبه رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) أتدري ما اسمه؟ قلت: فيروزج، قال: هذا بالفارسية،
فما اسمه بالعربية؟ قلت: لا أدري، قال: اسمه الظفر (1).
نقش الخواتيم
[1408] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان نقش خاتم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
«محمد رسول الله» وكان نقش خاتم أمير المؤمنين (عليه السلام) «الله الملك» وكان نقش خاتم
أبي (عليه السلام) «العزة لله» (2).
الرواية موثقة سندا.
[1409] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن يونس بن ظبيان وحفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالا: قلنا:
جعلنا فداك أيكره أن يكتب الرجل في خاتمه غير اسمه واسم أبيه فقال: في خاتمي
مكتوب «الله خالق كل شيء» وفي خاتم أبي محمد بن علي (عليهما السلام) وكان خير محمدي
رأيته بعيني «العزة لله» وفي خاتم علي بن الحسين (عليه السلام) «الحمد لله العلي العظيم» وفي
خاتم الحسن والحسين (عليهما السلام) «حسبي الله» وفي خاتم أمير المؤمنين (عليه السلام) «الله
الملك» (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 472 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 473 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 473 ح 2.
107

[1410] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر قال: كنت عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فأخرج إلينا خاتم أبي عبد الله (عليه السلام)
وخاتم أبي الحسن (عليه السلام) وكان على خاتم أبي عبد الله (عليه السلام) «أنت ثقتي فاعصمني من
الناس» ونقش خاتم أبي الحسن (عليه السلام) «حسبي الله» وفيه ورودة وهلال في أعلاه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1411] 4 - الكليني، عن العدة، عن البرقي، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، قال:
سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن نقش خاتمه وخاتم أبيه (عليهما السلام) قال: نقش خاتمي
«ما شاء الله لا قوة إلا بالله» ونقش خاتم أبي «حسبي الله» وهو الذي كنت أتختم به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1412] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن
خالد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان على خاتم علي بن الحسين (عليهما السلام) «خزي وشقى
قاتل الحسين بن علي» (عليهما السلام) (3).
حرمة التختم بالذهب للرجال
[1413] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن
عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال علي (عليه السلام): نهاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا أقول نهاكم عن التختم بالذهب وعن
ثياب القسي وعن مياثر الأرجوان وعن الملاحف المفدمة وعن القراءة وأنا راكع (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 473 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 473 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 473 ح 6.
(4) الخصال: 1 / 289 ح 48.
108

[1414] 2 - الصدوق بإسناده المتصل إلى البراء بن عازب قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن
سبع وأمر بسبع: نهانا أن نتختم بالذهب، وعن الشرب في آنية الذهب والفضة
وقال: من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة، وعن ركوب المياثر، وعن
لبس القسي، وعن لبس الحرير، والديباج، والإستبرق، وأمرنا (صلى الله عليه وآله وسلم) باتباع
الجنائز، وعيادة المريض، وتسميت العاطس، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام،
وإجابة الداعي، وإبرار القسم (1).
[1415] 3 - الحميري، عن أبيه، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام)
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع أمرهم بعيادة المرضى واتباع الجنائز
وإبرار القسم وتسميت العاطس ونصر المظلوم وإفشاء السلام وإجابة الداعي ونهاهم
عن التختم بالذهب والشرب في آنية الذهب والفضة وعن المياثر الحمر وعن لباس
الإستبرق والحرير والقز والأرجوان (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
الروايات الواردة في هذا الشأن كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا راجع الكافي:
6 / 468، ومكارم الأخلاق: 85، وبحار الأنوار: 96 / 167، ووسائل الشيعة:
5 / 76 وما بعدها و 14 / 403 طبع آل البيت، ومستدرك الوسائل: 1 / 214
(3 / 283) وما بعدها، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 768، وغيرها من كتب
الأخبار.

(1) الخصال: 2 / 341 ح 2.
(2) قرب الاسناد: 48 من الطبعة الأولى و 71 ح 228 من الطبعة الحديثة.
109

التجارة
[1416] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،
عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي قال: شكى رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الفاقة
والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه، ما يتوجه في حاجة إلا ضاقت عليه
المعيشة، فأمره أبو عبد الله (عليه السلام): أن يأتي مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين القبر والمنبر
فيصلي ركعتين ويقول مائة مرة: «اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك وبعزتك وما
أحاط به علمك أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا وأعمها فضلا وخيرها عاقبة»
قال الرجل: ففعلت ما أمرني به فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا رزقني الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1417] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أسباط بن سالم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسألنا عن عمر بن مسلم ما فعل؟
فقلت: صالح ولكنه قد ترك التجارة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): عمل الشيطان - ثلاثا - أما
علم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اشترى عيرا أتت من الشام فاستفضل فيها ما قضى دينه
وقسم في قرابته، يقول الله عز وجل: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (2) إلى
آخر الآية، يقول القصاص: ان القوم لم يكونوا يتجرون كذبوا ولكنهم لم يكونوا
يدعون الصلاة في ميقاتها وهو أفضل ممن حضر الصلاة ولم يتجر (3).

(1) الكافي: 3 / 473 ح 1.
(2) سورة النور: 36.
(3) الكافي: 5 / 75 ح 8.
110

[1418] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ترك التجارة ينقص العقل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1419] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التجارة تزيد في العقل (2).
[1420] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد
الزعفراني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من طلب التجارة استغنى عن الناس، قلت:
وإن كان معيلا؟ قال: وإن كان معيلا إن تسعة أعشار الرزق في التجارة (3).
[1421] 6 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن أبي الجهم، عن فضيل الأعور قال شهدت معاذ بن كثير وقال
لأبي عبد الله (عليه السلام): اني قد أيسرت فادع التجارة، فقال: انك إن فعلت قل عقلك أو
نحوه (4).
[1422] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي الفرج القمي، عن معاذ بياع الأكيسة قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
يا معاذ أضعفت عن التجارة أو زهدت فيها؟ قلت: ما ضعفت عنها وما زهدت فيها
قال: فما لك؟ قلت: كنا ننتظر أمرا وذلك حين قتل الوليد وعندي مال كثير وهو في
يدي وليس لأحد علي شيء ولا أراني آكله حتى أموت فقال: تتركها فإن تركها
مذهبة للعقل اسع على عيالك وإياك أن يكون هم السعادة عليك (5).

(1) الكافي: 5 / 148 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 148 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 148 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 148 ح 4.
(5) الكافي: 5 / 148 ح 6.
111

[1423] 8 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله عن شريف
ابن سابق، عن الفضل بن أبي قرة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن رجل وأنا حاضر
فقال: ما حبسه عن الحج؟ فقيل: ترك التجارة وقل شيئه قال: وكان متكئا فاستوى
جالسا ثم قال لهم: لا تدعوا التجارة فتهونوا، اتجروا بارك الله لكم (1).
[1424] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن فضيل بن يسار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اني قد كففت عن التجارة
وأمسكت عنها قال: ولم ذلك أعجز بك؟ كذلك تذهب أموالكم لا تكفوا عن التجارة
والتمسوا من فضل الله عز وجل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1425] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد، عن
ابن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إذا أردت أن تشتري شيئا
فقل: «يا حي يا قيوم يا دائم يا رؤوف يا رحيم أسألك بعزتك وقدرتك وما أحاط به
علمك أن تقسم لي من التجارة اليوم أعظمها رزقا وأوسعها فضلا وخيرها عاقبة فانه
لا خير فيما لا عاقبة له» قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا اشتريت دابة أو رأسا فقل:
«اللهم أقدر لي أطولها حياة وأكثرها منفعة وخيرها عاقبة» (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1426] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من الناس من
رزقه في التجارة ومنهم من رزقه في السيف ومنهم من رزقه في لسانه (4).

(1) الكافي: 5 / 149 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 149 ح 11.
(3) الكافي: 5 / 157 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 305 ح 5.
112

[1427] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: تعرضوا للتجارة فإن فيها غنى لكم عما في أيدي
الناس (1).
[1428] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان
على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مؤمن فقير شديد الحاجة من أهل الصفة وكان ملازما
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند مواقيت الصلاة كلها لا يفقده في شيء منها وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يرق له وينظر إلى حاجته وغربته فيقول: يا سعد لو قد جائني شيء
لأغنيتك قال: فأبطأ ذلك على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاشتد غم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لسعد
فعلم الله سبحانه ما دخل على رسول الله من غمه لسعد فأهبط عليه جبرئيل (عليه السلام)
ومعه درهمان فقال له: يا محمد ان الله قد علم ما قد دخلك من الغم لسعد أفتحب أن
تغنيه؟ فقال: نعم فقال له: فهاك هذين الدرهمين فاعطهما إياه ومره أن يتجر بهما
قال: فأخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم خرج إلى صلاة الظهر وسعد قائم على باب حجرات
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ينتظره فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يا سعد أتحسن التجارة؟ فقال
له سعد: والله ما أصبحت أملك مالا أتجر به، فأعطاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الدرهمين وقال له:
اتجر بهما وتصرف لرزق الله فأخذهما سعد ومضى مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى صلى معه الظهر
والعصر فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتما يا سعد قال:
فأقبل سعد لا يشتري بدرهم شيئا إلا باعه بدرهمين ولا يشتري شيئا بدرهمين إلا
باعه بأربعة دراهم فأقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت تجارته فاتخذ
على باب المسجد موضعا وجلس فيه فجمع تجارته إليه وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أقام

(1) الكافي: 5 / 149 ح 9.
113

بلال للصلاة يخرج وسعد مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل أن
يتشاغل بالدنيا فكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا سعد شغلتك الدنيا عن الصلاة فكان يقول
ما أصنع أضيع مالي؟ هذا رجل قد بعته فأريد أن استوفي منه وهذا رجل قد اشتريت
منه فأريد أن أوفيه قال: فدخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أمر سعد غم أشد من غمه بفقره
فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال يا محمد ان الله قد علم غمك بسعد فأيما أحب إليك حاله
الأولى أو حاله هذه؟ فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل بل حاله الأولى قد أذهبت دنياه
بآخرته فقال له جبرئيل (عليه السلام): ان حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة قل
لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما إليه فإن أمره سيصير إلى الحالة التي كان
عليها أولا قال: فخرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فمر بسعد فقال له: يا سعد أما تريد أن ترد علي
الدرهمين الذين أعطيتكهما؟ فقال سعد بلى ومائتين فقال له: لست أريد منك يا سعد
إلا الدرهمين فأعطاه سعد درهمين قال فأدبرت الدنيا على سعد حتى ذهب ما كان جمع
وعاد إلى حاله التي كان عليها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1429] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن علي
ابن أسباط، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن بعض أهل بيته قال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يأذن لحكيم بن خزام بالتجارة حتى ضمن له إقالة النادم وإنظار
المعسر وأخذ الحق وافيا وغير واف (2).
[1430] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن الفضيل
ابن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع

(1) الكافي: 5 / 312 ح 38.
(2) الكافي: 5 / 151 ح 4.
114

إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن فتكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر
حسنات ويمحى عنه عشر سيئات (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1431] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن أبي جميلة، عن زيد الشحام قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
التاجر يسوف نفسه الحج؟ قال: ليس له عذر وان مات فقد ترك شريعة من شرائع
الإسلام (2).
[1432] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول على
المنبر: يا معشر التجار الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، الفقه ثم المتجر، والله للربا في
هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا، شوبوا إيمانكم بالصدق، التاجر فاجر
والفاجر في النار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق (3).
[1433] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من اتجر
بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يقعدن في
السوق إلا من يعقل الشراء والبيع (4).
[1434] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد
الأشعري، عن سهل بن زياد، عن الحسين بن يزيد، عن سفيان الحريري، عن عبد

(1) الكافي: 2 / 611 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 269 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 150 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 154 ح 23.
115

المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): البركة عشرة
أجزاء تسعة أعشارها في التجارة والعشر الباقي في الجلود (1).
[1435] 20 - ابن طاووس رفعه إلى أحمد بن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه أوصاه في التجارة فقال: عليك بصدق اللسان في حديثك ولا
تكتم عيبا يكون في تجارتك، ولا تغبن المسترسل فإن غبنه ربا، ولا ترض للناس إلا
ما ترضاه لنفسك، واعط الحق وخذه ولا تحف ولا تخن فإن التاجر الصدوق مع
السفرة الكرام البررة يوم القيامة، واجتنب الحلف فإن اليمين الفاجرة تورث صاحبها
النار والتاجر فاجر إلا من أعطى الحق وأخذه (2).

(1) الخصال: 2 / 445 ح 44.
(2) فتح الأبواب: 160.
116

التجبر
[1436] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن العرزمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيأتي على
الناس زمان لا ينال الملك فيه إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى إلا بالغصب والبخل ولا
المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوى; فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو
يقدر على الغنى وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبة وصبر على الذل وهو يقدر
على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقا ممن صدق بي (1).
[1437] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): انني آكل الطعام الطيب
وأشم الريح الطيبة وأركب الدابة الفارهة ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من التجبر
فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إنما الجبار الملعون من غمص الناس وجهل
الحق قال عمر: فقلت اما الحق فلا أجهله والغمص لا أدري ما هو قال: من حقر
الناس وتجبر عليه فذلك الجبار (2).
[1438] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن
النهدي، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن عبد الله بن المنذر، عن عبد الله بن بكير
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه.

(1) الكافي: 2 / 91 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 311 ح 13.
117

وفي حديث آخر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة
وجدها في نفسه (1).
يتيه: أي يتكبر.
[1439] 4 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الحميد، عن عاصم بن
حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة لا يكلمهم
الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك جبار
ومقل مختار (2).
[1440] 5 - الكليني، باسناده الثلاث إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة
قال:... وإياكم والتجبر على الله واعلموا أن عبدا لم يبتل بالتجبر على الله إلا تجبر
على دين الله، فاستقيموا لله ولا ترتدوا على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين، أجارنا الله
وإياكم من التجبر على الله ولا قوة لنا ولكم إلا بالله (3).
[1441] 6 - قال الصدوق: وروى زياد بن المنذر، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه سأله رجل وهو
حاضر عن الرجل يخرج من الحمام أو يغتسل فيتوشح ويلبس قميصه فوق إزاره
فيصلي وهو كذلك؟ قال: هذا من عمل قوم لوط فقلت: انه يتوشح فوق القميص
قال: هذا من التجبر قلت: إن القميص رقيق يلتحف به قال: هو حل الازرار في
الصلاة والخذف بالحصى ومضغ الكندر في المجالس وعلى ظهر الطريق من عمل قوم
لوط (4).
قال الصدوق: وقد رويت رخصة في التوشح بالازرار فوق القميص عن العبد

(1) الكافي: 2 / 312 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 311 ح 14.
(3) الكافي: 8 / 12.
(4) الفقيه: 1 / 260 ح 799.
118

الصالح (عليه السلام) وعن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) وعن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) وبها آخذ
وأفتي.
ونقلها الشيخ أيضا في التهذيب: 2 / 371 ح 74.
[1442] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت، عن أحمد
ابن أبي عبد الله البرقي، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الحواريون لعيسى بن مريم (عليه السلام): يا معلم الخير علمنا
أي الأشياء أشد؟ فقال: أشد الأشياء غضب الله عز وجل، قالوا: فبم يتقى غضب الله؟ قال:
بأن لا تغضبوا قالوا: وما بدء الغضب؟ قال: الكبر والتجبر ومحقرة
الناس (1).
[1443] 8 - المفيد، رفعه عن الأوزاعي رفعه إلى لقمان الحكيم في ما وعظه به ابنه:...
يا بني إياك والتجبر والتكبر والفخر فتجاور إبليس في داره. يا بني دع عنك التجبر
والكبر ودع عنك الفخر واعلم أنك ساكن القبور. يا بني اعلم انه من جاور إبليس
وقع في دار الهوان لا يموت فيها ولا يحيى. يا بني ويل لمن تجبر وتكبر كيف يتعظم من
خلق من طين وإلى طين يعود ثم لا يدري إلى ماذا يصير إلى الجنة فقد فاز أو إلى النار
فقد خسر خسرانا مبينا وخاب - ويروى كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول
مرتين... (2).
[1444] 9 - الطوسي، عن المفيد، عن الحسين بن علي بن محمد التمار النحوي، عن محمد
ابن الحسين، عن أبي نعيم، عن صالح بن عبد الله عن هشام، عن أبي مخنف، عن
الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام)
خطب ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أيها الناس

(1) الخصال: 1 / 6 ح 17.
(2) الاختصاص: 338.
119

اسمعوا مقالتي وعوا كلامي، إن الخيلاء من التجبر والنخوة من التكبر وإن الشيطان
عدو حاضر يعدكم الباطل... (1).
[1445] 10 - الآمدي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والتجبر على عباد الله
فإن كل متجبر يقصمه الله (2).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 13 / 10 الرقم 13.
(2) غرر الحكم: ح 2695.
120

التجمل
[1446] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): إن الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على
عبده (1).
[1447] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه
لأنه جميل يحب الجمال (2).
[1448] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
ليتزين أحدكم لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه في أحسن
الهيئة (3).
[1449] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي شعيب
المحاملي، عن أبي هاشم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يحب
الجمال والتجمل ويبغض البؤس والتباؤس (4).

(1) الكافي: 6 / 438 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 438 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 439 ح 10.
(4) الكافي: 6 / 440 ج 14.
121

التباؤس: التفاقر.
[1450] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن اسلم، عن
هارون بن مسلم، عن بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لعبيد بن زياد:
إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك،
قال: فما رئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتى مات (1).
[1451] 6 - الصدوق، عن حمزة بن محمد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
الدهن يظهر الغنى، والثياب تظهر الجمال، وحسن الملكة يكبت الأعداء (2).
الرواية من حيث السند معتبرة.
[1452] 7 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث،
عن آبائه (عليهم السلام) قال قال الصادق (عليه السلام): ان الله يحب الجمال والتجمل ويكره البؤس
والتباؤس فإن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها قيل وكيف ذلك
قال (عليه السلام): ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويحسن داره ويكنس أفنيته حتى ان السراج قبل
مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق (3).
[1453] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فمن علامة أحدهم (المتقين)
انك ترى له قوة في دين وحزما في لين وإيمانا في يقين وحرصا في علم وعلما في حلم
وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في حلال
ونشاطا في هدى وتحرجا عن طمع... (4).

(1) الكافي: 6 / 440 ح 15.
(2) الخصال: 1 / 91 ح 33.
(3) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 64 / 275 الرقم 526.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 193.
122

[1454] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التجمل من أخلاق
المؤمنين (1).
[1455] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التجمل مروءة
ظاهرة (2).

(1) غرر الحكم: ح 1175.
(2) غرر الحكم: ح 319.
123

التحرز عن مواضع التهمة
[1456] 1 - الصدوق، عن أبي أحمد القاسم بن محمد السراج، الهمذاني بهمذان،
عن محمد بن أحمد الضبي، عن محمد بن عبد العزيز الدينوري، عن عبيد الله بن
موسى، عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام)
فقلت له: يا ابن رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب، ولا أخ
لملوك، ولا راحة لحسود، ولا سؤدد لسييء الخلق، فقلت: يا ابن رسول الله زدني،
فقال لي: يا سفيان ثق بالله تكن مؤمنا، وارض بما قسم الله لك تكن غنيا،
وأحسن مجاورة من جاورته تكن مسلما، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره،
وشاور في أمرك الذين يخشون الله عز وجل، فقلت: يا ابن رسول الله زدني، فقال لي:
يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينقل من ذل
معصية الله إلى عز طاعته، فقلت: زدني يا ابن رسول الله فقال لي: يا سفيان
أمرني والدي (عليه السلام) بثلاث ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال لي: يا بني من يصحب
صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم، ثم
أنشدني [فقال] عليه السلام:
عود لسانك قول الخير تحظ به * إن اللسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له * في الخير والشر فانظر كيف تعتاد (1)

(1) الخصال: 1 / 169 ح 222.
124

[1457] 2 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن ابن
أبي عمير، عن ابن عميرة، عن الثمالي، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
أولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1458] 3 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد
ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): من وقف نفسه موقف التهمة فلا يلومن من أساء به الظن،
الحديث (2).
[1459] 4 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان،
عن الحسين بن زيد، عن الصادق (عليه السلام) قال: من دخل موضعا من مواضع التهمة فاتهم
فلا يلومن إلا نفسه (3).
[1460] 5 - الشيخ الطوسي بسنده المتصل إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده
الحسن (عليه السلام):... وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء فإن قرين السوء
يغر جليسه... (4).
[1461] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من وضع نفسه مواضع التهمة فلا
يولمن من أساء به الظن (5).
[1462] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن دخل مداخل السوء
اتهم (6).

(1) معاني الأخبار: 195، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 90 ح 3.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 8 / 250، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 90.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والسبعون ح 5 / 402، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 91.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 8 / 7 الرقم 8.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 159.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 349.
125

[1463] 8 - ابن إدريس الحلي نقلا من جامع البزنطي قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): قال
أبو عبد الله (عليه السلام): اتقوا مواضع الريب، ولا يقفن أحدكم مع امه في الطريق فانه ليس
كل أحد يعرفها (1).
[1464] 9 - في صحيفة الرضا (عليه السلام) باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من عرض نفسه
للتهمة فلا يلومن من أساء الظن به (2).
[1465] 10 - الآمدي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر الناس من لا يبالي أن يراه
الناس مسيئا (3).

(1) السرائر: 3 / 579.
(2) صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): 71 ح 140.
(3) غرر الحكم: ح 5702.
126

التحفة
[1466] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان المؤمن
ليتحف أخاه التحفة، قلت: وأي شيء التحفة؟ قال: من مجلس ومتكأ وطعام
وكسوة وسلام فتطاول الجنة مكافأة له ويوحي الله عز وجل إليها أني قد حرمت
طعامك على أهل الدنيا إلا على نبيي أو وصي نبي فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عز وجل
: إليها أن كافئ أوليائي بتحفهم فيخرج منها وصفاء ووصائف معهم أطباق
مغطاة بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت عقولهم
وامتنعوا أن يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش ان الله عز وجل قد حرم جهنم على من أكل من
طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون (1).
[1467] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أول ما يتحف
به المؤمن يغفر لمن تبع جنازته (2).
وذكر الصدوق نحوها في الفقيه: 1 / 162 ح 456، والشيخ في التهذيب: 1 / 455
ح 127.
[1468] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن

(1) الكافي: 2 / 207 ح 7.
(2) الكافي: 3 / 173 ح 3.
127

ابن رئاب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله عز وجل عبادا في الأرض من
خالص عباده ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم ولا بلية
إلا صرفها إليهم (1).
[1469] 4 - قال ابن طاووس: روينا باسنادنا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فإذا قمت للصلاة
[العيد الفطر] مستقبل القبلة فكبر وقل: «اللهم اني عبدك وابن عبديك هارب منك
إليك أتيتك وافدا إليك تائبا من ذنوبي إليك، زائرا لك وحق الزائر على المزور التحفة
فاجعل تحفتي منك وتحفتك لي رضاك والجنة; اللهم انك عظمت حرمة شهر رمضان
ثم أنزلت فيه القرآن أي رب وجعلت فيه ليلة خيرا من ألف شهر ثم مننت علي
بصيامه وقيامه فيما مننت علي فتمم علي منك ورحمتك، أي رب إن لك فيه عتقاء فإن
كنت ممن أعتقتني فيه فتمم علي ولا تردني في ذنب ما أبقيتني وإن لم تكن فعلت يا رب
لضعف عمل أو لعظم ذنب فبكرمك وفضلك ورحماتك وكتابك الذي أنزلت في شهر
رمضان ليلة القدر وما أنزلت فيها وحرمة من عظمت فيها وبمحمد وعلي عليهما
سلامك وصلواتك، وبك يا الله أتوجه إليك وبمحمد ومن بعده صلى الله عليه وعليهم
أتوجه بكم إلى الله يا الله أعتقني فيمن أعتقت الساعة بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)» (2).
[1470] 5 - ابن طاووس: في زيارة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام):... اللهم صل على
محمد وأهل بيته، صل على البتول الطاهرة الصديقة المعصومة، التقية النقية، الرضية
المرضية، الزكية الرشيدة، المظلومة المقهورة، المغصوبة حقها، الممنوعة ارثها،
المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها، فاطمة بنت رسول الله وبضعة لحمه
وصميم قلبه وفلذة كبده والنخبة منك له والتحفة خصصت بها وصية وحبيبة
المصطفى وقرينة المرتضى وسيدة النساء ومبشرة الأولياء حليفة الورع والزهد

(1) الكافي: 2 / 253 ح 5.
(2) الاقبال: 288، ونقل عنه في بحار الأنوار: 88 / 20 ح 6.
128

وتفاحة الفردوس والخلد التي شرفت مولدها بنساء الجنة وسللت منها أنوار الأئمة
وأرخيت دونها حجاب النبوة اللهم صل عليها صلاة تزيد في محلها عندك وشرفها
لديك ومنزلتها من رضاك وبلغها منا تحية وسلاما وآتنا من لدنك في حبها فضلا
وإحسانا ورحمة وغفرانا انك ذو العفو الكريم (1).

(1) الاقبال: 625.
129

التحية
[1471] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن علي
ابن رئاب عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان من تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام التسليم
على المسافر المعانقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1472] 2 - قال علي بن إبراهيم القمي في قوله تعالى (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى
ثم يعودون لما نهوا عنه) (2) قال: كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأتونه فيسألونه
أن يسأل الله لهم وكانوا يسألون ما لا يحل لهم فانزل الله (ويتناجون بالإثم
والعدوان ومعصية الرسول) وقولهم له إذا أتوه أنعم صباحا وأنعم مساء وهي
تحية أهل الجاهلية فأنزل الله: (وإذا جاؤوك حيوك بما لم يحيك به الله) فقال لهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية أهل الجنة السلام عليكم قوله
(فافسحوا يفسح الله لكم) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا دخل المسجد يقوم له
الناس فنهاهم الله أن يقوموا له فقال: (فافسحوا) أي وسعوا له في المجلس (وإذا
قيل انشزوا فانشزوا) يعني إذا قال قوموا فقوموا، قوله (يا أيها الذين آمنوا إذا
ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: إذا سألتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
حاجة فتصدقوا بين يدي حاجتكم ليكون اقضى لحوائجكم فلم يفعل ذلك أحد إلا

(1) الكافي: 2 / 646 ح 14.
(2) الآيات في سورة المجادلة.
130

أمير المؤمنين (عليه السلام) فانه تصدق بدينار وناجى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعشر نجوات (1).
[1473] 3 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن محمد الحسيني، عن فرات بن
إبراهيم، عن الحسن بن الحسين، عن علي بن أحمد بن الحسين، عن الحسن بن
جبرئيل، عن إبراهيم بن جبرئيل، عن أبي عبد الله الجرجاني، عن نعيم النخعي،
عن الضحاك، عن ابن عباس قال كنت جالسا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم
وبين يديه علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) إذ هبط عليه جبرئيل
وبيده تفاحة فحيى بها النبي وحيى بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا فتحيى بها علي (عليه السلام) وردها
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتحيى بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحيى بها الحسن (عليه السلام) فقبلها وردها إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتحيى بها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحيى بها الحسين فتحيى بها الحسين وقبلها
وردها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتحيى بها النبي وحيى بها فاطمة فقبلتها وردتها إلى النبي
وتحيى بها النبي ثانية وحيى بها عليا فتحيى بها علي (عليه السلام) ثانية فلما هم أن يردها إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سقطت التفاحة من أطراف أنامله فانفلقت بنصفين فسطع منها نور حتى
بلغ السماء الدنيا وإذا عليه سطران مكتوبان بسم الله الرحمن الرحيم هذه تحية من الله عز وجل
إلى محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن والحسين سبطي رسول الله
وأمان لمحبيهم يوم القيامة من النار (2).
[1474] 4 - الصدوق، عن علي بن عبد الله الأسواري، عن أحمد بن محمد بن قيس، عن
عمر بن حفص، عن عبيد الله بن محمد بن أسد، عن الحسين بن إبراهيم، عن يحيى
ابن سعيد، عن ابن جرير، عن عطا، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أبي ذر (رحمه الله) قال:
دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في المسجد جالس وحده فاغتنمت خلوته فقال لي:
يا أبا ذر للمسجد تحية قلت: وما تحيته؟ قال: ركعتان تركعهما، الخبر (3).

(1) تفسير القمي: 2 / 354 و 359.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثمانون ح 3 / 477.
(3) الخصال: 2 / 523 ح 13.
131

[1475] 5 - الطوسي، عن الحفار، عن علي بن أحمد الحلواني، عن محمد بن القاسم
المقري، عن الفضل بن حباب، عن مسلم بن إبراهيم، عن أبان، عن قتادة، عن
أبي العالية، عن ابن عباس قال: كنا جلوسا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ هبط عليه الأمين
جبرئيل ومعه جام من البلور الأحمر مملوءا مسكا وعنبرا وكان إلى جنب رسول الله
علي بن أبي طالب وولداه الحسن والحسين عليهم التحية والإكرام فقال له: السلام
عليك، الله يقرأ عليك السلام ويحييك بهذه التحية ويأمرك أن تحيي عليا وولديه،
قال ابن عباس: فلما صارت في كف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هللت ثلاثا وكبرت ثلاثا ثم
قالت بلسان ذرب طلق يعني الجام: (بسم الله الرحمن الرحيم طه ما أنزلنا عليك
القرآن لتشقى) (1) فاشتمها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحيى بها عليا فلما صارت في كف علي
قالت: بسم الله الرحمن الرحيم (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) (2) فاشتمهما علي (عليه السلام) وحيى بها
الحسن فلما صارت في كف الحسن قالت: بسم الله الرحمن الرحيم (عم يتساءلون
عن النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون) (3) فاشتمها الحسن وحيى بها الحسين فلما
صارت في كف الحسين (عليه السلام) قالت: بسم الله الرحمن الرحيم (قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى ومن يقترف حسة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور) (4)
ثم ردت إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم (الله نور السماوات
والأرض) (5). قال ابن عباس: فلا أدري إلى السماء صعدت أم في الأرض توارت
بقدرة الله تعالى عز وجل (6).

(1) سورة طه: 1.
(2) سورة المائدة: 55.
(3) سورة النبأ: 1 - 2.
(4) سورة الشورى: 23.
(5) سورة النور: 35.
(6) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 78 / 355 الرقم 738.
132

[1476] 6 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن عباد بن أحمد القزويني، عن
أبيه، عن جابر، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله البجلي قال: سمعت سلمان
الفارسي يقول لي وللأشعث بن قيس: إن لي عندكما وديعة فقلنا: ما نعلمها إلا أن
قوما قالوا لنا: اقرؤه سلمان عنا السلام، قال: فأي شيء أفضل من السلام وهي تحية
أهل الجنة (1).
[1477] 7 - قال الرضي: ومن كتاب له (لأمير المؤمنين) (عليه السلام) إلى بعض عماله: أما بعد
فإنك ممن استظهر به على إقامة الدين واقمع به نخوة الأثيم، وأسد به لهاة الثغر المخوف
فاستعن بالله على ما أهمك، واخلط الشدة بضغث من اللين، وارفق ما كان الرفق
أرفق، واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة واخفض للرعية جناحك والن لهم
جانبك وآس بينهم في اللحظة والنظرة والإشارة والتحية حتى لا يطمع العظماء في
حيفك ولا ييئس الضعفاء من عدلك والسلام (2).
[1478] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا حييت بتحية فحي بأحسن
منها وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يربي عليها والفضل مع ذلك للبادئ (3).
[1479] 9 - الراوندي قال: روي عن زيد بن سلام: ان جده أبا سلام حدثه ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بينما هو في البطحاء قبل النبوة فإذا هو برجلين عليهما ثياب سفر
فقالا: السلام عليك فقال لهما النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وعليكما السلام فقال أحدهما لصاحبه:
لا إله إلا الله ما لقيت أحدا منذ ولدتني أمي يرد السلام قبلك وقال الآخر: سبحان الله
ما لقيت رجلا يسلم منذ ولدتني أمي فقال له الراكب: هل في القرية رجل يدعى
أحمد؟ فقال: ما فيها أحمد ولا محمد غيري قال من أهلها أنت؟ قال: نعم من أهلها

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 56 / 346 الرقم 716.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 46.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 62.
133

وولدت فيها فضرب ذراع راحلته وأناخها ثم كشف عن كتف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى
نظر إلى الخاتم الذي بين كتفيه فقال: أشهد انك رسول الله وتبعث بضرب رقاب
قومك، فهل من زاد تزودني؟ فأتاه بخبز وتميرات فجعلهن في ثوبه حتى أتى صاحبه
وقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى حمل لي نبي الله الزاد في ثوبه ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
هل من حاجة سوى هذا؟ قال: تدعوا الله أن يعرف بيني وبينك يوم القيامة فدعا له ثم
انطلق.
وفي كتب الله المتقدمة لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال له ربه قل:
الحمد لله ثم قال له ربه: يرحمك ربك، ائت أولئك الملا من الملائكة وقل لهم: السلام
عليكم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم قال له ربه: هذه تحيتك وتحية
ذريتك (1).
[1480] 10 - المجلسي نقلا من خط الشيخ ابن فهد الحلي (رحمه الله): قيل: ان رجلا ورد على
أبي جعفر الأول (عليه السلام) بقصيدة مطلعها: عليك السلام أبا جعفر، فلم يمنحه شيئا،
فسأله في ذلك وقال: لم لا تمنحني وقد مدحتك؟ فقال: حييتني تحية الأموات أما
سمعت قول الشاعر:
ألا طرقتنا آخر الليل زينب * عليك سلام لما فات مطلب
فقلت لها حييت زينب خدنكم * تحية ميت وهو في الحي يشرب
مع انه كان يكفيك أن تقول سلام عليك أبا جعفر (2).

(1) الخرايج: 1 / 126.
(2) بحار الأنوار: 46 / 345.
134

التدبير
[1481] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عباس بن عمرو الفقيمي،
عن هشام بن الحكم في حديث الزنديق الذي أتى أبا عبد الله (عليه السلام) وكان من قول
أبي عبد الله (عليه السلام): لا يخلو قولك: انهما اثنان من أن يكونا قديمين قويين أو يكونا
ضعيفين أو يكون أحدهما قويا والآخر ضعيفا، فإن كانا قويين فلم لا يدفع كل واحد
منهما صاحبه ويتفرد بالتدبير وإن زعمت ان أحدهما قوي والآخر ضعيف ثبت انه
واحد كما نقول للعجز الظاهر في الثاني فإن قلت: انهما اثنان، لم يخل من أن يكونا
متفقين من كل جهة أو مفترقين من كل جهة فلما رأينا الخلق منتظما والفلك جاريا
والتدبير واحدا والليل والنهار والشمس والقمر دل صحة الأمر والتدبير وائتلاف
الأمر على أن المدبر واحد ثم يلزمك ان ادعيت اثنين فرجة ما بينهما حتى يكونا اثنين
فصارت الفرجة ثالثا بينهما قديما معها فيلزمك ثلاثة، فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلت
في الاثنين حتى نكون بينهم فرجة فيكونوا خمسة ثم يتناهى في العدد إلى ما لا نهاية
له في الكثرة، قال هشام: فكان من سؤال الزنديق أن قال: فما الدليل عليه؟ فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): وجود الأفاعيل دلت على ان صانعا صنعها ألا ترى أنك إذا نظرت
إلى بناء مشيد مبني علمت ان له بانيا وإن كنت لم تر الباني ولم تشاهده قال: فما هو؟
قال شيء بخلاف الأشياء ارجع بقولي إلى إثبات معنى وإنه شيء بحقيقة الشيئية غير
انه لا جسم ولا صورة ولا يحس ولا يجس ولا يدرك بالحواس الخمس، لا تدركه
الأوهام ولا تنقصه الدهور ولا تغيره الأزمان (1).

(1) الكافي: 1 / 81 ح 5.
135

وإن شئت أكثر من هذا في أمر تدبير العالم راجع إلى الخبر المشتهر بتوحيد
المفضل المروي في بحار الأنوار: 3 / 57.
[1482] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن حسن المعونة، خفيف
المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرتين (1).
[1483] 3 - قال الصدوق: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو في قنوت الوتر بهذا الدعاء:
«اللهم خلقتني بتقدير وتدبير وتبصير بغير تقصير واخرجتني من ظلمات ثلاث
بحولك وقوتك أحاول الدنيا ثم أزاولها ثم أزايلها وآتيتني فيها الكلاء والمرعى
وبصرتني فيها الهدى فنعم الرب أنت ونعم المولى فيا من كرمني وشرفني ونعمني أعوذ
بك من الزقوم وأعوذ بك من الحميم وأعوذ بك من مقيل في النار بين أطباق النار في
ظلال النار يوم النار يا رب النار اللهم إني أسألك مقيلا في الجنة بين أنهارها
وأشجارها وثمارها وريحانها وخدمها وأزواجها اللهم إني أسألك خير الخير رضوانك
والجنة وأعوذ بك من شر الشر سخطك والنار هذا مقام العائذ بك من النار - ثلاث
مرات - اللهم اجعل خوفك في جسدي كله واجعل قلبي أشد مخافة لك مما هو واجعل
لي في كل يوم وليلة حظا ونصيبا من عمل بطاعتك واتباع مرضاتك اللهم أنت منتهى
غايتي ورجائي ومسئلتي وطلبتي أسألك يا الهي كمال الإيمان وتمام اليقين وصدق
التوكل عليك وحسن الظن بك يا سيدي اجعل إحساني مضاعفا وصلاتي تضرعا
ودعائي مستجابا وعملي مقبولا وسعيي مشكورا وذنبي مغفورا ولقني منك نضرة
وسرورا وصلى الله على محمد وآله» (2).
[1484] 4 - الصدوق، عن البيهقي، عن الصولي، عن عون بن محمد، عن محمد بن أبي

(1) الكافي: 2 / 241 ح 38.
(2) الفقيه: 1 / 491 ح 1412.
136

عبادة قال: لما كان من أمر الفضل بن سهل ما كان وقتل دخل المأمون إلى الرضا (عليه السلام)
يبكي وقال له: هذا وقت حاجتي إليك يا أبا الحسن فتنظر في الأمر وتعينني قال له:
عليك التدبير يا أمير المؤمنين وعلينا الدعاء فلما خرج المأمون قلت للرضا (عليه السلام): لم
أخرت أعزك الله ما قال لك أمير المؤمنين وابيته فقال: ويحك يا حسن لست من هذا
الأمر في شيء قال فرآني قد اغتممت فقال وما لك في هذا لو آل الأمر إلى ما تقول
وأنت مني كما أنت ما كانت نفقتك إلا في كمك وكنت كواحد من الناس (1).
[1485] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن
عيسى، ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن القاسم النوفلي قال
قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها وربما رأى الرؤيا
فلا تكون شيئا فقال: ان المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى
السماء فكلما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير والتدبير فهو الحق
وكلما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام فقلت له وتصعد روح المؤمن إلى السماء؟
قال: نعم قلت: حتى لا يبقى شيء في بدنه؟ فقال: لا لو خرجت كلها حتى لا يبقى منها
شيء اذا لمات قلت فكيف تخرج؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها
وضوؤها وشعاعها في الأرض فكذلك الروح أصلها في البدن وحركتها ممدودة (2).
[1486] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن أبي عبد الله
الرازي، عن سجادة، عن درست، عن أبي خالد السجستاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: خمس خصال من لم تكن فيه خصلة منها فليس فيه كثير مستمتع أولها الوفاء،
والثانية التدبير، والثالثة الحياء، والرابعة حسن الخلق، والخامسة - وهي تجمع هذه
الخصال - الحرية (3).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 164 ح 25.
(2) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والعشرون ح 15 / 124.
(3) الخصال: 1 / 284 ح 33.
137

[1487] 7 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم
الحسني، عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه (عليهم السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): التدبير
قبل العمل يؤمنك من الندم (1).
[1488] 8 - قال المفيد: سأل أمير المؤمنين صلوات الله عليه شاه زنان بنت كسرى حين
أسرت ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل؟ قالت: حفظت عنه انه كان يقول: إذا
غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة
فقال (عليه السلام): ما أحسن ما قال أبوك تذل الامور للمقادير حتى يكون الحتف في
التدبير (2).
[1489] 9 - الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم، عن ابن وهبان، عن علي بن الحبشي، عن
العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى، عن
الحسين بن أبي غندر، عن أيوب بن الحر قال: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله (عليه السلام):
بلغني ان الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا بل هو
الكسب كله ومن الدين التدبير في المعيشة (3).
[1490] 10 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) في نقل حكمة:... والتدبير
نصف العيش... (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والستون ح 9 / 363.
(2) الارشاد: 1 / 302 طبع آل البيت.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس والثلاثون ح 17 / 670 الرقم 1410.
(4) تحف العقول: 403.
138

تذاكر الإخوان
[1491] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن فضالة بن أيوب، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: شيعتنا
الرحماء بينهم، الذين إذا خلوا ذكروا الله [ان ذكرنا من ذكر الله] إنا إذا ذكرنا ذكر الله
وإذا ذكر عدونا ذكر الشيطان (1).
[1492] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل
بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا وأحاديثنا تعطف بعضكم
على بعض فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم وان تركتموها ظللتم وهلكتم فخذوا بها وأنا
بنجاتكم زعيم (2).
[1493] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
مسكان، عن ميسر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: أتخلون وتتحدثون وتقولون
ما شئتم؟ فقلت: إي والله إنا لنخلو ونتحدث ونقول ما شئنا، فقال: أما والله لوددت
أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم وإنكم على
دين الله ودين ملائكته فأعينوا بورع واجتهاد (3).

(1) الكافي: 2 / 186 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 186 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 187 ح 5.
139

الرواية من حيث السند موثقة.
[1494] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي بن محمد بن
سعد، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن محفوظ، عن أبي المغرا قال: سمعت
أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ليس شيء أنكى لإبليس وجنوده من زيارة الإخوان في الله
بعضهم لبعض قال: وإن المؤمنين يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا
يبقى على وجه إبليس مضغة لحم إلا تخدد حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من
الألم فتحس ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه
فيقع خاسئا حسيرا مدحورا (1).
وفي الوافي (2) النكاية: تقشير القرحة، وتخدد اللحم: هزاله ونقصانه، والخسأ:
البعد، والحسور: الاعياء، والدحر: الطرد.
[1495] 5 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن
الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن إسماعيل البصري قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: تقعدون في المكان فتحدثون وتقولون ما شئتم وتتبرؤون ممن شئتم وتولون من
شئتم؟ قلت: نعم قال: وهل العيش إلا هكذا (3).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 2 / 186، والوافي: 5 / 649.

(1) الكافي: 2 / 188 ح 7.
(2) الوافي: 5 / 652.
(3) الكافي: 8 / 229 ح 292.
140

التراحم والتعاطف
[1496] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
محبوب، عن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأصحابه: اتقوا الله
وكونوا اخوة بررة، متحابين في الله، متواصلين، متراحمين، تزاوروا وتلاقوا
وتذاكروا أمرنا وأحيوه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1497] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن كليب الصيداوي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تواصلوا وتباروا وتراحموا
وكونوا إخوة بررة كما أمركم الله عز وجل (2).
[1498] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
عبد الله بن يحيى الكاهلي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تواصلوا وتباروا
وتراحموا وتعاطفوا (3).
[1499] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي المغراء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل
والتعاون على التعاطف والمواساة لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى
تكونوا كما أمركم الله عز وجل (رحماء بينهم) متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم
على ما مضى معشر الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).

(1) الكافي: 2 / 175.
(2) الكافي: 2 / 175.
(3) الكافي: 2 / 175.
(4) الكافي: 2 / 175.
141

[1500] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) قلت: قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة
شديدة وليس تسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع اخوانهم فإن الزمان شديد؟
فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد
فيه والتواصل والتعاون عليه والمواساة لأهل الحاجة والعطف منكم ويكونون على ما
أمر الله فيهم (رحماء بينهم) متراحمين (1).
الرواية موثقة من حيث السند.

(1) الكافي: 4 / 50 ح 16.
142

تربة الحسين (عليه السلام)
[1501] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم
الحضرمي، عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الطين فقال: أكل الطين
حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير إلا طين قبر الحسين (عليه السلام) فإن فيه شفاء من كل داء
وأمنا من كل خوف (1).
ونقلها أيضا في كامل الزيارات: 285 ح 2.
[1502] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي يحيى الواسطي،
عن رجل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الطين حرام كله كلحم الخنزير ومن أكله ثم مات
فيه لم أصل عليه إلا طين القبر فإن فيه شفاء من كل داء ومن أكله لشهوة لم يكن له فيه
شفاء (2).
المراد بطين القبر، طين قبر الحسين (عليه السلام) كما هو واضح بقرينة ساير الروايات.
ونقل هذه الرواية ابن قولويه في كامل الزيارات: 285 ح 1 عن الكليني مع التصريح
بأن الطين من قبر الحسين (عليه السلام).
[1503] 3 - ابن قولويه رفعه إلى سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل الطين
حرام على بني آدم ما خلا طين قبر الحسين (عليه السلام)، من أكله من وجع شفاه الله تعالى (3).

(1) الكافي: 6 / 266 ح 9.
(2) الكافي: 6 / 265 ح 1.
(3) كامل الزيارات: 286 ح 4.
143

[1504] 4 - ابن قولويه، عن أبيه وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن
عبيد، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
طين قبر الحسين شفاء من كل داء وإذا أكلته فقل: «بسم الله وبالله اللهم اجعله رزقا
واسعا وعلما نافعا وشفاء من كل داء إنك على كل شيء قدير» (1).
قد ورد هذا الدعاء في الروايات عند الشرب من ماء زمزم أيضا.
[1505] 5 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن
بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أخذت من
تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: «اللهم إني أسئلك بحق هذه التربة وبحق الملك
الذي قبضها والنبي الذي حضنها والامام الذي حل فيها أن تصلي على محمد وآل محمد
وأن تجعل لي فيها شفاء نافعا ورزقا واسعا وأمانا من كل خوف وداء» فانه إذا قال
ذلك وهب الله له العافية وشفاه (2).
[1506] 6 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن كرام، عن ابن أبي يعفور قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) يأخذ الإنسان من طين قبر الحسين (عليه السلام) فينتفع به ويأخذ غيره
فلا ينتفع به، فقال: لا والله الذي لا إله إلا هو ما يأخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به
إلا نفعه الله به (3).
[1507] 7 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد
بن إسماعيل البصري ولقبه فهد، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طين
قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء (4).

(1) كامل الزيارات: 284 ح 1.
(2) كامل الزيارات: 284 ح 3.
(3) كامل الزيارات: 274 ح 1.
(4) كامل الزيارات: 275 ح 3.
144

[1508] 8 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن الحسين بن سعيد،
عن أبيه، عن محمد بن سليمان البصري، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في طين
قبر الحسين (عليه السلام) الشفاء من كل داء وهو الدواء الأكبر (1).
ونقلها الشيخ عن ابن قولويه في التهذيب: 6 / 74 ح 11.
[1509] 9 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين عن شيخ من
أصحابنا، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طين قبر الحسين (عليه السلام)
فيه شفاء وان اخذ على رأس ميل (2).
[1510] 10 - ابن قولويه، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أصابته علة فبدء بطين قبر
الحسين (عليه السلام) شفاه الله من تلك العلة إلا أن تكون علة السام (3).
السام: الموت.
[1511] 11 - ابن قولويه، عن محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن
عيسى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن أبي ولاد،
عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو أن مريضا من المؤمنين يعرف
حق أبي عبد الله (عليه السلام) وحرمته وولايته، أخذ من طين قبره مثل رأس أنملة كان له
دواء (4).
[1512] 12 - ابن قولويه، عن أبيه وجماعة عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا (عليه السلام) من خراسان ثياب رزم وكان بين ذلك
طين فقلت للرسول ما هذا؟ قال: طين قبر الحسين (عليه السلام) ما كان يوجه شيئا من الثياب
ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين وكان يقول هو أمان بإذن الله (5).

(1) كامل الزيارات: 275 ح 4 و 5 و 6.
(2) كامل الزيارات: 275 ح 4 و 5 و 6.
(3) كامل الزيارات: 275 ح 4 و 5 و 6.
(4) كامل الزيارات: 277 ح 8.
(5) كامل الزيارات: 278 ح 1.
145

رزم الثياب جمعها وشدها في ثوب.
[1513] 13 - ابن قولويه، عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين بن أبي العلاء
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول حنكوا أولادكم بتربة الحسين (عليه السلام) فانه أمان (1).
ونقل الشيخ عن ابن قولويه في التهذيب: 6 / 74 ح 12.
[1514] 14 - ابن قولويه، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى، عن
العمركي بن علي البوفكي، عن يحيى وكان في خدمة أبي جعفر الثاني، عن عيسى
ابن سليمان، عن محمد بن مارد، عن عمته قالت سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن في
طين الحائر الذي فيه الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف (2).
[1515] 15 - ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
الحسن بن علي، عن يونس بن رفيع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان عند رأس الحسين
ابن علي (عليه السلام) لتربة حمراء فيها شفاء من كل داء إلا السام قال: فأتيت القبر بعدما
سمعناه لهذا الحديث فاحتفرنا عند رأس القبر فلما حفرنا قدر ذراع انحدرت علينا من
رأس القبر مثل السهلة حمراء قدر درهم فحملناه إلى الكوفة فمزجناه وخبيناه فأقبلنا
نعطي الناس يتداوون به (3).
السام: الموت. السهلة: بالكسر تراب كالرمل. وقد وردت عدة من الروايات في
كيفية أخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) وتربته فراجع إلى كامل الزيارات: 279 الباب
الثالث والتسعون: من أين يؤخذ طين قبر الحسين (عليه السلام) وكيف يؤخذ. وفي بعضها
انه يؤخذ من عند القبر على سبعين ذراعا.

