الكتاب: ميزان الحكمة
المؤلف: محمد الريشهري
الجزء: ٣
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: دار الحديث
الطبعة: الأولى
سنة الطبع:
المطبعة: دار الحديث
الناشر: دار الحديث
ردمك: ٩٦٤-٩٠٠٠١-٠-٠
ملاحظات: التنقيح الثاني : ١٤١٦

ميزان الحكمة
أخلاقي، عقائدي، اجتماعي
سياسي، اقتصادي، أدبي
المجلد الثالث
محمد الري شهري
1791

الري شهري، محمد، 1325 -
ميزان الحكمة، أخلاقي، عقائدي، اجتماعي، سياسي، اقتصادي، أدبي / محمد الري شهري. -
[التنقيح الثاني]. - قم: دار الحديث، 1375.
4 ج.
المصادر بالهامش.
العنوان بالإنجليزية Hekma - Mizan Al
طبعة منقحة، مصححة مع صف الحروف الجديدة واختزال الكتاب من عشرة أجزاء إلى أربعة
أجزاء.
1 - أحاديث الشيعة. 2. أحاديث أهل السنة. الف. العنوان.
9 م / 9 ر / 5 / BP 137 212 / 297
شابك 0 - 0 - 90001 - ISBN 964
الكتاب: ميزان الحكمة
المؤلف محمد الري شهري
التنقيح الثاني: دار الحديث
الناشر: دار الحديث
المطبعة: دار الحديث
الطبعة: الأولى
الكمية: 3000
ثمن الدورة: 10000 تومان
الهاتف: 710010، 710487 - 251 - 98 +، 929221 - 21 - 98 + فاكس: 21863 - 251 - 98 + ص. ب: 3418 / 37185
1792

حرف العين
- العبادة... 1795
- العبرة... 1807
- العجب... 1813
- العجب... 1821
- العجز... 1825
- المعجزة... 1829
- العجلة... 1833
- العدل... 1837
- العداوة... 1845
- العذاب... 1851
- الاعتذار... 1857
- العربية... 1863
- المعراج... 1865
1793

- العرض... 1867
- المعرفة (1)... 1869
- المعرفة (2)... 1875
- المعرفة (3)... 1885
- المعروف (1)... 1929
- المعروف (2)... 1939
- العزة... 1955
- العزلة... 1963
- العزم... 1967
- التعزية... 1971
- العشرة... 1975
- عاشوراء... 1983
- العشق... 1987
- التعصب... 1991
- العصمة... 1995
- التعظيم... 2001
- العفة... 2005
- العفو (1)... 2011
- العفو (2)... 2017
- العافية... 2021
- العقوبة... 2027
- العقل... 2031
- الاعتكاف... 2059
- العلم... 2061
- العمر... 2111
- العمل (1)... 2119
- العمل (2)... 2133
- المعانقة... 2143
- العهد... 2145
- المعاد (1)... 2149
- المعاد (2)... 2165
- المعاد (3)... 2177
- العادة 2189
- العيد... 2195
- الاستعاذة... 2199
- العيب... 2203
- التعيير... 2211
- العيش... 2215
1794

(331)
العبادة
البحار: 70 / 251 باب 55 " العبادة والاختفاء فيها ".
البحار: 3 / 244 باب 7 " عبادة الأصنام والكواكب ".
البحار: 71 / 209 باب 66 " الاقتصاد في العبادة والمداومة عليها ".
انظر:
عنوان 183 " الرخصة " 192 " الرفق "، 323 " الطاعة "، 140 " الخشوع ".
الإمامة (3): باب 206، 210، البدعة: باب 331، الرياء: باب 1420.
الشباب: باب 1946، الشهرة: باب 2127، 2128، الصلاة (1): باب 2266.
العجب: باب 2525، العلم: باب 2841 - 2843، الفكر: باب 3253، 3254.
المقربون: باب 3326، القلب: باب 3392.
1795

[2485]
العبادة
الكتاب
* (يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من
قبلكم لعلكم تتقون) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى:
يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا،
فإنكم تتنعمون بها في الآخرة (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس من عشق العبادة
فعانقها، وأحبها بقلبه، وباشرها بجسده، وتفرغ
لها، فهو لا يبالي على ما أصبح من الدنيا على
عسر أم على يسر (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كفى بالعبادة شغلا (4).
- الإمام علي (عليه السلام): فاتقوا الله الذي نفعكم
بموعظته، ووعظكم برسالته، وامتن عليكم
بنعمته، فعبدوا أنفسكم لعبادته، واخرجوا إليه
من حق طاعته (5).
- عنه (عليه السلام): العبادة فوز (7).
- عنه (عليه السلام): فضيلة السادة حسن العبادة (8).
- عنه (عليه السلام): إذا أحب الله عبدا ألهمه
حسن العبادة (9).
- عنه (عليه السلام): دوام العبادة برهان
الظفر بالسعادة (5).
- عنه (عليه السلام): في الانفراد لعبادة الله
كنوز الأرباح (10).
- عنه (عليه السلام): ما تقرب متقرب بمثل
عبادة الله (11).
(انظر) النبوة (1): باب 3770.
وسائل الشيعة: 1 / 61 باب 19.
الأدب: باب 68 حديث 385.
[2486]
حكمة العبادة
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في بيان علة العبادة -:
لئلا يكونوا ناسين لذكره، ولا تاركين لأدبه،
ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذا كان فيه صلاحهم
وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم الأمد
فقست قلوبهم (12).
(انظر) الشريعة: باب 1982.
الإنسان: باب 314.
القلب: باب 3402، 3410.

(1) البقرة: 21.
(2) الكافي: 2 / 83 / 2 و ح 3.
(3) الكافي: 2 / 83 / 2 و ح 3.
(4) تحف العقول: 35.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 198.
(6) غرر الحكم: 65، 6559، 4066، 5147، 6504، 9490.
(7) غرر الحكم: 65، 6559، 4066، 5147، 6504، 9490.
(8) غرر الحكم: 65، 6559، 4066، 5147، 6504، 9490.
(9) غرر الحكم: 65، 6559، 4066، 5147، 6504، 9490.
(10) غرر الحكم: 65، 6559، 4066، 5147، 6504، 9490.
(11) غرر الحكم: 65، 6559، 4066، 5147، 6504، 9490.
(12) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 103 / 1، علل الشرائع: 256 / 9.
1796

[2487]
التفرغ للعبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول ربكم: يا بن آدم
تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى وأملا يديك رزقا،
يا بن آدم لا تباعد مني فأملا قلبك فقرا وأملا
يديك شغلا (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): في التوراة مكتوب:
يا بن آدم تفرغ لعبادتي أملأ قلبك خوفا، وإن
لا تفرغ لعبادتي أملا قلبك شغلا بالدنيا ثم لا أسد
فاقتك، وأكلك إلى طلبها (2).
- عنه (عليه السلام): في التوراة مكتوب: يا بن آدم
تفرغ لعبادتي أملا قلبك غنى، ولا أكلك إلى طلبك
وعلي أن أسد فاقتك وأملا قلبك خوفا مني، وإن
لا تفرغ لعبادتي أملا قلبك شغلا بالدنيا ثم لا أسد
فاقتك، وأكلك إلى طلبك (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تفرغوا لطاعة الله وعبادته
قبل أن ينزل بكم من البلاء ما يشغلكم عن
العبادة (4).
[2488]
تفسير العبادة
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن
العبادة -: حسن النية بالطاعة من الوجوه التي
يطاع الله منها (5).
- في حديث المعراج -: يا أحمد! هل
تدري متى يكون لي العبد عابدا؟ قال: لا يا رب،
قال: إذا اجتمع فيه سبع خصال: ورع يحجزه عن
المحارم، وصمت يكفه عما لا يعنيه، وخوف
يزداد كل يوم من بكائه، وحياء يستحي مني في
الخلاء، وأكل ما لابد منه، ويبغض الدنيا لبغضي
لها، ويحب الأخيار لحبي إياهم (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام): أول عبادة الله معرفته،
وأصل معرفة الله توحيده (7).
[2489]
حقيقة العبودية
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن حقيقة
العبودية -: ثلاثة أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه
فيما خوله الله إليه ملكا، لان العبيد لا يكون لهم
ملك، يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله
تعالى به، ولا يدبر العبد لنفسه تدبيرا، وجملة
اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه... فهذا
أول درجة المتقين (8).
(انظر) تمام الكلام في: العلم: باب 2875.
- الإمام علي (عليه السلام): العبودية خمسة أشياء:
خلاء البطن، وقراءة القرآن، وقيام الليل،

(1) كنز العمال: 43614.
(2) قصص الأنبياء: 166 / 193.
(3) الكافي: 2 / 83 / 1.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 120.
(5) الكافي: 2 / 83 / 4.
(6) إرشاد القلوب: 205.
(7) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 150 / 51.
(8) مشكاة الأنوار: 327.
1797

والتضرع عند الصبح، والبكاء من خشية الله (1).
[2490]
دور العبادة في التكامل
الكتاب
* (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة
قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن
نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون) * (2).
* (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) * (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العبودية جوهرة كنهها
الربوبية، فما فقد في العبودية وجد في الربوبية،
وما خفي عن الربوبية أصيب في العبودية (4).
- روي أن الله تعالى يقول في بعض كتبه:
يا بن آدم! أنا حي لا أموت، أطعني فيما أمرتك
حتى أجعلك حيا لا تموت، يا بن آدم! أنا أقول
للشئ: كن فيكون، أطعني فيما أمرتك أجعلك
تقول للشئ: كن فيكون (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من قام بشرائط العبودية
أهل للعتق (6).
[2491]
دور التفقه في العبادة
- الإمام الرضا (عليه السلام): أول عبادة الله معرفته (7).
- الإمام علي (عليه السلام): سكنوا في أنفسكم
معرفة ما تعبدون، حتى ينفعكم ما تحركون من
الجوارح بعبادة من تعرفون (8).
- عنه (عليه السلام): لا خير في عبادة ليس فيها تفقه (9).
- عنه (عليه السلام): لا خير في عبادة لا علم فيها (10).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لا عبادة إلا
بالتفقه (11).
(انظر) الفقه: باب 3246.
الفكر: باب 3253.
الورع: باب 4060.
[2492]
دور اليقين في العبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا عبادة إلا بيقين (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سمع رجلا من
الحرورية يتهجد ويقرأ -: نوم على يقين خير
من صلاة في شك (13).
(انظر) عنوان 564 " اليقين ".
[2493]
أدب العبادة
الكتاب
* (ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ

(1) مستدرك الوسائل: 11 / 244 / 12875.
(2) البقرة: 30.
(3) الذاريات: 56.
(4) مصباح الشريعة: 536.
(5) مستدرك الوسائل: 11 / 258 / 12928.
(6) غرر الحكم: 8529.
(7) التوحيد: 34 / 2.
(8) تحف العقول: 223، 204.
(9) تحف العقول: 223، 204.
(10) تذكرة الخواص: 140.
(11) تحف العقول: 280.
(12) كنز الفوائد: 1 / 55.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 97.
1798

تفيضون فيه) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعبد الله كأنك تراه فإن
لم تكن تراه، فإنه يراك (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اعبد الله ولا تشرك به شيئا،
واعمل لله كأنك تراه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الإحسان أن تعبد الله
كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه
يراك (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قصة يوسف
وزليخا -: لما همت به وهم بها،
قالت: كما أنت، قال: ولم؟ قالت:
حتى أغطي وجه الصنم لا يرانا، فذكر
الله عند ذلك وقد علم أن الله يراه ففر
منها (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - أيضا -: فقال لها
يوسف: ما صنعت؟ قال: طرحت عليه ثوبا
أستحي أن يرانا، قال: فقال يوسف: فأنت
تستحين من صنمك وهو لا يسمع ولا يبصر،
ولا أستحي أنا من ربي؟! (6)
- الإمام الصادق (عليه السلام): - في قوله تعالى:
* (وما تعملون من عمل إلا كنا عليكم
شهودا) * - كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا قرأ هذه الآية
بكى بكاءا شديدا (7).
(انظر) المعرفة (3): باب 2658، 2659.
[2494]
أنواع العبادة
- الإمام علي (عليه السلام): التفكر في ملكوت السماوات
والأرض عبادة المخلصين (8).
- عنه (عليه السلام): التفكر في آلاء الله نعم العبادة (9).
- في حديث المعراج: يا أحمد! إن
العبادة عشرة أجزاء تسعة منها طلب الحلال،
فإن أطيب مطعمك ومشربك فأنت في حفظي
وكنفي (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العبادة عشرة أجزاء،
تسعة أجزاء في طلب الحلال (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العبادة سبعون جزءا، وأفضلها
جزءا طلب الحلال (12).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من العبادة لين
الكلام وإفشاء السلام (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): نظر الولد إلى والديه حبا
لهما عبادة (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن فوق كل عبادة
عبادة، وحبنا أهل البيت أفضل عبادة (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): النظر إلى العالم عبادة، والنظر

(1) يونس: 61.
(2) كنز العمال: 5250، 5252، 5254.
(3) كنز العمال: 5250، 5252، 5254.
(4) كنز العمال: 5250، 5252، 5254.
(5) البحار: 12 / 300 / 95 وص 301 / 97.
(6) البحار: 12 / 300 / 95 وص 301 / 97.
(7) مجمع البيان: 5 / 180.
(8) غرر الحكم: 1792، 1147.
(9) غرر الحكم: 1792، 1147.
(10) إرشاد القلوب: 203.
(11) البحار: 103 / 18 / 81.
(12) معاني الأخبار: 367 / 1.
(13) غرر الحكم: 3421.
(14) تحف العقول: 46.
(15) المحاسن: 1 / 247 / 462.
1799

إلى الإمام المقسط عبادة، والنظر إلى الوالدين
برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ توده في الله
عز وجل عبادة (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حسن الظن بالله من عبادة الله (2).
- جبرئيل (عليه السلام): يا محمد! لو كانت عبادتنا
على وجه الأرض لعملنا ثلاث خصال: سقي الماء
للمسلمين، وإغاثة أصحاب العيال، وستر
الذنوب (3).
- المسيح (عليه السلام) - لرجل -: ما تصنع؟ قال: أتعبد،
قال: فمن يعود عليك؟ قال: أخي، قال: أخوك
أعبد منك (4).
(انظر) العلم: باب 2845.
اليقين: باب 4245، 4246.
[2495]
أنواع العباد
- الإمام علي (عليه السلام): إن قوما عبدوا الله رغبة
فتلك عبادة التجار، وإن قوما عبدوا الله رهبة
فتلك عبادة العبيد، وإن قوما عبدوا الله شكرا
فتلك عبادة الأحرار (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): [إن] العباد ثلاثة:
قوم عبدوا الله عز وجل خوفا فتلك عبادة العبيد،
وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك
عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عز وجل حبا له
فتلك عبادة الأحرار، وهي أفضل العبادة (6).
- عنه (عليه السلام): إن الناس يعبدون الله عز وجل
على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه
فتلك عبادة الحرصاء، وهو الطمع، وآخرون
يعبدونه فرقا من النار فتلك عبادة العبيد، وهي
الرهبة، ولكني أعبده حبا له عز وجل فتلك عبادة
الكرام، وهو الأمن، لقوله عز وجل: * (وهم من
فزع يومئذ آمنون) * ولقوله عز وجل: * (قل إن كنتم
تحبون الله...) * فمن أحب الله أحبه الله عز وجل،
ومن أحبه الله عز وجل كان من الآمنين (7).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إني أكره أن أعبد الله
ولا غرض لي إلا ثوابه، فأكون كالعبد الطمع
المطمع، إن طمع عمل وإلا لم يعمل، وأكره أن [لا]
أعبده إلا لخوف عقابه، فأكون كالعبد السوء، إن
لم يخف لم يعمل. قيل: فلم تعبده؟ قال: لما هو
أهله بأياديه علي وإنعامه (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لو لم يخوف الله الناس
بجنة ونار لكان الواجب أن يطيعوه ولا يعصوه،
لتفضله عليهم وإحسانه إليهم وما بدأهم به
من إنعامه الذي ما استحقوه (9).
(انظر) المحبة (2): باب 665.
الشكر: باب 2061.
[2496]
عبادة غير الله
- الإمام علي (عليه السلام): العبيد ثلاثة: عبد رق،

(1) أمالي الطوسي: 454 / 1015.
(2) الدرة الباهرة: 24.
(3) تنبيه الخواطر: 1 / 39 و 1 / 65.
(4) تنبيه الخواطر: 1 / 39 و 1 / 65.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 237.
(6) الكافي: 2 / 84 / 5.
(7) الخصال: 188 / 259.
(8) البحار: 70 / 210 / 33.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 180 / 4.
1800

وعبد شهوة، وعبد طمع (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليس العبادة هي
السجود ولا الركوع، إنما هي طاعة الرجال، من
أطاع المخلوق في معصية الخالق فقد عبده (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من أصغى إلى ناطق
فقد عبده، فإن كان الناطق يؤدي عن الله عز وجل
فقد عبد الله، وإن كان الناطق يؤدي عن الشيطان
فقد عبد الشيطان (3).
- الإمام علي (عليه السلام): من عبد الدنيا وآثرها
على الآخرة استوخم العاقبة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ملعون ملعون من عبد
الدينار والدرهم (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أطاع رجلا في
معصية فقد عبده (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من قضى حق من لا يقضى
حقه فقد عبده (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سأله أبو بصير
عن قوله تعالى: * (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم
أربابا من دون الله) * -: أما والله ما دعوهم إلى
عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما
أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما وحرموا عليهم
حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون (8).
- الإمام علي (عليه السلام): وتدبروا أحوال الماضين من
المؤمنين قبلكم، كيف كانوا في حال التمحيص
والبلاء... اتخذتهم الفراعنة عبيدا فساموهم سوء
العذاب، وجرعوهم المرار (9).
(انظر) تمام الكلام.
الدنيا: باب 1239، 1240.
الشيطان: باب 2010.
عنوان 103 " الحرية "، 446 " التقليد ".
[2497]
أفضل العبادة
- الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل العبادة العلم
بالله والتواضع له (10).
- عنه (عليه السلام): أفضل العبادة إدمان التفكر في
الله وفي قدرته (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل العبادة قول: لا إله
إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، وخير الدعاء
الاستغفار ثم تلا النبي (صلى الله عليه وآله): * (فاعلم أنه لا إله
إلا الله واستغفر لذنبك) * (12).
- الإمام الجواد (عليه السلام): أفضل العبادة
الإخلاص (13).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل العبادة العفاف (14).
- عنه (عليه السلام): أفضل العبادة غلبة العادة (15).

(1) تنبيه الخواطر: 1 / 49.
(2) البحار: 72 / 94 / 6.
(3) الكافي: 6 / 434 / 24.
(4) الخصال: 632 / 10 و 129 / 132.
(5) الخصال: 632 / 10 و 129 / 132.
(6) الكافي: 2 / 398 / 8.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 164.
(8) الكافي: 2 / 398 / 7.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(10) تحف العقول: 364.
(11) الكافي: 2 / 55 / 3.
(12) المحاسن: 1 / 453 / 1045.
(13) تنبيه الخواطر: 2 / 109.
(14) الكافي: 2 / 468 / 8.
(15) غرر الحكم: 2873.
1801

- عنه (عليه السلام): أفضل العبادة الزهادة (1).
- عنه (عليه السلام): أفضل العبادة الفكر (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل العبادة الفقه (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ما عبد الله بشئ أفضل
من العقل (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): والله ما عبد الله بشئ
أفضل من أداء حق المؤمن (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما عبد الله بشئ أفضل
من عفة بطن وفرج (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما عبد الله بشئ
أفضل من الصمت والمشي إلى بيته (7).
- في حديث المعراج: يا أحمد! ليس شئ
من العبادة أحب إلي من الصمت والصوم (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سئل عن أفضل
العبادة -: ما من شئ أحب إلى الله عز وجل
من أن يسأل ويطلب مما عنده (9).
- الإمام علي (عليه السلام): غض الطرف عن محارم الله
سبحانه أفضل عبادة (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعظم العبادة أجرا
أخفاها (11).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل العبادة
إخلاص العمل (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنسك الناس نسكا أنصحهم
جيبا، وأسلمهم قلبا لجميع المسلمين (13).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عبادة كالخضوع (14).
(انظر) الفكر: باب 3253.
المعرفة: باب 2622.
[2498]
أعبد الناس
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): يقول الله: ابن
آدم! اعمل بما افترضت عليك تكن من
أعبد الناس (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى الله بما افترض الله
عليه فهو من أعبد الناس (16).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أعبد الناس من
أقام الفرائض (17).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعمل بفرائض الله تكن من
أتقى الناس (18).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عبادة كأداء الفرائض (19).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ليست العبادة كثرة

(1) غرر الحكم: 2872، 2907.
(2) غرر الحكم: 2872، 2907.
(3) الخصال: 30 / 104.
(4) الكافي: 1 / 18 / 12.
(5) الاختصاص: 28.
(6) الكافي: 2 / 79 / 1.
(7) الخصال: 35 / 8.
(8) إرشاد القلوب: 205.
(9) مكارم الأخلاق: 2 / 7 / 1976.
(10) غرر الحكم: 6427.
(11) قرب الإسناد: 135 / 475.
(12) غرر الحكم: 3315.
(13) الكافي: 2 / 163 / 2.
(14) غرر الحكم: 10506.
(15) تحف العقول: 281.
(16) الخصال: 125 / 122 و 16 / 56.
(17) الخصال: 125 / 122 و 16 / 56.
(18) أمالي الطوسي: 120 / 187.
(19) نهج البلاغة: الحكمة 113.
1802

الصيام والصلاة، وإنما العبادة كثرة التفكر
في أمر الله (1).
- الإمام علي (عليه السلام): فاعلم أن أفضل عباد الله
عند الله إمام عادل هدي وهدى (2).
(انظر) الإمامة (2): باب 206.
[2499]
عبيد السوء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد له
وجهان، يقبل بوجه ويدبر بوجه، إن أوتي
أخوه المسلم خيرا حسده، وإن ابتلي خذله (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد أوله نطفة،
ثم يعود جيفة، ثم لا يدري ما يفعل به
فيما بين ذلك (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد خلق للعبادة،
فألهته العاجلة عن الآجلة، فاز بالرغبة
العاجلة وشقي بالعاقبة (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد تجبر واختال،
ونسي الكبير المتعال (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد عتا وبغى،
ونسي الجبار الأعلى (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد له هوى يضله،
ونفس تذله (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئس العبد عبد له طمع يقوده
إلى طبع (9) (10).
[2500]
العبادة غير المقبولة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العبادة مع أكل الحرام
كالبناء على الرمل، وقيل: على الماء (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن لله ملكا ينادي على بيت
المقدس كل ليلة: من أكل حراما لم يقبل
الله منه صرفا ولا عدلا، والصرف النافلة،
والعدل: الفريضة (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الرجل إذا أصاب
مالا من حرام لم يقبل منه حج ولا عمرة ولا صلة
رحم، حتى إنه يفسد فيه الفرج (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يكتسب العبد مالا حراما
فيتصدق منه فيوجر عليه، ولا ينفق منه فيبارك
[الله] له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان راده
[زاده] إلى النار (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): درهم يرده العبد إلى الخصماء
خير له من عبادة ألف سنة، وخير له من عتق ألف
رقبة، وخير له من ألف حجة وعمرة (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اكتسب مالا حراما لم
يقبل الله منه صدقة ولا عتقا ولا حجا

(1) تحف العقول: 442.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 164.
(3) نوادر الراوندي: 22.
(4) نوادر الراوندي: 22.
(5) نوادر الراوندي: 22.
(6) نوادر الراوندي: 22.
(7) نوادر الراوندي: 22.
(8) نوادر الراوندي: 22.
(9) أي الدنس.
(10) نوادر الراوندي: 23.
(11) عدة الداعي: 141، 140.
(12) عدة الداعي: 141، 140.
(13) أمالي الطوسي: 680 / 1447.
(14) عدة الداعي: 93.
(15) جامع الأخبار: 441 / 1243.
1803

ولا اعتمارا، وكتب الله جل وعز بعدد أجر
ذلك أوزارا، وما بقي منه بعد موته كان زاده
إلى النار، ومن قدر عليها فتركها مخافة الله
عز وجل دخل في محبة الله عز وجل ورحمته،
ويؤمر به إلى الجنة (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من أصاب مالا من أربع
لم يقبل منه في أربع: من أصاب مالا من غلول أو
ربا أو خيانة أو سرقة، لم يقبل منه في زكاة ولا في
صدقة ولا في حج ولا في عمرة (2).
(انظر) البدعة: باب 332.
العمل: باب 2947.
[2501]
النشاط في العبادة
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه إلى الحارث
الهمداني -: خادع نفسك في العبادة وارفق بها،
ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها، إلا ما كان
مكتوبا عليك من الفريضة، فإنه لابد من قضائها
وتعاهدها عند محلها (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): آفة العبادة الفترة (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -: أسألك
من الشهادة أقسطها، ومن العبادة أنشطها (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خذوا من العبادة ما تطيقون،
فإن الله لا يسأم حتى تسأموا (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تكرهوا إلى
أنفسكم العبادة (7).
(انظر) عنوان 82 " الجهاد (3) ".
العمل: باب 2943.
وسائل الشيعة: 1 / 63 باب 20، 82 باب 26.
كنز العمال: 3 / 28.
[2502]
التقصير في العبادة
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الملائكة -:
وإنهم على مكانهم منك، ومنزلتهم عندك،
واستجماع أهوائهم فيك، وكثرة طاعتهم لك،
وقلة غفلتهم عن أمرك، لو عاينوا كنه ما خفي
عليهم منك لحقروا أعمالهم، ولزروا على أنفسهم
، ولعرفوا أنهم لم يعبدوك حق عبادتك، ولم
يطيعوك حق طاعتك (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: لا يتكل
العاملون على أعمالهم التي يعملون بها لثوابي،
فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في
عبادتي كانوا مقصرين، غير بالغين في عبادتهم
كنه عبادتي فيما يطلبون من كرامتي (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): عليك بالجد، لا تخرجن
نفسك من حد التقصير في عبادة الله عز وجل

(1) أعلام الدين: 414.
(2) أمالي الصدوق: 358 / 4.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(4) تحف العقول: 6.
(5) البحار: 94 / 155 / 22.
(6) كنز العمال: 5301.
(7) الكافي: 2 / 86 / 2.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(9) أمالي الطوسي: 212 / 368، التمحيص: 57 / 115.
1804

وطاعته، فإن الله لا يعبد حق عبادته (1).
- عنه (عليه السلام): أكثر من أن تقول: اللهم
لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من
التقصير، قال: قلت: أما المعارون
فقد عرفت أن الرجل يعار الدين ثم يخرج
منه، فما معنى لا تخرجني من التقصير؟ فقال:
كل عمل تريد به الله عز وجل فكن فيه مقصرا
عند نفسك، فإن الناس كلهم في أعمالهم
فيما بينهم وبين الله مقصرون إلا من عصمه
الله عز وجل (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لجابر -: يا جابر!
لا أخرجك الله من النقص و [لا] التقصير (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في خلقة الملائكة -:
أما إنهم على مكانتهم منك، وطاعتهم
إياك، ومنزلتهم عندك، وقلة غفلتهم عن
أمرك، لو عاينوا ما خفي عنهم منك لاحتقروا
أعمالهم، ولأزروا على أنفسهم، ولعلموا
أنهم لم يعبدوك حق عبادتك، سبحانك
خالقا ومعبودا (4).
- عنه (عليه السلام) - في المناجاة -: إلهي إن
كنت لا ترحم إلا المجدين في طاعتك فإلى من
يفزع المقصرون؟! وإن كنت لا تقبل إلا من
المجتهدين فإلى من يلتجئ المفرطون؟! (5).
(انظر) وسائل الشيعة: 1 / 71 باب 22.
الجهاد (3): باب 596.
عنوان 334 " العجب ".
[2503]
جزاء الإخلاص في العبادة
- الإمام الحسين (عليه السلام): من عبد الله حق عبادته
آتاه الله فوق أمانيه وكفايته (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قال - أي العبد -: إياك
نعبد، قال الله عز وجل: صدق عبدي إياي يعبد،
أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من
خالفه في عبادته لي (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا يكون العبد عابدا لله حق
عبادته حتى ينقطع عن الخلق كله إليه، فحينئذ
يقول: هذا خالص لي فيتقبله بكرمه (8).
(انظر) الدعاء: باب 1201.
الجهاد (3): باب 591.
[2504]
آفة الالتذاذ بالعبادة
- الإمام علي (عليه السلام): كيف يجد لذة العبادة
من لا يصوم عن الهوى؟! (9).
- المسيح (عليه السلام): بحق أقول لكم: إنه كما ينظر
المريض إلى طيب الطعام فلا يلتذه مع ما يجده من
شدة الوجع، كذلك صاحب الدنيا لا يلتذ بالعبادة
ولا يجد حلاوتها مع ما يجد من حب المال (10).

(1) الكافي: 2 / 72 / 1 وص 73 / 4 و ح 3.
(2) الكافي: 2 / 72 / 1 وص 73 / 4 و ح 3.
(3) الكافي: 2 / 72 / 1 وص 73 / 4 و ح 3.
(4) نور الثقلين: 4 / 350 / 22.
(5) البلد الأمين: 314.
(6) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): 327 / 179.
(7) أمالي الصدوق: 147 / 1.
(8) مستدرك الوسائل: 1 / 101 / 91.
(9) غرر الحكم: 6985.
(10) تحف العقول: 507.
1805

- عنه (عليه السلام): بحق أقول لكم: من لا ينقي
من زرعه الحشيش يكثر فيه حتى يغمره فيفسده،
وكذلك من لا يخرج من قلبه حب الدنيا يغمره
حتى لا يجد لحب الآخرة طعما (1).
- من أخبار داود (عليه السلام): ما لأوليائي
والهم بالدنيا؟! إن الهم يذهب حلاوة
مناجاتي من قلوبهم، يا داود! إن محبتي
من أوليائي أن يكونوا روحانيين لا يغتمون (2).
(انظر) المحبة (1): باب 659.
الإيمان: باب 282.
الدنيا: باب 1250.
[2505]
ترك العبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أقبح الفقر بعد الغنى،
وأقبح الخطيئة بعد المسكنة، وأقبح من ذلك
العابد لله ثم يدع عبادته (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ما أقبح الفقر بعد
الغنى، وأقبح الخطيئة بعد النسك، وأقبح
من ذلك العابد لله ثم يترك عبادته (4).
[2506]
الناس كلهم عباد الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقولن أحدكم: عبدي
ولا أمتي، كلكم عبيد الله وكل نسائكم
إماء الله، ولكن ليقل: غلامي وجاريتي
وخادمي وفتياني (5).
[2507]
العبادة (م)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): السكينة زينة العبادة (6).
- الإمام الحسن (عليه السلام): إن من طلب العبادة
تزكى لها (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن أشد العبادة الورع (8).
- الإمام علي (عليه السلام): رب متنسك ولا دين له (9).
- عنه (عليه السلام): العبادة الخالصة أن لا يرجو
الرجل إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه (10).

(1) تحف العقول: 509.
(2) مسكن الفؤاد: 80.
(3) الكافي: 2 / 84 / 6.
(4) تحف العقول: 397.
(5) تنبيه الخواطر: 1 / 9.
(6) جامع الأخبار: 337 / 947.
(7) تحف العقول: 236.
(8) الكافي: 2 / 77 / 5.
(9) غرر الحكم: 5340، 2128.
(10) غرر الحكم: 5340، 2128.
1806

(332)
العبرة
انظر:
عنوان 39 " البصيرة "، 551 " الموعظة ".
الشيطان: باب 2005.
1807

[2508]
الاتعاظ بالعبر
الكتاب
* (فاعتبروا يا اولي الأبصار) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): فاتعظوا عباد الله بالعبر
النوافع، واعتبروا بالآي السواطع، وازدجروا
بالنذر البوالغ (2).
- عنه (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو الآخرة
بغير العمل... يصف العبرة ولا يعتبر، ويبالغ
في الموعظة ولا يتعظ (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعتبروا، فقد خلت المثلات
فيمن كان قبلكم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): رحم الله عبدا تفكر
واعتبر، فأبصر إدبار ما قد أدبر، وحضور
ما قد حضر (5).
- عنه (عليه السلام): لقد جاهرتكم العبر، وزجرتم
بما فيه مزدجر، وما يبلغ عن الله بعد
رسل السماء إلا البشر (6).
- عنه (عليه السلام): ينظر المؤمن إلى الدنيا
بعين الاعتبار، ويقتات منها ببطن الاضطرار (7).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل الاعتبار، وأفضل
الحزم الاستظهار، وأكبر الحمق الاغترار (8).
- عنه (عليه السلام): بالاستبصار يحصل الاعتبار (9).
- عنه (عليه السلام): كسب العقل الاعتبار والاستظهار،
وكسب الجهل الغفلة والاغترار (10).
- عنه (عليه السلام): من جهل قل اعتباره (11).
- عنه (عليه السلام): من لم يعتبر بتصاريف الأيام
لم ينزجر بالملام (12).
- عنه (عليه السلام): أوصيكم بتقوى الله... وداووا
بها الأسقام، وبادروا بها الحمام، واعتبروا
بمن أضاعها، ولا يعتبرن بكم من أطاعها (13).
(انظر) الموعظة: باب 4121، 4122.
[2509]
إنذار الاعتبار
- الإمام علي (عليه السلام): الاعتبار منذر ناصح،
من تفكر اعتبر، ومن اعتبر اعتزل، ومن
اعتزل سلم (14).
- عنه (عليه السلام): الاعتبار يقود إلى الرشاد (15).

(1) الحشر: 2.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 85 و 150.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 85 و 150.
(4) كنز الفوائد: 2 / 31.
(5) البحار: 73 / 119 / 109.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 2، والحكمة 367.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 2، والحكمة 367.
(8) غرر الحكم: 3273، 4351، 7227، 7837، 8661.
(9) غرر الحكم: 3273، 4351، 7227، 7837، 8661.
(10) غرر الحكم: 3273، 4351، 7227، 7837، 8661.
(11) غرر الحكم: 3273، 4351، 7227، 7837، 8661.
(12) غرر الحكم: 3273، 4351، 7227، 7837، 8661.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 191.
(14) البحار: 78 / 92 / 101.
(15) البحار: 78 / 92 / 101.
1808

- عنه (عليه السلام): الاعتبار يفيد الرشاد (1).
- عنه (عليه السلام): من اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم،
ومن فهم علم (2).
- عنه (عليه السلام): ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم:
إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات
حجزه التقوى عن تقحم الشبهات (3).
[2510]
ما ينبغي الاعتبار به
الكتاب
* (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى إن في ذلك لعبرة
لمن يخشى) * (4).
* (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان
حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل
شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * (5).
* (يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): الزمان يريك العبر (7).
- عنه (عليه السلام): وإن لكم في القرون السالفة
لعبرة، أين العمالقة وأبناء العمالقة؟! أين
الفراعنة وأبناء الفراعنة؟! أين أصحاب مدائن
الرس الذين قتلوا النبيين، وأطفؤوا سنن [سير]
المرسلين، وأحيوا سنن الجبارين (8).
- عنه (عليه السلام): إن الأمور إذا اشتبهت اعتبر
آخرها بأولها (9).
- عنه (عليه السلام) - لما تلا: * (ألهاكم التكاثر حتى
زرتم المقابر) * -: أفبمصارع آبائهم يفخرون؟!...
ولان يكونوا عبرا أحق من أن يكونوا مفتخرا...
ولئن عميت آثارهم وانقطعت أخبارهم، لقد
رجعت فيهم أبصار العبر، وسمعت عنهم آذان
العقول، وتكلموا من غير جهات النطق (10).
- عنه (عليه السلام): إنما الدنيا عناء وفناء،
وعبر وغير... ومن عبرها أنك ترى المغبوط
مرحوما، ليس بينهما إلا نعيم زال أو بؤس نزل،
ومن غيرها أن المرء يشرف عليه أمله فيختطفه
دونه أجله (11).
- عنه (عليه السلام): ثم إن الدنيا دار فناء وعناء، وغير
وعبر... ومن غيرها أنك ترى المرحوم مغبوطا،
والمغبوط مرحوما، ليس ذلك إلا نعيما زل [زال]
وبؤسا نزل (12)، ومن عبرها أن المرء يشرف على
أمله فيقتطعه حضور أجله (13).
- عنه (عليه السلام): المدة وإن طالت قصيرة، والماضي
للمقيم عبرة، والميت للحي عظة (14).
- عنه (عليه السلام) - إنه - مر على المدائن فلما رأى

(1) غرر الحكم: 1037.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 208.
(3) البحار: 78 / 3 / 51.
(4) النازعات: 25، 26.
(5) يوسف: 111.
(6) النور: 44.
(7) غرر الحكم: 1026.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 182، والحكمة 76، والخطبة 221.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 182، والحكمة 76، والخطبة 221.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 182، والحكمة 76، والخطبة 221.
(11) أمالي الطوسي: 493 / 1081.
(12) وفي نقل: " ليس بينهم إلا نعيم زال، أو مثلة حلت، أو موت نزل ".
(13) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(14) أمالي الصدوق: 96 / 5.
1809

آثار كسرى وقرب خرابها، قال رجل ممن معه:
جرت الرياح على رسوم ديارهم * فكأنهم كانوا على ميعاد
فقال (عليه السلام) أفلا قلت: * (كم تركوا من جنات وعيون *
وزروع ومقام كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين *
كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم
السماء والأرض وما كانوا منظرين؟!) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إن للباقين بالماضين معتبرا،
إن للآخر بالأول مزدجرا (2).
- عنه (عليه السلام): قد اعتبر بالباقي من اعتبر
بالماضي (3).
- عنه (عليه السلام): كفى مخبرا عما بقي من
الدنيا ما مضى منها (4).
- عنه (عليه السلام): كفى معتبرا لأولي النهى ما عرفوا (5).
- عنه (عليه السلام): في تصاريف الدنيا اعتبار (6).
- عنه (عليه السلام): في تصاريف القضاء عبرة
لأولي الألباب والنهى (7).
- عنه (عليه السلام): في تعاقب الأيام معتبر للأنام (8).
- عنه (عليه السلام): لو اعتبرت بما أضعت من
ماضي عمرك لحفظت ما بقي (9).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى معاوية -: ولو
اعتبرت بما مضى حفظت ما بقي (10).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى الحارث
الهمداني -: وصدق بما سلف من الحق،
واعتبر بما مضى من الدنيا لما بقي منها،
فإن بعضها يشبه بعضا، وآخرها لاحق بأولها،
وكلها حائل مفارق (11).
- عنه (عليه السلام): واعتبروا بالغير [الغيرة]،
وانتفعوا بالنذر (12).
- عنه (عليه السلام): واعتبروا بما قد رأيتم من
مصارع القرون قبلكم، قد تزايلت أوصالهم،
وزالت أبصارهم وأسماعهم، وذهب شرفهم
وعزهم، وانقطع سرورهم ونعيمهم (13).
- عنه (عليه السلام): فاعتبروا بما كان من فعل الله
بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل، وجهده
الجهيد [الجميل] (14).
- عنه (عليه السلام): فاعتبروا بما أصاب الأمم
المستكبرين من قبلكم، من بأس الله وصولاته
ووقائعه ومثلاته (15).
- عنه (عليه السلام): فاعتبروا بحال ولد إسماعيل
وبني إسحاق وبني إسرائيل (عليهم السلام)، فما أشد
اعتدال الأحوال، وأقرب اشتباه الأمثال! (16).
- عنه (عليه السلام): فاعتبروا بنزولكم منازل من
كان قبلكم، وانقطاعكم عن أوصل [أصل - أهل]
إخوانكم (17).
- عنه (عليه السلام) - قبل شهادته على سبيل
الوصية -: أنا بالأمس صاحبكم، واليوم عبرة
لكم، وغدا مفارقكم (18).

(1) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 315.
(2) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(3) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(4) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(5) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(6) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(7) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(8) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(9) غرر الحكم: (3425 - 3426)، 6673، 7057، 7060، 6453، 6467، 6519، 7589.
(10) نهج البلاغة: الكتاب 49.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(12) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(14) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(15) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(16) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(17) نهج البلاغة: الكتاب 69، والخطبة 157 و 161 و 192 و 192 و 192 و 117.
(18) نهج البلاغة: الكتاب 23.
1810

- عنه (عليه السلام) - في صفة الإسلام -: فجعله...
آية لمن توسم، وتبصرة لمن عزم، وعبرة
لمن اتعظ (1).
[2511]
كثرة العبر وقلة الاعتبار
- الإمام علي (عليه السلام): ما أكثر العبر، وأقل
الاعتبار! (2).
- عنه (عليه السلام): ما أكثر العبر، وما أقل
المعتبرين! (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): مسكين ابن آدم!
له في كل يوم ثلاث مصائب لا يعتبر بواحدة
منهن، ولو اعتبر لهانت عليه المصائب وأمر
الدنيا: فأما المصيبة الأولى: فاليوم
الذي ينقص من عمره، قال: وإن ناله نقصان
في ماله اغتم به، والدرهم يخلف عنه والعمر
لا يرده.
والثانية: أنه يستوفي رزقه، فإن
كان حلالا حوسب عليه، وإن كان حراما
عوقب عليه.
قال: والثالثة أعظم من ذلك، قيل:
وما هي؟ قال: ما من يوم يمسي إلا وقد
دنا من الآخرة رحلة، لا يدري على الجنة أم
على النار (4).
[2512]
ثمرة الاعتبار
- الإمام علي (عليه السلام): الاعتبار يثمر العصمة (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المعتبر في الدنيا عيشه
فيها كعيش النائم يراها ولا يمسها، وهو يزيل
عن قلبه ونفسه - باستقباحه معاملة المغرورين
بها - ما يورثه الحساب والعقاب (6).
- الإمام علي (عليه السلام): اعتبر تزدجر (7).
- عنه (عليه السلام): من تأمل اعتبر، من
اعتبر حذر (8).
- عنه (عليه السلام): دوام الاعتبار يؤدي إلى
الاستبصار، ويثمر الازدجار (9).
- عنه (عليه السلام): رحم الله امرءا تفكر فاعتبر،
واعتبر فأبصر (10).
- عنه (عليه السلام): في كل اعتبار استبصار (11).
- عنه (عليه السلام): من اعتبر بعقله استبان (12).
- عنه (عليه السلام): من كثر اعتباره قل عثاره (13).
- عنه (عليه السلام): اعتبر تقتنع (14).
- عنه (عليه السلام): من اعتبر بالغير لم يثق
بمسالمة الزمن (15).
- عنه (عليه السلام): من عقل اعتبر بأمسه،

(1) نهج البلاغة: الخطبة 106، والحكمة 297.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 106، والحكمة 297.
(3) البحار: 78 / 69 / 22.
(4) الاختصاص: 342.
(5) غرر الحكم: 879.
(6) مصباح الشريعة: 204.
(7) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(8) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(9) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(10) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(11) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(12) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(13) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(14) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
(15) غرر الحكم: 2237، (7658 - 7691)، 5150، 5206، 6461، 8295، 8056، 2252، 8686.
1811

واستظهر لنفسه (1).
- عنه (عليه السلام): من اعتبر الأمور وقف
على مصادقها (2).
- عنه (عليه السلام): من اعتبر بغير الدنيا
قلت منه الأطماع (3).
- عنه (عليه السلام): لا فكر لمن لا اعتبار له،
لا اعتبار لمن لا ازدجار له (4).
- عنه (عليه السلام): من تبينت له الحكمة عرف
العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في
الأولين (5).
- عنه (عليه السلام): إن من صرحت له العبر عما
بين يديه من المثلات، حجزته التقوى عن
تقحم الشبهات (6).

(1) غرر الحكم: 8743، 9242، 9244، (10775 - 10776).
(2) غرر الحكم: 8743، 9242، 9244، (10775 - 10776).
(3) غرر الحكم: 8743، 9242، 9244، (10775 - 10776).
(4) غرر الحكم: 8743، 9242، 9244، (10775 - 10776).
(5) نهج البلاغة: الحكمة 31، والخطبة 16.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 31، والخطبة 16.
1812

(333)
العجب
البحار: 72 / 306 باب 117 " العجب بالأعمال ".
وسائل الشيعة: 1 / 73 باب 23 " تحريم الإعجاب بالنفس وبالعمل والإدلال به ".
البحار: 71 / 228 باب 67 " ترك العجب والاعتراف بالتقصير ".
انظر:
العبادة: باب 2502، الروح: باب 1561، الرأي: باب 1425.
الغرور: باب 3042، الفقه: باب 3243.
1813

[2513]
العجب
الكتاب
* (أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من
يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن
الله عليم بما يصنعون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما
ولاه مصر -: إياك والإعجاب بنفسك، والثقة
بما يعجبك منها، وحب الإطراء، فإن ذلك من
أوثق فرص الشيطان في نفسه، ليمحق ما يكون
من إحسان المحسنين (2).
- عنه (عليه السلام): لا وحدة أوحش من العجب (3).
- عنه (عليه السلام): وأوحش الوحشة العجب (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا جهل أضر من
العجب (5).
- الإمام علي (عليه السلام): العجب آفة الشرف (6).
- عنه (عليه السلام): العجب يظهر النقيصة (7).
- عنه (عليه السلام): ما أضر المحاسن كالعجب (8).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العجب البغضاء (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - إن عيسى بن مريم كان
من شرائعه السيح في البلاد، فخرج في بعض
سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير، وكان كثير
اللزوم لعيسى (عليه السلام)، فلما انتهى عيسى إلى البحر،
قال: بسم الله بصحة يقين منه، فمشى على ظهر
الماء، فقال الرجل القصير حين نظر إلى
عيسى (عليه السلام) جازه: بسم الله بصحة يقين منه فمشى
على الماء ولحق بعيسى (عليه السلام)، فدخله العجب
بنفسه... فرمس في الماء، فاستغاث بعيسى
فتناوله (10).
(انظر) تمام الخبر.
المعرفة (3): باب 2607.
[2514]
العجب آفة اللب
- الإمام علي (عليه السلام): الإعجاب ضد الصواب،
وآفة الألباب (11).
- عنه (عليه السلام): عجب المرء بنفسه أحد
حساد عقله (12).
- عنه (عليه السلام): من أعجب بفعله أصيب بعقله (13).

(1) فاطر: 8.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53، والحكمة 113 و 38.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53، والحكمة 113 و 38.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53، والحكمة 113 و 38.
(5) الاختصاص: 227.
(6) غرر الحكم: 940.
(7) غرر الحكم: 954، 9472، 4606.
(8) غرر الحكم: 954، 9472، 4606.
(9) غرر الحكم: 954، 9472، 4606.
(10) الكافي: 2 / 306 / 3.
(11) تحف العقول: 74.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 212.
(13) غرر الحكم: 8380.
1814

- عنه (عليه السلام): رضاك عن نفسك من فساد
عقلك (1).
- عنه (عليه السلام): آفة اللب العجب (2).
- عنه (عليه السلام): اتهموا عقولكم، فإنه من
الثقة بها يكون الخطاء (3).
- عنه (عليه السلام): المعجب لا عقل له (4).
- عنه (عليه السلام): العجب يفسد العقل (5).
- عنه (عليه السلام): إزراء الرجل على نفسه برهان
رزانة عقله وعنوان وفور فضله، إعجاب المرء
بنفسه برهان نقصه وعنوان ضعف عقله (6).
(انظر) العقل: باب 2818 - 2820.
[2515]
العجب حمق
- الإمام علي (عليه السلام): العجب حمق (7).
- عنه (عليه السلام): العجب رأس الحماقة (8).
- عنه (عليه السلام): العجب رأس الجهل (9).
- عنه (عليه السلام): العجب عنوان الحماقة (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أعجب بنفسه هلك،
ومن أعجب برأيه هلك، وإن عيسى بن مريم (عليه السلام)
قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله، وأبرأت
الأكمه والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى
فأحييتهم بإذن الله، وعالجت الأحمق فلم أقدر
على إصلاحه! فقيل: يا روح الله! وما الأحمق؟
قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل
كله له لا عليه، ويوجب الحق كله لنفسه
ولا يوجب عليها حقا، فذاك الأحمق الذي
لا حيلة في مداواته (11).
[2516]
العجب هلاك
- الإمام الصادق (عليه السلام): من دخله العجب
هلك (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أما الثلاث الموبقات: فشح
مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه (13).
- الإمام علي (عليه السلام): العجب هلاك، والصبر
ملاك (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ينظر لنا ما صنع
أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود، فوجده قد
ضربه ابنا عفراء حتى برك، قال: فأخذ بلحيته،
فقال: أنت أبو جهل؟ فقال: وهل فوق رجل
قتلتموه - أو قال: قتله قومه -؟... فلو غير
أكار قتلني! (15).
(انظر) الهلاك: باب 4019.
[2517]
الإعجاب ومنع الازدياد
الإمام علي (عليه السلام): الإعجاب يمنع الازدياد (16).

(1) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(2) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(3) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(4) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(5) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(6) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(7) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(8) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(9) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(10) غرر الحكم: 5412، 3956، 2570، 1008، 726، (2006 - 2007)، 62، 938، 414، 555.
(11) الاختصاص: 221.
(12) الكافي: 2 / 313 / 2.
(13) الخصال: 84 / 10 و 506 / 3.
(14) الخصال: 84 / 10 و 506 / 3.
(15) صحيح مسلم: 1800.
(16) نهج البلاغة: الحكمة 167.
1815

- الإمام الهادي (عليه السلام): العجب صارف عن طلب
العلم، داع إلى الغمط (1).
- الإمام علي (عليه السلام): من أعجب بحسن حالته،
قصر عن حسن حيلته (2).
[2518]
سيئة تسوءك خير
من حسنة تعجبك
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الرجل ليذنب الذنب
فيندم عليه، ويعمل العمل فيسره ذلك، فيتراخى
عن حاله تلك، فلأن يكون على حاله تلك خير له
مما دخل فيه (3).
- عنه (عليه السلام) - في رجل يعمل العمل وهو خائف
مشفق ثم يعمل شيئا من البر فيدخله شبه العجب
به -: هو في حاله الأولى - وهو خائف - أحسن
حالا منه في حال عجبه (4).
- عنه (عليه السلام): يدخل رجلان المسجد أحدهما
عابد والآخر فاسق، فيخرجان من المسجد
والفاسق صديق والعابد فاسق، وذلك أنه يدخل
العابد المسجد وهو مدل بعبادته وفكرته في ذلك،
ويكون فكرة الفاسق في التندم على فسقه،
فيستغفر الله من ذنوبه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): ضاحك معترف بذنبه
أفضل من باك مدل على ربه (6).
- عنه (عليه السلام): سيئة تسوءك خير عند الله من
حسنة تعجبك (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إن رجلا كان في بني
إسرائيل عبد الله تبارك وتعالى أربعين سنة فلم
يقبل منه، فقال لنفسه: ما أوتيت إلا منك،
ولا الذنب إلا لك، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه:
ذمك نفسك أفضل من عبادة أربعين سنة (8).
[2519]
التحذير من الرضا عن النفس
- الإمام علي (عليه السلام): شر الأمور الرضا
عن النفس (9).
- عنه (عليه السلام): إياك أن ترضى عن نفسك
فيكثر الساخط عليك (10).
- عنه (عليه السلام): رضاك عن نفسك من
فساد عقلك (11).
- عنه (عليه السلام): بالرضا عن النفس تظهر
السوءات والعيوب (12).
- عنه (عليه السلام): رضا العبد عن نفسه مقرون
بسخط ربه (13).
- عنه (عليه السلام): الراضي عن نفسه مغبون،
والواثق بها مفتون (14).

(1) البحار: 72 / 199 / 27.
(2) غرر الحكم: 8725.
(3) الكافي: 2 / 313 / 4 وص 314 / 7.
(4) الكافي: 2 / 313 / 4 وص 314 / 7.
(5) علل الشرائع: 354 / 1.
(6) الإرشاد للمفيد: 1 / 304.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 46.
(8) قرب الإسناد: 392 / 1371.
(9) غرر الحكم: 5723، 2642، 5412، 4356، 5440، 1902.
(10) غرر الحكم: 5723، 2642، 5412، 4356، 5440، 1902.
(11) غرر الحكم: 5723، 2642، 5412، 4356، 5440، 1902.
(12) غرر الحكم: 5723، 2642، 5412، 4356، 5440، 1902.
(13) غرر الحكم: 5723، 2642، 5412، 4356، 5440، 1902.
(14) غرر الحكم: 5723، 2642، 5412، 4356، 5440، 1902.
1816

- عنه (عليه السلام): من كان عند نفسه عظيما كان
عند الله حقيرا (1).
- عنه (عليه السلام): من رضي عن نفسه ظهرت
عليه المعايب (2).
- عنه (عليه السلام): إذا أردت أن تعظم محاسنك
عند الناس فلا تعظم في عينك (3).
- عنه (عليه السلام): هلك من رضي عن نفسه
ووثق بما تسوله له (4).
[2520]
أنا، أنا!!
- جابر بن عبد الله: أتيت النبي (صلى الله عليه وآله)، فدعوت
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): من هذا؟ قلت: أنا، قال:
فخرج وهو يقول: أنا، أنا!! (5).
- عنه - أيضا -: استأذنت على النبي (صلى الله عليه وآله)،
فقال: من هذا؟ فقلت: أنا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله):
أنا، أنا!! (6).
[2521]
الحث على استقلال الخير من النفس
- الإمام الباقر (عليه السلام): استقلل من نفسك كثير
الطاعة لله، إزراء على النفس وتعرضا للعفو (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن لله عبادا... لا يستكثرون
له الكثير، ولا يرضون له من أنفسهم
بالقليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار،
وإنهم لاكياس وأبرار (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في صفة العاقل -:
يستكثر قليل الخير من غيره، ويستقل كثير
الخير من نفسه (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): لا تستكثروا كثير
الخير (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تستكثروا الخير وإن
كثر في أعينكم (11).
(انظر) العمل: باب 2953.
[2522]
النهي عن استكثار الخير من النفس
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الملائكة -:
ولم يتولهم الإعجاب فيستكثروا ما سلف
منهم، ولا تركت لهم استكانة الإجلال نصيبا
في تعظيم حسناتهم (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ثلاث قاصمات الظهر:
رجل استكثر عمله، ونسي ذنوبه، واعجب
برأيه (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال إبليس - لعنة الله
عليه - لجنوده: إذا استمكنت من ابن آدم

(1) غرر الحكم: 8609، 8813، 4096، 10027.
(2) غرر الحكم: 8609، 8813، 4096، 10027.
(3) غرر الحكم: 8609، 8813، 4096، 10027.
(4) غرر الحكم: 8609، 8813، 4096، 10027.
(5) صحيح مسلم: 2155.
(6) صحيح مسلم: 2155.
(7) تحف العقول: 285.
(8) مستدرك الوسائل: 1 / 131 / 181 وص 132 / 184 وص 131 / 182 وص 132 / 183.
(9) مستدرك الوسائل: 1 / 131 / 181 وص 132 / 184 وص 131 / 182 وص 132 / 183.
(10) مستدرك الوسائل: 1 / 131 / 181 وص 132 / 184 وص 131 / 182 وص 132 / 183.
(11) مستدرك الوسائل: 1 / 131 / 181 وص 132 / 184 وص 131 / 182 وص 132 / 183.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(13) الخصال: 112 / 85.
1817

في ثلاث لم أبال ما عمل، فإنه غير مقبول منه: إذا
استكثر عمله، ونسي ذنبه، ودخله العجب (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): بينما موسى (عليه السلام) جالسا إذ
أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان... فقال له
موسى: فما هذا البرنس؟ قال: به أختطف قلوب
بني آدم، فقال موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا
أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ قال: إذا أعجبته
نفسه، واستكثر عمله، وصغر في عينه ذنبه (2).
[2523]
النهي عن ترك الخير لاستصغاره
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تستقل ما يتقرب به
إلى الله عز وجل ولو بشق تمرة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله أخفى أربعة في
أربعة: أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن
شيئا من طاعته، فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم.
وأخفى سخطه في معصيته، فلا تستصغرن شيئا
من معصيته، فربما وافق سخطه معصيته وأنت
لا تعلم. وأخفى إجابته في دعوته، فلا تستصغرن
شيئا من دعائه، فربما وافق إجابته وأنت لا تعلم.
وأخفى وليه في عباده، فلا تستصغرن عبدا من
عبيد الله، فربما يكون وليه وأنت لا تعلم (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا تستصغرن حسنة
تعملها، فإنك تراه حيث تسرك (5).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أنه لا يصغر ما
ضره يوم القيامة، ولا يصغر ما ينفع يوم
القيامة، فكونوا فيما أخبركم الله كمن عاين (6).
- عنه (عليه السلام): افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئا،
فإن صغيره كبير، وقليله كثير (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): تصدق بالشئ وإن قل،
فإن كل شئ يراد به الله وإن قل - بعد أن تصدق
النية فيه - عظيم (8).
(انظر) وسائل الشيعة: 1 / 87 باب 28.
المعروف: باب 2681.
[2524]
درجات العجب
- الإمام الكاظم (عليه السلام): العجب درجات، منها: أن
يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجبه
ويحسب أنه يحسن صنعا، ومنها: أن يؤمن العبد
بربه فيمن على الله عز وجل ولله عليه فيه المن (9).
[2525]
العجب وفساد العبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: أنا أعلم
بما يصلح به أمر عبادي، وإن من عبادي المؤمنين
لمن يجتهد في عبادته، فيقوم من رقاده ولذيذ
وساده، فيجتهد ويتعب نفسه في عبادتي،
فأضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له،
وإبقاء عليه، فينام حتى يصبح، فيقوم ماقتا

(1) الخصال: 112 / 86.
(2) الكافي: 2 / 314 / 8.
(3) وسائل الشيعة: 1 / 87 / 1 وص 88 / 6 وص 89 / 7.
(4) وسائل الشيعة: 1 / 87 / 1 وص 88 / 6 وص 89 / 7.
(5) وسائل الشيعة: 1 / 87 / 1 وص 88 / 6 وص 89 / 7.
(6) وسائل الشيعة: 1 / 89 / 8 و ح 9 وص 87 / 3.
(7) وسائل الشيعة: 1 / 89 / 8 و ح 9 وص 87 / 3.
(8) وسائل الشيعة: 1 / 89 / 8 و ح 9 وص 87 / 3.
(9) الكافي: 2 / 313 / 3.
1818

لنفسه وزاريا عليها، ولو أخلي بينه وبين ما يريد
من عبادتي لدخله من ذلك العجب بأعماله،
فيأتيه ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله، ورضاه عن
نفسه، حتى يظن أنه قد فاق العابدين، وجاز في
عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك وهو
يظن أنه قد تقرب إلي (1).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): إن الله
تبارك وتعالى يقول: إن من عبادي من يسألني
الشئ من طاعتي لاحبه، فأصرف ذلك عنه لكي
لا يعجبه عمله (2).
- المسيح (عليه السلام): يا معشر الحواريين!
كم من سراج أطفأته الريح، وكم من عابد
أفسده العجب! (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال الله عز وجل
لداود (عليه السلام): يا داود! أنذر الصديقين ألا
يعجبوا بأعمالهم، فإنه ليس عبد أنصبه
للحساب إلا هلك (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فإنه ليس عبد يتعجب
بالحسنات إلا هلك (5).
[2526]
معالجة العجب
- الإمام الباقر (عليه السلام): سد سبيل العجب
بمعرفة النفس (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا زاد عجبك بما أنت فيه
من سلطانك، فحدثت لك أبهة أو مخيلة، فانظر
إلى عظم ملك الله وقدرته مما لا تقدر عليه من
نفسك، فإن ذلك يلين من جماحك، ويكف عن
غربك، ويفئ إليك بما عزب عنك من عقلك (7).
- عنه (عليه السلام): ما لابن آدم والعجب؟! وأوله
نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو بين
ذلك يحمل العذرة! (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن كان الممر على
الصراط حقا فالعجب لماذا؟! (9).
(انظر) عنوان 346 " المعرفة (2) ".
[2527]
العجب (م)
- الإمام علي (عليه السلام): لا تدلن بحالة بلغتها
بغير آلة، ولا تفخرن بمرتبة نلتها من غير منقبة،
فإن ما يبنيه الاتفاق يهدمه الاستحقاق (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): سهر داود (عليه السلام) ليلة يتلو
الزبور فأعجبته عبادته، فنادته ضفدع: يا داود!
تعجبت من سهرك ليلة وإني لتحت هذه الصخرة
منذ أربعين سنة ما جف لساني عن ذكر الله
تعالى! (11).

(1) عدة الداعي: 222.
(2) الزهد للحسين بن سعيد: 68 / 179.
(3) البحار: 72 / 322 / 37.
(4) الكافي: 2 / 314 / 8.
(5) عدة الداعي: 222.
(6) تحف العقول: 285.
(7) غرر الحكم: 4168، 9666.
(8) غرر الحكم: 4168، 9666.
(9) أمالي الصدوق: 16 / 5.
(10) غرر الحكم: 10403.
(11) مستدرك الوسائل: 1 / 142 / 209.
1819

- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المؤمن -:
كل سعي أخلص عنده من سعيه، وكل نفس أصلح
عنده من نفسه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من لا يعرف لاحد
الفضل فهو المعجب برأيه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تكن ممن... يعجب
بنفسه إذا عوفي، ويقنط إذا ابتلي (3).

(1) الكافي: 2 / 229 / 1.
(2) معاني الأخبار: 244 / 2.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 150.
1820

(334)
العجب
انظر:
الغفلة: باب 3093، النجاة: باب 3858.
1821

[2528]
ما ينبغي التعجب منه
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): عجبت لمن
يحتمي عن الطعام لمضرته، ولا يحتمي من
الذنب لمعرته! (1).
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت للبخيل يستعجل
الفقر الذي منه هرب، ويفوته الغنى الذي
إياه طلب، فيعيش في الدنيا عيش الفقراء،
ويحاسب في الآخرة حساب الأغنياء! (2).
- عنه (عليه السلام): عجبت للمتكبر الذي كان
بالأمس نطفة، ويكون غدا جيفة! (3).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن شك في الله وهو
يرى خلق الله! (4).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن نسي الموت وهو
يرى الموتى (من يموت)! (5).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن أنكر النشأة
الأخرى وهو يرى النشأة الأولى! (6).
- عنه (عليه السلام): عجبت لعامر دار الفناء وتارك
دار البقاء! (7).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يرى أنه ينقص كل
يوم في نفسه وعمره وهو لا يتأهب للموت! (8).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن عرف سوء عواقب
اللذات كيف لا يعف! (9).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن علم شدة انتقام الله منه
وهو مقيم على الإصرار! (10).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يتصدى لاصلاح الناس
ونفسه أشد شئ فسادا، فلا يصلحها ويتعاطى
إصلاح غيره! (11).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن عرف دواء دائه فلا
يطلبه، وإن وجده لم يتداو به! (12).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن لا يملك أجله كيف
يطيل أمله! (13).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يقال: إن فيه الشر الذي
يعلم أنه فيه كيف يسخط! (14).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يوصف بالخير الذي
يعلم أنه ليس فيه كيف يرضى! (15).
(انظر) الغفلة: باب 3093.
[2529]
العجب كل العجب!!
الكتاب
* (وإن تعجب فعجب قولهم أإذا كنا ترابا أإنا لفي

(1) البحار: 78 / 159 / 10.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(8) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(9) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(10) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(11) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(12) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(13) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(14) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
(15) غرر الحكم: 6253، 6257، 6259، 6268، 6271، 6272، 6281، 6282.
1822

خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في
أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العجب كل العجب ممن
يعجب بعمله، وهو لا يدري بم يختم له! (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): العجب كل العجب
لمن شك في الله وهو يرى الخلق (3).
- عنه (عليه السلام): العجب كل العجب لمن أنكر النشأة
الأخرى وهو يرى النشأة الأولى (4).
- عنه (عليه السلام): العجب كل العجب لمن عمل لدار
الفناء وترك دار البقاء (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): العجب كل العجب للشاك
في قدرة الله وهو يرى خلق الله (6).
- عنه (عليه السلام): العجب كل العجب للمصدق بدار
الخلود وهو يعمل لدار الغرور (7).
- عنه (عليه السلام): العجب كل العجب للمختال الفخور
الذي خلق من نطفة، ثم يصير جيفة، وهو فيما بين
ذلك لا يدري كيف يصنع (8).
(انظر) الإيمان: باب 299.
الرجعة: باب 1441.
[2530]
أعجب العجائب!!!
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد قيل له: أتيتك
من قوم هم وأنعامهم سواء -: ألا أخبرك
بأعجب من ذلك؟: قوم علموا ما جهل
هؤلاء ثم جهلوا كجهلهم!! (9).
- وفي حديث: يا عمار! ألا أخبرك
بقوم أعجب منهم؟! قوم علموا ما جهلوا ثم
اشتهوا كشهوتهم (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من أعجب العجائب
أن معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص
السهمي أصبحا يحرضان الناس على الدين! (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عما في
وصية لقمان -: كان فيها الأعاجيب، وكان
أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف
الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين
لعذبك، وارج الله رجاء لو جئته بذنوب
الثقلين لرحمك (12).
- المنهال بن عمرو: والله أنا رأيت رأس
الحسين (عليه السلام) حين حمل، وأنا بدمشق، وبين يديه
رجل يقرأ الكهف حتى بلغ قوله: * (أم حسبت أن
أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) *
فأنطق الله تعالى الرأس بلسان ذرب طلق قال:
أعجب من أصحاب الكهف حملي وقتلي (13).
- الإمام علي (عليه السلام): العجب هو الدنيا،
وغفلتنا فيها أعجب (14).

(1) الرعد: 5.
(2) مصباح الشريعة: 230.
(3) أمالي الطوسي: 663 / 1387 و 664 / 1387.
(4) أمالي الطوسي: 663 / 1387 و 664 / 1387.
(5) أمالي الطوسي: 663 / 1387 و 664 / 1387.
(6) المحاسن: 1 / 377 / 831.
(7) المحاسن: 1 / 377 / 831.
(8) المحاسن: 1 / 377 / 831.
(9) كنز العمال: 29116، يظهر من حديث 29116 أن الرجل
سعد بن أبي وقاص.
(10) كنز العمال: 29117.
(11) نهج السعادة: 2 / 172.
(12) الكافي: 2 / 67 / 1.
(13) نور الثقلين: 3 / 243 / 15.
(14) جامع الأخبار: 383 / 1070.
1823

[2531]
عجائب الإنسان
- الإمام علي (عليه السلام): اعجبوا لهذا الإنسان
ينظر بشحم، ويتكلم بلحم، ويسمع بعظم،
ويتنفس من خرم!! (1).
(انظر) القلب: باب 3382.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 8.
1824

(335)
العجز
البحار: 73 / 159 باب 127 " العجز وطلب ما لا يدرك ".
انظر:
عنوان 460 " الكسل ".
1825

[2532]
العجز والعاجز
- الإمام علي (عليه السلام): العجز سبب التضييع (1).
- عنه (عليه السلام): العجز مهانة (2).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العجز فوت الطلب (3).
- عنه (عليه السلام): العجز آفة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحمد
على الكيس ويلوم على العجز، فإذا غلبك
الشئ فقل: حسبي الله ونعم الوكيل (5).
- الإمام علي (عليه السلام): العجز اشتغالك
بالمضمون لك عن المفروض عليك، وترك القناعة
بما أوتيت (6).
- عنه (عليه السلام): العجز مع لزوم الخير خير من
القدرة مع ركوب الشر (7).
- عنه (عليه السلام): الطمأنينة إلى كل أحد قبل
الاختبار له عجز (8).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه جعل الطاعة
غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة (9).
- عنه (عليه السلام): الغيبة جهد العاجز (10).
- عنه (عليه السلام): والله إن امرءا يمكن عدوه من
نفسه يعرق لحمه، ويهشم عظمه، ويفري
جلده، لعظيم عجزه، ضعيف ما ضمت عليه
جوانح صدره (11).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لابنه الحسن (عليه السلام)
في صفة الله سبحانه -: أول قبل الأشياء بلا
أولية، وآخر بعد الأشياء بلا نهاية، عظم عن أن
تثبت ربوبيته بإحاطة قلب أو بصر، فإذا عرفت
ذلك فافعل كما ينبغي لمثلك أن يفعله في صغر
خطره، وقلة مقدرته، وكثرة عجزه، وعظيم
حاجته إلى ربه في طلب طاعته (12).
[2533]
أعجز الناس
- الإمام علي (عليه السلام): لا عاجز أعجز ممن
أهمل نفسه فأهلكها (13).
- عنه (عليه السلام): أعجز الناس من قدر على أن
يزيل النقص عن نفسه ولم يفعل (14).

(1) غرر الحكم: 416.
(2) البحار: 73 / 159 / 5.
(3) غرر الحكم: 4597.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 4.
(5) كنز العمال: 5616.
(6) غرر الحكم: 1490، 1973.
(7) غرر الحكم: 1490، 1973.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 384 و 331 و 461، والخطبة 34، والكتاب 31.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 384 و 331 و 461، والخطبة 34، والكتاب 31.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 384 و 331 و 461، والخطبة 34، والكتاب 31.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 384 و 331 و 461، والخطبة 34، والكتاب 31.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 384 و 331 و 461، والخطبة 34، والكتاب 31.
(13) غرر الحكم: 10918، 3177.
(14) غرر الحكم: 10918، 3177.
1826

- عنه (عليه السلام): أعجز الناس آمنهم لوقوع
الحوادث وهجوم الأجل (1).
- عنه (عليه السلام): أعجز الناس من عجز عن
إصلاح نفسه (2).
- عنه (عليه السلام): أعجز الناس من عجز عن
الدعاء (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من أعجز العجز
رجل لقي رجلا فأعجبه نحوه، فلم يسأله
عن اسمه ونسبه وموضعه (4).
- الإمام علي (عليه السلام): أعجز الناس من عجز
عن اكتساب الإخوان، وأعجز منه من ضيع من
ظفر به منهم (5).

(1) غرر الحكم: 3339، 3189، 3080.
(2) غرر الحكم: 3339، 3189، 3080.
(3) غرر الحكم: 3339، 3189، 3080.
(4) الكافي: 2 / 671 / 4.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 12.
1827

(336)
المعجزة
البحار: 11 / 70 باب 3 " علة المعجزة ".
البحار: 17 / 159 - 421، 18 / 1 - 147 " معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) ".
كنز العمال: 11 / 366، 12 / 347 " معجزات النبي (صلى الله عليه وآله) ".
البحار: 41 - 53 " معجزات الأئمة (عليهم السلام) ".
البحار: 92 / 121 باب 15 " وجوه إعجاز القرآن ".
1829

[2534]
المعجزة
- الإمام الصادق (عليه السلام): المعجزة علامة لله
لا يعطيها إلا أنبياءه ورسله وحججه، ليعرف
به صدق الصادق من كذب الكاذب (1).
[2535]
حكمة اختلاف معجزات الأنبياء
- الإمام الهادي (عليه السلام) - في جواب ابن السكيت عن
علة بعث موسى بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر،
وبعث عيسى بآلة الطب، وبعث محمد (صلى الله عليه وآله) وعلى
جميع الأنبياء بالكلام والخطب -: إن الله لما بعث
موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصره السحر،
فأتاهم من عند الله بما لم يكن في وسعهم مثله، وما
أبطل به سحرهم، وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله
بعث عيسى (عليه السلام) في وقت قد ظهرت فيه الزمانات
واحتاج الناس إلى الطب، فأتاهم من عند الله بما
لم يكن عندهم مثله، وبما
أحيى لهم الموتى، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله،
وأثبت به الحجة عليهم. وإن الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله)
في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب
والكلام - وأظنه قال: الشعر - فأتاهم من عند الله
من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم، وأثبت به
الحجة عليهم (2).
[2536]
إعجاز القرآن
الكتاب
* (قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل
هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض
ظهيرا) * (3).
* (أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله
مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم
صادقين * فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم
الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون) * (4).
* (وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا
بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم
صادقين * فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي
وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين) * (5).
(انظر) آل عمران: 72 - 93 - نكال 119، النساء: 81، 82،
الأنعام: 37 - 91، 92 - 114، الأعراف: 146،
الأنفال: 31، التوبة: 127، يونس: 15، 16، 37،
38، هود: 49، الرعد: 7، الحجر: 24، النحل: 24

(1) علل الشرائع: 122 / 1.
(2) الكافي: 1 / 24 / 20.
(3) الإسراء: 88.
(4) هود: 13، 14.
(5) البقرة: 23، 24.
1830

- 101، 103، الإسراء: 59 - 88، الكهف: 1، 2،
الأنبياء: 2، 5، الفرقان: 6، 32، الشعراء: 192،
النمل: 76، القصص: 85، العنكبوت: 48، سبأ:
6، الزمر: 23، 28، الطور: 34، الصف: 8، 9،
الحاقة: 40 - 42، المرسلات: 50.
- الإمام العسكري (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ألم ذلك الكتاب) * -: أي يا محمد هذا الكتاب
الذي أنزلناه عليك هو بالحروف المقطعة التي
منها ألف، لام، ميم، وهو بلغتكم وحروف
هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين،
واستعينوا على ذلك بسائر شهدائكم (1).
- إن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من
الدهرية اتفقوا على أن يعارض كل واحد
منهم ربع القرآن وكانوا بمكة، وعاهدوا
على أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل،
فلما حال الحول واجتمعوا في مقام إبراهيم (عليه السلام)
أيضا، قال أحدهم: إني لما رأيت قوله:
* (يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض
الماء) * كففت عن المعارضة، وقال الآخر: وكذا
أنا لما وجدت قوله: * (فلما استيأسوا منه خلصوا
نجيا) * أيست من المعارضة، وكانوا يسترون
ذلك، إذ مر عليهم الصادق (عليه السلام) فالتفت إليهم
وقرأ عليهم: * (قل لئن اجتمعت الإنس والجن
على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون
بمثله) * فبهتوا (2).
(انظر) التقوى: باب 4174.
البحار: 17 / 159 باب 1، 92 / 1 باب 1.
[2537]
من إعجاز القرآن عدم الاختلاف فيه
الكتاب
* (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): والله سبحانه يقول: * (ما
فرطنا في الكتاب من شئ) * وفيه تبيان لكل
شئ، وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا، وأنه
لا اختلاف فيه فقال سبحانه: * (ولو كان من عند
غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * (4).

(1) معاني الأخبار: 24 / 4.
(2) نور الثقلين: 3 / 220 / 444.
(3) النساء: 82.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 18.
1831

(337)
العجلة
كنز العمال: 3 / 512 " التؤدة والعجلة ".
البحار: 75 / 138 باب 53 " النهي عن تعجيل الرجل عن طعامه أو حاجته ".
انظر:
عنوان 109 " الحزم "، الدعاء: باب 1200، العقوبة: باب 2780.
1833

[2538]
العجلة
الكتاب
* (خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا
تستعجلون) * (1).
* (ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان
عجولا) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): العجل يوجب العثار (3).
- عنه (عليه السلام): مع العجل يكثر الزلل (4).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام)
لما حضره الموت -: أنهاك عن التسرع
بالقول والفعل (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما أهلك الناس
العجلة، ولو أن الناس تثبتوا لم يهلك أحد (6).
- الإمام علي (عليه السلام): العجول مخطئ وإن
ملك، المتأني مصيب وإن هلك (7).
- عنه (عليه السلام): أصاب متأن أو كاد، أخطأ
مستعجل أو كاد (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تأنى أصاب أو كاد،
ومن عجل أخطأ أو كاد (9).
- الإمام علي (عليه السلام): التأني في الفعل
يؤمن الخطل، التروي في القول يؤمن الزلل (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأناة من الله، والعجلة
من الشيطان (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مع التثبت تكون
السلامة، ومع العجلة تكون الندامة (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: أخر الشر، فإنك إذا شئت تعجلته (13).
- عنه (عليه السلام): تأخير الشر إفادة خير (14).
- عنه (عليه السلام): يا عبد الله لا تعجل في عيب
أحد (عبد) بذنبه، فلعله مغفور له، ولا تأمن
على نفسك صغير معصية، فلعلك معذب
عليه (15).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه مصر -:
لا تعجلن إلى تصديق ساع، فإن الساعي غاش،

(1) الأنبياء: 37.
(2) الإسراء: 11.
(3) غرر الحكم: 432، 9740.
(4) غرر الحكم: 432، 9740.
(5) أمالي الطوسي: 7 / 8.
(6) المحاسن: 1 / 340 / 697.
(7) غرر الحكم: (1228 - 1229)، 1290.
(8) غرر الحكم: (1228 - 1229)، 1290.
(9) كنز العمال: 5678.
(10) غرر الحكم: (1310 - 1311).
(11) المحاسن: 1 / 340 / 698، كنز العمال: 5674.
(12) الخصال: 100 / 52.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(14) غرر الحكم: 4569.
(15) نهج البلاغة: الخطبة 140.
1834

وإن تشبه بالناصحين (1).
- عنه (عليه السلام): من كمال الحلم تأخير العقوبة (2).
[2539]
المبادرة إلى الخيرات
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان أبي يقول: إذا هممت
بخير فبادر، فإنك لا تدري ما يحدث (3).
- عنه (عليه السلام): إذا هم أحدكم بخير أو صلة فإن
عن يمينه وشماله شيطانين، فليبادر لا يكفاه
عن ذلك (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من هم بشئ من الخير
فليعجله، فإن كل شئ فيه تأخير فإن
للشيطان فيه نظرة (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب من الخير
ما يعجل (6).
(انظر) المسابقة: باب 1737.
الخير: باب 1163.
[2540]
مدح الاستعجال في فرص الخير
الكتاب
* (وما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولاء على
أثري وعجلت إليك رب لترضى) * (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا عرض شئ من أمر
الآخرة فابدأ به، وإذا عرض شئ من أمر الدنيا
فتأنه حتى تصيب رشدك فيه (8).
- عنه (عليه السلام): التؤدة ممدوحة في كل شئ إلا
في فرص الخير (9).
- عنه (عليه السلام): التثبت خير من العجلة إلا في
فرص البر، العجلة مذمومة في كل أمر إلا فيما
يدفع الشر (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): التؤدة في كل شئ خير إلا
في عمل الآخرة (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الأناة في كل شئ خير إلا في
ثلاث: إذا صيح في خيل الله فكونوا أول من
يشخص، وإذا نودي للصلاة فكونوا أول من
يخرج، وإذا كانت الجنازة فعجلوا بها، ثم
الأناة بعد خير (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا تؤخر: الصلاة إذا أتت،
والجنازة إذا حضرت، والأيم إذا وجدت كفوا (13).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يستقيم قضاء الحوائج إلا
بثلاث: باستصغارها لتعظم، وباستكتامها لتظهر،
وبتعجيلها لتهنؤ (14).
- عنه (عليه السلام): ليس من عادة الكرام تأخير
الإنعام (15).
1835

- عنه (عليه السلام): لا تؤخر إنالة المحتاج إلى غد،
فإنك لا تدري ما يعرض لك وله في غد (1).
(انظر) وسائل الشيعة: 1 / 84 باب 27.
[2541]
ما لا ينبغي من العجلة والأناة
- الإمام علي (عليه السلام): إياك والعجلة بالأمور
قبل أوانها، والتساقط فيها عند زمانها (2).
- عنه (عليه السلام): من الخرق المعاجلة قبل
الإمكان، والأناة بعد الفرصة (3).
- عنه (عليه السلام): العجل قبل الإمكان يوجب
الغصة (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من ابتدأ بعمل في
غير وقته كان بلوغه في غير حينه (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - من وصاياه لمحمد بن
أبي بكر لما ولاه مصر -: صل الصلاة لوقتها
المؤقت لها، ولا تعجل وقتها لفراغ، ولا تؤخرها
عن وقتها لاشتغال (6).
- عنه (عليه السلام) - من خطبة له يومئ فيها إلى
الملاحم -: لا تستعجلوا ما هو كائن مرصد،
ولا تستبطئوا ما يجئ به الغد، فكم من مستعجل
بما إن أدركه ود أنه لم يدركه (7).
1836

(338)
العدل
البحار: 75 / 24 باب 35 " الإنصاف والعدل ".
البحار: 70 / 1 باب 39 " العدالة ".
البحار: 78 / 94 باب 17 " ما صدر عن أمير المؤمنين في العدل والقسمة ".
تفسير الميزان: 6 / 204 " كلام في العدالة ".
انظر:
عنوان 513 " الإنصاف "، المروة: باب 3677، الوالد والولد: باب 4201.
الشهادة (1): باب 2094، المعرفة (3): باب 2649 - 2651.
1837

[2542]
قيمة العدل
- الإمام علي (عليه السلام): العدل أساس به قوام العالم (1).
- عنه (عليه السلام): العدل أقوى أساس (2).
- عنه (عليه السلام): إن العدل ميزان الله سبحانه الذي
وضعه في الخلق، ونصبه لإقامة الحق، فلا تخالفه
في ميزانه، ولا تعارضه في سلطانه (3).
- عنه (عليه السلام): جعل الله سبحانه العدل قواما للأنام،
وتنزيها من المظالم والآثام، وتسنية للإسلام (4).
- عنه (عليه السلام): العدل قوام الرعية وجمال الولاة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العدل أحلى من الماء
يصيبه الظمآن (6).
- عنه (عليه السلام): العدل أحلى من الشهد، وألين من
الزبد، وأطيب ريحا من المسك (7).
- الإمام علي (عليه السلام): العدل مألوف، والهوى
عسوف (8).
- فاطمة الزهراء (عليها السلام): فرض... العدل تسكينا
للقلوب (9).
[2543]
العدل أفضل سياسة
- الإمام علي (عليه السلام): العدل أفضل السياستين (10).
- عنه (عليه السلام): العدل فضيلة السلطان (11).
- عنه (عليه السلام): العدل جنة الدول (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العدل جنة واقية،
وجنة باقية (13).
- الإمام علي (عليه السلام): العدل يصلح البرية، صلاح
الرعية العدل (14).
- عنه (عليه السلام): العدل يريح العامل به من تقلد
المظالم (15).
- عنه (عليه السلام): بالعدل تصلح الرعية (16).
- عنه (عليه السلام): بالعدل تتضاعف البركات (17).
- عنه (عليه السلام): عدل السلطان خير من خصب
الزمان (18).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عدل ساعة خير من عبادة
ستين سنة قيام ليلها وصيام نهارها، وجور
ساعة في حكم أشد وأعظم عند الله من معاصي
ستين سنة (19).

(1) مطالب السؤل: 61.
(2) غرر الحكم: 863، 3464، 4789، 1954.
(3) غرر الحكم: 863، 3464، 4789، 1954.
(4) غرر الحكم: 863، 3464، 4789، 1954.
(5) غرر الحكم: 863، 3464، 4789، 1954.
(6) الكافي: 2 / 146 / 11 وص 147 / 15.
(7) الكافي: 2 / 146 / 11 وص 147 / 15.
(8) مطالب السؤل: 56.
(9) علل الشرائع: 248 / 2.
(10) غرر الحكم: 1656، 584، 1873.
(11) غرر الحكم: 1656، 584، 1873.
(12) غرر الحكم: 1656، 584، 1873.
(13) عوالي اللآلي: 1 / 293 / 177.
(14) غرر الحكم: (496 - 5804)، 1437، 4215، 4211.
(15) غرر الحكم: (496 - 5804)، 1437، 4215، 4211.
(16) غرر الحكم: (496 - 5804)، 1437، 4215، 4211.
(17) غرر الحكم: (496 - 5804)، 1437، 4215، 4211.
(18) مطالب السؤل: 56.
(19) جامع الأخبار: 435 / 1216.
1838

- الإمام علي (عليه السلام): العدل نظام الإمرة (1).
- عنه (عليه السلام): اعدل تحكم (2).
- عنه (عليه السلام): اعدل تملك (3).
- عنه (عليه السلام): سياسة العدل ثلاث: لين في حزم،
واستقصاء في عدل، وإفضال في قصد (4).
- عنه (عليه السلام): ما عمرت البلدان بمثل العدل (5).
- عنه (عليه السلام): في العدل الاقتداء بسنة الله وثبات
الدول (6).
(انظر) السياسة: باب 1930.
الولاية (1): باب 4216.
[2544]
العدل فضيلة الإنسان
- الإمام علي (عليه السلام): العدل فضيلة السلطان (7).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن أفضلية العدل أو
الجود؟ -: العدل يضع الأمور مواضعها، والجود
يخرجها من جهتها، والعدل سائس عام، والجود
عارض خاص، فالعدل أشرفهما (8).
(انظر) عنوان 421 " الفضيلة ".
[2545]
العدل والإيمان
الكتاب
* (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم
الامن وهم مهتدون) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): العدل زينة الإيمان (10).
- عنه (عليه السلام): العدل رأس الإيمان، وجماع
الإحسان (11).
(انظر) الظلم: باب 2450.
[2546]
العدل حياة
- الإمام علي (عليه السلام): العدل حياة (12).
- عنه (عليه السلام): العدل حياة الأحكام (13).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يحيي
الأرض بعد موتها) * -: ليس يحييها بالقطر، ولكن
يبعث الله رجالا فيحيون العدل فتحيى الأرض
لإحياء العدل، ولإقامة الحد لله أنفع في الأرض
من القطر أربعين صباحا (14).
- الإمام العسكري (عليه السلام) - لعمته حكيمة بنت
محمد بن علي بن موسى الرضا (عليهم السلام) -: بيتي الليلة
عندنا، فإنه سيلد المولود الكريم على الله عز وجل
الذي يحيي الله عز وجل به الأرض بعد موتها (15).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (اعلموا أن
الله يحيي الأرض بعد موتها) * -: يحييها
الله عز وجل بالقائم (عليه السلام) بعد موتها، يعني

(1) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(2) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(3) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(4) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(5) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(6) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(7) غرر الحكم: 774، 2223، 2253، 5592، 9543، 6496، 584.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 437.
(9) الأنعام: 82.
(10) كشف الغمة: 3 / 137.
(11) غرر الحكم: 1704، 247، 386.
(12) غرر الحكم: 1704، 247، 386.
(13) غرر الحكم: 1704، 247، 386.
(14) الكافي: 7 / 174 / 2.
(15) نور الثقلين: 4 / 173 / 21.
1839

بموتها كفر أهلها، والكافر ميت (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن الآية -:
العدل بعد الجور (2).
(انظر) الموت باب 3741، 3742.
[2547]
تفسير العدل
الكتاب
* (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (إن الله
يأمر بالعدل والإحسان) * -: العدل الإنصاف،
والإحسان التفضل (4).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: العدل الإنصاف (5).
(انظر) الإنصاف: باب 3875.
[2548]
سعة العدل
- الإمام الصادق (عليه السلام): العدل أحلى من الماء
يصيبه الظمآن، ما أوسع العدل إذا عدل فيه
وإن قل (6).
- عنه (عليه السلام): تبع حكيم حكيما سبع مائة فرسخ
في سبع كلمات، فمنها أنه سأله ما أوسع من
الأرض؟ قال: العدل أوسع من الأرض (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - فيما رده على المسلمين
من قطائع عثمان -: والله لو وجدته قد تزوج
به النساء وملك (تملك) به الإماء لرددته، فإن
في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور
عليه أضيق (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما أوسع العدل! إن الناس
يستغنون إذا عدل عليهم (9).
[2549]
قوام العدل
- الإمام علي (عليه السلام): الفضائل أربعة أجناس:
أحدها الحكمة وقوامها في الفكرة، والثاني
العفة وقوامها في الشهوة، والثالث القوة
وقوامها في الغضب، والرابع العدل وقوامه في
اعتدال قوى النفس (10).
[2550]
شعب العدل
- الإمام علي (عليه السلام): العدل على أربع شعب:
على غامض الفهم، وغمر العلم، وزهرة الحكم،

(1) كمال الدين: 668 / 13.
(2) الكافي: 8 / 267 / 390.
(3) النحل: 90.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 231.
(5) تفسير العياشي: 2 / 267 / 61.
(6) الكافي: 2 / 146 / 11.
(7) البحار: 75 / 344 / 35.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 15.
(9) مستدرك الوسائل: 11 / 123 / 12596.
(10) كشف الغمة: 3 / 138.
1840

وروضة الحلم، فمن فهم فسر جميع العلم،
ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن حلم
لم يفرط في أمره وعاش في الناس
حميدا (1).
- عنه (عليه السلام): العدل على أربع شعب:
على غائص الفهم، وزهرة العلم، وشريعة
الحكم، وروضة الحلم، فمن فهم فسر جميع
العلم، ومن علم عرف شرائع الحكم، ومن
أحكم لم يفرط أمره وعاش في الناس وهو
في راحة (2).
- عنه (عليه السلام): الإيمان على أربع
دعائم: على الصبر، واليقين، والعدل،
والجهاد... والعدل منها على أربع شعب:
على غائص الفهم، وغور العلم، وزهرة
الحكم، ورساخة الحلم، فمن فهم علم غور
العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع
الحكم، ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في
الناس حميدا (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): للعدل أربع شعب: غوص
المفهم، وزهرة العلم، وشرائع الحكم، وروضة
الحلم فمن غاص المفهم فسر مجمل العلم، ومن
وعى زهرة العلم عرف شرائع الحكم، ومن ورد
روضة الحلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس
وهو في راحة (4).
[2551]
صفات العادل
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن صفة
العادل -: إذا غض طرفه عن المحارم، ولسانه عن
المآثم، وكفه عن المظالم (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عامل الناس فلم يظلمهم،
وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم، فهو
ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته، ووجبت
اخوته، وحرمت غيبته (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاث من كن فيه
أوجبن له أربعا على الناس: من إذا حدثهم
لم يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا
وعدهم لم يخلفهم، وجب أن تظهر في الناس
عدالته، وتظهر فيهم مروءته، وأن تحرم عليهم
غيبته، وأن تجب عليهم اخوته (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صاحب الناس بالذي
يحب أن يصاحبوه كان عدلا (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما كرهته لنفسك فأكره لغيرك،
وما أحببته لنفسك فأحببه لأخيك، تكن عادلا
في حكمك، مقسطا في عدلك، محبا في أهل
السماء، مودودا في صدور أهل الأرض (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من طابق سره علانيته
ووافق فعله مقالته، فهو الذي أدى الأمانة

(1) الكافي: 2 / 51 / 1، الخصال: 231 / 74، تحف العقول:
165، أمالي الطوسي: 38 / 40.
(2) كنز العمال: 1388.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(4) كنز العمال: 1389.
(5) تحف العقول: 365.
(6) الخصال: 208 / 28 و ح 29.
(7) الخصال: 208 / 28 و ح 29.
(8) كنز الفوائد: 2 / 162.
(9) تحف العقول: 14.
1841

وتحققت عدالته (1).
(انظر) الشهادة: باب 2100، 2101.
وسائل الشيعة: 18 / 288 باب 41.
[2552]
أول العدل
- الإمام علي (عليه السلام): إن من أحب عباد الله
إليه عبدا أعانه الله على نفسه فاستشعر الحزن
وتجلبب الخوف... فهو من معادن دينه وأوتاد
أرضه، قد ألزم نفسه العدل، فكان أول عدله نفي
الهوى عن نفسه (2).
(انظر) عنوان 537 " الهوى ".
[2553]
علامات العدالة
- الإمام الصادق (عليه السلام): من صلى خمس صلوات
في اليوم والليلة في جماعة، فظنوا به
خيرا وأجيزوا شهادته (3).
- عنه (عليه السلام) - لعلقمة -: كل من كان على فطرة
الإسلام جازت شهادته.
قال: فقلت له: تقبل شهادة مقترف الذنوب؟
فقال: يا علقمة! لو لم تقبل شهادة المقترفين
للذنوب لما قبلت إلا شهادات الأنبياء والأوصياء،
لأنهم هم المعصومون (4).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل: بم تعرف عدالة الرجل
حتى تقبل شهادته؟ -: أن تعرفوه بالستر
والعفاف والكف عن البطن والفرج واليد
واللسان، ويعرف باجتناب الكبائر التي
أوعد الله عليها النار من شرب الخمر، والزنا،
والربا، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف وغير
ذلك، والدال على ذلك كله والساتر لجميع عيوبه -
حتى يحرم على المسلمين تفتيش ما وراء ذلك
من عثراته وغيبته، ويجب عليهم توليه وإظهار
عدالته في الناس - المتعاهد للصلوات الخمس إذا
واظب عليهن وحافظ مواقيتهن بإحضار جماعة
المسلمين، وأن لا يتخلف عن جماعتهم
ومصلاهم إلا من علة (5).
[2554]
الوصية بالعدل على
العدو وفي الغضب
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء
بالقسط ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو
أقرب للتقوى واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسين (عليه السلام) -: أوصيك بتقوى الله في الغنى
والفقر... وبالعدل على الصديق والعدو (7).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
أوصيك يا بني بالصلاة عند وقتها... والعدل

(1) غرر الحكم: 8656.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(3) أمالي الصدوق: 278 / 24 و 91 / 3.
(4) أمالي الصدوق: 278 / 24 و 91 / 3.
(5) الاستبصار: 3 / 12 / 33.
(6) المائدة: 8.
(7) تحف العقول: 88.
1842

في الرضا والغضب (1).
[2555]
أعدل الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعدل الناس من رضي
للناس ما يرضى لنفسه، وكره لهم ما يكره
لنفسه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): أعدل الناس من أنصف
عن قوة (3).
- عنه (عليه السلام): أعدل الناس من أنصف من ظلمه،
أجور الناس من ظلم من أنصفه (4).
- عنه (عليه السلام): أعدل الخلق أقضاهم بالحق (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد قيل له: أحب أن أكون
أعدل الناس -: أحب للناس ما تحب لنفسك تكن
أعدل الناس (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أعدل السيرة أن تعامل
الناس بما تحب أن يعاملوك به (7).
- عنه (عليه السلام): غاية العدل أن يعدل المرء في
نفسه (8).
- عنه (عليه السلام): لا عدل أفضل من رد المظالم (9).
- إن موسى (عليه السلام) سأل الله تعالى فقال:
أي عبادك أغنى؟ فقال: أقنعهم بما
أعطيته، قال: وأيهم أعدل؟ قال:
من أنصف من نفسه (10).
(انظر) الغنى: باب 3114.
[2556]
ما يستعان به على العدل
- الإمام علي (عليه السلام): استعن على العدل بحسن
النية في الرعية، وقلة الطمع، وكثرة الورع (11).
- عنه (عليه السلام): إذا أدت الرعية إلى الوالي حقه،
وأدى الوالي إليها حقها، عز الحق بينهم، وقامت
مناهج الدين، واعتدلت معالم العدل، وجرت
على أذلالها السنن، فصلح بذلك الزمان، وطمع
في بقاء الدولة، ويئست مطامع الأعداء.
وإذا غلبت الرعية واليها، أو أجحف
الوالي برعيته، اختلفت هنالك الكلمة،
وظهرت معالم الجور (12).
[2557]
عقاب من لم يعدل من الامراء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول من يدخل النار أمير
متسلط لم يعدل، وذو ثروة من المال لم يعط المال
حقه، وفقير فخور (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تنال شفاعتي ذا سلطان جائر

(1) أمالي المفيد: 221 / 1.
(2) أمالي الصدوق: 27 / 4.
(3) غرر الحكم: 3242، (3186 - 3187)، 3014.
(4) غرر الحكم: 3242، (3186 - 3187)، 3014.
(5) غرر الحكم: 3242، (3186 - 3187)، 3014.
(6) كنز العمال: 44154.
(7) غرر الحكم: 3170، 6368، 10841.
(8) غرر الحكم: 3170، 6368، 10841.
(9) غرر الحكم: 3170، 6368، 10841.
(10) تنبيه الخواطر: 1 / 163.
(11) غرر الحكم: 2408.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(13) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 28 / 20.
1843

غشوم (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في آخر خطبته بالمدينة وقد
سأله علي (عليه السلام) عن منزلة الأمير الجائر -:
هو رابع أربعة، من أشد الناس عذابا يوم
القيامة: إبليس، وفرعون، وقاتل النفس،
ورابعهم سلطان جائر (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ولي عشرة فلم يعدل فيهم
جاء يوم القيامة ويداه ورجلاه ورأسه في
ثقب فأس (3).

(1) مستدرك الوسائل: 12 / 99 / 13627.
(2) ثواب الأعمال: 338، 309 / 1.
(3) ثواب الأعمال: 338، 309 / 1.
1844

(339)
العداوة
وسائل الشيعة: 8 / 569 باب 136 " استحباب اجتناب شحناء
الرجال وعداوتهم وملاحاتهم ".
انظر:
الجهل: باب 606، الشيطان: باب 2007، الصديق: باب 2209.
المصافحة: باب 2259.
1845

[2558]
النهي عن المعاداة
الكتاب
* (فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا
اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر
ومتاع إلى حين) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عهد إلي جبرئيل (عليه السلام) في
شئ ما عهد إلي في معاداة الرجال (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما أتاني جبرئيل (عليه السلام) قط إلا
وعظني، فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس،
فإنها تكشف العورة وتذهب بالعز (3).
- الإمام علي (عليه السلام): معاداة الرجال من
شيم الجهال (4).
- عنه (عليه السلام): رأس الجهل معاداة الناس (5).
- عنه (عليه السلام): من سوء الاختيار مغالبة الأكفاء
ومعاداة الرجال (6).
- عنه (عليه السلام): من سوء الاختيار مغالبة
الأكفاء، ومكاشفة الأعداء، ومناواة من
يقدر على الضراء (7).
- الإمام الجواد (عليه السلام): لا تعاد أحدا حتى
تعرف الذي بينه وبين الله تعالى، فإن كان محسنا
لا يسلمه إليك، وإن كان مسيئا فإن علمك به
يكفيكه فلا تعاده (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لا تعادين أحدا
وإن ظننت أنه لا يضرك، ولا ترهق في
صداقة أحد وإن ظننت أنه لا ينفعك،
فإنك لا تدري متى ترجو صديقك، ولا تدري متى
تخاف عدوك (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في كلامه لبنيه -:
يا بني إياكم ومعاداة الرجال، فإنهم
لا يخلون من ضربين: من عاقل يمكر بكم، أو
جاهل يعجل عليكم (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إياك وعداوة الرجال،
فإنها تورث المعرة وتبدي العورة (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما نهيت عن شئ
بعد عبادة الأوثان ما نهيت عن ملاحاة
الرجال (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إياكم ومشارة الناس، فإنها

(1) البقرة: 36.
(2) الكافي: 2 / 302 / 11 و ح 10.
(3) الكافي: 2 / 302 / 11 و ح 10.
(4) غرر الحكم: 9785، 5247، 9352.
(5) غرر الحكم: 9785، 5247، 9352.
(6) غرر الحكم: 9785، 5247، 9352.
(7) غرر الحكم: 9429.
(8) أعلام الدين: 309.
(9) الدرة الباهرة: 30.
(10) الخصال: 72 / 111.
(11) الاختصاص: 230.
(12) تحف العقول: 42.
1846

تظهر العرة وتدفن الغرة (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من لاحى الرجال سقطت مروءته
وذهبت كرامته (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إياكم والخصومة، فإنها
تفسد القلب وتورث النفاق (3).
(انظر) عنوان 159 " المداراة ".
[2559]
بذر العداوة
- الإمام علي (عليه السلام): علة المعاداة قلة المبالاة (4).
- عنه (عليه السلام): لكل شئ بذر وبذر العداوة المزاح (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الانتقاد عداوة (6).
- عنه (عليه السلام): من زرع العداوة حصد ما بذر (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من زرع العدوان حصد
الخسران (8).
[2560]
من ينبغي أن يسمى عدوا
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا
لكم فاحذروهم وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله
غفور رحيم) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من سأترك عيبك وعابك
في غيبك فهو العدو، فاحذره (10).
- عنه (عليه السلام): إنما سمي العدو عدوا لأنه
يعدو عليك، فمن داهنك في معايبك فهو العدو
العادي عليك (11).
- عنه (عليه السلام): بطن المرء عدوه (12).
- الإمام الجواد (عليه السلام): قد عاداك من ستر عنك
الرشد اتباعا لما تهواه (13).
- الإمام علي (عليه السلام): من لم يبالك فهو عدوك (14).
- عنه (عليه السلام): أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة،
فأصدقاؤك: صديقك، وصديق صديقك، وعدو
عدوك. وأعداؤك: عدوك، وعدو صديقك،
وصديق عدوك (15).
(انظر) الشيطان: باب 2007.
[2561]
أعدى عدوك
- الإمام علي (عليه السلام): الهوى أعظم العدوين (16).
- عنه (عليه السلام): أعدى عدو للمرء غضبه وشهوته،
فمن ملكهما علت درجته وبلغ غايته (17).

(1) أمالي الطوسي: 482 / 1052، المشارة: المخاصمة. والعرة:
القذر وعذرة الناس، فاستعير للمساوئ والمثالب. والغرة:
الحسن والعمل الصالح، شبهه بغرة الفرس، وكل شئ ترفع
قيمته فهو غرة (كما في هامش المصدر).
(2) أمالي الطوسي: 512 / 1119.
(3) حلية الأولياء: 3 / 184 / 235.
(4) غرر الحكم: 6302، 7316.
(5) غرر الحكم: 6302، 7316.
(6) تحف العقول: 315.
(7) الكافي: 2 / 302 / 12.
(8) غرر الحكم: 8033.
(9) التغابن: 14.
(10) غرر الحكم: 8745، 3876، 4424.
(11) غرر الحكم: 8745، 3876، 4424.
(12) غرر الحكم: 8745، 3876، 4424.
(13) أعلام الدين: 309.
(14) نهج البلاغة: الكتاب 31، والحكمة 295.
(15) نهج البلاغة: الكتاب 31، والحكمة 295.
(16) غرر الحكم: 1678، 3269.
(17) غرر الحكم: 1678، 3269.
1847

- عنه (عليه السلام): نفسك أقرب أعدائك إليك (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): احذروا أهواءكم
كما تحذرون أعداءكم، فليس شئ أعدى
للرجال من اتباع أهوائهم وحصائد
ألسنتهم (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعدى عدوك نفسك التي
بين جنبيك (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده ما من عدو
أعدى على الإنسان من الغضب والشهوة،
فاقمعوهما واغلبوهما واكظموهما (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليس عدوك الذي إن قتلته
كان لك نورا، وإن قتلك دخلت الجنة، ولكن
أعدى عدو لك ولدك الذي خرج من صلبك، ثم
أعدى عدو لك مالك الذي ملكت يمينك (5).
(انظر) عنوان 519 " النفس "، 537 " الهوى ".
العقل: باب 2819، 2825.
[2562]
أوهن الأعداء كيدا
الكتاب
* (وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن
تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن
الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا) * (6).
* (وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع
لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم
هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون) * (7).
- الإمام العسكري (عليه السلام): أضعف الأعداء كيدا
من أظهر عداوته (8).
- الإمام علي (عليه السلام): أوهن الأعداء كيدا من
أظهر عداوته (9).
- عنه (عليه السلام): من أظهر عداوته قل كيده (10).
(انظر) الشيطان: باب 2014.
[2563]
التحذير من ائتمان العدو
- الإمام علي (عليه السلام): من نام عن عدوه
أنبهته المكايد (11).
- عنه (عليه السلام): من نام لم ينم عنه (12).
- عنه (عليه السلام): والله إن امرأ يمكن عدوه من
نفسه يعرق لحمه، ويهشم عظمه، ويفري جلده،
لعظيم عجزه (13).
- عنه (عليه السلام): لا تأمن عدوا وإن شكر (14).
- عنه (عليه السلام): لا تستصغرن عدوا وإن ضعف (15).
- عنه (عليه السلام): جماع الغرور في الاستنامة
إلى العدو (16).

(1) غرر الحكم: 9957.
(2) الكافي: 2 / 335 / 1.
(3) تنبيه الخواطر: 1 / 59.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 115.
(5) الترغيب والترهيب: 4 / 182 / 67.
(6) النساء: 101.
(7) المنافقون: 4.
(8) أعلام الدين: 313.
(9) غرر الحكم: 3258، 7956، 8672.
(10) غرر الحكم: 3258، 7956، 8672.
(11) غرر الحكم: 3258، 7956، 8672.
(12) نهج البلاغة: الكتاب 62، والخطبة 34.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 62، والخطبة 34.
(14) غرر الحكم: 10197، 10216، 4775.
(15) غرر الحكم: 10197، 10216، 4775.
(16) غرر الحكم: 10197، 10216، 4775.
1848

[2564]
استصلاح الأعداء
- الإمام علي (عليه السلام): الاستصلاح للأعداء بحسن
المقال وجميل الأفعال، أهون من ملاقاتهم
ومغالبتهم بمضيض القتال (1).
- الإمام العسكري (عليه السلام): من كان الورع سجيته،
والإفضال حليته، انتصر من أعدائه بحسن
الثناء عليه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من استصلح عدوه زاد
في عدده (3).
- عنه (عليه السلام): من استصلح الأضداد بلغ المراد (4).
(انظر) العفو: باب 2766، 2767.
[2565]
ما ينبغي التسلح به على الأعداء
- لقمان (عليه السلام) - في وصيته لابنه -: يا بني!
ليكن مما تتسلح به على عدوك فتصرعه
المماسحة وإعلان الرضا عنه، ولا تزاوله
بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك (5).
(انظر) عنوان 159 " المداراة ".
[2566]
عداوة الناس لما جهلوا
- الإمام علي (عليه السلام): الناس أعداء ما جهلوا (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ثلاثة موكل بها
ثلاثة: تحامل الأيام على ذوي الآداب
الكاملة، واستيلاء الحرمان على المتقدم في
صنعته، ومعاداة العوام على أهل المعرفة (7).
(انظر) الجهل: باب 606.
العيب: باب 3021.
[2567]
العداوة (م)
- الإمام الصادق (عليه السلام): كفى المؤمن من الله
نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): كفى بنصر الله لك
أن ترى عدوك يعمل بمعاصي الله فيك (9).
- الإمام علي (عليه السلام): عداوة الأقارب أمر
من لسع العقارب (10).
- عنه (عليه السلام): من كان نفعه في مضرتك، لم
يخل في كل حال من عداوتك (11).
- عنه (عليه السلام): من ضعف جده قوي ضده (12).
- عنه (عليه السلام): من ركب جده قهر ضده (13).
- عنه (عليه السلام): من قارن ضده كشف عيبه
وعذب قلبه (14).

(1) غرر الحكم: 1926.
(2) البحار: 78 / 378 / 3.
(3) غرر الحكم: 8230، 8043.
(4) غرر الحكم: 8230، 8043.
(5) أمالي الصدوق: 532 / 5.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 172، 438.
(7) أمالي الطوسي: 483 / 1057.
(8) صفات الشيعة: 115 / 58.
(9) تحف العقول: 278.
(10) غرر الحكم: 6316، 9150، 8031، 8032، 8517.
(11) غرر الحكم: 6316، 9150، 8031، 8032، 8517.
(12) غرر الحكم: 6316، 9150، 8031، 8032، 8517.
(13) غرر الحكم: 6316، 9150، 8031، 8032، 8517.
(14) غرر الحكم: 6316، 9150، 8031، 8032، 8517.
1849

(340)
العذاب
البحار: 5 / 281 باب 12 " علة عذاب الاستيصال ".
انظر:
عنوان 66 " الجزاء "، 84 " جهنم "، 310 " الضرب "، 364 " العقوبة ".
جهنم: باب 617، 618، القبر: باب 3268، اللسان: باب 3570.
1851

[2568]
عذاب الله
الكتاب
* (ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء لعذبهم في الدنيا
ولهم في الآخرة عذاب النار) * (1).
* (قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني
أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين) * (2).
* (وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله
فحاسبناها حسابا شديدا وعذبناها عذابا نكرا) * (3).
* (فأما الذين كفروا فأعذبهم عذابا شديدا في الدنيا
والآخرة وما لهم من ناصرين) * (4).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله عز وجل يعذب ستة
بستة: العرب بالعصبية، والدهاقنة بالكبر،
والامراء بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار
بالخيانة، وأهل الرستاق بالجهل (5).
- عنه (عليه السلام): إن الله يعذب الستة بالستة:
العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والامراء
بالجور، والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة،
وأهل الرساتيق بالجهل (6).
قال العلامة الطباطبائي في تفسير
الميزان تحت عنوان " كلام في معنى العذاب
في القرآن ":
القرآن يعد معيشة الناسي لربه ضنكا
وإن اتسعت في أعيننا كل الاتساع، قال
تعالى: * (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة
ضنكا) * طه: 124، ويعد الأموال والأولاد
عذابا وإن كنا نعدها نعمة هنيئة، قال تعالى:
* (ولا تعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله
ليعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم
كافرون) * التوبة: 85.
وحقيقة الأمر - كما مر إجمال بيانه في
تفسير قوله تعالى: * (وقلنا يا آدم أسكن
أنت وزوجك الجنة) * البقرة: 35، أن سرور
الإنسان وغمه وفرحه وحزنه ورغبته ورهبته
وتعذبه وتنعمه كل ذلك يدور مدار ما يراه
سعادة أو شقاوة، هذا أولا. وأن النعمة
والعذاب وما يقاربهما من الأمور تختلف
باختلاف ما تنسب إليه، فللروح سعادة وشقاوة
وللجسم سعادة وشقاوة، وكذا للحيوان منهما
شئ وللإنسان منهما شئ وهكذا، وهذا ثانيا.
والإنسان المادي الدنيوي الذي لم يتخلق
1852

بأخلاق الله تعالى ولم يتأدب بأدبه يرى السعادة
المادية هي السعادة، ولا يعبأ بسعادة الروح وهي
السعادة المعنوية، فيتولع في اقتناء المال والبنين
والجاه وبسط السلطة والقدرة. وهو وإن كان يريد
من قبل نفس هذا الذي ناله لكنه ما كان يريد إلا
الخالص من التنعم واللذة على ما صورته له
خياله، وإذا ناله رأى الواحد من اللذة محفوفا
بالألوف من الألم. فما دام لم ينل ما يريده كان
أمنية، وحسرة وإذا ناله وجده غير ما كان يريده،
لما يرى فيه من النواقص ويجد معه من الآلام
وخذلان الأسباب التي ركن إليها، ولم يتعلق قلبه
بأمر فوقها فيه طمأنينة القلب والسلوة عن كل
فائتة، فكان أيضا حسرة، فلا يزال فيما وجده
متألما به معرضا عنه طالبا لما هو خير منه لعله
يشفي غليل صدره، وفيما لم يجده متقلبا بين
الآلام والحسرات، فهذا حاله فيما وجده، وذاك
حاله فيما فقده.
وأما القرآن فإنه يرى أن الإنسان أمر مؤلف
من روح خالد وبدن مادي متحول متغير، وهو
على هذا الحال حتى يرجع إلى ربه فيتم له الخلود
من غير زوال، فما كان فيه سعادة الروح محضا
كالعلم ونحو ذلك فهو من سعادته، وما كان فيه
سعادة جسمه وروحه معا كالمال والبنين إذا لم
تكن شاغلة عن ذكر الله وموجبة للإخلاد إلى
الأرض - فهو أيضا من سعادته ونعمت السعادة.
وكذا ما كان فيه شقاء الجسم ونقص لما يتعلق
بالبدن وسعادة الروح الخالد كالقتل في سبيل الله
وذهاب المال واليسار لله تعالى فهو أيضا من
سعادته، بمنزلة التحمل لمر الدواء ساعة
لحيازة الصحة دهرا.
وأما ما فيه سعادة الجسم وشقاء الروح
فهو شقاء للإنسان وعذاب له، والقرآن يسمي
سعادة الجسم فقط متاعا قليلا لا ينبغي أن يعبأ
به، قال تعالى: * (لا يغرنك تقلب الذين كفروا
في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس
المهاد) * آل عمران: 196، 197.
وكذا ما فيه شقاء الجسم والروح معا
يعده القرآن عذابا كما يعدونه عذابا، لكن
وجه النظر مختلف، فإنه عذاب عنده لما فيه من
شقاء الروح، وعذاب عندهم لما فيه من شقاء
الجسم، وذلك كأنواع العذاب النازلة على الأمم
السالفة، قال تعالى: * (ألم تر كيف فعل ربك بعاد
إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد
وثمود الذين جابوا الصخر بالواد وفرعون ذي
الأوتاد الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد
فصب عليهم ربك سوط عذاب إن ربك
لبالمرصاد) * الفجر: 6، 14.
والسعادة والشقاوة لذوي الشعور يتقومان
بالشعور والإدراك، فإنا لا نعد الأمر اللذيذ الذي
نلناه ولم نحس به سعادة لأنفسنا، كما لا نعد الأمر
المؤلم غير المشعور به شقاء، ومن هنا يظهر أن
هذا التعليم القرآني الذي يسلك في السعادة
والشقاوة غير مسلك المادة، والإنسان المولع
بالمادة لابد من أن يستتبع نوع تربية يرى بها
الإنسان السعادة الحقيقية التي يشخصها القرآن
سعادة والشقاوة الحقيقية شقاوة، وهو كذلك،
1853

فإنه يلقن على أهله أن لا يتعلق قلوبهم بغير الله،
ويروا أن ربهم هو المالك الذي يملك كل شئ،
فلا يستقل شئ إلا به، ولا يقصد شئ إلا له.
وهذا الإنسان لا يرى لنفسه في الدنيا إلا
السعادة: بين ما كان فيه سعادة روحه وجسمه،
وما كان فيه سعادة روحه محضا، وأما ما دون
ذلك فإنه يراه عذابا ونكالا، وأما الإنسان المتعلق
بهوى النفس ومادة الدنيا فإنه وإن كان ربما يرى
ما اقتناه من زينة الدنيا سعادة لنفسه وخيرا ولذة،
فإنه سوف يطلع على خبطه في مشيه، وانقلبت
سعادته المظنونة بعينها شقاوة عليه، قال تعالى:
* (فذرهم يخوضوا ويلعبوا حتى يلاقوا يومهم
الذي يوعدون) * المعارج: 42، وقال تعالى: * (لقد
كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك
فبصرك اليوم حديد) * ق: 22، وقال تعالى:
* (فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة
الدنيا ذلك مبلغهم من العلم) * النجم: 30، على
أنهم لا يصفو لهم عيش إلا وهو منغص بما يربو
عليه من الغم والهم.
ومن هنا يظهر: أن الإدراك والفكر الموجود
في أهل الله وخاصة القرآن غيرهما في غيرهم مع
كونهم جميعا من نوع واحد هو الإنسان، وبين
الفريقين وسائط من أهل الإيمان ممن لم يستكمل
التعليم والتربية الإلهيين.
فهذا ما يتحصل من كلامه تعالى في معنى العذاب،
وكلامه تعالى مع ذلك لا يستنكف عن تسمية
الشقاء الجسماني عذابا، لكن نهايته أنه عذاب
في مرحلة الجسم دون الروح، قال تعالى حكاية
عن أيوب (عليه السلام): * (أني مسني الشيطان بنصب
وعذاب) * ص: 41، وقال تعالى: * (وإذا أنجيناكم
من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون
أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من
ربكم عظيم) * الأعراف: 141، فسمى ما يصنعون
بهم بلاء وامتحانا من الله وعذابا في نفسه لا منه
سبحانه (1).
(انظر) الكبر: باب 3444.
حديث 3895، 3896.
[2569]
تعذيب الناس
الكتاب
* (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين
حمئة ووجد عندها قوما قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما
أن تتخذ فيهم حسنا قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد
إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا) * (2).
* (فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني
إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على
من اتبع الهدى) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقال للرجال يوم القيامة:
اطرحوا سياطكم وادخلوا جهنم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يقال للجلواز يوم القيامة: ضع
سوطك وادخل النار (5).

(1) تفسير الميزان: 3 / 10، 13.
(2) الكهف: 86، 87.
(3) طه: 47.
(4) كنز العمال: 14958، 14959.
(5) كنز العمال: 14958، 14959.
1854

- عنه (صلى الله عليه وآله): يكون في آخر الزمان في هذه
الأمة أناس معهم سياط كأنها أذناب البقر،
يغدون في سخط الله ويروحون في غضبه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تعذبوا صبيانكم بالغمز،
وعليكم بالقسط (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن أول ما استحل
الامراء العذاب لكذبة كذبها أنس بن مالك على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) سمر يد رجل إلى الحائط، ومن ثم
استحل الامراء العذاب (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تعذبوا بعذاب الله (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار
إلا رب النار (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يعذب يوم القيامة
الذين يعذبون الناس في الدنيا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يقفن أحدكم موقفا يضرب
رجل فيه سوطا ظلما، فإن اللعنة تنزل على
من حضره حيث لم يدفعوا عنه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله أبان الأحمر
عن علة تسمية فرعون ذا الأوتاد -: لأنه كان
إذا عذب رجلا بسطه على الأرض على وجهه،
ومد يده ورجليه فأوتدها بأربعة أوتاد في
الأرض، وربما بسطه على خشب منبسط، فوتد
رجليه ويديه بأربعة أوتاد، ثم تركه على حاله
حتى يموت (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده!
لا يجلد أحد أحدا ظلما إلا جلد غدا في
نار جهنم مثله (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من ضرب رجلا سوطا
ظلما ضربه الله سوطا من النار (10).
- عروة عن هشام بن حكيم بن حزام: مر
بالشام على أناس، وقد أقيموا في الشمس وصب
على رؤوسهم الزيت، فقال: ما هذا؟ قيل:
يعذبون في الخراج، فقال: أما إني سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله يعذب الذين يعذبون
في الدنيا (11).
- حمزة الأسلمي - لما أمره رسول الله (صلى الله عليه وآله) على
سرية -: فخرجت فيها وقال: إن وجدتم فلانا
فأحرقوه بالنار فوليت، فناداني فرجعت إليه،
فقال: إن وجدتم فلانا فاقتلوه ولا تحرقوه، فإنه
لا يعذب بالنار إلا رب النار (12).
(انظر) البحار: 79 / 203 باب 94.
كنز العمال: 5 / 391 - 397.
صحيح مسلم: 4 / 2017 باب 33.

(1) كنز العمال: 14960، 28188.
(2) كنز العمال: 14960، 28188.
(3) علل الشرائع: 541 / 18.
(4) كنز العمال: 13376، 13379، 13377، 13411.
(5) كنز العمال: 13376، 13379، 13377، 13411.
(6) كنز العمال: 13376، 13379، 13377، 13411.
(7) كنز العمال: 13376، 13379، 13377، 13411.
(8) نور الثقلين: 5 / 571 / 6.
(9) مستدرك الوسائل: 18 / 212 / 22530 و 9 / 148 / 10515.
(10) مستدرك الوسائل: 18 / 212 / 22530 و 9 / 148 / 10515.
(11) صحيح مسلم: 2613.
(12) سنن أبي داود: 2673.
1855

(341)
الاعتذار
وسائل الشيعة: 8 / 553 باب 125 " استحباب قبول العذر ".
كنز العمال: 3 / 378 " قبول المعذرة ".
انظر:
الفقر: باب 3234.
1857

[2570]
التحذير مما يعتذر منه
الكتاب
* (بل الانسان على نفسه بصيرة ولو ألقى
معاذيره) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياك وما تعتذر منه، فإن
فيه الشرك الخفي (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إياك وما تعتذر
منه، فإنه لا يعتذر من خير (3).
- الإمام الحسين (عليه السلام): إياك وما تعتذر منه،
فإن المؤمن لا يسئ ولا يعتذر، والمنافق كل
يوم يسئ ويعتذر (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إياك وما
يعتذر منه (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا ينبغي للمؤمن أن
يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه؟ قال:
يدخل فيما يعتذر منه (6).
- الإمام علي (عليه السلام): الاستغناء عن العذر أعز
من الصدق به (7).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى الحارث
الهمداني -: واحذر كل عمل إذا سئل عنه
صاحبه أنكره أو اعتذر منه، ولا تجعل عرضك
غرضا لنبال القول (8).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى قثم بن العباس
وهو عامله على مكة -: وإياك وما يعتذر
منه، ولا تكن عند النعماء بطرا، ولا عند البأساء
فشلا، والسلام (9).
[2571]
الحث على قبول عذر من اعتذر
- الإمام علي (عليه السلام): احمل نفسك من أخيك
عند صرمه على الصلة، وعند صدوده على اللطف
والمقاربة... وعند جرمه على العذر، حتى كأنك
له عبد، وكأنه ذو نعمة عليك (10).
- عنه (عليه السلام): اقبل عذر أخيك، وإن لم يكن له
عذر فالتمس له عذرا (11).

(1) القيامة: 14، 15.
(2) مصباح الشريعة: 403.
(3) البحار: 71 / 369 / 19.
(4) تحف العقول: 248.
(5) أمالي المفيد: 184 / 6.
(6) مشكاة الأنوار: 50.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 329، قال ابن أبي الحديد: روي " خير
من الصدق " والمعنى: لا تفعل شيئا تعتذر عنه وإن كنت صادقا
في العذر، فألا تفعل خير لك وأعز لك من أن تفعل ثم تعتذر وإن
كنت صادقا.، شرح نهج البلاغة: 19 / 241.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 69 و 33 و 31.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 69 و 33 و 31.
(10) نهج البلاغة: الكتاب 69 و 33 و 31.
(11) البحار: 74 / 165 / 29.
1858

- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لا يعتذر إليك
أحد إلا قبلت عذره، وإن علمت أنه كاذب (1).
- عنه (عليه السلام): إن شتمك رجل عن يمينك ثم
تحول إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عذره (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن
الحنفية -: لا تصرم أخاك على ارتياب،
ولا تقطعه دون استعتاب، لعل له عذرا وأنت
تلوم به، اقبل من متنصل عذرا صادقا كان
أو كاذبا فتنالك الشفاعة (3).
- عنه (عليه السلام): اقبل أعذار الناس تستمتع
بإخائهم، والقهم بالبشر تمت أضغانهم (4).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أعذرهم للناس (5).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 553 باب 125.
[2572]
جزاء من لم يقبل المعذرة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتاه أخوه متنصلا
فليقبل ذلك منه، محقا كان أو مبطلا، فإن
لم يفعل لم يرد علي الحوض (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اعتذر إليه أخوه
بمعذرة فلم يقبلها كان عليه من الخطيئة
مثل صاحب مكس (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اعتذر إليه أخوه المسلم
من ذنب قد أتاه فلم يقبل منه لم يرد
علي الحوض غدا (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من لم يقبل المعذرة من
محق أو مبطل، لم يرد علي الحوض (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: من لم
يقبل العذر من متنصل صادقا كان أو كاذبا لم
ينل شفاعتي (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أنقص الناس عقلا من
ظلم دونه، ولم يصفح عمن اعتذر إليه (11).
- الإمام علي (عليه السلام): أعظم الوزر منع
قبول العذر (12).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -:
اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم
أنصره... ومن مسئ اعتذر إلي فلم أعذره (13).
[2573]
شر المعذرة
الكتاب
* (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي
أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن
ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) * (14).
* (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند

(1) الدرة الباهرة: 30.
(2) البحار: 78 / 141 / 34.
(3) وسائل الشيعة: 8 / 553 / 2.
(4) غرر الحكم: 2420، 2988.
(5) غرر الحكم: 2420، 2988.
(6) كنز العمال: 7029، 7030.
(7) كنز العمال: 7029، 7030.
(8) كنز العمال: 7031، 7032.
(9) كنز العمال: 7031، 7032.
(10) البحار: 77 / 47 / 3.
(11) الدرة الباهرة: 34.
(12) غرر الحكم: 3004.
(13) الصحيفة السجادية: الدعاء 38.
(14) المؤمنون: 99، 100.
1859

ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا
موقنون) * (1).
* (يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم
سوء الدار) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): شر المعذرة حين
يحضر الموت (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) * -: الله أجل وأعدل
وأعظم من أن يكون لعبده عذر ولا يدعه يعتذر
به، ولكنه فلج فلم يكن له عذر (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - في يوم تشخص فيه
الأبصار -: وتظلم له الأقطار... فلا شفيع يشفع،
ولا حميم ينفع، ولا معذرة تدفع (5).
- عنه (عليه السلام): إنما هلك من كان قبلكم
بطول آمالهم وتغيب آجالهم، حتى نزل بهم
الموعود الذي ترد عنه المعذرة، وترفع عنه
التوبة، وتحل معه القارعة والنقمة (6).
(انظر) عنوان 113 " الحسرة "، 510 " الندم ".
[2574]
ما لا يعذر فيه أحد
الكتاب
* (يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم قل لا تعتذروا لن
نؤمن لكم قد نبأنا الله من أخباركم وسيرى الله عملكم
ورسوله ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما
كنتم تعملون) * (7).
* (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة
منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) * (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة لا عذر لاحد فيها:
أداء الأمانة إلى البر والفاجر، والوفاء بالعهد للبر
والفاجر، وبر الوالدين برين كانا أو فاجرين (9).
- عنه (عليه السلام): ثلاثة لا يعذر المرء فيها: مشاورة
ناصح، ومداراة حاسد، والتحبب إلى الناس (10).
- الإمام علي (عليه السلام): عليكم بطاعة من
لا تعذرون بجهالته (11).
[2575]
الإقرار اعتذار
- الإمام علي (عليه السلام): الإقرار اعتذار،
الإنكار إصرار (12).
- عنه (عليه السلام): رب جرم أغنى عن الاعتذار
عنه الإقرار به (13).
(انظر) التوبة: باب 458.
[2576]
ما لا ينبغي الاعتذار منه
- الإمام علي (عليه السلام): لا تعتذر من أمر أطعت

(1) السجدة: 12.
(2) غافر: 52.
(3) البحار: 77 / 133 / 43.
(4) نور الثقلين: 5 / 490 / 22.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 195 و 147.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 195 و 147.
(7) التوبة: 94، 66.
(8) التوبة: 94، 66.
(9) الخصال: 123 / 118.
(10) البحار: 78 / 232 / 28.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 156.
(12) غرر الحكم: (179 - 180)، 5344.
(13) غرر الحكم: (179 - 180)، 5344.
1860

الله سبحانه فيه، فكفى بذلك منقبة (1).
- عنه (عليه السلام): لا تعتذر إلى من يحب أن لا يجد
لك عذرا (2).
- عنه (عليه السلام): من اعتذر من غير ذنب فقد
أوجب على نفسه الذنب (3).
[2577]
الاعتذار (م)
- الإمام علي (عليه السلام): قطع العلم عذر المتعللين (4).
- الإمام الحسن (عليه السلام): قطع العلم عذر
المتعلمين (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا قلت المقدرة كثر
التعلل بالمعاذير (6).
- عنه (عليه السلام): المعذرة برهان العقل (7).
- الإمام الحسن (عليه السلام): لا تعاجل الذنب
بالعقوبة، واجعل بينهما للاعتذار طريقا (8).
- الإمام الحسين (عليه السلام): رب ذنب أحسن من
الاعتذار منه (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إعادة الاعتذار
تذكير بالذنب (10).
- عنه (عليه السلام): كان لي فيما مضى أخ في
الله... كان لا يلوم أحدا على ما يجد العذر في
مثله حتى يسمع اعتذاره (11).
1861

(342)
العربية
1863

[2578]
العربية
الكتاب
* (بلسان عربي مبين) * (1).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام) - في
قوله تعالى: * (بلسان عربي مبين) * -: يبين
الألسن ولا تبينه الألسن (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل: مالك أفصحنا
لسانا وأبيننا بيانا؟ -: إن العربية اندرست،
فجاءني بها جبرئيل غضة طرية كما شق على
لسان إسماعيل (عليه السلام) (3).
[2579]
أول من شق لسانه بالعربية
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول من فتق لسانه بالعربية
المبينة إسماعيل، وهو ابن أربع عشرة سنة (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أول من شق لسانه
بالعربية إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وهو ابن ثلاث
عشرة سنة، وكان لسانه على لسان أبيه وأخيه،
فهو أول من نطق بها وهو الذبيح (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل العرب من ولد
إسماعيل بن إبراهيم (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الهم إسماعيل هذا اللسان
العربي إلهاما (7).
1864

(343)
المعراج
البحار: 18 / 282 باب 3 " إثبات المعراج ".
البحار: 77 / 21 - 31 " حديث المعراج ".
1865

[2580]
المعراج
الكتاب
* (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام
إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا
إنه هو السميع البصير) * (1).
(انظر) النجم 5، 18.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى
السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعان،
ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة
من فضة، وربما أمسكوا، فقلت لهم: ما بالكم
قد أمسكتم؟ فقالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت:
وما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن: سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فإذا قال
بنينا، وإذا سكت أمسكنا (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء ما سمعت
شيئا قط هو أحلى من كلام ربي عز وجل (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لما أسري برسول الله (صلى الله عليه وآله)
إلى السماء فبلغ البيت المعمور وحضرت الصلاة
فأذن جبرئيل، وأقام، فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
وصف الملائكة والنبيون خلف محمد (صلى الله عليه وآله) (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لما عرج برسول الله (صلى الله عليه وآله)
انتهى به جبرئيل (عليه السلام) إلى مكان فخلى عنه،
فقال له: يا جبرئيل تخليني على هذه الحالة؟
فقال: امضه، فوالله لقد وطئت مكانا ما وطأه بشر
وما مشى فيه بشر قبلك (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما
أسري بي إلى السماء بلغ بي جبرئيل مكانا
لم يطأه قط جبرئيل فكشف له فأراه الله من نور
عظمته ما أحب (6).
- الإمام علي (عليه السلام): دخلت أنا وفاطمة على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوجدته يبكي بكاء شديدا، فقلت:
فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟
فقال: يا علي! ليلة أسري بي إلى السماء رأيت
نساء من أمتي في عذاب شديد (7).
انظر تمام الحديث
(انظر) الإنسان: باب 311 حديث 1549.
1866

(344)
العرض
انظر:
الربا: باب 1438، عنوان 400 " الغيبة ".
1867

[2581]
الحث على محافظة العرض
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا رق العرض
استصعب جمعه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): الجود حارس الأعراض (2).
- عنه (عليه السلام): أبخل الناس بعرضه،
أسخاهم بعرضه (3).
- عنه (عليه السلام): وق عرضك بعرضك تكرم،
وتفضل تخدم، واحلم تقدم (4).
- عنه (عليه السلام): أفضل الغنى ما صين به العرض (5).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى الحارث الهمداني -:
ولا تجعل عرضك غرضا لنبال القول (6).
- عنه (عليه السلام): من ضن بعرضه فليدع المراء (7).
[2582]
ثواب الكف عن أعراض المسلمين
- الإمام علي (عليه السلام): فمن استطاع منكم أن
يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء
المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من
أعراضهم، فليفعل (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): من كف عن
أعراض المسلمين أقاله الله عز وجل عثرته
يوم القيامة (9).
[2583]
ثواب الدفاع عن عرض المسلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رد عن عرض أخيه
كان له حجابا من النار (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من رد عن عرض أخيه
المسلم وجبت له الجنة البتة (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما نال رجل من عرض رجل
عنده فرد رجل من القوم عليه -: من رد عن
عرض أخيه كان له حجابا من النار (12).
(انظر) الغيبة: باب 3140.
1868

(345)
المعرفة
(1)
انظر:
عنوان 367 " العلم "، الحديث: باب 719، العلم: باب 2836.
1869

[2584]
قيمة المعرفة
- الإمام علي (عليه السلام): العلم أول دليل،
والمعرفة آخر نهاية (1).
- عنه (عليه السلام): المعرفة دهش، والخلو
منها غطش (2).
- عنه (عليه السلام): المعرفة نور القلب (3).
- عنه (عليه السلام): المعرفة برهان الفضل (4).
- عنه (عليه السلام): المعرفة الفوز بالقدس (5).
- عنه (عليه السلام): الإيمان معرفة بالقلب (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ومن
يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) * -: المعرفة (7).
(انظر) العلم: باب 2830.
[2585]
دور المعرفة في الفضيلة
- المعصوم (عليه السلام): بعضكم أكثر صلاة من
بعض، وبعضكم أكثر حجا من بعض،
وبعضكم أكثر صدقة من بعض، وبعضكم
أكثر صياما من بعض، وأفضلكم أفضل
معرفة (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضلكم إيمانا
أفضلكم معرفة (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن المؤمنين بعضهم
أفضل من بعض، وبعضهم أكثر صلاة من بعض،
وبعضهم أنفذ بصرا من بعض، وهي الدرجات (10).
(انظر) الإيمان: باب 273.
الفضيلة: باب 3217.
[2586]
دور العمل في المعرفة
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا يقبل عمل إلا بمعرفة،
ولا معرفة إلا بعمل، ومن عرف دلته معرفته على
العمل، ومن لم يعرف فلا عمل له (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يقبل الله عملا
إلا بمعرفة، ولا معرفة إلا بعمل، فمن عرف
دلته المعرفة على العمل، ومن لم يعمل فلا
معرفة له (12).
- عنه (عليه السلام): إنكم لا تكونون صالحين
حتى تعرفوا، ولا تعرفون حتى تصدقوا،

(1) غرر الحكم: 2061، 1603، 538، 829، 542.
(2) غرر الحكم: 2061، 1603، 538، 829، 542.
(3) غرر الحكم: 2061، 1603، 538، 829، 542.
(4) غرر الحكم: 2061، 1603، 538، 829، 542.
(5) غرر الحكم: 2061، 1603، 538، 829، 542.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 227.
(7) البحار: 1 / 215 / 23.
(8) فضائل الشيعة: 93 / 28.
(9) جامع الأخبار: 36 / 18.
(10) الكافي: 2 / 45 / 4.
(11) تحف العقول: 294.
(12) الكافي: 1 / 44 / 2.
1870

ولا تصدقون حتى تسلموا أبوابا أربعة (1).
(انظر) العلم: باب 2888.
الاستقامة: باب 3439.
عنوان 369 " العمل ".
[2587]
المعرفة الثابتة
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من لم يعقل عن الله
لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد
حقيقتها في قلبه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كانت له حقيقة
ثابتة لم يقم على شبهة هامدة، حتى يعلم
منتهى الغاية، ويطلب الحادث من الناطق عن
الوارث، وبأي شئ جهلتم ما أنكرتم، وبأي
شئ عرفتم ما أبصرتم إن كنتم مؤمنين؟! (3).
(انظر) الحجة: باب 710.
[2588]
المعرفة والضلالة
- الإمام علي (عليه السلام): رب معرفة أدت
إلى تضليل (4).
- عنه (عليه السلام): رب علم أدى إلى مضلتك (5).
(انظر) عنوان 314 " الضلالة ".
العلم: أبواب 2880، 2881، 2883، 2889،
2890، 2906، 2907، 2909، 2910، 2917.
[2589]
لقاح المعرفة
- الإمام علي (عليه السلام): العلم لقاح المعرفة (6).
- الإمام الحسين (عليه السلام): دراسة العلم
لقاح المعرفة (7).
- الإمام علي (عليه السلام): لقاح المعرفة دراسة
العلم، لقاح العلم التصور والفهم (8).
(انظر) عنوان 158 " الدراسة ".
العلم: باب 2856.
[2590]
المعرفة والحواس الخمس
- في مناظرة الإمام الصادق وأبي
شاكر الديصاني - قال أبو شاكر: قد
علمت أنا لا نقبل إلا ما أدركناه بأبصارنا،
أو سمعناه بآذاننا، أو لمسناه بأكفنا، أو
شممناه بمناخرنا، أو ذقناه بأفواهنا، أو تصور
في القلوب بيانا، أو استنبطته الروايات ايقانا
فقال الصادق (عليه السلام): ذكرت الحواس الخمس وهي
لا تنفع شيئا بغير دليل، كما لا نقطع الظلمة
بغير مصباح (9).
- الإمام علي (عليه السلام): ليست الرؤية كالمعاينة

(1) البحار: 69 / 10 / 12.
(2) الكافي: 1 / 18 / 12 و 8 / 242 / 333.
(3) الكافي: 1 / 18 / 12 و 8 / 242 / 333.
(4) غرر الحكم: 5349، 5352.
(5) غرر الحكم: 5349، 5352.
(6) غرر الحكم: 830.
(7) البحار: 78 / 128 / 11.
(8) غرر الحكم: 7622، 7623.
(9) أمالي الصدوق: 288 / 5.
1871

مع الإبصار، فقد تكذب العيون أهلها، ولا يغش
العقل من استصحه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في مناظرته الطبيب
الهندي -: أما إذ أبيت إلا الجهالة وزعمت أن
الأشياء لا يدرك إلا بالحواس، فإني أخبرك أنه
ليس للحواس دلالة على الأشياء، ولا فيها معرفة
إلا بالقلب، فإنه دليلها ومعرفها الأشياء التي
تدعى أن القلب لا يعرفها إلا بها (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سأله عمران
الصابي بحضرة المأمون: العين نور مركبة، أم
الروح تبصر الأشياء من منظرها؟ -: العين شحمة
وهو البياض والسواد، والنظر للروح، دليله أنك
تنظر فيه فترى صورتك في وسطه، والإنسان لا
يرى صورته إلا في ماء أو مرآة وما أشبه ذلك (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في التوحيد -: لا تناله
الأوهام فتقدره، ولا تتوهمه الفطن فتصوره،
ولا تدركه الحواس فتحسه، ولا تلمسه الأيدي
فتمسه (4).
(انظر) تفسير الميزان: 1 / 47، 12 / 272.
[2591]
معرفة الشئ بضده
- الإمام علي (عليه السلام): واعلموا أنكم لن
تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه، ولن
تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا
الذي نقضه، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا
الذي نبذه (5).
- عنه (عليه السلام): بتشعيره المشاعر عرف أن
لا مشعر له، وبمضادته بين الأمور عرف أن لا ضد
له، وبمقارنته بين الأشياء عرف أن لا قرين له (6).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الدال على وجوده بخلقه،
وبمحدث خلقه على أزليته، وباشتباههم على
أن لا شبه له (7).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي لا تدركه
الشواهد... الدال على قدمه بحدوث خلقه،
وبحدوث خلقه على وجوده، وباشتباههم
(أشباههم) على أن لا شبه له (8).
- عنه (عليه السلام) - من كلامه قبل شهادته -: غدا ترون
أيامي، ويكشف لكم عن سرائري، وتعرفونني
بعد خلو مكاني، وقيام غيري مقامي (9).
[2592]
منابع المعرفة
الكتاب
* (والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا
وجعل لكم السمع والابصار والأفئدة لعلكم
تشكرون) * (10).
- الإمام علي (عليه السلام): أرى نور الوحي والرسالة،
وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة الشيطان

(1) نهج البلاغة: الحكمة 281، قال المجلسي في شرح الحديث:
أي الرؤية الحقيقية رؤية العقل، لأن الحواس قد تعرض لها
الغلط: البحار: 1 / 95 / 29..
(2) البحار: 3 / 159 و 61 / 250 / 4.
(3) البحار: 3 / 159 و 61 / 250 / 4.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 186.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 147 و 186 و 152 و 185 و 149.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 147 و 186 و 152 و 185 و 149.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 147 و 186 و 152 و 185 و 149.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 147 و 186 و 152 و 185 و 149.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 147 و 186 و 152 و 185 و 149.
(10) النحل: 78.
1872

حين نزل الوحي عليه (صلى الله عليه وآله) (1).
(انظر) القلب: باب 3390، 3391.
كتابي بالفارسية " مقدمه اى بر شناخت خدا "
الدرس الثاني.
[2593]
شرائط المعرفة
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم
كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم
والله غفور رحيم) * (2).
* (يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما
كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله
نور وكتاب مبين) * (3).
(انظر) النساء 174، النور 40، الحديد 12، 13،
الأنفال 29، البقرة 2، العنكبوت 69.
(انظر) الهداية: باب 4002.
عنوان 526 " النور ".
كتابي بالفارسية " مقدمه اى بر شناخت خدا "
الدرس السابع.
[2594]
موانع المعرفة
الكتاب
* (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن
يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) * (4).
* (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) * (5).
* (ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون * من دون الله قالوا
ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئا كذلك يضل الله
الكافرين) * (6).
* (ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في
شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده
رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب) * (7).
* (وما يضل به إلا الفاسقين) * (8).
* (يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما
يشاء) * (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): نور الحكمة الجوع،
والتباعد من الله الشبع، والقربة إلى الله
حب المساكين والدنو منهم، لا تشبعوا
فيطفأ نور المعرفة من قلوبكم (10).
(انظر) المحبة (1): باب 653.
العشق: باب 2740.
عنوان 537 " الهوى "، 461 " الكفر "،
314 " الضلالة "، 532 " الهداية "، 419
" الفسق "، 329 " الظلم ".
كتابي بالفارسية " مقدمه اى بر شناخت
خدا " الدرس السادس.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) الحديد: 28.
(3) المائدة: 15.
(4) الجاثية: 23.
(5) المطففين: 14.
(6) غافر: (73 - 74)، 34.
(7) غافر: (73 - 74)، 34.
(8) البقرة: 26.
(9) إبراهيم: 27.
(10) البحار: 70 / 71 / 20.
1873

(346)
المعرفة
(2)
معرفة النفس
البحار: 61 / 245 باب 46 " قوى النفس ومشاعرها من الحواس
الظاهرة والباطنة ".
انظر:
العجب: باب 2526.
1875

[2595]
معرفة النفس
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في وصيته لجابر
الجعفي -: لا معرفة كمعرفتك بنفسك (1).
- الإمام علي (عليه السلام): المعرفة بالنفس
أنفع المعرفتين (2).
- عنه (عليه السلام): أفضل المعرفة معرفة الإنسان
نفسه (3).
- عنه (عليه السلام): أفضل الحكمة معرفة الإنسان
نفسه ووقوفه عند قدره (4).
- عنه (عليه السلام): غاية المعرفة أن يعرف
المرء نفسه (5).
- عنه (عليه السلام): معرفة النفس أنفع المعارف (6).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل معرفة
الإنسان نفسه، فمن عرف نفسه عقل، ومن
جهلها ضل (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): أفضل العقل معرفة
الإنسان نفسه (8).
- الإمام علي (عليه السلام): نال الفوز الأكبر
من ظفر بمعرفة النفس (9).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء معرفة أن
يعرف نفسه (10).
[2596]
من جهل نفسه
- الإمام علي (عليه السلام): من جهل نفسه كان بغير
نفسه أجهل (11).
- عنه (عليه السلام): كيف يعرف غيره من يجهل
نفسه؟! (12).
- عنه (عليه السلام): لا تجهل نفسك، فإن الجاهل
معرفة نفسه جاهل بكل شئ (13).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن ينشد ضالته وقد
أضل نفسه فلا يطلبها! (14).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يجهل نفسه (15).
- عنه (عليه السلام): من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل
النجاة، وخبط في الضلال والجهالات (17).
- عنه (عليه السلام): أعظم الجهل جهل الإنسان
أمر نفسه (17).
- عنه (عليه السلام): من شغل نفسه بغير نفسه تحير في
الظلمات، وارتبك في الهلكات (18).

(1) تحف العقول: 286.
(2) غرر الحكم: 1675، 2935، 3105، 6365، 9865، 3220.
(3) غرر الحكم: 1675، 2935، 3105، 6365، 9865، 3220.
(4) غرر الحكم: 1675، 2935، 3105، 6365، 9865، 3220.
(5) غرر الحكم: 1675، 2935، 3105، 6365، 9865، 3220.
(6) غرر الحكم: 1675، 2935، 3105، 6365، 9865، 3220.
(7) غرر الحكم: 1675، 2935، 3105، 6365، 9865، 3220.
(8) البحار: 78 / 352 / 9.
(9) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(10) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(11) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(12) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(13) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(14) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(15) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(16) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(17) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
(18) غرر الحكم: 9965، 7036، 8624، 6998، 10337، 6266، 7037، 9034، 2936، 9033.
1876

[2597]
من عرف نفسه
- الإمام علي (عليه السلام): من عرف نفسه فهو
لغيره أعرف (1).
- عنه (عليه السلام): من عرف قدر نفسه لم
يهنها بالفانيات (2).
- عنه (عليه السلام): من عرف نفسه جل أمره (3).
- عنه (عليه السلام): من عرف نفسه جاهدها، ومن
جهل نفسه أهملها (4).
- عنه (عليه السلام): من عرف نفسه فقد انتهى إلى
غاية كل معرفة وعلم (5).
- عنه (عليه السلام): من عرف الله توحد، من عرف
نفسه تجرد، من عرف الدنيا تزهد، من عرف
الناس تفرد (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -:
واجعلنا من الذين عرفوا أنفسهم، وأيقنوا
بمستقرهم، فكانت أعمارهم في طاعتك تفنى (7).
[2598]
من عرف نفسه فقد عرف ربه
- الإمام علي (عليه السلام): من عرف نفسه عرف ربه (8).
- عنه (عليه السلام): أكثر الناس معرفة لنفسه
أخوفهم لربه (9).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يجهل نفسه كيف
يعرف ربه؟! (10).
- في صحف إدريس: من عرف
الخلق عرف الخالق، ومن عرف
الرزق عرف الرازق، ومن عرف نفسه
عرف ربه (11).
- دخل على رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل اسمه
مجاشع، فقال: يا رسول الله! كيف
الطريق إلى معرفة الحق؟ فقال (صلى الله عليه وآله):
معرفة النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف
الطريق إلى موافقة الحق؟ قال: مخالفة
النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق
إلى رضا الحق؟ قال: سخط النفس، فقال:
يا رسول الله! فكيف الطريق إلى وصل
الحق؟ قال: هجر النفس، فقال: يا رسول
الله! فكيف الطريق إلى طاعة الحق؟ قال:
عصيان النفس، فقال: يا رسول الله! فكيف
الطريق إلى ذكر الحق؟ قال: نسيان النفس،
فقال: يا رسول الله! فكيف الطريق إلى قرب
الحق؟ قال: التباعد من النفس، فقال:
يا رسول الله! فكيف الطريق إلى انس الحق؟
قال: الوحشة من النفس، فقال: يا رسول
الله! فكيف الطريق إلى ذلك؟ قال: الاستعانة
بالحق على النفس (12).

(1) غرر الحكم: 8758، 8628، 8007، (7855 - 7856)، 8949، (7829 - 7832).
(2) غرر الحكم: 8758، 8628، 8007، (7855 - 7856)، 8949، (7829 - 7832).
(3) غرر الحكم: 8758، 8628، 8007، (7855 - 7856)، 8949، (7829 - 7832).
(4) غرر الحكم: 8758، 8628، 8007، (7855 - 7856)، 8949، (7829 - 7832).
(5) غرر الحكم: 8758، 8628، 8007، (7855 - 7856)، 8949، (7829 - 7832).
(6) غرر الحكم: 8758، 8628، 8007، (7855 - 7856)، 8949، (7829 - 7832).
(7) البحار: 94 / 128 / 19.
(8) غرر الحكم: 7946.
(9) غرر الحكم: 3126، 6270.
(10) غرر الحكم: 3126، 6270.
(11) البحار: 95 / 456 و 70 / 72 / 23.
(12) البحار: 95 / 456 و 70 / 72 / 23.
1877

[2599]
ما ينبغي لمن عرف نفسه
- الإمام علي (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه
أن يلزم القناعة والعفة (1).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن
لا يفارقه الحزن والحذر (2).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن
لا يفارقه الحذر والندم، خوفا أن تزل به القدم (3).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن علم شرف نفسه أن
ينزهها عن دناءة الدنيا (4).
[2600]
تفسير معرفة النفس
- الإمام الصادق (عليه السلام): عرفان المرء نفسه أن
يعرفها بأربع طبائع، وأربع دعائم، وأربعة
أركان: فطبائعه: الدم والمرة والريح والبلغم،
ودعائمه: العقل، ومن العقل الفهم والحفظ،
وأركانه: النور والنار والروح والماء (5).
قال العلامة في تفسير الميزان بعد ذكر
قوله (عليه السلام) " من عرف نفسه عرف ربه ":
ورواه الفريقان عن النبي أيضا، وهو
حديث مشهور، وقد ذكر بعض العلماء أنه من
تعليق المحال، ومفاده استحالة معرفة النفس
لاستحالة الإحاطة العلمية بالله سبحانه. ورد
أولا: بقوله (صلى الله عليه وآله) في رواية أخرى: أعرفكم بنفسه
أعرفكم بربه، وثانيا: بأن الحديث في معنى
عكس النقيض لقوله تعالى: * (ولا تكونوا كالذين
نسوا الله فأنساهم أنفسهم) *.
وفيه عنه (عليه السلام): قال: الكيس من عرف نفسه
وأخلص أعماله.
أقول: تقدم في البيان السابق معنى ارتباط
الإخلاص وتفرعه على الاشتغال بمعرفة النفس.
وفيه عنه (عليه السلام) قال: المعرفة بالنفس أنفع
المعرفتين.
الظاهر أن المراد بالمعرفتين المعرفة بالآيات
الأنفسية والمعرفة بالآيات الآفاقية، قال تعالى:
* (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى
يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل
شئ شهيد) * حم السجدة: 53 وقال تعالى:
* (وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا
تبصرون) * الذاريات: 21.
وكون السير الأنفسي أنفع من السير
الآفاقي لعله لكون المعرفة النفسانية لا تنفك
عادة من إصلاح أوصافها وأعمالها، بخلاف
المعرفة الآفاقية، وذلك أن كون معرفة الآيات
نافعة إنما هو لأن معرفة الآيات بما هي آيات
موصلة إلى معرفة الله سبحانه وأسمائه وصفاته
وأفعاله، ككونه تعالى حيا لا يعرضه موت،
وقادرا لا يشوبه عجز، وعالما لا يخالطه جهل،
وأنه تعالى هو الخالق لكل شئ، والمالك
1878

لكل شئ، والرب القائم على كل نفس بما
كسبت، خلق الخلق لا لحاجة منه إليهم، بل لينعم
عليهم بما استحقوه، ثم يجمعهم ليوم الجمع لا
ريب فيه، ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي
الذين أحسنوا بالحسنى.
وهذه وأمثالها معارف حقة إذا تناولها الإنسان
وأتقنها مثلت له حقيقة حياته، وأنها حياة مؤبدة
ذات سعادة دائمة أو شقوة لازمة، وليست بتلك
المتهوسة المنقطعة اللاهية اللاغية، وهذا موقف
علمي يهدي الإنسان إلى تكاليف ووظائف
بالنسبة إلى ربه وبالنسبة إلى أبناء نوعه في الحياة
الدنيا والحياة الآخرة، وهي التي نسميها بالدين،
فإن السنة التي يلتزمها الإنسان في حياته ولا
يخلو عنها حتى البدوي والهمجي إنما يضعها
ويلتزمها أو يأخذها ويلتزمها لنفسه من حيث إنه
يقدر لنفسه نوعا من الحياة أي نوع كان، ثم يعمل
بما استحسنه من السنة لإسعاد تلك الحياة، وهذا
من الوضوح بمكان.
فالحياة التي يقدرها الإنسان لنفسه تمثل له
الحوائج المناسبة لها، فيهتدي بها إلى الأعمال
التي تضمن عادة رفع تلك الحوائج، فيطبق
الإنسان عمله عليها وهو السنة أو الدين.
فتخلص مما ذكرنا أن النظر في الآيات
الأنفسية والآفاقية ومعرفة الله سبحانه بها يهدى
الإنسان إلى التمسك بالدين الحق والشريعة
الإلهية من جهة تمثيل المعرفة المذكورة الحياة
الإنسانية المؤبدة له عند ذلك، وتعلقها بالتوحيد
والمعاد والنبوة.
وهذه هداية إلى الإيمان والتقوى يشترك فيها
الطريقان معا، أعني طريقي النظر إلى الآفاق
والأنفس، فهما نافعان جميعا غير أن النظر إلى
آيات النفس أنفع، فإنه لا يخلو من العثور على
ذات النفس وقواها وأدواتها الروحية والبدنية،
وما يعرضها من الاعتدال في أمرها أو طغيانها أو
خمودها والملكات الفاضلة أو الرذيلة،
والأحوال الحسنة أو السيئة التي تقارنها.
واشتغال الإنسان بمعرفة هذه الأمور
والإذعان بما يلزمها من أمن أو خطر وسعادة أو
شقاوة لا ينفك من أن يعرفه الداء والدواء من
موقف قريب، فيشتغل بإصلاح الفاسد منها
والالتزام بصحيحها، بخلاف النظر في الآيات
الآفاقية، فإنه وإن دعا إلى إصلاح النفس
وتطهيرها من سفاسف الأخلاق ورذائلها
وتحليتها بالفضائل الروحية، لكنه ينادي لذلك
من مكان بعيد، وهو ظاهر.
وللرواية معنى آخر أدق مستخرج من نتائج
الأبحاث الحقيقية في علم النفس، وهو أن
النظر في الآيات الآفاقية والمعرفة الحاصلة
من ذلك نظر فكري وعلم حصولي، بخلاف النظر
في النفس وقواها وأطوار وجودها والمعرفة
المتجلية منها، فإنه نظر شهودي وعلم
حضوري، والتصديق الفكري يحتاج في تحققه
إلى نظم الأقيسة واستعمال البرهان، وهو
باق ما دام الإنسان متوجها إلى مقدماته غير
ذاهل عنها ولا مشتغل بغيرها، ولذلك يزول
العلم بزوال الإشراف على دليله وتكثر فيه
1879

الشبهات ويثور فيه الاختلاف.
وهذا بخلاف العلم النفساني بالنفس وقواها
وأطوار وجودها فإنه من العيان، فإذا
اشتغل الإنسان بالنظر إلى آيات نفسه، وشاهد
فقرها إلى ربها، وحاجتها في جميع أطوار
وجودها، وجد أمرا عجيبا، وجد نفسه متعلقة
بالعظمة والكبرياء، متصلة في وجودها وحياتها
وعلمها وقدرتها وسمعها وبصرها وإرادتها وحبها
وسائر صفاتها وأفعالها بما لا يتناهى بهاء وسناء
وجمالا وجلالا وكمالا من الوجود والحياة والعلم
والقدرة، وغيرها من كل كمال.
وشاهد ما تقدم بيانه أن النفس الإنسانية
لا شأن لها إلا في نفسها، ولا مخرج لها من نفسها،
ولا شغل لها إلا السير الاضطراري في مسير
نفسها، وأنها منقطعة عن كل شئ كانت تظن
أنها مجتمعة معه مختلطة به إلا ربها المحيط
بباطنها وظاهرها وكل شئ دونها، فوجدت أنها
دائما في خلاء مع ربها وإن كانت في ملأ من
الناس، وعند ذلك تنصرف عن كل شئ وتتوجه
إلى ربها، وتنسى كل شئ وتذكر ربها، فلا يحجبه
عنها حجاب ولا تستتر عنه بستر، وهو حق
المعرفة الذي قدر لإنسان.
وهذه المعرفة الأحرى بها أن تسمى معرفة الله
بالله، وأما المعرفة الفكرية التي يفيدها النظر في
الآيات الآفاقية سواء حصلت من قياس أو حدس
أو غير ذلك فإنما هي معرفة بصورة ذهنية عن
صورة ذهنية، وجل الإله أن يحيط به ذهن أو
تساوي ذاته صورة مختلقة اختلقها خلق من
خلقه، ولا يحيطون به علما.
وقد روي في الإرشاد والاحتجاج على ما في
البحار عن الشعبي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام
له: إن الله أجل من أن يحتجب عن شئ أو
يحتجب عنه شئ. وفي التوحيد عن موسى بن
جعفر (عليه السلام) في كلام له: ليس بينه وبين خلقه
حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب
محجوب، واستتر بغير ستر مستور، لا إله إلا هو
الكبير المتعال. وفي التوحيد مسندا عن عبد
الأعلى عن الصادق (عليه السلام) في حديث: ومن زعم أنه
يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك،
لأن الحجاب والصورة والمثال غيره، وإنما هو
واحد موحد، فكيف يوحد من زعم أنه يوحده
بغيره؟! إنما عرف الله من عرفه بالله، فمن لم يعرفه
به فليس يعرفه، إنما يعرف غيره... الحديث.
والأخبار المأثورة عن أئمة أهل البيت: في معنى
ما قدمناه كثيرة جدا لعل الله يوفقنا لإيرادها
وشرحها فيما سيأتي إن شاء الله العزيز من تفسير
سورة الأعراف.
فقد تحصل أن النظر في آيات الأنفس
أنفس وأغلى قيمة وأنه هو المنتج لحقيقة
المعرفة فحسب، وعلى هذا فعده (عليه السلام) إياها
أنفع المعرفتين لا معرفة متعينة إنما هو لأن
العامة من الناس قاصرون عن نيلها، وقد أطبق
الكتاب والسنة وجرت السيرة الطاهرة النبوية
وسيرة أهل بيته الطاهرين على قبول من آمن بالله
عن نظر آفاقي وهو النظر الشائع بين المؤمنين،
فالطريقان نافعان جميعا، لكن النفع في طريق
1880

النفس أتم وأغزر.
وفي الدرر والغرر عن علي (عليه السلام) قال: العارف
من عرف نفسه فأعتقها ونزهها عن كل ما يبعدها.
أقول: أي أعتقها عن أسارة الهوى ورقية
الشهوات.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: أعظم الجهل جهل
الإنسان أمر نفسه.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: أعظم الحكمة معرفة
الإنسان نفسه.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: أكثر الناس معرفة
لنفسه أخوفهم لربه.
أقول: وذلك لكونه أعلمهم بربه وأعرفهم به،
وقد قال الله سبحانه: * (إنما يخشى الله من عباده
العلماء) *
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: أفضل العقل معرفة المرء
بنفسه، فمن عرف نفسه عقل، ومن جهلها ضل.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: عجبت لمن ينشد ضالته
وقد أضل نفسه فلا يطلبها!.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: عجبت لمن يجهل نفسه
كيف يعرف ربه؟!.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: غاية المعرفة أن يعرف
المرء نفسه.
أقول: وقد تقدم وجه كونها غاية المعرفة،
فإنها المعرفة حقيقة.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: كيف يعرف غيره من
يجهل نفسه؟!.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: كفى بالمرء معرفة أن
يعرف نفسه، وكفى بالمرء جهلا أن يجهل نفسه.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: من عرف نفسه تجرد.
أقول: أي تجرد عن علائق الدنيا، أو تجرد
عن الناس بالاعتزال عنهم، أو تجرد عن كل شئ
بالإخلاص لله.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: من عرف نفسه جاهدها،
ومن جهل نفسه أهملها.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: من عرف نفسه جل أمره.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: من عرف نفسه كان لغيره
أعرف، ومن جهل نفسه كان بغيره أجهل.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: من عرف نفسه فقد انتهى
إلى غاية كل معرفة وعلم.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: من لم يعرف نفسه بعد عن
سبيل النجاة، وخبط في الضلال والجهالات.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: معرفة النفس أنفع
المعارف.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: نال الفوز الأكبر من ظفر
بمعرفة النفس.
- وفيه عنه (عليه السلام) قال: لا تجهل نفسك، فإن
الجاهل معرفة نفسه جاهل بكل شئ.
وفي تحف العقول عن الصادق (عليه السلام) في
حديث: من زعم أنه يعرف الله بتوهم القلوب
فهو مشرك، ومن زعم أنه يعرف الله بالاسم دون
المعنى فقد أقر بالطعن، لان الاسم محدث، ومن
زعم أنه يعبد الاسم والمعنى فقد جعل مع الله
1881

شريكا، ومن زعم أنه يعبد بالصفة لا بالإدراك
فقد أحال على غائب، ومن زعم أنه يضيف
الموصوف إلى الصفة فقد صغر بالكبير، وما
قدروا الله حق قدره.
قيل له: فكيف سبيل التوحيد؟ قال:
باب البحث ممكن وطلب المخرج موجود، إن
معرفة عين الشاهد قبل صفته، ومعرفة صفة
الغائب قبل عينه.
قيل: وكيف يعرف عين الشاهد قبل صفته؟
قال: تعرفه وتعلم علمه، وتعرف نفسك به،
ولا تعرف نفسك من نفسك، وتعلم أن ما فيه له
وبه كما قالوا ليوسف: * (إنك لانت يوسف) * قال:
* (أنا يوسف وهذا أخي) * فعرفوه به ولم يعرفوه
بغيره، ولا أثبتوه من أنفسهم بتوهم القلوب...
الحديث.
أقول: قد أوضحنا في ذيل قوله (عليه السلام):
المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين - الرواية الثانية
من الباب - أن الإنسان إذا اشتغل بآية نفسه وخلا
بها عن غيرها انقطع إلى ربه من كل شئ، وعقب
ذلك معرفة ربه معرفة بلا توسيط وسط، وعلما بلا
تسبيب سبب، إذ الانقطاع يرفع كل حجاب
مضروب، وعند ذلك يذهل الإنسان بمشاهدة
ساحة العظمة والكبرياء عن نفسه، وأحرى بهذه
المعرفة أن تسمى معرفة الله بالله.
وانكشف له عند ذلك من حقيقة نفسه أنها
الفقيرة إلى الله سبحانه، المملوكة له ملكا
لا تستقل بشئ دونه، وهذا هو المراد بقوله (عليه السلام):
تعرف نفسك به، ولا تعرف نفسك بنفسك من
نفسك، وتعلم أن ما فيه له وبه.
وفي هذا المعنى ما رواه المسعودي في إثبات
الوصية عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال في خطبة
له: فسبحانك ملأت كل شئ وباينت كل شئ
فأنت لا يفقدك شئ وأنت الفعال لما تشاء
تباركت يا من كل مدرك من خلقه، وكل محدود
من صنعه - إلى أن قال - سبحانك أي عين تقوم
نصب بهاء نورك، وترقى إلى نور ضياء قدرتك،
وأي فهم يفهم ما دون ذلك إلا أبصار كشفت عنها
الأغطية، وهتكت عنها الحجب العمية، فرقت
أرواحها على أطراف أجنحة الأرواح، فناجوك
في أركانك، وولجوا بين أنوار بهائك، ونظروا من
مرتقى التربة إلى مستوى كبريائك، فسماهم أهل
الملكوت زوارا، ودعاه أهل الجبروت عمارا.
وفي البحار عن إرشاد الديلمي - وذكر بعد
ذلك سندين لهذا الحديث - وفيه: فمن عمل
برضائي ألزمه ثلاث خصال: اعرفه شكرا
لا يخالطه الجهل، وذكرا لا يخالطه النسيان،
ومحبة لا يؤثر على محبتي محبة المخلوقين،
فإذا أحبني أحببته، وأفتح عين قلبه إلى جلالي،
ولا أخفي عليه خاصة خلقي، وأناجيه في ظلم
الليل ونور النهار حتى ينقطع حديثه مع
المخلوقين ومجالسته معهم، وأسمعه كلامي
وكلام ملائكتي، وأعرفه السر الذي سترته عن
خلقي، وألبسه الحياء حتى يستحيي منه الخلق
كلهم، ويمشي على الأرض مغفورا له، وأجعل
قلبه واعيا وبصيرا، ولا أخفي عليه شيئا من جنة
ولا نار، وأعرفه ما يمر على الناس في القيامة
1882

من الهول والشدة، وما أحاسب به الأغنياء
والفقراء والجهال والعلماء، وأنومه في قبره
وأنزل عليه منكرا ونكيرا حتى يسألاه، ولا يرى
غم الموت وظلمة القبر واللحد وهول المطلع، ثم
أنصب له ميزانه وأنشر ديوانه، ثم أضع كتابه في
يمينه فيقرأه منشورا، ثم لا أجعل بيني وبينه
ترجمانا، فهذه صفات المحبين. يا أحمد! اجعل
همك هما واحدا، واجعل لسانك لسانا واحدا،
واجعل بدنك حيا لا يغفل أبدا، من يغفل عني
لا أبالي بأي واد هلك.
والروايات الثلاثة الأخيرة وإن لم يكن من
أخبار هذا البحث المعقود على الاستقامة، إلا
أنا إنما أوردناها ليقضي الناقد البصير بما
قدمناه من أن المعرفة الحقيقية لا تستوفى
بالعلم الفكري حق استيفائها، فإن الروايات
تذكر أمورا من المواهب الإلهية المخصوصة
بأوليائه لا ينتجها السير الفكري البتة.
وهي أخبار مستقيمة صحيحة تشهد على
صحتها الكتاب الإلهي على ما سنبين ذلك
فيما سيوافيك من تفسير سورة الأعراف إن شاء
الله العزيز (1).