(1) كامل الزيارات: 278 ح 2.
(2) كامل الزيارات: 279 ح 5.
(3) كامل الزيارات: 279 ح 1.
146

[1516] 16 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن جعفر
المؤدب قال: حدثنا الحسن بن علي بن شعيب الصايغ المعروف بأبي صالح يرفعه إلى
بعض أصحاب أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: دخلت إليه فقال: لا تستغني
شيعتنا عن أربع: خمرة يصلى عليها، وخاتم يتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة
من طين قبر أبي عبد الله (عليه السلام) فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب له بكل
حبة أربعون حسنة، وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب له عشرون حسنة (1).
الخمرة: سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل وتزمل بالخيوط.
[1517] 17 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله
بن جعفر الحميري قال: كتبت إلى الفقيه (عليه السلام) أسأله هل يجوز أن يسبح الرجل بطين
قبر الحسين (عليه السلام) وهل فيه فضل؟ فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: يسبح به فما
من شيء من التسبيح أفضل منه ومن فضله ان المسبح ينسى التسبيح ويدير السبحة
فيكتب له ذلك التسبيح (2).
[1518] 18 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد، عن أبيه، عن الحميري قال: كتبت
إلى الفقيه (عليه السلام) أسأله عن طين القبر يوضع مع الميت في قبره هل يجوز ذلك أم لا؟
فأجاب وقرأت التوقيع ومنه نسخت: يوضع مع الميت في قبره ويخلط بحنوطه إن شاء
الله (3).
[1519] 19 - الطوسي، عن ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، عن العجلي
القرميسيني، عن ابن أبي الصهبان، عن ابن أبي نصر البزنطي، عن كرام بن عمرو،
عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر وجعفر بن محمد (عليهما السلام) يقولان: إن الله عوض

(1) التهذيب: 6 / 75 ح 16.
(2) التهذيب: 6 / 75 ح 17.
(3) التهذيب: 6 / 76 ح 18.
147

الحسين (عليه السلام) من قتله أن جعل الإمامة في ذريته والشفاء في تربته وإجابة الدعاء عند
قبره ولا تعد أيام زائريه جائيا وراجعا من عمره.
قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هذا الجلال ينال بالحسين (عليه السلام) فما له
في نفسه؟ قال: إن الله تعالى ألحقه بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان معه في درجته ومنزلته ثم تلا
أبو عبد الله (عليه السلام) (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا به ذريتهم)
الآية (1).
[1520] 20 - الطوسي، عن ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، عن حميد بن زياد
الدهقان إجازة بخطه في سنة تسع وثلاث مائة، عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك،
أبي العباس الدهقان، قال: حدثنا سعيد بن صالح، قال: حدثنا الحسن بن علي بن
أبي المغيرة، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل
كثير العلل والأمراض، وما تركت دواء إلا تداويت به فما انتفعت بشيء منه. فقال
لي: أين أنت عن طين قبر الحسين بن علي (عليه السلام) فإن فيه شفاء من كل داء، وأمنا من
كل خوف، فإذا أخذته فقل هذا الكلام: «اللهم إني أسألك بحق هذه الطينة، وبحق
الملك الذي أخذها، وبحق النبي الذي قبضها، وبحق الوصي الذي حل فيها، صل
على محمد وأهل بيته، وافعل بي كذا وكذا».
قال: ثم قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أما الملك الذي قبضها فهو جبرئيل (عليه السلام)، وأراها
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هذه تربة ابنك الحسين، تقتله أمتك من بعدك، والذي قبضها فهو
محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأما الوصي الذي حل فيها فهو الحسين (عليه السلام) والشهداء.
قلت: قد عرفت - جعلت فداك - الشفاء من كل داء، فكيف الأمن من كل
خوف؟ فقال: إذا خفت سلطانا أو غير سلطان فلا تخرجن من منزلك إلا ومعك من

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 91 / 317 الرقم 644. والآية 21 من سورة الطور.
148

طين قبر الحسين (عليه السلام)، فتقول: «اللهم إني أخذته من قبر وليك وابن وليك، فاجعله
لي أمنا وحرزا لما أخاف وما لا أخاف» فانه قد يرد ما لا يخاف.
قال الحارث بن المغيرة: فأخذت كما أمرني، وقلت ما قال لي فصح جسمي،
وكان لي أمانا من كل ما خفت وما لم أخف، كما قال أبو عبد الله (عليه السلام) فما رأيت مع ذلك
بحمد الله مكروها ولا محذورا (1).
ونقل نحوها في التهذيب: 6 / 74 ح 15.
[1521] 21 - الطوسي قال: أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال: حدثني
محمد بن محمد بن معقل القرميسيني العجلي، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق
النهاوندي الأحمري، قال: حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري، عن زيد أبي أسامة،
قال: كنت في جماعة من عصابتنا بحضرة سيدنا الصادق (عليه السلام)، فأقبل علينا أبو عبد
الله (عليه السلام) فقال: إن الله تعالى جعل تربة جدي الحسين (عليه السلام) شفاء من كل داء وأمانا من
كل خوف، فإذا تناولها أحدكم فليقبلها وليضعها على عينيه، وليمرها على سائر
جسده، وليقل: «اللهم بحق هذه التربة، وبحق من حل بها وثوى فيها، وبحق أبيه
وأمه وأخيه والأئمة من ولده، وبحق الملائكة الحافين به إلا جعلتها شفاء من كل داء،
وبرءا من كل مرض ونجاة من كل آفة، وحرزا مما أخاف وأحذر، ثم يستعملها.
قال أبو أسامة: فإني استعملتها من دهري الأطول، كما قال ووصف أبو عبد الله،
فما رأيت بحمد الله مكروها (2).
[1522] 22 - الطوسي قال: أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال،
قال: حدثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية، قال: حدثنا سعد بن سعيد الأشعري، عن

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 92 / 317 الرقم 645.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 93 / 318 الرقم 646.
149

أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن الطين الذي يؤكل يأكله الناس؟
فقال: كل طين حرام كالميتة والدم وما أهل لغير الله به ما خلا طين قبر
الحسين (عليه السلام)، فانه شفاء من كل داء (1).
[1523] 23 - الطوسي قال: أخبرنا ابن خشيش، عن محمد بن عبد الله، قال: حدثنا
عمر بن الحسين بن علي بن مالك القاضي الشيباني ببغداد، قال: حدثنا المنذر بن
محمد القابوسي، قال: حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الأزدي، قال: حدثنا
أبي، قال: صليت في جامع المدينة وإلى جانبي رجلان على أحدهما ثياب السفر،
فقال أحدهما لصاحبه: يا فلان، أما علمت أن طين قبر الحسين (عليه السلام) شفاء من كل
داء، وذلك أنه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد فيه عافية، وخفت
على نفسي وأيست منها، وكانت عندنا امرأة من أهل الكوفة عجوز كبيرة، فدخلت
علي وأنا في أشد ما بي من العلة، فقالت لي: يا سالم، ما أرى علتك كل يوم إلا زائدة؟
فقلت لها: نعم قالت: فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله عز وجل؟ فقلت لها: ما أنا إلى شيء
أحوج مني إلى هذا; فسقتني ماء في قدح، فسكتت عني العلة، وبرأت حتى كأن لم
تكن بي علة قط.
فلما كان بعد أشهر دخلت علي العجوز فقلت لها: بالله عليك يا سلمة - وكان اسمها
سلمة - بماذا داويتني؟ فقالت: بواحدة مما في هذه السبحة - من سبحة كانت في
يدها - فقلت: وما هذه السبحة؟ فقالت: إنها من طين قبر الحسين (عليه السلام)، فقلت لها:
يا رافضية داويتني بطين قبر الحسين; فخرجت من عندي مغضبة ورجعت والله علتي
كأشد ما كانت وأنا أقاسي منها الجهد والبلاء، وقد والله خشيت على نفسي; ثم أذن
المؤذن فقاما يصليان وغابا عني (2).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 94 / 319 الرقم 647.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 95 / 319 الرقم 648.
150

[1524] 24 - الطوسي قال: أخبرنا ابن خشيش، قال: حدثني محمد بن عبد الله، قال:
حدثني الفضل بن محمد بن أبي طاهر الكاتب، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن
موسى السريعي الكاتب، قال: حدثني أبي موسى بن عبد العزيز، قال: لقيني يوحنا
ابن سراقيون النصراني المتطبب في شارع أبي أحمد فاستوقفني، وقال لي: بحق نبيك
ودينك، من هذا الذي يزور قبره قوم منكم بناحية قصر ابن هبيرة، من هو من
أصحاب نبيكم؟ قلت: ليس هو من أصحابه هو ابن بنته، فما دعاك إلى المسألة عنه؟
فقال: له عندي حديث طريف. فقلت: حدثني به.
فقال: وجه إلي سابور الكبير الخادم الرشيدي في الليل، فصرت اليه فقال لي:
تعال معي; فمضى وأنا معه حتى دخلنا على موسى بن عيسى الهاشمي، فوجدناه زائل
العقل متكئا على وسادة، وإذا بين يديه طست فيها حشو جوفه، وكان الرشيد
استحضره من الكوفة، فأقبل سابور على خادم كان من خاصة موسى، فقال له:
ويحك ما خبره؟ فقال له: أخبرك أنه كان من ساعة جالسا وحوله ندماؤه، وهو من
أصح الناس جسما وأطيبهم نفسا، إذ جرى ذكر الحسين بن علي (عليه السلام) قال يوحنا:
هذا الذي سألتك عنه.
فقال موسى: إن الرافضة لتغلو فيه حتى إنهم فيما عرفت يجعلون تربته دواء
يتداوون به. فقال له رجل من بني هاشم كان حاضرا: قد كانت بي علة غليظة
فتعالجت لها بكل علاج، فما نفعني، حتى وصف لي كاتبي أن آخذ من هذه التربة،
فأخذتها فنفعني الله بها، وزال عني ما كنت أجده.
قال: فبقي عندك منها شيء؟ قال: نعم، فوجه فجاءوه منها بقطعة فناولها موسى
بن عيسى فأخذها موسى فاستدخلها دبره استهزاء بمن تداوى بها واحتقارا وتصغيرا
لهذا الرجل الذي هذه تربته - يعني الحسين (عليه السلام) - فما هو إلا أن استدخلها دبره حتى
صاح: النار النار، الطست الطست; فجئناه بالطست فأخرج فيها ما ترى;
151

فانصرف الندماء وصار المجلس مأتما، فأقبل علي سابور فقال: انظر هل لك فيه
حيلة؟ فدعوت بشمعة، فنظرت فإذا كبده وطحاله ورئته وفؤاده خرج منه في
الطست، فنظرت إلى أمر عظيم فقلت: ما لأحد في هذا صنع إلا أن يكون لعيسى
الذي كان يحيى الموتى. فقال لي سابور: صدقت ولكن كن هاهنا في الدار إلى أن يتبين
ما يكون في أمره; فبت عندهم وهو بتلك الحال ما رفع رأسه، فمات وقت السحر.
قال محمد بن موسى: قال لي موسى بن سريع: كان يوحنا يزور قبر الحسين (عليه السلام)
وهو على دينه، ثم أسلم بعد هذا وحسن إسلامه (1).
الروايات بهذا المضمون أعني: تربته (عليه السلام) شفاء من كل داء وأمان من كل خوف
كثيرة جدا بل متواترة اجمالا بل معنا وإن شئت أكثر مما سردنا لك فعليك بمراجعة
كامل الزيارات: 274 وما بعدها، وبحار الأنوار: 22 / 142 من طبع الكمباني و
101 / 118 من طبع إيران و 99 / 118 من طبع بيروت.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 96 / 320 الرقم 649.
152

التزاور
[1525] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد، عن
ابن محبوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التواصل بين الإخوان في الحضر
التزاور وفي السفر التكاتب (1).
[1526] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
محمد بن حمران، عن خيثمة قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): تزاوروا في بيوتكم فإن ذلك
حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[1527] 3 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبيد قال:
سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول لأصحابه وأنا حاضر: اتقوا الله وكونوا
إخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا
أمرنا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1528] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعتبروا بما قد رأيتم من

(1) الكافي: 2 / 670 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 22 ح 77.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 56 / 60 الرقم 87.
153

مصارع القرون قبلكم: قد تزايلت أوصالهم، وزالت أبصارهم وأسماعهم، وذهب
شرفهم وعزهم، وانقطع سرورهم ونعيمهم، فبدلوا بقرب الأولاد فقدها، وبصحبة
الأزواج مفارقتها، لا يتفاخرون، ولا يتناسلون، ولا يتزاورون، ولا يتجاورون،
فاحذروا عباد الله حذر الغالب لنفسه، المانع لشهوته، الناظر بعقله، فإن الأمر
واضح، والعلم قائم، والطريق جدد والسبيل قصد (1).
[1529] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف ساكني القبور:... ولا
يتواصلون تواصل الجيران على ما بينهم من قرب الجوار ودنو الدار وكيف يكون
بينهم تزاور وقد طحنهم بكلكه البلى وأكلتهم الجنادل والثرى وكان قد صرتم إلى ما
صاروا إليه... (2).
يأتي عنوان زيارة الإخوان في محلها إن شاء الله تعالى وله الحمد.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 161.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 226.
154

التزين
[1530] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن
الرضا (عليه السلام) قال: قلت له رجل تمتع بالعمرة إلى الحج في عيبته ثياب له يبيع من ثيابه
ويشتري هديه قال: لا هذا يتزين به المؤمن يصوم ولا يأخذ شيئا من ثيابه (1).
[1531] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ليتزين أحدكم لأخيه المسلم كما يتزين للغريب الذي يحب أن يراه
في أحسن الهيئة (2).
[1532] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليتزين أحدكم يوم
الجمعة يغتسل ويتطيب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه وليتهيأ للجمعة وليكن
عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار وليحسن عبادة ربه وليفعل الخير ما استطاع فإن
الله يطلع على [أهل] الأرض ليضاعف الحسنات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1533] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،

(1) الكافي: 4 / 508 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 439 ح 10.
(3) الكافي: 3 / 417 ح 1.
155

عن زرارة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تدع الغسل يوم الجمعة فانه سنة وشم الطيب
وألبس صالح ثيابك وليكن فراغك من الغسل قبل الزوال فإذا زالت فقم وعليك
السكينة والوقار وقال: الغسل واجب يوم الجمعة (1).
الرواية صحيحة الإسناد، وراجع في عنوان التزين في يوم الجمعة إلى الكافي:
3 / 417 إن شئت.
[1534] 5 - الصدوق، باسناده إلى إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
يقول: اصحب من تتزين به ولا تصحب من يتزين بك (2).
روى البرقي نحوها في المحاسن: 357 مسندا عن إسحاق بن حريز.
[1535] 6 - الحميري، عن عبد الله بن الحسن، عن جده علي بن جعفر، عن أخيه موسى
ابن جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن النساء هل عليهن من التطيب والتزين في الجمعة
والعيدين ما على الرجال؟ قال: نعم (3).
[1536] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى محمد بن علي الباقر (عليه السلام) انه قال في وصيته لجابر بن
يزيد الجعفي:... واحذر خفي التزين بحاضر الحياة وتوق مجازفة الهوى بدلالة
العقل... (4).
[1537] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في تقسيم الناس خمسة
أصناف:... ومنهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه وانقطاع سببه فقصرته
الحال على حاله فتحلى باسم القناعة وتزين بلباس أهل الزهادة وليس من ذلك في
مراح ولا مغدى... (5).

(1) الكافي: 3 / 417 ح 4.
(2) الفقيه: 2 / 278 ح 244.
(3) قرب الاسناد: 224 ح 873.
(4) تحف العقول: 285.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 32.
156

[1538] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في عهده إلى مالك الأشتر النخعي:...
وتفقد أمر الخراج بما يصلح أهله فإن في صلاحه وصلاحهم صلاحا لمن سواهم...
ولا يثقلن عليك شيء خففت به المؤونة عنهم فانه ذخر يعودون به عليك في عمارة
بلادك وتزيين ولايتك مع استجلابك حسن ثنائهم وتبجحك باستفاضة العدل
فيهم... (1).
[1539] 10 - نجل الطبرسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في موعظته لابن مسعود:...
وقال تعالى لموسى (عليه السلام): يا موسى لن يتزين المتزينون بزينة أزين في عيني من
الزهد... (2).
يأتي إن شاء الله تعالى عنوان «الزينة» في محلها وله الحمد.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) مكارم الأخلاق: 447.
157

التسليم
[1540] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
سنان، عن ابن مسكان، عن سدير قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني تركت مواليك
مختلفين يتبرء بعضهم من بعض قال: فقال: وما أنت وذاك، إنما كلف الناس ثلاثة:
معرفة الأئمة والتسليم لهم فيما ورد عليهم والرد إليهم فيما اختلفوا فيه (1).
[1541] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: ان عندنا رجلا يقال له كليب، فلا يجيء عنكم شيء إلا قال: أنا أسلم،
فسميناه كليب تسليم قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم؟ فسكتنا فقال:
هو والله الإخبات قول الله عز وجل: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى
ربهم) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1542] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تبارك وتعالى: (ومن
يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) (4) قال: الاقتراف التسليم لنا والصدق علينا

(1) الكافي: 1 / 390 ح 1.
(2) سورة هود: 25.
(3) الكافي: 1 / 390 ح 3.
(4) سورة الشورى: 22.
158

وألا يكذب علينا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1543] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن
عثمان، عن عيسى بن السري، عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يا ابن
رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم؟ قال: فقال: نعم
قال: فقلت: فاني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي ولا
أستطيع زيارتكم كل حين قال: هات حاجتك قلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل
به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل به قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة
والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء به من عند الله والولاية لولينا والبراءة من عدونا
والتسليم لأمرنا وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع (2).
[1544] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان، عن إسماعيل الجعفي قال دخل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) ومعه صحيفة فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل فقال:
رحمك الله هذا الذي أريد فقال أبو جعفر (عليه السلام): شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وإن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله والولاية لنا أهل البيت
والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا والورع والتواضع وانتظار قائمنا فإن لنا دولة إذا
شاء الله جاء بها (3).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.

(1) الكافي: 1 / 390 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 21 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 22 ح 13.
159

[1545] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لأنسبن الإسلام نسبة لا ينسبه أحد
قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك: إن الإسلام هو التسليم والتسليم هو اليقين
واليقين هو التصديق والتصديق هو الإقرار والإقرار هو العمل والعمل هو الأداء، ان
المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه، ان المؤمن يرى يقينه في عمله
والكافر يرى إنكاره في عمله، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا أمرهم، فاعتبروا إنكار
الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة (1).
[1546] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الإيمان له أركان
أربعة: التوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر
الله عز وجل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1547] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: سألت
أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الإيمان والإسلام فقال قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما هو الإسلام،
والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة ولم
يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين قال: قلت: فأي شيء اليقين؟ قال: التوكل على
الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله قلت: فما تفسير ذلك؟ قال:
هكذا قال أبو جعفر (عليه السلام) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 45 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 47 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 52 ح 5.
160

[1548] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن
نصر بن صاعد مولى أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: مذيع
السر شاك وقائله عند غير أهله كافر ومن تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج قلت: ما هو؟
قال: التسليم (1).
[1549] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل شيء يجره
الإقرار والتسليم فهو الإيمان وكل شيء يجره الإنكار والجحود فهو الكفر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1550] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
ابن فرق، عن حسان الجمال، عن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول:
أمر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا. ثم قال: وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا
اله إلا الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين (3).
[1551] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا: السلام عليك يا رسول الله
فقال: ما أنتم؟ فقالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله قال: فما حقيقة ايمانكم؟ قالوا:
الرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله والتسليم لأمر الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علماء
حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون
ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتقوا الله إليه ترجعون (4).

(1) الكافي: 2 / 371 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 387 ح 15.
(3) الكافي: 2 / 398 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 52 ح 1.
161

[1552] 13 - البرقي، عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) قال: التسليم الرضا
والقنوع بقضائه (1).
[1553] 14 - ابن شاذان، أستاذ الكراجكي باسناده عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إن جبرئيل أخبرني فيك بأمر قرت به عيني وفرح به قلبي
قال لي: يا محمد، ان الله تعالى قال لي: اقرأ محمدا مني السلام واعلمه ان عليا إمام
الهدى ومصباح الدجى والحجة على أهل الدنيا فانه الصديق الأكبر والفاروق
الأعظم واني آليت بعزتي أن لا ادخل النار أحدا تولاه وسلم له وللأوصياء من بعده
ولا ادخل الجنة من ترك ولايته والتسليم له وللأوصياء من بعده. وحق القول مني
لأملأن جنهم وأطباقها من أعدائه ولأملأن الجنة من أوليائه وشيعته (2).
[1554] 15 - الكراجكي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الإيمان في عشرة: المعرفة
والطاعة والعلم والعمل والورع والاجتهاد والصبر واليقين والرضا والتسليم فأيها فقد
صاحبه بطل نظامه (3).
[1555] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف أصحاب رسول الله:
ولقد كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نقتل آباءنا وأبناءنا واخواننا واعمامنا وما يزيدنا ذلك
إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبرا على مضض الألم وجدا في جهاد
العدو... (4).
[1556] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فلقد كنا مع

(1) المحاسن: 271 ح 364، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 204 ح 89.
(2) مائة منقبة: 82 ح 30، ونقل عنه في بحار الأنوار: 27 / 113 ح 88.
(3) كنز الفوائد: 2 / 11، ونقل عنه في بحار الأنوار: 66 / 175 ح 28.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 56.
162

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإن القتل ليدور على الآباء والأبناء والاخوان والقربات فما نزداد
على كل مصيبة وشدة إلا إيمانا ومضيا على الحق وتسليما للأمر وصبرا على مضض
الجراح... (1).
[1557] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: غاية الإسلام التسليم (2).
[1558] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استسلم إلى الله استظهر (3).
[1559] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا إيمان أفضل من
الاستسلام (4).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 122.
(2) غرر الحكم: ح 6348.
(3) غرر الحكم: ح 7804.
(4) غرر الحكم: ح 10664.
163

التسميت
[1560] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن مثنى، عن إسحاق بن يزيد ومعمر بن أبي زياد وابن رئاب قالوا: كنا جلوسا عند
أبي عبد الله (عليه السلام) إذا عطس رجل فما رد عليه أحد من القوم شيئا حتى ابتدأ هو فقال:
سبحان الله ألا سمتم، إن من حق المسلم على المسلم أن يعوده إذا اشتكا وأن يجيبه إذا
دعاه وأن يشهده إذا مات وأن يسمته إذا عطس (1).
الرواية صحيحة الإسناد. التسميت: ذكر الله تعالى على الشيء والدعاء للعاطس
وأن يقول له: يرحمك الله.
[1561] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن صفوان بن
يحيى، قال كنت عند الرضا (عليه السلام) فعطس، فقلت له: صلى الله عليك ثم عطس فقلت:
صلى الله عليك ثم عطس فقلت: صلى الله عليك وقلت له: جعلت فداك إذا عطس
مثلك نقول له كما يقول بعضنا لبعض: يرحمك الله؟ أو كما نقول؟ قال: نعم، أليس
تقول: صلى الله على محمد وآل محمد؟ قلت: بلى قال: [و] (2) ارحم محمد وآل محمد؟
قال: بلى وقد صلى الله عليه ورحمه وإنما صلواتنا عليه رحمة لنا وقربة (3).
الرواية من حيث السند صحيحة والمراد بمثلك: الأئمة الهداة (عليهم السلام).
[1562] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل

(1) الكافي: 2 / 653 ح 3.
(2) زيادة في الوافي: 5 / 637 والسياق يطلبه.
(3) الكافي: 2 / 653 ح 3.
164

البصري، عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن الناس يكرهون
الصلاة على محمد وآله في ثلاثة مواطن: عند العطسة وعند الذبيحة وعند الجماع،
فقال أبو جعفر (عليه السلام): مالهم، ويلهم نافقوا لعنهم الله (1).
[1563] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابه قال: عطس رجل عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال: الحمد لله فلم يسمته
أبو جعفر (عليه السلام) وقال: نقصنا حقنا ثم قال: إذا عطس أحدكم فليقل: الحمد لله رب
العالمين وصلى الله على محمد وأهل بيته. قال: فقال الرجل، فسمته أبو جعفر (2).
[1564] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا عطس الرجل فليقل:
الحمد لله [رب العالمين] لا شريك له وإذا سمت الرجل فليقل: يرحمك الله وإذا رد
[دت] فليقل: يغفر الله لك ولنا: فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل عن آية أو شيء فيه ذكر
الله فقال: كلما ذكر الله فيه فهو حسن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1565] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن ابن أبي نجران،
عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عطس رجل نصراني عند أبي عبد
الله (عليه السلام) فقال له القوم: هداك الله فقال أبو عبد الله (عليه السلام): [فقولوا]: يرحمك الله، فقالوا
له: إنه نصراني؟ فقال: لا يهديه الله حتى يرحمه (4).
[1566] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محسن بن أحمد عن
أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا عطس الرجل ثلاثا فسمته ثم

(1) الكافي: 2 / 655 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 654 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 655 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 656 ح 18.
165

اتركه (1).
[1567] 8 - الصدوق، عن ابن وليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن
بشير، عن أبي عيينة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة يرد
عليهم الدعاء جماعة وان كانوا واحدا: الرجل يعطس فيقال له: «يرحمكم الله» فإن
معه غيره، والرجل يسلم على الرجل فيقول: «السلام عليكم» والرجل يدعوا
الرجل فيقول: «عافاكم الله» (2).
[1568] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن البرقي، عن أبيه، عن وهب
ابن منبه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام)، إن عليا (عليه السلام) قال: يسمت العاطس
ثلاثا فما فوقها فهو ريح.
وفي حديث آخر: انه إن زاد العاطس على ثلاث قيل له: شافاك الله لأن ذلك من
علة (3).
[1569] 10 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أربعمائة:... إذا عطس
أحدكم فسمتوه، قولوا: «يرحمك الله» وهو يقول لكم: «يغفر الله لكم ويرحمكم»
قال الله تبارك وتعالى: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) (4)
الحديث (5).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة فراجع إن شئت الكافي: 2 / 653،
والوافي: 5 / 635، والمحجة البيضاء: 3 / 394، وبحار الأنوار: 73 / 51،
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 62.

(1) الكافي: 2 / 657 ح 27.
(2) الخصال: 1 / 126 ح 123.
(3) الخصال: 1 / 126 ح 124.
(4) سورة النساء: 86.
(5) الخصال: 2 / 633.
166

التضرع
[1570] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن أبي ولاد قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن
فيلهمه الله عز وجل الدعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن
فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء
والتضرع إلى الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الوشيك: السريع والقريب.
[1571] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الرغبة
أن تستقبل ببطن كفيك إلى السماء والرهبة أن تجعل ظهر كفيك إلى السماء.
وقوله: (وتبتل إليه تبتيلا) (2) قال: الدعاء بأصبع واحدة وتشير بها،
والتضرع تشير بأصبعيك وتحركهما، والابتهال رفع اليدين وتمدهما وذلك عند الدمعة
ثم ادع (3).
[1572] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عميرة، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فما استكانوا

(1) الكافي: 2 / 471 ح 2.
(2) سورة المزمل: 8.
(3) الكافي: 2 / 479 ح 1.
167

لربهم وما يتضرعون) (1) فقال: الاستكانة هو الخضوع والتضرع هو رفع اليدين
والتضرع بهما (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ونقلها الكليني مرة اخرى بسند آخر صحيح في
الكافي: 2 / 481 ح 6.
[1573] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن
أبي خالد، عن مروك بياع اللؤلؤ عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر الرغبة
وابرز باطن راحتيه إلى السماء وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء وهكذا
التضرع وحرك أصابعه يمينا وشمالا وهكذا التبتل ويرفع أصابعه مرة يضعها مرة
وهكذا الابتهال ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة ولا يبتهل حتى تجري الدمعة (3).
[1574] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
فضالة، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: مر بي
رجل وأنا أدعو في صلاتي بيساري فقال: يا أبا عبد الله بيمينك، فقلت: يا عبد الله ان
لله تبارك وتعالى حقا على هذه كحقه على هذه.
وقال: الرغبة تبسط يديك وتظهر باطنهما والرهبة تبسط يديك وتظهر ظهرهما،
والتضرع تحرك السبابة اليمنى يمينا وشمالا، والتبتل تحرك السبابة اليسرى ترفعها في
السماء رسلا وتضعها، والابتهال تبسط يديك وذراعيك إلى السماء والابتهال حين ترى
أسباب البكاء (4).

(1) سورة المؤمنين: 75.
(2) الكافي: 2 / 479 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 480 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 480 ح 4.
168

الرواية معتبرة الإسناد.
[1575] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه أو غيره، عن
هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته، عن الدعاء
ورفع اليدين فقال: على أربعة أوجه: اما التعوذ فتستقبل القبلة بباطن كفيك وأما
الدعاء في الرزق فتبسط كفيك وتفضي بباطنهما إلى السماء وأما التبتل فإيماء بإصبعك
السبابة وأما الابتهال فرفع يديك تجاوز بهما رأسك ودعاء التضرع أن تحرك أصبعك
السبابة مما يلي وجهك وهو دعاء الخيفة (1).
[1576] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن
مسلم وزرارة قالا: قلنا لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف المسألة إلى الله تبارك وتعالى؟ قال:
تبسط كفيك قلنا كيف الاستعاذة؟ قال: تفضي بكفيك والتبتل الإيماء بالأصبع
والتضرع تحريك الأصبع والابتهال أن تمد يديك جميعا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1577] 8 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن القاشاني، عن الأصبهاني، عن
المنقري، عن سفيان بن نجيح، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال سليمان بن داود (عليه السلام) أوتينا
ما أوتي الناس وما لم يؤتوا، وعلمنا ما علم الناس وما لم يعلموا، فلم نجد شيئا أفضل
من خشية الله في المغيب والمشهد، والقصد في الغنى والفقر، وكلمة الحق في الرضى
والغضب، والتضرع إلى الله عز وجل على كل حال (3).
[1578] 9 - الصدوق بإسناده في خبر الشيخ الشامي قال زيد بن صوحان لأمير
المؤمنين (عليه السلام): أي الكلام أفضل عند الله؟ قال: كثرة ذكر الله والتضرع إليه والدعاء

(1) الكافي: 2 / 480 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 481 ح 7.
(3) الخصال: 1 / 241 ح 91.
169

قال: فأي القول أصدق؟ قال: شهادة أن لا اله إلا الله (1).
[1579] 10 - الديلمي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: انه سبحانه يبتلي العبد حتى يسمع
دعاءه وتضرعه (2).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 4 / 323.
(2) ارشاد القلوب: 148.
170

التطيب
[1580] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه أو
غيره، عن سعد بن سعد، عن الحسن بن جهم قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) اختضب
فقلت: جعلت فداك اختضبت، فقال: نعم إن التهيئة مما يزيد في عفة النساء ولقد
ترك النساء العفة بترك أزواجهن التهيئة، ثم قال: أيسرك أن تراها على ما تراك عليه
إذا كنت على غير تهيئة؟ قلت: لا قال: فهو ذاك ثم قال: من أخلاق الأنبياء التنظف
والتطيب وحلق الشعر وكثرة الطروقة ثم قال: كان لسليمان بن داود (عليه السلام) ألف امرأة في
قصر واحد ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) له بضع أربعين رجلا
وكان عنده تسع نسوة وكان يطوف عليهن في كل يوم وليلة (1).
[1581] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحكم، عن حفص، عن
أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلة الأرحام تحسن الخلق وتسمح الكف
وتطيب النفس وتزيد في الرزق وتنسئ في الأجل (2).
[1582] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن الفضل النوفلي، عن الحسن بن راشد قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا صام
تطيب بالطيب ويقول: الطيب تحفة الصائم (3).

(1) الكافي: 5 / 567 ح 50.
(2) الكافي: 2 / 151 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 113 ح 3.
171

[1583] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن عمرو بن جبير العزرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: جاءت امرأة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على
المرأة؟ قال: أكثر من ذلك فقالت: فخبرني عن شيء منه؟ فقال: ليس لها أن تصوم
إلا بإذنه يعني تطوعا ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه وعليها أن تطيب بأطيب طيبها
وتلبس أحسن ثيابها وتزين بأحسن زينتها وتعرض نفسها عليه غدوة وعشية
وأكثر من ذلك حقوقه عليها (1).
[1584] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألت عن المتوفى
عنها زوجها؟ فقال: لا تكتحل للزينة ولا تطيب ولا تلبس ثوبا مصبوغا ولا تبيت
عن بيتها وتقضي الحقوق وتمتشط بغسله وتحج وإن كانت في عدتها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1585] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تطيب أول
النهار لم يزل عقله معه إلى الليل وقال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صلاة متطيب أفضل من
سبعين صلاة بغير طيب (3).
[1586] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال لي حبيبي جبرئيل (عليه السلام): تطيب يوما ويوما لا ويوم
الجمعة لابد منه ولا تترك له (4).
[1587] 8 - الصدوق باسناده إلى العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال:

(1) الكافي: 5 / 508 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 116 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 510 ح 7.
(4) الكافي: 6 / 551 ح 12.
172

سألته عن علامة ليلة القدر؟ فقال: علامتها أن تطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت
وإن كانت في حر بردت وطابت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1588] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السبت لنا والأحد
لشيعتنا، والاثنين لأعدائنا، والثلاثاء لبني أمية، والأربعاء يوم شرب الدواء،
والخميس تقضى فيه الحوائج، والجمعة للتنظيف والتطيب، وهو عيد المسلمين وهو
أفضل من الفطر والأضحى ويوم غدير أفضل الأعياد وهو الثامن عشر من ذي
الحجة وكان يوم الجمعة ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة وتقوم القيامة يوم الجمعة
وما من عمل أفضل يوم الجمعة من الصلاة على محمد وآله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1589] 10 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: أربع من أخلاق الأنبياء: التطيب
والتنظيف بالموسى وحلق الجسد بالنورة وكثرة الطروقة (3).
[1590] 11 - الشيخ بإسناده إلى أبي زهير رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: صلاة الليل
تبيض الوجه وصلاة الليل تطيب الريح وصلاة الليل تجلب الرزق (4).
[1591] 12 - الحميري، عن عبد الله بن الحسن، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه
موسى (عليه السلام) قال: سألته عن النساء هل عليهن من التطيب والتزين في الجمعة
والعيدين ما على الرجال؟ قال: نعم (5).

(1) الفقيه: 2 / 159 ح 2027.
(2) الخصال: 2 / 394 ح 101.
(3) الفقيه: 1 / 131 ح 341.
(4) التهذيب: 2 / 120 ح 222.
(5) قرب الاسناد: 224 ح 873.
173

الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع إلى مكارم الأخلاق: 40،
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 647، ويأتي إن شاء الله عنوان الطيب في محله
فراجعه.
174

التعاهد
[1592] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، وأحمد بن أبي عبد الله،
عن أبيه جميعا، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟ فوالله
ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع
والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعاهد للجيران من الفقراء
وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن
الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر: فقلت:
يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة فقال: يا جابر لا تذهبن بك المذاهب
حسب الرجل أن يقول: أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا؟ فلو قال: إني
أحب رسول الله فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته
ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا الله واعملوا لما عند الله، ليس بين الله وبين أحد قرابة،
أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته، يا جابر والله ما يتقرب
إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من حجة،
من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو، وما تنال ولايتنا إلا
بالعمل والورع (1).
[1593] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،

(1) الكافي: 2 / 74 ح 3.
175

عن بعض أصحابه رفعه قال: كان على عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلان متواخيان في
الله عز وجل فمات أحدهما وأوصى إلى الآخر في حفظ بنية كانت له، فحفظها الرجل
وأنزلها منزلة ولده في اللطف والإكرام والتعاهد، ثم حضره سفر فخرج وأوصى
امرأته في الصبية فأطال السفر حتى إذا أدركت الصبية وكان لها جمال وكان الرجل
يكتب في حفظها والتعاهد لها فلما رأت ذلك امرأته خافت أن يقدم فيراها قد بلغت
مبلغ النساء فيعجبه جمالها فيتزوجها فعمدت إليها هي ونسوة معها قد كانت أعدتهن
فأمسكنها لها ثم افترعتها بإصبعها فلما قدم الرجل من سفره وصار في منزله دعا
الجارية فأبت أن تجيبه استحياء مما صارت إليه فألح عليها بالدعاء كل ذلك تأبى أن
تجيبه فلما أكثر عليها قالت له امرأته: دعها فإنها تستحي أن تأتيك من ذنب كانت
فعلته قال لها: وما هو؟ قالت: كذا وكذا ورمتها بالفجور فاسترجع الرجل ثم قام إلى
الجارية فوبخها وقال لها: ويحك أما علمت ما كنت أصنع بك من الألطاف والله ما كنت
أعدك إلا لبعض ولدي أو إخواني وان كنت لابنتي فما دعاك إلى ما صنعت، فقالت
الجارية: أما إذا قيل لك ما قيل فوالله ما فعلت الذي رمتني به امرأتك ولقد كذبت علي
وان القصة لكذا وكذا ووصفت له ما صنعت بها امرأته قال: فأخذ الرجل بيد امرأته
ويد الجارية فمضى بهما حتى أجلسهما بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخبره بالقصة كلها
وأقرت المرأة بذلك وقال: وكان الحسن (عليه السلام) بين يدي أبيه فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام):
اقض فيها، فقال الحسن (عليه السلام): نعم على المرأة الحد لقذفها الجارية وعليها القيمة
لافتراعها إياها قال فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): صدقت ثم قال: أما لو كلف الجمل
الطحن لفعل (1).
[1594] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كانت امرأة من الأنصار تودنا أهل البيت

(1) الكافي: 7 / 207 ح 12.
176

وتكثر التعاهد لنا وان عمر بن الخطاب لقيها ذات يوم وهي تريدنا فقال لها: أين
تذهبين يا عجوز الأنصار؟ فقالت: أذهب إلى آل محمد أسلم عليهم وأجدد بهم عهدا
وأقضي حقهم، فقال لها عمر: ويلك ليس لهم اليوم حق عليك ولا علينا إنما كان لهم
حق على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأما اليوم فليس لهم حق فانصرفي، فانصرفت حتى
أتت ام سلمة فقالت لها ام سلمة: ماذا أبطأ لك عنا؟ فقالت: إني لقيت عمر بن
الخطاب وأخبرتها بما قالت لعمر وما قال لها عمر، فقالت لها ام سلمة: كذب لا يزال
حق آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة (1).
الرواية موثقة سندا.
[1595] 4 - الصدوق بسنده إلى عبد الله بن أبي يعفور قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
بم تعرف عدالة الرجل بين المسلمين حتى تقبل شهادته لهم وعليهم؟ فقال: أن
تعرفوه بالستر والعفاف وكف البطن والفرج واليد واللسان وتعرف باجتناب الكبائر
التي أوعد الله عز وجل عليها النار من شرب الخمور والزنا والربا وعقوق الوالدين والفرار من
الزحف وغير ذلك والدلالة على ذلك كله أن يكون ساترا لجميع عيوبه حتى يحرم على
المسلمين ما وراء ذلك من عثراته وعيوبه وتفتيش ما وراء ذلك ويجب عليهم تزكيته
وإظهار عدالته في الناس ويكون معه التعاهد للصلوات الخمس إذا واظب عليهن
وحفظ مواقيتهن بحضور جماعة من المسلمين وأن لا يتخلف عن جماعتهم في مصلاهم
إلا من علة فإذا كان كذلك لازما لمصلاه عند حضور الصلوات الخمس فإذا سئل عنه
في قبيلته ومحلته قالوا: ما رأينا منه إلا خيرا مواظبا على الصلوات
متعاهدا لأوقاتها في مصلاه فإن ذلك يجيز شهادته وعدالته بين المسلمين وذلك ان
الصلاة ستر وكفارة للذنوب وليس يمكن الشهادة على الرجل بأنه يصلي إذا كان
لا يحضر مصلاه ويتعاهد جماعة المسلمين وإنما جعل الجماعة والاجتماع إلى الصلاة

(1) الكافي: 8 / 156 ح 145.
177

لكي يعرف من يصلي ممن لا يصلي ومن يحفظ مواقيت الصلوات ممن يضيع ولو لا ذلك
لم يمكن أحد أن يشهد على آخر بصلاح لأن من لا يصلي لا صلاح له بين المسلمين فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هم بأن يحرق قوما في منازلهم لتركهم الحضور لجماعة المسلمين وقد
كان منهم من يصلي في بيته فلم يقبل منه ذلك وكيف تقبل شهادة أو عدالة بين
المسلمين ممن جرى الحكم من الله عز وجل ومن رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيه الحرق في جوف بيته بالنهار
وقد كان يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا صلاة لمن لا يصلي في المسجد مع المسلمين إلا من
علة (1).
الرواية صحيحة الإسناد، وذكر نحوها الشيخ في التهذيب: 6 / 241 ح 1.
[1596] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:... واطع
الله في جميع أمورك فإن طاعة الله فاضلة على ما سواها. خادع نفسك في العبادة وارفق
بها ولا تقهرها. خذ عفوها ونشاطها إلا ما كان مكتوبا عليك من الفريضة فانه لابد
من قضائها وتعاهدها عند محلها وإياك أن ينزل بك الموت وأنت آبق من ربك في طلب
الدنيا وإياك ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق ووقر الله وأحبب أحباءه
واحذر الغضب فانه جند عظيم من جنود إبليس والسلام (2).
[1597] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ما يوصي به أصحابه: تعاهدوا
أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتابا
موقوتا... (3).
[1598] 7 - الرضي في العهد العلوي إلى مالك الأشتر النخعي:... ثم اختر للحكم بين
الناس أفضل رعيتك... ثم أكثر تعاهد قضائه وافسح له في البذل...

(1) الفقيه: 3 / 38 ح 3280.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 199.
178

ثم انظر في امور عمالك فاستعملهم اختبارا... وابعث العيون من أهل الصدق
والوفاء عليهم فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على استعمال الأمانة والرفق
بالرعية... (1).
قد مر منا مرارا من ان لهذا العهد سند معتبر فلا يضر إرساله في النهج الشريف.
[1599] 8 - الطوسي، عن ابن أبي جيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن الحسين ابن سعيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن إبراهيم بن عمر
اليماني، عن جابر بن يزيد الجعفي قال: دخلت على أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فقال لي:
يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت، فوالله ما شيعتنا إلا من
اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون - يا جابر - إلا بالتواضع والتخشع والأمانة وكثرة
ذكر الله والصلاة والصوم والبر بالوالدين وتعاهد الجيران والفقراء والمساكين
والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من
خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء. قال جابر فقلت: يا بن رسول الله ما نعرف
اليوم أحدا بهذه الصفة فقال (عليه السلام): يا جابر لا تذهبن بك المذاهب حسب الرجل أن
يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا، فلو قال إني أحب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته ولا يعمل بسنته
ما نفعه حبه إياه شيئا، فاتقوا واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين أحد قرابة أحب
العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم له والله ما يتقرب إلى الله إلا بالعمل وما معنا براءة
من النار ومالنا على الله [لأحد] من حجة من كان [لله] مطيعا فهو لنا ولي ومن كان
[لله] عاصيا فهو لنا عدو والله لا تنال ولايتنا إلا بالعمل (2).
الرواية معتبرة سندا. وقد مر نحوها عن الكافي آنفا.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السادس والأربعون ح 1 / 735 الرقم 1535.
179

[1600] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن العهود قلائد في الأعناق إلى
يوم القيامة فمن وصلها وصله الله ومن نقضها خذله الله ومن استخف بها خاصمته إلى
الذي اكدها وأخذ خلقه بحفظها (1).
[1601] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن حسن العهد من
الإيمان (2).

(1) غرر الحكم: ح 3650.
(2) غرر الحكم: ح 3379.
180

التعاون
[1602] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي المغرا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه
ويحق على المسلمين الاجتهاد في التوأصل والتعاون على التعاطف والمؤاساة لأهل
الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل رحماء بينكم متراحمين
مغتمين لما غاب عنكم من امرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار على عهد رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1603] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) قلت: قوم عندهم فضول وبإخوانهم حاجة
شديدة وليس تسعهم الزكاة أيسعهم أن يشبعوا ويجوع إخوانهم فإن الزمان شديد؟
فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحرمه فيحق على المسلمين الاجتهاد
فيه والتواصل والتعاون عليه والمواساة لأهل الحاجة والعطف منكم يكونون على ما
أمر الله فيهم رحماء بينهم متراحمين (2).
الرواية من حيث السند موثقة.
[1604] 3 - الكليني، بسنده المتصل إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 174 ح 15.
(2) الكافي: 4 / 50 ح 16.
181

الناس بصفين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال:... فهلم
أيها الناس إلى التعاون على طاعة الله عز وجل والقيام بعدله والوفاء بعهده والإنصاف له في
جميع حقه فانه ليس العباد إلى شيء أحوج منهم إلى التناصح في ذلك وحسن التعاون
عليه وليس أحد وان اشتد على رضى الله حرصه وطال في العمل اجتهاده ببالغ حقيقة
ما أعطى الله من الحق أهله ولكن من واجب حقوق الله عز وجل على العباد النصيحة له بمبلغ
جهدهم والتعاون على إقامة الحق فيهم... (1).
[1605] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة وإذا
طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض
بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم
والعدوان وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم وإذا قطعوا الأرحام جعلت
الأموال في أيدي الأشرار وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا
الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1606] 5 - الطوسي بسنده إلى سعد بن عبد الله، عن أبي عبد الله، عن محمد بن عبد الله
الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تعاونوا بأكل السحور على صيام النهار
وبالنوم عند القيلولة على قيام الليل (3).

(1) الكافي: 8 / 354 ح 550.
(2) الكافي: 2 / 374 ح 2.
(3) التهذيب: 4 / 199 ح 7.
182

[1607] 6 - الطوسي قال: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا يزال الناس بخير ما أمروا
بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر والتقوى فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم
البركات وسلط بعضهم على بعض ولم يكن لهم ناصر في الأرض ولا في السماء (1).
[1608] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا لم تجتمع القرابة على ثلاثة
أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم وشماتة الأعداء بهم وهي: ترك الحسد فيما بينهم
لئلا يتحزبوا فيتشتت أمرهم. والتواصل ليكون ذلك حاديا لهم على الالفة. والتعاون
لتشملهم العزة (2).
[1609] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طلب التعاون على إقامة الحق
ديانة وأمانة (3).
[1610] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طلب التعاون على نصرة الباطل
جناية وخيانة (4).
[1611] 10 - المجلسي رفعه إلى المعصوم (عليه السلام) انه قال: ألا ان الذل في طاعة الله أقرب إلى
العز، من التعاون بمعصية الله (5).

(1) التهذيب: 6 / 181 ح 22.
(2) تحف العقول: 323.
(3) غرر الحكم: ح 6030.
(4) غرر الحكم: ح 6031.
(5) بحار الأنوار: 75 / 56 ح 116.
183

التعصب
[1612] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن داود بن النعمان، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1613] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم ودرست بن أبي منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
تعصب أو تعصب له فقد خلع ربق الإيمان من عنقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1614] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن خضر، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال من تعصب عصبه
الله بعصابة من نار (3).
[1615] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان في قلبه حبه من خردل من
عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (4).

(1) الكافي: 2 / 307 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 308 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 308 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 308 ح 3.
184

الرواية معتبرة الإسناد.
[1616] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم
ابن محمد، عن المنقري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: سئل علي بن
الحسين (عليهما السلام) عن العصبية فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل
شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه
ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم (1).
[1617] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم ودرست بن أبي منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
تعصب وتعصب له فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1618] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن العمى رفعه
قال: من تعصب حشره الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (3).
[1619] 8 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه،
عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق (عليه السلام) عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم
القيامة مع أعراب الجاهلية (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[1620] 9 - الرضي قال: من خطبة له (لأمير المؤمنين) (عليه السلام) تسمى القاصعة: وهي
تتضمن ذم إبليس لعنه الله على استكباره وتركه السجود لآدم (عليه السلام) وإنه أول من أظهر

(1) الكافي: 2 / 308 ح 7.
(2) عقاب الأعمال: 263 ح 1.
(3) عقاب الأعمال: 263 ح 4.
(4) عقاب الأعمال: 264 ح 5.
185

العصبية وتبع الحمية وتحذير الناس من سلوك طريقه:... فإن كان لابد من العصبية
فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن الامور التي تفاضلت فيها
المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل بالأخلاق الرغيبة والأحلام
العظيمة والأخطار الجليلة والآثار المحمودة... (1).
راجع هذه الخطبة في هذا المجال فإن فيها فوائد وفرائد لا يغني الباحث عنها.
[1621] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان كنتم لا محالة متعصبين
فتعصبوا لنصرة الحق وإغاثة الملهوف (2).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) غرر الحكم: ح 3738.
186

التعيير
[1622] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن
عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنب مؤمنا أنبه الله في الدنيا
والآخرة (1).
أنبه تأنيبا: عنفه ولامه.
[1623] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن عمار، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أذاع فاحشة
كان كمبتدئها ومن عير مؤمنا بشيء لم يمت حتى يركبه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1624] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عير مؤمنا بذنب لم يمت حتى
يركبه (3).
الرواية موثقة سندا.
[1625] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
فضال، عن حسين بن عمر بن سليمان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 356 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 356 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 356 ح 3.
187

قال: من لقي أخاه بما يؤنبه أنبه الله في الدنيا والآخرة (1).
[1626] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن فضل الأشعري، عن الحسن بن الربيع بن علي الربعي،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى ابتلى أيوب (عليه السلام) بلا ذنب
فصبر حتى عير وان الأنبياء لا يصبرون على التعيير (2).
[1627] 6 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
عبد الله بن إبراهيم، عن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر عقابا
البغي وكفى بالمرء عيبا أن ينظر من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه ويعير الناس بما
لا يستطيع تركه ويؤذي جليسه بما لا يعنيه (3).
[1628] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد الأصبهاني،
عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى بن عمران (عليهما السلام) أن قال له:
لا تعيرن أحدا بذنب وإن أحب الامور إلى الله عز وجل ثلاثة: القصد في الجدة والعفو في المقدرة
والرفق بعباد الله، وما رفق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله عز وجل به يوم القيامة ورأس
الحكمة مخافة الله تبارك وتعالى (4).
[1629] 8 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنما ينبغي لأهل العصمة
والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية ويكون الشكر هو

(1) الكافي: 2 / 356 ح 4.
(2) علل الشرايع: 75 ح 4.
(3) الخصال: 1 / 110 ح 81.
(4) الخصال: 1 / 111 ح 83.
188

الغالب عليهم والحاجز لهم عنهم فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيره ببلواه! أما
ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من الذنب الذي عابه به وكيف يذمه
بذنب قد ركب مثله فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه مما هو
أعظم منه وأيم الله لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير لجراءته على عيب
الناس أكبر.
يا عبد الله لا تعجل في عيب أحد بذنبه فلعله مغفور له ولا تأمن على نفسك صغير
معصية فلعلك معذب عليه فليكفف من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه
وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلى به غيره (1).
[1630] 9 - الراوندي بإسناده عن الصدوق، عن محمد العطار، عن الحسين بن إسحاق،
عن علي بن مهزيار وعن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان،
عن منذر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:... لما فارق موسى الخضر (عليه السلام) قال موسى:
أوصني، فقال الخضر: الزم ما لا يضرك معه شيء كما لا ينفعك من غيره شيء، إياك
واللجاجة والمشي إلى غير حاجة والضحك في غير تعجب، يا بن عمران، لا تعيرن
أحدا بخطيئة، وابك على خطيئتك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1631] 10 - الآمدي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عير بشيء بلي به (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 140.
(2) قصص الأنبياء: 157 ح 171، ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 386 ح 7.
(3) غرر الحكم: 7858.
189

تفريج كربة المؤمن
[1632] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان
اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عز وجل له بذلك ثنتين
وسبعين رحمة من الله، يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته، ويدخر له إحدى
وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله (1).
الرواية من حيث السند صحيحة. واللهفان: المكروب. اللهثان: العطشان
ولهث: من أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو أعياء.
[1633] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعان مؤمنا نفس الله عز وجل عنه ثلاثا وسبعين
كربة، واحدة في الدنيا وثنتين وسبعين كربة عند كربة العظمى. قال: حيث يتشاغل
الناس بأنفسهم (2).
الرواية معتبرة سندا. والمراد بالكربة العظمى يوم القيامة كما هو ظاهر.
[1634] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين
ابن نعيم، عن مسمع أبي سيار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من نفس عن مؤمن
كربة نفس الله عنه كرب الآخرة، وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن أطعمه من

(1) الكافي: 2 / 199.
(2) الكافي: 2 / 199.
190

جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق المختوم (1).
الرواية صحيحة سندا. الثلج: البارد والمطمئن، الرحيق: الخمر أو أطيبها أو
أفضلها. المختوم: المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه.
[1635] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: من فرج عن مؤمن فرج الله عن قلبه يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1636] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن جميل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن
نفس عن مؤمن كربة وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا والآخرة. قال: ومن
ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من عورات الدنيا والآخرة.
قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في
الخير (3).
الرواية معتبرة الإسناد. ونقلها الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: 46.
[1637] 6 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن داود بن سليمان، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن الصادق جعفر
ابن محمد (عليه السلام) قال: أوحى الله إلى داود (عليه السلام): إن العبد من عبادي ليأتيني بالحسنة
فادخله الجنة، قال: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يفرج عن المؤمن كربة ولو
بتمرة، فقال داود (عليه السلام): يا رب حق على من عرفك أن لا يقطع رجاه منك (4).

(1) الكافي: 2 / 199.
(2) الكافي: 2 / 200.
(3) الكافي: 2 / 200.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 313 ح 84، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 11 / 588 (16 / 373
طبع آل البيت).
191

الرواية صحيحة سندا، ونقلها الصدوق أيضا في معاني الأخبار: 374، والطوسي
في أماليه: المجلس الرابع ح 16 / 106 الرقم 162 نحوها، والحميري في قرب
الاسناد: 56.
[1638] 7 - الحسين بن سعيد، رفعه إلى الصادق (عليه السلام) قال: وما من مؤمن يفرج عن أخيه
المؤمن كربة إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة، وما من مؤمن يعين مظلوما إلا
كان ذلك أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام (1).
[1639] 8 - المفيد بسنده عن غير واحد من أصحابنا قال: ذكر الكوفيون ان سعيد بن
قيس الهمداني رآه (أي رأى أمير المؤمنين (عليه السلام)) يوما في شدة الحر في فناء حائط
فقال: يا أمير المؤمنين بهذه الساعة قال: ما خرجت إلا لأعين مظلوما أو أغيث
ملهوفا (2).
[1640] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كفارات الذنوب العظام إغاثة
الملهوف والتنفيس عن المكروب (3).
[1641] 10 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
سر سنتين بر والديك، سر سنة توصل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيع
جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال في الله تعالى، سر خمسة أميال
انصر مظلوما، سر ستة أميال أغث ملهوفا وعليك بالاستغفار فإنها المنجاة (4).

(1) المؤمن: 47 ح 111.
(2) الاختصاص: 157.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 24.
(4) الجعفريات: 186.
192

التفريط
[1642] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:
مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه وفرحت بما
استقبلته منه وإن كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه وأنت في
يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة ولا تدري لعلك لا تبلغه وان بلغته لعل حظك
فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه
مفرط، ويوم تنتظره لست أنت منه على يقين من ترك التفريط وإنما هو يومك الذي
أصبحت فيه وقد ينبغي لك أن عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك
فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ومن سيئات ألا تكون أقصرت عنها وأنت مع
هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة أو
مرتدع عن سيئة محبطة فأنت من يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي
استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته
فاعمل أو دع والله المعين على ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1643] 2 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 453 ح 1.
193

قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم، وسوف ينجب من يفهم،
ويظفر من يحلم، والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد والجود نجح وحسن
الخلق مجلبة للمودة والعالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس والحزم مسائة الظن وبين
المرء والحكمة نعمة العالم والجاهل شقي بينهما والله ولي من عرفه وعدو من تكلفه
والعاقل غفور والجاهل ختور وان شئت أن تكرم فلن وان شئت أن تهان فاخشن
ومن كرم أصله لان قلبه ومن خشن عنصره غلظ كبده ومن فرط تورط ومن خاف
العاقبة تثبت عن التوغل فيما لا يعلم ومن هجم على أمر بغير علم جدع انف نفسه ومن
لم يعلم لم يفهم ومن لم يفهم لم يسلم ومن لم يسلم لم يكرم ومن لم يكرم يهضم ومن يهضم
كان ألوم ومن كان كذلك كان أحرى أن يندم (1).
من فرط تورط: أي من قصر في طلب الحق وفعل الطاعات أوقع نفسه في ورطات
المهالك.
[1644] 3 - الكليني، باسناده إلى أبي جعفر (عليه السلام) عن جده أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في
الخطبة الوسيلة:... أيها الناس إن للقلوب شواهد تجري الأنفس عن مدرجة أهل
التفريط وفطنة الفهم للمواعظ ما يدعو النفس إلى الحذر من الخطر وللقلوب خواطر
للهوى والعقول تزجر وتنهى... (2).
[1645] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الامام الباقر (عليه السلام) انه قال في ختام وصيته لجابر بن
يزيد الجعفي:... إياك والتفريط عند امكان الفرصة فانه ميدان يجري لأهله
بالخسران (3).
[1646] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثمرة التفريط الندامة وثمرة الحزم
السلامة (4).

(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) الكافي: 8 / 22.
(3) تحف العقول: 286.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 181.
194

[1647] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة
الأكياس عند تفريط العجزة (1).
[1648] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن حلم لم يفرط في أمره
وعاش في الناس حميدا (2).
[1649] 8 - الديلمي رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه قال:... التفريط مصيبة ذوي
القدرة... (3).
[1650] 9 - الديلمي رفعه إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) انه قال: اذكر
حسرات التفريط تأخذ بقديم الحزم (4).
[1651] 10 - المجلسي نقلا من كتاب رياض الجنان لفضل الله بن محمود الفارسي
بالإسناد عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فذكرت اختلاف الشيعة
فقال: ان الله لم يزل فردا متفردا في الوحدانية ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة (عليها السلام)
فمكثوا ألف دهر ثم خلق الأشياء وأشهدهم خلقها وأجرى عليها طاعتهم وجعل فيهم
ما شاء وفوض أمر الأشياء إليهم في الحكم والتصرف والإرشاد والأمر والنهي في
الخلق لأنهم الولاة فلهم الأمر والولاية والهداية فهم أبوابه ونوابه وحجابه يحللون
ما شاء ويحرمون ما شاء ولا يفعلون إلا ما شاء عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم
بأمره يعملون. فهذه الديانة التي من تقدمها غرق في بحر الأفراط ومن نقصهم عن
هذه المراتب التي رتبهم الله فيها زهق في بر التفريط ولم يوف آل محمد حقهم فيما يجب
على المؤمن من معرفتهم ثم قال: خذها يا محمد فإنها من مخزون العلم ومكنونه (5).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 331.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(3) أعلام الدين: 308.
(4) أعلام الدين: 311.
(5) بحار الأنوار: 25 / 339 ح 21.
195

التفكر
[1652] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيد الله
الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة استخرج غور
العقل وبحسن السياسة يكون الأدب الصالح قال: وكان يقول: التفكر حياة قلب
البصير كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص (1).
[1653] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
عبد الحميد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إياكم والتفكر في الله ولكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى
عظيم خلقه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1654] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفضل العبادة إدمان
التفكر في الله وفي قدرته (3).
[1655] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن

(1) الكافي: 1 / 28 ح 34.
(2) الكافي: 1 / 93 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 55 ح 3.
196

خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: ليس العبادة كثرة الصلاة والصوم إنما
العبادة التفكر في أمر الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1656] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سهل، عن
حماد، عن ربعي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: ان
التفكر يدعو إلى البر والعمل به (2).
[1657] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد بن
يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان هذا القرآن فيه منار الهدى
ومصابيح الدجى فليجل جال بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكر حياة قلب
البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1658] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: نبه بالتفكر قلبك، وجاف عن
الليل جنبك واتق الله ربك (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1659] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن
الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يروي الناس أن تفكر ساعة خير من
قيام ليلة قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالخربة أو بالدار فيقول: أين ساكنوك، أين

(1) الكافي: 2 / 55 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 55 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 600 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 54 ح 1.
197

بانوك، ما [با] لك لا تتكلمين (1).
[1660] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، رفعه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وضع عن أمتي تسع خصال الخطاء
والنسيان وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة
والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (2).
[1661] 10 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه، عن هشام
ابن الحكم قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):... يا هشام إن لكل شيء
دليلا ودليل العقل التفكر ودليل التفكر الصمت ولكل شيء مطية ومطية العقل
التواضع وكفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه... (3).
[1662] 11 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن ابن يزيد، عن حماد، عن حريز،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رفع عن أمتي تسعة: الخطاء
والنسيان وما اكرهوا عليه وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا اليه والحسد
والطيرة والتفكر في الوسوسة في الخلق ما لم ينطق بشفة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1663] 12 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني، عن يونس ابن
عبد الرحمن، عمن رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أكثر عبادة أبي ذر (رحمه الله)
خصلتين: التفكر والاعتبار (5).

(1) الكافي: 2 / 54 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 463 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 16.
(4) الخصال: 2 / 417 ح 9.
(5) الخصال: 1 / 42 ح 33.
198

[1664] 13 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام):... لا عبادة مثل
التفكر... (1).
[1665] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا علم كالتفكر... (2).
[1666] 15 - سبط الطبرسي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في
كلام له: يا ابن آدم ان التفكر يدعو إلى البر والعمل به وان الندم على الشر يدعو إلى
تركه وليس ما يغني وإن كان كثيرا بأهل أن يؤثر على ما يبقى وإن كان طلبه
عزيزا (3).
[1667] 16 - الديلمي رفعه إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كونوا في
الدنيا أضيافا واتخذوا المساجد بيوتا وعودوا قلوبكم الرقة وأكثروا من التفكر
والبكاء من خشية الله واجعلوا الموت نصب أعينكم وما بعده من أهوال القيامة،
تبنون ما لا تسكنون وتجمعون ما لا تأكلون فاتقوا الله الذي إليه ترجعون (4).
[1668] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التفكر في آلاء الله نعم
العبادة (5).
[1669] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التفكر في ملكوت السماوات
والأرض عبادة المخلصين (6).
[1670] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تفكرك يفيدك الاستبصار
ويكسبك الاعتبار (7).

(1) الفقيه: 4 / 372.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(3) مشكاة الأنوار: 37.
(4) أعلام الدين: 365.
(5) غرر الحكم: ح 1147.
(6) غرر الحكم: ح 1792.
(7) غرر الحكم: ح 4574.
199

[1671] 20 - المجلسي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أفضل التفكر ذكر الموت (1).
راجع في هذا المجال إن شئت الوافي: 4 / 383، والمحجة البيضاء: 8 / 193،
وبحار الأنوار: 68 / 314، ووسائل الشيعة: 11 / 153، ومستدرك الوسائل:
11 / 183، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 307، ويأتي عنوان الفكر في محله إن
شاء الله تعالى.

(1) بحار الأنوار: 6 / 137 ح 41.
200

التفويض
لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين
[1672] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن حسين بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لاجبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين قال:
قلت وما أمر بين أمرين؟ قال: مثل ذلك، رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته
فتركه ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته، كنت أنت الذي أمرته
بالمعصية (1).
[1673] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن غير واحد، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: إن الله أرحم
بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها والله أعز من أن يريد أمرا فلا
يكون. قال: فسئلا (عليهما السلام) هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين
السماء والأرض (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1674] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن يونس، عن عدة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: جعلت فداك أجبر الله العباد على المعاصي؟
فقال: الله أعدل من أن يجبرهم على المعاصي ثم يعذبهم عليها، فقال له: جعلت فداك

(1) الكافي: 1 / 160 ح 13.
(2) الكافي: 1 / 159 ح 9.
201

ففوض الله إلى العباد؟ قال: فقال: لو فوض إليهم لم يحصرهم بالأمر والنهي، فقال
له: جعلت فداك فبينهما منزلة قال: نعم أوسع ما بين السماء والأرض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1675] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته فقلت: الله فوض الأمر إلى العباد؟
قال: الله أعز من ذلك. قلت: فجبرهم على المعاصي؟ قال: الله أعدل وأحكم من
ذلك. قال ثم قال: قال الله: يا ابن آدم أنا أولى بحسناتك منك وأت أولى بسيئاتك
مني، عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1676] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن الحسن زعلان، عن
أبي طالب القمي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت أجبر الله العباد على
المعاصي؟ قال: لا قلت: ففوض إليهم الأمر؟ قال: قال: لا، قال: قلت: فماذا؟
قال: لطف من ربك بين ذلك (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 1 / 155،
وبحار الأنوار: 5 / 2 و 25 / 261 وغيرهما من كتب الأخبار.
التفويض إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) في أمر الدين
[1677] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن
إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي إسحاق النحوي قال:

(1) الكافي: 1 / 159 ح 11.
(2) الكافي: 1 / 157 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 159 ح 8.
202

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فسمعته يقول: إن الله عز وجل أدب نبيه على محبته فقال: (وإنك
لعلى خلق عظيم) (1) ثم فوض اليه فقال عز وجل: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم
عنه فانتهوا) (2) وقال عز وجل: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) (3) قال: ثم قال: وان
نبي الله فوض إلى علي وأئتمنه فسلمتم وجحد الناس فوالله لنحبكم أن تقولوا إذا قلنا
وأن تصمتوا إذا صمتنا ونحن فيما بينكم وبين الله عز وجل، ما جعل الله لأحد خيرا في خلاف
أمرنا (4).
[1678] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن أبي عمران، عن
يونس، عن بكار بن بكر، عن موسى بن أشيم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فسأله
رجل عن آية من كتاب الله عز وجل فأخبره بها ثم دخل عليه داخل فسأله عن تلك الآية
فأخبره بخلاف ما أخبر [به] الأول فدخلني من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي
يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي: تركت أبا قتادة بالشام لا يخطى في الواو وشبهه
وجئت إلى هذا يخطئ هذا الخطاء كله، فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن
تلك الآية فأخبره بخلاف ما أخبرني وأخبر صاحبي، فسكنت نفسي، فعلمت ان
ذلك منه تقية، قال: ثم التفت إلي فقال لي: يا ابن أشيم إن الله عز وجل فوض إلى سليمان بن
داود فقال: (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب) (5) وفوض إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فما فوض إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد فوضه إلينا (6).

(1) سورة القلم: 4.
(2) سورة الحشر: 7.
(3) سورة النساء: 80.
(4) الكافي: 1 / 265 ح 1.
(5) سورة ص: 38.
(6) الكافي: 1 / 265 ح 2.
203

[1679] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة انه سمع أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) يقولان: إن الله
تبارك وتعالى فوض إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثم تلا هذه الآية
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1680] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن قال: وجدت في نوادر
محمد بن سنان، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لا والله ما فوض الله
إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلى الأئمة قال عز وجل (إنا أنزلنا إليك
الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أريك الله) (3) وهي جارية في
الأوصياء (عليهم السلام) (4).
[1681] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن يعقوب بن يزيد،
عن الحسن بن زياد، عن محمد بن الحسن الميثمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: إن الله عز وجل أدب رسوله حتى قومه على ما أراد. ثم فوض إليه فقال عز ذكره
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (5) فما فوض الله إلى
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد فوضه إلينا (6).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 1 / 265،
وبحار الأنوار: 17 / 1 وغيرهما.

(1) سورة الحشر: 7.
(2) الكافي: 1 / 267 ح 5.
(3) سورة النساء: 16.
(4) الكافي: 1 / 267 ح 8.
(5) سورة الحشر: 7.
(6) الكافي: 1 / 268 ح 9.
204

التفويض إلى الله
[1682] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن غير
واحد، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن
أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل (ومن يتوكل على الله فهو
حسبه) (1) فقال: التوكل على الله درجات منها: أن تتوكل على الله في أمورك كلها فما
فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم انه لا يألوك خيرا وفضلا وتعلم أن الحكم في ذلك له،
فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها (2).
[1683] 2 - الإسكافي، رفعه إلى علي بن سويد، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته
عن قول الله (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (3) فقال: التوكل على الله درجات
فمنها أن تثق به في أمورك كلها فما فعل بك كنت عنه راضيا تعلم انه لم يؤتك إلا خيرا
وفضلا وتعلم أن الحكم في ذلك له فتوكلت على الله بتفويض ذلك إليه ووثقت به فيها
وفي غيرها (4).
[1684] 3 - الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البزنطي قال: سمعت الرضا (عليه السلام)
يقول: الإيمان أربعة أركان: التوكل على الله عز وجل والرضا بقضائه والتسليم لأمر الله
والتفويض إلى الله، قال عبد صالح (وأفوض أمري إلى الله... فوقاه الله سيئات
ما مكروا) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الطلاق: 3.
(2) الكافي: 2 / 65 ح 5.
(3) سورة الطلاق: 3.
(4) التمحيص: 62 ح 140.
(5) قرب الاسناد: 354 ح 1268.
205

[1685] 4 - سبط الطبرسي نقلا من المحاسن قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الإيمان له أركان
أربعة: التوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله والرضا بقضاء الله والتسليم لأمر
الله (1).
[1686] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من فوض أمره إلى الله سدده (2).
راجع في هذا المجال إن شئت الكافي: 2 / 63، والوافي: 4 / 281، وبحار الأنوار:
68 / 98 وغيرها.

(1) مشكاة الأنوار: 18.
(2) غرر الحكم: ح 8070.
206

التقبيل
[1687] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن
هشام، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبله في موضع
النور من جبهته (1).
[1688] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة بن
موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا [يد] رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أو من اريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1689] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن علي
ابن مزيد صاحب السابري قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فتناولت يده فقبلتها
فقال: أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي (3).
[1690] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال،
عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ناولني يدك أقبلها فأعطانيها
فقلت: جعلت فداك رأسك ففعل فقبلته فقلت: جعلت فداك رجلاك فقال:
أقسمت، أقسمت، أقسمت - ثلاثا - وبقي شيء، وبقي شيء وبقي شيء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 185.
(2) الكافي: 2 / 185.
(3) الكافي: 2 / 185.
(4) الكافي: 2 / 185.
207

[1691] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شيء وقبلة الأخ على الخد
وقبلة الامام بين عينيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1692] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
سنان، عن أبي الصباح مولى آل سام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس القبلة على الفم
إلا للزوجة [أ] والولد الصغير (2).
[1693] 7 - الراوندي باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قبل أحدكم ذات محرم قد حاضت: أخته أو عمته أو خالته
فليقبل بين عينيها ورأسها وليكف عن خدها وعن فيها (3).
[1694] 8 - الشهيد باسناده عن السيد المرتضى (رضي الله عنه) عن الشيخ المفيد، عن أبي المفضل
الشيباني، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن فضالة،
عن الحسين بن عثمان، عن ابن بسطام قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأتى رجل
فقال: جعلت فداك إني رجل من أهل الجبل وربما لقيت من إخواني فالتزمته فيعيب
علي بعض الناس ويقولون هذه من فعل الأعاجم وأهل الشرك فقال (عليه السلام) ولم ذاك؟
فقد التزم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جعفرا وقبل بين عينيه، الحديث (4).
[1695] 9 - المجلسي رفعه قال (عليه السلام): إذا قبل الرجل غلاما بشهوة لعنه ملائكة السماء
وملائكة الأرض وملائكة الغضب وأعد له جهنم وسائت مصيرا (5).

(1) الكافي: 2 / 185.
(2) الكافي: 2 / 186 ح 6.
(3) النوادر: 19.
(4) أربعين الشهيد: 52 ح 23، ونقل عنه في بحار الأنوار: 73 / 42 ح 47.
(5) بحار الأنوار: 23 / 101 من طبع الكمباني و 101 / 41 ح 51 من طبع بيروت.
208

[1696] 10 - قال المجلسي: وفي خبر آخر: من قبل غلاما بشهوة ألجمه الله بلجام من
النار (1).
يأتي عنوان القبلة في محلها إن شاء الله تعالى.

(1) بحار الأنوار: 23 / 101 من طبع الكمباني و 101 / 41 ح 51 من طبع بيروت.
209

التقدير
[1697] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد قال: سئل العالم (عليه السلام) كيف
علم الله؟ قال: علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى; فأمضى ما قضى وقضى ما قدر
وقدر ما أراد فبعلمه كانت المشيئة وبمشيئته كانت الإرادة وبإرادته كان التقدير
وبتقديره كان القضاء وبقضائه كان الإمضاء والعلم متقدم على المشيئة والمشيئة ثانية
والإرادة ثالثة والتقدير واقع على القضاء بالامضاء فلله تبارك وتعالى البداء فيما علم
متى شاء وفيما أراد لتقدير الأشياء فإذا وقع القضاء بالإمضاء فلا بداء، فالعلم في
المعلوم قبل كونه، والمشيئة في المنشأ قبل عينه والإرادة في المراد قبل قيامه والتقدير
لهذه المعلومات قبل تفصيلها وتوصيلها عيانا ووقتا والقضاء بالإمضاء هو المبرم من
المفعولات ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذوي لون وريح ووزن وكيل وما
دب ودرج من انس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس.
فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء
فلابد والله يفعل ما يشاء فبالعلم علم الأشياء قبل كونها وبالمشيئة عرف صفاتها
وحدودها وأنشاها قبل إظهارها وبالإرادة ميز أنفسها في ألوانها وصفاتها وبالتقدير
قدر أقواتها وعرف أولها وآخرها وبالقضاء أبان للناس أماكنها ودلهم عليها
وبالإمضاء شرح عللها وأبان أمرها وذلك تقدير العزيز العليم (1).
الرواية حسنة الإسناد، والمراد بالعالم موسى بن جعفر (عليه السلام).

(1) الكافي: 1 / 148 ح 16.
210

[1698] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن حماد، عن حميد وجابر العبدي قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان الله جعلني إماما
لخلقه ففرض علي التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس، كي
يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغني غناه (1).
[1699] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
ابن أبي بكير، عن زرارة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقدير في ليلة تسع عشرة
والابرام في ليلة احدى وعشرين والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين (2).
الرواية موثقة سندا.
[1700] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم، عن
ربيع المسلي وزياد بن أبي الحلال ذكراه، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في ليلة
تسع عشرة من شهر رمضان التقدير وفي ليلة احدى وعشرين القضاء وفي ليلة ثلاث
وعشرين ابرام ما يكون في السنة إلى مثلها لله جل ثناؤه يفعل ما يشاء في خلقه (3).
[1701] 5 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن ربعي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الكمال كل الكمال في ثلاثة وذكر في
الثلاثة التقدير في المعيشة (4).
[1702] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن داود بن
سرحان، قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يكيل تمرا بيده فقلت جعلت فداك لو أمرت
بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك فقال: يا داود انه لا يصلح المرء المسلم إلا

(1) الكافي: 1 / 410 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 159 ح 9.
(3) الكافي: 4 / 160 ح 12.
(4) الكافي: 5 / 87 ح 2.
211

ثلاثة: التفقه في الدين والصبر على النائبة وحسن التقدير في المعيشة (1).
الرواية من حيث السند موثقة.
[1703] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن علي بن حفص الجوهري،
عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم قال: سئل الحسن (عليه السلام) عن المروءة، فقال:
العفاف في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على النائبة (2).
[1704] 8 - الصدوق، رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لا يصلح المرء المسلم إلا بثلاث:
التفقه في الدين والتقدير في المعيشة والصبر على النائبة (3).
[1705] 9 - الصدوق بسنده إلى صفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير، عن موسى بن
بكر، عن زرارة، عن الصادق (عليه السلام): قال:... التقدير نصف العيش... (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1706] 10 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ترك التقدير في المعيشة
يورث الفقر... (5).

(1) الكافي: 5 / 87 ح 4.
(2) معاني الأخبار: 258 ح 5.
(3) الفقيه: 3 / 166 ح 3618.
(4) الفقيه: 4 / 416 ح 5904.
(5) الخصال: 2 / 505 ح 2.
212

التقوى
[1707] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد والحسين بن محمد، عن
معلى بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال سمعته يقول: الإيمان فوق
الإسلام بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة وما قسم في
الناس شيء أقل من اليقين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1708] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكرنا الأعمال
فقلت: أنا ما أضعف عملي فقال: مه استغفر الله ثم قال لي: إن قليل العمل مع التقوى
خير من كثير العمل بلا تقوى قلت كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال: نعم مثل الرجل
يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطئ رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه،
فهذا العمل بلا تقوى ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل
فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1709] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود
المسترق، عن محسن الميثمي، عن يعقوب بن شعيب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 51 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 76 ح 7.
213

يقول: ما نقل الله عز وجل عبدا من ذلك المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه من غير مال وأعزه
من غير عشيرة وآنسه من غير بشر (1).
[1710] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين
صلوات الله عليه يقول: لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يتقبل (2).
[1711] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر ما تلح به أمتي الجنة تقوى الله
وحسن الخلق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1712] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم العون على تقوى الله
الغنى (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1713] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلم على من
تلقى وأن تترك المراء وإن كنت محقا وأن لا تحب أن تحمد على التقوى (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1714] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن

(1) الكافي: 2 / 76 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 75 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 100 ح 6.
(4) الكافي: 5 / 71 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 122 ح 6.
214

الحكم، عن أبي عبد الله المؤمن، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال:
يا جابر والله اني لمحزون، واني لمشغول القلب، قلت: جعلت فداك وما شغلك؟ وما
حزن قلبك؟ فقال: يا جابر انه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغل قلبه عما
سواه; يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا هل هلي إلا طعام أكلته أو ثوب
لبسته أو امرأة أصبتها؟!
يا جابر ان المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الآخرة;
يا جابر الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ولكن أهل الدنيا أهل غفلة وكان
المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة، لم يصمهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا
بآذانهم، ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة كما
فازوا بذلك العلم.
واعلم يا جابر ان أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة، تذكر
فيعينونك وان نسيت ذكروك قوالون بأمر الله قوامون على أمر الله، قطعوا محبتهم
بمحبة ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم وعلموا
ان ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه أو كمال
وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء اني إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها
عند أهل اللب والعلم بالله كفيئ الظلال يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل وعز من
دينه وحكمته ولا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند نفسك فإن تكن الدنيا على غير ما
وصفت لك فتحول إلى دار المستعتب، فلعمري لرب حريص على أمر قد شقي به حين
أتاه ولرب كاره لأمر قد سعد به حين أتاه وذلك قول الله عز وجل (وليمحص الله الذين آمنوا
ويمحق الكافرين) (1) (2).

(1) سورة آل عمران: 141.
(2) الكافي: 2 / 132 ح 16.
215

[1715] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال:... كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى رجل: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن المنافق
لا يرغب فيما قد سعد به المؤمنون والسعيد يتعظ بموعظة التقوى وإن كان يراد بالموعظة
غيره (1).
الرواية من حيث السند لا بأس به.
[1716] 10 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي، وهو العاصمي، عن
عبد الواحد بن الصواف، عن محمد بن إسماعيل الهمداني، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)
قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يوصي أصحابه ويقول: أوصيكم بتقوى الله فإنها غبطة
الطالب الراجي وثقة الهارب اللاجي واستشعروا التقوى شعارا باطنا واذكروا الله
ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة وتسلكوا به طريق النجاة انظروا في الدنيا نظر
الزاهد المفارق لها فإنها تزيل الثاوي الساكن وتفجع المترف الآمن لا يرجى منها ما
تولي فأدبر ولا يدري ما هو آت منها فينتظر وصل البلاء منها بالرخاء والبقاء منها إلى
فناء، فسرورها مشوب بالحزن، والبقاء فيها إلى الضعف والوهن، فهي كروضة اعتم
مرعاها وأعجبت من يراها، عذب شربها، طيب تربها، تمج عروقها الثرى وتطف
فروعها الندى، حتى إذا بلغ العشب إبانه واستوى بنانه هاجت ريح تحت الورق
وتفرق ما اتسق فأصبحت كما قال الله: (هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل
شيء مقتدرا) (2) انظروا في الدنيا في كثرة ما يعجبكم وقلة ما ينفعكم (3).
[1717] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجال
قال: قلت لجميل بن دراج: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه،
قال: نعم قلت له: وما الشريف؟ قال قد سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال:

(1) الكافي: 8 / 150 ح 132.
(2) سورة الكهف: 46.
(3) الكافي: 8 / 17 ح 3.
216

الشريف من كان له مال قال قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة
بماله وغير ماله قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1718] 12 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة انه قال:...
لاكرم أعز من التقوى... (2).
[1719] 13 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة:... والجهاد هو
لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة... (3).
[1720] 14 - الصدوق، رفعه وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما دخل المقابر: يا أهل التربة ويا
أهل الغربة أما الدور فقد سكنت وأما الأزواج فقد نكحت وأما الأموال فقد قسمت
فهذا خبر ما عندنا وليت شعري ما عندكم، ثم التفت إلى أصحابه وقال: لو أذن لهم في
الجواب لقالوا: إن خير الزاد التقوى (4).
[1721] 15 - قال الصدوق: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ودع المؤمنين قال: زودكم الله
التقوى ووجهكم إلى كل خير وقضى لكم كل حاجة وسلم لكم دينكم ودنياكم
وردكم سالمين إلي سالمين (5).
[1722] 16 - الصدوق بسنده إلى الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد قال: سمعت
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: من أخرجه الله عز وجل من ذل المعاصي إلى عز التقوى
أغناه الله بلا مال وأعزه بلا عشيرة وآنسه بلا أنيس ومن خاف الله عز وجل أخاف الله منه
كل شيء ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شيء ومن رضي من الله عز وجل باليسير

(1) الكافي: 8 / 219 ح 272.
(2) الكافي: 8 / 19 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 4 ح 6.
(4) الفقيه: 1 / 179 ح 535.
(5) الفقيه: 2 / 276 ح 2429.
217

من الرزق رضي الله منه باليسير من العمل ومن لم يستح من طلب المعاش خفت
مؤونته ونعم أهله ومن زهد في الدنيا أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره
عيوب الدنيا داءها ودواءها وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1723] 17 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: خير الزاد التقوى (2).
[1724] 18 - الصدوق بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل:... فأي عمل
أفضل؟ قال: التقوى... فأي الناس خير عند الله؟ قال: أخوفهم لله وأعملهم
بالتقوى وأزهدهم في الدنيا... (3).
[1725] 19 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن النضر، عن أبي الحسين، عن أبي بصير
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (اتقوا الله حق تقاته) قال: يطاع فلا
يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر (4).
[1726] 20 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن
الوليد بن العباس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الحسب الفعال والشرف المال
والكرم التقوى (5).
[1727] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... اعلموا عباد الله ان التقوى
دار حصن عزيز والفجور دار حصن ذليل لا يمنع أهله ولا يحرز من لجأ إليه. ألا

(1) الفقيه: 4 / 410 ح 5890.
(2) الفقيه: 4 / 376 ح 5765.
(3) الفقيه: 4 / 383 ح 5833.
(4) معاني الأخبار: 240 ح 1.
(5) معاني الأخبار: 405 ح 67.
218

وبالتقوى تقطع حمة الخطايا وباليقين تدرك الغاية القصوى... (1).
[1728] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فاعتصموا بتقوى الله فإن لها
حبلا وثيقا عروته ومعقلا منيعا ذروته وبادروا الموت وغمراته وامهدوا له قبل حلوله
وأعدوا له قبل نزوله... (2).
[1729] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... عباد الله أوصيكم بتقوى الله
فإنها حق الله عليكم والموجبة على الله حقكم وأن تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها
على الله فإن التقوى في اليوم الحرز والجنة وفي غد الطريق إلى الجنة مسلكها واضح
وسالكها رابح ومستودعها حافظ... (3).
[1730] 24 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أما بعد فأوصيكم بتقوى
الله الذي ابتدأ خلقكم وإليه يكون معادكم، وبه نجاح طلبتكم، وإليه منتهى رغبتكم،
ونحوه قصد سبيلكم، وإليه مرامي مفزعكم، فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر
عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم، وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس
أنفسكم، وجلاء غشاء أبصاركم، وامن فزع جأشكم، وضياء سواد
ظلمتكم... (4).
[1731] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فإن تقوى الله مفتاح سداد،
وذخيرة معاد، وعتق من كل ملكة، ونجاة من كل هلكة، بها ينجح الطالب وينجو
الهارب وتنال الرغائب (5).
[1732] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا شرف أعلى من الإسلام ولا

(1) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 190.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 191.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 198.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 230.
219

عز أعز من التقوى... (1).
[1733] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ألا وإن من البلاء الفاقة وأشد
من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب ألا وإن من صحة البدن
تقوى القلب (2).
[1734] 28 - الكراجكي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: خصلة من لزمها أطاعته
الدنيا والآخرة وربح الفوز في الجنة، قيل: وما هي يا رسول الله؟ قال: التقوى من
أراد أن يكون أعز الناس فليتق الله عز وجل ثم تلا (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه
من حيث لا يحتسب) (3) (4).
[1735] 29 - ابن فتال النيسابوري رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: جماع التقوى في قوله
تعالى (إن الله يأمر بالعدل والاحسان) (5) وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) اتق الله فانه جماع الخير (6).
[1736] 30 - سبط الطبرسي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث: ليس لأحد
على أحد فضل إلا بالتقوى ألا وإن للمتقين عند الله أفضل الثواب وأحسن الجزاء
والمآب (7).
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء فإن شئت أكثر من هذا راجع الكافي:
2 / 73، ونهج البلاغة في مختلف صفحاته، وبحار الأنوار: 67 / 257، ووسائل
الشيعة: 11 / 190، ومستدرك الوسائل: 11 / 263، وجامع أحاديث الشيعة:
14 / 257.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 388.
(3) سورة الطلاق: 2 و 3.
(4) كنز الفوائد: 184، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 267 ح 15.
(5) سورة النحل: 90.
(6) روضة الواعظين: 437.
(7) مشكاة الأنوار: 47.
220

التقية
[1737] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن بن
أبي خالد شينوله قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن
أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما
ماتوا صارت الكتب إلينا فقال: حدثوا بها فإنها حق (1).
[1738] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما
صبروا) قال: بما صبروا على التقية (ويدرؤون بالحسنة السيئة) قال: الحسنة
التقية والسيئة الإذاعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1739] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عمر الأعجمي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا عمر ان تسعة أعشار الدين في
التقية ولا دين لمن لا تقية له والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين (3).
[1740] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقية من دين الله قلت:
من دين الله؟ قال: أي والله من دين الله ولقد قال يوسف: (أيتها العير إنكم

(1) الكافي: 1 / 53 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 217 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 217 ح 2.
221

لسارقون) والله ما كانوا سرقوا شيئا ولقد قال إبراهيم: (اني سقيم) والله ما كان
سقيما (1).
الرواية موثقة سندا.
[1741] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي،
عن حسين بن أبي العلاء، عن حبيب بن بشر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): سمعت
أبي يقول: لا والله ما على وجه الأرض شيء أحب إلي من التقية، يا حبيب انه من
كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم تكن له تقية وضعه الله، يا حبيب ان الناس إنما
هم في هدنة فلو قد كان ذلك كان هذا (2).
[1742] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عمرو الكناني قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا
أبا عمرو أرأيتك لو حدثتك بحديث أو أفتيتك بفتيا ثم جئتني بعد ذلك فسألتني عنه
فأخبرتك بخلاف ما كنت أخبرتك أو أفتيتك بخلاف ذلك بأيهما كنت تأخذ؟ قلت:
بأحدثهما وادع الآخر فقال: قد أصبت يا أبا عمرو أبى الله إلا أن يعبد سرا أما والله لئن
فعلتم ذلك انه لخير لي ولكم وأبى الله عز وجل لنا ولكم، في دينه إلا التقية (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1743] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام الكندي قال: سمعت ابا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به،
فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا،

(1) الكافي: 2 / 217 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 217 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 218 ح 7.
222

صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شيء من
الخير فأنتم أولى به منهم والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء قلت: وما
الخبء؟ قال: التقية (1).
[1744] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سألت ابا الحسن (عليه السلام) عن القيام للولاة؟ فقال قال أبو جعفر (عليه السلام): التقية من ديني ودين
آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1745] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1746] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن
محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان أبي (عليه السلام) يقول: وأي شيء أقر لعيني من
التقية إن التقية جنة المؤمن (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1747] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن محمد بن
مروان قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما منع ميثم رحمه الله من التقية، فوالله لقد علم ان
هذه الآية نزلت في عمار وأصحابه (إلا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان) (5) (6).

(1) الكافي: 2 / 219 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 219 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 219 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 220 ح 14.
(5) سورة النحل: 106.
(6) الكافي: 2 / 220 ح 15.
223

الرواية معتبرة الإسناد.
[1748] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن شعيب الحداد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما جعلت التقية
ليحقن بها الدم فإذا بلغ الدم فليس تقية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1749] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن
اذينة، عن إسماعيل الجعفي ومعمر بن يحيى بن سام ومحمد بن مسلم وزرارة قالوا:
سمعنا أبا جعفر (عليه السلام) يقول: التقية في كل شيء يضطر إليه ابن آدم فقد أحله الله له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1750] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
مسكان، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: التقية ترس الله بينه وبين
خلقه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1751] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: التقية ترس المؤمن والتقية حرز المؤمن ولا إيمان لمن لا
تقية له، ان العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز وجل به فيما بينه وبينه فيكون له
عزا في الدنيا ونورا في الآخرة وإن العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون له
ذلا في الدنيا وينزع الله عز وجل ذلك النور منه (4).

(1) الكافي: 2 / 220 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 220 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 220 ح 19.
(4) الكافي: 2 / 221 ح 23.
224

الرواية صحيحة الإسناد.
[1752] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه، فانه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا وجعله
نورا بين عينيه في الآخرة، يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله
به في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى
إن التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى ان الله يحب أن يعبد في
السر كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى ان المذيع لأمرنا كالجاحد له (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1753] 17 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد قال: قال علي بن موسى
الرضا (عليه السلام): لا دين لمن لا ورع له ولا إيمان لمن لا تقية له، إن أكرمكم عند الله أعملكم
بالتقية: فقيل له: يا ابن رسول الله إلى متى؟ قال: إلى يوم الوقت المعلوم وهو يوم
خروج قائمنا أهل البيت فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا. فقيل له: يا ابن
رسول الله ومن القائم منكم أهل البيت؟ قال: الرابع من ولدي ابن سيدة الإماء،
يطهر الله به الأرض من كل جور ويعد من كل ظلم، الحديث (2).
[1754] 18 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه موسى بن عيسى بن
أحمد، عن الامام علي بن محمد، عن أبيه، عن أبيه علي بن موسى قال حدثني أبي
موسى بن جعفر قال: قال الصادق (عليه السلام): عليكم بالتقية فانه ليس منا من لم يجعلها
شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره (3).

(1) الكافي: 2 / 223 ح 8.
(2) كمال الدين: 2 / 371 ح 5.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر: 16 / 293 الرقم 569.
225

[1755] 19 - البرقي، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان قال قال
لي أبو عبد الله (عليه السلام): إني لأحسبك إذا شتم علي بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف
شاتمه لفعلت فقلت: اي والله جعلت فداك إني لهكذا وأهل بيتي فقال لي: فلا تفعل
فوالله لربما سمعت من يشتم عليا وما بيني وبينه إلا أسطوانة فأستتر بها فإذا فرغت من
صلواتي فأمر به فأسلم عليه وأصافحه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1756] 20 - البرقي، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن محمد بن مسلم، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: كلما تقارب هذا الأمر كان أشد للتقية (2).
الرواية موثقة سندا.
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا راجع الكافي:
2 / 216، والوافي: 5 / 685، وبحار الأنوار: 72 / 393، فان فيها أكثر من مأة
حديث، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 504 وما بعدها، وغيرها من كتب
الأخبار.

(1) المحاسن: 259.
(2) المحاسن: 259.
226

التكاتب
[1757] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا،
عن ابن محبوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التواصل بين الاخوان في
الحضر التزاور، وفي السفر التكاتب (1).
[1758] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رد جواب الكتاب واجب كوجوب رد
السلام والبادي بالسلام أولى بالله ورسوله (2).
الرواية موثقة سندا.
[1759] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تدع بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان
بعده شعر (3).
[1760] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
الحسن بن السري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: لا تكتب بسم الله الرحمن الرحيم
لفلان ولا بأس أن تكتب على ظهر الكتاب لفلان (4).

(1) الكافي: 2 / 670 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 670 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 672 ح 1
(4) الكافي: 2 / 672 ح 3.
227

[1761] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة
قال: سألت ابا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يبدأ بالرجل في الكتاب قال: لا بأس به، ذلك
من الفضل، يبدأ الرجل بأخيه يكرمه (1).
الرواية موثقة سندا.
[1762] 6 - البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يستدل بكتاب
الرجل على عقله وموضع بصيرته وبرسوله على فهمه وفطنته (2).
[1763] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي الحسن الثالث الامام الهادي (عليه السلام)، قال داود
الصرمي أمرني سيدي بحوائج كثيرة فقال (عليه السلام) لي: قل كيف تقول؟ فلم أحفظ مثل
ما قال لي، فمد الدواة وكتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكره إن شاء الله والأمر بيد الله
فتبسمت فقال (عليه السلام): مالك؟ قلت: خير، فقال: أخبرني؟ قلت: جعلت فداك،
ذكرت حديثا حدثني به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا (عليه السلام) إذا أمر بحاجة كتب
بسم الله الرحمن الرحيم أذكر إن شاء الله، فتبسمت فقال (عليه السلام) لي: يا داود ولو قلت: إن
تارك التسمية كتارك الصلاة لكنت صادقا (3).
[1764] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رسولك ترجمان عقلك وكتابك
أبلغ ما ينطق عنك (4).
[1765] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عقول الفضلاء في أطراف
أقلامها (5).

(1) الكافي: 2 / 673 ح 5.
(2) المحاسن: 195.
(3) تحف العقول: 483.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 301.
(5) غرر الحكم: ح 6339.
228

[1766] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا كتبت كتابا فأعد فيه النظر
قبل ختمه فإنما تختم على عقلك (1).
راجع إن شئت الكافي: 2 / 670، والوافي: 5 / 709، وبحار الأنوار: 73 / 48،
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 104.

(1) غرر الحكم: ح 4167.
229

التكبر
[1767] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: ان في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن
تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1768] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية خميس في مسجد
قبا، فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولى الأنصاري بعس مخيض بعسل فلما
وضعه على فيه نحاه ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرمه
ولكن أتواضع لله، فإن من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في
معيشته رزقه الله، ومن بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1769] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة وملك يمسكها،
فإذا تكبر قال له: اتضع وضعك الله فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في
أعين الناس، وإذا تواضع رفعه الله عز وجل ثم قال له: انتعش نعشك الله فلا يزال أصغر

(1) الكافي: 2 / 122 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 122 ح 3.
230

الناس في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس (1).
[1770] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابه، عن
النهدي، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن عبد الله بن المنذر، عن عبد الله بن بكير،
قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أحد يتيه إلا من ذلة يجدها في نفسه وفي حديث آخر
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال ما من رجل تكبر أو تجبر إلا لذلة وجدها في نفسه (2).
[1771] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال
عن ثعلبة عن معمر بن عمر بن عطاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الكبر رداء الله
والمتكبر ينازع الله رداءه (3).
[1772] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن داود بن فرقد، عن أخيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان المتكبرين
يجعلون في صور الذر، يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله من الحساب (4).
[1773] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له: سقر، شكا إلى الله عز وجل
شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم (5).
الرواية موثقة سندا.
[1774] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنني آكل الطعام الطيب
وأشم الريح الطيبة وأركب الدابة الفارحة ويتبعني الغلام فترى في هذا شيئا من التجبر

(1) الكافي: 2 / 312 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 312 ح 17.
(3) الكافي: 2 / 309 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 311 ح 11.
(5) الكافي: 2 / 310 ح 10.
231

فلا أفعله؟ فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إنما الجبار الملعون من غمص الناس وجهل
الحق قال عمر فقلت: اما الحق فلا أجهله والغمص لا أدري ما هو قال: من حقر
الناس وتجبر عليهم فذلك الجبار (1).
[1775] 9 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الوسيلة:... من
تكبر على الناس ذل... ومن تكبر حقر... (2).
[1776] 10 - الصدوق بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأمقت الناس المتكبر... (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
ويأتي إن شاء الله عنوان الكبر في محله فراجعه إن شئت.

(1) الكافي: 2 / 311 ح 13.
(2) الكافي: 8 / 19 و 20.
(3) الفقيه: 4 / 395.
232

التكفير
[1777] 1 - العياشي رفعه عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله (ولتكن
منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) (1) قال: في
هذه الآية تكفير أهل القبلة بالمعاصي لأنه من لم يكن يدعو إلى الخيرات ويأمر
بالمعروف وينهى عن المنكر من المسلمين فليس من الامة التي وصفها الله لأنكم
تزعمون ان جميع المسلمين من امة محمد قد بدت هذه الآية وقد وصفت امة محمد
بالدعاء إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومن لم يوجد فيه الصفة التي
وصفت بها فكيف يكون من الامة وهو على خلاف ما شرطه الله على الامة ووصفها
به (2).
[1778] 2 - الكليني، عن أحمد بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا، عن محمد بن علي، عن
الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال: كنت عند أبي الحسن
موسى (عليه السلام) إذ أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض فقال له النصراني.. أتيتك من
بلد بعيد وسفر شاق... إن أذنت لي يا سيدي كفرت لك وجلست فقال: آذن لك أن
تجلس ولا آذن لك أن تكفر فجلس ثم ألقى عنه برنسه ثم قال: جعلت فداك تأذن لي
في الكلام؟ قال: نعم ما جئت إلا له، فقال له النصراني: اردد على صاحبي السلام أو
ما ترد السلام، فقال أبو الحسن (عليه السلام) على صاحبك أن هداه الله، فأما التسليم فذاك إذا

(1) سورة آل عمران: 19.
(2) تفسير العياشي: 1 / 166.
233

صار في ديننا... (1).
التكفير: وضع اليد على الصدر.
[1779] 3 - الطوسي باسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن فضالة، عن العلا،
عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال قلت: الرجل يضع يده في الصلاة وحكى
اليمنى على اليسرى؟ فقال: ذلك التكفير فلا تفعل (2).
الرواية صحيحة الإسناد. والتكفير عندنا من قواطع الصلاة.
[1780] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وصدقة السر فإنها تكفر
الخطيئة (3).
[1781] 5 - القاضي النعمان رفعه، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال إذا كنت قائما في الصلاة
فلا تضع يدك اليمنى على اليسرى ولا اليسرى على اليمنى فإن ذلك تكفير أهل الكتاب
ولكن أرسلهما إرسالا فانه أحرى أن لا تشغل نفسك عن الصلاة (4).
[1782] 6 - قال الراوندي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قيام الليل مصحة للبدن وعن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليكم بقيام الليل فانه دأب الصالحين قبلكم وان قيام الليل قربة إلى الله
وتكفير السيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة الداء عن الجسد. وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم ومطردة الداء عن أجسادكم.
وروي ان الرجل إذا قام يصلي أصبح طيب النفس وإذا نام حتى يصبح أصبح
ثقيلا موصما (5).

(1) الكافي: 1 / 478 ح 4.
(2) التهذيب: 2 / 84 ح 78.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 110.
(4) دعائم الاسلام: 1 / 159، ونقل عنه في بحار الأنوار: 84 / 325 ح 2.
(5) الدعوات: 76 و 77، ونقل عنه في بحار الأنوار: 84 / 155 ح 38.
234

التكلف
[1783] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل
تحفته ويتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1784] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تكرمة الرجل لأخيه أن يقبل تحفته
وان يتحفه بما عنده ولا يتكلف له شيئا وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اني لا أحب
المتكلفين (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1785] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن لا يحتشم من أخيه ولا يدري أيهما أعجب
الذي يكلف أخاه إذا دخل أن يتكلف له أو المتكلف لأخيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1786] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر الاخوان من تكلف له (4).

(1) الكافي: 5 / 143 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 275 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 276 ح 2.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 479.
235

قال الرضي (رحمه الله): لأن التكليف مستلزم للمشقة وهو شر لازم عن الأخ المتكلف له
فهو شر الإخوان.
[1787] 5 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) ان رجلا
أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بأبي أنت وأمي اني أحسن الوضوء وأقيم
الصلاة وأوتي الزكاة في وقتها وإقري الضيف طيب بها نفسي محتسب بذلك أرجو
ما عند الله، فقال: بخ بخ بخ ما لجهنم عليك سبيل ان الله قد براك من الشح إن كنت
كذلك ثم قال: نهى عن التكلف للضيف بما لا يقدر عليه إلا بمشقة وما من ضيف حل
بقوم إلا ورزقه معه (1)
الرواية معتبرة الإسناد.
[1788] 6 - الطوسي بسنده عن جعفر بن معروف، عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن
بشير، عن أبان بن عثمان، عن محمد بن زياد، عن ميمون بن مهران، عن علي (عليه السلام)
قال: قال الحارث: تدخل منزلي يا أمير المؤمنين فقال (عليه السلام) على شرط أن لا تدخرني
شيئا مما في بيتك ولا تكلف لي شيئا مما وراء بابك قال: نعم فدخل يتحرق ويحب أن
يشتري له وهو يظن انه لا يجوز له حتى قال له أمير المؤمنين: ما لك يا حارث قال:
هذه دراهم معي ولست أقدر على أن أشتري لك ما اريد قال: أو ليس قلت: لك
لا تكلف ما وراء بابك فهذه مما في بيتك (2).
[1789] 7 - البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أتاك أخوك فآته بما عندك وإذا دعوته فتكلف له (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) قرب الاسناد: 75 ح 242 و 241.
(2) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 89 ح 143، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 455
ح 30.
(3) المحاسن: 410.
236

[1790] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التكلف من أخلاق المنافقين (1).
[1791] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أهنىء العيش إطراح الكلف (2).
[1792] 10 - الشهيد رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال: من تكلف ما ليس من علمه ضيع
عمله وخاب أمله (3).

(1) غرر الحكم: ح 1176.
(2) غرر الحكم: ح 2964.
(3) الدرة الباهرة: 34.
237

التلافي في اليوم ما فرط في الأمس
[1793] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن:
مضى أمس بما فيه لا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه وفرحت بما
استقبلته منه وان كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه وأنت في
يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة ولا تدري لعلك لا تبلغه وان بلغته لعل حظك
فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك.
فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه مفرط، ويوم تنتظره لست أنت منه على يقين
من ترك التفريط وإنما هو يومك الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت
فيما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ومن
سيئات ألا تكون أقصرت عنها وأنت مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن
تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة أو مرتدع عن سيئة محبطة، فأنت من يومك
الذي تستقبل على مثل يومك الذي استدبرت، فاعمل عمل رجل ليس يأمل من
الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته، فاعمل وادع الله المعين على ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1794] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا،

(1) الكافي: 2 / 453 ح 1.
238

عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن حفص بن غياث قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك ألا يثني عليك الناس
وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله، ثم قال: قال أبي
علي بن أبي طالب (عليه السلام): لا خير في العيش إلا لرجلين رجل يزداد كل يوم خيرا
ورجل يتدارك منيته بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه ما قبل الله
تبارك وتعالى منه إلا بولايتنا أهل البيت، ألا ومن عرف حقنا ورجا الثواب فينا
ورضي بقوته نصف مد في كل يوم وما ستر عورته وما أكن رأسه وهم والله في ذلك
خائفون وجلون ودوا أنه حظهم من الدنيا وكذلك وصفهم الله عز وجل فقال: (والذين
يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة إنهم إلى ربهم راجعون) ثم قال: ما الذي آتوا؟ آتوا
والله مع الطاعة المحبة والولاية وهم في ذلك خائفون، ليس خوفهم خوف شك ولكنهم
خافوا أن يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا (1).
سند الرواية لا بأس به.
[1795] 3 - الصدوق، عن ابن وليد، عن الحسن بن المتيل الدقاق، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال قال الصادق (عليه السلام): من
استوى يوماه فهو مغبون ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون ومن لم يعرف الزيادة
في نفسه كان إلى النقصان أقرب ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من
الحياة (2).
[1796] 4 - المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد،
عن علي بن النعمان رفعه قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ويح غلبت واحدته

(1) الكافي: 2 / 456 ح 15.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والتسعون: ح 4 / 531.
239

عشرته وكان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: المغبون من غبن عمره ساعة بعد ساعة وكان
علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: أظهر اليأس من الناس فإن ذلك هو الغني
وأقل طلب الحوائج إليهم فإن ذلك فقر حاضر وإياك وما يعتذر منه وصل صلاة
مودع وان استطعت أن تكون اليوم خيرا منك أمس وغدا خيرا منك اليوم فافعل (1).
[1797] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فاز من أصلح عمل يومه
واستدرك فوارط أمسه (2).
راجع في هذا المجال إلى وسائل الشيعة: 11 / 375، ومستدرك الوسائل:
12 / 148.