(1) تفسير الميزان: 6 / 169 - 176.
1883

(347)
المعرفة
(3)
معرفة الله سبحانه
البحار: 3 / 1 باب 1 " ثواب الموحدين والعارفين، وبيان وجوب المعرفة وعلته ".
البحار: 4 / 212 باب 4 " جوامع التوحيد ".
البحار: 4 / 62 " أبواب صفاته ".
البحار: 6 / 49 باب 21 " نفي ما يوجب النقص منه تعالى ".
انظر:
عنوان 247 " أسماء الله "، 147 " الخلقة "، 148 " الخالق "، 282 " المشيئة "، 18 " الله ".
العلم: باب 2916، 2920، الإمامة: باب 144.
1885

[2601]
حكمة وجوب الإيمان
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في علة وجوب الإيمان
بالله وبرسله وبما جاء من عند الله -: لعلل كثيرة،
منها: أن من لم يقر بالله عز وجل، ولم
يجتنب معاصيه، ولم ينته عن ارتكاب الكبائر،
ولم يراقب أحدا فيما يشتهي ويستلذ عن الفساد
والظلم وإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب
كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة
لأحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين ووثوب
بعضهم على بعض فغصبوا الفروج والأموال...
ومنها: أنا وجدنا الخلق قد يفسدون بأمور
باطنة مستورة عن الخلق، فلولا الإقرار بالله
وخشيته بالغيب لم يكن أحد إذا خلا بشهوته
وإرادته يراقب أحدا في ترك معصية (1).
[2602]
فضل معرفة الله
- الإمام علي (عليه السلام): من عرف الله كملت معرفته (2).
- عنه (عليه السلام): معرفة الله سبحانه أعلى المعارف (3).
- عنه (عليه السلام): ما يسرني لو مت طفلا وأدخلت
الجنة ولم أكبر فأعرف ربي عز وجل (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لو يعلم الناس ما في
فضل معرفة الله عز وجل ما مدوا أعينهم إلى
ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا،
ونعيمها وكانت دنياهم أقل عندهم مما
يطأونه بأرجلهم، ولنعموا بمعرفة الله
جل وعز، وتلذذوا بها تلذذ من لم يزل
في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة
الله عز وجل آنس من كل وحشة، وصاحب من
كل وحدة، ونور من كل ظلمة، وقوة من كل
ضعف، وشفاء من كل سقم (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الملائكة -:
ووصلت [وسلت، مثلت] حقائق الإيمان
بينهم وبين معرفته، وقطعهم الإيقان به
إلى الوله إليه، ولم تجاوز رغباتهم
ما عنده إلى ما عند غيره، قد ذاقوا
حلاوة معرفته، وشربوا بالكأس الروية
من محبته (6).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العلم معرفة الله (7).
المعرفة / معرفة الله سبحانه 1887
- الإمام الصادق (عليه السلام): الله ولي من عرفه،
وعدو من تكلفه (8).
(انظر) البحار: 3 / 1 باب 1.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 99 / 1.
(2) غرر الحكم: 7999، 9864.
(3) غرر الحكم: 7999، 9864.
(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 99 / 1.
(2) غرر الحكم: 7999، 9846.
(3) غرر الحكم: 7999، 9846.
(4) كنز العمال: 36473.
(5) الكافي: 8 / 247.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(7) غرر الحكم: 4586.
(8) تحف العقول: 356.
1886

[2603]
العلم بالله تعالى
- الإمام علي (عليه السلام): العلم بالله أفضل العلمين (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الأعمال العلم بالله،
إن العلم ينفعك معه قليل العمل وكثيره، وإن
الجهل لا ينفعك معه قليل العمل ولا كثيره (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من سكن قلبه العلم بالله
سكنه الغنى عن خلق الله (3).
(انظر) العلم: باب 2920، 2916.
[2604]
ثمرات المعرفة (1)
- الإمام علي (عليه السلام): يسير المعرفة يوجب الزهد
في الدنيا (4).
- عنه (عليه السلام): من صحت معرفته انصرفت عن
العالم الفاني نفسه وهمته (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من عرف الله خاف الله،
ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا (6).
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة المعرفة العزوف
عن دار الفناء (7).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -:
واجعلنا من الذين اشتغلوا بالذكر عن الشهوات،
وخالفوا دواعي العزة بواضحات المعرفة (8).
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت لمن عرف ربه
كيف لا يسعى لدار البقاء؟! (9).
[2605]
ثمرات المعرفة (2)
- الإمام علي (عليه السلام): إن عقلت أمرك أو أصبت
معرفة نفسك، فأعرض عن الدنيا وازهد فيها،
فإنها دار الأشقياء، وليست بدار السعداء،
بهجتها زور، وزينتها غرور، وسحائبها متقشعة،
ومواهبها مرتجعة (10).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن عرف نفسه كيف يأنس
بدار الفناء؟! (11).
[2606]
ثمرات المعرفة (3)
- الإمام علي (عليه السلام): من سكن قلبه العلم بالله
سكنه الغنى عن خلق الله (12).
- عنه (عليه السلام): من عرف الله توحد (13).
- عنه (عليه السلام): من عرف كف (14).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أحق خلق الله أن يسلم
لما قضى الله عز وجل: من عرف الله عز وجل (15).

(1) غرر الحكم: 1674.
(2) كنز العمال: 28731.
(3) غرر الحكم: 8896، 10984، 9142.
(4) غرر الحكم: 8896، 10984، 9142.
(5) غرر الحكم: 8896، 10984، 9142.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 185.
(7) غرر الحكم: 4651.
(8) البحار: 94 / 127 / 19.
(9) غرر الحكم: 6265، 3733، 6264، 8896، 7829، 7645.
(10) غرر الحكم: 6265، 3733، 6264، 8896، 7829، 7645.
(11) غرر الحكم: 6265، 3733، 6264، 8896، 7829، 7645.
(12) غرر الحكم: 6265، 3733، 6264، 8896، 7829، 7645.
(13) غرر الحكم: 6265، 3733، 6264، 8896، 7829، 7645.
(14) غرر الحكم: 6265، 3733، 6264، 8896، 7829، 7645.
(15) الكافي: 2 / 62 / 9.
1887

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرف الله وعظمه منع فاه
من الكلام وبطنه من الطعام، وعفى نفسه بالصيام
والقيام (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إنه لا ينبغي لمن عرف عظمة
الله أن يتعظم، فإن رفعة الذين يعلمون ما عظمته أن
يتواضعوا له (2).
[2607]
ثمرة كمال معرفة الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو عرفتم الله حق معرفته
لزالت بدعائكم الجبال (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو عرفتم الله حق معرفته لمشيتم
على البحور، ولزالت بدعائكم الجبال (4).
(انظر) الشيعة: باب 2155 حديث 9969.
عنوان 564 " اليقين ".
باب 2513.
[2608]
ما ينبغي للعارف
- الإمام علي (عليه السلام): ينبغي لمن عرف الله
سبحانه أن لا يخلو قلبه من رجائه وخوفه (5).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف الله سبحانه أن
يرغب فيما لديه (6).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن عرف الله كيف
لا يشتد خوفه؟! (7)
[2609]
غاية المعرفة
- الإمام علي (عليه السلام): غاية المعرفة
الخشية (8).
- عنه (عليه السلام): غاية العلم الخوف من الله
سبحانه (9).
- عنه (عليه السلام): أكثر الناس معرفة لنفسه
أخوفهم لربه (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان بالله أعرف كان
من الله أخوف (11).
(انظر) الخوف: باب 1135.
العلم: باب 2883.
[2610]
أعرف الناس بالله
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أعلم الناس
بالله أرضاهم بقضاء الله عز وجل (12).
- الإمام علي (عليه السلام): أعلم الناس بالله أكثرهم
له مسألة (13).
- عنه (عليه السلام): أعرف الناس بالله أعذرهم
للناس وإن لم يجد لهم عذرا (14).

(1) الكافي: 2 / 237 / 25.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 147.
(3) كنز العمال: 5881، 5893.
(4) كنز العمال: 5881، 5893.
(5) غرر الحكم: 10926، 10935.
(6) غرر الحكم: 10926، 10935.
(7) غرر الحكم: 6261، 6359، 6377، 3126.
(8) غرر الحكم: 6261، 6359، 6377، 3126.
(9) غرر الحكم: 6261، 6359، 6377، 3126.
(10) غرر الحكم: 6261، 6359، 6377، 3126.
(11) البحار: 70 / 393 / 64.
(12) تنبيه الخواطر: 2 / 184.
(13) غرر الحكم: 3260، 3230.
(14) غرر الحكم: 3260، 3230.
1888

[2611]
صفة العارف
- الإمام علي (عليه السلام): العارف من عرف نفسه
فأعتقها، ونزهها عن كل ما يبعدها ويوبقها (1).
- عنه (عليه السلام): العارف وجهه مستبشر متبسم،
وقلبه وجل محزون (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثق بالله تكن عارفا (3).
- الإمام علي (عليه السلام): كل عارف عائف (4).
- عنه (عليه السلام): كل عاقل مغموم، كل
عارف مهموم (5).
- عنه (عليه السلام): لا يزكو عند الله سبحانه إلا
عقل عارف ونفس عزوف (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العارف شخصه مع
الخلق وقلبه مع الله تعالى، ولو سها قلبه
عن الله تعالى طرفة عين لمات شوقا إليه (7).
[2612]
خصائص العارفين
- الإمام علي (عليه السلام): الشوق خلصان العارفين (8).
- عنه (عليه السلام): الخوف جلباب العارفين (9).
- عنه (عليه السلام): البكاء من خيفة الله للبعد
عن الله عبادة العارفين (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل شئ معدن،
ومعدن التقوى قلوب العارفين (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في الدعاء -: يا من هو
غاية مراد المريدين، يا من هو منتهى
همم العارفين (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: يا من لا يبعد
عن قلوب العارفين (12).
[2613]
أدنى المعرفة
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما سئل عن
أدنى المعرفة -: الإقرار بأنه لا إله
غيره، ولا شبه له ولا نظير وأنه قديم،
مثبت، موجود، غير فقيد، وأنه ليس
كمثله شئ (14).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن الذي لا تجزئ
معرفة الخالق بدونه فكتب -: ليس كمثله
شئ ولم يزل سميعا وعليما وبصيرا، وهو
الفعال لما يريد (15).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سئل عن الذي
لا يجتزئ بدون ذلك من معرفة الخالق؟ -: ليس
كمثله شئ، ولا يشبهه شئ، لم يزل عالما

(1) غرر الحكم: 1788، 1985.
(2) غرر الحكم: 1788، 1985.
(3) تحف العقول: 376.
(4) غرر الحكم: 6829، (6826 - 6827).
(5) غرر الحكم: 6829، (6826 - 6827).
(6) غرر الحكم: 10882.
(7) مصباح الشريعة: 519.
(8) غرر الحكم: 855، 664.
(9) غرر الحكم: 855، 664.
(10) غرر الحكم: 1791.
(11) مشكاة الأنوار: 256.
(12) البلد الأمين: 411، 407.
(13) البلد الأمين: 411، 407.
(14) الكافي: 1 / 86 / 1.
(15) التوحيد: 284 / 4.
1889

سميعا بصيرا (1).
(انظر) البحار: 3 / 267 باب 10.
الإيمان: باب 283.
[2614]
حق المعرفة
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله معاوية بن
وهب عن الخبر الذي روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى
ربه على أي صورة رآه وأن المؤمنين يرون
ربهم في الجنة على أي صورة يرونه فتبسم
وأجاب -: يا معاوية ما أقبح بالرجل يأتي عليه
سبعون سنة، أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله
ويأكل من نعمه ثم لا يعرف الله حق معرفته! (2)
- الحسين (عليه السلام): جاء رجل إلى رسول
لله (صلى الله عليه وآله) وقال: ما رأس العلم؟، قال: معرفة
الله حق معرفته.
قال: وما حق معرفته؟.
قال: أن تعرفه بلا مثال ولا شبيه، وتعرفه
إلها واحدا خالقا قادرا، أولا وآخرا ظاهرا
وباطنا، لا كفو له، ولا مثل له، وذلك معرفة
الله حق معرفته (3).
- ابن عباس: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله)
فقال: يا رسول الله علمني من غرائب العلم.
قال: ما صنعت في رأس العلم حتى تسأل
عن غرائبه؟!
قال الأعرابي: وما رأس العلم يا رسول
الله؟، قال: معرفة الله حق معرفته، فقال
الأعرابي: ما معرفة الله حق معرفته؟ قال:
أن تعرفه بلا مثل ولا شبه ولا ند، وأنه واحد
أحد، ظاهر باطن، أول آخر، لا كفو له
ولا نظير له فذلك حق معرفته (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لما سئل عن
التوحيد -: إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر
الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله عز وجل * (قل هو
الله أحد * الله الصمد) * والآيات من سورة الحديد
إلى قوله: * (وهو عليم بذات الصدور) * فمن رام ما
وراء هنالك هلك (5).
[2615]
معرفة الله بالله
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -: بك
عرفتك وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ولولا
أنت لم أدر ما أنت (6).
وفي خبر: ألا إنه قد احتج عليكم بما قد
عرفكم من نفسه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من زعم أنه يعرف
الله بحجاب أو بصورة أو بمثال فهو مشرك،

(1) الكافي: 1 / 86 / 2.
(2) البحار: 4 / 54 / 34.
(3) جامع الأخبار: 36 / 17.
(4) مشكاة الأنوار: 10.
(5) التوحيد: 283 / 2.
(6) إقبال الأعمال: 67.
(7) الكافي: 1 / 86 / 3.
1890

لان الحجاب والمثال والصورة غيره،
وإنما هو واحد موحد، فكيف يوحد
من زعم أنه عرفه بغيره؟! إنما عرف
الله من عرفه بالله، فمن لم يعرفه به فليس
يعرفه، إنما يعرف غيره... لا يدرك
مخلوق شيئا إلا بالله، ولا تدرك معرفة الله
إلا بالله (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل بم عرفت
ربك؟ -: بما عرفني نفسه قيل: وكيف عرفك
نفسه؟ قال: لا يشبهه صورة، ولا يحس
بالحواس، ولا يقاس بالناس (2).
- منصور بن حازم: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إني ناظرت قوما فقلت لهم: إن الله جل جلاله أجل
وأعز وأكرم من أن يعرف بخلقه، بل العباد يعرفون
بالله؟ فقال: رحمك الله (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سأله الجاثليق
أخبرني عرفت الله بمحمد، أم عرفت محمدا
بالله عز وجل؟ -: ما عرفت الله بمحمد (صلى الله عليه وآله)،
ولكن عرفت محمدا بالله عز وجل حين خلقه
وأحدث فيه الحدود من طول وعرض، فعرفت
أنه مدبر مصنوع باستدلال وإلهام منه
وإرادة، كما ألهم الملائكة طاعته وعرفهم
نفسه بلا شبه ولا كيف (4).
- عنه (عليه السلام): اعرفوا الله بالله، والرسول
بالرسالة، وأولي الأمر بالأمر بالمعروف
والعدل والإحسان (5).
قال الكليني بعد نقل الحديث:
ومعنى قوله (عليه السلام): اعرفوا الله بالله يعني أن
الله خلق الأشخاص والأنوار والجواهر
والأعيان، فالأعيان: الأبدان، والجواهر:
الأرواح، وهو جل وعز لا يشبه جسما
ولا روحا، وليس لأحد في خلق الروح
الحساس الدراك أمر ولا سبب، هو المتفرد
بخلق الأرواح والأجسام، فإذا نفى عنه
الشبهين - شبه الأبدان وشبه الأرواح فقد
عرف الله بالله، وإذا شبهه بالروح أو البدن
أو النور فلم يعرف الله بالله (6).
وقال الصدوق رضوان الله عليه بعد
ذكر أحاديث باب " أنه عز وجل لا يعرف
إلا به ": القول الصواب في هذا الباب
هو أن يقال: عرفنا الله بالله، لأنا إن
عرفناه بعقولنا فهو عز وجل واهبها، وإن
عرفناه عز وجل بأنبيائه ورسله وحججه (عليهم السلام)
فهو عز وجل باعثهم ومرسلهم ومتخذهم
حججا، وإن عرفناه بأنفسنا فهو عز وجل
محدثها، فبه عرفناه (7).
(انظر) تبيين المجلسي رضوان الله عليه،
البحار: 3 / 273، 275.
باب 2600.
الحجة: باب 710.

(1) التوحيد: 143 / 7.
(2) الكافي: 1 / 85 / 2 وص 86 / 3.
(3) الكافي: 1 / 85 / 2 وص 86 / 3.
(4) التوحيد: 287 / 4.
(5) الكافي: 1 / 85 / 1.
(6) نقل الصدوق هذا الكلام في كتاب التوحيد في الصفحة 288
بإسناده إلى الكليني بتفاوت، فراجع.
(7) التوحيد: 290 / 10.
1891

[2616]
النهي عن التفكر في ذات الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تفكروا في كل شئ،
ولا تفكروا في ذات الله (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تفكروا في خلق الله،
ولا تفكروا في الله فتهلكوا (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تفكروا في الخلق ولا تفكروا
في الخالق فإنكم لا تقدرون قدره (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إياكم والتفكر في الله،
فإن التفكر في الله لا يزيد إلا تيها، إن الله عز وجل
لا تدركه الأبصار ولا يوصف بمقدار (4).
- عنه (عليه السلام): من نظر في الله كيف هو؟ هلك (5).
- عنه (عليه السلام): يا سليمان! إن الله يقول:
* (وأن إلى ربك المنتهى) * فإذا انتهى الكلام
إلى الله فأمسكوا (6).
- خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم على
قوم يتفكرون، فقال: مالكم تتكلمون؟
فقالوا: نتفكر في خلق الله عز وجل،
فقال: وكذلك فافعلوا، تفكروا في خلقه،
ولا تتفكروا فيه (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من تفكر في ذات الله ألحد (8).
- عنه (عليه السلام): من تفكر في ذات الله تزندق (9).
- عنه (عليه السلام): قد ضلت العقول في أمواج
تيار إدراكه (10).
- عنه (عليه السلام) - في تمجيد الله -: الظاهر
بعجائب تدبيره للناظرين، والباطن بجلال
عزته عن فكر المتوهمين (11).
(انظر) البحار: 3 / 257 باب 9، كنز العمال: 1 / 237.
الفكر: باب 3256.
[2617]
عجز العقول عن معرفة كنهه
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - كان إذا قرأ
هذه الآية: * (وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) *
يقول -: سبحان من لم يجعل في أحد من معرفة
نعمه إلا المعرفة بالتقصير عن معرفتها، كما
لم يجعل في أحد من معرفة إدراكه أكثر من العلم
بأنه لا يدركه، فشكر عز وجل معرفة العارفين
بالتقصير عن معرفته، وجعل معرفتهم بالتقصير
شكرا، كما جعل علم العالمين أنهم لا يدركونه
إيمانا (12).
- الإمام علي (عليه السلام): واعلم أن الراسخين في
العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد
المضروبة دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا
تفسيره من الغيب المحجوب، فمدح الله تعالى

(1) كنز العمال: 5704، 5705، 5706.
(2) كنز العمال: 5704، 5705، 5706.
(3) كنز العمال: 5704، 5705، 5706.
(4) أمالي الصدوق: 340 / 3.
(5) المحاسن: 1 / 371 / 808 وص 370 / 806.
(6) المحاسن: 1 / 371 / 808 وص 370 / 806.
(7) تنبيه الخواطر: 1 / 250.
(8) غرر الحكم: 8487.
(9) غرر الحكم: 8503.
(10) التوحيد: 70 / 26.
(11) نهج البلاغة: الخطبة: 213.
(12) تحف العقول: 283.
1892

اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به
علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث
عن كنهه رسوخا (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -: عجزت
العقول عن إدراك كنه جمالك، وانحسرت الأبصار
دون النظر إلى سبحات وجهك، ولم تجعل للخلق
طريقا إلى معرفتك إلا بالعجز عن معرفتك (2).
- الإمام علي (عليه السلام): فلسنا نعلم كنه عظمتك، إلا
أنا نعلم أنك حي قيوم، لا تأخذك سنة ولا نوم،
لم ينته إليك نظر، ولم يدركك بصر (3).
- الإمام الرضا (عليه السلام): كنهه تفريق بينه
وبين خلقه (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الحمد لله الذي أظهر
من آثار سلطانه، وجلال كبريائه، ما
حير مقل العقول من عجائب قدرته،
وردع خطرات هماهم النفوس عن عرفان
كنه صفته (5).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الملائكة -: وإنهم
على مكانهم منك، ومنزلتهم عندك، واستجماع
أهوائهم فيك، وكثرة طاعتهم لك، وقلة
غفلتهم عن أمرك، لو عاينوا كنه ما خفي عليهم
منك لحقروا أعمالهم، ولزروا على أنفسهم،
ولعرفوا أنهم لم يعبدوك حق عبادتك، ولم
يطيعوك حق طاعتك (6).
[2618]
عجز القلب والبصر عن الإحاطة به
- الإمام علي (عليه السلام): عظم عن أن تثبت ربوبيته
بإحاطة قلب أو بصر (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (لا تدركه الأبصار...) * -: إحاطة الوهم (8).
- الإمام الجواد (عليه السلام) - أيضا -: أوهام القلوب
أدق من أبصار العيون، أنت قد تدرك بوهمك
السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها
ببصرك، فأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار
العيون؟! (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -:
هو أجل من أن يدركه بصر، أو يحيط به وهم،
أو يضبطه عقل (10).
[2619]
ما يجوز توصيف الله به
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله أعلى وأجل وأعظم
من أن يبلغ كنه صفته، فصفوه بما وصف به نفسه،
وكفوا عما سوى ذلك (11).
- الإمام علي (عليه السلام): كيف يصف إلهه من يعجز عن
صفة مخلوق مثله (12).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(2) البحار: 94 / 150 / 21.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 160
(4) التوحيد: 36 / 2.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 195 و 109.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 195 و 109.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(8) التوحيد: 112 / 10 و 113 / 12 و 252 / 3.
(9) التوحيد: 112 / 10 و 113 / 12 و 252 / 3.
(10) التوحيد: 112 / 10 و 113 / 12 و 252 / 3.
(11) الكافي: 1 / 102 / 6.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 112.
1893

- عنه (عليه السلام): لا يوصف بالأزواج، ولا يخلق
بعلاج، ولا يدرك بالحواس... بل إن كنت
صادقا أيها المتكلف لوصف ربك، فصف جبرئيل
وميكائيل، وجنود الملائكة المقربين، في
حجرات القدس مرجحنين، متولهة عقولهم أن
يحدوا أحسن الخالقين، فإنما يدرك بالصفات
ذوو الهيئات والأدوات، ومن ينقضي إذا بلغ
أمد حده بالفناء (1).
- الإمام العسكري (عليه السلام): إن الخالق لا يوصف
إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الخالق
الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن
تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن
الإحاطة به؟! جل عما يصفه الواصفون،
وتعالى عما ينعته الناعتون (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تقع الأوهام له على
صفة، ولا تعقد القلوب منه على كيفية (3).
- عنه (عليه السلام): من وصفه فقد حده، ومن حده فقد
عده، ومن عده فقد أبطل أزله، ومن قال: " كيف "
فقد استوصفه، ومن قال: " أين " فقد حيزه (4).
- عنه (عليه السلام): الذي لا يدركه بعد الهمم، ولا يناله
غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد محدود...
من جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حده،
ومن حده فقد عده، ومن قال: " فيم " فقد ضمنه،
ومن قال: " علام؟ " فقد أخلى منه (5).
- عنه (عليه السلام): لم يطلع العقول على تحديد صفته،
ولم يحجبها عن واجب معرفته (6).
- عنه (عليه السلام): لم تبلغه العقول بتحديد
فيكون مشبها، ولم تقع عليه الأوهام
بتقدير فيكون ممثلا (7).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي أعجز الأوهام أن
ينال إلا وجوده (8)، وحجب العقول أن تتخيل ذاته
في امتناعها من الشبه والشكل (9).
- عنه (عليه السلام): فتبارك الله الذي لا يبلغه بعد
الهمم، ولا يناله حدس الفطن (10).
- عنه (عليه السلام): تتلقاه الأذهان لا بمشاعرة،
وتشهد له المرائي لا بمحاضرة، لم تحط
به الأوهام، بل تجلى لها بها (11).
[2620]
التوحيد
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): التوحيد نصف الدين (12).
- الإمام علي (عليه السلام): التوحيد حياة النفس (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الناس في التوحيد
على ثلاثة أوجه: مثبت وناف ومشبه،
فالنافي مبطل، والمثبت مؤمن، والمشبه
مشرك (14).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 182.
(2) كشف الغمة: 3 / 176.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 85 و 152 و 1.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 85 و 152 و 1.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 85 و 152 و 1.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 49 و 155.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 49 و 155.
(8) راجع حديث 12285 وتأمل.
(9) أمالي الصدوق: 263 / 9.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 94 و 185.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 94 و 185.
(12) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 35 / 75.
(13) غرر الحكم: 540.
(14) تحف العقول: 370.
1894

- الإمام الرضا (عليه السلام): إن للناس في التوحيد ثلاثة
مذاهب: مذهب إثبات بتشبيه، ومذهب النفي،
ومذهب إثبات بلا تشبيه: فمذهب الإثبات
بتشبيه لا يجوز، ومذهب النفي لا يجوز، والطريق
في المذهب الثالث إثبات بلا تشبيه (1).
[2621]
نظام التوحيد
- الإمام الرضا (عليه السلام): أول عبادة الله
معرفته، وأصل معرفة الله جل اسمه توحيده،
ونظام توحيده نفي التحديد عنه، لشهادة
العقول أن كل محدود مخلوق (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أول عبادة الله
معرفته، وأصل معرفته توحيده، ونظام
توحيده نفي الصفات عنه، لشهادة العقول أن
كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل مخلوق
أن له خالقا (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لرجل -: أما التوحيد
فأن لا تجوز على ربك ما جاز عليك، وأما العدل
فأن لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه (4).
- الإمام علي (عليه السلام): التوحيد ألا تتوهمه (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): التوحيد ظاهره في باطنه
وباطنه في ظاهره، ظاهره موصوف لا يرى،
وباطنه موجود لا يخفى، يطلب بكل مكان، ولم
يخل منه مكان طرفة عين، حاضر غير محدود
وغائب غير مفقود (6).
(انظر) البحار: 3 / 198 باب 6.
[2622]
كلمة التوحيد
الكتاب
* (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا
أنا فاعبدون) * (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير العبادة قول: لا إله
إلا الله (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما قلت ولا قال القائلون قبلي
مثل لا إله إلا الله (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما من شئ أعظم
ثوابا من شهادة أن لا إله إلا الله، لان
الله عز وجل لا يعدله شئ، ولا يشركه في
الأمر أحد (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في تفسير التسبيحات
الأربعة -: لا إله إلا الله، يعني بوحدانيته
لا يقبل الله الأعمال إلا بها، وهي كلمة التقوى
يثقل الله بها الموازين يوم القيامة (11).
(انظر) الإيمان: باب 264.
الجنة: باب 548، 549.

(1) التوحيد: 101 / 10.
(2) أمالي الطوسي: 22 / 28.
(3) تحف العقول: 61.
(4) معاني الأخبار: 11 / 2.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 470.
(6) معاني الأخبار: 10 / 1.
(7) الأنبياء: 25.
(8) التوحيد: 18 / 2 و 18 / 1 و 19 / 3.
(9) التوحيد: 18 / 2 و 18 / 1 و 19 / 3.
(10) التوحيد: 18 / 2 و 18 / 1 و 19 / 3.
(11) نور الثقلين: 5 / 659 / 12.
1895

[2623]
عزيمة الإيمان
- الإمام علي (عليه السلام): لا إله إلا الله عزيمة
الإيمان، وفاتحة الإحسان (1).
- عنه (عليه السلام): وأشهد أن لا إله إلا الله...
فإنها عزيمة الإيمان، وفاتحة الإحسان، ومرضاة
الرحمن، ومدحرة [مهلكة] الشيطان (2).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الملائكة -: ولم ترم
الشكوك بنوازعها [نوازغها] عزيمة إيمانهم،
ولم تعترك الظنون على معاقد يقينهم (3).
[2624]
دليل التوحيد
الكتاب
* (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند
ربه إنه لا يفلح الكافرون) * (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سأله رجل من
الثنوية: إني أقول: إن صانع العالم اثنان،
فما الدليل على أنه واحد؟ -: قولك: إنه
اثنان دليل على أنه واحد، لأنك لم تدع الثاني
إلا بعد إثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه،
وأكثر من واحد مختلف فيه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): ولو ضربت في مذاهب
فكرك لتبلغ غاياته ما دلتك الدلالة إلا
على أن فاطر النملة هو فاطر النخلة (النحلة)،
لدقيق تفصيل كل شئ، وغامض اختلاف
كل حي (شئ)، وما الجليل واللطيف
والثقيل والخفيف والقوي والضعيف في خلقه
إلا سواء (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - من مناظرته زنديقا -:
إن قلت: إنهما اثنان لم يخل من أن يكونا
متفقين من كل جهة، أو مفترقين من كل جهة،
فلما رأينا الخلق منتظما، والفلك جاريا،
(واختلاف) (7) الليل والنهار والشمس والقمر، دل
صحة الأمر والتدبير وائتلاف الأمر على أن
المدبر واحد.
ثم يلزمك إن ادعيت اثنين فلابد من
فرجة بينهما حتى يكونا اثنين، فصارت
الفرجة ثالثا بينهما قديما معهما فيلزمك
ثلاثة، فإن ادعيت ثلاثة لزمك ما قلنا في
الاثنين حتى يكون بينهم فرجتان فيكون
خمسا، ثم يتناهى في العدد إلى مالا نهاية
في الكثرة (8).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل ما الدليل على
الواحد؟ -: ما بالخلق من الحاجة (9).
(انظر) تفسير الميزان: 7 / 85، 12 / 275، 288.

(1) غرر الحكم: 10859.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 2 و 91.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 2 و 91.
(4) المؤمنون: 117.
(5) التوحيد: 270 / 6.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 185.
(7) في الكافي: 1 / 81 / 5 هنا زيادة وهي " والتدبير واحدا ".
(8) التوحيد: 243 / 1.
(9) تحف العقول: 377.
1896

[2625]
ما يلزم من تعدد الآلهة (1)
الكتاب
* (ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل
إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما
يصفون) * (1).
- في تفسير علي بن إبراهيم -: ثم
رد الله عز وجل على الثنوية الذين قالوا
بإلهين فقال: * (ما اتخذ الله من ولد وما كان
معه من إله...) * قال: لو كانا إلهين كما
زعمتم لطلب كل واحد منهما العلو، وإذا
شاء واحد أن يخلق إنسانا شاء الآخر أن يخالفه
فيخلق بهيمة، فيكون الخلق منهما على مشيتهما
واختلاف إرادتهما إنسانا وبهيمة في حالة
واحدة، فهذا من أعظم المحال غير موجود، وإذا
بطل هذا ولم يكن بينهما اختلاف بطل الاثنان،
وكان واحدا، فهذا التدبير واتصاله وقوام
بعضه ببعض يدل على صانع واحد، وهو قول
الله عز وجل: * (ما اتخذ الله من ولد...) * وقوله:
* (لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا (2).
في تفسير الميزان في قوله تعالى: * (إذا
لذهب كل إله بما خلق) * حجة على نفي التعدد
ببيان محذوره، إذ لا يتصور تعدد الآلهة إلا
ببينونتها بوجه من الوجوه، بحيث لا تتحد في
معنى ألوهيتها وربوبيتها، ومعنى ربوبية
الإله في شطر من الكون ونوع من أنواعه تفويض
التدبير فيه إليه بحيث، يستقل في أمره من غير
أن يحتاج فيه إلى شئ غير نفسه حتى إلى من
فوض إليه الأمر، ومن البين أيضا أن المتباينين
لا يترشح منهما إلا أمران متباينان.
ولازم ذلك أن يستقل كل من الآلهة بما يرجع
إليه من نوع التدبير، وتنقطع رابطة الاتحاد
والاتصال بين أنواع التدابير الجارية في العالم،
كالنظام الجاري في العالم الإنساني عن الأنظمة
الجارية في أنواع الحيوان والنبات والبر والبحر
والسهل والجبل والأرض والسماء وغيرها، وكل
منها عن كل منها، وفيه فساد السماوات والأرض
وما فيهن، ووحدة النظام الكوني والتئام أجزائه
واتصال التدبير الجاري فيه يكذبه.
وهذا هو المراد بقوله: * (إذا لذهب كل إله بما
خلق) * أي انفصل بعض الآلهة عن بعض بما
يترشح منه من التدبير.
وقوله: * (ولعلا بعضهم على بعض) * محذور
آخر لازم لتعدد الآلهة تتألف منه حجة أخرى
على النفي، بيانه: أن التدابير الجارية في الكون
مختلفة، منها: التدابير العرضية كالتدبيرين
الجاريين في البر والبحر والتدبيرين الجاريين في
الماء والنار، ومنها: التدابير الطولية التي تنقسم
إلى تدبير عام كلي حاكم، وتدبير خاص جزئي
محكوم، كتدبير العالم الأرضي وتدبير النبات
الذي فيه، وكتدبير العالم السماوي وتدبير كوكب
من الكواكب التي في السماء، وكتدبير العالم
المادي برمته وتدبير نوع من الأنواع المادية.

(1) المؤمنون: 91.
(2) نور الثقلين: 3 / 550 / 107.
1897

فبعض التدبير وهو التدبير العام الكلي
يعلو بعضا، بمعنى أنه بحيث لو انقطع عنه ما
دونه بطل ما دونه لتقومه بما فوقه، كما أنه لو
لم يكن هناك عالم أرضي أو التدبير الذي يجري
فيه بالعموم لم يكن عالم إنساني ولا التدبير الذي
يجري فيه بالخصوص.
ولازم ذلك أن يكون الإله - الذي يرجع إليه
نوع عال من التدبير - عاليا بالنسبة إلى الإله
الذي فوض إليه من التدبير ما هو دونه وأخص منه
وأخس، واستعلاء الإله على الإله محال.
لا لأن الاستعلاء المذكور يستلزم كون الإله
مغلوبا لغيره، أو ناقصا في قدرته محتاجا في
تمامه إلى غيره، أو محدودا والمحدودية تفضي
إلى التركيب، وكل ذلك من لوازم الإمكان المنافي
لوجوب وجود الإله، فيلزم الخلف - كما قرره
المفسرون - فإن الوثنيين لا يرون لآلهتهم من دون
الله وجوب الوجود، بل هي عندهم موجودات
ممكنة عالية فوض إليهم تدبير أمر ما دونها، وهي
مربوبة لله سبحانه وأرباب لما دونها، والله سبحانه
رب الأرباب وإله الآلهة وهو الواجب الوجود
بالذات وحده.
بل استحالة الاستعلاء إنما هو لاستلزامه
بطلان استقلال المستعلى عليه في تدبيره وتأثيره،
إذ لا يجامع توقف التدبير على الغير والحاجة إليه
الاستقلال، فيكون السافل منها مستمدا في
تأثيره محتاجا فيه إلى العالي، فيكون سببا من
الأسباب التي يتوسل بها إلى تدبير ما دونه، لا إلها
مستقلا بالتأثير دونه فيكون ما فرض إلها غير إله،
بل سببا يدبر به الأمر، هذا خلف (1).
[2626]
ما يلزم من تعدد الآلهة (2)
الكتاب
لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش
عما يصفون (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن الدليل
على أن الله واحد؟ -: اتصال التدبير، وتمام
الصنع، كما قال الله عز وجل: * (لو كان فيهما
آلهة إلا الله لفسدتا) * (3).
- عنه (عليه السلام) - في رسالة الإهليلجة -:
فعرف القلب بعقله أنه لو كان معه شريك كان
ضعيفا ناقصا، ولو كان ناقصا ما خلق الإنسان،
ولا اختلفت التدابير، وانتقصت الأمور مع التقصير
الذي به يوصف الأرباب المتفردون والشركاء
المتعاينون (4).
في تفسير الميزان في قوله تعالى: * (لو
كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب
العرش عما يصفون) *: قد تقدم في تفسير سورة
هود وتكررت الإشارة إليه بعده أن النزاع بين
الوثنيين والموحدين ليس في وحدة الإله وكثرته
بمعنى الواجب الوجود الموجود لذاته الموجد
لغيره، فهذا مما لا نزاع في أنه واحد لا شريك
1898

له، وإنما النزاع في الإله بمعنى الرب المعبود،
والوثنيون على أن تدبير العالم على طبقات
أجزائه مفوضة إلى موجودات شريفة مقربين عند
الله، ينبغي أن يعبدوا حتى يشفعوا لعبادهم عند الله
ويقربوهم إليه زلفى، كرب السماء ورب الأرض
ورب الإنسان... وهكذا، وهم آلهة من دونهم،
والله سبحانه إله الآلهة وخالق الكل، كما يحكيه
عنهم قوله: * (ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله) *
الزخرف: 87، وقوله: * (ولئن سألتهم من خلق
السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم) *
الزخرف: 9.
والآية الكريمة إنما تنفي الآلهة من دون
الله في السماء والأرض بهذا المعنى، لا بمعنى
الصانع الموجد الذي لا قائل بتعدده، والمراد
بكون الإله في السماء والأرض تعلق ألوهيته
بالسماء والأرض لأسكناه فيهما، فهو كقوله
تعالى: * (هو الذي في السماء إله وفي الأرض إله) *
الزخرف: 84.
وتقرير حجة الآية: أنه لو فرض للعالم آلهة
فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتا متباينين حقيقة،
وتباين حقائقهم يقضي بتباين تدبيرهم، فيتفاسد
التدبيرات وتفسد السماء والأرض، لكن النظام
الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها،
فليس للعالم آلهة فوق الواحد، وهو المطلوب.
فإن قلت: يكفي في تحقق الفساد ما نشاهده
من تزاحم الأسباب والعلل، وتزاحمها في
تأثيرها في المواد هو التفاسد.
قلت: تفاسد العلتين تحت تدبيرين غير
تفاسدهما تحت تدبير واحد، ليحدد بعض
أثر بعض وينتج الحاصل من ذلك، وما يوجد من
تزاحم العلل في النظام من هذا القبيل، فإن
العلل والأسباب الراسمة لهذا النظام العام
على اختلافها وتمانعها وتزاحمها لا يبطل بعضها
فعالية بعض، بمعنى أن ينتقض بعض القوانين
الكلية الحاكمة في النظام ببعض، فيتخلف
عن مورده مع اجتماع الشرائط وارتفاع الموانع،
فهذا هو المراد من إفساد مدبر عمل مدبر آخر،
بل السببان المختلفان المتنازعان حالهما في
تنازعهما حال كفتي الميزان المتنازعتين
بالارتفاع والانخفاض، فإنهما في عين اختلافهما
متحدان في تحصيل ما يريده صاحب الميزان،
ويخدمانه في سبيل غرضه وهو تعديل الوزن
بواسطة اللسان.
فإن قلت: آثار العلم والشعور مشهودة
في النظام الجاري في الكون، فالرب المدبر له
يدبره عن علم، وإذا كان كذلك فلم لا يجوز أن
يفرض هناك آلهة فوق الواحد يدبرون أمر الكون
تدبيرا تعقليا، وقد توافقوا على أن لا يختلفوا
ولا يتمانعوا في تدبيرهم حفظا للمصلحة؟!.
قلت: هذا غير معقول، فإن معنى التدبير
التعقلي عندنا هو أن نطبق أفعالنا الصادرة
منا على ما تقتضيه القوانين العقلية الحافظة لتلائم
أجزاء الفعل وانسياقه إلى غايته، وهذه القوانين
العقلية مأخوذة من الحقائق الخارجية والنظام
الجاري فيها الحاكم عليها، فأفعالنا التعقلية
تابعة للقوانين العقلية وهي تابعة للنظام
1899

الخارجي، لكن الرب المدبر للكون فعله نفس
النظام الخارجي المتبوع للقوانين العقلية، فمن
المحال أن يكون فعله تابعا للقوانين العقلية وهو
متبوع، فافهم ذلك.
فهذا تقرير حجة الآية، وهي حجة برهانية
مؤلفة من مقدمات يقينية تدل على أن التدبير العام
الجاري - بما يشتمل عليه ويتألف منه من التدابير
الخاصة - صادر عن مبدأ واحد غير مختلف، لكن
المفسرين قرروها حجة على نفي تعدد الصانع
واختلفوا في تقريرها، وربما أضاف بعضهم إليها
من المقدمات ما هو خارج عن منطوق الآية،
وخاضوا فيها حتى قال القائل منهم: إنها حجة
إقناعية غير برهانية أوردت إقناعا للعامة (1).
[2627]
ما يلزم من تعدد الآلهة (3)
الكتاب
* (قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي
العرش سبيلا * سبحانه وتعالى عما يقولون علوا
كبيرا) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليهما السلام) -: واعلم يا بني أنه لو كان
لربك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه
وسلطانه، ولعرفت أفعاله وصفاته، ولكنه إله
واحد كما وصف نفسه، لا يضاده في ملكه أحد،
ولا يزول أبدا (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (لو كان
معه آلهة كما يقولون...) * -: لو كانت الأصنام آلهة
كما يزعمون لصعدوا إلى العرش (4).
في تفسير الميزان بعد نقل ما في تفسير القمي:
أقول: أي لاستولوا على ملكه تعالى وأخذوا
بأزمة الأمور، وأما العرش بمعنى الفلك المحدد
للجهات، أو جسم نوراني عظيم فوق العالم
الجسماني كما ذكره بعضهم، فلا دليل عليه من
الكتاب، وعلى تقدير ثبوته لا ملازمة بين الربوبية
والصعود على هذا الجسم (5).
وقال في تفسير الآية: ملخص الحجة: أنه لو
كان معه آلهة كما يقولون، وكان يمكن أن ينال
غيره تعالى شيئا من ملكه الذي هو من لوازم ذاته
الفياضة لكل شئ، وحب الملك والسلطنة مغروز
في كل موجود بالضرورة، لطلب أولئك الآلهة أن
ينالوا ملكه فيعزلوه عن عرشه، ويزدادوا ملكا
على ملك، لحبهم ذلك ضرورة، لكن لا سبيل
لأحد إليه تعالى عن ذلك (6).
[2628]
واحد لا بعدد
- الإمام علي (عليه السلام): واحد لا بعدد، ودائم
لا بأمد، وقائم لا بعمد (7).

(1) تفسير الميزان: 14 / 266 - 268.
(2) الإسراء: 42، 43.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(1) تفسير الميزان: 14 / 266 - 268.
(2) الاسراء: 42، 43.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 20.
(5) تفسير الميزان: 13 / 120 وص 106 - 107.
(6) تفسير الميزان: 13 / 120 وص 106 - 107.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 185.
1900

- مقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه: إن
أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
فقال: يا أمير المؤمنين! أتقول: إن الله واحد؟
قال: فحمل الناس عليه قالوا: يا أعرابي أما ترى
ما فيه أمير المؤمنين من تقسم القلب؟! فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): دعوه، فإن الذي يريده
الأعرابي هو الذي نريده من القوم!.
ثم قال: يا أعرابي! إن القول في أن الله
واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان
على الله عز وجل، ووجهان يثبتان فيه: فأما
اللذان لا يجوزان عليه فقول القائل: واحد، يقصد
به باب الأعداد، فهذا ما لا يجوز، لان ما لا ثاني له
لا يدخل في باب الأعداد، أما ترى أنه كفر من
قال: إنه ثالث ثلاثة، وقول القائل: هو واحد من
الناس يريد به النوع من الجنس، فهذا ما لا يجوز
عليه، لأنه تشبيه، وجل ربنا عن ذلك وتعالى.
وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه: فقول القائل:
هو واحد ليس له في الأشياء شبه، كذلك ربنا،
وقول القائل: إنه عز وجل أحدي المعنى، يعني
به أنه لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم،
كذلك ربنا عز وجل (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الأحد الفرد المتفرد،
والأحد والواحد بمعنى واحد، وهو المتفرد
الذي لا نظير له، والتوحيد الإقرار بالوحدة
وهو الانفراد، والواحد المتبائن الذي لا ينبعث من
شئ، ولا يتحد بشئ، ومن ثم قالوا: إن بناء
العدد من الواحد، وليس الواحد من العدد، لان
العدد لا يقع على الواحد بل يقع على الاثنين،
فمعنى قوله: * (الله أحد) *: المعبود الذي يأله الخلق
عن إدراكه والإحاطة بكيفيته، فرد بإلهيته، متعال
عن صفات خلقه (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): أحد لا بتأويل عدد (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الأحد بلا تأويل عدد (4).
[2629]
لا حد له
- الإمام علي (عليه السلام): لا يشمل بحد،
ولا يحسب بعد، وإنما تحد الأدوات أنفسها،
وتشير الآلات إلى نظائرها (5).
- عنه (عليه السلام): حد الأشياء عند خلقه لها، إبانة
له من شبهها، لا تقدره الأوهام بالحدود
والحركات، ولا بالجوارح والأدوات... تعالى
عما ينحله المحددون من صفات الأقدار ونهايات
الأقطار تأثل المساكن، وتمكن الأماكن، فالحد
لخلقه مضروب، وإلى غيره منسوب (6).
- عنه (عليه السلام): لا يدرك بوهم، ولا يقدر
بفهم...، ولا يحد بأين (7).
- عنه (عليه السلام): الذي لا يدركه بعد الهمم،
ولا يناله غوص الفطن، الذي ليس لصفته حد
محدود، ولا نعت موجود، ولا وقت معدود،
ولا أجل ممدود (8).

(1) التوحيد: 83 / 3.
(2) التوحيد: 90 / 2، ص 37 / 2.
(3) التوحيد: 90 / 2، ص 37 / 2.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 152، 186 و 163 و 182 و 1.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 152، 186 و 163 و 182 و 1.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 152، 186 و 163 و 182 و 1.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 152، 186 و 163 و 182 و 1.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 152، 186 و 163 و 182 و 1.
1901

- الإمام الصادق (عليه السلام) - لأبي علي القصاب
لما قال: الحمد لله المنتهى علمه -: لا تقل
ذلك، فإنه ليس لعلمه منتهى (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إنك أنت الله الذي لم تتناه
في العقول فتكون في مهب فكرها مكيفا، ولا في
رويات خواطرها فتكون محدودا مصرفا (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ولو حد له وراء إذا حد له
أمام، ولو التمس له التمام إذا لزمه النقصان (3).
- عنه (عليه السلام) - لزنديق سأله: لم لا حد له -:
لان كل محدود متناه إلى حد، وإذا احتمل
التحديد احتمل الزيادة، وإذا احتمل الزيادة
احتمل النقصان، فهو غير محدود، ولا متزايد،
ولا متناقص، ولا متجزء، ولا متوهم (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لرجل قال: الله أكبر -:
الله أكبر من أي شئ؟ فقال: من كل شئ،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): حددته، فقال الرجل: كيف
أقول؟ قال: قل: الله أكبر من أن يوصف (5).
[2630]
ليس كمثله شئ
الكتاب
* (فاطر السماوات والأرض جعل لكم من أنفسكم
أزواجا ومن الانعام أزواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شئ
وهو السميع البصير) * (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في علة لزوم الإقرار
بأن الله ليس كمثله شئ -: لعلل: ومنها أنه
لو لم يجب عليهم أن يعرفوا أنه ليس كمثله شئ
لجاز عندهم أن يجري عليه ما يجري على
المخلوقين من العجز والجهل والتغير والزوال
والفناء والكذب والاعتداء، ومن جازت عليه
هذه الأشياء لم يؤمن فناؤه ولم يوثق بعدله، ولم
يحقق قوله وأمره ونهيه ووعده ووعيده وثوابه
وعقابه، وفي ذلك فساد الخلق وإبطال الربوبية (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - فيما سئل عن الجسم
والصورة فكتب (عليه السلام) -: سبحان من ليس كمثله
شئ لا جسم ولا صورة (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الناس لا يزال
بهم المنطق حتى يتكلموا في الله، فإذا سمعتم
ذلك فقولوا: لا إله إلا الله الواحد الذي ليس
كمثله شئ (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من وحد الله سبحانه لم
يشبهه بالخلق (10).
(انظر) توحيد المفضل: 97 باب أنه ليس بجسم ولا صورة.
[2631]
لا يوصف بالحركة والسكون
- الإمام علي (عليه السلام): لا يجري عليه السكون
والحركة، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، ويعود

(1) التوحيد: 134 / 1.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(3) التوحيد: 40 / 2 و 252 / 3.
(4) التوحيد: 40 / 2 و 252 / 3.
(5) الكافي: 1 / 117 / 8.
(6) الشورى: 11.
(7) علل الشرائع: 256.
(8) التوحيد: 97 / 3.
(9) الكافي: 1 / 92 / 3.
(10) غرر الحكم: 8648.
1902

فيه ما هو أبداه، ويحدث فيه ما هو أحدثه؟!
إذا لتفاوتت ذاته، ولتجزأ كنهه، ولامتنع من
الأزل معناه، ولكان له وراء إذ وجد له أمام،
ولالتمس التمام إذ لزمه النقصان، وإذا لقامت آية
المصنوع فيه، ولتحول دليلا بعد أن كان مدلولا
عليه، وخرج بسلطان الامتناع من أن يؤثر فيه ما
يؤثر في غيره (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك
وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة
ولا انتقال ولا سكون، بل هو خالق الزمان
والمكان والحركة والسكون (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): أما قول الواصفين:
إنه تبارك وتعالى ينزل، فإنما يقول ذلك
من ينسبه إلى نقص أو زيادة، وكل متحرك محتاج
إلى من يحركه أو يتحرك به (3).
[2632]
لم يلد ولم يولد
- الإمام علي (عليه السلام): لم يولد فيكون في
العز مشاركا، ولم يلد فيكون موروثا هالكا (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لم يلد فيورث، ولم
يولد فيشارك (5).
- الإمام علي (عليه السلام): لم يلد فيكون (فيصير)
مولودا، ولم يولد فيصير محدودا (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لم يلد لان الولد يشبه
أباه، ولم يولد فيشبه من كان قبله، ولم يكن
له من خلقه كفوا أحد، تعالى عن صفة من سواه
علوا كبيرا (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يوشك الناس يتساءلون
حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق،
فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله
أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد ولم يكن
له كفوا أحد (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يزال الناس يسألون عن كل
شئ حتى يقولوا: هذا الله قبل كل شئ،
فما كان قبل الله؟ فإن قالوا لكم ذلك فقولوا:
هو الأول قبل كل شئ، وهو الآخر فليس بعده
شئ، وهو الظاهر فوق كل شئ، وهو الباطن
دون كل شئ (9).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (لم
يلد) * -: لم يخرج منه شئ كثيف كالولد وسائر
الأشياء الكثيفة التي تخرج من المخلوقين،
ولا شئ لطيف كالنفس، ولا يتشعب منه البدوات
كالسنة والنوم... * (ولم يولد) * لم يتولد من شئ
ولم يخرج من شئ كما يخرج الأشياء الكثيفة
من عناصرها... ولا كما يخرج الأشياء اللطيفة
من مراكزها كالبصر من العين (10).
(انظر) البحار: 3 / 254 باب 8.
باب 2652.
تفسير الميزان: 1 / 261.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 186.
(2) التوحيد: 184 / 20 و 183 / 18 و 31 / 1 و 48 / 12.
(3) التوحيد: 184 / 20 و 183 / 18 و 31 / 1 و 48 / 12.
(4) التوحيد: 184 / 20 و 183 / 18 و 31 / 1 و 48 / 12.
(5) التوحيد: 184 / 20 و 183 / 18 و 31 / 1 و 48 / 12.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 186.
(7) التوحيد: 104 / 19.
(8) كنز العمال: 1236، 1252.
(9) كنز العمال: 1236، 1252.
(10) التوحيد: 91 / 5.
1903

[2633]
ليس في الأشياء بوالج
ولا عنها بخارج
- الإمام علي (عليه السلام): فارق الأشياء
لا على اختلاف الأماكن، وتمكن منها لا على
الممازجة (1).
- عنه (عليه السلام): ولا أن الأشياء تحويه فتقله
أو تهويه، أو أن شيئا يحمله فيميله أو يعدله،
ليس في الأشياء بوالج، ولا عنها بخارج (2).
- عنه (عليه السلام): لم يقرب من الأشياء بالتصاق، ولم
يبعد عنها بافتراق (3).
- عنه (عليه السلام): لم يحلل في الأشياء فيقال: هو
كائن، ولم ينأ عنها فيقال: هو منها بائن (4).
- عنه (عليه السلام): بان من الأشياء بالقهر لها،
والقدرة عليها، وبانت الأشياء منه بالخضوع له
والرجوع إليه (5).
[2634]
لا تدركه الأبصار
الكتاب
* (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف
الخبير) * (6).
* (يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء
فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة
فأخذتهم الصاعقة بظلمهم ثم اتخذوا العجل من بعد ما
جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك وآتينا موسى سلطانا
مبينا) * (7).
* (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال: رب أرني
أنظر إليك قال: لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر
مكانه فسوف تراني، فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر
موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول
المؤمنين) * (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (لا تدركه
الأبصار...) * -: لا تدركه أوهام القلوب، فكيف
تدركه أبصار العيون؟! (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - أيضا -: إحاطة
الوهم (10).
- الإمام الهادي (عليه السلام): لا تجوز الرؤية ما لم يكن
بين الرائي والمرئي هواء ينفذه البصر، فمتى
انقطع الهواء وعدم الضياء لم تصح الرؤية، وفي
وجوب اتصال الضياء بين الرائي والمرئي وجوب
الاشتباه، والله تعالى منزه عن الاشتباه، فثبت أنه
لا يجوز عليه سبحانه الرؤية بالأبصار، لأن
الأسباب لابد من اتصالها بالمسببات (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن رؤية
الله في المعاد -: سبحان الله وتعالى علوا

(1) أمالي الصدوق: 263 / 9.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 186، 163، 65، 152.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 186، 163، 65، 152.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 186، 163، 65، 152.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 186، 163، 65، 152.
(6) الأنعام: 103.
(7) النساء: 153.
(8) الأعراف: 143.
(9) أمالي الصدوق: 334 / 2.
(10) التوحيد: 112 / 10.
(11) الاحتجاج للطبرسي: 2 / 486 / 326.
1904

كبيرا... يا بن الفضل! إن الأبصار لا تدرك
إلا ماله لون وكيفية، والله خالق الألوان
والكيفية (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في صفة الله سبحانه -:
فتجلى لخلقه من غير أن يكون يرى، وهو
بالمنظر الأعلى (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): متجل لا باستهلال رؤية (3).
(انظر) البحار: 4 / 26 باب 5.
[2635]
القلب ورؤية الله
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن رؤية
ربه -: ما كنت بالذي أعبد إلها لم أره، ثم
قال: لم تره العيون في مشاهدة الأبصار، غير أن
الإيمان بالغيب بين عقد القلوب (4).
- عنه (عليه السلام) - لذعلب لما سأله عن رؤيته
ربه -: ويلك يا ذعلب، لم أكن بالذي أعبد
ربا لم أره! قال: فكيف رأيته، صفه لنا؟ قال:
ويلك! لم تره العيون بمشاهدة الأبصار، ولكن
رأته القلوب بحقائق الإيمان (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سأله رجل من
الخوارج عن رؤية الله -: لم تره العيون بمشاهدة
العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لرجل سأله أرأيت
الله حين عبدته؟ -: ما كنت أعبد شيئا لم
أره، قال: فكيف رأيته؟ قال: لم تره الأبصار
بمشاهدة العيان، ولكن رأته القلوب بحقائق
الإيمان، لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس،
معروف بغير تشبيه (7).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله أبو بصير عن رؤية
المؤمنين لله يوم القيامة؟ -: نعم، وقد رأوه قبل
يوم القيامة! فقلت: متى؟.
قال: حين قال لهم: " ألست بربكم قالوا بلى "
ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن المؤمنين ليرونه في
الدنيا قبل يوم القيامة، ألست تراه في وقتك هذا؟
فقال أبو بصير: فقلت له: جعلت فداك فأحدث
بهذا عنك؟ فقال: لا، فإنك إذا حدثت به فأنكره
منكر جاهل بمعنى ما تقوله، ثم قدر أن ذلك تشبيه
كفر، وليست الرؤية بالقلب كالرؤية بالعين، تعالى
الله عما يصفه المشبهون والملحدون (8).
- في حديث المعراج: أما الحياة الباقية
فهي التي يعمل لنفسه حتى تهون عليه الدنيا
وتصغر في عينيه، وتعظم الآخرة عنده... فإذا فعل
ذلك أسكنت في قلبه حبا حتى أجعل قلبه لي،
وفراغه واشتغاله وهمه وحديثه من النعمة التي
أنعمت بها على أهل محبتي من خلقي، وأفتح
عين قلبه وسمعه، حتى يسمع بقلبه، وينظر بقلبه
إلى جلالي وعظمتي (9).

(1) أمالي الصدوق: 334 / 3.
(2) التوحيد: 45 / 4 و 37 / 2.
(3) التوحيد: 45 / 4 و 37 / 2.
(4) المحاسن: 1 / 373 / 817.
(5) أمالي الصدوق: 281 / 1.
(6) التوحيد: 108 / 5.
(7) الاحتجاج للطبرسي: 2 / 211 / 221.
(8) التوحيد: 117 / 20.
(9) إرشاد القلوب للديلمي: 204.
1905

[2636]
رسول الله ورؤية الله
الكتاب
* (ما كذب الفؤاد ما رأى) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أسري بي إلى السماء بلغ
بي جبرئيل مكانا لم يطأه جبرئيل قط، فكشف لي
فأراني الله عز وجل من نور عظمته ما أحب (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما سئل عن رؤية
النبي (صلى الله عليه وآله) ربه -: نعم بقلبه رآه، أما
سمعت الله عز وجل يقول: * (ما كذب الفؤاد ما
رأى) * أي لم يره بالبصر ولكن رآه بالفؤاد (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - أيضا -: نعم رآه
بقلبه، فأما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار
حدق الناظرين، ولا يحيط به أسماع السامعين (4).
- الإمام العسكري (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
أرى رسوله بقلبه من نور عظمته ما أحب (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله أبو ذر: هل رأيت
ربك؟ -: نور أنى أراه (6).
- عبد الله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر:
لو رأيت رسول الله لسألته، فقال: عن أي شئ
كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله هل رأيت ربك؟
قال أبو ذر: قد سألت فقال: رأيت نورا (7).
[2637]
الرؤية القلبية في الأدعية
- الإمام علي (عليه السلام) - من دعاء علمه لنوف -:
إلهي تناهت أبصار الناظرين إليك بسرائر القلوب،
وطالعت أصغى السامعين لك نجيات الصدور،
فلم يلق أبصارهم رد دون ما يريدون، هتكت
بينك وبينهم حجب الغفلة، فسكنوا في نورك،
وتنفسوا بروحك (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: فأسألك باسمك الذي
ظهرت به لخاصة أوليائك، فوحدوك وعرفوك،
فعبدوك بحقيقتك، أن تعرفني نفسك لأقر لك
بربوبيتك على حقيقة الإيمان بك، ولا تجعلني
يا إلهي ممن يعبد الاسم دون المعنى، والحظني
بلحظة من لحظاتك تنور بها قلبي بمعرفتك خاصة
ومعرفة أوليائك، إنك على كل شئ قدير (9).
- عنه (عليه السلام) - من المناجاة الشعبانية -: إلهي هب
لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء
نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب
النور فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا
معلقة بعز قدسك... إلهي وأتحفني بنور عزك
الأبهج، فأكون لك عارفا، وعن سواك منحرفا،
ومنك خائفا مترقبا، يا ذا الجلال والإكرام (10).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - في الدعاء -: أنت
الذي أشرقت الأنوار في قلوب أوليائك حتى

(1) النجم: 11.
(2) التوحيد: 108 / 4 و 116 / 17.
(3) التوحيد: 108 / 4 و 116 / 17.
(4) البحار: 4 / 54 / 32.
(5) الكافي: 1 / 95 / 1.
(6) صحيح مسلم: 291، 292.
(7) صحيح مسلم: 291، 292.
(8) البحار: 94 / 95 / 12 و 94 / 96 / 12، انظر تمام الكلام و 94 / 99 / 13.
(9) البحار: 94 / 95 / 12 و 94 / 96 / 12، انظر تمام الكلام و 94 / 99 / 13.
(10) البحار: 94 / 95 / 12 و 94 / 96 / 12، انظر تمام الكلام و 94 / 99 / 13.
1906

عرفوك ووحدوك (ووجدوك خ ل) (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: أنت الذي تعرفت
إلي في كل شئ فرأيتك ظاهرا في كل شئ،
وأنت الظاهر لكل شئ (2).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي ترددي في
الآثار يوجب بعد المزار، فاجمعني عليك بخدمة
توصلني إليك، كيف يستدل عليك بما هو في
وجوده مفتقر إليك؟! أيكون لغيرك من الظهور ما
ليس لك؟! حتى يكون هو المظهر لك، متى غبت
حتى تحتاج إلى دليل يدل عليك؟!... بك أستدل
عليك فاهدني بنورك إليك (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - أيضا -: وأعلم...
أن الراحل إليك قريب المسافة، وأنك لا تحتجب
عن خلقك، ولكن تحجبهم الأعمال (الآمال خ ل)
السيئة دونك (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: يا من لا يبعد
عن قلوب العارفين (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - أيضا -: اللهم
صل على محمد وآل محمد، واجعلنا من الذين
فتقت لهم رتق عظيم، غواشي جفون حدق عيون
القلوب حتى نظروا إلى تدبير حكمتك وشواهد
حجج بيناتك، فعرفوك بمحصول فطن القلوب،
وأنت في غوامض سترات حجب القلوب،
فسبحانك أي عين تقوم بها نصب نورك؟، أم
ترقأ إلى نور ضياء قدسك، أو أي فهم يفهم
ما دون ذلك إلا الأبصار التي كشفت عنها حجب
العمية، فرقت أرواحهم على أجنحة الملائكة،
فسماهم أهل الملكوت زوارا... وناجوا
ربهم عند كل شهوة، فحرقت قلوبهم حجب
النور، حتى نظروا بعين القلوب إلى عز الجلال
في عظم الملكوت (6).
- عنه (عليه السلام) - في المناجاة -: أسألك بسبحات
وجهك وبأنوار قدسك، وأبتهل إليك بعواطف
رحمتك ولطائف برك، أن تحقق ظني بما أؤمله من
جزيل إكرامك وجميل إنعامك، في القربى منك
والزلفى لديك والتمتع بالنظر إليك (7).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: لقاؤك قرة عيني،
ووصلك منى نفسي، وإليك شوقي، وفي محبتك
ولهي، وإلى هواك صبابتي، ورضاك بغيتي،
ورؤيتك حاجتي (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي فاجعلنا ممن اصطفيته
لقربك وولايتك، وأخلصته لودك ومحبتك،
وشوقته إلى لقائك، ورضيته بقضائك، ومنحته
بالنظر إلى وجهك... وامنن بالنظر إليك علي (9).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: ولوعتي لا يطفئها
إلا لقاؤك، وشوقي إليك لا يبله إلا النظر
إلى وجهك (10).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي فاجعلنا من
الذين توشحت (ترسخت - خ ل) أشجار الشوق
إليك في حدائق صدورهم، وأخذت لوعة محبتك
بمجامع قلوبهم، فهم إلى أوكار الأفكار [الإذكار
خ ل] يأوون، وفي رياض القرب والمكاشفة

(1) إقبال الأعمال: 349، 350، (348 - 349)، 68.
(2) إقبال الأعمال: 349، 350، (348 - 349)، 68.
(3) إقبال الأعمال: 349، 350، (348 - 349)، 68.
(4) إقبال الأعمال: 349، 350، (348 - 349)، 68.
(5) البلد الأمين: 407.
(6) البحار: 94 / 128 وص 145 وص 148 وص 148 وص 150.
(7) البحار: 94 / 128 وص 145 وص 148 وص 148 وص 150.
(8) البحار: 94 / 128 وص 145 وص 148 وص 148 وص 150.
(9) البحار: 94 / 128 وص 145 وص 148 وص 148 وص 150.
(10) البحار: 94 / 128 وص 145 وص 148 وص 148 وص 150.
1907

يرتعون... قد كشف الغطاء عن أبصارهم...
وانشرحت بتحقيق المعرفة صدورهم... وقرت
بالنظر إلى محبوبهم أعينهم (1).
[2638]
حكمة الاحتجاب
- الإمام الرضا (عليه السلام) - وقد سأله زنديق عن
علة الاحتجاب -: إن الاحتجاب عن الخلق (2)
لكثرة ذنوبهم (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -: إنك
لا تحتجب عن خلقك إلا أن تحجبهم الأعمال
(الآمال) السيئة دونك (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سأله ابن أبي
العوجاء: ولم احتجب عنهم وأرسل إليهم
الرسل؟ -: ويلك وكيف احتجب عنك من أراك
قدرته في نفسك؟ نشوءك ولم تكن، وكبرك بعد
صغرك، وقوتك بعد ضعفك... وما زال يعد علي
قدرته التي هي في نفسي التي لا أدفعها حتى
ظننت أنه سيظهر فيما بيني وبينه! (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لا يشمله المشاعر،
ولا يحجبه الحجاب، فالحجاب بينه وبين خلقه
لامتناعه مما يمكن في ذواتهم، ولإمكان
ذواتهم مما يمتنع منه ذاته، ولافتراق
الصانع والمصنوع، والرب والمربوب، والحاد
والمحدود (6).
- عنه (عليه السلام): احتجب بغير حجاب
محجوب، واستتر بغير ستر مستور (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - في حديث -: حجب
بعضها عن بعض (8) ليعلم أن لا حجاب بينه وبين
خلقه غير خلقه (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ليس بينه وبين خلقه
حجاب غير خلقه، احتجب بغير حجاب
محجوب، واستتر بغير ستر مستور (10).
(انظر) القلب: باب 3399.
[2639]
حجب النور
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ثم دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى) * -:
ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) دنا من حجب النور فرأى من
ملكوت السماوات، ثم تدلى (عليه السلام) فنظر من تحته
إلى ملكوت الأرض، حتى ظن أنه في القرب من
الأرض كقاب قوسين أو أدنى (11).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يوم
يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود) * -:
حجاب من نور يكشف فيقع المؤمنون سجدا (12).

(1) البحار: 94 / 150 - 151.
(2) " إن الحجاب على الخلق... - خ ل "، " إن الحجاب عن الخلق -
خ ل ". كما في هامش التوحيد.
(3) التوحيد: 252 / 3.
(4) إقبال الأعمال: 68.
(5) التوحيد: 127 / 4.
(6) التوحيد: 56 / 14 و 98 / 5.
(7) التوحيد: 56 / 14 و 98 / 5.
(8) أي حجب الله تعالى بعض الأشياء عن بعض.
(9) التوحيد: 309 / 2 و 179 / 12.
(10) التوحيد: 309 / 2 و 179 / 12.
(11) نور الثقلين: 5 / 149 / 19 وص 395 / 49.
(12) نور الثقلين: 5 / 149 / 19 وص 395 / 49.
1908

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حجابه النور (1).
- في المناجاة الشعبانية -: إلهي هب لي
كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا بضياء
نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب حجب
النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير أرواحنا
معلقة بعز قدسك (2).
(انظر) البحار: 58 / 39 باب 5.
[2640]
أزلي وأبدي
- الإمام علي (عليه السلام): ليس لأوليته ابتداء،
ولا لأزليته انقضاء، هو الأول ولم يزل،
والباقي بلا أجل... لا يقال له: " متى؟ "
ولا يضرب له أمد ب‍ " حتى "... قبل كل غاية
ومدة، وكل إحصاء وعدة (3).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الأول فلا شئ قبله،
والآخر فلا شئ بعده (4).
- عنه (عليه السلام): الأول الذي لا غاية له فينتهي،
ولا آخر له فينقضي (5).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي لم تسبق له حال
حالا، فيكون أولا قبل أن يكون آخرا (6).
- في الدعاء -: أوليتك مثل آخريتك،
وآخريتك مثل أوليتك (7).
- الإمام علي (عليه السلام): الحمد لله الأول قبل كل
أول، والآخر بعد كل آخر، وبأوليته وجب
أن لا أول له، وبآخريته وجب أن لا آخر له (8).
- عنه (عليه السلام): ولا يزول أبدا ولم يزل، أول قبل
الأشياء بلا أولية، وآخر بعد الأشياء بلا نهاية (9).
- عنه (عليه السلام) - وقد سأله رجل يهودي: متى كان
ربنا عز وجل؟ -: يا يهودي [ما كان] لم يكن ربنا
فكان، وإنما يقال: " متى كان " لشئ لم يكن
فكان، هو كائن بلا كينونة كائن لم يزل ليس له
قبل، هو قبل القبل، وقبل الغاية، انقطعت عنه
الغايات، فهو غاية كل غاية (10).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ابتداؤه إياهم دليلهم على
أن لا ابتداء له، لعجز كل مبتدأ عن ابتداء غيره (11).
- الإمام علي (عليه السلام): ولم يتقدمه وقت ولا زمان (12).
- عنه (عليه السلام): لا تصحبه الأوقات، ولا ترفده
الأدوات، سبق الأوقات كونه، والعدم وجوده،
والابتداء أزله... منعتها " منذ " القدمة، وحمتها
" قد " الأزلية (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن تفسير
" الآخر " في قوله تعالى: * (هو الأول والآخر) * -:
إنه ليس شئ إلا يبيد، أو يتغير، أو يدخله الغير
والزوال، أو ينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى
هيئة، ومن صفة إلى صفة، ومن زيادة إلى نقصان،
ومن نقصان إلى زيادة، إلا رب العالمين، فإنه لم
يزل ولا يزال واحدا، هو الأول قبل كل شئ،

(1) صحيح مسلم: 294.
(2) البحار: 94 / 99 / 13.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 163 و 96 و 94 و 65.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 163 و 96 و 94 و 65.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 163 و 96 و 94 و 65.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 163 و 96 و 94 و 65.
(7) البحار: 95 / 357 / 13.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 101، والكتاب 31.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 101، والكتاب 31.
(10) البحار: 77 / 331 / 18.
(11) التوحيد: 36 / 2.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 182 و 186.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 182 و 186.
1909

وهو الآخر على ما لم يزل (1).
(انظر) البحار: 3 / 283 باب 12.
[2641]
كان الله ولم يكن معه شئ
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى كان
ولا شئ غيره، نورا لا ظلام فيه، وصادقا
لا كذب فيه، وعالما لا جهل فيه، وحيا لا موت
فيه، وكذلك هو اليوم، وكذلك لا يزال أبدا (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - من دعاء علمه لعلي (عليه السلام) -:
لا إله إلا أنت، كنت إذ لم تكن سماء مبنية،
ولا أرض مدحية، ولا شمس مضيئة، ولا ليل
مظلم، ولا نهار مضئ، ولا بحر لجي، ولا جبل
رأس، ولا نجم سار... كنت قبل كل شئ،
وكونت كل شئ، وقدرت على كل شئ،
وابتدعت كل شئ (3).
- الإمام الرضا (عليه السلام): القدم صفة دلت العاقل
على أنه لا شئ قبله، ولا شئ معه في ديمومته،
فقد بان لنا بإقرار العامة مع معجزة الصفة أنه
لا شئ قبل الله ولا شئ مع الله في بقائه، وبطل
قول من زعم أنه كان قبله أو كان معه شئ، وذلك
أنه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون
خالقا له (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سأله زرارة: أكان
الله ولا شئ؟ -: نعم كان ولا شئ، قلت:
فأين كان يكون؟ قال: وكان متكئا فاستوى
جالسا وقال: أحلت يا زرارة! وسألت عن
المكان إذ لامكان (5).
[2642]
حي
الكتاب
* (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) * (6).
* (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده
وكفى به بذنوب عباده خبيرا) * (7).
* (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين
الحمد لله رب العالمين) * (8).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله - لا إله إلا
هو - كان حيا بلا كيف ولا أين (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله علم لا جهل فيه،
حياة لا موت فيه، نور لا ظلمة فيه (10).
- يونس بن عبد الرحمن: قلت لأبي
الحسن الرضا (عليه السلام): روينا أن الله علم لا جهل
فيه، حياة لا موت فيه، نور لا ظلمة فيه، قال:
كذلك هو (11).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): كان الله حيا بلا حياة
حادثة... بل حي لنفسه (12).
(انظر) تفسير الميزان: 2 / 328.

(1) التوحيد: 314 / 2 و 141 / 5.
(2) التوحيد: 314 / 2 و 141 / 5.
(3) مهج الدعوات: 124.
(4) نور الثقلين: 1 / 751 / 211.
(5) الكافي: 1 / 90 / 7.
(6) البقرة: 255.
(7) الفرقان: 58.
(8) غافر: 65.
(9) التوحيد: 141 / 6 و 137 / 11 و 138 / 12 و 142 / 6.
(10) التوحيد: 141 / 6 و 137 / 11 و 138 / 12 و 142 / 6.
(11) التوحيد: 141 / 6 و 137 / 11 و 138 / 12 و 142 / 6.
(12) التوحيد: 141 / 6 و 137 / 11 و 138 / 12 و 142 / 6.
1910

[2643]
عالم
الكتاب
* (ألم تر أن الله يعلم ما في السماوات وما في الأرض ما
يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو
سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما
كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شئ
عليم) * (1).
* (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في
البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في
ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) * (2).
* (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما
تزداد وكل شئ عنده بمقدار) * (3).
(انظر) يونس 61، سبأ 2، السجدة 47.
- الإمام علي (عليه السلام): ولا يعزب عنه عدد قطر
الماء، ولا نجوم السماء، ولا سوافي الريح في
الهواء، ولا دبيب النمل على الصفا، ولا مقيل الذر
في الليلة الظلماء، يعلم مساقط الأوراق، وخفي
طرف الأحداق (4).
- عنه (عليه السلام): فسبحان من لا يخفى عليه سواد
غسق داج، ولا ليل ساج، في بقاع الأرضين
المتطأطئات ولا في يفاع السفع المتجاورات، وما
يتجلجل به الرعد في أفق السماء، وما تلاشت
عنه بروق الغمام، وما تسقط من ورقة تزيلها
عن مسقطها عواصف الأنواء وانهطال السماء،
ويعلم مسقط القطرة ومقرها، ومسحب الذرة
ومجرها، وما يكفي البعوضة من قوتها، وما
تحمل الأنثى في بطنها (5).
- عنه (عليه السلام): يعلم عجيج الوحوش في
الفلوات، ومعاصي العباد في الخلوات،
واختلاف النينان في البحار الغامرات، وتلاطم
الماء بالرياح العاصفات (6).
(انظر) البحار: 4 / 74 باب 2.
باب 2642 حديث 12149.
بحث عقلي متعلق بالعلم،
الميزان: 15 / 252.
[2644]
انه يعلم السر وأخفى
الكتاب
* (ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه
ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) * (7).
* (وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): ولا يخفى عليه من
عباده شخوص لحظة، ولا كرور لفظة،
ولا ازدلاف ربوة، ولا انبساط خطوة،
في ليل داج، ولا غسق ساج (9).
- عنه (عليه السلام): عالم السر من ضمائر المضمرين،

(1) المجادلة: 7.
(2) الأنعام: 59.
(3) الرعد: 8.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 178.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 182 و 198.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 182 و 198.
(7) ق: 16.
(8) طه: 7.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 163.
1911

ونجوى المتخافتين، وخواطر رجم الظنون،
وعقد عزيمات اليقين (1).
- عنه (عليه السلام): خرق علمه باطن غيب السترات،
وأحاط بغموض عقائد السريرات (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قوله تعالى:
* (فإنه يعلم السر وأخفى) * -: السر: ما كتمته
في نفسك، وأخفى: ما خطر ببالك ثم أنسيته (3).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن قوله تعالى: * (يعلم
خائنة الأعين) * -: ألم تر إلى الرجل ينظر إلى
الشئ وكأنه لا ينظر إليه، فذلك خائنة الأعين (4).
(انظر) النظر: باب 3886.
[2645]
كل عالم غيره متعلم
- الإمام علي (عليه السلام): وكل عالم - غيره - متعلم (5).
- عنه (عليه السلام): كل عالم فمن بعد جهل تعلم، والله لم
يجهل ولم يتعلم (6).
- عنه (عليه السلام): العالم بلا اكتساب ولا ازدياد،
ولا علم مستفاد... ليس إدراكه بالإبصار،
ولا علمه بالإخبار (7).
[2646]
عالم إذ لا معلوم
- الإمام علي (عليه السلام): عالم إذ لا معلوم، ورب
إذ لا مربوب، وقادر إذ لا مقدور (8).
- عنه (عليه السلام): أحال الأشياء لأوقاتها... عالما
بها قبل ابتدائها (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن علمه
بالمكان، أكان قبل تكوينه أم حينه وبعده -:
تعالى الله! بل لم يزل عالما بالمكان قبل تكوينه
كعلمه به بعد ما كونه، وكذلك علمه بجميع الأشياء
كعلمه بالمكان (10).
- عنه (عليه السلام): والعلم ذاته ولا معلوم، فلما أحدث
الأشياء وقع العلم منه على المعلوم (11).
[2647]
علمه بما كان كعلمه بما يكون
- الإمام الباقر (عليه السلام): لم يزل عالما بما يكون،
فعلمه به قبل كونه كعلمه به بعد كونه (12).
- الإمام علي (عليه السلام): علمه بالأموات الماضين
كعلمه بالأحياء الباقين، وعلمه بما في السماوات
العلى كعلمه بما في الأرضين السفلى (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن علم
الله بما كان وما هو كائن قبل تكوين
السماوات والأرض -: بلى قبل أن يخلق
السماوات والأرض (14).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 91، انظر تمام الخطبة، والخطبة 108.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 91، انظر تمام الخطبة، والخطبة 108.
(3) البحار: 4 / 79 / 2 وص 80 / 4.
(4) البحار: 4 / 79 / 2 وص 80 / 4.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 213.
(6) نهج السعادة: 3 / 356.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 152 و 1.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 152 و 1.
(10) التوحيد: 137 / 9.
(11) نور الثقلين: 5 / 237 / 41.
(12) الكافي: 1 / 107 / 2.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 163.
(14) التوحيد: 135 / 5.
1912

- الإمام علي (عليه السلام): أحاط بالأشياء علما قبل
كونها، فلم يزده بكونها علما، علمه بها قبل أن
يكون كعلمه بعد تكوينها (1).
- عنه (عليه السلام): كل غيب عندك شهادة (2).
(انظر) حديث 12160.
[2648]
علمه لا يوصف
- الإمام الكاظم (عليه السلام): علم الله لا يوصف منه
بأين، ولا يوصف العلم من الله بكيف، ولا يفرد
العلم من الله، ولا يبان الله منه، وليس بين الله
وبين علمه حد (3).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إنما سمي الله تعالى بالعلم
بغير علم حادث علم به الأشياء، استعان به على
حفظ ما يستقبل من أمره (4).
- الإمام علي (عليه السلام): علمها (5) لا بأداة لا يكون
العلم إلا بها، وليس بينه وبين معلومه علم غيره
كان عالما لمعلومه (6).
[2649]
عادل
الكتاب
* (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها
ويؤت من لدنه أجرا عظيما) * (7) (8).
* (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم
قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): وأشهد أنه عدل
عدل، وحكم فصل (10).
- عنه (عليه السلام): الذي صدق في ميعاده، وارتفع
عن ظلم عباده، وقام بالقسط في خلقه، وعدل
عليهم في حكمه (11).
- عنه (عليه السلام): الذي عظم حلمه فعفا، وعدل
في كل ما قضى (12).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -:
فكل البرية معترفة بأنك غير ظالم لمن عاقبت،
وشاهدة بأنك متفضل على من عافيت (13).
- الإمام علي (عليه السلام): ما كان قوم قط في غض نعمة
من عيش فزال عنهم إلا بذنوب اجترحوها، لأن
الله ليس بظلام للعبيد (14).
- عزير (عليه السلام): يا رب! إني نظرت في
جميع أمورك وإحكامها فعرفت عدلك بعقلي،
وبقي باب لم أعرفه: إنك تسخط على أهل
البلية فتعمهم بعذابك وفيه الأطفال؟... فقيل
له: يا عزير! إن القوم إذا استحقوا عذابي
قدرت نزوله عند انقضاء آجال الأطفال،

(1) نور الثقلين: 5 / 237 / 38.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(3) التوحيد: 138 / 16.
(4) الكافي: 1 / 121 / 2.
(5) أي علم الأشياء لا بأداة.
(6) تحف العقول: 92.
(7) الآيات في نفي الظلم عنه تعالى تزيد على أربعين آية فراجع.
(8) النساء: 40.
(9) آل عمران: 18.
(10) نهج البلاغة: الخطبة: 214 و 185 و 191.
(11) نهج البلاغة: الخطبة: 214 و 185 و 191.
(12) نهج البلاغة: الخطبة: 214 و 185 و 191.
(13) الصحيفة السجادية: الدعاء 37.
(14) نهج البلاغة: الخطبة 178.
1913

فمات أولئك بآجالهم وهلك هؤلاء بعذابي (1).
(انظر) مكتوبي بالفارسية " عدل در جهان بيني توحيد ".
كلام في معنى نفي الظلم عنه تعالى، الميزان: 15 / 324.
[2650]
معنى الاعتقاد بالعدل
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سئل عن
أساس الدين -: التوحيد والعدل أما التوحيد فأن
لا تجوز على ربك ما جاز عليك، وأما العدل فأن
لا تنسب إلى خالقك ما لامك عليه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): والعدل ألا تتهمه (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -:
ألا أعطيك جملة في العدل والتوحيد؟ قال: بلى
جعلت فداك، قال: من العدل أن لا تتهمه، ومن
التوحيد أن لا تتوهمه (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عرف الله من شبهه
بخلقه، ولا وصفه بالعدل من نسب إليه
ذنوب عباده (5).
[2651]
دليل عدالته سبحانه
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في دعائه
يوم الأضحى والجمعة -: وقد علمت أنه
ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمتك عجلة،
وإنما يعجل من يخاف الفوت، وإنما يحتاج
إلى الظلم الضعيف، وقد تعاليت يا إلهي عن
ذلك علوا كبيرا (6).
[2652]
خالق
الكتاب
* (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * (7).
* (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا
المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر
فتبارك الله أحسن الخالقين) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): والخالق لا بمعنى
حركة ونصب (9).
- عنه (عليه السلام): والخالق من غير روية (10).
- مروان بن مسلم: دخل ابن أبي العوجاء
على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: أليس تزعم أن الله
خالق كل شئ؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): بلى،
فقال: أنا أخلق! فقال (عليه السلام) له: كيف تخلق؟!
فقال: احدث في الموضع ثم ألبث عنه فيصير
دواب فأكون أنا الذي خلقتها، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): أليس خالق الشئ يعرف كم
خلقه؟ قال: بلى، قال: فتعرف الذكر منها
من الأنثى، وتعرف كم عمرها؟! فسكت (11).

(1) قصص الأنبياء: 240 / 308.
(2) التوحيد: 96 / 1.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 470.
(4) أعلام الدين: 318.
(5) التوحيد: 47 / 10.
(6) الصحيفة السجادية: الدعاء 48.
(7) الزمر: 62.
(8) المؤمنون: 14.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 152 و 90.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 152 و 90.
(11) التوحيد: 295 / 5.
1914

- الإمام الرضا (عليه السلام): فاطر الأشياء إنشاء،
ومبتدعها ابتداء بقدرته وحكمته، لا من شئ
فيبطل الاختراع، ولا لعلة فلا يصح الابتداع،
خلق ما شاء كيف شاء (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - وقد سئل عن خالق غير
الخالق الجليل؟ -: إن الله تبارك وتعالى يقول:
* (تبارك الله أحسن الخالقين) * فقد أخبر أن في
عباده خالقين وغير خالقين، منهم عيسى صلى
الله عليه خلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله فنفخ
فيه فصار طائرا بإذن الله، والسامري خلق لهم
عجلا جسدا له خوار (2).
في تفسير الميزان: وصفه تعالى بأحسن
الخالقين يدل على عدم اختصاص الخلق به، وهو
كذلك، لما تقدم أن معناه التقدير، وقياس الشئ
من الشئ لا يختص به تعالى، وفي كلامه تعالى
من الخلق المنسوب إلى غيره قوله: * (وإذ تخلق
من الطين كهيئة الطير) * المائدة: 110 وقوله:
* (وتخلقون إفكا) * العنكبوت: 17 (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يوشك الناس يتساءلون
حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق فمن خلق
الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: الله أحد الله الصمد لم
يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أحدكم يأتيه الشيطان فيقول:
من خلقك؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله؟
فإذا وجد أحدكم ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله،
فإن ذلك يذهب عنه (5).
(انظر) باب 2632.
البحار: 4 / 147 باب 5.
[2653]
قادر
الكتاب
* (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها
ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): وكل قادر غيره يقدر
ويعجز (7).
- عنه (عليه السلام): كل قادر غير الله سبحانه مقدور (8).
- عنه (عليه السلام): قادر إذ لا مقدور (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
لا تقدر قدرته، ولا يقدر العباد على صفته (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله عز وجل
لا يوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: * (وما
قدروا الله حق قدره) *؟! فلا يوصف بقدرة إلا كان
أعظم من ذلك (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن إبليس قال
لعيسى بن مريم (عليه السلام): أيقدر ربك على أن يدخل

(1) التوحيد: 98 / 5.
(2) البحار: 4 / 147 / 1.
(3) تفسير الميزان: 15 / 22.
(4) كنز العمال: 1236.
(5) كنز العمال: 1230، 1237 نحوه.
(6) البقرة: 106.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(8) غرر الحكم: 6889.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 152.
(10) التوحيد: 128 / 8 و 128 / 6.
(11) التوحيد: 128 / 8 و 128 / 6.
1915

الأرض بيضة، لا يصغر الأرض ولا يكبر البيضة؟
فقال عيسى (عليه السلام): ويلك! إن الله لا يوصف بعجز،
ومن أقدر ممن يلطف الأرض ويعظم
البيضة؟! (1).
- المسيح (عليه السلام) - أيضا -: إن الله عز وجل
لا ينسب إلى عجز، والذي سألتم عنه لا يكون (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - أيضا -: ويلك! إن الله
لا يوصف بالعجز، ومن أقدر ممن يلطف الأرض
ويعظم البيضة؟! (3).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إن الله تبارك وتعالى
لا ينسب إلى العجز، والذي سألتني لا يكون (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - أيضا -: نعم، وفي أصغر
من البيضة! قد جعلها في عينك وهي أقل من
البيضة، لأنك إذا فتحتها عاينت السماء والأرض
وما بينهما، ولو شاء لأعماك عنها (5).
(انظر) الشيطان: باب 2015.
البحار: 4 / 134 باب 4.
[2654]
متكلم
الكتاب
* (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم
نقصصهم عليك وكلم الله موسى تكليما) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): الذي كلم موسى تكليما
وأراه من آياته عظيما، بلا جوارح، ولا أدوات،
ولا نطق، ولا لهوات (7).
- عنه (عليه السلام): كلم موسى تكليما، بلا جوارح،
ولا أدوات، ولا شفة، ولا لهوات (8).
- عنه (عليه السلام): يخبر لا بلسان ولهوات، ويسمع
لا بخروق وأدوات، يقول ولا يلفظ، ويحفظ ولا
يتحفظ... يقول لمن أراد كونه: " كن " فيكون،
لا بصوت يقرع، ولا بنداء يسمع، وإنما كلامه
سبحانه فعل منه، أنشأه ومثله، لم يكن من قبل
ذلك كائنا، ولو كان قديما لكان إلها ثانيا (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سأله المأمون:
لو كان الأنبياء معصومون فكيف يجوز أن يكون
كليم الله لا يعلم أن الله، تعالى لا يجوز عليه
الرؤية حتى يسأله هذا السؤال؟ -: إن
كليم الله موسى بن عمران (عليه السلام) علم أن الله، تعالى
عن أن يرى بالأبصار، ولكنه لما كلمه
الله عز وجل وقربه نجيا رجع إلى قومه فأخبرهم
أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه، فقالوا:
لن نؤمن لك حتى نسمع كلامه كما سمعت...
فخرج بهم إلى طور سيناء، فأقامهم في سفح
الجبل، وصعد موسى (عليه السلام) إلى الطور، وسأل الله
تبارك وتعالى أن يكلمه ويسمعهم كلامه، فكلمه
الله تعالى ذكره وسمعوا كلامه من فوق وأسفل
ويمين وشمال ووراء وأمام، لان الله عز وجل
أحدثه في الشجرة، ثم جعله منبعثا منها حتى

(1) التوحيد: 127 / 5.
(2) مشكاة الأنوار: 259.
(3) التوحيد: 130 / 10 و 130 / 9 و 130 / 11.
(4) التوحيد: 130 / 10 و 130 / 9 و 130 / 11.
(5) التوحيد: 130 / 10 و 130 / 9 و 130 / 11.
(6) النساء: 164.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 182.
(8) كنز العمال: 1737.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 186.
1916

سمعوه من جميع الوجوه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ما برح لله - عزت آلاؤه - في
البرهة بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عباد
ناجاهم في فكرهم، وكلمهم في ذات عقولهم (2).
كلام في معنى حدوث الكلام وقدمه في
فصول تفسير الميزان: 14 / 247.
[2655]
مريد
الكتاب
* (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) * (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الإرادة من
العباد الضمير وما يبدو بعد ذلك من
الفعل، وأما من الله عز وجل فالإرادة
للفعل إحداثه، إنما يقول له: " كن " فيكون
بلا تعب ولا كيف (4).
- الإمام علي (عليه السلام): يقول ولا يلفظ... ويريد
ولا يضمر (5).
- عنه (عليه السلام): مريد لا بهمة، صانع لا بجارحة (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إنما تكون الأشياء
بإرادته ومشيئته، من غير كلام، ولا تردد في
نفس، ولا نطق بلسان (7).
(انظر) باب 2667.
[2656]
ظاهر وباطن
الكتاب
* (هو الأول والاخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ
عليم) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): الظاهر لا يقال:
" مم؟ " والباطن لا يقال: " فيم؟ " (9).
- عنه (عليه السلام): والظاهر فلا شئ فوقه،
والباطن فلا شئ دونه (10).
- عنه (عليه السلام): والظاهر لا برؤية، والباطن
لا بلطافة (11).
- عنه (عليه السلام): الظاهر بعجائب تدبيره
للناظرين، والباطن بجلال عزته عن
فكر المتوهمين (12).
- عنه (عليه السلام): والظاهر لقلوبهم بحجته (13).
- عنه (عليه السلام): هو الظاهر عليها بسلطانه
وعظمته، وهو الباطن لها بعلمه ومعرفته (14).
- عنه (عليه السلام): وظهر فبطن، وبطن فعلن (15).
- عنه (عليه السلام): لا يجنه البطون عن الظهور،
ولا يقطعه الظهور عن البطون (16).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي لم تسبق
له حال حالا، فيكون أولا قبل أن يكون
آخرا، ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا...

(1) التوحيد: 121 / 24.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 222.
(3) يس: 82.
(4) نور الثقلين: 4 / 397 / 96.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 186 و 179.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 186 و 179.
(7) التوحيد: 100 / 8.
(8) الحديد: 3.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(14) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(15) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
(16) نهج البلاغة: الخطبة 163، 96، 152، 213، 108، 186، 195.
1917

وكل ظاهر غيره باطن، وكل باطن غيره غير
ظاهر (1).
- الإمام الرضا (عليه السلام): أما الظاهر فليس من
أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها وقعود
عليها وتسنم لذراها، ولكن ذلك لقهره
ولغلبته الأشياء وقدرته عليها، كقول
الرجل: ظهرت على أعدائي، وأظهرني
الله على خصمي، يخبر عن الفلج والغلبة،
فهكذا ظهور الله على الأشياء، ووجه آخر
أنه الظاهر لمن أراده ولا يخفى عليه شئ،
وأنه مدبر لكل ما برأ، فأي ظاهر أظهر
وأوضح من الله تبارك وتعالى لأنك لا تعدم
صنعته حيثما توجهت وفيك من آثاره ما
يغنيك، والظاهر منا البارز بنفسه،
والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم، ولم
يجمعنا المعنى. وأما الباطن فليس على
معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها،
ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما
وحفظا وتدبيرا (2).
- الإمام علي (عليه السلام): الظاهر على كل شئ
بالقهر له (3).
- عنه (عليه السلام): الذي بطن من خفيات
الأمور، وظهر في العقول بما يرى في خلقه
من علامات التدبير (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ظاهر لا بتأويل
المباشرة، متجل لا باستهلال رؤية، باطن
لا بمزايلة (5).
- عنه (عليه السلام): الباطن لا باجتنان، الظاهر
لا بمحاذ (6).
[2657]
مالك
الكتاب
* (ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شئ
قدير) * (7).
* (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع
الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك
الخير إنك على كل شئ قدير) * (8).
* (الذي له ملك السماوات والأرض ولم يتخذ ولدا ولم
يكن له شريك في الملك وخلق كل شئ فقدره تقديرا) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): كل مالك غيره مملوك (10).
- عنه (عليه السلام): كل مالك غير الله سبحانه
مملوك (11).
- عنه (عليه السلام) - في تفسير لا حول ولا قوة إلا
بالله -: إنا لا نملك مع الله شيئا، ولا نملك إلا
ما ملكنا، فمتى ملكنا ما هو أملك به منا كلفنا،
ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا (12).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(2) الكافي: 1 / 122 / 2.
(3) التوحيد: 33 / 1 و 31 / 1.
(4) التوحيد: 33 / 1 و 31 / 1.
(5) التوحيد: 37 / 2 و 56 / 14.
(6) التوحيد: 37 / 2 و 56 / 14.
(7) آل عمران: 189، 26.
(8) آل عمران: 189، 26.
(9) الفرقان: 2.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(11) غرر الحكم: 6885.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 404.
1918

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله: ابن آدم
ملكي ملكي، ومالي مالي، يا مسكين! أين
كنت حيث كان الملك ولم تكن؟! وهل لك إلا
ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت
فأبقيت؟ إما مرحوم به وإما معاقب عليه؟ (1).
(انظر) المال: باب 3763.
تفسير الميزان: 3 / 144، 149.
[2658]
سميع
الكتاب
* (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين
يبدلونه إن الله سميع عليم) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): وكل سميع غيره يصم
عن لطيف الأصوات، ويصمه كبيرها، ويذهب
عنه ما بعد منها (3).
- عنه (عليه السلام): من تكلم سمع نطقه، ومن
سكت علم سره (4).
- عنه (عليه السلام): والسميع لا بأداة (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): سمي ربنا سميعا
لابخرت فيه يسمع به الصوت ولا يبصر به، كما أن
خرتنا الذي به نسمع لا نقوى به على البصر (6).
- عنه (عليه السلام): إنه يسمع بما يبصر، ويرى بما
يسمع... ولما لم يشتبه عليه ضروب اللغات
ولم يشغله سمع عن سمع قلنا: سميع، لا مثل
سمع السامعين (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إنه سميع بصير،
يسمع بما يبصر، ويبصر بما يسمع (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): هو سميع بصير، سميع
بغير جارحة، وبصير بغير آلة، بل يسمع
بنفسه ويبصر بنفسه، وليس قولي: إنه
يسمع بنفسه أنه شئ والنفس شئ آخر،
ولكني أردت عبارة عن نفسي إذ كنت مسؤولا،
وإفهاما لك إذ كنت سائلا، فأقول: يسمع
بكله، لا أن كله له بعض (9).
[2659]
بصير
الكتاب
* (والله يقضي بالحق والذين يدعون من دونه
لا يقضون بشئ إن الله هو السميع البصير) * (10).
* (والذي أوحينا إليك من الكتاب هو الحق مصدقا لما
بين يديه إن الله بعباده لخبير بصير) * (11).
* (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم
من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير) * (12).
- الإمام علي (عليه السلام): وكل بصير غيره يعمى عن
خفي الألوان ولطيف الأجسام (13).

(1) مصباح الشريعة: 300.
(2) البقرة: 181.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 65، 109، 152.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 65، 109، 152.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 65، 109، 152.
(6) الكافي: 1 / 121 / 2.
(7) التوحيد: 65 / 18 و 144 / 9 و 144 / 10.
(8) التوحيد: 65 / 18 و 144 / 9 و 144 / 10.
(9) التوحيد: 65 / 18 و 144 / 9 و 144 / 10.
(10) غافر: 20.
(11) فاطر: 31.
(12) البقرة: 110.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 65.
1919

- الإمام الرضا (عليه السلام): وهكذا البصر لابخرت منه
أبصر، كما أنا نبصر بخرت منا لا ننتفع به
في غيره (1).
- الإمام علي (عليه السلام): بصير لا يوصف بالحاسة (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): البصير لا بتفريق آلة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): بصير إذ لا منظور إليه
من خلقه (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لما لم يخف عليه خافية
من أثر الذرة السوداء، على الصخرة الصماء،
في الليلة الظلماء، تحت الثرى والبحار،
قلنا: بصير (5).
[2660]
لطيف
الكتاب
* (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف
الخبير) * (6).
* (ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) * (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): أما اللطيف فليس على
قلة وقضافة وصغر، ولكن ذلك على النفاذ في
الأشياء، والامتناع من أن يدرك (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لطيف لا بتجسم (9).
- الإمام علي (عليه السلام): لطيف لا يوصف بالخفاء (10).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إنما قلت: اللطيف،
للخلق اللطيف ولعلمه بالشئ اللطيف، ألا ترى
إلى أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف،
وفي الخلق اللطيف من أجسام الحيوان من
الجرجس والبعوض وما هو أصغر منهما مما
لا يكاد تستبينه العيون، بل لا يكاد يستبان
لصغره، الذكر من الأنثى، والمولود من القديم،
فلما رأينا صغر ذلك في لطفه... علمنا أن خالق
هذا الخلق لطيف (11).
- الإمام علي (عليه السلام): وكل سميع غيره يصم
عن لطيف الأصوات، ويصمه كبيرها، ويذهب
عنه ما بعد منها، وكل بصير غيره يعمى عن خفي
الألوان ولطيف الأجسام (12).
[2661]
خبير
الكتاب
* (وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا فلما نبأت
به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما
نبأها به قالت من أنبأك هذا قال نبأني العليم الخبير) * (13).
* (وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم

(1) الكافي: 1 / 121 / 2.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 179.
(3) التوحيد: 56 / 14.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(5) التوحيد: 65 / 18.
(6) الأنعام: 103.
(7) الملك: 14.
(8) الكافي: 1 / 122 / 2.
(9) التوحيد: 37 / 2.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 179.
(11) التوحيد: 63 / 18.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(13) التحريم: 3.
1920

يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور
عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير) * (1).
- الإمام الرضا (عليه السلام): أما الخبير فالذي
لا يعزب عنه شئ، ولا يفوته، ليس للتجربة
ولا للاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار
علمان، ولولاهما ما علم، لأن من كان كذلك
كان جاهلا (2).
[2662]
قوي
الكتاب
* (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله
فأخذهم الله بذنوبهم إن الله قوي شديد العقاب) * (3).
* (فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه
برحمة منا ومن خزي يومئذ إن ربك هو القوي العزيز) * (4).
- الإمام علي (عليه السلام): وكل قوي غيره ضعيف (5).
- عنه (عليه السلام): كل شئ خاشع له، وكل
شئ قائم به، غنى كل فقير، وعز كل ذليل،
وقوة كل ضعيف (6).
- عنه (عليه السلام): فتعالى من قوي ما أكرمه
(أحكمه)!، وتواضعت من ضعيف ما أجرأك على
معصيته! (7).
- عنه (عليه السلام): له الإحاطة بكل شئ، والغلبة
لكل شئ، والقوة على كل شئ (8).
[2663]
عزيز
الكتاب
* (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون
السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) * (9).
* (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها
الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا
يعلمون) * (10).
- الإمام علي (عليه السلام): وكل عزيز غيره ذليل (11).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -: وعز
كل ذليل (12).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: لم يولد سبحانه
فيكون في العز مشاركا (13).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي لبس العز
والكبرياء، واختارهما لنفسه دون خلقه (14).
(انظر) العزة: باب 2705.
الجبار: 486.
[2664]
حكيم
الكتاب
* (في الدنيا والآخرة ويسألونك عن اليتامى قل

(1) الأنعام: 73.
(2) الكافي: 1 / 122 / 2.
(3) الأنفال: 52.
(4) هود: 66.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 223.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 223.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 223.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(9) فاطر: 10.
(10) المنافقون: 8.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 182 و 192.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 182 و 192.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 182 و 192.
(14) نهج البلاغة: الخطبة 65 و 109 و 182 و 192.
1921

إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم والله يعلم
المفسد من المصلح ولو شاء الله لأعنتكم إن الله
عزير حكيم) * (1).
* (إن هذا لهو القصص الحق وما من إله إلا الله وإن الله
لهو العزيز الحكيم) * (2).
* (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن
منهم والله عليم حكيم) * (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سئل: وكيف
لا يسأل عما يفعل؟ -: لأنه لا يفعل إلا
ما كان حكمة وصوابا (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما قال له الزنديق:
فأخبرني عن الله عز وجل أله شريك في ملكه،
أو مضاد له في تدبيره؟ -: لا.
قال: فما هذا الفساد الموجود في هذا
العالم من سباع ضارية، وهوام مخوفة، وخلق
كثير مشوهة، ودود وبعوض وحيات وعقارب،
وزعمت أنه لا يخلق شيئا إلا لعلة لأنه
لا يعبث؟!
قال (عليه السلام): ألست تزعم أن العقارب تنفع من
وجع المثانة والحصاة، ولمن يبول في الفراش،
وأن أفضل الترياق ما عولج من لحوم الأفاعي،
فإن لحومها إذا أكلها المجذوم بشب نفعه،
وتزعم أن الدود الأحمر الذي يصاب تحت
الأرض نافع للأكلة؟
قال: نعم...
قال: فأخبرني هل يعاب شئ من خلق الله
وتدبيره؟ قال: لا، قال: فإن الله خلق خلقه
غرلا، أذلك منه حكمة أم عبث؟
قال (عليه السلام): بل حكمة منه.
قال: غيرتم خلق الله وجعلتم فعلكم في
قطع الغلفة أصوب مما خلق الله لها، وعبتم
الأغلف والله خلقه، ومدحتم الختان وهو فعلكم،
أم تقولون: إن ذلك من الله كان خطأ غير حكمة؟!
قال (عليه السلام): ذلك من الله حكمة وصواب، غير أنه
سن ذلك وأوجبه على خلقه، كما أن المولود إذا
خرج من بطن أمه وجدنا سرته متصلة بسرة أمه،
كذلك خلقها الحكيم، فأمر العباد بقطعها، وفي
تركها فساد بين للمولود والام، وكذلك أظفار
الإنسان أمر إذا طالت أن تقلم، وكان قادرا يوم
دبر خلق الإنسان أن يخلقها خلقة لا تطول، كذلك
الشعر من الشارب والرأس يطول فيجز، وكذلك
الثيران خلقها الله فحولة وإخصاؤها أوفق، وليس
في ذلك عيب في تقدير الله عز وجل (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - في خلقة الخفاش -: ومن
لطائف صنعته، وعجائب خلقته، ما أرانا من
غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها
الضياء الباسط لكل شئ، ويبسطها الظلام
القابض لكل حي (6).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -: وأرانا

(1) البقرة: 220.
(2) آل عمران: 62.
(3) الأنفال: 71.
(4) التوحيد: 397 / 13.
(5) الإحتجاج للطبرسي: 2 / 226 / 223.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 155.
1922

من ملكوت قدرته، وعجائب ما نطقت به آثار
حكمته... ما دلنا باضطرار قيام الحجة له
على معرفته، فظهرت البدائع التي أحدثتها
آثار صنعته، وأعلام حكمته، فصار كل ما خلق
حجة له ودليلا عليه (1).
(انظر) الدعاء: باب 1198 حديث 5619.
قال العلامة الطباطبائي في تفسير الميزان
تحت عنوان " بحث في حكمته تعالى ومعنى كون
فعله مقارنا للمصلحة ": الحركات المتنوعة
المختلفة التي تصدر منا إنما تعد فعلا لنا
إذا تعلقت نوعا من التعلق بإرادتنا، فلا تعد
الصحة والمرض والحركة الاضطرارية بالحركة
اليومية أو السنوية مثلا أفعالا لنا، ومن
الضروري أن إرادة الفعل تتبع العلم برجحانه
والإذعان بكونه كمالا لنا، بمعنى كون فعله خيرا
من تركه ونفعه غالبا على ضرره، فما في الفعل من
جهة الخير المترتب عليه هو المرجح له، أي هو
الذي يبعثنا نحو الفعل، أي هو السبب في فاعلية
الفاعل منا، وهذا هو الذي نسميه غاية الفاعل في
فعله، وغرضه من فعله وقد قطعت الأبحاث
الفلسفية أن الفعل بمعنى الأثر الصادر عن الفاعل
إراديا كان أو غير إرادي لا يخلو من غاية.
وكون الفعل مشتملا على جهة الخيرية
المترتبة على تحققه هو المسمى بمصلحة الفعل،
فالمصلحة التي يعدها العقلاء - وهم أهل
الاجتماع الإنساني - مصلحة هي الباعثة للفاعل
على فعله، وهي سبب إتقان الفعل الموجب لعد
الفاعل حكيما في فعله، ولولاها لكان الفعل لغوا
لا أثر له.
ومن الضروري أن المصلحة المترتبة
على الفعل لا وجود لها قبل وجود الفعل، فكونها
باعثة للفاعل نحو الفعل داعية له إليه إنما
هو بوجودها علما لا بوجودها خارجا، بمعنى أن
الواحد منا عنده صورة علمية مأخوذة من النظام
الخارجي بما فيه من القوانين الكلية الجارية
والأصول المنتظمة الحاكمة بانسياق الحركات
إلى غاياتها والأفعال إلى أغراضها وما تحصل
عنده بالتجربة من روابط الأشياء بعضها مع بعض،
ولا ريب أن هذا النظام العلمي تابع للنظام
الخارجي مترتب عليه.
وشأن الفاعل الإرادي منا أن يطبق حركاته
الخاصة المسماة فعلا على ما عنده من النظام
العلمي، ويراعي المصالح المتقررة فيه في فعله
ببناء إرادته عليها، فإن أصاب في تطبيقه الفعل
على العلم كان حكيما في فعله متقنا في عمله،
وإن أخطأ في انطباق العلم على المعلوم الخارجي
وإن لم يصب لقصور أو تقصير لم يسم حكيما، بل
لاغيا وجاهلا ونحوهما.
فالحكمة صفة الفاعل من جهة انطباق فعله
على النظام العلمي المنطبق على النظام
الخارجي، واشتمال فعله على المصلحة هو ترتبه
على الصورة العلمية المترتبة على الخارج،
فالحكمة بالحقيقة صفة ذاتية للخارج، وإنما
يتصف الفاعل أو فعله بها من جهة انطباق الفعل

(1) نهج البلاغة: الخطبة 91.
1923

عليه بوساطة العلم، وكذا الفعل مشتمل على
المصلحة بمعنى تفرعه على صورتها العلمية
المحاكية للخارج.
وهذا إنما يتم في الفعل الذي أريد به
مطابقة الخارج كأفعالنا الإرادية، وأما الفعل
الذي هو نفس الخارج - وهو فعل الله سبحانه -
فهو نفس الحكمة، لا لمحاكاته أمرا آخر هو
الحكمة وفعله مشتمل على المصلحة بمعنى أنه
متبوع المصلحة لا تابع للمصلحة بحيث تدعوه
إليه وتبعثه نحوه كما عرفت.
وكل فاعل غيره تعالى يسأل عن فعله بقول:
" لم فعلت كذا؟ " والمطلوب به أن يطبق فعله على
النظام الخارجي بما عنده من النظام العلمي،
ويشير إلى وجه المصلحة الباعثة له نحو الفعل،
وأما هو سبحانه فلا مورد للسؤال عن فعله، إذ
فعله نفس النظام الخارجي الذي يطلب بالسؤال
تطبيق الفعل عليه، ولا نظام خارجي آخر حتى
يطبق هو عليه، وفعله هو الذي تكون صورته
العلمية مصلحة داعية باعثة نحو الفعل، ولا نظام
آخر فوقه - كما سمعت - حتى تكون الصورة
العلمية المأخوذة منه مصلحة باعثة نحو هذا
النظام، فافهم (1).
[2665]
صمد
الكتاب
* (الله الصمد) * (2).
- الإمام الحسين (عليه السلام): الصمد: الذي لا جوف له،
والصمد: الذي قد انتهى سؤدده، والصمد الذي
لا يأكل ولا يشرب، والصمد: الذي لا ينام،
والصمد: الدائم الذي لم يزل ولا يزال (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): الصمد: الذي
لا شريك له، ولا يؤوده حفظ شئ، ولا يعزب
عنه شئ (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الصمد: بلا تبعيض بدد (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في تفسير الصمد -:
الذي ليس بمجوف (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - أيضا -: السيد المصمود
إليه في القليل والكثير (7).
- عنه (عليه السلام): الصمد: السيد المطاع الذي
ليس فوقه آمر وناه (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): الصمد: هو الذي
إذا أراد شيئا قال له: كن فيكون، والصمد:
الذي أبدع الأشياء فخلقها أضدادا وأشكالا
وأزواجا، وتفرد بالوحدة بلا ضد ولا شكل
ولا مثل ولا ند (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في التوحيد -: ما
وحده من كيفه، ولا حقيقته أصاب من مثله،
ولا إياه عنى من شبهه، ولا صمده من أشار
إليه وتوهمه (10).

(1) تفسير الميزان: 14 / 271 - 272.
(2) الإخلاص: 2.
(3) التوحيد: 90 / 3.
(4) التوحيد: 90 / 3.
(5) نور الثقلين: 5 / 710 / 65.
(6) التوحيد: 93 / 8 و 94 / 10 و 90 / 3 و 90 / 4.
(7) التوحيد: 93 / 8 و 94 / 10 و 90 / 3 و 90 / 4.
(8) التوحيد: 93 / 8 و 94 / 10 و 90 / 3 و 90 / 4.
(9) التوحيد: 93 / 8 و 94 / 10 و 90 / 3 و 90 / 4.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 186.
1924

[2666]
هو في كل مكان
الكتاب
* (هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم
استوى على العرش يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج
منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم أينما
كنتم والله بما تعملون بصير) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -:
وإنه لبكل مكان، وفي كل حين وأوان،
ومع كل إنس وجان (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما ناظر زنديقا
فسأله عن الفرق بين رفع الأيدي إلى السماء
وبين خفضها نحو الأرض -: ذلك في علمه
وإحاطته وقدرته سواء، ولكنه عز وجل أمر
أولياءه وعباده برفع أيديهم إلى السماء نحو
العرش، لأنه جعله معدن الرزق (3).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا فرغ أحدكم من
الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في
الدعاء، فقال عبد الله بن سبأ: يا أمير
المؤمنين! أليس الله في كل مكان؟! قال: بلى،
قال: فلم يرفع العبد يديه إلى السماء؟ قال:
أما تقرأ * (وفي السماء رزقكم وما توعدون) * فمن
أين يطلب الرزق إلا من موضعه؟! (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مر النبي (صلى الله عليه وآله) على
رجل وهو رافع بصره إلى السماء يدعو، فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله): غض بصرك فإنك لن تراه ومر
النبي (صلى الله عليه وآله) على رجل رافع يديه إلى السماء وهو
يدعو، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقصر من يديك فإنك
لن تناله (5).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله أبو جعفر (6) عن قول
الله عز وجل: * (وهو الله في السماوات وفي
الأرض) * -: كذلك هو في كل مكان، قلت:
بذاته؟ قال: ويحك! إن الأماكن أقدار، فإذا
قلت: في مكان بذاته لزمك أن تقول: في أقدار
وغير ذلك، ولكن هو بائن من خلقه، محيط بما
خلق علما وقدرة وإحاطة وسلطانا وملكا (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما سئل عن علة
عروج النبي (صلى الله عليه وآله) إلى السماء، ومنها إلى سدرة
المنتهى، ومنها إلى حجب النور، وخاطبه وناجاه
هناك والله لا يوصف بمكان؟ -: إن الله تبارك
وتعالى لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان،
ولكنه عز وجل أراد أن يشرف به ملائكته وسكان
سماواته، ويكرمهم بمشاهدته، ويريه من عجائب
عظمته ما يخبر به بعد هبوطه (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -:
ولا كان في مكان فيجوز عليه الانتقال (9).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: سبق في العلو

(1) الحديد: 4.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 195.
(3) التوحيد: 248 / 1.
(4) الخصال: 628 / 10.
(5) التوحيد: 107 / 1.
(6) قال الصدوق رضوان الله عليه: أظنه محمد بن نعمان.
(7) التوحيد: 133 / 15 و 175 / 5.
(8) التوحيد: 133 / 15 و 175 / 5.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 91.
1925

فلا شئ أعلى منه، وقرب في الدنو فلا شئ
أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده عن شئ من
خلقه، ولا قربه ساواهم في المكان به (1).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه عند إضمار كل
مضمر، وقول كل قائل، وعمل كل عامل (2).
[2667]
صفات الذات وصفات الفعل
- الإمام الصادق (عليه السلام): لم يزل الله جل وعز ربنا
والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع،
والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور،
فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه
على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر
على المبصر، والقدرة على المقدور.
قال أبو بصير: قلت: فلم يزل الله متكلما؟
قال: إن الكلام محدثة ليست بأزلية، كان
الله عز وجل ولا متكلم (3).
- حماد بن عيسى: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
فقلت: لم يزل الله يعلم؟ قال: أنى يكون يعلم
ولا معلوم، قال: قلت: فلم يزل الله يسمع؟ قال:
أنى يكون ذلك ولا مسموع، قال: قلت: فلم يزل
يبصر؟ قال: أنى يكون ذلك ولا مبصر، قال:
ثم قال: لم يزل الله عليما سميعا بصيرا، ذات
علامة سميعة بصيرة (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ربنا نوري الذات،
حي الذات، عالم الذات، صمدي الذات (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): المشيئة والإرادة
من صفات الأفعال، فمن زعم أن الله تعالى لم
يزل مريدا شائيا فليس بموحد (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله بكير بن
أعين عن علم الله ومشيئته: هما مختلفان أم
متفقان؟ -: العلم ليس هو المشيئة: ألا ترى
أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله، ولا تقول:
سأفعل كذا إن علم الله، فقولك إن شاء الله دليل
على أنه لم يشأ، فإذا شاء كان الذي شاء
كما شاء، وعلم الله سابق للمشيئة (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما سئل عن الإرادة
من الله ومن المخلوق -: الإرادة من المخلوق
الضمير، وما يبدو له بعد ذلك من الفعل، وأما
من الله عز وجل فإرادته إحداثه لا غير ذلك،
لأنه لا يروي، ولا يهم، ولا يتفكر، وهذه
الصفات منفية عنه، وهي من صفات الخلق،
فإرادة الله هي الفعل لا غير ذلك (8).
(انظر) كتاب التوحيد للصدوق: 139 باب 11.
أصول الكافي: 1 / 107، 111.
كلام في معنى الرضا والسخط من الله،
تفسير الميزان: 17 / 240.
[2668]
جوامع الصفات
- الإمام علي (عليه السلام): أول الدين معرفته،

(1) نهج البلاغة: الخطبة 49.
(2) غرر الحكم: 3447.
(3) التوحيد: 139 / 1 و 139 / 2.
(4) التوحيد: 139 / 1 و 139 / 2.
(5) التوحيد: 140 / 4 و 338 / 5 و 146 / 16 و 147 / 17.
(6) التوحيد: 140 / 4 و 338 / 5 و 146 / 16 و 147 / 17.
(7) التوحيد: 140 / 4 و 338 / 5 و 146 / 16 و 147 / 17.
(8) التوحيد: 140 / 4 و 338 / 5 و 146 / 16 و 147 / 17.
1926

وكمال معرفته التصديق به، وكمال التصديق به
توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال
الإخلاص له نفي الصفات عنه، لشهادة كل صفة
أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه
غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن
قرنه فقد ثناه، ومن ثناه جزأه، ومن جزأه
فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه (1)، ومن أشار
إليه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن قال:
" فيم؟ " فقد ضمنه، ومن قال: " علام؟ " فقد
أخلى منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن
عدم، مع كل شئ لا بمقارنة، وغير كل شئ
لا بمزايلة، فاعل لا بمعنى الحركات والآلة، بصير
إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن
يستأنس به ولا يستوحش لفقده (2).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي بطن خفيات
الأمور، ودلت (ذلت خ ل) عليه أعلام
الظهور، وامتنع على عين البصير، فلا عين
من لم يره تنكره، ولا قلب من أثبته يبصره،
سبق في العلو فلا شئ أعلى منه، وقرب في
الدنو فلا شئ أقرب منه، فلا استعلاؤه باعده
عن شئ من خلقه، ولا قربه ساواهم في المكان
به، لم يطلع العقول على تحديد صفته، ولم
يحجبها عن واجب معرفته، فهو الذي تشهد له
أعلام الوجود على إقرار قلب ذي الجحود،
تعالى الله عما يقوله المشبهون (المشتبهون)
به والجاحدون له علوا كبيرا (3).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي أعدم الأوهام
أن تنال إلى وجوده، وحجب العقول أن تختال
ذاته، لامتناعها من الشبه والتشاكل، بل هو
الذي لا تتفاوت ذاته، ولا تتبعض بتجزية العدد
في كماله، فارق الأشياء لا باختلاف الأماكن،
ويكون فيها لا على الممازجة، وعلمها لا بأداة
لا يكون العلم إلا بها، وليس بينه وبين معلومه
علم غيره كان عالما لمعلومه، إن قيل: كان، فعلى
تأويل أزلية الوجود، وإن قيل: لم يزل فعلى تأويل
نفي العدم (4).
(انظر) البحار: 77 / 381.
- عنه (عليه السلام): ما وحده من كيفه، ولا حقيقته
أصاب من مثله، ولا إياه عنى من شبهه،
ولا صمده من أشار إليه وتوهمه، كل معروف
بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواه معلول،
فاعل لا باضطراب آلة، مقدر لا بجول فكرة،
غني لا باستفادة، لا تصحبه الأوقات ولا ترفده
الأدوات...
الذي لا يحول ولا يزول، ولا يجوز عليه
الأفول... لا تناله الأوهام فتقدره، ولا تتوهمه
الفطن فتصوره، ولا تدركه الحواس فتحسه،
ولا تلمسه الأيدي فتمسه، ولا يتغير بحال،
ولا يتبدل في الأحوال، ولا تبليه الليالي
والأيام، ولا يغيره الضياء والظلام، ولا يوصف

(1) هذه الجملة ليست في غير واحد من النسخ المخطوطة العتيقة
ولا في شرحي ابن ميثم وابن أبي الحديد والظاهر أنها زيادة من
النساخ " المحشي ".
(2) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 49، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
3 / 216.
(4) البحار: 77 / 280 / 1، انظر تمام الحديث.
1927

بشئ من الأجزاء، ولا بالجوارح والأعضاء،
ولا بعرض من الأعراض، ولا بالغيرية
والأبعاض... ويريد ولا يضمر، يحب ويرضى من
غير رقة، ويبغض ويغضب من غير مشقة (1).
- عنه (عليه السلام): قريب من الأشياء غير ملامس،
بعيد منها غير مباين، متكلم لا بروية،
ومريد لا بهمة، صانع لا بجارحة، لطيف
لا يوصف بالخفاء، كبير لا يوصف بالجفاء، بصير
لا يوصف بالحاسة، رحيم لا يوصف بالرقة، تعنو
الوجوه لعظمته، وتجب القلوب من مخافته (2).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله الذي لم تسبق له
حال حالا، فيكون أولا قبل أن يكون آخرا،
ويكون ظاهرا قبل أن يكون باطنا، كل مسمى
بالوحدة غيره قليل، وكل عزيز غيره ذليل،
وكل قوي غيره ضعيف، وكل مالك غيره مملوك،
وكل عالم غيره متعلم (3).
(انظر): تمام الخطبة
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سئل عن توصيف
الله، فأطرق مليا، ثم رفع رأسه -: الحمد لله
الذي لم يكن له أول معلوم ولا آخر متناه (4).
(انظر) تمام الكلام.
البحار: 4 / 212 باب 4.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 186، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 69.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 179، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
10 / 64.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(4) التوحيد: 45 / 5.
1928

(348)
المعروف
(1)
فعل المعروف
وسائل الشيعة: 11 / 521، 601 " أبواب فعل المعروف ".
البحار: 75 / 17، 23 " نصر الضعفاء ".
البحار: 75 / 49، 50، كنز العمال: 6 / 429 " إماطة الأذى عن الطريق ".
الفقيه: 2 / 29 " فضل المعروف ".
انظر:
عنوان 34 " البر "، 115 " الإحسان "، البركة: باب 351.
الصدقة: باب 2227، الشكر: باب 2080، النعمة: باب 3907.
1929

[2669]
المعروف
الكتاب:
* (فاتباع بالمعروف) * (1).
* (فإمساك بمعروف) * (2).
* (وللمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) * (3).
* (قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى
والله غني حليم) * (4).
* (فليأكل بالمعروف) * (5).
* (وعاشروهن بالمعروف) * (6).
* (لا يعصينك في معروف) * (7).
* (تأمرون بالمعروف) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): المعروف سيادة (9).
- عنه (عليه السلام): المعروف حسب (10).
- عنه (عليه السلام): المعروف أشرف سيادة (11).
- عنه (عليه السلام): فعل المعروف، وإغاثة الملهوف،
وإقراء الضيوف، آلة السيادة (12).
- عنه (عليه السلام): نعم المرء المعروف (13).
- الإمام الحسين (عليه السلام): اعلموا أن المعروف
مكسب حمدا، ومعقب أجر، فلو رأيتم المعروف
رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ويفوق
العالمين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا
مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): رأيت المعروف كاسمه،
وليس شئ أفضل من المعروف إلا ثوابه وذلك
يراد منه، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف
إلى الناس يصنعه، وليس كل من يرغب فيه يقدر
عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا
اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن فهنالك تمت
السعادة للطالب والمطلوب إليه (15).
- الإمام علي (عليه السلام): إنما المعروف زرع من أنمى
الزرع، وكنز من أفضل الكنوز، فلا يزهدنك في
المعروف كفر من كفره، ولا جحود من جحده،
فإنه قد يشكرك عليه من يسمع منك فيه (16).
- المسيح (عليه السلام) - لأصحابه -: استكثروا
من الشئ الذي لا تأكله النار، قالوا:
وما هو؟ قال: المعروف (17).

(1) البقرة: 178، 229، 241، 263.
(2) البقرة: 178، 229، 241، 263.
(3) البقرة: 178، 229، 241، 263.
(4) البقرة: 178، 229، 241، 263.
(5) النساء: 6، 19.
(6) النساء: 6، 19.
(7) الممتحنة: 12.
(8) آل عمران: 110.
(9) غرر الحكم: 32 و 80.
(10) غرر الحكم: 32 و 80.
(11) غرر الحكم: 857، 6585، 9890.
(12) غرر الحكم: 857، 6585، 9890.
(13) غرر الحكم: 857، 6585، 9890.
(14) مستدرك الوسائل: 12 / 343 / 14242.
(15) الكافي: 4 / 26 / 3.
(16) مستدرك الوسائل: 12 / 340 / 14229 وص 344 / 14247.
(17) مستدرك الوسائل: 12 / 340 / 14229 وص 344 / 14247.
1930

- الإمام الصادق (عليه السلام): المعروف زكاة النعم...
وما أديت زكاته فهو مأمون السلب (1).
- الإمام علي (عليه السلام): اصطنعوا المعروف بما قدرتم
على اصطناعه، فإنه يقي مصارع السوء (2).
- عنه (عليه السلام): المعروف رق (3).
- عنه (عليه السلام): عجبت ممن يشتري
المماليك بماله، كيف لا يشتري الأحرار
بمعروفه فيملكهم؟! (4).
- الإمام الجواد (عليه السلام): أهل المعروف إلى
اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه، لأن
لهم أجره وفخره وذكره، فمهما اصطنع الرجل
من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه، فلا يطلبن
شكر ما صنع إلى نفسه من غيره (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المعروف والمنكر خليفتان
ينصبان للناس، فيقول المنكر لأهله: إليكم
إليكم، ويقول المعروف لأهله: عليكم عليكم،
وما يستطيعون له إلا لزوما (6).
(انظر) السؤال (2): باب 1716، 1717.
باب 2671.
[2670]
المعروف ذخيرة الأبد
- الإمام علي (عليه السلام): المعروف ذخيرة الأبد (7).
- عنه (عليه السلام): المعروف أنمى زرع، وأفضل كنز (8).
- عنه (عليه السلام): المعروف أفضل الكنزين (9).
- عنه (عليه السلام): أفضل الكنوز معروف يودع
الأحرار، وعلم يتدارسه الأخيار (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن المؤمن منكم
يوم القيامة ليمر عليه بالرجل وقد امر به إلى النار،
فيقول له: يا فلان أغثني، فقد كنت أصنع إليك
المعروف في الدنيا، فيقول المؤمن للملك: خل
سبيله، فيأمر الله الملك أن أجز قول المؤمن
فيخلي الملك سبيله (11).
- الإمام علي (عليه السلام): عليكم بصنائع المعروف،
فإنها نعم الزاد إلى المعاد (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أول من يدخل الجنة
أهل المعروف (13).
[2671]
فضل أهل المعروف
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله عز وجل
جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب إليهم فعاله،
ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم، ويسر لهم
قضاءه كما يسر الغيث للأرض المجدبة (14).
- عنه (عليه السلام): أهل المعروف في الدنيا

(1) تحف العقول: 381.
(2) الخصال: 617 / 10.
(3) غرر الحكم: 55.
(4) تحف العقول: 204.
(5) كشف الغمة: 3 / 137.
(6) البحار: 100 / 70 / 1.
(7) غرر الحكم: 980.
(8) غرر الحكم: 1329، 1681، 3281.
(9) غرر الحكم: 1329، 1681، 3281.
(10) غرر الحكم: 1329، 1681، 3281.
(11) المحاسن: 1 / 294 / 589.
(12) غرر الحكم: 6166.
(13) الدعوات للراوندي: 108 / 240.
(14) الكافي: 4 / 25 / 2.
1931

أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في
الدنيا أهل المنكر في الآخرة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أهل المعروف في الدنيا
أهل المعروف في الآخرة، قيل: يا رسول
الله وكيف ذلك؟ قال: يغفر لهم بالتطول
منه عليهم، ويدفعون حسناتهم إلى الناس
فيدخلون بها الجنة، فيكونون أهل المعروف
في الدنيا والآخرة (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أهل المعروف في
الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، لأنهم
في الآخرة ترجح لهم الحسنات، فيجودون بها
على أهل المعاصي (3).
- عنه (عليه السلام): أجيزوا لأهل المعروف عثراتهم
واغفروها لهم، فإن كف الله تعالى عليهم
هكذا - وأومأ بيده كأنه يظل بها شيئا - (4).
- أبو هاشم: سمعت أبا محمد يقول:
إن في الجنة بابا يقال له: المعروف،
لا يدخله إلا أهل المعروف.
فحمدت الله تعالى في نفسي وفرحت مما
أتكلفه من حوائج الناس، فنظر إلي أبو محمد (عليه السلام)
فقال: نعم قد علمت ما أنت عليه، وإن أهل
المعروف في الدنيا أهل بيت المعروف في
الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك (5).
[2672]
الحث على تعود الجميل
- الإمام علي (عليه السلام): عود نفسك الجميل،
فإنه يجمل عنك الأحدوثة، ويجزل لك المثوبة (6).
- عنه (عليه السلام): من عامل الناس بالجميل
كافؤوه به (7).
- عنه (عليه السلام): من كثر جميله أجمع الناس
على تفضيله (8).
- عنه (عليه السلام): من كثرت عوارفه كثرت معارفه (9).
- عنه (عليه السلام): ذو المعروف محمود العادة (10).
(انظر) العادة: باب 2999.
[2673]
الحث على بذل المعروف
إلى البر والفاجر
- الإمام علي (عليه السلام): ابذل معروفك للناس
كافة، فإن فضيلة فعل المعروف لا يعدلها
عند الله سبحانه شئ (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الدين
التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى
كل بر وفاجر (12).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - عندما قال رجل: إن
المعروف إذا أسدي إلى غير أهله ضاع -:

(1) أمالي الصدوق: 210 / 5.
(2) ثواب الأعمال: 217 / 1.
(3) أمالي الطوسي: 304 / 610.
(4) الكافي: 4 / 28 / 12.
(5) المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 432.
(6) غرر الحكم: 6229، 8716، 8407، 8164، 5195، 2470.
(7) غرر الحكم: 6229، 8716، 8407، 8164، 5195، 2470.
(8) غرر الحكم: 6229، 8716، 8407، 8164، 5195، 2470.
(9) غرر الحكم: 6229، 8716، 8407، 8164، 5195، 2470.
(10) غرر الحكم: 6229، 8716، 8407، 8164، 5195، 2470.
(11) غرر الحكم: 6229، 8716، 8407، 8164، 5195، 2470.
(12) البحار: 74 / 401 / 44.
1932

ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل
المطر تصيب البر والفاجر (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اصطنع الخير إلى من هو
أهله، وإلى من هو غير أهله، فإن لم تصب
من هو أهله فأنت أهله (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): أخذ أبي بيدي ثم
قال: يا بني! إن أبي محمد بن علي (عليه السلام)
أخذ بيدي كما أخذت بيدك وقال: إن أبي
علي بن الحسين (عليهما السلام) أخذ بيدي وقال: يا بني
افعل الخير إلى كل من طلبه منك، فإن كان
من أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن من أهله
كنت أنت من أهله، وإن شتمك رجل عن يمينك
ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره (3).
- معلى بن خنيس: إنه - الإمام الصادق (عليه السلام) -
خرج ومعه جراب من خبز فأتينا ظلة بني ساعدة
فإذا نحن بقوم نيام، فجعل يدس الرغيف
والرغيفين حتى أتى على آخرهم ثم انصرفنا،
فقلت: جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال: لو
عرفوه لواسيناهم بالدقة! - والدقة هي الملح - (4).
- مصادف: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) بين مكة
والمدينة، فمررنا على رجل في أصل شجرة وقد
ألقى بنفسه، فقال: مل بنا إلى هذا الرجل فإني
أخاف أن يكون قد أصابه عطش، فملنا فإذا رجل
من القراسين طويل الشعر، فسأله أعطشان أنت؟
فقال: نعم، فقال لي: انزل يا مصادف فاسقه،
فنزلت وسقيته، ثم ركبت وسرنا. فقلت: هذا
نصراني، فتتصدق على نصراني؟ فقال: نعم
إذا كانوا في مثل هذا الحال (5).
(انظر) وسائل الشيعة: 11 / 527.
[2674]
الحث على بذل المعروف
إلى الحيوانات
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن عيسى بن مريم (عليه السلام)
لما أن مر على شاطئ البحر رمى بقرص من قوته
في الماء، فقال له بعض الحواريين: يا روح الله
وكلمته لم فعلت هذا وإنما هو من قوتك؟!
قال: فقال: فعلت هذا لدابة تأكله من دواب
الماء، وثوابه عند الله عظيم (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
يحب إبراد الكبد الحري، ومن سقى كبدا
حرى من بهيمة أو غيرها أظله الله يوم لا ظل
إلا ظله (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - من وصيته لمن يستعمله
على الصدقات -: ثم احدر (8) إلينا ما اجتمع
عندك نصيره حيث أمر الله به، فإذا أخذها أمينك
فأوعز إليه ألا يحول بين ناقة وبين فصيلها (9)،
ولا يمصر (10) لبنها فيضر ذلك بولدها،
ولا يجهدنها ركوبا، وليعدل بين صواحباتها

(1) تحف العقول: 245.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 35 / 76.
(3) الكافي: 8 / 152 / 141 و 4 / 8 / 3.
(4) الكافي: 8 / 152 / 141 و 4 / 8 / 3.
(5) الكافي: 4 / 57 / 4 وص 9 / 3 وص 58 / 6.
(6) الكافي: 4 / 57 / 4 وص 9 / 3 وص 58 / 6.
(7) الكافي: 4 / 57 / 4 وص 9 / 3 وص 58 / 6.
(8) أي سق إلينا سريعا.
(9) فصيل الناقة: ولدها وهو رضيع.
(10) مصر اللبن: حلب ما في الضرع جميعه.
1933

في ذلك وبينها، وليرفه على اللاغب (1) وليستأن (2)
بالنقب (3) والظالع (4)، وليوردها ما تمر به من
الغدر (5)، ولا يعدل بها عن نبت الأرض إلى جواد
الطرق (6)، وليروحها في الساعات، وليمهلها عند
النطاف (7) والأعشاب، حتى تأتينا بإذن الله بدنا (8)
منقيات (9) غير متعبات ولا مجهودات (10) (11).
- لقمان (عليه السلام) - في وصيته لابنه إذا أراد
السفر -: وإذا قربت من المنزل فأنزل عن
دابتك، وابدأ بعلفها قبل نفسك (12).
(انظر) عنوان 133 " الحيوان ".
وسائل الشيعة: 8 / 350 باب 9.
[2675]
من انتفع به الناس
الكتاب:
* (وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) * (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (وجعلني مباركا أينما كنت) * -: نفاعا (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الناس من انتفع
به الناس (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الخلق عيال الله، فأحب
الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على
أهل بيت سرورا (16).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أحب الناس
إلى الله -: أنفع الناس للناس (17).
(انظر) وسائل الشيعة: 11 / 563 باب 22.
[2676]
تداول الأيدي في المعروف
- الإمام الصادق (عليه السلام): لو جرى المعروف
على ثمانين كفا لاجروا كلهم فيه، من
غير أن ينقص صاحبه من أجره شيئا (18).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تصدق بصدقة على
رجل مسكين كان له مثل أجره، ولو تداولها
أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى مسكين
كان لهم أجرا كاملا (19).
- الإمام الصادق (عليه السلام): المعطون ثلاثة:
الله رب العالمين، وصاحب المال، والذي
يجري على يديه (20).

(1) أي ليرح ما ألغب أي أعياه التعب.
(2) ليستأن: أي يرفق، من الأناة بمعنى الرفق.
(3) النقب - بفتح فكسر - ما نقب خفه - كفرح -: أي تخرق
(4) ظلع البعير: غمز في مشيته.
(5) الغدر - جمع غدير -: ما غادره السيل من المياه.
(6) أي الطرق التي لا مرعى فيها.
(7) النطاف - جمع نطفة -: المياه القليلة، أي يجعل لها مهلة لتشرب
وتأكل.
(8) البدن - بضم الباء وتشديد الدال -: السمينة.
(9) المنقيات: اسم فاعل من أنقت الإبل إذا سمنت.
(10) مجهودات: بلغ منها الجهد والعناء مبلغا عظيما. كما في هامش
نهج البلاغة.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 25.
(12) الكافي: 8 / 349 / 547.
(13) الرعد: 17.
(14) معاني الأخبار: 212 / 1.
(15) أمالي الصدوق: 28 / 4.
(16) الكافي: 2 / 164 / 6 و ح 7 و 4 / 18 / 2.
(17) الكافي: 2 / 164 / 6 و ح 7 و 4 / 18 / 2.
(18) الكافي: 2 / 164 / 6 و ح 7 و 4 / 18 / 2.
(19) ثواب الأعمال: 342 / 1.
(20) الخصال: 134 / 146.
1934

- الإمام الباقر (عليه السلام): المعطون ثلاثة: الله
المعطي، والمعطي من ماله، والساعي في
ذلك معط (1).
[2677]
النهي عن المعروف إلى غير أهله
- الإمام علي (عليه السلام): لا تصلح الصنيعة إلا
عند ذي حسب أو دين (2).
- عنه (عليه السلام): ليس لواضع المعروف في غير
حقه وعند غير أهله من الحظ فيما أتى إلا
محمدة اللئام، وثناء الأشرار، ومقالة الجهال
ما دام منعما عليهم: ما أجود يده، وهو عن ذات
الله بخيل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أوحى الله تعالى
إلى موسى (عليه السلام): كما تدين تدان، وكما تعمل
كذلك تجزى، من يصنع المعروف إلى امرئ
السوء يجزى شرا (4).
- كعب الأحبار: مكتوب في التوراة: من صنع
معروفا إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أربعة يذهبن ضياعا:
البذر في السبخة، والسراج في القمر، والأكل على
الشبع، والمعروف إلى من ليس بأهله (6).
- الإمام علي (عليه السلام): المعروف كنز فانظر
عند من تودعه، الاصطناع ذخر فارتد عند
من تضعه (7).
- عنه (عليه السلام): لا خير في المعروف إلى
غير عروف (8).
- عنه (عليه السلام): إذا أحسنت على اللئيم وترك
بإحسانك إليه (9).
- عنه (عليه السلام): ظلم المعروف من وضعه في
غير أهله (10).
- عنه (عليه السلام): من أسدى معروفا إلى غير
أهله ظلم معروفه (11).
(انظر) باب 2682.
وسائل الشيعة: 11 / 532.
[2678]
النهي عن الامتنان بالمعروف
- الإمام علي (عليه السلام): أحي معروفك
بإماتته (12).
- عنه (عليه السلام): أحيوا المعروف بإماتته، فإن
المنة تهدم الصنيعة (13).
- عنه (عليه السلام): إذا صنع إليك معروف فاذكر،
إذا صنعت معروفا فانسه (14).
- عنه (عليه السلام): ملاك المعروف ترك المن به (15).
(انظر) الصدقة: باب 2242.
باب 2680.

(1) الخصال: 134 / 147 و 620 / 10.
(2) الخصال: 134 / 147 و 620 / 10.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 142، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
9 / 74.
(4) البحار: 74 / 412 / 26.
(5) أمالي المفيد: 137 / 7.
(6) الخصال: 263 / 142.
(7) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(8) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(9) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(10) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(11) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(12) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(13) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(14) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
(15) غرر الحكم: (1539 - 1540)، 10881، 4089، 6063، 8547، 2282، 2526، (4000 - 4001)، 9724.
1935

[2679]
إتمام المعروف
- الإمام علي (عليه السلام): جمال المعروف إتمامه (1).
- عنه (عليه السلام): إكمال المعروف أحسن
من ابتدائه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استتمام المعروف أفضل
من ابتدائه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الصنيعة إذا لم ترب
أخلقت، كالثوب البالي، والأبنية المتداعية (4).
- عنه (عليه السلام): من لم يرب معروفه فقد ضيعه (5).
- عنه (عليه السلام): من لم يرب معروفه فكأنه
لم يصنعه (6).
[2680]
ما به يتم المعروف
- الإمام الصادق (عليه السلام): رأيت المعروف لا يصلح
إلا بثلاث خصال: تصغيره، وتستيره، وتعجيله،
فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه،
وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنأته، وإن
كان غير ذلك سخفته ونكدته (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): لا تتم صنيعة عند المؤمن
لصاحبها إلا بثلاثة أشياء: تصغيرها، وسترها،
وتعجيلها، فمن صغر الصنيعة عند المؤمن
فقد عظم أخاه، ومن عظم الصنيعة عنده فقد صغر
أخاه، ومن كتم ما أولاه من صنيعه فقد كرم فعاله،
ومن عجل ما وعد فقد هنئ العطية (8).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يستقيم قضاء الحوائج
إلا بثلاث: باستصغارها لتعظم، وباستكتامها
لتظهر، وبتعجيلها لتهنؤ (9).
(انظر) باب 2678.
[2681]
النهي عن تحقير المعروف
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تحقرن شيئا من المعروف،
ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط إليه (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تستصغر شيئا من
المعروف قدرت على اصطناعه إيثارا لما هو أكثر
منه، فإن اليسير في حال الحاجة إليه أنفع لأهله
من ذلك الكثير في حال الغناء عنه، واعمل لكل
يوم بما فيه ترشد (11).
(انظر) العجب: باب 2521، 3522، 2523.
[2682]
علامة قبول المعروف
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن علامة

(1) غرر الحكم: 4752، 1899.
(2) غرر الحكم: 4752، 1899.
(3) أمالي الطوسي: 596 / 1235، كنز العمال: 16256.
(4) غرر الحكم: 2189، 9115، 9146.
(5) غرر الحكم: 2189، 9115، 9146.
(6) غرر الحكم: 2189، 9115، 9146.
(7) الكافي: 4 / 30 / 1.
(8) تحف العقول: 403.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 101.
(10) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 212.
(11) الجعفريات: 233.
1936

قبول العبد عند الله -: علامة قبول العبد
عند الله أن يصيب بمعروفه مواضعه، فإن لم
يكن كذلك فليس كذلك (1).
- عنه (عليه السلام) - للمفضل -: يا مفضل! إذا
أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد فانظر
سيبه ومعروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه
إلى من هو أهله فاعلم أنه إلى خير، وإن
كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له
عند الله خير (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الفاجر لا تكاد تصل إلا
إلى فاجر مثله (3).
- الإمام علي (عليه السلام): خير المعروف ما أصيب
به الأبرار (4).
- عنه (عليه السلام): خير السخاء ما صادف موضع
الحاجة (5).
- عنه (عليه السلام): أجل المعروف ما صنع إلى أهله (6).
(انظر) العمل: باب 2946.
[2683]
ثواب المعروف
- الإمام الصادق (عليه السلام): رأيت المعروف
كاسمه، وليس شئ أفضل من المعروف
إلا ثوابه (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قاد ضريرا أربعين
خطوة على أرض سهلة، لا يفي بقدر إبرة
من جميعه طلاع الأرض ذهبا، فإن كان فيما
قاده مهلكة جوزه عنها وجد ذلك في ميزان
حسناته يوم القيامة أوسع من الدنيا مائة
ألف مرة (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أماط عن طريق المسلمين
ما يؤذيهم كتب الله له أجر قراءة أربعمائة
آية، كل حرف منها بعشر حسنات (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): دخل عبد الجنة بغصن من شوك
كان على طريق المسلمين فأماطه عنه (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لقد كان - أي
علي بن الحسين (عليهما السلام) - يمر على المدرة
في وسط الطريق، فينزل عن دابته ينحيها
بيده عن الطريق (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من بنى على ظهر
الطريق ما يأوي عابر سبيل بعثه الله يوم
القيامة على نجيب من در (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من بنى على ظهر الطريق
ما يأوي عابر سبيل بعثه الله يوم القيامة
على نجيب من در، ووجهه يضئ لأهل
الجنة نورا (13).
- أبو شيبة الهروي: كان معاذ يمشي
1937

ورجل معه، فرفع حجرا من الطريق فقال:
ما هذا؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
من رفع حجرا من الطريق كتبت له حسنة،
ومن كانت له حسنة دخل الجنة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد رأيت رجلا يتقلب في
الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت
تؤذي المسلمين (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من رد عن قوم من المسلمين عادية
ماء أو نار وجبت له الجنة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): من رد على المسلمين عادية
ماء، أو عادية نار أو عادية عدو مكابر للمسلمين،
غفر الله له ذنبه (4).
1938

(349)
المعروف
(2)
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
البحار: 100 / 68، 99 " أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ".
وسائل الشيعة: 11 / 393، 601 " كتاب الأمر بالمعروف ".
كنز العمال: 3 / 64، 680، 691 " الأمر بالمعروف ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 307 " فصل في الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر ".
انظر:
الصلاة: باب 2271.
1939

[2684]
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
الكتاب
* (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون
بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون) * (1).
* (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف
وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب
لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون) * (2).
* (يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر
واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور) * (3).
* (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض
يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) * (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر خلقان من خلق الله عز وجل، فمن نصرهما
أعزه الله، ومن خذلهما خذله الله عز وجل (5).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): ويل لمن
لا يدين الله بالأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أمر بالمعروف ونهى
عن المنكر فهو خليفة الله في الأرض،
وخليفة رسوله (7).
- الإمام علي (عليه السلام): غاية الدين الأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود (8).
- عنه (عليه السلام): قوام الشريعة الأمر بالمعروف،
والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود (9).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن الحنفية -:
وأمر بالمعروف تكن من أهله، فإن استتمام
الأمور عند الله تبارك وتعالى الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر (10).
- عنه (عليه السلام): وما أعمال البر كلها والجهاد
في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر، إلا كنفثة في بحر لجي (11).
- عنه (عليه السلام) - لرجل قال له في وقعة صفين:
ترجع إلى عراقك ونرجع إلى شامنا -:
لقد عرفت أن ما عرضت هذا نصيحة وشفقة...
إن الله تبارك وتعالى لم يرض من أوليائه
أن يعصى في الأرض وهم سكوت مذعنون
لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر،
فوجدت القتال أهون علي من معالجة

(1) آل عمران: 104، 110.
(2) آل عمران: 104، 110.
(3) لقمان: 17.
(4) التوبة: 71.
(5) الخصال: 42 / 32.
(6) الزهد للحسين بن سعيد: 19 / 41.
(7) مستدرك الوسائل: 12 / 179 / 13817.
(8) غرر الحكم: 6373، 6817.
(9) غرر الحكم: 6373، 6817.
(10) الفقيه: 4 / 387 / 5834.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 374.
1940

الأغلال في جهنم (1).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (واصبر على ما
أصابك) * -: من المشقة والأذى في الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر (2).
(انظر) الجهاد (1): باب 580.
[2685]
الأمر بالمعروف
الكتاب
* (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل
مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون) * (3).
* (إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى
وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم
تذكرون) * (4).
* (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم
به إن الله كان سميعا بصيرا) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): الأمر بالمعروف أفضل
أعمال الخلق (6).
- عنه (عليه السلام): فرض الله... والأمر بالمعروف
مصلحة للعوام (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاءني جبرئيل فقال لي:
يا أحمد! الإسلام عشرة أسهم:... السابعة:
الأمر بالمعروف، وهو الوفاء (8).
- الإمام علي (عليه السلام): فمن أمر بالمعروف شد
ظهور المؤمنين (9).
(انظر) باب 1982 حديث 9267، 9268.
[2686]
النهي عن المنكر
الكتاب
* (فلولا كان من القرون من قبلكم أولوا بقية ينهون
عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع
الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى
ليبغض المؤمن الضعيف الذي لا زبر له،
وقال: هو الذي لا ينهى عن المنكر (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل ليبغض المؤمن
الضعيف الذي لا دين له، فقيل له: وما المؤمن الذي
لا دين له؟ قال: الذي لا ينهى عن المنكر (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا ينبغي لنفس مؤمنة ترى
من يعصي الله فلا تنكر عليه (13).
- الإمام الحسين (عليه السلام): كان يقال: لا تحل

(1) نهج السعادة: 2 / 226.
(2) نور الثقلين: 4 / 207 / 64.
(3) الأعراف: 29.
(4) النحل: 90.
(5) النساء: 58.
(6) غرر الحكم: 1977.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(8) علل الشرائع: 249 / 5.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(10) هود: 116.
(11) معاني الأخبار: 344 / 1.
(12) الكافي: 5 / 59 / 15.
(13) كنز العمال: 5614.
1941

لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى يغيره (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا رأى المنكر فلم
ينكره وهو يقدر [يقوى خ ل] عليه فقد أحب أن
يعصى الله، ومن أحب أن يعصى الله فقد بارز الله
بالعداوة (2).
- الإمام علي (عليه السلام): ظهر الفساد فلا منكر
مغير، ولا زاجر مزدجر (3).
- عنه (عليه السلام): فرض الله... النهي عن المنكر
ردعا للسفهاء (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاءني جبرئيل فقال
لي: يا أحمد! الإسلام عشرة أسهم...
الثامنة: النهي عن المنكر، وهي
الحجة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لقوم من أصحابه -:
إنه قد حق لي أن آخذ البرئ منكم بالسقيم،
وكيف لا يحق لي ذلك؟! وأنتم يبلغكم عن
الرجل منكم القبيح ولا تنكرون عليه
ولا تهجرونه ولا تؤذونه حتى يتركه (6).
- الإمام علي (عليه السلام): ومن نهى عن المنكر
أرغم أنوف الكافرين [المنافقين] (7).
(انظر) باب 1982 حديث 9281، 9282.
[2687]
أولى الناس بالأمر والنهي
الكتاب
* (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الاثم
وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) * (8).
* (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود
وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا
لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إنما هلك من كان
قبلكم بحيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم
الربانيون والأحبار عن ذلك، فإنهم لما
تمادوا في المعاصي نزلت بهم العقوبات (10).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه لم يلعن القرون
الماضية بين أيديكم إلا لتركهم الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، فلعن الله السفهاء لركوب
المعاصي، والحلماء لترك التناهي (11).
- الإمام الحسين (عليه السلام): اعتبروا أيها الناس بما
وعظ الله به أولياءه من سوء ثنائه على الأحبار،
إذ يقول: * (لولا ينهاهم الربانيون...) * وقال:
* (لعن الذين كفروا من بني إسرائيل...) * وإنما
عاب الله ذلك عليهم لأنهم كانوا يرون من الظلمة
الذين بين أظهرهم المنكر والفساد فلا ينهونهم
عن ذلك، رغبة فيما كانوا ينالون منهم، ورهبة

(1) تنبيه الخواطر: 2 / 179.
(2) تفسير العياشي: 1 / 360 / 25.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 129، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
8 / 244.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(5) علل الشرائع: 249 / 5.
(6) تهذيب الأحكام: 6 / 181 / 375.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(8) المائدة: 63، (78 - 79).
(9) المائدة: 63، (78 - 79).
(10) الزهد للحسين بن سعيد: 105 / 288.
(11) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 13 / 180.
1942

مما يحذرون، والله يقول: * (فلا تخشوا الناس
واخشون) * (1).
أقول: يأتي ذيل الخبر تحت رقم 12714.
(انظر) الإمامة (1): باب 157.
الدر المنثور: 2 / 300، 301.
[2688]
وقاية النفس والأهل من المعاصي
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا
وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا
يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (قوا أنفسكم وأهليكم نارا) * لما سأله
أبو بصير عن وقاية الأهل -: تأمرهم بما
أمرهم الله، وتنهاهم عما نهاهم الله عنه،
فإن أطاعوك كنت قد وقيتهم، وإن عصوك فكنت
قد قضيت ما عليك (3).
- عنه (عليه السلام): لما نزلت هذه الآية: * (قوا أنفسكم
وأهليكم نارا) * جلس رجل من المسلمين يبكي،
فقال: أنا عجزت عن نفسي، كلفت أهلي، فقال له
رسول الله: حسبك أن تأمرهم بما تأمر به نفسك،
وتنهاهم عما تنهى عنه نفسك (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (قوا
أنفسكم وأهليكم نارا) * -: علموا أهليكم
الخير (5).
(انظر) الأدب: باب 70، 71.
[2689]
قوام الفرائض
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج
الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن
المذاهب، وتحل المكاسب، وترد المظالم، وتعمر
الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر (6).
- الإمام الحسين (عليه السلام): اعتبروا أيها الناس
بما وعظ الله به أولياءه... وقال: * (المؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف
وينهون عن المنكر) * فبدأ الله بالأمر بالمعروف،
والنهي عن المنكر فريضة منه، لعلمه بأنها
إذا أديت وأقيمت استقامت الفرائض كلها هينها
وصعبها، وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر دعاء إلى الإسلام مع رد المظالم ومخالفة
الظالم، وقسمة الفئ والغنائم، وأخذ الصدقات
من مواضعها، ووضعها في حقها (7).
[2690]
كلمة عدل عند إمام جائر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الجهاد كلمة عدل

(1) تحف العقول: 237.
(2) التحريم: 6.
(3) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 377.
(4) مشكاة الأنوار: 261.
(5) الترغيب والترهيب: 1 / 121 / 12.
(6) الكافي: 5 / 56 / 1.
(7) تحف العقول: 237.
1943

عند إمام جائر، أفضل الجهاد كلمة حكم عند
إمام جائر (1).
- أبو امامة: عرض لرسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل عند
الجمرة الأولى، فقال: يا رسول الله! أي الجهاد
أفضل؟ فسكت عنه، فلما رمى الجمرة الثانية
سأله، فسكت عنه، فلما رمى جمرة العقبة وضع
رجله في الغرز ليركب، قال: أين السائل؟ قال: أنا
يا رسول الله، قال: كلمة حق تقال عند ذي سلطان
جائر (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحب الجهاد إلى الله عز وجل
كلمة حق تقال لإمام جائر (3).
- الإمام علي (عليه السلام): وإن الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من
رزق، وأفضل من ذلك كله كلمة عدل عند إمام
جائر (4).
- عنه (عليه السلام): إن الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق،
لكن يضاعفان الثواب ويعظمان الأجر، وأفضل
منهما كلمة عدل عند إمام جائر (5).
- عنه (عليه السلام): من آثر رضى رب قادر فليتكلم
بكلمة عدل عند سلطان جائر (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من مشى إلى سلطان
جائر فأمره بتقوى الله ووعظه وخوفه، كان
له [مثل] أجر الثقلين من الجن والإنس
ومثل أعمالهم (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيد الشهداء: حمزة بن
عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر
فأمره ونهاه فقتله (8).
(انظر) الحق: باب 892.
السلطان: باب 1858.
المعروف: باب 2696، 2700، 2701، 2702.
وسائل الشيعة: 11 / 400 باب 2.
[2691]
النهي عن المنكر لا يدفع المقدر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لا يدفع رزقا، ولا يقرب أجلا (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا، ولم
يباعدا رزقا (10).
- الإمام علي (عليه السلام): وإن الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر، لخلقان من خلق الله سبحانه، وإنهما
لا يقربان من أجل ولا ينقصان من رزق (11).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لم يقربا أجلا، ولم يقطعا رزقا (12).

(1) كنز العمال: 5576.
(2) الترغيب والترهيب: 3 / 225 / 7.
(3) كنز العمال: 5510.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 374.
(5) غرر الحكم: 3648، 8957.
(6) غرر الحكم: 3648، 8957.
(7) مستطرفات السرائر: 141 / 1.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 225 / 8 وص 231 / 22.
(9) الترغيب والترهيب: 3 / 225 / 8 وص 231 / 22.
(10) البحار: 100 / 73 / 10.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 156، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
9 / 203.
(12) الكافي: 5 / 57 / 6.
1944

[2692]
خطر ترك الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر
- عائشة: دخل علي النبي (صلى الله عليه وآله) فعرفت
في وجهه أن قد حضره شئ، فتوضأ وما كلم
أحدا، فلصقت بالحجرة أستمع ما يقول،
فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال:
يا أيها الناس! إن الله يقول لكم: مروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا
فلا أجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم،
وتستنصروني فلا أنصركم (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): لتأمرون بالمعروف
ولتنهون عن المنكر، أو ليستعملن عليكم
شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا لم يأمروا بمعروف
ولم ينهوا عن منكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل
بيتي، سلط الله عليهم شرارهم، فيدعوا عند ذلك
خيارهم فلا يستجاب لهم (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - من وصيته للحسنين (عليهما السلام)
عند الشهادة -: لا تتركوا الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم
تدعون فلا يستجاب لكم (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا عظمت أمتي الدنيا نزعت
منها هيبة الإسلام، وإذا تركت الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر حرمت بركة الوحي (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن
المنكر أو ليلحينكم (6) الله كما لحيت عصاي
هذه - لعود في يده - (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا تركت أمتي الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر فليأذن بوقاع من
الله جل اسمه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لتأمرن بالمعروف ولتنهن
عن المنكر، أو ليعمنكم عذاب الله (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا
على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يزال الناس بخير ما أمروا
بالمعروف ونهوا عن المنكر وتعاونوا على البر،
فإذا لم يفعلوا ذلك نزعت منهم البركات، وسلط
بعضهم على بعض، ولم يكن لهم ناصر في الأرض
ولا في السماء (11).

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 233 / 29.
(2) تهذيب الأحكام: 6 / 176 / 352.
(3) أمالي الصدوق: 254 / 2.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 47، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
17 / 6 نحوه.
(5) كنز العمال: 6070.
(6) في هذا الكلام موضع استعارة وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
ليلحينكم الله، والمراد ليتنقصنكم الله في النفوس والأموال
وليصيبنكم بالمصائب العظام، فتكونون كالأغصان التي جردت
من أوراقها وعريت من ألحيتها وألياطها، فصارت قضبانا
مجردة وعيدانا مفردة. المجازات النبوية: 353 / 271.
(7) المجازات النبوية: 353 / 271.
(8) ثواب الأعمال: 304 / 1.
(9) وسائل الشيعة: 11 / 407 / 12.
(10) كنز العمال: 5575، أقول: في معناه أحاديث كثيرة فراجع: كنز
العمال: 3 / 66 إلى آخر الباب.
(11) مشكاة الأنوار: 51.
1945

- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أول ما دخل النقص على
بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل
فيقول: يا هذا اتق الله ودع ما تصنع به فإنه
لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله،
فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده،
فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض،
ثم قال: * (لعن الذين كفروا من بني
إسرائيل) *... الآيات.
ثم قال: كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون
عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه
على الحق أطرا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الأحبار من اليهود والرهبان
من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم، ثم
عموا بالبلاء (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن
المنكر ولتأخذن على أيدي الظالم ولتأطرنه على
الحق أطرا، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على
بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن
المنكر، أو ليبعثن الله عليكم العجم فليضربن
رقابكم، وليكونن أشداء لا يفرون (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد كتب إلى الشيعة -:
ليعطفن ذوو السن منكم والنهى على ذوي الجهل
وطلاب الرئاسة، أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تزال لا إله إلا الله تنفع
من قالها، وترد عنهم العذاب والنقمة، ما لم
يستخفوا بحقها. قالوا: يا رسول الله! وما
الاستخفاف بحقها؟ قال: يظهر العمل بمعاصي
الله، فلا ينكر، ولا يغير (6).
[2693]
النجاة لمن ائتمر وأمر
الكتاب
* (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو
معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم
يتقون * فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن
السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا
يفسقون) * (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (فلما
نسوا ما ذكروا به...) * -: كانوا ثلاثة أصناف:
صنف ائتمروا وأمروا فنجوا، وصنف ائتمروا ولم
يأمروا فمسخوا ذرا، وصنف لم يأتمروا ولم
يأمروا فهلكوا (8).
(انظر) المداهنة: باب 1275.
وسائل الشيعة: 11 / 416 باب 8.
[2694]
خطر الجهر بالمعصية
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فيما رواه جعفر بن

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 228 / 17 وص 231 / 22.
(2) الترغيب والترهيب: 3 / 228 / 17 وص 231 / 22.
(3) كنز العمال: 5527، 5563.
(4) كنز العمال: 5527، 5563.
(5) الكافي: 8 / 158 / 152.
(6) الترغيب والترهيب: 3 / 231 / 23.
(7) الأعراف: 164، 165.
(8) الكافي: 8 / 158 / 151.
1946

محمد عن أبيه (عليهم السلام) -: إن المعصية إذا
عمل بها العبد سرا لم تضر إلا عاملها،
وإذا عمل بها علانية ولم يعير عليه أضرت العامة.
قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): وذلك أنه يذل
بعمله دين الله، ويقتدي به أهل عداوة الله (1).
- الإمام علي (عليه السلام): أيها الناس! إن الله
تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة إذا عملت
الخاصة بالمنكر سرا من غير أن تعلم العامة،
فإذا عملت الخاصة بالمنكر جهارا فلم يعير ذلك
العامة، استوجب الفريقان العقوبة من الله تعالى (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما أقر قوم بالمنكر بين
أظهرهم لا يغيرونه إلا أوشك أن يعمهم الله
عز وجل بعقاب من عنده (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله لا يعذب العامة
بعمل الخاصة، حتى تكون العامة تستطيع تغير
على الخاصة، فإذا لم تغير العامة على الخاصة
عذب الله العامة والخاصة (4).
(انظر) الفساد: باب 3201.
[2695]
من رضي بفعل قوم
الكتاب
* (قال إني لعملكم من القالين) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): الراضي بفعل قوم
كالداخل فيه معهم، وعلى كل داخل في باطل
إثمان: إثم العمل به، وإثم الرضا به (6).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! إنما يجمع
الناس الرضا والسخط، وإنما عقر ناقة
ثمود رجل واحد، فعمهم الله بالعذاب لما
عموه بالرضا (7).
- عنه (عليه السلام): إنما هو الرضا والسخط، وإنما عقر
الناقة رجل واحد، فلما رضوا أصابهم العذاب،
فإذا ظهر إمام عدل فمن رضي بحكمه وأعانه على
عدله فهو وليه، وإذا ظهر إمام جور فمن رضي
بحكمه وأعانه على جوره فهو وليه (8).
- عنه (عليه السلام): إنما يجمع الناس الرضا
والسخط، فمن رضي أمرا فقد دخل فيه، ومن
سخطه فقد خرج منه (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (قد
جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم
قتلتموهم إن كنتم صادقين) * -: وقد علم أن
هؤلاء لم يقتلوا، ولكن فقد كان هواؤهم مع الذين
قتلوا، فسماهم الله قاتلين لمتابعة هوائهم
ورضاهم لذلك الفعل (10).
وفي خبر: كان بين الذين خوطبوا بهذا القول
وبين القاتلين خمس مائة عام، فسماهم الله

(1) ثواب الأعمال: 311 / 2 و 311 / 3 و 310 / 1.
(2) ثواب الأعمال: 311 / 2 و 311 / 3 و 310 / 1.
(3) ثواب الأعمال: 311 / 2 و 311 / 3 و 310 / 1.
(4) كنز العمال: 5515.
(5) الشعراء: 168.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 154، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 362.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 201، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
10 / 261.
(8) البحار: 75 / 377 / 33.
(9) المحاسن: 1 / 408 / 927.
(10) تفسير العياشي: 1 / 208 / 162.
1947

قاتلين برضاهم بما صنع أولئك (1).
- الإمام الجواد (عليه السلام): من استحسن قبيحا كان
شريكا فيه (2).
- عنه (عليه السلام): من شهد أمرا فكرهه كان كمن غاب
عنه، ومن غاب عن أمر فرضيه كان كمن شهده (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا عملت الخطيئة
في الأرض، كان من شهدها فأنكرها كمن
غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان
كمن شهدها (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - لبعض أصحابه وهو يود
حضور أخيه ليرى نصر الله على الأعداء يوم
الجمل -: أهوى أخيك معنا؟ فقال: نعم، قال:
فقد شهدنا!، ولقد شهدنا في عسكرنا هذا أقوام
[قوم] في أصلاب الرجال وأرحام النساء،
سيرعف بهم الزمان، ويقوى بهم الإيمان (5).
(انظر) باب 2699.
وسائل الشيعة: 11 / 408.
[2696]
شرائط الآمر بالمعروف
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنما يأمر بالمعروف
وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال:
عامل بما يأمر به وتارك لما ينهى عنه،
عادل فيما يأمر عادل فيما ينهى، رفيق فيما
يأمر ورفيق فيما ينهى (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يأمر بالمعروف ولا ينهى
عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما
يأمر به رفيق فيما ينهى عنه، عدل فيما يأمر به عدل
فيما ينهى عنه، عالم بما يأمر به عالم بما ينهى عنه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن
وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على
الأمة جميعا -: لا، فقيل: ولم؟ قال: إنما
هو على القوي المطاع العالم بالمعروف من
المنكر، لا على الضعفة الذين لا يهتدون سبيلا،
إلى أي من أي يقول، إلى الحق أم إلى الباطل،
والدليل على ذلك من كتاب الله قول الله عز وجل:
* (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير...) * (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يكون في آخر الزمان
قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرأون ويتنسكون
حدثاء سفهاء (9)، لا يوجبون أمرا بمعروف
ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر،
يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أمر بمعروف فليكن
أمره ذلك بمعروف (11).
(انظر) وسائل الشيعة: 11 / 400 باب 2.
كنز العمال: 5541، 5542، 5560، 5569. باب 2698.

(1) تفسير العياشي: 1 / 208 / 163.
(2) كشف الغمة: 3 / 139.
(3) تحف العقول: 456.
(4) كنز العمال: 5537.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 12.
(6) الخصال: 109 / 79.
(7) نوادر الراوندي: 21.
(8) البحار: 100 / 93 / 92.
(9) في تنبيه الخواطر: 2 / 125 "... قوم مراؤون ينفرون وينسلون
حدبا سفها... ".
(10) الكافي: 5 / 55 / 1.
(11) كنز العمال: 5523.
1948

[2697]
ذم من يأمر بما لا يأتي
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر
مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) * (1).
* (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم
تتلون الكتاب أفلا تعقلون) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن مسعود! فلا تكن
ممن يشدد على الناس ويخفف على نفسه، يقول
الله تعالى: * (لم تقولون ما لا تفعلون) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): إني لأرفع نفسي أن
أنهى الناس عما لست أنتهي عنه، أو آمرهم
بما لا أسبقهم إليه بعملي (4).
- عنه (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير
العمل... ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): المنافق ينهى
ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أظهر الناس نفاقا: من
أمر بالطاعة ولم يعمل بها، ونهى عن المعصية
ولم ينته عنها (7).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس
بما لا يأتمر به، وينهاهم عما لا ينتهي عنه (8).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن ينكر
على الناس ما يأتي مثله (9).
- عنه (عليه السلام): لعن الله الآمرين بالمعروف
التاركين له، والناهين عن المنكر العاملين به (10).
- عنه (عليه السلام): رب آمر غير مؤتمر، رب زاجر
غير مزدجر، رب واعظ غير مرتدع، رب عالم
غير منتفع (11).
- عنه (عليه السلام): كن آمرا بالمعروف وعاملا به،
ولا تكن ممن يأمر به وينأى عنه، فيبوء بإثمه
ويتعرض لمقت ربه (12).
- عنه (عليه السلام): كن آخذ الناس بما تأمر به،
وأكف الناس عما تنهى عنه (13).
- عنه (عليه السلام): من كان فيه ثلاث سلمت له
الدنيا والآخرة: يأمر بالمعروف ويأتمر به،
وينهى عن المنكر وينتهي عنه، ويحافظ على
حدود الله جل وعلا (14).
- عنه (عليه السلام): وانهوا عن المنكر وتناهوا
عنه، فإنما أمرتم بالنهي بعد التناهي (15).