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 6 / 183.
(2) غرر الحكم: 2 / 516 ح 13.
240

التهاون
[1798] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن محمد بن النعمان أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: ان أمير المؤمنين (عليه السلام) لما انقضت القصة فيما بينه وبين طلحة
والزبير وعائشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله ثم
قال: يا أيها الناس ان الدنيا حلوة خضرة تفتن الناس بالشهوات وتزين لهم بعاجلها
وأيم الله إنها لتغر من أملها وتخلف من رجاها وستورث أقواما الندامة والحسرة
بإقبالهم عليها وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم على أهل الدين والفضل فيها ظلما
وعدوانا وبغيا وأشرا وبطرا وبالله انه ما عاش قوم قط في غضارة من كرامة نعم الله في
معاش دنيا ولا دائم تقوى في طاعة الله والشكر لنعمه فأزال ذلك عنهم إلا من بعد
تغيير من أنفسهم وتحويل عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة محافظة وترك
مراقبة الله جل وعز وتهاون بشكر نعمة الله لأن الله عز وجل يقول في محكم كتابه: (ان الله
لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما
لهم من دونه من وال) (1) ولو أن أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم حذروا زوال
نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله جل ذكره بما كسبت أيديهم
فاقلعوا وتابوا وفزعوا إلى الله جل ذكره بصدق من نياتهم وإقرار منهم بذنوبهم
وإساءتهم لصفح لهم عن كل ذنب وإذا لأقالهم كل عثرة ولرد عليهم كل كرامة نعمه ثم

(1) سورة الرعد: 11.
241

أعاد لهم من صلاح أمرهم ومما كان أنعم به عليهم كل ما زال عنهم وأفسد عليهم.
فاتقوا الله أيها الناس حق تقاته واستشعروا خوف الله جل ذكره وأخلصوا اليقين
وتوبوا إليه من قبيح ما استفزكم الشيطان من قتال ولي الأمر وأهل العلم بعد رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما تعاونتم عليه من تفريق الجماعة وتشتت الأمر وفساد صلاح ذات
البين، ان الله عز وجل يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون (1).
[1799] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:... المحافظة
وضدها التهاون... (2).
[1800] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن عبد الله
ابن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والغفلة فإنه من غفل فإنما يغفل عن
نفسه، وإياكم والتهاون بأمر الله عز وجل فإنه من تهاون بأمر الله أهانه الله يوم القيامة (3).
[1801] 4 - الصدوق، عن الهمداني والمكتب والوراق جميعا، عن علي بن إبراهيم، عن
القاسم بن محمد البرمكي، عن أبي الصلت الهروي:... قال: سأل الرضا (عليه السلام) علي
بن محمد بن الجهم فقال: ما يقول من قبلكم في داود (عليه السلام)؟ فقال: يقولون ان داود (عليه السلام)
كان في محرابه يصلي إذ تصور له إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور
فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير فخرج الطير إلى الدار فخرج في أثره فطار الطير
إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أوريا بن حنان فاطلع داود (عليه السلام) في أثر
الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل فلما نظر إليها هواها وكان قد أخرج أوريا في بعض
غزواته فكتب إلى صاحبه أن قدم أوريا أمام الحرب فقدم فظفر أوريا بالمشركين
فصعب ذلك على داود فكتب إليه ثانية أن قدمه أمام التابوت فقدم فقتل أوريا رحمه

(1) الكافي: 8 / 256 ح 368.
(2) الكافي: 1 / 23.
(3) عقاب الأعمال: 242.
242

الله وتزوج داود بامرأته!.
قال: فضرب (عليه السلام) بيده على جبهته وقال: (إنا لله وإنا اليه راجعون) ولقد
نسبتم نبيا من أنبياء الله (عليه السلام) إلى التهاون بصلاته حين خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة
ثم بالقتل فقال: يا ابن رسول الله فما كانت خطيئته؟ فقال (عليه السلام): ويحك ان داود (عليه السلام) إنما
ظن ان ما خلق الله عز وجل خلقا هو أعلم منه فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا:
(خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى
سواء الصراط ان هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال
اكفلنيها وعزني في الخطاب) فجعل داود (عليه السلام) على المدعى عليه فقال: (لقد
ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه) ولم يسأل المدعي البينة على ذلك ولم يقبل على
المدعى عليه فيقول له ما تقول، فكان هذا خطيئة حكم لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع الله عز وجل
يقول: (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق) إلى آخر
الآية، فقال: يا ابن رسول الله فما قصته مع أوريا؟ قال الرضا (عليه السلام): ان المرأة في أيام
داود كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا وأول من أباح الله عز وجل أن يتزوج
بامرأة قتل بعلها داود (عليه السلام) فتزوج بامرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه فذلك الذي
شق على الناس من قبل أوريا، الحديث (1).
[1802] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وإن عندكم الأمثال من بأس الله
وقوارعه وايامه ووقائعه فلا تستبطئوا وعيده جهلا بأخذه وتهاونا ببطشه ويأسا من
بأسه فإن الله سبحانه لم يلعن القرن الماضي بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر فلعن الله السفهاء لركوب المعاصي والحلماء لترك التناهي (2).
[1803] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله وقد بعثه إلى

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 193.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
243

الصدقة:... ومن استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزه نفسه ودينه عنها فقد
أحل بنفسه الذل والخزي في الدنيا والآخرة وهو في الآخرة أذل وأخزى وإن أعظم
الخيانة خيانة الامة وافظع الغش غش الأئمة والسلام (1).
[1804] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن زهد في الدنيا استهان
بالمصيبات... (2).
[1805] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أشد الذنوب ما استهان به
صاحبه (3).
[1806] 9 - الطوسي بسنده إلى الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا مرض الرجل من رمضان إلى رمضان ثم صح
فإنما عليه لكل يوم أفطر فدية طعام وهو مد لكل مسكين، قال: فكذلك أيضا في
كفارة اليمين وكفارة الظهار مدا مدا وإن صح فيما بين الرمضانين فإنما عليه أن يقضي
الصيام فإن تهاون به وقد صح فعليه الصدقة والصيام جميعا لكل يوم مد إذا فرغ من
ذلك الرمضان (4).
[1807] 10 - في تفسير المنسوب إلى الامام العسكري (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
يا عباد الله احذروا الانهماك في المعاصي والتهاون بها فإن المعاصي يستولي بها الخذلان
على صاحبها حتى يوقعه فيما هو أعظم منها فلا يزال يعصي ويتهاون ويخذل ويوقع فيما
هو أعظم مما جنى حتى يوقعه في رد ولاية وصي رسول الله ودفع نبوة نبي الله ولا تزال
أيضا بذلك حتى يوقعه في دفع توحيد الله والإلحاد في دين الله (5).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 26.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 348.
(4) التهذيب: 4 / 251 ح 20.
(5) تفسير المنسوب إلى الامام العسكري (عليه السلام): 264، ونقل عنه في بحار الأنوار: 70 / 360 ح 83.
244

التهمة
[1808] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن
سليمان، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قلت له: كيف صار الزوج إذا قذف امرأته
كانت شهادته أربع شهادات بالله وكيف لا يجوز ذلك لغيره وصار إذا قذفها غير الزوج
جلد الحد ولو كان ولدا أو أخا؟ فقال: قد سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن هذا فقال: ألا ترى
انه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت انها فاعلة؟ فإن قال: رأيت ذلك
منها بعيني كانت شهادته أربع شهادات بالله وذلك انه قد يجوز للرجل أن يدخل
المدخل في الخلوة التي لا تصلح لغيره أن يدخلها ولا يشهدها ولد ولا والد في الليل
والنهار فلذلك صارت شهادته أربع شهادات بالله إذا قال: رأيت ذلك بعيني وإذا
قال: إني لم أعائن صار قاذفا في حد غيره وضرب الحد إلا أن يقيم عليها البينة وإن
زعم غير الزوج إذا قذف وادعى انه رآه بعينه قيل له: وكيف رأيت ذلك؟ وما أدخلك
ذلك المدخل الذي رأيت فيه هذا وحدك أنت متهم في دعواك وان كنت صادقا فأنت
في حد التهمة فلابد من أدبك بالحد الذي أوجبه الله عليك قال: وإنما صارت شهادة
الزوج أربع شهادات بالله لمكان الأربعة شهداء مكان كل شاهد يمين.
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن أسلم، عن بعض
القميين، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) مثله (1).
[1809] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم

(1) الكافي: 7 / 403 ح 6.
245

ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا اتهم المؤمن أخاه إنماث الإيمان من قلبه
كما ينماث الملح في الماء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1810] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن الحسين بن حازم، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما ومن عامل أخاه بمثل ما
عامل به الناس فهو برئ مما ينتحل (2).
[1811] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان وهشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكبر على قوم
خمسا وعلى قوم آخرين أربعا فإذا كبر على رجل أربعا اتهم يعني بالنفاق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1812] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه - وعلي
ابن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير جميعا، عن محمد بن أبي حمزة، عن حمران،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديثه مع منصور في موكبه:... ورأيت الرجل يقتل على
التهمة وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله... (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1813] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من
أساء به الظن ومن كتم سره كانت الخيرة في يده (5).

(1) الكافي: 2 / 361 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 361 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 181 ح 2.
(4) الكافي: 8 / 39.
(5) الكافي: 8 / 152.
246

الرواية معتبرة الإسناد.
[1814] 7 - الصدوق بسنده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام):... يا علي:
شر الناس من اتهم الله في قضائه... (1).
[1815] 8 - الصدوق بسنده عن يونس بن ظبيان عن الصادق (عليه السلام):... وأولى الناس
بالتهمة من جالس أهل التهمة... (2).
[1816] 9 - الصدوق، عن القاسم بن محمد بن السراج الهمذاني، عن محمد بن أحمد
الضبي، عن محمد بن عبد العزيز الدينوري، عن عبيد الله بن عيسى العبسي، عن
سفيان الثوري قال: لقيت الصادق بن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت له: يا بن
رسول الله أوصني فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب ولا أخ لملوك ولا راحة
لحسود ولا سؤدد لسيىء الخلق فقلت: يا بن رسول الله زدني فقال لي: يا سفيان ثق
بالله تكن مؤمنا وارض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن مجاورة من جاورته تكن
مسلما ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره وشاور في أمرك الذين يخشون الله عز وجل
فقلت: يا بن رسول الله زدني فقال لي: يا سفيان: من أراد عزا بلا عشيرة وغنى بلا
مال وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته فقلت: زدني يا بن
رسول الله فقال لي: يا سفيان أمرني والدي (عليه السلام) بثلاث ونهاني عن ثلاث فكان فيما قال
لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مداخل السوء يتهم ومن
لا يملك لسانه يندم ثم أنشدني [فقال] (عليه السلام):
عود لسانك قول الخير تحظ به * إن اللسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له * في الخير والشر فانظر كيف يعتاد (3)

(1) الفقيه: 4 / 363.
(2) الفقيه: 4 / 395.
(3) الخصال: 1 / 169 ح 222.
247

[1817] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... من كابد الامور عطب ومن
اقتحم اللجج غرق ومن دخل مداخل السوء اتهم... (1).
[1818] 11 - الطوسي بسنده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام):...
وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء فإن قرين السوء يغير
جليسه... (2).
[1819] 12 - ابن فهد الحلي رفعه إلى عبد المؤمن الأنصاري قال: دخلت على الامام
أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) وعنده محمد بن عبد الله بن محمد الجعفري فتبسمت
إليه فقال: أتحبه؟ قلت: نعم وما أحببته إلا لكم، قال (عليه السلام): هو أخوك والمؤمن أخو
المؤمن لأبيه وأمه، ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه،
ملعون ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر على أخيه، ملعون ملعون
من احتجب عن أخيه، ملعون ملعون من اغتاب أخاه (3).
[1820] 13 - الشهيد رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال: كثرة النصح تدعوا إلى
التهمة (4).
[1821] 14 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يقفن مواقف التهمة (5).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 8 / 7 الرقم 8.
(3) عدة الداعي: 174، ونقل عنه في بحار الأنوار: 71 / 236 ح 38.
(4) الدرة الباهرة: 26.
(5) لب اللباب: مخطوط، ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 65، طبع الحجري.
248

التواضع
استحباب التواضع وتعريفه
[1822] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلم على من تلقى
وأن تترك المراء وإن كنت محقا وأن لا تحب أن تحمد على التقوى (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1823] 2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن
هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من التواضع أن يجلس الرجل دون
شرفه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1824] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عدة من أصحابه، عن
علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال:
التواضع أن تعطي الناس ما تحب أن تعطاه.
وفي حديث آخر قال: قلت: ما حد التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعا؟
فقال: التواضع درجات منها أن يعرف المرء قدر نفسه فينزلها منزلتها بقلب سليم
لا يحب أن يأتي إلى أحد إلا مثل ما يؤتى إليه إن رأى سيئة درأها بالحسنة، كاظم

(1) الكافي: 2 / 122 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 123 ح 9.
249

الغيظ، عاف عن الناس، والله يحب المحسنين (1).
الرواية من حيث السند موثقة.
[1825] 4 - الكليني، علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد فمن تواضع
لله رفعاه ومن تكبر وضعاه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1826] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يذكر
أنه أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ملك فقال: إن الله عز وجل يخيرك أن تكون عبدا رسولا متواضعا أو
ملكا رسولا، قال: فنظر إلى جبرئيل وأومأ بيده أن تواضع فقال: عبدا متواضعا
رسولا، فقال الرسول: مع انه لا ينقصك مما عند ربك شيئا، قال: ومعه مفاتيح
خزائن الأرض (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1827] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من عبد إلا وفي رأسه حكمة وملك يمسكها،
فإذا تكبر قال له: اتضع وضعك الله فلا يزال أعظم الناس في نفسه وأصغر الناس في
أعين الناس وإذا تواضع رفعه الله عز وجل ثم قال له: انتعش نعشك الله فلا يزال أصغر الناس
في نفسه وأرفع الناس في أعين الناس (4).
[1828] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن عبد الله بن

(1) الكافي: 2 / 124 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 122 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 122 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 312 ح 16.
250

القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما أوحى الله عز وجل إلى
داود (عليه السلام): يا داود كما أن أقرب الناس من الله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله
المتكبرون (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1829] 8 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي
ابن الحسين (عليهما السلام) قال: لا حسب لقرشي ولا لعربي إلا بالتواضع ولا كرم إلا بتقوى ولا
عمل إلا بنية، ألا وإن أبغض الناس إلى الله عز وجل من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي
بأعماله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1830] 9 - الصدوق، عن ما جيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) أن عليا (عليه السلام)
قال: ما من أحد من ولد آدم إلا وناصيته بيد ملك فإن تكبر جذبه بناصيته إلى
الأرض وقال له: تواضع وضعك الله وإن تواضع جذبه بناصيته ثم قال له: ارفع
رأسك رفعك الله ولا وضعك بتواضعك [ا] لله (3).
[1831] 10 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كمال العقل في ثلاثة: التواضع لله
وحسن اليقين والصمت إلا من خير (4).
[1832] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا حسب كالتواضع... (5).

(1) الكافي: 2 / 123 ح 11.
(2) الخصال: 1 / 18 ح 62.
(3) ثواب الأعمال: 211.
(4) الاختصاص: 244.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 113.
251

[1833] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بالتواضع تتم
النعمة... (1).
[1834] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أحسن تواضع الأغنياء
للفقراء طلبا لما عند الله وأحسن منه تيه الفقراء على الأغنياء اتكالا على الله (2).
[1835] 14 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن الحسين البزوفري، عن أبيه، عن
الحسن بن إبراهيم، عن علي بن داود، عن آدم العسقلاني، عن الصنعاني، عن العلاء
ابن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما تواضع
أحد إلا رفعه الله (3).
[1836] 15 - أبو الفتح الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التواضع يلبسك
السلامة - وقال - زينة الشريف التواضع (4).
[1837] 16 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى هشام بن الحكم، عن الكاظم (عليه السلام) انه قال: في
الإنجيل طوبى للمتراحمين أولئك هم المرحومون يوم القيامة... طوبى للمتواضعين
في الدنيا أولئك يرتقون منابر الملك يوم القيامة... يا هشام إن الزرع ينبت في السهل
ولا ينبت في الصفا فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر
الجبار لأن الله تعالى جعل التواضع آلة العقل وجعل التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن
من شمخ إلى السقف برأسه شجه ومن خفض رأسه استظل تحته واكنه فكذلك من لم
يتواضع لله خفضه الله ومن تواضع لله رفعه... واعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر
تواضعهم ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده... (5).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 224.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 406.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 49 / 56 الرقم 80.
(4) كنز الفوائد: 147.
(5) تحف العقول: 297 و 296.
252

[1838] 17 - أبو يعلى الجعفري رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: رأس الحزم
التواضع (1).
[1839] 18 - الشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: التواضع أن ترضى من المجلس بدون
شرفك وان تسلم على من لاقيت، وأن تترك المراء وإن كنت محقا ورأس الخير
التواضع (2).
[1840] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التواضع ينشر الفضيلة (3).
[1841] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سلم الشرف التواضع
والسخاء (4).
التواضع عند تجدد النعمة
[1842] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أرسل النجاشي إلى جعفر بن أبي طالب
وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت له جالس على التراب وعليه خلقان الثيان قال:
فقال جعفر (عليه السلام): فأشفقنا منه حين رأيناه على تلك الحال فلما رأى ما بنا وتغير
وجوهنا قال: الحمد لله الذي نصر محمدا وأقر عينه ألا أبشركم؟ فقلت: بلى أيها
الملك فقال: انه جاءني الساعة من نحو أرضكم عين من عيوني هناك فأخبرني أن
الله عز وجل قد نصر نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهلك عدوه واسر فلان وفلان وفلان التقوا بواد
يقال له بدر كثير الأراك لكأني أنظر إليه حيث كنت أرعى لسيدي هناك وهو رجل
من بني ضمرة فقال له جعفر: أيها الملك فما لي أراك جالسا على التراب وعليك هذه

(1) نزهة الناظر: 53.
(2) الدرة الباهرة: 30.
(3) غرر الحكم: ح 521.
(4) غرر الحكم: ح 5619.
253

الخلقان؟ فقال له: يا جعفر إنا نجد فيما أنزل الله على عيسى (عليه السلام): إن من حق الله على
عباده أن يحدثوا له تواضعا عند ما يحدث لهم من نعمه فلما أحدث الله عز وجل لي نعمة
بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أحدثت لله هذا التواضع فلما بلغ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لأصحابه إن الصدقة
تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا
يرفعكم الله وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله (1).
سند الرواية لا بأس به.
التواضع للعالم والمتعلم
[1843] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اطلبوا
العلم وتزينوا معه بالحلم والوقار وتواضعوا لمن تعلمونه العلم وتواضعوا لمن طلبتم
منه العلم ولا تكونوا علماء جبارين فيذهب باطلكم بحقكم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1844] 2 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن محمد بن
خالد، عن محمد بن سنان، رفعه قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): يا معشر الحواريين
لي إليكم حاجة اقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك يا روح الله فقام فغسل أقدامهم
فقالوا: كنا نحن أحق بهذا يا روح الله فقال: ان أحق الناس بالخدمة العالم، إنما
تواضعت هكذا لكيما تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم، ثم قال عيسى (عليه السلام):
بالتواضع تعمر الحكمة لا بالتكبر وكذلك في السهل ينبت الزرع لا في الجبل (3).

(1) الكافي: 2 / 121 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 36 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 37 ح 6.
254

[1845] 3 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) - في حديث المعراج -
... قال الله تبارك وتعالى: يا أحمد إن أهل الدنيا كثير فيهم الجهل والحمق،
لا يتواضعون لمن يتعلمون منه الخير (1).
[1846] 4 - في فقه الرضوي: وتواضع مع العلماء وأهل الدين... (2).
[1847] 5 - المجلسي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تواضع للمتعلمين وذل
للعلماء ساد بعلمه، فالعلم يرفع الوضيع وتركه يضع الرفيع، ورأس العلم التواضع
وبصره البراءة من الحسد وسمعه الفهم ولسانه الصدق وقلبه حسن النية وعقله معرفة
أسباب الامور ومن ثمراته التقوى واجتناب الهوى واتباع الهدى ومجانبة الذنوب
ومودة الإخوان والاستماع من العلماء والقبول منهم، ومن ثمراته ترك الانتقام عند
القدرة واستقباح مقارفة الباطل، واستحسان متابعة الحق وقول الصدق والتجافي
عن سرور في غفلة وعن فعل ما يعقب ندامة، والعلم يزيد العاقل عقلا ويورث
متعلمه صفات حمد فيجعل الحليم أميرا وذا المشورة وزيرا ويقمع الحرص ويخلع
المكر ويميت البخل ويجعل مطلق الوحش مأسورا وبعيد السداد قريبا (3).
التواضع في المأكل والمشرب
[1848] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية خميس في
مسجد قبا فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولى الأنصاري بعس مخيض
بعسل فلما وضعه على فيه نحاه ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه

(1) ارشاد القلوب: 201.
(2) فقه الرضوي: 401.
(3) بحار الأنوار: 75 / 6 ح 57.
255

ولا أحرمه ولكن أتواضع لله، فإن من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله ومن
اقتصد في معيشته رزقه الله ومن بذر حرمه الله ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1849] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر علي بن الحسين صلوات الله عليهما على المجذمين
وهو راكب حماره وهم يتغدون فدعوه إلى الغداء فقال: أما إني لولا إني صائم لفعلت
فلما صار إلى منزله أمر بطعام، فصنع وأمر أن يتنوقوا فيه ثم دعاهم فتغدوا عنده
وتغدى معهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1850] 3 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الأكل مع الخدام من التواضع، فمن
أكل معهم اشتاقت إليه الجنة (3).
الروايات في عنوان التواضع كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 120،
والوافي: 4 / 467، والمحجة البيضاء: 3 / 360 و 6 / 219، وبحار الأنوار:
72 / 117، ووسائل الشيعة: 11 / 215، ومستدرك الوسائل: 11 / 295،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 299، وغيرها.

(1) الكافي: 2 / 122 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 123 ح 8.
(3) بحار الأنوار: 59 / 290 ح 72.
256

التوبة
وجوب التوبة من جميع الذنوب والعزم على ترك العود أبدا
[1851] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تاب العبد توبة
نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة، فقلت: وكيف يستر عليه؟ قال:
ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه
ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه
وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1852] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) في قول الله عز وجل: (فمن جاءه موعظة من
ربه فانتهى فله ما سلف) (2) قال: الموعظة التوبة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1853] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن

(1) الكافي: 2 / 430 ح 1.
(2) سورة البقرة: 275.
(3) الكافي: 2 / 431 ح 2.
257

قول الله عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) (1) قال: يتوب العبد
من الذنب ثم لا يعود فيه.
قال محمد بن فضيل: سألت عنها أبا الحسن (عليه السلام) فقال: يتوب من الذنب ثم لا يعود
فيه، وأحب العباد إلى الله تعالى المفتنون التوابون (2).
[1854] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة
نصوحا) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا قلت: وأينا لم يعد؟ فقال:
يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1855] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، رفعه قال: إن الله عز وجل أعطى التائبين ثلاث خصال لو أعطى خصلة منها جميع
أهل السماوات والأرض لنجوا بها: قوله عز وجل: (ان الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين) (4) فمن أحبه الله لم يعذبه، وقوله: (الذين يحملون العرش ومن
حوله يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء
رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم * ربنا
وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك
أنت العزيز الحكيم * وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك
هو الفوز العظيم) (5) وقوله عز وجل: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون

(1) سورة التحريم: 8.
(2) الكافي: 2 / 432 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 432 ح 4.
(4) سورة البقرة: 222.
(5) سورة المؤمن: 9 - 7.
258

النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له
العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا * إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك
يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) (1) (2).
[1856] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله تعالى أشد فرحا
بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها فالله أشد فرحا بتوبة
عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1857] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن محمد بن سنان، عن يوسف [بن] أبي يعقوب بياع الأرز، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: التائب من الذنب كمن لا ذنب له والمقيم على الذنب
وهو مستغفر منه كالمستهزئ (4).
[1858] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يفرح بتوبة عبده المؤمن
إذا تاب كما يفرح أحدكم بضالته إذا وجدها (5).
[1859] 9 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:... ولا شفيع أنجح
من التوبة... (6).

(1) سورة الفرقان: 70 - 68.
(2) الكافي: 2 / 432 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 435 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 435 ح 10.
(5) الكافي: 2 / 436 ح 13.
(6) الكافي: 8 / 19.
259

[1860] 10 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن جعفر، عن
موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: أوحى الله عز وجل إلى داود النبي (عليه السلام) يا داود إن عبدي
المؤمن إذا أذنب ذنبا ثم رجع وتاب من ذلك الذنب واستحيا مني عند ذكره غفرت له
وأنسيته الحفظة وأبدلته الحسنة ولا أبالي وأنا أرحم الراحمين (1).
[1861] 11 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن
أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن لله عز وجل فضولا من رزقه ينحله من يشاء من
خلقه والله باسط يديه عند كل فجر لمذنب الليل هل يتوب فيغفر له ويبسط يديه عند
مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب فيغفر له (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1862] 12 - الصدوق باسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن
عند الله عز وجل كمثل ملك مقرب وأن المؤمن عند الله أعظم من ذلك وليس شيء أحب إلى الله
من مؤمن تائب أو مؤمنة نائبة (3).
[1863] 13 - الصدوق، عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن
محمد الإصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث النخعي قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين: رجل يزداد في كل يوم
إحسانا ورجل يتدارك ذنبه بالتوبة وأنى له بالتوبة والله لو سجد حتى ينقطع عنقه
ما قبل الله منه إلا بولايتنا أهل البيت (4).

(1) ثواب الأعمال: 158.
(2) ثواب الأعمال: 214 ح 3.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 26 ح 33.
(4) الخصال: 1 / 41 ح 29.
260

الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[1864] 14 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من اعطي أربعا لم يحرم أربعا:
من اعطي الدعاء لم يحرم الإجابة ومن اعطي التوبة لم يحرم القبول ومن اعطي
الاستغفار لم يحرم المغفرة ومن اعطي الشكر لم يحرم الزيادة (1).
قال الرضي (رضي الله عنه): وتصديق ذلك كتاب الله: قال الله في الدعاء: (ادعوني
استجب لكم) (2).
وقال في الاستغفار: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله
غفورا رحيما) (3).
وقال في الشكر: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (4).
وقال في التوبة: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم
يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما) (5).
[1865] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فبادروا المعاد وسابقوا
الآجال فإن الناس يوشك أن ينقطع بهم الأمل ويرهقهم الأجل ويسد عنهم باب
التوبة... (6).
[1866] 16 - العياشي رفعه عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رحم الله
عبدا تاب إلى الله قبل الموت فإن التوبة مطهرة من دنس الخطيئة ومنقذة من شفا
الهلكة فرضي الله بها على نفسه لعباده الصالحين فقال: (كتب ربكم على نفسه

(1) نهج البلاغة: الحكمة 135.
(2) سورة غافر: 60.
(3) سورة النساء: 110.
(4) سورة إبراهيم: 7.
(5) سورة النساء: 17.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 183.
261

الرحمة انه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فانه غفور
رحيم) (1) (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا
رحيما) (2) (3).
[1867] 17 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: المؤمن إذا تاب
وندم فتح الله عليه في الدنيا والآخرة ألف باب من الرحمة ويصبح ويمسي على رضى
الله وكتب الله له بكل ركعة يصليهما من التطوع عبادة سنة وأعطاه الله بكل آية يقرؤها
نورا على الصراط وكتب الله له بكل يوم وليلة ثواب نبي وله بكل حرف من استغفاره
وتسبيحه ثواب حجة وعمرة وبكل آية في القرآن مدينة ونور الله قبره وبيض وجهه
وله بكل شعرة على بدنه نور وكأنما تصدق بوزنه ذهبا وكأنما أعتق بعدد كل نجم رقبة
ولا تصيبه شدة القيامة ويؤنس في قبره ووجد قبره روضة من رياض الجنة وزار قبره
كل يوم ألف ملك يؤنسه في قبره وحشر من قبره وعليه سبعون حلة وعلى رأسه تاج
من الرحمة ويكون تحت ظل العرش مع النبيين والشهداء ويأكل ويشرب حتى يفرغ
الله من حساب الخلائق ثم يوجهه إلى الجنة (4).
[1868] 18 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إذا تاب العبد تاب الله
عليه وأنسى الحفظة ما علموا منه وقيل للأرض وجوارحه: اكتموا عليه مساوئه ولا
تظهروا عليه أبدا.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من بلدة فيها رجل تائب إلا رحم الله أهل تلك البلدة ورفع
العذاب عنهم وعن أهل المقابر أربعين يوما ويغفر لأهل القبور ذنب أربعين عاما
لفضل هذا العبد عند الله.

(1) سورة الانعام: 54.
(2) سورة النساء: 110.
(3) تفسير العياشي: 1 / 361 ح 27.
(4) جامع الأخبار: 225، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 127 ح 8.
262

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): الله أفرح بتوبة العبد من الظمآن الوارد والمضل الواجد والعقيم
الوالد.
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما التوبة من الذنب أن لا تعود إليه أبدا.
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له (1).
[1869] 19 - ابن أبي جمهور الأحسائي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: التوبة تجب
ما قبلها (2).
[1870] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن التوبة يمحو الحوبة (3).
الحوبة: الاثم.
اخلاص التوبة وشروطها
[1871] 1 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن محمد
ابن عيسى بن عبيد الله اليقطيني، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان
وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التوبة النصوح أن يكون باطن الرجل كظاهره
وأفضل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1872] 2 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رحمه الله)، قال: حدثنا أحمد بن
محمد الهمداني، قال: أخبرنا أحمد بن صالح بن سعد التميمي، قال: حدثنا موسى بن
داود، قال: حدثنا الوليد بن هشام، قال: حدثنا هشام بن حسان عن الحسن بن
أبي الحسن البصري، عن عبد الرحمن بن غنم الدوسي، قال: دخل معاذ بن جبل

(1) لب اللباب: مخطوط، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 126 ح 5.
(2) عوالي اللآلي: 1 / 237 ح 150.
(3) غرر الحكم: 1 / 379 ح 58.
(4) معاني الأخبار: 174 ح 3.
263

على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) باكيا فسلم فرد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: ما يبكيك يا معاذ؟ فقال:
يا رسول الله إن بالباب شابا طري الجسد نقي اللون حسن الصورة يبكي على شبابه
بكاء الثكلى على ولدها يريد الدخول عليك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أدخل علي الشاب
يا معاذ، فأدخله عليه فسلم فرد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: ما يبكيك يا شاب؟ قال: كيف
لا أبكي وقد ركبت ذنوبا إن أخذني الله ببعضها أدخلني نار جهنم ولا أراني إلا
سيأخذني بها ولا يغفر لي أبدا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل أشركت بالله شيئا؟ قال
أعوذ بالله أن أشرك بربي شيئا، قال: أقتلت النفس التي حرم الله؟ قال: لا، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل الجبال الرواسي قال الشاب: فإنها
أعظم من الجبال الرواسي، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل
الأرضين السبع وبحارها ورمالها وأشجارها وما فيها من الخلق، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):
يغفر الله لك ذنوبك وإن كانت مثل السماوات ونجومها ومثل العرش والكرسي.
قال: فإنها أعظم من ذلك قال: فنظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كهيئة الغضبان ثم قال: ويحك
يا شاب ذنوبك أعظم أم ربك؟ فخر الشاب لوجهه وهو يقول: سبحان الله ربي
ما شيء أعظم من ربي، ربي أعظم يا نبي الله من كل عظيم، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فهل
يغفر الذنب العظيم إلا الرب العظيم؟ قال الشاب: لا والله يا رسول الله ثم سكت
الشاب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ويحك يا شاب ألا تخبرني بذنب واحد من ذنوبك، قال:
بلى أخبرك اني كنت أنبش القبور سبع سنين أخرج الأموات وأنزع الأكفان، فماتت
جارية من بعض بنات الأنصار فلما حملت إلى قبرها ودفنت وانصرف عنها أهلها
وجن عليهم الليل أتيت قبرها فنبشتها ثم استخرجتها ونزعت ما كان عليها من
أكفانها وتركتها متجردة على شفير قبرها ومضيت منصرفا فأتاني الشيطان فأقبل
يزينها لي ويقول: أما ترى بطنها وبياضها أما ترى وركيها فلم يزل يقول لي هذا حتى
رجعت عليها ولم أملك نفسي حتى جامعتها وتركتها مكانها، فإذا بصوت من ورائي
يقول: يا شاب ويل لك من ديان يوم الدين يوم يقفني وإياك كما تركتني عريانة في
264

عساكر الموت ونزعتني من حفرتي وسلبتني أكفاني وتركتني أقوم جنبة إلى حسابي،
فويل لشبابك من النار، فما أظن أني أشم ريح الجنة أبدا، فما ترى يا رسول الله؟ فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تنح عني يا فاسق إني أخاف أن أحترق بنارك فما أقربك من النار، ثم لم
يزل (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول ويشير إليه حتى أمعن من بين يديه فذهب فأتى المدينة فتزود منها ثم
أتى بعض جبالها فتعبد فيها ولبس مسحا وغل يديه جميعا إلى عنقه ونادى: يا رب
هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول يا رب أنت الذي تعرفني وزل مني ما تعلم سيدي
يا رب إني أصبحت من النادمين وأتيت بنبيك تائبا فطردني وزادني خوفا فأسألك
باسمك وجلالك وعظمة سلطانك أن لا تخيب رجائي، سيدي ولا تبطل دعائي ولا
تقنطني من رحمتك، فلم يزل يقول ذلك أربعين يوما وليلة تبكي له السباع
والوحوش، فلما تمت له أربعون يوما وليلة رفع يديه إلى السماء وقال: اللهم ما فعلت
في حاجتي إن كنت استجبت دعائي وغفرت خطيئتي فأوح إلى نبيك، وإن لم تستجب
لي دعائي ولم تغفر لي خطيئتي وأردت عقوبتي فعجل بنار تحرقني أو عقوبة في الدنيا
تهلكني وخلصني من فضيحة يوم القيامة فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم):
(والذين إذا فعلوا فاحشة) يعني الزنا (أو ظلموا أنفسهم) يعني بارتكاب ذنب
أعظم من الزنا ونبش القبور وأخذ الأكفان (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم)
يقول: خافوا الله فعجلوا التوبة (ومن يغفر الذنوب إلا الله) يقول عز وجل: أتاك عبدي
يا محمد تائبا فطردته فأين يذهب وإلى من يقصد، ومن يسأل أن يغفر له ذنبا غيري
ثم قال عز وجل: (ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون) يقول: لم يقيموا على الزنا
ونبش القبور وأخذ الأكفان (أولئك جزاءهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من
تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين) (1) فلما نزلت هذه الآية على رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج وهو يتلوها ويتبسم فقال لأصحابه: من يدلني على ذلك

(1) سورة آل عمران: 135 - 136.
265

الشاب التائب؟ فقال معاذ: يا رسول الله بلغنا انه في موضع كذا وكذا فمضى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأصحابه حتى انتهوا إلى ذلك الجبل فصعدوا إليه يطلبون الشاب فإذا
هم بالشاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقه وقد أسود وجهه وتساقطت
أشفار عينيه من البكاء وهو يقول: سيدي قد أحسنت خلقي وأحسنت صورتي فليت
شعري ماذا تريد بي أفي النار تحرقني أو في جوارك تسكنني، اللهم إنك قد أكثرت
الإحسان إلي وأنعمت علي فليت شعري ماذا يكون آخر أمري إلى الجنة تزفني أم إلى
النار تسوقني، اللهم ان خطيئتي أعظم من السماوات والأرض ومن كرسيك الواسع
وعرشك العظيم فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة فلم يزل يقول
نحو هذا وهو يبكي ويحثو التراب على رأسه وقد أحاطت به السباع وصفت فوقه
الطير وهم يبكون لبكائه، فدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأطلق يديه من عنقه ونفض التراب
عن رأسه وقال: يا بهلول أبشر فإنك عتيق الله من النار ثم قال لأصحابه: هكذا
تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول، أبشر فإنك عتيق الله من النار ثم تلا عليه ما أنزل
الله عز وجل فيه وبشره بالجنة (1).
[1873] 3 - ابن شعبة الحراني في حديث شمعون بن لاوي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه
قال:... واما علامة التائب فأربعة: النصيحة لله في عمله وترك الباطل ولزوم الحق
والحرص على الخير (2).
[1874] 4 - القطب الراوندي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ينبغي للتائب أن يكون في
الناس كظبية مجروحة في الظبا، واعلم أن من أذنب فقد رهن نفسه ولا حيلة [له]
حتى يفك رهنه ومن تاب قبل ان يغرغر فالله يتوب عليه فأما إذا مات القلب فلا توبة
له (3).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي عشر ح 3 / 45.
(2) تحف العقول: 15.
(3) لب اللباب: مخطوط، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 136 ح 6.
266

قال النوري (رحمه الله) بعد نقل الرواية في المستدرك: لا يبعد أن يكون قوله: واعلم إلى
آخره من كلام القطب.
أقول: وفيه ما لا يخفى.
[1875] 5 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: التائب إذا لم يستبن
عليه أثر التوبة فليس بتائب يرضي الخصماء ويعيد الصلوات ويتواضع بين الخلق
ويتقى نفسه عن الشهوات ويهزل رقبته بصيام النهار ويصفر لونه بقيام الليل ويخمص
بطنه بقلة الأكل ويقوس ظهره من مخافة النار ويذيب عظامه شوقا إلى الجنة ويرق
قلبه من هول ملك الموت ويجفف جلده على بدنه بتفكر الآخرة، فهذا أثر التوبة وإذا
رأيتم العبد على هذه الصفة فهو تائب ناصح لنفسه (1).
[1876] 6 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: جاءت
امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا نبي الله امرأة قتلت ولدها هل لها من توبة؟
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) لها: والذي نفس محمد بيده لو أنها قتلت سبعين نبيا ثم تابت وندمت
ويعرف الله من قلبها انها لا ترجع إلى المعصية أبدا يقبل الله توبتها وعفا عنها، فإن باب
التوبة مفتوح ما بين المشرق والمغرب وأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له (2).
[1877] 7 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أتدرون من التائب؟
فقالوا: اللهم لا، قال: إذا تاب العبد ولم يرض الخصماء فليس بتائب ومن تاب ولم
يغير مجلسه وطعامه فليس بتائب ومن تاب ولم يغير رفقاءه فليس بتائب ومن تاب
ولم يزد في العبادة فليس بتائب ومن تاب ولم يغير لباسه فليس بتائب ومن تاب ولم
يغير فراشه ووسادته فليس بتائب ومن تاب ولم يفتح قلبه ولم يوسع كفه فليس بتائب
ومن تاب ولم يقصر أمله ولم يحفظ لسانه فليس بتائب ومن تاب ولم يقدم فضل قوته

(1) جامع الأخبار: 226 ح 6.
(2) جامع الأخبار: 226 ح 7.
267

من يديه فليس بتائب وإذا استقام على هذه الخصال فذاك التائب (1).
[1878] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التوبة ندم بالقلب واستغفار
باللسان وترك بالجوارح وإضمار أن لا يعود (2).
[1879] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا دين لمسوف بتوبته (3).
التسويف: التأخير.
[1880] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أهدم التوبة لعظيم الجرم (4).
صحة التوبة مع الإتيان بشرائطها وإن تكرر نقضها
[1881] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن
إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة أما والله إنها
ليست إلا لأهل الإيمان. فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في التوبة؟
فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم
لا يقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب ويستغفر [الله] فقال:
كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم، يقبل
التوبة ويعفو عن السيئات، فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1882] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله يحب

(1) جامع الأخبار: 227 ح 8.
(2) غرر الحكم: ح 2072.
(3) غرر الحكم: ح 10660.
(4) غرر الحكم: ح 9520.
(5) الكافي: 2 / 434 ح 6.
268

العبد المفتن التواب ومن لم يكن ذلك منه كان أفضل (1).
وذلك إشارة إلى الاثم والذنب والمعصية.
[1883] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أوحى
إلى داود (عليه السلام) أن ائت عبدي دانيال فقل له: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت
لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، فأتاه داود (عليه السلام) فقال:
يا دانيال إنني رسول الله إليك وهو يقول لك: إنك عصيتني فغفرت لك وعصيتني
فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك، فقال له
دانيال: قد أبلغت يا نبي الله، فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: يا رب إن
داود نبيك أخبرني عنك أنني قد عصيتك فغفرت لي وعصيتك فغفرت لي وعصيتك
فغفرت لي وأخبرني عنك أنني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي فوعزتك لئن لم تعصمني
لأعصينك ثم لأعصينك ثم لأعصينك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1884] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق
بن عمار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زمانا ثم يلم به
وذلك قول الله عز وجل: (إلا اللمم) وسألته عن قول الله عز وجل: (الذين يجتنبون كبائر الإثم
والفواحش إلا اللمم) (3) قال: الفواحش الزنى والسرقة، واللمم: الرجل يلم
بالذنب فيستغفر الله منه (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 435 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 435 ح 11.
(3) سورة النجم: 33.
(4) الكافي: 2 / 442 ح 3.
269

[1885] 5 - الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن
مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: (توبوا إلى الله توبة
نصوحا) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يتب ويعد؟ فقال:
يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1886] 6 - عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال في
حديث: إن الله يحب من عباده المفتن التواب (2).
المفتن: الذي امتحنه الله بالوقوع في الذنب ثم يتوب.
[1887] 7 - الديلمي رفعه وقال: قال رجل: يا رسول الله إني أذنبت، فقال: استغفر الله
فقال: إني أتوب ثم أعود فقال: كلما أذنبت استغفر الله، فقال: إذن تكثر ذنوبي فقال:
عفو الله أكثر، فلا تزال تتوب حتى يكون الشيطان هو المدحور (3).
تكرار التوبة في كل يوم وليلة من غير ذنب أو مع الذنب
[1888] 1 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد عن غير واحد، عن أبان،
عن زيد الشحام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتوب إلى الله عز وجل في كل
يوم سبعين مرة فقلت: أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال: لا ولكن كان
يقول: أتوب إلى الله. قلت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتوب ولا يعود ونحن نتوب
ونعود فقال: الله المستعان (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1889] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن

(1) كتاب الزهد: 72 ح 191.
(2) كتاب عاصم بن حميد: 37.
(3) ارشاد القلوب: 46.
(4) الكافي: 2 / 438 ح 4.
270

ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم) فقال هو: (ويعفو عن كثير) (1) قال: قلت: ليس هذا أردت
أرأيت ما أصاب عليا وأشباهه من أهل بيته (عليهم السلام) من ذلك؟ فقال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (2).
الرواية موثقة سندا.
[1890] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول
الله عز وجل: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) أرأيت ما أصاب عليا وأهل
بيته (عليهم السلام) من بعده هو ما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب،
إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1891] 4 - الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن القاسم بن بريد العجلي، عن محمد بن
مسلم قال قال أبو جعفر (عليه السلام) انه كان يقال: من أحب عباد الله إلى الله المحسن التواب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1892] 5 - الديلمي رفعه وقال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يستغفر الله في كل يوم سبعين مرة
يقول: «أستغفر الله ربي وأتوب اليه» وكذلك أهل بيته (عليهم السلام) وصالحوا أصحابه لقوله
تعالى: (واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه) (5) (6).

(1) سورة الشورى: 29.
(2) الكافي: 2 / 449 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 450 ح 2.
(4) كتاب الزهد: 70 ح 186.
(5) سورة هود: 3 و 52 و 90.
(6) إرشاد القلوب: 45.
271

صوم الأربعاء والخميس والجمعة للتوبة والغسل والصلاة لها
[1893] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت وامي إنني أدخل كنيفا لي
ولي جيران عندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما أطلت الجلوس استماعا مني
لهن، فقال: لا تفعل، فقال الرجل: والله ما آتيهن إنما هو سماع اسمعه بأذني، فقال: لله
أنت أما سمعت الله عز وجل يقول: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا) (1). فقال: بلى لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي ولا عربي
لا جرم إنني لا أعود إن شاء الله وإني أستغفر الله فقال له: قم فاغتسل وسل ما بدا لك
فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك، أحمد الله وسله
التوبة من كل ما يكره فإنه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل أهلا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1894] 2 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن علي
ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (توبوا إلى
الله توبة نصوحا) (3) قال: هو صوم يوم الأربعاء و [يوم] الخميس و [يوم]
الجمعة (4).
قال الصدوق: معناه أن يصوم هذه الأيام ثم يتوب.

(1) سورة الاسراء: 38.
(2) الكافي: 6 / 432 ح 10.
(3) سورة التحريم: 38.
(4) معاني الأخبار: 174 ح 2.
272

أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا علي بن أبي حمزة البطائني الراوي عن أبي بصير
فإن فيه ما فيه.
[1895] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى
أصلي ركعتين وأسأل الله العافية (1).
اشتراط توبة من أضل الناس برده لهم إلى الحق
[1896] 1 - الصدوق، بسنده إلى هشام بن الحكم وأبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان رجل في الزمن الأول طلب الدنيا من حلال فلم يقدر عليها وطلبها من حرام فلم
يقدر عليها فأتاه الشيطان فقال له: يا هذا إنك قد طلبت الدنيا من حلال فلم تقدر
عليها فطلبتها من حرام فلم تقدر عليها، أفلا أدلك على شيء تكثر به دنياك وتكثر به
تبعك؟ فقال: بلى قال: تبتدع دينا وتدعو إليه الناس ففعل فاستجاب له الناس
فأطاعوه فأصاب من الدنيا ثم انه فكر فقال: ما صنعت، ابتدعت دينا ودعوت
الناس إليه وما أرى لي توبة إلا أن آتي من دعوته فأرده عنه فجعل يأتي أصحابه
الذين أجابوه فيقول: إن الذي دعوتكم إليه باطل وإنما ابتدعته، فجعلوا يقولون:
كذبت هو الحق ولكنك شككت في دينك فرجعت عنه، فلما رأى ذلك عمد إلى
سلسلة فوتد لها وتدا ثم جعلها في عنقه وقال: لا أحلها حتى يتوب الله علي فأوحى
الله عز وجل إلى نبي من الأنبياء قل لفلان: وعزتي وجلالي لو دعوتني حتى تنقطع أوصالك ما
استجبت لك حتى ترد من مات على ما دعوته إليه فيرجع عنه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 299.
(2) الفقيه: 3 / 572 ح 4958.
273

عدم قبول توبة من أضل الناس أو اغتصب أجرا لأجير
أو باع حرا أو كان سئ الخلق
[1897] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السيء بالتوبة.
قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم
منه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1898] 2 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل غافر
كل ذنب إلا من أحدث دينا أو أغضب أجيرا أجره أو رجل باع حرا (2).
[1899] 3 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن
العمى بإسناده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أبى الله تعالى لصاحب البدعة بالتوبة،
قيل: يا رسول الله وكيف ذاك؟ قال: انه قد اشرب قلبه حبها (3).
[1900] 4 - الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام) لأبي أيوب الأنصاري: يا أبا أيوب ما بلغ من كريم (كرم
خ ل) أخلاقك؟ قال: لا أوذي جارا فمن دونه ولا أمنعه معروفا أقدر عليه قال: ثم
قال: ما من ذنب إلا وله توبة وما من تائب إلا وقد تسلم له توبته ما خلا السييء
الخلق لا يكاد يتوب من ذنب إلا وقع في غيره أشر (أشد خ ل) منه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 242.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 33 ح 60.
(3) عقاب الأعمال: 307 ح 5.
(4) قرب الاسناد: 22 من الطبع الأول. و 45 ح 147 من طبع آل البيت.
274

[1901] 5 - السيد فضل الله الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أبى الله لصاحب البدعة بالتوبة وأبى الله لصاحب الخلق
السئ بالتوبة، فقيل: يا رسول الله وكيف ذاك؟ قال: اما صاحب البدعة فقد
اشرب قلبه حبها واما صاحب الخلق السئ فإنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب
أعظم من الذنب الذي تاب منه (1).
اشتراط رد المظالم إلى أهلها في التوبة
[1902] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن وهب بن
عبد ربه وعبيد الله الطويل، عن شيخ من النخع قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني لم أزل
واليا منذ زمن الحجاج إلى يومي هذا فهل لي من توبة؟ قال: فسكت ثم أعدت عليه
فقال: لا حتى تؤدي إلى كل ذي حق حقه (2).
[1903] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: الظلم ثلاثة: ظلم يغفره الله وظلم لا يغفره الله وظلم لا يدعه الله، فأما الظلم
الذي لا يغفره فالشرك وأما الظلم الذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله وأما
الظلم الذي لا يدعه فالمداينة بين العباد (3).
[1904] 3 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم،
عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حله لم يزل الله عز وجل معرضا عنه، ماقتا لأعماله التي يعملها

(1) النوادر: 18.
(2) الكافي: 2 / 331 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 330 ح 1.
275

من البر والخير ولا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويرد المال الذي أخذه إلى
صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1905] 4 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن في الجنة مدائن
وعلى المدائن أبواب من ذهب مكلل بالدر والياقوت وفي جوف المدائن قباب ومسك
وزعفران، من نظر إلى تلك المدائن يتمنى أن تكون له مدينة منها. قالوا: يا نبي الله لمن
هذه المدائن؟ قال: للتائبين النادمين المؤمنين المرضيين الخصماء من أنفسهم فإن العبد
إذا رد درهما إلى الخصماء أكرمه الله كرامة سبعين شهيدا فإن درهما يرده العبد إلى
الخصماء خير له من صيام النهار وقيام الليل ومن رد ناداه ملك من تحت العرش:
يا عبد الله استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدم من ذنبك (2).
[1906] 5 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من مات غير تائب
زفرت جهنم في وجهه ثلاث زفرات: فأولها: لا تبقى دمعة إلا جرت من عينيه
والزفرة الثانية: لا يبقى دم إلا خرج من منخريه، والزفرة الثالثة: لا يبقى قيح إلا
خرج من فمه، فرحم الله من تاب ثم أرضى الخصماء، فمن فعل فأنا كفيله بالجنة (3).
صحة التوبة من الكبائر
[1907] 1 - العياشي رفعه إلى ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المؤمن يقتل
المؤمن متعمدا له توبة؟ قال: إن كان قتله لإيمانه فلا توبة له وإن كان قتله لغضب أو
بسبب شيء من امور الدنيا، فإن توبته أن يقاد منه. الخبر (4).

(1) عقاب الأعمال: 322 ح 9.
(2) جامع الأخبار: 442 ح 8.
(3) جامع الأخبار: 442 ح 9.
(4) تفسير العياشي: 1 / 267.
276

[1908] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
ابن بكير، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (ان الله لا يغفر أن يشرك
به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) الكبائر فما سواها، قال: قلت: دخلت الكبائر في
الاستثناء؟ قال: نعم (1).
الرواية من حيث السند موثقة.
[1909] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق
بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الكبائر فيها استثناء أن يغفر لمن يشاء؟ قال:
نعم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1910] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن
يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: «أستغفر الله الذي لا اله إلا هو
الحي القيوم بديع السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام وأسأله أن يصلي على محمد
وآل محمد وأن يتوب علي». إلا غفرها الله عز وجل له ولا خير فيمن يقارف في يوم أكثر من
أربعين كبيرة (3).
[1911] 5 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق (عليه السلام): شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا
وأما التائبون فإن الله عز وجل يقول: (ما على المحسنين من سبيل) (4).
[1912] 6 - الصدوق رفعه وقال: سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ان الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) هل تدخل الكبائر في مشيئة الله؟ قال:

(1) الكافي: 2 / 284 ح 18.
(2) الكافي: 2 / 284 ح 19.
(3) الكافي: 2 / 438 ح 7.
(4) الفقيه: 3 / 574 ح 4964.
277

نعم ذاك إليه عز وجل إن شاء عذب عليها وإن شاء عفا (1).
[1913] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن
ابن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن أبي بصير قال: كنت عندي أبي جعفر (عليه السلام)
فقال له رجل: أصلحك الله إن بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها إليك، قال: وما
هي؟ قال: يقولون: إن الإيمان غير الإسلام، فقال أبو جعفر (عليه السلام): نعم، فقال له
الرجل: صفه لي قال: من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأقر بما جاء من
عند الله فهو مسلم، قال: فالإيمان؟ قال: من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول
الله وأقر بما جاء من عند الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام شهر رمضان وحج البيت
ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن. قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم
يلق الله بذنب أوعد عليه النار؟ فقال: ليس هو حيث تذهب، إنما هو من لم يلق الله
بذنب أوعد عليه النار ولم يتب منه (2).
الرواية مصححة الإسناد.
[1914] 8 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير قال: سمعت موسى بن جعفر يقول: لا يخلد
الله في النار إلا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال والشرك ومن اجتنب الكبائر من
المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تبارك وتعالى: (وان تجتنبوا كبائر ما تنهون
عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (3) قال: فقلت له: يا بن
رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المذنبين؟ قال: حدثني أبي عن آبائه، عن علي (عليهم السلام)
قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي فاما المحسنون
منهم فما عليهم من سبيل. قال ابن أبي عمير: فقلت له: يا ابن رسول الله فكيف

(1) الفقيه: 3 / 574 ح 4966.
(2) معاني الأخبار: 381 ح 10.
(3) سورة النساء: 31.
278

تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى ذكره يقول: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون) (1) ومن يرتكب الكبائر لا يكون مرتضى؟ فقال: يا أبا
أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى
بالندم توبة، وقال (عليه السلام): من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن. فمن لم يندم على
ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما والله تعالى ذكره يقول:
(ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) (2) فقلت له: يا بن رسول الله وكيف
لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه؟ فقال: يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب
كبيرة من المعاصي وهو يعلم انه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ومتى ندم كان
تائبا مستحقا للشفاعة ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن
بعقوبة ما ارتكب ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا كبيرة مع
الاستغفار ولا صغيرة مع الإصرار، واما قول الله عز وجل: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)
فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه. والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات
والسيئات فمن ارتضى الله دينه ندم على ما ارتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في
القيامة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1915] 9 - الصدوق، عن البيهقي، عن الصولي، عن ابن ذكوان، عن إبراهيم بن العباس
يقول: كنا في مجلس الرضا (عليه السلام) فتذاكروا الكبائر وقول المعتزلة فيها: انها لا تغفر،
فقال الرضا (عليه السلام): قال أبو عبد الله (عليه السلام): قد نزل القرآن بخلاف قول المعتزلة قال الله عز وجل:
(وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم) (4) (5).

(1) سورة الأنبياء: 28.
(2) سورة المؤمن: 18.
(3) التوحيد: 407 ح 6.
(4) سورة الرعد: 6.
(5) التوحيد: 406 ح 4.
279

[1916] 10 - الطوسي، عن الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن ابن كثير قال:
دخلنا على أبي نؤاس الحسن بن هانئ نعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له عيسى
ابن موسى الهاشمي: يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام
الآخرة وبينك وبين الله هنات فتب إلى الله عز وجل. قال أبو نؤاس: أسندوني، فلما استوى
جالسا قال: إياي تخوف بالله وقد حدثني حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس
بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل نبي شفاعة وإني خبأت شفاعتي لأهل
الكبائر من امتي يوم القيامة، أفترى لا أكون منهم (1).
من شرائط التوبة عدم الإصرار على الذنب
[1917] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد الله ابن
محمد النهيكي، عن عمار بن مروان القندي، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا صغيرة مع الإصرار ولا كبيرة مع الاستغفار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1918] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولم يصروا على
ما فعلوا وهم يعلمون) قال: الإصرار هو أن يذنب الذنب فلا يستغفر الله ولا
يحدث نفسه بتوبة فذلك الإصرار (3).
[1919] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا والله لا يقبل الله شيئا من
طاعته على الإصرار على شيء من معاصيه (4).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 66 / 380 الرقم 815.
(2) الكافي: 2 / 288.
(3) الكافي: 2 / 288.
(4) الكافي: 2 / 288.
280

الرواية صحيحة الإسناد.
[1920] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عجبت لمن علم شدة انتقام الله
وهو مقيم على الإصرار (1).
[1921] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والإصرار فإنه من أكبر
الكبائر وأعظم الجرائم إياك والمجاهرة بالفجور فإنها من أشد المآثم (2).
الكفر مع التوبة لا يبطل العمل
[1922] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب وغيره، عن العلاء
ابن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من كان مؤمنا فعمل خيرا
في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب بكل شيء كان عمله
في إيمانه ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
صحة التوبة في آخر العمر ولو عند بلوغ النفس الحلقوم
[1923] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر (عليهما السلام) قال: إن آدم (عليه السلام) قال:
يا رب سلطت علي الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فاجعل لي شيئا فقال: يا آدم
جعلت لك أن من هم من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه فإن عملها كتب عليه سيئة ومن
هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة فإن هو عملها كتبت له عشرا، قال:
يا رب زدني، قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر غفرت له، قال:

(1) غرر الحكم: 2 / 494 ح 12.
(2) غرر الحكم: 1 / 151 ح 48 و 49.
(3) الكافي: 2 / 461 ح 1.
281

يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة أو قال - بسطت لهم التوبة - حتى تبلغ النفس
هذه، قال: يا رب حسبي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1924] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا بلغت النفس هذه - وأهوى بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة
وكانت للجاهل توبة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1925] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من تاب قبل موته بسنة قبل
الله توبته ثم قال: إن السنة لكثير من تاب قبل موته بشهر قبل الله توبته ثم قال: إن
الشهر لكثير من تاب قبل موته بجمعة قبل الله توبته ثم قال: إن الجمعة لكثير من تاب
قبل موته بيوم قبل الله توبته ثم قال: إن يوما لكثير من تاب قبل أن يعاين قبل الله
توبته (3).
[1926] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن معاوية بن وهب، قال: خرجنا إلى مكة ومعنا شيخ متأله متعبد
لا يعرف هذا الأمر يتم الصلاة في الطريق ومعه ابن أخ له مسلم. فمرض الشيخ فقلت
لابن أخيه: لو عرضت هذا الأمر على عمك لعل الله يخلصه، فقال كلهم: دعوا الشيخ
حتى يموت على حاله فإنه حسن الهيئة فلم يصبر ابن أخيه حتى قال له: يا عم إن
الناس ارتدوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا نفرا يسيرا وكان لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من

(1) الكافي: 2 / 440 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 440.
(3) الكافي: 2 / 440.
282

الطاعة ما كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحق والطاعة له قال:
فتنفس الشيخ وشهق وقال: أنا على هذا وخرجت نفسه. فدخلنا على أبي عبد الله (عليه السلام)
فعرض علي بن السري هذا الكلام على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: هو رجل من أهل
الجنة، قال له علي بن السري: إنه لم يعرف شيئا من هذا غير ساعته تلك، قال:
فتريدون منه ماذا؟ قد دخل والله الجنة (1).
[1927] 5 - أحمد بن محمد السياري رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال لعلي (عليه السلام): إني
سألت الله جل وعز أن لا يحرم شيعتك التوبة حتى يبلغ نفس آخر منهم بحنجرته
فأجابني إلى ذلك وليس ذلك لغيرهم (2).
يستفاد من الروايات الواردة في التوبة امور:
الأول: حقيقة التوبة الندم.
الثاني: وجوب التوبة عقلي لا شرعي وإلا لتسلسل.
الثالث: توبة العبد محفوفة بالتوبتين من الله تعالى قبل توبته وبعدها.
الرابع: توبة الأنبياء والأئمة (عليهم السلام) ليس توبة من الذنب ولا توبة تعليمي للغير فقط بل
لارتقاء من مدرجة الكمال إلى ما فوقها مع اكتساب رحمة الله تعالى.
الخامس: لا يشترط في التوبة العزم على عدم العود أبدا وإن كان ذلك أفضل وتسمى
في الروايات بالتوبة النصوح بل تصح التوبة وان تكرر نقضها.
السادس: التائب من الذنب مع الإصرار عليه كالمستهزئ.
السابع: تصح التوبة من جميع الذنوب، الصغائر منها والكبائر إلا الشرك بالله
العظيم.

(1) الكافي: 2 / 440.
(2) القراءات: 55، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 145 ح 6.
283

الثامن: يجب بعد التوبة تدارك ما فات من الصلاة والصيام والزكاة والخمس والحج
إن تمكن من المباشرة وإلا الوصية بها حتى يأتون بها بعده.
التاسع: يجب على التائب أداء حقوق الناس إلى أهلها ورد المظالم إلى أصحابه.
العاشر: يصح توبة العبد حتى إذا بلغ النفس إلى الحلقوم ولكن حين آيس العبد من
حياته وعاين موته، التوبة تجعل العبد في سبيل رحمة الله تعالى ان شاء غفره وإن
شاء عذبه ولكن رحمة الله واسعة وإنه الغفور الرحيم.
وإن شئت أكثر من هذه الروايات فراجع كتب الأخبار، منها: الكافي: 2 / 430 وما
بعدها وما قبلها، والوافي: 5 / 1091، والمحجة البيضاء: 7 / 3 وما بعدها،
ووسائل الشيعة: 11 / 264 و 267 و 343 و 356 و 361 و 369 و 384،
ومستدرك الوسائل: 11 / 362 و 366 و 12 / 106 و 125 و 130 و 137 و 144 و
160، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 322، وما بعدها والحمد الله على كل حال.
284

التودد
[1928] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن
محمد بن خالد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب،
عن أبي جعفر محمد بن النعمان الأحول صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب
الإيمان ألا ومن أحب في الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء
الله (1).
[1929] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم:
يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسع له في المجلس إذا جلس اليه ويدعوه بأحب الأسماء
إليه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1930] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): التودد إلى الناس نصف العقل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1931] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن

(1) الكافي: 2 / 125 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 643 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 643 ح 4.
285

هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أعرابيا من بني تميم أتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: أوصني، فكان مما أوصاه: تحبب إلى الناس يحبوك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1932] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عمن ذكره، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: إياك والعجب
وسوء الخلق وقلة الصبر فإنه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب، ولا
يزال لك عليها من الناس مجانب والزم نفسك التودد وصبر على مؤونات الناس نفسك
وابذل لصديقك نفسك ومالك ولمعرفتك رفدك ومحضرك وللعامة بشرك ومحبتك
ولعدوك عدلك وانصافك واضنن بدينك وعرضك عن كل أحد فإنه أسلم لدينك
ودنياك (2).
[1933] 6 - الصدوق باسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رأس العقل بعد
الدين التودد إلى الناس واصطناع الخير إلى كل أحد بر وفاجر (3).
[1934] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التودد نصف العقل (4).
[1935] 8 - الطوسي باسناد أبي قتادة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لداود بن سرحان:
يا داود إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض يقسمها الله حيث شاء تكون في الرجل
ولا تكون في ابنه وتكون في العبد ولا تكون في سيده: صدق الحديث وصدق الياس
وإعطاء السائل والمكافاة بالصنايع وأداء الأمانة وصلة الرحم والتودد إلى الجار
والصاحب وقري الضيف ورأسهن الحياء (5).

(1) الكافي: 2 / 642 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 147 ح 178.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 35 ح 77.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 142.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 44 / 301 الرقم 597.
286

[1936] 9 - الشيخ الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الوليد، عن أبيه، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حنان
ابن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني لألقى الرجل لم أره ولم يرني فيما
مضى قبل يومه ذلك فأحبه حبا شديدا فإذا كلمته وجدته لي مثل ما أنا عليه له
ويخبرني انه يجد لي مثل الذي أجد له، فقال: صدقت يا سدير إن ائتلاف قلوب
الأبرار إذا التقوا وإن لم يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاف قطر الماء على مياه
الأنهار وإن بعد ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا وإن اظهروا التودد بألسنتهم كبعد
البهائم من التعاطف وإن طال اعتلافها على مذود واحد (1).
الرواية معتبرة الإسناد. المذود: معتلف الدابة.
[1937] 10 - الطوسي باسناده إلى الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن العلا، عن محمد
ابن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ود من في القبور لو أن له حجة واحدة بالدنيا وما
فيها (2).
الرواية صحيحة الإسناد. وإن شئت أكثر من هذا راجع الكافي: 2 / 642،
وبحار الأنوار: 71 / 390.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر 72 / 411 الرقم 924.
(2) التهذيب: 5 / 23 ح 13.
287

التوفيق
[1938] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس،
عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان إذا أهل هلال شهر رمضان قال:
«اللهم أدخله علينا بالسلامة والإسلام واليقين والإيمان والبر والتوفيق لما تحب
وترضى» (1).
[1939] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن
مهزيار قال: كتب بندار مولى إدريس، يا سيدي نذرت أن أصوم كل يوم سبت فإن
أنا لم أصمه ما يلزمني من الكفارة؟ فكتب وقرأته: لا تتركه إلا من علة وليس عليك
صومه في سفر ولا مرض إلا أن تكون نويت ذلك وان كنت أفطرت منه من غير علة
فتصدق بعدد كل يوم لسبعة مساكين نسأل الله التوفيق لما يحب ويرضى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1940] 3 - الصدوق باسناده إلى ابن سنان، عن الرضا (عليه السلام) قال: حرم الله عقوق الوالدين
لما فيه من الخروج من التوفيق لطاعة الله عز وجل والتوقير للوالدين وتجنب كفر النعمة وإبطال
الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير
الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد من الوالدين في الولد وترك التربية
بعلة ترك الولد برهما (3).

(1) الكافي: 4 / 74 ح 4.
(2) الكافي: 7 / 456 ح 10.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 91.
288

[1941] 4 - الطوسي قال: حكى بعض الثقات بنيسابور انه خرج لإسحاق بن إسماعيل
من أبي محمد (عليه السلام) توقيع: يا إسحاق بن إسماعيل سترنا الله وإياك بستره وتولاك في
جميع أمورك بصنعه قد فهمت كتابك رحمك الله ونحن بحمد الله ونعمته أهل بيت نرق
على موالينا ونسر بتتابع إحسان الله إليهم وفضله لديهم ونعتد بكل نعمة ينعمها الله عز وجل
عليهم فأتم الله عليكم بالحق ومن كان مثلك ممن قد رحمه الله وبصره بصيرتك ونزع
عن الباطل ولم يعم في طغيانه نعمه فإن تمام النعمة دخولك الجنة وليس من نعمة وان
جل أمرها وعظم خطرها إلا والحمد لله تقدست أسماؤه عليها مؤدي شكرها وأنا
أقول: الحمد لله مثل ما حمد الله به حامد إلى أبد الأبد بما من به عليك من نعمة ونجاك
من الهلكة وسهل سبيلك على العقبة وأيم الله انها لعقبة كؤود شديد أمرها صعب
مسلكها عظيم بلاؤها طويل عذابها قديم في الزبر الأولى ذكرها ولقد كانت منكم امور
في أيام الماضي (عليه السلام) إلى أن مضى لسبيله صلى الله على روحه وفي أيامي هذه كنتم فيها
غير محمودي الشأن ولا مسددي التوفيق واعلم يقينا يا إسحاق ان من خرج من هذه
الحياة الدنيا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا، الحديث (1).
[1942] 5 - الكراجكي، عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي، عن أبيه، عن أحمد بن
محمد بن صالح، عن سعد بن عبد الله، عن أيوب بن نوح قال: قال الرضا (عليه السلام): سبعة
أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء: من استغفر بلسانه ولم يندم بقلبه فقد استهزء
بنفسه ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزء بنفسه ومن استحزم ولم يحذر فقد
استهزء بنفسه ومن سأل الله الجنة ولم يصبر على الشدائد فقد استهزء بنفسه ومن تعوذ
بالله من النار ولم يترك شهوات الدنيا فقد استهزء بنفسه ومن ذكر الله ولم يستبق إلى
لقائه فقد استهزء بنفسه (2).

(1) رجال الكشي: 575 ح 1088.
(2) كنز الفوائد: 150 الطبعة الاولى.
289

[1943] 6 - الكراجكي رفعه قال: قال الصادق (عليه السلام): ما كل من نوى شيئا قدر عليه ولا
كل من قدر على شيء وفق له ولا كل من وفق لشيء أصاب له فإذا اجتمعت النية
والقدرة والتوفيق والإصابة فهناك تمت السعادة (1).
[1944] 7 - في فقه الرضوي: روي ان رجلا سأل العالم (عليه السلام) فقال: يا بن رسول الله أليس
أنا مستطيع لما كلفت؟ فقال له (عليه السلام): ما الاستطاعة عندك؟ قال: القوة على العمل،
قال له (عليه السلام): قد أعطيت القوة إن أعطيت المعونة، قال له الرجل: فما المعونة؟ قال:
التوفيق قال: فلم اعطاء التوفيق؟ قال: لو كنت موفقا كنت عاملا وقد يكون الكافر
أقوى منك ولا يعطى التوفيق فلا يكون عاملا ثم قال (عليه السلام): أخبرني عنك من خلق
فيك القوة؟ قال الرجل: الله تبارك وتعالى، قال العالم: هل تستطيع بتلك القوة دفع
الضر عن نفسك وأخذ النفع إليها بغير العون من الله تبارك وتعالى؟ قال: لا، قال:
فلم تنتحل ما لا تقدر عليه؟ ثم قال: أين أنت عن قول العبد الصالح وما توفيقي
إلا بالله (2).
[1945] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال في وصيته إلى جابر بن يزيد
الجعفي:... لا نعمة كالعافية، ولا عافية كمساعدة التوفيق (3).
[1946] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا قائد كالتوفيق (4).
[1947] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ومن التوفيق حفظ التجربة (5).

(1) كنز الفوائد: 2 / 33 الطبعة الحديثة.
(2) الفقه الرضوي: 351.
(3) تحف العقول: 286.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 211، ونقل عنه بحار الأنوار: 66 / 410 ح 125.
290

التوقير
[1948] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
علاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: عظموا
أصحابكم ووقروهم ولا يتهجم بعضكم على بعض ولا تضاروا ولا تحاسدوا وإياكم
والبخل وكونوا عباد الله المخلصين [الصالحين] (1).
[1949] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف فضل كبير لسنه فوقره آمنه الله من
فزع يوم القيامة (2).
[1950] 3 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من وقر ذا شيبة في الإسلام آمنه
الله من فزع يوم القيامة (3).
الروايتان معتبرتان سندا.
[1951] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا (4).
[1952] 5 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:... من تفقه
وقر... (5).

(1) الكافي: 2 / 637 ح 4.
(2) و (3) الكافي: 2 / 658 ح 2 و 3.
(4) الكافي: 2 / 165 ح 2.
(5) الكافي: 8 / 20.
291

[1953] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن سلمة بن الخطاب، عن علي
ابن الحسان، عن محمد بن حماد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله يرفعه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف فضل شيخ كبير فوقره لسنه آمنه الله من فزع يوم القيامة
وقال: من تعظيم الله عز وجل إجلال ذي الشيبة المؤمن (1).
[1954] 7 - الصدوق بسنده إلى إسماعيل بن الفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن سيد
العابدين علي بن الحسين في رسالة الحقوق: وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير
لمجلسه وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وأن لاترفع عليه صوتك ولا تجيب أحدا
يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب
عنده أحدا وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا
تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله عز وجل بأنك
قصدته وتعلمت علمه لله جل وعز اسمه لا للناس (2).
[1955] 8 - الصدوق قال: وكتب علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان فيما كتب من
جواب مسائله: حرم الله قتل النفس لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل وفنائهم
وفساد التدبير وحرم الله تبارك وتعالى عقوق الوالدين لما فيه من الخروج من التوقير
لله عز وجل والتوقير للوالدين وكفران النعمة وإبطال الشكر وما يدعو من ذلك إلى قلة النسل
وانقطاعه لما في العقوق من قلة توقير الوالدين والعرفان بحقهما وقطع الأرحام والزهد
من الوالدين في الولد وترك التربية لعلة ترك الولد برهما و... (3).
[1956] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... في الزلازل
وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور... (4).

(1) ثواب الأعمال: 224 ح 1.
(2) الفقيه: 2 / 620 ح 3214.
(3) الفقيه: 3 / 565 ح 4934.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 193.
292

[1957] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:... إياك
ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق ووقر الله واحبب أحباءه واحذر الغضب
فانه جند عظيم من جنود إبليس، والسلام (1).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 69.
293

التوكل
[1958] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الإيمان له أركان
أربعة: التوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله والرضا بقضاء الله والتسليم لأمر الله عز وجل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1959] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: سألت
أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن الإيمان والإسلام فقال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما هو
الإسلام، والإيمان فوقه بدرجة والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى
بدرجة ولم يقسم بين الناس شيء أقل من اليقين قال: قلت: فأي شيء اليقين؟ قال:
التوكل على الله والتسليم لله والرضا بقضاء الله والتفويض إلى الله، قلت: فما تفسير
ذلك؟ قال: هكذا قال أبو جعفر (عليه السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1960] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن المثنى بن الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء إلا
وله حد، قال: قلت: جعلت فداك فما حد التوكل؟ قال: اليقين، قلت: فما حد اليقين

(1) الكافي: 2 / 47 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 52 ح 5.
294

قال: ألا تخاف مع الله شيئا (1).
الرواية حسنة سندا.
[1961] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الغنى والعز يجولان، فإذا
ظفرا بموضع للتوكل أوطنا.
عدة من أصحابنا عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد بن علي عن علي بن حسان
مثله (2).
السند المذكور في ذيل الحديث صحيح.
[1962] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن غير
واحد، عن علي بن أسباط، عن أحمد بن عمر الحلال، عن علي بن سويد، عن
أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو
حسبه) فقال: التوكل على الله درجات منها أن تتوكل على الله في أمورك كلها، فما
فعل بك كنت عنه راضيا، تعلم انه لا يألوك خيرا وفضلا وتعلم ان الحكم في ذلك له،
فتوكل على الله بتفويض ذلك إليه وثق به فيها وفي غيرها (3).
[1963] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا: من اعطي الدعاء أعطي الإجابة
ومن أعطي الشكر اعطي الزيادة ومن أعطي التوكل اعطي الكفاية ثم قال: أتلوت
كتاب الله عز وجل: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (4) وقال: (لئن شكرتم

(1) الكافي: 2 / 57 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 64 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 65 ح 5.
(4) سورة الطلاق: 3.
295

لأزيدنكم) (1) وقال: (ادعوني أستجب لكم) (2) (3).
[1964] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن أحمد بن الجهم
الخزاز، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن بعض أصحابه، قال: كنت وراء أبي الحسن
موسى (عليه السلام) على الصفا أو على المروة وهو لا يزيد على حرفين: اللهم إني أسألك حسن
الظن بك في كل حال وصدق النية في التوكل عليك (4).
[1965] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كفارة الطيرة التوكل (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1966] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن محبوب،
عن أبي حفص الأعشى، عن عمر [و] بن خالد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن
الحسين صلوات الله عليهما قال: خرجت حتى انتهيت إلى هذا الحائط فاتكأت عليه
فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في تجاه وجهي ثم قال: يا علي بن الحسين مالي
أراك كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا؟ فرزق الله حاضر للبر والفاجر، قلت: ما على هذا
أحزن وإنه لكما تقول قال: فعلى الآخرة؟ فوعد صادق يحكم فيه ملك قاهر - أو
قال: قادر - قلت: ما على هذا أحزن وإنه لكما تقول، فقال: مم حزنك؟ قلت:
[مما] نتخوف من فتنة ابن زبير وما فيه الناس، قال: فضحك ثم قال: يا علي بن
الحسين هل رأيت أحدا دعا الله فلم يجبه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا توكل
على الله فلم يكفه؟ قلت: لا، قال: فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا،

(1) سورة إبراهيم: 7.
(2) سورة المؤمن: 60.
(3) الكافي: 2 / 65 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 433 ح 9.
(5) الكافي: 8 / 198 ح 236.
296

ثم غاب عني (1).
سند الرواية لا بأس به بل معتبر وقال صاحب الوافي (رحمه الله): لعل الرجل هو الخضر
على نبينا وآله وعليه السلام (2).
[1967] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: جاء جبرئيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله ان الله تبارك وتعالى أرسلني
إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك قال رسول الله: قلت: وما هي؟ قال: الصبر وأحسن
منه، قلت: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الزهد وأحسن
منه، قلت: وما هو؟ قال: الإخلاص وأحسن منه قلت: وما هو؟ قال: اليقين
وأحسن منه، قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: إن مدرجة ذلك التوكل على الله عز وجل
فقلت: وما التوكل على الله عز وجل؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا
يمنع واستعمال اليأس من الخلق فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لأحد سوى الله ولم يرج
ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل، قال: قلت: يا جبرئيل
فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء وفي الفاقة كما تصبر في
الغناء وفي البلاء كما تصبر في العافية فلا يشكو حاله عند المخلوق بما يصيبه من البلاء،
قلت: فما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا يقنع بالقليل ويشكر
اليسير، قلت: فما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا
أم لم يصب ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟
قال: الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج من حلال الدنيا
ولا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها حساب وحرامها عقاب ويرحم جميع المسلمين كما
يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد

(1) الكافي: 2 / 63 ح 2.
(2) الوافي: 4 / 282.
297

نتنها ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاها وأن يقصر أمله،
وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذي
لا يسأل الناس شيئا حتى يجد وإذا وجد رضي وإذا بقي عنده شيء أعطاه في الله فإن من
لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز وجل بالعبودية وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض والله تبارك
وتعالى عنه راض وإذا أعطى لله عز وجل فهو على حد الثقة بربه عز وجل، قلت: فما تفسير اليقين؟
قال: الموقن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه وأن يعلم يقينا أن ما
أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة
الزهد (1).
[1968] 11 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن سهل، عن الحسن بن علي بن
النعمان، عن ابن أسباط، عن ابن الجهم قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت له: جعلت
فداك ما حد التوكل؟ فقال لي: أن لا تخاف مع الله أحدا، قال: قلت: فما حد
التواضع؟ قال: أن تعطي الناس من نفسك ما تحب أن يعطوك مثله، قال: قلت:
جعلت فداك أشتهي أن أعلم كيف أنا عندك؟ فقال: انظر كيف أنا عندك (2).
[1969] 12 - الصدوق رفعه وقال: قال لقمان لابنه: يا بني إن الدنيا بحر عميق وقد هلك
فيها عالم كثير فاجعل سفينتك فيها الإيمان بالله واجعل شراعها التوكل على الله واجعل
زادك فيها تقوى الله عز وجل، فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبذنوبك (3).
الشراع ككتاب ما يقال له بالفارسية: بادبان.
[1970] 13 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خصلة من عمل بها كان من
أقوى الناس، قيل: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: التوكل على الله عز وجل (4).

(1) معاني الأخبار: 260.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 49 ح 192.
(3) الفقيه: 2 / 282 ح 2457.
(4) معدن الجواهر: 22.
298

[1971] 14 - ابن فتال النيسابوري رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أحب أن يكون أتقى
الناس فليتوكل على الله (1).
[1972] 15 - ابن فتال رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال: من توكل على الله لا
يغلب (2).
[1973] 16 - ابن فتال رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أحب أن يكون أقوى الناس
فليتوكل على الله ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله ومن سره أن يكون أغنى
الناس فليكن بما في يد الله أوثق مما في يده. وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أن رجلا توكل على الله
بصدق النية لاحتاجت إليه الأمراء فمن دونهم فكيف يحتاج هو ومولاه الغني
الحميد (3).
[1974] 17 - ابن فهد الحلي رفعه وقال: سئل الصادق (عليه السلام) عن حد التوكل؟ فقال: أن
لا تخاف مع الله شيئا (4).
[1975] 18 - الديلمي رفعه وقال: روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سأل ربه
سبحانه ليلة المعراج فقال: يا رب أي الأعمال أفضل؟ فقال الله تعالى: ليس شيء
أفضل عندي من التوكل علي والرضا بما قسمت... (5).
[1976] 19 - الراوندي، رفعه وقال: سأل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جبرئيل عن تفسير التوكل
فقال: اليأس من المخلوقين وأن يعلم أن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا
يمنع (6).

(1) روضة الواعظين 425.
(2) روضة الواعظين: 425.
(3) روضة الواعظين: 426.
(4) عدة الداعي: 106.
(5) ارشاد القلوب: 199.
(6) لب اللباب: مخطوط، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 218 ح 13.
299

[1977] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من توكل على الله ذلت له
الصعاب وتسهلت عليه الأسباب... (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 63،
والوافي: 4 / 281، والمحجة البيضاء: 7 / 378، وارشاد القلوب: 120،
وبحار الأنوار: 68 / 98، ووسائل الشيعة: 11 / 166، ومستدرك الوسائل:
11 / 215، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 9028.
300

باب الثاء
301

الثمرة
[1978] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن عبيس
ابن هشام قال: حدثنا صالح القماط، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الناس أربعة فقلت: جعلت فداك وما هم؟ فقال: رجل أوتي الإيمان ولم يؤت القرآن
ورجل أوتي القرآن ولم يؤت الإيمان ورجل أوتي القرآن وأوتي الإيمان ورجل لم يؤت
القرآن ولا الإيمان قال: قلت: جعلت فداك فسر لي حالهم فقال: أما الذي أوتي
الإيمان ولم يؤت القرآن فمثله كمثل الثمرة طعمها حلو ولا ريح لها وأما الذي أوتي القرآن
ولم يؤت الإيمان فمثله كمثل الآس ريحها طيب وطعمها مر وأما من أوتي القرآن
والإيمان فمثله كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب واما الذي لم يؤت الإيمان ولا
القرآن فمثله كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها (1).
[1979] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لا بأس بالرجل يمر على الثمرة ويأكل
منها ولا يفسد، قد نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تبنى الحيطان بالمدينة لمكان المارة قال:
وكان إذا بلغ نخله أمر بالحيطان فخرقت لمكان المارة.
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن خالد بن جرير،
عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) نحوه إلا انه قال: ولا يفسد ولا يحمل (2).

(1) الكافي: 2 / 604 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 569 ح 1.
303

[1980] 3 - الكليني، عن أحمد بن إدريس وغيره، عن محمد بن أحمد، عن علي بن
الريان، عن أبيه، عن يونس أو غيره عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:
جعلت فداك بلغني إنك كنت تفعل في غلة عين زياد شيئا وأنا أحب أن أسمعه منك
قال: فقال لي: نعم كنت آمر إذا أدركت الثمرة أن يثلم في حيطانها الثلم ليدخل الناس
ويأكلوا وكنت آمر في كل يوم أن يوضع عشر بنيات يقعد على كل بنية عشرة كلما أكل
عشرة جاء عشرة اخرى يلقى لكل نفس منهم مد من رطب وكنت آمر لجيران الضيعة
كلهم الشيخ والعجوز والصبي والمريض والمرأة ومن لا يقدر أن يجييء فيأكل منها لكل
انسان منهم مد فإذا كان الجذاذ أوفيت القوام والوكلاء والرجال أجرتهم وأحمل الباقي
إلى المدينة ففرقت في أهل البيوتات والمستحقين الراحلتين والثلاثة والأقل والأكثر
على قدر استحقاقهم وحصل لي بعد ذلك أربعمائة دينار وكان غلتها أربعة آلاف
دينار (1).
[1981] 4 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محسن
ابن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن معتب قال: كان أبو الحسن (عليه السلام) يأمرنا إذا
أدركت الثمرة أن نخرجها فنبيعها ونشتري مع المسلمين يوما بيوم (2).
[1982] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن شراء النخل والكرم والثمار ثلاث
سنين أو أربع سنين، قال: لا بأس به يقول: إن لم يخرج في هذه السنة أخرج في قابل
وان اشتريته في سنة واحدة فلا تشتره حتى يبلغ فإن اشتريته ثلاث سنين قبل أن يبلغ
فلا بأس، وسئل عن الرجل يشتري الثمرة المسماة من أرض فهلك ثمره تلك الأرض
كلها، فقال: قد اختصموا في ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانوا يذكرون ذلك فلما رآهم

(1) الكافي: 3 / 569 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 166 ح 3.
304

لا يدعون الخصومة نهاهم عن ذلك البيع حتى تبلغ الثمرة ولم يحرمه ولكن فعل ذلك من
أجل خصومتهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1983] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال: سألته عن بيع الثمرة هل يصلح شراؤها قبل أن يخرج
طلعها؟ فقال: لا إلا أن يشتري معها شيئا غيرها رطبة أو بقلا فيقول اشتري منك
هذه الرطبة وهذا النخل وهذا الشجر بكذا وكذا فإن لم تخرج الثمرة كان رأس مال
المشتري في الرطبة والبقل وسألته عن ورق الشجر هل يصلح شراؤه ثلاث خرطات
أو أربع خرطات فقال إذا رأيت الورق في شجرة فاشتر فيه ما شئت من خرطه (2).
الرواية موثقة سندا.
[1984] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي قال: أخبرني أبو عبد الله (عليه السلام) ان أباه (عليه السلام) حدثه ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعطى
خيبر بالنصف أرضها ونخلها فلما أدركت الثمرة بعث عبد الله بن رواحة فقوم عليهم
قيمة فقال لهم اما أن تأخذوه وتعطوني نصف الثمن واما أن أعطيكم نصف الثمن وآخذه
فقالوا بهذا قامت السماوات والأرض (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1985] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان يكره تقشير الثمرة (4).
[1986] 9 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن خلف بن حماد، عن

(1) الكافي: 5 / 175 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 176 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 266 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 350 ح 3.
305

موسى بن بكر، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لكل
شيء ثمرة وثمرة المعروف تعجيل السراح (1).
الرواية معتبرة الإسناد. السراح: الارسال والخروج من الأمر بسرعة وسهولة.
[1987] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قبض ولد المؤمن والله أعلم بما قال
العبد قال الله تبارك وتعالى لملائكته: قبضتم ولد فلان فيقولون نعم ربنا قال فيقول:
فما قال عبدي قالوا: حمدك واسترجع فيقول الله تبارك وتعالى: أخذتم ثمرة قلبه وقرة
عينه فحمدني واسترجع ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[1988] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، قال: كتب محمد بن الحسن إلى أبي محمد (عليه السلام)
رجل اشترى من رجل ضيعة أو خادما بمال أخذه من قطع الطريق أو من سرقة هل
يحل له ما يدخل عليه من ثمرة هذه الضيعة أو يحل له أن يطأ هذا الفرج الذي اشتراه
من السرقة أو من قطع الطريق؟ فوقع (عليه السلام): لا خير في شيء أصله حرام ولا يحل
استعماله (3).
المكاتبة صحيحة الإسناد.
[1989] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: في
الأرض البور يرتهنها الرجل ليس فيها ثمرة فزرعها وانفق عليها ماله انه يحتسب له
نفقته وعمله خالصا ثم ينظر نصيب الأرض فيحسبه من ماله الذي ارتهن به الأرض

(1) الكافي: 4 / 30 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 218 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 125 ح 8.
306

حتى يستوفي ماله فإذا استوفي ماله فليدفع الأرض إلى صاحبها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1990] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسين بن
المنذر، عمن ذكره، عن فرات بن أحنف قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان لكل ثمرة سما
فإذا أتيتم بها فمسوها بالماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها (2).
[1991] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان الكلبي قال سمعت أبا جعفر وأبا عبد الله (عليه السلام)
يقولان: ما على وجه الأرض ثمرة كانت أحب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الرمان وكان
والله إذا أكلها أحب أن لا يشركه فيها أحد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[1992] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لما انتهت اليه أنباء السقيفة بعد
وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجت بأنها شجرة
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال (عليه السلام): احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة (4).
[1993] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال بعد ارتحال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما
وقع في السقيفة: أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة وعرجوا عن طريق
المنافرة ووصفوا تيجان المفاخرة أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح هذا ماء
آجن ولقمة يغض بها آكلها ومجتني الثمرة لغير وقت ايناعها كالزارع بغير أرضه فإن
أقل يقولوا حرص على الملك وان أسكت يقولوا جزع من الموت هيهات... (5).

(1) الكافي: 5 / 235 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 350 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 352 ح 3.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 67.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 5.
307

[1994] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ان الله يبتلي عباده عند
الأعمال السيئة بنقص الثمرات وحبس البركات واغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب
ويقلع مقلع ويتذكر متذكر ويزدجر مزدجر وقد جعل الله الاستغفار سببا لدور الرزق
ورحمة الخلق... (1).
[1995] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلم ان لكل نباتا وكل
نبات لا غنى به عن الماء والمياه مختلفة فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت ثمرته وما
خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته (2).
[1996] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثمرة التفريط الندامة وثمرة الحزم
السلامة (3).
[1997] 20 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد العسكري (عليه السلام) انه قال:... والحظوظ مراتب
فلا تعجل على ثمرة لم تدرك فإنما تنالها في أوانها (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 154.
(3) نهج البلاغة الحكمة 181.
(4) أعلام الدين: 313.
308

الثواب
[1998] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فلان من عبادته ودينه
وفضله؟ فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدري فقال: ان الثواب على قدر العقل إن رجلا
من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر، خضراء نضرة، كثيرة
الشجر ظاهرة الماء وإن ملكا من الملائكة مر به فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا،
فأراه الله تعالى ذلك فاستقله الملك فأوحى الله تعالى إليه أن اصحبه فأتاه الملك في
صورة إنسي فقال له: من أنت قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا
المكان فأتيتك لأعبد الله معك، فكان معه يومه ذلك فلما أصبح قال له الملك: ان
مكانك لنزه، وما يصلح إلا للعبادة، فقال له العابد: ان لمكاننا هذا عيبا فقال له: وما
هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع فإن هذا الحشيش
يضيع فقال له ذلك الملك: وما لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل
هذا الحشيش، فأوحى الله إلى الملك إنما أثيبه على قدر عقله (1).
[1999] 2 - الكليني، عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد، عن سهل، عن أحمد بن المثنى
قال: حدثني محمد بن زيد الطبري قال: كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم ان الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب وعلى الضيق

(1) الكافي: 1 / 11 ح 8.
309

الهم، لا يحل مال إلا من وجه أحله الله وان الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا
وعلى موالينا، وما نبذله ونشتري من أعرضنا ممن نخاف سطوته، فلا تزووه عنا ولا
تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فإن إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم
وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم، والمسلم من يفي لله بما عهد اليه وليس المسلم من
أجاب باللسان وخالف بالقلب والسلام (1).
[2000] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن
أيمن، عن القاسم الصيرفي شريك المفضل قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الإسلام
يحقن به الدم، وتؤدي به الأمانة وتستحل به الفروج، والثواب على الإيمان (2).
[2001] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل، عن
هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العباد ثلاثة قوم عبدوا الله عز وجل خوفا
فتلك عبادة العبيد وقوم عبدوا الله عز وجل تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الأجراء
وقوم عبدوا الله حبا له فتلك عبادة الأحرار وهي أفضل العبادة (3).
[2002] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له وإن
لم يكن على ما بلغه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2003] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن
عمران الزعفراني، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من بلغه
ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب، أوتيه وإن لم يكن

(1) الكافي: 1 / 547 ح 25.
(2) الكافي: 2 / 24 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 84 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 87 ح 1.
310

الحديث كما بلغه (1).
[2004] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن
عبد الله بن إبراهيم، عن علي ابن أبي علي اللهبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله
تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل الله
يغدو عليه ويروح (2).
[2005] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان المؤمن ليدعوا الله عز وجل في حاجته
فيقول الله عز وجل: أخروا إجابته، شوقا إلى صوته ودعائه فإذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل:
عبدي دعوتني فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ودعوتني في كذا وكذا فأخرت
إجابتك وثوابك كذا وكذا قال: فيتمنى المؤمن انه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى
من حسن الثواب (3).
[2006] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد - الله (عليه السلام) قال: لما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعوا صوتا ولم يروا شخصا
يقول: «كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار
وادخل الجنة فقد فاز» وقال: ان في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة
ودركا مما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2007] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(1) الكافي: 2 / 87 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 101 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 490 ح 9.
(4) الكافي: 3 / 221 ح 4.
311

يا إسحاق لا تعدن مصيبته أعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله عز وجل الثواب إنما
المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها (1).
الرواية معتبرة سندا.
[2008] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن علي بن يوسف،
عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: الرجل
يحج عن آخر ما له من الأجر والثواب؟ قال: للذي يحج عن رجل أجر وثواب عشر
حجج (2).
[2009] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن
مهران، عن أبي جرير القمي، عن أبي الحسن (عليه السلام) في الرجل يهدي بالهدية إلى ذي
قرابته يريد الثواب وهو سلطان، فقال: ما كان لله عز وجل ولصلة الرحم فهو جائز وله أن
يقبضها إذا كان للثواب (3).
[2010] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الربا رباءان ربا يؤكل وربا لا يؤكل فاما
الذي يؤكل فهديتك إلى رجل تطلب منه الثواب أفضل منها فذلك الربا الذي يؤكل
وهو قوله عز وجل: (وما آتيتم من ربا ليربوا في أموال الناس فلا يربوا عند الله) واما
الذي لا يؤكل فهو الربا الذي نهى الله عز وجل عنه وأوعد عليه النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2011] 14 - الصدوق رفعه وقال: سئل الصادق (عليه السلام) عن الرجل يحج عن آخر
أله من
الأجر والثواب شيء؟ فقال: للذي يحج عن الرجل أجر وثواب عشر حجج ويغفر له

(1) الكافي: 3 / 224 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 312 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 142 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 145 ح 6.
312

ولأبيه ولأمه ولابنه ولابنته ولأخيه ولأخته ولعمه ولعمته ولخاله ولخالته ان الله
واسع كريم (1).
[2012] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفات المتقين:... ولو لا
الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى
الثواب وخوفا من العقاب... (2).
[2013] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولا ربح كالثواب ولا ورع
كالوقوف عند الشبهة ولا زهد كالزهد في الحرام... (3).
[2014] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان الله سبحانه وضع الثواب على
طاعته والعقاب على معصيته ذيادة لعباده عن نقمته وحياشة لهم إلى جنته (4).
ذيادة: منعا لهم عن المعاصي الجالبة للنقمة. حياشة: من حاش الصيد يعني
جاءه من حواليه ليصرفه إلى الحبالة ويسوقه إلى صيده أي: سوقا إلى جنته.
[2015] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين
منها جهل والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن والطمأنينة إلى كل
أحد قبل الاختبار له عجز (5).
[2016] 19 - الشيخ بسنده إلى أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن أحمد بن
إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن زار
الحسين (عليه السلام) في كل شهر من الثواب؟ قال: له من الثواب ثواب مائة الف شهيد مثل
شهداء بدر (6).

(1) الفقيه: 2 / 222 ح 2239.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 368.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 384.
(6) التهذيب: 6 / 52 ح 38.
313

[2017] 20 - الشيخ بسنده إلى علي بن الحسن بن فضال، عن جعفر بن عثمان، عن الحسن
بن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر جمعة من شعبان فحمد الله وأثنى عليه وتكلم بكلام ثم قال: قد
أظلكم شهر رمضان من فطر فيه صائما كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة ومغفرة ذنوبه
فيما مضى قيل له: يا رسول الله ليس كلنا نقدر أن نفطر صائما قال: ان الله كريم يعطي
هذا الثواب لمن لا يقدر إلا على مذقه من لبن يفطر بها صائما أو شربة من ماء عذب أو
تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك (1).
قد ورد في عدة من الروايات ثوابا على عمل أو فعل كما جمع الشيخ الصدوق عليه
الرحمة بعضها في كتابه «ثواب الأعمال» والعمل على طبق هذه الروايات برجاء
الثواب والمطلوبية جائز ويعطي الله عامله الثواب المذكور في الرواية ولو لم تصح
الرواية، ويدل على هذا عدة من الروايات نحو الرواية الخامسة والرواية السادسة
في العنوان وقد تسمى هذه الروايات عند فقهائنا أعلى الله كلمتهم بأخبار من بلغ.
والحمد لله.

(1) التهذيب: 4 / 202 ح 5.
314

الثياب
[2018] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من كسا مؤمنا كساه الله من
الثياب الخضر وقال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2019] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي،
عن علي بن عقبة، عن امرأة الحسن الصيقل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي
الصياح على الميت ولا شق الثياب (2).
[2020] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وأبو داود، عن
الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن وهب، عن زرارة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في الأمر يطلبه الطالب من ربه قال تصدق في يومك على ستين
مسكينا على كل مسكين صاع بصاع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا كان الليل اغتسلت في الثلث
الباقي ولبست أدنى ما يلبس من تعول من الثياب إلا ان عليك في تلك الثياب أزرار ثم
تصلي ركعتين فإذا وضعت جبهتك في الركعة الأخيرة للسجود هللت الله وعظمته
وقدسته ومجدته وذكرت ذنوبك فأقررت بما تعرف منها مسمى ثم رفعت رأسك ثم إذا
وضعت رأسك للسجدة الثانية استخرت الله مائة مرة «اللهم اني أستخيرك» ثم تدعو

(1) الكافي: 2 / 205 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 225 ح 8.
315

الله بما شئت وتسأله إياه وكلما سجدت فأفض بركبتيك إلى الأرض ثم ترفع الأزار
حتى تكشفهما واجعل الأزار من خلفك بين اليتيك وباطن ساقيك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2021] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن صالح بن سعيد، عن أبان بن
تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خيار أمتي الذين إذا سافروا
افطروا وقصروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا وشرار أمتي الذين
ولدوا في النعم وغذوا به يأكلون طيب الطعام ويلبسون لين الثياب وإذا تكلموا لم
يصدقوا (2).
[2022] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه أتى بصاحب حمام
وضعت عنده الثياب فضاعت فلم يضمنه وقال إنما هو أمين (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2023] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أطاع امرأته أكبه الله على وجهه في
النار قيل: وما تلك الطاعة؟ قال: تطلب منه الذهاب إلى الحمامات والعرسات
والعيدات والنياحات والثياب الرقاق (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2024] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله
ابن سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بينا أنا في الطواف وإذا برجل يجذب ثوبي

(1) الكافي: 3 / 478 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 127 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 243 ح 8.
(4) الكافي: 5 / 517 ح 3.
316

وإذا هو عباد بن كثير البصري فقال: يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذه الثياب وأنت
في هذا الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي (عليه السلام)، فقلت: ثوب فرقبي اشتريته
بدينار وكان علي (عليه السلام) في زمان يستقيم له ما لبس فيه ولو لبست مثل ذلك اللباس في
زماننا لقال الناس هذا مرائي مثل عباد (1).
الرواية موثقة سندا.
[2025] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن شعيب، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب
الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون
مسرفا؟ قال: لا لأن الله عز وجل يقول: (لينفق ذو سعة من سعته) (2) (3).
[2026] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح قال كان أبو عبد الله (عليه السلام) متكئا علي - أو قال على أبي -
فلقيه عباد بن كثير البصري وعليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله (عليه السلام) انك
من أهل بيت النبوة وكان أبوك وكان فما هذه الثياب المروية عليك فلو لبست دون هذه
الثياب، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ويلك يا عباد من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
والطيبات من الرزق ان الله عز وجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها عليه ليس بها بأس
ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا تؤذني وكان عباد يلبس ثوبين
قطريين (4).
[2027] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال

(1) الكافي: 6 / 443 ح 9.
(2) سورة الطلاق: 7.
(3) الكافي: 6 / 443 ح 12.
(4) الكافي: 6 / 443 ح 13.
317

أمير المؤمنين (عليه السلام): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة (1).
[2028] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: البسوا الثياب من القطن فانه لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولباسنا
ولم يكن يلبس الصوف والشعر إلا من علة (2).
[2029] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
ابن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) انه كان يقول: طي الثياب راحتها وهو أبقى لها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2030] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ثلاث من عرفهن لم يدعهم: جز الشعر وتشمير
الثياب ونكاح الإماء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2031] 14 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن عبد الله بن طلحة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل سارق دخل على امرأة ليسرق متاعها فلما
جمع الثياب تابعته نفسه فكابرها على نفسها فواقعها فتحرك ابنها فقام فقتله بفأس
كان معه فلما فرغ حمل الثياب وذهب ليخرج حملت عليه بالفأس فقتلته فجاء أهله
يطلبون بدمه من الغد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اقض على هذا كما وصفت لك فقال:
يضمن مواليه الذين يطلبون بدمه دية الغلام ويضمن السارق فيما ترك أربعة آلاف

(1) الكافي: 6 / 444 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 450 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 478 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 484 ح 1.
318

درهم بمكابرتها على فرجها انه زان وهو في ماله غريمه وليس عليها في قتلها إياه شيء
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كابر امرأة ليفجر بها فقتلته فلا دية له ولا قود (1).
[2032] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
نقى الثوب فجلس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى
جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أخفت أن يمسك من فقره شيء؟ قال: لا قال: فخفت أن يصيب من غناك شيء؟
قال: لا قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا قال: فما حملك على ما صنعت؟
فقال: يا رسول الله ان لي قرينا يزين لي كل قبيح ويقبح لي كل حسن وقد جعلت له
نصف مالي فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للمعسر: أتقبل؟ قال: لا فقال له الرجل: ولم؟
قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك (2).
[2033] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله قال: لا يجنب الثوب الرجل ولا يجنب
الرجل الثوب (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2034] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: إياك والتحاف الصماء قلت: وما التحاف
الصماء؟ قال: أن تدخل الثوب من تحت جناحك فتجعله على منكب واحد (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 293 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 262 ح 11.
(3) الكافي: 3 / 52 ح 4.
(4) الكافي: 3 / 394 ح 4.
319

[2035] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وأبي علي الأشعري،
عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، قال: رأيت أبا جعفر الثاني (عليه السلام) في
سنة خمس وعشرين ومائتين ودع البيت بعد ارتفاع الشمس وطاف بالبيت يستلم
الركن اليماني في كل شوط فلما كان في الشوط السابع استلمه واستلم الحجر ومسح بيده
ثم مسح وجهه بيده ثم أتى المقام فصلى خلفه ركعتين ثم خرج إلى دبر الكعبة إلى الملتزم
فالتزم البيت وكشف الثوب عن بطنه ثم وقف عليه طويلا يدعو ثم خرج من باب
الحناطين وتوجه قال: فرأيته في سنة سبع عشرة ومائتين ودع البيت ليلا يستلم
الركن اليماني والحجر الأسود في كل شوط فلما كان في الشوط السابع التزم البيت في دبر
الكعبة قريبا من الركن اليماني وفوق الحجر المستطيل وكشف الثوب عن بطنه ثم أتى
الحجر فقبله ومسحه وخرج إلى المقام فصلى خلفه ثم مضى ولم يعد إلى البيت وكان
وقوفه على الملتزم بقدر ما طاف بعض أصحابنا سبعة أشواط وبعضهم ثمانية (1).
[2036] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على رجل ومعه ثوب يبيعه وكان الرجل طويلا
والثوب قصيرا فقال له: اجلس فانه انفق لسلعتك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2037] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح،
عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن
امرأة بيضاء (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 4 / 532 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 312 ح 35.
(3) الكافي: 5 / 335 ح 7.
320

باب الجيم
321

الجار
حقوق الجار وحرمة ايذائه واستحباب حسن الجوار والصبر على أذاه
[2038] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قرأت في كتاب
لعلي (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كتب كتابا بين المهاجرين والأنصار ومن لحق بهم من
أهل يثرب أن كل غازية غزت بما يعقب بعضها بعضا بالمعروف والقسط بين المسلمين
فإنه لا يجوز حرب إلا بإذن أهلها وإن الجار كالنفس غير مضار ولا آثم وحرمة الجار
على الجار كحرمة أمه وأبيه لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على
عدل وسواء (1).
الرواية معتبرة الإسناد وذكرها الكليني، مختصرا أيضا في الكافي: 2 / 666 ح 2.
[2039] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن بعض أصحابه، عن
أبي بصير قال: كان لي جار يتبع السلطان فأصاب مالا، فأعد قيانا وكان يجمع
الجميع إليه ويشرب المسكر ويؤذيني، فشكوته إلى نفسه غير مرة، فلم ينته فلما أن
ألححت عليه فقال لي: يا هذا أنا رجل مبتلى وأنت رجل معافي فلو عرضتني
لصاحبك رجوت أن ينقذني الله بك، فوقع ذلك له في قلبي فلما صرت إلى أبي
عبد الله (عليه السلام) ذكرت له حاله فقال لي: إذا رجعت إلى الكوفة سيأتيك فقل له: يقول لك
جعفر بن محمد (عليه السلام): دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله الجنة، فلما رجعت إلى

(1) الكافي: 5 / 31 ح 5.
323

الكوفة أتاني فيمن أتى، فاحتبسته عندي حتى خلا منزلي ثم قلت له: يا هذا اني
ذكرتك لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) فقال لي: إذا رجعت إلى الكوفة
سيأتيك فقل له: يقول لك جعفر بن محمد: دع ما أنت عليه وأضمن لك على الله
الجنة، قال: فبكى ثم قال لي: الله لقد قال لك أبو عبد الله هذا؟ قال فحلفت له انه قد
قال لي ما قلت فقال لي: حسبك ومضى، فلما كان بعد أيام بعث إلي فدعاني وإذا هو
خلف داره عريان فقال لي يا أبا بصير لا والله ما بقي في منزلي شيء وإلا وقد أخرجته
وأنا كما ترى قال فمضيت إلى اخواننا فجمعت له ما كسوته به ثم لم تأت عليه أيام
يسيرة حتى بعث إلي أني عليل فأتني، فجعلت أختلف إليه وأعالجه حتى نزل به
الموت فكنت عنده جالسا وهو يجود بنفسه فغشي عليه غشية ثم أفاق فقال لي: يا
أبا بصير قد وفى صاحبك لنا، ثم قبض رحمة الله عليه فلما حججت أتيت
أبا عبد الله (عليه السلام) فاستذنت عليه فلما دخلت قال لي ابتداء من داخل البيت واحدى
رجلي في الصحن والاخرى في دهليز داره: يا أبا بصير قد وفينا لصاحبك (1).
[2040] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا رفعه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس من قريش فإذا
هو بقوم بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمر
بهم، ثم مر بمجلس للأوس والخزرج فإذا قوم بليت منهم الأبدان، ودقت منهم
الرقاب واصفرت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك
ودخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: بأبي أنت وأمي اني مررت بمجلس لآل فلان ثم
وصفهم ومررت بمجلس للأوس والخزرج فوصفهم ثم قال: وجميع مؤمنون فأخبرني
يا رسول الله بصفة المؤمن؟ فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم رفع رأسه فقال: عشرون
خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه إن من أخلاق المؤمنين يا علي:

(1) الكافي: 1 / 474 ح 5.
324

الحاضرون الصلاة والمسارعون إلى الزكاة والمطعمون المسكين، الماسحون رأس
اليتيم، المطهرون أطمارهم، المتزرون على أوساطهم، الذين ان حدثوا لم يكذبوا،
وإذا وعدوا لم يخلفوا، إذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا تكلموا صدقوا، رهبان بالليل، أسد
بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جارا ولا يتأذى بهم جار، الذين
مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى اثر الجنائز، جعلنا الله
وإياكم من المتقين (1).
[2041] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أفلت المؤمن من واحدة من
ثلاث ولربما اجتمعت الثلاث عليه، إما بغض من يكون معه في الدار، يغلق عليه بابه
يؤذيه، أو جار يؤذيه، أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه، ولو ان مؤمنا على قلة
جبل لبعث الله إليه شيطانا يؤذيه ويجعل الله له من إيمانه إنسا لا يستوحش معه إلى
أحد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2042] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي أيوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كان فيما
مضى ولا فيما بقي ولا فيما أنتم فيه مؤمن إلا وله جار يؤذيه (3).
الرواية موثقة سندا.
[2043] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول ما كان ولا يكون إلى أن تقوم الساعة

(1) الكافي: 2 / 232 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 249 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 251 ح 12.
325

مؤمن إلا وله جار يؤذيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2044] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ومحمد بن يحيى،
عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن علي بن فضال، عن فضالة بن
أيوب جميعا، عن معاوية بن عمار، عن عمرو بن عكرمة قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له: لي جار يؤذيني؟ فقال: ارحمه فقلت: لا رحمه الله فصرف
وجهه عني، قال: فكرهت أن أدعه فقلت: يفعل بي كذا وكذا ويفعل بي ويؤذيني،
فقال: أرأيت إن كاشفته انتصفت منه؟ فقلت: بلى أربى عليه فقال: ان ذا ممن يحسد
الناس على ما آتاهم الله من فضله فإذا رأى نعمة على أحد فكان له أهل جعل بلاءه
عليهم وإن لم يكن له أهل جعله على خادمه فإن لم يكن له خادم أسهر ليله وأغاظ
نهاره، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أتاه رجل من الأنصار فقال: اني اشتريت دارا في بني
فلان وان أقرب جيراني مني جوارا من لا أرجو خيره ولا آمن شره قال: فأمر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) وسلمان وأبا ذر - ونسيت آخر وأظنه المقداد - أن ينادوا في
المسجد بأعلى أصواتهم بأنه لا إيمان لمن لم يأمن جاره بوائقه; فنادوا بها ثلاثا ثم أومأ
بيده إلى كل أربعين دارا من بين يدين ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله (2).
[2045] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من القواصم الفواقر التي
تقصم الظهر جار السوء، ان رأى حسنة أخفاها وان رأى سيئة أفشاها (3).
[2046] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد بن

(1) الكافي: 2 / 252 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 666 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 668 ح 15.
326

الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعوذ
بالله من جار السوء في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، ان رآك بخير ساءه وان
رآك بشر سره (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2047] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن فضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قيل لأمير المؤمنين (عليه السلام) من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
مؤمنا؟ قال: فأين فرائض الله؟ قال: وسمعته يقول: كان علي (عليه السلام) يقول: لو كان
الإيمان كلاما لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام قال وقلت
لأبي جعفر (عليه السلام): ان عندنا قوما يقولون إذا شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مؤمن قال: فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم؟ وما خلق
الله عز وجل خلقا أكرم على الله عز وجل من المؤمن لأن الملائكة خدام المؤمنين وان جوار الله للمؤمنين
وإن الجنة للمؤمنين وإن الحور العين للمؤمنين ثم قال: فما بال من جحد الفرائض كان
كافرا؟ (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2048] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن إسماعيل بن
مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن محمد بن سكين، عن عمرو بن شمر،
عن جابر قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من قرأ المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت
حتى يدرك القائم وان مات كان في جوار محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).