(1) الصف: 2، 3.
(2) البقرة: 44.
(3) مستدرك الوسائل: 12 / 202 / 13885.
(4) غرر الحكم: 3780.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(6) وسائل الشيعة: 11 / 419 / 21212.
(7) مستدرك الوسائل: 12 / 206 / 13895.
(8) مستدرك الوسائل: 12 / 207 / 13895.
(9) غرر الحكم: 7073.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 129، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
8 / 245.
(11) غرر الحكم: 5359، 5360، 5361، 5362.
(12) مستدرك الوسائل: 12 / 206 / 13895.
(13) وسائل الشيعة: 11 / 419 / 21209.
(14) غرر الحكم: 9076.
(15) نهج البلاغة: الخطبة 105.
1949

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يؤتى بالرجل يوم
القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه
فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى، فيجتمع
إليه أهل النار فيقولون: يا فلان! مالك؟ ألم
تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟! فيقول:
بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن
المنكر وآتيه (1).
(انظر) العلم: باب 2895، 2896، 2897.
الوعد: باب 4114.
الموعظة: باب 4141.
[2698]
مالا يشترط في وجوب الأمر والنهي
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): مروا بالمعروف وإن لم
تفعلوه، وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه كله (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما قيل له: لا نأمر ولا ننهى
إلا بما عملنا به أو انتهينا عنه كله -: لا، بل
مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله، وانهوا عن
المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله (3).
(انظر) باب 2696.
[2699]
أدنى مراتب النهي عن المنكر
- الإمام علي (عليه السلام): إذا رأى أحدكم المنكر
ولم يستطع أن ينكره بيده ولسانه وأنكره بقلبه،
وعلم الله صدق ذلك منه، فقد أنكره (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رأى منكم منكرا
فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن
لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من رأى منكم منكرا فغيره بيده
فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيره
بلسانه فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه
فغيره بقلبه فقد برئ، وذلك أضعف الإيمان (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من نبي بعثه الله في أمة
من قبلي إلا كان له من أمته حواريون
وأصحاب، يأخذون بسنته ويقتدون بأمره،
ثم إنها تخلف منهم من بعدهم خلوف يقولون ما
لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن جاهدهم
بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن،
ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، ليس وراء ذلك
من الإيمان حبة خردل (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - لرجل قطع خطبته وقال:
حدثنا عن ميت الأحياء -: منكر للمنكر بقلبه
ولسانه ويديه فخلال الخير حصلها كلها، ومنكر
للمنكر بقلبه ولسانه وتارك له بيده فخصلتان من
خصال الخير، ومنكر للمنكر بقلبه وتارك للمنكر
بلسانه ويده فخلة من خلال الخير حاز، وتارك
للمنكر بقلبه ولسانه ويده فذلك ميت الأحياء (8).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن ميت الأحياء

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 233 / 1.
(2) كنز العمال: 5522.
(3) تنبيه الخواطر: 2 / 213.
(4) غرر الحكم: 4152.
(5) الترغيب والترهيب: 3 / 223 / 1.
(6) كنز العمال: 5556 و 5532، الترغيب والترهيب: 3 / 226 / 10.
(7) كنز العمال: 5556 و 5532، الترغيب والترهيب: 3 / 226 / 10.
(8) البحار: 100 / 82 / 43.
1950

وهو يخطب -: نعم، إن الله بعث النبيين
مبشرين ومنذرين، فصدقهم مصدقون، وكذبهم
مكذبون، فيقاتلون من كذبهم بمن صدقهم
فيظهرهم الله، ثم يموت الرسل فتخلف خلوف،
فمنهم منكر للمنكر بيده ولسانه وقلبه، فذلك
استكمل خصال الخير.
ومنهم منكر للمنكر بلسانه وقلبه
تارك له بيده، فذلك خصلتان من خصال
الخير تمسك بهما وضيع خصلة واحدة
وهي أشرفها.
ومنهم منكر للمنكر بقلبه تارك له بيده
ولسانه، فذلك ضيع شرف الخصلتين من الثلاث
وتمسك بواحدة.
ومنهم تارك له بلسانه وقلبه ويده فذلك
ميت الأحياء (1).
- عنه (عليه السلام): من ترك إنكار المنكر بقلبه ويده
ولسانه فهو ميت بين الأحياء (2).
- عنه (عليه السلام): إن أول ما تغلبون عليه
من الجهاد، الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم
ثم بقلوبكم، فمن لم يعرف بقلبه معروفا
ولم ينكر منكرا قلب، فجعل أعلاه أسفله
وأسفله أعلاه (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): حسب المؤمن عزا
إذا رأى منكرا أن يعلم الله عز وجل من
قلبه إنكاره (4).
(انظر) الجهاد (1): باب 575.
باب 2695.
[2700]
أعلى مراتب النهي عن المنكر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) فيما عهد
إليه -: يا علي! مر بالمعروف وانه
عن المنكر بيدك، فإن لم تستطع [فبلسانك، فإن
لم تستطع] فبقلبك، وإلا فلا تلومن إلا نفسك (5).
- الإمام علي (عليه السلام): أيها المؤمنون! إنه
من رأى عدوانا يعمل به ومنكرا يدعى إليه
فأنكره بقلبه فقد سلم وبرئ، ومن أنكره بلسانه
فقد اجر وهو أفضل من صاحبه، ومن أنكره
بالسيف - لتكون كلمة الله هي العليا، وكلمة
الظالمين هي السفلى - فذلك الذي أصاب سبيل
الهدى وقام على الطريق ونور في قلبه اليقين (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما جعل الله بسط
اللسان وكف اليد، ولكن جعلهما يبسطان
معا ويكفان معا (7).
- الإمام علي (عليه السلام): أنكر المنكر بيدك
ولسانك، وباين من فعله بجهدك (8).

(1) كنز العمال: 44216.
(2) تهذيب الأحكام: 6 / 181 / 374.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 375، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 312.
(4) الكافي: 5 / 60 / 1.
(5) مستدرك الوسائل: 12 / 192 / 13852.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 373، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 305.
(7) وسائل الشيعة: 11 / 404 / 21163.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 31، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
16 / 399.
1951

- عنه (عليه السلام): السيف فاتق، والدين راتق، فالدين
يأمر بالمعروف، والسيف ينهى عن المنكر (1).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ومن الناس
من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) * -: إن
المراد بالآية الرجل يقتل على الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): فأنكروا بقلوبكم،
والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم،
ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا
وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم، إنما
السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في
الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم،
هنالك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم،
غير طالبين سلطانا، ولا باغين مالا، ولا مرتدين
بالظلم ظفرا، حتى يفيؤوا إلى أمر الله ويمضوا
على طاعته (3).
(انظر) السلاح: باب 1850.
[2701]
موجبات ترك النهي عن المنكر
- الإمام الباقر (عليه السلام): ولو أضرت الصلاة بسائر
ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا
أسمى الفرائض وأشرفها (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): غشيتكم السكرتان:
سكرة حب العيش، وحب الجهل، فعند ذلك
لا تأمرون بالمعروف ولا تنهون عن المنكر (5).
(انظر) الأمة: باب 126.
[2702]
النهي عن المنكر وخشية الناس
الكتاب
* (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم
فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم
الوكيل) * (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يحقرن أحدكم نفسه
أن يرى أمرا لله تعالى فيه مقال، فلا
يقول: يا رب خشية الناس، فيقول: فإياي
كنت أحق أن تخشى (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يحقرن أحدكم نفسه، قالوا:
يا رسول الله وكيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال:
يرى أن عليه مقالا، ثم لا يقول فيه، فيقول
الله عز وجل يوم القيامة: ما منعك أن تقول في كذا
وكذا؟ فيقول: خشية الناس! فيقول: فإياي كنت
أحق أن تخشى (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا أعرفن رجلا منكم علم
علما فكتمه فرقا من الناس (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا رأيت أمتي تهاب الظالم
أن تقول له: إنك ظالم، فقد تودع منهم (10).

(1) غرر الحكم: 2135.
(2) وسائل الشيعة: 11 / 109 / 20176 وص 403 / 21162.
(3) وسائل الشيعة: 11 / 109 / 20176 وص 403 / 21162.
(4) الكافي: 5 / 55 / 1.
(5) كنز العمال: 5519.
(6) آل عمران: 173.
(7) كنز العمال: 5534.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 227 / 14.
(9) كنز العمال: (29152 - 29532)، 5540.
(10) كنز العمال: (29152 - 29532)، 5540.
1952

- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يمنعن أحدكم هيبة الناس
أن يقول الحق إذا رآه أو سمعه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا لا يمنعن أحدكم هيبة الناس
أن يقول الحق إذا رآه أن يذكر بعظم الله،
لا يقرب من أجل ولا يبعد من رزق (2).
(انظر) باب 2690.
التبليغ: باب 392.
[2703]
ما يجب في مواجهة أهل المعاصي
الكتاب
* (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم
حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا
تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن
نلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تقربوا إلى الله تعالى
ببغض أهل المعاصي، وألقوهم بوجوه مكفهرة،
والتمسوا رضا الله بسخطهم، وتقربوا إلى الله
بالتباعد منهم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): أدنى الإنكار أن تلقى
أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (6).
- عنه (عليه السلام): خير العمل أن تلقى أهل
المعاصي بوجوه مكفهرة (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (كانوا
لا يتناهون عن منكر فعلوه...) * -: أما إنهم
لم يكونوا يدخلون مداخلهم، ولا يجلسون
مجالسهم، ولكن كانوا إذا لقوهم ضحكوا في
وجوههم وأنسوا بهم (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل لأيوب:
أتدري ما كان جرمك إلي حتى ابتليتك؟
قال: يا رب، قال: لأنك دخلت على فرعون
فادهنت بكلمتين (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلى أيوب (عليه السلام) هل
تدري ما ذنبك إلي حين أصابك البلاء؟
قال: لا، قال: إنك دخلت إلى فرعون فداهنت
في كلمتين (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل
بعث ملكين إلى أهل مدينة ليقلباها على
أهلها، فلما انتهيا إلى المدينة وجدا رجلا
يدعو الله ويتضرع... فعاد إلى الله، فقال:
يا رب! إني انتهيت إلى المدينة فوجدت
عبدك فلانا يدعوك ويتضرع إليك، فقال: امض
لما أمرتك به، فإن ذا رجل لم يتمعر وجهه
غيظا لي قط! (11).
- عنه (عليه السلام) - لقوم من أصحابه -: إنه قد

(1) كنز العمال: 5567، 5570.
(2) كنز العمال: 5567، 5570.
(3) الأنعام: 68.
(4) الكافي: 5 / 59 / 10.
(5) كنز العمال: 5585، 5518.
(6) وسائل الشيعة: 11 / 413 / 21194.
(7) تنبيه الخواطر: 2 / 124.
(8) تفسير العياشي: 1 / 335 / 161.
(9) كنز العمال: 32318.
(10) البحار: 75 / 380 / 43.
(11) الكافي: 5 / 58 / 8.
1953

حق لي أن آخذ البرئ منكم بالسقيم،
وكيف لا يحق لي ذلك؟! وأنتم يبلغكم عن
الرجل منكم القبيح فلا تنكرون عليه ولا تهجرونه
ولا تؤذونه حتى يترك (1).
- عنه (عليه السلام): لو أنكم إذا بلغكم عن الرجل
شئ تمشيتم إليه فقلتم: يا هذا إما أن
تعتزلنا وتجتنبنا، وإما أن تكف عن هذا، فإن
فعل وإلا فاجتنبوه (2).
- عنه (عليه السلام): لتحملن ذنوب سفهائكم
على علمائكم... ما يمنعكم إذا بلغكم عن
الرجل منكم ما تكرهونه - مما يدخل به
علينا الأذى والعيب عند الناس - أن تأتوه
فتأنبوه وتعظوه، وتقولوا له قولا بليغا؟! فقلت
له: إذا لا يقبل منا ولا يطيعنا؟ قال:
فقال: فإذا فاهجروه عند ذلك واجتنبوا
مجالسته (3).
(انظر) المداهنة: باب 1275.
الغضب: باب 3080.
[2704]
الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف!
الكتاب
* (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون
بالمنكر وينهون عن المعروف) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) ويل لمن يأمر بالمنكر
وينهى عن المعروف! (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف بكم إذا فسدت
نساؤكم، وفسق شبابكم، ولم تأمروا
بالمعروف ولم تنهوا عن المنكر؟!... كيف
بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم عن
المعروف؟!... كيف بكم إذا رأيتم المعروف
منكرا والمنكر معروفا؟! (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن رجلا من خثعم
جاء إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله!
أخبرني... أي الأعمال أبغض إلى
الله عز وجل؟ قال: الشرك بالله، قال: ثم
ماذا؟ قال: قطيعة الرحم، قال: ثم ماذا؟
قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إلى الله أشكو من
معشر يعيشون جهالا، ويموتون ضلالا...
ولا عندهم أنكر من المعروف، ولا أعرف
من المنكر! (8).
- عنه (عليه السلام): إنه سيأتي عليكم من بعدي
زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق، ولا أظهر
من الباطل... ولا في البلاد شئ أنكر من
المعروف، ولا أعرف من المنكر! (9).
1954

(350)
العزة
انظر:
عنوان 170 " الذلة "، الحق: باب 887.
1955

[2705]
من له العزة جميعا
الكتاب
* (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون
السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) * (1).
* (ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا هو السميع
العليم) * (2).
* (بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما * الذين يتخذون
الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة
فإن العزة لله جميعا) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): كل عزيز داخل تحت
القدرة فذليل (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في الدعاء -: يا من
هو رب بلا وزير، يا من هو عزيز بلا ذل،
يا من هو غني بلا فقر (5).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - في دعاء عرفة -:
يا من خص نفسه بالسمو والرفعة، وأولياؤه بعزه
يعتزون، يا من جعلت له الملوك نير المذلة على
أعناقهم فهم من سطواته خائفون (6).
(انظر) المعرفة (3): باب 2663.
[2706]
من بيده العز والذل
الكتاب
* (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع
الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك
الخير إنك على كل شئ قدير) * (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (قل اللهم مالك الملك) * لما سئل عن بني
أمية آتاهم الله الملك؟ -: ليس حيث تذهب
إليه، إن الله عز وجل آتانا الملك وأخذته
بنو أمية، بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه
الآخر، فليس هو للذي أخذه (8).
(انظر) المعرفة (3): باب 2657.
[2707]
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
الكتاب
* (يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها

(1) فاطر: 10.
(2) يونس: 65.
(3) النساء: 138، 139.
(4) تحف العقول: 215.
(5) البحار: 94 / 393.
(6) البحار: 98 / 220.
(7) آل عمران: 26.
(8) الكافي: 8 / 266 / 389.
1956

الأذل * ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا
يعلمون) * (1).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - وقد قيل له (عليه السلام): فيك
عظمة! -: لا بل في عزة، قال الله تعالى: * (ولله
العزة ولرسوله وللمؤمنين) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله فوض إلى
المؤمن أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يكون
ذليلا، أما تسمع الله تعالى يقول: * (ولله العزة...) *؟!
فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، إن المؤمن
أعز من الجبل، لأن الجبل يستقل منه بالمعاول،
والمؤمن لا يستقل من دينه بشئ (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا
والآخرة، والفلج في الدنيا والآخرة، والمهابة
في صدور الظالمين (4).
[2708]
من اعتز بغير الله
الكتاب
* (الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين
أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من اعتز بغير الله
أهلكه العز (6).
- عنه (عليه السلام): العزيز بغير الله ذليل (7).
- عنه (عليه السلام): اعلم أنه لا عز لمن لا يتذلل
لله، ولا رفعة لمن لا يتواضع لله (8).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الشيطان -: اعترته
الحمية، وغلبت عليه الشقوة، وتعزز بخلقة النار،
واستوهن خلق الصلصال (9).
- عنه (عليه السلام): أوصيكم بالرفض لهذه الدنيا
التاركة لكم وإن لم تحبوا تركها... فلا تنافسوا
في عز الدنيا وفخرها... فإن عزها وفخرها
إلى انقطاع (10).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الدنيا -: حالها انتقال،
ووطأتها زلزال، وعزها ذل، وجدها هزل،
وعلوها سفل (11).
[2709]
تفسير العز
- الإمام الصادق (عليه السلام): العز أن تذل للحق
إذا لزمك (12).
- الإمام علي (عليه السلام): العز إدراك الانتصار (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الصدق عز، والجهل
ذل (14).
- عنه (عليه السلام): شرف المؤمن صلاته بالليل،

(1) المنافقون: 8.
(2) البحار: 44 / 106 / 15.
(3) تهذيب الأحكام: 6 / 179 / 367.
(4) الكافي: 8 / 234 / 310.
(5) النساء: 139.
(6) غرر الحكم: 8217.
(7) البحار: 78 / 10 / 67.
(8) تحف العقول: 366.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 1 و 99 و 191.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 1 و 99 و 191.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 1 و 99 و 191.
(12) البحار: 78 / 228 / 105.
(13) غرر الحكم: 1105.
(14) تحف العقول: 356.
1957

وعزه كف الأذى عن الناس (1).
- الإمام علي (عليه السلام): حسن خلق المؤمن من
التواضع...، وعزه ترك القال والقيل (2).
- عنه (عليه السلام): لا عز أرفع من الحلم (3).
- عنه (عليه السلام): ولا عز كالحلم (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): طاعة ولاة
الأمر تمام العز (5).
(انظر) باب 2710 - 2712.
[2710]
موجبات العز
(1) طاعة الله سبحانه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يقول كل
يوم: أنا ربكم العزيز، فمن أراد عز الدارين
فليطع العزيز (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أراد عزا بلا عشيرة،
وغنى بلا مال، وهيبة بلا سلطان، فلينقل من ذل
معصية الله إلى عز طاعته (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من أراد الغنى بلا مال،
والعز بلا عشيرة، والطاعة بلا سلطان، فليخرج
من ذل معصية الله إلى عز طاعته، فإنه واجد
ذلك كله (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أخرجه الله من
ذل المعاصي إلى عز التقوى، أغناه الله
بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا بشر (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا طلبت العز فاطلبه
بالطاعة (10).
- أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): يا داود!
إني... وضعت العز في طاعتي، وهم يطلبونه
في خدمة السلطان فلا يجدونه (11).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عز كالطاعة (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يكون أعز الناس
فليتق الله عز وجل (13).
- الإمام علي (عليه السلام): لا كرم أعز من التقوى (14).
- عنه (عليه السلام): لا عز أعز من التقوى (15).
- عنه (عليه السلام): أوصيكم عباد الله بتقوى الله...
واعتصموا بحقائقها، تؤول بكم إلى أكنان
الدعة، وأوطان السعة، ومعاقل (مناقل)
الحرز، ومنازل (منال) العز (16).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - خطابه إلى أبي أمامة -:
أعز أمر الله يعزك الله (17).

(1) الخصال: 6 / 18.
(2) البحار: 77 / 268 / 1 و 71 / 414 / 32.
(3) البحار: 77 / 268 / 1 و 71 / 414 / 32.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(5) تحف العقول: 283.
(6) كنز العمال: 43101.
(7) الخصال: 169 / 222.
(8) تنبيه الخواطر: 1 / 51.
(9) البحار: 78 / 270 / 110.
(10) غرر الحكم: 4056.
(11) البحار: 78 / 453 / 21.
(12) غرر الحكم: 10456.
(13) البحار: 70 / 285 / 8.
(14) أمالي الصدوق: 264 / 9.
(15) نهج البلاغة: الحكمة 371، والخطبة 195.
(16) نهج البلاغة: الحكمة 371، والخطبة 195.
(17) كنز العمال: 43102.
1958

- عنه (صلى الله عليه وآله): التذلل للحق أقرب إلى العز
من التعزز بالباطل (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في المناجاة -: إلهي
كفى لي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن
تكون لي ربا (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أذل نفسه في طاعة
الله فهو أعز ممن تعزز بمعصية الله (3).
(انظر) عنوان 323 " الطاعة ".
[2711]
موجبات العز
(2) اليأس من الناس
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يزال العز قلقا
حتى يأتي دارا قد استشعر أهلها اليأس مما
في أيدي الناس فيوطنها (4).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: إن أردت
أن تجمع عز الدنيا فاقطع طمعك مما في
أيدي الناس، فإنما بلغ الأنبياء والصديقون
ما بلغوا بقطع طمعهم (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): اليأس مما في أيدي الناس
عز للمؤمن في دينه، أوما سمعت قول حاتم:
إذا ما عزمت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر (6)
- الإمام علي (عليه السلام): العز مع اليأس (7).
(انظر) اليأس: باب 4236.
[2712]
موجبات العز
(3)
الإنصاف، الأخذ بالحق، العفو، التواضع،
ذل النفس، التعفف، التوكل، الشجاعة، حفظ
اللسان، كظم الغيظ، الصبر، القناعة...
- الإمام علي (عليه السلام): ألا إنه من ينصف الناس
من نفسه لم يزده الله إلا عزا (8).
- الإمام العسكري (عليه السلام): ما ترك الحق عزيز
إلا ذل، ولا أخذ به ذليل إلا عز (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عفى من مظلمة أبدله
الله بها عزا في الدنيا والآخرة (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يزيد الله بهن إلا خيرا:
التواضع لا يزيد الله به إلا ارتفاعا، وذل
النفس لا يزيد الله به إلا عزا، والتعفف
لا يزيد الله به إلا غنى (11).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الغنى والعز يجولان
في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه
التوكل أقطناه (12).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لرجل قال له:

(1) كنز العمال: 44101.
(2) الخصال: 420 / 14.
(3) كنز العمال: 43084.
(4) كشف الغمة: 2 / 417.
(5) قصص الأنبياء: 195 / 244.
(6) الكافي: 2 / 149 / 6.
(7) غرر الحكم: 443.
(8) الكافي: 2 / 144 / 4.
(9) البحار: 78 / 374 / 24 و 77 / 121 / 20 و 75 / 123 / 22 و 78 / 186 / 17.
(10) البحار: 78 / 374 / 24 و 77 / 121 / 20 و 75 / 123 / 22 و 78 / 186 / 17.
(11) البحار: 78 / 374 / 24 و 77 / 121 / 20 و 75 / 123 / 22 و 78 / 186 / 17.
(12) البحار: 78 / 374 / 24 و 77 / 121 / 20 و 75 / 123 / 22 و 78 / 186 / 17.
1959

أوصني -: احفظ لسانك تعز، ولا تمكن
الناس من قيادك فتذل رقبتك (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ثلاث لا يزيد الله بهن
المرء المسلم إلا عزا: الصفح عمن ظلمه،
وإعطاء من حرمه، والصلة لمن قطعه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة اقسم بالله أنها
الحق: ما نقص مال من صدقة ولا زكاة، ولا ظلم
أحد بظلامة فقدر أن يكافي بها فكظمها إلا
أبدله الله مكانها عزا، ولا فتح عبد على نفسه
باب مسألة إلا فتح عليه باب فقر (3).
- عنه (عليه السلام): ما من عبد كظم غيظا إلا زاده
الله عز وجل عزا في الدنيا والآخرة (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من صبر على مصيبة
زاده الله عز وجل عزا على عزه، وأدخله جنته
مع محمد وأهل بيته (صلى الله عليه وآله) (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من برئ من الشر
نال العز (6).
- الإمام علي (عليه السلام): الشجاعة أحد العزين،
الفرار أحد الذلين (7).
- عنه (عليه السلام): من سلا عن مواهب الدنيا عز (8).
- عنه (عليه السلام): القناعة تؤدي إلى العز (9).
- عنه (عليه السلام): من قنعت نفسه عز معسرا، من
شرهت نفسه ذل موسرا (10).
- عنه (عليه السلام): اقنع تعز (11).
- عنه (عليه السلام): فرض الله... والجهاد
عزا للإسلام (12).
- عنه (عليه السلام) - في صفة النبي (صلى الله عليه وآله) -: ثم أنزل عليه
الكتاب نورا لا تطفأ مصابيحه... وتبيانا لا تهدم
(لا تنهدم) أركانه، وشفاء لا تخشى أسقامه، وعزا
لا تهزم أنصاره، وحقا لا تخذل أعوانه... جعله الله
ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء...
ومعقلا منيعا ذروته، وعزا لمن تولاه (13).
- عنه (عليه السلام): والعرب اليوم وإن كانوا قليلا،
فهم كثيرون بالإسلام، عزيزون بالاجتماع (14).
[2713]
ما ينبغي في الدعاء لطلب العز
- في الدعاء: اللهم وفي صدور
الكافرين فعظمني، وفي أعين المؤمنين فجللني،
وفي نفسي وأهل بيتي فذللني (15).
- أيضا -: وفي نفسي فذللني وفي أعين
الناس فعظمني (16).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من دعائه في
مكارم الأخلاق -: وأعزني ولا تبتليني بالكبر...
ولا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني

(1) الكافي: 2 / 113 / 4 وص 109 / 10.
(2) الكافي: 2 / 113 / 4 وص 109 / 10.
(3) البحار: 78 / 209 / 79.
(4) الكافي: 2 / 110 / 5.
(5) البحار: 82 / 128 / 3.
(6) تحف العقول: 316.
(7) غرر الحكم: (1662 - 1663)، 9184، 1123.
(8) غرر الحكم: (1662 - 1663)، 9184، 1123.
(9) غرر الحكم: (1662 - 1663)، 9184، 1123.
(10) غرر الحكم: 8439، 8440.
(11) البحار: 78 / 53 / 90.
(12) نهج البلاغة: الحكمة: 252، الخطبة 198 و 146.
(13) نهج البلاغة: الحكمة: 252، الخطبة 198 و 146.
(14) نهج البلاغة: الحكمة: 252، الخطبة 198 و 146.
(15) البحار: 98 / 51 وص 47.
(16) البحار: 98 / 51 وص 47.
1960

عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزا ظاهرا إلا
أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها (1).
- عنه (عليه السلام) - من دعائه يوم عرفة -: وذللني
بين يديك، وأعزني عند خلقك، وضعني إذا
خلوت بك، وارفعني بين عبادك، وأغنني عمن
هو غني عني، وزدني إليك فاقة وفقرا (2).
(انظر) عنوان 80 " الشهرة ".
[2714]
ما يوجب بقاء العز
- الإمام الباقر (عليه السلام): اطلب بقاء العز بإماتة
الطمع (3).
- الإمام علي (عليه السلام): تروح إلى بقاء عزك
بالوحدة (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): حشمة الانقباض
أبقى للعز من انس التلاقي (5).

(1) الصحيفة السجادية: الدعاء 20 و 47.
(2) الصحيفة السجادية: الدعاء 20 و 47.
(3) تحف العقول: 286.
(4) البحار: 78 / 54 / 94 و 74 / 180.
(5) البحار: 78 / 54 / 94 و 74 / 180.
1961

(351)
العزلة
البحار: 70 / 108 باب 49 " العزلة عن شرار الخلق ".
كنز العمال: 3 / 372، 772 " العزلة ".
انظر:
عنوان 17 " الألفة "، 26 " الانس "، 152 " الخمول "،
280 " الشهرة "، 354 " العشرة "، الكتمان: باب 3455.
1963

[2715]
فضل العزلة
الكتاب:
* (وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلا الله فأووا إلى
الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم
مرفقا) * (1).
* (وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعو ربي
عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا * فلما اعتزلهم وما
يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا
نبيا) * (2).
(انظر) العنكبوت 26، الصافات 99.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العزلة عبادة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): العزلة أفضل شيم
الأكياس (4).
- عنه (عليه السلام): في اعتزال أبناء الدنيا
جماع الصلاح (5).
- عنه (عليه السلام): الوصلة بالله في الانقطاع
عن الناس (6).
- عنه (عليه السلام): الانفراد راحة المتعبدين (7).
- عنه (عليه السلام): من انفرد عن الناس أنس
بالله سبحانه (8).
[2716]
العزلة والعقل
- كان لقمان (عليه السلام) يطيل الجلوس وحده،
وكان يمر به مولاه فيقول: يا لقمان! إنك
تديم الجلوس وحدك فلو جلست مع الناس كان
آنس لك، فيقول لقمان: إن طول الوحدة أفهم
للفكرة، وطول الفكرة دليل على طريق الجنة (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن حكم -:
الصبر على الوحدة علامة على قوة العقل، فمن
عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها،
ورغب فيما عند الله، وكان الله أنيسه في الوحشة،
وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزه
من غير عشيرة (10).
- الإمام علي (عليه السلام): في الانفراد لعبادة الله
كنوز الأرباح (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد قيل له: خلوت
بالعقيق، وتعجلت الوحدة؟ -: لو ذقت حلاوة

(1) الكهف: 16.
(2) مريم: 48، 49.
(3) أعلام الدين: 341.
(4) غرر الحكم: 1414، 6505.
(5) غرر الحكم: 1414، 6505.
(6) غرر الحكم: 1750، 661، 8644.
(7) غرر الحكم: 1750، 661، 8644.
(8) غرر الحكم: 1750، 661، 8644.
(9) تنبيه الخواطر: 1 / 250.
(10) البحار: 70 / 111 / 14.
(11) غرر الحكم: 6504.
1964

الوحدة لاستوحشت من نفسك، ثم قال (عليه السلام): أقل
ما يجد العبد في الوحدة من مداراة الناس (1).
[2717]
العزلة والسلامة
- الإمام علي (عليه السلام): لا سلامة لمن أكثر
مخالطة الناس (2).
- عنه (عليه السلام): ملازمة الخلوة دأب الصلحاء (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن قدرت أن لا تخرج
من بيتك فافعل، فإن عليك في خروجك أن
لا تغتاب، ولا تكذب، ولا تحسد، ولا ترائي،
ولا تتصنع، ولا تداهن (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العزلة سلامة (5).
- الإمام علي (عليه السلام): السلامة في التفرد (6).
- عنه (عليه السلام): سلامة الدين في اعتزال الناس (7).
- عنه (عليه السلام): من اعتزل سلم ورعه (8).
- عنه (عليه السلام): من اعتزل الناس سلم من شرهم (9).
- عنه (عليه السلام): مداومة الوحدة أسلم من
خلطة الناس (10).
[2718]
فضل من لا يعرف من أولياء الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: إن من
أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال ذا
خطر (11)، أحسن عبادة ربه في الغيب، وكان
غامضا في الناس، جعل رزقه كفافا فصبر
عليه، مات فقل تراثه وقل بواكيه (12) (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أغبط أولياء الله
عبد مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة،
أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر،
وكان غامضا في الناس لا يشار إليه
بالأصابع (14).
- مما ناجى الله تعالى به موسى: كن
خلق الثياب جديد القلب، تخفى على أهل
الأرض، وتعرف في أهل السماء (15).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المؤمنين -:
إن شهدوا لم يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا،
وإن مرضوا لم يعادوا (16).
- رئي بعضهم يبكي عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: إن اليسير من الرياء شرك، وإن الله
يحب الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم
يفقدوا، وإن حضروا لم يعرفوا، قلوبهم
مصابيح الهدى (17).

(1) البحار: 78 / 254 / 119.
(2) مطالب السؤل: 56.
(3) غرر الحكم: 9758.
(4) الكافي: 8 / 128 / 98.
(5) كنز العمال: 6997.
(6) غرر الحكم: 328، 5609، 7973، 8151، 9796.
(7) غرر الحكم: 328، 5609، 7973، 8151، 9796.
(8) غرر الحكم: 328، 5609، 7973، 8151، 9796.
(9) غرر الحكم: 328، 5609، 7973، 8151، 9796.
(10) غرر الحكم: 328، 5609، 7973، 8151، 9796.
(11) في نقل " ذا حظ من صلاة " وفي نقل " ذا حظ من صلاح ".
(12) راجع البحار: 77 / 141، 70 / 109، 69 / 274، 316، 72 /
57، 65 لتعرف ما ورد في هذا المعنى.
(13) مشكاة الأنوار: 22.
(14) تنبيه الخواطر: 1 / 182.
(15) الكافي: 8 / 42 / 8.
(16) مطالب السؤل: 53.
(17) تنبيه الخواطر: 1 / 182.
1965

[2719]
ما يوجب العزلة
- الإمام العسكري (عليه السلام): الوحشة من الناس
على قدر الفطنة بهم (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): خالط الناس تخبرهم،
ومتى تخبرهم تقلهم (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من عرف الله توحد، من
عرف الناس تفرد (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن علة
اعتزاله -: فسد الزمان وتغير الإخوان، فرأيت
الانفراد أسكن للفؤاد (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من اختبر اعتزل (5).
[2720]
من لا ينبغي له العزلة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن الذي يخالط
الناس ويصبر على أذاهم أفضل من المؤمن
الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل أراد الجبل ليتعبد
فيه -: لصبر أحدكم ساعة على ما يكره في
بعض مواطن الإسلام خير من عبادته خاليا
أربعين سنة (7).

(1) البحار: 78 / 264 / 14.
(2) البحار: 70 / 111 / 14، يشبه هذا كلام أمير المؤمنين (عليه السلام):
" اخبر تقله " نهج البلاغة: الحكمة 434، والمعنى: خالط الناس
وعاشرهم في جلواتهم وخلواتهم، فإذا فعلت ذلك تخبرهم
وتعرفهم حقيقة المعرفة، ومتى تخبرهم وتعرفهم
تقليهم وتبغضهم. كما عن هامش البحار.
(3) غرر الحكم: 7829، 7832.
(4) البحار: 47 / 60 / 116.
(5) غرر الحكم: 7647.
(6) كنز العمال: 686.
(7) الدر المنثور: 1 / 161.
1966

(352)
العزم
انظر:
عنوان 109 " الحزم "، باب 2623، باب 1094.
1967

[2721]
العزم
الكتاب:
* (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له
عزما) * (1).
* (فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا
تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا
ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): ولكن الله سبحانه جعل
رسله أولي قوة في عزائمهم، وضعفة فيما
ترى الأعين من حالاتهم (3).
- عنه (عليه السلام) - في صفة النبي (صلى الله عليه وآله) -: قائما
بأمرك، مستوفزا في مرضاتك، غير نأكل عن
قدم، ولا واه في عزم (4).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الملائكة -: ولا تعدو
على عزيمة جدهم بلادة الغفلات، ولا تنتضل في
هممهم خدائع الشهوات (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - وكان يقول إذا
تلا: * (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع
الصادقين) * -: اللهم ادفعني [ارفعني - خ ل] في
أعلى درجات هذه الندبة، وأعني بعزم الإرادة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): فتداو من داء الفترة
في قلبك بعزيمة، ومن كرى الغفلة في ناظرك
بيقظة (7).
- عنه (عليه السلام): ولا تجتمع عزيمة ووليمة، ما أنقض
النوم لعزائم اليوم، وأمحى الظلم لتذاكير الهمم (8).
- عنه (عليه السلام): من ساء عزمه رجع عليه سهمه (9).
- عنه (عليه السلام): لا تعزم على ما لم تستبن
الرشد فيه (10).
- عنه (عليه السلام): أصل العزم الحزم، وثمرته الظفر (11).
- عنه (عليه السلام): ضادوا التواني بالعزم (12).
- عنه (عليه السلام): على قدر الرأي تكون العزيمة (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في الدعاء -: قد
علمت أن أفضل زاد الراحل إليك عزم إرادة
يختارك بها (14).
- الإمام علي (عليه السلام): الحمد لله الذي شرع
الإسلام فسهل شرائعه لمن ورده، وأعز

(1) طه: 115.
(2) الأحقاف: 35.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 72.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 72.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(6) كشف الغمة: 2 / 306.
(7) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 11 / 238.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 241، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
11 / 142.
(9) غرر الحكم: 8315، 10183، 3095، 5927، 6173.
(10) غرر الحكم: 8315، 10183، 3095، 5927، 6173.
(11) غرر الحكم: 8315، 10183، 3095، 5927، 6173.
(12) غرر الحكم: 8315، 10183، 3095، 5927، 6173.
(13) غرر الحكم: 8315، 10183، 3095، 5927، 6173.
(14) مفاتيح الجنان في اعمال رجب
1968

أركانه على من غالبه، فجعله أمنا لمن
علقه... وآية لمن توسم، وتبصرة
لمن عزم (1).
- عنه (عليه السلام) - في التحذير من الشيطان -:
فاجعلوا عليه حدكم، وله جدكم... وأجلب
بخيله عليكم، وقصد برجله سبيلكم، يقتنصونكم
بكل مكان، ويضربون منكم كل بنان، لا تمتنعون
بحيلة، ولا تدفعون بعزيمة، في حومة ذل (2).
- عنه (عليه السلام) - في صفة آدم (عليه السلام) -: ثم أسكن
سبحانه آدم دارا أرغد فيها عيشه، وآمن فيها
محلته، وحذره إبليس وعداوته، فاغتره
عدوه نفاسة عليه بدار المقام، ومرافقة
الأبرار، فباع اليقين بشكه، والعزيمة بوهنه (3).
- عنه (عليه السلام): فيالها أمثالا صائبة، ومواعظ
شافية، لو صادفت قلوبا زاكية، وأسماعا واعية،
وآراء عازمة، وألبابا حازمة! (4).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 106 و 192 و 1 و 83.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 106 و 192 و 1 و 83.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 106 و 192 و 1 و 83.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 106 و 192 و 1 و 83.
1969

(353)
التعزية
البحار: 82 / 71 باب 16 " التعزية والمآتم وآدابهما ".
وسائل الشيعة: 2 / 871 - 874 " التعزية ".
البحار: 82 / 125 باب 18 " التعزي ".
انظر:
المصيبة: باب 2347.
1971

[2722]
تعزية المصاب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عزى مصابا كان له
مثل أجره (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عزى أخاه المؤمن في
[من - خ ل] مصيبة كساه الله عز وجل حلة
خضراء يحبر بها يوم القيامة (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من عزى الثكلى أظله
الله في ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله (3).
- عنه (عليه السلام): التعزية تورث الجنة (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كفاك من التعزية بأن
يراك صاحب المصيبة (5).
[2723]
ما يقال في تعزية المصاب
- الإمام علي (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا
عزى قال: آجركم الله ورحمكم، وإذا هنأ
قال: بارك الله لكم وبارك عليكم (6).
- لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحدق به أصحابه
فبكوا حوله، واجتمعوا، فدخل [ودخل - خ ل]
رجل أشهب اللحية، جسيم صبيح، فتخطى
رقابهم فبكى، ثم التفت إلى أصحاب
رسول الله فقال: إن في الله عزاء من كل
مصيبة، وعوضا من كل فائت، وخلفا من كل
هالك، فإلى الله فأنيبوا، وإليه فارغبوا،
ونظره إليكم في البلاء فانظروا، فإن المصاب
من لم يؤجر [يجبر - خ ل].
فقال بعضهم لبعض: تعرفون الرجل؟
فقال علي (عليه السلام): نعم، هذا أخو رسول
الله (صلى الله عليه وآله) الخضر (عليه السلام) (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): تعزية المسلم للمسلم
بقريبه الذمي استرجاع عنده، وتذكرة بالموت
وما بعده، ونحو هذا الكلام (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - تعزية لقوم قد
أصيبوا بمصيبة -: جبر الله وهنكم، وأحسن
عزاكم، ورحم متوفاكم (9).
[2724]
تهنئة المصاب أولى من تعزيته!
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في تعزيته للحسن بن

(1) البحار: 82 / 94 / 46.
(2) مسكن الفؤاد: 106.
(3) الكافي: 3 / 227 / 3.
(4) الاختصاص: 189.
(5) الفقيه: 1 / 174 / 505.
(6) مسكن الفؤاد: 108، 109.
(7) مسكن الفؤاد: 108، 109.
(8) دعائم الإسلام: 1 / 224.
(9) الفقيه: 1 / 174 / 506.
1972

سهل -: التهنئة بآجل الثواب أولى من
التعزية على عاجل المصيبة (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تعدن مصيبة
أعطيت عليها الصبر، واستوجبت عليها من الله
عز وجل الثواب، إنما المصيبة التي يحرم
صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها (2).

(1) البحار: 78 / 353 / 9.
(2) الكافي: 3 / 224 / 7.
1973

(354)
العشرة
البحار: 74، 75، 76 / 1 - 64 " كتاب العشرة ".
البحار: 74 / 154 باب 10 " حسن المعاشرة ".
البحار: 75 / 279 باب 71 " سوء المحضر ".
وسائل الشيعة: 8 / 398 " أبواب أحكام العشرة ".
كنز العمال: 9 / 3 " كتاب الصحبة ".
انظر:
عنوان 6 " الأخ "، 70 " المجالسة "، 182 " الرحم "، 192 " الرفق "،
291 " الصديق "، 351 " العزلة ".
الرضا (2): باب 1526، 1527، السلطان: باب 1854، الملك: باب 3702.
1975

[2725]
أدب العشرة مع النفس
- الإمام الصادق (عليه السلام): اجعل قلبك قرينا
برا، أو ولدا واصلا، واجعل عملك والدا
تتبعه، واجعل نفسك عدوا تجاهدها، واجعل
مالك عارية تردها (1).
- عنه (عليه السلام): اقصر نفسك عما يضرها من قبل أن
تفارقك، واسع في فكاكها كما تسعى في طلب
معيشتك، فإن نفسك رهينة بعملك (2).
- عنه (عليه السلام): احمل نفسك لنفسك، فإن لم
تفعل لم يحملك غيرك (3).
- عنه (عليه السلام): خذ لنفسك من نفسك، خذ منها
في الصحة قبل السقم، وفي القوة قبل
الضعف، وفي الحياة قبل الممات (4).
(انظر) النفس: باب 3921.
عنوان 111 " الحساب ".
[2726]
أدب العشرة مع الناس
الكتاب
* (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله
وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين
وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ثم
توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون) * (5).
* (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين
إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين والجار ذي
القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل
وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): خالطوا الناس مخالطة
إن متم معها بكوا عليكم، وإن عشتم (غبتم)
حنوا إليكم (7).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لبنيه عند احتضاره -:
يا بني عاشروا الناس عشرة إن غبتم حنوا إليكم،
وإن فقدتم بكوا عليكم (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): صلاح شأن الناس التعايش
والتعاشر ملء مكيال: ثلثاه فطن، وثلث تغافل (9).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: يا بني
لا تكالب الناس فيمقتوك، ولا تكن مهينا
فيذلوك، ولا تكن حلوا فيأكلوك، ولا تكن
مرا فيلفظوك [ويروى: ولا تكن حلوا فتبلع،
ولا مرا فترمى] (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - وكان يقول -: ليجتمع
في قلبك الافتقار إلى الناس، والاستغناء

(1) الكافي: 2 / 454 / 7 وص 455 / 8 وص 454 / 5 وص 455 / 11.
(2) الكافي: 2 / 454 / 7 وص 455 / 8 وص 454 / 5 وص 455 / 11.
(3) الكافي: 2 / 454 / 7 وص 455 / 8 وص 454 / 5 وص 455 / 11.
(4) الكافي: 2 / 454 / 7 وص 455 / 8 وص 454 / 5 وص 455 / 11.
(1) الكافي: 2 / 454 / 7 و ص 455 / 8 و ص 454 / 5 و ص 455 / 11.
(2) الكافي: 2 / 454 / 7 و ص 455 / 8 و ص 454 / 5 و ص 455 / 11.
(3) الكافي: 2 / 454 / 7 و ص 455 / 8 و ص 454 / 5 و ص 455 / 11.
(4) الكافي: 2 / 454 / 7 و ص 455 / 8 و ص 454 / 5 و ص 455 / 11.
(5) البقرة: 83.
(6) النساء: 36.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 10.
(8) البحار: 42 / 247 / 50 و 74 167 / 34.
(9) البحار: 42 / 247 / 50 و 74 167 / 34.
(10) الاختصاص: 338.
1976

عنهم، يكون افتقارك إليهم في لين كلامك وحسن
بشرك، ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك
وبقاء عزك (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أكرمك فأكرمه،
ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من خالطت فإن استطعت
أن تكون يدك العليا عليه فافعل (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - من وصيته لهشام -: إن
خالطت الناس فإن استطعت أن لا تخالط أحدا
منهم إلا من كانت يدك عليه العليا فافعل (4).
- الإمام علي (عليه السلام): زهدك في راغب فيك نقصان
حظ، ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس (5).
[2727]
أدب العشرة مع الأهل
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها
ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين
بفاحشة مبينة وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن
فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا) * (6).
* (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا
نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) * (7).
* (وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه
مرضيا) * (8).
* (يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن
ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) * (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إني لأصبر من غلامي
هذا ومن أهلي، على ما هو أمر من الحنظل، إنه
من صبر نال بصبره درجة الصائم القائم، ودرجة
الشهيد الذي قد ضرب بسيفه قدام محمد (صلى الله عليه وآله) (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن المرء يحتاج في
منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن
في طبعه ذلك: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير،
وغيرة بتحصن (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليدرك بالحلم
درجة الصائم القائم، وإنه ليكتب جبارا
ولا يملك إلا أهل بيته (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: لا يكن أهلك أشقى الخلق بك (13).
- عنه (عليه السلام): يا كميل! مر أهلك أن يروحوا
في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من
هو نائم (14).
- عنه (عليه السلام): لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك
وولدك، فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله فإن

(1) معاني الأخبار 267 / 1.
(2) الدرة الباهرة: 34.
(3) المحاسن: 2 / 102 / 1272.
(4) تحف العقول: 395.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 451.
(6) النساء: 19.
(7) طه: 132.
(8) مريم: 55.
(9) المنافقون: 9.
(10) ثواب الأعمال: 235 / 1.
(11) البحار: 78 / 236 / 63.
(12) كنز العمال: 5809.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 31، والحكمة 257.
(14) نهج البلاغة: الكتاب 31، والحكمة 257.
1977

الله لا يضيع أولياءه، وإن يكونوا أعداء
الله فما همك وشغلك بأعداء الله؟! (1).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لأصحابه -: كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله) نصبا بالصلاة بعد التبشير له
بالجنة، لقول الله سبحانه: * (وأمر أهلك
بالصلاة واصطبر عليها) * فكان يأمر بها أهله،
ويصبر عليها نفسه (2).
(انظر) عنوان 559 " الوالد والولد ".
عنوان 207 " الزواج ".
[2728]
أدب معاشرة العوام
- الإمام علي (عليه السلام): مباينة العوام من
أفضل المروة (3).
- عنه (عليه السلام): مجالسة العوام تفسد العادة (4).
- عنه (عليه السلام): مودة العوام تنقطع كانقطاع
السحاب، وتنقشع كما ينقشع السراب (5).
[2729]
الميزان في معاشرة الناس
- الإمام علي (عليه السلام): اجعل نفسك ميزانا فيما
بينك وبين غيرك، وأحب لغيرك ما تحب لنفسك،
واكره له ما تكره لها، لا تظلم كما لا تحب أن
تظلم، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك،
واستقبح لنفسك ما تستقبحه من غيرك، وارض
من الناس ما ترضى لهم منك (6).
- الإمام الحسن (عليه السلام): صاحب الناس مثل
ما تحب أن يصاحبوك به (7).
[2730]
ما ينبغي في مخالطة الناس
- الإمام علي (عليه السلام): خالطوا الناس بألسنتكم
وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم (8).
- عنه (عليه السلام): خالقوا الناس بأخلاقهم، وزايلوهم
في الأعمال (9).
- عنه (عليه السلام): خالطوا الناس بما يعرفون،
ودعوهم مما ينكرون، ولا تحملوهم على
أنفسكم وعلينا، فإن أمرنا صعب مستصعب (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاملوا الناس بأخلاقكم
تسلموا من غوائلهم، وزايلوهم بأعمالكم لئلا
تكونوا منهم (11).
- الإمام علي (عليه السلام) - لشيعته -: كونوا في
الناس كالنحلة في الطير ليس شئ من الطير إلا
وهو يستخفها، ولو يعلمون ما في أجوافها من
البركة لم يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم
وأجسادكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اتقوا على دينكم

(1) نهج البلاغة: الحكمة 352، والخطبة 199.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 352، والخطبة 199.
(3) غرر الحكم: 9775، 9812، 9872.
(4) غرر الحكم: 9775، 9812، 9872.
(5) غرر الحكم: 9775، 9812، 9872.
(6) البحار: 77 / 203.
(7) أعلام الدين: 297.
(8) غرر الحكم: 5071، 5068، 5051.
(9) غرر الحكم: 5071، 5068، 5051.
(10) غرر الحكم: 5071، 5068، 5051.
(8) تنبيه الخواطر: 2 / 14.
(12) البحار: 75 / 410 / 54.
1978

فاحجبوه بالتقية، فإنه لا إيمان لمن لا تقية
له، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير،
لو أن الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها
شئ إلا أكلته، ولو أن الناس علموا ما في
أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم
بألسنتهم، ولنحلوكم في السر والعلانية (1).
(انظر) عنوان 159 " المداراة ".
الكتمان: باب 3455.
[2731]
الحث على حسن المصاحبة
- الإمام علي (عليه السلام): ابذل لأخيك دمك
ومالك، ولعدوك عدلك وإنصافك، وللعامة
بشرك وإحسانك (2).
- عنه (عليه السلام): ابذل لصديقك نصحك، ولمعارفك
معونتك، ولكافة الناس بشرك (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): صانع المنافق بلسانك،
وأخلص ودك للمؤمن، وإن جالسك يهودي
فأحسن مجالسته (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحسن مصاحبة من صاحبك
تكن مسلما (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنه ليس منا من
لم يحسن (صحبة) من صحبه، ومرافقة من رافقه،
وممالحة من مالحه، ومخالقة من خالقه (6).
- عنه (عليه السلام): مجاملة الناس ثلث العقل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): صاحب الإخوان
بالإحسان، وتغمد ذنوبهم بالغفران (8).
- عنه (عليه السلام): اصحب السلطان بالحذر،
والصديق بالتواضع والبشر، والعدو بما
تقوم به عليه حجتك (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) بينما
هو ذات يوم عند عائشة إذ استأذن عليه رجل،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): بئس أخو العشيرة، فقامت
عائشة فدخلت البيت وأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
للرجل، فلما دخل أقبل عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بوجهه وبشره إليه يحدثه، حتى إذا فرغ وخرج
من عنده قالت عائشة: يا رسول الله! بينما أنت
تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه
بوجهك وبشرك؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ذلك:
إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه (10).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 401 باب 2.
[2732]
الحث على التودد إلى الناس
- الإمام الكاظم (عليه السلام): التودد إلى الناس
نصف العقل (11).

(1) الكافي: 2 / 218 / 5.
(2) البحار: 78 / 50 / 76.
(3) غرر الحكم: 2466.
(4) الاختصاص: 230.
(5) أمالي الصدوق: 168 / 13.
(6) مستطرفات السرائر: 61 / 33.
(7) تحف العقول: 366.
(8) غرر الحكم: 5832، 2464.
(9) غرر الحكم: 5832، 2464.
(10) مستدرك الوسائل: 12 / 81 / 13572.
(11) تحف العقول: 403.
1979

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان
بالله عز وجل التحبب إلى الناس (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ألزم نفسك التودد،
وصبر على مؤنات الناس نفسك (2).
- عنه (عليه السلام): التودد إلى الناس رأس العقل (3).
- عنه (عليه السلام): بالتودد تتأكد المحبة (4).
- عنه (عليه السلام): رب متودد متصنع (5).
- عنه (عليه السلام): بحسن العشرة تدوم المودة (6).
- عنه (عليه السلام): حسن العشرة يستديم المودة (7).
- عنه (عليه السلام): بحسن العشرة تأنس الرفاق (8).
- عنه (عليه السلام): بحسن العشرة تدوم الوصلة (9).
(انظر) عنوان: 89 " المحبة (1) ".
[2733]
الغريب
- الإمام علي (عليه السلام): رب بعيد أقرب من
قريب، وقريب أبعد من بعيد، والغريب من لم
يكن له حبيب (10).
- عنه (عليه السلام): فقد الأحبة غربة (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة ليس معهن غربة:
حسن الأدب، وكف الأذى، ومجانبة الريب (12).
- عنه (عليه السلام): المؤمن في الدنيا غريب، لا يجزع
من ذلها، ولا يتنافس أهلها في عزها (13).
[2734]
ما ينبغي في محبة الحبيب
- الإمام علي (عليه السلام): أحبب حبيبك هونا ما
فعسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك
هونا ما فعسى أن يكون حبيبك يوما ما (14).
- عنه (عليه السلام): إذا أحببت فلا تكثر (15).
- عنه (عليه السلام): إن استنمت إلى ودودك فأحرز
له من أمرك، واستبق له من سرك ما لعلك أن
تندم عليه وقتا ما (16).
- عنه (عليه السلام): إياك أن تخرج صديقك إخراجا
يخرجه عن مودتك، واستبق له من انسك موضعا
يثق بالرجوع إليه (17).
(انظر) الملامة: باب 3594.
الأخ: باب 44.
[2735]
العشرة (م)
- الإمام علي (عليه السلام): من أسرع إلى الناس
ما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون (18).
- عنه (عليه السلام): عمارة القلوب في معاشرة

(1) البحار: 74 / 158 / 6 وص 175 / 6.
(2) البحار: 74 / 158 / 6 وص 175 / 6.
(3) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(4) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(5) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(6) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(7) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(8) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(9) غرر الحكم: 1345، 4341، 5277، 4200، 4811، 4233، 4270.
(10) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(11) غرر الحكم: 6532.
(12) تحف العقول: 324.
(13) تحف العقول: 370.
(14) أمالي الطوسي: 364 / 767.
(15) غرر الحكم: 3979، 3721، 2687.
(16) غرر الحكم: 3979، 3721، 2687.
(17) غرر الحكم: 3979، 3721، 2687.
(18) البحار: 75 / 151 / 17.
1980

ذوي العقول (1).
- عنه (عليه السلام): عاشر أهل الفضل تسعد وتنبل (2).
- عنه (عليه السلام): معاشرة ذوي الفضائل
حياة القلوب (3).
- عنه (عليه السلام): غلط الإنسان فيمن ينبسط
إليه أحظر شئ عليه (4).
- عنه (عليه السلام): خوافي الأخلاق تكشفها
المعاشرة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يطمعن المستهزئ
بالناس في صدق المودة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): اتقوا من تبغضه قلوبكم (7).
- آدم (عليه السلام) - في وصيته لابنه شيث -: إذا
نفرت قلوبكم من شئ فاجتنبوه، فإني حيث
دنوت من الشجرة لأتناول منها نفر قلبي، فلو
كنت امتنعت من الأكل ما أصابني ما أصابني (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرض لأخيه المسلم
[المتكلم] في حديثه فكأنما خدش وجهه (9)

(1) غرر الحكم: 6313، 6312، 9769، 6431، 5099.
(2) غرر الحكم: 6313، 6312، 9769، 6431، 5099.
(3) غرر الحكم: 6313، 6312، 9769، 6431، 5099.
(4) غرر الحكم: 6313، 6312، 9769، 6431، 5099.
(5) غرر الحكم: 6313، 6312، 9769، 6431، 5099.
(6) البحار: 75 / 144 / 9.
(7) مستدرك الوسائل: 8 / 350 / 9632.
(8) البحار: 78 / 453 / 19.
(9) الكافي: 2 / 660 / 3.
1981

(355)
عاشوراء
1983

[2736]
عاشوراء
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن العلة
التي من أجلها صار يوم عاشوراء أعظم الأيام
مصيبة دون اليوم الذي قبض فيه النبي (صلى الله عليه وآله)
وفاطمة (عليها السلام) وقتل علي (عليه السلام) والحسن (عليه السلام) -: إن
يوم الحسين (عليه السلام) أعظم مصيبة من جميع سائر
الأيام، وذلك أن أصحاب الكساء الذين كانوا
أكرم الخلق على الله تعالى كانوا خمسة... فلما
قتل الحسين (عليه السلام) لم يكن بقي من أهل الكساء
أحد للناس فيه بعده عزا وسلوة، فكان ذهابه
كذهاب جميعهم كما كان بقاؤه كبقاء جميعهم (1).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من كان يوم عاشوراء يوم
مصيبته وحزنه وبكائه، يجعل الله عز وجل يوم
القيامة يوم فرحه وسروره (2).
- عنه (عليه السلام): فعلى مثل الحسين فليبك الباكون،
فإن البكاء عليه يحط الذنوب العظام. ثم
قال (عليه السلام): كان أبي (عليه السلام) إذا دخل شهر المحرم
لا يرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى
تمضي عشرة أيام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك
اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم
الذي قتل فيه الحسين (عليه السلام) (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في حديث زيارة
الحسين (عليه السلام) يوم عاشوراء من قرب وبعد -: ثم
ليندب الحسين (عليه السلام) ويبكيه، ويأمر من في داره
ممن لا يتقيه بالبكاء عليه... وليعز بعضهم بعضا
بمصابهم بالحسين (عليه السلام)... قلت: فكيف يعزي
بعضنا بعضا؟ قال: تقولون: أعظم الله أجورنا
بمصابنا بالحسين، وجعلنا وإياكم من الطالبين
بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد (عليهم السلام) (4).
- محمد بن محمد المفيد: وفي العاشر من
المحرم قتل الحسين (عليه السلام)، وجاءت الرواية عن
الصادق (عليه السلام) باجتناب الملاذ فيه، وإقامة سنن
المصائب، والإمساك عن الطعام والشراب إلى أن
تزول الشمس، والتغذي بعد ذلك بما يتغذى به
أصحاب المصائب (5).
[2737]
فضيلة البكاء على الحسين (عليه السلام)
- الإمام الرضا (عليه السلام): يا بن شبيب! إن كنت
باكيا لشئ فابك للحسين بن أبي طالب (عليهما السلام)،
فإنه ذبح كما يذبح الكبش، وقتل معه من أهل بيته

(1) علل الشرائع: 225 / 1 و 227 / 2.
(2) علل الشرائع: 225 / 1 و 227 / 2.
(3) وسائل الشيعة: 10 / 394 / 8.
(4) مصباح المتهجد: 772.
(5) وسائل الشيعة: 10 / 394 / 19701.
1984

ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض شبيهون (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - وكان يقول -:
أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين (عليه السلام) حتى
تسيل على خده، بوأه الله بها في الجنة غرفا
يسكنها أحقابا (2).
- الإمام علي (عليه السلام): كل عين يوم القيامة
باكية وكل عين يوم القيامة ساهرة، إلا
عين من اختصه الله بكرامته وبكى على ما ينتهك
من الحسين وآل محمد (عليهم السلام) (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في مناجاته بعد
صلاته -: يا من خصنا بالكرامة، ووعدنا
الشفاعة... اغفر لي ولإخواني وزوار
قبر أبي الحسين بن علي صلوات الله عليهما...
اللهم إن أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم
ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافا
عليهم، فارحم تلك الوجوه التي غيرتها
الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلب على
قبر أبي عبد الله (عليه السلام)، وارحم تلك الأعين التي
جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب
التي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة
التي كانت لنا، اللهم إني أستودعك تلك
الأنفس وتلك الأبدان حتى ترويهم من الحوض
يوم العطش (4).
(انظر) وسائل الشيعة: 10 / 391 باب 66..
[2738]
إنشاد الشعر في رثاء الحسين (عليه السلام)
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لجعفر بن عفان
الطائي -: بلغني أنك تقول الشعر في
الحسين (عليه السلام) وتجيد؟ فقال له: نعم جعلني الله
فداك، فقال: قل، فأنشده (عليه السلام) ومن حوله حتى
صارت له الدموع على وجهه ولحيته (5).
- عنه (عليه السلام): من أنشد في الحسين (عليه السلام) بيتا
من شعر فبكى وأبكى عشرة فله ولهم الجنة (6).
(انظر) وسائل الشيعة: 10 / 464 باب 104.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 299 / 58.
(2) ثواب الأعمال: 108 / 1.
(3) الخصال: 625 / 10.
(4) البحار: 101 / 8 / 30.
(5) رجال الكشي: 2 / 574 / 508.
(6) ثواب الأعمال: 110 / 3.
1985

(356)
العشق
البحار: 73 / 158 باب 126 " ذم العشق وعلته ".
كنز العمال: 3 / 372، 778 " العشق ".
انظر:
عنوان 89، 90 " المحبة (1)، (2) "، 537 " الهوى ".
1987

[2739]
ذم العشق
- الإمام علي (عليه السلام): الهجران عقوبة العشق (1).
- عنه (عليه السلام): رب صبابة غرست من لحظة (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن العشق -:
قلوب خلت عن ذكر الله فأذاقها الله حب غيره (3).
[2740]
عاقبة العشق
- الإمام علي (عليه السلام): ومن عشق شيئا أعشى
(أعمى) بصره وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير
صحيحة، ويسمع بأذن غير سميعة، قد خرقت
الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه (4).
- عنه (عليه السلام): إنك إن أطعت هواك أصمك
وأعماك، وأفسد منقلبك وأرداك (5).
- عنه (عليه السلام): الهوى شريك العمى (6).
(انظر) الهوى: باب 4035.
المحبة: باب 653.
[2741]
ثواب من عشق وعف
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عشق فعف ثم مات،
مات شهيدا (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عشق فكتم وعف فمات
فهو شهيد (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عشق وكتم وعف وصبر،
غفر الله له وأدخله الجنة (9).
- الإمام علي (عليه السلام): ما المجاهد الشهيد في
سبيل الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف (10).
(انظر) عنوان 360 " العفة ".
[2742]
عشق الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: إذا
كان الغالب على العبد الاشتغال بي جعلت
بغيته ولذته في ذكري، فإذا جعلت بغيته
ولذته في ذكري عشقني وعشقته، فإذا عشقني

(1) البحار: 78 / 11 / 70.
(2) غرر الحكم: 5314.
(3) أمالي الصدوق: 531 / 3.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 109، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
7 / 200.
(5) غرر الحكم: 3807.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(7) كنز العمال: 6999، 7000، 7002.
(8) كنز العمال: 6999، 7000، 7002.
(9) كنز العمال: 6999، 7000، 7002.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 474.
1988

وعشقته رفعت الحجاب فيما بيني وبينه،
وصيرت ذلك تغالبا عليه، لا يسهو إذا
سها الناس (1).
(انظر) الصلاة (1): باب 2266.
الذكر: باب 1340.
عنوان 90 " المحبة (2) "،
435 " المقربون "، 561 " الولاية (2) ".

(1) كنز العمال: 1872.
1989

(357)
التعصب
البحار: 73 / 281 باب 133 " العصبية ".
كنز العمال: 3 / 509 " العصبية ".
وسائل الشيعة: 11 / 296 باب 57 " تحريم التعصب على غير الحق ".
1991

[2743]
التعصب
الكتاب
* (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية
الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين
وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل
شئ عليما) * (1).
(انظر) مريم 73، 81، المؤمنون 33، 34، الشعراء 111،
الزخرف 52، 53، الدخان 49، الحجرات 14.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تعصب أو تعصب له فقد
خلع ربق الإيمان من عنقه (2).
وفي نقل -: فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه.
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كان في قلبه حبة من خردل من
عصبية بعثه الله يوم القيامة مع أعراب الجاهلية (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من تعصب عصبه الله
عز وجل بعصابة من نار (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من دعا إلى عصبية،
وليس منا من قاتل [على] عصبية، وليس منا
من مات على عصبية (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله يعذب الستة
بالستة: العرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر (6).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه للأشتر -: أملك
حمية أنفك، وسورة حدك، وسطوة يدك،
وغرب لسانك (7).
[2744]
التعصب المذموم
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لما سئل
عن العصبية -: العصبية التي يأثم عليها صاحبها
أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم
آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه،
ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن العصبية -: أن
تعين قومك على الظلم (9).
[2745]
إمام المتعصبين
- الإمام علي (عليه السلام) - في ذم إبليس -:
فافتخر على آدم بخلقه، وتعصب عليه لأصله،

(1) الفتح: 26.
(2) الكافي: 2 / 308 / 2 و ح 3.
(3) الكافي: 2 / 308 / 2 و ح 3.
(4) ثواب الأعمال: 263 / 3.
(5) سنن أبي داود: 5121.
(6) الكافي: 8 / 162 / 170، انظر تمام الحديث.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(8) الكافي: 2 / 308 / 7.
(9) سنن أبي داود: 5119.
1992

فعدو الله إمام المتعصبين، وسلف المستكبرين،
الذي وضع أساس العصبية، ونازع الله رداء
الجبرية، وادرع لباس التعزز، وخلع
قناع التذلل (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اعترته الحمية،
وغلبت عليه الشقوة، وتعزز بخلقة النار،
واستوهن خلق الصلصال (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الملائكة كانوا
يحسبون أن إبليس منهم، وكان في علم
الله أنه ليس منهم، فاستخرج ما في نفسه
بالحمية والغضب فقال: خلقتني من نار وخلقته
من طين (3).
[2746]
التعصب الممدوح
- الإمام علي (عليه السلام) - في خطبة القاصعة -:
ولقد نظرت فما وجدت أحدا من العالمين يتعصب
لشئ من الأشياء إلا عن علة تحتمل تمويه
الجهلاء، أو حجة تليط بعقول السفهاء، غيركم،
فإنكم تتعصبون لأمر ما يعرف له سبب ولا
علة (مس يد علة)، أما إبليس فتعصب على آدم
لأصله، وطعن عليه في خلقته، فقال: أنا ناري
وأنت طيني، وأما الأغنياء من مترفة الأمم
فتعصبوا لآثار مواقع النعم، فقالوا: نحن أكثر أموالا
وأولادا وما نحن بمعذبين.
فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم
لمكارم الخصال، ومحامد الأفعال، ومحاسن
الأمور، التي تفاضلت فيها المجداء النجداء
من بيوتات العرب، ويعاسيب القبائل، بالأخلاق
الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة،
والآثار المحمودة. فتعصبوا لخلال الحمد من
الحفظ للحوار، والوفاء بالذمام، والطاعة للبر،
والمعصية للكبر، والأخذ بالفضل، والكف عن
البغي، والإعظام للقتل، والإنصاف للخلق،
والكظم للغيظ، واجتناب الفساد في الأرض (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خيركم المدافع عن عشيرته
ما لم يأثم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إن كنتم لا محالة متعصبين
فتعصبوا لنصرة الحق وإغاثة الملهوف (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لم يدخل الجنة
حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب - وذلك
حين أسلم - غضبا للنبي (صلى الله عليه وآله) في حديث السلا
الذي القي على النبي (صلى الله عليه وآله) (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - فيما استنهض الناس
لنصرته -: ما تنتظرون بنصركم ربكم؟ أما
دين يجمعكم، ولا حمية تحمشكم؟! (8).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 127.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(3) الكافي: 2 / 308 / 6.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 192، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 166.
(5) سنن أبي داود: 5120.
(6) غرر الحكم: 3738.
(7) الكافي: 2 / 308 / 5.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 39.
1993

- عنه (عليه السلام) - أيضا -: أما دين يجمعكم،
ولا حمية [محمية] تشحذكم! أوليس عجبا
[عجيبا] أن معاوية يدعو الجفاة الطغام
[الطغاة] فيتبعونه على غير معونة ولا عطاء (1).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 180.
1994

(358)
العصمة
البحار: 11 / 72 باب 4 " عصمة الأنبياء (عليهم السلام) ".
البحار: 17 / 34 باب 15 " عصمة نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 7 - 20 " القول في عصمة الأنبياء (عليهم السلام) ".
البحار: 25 / 191 باب 6 " عصمة الأئمة (عليهم السلام) ".
البحار: 38 / 62، باب 59 " في عصمة الإمام علي (عليه السلام) ".
البحار: 59 / 265 باب 25 " عصمة الملائكة ".
انظر:
الذكر: باب 1340، القلب: باب 3393.
1995

[2747]
العصمة
- الإمام علي (عليه السلام): إنما الناس مع الملوك
والدنيا إلا من عصم الله (1).
- عنه (عليه السلام): الناس منقوصون مدخولون إلا
من عصم الله، سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف،
يكاد أفضلهم رأيا يرده عن فضل رأيه الرضا
والسخط، ويكاد أصلبهم عودا تنكؤه اللحظة
وتستحيله (2) الكلمة الواحدة (3).
- عنه (عليه السلام): من ألهم العصمة أمن الزلل (4).
- عنه (عليه السلام): كيف يصبر عن الشهوة من لم
تعنه العصمة (5).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الملائكة -:
وعصمهم من ريب الشبهات، فما منهم زائغ
عن سبيل مرضاته (6).
[2748]
الاعتصام بالله
الكتاب
* (وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم
رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدى إلى صراط
مستقيم) * (7).
* (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم
في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا
مستقيما) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): اعتصم في أحوالك
كلها بالله، فإنك تعتصم منه سبحانه
بمانع عزيز (9).
- عنه (عليه السلام): من اعتصم بالله نجاه (10).
- عنه (عليه السلام): من اعتصم بالله لم يضره شيطان (11).
- عنه (عليه السلام): من اعتصم بالله عز مطلبه (12).
- عنه (عليه السلام) - في الدعاء -: إلهي
خلقت لي جسما، وجعلت لي فيه آلات
أطيعك بها وأعصيك، وأغضبك بها وأرضيك،
وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات،
وأسكنتني دارا قد ملئت من الآفات، ثم
قلت لي: انزجر، فبك أنزجر، وبك
أعتصم، وبك أستجير، وبك أحترز وأستوفقك
لما يرضيك (13).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 210.
(2) أي تحوله عما هو عليه، وفي الغرر " تستميله ".
(3) نهج البلاغة: الحكمة 343، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 257.
(4) غرر الحكم: 8469، 6992.
(5) غرر الحكم: 8469، 6992.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(7) آل عمران: 101.
(8) النساء: 175.
(9) غرر الحكم: 2390، 7826، 8035، 8324.
(10) غرر الحكم: 2390، 7826، 8035، 8324.
(11) غرر الحكم: 2390، 7826، 8035، 8324.
(12) غرر الحكم: 2390، 7826، 8035، 8324.
(13) البلد الأمين: 317.
1996

[2749]
معنى المعصوم
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله هشام عن
معنى المعصوم -: المعصوم هو الممتنع بالله من
جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: * (ومن
يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم) * (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): الإمام منا
لا يكون إلا معصوما، وليست العصمة في ظاهر
الخلقة فيعرف بها، ولذلك لا يكون إلا منصوصا.
فقيل له: يا بن رسول الله فما معنى المعصوم؟
فقال: هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن،
لا يفترقان إلى يوم القيامة، والإمام يهدي
إلى القرآن، والقرآن يهدي إلى الإمام، وذلك
قول الله عز وجل: * (إن هذا القرآن يهدي للتي
هي أقوم) * (2).
(انظر) حديث 12792.
[2750]
موجبات العصمة
- الإمام علي (عليه السلام): الاعتبار يثمر العصمة (3).
- عنه (عليه السلام): لا تخل نفسك من فكرة
تزيدك حكمة، وعبرة تفيدك عصمة (4).
- عنه (عليه السلام): التصبر على المكروه يعصم
القلب (5).
- عنه (عليه السلام): إن التقوى عصمة لك في
حياتك، وزلفى لك بعد مماتك (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أيما مؤمن أقبل
قبل ما يحب الله، أقبل الله عليه قبل كل
ما يحب، ومن اعتصم بالله بتقواه عصمه الله،
ومن أقبل الله عليه وعصمه لم يبال لو سقطت
السماء على الأرض، وإن نزلت نازلة على أهل
الأرض فشملهم بلية كان في حرز الله بالتقوى
من كل بلية، أليس الله تعالى يقول: * (إن
المتقين في مقام أمين؟!) * (7).
- الإمام علي (عليه السلام): أوصيكم عباد الله بتقوى
الله، فإنها الزمام والقوام، فتمسكوا بوثائقها،
واعتصموا بحقائقها، تؤل بكم إلى أكنان الدعة
وأوطان السعة (8).
- عنه (عليه السلام): فاعتصموا بتقوى الله، فإن لها
حبلا وثيقا عروته، ومعقلا منيعا ذروته (9).
- عنه (عليه السلام): بالتقوى قرنت العصمة (10).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى أهل مصر -:
عصمكم الله بالهدى وثبتكم بالتقوى (11).
- عنه (عليه السلام): لا حكمة إلا بعصمة (12).
- عنه (عليه السلام): الحكمة عصمة، العصمة
نعمة (13).

(1) معاني الأخبار: 132 / 2 و 132 / 1.
(2) معاني الأخبار: 132 / 2 و 132 / 1.
(3) غرر الحكم: 879، 10307.
(4) غرر الحكم: 879، 10307.
(5) البحار: 77 / 227 / 2.
(6) غرر الحكم: 3466.
(7) البحار: 70 / 285 / 8.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 195 و 190.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 195 و 190.
(10) غرر الحكم: 4316.
(11) أمالي المفيد: 82.
(12) غرر الحكم: 10916، 12.
(13) غرر الحكم: 10916، 12.
1997

- عنه (عليه السلام): قرنت الحكمة بالعصمة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز ذكره يعصم
من أطاعه، ولا يعتصم به من عصاه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن في سلطان الله
عصمة لأمركم، فأعطوه طاعتكم غير ملومة
[متلومين] ولا مستكره بها (3).
- عنه (عليه السلام): وعليكم بكتاب الله، فإنه
الحبل المتين... والعصمة للمتمسك (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من دعائه عند
ختم القرآن -: لا تنال أيدي الهلكات من
تعلق بعروة عصمته (5).
- الإمام علي (عليه السلام): فعصم السعداء
بالإيمان، وخذل الأشقياء بالعصيان، من
بعد اتجاه الحجة عليهم بالبيان (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إذا علم الله تعالى حسن
نية من أحد اكتنفه بالعصمة (7).
- نوف البكالي: رأيت أمير المؤمنين
صلوات الله عليه موليا مبادرا، فقلت: أين
تريد يا مولاي؟ فقال: دعني يا نوف، إن
آمالي تقدمني في المحبوب.
فقلت: يا مولاي وما آمالك؟ قال: قد علمها
المأمول واستغنيت عن تبيينها لغيره، وكفى
بالعبد أدبا أن لا يشرك في نعمه وأربه غير ربه.
فقلت: يا أمير المؤمنين! إني خائف
على نفسي من الشره، والتطلع إلى طمع من أطماع
الدنيا، فقال لي: وأين أنت عن عصمة الخائفين،
وكهف العارفين؟!.
فقلت: دلني عليه، قال: الله العلي
العظيم، تصل أملك بحسن تفضله، وتقبل
عليه بهمك، وأعرض عن النازلة في قلبك،
فإن أجلك بها فأنا الضامن من موردها،
وانقطع إلى الله سبحانه فإنه يقول: وعزتي
وجلالي لأقطعن أمل كل من يؤمل غيري
باليأس، ولأكسونه ثوب المذلة في الناس،
ولأبعدنه من قربي، ولأقطعنه عن وصلي...
ثم قال عليه وعلى آله السلام لي: يا نوف
ادع بهذا الدعاء: إلهي إن حمدتك فبمواهبك،
وإن مجدتك فبمرادك، وإن قدستك فبقوتك، وإن
هللتك فبقدرتك، وإن نظرت فإلى رحمتك، وإن
عضضت فعلى نعمتك.
إلهي إنه من لم يشغله الولوع بذكرك،
ولم يزوه السفر بقربك، كانت حياته عليه ميتة،
وميتته عليه حسرة (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - في مناجاته -: إلهي
لا سبيل إلى الاحتراس من الذنب إلا بعصمتك،
ولا وصول إلى عمل الخيرات إلا بمشيئتك،
فكيف لي بإفادة ما أسلفتني فيه مشيئتك،

(1) غرر الحكم: 6712.
(2) الكافي: 8 / 82 / 39.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 169.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 156، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
9 / 203.
(5) الصحيفة السجادية: الدعاء 42.
(6) نهج السعادة: 1 / 367.
(7) البحار: 78 / 188 / 41.
(8) البحار: 94 / 94 / 12 انظر تمام الكلام.
1998

وكيف لي بالاحتراس من الذنب ما إن لم
تدركني فيه عصمتك؟! (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - أيضا -: إلهي
في هذه الدنيا هموم وأحزان وغموم وبلاء، وفي
الآخرة حساب وعقاب، فأين الراحة والفرج؟!
إلهي خلقتني بغير أمري، وتميتني بغير إذني،
ووكلت في عدوا لي له علي سلطان، يسلك بي
البلايا مغرورا، وقلت لي: استمسك، فكيف
أستمسك إن لم تمسكني؟! (2).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي لا حول لي
ولا قوة إلا بقدرتك، ولا نجاة لي من مكاره الدنيا
إلا بعصمتك، فأسألك ببلاغة حكمتك ونفاذ
مشيئتك أن لا تجعلني لغير جودك متعرضا...
ومن البلايا واقيا، وعن المعاصي عاصما (3).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي فلا تخلنا
من حمايتك، ولا تعرنا من رعايتك...
أسألك بأهل خاصتك من ملائكتك والصالحين
من بريتك، أن تجعل علينا واقية تنجينا
من الهلكات، وتجننا من الآفات... وأن
تحوينا في أكناف عصمتك (4).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي أسكنتنا دارا
حفرت لنا حفر مكرها... بك نعتصم من الاغترار
بزخارف زينتها... إلهي فزهدنا فيها وسلمنا
منها بتوفيقك وعصمتك (5).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اللهم صل على محمد
وآله، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا، وعن
أيماننا وعن شمائلنا، ومن جميع نواحينا،
حفظا عاصما من معصيتك، هاديا إلى طاعتك،
مستعملا لمحبتك (6).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: وطهرني بالتوبة،
وأيدني بالعصمة، واستصلحني بالعافية (7).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اللهم خذ لنفسك
من نفسي ما يخلصها، وأبق لنفسي من نفسي ما
يصلحها، فإن نفسي هالكة أو تعصمها (8).
- عنه (عليه السلام) - من دعائه في يوم عرفة -:
وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك، وتقطعني
عن ركوب محارمك، وتفكني من أسر العظائم،
وهب لي التطهير من دنس العصيان (9).
(انظر) الذكر: باب 1340.
الذنب: باب 1388، 1389.
الشيطان: باب 2016.
الشريعة: باب 1982 حديث 9268.
العشق: باب 2742.
النية: باب 3982.
[2751]
عصمة الإمام
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في صفة الأئمة -:
معصوما من الزلات، مصونا عن الفواحش
كلها (10).
- عنه (عليه السلام): نحن تراجمة أمر الله، نحن
قوم معصومون (11).

(1) البلد الأمين: 315.
(2) البحار: 94 / 129 وص 143 وص 152 وص 152.
(3) البحار: 94 / 129 وص 143 وص 152 وص 152.
(4) البحار: 94 / 129 وص 143 وص 152 وص 152.
(5) البحار: 94 / 129 وص 143 وص 152 وص 152.
(6) الصحيفة السجادية: الدعاء 6 و 16 و 20 و 47.
(7) الصحيفة السجادية: الدعاء 6 و 16 و 20 و 47.
(8) الصحيفة السجادية: الدعاء 6 و 16 و 20 و 47.
(9) الصحيفة السجادية: الدعاء 6 و 16 و 20 و 47.
(10) الكافي: 1 / 204 / 2 وص 269 / 6.
(11) الكافي: 1 / 204 / 2 وص 269 / 6.
1999

- الإمام الرضا (عليه السلام): الإمام: المطهر من
الذنوب، والمبرأ عن العيوب (1).
- عنه (عليه السلام): فهو معصوم مؤيد موفق مسدد، قد
أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك
ليكون حجته على عباده وشاهده على خلقه (2).
(انظر) الشك: باب 2083.
[2752]
العصمة (م)
- الإمام علي (عليه السلام): من العصمة تعذر
المعاصي (3).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لأهل العصمة والمصنوع
إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب
والمعصية (4).
- عنه (عليه السلام): سأدعى يوم القيامة ولا ذنب
لي، ولو كان لي ذنب لكفر عني ذنوبي ما أنا فيه
من قتالهم، - يعني قتال الناكثين - (5).

(1) الكافي: 1 / 200 / 1 وص 203 / 1.
(2) الكافي: 1 / 200 / 1 وص 203 / 1.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 345، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 260.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 140، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
9 / 59.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1 / 265.
2000

(359)
التعظيم
البحار: 76 / 62 باب 108 " ما يجوز من تعظيم الخلق ".
كنز العمال: 9 / 153 " التعظيم والقيام ".
انظر:
الأخ: باب 58، عنوان. 24 " السلطان "، العلم: باب 2873.
الكرم: باب 3476، 3477.
2001

[2753]
تعظيم الامراء
- أبو ذر (رحمه الله): رأيت سلمان وبلالا يقبلان
إلى النبي (صلى الله عليه وآله) إذ انكب سلمان على قدم
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقبلها، فزجره النبي (صلى الله عليه وآله) عن
ذلك، ثم قال له: يا سلمان! لا تصنع بي ما تصنع
الأعاجم بملوكها، أنا عبد من عبيد الله آكل مما
يأكل العبد، وأقعد كما يقعد العبد (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تفعلوا كما تفعل أهل
فارس بعظمائها (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوموا كما تقوم الأعاجم
بعضهم لبعض (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوموا كما تقوم الأعاجم
يعظم بعضها بعضا (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أحب أن يمثل له الرجال
فليتبوأ مقعده في النار (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من سره أن يستجم له بنو آدم
قياما دخل النار (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من سره إذا رأته الرجال مقبلا
أن يمثلوا له قياما فليتبوأ بيتا في النار (7).
- أنس: لم يكن شخص أكرم على الله
من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، كنا إذا رأيناه لم نقم له لما
نعلم من كراهته ذلك (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقام لي، إنما يقام
لله عز وجل (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لعن الله عز وجل من قامت له
العبيد صفوفا (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - لدهاقين الأنبار لما
ترجلوا له واشتدوا بين يديه، عند مسيره إلى
الشام -: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منا
نعظم به أمراءنا، فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم!
وإنكم لتشقون على أنفسكم في دنياكم، وتشقون
به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها
العقاب، وأربح الدعة معها الأمان من النار! (11).
- وفي نقل: أنه (عليه السلام) مر بالأنبار فاستقبله
دهاقينها، فلما استقبلوه نزلوا ثم جاؤوا يشتدون
معه، فقال [لهم]: ما هذه الدواب التي معكم وما
أردتم بهذا الذي صنعتم؟ قالوا: أما هذا الذي
صنعنا فهو خلق منا نعظم به الامراء، وأما هذه
البراذين فهدية لك، وقد صنعنا لك وللمسلمين

(1) البحار: 76 / 63 / 3.
(2) كنز العمال: 25475.
(3) البحار: 16 / 240.
(4) كنز العمال: 25474.
(5) البحار: 16 / 240.
(6) كنز العمال: 25480، 25481.
(7) كنز العمال: 25480، 25481.
(8) تنبيه الخواطر: 2 / 229.
(9) كنز العمال: 25477، 25479.
(10) كنز العمال: 25477، 25479.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 37.
2002

طعاما وهيأنا لدوابكم علفا كثيرا، فقال [(عليه السلام)]:
أما هذا الذي زعمتم أنه منكم خلق تعظمون
به الامراء فوالله ما ينفع هذا الامراء، وإنكم
لتشقون به على أنفسكم وأبدانكم فلا تعودوا له،
وأما دوابكم هذه فإن أحببتم أن نأخذها فنحسبها
من خراجكم أخذناها منكم، وأما طعامكم الذي
صنعتم لنا فإنا نكره أن نأكل من أموالكم شيئا
إلا بثمن (1).
(انظر) تمام الخبر
وسائل الشيعة: 8 / 560 باب 129.
الدنيا: باب 1248.
السلطان: باب 1855.
[2754]
السجود للتعظيم
الكتاب
* (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لادم فسجدوا إلا إبليس
أبى واستكبر وكان من الكافرين) * (2).
* (ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) * -:
ما سجدت به من جوارحك لله تعالى فلا تدعوا
مع الله أحدا (4).
(انظر) الزواج: باب 1651.
[2755]
ما ينبغي من التعظيم
الكتاب
* (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى
القلوب) * (5).
* (ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه
وأحلت لكم الانعام إلا ما يتلى عليكم فاجتنبوا الرجس من
الأوثان واجتنبوا قول الزور) * (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن القيام
تعظيما للرجل -: مكروه إلا لرجل في الدين (7).
- الإمام علي (عليه السلام): قم عن مجلسك لأبيك
ومعلمك وإن كنت أميرا (8).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): عظم العالم لعلمه
ودع منازعته، وصغر الجاهل لجهله ولا تطرده،
ولكن قربه وعلمه (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من تعظيم جلال
الله عز وجل كرامة ذي الشيبة، وحامل القرآن،
والإمام العادل (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه (11).
- الإمام العسكري (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما
جاء جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه

(1) نهج السعادة: 2 / 141.
(2) البقرة: 34.
(3) يوسف: 100.
(4) نوادر الراوندي: 30.
(5) الحج: 32، 30.
(6) الحج: 32، 30.
(7) المحاسن: 1 / 364 / 786.
(8) غرر الحكم: 2341.
(9) تحف العقول: 394.
(10) كنز العمال: 25507، 25487.
(11) كنز العمال: 25507، 25487.
2003

واستقبله اثنتي عشرة خطية [خطوة - خ ل]
وعانقه وقبل ما بين عينيه - إلى أن قال: -
وبكى فرحا برؤيته (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - عند تزحزحه لرجل دخل
المسجد وهو جالس -: إن من حق المسلم على
المسلم إذا أراد الجلوس أن يتزحزح له (2).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 559 باب 128.
العلم: باب 2873.
قال الشهيد قدس الله روحه في قواعده:
يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به عادة الزمان
وإن لم يكن منقولا عن السلف، لدلالة العمومات
عليه، قال تعالى: * (ذلك ومن يعظم شعائر الله
فإنها من تقوى القلوب) * وقال تعالى: * (ذلك ومن
يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه) * ولقول
النبي (صلى الله عليه وآله): لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا
ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا. فعلى هذا
يجوز القيام والتعظيم بانحناء وشبهه، وربما
وجب إذا أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو
إهانة المؤمن، وقد صح أن النبي (صلى الله عليه وآله) قام إلى
فاطمة (عليها السلام) وإلى جعفر (رضي الله عنه) لما قدم من الحبشة،
وقال للأنصار: قوموا إلى سيدكم. ونقل أنه (صلى الله عليه وآله)
قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا
بقدومه.
فإن قلت: قد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب
أن يتمثل له الناس أو الرجال قياما فليتبوأ
مقعده من النار، ونقل أنه (صلى الله عليه وآله) كان يكره أن يقام
له، فكان إذا قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك،
فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله لما
يلزمهم من تعظيمه.
قلت: تمثل الرجال قياما هو ما تصنعه
الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام في حال
قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم، لا هذا القيام
المخصوص القصير زمانه. سلمنا لكن يحمل على
من أراد ذلك تجبرا وعلوا على الناس فيؤاخذ من
لا يقوم له بالعقوبة، أما من يريده لدفع الإهانة
عنه والنقيصة له فلا حرج عليه، لأن دفع الضرر
عن النفس واجب.
وأما كراهيته (صلى الله عليه وآله) فتواضع لله وتخفيف
على أصحابه، وكذا ينبغي للمؤمن أن
لا يحب ذلك، وأن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه
إذا مالت إليه، ولأن الصحابة كانوا يقومون
كما في الحديث، ويبعد عدم علمه (صلى الله عليه وآله) بهم، مع أن
فعلهم يدل على تسويغ ذلك (3).

(1) وسائل الشيعة: 8 / 559 / 16157 وص 560 / 16160.
(2) وسائل الشيعة: 8 / 559 / 16157 وص 560 / 16160.
(3) البحار: 76 / 38.
2004

(360)
العفة
البحار: 71 / 268 باب 77 " العفاف وعفة البطن والفرج ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 233 " حكايات حول العفة ".
انظر:
اللباس: باب 3522، الهوى: باب 4051، الفقر: باب 3235.
2005

[2756]
الحث على العفاف
الكتاب
* (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله
من فضله) * (1).
* (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس
عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن
يستعففن خير لهن والله سميع عليم) * (2).
* (ومن كان غنيا فليستعفف) * (3).
* (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) * (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - كان يقول -: أفضل
العبادة العفاف (5).
- عنه (عليه السلام): ألا وإن لكل مأموم إماما،
يقتدي به ويستضئ بنور علمه، ألا وإن
إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه
بقرصيه، ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك، ولكن
أعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد (6).
- عنه (عليه السلام): ما المجاهد الشهيد في سبيل
الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف، لكاد العفيف أن
يكون ملكا من الملائكة (7).
- عنه (عليه السلام): العفة شيمة الأكياس، الشره
سجية الأرجاس (8).
- عنه (عليه السلام): العفة رأس كل خير (9).
- عنه (عليه السلام): العفة أفضل الفتوة (10).
- عنه (عليه السلام): العفاف أفضل شيمة (11).
- عنه (عليه السلام): العفاف يصون النفس وينزهها
عن الدنايا (12).
- عنه (عليه السلام): العفاف زهادة (13).
- عنه (عليه السلام): العفاف زينة الفقر (14).
- عنه (عليه السلام): عليك بالعفاف، فإنه أفضل
شيم الأشراف (15).
- عنه (عليه السلام): العفاف أشرف الأشراف (16).
- عنه (عليه السلام): زكاة الجمال العفاف (17).
- عنه (عليه السلام): عليك بالعفة، فإنها نعم القرين (18).
- الإمام الصادق (عليه السلام): عفوا عن نساء الناس
تعف نساؤكم (19).
- كانت امرأة على عهد داود (عليه السلام) يأتيها رجل
يستكرهها على نفسها، فألقى الله عز وجل في

(1) النور: 33، 60.
(2) النور: 33، 60.
(3) النساء: 6.
(4) البقرة: 273.
(5) الكافي: 2 / 79 / 3.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 474.
(8) غرر الحكم: (729 - 730)، 1168، 529، 5672، 1989، 35.
(9) غرر الحكم: (729 - 730)، 1168، 529، 5672، 1989، 35.
(10) غرر الحكم: (729 - 730)، 1168، 529، 5672، 1989، 35.
(11) غرر الحكم: (729 - 730)، 1168، 529، 5672، 1989، 35.
(12) غرر الحكم: (729 - 730)، 1168، 529، 5672، 1989، 35.
(13) غرر الحكم: (729 - 730)، 1168، 529، 5672، 1989، 35.
(14) نهج البلاغة: الحكمة 68، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 213.
(15) غرر الحكم: 6122، 1511، 5449، 6099.
(16) غرر الحكم: 6122، 1511، 5449، 6099.
(17) غرر الحكم: 6122، 1511، 5449، 6099.
(18) غرر الحكم: 6122، 1511، 5449، 6099.
(19) الخصال: 55 / 75.
2006

قلبها فقالت له: إنك لا تأتيني مرة إلا وعند
أهلك من يأتيهم. قال: فذهب إلى أهله فوجد
عند أهله رجلا، فأتى به داود (عليه السلام) فقال: يا نبي
الله اتي إلي ما لم يؤت إلى أحد! قال: وما
ذاك؟ قال: وجدت هذا الرجل عند أهلي، فأوحى
الله تعالى إلى داود (عليه السلام): قل له: كما تدين تدان (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب الحيي
المتعفف، ويبغض البذي السائل الملحف (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المتقين -:
حاجاتهم خفيفة، وأنفسهم عفيفة (3).
- عنه (عليه السلام): والحرفة مع العفة خير من الغنى
مع الفجور (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة كلهم حق على الله
عونه: الغازي في سبيل الله، والمكاتب
الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد التعفف (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب عبده المؤمن
الفقير المتعفف أبا العيال (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طالب حقا فليطلبه في
عفاف واف، أو غير واف (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - كان يدعو -: اللهم إني
أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما نفذ ما عنده إذ سأله
الأنصار فأعطاهم -: ما يكون عندي من
خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله،
ومن يستغن يغنه الله (9).
(انظر) الصدقة: باب 2240.
[2757]
الحث على عفة البطن والفرج
الكتاب
* (والحافظين فروجهم والحافظات) * (10).
* (والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو
ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين) * (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحب العفاف إلى الله
تعالى عفاف البطن والفرج (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما عبد الله بشئ
أفضل من عفة بطن وفرج (13).
- عنه (عليه السلام) - لرجل قال له: إني ضعيف
العمل قليل الصيام، ولكني أرجو أن لا آكل
إلا حلالا -: أي الاجتهاد أفضل من عفة
بطن وفرج؟! (14).
وفي نقل المحاسن: قليل الصلاة قليل الصوم
ولكن أرجو أن لا آكل إلا حلالا، ولا أنكح
إلا حلالا، فقال: وأي جهاد أفضل من عفة
بطن وفرج؟! (15).

(1) الفقيه: 4 / 21 / 4986.
(2) أمالي الطوسي: 39 / 43.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193، والكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 193، والكتاب 31.
(5) سنن ابن ماجة: 2518، 4121، 2421.
(6) سنن ابن ماجة: 2518، 4121، 2421.
(7) سنن ابن ماجة: 2518، 4121، 2421.
(8) صحيح الترمذي: 3489.
(9) سنن أبي داود: 1644.
(10) الأحزاب: 35.
(11) المعارج: 29، 30.
(12) تنبيه الخواطر: 2 / 30.
(13) الكافي: 2 / 79 / 1 و ح 4.
(14) الكافي: 2 / 79 / 1 و ح 4.
(15) المحاسن: 1 / 455 / 1052.
2007

- الإمام علي (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا
أعف بطنه وفرجه (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر ما تلج به أمتي
النار الأجوفان: البطن والفرج (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاث أخافهن على أمتي من
بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلات الفتن،
وشهوة البطن والفرج (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن موسى (صلى الله عليه وآله) آجر نفسه ثماني
سنين، أو عشرا، على عفة فرجه وطعام بطنه (4).
(انظر) الجنة باب 552.
باب 2762.
البحار: 71 / 268 باب 77.
[2758]
أصل العفاف
- الإمام علي (عليه السلام): أصل العفاف القناعة (5)،
وثمرتها قلة الأحزان (6).
- عنه (عليه السلام): من قنعت نفسه أعانته على
النزاهة والعفاف (7).
- عنه (عليه السلام): الرضا بالكفاف يؤدي
إلى العفاف (8).
- عنه (عليه السلام): قدر الرجل على قدر همته...
وعفته على قدر غيرته (9).
- عنه (عليه السلام): دليل غيرة الرجل عفته (10).
- عنه (عليه السلام): من عقل عف (11).
[2759]
قوام العفة
- الإمام علي (عليه السلام): الصبر عن الشهوة عفة،
وعن الغضب نجدة (12).
- عنه (عليه السلام): الفضائل أربعة أجناس: أحدها:
الحكمة، وقوامها في الفكرة، والثاني: العفة،
وقوامها في الشهوة، والثالث: القوة، وقوامها في
الغضب، والرابع: العدل، وقوامه في اعتدال قوى
النفس (13).
[2760]
ثمرة العفة
- الإمام علي (عليه السلام): العفة تضعف الشهوة (14).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العفة القناعة (15).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العفة الصيانة (16).
- عنه (عليه السلام): من عف خف وزره، وعظم
عند الله قدره (17).
- عنه (عليه السلام): من عفت أطرافه حسنت
أوصافه (18).
2008

- عنه (عليه السلام): لم يتحل بالعفة من اشتهى
ما لا يجد (1).
- عنه (عليه السلام): النزاهة آية العفة (2).
- عنه (عليه السلام): بالعفاف تزكو الأعمال (3).
- عنه (عليه السلام): من اتحف العفة والقناعة
حالفه العز (4).
[2761]
ما يتشعب من العفاف
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما العفاف: فيتشعب
منه الرضا، والاستكانة، والحظ، والراحة،
والتفقد، والخشوع، والتذكر، والتفكر،
والجود، والسخاء، فهذا ما يتشعب للعاقل
بعفافه رضى بالله وبقسمه (5).
[2762]
أكبر العفاف
- الإمام علي (عليه السلام): القناعة أفضل العفتين (6).
- عنه (عليه السلام): ألا وإن القناعة وغلبة الشهوة
من أكبر العفاف (7).
- عنه (عليه السلام): على قدر العفة تكون القناعة (8).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم
القناعة والعفة (9).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لمحمد بن أبي بكر
لما ولاه مصر -: يا محمد بن أبي بكر!
اعلم أن أفضل العفة الورع في دين الله والعمل
بطاعته، وإني أوصيك بتقوى الله في أمر
سرك وعلانيتك (10).
(انظر) باب 2757.
2009

(361)
العفو
(1)
عفو الناس
البحار: 71 / 397 باب 93 " الحلم والعفو وكظم الغيظ ".
وسائل الشيعة: 8 / 518 باب 112 " استحباب العفو ".
كنز العمال: 3 / 373، 378 " العفو مع قبول المعذرة ".
انظر:
عنوان 125 " الحلم "، 391 " الغضب "، الحدود: باب 736.
2011

[2763]
فضيلة العفو
الكتاب
* (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره
على الله إنه لا يحب الظالمين) * (1).
* (إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فإن الله
كان عفوا قديرا) * (2).
* (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين
الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) * (3).
(انظر) البقرة 109، الأعراف 199، الرعد 22، الحجر 85،
النور 22، الزخرف 89، الجاثية 14، التغابن 14.
- الإمام علي (عليه السلام): العفو تاج المكارم (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بخير خلائق
الدنيا والآخرة؟: العفو عمن ظلمك،
وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك،
وإعطاء من حرمك (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاث من مكارم
الدنيا والآخرة: تعفو عمن ظلمك،
وتصل من قطعك، وتحلم إذا جهل عليك (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أوقف العباد نادى
مناد: ليقم من أجره على الله وليدخل الجنة،
قيل: من ذا الذي أجره على الله؟ قال: العافون
عن الناس (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا عنت لكم غضبة فادرؤوها
بالعفو، إنه ينادي مناد يوم القيامة: من
كان له على الله أجر فليقم، فلا يقوم إلا العافون،
ألم تسمعوا قوله تعالى: * (فمن عفا وأصلح فأجره
على الله) *؟! (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العفو أحق ما عمل به (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تعافوا تسقط الضغائن بينكم (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله عفو يحب العفو (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي
قصورا مستوية مشرفة على الجنة،
فقلت: يا جبرئيل لمن هذا؟ فقال:
للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله
يحب المحسنين (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أقال مسلما عثرته أقال الله
عثرته يوم القيامة (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنا أهل بيت مروتنا

(1) الشورى: 40.
(2) النساء: 149.
(3) آل عمران: 134.
(4) غرر الحكم: 520.
(5) الكافي: 2 / 107 / 1.
(6) الكافي: 2 / 107 / 3.
(7) كنز العمال: 7009.
(8) أعلام الدين: 337.
(9) كنز العمال: 7003، 7004، 7005، 7016، 7019.
(10) كنز العمال: 7003، 7004، 7005، 7016، 7019.
(11) كنز العمال: 7003، 7004، 7005، 7016، 7019.
(12) كنز العمال: 7003، 7004، 7005، 7016، 7019.
(13) كنز العمال: 7003، 7004، 7005، 7016، 7019.
2012

العفو عمن ظلمنا (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالعفو، فإن
العفو لا يزيد العبد إلا عزا، فتعافوا
يعزكم الله (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العفو لا يزيد العبد إلا عزا،
فاعفوا يعزكم الله (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عفا عن مظلمة أبدله الله بها
عزا في الدنيا والآخرة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كثر عفوه مد في عمره (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الندامة على العفو
أفضل وأيسر من الندامة على العقوبة (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ما التقت فئتان قط
إلا نصر أعظمهما عفوا (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عفو الملوك بقاء الملك (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): عفو الملك أبقى للملك (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تجاوزوا عن الذنب ما لم
يكن حدا (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تجاوزوا عن ذنوب الناس
يدفع الله عنكم بذلك عذاب النار (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تجاوزوا عن عثرات
الخاطئين يقيكم الله بذلك سوء الأقدار (12).
- الإمام علي (عليه السلام): شيئان لا يوزن ثوابهما:
العفو والعدل (13).
- عنه (عليه السلام): العفو أعظم الفضيلتين (14).
- عنه (عليه السلام): قلة العفو أقبح العيوب، والتسرع
إلى الانتقام أعظم الذنوب (15).
- عنه (عليه السلام): شر الناس من لا يعفو عن الزلة،
ولا يستر العورة (16).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما أقبح الانتقام
بأهل الأقدار (17).
- الإمام علي (عليه السلام) - كان يقول -: متى
أشفي غيظي إذا غضبت؟! أحين أعجز عن
الانتقام فيقال لي: لو صبرت، أم حين أقدر
عليه فيقال لي: لو عفوت [غفرت]! (18).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه
مصر -: ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا [ضاربا]
تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في
الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل،
وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد
والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي
تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه...
ولا تندمن على عفو، ولا تبجحن بعقوبة (19).
- عنه (عليه السلام) - من كلامه قبل موته -: إن أبق

(1) أمالي الصدوق: 238 / 7.
(2) الكافي: 2 / 108 / 5.
(3) كنز العمال: 7012.
(4) أمالي الطوسي: 182 / 306.
(5) أعلام الدين: 315.
(6) الكافي: 2 / 108 / 6 و ح 8.
(7) الكافي: 2 / 108 / 6 و ح 8.
(8) البحار: 77 / 168 / 4.
(9) الفقيه: 4 / 381 / 5830.
(10) تنبيه الخواطر: 2 / 120.
(11) تنبيه الخواطر: 2 / 120.
(12) تنبيه الخواطر: 2 / 120.
(13) غرر الحكم: 5769، 1640، 6766، 5735.
(14) غرر الحكم: 5769، 1640، 6766، 5735.
(15) غرر الحكم: 5769، 1640، 6766، 5735.
(16) غرر الحكم: 5769، 1640، 6766، 5735.
(17) تحف العقول: 359.
(18) نهج البلاغة: الحكمة 194، والكتاب 53.
(19) نهج البلاغة: الحكمة 194، والكتاب 53.
2013

فأنا ولي دمي، وإن أفن فالفناء
ميعادي، وإن أعف فالعفو لي قربة، وهو
لكم حسنة، فاعفوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم (1).
(انظر) باب 1732 حديث 8237.
[2764]
الحث على الصفح الجميل
الكتاب
* (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق
وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل) * (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في قوله
تعالى: * (فاصفح...) * -: العفو من غير عتاب (3).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - أيضا -: عفو من
غير عقوبة، ولا تعنيف، ولا عتب (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الصفح الجميل
أن لا تعاقب على الذنب (5).
- الإمام علي (عليه السلام): ما عفا عن الذنب
من قرع به (6).
- عنه (عليه السلام): التقريع أحد العقوبتين (7).
- عنه (عليه السلام): كن جميل العفو إذا قدرت،
عاملا بالعدل إذا ملكت (8).
- عنه (عليه السلام): من لم يحسن العفو أساء بالانتقام (9).
[2765]
الحث على العفو عند القدرة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عفا عند قدرة عفا
الله عنه يوم العثرة (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عفا عند القدرة عفا الله
عنه يوم العسرة (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أولى الناس بالعفو أقدرهم
على العقوبة (12).
- الإمام الحسين (عليه السلام): إن أعفى الناس
من عفا عند قدرته (13).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا قدرت على عدوك
فاجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه (14).
- عنه (عليه السلام): والعفو زكاة الظفر (15).
- عنه (عليه السلام): العفو زكاة القدرة (16).
- عنه (عليه السلام): العفو زين القدرة (17).
- عنه (عليه السلام): العفو مع القدرة جنة من
عذاب الله سبحانه (18).
- عنه (عليه السلام): أحسن أفعال المقتدر العفو (19).
- عنه (عليه السلام): أحسن العفو ما كان عن قدرة (20).
- عنه (عليه السلام): أحسن المكارم عفو المقتدر،
2014

وجود المفتقر (1).
- عنه (عليه السلام): عند كمال القدرة تظهر
فضيلة العفو (2).
- عنه (عليه السلام): كن عفوا في قدرتك، جوادا في
عسرتك، مؤثرا مع فاقتك، يكمل لك الفضل (3).
(انظر) باب 2769.
[2766]
العفو والاستصلاح
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: إذا استحق أحد منهم ذنبا فأحسن
العذل، فإن العذل مع العفو أشد من الضرب لمن
كان له عقل (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لرجل شكى إليه خدمه -:
اعف عنهم تستصلح به قلوبهم، فقال: يا رسول
الله! إنهم يتفاوتون في سوء الأدب، فقال:
اعف عنهم، ففعل (5).
(انظر) العداوة: باب 2564.
[2767]
ما لا ينبغي من العفو
- الإمام علي (عليه السلام): العفو يفسد من اللئيم
بقدر إصلاحه من الكريم (6).
- عنه (عليه السلام): جاز بالحسنة وتجاوز عن
السيئة ما لم يكن ثلما في الدين أو وهنا
في سلطان الإسلام (7).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): حق من أساءك
أن تعفو عنه، وإن علمت أن العفو عنه يضر
انتصرت، قال الله تبارك وتعالى: * (ولمن انتصر
بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) * (8).
(انظر) الرحمة: باب 1457.
2015

(362)
العفو
(2)
عفو الله سبحانه
البحار: 6 / 1 باب 19 " عفو الله وغفرانه ".
انظر:
عنوان 181 " الرحمة ".
2017

[2768]
عفو الله
الكتاب
* (إن الله كان عفوا غفورا) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): الحمد لله الفاشي في
الخلق حمده، والغالب جنده، والمتعالي جده،
أحمده على نعمه التؤام، وآلائه العظام، الذي
عظم حلمه فعفا، وعدل في كل ما قضى (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سألته عائشة عن
الدعاء في ليلة القدر -: تقولين: اللهم
إنك عفو تحب العفو، فاعف عني (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في عظمة الله -: أمره
قضاء وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلم،
ويعفو [يغفر] بحلم (4).
- عنه (عليه السلام): فإن الله تعالى يسائلكم معشر
عباده عن الصغيرة من أعمالكم والكبيرة،
والظاهرة والمستورة، فإن يعذب فأنتم أظلم،
وإن يعف فهو أكرم (5).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه مصر -:
ولا تنصبن نفسك لحرب الله، فإنه لا يدلك بنقمته،
ولا غنى بك عن عفوه ورحمته (6).
- عنه (عليه السلام) - في المناجاة -: إلهي أفكر
في عفوك فتهون علي خطيئتي، ثم أذكر العظيم
من أخذك فتعظم علي بليتي (7).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي جودك بسط أملي،
وعفوك أفضل من عملي... إلهي إن أخذتني
بجرمي أخذتك بعفوك، وإن أخذتني بذنوبي
أخذتك بمغفرتك... فلا تجعلني ممن صرفت عنه
وجهك، وحجبه سهوه عن عفوك (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إلهي عظم جرمي إذ
كنت المبارز به، وكبر ذنبي إذ كنت المطالب
به، إلا أني إذا ذكرت كبير جرمي وعظيم غفرانك،
وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك (9).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: فإن عفوت فمن
أولى منك بذلك، وإن عذبت فمن أعدل منك
في الحكم! (10).
- عنه (عليه السلام): اللهم احملني على عفوك
ولا تحملني على عدلك (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - كان يقول -: اللهم
2018

إنك بما أنت له أهل من العفو، أولى مني
بما أنا له أهل من العقوبة (1).
- الإمام علي (عليه السلام): وكن لله مطيعا، وبذكره
آنسا، وتمثل في حال توليك عنه إقباله
عليك، يدعوك إلى عفوه، ويتغمدك بفضله،
وأنت متول عنه إلى غيره! (2).
[2769]
عفو الكريم عند المقدرة
- قال أعرابي: يا رسول الله! من يحاسب
الخلق يوم القيامة؟ قال: الله عز وجل، قال:
نجونا ورب الكعبة! قال: وكيف ذاك يا أعرابي؟!
قال: لأن الكريم إذا قدر عفا (3).
(انظر) باب 2765.
الرحمة: باب 1453.
[2770]
موجبات عفو الله
الكتاب
* (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي
القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا
وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور
رحيم) * (4).
* (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا
غفورا) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اعف عمن ظلمك كما
أنك تحب أن يعفى عنك، فاعتبر بعفو الله عنك (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من تنزه عن حرمات
الله سارع إليه عفو الله (7).
- عنه (عليه السلام): ولكن الله يختبر عباده بأنواع
الشدائد، ويتعبدهم بأنواع المجاهد، ويبتليهم
بضروب المكاره، إخراجا للتكبر من قلوبهم،
وإسكانا للتذلل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابا
فتحا إلى فضله، وأسبابا ذللا لعفوه (8).
(انظر) الرحمة: باب 1456.
2019

(363)
العافية
البحار: 81 / 170 باب 1 " العافية والمرض ".
كنز العمال: 4 / 426، 427 " الضنائن ".
انظر:
عنوان 288 " الصحة "، 486 " المرض "، النعمة: باب 3912.
المرض: باب 3668.
2021

[2771]
العافية
- الإمام علي (عليه السلام): نحمده على ما كان،
ونستعينه من أمرنا على ما يكون، ونسأله المعافاة
في الأديان، كما نسأله المعافاة في الأبدان (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العافية نعمة خفية،
إذا وجدت نسيت، وإذا فقدت ذكرت (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا ينبغي للعبد أن
يثق بخصلتين: العافية والغنى، بينا تراه
معافى إذ سقم، وبينا تراه غنيا إذ افتقر (3).
- عنه (عليه السلام): العافية أهنى النعم (4).
- عنه (عليه السلام): العافية أفضل اللباسين (5).
- عنه (عليه السلام): لا لباس أجمل من العافية (6).
- عنه (عليه السلام): يا أيها الناس سلوا الله
اليقين، وارغبوا إليه في العافية، فإن
أجل النعمة العافية (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا نعمة كالعافية،
ولا عافية كمساعدة التوفيق (8).
- الإمام علي (عليه السلام): إن العافية في الدين
والدنيا لنعمة جليلة وموهبة جزيلة (9).
- عنه (عليه السلام): بالعافية توجد لذة الحياة (10).
- عنه (عليه السلام): كل عافية إلى بلاء (11).
- عنه (عليه السلام): فإن أتاكم الله بعافية فاقبلوا،
وإن ابتليتم فاصبروا، فإن العاقبة للمتقين (12).
- عنه (عليه السلام): كل نعيم دون الجنة فهو محقور،
وكل بلاء دون النار عافية (13).
[2772]
ما يورث العافية
- الإمام الصادق (عليه السلام): من سره طول العافية
فليتق الله (14).
- الإمام علي (عليه السلام): العافية عشرة أجزاء،
تسعة منها في الصمت إلا بذكر الله، وواحد
في ترك مجالسة السفهاء (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صلى علي مرة فتح
الله عليه بابا من العافية (16).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 99.
(2) الفقيه: 4 / 406 / 5878.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 426.
(4) غرر الحكم: 973، 1652.
(5) غرر الحكم: 973، 1652.
(6) التوحيد: 74 / 27.
(7) المحاسن: 1 / 387 / 858.
(8) تحف العقول: 286.
(9) غرر الحكم: 3704، 4207، 6847.
(10) غرر الحكم: 3704، 4207، 6847.
(11) غرر الحكم: 3704، 4207، 6847.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 98، والحكمة 387.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 98، والحكمة 387.
(14) البحار: 72 / 232 / 2.
(15) تحف العقول: 89.
(16) جامع الأخبار: 153 / 344.
2022

- الإمام علي (عليه السلام): من رضي بالعافية ممن
دونه رزق السلامة ممن فوقه (1).
[2773]
الحث على طلب العافية من الله
- الإمام الصادق (عليه السلام): سلوا ربكم العفو
والعافية، فإنكم لستم من رجال البلاء،
فإنه من كان قبلكم من بني إسرائيل شقوا
بالمناشير على أن يعطوا الكفر فلم يعطوه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سمع رجلا يسأل الله
الصبر -: سألت الله البلاء فاسأله المعافاة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل لما سمع قراءة النبي السورة
القارعة في صلاة المغرب، دعا أن يعذب بذنوبه
في الدنيا، فمرض - بئسما قلت، ألا قلت: ربنا
آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار فدعا له حتى أفاق (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل كأنه فرخ منتوف من
الجهد -: هل كنت تدعو الله بشئ؟ قال:
كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة
فعجله لي في الدنيا، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) ألا قلت:
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار، فدعا الله فشفاه (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لما ضرب على
كتف رجل يطوف بالكعبة ويقول: اللهم
إني أسألك الصبر -: سألت البلاء! قل:
اللهم إني أسألك العافية، والشكر على العافية (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تتمنوا لقاء العدو، وسلوا
الله العافية، فإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله
كثيرا، فإن أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تتمنوا لقاء العدو، واسألوا الله
العافية، فإنكم لا تدرون ما تبتلون منهم، فإذا
لقيتموهم فقولوا: اللهم ربنا وربهم ونواصينا
ونواصيهم بيدك، وإنما تفشلهم أنت، ثم الزموا
الأرض جلوسا، فإذا غشوكم فانهضوا وكبروا (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما سئل الله شيئا أحب إليه
من أن يسأل العافية (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام): شكا - أي يوسف -
في السجن إلى الله فقال: يا رب بما استحققت
السجن؟ فأوحى الله إليه: أنت اخترته حين قلت:
رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه، هلا قلت:
العافية أحب إلي مما يدعونني إليه؟! (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن الدعاء
الأفضل -: تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا
والآخرة، ثم أتاه من الغد فأجابه مثل ما أجاب في
اليوم الأول، وهكذا إلى اليوم الرابع، ثم أتاه من
اليوم الرابع فقال: يا رسول الله! أي الدعاء أفضل؟
قال: تسأل ربك العفو والعافية في الدنيا والآخرة،

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 54 / 204.
(2) المحاسن: 1 / 389 / 867.
(3) كنز العمال: 4935، 3272.
(4) الدعوات للراوندي: 114 / 262.
(5) كنز العمال: 4902، 4904 نحوه.
(6) الدعوات للراوندي: 114 / 261.
(7) كنز العمال: 10905، 10906، (3130 - 3153).
(8) كنز العمال: 10905، 10906، (3130 - 3153).
(9) كنز العمال: 10905، 10906، (3130 - 3153).
(10) نور الثقلين: 2 / 424 / 59.
2023

فإنك إذا أعطيتهما في الدنيا ثم أعطيتهما في
الآخرة فقد أفلحت (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سلوا الله المعافاة، فإنه لم
يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة (2).
(انظر) البلاء: باب 410.
[2774]
أدعية في طلب العافية
- الإمام علي (عليه السلام) - من دعاء علمه لابنه
الحسن (عليه السلام) -: لا تفرق بيني وبين العافية
أبدا ما أبقيتني (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في الدعاء -:
وعافنا من محذور البلايا، وهب لنا الصبر
الجميل عند حلول الرزايا (4).
- عنه (عليه السلام): اللهم أكرمني في مجلسي
هذا كرامة لا تهينني بعدها أبدا...، وعافني
عافية لا تبتليني بعدها أبدا (5).
- عنه (عليه السلام): اللهم عافني من شر ما ينزل
من السماء إلى الأرض، ومن شر ما يعرج فيها،
ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): اللهم إني أسألك
العافية، وأسألك جميل العافية، وأسألك
شكر العافية، وأسألك شكر شكر العافية (7).
- كان النبي (صلى الله عليه وآله) يدعو ويقول: أسألك
تمام العافية، ثم قال: تمام العافية:
الفوز بالجنة، والنجاة من النار (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وهو يذكر دعاء
أبي ذر المعروف في السماء -: اللهم إني
أسألك الإيمان بك، والتصديق بنبيك، والعافية
عن جميع البلاء، والشكر على العافية، والغنى عن
شرار الناس (9).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): اللهم صل
على محمد وآله، وألبسني عافيتك... عافية
الدنيا والآخرة، وامنن علي بالصحة والأمن
والسلامة في ديني وبدني، والبصيرة في قلبي،
والنفاذ في أموري (10).
[2775]
الضنائن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لله عز وجل عبادا
يضن بهم عن البلاء، يحييهم في عافية،
ويدخلهم الجنة في عافية (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن لله تعالى عبادا يحييهم في
عافية، ويميتهم في عافية، ويدخلهم الجنة
في عافية (12).

(1) الدر المنثور: 1 / 560.
(2) سنن ابن ماجة: 3849.
(3) البحار: 94 / 191 / 4.
(4) الدروع الواقية: 90.
(5) إقبال الأعمال: 255.
(6) أصل زيد الزراد: 9.
(7) الدعوات للراوندي: 84 / 211 و 84 / 212.
(8) الدعوات للراوندي: 84 / 211 و 84 / 212.
(9) أمالي الصدوق: 284 / 3.
(10) الصحيفة السجادية: الدعاء 23.
(11) كنز العمال: 11246، 11247.
(12) كنز العمال: 11246، 11247.
2024

- الإمام الباقر (عليه السلام): إن لله عز وجل ضنائن
يضن بهم عن البلاء، فيحييهم في عافية، ويرزقهم
في عافية، ويميتهم في عافية، ويبعثهم في عافية،
ويسكنهم الجنة في عافية (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن لله عز وجل ضنائن
من خلقه يغذوهم بنعمته، ويحبوهم بعافيته،
ويدخلهم الجنة برحمته، تمر بهم البلايا والفتن
لا تضرهم شيئا (2).
(انظر) البلاء: باب 400 وتأمل.

(1) الكافي: 2 / 462 / 1 و ح 3.
(2) الكافي: 2 / 462 / 1 و ح 3.
2025

(364)
العقوبة
البحار: 6 / 54 باب 22 " عقاب الكفار والفجار في الدنيا ".
البحار: 71 / 237 باب 69 " إن الله لا يعاقب أحدا بفعل غيره ".
البحار: 75 / 272 باب 69 " المعاقبة على الذنب ".
انظر:
عنوان 66 " الجزاء "، 340 " العذاب "، 361 " العفو (1) "، 362 " العفو (2) "، 442 " القصاص "،
463 " المكافأة "، العمل (1): باب 2937 - 2939.
العمل (3): باب 2961، البلاء: باب 404.
2027

[2776]
العقاب
الكتاب
* (ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو
مغفرة وذو عقاب أليم) * (1).
* (وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة
من يسومهم سوء العذاب إن ربك لسريع العقاب وإنه
لغفور رحيم) * (2).
* (إعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور
رحيم) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -:
ولا يشغله غضب عن رحمة، ولا تولهه رحمة
عن عقاب (4).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه وضع
الثواب على طاعته، والعقاب على معصيته،
ذيادة لعباده عن نقمته، وحياشة (5) لهم
إلى جنته (6).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه قد وضع العقاب
على معاصيه زيادة لعباده عن نقمته (7).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الدنيا -: ما أصف من
دار أولها عناء، وآخرها فناء! في حلالها
حساب، وفي حرامها عقاب (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: تغر وتضر وتمر،
إن الله تعالى لم يرضها ثوابا لأوليائه،
ولا عقابا لأعدائه (9).
- عنه (عليه السلام): ألا إن الله تعالى قد كشف الخلق
كشفة، لا أنه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم
ومكنون ضمائرهم، ولكن ليبلوهم أيهم أحسن
عملا، فيكون الثواب جزاء، والعقاب بواء (10).
- عنه (عليه السلام): إنه ليس شئ بشر من الشر إلا
عقابه، وليس شئ بخير من الخير إلا ثوابه (11).
- عنه (عليه السلام): ثم أداء الأمانة، فقد خاب من
ليس من أهلها، إنها عرضت على السماوات
المبنية، والأرضين المدحوة، والجبال ذات
الطول المنصوبة... ولكن أشفقن من العقوبة! (12).
(انظر) المعروف (2): باب 2692.
الفساد: باب 3201.
[2777]
أنواع العقوبات
الكتاب
* (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم

(1) فصلت: 43.
(2) الأعراف: 167.
(3) المائدة: 98.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 195.
(5) " ذيادة " أي منعا لهم عن المعاصي الجالبة للنقم، " حياشة " أي
سوقا إلى جنته.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 368.
(7) غرر الحكم: 3483.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 82، الحكمة: 415، الخطبة: 144، 114، 199.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 82، الحكمة: 415، الخطبة: 144، 114، 199.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 82، الحكمة: 415، الخطبة: 144، 114، 199.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 82، الحكمة: 415، الخطبة: 144، 114، 199.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 82، الحكمة: 415، الخطبة: 144، 114، 199.
2028

أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس
بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون) * (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن لله عقوبات في
القلوب والأبدان: ضنك في المعيشة، ووهن
في العبادة، وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من
قسوة القلب (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لله عقوبتان: إحداهما
من الروح، والأخرى تسليط الناس بعض على
بعض، فما كان من قبل الروح فهو السقم والفقر،
وما كان من تسليط فهو النقمة، وذلك قول
الله عز وجل: * (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا
بما كانوا يكسبون) * من الذنوب. فما كان من ذنب
الروح فعقوبته بذلك السقم والفقر، وما كان من
تسليط فهو النقمة، وكل ذلك عقوبة للمؤمن في
الدنيا وعذاب له فيها، وأما الكافر فنقمة عليه
في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة (3) (4).
[2778]
الإيعاد بالعقاب وإنجازه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من وعده الله على عمل
ثوابا فهو منجز له، ومن أوعده على عمل
عقابا فهو بالخيار (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سألت ربي أن لا يعذب اللاهين
من ذرية البشر، فأعطانيهم (6).
[2779]
عدل الله في العقوبة
الكتاب
* (ولا تزر وازرة وزر أخرى وإن تدع مثقلة إلى حملها
لا يحمل منه شئ ولو كان ذا قربى إنما تنذر الذين
يخشون ربهم بالغيب وأقاموا الصلاة ومن تزكى فإنما
يتزكى لنفسه وإلى الله المصير) * (7).
(انظر) الزمر 7، البقرة 134 - 139 - 286، النساء
110، الأنعام 164، الإسراء 15، لقمان 33،
سبأ 25، النجم 38.
- الإمام الرضا (عليه السلام): لا يأخذ الله البرئ
بالسقيم، ولا يعذب الله تعالى الأطفال بذنوب
الآباء * (ولا تزر وازرة وزر أخرى) * * (وأن ليس
للإنسان إلا ما سعى (8).
- عنه (عليه السلام): إن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا
وسعها، ولا يحملها فوق طاقتها، ولا تكسب كل
نفس إلا عليها، ولا تزر وازرة وزر أخرى (9).
(انظر) التكليف: باب 3508.
الذنب: باب 1382.
[2780]
التحذير من التسرع إلى العقوبة
- الإمام علي (عليه السلام): إياك والتسرع إلى

(1) الأنعام: 65.
(2) تحف العقول: 296.
(3) الاضطراب في متن الحديث كما ترى، وهو من الراوي أو من
الناسخ.
(4) تحف العقول: 355، 48.
(5) تحف العقول: 355، 48.
(6) كنز العمال: 32006.
(7) فاطر: 18.
(8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 125 / 1 و 1 / 143 / 47.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 125 / 1 و 1 / 143 / 47.
2029

العقوبة، فإنه ممقتة عند الله، ومقرب من الغير (1).
- عنه (عليه السلام): لا تعاجل الذنب بالعقوبة، واترك
بينهما للعفو موضعا، تحرز به الأجر والمثوبة (2).
- الإمام الحسن (عليه السلام): لا تعاجل الذنب بالعقوبة،
واجعل بينهما للاعتذار طريقا (3).
- الإمام علي (عليه السلام): قلة العفو أقبح العيوب،
والتسرع إلى الانتقام أعظم الذنوب (4)

(1) غرر الحكم: 2656، 10343.
(2) غرر الحكم: 2656، 10343.
(3) الدرة الباهرة: 28.
(4) غرر الحكم: 6766.
2030

(365)
العقل
البحار: 1 / 81، " أبواب العقل والجهل ".
كنز العمال: 3 / 379، 779 " العقل ".
انظر:
عنوان 345 " المعرفة (1) "، 346 " المعرفة (2) "، 347 " المعرفة (3) ".
الحرام: باب 801، الذنب: باب 1361، الطمع: باب 2419.
العلم: باب 2910، اللسان: باب 3565، الهوى: باب 4045.
2031

[2781]
العقل
الكتاب
* (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل
والنهار لايات لأولي الألباب) * (1).
* (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي
خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا الألباب) * (2).
* (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون) * (3).
* (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب
السعير) * (4).
(انظر) الأنفال 22.
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
بشر أهل العقل والفهم في كتابه، فقال:
* (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم
أولوا الألباب) * (5).
- عنه (عليه السلام): إن الله يقول: * (إن في ذلك
لذكرى لمن كان له قلب) * يعني العقل، وقال:
* (ولقد آتينا لقمان الحكمة) * الفهم والعقل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): عقل المرء نظامه، وأدبه
قوامه، وصدقه إمامه، وشكره تمامه (7).
- عنه (عليه السلام): من قعد به العقل قام به الجهل (8).
- عنه (عليه السلام): ما استودع الله امرأ عقلا إلا
استنقذه به يوما ما (9).
[2782]
العقل أول ما خلق الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول ما خلق الله العقل (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله جل ثناؤه خلق
العقل، وهو أول خلق خلقه من الروحانيين عن
يمين العرش من نوره (11).
(انظر) الخلق: باب 1054.
[2783]
ما خلق منه العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل خلق العقل
من نور مخزون مكنون في سابق علمه التي لم
يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب (12).

(1) آل عمران: 190.
(2) البقرة: 269، 242.
(3) البقرة: 269، 242.
(4) الملك: 10.
(5) تحف العقول: 383.
(6) تحف العقول: 385.
(7) غرر الحكم: 6335، 8701.
(8) غرر الحكم: 6335، 8701.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 407.
(10) البحار: 1 / 97 / 8.
(11) الخصال: 589 / 13 و 427 / 4.
(12) الخصال: 589 / 13 و 427 / 4.
2032

- الإمام الصادق (عليه السلام): خلق الله تعالى العقل
من أربعة أشياء: من العلم، والقدرة،
والنور، والمشيئة بالأمر، فجعله قائما
بالعلم، دائما في الملكوت (1).
(انظر) كلام المجلسي تحت عنوان " بسط
كلام لتوضيح مرام "،
البحار: 1 / 99.
باب 2796.
باب 2827.
[2784]
العقل أقوى أساس
- الإمام علي (عليه السلام): العقل أقوى أساس (2).
- عنه (عليه السلام): العقل مركب العلم، العلم
مركب الحلم (3).
- عنه (عليه السلام): العقل منزه عن المنكر
آمر بالمعروف (4).
- عنه (عليه السلام): العقل مصلح كل أمر (5).
- عنه (عليه السلام): بالعقل صلاح كل أمر (6).
- عنه (عليه السلام): العقل حسام قاطع (7).
- عنه (عليه السلام): العقل ثوب جديد لا يبلى (8).
- عنه (عليه السلام): العقل رقي إلى عليين (9).
- عنه (عليه السلام): العقل رسول الحق (10).
- عنه (عليه السلام): العقل أفضل مرجو، الجهل
أنكى عدو (11).
- عنه (عليه السلام): العقل يحسن الروية (12).
- عنه (عليه السلام): العقل يوجب الحذر، الجهل
يجلب الغرر (13).
- عنه (عليه السلام): العقل في الغربة قربة،
الحمق في الوطن غربة (14).
- عنه (عليه السلام): العقل يهدي وينجي، والجهل
يغوي ويردي (15).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا غنى أخصب من العقل،
ولا فقر أحط من الحمق (16).
- الإمام علي (عليه السلام): لا غنى أكبر من العقل (17).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا مال أعود من العقل (18).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أغنى الغنى العقل (19).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوام المرء عقله،
ولا دين لمن لا عقل له (20).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن حسب المرء دينه،
ومروءته خلقه، وأصله عقله (21).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل حظ الرجل عقله،
إن ذل أعزه، وإن سقط رفعه، وإن ضل

(1) الإختصاص: 244.
(2) غرر الحكم: 475، (1033 - 816 - 817)، 1250، 404، 4320.
(3) غرر الحكم: 475، (1033 - 816 - 817)، 1250، 404، 4320.
(4) غرر الحكم: 475، (1033 - 816 - 817)، 1250، 404، 4320.
(5) غرر الحكم: 475، (1033 - 816 - 817)، 1250، 404، 4320.
(6) غرر الحكم: 475، (1033 - 816 - 817)، 1250، 404، 4320.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 424.
(8) غرر الحكم: 1235، 1325، 272.
(9) غرر الحكم: 1235، 1325، 272.
(10) غرر الحكم: 1235، 1325، 272.
(11) غرر الحكم: (479 - 480)، 495، (814 - 815)، (1291 - 1292)، 2151.
(12) غرر الحكم: (479 - 480)، 495، (814 - 815)، (1291 - 1292)، 2151.
(13) غرر الحكم: (479 - 480)، 495، (814 - 815)، (1291 - 1292)، 2151.
(14) غرر الحكم: (479 - 480)، 495، (814 - 815)، (1291 - 1292)، 2151.
(15) غرر الحكم: (479 - 480)، 495، (814 - 815)، (1291 - 1292)، 2151.
(16) الكافي: 1 / 29 / 34.
(17) كشف الغمة: 2 / 198.
(18) الاختصاص: 246.
(19) نهج البلاغة: الحكمة 38.
(20) روضة الواعظين: 4.
(21) أمالي الطوسي: 147 / 241.
2033

أرشده، وإن تكلم سدده (1).
- عنه (عليه السلام): زينة الرجل عقله (2).
- عنه (عليه السلام): الجمال في اللسان، والكمال
في العقل (3).
- عنه (عليه السلام) - كان يقول -: أصل الإنسان
لبه، وعقله دينه (4).
- عنه (عليه السلام): لا يستعان على الدهر
إلا بالعقل (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل العقل في القلب
كمثل السراج في وسط البيت (6).
[2785]
دور العقل في الفضائل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قسم الله للعباد
شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر
الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص
الجاهل، ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى
يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من جميع
عقول أمته، وما يضمر النبي (صلى الله عليه وآله) في نفسه أفضل
من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العبد فرائض الله
حتى عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل
عبادتهم ما بلغ العاقل، والعقلاء هم أولو
الألباب، الذين قال الله تعالى: * (وما يذكر إلا
أولو الألباب) * (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في وصيته لهشام بن
الحكم -: يا هشام! ما قسم بين العباد أفضل
من العقل، نوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وما
بعث الله نبيا إلا عاقلا حتى يكون عقله أفضل من
جميع جهد المجتهدين، وما أدى العبد فريضة من
فرائض الله حتى عقل عنه (8).
[2786]
دور العقل في العقاب والثواب
- الإمام الباقر (عليه السلام): لما خلق الله العقل
قال له: أقبل فأقبل، ثم قال له: أدبر فأدبر، فقال:
وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أحسن منك (9)،
إياك آمر وإياك أنهى، وإياك أثيب
وإياك أعاقب (10).
- عنه (عليه السلام) - مما أوحي إلى موسى (عليه السلام) -: أنا
أؤاخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من العقل (11).
- عنه (عليه السلام): إنما يداق الله العباد في الحساب يوم

(1) غرر الحكم: 3354.
(2) البحار: 1 / 95 / 36 وص 96 / 39.
(3) البحار: 1 / 95 / 36 وص 96 / 39.
(4) أمالي الصدوق: 199 / 9.
(5) مطالب السؤل: 50.
(6) علل الشرائع: 98 / 1.
(7) الكافي: 1 / 12 / 11 والآية البقرة: 269.
(8) تحف العقول: 397.
(9) في نقل: أعز منك. " وفي نقل " أكرم علي منك. وفي نقل: ما
خلقت خلقا هو أحب إلي منك. وفي نقل: ما خلقت
خلقا أحسن منك، ولا أطوع لي منك، ولا أرفع منك، ولا أشرف منك
ولا أعز منك. وفي نقل: فقال جل وعز: خلقتك خلقا عظيما
وكرمتك على جميع خلقي. وفي نقل: ما خلقت خلقا أعظم
منك، ولا أطوع منك.
(10) الكافي: 1 / 26 / 26.
(11) المحاسن: 1 / 308 / 608.
2034

القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في الدنيا (1).
- عنه (عليه السلام): وجدت في الكتاب - يعني
كتابا لعلي (عليه السلام) - أن قيمة كل امرئ وقدره معرفته،
إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما
آتاهم من العقول في دار الدنيا (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغكم عن رجل
حسن حال فانظروا في حسن عقله، فإنما
يجازى بعقله (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لسليمان وقد ذكر
عنده رجلا من عبادته ودينه وفضله -: كيف
عقله؟ فقلت: لا أدري، فقال: إن الثواب
على قدر العقل (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لقوم أثنوا على رجل -:
كيف عقل الرجل؟ قالوا: يا رسول الله نخبرك
عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير،
وتسألنا عن عقله؟! فقال: إن الأحمق يصيب
بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع
العباد غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم
على قدر عقولهم (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليكون من أهل
الجهاد، ومن أهل الصلاة والصيام، وممن
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وما يجزى
يوم القيامة إلا على قدر عقله (6).
[2787]
إمامة العقل
- الإمام علي (عليه السلام): العقول أئمة الأفكار،
والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة الحواس،
والحواس أئمة الأعضاء (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن منزلة القلب
من الجسد بمنزلة الإمام من الناس، الواجب
الطاعة عليهم (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم إمام العمل،
والعمل تابعه (9).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل أصل العلم
وداعية الفهم (10).
(انظر) القلب: باب 3381.
عنوان 424 " الفكر ".
العلم: باب 2834.
[2788]
دعامة العقل
- الإمام الصادق (عليه السلام): دعامة الإنسان
العقل، ومن العقل الفطنة والفهم والحفظ
والعلم، فإذا كان تأييد عقله من النور كان
عالما حافظا ذكيا فطنا فهما، وبالعقل يكمل وهو
دليله ومبصره ومفتاح أمره (11).

(1) الكافي: 1 / 11 / 7.
(2) معاني الأخبار: 2 / 2.
(3) الكافي: 1 / 12 / 9.
(4) أمالي الصدوق: 341 / 6. انظر البحار: 1 / 91 / 21، 105.
(5) مجمع البيان: 10 / 487.
(6) مجمع البيان: 10 / 487.
(7) البحار: 1 / 96 / 40.
(8) علل الشرائع: 109 / 8.
(9) أمالي الطوسي: 488 / 1069.
(10) غرر الحكم: 1959.
(11) علل الشرائع: 103 / 2.
2035

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل شئ دعامة، ودعامة
المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون عبادته لربه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لم يقسم بين العباد أقل
من خمس: اليقين، والقنوع، والصبر، والشكر،
والذي يكمل له هذا كله العقل (2).
[2789]
دور العقل في خير الدارين
- الإمام الحسن (عليه السلام): بالعقل تدرك الداران
جميعا، ومن حرم من العقل حرمهما جميعا (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما يدرك الخير كله
بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له (4).
- الإمام علي (عليه السلام): كل نجدة تحتاج
إلى العقل (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل شئ آلة وعدة
وآلة المؤمن وعدته العقل، ولكل شئ
مطية ومطية المرء العقل، ولكل شئ غاية وغاية
العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين
العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين
العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل،
ولكل سفر فسطاط يلجأون إليه وفسطاط
المسلمين العقل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): بالعقل أستخرج غور
الحكمة، وبالحكمة أستخرج غور العقل (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من أراد الغنى
بلا مال، وراحة القلب من الحسد، والسلامة
في الدين، فليتضرع إلى الله عز وجل في
مسألته بأن يكمل عقله (8).
(انظر) الخير: باب 1157.
[2790]
حجية العقل
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن لله على الناس
حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة، فأما
الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وأما
الباطنة فالعقول (9).
- الإمام الهادي (عليه السلام) - لابن السكيت لما قال
له: تالله ما رأيت مثلك قط، فما الحجة على الخلق
اليوم؟ -: العقل، يعرف به الصادق على الله
فيصدقه، والكاذب على الله فيكذبه، قال: فقال
ابن السكيت: هذا والله هو الجواب (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): حجة الله على العباد
النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل (11).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله جل وعز أكمل
للناس الحجج بالعقول، ونصر النبيين بالبيان،
ودلهم على ربوبيته بالأدلة (12).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لهشام بن الحكم -:

(1) البحار: 1 / 96 / 42.
(2) الخصال: 285 / 36.
(3) كشف الغمة: 2 / 197.
(4) تحف العقول: 54.
(5) مطالب السؤل: 50.
(6) البحار: 1 / 95 / 34.
(7) الكافي: 1 / 28 / 34 وص 18 / 12 وص 16 وص 25 / 20 و ح 22 وص 13 / 12.
(8) الكافي: 1 / 28 / 34 وص 18 / 12 وص 16 وص 25 / 20 و ح 22 وص 13 / 12.
(9) الكافي: 1 / 28 / 34 وص 18 / 12 وص 16 وص 25 / 20 و ح 22 وص 13 / 12.
(10) الكافي: 1 / 28 / 34 وص 18 / 12 وص 16 وص 25 / 20 و ح 22 وص 13 / 12.
(11) الكافي: 1 / 28 / 34 وص 18 / 12 وص 16 وص 25 / 20 و ح 22 وص 13 / 12.
(12) الكافي: 1 / 28 / 34 وص 18 / 12 وص 16 وص 25 / 20 و ح 22 وص 13 / 12.
2036

ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن
الله، فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، وأعلمهم
بأمر الله أحسنهم عقلا، وأكملهم عقلا أرفعهم
درجة في الدنيا والآخرة (1).
(انظر) عنوان 97 " الحجة ".
[2791]
مصيبة عدم العقل
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا مصيبة كعدم العقل (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عدم أعدم من العقل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أراد الله أن يزيل من
عبد نعمة كان أول ما يغير منه عقله (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قوام المرء عقله، ولا دين لمن
لا عقل له (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من لم يكن أكثر ما
فيه عقله كان بأكثر ما فيه قتله (6).
(انظر) باب 2332، 2333.
[2792]
صديق المرء عقله
- الإمام علي (عليه السلام): صديق كل إنسان عقله،
وعدوه جهله، العقول ذخائر، والأعمال كنوز (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): صديق كل امرئ
عقله وعدوه جهله (8).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل صديق مقطوع،
الهوى عدو متبوع (9).
- عنه (عليه السلام): الموثق [الموثوق] به صاحب
العقل والدين، ومن فاته العقل والمروة فرأس
ماله المعصية، وصديق كل امرئ عقله
وعدوه جهله (10).
- عنه (عليه السلام): لا عدة أنفع من العقل، ولا عدو
أضر من الجهل (11).
[2793]
خليل المؤمن عقله
- الإمام علي (عليه السلام): العقل خليل المؤمن (12).
- عنه (عليه السلام): العقل خليل المرء (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العقل دليل المؤمن (14).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يغش العقل من
استنصحه (15).

(1) الكافي: 1 / 16 / 12.
(2) تحف العقول: 286.
(3) أمالي الطوسي: 146 / 240.
(4) الإختصاص: 245.
(5) روضة الواعظين: 4.
(6) الإرشاد: 1 / 299.
(7) كنز الفوائد للكراجكي: 2 / 32.
(8) الكافي: 1 / 11 / 4.
(9) غرر الحكم: 324، 325.
(10) مطالب السؤل: 49.
(11) البحار: 1 / 95 / 35.
(12) تحف العقول: 203.
(13) أمالي الطوسي: 146 / 240.
(14) الكافي: 1 / 25 / 24.
(15) نهج البلاغة: الحكمة 281.
2037

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استرشدوا العقل ترشدوا،
ولا تعصوه فتندموا (1).
- الإمام علي (عليه السلام): كفاك من عقلك ما أوضح
لك سبل غيك من رشدك (2).
[2794]
تجاذب النفس بين العقل والهوى
- الإمام علي (عليه السلام): العقل صاحب جيش
الرحمن، والهوى قائد جيش الشيطان، والنفس
متجاذبة بينهما، فأيهما غلب كانت في حيزه (3).
- عنه (عليه السلام): العقل والشهوة ضدان، ومؤيد
العقل العلم، ومزين الشهوة الهوى، والنفس
متنازعة بينهما، فأيهما قهر كانت في جانبه (4).
(انظر) عنوان 519 " النفس "، 537 " الهوى ".
[2795]
الدين والعقل
الكتاب
* (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع
وهو شهيد) * (5).
* (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو
الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) * (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في وصيته لهشام بن
الحكم -: يا هشام! إن الله تعالى يقول في
كتابه: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) *
يعني عقل، وقال: * (ولقد آتينا لقمان الحكمة) *
قال: الفهم والعقل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): لا دين لمن لا عقل له (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كان عاقلا كان له
دين، ومن كان له دين دخل الجنة (9).
- الإمام علي (عليه السلام): الدين والأدب نتيجة
العقل (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العقل نور خلقه الله
للإنسان، وجعله يضئ على القلب، ليعرف به
الفرق بين المشاهدات من المغيبات (11).
- الإمام علي (عليه السلام): ما آمن المؤمن
حتى عقل (12).
- عنه (عليه السلام): على قدر العقل يكون الدين، على
قدر الدين تكون قوة اليقين (13).
(انظر) الجهل: باب 598، 599.
العلم: باب 2834.
[2796]
تفسير العقل (1)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العقل عقال من

(1) كنز الفوائد للكراجكي: 2 / 31.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 421، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
20 / 65.
(3) غرر الحكم: 2099، 2100.
(4) غرر الحكم: 2099، 2100.
(5) ق: 37.
(6) سبأ: 6.
(7) الكافي: 1 / 16 / 12.
(8) غرر الحكم: 10768.
(9) الكافي: 1 / 11 / 6.
(10) غرر الحكم: 1693.
(11) عوالي اللآلي: 1 / 248 / 4.
(12) غرر الحكم: 9553، (6183 - 6184).
(13) غرر الحكم: 9553، (6183 - 6184).
2038

الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب، فإن
لم تعقل حارت (1).
- الإمام علي (عليه السلام): النفوس طلقة، لكن
أيدي العقول تمسك أعنتها عن النحوس (2).
- عنه (عليه السلام): العقل أن تقول ما تعرف، وتعمل
بما تنطق به (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سئل عن العقل -:
التجرع للغصة حتى تنال الفرصة (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - أيضا -: التجرع للغصة،
ومداهنة الأعداء، ومداراة الأصدقاء (5).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - أيضا -: التجرع للغصة،
ومداهنة الأعداء (6).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل أنك تقتصد فلا
تسرف، وتعد فلا تخلف، وإذا غضبت حلمت (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العقل نور خلقه الله للإنسان،
وجعله يضئ على القلب، ليعرف به الفرق بين
المشاهدات من المغيبات (8).
- الإمام علي (عليه السلام): إنما العقل التجنب من الإثم،
والنظر في العواقب، والأخذ بالحزم (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى خلق
العقل من نور مخزون مكنون في سابق علمه
الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب،
فجعل العلم نفسه، والفهم روحه، والزهد رأسه،
والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة فمه،
والرحمة قلبه. ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء:
باليقين، والإيمان، والصدق، والسكينة،
والإخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع،
والتسليم، والشكر (10).
قال العلامة الطباطبائي رضوان الله تعالى
عليه في قوله تعالى: * (كذلك يبين الله لكم
آياته لعلكم تعقلون) *: الأصل في معنى العقل
العقد والإمساك، وبه سمي إدراك الإنسان
إدراكا يعقد عليه عقلا، وما أدركه عقلا، والقوة
التي يزعم أنها إحدى القوى التي يتصرف بها
الإنسان يميز بها بين الخير والشر والحق والباطل
عقلا، ويقابله الجنون والسفه والحمق والجهل
باعتبارات مختلفة.
والألفاظ المستعملة في القرآن الكريم في
أنواع الإدراك كثيرة ربما بلغت العشرين،
كالظن، والحسبان، والشعور، والذكر، والعرفان،
والفهم، والفقه، والدراية، واليقين، والفكر،
والرأي، والزعم، والحفظ، والحكمة، والخبرة،
والشهادة، والعقل، ويلحق بها مثل القول والفتوى
والبصيرة ونحو ذلك.
والظن: هو التصديق الراجح وإن لم يبلغ حد
الجزم والقطع، وكذا الحسبان، غير أن الحسبان
كأن استعماله في الإدراك الظني استعمال

(1) تحف العقول: 15.
(2) غرر الحكم: 2048، 2141.
(3) غرر الحكم: 2048، 2141.
(4) معاني الأخبار: 240 / 1.
(5) أمالي الصدوق: 233 / 17.
(6) معاني الأخبار: 380 / 7.
(7) غرر الحكم: 2130.
(8) عوالي اللآلي: 1 / 248 / 4.
(9) غرر الحكم: 3887.
(10) معاني الأخبار: 313 / 1.
2039

استعاري، كالعد بمعنى الظن، وأصله من نحو
قولنا: عد زيدا من الأبطال وحسبه، منهم، أي
ألحقه بهم في العد والحساب.
والشعور: هو الإدراك الدقيق مأخوذ من
الشعر لدقته، ويغلب استعماله في المحسوس
دون المعقول، ومنه إطلاق المشاعر للحواس.
والذكر: هو استحضار الصورة المخزونة في
الذهن بعد غيبته عن الإدراك، أو حفظه من أن
يغيب عن الإدراك.
والعرفان: والمعرفة تطبيق الصورة الحاصلة
في المدركة على ما هو مخزون في الذهن، ولذا
قيل: إنه إدراك بعد علم سابق.
والفهم: نوع انفعال للذهن عن الخارج عنه
بانتقاش الصورة فيه.
والفقه: هو التثبت في هذه الصورة المنتقشة
فيه، والاستقرار في التصديق.
والدراية: هو التوغل في ذلك التثبت
والاستقرار حتى يدرك خصوصية المعلوم
وخباياه ومزاياه ولذا يستعمل في مقام
تفخيم الأمر وتعظيمه، قال تعالى: * (الحاقة *
ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة) * (1)، وقال
تعالى: * (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما
أدراك ما ليلة القدر) * (2).
واليقين: هو اشتداد الإدراك الذهني بحيث
لا يقبل الزوال والوهن.
والفكر: نحو سير ومرور على المعلومات
الموجودة الحاضرة لتحصيل ما يلازمها
من المجهولات.
والرأي: هو التصديق الحاصل من الفكر
والتروي، غير أنه يغلب استعماله في العلوم
العملية مما ينبغي فعله وما لا ينبغي دون العلوم
النظرية الراجعة إلى الأمور التكوينية، ويقرب منه
البصيرة، والإفتاء، والقول، غير أن استعمال القول
كأنه استعمال استعاري من قبيل وضع اللازم
موضع الملزوم، لأن القول في شئ يستلزم
الاعتقاد بما يدل عليه.
والزعم: هو التصديق من حيث إنه صورة
في الذهن، سواء كان تصديقا راجحا أو جازما
قاطعا.
والعلم كما مر: هو الإدراك المانع من النقيض.
والحفظ: ضبط الصورة المعلومة بحيث
لا يتطرق إليه التغير والزوال.
والحكمة: هي الصورة العلمية من حيث
إحكامها وإتقانها.
والخبرة: هو ظهور الصورة العلمية بحيث
لا يخفى على العالم ترتب أي نتيجة على
مقدماتها.
والشهادة: هو نيل نفس الشئ وعينه إما
بحس ظاهر كما في المحسوسات، أو باطن كما
في الوجدانيات نحو العلم والإرادة والحب
والبغض وما يضاهي ذلك.
والألفاظ السابقة - على ما عرفت من

(1) الحاقة: 1 - 3.
(2) القدر: 1، 2.
2040

معانيها - لا تخلو عن ملابسة المادة
والحركة والتغير، ولذلك لا تستعمل في
مورده تعالى غير الخمسة الأخيرة منها، أعني
العلم والحفظ والحكمة والخبرة والشهادة، فلا
يقال فيه تعالى: إنه يظن أو يحسب أو يزعم
أو يفهم أو يفقه أو غير ذلك.
وأما الألفاظ الخمسة الأخيرة فلعدم
استلزامها للنقص والفقدان تستعمل في مورده
تعالى، قال سبحانه: * (والله بكل شئ عليم) * (1)،
وقال تعالى: * (وربك على كل شئ حفيظ) * (2)،
وقال تعالى: * (والله بما تعملون خبير) * (3)، وقال
تعالى: * (هو العليم الحكيم) * (4)، وقال تعالى: * (انه
على كل شئ شهيد) * (5).
ولنرجع إلى ما كنا فيه فنقول: لفظ العقل على
ما عرفت يطلق على الإدراك من حيث إن فيه عقد
القلب بالتصديق على ما جبل الله سبحانه الإنسان
عليه من إدراك الحق والباطل في النظريات،
والخير والشر والمنافع والمضار في العمليات
حيث خلقه الله سبحانه خلقة يدرك نفسه في أول
وجوده، ثم جهزه بحواس ظاهرة يدرك بها ظواهر
الأشياء، وبأخرى باطنة يدرك معاني روحية بها
ترتبط نفسه مع الأشياء الخارجة عنها كالإرادة
والحب والبغض والرجاء والخوف ونحو ذلك، ثم
يتصرف فيها بالترتيب والتفصيل والتخصيص
والتعميم، فيقضي فيها في النظريات والأمور
الخارجة عن مرحلة العمل قضاء نظريا، وفي
العمليات والأمور المربوطة بالعمل قضاء عمليا،
كل ذلك جريا على المجرى الذي تشخصه له
فطرته الأصلية، وهذا هو العقل.
لكن ربما تسلط بعض القوى على الإنسان
بغلبته على سائر القوى كالشهوة والغضب
فأبطل حكم الباقي أو ضعفه، فخرج الإنسان
بها عن صراط الاعتدال إلى أودية الإفراط
والتفريط، فلم يعمل هذا العامل العقلي فيه على
سلامته، كالقاضي الذي يقضي بمدارك أو
شهادات كاذبة منحرفة محرفة، فإنه يحيد في
قضائه عن الحق وإن قضى غير قاصد للباطل،
فهو قاض وليس بقاض، كذلك الإنسان يقضي في
مواطن المعلومات الباطلة بما يقضي، وإنه وإن
سمي عمله ذلك عقلا بنحو من المسامحة، لكنه
ليس بعقل حقيقة لخروج الإنسان عند ذلك عن
سلامة الفطرة وسنن الصواب.
وعلى هذا جرى كلامه تعالى، فإنه يعرف
العقل بما ينتفع به الإنسان في دينه ويركب به هداه
إلى حقائق المعارف وصالح العمل، وإذا لم يجر
على هذا المجرى فلا يسمى عقلا، وإن عمل في
الخير والشر الدنيوي فقط، قال تعالى: * (وقالوا لو
كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) * (6)
وقال تعالى: * (أفلم يسيروا في الأرض فتكون
لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها فإنها
لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في

(1) النساء: 176.
(2) سبأ: 21.
(3) البقرة: 234.
(4) يوسف: 83.
(5) فصلت: 53.
(6) الملك: 10.
2041

الصدور) * (1)، فالآيات كما ترى تستعمل العقل
في العلم الذي يستقل الإنسان بالقيام عليه بنفسه،
والسمع في الإدراك الذي يستعين فيه بغيره مع
سلامة الفطرة في جميع ذلك، وقال تعالى: * (ومن
يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) * (2)، وقد
مر أن الآية بمنزلة عكس النقيض لقوله (عليه السلام): العقل
ما عبد به الرحمن... الحديث.
فقد تبين من جميع ما ذكرنا: أن المراد بالعقل
في كلامه تعالى هو الإدراك الذي يتم للإنسان مع
سلامة فطرته، وبه يظهر معنى قوله سبحانه:
* (كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تعقلون) *
فبالبيان يتم العلم، والعلم مقدمة للعقل ووسيلة
إليه كما قال تعالى: * (وتلك الأمثال نضربها للناس
وما يعقلها إلا العالمون) * (3) (4).
(انظر) باب 2787.
باب 2803.
البحار: 1 / 96 باب 2.
العلم: باب 2907.
[2797]
تفسير العقل (2)
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سأله أبوه (عليه السلام) عن
العقل -: حفظ قلبك ما استودعته (5).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل حفظ التجارب،
وخير ما جربت ما وعظك (6).
- عنه (عليه السلام): العقل والعلم مقرونان في قرن
لا يفترقان ولا يتباينان (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في وصيته لهشام
ابن الحكم -: يا هشام! إن العقل مع العلم
فقال: * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها
إلا العالمون) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): فإن الشقي من حرم نفع
ما أوتي من العقل والتجربة (9).
(انظر) التجربة: باب 496.
باب 2814.
[2798]
العقول مواهب
- الإمام علي (عليه السلام): العقول مواهب، الآداب
مكاسب (10).
- الإمام الرضا (عليه السلام): العقل حباء من الله
والأدب كلفة، فمن تكلف الأدب قدر عليه،
ومن تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (11).
(انظر) الأدب: باب 65.
[2799]
عقل الطبع وعقل التجربة
- الإمام علي (عليه السلام): العقل عقلان: عقل

(1) الحج: 46.
(2) البقرة: 130.
(3) العنكبوت: 43.
(4) تفسير الميزان: 2 / 247 - 250.
(5) معاني الأخبار: 401 / 62.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(7) غرر الحكم: 227.
(8) الكافي: 1 / 24 / 18.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 78.
(10) غرر الحكم: 227.
(11) الكافي: 1 / 24 / 18.
2042

الطبع وعقل التجربة، وكلاهما يؤدي المنفعة (1).
- عنه (عليه السلام): العلم علمان: مطبوع ومسموع،
ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع (2).
- عنه (عليه السلام): العقل ولادة، والعلم إفادة (3).
(انظر) العلم: باب 2912.
التجربة: باب 496.
باب 2797.
[2800]
صفات العاقل
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من وعظته
التجارب (4).
- عنه (عليه السلام): العاقل يطلب الكمال، الجاهل
يطلب المال (5).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أحرز أمره (6).
- عنه (عليه السلام): العاقل من صدق أقواله أفعاله (7).
- عنه (عليه السلام): العاقل من وقف حيث عرف (8).
- عنه (عليه السلام): العاقل من عقل لسانه (9).
- عنه (عليه السلام): العاقل من يزهد فيما يرغب
فيه الجاهل (10).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أحسن صنائعه،
ووضع سعيه في مواضعه (11).
- عنه (عليه السلام): العاقل من اتهم رأيه، ولم
يثق بكل ما تسول له نفسه (12).
- عنه (عليه السلام): العاقل من سلم إلى القضاء
وعمل بالحزم (13).
- عنه (عليه السلام): العاقل من صان لسانه عن الغيبة (14).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يتكلم إلا بحاجته
أو حجته (15).
- عنه (عليه السلام): العاقل إذا سكت فكر، وإذا
نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر (16).
- عنه (عليه السلام): العاقل إذا علم عمل، وإذا
عمل أخلص، وإذا أخلص اعتزل (17).
- عنه (عليه السلام): العاقل يعتمد على عمله،
الجاهل يعتمد على أمله (18).
- عنه (عليه السلام): العاقل يجتهد في عمله، ويقصر
من أمله (19).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يفرط به عنف، ولا يقعد
به ضعف (20).
- عنه (عليه السلام): العاقل يتقاضى نفسه بما
يجب عليه، ولا يتقاضى لنفسه بما يجب له (21).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العاقل لا يستخف
بأحد (22).
- عنه (عليه السلام): العاقل من كان ذلولا عند
إجابة الحق (23).

(1) مطالب السؤل: 49.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 338.
(3) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 56.
(4) تحف العقول: 85.
(5) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(6) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(7) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(8) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(9) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(10) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(11) غرر الحكم: 579، 1113، 1390، 1391، 502، 1523، 1798.
(12) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(13) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(14) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(15) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(16) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(17) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(18) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(19) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(20) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(21) غرر الحكم: 1851، 2195، 1955، 1732، 1813، 1936، 1240، 1966، 1995، 2066.
(22) تحف العقول: 320.
(23) مصباح الشريعة: 222.
2043

- عنه (عليه السلام): العاقل لا يحدث بما ينكره العقول،
ولا يتعرض للتهمة (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل يألف مثله،
الجاهل يميل إلى شكله (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه،
ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يقدم على ما يخاف
العذر منه، ولا يرجو من لا يوثق برجائه (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العاقل لا يحدث
من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه،
ولا يعد ما لا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنف
برجائه، ولا يتقدم على ما يخاف العجز عنه (4).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة
له به، وأكثر الصواب في خلاف الهوى (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إن العاقل يتعظ
بالأدب، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العاقل رضي بالدون
من الدنيا مع الحكمة، ولم يرض بالدون من
الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت تجارتهم (7).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل الذي لا يشغل الحلال
شكره، ولا يغلب الحرام صبره (8).
- عنه (عليه السلام): إن لكل شئ دليلا، ودليل العقل
التفكر، ودليل التفكر الصمت، ولكل شئ
مطية ومطية العقل التواضع (9).
- الإمام علي (عليه السلام): ثروة العاقل في علمه
وعمله، ثروة الجاهل في ماله وأمله (10).
- عنه (عليه السلام): نصف العاقل احتمال،
ونصفه تغافل (11).
- عنه (عليه السلام): كلام العاقل قوت، وجواب
الجاهل سكوت (12).
- عنه (عليه السلام): صدر العاقل صندوق سره (13).
- عنه (عليه السلام): قبيح عاقل خير من
حسن جاهل (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يلسع العاقل من
جحر مرتين (15).
- الإمام علي (عليه السلام): غضب الجاهل في
قوله، وغضب العاقل في فعله (16).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): صفة العاقل أن يحلم عمن
جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع
لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب
البر، وإذا أراد أن يتكلم تدبر، فإن
كان خيرا تكلم فغنم، وإن كان شرا سكت
فسلم، وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله وأمسك
يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها،
لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك

(1) مصباح الشريعة: 223.
(2) غرر الحكم: 326، 327.
(3) المحاسن: 1 / 311 / 617.
(4) تحف العقول: 390، 399.
(5) تحف العقول: 390، 399.
(6) غرر الحكم: 3560.
(7) الكافي: 1 / 17 / 12 وص 16.
(8) الكافي: 1 / 17 / 12 وص 16.
(9) الكافي: 1 / 16 / 12.
(10) غرر الحكم: (4708 - 4709)، 9968، 7224.
(11) غرر الحكم: (4708 - 4709)، 9968، 7224.
(12) غرر الحكم: (4708 - 4709)، 9968، 7224.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 6.
(14) غرر الحكم: 6787.
(15) الإختصاص: 245.
(16) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 199.
2044

عشر خصال يعرف بها العاقل (1).
[2801]
العقل والحكمة
- الإمام علي (عليه السلام) - وقد سئل عن العاقل -: هو
الذي يضع الشئ مواضعه. فقيل: فصف لنا
الجاهل، فقال: قد فعلت (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل من وضع الأشياء مواضعها،
والجاهل ضد ذلك (3).
(انظر) العدل: باب 2544 حديث 11681.
[2802]
العقل وترك الفضول
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من لا يضيع له
نفسا فيما لا ينفعه (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العقلاء تركوا
فضول الدنيا فكيف الذنوب، وترك الدنيا من
الفضل وترك الذنوب من الفرض! (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا قلت العقول كثر
الفضول (6).
- عنه (عليه السلام): العاقل من رفض الباطل (7).
- عنه (عليه السلام): من أمسك عن الفضول عدلت
رأيه العقول (8).
- عنه (عليه السلام): من كثر لهوه قل عقله (9).
- عنه (عليه السلام): ضياع العقول في طلب الفضول (10).
- عنه (عليه السلام): لم يعقل من وله باللعب،
واستهتر باللهو والطرب (11).
- عنه (عليه السلام): لا يثوب العقل مع اللعب (12).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل مجانبة اللهو (13).
(انظر) 475 " اللغو " عنوان 478 " اللهو ".
الإمامة (3): باب 213 حديث 1139.
[2803]
العقل والعمل للآخرة
- الإمام علي (عليه السلام): من عمر دار إقامته
فهو العاقل (14).
- عنه (عليه السلام): من عقل تيقظ من غفلته،
وتأهب لرحلته، وعمر دار إقامته (15).
- عنه (عليه السلام): ما العاقل إلا من عقل عن الله
وعمل للدار الآخرة (16).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل من نظر في يومه
لغده، وسعى في فكاك نفسه، وعمل لما لابد
له منه ولا محيص له عنه (17).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل ينبغي أن يحذر الموت

(1) تحف العقول: 28.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 235.
(3) غرر الحكم: 1911، 2163.
(4) غرر الحكم: 1911، 2163.
(5) الكافي: 1 / 17.
(6) غرر الحكم: 4043.
(7) الدرة الباهرة: 27.
(8) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(9) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(10) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(11) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(12) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(13) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(14) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(15) غرر الحكم: 8513، 8426، 5901، 7568، 10544، 3001، 8298، 8918.
(16) تحف العقول: 100.
(17) غرر الحكم: 3570.
2045

في هذه الدار، ويحسن له التأهب قبل أن يصل إلى
دار يتمنى فيها الموت فلا يجده (1).
- عنه (عليه السلام): العاقل من زهد في دنيا فانية
دنية، ورغب في جنة سنية خالدة عالية (2).
(انظر) باب 2821.
الآخرة: باب 27.
[2804]
العقل وطاعة الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قيل في رجل نصراني
له بيان ووقار وهيبة: ما أعقل هذا النصراني! -:
مه، إن العاقل من وحد الله وعمل بطاعته (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن العاقل من أطاع الله وإن
كان ذميم المنظر حقير الخطر (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن العقل -: العمل
بطاعة الله، وإن العمال بطاعة الله هم العقلاء (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - أيضا -: ما عبد
به الرحمن واكتسب به الجنان، قال: قلت: فالذي
كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء، تلك
الشيطنة، وهي شبيهة بالعقل وليست بالعقل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من تورع عن
الذنوب، وتنزه من العيوب (7).
- عنه (عليه السلام): همة [العاقل] ترك الذنوب،
وإصلاح العيوب (8).
- عنه (عليه السلام): لو لم ينه الله سبحانه عن
محارمه لوجب أن يجتنبها العاقل (9).
- عنه (عليه السلام): أعقلكم أطوعكم (10).
(انظر) العلم: باب 2834.
الذنب: باب 1361.
[2805]
العقل وترك اللذات
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من غلب هواه،
ولم يبع آخرته بدنياه (11).
- عنه (عليه السلام): العاقل من هجر شهوته،
وباع دنياه بآخرته (12).
- عنه (عليه السلام): العاقل عدو لذته، والجاهل
عبد شهوته (13).
- عنه (عليه السلام): العاقل من عصى هواه في
طاعة ربه (14).
- عنه (عليه السلام): العاقل من غلب نوازع أهويته (15).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أمات شهوته، القوي
من قمع لذته (16).
- عنه (عليه السلام): العاقل من يملك نفسه إذا غضب،
وإذا رغب، وإذا رهب (17).
- عنه (عليه السلام): عجبا للعاقل كيف ينظر إلى

(1) غرر الحكم: 3611، 1868.
(2) غرر الحكم: 3611، 1868.
(3) تحف العقول: 54.
(4) البحار: 1 / 160 / 39.
(5) روضة الواعظين: 8.
(6) الكافي: 1 / 11 / 3.
(7) غرر الحكم: 1737.
(8) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 200.
(9) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(10) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(11) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(12) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(13) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(14) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(15) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(16) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
(17) غرر الحكم: 7595، 2830، 1983، 1727، (448 - 449)، 1747، 2181، (1194 - 1195)، 2015.
2046

شهوة يعقبه النظر إليها حسرة؟! (1).
- عنه (عليه السلام): شيمة العقلاء قلة الشهوة،
وقلة الغفلة (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العاقل لا يكذب
وإن كان فيه هواه (3).
[2806]
العقل ومعرفة الخير والشر
- الإمام علي (عليه السلام): ليس العاقل من يعرف
الخير من الشر، ولكن العاقل من يعرف
خير الشرين (4).
[2807]
ما يكون للعاقل
- الإمام علي (عليه السلام): للعاقل في كل
عمل ارتياض (5).
- عنه (عليه السلام): للعاقل في كل عمل إحسان،
للجاهل في كل حالة خسران (6).
- عنه (عليه السلام): للعاقل في كل كلمة نبل (7).
[2808]
ما يجب على العاقل
- الإمام الصادق (عليه السلام): على العاقل أن
يكون عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه،
حافظا للسانه (8).
- الإمام علي (عليه السلام): على العاقل أن يحصي
على نفسه مساويها في الدين والرأي والأخلاق
والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب
ويعمل في إزالتها (9).
- عنه (عليه السلام): حق على العاقل العمل للمعاد،
والاستكثار من الزاد (10).
- عنه (عليه السلام): حق على العاقل أن يستديم
الاسترشاد، ويترك الاستبداد (11).
- عنه (عليه السلام): إنه لابد للعاقل من أن ينظر
في شأنه، فليحفظ لسانه، وليعرف أهل زمانه (12).
[2809]
ما ينبغي للعاقل
- الإمام علي (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن
يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب المريض (13).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل إذا علم أن
لا يعنف، وإذا علم أن لا يأنف (14).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ينبغي للعاقل إذا عمل
عملا أن يستحيي من الله - إذ تفرد له بالنعم -
أن يشارك في عمله أحدا غيره (15).

(1) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 200.
(2) غرر الحكم: 5776.
(3) الكافي: 1 / 19.
(4) مطالب السؤل: 49.
(5) غرر الحكم: 7339، (7328 - 7329)، 7334.
(6) غرر الحكم: 7339، (7328 - 7329)، 7334.
(7) غرر الحكم: 7339، (7328 - 7329)، 7334.
(8) الكافي: 2 / 116 / 20.
(9) مطالب السؤل: 49.
(10) غرر الحكم: 4924، 4923.
(11) غرر الحكم: 4924، 4923.
(12) أمالي الطوسي: 146 / 240.
(13) غرر الحكم: 10944، 10954.
(14) غرر الحكم: 10944، 10954.
(15) البحار: 1 / 155 / 30.
2047

- الإمام الصادق (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يكون
صدوقا ليؤمن على حديثه، وشكورا ليستوجب
الزيادة (1).
[2810]
ما لا ينبغي للعاقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا ينبغي للعاقل أن
يكون ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش،
أو تزود لمعاد، أو لذة في غير محرم (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة أشياء لا ينبغي
للعاقل أن ينساهن على كل حال: فناء الدنيا،
وتصرف الأحوال، والآفات التي لا أمان لها (3).
[2811]
أعقل الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا! وإن أعقل الناس
عبد عرف ربه فأطاعه، وعرف عدوه فعصاه،
وعرف دار إقامته فأصلحها، وعرف سرعة رحيله
فتزود لها (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أعقل الناس محسن خائف،
وأجهلهم مسئ آمن (5).
- الإمام علي (عليه السلام): أعقل الناس أبعدهم
عن كل دنية (6).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أحياهم (7).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أقربهم من الله (8).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من لا يتجاوز
الصمت في عقوبة الجهال (9).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من غلب جده هزله،
واستظهر على هواه بعقله (10).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من ذل للحق
فأعطاه من نفسه، وعز بالحق فلم يهن
إقامته وحسن العمل به (11).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أنظرهم في
العواقب (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعقل الناس أشدهم
مداراة للناس (13).
- الإمام علي (عليه السلام): أعقلكم أطوعكم (14).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من كان بعيبه
بصيرا، وعن عيب غيره ضريرا (15).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: تواضع
للحق تكن أعقل الناس (16).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الناس عقلا
أحسنهم تقديرا لمعاشه، وأشدهم اهتماما
بإصلاح معاده (17).

(1) تحف العقول: 364.
(2) الفقيه: 4 / 356 / 5762.
(3) تحف العقول: 324.
(4) أعلام الدين: 337 / 15.
(5) البحار: 77 / 165.
(6) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(7) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(8) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(9) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(10) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(11) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(12) غرر الحكم: 3073، 2900، 3228، 3313، 3355، 3356، 3367.
(13) أمالي الصدوق: 28 / 4.
(14) غرر الحكم: 2830، 3233.
(15) غرر الحكم: 2830، 3233.
(16) الكافي: 1 / 16.
(17) غرر الحكم: 3340.
2048

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكمل الناس عقلا أخوفهم
لله وأطوعهم له (1).
[2812]
أنقص الناس عقلا
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنقص الناس عقلا
أخوفهم للسلطان وأطوعهم له (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أنقص الناس عقلا من
ظلم دونه، ولم يصفح عمن اعتذر إليه (3).
(انظر) باب 2820.
[2813]
من هو ليس بعاقل
الكتاب
* (لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء
جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى
ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) * (4).
* (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب
السعير) * (5).
* (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك
بأنهم قوم لا يعقلون) * (6).
* (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما
ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا
ولا يهتدون) * (7).
* (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا
دعاء ونداء صم بكم عمي فهم لا يعقلون) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): أف لكم! لقد سئمت
عتابكم! أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة
عوضا؟ وبالذل من العز خلفا؟ إذا دعوتكم
إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم، كأنكم من
الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة، يرتج
عليكم حواري فتعمهون، وكأن قلوبكم مألوسة
فأنتم لا تعقلون (9).
- عنه (عليه السلام) - من كلامه لأهل الكوفة -:
أيها القوم الشاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم
عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم
أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه،
وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه! (10).
- عنه (عليه السلام): أيتها النفوس المختلفة،
والقلوب المتشتتة، الشاهدة أبدانهم،
والغائبة عنهم عقولهم، أظأركم على الحق وأنتم
تنفرون عنه نفور المعزى من وعوعة الأسد! (11).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أهل الدنيا -: نعم
معقلة [مغفلة]، وأخرى مهملة، قد أضلت
عقولها، وركبت مجهولها (12).