(1) الكافي: 2 / 669 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 33 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 620 ح 3.
327

[2049] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن
غالب، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحج والعمرة سوقان من أسواق الآخرة
والعامل بهما في جوار الله إن أدرك ما يأمل غفر الله له وان قصر به أجله وقع أجره على
الله (1).
[2050] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن إبراهيم بن أبي رجاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حسن الجوار يزيد
في الرزق (2).
[2051] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن
عبد العزيز، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاءت فاطمة (عليها السلام) تشكو إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض أمرها فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كريسة وقال: تعلمي ما فيها
فإذا فيها: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره ومن كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فليكرم ضيفه ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت (3).
[2052] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
النهيكي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحكم الخياط قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الأعمار (4).
[2053] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن
صالح بن حمزة، عن الحسن بن عبد الله، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: ليس حسن
الجوار كف الأذى ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى (5).

(1) الكافي: 4 / 260 ح 35.
(2) الكافي: 2 / 666 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 667 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 667 ح 8.
(5) الكافي: 2 / 667 ح 9.
328

[2054] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد أبي عبد الله، عن
إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال: - والبيت غاص بأهله - اعلموا انه ليس منا من لم يحسن مجاورة من
جاوره (1).
[2055] 18 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد أبي عبد الله، عن محمد بن على، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المؤمن من آمن
جاره بوائقه، قلت: وما بوائقه؟ قال: ظلمه وغشمه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2056] 19 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا اليه أذى من جاره، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اصبر ثم أتاه ثانية
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اصبر ثم عاد اليه فشكاه ثالثة فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل الذي
شكا: إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من
يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم قال: ففعل، فأتاه جاره المؤذي له فقال له:
رد متاعك فلك الله علي أن لا أعود (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2057] 20 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:... سل عن
الرفيق قبل الطريق وعن الجار قبل الدار... (4).

(1) الكافي: 2 / 668 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 668 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 668 ح 13.
(4) الكافي: 8 / 24.
329

[2058] 21 - الكليني باسناده إلى الصادق (عليه السلام) في حديثه مع المنصور الدوانيقي:...
رأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع... (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2059] 22 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته لمعاذ بن جبل لما بعثه
إلى اليمن:... وأوصيك بتقوى الله وصدق الحديث والوفاء بالعهد وأداء الأمانة وترك
الخيانة ولين الكلام وبذل السلام وحفظ الجار ورحمة اليتيم وحسن العمل وقصر
الأمل وحب الآخرة والجزع من الحساب ولزوم الإيمان والفقه في القرآن وكظم الغيظ
وخفض الجناح... (2).
[2060] 23 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) في الرسالة
الحقوق:... واما حق الجار: فحفظه غائبا وكرامته شاهدا ونصرته ومعونته في
الحالين جميعا، لا تتبع له عورة ولا تبحث له سوءة لتعرفها فإن عرفتها منه عن غير
إرادة منك لا تكلف كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا لو بحثت الأسنة عنه
ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه. لا تستمع عليه من حيث لا يعلم. لا تسلمه عند
شديدة ولا تحسده عند نعمة. تقيل عثرته وتغفر زلته ولا تدخر حلمك عنه إذا جهل
عليك ولا تخرج أن تكون سلما له. ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل
النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة ولا حول ولا قوة إلا بالله (3).
[2061] 24 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تكدر العيش:
السلطان الجائر والجار السوء والمرأة البذية (4).
[2062] 25 - الصدوق، عن ابن مقبرة، عن محمد بن عبد الله الحضرمي، عن جندل بن
والق، عن محمد بن عمر المازني، عن عبادة الكلبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،

(1) الكافي: 8 / 38.
(2) تحف العقول: 26.
(3) تحف العقول: 266.
(4) تحف العقول: 320.
330

عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن
علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: رأيت أمي فاطمة (عليها السلام) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم
تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات
وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء فقلت لها: يا أماه لم لا تدعين
لنفسك كما تدعين لغيرك فقالت: يا بني الجار ثم الدار (1).
[2063] 26 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،
عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما حد الجار؟
قال: أربعين دارا من كل جانب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2064] 27 - الصدوق، عن الخليل، عن ابن خزيمة، عن أبي موسى، عن أبي الضحاك
ابن مخلد، عن سفيان، عن حبيب، عن جميل مولى عبد الحارث، عن نافع بن
عبد الحارث قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح
والمركب الهنئ (3).
[2065] 28 - الطوسي باسناده إلى أبي قتادة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) لداود بن سرحان:
يا داود ان خصال المكارم بعضها مقيد ببعض يقسمها الله حيث شاء يكون في الرجل
ولا يكون في ابنه ويكون في العبد ولا يكون في سيده صدق الحديث وصدق الباس
واعطاء السائل والمكافات بالصنايع وأداء الأمانة وصلة الرحم والتودد إلى الجار
والصاحب وقري الضيف ورأسهن الحياء (4).
[2066] 29 - الطوسي باسناده إلى المجاشعي، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه عن علي

(1) علل الشرايع: 181 ح 1.
(2) معاني الأخبار: 165.
(3) الخصال: 1 / 183 ح 252.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 44 / 301 الرقم 597.
331

صلوات الله عليهم قال: قيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا نبي الله أفي المال حق سوى الزكاة؟ قال:
نعم بر الرحم إذا أدبرت وصلة الجار المسلم فما آمن بي من بات شبعانا وجاره المسلم
جائع ثم قال (عليه السلام): ما زال جبرئيل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه (1).
[2067] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أحسن إلى جيرانه كثر
خدمه. وقال: من حسن جواره كثر جيرانه (2).
ذم جار السوء والاجتناب عنه
[2068] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من القواصم الفواقر التي
تقصم الظهر جار السوء إن رأى حسنة أخفاها وإن رأى سيئة أفشاها (3).
[2069] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة تراك عيناه ويرعاك قلبه إن
رآك بخير ساءه وإن رآك بشر سره (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2070] 3 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام):... يا علي
أربعة من قواصم الظهر: اما يعصي الله عز وجل ويطاع أمره وزوجة يحفظها زوجها وهي تخونه
وفقر لا يجد صاحبه مداويا وجار سوء في دار مقام (5).
[2071] 4 - المفيد رفعه إلى الأوزاعي ان لقمان الحكيم يعظ ابنه فقال:... يا بني الجار ثم

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر: ح 52 / 520 الرقم 1145.
(2) غرر الحكم: ح 7967 و ح 7762.
(3) الكافي: 2 / 668.
(4) الكافي: 2 / 669.
(5) الفقيه: 4 / 264.
332

الدار يا بني الرفيق ثم الطريق، يا بني لو كان البيوت على العجل ما جاور رجل جار
سوء أبدا (1).
[2072] 5 - محمد بن محمد الأشعث باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: جاء رجل
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله اني أردت شراء دار أين تأمرني أشتري في
جهنية أم في مزينة أم في ثقيف أم في قريش؟ فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الجوار ثم
الدار والرفيق ثم السفر (2).
[2073] 6 - أبو القاسم الكوفي رفعه عن لقمان الحكيم انه قال: قد حملت الجندل وكل حمل
ثقيل ولم أجد حملا هو أثقل من جار السوء (3).
[2074] 7 - القاضي القضاعي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: التمسوا الجار قبل شراء الدار
والرفيق قبل الطريق (4).
[2075] 8 - سبط الطبرسي نقلا من المحاسن وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
لا يستجاب لمن يدعو على جاره وقد جعل الله السبيل إلى أن يبيع داره ويتحول عن
جواره (5).
[2076] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سوء الجوار والإساءة إلى الأبرار
من أعظم اللؤم (6).
[2077] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جار السوء أعظم الضراء وأشد
البلاء (7).

(1) الاختصاص: 337.
(2) الجعفريات: 164.
(3) كتاب الأخلاق: مخطوط، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 80 طبع الحجري (8 / 430 طبع
آل البيت (عليهم السلام)).
(4) شرح شهاب الأخبار: 319 ح 512.
(5) مشكاة الأنوار: 214.
(6) غرر الحكم: ح 5625.
(7) غرر الحكم: ح 4734.
333

من بات شبعان ريان كاسي وجاره جائع ظمآن عاري
[2078] 1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن
عمه يعقوب بن سالم، عن إسحاق بن عمار، عن الكاهلي قال سمعت ابا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن يعقوب (عليه السلام) لما ذهب منه بنيامين نادى يا رب أما ترحمني؟ أذهبت عيني
وأذهبت ابني؟ فأوحى الله تبارك وتعالى لو أمتهما لأحييتهما لك حتى أجمع بينك
وبينهما ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشويتها وأكلت وفلان إلى جانبك صائم لم تنله
منها شيئا؟ (1).
[2079] 2 - وفي رواية اخرى قال: فكان بعد ذلك يعقوب (عليه السلام) ينادي مناديه كل غداة من
منزله على فرسخ: ألا من أراد الغداء فليأت إلى يعقوب وإذا أمسى نادى ألا من أراد
العشاء فليأت إلى يعقوب (2).
[2080] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي الحسن البجلي، عن عبيد الله الوصافي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع
قال: وما من أهل قرية يبيت [و] فيهم جائع ينظر الله إليهم يوم القيامة (3).
[2081] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي،
عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أحنف قال قال علي بن
الحسين (عليهما السلام): من بات شبعانا وبحضرته مؤمن جائع طاو، قال الله عز وجل: ملائكتي
أشهدكم على هذا العبد أنني أمرته فعصاني وأطاع غيري وكلته إلى عمله وعزتي
وجلالي لا غفرت له أبدا (4).

(1) الكافي: 2 / 666 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 667 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 668 ح 14.
(4) عقاب الأعمال: 298.
334

[2082] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف الأنصاري
وكان عامله على البصرة وقد بلغه انه دعي إلى وليمة قوم من أهلها فمضى إليها:...
ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز
ولكن هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل بالحجاز أو
اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى
وأكباد حرى أو أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد (1)
[2083] 6 - أبو يعلى الجعفري رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ليس بمؤمن من بات
شبعان ريان وجاره جائع ظمآن (2).
[2084] 7 - الأحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما آمن بي من بات شبعانا وجاره
طاويا، ما آمن بي من بات كاسيا وجاره عاريا (3).
من آذى جاره طمعا في مسكنه ورثه الله داره
[2085] 1 - القمي، عن أبيه، رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من آذى جاره طمعا في
مسكنه ورثه الله داره وهو قول (وقال الذين كفروا) إلى قوله (فأوحى إليهم ربهم
لنهلكن الظالمين ولنسكنكم الأرض من بعدهم) وقوله (واستفتحوا) أي دعوا
(وخاب كل جبار عنيد) (4) أي خسروا (5).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(2) نزهة الناظر: 9، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 79 طبع الحجري (8 / 428) طبع آل البيت.
(3) عوالي اللآلي: 1 / 257، ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة: 16 / 100.
(4) سورة إبراهيم: 15 و 14 و 13 قطعات من هذه الآيات.
(5) تفسير القمي: 1 / 368.
335

حد الجوار أربعون دارا من كل جانب
[2086] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن عمرو بن عكرمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل
أربعين دارا جيران من بين يدين ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله (1).
[2087] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: حد الجوار أربعون دارا من كل جانب من بين يديه ومن خلفه
وعن يمينه وعن شماله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2088] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: جعلت فداك ما حد الجار؟ قال: أربعين دارا من كل جانب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2089] 4 - سبط الطبرسي نقلا من المحاسن وغيره: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا وسلمان
ومقداد وأبا ذر أن يتفرقوا ويأخذ كل واحد في ناحية وينادي: ألا ان حق الجوار من
أربعين دارا (4).
قد مر عن الكافي: 2 / 666 في ذيل الحديث نظيرها. والروايات في عنوان الجار
كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا راجع الكافي: 2 / 666، والوافي: 5 / 515،
والمحجة البيضاء: 3 / 422، وبحار الأنوار: 71 / 150، وجامع أحاديث
الشيعة: 16 / (103 - 88) و 16 / 845، وغير ذلك من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 669 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 669 ح 2.
(3) معاني الأخبار: 165.
(4) مشكاة الأنوار: 214.
336

الجامعة
[2090] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن أبان، عن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ضل علم ابن شبرمة عند
الجامعة املاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) بيده إن الجامعة لم تدع لأحد كلاما:
فيها علم الحلال والحرام إن أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من
الحق إلا بعدا، إن دين الله لا يصاب بالقياس (1).
[2091] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن
الحجال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)
فقلت له: جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع
أبو عبد الله (عليه السلام) سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك
قال: قلت: جعلت فداك ان شيعتك يتحدثون ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم عليا (عليه السلام) بابا
يفتح له منه ألف باب؟ قال: فقال: يا أبا محمد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) الف
باب يفتح من كل باب ألف باب قال: قلت: هذا والله العلم قال: فنكت ساعة في
الأرض ثم قال: انه لعلم وما هو بذاك قال: ثم قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما
يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها
سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل
حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس اليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي

(1) الكافي: 1 / 57 ح 14.
337

فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت قال:
فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال: قلت: هذا والله العلم قال:
انه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال: قلت: وما
الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من
بني إسرائيل، قال: قلت: ان هذا هو العلم قال: انه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) وما يدريهم ما مصحف
فاطمة (عليها السلام)؟ قال قلت: وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا
ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد قال قلت: هذا والله العلم قال: انه
لعلم وما هو بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: ان عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة
قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انه لعلم وليس بذاك قال: قلت:
جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال ما يحدث بالليل والنهار، الأمر من بعد الأمر،
والشيء بعد الشيء، إلى يوم القيامة (1).
[2092] 3 - قال الصدوق: روى أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال: حدثنا علي بن
الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: للإمام
علامات يكون أعلم الناس وأحكم الناس وأتقى الناس وأحلم الناس وأشجع الناس
وأسخى الناس وأعبد الناس ويولد مختونا ويكون مطهرا ويرى من خلفه كما يرى من
بين يديه ولا يكون له ظل وإذا وقع على الأرض من بطن أمه وقع على راحتيه رافعا
صوته بالشهادتين ولا يحتلم وتنام عينه ولا ينام قلبه ويكون محدثا ويستوي عليه
درع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا يرى له بول ولا غائط لأن الله قد وكل الأرض بابتلاع

(1) الكافي: 1 / 238 ح 1.
338

ما يخرج منه وتكون رائحته أطيب من رائحة المسك ويكون أولى بالناس منهم
بأنفسهم وأشفق عليهم من آبائهم وأمهاتهم ويكون أشد الناس تواضعا لله جل ذكره
ويكون آخذ الناس بما يأمر به وأكف الناس عما ينهى عنه ويكون دعاؤه مستجابا
حتى انه لو دعا على صخرة لانشقت بنصفين ويكون عنده سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وسيفه ذو الفقار ويكون عنده صحيفة يكون فيها أسماء شيعته إلى يوم القيامة
وصحيفة فيها أسماء أعدائه إلى يوم القيامة وتكون عنده الجامعة وهي صحيفة طولها
سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج اليه ولد آدم ويكون عنده الجفر الأكبر والأصغر
أهاب ماعز وأهاب كبش فيها جميع العلوم حتى أرش الخدش وحتى الجلدة ونصف
الجلدة وثلث الجلدة ويكون عنده مصحف فاطمة (عليها السلام) (1).
[2093] 4 - قال المفيد: كان الصادق (عليه السلام) يقول: علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب
ونقر في الأسماع وأن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة (عليها السلام) وعندنا
الجامعة فيها جميع ما تحتاج الناس اليه فسئل عن تفسير هذا الكلام فقال: أما الغابر
فالعلم بما يكون واما المزبور فالعلم بما كان وأما النكت في القلوب فهو الإلهام وأما النقر
في الاسماع فحديث الملائكة (عليهم السلام) نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم وأما الجفر الأحمر
فوعاء فيه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت وأما الجفر
الأبيض فوعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود وكتب الله الاولى وأما
مصحف فاطمة (عليها السلام) ففيه ما يكون من حادث وأسماء من يملك إلى أن تقوم الساعة.
وأما الجامعة فهو كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من فلق فيه
وخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) بيده فيه والله جميع ما تحتاج إليه الناس إلى يوم القيامة
حتى ان فيه أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة (2).

(1) الفقيه: 4 / 418 ح 5914.
(2) الارشاد: 2 / 186.
339

[2094] 5 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن بعض
رجاله، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد
ان عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟
قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإملاه من فلق فيه وخط
علي (عليه السلام) بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في
الخدش (1).
[2095] 6 - الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر قال: أخرج إلي أبو جعفر (عليه السلام) صحيفة فيها الحلال والحرام
والفرائض قلت: ما هذه؟ قال: هذه إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) بيده قال:
قلت: فما تبلى؟ قال: فما يبليها قلت: وما تدرس؟ قال: وما يدرسها قال: هي
الجامعة أو من الجامعة (2).
[2096] 7 - الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران، عن يونس، عن
حماد بن عثمان، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال
سمعته يقول: وذكر ابن شبرمة فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أين هو من الجامعة املاء رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) فيها الحلال والحرام حتى أرش الخدش (3)؟
الرواية صحيحة الإسناد.
[2097] 8 - الصفار، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) انه سئل عن الجامعة؟ فقال: تلك صحيفة سبعون ذراعا في عرض الأديم (4).

(1) بصائر الدرجات: 143 ح 4.
(2) بصائر الدرجات: 144 ح 9.
(3) بصائر الدرجات: 145 ح 15.
(4) بصائر الدرجات: 149 ح 13.
340

الرواية صحيحة الإسناد.
[2098] 9 - الصفار، عن السندي بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن علي بن الحسين، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان عبد الله بن الحسن يزعم انه ليس عنده من العلم إلا ما عند
الناس فقال: صدق والله عبد الله بن الحسن ما عنده من العلم إلا ما عند الناس ولكن
عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام وعندنا الجفر أيدري عبد الله بن الحسن ما
الجفر مسك بعير أم مسك شاه وعندنا مصحف فاطمة أما والله ما فيه حرف من القرآن
ولكنه املاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) كيف يصنع عبد الله إذا جاء الناس من كل
أفق يسألونه (1).
[2099] 10 - الصفار، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان بن عثمان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل له: ان
عبد الله بن الحسن يزعم انه ليس عنده من العلم إلا ما عند الناس، فقال: صدق والله
ما عنده من العلم إلا ما عند الناس ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام
وعندنا الجفر أفيدري عبد الله أمسك بعير أو مسك شاة وعندنا مصحف فاطمة أما
والله ما فيه حرف من القرآن لكنه املاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) كيف يصنع
عبد الله إذا جاءه الناس من كل فن يسألونه، أما ترضون أن تكونوا يوم القيامة
آخذين بحجزتنا ونحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربه.
الروايات في هذا المجال متعددة فراجع إن شئت الكافي: 1 / 238، وبصائر
الدرجات: 142، والوافي: 3 / 579، وبحار الأنوار: 26 / 18، وغيرها من كتب
الأخبار.

(1) بصائر الدرجات: 157 ح 19.
341

الجاه
[2100] 1 - في الفقه الرضوي: عليك بطاعة الأب وبره والتواضع والخضوع والاعظام
والإكرام له وخفض الصوت بحضرته فإن الأب أصل الابن والابن فرعه لولاه لم يكن
يقدره الله أبذلوا لهم الأموال والجاه والنفس وقد روي أنت ومالك لأبيك فجعلت له
النفس والمال تابعوهم في الدنيا أحسن المتابعة بالبر وبعد الموت بالدعاء لهم والترحم
عليهم فانه روي انه من بر أباه في حياته ولم يدع له بعد وفاته سماه الله عاقا ومعلم الخير
والدين يقوم مقام الأب ويجب له مثل الذي يجب له فاعرفوا حقه.
واعلم ان حق الأم ألزم الحقوق وأوجب لأنها حملت حيث لا يحمل أحد أحدا
ووقت بالسمع والبصر وجميع الجوارح مسرورة مستبشرة بذلك فحملته بما فيه من
المكروه والذي لا يصبر عليه أحد رضيت بأن تجوع ويشبع وتظمأ ويروى وتعرى
ويكتسي وتظله وتضحي فليكن الشكر لها والبر والرفق بها على قدر ذلك وإن كنتم
لا تطيقون بأدنى حقها إلا بعون الله وقد قرن الله عز وجل حقها بحقه فقال: (اشكر لي
ولوالديك إلي المصير) (1).
[2101] 2 - في التفسير المنسوب إلى الامام العسكري (عليه السلام): قوله عز وجل (وآتوا الزكاة) أي
من المال والجاه وقوة البدن فمن المال مواساة إخوانك المؤمنين ومن الجاه إيصالهم إلى
ما يتقاعسون عنه لضعفهم عن حوائجهم المقررة في صدورهم وبالقوة معونة أخ لك
قد سقط حماره أو جمله في صحراء أو طريق وهو يستغيث فلا يغاث تعينه حتى

(1) فقه الرضا (عليه السلام): 334. ونقل عنه في بحار الأنوار: 71 / 76 ح 72.
342

يحمل عليه متاعه وتركبه وتنهضه حتى يلحق القافلة وأنت في ذلك كله معتقد لموالاة
محمد وآله الطيبين وإن الله يزكي أعمالك ويضاعفها بموالاتك لهم وبراءتك من أعدائهم
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا فلا تتكلوا على الولاية وحدها وأدوا ما بعدها من فرائض
الله وقضاء حقوق الإخوان واستعمال التقية فإنهما اللذان يتمان الأعمال وينقصان
بهما (1).
[2102] 3 - الكفعمي قال: قصة مروية عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) يكتب: بسم الله
الرحمن الرحيم إلى الله الملك الديان الرؤوف المنان الأحد الصمد من عبده الذليل
البائس المستكين - فلان بن فلان - اللهم أنت السلام ومنك السلام واليك يعود السلام
تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والإكرام وصلوات الله على محمد وآله وبركاته وسلامه.
أما بعد فإن من يحضرنا من أهل والجاه قد استعدوا من أموالهم وتقدموا بسعة
جاههم في الأموال مصالحهم ولم شؤونهم وتأخر المستضعفون المقلون من تنجز
حوائجهم لأبواب الملوك ومطالبهم فيا من بيده نواصي العباد أجمعين ويا مقرا بولايته
للمؤمنين ومذل العتاة الجبارين أنت ثقتي ورجائي وإليك مهربي وملجأي وعليك
توكلي وبك اعتصامي وعياذي فألن يا رب صعبه وسخر لي قلبه ورد عني نافره
واكفني ما تعيه فإن مقادير الامور بيدك وأنت الفعال لما تشاء لك الحمد وإليك يصعد
الحمد لا اله إلا أنت سبحانك وبحمدك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب وصلى
الله على محمد وآله الطيبين والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، فانه روي ان بعض
موالي العسكري (عليه السلام) يعلمه ما هو فيه من البلاء وكان في حبس المتوكل وكان المتوكل
قد جهر يستوعده بالعقوبة فاستعد له أهل الثروة بالتحف ولم يكن عند الرجل شيء
فأمره الهادي (عليه السلام) بكتابة هذه القصة فكتبها ليلا في ثلاث رقاع وأخفاها في ثلاثة
أماكن فما كان إلا عند انبساط الشمس حتى فرج الله عز وجل عنه بمنه ولطفه (2).

(1) تفسير المنسوب إلى الامام العسكري (عليه السلام). 364، ونقل عنه في بحار الأنوار: 71 / 228 ح 23.
(2) البلد الأمين: 159، ونقل عنه في بحار الأنوار: 99 / 253 ح 11.
343

[2103] 4 - الأحسائي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الجاه أحد الرفدين (1).
[2104] 5 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المعروف زكاة النعم والشفاعة
زكاة الجاه والعلل زكاة الأبدان والعفو زكاة الظفر وما أديت زكاته فهو مأمون
السلب (2).
راجع في هذا المجال فهرس غرر الحكم: 7 / 401، وهداية العلم: 97 إن شئت.

(1) عوالي اللآلي: 1 / 293.
(2) بحار الأنوار: 75 / 266 ح 108.
344

الجبر
[2105] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن غير واحد، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: ان الله أرحم
بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها والله أعز من أن يريد أمرا فلا
يكون قال: فسئلا (عليهما السلام) هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين
السماء والأرض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2106] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن صالح بن سهل، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سئل عن الجبر والقدر؟ فقال: لا جبر ولا قدر ولكن منزلة بينهما، فيها الحق التي
بينهما لا يعلمها إلا العالم أو من علمها إياه العالم (2).
[2107] 3 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن حسين بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين قال:
قلت: وما أمر بين أمرين؟ قال: مثل ذلك: رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته
فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته
بالمعصية (3).

(1) الكافي: 1 / 159 ح 9.
(2) الكافي: 1 / 159 ح 10.
(3) الكافي: 1 / 160 ح 13.
345

[2108] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن بعض أصحابنا، عن عبد الله بن كثير، عن عبد الله بن مسكان رفعه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من حكم في درهمين بحكم جور ثم جبر عليه كان من أهل هذه
الآية (ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون) (1) فقلت: وكيف يجبر
عليه؟ فقال: يكون له سوط وسجن فيحكم عليه فإذا رضي بحكومته وإلا ضربه
بسوطه وحبسه في سجنه (2).
[2109] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان،
عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يمين في
غضب ولا في قطيعة رحم ولا في جبر ولا في اكراه قال: قلت: أصلحك الله فما فرق
بين الاكراه والجبر؟ قال الجبر من السلطان ويكون الإكراه من الزوجة والأم والأب
وليس ذلك بشيء (3).
[2110] 6 - الصدوق، عن الفامي في مسجد الكوفة، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن
إبراهيم بن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: يا ابن رسول الله ان الناس ينسبونا إلى القول بالتشبيه
والجبر لما روي من الأخبار في ذلك عن آبائك الأئمة (عليهم السلام) فقال: يا ابن خالد أخبرني
عن الأخبار التي رويت عن آبائي الأئمة (عليهم السلام) في التشبيه والجبر أكثر أم الأخبار التي
رويت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك؟ فقلت: بل ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك أكثر قال:
فليقولوا: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: في التشبيه والجبر إذا فقلت له: انهم
يقولون: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يقل من ذلك شيئا وإنما روي عليه قال فليقولوا في
آبائي الأئمة (عليهم السلام) انهم لم يقولوا من ذلك شيئا وإنما روي عليهم ثم قال (عليه السلام): من قال

(1) سورة المائدة: 44.
(2) الكافي: 7 / 408 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 442 ح 16.
346

بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه برآء في الدنيا والآخرة.
يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله
تعالى فمن أحبهم فقد أبغضنا ومن أبغضهم فقد أحبنا ومن والاهم فقد عادانا ومن
عاداهم فقد والانا ومن وصلهم فقد قطعنا ومن قطعهم فقد وصلنا ومن جفاهم فقد
برنا ومن برهم فقد جفانا ومن أكرمهم فقد أهاننا ومن أهانهم فقد أكرمنا ومن قبلهم
فقد ردنا ومن ردهم فقد قبلنا ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا ومن أساء إليهم فقد
أحسن إلينا ومن صدقهم فقد كذبنا ومن كذبهم فقد صدقنا ومن أعطاهم فقد حرمنا
ومن حرمهم فقد أعطانا يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا
نصيرا (1).
[2111] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن الجعفري، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: ذكر عنده الجبر والتفويض، فقال: ألا أعطيكم في هذا
أصلا لا تختلفون فيه ولا يخاصمكم عليه أحد إلا كسرتموه قلنا: ان رأيت ذلك فقال:
ان الله عز وجل لم يطع بإكراه ولم يعص بغلبة ولم يهمل العباد في ملكه هو المالك لما ملكهم
والقادر على ما أقدرهم عليه فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن الله عنها صادا ولا منها
مانعا وإن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل وإن لم يحل وفعلوه
فليس هو الذي أدخلهم فيه ثم قال (عليه السلام): من يضبط حدود هذا الكلام فقد خصم من
خالفه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2112] 8 - الصدوق، عن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن
يزيد بن عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بمرو

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 142 ح 45، التوحيد: 363 ح 12.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 144 ح 48، التوحيد: 361 ح 7.
347

فقلت له: يا بن رسول الله روي لنا عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) انه قال: لا جبر
ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه؟ فقال: من زعم ان الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا
عليها فقد قال بالجبر ومن زعم ان الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه (عليهم السلام) فقد
قال بالتفويض فالقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك فقلت له: يا بن رسول
الله فما أمر بين أمرين؟ فقال: وجود السبيل إلى اتيان ما أمروا به وترك ما نهوا عنه
فقلت له: فهل لله عز وجل مشيه وإرادة في ذلك؟ فقال: أما الطاعات فإرادة الله ومشيئته فيها
الأمر بها والرضا لها والمعاونة عليها وارادته ومشيته في المعاصي النهي عنها والسخط
لها والخذلان عليها قلت: فلله عز وجل فيها القضاء؟ قال: نعم ما من فعل يفعله العباد من خير
وشر إلا ولله فيه قضاء، قلت: فما معنى هذا القضاء؟ قال: الحكم عليهم بما يستحقونه
على أفعالهم من الثواب والعقاب في الدنيا والآخرة (1).
[2113] 9 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن خنيس بن محمد، عن محمد بن
يحيى الخزاز، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لاجبر ولا تفويض ولكن أمر بين
أمرين قال: قلت: ما أمر بين أمرين؟ قال: مثل ذلك مثل رجل رأيته على معصيته
فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليس حيث لم يقبل منك فتركته كنت أنت
الذي أمرته بالمعصية (2).
[2114] 10 - أبو منصور الطبرسي رفعه وقال: مما أجاب به أبو الحسن علي بن محمد
العسكري (عليه السلام) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض أن قال:
اجتمعت الامة قاطبة لا اختلاف بينهم في ذلك ان القرآن حق لا ريب فيه عند جميع
فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تجتمع أمتي على ضلالة فأخبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان ما اجتمعت عليه الامة

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 124 ح 17.
(2) التوحيد: 362 ح 8.
348

ولم يخالف بعضها بعضا هو الحق فهذا معنى الحديث لا ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله
المعاندون من ابطال حكم الكتاب واتباع حكم الأحاديث المزورة والروايات
المزخرفة واتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب وتحقيق الآيات
الواضحات النيرات ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ويهدينا إلى الرشاد ثم
قال (عليه السلام): فإذا شهد الكتاب بتصديق خير وتحقيقه فأنكرته طائفة من الامة
وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب
كفارا ضلالا وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: «اني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ما ان
تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» واللفظة
الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله
وعترتي أهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض أما انكم ان تمسكتم بهما لن
تضلوا» فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله مثل قوله (إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ثم
اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه تصدق بخاتمه وهو راكع فشكر الله
ذلك له وأنزل الآية فيه ثم وجدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة:
«من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي
يقضي ديني وينجز موعدي وهو خليفتي عليكم بعدي» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حيث
استخلفه على المدينة فقال يا رسول الله أتخلفني على النساء والصبيان فقال: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي» فعلمنا ان الكتاب
شهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد فيلزم الامة الإقرار بها كانت هذه
الأخبار موافقة للقرآن ووافق القرآن هذه الأخبار فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله
وجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا
لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد ثم قال (عليه السلام): ومرادنا وقصدنا الكلام في الجبر
349

والتفويض وشرحهما وبيانهما وإنما قدمنا ما قدمنا لكون اتفاق الكتاب والخبر إذا اتفقا
دليلا لما أردناه وقوة لما نحن مبينوه من ذلك إن شاء الله فقال: الجبر والتفويض بقول
الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) عندما سئل عن ذلك فقال: «لا جبر ولا تفويض بل أمر
بين أمرين» وقيل: فماذا يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: صحة العقل وتخلية السرب
والمهلة في الوقت والزاد من قبل الراحلة والسبب المهيج للفاعل على فعله فهذه خمسة
أشياء فإذا نقص العبد منها خلة كان العمل عنه مطرحا بحسبه وأنا أضرب لكل باب
من هذه الأبواب الثلاثة وهي الجبر والتفويض والمنزلة بين المنزلتين مثلا يقرب المعنى
للطالب ويسهل له البحث من شرحه ويشهد به القرآن بمحكم آياته وتحقق تصديقه
عند ذوي الألباب وبالله العصمة والتوفيق.
ثم قال (عليه السلام) فأما الجبر فهو: قول من زعم ان الله عز وجل جبر العباد على المعاصي وعاقبهم
عليها ومن قال بهذا القول فقد ظلم الله وكذبه ورد عليه قوله: (ولا يظلم ربك
أحدا) وقوله جل ذكره: (ذلك بما قدمت يداك وإن الله ليس بظلام للعبيد) مع آي
كثيرة في مثل هذا، فمن زعم انه مجبور على المعاصي فقد أحال بذنبه على الله وظلمه في
عظمته له ومن ظلم ربه فقد كذب كتابه ومن كذب كتابه لزمه الكفر باجماع الامة،
الحديث (1).
قد وردت رواياتنا متواترا على نفي الجبر والرد على أهله فراجع إن شئت الكافي:
1 / 155، والتوحيد لشيخنا الصدوق: 359، ومنها رسالة مولانا الامام علي بن
محمد الهادي (عليه السلام) في نفيه، التي رواها ابن شعبة الحراني في تحف العقول، وهي
رسالة دقيقة لطيفة تحتاج إلى شرح وبسط وتوضيح والحمد لله على جميع نعمه.

(1) الاحتجاج: 2 / 450.
350

الجبن
[2115] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن كرام، عن
ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان يقول: اللهم املأ قلبي حبا لك وخشية
منك و... اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل والغفلة والقسوة
والفترة والمسكنة... (1).
الرواية من حيث السند موثقة.
[2116] 2 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن
آدم رفعه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي لا تشاورن جبانا فانه يضيق عليك المخرج
ولا تشاورن البخيل فانه يقصر بك عن غايتك ولا تشاورن حريصا فانه يزين لك
شرها واعلم يا علي ان الجبن والبخل والحرث غريزة واحدة يجمعها سوء الظن (2).
[2117] 3 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن سنان، عن
العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث إذا كن في الرجل فلا تحرج أن
تقول: انه في جهنم: الجفاء والجبن والبخل وثلاث إذا كن في المرأة فلا تحرج أن تقول:
أنها في جهنم البذاء والخيلاء والفجر (3).
[2118] 4 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن النضر بن
شعيب، عن الحارثي (الجازي خ ل) عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: لا يؤمن

(1) الكافي: 2 / 585 ح 24.
(2) الخصال: 1 / 101 ح 57، وعلل الشرايع: 559.
(3) الخصال: 1 / 158 ح 204.
351

رجل فيه الشح والحسد والجبن ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا (1).
[2119] 5 - الرضي رفعه وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خيار خصال النساء شرار خصال
الرجال: الزهو والجبن والبخل فإذا كانت المرأة ذات زهو لم تمكن من نفسها وإذا كانت
بخيلة حفظت مالها ومال بعلها وإذا كانت جبانة فرقت من كل شيء يعرض لها (2).
[2120] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده لمالك الأشتر:... ولا
تدخلن في مشورتك بخيلا يعلل بك عن الفضل ويعدك الفقر ولا جبانا يضعفك عن
الامور ولا حريصا يزين لك الشره بالجور فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى
يجمعها سوء الظن بالله... (3).
قد مر منا مرارا ان للشيخ والنجاشي سند معتبر بهذا العهد الشريف.
[2121] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: البخل عار، والجبن منقصة والفقر
يخرس الفطن عن حجته والمقل غريب في بلدته (4).
[2122] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليهما السلام): قيل: فما الجبن؟ قال (عليه السلام):
الجرأة على الصديق والنكول عن العدو... (5).
[2123] 9 - السروي رفعه إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) انه قال: شر خصال الملوك: الجبن من
الأعداء والقسوة على الضعفاء والبخل عند الإعطاء (6).
[2124] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شدة الجبن من عجز النفس
وضعف اليقين (7).

(1) الخصال: 1 / 82 ح 8.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 234.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 3.
(5) تحف العقول: 225.
(6) المناقب: 4 / 65، ونقل عنه في بحار الأنوار: 41 / 189 ح 2.
(7) غرر الحكم: ح 5773.
352

الجحود
[2125] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن أبي العلاء قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان عندي الجفر الأبيض قال:
قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، وصحف
إبراهيم (عليه السلام)، والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، ما أزعم ان فيه قرآنا، وفيه ما
يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة
وأرش الخدش وعندي الجفر الأحمر قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟ قال:
السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل، فقال له عبد الله بن
أبي يعفور: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن فقال: أي والله كما يعرفون الليل انه
ليل والنهار انه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ولو
طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2126] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا يدخل الجنة من كان في
قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر قال: فاسترجعت فقال: مالك تسترجع؟ قلت:
لما سمعت منك، فقال: ليس حيث تذهب إنما أعني الجحود إنما هو الجحود (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 240 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 310 ح 7.
353

[2127] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن موسى بن بكير قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الكفر والشرك أيهما أقدم؟ قال:
فقال لي: ما عهدي بك تخاصم الناس قلت: أمرني هشام بن سالم أن أسألك عن ذلك
فقال لي: الكفر أقدم وهو الجحود قال الله عز وجل: (إلا إبليس أبى واستكبر وكان من
الكافرين) (1).
[2128] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كل شيء يجره
الإقرار والتسليم فهو الإيمان وكل شيء يجره الإنكار والجحود فهو الكفر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2129] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا ينفع مع الشك والجحود عمل (3).
[2130] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن
يزيد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن وجوه
الكفر في كتاب الله عز وجل قال: الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه:
فمنها كفر الجحود والجحود على وجهين; والكفر بترك ما أمر الله، وكفر البراءة،
وكفر النعم.
فاما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية وهو قول من يقول: لا رب ولا جنة ولا
نار وهو قول صنفين من الزنادقة يقال لهم: الدهرية وهو الذين يقولون (وما يهلكنا
إلا الدهر) (4) وهو دين وضعوه لأنفسهم بالاستحسان على غير تثبت منهم ولا

(1) الكافي: 2 / 385 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 387 ح 15.
(3) الكافي: 2 / 400 ح 7.
(4) سورة الجاثية: 24.
354

تحقيق لشيء مما يقولون، قال الله عز وجل: (إن هم إلا يظنون) (1) ان ذلك كما يقولون
وقال: (ان الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) (2)
يعني بتوحيد الله تعالى فهذا أحد وجوه الكفر.
وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم انه
حق، قد استقر عنده وقد قال الله عز وجل: (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما
وعلوا) (3) وقال الله عز وجل: (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم
ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين) (4) فهذا تفسير وجهي الجحود.
والوجه الثالث من الكفر كفر النعم وذلك قوله تعالى يحكي قول سليمان (عليه السلام) (هذا
من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن
ربي غني كريم) (5) وقال: (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي
لشديد) (6) وقال: (فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون) (7).
والوجه الرابع من الكفر ترك ما أمر الله عز وجل به وهو قول الله عز وجل: (وإذ أخذنا
ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم
تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم
تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم
إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض) (8) فكفرهم بترك ما أمر الله عز وجل
به ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم عنده فقال: (فما جزاء من

(1) سورة الجاثية: 24.
(2) سورة البقرة: 6.
(3) سورة النمل: 14.
(4) سورة البقرة: 89.
(5) سورة النمل: 40.
(6) سورة إبراهيم: 7.
(7) سورة البقرة: 152، 84.
(8) سورة البقرة: 152، 84.
355

يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما
الله بغافل عما تعملون) (1).
والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة وذلك قوله عز وجل يحكي قول إبراهيم (عليه السلام):
(كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله
وحده) (2) يعني تبرأنا منكم وقال يذكر إبليس وتبرئته من أوليائه من الانس يوم
القيامة (إني كفرت بما أشركتموني من قبل) (3) وقال: (إنما اتخذتم من دون
الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض
ويلعن بعضكم بعضا) (4) يعني يتبرء بعضكم من بعض (5).
[2131] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن ابن
أبي نجران، عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم القصير قال كتبت على يدي عبد
الملك بن أعين إلى أبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك اختلف الناس في أشياء قد كتبت بها
إليك فإن رأيت جعلت فداك أن تشرح لي جميع ما كتبت إليك اختلف الناس جعلت
فداك بالعراق في المعرفة والجحود فأخبرني جعلت فداك أهما مخلوقتان واختلفوا في
القرآن فزعم قوم ان القرآن كلام الله غير مخلوق وقال آخرون كلام الله مخلوق وعن
الاستطاعة أقبل الفعل أو مع الفعل فإن أصحابنا قد اختلفوا فيه ورووا فيه وعن الله
تبارك وتعالى هل يوصف بالصورة وبالتخطيط فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب
إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد وعن الحركات أهي مخلوقة أو غير مخلوقة؟ وعن
الإيمان ما هو؟ فكتب صلى الله عليه على يدي عبد الملك بن أعين سألت عن المعرفة ما

(1) سورة البقرة: 85.
(2) سورة الممتحنة: 4.
(3) سورة إبراهيم: 22.
(4) سورة العنكبوت: 25.
(5) الكافي: 2 / 389 ح 1.
356

هي؟ فاعلم رحمك الله ان المعرفة من صنع الله عز وجل في القلب مخلوقة والجحود صنع الله في
القلب مخلوق وليس للعباد فيهما من صنع ولهم فيهما الاختيار من الاكتساب
فبشهوتهم الإيمان اختاروا المعرفة فكانوا بذلك مؤمنين عارفين وبشهوتهم الكفر
اختاروا الجحود فكانوا بذلك كافرين جاحدين ضلالا وذلك بتوفيق الله لهم وخذلان
من خذله الله فبالاختيار والاكتساب عاقبهم الله وأثابهم، الحديث (1).
[2132] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فالويل لمن أنكر المقدر
وجحد المدبر وزعموا انهم كالنبات ما لهم زارع ولا لاختلاف صورهم صانع ولم
يلجووا إلى حجة فيما ادعوا ولا تحقيق لما اوعوا وهل يكون بناء من غير بان أو جناية
من غير جان (2).
[2133] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ألا فالحذر الحذر من طاعة
ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم وترفعوا فوق نسبهم وألقوا الهجينة
على ربهم وجاحدوا الله على ما صنع بهم مكابرة لقضائه ومغالبة لآلائه فإنهم قواعد
أساس العصبية ودعائم أركان الفتنة وسيوف عتزاء الجاهلية... (3).
[2134] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين انه كتب في عهده الشريف إلى مالك
الأشتر:... أمره بتقوى الله وإيثار طاعته واتباع ما أمر به في كتابه من فرائضه وسنته
التي لا يسعد أحد إلا باتباعها ولا يشقى إلا مع جحودها وإضاعتها وأن ينصر الله
سبحانه بقلبه ويده ولسانه فإنه جل اسمه قد تكفل بنصر من نصره وإعزاز من
أعزه... (4).
للشيخ والنجاشي سند معتبر بهذا العهد الشريف كما مر منا مرارا.

(1) التوحيد: 226 ح 7.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 185.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
357

الجدال
[2135] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني قال: كتب أبو الحسن الثالث (عليه السلام)
إلى بعض شيعته ببغداد: بسم الله الرحمن الرحيم عصمنا الله وإياكم من الفتنة فإن يفعل
فأعظم بها نعمة وإلا يفعل فهي الهلكة نحن نرى ان الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها
السائل والمجيب فتعاطى السائل ما ليس له وتكلف المجيب ما ليس عليه وليس الخالق
إلا الله وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين
جعلنا الله وإياك من الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2136] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
إياكم وجدال كل مفتون فإن كل مفتون ملقن حجته إلى انقضاء مدته فإذا انقضت
مدته أحرقته فتنته بالنار. وروي شغلته خطيئته فأحرقته (2).
[2137] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لعن الله
الذين اتخذوا دينهم شحا يعني الجدال ليدحضوا الحق بالباطل (3).

(1) التوحيد: 224 ح 4.
(2) التوحيد: 459 ح 25.
(3) التوحيد: 460 ح 33، علل الشرايع: 599 ح 51.
358

الرواية معتبرة الإسناد.
[2138] 4 - المفيد رفعه وقال: روي عن عبد العظيم الحسني، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
قال: يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا تجعلوا للشيطان على
أنفسهم سبيلا، ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك
الجدال فيما لا يعنيهم واقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إلي. ولا
يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فاني آليت على نفسي انه من فعل ذلك واسخط
وليا من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من
الخاسرين وعرفهم ان الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك به أو
آذى وليا من أوليائي أو أضمر له سوء فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه فإن رجع عنه
وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتي، ولم يكن له نصيب في ولايتنا،
وأعوذ بالله من ذلك (1).
[2139] 5 - الطوسي بسنده إلى محمد بن قولويه، عن سعد، عن محمد بن عبد الله
المسمعي، عن ابن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان قال سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اني لاحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين
الله وأنهاه عن القياس فيخرج من عندي فيأول حديثي على غير تأويله اني أمرت
قوما أن يتكلموا ونهيت قوما فكل يأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله فلو سمعوا
وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا وأمواتا
اعني زرارة ومحمد بن مسلم ومنهم ليث المرادي وبريد العجلي هؤلاء القوامون
بالقسط هؤلاء القوامون بالقسط وهؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون (2).

(1) الاختصاص: 247.
(2) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 170 ح 287، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 309
ح 73.
359

[2140] 6 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياكم والجدال (جدل خ ل)
فانه يورث الشك في دين الله (1).
[2141] 7 - أبو منصور الطبرسي، باسناده عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) قال ذكر عند
الصادق (عليه السلام) الجدال في الدين وان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) قد نهوا
عنه فقال الصادق (عليه السلام): لم ينه عنه مطلقا لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن أما
تسمعون الله يقول: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن) وقوله تعالى:
(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)
فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه العلماء بالدين والجدال بغير التي هي أحسن محرم
وحرمه الله تعالى على شيعتنا وكيف يحرم الله الجدال جملة وهو يقول: (وقالوا لن
يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى) قال الله تعالى: (تلك أمانيهم قل هاتوا
برهانكم إن كنتم صادقين) فجعل علم الصدق والإيمان بالبرهان وهل يؤتى
بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن قيل: يا ابن رسول الله فما الجدال بالتي هي
أحسن والتي ليست بأحسن؟ قال: أما الجدال بغير التي هي أحسن أن تجادل مبطلا
فيورد عليك باطلا فلا ترده بحجة قد نصبها الله تعالى ولكن تجحد قوله أو تجحد حقا
يريد ذلك المبطل أن يعين به باطله فتجحد ذلك الحق مخافة أن يكون له عليك فيه
حجة لأنك لا تدري كيف المخلص منه فذلك حرام على شيعتنا أن يصيروا فتنة على
ضعفاء إخوانهم وعلى المبطلين، اما المبطلون فيجعلون ضعف الضعيف منكم إذا
تعاطى مجادلته وضعف في يده حجة له على باطله واما الضعفاء منكم فتغم قلوبهم لما
يرون من ضعف المحق في يد المبطل واما الجدال التي هي أحسن فهو ما أمر الله تعالى به
نبيه أن يجادل به من جحد البعث بعد الموت واحياءه له فقال الله حاكيا عنه:
(وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيى العظام وهي رميم) فقال الله في الرد

(1) كنز الفوائد: 1 / 279، طبع بيروت.
360

عليه (قل) يا محمد (يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم الذي
جعل لكم من الشجر الأخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون) فأراد الله من نبيه أن
يجادل المبطل الذي قال كيف يجوز أن يبعث هذه العظام وهي رميم؟ فقال الله تعالى:
(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) فيعجز من ابتدى به لا من شيء أن يعيده بعد
أن يبلى بل ابتداؤه أصعب عندكم من اعادته ثم قال: (الذي جعل لكم من الشجر
الأخضر نارا) أي إذ أكمن النار الحارة في الشجر الأخضر الرطب يستخرجها
فعرفكم انه على إعادة ما بلى أقدر ثم قال: (أو ليس الذي خلق السماوات والأرض
بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم) أي إذا كان خلق السماوات
والأرض أعظم وأبعد في أوهامكم وقدركم ان تقدروا عليه من إعادة البالي فكيف
جوزتم من الله خلق هذا الأعجب عندكم والأصعب لديكم ولم تجوزوا منه ما هو
أسهل عندكم من إعادة البالي.
قال الصادق (عليه السلام): فهذا الجدال بالتي هي أحسن لأن فيها قطع عذر الكافرين
وإزالة شبههم واما الجدال بغير التي هي أحسن بأن تجحد حقا لا يمكنك أن تفرق بينه
وبين باطل من تجادله وإنما تدفعه عن باطله بأن تجحد الحق فهذا هو المحرم لأنك مثله
جحد هو حقا وجحدت أنت حقا آخر (1).
[2142] 8 - النعماني رفعه عن الصادق، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لما كان يوم بدر وعرف
الله حرج المسلمين أنزل على نبيه: (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على
الله) (2) فلما قوى الإسلام وكثر المسلمون أنزل الله تعالى: (فلا تهنوا وتدعوا إلى
السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم) (3) فنسخت هذه الآية التي

(1) الاحتجاج: 1 / 21.
(2) سورة الأنفال: 61.
(3) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 35.
361

أذن لهم فيها أن يجنحوا وساق الحديث إلى أن قال اما الجدال ومعانيه في كتاب الله
(وإن فريقا من المؤمنين لكارهون * يجادلونك في الحق بعد ما تبين كأنما
يساقون إلى الموت وهم ينظرون) (1) ولما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى بدر كان
خروجه في طلب العدو وقال لأصحابه: ان الله عز وجل قد وعدني أن أظفر بالعير أو بقريش
فخرجوا معه على هذا فلما أفلتت العير وأمره الله بقتال قريش أخبر أصحابه فقال: ان
قريشا قد أقبلت وقد وعدني الله سبحانه احدى الطائفتين انها لكم وأمرني بقتال
قريش قال: فجزعوا من ذلك وقالوا: يا رسول الله فانا لم نخرج على أهبة الحرب
قال: وأكثر قوم منهم الكلام والجدال فأنزل الله تعالى: (إذ يعدكم الله) (2) الآية
وساقه إلى أن قال رجل من الأنصار يقال له رفاعة بن زيد بن عامر وكان عم قتادة بن
النعمان الأنصاري وكان قتادة ممن شهد بدرا (3).
[2143] 9 - ابن قولويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن
محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن مدلج، عن محمد بن مسلم،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: إذا خرجنا إلى أبيك أفلسنا في حج؟ قال: بلى قلت:
فيلزمنا ما يلزم الحاج؟ قال: ماذا قلت من الأشياء التي يلزم الحاج؟ قال: يلزمك
حسن الصحابة لمن يصحبك ويلزمك قلة الكلام إلا بخير ويلزمك كثرة ذكر الله
ويلزمك نظافة الثياب ويلزمك الغسل قبل أن تأتي الحير ويلزمك الخشوع وكثرة
الصلاة والصلاة على محمد وآل محمد ويلزمك التوقير لأخذ ما ليس لك ويلزمك أن
تغض بصرك ويلزمك أن تعود على أهل الحاجة من اخوانك إذا رأيت منقطعا
والمواساة ويلزمك التقية التي قوام دينك بها والورع عما نهيت عنه والخصومة وكثرة

(1) سورة الأنفال: 5 و 6.
(2) سورة الأنفال: 7.
(3) تفسير النعماني: ونقل عنه في بحار الأنوار: 19 / 310 ح 59.
362

الإيمان والجدال الذي فيه الإيمان فإذا فعلت ذلك تم حجك وعمرتك واستوجبت من
الذي طلبت ما عنده بنفقتك واغترابك عن أهلك ورغبتك فيما رغبت أن تنصرف
بالمغفرة والرحمة والرضوان (1).
[2144] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسب المرء من كمال المروة
تركه ما لا يجمل، ومن حيائه أن لا يلقى أحدا بما يكره، ومن عقله حسن رفقه، ومن
أدبه أن لا يترك ما لابد له منه، ومن عرفانه علمه بزمانه، ومن ورعه غض بصره
وعفة بطنه، ومن حسن خلقه كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه،
وإخراجه حق الله من ماله، ومن اسلامه تركه ما لا يعنيه وتجنبه الجدال والمراء في
دينه، ومن كرمه ايثاره على نفسه، ومن صبره قلة شكواه، ومن عقله انصافه من
نفسه، ومن حلمه تركه الغضب عند مخالفته، ومن انصافه قبوله الحق إذا بان له، ومن
نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن حفظه جوارك تركه توبيخك عند إساءتك مع
علمه بعيوبك، ومن رفقه تركه عذلك عند غضبك بحضرة من تكره، ومن حسن
صحبته لك إسقاطه عنك مؤونة أذاك، ومن صداقته كثرة موافقته وقلة مخالفته، ومن
صلاحه شدة خوفه من ذنوبه، ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، ومن
تواضعه معرفته بقدره، ومن حكمته علمه بنفسه، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب
غيره، وعنايته بإصلاح عيوبه (2).