(1) تحف العقول: 50.
(2) تحف العقول: 50.
(3) الدرة الباهرة: 34.
(4) الحشر: 14.
(5) الملك: 10.
(6) المائدة: 58.
(7) البقرة: 170، 171.
(8) البقرة: 170، 171.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 34، دوران الأعين: اضطرابها من
الجزع، غمرة الموت: الشدة التي ينتهي إليه المحتضر، يرتج
بمعنى يغلق، الحوار: المخاطبة ومراجعة الكلام، تعمهون:
تتحيرون، المألوسة: المخلوطة بمس الجنون. كما في نهج
البلاغة الدكتور صبحي الصالح.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 97 و 131، والكتاب 31.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 97 و 131، والكتاب 31.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 97 و 131، والكتاب 31.
2049

- عنه (عليه السلام): أيها الناس اعلموا أنه ليس
بعاقل من انزعج من قول الزور فيه (1).
(انظر) المجنون: باب 570.
[2814]
ما يزيد العقل
- الإمام علي (عليه السلام): العقل غريزة تزيد بالعلم
والتجارب (2).
- عنه (عليه السلام): أعون الأشياء على تزكية العقل
التعليم (3).
- عنه (عليه السلام): إنك موزون بعقلك، فزكه بالعلم (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كثرة النظر في العلم
يفتح العقل (5).
- عنه (عليه السلام): كثرة النظر في الحكمة
تلقح العقل (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): آداب العلماء
زيادة في العقل... وكف الأذى من كمال العقل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من أوكد أسباب العقل
رحمة الجهال (8).
(انظر) التجارة: باب 426، 427.
[2815]
ما يكمل العقل
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يعد العاقل عاقلا
حتى يستكمل ثلاثا: إعطاء الحق من نفسه
على حال الرضا والغضب، وأن يرضى للناس ما
يرضى لنفسه، واستعمال الحلم عند العثرة (9).
- عنه (عليه السلام): كمال العقل في ثلاثة: التواضع لله،
وحسن اليقين، والصمت إلا من خير (10).
- الإمام علي (عليه السلام): بترك ما لا يعنيك يتم
لك العقل (11).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - لما تذاكروا العقل
عند معاوية -: لا يكمل العقل إلا باتباع الحق،
فقال معاوية: ما في صدوركم إلا شئ واحد (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قسم الله العقل ثلاثة أجزاء،
فمن كن فيه كمل عقله، ومن لم يكن فلا عقل له:
حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة لله، وحسن
الصبر على أمر الله (13).
- الإمام علي (عليه السلام) - كان يقول -: ما عبد الله
بشئ أفضل من العقل، وما تم عقل امرئ حتى
يكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان،
والرشد والخير منه مأمولان، وفضل ماله مبذول،
وفضل قوله مكفوف، ونصيبه من الدنيا القوت، لا
يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من
العز مع غيره، والتواضع أحب إليه من الشرف،
يستكثر قليل المعروف من غيره، ويستقل كثير
المعروف من نفسه، ويرى الناس كلهم خيرا

(1) الكافي: 1 / 50 / 14.
(2) غرر الحكم: 1717، 3246، 3812.
(3) غرر الحكم: 1717، 3246، 3812.
(4) غرر الحكم: 1717، 3246، 3812.
(5) الدعوات للراوندي: 221 / 603.
(6) تحف العقول: 364، 283.
(7) تحف العقول: 364، 283.
(8) غرر الحكم: 9295.
(9) تحف العقول: 318.
(10) الاختصاص: 244.
(11) غرر الحكم: 4291.
(12) أعلام الدين: 298.
(13) تحف العقول: 54.
2050

منه، وأنه شرهم في نفسه، وهو تمام الأمر (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم يعبد الله عز وجل بشئ
أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى
يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر
منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره،
ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب
العلم طول عمره، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله،
الذل أحب إليه من العز، والفقر أحب إليه من
الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرة وما
العاشرة: لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني
وأتقى...، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى، تواضع
له، ليلحق به، وإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى
قال: عسى خير هذا باطن، وشره ظاهر، وعسى
أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده
وساد أهل زمانه (2).
(انظر) البحار: 1 / 109 / 5، 1 / 1 /
140، 1 / 78 / 336 / 17.
باب 2818.
[2816]
ما يعتبر به العقل
- الإمام علي (عليه السلام): كيفية الفعل تدل على
كمية العقل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يستدل بكتاب
الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله
على فهمه وفطنته (4).
- الإمام علي (عليه السلام): يستدل على عقل
الرجل بالتحلي بالعفة والقناعة (5).
- عنه (عليه السلام): يستدل على عقل كل امرئ
بما يجري على لسانه (6).
- عنه (عليه السلام): يستدل على عقل الرجل
بكثرة وقاره، وحسن احتماله (7).
- عنه (عليه السلام): رسولك ترجمان عقلك، وكتابك
أبلغ ما ينطق عنك (8).
- عنه (عليه السلام): ثلاثة تدل على عقول أربابها:
الرسول، والكتاب، والهدية (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تختبر
عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه في
خلال حديثك بما لا يكون، فإن أنكره فهو
عاقل، وإن صدقه فهو أحمق (10).
- الإمام علي (عليه السلام): ستة تختبر بها عقول
الناس: الحلم عند الغضب، والصبر عند الرهب،
والقصد عند الرغب، وتقوى الله في كل حال،
وحسن المداراة، وقلة المماراة (11).
- عنه (عليه السلام): ستة تختبر بها عقول الرجال:
المصاحبة، والمعاملة، والولاية، والعزل،
والغنى، والفقر (12).
- عنه (عليه السلام): ثلاث يمتحن بها عقول الرجال،
هن: المال، والولاية، والمصيبة (13).
- عنه (عليه السلام): عند بديهة المقال تختبر

(1) الكافي: 1 / 18.
(2) الخصال: 433 / 17.
(3) غرر الحكم: 7226.
(4) المحاسن: 1 / 311 / 618.
(5) غرر الحكم: 10956، 10957، 10975.
(6) غرر الحكم: 10956، 10957، 10975.
(7) غرر الحكم: 10956، 10957، 10975.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 301.
(9) غرر الحكم: 4681.
(10) الإختصاص: 245.
(11) غرر الحكم: 5608، 5600، 4664.
(12) غرر الحكم: 5608، 5600، 4664.
(13) غرر الحكم: 5608، 5600، 4664.
2051

عقول الرجال (1).
- عنه (عليه السلام): كن حسن المقال، جميل
الأفعال، فإن مقال الرجل برهان فضله،
وفعاله عنوان عقله (2).
- عنه (عليه السلام): كثرة الصواب تنبئ عن وفور
العقل (3).
- عنه (عليه السلام): رزانة العقل تختبر في
الرضا والحزن (4).
- عنه (عليه السلام): رأي الرجل ميزان عقله (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المال يكشف عن مقدار عقل
صاحبه، والحاجة تدل على عقل صاحبها،
والمصيبة تدل على عقل صاحبها إذا نزلت به،
والغضب يدل على عقل صاحبه (6).
(انظر) الظن: باب 2466.
عنوان 326 " الطينة ".
عنوان 483 " الامتحان ".
[2817]
من علامات العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وإن من علامات
العقل التجافي عن دار الغرور، والإنابة
إلى دار الخلود، والتزود لسكنى القبور،
والتأهب ليوم النشور (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من علامة العاقل أن
يكون فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل، وينطق
إذا عجز القوم عن الكلام، ويشير بالرأي الذي
يكون فيه صلاح أهله، فمن لم يكن فيه من هذه
الخصال الثلاث شئ فهو أحمق (8).
(انظر): انظر القلب: باب 3394.
البحار: 1 / 106 باب 4.
[2818]
ما يدل على قوة العقل
- الإمام علي (عليه السلام): كثرة الصواب تنبئ
عن وفور العقل (9).
- عنه (عليه السلام): إذا تم العقل نقص الكلام (10).
- عنه (عليه السلام): إذا كمل العقل نقصت الشهوة (11).
- عنه (عليه السلام): من كمال عقلك استظهارك
على عقلك (12).
- عنه (عليه السلام): من كمل عقله استهان
بالشهوات (13).
- عنه (عليه السلام): من قوي عقله أكثر الاعتبار (14).
- عنه (عليه السلام): من سخت نفسه عن مواهب
الدنيا فقد استكمل العقل (15).
- عنه (عليه السلام): أدل شئ على غزارة العقل
حسن التدبير (16).

(1) غرر الحكم: 6221، 7176، 7091، 5439، 5422.
(2) غرر الحكم: 6221، 7176، 7091، 5439، 5422.
(3) غرر الحكم: 6221، 7176، 7091، 5439، 5422.
(4) غرر الحكم: 6221، 7176، 7091، 5439، 5422.
(5) غرر الحكم: 6221، 7176، 7091، 5439، 5422.
(6) معدن الجواهر: 60.
(7) أعلام الدين: 333.
(8) الكافي: 1 / 19.
(9) غرر الحكم: 7091.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 71، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 217.
(11) غرر الحكم: 4054، 9421، 8226، 8303، 8904، 3151.
(12) غرر الحكم: 4054، 9421، 8226، 8303، 8904، 3151.
(13) غرر الحكم: 4054، 9421، 8226، 8303، 8904، 3151.
(14) غرر الحكم: 4054، 9421، 8226، 8303، 8904، 3151.
(15) غرر الحكم: 4054، 9421، 8226، 8303، 8904، 3151.
(16) غرر الحكم: 4054، 9421، 8226، 8303، 8904، 3151.
2052

- عنه (عليه السلام): المرء يتغير في ثلاث: القرب من
الملوك، والولايات، و (الغناء) بعد الفقر، فمن لم
يتغير في هذه فهو ذو عقل قويم وخلق مستقيم (1).
- عنه (عليه السلام): من كمل عقله حسن عمله (2).
- عنه (عليه السلام) - في وصف السالك الطريق
إلى الله سبحانه -: قد أحيا عقله وأمات نفسه،
حتى دق جليله، ولطف غليظه، وبرق له لامع كثير
البرق، فأبان له الطريق وسلك به السبيل (3).
(انظر) باب 2815.
[2819]
ما يضعف العقل
- الإمام علي (عليه السلام): ذهاب العقل بين
الهوى والشهوة (4).
- عنه (عليه السلام): ضياع العقول في طلب الفضول (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما دخل قلب امرئ
شئ من الكبر إلا نقص من عقله (6).
- الإمام علي (عليه السلام): عجب المرء بنفسه أحد
حساد عقله (7).
- عنه (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على
ضعف عقله (8).
- عنه (عليه السلام): من صحب جاهلا نقص من عقله (9).
- عنه (عليه السلام): ما مزح امرؤ مزحة إلا مج
من عقله مجة (10).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من سلط ثلاثا على ثلاث
فكأنما أعان هواه على هدم عقله: من أظلم نور
فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول
كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما
أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله أفسد
عليه دينه ودنياه (11).
- الإمام علي (عليه السلام): من ترك الاستماع من
ذوي العقول مات عقله (12).
(انظر) الطمع: باب 2419.
العجب: باب 2514.
[2820]
ما يدل على ضعف العقل
- الإمام علي (عليه السلام): إذا قلت العقول
كثر الفضول (13).
- عنه (عليه السلام): من قل عقله ساء خطابه (14).
- عنه (عليه السلام): زهدك في راغب فيك نقصان عقل،
ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس (15).
- عنه (عليه السلام): من ضيع عاقلا دل على

(1) غرر الحكم: 2133.
(2) الخصال: 633 / 10.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 220.
(4) غرر الحكم: 5180، 5901.
(5) غرر الحكم: 5180، 5901.
(6) البحار: 78 / 186 / 16.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 212.
(8) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 200.
(9) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 199.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 450.
(11) تحف العقول: 386.
(12) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 199.
(13) غرر الحكم: 4043، 7985.
(14) غرر الحكم: 4043، 7985.
(15) البحار: 74 / 164 / 28.
2053

ضعف عقله (1).
- عنه (عليه السلام): من عدم العقل مصاحبة
ذوي الجهل (2).
- عنه (عليه السلام): كثرة الأماني من فساد العقل (3).
- عنه (عليه السلام) - في ذم أهل البصرة بعد وقعة
الجمل -: أرضكم قريبة من الماء، بعيدة من
السماء، خفت عقولكم، وسفهت حلومكم، فأنتم
غرض لنابل، وأكلة لاكل، وفريسة لصائل (4).
(انظر) باب 2812.
[2821]
حد العقل
- الإمام علي (عليه السلام): حد العقل الانفصال عن
الفاني، والاتصال بالباقي (5).
- عنه (عليه السلام): حد العقل النظر في العواقب،
والرضا بما يجري به القضاء (6).
[2822]
رأس العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الدين التودد
إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان بالله
التحبب إلى الناس (8).
- الإمام علي (عليه السلام): التثبت رأس العقل،
والحدة رأس الحمق (9).
- الإمام الحسن (عليه السلام): رأس العقل معاشرة
الناس بالجميل (10).
[2823]
أفضل العقل
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل العقل الاعتبار (11).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل معرفة الحق
بنفسه (12) (13).
- عنه (عليه السلام): أحسن الفعل الكف عن القبيح (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل طبائع العقل
العبادة، وأوثق الحديث له العلم، وأجزل حظوظه
الحكمة، وأفضل ذخائره الحسنات (15).
[2824]
ثمرة العقل
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة العقل الاستقامة (16).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل لزوم الحق (17).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل مقت الدنيا،

(1) غرر الحكم: 8240، 9299، 7093.
(2) غرر الحكم: 8240، 9299، 7093.
(3) غرر الحكم: 8240، 9299، 7093.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 14.
(5) غرر الحكم: 4905، 4901.
(6) غرر الحكم: 4905، 4901.
(7) البحار: 74 / 401 / 44 و 1 / 131 / 18.
(8) البحار: 74 / 401 / 44 و 1 / 131 / 18.
(9) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 199.
(10) البحار: 78 / 111 / 6.
(11) غرر الحكم: 3273.
(12) انظر الحق: باب 898 " إن الحق والباطل لا يعرفان بالرجال ".
(13) مطالب السؤل: 50.
(14) غرر الحكم: 3204.
(15) الإختصاص: 244.
(16) غرر الحكم: 4589، 4602.
(17) غرر الحكم: 4589، 4602.
2054

وقمع الهوى (1).
- عنه (عليه السلام): العقل شجرة، ثمرها السخاء
والحياء (2).
- عنه (عليه السلام): العقل الكامل قاهر للطبع
السوء (3).
- عنه (عليه السلام): أصل العقل العفاف، وثمرته
البراءة من الآثام (4).
- عنه (عليه السلام): كسب العقل كف الأذى (5).
- عنه (عليه السلام): كسب العقل الاعتبار
والاستظهار (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله شمعون بن لاوي
ابن يهودا من حواري عيسى (عليه السلام) عن العقل
وكيفيته وشعبه وطوائفه -: إن العقل عقال من
الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب، فإن لم تعقل
حارت، فالعقل عقال من الجهل.
وإن الله خلق العقل، فقال له: أقبل فأقبل،
وقال له: أدبر فأدبر، فقال الله تبارك وتعالى:
وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا أعظم منك،
ولا أطوع منك، بك أبدئ وبك أعيد، لك الثواب
وعليك العقاب، فتشعب من العقل الحلم، ومن
الحلم العلم، ومن العلم الرشد، ومن الرشد
العفاف، ومن العفاف الصيانة، ومن الصيانة
الحياء، ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة
المداومة على الخير، ومن المداومة على الخير
كراهية الشر، ومن كراهية الشر طاعة الناصح (7).
(انظر) تمام الكلام.
العلم: باب 2882.
السخاء: باب 1776.
[2825]
عدو العقل
- الإمام علي (عليه السلام): الهوى عدو العقل (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الهوى يقظان
والعقل نائم (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا عقل كمخالفة الهوى (10).
- الإمام علي (عليه السلام): حفظ العقل بمخالفة
الهوى والعزوف عن الدنيا (11).
- عنه (عليه السلام): من جانب هواه صح عقله (12).
- عنه (عليه السلام): وكم من عقل أسير تحت
هوى أمير (13).
- عنه (عليه السلام): الحلم غطاء ساتر، والعقل
حسام باتر، فاستر خلل خلقك بحلمك، وقاتل
هواك بعقلك (14).
- عنه (عليه السلام): فرض الله... وترك شرب الخمر
تحصينا للعقل (15).

(1) غرر الحكم: 4654، 1254.
(2) غرر الحكم: 4654، 1254.
(3) مطالب السؤل: 49، 50.
(4) مطالب السؤل: 49، 50.
(5) غرر الحكم: 7220، 7227.
(6) غرر الحكم: 7220، 7227.
(7) تحف العقول: 15.
(8) مطالب السؤل: 56.
(9) الدرة الباهرة: 34.
(10) تحف العقول: 286.
(11) غرر الحكم: 4921.
(12) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 199.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(14) البحار: 1 / 95 / 3.
(15) نهج البلاغة: الحكمة 252.
2055

- عنه (عليه السلام): اعلموا أن الأمل يسهي
العقل، وينسي الذكر (1)
- عنه (عليه السلام): من عشق شيئا أعشى بصره
وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير صحيحة،
ويسمع باذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات
عقله، وأماتت الدنيا قلبه (2).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه لشريح بن الحارث
قاضيه لما بلغه أنه ابتاع دارا بثمانين دينارا -:
شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى،
وسلم من علائق الدنيا (3).
(انظر) عنوان 537 " الهوى ".
[2826]
عقل الإنسان في أدوار حياته
- الإمام علي (عليه السلام): لا يزال العقل
والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة
سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يزيد عقل الرجل
بعد الأربعين إلى خمسين وستين، ثم ينقص
عقله بعد ذلك (5).
- الإمام علي (عليه السلام): يرخى الصبي سبعا،
ويؤدب سبعا، ويستخدم سبعا، وينتهي طوله
في ثلاث وعشرين، وعقله في خمسة وثلاثين،
وما كان بعد ذلك فبالتجارب (6).
- عنه (عليه السلام): إن الغلام إنما يثغر في
سبع سنين، ويحتلم في أربع عشرة سنة،
ويستكمل طوله في أربع وعشرين، ويستكمل
عقله في ثمان وعشرين سنة، وما كان بعد
ذلك فإنما هو بالتجارب (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يثغر الغلام لسبع سنين،
ويؤمر بالصلاة لتسع، ويفرق بينهم في المضاجع
لعشر، ويحتلم لأربع عشرة سنة، ومنتهى طوله
لاثنتين وعشرين سنة، ومنتهى عقله لثمان
وعشرين سنة إلا التجارب (8).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا شاب العاقل شب عقله،
إذا شاب الجاهل شب جهله (9).
[2827]
موضع العقل
- الإمام الباقر (عليه السلام): العقل مسكنه القلب (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): موضع العقل الدماغ (11).
- عنه (عليه السلام): موضع العقل الدماغ، ألا
ترى الرجل إذا كان قليل العقل قيل له: ما
أخف دماغك (12).
(انظر) باب 2783.
باب 2796.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 86 و 109، والكتاب 3.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 86 و 109، والكتاب 3.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 86 و 109، والكتاب 3.
(4) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 200.
(5) الإختصاص: 244.
(6) البحار: 104 / 96 / 46.
(7) مستدرك الوسائل: 1 / 85 / 44.
(8) الكافي: 6 / 46 / 1 وفي النسخة " لاثنتي ".
(9) غرر الحكم: 4169، 4170.
(10) علل الشرائع: 107 / 3.
(11) تحف العقول: 371.
(12) نور الثقلين: 1 / 76 / 179.
2056

[2828]
العقل (م)
- الإمام علي (عليه السلام): من استغنى بعقله زل (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): السكوت راحة للعقل (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عقل كالتدبير (3).
- عنه (عليه السلام): من قعد به العقل قام به الجهل (4).
- عنه (عليه السلام) - في صفة آل محمد (عليهم السلام) -:
عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل
سماع ورواية (5).
- عنه (عليه السلام): نعوذ بالله من سبات العقل،
وقبح الزلل (6).
- عنه (عليه السلام): إن الفقر منقصة للدين،
مدهشة للعقل (7).
- عنه (عليه السلام): زلة العاقل شديدة النكاية (8).
- عنه (عليه السلام): كفاك من عقلك ما أبان لك رشدك
من غيك (9).

(1) البحار: 77 / 235 / 3.
(2) أمالي الصدوق: 358 / 1.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(4) غرر الحكم: 8701.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 239 و 224، والحكمة 319.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 239 و 224، والحكمة 319.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 239 و 224، والحكمة 319.
(8) غرر الحكم: 5482، 7078.
(9) غرر الحكم: 5482، 7078.
2057

(366)
الاعتكاف
كنز العمال: 7 / 86، 8 / 530 " الإعتكاف ".
وسائل الشيعة: 7 / 397. " كتاب الإعتكاف ".
2059

[2829]
الاعتكاف
الكتاب
* (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من
مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن
طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) * (1).
- أنس: كان - النبي (صلى الله عليه وآله) - إذا كان مقيما
اعتكف العشر الأواخر من رمضان، وإذا سافر
اعتكف من العام المقبل عشرين (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا
كان العشر الأواخر - يعني من رمضان - اعتكف
في المسجد، وضربت له قبة من شعر، وشمر
الميزر وطوى فراشه (3).
- عنه (عليه السلام): لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة
قد صلى فيه إمام عدل بصلاة جماعة (4).
- ميمون بن مهران: كنت جالسا عند الحسن
ابن علي (عليهما السلام) فأتاه رجل فقال له: يا بن رسول الله!
إن فلانا له علي مال ويريد أن يحبسني، فقال:
والله ما عندي مال فأقضي عنك، قال: فكلمه،
قال: فلبس (عليه السلام) نعله، فقلت له: يا بن رسول الله!
أنسيت اعتكافك؟ فقال له: لم أنس ولكني
سمعت أبي (عليه السلام) يحدث عن [جدي] رسول الله (صلى الله عليه وآله)
أنه قال: من سعى في حاجة أخيه المسلم فكأنما
عبد الله عز وجل تسعة آلاف سنة، صائما نهاره،
قائما ليله (5).

(1) البقرة: 125.
(2) كنز العمال: 18091.
(3) التهذيب: 4 / 287 / 869.
(4) الكافي: 4 / 176 / 1.
(5) الفقيه: 2 / 189 / 2108.
2060

(367)
العلم
البحار: 1 / 162، البحار: 2 " أبواب العلم وآدابه وأنواعه ".
كنز العمال: 10 / 130 " كتاب العلم ".
كنز العمال: 10 / 217 " العلوم المذمومة ".
كنز العمال: 10 / 284 " علم الباطن ".
تفسير الميزان: 17 / 382 " بحث إجمالي فلسفي ".
انظر:
عنوان 345 " المعرفة (1) "، 346 " المعرفة (2) "، 347 " المعرفة (3) "، 83
" الجهل "، 98 " الحديث "، 212 " السؤال (1) "، 365 " العقل "، 423 " الفقه ".
الخيانة: باب 1153، الشباب: باب 1944، 1945، القرآن: باب 3297.
الكتاب: 3445، الموعظة: باب 4143، الأمثال: باب 3626 - 3631.
2061

[2830]
فضل العلم
الكتاب
* (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة
ويرجو رحمة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين
لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) * (1).
* (يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس
فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع
الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما
تعملون خبير) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): رأس الفضائل العلم،
غاية الفضائل العلم (3).
- عنه (عليه السلام): يتفاضل الناس بالعلوم والعقول، لا
بالأموال والأصول (4).
- عنه (عليه السلام): معرفة العلم دين يدان به،
به يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل
الأحدوثة بعد وفاته (5).
- عنه (عليه السلام): العلم وراثة كريمة (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن خير ما ورث
الآباء لأبنائهم الأدب لا المال، فإن المال
يذهب والأدب يبقى - قال مسعدة: يعني
بالأدب العلم - (7).
(انظر) الأدب: باب 68 حديث 385، 389، باب 2836.
- عنه (عليه السلام): إن أجلت في عمرك يومين
فاجعل أحدهما لأدبك لتستعين به على يوم
موتك، فقيل له: وما تلك الاستعانة؟ قال:
تحسن تدبير ما تخلف وتحكمه (8).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم قائد، والعمل
سائق، والنفس حرون (9) (10).
- عنه (عليه السلام): العلم ينجد، الحكمة ترشد (11).
- عنه (عليه السلام): العلم حجاب من الآفات (12).
- عنه (عليه السلام): العلم أفضل قنية (13).
- عنه (عليه السلام): العلم مصباح العقل (14).
- عنه (عليه السلام): العلم نعم دليل (15).
- عنه (عليه السلام): العلم أفضل هداية (16).
- عنه (عليه السلام): العلم جمال لا يخفى، ونسيب
لا يجفى (17).
- عنه (عليه السلام): العلم زين الأغنياء وغنى
الفقراء (18).

(1) الزمر: 9.
(2) المجادلة: 11.
(3) غرر الحكم: (5234 - 6379)، 11009.
(4) غرر الحكم: (5234 - 6379)، 11009.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 147.
(6) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 93.
(7) الكافي: 8 / 150 / 132.
(8) الكافي: 8 / 150 / 132.
(9) الحرون من الخيل الذي لا ينقاد لراكبه، فإذا استدر جريه وقف.
(10) تحف العقول: 208.
(11) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(12) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(13) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(14) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(15) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(16) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(17) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
(18) غرر الحكم: 5، 720، 812، 536، 837، 846، 1463، 1526.
2062

- عنه (عليه السلام): العلم أفضل الأنيسين (1).
- عنه (عليه السلام): العلم أفضل شرف من
لا قديم له (2).
- عنه (عليه السلام): العلم أشرف الأحساب (3).
- عنه (عليه السلام): العلم يرفع الوضيع، وتركه
يضع الرفيع (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): العلم أجمع لأهله
من الآباء (5).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم ضالة المؤمن (6).
- عنه (عليه السلام): العلم قائد الحلم (7).
- عنه (عليه السلام): لا كنز أنفع من العلم (8).
- عنه (عليه السلام): كفى بالعلم شرفا أن يدعيه
من لا يحسنه، ويفرح به إذا نسب إليه،
وكفى بالجهل ذما يبرأ منه من هو فيه (9).
- عنه (عليه السلام): من كساه العلم ثوبه اختفى عن
الناس عيبه (10).
- عنه (عليه السلام): لا شرف كالعلم (11).
- عنه (عليه السلام): الشريف كل الشريف من
شرفه علمه (12).
- عنه (عليه السلام): من خلا بالعلم لم توحشه
خلوة (13).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن قلبا ليس فيه شئ
من العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قلب ليس فيه شئ من
الحكمة كبيت خرب، فتعلموا، وعلموا،
وتفقهوا، ولا تموتوا جهالا، فإن الله
لا يعذر على الجهل (15).
- الإمام علي (عليه السلام): كل وعاء يضيق بما
جعل فيه إلا وعاء العلم، فإنه يتسع به (16).
- عنه (عليه السلام): كل شئ يعز حين ينزر إلا
العلم، فإنه يعز حين يغزر (17).
- عنه (عليه السلام): العلم يهدي إلى الحق (18).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أتى علي يوم لا أزداد
فيه علما يقربني إلى الله تعالى فلا بورك
لي في طلوع شمس ذلك اليوم (19).
- الإمام علي (عليه السلام): من قاتل جهله بعلمه
فاز بالحظ الأسعد (20).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ذنب العالم واحد،
وذنب الجاهل ذنبان (21).

(1) غرر الحكم: 1654، 1808.
(2) غرر الحكم: 1654، 1808.
(3) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 319.
(4) مطالب السؤول: 48.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 131 / 12 وص 66 / 295.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 131 / 12 وص 66 / 295.
(7) غرر الحكم: 841.
(8) الكافي: 8 / 19 / 4.
(9) منية المريد: 110.
(10) تحف العقول: 215.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(12) كشف الغمة: 3 / 140.
(13) غرر الحكم: 8125.
(14) أمالي الطوسي: 543 / 1165.
(15) كنز العمال: 28750.
(16) نهج البلاغة: الحكمة 205، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 25.
(17) غرر الحكم: 6913، 1581.
(18) غرر الحكم: 6913، 1581.
(19) كنز العمال: 28687.
(20) غرر الحكم: 8859.
(21) كنز العمال: 28784.
2063

- عنه (صلى الله عليه وآله): ذنب العالم واحد، وذنب
الجاهل ذنبان، العالم يعذب على ركوب
الذنب، والجاهل يعذب على ركوب الذنب
وتركه العلم (1).
[2831]
المحروم من العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما استرذل الله تعالى
عبدا إلا حرم العلم (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما استرذل الله تعالى عبدا
إلا حظر عليه العلم والأدب (3).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا أرذل الله عبدا
حظر عليه العلم (4).
قال ابن أبي الحديد: أرذله: جعله
رذلا، وكان يقال: من علامة بغض الله
تعالى للعبد أن يبغض إليه العلم.
وقال الشاعر:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال لأن حفظ العلم فضل * وفضل الله لا يؤتيه عاصي (5)
(انظر) عنوان 552 " التوفيق ".
[2832]
العلم أصل كل خير
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم رأس الخير كله،
والجهل رأس الشر كله (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العلم أصل كل حال
سني، ومنتهى كل منزلة رفيعة (7).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم أصل كل خير،
الجهل أصل كل شر (8).
قال الشهيد الثاني رضوان الله عليه في
كتاب منية المريد: اعلم أن الله سبحانه جعل العلم
هو السبب الكلي لخلق هذا العالم العلوي
والسفلي طرا، وكفى بذلك جلالة وفخرا، قال الله
تعالى في محكم الكتاب - تذكرة وتبصرة لأولي
الألباب -: * (الله الذي خلق سبع سماوات ومن
الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن لتعلموا
أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل
شئ علما) * (9) وكفى بهذه الآية دليلا على شرف
العلم، لا سيما علم التوحيد الذي هو أساس كل
علم ومدار كل معرفة.
وجعل سبحانه العلم أعلى شرف وأول منة
امتن بها على ابن آدم بعد خلقه وإبرازه من ظلمة
العدم إلى ضياء الوجود، فقال سبحانه في أول
سورة أنزلها على نبيه محمد (صلى الله عليه وآله): * (اقرأ باسم
ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ
وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان
ما لم يعلم) *.
فتأمل كيف افتتح كتابه الكريم المجيد -

(1) كنز العمال: 28911، 28807، 28806.
(2) كنز العمال: 28911، 28807، 28806.
(3) كنز العمال: 28911، 28807، 28806.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 288.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 182.
(6) البحار: 77 / 175 / 9.
(7) مصباح الشريعة: 341.
(8) غرر الحكم: 818، 819.
(9) الطلاق: 12.
2064

الذي * (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد) * بنعمة الإيجاد، ثم أردفها
بنعمة العلم، فلو كان ثمة منة أو توجد نعمة بعد
نعمة الإيجاد هي أعلى من العلم لما خصه الله
تعالى بذلك (1).
[2833]
العلم والحياة
- الإمام علي (عليه السلام): العلم حياة (2).
- عنه (عليه السلام): العلم إحدى الحياتين (3).
- عنه (عليه السلام): بالعلم تكون الحياة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم حياة الإسلام
وعماد الدين (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلم حياة الإسلام وعماد
الإيمان (6).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم محيي النفس،
ومنير العقل، ومميت الجهل (7).
- عنه (عليه السلام): إن العلم حياة القلوب،
ونور الأبصار من العمى، وقوة الأبدان
من الضعف (8).
- عنه (عليه السلام): ما مات من أحيى علما (9).
- عنه (عليه السلام): اكتسبوا العلم يكسبكم الحياة (10).
(انظر) الجهل: باب 598، 599.
باب 2795.
[2834]
العلم وطاعة الله
الكتاب
* (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك هو
الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) * (11).
* (وليعلم الذين أوتوا العلم أنه الحق من ربك فيؤمنوا
به فتخبت له قلوبهم وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط
مستقيم) * (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على
كل مسلم... به يطاع الرب ويعبد، وبه
توصل الأرحام، ويعرف الحلال من الحرام، العلم
إمام العمل والعمل تابعه، يلهم به السعداء،
ويحرمه الأشقياء (13).
- الإمام علي (عليه السلام): تعلموا العلم فإن
تعلمه حسنة... بالعلم يطاع الله ويعبد،
بالعلم يعرف الله ويوحد، بالعلم توصل
الأرحام، وبه يعرف الحلال والحرام، والعلم
إمام العقل والعقل تابعه، يلهمه الله السعداء،
ويحرمه الأشقياء (14).
(انظر) الطاعة: باب 2804.
الذنب: باب 1361.

(1) منية المريد: 93.
(2) غرر الحكم: 185، 1626، 4220.
(3) غرر الحكم: 185، 1626، 4220.
(4) غرر الحكم: 185، 1626، 4220.
(5) كنز العمال: 28661، 28944.
(6) كنز العمال: 28661، 28944.
(7) غرر الحكم: 1736.
(8) أمالي الصدوق: 493 / 1.
(9) غرر الحكم: 9508.
(10) غرر الحكم: 2486.
(11) سبأ: 6.
(12) الحج: 54.
(13) أمالي الطوسي: 488 / 1069.
(14) أمالي الصدوق: 492 / 1.
2065

[2835]
فضل العلم على المال
- الإمام علي (عليه السلام) - لكميل لما أخذ
بيده وأخرجه إلى الجبان (1) فلما أصحر تنفس
الصعداء -: يا كميل! العلم خير من المال،
العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه
النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق،
وصنيع المال يزول بزواله (2).
- عنه (عليه السلام): العلم أفضل من المال بسبعة:
الأول: أنه ميراث الأنبياء والمال ميراث
الفراعنة، الثاني: العلم لا ينقص بالنفقة
والمال ينقص بها، الثالث: يحتاج المال إلى
الحافظ والعلم يحفظ صاحبه، الرابع: العلم يدخل
في الكفن ويبقى المال، الخامس: المال يحصل
للمؤمن والكافر والعلم لا يحصل إلا للمؤمن،
السادس: جميع الناس يحتاجون إلى العالم في
أمر دينهم ولا يحتاجون إلى صاحب المال،
السابع: العلم يقوي الرجل على المرور على
الصراط والمال يمنعه (3).
[2836]
العلم وقيمة المرء
- الإمام علي (عليه السلام): قيمة كل امرئ
ما يحسنه (4).
- الخليل بن أحمد: أحث كلمة على طلب
علم قول علي بن أبي طالب (عليه السلام): قدر كل
امرئ ما يحسن (5).
- الإمام علي (عليه السلام): الناس أبناء ما يحسنون (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر الناس قيمة أكثرهم
علما، وأقل الناس قيمة أقلهم علما (7).
- الإمام علي (عليه السلام): يا مؤمن إن هذا العلم
والأدب ثمن نفسك فاجتهد في تعلمهما، فما يزيد
من علمك وأدبك يزيد في ثمنك وقدرك فإن
بالعلم تهتدي إلى ربك، وبالأدب تحسن خدمة
ربك، وبأدب الخدمة يستوجب العبد ولايته
وقربه، فاقبل النصيحة كي تنجو عن العذاب (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لابنه الصادق (عليه السلام) -:
يا بني! اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم
ومعرفتهم، فإن المعرفة هي الدراية للرواية،
وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى
درجات الإيمان، إني نظرت في كتاب لعلي (عليه السلام)
فوجدت في الكتاب: أن قيمة كل امرئ
وقدره معرفته (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اعرفوا منازل شيعتنا

(1) الجبان: المقبرة.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 147.
(3) منية المريد: 110.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 81، في المحجة البيضاء: 1 /
26 عنه (عليه السلام): " قيمة كل امرئ ما يعلمه ".
(5) أمالي الطوسي: 494 / 1083، قال الجوهري: هو يحسن
الشئ أي يعلمه. البحار: 1 / 166.
(6) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 318.
(7) أمالي الصدوق: 27 / 4.
(8) روضة الواعظين: 11.
(9) معاني الأخبار: 1 / 2.
2066

بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنا، فإنا
لا نعد الفقيه منهم فقيها حتى يكون محدثا، فقيل
له: أو يكون المؤمن محدثا؟ قال: يكون مفهما،
والمفهم محدث (1).
[2837]
أقرب الناس من درجة النبوة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقرب الناس من
درجة النبوة أهل العلم والجهاد (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): طالب العلم ركن الإسلام،
ويعطى أجره مع النبيين (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): علماء أمتي كأنبياء بني
إسرائيل (4).
(انظر) باب 2850.
[2838]
العلماء ورثة الأنبياء
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن العلماء ورثة الأنبياء (5).
- عنه (عليه السلام): [إن] العلماء ورثة الأنبياء
وذلك أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا،
وإنما أورثوا أحاديث من أحاديثهم، فمن
أخذ بشئ منها فقد أخذ حظا وافرا، فانظروا
علمكم عمن تأخذونه (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلماء ورثة الأنبياء،
يحبهم أهل السماء، ويستغفر لهم الحيتان في
البحر إذا ماتوا إلى يوم القيامة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلماء مصابيح الأرض، وخلفاء
الأنبياء، وورثتي وورثة الأنبياء (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - لولده محمد -: تفقه
في الدين فإن الفقهاء ورثة الأنبياء (9).
[2839]
فضل مداد العلماء على دماء الشهداء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يوزن يوم القيامة
مداد العلماء ودم الشهداء، فيرجح عليهم
مداد العلماء على دم الشهداء (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة
جمع الله عز وجل الناس في صعيد واحد،
ووضعت الموازين، فيوزن دماء الشهداء مع
مداد العلماء، فيرجح مداد العلماء على دماء
الشهداء (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): وزن حبر العلماء
بدم الشهداء فرجح عليه (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يوزن مداد العلماء ودم الشهداء،

(1) رجال الكشي: 1 / 6.
(2) المحجة البيضاء: 1 / 14.
(3) كنز العمال: 28729.
(4) عوالي اللآلي: 4 / 77 / 67.
(5) الكافي: 1 / 32 / 2.
(6) الدعوات للراوندي: 63 / 157.
(7) كنز العمال: 28679، 28677.
(8) كنز العمال: 28679، 28677.
(9) عوالي اللآلي: 4 / 60 / 5.
(10) كنز العمال: 28715.
(11) السرائر: 119 / 2.
(12) كنز العمال: 28714.
2067

يرجح مداد العلماء على دم الشهداء (1).
[2840]
العالم حي وإن مات
- الإمام علي (عليه السلام): هلك خزان الأموال
وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي
الدهر، أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في
القلوب موجودة (2).
- عنه (عليه السلام): العلماء باقون ما بقي
الليل والنهار (3).
- عنه (عليه السلام): العالم حي وإن كان ميتا،
الجاهل ميت وإن كان حيا (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العالم بين الجهال
كالحي بين الأموات (5).
(انظر) الموت: باب 3741، 3742.
[2841]
فضل العلم على العبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل العالم أحب
إلي من فضل العبادة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلم أفضل من العبادة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من خرج يطلب بابا من علم ليرد
به باطلا إلى حق، أو ضلالة إلى هدى، كان
عمله ذلك كعبادة متعبد أربعين عاما (8).
- الإمام علي (عليه السلام): الكلمة من الحكمة
يسمعها الرجل فيقول أو يعمل بها خير من
عبادة سنة (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قليل العلم خير من كثير
العبادة (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): تذاكر العلم ساعة
خير من قيام ليلة (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): نوم مع علم خير من
صلاة على جهل (12).
- الإمام علي (عليه السلام): قليل العمل مع كثير
العلم، خير من كثير العمل مع قليل العلم
والشك والشبهة (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طلب العلم أفضل عند
الله من الصلاة والصيام والحج والجهاد
في سبيل الله تعالى (14).
(انظر) العبادة: باب 2497.
[2842]
فضل العالم على العابد
- الإمام الباقر (عليه السلام): عالم ينتفع بعلمه،

(1) كنز العمال: 28902.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 147.
(3) غرر الحكم: 1481، (1124 - 1125).
(4) غرر الحكم: 1481، (1124 - 1125).
(5) أمالي الطوسي: 521 / 1148.
(6) بصائر الدرجات: 7 / 3.
(7) كنز العمال: 28657.
(8) أمالي الطوسي: 619 / 1275.
(9) البحار: 1 / 183 / 93.
(10) المحجة البيضاء: 1 / 22.
(11) الإختصاص: 245.
(12) منية المريد: 104.
(13) الإختصاص: 245.
(14) كنز العمال: 28655.
2068

أفضل من سبعين ألف عابد (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل العالم عن العابد كفضل
القمر على سائر النجوم ليلة البدر (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن فضل العالم على العابد
كفضل الشمس على الكواكب، وفضل العابد على
غير العابد كفضل القمر على الكواكب (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ركعة من عالم بالله خير من
ألف ركعة من متجاهل بالله (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ركعتان يصليهما العالم أفضل
من ألف ركعة يصليها العابد (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): عالم أفضل من
ألف عابد وألف زاهد (6).
- عنه (عليه السلام): يأتي صاحب العلم قدام
العابد بربوة مسيرة خمسمائة عام (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ساعة من عالم يتكئ
على فراشه ينظر في عمله، خير من عبادة العابد
سبعين عاما (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): فضل العالم على الشهيد
درجة، وفضل الشهيد على العابد درجة، وفضل
النبي على العالم درجة، وفضل القرآن على
سائر الكلام كفضل الله على خلقه، وفضل العالم
على سائر الناس كفضلي على أدناهم (9).
(انظر) الفقه: باب 3239.
[2843]
سبب تفضيل العالم على العابد
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل العالم على العابد
بسبعين درجة، بين كل درجتين حضر الفرس
سبعين عاما، وذلك أن الشيطان يضع البدعة
للناس فيبصرها العالم فينهى عنها، والعابد
مقبل على عبادته لا يتوجه لها ولا يعرفها (10).
- الإمام الرضا (عليه السلام): يقال للعابد يوم
القيامة: نعم الرجل كنت همتك ذات نفسك
وكفيت الناس مؤونتك فادخل الجنة، إلا أن الفقيه
من أفاض على الناس خيره، وأنقذهم من
أعدائهم... ويقال للفقيه: يا أيها الكافل لأيتام
آل محمد، الهادي لضعفاء محبيهم ومواليهم، قف
حتى تشفع لكل من أخذ عنك أو تعلم منك (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة
بعث الله عز وجل العالم والعابد، فإذا وقفا
بين يدي الله عز وجل قيل للعابد: انطلق إلى
الجنة، وقيل للعالم: قف تشفع للناس بحسن
تأديبك لهم (12).
- الإمام علي (عليه السلام): ركعتان من عالم خير

(1) الدعوات للراوندي: 62 / 153.
(2) أمالي الصدوق: 58 / 9.
(3) البحار: 2 / 19 / 49.
(4) كنز العمال: 28786.
(5) الفقيه: 4 / 367 / 5762.
(6) تحف العقول: 364.
(7) البحار: 2 / 18 / 48.
(8) روضة الواعظين: 12.
(9) مجمع البيان: 9 / 380.
(10) روضة الواعظين: 12.
(11) الإحتجاج: 1 / 14 / 9.
(12) علل الشرائع: 394 / 11.
2069

من سبعين ركعة من جاهل، لأن العالم
تأتيه الفتنة فيخرج منها بعلمه، وتأتي
الجاهل فينسفه نسفا (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفس محمد بيده!
لعالم واحد أشد على إبليس من ألف عابد،
لأن العابد لنفسه والعالم لغيره (2).
(انظر) الفقيه: باب 3241.
[2844]
موت العالم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): موت العالم ثلمة في
الإسلام لا تسد ما اختلف الليل والنهار (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما قبض الله تعالى عالما من هذه
الأمة إلا كان ثغرة في الإسلام، لا تسد
ثلمته إلى يوم القيامة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): موت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة
لا تسد، وهو نجم طمس، وموت قبيلة أيسر
من موت عالم (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قول
الله عز وجل: * (أولم يروا أنا نأتي الأرض
ننقصها من أطرافها) * -: فقد العلماء (6).
(انظر) الفقه: باب 3247.
[2845]
النظر إلى وجه العالم عبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى وجه العالم عبادة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): النظر في وجه العالم حبا
له عبادة (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قول
النبي (صلى الله عليه وآله): النظر في وجوه العلماء عبادة -:
هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة،
ومن كان خلاف ذلك فالنظر إليه فتنة (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): النظر إلى وجه علي عبادة (10).
(انظر) تاريخ دمشق لابن عساكر: 2 / 391.
النظر: باب 3884.
[2846]
الحث على طلب العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اطلبوا العلم ولو بالصين
فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اطلبوا التعلم
ولو بخوض اللجج وشق المهج (12).
- عنه (عليه السلام): لو علم الناس ما في العلم
لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اطلبوا العلم، فإنه
السبب بينكم وبين الله عز وجل (14).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: يا بني!

(1) الإختصاص: 245.
(2) كنز العمال: 28908، 28760، 28812، 28858.
(3) كنز العمال: 28908، 28760، 28812، 28858.
(4) كنز العمال: 28908، 28760، 28812، 28858.
(5) كنز العمال: 28908، 28760، 28812، 28858.
(6) الفقيه: 1 / 186 / 560.
(7) البحار: 1 / 195 / 14.
(8) نوادر الراوندي: 11.
(9) تنبيه الخواطر: 1 / 84.
(10) تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ": 2 / 391 / 887.
(11) كنز العمال: 28697، 28698.
(12) أعلام الدين: 303.
(13) عوالي اللآلي: 4 / 61 / 9.
(14) أمالي المفيد: 29 / 1.
2070

اجعل في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في
طلب العلم فإنك لن تجد لك تضييعا مثل تركه (1).
[2847]
وجوب طلب العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على كل
مسلم ومسلمة (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على
كل مسلم (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): طلب العلم فريضة
في كل حال (4).
- عنه (عليه السلام): طلب العلم فريضة من
فرائض الله (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طلب العلم فريضة على
كل مسلم، ألا إن الله يحب بغاة العلم (6).
[2848]
منهومان لا يشبعان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): منهومان لا يشبع طالبهما:
طالب العلم وطالب الدنيا (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): منهومان لا يشبعان:
منهوم علم، ومنهوم مال (8).
- الإمام علي (عليه السلام): منهومان لا يشبعان:
طالب علم، وطالب دنيا (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): منهومان لا يشبعان: طالب
علم، وطالب دنيا، فأما طالب العلم فيزداد
رضى الرحمن، وأما طالب الدنيا فيتمادى
في الطغيان (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أجوع الناس طالب العلم،
وأشبعهم الذي لا يبتغيه (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كل صاحب علم غرثان
إلى علم (12).
- الإمام علي (عليه السلام): العالم من لا يشبع من
العلم ولا يتشبع به (13).
[2849]
طالب العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طالب العلم بين الجهال
كالحي بين الأموات (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): طالب العلم لا يموت، أو
يمتع جده بقدر كده (15).
- الإمام علي (عليه السلام): الشاخص في طلب

(1) أمالي الطوسي: 68 / 99.
(2) تنبيه الخواطر: 2 / 176.
(3) أمالي الطوسي: 488 / 1069.
(4) البحار: 1 / 172 / 27 و ح 28.
(5) البحار: 1 / 172 / 27 و ح 28.
(6) الكافي: 1 / 30 / 1.
(7) كنز العمال: 28932، 28933 نحوه.
(8) الخصال: 53 / 69.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 457.
(10) البحار: 1 / 182 / 75.
(11) كنز العمال: 28684، 28935.
(12) كنز العمال: 28684، 28935.
(13) غرر الحكم: 1740.
(14) كنز العمال: 28726.
(15) عوالي اللآلي: 1 / 292 / 172.
2071

العلم كالمجاهد في سبيل الله (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جاء الموت لطالب
العلم وهو على هذه الحالة مات وهو شهيد (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما من عبد يغدو في
طلب العلم أو يروح إلا خاض الرحمة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لطالب العلم عز الدنيا
وفوز الآخرة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم فهو في سبيل
الله حتى يرجع (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب علما فأدركه كتب الله
له كفلين من الأجر، ومن طلب علما فلم
يدركه كتب الله له كفلا من الأجر (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم فهو كالصائم
نهاره، القائم ليله، وإن بابا من العلم
يتعلمه الرجل خير له من أن يكون أبو قبيس ذهبا
فأنفقه في سبيل الله (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم تكفل الله
له برزقه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تفقه في دين الله كفاه
الله همه ورزقه من حيث لا يحتسب (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): طالب العلم طالب الرحمة،
طالب العلم ركن الإسلام، ويعطى أجره
مع النبيين (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب بابا من العلم ليصلح
به نفسه أو لمن بعده، كتب الله له من الأجر
بعدد رمل عالج (11).
[2850]
طالب العلم والنبوة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من جاء أجله وهو يطلب
العلم ليحيي به الإسلام لم يفضله النبيون
إلا بدرجة (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب بابا من العلم ليحيي
به الإسلام كان بينه وبين الأنبياء درجة
في الجنة (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من جاء أجله وهو يطلب العلم
لقي الله تعالى ولم يكن بينه وبين النبيين
إلا درجة النبوة (14).
- الإمام علي (عليه السلام): من جاءته منيته وهو
يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة (15).
(انظر) باب 2837.
[2851]
طالب العلم والملائكة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طالب العلم تبسط له

(1) روضة الواعظين: 10.
(2) الترغيب والترهيب: 1 / 97 / 16.
(3) ثواب الأعمال: 160 / 2.
(4) غرر الحكم: 7349.
(5) كنز العمال: 28702.
(6) منية المريد: 99، 100.
(7) منية المريد: 99، 100.
(8) كنز العمال: 28701، 28855.
(9) كنز العمال: 28701، 28855.
(10) كنز العمال: 28729، 28837، 28832، 28833، 28831.
(11) كنز العمال: 28729، 28837، 28832، 28833، 28831.
(12) كنز العمال: 28729، 28837، 28832، 28833، 28831.
(13) كنز العمال: 28729، 28837، 28832، 28833، 28831.
(14) كنز العمال: 28729، 28837، 28832، 28833، 28831.
(15) مجمع البيان: 9 / 380.
2072

الملائكة أجنحتها رضى بما يطلب (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الملائكة لتضع أجنحتها
لطالب العلم حتى يطأ عليها رضى به (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن طالب العلم لتحفه الملائكة
بأجنحتها ثم يركب بعضها بعضا، حتى يبلغوا
سماء الدنيا من محبتهم لما يطلب (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن طالب العلم تبسط له الملائكة
أجنحتها وتستغفر له (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من غدا في طلب العلم أظلت
عليه الملائكة، وبورك له في معيشته، ولم
ينقص من رزقه (5).
[2852]
طالب العلم والجنة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقا يطلب فيه
علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من سلك طريقا يطلب فيه علما
سلك الله به طريقا إلى الجنة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلي أنه من سلك
مسلكا يطلب فيه العلم، سهلت له طريقا
إلى الجنة (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لكل شئ طريق، وطريق
الجنة العلم (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من خرج يريد علما يتعلمه
فتح له باب إلى الجنة (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كان في طلب العلم كانت الجنة
في طلبه (11).
[2853]
استغفار كل شئ لطالب العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن طالب العلم يستغفر
له كل شئ حتى الحيتان في البحر (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): طالب العلم يستغفر
له كل شئ، حتى الحيتان في البحار،
والطير في جو السماء (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن طالب العلم ليستغفر
له كل شئ، حتى حيتان البحر، وهوام
الأرض، وسباع البر وأنعامه (14).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن جميع دواب
الأرض لتصلي على طالب العلم حتى الحيتان
في البحر (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من خرج من بيته يطلب
علما شيعه سبعون ألف ملك يستغفرون له (16).

(1) كنز العمال: 28725.
(2) عوالي اللآلي: 1 / 106 / 44.
(3) منية المريد: 107.
(4) كنز العمال: 28745.
(5) منية المريد: 103.
(6) كنز العمال: 28746.
(7) أمالي الصدوق: 58 / 9.
(8) البحار: 1 / 173 / 33.
(9) كنز العمال: 28803، 28823، 28842، 28653.
(10) كنز العمال: 28803، 28823، 28842، 28653.
(11) كنز العمال: 28803، 28823، 28842، 28653.
(12) كنز العمال: 28803، 28823، 28842، 28653.
(13) البحار: 1 / 173 / 30.
(14) أمالي المفيد: 29 / 1.
(15) البحار: 1 / 173 / 31.
(16) أمالي الطوسي: 182 / 306.
2073

[2854]
التعليم
- المسيح (عليه السلام): من علم، وعمل، وعلم،
عد في الملكوت الأعظم عظيما (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (مما رزقناهم ينفقون) * -: مما علمناهم
ينبأون، ومما علمناهم من القرآن يتلون (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من الصدقة أن يتعلم
الرجل العلم ويعلمه الناس (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل الصدقة أن يعلم المرء
علما ثم يعلمه أخاه (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): زكاة العلم تعليمه من
لا يعلمه (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن لكل شئ زكاة،
وزكاة العلم أن يعلمه أهله (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما تصدق الناس بصدقة
أفضل من علم ينشر (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): رحم الله عبدا أحيى
أمرنا، فقلت - أي الهروي - له: فكيف
يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها
الناس فإن الناس لو علموا محاسن
كلامنا لاتبعونا (8).
- الإمام علي (عليه السلام): ما أخذ الله على أهل
الجهل أن يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم
أن يعلموا (9).
- عنه (عليه السلام): ما أخذ الله سبحانه على الجاهل أن
يتعلم حتى أخذ على العالم أن يعلم (10).
(انظر) القرآن: باب 3299.
باب 2857، 2859.
[2855]
ثواب التعليم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يجئ الرجل يوم القيامة
وله من الحسنات كالسحاب الركام أو كالجبال
الرواسي، فيقول: يا رب أنى لي هذا ولم
أعملها؟ فيقول: هذا علمك الذي علمته الناس
يعمل به من بعدك (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من علم خيرا فله
بمثل أجر من عمل به، قلت - أي أبو بصير -:
فإن علمه غيره يجري ذلك له؟ قال: إن
علمه الناس كلهم جرى له، قلت: فإن مات؟
قال: وإن مات (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من علم باب هدى

(1) تنبيه الخواطر: 1 / 82.
(2) معاني الأخبار: 23 / 2.
(3) عدة الداعي: 63.
(4) منية المريد: 105.
(5) عدة الداعي: 63.
(6) تحف العقول: 364.
(7) كنز العمال: 28809.
(8) معاني الأخبار: 180 / 1.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 478، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
20 / 247.
(10) غرر الحكم: 9650.
(11) البحار: 2 / 18 / 44 وص 17 / 43.
(12) البحار: 2 / 18 / 44 وص 17 / 43.
2074

فله مثل أجر من عمل به، ولا ينقص أولئك من
أجورهم شيئا (1).
[2856]
آثار إنفاق العلم
- الإمام علي (عليه السلام): إن النار لا ينقصها ما
اخذ منها، ولكن يخمدها أن لا تجد حطبا،
وكذلك العلم لا يفنيه الاقتباس لكن بخل
الحاملين له سبب عدمه (2).
- عنه (عليه السلام): كل شئ ينقص على الإنفاق
إلا العلم (3).
- عنه (عليه السلام): أعون الأشياء على تزكية
العقل التعليم (4).
- الإمام الحسن (عليه السلام): علم الناس، وتعلم
علم غيرك، فتكون قد أتقنت علمك، وعلمت ما
لم تعلم (5).
(انظر) الدراسة باب: 1185.
باب 2874.
[2857]
ميثاق التعليم والبيان
الكتاب
* (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه
للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا
به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): ما أخذ الله ميثاقا من
أهل الجهل بطلب تبيان العلم حتى أخذ ميثاقا
من أهل العلم ببيان العلم للجهال، لأن العلم
كان قبل الجهل (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قرأت في كتاب علي (عليه السلام):
إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا بطلب العلم حتى
أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال، لأن
العلم كان قبل الجهل (8).
(انظر) باب 2854.
حديث 3498، 13499.
[2858]
التحذير من كتمان العلم
الكتاب
* (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من
بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم
اللاعنون) * (9).
* (إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب ويشترون
به ثمنا قليلا أولئك ما يأكلون في بطونهم إلا النار ولا
يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاتم العلم يلعنه كل شئ،
حتى الحوت في البحر، والطير في السماء (11).

(1) تحف العقول: 297.
(2) غرر الحكم: 3520، 6888، 3246.
(3) غرر الحكم: 3520، 6888، 3246.
(4) غرر الحكم: 3520، 6888، 3246.
(5) كشف الغمة: 2 / 197.
(6) آل عمران: 187.
(7) أمالي المفيد: 66 / 12.
(8) الكافي: 1 / 41 / 1.
(9) البقرة: 159، 174.
(10) البقرة: 159، 174.
(11) كنز العمال: 28997.
2075

- عنه (صلى الله عليه وآله): أيما رجل آتاه الله علما فكتمه
وهو يعلمه، لقي الله عز وجل يوم القيامة
ملجما بلجام من نار (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كتم علما نافعا عنده
ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من كتم علما فكأنه جاهل (3).
- عنه (عليه السلام): إن العالم الكاتم علمه يبعث أنتن
أهل القيامة ريحا، يلعنه كل دابة حتى دواب
الأرض الصغار (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كتم علما مما ينفع الله
به - في أمر الناس - أمر الدين، ألجمه
الله يوم القيامة بلجام من النار (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا لعن آخر هذه الأمة أولها
فمن كتم حديثا فقد كتم ما أنزل الله (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا أعرفن رجلا منكم علم
علما فكتمه فرقا من الناس (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما آتى الله عز وجل عالما علما
إلا أخذ عليه الميثاق أن لا يكتمه أحدا (8).
(انظر) البحار: 2 / 64 باب 13.
الأمثال: باب 3629.
عنوان 456 " الكتمان ".
[2859]
فضل المعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله وملائكته حتى
النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر يصلون
على معلم الناس الخير (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن معلم الخير يستغفر له
دواب الأرض، وحيتان البحر، وكل ذي روح في
الهواء، وجميع أهل السماء والأرض (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): معلم الخير يستغفر
له دواب الأرض، وحيتان البحور، وكل صغيرة
وكبيرة في أرض الله وسمائه (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لمعاذ لما
بعثه إلى اليمن -: ثم بث فيهم المعلمين (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا
منافق: ذو شيبة في الإسلام، وإمام مقسط،
ومعلم الخير (13).
- أوحى الله تعالى إلى موسى: يا موسى!
تعلم الخير وعلمه الناس، فإني منور
لمعلمي الخير ومتعلميه قبورهم، حتى
لا يستوحشوا بمكانهم (14).
- ذكر عند النبي (صلى الله عليه وآله) رجلان من بني
إسرائيل كان أحدهما يصلي المكتوبة

(1) أمالي الطوسي: 377 / 808.
(2) كنز العمال: 29142، انظر نحوه في كنز العمال: 29144،
29148.
(3) البحار: 2 / 67 / 12.
(4) المحاسن: 1 / 361 / 777.
(5) سنن ابن ماجة: 265.
(6) الترغيب والترهيب: 1 / 122 / 5.
(7) كنز العمال: 29152.
(8) مسند الفردوس: 4 / 84 / 6263.
(9) كنز العمال: 28736.
(10) بصائر الدرجات: 3 / 1.
(11) ثواب الأعمال: 159 / 1.
(12) تحف العقول: 26.
(13) تنبيه الخواطر: 2 / 212.
(14) تنبيه الخواطر: 2 / 212.
2076

ثم يجلس فيعلم الناس الخير، وكان
الآخر يصوم النهار ويقوم الليل، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل الأول على الثاني كفضلي
على أدناكم! (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم عن الأجود
الأجود؟ الله الأجود الأجود، وأنا أجود
ولد آدم، وأجودكم من بعدي رجل علم علما
فنشر علمه، يبعث يوم القيامة أمة وحده،
ورجل جاد بنفسه لله عز وجل حتى يقتل (2).
(انظر) باب 2854.
[2860]
ذم المستأكل بالعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): مكتوب في الكتاب الأول:
يا بن آدم! علم مجانا كما علمت مجانا (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): علم الله تعالى آدم ألف حرفة من
الحرف، وقال له: قل لولدك وذريتك: إن لم
تصبروا فاطلبوا الدنيا بهذه الحرف، ولا تطلبوها
بالدين فإن الدين لي وحدي خالصا، ويل لمن
طلب الدنيا بالدين، ويل له! (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ويل لامتي من علماء السوء
يتخذون هذا العلم تجارة يبيعونها من امراء
زمانهم ربحا لأنفسهم، لا أربح الله تجارتهم (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) من
نظر إلى فرج امرأة لا تحل له، ورجلا خان
أخاه في امرأته، ورجلا احتاج الناس إليه
ليفقههم فسألهم الرشوة (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من طلب الدنيا بعمل
الآخرة فليس له في الآخرة من نصيب (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أكل بالعلم طمس الله على
وجهه، ورده على عقبيه، وكانت النار أولى به (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من احتاج الناس
إليه ليفقههم في دينهم فيسألهم الأجرة، كان
حقيقا على الله تعالى أن يدخله نار جهنم (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كتم علما عنده، أو
أخذ عليه اجرة، لقي الله تعالى يوم
القيامة ملجما بلجام من نار (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أراد الحديث لمنفعة
الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به
خير الآخرة أعطاه الله خير الدنيا والآخرة (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعلموا القرآن ولا تأكلوا به،
ولا تستكبروا به (12).
(انظر) التجارة: باب 447.
الشر: باب 1969.
[2861]
معنى الاستئكال بالعلم
- الإمام الصادق (عليه السلام): من استأكل بعلمه

(1) تنبيه الخواطر: 2 / 212.
(2) الترغيب والترهيب: 1 / 119 / 5.
(3) كنز العمال: 29279، 29091، 29084.
(4) كنز العمال: 29279، 29091، 29084.
(5) كنز العمال: 29279، 29091، 29084.
(6) البحار: 2 / 62 / 3.
(7) كنز العمال: 29067، 29034.
(8) كنز العمال: 29067، 29034.
(9) عوالي اللآلي: 4 / 71 / 42.
(10) كنز العمال: 29150.
(11) الكافي: 1 / 46 / 2.
(12) تنبيه الخواطر: 2 / 120.
2077

افتقر، فقلت له: جعلت فداك! إن في
شيعتك ومواليك قوما يتحملون علومكم،
ويبثونها في شيعتكم، فلا يعدمون على ذلك
منه البر والصلة والإكرام، فقال (عليه السلام): ليس أولئك
بمستأكلين، إنما المستأكل بعلمه الذي يفتي
بغير علم ولا هدى من الله عز وجل، ليبطل به
الحقوق طمعا في حطام الدنيا (1).
- عنه (عليه السلام) - وقد قيل له: هؤلاء يقولون: إن
كسب المعلم سحت -: كذبوا أعداء الله، إنما
أرادوا أن لا يعلموا القرآن، ولو أن المعلم
أعطاه رجل دية ولده لكان للمعلم مباحا (2).
[2862]
الحث على التعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يصبر على ذل
التعلم ساعة بقي في ذل الجهل أبدا (3).
- الإمام علي (عليه السلام): ولا يستحين أحد
إذا لم يعلم الشئ أن يتعلمه (4).
- عنه (عليه السلام): تعلموا العلم، فإن تعلمه
حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد،
وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة... وهو أنيس
في الوحشة، وصاحب في الوحدة، وسلاح على
الأعداء، وزين الأخلاء، يرفع الله به أقواما
يجعلهم في الخير أئمة يقتدى بهم، ترمق
أعمالهم، وتقتبس آثارهم (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من متعلم يختلف إلى باب
العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة (6).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: يا بني! اجعل
في أيامك ولياليك وساعاتك نصيبا لك في طلب
العلم، فإنك لن تجد لك تضييعا مثل تركه (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المتقين -:
فمن علامة أحدهم أنك ترى له قوة في دين،
وحزما في لين، وإيمانا في يقين، وحرصا في
علم، وعلما في حلم (8).
(انظر) الهلاك: باب 4018.
الشباب: باب 1944.
القرآن: باب 3298.
[2863]
من تعلم لله
- الإمام الصادق (عليه السلام): من تعلم لله وعمل لله
وعلم لله دعي في ملكوت السماوات عظيما،
فقيل: تعلم لله، وعمل لله، وعلم لله! (9).
- عنه (عليه السلام): من تعلم العلم وعمل به وعلم
لله، دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل:
تعلم لله، وعمل لله، وعلم لله! (10).

(1) معاني الأخبار: 181 / 1.
(2) الكافي: 5 / 121 / 2.
(3) عوالي اللآلي: 1 / 285 / 135.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 82.
(5) أمالي الصدوق: 492 / 1.
(6) منية المريد: 100.
(7) أمالي الطوسي: 68 / 99.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(9) أمالي الطوسي: 167 / 280.
(10) الكافي: 1 / 35 / 6.
2078

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العالم إذا أراد بعلمه
وجه الله تعالى هابه كل شئ، وإذا أراد أن
يكنز به الكنوز هاب من كل شئ (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لو أن حملة العلم
حملوه بحقه لأحبهم الله وملائكته وأهل طاعته
من خلقه، ولكنهم حملوه لطلب الدنيا فمقتهم
الله، وهانوا على الناس (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): علماء هذه الأمة رجلان:
رجل آتاه الله علما فطلب به وجه الله والدار
الآخرة، وبذله للناس ولم يأخذ عليه طمعا،
ولم يشتر به ثمنا قليلا، وذلك يستغفر له من في
البحور، ودواب البر والبحر، والطير في جو
السماء، ويقدم على الله سيدا شريفا ورجل آتاه
الله علما فبخل به على عباد الله، وأخذ عليه
طمعا، واشترى به ثمنا قليلا، فذلك يلجم يوم
القيامة بلجام من نار (3).
[2864]
خصائص المتعلم لله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم لله لم يصب
منه بابا إلا ازداد به في نفسه ذلا، وفي
الناس تواضعا، ولله خوفا، وفي الدين اجتهادا،
وذلك الذي ينتفع بالعلم فليتعلمه، ومن طلب
العلم للدنيا والمنزلة عند الناس والحظوة عند
السلطان لم يصب منه بابا إلا ازداد في نفسه
عظمة، وعلى الناس استطالة، وبالله اغترارا، ومن
الدين جفاءا، فذلك الذي لا ينتفع بالعلم، فليكف
وليمسك عن الحجة على نفسه، والندامة والخزي
يوم القيامة (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من تعلم العلم للعمل
به لم يوحشه كساده (5).
(انظر) الإخلاص: باب 1037.
[2865]
من تعلم لغير الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أخذ العلم من أهله وعمل
به نجا، ومن أراد به الدنيا فهو حظه (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ابتغى العلم ليخدع به
الناس لم يجد ريح الجنة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تعلم العلم رياء وسمعة
يريد به الدنيا نزع الله بركته، وضيق عليه
معيشته، ووكله الله إلى نفسه، ومن وكله الله
إلى نفسه فقد هلك (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تعلم العلم لغير الله
تعالى فليتبوأ مقعده من نار (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم لغير العمل
فهو كالمستهزئ بربه عز وجل (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلى بعض أنبيائه

(1) كنز العمال: 29342.
(2) البحار: 2 / 37 / 48.
(3) روضة الواعظين: 11.
(4) روضة الواعظين: 11.
(5) غرر الحكم: 8244.
(6) عوالي اللآلي: 4 / 77 / 66.
(7) مكارم الأخلاق: 2 / 364 / 2661 وص 348 / 2660.
(8) مكارم الأخلاق: 2 / 364 / 2661 وص 348 / 2660.
(9) كنز العمال: 29035، 29066.
(10) كنز العمال: 29035، 29066.
2079

قل للذين يتفقهون لغير الدين، ويتعلمون لغير
العمل، ويطلبون الدنيا لغير الآخرة، يلبسون
للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئاب،
ألسنتهم أحلى من العسل، وأعمالهم أمر من
الصبر: إياي يخادعون؟! ولأتيحن لكم فتنة
تذر الحكيم حيرانا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تعلم علما مما يبتغى به وجه
الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا،
لم يجد عرف الجنة يوم القيامة (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تعلم صرف الكلام ليسبي
به قلوب الناس لم يقبل الله منه يوم القيامة
صرفا ولا عدلا (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من عبد يخطب خطبة إلا الله
سائله عنها ما أراد بها (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا
رياء وسمعة أوقفه الله يوم القيامة موقف
رياء وسمعة (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من سمع الناس بعلمه سمع الله
به سامع خلقه وحقره وصغره (6).
(انظر) الرياء: باب 1409.
[2866]
ما لا ينبغي طلب العلم لأجله
- الإمام علي (عليه السلام): خذوا من العلم ما
بدا لكم، وإياكم أن تطلبوه لخصال أربع:
لتباهوا به العلماء، أو تماروا به السفهاء،
أو تراؤوا به في المجالس، أو تصرفوا وجوه الناس
إليكم للترؤس (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تعلموا العلم لتماروا به
السفهاء، وتجادلوا به العلماء، ولتصرفوا [به]
وجوه الناس إليكم، وابتغوا بقولكم ما عند الله فإنه
يدوم ويبقى، وينفد ما سواه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم لأربع دخل النار:
ليباهي به العلماء، أو يماري به السفهاء،
أو ليصرف به وجوه الناس إليه، أو يأخذ به
من الامراء (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم ليماري به
السفهاء، أو يكاثر به العلماء، أو يصرف به وجوه
الناس إليه، فليتبوأ مقعده من النار (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم ليباهي به العلماء،
أو يماري به السفهاء في المجالس، لم يرح
رائحة الجنة (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب هذه الأحاديث ليماري
بها السفهاء، ويباهي بها ليحدث بها،
لم يرح رائحة الجنة (12).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سأله الهروي عن
قول الصادق (عليه السلام): من تعلم علما ليماري به
السفهاء، أو يباهي به العلماء، أو ليقبل
بوجوه الناس إليه، فهو في النار -: صدق
جدي، أفتدري من السفهاء؟ فقلت: لا يا ابن

(1) عدة الداعي: 70.
(2) كنز العمال: 29020، 29022، 29012، 7532، 7535.
(3) كنز العمال: 29020، 29022، 29012، 7532، 7535.
(4) كنز العمال: 29020، 29022، 29012، 7532، 7535.
(5) كنز العمال: 29020، 29022، 29012، 7532، 7535.
(6) كنز العمال: 29020، 29022، 29012، 7532، 7535.
(7) الإرشاد: 1 / 230.
(8) منية المريد: 135.
(9) منية المريد: 135.
(10) كنز العمال: 29057، 29056، 29059.
(11) كنز العمال: 29057، 29056، 29059.
(12) كنز العمال: 29057، 29056، 29059.
2080

رسول الله، فقال: هم قصاص من مخالفينا،
وتدري من العلماء؟ فقلت: لا يا ابن رسول الله،
قال: فقال: هم علماء آل محمد (عليهم السلام) الذين فرض
الله عز وجل طاعتهم وأوجب مودتهم.
ثم قال: أتدري ما معنى قوله: أو ليقبل
بوجوه الناس إليه؟ قلت: لا، قال: يعني
بذلك والله ادعاء الإمامة بغير حقها، ومن فعل
ذلك فهو في النار (1).
[2867]
أصناف طلبة العلم
- الإمام علي (عليه السلام): طلبة هذا العلم على
ثلاثة أصناف، ألا فاعرفوهم بصفاتهم وأعيانهم:
صنف منهم يتعلمون للمراء والجدل [الجهل]،
وصنف منهم يتعلمون للاستطالة والختل، وصنف
منهم يتعلمون للفقه والعمل.
فأما صاحب المراء والجدل [الجهل]
تراه مؤذيا مماريا للرجال في أندية المقال،
قد تسربل بالتخشع، وتخلى من الورع، فدق
الله من هذا حيزومه، وقطع منه خيشومه.
وأما صاحب الاستطالة والختل فإنه
يستطيل على أشباهه من أشكاله، ويتواضع
للأغنياء من دونهم، فهو لحلوائهم هاضم،
ولدينه حاطم، فأعمى الله من هذا بصره، وقطع
من آثار العلماء أثره.
وأما صاحب الفقه والعمل تراه ذا كآبة
وحزن، قد قام الليل في حندسه، وقد انحنى في
برنسه، يعمل ويخشى، خائفا وجلا من كل أحد
إلا من كل ثقة من إخوانه، فشد الله من هذا
أركانه، وأعطاه يوم القيامة أمانه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلماء ثلاثة: رجل عاش به
الناس وعاش بعلمه، ورجل عاش به الناس
وأهلك نفسه، ورجل عاش بعلمه ولم يعش به
أحد غيره (3).
- الإمام علي (عليه السلام): العلماء باقون ما بقي الدهر،
أعيانهم مفقودة، وأمثالهم في القلوب موجودة،
هاه [و] إن ها هنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما
جما لو أصبت له حملة! بلى أصبت لقنا غير
مأمون، يستعمل آلة الدين في الدنيا، ويستظهر
بحجج الله على خلقه، وبنعمه على عباده، ليتخذه
الضعفاء وليجة من دون ولي الحق.
أو منقادا لحملة العلم، لا بصيرة له
في أحنائه، يقدح الشك في قلبه بأول عارض
من شبهة.
ألا، لا ذا، ولا ذاك، فمنهوم باللذات سلس
القياد، أو مغري بالجمع والادخار، ليسا من رعاة
الدين، أقرب شبها بهما الأنعام السائمة! كذلك
يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى لا تخلو
الأرض من قائم بحجة ظاهر أو خاف مغمور، لئلا
تبطل حجج الله وبيناته، وكم وأين، أولئك الأقلون
عددا الأعظمون خطرا؟! (4).

(1) معاني الأخبار: 180 / 1.
(2) أمالي الصدوق: 502 / 9.
(3) كنز العمال: 28941.
(4) الخصال: 186 / 257.
2081

- عنه (عليه السلام): إن من أحب عباد الله إليه عبدا
أعانه الله على نفسه... مصباح ظلمات، كشاف
عشوات [غشوات]، مفتاح مبهمات، دفاع
معضلات، دليل فلوات، يقول فيفهم،
ويسكت فيسلم...
وآخر قد تسمى عالما وليس به، فاقتبس
جهائل من جهال، وأضاليل من ضلال، ونصب
للناس أشراكا من حبائل [حبال] غرور وقول
زور... يقول: أقف عند الشبهات وفيها وقع،
ويقول: أعتزل البدع وبينها اضطجع، فالصورة
صورة إنسان، والقلب قلب حيوان، لا يعرف باب
الهدى فيتبعه، ولا باب العمى فيصد عنه، وذلك
ميت الأحياء (1).
(انظر) القرآن: باب 3313.
[2868]
ما ينبغي في اختيار المعلم
الكتاب
* (فلينظر الانسان إلى طعامه) * (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (فلينظر الإنسان إلى طعامه) * -: علمه الذي
يأخذه ممن يأخذه (3).
- ذو القرنين (عليه السلام) - من وصيته -: لا تتعلم
العلم ممن لم ينتفع به، فإن من لم ينفعه
علمه لا ينفعك (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): لا علم إلا من عالم
رباني، ومعرفة العالم بالعقل (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم دين، الصلاة دين،
فانظروا عمن تأخذون هذا العلم (5).
- الإمام الحسن (عليه السلام): عجب لمن يتفكر
في مأكوله كيف لا يتفكر في معقوله فيجنب بطنه
ما يؤذيه، ويودع صدره ما يرديه! (6).
(انظر) الموعظة: باب 4142.
[2869]
انظر إلى ما قال
الكتاب
* (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى
الله لهم البشرى فبشر عباد * الذين يستمعون القول
فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا
الألباب) * (7).
- المسيح (عليه السلام): معشر الحواريين! ما
يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه؟!
خذوا العلم ممن عنده ولا تنظروا إلى عمله (8).
- الإمام علي (عليه السلام): تعلم علم من يعلم،
وعلم علمك من يجهل (9).
- عنه (عليه السلام): لا تنظر إلى من قال، وانظر

(1) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(2) عبس: 24.
(3) المحاسن: 1 / 347 / 724.
(4) البحار: 2 / 99 / 53.
(4) مستدرك الوسائل: 11 / 258 / 12926.
(5) كنز العمال: 28666.
(6) البحار: 1 / 218 / 42.
(7) الزمر: 17، 18.
(8) المحاسن: 1 / 360 / 772.
(9) غرر الحكم: 4579.
2082

إلى ما قال (1).
- عنه (عليه السلام): خذ الحكمة ممن أتاك بها،
وانظر إلى ما قال، ولا تنظر إلى من قال (2).
- المسيح (عليه السلام): خذوا الحق من أهل
الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل
الحق، كونوا نقاد الكلام (3).
(انظر) الحكمة: 917.
[2870]
حق العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن العلم -:
الإنصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع له، قال:
ثم مه؟ قال: الحفظ له، قال: ثم مه؟ قال: العمل
به، قال: ثم مه؟ قال: ثم نشره (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): تواضعوا لمن تعلمونه
العلم، وتواضعوا لمن طلبتم منه العلم، ولا تكونوا
علماء جبارين فذهب باطلكم بحقكم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): تواضعوا لمن تتعلمون
منه العلم ولمن تعلمونه، ولا تكونوا من جبابرة
العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعلموا العلم وتعلموا
للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن
تعلمون منه (7).
(انظر) باب 2919.
[2871]
حقوق المتعلم على المعلم
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): أما حق رعيتك
بالعلم: فأن تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما
لهم فيما آتاك من العلم، وفتح لك من خزائنه، فإذا
أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم
تضجر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت
الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم كان
حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهاءه،
ويسقط من القلوب محلك (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لينوا لمن تعلمون، ولمن
تتعلمون منه (9).
- المسيح (عليه السلام): يا معشر الحواريين! لي
إليكم حاجة اقضوها لي، قالوا: قضيت حاجتك
يا روح الله، فقام فغسل أقدامهم، فقالوا: كنا
نحن أحق بهذا يا روح الله، فقال: إن أحق الناس
بالخدمة العالم، إنما تواضعت هكذا لكيما
تتواضعوا بعدي في الناس كتواضعي لكم (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولا تصعر خدك للناس) * -: ليكن الناس
عندك في العلم سواء (11).

(1) كنز العمال: 44218، 44397.
(2) غرر الحكم: 5048.
(3) المحاسن: 1 / 359 / 769.
(4) الخصال: 287 / 43.
(5) أمالي الصدوق: 294 / 9.
(6) غرر الحكم: 4543.
(7) الترغيب والترهيب: 1 / 114 / 9.
(8) عوالي اللآلي: 4 / 74 / 54.
(9) منية المريد: 193، 183، 185.
(10) منية المريد: 193، 183، 185.
(11) منية المريد: 193، 183، 185.
2083

[2872]
حقوق المعلم على المتعلم
الكتاب
* (قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما
علمت رشدا * قال إنك لن تستطيع معي صبرا *... قد
بلغت من لدني عذرا) * (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): حق سائسك بالعلم:
التعظيم له، والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع
إليه، والإقبال عليه، وأن لا ترفع عليه صوتك،
وأن لا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون
هو الذي يجيب، ولا تحدث في مجلسه أحدا،
ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تدفع عنه إذا ذكر
عندك بسوء، وأن تستر عيوبه، وتظهر مناقبه،
ولا تجالس له عدوا، ولا تعادي له وليا، فإذا
فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته
وتعلمت علمه لله جل اسمه لا للناس (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إذا جلست إلى عالم
فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول،
وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن القول،
ولا تقطع على أحد حديثه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): من حق العالم عليك أن
تسلم على القوم عامة وتخصه دونهم بالتحية،
وأن تجلس أمامه، ولا تشيرن عنده بيدك،
ولا تغمزن بعينيك، ولا تقولن: " قال فلان " خلافا
لقوله، ولا تغتابن عنده أحدا، ولا تسار
في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلج عليه
إذا مل، ولا تعرض من طول صحبته، فإنما
هي بمنزلة النخلة تنتظر متى يسقط عليك منها
شئ، فإن المؤمن العالم لأعظم أجرا من
الصائم القائم الغازي في سبيل الله، فإذا
مات العالم انثلمت في الإسلام ثلمة لا يسدها
شئ إلى يوم القيامة (4).
- عنه (عليه السلام): إن من حق العالم أن لا تكثر
عليه السؤال... ولا تكثر من قول: " قال فلان
وقال فلان " خلافا لقوله، ولا تضجر بطول
صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة ينتظر
بها متى يسقط عليك منها شئ (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من علم شخصا مسألة فقد
ملك رقبته، فقيل له: يا رسول الله، أيبيعه؟،
فقال (عليه السلام): لا، ولكن يأمره وينهاه (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق
بين النفاق: ذو الشيبة في الإسلام، والإمام
المقسط، ومعلم الخير (7).
- الإمام علي (عليه السلام): ليس من أخلاق المؤمن
التملق ولا الحسد إلا في طلب العلم (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا حسد ولا ملق إلا في
طلب العلم (9).
(انظر) البحار: 2 / 40 باب 10.

(1) الكهف: 66 - 76.
(2) الخصال: 567 / 1.
(3) الإختصاص: 245.
(4) كنز العمال: 29363، 29520 نحوه.
(5) المحاسن: 1 / 364 / 785.
(6) عوالي اللآلي: 4 / 71 / 43.
(7) كنز العمال: 43811، (29364، 28937 نحوه)، 28938.
(8) كنز العمال: 43811، (29364، 28937 نحوه)، 28938.
(9) كنز العمال: 43811، (29364، 28937 نحوه)، 28938.
2084

[2873]
تكريم العالم
- الإمام علي (عليه السلام): لا تزدرين العالم وإن كان
حقيرا، ولا تعظمن الأحمق وإن كان كبيرا (1).
- عنه (عليه السلام): إذا رأيت عالما فكن له خادما (2).
- عنه (عليه السلام): من وقر عالما فقد وقر ربه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من استقبل العلماء فقد
استقبلني، ومن زار العلماء فقد زارني،
ومن جالس العلماء فقد جالسني، ومن جالسني
فكأنما جالس ربي (4).
(انظر) التعظيم: باب 2755.
[2874]
ما ينبغي على المتعلم
- الإمام علي (عليه السلام): على المتعلم أن يدأب
نفسه في طلب العلم، ولا يمل من تعلمه،
ولا يستكثر ما علم (5).
- عنه (عليه السلام): كل شئ يعز حين ينزر إلا
العلم، فإنه يعز حين يغزر (6).
- عنه (عليه السلام): لا يحرز العلم إلا من
يطيل درسه (7).
- عنه (عليه السلام): من أكثر الفكر فيما تعلم
أتقن علمه، وفهم ما لم يكن يفهم (8).
- عنه (عليه السلام): لا فقه لمن لا يديم الدرس (9).
- عنه (عليه السلام): اطلب العلم تزدد علما (10).
- الخضر (عليه السلام) - لموسى (عليه السلام) -: يا موسى!
تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإن العلم
لمن تفرغ (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يتم عقل المرء حتى
يتم فيه عشر خلال... لا يسأم من طلب العلم
طول عمره (12).
(انظر) الدراسة: باب 1185.
باب 2856.
[2875]
حديث جامع في طلب العلم
- قال المجلسي رضوان الله تعالى
عليه: وجدت بخط شيخنا البهائي قدس
الله روحه ما هذا لفظه: قال الشيخ شمس الدين
محمد بن مكي: نقلت من خط الشيخ أحمد
الفراهاني (رحمه الله) عن عنوان البصري - وكان شيخا
كبيرا قد أتى عليه أربع وتسعون سنة - قال: كنت
أختلف إلى مالك بن أنس سنين، فلما قدم جعفر
الصادق (عليه السلام) المدينة اختلفت إليه، وأحببت أن
آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما: إني
رجل مطلوب ومع ذلك لي أوراد في كل ساعة من
آناء الليل والنهار، فلا تشغلني عن وردي، وخذ

(1) غرر الحكم: (10280 - 10281)، 4044، 8704.
(2) غرر الحكم: (10280 - 10281)، 4044، 8704.
(3) غرر الحكم: (10280 - 10281)، 4044، 8704.
(4) كنز العمال: 28883.
(5) غرر الحكم: 6197، 6913، 10758.
(6) غرر الحكم: 6197، 6913، 10758.
(7) غرر الحكم: 6197، 6913، 10758.
(8) غرر الحكم: 8917، 10552، 2276.
(9) غرر الحكم: 8917، 10552، 2276.
(10) غرر الحكم: 8917، 10552، 2276.
(11) كنز العمال: 44176.
(12) تنبيه الخواطر: 2 / 112.
2085

عن مالك واختلف إليه كما كنت تختلف إليه.
فاغتممت من ذلك، وخرجت من عنده وقلت
في نفسي: لو تفرس في خيرا لما زجرني
عن الاختلاف إليه والأخذ عنه، فدخلت مسجد
الرسول (صلى الله عليه وآله) وسلمت عليه، ثم رجعت من الغد إلى
الروضة وصليت فيها ركعتين، وقلت: أسألك
يا الله يا الله أن تعطف علي قلب جعفر وترزقني من
علمه ما أهتدي به إلى صراطك المستقيم،
ورجعت إلى داري مغتما ولم أختلف إلى مالك بن
أنس لما اشرب قلبي من حب جعفر، فما خرجت
من داري إلا إلى الصلاة المكتوبة حتى عيل
صبري، فلما ضاق صدري تنعلت وترديت
وقصدت جعفرا وكان بعد ما صليت العصر، فلما
حضرت باب داره استأذنت عليه فخرج خادم له
فقال: ما حاجتك؟ فقلت: السلام على الشريف،
فقال: هو قائم في مصلاه، فجلست بحذاء بابه،
فما لبثت إلا يسيرا إذ خرج خادم فقال: ادخل
على بركة الله، فدخلت وسلمت عليه، فرد السلام
وقال: اجلس غفر الله لك، فجلست، فأطرق مليا
ثم رفع رأسه، وقال: أبو من؟ قلت: أبو عبد الله،
قال: ثبت الله كنيتك ووفقك، يا أبا عبد الله ما
مسألتك؟ فقلت في نفسي: لو لم يكن لي من
زيارته والتسليم غير هذا الدعاء لكان كثيرا، ثم
رفع رأسه ثم قال: ما مسألتك؟ فقلت: سألت الله
أن يعطف قلبك علي ويرزقني من علمك، وأرجو
أن الله تعالى أجابني في الشريف ما سألته، فقال:
يا أبا عبد الله ليس العلم بالتعلم، إنما هو نور
يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه،
فإن أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة
العبودية، واطلب العلم باستعماله، واستفهم الله
يفهمك، قلت: يا شريف، فقال: قل: يا أبا عبد الله،
قلت: يا أبا عبد الله ما حقيقة العبودية؟ قال: ثلاثة
أشياء: أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا،
لأن العبيد لا يكون لهم ملك، يرون المال مال الله
يضعونه حيث أمرهم الله به، ولا يدبر العبد لنفسه
تدبيرا، وجملة اشتغاله فيما أمره تعالى به ونهاه
عنه، فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله تعالى
ملكا هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق
فيه، وإذا فوض العبد تدبير نفسه على مدبره هان
عليه مصائب الدنيا، وإذا اشتغل العبد بما أمره الله
تعالى ونهاه لا يتفرغ منهما إلى المراء والمباهاة مع
الناس، فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاثة هان عليه
الدنيا وإبليس والخلق، ولا يطلب الدنيا تكاثرا
وتفاخرا، ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا،
ولا يدع أيامه باطلا، فهذا أول درجة التقى، قال
الله تبارك وتعالى: * (تلك الدار الآخرة نجعلها
للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا
والعاقبة للمتقين) *.
قلت: يا أبا عبد الله أوصني، قال: أوصيك
بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله
تعالى، والله أسأل أن يوفقك لاستعماله، ثلاثة منها
في رياضة النفس (1)، وثلاثة منها في الحلم،
وثلاثة منها في العلم، فاحفظها وإياك والتهاون
بها، قال عنوان: ففرغت قلبي له.
فقال: أما اللواتي في الرياضة: فإياك أن

(1) الرياضة: تهذيب الأخلاق النفسية.
2086

تأكل ما لا تشتهيه فإنه يورث الحماقة والبله،
ولا تأكل إلا عند الجوع، وإذا أكلت فكل حلالا
وسم الله، واذكر حديث الرسول (صلى الله عليه وآله): ما ملأ آدمي
وعاءا شرا من بطنه، فإن كان ولابد فثلث لطعامه
وثلث لشرابه وثلث لنفسه.
وأما اللواتي في الحلم: فمن قال لك: إن
قلت واحدة سمعت عشرا فقل: إن قلت عشرا لم
تسمع واحدة، ومن شتمك فقل له: إن كنت صادقا
فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي، وإن كنت كاذبا
فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك، ومن وعدك
بالخنى (1) فعده بالنصيحة والرعاء.
وأما اللواتي في العلم: فاسأل العلماء
ما جهلت، وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة،
وإياك أن تعمل برأيك شيئا، وخذ بالاحتياط في
جميع ما تجد إليه سبيلا، واهرب من الفتيا هربك
من الأسد، ولا تجعل رقبتك للناس جسرا. قم
عني يا أبا عبد الله فقد نصحت لك ولا تفسد علي
وردي، فإني امرء ضنين بنفسي، والسلام على
من اتبع الهدى (2).
[2876]
فضل العلماء
- الإمام الصادق (عليه السلام): علماء شيعتنا مرابطون
بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم
عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط
عليهم إبليس وشيعته (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لولا حضور الحاضر،
وقيام الحجة بوجود الناصر، وما أخذ الله على
العلماء ألا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب
مظلوم، لألقيت حبلها على غاربها (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العلماء امناء،
والأتقياء حصون، والأوصياء سادة (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلماء قادة، والمتقون
سادة (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الملوك حكام على
الناس، والعلماء حكام على الملوك (7).
- الإمام علي (عليه السلام): العلماء حكام على الناس (8).
- عنه (عليه السلام): العلماء غرباء لكثرة الجهال
بينهم (9).
- الإمام الهادي (عليه السلام): لولا من يبقى بعد غيبة
قائمنا (عليه السلام) من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه،
والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء
عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ
النواصب، لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله (10).
- الإمام علي (عليه السلام): العلماء أطهر الناس

(1) الخنى: الفحش في الكلام.
(2) البحار: 1 / 224 / 17.
(3) الإحتجاج: 1 / 13 / 7.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 3.
(5) الكافي: 1 / 33 / 5.
(6) كنز العمال: 28678.
(7) البحار: 1 / 183 / 92.
(8) غرر الحكم: 507.
(9) كشف الغمة: 3 / 139.
(10) البحار: 2 / 6 / 12.
2087

أخلافا، وأقلهم في المطامع أعراقا (1).
(انظر) الأمثال: باب 3626.
[2877]
العلماء أمناء الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلماء أمناء الله
على خلقه (2)
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلماء امناء أمتي (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العالم أمين الله في الأرض (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلم وديعة الله في أرضه،
والعلماء امناؤه عليه، فمن عمل بعلمه
أدى أمانته، ومن لم يعمل بعلمه كتب في
ديوان الخائنين (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلماء امناء الرسل ما لم
يخالطوا السلطان (6).
(انظر) باب 2893.
باب 2905.
[2878]
العالم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فضل العالم على
غيره كفضل النبي على أمته (7).
- الإمام علي (عليه السلام): العالم يعرف الجاهل
لأنه كان قبل جاهلا، الجاهل لا يعرف العالم
لأنه لم يكن قبل عالما (8).
- عنه (عليه السلام): العالم ينظر بقلبه وخاطره،
الجاهل ينظر بعينه وناظره (9).
- عنه (عليه السلام): إنما العالم من دعاه علمه إلى
الورع والتقى، والزهد في عالم الفناء،
والتوله بجنة المأوى (10).
- عنه (عليه السلام): لا يكون السفه والغرة في
قلب العالم (11).
- عنه (عليه السلام): لا يكون العالم عالما
حتى لا يحسد من فوقه، ولا يحتقر من
دونه، ولا يأخذ على علمه شيئا من
حطام الدنيا (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا يكون العبد عالما
حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه، ولا محقرا
لمن دونه (13).
- الإمام علي (عليه السلام): من صفة العالم أن لا يعظ
إلا من يقبل عظته، ولا ينصح معجبا برأيه،
ولا يخبر بما يخاف إذاعته (14).
- عنه (عليه السلام): ألا أنبئكم بالعالم كل العالم؟
من لم يزين لعباد الله معاصي الله، ولم يؤمنهم
مكر الله، ولم يؤيسهم من روحه (15).

(1) غرر الحكم: 2108.
(2) كنز العمال: 28675، 28676، 28671.
(3) كنز العمال: 28675، 28676، 28671.
(4) كنز العمال: 28675، 28676، 28671.
(5) الدرة الباهرة: 24.
(6) كنز العمال: 28952، 28798.
(7) كنز العمال: 28952، 28798.
(8) غرر الحكم: (1779 - 1780)، 1241، 3910.
(9) غرر الحكم: (1779 - 1780)، 1241، 3910.
(10) غرر الحكم: (1779 - 1780)، 1241، 3910.
(11) الكافي: 1 / 36 / 5.
(12) غرر الحكم: 10921.
(13) تحف العقول: 294.
(14) البحار: 77 / 235 / 3.
(15) نهج السعادة: 3 / 133.
2088

[2879]
علامات العالم
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: للعالم ثلاث
علامات: العلم بالله، وبما يحب، وبما يكره (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - كان يقول -: إن للعالم ثلاث
علامات: العلم، والحلم، والصمت (2).
- الإمام الحسين (عليه السلام): من دلائل العالم:
انتقاده لحديثه، وعلمه بحقائق فنون النظر (3).
[2880]
خصائص العالم
- الإمام علي (عليه السلام): العالم من عرف
قدره، وكفى بالمرء جهلا ألا يعرف قدره (4).
- عنه (عليه السلام): العالم من لا يشبع من العلم،
ولا يتشبع به (5).
- عنه (عليه السلام): العالم الذي لا يمل من تعلم العلم (6).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
قرعتك بأنواع الجهالات لئلا تعد نفسك عالما...
فإن العالم من عرف أن ما يعلم فيما لا يعلم
قليل فعد نفسه بذلك جاهلا، فازداد بما عرف من
ذلك في طلب العلم اجتهادا، فما يزال للعلم
طالبا، وفيه راغبا، وله مستفيدا، ولأهله
خاشعا مهتما، وللصمت لازما، وللخطأ حاذرا،
ومنه مستحييا، وإن ورد عليه ما لا يعرف لم ينكر
ذلك لما قرر به نفسه من الجهالة (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال: أنا عالم
فهو جاهل (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قال: إني عالم فهو جاهل (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من ادعى من العلم غايته،
فقد أظهر من جهله نهايته (10).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أبغض الخلائق إلى الله -:
ورجل قمش جهلا... قد سماه أشباه الناس عالما
وليس به... لم يعض على العلم بضرس قاطع...
لا يحسب العلم في شئ مما أنكره، ولا يرى أن
من وراء ما بلغ مذهبا لغيره، وإن أظلم عليه أمر
اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه (11).
(انظر) تمام الكلام.
الجهل: باب 601.
[2881]
جهل العالم
- الإمام علي (عليه السلام): لا تجعلوا علمكم
جهلا، ويقينكم شكا، إذا علمتم فاعملوا،
وإذا تيقنتم فأقدموا (12).

(1) الخصال: 121 / 113.
(2) منية المريد: 183.
(3) تحف العقول: 248.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 103.
(5) غرر الحكم: 1740، 1303.
(6) غرر الحكم: 1740، 1303.
(7) تحف العقول: 73.
(8) منية المريد: 137.
(9) الترغيب والترهيب: 1 / 130 / 4.
(10) غرر الحكم: 9193.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 17، والحكمة 274.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 17، والحكمة 274.
2089

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من البيان لسحرا،
ومن العلم جهلا (1).
- الإمام علي (عليه السلام): والله لقد اعترض
الشك، ودخل اليقين، حتى كأن الذي ضمن
لكم قد فرض عليكم، وكأن الذي قد فرض
عليكم قد وضع عنكم (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لسعد بن أبي وقاص لما
قال: أتيتك من قوم هم وأنعامهم سواء -:
يا سعد ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟! قوم علموا
ما جهل هؤلاء ثم جهلوا كجهلهم! (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لعمار بن ياسر لما قص عليه
قصة قوم بعث إليهم ليعلمهم شرائع الإسلام
وهم كالإبل الوحشية طامحة أبصارهم، همهم
شاتهم وبعيرهم -: يا عمار! ألا أخبرك
بقوم بأعجب منهم؟ قوم علموا ما جهلوا، ثم
اشتهوا كشهوتهم! (4).
[2882]
ثمرة العلم
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة العلم العمل به (5).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العلم العمل للحياة (6).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العلم العبادة (7).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العلم إخلاص العمل (8).
- عنه (عليه السلام): رأس العلم التواضع... ومن ثمراته
التقوى، واجتناب الهوى، واتباع الحق، ومجانبة
الذنوب، ومودة الإخوان، والاستماع من العلماء
والقبول منهم، ومن ثمراته ترك الانتقام عند
القدرة، واستقباح مقاربة الباطل، واستحسان
متابعة الحق، وقول الصدق، والتجافي عن سرور
في غفلة، وعن فعل ما يعقب ندامة، والعلم يزيد
العاقل عقلا، ويورث متعلمه صفات حمد،
فيجعل الحليم أميرا، وذا المشورة وزيرا، ويقمع
الحرص، ويخلع المكر، ويميت البخل، ويجعل
مطلق الفحش مأسورا، ويعيد السداد قريبا (9).
- عنه (عليه السلام): لن يثمر العلم حتى يقارنه الحلم (10).
(انظر) باب 2883، 2884.
[2883]
ميراث العلم
الكتاب
* (ومن الناس والدواب والانعام مختلف ألوانه كذلك
إنما يخشى الله من عباده العلماء إن الله عزيز غفور) * (11).
* (قل آمنوا به أولا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من
قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون
سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان
يبكون ويزيدهم خشوعا) * (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الخشية ميراث العلم،

(1) البحار: 1 / 218 / 39.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 114.
(3) كنز العمال: 29116، 29117.
(4) كنز العمال: 29116، 29117.
(5) غرر الحكم: 4624، 4627، 4600، 4642.
(6) غرر الحكم: 4624، 4627، 4600، 4642.
(7) غرر الحكم: 4624، 4627، 4600، 4642.
(8) غرر الحكم: 4624، 4627، 4600، 4642.
(9) مطالب السؤل: 48.
(10) غرر الحكم: 7411.
(11) فاطر: 28.
(12) الإسراء: 107 - 109.
2090

والعلم شعاع المعرفة وقلب الإيمان، ومن
حرم الخشية لا يكون عالما وإن شق الشعر
بمتشابهات العلم، قال الله تعالى: * (إنما يخشى
الله من عباده العلماء) * (1).
- عنه (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: * (إنما
يخشى الله من عباده العلماء) * -: يعني بالعلماء
من صدق فعله قوله، ومن لم يصدق فعله قوله
فليس بعالم (2).
- عنه (عليه السلام): كفى بخشية الله علما... إن
أعلم الناس بالله أخوفهم لله، وأخوفهم له
أعلمهم به، وأعلمهم به أزهدهم فيها - يعني
في الدنيا - (3).
- عنه (عليه السلام): كفى بخشية الله علما، وكفى
بالاغترار بالله جهلا (4).
- الإمام علي (عليه السلام): حسبك من العلم أن تخشى
الله، وحسبك من الجهل أن تعجب بعلمك (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أوتي من العلم ما لا يبكيه
لحقيق أن يكون قد أوتي علما لا ينفعه، لأن الله
نعت العلماء فقال عز وجل: * (إن الذين أوتوا العلم
من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا *
ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا *
ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): لا علم كالخشية (7).
- عنه (عليه السلام): من خشي الله كمل علمه (8).
- عنه (عليه السلام): غاية العلم الخوف من
الله سبحانه (9).
- عنه (عليه السلام): أعلمكم أخوفكم (10).
- عنه (عليه السلام): أعظم الناس علما أشدهم خوفا
لله سبحانه (11).
- عنه (عليه السلام): كل عالم خائف (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو تعلمون ما أعلم
لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا، ولخرجتم
إلى الصعدات تجأرون إلى الله لا تدرون
تنجون أو لا تنجون (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما قرأ * (هل أتى...) * حتى
ختمها -: إني أرى مالا ترون، وأسمع
ما لا تسمعون، أطت السماء وحق لها أن تئط، ما
فيها موضع قدم إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله،
والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم
كثيرا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش،
ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله (14).
- الإمام علي (عليه السلام) - فيما ينصح أصحابه -: ولو
تعلمون ما أعلم مما طوي عنكم غيبه، إذا
لخرجتم إلى الصعدات تبكون على أعمالكم،
وتلتدمون على أنفسكم، ولتركتم أموالكم
لا حارس [خارس] لها ولا خالف عليها، ولهمت
كل امرئ منكم نفسه، لا يلتفت إلى غيرها (15).
(انظر) الخوف: باب 1135.
المعرفة: باب 2609.

(1) مصباح الشريعة: 365.
(2) الكافي: 1 / 36 / 2.
(3) تفسير القمي: 2 / 146.
(4) تفسير القمي: 2 / 146.
(5) أمالي الطوسي: 56 / 78.
(6) مكارم الأخلاق: 2 / 367 / 2661.
(7) غرر الحكم: 10469.
(8) غرر الحكم: 7868، 6377، 2831، 3148، 6828.
(9) غرر الحكم: 7868، 6377، 2831، 3148، 6828.
(10) غرر الحكم: 7868، 6377، 2831، 3148، 6828.
(11) غرر الحكم: 7868، 6377، 2831، 3148، 6828.
(12) غرر الحكم: 7868، 6377، 2831، 3148، 6828.
(13) الترغيب والترهيب: 4 / 264.
(14) الترغيب والترهيب: 4 / 264.
(15) نهج البلاغة: الخطبة 116.
2091

[2884]
ما يتشعب من العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما العلم فيتشعب منه
الغنى وإن كان فقيرا، والجود وإن كان
بخيلا، والمهابة وإن كان هينا، والسلامة وإن
كان سقيما، والقرب وإن كان قصيا، والحياء وإن
كان صلفا، والرفعة وإن كان وضيعا، والشرف وإن
كان رذلا، والحكمة والحظوة، فهذا ما يتشعب
للعاقل بعلمه (1).
[2885]
ما ينبغي على العالم
- الإمام علي (عليه السلام): من نصب نفسه للناس
إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم
غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه،
ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم
الناس ومؤدبهم (2).
- عنه (عليه السلام): على العالم أن يعمل بما علم،
ثم يطلب تعلم ما لم يعلم (3).
- المسيح (عليه السلام): رأيت حجرا مكتوبا عليه:
اقلبني، فقلبته فإذا عليه من باطنه مكتوب:
من لا يعمل بما يعلم مشوم عليه طلب ما لا يعلم،
ومردود عليه ما عمل (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): مكتوب في
الإنجيل: لا تطلبوا علم ما لا تعملون ولما عملتم
بما علمتم، فإن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد
من الله إلا بعدا (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إنكم إلى العمل بما علمتم
أحوج منكم إلى تعلم ما لم تكونوا تعلمون (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): على العالم إذا علم أن
لا يعنف، وإذا علم أن لا يأنف (7).
[2886]
ما ينبغي للعالم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ينبغي للعالم أن يكون قليل
الضحك، كثير البكاء، لا يمازح، ولا يصاخب،
ولا يماري، ولا يجادل، إن تكلم تكلم بحق، وإن
صمت صمت عن الباطل، وإن دخل دخل برفق،
وإن خرج خرج بحلم (8).
[2887]
خطر العمل بلا علم
- الإمام الصادق (عليه السلام): العامل على غير
بصيرة كالسائر على غير الطريق، ولا يزيده سرعة
السير من الطريق إلا بعدا (9).

(1) تحف العقول: 16.
(2) البحار: 2 / 56 / 33.
(3) غرر الحكم: 6196.
(4) مصباح الشريعة: 345.
(5) البحار: 2 / 28 / 6.
(6) غرر الحكم: 3826.
(7) تنبيه الخواطر: 1 / 85.
(8) كنز العمال: 29289.
(9) أمالي الصدوق: 343 / 18.
2092

- عنه (عليه السلام): العامل على غير بصيرة كالسائر
على غير (ال‍) طريق، فلا يزيده سرعة السير
إلا بعدا (1).
- عنه (عليه السلام): العامل على غير بصيرة
كالسائر على السراب بقيعة، لا يزيد سرعة سيره
إلا بعدا (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عمل على غير علم كان ما
يفسد أكثر مما يصلح (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المتعبد بغير فقه كالحمار
في الطاحون (4).
- الإمام علي (عليه السلام): المتعبد على غير فقه
كحمار الطاحونة يدور ولا يبرح (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): مثل العابد الذي لا يتفقه كمثل
الذي يبني بالليل ويهدم بالنهار (6).
[2888]
دور العمل في العلم
- الإمام الصادق (عليه السلام): العلم مقرون إلى
العمل، فمن علم عمل، ومن عمل علم، والعلم
يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم مقرون بالعمل،
فمن علم عمل، والعلم يهتف بالعمل، فإن
أجابه وإلا ارتحل عنه (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العلم يهتف بالعمل،
فإن أجابه وإلا ارتحل (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا وإن العالم من يعمل بالعلم
وإن كان قليل العمل (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما تلا قوله تعالى: * (وما يعقلها
إلا العالمون) * -: العالم الذي عقل عن الله
فعمل بطاعته واجتنب سخطه (11).
- الإمام علي (عليه السلام): يا حملة القرآن اعملوا
به، فإن العالم من علم ثم عمل بما علم،
ووافق عمله علمه (12).
- المسيح (عليه السلام): ليس بنافعك أن تعلم ما لم
تعمل إن كثرة العلم لا يزيدك إلا جهلا إذا
لم تعمل به (13).
- في حديث المعراج: يا أحمد! استعمل
عقلك قبل أن يذهب، فمن استعمل عقله
لا يخطئ ولا يطغى (14).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم بالعمل (15).
- عنه (عليه السلام): ما علم من لم يعمل بعلمه (16).

(1) مستطرفات السرائر: 156 / 18.
(2) البحار: 1 / 208 / 9.
(3) المحاسن: 1 / 314 / 621.
(4) كنز العمال: 28709.
(5) البحار: 1 / 208 / 10.
(6) كنز العمال: 28930.
(7) منية المريد: 181.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 366، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 284 نحوه.
(9) عوالي اللآلي: 4 / 66 / 26.
(10) ثواب الأعمال: 346.
(11) نور الثقلين: 4 / 160 / 49.
(12) نهج السعادة: 3 / 102.
(13) تنبيه الخواطر: 1 / 64.
(14) إرشاد القلوب: 205.
(15) غرر الحكم: 234، 9512.
(16) غرر الحكم: 234، 9512.
2093

- عنه (عليه السلام): ما زكا العلم بمثل العمل به (1).
(انظر) المعرفة: باب 2586.
[2889]
الحث على العمل بالعلم
- الإمام علي (عليه السلام): العلم رشد لمن عمل به (2).
- عنه (عليه السلام): العلم كثير والعمل قليل (3).
- عنه (عليه السلام): ما أكثر من يعلم العلم ولا يتبعه (4).
- عنه (عليه السلام): علم لا يصلحك ضلال، ومال
لا ينفعك وبال (5).
- عنه (عليه السلام): إنما زهد الناس في طلب
العلم كثرة ما يرون من قلة من عمل بما علم (6).
- عنه (عليه السلام): من لم يتعاهد علمه في الخلا
فضحه في الملا (7).
- عنه (عليه السلام): العامل بالعلم كالسائر على
الطريق الواضح (8).
[2890]
الانتفاع بالعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - كان يقول -: اللهم
إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب
لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة
لا يستجاب لها (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: اللهم إني أعوذ
بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء
لا يسمع، ونفس لا تشبع (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لا خير في قلب لا يخشع،
وعين لا تدمع، وعلم لا ينفع (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال النبي (صلى الله عليه وآله): نعوذ
بالله من علم لا ينفع، وهو العلم الذي يضاد
العمل بالإخلاص (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم الذي لا يعمل به
كالكنز الذي لا ينفق منه، أتعب صاحبه نفسه
في جمعه، ولم يصل إلى نفعه (13).
- الإمام علي (عليه السلام): رب عالم قد قتله جهله
وعلمه معه لا ينفعه (14).
- عنه (عليه السلام): رب جاهل نجاته جهله (15).
- عنه (عليه السلام): رب جهل أنفع من حلم (16).
- عنه (عليه السلام): علم لا ينفع كدواء لا ينجع (17).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رب حامل فقه غير فقيه،
ومن لم ينفعه علمه ضره جهله (18).
- الإمام علي (عليه السلام) - وهو يصف زمانه -:
أيها الناس! إنا قد أصبحنا في دهر عنود،
وزمن كنود [شديد]، يعد فيه المحسن مسيئا،

(1) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(2) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(3) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(4) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(5) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(6) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(7) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(8) غرر الحكم: 9569، 1277، 1223، 9522، 6294، 3895، 9089، 1535.
(9) الترغيب والترهيب: 1 / 124 / 1.
(10) كنز العمال: 3609.
(11) غرر الحكم: 10913.
(12) مصباح الشريعة: 344.
(13) البحار: 2 / 37 / 55.
(14) نهج البلاغة: الحكمة 107، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 269.
(15) غرر الحكم: 5301، 5319 قوله: " حلم " يحتمل تصحيفه من " علم "، 6292.
(16) غرر الحكم: 5301، 5319 قوله: " حلم " يحتمل تصحيفه من " علم "، 6292.
(17) غرر الحكم: 5301، 5319 قوله: " حلم " يحتمل تصحيفه من " علم "، 6292.
(18) الترغيب والترهيب: 1 / 126 / 12.
2094

ويزداد الظالم فيه عتوا، لا ننتفع بما علمنا،
ولا نسأل عما جهلنا (1).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المتقين -: غضوا
أبصارهم عما حرم الله عليهم، ووقفوا أسماعهم
على العلم النافع لهم (2).
(انظر) باب 2907، 2909.
[2891]
التحذير من العلم بلا عمل
- الإمام علي (عليه السلام): قال رجل: يا رسول الله!
ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال: العلم، قال:
فما ينفي عني حجة العلم؟ قال: العمل (3).
- عنه (عليه السلام): وإن العالم العامل بغير علمه
كالجاهل الحائر [الجائر] الذي لا يستفيق من
جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم،
وهو عند الله ألوم (4).
- عنه (عليه السلام): علم بلا عمل حجة لله على العبد (5).
- عنه (عليه السلام): الدنيا كلها جهل إلا مواضع
العلم، والعلم كله حجة إلا ما عمل به (6).
- عنه (عليه السلام): قطع العلم عذر المتعللين (7).
- الإمام الحسن (عليه السلام): قطع العلم عذر
المتعلمين (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل علم وبال على صاحبه
يوم القيامة إلا من عمل به (9).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم بلا عمل وبال،
العمل بلا علم ضلال (10).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من كتابه إلى
محمد بن مسلم الزهري -: كفانا الله وإياك
من الفتن، ورحمك من النار، فقد أصبحت بحال
ينبغي لمن عرفك بها أن يرحمك، فقد أثقلتك نعم
الله بما أصح من بدنك، وأطال من عمرك، وقامت
عليك حجج الله بما حملك من كتابه، وفقهك فيه
من دينه، وعرفك من سنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله)،
[فرض] لك في كل نعمة أنعم بها عليك، وفي كل
حجة احتج بها عليك الفرض [فما] قضى (11).
(انظر) عنوان 97 " الحجة ".
باب 2831.
المعروف (2): باب 2697.
الأمثال: باب 3627، 3628.
[2892]
خطر العالم المتهتك
والجاهل المتنسك
- الإمام علي (عليه السلام): قصم ظهري عالم متهتك،
وجاهل متنسك، فالجاهل يغش الناس بتنسكه،

(1) نهج البلاغة: الخطبة 32 و 193.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 32 و 193.
(3) كنز العمال: 29361.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 110.
(5) غرر الحكم: 6296.
(6) البحار: 2 / 29 / 9.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 284، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 176.
(8) البحار: 78 / 109 / 19.
(9) منية المريد: 135.
(10) غرر الحكم: 1587، 1588.
(11) تحف العقول: 274.
2095

والعالم ينفرهم بتهتكه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قطع ظهري اثنان:
عالم متهتك، وجاهل متنسك، هذا يصد
الناس عن علمه بتهتكه، وهذا يصد الناس
عن نسكه بجهله (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إياكم والجهال من
المتعبدين، والفجار من العلماء، فإنهم
فتنة كل مفتون (3).
- عنه (عليه السلام): قطع ظهري رجلان من الدنيا:
رجل عليم اللسان فاسق، ورجل جاهل القلب
ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه، وهذا بنسكه
عن جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء، والجاهل
من المتعبدين، أولئك فتنة كل مفتون، فإني
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: يا علي هلاك أمتي
على يدي [كل] منافق عليم اللسان (4).
(انظر) باب 2887.
[2893]
التحذير من الخيانة في العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تناصحوا في العلم،
فإن خيانة أحدكم في علمه أشد من خيانته
في ماله، وإن الله سائلكم يوم القيامة (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تناصحوا في العلم، ولا يكتم
بعضكم بعضا، فإن خيانة في العلم أشد من
خيانة في المال (6).
(انظر) باب 2877.
القرآن: باب 3312.
عنوان 154 " الخيانة ".
[2894]
ما يهتم به العلماء
- الإمام علي (عليه السلام): اعقلوا الخبر إذا
سمعتموه عقل رعاية لا عقل رواية، فإن رواة
العلم كثير ورعاته قليل (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): تعلموا ما شئتم
أن تعلموا، فلن ينفعكم الله بالعلم حتى تعملوا
به، لأن العلماء همتهم الرعاية، والسفهاء
همتهم الرواية (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كونوا للعلم وعاة،
ولا تكونوا له رواة (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): همة العلماء الوعاية، وهمة
السفهاء الرواية (10).
- الإمام علي (عليه السلام): علم المنافق في لسانه،
علم المؤمن في عمله (11).
- عنه (عليه السلام): أوضع العلم ما وقف على اللسان،

(1) منية المريد: 181.
(2) عوالي اللآلي: 4 / 77 / 64.
(3) قرب الإسناد: 70 / 226.
(4) الخصال: 69 / 103.
(5) أمالي الطوسي: 126 / 198.
(6) كنز العمال: 28999.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 98، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 254.
(8) البحار: 2 / 37 / 54.
(9) كنز العمال: 29335، 29337.
(10) كنز العمال: 29335، 29337.
(11) غرر الحكم: 6288، 6289.
2096

وأرفعه ما ظهر في الجوارح والأركان (1).
- الخضر (عليه السلام) - لموسى إذ قال له: أوصني -:
تعلم ما تعلم لتعمل به، ولا تعلمه لتحدث به،
فيكون عليك بوره، ويكون على غيرك نوره (2).
(انظر) الحديث: باب 720.
[2895]
عاقبة من وصف عدلا ثم خالفه
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (فكبكبوا فيها هم والغاوون) * -: نزلت في
قوم وصفوا عدلا ثم خالفوه إلى غيره (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن أشد الناس حسرة
يوم القيامة الذين وصفوا العدل ثم خالفوه،
وهو قول الله تعالى: * (أن تقول نفس يا حسرتي
على ما فرطت في جنب الله) * (4).
- عنه (عليه السلام) - لخيثمة -: أبلغ شيعتنا أنه
لا ينال ما عند الله إلا بالعمل، وأبلغ شيعتنا أن
أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم
خالفه إلى غيره (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - للأزدي -: أبلغ موالينا
عنا السلام وأخبرهم أنا لا نغني عنهم من الله شيئا
إلا بعمل، وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا
بعمل أو ورع، وأن أشد الناس حسرة يوم
القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أشد أهل النار
ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله عز وجل
فاستجاب له وقبل منه وأطاع الله عز وجل
فأدخله الله الجنة، وأدخل الداعي النار
بتركه علمه واتباعه الهوى (7).
- الإمام علي (عليه السلام): أعظم الناس وزرا
العلماء المفرطون (8).
- المسيح (عليه السلام): أشقى الناس من هو معروف
عند الناس بعلمه مجهول بعمله (9).
- الإمام علي (عليه السلام): أشد الناس ندما عند
الموت العلماء غير العاملين (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يطلع قوم من أهل الجنة
على قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم
النار وقد دخلنا الجنة لفضل تأديبكم
وتعليمكم؟! فيقولون: إنا كنا نأمر
بالخير ولا نفعله (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تعلم العلم ولم يعمل بما
فيه حشره الله يوم القيامة أعمى (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يؤتى بعلماء السوء يوم
القيامة فيقذفون في نار جهنم، فيدور أحدهم

(1) نهج البلاغة: الحكمة 92، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 245.
(2) منية المريد: 141.
(3) البحار: 2 / 26 / 3.
(4) المحاسن: 1 / 212 / 382.
(5) أمالي الطوسي: 370 / 796.
(6) قرب الإسناد: 33 / 106.
(7) الخصال: 51 / 63.
(8) غرر الحكم: 3197.
(9) مصباح الشريعة: 368.
(10) غرر الحكم: 3198.
(11) مكارم الأخلاق: 2 / 364 / 2661 وص 348 / 2660.
(12) مكارم الأخلاق: 2 / 364 / 2661 وص 348 / 2660.
2097

في جهنم بقصبه كما يدور الحمار بالرحى،
فيقال له: يا ويلك بك اهتدينا فما بالك؟ قال:
إني كنت أخالف ما كنت أنهاكم (1).
(انظر) الخسران: باب 1021.
الرياء: باب 1407.
[2896]
جزاء خطباء غير عاملين
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتيت ليلة أسري بي
على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من نار كلما
قرضت وفت (2)، فقلت: يا جبريل! من هؤلاء؟
قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون،
ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون به (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): مررت ليلة أسري بي بأقوام
تقرض شفاههم بمقاريض من نار، قلت: من
هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباء أمتك الذين
يقولون ما لا يفعلون (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أتيت على سماء الدنيا ليلة
أسري بي فإذا فيها رجال تقطع ألسنتهم
وشفاههم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل!
من هؤلاء؟ قال: خطباء أمتك (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي إلى
السماء قوما تقرض شفاههم بمقاريض من نار
ثم ترمى، فقلت: يا جبرئيل! من هؤلاء؟
فقال: خطباء أمتك، يأمرون الناس بالبر
وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا
يعقلون (6).
[2897]
تشديد العقوبة على العالم
- الإمام علي (عليه السلام): لا يستوي عند الله في
العقوبة الذين يعلمون والذين لا يعلمون، نفعنا
الله وإياكم بما علمنا، وجعله لوجهه خالصا،
إنه سميع مجيب (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنه يغفر للجاهل
سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب
واحد (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الزبانية أسرع إلى فسقة
حملة القرآن منهم إلى عبدة الأوثان، فيقولون:
يبدأ بنا قبل عبدة الأوثان؟! فيقال لهم: ليس
من يعلم كمن لا يعلم (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وقد سئل عن علة بكائه لما
ذكر ما تبتلى به الأمة من فساد العلماء -:
رحمة للأشقياء، يقول الله تعالى: * (ولو ترى إذ
فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب) * يعني:
العلماء والفقهاء (10).

(1) كنز العمال: 29097.
(2) وفت: أي تمت وطالت.
(3) كنز العمال: 31856، (29026 نحوه).
(4) الترغيب والترهيب: 1 / 124 / 2.
(5) كنز العمال: 31855.
(6) وسائل الشيعة: 11 / 420 / 11.
(7) الإرشاد: 1 / 230.
(8) تفسير القمي: 2 / 146.
(9) كنز العمال: 29005.
(10) مكارم الأخلاق: 2 / 347 / 2660.
2098

[2898]
أهون عقوبة العالم
- الإمام الكاظم (عليه السلام): أوحى الله تعالى إلى
داود (عليه السلام): قل لعبادي: لا يجعلوا بيني وبينهم
عالما مفتونا بالدنيا، فيصدهم عن ذكري وعن
طريق محبتي ومناجاتي، أولئك قطاع الطريق من
عبادي، إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة
محبتي ومناجاتي من قلوبهم (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أوحى الله عز وجل
إلى داود (عليه السلام): لا تجعل بيني وبينك عالما
مفتونا بالدنيا، فيصدك عن طريق محبتي،
فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين،
إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي
من قلوبهم (2).
- عنه (عليه السلام) - أوحى الله إلى داود (عليه السلام) -: إن
أهون ما أنا صانع بعالم غير عامل بعلمه أشد
من سبعين عقوبة باطنية أن اخرج من قلبه
حلاوة ذكري (3).
(انظر) العبادة: باب 2504.
الإيمان: باب 281.
[2899]
أشد الناس عذابا
- الإمام الصادق (عليه السلام): أشد الناس عذابا
عالم لا ينتفع من علمه بشئ (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أهل النار ليتأذون
من ريح العالم التارك لعلمه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): السلطان الجائر والعالم
الفاجر أشد الناس نكاية (6).
- عنه (عليه السلام): وقود النار يوم القيامة كل
غني بخل بماله على الفقراء، وكل عالم
باع الدين بالدنيا (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في جهنم رحى تطحن
علماء السوء طحنا (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن في جهنم رحى تطحن جبابرة
العلماء طحنا (9).
(انظر) جهنم: باب 618، 620.
[2900]
زلة العالم
- الإمام علي (عليه السلام): زلة العالم كانكسار
السفينة تغرق، وتغرق (10).
- عنه (عليه السلام): زلة العالم تفسد عوالم (11).
- عنه (عليه السلام): لا زلة أشد من زلة عالم (12).
- عنه (عليه السلام): إن كلام الحكماء إذا كان صوابا
كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء (13).

(1) تحف العقول: 397.
(2) علل الشرائع: 394 / 12.
(3) مصباح الشريعة: 345.
(4) البحار: 2 / 37 / 53 وص 34 / 30.
(5) البحار: 2 / 37 / 53 وص 34 / 30.
(6) غرر الحكم: 1897، 10126.
(7) غرر الحكم: 1897، 10126.
(8) كنز العمال: 29100، 29101.
(9) كنز العمال: 29100، 29101.
(10) البحار: 2 / 58 / 39.
(11) غرر الحكم: 5472، 10674.
(12) غرر الحكم: 5472، 10674.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 265.
2099

- عنه (عليه السلام): زلة المتوقي أشد زلة (1).
- عنه (عليه السلام): زلة العالم كبيرة الجناية (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): احذروا زلة العالم، فإن
زلته تكبكبه في النار (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الصفا الزلال الذي لا تثبت
عليه أقدام العلماء الطمع (4).
[2901]
شرار العلماء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا إن شر الشر شرار
العلماء، وإن خير الخير خيار العلماء (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن شر الناس -:
العلماء إذا فسدوا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اعلم أن كل شئ إذا فسد
فالملح دواؤه، فإذا فسد الملح فليس له دواء (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن خير
الخلق بعد الأئمة (عليهم السلام) -: العلماء إذا صلحوا،
قيل: فمن شرار خلق الله بعد إبليس وفرعون
ونمرود، وبعد المتسمين بأسمائكم...؟
قال: العلماء إذا فسدوا، هم المظهرون
للأباطيل، الكاتمون للحقائق (8).
[2902]
ذم علماء السوء
- الإمام العسكري (عليه السلام) - في صفة علماء
السوء -: وهم أضر على ضعفاء شيعتنا من جيش
يزيد على الحسين بن علي (عليهما السلام) وأصحابه، فإنهم
يسلبونهم الأرواح والأموال، وهؤلاء علماء
السوء... يدخلون الشك والشبهة على ضعفاء
شيعتنا فيضلونهم (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشرار علماء أمتنا المضلون
عنا، القاطعون للطرق إلينا، المسمون أضدادنا
بأسمائنا، الملقبون أندادنا بألقابنا، يصلون
عليهم وهم للعن مستحقون (10).
- المسيح (عليه السلام): ويلكم علماء سوء! الأجر
تأخذون والعمل تضيعون، يوشك رب العمل أن
يقبل عمله، ويوشك أن يخرجوا من ضيق الدنيا
إلى ظلمة القبر (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويل لامتي من علماء
السوء (12).
[2903]
من ليس من أهل العلم
- المسيح (عليه السلام): كيف يكون من أهل العلم
من سخط رزقه، واحتقر منزلته، وقد علم أن

(1) غرر الحكم: 5499، 5483.
(2) غرر الحكم: 5499، 5483.
(3) كنز العمال: 28683، (7579 - 7582).
(4) كنز العمال: 28683، (7579 - 7582).
(5) منية المريد: 137.
(6) تحف العقول: 35.
(7) مكارم الأخلاق: 2 / 371 / 2661.
(8) الإحتجاج: 2 / 513 / 337.
(9) الإحتجاج: 2 / 512 / 337 وص 513 / 337.
(10) الإحتجاج: 2 / 512 / 337 وص 513 / 337.
(11) الكافي: 2 / 319 / 13.
(12) كنز العمال: 29038.
2100

ذلك من علم الله وقدرته؟! (1).
- عنه (عليه السلام): كيف يكون من أهل العلم من
اتهم الله فيما قضى له، فليس يرضى شيئا
أصابه؟! (2).
- عنه (عليه السلام): كيف يكون من أهل العلم من دنياه
عنده آثر من آخرته وهو مقبل على دنياه، وما
يضره أحب إليه مما ينفعه؟! (3).
- عنه (عليه السلام): كيف يكون من أهل العلم من يطلب
الكلام ليخبر به، ولا يطلب ليعمل به؟! (4).
- عنه (عليه السلام): كيف يكون من أهل العلم من
هو في مسيره إلى آخرته وهو مقبل على دنياه،
وما يضره أحب إليه مما ينفعه؟! (5).
[2904]
خطر زيادة العلم بلا عمل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ازداد علما ولم يزدد
هدى، لم يزدد من الله إلا بعدا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ازداد في العلم رشدا
فلم يزدد في الدنيا زهدا، لم يزدد من الله
إلا بعدا (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أحب الدنيا ذهب خوف
الآخرة من قلبه، وما آتى الله عبدا علما فازداد
للدنيا حبا إلا ازداد من الله تعالى بعدا،
وازداد تعالى عليه غضبا (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من ازداد في الله
علما، وازداد للدنيا حبا، ازداد من الله
بعدا، وازداد الله عليه غضبا (9).
[2905]
العلماء ومخالطة الملوك
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقهاء أمناء الرسل ما
لم يدخلوا في الدنيا ويتبعوا السلطان، فإذا
فعلوا ذلك فاحذروهم (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الفقهاء امناء الرسل ما لم
يدخلوا في الدنيا، قيل: يا رسول الله وما دخولهم
في الدنيا؟ فقال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا
ذلك فاحذروهم على أديانكم (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلماء امناء الرسل ما لم يخالطوا
السلطان ويداخلوا الدنيا، فإذا خالطوا السلطان
وداخلوا الدنيا فقد خانوا الرسل فاحذروهم (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ملعون ملعون عالم يؤم
سلطانا جائرا معينا له على جوره (13).
(انظر) باب 2893.
باب 2877.
[2906]
من ينبغي أن يتهم من العلماء
- المسيح (عليه السلام): الدينار داء الدين، والعالم

(1) منية المريد: 141.
(2) منية المريد: 141.
(3) منية المريد: 141.
(4) منية المريد: 141.
(5) الكافي: 2 / 319 / 13.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 21.
(7) كنز الفوائد للكراجكي: 2 / 108.
(8) نوادر الراوندي: 27.
(9) الإختصاص: 243.
(10) كنز العمال: 28953.
(11) نوادر الراوندي: 27.
(12) كنز العمال: 28952.
(13) البحار: 75 / 381 / 45.
2101

طبيب الدين، فإذا رأيتم الطبيب يجر
الداء إلى نفسه فاتهموه، واعلموا أنه غير
ناصح لغيره (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا رأيتم العالم محبا
للدنيا فاتهموه على دينكم، فإن كل محب يحوط
بما أحب (2).
(انظر) الطب: باب 2407.
[2907]
تفسير العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم علمان: علم
على اللسان فذلك حجة على ابن آدم، وعلم
في القلب فذلك العلم النافع (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلم علمان: فعلم في القلب
وذلك العلم النافع، وعلم على اللسان فذلك
حجة الله على ابن آدم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من غلب علمه هواه فهو
علم نافع (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليس العلم بالتعلم،
إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك
وتعالى أن يهديه، فإن أردت العلم فاطلب أولا في
نفسك حقيقة العبودية، واطلب العلم باستعماله،
واستفهم الله يفهمك (6).
- الخضر (عليه السلام) - في وصيته لموسى (عليه السلام) -: أشعر
قلبك التقوى تنل العلم (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من اعتبر أبصر،
ومن أبصر فهم، ومن فهم علم (8).
- عنه (عليه السلام) - في ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) -: طبيب
دوار بطبه... متتبع بدوائه مواضع الغفلة ومواطن
الحيرة، لم يستضيئوا - يعني بني أمية - بأضواء
الحكمة، ولم يقدحوا بزناد العلوم الثاقبة، فهم في
ذلك كالأنعام السائمة، والصخور القاسية (9).
- عنه (عليه السلام) - في صفة القرآن -: جعله الله ريا
لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء (10).
- عنه (عليه السلام): العلم يرشدك إلى ما أمرك الله به،
والزهد يسهل لك الطريق إليه (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): جاء رجل إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول الله ما العلم؟
قال: الإنصات، قال: ثم مه؟ قال:
الاستماع، قال: ثم مه؟ قال: الحفظ، قال:
ثم مه؟ قال: العمل به، قال: ثم مه يا رسول
الله؟ قال: نشره (12).
(انظر) العقل: باب 2796، 2799. باب 2920، باب
2878 - 2880، باب 2882، باب 2883،
باب 2888، 2890، 2909، باب 2894،
باب 2912، باب 2915، باب 2916، باب
2888، المعرفة: باب 2586، 2609، عنوان
345 " المعرفة (1) "، 346 " المعرفة (2) "،
347 " المعرفة (3) ".

(1) الخصال: 113 / 91.
(2) علل الشرائع: 394 / 12.
(3) عوالي اللآلي: 1 / 274 / 99.
(4) كنز العمال: 28667.
(5) البحار: 70 / 71 / 21 و 1 / 225 / 17.
(6) البحار: 70 / 71 / 21 و 1 / 225 / 17.
(7) كنز العمال: 44176.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 208، والخطبة 108 و 198.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 208، والخطبة 108 و 198.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 208، والخطبة 108 و 198.
(11) غرر الحكم: 1835.
(12) الكافي: 1 / 48 / 4.
2102

[2908]
تفسير العلم والفضل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم ثلاثة، وما سوى
ذلك فهو فضل: آية محكمة، أو سنة قائمة،
أو فريضة عادلة (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إنما العلم ثلاثة: آية محكمة
أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، وما خلاهن
فهو فضل (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العلم ثلاثة: كتاب ناطق، وسنة
ماضية، ولا أدري (3) (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): وجدت علم الناس في
أربع: أولها أن تعرف ربك، والثانية أن تعرف ما
صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد منك، والرابعة
أن تعرف ما يخرجك من دينك (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لبعض تلامذته -:
أي شئ تعلمت مني؟ قال له: يا مولاي ثمان
مسائل، قال له (عليه السلام): قصها علي لأعرفها، قال:
الأولى رأيت كل محبوب يفارق عند الموت
حبيبه، فصرفت همتي إلى ما لا يفارقني بل
يؤنسني في وحدتي وهو فعل الخير، فقال:
أحسنت والله.
الثانية قال: رأيت قوما يفخرون بالحسب
وآخرين بالمال والولد وإذا ذلك لا فخر، ورأيت
الفخر العظيم في قوله تعالى: * (إن أكرمكم
عند الله أتقاكم) * فاجتهدت أن أكون عنده كريما،
قال: أحسنت والله.
الثالثة قال: رأيت لهو الناس وطربهم،
وسمعت قوله تعالى: * (وأما من خاف مقام
ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة
هي المأوى) * فاجتهدت في صرف الهوى عن
نفسي حتى استقرت على طاعة الله تعالى،
قال: أحسنت والله.
الرابعة قال: رأيت كل من وجد شيئا يكرم
عنده اجتهد في حفظه، وسمعت قوله سبحانه
يقول: * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا
فيضاعفه له وله أجر كريم) * فأحببت المضاعفة،
ولم أر أحفظ مما يكون عنده، فكلما وجدت شيئا
يكرم عندي وجهت به إليه ليكون لي ذخرا إلى
وقت حاجتي إليه، قال: أحسنت والله.
الخامسة قال: رأيت حسد الناس بعضهم
للبعض في الرزق، وسمعت قوله تعالى: * (نحن
قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا
بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا
سخريا ورحمة ربك خير مما يجمعون) * فما
حسدت أحدا ولا أسفت على ما فاتني، قال:
أحسنت والله.
السادسة قال: رأيت عداوة بعضهم لبعض في
دار الدنيا والحزازات التي في صدورهم، وسمعت
قول الله تعالى: * (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه
عدوا) * فاشتغلت بعداوة الشيطان عن عداوة

(1) كنز العمال: 28659.
(2) الكافي: 1 / 32 / 1.
(3) راجع السؤال (1): باب 1706.
(4) كنز العمال: 28660.
(5) كشف الغمة: 3 / 45.
2103

غيره، قال: أحسنت والله.
السابعة قال: رأيت كدح الناس واجتهادهم
في طلب الرزق، وسمعت قوله تعالى: * (وما
خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون * ما أريد منهم
من رزق وما أريد أن يطعمون * إن الله هو الرزاق
ذو القوة المتين) * فعلمت أن وعده وقوله صدق،
فسكنت إلى وعده، ورضيت بقوله، واشتغلت بما
له علي عما لي عنده، قال: أحسنت والله.
الثامنة قال: رأيت قوما يتكلون على صحة
أبدانهم، وقوما على كثرة أموالهم، وقوما
على خلق مثلهم، وسمعت قوله تعالى: * (ومن يتق
الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
ومن يتوكل على الله فهو حسبه) * فاتكلت على الله
وزال اتكالي على غيره، فقال له: والله إن
التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وسائر الكتب
ترجع إلى هذه الثمان المسائل (1).
[2909]
ذم علم لا ينفع
- الإمام علي (عليه السلام): واعلم أنه لا خير في
علم لا ينفع، ولا ينتفع بعلم لا يحق تعلمه (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
المسجد فإذا جماعة قد أطافوا برجل، فقال:
ما هذا؟ فقيل: علامة، قال: وما العلامة؟
قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها،
وأيام الجاهلية، وبالأشعار والعربية، فقال النبي:
ذاك علم لا يضر من جهله، ولا ينفع من علمه (3).
(انظر) باب 2890.
[2910]
من زاد علمه على عقله
- الإمام علي (عليه السلام): من زاد علمه على عقله كان
وبالا عليه (4).
- عنه (عليه السلام): كل علم لا يؤيده عقل مضلة (5).
[2911]
غاية العلم
- الإمام علي (عليه السلام): العلم لا ينتهي (6).
- عنه (عليه السلام): العلم أكثر من أن يحاط به (7).
- عنه (عليه السلام): شيئان لا تبلغ غايتهما:
العلم والعقل (8).
- عنه (عليه السلام): من ادعى من العلم غايته،
فقد أظهر من جهله نهايته (9).
(انظر) باب 2880.
[2912]
أنواع العلوم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم أكثر من

(1) تنبيه الخواطر: 1 / 303.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
16 / 64.
(3) أمالي الصدوق: 220 / 13.
(4) غرر الحكم: 8601، 6869، 1054، 1819، 5768، 9193.
(5) غرر الحكم: 8601، 6869، 1054، 1819، 5768، 9193.
(6) غرر الحكم: 8601، 6869، 1054، 1819، 5768، 9193.
(7) غرر الحكم: 8601، 6869، 1054، 1819، 5768، 9193.
(8) غرر الحكم: 8601، 6869، 1054، 1819، 5768، 9193.
(9) غرر الحكم: 8601، 6869، 1054، 1819، 5768، 9193.
2104

أن يحصى (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العلوم أربعة: الفقه
للأديان، والطب للأبدان، والنحو للسان،
والنجوم لمعرفة الأزمان (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم علمان: علم
الأديان، وعلم الأبدان (3).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم علمان: مطبوع
ومسموع، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن
المطبوع (4).
- عنه (عليه السلام): العلم علمان: علم لا يسع الناس
إلا النظر فيه وهو صبغة الإسلام، وعلم يسع
الناس ترك النظر فيه وهو قدرة الله عز وجل (5).
[2913]
أدب الأخذ من العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم أكثر من أن يحصى،
فخذ من كل شئ أحسنه (6).
- الإمام علي (عليه السلام): العلم أكثر من أن يحاط
به، فخذوا من كل علم أحسنه (7).
- عنه (عليه السلام): خذوا من كل علم أحسنه، فإن
النحل يأكل من كل زهر أزينه، فيتولد منه
جوهران نفيسان: أحدهما فيه شفاء للناس،
والآخر يستضاء به (8).
[2914]
رأس العلم
- الإمام علي (عليه السلام): رأس العلم التمييز
بين الأخلاق، وإظهار محمودها، وقمع
مذمومها (9).
- عنه (عليه السلام): رأس العلم الرفق، رأس
الجهل الخرق (10).
(انظر) الخلق: باب 1121.
الحكمة: باب 922.
[2915]
خير العلم
- الإمام علي (عليه السلام): خير العلم ما أصلحت
به رشادك، وشره ما أفسدت به معادك (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير العلم ما نفع (12).
- الإمام علي (عليه السلام): خير العلوم ما أصلحك (13).
- عنه (عليه السلام): العلم بالله أفضل العلمين (14).
- عنه (عليه السلام): خير العلم ما قارنه العمل (15).
- عنه (عليه السلام): أنفع العلم ما عمل به (16).
- عنه (عليه السلام): من فضل علمك استقلالك
لعلمك (17).

(1) كنز الفوائد: 2 / 31.
(2) البحار: 1 / 218 / 42 وص 220 / 52.
(3) البحار: 1 / 218 / 42 وص 220 / 52.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 338.
(5) الخصال: 41 / 30.
(6) كنز الفوائد: 2 / 31.
(7) غرر الحكم: 1819.
(8) غرر الحكم: 5082، 5267، (5224 - 5225)، 5023.
(9) غرر الحكم: 5082، 5267، (5224 - 5225)، 5023.
(10) غرر الحكم: 5082، 5267، (5224 - 5225)، 5023.
(11) غرر الحكم: 5082، 5267، (5224 - 5225)، 5023.
(12) أمالي الصدوق: 394 / 1.
(13) غرر الحكم: 4962، 1674، 4968، 2933، 9420.
(14) غرر الحكم: 4962، 1674، 4968، 2933، 9420.
(15) غرر الحكم: 4962، 1674، 4968، 2933، 9420.
(16) غرر الحكم: 4962، 1674، 4968، 2933، 9420.
(17) غرر الحكم: 4962، 1674، 4968، 2933، 9420.
2105

[2916]
ألزم العلم
- الإمام الباقر (عليه السلام): اعلم أنه لا علم
كطلب السلامة، ولا سلامة كسلامة القلب (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): أولى العلم بك ما
لا يصلح لك العمل إلا به، وأوجب العمل عليك
ما أنت مسؤول عن العمل به، وألزم العلم لك
ما دلك على صلاح قلبك وأظهر لك فساده،
وأحمد العلم عاقبة ما زاد في عملك العاجل،
فلا تشتغلن بعلم ما لا يضرك جهله، ولا تغفلن
عن علم ما يزيد في جهلك تركه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرف نفسه فقد عرف
ربه، ثم عليك من العلم بما لا يصح العمل إلا
به، وهو الإخلاص (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل سأله عن أفضل الأعمال -:
العلم بالله والفقه في دينه، وكررهما عليه،
فقال: يا رسول الله! أسألك عن العمل فتخبرني
عن العلم؟! فقال: إن العلم ينفعك معه قليل
العمل، وإن الجهل لا ينفعك معه كثير العمل (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن العلم -:
أربع كلمات: أن تعبد الله بقدر حاجتك إليه، وأن
تعصيه بقدر صبرك على النار، وأن تعمل لدنياك
بقدر عمرك فيها، وأن تعمل لآخرتك بقدر
بقائك فيها (5).
[2917]
العلوم الممنوعة
- الإمام علي (عليه السلام): كل علم لا يؤيده
عقل مضلة (6).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! إياكم وتعلم النجوم،
إلا ما يهتدى به في بر أو بحر، فإنها تدعو
إلى الكهانة، والمنجم كالكاهن، والكاهن
كالساحر، والساحر كالكافر، والكافر
في النار! (7).
- عنه (عليه السلام): رب علم أدى إلى مضلتك (8).
(انظر) عنوان 223 " السحر "، 505 " النجوم ".
باب 2889.
[2918]
علم الحلال والحرام
- الإمام الباقر (عليه السلام): تفقهوا وإلا فأنتم أعراب (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: أن أبتدئك بتعليم كتاب الله
عز وجل وتأويله، وشرائع الإسلام وأحكامه،
وحلاله وحرامه، لا أجاوز ذلك بك إلى غيره (10).

(1) تحف العقول: 286.
(2) أعلام الدين: 305.
(3) مصباح الشريعة: 343.
(4) تنبيه الخواطر: 1 / 82.
(5) تنبيه الخواطر: 2 / 37.
(6) غرر الحكم: 6869.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 79.
(8) غرر الحكم: 5352.
(9) المحاسن: 1 / 357 / 760.
(10) نهج البلاغة: الكتاب 31.
2106

- الإمام الصادق (عليه السلام): حديث في حلال وحرام
تأخذه من صادق خير من الدنيا وما فيها من ذهب
أو فضة (1).
- عنه (عليه السلام): ليت السياط على رؤوس أصحابي
حتى يتفقهوا في الحلال والحرام (2).
- عنه (عليه السلام) - وقد قال له رجل: إن لي
ابنا قد أحب أن يسألك عن حلال وحرام، لا عما
لا يعنيه -: وهل يسأل الناس عن شئ أفضل من
الحلال والحرام؟! (3).
[2919]
زينة العلم
- الإمام الصادق (عليه السلام): اطلبوا العلم،
وتزينوا معه بالحلم والوقار (4).
- الإمام علي (عليه السلام): خفض الجناح زينة العلم (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): زينة العلم الإحسان (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده ما جمع
شئ إلى شئ أفضل من حلم إلى علم (7).
- الإمام علي (عليه السلام): تعلموا العلم، وتعلموا
للعلم السكينة والحلم، ولا تكونوا جبابرة
العلماء، فلا يقوم علمكم بجهلكم (8).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المتقين -: يمزج
الحلم بالعلم، والقول بالعمل (9).
(انظر) باب 2870.
[2920]
العلم الذاتي
الكتاب
* (فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا
وعلمناه من لدنا علما) * (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من عمل بما يعلم
علمه الله ما لا يعلم (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تعلم فعمل علمه
الله ما لم يعلم (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من عمل بما علم
كفي ما لم يعلم (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من العلم كهيئة
المكنون لا يعلمه إلا العلماء بالله،
فإذا نطقوا به لا ينكره إلا أهل
الغرة بالله (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): علم الباطن سر من أسرار الله
عز وجل، وحكم من حكم الله، يقذفه في قلوب
من شاء من عباده (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو خفتم الله حق خيفته لعلمتم

(1) المحاسن: 1 / 358 / 766 و ح 765 وص 359 / 768.
(2) المحاسن: 1 / 358 / 766 و ح 765 وص 359 / 768.
(3) المحاسن: 1 / 358 / 766 و ح 765 وص 359 / 768.
(4) أمالي الصدوق: 294 / 9.
(5) كشف الغمة: 3 / 137.
(6) أمالي الصدوق: 395 / 1.
(7) الخصال: 5 / 11.
(8) البحار: 2 / 37 / 49.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(10) الكهف: 65.
(11) أعلام الدين: 301.
(12) كنز العمال: 28661.
(13) ثواب الأعمال: 161 / 1.
(14) كنز العمال: 28942، 28820.
(15) كنز العمال: 28942، 28820.
2107

العلم الذي لا جهل معه (1).
(انظر) الزهد: باب 1621.
الإمامة (2): باب 168.
المعرفة (3): باب 2607.
[2921]
أعلم الناس
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن أعلم
الناس -: من جمع علم الناس إلى علمه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعلم الناس من جمع علم
الناس إلى علمه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أعلم الناس المستهتر
بالعلم (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قيل له: أحب أن
أكون أعلم الناس -: اتق الله تكن أعلم الناس (5).
[2922]
انحصار العلم الصحيح
بأهل البيت (عليهم السلام)
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لسلمة بن كهيل
والحكم بن عتيبة -: شرقا وغربا لن
تجدا علما صحيحا إلا شيئا يخرج من عندنا
أهل البيت (6).
- عنه (عليه السلام): أما إنه ليس عندنا لاحد من
الناس حق ولا صواب إلا من شئ أخذوه منا
أهل البيت (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن العلم الذي هبط به
آدم وجميع [ما فضلت به] النبيون إلى خاتم
النبيين في عترة محمد (صلى الله عليه وآله) (8).
- عنه (عليه السلام): لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم
الماء بعذوبته، وادخرتم الخير من موضعه،
وأخذتم الطريق من واضحه، وسلكتم من الحق
نهجه، لنهجت بكم السبل، وبدت لكم الأعلام (9).
(انظر) الإمامة (2): باب 162.
[2923]
العلم (م)
- الإمام علي (عليه السلام): لا يدرك العلم براحة
الجسم (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خذوا العلم من أفواه
الرجال (11).
- الإمام علي (عليه السلام): ما من علم إلا وأنا أفتحه،
وما من سر إلا والقائم (عليه السلام) يختمه (12).
- في الإنجيل -: ولا تقولوا: نخاف أن نعلم
فلا نعمل، ولكن قولوا: نرجو أن نعلم ونعمل (13).

(1) كنز العمال: 5881، 5893 نحوه.
(2) الخصال: 5 / 13.
(3) أمالي الصدوق: 27 / 4.
(4) غرر الحكم: 3079.
(5) كنز العمال: 44154.
(6) البحار: 2 / 92 / 20.
(7) المحاسن: 1 / 243 / 448.
(8) الإرشاد: 1 / 232.
(9) الكافي: 8 / 32 / 5.
(10) غرر الحكم: 10684.
(11) عوالي اللآلي: 4 / 78 / 68.
(12) بشارة المصطفى: 25.
(13) منية المريد: 120.
2108

- الإمام الباقر (عليه السلام): رحم الله عبدا أحيا العلم،
فقيل: وما إحياؤه؟ قال: أن يذاكر
به أهل الدين والورع (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): احذروا الشهوة الخفية:
العالم يحب أن يجلس إليه (2).
- الإمام الحسن (عليه السلام): لا ينقص أحد من حقنا
إلا نقصه الله من علمه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): واضع العلم عند غير أهله
كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): آفة العلم النسيان، وإضاعته أن
تحدث به غير أهله (5).
- الإمام علي (عليه السلام): وقد فتح باب الحرب بينكم
وبين أهل القبلة، ولا يحمل [يحملن] هذا العلم
إلا أهل البصر والصبر والعلم بمواضع الحق (6).
- عنه (عليه السلام): يسير العلم ينفي كثير الجهل (7).

(1) منية المريد: 169.
(2) كنز العمال: 28965.
(3) البحار: 78 / 114 / 9.
(4) الترغيب والترهيب: 1 / 96.
(5) كنز العمال: 28960.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 173.
(7) غرر الحكم: 10990.
2109

(368)
العمر
تفسير الميزان: 4 / 139 " كلام في عمر النوع الإنساني والإنسان الأولى ".
انظر:
عنوان 4 " الأجل "، 368 " العمر "، الفكر: باب 3257.
2111

[2924]
العمر
الكتاب
* (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا
وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر
ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله يسير) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العمر أنفاس معدده (2).
- عنه (عليه السلام): إن عمرك وقتك الذي أنت فيه (3).
- عنه (عليه السلام): إن عمرك عدد أنفاسك، وعليها
رقيب تحصيها (4).
- عنه (عليه السلام): المرء ابن ساعته (5).
- عنه (عليه السلام): إنه لن يستقبل أحدكم يوما من
عمره إلا بفراق آخر من أجله (6).
- عنه (عليه السلام): إنما أنت عدد أيام، فكل يوم
يمضي عليك يمضي ببعضك، فخفض في الطلب
وأجمل في المكتسب (7).
- عنه (عليه السلام): ما أنقصت ساعة من دهرك إلا
بقطعة من عمرك (8).
- عنه (عليه السلام): لا يعمر معمر منكم يوما من عمره
إلا بهدم آخر من أجله (9).
(انظر) الموت: باب 3719.
[2925]
اغتنام العمر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كن على عمرك أشح منك
على درهمك ودينارك (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لو اعتبرت بما أضعت من
ماضي عمرك لحفظت ما بقي (11).
- عنه (عليه السلام): إن المغبون من غبن عمره،
وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربه (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العمر محدود لن يتجاوز
أحد ما قدر له، فبادروا قبل نفاذ الأجل (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بادر بأربع قبل أربع: بشبابك
قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل
فقرك، وحياتك قبل مماتك (14).
- الإمام علي (عليه السلام): فبادروا العمل، وخافوا
بغتة الأجل فإنه لا يرجى من رجعة العمر ما
يرجى من رجعة الرزق (15).

(1) فاطر: 11.
(2) غرر الحكم: 535، 3431، 3434، 447.
(3) غرر الحكم: 535، 3431، 3434، 447.
(4) غرر الحكم: 535، 3431، 3434، 447.
(5) غرر الحكم: 535، 3431، 3434، 447.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 218.
(7) غرر الحكم: 3874.
(8) غرر الحكم: 9608.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 145.
(10) مكارم الأخلاق: 2 / 364 / 2661.
(11) غرر الحكم: 7589، 3502.
(12) غرر الحكم: 7589، 3502.
(13) أعلام الدين: 336 / 12.
(14) الخصال: 239 / 85.
(15) نهج البلاغة: الخطبة 114.
2112

- عنه (عليه السلام): إن ماضي عمرك أجل، وآتيه أمل،
والوقت عمل (1).
- عنه (عليه السلام): ماضي يومك فائت، وآتيه متهم،
ووقتك مغتنم (2).
- عنه (عليه السلام): إن ماضي يومك منتقل، وبانيه
(وباقيه) متهم، فاغتنم وقتك بالعمل (3).
- عنه (عليه السلام): إن الليل والنهار يعملان فيك
فاعمل فيهما، ويأخذان منك فخذ منهما (4).
- عنه (عليه السلام): ما أسرع الساعات في اليوم،
وأسرع الأيام في الشهر، وأسرع الشهور في
السنة، وأسرع السنين [السنة] في العمر! (5).
- عنه (عليه السلام): الساعات تخترم الأعمار، وتدني
من البوار (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يفتح للعبد يوم القيامة على
كل يوم من أيام عمره أربعة وعشرون خزانة عدد
ساعات الليل والنهار، فخزانة يجدها مملوءة
نورا وسرورا فيناله عند مشاهدتها من الفرح
والسرور ما لو وزع على أهل النار لأدهشهم عن
الإحساس بألم النار، وهي الساعة التي أطاع فيها
ربه، ثم يفتح له خزانة أخرى فيراها مظلمة منتنة
مفزعة فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع ما
لو قسم على أهل الجنة لنغص عليهم نعيمها، وهي
الساعة التي عصى فيها ربه، ثم يفتح له خزانة
أخرى فيراها فارغة ليس فيها ما يسره ولا ما
يسوؤه، وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها
بشئ من مباحات الدنيا، فيناله من الغبن
والأسف على فواتها - حيث كان متمكنا من أن
يملاها حسنات - ما لا يوصف، ومن هذا قوله
تعالى: * (ذلك يوم التغابن) * (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من أفنى عمره في غير ما
ينجيه فقد أضاع مطلبه (8).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! الآن الآن من قبل الندم،
ومن قبل أن تقول نفس: يا حسرتي على ما
فرطت في جنب الله (9).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! الآن الآن ما دام الوثاق
مطلقا، والسراج منيرا، وباب التوبة مفتوحا، من
قبل أن يجف القلم وتطوى الصحف (10).
- عنه (عليه السلام): رحم الله امرأ علم أن نفسه خطاه إلى
أجله، فبادر عمله وقصر أمله (11).
- عنه (عليه السلام): اعمل لكل يوم بما فيه ترشد (12).
(انظر) المراقبة: باب 1540، 1544.
باب 2928.
[2926]
تضييع العمر
- الإمام علي (عليه السلام): الاشتغال بالفائت يضيع
الوقت (13).

(1) غرر الحكم: 3462، 9840، 3461، 3705.
(2) غرر الحكم: 3462، 9840، 3461، 3705.
(3) غرر الحكم: 3462، 9840، 3461، 3705.
(4) غرر الحكم: 3462، 9840، 3461، 3705.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 188، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 99.
(6) غرر الحكم: 2030.
(7) البحار: 7 / 262 / 15.
(8) غرر الحكم: 8532.
(9) تنبيه الخواطر: 2 / 89.
(10) تنبيه الخواطر: 2 / 89.
(11) غرر الحكم: 5214.
(12) مستدرك الوسائل: 1 / 122 / 157.
(13) غرر الحكم: 1200.
2113

- عنه (عليه السلام): اشتغال النفس بما لا يصحبها بعد
الموت من أكثر الوهن (1).
- عنه (عليه السلام): شر ما شغل به المرء وقته الفضول (2).
- عنه (عليه السلام): من اشتغل بغير المهم ضيع الأهم (3).
- عنه (عليه السلام): احذروا ضياع الأعمار فيما لا يبقى
لكم، ففائتها لا يعود (4).
- عنه (عليه السلام): أين الذين عمروا فنعموا، وعلموا
ففهموا، وانظروا فلهوا، وسلموا فنسوا، أمهلوا
طويلا، ومنحوا جميلا؟! (5).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المأخوذين على الغرة عند
الموت -: ثم ازداد الموت فيهم ولوجا، فحيل بين
أحدهم وبين منطقه، وإنه لبين أهله ينظر ببصره
ويسمع باذنه، على صحة من عقله وبقاء من لبه،
يفكر فيم أفنى عمره، وفيم أذهب دهره! (6).
[2927]
بقية العمر
- الإمام علي (عليه السلام): بقية عمر المؤمن لا قيمة لها،
يدرك بها ما قد فات، ويحيي ما مات (7).
- عنه (عليه السلام): لا يعرف قدر ما بقي من عمره إلا
نبي أو صديق (8).
- عنه (عليه السلام): ليس شئ أعز من الكبريت
الأحمر إلا ما بقي من عمر المؤمن (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحسن فيما بقي من
عمره لم يؤاخذ بما مضى من ذنبه، ومن أساء فيما
بقي من عمره اخذ بالأول والآخر (10).
ولنعم ما قيل:
الدهر ساومني عمري فقلت له * ما بعت عمري الدنيا وما فيها
ثم اشتراه بتدريج بلا ثمن * تبت يدا صفقة قد خاب شاريها
[2928]
الحث على إنفاذ العمر في طاعة الله
- الإمام علي (عليه السلام): إن عمرك مهر سعادتك
إن أنفذته في طاعة ربك (11).
- عنه (عليه السلام): إن أنفاسك أجزاء عمرك، فلا تفنها
إلا في طاعة تزلفك (12).
- عنه (عليه السلام): إن أوقاتك أجزاء عمرك، فلا تنفد
لك وقتا إلا فيما ينجيك (13).
- عنه (عليه السلام): احفظ عمرك من التضييع له في غير
العبادة والطاعات (14).
[2929]
من يكون عمره حجة عليه
الكتاب
* (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا
غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر
وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) * (15).

(1) غرر الحكم: 1982، 5697، 8607، 2618.
(2) غرر الحكم: 1982، 5697، 8607، 2618.
(3) غرر الحكم: 1982، 5697، 8607، 2618.
(4) غرر الحكم: 1982، 5697، 8607، 2618.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 83 و 109.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 83 و 109.
(7) الدعوات للراوندي: 122 / 298.
(8) غرر الحكم: 10801، 7525.
(9) غرر الحكم: 10801، 7525.
(10) أمالي الصدوق: 56 / 9.
(11) غرر الحكم: 3429، 3430، 3642، 2439.
(12) غرر الحكم: 3429، 3430، 3642، 2439.
(13) غرر الحكم: 3429، 3430، 3642، 2439.
(14) غرر الحكم: 3429، 3430، 3642، 2439.
(15) فاطر: 37.
2114

- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (أولم
نعمركم...) * -: توبيخ لابن ثمانية عشر سنة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نودي أين
أبناء الستين؟ وهو العمر الذي قال الله تعالى:
* (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا بلغت ستين سنة
فاحسب نفسك في الموتى (3).
- الإمام علي (عليه السلام): العمر الذي أعذر الله فيه
إلى ابن آدم ستون سنة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما بين الستين إلى السبعين
معترك المنايا (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد لفي فسحة
من أمره ما بينه وبين أربعين سنة، فإذا بلغ أربعين
سنة أوحى الله عز وجل إلى ملكيه: إني قد عمرت
عبدي عمرا، فغلظا وشددا وتحفظا واكتبا عليه
قليل عمله وكثيره وصغيره وكبيره (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إذا أتت على العبد
أربعون سنة قيل له: خذ حذرك، فإنك
غير معذور، وليس ابن أربعين سنة أحق بالعذر
من ابن عشرين سنة (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أتى على العبد أربعون
سنة يجب عليه أن يخاف الله ويحذره (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إذا بلغ الرجل أربعين
سنة نادى مناد من السماء قد دنا الرحيل
فأعد الزاد (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغ الرجل أربعين سنة
ولم يغلب خيره شره قبل الشيطان بين عينيه
وقال: هذا وجه لا يفلح (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من جاوز الأربعين ولم يغلب خيره
شره فليتجهز إلى النار (11).
- الإمام علي (عليه السلام): فيالها حسرة على
كل ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة، وأن
تؤديه أيامه إلى الشقوة! (12).
[2930]
أرذل العمر
الكتاب
* (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل
العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير) * (13).
* (ومن نعمره ننكسه في الخلق أفلا يعقلون) * (14).
- الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ومنكم من
يرد إلى أرذل العمر) * -: خمس وسبعين سنة (15).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا بلغ العبد ثلاثا وثلاثين

(1) الفقيه: 1 / 186 / 561.
(2) كنز العمال: 2924.
(3) جامع الأخبار: 330 / 925.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 326، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 238.
(5) معاني الأخبار: 402 / 66.
(6) أمالي الصدوق: 40 / 1.
(7) الخصال: 545 / 24.
(8) كنز العمال: 10329.
(9) مشكاة الأنوار: 170، 169.
(10) مشكاة الأنوار: 170، 169.
(11) مشكاة الأنوار: 170، 169.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 64.
(13) النحل: 70.
(14) يس: 68.
(15) كنز العمال: 4474.
2115

سنة فقد بلغ أشده، وإذا بلغ أربعين سنة فقد
انتهى منتهاه، وإذا بلغ إحدى وأربعين فهو
في النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون
كمن هو في النزع (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبناء الأربعين زرع قد
دنا حصاده، أبناء الخمسين ماذا قدمتم وماذا
أخرتم؟! أبناء الستين هلموا إلى الحساب لا عذر
لكم، أبناء السبعين عدوا أنفسكم من الموتى (2).
[2931]
ثمرة طول الحياة
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة طول الحياة
السقم والهرم (3).
- عنه (عليه السلام): من طال عمره كثرت مصائبه (4).
- عنه (عليه السلام): من أحب البقاء فليعد للبلاء
قلبا صبورا (5).
[2932]
ما يزيد في العمر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر من الطهور يزد الله
في عمرك (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من حسنت نيته زيد
في عمره (7).
- عنه (عليه السلام): تجنبوا البوائق يمد لكم
في الأعمار (8).
- عنه (عليه السلام): من حسن بره بأهل بيته زيد
في عمره (9).
- عنه (عليه السلام): إن أحببت أن يزيد الله في عمرك
فسر أبويك (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره أن يبسط له في رزقه
وينسأ له في أجله فليصل رحمه (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لحنان بن سدير -:
يا ميسر! قد حضر أجلك غير مرة ولا مرتين،
كل ذلك يؤخر الله أجلك لصلتك قرابتك،
[وإن كنت تريد أن يزاد في عمرك فبر شيخيك،
يعني أبويه] (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزيد في العمر إلا البر (13).
- الإمام الباقر (عليه السلام): مروا شيعتنا بزيارة
قبر الحسين بن علي (عليه السلام)، فإن إتيانه يزيد في
الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء (14).
- الإمام علي (عليه السلام): من أراد البقاء ولا بقاء -
فليباكر الغداء، وليجود الحذاء، وليخفف

(1) البحار: 6 / 120 / 7.
(2) جامع الأخبار: 330 / 926.
(3) غرر الحكم: 4623، 8268.
(4) غرر الحكم: 4623، 8268.
(5) كشف الغمة: 3 / 138.
(6) أمالي المفيد: 60 / 5.
(7) البحار: 69 / 408 / 117.
(8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 36 / 90.
(9) أمالي الطوسي: 245 / 425.
(10) الزهد للحسين بن سعيد: 33 / 87.
(11) الخصال: 32 / 112.
(12) الدعوات للراوندي: 125 / 309.
(13) الدرة الباهرة: 24.
(14) البحار: 101 / 4 / 12.
2116

الرداء، وليقل غشيان النساء (1).
(انظر) الرحم: باب 1464، 1467.
الأجل: باب 24.
[2933]
طول العمر وحسن العمل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن طال عمره وحسن
عمله فحسن منقلبه إذ رضي عنه ربه، وويل
لمن طال عمره وساء عمله وساء منقلبه إذ سخط
عليه ربه (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -:
واجعلني ممن أطلت عمره، وحسنت عمله،
وأتممت عليه نعمتك، ورضيت عنه، وأحييته
حياة طيبة في أدوم السرور وأسبغ الكرامة
وأتم العيش (3).
[2934]
المؤمن وطلب طول العمر
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من دعائه في
مكارم الأخلاق -: وعمرني ما كان عمري بذلة
في طاعتك، فإذا كان عمري مرتعا للشيطان
فاقبضني إليك (4).
- فاطمة الزهراء (عليها السلام) - في المناجاة -:
اللهم، بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق،
أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا
كانت الوفاة خيرا لي (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! من كرامة
المؤمن على الله أنه لم يجعل لأجله وقتا حتى
يهم ببائقة، فإذا هم ببائقة قبضه إليه (6).
[2935]
حكمة الجهل بمقدار العمر
- الإمام الصادق (عليه السلام): تأمل الآن يا مفضل
ما ستر عن الإنسان علمه من مدة حياته، فإنه
لو عرف مقدار عمره وكان قصير العمر لم يتهنأ
بالعيش مع ترقب الموت وتوقعه لوقت قد عرفه،
بل كان يكون بمنزلة من قد فنى ماله أو قارب
الفناء، فقد استشعر الفقر والوجل من فناء ماله
وخوف الفقر، على أن الذي يدخل على الإنسان
من فناء العمر أعظم مما يدخل عليه من فناء
المال، لأن من يقل ماله يأمل أن يستخلف منه
فيسكن إلى ذلك، ومن أيقن بفناء العمر استحكم
عليه اليأس، وإن كان طويل العمر ثم عرف ذلك
وثق بالبقاء، وانهمك في اللذات والمعاصي،
وعمل على أنه يبلغ من ذلك شهوته ثم يتوب في
آخر عمره...
فإن قلت: وها هو الآن قد ستر عنه مقدار
حياته وصار يترقب الموت في كل ساعة يقارف
الفواحش وينتهك المحارم. قلنا: إن وجه
التدبير في هذا الباب هو الذي جرى عليه
2117

الأمر فيه، فإن كان الإنسان مع ذلك لا يرعوي
ولا ينصرف عن المساوئ فإنما ذلك من مرحه (1)
ومن قساوة قلبه، لا من خطأ في التدبير (2).
2118

(369)
العمل
(1)
البحار: 69 / 18 باب 30 " العمل جزء من الإيمان ".
تفسير الميزان: 2 / 172 " كلام في أحكام الأعمال من حيث الجزاء ".
تفسير الميزان: 9 / 191 " كلام في نسبة الأعمال إلى الأسباب طولا ".
انظر:
عنوان 58 " الثواب "، 66 " الجزاء "، 94 " الحبط "، 82 " الجهاد (3) ".
المعرفة (1): باب 2586، الآخرة: باب 31، الإيمان: باب 257، 262.
المحبة (2): باب 663، 1031، الإخلاص: باب 1030، 664، الزينة: باب 1698.
الشكر: باب 2070، الصلاة (1): باب 2269، العلم: باب 2855 - 2893 وأبواب بعده.
الموت: باب 3748، القدر: باب 3284، النية: باب 3979 - 3981، 3983.
الرهن: 1554، 1555، الناس: باب 3967.
2119

[2936]
الحث على العمل
الكتاب
* (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون) * (1).
* (فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون
من المفلحين) * (2).
* (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم
الدرجات العلى) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): العمل العمل، ثم
النهاية النهاية، والاستقامة الاستقامة، ثم
الصبر الصبر، والورع الورع، إن لكم نهاية
فانتهوا إلى نهايتكم (4).
- عنه (عليه السلام): إنكم إلى إعراب الأعمال أحوج
منكم إلى إعراب الأقوال (5).
- عنه (عليه السلام): من يعمل يزدد قوة، من يقصر
في العمل يزدد فترة (6).
- عنه (عليه السلام): الشرف عند الله سبحانه بحسن
الأعمال، لا بحسن الأقوال (7).
- عنه (عليه السلام): العلم يرشدك، والعمل يبلغ
بك الغاية (8).
- عنه (عليه السلام): بالعمل يحصل الثواب
لا بالكسل (9).
- عنه (عليه السلام): من أبطأ به عمله، لم يسرع
به حسبه (10).
- عنه (عليه السلام): العمل شعار المؤمن (11).
- عنه (عليه السلام): العمل رفيق الموقن (12).
- عنه (عليه السلام): العمل أكمل خلف (13).
- عنه (عليه السلام): الدين ذخر، والعلم دليل (14).
- عنه (عليه السلام): بحسن العمل تجنى ثمرة العلم
لا بحسن القول (15).
- الإمام الهادي (عليه السلام): الناس في الدنيا
بالأموال، وفي الآخرة بالأعمال (16).
- الإمام الصادق (عليه السلام): دعا الله الناس في الدنيا
بآبائهم ليتعارفوا، وفي الآخرة بأعمالهم
ليجازوا، فقال: * (يا أيها الذين آمنوا) * * (يا أيها
الذين كفروا) * (17).

(1) النحل: 97.
(2) القصص: 67.
(3) طه: 75.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(5) غرر الحكم: 3828.
(6) غرر الحكم: (7990 - 7991)، 1924، 2060، 4295.
(7) غرر الحكم: (7990 - 7991)، 1924، 2060، 4295.
(8) غرر الحكم: (7990 - 7991)، 1924، 2060، 4295.
(9) غرر الحكم: (7990 - 7991)، 1924، 2060، 4295.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 23، 389 نحوه، شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد: 18 / 134.
(11) غرر الحكم: 408، 975، 482، 1224، 4296.
(12) غرر الحكم: 408، 975، 482، 1224، 4296.
(13) غرر الحكم: 408، 975، 482، 1224، 4296.
(14) غرر الحكم: 408، 975، 482، 1224، 4296.
(15) غرر الحكم: 408، 975، 482، 1224، 4296.
(16) الدرة الباهرة: 41.
(17) البحار: 78 / 208 / 72.
2120

- الإمام علي (عليه السلام): جاء رجل إلى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) قال: ما ينفي عني حجة الجهل؟
قال: العلم، قال: فما ينفي عني حجة العلم؟
قال: العمل (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اعملوا قليلا تنعموا
كثيرا (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن أحبكم إلى
الله عز وجل أحسنكم عملا، وإن أعظمكم عند الله
عملا أعظمكم فيما عند الله رغبة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو الآخرة
بغير العمل... يحب الصالحين ولا يعمل عملهم،
ويبغض المذنبين وهو أحدهم... يخاف على
غيره بأدنى من ذنبه، ويرجو لنفسه بأكثر من
عمله... يقصر إذا عمل، ويبالغ إذا سأل...
فهو بالقول مدل، ومن العمل مقل! (4).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الزهاد -: كانوا قوما
من أهل الدنيا وليسوا من أهلها، فكانوا فيها
كمن ليس منها، عملوا فيها بما يبصرون، وبادروا
فيها ما يحذرون (5).
- عنه (عليه السلام): فاعملوا (فاعلموا) وأنتم في
نفس البقاء، والصحف منشورة، والتوبة
مبسوطة، والمدبر يدعى، والمسئ يرجى،
قبل أن يخمد العمل، وينقطع المهل (6).
- عنه (عليه السلام): إنما يستدل على الصالحين بما
يجري الله لهم على ألسن عباده، فليكن أحب
الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح (7).
- عنه (عليه السلام): فاعملوا والعمل يرفع، والتوبة
تنفع، والدعاء يسمع، والحال هادئة، والأقلام
جارية... (8).
- عنه (عليه السلام): اعملوا رحمكم الله على أعلام بينة،
فالطريق نهج يدعو إلى دار السلام، وأنتم في دار
مستعتب على مهل وفراغ، والصحف منشورة،
والأقلام جارية، والأبدان صحيحة، والألسن
مطلقة، والتوبة مسموعة، والأعمال مقبولة (9).
(انظر) الإسلام: باب 1876.
[2937]
العمل والجزاء
الكتاب
* (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء
يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا * ومن يعمل
من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون
الجنة ولا يظلمون نقيرا) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كما لا يجتني من الشوك
العنب كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار،
وهما طريقان، فأيهما أخذتم أدركتم إليه (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كما لا يجتني من الشوك العنب
كذلك لا ينزل الفجار منازل الأبرار، فاسلكوا
أي طريق شئتم، فأي طريق سلكتم وردتم
على أهله (12).

(1) تنبيه الخواطر: 1 / 64 و 2 / 183.
(2) تنبيه الخواطر: 1 / 64 و 2 / 183.
(3) الكافي: 8 / 68 / 24.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 150، والخطبة 230 و 237.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 150، والخطبة 230 و 237.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 150، والخطبة 230 و 237.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 53، والخطبة 230 و 94.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 53، والخطبة 230 و 94.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 53، والخطبة 230 و 94.
(10) النساء: 123، 124.
(11) كنز العمال: 43676، 43677.
(12) كنز العمال: 43676، 43677.
2121

- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة العمل الصالح كأصله (1).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العمل السئ كأصله (2).
(انظر) باب 2939.
عنوان 58 " الثواب ".
عنوان 66 " الجزاء ".
التفسير:
قال العلامة الطباطبائي في الميزان في تبيين
رابطة العمل والجزاء: قد عرفنا فيما تقدم من
البحث أن الأوامر والنواهي العقلائية - القوانين
الدائرة بينهم - تستعقب آثارا جميلة حسنة على
امتثالها وهي الثواب، وآثارا سيئة على مخالفتها
والتمرد منها تسمى عقابا، وأن ذلك كالحيلة
يحتالون بها إلى العمل بها، فجعلهم الجزاء الحسن
للامتثال إنما هو ليكون مشوقا للعامل، والجزاء
السئ على المخالفة ليكون العامل على خوف
وحذر من التمرد.
ومن هنا يظهر أن الرابطة بين العمل والجزاء
رابطة جعلية وضعية من المجتمع أو من ولي
الأمر، دعاهم إلى هذا الجعل حاجتهم الشديدة
إلى العمل ليستفيدوا منه ويرفعوا به الحاجة
ويسدوا به الخلة، ولذلك تراهم إذا استغنوا
وارتفعت حاجتهم إلى العمل ساهلوا في الوفاء
على ما تعهدوا به من ثواب وعقاب.
ولذلك أيضا ترى الجزاء يختلف كثرة وقلة
والأجر يتفاوت شدة وضعفا باختلاف الحاجة
إلى العمل، فكلما زادت الحاجة زاد الأجر
وكلما نقصت نقص، فالآمر والمأمور والمكلف
والمكلف بمنزلة البائع والمشتري، كل منهما
يعطي شيئا ويأخذ شيئا، والأجر والثواب بمنزلة
الثمن، والعقاب بمنزلة الدرك على من أتلف شيئا
فضمن قيمته واستقرت في ذمته.
وبالجملة: فهو أمر وضعي اعتباري نظير سائر
العناوين والأحكام والموازين الاجتماعية التي
يدور عليها رحى الاجتماع الإنساني كالرئاسة
والمرؤوسية والأمر والنهي والطاعة والمعصية
والوجوب والحرمة والملك والمال والبيع والشراء
وغير ذلك، وإنما الحقائق هي الموجودات
الخارجية والحوادث المكتنفة بها - التي
لا تختلف حالها بغنى وفقر وعز وذل ومدح وذم -
كالأرض وما يخرج منها والموت والحياة
والصحة والمرض والجوع والشبع والظمأ والري.
فهذا ما عند العقلاء من أهل الاجتماع، والله
سبحانه جارانا في كلامه مجاراة بعضنا بعضا،
فقلب سعادتنا التي يهدينا إليها بدينه في قالب
السنن الاجتماعية، فأمر ونهى، ورغب وحذر،
وبشر وأنذر، ووعد بالثواب وأوعد بالعقاب،
فصرنا نتلقى الدين على أسهل الوجوه التي نتلقى
بها السنن والقوانين الاجتماعية، قال
تعالى: * (ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى
منكم من أحد أبدا) * (3).
ولم يهمل سبحانه أمر تعليم النفوس المستعدة
لإدراك الحقائق، فأشار في آيات من كلامه إلى
أن وراء هذه المعارف الدينية التي تشتمل عليها
ظواهر الكتاب والسنة أمرا هو أعظم، وسرا هو

(1) غرر الحكم: 4649، 4650.
(2) غرر الحكم: 4649، 4650.
(3) النور: 21.
2122

أنفس وأبهى، فقال تعالى: * (وما هذه الحياة الدنيا
إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) * (1)
فعد الحياة الدنيا لعبا لا بنية له إلا الخيال،
ولا شأن له إلا أن يشغل الإنسان عما يهمه، وهي
الدار الآخرة وسعادة الإنسان الدائمة التي لها
حقيقة الحياة، والمراد بالحياة الدنيا إن كان هو
عين ما نسميه حياة - دون ما يلحق بها من الشؤون
الحيوية من مال وجاه وملك وعزة وكرامة
ونحوها، فكونها لعبا ولهوا مع ما نراها من
الحقائق يستلزم كون الشؤون الحيوية لعبا ولهوا
بطريق أولى، وإن كان المراد الحياة الدنيوية
بجميع لواحقها فالأمر أوضح.
فهذه السنن الاجتماعية والمقاصد التي يطلب
بها من عز وجاه ومال وغيرها، ثم الذي يشتمل
عليه التعليم الديني، من مواد ومقاصد هدانا الله
سبحانه إليها بالفطرة ثم بالرسالة - مثلها كمثل
اللعب الذي يضعه الولي المربي العاقل للطفل
الصغير الذي لا يميز صلاحه من فساده وخيره من
شره ثم يجاريه فيه ليروض بدنه ويروح ذهنه
ويهيئه لنظام العمل وابتغاء الفوز به، فالذي يقع من
العمل اللعبي هو من الصبي لعب جميل يهديه إلى
حد العمل، ومن الولي حكمة وعمل جدي ليس
من اللعب في شئ.
وقال تعالى: * (وما خلقنا السماوات والأرض
وما بينهما لاعبين * وما خلقناهما إلا بالحق
ولكن أكثرهم لا يعلمون) * (2) والآية قريبة
المضمون من الآية السابقة.
ثم شرح تعالى كيفية تأدية هذه التربية
الصورية إلى مقاصدها المعنوية في مثل عام
ضربه للناس، فقال: * (أنزل من السماء ماء فسالت
أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما
يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله
كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب
جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض) * (3).
فظهر من بيانه تعالى: أن بين العمل والجزاء
رابطة حقيقية وراء الرابطة الوضعية الاعتبارية
التي بينهما عند أهل الاجتماع، ويجري عليها
ظاهر تعليمه تعالى (4).
[2938]
العمل خليل لا يفارق الإنسان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لأحدكم ثلاثة أخلاء:
منهم من يمتعه بما سأله فذلك ماله،
ومنهم خليل ينطلق معه حتى يلج القبر
ولا يعطيه شيئا ولا يصحبه بعد ذلك فأولئك
قريبه، ومنهم خليل يقول: والله أنا ذاهب معك
حيث ذهبت ولست مفارقك! فذلك عمله إن كان
خيرا وإن كان شرا (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يتبع الميت ثلاثة: أهله وماله
وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع أهله

(1) العنكبوت: 64.
(2) الدخان: 38، 39.
(3) الرعد: 17.
(4) تفسير الميزان: 6 / 374 - 376.
(5) كنز العمال: 42759.
2123

وماله ويبقى عمله (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن العمل الصالح يذهب
إلى الجنة فيمهد لصاحبه كما يبعث الرجل غلامه
فيفرش له، ثم قرأ * (وأما الذين آمنوا وعملوا
الصالحات فلأنفسهم يمهدون) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا مات الإنسان انقطع عمله
إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم
ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سبعة أسباب يكتب للعبد ثوابها
بعد وفاته: رجل غرس نخلا، أو حفر بئرا،
أو أجرى نهرا، أو بنى مسجدا، أو كتب مصحفا،
أو ورث علما، أو خلف ولدا صالحا يستغفر له
بعد وفاته (4).
- الإمام علي (عليه السلام): المرء لا يصحبه إلا العمل (5).
- عنه (عليه السلام): القرين الناصح هو العمل الصالح (6).
(انظر) القبر: باب 3264. العمل (3): باب 2961.
الصديق: باب 2219. الجهل: باب 605. العقل:
باب 2792، 2793. الوقف: باب 455.
[2939]
لكل عمل نبات
- الإمام علي (عليه السلام): اعلم أن لكل عمل نباتا،
وكل نبات لا غنى به عن الماء، والمياه
مختلفة، فما طاب سقيه طاب غرسه وحلت
(احلولت) ثمرته، وما خبث سقيه خبث غرسه
وأمرت ثمرته (7).
(انظر) باب 2937.
باب 2954.
[2940]
المداومة على العمل
- الإمام علي (عليه السلام): المداومة المداومة! فإن الله
لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلا الموت (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المداومة على العمل في
اتباع الآثار والسنن وإن قل، أرضى لله وأنفع
عنده في العاقبة من الاجتهاد في البدع
واتباع الأهواء (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العمل الدائم القليل
على اليقين، أفضل عند الله من العمل الكثير على
غير يقين (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أحب الأعمال إلى الله
عز وجل ما دا [و] م عليه العبد، وإن قل (11).
- عنه (عليه السلام): ما من شئ أحب إلى الله
عز وجل من عمل يداوم عليه، وإن قل (12).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - كان يقول -:
إني لأحب أن أداوم على العمل وإن قل (13).

(1) كنز العمال: 42761.
(2) البحار: 71 / 185 / 46 والآية: الروم: 44.
(3) كنز العمال: 43655.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 110.
(5) غرر الحكم: 999، 2157.
(6) غرر الحكم: 999، 2157.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 154.
(8) مستدرك الوسائل: 1 / 130 / 177.
(9) الكافي: 8 / 8 / 1.
(10) البحار: 71 / 214 / 10.
(11) الكافي: 2 / 82 / 2 و ح 3 و ح 4.
(12) الكافي: 2 / 82 / 2 و ح 3 و ح 4.
(13) الكافي: 2 / 82 / 2 و ح 3 و ح 4.
2124

- الإمام الباقر (عليه السلام) - كان يقول -: إني
أحب أن أدوم على العمل إذا عودتني نفسي،
وإن فاتني من الليل قضيته من النهار، وإن فاتني
من النهار قضيته بالليل، وإن أحب الأعمال إلى الله
ما ديم عليها (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسين (عليه السلام) -: يا بني! أوصيك... بالعمل
في النشاط والكسل (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - كان يقول -: إني
لأحب أن أقدم على ربي وعملي مستو (3).
- كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حصير، وكان يحجزه (4)
بالليل فيصلي عليه، ويبسطه بالنهار فيجلس
عليه، فجعل الناس يثوبون (5) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فيصلون بصلاته حتى كثروا، فأقبل عليهم فقال:
يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون،
فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال
إلى الله ما دام وإن قل.
وفي رواية: وكان آل محمد إذا عملوا
عملا أثبتوه (6).
- عائشة وأم سلمة - لما سئلتا عن
أحب الأعمال إلى النبي (صلى الله عليه وآله) -: ما ديم عليه
وإن قل (7).
[2941]
من عمل عملا فليدم عليه سنة
- الإمام الصادق (عليه السلام): إياك أن تفرض
على نفسك فريضة فتفارقها اثنا عشر
هلالا (8).
- عنه (عليه السلام): من عمل عملا من أعمال الخير
فليدم عليه سنة، ولا يقطعه دونها (9).
- عنه (عليه السلام): إذا كان الرجل على عمل فليدم
عليه سنة، ثم يتحول عنه إن شاء إلى غيره،
وذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما
شاء الله أن يكون (10).
(انظر) وسائل الشيعة: 1 / 70 باب 21.
[2942]
ما يتشعب من المواظبة على الخير
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما المداومة على
الخير فيتشعب منه: ترك الفواحش،
والبعد من الطيش، والتحرج، واليقين،
وحب النجاة، وطاعة الرحمن، وتعظيم
البرهان، واجتناب الشيطان، والإجابة
للعدل، وقول الحق، فهذا ما أصاب
العاقل بمداومة الخير (11).

(1) مستدرك الوسائل: 1 / 129 / 175.
(2) تحف العقول: 88.
(3) الكافي: 2 / 83 / 5.
(4) من باب قتل منعه من التصرف. كما في هامش
الترغيب والترهيب.
(5) أي يرجعون. كما في هامش الترغيب والترهيب.
(6) الترغيب والترهيب: 4 / 128 / 1، 2 و 4 / 130 / 6.
(7) الترغيب والترهيب: 4 / 128 / 1، 2 و 4 / 130 / 6.
(8) الكافي: 2 / 83 / 6.
(9) مستدرك الوسائل: 1 / 130 / 178.
(10) الكافي: 2 / 82 / 1.
(11) تحف العقول: 17.
2125

[2943]
قليل تدوم عليه خير من
كثير مملول منه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن النفس ملولة، وإن
أحدكم لا يدري ما قدر المدة، فلينظر من العبادة
ما يطيق، ثم ليداوم عليه، فإن أحب الأعمال
إلى الله ما ديم عليه وإن قل (1).
- الإمام علي (عليه السلام): قليل تدوم عليه، أرجى
من كثير مملول منه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اكلفوا من العمل ما تطيقون
فإن الله لا يمل حتى تملوا، فإن أحب الأعمال
إلى الله أدومه وإن قل (3).
(انظر) العبادة: باب 2502.
[2944]
زيادة الفعل على القول
- الإمام علي (عليه السلام): إن فضل القول على
الفعل لهجنة، وإن فضل الفعل على القول
لجمال وزينة (4).
- عنه (عليه السلام): زيادة الفعل على القول أحسن
فضيلة، ونقص الفعل عن القول أقبح رذيلة (5).
(انظر) حديث 13974.
[2945]
أفضل الأعمال
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الأعمال أحمزها (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الأعمال ما أكرهت
عليه نفسك (7).
- عنه (عليه السلام): أفضل العمل ما أريد به وجه الله (8).
- عنه (عليه السلام): أفضل الأعمال لزوم الحق (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل العمل أدومه وإن
قل (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أفضل الأعمال -:
إطعام الطعام، وإطياب الكلام (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: العلم بالله والفقه
في دينه (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليس من الأعمال عند
الله عز وجل بعد الإيمان أفضل من إدخال السرور
على المؤمنين (13).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن أعظمكم عند
الله عملا، أعظمكم فيما عند الله رغبة (14).
- الإمام علي (عليه السلام): أعلى الأعمال إخلاص

(1) كنز العمال: 5312.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 278، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 169.
(3) كنز العمال: 5309.
(4) غرر الحكم: 3557، 5459.
(5) غرر الحكم: 3557، 5459.
(6) البحار: 70 / 191 و 78 / 69 / 20.
(7) البحار: 70 / 191 و 78 / 69 / 20.
(8) غرر الحكم: 2958، 3322.
(9) غرر الحكم: 2958، 3322.
(10) تنبيه الخواطر: 1 / 63.
(11) المحاسن: 1 / 455 / 1050.
(12) تنبيه الخواطر: 1 / 82.
(13) البحار: 74 / 313 / 69.
(14) تحف العقول: 279.
2126

الإيمان، وصدق الورع والإيقان (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الأعمال إيمان بالله
وتصديق به، وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور،
وأهون عليك من ذلك إطعام الطعام ولين الكلام
والسماحة وحسن الخلق، وأهون عليك من ذلك
لا تتهم الله في شئ قضاه الله عليك (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل الأعمال: إيمان لا شك فيه،
وجهاد لا غلول فيه، وحجة مبرورة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل العمل الصلاة على ميقاتها،
ثم بر الوالدين، ثم أن يسلم الناس من لسانك (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن أفضل
الأعمال -: الصلاة لوقتها، وبر الوالدين، والجهاد
في سبيل الله عز وجل (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيد الأعمال ثلاث خصال:
إنصافك الناس من نفسك، ومواساتك الأخ في الله
عز وجل، وذكر الله تعالى على كل حال (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) * -: ليس يعني
أكثركم عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة
خشية الله والنية الصادقة والخشية (7).
- عنه (عليه السلام): - وقد سأله الزبيري عن أفضل
الأعمال عند الله -: ما لا يقبل الله شيئا إلا به،
قلت: وما هو؟ قال: الإيمان بالله الذي لا إله إلا
هو، أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها
حظا، قال: قلت: ألا تخبرني عن الإيمان، أقول
هو وعمل، أم قول بلا عمل؟ فقال: الإيمان عمل
كله، والقول بعض ذلك العمل (8).
- عنه (عليه السلام): - لما سأله بعض الأصحاب عن
أفضل الأعمال -: توحيدك لربك، قال: فما أعظم
الذنوب؟ قال: تشبيهك لخالقك (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما عبد الله بشئ أحب إلى
الله من إدخال السرور على المؤمن (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحب الأعمال إلى الله سرور
[الذي] تدخله على المؤمن، تطرد عنه جوعته
وتكشف عنه كربته (11).
- الإمام علي (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) سأل ربه سبحانه
ليلة المعراج، فقال: يا رب! أي الأعمال أفضل؟
فقال الله تعالى: ليس شئ أفضل عندي من
التوكل علي، والرضا بما قسمت (12).
(انظر) المعروف (13): باب 2690.
الطاعة: باب 2430.
كنز العمال: 15 / 948.
نور الثقلين: 5 / 380 / 12 - 14.
[2946]
من يتقبل عمله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لأبي ذر -:
يا أبا ذر! كن بالعمل بالتقوى أشد اهتماما

(1) غرر الحكم: 3372.
(2) كنز العمال: 43639، 43645، 43653.
(3) كنز العمال: 43639، 43645، 43653.
(4) كنز العمال: 43639، 43645، 43653.
(5) الكافي: 2 / 158 / 4.
(6) البحار: 93 / 150 / 3 و 70 / 230 / 6.
(7) البحار: 93 / 150 / 3 و 70 / 230 / 6.
(8) الكافي: 2 / 33 / 1.
(9) البحار: 3 / 8 / 18.
(10) الكافي: 2 / 188 / 2 وص 191 / 11.
(11) الكافي: 2 / 188 / 2 وص 191 / 11.
(12) إرشاد القلوب للديلمي: 199.
2127

منك بالعمل، فإنه لا يقل عمل بالتقوى، وكيف
يقل عمل يتقبل؟! يقول الله عز وجل: * (إنما يتقبل
الله من المتقين) * (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): قليل العمل من العاقل
مقبول مضاعف، وكثير العمل من أهل الهوى
والجهل مردود (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إنك لن يتقبل من عملك إلا ما
أخلصت فيه (3).
(انظر) الإخلاص: باب 1034.
الدين: باب 1316.
الصلاة: باب 2287.
المعروف (1): باب 2682.
التقوى: باب 4166.
[2947]
من لا ينفعه عمله
- الإمام الصادق (عليه السلام): لو نظروا الناس إلى
مردود الأعمال من السماء، لقالوا: ما يقبل
الله من أحد عملا (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم
له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل،
وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل
الجاهل (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم
له عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله عز وجل،
وعلم يرد به جهل السفيه، وعقل يداري
به الناس (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاث من لم تكن فيه أو واحدة
منهن فلا يعتدن بشئ من عمله: تقوى يحجزه
عن معاصي الله عز وجل، أو حلم يكف به السفيه،
أو خلق يعيش به في الناس (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له
عمل: ورع يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري
به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا ينفع معهن عمل: الشرك
بالله، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما عمل من لم يحفظ لسانه (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لعباد بن كثير البصري
الصوفي -: ويحك يا عباد! غرك أن عف بطنك
وفرجك، إن الله عز وجل يقول في كتابه: * (يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم
أعمالكم) * اعلم أنه لا يتقبل الله منك شيئا حتى
تقول قولا عدلا (11).
- عنه (عليه السلام): إذا قال المؤمن لأخيه: أف خرج
من ولايته، وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما،
لأنه لا يقبل الله عز وجل من أحد عملا في

(1) مكارم الأخلاق: 2 / 375 / 2661.
(2) تحف العقول: 387.
(3) غرر الحكم: 3787.
(4) المحاسن: 1 / 224 / 399.
(5) الخصال: 125 / 121.
(6) تحف العقول: 7.
(7) البحار: 71 / 394 / 63.
(8) الكافي: 2 / 116 / 1.
(9) كنز العمال: 43824 و 43937.
(10) البحار: 77 / 85.
(11) الكافي: 8 / 107 / 81.
2128

تثريب (1) على مؤمن نصيحة، ولا يقبل من مؤمن
عملا وهو يضمر في قلبه على المؤمن سوءا... ولو
نظروا إلى مردود الأعمال من الله عز وجل لقالوا:
ما يتقبل الله عز وجل من أحد عملا (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من عزائم الله في الذكر
الحكيم، التي عليها يثيب ويعاقب ولها يرضى
ويسخط: أنه لا ينفع عبدا - وإن أجهد نفسه،
وأخلص فعله - أن يخرج من الدنيا لاقيا ربه
بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها: أن يشرك
بالله فيما افترض عليه من عبادته، أو يشفي غيظه
بهلاك نفس، أو يعر بأمر فعله غيره، أو يستنجح (3)
حاجة إلى الناس بإظهار بدعة في دينه، أو يلقى
الناس بوجهين، أو يمشي فيهم بلسانين، أعقل
ذلك، فإن المثل دليل على شبهه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا والله لا يقبل الله
شيئا من طاعته على الإصرار على شئ من
معاصيه (5).
- عنه (عليه السلام): لا يقبل الله من مؤمن عملا وهو
مضمر على أخيه المؤمن سوءا (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا ينفع مع الشك
والجحود عمل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): لا خير في عمل إلا مع
اليقين والورع (8).
(انظر) الرياء: باب 1410.
الصلاة: باب 228، 2289.
العبادة: باب 2500.
الإنفاق: باب 3948.
الصدقة: باب 2242.
[2948]
من قبل له عمل
- الإمام الصادق (عليه السلام): من قبل الله منه
صلاة واحدة لم يعذبه، ومن قبل منه حسنه...
لم يعذبه (9).
- عنه (عليه السلام): من قبل الله منه حسنة واحدة
لم يعذبه أبدا ودخل الجنة (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما قيل له: كم تصدق؟!
ألا تمسك؟! -: إني والله لو أعلم أن الله قبل
مني فرضا واحدا لأمسكت، ولكني والله ما أدري
أقبل الله مني شيئا أم لا (11).
(انظر) الصلاة (1): باب 2293.
[2949]
الظاهر يعكس ما في الباطن
- الإمام علي (عليه السلام): اعلم أن لكل ظاهر

(1) التثريب: التعيير والاستقصاء في اللوم، وقوله: " نصيحة " إما
بدل أو بيان لقوله " عملا " أي لا يقبل من أحد نصيحة لمؤمن
يشتمل على تعيير، أو مفعول لأجله للتثريب، أي لا يقبل عملا
من أعماله إذا عيره على وجه النصيحة فكيف بدونها. كما في
هامش الكافي.
(2) الكافي: 8 / 365 / 556.
(3) أي يطلب نجاح حاجته.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(5) الكافي: 2 / 288 / 3 وص 361 / 8 وص 400 / 7.
(6) الكافي: 2 / 288 / 3 وص 361 / 8 وص 400 / 7.
(7) الكافي: 2 / 288 / 3 وص 361 / 8 وص 400 / 7.
(8) غرر الحكم: 10914.
(9) الكافي: 3 / 266 / 11.
(10) تنبيه الخواطر: 2 / 86.
(11) كتاب الغارات: 90، 91، ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج
عن محمد بن فضيل بن غزوان، قال: قيل لعلي (عليه السلام):
كم تتصدق؟ كم تخرج مالك؟ ألا تمسك؟ - الحديث - كما في
هامش الغارات..
2129

باطنا على مثاله، فما طاب ظاهره طاب
باطنه، وما خبث ظاهره خبث باطنه، وقد قال
الرسول الصادق (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب العبد ويبغض
عمله، ويحب العمل ويبغض بدنه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله خلق السعادة
والشقاء قبل أن يخلق خلقه، فمن خلقه الله سعيدا
لم يبغضه أبدا، وإن عمل شرا أبغض عمله ولم
يبغضه، وإن كان شقيا لم يحبه أبدا، وإن عمل
صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه (2).
(انظر) الشقاوة: باب 2054.
[2950]
الأعمال التي ينبغي الحذر منها
- الإمام علي (عليه السلام): احذر كل عمل يرضاه
صاحبه لنفسه، ويكرهه لعامة المسلمين (3).
- عنه (عليه السلام): احذر كل عمل يعمل به في
السر، ويستحى منه في العلانية (4).
- عنه (عليه السلام): احذر كل عمل إذا سئل عنه
صاحبه أنكره واعتذر منه (5).
- عنه (عليه السلام): إياك وكل عمل إذا ذكر
لصاحبه أنكره (6).
- عنه (عليه السلام): إياك وكل عمل ينفر عنك حرا،
أو يذل لك قدرا، أو يجلب عليك شرا، أو تحمل
به إلى القيامة وزرا (7).
[2951]
أدب العمل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لابن مسعود -:
يا بن مسعود! إذا عملت عملا فاعمل بعلم
وعقل، وإياك وأن تعمل عملا بغير تدبر
وعلم، فإنه جل جلاله يقول: * (ولا تكونوا
كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): اعمل عمل من يعلم أن
الله مجازيه بإساءته وإحسانه (9).
- الإمام الحسين (عليه السلام): اعمل عمل رجل يعلم
أنه مأخوذ بالإجرام، مجزي بالإحسان (10).
- فيما ناجى الله تعالى به موسى (عليه السلام) -: اعمل
كأنك ترى ثواب عملك، لكي يكون أطمع لك
في الآخرة لا محالة، فإن ما بقي من الدنيا
كما ولى منها (11).
- الإمام علي (عليه السلام): ألا فاعملوا في الرغبة
كما تعملون في الرهبة (12).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 154، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
9 / 178.
(2) الكافي: 1 / 152 / 1.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 41.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 69، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 41.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 41.
(6) البحار: 71 / 369 / 19.
(7) غرر الحكم: 2727.
(8) مكارم الأخلاق: 2 / 361 / 2660.
(9) غرر الحكم: 2352.
(10) البحار: 78 / 127 / 10.
(11) الكافي: 8 / 46 / 8.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 28.
2130

[2952]
ما ينبغي الاتكال عليه في النجاة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعلموا أنه لن ينجو أحد
منكم بعمله، ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله
برحمة منه وفضل (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل:... لا يتكل
العاملون (المؤمنون - خ) على أعمالهم التي
يعملونها لثوابي، فإنهم لو اجتهدوا وأتعبوا
أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير
بالغين في عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون
عندي من كرامتي، والنعيم في جناتي، ولكن
برحمتي فليثقوا (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المتقين -: فهم
لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون (3).
(انظر) العبادة: باب 2502.
[2953]
شدة الحاجة إلى العمل في القيامة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كان لرجل عمل سبعين
نبيا لاستقل عمله من شدة ما يرى يومئذ
- يعني يوم القيامة - (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو أن رجلا جر على وجهه من
يوم ولد إلى يوم يموت هرما في طاعة الله عز وجل
لحقر ذلك يوم القيامة، ولود أنه يرد إلى الدنيا
كيما يزداد من الأجر والثواب (5).
(انظر) العجب: باب 2521.
[2954]
دور صلاح الإنسان في
حفظ من تعلق به
الكتاب
* (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان
تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا فأراد ربك أن يبلغا
أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك) * (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله ليصلح بصلاح
الرجل المؤمن ولده، وولد ولده، ويحفظه
في دويرته، ودويرات حوله، فلا يزالون في
حفظ الله لكرامته على الله، ثم ذكر الغلامين، فقال:
* (وكان أبوهما صالحا) * ألم تر أن الله شكر صلاح
أبويهما لهما (7).
(انظر) البحار: 71 / 236 باب 68.
باب 2939.
[2955]
إتقان العمل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب إذا

(1) كنز العمال: 5314.
(2) التمحيص: 57 / 115.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(4) البحار: 77 / 82.
(5) كنز العمال: 43120.
(6) الكهف: 82.
(7) تفسير العياشي: 2 / 337 / 63.
2131

عمل أحدكم عملا أن يتقنه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب من العامل
إذا عمل أن يحسن (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لما مات إبراهيم
ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى النبي (صلى الله عليه وآله) في قبره خللا
فسواه بيده، ثم قال: إذا عمل أحدكم
عملا فليتقن (3).
- عنه (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نزل حتى لحد
سعد بن معاذ وسوى اللبن عليه، وجعل يقول:
ناولني حجرا، ناولني ترابا رطبا، يسد به
ما بين اللبن، فلما أن فرغ وحثا التراب عليه
وسوى قبره قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني لاعلم أنه
سيبلى ويصل إليه البلاء، ولكن الله يحب عبدا
إذا عمل عملا أحكمه (4).
(انظر) الإحسان: باب 868.
القتل: باب 3277.
[2956]
العمل (م)
- الإمام علي (عليه السلام): شتان ما بين عملين:
عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب
مؤونته ويبقى أجره (5).
- عنه (عليه السلام): إنما يستدل على الصالحين بما
يجري الله لهم على ألسن عباده، فليكن أحب
الذخائر إليك ذخيرة العمل الصالح (6).
- عنه (عليه السلام): من أنف من عمله اضطره ذلك
إلى عمل خير منه (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد خطب في حجة
الوداع -: يا أيها الناس والله ما من شئ يقربكم
من الجنة ويباعدكم من النار إلا وقد أمرتكم به،
وما من شئ يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة
إلا وقد نهيتكم عنه (8).
- الإمام علي (عليه السلام): في كل وقت عمل (9).
- عنه (عليه السلام): من عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه (10).
- الإمام الجواد (عليه السلام): القصد إلى الله تعالى
بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال (11).
- الإمام علي (عليه السلام): من قصر في العمل
ابتلي بالهم (12).
2132

(370)
العمل
(2)
عرض الأعمال
البحار: 17 / 130 باب 7 " عرض الأعمال على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ".
البحار: 23 / 333 باب 20 " عرض الأعمال على الأئمة (عليهم السلام) ".
وسائل الشيعة: 11 / 386 باب 101 " وجوب الحذر من عرض العمل
على الله ورسوله والأئمة (عليهم السلام) ".
2133

[2957]
عرض الأعمال على الله
الكتاب
* (وسيرى الله عملكم) * (1).
- الإمام الحسين (عليه السلام): إن أعمال هذه الأمة
ما من صباح إلا وتعرض على الله تعالى (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعرض الأعمال يوم الاثنين
والخميس، فمن مستغفر فيغفر له، ومن
تائب فيتاب عليه، ويرد أهل الضغائن
بضغائنهم حتى يتوبوا (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يطلع الله إلى جميع خلقه
ليلة النصف من شعبان، فيغفر لجميع خلقه
إلا لمشرك أو مشاحن (4).
[2958]
عرض الأعمال على رسول الله
الكتاب
* (وسيرى الله عملكم ورسوله ثم تردون إلى عالم
الغيب والشهادة) * (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إن الأعمال تعرض
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبرارها وفجارها (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أعمال العباد
تعرض على رسول الله (صلى الله عليه وآله) كل صباح أبرارها
وفجارها، فاحذروا فليستحي أحدكم
أن يعرض على نبيه العمل القبيح (7).
- عنه (عليه السلام): تعرض الأعمال على رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أعمال العباد كل صباح أبرارها
وفجارها، فاحذروها، وهو قول الله تعالى:
* (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله) * (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أعمالكم تعرض
علي كل يوم، فما كان من حسن استزدت
الله لكم، وما كان من قبيح استغفرت الله لكم (9).
(انظر) البحار: 17 / 130 باب 7.
[2959]
عرض الأعمال على الأئمة
الكتاب
* (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون
وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم
تعملون) * (10).

(1) التوبة: 94.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 44 / 156.
(3) الترغيب والترهيب: 3 / 458 / 17 وص 459 / 18.
(4) الترغيب والترهيب: 3 / 458 / 17 وص 459 / 18.
(5) التوبة: 94.
(6) الكافي: 1 / 220 / 6.
(7) البحار: 17 / 149 / 44.
(8) الكافي: 1 / 219 / 1.
(9) الفقيه: 1 / 191 / 582.
(10) التوبة: 105.
2134

* (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على
هؤلاء شهيدا) * (1).
* (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على
الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) * (2).
(انظر) النحل: 84، 89، القصص 75.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (فكيف
إذا جئنا من كل أمة بشهيد...) * -: نزلت
في أمة محمد (صلى الله عليه وآله) خاصة في كل قرن منهم إمام
منا شاهد عليهم، ومحمد (صلى الله عليه وآله) شاهد علينا (3).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن قوله تعالى: * (وكذلك
جعلناكم أمة وسطا...) * -: نحن الأمة الوسطى،
ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه (4).
- عنه (عليه السلام) - لما سألاه محمد بن مسلم
وزرارة عن عرض الأعمال على النبي (صلى الله عليه وآله) -:
ما فيه شك، ثم تلا هذه الآية: * (وقل اعملوا
فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) * قال: إن
لله شهداء في أرضه (5).
- عنه (عليه السلام) - لداود الرقي مبتدئا -: يا داود!
لقد عرضت علي أعمالكم يوم الخميس، فرأيت
فيما عرض من عملك صلتك لابن عمك فلان،
فسرني ذلك، إني علمت صلتك له أسرع لفناء
عمره وقطع أجله.
قال داود: وكان لي ابن عم معاندا ناصبا
خبيثا بلغني عنه وعن عياله سوء حال، فصككت
له بنفقة قبل خروجي إلى مكة، فلما صرت
في المدينة أخبرني أبو عبد الله (عليه السلام) بذلك (6).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن قوله تعالى:
* (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله
والمؤمنون) * -: إيانا عنى (7).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: هم الأئمة (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - وقد قال عبد الله بن أبان
له: إن قوما من مواليك سألوني أن تدعو الله
لهم -: والله إني لأعرض أعمالهم على الله في
كل يوم (9).
(انظر) البحار: 23 / 333 باب 20.
2135

(371)
العمل
(1)
كتاب الأعمال
البحار: 5 / 319 باب 17 " إن الملائكة يكتبون أعمال العباد ".
انظر:
عنوان 111 " الحساب ": 193 " المراقبة "، 495 " الملائكة ".
المعاد (3): باب 2990.
2137

[2960]
كتاب الأعمال
الكتاب
* (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما
كنتم تعملون) * (1).
(انظر) الأنعام 61، يونس 21، الرعد 11، الأنبياء 21، مريم
79، المؤمنون 62، يس 12، الزخرف 43، ق 17، 18،
القمر 25، 53، الانفطار 10 - 12، الطارق 4.
- الإمام علي (عليه السلام): فاتقوا الله الذي أنتم
بعينه، ونواصيكم بيده، وتقلبكم في قبضته،
إن أسررتم علمه، وإن أعلنتم كتبه، وقد
وكل بذلك حفظة كراما، لا يسقطون حقا،
ولا يثبتون باطلا (2).
- عنه (عليه السلام): صاحب اليمين يكتب الحسنات،
وصاحب الشمال يكتب السيئات، وملكا النهار
يكتبان عمل العبد بالنهار، وملكا الليل يكتبان
عمل العبد في الليل (3).
(انظر) المعاد (3): باب 2990.
الملائكة: باب 3710.
[2961]
تجسم الأعمال
الكتاب
* (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره) * (4).
* (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما
عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم
الله نفسه والله رؤوف بالعباد) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): أعمال العباد في عاجلهم
نصب أعينهم في آجالهم (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لقيس بن عاصم وهو يعظه -:
إنه لابد لك يا قيس من قرين يدفن معك وهو
حي، وتدفن معه وأنت ميت، فإن كان كريما
أكرمك، وإن كان لئيما أسلمك، ثم لا يحشر
إلا معك، ولا تبعث إلا معه، ولا تسأل إلا
عنه، ولا تجعله إلا صالحا، فإنه إن صلح آنست
به، وإن فسد لا تستوحش إلا منه، وهو فعلك (7).
- جبرئيل (عليه السلام) - للنبي (صلى الله عليه وآله) وهو يعظه -:
يا محمد! أحبب من شئت فإنك مفارقه،
واعمل ما شئت فإنك ملاقيه (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: يا محمد! عش ما شئت

(1) الجاثية: 29.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 183.
(3) البحار: 5 / 327 / 22.
(4) الزلزال: 7، 8.
(5) آل عمران: 30.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 7، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 100.
(7) معاني الأخبار: 233 / 1.
(8) البحار: 71 / 188 / 54.
2138

فإنك ميت، وأحبب من أحببت فإنك مفارقه،
واعمل ما شئت فإنك ملاقيه (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن إذا خرج من قبره
صور له عمله في صورة حسنة، فيقول له: ما
أنت؟ فوالله إني لأراك امرأ الصدق! فيقول له:
أنا عملك، فيكون له نور أو قائد إلى الجنة، وإن
الكافر إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة
سيئة، وبشارة سيئة فيقول: من أنت؟ فوالله إني
لأراك امرأ السوء! فيقول: أنا عملك، فينطلق به
حتى يدخل النار (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا وضع الميت في قبره
مثل له شخص فقال له: يا هذا كنا ثلاثة: كان
رزقك فانقطع بانقطاع أجلك، وكان أهلك
فخلفوك وانصرفوا عنك، وكنت عملك فبقيت
معك، أما إني كنت أهون الثلاثة عليك (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المأخوذين على
الغرة عند الموت -: ثم حملوه إلى مخط
(محط - خ - ل) في الأرض، فأسلموه فيه
إلى عمله (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (يوم
ينفخ في الصور فتأتون أفواجا) * -: يحشر
عشرة أصناف من أمتي أشتاتا... فأما الذين
على صورة القردة فالقتات من الناس، وأما
الذين على صورة الخنازير فأهل السحت، وأما
المنكسون على رؤوسهم فآكلة الربا، والعمي
الجائرون في الحكم، والصم والبكم المعجبون
بأعمالهم، والذين يمضغون بألسنتهم فالعلماء
والقضاة الذين خالف أعمالهم أقوالهم، والمقطعة
أيديهم وأرجلهم الذين يؤذون الجيران،
والمصلبون على جذوع من نار فالسعاة بالناس
إلى السلطان، والذين أشد نتنا من الجيف فالذين
يتمتعون بالشهوات واللذات ويمنعون حق الله في
أموالهم، والذين هم يلبسون الجباب فأهل الفخر
والخيلاء (5).
(انظر) الصديق: باب 219.
القبر: باب 3267.
باب 2938.
المعاد (3): باب 2988، 2989.
التفسير:
في الميزان - في تفسير قوله تعالى: * (إن
الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة...) * (6) -
قوله تعالى: * (إن الله لا يستحيي أن يضرب) *
البعوضة الحيوان المعروف وهو من أصغر
الحيوانات المحسوسة، وهذه الآية والتي بعدها
نظيرة ما في سورة الرعد * (أفمن يعلم أنما أنزل
إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا
الألباب * الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون
الميثاق * والذين يصلون ما أمر الله به أن
يوصل) * (7). وكيف كان فالآية تشهد على أن من
الضلال والعمى ما يلحق الإنسان عقيب أعماله
السيئة غير الضلال والعمى الذي له في نفسه

(1) كنز العمال: 42114، 38963.
(2) كنز العمال: 42114، 38963.
(3) الكافي: 3 / 240 / 14.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(5) مجمع البيان: 10 / 642.
(6) البقرة: 26.
(7) الرعد: 19 - 21.
2139

ومن نفسه، حيث يقول تعالى: * (وما يضل به
إلا الفاسقين) * فقد جعل إضلاله في تلو الفسق
لا متقدما عليه، هذا.
ثم إن الهداية والإضلال كلمتان جامعتان
لجميع أنواع الكرامة والخذلان التي ترد منه تعالى
على عباده السعداء والأشقياء، فإن الله تعالى
وصف في كلامه حال السعداء من عباده بأنه
يحييهم حياة طيبة، ويؤيدهم بروح الإيمان،
ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويجعل لهم
نورا يمشون به، وهو وليهم ولا خوف عليهم ولا
هم يحزنون، وهو معهم يستجيب لهم إذا دعوه
ويذكرهم إذا ذكروه، والملائكة تنزل عليهم
بالبشرى والسلام إلى غير ذلك.
ووصف حال الأشقياء من عباده بأنه يضلهم
ويخرجهم من النور إلى الظلمات ويختم على
قلوبهم، وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة،
ويطمس وجوههم على أدبارهم، ويجعل في
أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون،
ويجعل من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا
فيغشيهم فهم لا يبصرون، ويقيض لهم شياطين
قرناء يضلونهم عن السبيل ويحسبون أنهم
مهتدون، ويزينون لهم أعمالهم وهم أولياؤهم،
ويستدرجهم الله من حيث لا يشعرون، ويملي لهم
إن كيده متين، ويمكر بهم ويمدهم في طغيانهم
يعمهون.
فهذا نبذة مما ذكره سبحانه من حال الفريقين،
وظاهرها أن للإنسان في الدنيا وراء الحياة التي
يعيش بها فيها حياة أخرى سعيدة أو شقية ذات
أصول وأعراق يعيش بها فيها، وسيطلع ويقف
عليها عند انقطاع الأسباب وارتفاع الحجاب،
ويظهر من كلامه تعالى أيضا أن للإنسان حياة
أخرى سابقة على حياته الدنيا يحذوها فيها كما
يحذو حذو حياته الدنيا فيما يتلوها، وبعبارة
أخرى: إن للإنسان حياة قبل هذه الحياة الدنيا
وحياة بعدها، والحياة الثالثة تتبع حكم الثانية
والثانية حكم الأولى، فالإنسان وهو في الدنيا
واقع بين حياتين: سابقة ولاحقة، فهذا هو الذي
يقضي به ظاهر القرآن.
لكن الجمهور من المفسرين حملوا القسم
الأول من الآيات وهي الواصفة للحياة السابقة
على ضرب من لسان الحال واقتضاء الاستعداد،
والقسم الثاني منها وهي الواصفة للحياة اللاحقة
على ضروب المجاز والاستعارة، هذا. إلا أن
ظواهر كثير من الآيات يدفع ذلك: أما القسم
الأول وهي آيات الذر والميثاق فستأتي في
مواردها، وأما القسم الثاني فكثير من الآيات دالة
على أن الجزاء يوم الجزاء بنفس الأعمال وعينها،
كقوله تعالى: * (لا تعتذروا اليوم إنما تجزون ما
كنتم تعملون) * (1)، وقوله تعالى: * (ثم توفى كل
نفس ما كسبت... الآية) * (2)، وقوله تعالى: * (فاتقوا
النار التي وقودها الناس والحجارة) * (3)، وقوله
تعالى: * (فليدع ناديه * سندع الزبانية) * (4)، وقوله
تعالى: * (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير

(1) التحريم: 7.
(2) البقرة: 281، 24.
(3) البقرة: 281، 24.
(4) العلق: 17، 18.
2140

محضرا وما عملت من سوء) * (1)، وقوله تعالى:
* (ما يأكلون في بطونهم إلا النار) * (2)، وقوله:
* (إنما يأكلون في بطونهم نارا) * (3)... إلى غير
ذلك من الآيات.
ولعمري لو لم يكن في كتاب الله تعالى إلا
قوله: * (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك
غطاءك فبصرك اليوم حديد) * (4) لكان فيه كفاية، إذ
الغفلة لا تكون إلا عن معلوم حاضر، وكشف
الغطاء لا يستقيم إلا عن مغطى موجود، فلو لم
يكن ما يشاهده الإنسان يوم القيامة موجودا
حاضرا من قبل لما كان يصح أن يقال للإنسان: إن
هذه أمور كانت مغفولة لك مستورة عنك، فهي
اليوم مكشوف عنها الغطاء، مزالة منها الغفلة.
ولعمري إنك لو سألت نفسك أن تهديك إلى
بيان يفي بهذه المعاني حقيقة من غير مجاز لما
أجابتك إلا بنفس هذه البيانات والأوصاف التي
نزل بها القرآن الكريم.
ومحصل الكلام: أن كلامه تعالى موضوع
على وجهين:
أحدهما: وجه المجازاة بالثواب والعقاب،
وعليه عدد جم من الآيات، تفيد أن ما سيستقبل
الإنسان من خير أو شر كجنة أو نار إنما هو جزاء
لما عمله في الدنيا من العمل.
وثانيهما: وجه تجسم الأعمال، وعليه عدة
أخرى من الآيات، وهي تدل على أن الأعمال
تهيئ بأنفسها أو باستلزامها وتأثيرها أمورا
مطلوبة أو غير مطلوبة أي خيرا أو شرا هي التي
سيطلع عليه الإنسان يوم يكشف عن ساق. وإياك
أن تتوهم أن الوجهين متنافيان، فإن الحقائق إنما
تقرب إلى الأفهام بالأمثال المضروبة، كما ينص
على ذلك القرآن (5).

(1) آل عمران: 30.
(2) البقرة: 169.
(3) النساء: 10.
(4) ق: 22.
(1) تفسير الميزان: 1 / 90 - 93.
(2) البقرة.
(3) النساء.
(4) ق: 22.
(5) تفسير الميزان.
2141

(372)
المعانقة
وسائل الشيعة: 8 / 563 باب 131 " استحباب المعانقة ".
البحار: 76 / 19 باب 100 " المصافحة والمعانقة والتقبيل ".
انظر:
عنوان 395 " المصافحة "، 429 " التقبيل ".
2143

[2962]
المعانقة
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن المؤمنين إذا
اعتنقا غمرتهما الرحمة، فإذا التزما لا يريدان
بذلك إلا وجه الله، ولا يريدان غرضا من أغراض
الدنيا، قيل لهما: مغفورا لكما فاستأنفا (1).
- الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام): أيما مؤمن
خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له
بكل خطوة حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له
درجة، وإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء،
فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما
بوجهه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من تمام التحية
للمقيم المصافحة، وتمام التسليم على المسافر
المعانقة (3).

(1) الكافي: 2 / 184 / 2 و ح 1 وص 646 / 14.
(2) الكافي: 2 / 184 / 2 و ح 1 وص 646 / 14.
(3) الكافي: 2 / 184 / 2 و ح 1 وص 646 / 14.
2144

(373)
العهد
البحار: 75 / 91 باب 47 " لزوم الوفاء بالوعد والعهد ".
البحار: 100 / 43 باب 5 " العهد والأمان وشبهه ".
كنز العمال: 4 / 362 " في الأمان والمعاهدة ".
وسائل الشيعة: 16 / 182 " كتاب النذر والعهد ".
انظر:
عنوان 25 " الأمان "، 511 " النذر "، 550 " الوعد "، 553 " الوفاء ".
2145

[2963]
الحث على الوفاء بالعهد
الكتاب
* (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا) * (1).
* (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام
إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن
الله يحكم ما يريد) * (2).
* (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على
قوم بينكم وبينهم ميثاق) * (3).
(انظر) المؤمنون 8، مريم 54، الصف 2، 3،
المعارج 32، النحل 91.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قوله تعالى:
* (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) * -: العهود (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المسلمون عند شروطهم (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المسلمون على شروطهم (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المسلمون عند شروطهم ما وافق
الحق من ذلك (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المسلمون عند شروطهم فيما
أحل (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المسلمون على شروطهم إلا
شرطا حرم حلالا أو أحل حراما (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المؤمنون عند شروطهم (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إن العهود قلائد في
الأعناق إلى يوم القيامة، فمن وصلها وصله
الله، ومن نقضها خذله الله، ومن استخف بها
خاصمته إلى الذي أكدها وأخذ خلقه بحفظها (11).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ثلاث لم يجعل
الله عز وجل لاحد فيهن رخصة:... الوفاء
بالعهد للبر والفاجر (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما
ولاه مصر -: وإن عقدت بينك وبين عدوك عقدة،
أو ألبسته منك ذمة، فحط عهدك بالوفاء،
وارع ذمتك بالأمانة، واجعل نفسك جنة دون ما
أعطيت، فإنه ليس من فرائض الله شئ الناس
أشد عليه اجتماعا - مع تفرق أهوائهم، وتشتت
آرائهم - من تعظيم الوفاء بالعهود.
وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون
المسلمين لما استوبلوا من عواقب الغدر،
فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن بعهدك،

(1) البقرة: 177.
(2) المائدة: 1.
(3) الأنفال: 72.
(4) تفسير العياشي: 1 / 289 / 5.
(5) نور الثقلين: 4 / 210 / 77.
(6) كنز العمال: 10917.
(7) كنز العمال: 10918، 10919، 10948.
(8) كنز العمال: 10918، 10919، 10948.
(9) كنز العمال: 10918، 10919، 10948.
(10) البحار: 77 / 165 / 2.
(11) غرر الحكم: 3650.
(12) الكافي: 2 / 162 / 15.
2146

ولا تختلن عدوك (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا نقضوا العهد سلط الله
عليهم عدوهم (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا خفرت الذمة نصر
المشركون على المسلمين (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا من ظلم معاهدا، أو
انتقصه، أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير
طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها...) * -:
التي نقضت غزلها امرأة من بني تيم بن مرة
يقال لها: رابطة [ريطة - خ] بنت كعب بن
سعد بن تيم بن لوي بن غالب، كانت حمقاء
تغزل الشعر، فإذا غزلت نقضته ثم عادت فغزلته،
فقال الله: * (كالتي نقضت غزلها...) * إن الله تبارك
وتعالى أمر بالوفاء ونهى عن نقض العهد، فضرب
لهم مثلا (5).
[2964]
العهد والإيمان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا دين لمن لا عهد له (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حسن العهد من الإيمان (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن حسن العهد من الإيمان (8).
- عنه (عليه السلام): لا تثقن بعهد من لا دين له (9).
- عنه (عليه السلام): ما أيقن بالله من لم يرع عهوده
وذمته (10).
(انظر) الأمانة: باب 302.
[2965]
عهد الله سبحانه
الكتاب
* (ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان إنه
لكم عدو مبين) * (11).
* (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له
عزما) * (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة النبي (صلى الله عليه وآله) -:
واعيا لوحيك، حافظا لعهدك، ماضيا على
نفاذ أمرك (13).
- عنه (عليه السلام): واصطفى سبحانه من ولده (14)
أنبياء أخذ على الوحي ميثاقهم، وعلى تبليغ
الرسالة أمانتهم (أيمانهم خ ل)، لما بدل
أكثر خلقه عهد الله إليهم، فجهلوا حقه، واتخذوا
الأنداد معه، واجتالتهم الشياطين عن معرفته،
واقتطعتهم عن عبادته، فبعث فيهم رسله، وواتر
إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته (15).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
17 / 106.
(2) البحار: 100 / 46 / 3 وص 45 / 1.
(3) البحار: 100 / 46 / 3 وص 45 / 1.
(4) كنز العمال: 10924.
(5) تفسير علي بن إبراهيم: 1 / 389.
(6) نوادر الراوندي: 5.
(7) كنز العمال: 10937.
(8) غرر الحكم: 3379، 10163، 9577.
(9) غرر الحكم: 3379، 10163، 9577.
(10) غرر الحكم: 3379، 10163، 9577.
(11) يس: 60.
(12) طه: 115.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 72.
(14) يعني من ولد آدم (عليه السلام).
(15) نهج البلاغة: الخطبة 1.
2147

- عنه (عليه السلام) - وهو يلوم أصحابه -: وقد
ترون عهود الله منقوضة، فلا تغضبون، وأنتم
لنقض ذمم آبائكم تأنفون! (1).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 106.
2148

(374)
المعاد
(1)
البحار: 6 / 295، 7 " أبواب المعاد ".
البحار: 7 / 1 باب 3 " إثبات الحشر وكيفيته ".
البحار: 7 / 54 باب 4 " أسماء القيامة ".
كنز العمال: 14 / 190، 676 " كتاب القيامة ".
انظر:
عنوان 5 " الآخرة "، 77 " الجنة "، 84 " جهنم "، 111 " الحساب "، 271 " الشفاعة (2) "، 293
" الصراط "، 371 " العمل (3) "، 499، " الموت "، 542 " الميزان "، الإمامة (1): باب 142،
المحبة (4): باب 682، الحرام: باب 805، الحسرة: باب 857، الظلم: باب 2459.
2149

[2966]
المعاد
الكتاب
* (وما يكذب به إلا كل معتد أثيم) * (1).
* (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما
يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون) * (2).
* (وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين
* ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا
بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المعاد مضمار العمل،
فمغتبط بما احتقر من العمل غانم، ومبتئس
بما فاته من العمل نادم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): حتى إذا تصرمت
الأمور، وتقضت الدهور، وأزف النشور،
أخرجهم من ضرائح القبور، وأوكار الطيور،
وأوجرة السباع، ومطارح المهالك، سراعا إلى
أمره، مهطعين إلى معاده (5).
- عنه (عليه السلام): حتى إذا بلغ الكتاب أجله،
والأمر مقاديره، والحق آخر الخلق بأوله،
وجاء من أمر الله ما يريده من تجديد خلقه، أماد
السماء وفطرها، وأرج الأرض وأرجفها، وقلع
جبالها ونسفها، ودك بعضها بعضا من هيبة
جلالته، ومخوف سطوته، وأخرج من فيها
فجددهم بعد إخلاقهم، وجمعهم بعد تفرقهم
ثم ميزهم لما يريده من مسألتهم عن خفايا
الأعمال، وخبايا الأفعال، وجعلهم فريقين:
أنعم على هؤلاء وانتقم من هؤلاء (6).
- عنه (عليه السلام): فكأنكم بالساعة تحدوكم
حدو الزاجر بشوله... وكأن الصيحة قد
أتتكم، والساعة قد غشيتكم، وبرزتم لفصل
القضاء، قد زاحت عنكم الأباطيل، واضمحلت
عنكم العلل (7).
- عنه (عليه السلام): فإن الغاية أمامكم، وإن
وراءكم الساعة تحدوكم، تخففوا تلحقوا،
فإنما ينتظر بأولكم آخركم (8).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: يا بني!
إن تك في شك من الموت فارفع عن نفسك النوم
ولن تستطيع ذلك، وإن كنت في شك من البعث
فارفع عن نفسك الانتباه ولن تستطيع ذلك (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بني عبد المطلب! إن

(1) المطففين: 12.
(2) الجاثية: 24.
(3) الأنعام: 29، 30.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 119.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 83، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
6 / 249.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 109، 157، 21.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 109، 157، 21.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 109، 157، 21.
(9) البحار: 7 / 42 / 13.
2150

الرائد لا يكذب أهله، والذي بعثني بالحق
لتموتن كما تنامون، ولتبعثن كما تستيقظون،
وما بعد الموت دار إلا جنة أو نار، وخلق
جميع الخلق وبعثهم على الله عز وجل كخلق نفس
واحدة وبعثها، قال الله تعالى: * (وما خلقكم
ولا بعثكم إلا كنفس واحدة) * (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يا ويلنا
من بعثنا من مرقدنا) * فإن القوم كانوا في القبور،
فلما قاموا حسبوا أنهم كانوا نياما، قالوا: يا ويلنا
من بعثنا من مرقدنا؟ قال الملائكة: * (هذا ما وعد
الرحمن وصدق المرسلون) * (2).
[2967]
أسماء القيامة
الكتاب
* (لا أقسم بيوم القيامة) * (3).
* (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق
وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل) * (4).
* (إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم
مجموع له الناس وذلك يوم مشهود) * (5).
* (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن
يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز
العظيم) * (6).
* (واليوم الموعود * وشاهد ومشهود) * (7).
* (رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على
من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق) * (8).
* (ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد) * (9).
* (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين
الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن
الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم
الحساب) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن وجه تسمية
القيامة -: لان فيها قيام الخلق للحساب (11).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من مواعظه -:
اعلم يا بن آدم أن من وراء هذا أعظم وأفظع
وأوجع للقلوب يوم القيامة، ذلك يوم مجموع
له الناس وذلك يوم مشهود، يجمع الله فيه
الأولين والآخرين (12).
(انظر) البحار: 7 / 54 باب 4.
المحجة البيضاء: 8 / 329.
[2968]
الدليل الأول لاثبات المعاد
الكتاب
* (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا
لا ترجعون) * (13).

(1) البحار: 7 / 47 / 31 وص 103 / 13.
(2) البحار: 7 / 47 / 31 وص 103 / 13.
(3) القيامة: 1.
(4) الحجر: 85.
(5) هود: 103.
(6) التغابن: 9.
(7) البروج: 2، 3.
(8) المؤمن: 15، 32.
(9) المؤمن: 15، 32.
(10) ص: 26.
(11) نور الثقلين: 1 / 95 / 270.
(12) الكافي: 8 / 73 / 29.
(13) المؤمنون: 115.
2151

* (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك
ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار * أم نجعل
الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم
نجعل المتقين كالفجار) * (1).
* (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم
كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم *
ساء ما يحكمون * وخلق الله السماوات والأرض بالحق
ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون) * (2).
التفسير:
قوله تعالى: * (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا
- إلى قوله - رب العرش الكريم) *: بعدما بين ما
سيستقبلهم من أحوال الموت، ثم اللبث في
البرزخ، ثم البعث بما فيه من الحساب والجزاء،
وبخهم على حسبانهم أنهم لا يبعثون، فإن فيه
جرأة على الله بنسبة العبث إليه، ثم أشار إلى
برهان العبث.
فقوله: * (أفحسبتم...) * إلخ معناه: فإذا كان
الأمر على ما أخبرناكم - من تحسركم عند معاينة
الموت ثم اللبث في القبور ثم البعث فالحساب
والجزاء - فهل تظنون أنما خلقناكم عبثا تحيون
وتموتون من غير غاية باقية في خلقكم وأنكم
إلينا لا ترجعون؟
وقوله: * (فتعالى الله الملك الحق * لا إله إلا
هو رب العرش الكريم) * إشارة إلى برهان يثبت
البعث، ويدفع قولهم بالنفي في صورة التنزيه،
فإنه تعالى وصف نفسه في كلمة التنزيه
بالأوصاف الأربعة: أنه ملك، وأنه حق،
وأنه لا إله إلا هو، وأنه رب العرش الكريم.
فله أن يحكم بما شاء من بدء وعود وحياة وموت
ورزق، نافذا حكمه ماضيا أمره لملكه، وما يصدر
عنه من حكم فإنه لا يكون إلا حقا، فإنه حق
ولا يصدر عن الحق بما هو حق إلا حق دون أن
يكون عبثا باطلا.
ثم لما أمكن أن يتصور أن معه مصدر حكم
آخر يحكم بما يبطل به حكمه وصفه بأنه لا إله
- أي لا معبود - إلا هو، والإله معبود لربوبيته،
فإذا لا إله غيره فهو رب العرش الكريم - عرش
العالم - الذي هو مجتمع أزمة الأمور، ومنه يصدر
الأحكام والأوامر الجارية فيه.
فتلخص: أنه هو الذي يصدر عنه كل حكم،
ويوجد منه كل شئ، ولا يحكم إلا بحق،
ولا يفعل إلا حقا، فللأشياء رجوع إليه وبقاء
به وإلا لكانت عبثا باطلة ولا عبث في الخلق
ولا باطل في الصنع.
والدليل على اتصافه بالأوصاف الأربعة كونه
تعالى هو الله الموجود لذاته الموجد لغيره (3).
قوله تعالى: * (وما خلقنا السماء والأرض وما
بينهما باطلا...) * إلى آخر الآية: لما انتهى الكلام
إلى ذكر يوم الحساب عطف عنان البيان عليه
فاحتج عليه بحجتين: إحداهما ما ساقه في هذه
الآية بقوله: * (وما خلقنا السماء...) * إلخ وهو

(1) ص: 27، 28.
(2) الجاثية: 21، 22.
(3) تفسير الميزان: 15 / 72 - 73.
2152

احتجاج من طريق الغايات، إذ لو لم يكن خلق
السماء والأرض وما بينهما - وهي أمور مخلوقة
مؤجلة توجد وتفنى - مؤديا إلى غاية ثابتة باقية
غير مؤجلة كان باطلا، والباطل بمعنى ما لا غاية
له ممتنع التحقق في الأعيان. على أنه مستحيل
من الحكيم، ولا ريب في حكمته تعالى.
وربما أطلق الباطل وأريد به اللعب، ولو كان
المراد ذلك كانت الآية في معنى قوله: * (وما خلقنا
السماوات والأرض وما بينهما لاعبين ما
خلقناهما إلا بالحق) * الدخان: 39.
وقيل: الآية عطف على ما قبلها بحسب
المعنى، كأنه قيل: ولا تتبع الهوى لأنه
يكون سببا لضلالك، ولأنه تعالى لم يخلق العالم
لأجل اتباع الهوى وهو الباطل، بل خلقه للتوحيد
ومتابعة الشرع.
وفيه: أن الآية التالية: * (أم نجعل الذين آمنوا
وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض...) *
إلخ لا تلائم هذا المعنى.
وقوله تعالى: * (ذلك ظن الذين كفروا فويل
للذين كفروا من النار) * أي: خلق العالم باطلا
لا غاية له - وانتفاء يوم الحساب الذي يظهر فيه ما
ينتجه حساب الأمور، ظن الذين كفروا بالمعاد،
فويل لهم من عذاب النار.
قوله تعالى: * (أم نجعل الذين آمنوا وعملوا
الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل
المتقين كالفجار) * هذه هي الحجة الثانية
على المعاد، وتقريرها: أن للإنسان كسائر
الأنواع كمالا بالضرورة، وكمال الإنسان هو
خروجه في جانبي العلم والعمل من القوة إلى
الفعل بأن يعتقد الاعتقادات الحقة ويعمل الأعمال
الصالحة اللتين يهديه إليهما فطرته الصحيحة،
وهما الإيمان بالحق والعمل الصالح اللذين بهما
يصلح المجتمع الإنساني الذي في الأرض.
فالذين آمنوا وعملوا الصالحات - وهم
المتقون - هم الكاملون من الإنسان،
والمفسدون في الأرض بفساد اعتقادهم
وعملهم، وهم الفجار - هم الناقصون الخاسرون
في إنسانيتهم حقيقة، ومقتضى هذا الكمال
والنقص أن يكون بإزاء الكمال حياة سعيدة
وعيش طيب، وبإزاء خلافه خلاف ذلك.
ومن المعلوم أن هذه الحياة الدنيا
التي يشتركان فيها هي تحت سيطرة الأسباب
والعوامل المادية، ونسبتها إلى الكامل
والناقص والمؤمن والكافر على السواء، فمن
أجاد العمل ووافقته الأسباب المادية فاز بطيب
العيش، ومن كان على خلاف ذلك لزمه الشقاء
وضنك المعيشة.
فلو كانت الحياة مقصورة على هذه الحياة
الدنيوية التي نسبتها إلى الفريقين على
السواء، ولم تكن هناك حياة تختص بكل
منهما وتناسب حاله، كان ذلك منافيا للعناية
الإلهية بإيصال كل ذي حق حقه وإعطاء
المقتضيات ما تقتضيه.
وإن شئت فقل: تسوية (1) بين الفريقين

(1) الحجة الأولى برهانية والثانية جدلية. تفسير الميزان: 17 / 197.
2153

وإلغاء ما يقتضيه صلاح هذا وفساد ذلك خلاف
عدله تعالى.
والآية - كما ترى - لا تنفي استواء حال
المؤمن والكافر، وإنما قررت المقابلة بين
من آمن وعمل صالحا وبين من لم يكن كذلك
سواء كان غير مؤمن أو مؤمنا غير صالح، ولذا
أتت بالمقابلة ثانيا بين المتقين والفجار (1).
[2969]
الدليل الثاني لاثبات المعاد
الكتاب
* (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا
خلقناكم من تراب ثم من نطفة... ذلك بأن الله هو الحق وأنه
يحي الموتى وأنه على كل شئ قدير * وأن الساعة آتية لا
ريب فيها) * (2).
* (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام
وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل
خلق عليم) * (3).
* (أيحسب الانسان أن يترك سدى * ألم يك نطفة من
مني يمنى * ثم كان علقة فخلق فسوى * فجعل منه
الزوجين الذكر والأنثى * أليس ذلك بقادر على أن يحيي
الموتى) * (4).
* (فلينظر الانسان مم خلق * خلق من ماء دافق *
يخرج من بين الصلب والترائب * إنه على رجعه
لقادر) * (6).
* (قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل
مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون) * (6).
* (ويقول الانسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا * أولا
يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا) * (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): جاء أبي بن خلف
فأخذ عظما باليا من حائط ففته، ثم قال: يا
محمد! إذا كنا عظاما ورفاتا أئنا لمبعوثون؟ فأنزل
الله: * (من يحيي العظام وهي رميم * قل يحييها
الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) * (9).
التفسير:
قوله تعالى: * (ذلك بأن الله هو الحق وأنه
يحيي الموتى وأنه على كل شئ قدير) * ذلك:
إشارة إلى ما ذكر في الآية السابقة من خلق
الإنسان والنبات وتدبير أمرهما حدوثا وبقاء،
خلقا وتدبيرا واقعيين لا ريب فيهما.
والذي يعطيه السياق: أن المراد بالحق نفس
الحق، أعني أنه ليس وصفا قائما مقام موصوف
محذوف هو الخبر، فهو تعالى نفس الحق الذي
يحقق كل شئ حق، ويجري في الأشياء النظام
الحق، فكونه تعالى حقا يتحقق به كل شئ حق
هو السبب لهذه الموجودات الحقة والنظامات
الحقة الجارية فيها، وهي جميعا تكشف عن كونه
تعالى هو الحق.

(1) تفسير الميزان: 17 / 196 - 197.
(2) الحج: 5، 7.
(3) يس: 78، 79.
(4) القيامة: 36 - 40.
(6) الطارق: 5 - 8.
(7) الأعراف: 29.
(8) مريم: 66 و 67.
(9) البحار: 7 / 42، 18.
2154

وقوله: * (وأنه يحيي الموتى) * معطوف على ما
قبله، أي المذكور في الآية السابقة من صيرورة
التراب الميت بالانتقال من حال إلى حال إنسانا
حيا، وكذا صيرورة الأرض الميتة بنزول الماء
نباتا حيا، واستمرار هذا الأمر بسبب أن الله يحيي
الموتى ويستمر منه ذلك.
وقوله: * (وأنه على كل شئ قدير) * معطوف
على سابقه كسابقه، والمراد أن ما ذكرناه بسبب
أن الله على كل شئ قدير، وذلك أن إيجاد
الإنسان والنبات وتدبير أمرهما في الحدوث
والبقاء مرتبط بما في الكون من وجود أو نظام
جار في الوجود، وكما أن إيجادهما وتدبير
أمرهما لا يتم إلا مع القدرة عليهما كذلك القدرة
عليها لا تتم إلا مع القدرة على كل شئ، فخلقهما
وتدبير أمرهما بسبب عموم القدرة. وإن شئت
فقل: ذلك يكشف عن عموم القدرة.
قوله تعالى: * (وأن الساعة آتية لا ريب فيها
وأن الله يبعث من في القبور) * الجملتان معطوفتان
على * (أن) * في قوله: * (ذلك بأن الله) *.
وأما الوجه في اختصاص هذه النتائج
الخمس المذكورة في الآيتين بالذكر - مع أن بيان
السابقة ينتج نتائج أخرى مهمة في أبواب التوحيد
كربوبيته تعالى ونفي شركاء العبادة وكونه تعالى
عليما ومنعما وجوادا وغير ذلك - فالذي يعطيه
السياق - والمقام مقام إثبات البعث، وعرض هذه
الآيات على سائر الآيات المثبتة للبعث - أن الآية
تؤم إثبات البعث من طريق إثبات كونه تعالى حقا
على الإطلاق، فإن الحق المحض لا يصدر عنه
إلا الفعل الحق دون الباطل، ولو لم يكن
هناك نشأة أخرى يعيش فيها الإنسان بماله من
سعادة أو شقاء، واقتصر في الخلقة على الإيجاد
ثم الإعدام ثم الإيجاد ثم الإعدام وهكذا، كان
لعبا باطلا، فكونه تعالى حقا لا يفعل إلا الحق
يستلزم نشأة البعث استلزاما بينا، فإن هذه
الحياة الدنيا تنقطع بالموت، فبعدها حياة أخرى
باقية لا محالة.
فالآية - أعني قوله: * (فإنا خلقناكم من تراب
- إلى قوله - ذلك بأن الله هو الحق) * - في مجرى
قوله: * (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما
لاعبين ما خلقناهما إلا بالحق) * الدخان: 39
وقوله: * (وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما
باطلا ذلك ظن الذين كفروا) * ص: 27 وغيرهما
من الآيات المتعرضة لإثبات المعاد، وإنما الفرق
أنها تثبته من طريق حقية فعله تعالى، والآية
المبحوث عنها تثبته من طريق حقيته تعالى في
نفسه المستلزمة لحقية فعله.
ثم لما كان من الممكن أن يتوهم استحالة
إحياء الموتى - فلا ينفع البرهان حينئذ - دفعه
بقوله: * (وأنه يحيي الموتى) *، فإحياؤه تعالى
الموتى - بجعل التراب الميت إنسانا حيا وجعل
الأرض الميتة نباتا حيا - واقع مستمر مشهود، فلا
ريب في إمكانه، وهذه الجملة أيضا في مجرى
قوله تعالى: * (قال من يحيي العظام وهي رميم قل
يحييها الذي أنشأها أول مرة) * (1) وسائر الآيات
المثبتة لإمكان البعث والإحياء ثانيا من طريق

(1) يس: 79.
2155

ثبوت مثله أولا.
ثم لما أمكن أن يتوهم أن جواز الإحياء الثاني
لا يستلزم الوقوع بتعلق القدرة به - استبعادا له
واستصعابا - دفعه بقوله: * (وأنه على كل شئ
قدير) *، فإن القدرة لما كانت غير متناهية كانت
نسبتها إلى الإحياء الأول والثاني، وما كان سهلا
في نفسه أو صعبا على حد سواء، فلا يخالطها
عجز ولا يطرأ عليها عي وتعب.
وهذه الجملة أيضا في مجرى قوله تعالى:
* (أفعيينا بالخلق الأول) * (1) وقوله: * (إن الذي
أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شئ قدير) *
حم السجدة 39 وسائر الآيات المثبتة للبعث
بعموم القدرة وعدم تناهيها.
فهذه - أعني ما في قوله تعالى: * (ذلك بأن
الله...) * إلى آخر الآية - نتائج ثلاث مستخرجة من
الآية السابقة عليها، مسوقة جميعا لغرض واحد
وهو ذكر ما يثبت به البعث، وهو الذي تتضمنه
الآية الأخيرة * (وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن
الله يبعث من في القبور) * (2).
[2970]
الدليل الثالث لاثبات المعاد
الكتاب
* (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله
ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شئ قدير) * (3).
* (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق
جديد) * (4).
* (وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه
وله المثل الاعلى في السماوات والأرض وهو العزيز
الحكيم) * (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): العجب كل
العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو
يرى الأولى (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من وصاياه لابنه
الحسن (عليه السلام) -: واعلم أن مالك الموت هو
مالك الحياة، وأن الخالق هو المميت، وأن
المفني هو المعيد (7).
التفسير:
قال العلامة الطباطبائي في تفسير
الميزان في تفسير قوله تعالى: * (وهو أهون
عليه) *: والذي ينبغي أن يقال: إن الجملة
- أعني قوله: * (وهو أهون عليه) * - معلل بقوله
بعده: * (ولله المثل الأعلى في السماوات والأرض
وهو العزيز الحكيم) * فهو الحجة المثبتة لقوله:
* (وهو أهون عليه) *.
والمستفاد من قوله: * (ولله المثل الأعلى...) *
إلخ أن كل وصف كمالي يمثل به شئ في
السماوات والأرض كالحياة والقدرة والعلم
والملك والجود والكرم والعظمة والكبرياء

(1) ق: 15.
(2) تفسير الميزان: 14 / 345 - 347.
(3) العنكبوت: 20.
(4) ق: 15.
(5) الروم: 27.
(6) البحار: 7 / 42 / 14.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 31.
2156

وغيرهما فلله سبحانه أعلى ذلك الوصف وأرفعها
من مرتبة تلك الموجودات المحدودة، كما قال:
* (ولله الأسماء الحسنى) * (1).
وذلك أن كل وصف من أوصاف الكمال
اتصف به شئ مما في السماوات والأرض فله
في حد نفسه ما يقابله، فإنه مما أفاضه
الله عليه وهو في نفسه خال عنه، فالحي منها
ميت في ذاته، والقادر منها عاجز في ذاته،
ولذلك كان الوصف فيها محدودا مقيدا بشئ
دون شئ وحال دون حال... وهكذا، فالعلم فيها
مثلا ليس مطلقا غير محدود بل محدود مخلوط
بالجهل بما وراءه، وكذلك الحياة والقدرة والملك
والعظمة وغيرها.
والله سبحانه هو المفيض لهذه الصفات من
فضله، والذي له من معنى هذه الصفات مطلق غير
محدود وصرف غير مخلوط، فلا جهل في مقابل
علمه، ولا ممات يقابل حياته... وهكذا، فله
سبحانه من كل صفة يتصف به الموجودات
السماوية والأرضية - وهي صفات غير ممحضة
ولا مطلقة - ما هو أعلاها، أي مطلقها ومحضها.
فكل صفة توجد فيه تعالى وفي غيره من
المخلوقات فالذي فيه أعلاها وأفضلها، والذي
في غيره مفضول بالنسبة إلى ما عنده.
ولما كانت الإعادة متصفة بالهون إذا قيس إلى
الإنشاء فيما عند الخلق فهو عنده تعالى أهون،
أي هون محض غير مخلوط بصعوبة ومشقة،
بخلاف ما عندنا معاشر الخلق، ولا يلزم منه أن
يكون في الإنشاء صعوبة ومشقة عليه تعالى، لأن
المشقة والصعوبة في الفعل تتبع قدرة الفاعل
بالتعاكس، فكلما قلت القدرة كثرت المشقة،
وكلما كثرت قلت، حتى إذا كانت القدرة غير
متناهية انعدمت المشقة من رأس، وقدرته تعالى
غير متناهية فلا يشق عليه فعل أصلا وهو
المستفاد من قوله: * (إن الله على كل شئ قدير) *
فإن القدرة إذا جاز تعلقها بكل شئ لم تكن إلا
غير متناهية، فافهم ذلك (2).
[2971]
الدليل الرابع لاثبات المعاد
الكتاب
* (فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد
موتها إن ذلك لمحي الموتى وهو على كل شئ قدير) * (3).
* (والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى
بلد ميت فأحيينا به الأرض بعد موتها كذلك النشور) * (4).
* (فأنزلنا به الماء فأخرجنا به من كل الثمرات كذلك
نخرج الموتى لعلكم تذكرون) * (5).
التفسير:
قال العلامة الطباطبائي في تفسير الآية
الأولى: والمراد بقوله: * (إن ذلك لمحيي الموتى) *
الدلالة على المماثلة بين إحياء الأرض الميتة
وإحياء الموتى، إذ في كل منهما موت - وهو

(1) الأعراف: 180.
(2) تفسير الميزان: 16 / 175.
(3) الروم: 50.
(4) فاطر: 9.
(5) الأعراف: 57.
2157

سقوط آثار الحياة من شئ محفوظ - وحياة هي
تجدد تلك الآثار بعد سقوطها، وقد تحقق الإحياء
في الأرض والنبات، وحياة الإنسان وغيره من
ذوي الحياة مثلها، وحكم الأمثال فيما يجوز
وفيما لا يجوز واحد، فإذا جاز الإحياء في بعض
هذه الأمثال - وهو الأرض والنبات - فليجز في
البعض الآخر (1).
وقال في قوله تعالى: * (فأحيينا به الأرض بعد
موتها) *: وأنبتنا فيها نباتا بعد ما لم تكن، ونسبة
الإحياء إلى الأرض وإن كانت مجازية لكن نسبته
إلى النبات حقيقية، وأعمال النبات من التغذية
والنمو وتوليد المثل وما يتعلق بذلك أعمال حيوية
تنبعث من أصل الحياة.
ولذلك شبه البعث وإحياء الأموات بعد
موتهم بإحياء الأرض بعد موتها، أي إنبات
النبات بعد توقفه عن العمل وركوده في الشتاء،
فقال: * (كذلك النشور) *، أي البعث، فالنشور
بسط الأموات يوم القيامة بعد إحيائهم وإخراجهم
من القبور (2).
[2972]
الدليل الخامس لاثبات المعاد
الكتاب
* (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم
يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل
شئ قدير) * (3).
* (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر
على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى
الظالمون إلا كفورا) * (4).
(انظر) يس 81.
التفسير:
قوله تعالى: * (أولم يروا أن الله الذي
خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق
مثلهم...) * إلى آخر الآية، احتجاج منه تعالى
على البعث بعد الموت، فقد كان قولهم: * (أإذا
كنا عظاما ورفاتا أإنا لمبعوثون خلقا جديدا) *
استبعادا مبنيا على إحالة أن يعود هذا
البدن الدنيوي - بعد تلاشيه وصيرورته عظاما
ورفاتا - إلى ما كان عليه بخلق جديد، فاحتج
عليهم بأن خلق البدن أولا يثبت القدرة عليه
وعلى مثله الذي هو الخلق الجديد للبعث، فحكم
الأمثال واحد.
فالمماثلة إنما هي من جهة مقايسة البدن
الجديد من البدن الأول مع قطع النظر عن النفس
التي هي الحافظة لوحدة الإنسان وشخصيته،
ولا ينافي ذلك كون الإنسان الأخروي عين
الإنسان الدنيوي لا مثله، لأن ملاك الوحدة
والشخصية هي النفس الإنسانية، وهي محفوظة
عند الله سبحانه غير باطلة ولا معدومة، وإذا
تعلقت بالبدن المخلوق جديدا كان هو الإنسان
الدنيوي، كما أن الإنسان في الدنيا واحد شخصي
باق على وحدته الشخصية مع تغير البدن بجميع
أجزائه حينا بعد حين.

(1) تفسير الميزان: 16 / 203 و 17 / 21.
(2) تفسير الميزان: 16 / 203 و 17 / 21.
(3) الأحقاف: 33.
(4) الإسراء: 99.
2158

والدليل على أن النفس التي هي حقيقة
الإنسان محفوظة عند الله مع تفرق أجزاء البدن
وفساد صورته قوله تعالى: * (وقالوا أإذا ضللنا في
الأرض أإنا لفي خلق جديد بل هم بلقاء ربهم
كافرون قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل
بكم) * (1) حيث استشكلوا في المعاد بأنه تجديد
للخلق بعد فناء الإنسان بتفرق أجزاء بدنه،
فأجيب عنه بأن ملك الموت يتوفى الإنسان
ويأخذه تاما كاملا فلا يضل ولا يتلاشى، وإنما
الضال بدنه ولا ضير في ذلك، فإن الله يجدده.
والدليل على أن الإنسان المبعوث هو عين
الإنسان الدنيوي لا مثله: جميع آيات القيامة
الدالة على رجوع الإنسان إليه تعالى وبعثه
وسؤاله وحسابه ومجازاته بما عمل.
فهذا كله يشهد على أن المراد بالمماثلة
ما ذكرناه، وإنما تعرض لأمر البدن حتى
ينجر إلى ذكر المماثلة محاذاة لمتن ما استشكلوا
به من قولهم: * (أإذا كنا عظاما ورفاتا أإنا
لمبعوثون خلقا جديدا) * فلم يضمنوا قولهم إلا
شؤون البدن لا النفس المتوفاة منه، وإذا قطع
النظر عن النفس كان البدن مماثلا للبدن، وإن كان
مع اعتبارها عينا.
وذكر بعضهم: أن المراد بمثلهم نفسهم،
فهو من قبيل قولهم: مثلك لا يفعل هذا، أي
أنت لا تفعله. وللمناقشة إليه سبيل.
والظاهر أن العناية في هذا التركيب أن
مثلك - لاشتماله على مثل ما فيك من الصفة -
لا يفعل هذا، فأنت لا تفعله لمكان صفتك، ففيه
نفي الفعل بنفي سببه على سبيل الكناية، وهو آكد
من قولنا: أنت لا تفعله (2).
قوله تعالى: * (أوليس الذي خلق السماوات
والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو
الخلاق العليم) * الاستفهام للإنكار، والآية بيان
للحجة السابقة المذكورة في قوله:) * قل يحييها
الذي أنشأها أول مرة...) * إلخ، ببيان أقرب إلى
الذهن، وذلك بتبديل إنشائهم أول مرة من خلق
السماوات والأرض الذي هو أكبر من خلق
الإنسان، كما قال تعالى: * (لخلق السماوات
والأرض أكبر من خلق الناس) * (3).
فالآية في معنى قولنا: وكيف يمكن أن يقال:
إن الله - الذي خلق عوالم السماوات والأرض بما
فيها من سعة الخلقة البديعة، وعجيب النظام العام
المتضمن لما لا يحصى من الأنظمة الجزئية
المدهشة للعقول المحيرة للألباب، والعالم
الإنساني جزء يسير منها - لا يقدر أن يخلق مثل
هؤلاء الناس؟! بلى وإنه خلاق عليم.
والمراد بمثلهم قيل: هم وأمثالهم. وفيه:
أنه مغاير لمعنى " مثل " على ما يعرف من
اللغة والعرف.
وقيل: المراد بمثلهم هم أنفسهم بنحو
الكناية، على حد قولهم: مثلك غني عن كذا،
أي أنت غني عنه. وفيه: أنه لو كان كناية
لصح التصريح به، لكن لا وجه لقولنا: أوليس

(1) السجدة: 11.
(2) تفسير الميزان: 13 / 209، 210.
(3) المؤمن: 57.
2159

الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن
يخلقهم، فإن الكلام في بعثهم لا في خلقهم،
والمشركون معترفون بأن خالقهم هو الله سبحانه.
وقيل: ضمير * (مثلهم) * للسماوات والأرض،
فإنهما تشملان ما فيهما من العقلاء، فأعيد إليهما
ضمير العقلاء تغليبا، فالمراد أن الله الخالق للعالم
قادر على خلق مثله. وفيه: أن المقام مقام إثبات
بعث الإنسان لا بعث السماوات والأرض. على أن
الكلام في الإعادة وخلق مثل الشئ ليس إعادة
لعينه بل بالضرورة.
فالحق أن يقال: إن المراد بخلق مثلهم
إعادتهم للجزاء بعد الموت كما يستفاد من كلام
الطبرسي (رحمه الله) في مجمع البيان.
بيانه أن الإنسان مركب من نفس وبدن،
والبدن في هذه النشأة في معرض التحلل
والتبدل دائما، فهو لا يزال يتغير أجزاؤه،
والمركب ينتفي بانتفاء أحد أجزائه، فهو في
كل آن غيره في الآن السابق بشخصه، وشخصية
الإنسان محفوظة بنفسه - روحه - المجردة
المنزهة عن المادة والتغيرات الطارئة من قبلها
المأمونة من الموت والفساد.
والمتحصل من كلامه تعالى: أن النفس
لا تموت بموت البدن، وأنها محفوظة حتى ترجع
إلى الله سبحانه كما تقدم استفادته من قوله تعالى:
* (وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق
جديد بل هم بلقاء ربهم كافرون قل يتوفاكم ملك
الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون) * (1).
فالبدن اللاحق من الإنسان إذا اعتبر بالقياس
إلى البدن السابق منه كان مثله لا عينه، لكن
الإنسان ذا البدن اللاحق إذا قيس إلى الإنسان ذي
البدن السابق كان عينه لا مثله، لأن الشخصية
بالنفس وهي واحدة بعينها.
ولما كان استبعاد المشركين في قولهم: * (من
يحيي العظام وهي رميم) * راجعا إلى خلق البدن
الجديد دون النفس، أجاب سبحانه بإثبات
إمكان خلق مثلهم، وأما عودهم بأعيانهم فهو إنما
يتم بتعلق النفوس والأرواح المحفوظة عند الله
بالأبدان المخلوقة جديدا، فتكون الأشخاص
الموجودين في الدنيا من الناس بأعيانهم كما قال
تعالى: * (أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات
والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي
الموتى) * (2) فعلق الإحياء على الموتى بأعيانهم
فقال: * (على أن يحيي الموتى) * ولم يقل: على أن
يحيي أمثال الموتى (3).
[2973]
كيفية المعاد
الكتاب
* (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها
قال أنى أيحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم
بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل
لبثت مائة عام فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه
وانظر إلى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر إلى العظام

(1) السجدة: 11.
(2) الأحقاف: 33.
(3) تفسير الميزان: 17 / 112 - 114.
2160

كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال أعلم أن
الله على كل شئ قدير) * (1).
* (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال
أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من
الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم
أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم) * (2).
* (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام
وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق
عليم) * (3).
* (أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه * بلى قادرين
على أن نسوي بنانه) * (4).
* (حتى إذا ما جاؤوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم
وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم
علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول
مرة وإليه ترجعون) * (5).
* (وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في
القبور) * (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد قال له الزنديق -:
أنى للروح بالبعث والبدن قد بلي والأعضاء
قد تفرقت، فعضو في بلدة تأكلها سباعها، وعضو
بأخرى تمزقه هوامها، وعضو قد صار ترابا بني
به مع الطين حائط؟! -: إن الذي أنشأه من
غير شئ، وصوره على غير مثال كان سبق إليه،
قادر أن يعيده كما بدأه (7).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وإذ قال إبراهيم
رب أرني كيف تحيي الموتى) * -: رأى جيفة على
ساحل البحر نصفها في الماء ونصفها في البر،
تجئ سباع البحر فتأكل ما في الماء، ثم ترجع،
فيشد بعضها على بعض فيأكل بعضها بعضا،
وتجئ سباع البر فتأكل منها، فيشد بعضها على
بعض فيأكل بعضها بعضا، فعند ذلك تعجب
إبراهيم (عليه السلام) مما رأى، وقال: * (رب أرني كيف
تحيي الموتى) * قال: كيف تخرج ما تناسل التي
أكل بعضها بعضا؟! * (قال أولم تؤمن قال بلى ولكن
ليطمئن قلبي) * يعني حتى أرى هذا كما رأيت
الأشياء كلها، قال: * (فخذ أربعة من الطير) * (8).
- عنه (عليه السلام): أتى جبرئيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأخذه
فأخرجه إلى البقيع، فانتهى به إلى قبر فصوت
بصاحبه فقال: قم بإذن الله، فخرج منه رجل
أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه
وهو يقول: " الحمد لله والله أكبر " فقال جبرئيل:
عد بإذن الله. ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال: قم
بإذن الله، فخرج منه رجل مسود الوجه وهو
يقول: " يا حسرتاه، يا ثبوراه! " ثم قال له جبرئيل:
عد إلى ما كنت بإذن الله. فقال: يا محمد! هكذا
يحشرون يوم القيامة، والمؤمنون يقولون هذا
القول، وهؤلاء يقولون ما ترى (9).
انظر كلام المجلسي رضوان الله تعالى عليه في

(1) البقرة: 259، 260.
(2) البقرة: 259، 260.
(3) يس: 78، 79.
(4) القيامة: 3، 4.
(5) فصلت: 20، 21.
(6) الحج: 7.
(7) البحار: 7 / 37 / 5.
(8) الكافي: 8 / 305 / 473.
(9) البحار: 7 / 39 / 8.
2161

" أن القول بالمعاد الجسماني مما اتفق عليه جميع
المليين، وهو من ضروريات الدين " (1).
(انظر) حديث 14133، 14134.
[2974]
اقتراب الساعة
الكتاب
* (اقتربت الساعة وانشق القمر) * (2).
* (واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين
كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين) * (3).
* (اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة
معرضون) * (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): بعثت أنا والساعة كهاتين
- وأشار بالوسطى والسبابة - (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بعثت والساعة كهاتين - وأشار
بإصبعيه: السبابة والوسطى - ثم قال: والذي
بعثني بيده إني لأجد الساعة بين كتفي (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بعثت أنا والساعة كهذه من هذه إن
كادت لتسبقني (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بعثت والساعة كفرسي رهان
يسبق أحدهما صاحبه باذنه إن كانت الساعة
لتسبقني إليكم (8).
- جابر: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا خطب قال في
خطبته: أما بعد، فإذا ذكر الساعة اشتد صوته،
واحمرت وجنتاه، ثم يقول: صبحتكم الساعة أو
مستكم، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهذه من
هذه، ويشير بإصبعيه (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله جعل محمدا (صلى الله عليه وآله) علما
للساعة، ومبشرا بالجنة، ومنذرا بالعقوبة (10).
- عنه (عليه السلام): أنتم والساعة في قرن (11).
- عنه (عليه السلام): أسفرت الساعة عن وجهها،
وظهرت العلامة لمتوسمها (12).
[2975]
تفرد الله بعلم الساعة
الكتاب
* (يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما
يدريك لعل الساعة تكون قريبا) * (13).
(انظر) الأعراف 187، لقمان 34، الزخرف 85، الملك
25، 26، الجن 25، النازعات 42 - 46.
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال عيسى بن مريم (عليهما السلام)
لجبرئيل (عليه السلام): متى قيام الساعة؟ فانتفض
جبرئيل انتفاضة أغمي عليه منها، فلما أفاق
قال: يا روح الله! ما المسؤول أعلم بها من
السائل، وله من في السماوات والأرض لا تأتيكم
إلا بغتة (14).

(1) البحار: 7 / 47، 53.
(2) القمر: 1.
(3) الأنبياء: 97، 1.
(4) الأنبياء: 97، 1.
(5) كنز العمال: 38348.
(6) البحار: 6 / 315 / 26.
(7) كنز العمال: 38351.
(8) البحار: 6 / 315 / 27.
(9) أمالي الطوسي: 337 / 686.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 190 و 108.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 190 و 108.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 190 و 108.
(13) الأحزاب: 63.
(14) قصص الأنبياء: 271 / 346.
2162

- إن قريشا بعثوا ثلاثة نفر - نضر بن
حارث بن كلدة، وعقبة بن أبي معيط،
وعامر بن واثلة - إلى يثرب وإلى نجران، ليتعلموا
من اليهود والنصارى مسائل يلقونها على رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، فقال لهم علماء اليهود والنصارى: سلوه
عن مسائل فإن أجابكم عنها فهو النبي المنتظر
الذي أخبرت به التوراة، ثم سلوه عن مسألة
أخرى فإن ادعى علمها فهو كاذب، لأنه لا يعلم
علمها غير الله وهي قيام الساعة.
فقدم الثلاثة نفر بالمسائل - وساق الخبر إلى
أن قال: - نزل عليه جبرئيل بسورة الكهف وفيها
أجوبة المسائل الثلاثة، ونزل في الأخيرة قوله
تعالى: * (يسألونك عن الساعة أيان مرساها - إلى
قوله: - ولكن أكثر الناس لا يعلمون) * (1).

(1) البحار: 7 / 62 / 15.
2163

(375)
المعاد
(2)
أشراط الساعة
البحار: 6 / 295 باب 1 " أشراط الساعة ".
كنز العمال: 14 / 202 - 259 " في أشراط الساعة الكبرى ".
2165

[2976]
أشراط الساعة
الكتاب
* (فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء
أشراطها فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم) * (1).
* (فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين * يغشى
الناس هذا عذاب أليم) * (2).
* (وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض
تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون) * (3).
* (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب
ينسلون * واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار
الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا
ظالمين) * (4).
(انظر) الأنعام 158، الكهف 99، الزخرف 42.
- الإمام علي (عليه السلام): فالله الله عباد الله! فإن
الدنيا ماضية بكم على سنن، وأنتم والساعة
في قرن، وكأنها قد جاءت بأشراطها، وأزفت
بأفراطها (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل متى الساعة؟ -:
ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك
عن أشراطها:... إذا كانت الحفاة العراة رؤوس
الناس فذاك من أشراطها، وإذا تطاول رعاة البهم
في البنيان فذاك من أشراطها، في خمس من
الغيب لا يعلمهن إلا الله * (إن الله عنده علم
الساعة...) * (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يعز الله فيه
ثلاثا: درهما من حلال، وعلما مستفادا، وأخا
في الله عز وجل (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أول أشراط
الساعة؟ -: نار تحشر الناس من المشرق
إلى المغرب (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أشراط الساعة أن يفشو
الفالج، وموت الفجأة (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا رأيت... أصحاب البنيان،
يتطاولون بالبنيان ورأيت الحفاة الجياع
العالة كانوا رؤوس، الناس فذاك من معالم
الساعة وأشراطها (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يحمل
الرجل جراب المال فيطوف به فلا يجد أحدا
يقبله، فيضرب به الأرض فيقول: ليتك لم

(1) محمد: 18.
(2) الدخان: 10، 11.
(3) النمل: 82.
(4) الأنبياء: 96، 97.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 190.
(6) كنز العمال: 38542، 38600.
(7) كنز العمال: 38542، 38600.
(8) البحار: 6 / 311 / 9.
(9) الكافي: 3 / 261 / 39.
(10) انظر كنز العمال: 38394، وانظر أيضا: 1543، 3025.
2166

تكن، ليتك كنت ترابا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا تقارب الزمان انتقى
الموت خيار أمتي كما ينتقي أحدكم خيار
الرطب من الطبق (2).
- الطبرسي (رحمه الله) في قوله تعالى: * (فارتقب
يوم تأتي السماء بدخان مبين) *: واختلف في
الدخان: فقيل: إنه دخان يأتي من السماء قبل
قيام الساعة يدخل في اسماع الكفرة حتى يكون
رأس الواحد كالرأس الحنيذ، ويعتري المؤمن منه
كهيئة الزكام، وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه
ليس فيه خصاص يمد ذلك أربعين يوما، عن علي
وابن عباس والحسن (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى
تطلع الشمس من مغربها (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أشراط الساعة كثرة القراء
وقلة الفقهاء، وكثرة الامراء وقلة الامناء،
وكثرة المطر وقلة النبات (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أيها الناس! إن بين يدي الساعة
أمورا شدادا، وأهوالا عظاما، وزمانا صعبا
يتملك فيه الظلمة، ويتصدر فيه الفسقة، ويضام
فيه الآمرون بالمعروف، ويضطهد فيه الناهون عن
المنكر، فأعدوا لذلك الإيمان، وعضوا عليه
بالنواجذ، والجؤوا إلى العمل الصالح وأكرهوا
عليه النفوس تفضوا إلى النعيم الدائم (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة إلا على
شرار الخلق (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة إلا على
شرار الناس (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من شرار الناس من تدركهم
الساعة وهم أحياء (9).
والأحاديث المنقولة في أشراط الساعة
- ومنها ما نقلناها في هذا الباب - أخبار
آحاد، وأكثرها ضعاف جدا لا يمكن التعويل
عليها، إلا ما كانت محفوفة بالقرائن التي
تؤيد صدورها عن النبي أو الأئمة (عليهم السلام)، كما
لا يجوز طرحها إلا ما كان منها مخالفا للكتاب
أو الضرورة.
[2977]
نفخة الصعق
الكتاب
* (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في
الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام
ينظرون) * (10).
* (ما ينظرون إلا صيحة واحدة تأخذهم وهم
يخصمون * فلا يستطيعون توصية ولا إلى أهلهم
يرجعون) * (11).

(1) كنز العمال: 37.
(2) الدعوات للراوندي: 235 / 650.
(3) نور الثقلين: 4 / 626 / 25.
(4) كنز العمال: 38411.
(5) البحار: 77 / 163 / 183.
(6) أعلام الدين: 343 / 33.
(7) البحار: 6 / 315 / 25.
(8) كنز العمال: 38486، 38473.
(9) كنز العمال: 38486، 38473.
(10) الزمر: 68.
(11) يس: 49، 50.
2167

- الإمام علي (عليه السلام): ينفخ في الصور، فتزهق
كل مهجة، وتبكم كل لهجة، وتذل الشم (1)
الشوامخ، والصم الرواسخ، فيصير صلدها (2)
سرابا رقرقا، ومعهدها (3) قاعا سملقا (4).
التفسير:
قوله تعالى: * (ونفخ في الصور فصعق...) *
ظاهر ما ورد في كلامه تعالى في معنى نفخ
الصور أن النفخ نفختان: نفخة للإماتة ونفخة
للإحياء، وهو الذي تدل عليه روايات أئمة
أهل البيت (عليهم السلام) وبعض ما ورد من طرق أهل السنة
عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن كان بعض آخر من رواياتهم
لا يخلو عن إبهام (5).
قوله تعالى: * (ما ينظرون إلا صيحة واحدة
تأخذهم وهم يخصمون) *: النظر بمعنى الانتظار،
والمراد بالصيحة نفخة الصور الأولى بإعانة
السياق، وتوصيف الصيحة بالوحدة للإشارة إلى
هوان أمرهم على الله جلت عظمته، فلا حاجة إلى
مؤونة زائدة، و " يخصمون " أصله يختصمون من
الاختصام بمعنى المجادلة والمخاصمة (6).
وقال المؤلف رضوان الله تعالى عليه في
حواشيه على البحار... أما أحاديث الصور
فهي آحاد لا تبلغ حد التواتر، ولا يؤيد
الكتاب تفاصيل ما فيها من صفة الصور والأمور
المذكورة مع نفخه، ولا دليل على حجية الآحاد
في غير الأحكام الفرعية من المعارف الأصلية
لا من طريق سيرة العقلاء ولا من طريق الشرع
على ما بين في الأصول، فالواجب هو الإيمان
بإجمال ما أريد من الصور لوروده في كتاب الله،
وأما الأخبار فالواجب تسليمها وعدم طرحها
لعدم مخالفتها الكتاب والضرو [ر] ة، وإرجاع
علمها إلى الله ورسوله والأئمة من أهل بيته
صلوات الله عليهم أجمعين.
(انظر) البحار: 6 / 316 باب 2.
[2978]
زلزال الأرض
الكتاب
* (إذا زلزلت الأرض زلزالها) * (7).
* (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ
عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت
وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديد) * (8).
* (يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة) * (9).
* (إذا رجت الأرض رجا) * (10).

(1) الشم محركة: ارتفاع الجبل، أي تذل الجبال العالية والأحجار
الثابتة.
(2) الصلد: الصلب الشديد.
(3) الرقرقة: بصيص الشراب وتلألؤه. ومعهدها: أي ما عهد منزلا
للناس ومسكنا. والقاع: المستوى من الأرض. والسملق:
الأرض المستوية الجرداء التي لا شجر فيها كما في البحار: 7 /
115 في البيان.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 195.
(5) تفسير الميزان: 17 / 293 وص 98.
(6) تفسير الميزان: 17 / 293 وص 98.
(7) الزلزلة: 1.
(8) الحج: 1، 2.
(9) النازعات: 6، 7.
(10) الواقعة: 4.
2168

- الإمام علي (عليه السلام): احذروا يوما تفحص
فيه الأعمال، ويكثر فيه الزلزال، وتشيب
فيه الأطفال (1).
[2979]
دك الأرض
الكتاب
* (كلا إذا دكت الأرض دكا دكا) * (2).
* (وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة) * (3).
- - الإمام علي (عليه السلام): فدكت الأرض دكا دكا،
ومدت لامر يراد بها مدا مدا، واشتد المثارون إلى
الله شدا شدا، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر
زحفا زحفا (4).
- عنه (عليه السلام): حتى إذا بلغ الكتاب أجله... وقلع
جبالها ونسفها ودك بعضها بعضا من هيبة جلالته
ومخوف سطوته (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (كلا
إذا دكت الأرض...) * -: هي الزلزلة (6).
[2980]
سير الجبال
الكتاب
* (وتسير الجبال سيرا) * (7).
* (ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا *
فيذرها قاعا صفصفا * لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) * (8).
* (وإذا الجبال نسفت) * (9).
* (يوم ترجف الأرض والجبال وكانت الجبال كثيبا
مهيلا) * (10).
* (وتكون الجبال كالعهن المنفوش) * (11).
* (وبست الجبال بسا * فكانت هباء منبثا) * (12).
* (وسيرت الجبال فكانت سرابا) * (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): - فيما سأل عنه رجل
من ثقيف: كيف تكون الجبال يوم القيامة مع
عظمها؟ -: إن الله يسوقها بأن يجعلها كالرمال،
ثم يرسل عليها الرياح فتفرقها (14).
[2981]
مد الأرض
الكتاب
* (وإذا الأرض مدت) * (15).
* (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا
لله الواحد القهار) * (16).
- أخرج الحاكم بسند جيد عن جابر عن

(1) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(2) الفجر: 21.
(3) الحاقة: 14.
(4) أمالي الطوسي: 653 / 1353.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(6) البحار: 7 / 109 / 34.
(7) الطور: 10.
(8) طه: 105 - 107.
(9) المرسلات: 10.
(10) المزمل: 14.
(11) القارعة: 5.
(12) الواقعة: 5، 6.
(13) النبأ: 20.
(14) مجمع البيان: 7 / 48.
(15) الانشقاق: 3.
(16) إبراهيم: 48.
2169

النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: تمد الأرض يوم القيامة
مد الأديم، ثم لا يكون لابن آدم منها إلا
موضع قدميه (1).
أقول: في تفسير مجمع البيان في قوله تعالى:
* (وإذا الأرض مدت) *: أي بسطت باندكاك جبالها
وآكامها حتى تصير كالصحيفة الملساء (2).
وفي الميزان: الظاهر أن المراد به
اتساع الأرض، وقد قال تعالى: * (يوم
تبدل الأرض غير الأرض) * (3).
[2982]
انفجار البحار
الكتاب
* (وإذا البحار فجرت) * (4).
* (وإذا البحار سجرت) * (5).
التفسير:
في تفسير روح المعاني في قوله تعالى:
* (وإذا البحار فجرت) *: فتحت وشققت جوانبها
فزال ما بينها من البرزخ واختلط العذب بالأجاج
وصارت بحرا واحدا، وروي أن الأرض تنشف
الماء بعد امتلاء البحار فتصير مستوية أي في
أن لا ماء، وأريد أن البحار تصير واحدة أولا
ثم تنشف الأرض جميعا فتصير بلا ماء (6).
وفي قوله تعالى: * (وإذا البحار سجرت) *: أي
احميت بأن تغيض مياهها وتظهر النار في مكانها،
ولذا ورد على ما قيل أن البحر غطاء جهنم، أو
ملئت بتفجير بعضها إلى بعض حتى يكون مالحها
وعذبها بحرا واحدا، من سجر التنور إذا ملأه
بالحطب ليحميه (7).
وفي تفسير الميزان: قوله تعالى: * (وإذا
البحار فجرت) * قال في المجمع: التفجير خرق
بعض مواضع الماء إلى بعض التكثير، ومنه الفجور
لانخراق صاحبه بالخروج إلى كثير من الذنوب،
ومنه الفجر لانفجاره بالضياء، انتهى. وإليه
يرجع تفسيرهم لتفجير البحار بفتح بعضها في
بعض حتى يزول الحائل ويختلط العذب منها
والمالح ويعود بحرا واحدا، وهذا المعنى يناسب
تفسير قوله: * (وإذا البحار سجرت) * التكوير: 6
بامتلاء البحار (8).
[2983]
انكدار النجوم
الكتاب
* (فإذا النجوم طمست) * (9).
* (إذا الشمس كورت * وإذا النجوم انكدرت) * (10).
* (وإذا الكواكب انتثرت) * (11).

(1) تفسير روح المعاني: 30 / 79.
(2) مجمع البيان: 10 / 699.
(3) تفسير الميزان: 20 / 242.
(4) الانفطار: 3.
(5) التكوير: 6.
(6) تفسير روح المعاني: 30 / 63.
(7) تفسير روح المعاني: 30 / 52.
(8) تفسير الميزان: 20 / 223.
(9) المرسلات: 8.
(10) التكوير: 1، 2.
(11) الانفطار: 2.
2170

التفسير:
قوله تعالى: * (فإذا النجوم طمست - إلى
قوله: - أقتت) * بيان لليوم الموعود الذي أخبر
بوقوعه في قوله: * (إنما توعدون لواقع) *... وقد
عرف سبحانه اليوم الموعود بذكر حوادث واقعة
تلازم انقراض العالم الإنساني وانقطاع النظام
الدنيوي، كانطماس النجوم وانشقاق الأرض
واندكاك الجبال وتحول النظام إلى نظام آخر
يغايره... وقد عدت الأمور المذكورة فيها في
الأخبار من أشراط الساعة.
ومن المعلوم بالضرورة من بيانات الكتاب
والسنة أن نظام الحياة في جميع شؤونها في
الآخرة غير نظامها في الدنيا، فالدار الآخرة دار
أبدية فيها محض السعادة لساكنيها لهم فيها ما
يشاؤون، أو محض الشقاء وليس لهم فيها إلا ما
يكرهون، والدار الدنيا دار فناء وزوال لا يحكم
فيها إلا الأسباب والعوامل الخارجية الظاهرية،
مخلوط فيها الموت بالحياة، والفقدان بالوجدان،
والشقاء بالسعادة، والتعب بالراحة، والمساءه
بالسرور، والآخرة دار جزاء ولا عمل، والدنيا دار
عمل ولا جزاء، وبالجملة: النشأة غير النشأة.
فتعريفه تعالى نشأة البعث والجزاء بأشراطها
- التي فيها انطواء بساط الدنيا بخراب بنيان
أرضها، وانتساف جبالها، وانشقاق سمائها،
وانطماس نجومها إلى غير ذلك - من قبيل تحديد
نشأة بسقوط النظام الحاكم في نشأة أخرى، قال
تعالى: * (ولقد علمتم النشأة الأولى فلولا
تذكرون) * الواقعة: 62.
فقوله: * (فإذا النجوم طمست) * أي محي أثرها من
النور وغيره، والطمس إزالة الأثر بالمحو، قال
تعالى: * (وإذا النجوم انكدرت) * التكوير: 2 (1).
قوله تعالى: * (إذا الشمس كورت) *: التكوير
اللف على طريق الإدارة كلف العمامة على
الرأس، ولعل المراد بتكوير الشمس انظلام
جرمها على نحو الإحاطة استعارة.
قوله تعالى: * (وإذا النجوم انكدرت) * انكدار
الطائر من الهواء انقضاضه نحو الأرض، وعليه
فالمراد سقوط النجوم كما يفيده قوله: * (وإذا
الكواكب انتثرت) *، الانفطار: 2، ويمكن أن
يكون من الانكدار بمعنى التغير وقبول الكدورة،
فيكون المراد به ذهاب ضوئها (2).
قوله تعالى: * (وإذا الكواكب انتثرت) *
أي تفرقت بتركها مواضعها التي ركزت فيها،
شبهت الكواكب بلآلي منظومة قطع سلكها
فانتثرت وتفرقت (3).
[2984]
انشقاق السماء
الكتاب
* (يوم تمور السماء مورا) * (4).
* (وإذا السماء فرجت) * (5).
* (وانشقت السماء فهي يومئذ واهية) * (6).

(1) تفسير الميزان: 20 / 148 وص 213 وص 223.
(2) تفسير الميزان: 20 / 148 وص 213 وص 223.
(3) تفسير الميزان: 20 / 148 وص 213 وص 223.
(4) الطور: 9.
(5) المرسلات: 9.
(6) الحاقة: 16.
2171

* (فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان) * (1).
* (يوم تكون السماء كالمهل) * (2).
* (يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا
أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) * (3).
التفسير:
في تفسير روح المعاني في قوله تعالى:
* (يوم تمور السماء مورا) *: ومعنى تمور تضطرب
كما قال ابن عباس، أي ترتج وهي في مكانها،
وفي رواية عنه: تشقق. وقال مجاهد: تدور،
وأصل المور التردد في المجئ والذهاب، وقيل:
التحرك في تموج، وقيل: الجريان السريع، ويقال
للجري مطلقا (4).
وفي مجمع البيان في قوله تعالى: * (وإذا
السماء فرجت) *: أي شقت وصدعت فصار
فيها فروج (5).
وفي قوله تعالى: * (وانشقت السماء) *: أي
انفرج بعضها من بعض * (فهي يومئذ واهية) * أي
شديدة الضعف بانتقاض بنيتها، وقيل: هو أن
السماء تنشق بعد صلابتها، فتصير بمنزلة الصوف
في الوهي والضعف (6).
وفي الميزان في قوله تعالى: * (فإذا انشقت
السماء فكانت وردة كالدهان) * أي كانت حمراء
كالدهان، وهو الأديم الأحمر (7).
وفي قوله تعالى: * (يوم تكون السماء
كالمهل) *: المهل المذاب من المعدنيات كالنحاس
والذهب وغيرهما، وقيل: دردي الزيت، وقيل:
عكر القطران (8).
وفي قوله تعالى: * (يوم نطوي السماء كطي
السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده...) * إلى
آخر الآية: قال في المفردات: والسجل قيل:
حجر كان يكتب فيه ثم سمي كل ما يكتب فيه
سجلا، قال تعالى: * (كطي السجل للكتب) * أي
كطيه لما كتب فيه حفظا له، انتهى. وهذا أوضح
معنى قيل في معنى هذه الكلمة وأبسطه.
وعلى هذا فقوله: * (للكتب) * مفعول طي،
كما أن السجل فاعله والمراد أن السجل - وهو
الصحيفة المكتوب فيها الكتاب - إذا طوي انطوى
بطيه الكتاب، وهو الألفاظ أو المعاني التي لها
نوع تحقق وثبوت في السجل بتوسط الخطوط
والنقوش، فغاب الكتاب بذلك ولم يظهر منه عين
ولا أثر، كذلك السماء تنطوي بالقدرة الإلهية
كما قال: * (والسماوات مطويات بيمينه) *
الزمر: 67 فتغيب عن غيره ولا يظهر منها عين
ولا أثر، غير أنها لا تغيب عن عالم الغيب وإن
غاب عن غيره، كما لا يغيب الكتاب عن السجل
وإن غاب عن غيره.
فطي السماء على هذا رجوعها إلى خزائن
الغيب بعد ما نزلت منها وقدرت، كما قال تعالى:
* (وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا
بقدر معلوم) * الحجر: 21، وقال مطلقا: * (وإلى الله
المصير) * آل عمران: 28، وقال: * (إن إلى ربك

(1) الرحمن: 37.
(2) المعارج: 8.
(3) الأنبياء: 104.
(4) تفسير روح المعاني: 27 / 29.
(5) مجمع البيان: 10 / 629 وص 520 و 19 / 107.
(6) مجمع البيان: 10 / 629 وص 520 و 19 / 107.
(7) مجمع البيان: 10 / 629 وص 520 و 19 / 107.
(8) تفسير الميزان: 20 / 9.
2172

الرجعى) * العلق: 8.
ولعله لنظر إلى هذا المعنى قيل: إن قوله: * (كما
بدأنا أول خلق نعيده) * ناظر إلى رجوع كل شئ
إلى حاله التي كان عليها حين ابتدئ خلقه، وهي
أنه لم يكن شيئا مذكورا، كما قال تعالى: * (وقد
خلقتك من قبل ولم تك شيئا) * مريم: 9، وقال:
* (هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن
شيئا مذكورا) * الدهر: 1 (1).
[2985]
نفخة القيام
الكتاب
* (ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في
الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام
ينظرون) * (2).
* (ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد * وجاءت كل
نفس معها سائق وشهيد) * (3).
* (ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم
ينسلون * قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد
الرحمن وصدق المرسلون * إن كانت إلا صيحة واحدة
فإذا هم جميع لدينا محضرون) * (4).
- لما عاد رسول الله (صلى الله عليه وآله) من تبوك إلى
المدينة قدم إليه عمرو بن معدي كرب، فقال
له النبي (صلى الله عليه وآله): أسلم يا عمرو يؤمنك الله من
الفزع الأكبر، قال: يا محمد! وما الفزع الأكبر؟
فإني لا أفزع! فقال: يا عمرو إنه ليس كما تظن
وتحسب! إن الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا
يبقى ميت إلا نشر، ولا حي إلا مات إلا
ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة أخرى فينشر من
مات ويصفون جميعا، وتنشق السماء، وتهد
الأرض، وتخر الجبال هدا... فأين أنت يا عمرو
من هذا؟! قال: ألا إني أسمع أمرا عظيما، فآمن
بالله ورسوله، وآمن معه من قومه ناس ورجعوا
إلى قومهم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): كل نفس معها سائق وشهيد:
سائق يسوقها إلى محشرها، وشاهد يشهد عليها
بعملها (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن ابن آدم لفي غفلة عما
خلق له، إن الله إذا أراد خلقه قال للملك: اكتب
رزقه، اكتب أثره، اكتب أجله، شقيا أم سعيدا،
ثم يرتفع ذلك الملك، ويبعث الله ملكا فيحفظه
حتى يدرك ثم يرتفع ذلك الملك. ثم يوكل الله به
ملكين يكتبان حسناته وسيئاته. فإذا حضره
الموت ارتفع ذلك الملكان، وجاء ملك الموت
ليقبض روحه. فإذا ادخل قبره رد الروح في
جسده وجاءه ملكا القبر فامتحناه ثم يرتفعان.
فإذا قامت الساعة انحط عليه ملك الحسنات
وملك السيئات فبسطا كتابا معقودا في عنقه،
ثم حضرا معه واحد سائق وآخر شهيد، ثم قال

(1) تفسير الميزان: 14 / 328.
(2) الزمر: 68.
(3) ق: 20، 21.
(4) يس: 51 - 53.
(5) البحار: 7 / 110 / 38.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 85.
2173

رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن قدامكم لأمرا عظيما
لا تقدرونه، فاستعينوا بالله العظيم! (1).
[2986]
يوم الخروج
الكتاب
* (يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم
الخروج) * (2).
* (وألقت ما فيها وتخلت) * (3).
* (وأخرجت الأرض أثقالها) * (4).
* (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا ذلك حشر علينا
يسير) * (5).
* (يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب
يوفضون) * (6).
* (فتول عنهم يوم يدع الداع إلى شئ نكر * خشعا
أبصارهم يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر *
مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم عسر) * (7).
- الإمام علي (عليه السلام): وأنتم والساعة في
قرن... وكأنها قد أشرفت بزلازلها، وأناخت
بكلاكلها، وانصرمت [انصرفت] الدنيا بأهلها،
وأخرجتهم من حضنها (8).
- عنه (عليه السلام): وأرج الأرض وأرجفها... وأخرج
من فيها، فجددهم بعد إخلاقهم، وجمعهم بعد
تفرقهم (9).
- عنه (عليه السلام): حتى إذا تصرمت الأمور،
وتقضت الدهور، وأزف النشور، أخرجهم من
ضرائح القبور (10).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إن أوحش ما يكون
هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج
من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين
الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها
في دار الدنيا (11).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): أشد ساعات
ابن آدم ثلاث ساعات: الساعة التي يعاين
فيها ملك الموت، والساعة التي يقوم فيها
من قبره، والساعة التي يقف فيها بين يدي
الله تبارك وتعالى (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أيام الله عز وجل ثلاثة:
يوم يقوم القائم، ويوم الكرة، ويوم القيامة (13).
التفسير:
قوله تعالى: * (يوم يسمعون الصيحة بالحق) *:
والصيحة: المرة الواحدة من الصوت الشديد،
وهذه الصيحة هي النفخة الثانية، وقوله:
* (بالحق) * أي بالبعث عن الكلبي، وقيل: يعني
أنها كائنة حقا عن مقاتل، * (ذلك يوم الخروج) *

(1) تفسير الميزان: 18 / 357.
(2) ق: 42.
(3) الانشقاق: 4.
(4) الزلزلة: 2.
(5) ق: 44.
(6) المعارج: 43.
(7) القمر: 6 - 8.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 190.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 109 و 83.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 109 و 83.
(11) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 257 / 11.
(12) الخصال: 119 / 108 و 108 / 75.
(13) الخصال: 119 / 108 و 108 / 75.
2174

من القبور إلى أرض الموقف... * (يوم تشقق) * أي
تتشقق * (الأرض عنهم) * تتصدع فيخرجون منها
* (سراعا) * يسرعون إلى الداعي بلا تأخير (1).
وفي قوله تعالى: * (وألقت ما فيها) * من الموتى
والكنوز مثل * (وأخرجت الأرض أثقالها) * عن
قتادة ومجاهد * (وتخلت) * أي خلت فلم يبق في
بطنها شئ. وقيل: معناه ألقت ما في بطنها من
كنوزها ومعادنها، وتخلت مما على ظهرها من
جبالها وبحارها (2).
وفي قوله تعالى: * (أخرجت الأرض
أثقالها) *: أي أخرجت موتاها المدفونة فيها
تخرجها أحياء للجزاء، عن ابن عباس ومجاهد
والجبائي. وقيل، معناه لفظت ما فيها من كنوزها
ومعادنها فتلقيها على ظهرها (3).
وفي قوله تعالى: * (يوم يخرجون من
الأجداث) * أي القبور * (سراعا) * مسرعين لشدة
السوق * (كأنهم إلى نصب يوفضون) * أي كأنهم
يسعون ويسرعون إلى علم نصب لهم، عن
الجبائي وأبي مسلم (4).

(1) مجمع البيان: 9 / 226 وص 699 وص 798 وص 539.
(2) مجمع البيان: 9 / 226 وص 699 وص 798 وص 539.
(3) مجمع البيان: 9 / 226 وص 699 وص 798 وص 539.
(4) مجمع البيان: 9 / 226 وص 699 وص 798 وص 539.
2175

(376)
المعاد
(3)
صفة المحشر
البحار: 7 / 62 باب 5 " صفة المحشر ".
انظر:
عنوان 111 " الحساب "، 271 " الشفاعة (2) "، 293 " الصراط "، 542 " الميزان ".
العمل (3): باب 2961، الربا: باب 1432، الغدر: باب 3038.
المقربون: باب 3329، الندامة: باب 3864، التزكية: باب 1591.
2177

[2987]
صفة المحشر
الكتاب
* (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم
ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين
زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما
كنتم تزعمون) * (1).
* (يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت
الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا) * (2).
* (يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من
أذن له الرحمن وقال صوابا) * (3).
* (يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم * فمن
يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة
شرا يره) * (4).
* (يوم يكون الناس كالفراش المبثوث) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يموت الرجل على ما عاش
عليه، ويحشر على ما مات عليه (6).
- أبو سعيد - لما حضره الموت دعا بثياب
جدد فلبسها ثم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنكم ملاقوا الله حفاة
عراة غرلا (8).
- وفي رواية: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بموعظة فقال: يا أيها الناس! إنكم محشورون
إلى الله حفاة عراة غرلا * (كما بدأنا أول
خلق نعيده) * (9).
- أبو ذر (رحمه الله): إن الصادق المصدوق حدثني
أن الناس يحشرون ثلاثة أفواج: فوجا راكبين
طاعمين كاسين، وفوجا تسحبهم الملائكة على
وجوههم وتحشرهم النار، وفوجا يمشون
ويسعون (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يبعث الله يوم القيامة ناسا
في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم، فيقال:
ما هؤلاء في صور الذر؟ فيقال: هؤلاء المتكبرون

(1) الأنعام: 94.
(2) طه: 108.
(3) النبأ: 38.
(4) الزلزلة: 6 - 8.
(5) القارعة: 4.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 133.
(7) رواه أبو داود وابن حبان في صحيحه، وفي إسناده يحيى بن
أيوب وهو الغافقي المصري، احتج به البخاري ومسلم وغيرهما
وله مناكير، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال أحمد: سئ
الحفظ، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقد قال كل من وقفت
على كلامه من أهل اللغة: إن المراد بقوله: " يبعث في ثيابه التي
قبض فيها " أي في أعماله، قال الهروي: وهذا كحديثه الآخر:
" يبعث العبد على ما مات عليه " قال: وليس قول من ذهب إلى
الأكفان بشئ، لأن الميت إنما يكفن بعد الموت، الترغيب
والترهيب: 4 / 383 / 10.
(8) الترغيب والترهيب: 4 / 384 / 11 و ح 12 وص 387 / 21.
(9) الترغيب والترهيب: 4 / 384 / 11 و ح 12 وص 387 / 21.
(10) الترغيب والترهيب: 4 / 384 / 11 و ح 12 وص 387 / 21.
2178

في الدنيا (1).
- الإمام علي (عليه السلام): اسمع يا ذا الغفلة والتصريف
من ذي الوعظ والتعريف، جعل يوم الحشر يوم
العرض والسؤال والحباء والنكال، يوم تقلب إليه
أعمال الأنام، وتحصى فيه جميع الآثام، يوم
تذوب من النفوس أحداق عيونها، وتضع الحوامل
ما في بطونها (2).
- عنه (عليه السلام): إن بعد البعث ما هو أشد من القبر،
يوم يشيب فيه الصغير، ويسكر منه الكبير،
ويسقط فيه الجنين... إن فزع ذلك اليوم ليرهب
الملائكة الذين لا ذنب لهم... فكيف من عصى
بالسمع والبصر واللسان واليد والرجل والفرج
والبطن إن لم يغفر الله له ويرحمه من ذلك اليوم (3).
- عنه (عليه السلام): وذلك يوم يجمع الله فيه الأولين
والآخرين لنقاش الحساب وجزاء الأعمال،
خضوعا، قياما، قد ألجمهم العرق، ورجفت بهم
الأرض، فأحسنهم حالا من وجد لقدميه موضعا،
ولنفسه متسعا! (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل من ورد القيامة
عطشان (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): شعار الناس يوم القيامة في
ظلمة يوم القيامة: لا إله إلا الله (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مثل الناس يوم القيامة
إذا قاموا لرب العالمين مثل السهم في القرب
ليس له من الأرض إلا موضع قدمه، كالسهم في
الكنانة لا يقدر أن يزول ههنا ولا ههنا (7).
[2988]
المتقون في القيامة
الكتاب
* (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * (8).
* (وجوه يومئذ مسفرة * ضاحكة مستبشرة) * (9).
* (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين
أيديهم... هي مولاكم وبئس المصير) * (10).
* (لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا
يومكم الذي كنتم توعدون) * (11).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى -: * (يوم
لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى
بين أيديهم وبأيمانهم) * -: فمن كان له نور يومئذ
نجا، وكل مؤمن له نور (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (يوم
نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * -: إن
الوفد لا يكونون إلا ركبانا، أولئك رجال اتقوا
الله فأحبهم الله واختصهم ورضي أعمالهم،
فسماهم المتقين (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سأله علي (عليه السلام) عن هذه

(1) الترغيب والترهيب: 4 / 387 / 22.
(2) أمالي الطوسي: 653 / 1353 و 28 / 31.
(3) أمالي الطوسي: 653 / 1353 و 28 / 31.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 102.
(5) كنز العمال: 38938، 38962.
(6) كنز العمال: 38938، 38962.
(7) الكافي: 8 / 143 / 110.
(8) مريم: 85.
(9) عبس: 38، 39.
(10) الحديد: 12 - 15.
(11) الأنبياء: 103.
(12) نور الثقلين: 5 / 375 / 34.
(13) الكافي: 8 / 95 / 69.
2179

الآية: * (يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا...) *
يا رسول الله! ما الوفد إلا ركب؟ -: والذي
نفسي بيده إنهم إذا خرجوا من قبورهم استقبلوا
بنوق بيض لها أجنحة عليها رحال الذهب، شرك
نعالهم نور يتلألأ كل خطوة منها مثل مد البصر (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يوم
نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا) * -: يحشرون
على النجائب (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع من كن فيه أمن يوم
الفزع الأكبر: إذا أعطي شيئا قال: الحمد لله،
وإذا أذنب ذنبا قال: أستغفر الله، وإذا أصابته
مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، وإذا كانت
له حاجة سأل ربه، وإذا خاف شيئا لجأ إلى ربه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عرضت له فاحشة أو شهوة
فاجتنبها مخافة الله عز وجل حرم الله عليه النار
وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه
في قوله تعالى: * (ولمن خاف مقام ربه جنتان) * (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من مقت نفسه دون مقت الناس
آمنه الله من فزع يوم القيامة (5).
(انظر) البحار: 7 / 290 باب 15، 230 باب 8.
العمل (3): باب 2961.
الحرام: باب 805.
النور: باب 2963.
[2989]
المجرمون في القيامة
الكتاب
* (ويوم تقوم الساعة يبلس المجرمون) * (6).
* (ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون) * (7).
* (ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير
ساعة كذلك كانوا يؤفكون) * (8).
* (ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رؤوسهم عند ربهم
ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا
موقنون) * (9).
* (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما
فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة
ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم
ربك أحدا) * (10).
* (يوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ
زرقا) * (11).
* (يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي
والاقدام) * (12).
* (يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ
ببنيه) * (13).
* (إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها

(1) الترغيب والترهيب: 4 / 494 / 3. انظر تمام الحديث.
(2) المحاسن: 1 / 287 / 567. قال الفيروزآبادي: النجيب:
الكريم الحسيب، وناقة نجيب ونجيبة والجمع نجائب. القاموس
المحيط: 1 / 130.
(3) تنبيه الخواطر: 2 / 237.
(4) وسائل الشيعة: 11 / 163 / 1.
(5) ثواب الأعمال: 216 / 1.
(6) الروم: 12، 14، 55.
(7) الروم: 12، 14، 55.
(8) الروم: 12، 14، 55.
(9) السجدة: 12.
(10) الكهف: 49.
(11) طه: 102.
(12) الرحمن: 41.
(13) المعارج: 11.
2180

ولا يحيى) * (1).
* (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما
يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي
رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء * وأنذر
الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا
إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أولم تكونوا
أقسمتم من قبل مالكم من زوال * وسكنتم في مساكن
الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا
لكم الأمثال * وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان
مكرهم لتزول منه الجبال * فلا تحسبن الله مخلف وعده
رسله إن الله عزيز ذو انتقام * يوم تبدل الأرض غير
الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار * وترى
المجرمين يومئذ مقرنين في الأصفاد * سرابيلهم من
قطران وتغشى وجوههم النار) * (2).
(انظر) المؤمن 16، 20، القلم 42، 43، عبس 33، 42.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (كأنما
أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما) * -: أما
ترى البيت إذا كان الليل كان أشد سوادا من
خارج، فكذلك وجوههم تزداد سوادا (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يحشر العبد يوم القيامة
وما ندى دما، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق
ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول:
يا رب إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دما؟!
فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا،
فرويتها عليه، فنقلت حتى صارت إلى فلان
الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يجئ يوم القيامة رجل
إلى رجل حتى يلطخه بدم والناس في الحساب،
فيقول: يا عبد الله مالي ولك؟ فيقول: أعنت علي
يوم كذا وكذا بكلمة كذا فقتلت (5).
- عنه (عليه السلام): من آثر الدنيا على الآخرة حشره
الله يوم القيامة أعمى (6).
- عنه (عليه السلام): من لقي المسلمين بوجهين
ولسانين، جاء يوم القيامة وله لسانان من نار (7).
- عنه (عليه السلام): من أكل من مال أخيه ظلما ولم يرده
عليه، أكل جذوة من النار يوم القيامة (8).
- عنه (عليه السلام): من سأل الناس وعنده قوت ثلاثة
أيام، لقي الله تعالى يوم يلقاه وليس في
وجهه لحم (9).
- عنه (عليه السلام): من قرأ القرآن ليأكل به الناس
جاء يوم القيامة ووجهه عظم لا لحم فيه (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الهمازون، واللمازون،
والمشاؤون بالنميمة الباغون للبراء العنت،
يحشرهم الله في وجوه الكلاب (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن المتكبرين يجعلون
في صور الذر يتوطأهم الناس حتى يفرغ الله
من الحساب (12).

(1) طه: 74.
(2) إبراهيم: 42 - 50.
(3) البحار: 7 / 186 / 45.
(4) الكافي: 2 / 370 / 5.
(5) ثواب الأعمال: 326 / 1.
(6) البحار: 7 / 218 / 127.
(7) ثواب الأعمال: 319 / 1 و 322 / 8 و 325 / 1 و 329 / 1.
(8) ثواب الأعمال: 319 / 1 و 322 / 8 و 325 / 1 و 329 / 1.
(9) ثواب الأعمال: 319 / 1 و 322 / 8 و 325 / 1 و 329 / 1.
(10) ثواب الأعمال: 319 / 1 و 322 / 8 و 325 / 1 و 329 / 1.
(11) الترغيب والترهيب: 3 / 500 / 10.
(12) الكافي: 2 / 311 / 11.
2181

- عنه (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى مناد:
أين الصدود لأوليائي؟ فيقوم قوم ليس على
وجوههم لحم، فيقال: هؤلاء الذين آذوا المؤمنين
ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم، ثم
يؤمر بهم إلى جهنم (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يبغضنا أهل البيت أحد
إلا بعثه الله يوم القيامة أجذم (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يحشر المكذبون بقدر
الله من قبورهم قد مسخوا قردة وخنازير (3).
(انظر) البحار: 7 / 213 / 116.
العمل (3): باب 2961.
الزكاة: باب 1582.
الحاجة: باب 967، 968.
الخمر: باب 1128.
الربا: باب 1431.
العلم: باب 2858، 2986.
الغدر: باب 3038.
[2990]
كتاب الأعمال
الكتاب
* (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم
القيامة كتابا يلقاه منشورا * اقرأ كتابك كفى بنفسك
اليوم عليك حسيبا) * (4).
* (حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم
وجلودهم بما كانوا يعملون * وقالوا لجلودهم لم شهدتم
علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شئ وهو خلقكم أول
مرة وإليه ترجعون * وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم
سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا
يعلم كثيرا مما تعملون) * (5).
* (يومئذ تحدث أخبارها * بأن ربك أوحى لها) * (6).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا عباد الله أن
عليكم رصدا من أنفسكم، وعيونا من
جوارحكم، وحفاظ صدق يحفظون أعمالكم،
وعدد أنفاسكم! (7).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه وتعالى لا يخفى
عليه ما العباد مقترفون في ليلهم ونهارهم،
لطف به خبرا، وأحاط به علما، أعضاؤكم
شهوده، وجوارحكم جنوده، وضمائركم عيونه،
وخلواتكم عيانه (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه) * -:
يقول: خيره وشره معه حيث كان، لا يستطيع
فراقه حتى يعطى كتابه يوم القيامة بما عمل (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى -:
* (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم) * -: يذكر
بالعبد جميع ما عمل وما كتب عليه، حتى كأنه
فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: * (يا ويلتنا
ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا
أحصاها) * (10).
- عنه (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة دفع إلى

(1) الكافي: 2 / 351 / 2.
(2) ثواب الأعمال: 243 / 2 و 253 / 4.
(3) ثواب الأعمال: 243 / 2 و 253 / 4.
(4) الإسراء: 13، 14.
(5) فصلت: 20 - 22.
(6) الزلزلة: 4، 5.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 157 و 199.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 157 و 199.
(9) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 17.
(10) تفسير العياشي: 2 / 284 / 33.
2182

الإنسان كتابه، ثم قيل له: اقرأه، قلت:
فيعرف ما فيه؟ فقال: إنه يذكره فما من لحظة
ولا كلمة ولا نقل قدم ولا شئ فعله إلا ذكره،
كأنه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا: " يا ويلتنا
ما لهذا الكتاب... " (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ختم على الأفواه فلا تكلم،
وقد تكلمت الأيدي، وشهدت الأرجل، ونطقت
الجلود بما عملوا فلا يكتمون الله حديثا (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تجيئون يوم القيامة وعلى
أفواهكم الفدام، فأول ما يتكلم من الإنسان
فخذه وكفه (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابن الحنفية -:
قال الله تعالى: * (وما كنتم تستترون أن يشهد
عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) * يعني
بالجلود الفروج والأفخاذ (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وما
كنتم تستترون...) * -: يعني بالجلود الفروج (5).
- الإمام علي (عليه السلام): ثم نظم تعالى ما فرض
على السمع والبصر والفرج في آية واحدة،
فقال: * (ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم
ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله
لا يعلم كثيرا مما تعملون) * يعني بالجلود
هاهنا: الفروج (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قرأ هذه الآية:
* (يومئذ تحدث أخبارها) * -: أتدرون ما
أخبارها؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: فإن
أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل
على ظهرها، تقول: عمل كذا وكذا (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): فلله عز وجل على كل عبد رقباء
من كل خلقه، ومعقبات من بين يديه ومن خلفه
يحفظونه من أمر الله، ويحفظون عليه ما يكون منه
من أعماله وأقواله وألفاظه وألحاظه، والبقاع التي
تشتمل عليه شهود ربه له أو عليه، والليالي
والأيام والشهور شهوده عليه أو له، وسائر عباد
الله المؤمنين شهوده عليه أو له، وحفظته الكاتبون
أعماله شهود له أو عليه (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سئل عن الرجل
أيصلي نوافله في موضع أو يفرقها؟ -: لا، بل
هاهنا وهاهنا، فإنها تشهد له يوم القيامة (9).
- عنه (عليه السلام): ما من يوم يأتي على ابن آدم إلا قال
ذلك اليوم: يا بن آدم أنا يوم جديد، وأنا عليك
شهيد، فافعل بي خيرا واعمل في خيرا أشهد لك
يوم القيامة، فإنك لن تراني بعدها أبدا (10).
(انظر) البحار: 7 / 306 باب 16.
العمل (3): باب 2960.
المراقبة: باب 1536، 1537.
التفسير:
قوله تعالى: * (ونخرج له يوم القيامة كتابا
يلقاه منشورا) * يوضح حال هذا الكتاب قوله
2183

بعده: * (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك
حسيبا) * حيث يدل أولا: على أن الكتاب الذي
يخرج له هو كتابه نفسه لا يتعلق بغيره، وثانيا: أن
الكتاب متضمن لحقائق أعماله التي عملها في
الدنيا من غير أن يفقد منها شيئا، كما في قوله:
* (يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة
ولا كبيرة إلا أحصاها) * الكهف: 49، وثالثا: أن
الأعمال التي أحصاها بادية فيها بحقائقها من
سعادة أو شقاء، ظاهرة بنتائجها من خير أو شر
ظهورا لا يستتر بستر ولا يقطع بعذر، قال تعالى:
* (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك
فبصرك اليوم حديد) * ق: 22.
ويظهر من قوله تعالى: * (يوم تجد كل نفس
ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء) *
آل عمران: 30، أن الكتاب يتضمن نفس الأعمال
بحقائقها دون الرسوم المخطوطة على حد الكتب
المعمولة فيما بيننا في الدنيا، فهو نفس الأعمال
يطلع الله الإنسان عليها عيانا، ولا حجة كالعيان.
وبذلك يظهر أن المراد بالطائر والكتاب في
الآية أمر واحد وهو العمل الذي يعمله الإنسان،
غير أنه سبحانه قال: * (ونخرج له يوم القيامة
كتابا) * ففرق الكتاب عن الطائر ولم يقل:
* (ونخرجه) * لئلا يوهم أن العمل إنما يصير كتابا
يوم القيامة وهو قبل ذلك طائر وليس بكتاب، أو
يوهم أن الطائر خفي مستور غير خارج قبل يوم
القيامة فلا يلائم كونه ملزما له في عنقه.
وبالجملة: في قوله: * (ونخرج له) * إشارة إلى
أن كتاب الأعمال بحقائقها مستور عن إدراك
الإنسان، محجوب وراء حجاب الغفلة، وإنما
يخرجه الله سبحانه للإنسان يوم القيامة فيطلعه
على تفاصيله، وهو المعني بقوله: * (يلقاه
منشورا) *.
وفي ذلك دلالة على أن ذلك أمر مهيأ له غير
مغفول عنه، فيكون تأكيدا لقوله: * (وكل إنسان
ألزمناه طائره في عنقه) *، لأن المحصل أن
الإنسان ستناله تبعة عمله لا محالة: أما أولا فلأنه
لازم له لا يفارقه، وأما ثانيا فلأنه مكتوب كتابا
سيظهر له فيلقاه منشورا.
قوله تعالى: * (اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم
عليك حسيبا) * أي يقال له: اقرأ كتابك... إلخ.
وقوله: * (كفى بنفسك) * الباء فيه زائدة للتأكيد،
وأصله كفت نفسك، وإنما لم يؤنث الفعل لأن
الفاعل مؤنث مجازي يجوز معه التذكير
والتأنيث، وربما قيل: إنه اسم فعل بمعنى اكتف
والباء غير زائدة، وربما وجه بغير ذلك.
وفي الآية دلالة على أن حجة للكتاب قاطعة
بحيث لا يرتاب فيها قارئه ولو كان هو المجرم
نفسه، وكيف لا؟! وفيه معاينة نفس العمل وبه
الجزاء، قال تعالى: * (لا تعتذروا اليوم إنما تجزون
ما كنتم تعملون) * التحريم: 7.
وقد اتضح مما أوردناه - في وجه اتصال قوله:
* (ويدع الإنسان بالشر) * الآية بما قبله - وجه
اتصال هاتين الآيتين أعني قوله: * (وكل إنسان
ألزمناه طائره - إلى قوله: - حسيبا) *.
فمحصل معنى الآيات - والسياق سياق
التوبيخ واللوم - أن الله سبحانه أنزل القرآن
2184

وجعله هاديا إلى ملة هي أقوم جريا على السنة
الإلهية في هداية الناس إلى التوحيد والعبودية
وإسعاد من اهتدى منهم وإشقاء من ضل، لكن
الإنسان لا يميز الخير من الشر، ولا يفرق بين
النافع والضار، بل يستعجل كل ما يهواه فيطلب
الشر كما يطلب الخير، والحال أن العمل سواء كان
خيرا أو شرا لازم لصاحبه لا يفارقه، وهو أيضا
محفوظ عليه في كتاب سيخرج له يوم القيامة
وينشر بين يديه ويحاسب عليه، وإذا كان كذلك
كان من الواجب على الإنسان أن لا يبادر إلى
اقتحام كل ما يهواه ويشتهيه ولا يستعجل
ارتكابه، بل يتوقف في الأمور ويتروى حتى يميز
بينها ويفرق خيرها من شرها، فيأخذ بالخير
ويتحرز الشر (1).
[2991]
أصحاب اليمين
الكتاب
* (وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين * في سدر
مخضود * وطلح منضود * وظل ممدود * وماء مسكوب *
وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة * وفرش
مرفوعة * إنا أنشأناهن إنشاء * فجعلناهن أبكارا * عربا
أترابا * لأصحاب اليمين * ثلة من الأولين * وثلة من
الآخرين) * (2).
* (فأما من أوتي كتابه بيمينه * فسوف يحاسب
حسابا يسيرا) * (3).
* (يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه
بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم ولا يظلمون فتيلا) * (4).
* (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا
كتابيه) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى إذا
أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه
وحاسبه فيما بينه وبينه، فيقول: عبدي! فعلت
كذا وكذا وعملت كذا وكذا! فيقول: نعم يا رب قد
فعلت ذلك، فيقول: قد غفرتها لك وأبدلتها
حسنات، فيقول الناس: سبحان الله أما كان لهذا
العبد سيئة واحدة؟! وهو قول الله عز وجل: * (فأما
من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا
يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا) * (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ليست تشهد الجوارح على
مؤمن، إنما تشهد على من حقت عليه كلمة
العذاب، فأما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سمعه معاوية بن
وهب -: إذا تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر
عليه في الدنيا والآخرة، فقلت: وكيف يستر
عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب،
ويوحي إلى جوارحه: اكتمي عليه ذنوبه، ويوحي
إلى بقاع الأرض: اكتمي ما كان يعمل عليك من

(1) تفسير الميزان: 13 / 55 - 57.
(2) الواقعة: 27 - 40.
(3) الانشقاق: 7، 8.
(4) الإسراء: 71.
(5) الحاقة: 19.
(6) الزهد للحسين بن سعيد: 92 / 246.
(7) الكافي: 2 / 32 / 1.
2185

الذنوب، فيلقى الله حين يلقاه وليس شئ يشهد
عليه بشئ من الذنوب (1).
(انظر) التوبة: باب 446، 467.
الحساب: باب 841.
[2992]
أصحاب الشمال
الكتاب
* (وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم
وحميم * وظل من يحموم * لا بارد ولا كريم * إنهم كانوا
قبل ذلك مترفين * وكانوا يصرون على الحنث العظيم *
وكانوا يقولون أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا
لمبعوثون * أو آباؤنا الأولون * قل إن الأولين والآخرين *
لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم) * (2).
* (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت
كتابيه * ولم أدر ما حسابيه * يا ليتها كانت القاضية * ما
أغنى عني ماليه * هلك عني سلطانيه * خذوه فغلوه * ثم
الجحيم صلوه * ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا
فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم * ولا يحض على
طعام المسكين * فليس له اليوم هاهنا حميم * ولا طعام
إلا من غسلين) * (3).
* (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره * فسوف يدعو
ثبورا * ويصلى سعيرا * إنه كان في أهله مسرورا * إنه
ظن أن لن يحور، بلى إن ربه كان به بصيرا) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى...
إذا أراد بعبد شرا حاسبه على رؤوس الناس،
وبكته (5)، وأعطاه كتابه بشماله، وهو قول الله
عز وجل: * (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره
فسوف يدعو ثبورا ويصلى سعيرا إنه كان في
أهله مسرورا) * (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): في قوله: * (فأما من
أوتي كتابه بيمينه) * فهو أبو سلمة عبد الله بن
عبد الأسود بن هلال المخزومي وهو من بني
مخزوم * (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) * فهو
الأسود بن عبد الأسود بن هلال المخزومي قتله
حمزة بن عبد المطلب يوم بدر (7).
التفسير:
قوله تعالى: * (وأما من أوتي كتابه
وراء ظهره) * الظرف منصوب بنزع الخافض،
والتقدير: من وراء ظهره، ولعلهم إنما يؤتون
كتبهم من وراء ظهورهم لرد وجوههم على
أدبارهم، كما قال تعالى: * (من قبل أن نطمس
وجوها فنردها على أدبارها) * النساء: 47.
ولا منافاة بين إيتاء كتابهم من وراء ظهورهم
وبين إيتائهم بشمالهم كما وقع في قوله تعالى:
* (وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم
أوت كتابيه) * الحاقة: 27 (8).
(انظر) تفسير الميزان: 20 / 243، 245.

(1) الكافي: 2 / 430 / 1.
(2) الواقعة: 41 - 50.
(3) الحاقة: 25 - 36.
(4) الانشقاق: 10 - 15.
(5) أي غلبه بالحجة. كما في هامش البحار: 7 / 324.
(6) الزهد للحسين بن سعيد: 92 / 246.
(7) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 412.
(8) تفسير الميزان: 20 / 243.
2186

[2993]
حشر الوحوش
الكتاب
* (وإذا الوحوش حشرت) * (1).
* (وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا
أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شئ ثم إلى ربهم
يحشرون) * (2).
(انظر) البحار: 7 / 253 باب 11.
تفسير الميزان: 7 / 73، " كلام في
المجتمعات الحيوانية ".
[2994]
مواقف القيامة
الكتاب
* (يدبر الامر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في
يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون) * (3).
* (تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره
خمسين ألف سنة) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ألا فحاسبوا أنفسكم
قبل أن تحاسبوا، فإن للقيامة خمسين موقفا،
كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه
الآية * (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد قيل له: ما أطول
هذا اليوم؟ -: والذي نفسي بيده إنه
ليخفف على المؤمن، حتى يكون أهون عليه من
الصلاة المكتوبة يصليها في الدنيا (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لو ولي الحساب غير
الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن
يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة (7).
- عنه (عليه السلام): لا ينتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل
الجنة في الجنة، وأهل النار في النار (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الظالم لنفسه يحبس في يوم
كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يدخل الحزن
في جوفه، ثم يرحمه فيدخل الجنة، فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن، الذي
أدخل أجوافهم الحزن في طول المحشر (9).
(انظر) البحار: 7 / 121 باب 6.
[2995]
الكوثر
الكتاب
* (إنا أعطيناك الكوثر) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يؤمن بحوضي فلا
أورده الله حوضي (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الحوض أكرمني الله به،
وفضلني على من كان قبلي من الأنبياء، وهو

(1) التكوير: 5.
(2) الأنعام: 38.
(3) السجدة: 5.
(4) المعارج: 4.
(5) أمالي الطوسي: 36 / 38.
(6) المحجة البيضاء: 8 / 329.
(7) البحار: 7 / 123 وص 128 / 8.
(8) البحار: 7 / 123 وص 128 / 8.
(9) البحار: 7 / 123 وص 128 / 8.
(10) الكوثر: 1.
(11) أمالي الصدوق: 16 / 4.
2187

ما بين أيلة وصنعاء، فيه من الآنية عدد نجوم
السماء، يسيل فيه خليجان من الماء، ماؤه أشد
بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، حصاه الزمرد
والياقوت، بطحاؤه مسك أذفر (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض
من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه
كنجوم السماء، من شرب منه لا يظمأ أبدا.
وفي رواية: حوضي مسيرة شهر، وزواياه سواء،
وماؤه أبيض من الورق (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أعطيت الكوثر، فضربت بيدي فإذا
هي مسكة ذفرة، وإذا حصباؤها اللؤلؤ (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إني على الحوض أنظر من يرد
علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال فلأقولن:
أي رب من أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما
أحدثوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم (4).
(انظر) كنز العمال: 14 / 415.
البحار: 8 / 16 باب 20.

(1) أمالي الطوسي: 228 / 400.
(2) الترغيب والترهيب: 4 / 417 / (63 - 64) وص 421 / 71 وص 423 / 77.
(3) الترغيب والترهيب: 4 / 417 / (63 - 64) وص 421 / 71 وص 423 / 77.
(4) الترغيب والترهيب: 4 / 417 / (63 - 64) وص 421 / 71 وص 423 / 77.
2188

(377)
العادة
انظر:
عنوان 519 " النفس "، 537 " الهوى "، 7 " الأدب ".
2189

[2996]
العادة
- الإمام علي (عليه السلام): العادة طبع ثان (1).
- عنه (عليه السلام): للعادة على كل إنسان سلطان (2).
- عنه (عليه السلام): العادة عدو متملك (3).
- عنه (عليه السلام): آفة الرياضة غلبة العادة (4).
- عنه (عليه السلام): غير مدرك الدرجات من أطاع
العادات (5).
- الإمام الحسن (عليه السلام): العادات قاهرات،
فمن اعتاد شيئا في سره وخلواته، فضحه
في علانيته وعند الملا (6).
- الإمام علي (عليه السلام): لسانك يستدعيك ما عودته،
ونفسك تقتضيك ما ألفته (7).
- عنه (عليه السلام): لا تسرعن إلى الغضب فيتسلط
عليك بالعادة (8).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها
من شئ قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو
قلبك، ويشتغل لبك (9).
[2997]
غلبة العادة
- الإمام علي (عليه السلام): الفضيلة غلبة العادة (10).
- عنه (عليه السلام): أفضل العبادة غلبة العادة (11).
- عنه (عليه السلام): بغلبة العادات الوصول إلى أشرف
المقامات (12).
- عنه (عليه السلام): غالبوا أنفسكم على ترك العادات
تغلبوها، وجاهدوا أهواءكم تملكوها (13).
- عنه (عليه السلام): غيروا العادات تسهل عليكم
الطاعات (14).
- عنه (عليه السلام): ذللوا أنفسكم بترك العادات،
وقودوها إلى فعل الطاعات، وحملوها أعباء
المغارم، وحلوها بفعل المكارم، وصونوها عن
دنس المآثم (15).
[2998]
الخير عادة
- الإمام علي (عليه السلام): تخير لنفسك من كل
خلق أحسنه، فإن الخير عادة، تجنب من
كل خلق أسوأه، وجاهد نفسك على تجنبه،

(1) غرر الحكم: 702، 7327، 958، 3933، 6409.
(2) غرر الحكم: 702، 7327، 958، 3933، 6409.
(3) غرر الحكم: 702، 7327، 958، 3933، 6409.
(4) غرر الحكم: 702، 7327، 958، 3933، 6409.
(5) غرر الحكم: 702، 7327، 958، 3933، 6409.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 113.
(7) غرر الحكم: 7634، 10288.
(8) غرر الحكم: 7634، 10288.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(10) غرر الحكم: 357، 2873، 4300، 6418، 6405، 5199.
(11) غرر الحكم: 357، 2873، 4300، 6418، 6405، 5199.
(12) غرر الحكم: 357، 2873، 4300، 6418، 6405، 5199.
(13) غرر الحكم: 357، 2873، 4300، 6418، 6405، 5199.
(14) غرر الحكم: 357، 2873، 4300، 6418، 6405، 5199.
(15) غرر الحكم: 357، 2873، 4300، 6418، 6405، 5199.
2190

فإن الشر لجاجة (1).
- عنه (عليه السلام): كفى بفعل الخير حسن عادة (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخير عادة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الخير عادة، والشر لجاجة (4).
- الإمام علي (عليه السلام): عادة الإحسان مادة
الإمكان (5).
(انظر) الخلق: باب 1113.
[2999]
ما ينبغي الاتصاف به
- الإمام علي (عليه السلام): عود نفسك الجميل،
فإنه يجمل عنك الأحدوثة، ويجزل لك المثوبة (6).
- عنه (عليه السلام): عود نفسك السماح، وتجنب
الإلحاح، يلزمك الصلاح (7).
- عنه (عليه السلام): عود نفسك حسن النية وجميل
المقصد، تدرك في مباغيك النجاح (8).
- عنه (عليه السلام): عود نفسك فعل المكارم، وتحمل
أعباء المغارم، تشرف نفسك، وتعمر آخرتك،
ويكثر حامدوك (9).
- عنه (عليه السلام): عود نفسك الاستهتار بالذكر
والاستغفار، فإنه يمحو عنك الحوبة، ويعظم
لك المثوبة (10).
- عنه (عليه السلام): عودوا أنفسكم الحلم، واصبروا
على الإيثار على أنفسكم فيما تجمدون عنه (11).
- عنه (عليه السلام): عود لسانك لين الكلام وبذل
السلام، يكثر محبوك ويقل مبغضوك (12).
- عنه (عليه السلام): عود لسانك حسن الكلام
تأمن الملام (13).
- عنه (عليه السلام): عود اذنك حسن الاستماع،
ولا تصغ إلى ما لا يزيد في صلاحك استماعه،
فإن ذلك يصدئ القلوب، ويوجب المذام (14).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
وعود نفسك التصبر [الصبر] على المكروه،
ونعم الخلق التصبر في الحق (15).
[3000]
صعوبة نقل العادات
- الإمام علي (عليه السلام): أصعب السياسات نقل
العادات (16).
- عنه (عليه السلام): أسوأ الناس حالا من انقطعت مادته
وبقيت عادته! (17).
- عنه (عليه السلام): كل شئ يستطاع، إلا
نقل الطباع (18).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! تولوا من أنفسكم
تأديبها، واعدلوا بها عن ضراوة عاداتها (19).
(انظر) الخلق: باب 1106.
السياسة: باب 1933.
النفس: باب 3919.

(1) غرر الحكم: (4564 - 4565)، 7043.
(2) غرر الحكم: (4564 - 4565)، 7043.
(3) كنز العمال: 44128، 28722.
(4) كنز العمال: 44128، 28722.
(5) غرر الحكم: 6237، 6229، 6235، 6236، 6232، 6230.
(6) غرر الحكم: 6237، 6229، 6235، 6236، 6232، 6230.
(7) غرر الحكم: 6237، 6229، 6235، 6236، 6232، 6230.
(8) غرر الحكم: 6237، 6229، 6235، 6236، 6232، 6230.
(9) غرر الحكم: 6237، 6229، 6235، 6236، 6232، 6230.
(10) غرر الحكم: 6237، 6229، 6235، 6236، 6232، 6230.
(11) تحف العقول: 224.
(12) غرر الحكم: 6231، 6233، 6234.
(13) غرر الحكم: 6231، 6233، 6234.
(14) غرر الحكم: 6231، 6233، 6234.
(15) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(16) غرر الحكم: 2969، 3211، 6906.
(17) غرر الحكم: 2969، 3211، 6906.
(18) غرر الحكم: 2969، 3211، 6906.
(19) نهج البلاغة: الحكمة 359.
2191

[3001]
عادة الأشرار
- الإمام علي (عليه السلام): بئس العادة الفضول (1).
- عنه (عليه السلام): عادة اللئام المكافاة بالقبيح عن
الإحسان (2).
- عنه (عليه السلام): عادة اللئام والأغمار أذية الكرام
والأحرار (3).
- عنه (عليه السلام): عادة اللئام قبح الوقيعة (4).
- عنه (عليه السلام): عادة الأغمار قطع مواد
الإحسان (5).
- عنه (عليه السلام): عادة الأشرار أذية الرفاق (6).
- عنه (عليه السلام): عادة الأشرار معاداة الأخيار (7).
- عنه (عليه السلام): عادة المنافقين تهزيع الأخلاق (8).
[3002]
عادة الأخيار
- الإمام علي (عليه السلام): عادة الكرام الجود (9).
- عنه (عليه السلام): عادة الكرام حسن الصنيعة (10).
- عنه (عليه السلام): سنة الكرام ترادف الإنعام (11).
- عنه (عليه السلام): سنة الكرام الوفاء بالعهود (12).
- عنه (عليه السلام): خير الناس من كان في يسره
سخيا شكورا، خير الناس من كان في عسره
مؤثرا صبورا (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الناس من انتفع به
الناس (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خيركم من أطاب الكلام، وأطعم
الطعام، وصلى بالليل والناس نيام (15).
(انظر) الكرم: باب 2473.
الخير: باب 1165، 1166.
[3003]
اعتياد النفس ما لم تعتد
- الإمام علي (عليه السلام) - لما اتي بفالوذج فوضع
قدامه -: إنك طيب الريح حسن اللون طيب
الطعم، ولكن أكره أن أعود نفسي ما لم تعتد (16).
- حبة العرني: اتي أمير المؤمنين (عليه السلام) بخوان
فالوزج، فوضع بين يديه ونظر إلى صفائه
وحسنه، فوجئ بإصبعه فيه حتى بلغ أسفله، ثم
سلها ولم يأخذ منه شيئا، وتلمظ إصبعه وقال: إن
الحلال طيب وما هو بحرام، ولكني أكره أن أعود
نفسي ما لم أعودها، ارفعوه عني، فرفعوه (17).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب (عليه السلام) اتي بخبيص، فأبى أن يأكله، فقالوا
له: أتحرمه؟ قال: لا، ولكني أخشى أن تتوق
إليه نفسي فأطلبه، ثم تلا هذه الآية: * (أذهبتم

(1) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(2) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(3) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(4) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(5) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(6) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(7) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(8) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(9) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(10) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(11) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(12) غرر الحكم: 4394، 6238، 6246، 6243، 6239، 6245، 6247، 6244، 6240، 6242، 5550، 5556.
(13) غرر الحكم: (5027 - 5028).
(14) أمالي الصدوق: 28 / 4.
(15) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 65 / 290.
(16) كنز العمال: 36549.
(17) المحاسن: 409.
2192

طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها) * (1).
- أكل أمير المؤمنين (عليه السلام) من تمرة " دقل " ثم
شرب عليه الماء وضرب يده على بطنه وقال: من
أدخل بطنه النار فأبعده الله، ثم تمثل:
وإنك مهما تعط بطنك سؤله * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا (2)
(انظر) وسائل الشيعة: 16 / 507 باب 80.

(1) أمالي المفيد: 134 / 2. راجع الدنيا: باب 1250.
(2) الدعوات للراوندي: 137 / 340.
2193

(378)
العيد
كنز العمال: 7 / 87 " العيد ".
البحار: 59 / 91 باب 22 " النيروز ".
البحار: 91 / 1 باب 2 " أدعية عيد الفطر ".
البحار: 91 / 47 باب 3 " أدعية عيد الأضحى ".
2195

[3004]
العيد
الكتاب
* (قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من
السماء تكون لنا عيدا لأولنا وآخرنا وآية منك وارزقنا
وأنت خير الرازقين) * (1).
- سويد بن غفلة: دخلت عليه - يعني
أمير المؤمنين (عليه السلام) - يوم عيد، فإذا عنده فاثور -
أي خوان - عليه خبز السمراء - أي الحنطة -
وصفحة فيها خطيفة وملبنة (2)، فقلت: يا أمير
المؤمنين يوم عيد وخطيفة؟! فقال: إنما
هذا عيد من غفر له (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - قال في بعض الأعياد -:
إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وشكر قيامه،
وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو يوم عيد (4).
- مر - أي الحسن (عليه السلام) - في يوم فطر
بقوم يلعبون ويضحكون، فوقف على رؤوسهم
فقال: إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه
فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم
ففازوا، وقصر آخرون فخابوا، فالعجب كل
العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه
المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، وأيم الله لو
كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه
والمسئ مشغول بإساءته، ثم مضى (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قدمت المدينة ولأهل
المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهلية،
وإن الله قد أبدلكم بهما خيرا منهما: يوم
الفطر، ويوم النحر (6).
- كان النبي (صلى الله عليه وآله) يأمر بناته ونساءه أن يخرجن
في العيدين (7).
[3005]
خطبة أمير المؤمنين (عليه السلام)
في عيد الفطر
- الإمام الصادق (عليه السلام): خطب أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم الفطر فقال: أيها
الناس! إن يومكم هذا يوم يثاب فيه المحسنون
ويخسر فيه المبطلون، وهو أشبه بيوم قيامكم،
فاذكروا بخروجكم من منازلكم إلى مصلاكم
خروجكم من الأجداث إلى ربكم، واذكروا

(1) المائدة: 114.
(2) الخطيفة: لبن يطبخ بدقيق ويختطف بالملاعق بسرعة، والملبنة:
الملعقة.
(3) البحار: 40 / 326 / 7.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 73.
(5) تحف العقول: 236.
(6) كنز العمال: 24102، 18098.
(7) كنز العمال: 24102، 18098.
2196

بوقوفكم في مصلاكم وقوفكم بين يدي ربكم،
واذكروا برجوعكم إلى منازلكم رجوعكم إلى
منازلكم في الجنة!.
عباد الله! إن أدنى ما للصائمين والصائمات أن
يناديهم ملك في آخر يوم من شهر رمضان:
أبشروا عباد الله، فقد غفر لكم ما سلف من ذنوبكم
فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون؟! (1).
[3006]
عيد النيروز
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لمعلى بن خنيس
لما دخل عليه يوم النيروز -: أتعرف هذا
اليوم؟. قلت: جعلت فداك هذا يوم تعظمه
العجم وتتهادى فيه، فقال أبو عبد الله الصادق (عليه السلام):
والبيت العتيق الذي بمكة! ما هذا إلا لامر
قديم أفسره لك حتى تفهمه...
يا معلى! إن يوم النيروز هو اليوم الذي
أخذ الله فيه مواثيق العباد أن يعبدوه ولا يشركوا
به شيئا، وأن يؤمنوا برسله وحججه، وأن يؤمنوا
بالأئمة (عليهم السلام)، وهو أول يوم طلعت فيه الشمس...
وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج
لأنه من أيامنا وأيام شيعتنا، حفظته العجم،
وضيعتموه أنتم... وهو أول يوم من سنة الفرس،
فعاشوا وهم ثلاثون ألفا، فصار صب الماء في
النيروز سنة... (2).
- عنه (عليه السلام): إذا كان يوم النيروز فاغتسل
والبس أنظف ثيابك، وتطيب بأطيب طيبك،
وتكون ذلك اليوم صائما (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما اتي بهدية النيروز -:
ما هذا؟ قالوا: يا أمير المؤمنين! اليوم
النيروز، فقال (عليه السلام): اصنعوا لنا كل يوم نيروزا (4).
- عنه (عليه السلام): نيروزنا كل يوم (5).
- حكي أن المنصور تقدم إلى موسى بن
جعفر (عليهما السلام) بالجلوس للتهنئة في يوم النيروز
وقبض ما يحمل، إليه فقال: إني قد فتشت
الأخبار عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم أجد لهذا
العيد خبرا، وإنه سنة الفرس ومحاها الإسلام،
ومعاذ الله أن نحيي ما محاها الإسلام، فقال
المنصور: إنما نفعل هذا سياسة للجند، فسألتك
بالله العظيم إلا جلست فجلس... (6).
قال المجلسي بعد نقل الخبر: هذا الخبر
مخالف لأخبار المعلى، ويدل على عدم اعتبار
النيروز شرعا، وأخبار المعلى أقوى سندا وأشهر
بين الأصحاب، ويمكن حمل هذا على التقية،
لاشتمال خبر المعلى على ما يتقى فيه... (7).
أقول: كلا الخبرين فاقدان لشرائط الحجية،
وكما مر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) نيروزنا كل
يوم، وكل يوم لا يعصى الله فيه فهو يوم عيد،
نعم لا بأس بالتزاور كما هو سنة في إيران.

(1) تنبيه الخواطر: 2 / 157.
(2) البحار: 59 / 92 / 1.
(3) وسائل الشيعة: 7 / 346 / 13871.
(4) الفقيه: 3 / 300 / 4073 و ح 4074.
(5) الفقيه: 3 / 300 / 4073 و ح 4074.
(6) البحار: 59 / 100 / 2، 48 / 108 / 9.
(7) راجع كلام المحشي فيما رد به على ما قاله المجلسي، البحار:
59 / 100.
2197

[3007]
زينة الأعياد
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): زينوا أعيادكم بالتكبير (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): زينوا العيدين بالتهليل والتكبير
والتحميد والتقديس (2).
- كان (صلى الله عليه وآله) يخرج في العيدين رافعا صوته
بالتهليل والتكبير (3).
- كان (صلى الله عليه وآله) يكبر يوم الفطر من حين يخرج من
بيته حتى يأتي المصلى (4).
- كان (صلى الله عليه وآله) يكبر بين أضعاف الخطبة، يكثر
التكبير في خطبة العيدين (5).