(1) كامل الزيارة: 130 ح 1 الباب 48.
(2) بحار الأنوار: 75 / 80 ح 66.
363

الجزاء
[2145] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد
الزردا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان عظيم البلاء يكافأ به
عظيم الجزاء فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن رضي فله عند الله الرضا ومن
سخط البلاء فله عند الله السخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2146] 2 - الكليني، باسناده إلى علي بن الحسين وهو يعظ الناس ويزهدهم في الدنيا بهذا
الكلام في كل جمعة في مسجد رسول الله:... ليس إلا الجزاء بالحسنات والجزاء
بالسيئات فمن كان من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من خير وجده ومن كان
من المؤمنين عمل في هذه الدنيا مثقال ذرة من شر وجده فاحذروا أيها الناس من
الذنوب والمعاصي ما قد نهاكم الله عنها وحذركموها في كتابه الصادق... (2).
[2147] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن محمد بن النعمان أو غيره،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه ذكر هذه الخطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الجمعة:... فاجعلوا
عباد الله اجتهادكم في هذه الدنيا التزود من يومها القصير ليوم الآخرة الطويل فإنها
دار عمل والآخرة دار القرار والجزاء، فتجافوا عنها فإن المغتر من اغتر بها، لن تعدوا
الدنيا إذا تناهت إليها أمنية أهل الرغبة فيها المحبين لها، المطمئنين إليها، المفتونين بها

(1) الكافي: 2 / 253 ح 8.
(2) الكافي: 8 / 73.
364

أن تكون كما قال الله: (كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض مما يأكل
الناس والأنعام) (1) الآية مع انه لم يصب امرء منكم في هذه الدنيا حبرة إلا أورثته
عبرة ولا يصبح فيها في جناح آمن إلا وهو يخاف فيها نزول جائحة أو تغير نعمة أو
زوال عافية مع ان الموت من وراء ذلك... (2).
[2148] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن الصلت،
عن رجل من أهل بلخ قال: كنت مع الرضا (عليه السلام) في سفره إلى خراسان فدعا يوما
بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم فقلت: جعلت فداك لو عزلت
لهؤلاء مائدة، فقال: مه ان الرب تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد
والجزاء بالأعمال (3).
[2149] 5 - الكليني، باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإن للمتقين عند الله
تعالى أفضل الثواب وأحسن الجزاء والمآب لم يجعل الله تبارك وتعالى الدنيا للمتقين
ثوابا وما عند الله خير للأبرار... (4).
[2150] 6 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل، عن الرضا (عليه السلام)
قال: من أقر بتوحيد الله وساق الحديث إلى أن قال: وأقر بالرجعة والمتعتين وآمن
بالمعراج والمسألة في القبر والحوض والشفاعة وخلق الجنة والنار والصراط والميزان
والبعث والنشور والجزاء والحساب فهو مؤمن حقا وهو من شيعتنا أهل البيت (5).
سند الرواية لا بأس به.
[2151] 7 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن أحمد بن إبراهيم بن بكر

(1) سورة يونس: 24.
(2) الكافي: 8 / 174.
(3) الكافي: 8 / 230 ح 296.
(4) الكافي: 8 / 361.
(5) صفات الشيعة: 92، ونقل عنه في مسند الامام الرضا (عليه السلام): 1 / 46 ح 72.
365

الخوري، عن إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري، عن جعفر بن محمد بن زياد
الخوري، عن أحمد بن عبد الله الجويباري، عن الرضا (عليه السلام) عن أبيه عن آبائه عن
علي (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما جزاء من أنعم الله عز وجل عليه بالتوحيد إلا
الجنة (1).
[2152] 8 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
ابن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى ليمن على عبده يوم القيامة
فيأمره أن يدنو منه فيدنو ثم يعرفه ما أنعم به عليه يقول له ألم تدعني يوم كذا وكذا
بكذا وكذا فأجبت دعوتك ألم تسألني يوم كذا وكذا فأعطيتك مسألتك ألم تستغث بي
يوم كذا وكذا فأغثتك ألم تسألني في ضر كذا وكذا فكشفت ضرك ورحمت صوتك ألم
تسألني مالا فملكتك ألم تستخدمني فأخدمتك ألم تسألني أن أزوجك فلانة وهي منيعة
عند أهلها فزوجناكها قال: فيقول العبد: بلى يا رب أعطيتني كل ما سألتك وقد كنت
أسألك الجنة قال فيقول الله ألا فاني منجز لك ما سألتنيه هذه الجنة لك مباحة
أرضيتك فيقول المؤمن: نعم يا رب أرضيتني وقد رضيت فيقول الله له: عبدي اني
كنت أرضى أعمالك وأنا أرضى لك أحسن الجزاء فإن أفضل جزائي عندي أن
أسكنتك الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد بنقل العلامة المجلسي لأنه بدل ابن عيينة بأبي عبيدة.
[2153] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... حتى إذا تصرمت الامور
وتقضت الدهور وازف النشور أخرجهم من ضرائح القبور وأوكار الطيور واوجرة
السباع ومطارح المهالك سراعا إلى أمره مهطعين إلى معاده رعيلا صموتا قياما
صفوفا ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي عليهم لبوس الاستكانة وضرع الاستسلام

(1) التوحيد: 23.
(2) تفسير القمي: 2 / 259، ونقل عنه في بحار الأنوار: 7 / 289 ح 8.
366

والذلة قد ضلت الحيل وانقطع الأمل وهوت الأفئدة كاظمة وخشعت الأصوات
مهيمنة وألجم العرق وعظم الشفق وأرعدت الأسماع لزبرة الداعي إلى فصل الخطاب
ومقايضة الجزاء ونكال العقاب ونوال الثواب (1).
[2154] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولن يفوز بالخير إلا عامله
ولا يجزى جزاء الشر إلا فاعله... (2).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 33.
367

الجزع
[2155] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن الهيثم بن واقد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على
رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبي فانه مؤمن،
فقال: ابشر يا محمد فاني بكل مؤمن رفيق، واعلم يا محمد أني أقبض روح ابن آدم
فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول: ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل
أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا وان تجزعوا تأثموا
وتوزروا، واعلموا ان لنا فيكم عودة ثم عودة فالحذر الحدر انه ليس في شرقها ولا في
غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم
بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى
يأمرني ربي بها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن
يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ونحى عنه ملك الموت إبليس (1).
[2156] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر والحسن بن علي جميعا، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قلت له: ما الجزع؟ قال: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر
وجز الشعر من النواصي ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر وأخذ في غير طريقه ومن

(1) الكافي: 3 / 136 ح 2.
368

صبر واسترجع وحمد الله عز وجل فقد رضي بما صنع الله ووقع أجره على الله ومن لم يفعل ذلك
جرى عليه القضاء وهو ذميم وأحبط الله تعالى أجره (1).
وللكليني سند معتبر بالحديث، راجع الكافي: 3 / 223 ح 2.
[2157] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار،
عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن ربعي بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان
الصبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور وان الجزع والبلاء يستبقان
إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2158] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار،
عن الحسن بن محمد بن مهزيار، عن قتيبة الأعشي: قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) أعود
ابنا له فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين فقلت: جعلت فداك كيف الصبي؟
فقال: والله انه لما به، ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا وقد إسفر وجهه وذهب
التغير والحزن قال: فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت: كيف الصبي جعلت
فداك؟ فقال: وقد مضى لسبيله فقلت: جعلت فداك لقد كنت وهو حى مهتما حزينا
وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال فكيف هذا؟ فقال: إنا أهل البيت
إنما نجزع قبل المصيبة فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره (3).
رجال السند كلهم ثقات إلا الحسن بن محمد بن مهزيار فانه مهمل.
[2159] 5 - الكليني، باسناده إلى وداع أمير المؤمنين (عليه السلام) والحسن والحسين (عليهما السلام) وعقيل
وعمار بن ياسر مع أبي ذر الغفاري لما نفاه عثمان إلى ربذة:... ثم تكلم الحسين (عليه السلام)

(1) الكافي: 3 / 222 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 223 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 225 ح 11.
369

فقال: يا عماه إن الله تبارك وتعالى قادر أن يغير ما ترى وهو كل يوم في شأن إن القوم
منعوك دنياهم ومنعتهم دينك فما أغناك عما منعوك وما أحوجهم إلى ما منعتهم،
فعليك بالصبر فإن الخير في الصبر والصبر من الكرم ودع الجزع فإن الجزع
لا يغنيك (1).
[2160] 6 - الإسكافي رفعه عن ابن عميرة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): اتقوا الله واصبروا
فانه من لم يصبر أهلكه الجزع وإنما هلاكه في الجزع انه إذا جزع لم يؤجر (2).
[2161] 7 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من أصيب بمصيبة جزع عليها أو لم
يجزع، صبر عليها أم لم يصبر كان ثوابه من الله عز وجل الجنة (3).
[2162] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم ينجه الصبر أهلكه
الجزع (4).
[2163] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال على قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساعة
دفنه: ان الصبر لجميل إلا عنك وإن الجزع لقبيح إلا عليك وإن المصاب بك لجليل وإنه
قبلك وبعدك لجلل (5).
[2164] 10 - الطوسي باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال:... كل الجزع والبكاء مكروه
سوى الجزع والبكاء على الحسين (عليه السلام) (6).

(1) الكافي: 8 / 207.
(2) التمحصيص: 64 ح 151.
(3) الفقيه: 1 / 176 ح 517.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 189.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 292.
(6) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 20 / 162.
370

الجفاء
[2165] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البذاء من الجفاء والجفاء في
النار (1).
[2166] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق والغلو
والشك والشبهة.
والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى الغفلة والعتو فمن جفا احتقر الحق
ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم، الحديث (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[2167] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن موسى، عن ذبيان بن حكيم، عن
موسى بن أكيل النميري، عن ميسرة قال قال أبو جعفر (عليه السلام): ان من التضعيف ترك
المكافاة ومن الجفاء استخدام الضيف فإذا نزل بكم الضيف فأعينوه وإذا ارتحل فلا
تعينوه فانه من النذالة وزودوه وطيبوا زاده فانه من السخاء (3).

(1) الكافي: 2 / 325 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 283 ح 3.
371

[2168] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: الاستنجاء باليمين من الجفاء وروي انه إذا كانت باليسار
علة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2169] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب عن
أبي الصباح الكناني قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه شيخ فقال: يا
أبا عبد الله أشكو إليك ولدي وعقوقهم واخواني وجفاهم عند كبر سني فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا ان للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه
ذليل وان أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده والجفاء من إخوانه
وما من مؤمن يصيبه شيئا من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلى قبل موته اما في بدنه
واما في ولده واما في ماله حتى يخلصه الله مما اكتسب في دولة الباطل ويوفر له حظه في
دولة الحق فاصبر وأبشر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2170] 6 - الصدوق، عن ما جيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن علي بن حسان، عمن
ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من احتمل الجفاء لم يشكر النعمة (3).
[2171] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن سنان، عن
العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث إذا كن في الرجل فلا تحرج أن تقول
انه في جهنم: الجفاء والجبن والبخل وثلاث إذا كن في المرأة فلا تحرج أن تقول انها في
جهنم: البذاء والخيلاء والفجر (4).

(1) الكافي: 3 / 17 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 447 ح 12.
(3) الخصال: 1 / 11 ح 37.
(4) الخصال: 1 / 158 ح 204.
372

[2172] 8 - الحميري، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة من الجفاء: ان يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن اسمه
وكنيته، وان يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب أو يجيب فلا يأكل، ومواقعة الرجل
أهله قبل الملاعبة (1).
[2173] 9 - ابن قولويه، عن أبيه، وعلي بن الحسين معا، عن سعد، عن ابن عيسى، عن
أحمد بن أبي داود، عن سعيد بن أبي عمرو الجلاب، عن الحارث الأعور قال قال
علي (عليه السلام): بأبي وأمي الحسين المقتول بظهر الكوفة والله كأني أنظر إلى الوحش مادة
أعناقها على قبره من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح فإذا كان كذلك
فإياكم والجفاء (2).
[2174] 10 - الأربلي نقلا من كتاب الدلائل للحميري، عن إسحاق بن عمار الصيرفي
قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وكنت تركت التسليم على أصحابنا في مسجد
الكوفة وذلك لتقية علينا فيها شديدة فقال لي أبو عبد الله: يا إسحاق متى أحدثت هذا
الجفاء لإخوانك تمر بهم فلا تسلم عليهم؟ فقلت له: ذلك لتقية كنت فيها فقال: ليس
عليك في التقية ترك السلام وإنما عليك في التقية الإذاعة ان المؤمن ليمر بالمؤمنين فيسلم
عليهم فترد الملائكة سلام عليك ورحمة الله وبركاته أبدا (3).

(1) قرب الاسناد: 74.
(2) كامل الزيارة: 79 ح 2 الباب 26.
(3) كشف الغمة: 2 / 409.
373

الجفر
[2175] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان عندي الجفر الأبيض،
قال قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى،
وصحف إبراهيم (عليه السلام)، والحلال والحرام، ومصحف فاطمة، ما أزعم ان فيه قرآنا
وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع
الجلدة وأرش الخدش.
وعندي الجفر الأحمر قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح
وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل، فقال له عبد الله بن أبي يعفور:
أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن فقال: أي والله كما يعرفون الليل انه ليل والنهار انه
نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار، ولو طلبوا الحق
بالحق لكان خيرا لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2176] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره،
عن سليمان بن خالد قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم،
لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه ان كانوا صادقين،
وسلوهم عن الخالات والعمات وليخرجوا مصحف فاطمة (عليها السلام) فإن فيه

(1) الكافي: 1 / 240 ح 3.
374

وصية فاطمة (عليها السلام) ومعه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الله عز وجل يقول: فأتوا بكتاب من قبل
هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين (1).
[2177] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن
رئاب، عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هو
جلد ثور مملوء علما، قال له: فالجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في
عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية إلا وهي
فيها حتى أرش الخدش.
قال: فمصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال فسكت طويلا ثم قال: انكم لتبحثون عما
تريدون وعما لا تريدون ان فاطمة مكثت بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما
وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها على
أبيها ويطيب نفسها، ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها
وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك فهذا مصحف فاطمة (عليها السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2178] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم،
عن نعيم القابوسي، عن أبي الحسن (عليه السلام) انه قال: ان ابني عليا أكبر ولدي وإبراهيم
عندي وأحبهم إلي وهو ينظر معي في الجفر ولم ينظر فيه إلا نبي أو وصي نبي (3).
[2179] 5 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسين
بن أبي العلا قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان عندي الجفر الأبيض قال قلنا وأي
شيء فيه؟ قال: فقال لي: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف إبراهيم
والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما ازعم ان فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس

(1) الكافي: 1 / 241 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 241 ح 5.
(3) الكافي: 1 / 311 ح 2.
375

إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى أن فيه الجلدة ونصف الجلدة وثلث الجلدة وربع الجلدة
وأرش الخدش وعندي الجفر الأحمر قال: قلت: جعلت فداك وأي شيء في الجفر
الأحمر؟ قال: السلاح وذلك انها يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل فقال له
عبد الله بن أبي يعفور أصلحك الله فيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: أي والله كما يعرف
الليل انه ليل والنهار انه نهار ولكن يحملهم الحسد وطلب الدنيا ولو طلبوا الحق لكان
خيرا لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2180] 6 - الصفار، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي المغرا، عن عنبسة بن
مصعب قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فاثنى عليه بعض القوم حتى كان من قوله
واخزى عدوك من الجن والانس فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد كنا وعدونا كثير ولقد
أمسينا وما أحد أعدى لنا من ذوي قرابتنا ومن ينتحل حبنا انهم ليكذبون علينا في
الجفر قال: قلت: أصلحك الله وما الجفر؟ قال: هو والله مسك ماعز ومسك ضان
ينطبق أحدهما بصاحبه فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة اما والله ما
أزعم انه قرآن (2).
[2181] 7 - الصفار، عن ابن يزيد، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر له وقيعة ولد الحسن وذكرنا الجفر فقال: والله ان عندنا
لجلدي ماعز وضأن إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) وإن عندنا لصحيفة طولها
سبعون ذراعا أملاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطها علي (عليه السلام) بيده وإن فيها لجميع ما يحتاج
إليه حتى أرش الخدش (3).

(1) بصائر الدرجات: 150 ح 1.
(2) بصائر الدرجات: 154 ح 9.
(3) بصائر الدرجات: 154 ح 10.
376

الرواية موثقة سندا.
[2182] 8 - الصفار، عن محمد بن أحمد، عن ابن معروف، عن أبي القاسم الكوفي،
عن بعض أصحابه قال: ذكر ولد الحسن الجفر فقالوا: ما هذا بشيء، فذكر ذلك
لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: نعم هما اهابان: اهاب ماعز واهاب ضأن مملوءان كتبا فيهما
كل شيء حتى أرش الخدش (1).
[2183] 9 - الصفار، عن أحمد بن موسى، عن علي بن إسماعيل، عن صفوان، عن ابن
المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول ويحكم أتدرون
ما الجفر؟ إنما هو جلد شاة ليست بالصغيرة ولا بالكبيرة فيها خط علي (عليه السلام) واملاء
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من فلق فيه ما من شيء يحتاج إلى إلا وهو فيه حتى أرش
الخدش (2).
[2184] 10 - الصفار، عن أبي محمد، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر
البغدادي، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان في الجفر ان الله تبارك وتعالى لما أنزل ألواح موسى (عليه السلام) أنزلها
عليه وفيها تبيان كل شيء وهو كائن إلى أن تقوم الساعة فلما انقضت أيام موسى
أوحى الله إليه أن استودع الألواح وهي زبرجدة من الجنة الجبل فأتى موسى الجبل
فانشق له الجبل فجعل فيه الألواح ملفوفة فلما جعلها فيه انطبق الجبل عليها فلم تزل
في الجبل حتى بعث الله نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فأقبل ركب من اليمن يريدون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما
انتهوا إلى الجبل انفرج وخرجت الألواح ملفوفة كما وضعها موسى (عليه السلام) فأخذها القوم
فلما وقعت في أيديهم ألقي في قلوبهم أن لا ينظروا إليها وهابوها حتى يأتوا بها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنزل الله جبرئيل على نبيه فأخبره بأمر القوم وبالذي أصابوا فلما

(1) بصائر الدرجات: 155 ح 11.
(2) بصائر الدرجات: 155 ح 12.
377

قدموا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ابتدأهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألهم عما وجدوا فقالوا: وما علمك بما
وجدنا فقال أخبرني به ربي وهي الألواح قالوا نشهد أنك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأخرجوها فدفعوها إليه فنظر إليها وقرأها وكتابها بالعبراني ثم دعا أمير المؤمنين (عليه السلام)
فقال دونك هذه ففيها علم الأولين وعلم الآخرين وهي ألواح موسى وقد أمرني ربي
أن أدفعها إليك قال: يا رسول الله لست أحسن قراءتها قال: ان جبرئيل أمرني أن
آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنك تصبح وقد علمت قراءتها قال: فجعلها
تحت رأسه فأصبح وقد علمه الله كل شيء فيها فأمره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينسخها
فنسخها في جلد شاة وهو الجفر وفيه علم الأولين والآخرين وهو عندنا والألواح
وعصى موسى عندنا ونحن ورثنا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة فراجع ان شئت الكافي: 1 / 238،
وبصائر الدرجات: 150، والوافي: 3 / 579، وبحار الأنوار: 26 / 18، وغيرها
من كتب الأخبار، والحمد لله تعالى.

(1) بصائر الدرجات: 139 ح 4.
378

الجماع
[2185] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن
ابن سالم، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له: هل يكره الجماع في وقت من
الأوقات وإن كان حلالا؟ قال: نعم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ومن مغيب
الشمس إلى مغيب الشفق وفي اليوم الذي تنكسف فيه الشمس وفي الليلة التي
ينخسف فيها القمر وفي الليلة وفي اليوم اللذين يكون فيهما الريح السوداء والريح
الحمراء والريح الصفراء واليوم والليلة اللذين يكون فيهما الزلزلة ولقد بات
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند بعض أزواجه في ليلة انكسف فيها القمر فلم يكن منه في تلك
الليلة ما كان يكون منه في غيرها حتى أصبح فقالت له: يا رسول الله ألبغض كان منك
في هذه الليلة؟ قال: لا ولكن هذه الآية ظهرت في هذه الليلة فكرهت أن أتلذذ وألهو
فيها وقد عير الله أقواما فقال عز وجل في كتابه: (إن يروا كسفا من السماء ساقطا يقولوا
سحاب مركوم فذرهم حتى يلاقوا يومهم الذي فيه يصعقون) (1) ثم قال
أبو جعفر (عليه السلام): وأيم الله لا يجامع أحد في هذه الأوقات التي نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عنها
وقد انتهى اليه الخبر فيرزق ولدا فيرى في ولده ذلك ما يحب (2).
[2186] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
حسان الواسطي، عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا

(1) سورة الطور: 44.
(2) الكافي: 5 / 498 ح 1.
379

فذكر شرك الشيطان فعظمه حتى أفزعني قلت: جعلت فداك فما المخرج من ذلك؟
قال: إذا أردت الجماع فقل: بسم الله الرحمن الرحيم الذي لا اله إلا هو بديع السماوات
والأرض، اللهم إن قضيت مني في هذه الليلة خليفة فلا تجعل للشيطان فيه شركا ولا
نصيبا ولا حظا واجعله مؤمنا مخلصا مصفى من الشيطان ورجزه جل ثناؤك (1).
[2187] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبان بن عثمان، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت
الولد فقل عند الجماع: اللهم ارزقني ولدا واجعله تقيا ليس في خلقه زيادة ولا نقصان
واجعل عاقبته إلى خير (2).
الرواية صحيحة الاسناد.
[2188] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن
سليمان، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك كيف صارت عدة
المطلقة ثلاث حيض أو ثلاثة أشهر وصارت عدة المتوفي عنها زوجها أربعة أشهر
وعشرا؟ فقال: اما عدة المطلقة ثلاثة قروء فلاستبراء الرحم من الولد واما عدة
المتوفي عنها زوجها فإن الله عز وجل شرط للنساء شرطا وشرط عليهن شرطا فلم
يجأ بهن فيما شرط لهن ولم يجر فيما اشترط عليهن شرط لهن في الإيلاء أربعة أشهر إذ
يقول الله عز وجل: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة) (3) أشهر فلم يجوز لأحد
أكثر من أربعة أشهر في الإيلاء لعلمه تبارك وتعالى انه غاية صبر المرأة من الرجل
وأما ما شرط عليهن فإنه أمرها أن تعتد إذا مات عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا
فاخذ منها له عند موته ما أخذ لها منه في حياته عند إيلائه قال الله تبارك وتعالى:

(1) الكافي: 5 / 503 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 10 ح 12.
(3) سورة البقرة: 226.
380

(يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا) (1) ولم يذكر العشرة الأيام في العدة إلا
مع الأربعة أشهر وعلم ان غاية صبر المرأة الأربعة أشهر في ترك الجماع فمن ثم أوجبه
عليها ولها (2).
[2189] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن عيسى، عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان نبيا من الأنبياء شكا إلى الله عز وجل الضعف وقلة الجماع فأمره بأكل
الهريسة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2190] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن الحسن
الجلاب، عن موسى بن إسماعيل، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): الجزر أمان من القولنج والبواسير ويعين على الجماع (4).
[2191] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس،
عن عبد العزيز بن حسان البغدادي، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي
قال: ذكر أبو عبد الله (عليه السلام) البصل فقال: يطيب النكهة ويذهب بالبلغم ويزيد في
الجماع (5).
[2192] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن نضر بن إسحاق، عن عنبسة بن سعيد رفع الحديث إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كثرة
تسريح الرأس تذهب بالوباء وتجلب الرزق وتزيد في الجماع (6).

(1) سورة البقرة: 234.
(2) الكافي: 6 / 113 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 319 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 372 ح 2.
(5) الكافي: 6 / 374 ح 1.
(6) الكافي: 6 / 489 ح 6.
381

[2193] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا مع أبي بصير فسمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
وهو يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الريح الطيبة تشد القلب وتزيد في الجماع (1).
[2194] 10 - الصدوق رفعه قال الصادق (عليه السلام): إذا أتى أحدكم أهله فليذكر الله فإن من لم
يذكر الله عند الجماع وكان منه ولد كان ذلك شرك شيطان ويعرف ذلك بحبنا
وبغضنا (2).
[2195] 11 - الصدوق رفعه عن أبي سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفيها حين تجلس
واغسل رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك فإنك إذا فعلت ذلك أخرج
الله من بيتك سبعين ألف لون من الفقر وأدخل فيه سبعين ألف لون من البركة وأنزل
عليه سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية في بيتك
وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار وامنع
العروس في أسبوعها من الألبان والخل والكزبرة والتفاح الحامض من هذه الأربعة
الأشياء فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله ولأي شيء أمنعها هذه الأشياء الأربعة؟ قال:
لأن الرحم تعقم وتبرد من هذه الأربعة الأشياء عن الولد ولحصير في ناحية البيت
خير من امرأة لا تلد فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله ما بال الخل تمنع منه؟ قال إذا
حاضت على الخل لم تطهر أبدا بتمام والكزبرة تثير الحيض في بطنها وتشدد عليها
الولادة والتفاح الحامض يقطع حيضها فيصير داء عليها ثم قال: يا علي لا تجامع
امرأتك في أول الشهر ووسطه وآخره فإن الجنون والجذام والخبل ليسرع إليها وإلى
ولدها يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر فانه إن قضي بينكما ولد في ذلك الوقت

(1) الكافي: 6 / 510 ح 3.
(2) الفقيه: 3 / 404 ح 4414.
382

يكون أحول والشيطان يفرح بالحول في الإنسان يا علي لا تتكلم عند الجماع فانه إن
قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس ولا ينظرن أحد إلى فرج امرأته وليغض
بصره عند الجماع فإن النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد يا علي لا تجامع امرأتك
بشهوة امرأة غيرك فاني أخشى ان قضي بينكما ولد أن يكون مخنثا أو مؤنثا مخبلا يا
علي من كان جنبا في الفراش مع امرأته فلا يقرأ القرآن (1) فاني أخشى أن تنزل عليهما
نار من السماء فتحرقهما.
يا علي لا تجامع امرأتك إلا ومعك خرقة ومع أهلك خرقة ولا تمسحا بخرقة واحدة
فتقع الشهوة على الشهوة فإن ذلك يعقب العداوة بينكما ثم يؤديكما إلى الفرقة والطلاق
يا علي لا تجامع امرأتك من قيام فن ذلك من فعل الحمير فإن قضي بينكما ولد كان
بوالا في الفراش كالحمير البوالة في كل مكان يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحى
فانه إن قضي بينكما ولد يكون له ست أصابع أو أربع أصابع يا علي لا تجامع امرأتك
تحت شجرة مثمرة فانه إن قضي بينكما ولد يكون جلادا قتالا أو عريفا يا علي لا تجامع
امرأتك في وجه الشمس وتلالؤئها إلا أن ترخى سترا فيستركما فانه إن قضي بينكما
ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت يا علي لا تجامع امرأتك بين الأذان والإقامة فانه
إن قضي بينكما ولد يكون حريصا على إهراق الدماء يا علي إذا حملت امرأتك فلا
تجامعها إلا وأنت على وضوء فانه إن قضي بينكما ولد يكون أعمى القلب بخيل اليد يا
علي لا تجامع أهلك في النصف من شعبان فانه إن قضي بينكما ولد يكون مشؤما ذا
شامة في وجهه يا علي لا تجامع أهلك في آخر درجة منه إذا بقي يوما فانه إن قضي
بينكما ولد يكون عشارا أو عونا للظالمين ويكون هلاك فئام من الناس على يديه يا علي
لا تجامع أهلك على سقوف البنيان فانه إن قضي بينكما ولد يكون منافقا مرائيا مبتدعا
يا علي إذا خرجت في سفر فلا تجامع أهلك من تلك الليلة فانه إن قضي بينكما ولد

(1) قال الصدوق (رحمه الله): يعني به قراءة العزائم دون غيرها.
383

ينفق ماله في غير حق وقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إن المبذرين كانوا إخوان
الشياطين) يا علي لا تجامع أهلك إذا خرجت إلى سفر مسيره ثلاثة أيام ولياليهن
فانه إن قضي بينكما ولد يكون عونا لكل ظالم عليك.
يا علي عليك بالجماع ليلة الاثنين فانه إن قضي بينكما ولد يكون حافظا لكتاب الله
راضيا بما قسم الله عز وجل يا علي إن جامعت أهلك في ليلة الثلاثاء فقضي بينكما ولد فانه
يرزق الشهادة بعد شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله ولا يعذبه الله مع
المشركين ويكون طيب النكهة والفم رحيم القلب سخي اليد طاهر اللسان من الغيبة
والكذب والبهتان يا علي إن جامعت أهلك ليلة الخميس فقضي بينكما ولد فانه يكون
حاكما من الحكام أو عالما من العلماء وان جامعتها يوم الخميس عند زوال الشمس
عن كبد السماء فقضي بينكما ولد فإن الشيطان لا يقربه حتى يشيب ويكون قيما
ويرزقه الله عز وجل السلامة في الدين والدنيا يا علي وإن جامعتها ليلة الجمعة وكان بينكما ولد
فانه يكون خطيبا قوالا مفوها وإن جامعتها يوم الجمعة بعد العصر فقضي بينكما ولد
فانه يكون معروفا مشهورا عالما وان جامعتها في ليلة الجمعة بعد العشاء الآخرة فانه
يرجى أن يكون الولد من الأبدال إن شاء الله تعالى يا علي لا تجامع أهلك في أول ساعة
من الليل فانه إن قضي بينكما ولد لا يؤمن أن يكون ساحرا مؤثرا للدنيا على الآخرة
يا علي احفظ وصيتي هذه كما حفظتها عن جبرئيل (عليه السلام) (1).
[2196] 12 - قال الصدوق: روي عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين
ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، عن أبيه، عن
الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله
تبارك وتعالى كره لكم أيتها الامة أربعا وعشرين خصلة ونهاكم عنها: كره لكم
العبث في الصلاة، وكره المن في الصدقة، وكره الضحك بين القبور، وكره التطلع في

(1) الفقيه: 3 / 551 ح 4899.
384

الدور، وكره النظر إلى فروج النساء، وقال: يورث العمى وكره الكلام عند الجماع،
وقال: يورث الخرس وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء
الآخرة، وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت السماء، وكره دخول
الأنهار بلا مئزر، وقال في الأنهار عمار وسكان من الملائكة وكره دخول الحمامات إلا
بمئزر، وكره الكلام بين الأذان والإقامة في صلاة الغداة حتى تقضى الصلاة، وكره
ركوب البحر في هيجانه، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر، وقال من نام على سطح
غير محجر برئت منه الذمة وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى
امرأته وهي حائض، فإن غشيها فخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه
وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى فإن فعل
وخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن يكلم الرجل مجذوما إلا أن يكون
بينه وبينه قدر ذراع، وقال فر من المجذوم فرارك من الأسد وكره البول على شط نهر
جار، وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة مثمرة قد أينعت أو نخلة قد أينعت يعني
أثمرت، وكره أن يتنعل الرجل وهو قائم وكره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلا أن
يكون بين يديه سراج أو نار، وكره النفخ في الصلاة (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة، إن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار منها:
بحار الأنوار: 100 / 281.

(1) الفقيه: 3 / 556 ح 4914.
385

الجمال
[2197] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
ان الله جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده (1).
[2198] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عمن
رواه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أنعم الله على عبده بنعمة أحب أن يراها عليه لأنه
جميل يحب الجمال (2).
[2199] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن عبد الله بن سنان،
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن القواد ما حده؟ قال: لا حد على القواد
أليس إنما يعطى الأجر على أن يقود؟ قلت: جعلت فداك إنما يجمع بين الذكر والأنثى
حراما قال: ذاك المؤلف بين الذكر والأنثى حراما؟ فقلت: هو ذاك جعلت فداك قال:
يضرب ثلاثة أرباع حد الزاني - خمسة وسبعين سوطا - وينفى من المصر الذي هو
فيه، فقلت: جعلت فداك فما على رجل الذي وثب على امرأة فحلق رأسها قال:
يضرب ضربا وجيعا ويحبس في سجن المسلمين حتى يستبرء شعرها فإن نبت أخذ
منه مهر نسائها وإن لم ينبت أخذت منه الدية كاملة خمسة آلاف درهم فقلت: فكيف
صار مهر نسائها إن نبت شعرها؟ قال: يا ابن سنان ان شعر المرأة وعذرتها يشتركان

(1) الكافي: 6 / 438 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 438 ح 4.
386

في الجمال فإذا ذهب بأحدها وجب لها المهر كاملا (1).
[2200] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن
هارون بن مسلم، عن بريد بن معاوية قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لعبيد بن زياد:
إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك قال:
فما رئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتى مات (2).
[2201] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد والحميري جميعا، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة
الحديث الكذب، وآفة العلم النسيان، وآفة الحلم السفه، وآفة العبادة الفترة، وآفة
الظرف الصلف، وآفة الشجاعة البغي، وآفة السخاء المن، وآفة الجمال الخيلاء،
وآفة الحسب الفخر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2202] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من كانت فيه خلة من ثلاثة
انتظمت فيه ثلاثتها في تفخيمه وهيبته وجماله: من كان له ورع أو سماحة أو
شجاعة (4).
[2203] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاث خصال من رزقها الله
كان كاملا: العقل والجمال والفصاحة (5).
[2204] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن محمد بن اشكاب،
عن أبيه، عن علي بن حفص، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر

(1) الكافي: 7 / 261 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 440 ح 15.
(3) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(4) تحف العقول: 320.
(5) تحف العقول: 320.
387

ابن عبد الله الأنصاري قال: أقبل العباس ذات يوم إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان العباس
طوالا حسن الجسم فلما رآه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) تبسم إليه فقال إنك يا عم لجميل فقال
العباس: ما الجمال بالرجل يا رسول الله؟ قال: بصواب القول بالحق قال: فما الكمال؟
قال: تقوى الله عز وجل وحسن الخلق (1).
[2205] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجمال الظاهر حسن الصورة،
الجمال الباطن حسن السريرة (2).
[2206] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن وجه المؤمن من حسن
عناية الله به (3).
إن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 6 / 437، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 675 وقد مر منا عنوان التجمل في محله فراجع واغتنم.

(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 61 / 497 الرقم 1092.
(2) غرر الحكم ح 1193.
(3) غرر الحكم: ح 4848.
388

الجنة
[2207] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن حسان، عن أبي محمد الرازي،
عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من كان عاقلا
كان له دين ومن كان له دين دخل الجنة (1).
[2208] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
عبد الله بن عبد الرحمن، عن الهيثم بن واقد، عن مقرن قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال يا أمير المؤمنين (وعلى الأعراف
رجال يعرفون كلا بسيماهم)؟ فقال: نحن على الأعراف، نعرف أنصارنا بسيماهم،
ونحن الأعراف الذي لا يعرف الله عز وجل إلا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يعرفنا الله عز وجل يوم
القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلا من
أنكرنا وأنكرناه ان الله تبارك وتعالى لو شاء لعرف العباد نفسه ولكن جعلنا أبوابه
وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمن عدل عن ولايتنا أو فضل علينا
غيرنا، فإنهم عن الصراط لناكبون; فلا سواء من اعتصم الناس به ولا سواء حيث
ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض وذهب من ذهب إلينا إلى عيون
صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع (2).
[2209] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان،

(1) الكافي: 1 / 11 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 184 ح 9.
389

عن عبد الله بن القاسم، عن عبد القهار، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي
وعدنيها ربي ويتمسك بقضيب غرسه ربي بيده فليتول علي بن أبي طالب (عليه السلام)
وأوصياءه من بعده فإنهم لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى،
فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم واني سألت ربي ألا يفرق بينهم وبين الكتاب حتى يردا
علي الحوض هكذا - وضم بين إصبعيه - وعرضه ما بين صنعاء إلى أيلة، فيه قدحان
فضة وذهب عدد النجوم (1).
[2210] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن سليمان بن جعفر قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ان علي بن عبد الله بن
الحسين ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) وامرأته وبنيه من أهل الجنة ثم
قال من عرف هذا الأمر من ولد علي وفاطمة (عليهما السلام) لم يكن كالناس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2211] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور قال:
حدثنا يونس، عن حماد بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان
الله عز وجل نصب عليا (عليه السلام) علما بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا
ومن جهله كان ضالا ومن نصب معه شيئا كان مشركا ومن جاء بولايته دخل
الجنة (3).
[2212] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن عيسى
بن سليمان النحاس، عن المفضل بن عمر، عن الخيبري ويونس بن ظبيان

(1) الكافي: 1 / 209 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 337 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 437 ح 7.
390

قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدراهم إلى
الامام وان الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد ثم قال: ان الله تعالى يقول في
كتابه: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) (1)
قال: هو والله في صلة الإمام خاصة (2).
[2213] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استقبل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له: كيف أنت يا حارثة
بن مالك؟ فقال: يا رسول الله مؤمن حقا فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل شيء حقيقة
فما حقيقة قولك فقال يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت
هواجري وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب وكأني أنظر إلى أهل الجنة
يتزاورون في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عبد
نور الله قلبه أبصرت فأثبت، فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يرزقني الشهادة معك،
فقال: اللهم ارزق حارثة الشهادة فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
سرية فبعثه فيها، فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل.
وفي رواية القاسم بن بريد عن أبي بصير قال استشهد مع جعفر بن أبي طالب بعد
تسعة نفر وكان هو العاشر (3).
[2214] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال لهم: من

(1) سورة البقرة: 246.
(2) الكافي: 1 / 537، 2.
(3) الكافي: 2 / 54 ح 3.
391

أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا نصبر على
طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا أدخلوهم الجنة وهو قول الله عز وجل:
(إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2215] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما خلد أهل النار في
النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا وإنما خلد أهل
الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا فبالنيات
خلد هؤلاء وهؤلاء ثم تلا قوله تعالى: (قل كل يعمل على شاكلته) (3) قال: على
نيته (4).
[2216] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن لجهم، عن منصور، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر بي أبي
وأنا بالطواف وأنا حدث وقد اجتهدت في العبادة فرآني وأنا أتصاب عرقا، فقال لي:
يا جعفر يا بني ان الله إذا أحب عبدا أدخله الجنة ورضي عنه باليسير (5).
[2217] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة
محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة
باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار (6).

(1) سورة الزمر: 10.
(2) الكافي: 2 / 75 ح 4.
(3) سورة الاسراء: 84.
(4) الكافي: 2 / 85 ح 5.
(5) الكافي: 2 / 86 ح 4.
(6) الكافي: 2 / 89 ح 7.
392

الرواية معتبرة الإسناد.
[2218] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الرجل منكم ليشرب الشربة من
الماء فيوجب الله له بها الجنة، ثم قال: انه ليأخذ الإناء فيضعه على فيه فيسمي ثم
يشرب فينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله ثم يعود فيشرب، ثم ينحيه فيحمد الله، ثم
يعود فيشرب، ثم ينحيه فيحمد الله فيوجب الله عز وجل بها له الجنة (1).
الرواية صحيحة الاسناد.
[2219] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله
وحسن الخلق (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2220] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة
ابن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له
الجنة: الإنفاق من إقتار والبشر لجميع العالم والإنصاف من نفسه (3).
الرواية موثقة سندا.
[2221] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل
قال: صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة والبخل وعبوس
الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 96 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 100 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 103 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 103 ح 5.
393

[2222] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحياء من الإيمان،
والإيمان في الجنة (1).
[2223] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل أتاه: ألا أدلك على أمر
يدخلك الله به الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله قال أنل مما أنالك الله قال: فإن كنت
أحوج ممن أنيله؟ قال: فانصر المظلوم قال: وان كنت أضعف ممن أنصره؟ قال:
فاصنع للأخرق يعني أشر عليه قال: فإن كنت أخرق ممن أصنع له؟ قال: فاصمت
لسانك إلا من خير أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى
الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2224] 18 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن
سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: إذا
جمع الله عز وجل الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في
الله، قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب قال:
فتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة بغير حساب، قال:
فيقولون: فأي ضرب أنتم من الناس؟ فيقولون نحن المتحابون في الله قال: فيقولون:
وأي شيء كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله قال: فيقولون: نعم
أجر العاملين (3).

(1) الكافي: 2 / 106 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 113 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 126 ح 8.
394

الرواية صحيحة الإسناد.
[2225] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يحيى بن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده أبي البلاد رفعه قال: جاء أعرابي إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يريد بعض غزواته، فأخذ بغرز راحلته فقال: يا رسول الله علمني
عملا أدخل به الجنة، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم وما كرهت أن
يأتيه الناس إليك فلا تأته إليهم خل سبيل الراحلة (1).
[2226] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس حتى يأتوا
باب الجنة فيضربوا باب الجنة فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن الفقراء، فيقال
لهم: أقبل الحساب؟ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه، فيقول الله عز وجل:
صدقوا ادخلوا الجنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا العنوان فوق حد الإحصاء فراجع كتب الأخبار نحو
بحار الأنوار: 8 / 71 والحمد لله تعالى.

(1) الكافي: 2 / 146 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 264 ح 19.
395

الجنون
[2227] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال
في دبر صلاة الفجر ودبر صلاة المغرب سبع مرات: «بسم الله الرحمن الرحيم لا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الريح
والبرص والجنون وإن كان شقيا محي من الشقاء وكتب في السعداء (1).
[2228] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غسل الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من
البرص والجنون (2).
الرواية موثقة سندا.
[2229] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة
الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين بابا من السوء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2230] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل تزوج إلى قوم فإذا

(1) الكافي: 2 / 531 ح 25.
(2) الكافي: 3 / 418 ح 10.
(3) الكافي: 4 / 5 ح 2.
396

امرأته عوراء ولم يبينوا له، قال: يرد النكاح من البرص والجذام والجنون
والعفل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2231] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): يا علي افتتح طعامك
بالملح واختم بالملح فإن من افتتح طعامه بالملح وختم بالملح عوفي من اثنين وسبعين
نوعا من أنواع البلاء منه الجذام والجنون والبرص (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2232] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقليم الأظفار وأخذ الشارب في كل جمعة أمان من البرص
والجنون (3).
الرواية موثقة سندا.
[2233] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم جميعا،
عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: ثلاثة يتخوف منها الجنون: التغوط بين القبور والمشي في
خف واحد والرجل ينام وحده، وهذه الأشياء إنما كرهت هذه العلة وليست هي
بحرام (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2234] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن

(1) الكافي: 5 / 406 ح 6.
(2) الكافي: 6 / 326 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 490 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 534 ح 10.
397

محمد بن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول إذا بلغ
المؤمن أربعين سنة آمنه الله من الأدواء الثلاثة: البرص والجذام والجنون فإذا بلغ
الخمسين خفف الله عز وجل حسابه فإذا بلغ ستين سنة رزقه الله الإنابة فإذا بلغ السبعين أحبه
أهل السماء فإذا بلغ الثمانين أمر الله عز وجل بإثبات حسناته وإلقاء سيئاته فإذا بلغ التسعين غفر
الله تبارك وتعالى له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب أسير الله في أرضه، وفي رواية
اخرى: فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2235] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن الحسن بن
علي، عن أبيه، عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلى وعثمان بن عمران على
أبي عبد الله (عليه السلام) فلما رآنا قال: مرحبا بكم وجوه تحبنا ونحبها جعلكم الله معنا في الدنيا
والآخرة، فقال له عثمان: جعلت فداك فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): نعم مه قال: إني
رجل موسر، فقال له: بارك الله لك في يسارك قال: ويجييء الرجل فيسألني الشيء
وليس هو ابان زكاتي فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): القرض عندنا بثمانية عشر والصدقة
بعشرة وماذا عليك إذا كنت كما تقول موسرا أعطيته فإذا كان ابان زكاتك احتسبت
بها من الزكاة يا عثمان لا ترده فإن رده عند الله عظيم يا عثمان انك لو علمت ما منزلة
المؤمن من ربه ما توانيت في حاجته ومن أدخل على مؤمن سرورا فقد أدخل على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقضاء حاجة المؤمن يدفع الجنون والجذام والبرص (2).
[2236] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن سهل بن زياد، عن
السياري، عن محمد بن يحيى الخزاز، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان
الله عز وجل أعفى شيعتنا من ست: من الجنون والجذام والبرص والابنة وأن يولد له من

(1) الكافي: 8 / 107 ح 83.
(2) الكافي: 4 / 34 ح 4.
398

زنا وأن يسأل الناس بكفه (1).
[2237] 11 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الشباب شعبة من الجنون (2).
[2238] 12 - الصدوق بإسناده المتصل إلى أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا إن رجبا شهر الله الأصم وهو شهر عظيم وإنما سمي الأصم لأنه لا يقاربه شهر من
الشهور حرمة وفضلا عند الله - إلى أن قال - ومن صام من رجب أربعة أيام عوفي من
البلايا كلها من الجنون والجذام والبرص وفتنة الدجال واجير من عذاب القبر وكتب
له مثل اجور اولي الألباب التوابين الأوابين واعطي كتابه بيمينه في أوائل العابدين،
الحديث (3).
[2239] 13 - المفيد، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن
مهران، عن أبي جميلة، عن جابر الجعفي قال: حدثني أبو جعفر (عليه السلام) سبعين ألف
حديث لم أحدث بها أحدا أبدا، قال جابر: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك انك
حملتني وفرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا وربما جاش في
صدري حتى يأخذني منه شبية الجنون قال: يا جابر فإذا كان ذلك فأخرج إلى الجبان
فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل: حدثني محمد بن علي بكذا وكذا (4).
[2240] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحدة ضرب من الجنون لأن
صاحبها يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم (5).

(1) الخصال: 1 / 336 ح 37.
(2) الفقيه: 4 / 377 ح 577.
(3) ثواب الأعمال: 78 ح 4.
(4) الاختصاص: 66.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 255.
399

الجهاد
[2241] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ألا أخبرك بالإسلام
أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قلت: بلى جعلت فداك قال: أما أصله فالصلاة وفرعه
الزكاة وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت: نعم
جعلت فداك قال: الصوم جنة من النار، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في
جوف الليل بذكر الله ثم قرأ (عليه السلام): (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2242] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب، عن
يعقوب السراج، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن
الإيمان فقال: ان الله عز وجل جعل الإيمان على أربع شعب: على الصبر واليقين والعدل
والجهاد... والجهاد على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن
المنكر أرغم أنف المنافق وأمن كيده ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنئ
الفاسقين غضب لله ومن غضب لله غضب الله له فذلك الإيمان ودعائمه وشعبه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 23 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 50 ح 1.
400

[2243] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن منصور
ابن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أي الأعمال أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها
وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2244] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: يا رسول الله إني راغب في الجهاد نشيط قال: فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فجاهد في
سبيل الله فإنك إن تقتل تكن حيا عند الله ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على الله وإن
رجعت رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله إن لي والدين كبيرين
يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فقر مع والديك
فوالذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة (2).
[2245] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للجنة باب يقال له باب المجاهدين يمضون
إليه فإذا هو مفتوح وهم تقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة ترحب بهم ثم
قال فمن ترك الجهاد ألبسه الله عز وجل ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه ان الله عز وجل أغنى أمتي
بسنابك خيلها ومراكز رماحها (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2246] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن حيدرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(1) الكافي: 2 / 158 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 160 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 2 ح 2.
401

الجهاد أفضل الأشياء بعد الفرائض (1).
[2247] 7 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن جعفر بن عبد الله العلوي وأحمد بن
محمد الكوفي، عن علي بن العباس، عن إسماعيل بن إسحاق جميعا، عن أبي روح
فرج بن قرة، عن مسعدة بن صدقة قال: حدثني ابن أبي ليلى، عن أبي عبد الرحمن
السلمي قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب
الجنة فتح الله لخاصة أوليائه وسوغهم كرامة منه لهم ونعمة ذخرها، والجهاد هو لباس
التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل
وشمله البلاء وفارق الرضا وديث الصغار والقماءة وضرب على قلبه بالأسداد واديل
الحق منه بتضييع الجهاد وسئم الخسف ومنع النصف، الحديث (2).
[2248] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ان الله عز وجل فرض الجهاد وعظمه وجعله نصره وناصره والله ما
صلحت الدنيا ولا دين إلا به (3).
[2249] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن الحسين بن
علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كتب
الله الجهاد على الرجال والنساء فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتى يقتل في سبيل الله
وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته; وفي حديث آخر: جهاد
المرأة حسن التبعل (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 3 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 4 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 8 ح 11.
(4) الكافي: 5 / 9 ح 1.
402

[2250] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن فضيل بن عياض قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجهاد سنة أم فريضة؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه فجهادان
فرض وجهاد سنة لا يقام إلا مع الفرض، فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه
عن معاصي الله عز وجل وهو من أعظم الجهاد. ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض.
واما الجهاد الذي هو سنة لا يقام إلا مع فرض فإن مجاهدة العدو فرض على جميع الامة
ولو تركوا الجهاد لأتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام وحده
أن يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم، وأما الجهاد الذي هو سنة فكل سنة أقامها الرجل
وجاهد في إقامتها وبلوغها وإحيائها فالعمل والسعي فيها من أفضل الأعمال لأنها
إحياء سنة وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل
بها إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من اجورهم شيء (1).
[2251] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن
بريد، عن أبي عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أخبرني عن
الدعاء إلى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل إلا لهم ولا يقوم به إلا من كان منهم أم
هو مباح لكل من وحد الله عز وجل وآمن برسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن كان كذا فله أن يدعو إلى الله عز وجل
وإلى طاعته وأن يجاهد في سبيله؟ فقال: ذلك لقوم لا يحل إلا لهم ولا يقوم
بذلك إلا من كان منهم، قلت: من أولئك؟ قال: من قام بشرائط الله عز وجل في القتال
والجهاد على المجاهدين فهو المأذون له في الدعاء إلى الله عز وجل ومن لم يكن قائما بشرائط الله عز وجل
في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد، ولا الدعاء إلى الله حتى
يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لي يرحمك الله قال: ان
الله تبارك وتعالى أخبر نبيه في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاء اليه فجعل ذلك لهم

(1) الكافي: 5 / 9 ح 1.
403

درجات يعرف بعضها بعضا ويستدل ببعضها على بعض فأخبر أنه تبارك وتعالى أول
من دعا إلى نفسه ودعا إلى طاعته واتباع أمره فبدأ بنفسه فقال: (والله يدعو إلى دار
السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (1) ثم ثنى برسوله فقال: (ادع إلى
سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن) (2) يعني
بالقرآن، الحديث (3).
[2252] 12 - الصدوق، عن علي بن حاتم، عن أحمد بن علي العبدي، عن الحسن بن
إبراهيم الهاشمي، عن إسحاق بن إبراهيم الديري، عن عبد الوراق بن حاتم، معمر بن
قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): جاءني جبرئيل فقال لي
يا أحمد الإسلام عشرة أسهم وقد خاب من لا سهم له فيها: أولها شهادة أن لا اله إلا
الله وهي الكلمة والثانية الصلاة وهي الطهر والثالثة الزكاة وهي الفطرة والرابعة الصوم
وهي الجنة والخامسة الحج وهي الشريعة والسادسة الجهاد وهو العز والسابعة الأمر
بالمعروف وهو الوفاء والثامنة النهي عن المنكر وهو الحجة والتاسعة الجماعة وهي
الالفة والعاشرة الطاعة وهي العصمة قال: قال حبيبي جبرئيل: ان مثل هذا الدين
كمثل شجرة ثابتة الإيمان أصلها والصلاة عروقها والزكاة ماؤها والصوم سعفها
وحسن الخلق ورقها والكف عن المحارم ثمرها فلا تكمل شجرة إلا بالثمر كذلك الإيمان
لا يكمل إلا بالكف عن المحارم (4).
[2253] 13 - الصدوق باسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي أفضل الجهاد من أصبح لا يهم بظلم أحد (5).