(1) كنز العمال: 24094.
(2) كنز العمال: 24095.
(3) كنز العمال: 18101.
(4) كنز العمال: 18104.
(5) كنز العمال: 18103.
2198

(379)
الاستعاذة
سنن النسائي: 8 / 250 " كتاب الإستعاذة ".
انظر:
الطمع: باب 2145، عنوان 358 " العصمة ".
2199

[3008]
الاستعاذة
الكتاب
* (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك
رب أن يحضرون) * (1).
* (وقال موسى إني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا
يؤمن بيوم الحساب) * (2).
* (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق) * (3).
* (قل أعوذ برب الناس * ملك الناس * إله الناس * من
شر الوسواس الخناس) * (4).
(انظر) الدخان 20، البقرة 67، هود 47، مريم
18، آل عمران 36، الأعراف 200،
النحل 98، غافر 56، فصلت 36.
- أنه - أي النبي (صلى الله عليه وآله) - يتعوذ من
أربع: من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ودعاء
لا يسمع، ونفس لا تشبع (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من
البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن
أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة
الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من الهم
والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع
الدين وغلبة الرجال (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من الفقر،
وأعوذ بك من القلة والذلة، وأعوذ بك أن أظلم
أو أظلم (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من غلبة
الدين، وغلبة العدو، وشماتة الأعداء (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من وعثاء
السفر وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور، ودعوة
المظلوم، وسوء المنظر في الأهل والمال (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من شر ما
عملت، ومن شر ما لم أعمل بعد (11).
- الإمام علي (عليه السلام): اللهم إني أعوذ بك من
وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر
في الأهل والمال والولد (12).
- عنه (عليه السلام): اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر
في غناك، أو أضل في هداك، أو أضام في
سلطانك، أو أضطهد والأمر لك (13).
- عنه (عليه السلام): اللهم إني أعوذ بك من أن
2200

تحسن في لامعة العيون علانيتي، وتقبح فيما
ابطن لك سريرتي (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في كتابه إلى
محمد بن إبراهيم لما كتب إليه: إن رأيت
يا سيدي أن تعلمني دعاء أدعو به في دبر
صلواتي يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة -:
أعوذ بوجهك الكريم، وعزتك التي لا ترام،
وقدرتك التي لا يمتنع منها شئ، من شر الدنيا
والآخرة، ومن شر الأوجاع كلها (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): تعوذوا بالله من غلبة
الدين، وغلبة الرجال، وبوار الأيم (3) (4).
2201

(380)
العيب
البحار: 75 / 46 باب 40 " الإغضاء عن عيوب الناس ".
البحار: 75 / 212 باب 65 " تتبع عيوب الناس ".
كنز العمال: 3 / 250، 733 " ستر العيب ".
وسائل الشيعة: 8 / 594 باب 150 " تحريم إحصاء عثرات المؤمن ".
كنز العمال: 3 / 455 " تتبع العورات ".
انظر:
عنوان 400 " الغيبة "، 381 " التعيير "، الأخ: باب 51، الصديق: باب 2211.
التوبة: باب 476، الذنب: باب 1386، السخاء: باب 1777، النعمة: باب 3901.
2203

[3009]
مدح من شغله عيبه
عن عيوب الناس
- الإمام علي (عليه السلام): طوبى لمن شغله عيبه
عن عيوب الناس (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن منعه عيبه
عن عيوب المؤمنين من إخوانه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الناس من شغلته
معايبه عن عيوب الناس (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أنفع الأشياء للمرء
سبقه الناس إلى عيب نفسه (4).
- عنه (عليه السلام): إذا رأيتم العبد متفقدا لذنوب
[الناس] ناسيا لذنوبه، فاعلموا أنه قد مكر به (5).
- الإمام علي (عليه السلام): يا عبد الله لا تعجل في عيب
أحد [عبد] بذنبه فلعله مغفور له، ولا تأمن على
نفسك صغير معصية فلعلك معذب عليه، فليكفف
من علم منكم عيب غيره لما يعلم من عيب نفسه،
وليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلي
به غيره (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لأبي ذر -:
ليحجزك عن الناس ما تعلم من نفسك، ولا تجد
عليهم فيما تأتي [مثله] (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليردك من الناس ما تعلم من
نفسك (8).
- الإمام علي (عليه السلام): لينهك عن ذكر معايب الناس
ما تعرف من معايبك (9).
- عنه (عليه السلام): من بحث عن عيوب الناس فليبدأ
بنفسه (10).
- المسيح (عليه السلام): لا تنظروا في عيوب الناس
كالأرباب، وانظروا في عيوبهم كهيئة
عبيد الناس (11).
- الإمام علي (عليه السلام): أعقل الناس من كان بعيبه
بصيرا، وعن عيب غيره ضريرا (12).
(انظر) الغفلة: باب 3101.
[3010]
من أبصر عيب نفسه
- الإمام علي (عليه السلام): من أبصر عيب نفسه شغل

(1) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(2) البحار: 77 / 126 / 32.
(3) غرر الحكم: 3090.
(4) الكافي: 8 / 243 / 337.
(5) مستطرفات السرائر: 48 / 7.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 140.
(7) الخصال: 526 / 13.
(8) كنز العمال: 43183.
(9) غرر الحكم: 7359، 8489.
(10) غرر الحكم: 7359، 8489.
(11) تحف العقول: 502.
(12) غرر الحكم: 3233.
2204

عن عيب غيره (1).
- عنه (عليه السلام): من أبصر زلته صغرت عنده زلة
غيره (2).
- عنه (عليه السلام): من نظر في عيب نفسه اشتغل عن
عيب غيره (3).
- عنه (عليه السلام): لا تتبعن عيوب الناس، فإن لك من
عيوبك - إن عقلت - ما يشغلك أن تعيب أحدا (4).
- عنه (عليه السلام): من أبصر عيب نفسه لم يعب
أحدا (5).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء كيسا أن يعرف معايبه،
كفى بالمرء جهلا أن يجهل عيبه (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث خصال من كن فيه أو
واحدة منهن كان في ظل عرش الله عز وجل [يوم
القيامة] يوم لا ظل إلا ظله:... رجل لم يعب أخاه
المسلم بعيب حتى ينفي ذلك العيب من نفسه، فإنه
لا ينفي منها عيبا إلا بدا له عيب، وكفى بالمرء
شغلا بنفسه عن الناس (7).
[3011]
ذم الاشتغال بعيوب الناس
ومداهنة النفس
- الإمام علي (عليه السلام): إياك أن تكون على الناس
طاعنا ولنفسك مداهنا، فتعظم عليك الحوبة،
وتحرم المثوبة (8).
- المسيح (عليه السلام): يا عبيد السوء تلومون الناس
على الظن، ولا تلومون أنفسكم على اليقين؟! (9).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تعب غيرك بما تأتيه،
ولا تعاقب غيرك بذنب ترخص لنفسك فيه (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يبصر أحدكم القذى في عين
أخيه، وينسى الجذع - أو قال: الجذل - في
عينه؟! (11).
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت لمن ينكر عيوب
الناس! ونفسه أكثر شئ معابا ولا يبصرها (12).
- عنه (عليه السلام): من نظر في عيوب الناس فأنكرها
ثم رضيها لنفسه، فذلك الأحمق بعينه! (13).
- عنه (عليه السلام): شر الناس من كان متتبعا لعيوب
الناس عميا لمعايبه (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من استصغر زلة نفسه
استعظم زلة غيره (15).
(انظر) المداهنة: باب 1277.
[3012]
كفى بالمرء عيبا
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء عيبا أن ينظر

(1) تحف العقول: 88.
(2) غرر الحكم: 8754.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(4) غرر الحكم: 10295، 8379، (7040 - 7061).
(5) غرر الحكم: 10295، 8379، (7040 - 7061).
(6) غرر الحكم: 10295، 8379، (7040 - 7061).
(7) الخصال: 80 / 3.
(8) غرر الحكم: 2711.
(9) تحف العقول: 501.
(10) غرر الحكم: 10384.
(11) كنز العمال: 44141.
(12) غرر الحكم: 6267.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(14) غرر الحكم: 5739.
2205

(15) كشف الغمة: 2 / 370.
من الناس إلى ما يعمى عنه من نفسه، ويعير
الناس بما لا يستطيع تركه، ويؤذي جليسه بما
لا يعنيه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء عيبا أن يكون فيه
ثلاث خصال: يعرف من الناس ما يجهل من
نفسه، ويستحيي لهم مما هو فيه، ويؤذي
جليسه بما لا يعنيه (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): كفى بالمرء عيبا أن يبصر
من الناس ما يعمى عنه من نفسه، أو ينهى الناس
عما لا يستطيع التحول عنه، وأن يؤذي جليسه
فيما لا يعنيه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء غباوة أن ينظر
من عيوب الناس إلى ما خفي عليه من عيوبه (4).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن ينكر على
الناس ما يأتي مثله (5).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يجهل
عيوب نفسه، ويطعن على الناس بما لا يستطيع
التحول عنه (6).
[3013]
أكبر العيب
- الإمام علي (عليه السلام): إن سمت همتك لاصلاح
الناس فابدأ بنفسك، فإن تعاطيك إصلاح غيرك
وأنت فاسد أكبر العيب (7).
- عنه (عليه السلام): أكبر (أكثر) العيب أن تعيب ما
فيك مثله (8).
- عنه (عليه السلام): من أشد عيوب المرء أن تخفى
عليه عيوبه (9).
- عنه (عليه السلام): جهل المرء بعيوبه من أعظم ذنوبه (10).
- عنه (عليه السلام): الشر جامع مساوئ العيوب (11).
- عنه (عليه السلام): البخل جامع لمساوئ العيوب،
وهو زمام يقاد به إلى كل سوء (12).
[3014]
من آخذ نفسه على العيوب
- الإمام علي (عليه السلام): من وبخ نفسه على العيوب
ارتعدت عن كثير الذنوب (13).
- عنه (عليه السلام): من حاسب نفسه وقف على عيوبه
وأحاط بذنوبه، واستقال الذنوب، وأصلح
العيوب (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مقت نفسه دون مقت
الناس آمنه الله من فزع يوم القيامة (15).
- الإمام علي (عليه السلام): اشتغالك بمعايب
نفسك يكفيك العار (16).

(1) الخصال: 110 / 81 و 526 / 13.
(2) الخصال: 110 / 81 و 526 / 13.
(3) المحاسن: 1 / 455 / 1051.
(4) غرر الحكم: 7062، 7073، 7071، 3749.
(5) غرر الحكم: 7062، 7073، 7071، 3749.
(6) غرر الحكم: 7062، 7073، 7071، 3749.
(7) غرر الحكم: 7062، 7073، 7071، 3749.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 353، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 269.
(9) غرر الحكم: 9290.
(10) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 279.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 371 و 378.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 371 و 378.
(13) غرر الحكم: 8926، 8927.
(14) غرر الحكم: 8926، 8927.
(15) البحار: 75 / 48 / 10.
(16) غرر الحكم: 1483.
2206

[3015]
ستر العيوب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ستر على مؤمن فاحشة
فكأنما أحيا موؤودة (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ستر على مؤمن خزية فكأنما
أحيا موؤودة من قبرها (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أطفأ عن مؤمن سيئة كان خيرا
ممن أحيا موؤودة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من علم من أخيه سيئة فسترها،
ستر الله عليه يوم القيامة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ستر أخاه المسلم في الدنيا
ستره الله يوم القيامة (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ستر أخاه في فاحشة رآها عليه
ستره الله في الدنيا والآخرة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): وقد سأله رجل: أحب أن يستر الله
علي عيوبي -: استر عيوب إخوانك يستر الله
عليك عيوبك (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كان بالمدينة أقوام لهم عيوب
فسكتوا عن عيوب الناس، فأسكت الله عن
عيوبهم الناس، فماتوا ولا عيوب لهم عند الناس،
وكان بالمدينة أقوام لا عيوب لهم فتكلموا في
عيوب الناس، فأظهر الله لهم عيوبا لم يزالوا
يعرفون بها إلى أن ماتوا (8).
- الإمام علي (عليه السلام): استر عورة أخيك لما
تعلمه فيك (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يجب للمؤمن على المؤمن
أن يستر عليه سبعين كبيرة! (10).
(انظر) الغيبة: باب 3131.
[3016]
إهداء العيوب
- الإمام الصادق (عليه السلام): أحب إخواني إلي من
أهدى إلي عيوبي (11).
- الإمام علي (عليه السلام): ليكن آثر الناس عندك من
أهدى إليك عيبك، وأعانك على نفسك (12).
- عنه (عليه السلام): ليكن أحب الناس إليك من هداك
إلى مراشدك، وكشف لك عن معايبك (13).
- عنه (عليه السلام): ليكن أحظى الناس عندك أعملهم
بالرفق (14).
- عنه (عليه السلام): من أبان لك عيبك فهو ودودك، من
ساترك عيبك فهو عدوك (15).
- عنه (عليه السلام): من ساترك عيبك، وعابك في
غيبك، فهو العدو فاحذره (16).
- عنه (عليه السلام): من كاشفك في عيبك حفظك في
غيبك، من داهنك في عيبك عابك في غيبك (17).
- عنه (عليه السلام): ما ألاك جهدا في النصيحة من

(1) كنز العمال: 6388، 6387، 6380.
(2) كنز العمال: 6388، 6387، 6380.
(3) كنز العمال: 6388، 6387، 6380.
(4) الترغيب والترهيب: 3 / 239 / 7.
(5) كنز العمال: 6382، 6392، 44154.
(6) كنز العمال: 6382، 6392، 44154.
(7) كنز العمال: 6382، 6392، 44154.
(8) البحار: 75 / 213 / 4.
(9) غرر الحكم: 2290.
(10) الكافي: 2 / 207 / 8.
(11) تحف العقول: 366.
(12) غرر الحكم: 7373، 7374، 7375، (8210 - 8211)، 8745، (8260 - 8261).
(13) غرر الحكم: 7373، 7374، 7375، (8210 - 8211)، 8745، (8260 - 8261).
(14) غرر الحكم: 7373، 7374، 7375، (8210 - 8211)، 8745، (8260 - 8261).
(15) غرر الحكم: 7373، 7374، 7375، (8210 - 8211)، 8745، (8260 - 8261).
(16) غرر الحكم: 7373، 7374، 7375، (8210 - 8211)، 8745، (8260 - 8261).
(17) غرر الحكم: 7373، 7374، 7375، (8210 - 8211)، 8745، (8260 - 8261).
2207

دلك على عيبك وحفظ غيبك (1).
- عنه (عليه السلام): ما يمنع أحدكم أن يستقبل أخاه
بما يخاف من عيبه إلا مخافة أن يستقبله بمثله،
قد تصافيتم على رفض الآجل وحب العاجل (2).
(انظر) الهدية: باب 4011.
المداهنة: باب 1276.
[3017]
تتبع العيوب
الكتاب
* (ويل لكل همزة (3) لمزة) * (4).
* (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض
الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب
أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله
تواب رحيم) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): الهماز مذموم مجروح (6).
- عنه (عليه السلام): تتبع العيوب من أقبح العيوب وشر
السيئات (7).
- عنه (عليه السلام): تأمل العيب عيب (8).
- عنه (عليه السلام): من طلب عيبا وجده (9).
- عنه (عليه السلام): ليكن أبغض الناس إليك، وأبعدهم
منك، أطلبهم لمعايب الناس (10).
- عنه (عليه السلام): من تتبع خفيات العيوب حرمه
الله مودات القلوب (11).
- عنه (عليه السلام): من بحث عن عيوب الناس فليبدأ
بنفسه (12).
- عنه (عليه السلام): من بحث عن أسرار غيره، أظهر
الله أسراره (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كشف عورة أخيه المسلم
كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته (14).
- الإمام علي (عليه السلام): من تتبع عورات الناس كشف
الله عورته (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تتبعوا عورات المؤمنين،
فإنه من تتبع عورات المؤمنين تتبع الله
عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في
جوف بيته (16).
- الإمام علي (عليه السلام): إياك ومعاشرة متتبعي
عيوب الناس، فإنه لم يسلم مصاحبهم منهم (17).
- المسيح (عليه السلام): أرأيتم لو أن أحدا مر
بأخيه فرأى ثوبه قد انكشف عن عورته، أكان
كاشفا عنها، أم يرد على ما انكشف منها؟
قالوا: بل يرد على ما انكشف منها، قال: كلا،

(1) غرر الحكم: 9704.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 113.
(3) الهمزة: الكثير الطعن على غيره بغير حق العائب
له بما ليس بعيب، وأصل الهمز الكسر فكان العائب بعيبه
إياه وطعنه فيه يكسره ويهمزه... واللمز العيب أيضا، والهمزة
واللمزة بمعنى، وقد قيل: بينهما فرق، فإن الهمزة الذي
يعيبك بظهر الغيب، واللمزة الذي يعيبك في وجهك. مجمع
البيان: 10 / 817.
(4) الهمزة: 1.
(5) الحجرات: 12.
(6) غرر الحكم: 373، 4581، 4489.
(7) غرر الحكم: 373، 4581، 4489.
(8) غرر الحكم: 373، 4581، 4489.
(9) غرر الحكم: 7753، 7378، 8800، 8489، 8799.
(10) غرر الحكم: 7753، 7378، 8800، 8489، 8799.
(11) غرر الحكم: 7753، 7378، 8800، 8489، 8799.
(12) غرر الحكم: 7753، 7378، 8800، 8489، 8799.
(13) غرر الحكم: 7753، 7378، 8800، 8489، 8799.
(14) الترغيب والترهيب: 3 / 239 / 9.
(15) غرر الحكم: 8796.
(16) ثواب الأعمال: 2 / 288 / 1.
(17) غرر الحكم: 2649.
2208

بل تكشفون عنها! (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الأمير إذا ابتغى الريبة (2)
في الناس أفسدهم (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه
مصر -: وليكن أبعد رعيتك منك، وأشنأهم
عندك، أطلبهم لمعايب الناس، فإن في الناس
عيوبا، الوالي أحق من سترها، فلا تكشفن عما
غاب عنك منها، فإنما عليك تطهير ما ظهر لك،
والله يحكم على ما غاب عنك، فاستر العورة ما
استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من
رعيتك (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): في صفة شرار الناس -:
المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة،
الباغون للبراء العيب (5).
[3018]
النهي عن حفظ عيوب الآخرين
- الإمام الصادق (عليه السلام): أبعد ما يكون العبد من
الله أن يكون الرجل يواخي الرجل وهو يحفظ
[عليه] زلاته ليعيره بها يوما ما (6).
- عنه (عليه السلام) - وقد سئل عما يقوله الناس: عورة
المؤمن على المؤمن حرام -: ليس حيث تذهب،
إنما عورة المؤمن أن يراه يتكلم بكلام يعاب
عليه، فيحفظه عليه ليعيره به يوما إذا غضب (7).
- الإمام علي (عليه السلام): حسب المرء... من سلامته
قلة حفظه لعيوب غيره (8).
(انظر) الإيمان: باب 285.
باب 3023.
[3019]
التحذير من الفرح بسقطات الآخرين
- الإمام علي (عليه السلام): لا تفرحن بسقطة غيرك،
فإنك لا تدري ما يحدث بك الزمان (9).
- عنه (عليه السلام): لا تبتهجن بخطاء غيرك، فإنك لن
تملك الإصابة أبدا (10).
[3020]
غطاء العيوب
- الإمام علي (عليه السلام): الاحتمال قبر العيوب (11).
- عنه (عليه السلام): المسالمة خب ء العيوب (12).
- عنه (عليه السلام): غطاء العيوب العقل (13).
- عنه (عليه السلام): غطاء المساوئ الصمت (14).

(1) تحف العقول: 502.
(2) طلب الشكوك أوقعهم في الضلال، معناه: الحاكم إن أدخل
الأوهام والظنون السيئة على قومه جرأهم على الفسوق، وفتح
لهم باب الإضرار والإجرام. كما في هامش الترغيب والترهيب.
(3) الترغيب والترهيب: 3 / 240 / 13.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) الخصال: 183 / 249.
(6) الكافي: 2 / 355 / 7.
(7) البحار: 75 / 214 / 8.
(8) كشف الغمة: 3 / 137، 138.
(9) غرر الحكم: 10290، 10294.
(10) غرر الحكم: 10290، 10294.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 6، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 97.
(12) البحار: 74 / 167 / 35.
(13) غرر الحكم: 6434، 6437.
(14) غرر الحكم: 6434، 6437.
2209

- عنه (عليه السلام): من كساه الحياء ثوبه، لم ير
الناس عيبه (1).
- عنه (عليه السلام): من كساه العلم ثوبه، اختفى عن
الناس عيبه (2).
- عنه (عليه السلام): عيبك مستور ما أسعدك جدك (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم والمال يستران كل
عيب، والجهل والفقر يكشفان كل عيب (4).
[3021]
من جهل شيئا عابه
الكتاب
* (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله
كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة
الظالمين) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من قصر عن معرفة
شئ عابه (6).
- الإمام الجواد (عليه السلام): من جهل شيئا عابه (7).
(انظر) العداوة: باب 2566.
الجهل: 606.
[3022]
العيب (م)
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أحق الناس بأن
يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب، لان
الناس إذا صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم (8).
- الإمام علي (عليه السلام): لو تكاشفتم ما تدافنتم (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المحسن المذموم مرحوم (10).
- الإمام علي (عليه السلام): من عاب عيب، ومن
شتم أجيب (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرض الناس قرضوه،
ومن تركهم لم يتركوه (12).
- الإمام علي (عليه السلام): معرفة المرء بعيوبه
أنفع المعارف (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسب ابن آدم من الإثم أن
يرتع في عرض أخيه المسلم (14).
- الإمام علي (عليه السلام): إن البغي والزور
يوتغان (يذيعان) المرء في دينه ودنياه،
ويبديان خلله عند من يعيبه (15).
- إن عيسى (عليه السلام) مر والحواريون على
جيفة كلب، فقال الحواريون: ما أنتن ريح
هذا الكلب! فقال عيسى (عليه السلام): ما أشد بياض
أسنانه (16).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 223.
(2) تحف العقول: 215.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 51.
(4) كنز العمال: 28669.
(5) يونس: 39.
(6) الإرشاد: 1 / 301.
(7) كشف الغمة: 3 / 137.
(8) أمالي الصدوق: 316 / 8.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 53 / 204.
(10) البحار: 77 / 164 / 189.
(11) كنز الفوائد للكراجكي: 1 / 279.
(12) الكافي: 8 / 86 / 47.
(13) غرر الحكم: 9848.
(14) تنبيه الخواطر: 2 / 122.
(15) نهج البلاغة: الكتاب 48.
(16) تنبيه الخواطر: 1 / 117.
2210

(381)
التعيير
البحار: 73 / 384 باب 140 " النهي عن التعيير ".
وسائل الشيعة: 8 / 596 باب 151 " تحريم تعيير المؤمن وتأنيبه ".
انظر:
المصيبة: باب 2347، عنوان 380 " العيب ".
2211

[3023]
ذم التعيير
- الخضر (عليه السلام) - في وصيته لموسى (عليه السلام) -:
يا بن عمران! لا تعيرن أحدا بخطيئة، وابك
على خطيئتك (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عير أخاه بذنب قد تاب
منه لم يمت حتى يعمله (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عير مؤمنا بذنب لم يمت حتى
يركبه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): من عير بشئ بلي به (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أذاع فاحشة كان
كمبتدئها، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت
حتى يركبه (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أنب مؤمنا أنبه
الله في الدنيا والآخرة (6).
- عنه (عليه السلام): لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه
الله ويصيرها بك، وقال: من شمت بمصيبة نزلت
بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تظهر الشماتة لأخيك،
فيرحمه الله ويبتليك (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
ابتلى أيوب (عليه السلام) بلا ذنب، فصبر حتى عير، وإن
الأنبياء لا يصبرون على التعيير (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا زنت خادم أحدكم
فليجلدها الحد ولا يعيرها (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا زنت أمة أحدكم فليحدها
ولا يعيرها، ثلاث مرار، فإن عادت في الرابعة
فليجلدها وليبعها (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): - لاعرابي سأله أن يوصيه -:
عليك بتقوى الله فإن امرؤ عيرك بشئ يعلمه
فيك فلا تعيره بشئ تعلمه فيه، يكن وباله عليه
وأجره لك (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن عيرك أخوك المسلم بما
يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه، يكون لك
أجرا وعليه إثم (13).
- أبو جري جابر بن سليم: رأيت رجلا يصدر
الناس عن رأيه، لا يقول شيئا إلا صدروا عنه،

(1) قصص الأنبياء: 157 / 171.
(2) تنبيه الخواطر: 1 / 113.
(3) الكافي: 2 / 356 / 3.
(4) غرر الحكم: 7859.
(5) الكافي: 2 / 356 / 2 و ح 1.
(6) الكافي: 2 / 356 / 2 و ح 1.
(7) الكافي: 2 / 359 / 1.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 310 / 19.
(9) علل الشرائع: 75 / 4.
(10) تنبيه الخواطر: 1 / 57.
(11) سنن أبي داود: 4470.
(12) تنبيه الخواطر: 1 / 110 و 2 / 155.
(13) تنبيه الخواطر: 1 / 110 و 2 / 155.
2212

قلت: من هذا؟ قالوا: [هذا] رسول الله (صلى الله عليه وآله) -
إلى أن قال -: قلت أعهد إلي؟ قال:
لا تسبن أحدا، قال: فما سببت بعده حرا ولا عبدا
ولا بعيرا ولا شاة. قال: ولا تحقرن شيئا من
المعروف... وإن امرؤ شتمك وعيرك بما يعلم فيك
فلا تعيره بما تعلم فيه، فإنما وبال ذلك عليه (1).
- المعرور بن سويد: مررنا بأبي ذر بالربذة
وعليه برد وعلى غلامه مثله، فقلنا: يا أبا ذر
لو جمعت بينهما كانت حلة (2)؟!
فقال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني
كلام، وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه،
فشكاني إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، فلقيت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال:
يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية! قلت: يا رسول
الله! من سب الرجال سبوا أباه وأمه! قال:
يا أبا ذر! إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم،
جعلهم الله تحت أيديكم، فأطعموهم مما تأكلون،
وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم،
فإن كلفتموهم فأعينوهم (3).
(انظر) الحد: باب 744.
العيب: باب 3018.
[3024]
التحذير من الطعن
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما من إنسان يطعن في
عين مؤمن إلا مات بشر ميتة، وكان قمنا
أن لا يرجع إلى خير (4).
وفي نقل:... وكان يتمنى أن يرجع إلى خير (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل خلق
المؤمن من عظمة جلاله وقدرته، فمن طعن عليه
أو رد عليه قوله فقد رد على الله عز وجل (6).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 611 باب 159.

(1) سنن أبي داود: 4084.
(2) إنما قال ذلك لأن الحلة عند العرب ثوبان ولا تطلق على ثوب
واحد. كما في هامش صحيح مسلم.
(3) صحيح مسلم: 1661.
(4) الكافي: 2 / 361 / 9.
(5) ثواب الأعمال: 284 / 1.
(6) أمالي الطوسي: 306 / 614.
2213

(382)
العيش
كنز العمال: 15 / 232، " كتاب المعيشة والآداب ".
كنز العمال: 3 / 5751 " الاقتصاد والرفق في المعيشة ".
انظر:
عنوان 6 " الأخ "، عنوان 9 " الإيذاء "، عنوان 17 " الألفة "، عنوان 26 " الانس "،
38 " البشر "، 70 " المجالسة "، 89 " المحبة "، 149 " الخلق "، 164 " المداهنة "،
159 " المداراة "، 192 " الرفق "، 291 " الصديق "، 354 " العشرة "، 393 " الغفلة ".
2215

[3025]
أهنأ العيش
- الإمام علي (عليه السلام): أهنى العيش اطراح
الكلف (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا عيش أهنأ من حسن
الخلق (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أهنأ الناس عيشا من كان
بما قسم الله له راضيا (3).
- في حديث المعراج: يا أحمد! هل تدري أي
عيش أهنى، وأي حياة أبقى؟ قال: اللهم
لا، قال: أما العيش الهنئ فهو الذي لا يفتر
صاحبه عن ذكري، ولا ينسى نعمتي، ولا يجهل
حقي، يطلب رضاي ليله ونهاره (4).
- سليمان (عليه السلام) - من حكمه -: قد جربنا
لين العيش وشدته، فوجدنا أهنأه أدناه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): أطيب العيش القناعة (6).
- عنه (عليه السلام): أنعم الناس عيشا من منحه الله
سبحانه القناعة، وأصلح له زوجه (7).
- عنه (عليه السلام): طلبت العيش فما وجدت
إلا بترك الهوى، فاتركوا الهوى ليطيب
عيشكم (8).
- عنه (عليه السلام): نسأل الله منازل الشهداء، و
معايشة السعداء، ومرافقة الأنبياء (9).
[3026]
أحسن الناس عيشا
- الإمام علي (عليه السلام): أحسن الناس عيشا من عاش
الناس في فضله (10).
- عنه (عليه السلام): إن أحسن الناس عيشا من حسن
عيش الناس في عيشه (11).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لعلي بن شعيب -:
يا علي! من أحسن الناس معاشا؟ قلت: أنت
يا سيدي أعلم به مني، فقال (عليه السلام):
يا علي! من حسن معاش غيره في معاشه.
يا علي! من أسوأ الناس معاشا؟،
قلت: أنت أعلم، قال: من لم يعش غيره
في معاشه (12).

(1) غرر الحكم: 2964.
(2) علل الشرائع: 560 / 1.
(3) غرر الحكم: 3397.
(4) إرشاد القلوب: 204.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3 / 159.
(6) غرر الحكم: 2918، 3295.
(7) غرر الحكم: 2918، 3295.
(8) جامع الأخبار: 341 / 950.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 23.
(10) غرر الحكم: 3058، 3636.
(11) غرر الحكم: 3058، 3636.
(12) تحف العقول: 448.
2216

[3027]
ما يكدر العيش
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة تكدر العيش:
السلطان الجائر، والجار السوء، والمرأة البذية (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ثلاث لا يهنأ لصاحبهن
عيش: الحقد، والحسد، وسوء الخلق (2).
- عنه (عليه السلام): من لم يتغافل ولا يغض عن كثير من
الأمور تنغصت عيشته (3).
- عنه (عليه السلام): الطيش ينكد العيش (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): خمس خصال من فقد
واحدة منهن لم يزل ناقص العيش زائل العقل
مشغول القلب، فأولها: صحة البدن، والثانية:
الأمن، والثالثة: السعة في الرزق، والرابعة:
الأنيس الموافق - قلت: وما الأنيس الموافق؟
قال: الزوجة الصالحة، والولد الصالح، والخليط
الصالح - والخامسة: وهي تجمع هذه الخصال:
الدعة (5).
(انظر) باب 324، 322 حديث 1598.
[3028]
العيش (م)
- الإمام علي (عليه السلام): قوام العيش حسن التقدير،
وملاكه حسن التدبير (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في دعائه -: ولا تشغل
قلبي بدنياي، وعاجل معاشي عن آجل
ثواب آخرتي (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا عيش إلا لرجلين: عالم
ناطق، ومتعلم واع (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العيش في ثلاثة: دار قوراء،
وجارية حسناء، وفرس قباء (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من شقاء العيش
ضيق المنزل (10).
- الإمام علي (عليه السلام): سلامة العيش في
المداراة (11).
- عنه (عليه السلام): بحسن الأخلاق يطيب العيش (12).
- عنه (عليه السلام): موت وحي، خير من عيش
شقي (13).
- عنه (عليه السلام): العيش يحلو ويمر (14).

(1) تحف العقول: 320.
(2) غرر الحكم: 4663، 9149، 789.
(3) غرر الحكم: 4663، 9149، 789.
(4) غرر الحكم: 4663، 9149، 789.
(5) الخصال: 284 / 34.
(6) غرر الحكم: 6807.
(7) البحار: 94 / 269 / 3.
(8) أعلام الدين: 293.
(9) الخصال: 126 / 122.
(10) المحاسن: 2 / 451 / 2555.
(11) غرر الحكم: 5607، 4263، 9761، 512.
(12) غرر الحكم: 5607، 4263، 9761، 512.
(13) غرر الحكم: 5607، 4263، 9761، 512.
(14) غرر الحكم: 5607، 4263، 9761، 512.
2217

- الغبط... 2221
- الغبن... 2225
- الغدر... 2229
- الغرور... 2233
- الغزوة... 2239
- الغسل... 2253
- الغش... 2257
- الغصب... 2261
- الغضب... 2263
- الاستغفار... 2273
- الغفلة... 2281
- الغل... 2289
- الغلو... 2293
- الاغتنام... 2297
- الغنى... 2301
- الغناء... 2311
- الغيب... 2315
- الغيبة... 2327
- الغيرة... 2341
2219

(383)
الغبط
انظر:
الدنيا: باب 1261.
2221

[3029]
المغبوطون
- الإمام علي (عليه السلام): المغبون من غبن
نفسه، والمغبوط من سلم له دينه (1).
- عنه (عليه السلام): إن المغبون من غبن عمره،
وإن المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربه (2).
- عنه (عليه السلام): ما الغبوط إلا من كانت همته
نفسه (3).
- عنه (عليه السلام): المغبون، من غبن دينه، والمغبوط
من حسن يقينه (4).
- عنه (عليه السلام): المغبون من غبن دينه، والمغبوط
من سلم له دينه وحسن يقينه (5).
- عنه (عليه السلام): إن الزاهدين في الدنيا تبكي
قلوبهم وإن ضحكوا، ويشتد حزنهم وإن فرحوا،
ويكثر مقتهم أنفسهم وإن اغتبطوا بما رزقوا (6).
- عنه (عليه السلام): صاحب السلطان كراكب الأسد:
يغبط بموقعه، وهو أعلم بموضعه (7).
- عنه (عليه السلام): رب مستقبل يوما ليس بمستدبره،
ومغبوط في أول ليله قامت بواكيه في آخره (8).
- عنه (عليه السلام): إن الدنيا دار فناء وعناء، وغير
وعبر... ومن غيرها أنك ترى المرحوم مغبوطا،
والمغبوط مرحوما، ليس ذلك إلا نعيما زل [زال]،
وبؤسا نزل (9).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المأخوذين على الغرة عند
الموت -:... ويزهد فيما كان يرغب فيه أيام
عمره، ويتمنى أن الذي كان يغبطه بها ويحسده
عليها قد حازها دونه! (10).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى معاوية -:... فاحذر
يوما يغتبط فيه من أحمد عاقبة عمله، ويندم من
أمكن الشيطان من قياده فلم يجاذبه (11).
[3030]
أغبط الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أغبط الناس من كان تحت
التراب، قد أمن العقاب، ويرجو الثواب (12).
- الإمام علي (عليه السلام): لما سئل عن أغبط الناس -:
جسد تحت التراب، قد أمن من العقاب،
ويرجو الثواب (13).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(2) غرر الحكم: 3502.
(3) مستدرك الوسائل: 12 / 154 / 13761.
(4) التمحيص: 61 / 136.
(5) تحف العقول: 151.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 113.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 263 و 380، والخطبة 114 و 109، والكتاب 48.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 263 و 380، والخطبة 114 و 109، والكتاب 48.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 263 و 380، والخطبة 114 و 109، والكتاب 48.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 263 و 380، والخطبة 114 و 109، والكتاب 48.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 263 و 380، والخطبة 114 و 109، والكتاب 48.
(12) أمالي الصدوق: 27 / 4.
(13) الاختصاص: 188.
2222

- جابر بن عبد الله: دخلت على أمير
المؤمنين (عليه السلام) يوما فقلت له:... ما تقول في
دار الدنيا؟ قال: ما أقول في دار أولها
غم، وآخرها الموت، قال: فمن أغبط الناس؟
قال: جسد تحت التراب، أمن من العقاب،
ويرجو الثواب (1).
- الإمام علي (عليه السلام): أغبط الناس المسارع
إلى الخيرات (2).

(1) جامع الأخبار: 238 / 608.
(2) غرر الحكم: 3122.
2223

(384)
الغبن
انظر:
عنوان 139 " الخسران "، 383 " الغبط "،
التجارة: باب 436، المراقبة: باب 1541.
2225

[3031]
الغبن
الكتاب
* (يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن ومن
يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله
جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز
العظيم) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المغبون لا محمود
ولا مأجور (2).
- الإمام علي (عليه السلام): المغبون غير محمود
ولا مأجور (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): غبن المؤمن حرام (4).
- عنه (عليه السلام): غبن المسترسل (5) سحت (6).
- عنه (عليه السلام): غبن المسترسل ربا (7).
- عنه (عليه السلام): إذا قال الرجل للرجل: هلم
أحسن بيعك، فقد حرم عليه الربح (8).
[3032]
المغبونون
- الإمام علي (عليه السلام): المغبون من باع جنة
علية، بمعصية دنية (9).
- عنه (عليه السلام): إنك ليس بايعا شيئا من
دينك وعرضك بثمن، والمغبون من غبن نفسه
من الله (10).
- عنه (عليه السلام): المغبون من شغل بالدنيا،
وفاته حظه من الآخرة (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كان الأخذ أحب إليه
من العطاء فهو مغبون، لأنه يرى العاجل بغفلته
أفضل من الآجل (12).
- الإمام علي (عليه السلام): الدنيا صفقة مغبون،
والإنسان مغبون بها (13).
- عنه (عليه السلام): التقصير في حسن العمل إذا
وثقت بالثواب عليه غبن (14).
(انظر) الغبط: باب 3029.

(1) التغابن: 9.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 48 / 184.
(3) الخصال: 621 / 10.
(4) الكافي: 5 / 153 / 15.
(5) أي غبن الذي يوثق ويعتمد على الإنسان في قيمة المتاع حرام.
كما في هامش الكافي.
(6) الكافي: 5 / 153 / 14.
(7) الفقيه: 3 / 272 / 3983.
(8) الفقيه: 3 / 272 / 3984.
(9) غرر الحكم: 1352.
(10) البحار: 77 / 215.
(11) غرر الحكم: 2010.
(12) مصباح الشريعة: 304.
(13) غرر الحكم: 1883.
(14) نهج البلاغة: الحكمة 384.
2226

[3033]
أغبن الناس
الكتاب
* (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا * الذين ضل
سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): من أغبن ممن باع الله
سبحانه بغيره؟! (2).
- عنه (عليه السلام): من أخيب ممن تعدى اليقين
إلى الشك والحيرة؟! (3).
- عنه (عليه السلام): من أخسر ممن تعوض عن الآخرة
بالدنيا؟! (4).
- عنه (عليه السلام): من باع نفسه بغير نعيم الجنة
فقد ظلمها (5).
(انظر) الخسران: باب 1021.
التجارة: باب 533.
الجنة: باب 545.

(1) الكهف: 103، 104.
(2) غرر الحكم: 8083، 8084، 8509، 9164.
(3) غرر الحكم: 8083، 8084، 8509، 9164.
(4) غرر الحكم: 8083، 8084، 8509، 9164.
(5) غرر الحكم: 8083، 8084، 8509، 9164.
2227

(385)
الغدر
وسائل الشيعة: 11 / 51 باب 21 " تحريم الغدر والقتال مع الغادر ".
مستدرك الوسائل: 11 / 47 باب 19 " تحريم الغدر ".
كنز العمال: 3 / 517 " الغدر ".
انظر:
عنوان 35 " الأمان "، 373 " العهد "، 555 " الوفاء ".
2229

[3034]
الغدر
- الإمام علي (عليه السلام): الغدر أقبح الخيانتين (1).
- عنه (عليه السلام): الغدر شيمة اللئام (2).
- عنه (عليه السلام): الغدر يضاعف السيئات (3).
- عنه (عليه السلام): الغدر يعظم الوزر، ويزري
بالقدر (4).
- عنه (عليه السلام): جانبوا الغدر، فإنه مجانب
القرآن (5).
- عنه (عليه السلام): إياك والغدر، فإنه أقبح الخيانة،
وإن الغدور لمهان عند الله (6).
- عنه (عليه السلام): أسرع الأشياء عقوبة رجل
عاهدته على أمر، وكان من نيتك الوفاء له ومن
نيته الغدر بك (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لن يهلك الناس حتى يغدروا
من أنفسهم (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه
مصر -: فلا تغدرن بذمتك، ولا تخيسن
(تحبسن) بعهدك، ولا تختلن عدوك... فإن
صبرك على ضيق أمر ترجو انفراجه وفضل
عاقبته خير من غدر تخاف تبعته (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي فيما عهد إليه -:
وإياك والغدر بعهد الله والإخفار لذمته، فإن
الله جعل عهده وذمته أمانا أمضاه بين العباد
برحمته، والصبر على ضيق ترجو انفراجه خير
من غدر تخاف (أوزاره وتبعاته) وسوء عاقبته (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم
يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع
حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى
منه العمل ولم يوفه أجره (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قريتين
من أهل الحرب لكل واحدة منهما ملك على
حدة، اقتتلوا ثم اصطلحوا، ثم إن أحد
الملكين غدر بصاحبه فجاء إلى المسلمين
فصالحهم على أن يغزوا معهم تلك المدينة -:
لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا، ولا يأمروا بالغدر،
ولا يقاتلوا مع الذين غدروا، ولكنهم يقاتلون
المشركين حيث وجدوهم، ولا يجوز عليهم ما
عاهد عليه الكفار (12).

(1) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(2) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(3) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(4) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(5) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(6) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(7) غرر الحكم: 1690، 291، 643، 2191، 4741، 2664، 3174.
(8) كنز العمال: 7687.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 53، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
17 / 106.
(10) مستدرك الوسائل: 11 / 47 / 12396.
(11) الترغيب والترهيب: 4 / 10 / 19.
(12) الكافي: 2 / 337 / 4.
2230

[3035]
أقبح الغدر
- الإمام علي (عليه السلام): الغدر بكل أحد قبيح،
وهو بذو القدرة والسلطان أقبح (1).
- عنه (عليه السلام): أقبح الغدر إذاعة السر (2).
(انظر) العنوان 227 " السر ".
[3036]
ذم الوفاء لأهل الغدر
- الإمام علي (عليه السلام): الوفاء لأهل الغدر غدر
عند الله، والغدر بأهل الغدر وفاء عند الله (3).
(انظر) الحرب: باب 765.
عنوان 131 " الحيلة ".
[3037]
الغدر والكياسة
- الإمام علي (عليه السلام): في خطبة ينهى فيها عن
الغدر -: أيها الناس! إن الوفاء توأم الصدق،
ولا أعلم جنة أوقى منه، وما يغدر من علم كيف
المرجع، ولقد أصبحنا في زمان قد اتخذ أكثر أهله
الغدر كيسا، ونسبهم أهل الجهل فيه إلى حسن
الحيلة، ما لهم! قاتلهم الله قد يرى الحول
القلب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله ونهيه،
فيدعها رأي عين بعد القدرة عليها،
وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين (4).
- عنه (عليه السلام): والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه
يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى
الناس، ولكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة
كفرة، ولكل غادر لواء يعرف به يوم القيامة! والله
ما استغفل بالمكيدة، ولا استغمز بالشديدة (5).
- عنه (عليه السلام): وهو يخطب على المنبر بالكوفة -:
أيها الناس! لولا كراهية الغدر لكنت من أدهى
الناس، ألا إن لكل غدرة فجرة، ولكل فجرة
كفرة، ألا وإن الغدر والفجور والخيانة في النار (6).
(انظر) المكر: باب 3698.
[3038]
صفة حشر الغادر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لكل غادر لواء يعرف به
يوم القيامة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم
القيامة يرفع لكل غادر لواء، فقيل: هذه غدرة
فلان ابن فلان (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا إنه ينصب لكل غادر لواء يوم
القيامة بقدر غدرته (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لكل غادر لواء يوم القيامة يرفع
2231

له بقدر غدره، ألا ولا غادر أعظم غدرا من
أمير عامة (1).
2232

(386)
الغرور
المحجة البيضاء: 6 / 290، 357 " كتاب ذم الغرور ".
البحار: 72 / 306 باب 117 " استكثار الطاعة والعجب بالأعمال ".
البحار: 72 / 323 باب 118 " ذم السمعة والاغترار بمدح الناس ".
انظر:
عنوان 393 " الغفلة "، الدنيا: باب 1228، 1230 - 1233.
الشيطان: باب 2051، الأمل: باب 115.
2233

[3039]
ذم الغرور
- الإمام علي (عليه السلام): فاتقوا الله عباد الله! تقية
ذي لب شغل التفكر قلبه، وأنصب الخوف بدنه...
وسلك أقصد المسالك إلى النهج المطلوب، ولم
تفتله فاتلات الغرور (1).
- عنه (عليه السلام): طوبى لمن لم تقتله قاتلات
الغرور (2).
- عنه (عليه السلام): سكر الغفلة والغرور أبعد إفاقة
من سكر الخمور (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): رب مغرور
مفتون يصبح لاهيا ضاحكا يأكل ويشرب، وهو
لا يدري لعله قد سبقت له من الله سخطة يصلى
بها نار جهنم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): غرور الأمل يفسد العمل (5).
- عنه (عليه السلام): غرور الجاهل بمحالات الباطل (6).
- عنه (عليه السلام): غرور الغنى يوجب الأشر (7).
- عنه (عليه السلام): كفى بالاغترار جهلا (8).
- عنه (عليه السلام): أحمق الحمق الاغترار (9).
- عنه (عليه السلام): لا يلفى العاقل مغرورا (10).
- عنه (عليه السلام): جماع الشر في الاغترار بالمهل،
والاتكال على العمل (11).
- عنه (عليه السلام): جماع الغرور في الاستنامة إلى
العدو (12).
- عنه (عليه السلام): لم يفكر في عواقب الأمور من وثق
بزور الغرور، وصبا إلى زور السرور (13).
- عنه (عليه السلام): من اغتر بالمهل اغتص بالأجل (14).
- عنه (عليه السلام): من اغتر بمسالمة الزمن اغتص
بمصادمة المحن (15).
- عنه (عليه السلام): من غره السراب تقطعت به
الأسباب (16).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من وثق بثلاثة كان
مغرورا: من صدق بما لا يكون، وركن إلى من
لا يثق به، وطمع فيما لا يملك (17).
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء غرورا أن يثق
بكل ما تسول له نفسه (18).
- عنه (عليه السلام): زرعوا الفجور، وسقوه الغرور،
وحصدوا الثبور (19).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(2) غرر الحكم: 5973، 5651.
(3) غرر الحكم: 5973، 5651.
(4) تحف العقول: 282.
(5) غرر الحكم: 6390.
(6) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(7) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(8) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(9) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(10) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(11) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(12) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(13) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(14) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(15) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(16) غرر الحكم: 6391، 6399، 7032، 2915، 10563، 4771، 4775، 7566، 8388، 8685، 9224.
(17) تحف العقول: 319.
(18) غرر الحكم: 7053.
(19) نهج البلاغة: الخطبة 2.
2234

- عنه (عليه السلام): بينكم وبين الموعظة حجاب
من الغرة (1).
- عنه (عليه السلام): من عشق شيئا أعشى [أعمى]
بصره، وأمرض قلبه... لا ينزجر من الله بزاجر،
ولا يتعظ منه بواعظ، وهو يرى المأخوذين على
الغرة، حيث لا إقالة ولا رجعة (2).
- عنه (عليه السلام): ما المغرور الذي ظفر من الدنيا
بأعلى همته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى
سهمته! (3).
كلام لأبي حامد في معنى الغرور:
قال أبو حامد: كل ما ورد في فضل العلم وذم
الجهل فهو دليل على ذم الغرور، لأن الغرور عبارة
عن بعض أنواع الجهل، إذ الجهل هو أن يعتقد
الشئ ويراه على خلاف ما هو به، والغرور هو
الجهل إلا أن كل جهل ليس بغرور، بل يستدعي
الغرور مغرورا فيه مخصوصا، ومغرورا به وهو
الذي يغره، فمهما كان المجهول المعتقد شيئا
يوافق الهوى، وكان السبب الموجب للجهل شبهة
ومخيلة فاسدة يظن أنها دليل ولا يكون دليلا،
سمي الجهل الحاصل به غرورا.
فالغرور هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى
ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة من الشيطان،
فمن اعتقد أنه على خير إما في العاجل أو في
الآجل عن شبهة فاسدة فهو مغرور.
وأكثر الناس يظنون بأنفسهم الخير وهم
مخطئون فيه، فأكثر الناس إذا مغرورون، وإن
اختلفت أصناف غرورهم واختلفت درجاتهم،
حتى كان غرور بعضهم أظهر وأشد من بعض (4).
[3040]
الاغترار بالله
الكتاب
* (يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك
فسواك فعدلك * في أي صورة ما شاء ركبك) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - عند تلاوته * (يا أيها الإنسان
ما غرك بربك الكريم) * -: أدحض مسؤول حجة،
وأقطع مغتر معذرة، لقد أبرح جهالة بنفسه، يا أيها
الإنسان ما جرأك على ذنبك؟! وما غرك بربك؟!
وما أنسك بهلكة نفسك؟! (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حبذا نوم الأكياس وفطرهم،
كيف يغبنون سهر الحمقى واجتهادهم؟! ولمثقال
ذرة من صاحب تقوى ويقين أفضل من ملء
الأرض من المغترين (7).
- في الزبور: ابن آدم! لما رزقتكم اللسان
وأطلقت لكم الأوصال ورزقتكم الأموال، جعلتم
الأوصال كلها عونا على المعاصي، كأنكم بي
تغترون، وبعقوبتي تتلاعبون (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى

(1) نهج البلاغة: الحكمة 282، والخطبة 109، والحكمة 370.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 282، والخطبة 109، والحكمة 370.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 282، والخطبة 109، والحكمة 370.
(4) المحجة البيضاء: 6 / 292.
(5) الانفطار: 6 - 8.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 223، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
11 / 238.
(7) المحجة البيضاء: 6 / 291.
(8) البحار: 77 / 40 / 8.
2235

علم ما العباد عاملون، وإلى ما هم صايرون، فحلم
عنهم عند إعمالهم السيئة لعلمه السابق فيهم، فلا
يغرنك حسن الطلب ممن لا يخاف الفوت (1).
- الإمام علي (عليه السلام): الحذر الحذر أيها المغرور،
والله لقد ستر حتى كأنه قد غفر (2).
- عنه (عليه السلام): إن من العصمة ألا تغتروا بالله (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا بن مسعود! لا تغترن
بالله، ولا تغترن بصلاحك وعلمك وعملك وبرك
وعبادتك (4).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من الغرة بالله أن يصر
العبد على المعصية ويتمنى على الله المغفرة (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تغتروا بالله، فإن الله لو أغفل
شيئا لأغفل الذرة والخردلة والبعوضة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): كم من مستدرج بالإحسان
إليه، ومغرور بالستر عليه، ومفتون بحسن
القول فيه! (7).
[3041]
الاغترار بالدنيا
- الإمام علي (عليه السلام): اتقوا غرور الدنيا،
فإنها تسترجع أبدا ما خدعت به من المحاسن،
وتزعج المطمئن إليها والقاطن (8).
- عنه (عليه السلام): الاغترار بالعاجلة خرق (9).
- عنه (عليه السلام): الدنيا حلم، والاغترار بها ندم (10).
- عنه (عليه السلام): سكون النفس إلى الدنيا من
أعظم الغرور (11).
- عنه (عليه السلام): من اغتر بالدنيا اغتر بالمنى (12).
- عنه (عليه السلام): لا تغرنك العاجلة بزور
الملاهي، فإن اللهو ينقطع ويلزمك ما اكتسبت
من المآثم (13).
- عنه (عليه السلام): لا يغرنك ما أصبح فيه أهل الغرور
بالدنيا، فإنما هو ظل ممدود إلى أجل محدود (14).
(انظر) الدنيا: باب 1228.
[3042]
الاغترار بالنفس
- الإمام علي (عليه السلام): من جهل اغتر بنفسه،
وكان يومه شرا من أمسه (15).
- عنه (عليه السلام): من اغتر بنفسه أسلمته
إلى المعاطب (16).
- عنه (عليه السلام): غرك عزك، فصار قصار ذلك
ذلك، فاخش فاحش فعلك، فعلك بهذا تهدى (17).
- عنه (عليه السلام): الشقي من اغتر بحاله،
وانخدع لغرور آماله (18).
- عنه (عليه السلام): من اغتر بحاله قصر عن احتياله (19).
(انظر) التوكل: باب 4192.
عنوان 333 " العجب ".

(1) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 146.
(2) غرر الحكم: 2611.
(3) تحف العقول: 150.
(4) مكارم الأخلاق: 2 / 350 / 2660.
(5) تنبيه الخواطر: 2 / 72 وص 218.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 72 وص 218.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 116.
(8) غرر الحكم: 2562.
(9) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(10) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(11) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(12) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(13) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(14) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(15) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(16) غرر الحكم: 455، 1384، 5650، 8351، 10363، 10406، 8744، 8812.
(17) البحار: 78 / 83 / 86.
(18) غرر الحكم: 1799، 8678.
(19) غرر الحكم: 1799، 8678.
2236

[3043]
ما لا ينبغي الاغترار به
الكتاب
* (لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد * متاع قليل
ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لكميل بن زياد -:
يا كميل! لا تغتر بأقوام يصلون فيطيلون،
ويصومون فيداومون، ويتصدقون فيحسنون
فإنهم موقوفون (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يغرنك بكاؤهم،
فإن التقوى في القلب (3).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا استولى الفساد على الزمان
وأهله، فأحسن رجل الظن برجل، فقد غرر (4).
- عنه (عليه السلام): لا تغترن بكثرة المساجد، وجماعة
أقوام أجسادهم مجتمعة وقلوبهم شتى (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا تغرنك الناس من نفسك،
فإن الأمر يصل إليك دونهم (6).
- الإمام علي (عليه السلام): فإنه والله الجد لا اللعب،
والحق لا الكذب، وما هو إلا الموت أسمع
داعيه، وأعجل حاديه، فلا يغرنك سواد الناس
من نفسك (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يغرنك ذنب الناس
عن ذنبك، ولا نعم الناس عن نعمك التي أنعم
الله عليك، ولا تقنط الناس من رحمة الله عز وجل
وأنت ترجوها لنفسك (8).
(انظر) البدعة: باب 331.
الصدق: باب 2192.
الخشوع: باب 1025.
[3044]
ما يحول دون غرور الإنسان
- الإمام الصادق (عليه السلام): المغرور في الدنيا
مسكين، وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل
بالأدنى، ولا تعجب من نفسك، فربما اغتررت
بمالك وصحة جسمك أن لعلك تبقى.
وربما اغتررت بطول عمرك وأولادك
وأصحابك لعلك تنجو بهم.
وربما اغتررت بحالك ومنيتك، وإصابتك
مأمولك وهواك، وظننت أنك صادق ومصيب.
وربما اغتررت بما تري الخلق من الندم على
تقصيرك في العبادة، ولعل الله تعالى يعلم من قلبك
بخلاف ذلك.
وربما أقمت نفسك على العبادة متكلفا والله
يريد الإخلاص.
وربما افتخرت بعلمك ونسبك، وأنت غافل
2237

عن مضمرات ما في غيب الله.
وربما تدعو الله وأنت تدعو سواه.
وربما حسبت أنك ناصح للخلق وأنت
تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك.
وربما ذممت نفسك، وأنت تمدحها على
الحقيقة.
واعلم أنك لن تخرج من ظلمات الغرور
والتمني إلا بصدق الإنابة إلى الله تعالى،
والإخبات له، ومعرفة عيوب أحوالك من حيث
لا يوافق العقل والعلم، ولا يحتمله الدين
والشريعة وسنن القدوة وأئمة الهدى، وإن
كنت راضيا بما أنت فيه فما أحد أشقى بعمله منك
وأضيع عمرا وأورث حسرة يوم القيامة (1).
(انظر) كلام أبي حامد في علاج الغرور:
المحجة البيضاء: 348، 357.
2238

(387)
الغزوة
غزوات النبي (صلى الله عليه وآله)
البحار: 19 / 133 - 367، 20، 21 " غزوات النبي (صلى الله عليه وآله) ".
كنز العمال: 10 / 375 - 631 " كتاب الغزوات والوفود والبعوث ".
انظر:
عنوان 80 " الجهاد (1) "، عنوان 100 " الحرب ".
2239

[3045]
غزوة بدر الكبرى
الكتاب
* (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم
تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم
بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) * (1).
(انظر) آل عمران 12، 13، النساء 77، 78، الأنفال 1،
19، 36، 38 - 41، 67، 71، الحج 19.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (... وأنتم أذلة) * -: ما كانوا أذلة وفيهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنما نزل: ولقد نصركم الله ببدر
وأنتم ضعفاء (2).
- ابن عباس: وقف رسول الله (صلى الله عليه وآله) على
قتلى بدر فقال: جزاكم الله من عصابة شرا،
لقد كذبتموني صادقا، وخونتم (3) أمينا، ثم
التفت إلى أبي جهل بن هشام فقال: إن هذا
أعتى على الله من فرعون، إن فرعون لما أيقن
بالهلاك وحد الله، وإن هذا لما أيقن بالهلاك
دعا باللات والعزى (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا جهل يا عتبة يا شيبة
يا أمية! هل وجدتم ما وعد ربكم حقا، فإني
قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فقال عمر:
يا رسول الله! ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟!
فقال: والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول
منهم، غير أنهم لا يستطيعون جوابا (5).
- أنس: أخذ عمر يحدثنا عن أهل بدر فقال:
إن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليرينا مصارعهم بالأمس
يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله، وهذا
مصرع فلان غدا إن شاء الله، فجعلوا يصرعون
عليها، قلت: والذي بعثك بالحق ما أخطؤوا
تيك كانوا يصرعون عليها، ثم أمر بهم فطرحوا
في بئر، فانطلق إليهم: يا فلان يا فلان هل وجدتم
ما وعدكم الله حقا، فإني وجدت ما وعدني الله
حقا، قلت: يا رسول الله! أتكلم قوما قد جيفوا؟!
قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكن
لا يستطيعون أن يجيبوا (6).
- الإمام علي (عليه السلام): سيماء أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر الصوف الأبيض (7).
- عنه (عليه السلام): لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ
برسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أقربنا إلى العدو، وكان
من أشد الناس يومئذ بأسا (8).
- ابن عباس: كان لواء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم
بدر مع علي بن أبي طالب، ولواء الأنصار

(1) آل عمران: 123، 124.
(2) البحار: 19 / 243 / 1.
(3) في كنز العمال: جزاكم الله عني من عصابة شرا، لقد خونتموني
أمينا، وكذبتموني صادقا، كنز العمال: 29873.
(4) أمالي الطوسي: 310 / 626.
(5) كنز العمال: 29874، 29938، 29942، 29943.
(6) كنز العمال: 29874، 29938، 29942، 29943.
(7) كنز العمال: 29874، 29938، 29942، 29943.
(8) كنز العمال: 29874، 29938، 29942، 29943.
2240

مع سعد بن عبادة (1).
- الإمام علي (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصلي
تلك الليلة - ليلة بدر - وهو يقول: اللهم
إن تهلك هذه العصابة لا تعبد، وأصابهم تلك
الليلة مطر (2).
- عنه (عليه السلام): ما كان فينا فارس يوم بدر
إلا المقداد على فرس أبلق (3).
- عنه (عليه السلام): لقد حضرنا بدرا وما فينا
فارس غير المقداد بن الأسود، ولقد رأيتنا
ليلة بدر وما فينا إلا من نام غير رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
فإنه كان منتصبا في أصل شجرة يصلي ويدعو
حتى الصباح (4).
- في قوله تعالى: * (إذ تستغيثون ربكم...) *:
إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما نظر إلى كثرة عدد المشركين
وقلة عدد المسلمين استقبل القبلة وقال: اللهم
أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة
لا تعبد في الأرض، فما زال يهتف به مادا يديه
حتى سقط رداؤه من منكبه، فأنزل الله تعالى: * (إذ
تستغيثون ربكم) * (5).
- عمر بن الخطاب: لما كان يوم بدر نظر
النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر
إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل
النبي (صلى الله عليه وآله) القبلة ومد يديه وعليه رداؤه وإزاره،
ثم قال: اللهم أنجز ما وعدتني، اللهم أنجز
ما وعدتني، اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة
من الإسلام فلا تعبد في الأرض أبدا... وأنزل الله
تعالى عند ذلك * (إذ تستغيثون ربكم...) * (6).
(انظر) العجب: باب 2516.
البحار: 19 / 202 باب 10.
كنز العمال: 10 / 375.
[3046]
غزوة الرجيع وغزوة معونة
الكتاب
* (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل
أحياء عند ربهم يرزقون) * (7).
(انظر) البحار: 20 / 147 باب 13.
كنز العمال: 10 / 382.
[3047]
غزوة أحد وحمراء الأسد
الكتاب
* (وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال
والله سميع عليم) * (8).
(انظر) آل عمران 139، 146 - 149، 160، 176،
النساء 88، 140، الأنفال 36.
- ابن مسعود: إن النساء كن يوم أحد خلف
المسلمين يجهزن على جرحى المشركين... فجاء
أبو سفيان فقال: أعل هبل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
قولوا: الله أعلى وأجل، فقالوا: الله أعلى
وأجل، فقال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى
لكم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قولوا: اللهم مولانا

(1) كنز العمال: 29973، 30012، 30013.
(2) كنز العمال: 29973، 30012، 30013.
(3) كنز العمال: 29973، 30012، 30013.
(4) الإرشاد: 1 / 73.
(5) نور الثقلين: 2 / 137 / 29.
(6) كنز العمال: 29939.
(7) كنز العمال: 7681، 7682، 7683.
(8) آل عمران: 169، 121.
2241

والكافرون لا مولى لهم (1) (2).
- أنس: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كسرت رباعيته
يوم أحد، وشج في رأسه، فجعل يسلت
الدم عنه ويقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم
وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله؟! فأنزل
الله عز وجل: * (ليس لك من الأمر شئ) * (3).
- إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما رجع من وقعة أحد
ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال:
يا محمد! إن الله يأمرك أن تخرج في أثر
القوم ولا يخرج معك إلا من به جراحة! فأمر
رسول الله (صلى الله عليه وآله) مناديا ينادي: يا معشر المهاجرين
والأنصار! من كانت به جراحة فليخرج، ومن
لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون
جراحاتهم ويداوونها، وأنزل الله على نبيه:
* (ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم
يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) *
فقال عز وجل: * (إن يمسسكم قرح فقد مس القوم
قرح مثله...) * فخرجوا على ما بهم من الألم
والجراح (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم اغفر لقومي فإنهم
لا يعلمون (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اشتد غضب الله على رجل قتله
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، واشتد غضب الله على رجل يسمى
ملك الأملاك، لا ملك إلا الله (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اشتد غضب الله على قوم كلموا
وجه رسول الله (7).
- أبو سعيد: لما كان يوم أحد شج رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في وجهه، وكسرت رباعيته، فقام رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ رافعا يديه يقول: إن الله تعالى
اشتد غضبه على اليهود أن قالوا: عزير ابن الله،
واشتد غضبه على النصارى أن قالوا: المسيح
ابن الله، وإن الله اشتد غضبه على من أراق دمي
وآذاني في عترتي (8).
- أبو حميد الساعدي: إن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج
يوم أحد حتى إذا جاز ثنية الوداع فإذا هو
بكتيبة خشناء (9)، قال من هؤلاء؟ قالوا: عبد الله
ابن أبي في ستمائة من مواليه من اليهود من
بني قينقاع، قال: وقد أسلموا؟ قالوا: لا يا رسول
الله، قال: مروهم فليرجعوا، فإنا لا نستعين
بالمشركين على المشركين (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لما انجلى الناس عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم أحد نظرت في القتلى فلم أر
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقلت: والله ما كان ليفر وما أراه
في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا
فرفع نبيه، فما في خير من أن أقاتل حتى
اقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملت على القوم
فأفرجوا لي، فإذا أنا برسول الله (صلى الله عليه وآله) بينهم (11).
(انظر) البحار: 20 / 14 باب 12.
كنز العمال: 10 / 378، 424.

(1) في نقل: الله مولانا ولا مولى لكم، الدر المنثور: 2 / 346.
(2) الدر المنثور: 2 / 345.
(3) صحيح مسلم: 1791.
(4) نور الثقلين: 1 / 546 / 546.
(5) كنز العمال: 29883، 29887.
(6) كنز العمال: 29883، 29887.
(7) كنز العمال: 29888، 30050.
(8) كنز العمال: 29888، 30050.
(9) أي كثيرة السلاح. النهاية: 2 / 35.
(10) كنز العمال: 30048، 30027.
(11) كنز العمال: 30048، 30027.
2242

[3048]
غزوة بني النضير
الكتاب
* (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من
ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم
مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا
وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي
المؤمنين فاعتبروا يا أولي الابصار) * (1).
(انظر) الحشر: 11 - 17.
البحار: 20 / 157 باب 14.
كنز العمال: 10 / 384.
[3049]
غزوة ذات الرقاع وغزوة غسفان
الكتاب
* (وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم
معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من
ورائكم) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
في غزوة ذات الرقاع تحت شجرة على شفير
واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه،
فرآه رجل من المشركين، والمسلمون قيام على
شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل، فقال
رجل من المشركين لقومه: أنا أقتل محمدا،
فجاء وشد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالسيف، ثم قال:
من ينجيك مني يا محمد؟ فقال: ربي
وربك، فنسفه جبرئيل (عليه السلام) عن فرسه فسقط على
ظهره، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأخذ السيف وجلس
على صدره، وقال: من ينجيك مني يا غورث؟
فقال: جودك وكرمك يا محمد، فتركه، فقام
وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم (3).
(انظر) البحار: 20 / 174 باب 15.
[3050]
غزوة بدر الصغرى
الكتاب
* (فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض
المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد
بأسا وأشد تنكيلا) * (4).
(انظر) النساء 104.
البحار: 20 / 180 باب 16.
[3051]
غزوة الأحزاب وبني قريظة
الكتاب
* (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين
خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى
يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر
الله قريب) * (5).
(انظر) آل عمران 28، الأنفال 56 - 58، الأحزاب 9، 27.
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى:

(1) الحشر: 2.
(2) النساء: 102، 103.
(3) البحار: 20 / 179 / 6.
(4) النساء: 84.
(5) البقرة: 214.
2243

* (يقول أهلكت مالا لبدا) * -: هو عمرو بن عبد ود
حين عرض عليه علي بن أبي طالب الإسلام يوم
الخندق وقال: فأين ما أنفقت فيكم مالا
لبدا؟ وكان أنفق مالا في الصد عن سبيل
الله فقتله علي (عليه السلام) (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لما حفر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الخندق مروا بكدية، فتناول رسول الله (صلى الله عليه وآله)
المعول من يد أمير المؤمنين (عليه السلام) أو من يد
سلمان (رضي الله عنه) فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث فرق،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد فتح علي في ضربتي
هذه كنوز كسرى وقيصر، فقال أحدهما لصاحبه:
يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر أحدنا أن
يخرج يتخلى! (2).
- البراء بن عازب: لما كان حيث أمرنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحفر الخندق عرضت لنا في بعض
الخندق صخرة عظيمة شديدة لا تأخذ منها
المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما رآها ألقى ثوبه وأخذ
المعول فقال: بسم الله ثم ضرب ضربة فكسر
ثلثها وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام،
والله إني لأبصر قصورها الحمر الساعة!.
ثم ضرب الثانية فقطع الثلث الآخر فقال:
الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني
لأبصر قصر المدائن الأبيض!.
ثم ضرب الثالثة وقال: بسم الله فقطع بقية
الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح
اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من
مكاني هذا الساعة (3).
- ابن عباس بن سهل عن أبيه عن جده:
كنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الخندق فأخذ
الكرزين (4) وضرب به فصادف حجرا فصل (5)
الحجر فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقيل: يا رسول
الله مم تضحك؟ قال: أضحك من قوم يؤتى بهم
من المشرق في الكبول (6) يساقون إلى الجنة
وهم كارهون! (7).
- البراء: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الأحزاب
ينقل معنا التراب، ولقد وارى التراب بياض
بطنه وهو يقول:
والله لولا أنت ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * إن الالى قد أبوا علينا
قال: وربما قال:
إن الملا قد أبوا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا (8)
ويرفع بها صوته (9).
- يزيد بن الأصم: لما كشف الله الأحزاب
ورجع النبي (صلى الله عليه وآله) إلى بيته يغسل رأسه،
أتاه جبريل فقال: عفا الله عنك وضعت السلاح
ولم تضعه ملائكة السماء؟! ائتنا عند حصن
بني قريظة، فنادى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأتاهم

(1) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 422.
(2) الكافي: 8 / 216 / 264.
(3) كنز العمال: 30080.
(4) الكرزين: الفأس. النهاية: 4 / 162.
(5) أي صوت. القاموس: 4 / 3.
(6) أي القيود. القاموس: 4 / 43.
(7) كنز العمال: 30090 راجع الجهاد: باب 583.
(8) في كنز العمال... فأنزلن سكينة علينا، وثبت الأقدام إن لاقينا،
إن الالى قد بغوا علينا، وإن أرادوا فتنة أبينا: 30079.
(9) صحيح مسلم: 1803.
2244

عند الحصن (1).
(انظر) البحار: 20 / 186 باب 17.
كنز العمال: 1 / 383، 442، 457.
[3052]
غزوة بني المصطلق
الكتاب
* (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله
يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون) * (2).
(انظر) البحار: 2 / 281 باب 18.
كنز العمال: 10 / 567.
[3053]
غزوة الحديبية وبيعة الرضوان
الكتاب
* (ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه
وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين
لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم) * (3).
(انظر) البقرة 190، 196، المائدة 94، الأنفال 34،
الحج 25، الفتح 10، 27، الممتحنة 10، 11.
- اياس بن سلمة عن أبيه: خرجنا مع رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة الحديبية، فنحر مائة بدنة
ونحن سبع عشرة مائة ومعهم عدة السلاح
والرجال والخيل، وكان في بدنه جمل أبي
جهل فنزل الحديبية، فصالحته قريش على أن
هذا الهدي محله حيث حبسناه (4).
- أيضا: بعثت قريش سهيل بن عمرو
وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليصالحوه، فلما رآهم رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فيهم سهيل قال: قد سهل من أمركم القوم
يأتون إليكم بأرحامكم وسائلوكم الصلح: فابعثوا
الهدي وأظهروا بالتلبية لعل ذلك يلين قلوبهم،
فلبوا من نواحي العسكر حتى ارتجت أصواتهم
بالتلبية، فجاؤوه فسألوه الصلح.
فبينما الناس قد توادعوا وفي المسلمين ناس
من المشركين وفي المشركين ناس من
المسلمين، ففتك أبو سفيان فإذا الوادي يسيل
بالرجال والسلاح، قال سلمة: فجئت بستة من
المشركين مسلحين أسوقهم ما يملكون لأنفسهم
نفعا ولا ضرا، فأتينا بهم النبي (صلى الله عليه وآله) فلم يسلب ولم
يقتل وعفا، فشددنا على ما في أيدي المشركين
منا فما تركنا فيهم رجلا منا إلا استنقذناه، وغلبنا
على من في أيدينا منهم.
ثم إن قريشا أتت سهيل بن عمرو وحويطب
ابن عبد العزى فولوا صلحهم، وبعث النبي (صلى الله عليه وآله)
عليا وطلحة فكتب علي بينهم: بسم الله الرحمن
الرحيم هذا ما صالح عليه محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قريشا، صالحهم على أنه لا إغلال، ولا إسلال (5)،
وعلى أنه من قدم مكة من أصحاب محمد حاجا

(1) كنز العمال: 30115.
(2) الآيات إلى آخر سورة المنافقين.
(3) البقرة: 114.
(4) كنز العمال: 30148.
(5) الإغلال: الخيانة أو السرقة الخفية، والإسلال: من سل البعير
وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من بين الإبل، وهي السلة.
النهاية: 3 / 380.
2245

أو معتمرا أو يبتغي من فضل الله فهو آمن على دمه
وماله، ومن قدم المدينة من قريش مجتازا إلى
مصر وإلى الشام يبتغي من فضل الله فهو آمن على
دمه وماله، وعلى أنه من جاء محمدا من قريش
فهو رد، ومن جاءهم من أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله) فهو
لهم، فاشتد ذلك على المسلمين، فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): من جاءهم منا فأبعده الله، ومن جاءنا
منهم رددناه إليهم يعلم الله الإسلام من نفسه يجعل
الله له مخرجا، وصالحوه على أنه يعتمر عاما قابلا
في مثل هذا الشهر لا يدخل علينا بخيل ولا سلاح
إلا ما يحمل المسافر في قرابه فيمكثوا فيها ثلاث
ليال، وعلى أن هذا الهدي حيث حبسناه فهو
محله ولا يقدمه علينا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): نحن
نسوقه وأنتم تردون وجهه (1).
- عبد الله بن أبي أوفى: كنا يوم الشجرة ألفا
وأربعمائة أو ألفا وثلاثمائة، وكانت أسلم يومئذ
ثمن المهاجرين (2).
- أنس: إن قريشا صالحوا النبي (صلى الله عليه وآله) منهم
سهيل بن عمرو، فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي: اكتب بسم
الله الرحمن الرحيم، فقال سهيل: أما بسم الله
الرحمن الرحيم فلا ندري ما بسم الله الرحمن
الرحيم، ولكن اكتب بما نعرف: باسمك اللهم،
فقال: اكتب من محمد رسول الله، قالوا: لو علمنا
أنك رسول الله لاتبعناك، ولكن اكتب اسمك واسم
أبيك، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اكتب من محمد بن عبد الله،
فاشترطوا على النبي (صلى الله عليه وآله) أن من جاء منكم لم نرده
عليكم، ومن جاء منا رددتموه علينا، فقالوا:
يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال: نعم، إنه من ذهب
منا إليهم فأبعده الله، ومن جاءنا منهم سيجعل الله
له فرجا ومخرجا (3).
(انظر) البحار: 20 / 317 باب 20.
كنز العمال: 10 / 384.
[3054]
غزوة خيبر وفدك
الكتاب
* (سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها
ذرونا نتبعكم يريدون أن يبدلوا كلام الله قل لن تتبعونا
كذلكم قال الله من قبل فسيقولون بل تحسدوننا بل كانوا لا
يفقهون إلا قليلا) * (4).
- بريدة: لما كان يوم خيبر أخذ اللواء
أبو بكر، فرجع ولم يفتح له، فلما كان من الغد أخذ
عمر ولم يفتح له، وقتل ابن مسلمة ورجع الناس،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لأدفعن لوائي هذا إلى رجل
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لن يرجع
حتى يفتح عليه، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا،
فصلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الغداة ثم دعا باللواء وقام
قائما، فما منا من رجل له منزلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إلا وهو يرجو أن يكون ذلك الرجل، حتى
تطاولت أنا لها ورفعت رأسي لمنزلة كانت لي منه،
فدعا علي ابن أبي طالب وهو يشتكي عينيه
فمسحها ثم دفع إليه اللواء ففتح له (5).

(1) كنز العمال: 30149، 30150.
(2) كنز العمال: 30149، 30150.
(3) كنز العمال: 30151.
(4) الفتح: 15.
(5) كنز العمال: 30120.
2246

- عنه: لما نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) بحضرة
خيبر فزع أهل خيبر فقالوا: جاء محمد
في أهل يثرب، فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمر بن
الخطاب بالناس، فلقي أهل خيبر فردوه
وكشفوه هو وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): لأعطين اللواء غدا رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله، فلما كان الغد
تطاول لها أبو بكر وعمر فدعا عليا وهو يومئذ
أرمد فتفل في عينه وأعطاه اللواء، فانطلق
بالناس فلقي أهل خيبر ولقي مرحبا الخيبري
فإذا هو يرتجز ويقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب
فالتقى هو وعلي، فضربه علي ضربة على
هامته بالسيف عض السيف منها بالأضراس
وسمع صوت ضربته أهل العسكر، فما تتام آخر
الناس حتى فتح لأولهم (1).
- جابر: خرج يوم خيبر مرحب اليهودي
وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب * إذا الليوث أقبلت تجرب
وهو يقول: هل من مبارز؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من لهذا؟ فقال محمد بن مسلمة: أنا له
يا رسول الله، أنا والله الموتور الثائر قتلوا
أخي بالأمس، قال: فقال: قم إليه اللهم أعنه،
فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما
شجرة، ثم حمل عليه مرحب فضربه فاتقى
بالدرقة فوقع سيفه فيها فعضت به الدرقة
فأمسكته، فضربه محمد بن مسلمة فقتله (2) (3).
- حسيل بن خارجة الأشجعي: قدمت
المدينة في جلب أبيعه، فأتي بي إلى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فقال: يا حسيل! هل لك أن أعطيك
عشرين صاع تمر على أن تدل أصحابي هؤلاء
على طريق خيبر؟ ففعلت، فلما قدم رسول
الله (صلى الله عليه وآله) خيبر أتيته فأعطاني العشرين صاع تمر،
ثم اتي بي إليه، فقال لي: يا حسيل! إني لم أوت
بامرئ ثلاثا فلم يسلم، فخرج الحبل من عنقه
الأصفر، قال: فأسلمت (4).
- أبو طلحة: كنت رديف النبي (صلى الله عليه وآله) فلو قلت:
إن ركبتي تمس ركبته، فسكت عنهم حتى إذا كان
عند السحر أغار عليهم، وقال: إنا إذا نزلنا
بساحة قوم فساء صباح المنذرين (5).
- عنه: لما أصبح النبي (صلى الله عليه وآله) خيبر وقد أخذوا
مساحيهم (6) ومكاتلهم وغدوا على حروثهم، فلما
رأوا النبي (صلى الله عليه وآله) معه الخميس نكصوا مدبرين، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): الله أكبر الله أكبر خربت خيبر، إنا

(1) كنز العمال: 30121.
(2) هذا الخبر مردود بما رواه العامة والخاصة من أن قاتل مرحب
أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
(3) كنز العمال: 30122، 30123، 30124.
(4) كنز العمال: 30122، 30123، 30124.
(5) كنز العمال: 30122، 30123، 30124.
(6) المساحي: جمع مسحاة، وهي المجرفة من الحديد، والميم
زائدة، لأنه من السحو: الكشف والإزالة. النهاية: 4 / 328.
2247

إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (1).
- إياس بن سلمة - عن أبيه -: بارز عمي
يوم خيبر مرحب اليهودي فقال مرحب:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال عمي عامر:
قد علمت خيبر أني عامر * شاك السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس
عامر وذهب عامر يسفل له، فرجع السيف على
ساقه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه، قال سلمة
ابن الأكوع: فلقيت ناسا من أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: بطل عمل عامر قتل نفسه، قال
سلمة: فجئت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبكي، فقلت:
يا رسول الله أبطل عمل عامر؟ قال: ومن قال ذاك؟
قلت: أناس من أصحابك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
كذب من قال ذاك، بل له أجره مرتين، إنه حين
خرج إلى خيبر جعل يرجز بأصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وفيهم النبي يسوق الركاب وهو يقول:
تالله لولا الله ما اهتدينا * وما تصدقنا وما صلينا
إن الذين كفروا علينا * إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا * فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من هذا؟ قالوا: عامر
يا رسول الله، قال: غفر لك ربك، قال: وما
استغفر لانسان قط يخصه إلا استشهد، فلما
سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله لو ما
متعتنا بعامر؟ فتقدم فاستشهد، قال سلمة: ثم
إن نبي الله (صلى الله عليه وآله) أرسلني إلى علي فقال: لأعطين
الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله، قال: فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في عينيه ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب
يخطر بسيفه فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاك السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي صلوات الله عليه وبركاته:
أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أكيلهم بالصاع كيل السندرة (2)
ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح
على يديه (3).
(انظر) البحار: 21 / 1 باب 22.
كنز العمال: 10 / 385.
[3055]
غزوة مؤتة
- لما قدم جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) من بلاد
الحبشة بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مؤتة، واستعمل

(1) كنز العمال: 30125.
(2) السندرة: ضرب من الكيل غراف جراف واسع. والسندر:
مكيال معروف، وفي حديث علي (عليه السلام): أكيلكم بالسيف كيل
السندرة. لسان العرب: 4 / 382.
(3) الطبقات الكبرى: 2 / 110، وكذا ذكرت الأبيات في صحيح
مسلم كتاب الجهاد باب غزوة ذي قرد وغيرها من حديث
طويل رقم 1807 صحيح مسلم: 3 / 1441 نحوه.
2248

على الجيش معه زيد بن حارثة وعبد الله بن
رواحة، فمضى الناس معهم حتى كانوا بتخوم
البلقاء، فلقيهم جموع هرقل من الروم والعرب،
فانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها: مؤتة، فالتقى
الناس عندها، واقتتلوا قتالا شديدا (1).
(انظر) البحار: 21 / 50 باب 24.
كنز العمال: 10 / 555.
[3056]
غزوة ذات السلاسل
الكتاب
* (والعاديات ضبحا * فالموريات قدحا * فالمغيرات
صبحا * فأثرن به نقعا * فوسطن به جمعا) * (2).
(انظر) البحار: 21 / 66 باب 25.
كنز العمال: 1 / 564.
[3057]
غزوة الفتح
الكتاب
* (وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج
صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا * وقل جاء الحق
وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا) * (3).
* (ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل
يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون *
فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) * (4).
(انظر) القصص: 85، الفتح: 1 - 4،
الممتحنة: 1 - 12، النصر.
- الإمام علي (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) سار إلى بدر
في شهر رمضان، وافتتح مكة في شهر رمضان (5).
- عنه (عليه السلام): دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة
والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستين
صنما، فجعل يطفها بمخصرة في يده ويقول: جاء
الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء
الحق وما يبدي الباطل وما يعيد، فجعلت تكبب
لوجوهها (6).
- عمر بن الخطاب: لما كان يوم الفتح
ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية
وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن
هشام، قال عمر: فقلت: قد أمكن الله منهم
لأعرفنهم بما صنعوا، حتى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
مثلي ومثلكم كما قال يوسف لاخوته: * (لا تثريب
عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) *،
قال عمر: فانفضحت حياء من رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كراهية أن يكون بدر مني وقد قال لهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما قال (7).
- عبد الرحمن بن صفوان: لبست ثيابي
يوم فتح مكة، ثم انطلقت فوافقت
النبي (صلى الله عليه وآله) حين خرج من البيت، فسألت عمر
أي شئ صنع النبي (صلى الله عليه وآله) حين دخل البيت؟
فقال: صلى ركعتين (8).
- أتى عثمان بن عفان النبي (صلى الله عليه وآله) يوم فتح
مكة أخذ بيد ابن أبي سرح وقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): من وجد ابن أبي سرح فليضرب عنقه

(1) أمالي الطوسي: 141 / 230.
(2) العاديات: 1 - 5.
(3) الإسراء: 80، 81.
(4) النور: 22.
(5) أمالي الطوسي: 342 / 701 و 336 / 683.
(6) أمالي الطوسي: 342 / 701 و 336 / 683.
(7) كنز العمال: 30158، 30159.
(8) كنز العمال: 30158، 30159.
2249

وإن وجده متعلقا بأستار الكعبة، فقال: يا رسول
الله! فيسع ابن أبي سرح ما وسع الناس ومد إليه
يده فصرف عنقه ووجهه، ثم مد إليه يده فصرف
عنه يده، ثم مد إليه يده أيضا فبايعه وآمنه، فلما
انطلق قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما رأيتموني فيما
صنعت؟ قالوا: أفلا أومأت إلينا يا رسول الله؟!
قال رسول الله: ليس في الإسلام إيماء ولا فتك،
إن الإيمان قيد الفتك والنبي لا يومئ، يعني بالفتك
الخيانة (1).
- جابر: دخلنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة وفي
البيت وحول البيت ثلاثمائة وستون صنما تعبد
من دون الله فأمر بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) فكبت كلها
لوجوهها، ثم قال: جاء الحق وزهق الباطل إن
الباطل كان زهوقا، ثم دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) البيت
فصلى فيه ركعتين، فرأى فيه تمثال إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق قد جعلوا في يد إبراهيم
الأزلام (2) يستقسم بها، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
قاتلهم الله ما كان إبراهيم يستقسم بالأزلام (3).
- سهل بن عمرو: لما دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) مكة
وظهر اقتحمت بيتي وأغلقت علي بابي، وأرسلت
إلى ابني عبد الله بن سهيل أن اطلب لي جوارا
من محمد (صلى الله عليه وآله) فإني لا آمن أن اقتل، فذهب
عبد الله بن سهيل فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أبي
تؤمنه؟ قال: نعم هو آمن بأمان الله فليظهر،
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمن حوله: من لقي منكم
سهيلا فلا يشد إليه النظر فليخرج، فلعمري
إن سهيلا له عقل وشرف وما مثل سهيل جهل
الإسلام، ولقد رأى ما كان يوضع فيه إنه لم يكن
له بنافع، فخرج عبد الله إلى أبيه فأخبره بمقالة
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال سهيل: كان والله برا صغيرا
وكبيرا، فكان سهيل يقبل ويدبر وخرج إلى حنين
مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو على شركه حتى أسلم
بالجعرانة، فأعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) يومئذ من غنائم
حنين مائة من الإبل (4).
- يحيى بن يزيد بن أبي مريم السلولي عن
أبيه عن جده: شهدت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة
والهدي معكوفا، فجاءه الحارث بن هشام فقال:
يا محمد! جئتنا بأوباش من أوباش الناس تقاتلنا
بهم؟! فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): اسكت، هؤلاء خير
منك وممن أخذ بأخذك، هؤلاء يؤمنون بالله
ورسوله (5).
(انظر) البحار: 21 / 91 باب 26.
كنز العمال: 10 / 497.
القتل: باب 3280.
[3058]
غزوة حنين والطائف وأوطاس
الكتاب
* (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ

(1) كنز العمال: 30160.
(2) الأزلام: هي القداح التي كانت في الجاهلية عليها مكتوب الأمر
والنهي: افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا
أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج زلما، فإن
خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله.
النهاية 2 / 311.
(3) كنز العمال: 30161.
(4) كنز العمال: 30168، 30169.
(5) كنز العمال: 30168، 30169.
2250

أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم
الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين * ثم أنزل الله سكينته
على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها
وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين * ثم يتوب الله من
بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم) * (1).
(انظر) التوبة: 58
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما مر بالنبي (صلى الله عليه وآله) يوم
كان أشد عليه من يوم حنين، وذلك أن العرب
تباغت عليه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - من دعائه (صلى الله عليه وآله) يوم حنين -:
اللهم إنك إن تشأ لا تعبد بعد هذا اليوم (3).
- أبو إسحاق: قال رجل للبراء: هل كنتم
وليتم يوم حنين يا أبا مارة؟ قال: أشهد على
النبي (صلى الله عليه وآله) أنه ما ولى، ولكن انطلق إخفاء
من الناس، وحشر إلى هذا الحي من هوازن
وهم قوم رماة، فرموهم برشق من نبل كأنها
رجل من جراد فانكشفوا، فأقبل القوم إلى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وأبو سفيان بن الحارث يقود بغلته، فنزل
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاستنصر ودعا وهو يقول:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
اللهم أنزل نصرك. قال: والله إذا احمر البأس
نتقي به، وإن الشجاع الذي يحاذي به (4).
- الإمام الحسين (عليه السلام): كان ممن ثبت مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم حنين: العباس، وعلي،
وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب،
وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، والزبير بن
العوام، وأسامة بن زيد (5).
- أنس: لما كان يوم حنين قال النبي (صلى الله عليه وآله):
الآن حمي الوطيس، وكان علي بن أبي طالب أشد
الناس قتالا بين يديه (6).
(انظر) كنز العمال: 10 / 539، 553، 566.
البحار: 21 / 146، باب 28.
[3059]
غزوة تبوك
الكتاب
* (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا
يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من
الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون) * (7).
(انظر) التوبة: 38، 57، 61، 63 - 66، 81،
96، 102، 106، 118، 121.
البحار: 21 / 185، الباب 29، 30.
كنز العمال: 10 / 562.

(1) التوبة: 25 - 27.
(2) البحار: 21 / 180 / 16.
(3) كنز العمال: 30226، 30206.
(4) كنز العمال: 30226، 30206.
(5) كنز العمال: 30214، 30225.
(6) كنز العمال: 30214، 30225.
(7) التوبة: 29.
2251

(388)
الغسل
كنز العمال: 9 / 538 - 572 " الغسل ".
البحار: 81 / 1 " أبواب الأغسال ".
وسائل الشيعة: 2 / 678 " أبواب غسل الميت ".
وسائل الشيعة: 2 / 927 " أبواب غسل المس ".
وسائل الشيعة: 2 / 936 " الأغسال المسنونة ".
انظر:
عنوان: 74 " الجنابة ".
2253

[3060]
علة الغسل
- الإمام الرضا (عليه السلام): علة غسل الجنابة
النظافة، وتطهير الإنسان نفسه مما أصابه
من أذاه، وتطهير سائر جسده... (1).
- عنه (عليه السلام): علة غسل الميت أنه يغسل،
لأنه يطهر وينظف من أدناس أمراضه، وما
أصابه من صنوف علله، لأنه يلقى الملائكة
ويباشر أهل الآخرة...
وعلة أخرى أنه يخرج من الأذى الذي منه
خلق فيجنب، فيكون غسله له.
وعلة اغتسال من غسله أو مسه فظاهرة
لما أصابه من نضح الميت، لأن الميت إذا
خرجت الروح منه بقي أكثر آفته، فلذلك يتطهر
منه ويطهر (2).
- عنه (عليه السلام): علة غسل العيد والجمعة وغير
ذلك من الأغسال، لما فيه من تعظيم العبد
ربه، واستقباله الكريم الجليل، وطلب
المغفرة لذنوبه (3).
[3061]
أنواع الغسل
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الغسل في أربعة
عشر موطنا: غسل الميت، وغسل الجنب،
وغسل من غسل الميت، وغسل الجمعة،
والعيدين، ويوم عرفة، وغسل الإحرام، ودخول
الكعبة، ودخول المدينة، ودخول الحرم،
والزيارة، وليلة تسع عشرة وإحدى وعشرين
وثلاث وعشرين من شهر رمضان (4).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله سماعة عن غسل
الجمعة -: واجب في السفر والحضر، إلا
أنه رخص للنساء في السفر وقلة الماء،
وقال: غسل الجنابة واجب، وغسل الحائض إذا
طهرت واجب، وغسل الاستحاضة واجب إذا
احتشت بالكرسف فجاز الدم الكرسف - إلى أن
قال: - وغسل النفساء واجب، وغسل المولود
واجب، وغسل الميت واجب، وغسل من مس
الميت واجب، وغسل المحرم واجب، وغسل يوم
العرفة واجب، وغسل الزيارة واجب إلا من
علة، وغسل دخول البيت واجب، وغسل دخول
الحرم يستحب أن لا تدخله إلا بغسل، وغسل
المباهلة واجب، وغسل الاستسقاء واجب،
وغسل أول ليلة من شهر رمضان مستحب،

(1) البحار: 81 / 2 / 2 وص 3 / 3.
(2) البحار: 81 / 2 / 2 وص 3 / 3.
(3) البحار: 81 / 3 / 3.
(4) الخصال: 498 / 5.
2254

وغسل ليلة إحدى وعشرين سنة، وغسل ليلة
ثلاث وعشرين سنة لا تتركها، لأنه يرجى في
إحديهما ليلة القدر، وغسل يوم الفطر وغسل
يوم الأضحى سنة لا أحب تركها، وغسل
الاستخارة مستحب.
ورواه الصدوق بإسناده عن سماعة بن مهران
نحوه إلا أنه قال: وغسل دخول الحرم واجب
يستحب أن لا تدخله إلا بغسل.
ورواه الكليني، عن محمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى نحوه،
إلا أنه أسقط غسل من مس ميتا، وغسل
المحرم، وغسل يوم عرفة، وغسل دخول الحرم،
وغسل المباهلة.
أقول: حمل الشيخ وغيره الوجوب على
الاستحباب المؤكد في غير الأغسال
الستة الواجبة، وذكروا أن الأخبار دالة على
نفي وجوبها (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الغسل في سبعة عشر
موطنا: ليلة سبعة عشر من شهر رمضان، وليلة
تسعة عشر، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث
وعشرين وفيها يرجى ليلة القدر، وغسل
العيدين، وإذا دخلت الحرمين، ويوم تحرم، ويوم
الزيارة، ويوم تدخل البيت، ويوم التروية، ويوم
عرفة، وإذا غسلت ميتا وكفنته، أو مسسته بعد ما
يبرد، ويوم الجمعة، وغسل الكسوف إذا احترق
القرص كله فاستيقظت ولم تصل فعليك أن
تغتسل وتقضي الصلاة، وغسل الجنابة فريضة (2).
- محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله،
وزاد: وغسل الميت، ثم قال: وقال عبد الرحمن
ابن أبي عبد الله قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اغتسل في
ليلة أربعة وعشرين، وما عليك أن تعمل في
الليلتين جميعا (3).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في كتاب كتبه إلى
المأمون -: وغسل يوم الجمعة سنة،
وغسل العيدين وغسل دخول مكة والمدينة
وغسل الزيارة وغسل الإحرام وأول ليلة من
شهر رمضان وليلة سبع عشرة وليلة تسع عشرة
وليلة إحدى وعشرين وليلة ثلاث وعشرين من
شهر رمضان، هذه الأغسال سنة، وغسل
الجنابة فريضة، وغسل الحيض مثله (4).
2255

(389)
الغش
كنز العمال: 4 / 59، 158 " الغش ".
وسائل الشيعة: 12 / 208 باب 86 " تحريم الغش ".
انظر:
عنوان 512 " النصح ".
2257

[3062]
ذم الغش
- الإمام علي (عليه السلام): الغش سجية المردة (1).
- عنه (عليه السلام): الغش يكسب المسبة (2).
- عنه (عليه السلام): الغش شر المكر (3).
- عنه (عليه السلام): الغش من أخلاق اللئام (4).
- عنه (عليه السلام): الغشوش لسانه حلو وقلبه مر (5).
- عنه (عليه السلام): من علامة الشقاء غش الصديق (6).
- عنه (عليه السلام): شر الناس من يغش الناس (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما مر بهشام بن الحكم
وهو يبيع السابري في الظلال -: يا هشام! إن
البيع في الظل غش، وإن الغش لا يحل (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن الرجل
يكون عنده لونان من طعام واحد وسعرهما شئ
وأحدهما خير من الآخر، فيخلطهما جميعا ثم
يبيعهما بسعر واحد - لا يصلح له أن يفعل ذلك
يغش به المسلمين حتى يبينه (9).
- أبو سباع: اشتريت ناقة من دار واثلة
ابن الأسقع، فلما خرجت بها أدركني يجر
إزاره، فقال: اشتريت؟ قلت: نعم، قال: أبين
لك ما فيها، قلت: وما فيها؟ قال: إنها لسمينة
ظاهرة الصحة، قال: أردت بها سفرا، أو أردت
بها لحما؟ قلت: أردت بها الحج، قال: فارتجعها،
فقال صاحبها: ما أردت إلى هذا، أصلحك الله
تفسد علي؟! قال: إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: لا يحل لاحد يبيع شيئا إلا بين ما فيه،
ولا يحل لمن علم ذلك إلا بينه (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المسلم أخو المسلم، ولا يحل
لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): المؤمنون بعضهم لبعض نصحة
وادون وإن بعدت منازلهم وأبدانهم، والفجرة
بعضهم لبعض غششة متخاونون وإن اقتربت
منازلهم وأبدانهم (12).
[3063]
من غش المسلمين (1)
- إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر برجل يبيع طعاما،
فسأله: كيف تبيع؟ فأخبره، فأوحي إليه أن أدخل
يدك فيه، فأدخل يده فيه فإذا هو مبلول، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من غش (13).

(1) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(2) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(3) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(4) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(5) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(6) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(7) غرر الحكم: 421، 615، 740، 1299، 1575، 9297، 5677.
(8) الكافي: 5 / 160 / 6.
(9) الكافي: 5 / 183 / 2.
(10) الترغيب والترهيب: 2 / 574 / 10.
(11) كنز العمال: 9502.
(12) الترغيب والترهيب: 2 / 575 / 12.
(13) سنن أبي داود: 3452.
2258

- الإمام الباقر (عليه السلام): مر النبي (صلى الله عليه وآله) في
سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه: ما أرى
طعامك إلا طيبا وسأله عن سعره، فأوحى
الله عز وجل إليه أن يدس يديه في الطعام
ففعل فأخرج طعاما رديا، فقال لصاحبه: ما
أراك إلا وقد جمعت خيانة وغشا للمسلمين (1).
- إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر على صبرة طعام،
فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا، فقال:
ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء
يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام حتى
يراه الناس؟! من غشنا فليس منا (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لرجل يبيع طعاما، وقد خلط جيدا
بقبيح -: ما حملك على ما صنعت؟! فقال: أردت
أن ينفق، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) ميز كل واحد منهما
على حدة، ليس في ديننا غش (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا صاحب الطعام! أسفل هذا
مثل أعلاه؟ من غش المسلمين فليس منهم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): المؤمن لا يغش أخاه،
ولا يخونه، ولا يخذله، ولا يتهمه (5).
- عنه (عليه السلام): من علامة الشقاء غش الصديق (6).
[3064]
من غش المسلمين (2)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من غش مسلما
أو ضره أو ماكره (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من غش مسلما في شراء أو
بيع فليس منا، ويحشر يوم القيامة مع اليهود،
لأنهم أغش الخلق للمسلمين (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليس منا من غشنا (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من غش
مسلما (10).
[3065]
آثار الغش
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من غش أخاه المسلم نزع
الله عنه بركة رزقه، وأفسد عليه معيشته،
ووكله إلى نفسه (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من باع عيبا لم يبينه لم يزل
في مقت الله، ولم تزل الملائكة تلعنه (12).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ملعون من غش مسلما
أو ماكره أو غره (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من غش المسلمين
حشر مع اليهود يوم القيامة، لأنهم أغش
الناس للمسلمين (14).

(1) الكافي: 5 / 161 / 7.
(2) الترغيب والترهيب: 2 / 571 / 2.
(3) كنز العمال: 9974، 9512.
(4) كنز العمال: 9974، 9512.
(5) الخصال: 622.
(6) غرر الحكم: 9297.
(7) تحف العقول: 42.
(8) أمالي الصدوق: 349 / 1.
(9) الكافي: 5 / 160 / 1.
(10) الفقيه: 3 / 273 / 3986.
(11) البحار: 76 / 365 / 30.
(12) كنز العمال: 9501.
(13) البحار: 103 / 82 / 8.
(5) الفقيه: 3 / 273 / 3987.
2259

[3066]
أفظع الغش
- الإمام علي (عليه السلام) - من عهده إلى بعض
عماله -: إن أعظم الخيانة خيانة الأمة،
وأفظع الغش غش الأئمة (1).
- عنه (عليه السلام): من غش الناس في دينهم فهو
معاند لله ورسوله (2).
(انظر) الخيانة: باب 1153.
[3067]
أغش الناس
- الإمام علي (عليه السلام): إن أنصح الناس لنفسه
أطوعهم لربه، وإن أغشهم لنفسه أعصاهم لربه (3).
- عنه (عليه السلام): إن أغش الناس أغشهم لنفسه
وأعصاهم لربه (4).
- عنه (عليه السلام): من غش نفسه كان أغش لغيره (5).
(انظر) النصح: باب 3871.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 26.
(2) غرر الحكم: 8891.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(4) غرر الحكم: 3516، 9044.
(5) غرر الحكم: 3516، 9044.
2260

(390)
الغصب
البحار: 104 / 258 باب 4 " الغصب ".
وسائل الشيعة: 17 / 308، مستدرك الوسائل: 17 / 87 " كتاب الغصب ".
كنز العمال: 10 / 636، 645 " الغصب ".
انظر:
عنوان 107 " الحرام "، 124 " الحلال "، 315 " الضمان "، 329 " الظلم ".
2261

[3068]
الغصب
الكتاب
* (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): الحجر الغصب في الدار
رهن على خرابها (2) (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اقتطع مال مؤمن
غصبا بغير حق لم يزل الله معرضا عنه،
ماقتا لأعماله التي يعملها من البر والخير،
لا يثبتها في حسناته حتى يتوب ويرد المال الذي
أخذه إلى صاحبه (4).
- الإمام المهدي (عليه السلام): لا يحل لأحد أن
يتصرف في مال غيره بغير إذنه (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من غصب رجلا أرضا ظلما
لقي الله تعالى وهو عليه غضبان (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إنه لا يقتطع رجل مالا إلا لقي
الله عز وجل يوم القيامة وهو أجذم (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يحل لامرئ مسلم أن يأخذ
مال أخيه بغير حقه، وذلك لما حرم الله عز وجل
مال المسلم على المسلم (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أربعة لا يجزن في أربعة:
الخيانة، والغلول، والسرقة، والربا، لا يجزن في
حج، ولا عمرة، ولا جهاد، ولا صدقة (9).
- الإمام علي (عليه السلام): والله لأن أبيت على حسك
السعدان مسهدا، أو أجر في الأغلال مصفدا،
أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله يوم القيامة
ظالما لبعض العباد، وغاصبا لشئ من الحطام!
... والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت
أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها
جلب (خملة) شعيرة ما فعلته! (10).
[3069]
عقوبة الغصب
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عمن أخذ أرضا
بغير حقها وبنى فيها؟ -: يرفع بناؤه، وتسلم التربة
إلى صاحبها، ليس لعرق ظالم حق (11).

(1) الكهف: 79.
(2) قال الرضي رضوان الله عليه: ويروى هذا الكلام للنبي (صلى الله عليه وآله)، ولا
عجب أن يشتبه الكلامان، فإن مستقاهما من قليب، ومفرغهما
من ذنوب. / الذنوب: الدلو الكبير كما في هامش البحار.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 72، نهج البلاغة:
الحكمة 240 نحوه.
(4) مستدرك الوسائل: 17 / 89 / 20823.
(5) وسائل الشيعة: 17 / 309 / 32174.
(6) كنز العمال: 30366، 30342، 30343.
(7) كنز العمال: 30366، 30342، 30343.
(8) كنز العمال: 30366، 30342، 30343.
(9) الكافي: 5 / 124 / 2.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 224.
(11) وسائل الشيعة: 17 / 311 / 32178.
2262

(391)
الغضب
البحار: 73 / 262 باب 132 " ذم الغضب ومدح التنمر في ذات الله ".
البحار: 71 / 397 باب 93 " كظم الغيظ ".
كنز العمال: 3 / 405، 784 " كظم الغيط ".
وسائل الشيعة: 8 / 523 باب 114 " استحباب كظم الغيظ ".
المحجة البيضاء: 5 / 289 " كتاب آفة الغضب والحقد والحسد ".
انظر:
الحق: باب 891، الحلم: باب 946، الملامة: باب 3594.
عنوان: 357 " التعصب ".
2263

[3070]
الغضب مفتاح كل شر
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغضب مفتاح كل شر (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما استوصاه رجل -:
لا تغضب، قال: ففكرت حين قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله عبد الأعلى:
علمني عظة أتعظ بها -: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه
رجل فقال له: يا رسول الله علمني عظة أتعظ بها،
فقال له: انطلق ولا تغضب، ثم أعاد إليه فقال له:
انطلق ولا تغضب - ثلاث مرات - (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الغضب يثير كوامن الحقد (4).
- عنه (عليه السلام): الغضب شر إن أطعته دمر (5).
- عنه (عليه السلام): الغضب مركب الطيش (6).
- عنه (عليه السلام): بكثرة الغضب يكون الطيش (7).
- عنه (عليه السلام): الغضب يردي صاحبه
ويبدي معايبه (8).
- عنه (عليه السلام): من أطلق غضبه تعجل حتفه (9).
- عنه (عليه السلام): بئس القرين الغضب: يبدي
المعائب، ويدني الشر، ويباعد الخير (10).
- عنه (عليه السلام): إنكم إن أطعتم سورة الغضب
أوردتكم نهاية العطب (11).
- عنه (عليه السلام): احترسوا من سورة الغضب،
وأعدوا له ما تجاهدونه به من الكظم والحلم (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغضب ممحقة
لقلب الحكيم (13).
- الإمام علي (عليه السلام): لا نسب أوضع من
الغضب (14).
- عنه (عليه السلام): لا نصب أوضع من الغضب (15).
- عنه (عليه السلام): عقوبة الغضوب والحقود والحسود
تبدأ بأنفسهم (16).
- عنه (عليه السلام): من طبائع الجهال التسرع
إلى الغضب في كل حال (17).
- عنه (عليه السلام): لا يقوم عز الغضب بذل
الاعتذار (18).
[3071]
الغضب جمرة من الشيطان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغضب جمرة من

(1) الكافي: 2 / 303 / 3.
(2) الترغيب والترهيب: 3 / 445 / 2.
(3) الكافي: 2 / 303 / 5.
(4) غرر الحكم: 2164، 1220، 808، 4264.
(5) غرر الحكم: 2164، 1220، 808، 4264.
(6) غرر الحكم: 2164، 1220، 808، 4264.
(7) غرر الحكم: 2164، 1220، 808، 4264.
(8) غرر الحكم: 1709، 7948، 4417، 3855، 2507.
(9) غرر الحكم: 1709، 7948، 4417، 3855، 2507.
(10) غرر الحكم: 1709، 7948، 4417، 3855، 2507.
(11) غرر الحكم: 1709، 7948، 4417، 3855، 2507.
(12) غرر الحكم: 1709، 7948، 4417، 3855، 2507.
(13) الكافي: 2 / 305 / 13.
(14) أمالي الصدوق: 264 / 9.
(15) البحار: 77 / 381 / 5.
(16) غرر الحكم: 6325، 9351، 10793.
(17) غرر الحكم: 6325، 9351، 10793.
(18) غرر الحكم: 6325، 9351، 10793.
2264

الشيطان (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن هذا الغضب جمرة
من الشيطان تتوقد في قلب ابن آدم، وإن
أحدكم إذا غضب احمرت عيناه، وانتفخت
أوداجه، ودخل الشيطان فيه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وإن الغضب جمرة في
قلب ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه
وانتفاخ أوداجه، فمن أحس بشئ من ذلك
فليلصق بالأرض (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الغضب نار القلوب (4).
- عنه (عليه السلام): الغضب نار موقدة، من كظمه
أطفأها، ومن أطلقه كان أول محترق بها (5).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لعبد الله بن العباس
عند استخلافه إياه على البصرة -: وإياك
والغضب، فإنه طيرة من الشيطان (6).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى الحارث
الهمداني -: واحذر الغضب فإنه جند عظيم
من جنود إبليس (7).
[3072]
الغضب ضرب من الجنون
- الإمام علي (عليه السلام): إياك والغضب، فأوله
جنون وآخره ندم (8).
- عنه (عليه السلام): الحدة ضرب من الجنون لأن
صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم (9).
- عنه (عليه السلام): الغضب يفسد الألباب، ويبعد
من الصواب (10).
- عنه (عليه السلام): أقدر الناس على الصواب من
لم يغضب (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من لم يملك غضبه
لم يملك عقله (12).
- الإمام علي (عليه السلام): شدة الغضب تغير
المنطق، وتقطع مادة الحجة، وتفرق الفهم (13).
[3073]
الحث على ملك الغضب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بأشدكم؟ من
ملك نفسه عند الغضب (14).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الملك ملك الغضب (15).
- عنه (عليه السلام): أحضر الناس جوابا من
لم يغضب (16).
- عنه (عليه السلام): أشرف المروءة ملك الغضب
وإماتة الشهوة (17).
- عنه (عليه السلام): أعظم الناس سلطانا على نفسه

(1) البحار: 73 / 265 / 15 وص 267 / 21.
(2) البحار: 73 / 265 / 15 وص 267 / 21.
(3) الترغيب والترهيب:. 3 / 448 / 10.
(4) غرر الحكم: 965، 1787.
(5) غرر الحكم: 965، 1787.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 76 و 69.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 76 و 69.
(8) غرر الحكم: 2635.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 255.
(10) غرر الحكم: 1356، 3047.
(11) غرر الحكم: 1356، 3047.
(12) الكافي: 2 / 305 / 13.
(13) البحار: 71 / 428 / 78.
(14) نثر الدرر: 1 / 183.
(15) غرر الحكم: 2904، 2950، 3102.
(16) غرر الحكم: 2904، 2950، 3102.
(17) غرر الحكم: 2904، 2950، 3102.
2265

من قمع غضبه وأمات شهوته (1).
- عنه (عليه السلام): رأس الفضائل ملك الغضب وإماتة
الشهوة (2).
- عنه (عليه السلام): ضبط النفس عند حادث الغضب
يؤمن مواقع العطب (3).
- عنه (عليه السلام): ظفر بالشيطان من غلب غضبه، ظفر
الشيطان بمن ملكه غضبه (4).
- عنه (عليه السلام): أعدى عدو للمرء غضبه وشهوته،
فمن ملكهما علت درجته، وبلغ غايته (5).
- عنه (عليه السلام): الغضب عدو فلا تملكه نفسك (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من لم يملك غضبه لم
يملك عقله (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من غلب عليه غضبه وشهوته
فهو في حيز البهائم (8).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب له للأشتر لما ولاه
على مصر -: أملك حمية أنفك، وسورة
حدك، وسطوة يدك، وغرب لسانك، واحترس
من كل ذلك بكف البادرة، وتأخير السطوة،
[وارفع بصرك إلى السماء عندما يحضرك منه (9)]
حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار، ولن تحكم
ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد
إلى ربك (10).
[3074]
أقوى الناس
- الإمام علي (عليه السلام): أقوى الناس من قوي على
غضبه بحلمه (11).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا قوة كرد الغضب (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس الشديد بالصرعة، إنما
الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لأصحابه -: ما الصرعة
فيكم؟ قالوا: الشديد القوي الذي لا يوضع
جنبه، فقال: بل الصرعة حق الصرعة رجل وكز
الشيطان في قلبه واشتد غضبه وظهر دمه، ثم
ذكر الله فصرع بحلمه غضبه (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الصرعة كل الصرعة، الصرعة كل
الصرعة، الصرعة كل الصرعة: الرجل الذي
يغضب فيشتد غضبه، ويحمر وجهه، ويقشعر
جلده، فيصرع غضبه (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما رأى قوما يدحون حجرا -:
أشدكم من ملك نفسه عند الغضب، وأحملكم من
عفا بعد المقدرة (16).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مر رسول الله بقوم
يرفعون حجرا فقال: ما هذا؟ فقالوا: نعرف

(1) غرر الحكم: 3259، 5237، 5931، (6048 - 6049)، 3269، 1337.
(2) غرر الحكم: 3259، 5237، 5931، (6048 - 6049)، 3269، 1337.
(3) غرر الحكم: 3259، 5237، 5931، (6048 - 6049)، 3269، 1337.
(4) غرر الحكم: 3259، 5237، 5931، (6048 - 6049)، 3269، 1337.
(5) غرر الحكم: 3259، 5237، 5931، (6048 - 6049)، 3269، 1337.
(6) غرر الحكم: 3259، 5237، 5931، (6048 - 6049)، 3269، 1337.
(7) الكافي: 2 / 305 / 13.
(8) غرر الحكم: 8756.
(9) ليس في النهج قوله " وارفع بصرك إلى السماء عندما يحضرك منه ".
(10) نهج البلاغة: الكتاب 53، تحف العقول: 148.
(11) غرر الحكم: 3182.
(12) تحف العقول: 286.
(13) تنبيه الخواطر: 1 / 122.
(14) البحار: 77 / 150 / 86.
(15) الترغيب والترهيب: 3 / 447 / 9.
(16) البحار: 77 / 148 / 67.
2266

بذلك أشدنا وأقوانا، فقال: الا أخبركم بأشدكم
وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال أشدكم
وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم
ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول
الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس بحق (1).
(انظر) الشجاعة: باب 1959.
الهوى: باب 4044.
[3075]
الحث على كظم الغيظ
الكتاب
* (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) * (2).
* (وإذا ما غضبوا هم يغفرون) * (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من كظم غيظا وهو
يقدر على إمضائه حشا الله قلبه أمنا وإيمانا
يوم القيامة (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كظم غيظا ولو شاء أن
يمضيه أمضاه، أملا الله قلبه يوم القيامة رضاه (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كظم غيظا ملا الله
جوفه إيمانا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما تجرع عبد جرعة أفضل عند
الله من جرعة غيظ كظمها لله ابتغاء وجه الله (7).
- الإمام علي (عليه السلام): متى أشفي غيظي إذا
غضبت؟ أحين أعجز عن الانتقام فيقال لي:
لو صبرت، أم حين أقدر عليه فيقال لي: لو
عفوت (غفرت)؟! (8).
- عنه (عليه السلام): من خاف الله لم يشف غيظه (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كف غضبه ستر
الله عورته (10).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): ما تجرعت
جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا أكافي
بها صاحبها (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): نعم الجرعة الغيظ لمن
صبر عليها... (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أحب السبيل إلى
الله عز وجل جرعتان: جرعة غيظ تردها بحلم،
وجرعة مصيبة تردها بصبر (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما من جرعة يتجرعها
العبد أحب إلى الله عز وجل من جرعة غيظ
يتجرعها عند ترددها في قلبه، إما بصبر
وإما بحلم (14).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى
الحارث الهمداني -: واكظم الغيظ، وتجاوز
عند المقدرة، واحلم عند الغضب، واصفح مع
الدولة، تكن لك العاقبة (15).

(1) مشكاة الأنوار: 218.
(2) آل عمران: 134.
(3) الشورى: 37.
(4) الكافي: 2 / 110 / 7 و ح 6.
(5) الكافي: 2 / 110 / 7 و ح 6.
(6) البحار: 69 / 382 / 44.
(7) كنز العمال: 5819.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 194 شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 12.
(9) غرر الحكم: 8158.
(10) البحار: 73 / 264 / 11.
(11) الكافي: 2 / 109 / 1 و ح 2 وص 110 / 9 وص 111 / 13.
(12) الكافي: 2 / 109 / 1 و ح 2 وص 110 / 9 وص 111 / 13.
(13) الكافي: 2 / 109 / 1 و ح 2 وص 110 / 9 وص 111 / 13.
(14) الكافي: 2 / 109 / 1 و ح 2 وص 110 / 9 وص 111 / 13.
(15) نهج البلاغة: الكتاب 69.
2267

[3076]
من شفى غيظه بمعصية الله
- الإمام علي (عليه السلام): من طلب شفا غيظ بغير حق،
أذاقه الله هوانا بحق (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لجهنم بابا لا يدخلها إلا
من شفى غيظه بمعصية الله تعالى (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من عزائم الله في الذكر
الحكيم، التي عليها يثيب ويعاقب، ولها يرضى
ويسخط، أنه لا ينفع عبدا وإن أجهد نفسه
وأخلص فعله أن يخرج من الدنيا لاقيا ربه
بخصلة من هذه الخصال لم يتب منها: أن يشرك
بالله فيما افترض عليه من عبادته، أو يشفي غيظه
بهلاك نفس... (3).
[3077]
من كف غضبه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلى داود (عليه السلام): إذا
ذكرني عبدي حين يغضب، ذكرته يوم القيامة في
جميع خلقي، ولا أمحقه فيمن أمحق (4).
- في التوراة: يا موسى! أمسك غضبك عمن
ملكتك عليه، أكف عنك غضبي (5).
- المسيح (عليه السلام) - لما سئل أي الأشياء
أشد؟ -: أشد الأشياء غضب الله، قالوا: فيما
يتقى غضب الله؟ قال: بأن لا تغضبوا (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله رجل أحب أن
أكون آمنا من غضب الله وسخطه -: لا تغضب
على أحد تأمن غضب الله وسخطه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كف غضبه كف الله عنه عذابه (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من كف غضبه عن الناس
أقاله الله نفسه يوم القيامة (9).
[3078]
بدء الغضب
- المسيح (عليه السلام) - لما سئل عن بدء الغضب -:
الكبر، والتجبر، ومحقرة الناس (10).
الأسباب المهيجة للغضب
قال أبو حامد: قد عرفت أن علاج كل علة
بحسم مادتها وإزالة أسبابها، فلابد من معرفة
أسباب الغضب، وقد قال يحيى لعيسى (عليهما السلام): أي
شئ أشد؟ قال عيسى: الكبر والفخر والتعزز
والحمية. والأسباب المهيجة للغضب هي الزهو،
والعجب، والمزاح، والهزل، والهزء، والتعيير،
والمماراة، والمضادة، والغدر، وشدة الحرص
على فضول المال والجاه.

(1) تحف العقول: 207.
(2) تنبيه الخواطر: 1 / 121.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(4) البحار: 73 / 266. / 18.
(5) الكافي: 2 / 303 / 7.
(6) مشكاة الأنوار: 219.
(7) كنز العمال: 44154.
(8) البحار: 73 / 263 / 7.
(9) ثواب الأعمال: 1 / 161 / 1.
(10) مشكاة الأنوار: 219.
2268

وهي بأجمعها أخلاق ردية مذمومة شرعا،
ولاخلاص من الغضب مع بقاء هذه الأسباب،
فلابد من إزالة هذه الأسباب بأضدادها (1).
[3079]
دواء الغضب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! لا تغضب، فإذا
غضبت فاقعد وتفكر في قدرة الرب على العباد
وحلمه عنهم، وإذا قيل لك: اتق الله فانبذ
غضبك، وراجع حلمك (2).
- الإمام علي (عليه السلام): داووا الغضب بالصمت،
والشهوة بالعقل (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أيما رجل غضب وهو قائم
فليجلس فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن
كان جالسا فليقم... (4).
- الإمام علي (عليه السلام): أيما رجل غضب وهو
قائم فليلزم الأرض من فوره، فإنه يذهب
رجز الشيطان (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا غضب أحدكم وهو
قائم فليجلس، فإن ذهب عنه الغضب
وإلا فليضطجع (6).
- أبو وائل القاص: دخلنا على عروة بن
محمد السعدي فكلمه رجل فأغضبه، فقام
فتوضأ فقال: حدثني أبي عن جدي عطية (رضي الله عنه)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الغضب من الشيطان،
وإن الشيطان خلق من النار، وإنما تطفأ النار
بالماء، فإذا غضب أحدكم فليتوضأ (7).
- الإمام علي (عليه السلام): جهاد الغضب بالحلم
برهان النبل (8).
- عنه (عليه السلام): تجرع غصص الحلم يطفئ
نار الغضب (9).
- عنه (عليه السلام): ضادوا الغضب بالحلم (10).
(انظر) المحجة البيضاء: 5 / 305 " بيان
علاج الغضب بعد هيجانه ".
[3080]
مدح الغضب لله
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى أهل مصر
لما ولى عليهم الأشتر -: من عبد الله علي أمير
المؤمنين، إلى القوم الذين غضبوا لله حين عصي
في أرضه، وذهب بحقه... (11).
- عنه (عليه السلام) - لأصحابه -: وقد ترون عهود
الله منقوضة فلا تغضبون، وأنتم لنقض ذمم
آبائكم تأنفون! (12).
- عنه (عليه السلام): كان (صلى الله عليه وآله) لا يغضب للدنيا، فإذا
أغضبه الحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه
شئ حتى ينتصر له (13).

(1) المحجة البيضاء: 5 / 304.
(2) تحف العقول: 14.
(3) غرر الحكم: 5155.
(4) البحار: 73 / 264 / 9 وص 265 / 14.
(5) البحار: 73 / 264 / 9 وص 265 / 14.
(6) الترغيب والترهيب: 3 / 450 / 16.
(7) الترغيب والترهيب: 3 / 451 / 19.
(8) غرر الحكم: 4773، 4487، 5911.
(9) غرر الحكم: 4773، 4487، 5911.
(10) غرر الحكم: 4773، 4487، 5911.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 38، والخطبة 106.
(12) نهج البلاغة: الكتاب 38، والخطبة 106.
(13) المحجة البيضاء: 5 / 303.
2269

- عنه (عليه السلام): من أحد سنان الغضب لله
سبحانه، قوي على أشداء الباطل (1).
- عنه (عليه السلام): من شنئ الفاسقين وغضب لله،
غضب الله له وأرضاه يوم القيامة (2).
- موسى بن عمران (عليه السلام): يا رب! من
أهلك الذين تظلهم في ظل عرشك يوم
لا ظل إلا ظلك؟ فأوحى الله إليه:...
والذين يغضبون لمحارمي إذا استحلت مثل
النمر إذا جرح! (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - عند الوداع مع أبي ذر
لما سيره عثمان إلى الربذة -: يا أبا ذر!
إنك إنما غضبت لله عز وجل، فارج من غضبت
له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم
على دينك، فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك
بالبلاء، ووالله لو كانت السماوات والأرض
على عبد رتقا ثم اتقى الله عز وجل جعل له
منها مخرجا، فلا يؤنسك إلا الحق، ولا يوحشك
إلا الباطل... (4)
أقول: حكي عن أبي ذر رضوان الله عليه
أنه لما أخرجه معاوية من الشام خرج معه
ناس إلى دير المران، فودعهم ووصاهم إلى
أن قال: أيها الناس اجمعوا مع صلاتكم وصومكم
غضبا لله عز وجل إذا عصي في الأرض،
ولا ترضوا أئمتكم بسخط الله، وإن أحدثوا ما
لا تعرفون فجانبوهم وأزروا عليهم وإن عذبتم
وحرمتم وصبرتم حتى يرضى الله عز وجل... (5).
(انظر) المعروف (2): باب 2703.
[3081]
من لم يغضب في الجفوة
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من لم يغضب في الجفوة،
لم يشكر في النعمة (6).
- عنه (عليه السلام): من لم يجد للإساءة مضضا لم يكن
عنده للإحسان موقعا (7).
أقول: قال أبو حامد: الناس في هذه القوة
- يعني قوة الغضب - على درجات ثلاث في أول
الفطرة: من التفريط والإفراط والاعتدال.
أما التفريط فبفقد هذه القوة أو ضعفها
وذلك مذموم، وهو الذي يقال فيه: إنه لا حمية
له، ولذلك قيل: من استغضب فلم يغضب فهو
حمار! فمن فقد قوة الحمية والغضب أصلا فهو
ناقص جدا، وقد وصف الله الصحابة بالشدة
والحمية فقال: * (أشداء على الكفار) * وقال تعالى:
* (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ
عليهم) * وإنما الغلظة والشدة من آثار القوة الحمية
وهو الغضب.
وأما الإفراط فهو أن تغلب هذه الصفة حتى
تخرج من سياسة العقل والدين وطاعتهما...
وإنما المحمود غضب ينتظر إشارة العقل

(1) مستدرك الوسائل: 12 / 200 / 13877.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(3) وسائل الشيعة: 11 / 416 / 21203.
(4) الكافي: 8 / 207 / 251.
(5) مستدرك الوسائل: 12 / 199 / 13875.
(6) البحار: 73 / 264 / 10 و 78 / 333 / 9.
(7) البحار: 73 / 264 / 10 و 78 / 333 / 9.
2270

والدين، فينبعث حيث تجب الحمية
وينطفي حيث يحسن الحلم، وحفظه على
حد الاعتدال... (1).
(انظر) الفضيلة: باب 3211.
التعصب: باب 2743.
[3082]
الغضب (م)
- الإمام علي (عليه السلام): من غضب على من
لا يقدر على مضرته طال حزنه وعذب نفسه (2).
- الإمام الهادي (عليه السلام): الغضب على من
تملك لؤم (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام): لا يعرف الرأي إلا
عند الغضب (4).
- الإمام علي (عليه السلام): ألا وإن هذه الدنيا التي
أصبحتم تتمنونها وترغبون فيها، وأصبحت
تغضبكم وترضيكم ليست بداركم (5).
- عنه (عليه السلام): أبق لرضاك من غضبك، وإذا
طرت فقع شكيرا (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كف غضبه ستر
الله عورته (7).
- عنه (عليه السلام): المؤمن إذا غضب لم يخرجه
غضبه من حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه
في باطل، والذي إذا قدر لم يأخذ أكثر
مما له (8).
(انظر) النبوة: باب 3813.

(1) المحجة البيضاء: 5 / 296 - 299.
(2) غرر الحكم: 8728.
(3) أعلام الدين: 311.
(4) البحار: 78 / 113 / 7.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 173.
(6) غرر الحكم: 2340.
(7) الكافي: 2 / 303 / 6.
(8) البحار: 78 / 209 / 85.
2271

(392)
الاستغفار
البحار: 93 / 275 باب 15، كنز العمال: 1 / 475، 2 / 257 " الاستعفار ".
انظر:
عنوان 57 " التوبة "، الصلاة: باب 2272، الذنب: باب 1385، 1368، 1378.
الحيوان: باب 983، العلم: باب 2853، 3859، القلب: باب 3410.
2273

[3083]
الاستغفار
الكتاب
* (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا
الله فاستغفروا لذنوبهم) * (1).
* (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد
الله غفورا رحيما) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من أجمع الدعاء
أن يقول الاستغفار (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الاستغفار يمحو الأوزار (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ادفعوا أبواب البلايا
بالاستغفار (5).
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت لمن يقنط
ومعه الاستغفار (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الدعاء الاستغفار (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خير العبادة الاستغفار (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام): مثل الاستغفار مثل
ورق على شجرة تحرك فيتناثر (9).
- الإمام علي (عليه السلام): تعطروا بالاستغفار
لا تفضحكم روائح الذنوب (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن وجد في صحيفته
استغفار كثير (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الاستغفار في الصحيفة
يتلا لا نورا (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): طوبى لمن وجد في صحيفة عمله
يوم القيامة تحت كل ذنب: أستغفر الله (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أحب أن تسره صحيفته فليكثر
فيها من الاستغفار (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أكثروا من الاستغفار، فإن
الله عز وجل لم يعلمكم الاستغفار إلا وهو يريد
أن يغفر لكم (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يغفر للمذنبين
إلا من لا يريد أن يغفر له، قالوا: يا رسول
الله! من الذي يريد أن لا يغفر له؟! قال:

(1) آل عمران: 135.
(2) النساء: 110.
(3) الدعوات للراوندي: 49 / 119.
(4) غرر الحكم: 342.
(5) مستدرك الوسائل: 5 / 318 / 5980.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 87.
(7) الكافي: 2 / 504 / 1.
(8) نور الثقلين: 5 / 38 / 44.
(9) الكافي: 2 / 504 / 3.
(10) البحار: 93 / 278 / 7.
(11) الترغيب والترهيب: 2 / 468 / 6.
(12) كنز العمال: 2064.
(13) البحار: 5 / 329 / 26.
(14) الترغيب والترهيب: 2 / 469 / 7.
(15) تنبيه الخواطر: 1 / 5.
2274

من لا يستغفر (1).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل التوسل الاستغفار (2).
- عنه (عليه السلام): سلاح المذنب الاستغفار (3).
- عنه (عليه السلام): لا شفيع أنجح من الاستغفار (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كثرت همومه فعليه
بالاستغفار (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال إبليس: وعزتك لا أبرح
أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم،
فقال: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما
استغفروني (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا أدلكم على دائكم ودوائكم؟
ألا إن داءكم الذنوب، ودواءكم الاستغفار (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لكل داء دواء، ودواء الذنوب
الاستغفار (8).
- الإمام علي (عليه السلام): من أعطي الاستغفار
لم يحرم المغفرة (9).
- عنه (عليه السلام): ما كان الله ليفتح على عبد باب
الشكر ويغلق عنه باب الزيادة، ولا ليفتح على عبد
باب الدعاء ويغلق عنه باب الإجابة، ولا ليفتح
لعبد باب التوبة ويغلق عنه باب المغفرة (10).
- عنه (عليه السلام): كان في الأرض أمانان من
عذاب الله، وقد رفع أحدهما، فدونكم الآخر
فتمسكوا به: أما الأمان الذي رفع فهو رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وأما الأمان الباقي فالاستغفار، قال الله
تعالى: * (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان
الله معذبهم وهم يستغفرون) * (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنزل الله علي أمانين لامتي:
* (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله
معذبهم وهم يستغفرون) * فإذا مضيت تركت
فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة (12).
[3084]
مدح المستغفرين بالأسحار
الكتاب
* (الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين
والمستغفرين بالاسحار) * (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (والمستغفرين بالأسحار) * -: المصلين
وقت السحر (14).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وبالأسحار هم
يستغفرون) * -: كانوا يستغفرون في الوتر سبعين
مرة في السحر (15).
- عنه (عليه السلام): إن من استغفر سبعين مرة في
وقت السحر فهو من أهل هذه الآية (16).
- عنه (عليه السلام): من قال في وتره إذا أوتر:
" أستغفر الله وأتوب إليه " سبعين مرة وهو
قائم، فواظب على ذلك حتى يمضي له سنة،

(1) مستدرك الوسائل: 12 / 122 / 13685.
(2) غرر الحكم: 2887، 5562، 10658.
(3) غرر الحكم: 2887، 5562، 10658.
(4) غرر الحكم: 2887، 5562، 10658.
(5) الكافي: 8 / 93 / 65.
(6) الترغيب والترهيب: 2 / 467 / 3 وص 468 / 4.
(7) الترغيب والترهيب: 2 / 467 / 3 وص 468 / 4.
(8) كنز العمال: 2089.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 135 و 435.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 135 و 435.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 88.
(12) كنز العمال: 2081.
(13) آل عمران: 17.
(14) نور الثقلين: 1 / 321 / 60 و 5 / 123 / 15 و 1 / 321 / 61.
(15) نور الثقلين: 1 / 321 / 60 و 5 / 123 / 15 و 1 / 321 / 61.
(16) نور الثقلين: 1 / 321 / 60 و 5 / 123 / 15 و 1 / 321 / 61.
2275

كتبه الله عنده من المستغفرين بالأسحار، ووجبت
له المغفرة من الله عز وجل (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب ثلاثة
أصوات: صوت الديك، وصوت قارئ القرآن،
وصوت الذين يستغفرون بالأسحار (2).
- لقمان (عليه السلام) - في وصيته لابنه -: يا بني!
لا يكون الديك أكيس منك، يقوم في وقت السحر
ويستغفر، وأنت نائم! (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة معصومون من إبليس
وجنوده: الذاكرون لله، والباكون من خشية الله،
والمستغفرون بالأسحار (4).
- روي أن داود (عليه السلام) سأل جبرئيل عن
أفضل الأوقات؟ قال: لا أعلم، إلا أن العرش
يهتز في الأسحار (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير وقت دعوتم الله عز وجل
فيه الأسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب (عليه السلام):
* (سوف أستغفر لكم ربي) * [و] قال: أخرهم
إلى السحر (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في خبر -: أخرهم
إلى السحر ليلة الجمعة (7).
- كان الإمام الكاظم (عليه السلام) إذا رفع رأسه من
آخر ركعة الوتر قال: هذا مقام من حسناته
نعمة منك، وشكره ضعيف، وذنبه عظيم، وليس
له إلا دفعك ورحمتك، فإنك قلت في كتابك
المنزل على نبيك المرسل (صلى الله عليه وآله): * (كانوا قليلا من
الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون) * طال
هجوعي، وقل قيامي، وهذا السحر وأنا
أستغفرك لذنبي استغفار من لا يجد لنفسه ضرا
ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ثم يخر
ساجدا صلوات الله عليه (8).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله عز وجل إذا
أراد أن يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا
الذين يتحابون بجلالي، ويعمرون مساجدي،
ويستغفرون بالأسحار، لأنزلت عذابي (9).
(انظر) وسائل الشيعة: 11 / 374 باب استحباب
الاستغفار في السحر.
عنوان: 249 " السهر "، 300 " الصلاة (3) ".
[3085]
دور الاستغفار في نفي الخطيئة
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن العبد إذا أذنب
ذنبا أجل من غدوة إلى الليل، فإن استغفر
الله لم يكتب عليه (10).
- عنه (عليه السلام): من عمل سيئة اجل فيها
سبع ساعات من النهار، فإن قال: أستغفر الله
الذي لا إله إلا هو الحي القيوم ثلاث مرات
لم تكتب عليه (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يهم العبد بالحسنة

(1) الخصال: 581 / 3.
(2) مستدرك الوسائل: 12 / 146 / 13742 و ح 13744 و ح 13745 و ح 13743.
(3) مستدرك الوسائل: 12 / 146 / 13742 و ح 13744 و ح 13745 و ح 13743.
(4) مستدرك الوسائل: 12 / 146 / 13742 و ح 13744 و ح 13745 و ح 13743.
(5) مستدرك الوسائل: 12 / 146 / 13742 و ح 13744 و ح 13745 و ح 13743.
(6) الكافي: 2 / 477 / 6.
(7) نور الثقلين: 2 / 466 / 198.
(8) نور الثقلين: 5 / 122 / 12.
(9) وسائل الشيعة: 11 / 374 / 21066.
(10) الكافي: 2 / 437 / 1 و ح 2.
(11) الكافي: 2 / 437 / 1 و ح 2.
2276

فيعملها، فإن هو لم يعملها كتب الله له
حسنة بحسن نيته، وإن هو عملها كتب الله
له عشرا، ويهم بالسيئة أن يعملها فإن
لم يعملها لم يكتب عليه شئ، وإن هو عملها
أجل سبع ساعات، وقال صاحب الحسنات
لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل
عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها، فإن الله عز وجل
يقول: * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * أو
الاستغفار، فإن هو قال: أستغفر الله الذي
لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة العزيز
الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب
إليه، لم يكتب عليه شئ، وإن مضت سبع
ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب
الحسنات لصاحب السيئات: اكتب على الشقي
المحروم (1).
[3086]
الاستغفار وزيادة الرزق
الكتاب
* (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا
حسنا إلى أجل مسمى ويؤت كل ذي فضل فضله) * (2).
* (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل
السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا
مجرمين) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الاستغفار يزيد في الرزق (4).
- عنه (عليه السلام): استغفر ترزق (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أكثر الاستغفار جعل الله
له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا (6).
- الإمام علي (عليه السلام): وقد جعل الله سبحانه
الاستغفار سببا لدرور الرزق ورحمة الخلق، فقال
سبحانه: * (استغفروا ربكم إنه كان غفارا...) *
فرحم الله امرأ استقبل توبته، واستقال خطيئته،
وبادر منيته (7).
- عنه (عليه السلام) - لما شكى إليه أعرابي شدة
لحقته، وضيقا في المال، وكثرة العيال -:
عليك بالاستغفار، فإن الله عز وجل يقول:
* (استغفروا ربكم إنه كان غفارا) * الآيات.
فعاد إليه، فقال: يا أمير المؤمنين!
إني قد استغفرت الله كثيرا وما أرى فرجا
مما أنا فيه؟! فقال: لعلك لا تحسن أن
تستغفر، قال: علمني، قال: أخلص نيتك،
وأطع ربك، وقل: اللهم إني أستغفرك من
كل ذنب قوي عليه بدني بعافيتك... صل على
خيرتك من خلقك محمد النبي وآله الطيبين
الطاهرين، وفرج عني...
قال الأعرابي: فاستغفرت بذلك مرارا
فكشف الله عني الغم والضيق ووسع علي في
الرزق وأزال المحنة (8).
(انظر) الرزق: باب 1491.

(1) الكافي: 2 / 429 / 4.
(2) هود: 3، 52.
(3) هود: 3، 52.
(4) البحار: 93 / 277 / 4.
(5) مستدرك الوسائل: 12 / 122 / 13686.
(6) نور الثقلين: 5 / 357 / 45.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(8) كنز العمال: 3966.
2277

[3087]
استغفار المقربين
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنه ليغان على قلبي،
وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إنه ليغان على قلبي، وإني
لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتوب
إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب (3).
- عنه (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتوب إلى الله
عز وجل في كل يوم سبعين مرة. فقلت:
أكان يقول: أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال:
لا، ولكن كان يقول: أتوب إلى الله (4).
قال أبو حامد - في بيان عمومية وجوب التوبة
في الأشخاص والأحوال -: وأما بيان وجوبها
على الدوام وفي كل حال فهو أن كل بشر
لا يخلو عن معصية بجوارحه، فإن خلا في بعض
الأحوال عن معصية الجوارح فلا يخلو عن الهم
بالذنوب بالقلب، فإن خلا عن الهم فلا يخلو
عن وسواس الشيطان بإيراد الخواطر المتفرقة
المذهلة عن ذكر الله، فإن خلا عنه فلا يخلو عن
غفلة وقصور في العلم بالله وبصفاته وآثاره،
وكل ذلك نقص وله أسباب، وترك أسبابه بتشاغل
أضدادها رجوع عن طريق إلى ضده، والمراد
بالتوبة الرجوع ولا يتصور الخلو في حق
الآدمي عن هذا النقص، وإنما يتفاوتون
في المقادير، فأما الأصل فلابد منه، ولهذا
قال (صلى الله عليه وآله) " إنه ليغان على قلبي (5) حتى أستغفر الله
تعالى في اليوم والليلة سبعين مرة " (6) ولذلك
أكرمه الله بأن قال: * (ليغفر لك الله ما تقدم
من ذنبك وما تأخر) * (7) وإذا كان هذا حاله فكيف
حال غيره؟!.
أقول (8): قد بينا في كتاب قواعد العقائد
من ربع العبادات أن ذنب الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام)
ليس كذنوبنا، بل إنما هو ترك دوام الذكر
والاشتغال بالمباحات وحرمانهم زيادة الأجر
بسبب ذلك، روى في الكافي بسند حسن عن
علي بن رئاب قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
قول الله تعالى: * (وما أصابكم من مصيبة فبما
كسبت أيديكم ويعفو عن كثير) * أرأيت ما أصاب
عليا (عليه السلام) وأهل بيته من بعده أهو بما كسبت أيديهم
وهم أهل بيت طهارة معصومون؟ فقال: إن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم
2278

وليلة مائة مرة من غير ذنب، إن الله يخص
أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب (1)
يعني كذنوبنا (2).
(انظر) التوبة: باب 454.
العنوان 435 " المقربون ".
[3088]
التحذير من الاستغفار
مع الإصرار
- الإمام علي (عليه السلام): الاستغفار مع الإصرار
ذنوب مجددة (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): المقيم على الذنب
وهو منه مستغفر كالمستهزئ (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): المستغفر من ذنب
ويفعله كالمستهزئ بربه (5).
- عنه (عليه السلام): من استغفر بلسانه ولم يندم
بقلبه فقد استهزأ بنفسه (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الاستغفار عند
الله الإقلاع والندم (7).
(انظر) الذنب: باب 1376.
التوبة: باب 459.
[3089]
من لا ينفعه الاستغفار
الكتاب
* (استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم
سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله
ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين) * (8).
* (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن
يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين) * (9).
(انظر) الذنب: باب 1368، 1376.
الجهاد (3): باب 594.
2279

(393)
الغفلة
البحار: 73 / 154 باب 125 " الغفلة واللهو ".
انظر:
عنوان: 169 " الذكر "، 332 " العبرة "، 475 " اللغو "،
478 " اللهو "، 551 " الموعظة ".
السوق: باب 1936، المعرفة (3): باب 2637.
2281

[3090]
التحذير من الغفلة
الكتاب
* (لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك
فبصرك اليوم حديد) * (1).
(انظر) الأعراف: 205، يونس: 7، 8،
مريم: 39، الأنبياء: 1، 2، 97.
- الإمام علي (عليه السلام): الغفلة أضر الأعداء (2).
- عنه (عليه السلام): الغفلة شيمة النوكى (3).
- عنه (عليه السلام): الغفلة ضلال النفوس، وعنوان
النحوس (4).
- عنه (عليه السلام): الغفلة ضلالة (5).
- عنه (عليه السلام): الغفلة تكسب الاغترار، وتدني
من البوار (6).
- عنه (عليه السلام): الغفلة طرب (7).
- عنه (عليه السلام): الغفلة فقد (8).
- عنه (عليه السلام): الغفلة ضد الحزم (9).
- عنه (عليه السلام): ويل لمن غلبت عليه الغفلة، فنسي
الرحلة ولم يستعد (10).
- عنه (عليه السلام): من دلائل الدولة قلة الغفلة (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن كان الشيطان عدوا
فالغفلة لماذا؟! (12).
- الإمام علي (عليه السلام): في السكون إلى الغفلة
اغترار (13).
- عنه (عليه السلام): احذر منازل الغفلة، والجفاء،
وقلة الأعوان على طاعة الله (14).
- في حديث المعراج: يا أحمد! اجعل همك
هما واحدا، فاجعل لسانك لسانا واحدا، واجعل
بدنك حيا لا تغفل أبدا، من غفل عني لا أبالي
بأي واد هلك (15).
- الإمام علي (عليه السلام): فيالها حسرة على كل
ذي غفلة أن يكون عمره عليه حجة، وأن تؤديه
أيامه إلى الشقوة! (16).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المتقين -: يبيت حذرا
ويصبح فرحا، حذرا لما حذر من الغفلة، وفرحا
بما أصاب من الفضل والرحمة (17).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إن كان في الغافلين
كتب في الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم
يكتب من الغافلين (18).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الملائكة -: وإنهم

(1) ق: 22.
(2) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(3) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(4) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(5) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(6) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(7) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(8) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(9) غرر الحكم: 472، 897، 1404، 196، 2125، 221، 85، 1031.
(10) غرر الحكم: 10088، 9410.
(11) غرر الحكم: 10088، 9410.
(12) البحار: 78 / 190 / 1.
(13) غرر الحكم: 6454، 2600.
(14) غرر الحكم: 6454، 2600.
(15) إرشاد القلوب: 205.
(16) نهج البلاغة: الخطبة: 64 و 193 و 193.
(17) نهج البلاغة: الخطبة: 64 و 193 و 193.
(18) نهج البلاغة: الخطبة: 64 و 193 و 193.
2282

على مكانهم منك، ومنزلتهم عندك، واستجماع
أهوائهم فيك، وكثرة طاعتهم لك، وقلة غفلتهم
عن أمرك، لو عاينوا كنه ما خفي عليهم منك
لحقروا أعمالهم (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: لا تعدو على عزيمة
جدهم بلادة الغفلات، ولا تنتضل في هممهم
خدائع الشهوات (2).
[3091]
الغفلة واليقظة
- الإمام علي (عليه السلام): ضادوا الغفلة باليقظة (3).
- عنه (عليه السلام): اليقظة نور (4).
- عنه (عليه السلام): اليقظة استبصار (5).
- عنه (عليه السلام): التيقظ في الدين نعمة على
من رزقه (6).
- عنه (عليه السلام): من لم يستظهر باليقظة لم ينتفع
بالحفظة (7).
- عنه (عليه السلام): فأفق أيها السامع من
سكرتك، واستيقظ من غفلتك، واختصر
من عجلتك (8).
- عنه (عليه السلام): ما برح لله - عزت آلاؤه - في البرهة
بعد البرهة، وفي أزمان الفترات، عباد ناجاهم في
فكرهم، وكلمهم في ذات عقولهم، فاستصبحوا
بنور يقظة في الأبصار والأسماع والأفئدة (9).
(انظر) العنوان: 193 " المراقبة ".
باب 3095.
باب 3102.
[3092]
الحث على الاستيقاظ
- الإمام علي (عليه السلام): ألا مستيقظ من غفلته قبل
نفاد مدته؟! (10).
- عنه (عليه السلام): ألا منتبه من رقدته قبل حين
منيته؟! (11).
- عنه (عليه السلام): انتباه العيون لا ينفع مع غفلة
القلوب (12).
- عنه (عليه السلام): سكر الغفلة والغرور أبعد إفاقة
من سكر الخمور (13).
- عنه (عليه السلام): يا أيها الإنسان، ما جرأك
على ذنبك، وما غرك بربك، وما أنسك
بهلكة نفسك؟! أما من دائك بلول، أم ليس
من نومتك يقظة؟! (14).
- عنه (عليه السلام): قد دارستكم الكتاب، وفاتحتكم
الحجاج، وعرفتكم ما أنكرتم، وسوغتكم
ما مججتم، لو كان الأعمى يلحظ، أو النائم
يستيقظ! (15).
- عنه (عليه السلام): مالي أراكم أشباحا بلا أرواح،
وأرواحا بلا أشباح، ونساكا بلا صلاح، وتجارا

(1) نهج البلاغة: الخطبة 109 و 91.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 109 و 91.
(3) غرر الحكم: 5925، 104، 176، 2058، 8991.
(4) غرر الحكم: 5925، 104، 176، 2058، 8991.
(5) غرر الحكم: 5925، 104، 176، 2058، 8991.
(6) غرر الحكم: 5925، 104، 176، 2058، 8991.
(7) غرر الحكم: 5925، 104، 176، 2058، 8991.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 222.
(10) غرر الحكم: 2752، 2751، 1870، 5651.
(11) غرر الحكم: 2752، 2751، 1870، 5651.
(12) غرر الحكم: 2752، 2751، 1870، 5651.
(13) غرر الحكم: 2752، 2751، 1870، 5651.
(14) نهج البلاغة: الخطبة: 223 و 180.
(15) نهج البلاغة: الخطبة: 223 و 180.
2283

بلا أرباح، وأيقاظا نوما، وشهودا غيبا،
وناظرة عمياء؟! (1).
[3093]
الغافل غير مغفول عنه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عجب لغافل وليس بمغفول
عنه، وعجب لطالب الدنيا والموت يطلبه،
وعجب لضاحك ملء فيه وهو لا يدري أرضي الله
[عنه] أم سخط له (2).
- سلمان الفارسي: عجبت بست: ثلاثة
أضحكتني وثلاثة أبكتني، فأما التي أبكتني:
ففراق الأحبة محمد (صلى الله عليه وآله)، وهول المطلع،
والوقوف بين يدي الله عز وجل.
وأما التي أضحكتني فطالب الدنيا والموت
يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك ملء
فيه ولا يدري أرضي له أم سخط (3).
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت لغفلة ذوي الألباب
عن حسن الارتياد، والاستعداد للمعاد (4).
- عنه (عليه السلام): أوصيكم بذكر الموت، وإقلال الغفلة
عنه، وكيف غفلتكم عما ليس يغفلكم؟! (5).
- عنه (عليه السلام): أولستم ترون أهل الدنيا يصبحون
ويمسون على أحوال شتى: فميت يبكى، وآخر
يعزى، وصريع مبتلى، وعائد يعود، وآخر بنفسه
يجود، وطالب للدنيا والموت يطلبه، وغافل
وليس بمغفول عنه، وعلى أثر الماضي
(الماضيين) ما يمضي الباقي! (6).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس غير المغفول عنهم،
والتاركون المأخوذ منهم، مالي أراكم عن الله
ذاهبين، وإلى غيره راغبين؟! (7)
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): ويحك يا ابن
آدم! الغافل وليس بمغفول عنه، ابن آدم إن
أجلك أسرع شئ إليك، قد أقبل نحوك حثيثا
يطلبك... (8).
[3094]
تنبيه للغافلين
- الإمام علي (عليه السلام): الحذر، الحذر، أيها
المستمع! والجد الجد أيها الغافل! ولا ينبئك
مثل خبير (9).
- عنه (عليه السلام): أولي الأبصار والأسماع، والعافية
والمتاع، هل من مناص أو خلاص، أو معاذ أو
ملاذ، أو فرار أو محار، أم لا؟! فأنى تؤفكون،
أم أين تصرفون، أم بماذا تغترون؟! (10).
- عنه (عليه السلام): فاستدركوا بقية أيامكم، واصبروا
لها أنفسكم، فإنها قليل في كثير الأيام التي تكون

(1) نهج البلاغة: الخطبة 108.
(2) أمالي المفيد: 74 / 9.
(3) البحار: 78 / 454 / 24.
(4) غرر الحكم: 6263.
(5) نهج البلاغة: الخطبة: 188.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 99 و 175.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 99 و 175.
(8) تنبيه الخواطر: 2 / 47.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 83، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
6 / 275.
2284

منكم فيها الغفلة والتشاغل عن الموعظة (1).
- عنه (عليه السلام): ألستم في مساكن من
كان قبلكم أطول أعمارا، وأبقى آثارا...
ثم ظعنوا عنها بغير زاد مبلغ، ولا ظهر
قاطع، فهل بلغكم أن الدنيا سخت لهم
نفسا بفدية... وهل زودتهم إلا السغب...
أفهذه تؤثرون؟! (2).
- عنه (عليه السلام): قد غاب عن قلوبكم ذكر
الآجال، وحضرتكم كواذب الآمال، فصارت
الدنيا أملك بكم من الآخرة (3).
- عنه (عليه السلام): ما بالكم تفرحون باليسير من
الدنيا تدركونه، ولا يحزنكم الكثير من
الآخرة تحرمونه؟! ويقلقكم اليسير من
الدنيا يفوتكم، حتى يتبين ذلك في
وجوهكم؟! (4).
- عنه (عليه السلام): ويح ابن آدم ما أغفله، وعن
رشده ما أذهله! (5).
- عنه (عليه السلام) - من كلام له بعد تلاوته:
* (ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر) * -:
يا له مراما ما أبعده! وزورا ما أغفله! وخطرا
ما أفظعه! (6).
- عنه (عليه السلام): كيف يراعي النبأة من أصمته
الصيحة؟! (7).
- عنه (عليه السلام): فيالها حسرة على كل ذي غفلة
أن يكون عمره عليه حجة، وأن تؤديه أيامه
إلى الشقوة (8).
- عنه (عليه السلام): كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه
وإنما هو كفنه، ويبني بيتا ليسكنه وإنما
هو موضع قبره (9).
- مما ناجى الله تعالى به موسى (عليه السلام): كيف
يجد قوم لذة العيش لولا التمادي في الغفلة،
والاتباع للشقوة، والتتابع للشهوة، ومن دون
هذا يجزع الصديقون (10).
[3095]
ما يمنع الغفلة
- الإمام علي (عليه السلام): بدوام ذكر الله تنجاب
الغفلة (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر! هم بالحسنة وإن
لم تعملها، لكيلا تكتب من الغافلين (12).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من عرف الأيام لم
يغفل عن الاستعداد (13).
- عنه (عليه السلام): استعينوا على بعد المسافة بطول

(1) نهج البلاغة: الخطبة 86، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
6 / 353.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 111، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
7 / 227.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 113: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 246.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 113: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 246.
(5) غرر الحكم: 10093.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 221.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 4، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
1 / 207.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 64.
(9) البحار: 77 / 401 / 26 وص 38 / 7.
(10) البحار: 77 / 401 / 26 وص 38 / 7.
(11) غرر الحكم: 4269.
(12) مكارم الأخلاق: 2 / 378 / 2661.
(13) التوحيد: 74 / 27.
2285

المخافة، فكم من غافل وثق لغفلته وتعلل بمهلته،
فأمل بعيدا وبنى مشيدا، فنقص بقرب أجله بعد
أمله، فاجأته منيته بانقطاع أمنيته (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أيما مؤمن حافظ
على الصلوات المفروضة فصلاها لوقتها فليس
هذا من الغافلين (2).
[3096]
أغفل الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أغفل الناس من لم يتعظ بتغير
الدنيا من حال إلى حال (3).
- الإمام علي (عليه السلام): من لم يعتبر بغير الدنيا
وصروفها لم تنجع فيه المواعظ (4).
- عنه (عليه السلام): دعيتم ا لي الأمر الواضح، فلا يصم
عن ذلك إلا أصم، ولا يعمى عن ذلك إلا أعمى،
ومن لم ينفعه الله بالبلاء والتجارب لم ينتفع بشئ
من العظة، وأتاه التقصير من أمامه، حتى يعرف ما
أنكر، وينكر ما عرف (5).
(انظر) عنوان: 332 " العبرة "، 551 " الموعظة ".
[3097]
موجبات الغفلة
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): اعلم ويحك
يا بن آدم! أن قسوة البطنة، وكظة الملاة،
وسكر الشبع، وغرة الملك، مما يثبط ويبطئ
عن العمل، وينسي الذكر، ويلهي عن اقتراب
الأجل، حتى كأن المبتلى بحب الدنيا به خبل
من سكر الشراب (6).
- الإمام علي (عليه السلام): احذروا الغفلة، فإنها
من فساد الحس (7).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): كل
القوم ألهاهم التكاثر حتى زاروا المقابر (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من بدا جفا، ومن تبع
الصيد غفل، ومن لزم السلطان افتتن (9).
[3098]
علامات الغافل
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: يا بني! لكل
شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها... وللغافل
ثلاث علامات: السهو، واللهو، والنسيان (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الغافل -:
وهو في مهلة من الله، يهوي مع الغافلين،
ويغدو مع المذنبين، بلا سبيل قاصد، ولا إمام
قائد... حتى إذا كشف لهم عن جزاء معصيتهم،
واستخرجهم من جلابيب غفلتهم، استقبلوا
مدبرا، واستدبروا مقبلا، فلم ينتفعوا بما

(1) البحار: 77 / 440 / 48.
(2) الكافي: 3 / 270 / 14.
(3) البحار: 77 / 112 / 2.
(4) غرر الحكم: 9011.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(6) تحف العقول: 273.
(7) غرر الحكم: 2584.
(8) أمالي المفيد: 184.
(9) تنبيه الخواطر: 2 / 170.
(10) الخصال: 121 / 113.
2286

أدركوا من طلبتهم، ولا بما قضوا من وطرهم (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: كأن المعنى سواها، وكأن
الحظ في إحراز دنياها (2).
- عنه (عليه السلام): لا عمل لغافل (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام): الغفلة تركك المسجد،
وطاعتك المفسد (4).
[3099]
آثار الغفلة
- الإمام علي (عليه السلام): من غفل جهل (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إياك والغفلة، ففيها تكون
قساوة القلب (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من طالت غفلته
تعجلت هلكته (7).
- عنه (عليه السلام): من غلبت عليه الغفلة مات قلبه (8).
- عنه (عليه السلام): دوام الغفلة يعمي البصيرة (9).
- عنه (عليه السلام): إياك والغفلة والاغترار بالمهلة،
فإن الغفلة تفسد الأعمال (10).
- عنه (عليه السلام): من حاسب نفسه ربح، ومن
غفل عنها خسر (11).
- عنه (عليه السلام): من غفل عن حوادث الأيام
أيقظه الحمام (12).
[3100]
كفى بذلك غفلة
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالرجل غفلة أن يضيع
عمره فيما لا ينجيه (13).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء غفلة أن يصرف همته
فيما لا يعنيه (14).
- عنه (عليه السلام): كفى بالغفلة ضلالا (15).
(انظر) الجهل: باب 603.
[3101]
مدح التغافل
- الإمام علي (عليه السلام): إن العاقل نصفه
احتمال، ونصفه تغافل (16).
- عنه (عليه السلام): تغافل يحمد أمرك (17).
- عنه (عليه السلام): أشرف أخلاق الكريم تغافله
عما يعلم (18).
- عنه (عليه السلام): أشرف خصال الكرم غفلتك
عما تعلم (19).
- عنه (عليه السلام): من أشرف أعمال [أحوال] الكريم
غفلته عما يعلم (20).
- عنه (عليه السلام): من لم يتغافل ولا يغض عن

(1) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(2) غرر الحكم: 7228، 10451.
(3) غرر الحكم: 7228، 10451.
(4) البحار: 78 / 115 / 10.
(5) غرر الحكم: 7686.
(6) البحار: 78 / 164 / 1.
(7) غرر الحكم: 8318، 8430، 5146، 2717.
(8) غرر الحكم: 8318، 8430، 5146، 2717.
(9) غرر الحكم: 8318، 8430، 5146، 2717.
(10) غرر الحكم: 8318، 8430، 5146، 2717.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 208.
(12) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(13) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(14) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(15) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(16) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(17) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(18) غرر الحكم: 9161، 7075، 7074، 7017، 2378، 4570، 3256.
(19) الدعوات للراوندي: 293 / 41.
(20) نهج البلاغة: الحكمة 222.
2287

كثير من الأمور تنغصت عيشته (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من وصاياه -: اعلم
يا بني أن صلاح الدنيا بحذافيرها في كلمتين:
إصلاح شأن المعايش ملء مكيال ثلثاه فطنة
وثلثه تغافل، لأن الإنسان لا يتغافل إلا عن شئ
قد عرفه وفطن له (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): صلاح شأن الناس التعايش
والتعاشر ملء مكيال: ثلثاه فطن، وثلث تغافل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): صلاح حال التعايش
والتعاشر ملء مكيال: ثلثاه فطنة وثلثه تغافل (4).
- الإمام علي (عليه السلام): لا حلم كالتغافل، لا عقل
كالتجاهل (5).
[3102]
دواء الغفلة
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة النبي (صلى الله عليه وآله) -:
طبيب دوار بطبه، قد أحكم مراهمه، وأحمى
[أمضى] مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة إليه،
من قلوب عمي، وآذان صم، وألسنة بكم، متتبع
بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة (6).
- عنه (عليه السلام): فتداو من داء الفترة في قلبك
بعزيمة، ومن كرى الغفلة في ناظرك بيقظة (7).
- عنه (عليه السلام): وإن للذكر لاهلا أخذوه من الدنيا
بدلا، فلم تشغلهم تجارة ولا بيع عنه، يقطعون به
أيام الحياة، ويهتفون بالزواجر عن محارم الله في
أسماع الغافلين (8).
- عنه (عليه السلام): أوصيكم بتقوى الله... أيقظوا بها
نومكم، واقطعوا بها يومكم (9).

(1) غرر الحكم: 9149.
(2) مستدرك الوسائل: 9 / 38 / 10139.
(3) البحار: 74 / 167 / 34.
(4) تحف العقول: 359.
(5) غرر الحكم: 10502، 10503.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 108 و 223.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 108 و 223.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 222 و 191.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 222 و 191.
2288

(394)
الغل
البحار: 79 / 180 باب 91 " السرقة والغلول ".
انظر:
عنوان: 117 " الحقد "، المصافحة: باب 2257، المال: باب 3765.
2289

[3103]
الغل
الكتاب
* (ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا) * (1).
* (ونزعنا ما في صدورهم من غل) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): الغل داء القلوب (3).
- عنه (عليه السلام): الغل بذر الشر (4).
- عنه (عليه السلام): الغل يحبط الحسنات (5).
- عنه (عليه السلام): أشد القلوب غلا قلب الحقود (6).
- عيسى (عليه السلام): يا عبيد السوء! تلومون الناس
على الظن ولا تلومون أنفسكم على اليقين؟!
يا عبيد الدنيا! تحلقون رؤوسكم وتقصرون
قمصكم وتنكسون رؤوسكم ولا تنزعون الغل من
قلوبكم؟! (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا لم تغل أمتي لم يقم
لها عدو أبدا (8).
- الإمام علي (عليه السلام): احصد الشر من صدر غيرك
تقلعه من صدرك (9).
- عنه (عليه السلام): قد اصطلحتم على الغل فيما بينكم،
ونبت المرعى على دمنكم، وتصافيتم على حب
الآمال، وتعاديتم في كسب الأموال (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ونزعنا
ما في صدورهم من غل) * -: العداوة ينزع منهم،
أي من المؤمنين في الجنة (11).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الملائكة -:
لم يفرقهم سوء التقاطع، ولا تولاهم غل
التحاسد (12).
- عنه (عليه السلام): إني لمن قوم لا تأخذهم في الله
لومة لائم، سيماهم سيما الصديقين، وكلامهم
كلام الأبرار... لا يستكبرون، ولا يعلون،
ولا يغلون، ولا يفسدون (13).
[3104]
مالا يغل عليه القلب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث لا يغل (14) عليهن

(1) الحشر: 10.
(2) الحجر: 47.
(3) غرر الحكم: 557، 547، 642، 2932.
(4) غرر الحكم: 557، 547، 642، 2932.
(5) غرر الحكم: 557، 547، 642، 2932.
(6) غرر الحكم: 557، 547، 642، 2932.
(7) البحار: 14 / 305 / 17.
(8) كنز العمال: 11044.
(9) تنبيه الخواطر: 1 / 39.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 133.
(11) تفسير علي بن إبراهيم 1 / 231.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 91 و 192.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 91 و 192.
(14) قال ابن الأثير: " ثلاث لا يغل عليهن قلب مؤمن " هو من
الإغلال: الخيانة في كل شئ. ويروى " يغل " بفتح الياء، من
الغل وهو الحقد والشحناء: أي لا يدخله حقد يزيله عن الحق.
وروي " يغل " بالتخفيف من الوغول: الدخول في الشر،
والمعنى: أن هذه الخلال الثلاث تستصلح بها القلوب، فمن
تمسك بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر، و " عليهن " في
موضع الحال، تقديره لا يغل كائنا عليهن قلب مؤمن. النهاية:
3 / 381.
2290

قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة
ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، فإن
دعوتهم تحيط من ورائهم (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الناس بمنى في حجة الوداع في مسجد الخيف،
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:... ثلاث لا يغل
عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله،
والنصيحة لائمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم،
فإن دعوتهم محيطة من ورائهم (2).
[3105]
الغلول
الكتاب
* (وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم
القيامة...) * (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغلول (4) كل شئ
غل عن الإمام، وأكل مال اليتيم شبهة،
والسحت شبهة (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وما
كان لنبي أن يغل) * -: وصدق الله، لم يكن الله
ليجعل نبيا غالا * (ومن يغلل يأت بما غل يوم
القيامة) * ومن غل شيئا رآه يوم القيامة في النار،
ثم يكلف أن يدخل إليه فيخرجه من النار (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لعلقمة - إن رضا الناس
لا يملك وألسنتهم لا تضبط... ألم ينسبوه - يعني
النبي (صلى الله عليه وآله) - يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم
قطيفة حمراء، حتى أظهره الله عز وجل على
القطيفة وبرأ نبيه (صلى الله عليه وآله) من الخيانة، وأنزل بذلك (7)
في كتابه: * (وما كان لنبي أن يغل...) * (8).
- ابن عباس: نزلت هذه الآية: * (وما كان لنبي
أن يغل) * في قطيفة حمراء افتقدت يوم بدر، فقال
بعض الناس: لعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذها، فأنزل
الله: * (وما كان...) * (9).
- عمر: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب
النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، وفلان
شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلا، إني رأيته في النار في
بردة غلها، أو عباءة غلها (10).
- أبو حازم: اتي النبي (صلى الله عليه وآله) بنطع من الغنيمة،
فقيل: يا رسول الله هذا لك تستظل به من الشمس،
قال: أتحبون أن يستظل نبيكم بظل من نار؟! (11).

(1) كنز العمال: 44272.
(2) الخصال: 149 / 182.
(3) آل عمران: 161.
(4) قال ابن الأثير: قد تكرر ذكر الغلول في الحديث، وهو الخيانة
في المغنم والسرقة من الغنيمة قبل القسمة، يقال: غل في المغنم
يغل غلولا فهو غال، وكل من خان في شئ خفية فقد غل،
وسميت غلولا لأن الأيدي فيها مغلولة أي ممنوعة مجعول فيها
غل، وهو الحديدة التي تجمع يد الأسير إلى عنقه، ويقال لها:
جامعة أيضا. النهاية: 3 / 380.
(5) تفسير العياشي: 1 / 205 / 148.
(6) تفسير علي بن إبراهيم: 1 / 122.
(7) راجع الدر المنثور: 2 / 361.
(8) أمالي الصدوق: 91 / 3.
(9) الدر المنثور: 2 / 361.
(10) الترغيب والترهيب: 2 / 307 / 4 وص 310 / 11.
(11) الترغيب والترهيب: 2 / 307 / 4 وص 310 / 11.
2291

(395)
الغلو
البحار: 25 / 261 باب 10 " نفي الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم ".
وسائل الشيعة: 18 / 552 باب 6 " حكم الغلاة والقدرية ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 5 / 5 " بدء ظهور الغلاة ".
2293

[3106]
التحذير من الغلو
الكتاب
* (يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله
إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله
وكلمته...) * (1).
* (ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة
ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله...) * (2).
(انظر) الروم: 40، النساء: 172.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا ترفعوني فوق حقي، فإن
الله تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): صنفان لا تنالهما شفاعتي:
سلطان غشوم عسوف، وغال في الدين مارق
منه غير تائب ولا نازع (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رجلان لا تنالهما شفاعتي:
صاحب سلطان عسوف غشوم، وغال في
الدين مارق (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي لا نصيب لهما
في الإسلام: الغلاة والقدرية (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): جاء رجل إلى رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فقال: السلام عليك يا ربي! فقال: مالك
لعنك الله ربي وربك الله، أما والله لكنت ما علمتك
لجبانا في الحرب لئيما في السلم (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! مثلك في
أمتي مثل المسيح عيسى بن مريم افترق
قومه ثلاث فرق: فرقة مؤمنون وهم الحواريون،
وفرقة عادوه وهم اليهود، وفرقة غلوا فيه
فخرجوا عن الإيمان.
وإن أمتي ستفترق فيك ثلاث فرق: ففرقة
شيعتك وهم المؤمنون، وفرقة عدوك وهم
الشاكون، وفرقة تغلو فيك وهم الجاحدون، وأنت
في الجنة يا علي وشيعتك ومحب [محبوا]
شيعتك، وعدوك والغالي في النار (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا علي مثلك في هذه الأمة كمثل
عيسى بن مريم، أحبه قوم فأفرطوا فيه، وأبغضه
قوم فأفرطوا فيه، قال: فنزل الوحي: * (ولما
ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): يهلك في اثنان ولا ذنب لي:
محب مفرط، ومبغض مفرط (10).
- عنه (عليه السلام): يهلك في رجلان: محب مفرط
يقرظني بما ليس لي، ومبغض يحمله شنآني

(1) النساء: 171.
(2) آل عمران: 79، 80.
(3) نوادر الراوندي: 16.
(4) قرب الإسناد: 64 / 204.
(5) البحار: 25 / 269 / 13 وص 270 / 14 وص 297 / 61 وص 264 / 4 وص 284 / 34. وانظر الغارات: 2 / 589.
(6) البحار: 25 / 269 / 13 وص 270 / 14 وص 297 / 61 وص 264 / 4 وص 284 / 34. وانظر الغارات: 2 / 589.
(7) البحار: 25 / 269 / 13 وص 270 / 14 وص 297 / 61 وص 264 / 4 وص 284 / 34. وانظر الغارات: 2 / 589.
(8) البحار: 25 / 269 / 13 وص 270 / 14 وص 297 / 61 وص 264 / 4 وص 284 / 34. وانظر الغارات: 2 / 589.
(9) البحار: 25 / 269 / 13 وص 270 / 14 وص 297 / 61 وص 264 / 4 وص 284 / 34. وانظر الغارات: 2 / 589.
(10) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 201 / 1.
2294

على أن يبهتني (1).
- عنه (عليه السلام): هلك في رجلان: محب
غال، ومبغض قال (2).
- عنه (عليه السلام): يهلك في رجلان: محب
مفرط، وباهت مفتر (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: والذي
نفسي بيده، لولا أني أشفق أن يقول طوائف من
أمتي فيك ما قالت النصارى في ابن مريم، لقلت
اليوم فيك مقالا لا تمر بملا من الناس إلا أخذوا
التراب من تحت قدميك للبركة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: لولا أني أخاف أن
يقال فيك ما قالت النصارى في المسيح،
لقلت اليوم فيك مقالة لا تمر بملا من
المسلمين إلا أخذوا تراب نعليك وفضل
وضوئك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون
مني وأنا منك ترثني وأرثك (5).
- الإمام علي (عليه السلام): اللهم إني برئ من
الغلاة كبراءة عيسى بن مريم من النصارى، اللهم
اخذلهم أبدا، ولا تنصر منهم أحدا (6) (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): احذروا على شبابكم
الغلاة لا يفسدونهم، فإن الغلاة شر خلق
الله، يصغرون عظمة الله، ويدعون الربوبية
لعباد الله، والله إن الغلاة شر من اليهود والنصارى
والمجوس والذين أشركوا، ثم قال: إلينا يرجع
الغالي فلا نقبله، وبنا يلحق المقصر فنقبله،
فقيل له: كيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال:
لأن الغالي قد اعتاد ترك الصلاة والزكاة والصيام
والحج فلا يقدر على ترك عادته وعلى الرجوع
إلى طاعة الله عز وجل أبدا، وإن المقصر
إذا عرف عمل وأطاع (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لابن خالد -: من قال
بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك، ونحن منه براء في
الدنيا والآخرة، يا ابن خالد! إنما وضع الأخبار عنا
في التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله
تعالى، فمن أحبهم فقد أبغضنا... (9).
- عنه (عليه السلام): الغلاة كفار، والمفوضة
مشركون... (10).
- عنه (عليه السلام): من تجاوز بأمير المؤمنين (عليه السلام)
العبودية فهو من المغضوب عليهم ومن
الضالين (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أتى قوم أمير المؤمنين
عليه السلام فقالوا: السلام عليك يا ربنا!
فاستتابهم فلم يتوبوا، فحفر لهم حفيرة وأوقد
فيها نارا، وحفر حفيرة أخرى إلى جانبها
وأفضى ما بينهما، فلما لم يتوبوا ألقاهم
في الحفيرة، وأوقد في الحفيرة الأخرى [نارا]
حتى ماتوا (12) (13).
- الإمام علي (عليه السلام): إياكم والغلو فينا، قولوا

(1) البحار: 25 / 285 / 37.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 469، و 469 وانظر الغارات: 2 / 588.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 469، و 469 وانظر الغارات: 2 / 588.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 5 / 4.
(5) البحار: 25 / 284 / 35 و ح 32، و ح 32.
(6) البحار: 25 / 284 / 35 و ح 32، و ح 32.
(7) البحار: 25 / 284 / 35 و ح 32، و ح 32.
(8) أمالي الطوسي: 650 / 1349.
(9) البحار: 25 / 266 / 8 وص 273 / 19 وص 274 / 20.
(10) البحار: 25 / 266 / 8 وص 273 / 19 وص 274 / 20.
(11) البحار: 25 / 266 / 8 وص 273 / 19 وص 274 / 20.
(12) راجع البحار: 25 / 285، 286 / 38، 39.
(13) الكافي: 7 / 259 / 18.
2295

إنا عبيد مربوبون، وقولوا في فضلنا ما شئتم (1).
- عنه (عليه السلام): لا تتجاوزوا بنا العبودية ثم
قولوا ما شئتم ولن تبلغوا، وإياكم والغلو
كغلو النصارى، فإني برئ من الغالين (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لإسماعيل بن عبد
العزيز -: يا إسماعيل! ضع لي في المتوضأ
ماء، قال: فقمت فوضعت له، قال: فدخل،
قال: فقلت في نفسي: أنا أقول فيه كذا
وكذا ويدخل المتوضأ يتوضأ؟! قال: فلم يلبث
أن خرج فقال: يا إسماعيل! لاترفع البناء فوق
طاقته فينهدم، اجعلونا مخلوقين، وقولوا فينا
ما شئتم فلن تبلغوا (3).
- عنه (عليه السلام) - لكامل التمار -: يا كامل!
اجعل لنا ربا نؤب إليه، وقولوا فينا ما شئتم (4).
- أبو بصير: قلت لأبي عبد الله عليه
الصلاة والسلام: إنهم يقولون، قال: وما يقولون؟
قلت: يقولون: يعلم قطر المطر، وعدد النجوم
وورق الشجر، ووزن ما في البحر، وعدد التراب،
فرفع يده إلى السماء وقال: سبحان الله سبحان
الله، لا والله ما يعلم هذا إلا الله (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لأبي بصير -: يا أبا
محمد! أبرأ ممن يزعم أنا أرباب، قلت: برئ
الله منه، فقال: أبرأ ممن يزعم أنا أنبياء،
قلت: برئ الله منه (6).
- الإمام المهدي (عليه السلام) - لمحمد بن علي بن
هلال الكرخي -: يا محمد بن علي! تعالى
الله عز وجل عما يصفون، سبحانه وبحمده، ليس
نحن شركاءه في علمه، ولا في قدرته (7).

(1) الخصال: 614 / 10.
(2) البحار: 25 / 274 / 20 وص 279 / 22 و 283 / 30 وص 294 / 52 وص 297 / 60.
(3) البحار: 25 / 274 / 20 وص 279 / 22 و 283 / 30 وص 294 / 52 وص 297 / 60.
(4) البحار: 25 / 274 / 20 وص 279 / 22 و 283 / 30 وص 294 / 52 وص 297 / 60.
(5) البحار: 25 / 274 / 20 وص 279 / 22 و 283 / 30 وص 294 / 52 وص 297 / 60.
(6) البحار: 25 / 274 / 20 وص 279 / 22 و 283 / 30 وص 294 / 52 وص 297 / 60.
(7) البحار: 25 / 266 / 9.
2296

(396)
الاغتنام
انظر:
عنوان: 337 " العجلة "، 367 " العمر "، 193 " المراقبة "، 413 " الفرصة ".
2297

[3107]
ما ينبغي اغتنامه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اغتنم خمسا قبل خمس:
حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك،
وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك،
وغناءك قبل فقرك (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولا تنس نصيبك من الدنيا) * -: لا تنس صحتك
وقوتك وفراغك وشبابك ونشاطك، أن تطلب
بها الآخرة (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): اغتنم من أهل زمانك
خمسا: إن حضرت لم تعرف، وإن غبت لم
تفتقد، وإن شهدت لم تشاور (3).
- الإمام علي (عليه السلام): اغتنم صنائع الإحسان،
وارع ذمم الإخوان (4).
- عنه (عليه السلام): اغتنم الصدق في كل موطن
تغنم، واجتنب الشر والكذب تسلم (5).
- عنه (عليه السلام): إنكم إن اغتنمتم صالح الأعمال
نلتم من الآخرة نهاية الآمال (6).
- عنه (عليه السلام): خذ من نفسك لنفسك، وتزود
من يومك لغدك، واغتنم غفو الزمان، وانتهز
فرصة الإمكان (7).
- عنه (عليه السلام): رحم الله امرأ [عبدا] سمع
حكما فوعى... اغتنم المهل، وبادر الأجل،
وتزود من العمل (8).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه -: إذا
وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم
القيامة، فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه،
فاغتنمه وحمله إياه (9).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اغتنم من استقرضك
في حال غناك، ليجعل [يحصل] قضاءه لك في
يوم عسرتك (10).
[3108]
غنيمة الأكياس
- الإمام علي (عليه السلام): غنيمة الأكياس
مدارسة الحكمة (11).
- عنه (عليه السلام): فوت الغنى غنيمة الأكياس
وحسرة الحمقى (12).
- عنه (عليه السلام): إن شرائع الدين واحدة، وسبله

(1) كنز العمال: 43490.
(2) معاني الأخبار: 325 / 1.
(3) تحف العقول: 284.
(4) غرر الحكم: 2355.
(5) غرر الحكم: 2427، 3842، 5046.
(6) غرر الحكم: 2427، 3842، 5046.
(7) غرر الحكم: 2427، 3842، 5046.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 76، والكتاب 31، و 31.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 76، والكتاب 31، و 31.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 76، والكتاب 31، و 31.
(11) غرر الحكم: 6441، 6535.
(12) غرر الحكم: 6441، 6535.
2298

قاصدة، من أخذ بها لحق وغنم، ومن وقف
عنها ضل وندم (1)
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه جعل الطاعة
غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة (2).
(انظر) عنوان: 468 " الكيس ".

(1) نهج البلاغة: الخطبة 120.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 331.
2299

(397)
الغنى
البحار: 72 / 56 باب 95 " ألغنى والكفاف ".
البحار: 75 / 105 باب 49 " غنى النفس ".
كنز العمال: 3 / 403 " الاستغناء عن الناس ".
انظر:
عنوان: 161 " الدنيا "، 206 " الزهد "، 422 " الفقر "، 500 " المال ".
التواضع: باب 4096، السؤال: باب 1712، القرآن: باب 3296.
2301

[3109]
الغنى والطغيان
الكتاب
* (إن الانسان ليطغى * أن رآه استغنى) * (1).
* (أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع
لهم في الخيرات بل لا يشعرون) * (2).
* (ألهيكم التكاثر) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما أتخوف على أمتي
من بعدي ثلاث خلال: أن يتأولوا القرآن على
غير تأويله، أو يبتغوا زلة العالم، أو يظهر
فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغنى عقوبة (5).
- الإمام علي (عليه السلام): الغنى يطغي (6).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أعجب ما في الإنسان
وهو القلب -: إن أفاد مالا أطغاه الغنى،
وإن أصابته مصيبة فضحه الجزع (7).
- عنه (عليه السلام): استعيذوا بالله من سكرة الغنى،
فإن له سكرة بعيدة الإفاقة (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تكن بطرا في الغنى،
ولا جزعا في الفقر (9).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو
الآخرة بغير العمل... إن استغنى بطر وفتن،
وإن افتقر قنط ووهن (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الشيطان قال: لن
ينجو مني الغني من إحدى ثلاث: إما أن أزينه
في عينه فيمنعه من حقه، وإما أن أسهل عليه
سبيله فينفقه في غير حقه، وإما أن احببه إليه
فيكسبه بغير حقه (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): جاء رجل موسر
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) نقي الثوب فجلس إلى رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء رجل معسر درن الثوب فجلس إلى
جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت
فخذيه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخفت أن يمسك
من فقره شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه
من غناك شئ؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ
ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟
فقال: يا رسول الله! إن لي قرينا يزين لي كل قبيح،
ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي!.

(1) العلق: 6، 7.
(2) المؤمنون: 55، 56.
(3) التكاثر: 1.
(4) البحار: 72 / 63 / 7 وص 68 / 29.
(5) البحار: 72 / 63 / 7 وص 68 / 29.
(6) غرر الحكم: 23.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 108.
(8) غرر الحكم: 2555.
(9) تحف العقول: 304.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(11) كنز العمال: 16677.
2302

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للمعسر: أتقبل؟ قال:
لا، فقال له الرجل: ولم؟! قال: أخاف أن
يدخلني ما دخلك! (1).
(انظر) المال: باب 3749 - 3751، 3753.
ذم الغنى ومدح الفقر، المحجة البيضاء: 6 / 91.
[3110]
الغنى والتقوى
الكتاب
* (ووجدك عائلا فأغنى) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم العون على تقوى
الله الغنى (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): نعم العون الدنيا
على الآخرة (4).
- عنه (عليه السلام): سلوا الله الغنى في الدنيا
والعافية، وفي الآخرة المغفرة والجنة (5).
- عنه (عليه السلام): خمس من لم تكن فيه لم
يتهن بالعيش: الصحة، والأمن، والغنى،
والقناعة، والأنيس الموافق (6).
(انظر) المال: باب 3752.
الدنيا: باب 1212.
[3111]
التجربة بالفقر والغنى
- الإمام علي (عليه السلام): الغنى والفقر يكشفان
جواهر الرجال وأوصافها (7).
- عنه (عليه السلام): المال يبدي جواهر
الرجال وخلائقها (8).
- عنه (عليه السلام) - في ذم صفة الدنيا -: من استغنى
فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن (9).
- عنه (عليه السلام): لا تعتبروا الرضى والسخط بالمال
والولد جهلا بمواقع الفتنة والاختبار في موضع
الغنى والاقتدار (10).
- عنه (عليه السلام): وقدر الأرزاق فكثرها وقللها،
وقسمها على الضيق والسعة فعدل فيها ليبتلي من
أراد بميسورها ومعسورها، وليختبر بذلك الشكر
والصبر من غنيها وفقيرها (11).
- عنه (عليه السلام): لا تفرح بالغناء والرخاء، ولا تغتم
بالفقر والبلاء، فإن الذهب يجرب بالنار،
والمؤمن يجرب بالبلاء (12).
(انظر) الابتلاء: باب 396.
[3112]
تفسير الغنى
- الإمام الجواد (عليه السلام): الغناء قلة تمنيك والرضا
بما يكفيك، والفقر شره النفس وشدة القنوط (13).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سأله أمير
المؤمنين (عليه السلام) عن الغنى -:
قلة أمانيك والرضا بما يكفيك (14).

(1) الكافي: 2 / 262 / 11.
(2) الضحى: 8.
(3) مستدرك الوسائل: 13 / 15 / 14598.
(4) الكافي: 5 / 72 / 8 وص 71 / 4.
(5) الكافي: 5 / 72 / 8 وص 71 / 4.
(6) أمالي الصدوق: 240 / 15.
(7) غرر الحكم: 1154، 1155.
(8) غرر الحكم: 1154، 1155.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 82 و 192 و 91.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 82 و 192 و 91.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 82 و 192 و 91.
(12) غرر الحكم: 10394.
(13) البحار: 75 / 109 / 12.
(14) معاني الأخبار: 401 / 62.
2303

- الإمام علي (عليه السلام): من استغنى عن الناس أغناه
الله سبحانه (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): أظهر اليأس من
الناس فإن ذلك هو الغنى (2).
- أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): وضعت
الغنى في القناعة وهم يطلبونه في كثرة المال فلا
يجدونه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لا كنز أغنى من القناعة (4).
- عنه (عليه السلام): الغني من استغنى بالقناعة (5).
- عنه (عليه السلام): الغني من آثر القناعة (6).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الأنبياء -: ولكن الله
سبحانه جعل رسله أولي قوة في عزائمهم،
وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم، مع قناعة
تملأ القلوب والعيون غنى (7).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن رجلا جاء إلى
سيدنا الصادق (عليه السلام) فشكى إليه الفقر، فقال:
ليس الأمر كما ذكرت، وما أعرفك فقيرا، قال:
والله يا سيدي ما استبيت، وذكر من الفقر قطعة،
والصادق يكذبه - إلى أن قال له -: خبرني لو
أعطيت بالبراءة منا مائة دينار، كنت تأخذ؟ قال:
لا، إلى أن ذكر ألوف دنانير، والرجل يحلف أنه
لا يفعل، فقال له: من معه سلعة يعطى بها هذا
المال لا يبيعها، هو فقير؟! (8).
- الإمام علي (عليه السلام): لا غنى كالعقل (9).
- عنه (عليه السلام): لا غنى مثل العقل، ولا فقر أشد
من الجهل (10).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أنه ليس من شئ
إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله إلا الحياة،
فإنه لا يجد في الموت راحة وإنما ذلك بمنزلة
الحكمة التي هي حياة للقلب الميت، وبصر للعين
العمياء، وسمع للأذن الصماء، وري للظمآن،
وفيها الغنى كله والسلامة (11).
- يونس بن يعقوب عن بعض أصحابه: كان
رجل يدخل على أبي عبد الله (عليه السلام) من أصحابه فغبر
زمانا لا يحج، فدخل عليه بعض معارفه فقال له:
فلان ما فعل؟ قال: فجعل يضجع الكلام، يظن أنه
إنما يعني الميسرة والدنيا، فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
كيف دينه؟ فقال: كما تحب، فقال: هو والله
الغنى (12).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من دعائه في
الرضا بالقضاء -: واعصمني من أن أظن بذي عدم
خساسة، أو أظن بصاحب ثروة فضلا، فإن الشريف
من شرفته طاعتك، والعزيز من أعزته عبادتك (13).
(انظر) الفقر: باب 3224.

(1) غرر الحكم: 8645.
(2) أمالي المفيد: 183 / 6.
(3) البحار: 78 / 453 / 21.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(5) غرر الحكم: 1272، 1294.
(6) غرر الحكم: 1272، 1294.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(8) أمالي الطوسي: 297 / 584.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 54.
(10) تحف العقول: 201.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 133.
(12) الكافي: 2 / 216 / 4.
(13) الصحيفة السجادية: الدعاء 35.
2304

[3113]
أعظم الغنى
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد أن يكون أغنى الناس
فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يد غيره (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لأبي ذر -: إن سرك أن تكون أغنى
الناس فكن بما في يد الله عز وجل أوثق منك بما
في يدك (2).
- الإمام علي (عليه السلام): غنى المؤمن بالله سبحانه (3).
- عنه (عليه السلام): الغنى بالله أعظم الغنى، الغنى بغير الله
أعظم الفقر والشقاء (4).
- عنه (عليه السلام): من استغنى بالله افتقر الناس إليه (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): ما استغنى أحد بالله
إلا افتقر الناس إليه (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استغنوا بغنى الله (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الله سبحانه -: غنى
كل فقير، وعز كل ذليل، وقوة كل ضعيف (8).
(انظر) التوكل: باب 4189.
[3114]
أغنى الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد سأله رجل: أحب
أن أكون أغنى الناس -: كن قنعا تكن
أغنى الناس (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من قنع بما رزقه الله
فهو من أغنى الناس (10).
- عنه (عليه السلام): من رزق ثلاثا نال ثلاثا وهو
الغنى الأكبر: القناعة بما أعطي، واليأس
مما في أيدي الناس، وترك الفضول (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استغنوا عن الناس
ولو بشوص (12) السواك (13).
- الإمام علي (عليه السلام): الغنى الأكبر اليأس
عما في أيدي الناس (14).
- عنه (عليه السلام): خير الغنى ترك السؤال (15).
- عنه (عليه السلام): أشرف الغنى ترك المنى (16).
- عنه (عليه السلام): إن أغنى الغنى العقل، وأكبر
الفقر الحمق (17).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أغنى الغنى من لم
يكن للحرص أسيرا (18).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الدنيا -:
حكم على مكثر منها بالفاقة، وأعين من

(1) الكافي: 2 / 139 / 8.
(2) مكارم الأخلاق: 2 / 376 / 2661.
(3) غرر الحكم: 6394، (1817 - 1818).
(4) غرر الحكم: 6394، (1817 - 1818).
(5) كشف الغمة: 3 / 137.
(6) الدرة الباهرة: 30.
(7) كنز العمال: 7155.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(9) كنز العمال: 44154.
(10) الكافي: 2 / 139 / 9.
(11) تحف العقول: 318.
(12) أي بغسالته، وقيل: بما يتفتت منه عند التسوك. النهاية: 2 / 509.
(13) كنز العمال: 7156.
(14) نهج البلاغة: الحكمة 342، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 246.
(15) إرشاد المفيد: 1 / 304.
(16) نهج البلاغة: الحكمة 34 و 38.
(17) نهج البلاغة: الحكمة 34 و 38.
(18) الكافي: 2 / 316 / 7.
2305

غني عنها بالراحة (1).
- عيسى (عليه السلام): خادمي يداي، ودابتي
رجلاي، وفراشي الأرض، ووسادي الحجر...
أبيت وليس لي شئ، وأصبح وليس لي شئ،
وليس على وجه الأرض أحد أغنى مني (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - لأبي ذر لما أخرج إلى
الربذة -: ما أحوجهم إلى ما منعتهم، وما أغناك
عما منعوك! وستعلم من الرابح غدا (3).
(انظر) القناعة: باب 3424.
الفقر: باب 3226.
[3115]
غنى النفس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الغنى غنى النفس (4).
- الإمام علي (عليه السلام): خير الغنى غناء النفس (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس الغنى عن كثرة
العرض (6)، ولكن الغنى غنى النفس (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - ناقلا عن حكيم -:
غنى النفس أغنى من البحر (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغنى في القلب، والفقر
في القلب (9).
- الإمام علي (عليه السلام): احتج إلى من شئت
تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لأبي ذر -: يا أبا ذر!
أترى كثرة المال هو الغنى؟ قلت: نعم يا رسول
الله، قال: فترى قلة المال هو الفقر؟ قلت: نعم
يا رسول الله، قال: إنما الغنى غنى القلب، والفقر
فقر القلب.
ثم سألني عن رجل من قريش، قال: هل
تعرف فلانا؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال:
فكيف تراه أو تراه؟ قلت: إذا سأل أعطى،
وإذا حضر أدخل.
قال: ثم سألني عن رجل من أهل الصفة،
فقال: هل تعرف فلانا؟ قلت: لا والله، ما
أعرفه يا رسول الله، فما زال يجليه وينعته
حتى عرفته، فقلت: قد عرفته يا رسول الله،
قال: فكيف تراه أو تراه؟ قلت: هو رجل
مسكين من أهل الصفة، فقال: هو خير من
طلاع (11) الأرض من الآخر (12).
- أبو ذر (رحمه الله): قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): انظر أرفع
رجل في المسجد، فنظرت فإذا رجل عليه حلة،
قلت: هذا، قال: قال لي: انظر أوضع رجل في
المسجد، فنظرت فإذا رجل عليه أخلاق، قلت:
هذا قال: فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لهذا عند الله خير

(1) نهج البلاغة: الحكمة 367.
(2) عدة الداعي: 107، 108.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 130.
(4) أمالي الصدوق: 394.
(5) غرر الحكم: 4949.
(6) العرض - بفتح العين وسكون الراء -: هو المتاع وكل شئ سوى
النقدين. القاموس المحيط: 2 / 334.
(7) تحف العقول: 57.
(8) معاني الأخبار: 177 / 1.
(9) البحار: 72 / 68 / 29 و 75 / 107 / 9.
(10) البحار: 72 / 68 / 29 و 75 / 107 / 9.
(11) مما طلعت عليه الشمس: أي كل ما يظهر على سطح الأرض،
كما في هامش الترغيب والترهيب.
(12) الترغيب والترهيب: 4 / 148 / 37.
2306

يوم القيامة من ملء الأرض مثل هذا (1).
(انظر) الفقر: باب 3227.
البحار: 75 / 105 باب 49.
[3116]
مفتاح الغنى
- الإمام علي (عليه السلام): مفتاح الغنى اليقين (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى باليقين غنى (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يكون غنيا حتى يكون
عفيفا (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن أهل التقوى هم الأغنياء،
أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم يسيرة (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من أصبح والآخرة
همه استغنى بغير مال، واستأنس بغير أهل،
وعز بغير عشيرة (6).
[3117]
هم الأخسرون ورب الكعبة!
الكتاب
* (ذرني ومن خلقت وحيدا * وجعلت له مالا ممدودا *
وبنين شهودا * ومهدت له تمهيدا * ثم يطمع أن أزيد * كلا
إنه كان لاياتنا عنيدا * سأرهقه صعودا) * (7).
- عيسى (عليه السلام): بحق أقول لكم: إن أكناف
السماء لخالية من الأغنياء، ولدخول جمل في
سم الخياط أيسر من دخول غني الجنة (8).
- ابن أبي الحديد: قد ورد في الأخبار
الصحيحة أن أبا ذر قال: انتهيت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وهو جالس في ظل الكعبة، فلما رآني قال: هم
الأخسرون ورب الكعبة! فقلت: من هم؟ قال:
هم الأكثرون أموالا، إلا من قال: هكذا وهكذا من
بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله،
وقليل ما هم، ما من صاحب إبل ولا بقر ولا غنم
لا يؤدي زكاتها إلا جاءت يوم القيامة أعظم
ما كانت وأسمنه، تنطحه بقرونها، وتطأه
بأظلافها، كلما نفدت اخراها عادت عليه أولاها
حتى يقضي الله بين الناس (9).
(انظر) المال: الباب 3753.
[3118]
من يضاعف له الأجر من الأغنياء
الكتاب
* (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى
إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما
عملوا وهم في الغرفات آمنون) * (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما ذكر عنده من الأغنياء
من الشيعة، فكأنه كره ما سمع ما فيهم -: يا أبا محمد!
إذا كان المؤمن غنيا رحيما وصولا له معروف

(1) الترغيب والترهيب: 4 / 149 / 38.
(2) البحار: 78 / 9 / 65.
(3) الكافي: 2 / 85 / 1.
(4) البحار: 78 / 8 / 64.
(5) تحف العقول: 287.
(6) أمالي الطوسي: 580 / 1198.
(7) المدثر: 11 - 17.
(8) البحار: 72 / 55 / 85.
(9) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 240.
(10) سبأ: 37.
2307

إلى أصحابه، أعطاه الله أجر ما ينفق في البر أجره
مرتين ضعفين لأن الله تعالى يقول في كتابه: * (وما
أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا
من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف
بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما ذكر رجل عنده
الأغنياء ووقع فيهم -: اسكت! فإن الغني إذا كان
وصولا لرحمه بارا بإخوانه، أضعف الله له الأجر
ضعفين، لأن الله يقول: * (وما أموالكم
ولا أولادكم...) * الآية (2).
[3119]
مسؤولية الأغنياء في جوع الفقراء
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله سبحانه فرض في
أموال الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا
بما متع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك (3).
- عنه (عليه السلام): إن الله فرض على الأغنياء في
أموالهم بقدر ما يكفي فقراءهم، وإن جاعوا وعروا
وجهدوا فبمنع الأغنياء، وحق على الله أن
يحاسبهم يوم القيامة ويعذبهم عليه (4).
- عنه (عليه السلام): لا وزر أعظم من وزر غني منع
المحتاج (5).
[3120]
الغنى (م)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقلوا الدخول على الأغنياء،
فإنه أحرى أن لا تزدروا نعم الله عز وجل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من أعظمك لإكثارك استقلك
عند إقلالك (7).
- عنه (عليه السلام): قليل من الأغنياء من يواسي
ويسعف (8).
- عنه (عليه السلام): كم من غني يستغنى عنه (9).
- عنه (عليه السلام): الغني الشره فقير (10).
- عنه (عليه السلام): من استغنى كرم على أهله،
ومن افتقرهان عليهم (11).
- عنه (عليه السلام): لا تعدن غنيا من لم يرزق
من ماله (12).
- عنه (عليه السلام): الغنى في الغربة وطن، والفقر
في الوطن غربة (13).
- عنه (عليه السلام): الغنى يسود غير السيد، المال
يقوي غير الأيد (14).
- عنه (عليه السلام): لا ينبغي للعبد أن يثق بخصلتين:
العافية والغنى، بينا تراه معافى إذ سقم،

(1) علل الشرائع: 604 / 73.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 203.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 328، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 240.
(4) كنز العمال: 16840.
(5) غرر الحكم: 10738.
(6) الترغيب والترهيب: 4 / 186 / 79.
(7) غرر الحكم: 8877، 6739، 6925.
(8) غرر الحكم: 8877، 6739، 6925.
(9) غرر الحكم: 8877، 6739، 6925.
(10) البحار: 78 / 10 / 67.
(11) غرر الحكم: 8879، 10277.
(12) غرر الحكم: 8879، 10277.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 56.
(14) غرر الحكم: 460، 461.
2308

وبينا تراه غنيا إذ افتقر (1).
- عنه (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير
العمل... اللهو مع الأغنياء أحب إليه من
الذكر مع الفقراء (2).
- عنه (عليه السلام): إظهار الغنى من الشكر،
إظهار التباؤس يجلب الفقر (3).
- عنه (عليه السلام): رب غني أذل من نقد، رب فقير
أعز من أسد (4).
- عنه (عليه السلام): الغنى والفقر بعد العرض على
الله (5).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 426 و 150.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 426 و 150.
(3) غرر الحكم: (1140 - 1141)، (5284 - 5285).
(4) غرر الحكم: (1140 - 1141)، (5284 - 5285).
(5) نهج البلاغة: الحكمة 452.
2309

(398)
الغناء
البحار: 79 / 239 باب 99 " الغناء ".
البحار: 79 / 248 باب 100 " المعازف والملاهي ".
البحار: 79 / 254 باب 101 " ما جوز من الغناء "
وسائل الشيعة: 12 / 225 باب 99 " تحريم الغناء ".
كنز العمال: 15 / 204 " التغني ".
كنز العمال: 15 / 226 " الغناء ".
كنز العمال: 15 / 228 " مباح الغناء ".
سنن أبي داود: 4 / 281 " في النهي عن الغناء ".
انظر:
عنوان: 245 " الاستماع "، 478 " اللهو ".
2311

[3121]
الغناء
الكتاب
* (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول
الزور) * (1).
* (ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن
سبيل الله) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله بعثني رحمة للعالمين،
ولأمحق المعازف والمزامير وأمور الجاهلية (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إياكم واستماع المعازف والغناء،
فإنهما ينبتان النفاق في القلب كما ينبت
الماء البقل (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): صوتان ملعونان في الدنيا
والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة (5).
- عبد الأعلى: سألت جعفر بن محمد (عليهما السلام)
عن قول الله عز وجل * (فاجتنبوا الرجس من
الأوثان واجتنبوا قول الزور) * قال: الرجس
من الأوثان الشطرنج، وقول الزور، الغناء
قلت: قوله عز وجل: * (ومن الناس من يشتري
لهو الحديث) *؟ قال: منه الغناء (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغناء مما أوعد الله
عز وجل عليه النار، وهو قوله عز وجل: * (ومن
الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل
الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم
عذاب مهين) * (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سأله محمد بن أبي
عباد عن السماع، وكان مشتهرا بالسماع، وشرب
النبيذ - لأهل الحجاز رأي فيه، وهو في حيز
الباطل واللهو، أما سمعت الله عز وجل يقول:
* (وإذا مروا باللغو مروا كراما) * (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قول الله عز وجل:
* (والذين لا يشهدون الزور) * -: الغنا (9).
- قال رجل للصادق (عليه السلام): إن لي جيرانا ولهم
جوار يتغنين ويضربن بالعود، فربما دخلت
المخرج فأطيل الجلوس استماعا مني لهن، فقال
له الصادق (عليه السلام): لا تفعل، فقال: والله ما هو شئ
آتيه برجلي إنما هو سماع أسمعه باذني، فقال له
الصادق (عليه السلام): تالله أنت! أما سمعت الله عز وجل
يقول: * (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا) *؟! فقال الرجل كأنني لم أسمع بهذه
الآية من كتاب الله عز وجل من عربي ولا عجمي!
2312

لا جرم أني قد تركتها، وأنا أستغفر الله تعالى (1).
- نافع: سمع ابن عمر مزمارا قال: فوضع
إصبعيه على اذنيه ونأى عن الطريق، وقال لي: يا
نافع! هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا، قال: فرفع
إصبعيه من اذنيه، وقال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) فسمع
مثل هذا فصنع مثل هذا (2).
- شهد أبو وائل في وليمة، فجعلوا يلعبون
يتلعبون يغنون، فحل أبو وائل حبوته وقال:
سمعت عبد الله يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول:
الغناء ينبت النفاق في القلب (3).
[3122]
ميراث الغناء
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغناء يورث النفاق (4).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): الغناء
عش النفاق (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغناء رقية الزنا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاث يقسين القلب: استماع اللهو،
وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق
في القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو،
والبذاء، وإتيان باب السلطان، وطلب الصيد (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغناء ينبت النفاق في القلب كما
ينبت الماء الزرع (9).
[3123]
المغنية
- الإمام الصادق (عليه السلام): المغنية ملعونة،
ومن آواها وأكل كسبها ملعون (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إن ثمن الكلب
والمغنية سحت (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن بيع الجواري
المغنيات -: شراؤهن وبيعهن حرام، وتعليمهن
كفر، واستماعهن نفاق (12).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - وقد سئل عن شراء
المغنية -: قد تكون للرجل الجارية تلهيه
وما ثمنها إلا ثمن كلب، وثمن الكلب سحت،
والسحت في النار (13).
2313

(399)
الغيب
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 5 / 9، " طرق الإخبار بالمغيبات ".
البحار: 18 / 105 باب 11، 144 باب 12 " إخبار نبينا (صلى الله عليه وآله) بالمغيبات ".
انظر:
عنوان: 178 " الرجعة "، 138 " الخوارج "، 59 " الثورة ".
2315

[3124]
إخبار النبي (صلى الله عليه وآله) بالمغيبات
الكتاب
* (تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها
أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين) * (1).
* (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من
ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه
رصدا) * (2).
* (ألم * غلبت الروم * في أدنى الأرض وهم من بعد
غلبهم سيغلبون * في بضع سنين لله الامر من قبل ومن
بعد ويومئذ يفرح المؤمنون * بنصر الله ينصر من يشاء
وهو العزيز الرحيم * وعد الله لا يخلف الله وعده ولكن أكثر
الناس لا يعلمون) * (3).
* (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد
الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين
لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك
فتحا قريبا) * (4).
* (وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن
غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق
بكلماته ويقطع دابر الكافرين) * (5).
* (أم يقولون نحن جميع منتصر * سيهزم الجمع
ويولون الدبر) * (6).
* (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا
كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلها آخر
فسوف يعلمون) * (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لما حفر رسول الله (صلى الله عليه وآله)
الخندق مروا بكدية (8) فتناول رسول الله (صلى الله عليه وآله)
المعول من يد أمير المؤمنين (عليه السلام) أو من يد سلمان
رضي الله عنه، فضرب بها ضربة فتفرقت بثلاث
فرق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لقد فتح علي في
ضربتي هذه كنوز كسرى وقيصر، فقال أحدهما
لصاحبه: يعدنا بكنوز كسرى وقيصر وما يقدر
أحدنا أن يخرج يتخلى (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لنسائه وهن عنده
جميعا -: ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل
الأدبب (10) تنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها
وشمالها قتلى كثيرة كلهم في النار، وتنجو

(1) هود: 49.
(2) الجن: 26، 27.
(3) المائدة: 98.
(4) الفتح: 27.
(5) الأنفال: 7.
(6) القمر: 44، 45.
(7) الحجر: 94 - 96.
(8) قال الجزري: الكدية - بالضم -: قطعة غليظة صلبة لا يعمل فيه
الفأس كما في هامش الكافي.
(9) الكافي: 8 / 216 / 264 وهذا الخبر مما رواه الخاصة والعامة
بأسانيد كثيرة، بل قد يقال: إنه من المتواترات / راجع باب
3051 " غزوة الأحزاب ".
(10) الأدبب: الكثير الشعر، كما في هامش شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد.
2316

بعد ما كادت! (1).
- لما خرجت عائشة وطلحة والزبير من
مكة إلى البصرة، طرقت ماء الحوأب - وهو
ماء لبني عامر بن صعصعة - فنبحتهم الكلاب،
فنفرت صعاب إبلهم، فقال قائل منهم: لعن
الله الحوأب فما أكثر كلابها! فلما سمعت عائشة
ذكر الحوأب قالت: أهذا ماء الحوأب؟ قالوا:
نعم، فقالت: ردوني ردوني، فسألوها ما
شأنها؟ ما بدا لها؟ فقالت: إني سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كأني بكلاب ماء يدعى الحوأب،
قد نبحت بعض نسائي، ثم قال لي: إياك
يا حميراء أن تكونيها!
فقال لها الزبير: مهلا يرحمك الله، فإنا قد
جزنا ماء الحوأب بفراسخ كثيرة! فقالت: أعندك
من يشهد بأن هذه الكلاب النابحة ليست على ماء
الحوأب؟ فلفق لها الزبير وطلحة خمسين أعرابيا
جعلا لهم جعلا، فحلفوا لها وشهدوا أن هذا الماء
ليس بماء الحوأب! فكانت هذه أول شهادة زور
في الإسلام، فسارت عائشة لوجهها (2).
- قيس بن أبي حازم: عن عائشة عن النبي (صلى الله عليه وآله)
أنه قال لأزواجه: أيتكن التي تنبحها كلاب
الحوأب؟! فلما مرت عائشة نبحت الكلاب،
فسألت عنه فقيل لها: هذا ماء الحوأب، قالت: ما
أظنني إلا راجعة، فقيل لها: يا أم المؤمنين!
إنما تصلحين بين الناس (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما لقي عليا (عليه السلام) والزبير
في سقيفة بني ساعدة -: أتحبه يا زبير؟ قال: وما
يمنعني؟! قال: فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم
له؟ قال: فيرون أنه إنما ولي لذلك (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - للزبير - نشدتك بالله هل تعلم
أني كنت أنا وأنت في سقيفة بني فلان تعالجني
وأعالجك، فمر بي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لي: كأنك
تحبه؟! قلت: وما يمنعني؟ قال: أما إنه ليقاتلنك
وهو الظالم؟ قال الزبير: اللهم نعم، ذكرتني ما قد
نسيت، فولى راجعا (5).
- حذيفة: عليكم بالفئة التي فيها ابن سمية،
فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: تقتله الفئة
الباغية (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لتفتحن عصابة من المسلمين
كنز آل كسرى الذي في الأبيض (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تذهب الليالي والأيام حتى
تجتمع هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم
البلعم يأكل ولا يشبع وهو معاوية (8).
- أم سلمة: دخل الحسين (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله)
وأنا جالسة على الباب، فتطلعت فرأيت في كف
النبي (صلى الله عليه وآله) شيئا يقلبه وهو نائم على بطنه، فقلت:
يا رسول الله! تطلعت فرأيتك تقلب شيئا في كفك
والصبي نائم على بطنك ودموعك تسيل؟! فقال:
إن جبرئيل أتاني بالتربة التي يقتل عليها

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 311 وص 310.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 311 وص 310.
(3) الملاحم والفتن: 26.
(4) كنز العمال: 31651، 31660.
(5) كنز العمال: 31651، 31660.
(6) كنز العمال: 31719 والظاهر أن الأخبار في هذا المعنى
متواترة، فراجع كنز العمال: 11 / 723 - 728.
(7) كنز العمال: 31773.
(8) الملاحم والفتن: 34.
2317

فأخبرني أن أمتي يقتلونه (1).
- محمد بن عمرو بن حسين: كنا مع
الحسين بنهر كربلاء فنظر إلى شمر ذي الجوشن
فقال: صدق الله ورسوله! قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
كأني أنظر إلى كلب أبقع يلغ في دماء أهل
بيتي!، وكان شمر أبرص (2).
- الإمام علي (عليه السلام): أخبرني الصادق المصدوق (صلى الله عليه وآله)
أني لا أموت حتى اضرب على هذه - وأشار إلى
مقدم رأسه الأيسر - فتخضب هذه منها بدم (3) (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! إنكم ستقاتلون بني
الأصفر، ويقاتلونهم الذين من بعدكم، حتى يخرج
إليهم روقة الإسلام أهل الحجاز الذين لا يخافون
في الله لومة لائم، ويفتتحون القسطنطينية بالتسبيح
والتكبير، فيصيبون غنائم لم يصيبوا مثلها (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما
صغار الأعين عراض الوجوه، كأن أعينهم حدق
الجراد، كأن وجوههم المجان المطرقة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يقاتل
المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان
المطرقة، يلبسون الشعر ويمشون في الشعر (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يقاتل
المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى
يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر، فيقول
الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله! هذا
يهودي خلفي فتعال فاقتله (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيخرج ناس إلى المغرب يأتون
يوم القيامة ووجوههم على ضوء الشمس (9).
(انظر) الثورة: باب 475 - 477.
[3125]
إخبار الإمام علي (عليه السلام) بالمغيبات
- الإمام علي (عليه السلام) - في ذم أهل البصرة بعد
وقعة الجمل -: كأني بمسجد كم كجؤجؤ
سفينة قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن
تحتها، وغرق من في ضمنها.
وفي رواية: وأيم الله! لتغرقن بلدتكم
حتى كأني أنظر إلى مسجدها كجؤجؤ سفينة،
أو نعامة جاثمة.
وفي رواية: كجؤجؤ طير في لجة بحر.
وفي رواية أخرى:... كأني أنظر إلى قريتكم
هذه قد طبقها الماء، حتى ما يرى منها إلا شرف
المسجد، كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر! (10) (11).
- عنه (عليه السلام): - أيضا فيما يخبر به عن الملاحم
بالبصرة - يا أحنف! كأني به وقد سار بالجيش

(1) كنز العمال: 37668، 37714.
(2) كنز العمال: 37668، 37714.
(3) انظر أيضا: 36576، 36677، 36580، 36587، 36590 منه،
وأيضا: تاريخ دمشق " ترجمة الإمام علي (عليه السلام) ": 3 / 266
وص 268 وص 278 وص 289.
(4) كنز العمال: 36571، 38419، 38407، 38405.
(5) كنز العمال: 36571، 38419، 38407، 38405.
(6) كنز العمال: 36571، 38419، 38407، 38405.
(7) كنز العمال: 36571، 38419، 38407، 38405.
(8) كنز العمال: 38417، 38460.
(9) كنز العمال: 38417، 38460.
(10) راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 1 ص 253، و ج 4
ص 53 روايات أخرى في معنى ما في المتن، وذكر ابن أبي
الحديد أن ما أخبر به الإمام وقع مرة في أيام القادر بالله، ومرة
في أيام القائم بالله.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 13: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
1 / 251،
2318

الذي لا يكون له غبار ولا لجب، ولا قعقعة لجم
ولا حمحمة خيل، يثيرون الأرض بأقدامهم كأنها
أقدام النعام (1).
- عنه (عليه السلام): - أيضا - فويل لك يا بصرة عند
ذلك من جيش من نقم الله لا رهج له ولا حس،
وسيبتلى أهلك بالموت الأحمر، والجوع
الأغبر (2).
- عنه (عليه السلام): - لما عزم على حرب الخوارج
وقيل له: إن القوم عبروا جسر النهروان -:
مصارعهم دون النطفة (3)، والله لا يفلت منهم
عشرة، ولا يهلك منكم عشرة (4).
- جندب: لما فارقت الخوارج عليا خرج
في طلبهم وخرجنا معه، فانتهينا إلى عسكر
القوم فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة
القرآن، وإذا فيهم أصحاب النقبات وأصحاب
البرانس! فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة
فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي
ووضعت برنسي فنشرت عليه درعي وأخذت
بمقود فرسي فقمت أصلي إلى رمحي وأنا
أقول في صلاتي: اللهم! إن كان قتال هؤلاء
القوم لك طاعة فأذن لي فيه! وإن كان معصية
فأرني براءتك! قال: فأنا كذلك إذ أقبل علي
ابن أبي طالب على بغلة رسول الله (صلى الله عليه وآله)! فلما جاء
إلي قال: تعوذ بالله يا جندب من شر السخط!
فجئت أسعى اليه، ونزل فقام يصلي إذ أقبل رجل
على برذون يقرب به فقال: يا أمير المؤمنين!
قال: ما شأنك؟ قال: ألك حاجة في القوم؟ قال:
وما ذاك؟ قال: قد قطعوا النهر فذهبوا، قال: ما
قطعوه، قلت: سبحان الله! ثم جاء آخر أرفع منه
في الجري فقال: يا أمير المؤمنين! قال: ما
تشاء؟ قال ألك حاجة في القوم؟ قال: وما ذاك؟
قال: قد قطعوا النهر فذهبوا، قلت: الله أكبر قال
علي: ما قطعوه، قال: سبحان الله! ثم جاء آخر
فقال: قد قطعوا النهر فذهبوا. قال علي: ما
قطعوه، ثم جاء آخر يستحضر بفرسه فقال:
يا أمير المؤمنين! قال: ما تشاء؟ قال: ألك حاجة
في القوم؟ قال: وما ذاك؟ فقال: قد قطعوا النهر
فذهبوا، قال علي: ما قطعوه ولا يقطعونه وليقتلن
دونه، عهد من الله ورسوله! قلت: الله أكبر! ثم
قمت فأمسكت له بالركاب ثم ركب فرسه ثم
رجعت إلى درعي فلبستها وإلى قوسي فعلقتها
وخرجت أسايره، فقال لي: يا جندب! قلت: لبيك
يا أمير المؤمنين! قال: أما أنا فأبعث إليهم رجلا
يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب الله ربهم وسنة
نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل،
يا جندب! أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم
عشره، فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم الذي
كانوا فيه لم يبرحوا، فنادى علي في أصحابه

(1) نهج البلاغة: الخطبة: 128، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
8 / 125، قال الشريف: يومئ بذلك إلى صاحب الزنج.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 102، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
7 / 103.
(3) قال الشريف: يعنى بالنطفة ماء النهر، وهي أفصح كناية عن
الماء وإن كان كثيرا جما.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 59، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
5 / 3، قال ابن أبي الحديد: هذا الخبر من الأخبار التي تكاد
تكون متواترة، لاشتهاره ونقل الناس كافة له، وهو من معجزاته
وأخباره المفصلة عن الغيوب / راجع: عنوان 138 " الخوارج ".
2319

فصفهم ثم أتى الصف من رأسه ذا إلى رأسه ذا
مرتين ثم قال: من يأخذ هذا المصحف فيمشي به
إلى هؤلاء القوم فيدعوهم إلى كتاب الله ربهم
وسنة نبيهم وهو مقتول وله الجنة! فلم يجبه إلا
شاب من بني عامر بن صعصعة، فقال له علي:
خذ! فأخذ المصحف، فقال له: أما إنك مقتول
ولست مقبلا علينا بوجهك حتى يرشقوك بالنبل!
فخرج الشاب بالمصحف إلى القوم، فلما دنا منهم
حيث يسمعون قاموا ونشبوا الفتى قبل أن يرجع
قال: فرماه إنسان فأقبل علينا بوجهه فقعد، فقال
علي: دونكم القوم! قال جندب: فقتلت بكفي
هذه بعد ما دخلني ما كان دخلني ثمانية قبل أن
أصلي الظهر وما قتل منا عشرة، ولا نجا منهم
عشرة كما قال (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - فيما أخبر به عن فتنة
المغول -: كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان
المطرقة، يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون
الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتى
يمشي المجروح على المقتول، ويكون المفلت
أقل من المأسور (2).
- العلامة - في باب إخبار مغيبات أمير
المؤمنين (عليه السلام): ومن ذلك إخباره (عليه السلام) بعمارة بغداد
وملك بني العباس وذكر أحوالهم وأخذ المغول
الملك منهم رواه والدي (رحمه الله)، وكان ذلك سبب
سلامة أهل الحلة والكوفة والمشهدين الشريفين
من القتل، لأنه لما وصل السلطان هولاكو إلى
بغداد قبل أن يفتحها هرب أكثر أهل الحلة إلى
البطائح إلا القليل، وكان من جملة القليل
والدي (رحمه الله) والسيد مجد الدين بن طاووس والفقيه
ابن أبي العز، فأجمع رأيهم على مكاتبة السلطان
بأنهم مطيعون داخلون تحت الإيلية وأنفذوا به
شخصا أعجميا. فأنفذ السلطان إليهم فرمانا مع
شخصين أحدها يقال له: تكلم، والآخر يقال له:
علاء الدين، وقال لهما: إن كانت قلوبهم كما
وردت به كتبهم فيحضرون إلينا، فجاء الأميران
فخافوا لعدم معرفتهم بما ينتهى الحال إليه، فقال
والدي (رحمه الله): إن جئت وحدي كفى؟ فقالا: نعم،
فاصعد معهما. فلما حضر بين يديه - وكان ذلك
قبل فتح بغداد وقبل قتل الخليفة - قال له: كيف
أقدمتم على مكاتبتي والحضور عندي قبل أن
تعلموا ما ينتهي إليه أمري وأمر صاحبكم؟ وكيف
تأمنون إن صالحني ورحلت نقمته؟ فقال له
والدي: إنما أقدمنا على ذلك لأنا روينا عن إمامنا
علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال في خطبه: " الزوراء
وما أدراك ما الزوراء؟ أرض ذات أثل، يشيد فيها
البنيان، ويكثر فيها السكان، ويكون فيها مهارم
وخزان، يتخذها ولد العباس موطنا، ولزخرفهم
مسكنا، تكون لهم دار لهو ولعب، يكون بها الجور
الجائر والحيف المحيف والأئمة الفجرة والقراء
الفسقة والوزراء الخونة، تخدمهم أبناء فارس
والروم، لا يأتمرون بينهم بمعروف إذا عرفوه،
ولا ينتهون عن منكر إذا أنكروه، تكتفي الرجال
منهم بالرجال والنساء بالنساء، فعند ذلك الغم

(1) كنز العمال: 31548.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 128: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
8 / 125، انظر ذيل الكلام في حديث 15160.
2320

الغميم والبكاء الطويل والويل والعويل لأهل
الزوراء من سطوات الترك وما هم الترك؟! قوم
صغار الحدق وجوههم كالمجان المطرقة، لباسهم
الحديد، جرد مرد، يقدمهم ملك يأتي من حيث
بدا ملكهم، جهوري الصوت قوي الصولة عالي
الهمة لا يمر بمدينة إلا فتحها، ولا ترفع عليه
راية إلا نكسها، الويل الويل لمن ناواه،
فلا يزال كذلك حتى يظفر ". فلما وصف لنا ذلك
ووجدنا الصفات فيكم رجوناك فقصدناك، فطيب
قلوبهم وكتب لهم فرمانا باسم والدي (رحمه الله) يطيب
فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها (1).
- الإمام علي (عليه السلام): والله لو شئت أن أخبر
كل رجل منكم بمخرجه ومولجه وجميع شأنه
لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا في برسول
الله (صلى الله عليه وآله)، ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن
يؤمن ذلك منه (2).
- عنه (عليه السلام): لكأني أنظر إلى ضليل (3) قد
نعق بالشام، وفحص براياته في ضواحي كوفان،
فإذا فغرت فأغرته، واشتدت شكيمته، وثقلت في
الأرض وطأته، عضت الفتنة أبناءها بأنيابها (4).
- عنه (عليه السلام): أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل
رحب البلعوم مندحق البطن، يأكل ما يجد،
ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه (5).
- عنه (عليه السلام) - على منبر الكوفة -: ألا! لعن
الله الأفجرين من قريش، بني أمية وبني مغيرة،
أما بنو مغيرة فقد أهلكهم الله بالسيف يوم بدر،
وأما بنو أمية فهيهات هيهات! أما والذي فلق
الحبة وبرأ النسمة! لو كان الملك من وراء الجبال
ليثبوا عليه حتى يصلوا (6).
- عنه (عليه السلام) - لما فقد عبد الله بن عباس وقت
صلاة الظهر - ما بال ابن العباس لم يحضر!
قالوا: ولد له ولد ذكر يا أمير المؤمنين، قال:
فامضوا بنا إليه، فأتاه فقال له: شكرت الواهب،
وبورك لك في الموهوب! ما سميته؟ فقال: يا أمير

(1) كشف اليقين: 100 / 93.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 175، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
10 / 13، قال ابن أبي الحديد في ذيل الكلام: " وقد ذكرنا فيما
تقدم من إخباره (عليه السلام) عن الغيوب طرفا صالحا، ومن عجيب ما
وقفت عليه من ذلك قوله في الخطبة التي يذكر فيها الملاحم،
وهو يشير إلى القرامطة: " ينتحلون لنا الحب والهوى، ويضمرون
لنا البغض والقلى، وآية ذلك قتلهم وراثنا وهجرهم أحداثنا ".
(3) قال ابن أبي الحديد: هذا كناية عن عبد الملك بن مروان، لأن
هذه الصفات والأمارات فيه أتم منها في غيره، لأنه قام بالشام
حين دعا إلى نفسه، وهو معنى نعيقه، وفحصت راياته بالكوفة
تارة حين شخص بنفسه إلى العراق وقتل مصعبا، وتارة لما
استخلف الامراء على الكوفة كبشر بن مروان أخيه وغيره،
حتى انتهى الأمر إلى الحجاج، وهو زمان اشتداد
شكيمة عبد الملك وثقل وطأته، وحينئذ صعب الأمر جدا.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 101، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
7 / 98.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 57، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
4 / 54، قال ابن أبي الحديد: كثير من الناس يذهب إلى
أنه (عليه السلام) عنى زيادا: وكثير منهم يقول: إنه عنى الحجاج، وقال
قوم: إنه عنى المغيرة ابن شعبة، والأشبه عندي أنه عن معاوية،
لأنه كان موصوفا بالنهم وكثرة الأكل... كان معاوية يأكل
فيكثر، ثم يقول: ارفعوا، فوالله ما شبعت، ولكن مللت وتعبت.
تظاهرت الأخبار أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا على معاوية لما بعث
إليه يستدعيه فوجده يأكل، ثم بعث فوجده يأكل، فقال: " اللهم
لا تشبع بطنه " قال الشاعر:
وصاحب لي بطنه كالهاوية * كأن في أحشائه معاوية
(6) كنز العمال: 31753.
2321

المؤمنين! أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه!
فقال: أخرجه إلي، فأخرجه، فأخذه فحنكه
ودعا له، ثم رده إليه وقال: خذ إليك أبا الأملاك،
وقد سميته عليا، وكنيته أبا الحسن (1).
- عنه (عليه السلام): فأقسم بالله يا بني أمية عما
قليل لتعرفنها في أيدي غيركم وفي دار
عدوكم (2) (3).
- عنه (عليه السلام): أما والله ليسلطن عليكم غلام ثقيف
الذيال الميال، يأكل خضرتكم، ويذيب
شحمتكم، إيه أبا وذحة (4) (5).
- الإمام الحسن (عليه السلام): قال علي لأهل الكوفة:
اللهم كما ائتمنتهم فخانوني، ونصحت لهم
فغشوني، فسلط عليهم فتى ثقيف الذيال
الميال! يأكل خضرتها، ويلبس فروتها، يحكم
فيها بحكم الجاهلية. قال الحسن (عليه السلام): وما خلق
الحجاج يومئذ (6).
- الإمام علي (عليه السلام) - لرجل -: لامت حتى تدرك
فتى ثقيف! قيل: يا أمير المؤمنين! ما فتى ثقيف؟
قال: ليقالن له يوم القيامة: اكفنا زاوية من
زوايا جهنم! رجل يملك عشرين أو بضعا
وعشرين سنة لا يدع لله معصية إلا ارتكبها (7).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! إني دعوتكم إلى
الحق فتوليتم عني، وضربتكم بالدرة
فأعييتموني، أما إنه سيليكم بعدي ولاة
لا يرضون منكم بهذا حتى يعذبوكم بالسياط
وبالحديد، فأما أنا فلا أعذبكم بهما، إنه من
عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة، وآية
ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتى يحل بين
أظهركم فيأخذ العمال وعمال العمال رجل يقال
له: يوسف بن عمرو، يأتيكم عند ذلك رجل منا
أهل البيت فانصروه فإنه داع إلى الحق (8).
- عنه (عليه السلام): أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا، ذلا
شاملا، وسيفا قاتلا، وأثرة يتخذها الظالمون
عليكم سنة، فستذكروني عند تلك الحالات،
فتمنون لو رأيتموني ونصرتموني وأهرقتم
دماءكم دون دمي، فلا يبعد الله إلا من ظلم (9).
- هرثمة بن سليم: غزونا مع علي (عليه السلام) صفين،
فلما نزل بكربلاء صلى بنا، فلما سلم رفع إليه من
تربتها فشمها، ثم قال: واها لك يا تربة! ليحشرن
منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من ورائكم قوما يلقون في
من الأذى والتشديد والقتل والتنكيل ما لم يلقه
أحد في الأمم السابقة، ألا وإن الصابر منهم
الموقن بي العارف فضل ما يؤتى إليه في،

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 148.
(2) راجع كنز العمال: 11 / 363 - 365، شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد: 7 / 176.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 105، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
7 / 117.
(4) قال الشريف: الوذحة: الخنفساء، وهذا القول يومئ به إلى
الحجاج، وله مع الوذحة حديث ليس هذا موضع ذكره.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 116، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
7 / 277.
(6) كنز العمال: 31747.
(7) كنز العمال: 31749.
(8) كتاب الغارات: 2 / 458 وص 492.
(9) كتاب الغارات: 2 / 458 وص 492.
(10) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 3 / 169، انظر أيضا: 3 /
169 - 171.
2322

لمعي في درجة واحدة، ثم تنفس الصعداء فقال:
آه آه! على تلك الأنفس الزاكية، والقلوب الراضية
المرضية، أولئك أخلائي، هم مني وأنا منهم (1).
- إن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقف بالكوفة في
الموضع الذي صلب فيه زيد بن علي (عليه السلام) وبكى
حتى اخضلت لحيته وبكى الناس لبكائه، فقيل
له: يا أمير المؤمنين مما بكاؤك، فقد أبكيت
أصحابك؟ فقال: إن رجلا من ولدي يصلب في
هذا الموضع (2).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أنكم إن اتبعتم طالع
المشرق سلك بكم مناهج الرسول (صلى الله عليه وآله)، فتداويتم
من العمى والصمم والبكم، وكفيتم مؤونة الطلب
والتعسف، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق،
ولا يبعد الله إلا من أبى وظلم (3).
[3126]
ما روي في المغيبات
بلفظ " سيأتي "
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي على أمتي زمان
لا يبقى من القرآن إلا رسمه، ولا من الإسلام إلا
اسمه، يسمون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم
عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان
شر فقهاء تحت ظل السماء، منهم خرجت الفتنة
وإليهم تعود (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيأتي على أمتي زمان تخبث
فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم طمعا
في الدنيا، لا يريدون به ما عند الله ربهم،
يكون دينهم رياء، لا يخالطهم خوف، يعمهم الله
منه بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب
لهم! (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيأتي على الناس زمان لا ينال
الملك فيه إلا بالقتل والتجبر، ولا الغنى
إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج
الدين واتباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر
على الفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر على
البغضة وهو يقدر على المحبة، وصبر على الذل
وهو يقدر على العز، آتاه الله ثواب خمسين
صديقا ممن صدق بي (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): سيأتي عليكم
زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا
أنه أبله، وصبر نفسه على أن يقال [له]: إنه
أبله لاعقل له (7).
- الإمام علي (عليه السلام): سيأتي عليكم زمان يكفأ
فيه الإسلام كما يكفأ الإناء بما فيه (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتي من بعدي أقوام
يأكلون طيب الطعام وألوانها، ويركبون الدواب،
ويتزينون بزينة المرأة لزوجها، ويتبرجون تبرج
النساء، وزيهن مثل زي الملوك الجبابرة، وهم

(1) مستدرك الوسائل: 11 / 284 / 13032.
(2) الملاحم والفتن: 120.
(3) الكافي: 8 / 66 / 22.
(4) البحار: 2 / 109 / 14.
(5) الكافي: 8 / 306 / 476.
(6) البحار: 18 / 147 / 8.
(7) الكافي: 2 / 117 / 5.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 103.
2323

منافقوا هذه الأمة في آخر الزمان... محاريبهم
نساؤهم، وشرفهم الدراهم والدنانير (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيكون في آخر أمتي أقوام
يزخرفون مساجدهم ويخربون قلوبهم، يتقي
أحدهم على ثوبه ما لا يتقي على دينه! لا يبالي
أحدهم إذا سلمت له دنياه ما كان من أمر دينه (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيأتي بعد كم قوم يأكلون أطائب
الدنيا وألوانها، وينكحون أجمل النساء
وألوانها... عاكفين على الدنيا يغدون ويروحون
إليها، اتخذوها آلهة من دون إلههم (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيأتي في آخر الزمان علماء
يزهدون في الدنيا ولا يزهدون، ويرغبون في
الآخرة ولا يرغبون، وينهون عن الدخول على
الولاة ولا ينتهون، ويباعدون الفقراء، ويقربون
الأغنياء، أولئك هم الجبارون أعداء الله (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيأتي زمان على أمتي يفرون من
العلماء كما يفر الغنم عن الذئب، ابتلاهم الله تعالى
بثلاثة أشياء: الأول: يرفع البركة من أموالهم،
والثاني: سلط الله عليهم سلطانا جائرا، والثالث:
يخرجون من الدنيا بلا إيمان (5).
[3127]
ما روي في المغيبات بلفظ " يأتي "
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يأتي زمان على أمتي
أمراؤهم يكونون على الجور، وعلماؤهم
على الطمع، وعبادهم على الرياء، وتجارهم
على أكل الربا، ونساؤهم على زينة الدنيا،
وغلمانهم في التزويج، فعند ذلك كساد أمتي
ككساد الأسواق (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان لا يبالي
الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان يكون الناس
فيه ذئابا، فمن لم يكن ذئبا أكلته الذئاب (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يأتي على الناس زمان
ليس فيه شئ أعز من أخ أنيس، وكسب
درهم حلال (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقل ما يكون في آخر الزمان
أخ يوثق به، أو درهم من حلال (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان إذا سمعت
باسم الرجل خير من أن تلقاه، فإذا لقيته خير من
أن تجربه، ولو جربته أظهر لك أحوالا، دينهم
دراهمهم، وهمتهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم،
يركعون للرغيف ويسجدون للدرهم، حيارى
سكارى لا مسلمين ولا نصارى (11).
- الإمام علي (عليه السلام): يأتي على الناس زمان
عضوض، يعض الموسر فيه على ما في يديه ولم

(1) البحار: 77 / 96 / 1.
(2) كنز العمال: 29088.
(3) تنبيه الخواطر: 1 / 155 وص 301.
(4) تنبيه الخواطر: 1 / 155 وص 301.
(5) مستدرك الوسائل: 11 / 376 / 13301.
(6) مستدرك الوسائل: 11 / 376 / 13302.
(7) البحار: 77 / 157 / 136.
(8) تحف العقول: 54.
(9) البحار: 78 / 251 / 102.
(10) تحف العقول: 54.
(11) البحار: 74 / 166 / 31.
2324

يؤمر بذلك، قال الله سبحانه: * (ولا تنسوا
الفضل بينكم) * ينهد فيه الأشرار، ويستذل
الأخيار، ويبايع المضطرون، وقد نهى رسول
الله عن بيع المضطرين (1).
- عنه (عليه السلام): يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه
إلا الماحل، ولا يظرف فيه إلا الفاجر، ولا يضعف
فيه إلا المنصف، يعدون الصدقة فيه غرما، وصلة
الرحم منا، والعبادة استطالة على الناس (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان الصابر
على دينه مثل القابض على الجمرة بكفه،
يقول لذلك الزمان إن كان في ذلك الزمان ذئبا
وإلا أكلته الذئب (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق ليأتي على
الناس زمان يستحلون الخمر يسمونه النبيذ،
عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يأتي على الناس زمان يخلق
القرآن في قلوب الرجال كما تخلق الثياب
على الأبدان (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يأتي زمان على أمتي لا يعرفون
العلماء إلا بثوب حسن، ولا يعرفون القرآن إلا
بصوت حسن، ولا يعبدون الله إلا بشهر رمضان،
فإذا كان ذلك سلط الله عليهم سلطانا لا علم له،
ولا حلم له، ولا رحم له (6).
[3128]
النبي يعلم الغيب بتعليم الله
الكتاب
* (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من
ارتضى من رسول فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه
رصدا) * (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
ضلت ناقته، فقال الناس فيها: يخبرنا عن
السماء ولا يخبرنا عن ناقته، فهبط عليه جبرئيل
فقال: يا محمد! ناقتك في وادي كذا وكذا،
ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا، قال: فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: يا أيها الناس!
أكثرتم علي في ناقتي، ألا وما أعطاني الله خير
مما أخذ مني، ألا وإن ناقتي في وادي كذا وكذا،
ملفوف خطامها بشجرة كذا وكذا، فابتدرها
الناس فوجدوها كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (8).
- إن ناقته - النبي (صلى الله عليه وآله) - افتقدت، فأرجف (9)
المنافقون فقالوا: يخبرنا بأسرار السماء ولا يدري
أين ناقته؟ فسمع (صلى الله عليه وآله) ذلك فقال: إني وإن أخبركم
بلطائف السماء لكني لا أعلم من ذلك إلا ما
علمني الله، فلما وسوس إليهم الشيطان بذلك دلهم
على حالها، ووصف لهم الشجرة التي هي متعلقة
بها، فأتوها فوجدوها على ما وصف قد تعلق

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 219.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 102، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 260.
(3) البحار: 77 / 98 / 1 وص 102 / 1.
(4) البحار: 77 / 98 / 1 وص 102 / 1.
(5) تنبيه الخواطر: 1 / 217.
(6) مستدرك الوسائل: 11 / 377 / 13303.
(7) الجن: 26، 27.
(8) البحار: 18 / 129 / 38.
(9) أرجف: خاض في الأخبار السيئة قصد أن يهيج الناس كما في
هامش البحار: 18 / 109.
2325

خطامها بشجرة أشار إليها (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ضلت ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله)
في غزوة تبوك، فقال المنافقون: يحدثنا
عن الغيب ولا يعلم مكان ناقته! فأتاه جبرئيل (عليه السلام)
فأخبره بما قالوا، وقال: إن ناقتك في شعب
كذا، متعلق زمامها بشجرة بحر. فنادى رسول
الله (صلى الله عليه وآله): الصلاة جامعة، قال: فاجتمع الناس،
فقال: أيها الناس! إن ناقتي بشعب كذا،
فبادروا إليها حتى أتوها (2).
[3129]
الإمام وعلم الغيب
الكتاب
* (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ
من علمه إلا بما شاء) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما قال له بعض أصحابه
(وكان كلبيا): لقد أعطيت يا أمير المؤمنين علم
الغيب، فضحك (عليه السلام) - يا أخا كلب، ليس هو بعلم
غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم، وإنما علم
الغيب علم الساعة، وما عدده الله سبحانه بقوله:
* (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما
في الأرحام) * فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام من
ذكر أو أنثى، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل،
وشقي أو سعيد، ومن يكون في النار حطبا، أو
في الجنان للنبيين مرافقا، فهذا علم الغيب الذي
لا يعلمه أحد إلا الله، وما سوى ذلك فعلم علمه الله
نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم
عليه جوانحي (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل هل يعلم الإمام
بالغيب -: لا، ولكن إذا أراد أن يعلم الشئ
أعلمه الله ذلك (5).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما سأله رجل من أهل
فارس أتعلمون الغيب؟ -: قال أبو جعفر (عليه السلام)
يبسط لنا العلم فنعلم، ويقبض عنا فلا نعلم،
وقال: سر الله عز وجل أسره إلى جبرئيل (عليه السلام)،
وأسره جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله)، وأسره محمد إلى
من شاء الله (6).
(انظر) البحار: 26 / 18 " أبواب علوم
الأئمة " 2 / 172، باب 23.
الإمامة (2): باب 168.

(1) الخرائج والجرائح: 1 / 30 / 25.
(2) قصص الأنبياء: 308 / 408.
(3) البقرة: 255.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 128.
(5) الكافي: 1 / 257 / 4 وص 256 / 1.
(6) الكافي: 1 / 257 / 4 وص 256 / 1.
2326

(400)
الغيبة
البحار: 75 / 220 باب 66 " الغيبة ".
وسائل الشيعة: 8 / 596 باب 152 " تحريم اغتياب المؤمن ".
كنز العمال: 3 / 584 " الغيبة ".
كنز العمال: 3 / 595 / 870 " رخص الغيبة ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 60 " أقوال مأثورة في ذم الغيبة ".
انظر:
عنوان: 245 " الاستماع "، 68 " التجسس "، 344 " العرض "، 380 " العيب ".
الحسد: باب 854، الربا: باب 1438.
2327

[3130]
النهي عن الغيبة
الكتاب
* (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم
أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في خطبة حجة الوداع -
أيها الناس إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم
عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا
في بلدكم هذا، إن الله حرم الغيبة كما
حرم المال والدم (2).
- الإمام علي (عليه السلام): الغيبة جهد العاجز (3).
- عنه (عليه السلام): الغيبة آية المنافق (4).
- عنه (عليه السلام): الغيبة شر الإفك (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تغتب فتغتب، ولا تحفر
لأخيك حفرة فتقع فيها فإنك كما تدين تدان (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إياك أن تجعل مركبك لسانك
في غيبة إخوانك، أو تقول ما يصير عليك حجة،
وفي الإساءة إليك علة (7).
- عنه (عليه السلام): إياك والغيبة، فإنها تمقتك إلى
الله والناس، وتحبط أجرك (8).
- عنه (عليه السلام): العاقل من صان لسانه عن الغيبة (9).
- عنه (عليه السلام): لاتعود نفسك الغيبة، فإن معتادها
عظيم الجرم (10).
- عنه (عليه السلام): أبغض الخلائق إلى الله المغتاب (11).
- عنه (عليه السلام): من أقبح اللؤم غيبة الأخيار (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قالت له عائشة: حسبك
من صفية كذا وكذا، تعني قصيرة -: لقد قلت
كلمة لو مزجت بماء البحر لمزجته (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يطمعن... المغتاب
في السلامة (14).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ملعون من اغتاب أخاه (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): مررت ليلة أسري بي على
قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم، فقلت:
يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يغتابون
الناس ويقعون في أعراضهم (16).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لما عرج بي مررت بقوم لهم

(1) الحجرات: 12.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 62.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 461، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
20 / 179.
(4) غرر الحكم: 899، 484.
(5) غرر الحكم: 899، 484.
(6) البحار: 75 / 249 / 16.
(7) غرر الحكم: 2724، 2632، 1955، 10300، 3128، 9311.
(8) غرر الحكم: 2724، 2632، 1955، 10300، 3128، 9311.
(9) غرر الحكم: 2724، 2632، 1955، 10300، 3128، 9311.
(10) غرر الحكم: 2724، 2632، 1955، 10300، 3128، 9311.
(11) غرر الحكم: 2724، 2632، 1955، 10300، 3128، 9311.
(12) غرر الحكم: 2724، 2632، 1955، 10300، 3128، 9311.
(13) كنز العمال: 8040.
(14) الخصال: 434 / 20.
(15) البحار: 78 / 333 / 9.
(16) تنبيه الخواطر: 1 / 115.
2328

أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم
وصدورهم! فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟
قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون
في أعراضهم (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغيبة أشد من الزنا قيل: وكيف؟
قال: الرجل يزني ثم يتوب فيتوب الله عليه، وإن
صاحب الغيبة لا يغفر له حتى يغفر له صاحبه (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في النهي عن غيبة
الناس -: وإنما ينبغي لأهل العصمة
والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل
الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب
عليهم، والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب
الذي عاب أخاه وعيره ببلواه؟! أما ذكر
موضع ستر الله عليه من ذنوبه مما هو أعظم من
الذنب الذي عابه به؟! وكيف يذمه بذنب قد
ركب مثله؟! فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه
فقد عصى الله فيما سواه مما هو أعظم منه، وأيم
الله! لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في
الصغير لجرأته على عيب الناس أكبر! (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ترك الغيبة أحب إلى الله عز
وجل من عشرة آلاف ركعة تطوعا (4).
[3131]
عاقبة الغيبة
- الإمام علي (عليه السلام): اجتنب الغيبة، فإنها
إدام كلاب النار (5).
- عنه (عليه السلام): الغيبة قوت كلاب النار (6).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - لرجل اغتاب
عنده رجلا -: يا هذا كف عن الغيبة، فإنها
إدام كلاب النار (7).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إياكم والغيبة،
فإنها إدام كلاب النار (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال رجل لعلي بن
الحسين (عليهما السلام): إن فلانا ينسبك إلى أنك ضال
مبتدع، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): ما رعيت
حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه،
ولا أديت حقي حيث أبلغتني عن أخي ما لست
أعلمه!... إياك والغيبة فإنها إدام كلاب
النار، واعلم أن من أكثر من ذكر عيوب الناس
شهد عليه الإكثار أنه إنما يطلبها بقدر ما فيه (9).
- عنه (عليه السلام): إياك والغيبة، فإنها إدام
كلاب النار (10).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): - لما سمع رجلا
يغتاب آخر -: إن لكل شئ إداما، وإدام
كلاب الناس الغيبة (11).
[3132]
الغيبة وإشاعة الفاحشة
الكتاب
* (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 510 / 21 وص 511 / 24.
(2) الترغيب والترهيب: 3 / 510 / 21 وص 511 / 24.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 140.
(4) البحار: 75 / 261 / 66.
(5) البحار: 75 / 248 / 13.
(6) غرر الحكم: 1144.
(7) تحف العقول: 245.
(8) البحار: 75 / 256 / 43 وص 246 / 8 وص 262 / 70.
(9) البحار: 75 / 256 / 43 وص 246 / 8 وص 262 / 70.
(10) البحار: 75 / 256 / 43 وص 246 / 8 وص 262 / 70.
(11) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 62.
2329

لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم
لا تعلمون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ذوو العيوب يحبون إشاعة
معايب الناس، ليتسع لهم العذر في معايبهم (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من قال في مؤمن ما رأته
عيناه وسمعته أذناه، فهو من الذين قال الله عز
وجل: * (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة) * (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في خطابه إلى محمد بن
الفضيل - يا محمد! كذب سمعك وبصرك عن
أخيك، وإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك
قولا فصدقه وكذبهم، ولا تذيعن عليه شيئا تشينه
به، وتهدم به مروءته، فيكون من الذين قال الله
عز وجل: * (إن الذين يحبون أن تشيع
الفاحشة...) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تدع اليقين بالشك،
والمكشوف بالخفي، ولا تحكم على ما لم تره بما
يروى لك عنه، وقد عظم الله عز وجل أمر الغيبة
وسوء الظن بإخوانك المؤمنين (5).
- الإمام علي (عليه السلام): لو وجدت مؤمنا على فاحشة
لسترته بثوبي، وقال (عليه السلام) بثوبه هكذا (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لأمير المؤمنين (عليه السلام) -:
لو رأيت رجلا على فاحشة؟ قال: أستره، قال:
إن رأيته ثانيا؟ قال: أستره بإزاري وردائي،
إلى ثلاث مرات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا فتى إلا علي،
وقال (صلى الله عليه وآله): استروا على إخوانكم (7).
(انظر) العيب: باب 3015.
مستدرك الوسائل: 12 / 424 باب 33.
[3133]
الغيبة والدين
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الغيبة أسرع في دين
الرجل المسلم من الآكلة في جوفه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اغتاب مسلما أو مسلمة لم
يقبل الله صلاته ولا صيامه أربعين يوما وليلة،
إلا أن يغفر له صاحبه (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف
بين يدي الله ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته،
فيقول: إلهي ليس هذا كتابي! فإني لا أرى
فيها طاعتي؟! فيقال له: إن ربك لا يضل
ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس، ثم يؤتى
بآخر ويدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة،
فيقول: إلهي ما هذا كتابي! فإني ما عملت
هذه الطاعات! فيقال: لأن فلانا اغتابك فدفعت
حسناته إليك (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليؤتى كتابه منشورا
فيقول: يا رب فأين حسنات كذا وكذا عملتها

(1) النور: 19.
(2) غرر الحكم: 5198.
(3) الكافي: 2 / 357 / 2.
(4) ثواب الأعمال: 295 / 1.
(5) نور الثقلين: 3 / 582 / 61.
(6) مستدرك الوسائل: 12 / 424 / 14509.
(7) مستدرك الوسائل: 12 / 426 / 14515.
(8) الكافي: 2 / 356 / 1.
(9) البحار: 75 / 258 / 53.
(10) جامع الأخبار: 412 / 1144.
2330

ليست في صحيفتي؟! فيقول: محيت
باغتيابك الناس (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يسوءنك ما يقول
الناس فيك، فإنه إن كان كما يقولون كان
ذنبا عجلت عقوبته، وإن كان على خلاف ما قالوا
كانت حسنة لم تعملها (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من روى على
مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط
من أعين الناس، أخرجه الله عز وجل من ولايته
إلى ولاية الشيطان (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اغتاب مسلما في شهر
رمضان لم يؤجر على صيامه (4).
[3134]
تفسير الغيبة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لأبي ذر -: يا أبا ذر!
إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا...
قلت: يا رسول الله وما الغيبة؟ قال: ذكرك أخاك
بما يكره، قلت يا رسول الله فإن كان فيه ذاك الذي
يذكر به؟ قال: اعلم أنك إذا ذكرته بما هو فيه
فقد اغتبته، وإذا ذكرته بما ليس فيه فقد بهته (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أتدرون ما الغيبة؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره،
قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال:
إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن
فيه ما تقول فقد بهته (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغيبة أن تذكر الرجل بما فيه
من خلفه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغيبة ذكرك أخاك بما يكره (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما كرهت أن تواجه أخاك
فهو غيبة (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغيبة أن تقول في
أخيك ما هو فيه مما قد ستره الله، عليه فأما
إذا قلت ما ليس فيه فذلك قول الله * (فقد احتمل
بهتانا وإثما مبينا) * (11).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من ذكر رجلا من خلفه
بما هو فيه مما عرفه الناس لم يغتبه، ومن
ذكره من خلفه بما هو فيه مما لا يعرفه
الناس اغتابه (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الغيبة أن تقول في
أخيك ما ستره الله عليه، وأما الأمر الظاهر فيه
مثل الحدة والعجلة فلا (13).
(انظر): البحار: 75 / 221 " كلام الشهيد
الثاني في معنى الغيبة ".
باب: 3135، 3136.

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 515.
(2) غرر الحكم: 10378.
(3) البحار: 75 / 254 / 36.
(4) البحار: 75 / 258 / 53 و 77 / 89 / 3.
(5) البحار: 75 / 258 / 53 و 77 / 89 / 3.
(6) الترغيب والترهيب: 3 / 515 / 31.
(7) كنز العمال: 8014، 8033، 8024، 8030.
(8) كنز العمال: 8014، 8033، 8024، 8030.
(9) كنز العمال: 8014، 8033، 8024، 8030.
(10) كنز العمال: 8014، 8033، 8024، 8030.
(11) نور الثقلين: 1 / 549 / 556.
(12) الكافي: 2 / 358 / 6.
(13) البحار: 75 / 246 / 7.
2331

[3135]
من يحرم اغتيابه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عامل الناس فلم يظلمهم،
وحدثهم فلم يكذبهم، ووعدهم فلم يخلفهم،
فهو ممن كملت مروءته، وظهرت عدالته،
ووجبت أخوته، وحرمت غيبته (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاث من كن فيه أوجبن
له أربعا على الناس، من إذا حدثهم لم
يكذبهم، وإذا خالطهم لم يظلمهم، وإذا وعدهم
لم يخلفهم، وجب أن يظهر في الناس عدالته،
ويظهر فيهم مروته، وأن تحرم عليهم غيبته، وأن
تجب عليهم اخوته (2).
- عنه (عليه السلام): من لم تره بعينك يرتكب ذنبا أو
لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهو من أهل العدالة
والستر، وشهادته مقبولة، وإن كان في نفسه
مذنبا، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية
الله عز وجل، داخل في ولاية الشيطان (3).
[3136]
من يجوز اغتيابه
الكتاب
* (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم وكان
الله سميعا عليما) * (4).
* (ولا تطع كل حلاف مهين * هماز مشاء بنميم) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة ليست غيبتهم غيبة:
الفاسق المعلن بفسقه، والإمام الكذاب إن
أحسنت لم يشكر وإن أسأت لم يغفر، والمتفكهون
بالأمهات، والخارج عن الجماعة الطاعن على
أمتي الشاهر عليها بسيفه (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ثلاثة ليست لهم حرمة:
صاحب هوى مبتدع، والإمام الجائر، والفاسق
المعلن الفسق (7).
- الإمام علي (عليه السلام): الفاسق لا غيبة له (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا جاهر الفاسق بفسقه
فلا حرمة له ولا غيبة (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من ألقى جلباب الحياء فلا
غيبة له (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة ليس عليهم غيبة: من
جهر بفسقه، ومن جار في حكمه، ومن خالف
قوله فعله (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة لا تحرم عليك أعراضهم:
المجاهر بالفسق، والإمام الجائر، والمبتدع (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليس للفاسق غيبة (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليس للفاجر غيبة (14).

(1) الخصال: 208 / 28.
(2) البحار: 75 / 251 / 25 وص 248 / 12.
(3) البحار: 75 / 251 / 25 وص 248 / 12.
(4) النساء: 148.
(5) القلم: 10 و 11.
(6) البحار: 75 / 261 / 64.
(7) قرب الإسناد: 176 / 645.
(8) غرر الحكم: 1013.
(9) البحار: 75 / 253 / 32 وص 260 / 59.
(10) البحار: 75 / 253 / 32 وص 260 / 59.
(11) تنبيه الخواطر: 2 / 252.
(12) كنز العمال: 8068، 8071، 8075.
(13) كنز العمال: 8068، 8071، 8075.
(14) كنز العمال: 8068، 8071، 8075.
2332

- عنه (صلى الله عليه وآله): من لا حياء له لا غيبة له (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أترعوون عن ذكر الفاجر
أن تذكروه؟ فاذكروه يعرفه الناس (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أترعوون عن ذكر الفاجر
حتى يعرفه الناس؟ فاذكروا الفاجر بما فيه
يحذره الناس (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حتى متى ترعوون عن ذكر
الفاجر؟ اهتكوه حتى يحذره الناس (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من
ظلم) *: من أضاف قوما فأساء ضيافتهم فهو ممن
ظلم، فلا جناح عليهم فيما قالوا فيه (5).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إن الضيف ينزل
بالرجل فلا يحسن ضيافته، فلا جناح عليه أن
يذكر سوء فعله (6).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 604 باب 154.
باب: 3134.
كلام الشهيد الثاني في الأعذار المرخصة في الغيبة:
اعلم أن المرخص في ذكر مساءة الغير
هو غرض صحيح في الشرع لا يمكن التوصل إليه
إلا به، فيدفع ذلك إثم الغيبة، وقد حصروها
في عشرة:
الأول: الظلم، فإن من ذكر قاضيا بالظلم
والخيانة، وأخذ الرشوة، كان مغتابا عاصيا،
وأما المظلوم من جهة القاضي فله أن يتظلم إلى
من يرجو منه إزالة ظلمه، وينسب القاضي
إلى الظلم، إذ لا يمكنه استيفاء حقه إلا به،
وقد قال (صلى الله عليه وآله): لصاحب الحق مقال، وقال (صلى الله عليه وآله):
مطل الغني ظلم، وقال (صلى الله عليه وآله): مطل الواجد يحل
عرضه وعقوبته.
الثاني: الاستعانة على تغيير المنكر، ورد
المعاصي إلى نهج الصلاح، ومرجع الأمر في هذا
إلى القصد الصحيح، فإن لم يكن ذلك هو المقصود
كان حراما.
الثالث: الاستفتاء، كما تقول للمفتي: ظلمني
أبي وأخي فكيف طريقي في الخلاص، والأسلم
في هذا التعريض بأن تقول: ما قولك في رجل
ظلمه أبوه أو أخوه، وقد روي أن هندا قالت
للنبي (صلى الله عليه وآله): إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني
ما يكفيني أنا وولدي أفآخذ من غير علمه؟ فقال:
" خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف "، فذكرت
الشح لها ولولدها ولم يزجرها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذ
كان قصدها الاستفتاء (7).
الرابع: تحذير المسلم من الوقوع في الخطر
والشر، ونصح المستشير، فإذا رأيت متفقها
يتلبس بما ليس من أهله فلك أن تنبه الناس على
نقصه وقصوره عما يؤهل نفسه له، وتنبيههم على
الخطر اللاحق لهم بالانقياد إليه، وكذلك إذا رأيت
رجلا يتردد إلى فاسق يخفي أمره، وخفت عليه
من الوقوع بسبب الصحبة فيما لا يوافق الشرع،
فلك أن تنبهه على فسقه مهما كان الباعث لك
2333

الخوف على إفشاء البدعة وسراية الفسق، وذلك
موضع الغرور والخديعة من الشيطان، إذ قد يكون
الباعث لك على ذلك هو الحسد له على تلك
المنزلة فيلبس عليك الشيطان ذلك بإظهار الشفقة
على الخلق... ولتقتصر على العيب المنوط به ذلك
الأمر، فلا تذكر في عيب التزويج ما يخل بالشركة
أو المضاربة أو السفر مثلا، بل تذكر في كل أمر ما
يتعلق بذلك الأمر، ولا تتجاوزه قاصدا نصح
المستشير لا الوقيعة، ولو علم أنه يترك التزويج
بمجرد قوله: لا يصلح لك، فهو الواجب، فإن علم
أنه لا ينزجر إلا بالتصريح بعيبه فله أن يصرح به،
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " أترعوون عن ذكر الفاجر حتى
يعرفه الناس؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس "،
وقال (صلى الله عليه وآله) لفاطمة بنت قيس حين شاورته في
خطابها: " أما معاوية فرجل صعلوك لا مال له،
وأما أبو جهم فلا يضع العصا عن عاتقه.
الخامس: الجرح والتعديل للشاهد والراوي،
ومن ثم وضع العلماء كتب الرجال وقسموهم إلى
الثقات والمجروحين، وذكروا أسباب الجرح
غالبا، ويشترط إخلاص النصيحة في ذلك كما
مر، بأن يقصد في ذلك حفظ أموال المسلمين
وضبط السنة وحمايتها عن الكذب، ولا يكون
حامله العداوة والتعصب وليس له إلا ذكر ما يحل
بالشهادة والرواية منه، ولا يتعرض لغير ذلك مثل
كونه ابن ملاعنة وشبهة، إلا أن يكون متظاهرا
بالمعصية كما سيأتي.
السادس: أن يكون المقول فيه مستحقا لذلك
لتظاهره بسببه، كالفاسق المتظاهر بفسقه، بحيث
لا يستنكف من أن يذكر بذلك الفعل الذي يرتكبه،
فيذكر بما هو فيه لا بغيره، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من
ألقى جلباب الحياء عن وجهه فلا غيبة له "، وظاهر
الخبر جواز غيبته وإن استنكف عن ذكر ذلك
الذنب، وفي جواز اغتياب مطلق الفاسق احتمال
ناش من قوله (صلى الله عليه وآله): لا غيبة لفاسق، ورد بمنع أصل
الحديث، أو بحمله على فاسق خاص، أو بحمله
على النهي وإن كان بصورة الخبر، وهذا هو
الأجود إلا أن يتعلق بذلك غرض ديني ومقصد
صحيح يعود على المغتاب بأن يرجو ارتداعه عن
معصيته بذلك، فيلحق بباب النهي عن المنكر.
السابع: أن يكون الإنسان معروفا باسم
يعرب عن غيبته كالأعرج والأعمش فلا إثم على
من يقول ذلك، كأن يقول: روى أبو الزناد الأعرج
وسليمان الأعمش وما يجري مجراه، فقد نقل
العلماء ذلك لضرورة التعريف، ولأنه صار بحيث
لا يكرهه صاحبه لو علمه بعد أن صار مشهورا به،
والحق أن ما ذكره العلماء المعتمدون من ذلك
يجوز التعويل فيه على حكايتهم، وأما ما ذكره
عن الأحياء فمشروط بعلم رضا المنسوب إليه
لعموم النهي، وحينئذ يخرج عن كونه غيبة،
وكيف كان فلو وجد عنه معدلا وأمكنه التعريف
بعبارة أخرى فهو أولى، ولذلك يقال للأعمى:
البصير عدولا عن اسم النقص.
الثامن: لو اطلع العدد الذين يثبت بهم الحد أو
التعزير على فاحشة جاز ذكرها عند الحكام
بصورة الشهادة في حضرة الفاعل وغيبته، ولا
يجوز التعرض لها في غير ذلك إلا أن يتجه فيه
2334

أحد الوجوه الأخرى.
التاسع: قيل: إذا علم اثنان من رجل معصية
شاهداها فأجرى أحدهما ذكرها في غيبة ذلك
العاصي جاز، لأنه لا يؤثر عند السامع شيئا، وإن
كان الأولى تنزيه النفس واللسان عن ذلك لغير
غرض من الأغراض المذكورة، خصوصا مع
احتمال نسيان المقول له لذلك المعصية، أو خوف
اشتهارها عنهما.
العاشر: إذا سمع أحد مغتابا لآخر وهو لا يعلم
استحقاق المقول عنه للغيبة ولا عدمه، قيل:
لا يجب نهي القائل، لإمكان استحقاق المقول
عنه، فيحمل فعل القائل على الصحة ما لم يعلم
فساده، لأن ردعه يستلزم انتهاك حرمته، وهو
أحد المحرمين، والأولى التنبيه على ذلك إلى أن
يتحقق المخرج عنه، لعموم الأدلة وترك
الاستفصال فيها، وهو دليل إرادة العموم حذرا من
الإغراء بالجهل، ولأن ذلك لو تم لتمشى فيمن
يعلم عدم استحقاق المقول عنه بالنسبة إلى
السامع، لاحتمال اطلاع القائل على ما يوجب
تسويغ مقاله، وهو هدم قاعدة النهي عن الغيبة،
وهذا الفرد يستثنى من جهة سماع الغيبة وقد تقدم
أنه إحدى الغيبتين.
وبالجملة: فالتحرز عنها من دون وجه راجح
في فعلها فضلا عن الإباحة أولى، لتتسم النفس
بالأخلاق الفاضلة، ويؤيده إطلاق النهي فيما تقدم
لقوله (صلى الله عليه وآله): " أتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره "، وأما مع
رجحانها كرد المبتدعة، وزجر الفسقة، والتنفير
عنهم، والتحذير من اتباعهم، فذلك يوصف
بالوجوب مع إمكانه فضلا من غيره، والمعتمد في
ذلك كله على المقاصد، فلا يغفل المتيقظ عن
ملاحظة مقصده وإصلاحه، والله الموفق. انتهى
ملخص كلامه نور الله ضريحه (1).
وقال الشهيد رفع الله درجته في قواعده:
الغيبة محرمة بنص الكتاب العزيز والأخبار، وهي
قسمان: ظاهر وهو معلوم وخفي وهو كثير، كما
في التعريض مثل: أنا لا أحضر مجلس الحكام،
أنا لا آكل أموال الأيتام أو فلان، ويشير بذلك إلى
من يفعل ذلك، أو الحمد لله الذي نزهنا عن كذا
يأتي به في معرض الشكر ومن الخفي الإيماء
والإشارة إلى نقص في الغير وإن كان حاضرا،
ومنه لو فعل كذا كان خيرا، ولو لم يفعل كذا لكان
حسنا، ومنه التنقص بمستحق الغيبة لينبه به على
عيوب آخر غير مستحق للغيبة، أما ما يخطر في
النفس من نقائص الغير فلا يعد غيبة، لأن الله تعالى
عفا عن حديث النفس، ومن الأخفى أن يذم نفسه
بطرائق غير محمودة فيه أوليس متصفا بها لينبه
على عورات غيره، وقد جوزت صورة الغيبة في
مواضع سبعة:
الأول: أن يكون المقول فيه مستحقا لذلك،
لتظاهره بسببه، كالكافر والفاسق المتظاهر،
فيذكره بما هو فيه لا بغيره، ومنع بعض الناس من
ذكر الفاسق وأوجب التعزير بقذفه بذلك الفسق،
وقد روى الأصحاب تجويز ذلك، قال العامة:
حديث لا غيبة لفاسق أو في فاسق لا أصل له،

(1) البحار: 75 / 231 - 234.
2335

قلت: ولو صح أمكن حمله على النهي أي
خبر يراد به النهي، أما من يتفكه بالفسق ويتبجح
به في شعره أو كلامه فيجوز حكاية كلامه.
الثاني: شكاية المتظلم بصورة ظلمه.
الثالث: النصيحة للمستشير.
الرابع: الجرح والتعديل للشاهد والراوي.
الخامس: ذكر المبتدعة وتصانيفهم الفاسدة
وآرائهم المضلة، وليقتصر على ذلك القدر، قال
العامة: من مات منهم ولا شيعة له تعظمه ولا خلف
كتبا تقرأ ولا ما يخشى إفساده لغيره، فالأولى أن
يستر بستر الله عز وجل، ولا يذكر له عيب البتة،
وحسابه على الله عز وجل، وقال علي (عليه السلام):
" اذكروا محاسن موتاكم "، وفي خبر آخر:
" لا تقولوا في موتاكم إلا خيرا ".
السادس: لو اطلع العدد الذين يثبت بهم الحد
أو التعزير على فاحشة جاز ذكرها عند الحكام
بصورة الشهادة في حضرة الفاعل وغيبته.
السابع: قيل: إذا علم اثنان من رجل معصية
شاهداها، فأجرى أحدهما ذكرها في غيبة ذلك
العاصي جاز، لأنه لا يؤثر عند السامع شيئا،
والأولى التنزه عن هذا، لأنه ذكر له بما يكره
لو كان حاضرا، ولأنه ربما ذكر أحدهما صاحبه
بعد نسيانه، أو كان سببا لاشتهارها.
وقال الشيخ البهائي روح الله روحه:
وقد جوزت الغيبة في عشرة مواضع: الشهادة،
والنهي عن المنكر، وشكاية المتظلم، ونصح
المستشير، وجرح الشاهد والراوي، وتفضيل
بعض العلماء والصناع على بعض، وغيبة
المتظاهر بالفسق الغير المستنكف على قول،
وذكر المشتهر بوصف مميز له كالأعور والأعرج
مع عدم قصد الاحتقار والذم، وذكره عند من
يعرفه بذلك بشرط عدم سماع غيره على قول،
والتنبيه على الخطاء في المسائل العلمية
ونحوها بقصد أن لا يتبعه أحد فيها (1).
[3137]
أصل الغيبة
- الإمام الصادق (عليه السلام): أصل الغيبة تتنوع بعشرة
أنواع: شفاء غيظ، ومساءة قوم، وتصديق خبر،
وتهمة، وتصديق خبر بلا كشفه، وسوء ظن،
وحسد، وسخرية، وتعجب، وتبرم، وتزيين، فإن
أردت السلامة فاذكر الخالق لا المخلوق، فيصير
لك مكان الغيبة عبرة، ومكان الإثم ثوابا (2).
(انظر) كلام الشهيد في تبيين أصل الغيبة
وعلاجه البحار: 75 / 226
[3138]
أقسام الغيبة
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من الغيبة أن تقول في
أخيك ما ستره الله عليه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أحب أني حكيت إنسانا
وأن لي كذا وكذا (4).

(1) البحار: 75 / 238 - 240.
(2) مصباح الشريعة: 277.
(3) معاني الأخبار: 184 / 1.
(4) كنز العمال: 8035.
2336

- عمرو بن شعيب - عن أبيه عن جده -:
أنهم ذكروا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا فقالوا:
لا يأكل حتى يطعم، ولا يرحل حتى يرحل له،
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): اغتبتموه، فقالوا: يا رسول
الله إنما حدثنا بما فيه؟! قال: حسبك إذا ذكرت
أخاك بما فيه (1).
أقول: قال الشهيد الثاني رضوان الله عليه
في ذكر أقسام الغيبة: لما عرفت أن المراد منها
ذكر أخيك بما يكرهه منه لو بلغه أو الإعلام به أو
التنبيه عليه، كان ذلك شاملا لما يتعلق بنقصان
في بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو دينه أو
دنياه، حتى في ثوبه وداره، وقد أشار الصادق (عليه السلام)
إلى ذلك أي في مصباح الشريعة بقوله: وجوه
الغيبة تقع بذكر عيب في الخلق والفعل والمعاملة
والمذهب والجهل وأشباهه، فالبدن كذكرك فيه
العمش والحول والعور والقرع والقصر والطول
والسواد والصفرة وجميع ما يتصور أن يوصف به
مما يكرهه، وأما النسب بأن تقول: أبوه فاسق
أو خبيث أو خسيس أو إسكاف أو حائك أو نحو
ذلك مما يكرهه كيف كان، وأما الخلق بأن تقول:
إنه سئ الخلق بخيل متكبر مراء شديد الغضب
جبان ضعيف القلب ونحو ذلك، وأما في أفعاله
المتعلقة بالدين كقولك: سارق كذاب شارب
خائن ظالم متهاون بالصلاة، لا يحسن الركوع
والسجود، ولا يحترز من النجاسات، ليس بارا
بوالديه، لا يحرس نفسه من الغيبة والتعرض
لأعراض الناس، وأما فعله المتعلق بالدنيا
كقولك: قليل الأدب، متهاون بالناس، لا يرى
لأحد عليه حقا، كثير الكلام، كثير الأكل،
نؤوم، يجلس في غير موضعه، ونحو ذلك، وأما
في ثوبه كقولك: إنه واسع الكم طويل الذيل،
وسخ الثياب، ونحو ذلك.
واعلم أن ذلك لا يقصر على اللسان، بل التلفظ
به إنما حرم لأن فيه تفهيم الغير نقصان
أخيك وتعريفه بما يكرهه، فالتعريض كالتصريح،
والفعل فيه كالقول والإشارة والإيماء والغمز
والرمز والكنية والحركة، وكل ما يفهم المقصود
داخل في الغيبة، مساو للسان في المعنى الذي
حرم التلفظ به لأجله، ومن ذلك ما روي عن
عائشة أنها قالت: دخلت علينا امرأة فلما ولت
أومأت بيدي أي قصيرة، فقال (صلى الله عليه وآله): اغتبتيها.
ومن ذلك المحاكاة بأن تمشي متعارجا أو كما
يمشي فهو غيبة، بل أشد من الغيبة، لأنه أعظم
في التصوير والتفهيم، وكذلك الغيبة بالكتاب فإن
الكتاب - كما قيل - أحد اللسانين ومن ذلك ذكر
المصنف شخصا معينا وتهجين كلامه في الكتاب
إلا أن يقترن به شئ من الأعذار المحوجة إلى
ذكره كمسائل الاجتهاد التي لا يتم الغرض من
الفتوى وإقامة الدلائل على المطلوب إلا بتزييف
كلام الغير ونحو ذلك، ويجب الاقتصار على ما
تندفع به الحاجة في ذلك، وليس منه قوله: قال
قوم كذا ما لم يصرح بشخص معين، ومنها أن يقول
الإنسان: بعض من مر بنا اليوم أو بعض من رأيناه
حاله كذا إذا كان المخاطب يفهم منه شخصا
معينا، لأن المحذور تفهيمه دون ما به التفهيم،

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 506 / 13.
2337

فأما إذا لم يفهمه عينه جاز، كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا
كره من إنسان شيئا قال: ما بال أقوام يفعلون كذا
وكذا؟! ولا يعين.
ومن أخبث أنواع الغيبة غيبة المتسمين بالفهم
والعلم المرائين، فإنهم يفهمون المقصود على
صفة أهل الصلاح والتقوى ليظهروا من أنفسهم
التعفف عن الغيبة ويفهمون المقصود، ولا يدرون
بجهلهم أنهم جمعوا بين فاحشتين: الرياء والغيبة،
وذلك مثل أن يذكر عنده إنسان فيقول: الحمد لله
الذي لم يبتلنا بحب الرياسة أو بحب الدنيا أو
بالتكيف بالكيفية الفلانية، أو يقول: نعوذ بالله من
قلة الحياء أو من سوء التوفيق، أو نسأل الله أن
يعصمنا من كذا، بل مجرد الحمد على شئ إذا
علم منه اتصاف المحدث عنه بما ينافيه ونحو
ذلك فإنه يغتابه بلفظ الدعاء وسمت أهل الصلاح،
وإنما قصده أن يذكر عيبه بضرب من الكلام
المشتمل على الغيبة والرياء ودعوى الخلاص من
الرذائل، وهو عنوان الوقوع فيها، بل في أفحشها.
ومن ذلك أنه قد يقدم مدح من يريد غيبته
فيقول: ما أحسن أحوال فلان ما كان يقصر في
العبادات ولكن قد اعتراه فتور وابتلي بما نبتلى به
كلنا، وهو قلة الصبر، فيذكر نفسه بالذم ومقصوده
أن يذم غيره، وأن يمدح نفسه بالتشبه بالصالحين
في ذم أنفسهم، فيكون مغتابا مرائيا مزكيا نفسه
فيجمع بين ثلاث فواحش، وهو يظن بجهله أنه
من الصالحين المتعففين عن الغيبة، هكذا يلعب
الشيطان بأهل الجهل إذا اشتغلوا بالعلم أو العمل،
من غير أن يتقنوا الطريق، فيتعبهم ويحبط
بمكائده عملهم ويضحك عليهم.
ومن ذلك أن يذكر ذاكر عيب إنسان
فلا يتنبه له بعض الحاضرين، فيقول:
سبحان الله ما أعجب هذا! حتى يصغي
الغافل إلى المغتاب ويعلم ما يقوله،
فيذكر الله سبحانه ويستعمل اسمه آلة له في
تحقيق خبثه وباطله، وهو يمن على الله بذكره
جهلا منه وغرورا.
ومن ذلك أن يقول: جرى من فلان كذا
وابتلي بكذا، بل يقول: جرى لصاحبنا
أو صديقنا كذا تاب الله علينا وعليه، يظهر
الدعاء والتألم والصداقة والصحبة، والله
مطلع على خبث سريرته وفساد ضميره،
وهو بجهله لا يدري أنه قد تعرض لمقت
أعظم مما يتعرض له الجهال إذا جاهروا
بالغيبة.
ومن أقسامها الخفية الإصغاء إلى
الغيبة على سبيل التعجب، فإنه إنما
يظهر التعجب ليزيد نشاط المغتاب في
الغيبة فيزيد فيها، فكأنه يستخرج منه
الغيبة بهذا الطريق، فيقول: عجبت مما
ذكرته ما كنت أعلم بذلك إلى الآن، ما كنت
أعرف من فلان ذلك، يريد بذلك تصديق المغتاب
واستدعاء الزيادة منه باللطف، والتصديق
للغيبة غيبة، بل الإصغاء إليها بل
السكوت عند سماعها... (1).

(1) البحار: 75 / 223 - 225.
2338

[3139]
سماع الغيبة
- الإمام علي (عليه السلام): السامع للغيبة كالمغتاب (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): حق السمع تنزيهه
عن سماع الغيبة، وسماع ما لا يحل سماعه (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - وقد نظر إلى رجل يغتاب
رجلا عند ابنه الحسن (عليه السلام) -: يا بني! نزه سمعك
عن مثل هذا، فإنه نظر إلى أخبث ما في وعائه
فأفرغه في وعائك (3).
(انظر) الاستماع: باب 1901.
[3140]
ثواب رد الغيبة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تطول على أخيه في
غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه، رد
الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا
والآخرة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اغتيب عنده أخوه المسلم،
فاستطاع نصره فلم ينصره، خذله الله في
الدنيا والآخرة (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من اغتيب عنده أخوه
المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا
والآخرة، ومن اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم
ينصره (ولم يعنه) ولم يدفع عنه - وهو يقدر على
نصرته وعونه - إلا خفضه الله في الدنيا والآخرة (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رد عن أخيه غيبة سمعها
في مجلس، رد الله عز وجل عنه ألف باب من الشر
في الدنيا والآخرة، فإن لم يرد عنه وأعجبه كان
عليه كوزر من اغتاب (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ذب عن عرض أخيه بالغيبة
كان حقا على الله أن يعتقه من النار (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اغتيب عنده أخوه المسلم
فلم ينصره، وهو يستطيع نصره، أدركه إثمه
في الدنيا والآخرة (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا وقع في الرجل وأنت في ملا،
فكن للرجل ناصرا، وللقوم زاجرا، وقم عنهم (10).
(انظر) العرض: باب 2583.
وسائل الشيعة: 8 / 606 باب 156.
[3141]
كفارة الاغتياب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد سئل عن كفارة
الاغتياب -: تستغفر الله لمن اغتبته كلما
ذكرته (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كفارة الاغتياب أن تستغفر لمن
اغتبته (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كفارة من اغتبت أن تستغفر له (13).
2339

- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا اغتاب أحدكم أخاه فليستغفر
الله، فإنها كفارة له (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن من كفارة الغيبة أن تستغفر
لمن اغتبته (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من اغتاب أخاه المسلم، فاستغفر
له فإنها كفارة (3).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 605 باب 155.
2340

(401)
الغيرة
البحار: 71 / 342 باب 84 " الغيرة والشجاعة ".
كنز العمال: 3 / 385 - 780 " الغيرة ".
وسائل الشيعة: 14 / 107 باب 77 " وجوب الغيرة على الرجال ".
انظر:
العنوان: 360 " العفة ".
2341

[3142]
مدح الغيرة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الغيرة من الإيمان (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الغيرة من الإيمان، وإن
المذاء (2) من النفاق (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغيرة من الإيمان، والمذاء
من النفاق (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغيرة من الإيمان، والبذاء
من النفاق (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغيرة من الإيمان، والبذاء
من الجفاء (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كان إبراهيم أبي غيورا وأنا
أغير منه، وأرغم الله أنف من لا يغار من
المؤمنين (7).
- الإمام علي (عليه السلام): غيرة المؤمن بالله سبحانه (8).
- عنه (عليه السلام): على قدر الحمية تكون الغيرة (9).
- عنه (عليه السلام): غيرة الرجل على قدر أنفته (10).
- عنه (عليه السلام): قدر الرجل على قدر
همته... وشجاعته على قدر أنفته، وعفته على
قدر غيرته (11).
- عنه (عليه السلام): ما زنى غيور قط (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب من عباده
الغيور (13).
- عنه صلى الله عليه وآله): إني لغيور، والله عز وجل أغير
مني، وإن الله تعالى يحب من عباده الغيور (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى ليبغض الرجل يدخل
عليه في بيته فلا يقاتل (15).
[3143]
الغيرة من صفات الله
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
غيور يحب كل غيور، ولغيرته حرم الفواحش
ظاهرها وباطنها (16).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وإن الله حرم الحرام،
وحد الحدود، وما أحد أغير من الله، ومن غيرته
حرم الفواحش (17).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا أحد أغير من الله، فلذلك حرم

(1) الفقيه: 3 / 444 / 4541.
(2) المذاء: - بفتح الميم - كسماء هو جمع الرجال والنساء وتركهم
يلاعب بعضهم بعضا، أو هو الدياثة. القاموس المحيط: 4 / 389.
(3) كنز العمال: 7065، 7068.
(4) كنز العمال: 7065، 7068.
(5) البحار: 71 / 342 / 2 و 103 / 250 / 44 وص 248 / 33.
(6) البحار: 71 / 342 / 2 و 103 / 250 / 44 وص 248 / 33.
(7) البحار: 71 / 342 / 2 و 103 / 250 / 44 وص 248 / 33.
(8) غرر الحكم: 6395.
(9) غرر الحكم: 6175، 6385.
(10) غرر الحكم: 6175، 6385.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 47 و 305.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 47 و 305.
(13) كنز العمال: 7070، 7076، 7074.
(14) كنز العمال: 7070، 7076، 7074.
(15) كنز العمال: 7070، 7076، 7074.
(16) الكافي: 5 / 535 / 1.
(17) البحار: 76 / 332 / 1.
2342

الفواحش ما ظهر منها وما بطن (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله يغار للمؤمن، فليغر
من لا يغار، فإنه منكوس القلب (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يغار وإن
المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما
حرم الله عليه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يغار للمسلم، فليغر (4).
[3144]
الديوث
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أغير الرجل في أهله
أو بعض مناكحه من مملوكه فلم يغر ولم يغير،
بعث الله إليه طائرا يقال له: القفندر حتى يسقط
على عارضة بابه، ثم يمهله أربعين يوما ثم يهتف
به: إن الله غيور يحب كل غيور... ثم يطير عنه
فينزع الله بعد ذلك منه روح الإيمان، وتسميه
الملائكة الديوث (5).
- عنه (عليه السلام): إن شيطانا يقال له: القفندر،
إذا ضرب في منزل الرجل أربعين صباحا بالبربط
ودخل عليه الرجال، وضع ذلك الشيطان كل
عضو منه على مثله من صاحب البيت، ثم نفخ
فيه نفخة فلا يغار بعد هذا، حتى تؤتى نساؤه
فلا يغار (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن الديوث -:
الذي تزني امرأته وهو يعلم بها (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا لم يغير (يغر)
الرجل فهو منكوس القلب (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الجنة لتوجد ريحها
من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجدها عاق
ولا ديوث، قيل: يا رسول الله وما الديوث؟
قال: الذي تزني امرأته وهو يعلم بها (9).
(انظر) الزنا: باب 1606
[3145]
ذم التغاير في غير موضع الغيرة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من الغيرة ما يحب الله،
ومنها ما يكره الله، فأما ما يحب فالغيرة في
الريبة، وأما ما يكره فالغيرة في غير الريبة (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: إياك والتغاير في غير موضع
الغيرة، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهن إلى
السقم، ولكن أحكم أمرهن فإن رأيت عيبا فعجل
النكير على الكبير والصغير (11) (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا غيرة في الحلال... (13).
- الإمام علي (عليه السلام): غيرة الرجل إيمان،
2343

غيرة المرأة عدوان (1).
- عنه (عليه السلام): غيرة المرأة كفر، وغيرة
الرجل إيمان (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): غيرة النساء الحسد،
والحسد هو أصل الكفر، إن النساء إذا غرن
غضبن، وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن (3).
- خالد القلانسي: ذكر رجل لأبي عبد الله (عليه السلام)
امرأته فأحسن عليها الثناء، فقال له أبو
عبد الله (عليه السلام): أغرتها؟ قال: لا، قال: فأغرها،
فأغارها فثبتت، فقال لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد
أغرتها فثبتت، فقال: هي كما تقول (4).
(انظر) وسائل الشيعة: 14 / 110 باب 78، 175 باب 134.
2344

- الفأل... 2347
- الفتك... 2357
- الفتنة... 2359
- الفتوة... 2369
- الفتوى... 2371
- الفحش... 2375
- الفخر... 2379
- الفرج... 2385
- الفرح... 2387
- الفرس... 2389
- الفراسة... 2393
- الفرصة... 2397
- الفرائض... 2401
- التفريط... 2407
- الفراغ... 2411
- الفرق... 2415
- الفساد... 2417
- الفسق... 2425
- الفصاحة... 2429
- الفضيلة... 2431
- الفقر... 2437
- الفقه... 2453
- الفكر... 2461
- الفلاح... 2467
- التفويض... 2471
2345

(402)
الفأل
كنز العمال: 10 / 115، 123 " الطيرة ".
البحار: 95 / 1 باب 53 " ما يدفع الفأل والطيرة ".
صحيح مسلم: 4 / 1745 باب 34 " الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم ".
انظر:
العنوان: 325 " الطيرة ".
2347

[3146]
الفأل
- الإمام علي (عليه السلام): تفأل بالخير تنجح (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): نعم الشئ الفأل، الكلمة
الحسنة يسمعها أحدكم (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا طيرة، وخيرها الفأل، الكلمة
الصالحة يسمعها أحدكم (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا طيرة، وخيرها الفأل، قيل:
يا رسول الله وما الفأل؟ قال: الكلمة الصالحة
يسمعها أحدكم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني
الفأل الصالح، والفأل الصالح: الكلمة الحسنة (5).
- الإمام علي (عليه السلام): العين حق، والرقى حق،
والسحر حق، والفأل حق، والطيرة ليست بحق،
والعدوي ليست بحق (6).
أقول: قال العلامة الطباطبائي قدس سره
تحت عنوان " كلام في سعادة الأيام ونحوستها
والطيرة والفأل، في فصول ":
في سعادة الأيام ونحوستها: نحوسة اليوم أو
أي مقدار من الزمان أن لا يعقب الحوادث الواقعة
فيه إلا الشر ولا يكون الأعمال أو نوع خاص من
الأعمال فيه مباركة لعاملها، وسعادته خلافه.
ولا سبيل لنا إلى إقامة البرهان على سعادة يوم
من الأيام أو زمان من الأزمنة ولا نحوسته،
وطبيعة الزمان المقدارية متشابهة الأجزاء
والأبعاض، ولا إحاطة لنا بالعلل والأسباب
الفاعلة المؤثرة في حدوث الحوادث وكينونة
الأعمال حتى يظهر لنا دوران اليوم أو القطعة من
الزمان من علل وأسباب تقتضي سعادته أو
نحوسته، ولذلك كانت التجربة الكافية غير متأتية
لتوقفها على تجرد الموضوع لأثره حتى يعلم أن
الأثر أثره، وهو غير معلوم في المقام.
ولما مر بعينه لم يكن لنا سبيل إلى إقامة
البرهان على نفي السعادة والنحوسة كما لم يكن
سبيل إلى الإثبات وإن كان الثبوت بعيدا، فالبعد
غير الاستحالة. هذا بحسب النظر العقلي.
وأما بحسب النظر الشرعي ففي الكتاب ذكر
من النحوسة وما يقابلها، قال تعالى: * (إنا أرسلنا
عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس مستمر) *
القمر: 19، وقال: * (فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا
في أيام نحسات) * فصلت: 16، لكن لا يظهر من
سياق القصة ودلالة الآيتين أزيد من كون
النحوسة والشؤم خاصة بنفس الزمان الذي

(1) غرر الحكم: 4466.
(2) كنز العمال: 28593، 28590.
(3) كنز العمال: 28593، 28590.
(4) صحيح مسلم: 2223.
(5) كنز العمال: 28597.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 400، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 372.
2348

كانت تهب عليهم فيه الريح عذابا وهو سبع
ليال وثمانية أيام متوالية يستمر عليهم فيها
العذاب من غير أن تدور بدوران الأسابيع وهو
ظاهر وإلا كان جميع الزمان نحسا، ولا بدوران
الشهور والسنين.
وقال تعالى: * (والكتاب المبين * إنا أنزلناه
في ليلة مباركة) * الدخان: 2، 3، والمراد بها ليلة
القدر التي يصفها الله تعالى بقوله: * (ليلة القدر خير
من ألف شهر) * القدر: 3، وظاهر أن مباركة هذه
الليلة وسعادتها إنما هي بمقارنتها نوعا من
المقارنة لأمور عظام من الإفاضات الباطنية
الإلهية وأفاعيل معنوية، كإبرام القضاء ونزول
الملائكة والروح وكونها سلاما، قال تعالى: * (فيها
يفرق كل أمر حكيم) * الدخان: 4، وقال: * (تنزل
الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر *
سلام هي حتى مطلع الفجر) * القدر: 4، 5.
ويؤول معنى مباركتها وسعادتها إلى
فضل العبادة والنسك فيها، وغزارة ثوابها،
وقرب العناية الإلهية فيها من المتوجهين إلى
ساحة العزة والكبرياء.
وأما السنة فهناك روايات كثيرة جدا في
السعد والنحس من أيام الأسبوع ومن أيام الشهور
العربية ومن أيام شهور الفرس ومن أيام الشهور
الرومية، وهي روايات بالغة في الكثرة مودعة
في جوامع الحديث (1)، أكثرها ضعاف من مراسيل
ومرفوعات وإن كان فيها ما لا يخلو من اعتبار من
حيث أسنادها.
أما الروايات العادة للأيام النحسة كيوم
الأربعاء والأربعاء لا تدور (2) وسبعة أيام من كل
شهر عربي ويومين من كل شهر رومي ونحو ذلك،
ففي كثير منها وخاصة فيما يتعرض لنحوسة أيام
الأسبوع وأيام الشهور العربية تعليل نحوسة اليوم
بوقوع حوادث مرة غير مطلوبة بحسب المذاق
الديني، كرحلة النبي (صلى الله عليه وآله) وشهادة الحسين (عليه السلام)
وإلقاء إبراهيم (عليه السلام) في النار ونزول العذاب بأمة كذا
وخلق النار وغير ذلك.
ومعلوم أن في عدها نحسة مشومة وتجنب
اقتراب الأمور المطلوبة وطلب الحوائج التي يلتذ
الإنسان بالحصول عليها فيها تحكيما للتقوى
وتقوية للروح الدينية، وفي عدم الاعتناء
والاهتمام بها والاسترسال في الاشتغال بالسعي
في كل ما تهواه النفس في أي وقت كان إضرابا
عن الحق وهتكا لحرمة الدين وإزراء لأوليائه،
فتؤول نحوسة هذه الأيام إلى جهات من الشقاء
المعنوي منبعثة عن علل وأسباب اعتبارية
مرتبطة نوعا من الارتباط بهذه الأيام تفيد نوعا
من الشقاء الديني على من لا يعتني بأمرها.
وأيضا قد ورد في عدة من هذه الروايات
الاعتصام بالله بصدقة أو صوم أو دعاء أو قراءة
شئ من القرآن أو غير ذلك لدفع نحوسة
هذه الأيام، كما عن مجالس ابن الشيخ
بإسناده عن سهل بن يعقوب الملقب بأبي
نواس عن العسكري (عليه السلام) في حديث: " قلت:

(1) أوردت منها في الجزء الرابع عشر من كتاب البحار أحاديث
جمة.
(2) أربعاء لا تدور هي آخر أربعاء في الشهر.
2349

يا سيدي في أكثر هذه الأيام قواطع عن
المقاصد لما ذكر فيها من النحس والمخاوف،
فتدلني على الاحتراز من المخاوف فيها فإنما
تدعوني الضرورة إلى التوجه في الحوائج
فيها؟ فقال لي: يا سهل! إن لشيعتنا
بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها في لجة البحار
الغامرة وسباسب (1) البيداء الغائرة بين سباع
وذئاب وأعادي الجن والإنس لامنوا من
مخاوفهم بولايتهم لنا، فثق بالله عز وجل
وأخلص في الولاء لأئمتك الطاهرين وتوجه
حيث شئت واقصد ما شئت... " الحديث. ثم
أمره (عليه السلام) بشئ من القرآن والدعاء أن يقرأه
ويدفع به النحوسة والشأمة ويقصد ما شاء.
وفي الخصال بإسناده عن محمد بن رياح
الفلاح قال: " رأيت أبا إبراهيم (عليه السلام) يحتجم
يوم الجمعة، فقلت: جعلت فداك تحتجم يوم
الجمعة؟ قال: أقرأ آية الكرسي، فإذا هاج بك
الدم ليلا كان أو نهارا فاقرأ آية الكرسي واحتجم ".
وفي الخصال أيضا بإسناده عن محمد بن
أحمد الدقاق قال: " كتبت إلى أبي الحسن
الثاني (عليه السلام) أسأله عن الخروج يوم الأربعاء
لا تدور، فكتب (عليه السلام): من خرج يوم الأربعاء
لا تدور خلافا على أهل الطيرة وقي من كل آفة،
وعوفي من كل عاهة، وقضى الله له حاجته ".
وكتب إليه مرة أخرى يسأله عن الحجامة يوم
الأربعاء لا تدور، فكتب (عليه السلام): " من احتجم في يوم
الأربعاء لا تدور خلافا على أهل الطيرة عوفي من
كل آفة، ووقي من كل عاهة، ولم (2)
تخضر محاجمه ".
وفي معناها ما في تحف العقول: قال الحسين
ابن مسعود: " دخلت على أبي الحسن علي بن
محمد (عليه السلام) وقد نكبت إصبعي وتلقاني راكب
وصدم كتفي، ودخلت في زحمة فخرقوا علي
بعض ثيابي، فقلت: كفاني الله شرك من يوم فما
أيشمك، فقال (عليه السلام) لي: يا حسن! هذا وأنت تغشانا
ترمي بذنبك من لا ذنب له؟ قال الحسن: فأثاب
إلي عقلي وتبينت خطاي، فقلت: يا مولاي
أستغفر الله، فقال: يا حسن! ما ذنب الأيام حتى
صرتم تتشاءمون بها إذا جوزيتم بأعمالكم فيها؟
قال الحسن: أنا أستغفر الله أبدا، وهي توبتي
يا بن رسول الله. قال: ما ينفعكم ولكن الله يعاقبكم
بذمها على ما لا ذم عليها فيه، أما علمت يا حسن
أن الله هو المثيب والمعاقب والمجازي بالأعمال
عاجلا وآجلا؟! قلت: بلي يا مولاي، قال: لا تعد
ولا تجعل للأيام صنعا في حكم الله، قال الحسن:
بلى يا مولاي ".
والروايات السابقة - ولها نظائر في معناها -
يستفاد منها أن الملاك في نحوسة هذه الأيام
النحسات هو تطير عامة الناس بها، وللتطير تأثير
نفساني كما سيأتي، وهذه الروايات تعالج
نحوستها التي تأتيها من قبل الطيرة بصرف النفس
عن الطيرة إن قوي الإنسان على ذلك،
2350

وبالالتجاء إلى الله سبحانه والاعتصام به بقرآن
يتلوه أو دعاء يدعو به إن لم يقو عليه بنفسه.
وحمل بعضهم هذه الروايات المسلمة لنحوسة
بعض الأيام على التقية، وليس بذاك البعيد، فإن
التشاؤم والتفاؤل بالأزمنة والأمكنة والأوضاع
والأحوال من خصائص العامة يوجد منه عندهم
شئ كثير عند الأمم والطوائف المختلفة على
تشتتهم وتفرقهم منذ القديم إلى يومنا، وكان بين
الناس حتى خواصهم في الصدر الأول في ذلك
روايات دائرة يسندونها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) لا يسع
لأحد أن يردها كما في كتاب المسلسلات
بإسناده عن الفضل بن الربيع قال: " كنت يوما مع
مولاي المأمون فأردنا الخروج يوم الأربعاء،
فقال المأمون: يوم مكروه سمعت أبي الرشيد
يقول: سمعت المهدي يقول: سمعت المنصور
يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت
أبي عليا يقول: سمعت أبي عبد الله بن عباس
يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن آخر
الأربعاء في الشهر يوم نحس مستمر ".
وأما الروايات الدالة على الأيام السعيدة من
الأسبوع وغيرها فالوجه فيها نظير ما تقدمت اليه
الإشارة في الأخبار الدالة على نحوستها من
الوجه الأول، فإن في هذه الأخبار تعليل بركة ما
عده من الأيام السعيدة بوقوع حوادث متبركة
عظيمة في نظر الدين كولادة النبي (صلى الله عليه وآله) وبعثته
وكما ورد أنه (صلى الله عليه وآله) دعا فقال: " اللهم بارك لامتي في
بكورها يوم سبتها وخميسها "، وما ورد أن الله ألان
الحديد لداود (عليه السلام) يوم الثلاثاء، وأن النبي (صلى الله عليه وآله)
كان يخرج للسفر يوم الجمعة، وأن الأحد من
أسماء الله تعالى.
فتبين مما تقدم على طوله أن الأخبار
الواردة في سعادة الأيام ونحوستها لا تدل على
أزيد من ابتنائهما على حوادث مرتبطة بالدين
توجب حسنا وقبحا بحسب الذوق الديني أو
بحسب تأثير النفوس، وأما اتصاف اليوم أو أي
قطعة من الزمان بصفة الميمنة أو المشأمة
واختصاصه بخواص تكوينية عن علل وأسباب
طبيعية تكوينية فلا، وما كان من الأخبار
ظاهرا في خلاف ذلك فإما محمول على التقية أو
لا اعتماد عليه.
2 - في سعادة الكواكب ونحوستها وتأثير
الأوضاع السماوية في الحوادث الأرضية سعادة
ونحوسة: الكلام في ذلك من حيث النظر العقلي
كالكلام في سعادة الأيام ونحوستها، فلا سبيل
إلى إقامة البرهان على شئ من ذلك كسعادة
الشمس والمشتري وقران السعدين ونحوسة
المريخ وقران النحسين والقمر في العقرب.
نعم كان القدماء من منجمي الهند يرون
للحوادث الأرضية ارتباطا بالأوضاع السماوية
مطلقا أعم من أوضاع الثوابت والسيارات،
وغيرهم يرى ذلك بين الحوادث وبين أوضاع
السيارات السبع دون الثوابت، وأوردوا
لأوضاعها المختلفة خواص وآثارا تسمى
بأحكام النجوم يرون عند تحقق كل وضع أن
يعقب وقوع آثاره.
2351

والقوم بين قائل بأن الأجرام الكوكبية
موجودات ذوات نفوس حية مريدة تفعل أفاعيلها
بالعلية الفاعلية، وقائل بأنها أجرام غير ذات نفس
تؤثر أثرها بالعلية الفاعلية، أو هي معدات لفعله
تعالى وهو الفاعل للحوادث، أو أن الكواكب
وأوضاعها علامات للحوادث من غير فاعلية
ولا إعداد، أو أنه لا شئ من هذه الارتباطات
بينها وبين الحوادث حتى على نحو العلامية وإنما
جرت عادة الله على أن يحدث حادثة كذا عند
وضع سماوي كذا.
وشئ من هذه الأحكام ليس بدائمي مطرد
بحيث يلزم حكم كذا وضعا كذا فربما تصدق
وربما تكذب، لكن الذي بلغنا من عجائب
القصص والحكايات في استخراجاتهم يعطي أن
بين الأوضاع السماوية والحوادث الأرضية
ارتباطا ما، إلا أنه في الجملة لا بالجملة، كما أن
بعض الروايات الواردة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام)
يصدق ذلك كذلك.
وعلى هذا لا يمكن الحكم البتي بكون كوكب
كذا أو وضع كذا سعدا أو نحسا، وأما أصل ارتباط
الحوادث والأوضاع السماوية والأرضية بعضها
ببعض فليس في وسع الباحث الناقد إنكار ذلك.
وأما القول بكون الكواكب أو الأوضاع
السماوية ذوات تأثير فيما دونها - سواء قيل
بكونها ذوات نفوس ناطقة أو لم يقل - فليس مما
يخالف شيئا من ضروريات الدين، إلا أن يقال
بكونها خالقة موجدة لما دونها من غير أن ينتهي
ذلك إليه تعالى فيكون شركا، لكنه لا قائل به
حتى من وثنية الصابئة التي تعبد الكواكب،
أو أن يقال بكونها مدبرة للنظام الكوني مستقلة
في التدبير فيكون ربوبية تستعقب المعبودية
فيكون شركا كما عليه الصابئة عبدة الكواكب.
وأما الروايات الواردة في تأثير النجوم
سعدا ونحسا وتصديقا وتكذيبا فهي كثيرة جدا
على أقسام:
منها: ما يدل بظاهره على تسليم السعادة
والنحوسة فيها كما في الرسالة الذهبية عن
الرضا (عليه السلام): اعلم أن جماعهن والقمر في برج
الحمل أو الدلو من البروج أفضل، وخير من ذلك
أن يكون في برج الثور لكونه شرف القمر.
وفي البحار عن النادر بإسناده عن حمران عن
أبي عبد الله (عليه السلام): قال: " من سافر أو تزوج والقمر
في العقرب لم ير الحسنى... " الخبر.
وفي كتاب النجوم لابن طاووس عن
علي (عليه السلام): " يكره أن يسافر الرجال في محاق
الشهر، وإذا كان القمر في العقرب ".
ويمكن حمل أمثال هذه الروايات على التقية
على ما قيل، أو على مقارنة الطيرة العامة كما ربما
يشعر به ما في عدة من الروايات من الأمر
بالصدقة لدفع النحوسة كما في نوادر الراوندي
بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده في
حديث: " إذا أصبحت فتصدق بصدقة تذهب
عنك نحس ذلك اليوم، وإذا أمسيت فتصدق
بصدقة تذهب عنك نحس تلك الليلة... " الخبر،
ويمكن أن يكون ذلك لارتباط خاص بين الوضع
2352

السماوي والحادثة الأرضية بنحو الاقتضاء.
ومنها: ما يدل على تكذيب تأثيرات النجوم
في الحوادث والنهي الشديد عن الاعتقاد بها
والاشتغال بعلمها كما في نهج البلاغة: " المنجم
كالكاهن، والكاهن كالساحر، والساحر كالكافر،
والكافر في النار ". ويظهر من أخبار أخر تصدقها
وتجوز النظر فيها أن النهي عن الاشتغال بها
والبناء عليها إنما هو فيما اعتقد لها استقلال في
التأثير لتأديته إلى الشرك كما تقدم.
ومنها: ما يدل على كونه حقا في نفسه غير أن
قليله لا ينفع وكثيره لا يدرك، كما في الكافي
بإسناده عن عبد الرحمن بن سيابة قال: " قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إن الناس يقولون:
إن النجوم لا يحل النظر فيها وهو يعجبني، فإن
كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شئ يضر
بديني، وإن كانت لا تضر بديني فوالله إني لأشتهيها
وأشتهي النظر فيها، فقال: ليس كما يقولون لا يضر
بدينك، ثم قال: إنكم تنظرون في شئ منها كثيره
لا يدرك وقليله لا ينتفع به... " الخبر.
وفي البحار عن كتاب النجوم لابن طاووس
عن معاوية بن حكيم عن محمد بن زياد عن
محمد بن يحيى الخثعمي قال: " سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن النجوم حق هي؟ قال لي: نعم،
فقلت له: وفي الأرض من يعلمها؟ قال: نعم وفي
الأرض من يعلمها " وفي عدة من الروايات: " ما
يعلمها إلا أهل بيت من الهند وأهل بيت من
العرب "، وفي بعضها: " من قريش ".
وهذه الروايات تؤيد ما قدمناه من أن بين
الأوضاع والأحكام ارتباطا ما في الجملة.
نعم ورد في بعض هذه الروايات أن الله أنزل
المشتري على الأرض في صورة رجل، فلقي
رجلا من العجم فعلمه النجوم حتى ظن أنه بلغ، ثم
قال له: انظر أين المشتري؟ فقال: ما أراه في
الفلك وما أدري أين هو؟ فنحاه وأخذ بيد رجل
من الهند فعلمه حتى ظن أنه قد بلغ، وقال: انظر
إلى المشتري أين هو؟ فقال: إن حسابي ليدل
على أنك أنت المشتري، قال: فشهق شهقة
فمات، وورث علمه أهله فالعلم هناك... الخبر.
وهو أشبه بالموضوع.
3 - في التفاؤل والتطير وهما الاستدلال
بحادث من الحوادث على الخير وترقبه وهو
التفاؤل، أو على الشر وهو التطير، وكثيرا ما
يؤثران ويقع ما يترقب منهما من خير أو شر
وخاصة في الشر، وذلك تأثير نفساني.
وقد فرق الإسلام بين التفاؤل والتطير، فأمر
بالتفاؤل ونهى عن التطير، وفي ذلك تصديق لكون
ما فيهما من التأثير تأثيرا نفسانيا.
أما التفاؤل ففيما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله): " تفاءلوا
بالخير تجدوه "، وكان (صلى الله عليه وآله) كثير التفاؤل، نقل عنه
ذلك في كثير من مواقفه (1).
وأما التطير فقد ورد في مواضع من الكتاب
نقله عن أمم الأنبياء في دعواتهم لهم، حيث

(1) كما ورد في قصة الحديبية: جاء سهيل بن عمرو فقال (صلى الله عليه وآله):
قد سهل عليكم أمركم. وكما في قصة كتابه إلى خسرو برويز
يدعوه إلى الإسلام، فمزق كتابه وأرسل إليه قبضة من تراب،
فتفاءل (صلى الله عليه وآله) منه أن المؤمنين سيملكون أرضهم.
2353

كانوا يظهرون لأنبيائهم أنهم اطيروا بهم فلا
يؤمنون، وأجاب عن ذلك أنبياؤهم بما حاصله:
أن التطير لا يقلب الحق باطلا ولا الباطل حقا،
وأن الأمر إلى الله سبحانه لا إلى الطائر الذي
لا يملك لنفسه شيئا، فضلا عن أن يملك لغيره
الخير والشر والسعادة والشقاء، قال تعالى: * (قالوا
إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم
منا عذاب أليم * قالوا طائركم معكم) * (1) أي ما
يجر إليكم الشر هو معكم لا معنا، وقال: * (قالوا
اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله) * (2) أي
الذي يأتيكم به الخير أو الشر عند الله، فهو الذي
يقدر فيكم ما يقدر لا أنا ومن معي، فليس لنا من
الأمر شئ.
وقد وردت أخبار كثيرة في النهي عن
الطيرة وفي دفع شؤمها بعدم الاعتناء أو بالتوكل
والدعاء، وهي تؤيد ما قدمناه من أن تأثيرها
من التأثيرات النفسانية، ففي الكافي بإسناده
عن عمرو بن حريث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
" الطيرة على ما تجعلها إن هونتها تهونت، وإن
شددتها تشددت، وإن لم تجعلها شيئا لم تكن
شيئا ". ودلالة الحديث على كون تأثيرها من
التأثيرات النفسانية ظاهرة، ومثله الحديث
المروي من طرق أهل السنة: " ثلاث لا يسلم منها
أحد: الطيرة والحسد والظن. قيل: فما نصنع؟
قال: إذا تطيرت فامض، وإذا حسدت فلا تبغ،
وإذا ظننت فلا تحقق ".
وفي معناه ما في الكافي عن القمي عن
أبيه عن النوفلي عن السكوني عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفارة الطيرة
التوكل... " الخبر. وذلك أن في التوكل إرجاع أمر
التأثير إلى الله تعالى، فلا يبقى للشئ أثر حتى
يتضرر به.
وفي معناه ما ورد من طرق أهل السنة على ما
في نهاية ابن الأثير: " الطيرة شرك وما منا إلا
ولكن الله يذهبه بالتوكل ".
وفي المعنى السابق ما روي عن موسى
ابن جعفر (عليه السلام) أنه قال: " الشؤم للمسافر
في طريقه سبعة أشياء: الغراب الناعق
عن يمينه، والكلب الناشر لذنبه، والذئب
العاوي الذي يعوي في وجه الرجل وهو
مقع على ذنبه ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا،
والظبي السانح عن يمين إلى شمال، والبومة
الصارخة، والمرأة الشمطاء تلقى فرجها،
والأتان العضبان - يعني الجدعاء - فمن
أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل: اعتصمت
بك يا رب من شر ما أجد في نفسي، فيعصم
من ذلك " (3).
ويلحق بهذا البحث الكلامي في نحوسة
سائر الأمور المعدودة عند العامة مشؤومة
نحسة كالعطاس مرة واحدة عند العزم على
أمر وغير ذلك، وقد وردت في النهي عن
التطير بها والتوكل عند ذلك روايات في
أبواب متفرقة، وفي النبوي المروي من

(1) يس: 18، 19.
(2) النمل: 47.
(3) الخبر على ما في البحار مذكور في الكافي والخصال
والمحاسن والفقيه، وما في المتن مطابق لبعض نسخ الفقيه.
2354

طرق الفريقين: " لا عدوى (1)، ولا طيرة، ولا
هامة، ولا شؤم، ولا صفر، ولا رضاع بعد فصال،
ولا تعرب بعد هجرة، ولا صمت يوما إلى الليل،
ولا طلاق قبل نكاح، ولا عتق قبل ملك، ولا يتم
بعد إدراك " (2).

(1) العدوي: مصدر كالإعداء بمعنى تجاوز مرض المريض منه إلى
غيره، كما يقال في الجرب والوباء والجدري وغيرها، والمراد
بنفي العدوي كما يفيده مورد الرواية أن يكون العدوي مقتضى
المرض من غير انتساب إلى مشيئة الله تعالى، والهامة ما كان
أهل الجاهلية يزعمون أن روح القتيل تصير طائرا يأوي إلى
قبره ويصيح ويشتكي العطش حتى يؤخذ بثأره، والصفر هو
التصفير عند سقاية الحيوان وغيره.
(2) تفسير الميزان: 19 / 71 - 79.
2355

(403)
الفتك
موسوعة الاستخبارات: 1 / 335 " اغتيال ".
انظر:
الحد: باب 747.
2357

[3147]
الفتك
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان قيد الفتك،
لا يفتك مؤمن (1) (2).
- ابن أبي الحديد: لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)
واشتغل علي (عليه السلام) بغسله ودفنه وبويع أبو بكر،
خلا الزبير وأبو سفيان وجماعة من المهاجرين
بعباس وعلي (عليه السلام) لإجالة الرأي، وتكلموا بكلام
يقتضي الاستنهاض والتهييج، فقال العباس رضي
الله عنه: قد سمعنا قولكم فلا لقلة نستعين بكم،
ولا لظنة نترك آراءكم، فأمهلونا نراجع الفكر...
والله لولا أن الإسلام قيد الفتك لتدكدكت جنادل
صخر يسمع اصطكاكها من المحل العلي (3).
- هانئ - لمسلم -: إني لا أحب أن يقتل -
يعني ابن زياد - في داري، قال: فلما خرج مسلم
قال له شريك: ما منعك من قتله؟ قال: خصلتان:
أما إحداهما: فكراهية هانئ أن يقتل في داره،
وأما الأخرى: فحديث حدثنيه الناس عن
النبي (صلى الله عليه وآله): أن الإيمان قيد الفتك، فلا يفتك مؤمن،
فقال له هانئ: أما والله لو قتلته لقتلت فاسقا
فاجرا كافرا (4).
- فلما قام ابن زياد خرج مسلم بن عقيل، فقال
له شريك: ما منعك من قتله؟ قال: خصلتان، أما
إحداهما فكراهية هانئ أن يقتل في منزله، وأما
الأخرى فحديث حدثه علي عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن
الإيمان قيد الفتك، فلا يفتك مؤمن بمؤمن، فقال
له هانئ: لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا
كافرا غادرا (5).
- فخرج مسلم والسيف في كفه، وقال [له]
شريك: [يا هذا] ما منعك من الأمر؟ قال مسلم:
(لما) هممت بالخروج فتعلقت بي امرأة قالت:
ناشدتك الله إن قتلت ابن زياد في دارنا، وبكت
في وجهي، فرميت السيف وجلست، قال هانئ:
يا ويلها قتلتني وقتلت نفسها، والذي فررت منه
وقعت فيه (6).
أقول: الأحاديث كما ترى لا تقدر على إثبات
حرمة الفتك مطلقا، ومسلم (عليه السلام) أجل وأعلم من أن
ينسب إليه نسيان الحديث المروي عن النبي (صلى الله عليه وآله)،
والأقرب عندي مجعولية أحاديث حرمة الفتك
مطلقا، وصحة الحديث الأخير في قصة مسلم في
دار هانئ.
2358

(404)
الفتنة
البحار: 28 " كتاب الفتن والمحن ".
كنز العمال: 11 / 107، 363 " كتاب الفتن والأهواء ".
سنن أبي داود: 4 / 94 " كتاب الفتن والملاحم ".
صحيح مسلم: 4 / 2207 " كتاب الفتن وأشراط الساعة ".
البحار: 5 / 210 باب 8 التمحيص والاستدراج والابتلاء والاختبار ".
انظر:
عنوان: 50 " البلاء "، 400 " الغيبة "، 497 " الإملاء "، الشيطان: باب 2008.
2359

[3148]
الفتنة
الكتاب
* (أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم
لا يتوبون ولاهم يذكرون) * (1).
(انظر) الأعراف: 155.
- معمر بن خلاد: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول:
* (ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا
وهم لا يفتنون) * ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت:
جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين، فقال:
يفتنون كما يفتن الذهب، ثم قال: يخلصون كما
يخلص الذهب (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما قام إليه رجل فقال:
أخبرنا عن الفتنة، وهل سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عنها؟ -: إنه لما أنزل الله سبحانه قوله: * (ألم *
أحسب الناس...) * علمت أن الفتنة لا تنزل بنا
ورسول الله (صلى الله عليه وآله) بين أظهرنا، فقلت: يا رسول الله!
ما هذه الفتنة التي أخبرك الله تعالى بها؟ فقال:
يا علي! إن أمتي سيفتنون من بعدي...
يا علي! إن القوم سيفتنون بأموالهم، ويمنون
بدينهم على ربهم، ويتمنون رحمته، ويأمنون
سطوته، ويستحلون حرامه بالشبهات الكاذبة،
والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ،
والسحت بالهدية، والربا بالبيع قلت: يا رسول
الله! فبأي المنازل أنزلهم عند ذلك؟ أبمنزلة ردة،
أم بمنزلة فتنة؟ فقال: بمنزلة فتنة (3).
وفي نقل كنز العمال... ثم قال لي: يا علي!
إنك باق بعدي، ومبتلى بأمتي، ومخاصم
يوم القيامة بين يدي الله تعالى فأعدد جوابا،
فقلت: بأبي أنت وأمي! بين لي ما هذه الفتنة
التي يبتلون بها، وعلى ما أجاهدهم بعدك؟
فقال: إنك ستقاتل بعدي الناكثة، والقاسطة،
والمارقة وحلاهم وسماهم رجلا رجلا. ثم قال
لي: وتجاهد أمتي على كل من خالف القرآن
ممن يعمل في الدين بالرأي، ولا رأي في
الدين، إنما هو أمر من الرب ونهيه (4).
- عنه (عليه السلام): مالي ولقريش! والله لقد قاتلتهم
كافرين، ولأقاتلنهم مفتونين (5).
- عنه (عليه السلام) في صفة الدنيا حين بعثة النبي (صلى الله عليه وآله) -:
أرسله على حين فترة من الرسل، وطول هجعة
من الأمم، واعتزام من الفتن... والدنيا كاسفة
النور... عابسة في وجه طالبها، ثمرها الفتنة،

(1) التوبة: 126.
(2) الكافي: 1 / 370 / 4.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 156، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
9 / 205.
(4) كنز العمال: 44216.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 33.
2360

وطعامها الجيفة (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: بعثه والناس ضلال في
حيرة، وحاطبون (خاطبون) في فتنة (2).
- عنه (عليه السلام) - في توصيف الناس قبل البعثة بعد
انصرافه من صفين -: والناس في فتن انجذم
(انحذم) فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري
اليقين... أطاعوا الشيطان فسلكوا مسالكه،
ووردوا مناهله، بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه،
في فتن داستهم بأخفافها، ووطئتهم بأظلافها،
وقامت على سنابكها، فهم فيها تائهون حائرون،
جاهلون مفتونون (3).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -: فاحذر
الشبهة واشتمالها على لبستها، فإن الفتنة طالما
أغدفت جلابيبها، وأغشت الأبصار ظلمتها (4).
- عنه (عليه السلام): فتن كقطع الليل المظلم، لا تقوم لها
قائمة ولا ترد لها راية، تأتيكم مزمومة مرحولة،
يحفزها قائدها، ويجهدها راكبها... (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - تؤتى بالمرأة الحسناء
يوم القيامة التي قد افتتنت في حسنها فتقول:
يا رب حسنت خلقي حتى لقيت ما لقيت، فيجاء
بمريم (عليها السلام) فيقال: أنت أحسن أو هذه؟ قد
حسناها فلم تفتتن، ويجاء بالرجل الحسن الذي
قد افتتن في حسنه فيقول: يا رب حسنت خلقي
حتى لقيت من النساء ما لقيت، فيجاء بيوسف (عليه السلام)
فيقال: أنت أحسن أو هذا؟ قد حسناه فلم يفتتن،
ويجاء بصاحب البلاء الذي قد أصابته الفتنة في
بلائه، فيقول: يا رب شددت علي البلاء حتى
افتتنت، فيؤتى بأيوب (عليه السلام) فيقال: أبليتك أشد
أو بلية هذا؟ فقد ابتلى فلم يفتتن (6).
(انظر) الحجة: باب 711.
[3149]
ثمرة الافتتان
الكتاب
* (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم
لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين
صدقوا وليعلمن الكاذبين) * (7).
* (ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم
أناب) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما قتل عثمان -: ألا وإن
بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه
(نبيكم) (صلى الله عليه وآله)، والذي بعثه بالحق لتبلبلن بلبلة،
ولتغربلن غربلة... حتى يعود أسفلكم أعلاكم،
وأعلاكم أسفلكم، وليسبقن سابقون كانوا قصروا،
وليقصرن سباقون كانوا سبقوا... (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): والله لا يكون ما تمدون
إليه أعينكم حتى تغربلوا، لا والله لا يكون
ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا... (10).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 89 و 95 و 2، والكتاب 65، والخطبة 102.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 89 و 95 و 2، والكتاب 65، والخطبة 102.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 89 و 95 و 2، والكتاب 65، والخطبة 102.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 89 و 95 و 2، والكتاب 65، والخطبة 102.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 89 و 95 و 2، والكتاب 65، والخطبة 102.
(6) الكافي: 8 / 228 / 291.
(7) العنكبوت: 2.
(8) ص: 34.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 16، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
1 / 272.
(10) الكافي: 1 / 370 / 6.
2361

- عنه (عليه السلام): والله لتمحصن، والله لتميزن، والله
لتغربلن، حتى لا يبقى منكم إلا الأندر... (1).
[3150]
أدب التعوذ من الفتنة
- الإمام علي (عليه السلام) - لرجل يقول: اللهم إني
أعوذ بك من الفتنة -: أراك تتعوذ من
مالك وولدك، يقول الله تعالى: * (إنما أموالكم
وأولادكم فتنة) * ولكن قل: اللهم إني أعوذ بك
من مضلات الفتن (2).
- عنه (عليه السلام): لا يقولن أحدكم: اللهم إني
أعوذ بك من الفتنة، لأنه ليس أحد إلا وهو
مشتمل على فتنة، ولكن من استعاذ فليستعذ من
مضلات الفتن، فإن الله سبحانه يقول: * (واعلموا
أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * (3).
- عنه (عليه السلام): اللهم إنا نعوذ بك أن نذهب
عن قولك، أو أن نفتتن عن دينك (4).
[3151]
تفسير الفتنة
- الإمام علي (عليه السلام) - في الجواب عن المتشابه
في تفسير الفتنة -: * (ألم * أحسب الناس أن
يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) * (5) وقوله
لموسى (عليه السلام): * (وفتناك فتونا) * (6).
ومنه فتنة الكفر، وهو قوله تعالى: * (لقد ابتغوا
الفتنة من قبل وقلبوا لك الأمور حتى جاء الحق
وظهر أمر الله) * (7) [وقوله تعالى: * (والفتنة أكبر من
القتل) * يعني هاهنا الكفر (8) (9)] وقوله سبحانه في
الذين استأذنوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غزوة تبوك أن
يتخلفوا عنه من المنافقين، فقال الله تعالى فيهم:
* (ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة
سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين) * (10).
ومنه فتنة العذاب، وهو قوله تعالى: * (يوم هم
على النار يفتنون) * (11) أي يعذبون * (ذوقوا فتنتكم
هذا الذي كنتم به تستعجلون) * (12) أي ذوقوا
عذابكم، ومنه قوله تعالى: * (إن الذين فتنوا
المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا) * (13) أي عذبوا
المؤمنين.
ومنه فتنة المحبة للمال والولد، كقوله تعالى:
* (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) * (14) أي إنما حبكم
لها فتنة لكم.
ومنه فتنة المرض، وهو قوله سبحانه:
* (أو لا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو
مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون) * (15) أي

(1) البحار: 5 / 216 / 1.
(2) أمالي الطوسي: 580 / 1201.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 93، والخطبة 215.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 93، والخطبة 215.
(5) العنكبوت: 2.
(6) طه: 40.
(7) البراءة: 48.
(8) البقرة: 217.
(9) ما بين العلامتين لا يوجد في الأصل. كما في هامش البحار.
(10) البراءة: 49.
(11) الذاريات: 13، 14.
(12) الذاريات: 13، 14.
(13) البروج: 10.
(14) التغابن: 15، الأنفال: 28.
(15) البراءة: 126.
2362

يمرضون ويعتلون (1).
[3152]
بدء وقوع الفتن
- الإمام علي (عليه السلام): إنما بدء وقوع الفتن من
أهواء تتبع، وأحكام تبتدع، يخالف فيها حكم
الله، يتولى فيها رجال رجالا، ألا إن الحق لو
خلص لم يكن اختلاف، ولو أن الباطل خلص لم
يخف على ذي حجى، لكنه يؤخذ من هذا ضغث
ومن هذا ضغث فيمزجان فيجللان (2) معا، فهنالك
يستولي الشيطان على أوليائه، ونجا الذين سبقت
لهم من الله الحسنى. إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله)
يقول: كيف أنتم إذا لبستكم فتنة يربو فيها
الصغير ويهرم فيها الكبير... (3).
- عنه (عليه السلام): يأتي على الناس زمان لا يبقى فيهم
من القرآن إلا رسمه ومن الإسلام إلا اسمه،
ومساجدهم يومئذ عامرة من البناء، خراب من
الهدى، سكانها وعمارها شر أهل الأرض، منهم
تخرج الفتنة، وإليهم تأوي الخطيئة، يردون من
شذ عنها فيها، ويسوقون من تأخر عنها إليها،
يقول الله سبحانه: فبي حلفت لأبعثن على أولئك
فتنة تترك الحليم فيها حيران (4).
- عنه (عليه السلام): ألا فالحذر الحذر من طاعة
ساداتكم وكبرائكم... فإنهم قواعد أساس
العصبية، ودعائم أركان الفتنة (5).
[3153]
أنواع الفتن
الكتاب
* (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة وأن الله عنده
أجر عظيم) * (6).
* (إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر
عظيم) * (7).
* (فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول
ربي أكرمن * وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول
ربي أهانن) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): الفتن ثلاث: حب النساء
وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر وهو فخ
الشيطان، وحب الدينار والدرهم وهو سهم
الشيطان، فمن أحب النساء لم ينتفع بعيشه،
ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة، ومن
أحب الدينار والدرهم فهو عبد الدنيا (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في مال الرجل فتنة،
وفي زوجته فتنة وولده (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاث فاتنات: الشعر الحسن،

(1) البحار: 93 / 17، 18.
(2) جللت الشئ: إذا غطيته، وفي بعض النسخ: فيجتمعان، وفي
بعضها: فيجلبان. كما في هامش الكافي.
(3) الكافي: 8 / 58 / 21.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 369.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(6) الأنفال: 28.
(7) التغابن: 15.
(8) الفجر: 15، 16.
(9) البحار: 73 / 140 / 12.
(10) كنز العمال: 44490.
2363

والوجه الحسن، والصوت الحسن (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة عيسى (عليه السلام) -:
ولم تكن له زوجة تفتنه، ولا ولد يحزنه (يخزنه)،
ولا مال يلفته (2).
- عنه (عليه السلام): اللهم صن وجهي باليسار،
ولا تبذل (تبتذل) جاهي بالإقتار، فأسترزق
طالبي رزقك (رفدك)، وأستعطف شرار خلقك،
وأبتلى بحمد من أعطاني، وأفتتن بذم
من منعني (3).
- عنه (عليه السلام) - لرجل يسمى حربا يمشي معه
وهو راكب -: ارجع، فإن مشي مثلك
مع مثلي فتنة للوالي، ومذلة للمؤمن (4).
- عنه (عليه السلام): إن الشيطان يسني لكم طرقه،
ويريد أن يحل دينكم عقدة عقدة، ويعطيكم
بالجماعة الفرقة، وبالفرقة الفتنة (5).
- عنه (عليه السلام): رب مفتون بحسن القول فيه (6).
- عنه (عليه السلام): فلا تعتبروا الرضى والسخط بالمال
والولد جهلا بمواقع الفتنة، والاختبار (اختيار)
في موضع الغنى والاقتدار... (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لكل أمة فتنة، وفتنة
أمتي المال (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لأنا لفتنة السراء أخوف عليكم
من فتنة الضراء، إنكم ابتليتم بفتنة الضراء
فصبرتم، وإن الدنيا حلوة خضرة (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أبغض الخلائق إلى
الله رجلان: رجل وكله الله إلى نفسه، فهو جائر عن
قصد السبيل، مشعوف بكلام بدعة ودعاء ضلالة،
فهو فتنة لمن افتتن به (10).
(انظر) الغنى: باب 3109، 3111.
[3154]
في كل قبض وبسط ابتلاء
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما من قبض ولا بسط إلا
ولله فيه المن والابتلاء (11).
- عنه (عليه السلام): ما من قبض ولا بسط إلا ولله فيه
مشيه وقضاء وابتلاء (12).
- عنه (عليه السلام): ليس شئ فيه قبض أو بسط
مما أمر الله به أو نهى عنه إلا وفيه من
الله عز وجل ابتلاء وقضاء (13).
- عنه (عليه السلام): ليس للعبد قبض ولا بسط مما أمر
الله به أو نهى الله عنه إلا ومن الله فيه ابتلاء (14).
قال المجلسي: لعل القبض والبسط
في الأرزاق بالتوسيع والتقتير، وفي النفوس
بالسرور والحزن، وفي الأبدان بالصحة والألم،
وفي الأعمال بتوفيق الإقبال إليه وعدمه، وفي

(1) كنز العمال: 44129.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 225، والحكمة 322، والخطبة 121، والحكمة 462، والخطبة 192.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 225، والحكمة 322، والخطبة 121، والحكمة 462، والخطبة 192.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 225، والحكمة 322، والخطبة 121، والحكمة 462، والخطبة 192.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 225، والحكمة 322، والخطبة 121، والحكمة 462، والخطبة 192.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 225، والحكمة 322، والخطبة 121، والحكمة 462، والخطبة 192.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 160 و 225، والحكمة 322، والخطبة 121، والحكمة 462، والخطبة 192.
(8) الترغيب والترهيب: 4 / 178 / 57.
(9) الترغيب والترهيب: 4 / 184 / 74.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 17.
(11) التوحيد: 354 / 1.
(12) البحار: 5 / 216 / 5.
(13) التوحيد: 354 / 3.
(14) البحار: 5 / 217 / 7.
2364

الأخلاق بالتحلية وعدمها، وفي الدعاء بالإجابة
له وعدمها، وفي الأحكام بالرخصة في بعضها
والنهي عن بعضها (1).
[3155]
افتتان الناس بعضهم ببعض
الكتاب
* (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون
الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض
فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا) * (2).
* (وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم
فوق بعض درجات ليبلوكم في ما آتاكم إن ربك سريع
العقاب وإنه لغفور رحيم) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقير عند الغني فتنة،
والضعيف عند القوي فتنة... (4).
[3156]
الاستعانة بالله على بعض الفتن
الكتاب
* (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا واغفر لنا ربنا إنك
أنت العزيز الحكيم) * (5).
* (فقالوا على الله توكلنا ربنا لا تجعلنا فتنة
للقوم الظالمين) * (6).
- الإمام الباقر والصادق (عليهما السلام) - في قوله
تعالى: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين) *:
لا تسلطهم علينا فتفتنهم بنا (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما كان من ولد آدم
مؤمن إلا فقيرا، ولا كافر إلا غنيا حتى جاء
إبراهيم (عليه السلام) فقال: * (ربنا لا تجعلنا فتنة للذين
كفروا) * فصير الله في هؤلاء أموالا وحاجة، وفي
هؤلاء أموالا وحاجة (8).
التفسير:
الفتنة ما يمتحن به، والمراد بجعلهم فتنة
للذين كفروا تسليط الكفار عليهم ليمتحنهم
فيخرجوا ما في وسعهم من الفساد فيؤذوهم
بأنواع الأذى أن آمنوا بالله... (9).
قوله تعالى: * (ربنا لا تجعلنا فتنة
للقوم الظالمين) * وذلك أن الذي يغري
الأقوياء الظالمين على الضعفاء المظلومين
هو ما يشاهدون فيهم من الضعف، فيفتتنون به
فيظلمونهم، فالضعيف بما له من الضعف فتنة
للقوي الظالم، كما أن الأموال والأولاد بما
عندها من جاذبة الحب فتنة للإنسان... (10).
[3157]
أخوف الفتن
- الإمام علي (عليه السلام) - من خطبة له بالنهروان -:

(1) البحار: 5 / 217.
(2) الفرقان: 20.
(3) الأنعام: 165.
(4) كنز العمال: 25063.
(5) الممتحنة: 5.
(6) يونس: 85.
(7) البحار: 5 / 216 / 2.
(8) الكافي: 2 / 262 / 10.
(9) تفسير الميزان: 19 / 233 و 10 / 114.
(10) تفسير الميزان: 19 / 233 و 10 / 114.
2365

أيها الناس! أما بعد أنا فقأت عين الفتنة
ولم يكن أحد ليجترئ عليها غيري...
فقام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين!
حدثنا عن الفتن؟ قال: إن الفتن إذا أقبلت
شبهت، وإذا أدبرت نبهت، يشبهن مقبلات
ويعرفن مدبرات، إن الفتن تحوم كالرياح يصبن
بلدا ويخطئن أخرى، ألا إن أخوف الفتن عندي
عليكم فتنة بني أمية (1).
- عنه (عليه السلام): الوله بالدنيا أعظم فتنة (2).
(انظر) البلاء: باب 413.
الأمة: باب 128، 129.
[3158]
من تنجلي عنهم الفتن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى للمخلصين، أولئك
مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة ظلماء (3).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أنه من يتق الله يجعل
له مخرجا من الفتن، ونورا من الظلم (4).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! شقوا أمواج الفتن
بسفن النجاة (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ستكون فتن يصبح الرجل
فيها مؤمنا ويمسي كافرا، إلا من أحياه
الله تعالى بالعلم (6).
[3159]
ما ينبغي تمنيه من الفتن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكرهوا الفتنة في آخر
الزمان، فإنها تبير المنافقين (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): تمنوا الفتنة، ففيها هلاك
الجبابرة، وطهارة الأرض من الفسقة (8).
[3160]
كفى بالمرء فتنة!
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء في دينه فتنة أن
يكثر خطأه، وينقص عمله، وتقل حقيقته، جيفة
بالليل، بطال بالنهار، كسول هلوع رتوع (9).
[3161]
الفتنة (م)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليغشين أمتي من بعدي
فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمنا
ويمسي كافرا، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع
أقوام دينهم بعرض من الدنيا قليل (10).
- الإمام علي (عليه السلام): دوام الفتن من
أعظم المحن (11).
- عنه (عليه السلام): قد لعمري يهلك في لهب الفتنة

(1) الغارات: 1 / 6 و 9 و 10، راجع نهج البلاغة: الخطبة 93.
(2) غرر الحكم: 1210.
(3) الترغيب والترهيب: 1 / 54 / 5.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 183 و 5.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 183 و 5.
(6) كنز العمال: 30883.
(7) كنز العمال: 31170.
(8) تنبيه الخواطر: 2 / 87.
(9) كنز العمال: 43839، 30893.
(10) كنز العمال: 43839، 30893.
(11) غرر الحكم: 5140.
2366

المؤمن، ويسلم فيها غير المسلم (1).
- عنه (عليه السلام): من شب نار الفتنة كان وقودا لها (2).
- عنه (عليه السلام): لا تقتحموا ما استقبلتم من
فور الفتنة، وأميطوا عن سننها، وخلوا
قصد السبيل لها (3).
- عنه (عليه السلام): وال ظلوم غشوم خير من
فتنة تدوم (4).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه إلى الحارث الهمذاني -:
وإياك ومقاعد (معاقد) الأسواق، فإنها محاضر
الشيطان، ومعاريض الفتن (5).
- عنه (عليه السلام): كن في الفتنة كابن اللبون، لا ظهر
فيركب، ولا ضرع فيحلب (فيحتلب) (6).

(1) غرر الحكم: 6685، 9163، 10379، 10109.
(2) غرر الحكم: 6685، 9163، 10379، 10109.
(3) غرر الحكم: 6685، 9163، 10379، 10109.
(4) غرر الحكم: 6685، 9163، 10379، 10109.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 69، والحكمة 1، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 82.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 69، والحكمة 1، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 82.
2367

(405)
الفتوة
البحار: 76 / 311 باب 59 " معنى الفتوة والمروة ".
انظر:
عنوان: 487 " المروة "، الشباب / باب 1948.
2369

[3162]
الفتوة
الكتاب
* (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ما تزين الإنسان بزينة
أجمل من الفتوة (2).
- عنه (عليه السلام): بعد المرء عن الدنية فتوة (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - إذ تذاكروا عنده الفتوة -:
وما الفتوة؟ لعلكم تظنون أنها بالفسوق والفجور،
كلا، إنما الفتوة طعام موضوع، ونائل مبذول،
وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف،
وأما تلك فشطارة فسق (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الفتوة نائل مبذول،
وأذى مكفوف (5).
- عنه (عليه السلام): نظام الفتوة احتمال عثرات
الإخوان، وحسن تعهد الجيران (6).

(1) الكهف: 13.
(2) غرر الحكم: 9659، 4425.
(3) غرر الحكم: 9659، 4425.
(4) البحار: 79 / 300 / 9.
(5) غرر الحكم: 2170، 9999.
(6) غرر الحكم: 2170، 9999.
2370

(406)
الفتوى
البحار: 2 / 111 باب 16، 172 باب 23 " النهي عن القول بغير علم والإفتاء
بالرأي وبيان شرائطه "
البحار: 2 / 283 باب 34 " البدع والرأي والمقائيس ".
انظر:
عنوان: 256 " الشبهة "، 176 " الرأي (2) "، 444 " القضاء (2) ".
2371

[3163]
التحذير من الإفتاء بغير علم
الكتاب
* (ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لاخذنا منه
باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين) * (1).
* (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه
هينا وهو عند الله عظيم) * (2).
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب
بآياته) * (3).
* (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم
مسودة) * (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا تكذيب الله، قيل:
يا رسول الله! وكيف ذاك؟ قال: يقول أحدكم: قال
الله، فيقول الله: كذبت لم أقله، أو يقول: لم يقل
الله، فيقول عز وجل: كذبت قد قلته (5).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 89
باب 10، 98 باب 11.
البحار: 2 / 111، 112.
[3164]
من أفتى الناس بغير علم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أفتى الناس بغير علم
كان ما يفسده من الدين أكثر مما يصلحه (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أفتى الناس وهو لا يعلم
الناسخ من المنسوخ، والمحكم من المتشابه،
فقد هلك وأهلك (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أفتي بغير علم لعنته ملائكة
السماء والأرض (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أفتي بفتيا بغير ثبت، فإنما
إثمه على من أفتاه (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من أفتى الناس بغير علم
ولا هدى من الله، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة
العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه (10).
(انظر) باب 3167.
[3165]
من أفتى الناس برأيه
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أفتى الناس برأيه
فقد دان بما لا يعلم، ومن دان بما لا يعلم فقد
ضاد الله حيث أحل وحرم فيما لا يعلم (11).
- عنه (عليه السلام): إياك أن تفتي الناس برأيك،

(1) الحاقة: 44 - 46.
(2) النور: 15.
(3) الأنعام: 21.
(4) الزمر: 60.
(5) معاني الأخبار: 390 / 31.
(6) البحار: 2 / 121 / 35 و ح 36.
(7) البحار: 2 / 121 / 35 و ح 36.
(8) كنز العمال: 29018، 29019.
(9) كنز العمال: 29018، 29019.
(10) الكافي: 7 / 409 / 2.
(11) البحار: 2 / 299 / 25.
2372

أو تدين بما لا تعلم (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لو كنا نفتي الناس
برأينا وهوانا لكنا من الهالكين، ولكنا
نفتيهم بآثار من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصول علم عندنا،
نتوارثها كابرا عن كابر... (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): والله ما نقول بأهوائنا،
ولا نقول برأينا، ولا نقول إلا ما قال ربنا (3).
[3166]
التحذير من الفتيا بالرأي
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أجرؤكم على الفتوى أجرؤكم
على النار (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام):... واهرب من
الفتيا هربك من الأسد، ولا تجعل رقبتك
للناس جسرا (5) (6).
- عنه (عليه السلام): خصلتين مهلكتين: تفتي
الناس برأيك، أو تدين بما لا تعلم (7).
[3167]
ضمان المفتي
- كان أبو عبد الله (عليه السلام) قاعدا في حلقة ربيعة
الرأي، فجاء أعرابي فسأل ربيعة الرأي عن
مسألة فأجابه، فلما سكت قال له الأعرابي:
أهو في عنقك؟ فسكت عنه ربيعة ولم يرد عليه
شيئا، فأعاد المسألة عليه فأجابه بمثل ذلك،
فقال له الأعرابي: أهو في عنقك؟ فسكت
ربيعة، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): هو في عنقه،
قال: أولم يقل: وكل مفت ضامن (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من أفتى الناس بغير
علم ولا هدى، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة
العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أفتي بغير علم كان إثمه
على من أفتاه (10).
(انظر) باب: 3164.
[3168]
جواز الإفتاء للعالم
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لمعاذ بن مسلم
النحوي -: بلغني أنك تقعد في الجامع فتفتي
الناس؟ قلت: نعم، وأردت أن أسألك عن ذلك
قبل أن أخرج، إني أقعد في المسجد فيجئ
الرجل فيسألني عن الشئ، فإذا عرفته بالخلاف
لكم أخبرته بما يفعلون، ويجئ الرجل أعرفه
بمودتكم وحبكم فأخبره بما جاء عنكم، ويجئ
الرجل لا أعرفه ولا أدري من هو فأقول: جاء عن
فلان كذا، وجاء عن فلان كذا، فأدخل قولكم فيما
بين ذلك، فقال لي: اصنع كذا فإني كذا أصنع (11).

(1) الخصال: 52 / 66.
(2) البحار: 2 / 172 / 3 وص 173 / 5 وص 123 / 48.
(3) البحار: 2 / 172 / 3 وص 173 / 5 وص 123 / 48.
(4) البحار: 2 / 172 / 3 وص 173 / 5 وص 123 / 48.
(5) راجع العلم: باب 2875.
(6) البحار: 2 / 260.
(7) تحف العقول: 369.
(8) وسائل الشيعة: 18 / 161 / 2.
(9) الكافي: 1 / 42 / 3.
(10) سنن أبي داود: 3657.
(11) وسائل الشيعة: 18 / 108 / 33435.
2373

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): سيأتيكم أقوام يطلبون
العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا: مرحبا
بوصية رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأفتوهم (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لأبان بن تغلب -:
اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس، فإني
أحب أن يرى في شيعتي مثلك (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - فيما كتب إلى قثم بن
عباس -: واجلس لهم العصرين، فأفت
للمستفتي، وعلم الجاهل، وذاكر العالم (3).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 129 باب 13، 152 باب 14.
[3169]
استفتاء النفس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استفت نفسك وإن أفتاك
المفتون (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لعمر بن يزيد بعد ما
تلا هذه الآية * (بل الإنسان على نفسه بصيرة
ولو ألقى معاذيره) * -: يا أبا حفص! ما يصنع
الإنسان أن يتقرب إلى الله عز وجل بخلاف ما
يعلم الله تعالى... (5).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن حد المرض الذي
يفطر فيه الصائم ويدع الصلاة من قيام -:
بل الإنسان على نفسه بصيرة، [و] وهو أعلم
بما يطيقه (6).

(1) كنز العمال: 29325.
(2) مستدرك الوسائل: 17 / 315 / 21452.
(3) مستدرك الوسائل: 17 / 315 / 21453.
(4) كنز العمال: 29339.
(5) الكافي: 2 / 294 / 6.
(6) الفقيه: 2 / 132 / 1941.
2374

(407)
الفحش
كنز العمال: 3 / 597، 603، 872 " الفحش والسب واللعن ".
البحار: 79 / 103 باب 83 " القذف والبذاء والفحش ".
الكافي: 2 / 323 " باب البذاء ".
انظر:
عنوان: 215 " السب ".
2375

[3170]
التحذير من الفحش
الكتاب
* (عتل بعد ذلك زنيم) * (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله يبغض الفاحش
المتفحش (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم والفحش، فإن
الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله لا يحب كل فاحش
متفحش (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): قولوا للناس أحسن
ما تحبون أن يقال لكم، فإن الله يبغض اللعان
السباب الطعان على المؤمنين، الفاحش
المتفحش، السائل الملحف (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجنة حرام على كل
فاحش أن يدخلها (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما كان الفحش في شئ قط إلا
شانه، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله حرم الجنة على كل فحاش
بذئ، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له،
فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية (8) أو شرك شيطان،
فقيل: يا رسول الله! وفي الناس شرك شيطان؟
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما تقرأ قول الله عز وجل:
* (وشاركهم في الأموال والأولاد) * (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب الحيي المتعفف،
ويبغض البذي السائل الملحف (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بأبعدكم مني شبها؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الفاحش المتفحش
البذئ... (11).
- الإمام علي (عليه السلام): الفحش والتفحش ليسا
من الإسلام (12).
- عنه (عليه السلام): أسفه السفهاء المتبجح
بفحش الكلام (13).
- عنه (عليه السلام): من أفحش شفا حساده (14).