(1) سورة يونس: 25.
(2) سورة النحل: 125.
(3) الكافي: 5 / 13 ح 1.
(4) علل الشرايع: 249 ح 5.
(5) الفقيه: 4 / 353.
404

[2254] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان أفضل ما توسل به
المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة
الإسلام... (1).
[2255] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أين إخواني الذين ركبوا
الطريق ومضوا على الحق، أين عمار وأين ابن التيهان وأين ذو الشهادتين وأين
نظراؤهم من إخوانهم الذين تعاقدوا على المنية وأبرد برؤوسهم إلى الفجرة؟! قال
(نوف البكالي): ثم ضرب بيده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ثم قال (عليه السلام):
أوه على إخواني الذين تلوا القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة
وأماتوا البدعة دعوا إلى الجهاد فأجابوا ووثقوا بالقائد فاتبعوه - ثم نادى بأعلى
صوته -: الجهاد الجهاد عباد الله ألا وإني معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله
فليخرج (2).
[2256] 16 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته للحسن والحسين لما
ضربه ابن ملجم لعنه الله:... والله الله في الجهاد بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم في
سبيل الله... (3).
[2257] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... الجهاد عزا
للإسلام... (4).
[2258] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المجاهدون تفتح لهم أبواب
السماء (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 110.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 182.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 47.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(5) غرر الحكم: ح 1347.
405

[2259] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجهاد عماد الدين ومنهاج
السعداء (1).
[2260] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثواب الجهاد أعظم الثواب (2).
الروايات الواردة في هذا العنوان كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب
الجهاد من كتب الأخبار نحو الكافي والوافي ووسائل الشيعة ومستدرك الوسائل
وجامع أحاديث الشيعة وغيرها.

(1) غرر الحكم: ح 1346.
(2) غرر الحكم: ح 6695.
406

جهاد النفس
[2261] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث بسرية فلما رجعوا قال: مرحبا بقوم قضوا
الجهاد الأصغر وبقي الجهاد الأكبر، قيل: يا رسول الله ما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد
النفس (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2262] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): احمل نفسك لنفسك فإن
لم تفعل لم يحملك غيرك (2).
[2263] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: انك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء، وعرفت آية
الصحة ودللت على الدواء فانظر كيف قيامك على نفسك (3).
[2264] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: اجعل قلبك قرينا برا أو ولدا واصلا واجعل عملك والدا
تتبعه واجعل نفسك عدوا تجاهدها واجعل مالك عارية تردها (4).

(1) الكافي: 5 / 12.
(2) الكافي: 2 / 454 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 454 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 454 ح 7.
407

[2265] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اقصر نفسك
عما يضرها من قبل أن تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب معيشتك، فإن
نفسك رهينة بعملك (1).
[2266] 6 - الصدوق بسنده إلى الحسن بن علي بن فضال، عن غالب بن عثمان، عن
شعيب العقرقوفي، عن الصادق (عليه السلام): من ملك نفسه إذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى
وإذا غضب وإذا رضي حرم الله جسده على النار (2).
الرواية موثقة سندا.
[2267] 7 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: جاهد هواك كما تجاهد نفسك (3).
[2268] 8 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما كان عبد ليحبس نفسه على الله إلا أدخله الله الجنة (4).
[2269] 9 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي
قال: كان علي بن الحسين يقول: ابن آدم إنك لا تزال بخير ما كان لك واعظا من
نفسك وما كانت المحاسبة لها من همك وما كان الخوف لك شعارا والحزن لك دثارا.
إنك ميت ومبعوث موقوف بين يدي الله عز وجل [فأعد جوابا] (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 455 ح 8.
(2) الفقيه: 4 / 400 ح 5860.
(3) الفقيه: 4 / 410 ح 5893.
(4) أمالي المفيد: المجلس الحادي والأربعون ح 5 / 350.
(5) أمالي المفيد: المجلس الثاني عشر ح 10 / 110.
408

[2270] 10 - الرضي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المجاهد من جاهد نفسه (1).
[2271] 11 - ابن الأشعث بإسناده عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفضل
الجهاد من جاهد نفسه التي بين جنبيه (2).
[2272] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال: يا جابر اغتنم من أهل زمانك
خمسا - إلى أن قال - إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها
ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش ويقيل
الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من
الخوف - إلى أن قال: ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى (3).
[2273] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال في وصيته لهشام:...
وجاهد نفسك لتردها عن هواها فإنه واجب عليك كجهاد عدوك، قال هشام: فقلت
له: فأي الأعداء أوجبهم مجاهدة؟ قال (عليه السلام): أقربهم إليك وأعداهم لك وأضرهم بك
وأعظمهم لك عداوة وأخفاهم لك شخصا مع دنوه منك ومن يحرض أعداءك عليك
وهو إبليس الموكل بوسواس القلوب فله فلتشتد عداوتك ولا يكون أصبر على
مجاهدتك لهلكتك منك على صبرك لمجاهدته فإنه أضعف منك ركنا في قوته وأقل منك
ضررا في كثرة شره إذا أنت اعتصمت بالله فقد هديت إلى صراط مستقيم (4).
[2274] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) لعبد الله بن جندب:...
واجعل نفسك عدوا تجاهده وعارية تردها، يا ابن جندب من أطاع هواه فقد أطاع
عدوه (5).

(1) المجازات النبوية: 201.
(2) الجعفريات: 78.
(3) تحف العقول: 284.
(4) تحف العقول: 399.
(5) تحف العقول: 304.
409

[2275] 15 - الأحسائي قال: روي في بعض الأخبار انه دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
رجل اسمه مجاشع فقال: يا رسول الله كيف الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
معرفة النفس فقال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى موافقة الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): مخالفة
النفس قال: يا رسول الله فكيف الطريق إلى رضا الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): سخط النفس
فقال: يا رسول الله فيكف الطريق إلى وصل الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): هجر النفس فقال:
يا رسول الله فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): عصيان النفس. فقال:
يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذكر الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نسيان النفس. فقال:
يا رسول الله كيف الطريق إلى قرب الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): التباعد عن النفس. فقال:
يا رسول الله فكيف الطريق إلى انس الحق؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): الوحشة من النفس فقال:
يا رسول الله فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال: الاستعانة بالحق على النفس (1).
[2276] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: املكوا أنفسكم بدوام
جهادها (2).
[2277] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أفضل الجهاد جهاد النفس عن
الهوى وفطامها عن لذات الدنيا (3).
[2278] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جهاد النفس مهر
الجنة (4).
[2279] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مجاهدة النفس شيمة
النبلاء (5).

(1) عوالي اللآلي: 1 / 246.
(2) غرر الحكم: ح 2489.
(3) غرر الحكم: ح 3232.
(4) غرر الحكم: ح 4755.
(5) غرر الحكم: ح 9756.
410

[2280] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لن يجوز الجنة إلا من جاهد
نفسه (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع المحجة البيضاء:
5 / 87، ووسائل الشيعة: 11 / 122، ومستدرك الوسائل: 11 / 137، وجامع
أحاديث الشيعة: 13 / 242 وغيرها.

(1) غرر الحكم: ح 7421.
411

الجهالة
[2281] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان، عن عبد الرحمن بن الحجاج،
عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة في عدتها بجهالة أهي ممن لا
تحل له أبدا؟ فقال: لا اما إذا كان بجهالة فليتزوجها بعد ما تنقضي عدتها وقد يعذر
الناس في الجهالة بما هو أعظم من ذلك، فقلت: بأي الجهالتين يعذر؟ بجهالته أن يعلم
ان ذلك محرم عليه أم بجهالته انها في عدة؟ فقال: احدى الجهالتين أهون من الاخرى
الجهالة بأن الله حرم ذلك عليه وذلك بأنه لا يقدر على الاحتياط معها، فقلت: فهو في
الاخرى معذور؟ قال: نعم، إذا انقضت عدتها فهو معذور في أن يتزوجها، فقلت:
فإن كان أحدهما متعمدا والآخر يجهل فقال: الذي تعمد لا يحل له أن يرجع إلى
صاحبه أبدا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2282] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
سماعة بن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر
العقل والجهل فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا،
قال سماعة: فقلت: جعلت فداك لا نعرف إلا ما عرفتنا فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله عز وجل
خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين العرش من نوره فقال له:

(1) الكافي: 5 / 427 ح 3.
412

أدبر فأدبر، ثم قال له أقبل فأقبل، فقال الله تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما
وكرمتك على جميع خلقي، قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له:
أدبر فأدبر ثم قال له: أقبل فلم يقبل فقال له: استكبرت فلعنه، ثم جعل للعقل خمسة
وسبعين جندا فلما رأى الجهل ما أكرم الله به العقل وما أعطاه أضمر له العداوة فقال
الجهل: يا رب هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده ولا قوة لي به فأعطني
من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم فإن عصيت بعد ذلك أخرجتك وجندك من
رحمتي قال: قد رضيت، فأعطاه خمسة وسبعين جندا فكان مما أعطى العقل من
الخمسة والسبعين الجند:
الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والإيمان وضده
الكفر; والتصديق وضده الجحود; والرجاء وضده القنوط; والعدل وضده الجور;
والرضا وضده السخط; والشكر وضده الكفران; والطمع وضده اليأس; والتوكل
وضده الحرص; والرأفة وضدها القسوة; والرحمة وضدها الغضب; والعلم وضده
الجهل; والفهم وضده الحمق; والعفة وضدها التهتك; والزهد وضده الرغبة;
والرفق وضده الخرق; والرهبة وضده الجرأة; والتواضع وضده الكبر; والتؤدة
وضدها التسرع; والحلم وضدها السفه; والصمت وضده الهذر; والاستسلام
وضده الاستكبار; والتسليم وضده الشك; والصبر وضده الجزع; والصفح وضده
الانتقام; والغنى وضده الفقر; والتذكر وضده السهو; والحفظ وضده النسيان;
والتعطف وضده القطيعة; والقنوع وضده الحرص; والمؤاساة وضدها المنع; والمودة
وضدها العداوة; والوفاء وضده الغدر; والطاعة وضدها المعصية; والخضوع وضده
التطاول; والسلامة وضدها البلاء; والحب وضده البغض; والصدق وضده
الكذب; والحق وضده الباطل; والأمانة وضدها الخيانة; والاخلاص وضده
الشوب; والشهامة وضدها البلادة; والفهم وضده الغباوة; والمعرفة وضدها
الإنكار; والمداراة وضدها المكاشفة; وسلامة الغيب وضدها المماكرة; والكتمان
413

وضده الافشاء; والصلاة وضدها الإضاعة; والصوم وضده الإفطار; والجهاد
وضده النكول; والحج وضده نبذ الميثاق; وصون الحديث وضده النميمة; وبر
الوالدين وضده العقوق; والحقيقة وضدها الرياء; والمعروف وضده المنكر; والستر
وضده التبرج; والتقية وضدها الإذاعة; والإنصاف وضده الحمية; والتهيئة وضدها
البغي; والنظافة وضدها القذر; والحياء وضدها الجلع; والقصد وضده العدوان;
والراحة وضدها التعب; والسهولة وضدها الصعوبة; والبركة وضدها المحق;
والعافية وضدها البلاء; والقوام وضده المكاثرة; والحكمة وضدها الهواء; والوقار
وضده الخفة; والسعادة وضدها الشقاوة; والتوبة وضدها الإصرار; والاستغفار
وضده الاغترار; والمحافظة وضدها التهاون; والدعاء وضده الاستنكاف; والنشاط
وضده الكسل; والفرح وضده الحزن; والألفة وضدها الفرقة; والسخاء وضده
البخل; فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي أو مؤمن
قد امتحن الله قلبه للإيمان، واما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم لا يخلوا من أن
يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل، وينقى من جنود الجهل فعند ذلك يكون في
الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء وإنما يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده وبمجانبة
الجهل وجنوده وفقنا الله وإياكم لطاعته ومرضاته (1).
[2283] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد بن
عثمان، عن السري بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي
لا فقر أشد من الجهل ولا مال أعود من العقل (2).
[2284] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن حازم، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 1 / 20 ح 14.
(2) الكافي: 1 / 25 ح 25.
414

قال: قرأت في كتاب علي (عليه السلام): إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى
أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان قبل الجهل (1).
الرواية من حيث السند معتبرة.
[2285] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحياء حياءان: حياء عقل وحياء حمق،
فحياء العقل هو العلم وحياء الحمق هو الجهل (2).
[2286] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من الجهل الضحك من غير عجب، قال: وكان يقول:
لا تبدين عن واضحة وقد عملت الأعمال الفاضحة ولا يأمن البيات من عمل
السيئات (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2287] 7 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن العلاء بن رزين،
عن محمد بن مسلم قال: كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الشيعة: ليعطفن ذوو السن منكم
والنهى على ذوى الجهل وطلاب الرئاسة أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين (4).
[2288] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: صديق كل امرء عقله وعدوه
جهله (5).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 1 / 41 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 106 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 664 ح 7.
(4) الكافي: 8 / 158 ح 152.
(5) الكافي: 1 / 11 ح 4.
415

[2289] 9 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف ينجب من يفهم ويظفر
من يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل... العاقل غفور والجاهل
ختور... (1).
[2290] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن عبد الله البزاز، عن محمد بن
عبد الرحمن بن حماد، عن الحسن بن عمار، عن أبي عبد الله في حديث طويل:...
وأن الظلمة في الجهل وأن النور في العلم (2).
[2291] 11 - الكليني، بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:...
لا فقر أشد من الجهل... (3).
[2292] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... كفى بالمرء جهلا ألا يعرف
قدره (4).
[2293] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين
منها جهل (5).
[2294] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا خير في الصمت عن الحكم كما
انه لا خير في القول بالجهل (6).
[2295] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا غنى كالعقل ولا فقر
كالجهل (7).

(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) الكافي: 1 / 29.
(3) الكافي: 8 / 20.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 16.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 384.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 471 و 182.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 54.
416

[2296] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في وصف آل محمد: هم عيش
العلم وموت الجهل (1).
[2297] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف أهل القرآن: هم عيش
العلم وموت الجهل (2).
[2298] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... عباد الله لا تركنوا إلى
جهالتكم (3).
[2299] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجهل يفسد المعاد (4).
[2300] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أبغض الخلائق إلى الله تعالى
الجاهل لأنه حرمه ما من به على خلقه وهو العقل (5).
الروايات في هذا العنوان كثيرة جدا فراجع إن شئت كتاب العقل والجهل من الكافي
والوافي وبحار الأنوار وغيرها من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 239.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 147.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 105.
(4) غرر الحكم: ح 847.
(5) غرر الحكم: ح 3359.
417

الجهد
[2301] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أحمد، عن
الحسن بن علي، عن يونس، عن مصقلة الطحان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
لما قتل الحسين (عليه السلام) أقامت امرأته الكلبية عليه مأتما وبكت وبكين النساء والخدم
حتى جفت دموعهن وذهبت فبينا هي كذلك إذ رأت جارية من جواريها تبكي
ودموعها تسيل فدعتها فقالت لها: مالك أنت من بيننا تسيل دموعك؟ قالت: إني لما
أصابني الجهد شربت شربة سويق قال: فأمرت بالطعام والأسوقة فأكلت وشربت
وأطعمت وسقت وقالت: إنما نريد بذلك أن نتقوى على البكاء على الحسين (عليه السلام) قال:
واهدى إلى الكلبية جؤنا لتستعين بها على مأتم الحسين (عليه السلام) فلما رأت الجؤن قالت: ما
هذه؟ قالوا: هدية أهداها فلان لتستعيني على مأتم الحسين فقالت: لسنا في عرس،
فما نصنع بها؟ ثم أمرت بهن فأخرجن من الدار فلما أخرجن من الدار لم يحس لها حس
كأنما طرن بين السماء والأرض ولم ير لهن بها بعد خروجهن من الدار أثر (1).
[2302] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن جعفر بن محمد، عن
علي بن أسباط، عن عبد الرحمن بن بشير، عن بعض رجاله ان علي بن الحسين (عليه السلام)
كان يدعو بهذا الدعاء في كل يوم من شهر رمضان: «اللهم ان هذا شهر رمضان وهذا
شهر الصيام وهذا شهر الإنابة وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا شهر
العتق من النار والفوز بالجنة، اللهم فسلمه لي وتسلمه مني وأعني عليه بأفضل عونك

(1) الكافي: 1 / 466 ح 9.
418

ووفقني فيه لطاعتك وفرغني فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي فيه
البركة وأحسن لي فيه العاقبة وأصح لي فيه بدني وأوسع فيه رزقي واكفني فيه ما أهمني
واستجب لي فيه دعائي وبلغني فيه رجائي، اللهم أذهب عني فيه النعاس والكسل
والسامة والفترة والقسوة والغفلة والغرة، اللهم جنبني فيه العلل والأسقام والهموم
والأحزان والأعراض والأمراض والخطايا والذنوب واصرف عني فيه السوء
والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء انك سميع الدعاء، اللهم أعذني فيه من
الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه ووسواسه وكيده ومكره وحيله وأمانيه
وخدعه وغروره وفتنته ورجله وشركه وأعوانه وأتباعه وأخدانه وأشياعه وأوليائه
وشركائه وجميع كيدهم، اللهم ارزقني فيه تمام صيامه وبلوغ الأمل في قيامه
واستكمال ما يرضيك فيه صبرا وإيمانا ويقينا واحتسابا، ثم تقبل ذلك منا بالأضعاف
الكثيرة والأجر العظيم، اللهم ارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة
والتوبة والرغبة والرهبة والجزع والرقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك
والتوكل عليك والثقة بك والورع عن محارمك بصالح القول ومقبول السعي ومرفوع
العمل ومستجاب الدعاء ولا تحل بيني وبين شيء من ذلك بعرض ولا مرض ولا هم
ولا غم برحمتك يا أرحم الراحمين» (1).
[2303] 3 - الرضي رفعه وقال: من كتاب له (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر (رضي الله عنه) لما بلغه توجده
من عزله بالأشتر عن مصر ثم توفي الأشتر في توجهه إلى مصر قبل وصوله إليها: أما
بعد فقد بلغني موجدتك من تسريح الأشتر إلى عملك، وإني لم أفعل ذلك استبطاء لك
في الجهد، ولا ازديادا لك في الجد ولو نزعت ما تحت يدك من سلطانك لوليتك ما هو
أيسر عليك مؤنة، وأعجب إليك ولاية. إن الرجل الذي كنت وليته أمر مصر كان
رجلا لنا ناصحا، وعلى عدونا شديدا ناقما، فرحمه الله فلقد استكمل أيامه، ولاقى

(1) الكافي: 4 / 75 ح 7.
419

حمامه، ونحن عنه راضون، أولاه الله رضوانه وضاعف الثواب له فأصحر
لعدوك، وامض على بصيرتك، وشمر لحرب من حاربك، وادع إلى سبيل ربك،
وأكثر الاستعانة بالله يكفك ما أهمك، ويعنك على ما ينزل بك إن شاء الله (1).
[2304] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولكن من واجب حقوق الله
على عباده النصيحة بمبلغ جهدهم والتعاون على إقامة الحق بينهم... (2).
[2305] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لولده الحسن (عليه السلام)
بحاضرين عند انصرافه من صفين:... وأمر بالمعروف تكن من أهله وأنكر المنكر
بيدك ولسانك وباين من فعله بجهدك وجاهد في الله حق جهاده ولا تأخذك في الله
لومة لائم... (3).
[2306] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وقد كانت امور مضت ملتم
فيها ميلة كنتم فيها عندي غير محمودين ولئن رد عليكم أمركم إنكم لسعداء وما علي
إلا الجهد ولو أشاء أن أقول لقلت: عفا الله عما سلف (4).
[2307] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الغيبة جهد العاجز (5).
[2308] 8 - الطوسي، عن المفيد، عن إسماعيل بن يحيى العبسي، عن محمد بن جرير
الطبري، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد السلام، عن الحسين الأشقر، عن قيس بن
الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: مرض
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرضة، فأتته فاطمة (عليها السلام) تعوده، فلما رأت ما برسول الله من المرض
والجهد استعبرت وبكت حتى سالت دموعها على خديها فقال لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):

(1) نهج البلاغة: الكتاب 34.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 178.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 461.
420

يا فاطمة إني لكرامة الله إياك زوجتك أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ان
الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعة فاختارني منها فبعثني نبيا، واطلع إليها ثانية
فاختار بعلك فجعله وصيا، فسرت فاطمة (عليها السلام) واستبشرت فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
أن يزيدها مزيد الخير، فقال: يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا سبعا لم يعطها أحد قبلنا
ولا يعطاها أحد بعدنا، نبينا أفضل الأنبياء وهو أبوك ووصينا أفضل الأوصياء وهو
بعلك وشهيدنا أفضل الشهداء وهو عمك ومنا من جعل الله له جناحين يطير بهما مع
الملائكة وهو ابن عمك ومنا سبطا هذه الامة وهما ابناك والذي نفسي بيده لابد لهذه
الامة من مهدي وهو والله من ولدك (1).
[2309] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي، عن
أحمد بن عبد المنعم، عن حسين بن شداد، عن أبيه شداد بن رشيد، عن عمرو بن
عبد الله بن هند، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليه السلام) [قال]: ان فاطمة بنت علي بن
أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة
أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري فقالت له: يا صاحب رسول الله ان
لنا عليكم حقوقا من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه
الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه وهذا علي بن الحسين بقية أبيه الحسين قد انخرم أنفه
وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه ادءابا منه لنفسه في العبادة، فأتى جابر بن عبد الله
باب علي بن الحسين (عليه السلام) وبالباب أبو جعفر محمد بن علي (عليه السلام) في اغيلمه من بني هاشم
قد اجتمعوا هناك فنظر جابر إليه مقبلا فقال: هذه مشية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسجيته
فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين فبكى جابر (رضي الله عنه) ثم قال:
أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت فدنا منه فحل جابر ازراره ووضع
يده على صدره فقبله وجعل عليه خده ووجهه وقال له: أقرئك عن جدك

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 8 / 154 الرقم 256.
421

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت وقال لي: يوشك أن تعيش
وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد يبقر العلم بقرا، وقال لي: انك تبقى حتى
تعمى ثم يكشف لك عن بصرك ثم قال لي: ائذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر على
أبيه فأخبره الخبر وقال: ان شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت فقال: يا بني ذلك
جابر بن عبد الله ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل؟ قال:
نعم، قال: انا لله انه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك ثم أذن لجابر فدخل عليه
فوجده في محرابه قد أنضته العبادة فنهض علي (عليه السلام) فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم
أجلسه بجنبه فأقبل جابر عليه يقول: يا ابن رسول الله أما علمت ان الله تعالى إنما
خلق الجنة لكم ولمن أحبكم وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم فما هذا الجهد الذي
كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين (عليه السلام): يا صاحب رسول الله أما علمت جدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد وتعبد
بأبي هو وأمي حتى انتفخ الساق وورم القدم وقيل له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما
تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا، فلما نظر جابر إلى علي بن
الحسين (عليه السلام) وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد قال له:
يا ابن رسول الله البقيا على نفسك فإنك من أسرة بهم يستدفع البلاء ويستكشف
اللاواء وبهم يستمطر السماء فقال له: يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما
صلوات الله عليهما حتى ألقاهما فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: والله ما أرى في
أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب (عليه السلام) والله لذرية علي بن
الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب ان منهم لمن يملأ الأرض عدلا كما ملئت
جورا (1).
[2310] 10 - ابن فهد الحلي رفعه وقال: أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): إني وضعت

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي والثلاثون: ح 16 / 636 الرقم 1314.
422

خمسة في خمسة والناس يطلبونها في خمسة غيرها فلا يجدونها: وضعت العلم في
الجوع والجهد وهم يطلبونه في الشبع والراحة فلا يجدونه، وضعت العز في طاعتي
وهم يطلبونه في خدمة السلطان فلا يجدونه، ووضعت الغنى في القناعة وهم
يطلبونه في كثرة المال فلا يجدونه، ووضعت رضاي في سخط النفس وهم يطلبونه
في رضا النفس فلا يجدونه، ووضعت الراحة في الجنة وهم يطلبونها في الدنيا
فلا يجدونها (1).

(1) عدة الداعي: 166، ونقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 453 ح 21.
423

جهنم
[2311] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة
محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة
باللذات والشهوات، فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2312] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن
ليتحف أخاه التحفة، قلت: وأي شيء التحفة؟ قال: من مجلس ومتكأ وطعام
وكسوة وسلام، فتطاول الجنة مكافأة له ويوحي الله عز وجل إليها: اني قد حرمت طعامك
على أهل الدنيا إلا على نبي أو وصي نبي، فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عز وجل إليها: أن
كافيء أوليائي بتحفهم فيخرج منها وصفاء ووصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل من
لؤلؤ، فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت عقولهم وامتنعوا أن
يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش ان الله عز وجل قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته
فيمد القوم أيديهم فيأكلون (2).
[2313] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): العز

(1) الكافي: 2 / 89 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 207 ح 7.
424

رداء الله، والكبر إزاره، فمن تناول شيئا منه أكبه الله في جهنم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2314] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له: سقر; شكا إلى الله عز وجل
شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم (2).
الرواية موثقة سندا.
[2315] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن منذر
ابن يزيد، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى
مناد: أين الصدود لأوليائي، فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين
آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم، ثم يؤمر بهم إلى جهنم (3).
[2316] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه كانت عنده امرأة تعجبه وكان لها محبا فأصبح يوما
وقد طلقها واغتم لذلك، فقال له بعض مواليه: جعلت فداك لم طلقتها؟ فقال: إني
ذكرت عليا (عليه السلام) فتنقصته فكرهت أن ألصق جمرة من جمر جهنم بجلدي (4).
[2317] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الاستشفاء بالحميات
وهي العيون الحارة التي تكون في الجبال التي توجد فيها رائحة الكبريت وقيل: انها
من فيح جهنم (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 309 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 310 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 351 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 55 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 389 ح 1.
425

[2318] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خطب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) النساء فقال: يا معاشر النساء تصدقن ولو من حليكن ولو بتمرة
ولو بشق تمرة فإن أكثركن حطب جهنم إن كن تكثرن اللعن وتكفرن العشيرة، فقالت
امرأة من بني سليم لها عقل: يا رسول الله أليس نحن الأمهات الحاملات المرضعات،
أليس منا البنات المقيمات والأخوات المشفقات فرق لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
حاملات والدات مرضعات رحيمات، لو لا ما يأتين إلى بعولتهن ما دخلت مصلية
منهن النار (1).
[2319] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عميرة، عن أبي بكر
الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من جامع غلاما جاء
جنبا يوم القيامة لا ينقيه ماء الدنيا وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت
مصيرا، ثم قال: إن الذكر ليركب الذكر فيهتز العرش لذلك وإن الرجل ليؤتى في حقبه
فيحبسه الله على جسر جهنم حتى يفرغ من حساب الخلائق، ثم يؤمر به إلى جهنم
فيعذب بطبقاتها طبقة طبقة حتى يرد إلى أسفلها ولا يخرج منها (2).
[2320] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن مثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أرواح الكفار في
نار جهنم يعرضون عليها يقولون: ربنا لا تقم لنا الساعة ولا تنجز لنا ما وعدتنا ولا
تلحق آخرنا بأولنا (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا لك عشرة من الكافي الشريف وإن شئت
أكثر من هذا فراجع بحار الأنوار: 8 / 222.

(1) الكافي: 5 / 513 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 544 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 245 ح 2.
426

الجواب
[2321] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما بالي أسألك عن المسألة
فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب
الناس على الزيادة والنقصان، قال: قلت: فأخبرني عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
صدقوا على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال: قلت: فما بالهم اختلفوا؟
فقال: أما تعلم ان الرجل كان يأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسأله عن المسألة فيجيبه فيها
بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب فنسخت الأحاديث بعضها
بعضا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2322] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين (عليه السلام): على الأئمة من
الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عز وجل أن يسألونا قال:
(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب
إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 65 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 212 ح 8.
427

[2323] 3 - الكليني، عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن محمد
النخعي قال: حدثني الحسن بن ظريف قال: اختلج في صدري مسألتان أردت
الكتاب فيهما إلى أبي محمد (عليه السلام) فكتبت أسأله عن القائم (عليه السلام) إذا قام بما يقضي وأين
مجلسه الذي يقضي فيه بين الناس؟ وأردت أن أسأله عن شيء لحمى الربع فأغفلت
خبر الحمى، فجاء الجواب: سألت عن القائم فإذا قام قضى بين الناس بعلمه كقضاء
داود (عليه السلام) لا يسأل البينة وكنت أردت أن تسأل لحمي الربع فأنسيت فاكتب في ورقة
وعلقه على المحموم فإنه يبرأ باذن الله إن شاء الله (يا نار كوني بردا وسلاما على
إبراهيم)، فعلقنا عليه ما ذكر أبو محمد (عليه السلام) فأفاق (1).
[2324] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان صلة الرحم والبر ليهونان
الحساب ويعصمان من الذنوب، فصلوا أرحامكم وبروا بإخوانكم ولو بحسن السلام
ورد الجواب (2).
الرواية معتبرة الإسناد بل موثقة.
[2325] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الخضر لموسى (عليه السلام): يا موسى إن أصلح يوميك الذي هو
أمامك فانظر أي يوم هو واعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول وخذ موعظتك من
الدهر فإن الدهر طويل قصير فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في
الآخرة فإنما هو آت من الدنيا كما هو قد ولى منها (3).
[2326] 6 - الكليني، باسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه يعظ الناس في كل جمعة في

(1) الكافي: 1 / 509 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 157 ح 31.
(3) الكافي: 2 / 459 ح 22.
428

مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحفظ عنه وكتب كان يقول:... أعد الجواب قبل
الامتحان والمسألة والاختبار فإن تك مؤمنا عارفا بدينك متبعا للصادقين مواليا
لأولياء الله لقاك الله حجتك وأنطق لسانك بالصواب وأحسنت الجواب وبشرت
بالرضوان والجنة من الله عز وجل واستقبلتك الملائكة بالروح والريحان وإن لم تكن كذلك
تلجلج لسانك ودحضت حجتك وعييت عن الجواب وبشرت بالنار واستقبلتك
ملائكة العذاب بنزل من حميم وتصلية جحيم... (1).
[2327] 7 - الصدوق رفعه وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لما دخل المقابر: يا أهل التربة ويا
أهل الغربة اما الدور فقد سكنت واما الأزواج فقد نكحت واما الأموال فقد قسمت
فهذا خبر ما عندنا وليت شعري ما عندكم ثم التفت إلى أصحابه وقال: لو أذن لهم في
الجواب لقالوا: ان خير الزاد التقوى (2).
[2328] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا ازدحم الجواب خفي
الصواب (3).
[2329] 9 - الطوسي باسناده عن موسى بن القاسم، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قلت
لإبراهيم بن عبد الحميد وقد هيانا نحوا من ثلاثين مسألة نبعث بها إلى أبي الحسن
موسى (عليه السلام) ادخل لي هذه المسألة ولا تسمني له سله عن العمرة المفردة على صاحبها
طواف النساء قال: فجاءه الجواب في المسائل كلها غيرها فقلت له: أعدها في مسائل
اخر فجاءه الجواب فيها كلها غير مسألتي فقلت لإبراهيم بن عبد الحميد: ان هاهنا
لشيئا أفرد المسألة باسمي فقد عرفت مقامي بحوائجك فكتب بها إليه، فجاء الجواب
نعم هو واجب لابد منه، فلقي إبراهيم بن عبد الحميد إسماعيل بن حميد الأزرق ومعه

(1) الكافي: 8 / 73.
(2) الفقيه: 1 / 179 ح 535.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 243.
429

المسألة والجواب فقال: لقد فتق عليكم إبراهيم بن أبي البلاد فتقا وهذه مسألته
والجواب عنها فدخل عليه إسماعيل بن حميد فسأله عنها فقال: نعم هو واجب فلقي
إسماعيل بن حميد بشر بن إسماعيل بن عمار الصيرفي فأخبره فدخل فسأله عنها فقال:
نعم هو واجب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2330] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أسرع في الجواب لم يدركه
الصواب (2).
الروايات في هذا العنوان كثيرة جدا مبثوثة في كتب الأخبار.

(1) التهذيب: 5 / 439 ح 170.
(2) غرر الحكم: ح 8640.
430

الجود
[2331] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لما انتهى إلى ظهر الكعبة حين يجوز الحجر:
«يا ذا المن والطول والجود والكرم ان عملي ضعيف فضاعفه لي وتقبله مني إنك أنت
السميع العليم» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2332] 2 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل... والجود نجح، الحديث (2).
النجح: الظفر بالحوائج.
[2333] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
أبي الجهم، عن موسى بن بكر، عن أحمد بن سليمان قال: سأل رجل أبا الحسن
الأول (عليه السلام) وهو في الطواف فقال له: أخبرني عن الجواد، فقال: إن لكلامك وجهين
فإن كنت تسأل عن المخلوق فإن الجواد الذي يؤدي ما افترض الله عليه وان كنت
تسأل عن الخالق فهو الجواد إن أعطى وهو الجواد إن منع، لأنه إن أعطاك أعطاك ما
ليس لك وان منعك منعك ما ليس لك (3).

(1) الكافي: 4 / 407 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(3) الكافي: 4 / 38 ح 1.
431

[2334] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
أبي عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله
أي الناس أفضلهم ايمانا؟ قال: أبسطهم كفا (1).
[2335] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبيد، عن
أبي الحسن علي بن يحيى، عن أيوب بن أعين، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يؤتى يوم القيامة برجل فيقال: احتج فيقول: يا رب
خلقتني وهديتني فأوسعت علي فلم أزل أوسع على خلقك وأيسر عليهم لكي تنتشر
علي هذا اليوم رحمتك وتيسره، فيقول الرب جل ثناؤه وتعالى ذكره: صدق عبدي
أدخلوه الجنة (2).
[2336] 6 - الصدوق بسنده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
يا علي لا خير في القول إلا مع الفعل ولا في المنظر إلا مع المحبر ولا في المال إلا مع الجود
ولا في الصدق إلا مع الوفاء ولا في الفقه إلا مع الورع ولا في الصدقة إلا مع النية ولا في
الحياة إلا مع الصحة ولا في الوطن إلا مع الأمن والسرور... (3).
[2337] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجود حارس
الأعراض (4).
[2338] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: سئل (عليه السلام) أيهما أفضل: العدل أو
الجود؟ فقال (عليه السلام): العدل يضع الامور مواضعها والجود يخرجها من جهتها والعدل
سائس عام والجود عارض خاص فالعدل أشرفهما وأفضلهما (5).

(1) الكافي: 4 / 40 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 40 ح 8.
(3) الفقيه: 4 / 369.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 437.
432

[2339] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام)... قيل: فما الجود؟ قال: بذل
المجهود (1).
[2340] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جود الرجل يحببه إلى أضداده
وبخله يبغضه إلى أولاده (2).

(1) تحف العقول: 226.
(2) غرر الحكم: ح 4729.
433

الجور
[2341] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أيوب بن نوح أو بعض أصحابه، عن
أيوب، عن صفوان بن يحيى قال: حدثني بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إذا فشا أربعة ظهرت أربعة: إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة، وإذا فشا الجور في الحكم
احتبس القطر، وإذا خفرت الذمة أديل لأهل الشرك من أهل الاسلام، وإذا منعت
الزكاة ظهرت الحاجة (1).
[2342] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن محمد بن هارون الجلاب قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إذا كان الجور
أغلب من الحق لم يحل لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يعرف ذلك منه (2).
[2343] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم قال: قال أبو عبد الله صلوات الله عليه: ان من الحق أن يقول الراكب
للماشي: الطريق، وفي نسخة اخرى: إن من الجور أن يقول الراكب للماشي:
الطريق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2344] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن

(1) الكافي: 2 / 448 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 298 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 540 ح 15.
434

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) القى صبيان الكتاب الواحهم بين يديه
ليخير بينهم فقال: أما إنها حكومة والجور فيها كالجور في الحكم، أبلغوا معلمكم إن
ضربكم فوق ثلاث ضربات في الأدب اقتص منه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2345] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
عبد الله بن بحر، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
قول الله عز وجل في كتابه: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) (2)
فقال: يا أبا بصير ان الله عز وجل قد علم ان في الامة حكاما يجورون أما انه لم يعن
حكام أهل العدل ولكنه عنى حكام أهل الجور، يا أبا محمد انه لو كان لك على رجل
حق فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك إلا أن يرافعك إلى حكام أهل الجور
ليقضوا له لكان ممن حاكم إلى الطاغوت وهو قول الله عز وجل: (ألم تر إلى الذين
يزعمون انهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى
الطاغوت) (3) (4).
[2346] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبي خديجة قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل الجور
ولكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضائنا فاجعلوه بينكم فإني قد جعلته
قاضيا فتحاكموا إليه (5).
[2347] 7 - الكليني، عن جماعة، عن سهل بن محمد، عن أبيه، عن أبي محمد، عن

(1) الكافي: 7 / 268 ح 38.
(2) سورة البقرة: 188.
(3) سورة النساء: 60.
(4) الكافي: 7 / 411 ح 3.
(5) الكافي: 7 / 412 ح 4.
435

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (والشمس وضحيها) قال: الشمس
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) به أوضح الله عز وجل للناس دينهم قال: قلت: (القمر إذا تليها) قال:
ذاك أمير المؤمنين (عليه السلام) تلا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونفثه بالعلم نفثا قال: قلت: (والليل إذا
يغشيها) قال: ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)
وجلسوا مجلسا كان آل الرسول أولى به منهم فغشوا دين الله بالظلم والجور فحكى الله
فعلهم فقال: (والليل إذا يغشيها) قال: قلت: (والنهار إذا جليها) قال: ذلك
الامام من ذرية فاطمة (عليها السلام) يسأل عن دين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيجليه لمن سأله فحكى
الله عز وجل قوله فقال: (والنهار إذا جليها) (1) (2).
[2348] 8 - الكليني، عن محمد بن أحمد بن الصلت، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس،
عن المفضل بن صالح، عن محمد الحلبي انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (اعلموا
أن الله يحيى الأرض بعد موتها) قال: العدل بعد الجور (3).
[2349] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن
شعيب بن ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف
الأزدي قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهط من الشيعة فقالوا: يا
أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف
وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الامور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم
بالسوية والعدل في الرعية؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتأمروني ويحكم أن أطلب
النصر بالظلم والجور فيمن وليت عليه من أهل الإسلام لا والله لا يكون ذلك ما سمر

(1) سورة الحديد: 17.
(2) الكافي: 8 / 50 ح 12.
(3) الكافي: 8 / 267 ح 390.
436

السمير وما رأيت في السماء نجما والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم فكيف وإنما
هي أموالهم، الحديث (1).
[2350] 10 - الآمدي: رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والجور فإن الجائر
لا يريح رائحة الجنة (2).

(1) الكافي: 4 / 31 ح 3.
(2) غرر الحكم: ح 2670.
437

الجوع
[2351] 1 - الكليني، عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن محمد، عن
حمزة بن محمد قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) لم فرض الله الصوم؟ فورد الجواب: ليجد
الغني مضض الجوع فيحن على الفقير (1).
[2352] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله عن الجاموراني،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن عمرو بن جبير العزرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: جاءت امرأة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألته عن حق الزوج على المرأة فخبرها ثم
قالت: فما حقها عليه؟ قال: يكسوها من العرى ويطعمها من الجوع وان أذنبت غفر
لها فقالت: فليس لها عليه شيء غير هذا؟ قال: لا قالت: لا والله لا تزوجت أبدا ثم
ولت، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ارجعي، فرجعت فقال: ان الله عز وجل يقول: (وان يستعففن
خير لهن) (2) (3).
[2353] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو
ابن شمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اني لألحس أصابعي من الادم حتى أخاف
أن يراني خادمي فيرى ان ذلك من التجشع وليس ذلك كذلك ان قوما أفرغت عليهم
النعمة وهم أهل الثرثار فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوها خبزا هجاء وجعلوا ينجون به
صبيانهم حتى اجتمع من ذلك جبل عظيم قال: فمر بهم رجل صالح وإذا امرأة وهي

(1) الكافي: 4 / 181 ح 6.
(2) سورة النور: 60.
(3) الكافي: 5 / 511 ح 2.
438

تفعل ذلك بصبي لها، فقال لهم: ويحكم اتقوا الله عز وجل ولا تغيروا ما بكم من نعمة فقالت له:
كأنك تخوفنا بالجوع أما ما دام ثرثارنا تجرى فإنا لا نخاف الجوع قال: فأسف الله عز وجل
فأضعف لهم الثرثار وحبس عنهم قطر السماء ونبات الأرض قال: فاحتاجوا إلى ذلك
الجبل وإنه كان يقسم بينهم بالميزان (1).
[2354] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أوتيتم بالخبز واللحم فابدؤا بالخبز
فسدوا به خلال الجوع ثم كلوا اللحم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2355] 5 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق (عليه السلام): إنا نأمر صبياننا بالصلاة وهم أبناء
خمس سنين فمروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا أبناء سبع سنين ونحن نأمر صبياننا
بالصيام إذا كانوا أبناء سبع سنين ما أطاقوا من صيام اليوم إن كان إلى نصف النهار أو
أكثر من ذلك أو أقل فإذا غلبهم العطش أو الجوع أفطروا حتى يتعودوا الصوم
ويطيقوه فمروا صبيانكم بالصيام إذا كانوا أبناء تسع سنين ما أطاقوه من صيام اليوم
فإذا غلبهم العطش أفطروا (3).
[2356] 6 - الصدوق رفعه وقال: وجاء رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فشكى إليه الحاجة
فأفرط في الشكاية حتى كاد أن يشكوا الجوع، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا أتصلي
بالليل؟ فقال الرجل: نعم، فالتفت أبو عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه فقال: كذب من زعم
انه يصلي بالليل ويجوع بالنهار إن الله تبارك وتعالى ضمن صلاة الليل قوت النهار (4).
[2357] 7 - الصدوق قال: سأل هشام بن الحكم أبا عبد الله (عليه السلام) عن علة الصيام، فقال:

(1) الكافي: 6 / 301 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 303 ح 7.
(3) الفقيه: 1 / 280 ح 861.
(4) الفقيه: 1 / 474 ح 1371.
439

إنما فرض الله عز وجل الصيام ليستوي به الغني والفقير وذلك ان الغني لم يكن ليجد مس الجوع
فيرحم الفقير لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عز وجل أن يسوي بين خلقه وأن
يذيق الغني مس الجوع والألم ليرق على الضعيف فيرحم الجائع (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2358] 8 - قال الصدوق: روي عن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه قال: جاء نفر
من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله انه قال له:
لأي شيء فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض الله على الامم أكثر
من ذلك؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان آدم (عليه السلام) لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما
ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه بالليل تفضل من
الله عز وجل عليهم وكذلك كان على آدم (عليه السلام) ففرض الله ذلك على أمتي ثم تلا هذه الآية (كتب
عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون أياما معدودات) قال
اليهودي: صدقت يا محمد فما جزاء من صامها؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من مؤمن يصوم
شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله تبارك وتعالى له سبع خصال: أولها يذوب
الحرام في جسده، والثانية يقرب من رحمة الله عز وجل، والثالثة يكون قد كفر خطيئة آدم
أبيه (عليه السلام)، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع
والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براءة من النار، والسابعة يطعمه الله عز وجل من
طيبات الجنة، قال: صدقت يا محمد (2).
[2359] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم العون على شر النفس وكسر
عادتها التجوع (3).
[2360] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يجتمع الجوع والمرض (4).

(1) الفقيه: 2 / 73 ح 1766.
(2) الفقيه: 2 / 73 ح 1769.
(3) غرر الحكم: ح 9942.
(4) غرر الحكم: ح 10569.
440

الجوهر
[2361] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن
يقطين، عن الحسين بن مياح، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن إبليس قاس
نفسه بآدم فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين، ولو قاس الجوهر الذي خلق الله
منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضياء من النار (1).
[2362] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ابن اذينة، عن زرارة
وبكير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ليس في الجوهر وأشباهه زكاة وإن كثر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2363] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن عبد الله بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله مولى عبد ربه قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجوهر الذي يخرج من المعدن وفيه ذهب وفضة وصفر جميعا كيف
نشتريه؟ فقال: تشتريه بالذهب والفضة جميعا (3).
[2364] 4 - قال الصدوق: روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: لما زوج رسول الله
فاطمة من علي (عليهما السلام) أتاه ناس من قريش فقالوا: إنك زوجت عليا بمهر خسيس،
فقال لهم: ما أنا زوجت عليا ولكن الله عز وجل زوجه ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى

(1) الكافي: 1 / 58 ح 18.
(2) الكافي: 3 / 519 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 249 ح 22.
441

أوحى الله عز وجل إلى السدرة أن انثري فنثرت الدر والجوهر على الحور العين فهن يتهادينه
ويتفاخرن به ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما كانت ليلة الزفاف
أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفه وقال لفاطمة (عليها السلام): اركبي وأمر
سلمان (رحمه الله) أن يقودها والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يسوقها فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجبه فإذا بجبرئيل (عليه السلام) في سبعين ألفا وميكائيل في سبعين ألفا فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أهبطكم إلى الأرض قالوا: جئنا نزف فاطمة (عليها السلام) إلى زوجها وكبر
جبرئيل (عليه السلام) وكبر ميكائيل (عليه السلام) وكبرت الملائكة وكبر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فوضع التكبير
على العرائس من تلك الليلة (1).
[2365] 5 - الصدوق بسنده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ألا ومن ذرفت عيناه من
خشية الله عز وجل كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكللا بالدر والجوهر
فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر (2).
[2366] 6 - زيد النرسي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم وعشار [غشيان]
الملوك وأبناء الدنيا فإن ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم ويعقبكم كفرا وإياكم ومجالسة
الملوك وأبناء الدنيا ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا وذلك داء دوى لا شفاء له
ويورث قساوة القلب ويسلبكم الخشوع وعليك بالاشكال من الناس والأوساط من
الناس فعندهم تجدون معادن الجوهر وإياكم أن تمدوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء
الدنيا، فمن مد طرفه إلى ذلك طال حزنه ولم يشف غيظه واستصغر نعمة الله عنده فيقل
شكره لله، وانظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكرا ولمزيده مستوجبا ولجوده
ساكبا (3).

(1) الفقيه: 3 / 401 ح 4402.
(2) الفقيه: 4 / 17.
(3) كتاب زيد النرسي: 57، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 367، 78.
442

[2367] 7 - فرات الكوفي، عن عبيد بن كثير معنعنا عن سلمان الفارسي (رحمه الله) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي من برئ من ولايتك فقد برئ من ولايتي ومن برئ من
ولايتي فقد برئ من ولاية الله، يا علي طاعتك طاعتي وطاعتي طاعة الله فمن أطاعك
أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله والذي بعثني بالحق لحبنا أهل البيت أعز من
الجوهر ومن الياقوت الأحمر ومن الزمرد وقد أخذ الله ميثاق محبينا أهل البيت في ام
الكتاب لا يزيد فيهم رجل ولا ينقص منهم رجل إلى يوم القيامة وهو قول الله تعالى
(يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم) فهو علي بن
أبي طالب (1).
[2368] 8 - فرات الكوفي، عن أبي القاسم العلوي معنعنا، عن أبي هريرة قال: سمعت
عن أبي القاسم يقول في هذه الآية: (يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته
وبنيه): إلا من أتى بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فانه لا يفر ممن والاه ولا
يعادي من أحبه ولا يحب من أبغضه ولا يود من عاداه وعلي له في الجنة قصر من
ياقوته حمراء أسفلها من زبرجد أخضر وأعلاها من ياقوتة حمراء ووسطها أحمر وثلثا
القصر مرصع بأنواع الياقوت والجوهر عليه شرف يعرف بتسبيحه وتقديسه
وتحميده وتمجيده له، يا أبا هريرة ما هو؟ قال أبو هريرة: ما أدري يا رسول الله،
قال: هو العرش وأرضه الزعفران قال له الرحمن: كن فكان لا يسكنه إلا علي
وأصحابه وأنا وعلي في دار واحدة وعلي مع الحق وغيره مع الباطل (2).
[2369] 9 - فرات الكوفي، عن سليمان بن محمد معنعنا عن ابن عباس قال: سمعت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم على
فاطمة (عليه السلام) وهي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بنية؟ قالت: يا أبه ذكرت المحشر

(1) تفسير فرات الكوفي: 109 طبع طهران، ونقل عنه في بحار الأنوار: 36 / 136 ح 93.
(2) تفسير فرات الكوفي: 539، ونقل عنه في بحار الأنوار: 39 / 233 ح 14.
443

ووقوف الناس عراة يوم القيامة قال: يا بنية انه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل
عن الله عز وجل انه قال: أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة أنا ثم أبي إبراهيم ثم بعلك علي
بن أبي طالب (عليه السلام) ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك
سبع قباب من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك
فينادينك: يا فاطمة بنت محمد قومي إلى محشرك فتقومين آمنة روعتك، مستورة
عورتك، فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك زوقائيل بنجيبه من نور زمامها
من لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب فتركبينها ويقود زوقائيل بزمامها وبين يديك
سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح فإذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف
حوراء يستبشرون بالنظر إليك بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح
العود من غير نار وعليهن أكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الأخضر فيسرن عن
يمينك فإذا سرت مثل الذي سرت من قبرك إلى ان لقينك استقبلتك مريم بنت عمران
في مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك ثم تستقبلك
امك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله ورسوله ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم
ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين الف حوراء ومعها آسية
بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك فإذا توسطت الجمع وذلك ان الله يجمع الخلائق
في صعيد واحد يستوي بهم الأقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق:
غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها، فلا ينظر إليك يومئذ
إلا إبراهيم خليل الرحمن صلوات الله وسلامه عليه وعلي بن أبي طالب ويطلب آدم
حوا فيراها مع امك خديجة أمامك ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين
المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة بأيديهم ألوية النور ويصطف الحور العين عن يمين
المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فإذا صرت في أعلى
المنبر أتاك جبرئيل (عليه السلام) فيقول لك: يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين: «يا رب أرني
444

الحسن والحسين» فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دما وهو يقول: «يا رب خذ لي
اليوم حقي ممن ظلمني» فيغضب عند ذلك الجليل ويغضب لغضبه جهنم والملائكة
أجمعون فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين
وأبناءهم وأبناء أبنائهم ويقولون: يا رب انا لم نحضر الحسين فيقول الله لزبانية جهنم:
خذوهم بسيماهم بزرقة الأعين وسواد الوجوه خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك
الأسفل من النار فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين
فقتلوه.
ثم يقول جبرئيل (عليه السلام): يا فاطمة سلي حاجتك، فتقولين: يا رب شيعتي فيقول
الله عز وجل: قد غفرت لهم فتقولين: يا رب شيعة ولدي فيقول الله: قد غفرت لهم
فتقولين: يا رب شيعة شيعتي فيقول الله: انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة،
فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك وشيعة ولدك
وشيعة أمير المؤمنين (عليه السلام) آمنة روعاتهم مستورة عوراتهم قد ذهبت عنهم الشدائد
وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون ويظمأ الناس وهم لا يظمأون فإذا
بلغت باب الجنة تلقتك اثنتا عشر ألف حوراء لم يلتقين أحدا قبلك ولا يلتقين أحدا
كان بعدك بأيديهم حراب من نور على نجائب من نور رحائلها من الذهب الأصفر
والياقوت أزمتها من لؤلؤ رطب على كل نجيب نمرقة من سندس منضود فإذا دخلت
الجنة تباشر بك أهلها ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور فيأكلون
منها والناس في الحساب وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون وإذا استقر أولياء الله في
الجنة زارك آدم ومن دونه من النبيين وان في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد
لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفران فيهما قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء
منازل لنا ولشيعتنا والصفراء منازل لإبراهيم وآل إبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين
قالت: يا أبه فما كنت أحب أن أرى يومك ولا أبقى بعدك، قال: يا ابنتي لقد أخبرني
445

جبرئيل عن الله عز وجل إنك أول من تلحقني من أهل بيتي فالويل كله لمن ظلمك والفوز
العظيم لمن نصرك.
قال عطاء: كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الآية (والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل
امرئ بما كسب رهين) (1).
[2370] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في تقلب الأحوال علم جواهر
الرجال (2).

(1) تفسير فرات الكوفي: 445، ونقل عنه في بحار الأنوار: 43 / 225 ح 13.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 217.
446