(1) القلم: 13.
(2) الكافي: 2 / 324 / 4.
(3) البحار: 79 / 110 / 1.
(4) كنز العمال: 8078.
(5) البحار: 78 / 181 / 67.
(6) كنز العمال: 8085.
(7) البحار: 79 / 111 / 6.
(8) لغية: اللام للملكية المجازية، وهي بكسر المعجمة وفتحها
وتشديد الياء المفتوحة: الضلال، يقال: إنه ولد غتة أي ولد
زنى، والغيي كالغني: الدني الساقط عن الاعتبار. كما
في هامش البحار.
(9) الكافي: 2 / 323 / 3.
(10) أمالي الطوسي: 39 / 43.
(11) الكافي: 2 / 291 / 9.
(12) غرر الحكم: 1508، 3199، 7816.
(13) غرر الحكم: 1508، 3199، 7816.
(14) غرر الحكم: 1508، 3199، 7816.
2376

- عنه (عليه السلام): ما أفحش كريم قط (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الفحش والبذاء
والسلاطة من النفاق (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من الفحش كثرة الخرق (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو كان الفحش خلقا لكان
شر خلق الله (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الفحش لو كان مثالا لكان
مثال سوء (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (عتل بعد
ذلك زنيم) * -: هو الفاحش اللئيم (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: العتل كل رحيب
الجوف، وثيق الخلق، أكول شروب، جموع
للمال منوع له (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): البذاء من الجفاء،
والجفاء في النار (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): سلاح اللئام قبيح
الكلام (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا قال المؤمن لأخيه:
أف خرج من ولايته، وإذا قال: أنت عدوي
كفر أحدهما، ولا يقبل الله من مؤمن عملا وهو
يضمر على المؤمن سوءا (10).
- عنه (عليه السلام): من خاف الناس لسانه فهو
في النار (11).
- عنه (عليه السلام): [إن] من علامات شرك الشيطان
الذي لا يشك فيه أن يكون فحاشا، لا يبالي
ما قال ولا ما قيل فيه (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من شر عباد الله من
تكره مجالسته لفحشه (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن من شر الناس من تركه
الناس اتقاء فحشه (14).
[3171]
من شتم أجيب
- الإمام علي (عليه السلام): من عاب عيب، ومن
شتم أجيب (15).
- الإمام السجاد (عليه السلام): من رمى الناس بما
فيهم رموه بما ليس فيه (16).
- الإمام علي (عليه السلام): من أسرع إلى الناس
بما يكرهون، قالوا فيه مالا يعلمون (17).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا نسبك رجل بما يعلم
منك فلا تنسبه بما تعلم منه، فيكون أجر ذلك
لك ووباله عليه (18).

(1) غرر الحكم: 9478.
(2) البحار: 79 / 113 / 14.
(3) غرر الحكم: 9389.
(4) كنز العمال: 8097.
(5) الكافي: 2 / 324 / 6.
(6) الدر المنثور: 8 / 248 و 8 / 249.
(7) الدر المنثور: 8 / 248 و 8 / 249.
(8) الكافي: 2 / 325 / 9.
(9) البحار: 78 / 185 / 14.
(10) البحار: 75 / 146 / 16.
(11) الكافي: 2 / 327 / 3 وص 323 / 1 وص 325 / 8.
(12) الكافي: 2 / 327 / 3 وص 323 / 1 وص 325 / 8.
(13) الكافي: 2 / 327 / 3 وص 323 / 1 وص 325 / 8.
(14) كنز العمال: 8082.
(15) البحار: 78 / 91 / 95 وص 160 و 75 / 151 / 17.
(16) البحار: 78 / 91 / 95 وص 160 و 75 / 151 / 17.
(17) البحار: 78 / 91 / 95 وص 160 و 75 / 151 / 17.
(18) كنز العمال: 8086.
2377

(408)
الفخر
البحار: 73 / 281 باب 133 " العصبية والفخر والتكاثر ".
كنز العمال: 1 / 257، " في الفخر بالآباء ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 352 " نبذ مما قيل في التيه والفخر ".
2379

[3172]
الفخر
الكتاب
* (اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر
بينكم) * (1).
* (إن الله لا يحب كل مختال فخور) * (2).
(انظر): النساء: 36، هود: 10، الحديد: 23.
- الإمام علي (عليه السلام): أهلك الناس اثنان: خوف
الفقر، وطلب الفخر (3).
- عنه (عليه السلام): الافتخار من صغر الأقدار (4).
- عنه (عليه السلام): آفة الرياسة الفخر (5).
- عنه (عليه السلام): لا حمق أعظم من الفخر (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لإبليس كحلا ولعوقا
وسعوطا، فكحله النعاس، ولعوقه الكذب،
وسعوطه الفخر (7).
- الإمام علي (عليه السلام): ضع فخرك، واحطط كبرك،
واذكر قبرك (8).
- عنه (عليه السلام): مالكم والدنيا؟! فمتاعها
إلى انقطاع، وفخرها إلى وبال (9).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من دعائه في
مكارم الأخلاق -: وهب لي معالي الأخلاق،
واعصمني من الفخر (10).
- الإمام علي (عليه السلام): من صنع شيئا للمفاخرة
حشره الله يوم القيامة أسود (11).
- عنه (عليه السلام) - في صفات المؤمن -: ينصت للخير
ليعمل به، ولا يتكلم به ليفخر على ما سواه (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله أوحى إلي أن
تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي
أحد على أحد (13).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الشيطان -:
فافتخر على آدم بخلقه، وتعصب عليه لأصله...
فلعمر الله لقد فخر على أصلكم، ووقع في
حسبكم، ودفع نسبكم... فالله الله في كبر الحمية
وفخر الجاهلية (14).
- عنه (عليه السلام): إن من أسخف حالات الولاة عند
صالح الناس، أن يظن بهم حب الفخر، ويوضع

(1) الحديد: 20.
(2) لقمان: 18.
(3) الخصال: 69 / 102.
(4) غرر الحكم: 2201، 3950، 10655.
(5) غرر الحكم: 2201، 3950، 10655.
(6) غرر الحكم: 2201، 3950، 10655.
(7) البحار: 73 / 234 / 34.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 398، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 352.
(9) البحار: 78 / 19 / 78.
(10) الصحيفة السجادية: الدعاء 20.
(11) البحار: 73 / 292 / 20.
(12) مطالب السؤل: 54.
(13) الترغيب والترهيب: 3 / 558 / 1.
(14) نهج البلاغة: الخطبة 192.
2380

أمرهم على الكبر (1).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! شقوا أمواج الفتن
بسفن النجاة، وعرجوا عن طريق المنافرة،
وضعوا تيجان المفاخرة (2).
[3173]
ما يمنع من الفخر
- الإمام علي (عليه السلام): ما لابن آدم والفخر!:
أوله نطفة، وآخره جيفة، ولا يرزق نفسه،
ولا يدفع حتفه (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): عجبا للمختال الفخور!
وإنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة وهو فيما
بين ذلك لا يدري ما يصنع به (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): عجبا للمتكبر
الفخور الذي كان بالأمس نطفة ثم هو غدا
جيفة! (5).
[3174]
ذم التفاخر بالأحساب
الكتاب
* (ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر) * (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - يوم فتح مكة -: إن الله
تبارك وتعالى قد أذهب عنكم بالإسلام نخوة
الجاهلية، والتفاخر بآبائها وعشائرها، أيها
الناس! إنكم من آدم، وآدم من طين، ألا وإن
خيركم عند الله وأكرمكم عليه اليوم أتقاكم
وأطوعكم له، ألا وإن العربية ليست بأب والد،
ولكنها لسان ناطق، فمن طعن بينكم وعلم أنه
يبلغه رضوان الله حسبه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم
الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون
على الله عز وجل من الجعل الذي يدهده الخرء
بأنفه، إن الله أذهب عنكم عبية الجاهلية وفخرها
بالآباء، إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي، الناس
بنو آدم، وآدم خلق من تراب (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): آفة الحسب الافتخار (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): آفة الحسب الافتخار والعجب (10).
- الإمام علي (عليه السلام): المفتخر بنفسه أشرف من
المفتخر بأبيه (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجل
فقال: يا رسول الله! أنا فلان ابن فلان حتى عد
تسعة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك عاشرهم
في النار (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - بعد تلاوته * (ألهاكم التكاثر
حتى زرتم المقابر) * -: أفبمصارع آبائهم

(1) نهج البلاغة: الخطبة 216 و 5.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 216 و 5.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 454، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
20 / 150.
(4) الكافي: 2 / 329 / 4 وص 328 / 1.
(5) الكافي: 2 / 329 / 4 وص 328 / 1.
(6) التكاثر: 1، 2.
(7) الزهد للحسين بن سعيد: 56 / 150.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 573 / 44.
(9) الكافي: 2 / 329 / 6 وص 328 / 2.
(10) الكافي: 2 / 329 / 6 وص 328 / 2.
(11) البحار: 78 / 31 / 100.
(12) الكافي: 2 / 329 / 5.
2381

يفخرون! أم بعديد الهلكى يتكاثرون! يرتجعون
منهم أجسادا خوت، وحركات سكنت، ولأن
يكونوا عبرا أحق من أن يكونوا مفتخرا (1).
(انظر) التقوى: باب 4163.
[3175]
ما لا ينبغي الفخر به
- الإمام علي (عليه السلام): لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا
ذكر لنفسه فضيلة قال: ولا فخر (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما عرج بي إلى السماء
أذن جبرئيل (عليه السلام) مثنى مثنى، وأقام مثنى مثنى
ثم قال لي: تقدم يا محمد! فتقدمت فصليت
بهم ولا فخر (3).
- البزنطي: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام)...
فأقبل يحدثني وأسأله فيجيبني حتى ذهب
عامة الليل، فلما أردت الانصراف قال
يا أحمد! تنصرف أو تبيت؟ فقلت: جعلت فداك
ذاك إليك، إن أمرت بالانصراف انصرفت، وإن
أمرت بالمقام أقمت، قال: أقم، فهذا الحرس وقد
هدأ الناس وباتوا.
قال: وانصرف، فلما ظننت أنه دخل خررت
لله ساجدا فقلت: الحمد لله، حجة الله ووارث علم
النبيين أنس بي من بين إخواني، وحببني،
وإذا أنا في سجدتي وشكري فما علمت إلا وقد
رفسني برجله، ثم قمت، فأخذ بيدي فغمزها ثم
قال: يا أحمد! إن أمير المؤمنين (عليه السلام) عاد
صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام من عنده
قال: يا صعصعة! لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي
إياك واتق الله، ثم انصرف عني (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما دخل على صعصعة
عائدا -: يا صعصعة! لا تجعلن عيادتي إليك أبهة
على قومك، فقال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن
نعمة وشكرا، فقال له علي (عليه السلام): إن كنت لما علمت
لخفيف المؤونة عظيم المعونة، فقال صعصعة:
وأنت والله يا أمير المؤمنين إنك ما علمت بكتاب
الله لعليم، وإن الله في صدرك لعظيم، وإنك
بالمؤمنين لرؤوف رحيم (5).
[3176]
ما ينبغي الفخر به
- الإمام علي (عليه السلام) - في مناجاته -: إلهي
كفى لي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن
تكون لي ربا (6).
- عنه (عليه السلام): ينبغي أن يكون التفاخر بعلى الهمم،
والوفاء بالذمم، والمبالغة في الكرم، لا ببوالي
الرمم، ورذائل الشيم (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاث هن فخر المؤمن
وزينة في الدنيا والآخرة: الصلاة في آخر
الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولايته

(1) نهج البلاغة: الخطبة: 221.
(2) البحار: 16 / 341 / 33 و 84 / 139 / 32.
(3) البحار: 16 / 341 / 33 و 84 / 139 / 32.
(4) مستدرك الوسائل: 12 / 90 / 13599.
(5) الغارات: 2 / 524.
(6) الخصال: 420 / 14.
(7) غرر الحكم: 10953.
2382

الإمام من آل محمد (صلى الله عليه وآله) (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - وقد افتخر عنده رجلان -:
أتفتخران بأجساد بالية، وأرواح في النار؟!
إن يكن لك عقل فإن لك خلقا، وإن يكن لك
تقوى فإن لك كرما، وإلا فالحمار خير منك
ولست بخير من أحد (2).
وفي نقل:... إن يكن له عقل فإن لك خلفا،
وإن لم يكن له تقوى فإن لك كرما، وإلا فالحمار
خير منكما، ولست بخير من أحد (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر فخري (4).
(انظر) الفقر: باب 3222.

(1) الكافي: 8 / 234 / 311.
(2) علل الشرائع: 393 / 8.
(3) البحار: 41 / 55 / 4 و 72 / 30 / 26.
(4) البحار: 41 / 55 / 4 و 72 / 30 / 26.
2383

(409)
الفرج
انظر:
عنوان: 110 " الحزن "، الإمامة (3): باب 239، باب 240.
2385

[3177]
الفرج بعد الشدة
- الإمام علي (عليه السلام): عند تناهي الشدة تكون
الفرجة، وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء (1).
- عنه (عليه السلام): أضيق ما يكون الحرج أقرب ما
يكون الفرج (2).
- عنه (عليه السلام): أقرب ما يكون الفرج عند تضايق
الأمر (3).
- عنه (عليه السلام): عند انسداد الفرج تبدو مطالع
الفرج (4).
- عنه (عليه السلام): ما اشتد ضيق إلا قرب الله فرجه (5).
- عنه (عليه السلام): عند تضايق حلق البلاء
يكون الرخاء (6).
[3178]
اقتران اليسر مع العسر
الكتاب
* (فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا) * (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى:
* (ألم نشرح...) * -: لو كان العسر في جحر
لدخل عليه اليسر حتى يخرجه، ثم قرأ: * (إن مع
العسر يسرا) * (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: لن يغلب عسر يسرين:
* (إن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا) * (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو جاء العسر فدخل هذا الجحر،
لجاء اليسر فدخل عليه فأخرجه (10).
- الإمام علي (عليه السلام): ما أقرب الراحة من
التعب! (11).
- عنه (عليه السلام): ما أقرب السعود من النحوس! (12).
- عنه (عليه السلام): لكل هم فرج (13).
- عنه (عليه السلام): لكل ضيق مخرج (14).
- عنه (عليه السلام): توقع الفرج إحدى الراحتين (15).
2386

(410)
الفرح
البحار: 73 / 154 باب 125 " كثرة الفرح ".
انظر:
عنوان: 299 " السرور "، 309 " الضحك "، 110 " الحزن "، الحزن: باب 822، 824.
الطمع: باب 2421، العيب: باب 3019.
2387

[3179]
الفرح بغير الحق
الكتاب
* (إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين *
وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من
الدنيا) * (1).
* (ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما
كنتم تمرحون) * (2).
(انظر) الشورى: 48، الحديد 23.
- الإمام علي (عليه السلام): رب طرب يعود بالحرب (3).
- عنه (عليه السلام): ما بالكم تفرحون باليسير من
الدنيا تدركونه، ولا يحزنكم الكثير من
الآخرة تحرمونه؟! (4).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى عبد الله
ابن العباس -: أما بعد! فان المرء
ليفرح بالشئ الذي لم يكن ليفوته، ويحزن
على الشئ الذي لم يكن ليصيبه، فلا يكن أفضل
ما نلت في نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء
غيظ، ولكن إطفاء باطل أو إحياء حق، وليكن
سرورك بما قدمت، وأسفك على ما خلفت،
وهمك فيما بعد الموت (5).
(انظر) السرور: باب 1792.
2388

(411)
الفرس
كنز العمال: 12 / 90 - 93 " الفرس ".
البحار: 67 باب 9 " أصناف الناس في الإيمان ".
انظر:
عنوان 59 " الثورة ".
2389

[3180]
الفرس أعظم الناس
نصيبا في الإسلام
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعظم الناس نصيبا في
الإسلام أهل فارس (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أسعد العجم بالإسلام أهل فارس (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأيت غنما كثيرة سودا دخلت فيها
غنم كثيرة بيض، قالوا: فما أولته يا رسول الله؟
قال: العجم يشركونكم في دينكم وأنسابكم، لو
كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجال من العجم،
وأسعدهم به الفارس (3).
وفي خبر: رأيتني أنزع من بئر وعليها من
ينزو عليها معزى، ثم وردت علي ضأن كثيرة،
فأولتهم الأعاجم يدخلون في الإسلام (4).
[3181]
الفرس والإيمان
الكتاب
* (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا
أمثالكم) * (5).
* (إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله
على ذلك قديرا) * (6).
* (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف
يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين
أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون
لومة لائم) * (7).
* (وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز
الحكيم) * (8).
* (ولو نزلناه على بعض الأعجمين * فقرأه عليهم ما
كانوا به مؤمنين) * (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما تلا: * (وإن تتولوا يستبدل
قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم) * فسألوه: من
هؤلاء الذين إن تولينا استبدلوا بنا، فقال وهو
يضرب على منكب سلمان -: هذا وقومه، والذي
نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله
رجال من فارس.
أقول: وروي بطرق أخر عن أبي هريرة مثله،
وكذا عن ابن مردويه عن جابر مثله (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - ليعقوب بن قيس -:
يا ابن قيس * (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم
لا يكونوا أمثالكم) * عنى أبناء الموالي
المعتقين (11).

(1) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(2) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(3) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(4) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(5) محمد: 38.
(1) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(2) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(3) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(4) كنز العمال: 34126، 34125، 34134، 34135.
(5) محمد: 38.
(6) النساء: 133.
(7) المائدة.
(8) الجمعة: 3.
(9) الشعراء: 198، 199.
(10) تفسير الميزان: 18 / 250.
(11) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 309.
2390

- عنه (عليه السلام): إن تتولوا يا معشر العرب يستبدل
قوما غيركم يعني الموالي... قد والله أبدل بهم خيرا
منهم، الموالي (1).
- مجمع البيان - في قوله تعالى: * (إن
يشأ يذهبكم) * -: يعنى إن يشأ الله يهلككم
* (أيها الناس) * ويفنكم، وقيل: فيه محذوف،
أي إن يشأ أن يذهبكم يذهبكم أيها الناس * (ويأت
بآخرين) * أي بقوم آخرين غيركم ينصرون نبيه
ويوازرونه، ويروى أنه لما نزلت هذه الآية ضرب
النبي يده على ظهر سلمان وقال: هم قوم هذا،
يعني عجم الفرس (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن هذه الآية
* (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه
فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه...) * فقال
وهو يضرب على عاتق سلمان -: هذا وذووه، ثم
قال: لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله رجال من
أبناء فارس (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو كان الإيمان معلقا بالثريا لا تناله
العرب لناله رجال من فارس (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله
أناس من أبناء فارس (5).
- أبو هريرة: كنا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) حين
أنزلت سورة الجمعة، فتلاها، فلما بلغ * (وآخرين
منهم لما يلحقوا بهم) * قال له رجل: يا رسول الله!
من هؤلاء الذين لم يلحقوا بنا؟ فوضع يده على
رأس سلمان الفارسي وقال: والذي نفسي بيده لو
كان الإيمان بالثريا لناله رجال من هؤلاء (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ولو
نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا
به مؤمنين) * -: لو أنزل القرآن على العجم ما آمنت
به العرب، وقد نزل على العرب فآمنت به العجم
فهذه فضيلة العجم (7).
[3182]
الفرس والعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن إبراهيم هم أن يدعو
على أهل العراق، فأوحى الله تعالى إليه:
لا تفعل، إني جعلت خزائن علمي فيهم وأسكنت
الرحمة قلوبهم (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لو كان العلم بالثريا لتناوله
رجال من فارس (9).
[3183]
من يقاد إلى الجنة كرها!
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا تسألوني مم ضحكت؟
رأيت فارسا من أمتي يساقون إلى الجنة
بالسلاسل كرها، قيل: يا رسول الله! من هم؟
قال: قوم من العجم يسبيهم المهاجرون
فيدخلونهم الإسلام (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إني لأرى أمما تقاد بالسلاسل

(1) مجمع البيان: 9 / 164 و 3 / 187 وص 321.
(2) مجمع البيان: 9 / 164 و 3 / 187 وص 321.
(3) مجمع البيان: 9 / 164 و 3 / 187 وص 321.
(4) كنز العمال: 34129، 34130.
(5) كنز العمال: 34129، 34130.
(6) الدر المنثور: 8 / 152.
(1) مجمع البيان: 9 / 164 و 3 / 187 وص 321.
(2) مجمع البيان: 9 / 164 و 3 / 187 وص 321.
(3) مجمع البيان: 9 / 164 و 3 / 187 وص 321.
(4) كنز العمال: 34129، 34130
(5) كنز العمال: 34129، 34130
(6) الدر المنثور: 8 / 152.
(7) تفسير علي بن إبراهيم: 2 / 124.
(8) كنز العمال: 34127، 34131، 34141.
(9) كنز العمال: 34127، 34131، 34141.
(10) كنز العمال: 34127، 34131، 34141.
2391

إلى الجنة (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): عجبت من قوم يدخلون الجنة
في السلاسل (2).
(انظر): الجهاد (1): باب 583.
[3184]
الفرس (م)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أهل فارس هم ولد
إسحاق (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): فارس عصبتنا أهل البيت، لأن
إسماعيل عم ولد إسحاق، وإسحاق عم ولد
إسماعيل (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما ذكرت الأعاجم عنده -: لأنا
بهم أو ببعضهم أوثق مني بكم أو ببعضكم (5).

(1) كنز العمال: 34140، 34142، 34138، 35124، 34128.
(2) كنز العمال: 34140، 34142، 34138، 35124، 34128.
(3) كنز العمال: 34140، 34142، 34138، 35124، 34128.
(4) كنز العمال: 34140، 34142، 34138، 35124، 34128.
(5) كنز العمال: 34140، 34142، 34138، 35124، 34128.
2392

(412)
الفراسة
كنز العمال: 11 / 88، 103 " كتاب الفراسة ".
البحار: 67 / 73، باب 2 " إن المؤمن ينظر بنور الله سبحانه ".
كنز العمال: 13 / 178 " فراسة الإمام علي (عليه السلام) ".
2393

[3185]
فراسة المؤمن
الكتاب
* (إن في ذلك لايات للمتوسمين) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (إن في
ذلك لآيات للمتوسمين) * -: هم المتفرسون (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن! فإنه
ينظر بنور الله، ثم قرأ: * (إن في ذلك لآيات
للمتوسمين) * قال: المتفرسين (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما من مخلوق إلا
وبين عينيه مكتوب مؤمن أو كافر، وذلك
محجوب عنكم وليس بمحجوب عن الأئمة من
آل محمد، ثم ليس يدخل عليهم أحد إلا عرفوه
مؤمنا أو كافرا، ثم تلا هذه الآية: * (إن في ذلك
لآيات للمتوسمين) * فهم المتوسمون (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا قام قائم آل
محمد (عليه السلام) حكم بين الناس بحكم داود لا يحتاج
إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه، ويخبر
كل قوم بما استنبطوه، ويعرف وليه من عدوه
بالتوسم، قال الله عز وجل: * (إن في ذلك
لآيات للمتوسمين) * (5).
- عنه (عليه السلام) - لما أراد الهلالي أمير المدينة
أن يسأله -: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن
تسألني، وإن شئت فسل، قال: فقلت له:
يا ابن رسول الله وبأي شئ تعرف ما في نفسي
قبل سؤالي عنه؟ قال: بالتوسم والتفرس، أما
سمعت قول الله عز وجل: * (إن في ذلك لآيات
للمتوسمين) * وقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة
المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل؟! (6).
- عنه (عليه السلام): إن في الإمام آية للمتوسمين، وهو
السبيل المقيم، ينظر بنور الله، وينطق عن الله،
لا يعزب عليه [عنه - خ ل] شئ مما أراد (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن! فإنه
ينظر بنور الله عز وجل (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): احذروا فراسة المؤمن! فإنه ينظر
بنور الله، وينطق بتوفيق الله (9).
- الإمام علي (عليه السلام): اتقوا ظنون المؤمنين،
فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم (10).
- الإمام كاظم (عليه السلام) - لسليمان الجعفري -:

(1) الحجر: 75.
(2) تفسير الميزان: 12 / 186 و 187.
(3) تفسير الميزان: 12 / 186 و 187.
(4) تفسير الميزان: 12 / 186 و 187.
(5) نور الثقلين: 3 / 24 / 86.
(6) معاني الأخبار: 350 / 1.
(7) تفسير العياشي: 2 / 248 / 31.
(8) كنز العمال: 30730، 30731.
(9) كنز العمال: 30730، 30731.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 309، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 215، انظر الظن: باب 2472.
2394

يا سليمان! اتق فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور
الله، فسكت حتى أصبت خلوة، فقلت: جعلت
فداك سمعتك تقول: اتق فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور الله؟ قال: نعم يا سليمان، إن الله خلق
المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ
ميثاقهم لنا بالولاية، والمؤمن أخ المؤمن لأبيه
وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة، وإنما ينظر
بذلك النور الذي خلق منه (1).
قال المجلسي: الفراسة الكاملة لكمل
المؤمنين، وهم الأئمة (عليهم السلام)، فإنهم يعرفون كلا من
المؤمنين والمنافقين بسيماهم كما مر في كتاب
الإمامة، وسائر المؤمنين يتفرسون ذلك بقدر
إيمانهم. " خلق المؤمن من نوره ": أي من روح
طيبة منورة بنور الله، أو من طينة مخزونة مناسبة
لطينة أئمتهم (عليهم السلام). " وصبغهم ": أي غمسهم أو
لونهم. " في رحمته ": كناية عن جعلهم قابلة
لرحماته الخاصة، أو عن تعلق الروح الطيبة التي
هي محل الرحمة. " أبوه النور وأمه الرحمة " كأنه
على الاستعارة أي لشدة ارتباطه بأنوار الله
ورحماته كأن أباه النور وأمه الرحمة، أو النور
كناية عن الطينة والرحمة عن الروح، أو بالعكس.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في جواب معاوية بن
عمار عن تفسير إن المؤمن ينظر بنور الله -:
يا معاوية! إن الله خلق المؤمن من نوره، وصبغهم
في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على
معرفته، يوم عرفه نفسه، فالمؤمن أخ المؤمن
لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة،
فإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه (2).

(1) البحار: 67 / 73 / 1.
(2) البحار: 67 / 74 / 2.
2395

(413)
الفرصة
انظر:
عنوان: 337 " العجلة "، 368 " العمر "، 396 " الاغتنام "، 193 " المراقبة ".
2397

[3186]
الفرصة سريعة الفوت
- الإمام علي (عليه السلام): انتهزوا فرص الخير،
فإنها تمر مر السحاب (1).
- عنه (عليه السلام): الفرصة تمر مر السحاب، فانتهزوا
فرص الخير (2).
- عنه (عليه السلام): الفرصة سريعة الفوت،
بطيئة العود (3).
- عنه (عليه السلام): الفرصة خلسة (4).
- عنه (عليه السلام): الفرصة غنم (5).
[3187]
الحث على اغتنام الفرص (1)
- الإمام علي (عليه السلام): أيها الناس ألآن، ألآن!
من قبل الندم، ومن قبل * (أن تقول نفس
يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت
لمن الساخرين * أو تقول لو أن الله هداني لكنت
من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي
كرة فأكون من المحسنين) * (6).
- الإمام الحسن (عليه السلام): يا بن آدم! إنك لم تزل
في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك، فخذ مما
في يديك لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود،
والكافر يتمتع (7).
(انظر) المراقبة: باب 1540.
العمر: باب 2925.
[3188]
الحث على اغتنام الفرص (2)
- الإمام علي (عليه السلام): بادر الفرصة قبل أن
تكون غصة (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): بادر بانتهاز البغية عند
إمكان الفرصة، ولا إمكان كالأيام الخالية مع
صحة الأبدان (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): والله ما يساوي ما مضى من
دنياكم هذه بأهداب بردي هذا (10)، ولما بقي منها
أشبه بما مضى من الماء بالماء، وكل إلى بقاء
وشيك وزوال قريب، فبادروا العمل وأنتم في مهل

(1) غرر الحكم: 2501.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 21.
(3) غرر الحكم: 2019.
(4) البحار: 78 / 79 / 61.
(5) غرر الحكم: 194.
(6) أمالي الطوسي: 685 / 1456.
(7) البحار: 78 / 112 / 6.
(8) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 97.
(9) تحف العقول: 286.
(10) الأهداب، جمع هدب، وهو خمل الثوب وطرته.
2398

الأنفاس، وجدة الأحلاس (1)، قبل أن تأخذوا
بالكظم (2) فلا ينفع الندم (3).
[3189]
التحذير من إضاعة الفرص
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من فتح له باب من الخير
فلينتهزه، فإنه لا يدري متى يغلق عنه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من انتظر بمعاجلة الفرصة
مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته، لأن
من شأن الأيام السلب، وسبيل الزمن الفوت (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ترك الفرص غصص (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إضاعة الفرصة غصة (7).
- عنه (عليه السلام): من أخر الفرصة عن وقتها فليكن
على ثقة من فوتها (8).
- عنه (عليه السلام): إذا أمكنت الفرصة فانتهزها،
فإن إضاعة الفرصة غصة (9).
- عنه (عليه السلام): بادر الفرصة قبل أن تكون غصة (10).
- عنه (عليه السلام): أشد الغصص فوت الفرص (11).
- عنه (عليه السلام): أفضل الرأي ما لم يفت الفرص،
ولم يورث الغصص (12).
- عنه (عليه السلام): من غافص الفرص أمن الغصص (13).
- عنه (عليه السلام): من ناهز الفرصة أمن الغصة (14).
- عنه (عليه السلام): الصبر على المضض يؤدي إلى
إصابة الفرصة (15).
- عنه (عليه السلام): الأمور مرهونة بأوقاتها (16).
- عنه (عليه السلام): من الخرق المعاجلة قبل الإمكان،
والأناة بعد الفرصة (17).

(1) جدة الثوب: كونه جديدا، والأحلاس: جمع حلس، ما يوضع
على ظهر الدابة تحت السرج.
(2) الكظم - محركة -: مخرج النفس.
(3) البحار: 77 / 183، 184.
(4) كنز العمال: 43134.
(5) البحار: 78 / 268 / 181 و 77 / 165 / 2.
(6) البحار: 78 / 268 / 181 و 77 / 165 / 2.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 118.
(8) غرر الحكم: 8795، 4124، 4362، 3215، 3216، 8063.
(9) غرر الحكم: 8795، 4124، 4362، 3215، 3216، 8063.
(10) غرر الحكم: 8795، 4124، 4362، 3215، 3216، 8063.
(11) غرر الحكم: 8795، 4124، 4362، 3215، 3216، 8063.
(12) غرر الحكم: 8795، 4124، 4362، 3215، 3216، 8063.
(13) غرر الحكم: 8795، 4124، 4362، 3215، 3216، 8063.
(14) غرر الحكم: 9239، 1334.
(15) غرر الحكم: 9239، 1334.
(16) البحار: 77 / 165 / 2.
(17) نهج البلاغة: الحكمة 363.
2399

(414)
الفرائض
البحار: 71 / 194 باب 65 " أداء الفرائض ".
انظر:
عنوان: 421 " الفضيلة "، 369 " العمل (1) "، 523 " النافلة ".
العبادة: باب 2498، الرخصة: باب 1496.
2401

[3190]
الحث على أداء الفرائض
الكتاب
* (فريضة من الله والله عليم حكيم) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): الفرائض الفرائض! أدوها
إلى الله تؤدكم إلى الجنة (2).
- عنه (عليه السلام): والله لقد اعترض الشك
ودخل اليقين، حتى كأن الذي ضمن لكم
قد فرض عليكم، وكأن الذي قد فرض عليكم
قد وضع عنكم (3).
- عنه (عليه السلام): إن الله افترض عليكم فرائض
فلا تضيعوها، وحد لكم حدودا فلا تعتدوها،
ونهاكم عن أشياء فلا تنتهكوها (4).
- عنه (عليه السلام): اجعلوا ما افترض الله عليكم من
طلبكم، واسألوه من أداء حقه ما سألكم (5).
- عنه (عليه السلام): خادع نفسك في العبادة، وارفق
بها ولا تقهرها، وخذ عفوها ونشاطها، إلا ما كان
مكتوبا عليك من الفريضة، فإنه لا بد من
قضائها وتعاهدها عند محلها (6).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى الأسود بن
قطبة صاحب جند حلوان -: وابتذل نفسك
فيما افترض الله عليك، راجيا ثوابه، ومتخوفا
عقابه (7).
- الإمام الحسن (عليه السلام): إن الله عز وجل بمنه
ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض
عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه إليكم
[عليكم - خ ل] لا إله إلا هو، ليميز الخبيث
من الطيب، وليبتلي ما في صدوركم، وليمحص ما
في قلوبكم (8).
- الإمام علي (عليه السلام): طوبى لنفس أدت إلى ربها
فرضها، وعركت بجنبها بؤسها، وهجرت في
الليل غمضها (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (اصبروا وصابروا ورابطوا) * -: اصبروا على
الفرائض، وصابروا على المصائب، ورابطوا على
الأئمة (عليهم السلام) (10).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): من عمل بما
افترض الله عليه فهو من خير الناس (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اعمل بفرائض الله تكن
أتقى الناس (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى:

(1) التوبة: 60.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 167 و 114 والحكمة 105 والخطبة 113.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 167 و 114 والحكمة 105 والخطبة 113.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 167 و 114 والحكمة 105 والخطبة 113.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 167 و 114 والحكمة 105 والخطبة 113.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 69 و 59.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 69 و 59.
(8) البحار: 23 / 99 / 3.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(10) الكافي: 2 / 81 / 3 و ح 1 وص 82 / 4.
(11) الكافي: 2 / 81 / 3 و ح 1 وص 82 / 4.
(12) الكافي: 2 / 81 / 3 و ح 1 وص 82 / 4.
2402

ما تحبب إلي عبدي بأحب مما افترضت عليه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عبادة كأداء الفرائض (2).
- عنه (عليه السلام): جرب نفسك في طاعة الله بالصبر
على أداء الفرائض، والدؤوب في إقامة النوافل
والوظائف (3).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه مصر -:
وليكن في خاصة ما تخلص به لله دينك: إقامة
فرائضه التي هي له خاصة، فأعط الله من بدنك في
ليلك ونهارك، ووف ما تقربت به إلى الله من
ذلك كاملا غير مثلوم ولا منقوص، بالغا من بدنك
ما بلغ (4).
- عنه (عليه السلام): اخرجوا إلى الله بما افترض عليكم
من حقه، وبين لكم من وظائفه (5).
- عنه (عليه السلام): أوه على إخواني الذين تلوا القرآن
فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة
وأماتوا البدعة (6).
[3191]
وجوب تقديم الفرائض
على الفضائل
- الإمام علي (عليه السلام): إنك إن اشتغلت بفضائل
النوافل عن أداء الفرائض، فلن يقوم فضل تكسبه
بفرض تضيعه (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي! تريد ستمائة ألف
شاة، أو ستمائة ألف دينار، أو ستمائة ألف كلمة؟
قال: يا رسول الله ستمائة ألف كلمة. فقال (صلى الله عليه وآله):
اجمع ستمائة ألف كلمة في ست كلمات، يا علي
إذا رأيت الناس يشتغلون بالفضائل فاشتغل أنت
بإتمام الفرائض، وإذا رأيت الناس يشتغلون بعمل
الدنيا فاشتغل أنت بعمل الآخرة، وإذا رأيت
الناس يشتغلون بعيوب الناس فاشتغل أنت
بعيوب نفسك، وإذا رأيت الناس يشتغلون بتزيين
الدنيا فاشتغل أنت بتزيين الآخرة، وإذا رأيت
الناس يشتغلون بكثرة العمل فاشتغل أنت بصفوة
العمل، وإذا رأيت الناس يتوسلون بالخلق فتوسل
أنت بالخالق (8).
(انظر) النافلة: باب 3951.
الكمال: باب 3533.
[3192]
ما فرض الله سبحانه على الناس
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله تعالى فرض على أئمة
العدل (الحق خ ل) أن يقدروا أنفسهم بضعفة
الناس، كيلا يتبيغ بالفقير فقره (9).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه فرض في أموال
الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاع فقير إلا بما
متع به غني (10).
- عنه (عليه السلام): فرض الله الإيمان تطهيرا من
الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والزكاة

(1) الكافي: 2 / 82 / 5.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(3) غرر الحكم: 4731.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53، والخطبة 176 و 182.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 53، والخطبة 176 و 182.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 53، والخطبة 176 و 182.
(7) غرر الحكم: 3793.
(8) المواعظ العددية: 178.
(9) الكافي: 2 / 329 / 6 وص 328 / 2.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 209، والحكمة 328.
2403

تسبيبا للرزق (1).
- عنه (عليه السلام): إن الله فرض على جوارحك كلها
فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة (2).
(انظر) الشريعة: باب 1982.
[3193]
أول ما افترض الله سبحانه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول ما افترض الله على أمتي
الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم
الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عنه الصلوات
الخمس (3).
(انظر) الصلاة: باب 2273، 2269.
الحساب: باب 833.
[3194]
أشد ما افترض الله سبحانه
- الإمام الصادق (عليه السلام): ألا أخبرك بأشد ما
افترض الله على خلقه؟: إنصاف الناس من
أنفسهم، ومواساة الإخوان في الله عز وجل، وذكر
الله على كل حال، فإن عرضت له طاعة لله عمل
بها، وإن عرضت له معصية له تركها (4).
- عنه (عليه السلام): من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر
الله كثيرا، ثم قال: لا أعني " سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر " وإن كان منه، ولكن
ذكر الله عندما أحل وحرم، فإن كان طاعة عمل
بها، وإن كان معصية تركها (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - في تبيين حقوق الناس
بعضهم على بعض -: وأعظم ما افترض سبحانه
من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية، وحق
الرعية على الوالي، فريضة فرضها الله سبحانه
لكل على كل (6).
(انظر) العهد: باب 2963 حديث 14119.
[3195]
جوامع الفرائض
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصية من وصاياه لابنه
محمد بن الحنفية -: يا بني! لا تقل ما لا تعلم، بل
لا تقل كل ما تعلم، فإن الله تبارك وتعالى قد فرض
على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم
القيامة ويسألك عنها، وذكرها ووعظها وحذرها
وأدبها ولم يتركها سدى، فقال الله عز وجل:
* (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر
والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) * وقال
عز وجل: * (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون
بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا
وهو عند الله عظيم) * ثم استعبدها بطاعته فقال
عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا
واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) *
فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح (7).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 252، راجع تمام الكلام، و 382.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 252، راجع تمام الكلام، و 382.
(3) كنز العمال: 18859.
(4) أمالي المفيد: 317 / 1.
(5) الكافي: 2 / 80 / 4.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(7) الفقيه: 2 / 626 / 3215.
2404

- عنه (عليه السلام): أما ما فرضه الله سبحانه في كتابه
فدعائم الإسلام، وهي خمس دعائم: وعلى هذه
الفرائض الخمس بني الإسلام، فجعل سبحانه
لكل فريضة من هذه الفرائض أربعة حدود لا يسع
أحدا جهلها، أولها الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم
الحج ثم الولاية، وهي خاتمتها والجامعة لجميع
الفرائض والسنن (1).
- عنه (عليه السلام): حدود الفروض التي فرضها الله
على خلقه هي خمسة من كبار الفرائض:
- الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية -
الحافظة لهذه الفرائض الأربعة (2).

(1) البحار: 68 / 391 / 40 وص 388 / 39.
(2) البحار: 68 / 391 / 40 وص 388 / 39.
2405

(415)
التفريط
2407

[3196]
التحذير من التفريط
الكتاب
* (أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في
جنب الله) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): التفريط مصيبة القادر (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): التفريط مصيبة
ذوي القدرة (3).
- الإمام الهادي (عليه السلام): اذكر حسرات التفريط
بأخذ تقديم الحزم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة التفريط الندامة،
وثمرة الحزم السلامة (5).
- عنه (عليه السلام): احذروا التفريط، فإنه
يوجب الملامة (6).
- عنه (عليه السلام): إياكم والتفريط، فتقع الحسرة
حين لا تنفع الحسرة (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من فرط تورط (8).
- عنه (عليه السلام): ثلاثة من فرط فيهن كان محروما:
استماحة جواد، ومصاحبة عالم، واستمالة
سلطان (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله سبحانه جعل الطاعة
غنيمة الأكياس عند تفريط العجزة (10).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أهل الذكر -: فلو مثلتهم
لعقلك في مقاومهم المحمودة، ومجالسهم
المشهودة، وقد نشروا دواوين أعمالهم، وفرغوا
لمحاسبة أنفسهم على كل صغيرة وكبيرة أمروا بها
فقصروا عنها، أو نهوا عنها ففرطوا فيها (11).
- عنه (عليه السلام): من حلم لم يفرط في أمره، وعاش
في الناس حميدا (12).
- عنه (عليه السلام): الجنة غاية السابقين، والنار
غاية المفرطين (13).
[3197]
النهي عن الإفراط والتفريط
- الإمام علي (عليه السلام): لا ترى الجاهل إلا مفرطا
أو مفرطا (14).
- عنه (عليه السلام): لقد علق بنياط هذا الإنسان بضعة

(1) الزمر: 56.
(2) غرر الحكم: 987.
(3) أعلام الدين: 308.
(4) البحار: 78 / 370 / 4.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 181، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 414.
(6) غرر الحكم: 2580.
(7) البحار: 10 / 95 / 1.
(8) تحف العقول: 356.
(9) البحار: 78 / 229 / 3.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 331، والخطبة 222، والحكمة 31، والخطبة 157، والحكمة 70.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 331، والخطبة 222، والحكمة 31، والخطبة 157، والحكمة 70.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 331، والخطبة 222، والحكمة 31، والخطبة 157، والحكمة 70.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 331، والخطبة 222، والحكمة 31، والخطبة 157، والحكمة 70.
(14) نهج البلاغة: الحكمة 331، والخطبة 222، والحكمة 31، والخطبة 157، والحكمة 70.
2408

هي أعجب ما فيه: وذلك القلب، وذلك أن له مواد
من الحكمة وأضدادا من خلافها، فإن سنح له
الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع أهلكه
الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف... وإن
أفرط به الشبع كظته البطنة، فكل تقصير به مضر،
وكل إفراط له مفسد (1).
- عنه (عليه السلام): سيهلك في صنفان: محب مفرط
يذهب به الحب إلى غير الحق، ومبغض مفرط
يذهب به البغض إلى غير الحق، وخير الناس في
حالا النمط الأوسط فالزموه (2).
(انظر) الغلو: باب 3106 حديث 14955 - 14958.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 108، والخطبة 127.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 108، والخطبة 127.
2409

(416)
الفراغ
انظر:
عنوان: 105 " الحرفة "، 475 " اللغو "، 478 " اللهو ".
2411

[3198]
الفراغ
الكتاب
* (فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أشد الناس حسابا يوم
القيامة المكفي الفارغ، إن كان الشغل مجهدة
فالفراغ مفسدة (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله تعالى ليبغض العبد
النوام، إن الله تعالى ليبغض العبد الفارغ (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله يبغض الصحيح
الفارغ، لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خلتان كثير من الناس فيهما
مفتون: الصحة والفراغ (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من الفراغ تكون الصبوة (6).
- عنه (عليه السلام): مع الفراغ تكون الصبوة (7).
- عنه (عليه السلام): اعلم أن الدنيا دار بلية لم
يفرغ صاحبها فيها قط ساعة إلا كانت فرغته
عليه حسرة يوم القيامة (8).
- عنه (عليه السلام): إن يكن الشغل مجهدة فاتصال
الفراغ مفسدة (9).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في دعائه -:
واشغل قلوبنا بذكرك عن كل ذكر، وألسنتنا
بشكرك عن كل شكر، وجوارحنا بطاعتك عن كل
طاعة، فإن قدرت لنا فراغا من شغل فاجعله
فراغ سلامة، لا تدركنا فيه تبعة، ولا تلحقنا فيه
سأمة، حتى ينصرف عنا كتاب السيئات بصحيفة
خالية من ذكر سيئاتنا، ويتولى كتاب الحسنات
عنا مسرورين (10).
- عنه (عليه السلام) - من دعائه في مكارم الأخلاق -:
اللهم صل على محمد وآله، واكفني ما يشغلني
الاهتمام به، واستعملني بما تسألني غدا عنه،
واستفرغ أيامي فيما خلقتني له (11).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: وارزقني صحة في عبادة،
وفراغا في زهادة (12).
- عنه (عليه السلام) - من دعائه في يوم عرفة -: وأذقني
طعم الفراغ لما تحب بسعة من سعتك، والاجتهاد
فيما يزلف لديك وعندك، وأتحفني بتحفة من
تحفاتك، واجعل تجارتي رابحة، وكرتي غير

(1) الانشراح: 7، 8.
(2) تنبيه الخواطر: 1 / 60.
(3) الفقيه: 3 / 169 / 3635.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 17 / 146.
(5) الكافي: 8 / 152 / 136.
(6) غرر الحكم: 9251.
(7) غرر الحكم: 9743.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 59.
(9) البحار: 77 / 419 / 40.
(10) الصحيفة السجادية: الدعاء 11 و 20.
(11) الصحيفة السجادية: الدعاء 11 و 20.
(12) الصحيفة السجادية: الدعاء 11 و 20.
2412

خاسرة، وأخفني مقامك، وشوقني لقاءك (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ما أحق الإنسان أن تكون له
ساعة لا يشغله عنها شاغل (2).
(انظر) المراقبة: باب 1544.

(1) الصحيفة السجادية: الدعاء 47.
(2) غرر الحكم: 9684.
2413

(417)
الفرق
كنز العمال: 1 / 210، 211 " الفرق ".
البحار: 72 / 178 باب 104 " المرجئة والزيدية والبترية والواقفية...
انظر:
عنوان: 21 " الأمة "، 145 " الاختلاف "، 71 " الجماعة ".
2415

[3199]
الفرق الإسلامية
- الإمام علي (عليه السلام): لتفرقن هذه الأمة
على ثلاث وسبعين فرقة، والذي نفسي بيده
إن الفرق كلها ضالة إلا من اتبعني
وكان من شيعتي (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليأتين على أمتي
ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل
بالنعل... إن بني إسرائيل تفرقت
على ثنتين وسبعين ملة، وتفترق أمتي
على ثلاث وسبعين ملة كلهم في النار
إلا واحدة (2).
- الإمام علي (عليه السلام): اختلفت النصارى
على كذا وكذا، ولا أراكم أيتها الأمة
إلا ستختلفون كما اختلفوا، وتزيدون عليهم
فرقة، ألا وإن الفرق كلها ضالة إلا أنا
ومن اتبعني (3).
[3200]
قول الرسول: تفترق أمتي
على ثلاث فرق
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تفترق أمتي على ثلاث فرق:
فرقة على الحق لا ينقص الباطل منه شيئا
يحبونني ويحبون أهل بيتي، مثلهم كمثل الذهب
الجيد كلما أدخلته النار فأوقدت عليه لم يزده إلا
جودة، وفرقة على الباطل لا ينقص الحق منه
شيئا...، وفرقة مدهدهة على ملة السامري
لا يقولون: لامساس لكنهم يقولون: لا قتال!
إمامهم عبد الله بن قيس الأشعري (4).

(1) أمالي المفيد: 213.
(2) كنز العمال: 928.
(3) كتاب الغارات: 2 / 585.
(4) أمالي المفيد: 30.
2416

(418)
الفساد
البحار: 73 / 395 باب 144 " باب الفساد ".
انظر:
الأمة: باب 127 - 129، الآخرة: باب 33، الدولة: باب 1282، 1283.
الرحمة: باب 1458، القضاء: باب 3350، المرأة: باب 3658.
2417

[3201]
ما يفسد العامة
1 - المعصية
الكتاب
* (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس
ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) * (1).
* (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من
أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا
أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ومالهم من دونه من وال *
هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا وينشئ السحاب
الثقال) * (2).
* (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا
عن كثير * وما أنتم بمعجزين في الأرض ومالكم من دون
الله من ولي ولا نصير) * (3).
* (إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا
ليصرمنها مصبحين) * (4).
* (واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما
جنتين...) * (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): في قوله: * (ومنهم من
لا يؤمن به) * قال: فهم أعداء محمد وآل محمد من
بعده * (وربك أعلم بالمفسدين) * والفساد:
المعصية لله ولرسوله (6).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن قول الله عز وجل:
* (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها) * -:
يا ميسر! إن الأرض كانت فاسدة فأصلحها
الله عز وجل بنبيه (صلى الله عليه وآله) فقال: * (ولا تفسدوا في
الأرض بعد إصلاحها) * (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لمحمد بن سنان فيما
كتب من جواب مسائله -: حرم الله قتل النفس
لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل، وفنائهم،
وفساد التدبير...
وحرم الله تعالى الزنا لما فيه من الفساد من
قتل الأنفس، وذهاب الأنساب، وترك التربية
للأطفال، وفساد المواريث، وما أشبه ذلك من
وجوه الفساد.
وحرم الله عز وجل قذف المحصنات لما
فيه من فساد الأنساب، ونفي الولد،
وإبطال المواريث، وترك التربية، وذهاب
المعارف، وما فيه من الكبائر والعلل التي
تؤدي إلى فساد الخلق... (8).

(1) الروم: 41.
(2) الرعد: 11، 12.
(3) الشورى: 30، 31.
(4) القلم: 17، 33.
(5) الكهف: 32، 44.
(6) تفسير علي بن إبراهيم: 1 / 312.
(7) الكافي: 8 / 58 / 20.
(8) الفقيه: 3 / 565 / 4934، وانظر تمام الحديث.
2418

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم تظهر الفاحشة في قوم قط
حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع
التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن المعصية إذا عمل بها العبد سرا لم
تضر إلا عاملها، وإذا عمل بها علانية ولم يغير
عليه أضرت بالعامة (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله لا يعذب العامة بعمل الخاصة
حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على
أن ينكروه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة
والخاصة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله
بالعذاب (4).
(انظر) الذنب: باب 1381 و 1382.
المعروف (2): باب 2694.
القضاء (1): باب 3350.
2 - الاختلاف
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما اختلفت أمة بعد نبيها
إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها (5).
- الإمام علي (عليه السلام): وأيم الله! ما اختلفت أمة بعد
نبيها إلا ظهر باطلها على حقها إلا ما شاء الله (6).
- عنه (عليه السلام) - لأصحابه فيما يخبر عن غلبة
جيش معاوية -: إني والله لأظن أن هؤلاء
القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم،
وتفرقكم عن حقكم، وبمعصيتكم إمامكم في
الحق، وطاعتهم إمامهم في الباطل، وبأدائهم
الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم، وبصلاحهم في
بلادهم وفسادكم (7).
(انظر) الاختلاف: باب 1045 - 1047.
3 - الاستواء
الكتاب
* (أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم
معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض
درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمة ربك خير مما
يجمعون) * (8).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يزال الناس بخير ما
تفاوتوا، فإذا استووا هلكوا (9).
(انظر) الإجارة: باب 12.
4 - منع الحق
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له لما استخلف إلى
أمراء الأجناد -: أما بعد! فإنما أهلك من كان
قبلكم أنهم منعوا الناس الحق فاشتروه،
وأخذوهم بالباطل فاقتدوه (10) (11).

(1) الترغيب والترهيب: 2 / 568 / 3.
(2) البحار: 100 / 74 / 15.
(3) الدر المنثور: 3 / 127.
(4) الترغيب والترهيب: 2 / 331 / 6.
(5) كنز العمال: 929.
(6) أمالي المفيد: 235.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 25.
(8) الزخرف: 32.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 53 / 204.
(10) قال ابن أبي الحديد: أي منعوا الناس الحق فاشترى الناس
الحق منهم بالرشا والأموال، أي لم يضعوا الأمور مواضعها،
ولا ولوا الولايات مستحقيها، وكانت أمورهم الدينية والدنياوية
تجري على وفق الهوى والغرض الفاسد، فاشترى الناس منهم
الميراث والحقوق كما تشترى السلع بالمال. ثم قال:
" وأخذوهم بالباطل فاقتدوه " أي حملوهم على الباطل فجاء
الخلف من بعد السلف، فاقتدوا بآبائهم وأسلافهم في ارتكاب
ذلك الباطل ظنا أنه حق لما قد ألفوه ونشأوا وربوا عليه.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 79، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 77.
2419

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف يقدس الله قوما لا يؤخذ
لضعيفهم من شديدهم؟! (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لن تقدس أمة لا يؤخذ للضعيف
فيها حقه من القوي غير متعتع (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ
الضعيف حقه من القوي وهو غير متعتع (3).
(انظر) الظلم: باب 2347.
[3202]
دور فساد الخاصة في فساد العامة
- الإمام علي (عليه السلام): قوام الدين والدنيا بأربعة:
عالم يستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن
يتعلم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع
آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم علمه استنكف
الجاهل أن يتعلم، وإذا بخل الغني بمعروفه باع
الفقير آخرته بدنياه (4).
- عنه (عليه السلام): قوام الدنيا بأربعة: بعالم مستعمل
لعلمه، وبغني باذل لمعروفه، وبجاهل لا يتكبر أن
يتعلم، وبفقير لا يبيع آخرته بدنيا غيره، وإذا عطل
العالم علمه، وأمسك الغني معروفه، وتكبر
الجاهل أن يتعلم، وباع الفقير آخرته بدنيا غيره،
فعليهم الثبور (5).
- عنه (عليه السلام): قوام الدين بأربعة: بعالم ناطق
مستعمل له، وبغني لا يبخل بفضله على أهل دين
الله، وبفقير لا يبيع آخرته بدنياه، وبجاهل لا يتكبر
عن طلب العلم، فإذا كتم العالم علمه، وبخل الغني
بماله، وباع الفقير آخرته بدنياه، واستكبر الجاهل
عن طلب العلم، رجعت الدنيا إلى ورائها القهقرى.
فلا تغرنكم كثرة المساجد، وأجساد قوم مختلفة.
قيل: يا أمير المؤمنين كيف العيش في ذلك
الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرانية - يعني في
الظاهر - وخالفوهم في الباطن... (6).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن أحوال العامة -:
إنما هي من فساد الخاصة، وإنما الخاصة
ليقسمون على خمس: العلماء وهم الأدلاء على
الله، والزهاد وهم الطريق إلى الله، والتجار وهم
أمناء الله، والغزاة وهم أنصار دين الله، والحكام
وهم رعاة خلق الله.
فإذا كان العالم طماعا وللمال جماعا فبمن
يستدل؟ وإذا كان الزاهد راغبا ولما في أيدي
الناس طالبا فبمن يقتدى؟ وإذا كان التاجر خائنا
وللزكاة مانعا فبمن يستوثق؟ وإذا كان الغازي
مرائيا وللكسب ناظرا فبمن يذب عن المسلمين؟
وإذا كان الحاكم ظالما وفي الأحكام جائرا فبمن
ينصر المظلوم على الظالم؟ فوالله ما أتلف الناس
إلا العلماء الطماعون، والزهاد الراغبون، والتجار
الخائنون، والغزاة المراؤون، والحكام الجائرون،
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (7).
(انظر) العلم: باب 2900.

(1) البحار: 75 / 353 / 62 و 77 / 258 / 1.
(2) البحار: 75 / 353 / 62 و 77 / 258 / 1.
(3) كنز العمال: 5544.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 303.
(5) تحف العقول: 222.
(6) البحار: 2 / 67 / 9.
(7) غرر الحكم: 542 / 106 ترجمة محمد علي الأنصاري.
2420

[3203]
المفسدون في القرآن
1 - فرعون
الكتاب
* (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا
يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي
نساءهم إنه كان من المفسدين) * (1).
(انظر) الأعراف: 103، يونس 91، النمل 14.
2 - قارون
* (إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه
من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال
له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين * وابتغ فيما آتاك
الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما
أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب
المفسدين) * (2).
3 - بنو إسرائيل
* (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في
الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا) * (3).
* (وقالت اليهود يد الله مغلولة... كلما أوقدوا نارا
للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب
المفسدين) * (4).
4 - قوم هود
* (ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي
لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابوا الصخر
بالواد * وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغوا في البلاد *
فأكثروا فيها الفساد) * (5).
(انظر) الشعراء: 133 - 140.
5 - قوم صالح
* (واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في
الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال
بيوتا فاذكروا آلاء الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين) * (6).
(انظر) الأعراف: 73 - 79، النمل 45، 53،
الشعراء: 141 - 159.
6 - قوم شعيب
* (ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط
ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض
مفسدين) * (7).
(انظر) هود: 84 - 95، الشعراء: 176 - 189،
الأعراف: 85 - 92.
7 - قوم لوط
* (ائنكم لتأتون الرجال وتقطعون السبيل وتأتون
في ناديكم المنكر فما كان جواب قومه إلا أن قالوا ائتنا
بعذاب الله ان كنت من الصادقين * قال رب انصرني على
القوم المفسدين) * (8).
(انظر) العنكبوت: 28 - 34 / الأعراف: 80 - 84.
8 - الخارج على إمام عادل
* (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون
في الأرض فسادا أن يقتلوا...) * (9).

(1) القصص: 4.
(2) القصص: 76، 77.
(3) الإسراء: 4.
(4) المائدة: 64.
(5) الفجر: 6، 12.
(6) الأعراف: 74.
(7) هود: 85.
(8) العنكبوت: 29، 30.
(9) المائدة: 33.
2421

9 - الملك
الكتاب
* (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا
أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا ملك الأراذل هلك
الأفاضل (2).
- عنه (عليه السلام): إذا استولى اللئام اضطهد الكرام (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي إذا صلحا
صلحت أمتي، وإذا فسدا فسدت أمتي، قيل:
يا رسول الله! ومن هما؟ قال: الفقهاء والأمراء (4).
(انظر) عنوان: 494 " الملك ".
10 - المنافق
الكتاب
* (وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن
مصلحون) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أخوف ما أخاف عليكم
بعدي كل منافق عليم اللسان (6).
(انظر) النفاق: باب 3933، 3931.
الأمة: باب 128.
11 - المسرف
الكتاب
* (ولا تطيعوا أمر المسرفين * الذين يفسدون في
الأرض ولا يصلحون) * (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من الفساد قطع الدرهم
والدينار وطرح النوى (8).
- الإمام علي (عليه السلام): من الفساد (المفسدة) إضاعة
الزاد، ومفسدة المعاد (9).
- عنه (عليه السلام): إن من الفساد إضاعة الزاد (10).
(انظر) عنوان: 230 " الإسراف ".
12 - قاطع الرحم
* (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض
وتقطعوا أرحامكم) * (11).
* (والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون
ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم
اللعنة ولهم سوء الدار) * (12).
(انظر) الرحم: باب 1468.
13 - الساحر
* (فلما جاء السحرة قال لهم موسى ألقوا ما أنتم
ملقون * فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله
سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) * (13).
(انظر) العنوان: 223 " السحر ".
14 - السارق
* (قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما
كنا سارقين) * (14).
التفسير:
في تفسير الميزان: وفي قولهم - أي قول

(1) النمل: 34.
(2) غرر الحكم: 4033، 4035.
(3) غرر الحكم: 4033، 4035.
(4) الخصال: 37 / 12.
(5) البقرة: 11.
(6) الترغيب والترهيب: 1 / 127 / 18.
(7) الشعراء: 151، 152.
(8) الفقيه: 3 / 167 / 3625.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(10) الكافي: 8 / 24 / 4.
(11) محمد: 22.
(12) الرعد: 25.
(13) يونس: 80، 81.
(14) يوسف: 73.
2422

إخوة يوسف -: * (لقد علمتم ما جئنا لنفسد في
الأرض) * دلالة على أنهم فتشوا وحقق في أمرهم
أول ما دخلوا مصر للميرة بأمر يوسف (عليه السلام) بدعوى
الخوف من أن يكونوا جواسيس وعيونا أو نازلين
بها لأغراض فاسدة أخرى، فسئلوا عن شأنهم
ومحلهم ونسبهم وأمثال ذلك (1).
(انظر) عنوان: 231 " السرقة ".
15 - التارك تزويج من يرضى خلقه ودينه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جاءكم من ترضون خلقه
ودينه فزوجوه * (إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض
وفساد كبير) * (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سئل عن النكاح -: من
خطب إليكم فرضيتم دينه وأمانته فزوجوه * (إلا
تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) * (3).
(انظر) الزواج: باب 1646.
[3204]
عدم جواز إصلاح الناس
بإفساد النفس
- الإمام علي (عليه السلام) - في توبيخ بعض أصحابه -:
إنكم والله لكثير في الباحات، قليل تحت الرايات،
وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم، ولكني لا
أرى إصلاحكم بإفساد (فسادي) نفسي (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) يقول للناس بالكوفة: يا أهل
الكوفة! أتروني لا أعلم ما يصلحكم؟! بلى!
ولكني أكره أن أصلحكم بفساد نفسي (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إني لعالم بما يصلحكم ويقيم
لي أودكم، ولكني لا أصلحكم بفساد نفسي (6).
- عنه (عليه السلام): ولقد علمت أن الذي يصلحكم هو
السيف، وما كنت متحريا صلاحكم بفساد نفسي،
ولكن سيسلط عليكم بعدي سلطان صعب (7).
- عنه (عليه السلام): ولكني والله لا آتي أمرا أجد فيه
فسادا لديني طلبا لصلاح دنياي (8).
- عنه (عليه السلام): إن لم يصلحهم إلا إفسادي فلا
أصلحهم الله (9).
- عنه (عليه السلام): "... وقد عاتبتكم بدرتي التي أعاتب
بها أهلي فلم تبالوا، وضربتكم بسوطي الذي أقيم
به حدود ربي فلم ترعووا (10)، أتريدون أن
أضربكم بسيفي؟! أما إني أعلم الذي تريدون
ويقيم أودكم (11)، ولكن لا أشتري صلاحكم
بفساد نفسي، بل يسلط الله عليكم قوما فينتقم لي
منكم! فلا دنيا استمتعتم بها، ولا آخرة صرتم
إليها، فبعدا وسحقا لأصحاب السعير (12).
- إن طائفة من أصحاب أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) مشوا إليه عند تفرق الناس عنه

(1) تفسير الميزان: 11 / 224.
(2) الكافي: 5 / 347 / 3 و ح 1.
(3) الكافي: 5 / 347 / 3 و ح 1.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 69.
(5) أمالي المفيد: 207 / 40.
(6) الإرشاد: 1 / 272 وص 281.
(7) الإرشاد: 1 / 272 وص 281.
(8) نهج السعادة: 1 / 226.
(9) غرر الحكم: 3758.
(10) الإرعواء: الكف والانزجار، وقيل: هو الندم والانصراف عن
الشئ، كما في هامش الكافي.
(11) الأود - بالتحريك -: الاعوجاج. كما في هامش الكافي.
(12) الكافي: 8 / 361 / 551.
2423

وفرار كثير منهم إلى معاوية طلبا لما في يديه من
الدنيا، فقالوا له: يا أمير المؤمنين! أعط هذه
الأموال، وفضل هؤلاء الأشراف من العرب
وقريش على الموالي والعجم، ومن تخاف خلافه
عليك من الناس وفراره إلى معاوية! فقال لهم أمير
المؤمنين (عليه السلام): أتأمروني أن أطلب النصر
بالجور؟! لا والله لا أفعل ما طلعت شمس و [ما]
لاح في السماء نجم! (1).
(انظر) نهج البلاغة: الخطبة 126، البحار: 78 / 94.
[3205]
ما يدفع الفساد
الكتاب
* (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت
الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله [ل‍] يدفع بمن
يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا ولو
أجمعوا على ترك الصلاة لهلكوا، وإن الله ليدفع
بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكى... وهو قول
الله عز وجل: * (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض
لفسدت الأرض) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولولا دفع...) * -: معناه يدفع الله بالبر عن
الفاجر الهلاك (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا عباد لله ركع، وصبيان
رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إن تقوى الله دواء داء
قلوبكم... وصلاح فساد صدوركم، وطهور دنس
أنفسكم (6).
- عنه (عليه السلام): لو أن الناس حين تنزل بهم النقم،
وتزول عنهم النعم، فزعوا إلى ربهم بصدق من
نياتهم، ووله من قلوبهم، لرد عليهم كل شارد،
وأصلح لهم كل فاسد (7).

(1) أمالي المفيد: 175 / 6.
(2) البقرة: 251.
(3) الكافي: 2 / 451 / 1.
(4) نور الثقلين: 1 / 253 / 1007.
(5) نور الثقلين: 1 / 253 / 1007.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 198 و 178.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 198 و 178.
2424

(419)
الفسق
انظر:
الهداية: باب 4003، 4004.
2425

[3206]
الفسق
الكتاب
* (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل
لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة
وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن
تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق) * (1).
* (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن
الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن
أطعتموهم إنكم لمشركون) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): معنى الفسق فكل
معصية من المعاصي الكبار فعلها فاعل، أو دخل
فيها داخل بجهة اللذة والشهوة والشوق الغالب،
فهو فسق وفاعله فاسق خارج من الإيمان بجهة
الفسق، فإن دام في ذلك حتى يدخل في حد
التهاون والاستخفاف، فقد وجب أن يكون
بتهاونه واستخفافه كافرا (3).
[3207]
الفاسق
الكتاب
* (المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون
بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا
الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون) * (4).
* (ولقد أنزلنا إليك آيات بينات وما يكفر بها إلا
الفاسقون) * (5).
* (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * (6).
* (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوما
فاسقين) * (7).
(انظر) البقرة: 59، آل عمران: 82، الأنعام: 49، الأعراف:
163، التوبة: 84، الأنبياء: 74، النور: 4، النمل: 12،
القصص: 32، العنكبوت: 34، الأحقاف: 20،
الذاريات: 46، الحشر: 19.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة الفاسق فأربعة:
اللهو واللغو والعدوان والبهتان (8).
- الإمام علي (عليه السلام): ألا فالحذر الحذر من طاعة
ساداتكم وكبرائكم! الذين تكبروا عن حسبهم،
وترفعوا فوق نسبهم... فإنهم قواعد أساس
العصبية، ودعائم أركان الفتنة... وهم آساس (9)

(1) المائدة: 3.
(2) الأنعام: 121.
(3) البحار: 68 / 278 / 31.
(4) التوبة: 67.
(5) البقرة: 99.
(6) المائدة: 47.
(7) الزخرف: 54.
(8) تحف العقول: 22.
(9) آساس بالمد: جمع أساس، دعامة الشئ. والأحلاس جمع
حلس بالكسر: كساء رقيق يكون على ظهر البعير ملازما له،
فقيل لكل ملازم لشئ: هو حلسه. والعقوق: العصيان. كما في
هامش نهج البلاغة الدكتور صبحي الصالح.
2426

الفسوق، وأحلاس العقوق (1).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أهل الضلال -: آثروا
عاجلا وأخروا آجلا، وتركوا صافيا وشربوا
آجنا، كأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر
فألفه، وبسئ به ووافقه، حتى شابت عليه
مفارقه، وصبغت به خلائقه (2).
(انظر) الجهاد (1): باب 580.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 144.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 144.
2427

(420)
الفصاحة
البحار: 17 / 156 باب 18 " فصاحة النبي (صلى الله عليه وآله) وبلاغته ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 277، 278 " كلام لابن أبي الحديد في
أن أمير المؤمنين (عليه السلام) أفصح الناس ".
انظر:
عنوان: 460 " البلاغة "، النحو: باب 3860.
2429

[3208]
الفصاحة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفصاحة زينة الكلام (1).
- في الزبور -: أفصحتم في الخطبة
وقصرتم في العمل، فلو أفصحتم في العمل
وقصرتم في الخطبة لكان أرجى لكم، ولكنكم
عمدتم إلى آياتي فاتخذتموها هزءا، وإلى
مظالمي فاشتهرتم بها (2).
[3209]
أفصح الناس
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن أفصح
الناس -: المجيب المسكت عند بديهة السؤال (3).
- عنه (عليه السلام): نحن أفصح وأنصح وأصبح (4).

(1) جامع الأخبار: 337 / 947.
(2) البحار: 14 / 48 و 71 / 290 / 60.
(3) البحار: 14 / 48 و 71 / 290 / 60.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 120.
2430

(421)
الفضيلة
انظر:
الجبر: باب 485، الفرائض: باب 3191، العدل: باب 2544.
الابتلاء: باب 396، عنوان: 7 " الأدب "، عنوان: 149 " الخلق ".
عنوان: 115 " الإحسان "، عنوان: 467 " الكمال ".
2431

[3210]
الفضائل
الكتاب
* (انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة
أكبر درجات وأكبر تفضيلا) * (1).
* (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم
الله ورفع بعضهم درجات...) * (2).
* (وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا
على العالمين) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الارتقاء إلى الفضائل صعب
منج، والانحطاط إلى الرذائل سهل مرد (4).
- عنه (عليه السلام): أكره نفسك على الفضائل، فإن
الرذائل أنت مطبوع عليها (5).
- عنه (عليه السلام): أقوى الوسائل حسن الفضائل (6).
- عنه (عليه السلام): باكتساب الفضائل يكبت
المعادي (7).
- عنه (عليه السلام): فخر المرء بفضله لا بأصله (8).
- عنه (عليه السلام): من قلت فضائله ضعفت وسائله (9).
- عنه (عليه السلام): عند تعاقب الشدائد تظهر فضائل
الإنسان (10).
[3211]
أجناس الفضائل
- الإمام الجواد (عليه السلام): الفضايل أربعة أجناس:
أحدها: الحكمة، وقوامها في الفكرة، والثاني:
العفة، وقوامها في الشهوة، والثالث: القوة،
وقوامها في الغضب، والرابع: العدل، وقوامه في
اعتدال قوى النفس (11).
(انظر) الخلق: باب 1105.
[3212]
ما به فضيلة الإنسان
- الإمام علي (عليه السلام): الفضيلة بحسن الكمال
ومكارم الأفعال، لا بكثرة المال وجلالة
الأعمال (12).
- عنه (عليه السلام): لكل شئ فضيلة وفضيلة الكرام
اصطناع الرجال (13).
- عنه (عليه السلام): من آثر على نفسه استحق اسم
الفضيلة (14).

(1) الإسراء: 21.
(2) البقرة: 253.
(3) الأنعام: 86.
(4) غرر الحكم: (1136 - 1137)، 2477، 2980.
(5) غرر الحكم: (1136 - 1137)، 2477، 2980.
(6) غرر الحكم: (1136 - 1137)، 2477، 2980.
(7) غرر الحكم: 4268، 6539، 8677، 6204.
(8) غرر الحكم: 4268، 6539، 8677، 6204.
(9) غرر الحكم: 4268، 6539، 8677، 6204.
(10) غرر الحكم: 4268، 6539، 8677، 6204.
(5) كشف الغمة: 3 / 138.
(12) غرر الحكم: 1925، 7302، 8845.
(13) غرر الحكم: 1925، 7302، 8845.
(14) غرر الحكم: 1925، 7302، 8845.
2432

- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء فضيلة أن
ينقص نفسه (1).
- عنه (عليه السلام): صنائع الإحسان من فضائل
الإنسان (2).
- عنه (عليه السلام): فضيلة السادة حسن العبادة (3).
- عنه (عليه السلام): الفضل أنك إذا قدرت عفوت (4).
- عنه (عليه السلام): الفضل مع الإحسان (5).
- عنه (عليه السلام): كمال الفضائل شرف الخلائق (6).
- عنه (عليه السلام): إذا حييت بتحية فحي بأحسن
منها، وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يربي
عليها، والفضل مع ذلك للبادئ (7).
- عنه (عليه السلام): تحلوا بالأخذ بالفضل، والكف عن
البغي، والعمل بالحق، والإنصاف من النفس،
واجتناب الفساد، وإصلاح المعاد (8).
- عنه (عليه السلام): فالمتقون فيها هم أهل الفضائل:
منطقهم الصواب، وملبسهم الاقتصاد (9).
[3213]
جوامع الفضائل
- الإمام علي (عليه السلام): لقد أخذ بجوامع الفضل من
رفع نفسه عن سوء المجازاة (10).
- عنه (عليه السلام): من أحسن إلى من أساء إليه فقد
أخذ بجوامع الفضل (11).
- عنه (عليه السلام): من عفى عن الجرائم فقد أخذ
بجوامع الفضل (12).
- عنه (عليه السلام): المروءة اسم جامع لسائر الفضائل
والمحاسن (13).
- عنه (عليه السلام): جماع الفضل في اصطناع الحر،
والإحسان إلى أهل الخير (14).
- عنه (عليه السلام): كن عفوا في قدرتك، جوادا في
عسرتك، مؤثرا مع فاقتك، يكمل لك الفضل (15).
- عنه (عليه السلام): إذا اتقيت المحرمات، وتورعت
عن الشبهات، وأديت المفروضات، وتنفلت
بالنوافل، فقد أكملت في الدين الفضائل (16).
[3214]
أفضل الفضائل
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الفضائل صلة الهاجر،
وإيناس النافر، والأخذ بيد العاثر (17).
- عنه (عليه السلام): الإنصاف أفضل الفضائل (18).
- عنه (عليه السلام): أفضل الفضائل بذل الرغائب،
وإسعاف الطالب، والإجمال في المطالب (19).
- عنه (عليه السلام): حفظ اللسان وبذل الإحسان من
أفضل فضائل الإنسان (20).
- عنه (عليه السلام): لا فضيلة أجل من الإحسان (21).

(1) غرر الحكم: 7039، 5834، 6559، 2131، 892، 7263.
(2) غرر الحكم: 7039، 5834، 6559، 2131، 892، 7263.
(3) غرر الحكم: 7039، 5834، 6559، 2131، 892، 7263.
(4) غرر الحكم: 7039، 5834، 6559، 2131، 892، 7263.
(5) غرر الحكم: 7039، 5834، 6559، 2131، 892، 7263.
(6) غرر الحكم: 7039، 5834، 6559، 2131، 892، 7263.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 62.
(8) غرر الحكم: 4534.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(10) غرر الحكم: 5139.
(11) غرر الحكم: 8905، 8499، 2178، 4797، 7179، 4148. 3357، و 805، وانظر الثواب: باب 471، 3280، 4899، 10625.
(12) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(13) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(14) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(15) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(16) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(17) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(18) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(19) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(20) تقدم آنفا تحت رقم 11.
(21) تقدم آنفا تحت رقم 11.
2433

- عنه (عليه السلام): لا منقبة أفضل من الإحسان (1).
- عنه (عليه السلام): أكرم من ودك واصفح عن عدوك يتم
لك الفضل (2).
- عنه (عليه السلام): إن مقابلة الإساءة بالإحسان،
وتغمد الجرائم بالغفران، لمن أحسن الفضائل
وأفضل المحامد (3).
- عنه (عليه السلام): من أفضل الفضائل اصطناع
الصنائع، وبث المعروف (4).
أقول: (انظر) الخلق: باب 1112، 1119، 1120.
الإيثار: باب 2.
الخير: باب 1170.
التقوى: باب 4156.
[3215]
رأس الفضائل
- الإمام علي (عليه السلام): رأس الفضائل العلم (5).
- عنه (عليه السلام): رأس الفضائل ملك الغضب، وإماتة
الشهوة (6).
- عنه (عليه السلام): رأس الفضائل اصطناع الأفاضل (7).
- عنه (عليه السلام): غاية الفضائل العقل (8).
- عنه (عليه السلام): غاية الفضائل العلم (9).
[3216]
أهل الفضل
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إذا كان يوم
القيامة جمع الله تبارك وتعالى الأولين والآخرين
في صعيد واحد، ثم ينادي مناد: أين أهل
الفضل؟ قال: فيقوم عنق من الناس فتلقاهم
الملائكة فيقولون: وما كان فضلكم؟ فيقولون:
كنا نصل من قطعنا، ونعطي من حرمنا، ونعفو
عمن ظلمنا، فيقال لهم: صدقتم ادخلوا الجنة (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جمع الخلايق يوم
القيامة نادى مناد: أين أهل الفضل؟ فيقوم أناس
وهم يسير فينطلقون سراعا إلى الجنة، فتلقاهم
الملائكة فيقولون: إنا نراكم سراعا إلى الجنة،
فيقولون: نحن أهل الفضل، فيقولون: ما كان
فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا غفرنا، وإذا
أسئ إلينا عفونا، وإذا جهل علينا حلمنا، فيقال
لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين (11).
(انظر) الحساب: باب 842.
[3217]
أفضل الناس
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الناس في الدنيا
الأسخياء، وفي الآخرة الأتقياء (12).
- عنه (عليه السلام): إن أفضل الناس عند الله: من
أحيا عقله، وأمات شهوته، وأتعب نفسه
لصلاح آخرته (13).
- عنه (عليه السلام): إن أفضل الناس من حلم عن
قدرة، وزهد عن غنية، وأنصف عن قوة (14).

(1) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(2) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(3) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(4) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(5) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(6) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(7) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(8) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(9) غرر الحكم: 10663، 2368، 3492، 9355، 5234، 5237، 5254، 6376، 6379.
(10) الكافي: 2 / 107 / 4.
(11) تنبيه الخواطر: 1 / 124.
(12) غرر الحكم: 3210، 3579، 3477.
(13) غرر الحكم: 3210، 3579، 3477.
(14) غرر الحكم: 3210، 3579، 3477.
2434

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضلكم منزلة عند الله تعالى
أطولكم جوعا وتفكرا، وأبغضكم إلى الله تعالى
كل نؤوم وأكول وشروب (1).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل عباد الله عند الله إمام
عادل، هدي وهدى، فأقام سنة معلومة، وأمات
بدعة مجهولة (2).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب له إلى الحارث
الهمذاني -: واعلم أن أفضل المؤمنين
أفضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله، فإنك
ما تقدم من خير يبق لك ذخره، وما تؤخره يكن
لغيرك خيره (3).
- عنه (عليه السلام): أفضل الخلق أقضاهم بالحق (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس! إن أفضل الناس
من تواضع عن رفعة، وزهد عن غنية، وأنصف
عن قوة، وحلم عن قدرة، ألا وإن أفضل الناس
عبد أخذ من الدنيا الكفاف، وصاحب فيها
العفاف، وتزود للرحيل، وتأهب للمسير (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أفضل الناس عند الله من
كان العمل بالحق أحب إليه، - وإن نقصه وكرثه -
من الباطل وإن جر إليه فائدة وزاده (6).
- عنه (عليه السلام): قيل للعبد الصالح لقمان: أي
الناس أفضل؟ قال: المؤمن الغني، قيل: الغني
من المال؟ فقال: لا، ولكن الغني من العلم الذي إن
احتيج إليه انتفع بعلمه، وإن استغني عنه اكتفى،
وقيل: فأي الناس أشر؟ قال: الذي لا يبالي أن
يراه الناس مسيئا (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أفضل الناس -:
من قل طعمه وضحكه، ورضي بما يستر عورته (8).
- المسيح (عليه السلام) - لما سئل عن أفضل الناس -:
من كان منطقه ذكرا، وصمته فكرا، ونظره
عبرة (9).
(انظر) المعرفة: باب 2585.
الايمان: باب 298.
التقوى: باب 4163.
الدنيا: باب 1244.
[3218]
أفضل الأخلاق
- الإمام علي (عليه السلام): إن أفضل أخلاق الرجال
الحلم (10).
- عنه (عليه السلام): السخاء والحياء أفضل الخلق (11).
(انظر) الخلق: باب 1119.
الإيثار: باب 2.
الخير: باب 1170، باب 3214.
[3219]
الفضيلة (م)
- الإمام علي (عليه السلام): الفضل مع الإحسان (12).
2435

- عنه (عليه السلام): الجهل بالفضائل من أقبح
الرذائل (1).
- عنه (عليه السلام): أفضل شئ الرفق (2).
- عنه (عليه السلام): إنما يعرف الفضل لأهل الفضل
أولوا الفضل (3).
- عنه (عليه السلام): خذ على عدوك بالفضل، فإنه أحد
الظفرين (4).
- عنه (عليه السلام): يأتي على الناس زمان عضوض،
يعض الموسر فيه على ما في يديه ولم يؤمر بذلك،
قال الله سبحانه: * (ولا تنسوا الفضل بينكم) * (5).
2436

(422)
الفقر
البحار: 72 / 1 باب 58 " فضل الفقر والفقراء ".
كنز العمال: 6 / 467، 522، 612، 632 " الفقر والفقراء ".
كنز العمال: 6 / 618 " الفقر الاضطراري ".
كنز العمال: 6 / 491 " فقر النبي (صلى الله عليه وآله) ".
البحار: 76 / 314 باب 60 " ما يورث الفقر والغنى ".
المحجة البيضاء: 7 / 313 " كتاب الفقر والزهد ".
انظر:
عنوان: 29 " البخل "، 397 " الغنى "، 185 " الرزق "، 500 " المال ".
الحرص: باب 789، السؤال (2): باب 1709، 1711 - 1715، 1723، الضيف: باب 2392.
2437

[3220]
الفقر والكفر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كاد الفقر أن يكون كفرا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر،
فقال رجل: أيعدلان؟ قال: نعم (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لولا رحمة ربي على فقراء أمتي كاد
الفقر يكون كفرا (3).
أقول: قال المجلسي رضوان الله عليه في
تبيين قوله (صلى الله عليه وآله): كاد الفقر أن يكون كفرا:
توضيح: هذه الرواية من المشهورات بين
الخاصة والعامة، وفيها ذم عظيم للفقر،
ويعارضها الأخبار السابقة وما روي عن
النبي (صلى الله عليه وآله): " الفقر فخري وبه أفتخر "، وقوله (صلى الله عليه وآله):
" اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا واحشرني
في زمرة المساكين "، ويؤيد هذه الرواية ما رواه
العامة عنه (صلى الله عليه وآله): " الفقر سواد الوجه في الدارين ".
وقد قيل في الجمع بينها وجوه:
قال الراغب في المفردات: الفقر يستعمل على
أربعة أوجه:
الأول: وجود الحاجة الضرورية، وذلك عام
للإنسان ما دام في دار الدنيا بل عام للموجودات
كلها، وعلى هذا قوله تعالى: * (يا أيها الناس أنتم
الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد) * (4) وإلى هذا
الفقر أشار بقوله في وصف الإنسان: * (وما
جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام) * (5).
والثاني: عدم المقتنيات، وهو المذكور في
قوله: * (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله - إلى
قوله - يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) * (6)
* (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) * (7).
الثالث: فقر النفس، وهو الشره المعني
بقوله (صلى الله عليه وآله): " كاد الفقر أن يكون كفرا "، وهو
المقابل بقوله: " الغنى غنى النفس "، والمعني
بقولهم: " من عدم القناعة لم يفده المال غنى ".
الرابع: الفقر إلى الله المشار إليه بقوله (صلى الله عليه وآله):
" اللهم أغنني بالافتقار إليك، ولا تفقرني
بالاستغناء عنك "، وإياه عني بقوله تعالى: * (رب
إني لما أنزلت إلي من خير فقير) * (8) وبهذا ألم
الشاعر فقال:
ويعجبني فقري إليك ولم يكن * ليعجبني لولا محبتك الفقر
ويقال: افتقر فهو مفتقر وفقير، ولا يكاد يقال:

(1) الكافي: 2 / 307 / 4.
(2) كنز العمال: 16687.
(3) جامع الأخبار: 300 / 817.
(4) فاطر: 15.
(5) الأنبياء: 8.
(6) البقرة: 273.
(7) التوبة: 60
(8) القصص: 24.
2438

فقر، وإن كان القياس يقتضيه، وأصل الفقير هو
المكسور الفقار، انتهى (1).
وهذا أحسن ما قيل في هذا المقام، ومنهم من
حمل سواد الوجه على المدح، أي إنه كالخال
الذي على وجه المحبوب فإنه يزينه ولا يشينه،
وقيل: المراد بالوجه ذات الممكن، ومن الفقر
احتياجه في وجوده وسائر كمالاته إلى الغير،
وكون ذلك الاحتياج سواد وجهه عبارة عن لزومه
لذاته بحيث لا ينفك كما لا ينفك السواد عن محله،
ولا يخفى بعدهما، والأظهر حمله مع صحته على
الفقر المذموم كما مر.
وقال الغزالي في شرح هذا الخبر: إذ الفقر
مع الاضطرار إلى ما لابد منه قارب أن يوقع في
الكفر، لأنه يحمل على حسد الأغنياء والحسد
يأكل الحسنات، وعلى التذلل لهم بما يدنس به
عرضه وينثلم به دينه، وعلى عدم الرضا بالقضاء
وتسخط الرزق، وذلك إن لم يكن كفرا فهو جار
إليه، ولذلك استعاذ المصطفى من الفقر.
وقال بعضهم: لأن أجمع عندي أربعين ألف
دينار حتى أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذل
في سؤال الناس، ووالله ما أدري ماذا يقع مني لو
ابتليت ببلية من فقر أو مرض، فلعلي أكفر
ولا أشعر، فلذلك قال: " كاد الفقر أن يكون كفرا "
لأنه يحمل المرء على كل صعب وذلول، وربما
يؤديه إلى الاعتراض على الله والتصرف في ملكه،
والفقر نعمة من الله داع إلى الإنابة والالتجاء
إليه والطلب منه، وهو حلية الأنبياء وزينة الأولياء
وزي الصلحاء، ومن ثم ورد خبر: " إذا رأيت الفقر
مقبلا فقل: مرحبا بشعار الصالحين "، فهو نعمة
جليلة بيد أنه مؤلم شديد التحمل.
قال الغزالي: هذا الحديث ثناء على المال،
ولا تقف على وجه الجمع بين المدح والذم إلا بأن
تعرف حكمة المال ومقصوده وفوائده وغوائله،
حتى ينكشف لك أنه خير من وجه شر من وجه،
وليس بخير محض ولا بشر محض، بل هو سبب
للأمرين معا: يمدح مرة ويذم مرة، والبصير المميز
يدرك أن الممدوح منه غير المذموم.
وقال بعض أصحابنا في الدعاء: نعوذ بك
من الفقر والقلة، قيل: الفقر المستعاذ منه إنما
هو فقر النفس الذي يفضي بصاحبه إلى كفران نعم
الله ونسيان ذكره، ويدعوه إلى سد الخلة بما
يتدنس به عرضه ويثلم به دينه، والقلة تحمل على
قلة الصبر أو قلة العدد. وفي الخبر أنه (صلى الله عليه وآله)
تعوذ من الفقر، وقال: " الفقر فخري وبه أفتخر
على سائر الأنبياء ". وقد جمع بين القولين بأن
الفقر الذي تعوذ منه (صلى الله عليه وآله) الفقر إلى الناس والذي
دون الكفاف، والذي افتخر به الفقر إلى الله تعالى،
وإنما كان هذا فخرا له على سائر الأنبياء مع
مشاركتهم له فيه، لأن توحيده واتصاله بالحضرة
الإلهية وانقطاعه إليه كان في الدرجة التي لم يكن
لأحد مثلها في العلو، ففقره إليه كان أتم وأكمل من
فقر سائر الأنبياء.
وقال الكرماني في شرح البخاري في
قوله (صلى الله عليه وآله): " أعوذ بك من الفقر ": استدل به على
تفضيل الغنى، وبقوله تعالى: * (إن ترك خيرا) *
2439

أي مالا، وبأنه (صلى الله عليه وآله) توفي على أكمل حالاته،
وهو موسر بما أفاء الله عليه وبأن الغني وصف
للحق، وحديث: " أكثر أهل الجنة الفقراء "، إخبار
عن الواقع، كما يقال: أكثر أهل الدنيا الفقراء،
وأما تركه الطيبات، فلأنه لم يرض أن يستعجل
من الطيبات.
وأجاب الآخرون بأنه إيماء إلى أن علة
الدخول الفقر، وتركه الطيبات يدل على فضل
الفقر، واستعاذته من الفقر معارض باستعاذته من
الغنى، ولا نزاع في كون المال خيرا بل في
الأفضل، وكان عند وفاته (صلى الله عليه وآله) درعه مرهونا،
وغنى الله تعالى بمعنى آخر. انتهى.
وذهب أكثرهم إلى أن الكفاف أفضل من الغنى
والفقر فإنه سالم من آفاتهما، وليس ببعيد.
وقال بعضهم: هذا كله صحيح لكن لا يدفع
أصل السؤال في أيهما أفضل الغنا أو الفقر؟ لأن
النزاع إنما ورد في حق من اتصف بأحد الوصفين
أيهما في حقه أفضل وقيل: إن السؤال أيهما أفضل
لا يستقيم، لاحتمال أن يكون لأحدهما من العمل
الصالح ما ليس للآخر، فيكون أفضل، وإنما يقع
السؤال عنهما إذا استويا بحيث يكون لكل منهما
من العمل ما يقاوم به عمل الآخر، فتعلم أيهما
أفضل عند الله، ولذا قيل: صورة الاختلاف في
فقير ليس بحريص، وغني ليس بممسك، إذ
لا يخفى أن الفقير القانع أفضل من الغني البخيل،
وأن الغني المنفق أفضل من الفقير الحريص، قال:
وكل ما يراد لغيره ولا يراد لعينه ينبغي أن يضاف
إلى مقصوده فيه ليظهر فضله، فالمال ليس
محذورا لعينه، بل لكونه قد يعوق عن الله، وكذا
العكس، فكم من غني لم يشغله غناه عن الله، وكم
من فقير شغله فقره عن الله.
إلى أن قال: وإن أخذت بالأكثر فالفقير عن
الخطر أبعد، لأن فتنة الغنى أشد من فتنة الفقر.
وقال بعضهم: كلام الناس في أصل المسألة
يختلف، فمنهم من فضل الفقر، ومنهم من فضل
الغنى، ومنهم من فضل الكفاف، وكل ذلك خارج
عن محل الخلاف أي الحالين أفضل عند الله للعبد
حتى يتكسب ذلك ويتخلق به، هل التقلل من
المال أفضل ليتفرغ قلبه عن الشواغل، وينال لذة
المناجاة ولا ينهمك في الاكتساب ليستريح من
طول الحساب؟ أو التشاغل باكتساب المال
أفضل ليستكثر من القرب من البر والصلة لما في
ذلك من النفع المتعدي.
قال: وإذا كان الأمر كذلك فالأفضل ما اختاره
النبي (صلى الله عليه وآله) وجمهور أصحابه من التقلل في الدنيا
والبعد عن زهرتها، ويبقى النظر فيمن حصل له
شئ من الدنيا بغير تكسب منه كالميراث وسهم
الغنيمة هل الأفضل أن يبادر إلى إخراجه في
وجوه البر حتى لا يبقى منه شئ أو يتشاغل
بتثميره ليستكثر من نفعه المتعدي.
قال: وهو على القسمين الأولين.
وقال ابن حجر: مقتضى ذلك أن يبذل إلى أن
يبقى في حالة الكفاف، ولا يضر ما يتجدد من ذلك
إذا سلك هذه الطريقة. ودعوى أن جمهور
الصحابة كانوا على التقلل والزهد ممنوعة، فإن
المشهور من أحوالهم أنهم كانوا على قسمين بعد
2440

أن فتحت عليهم الفتوح، فمنهم من أبقى ما بيده
مع التقرب إلى ربه بالبر والصلة والمواساة
مع الاتصاف بغنى النفس، ومنهم من استمر على
ما كان عليه قبل ذلك، وكان لا يبقي شيئا مما
فتح عليه، وهم قليل، والأخبار في ذلك
متعارضة، ومن المواضع التي وقع فيها التردد
من لا شئ له، فالأولى في حقه أن يستكسب
للصون عن ذل السؤال، أو يترك وينتظر ما يفتح
عليه بغير مسألة. انتهى.
وأقول: مقتضى الجمع بين أخبارنا أن الفقر
والغنى كل منهما نعمة من نعم الله تعالى، يعطي كلا
منهما من شاء من عباده بحسب ما يعلم من
مصالحه الكاملة، وعلى العبد أن يصبر على الفقر
بل يشكره ويشكر الغنى إن أعطاه ويعمل
بمقتضاه، فمع عمل كل منهما بما تقتضيه حاله
فالغالب أن الفقير الصابر أكثر ثوابا من الغني
الشاكر، لكن مراتب أحوالهما مختلفة غاية
الاختلاف، ولا يمكن الحكم الكلي من أحد
الطرفين، والظاهر أن الكفاف أسلم وأقل خطرا
من الجانبين، ولذا ورد في أكثر الأدعية طلبه
وسأله النبي (صلى الله عليه وآله) لآله وعترته، وسيأتي تمام القول
في ذلك في كتاب المكاسب إن شاء الله (1).
[3221]
ذم الفقر
- الإمام علي (عليه السلام): الفقر الموت الأكبر (2).
- عنه (عليه السلام): الفقر يخرس الفطن عن حجته،
والمقل غريب في بلدته (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر سواد الوجه في الدارين (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الفقر مع الدين السقاء الأكبر (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر أشد من القتل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الفقر مذلة للنفس، مدهشة
للعقل، جالب للهموم (7).
- عنه (عليه السلام): القبر خير من الفقر (8).
- عنه (عليه السلام) - لابنه الحسن (عليه السلام) -: لا تلم إنسانا
يطلب قوته، فمن عدم قوته كثرت خطاياه،
يا بني! الفقير حقير لا يسمع كلامه، ولا يعرف
مقامه، لو كان الفقير صادقا يسمونه كاذبا، ولو
كان زاهدا يسمونه جاهلا. يا بني! من ابتلي بالفقر
فقد ابتلي بأربع خصال: بالضعف في يقينه،
والنقصان في عقله، والرقة في دينه، وقلة الحياء
في وجهه، فنعوذ بالله من الفقر (9).
- عنه (عليه السلام) - لابنه محمد بن الحنفية -: يا بني!
إني أخاف عليك الفقر، فاستعذ بالله منه، فإن الفقر
منقصة للدين، مدهشة للعقل، داعية للمقت! (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوحى الله تعالى إلى

(1) البحار: 72 / 31 / 26.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 163.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 3.
(4) عوالي اللآلي: 1 / 40 / 41.
(5) غرر الحكم: 1309.
(6) جامع الأخبار: 299 / 816.
(7) غرر الحكم: 3428، 392.
(8) غرر الحكم: 3428، 392.
(9) جامع الأخبار: 300 / 818.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 319، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 226.
2441

إبراهيم (عليه السلام): خلقتك وابتليتك بنار نمرود، فلو
ابتليتك بالفقر ورفعت عنك الصبر فما تصنع؟ قال
إبراهيم: يا رب الفقر إلي أشد من نار نمرود،
قال الله تعالى: فبعزتي وجلالي ما خلقت في
السماء والأرض أشد من الفقر! (1).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه -: اعلم يا بني أني قد
ذقت الصبر وأنواع المر فلم أر أمر من الفقر،
فإن افتقرت يوما فاجعل فقرك بينك وبين الله،
ولا تحدث الناس بفقرك فتهون عليهم (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة من قواصم الظهر:... فقر
لا يجد صاحبه له مداويا (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الفقر في الوطن غربة (4).
- عنه (عليه السلام): الهيبة من الفقير محال (5).
(انظر) باب: 3230.
[3222]
مدح الفقر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر فخري (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الفقر فخري وبه أفتخر (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الفقر شين عند الناس، وزين
عند الله يوم القيامة (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): المصائب منح من الله،
والفقر مخزون عند الله (9).
- الإمام علي (عليه السلام): الفقر مخزون عند الله بمنزلة
الشهادة يؤتيه الله من يشاء (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر أزين للمؤمن من العذار
الحسن على خد الفرس (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الفقراء أصدقاء الله (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الفقر راحة، والغنى عقوبة (13).
- الإمام علي (عليه السلام): من أحب السلامة فليؤثر
الفقر، ومن أحب الراحة فليؤثر الزهد
في الدنيا (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللهم أحيني مسكينا،
وتوفني مسكينا، واحشرني في زمرة
المساكين (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اللهم توفني إليك فقيرا
ولا توفني غنيا، واحشرني في زمرة المساكين
يوم القيامة (16).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد،
وأخفت الله وما يخاف أحد، ولقد أتت علي
ثلاثون من يوم وليلة ومالي ولبلال طعام يأكله

(1) جامع الأخبار: 299 / 817.
(2) كنز الفوائد للكراجكي: 2 / 66.
(3) الخصال: 206 / 24.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 56.
(5) البحار: 78 / 194 / 9 و 72 / 49 / 58 وص 55 / 85.
(6) البحار: 78 / 194 / 9 و 72 / 49 / 58 وص 55 / 85.
(7) البحار: 78 / 194 / 9 و 72 / 49 / 58 وص 55 / 85.
(8) كنز العمال: 16595.
(9) الكافي: 2 / 260 / 2.
(1) البحار: 72 / 48 / 5.
(11) الكافي: 2 / 265 / 22.
(12) الفردوس: 4424.
(13) كنز العمال: 44144.
(14) غرر الحكم: 8947.
(15) كنز العمال: 16669، 16670.
(16) كنز العمال: 16669، 16670.
2442

ذو كبد إلا شئ يواريه إبط بلال (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): والذي نفس محمد بيده! ما أصبح
عند آل محمد صاع حب، ولا صاع تمر (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الأنبياء وأولاد الأنبياء
وأتباع الأنبياء خصوا بثلاث خصال: السقم في
الأبدان، وخوف السلطان، والفقر (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن الفقر -: خزانة
من خزائن الله، قيل - ثانيا -: يا رسول الله ما الفقر؟
فقال: كرامة من الله، قيل - ثالثا -: ما الفقر؟
فقال (صلى الله عليه وآله): شئ لا يعطيه الله إلا نبيا مرسلا أو
مؤمنا كريما على الله تعالى (4).
(انظر) باب: 3224.
[3223]
ما روي في تفضيل الفقر على الغنى
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوحى الله إلى موسى بن
عمران: يا موسى! ارض بكسرة خبز من شعير
تسد بها جوعتك، وخرقة تواري بها عورتك،
واصبر على المصيبات، فإذا رأيت الدنيا مقبلة
فقل: إنا لله وإنا إليه راجعون عقوبة عجلت في
الدنيا، وإذا رأيت الدنيا مدبرة والفقر مقبلا فقل:
مرحبا بشعار الصالحين (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): في مناجاة موسى (عليه السلام):
يا موسى! إذا رأيت الفقر مقبلا فقل: مرحبا
بشعار الصالحين، وإذا رأيت الغنى مقبلا فقل:
ذنب عجلت عقوبته (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر خير من الغنى، إلا من
حمل في مغرم وأعطى في نائبة (7).
- الإمام علي (عليه السلام):
دليلك أن الفقر خير من الغنى * وأن قليل المال خير من المثري
لقاؤك مخلوقا عصى الله بالغنى * ولم تر مخلوقا عصى الله بالفقر (8)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في صفة المؤمن -:
متبشرا بفقره (9).
- الإمام علي (عليه السلام): ضرر الفقر أحمد من
أشر الغنى (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد سأله رجل كيف لي أن
أعلم أمري؟ -: إذا أردت شيئا من أمور الدنيا
فعسر عليك فاعلم أنك بخير، وإذا أردت شيئا من
أمر الدنيا فيسر لك فاعلم أنه شر لك (11).
[3224]
تفسير الفقر
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سئل عن الفقر -:
شره النفس إلى كل شئ (12).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: الحرص والشره (13).

(1) كنز العمال: 16678، 16679.
(2) كنز العمال: 16678، 16679.
(3) البحار: 72 / 46 / 57 وص 47 / 58.
(4) البحار: 72 / 46 / 57 وص 47 / 58.
(5) كنز العمال: 16651.
(6) الكافي: 2 / 263 / 12.
(7) البحار: 72 / 56 / 86 و 78 / 85 / 92 و 67 / 310 / 45.
(8) البحار: 72 / 56 / 86 و 78 / 85 / 92 و 67 / 310 / 45.
(9) البحار: 72 / 56 / 86 و 78 / 85 / 92 و 67 / 310 / 45.
(10) غرر الحكم: 5904.
(11) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 233.
(12) تحف العقول: 225.
(13) معاني الأخبار: 244 / 1.
2443

- الإمام الهادي (عليه السلام): الفقر شره النفس
وشدة القنوط (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفقر الناس الطمع (2).
- الإمام علي (عليه السلام): أفقر الناس من قتر على نفسه
مع الغنى والسعة وخلفه لغيره (3).
- عنه (عليه السلام): لا فقر كالجهل (4).
- عنه (عليه السلام): أكبر الفقر الحمق (5).
- عنه (عليه السلام): رب فقير أغنى من كل غني (6).
(انظر) الغنى: باب 3112.
باب: 3230.
الحرص: باب 789.
عنوان 321 " الطمع "، 266 " الشره ".
باب 3222 حديث 15715.
[3225]
من هو الفقير؟
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس... ما الصعلوك
فيكم؟ قالوا: الرجل الذي لامال له، فقال: بل
الصعلوك حق الصعلوك من لم يقدم من ماله شيئا
يحتسبه عند الله وإن كان كثيرا من بعده (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - للحسين بن عثمان -:
أتدري ما الصعلوك المختال؟ قال - الحسين بن
عثمان -: فقلنا: القليل المال؟ قال:
لا، هو الذي لا يتقرب إلى الله عز وجل بشئ
من ماله (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أتدرون ما المفلس؟ فقيل:
المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع له، فقال:
المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة
وصيام وزكاة ويأتي قد شتم وقذف هذا، وأكل
مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطي هذا
من حسناته وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته
قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت
عليه ثم طرح في النار، بل قد يقال: إن
المفلس حقيقة هو هذا (9).
[3226]
أفقر الناس
- الإمام علي (عليه السلام) - وقد سئل أي فقر أشد؟ -:
الكفر بعد الإيمان (10).
- في صحف إدريس: لا غنى لمن استغنى
عني، ولا فقر بمن افتقر إلي (11).
(انظر) الغنى: باب 3114.
[3227]
فقر النفس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر فقر القلب (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في وصيته لجابر بن يزيد
الجعفي -: لا فقر كفقر القلب، ولاغنى كغنى

(1) البحار: 78 / 368 / 3 و 73 / 168 / 1.
(2) البحار: 78 / 368 / 3 و 73 / 168 / 1.
(3) غرر الحكم: 3342.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 54 و 38.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 54 و 38.
(6) غرر الحكم: 5326.
(7) البحار: 77 / 150 / 86.
(8) الخصال: 87 / 19.
(9) البحار: 72 / 6 / 3 و 77 / 377 / 1 و ج 95 / 462 و 72 / 56 / 86.
(10) البحار: 72 / 6 / 3 و 77 / 377 / 1 و ج 95 / 462 و 72 / 56 / 86.
(11) البحار: 72 / 6 / 3 و 77 / 377 / 1 و ج 95 / 462 و 72 / 56 / 86.
(12) البحار: 72 / 6 / 3 و 77 / 377 / 1 و ج 95 / 462 و 72 / 56 / 86.
2444

النفس (1).
- الإمام علي (عليه السلام): أكبر البلاء فقر النفس (2).
- عنه (عليه السلام): فقر النفس شر الفقر (3).
(انظر) الغنى: باب 3115.
[3228]
معيار الغنى والفقر
- الإمام علي (عليه السلام): الغنى والفقر بعد العرض
على الله (4).
- عنه (عليه السلام): لا فقر بعد الجنة، ولا غنى
بعد النار (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): اتخذوا عند
الفقراء أيادي، فإن لهم دولة يوم
القيامة (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر فقران: فقر
الدنيا وفقر الآخرة، ففقر الدنيا غنى
الآخرة، وغنى الدنيا فقر الآخرة ذلك
الهلاك، حب مالها وزينتها، فذلك فقر
الآخرة وعذاب الآخرة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تستخفوا بفقراء شيعة
علي وعترته من بعده، فإن الرجل منهم ليشفع
في مثل ربيعة ومضر (8).
[3229]
الفقر الممدوح والمذموم
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عما يروى عن
أبي ذر: ثلاثة يبغضها الناس وأنا أحبها -: أحب
الموت وأحب الفقر وأحب البلاء -: إن هذا ليس
على ما يرون، إنما عنى: الموت في طاعة الله
أحب إلي من الحياة في معصية الله، والفقر في
طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله،
والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في
معصية الله (9).
- عنه (عليه السلام) - وقد سئل عن حديث يروى أن
رجلا قال لأمير المؤمنين (عليه السلام): إني أحبك، فقال
له: أعد للفقر جلبابا -: ليس هكذا قال، إنما قال
له: أعددت لفاقتك جلبابا، يعني يوم القيامة (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا يبلغ أحدكم حقيقة
الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال: يكون
الموت أحب إليه من الحياة، والفقر أحب إليه من
الغنى، والمرض أحب إليه من الصحة، قلنا: ومن
يكون كذلك؟! قال: كلكم، ثم قال: أيما أحب إلى
أحدكم: يموت في حبنا أو يعيش في بغضنا؟
فقلت - أي فضيل بن يسار -: نموت والله في
حبكم أحب إلينا، قال: وكذلك الفقر والغنى،
والمرض والصحة، قلت: إي والله (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الفقر معنا خير من

(1) تحف العقول: 286.
(2) غرر الحكم: 2965، 6547.
(3) غرر الحكم: 2965، 6547.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 452.
(5) تحف العقول: 216.
(6) كنز العمال: 16582، 16676.
(7) كنز العمال: 16582، 16676.
(8) البحار: 72 / 35 / 27.
(9) معاني الأخبار: 165 / 1.
(10) البحار: 72 / 40 / 37 و ح 38.
(11) البحار: 72 / 40 / 37 و ح 38.
2445

الغنى مع غيرنا، والقتل معنا خير من الحياة
مع غيرنا (1).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه -: يا بني! الفقر خير
من أن تظلم وتطغى (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): غنى يحجزك عن الظلم
خير من فقر يحملك على الإثم (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الفقر الفادح أجمل من
الغنى الفاضح (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الفقر الموت الأحمر
فقلت - يعني الراوي - لأبي عبد الله (عليه السلام): الفقر من
الدينار والدرهم؟ فقال: لا، ولكن من الدين (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقر خير للمؤمن من الغنى،
إلا من حمل كلا أو أعطى في نائبة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): الصبر على الفقر مع العز
أجمل من الغنى مع الذل (7).
- عنه (عليه السلام): ضرر الفقر أحمد من أشر الغنى (8).
- عنه (عليه السلام): كم من منقوص رابح، ومزيد
خاسر (9).
[3230]
الفقر من الدين موت أحمر
- الإمام الصادق (عليه السلام): الفقر الموت الأحمر،
فقيل: الفقر من الدنانير والدراهم؟ قال:
لا، ولكن من الدين (10).
- الإمام علي (عليه السلام): الفقر مع الدين الموت
الأحمر (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: الفقر
الموت الأكبر، فقيل له: الفقر من الدينار
والدرهم؟ فقال: الفقر من الدين (12).
(انظر) الدين: باب 1305
باب 3224.
باب 3221.
[3231]
تحقير الفقير
الكتاب
* (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة
الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا) * (13).
* (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شئ وما من
حسابك عليهم من شئ فتطردهم فتكون من
الظالمين) * (14).

(1) الخرائج والجرائح: 2 / 739 / 54.
(2) البحار: 13 / 427 / 22.
(3) الفقيه: 3 / 166 / 3614.
(4) غرر الحكم: 1536.
(5) الكافي: 2 / 266 / 2.
(6) تنبيه الخواطر: 1 / 303.
(7) غرر الحكم: 2022، 5904، 6960.
(8) غرر الحكم: 2022، 5904، 6960.
(9) غرر الحكم: 2022، 5904، 6960.
(10) معاني الأخبار: 259 / 1.
(11) غرر الحكم: 1308.
(12) البحار: 77 / 63 / 4.
(13) الكهف: 28.
(14) الأنعام: 52. كان سبب نزولها أنه كان بالمدينة قوم
فقراء مؤمنون يسمون أصحاب الصفة، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعاهدهم
بنفسه ويقربهم ويقعد معهم ويؤنسهم، وكان إذا جاء الأغنياء
والمترفون ينكرون عليه ذلك، ويقولوا له: اطردهم عنك،...
فقال رجل من الأنصار يوما وقد لزق رجل من أصحابه به
يحدثه، فقال الأنصاري: اطرد هؤلاء عنك، فأنزل الله
: * (ولا تطرد...) * البحار: 72 / 38 ملخصا.
2446

- الإمام علي (عليه السلام): لا تحقروا ضعفاء إخوانكم،
فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عز وجل بينهما
في الجنة إلا أن يتوب (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من حقر مؤمنا مسكينا
لم يزل الله له حاقرا ماقتا حتى يرجع عن
محقرته إياه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من استذل مؤمنا أو مؤمنة أو
حقره لفقره أو قلة ذات يده، شهره الله تعالى يوم
القيامة ثم يفضحه (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): قال الله تعالى لموسى (عليه السلام):
يا موسى! لا تستذل الفقير، ولا تغبط الغني
بالشئ اليسير (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من لقي فقيرا مسلما فسلم
عليه خلاف سلامه على الغني، لقي الله عز وجل
يوم القيامة وهو عليه غضبان (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا ومن استخف بفقير مسلم
فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم
القيامة، إلا أن يتوب. وقال (صلى الله عليه وآله): من أكرم فقيرا
مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض (6).
[3232]
ما ينفي الفقر
- الإمام علي (عليه السلام) - في الاستعانة من الله
سبحانه -: أستعينه فاقة إلى كفايته، إنه
لا يضل من هداه، ولا يئل من عاداه، ولا يفتقر
من كفاه (7).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -: لن
يهلك من اقتصد، ولن يفتقر من زهد (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ضمنت لمن اقتصد
أن لا يفتقر (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): البر وصدقة السر
ينفيان الفقر (10).
- الإمام علي (عليه السلام): داووا الفقر بالصدقة
والبذل (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): صلة الرحم تزيد في العمر،
وتنفي الفقر (12).
- الإمام علي (عليه السلام): لا مال أذهب بالفاقة من
الرضا بالقوت... الصبر جنة من الفاقة (13).
- عنه (عليه السلام): من ألح عليه الفقر فليكثر من
قول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (14).
(انظر) الحج: باب 795.
[3233]
ما يوجب الفقر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تفاقر افتقر (15).

(1) الخصال: 614 / 10.
(2) البحار: 72 / 52 / 78 وص 44 / 52 وص 43 / 49.
(3) البحار: 72 / 52 / 78 وص 44 / 52 وص 43 / 49.
(4) البحار: 72 / 52 / 78 وص 44 / 52 وص 43 / 49.
(5) أمالي الصدوق: 359 / 5.
(6) البحار: 72 / 37 / 30.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 2.
(8) البحار: 77 / 212 / 1.
(9) الخصال: 9 / 32.
(10) البحار: 74 / 81 / 83.
(11) غرر الحكم: 5156.
(12) البحار: 74 / 103 / 61.
(13) تحف العقول: 90.
(14) غرر الحكم: 9055.
(15) البحار: 76 / 316 / 6.
2447

- الإمام علي (عليه السلام): إظهار الحرص
يورث الفقر (1).
- عنه (عليه السلام): حكم بالفاقة على مكثرها - يعني
الدنيا - وأعين بالراحة من رغب عنها (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - عن آبائه -: من لم يسأل
الله من فضله افتقر (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأمانة تجلب الغناء،
والخيانة تجلب الفقر (4).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الأشياء لما ازدوجت،
ازدوج الكسل والعجز، فنتج منهما الفقر (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لأبي النعمان -: لا تستأكل
بنا الناس، فلا يزيدك الله بذلك إلا فقرا (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من فتح على نفسه بابا من
المسألة فتح الله عليه بابا من الفقر (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أيما رجل دعا على ولده
أورثه الفقر (8).
- الإمام علي (عليه السلام): ترك نسج العنكبوت في
البيوت يورث الفقر، والبول في الحمام يورث
الفقر، والأكل على الجنابة يورث الفقر، والتخلل
بالطرفاء يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث
الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر،
واليمين الفاجرة تورث الفقر، والزنا يورث الفقر،
وإظهار الحرص يورث الفقر، والنوم بين
العشاءين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس
يورث الفقر، وترك التقدير في المعيشة
يورث الفقر وقطيعة الرحم يورث الفقر،
واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع
إلى الغناء يورث الفقر، ورد السائل الذكر
بالليل يورث الفقر (9).
- عنه (عليه السلام): رب غنى أورث الفقر الباقي (10).
(انظر) البحار: 76 / 74، 86، 117، 121، 144،
165، 175، 315، فإن فيها أخبارا ضعافا
فيما ينفي الفقر أو يوجبه.
[3234]
اعتذار الله سبحانه من الفقراء!
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل يلتفت
يوم القيامة إلى فقراء المؤمنين شبيها بالمعتذر
إليهم، فيقول: وعزتي وجلالي ما أفقرتكم
في الدنيا من هوان بكم علي، ولترون ما
أصنع بكم اليوم (11).
- عنه (عليه السلام): إن الله جل ثناؤه ليعتذر إلى
عبده المؤمن المحوج في الدنيا كما يعتذر
الأخ إلى أخيه، فيقول: وعزتي وجلالي
ما أحوجتك في الدنيا من هوان كان بك علي،
فارفع هذا السجف فانظر إلى ما عوضتك من
الدنيا، قال: فيرفع فيقول: ما ضرني ما منعتني مع ما عوضتني (12).

(1) البحار: 76 / 314 / 1.
(2) تحف العقول: 221.
(3) البحار: 76 / 316 / 6 و 75 / 114 / 6.
(4) البحار: 76 / 316 / 6 و 75 / 114 / 6.
(5) تحف العقول: 220.
(6) البحار: 78 / 184 / 11 و 103 / 20 / 4 و 104 / 99 / 77.
(7) البحار: 78 / 184 / 11 و 103 / 20 / 4 و 104 / 99 / 77.
(8) البحار: 78 / 184 / 11 و 103 / 20 / 4 و 104 / 99 / 77.
(9) الخصال: 504 / 2.
(10) غرر الحكم: 5328.
(11) البحار: 72 / 11 / 11.
(12) الكافي: 2 / 264 / 18.
2448

منعتني مع ما عوضتني (1).
3235]
زينة الفقر
الكتاب
* (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون
ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف
تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): العفاف زينة الفقر (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمن له قوة في دين...
وقصد في غنى، وتجمل في فاقة (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من أظهر فقره أذل قدره (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أشد شئ مؤنة إخفاء
الفاقة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إخفاء الفاقة والأمراض
من المروة (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله جعل الفقر أمانة
عند خلقه، فمن ستره أعطاه الله مثل أجر الصائم
القائم (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الفقر أمانة، فمن كتمه كان عبادة،
ومن باح به فقد قلد إخوانه المسلمين (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله يحب المؤمن إذا كان
فقيرا متعففا (9).
(انظر) السؤال (2): باب 1712.
الصدقة: باب 2240.
الجمال: باب 539.
عنوان 210 " الزينة "، 360 " العفة ".
وسائل الشيعة: 3 / 342 باب 3.
[3236]
الفقراء ملوك الجنة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقراء ملوك أهل الجنة،
والناس كلهم مشتاقون إلى الجنة والجنة مشتاقة
إلى الفقراء (10).
- الإمام علي (عليه السلام): ملوك الدنيا والآخرة
الفقراء الراضون (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبواب الجنة مفتحة على
الفقراء (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اطلعت في الجنة فرأيت أكثر
أهلها الفقراء (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سأله أبو ذر: الخائفون
الخاشعون المتواضعون الذاكرون الله كثيرا
يسبقون الناس إلى الجنة؟ -: لا، ولكن فقراء
المؤمنين يأتون فيتخطون رقاب الناس (14).

(1) الكافي: 2 / 264 / 18.
(2) البقرة: 273.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 68.
(4) الكافي: 2 / 231 / 4.
(5) غرر الحكم: 8555.
(6) البحار: 78 / 249 / 87.
(7) غرر الحكم: 1146.
(8) الكافي: 2 / 260 / 3.
(9) كنز العمال: 16596.
(9) كنز العمال: 16649.
(10) البحار: 72 / 49 / 58.
(11) غرر الحكم: 9816.
(12) البحار: 72 / 46 / 57.
(13) مسند أحمد بن حنبل: 2086.
(14) البحار: 72 / 54 / 85.
2449

- عنه (صلى الله عليه وآله): من مات ولم يترك درهما
ولا دينارا لم يدخل الجنة أغنى منه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن فقراء المسلمين
يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم
بأربعين خريفا، ثم قال: سأضرب لك مثل ذلك،
إنما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر،
فنظر في إحداهما فلم ير فيها شيئا فقال:
أسربوها، ونظر في ا [لأ] خرى فإذا هي موقورة
فقال: احبسوها (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبشروا يا معشر صعاليك
المهاجرين بالنور التام يوم القيامة، تدخلون
الجنة قبل أغنياء الناس بنصف يوم، وذلك خمس
مائة سنة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل
أغنيائهم بنصف يوم، وهو خمس مائة عام (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الأنبياء كلهم يدخلون الجنة قبل
سليمان بن داود بأربعين عاما (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن آخر الأنبياء دخولا
إلى الجنة سليمان، وذلك لما أعطي من الدنيا (6).
(انظر) الجنة: باب 561.
الحساب: باب 842.
[3237]
طوبى للفقراء!
الكتاب
* (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة
الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان
أمره فرطا) * (7).
(انظر) الفرقان: 10، الزخرف: 33، 35.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر الفقراء! إن الله رضي
لي أن أتأسى بمجالسكم فقال: * (واصبر نفسك مع
الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) * فإنها
مجالس الأنبياء قبلكم (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وقد سأله الفقراء: هل لنا أجر إذ
نرى الفواكه في السوق فنشتهيها وليس معنا
ناض (9) نشتري به -: وهل الأجر إلا في ذلك (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لمحمد الخزاز -: أما
تدخل السوق؟ أما ترى الفاكهة تباع والشئ مما
تشتهيه؟ فقلت: بلى، فقال: أما إن لك بكل ما تراه
فلا تقدر على شراه حسنة (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى للمساكين بالصبر،
وهم الذين يرون ملكوت السماوات والأرض (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا معشر الفقراء! أعطوا الله الرضا
من قلوبكم تظفروا بثواب فقركم وإلا فلا (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا معشر المساكين! طيبوا نفسا،
وأعطوا الله الرضا من قلوبكم، يثبكم الله عز وجل

(1) البحار: 71 / 267 / 17.
(2) الكافي: 2 / 260 / 1.
(3) كنز العمال: 16576، 16580، 16621.
(4) كنز العمال: 16576، 16580، 16621.
(5) كنز العمال: 16576، 16580، 16621.
(6) البحار: 72 / 52 / 76.
(7) الكهف: 28.
(8) كنز العمال: 16654.
(9) الناض: الدرهم والدينار عند أهل الحجاز. كما في هامش كنز
العمال.
(10) كنز العمال: 16657.
(11) البحار: 72 / 25 / 19.
(12) الكافي: 2 / 263 / 13.
(13) كنز العمال: 16655.
2450

على فقركم (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الأنبياء -: وإن
شئت ثنيت بموسى كليم الله (عليه السلام) حيث يقول:
* (رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير) * والله ما
سأله إلا خبزا يأكله (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لأبي ذر -: كيف ترى
جعيلا؟ قلت: مسكينا كشكله من الناس قال:
فكيف ترى فلانا؟ قلت: سيدا من الناس
السادات، قال: فجعيل خير من مثل هذا ملأ
الأرض! قلت: يا رسول الله! ففلان هكذا وأنت
تصنع به ما تصنع! قال: إنه رأس قومه فأتألفهم (3).
- أمية بن خالد بن أبي العيص: كان
النبي (صلى الله عليه وآله) يستفتح ويستنصر بصعاليك المسلمين (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أكرم ما يكون العبد
إلى الله أن يطلب درهما فلا يقدر عليه. قال عبد الله
بن سنان: قال أبو عبد الله (عليه السلام) هذا الكلام وعندي
مائة ألف وأنا اليوم ما أملك درهما (5).
(انظر) المحبة (4): باب 681.
[3238]
الفقر (م)
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقلل من الشهوات
يسهل عليك الفقر (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): لا تحدثوا أنفسكم
بفقر... فإنه من حدث نفسه بالفقر بخل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): رب فقير أعز من أسد (8).
- عنه (عليه السلام): درهم الفقير أزكى عند الله من
دينار الغني (9).
- عنه (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير
العمل... إن استغنى بطر وفتن، وإن افتقر
قنط ووهن (10).
- عنه (عليه السلام): بؤسى لمن - خصمه عند الله -
الفقراء والمساكين والسائلون والمدفوعون
والغارمون وابن السبيل! (11).
- عنه (عليه السلام): ما أحسن تواضع الأغنياء للفقراء
طلبا لما عند الله، وأحسن منه تيه الفقراء على
الأغنياء اتكالا على الله (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما المعطي من سعة
بأفضل من الآخذ إذا كان محتاجا (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أشقى الأشقياء من
اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة (14).

(1) البحار: 72 / 17 / 16.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 160.
(3) كنز العمال: 17100، 17107.
(4) كنز العمال: 17100، 17107.
(5) البحار: 72 / 49 / 60 و 77 / 187 / 10.
(6) البحار: 72 / 49 / 60 و 77 / 187 / 10.
(7) تحف العقول: 410.
(8) غرر الحكم: 5285، 5122.
(9) غرر الحكم: 5285، 5122.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 150، والكتاب 26، والحكمة 406.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 150، والكتاب 26، والحكمة 406.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 150، والكتاب 26، والحكمة 406.
(13) كنز العمال: 16590، 16593.
(14) كنز العمال: 16590، 16593.
2451

(423)
الفقه
انظر:
الربا: باب 1435، العبادة: باب 2491، العلم: باب 2918.
عنوان 98 " الحديث "، 365 " العقل "، 367 " العلم "، 424 " الفكر "، 158 " الدراسة ".
2453

[3239]
التفقه في الدين
الكتاب
* (وما كان المؤمنون لينفروا كآفة فلولا نفر من كل فرقة
منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا
إليهم لعلهم يحذرون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا فقهت فتفقه في دين الله (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): تفقهوا في دين الله،
فإن الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة،
والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في
الدين والدنيا، وفضل الفقيه على العابد كفضل
الشمس على الكواكب، ومن لم يتفقه في دينه لم
يرض الله له عملا (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه
في الدين، وألهمه رشده (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في
الدين، وزهده في الدنيا، وبصره عيوبه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه
في الدين، وألهمه اليقين (6).
- عنه (عليه السلام): ليتأس صغيركم بكبيركم، وليرأف
كبيركم بصغيركم، ولا تكونوا كجفاة الجاهلية،
لا في الدين يتفقهون، ولا عن الله يعقلون (7).
- عنه (عليه السلام): تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث،
وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما عبد الله تعالى بشئ أفضل
من الفقه في الدين (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل العبادة الفقه (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن لكل شئ دعامة ودعامة
هذا الدين الفقه (11).
- الإمام علي (عليه السلام): من تفقه في الدين كثر (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أف لكل مسلم لا يجعل
في كل جمعة (13) يوما يتفقه فيه أمر دينه
ويسأل عن دينه.
وروى بعض أف لكل رجل مسلم (14).
- الإمام علي (عليه السلام) - من وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: وخض الغمرات للحق حيث كان،

(1) التوبة: 122.
(2) غرر الحكم: 4076.
(3) البحار: 78 / 321 / 19.
(4) كنز العمال: 28690.
(5) كنز العمال: 28689.
(6) غرر الحكم: 4133.
(7) نهج البلاغة: الخطبة: 166 و 110.
(8) نهج البلاغة: الخطبة: 166 و 110.
(9) كنز العمال: 28752.
(10) الترغيب والترهيب: 1 / 93 / 3.
(11) كنز العمال: 28768.
(12) غرر الحكم: 7961.
(13) قال المجلسي رضوان الله عليه: المراد بالجمعة الأسبوع،
تسمية للكل باسم الجزء.
(14) البحار: 1 / 176 / 44.
2454

وتفقه في الدين (1).
[3240]
خصائص الفقيه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما ازداد عبد قط فقها في دينه
إلا ازداد قصدا في عمله (2).
- الإمام علي (عليه السلام): الورع شيمة الفقيه (3).
- عنه (عليه السلام) - في عهده إلى محمد بن أبي بكر
حين ولاه مصر -: إن أفضل الفقه الورع في
دين الله والعمل بطاعته، فعليك بالتقوى في سر
أمرك وعلانيته (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء فقها إذا عبد الله،
وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يكون الرجل فقيها
حتى لا يبالي أي ثوبيه ابتذل، وبما سد
فورة الجوع (6).
- إن رجلا جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ليعلمه القرآن،
فانتهى إلى قوله تعالى: * (فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * فقال:
يكفيني هذا وانصرف، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
انصرف الرجل وهو فقيه (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - عن آبائه (عليهم السلام) -: رفع إلى
رسول الله قوم في بعض غزواته، فقال: من القوم؟
قالوا: مؤمنون يا رسول الله، قال: وما بلغ من
إيمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء، والشكر عند
الرخاء، والرضا بالقضاء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء (8).
أقول: قال أبو حامد في بيان ما بدل من
ألفاظ العلوم: اعلم أن منشأ التباس العلوم
المذمومة بالعلوم الشرعية تحريف الأسامي
المحمودة وتبديلها ونقلها بالأغراض الفاسدة إلى
معان غير ما أراده السلف الصالح والقرن الأول،
وهي خمسة ألفاظ: الفقه، والعلم، والتوحيد،
والتذكير، والحكمة، فهذه أسامي محمودة،
والمتصفون بها أرباب المناصب في الدين،
ولكنها نقلت الآن إلى معان مذمومة فصارت
القلوب تنفر عن مذمة من يتصف بمعانيها لشيوع
إطلاق هذه الأسامي عليهم.
اللفظ الأول الفقه، فقد تصرفوا فيه
بالتخصيص لا بالنقل والتحويل، إذ خصصوه
بمعرفة الفروع الغريبة في الفتاوى، والوقوف على
دقائق عللها، واستكثار الكلام فيها، وحفظ
المقالات المتعلقة بها، فمن كان أشد تعمقا فيها
وأكثر اشتغالا بها يقال: هو الأفقه، ولقد كان اسم
الفقه في العصر الأول مطلقا على علم طريق
الآخرة، ومعرفة دقائق آفات النفوس، ومفسدات
الأعمال، وقوة الإحاطة بحقارة الدنيا، وشدة
التطلع إلى نعيم الآخرة، واستيلاء الخوف على

(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) كنز العمال: 5404.
(3) غرر الحكم: 995.
(4) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 71.
(5) كنز العمال: 28794.
(6) الخصال: 40 / 27.
(7) البحار: 92 / 107 / 2.
(8) مشكاة الأنوار: 34، راجع الإيمان: باب 259 حديث 1277.
2455

القلب، ويدلك على ذلك قول الله تبارك وتعالى:
* (ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا
إليهم) * (1) وما به الإنذار والتخويف هو هذا العلم
وهذا الفقه دون تفريعات الطلاق واللعان والسلم
والإجارة، فذلك لا يحصل به إنذار ولا تخويف،
بل التجرد له على الدوام يقسي القلب وينزع
الخشية منه كما يشاهد من المتجردين له، قال
الله تعالى: * (لهم قلوب لا يفقهون بها) * (2) وأراد
به معاني الإيمان دون الفتاوى، ولعمري الفقه
والفهم في اللغة اسمان لمعنى واحد، وإنما
يتكلم في عادة الاستعمال قديما وحديثا، وقال
تعالى: * (لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله
ذلك بأنهم قوم لا يفقهون) * (3) فأحال قلة خوفهم
من الله عز وجل واستعظامهم سطوة الخلق على
قلة الفقه، فانظر أكان ذلك نتيجة عدم الحفظ
لتفريعات الفتاوى والأقضية، أو هو نتيجة عدم ما
ذكرناه من العلوم؟
وقد قال (صلى الله عليه وآله): " علماء حكماء فقهاء " (4) للذين
وفدوا عليه، وقال (صلى الله عليه وآله): " ألا أنبئكم بالفقيه
كل الفقيه؟ قالوا: بلى، قال (صلى الله عليه وآله): " من لم
يقنط الناس من رحمة الله - سبحانه - ولم يؤمنهم
من مكر الله - عز وجل - ولم يؤيسهم من روح
الله - عز وجل - ولم يدع القرآن رغبة عنه
إلى ما سواه " (5).
وقال (صلى الله عليه وآله): " لا يفقه العبد كل الفقه حتى يمقت
الناس في ذات الله عز وجل، وحتى يرى للقرآن
وجوها كثيرة " (6).
وروي أيضا موقوفا على أبي الدرداء
مع قوله (صلى الله عليه وآله) " ثم يقبل على نفسه فيكون لها
أشد مقتا " (7).
وقال بعض السلف: إنما الفقيه الزاهد في
الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم
على عبادة ربه (8) الورع الكاف نفسه عن أعراض
المسلمين، العفيف عن أموالهم، الناصح
لجماعتهم. ولم يقل في جميع ذلك: الحافظ
لفروع الفتاوى، ولست أقول: إن اسم الفقه لم يكن
متناولا للفتاوى في الأحكام الظاهرة، ولكن كان
بطريق العموم والشمول أو بطريق الاستتباع،

(1) التوبة: 122.
(2) الأعراف: 179.
(3) الحشر: 13.
(4) الكافي: 2 / 48 / 4 وقال العراقي: هذا الخبر أخرجه أبو نعيم
في الحلية والبيهقي في الزهد والخطيب في التاريخ من حديث
سويد بن الحرث بإسناد ضعيف. كما في هامش المحجة البيضاء.
(5) أخرجه ابن عبد البر في العلم كما في المختصر: 120 عن علي
ابن أبي طالب عن النبي (صلى الله عليه وآله)، وفي سنن الدارمي: 1 / 89
بإسناده عن يحيى بن عباد عن علي (عليه السلام) أيضا، وفي تيسير
الوصول: 4 / 162 عن علي (عليه السلام)، وقال: أخرجه رزين. كما
في هامش المحجة البيضاء.
(6) أخرجه ابن عبد البر في العلم من حديث شداد بن أوس كما في
المختصر: 121 ومنتخب كنز العمال بهامش المسند: 4 / 36
عن الخطيب في المتفق والمفترق عن شداد بن أوس. وقال
العراقي: في سند الحديث صدقة بن عبد الله وهو ضعيف عندهم
مجمع على ضعفه، وهذا حديث لا يصح مرفوعا وإنما الصحيح
فيه أنه من قول أبي الدرداء، فعن أبي قلابة عنه قال: " لن تفقه
كل الفقه... الخبر ". كما في هامش المحجة البيضاء.
(7) أخرجه ابن عبد البر في العلم كما في المختصر: 121 كما في
هامش المحجة البيضاء.
(8) إلى هنا أخرجه الدارمي في سننه: 1 / 89 بإسناده عن الحسن
البصري. كما في هامش المحجة البيضاء.
2456

وكان إطلاقهم له على علم الآخرة وأحكام القلب
أكثر، فثار من هذا التخصيص تلبيس بعض الناس
على التجرد له والإعراض عن علم الآخرة
وأحكام القلب ووجدوا على ذلك معينا من الطبع،
فإن علم الباطن غامض والعمل به عسير
والتوصل به إلى طلب الولاية والقضاء والجاه
والمال متعذر، فوجد الشيطان مجالا لتحسين
ذلك في القلوب بواسطة تخصيص اسم الفقه الذي
هو اسم محمود في الشرع (1).
وقال الشهيد الثاني رضوان الله تعالى عليه
في منية المريد:... إن مجرد تعلم هذه
المسائل المدونة ليس هو الفقه عند الله تعالى،
وإنما الفقه عند الله تعالى بإدراك جلاله وعظمته،
وهو العلم الذي يورث الخوف والهيبة والخشوع
ويحمل على التقوى ومعرفة الصفات المخوفة
فيجتنبها والمحمودة فيرتكبها ويستشعر الخوف
ويستثير الحزن كما نبه الله تعالى عليه في
كتبه بقوله: * (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا
إليهم) * والذي يحصل به الإنذار غير هذا العلم
المدون، فإن مقصود هذا العلم حفظ الأموال
بشروط المعاملات، وحفظ الأبدان بالأموال،
وبدفع القتل والجراحات والمال... وإنما العلم
المهم هو معرفة سلوك الطريق إلى الله تعالى وقطع
عقبات القلب التي هي الصفات المذمومة وهي
الحجاب بين العبد وبين الله تعالى، فإذا
مات ملوثا بتلك الصفات كان محجوبا عن الله
تعالى، ومن ثم كان العلم موجبا للخشية (2).
[3241]
من هو الفقيه
- الإمام علي (عليه السلام): ألا أخبركم بالفقيه حق
الفقيه؟: من لم يرخص الناس في معاصي الله، ولم
يقنطهم من رحمة الله، ولم يؤمنهم من مكر الله، ولم
يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه (3).
- عنه (عليه السلام): الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس
من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله، ولم
يؤمنهم من مكر الله (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - وقد سأله رجل فأجابه،
فقال الرجل: إن الفقهاء لا يقولون هذا -:
يا ويحك وهل رأيت فقيها قط؟! إن الفقيه حق
الفقيه الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة،
المتمسك بسنة النبي (صلى الله عليه وآله) (5).
[3242]
ما به كمال الفقه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يفقه العبد كل الفقه حتى
يمقت الناس في ذات الله، وحتى لا يكون أحد
أمقت من نفسه (6).

(1) المحجة البيضاء: 1 / 81 - 83.
(2) منية المريد: 157.
(3) تحف العقول: 204.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 90، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 243.
(5) الكافي: 1 / 70 / 8.
(6) كنز العمال: 28950.
2457

- عنه (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لأبي ذر -: لا يفقه
الرجل كل الفقه حتى يرى الناس أمثال الأباعر،
فلا يحفل بوجودهم، ولا يغيره ذلك كما لا يغيره
وجود بعير عنده، ثم يرجع هو إلى نفسه فيكون
أعظم حاقر لها (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لأبي ذر - لا يفقه الرجل
كل الفقه حتى يرى الناس في جنب الله تبارك
وتعالى أمثال الأباعر، ثم يرجع إلى نفسه فيكون
هو أحقر حاقر لها (2).
(انظر) عنوان 333 " العجب ".
[3243]
أفقه الناس
- الإمام الصادق (عليه السلام): أنتم أفقه الناس إذا عرفتم
معاني كلامنا، إن الكلمة لتنصرف على وجوه، فلو
شاء إنسان لصرف كلامه كيف شاء ولا يكذب (3).
- عنه (عليه السلام): لا يكون الرجل منكم فقيها حتى
يعرف معاريض كلامنا (4).
- عنه (عليه السلام): إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا
فقيها حتى يلحن له فيعرف اللحن (5).
(انظر) الحديث: باب 719.
العلم: باب 2921.
[3244]
بعض علامات الفقه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من فقه الرجل أن يصلح
معيشته، وليس من حب الدنيا طلب ما
يصلحك (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من الحق أن تتفقهوا،
ومن الفقه أن لا تغتروا (7).
- عنه (عليه السلام): إن من الحزم أن تتفقهوا، ومن
الفقه أن لا تغتروا (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من فقه الرجل قلة كلامه
فيما لا يعنيه (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من علامات الفقه
الحلم والعلم والصمت (10).
[3245]
شدة الفقيه على إبليس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فقيه واحد أشد على
إبليس من ألف عابد (11).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): متفقه في
الدين أشد على الشيطان من عبادة ألف
عابد (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من شئ أقطع لظهر
إبليس من عالم يخرج في قبيلة (13).
(انظر) العلم: باب 2843.

(1) البحار: 72 / 304 / 51 و 77 / 83 / 3.
(2) البحار: 72 / 304 / 51 و 77 / 83 / 3.
(3) معاني الأخبار: 1 و 2 / 3.
(4) معاني الأخبار: 1 و 2 / 3.
(5) البحار: 2 / 208 / 101.
(6) كنز العمال: 5439.
(7) نهج السعادة: 3 / 29.
(8) البحار: 2 / 54 / 24 وص 55 / 28.
(9) البحار: 2 / 54 / 24 وص 55 / 28.
(10) الإختصاص: 232.
(11) البحار: 1 / 177 / 48 وص 213 / 10.
(12) البحار: 1 / 177 / 48 وص 213 / 10.
(13) كنز العمال: 28755.
2458

[3246]
التفقه روح العبادة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قليل الفقه خير من كثير
العبادة (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا خير في عبادة ليس فيها
تفقه، ولا خير في علم ليس فيه تفكر، ولا خير
في قراءة ليس فيها تدبر (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لا عبادة إلا بتفقه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير العبادة الفقه (4).
(انظر) العبادة: باب 2491.
[3247]
موت الفقيه
- الإمام علي (عليه السلام): إذا مات المؤمن الفقيه ثلم
في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ (5).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إذا مات المؤمن...
ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها شئ، لأن
المؤمنين الفقهاء حصون الإسلام كحصن سور
المدينة لها (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مامن أحد يموت من
المؤمنين أحب إلى إبليس من موت فقيه (7).
(انظر) العلم: باب 2844.
[3248]
آفة الفقهاء
- الإمام علي (عليه السلام): آفة الفقهاء عدم الصيانة (8).
- عنه (عليه السلام): آفة العلماء حب الرياسة (9).
- عنه (عليه السلام): آفة العلم ترك العمل به (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفقهاء أمناء الرسل ما لم
يدخلوا في الدنيا، قيل: يا رسول الله! ما دخولهم
في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان، فإذا فعلوا ذلك
فاحذروهم على أديانكم (11).
(انظر) العلم: باب 2905.

(1) كنز العمال: 28794.
(2) تحف العقول: 204.
(3) البحار: 70 / 204 / 11.
(4) كنز العمال: 28909.
(5) الكافي: 1 / 38 / 2 و ح 3 و 1.
(6) الكافي: 1 / 38 / 2 و ح 3 و 1.
(7) الكافي: 1 / 38 / 2 و ح 3 و 1.
(8) غرر الحكم: 3963، 3930، 3948.
(9) غرر الحكم: 3963، 3930، 3948.
(10) غرر الحكم: 3963، 3930، 3948.
(11) البحار: 2 / 36 / 38.
2459

(424)
الفكر
البحار: 71 / 314 باب 80 " التفكر والاعتبار ".
كنز العمال: 3 / 108، 696 " التفكر ".
المحجة البيضاء: 8 / 192 " كتاب التفكر ".
انظر:
عنوان 131 " الحيلة "، 551 " الموعظة "، 365 " العقل "، 367 " العلم ".
الصلاة (1): باب 2292، المستضعف: باب 2376، المعرفة (3): باب 2616.
العقل: باب 2787.
2461

[3249]
الفكر
- الإمام علي (عليه السلام): من أسهر عين فكرته بلغ
كنه همته (1).
- عنه (عليه السلام): الفكر يفيد الحكمة (2).
- عنه (عليه السلام): الفكر جلاء العقول (3).
- عنه (عليه السلام): الفكر ينير اللب (4).
- عنه (عليه السلام): الفكر رشد، الغفلة فقد (5).
- عنه (عليه السلام): الفكر إحدى الهدايتين (6).
- عنه (عليه السلام): الفكر في الخير يدعو إلى
العمل به (7).
- عنه (عليه السلام): الفكر في العواقب ينجي
من المعاطب (8).
- عنه (عليه السلام): الفكر يوجب الاعتبار، ويؤمن
العثار، ويثمر الاستظهار (9).
- عنه (عليه السلام): أفكر تفق (10).
- عنه (عليه السلام): ما ذل من أحسن الفكر (11).
- عنه (عليه السلام): أصل العقل الفكر، وثمرته
السلامة (12).
- عنه (عليه السلام): أصل السلامة من الزلل الفكر قبل
الفعل، والروية قبل الكلام (13).
- عنه (عليه السلام): بالفكر تنجلي غياهب الأمور (14).
- عنه (عليه السلام): إذا قدمت الفكر في جميع أفعالك
حسنت عواقبك في كل أمر (15).
- عنه (عليه السلام): دوام الفكر والحذر يؤمن الزلل،
وينجي من الغير (16).
- عنه (عليه السلام): من طالت فكرته حسنت
بصيرته (17).
- عنه (عليه السلام): كل يوم يفيدك عبرا إن
أصحبته فكرا (18).
[3250]
التفكر
الكتاب
* (كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون) * (19).
* (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا
من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم
يتفكرون) * (20).
(انظر) البقرة: 266، 269، آل عمران: 13، 137، 191،
الأنعام: 11، 36، 50، 152، الأعراف: 3، 176،

(1) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(2) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(3) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(4) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(5) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(6) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(7) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(8) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(9) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(10) غرر الحكم: 8784، 878، 935، 369، 85، 1616، 1395، 1460، 2124، 2225.
(11) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(12) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(13) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(14) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(15) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(16) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(17) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(18) غرر الحكم: 9458، 3093، 3098، 4322، 4105، 5149، 8319، 6900.
(19) البقرة: 219.
(20) الحشر: 21.
2462

185، 201، يونس: 24، 73، 101، يوسف:
109، 111، الرعد: 3، الحجر: 75، النحل: 11،
36، المؤمنون: 86، الفرقان: 50، 73، النمل: 62،
69، العنكبوت: 20، 24، 35، 43، الروم: 8، 9،
21، المؤمن: 13، 58، 82، الجاثية: 3، 5، 13،
محمد: 10، القمر: 4، 15، الحشر: 2، 21،
الحاقة: 12، المزمل: 19، الإنسان: 29.
- الإمام الحسن (عليه السلام): التفكر حياة قلب
البصير (1).
- الإمام علي (عليه السلام): نبه بالتفكر قلبك، وجاف
عن الليل جنبك، واتق الله ربك (2).
- عنه (عليه السلام): التفكر يدعو إلى البر والعمل به (3).
- عنه (عليه السلام): لا تخل نفسك من فكرة تزيدك
حكمة، وعبرة تفيدك عصمة (4).
- الإمام الحسن (عليه السلام): أوصيكم بتقوى الله وإدامة
التفكر، فإن التفكر أبو كل خير وأمه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): تمييز الباقي من الفاني
من أشرف النظر (6).
- عنه (عليه السلام): إنما البصير من سمع فتفكر،
ونظر فأبصر، وانتفع بالعبر، ثم سلك جددا
واضحا يتجنب فيه الصرعة في المهاوي (7).
- عنه (عليه السلام): رحم الله امرءا تفكر فاعتبر،
واعتبر فأبصر (أقصر)، فكأن ما هو كائن من
الدنيا عن قليل لم يكن، وكأن ما هو كائن
من الآخرة عما قليل لم يزل (8).
- عنه (عليه السلام): من تفكر أبصر (9).
- عنه (عليه السلام): فأفق أيها السامع من سكرتك،
واستيقظ من غفلتك، واختصر من عجلتك، وأنعم
الفكر فيما جاءك على لسان النبي الأمي (صلى الله عليه وآله وسلم) مما
لا بد منه ولا محيص عنه (10).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المؤمن -: مشغول وقته،
شكور صبور، مغمور بفكرته (11).
- عنه (عليه السلام): فاتقوا الله عباد الله تقية ذي لب شغل
التفكر قلبه، وأنصب الخوف بدنه (12).
- عطاء: انطلقت أنا وعبيد بن عمير إلى عائشة
وبيننا وبينها حجاب، فقالت: يا عبيد! ما يمنعك
من زيارتنا؟ فقال: قول النبي (صلى الله عليه وآله): " زرغبا تزدد
حبا "، فقال ابن عمير: أخبرينا بأعجب شئ
رأيته من رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: فبكت وقالت: كل
أمره كان عجبا، أتاني في ليلتي حتى مس جلدي
جلده ثم قال: ذريني أتعبد لربي عز وجل، فقام
إلى القربة فتوضأ منها ثم قام يصلي فبكى حتى بل
لحيته، ثم سجد حتى بل الأرض، ثم اضطجع
على جنبه حتى أتى بلال يؤذنه بصلاة الصبح،
فقال: يا رسول الله! ما يبكيك وقد غفر الله لك ما
تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال: ويحك يا بلال ما
يمنعني أن أبكي وقد أنزل الله علي في هذه الليلة:
* (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل
والنهار لايات لأولي الألباب) * ثم قال: ويل

(1) البحار: 78 / 115 / 11.
(2) الكافي: 2 / 54 / 1 وص 55 / 5.
(3) الكافي: 2 / 54 / 1 وص 55 / 5.
(4) غرر الحكم: 10307.
(5) تنبيه الخواطر: 1 / 52.
(6) غرر الحكم: 4494.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 103، والكتاب 31، والخطبة 153، والحكمة 333، والخطبة 83.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 103، والكتاب 31، والخطبة 153، والحكمة 333، والخطبة 83.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 103، والكتاب 31، والخطبة 153، والحكمة 333، والخطبة 83.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 103، والكتاب 31، والخطبة 153، والحكمة 333، والخطبة 83.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 103، والكتاب 31، والخطبة 153، والحكمة 333، والخطبة 83.
2463

لمن قرأها ولم يتفكر فيها (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن التفكر حياة قلب البصير،
كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، يحسن
التخلص، ويقل التربص (2).
[3251]
الدراسة والتفكر
- الإمام علي (عليه السلام): فضل فكر وتفهم، أنجع
من فضل تكرار ودراسة (3).
- عنه (عليه السلام): من أكثر الفكر فيما تعلم أتقن
علمه، وفهم ما لم يكن يفهم (4).
- عنه (عليه السلام): لاعلم كالتفكر (5).
(انظر) عنوان 158 " الدراسة ".
[3252]
الفكر مرآة
- الإمام علي (عليه السلام): الفكر مرآة صافية (6).
- العالم (عليه السلام): التفكر مرآتك تريك سيئاتك
وحسناتك (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الفكرة مرآة الحسنات
وكفارة السيئات (8).
- الإمام علي (عليه السلام): فكر المرء مرآة تريه
حسن عمله من قبحه (9).
[3253]
لا عبادة كالتفكر
- الإمام الرضا (عليه السلام): ليست العبادة كثرة الصلاة
والصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان أكثر عبادة أبي ذر (رحمه الله)
التفكر والاعتبار (11).
- أم أبي ذر - وقد سئلت عن عبادة أبي ذر -:
كان نهاره أجمع يتفكر في ناحية عن الناس (12).
- الإمام علي (عليه السلام): التفكر في آلاء الله
نعم العبادة (13).
- عنه (عليه السلام): التفكر في ملكوت السماوات
والأرض عبادة المخلصين (14).
- عنه (عليه السلام): تمييز الباقي من الفاني من
أشرف النظر (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعطوا أعينكم حظها من
العبادة، قالوا: وما حظها من العبادة يا رسول
الله؟ قال: النظر في المصحف والتفكر فيه
والاعتبار عند عجائبه (16).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل العبادة إدمان

(1) المحجة البيضاء: 8 / 194.
(2) البحار: 92 / 17 / 17.
(3) غرر الحكم: 6564، 8917.
(4) غرر الحكم: 6564، 8917.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 5، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 93.
(7) البحار: 71 / 325 / 19 وص 326 / 20.
(8) البحار: 71 / 325 / 19 وص 326 / 20.
(9) غرر الحكم: 6546.
(10) الكافي: 2 / 55 / 4.
(11) البحار: 71 / 323 / 6.
(12) تنبيه الخواطر: 1 / 250.
(13) غرر الحكم: 1147، 1792، 4494.
(14) غرر الحكم: 1147، 1792، 4494.
(15) غرر الحكم: 1147، 1792، 4494.
(16) المحجة البيضاء: 8 / 195.
2464

التفكر في الله وقدرته (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عبادة كالتفكر في
صنعة الله عز وجل (2).
(انظر) العبادة: باب 2494.
[3254]
فضل التفكر ساعة
- الإمام الصادق (عليه السلام): تفكر ساعة خير من
عبادة سنة * (إنما يتذكر أولوا الألباب) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): فكرة ساعة خير من
عبادة سنة (4).
- الإمام علي (عليه السلام): فكر ساعة قصيرة خير
من عبادة طويلة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله الحسن
الصيقل: تفكر ساعة خير من قيام ليلة؟ -:
نعم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تفكر ساعة خير من قيام
ليلة، قلت: كيف يتفكر؟ قال: يمر بالدور
الخربة فيقول: أين بانوك؟ أين ساكنوك؟ مالك
لا تتكلمين؟ (6).
[3255]
ما يصفي الفكر
- الإمام علي (عليه السلام): من قل أكله صفا فكره (7).
- عنه (عليه السلام): كيف تصفو فكرة من يستديم
الشبع؟! (8).
(انظر) القلب: باب 3402.
الغفلة: باب 3097.
المعرفة (1): باب 2593، 2594.
العقل: باب 2825.
[3256]
التفكر المنهي عنه
- الإمام علي (عليه السلام): الفكر في غير
الحكمة هوس (9).
- عنه (عليه السلام): من كثر فكره في المعاصي
دعته إليها (10).
- عنه (عليه السلام): من كثر فكره في اللذات
غلبت عليه (11).
- عنه (عليه السلام): من تفكر في عظمة الله أبلس (12).
(انظر) المعرفة (3): باب 2616.
[3257]
التفكر في أحوال الأمم الماضية
علم التاريخ
الكتاب
* (أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة
الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض
وعمروها أكثر مما عمروها، وجاءتهم رسلهم بالبينات
فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) * (13).

(1) الكافي: 2 / 55 / 3.
(2) أمالي الطوسي: 146 / 240.
(3) البحار: 71 / 327 / 22 وص 326 / 20.
(4) البحار: 71 / 327 / 22 وص 326 / 20.
(5) غرر الحكم: 6537.
(6) البحار: 71 / 324 / 16.
(7) غرر الحكم: 8462.
(8) غرر الحكم: 6975، 1278، 8561، 8564، 9207.
(9) غرر الحكم: 6975، 1278، 8561، 8564، 9207.
(10) غرر الحكم: 6975، 1278، 8561، 8564، 9207.
(11) غرر الحكم: 6975، 1278، 8561، 8564، 9207.
(12) غرر الحكم: 6975، 1278، 8561، 8564، 9207.
(13) الروم: 9.
2465

* (قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا
كيف كان عاقبة المكذبين) * (1).
(انظر) الأنعام: 11، يوسف: 109،
النحل: 36، النمل: 69، الروم: 42،
فاطر: 44، غافر: 21، 82، محمد: 10.
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: يا بني! إني وإن لم أكن عمرت عمر
من كان قبلي، فقد نظرت في أعمالهم، وفكرت
في أخبارهم، وسرت في آثارهم، حتى عدت
كأحدهم، بل كأني بما انتهى إلي من أمورهم قد
عمرت مع أولهم إلى آخرهم (2).
(انظر) السنة: باب 1918.
الاختلاف: باب 1045 حديث 4828.

(1) آل عمران: 137.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
2466

(425)
الفلاح
انظر:
عنوان 363 " العافية "، 508 " النجاة ".
2467

[3258]
موجبات الفلاح
الكتاب
* (قد أفلح المؤمنون * الذين هم في صلاتهم
خاشعون * والذين هم عن اللغو معرضون) * (1).
* (قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى) * (2).
* (قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها) * (3).
* (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا
من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) * (4).
* (وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم
تفلحون) * (5).
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة
وجاهدوا في سبيله لعلكم تفلحون) * (6).
* (فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون) * (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من غلب عقله هواه أفلح (8).
- عنه (عليه السلام): أطع العلم واعص الجهل تفلح (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أفلح من أخلص قلبه
للإيمان، وجعل قلبه سليما، ولسانه صادقا،
ونفسه مطمئنة، وخليقته مستقيمة، وأذنه
مستمعة، وعينه ناظرة (10).
[3259]
المفلحون
الكتاب
* (ألا إن حزب الله هم المفلحون) * (11).
* (فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا وأنفقوا
خيرا لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم
المفلحون) * (12).
(انظر) البقرة: 5، آل عمران: 104، الأعراف: 8،
157، التوبة: 88، المؤمنون: 102، النور:
51، الروم: 38، لقمان: 5.
- الإمام علي (عليه السلام): المفلح من نهض بجناح، أو
استسلم فاستراح (13).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس! شقوا أمواج الفتن بسفن
النجاة، وعرجوا عن طريق المنافرة، وضعوا
تيجان المفاخرة، أفلح من نهض بجناح، أو
استسلم فأراح (14).
(انظر) الحزب: باب 806.

(1) المؤمنون: 1 - 3.
(2) الأعلى: 14، 15.
(3) الشمس: 9، 10.
(4) الجمعة: 10.
(5) النور: 31.
(6) المائدة: 35.
(7) الأعراف: 69.
(8) غرر الحكم: 8357، 2309.
(9) غرر الحكم: 8357، 2309.
(10) الدر المنثور: 2 / 724.
(11) المجادلة: 22.
(12) التغابن: 16.
(13) غرر الحكم: 1972.
(14) نهج البلاغة: الخطبة 5.
2468

[3260]
موانع الفلاح
الكتاب
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته
إنه لا يفلح الظالمون) * (1).
* (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته
إنه لا يفلح المجرمون) * (2).
* (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما
حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) * (3).
* (قل إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أذنب الرجل
خرج في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب انمحت،
وإن زاد زادت حتى تغلب على قلبه، فلا يفلح
بعدها أبدا (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغ الرجل أربعين سنة ولم
يغلب خيره شره قبل الشيطان بين عينيه وقال:
هذا وجه لا يفلح (6).
عن الإمام علي (عليه السلام): من اهتم برزق غد لم
يفلح أبدا (7).
(انظر) الدنب: باب 1378.

(1) الأنعام: 21.
(2) يونس: 17.
(3) المؤمنون: 117.
(4) يونس: 69.
(5) الكافي: 2 / 271 / 13.
(6) مشكاة الأنوار: 169.
(7) غرر الحكم: 9113.
2470

(426)
التفويض
البحار: 71 / 98 باب 63 " التوكل والتفويض والرضا والتسليم ".
البحار: 5 / 2 باب 1 " إبطال الجبر والتفويض ".
انظر:
عنوان 558 " التوكل "، 190 " الرضا "، 223 " التسليم "، 60 " الجبر ".
2471

[3261]
التفويض
الكتاب
* (فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله
بصير بالعباد) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): عجبت لمن فزع من
أربع كيف لا يفزع إلى أربع؟!: عجبت لمن
خاف كيف لا يفزع إلى قوله عز وجل: * (حسبنا
الله ونعم الوكيل) *؟! فإني سمعت الله جل جلاله
يقول بعقبها: * (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم
يمسسهم سوء) * (2).
وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله
عز وجل: * (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت
من الظالمين) *؟! فإني سمعت الله عز وجل يقول
بعقبها: * (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك
ننجي المؤمنين) * (3).
وعجبت لمن مكر به كيف لا يفزع إلى قوله:
* (وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) *؟!
فإني سمعت الله جل وتقدس يقول بعقبها: * (فوقاه
الله سيئات ما مكروا) * (4).
وعجبت لمن أراد الدنيا وزينتها كيف لا يفزع
إلى قوله تبارك وتعالى: * (ما شاء الله لا قوة إلا
بالله) *؟! فإني سمعت الله عز اسمه يقول بعقبها:
* (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا * فعسى ربي أن
يؤتين خيرا من جنتك) * (5) وعسى موجبة (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام): الإيمان أربعة أركان:
التوكل على الله عز وجل، والرضا بقضائه،
والتسليم لامر الله، والتفويض إلى الله، قال
عبد صالح: * (وأفوض أمري إلى الله فوقاه الله
سيئات ما مكروا) * (7).
التفسير:
قوله: * (وأفوض أمري إلى الله) * التفويض على
ما فسره الراغب هو الرد، فتفويض الأمر إلى الله
رده إليه، فيقرب من معنى التوكل والتسليم،
والاعتبار مختلف: فالتفويض من العبد رده ما
نسب إليه من الأمر إلى الله سبحانه، وحال العبد
حينئذ حال من هو أعزل لا أمر راجعا إليه،
والتوكل من العبد جعله ربه وكيلا يتصرف فيما له
من الأمر، والتسليم من العبد مطاوعته المحضة
لما يريده الله سبحانه فيه ومنه من غير نظر إلى
انتساب أمر إليه، فهي مقامات ثلاث من مقامات

(1) غافر: 44.
(2) آل عمران: 174.
(3) الأنبياء: 87، 88.
(4) غافر: 45.
(5) الكهف: 39، 40.
(6) الخصال: 218 / 43.
(7) البحار: 71 / 135 / 13.
2472

العبودية: التوكل ثم التفويض - وهو أدق من
التوكل - ثم التسليم وهو أدق منهما (1).
(انظر) الإيمان: باب 259 الحديث: 1277.
[3262]
ثمرات التفويض
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في وصيته لجابر بن
يزيد الجعفي -: تخلص إلى راحة النفس
بصحة التفويض (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): المفوض أمره إلى الله
في راحة الأبد والعيش الدائم الرغد، والمفوض
حقا هو العالي عن كل همة دون الله، كقول أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) نظما:
رضيت بما قسم الله لي * وفوضت أمري إلى خالقي
كما أحسن الله فيما مضى * كذلك يحسن فيما بقي
.. والمفوض لا يصبح إلا سالما من جميع
الآفات، ولا يمسي إلا معافى بدينه (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام): من اتكل على حسن
الاختيار من الله له، لم يتمن أنه في غير الحال
التي اختارها الله له (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من فوض أمره إلى
الله سدده (5).
(انظر) العلم: باب 2875.

(1) تفسير الميزان: 17 / 334.
(2) تحف العقول: 285.
(3) البحار: 71 / 148 / 44.
(4) تحف العقول: 234.
(5) غرر الحكم: 8070.
2473

حرف القاف
- القبر... 2477
- القبلة... 2483
- التقبيل... 2493
- القتل... 2495
- القدر... 2503
- القدرة... 2509
- القذف... 2511
- القرآن... 2515
- المقربون... 2537
- الإقرار... 2545
- القرض... 2547
- القرعة... 2551
- القرن... 2553
- الاقتصاد... 2555
- القصص... 2559
- القصاص... 2563
- القضاء (1)... 2569
- القضاء (2)... 2583
- القلب... 2697
- التقليد... 2619
- القلم... 2625
- القمار... 2627
- القنوط... 2631
- القناعة... 2635
- الاستقامة... 2641
- القياس... 2645
2475

(427)
القبر
البحار: 6 / 202 باب 8 " أحوال البرزخ والقبر وعذابه وسؤاله ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 273 " في ذكر سؤال
القبر وسؤال منكر ونكير ".
انظر:
عنوان 35 " البرزخ "، 209 " زيارة القبور "، الشهادة: باب 2113.
الرهن: باب 1556.
2477

[3263]
القبر
الكتاب
* (ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره
إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن القبر أول منازل الآخرة،
فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج منه فما
بعده ليس أقل منه (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أول عدل الآخرة القبور، لا يعرف
وضيع من شريف (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): انظروا إلى هذه القبور
سطورا بأفناء الدور، تدانوا في خططهم، وقربوا
في مزارهم، وبعدوا في لقائهم، عمروا فخربوا،
وأنسوا فأوحشوا، وسكنوا فاعجزوا، وقطنوا
فرحلوا (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لم يأت على القبر يوم إلا
تكلم فيه فيقول: أنا بيت الغربة، وأنا بيت
الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود، فإذا
دفن العبد المؤمن قال له القبر: مرحبا وأهلا...
وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر فقال له القبر:
لا مرحبا ولا أهلا (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن للقبر كلاما في كل
يوم يقول: أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا
بيت الدود، أنا القبر، أنا روضة من رياض الجنة
أو حفرة من حفر النار (6).
- الإمام علي (عليه السلام): يا ذوي الحيل والآراء
والفقه والأنباء، اذكروا مصارع الآباء،
فكأنكم بالنفوس قد سلبت، وبالأبدان قد عريت،
وبالمواريث قد قسمت، فتصير يا ذا الدلال والهيبة
والجمال، إلى منزلة شعثاء، ومحلة غبراء،
فتنوم على خدك في لحدك، في منزل قل زواره
ومل عماله، حتى تشق عن القبور، وتبعث
إلى النشور (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما رأيت منظرا إلا والقبر
أفظع منه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى
من تبعه: يا إخوتاه، احذروا مثل ما وقعت
فيه، إني لأشكو إليكم دنيا غرتني، حتى
إذا اطمأننت إليها صرعتني، وأشكو إليكم
أخلاء الهوى سروني، حتى إذا ساعدتهم تبرؤوا
مني وخذلوني (9).

(1) التوبة: 84.
(2) البحار: 6 / 242 / 64.
(3) مستدرك الوسائل: 2 / 475 / 2502.
(4) البحار: 78 / 171 / 4.
(5) الترغيب والترهيب: 4 / 237 / 4.
(6) الكافي: 3 / 242 / 2.
(7) البحار: 77 / 371 / 35.
(8) تنبيه الخواطر: 1 / 284 و 2 / 224.
(9) تنبيه الخواطر: 1 / 284 و 2 / 224.
2478

- الإمام علي (عليه السلام): جاور القبور تعتبر (1).
- عنه (عليه السلام): نعم الصهر القبر (2).
- عنه (عليه السلام): ضع فخرك، واحطط كبرك، واذكر
قبرك، فإن عليه ممرك (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - عند قبر -: إن شيئا
هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئا هذا
أوله لحقيق أن يخاف آخره (4).
[3264]
سؤال القبر
- الإمام علي (عليه السلام): حتى إذا انصرف المشيع
ورجع المتفجع (مفج)، اقعد في حفرته نجيا لبهتة
السؤال وعثرة الامتحان (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): - في قوله تعالى: * (يثبت الله
الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي
الآخرة) * -: في القبر إذا سئل الموتى (6).
[3265]
ما يسأل عنه في القبر
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): كأن قد أوفيت
أجلك، وقبض الملك روحك، وصرت إلى منزل
وحيدا، فرد إليك فيه روحك، واقتحم عليك فيه
ملكاك منكر ونكير لمساءلتك، وشديد امتحانك.
ألا وإن أول ما يسألانك عن ربك الذي كنت
تعبده، وعن نبيك الذي ارسل إليك، وعن دينك
الذي كنت تدين به، وعن كتابك الذي كنت تتلوه،
وعن إمامك الذي كنت تتولاه.
ثم عن عمرك فيما أفنيته، ومالك من أين
اكتسبته وفيما أتلفته، فخذ حذرك وانظر لنفسك،
وأعد للجواب قبل الامتحان والمسألة
والاختبار (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا مات المؤمن شيعه
سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا ادخل قبره
أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من
ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ فيقول: ربي
الله، ومحمد نبيي، والإسلام ديني، فيفسحان له
في قبره مد بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنة
ويدخلان عليه الروح والريحان (8).
- الإمام الرضا (عليه السلام): - بعد موت ابن أبي
حمزة -: إنه اقعد في قبره فسئل عن الأئمة (عليهم السلام)
فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل فوقف،
فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره نارا (9).
- عنه (عليه السلام) - ليونس -: مات علي بن أبي
حمزة؟ قلت: نعم، قال: قد دخل النار، قال:
ففزعت من ذلك، قال: أما إنه سئل عن الإمام بعد
موسى أبي فقال: لا أعرف إماما بعده، فقيل: لا؟

(1) غرر الحكم: 4800، 9916.
(2) غرر الحكم: 4800، 9916.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(4) معاني الأخبار: 343 / 1.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 83، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
6 / 270.
(6) البحار: 6 / 228 / 29.
(7) البحار: 78 / 143 / 6.
(8) أمالي الصدوق: 239 / 12.
(9) البحار: 6 / 242 / 61.
2479

فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العبد إذا وضع في
قبره وتولى عنه أصحابه، وإنه ليسمع قرع
نعالهم إذا انصرفوا، أتاه ملكان فيقعدانه
فيقولان له: ما كنت تقول في هذا النبي
محمد؟ فأما المؤمن فيقول: أشهد أنه
عبد الله ورسوله، فيقال له: انظر إلى مقعدك
من النار أبدلك الله به مقعدا من الجنة.
قال النبي (صلى الله عليه وآله): فيراهما جميعا.
وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري،
كنت أقول ما يقول الناس فيه (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في رواية -: ويأتيه ملكان
فيجلسانه فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي
الله، فيقولان له: وما دينك؟ فيقول:
ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل
الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله،
فيقولان له: وما يدريك؟ فيقول: قرأت كتاب
الله وآمنت وصدقت (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يسأل الميت في
قبره عن خمس: عن صلاته، وزكاته، وحجه،
وصيامه، وولايته إيانا أهل البيت، فتقول
الولاية من جانب القبر للأربع: ما دخل فيكن
من نقص فعلي تمامه (4).
(انظر) البحار: 6 / 241 / 60.
[3266]
من يسأل في القبر
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا يسئل في القبر إلا من
محض الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا،
فقلت له: فسائر الناس؟ فقال: يلهى عنهم (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يسأل في القبر إلا من
محض الإيمان محضا، أو محض الكفر محضا (6).
[3267]
ما ينفع في القبر من الأعمال
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا دخل المؤمن في قبره
كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر
مظل عليه ويتنحى الصبر ناحية، فإذا دخل عليه
الملكان اللذان يليان مساءلته قال الصبر للصلاة
والزكاة والبر: دونكم صاحبكم، فإن عجزتم عنه
فأنا دونه (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما مر بقبر دفن فيه
بالأمس إنسان وأهله يبكون -: لركعتان خفيفتان
مما تحتقرون أحب إلى صاحب هذا القبر من
دنياكم كلها (8).
(انظر) الصديق: باب 2219.
العمل (3): باب 2961.
العمل (1): باب 2938.
عنوان: 555.

(1) البحار: 6 / 242 / 62.
(2) الترغيب والترهيب: 4 / 363 / 12، وص 365 / 15 وانظر جهنم: باب 629.
(3) الترغيب والترهيب: 4 / 363 / 12، وص 365 / 15 وانظر جهنم: باب 629.
(4) الكافي: 3 / 241 / 15.
(5) البحار: 6 / 235 / 52.
(6) الكافي: 3 / 236 / 4 و 2 / 90 / 8.
(7) الكافي: 3 / 236 / 4 و 2 / 90 / 8.
(8) تنبيه الخواطر: 2 / 225.
2480

[3268]
عذاب القبر
- الإمام علي (عليه السلام): يا عباد الله، ما بعد
الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت،
القبر، فاحذروا ضيقه وضنكه وظلمته وغربته...
وإن المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه
عذاب القبر (1).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): لما
ماتت رقية ابنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الحقي بسلفنا الصالح عثمان بن مظعون
وأصحابه قال: وفاطمة (عليها السلام) على شفير القبر
تنحدر دموعها في القبر ورسول الله (صلى الله عليه وآله)
يتلقاه بثوبه (2) قائما يدعو قال: إني
لأعرف ضعفها، وسألت الله عز وجل أن
يجيرها من ضمة القبر (3).
- الإمام علي (عليه السلام): فإنكم لو قد عاينتم
ما قد عاين من مات منكم لجزعتم ووهلتم
وسمعتم وأطعتم، ولكن محجوب عنكم ما قد
عاينوا، وقريب ما يطرح الحجاب (4).
قال ابن أبي الحديد: وهذا الكلام يدل
على صحة القول بعذاب القبر، وأصحابنا
كلهم يذهبون إليه وإن شنع عليهم أعداؤهم
من الأشعرية وغيرهم بجحده (5).
(انظر) عنوان 340.
الخلق: باب 1116.
الكافي: 3 / 235 باب " المسألة في القبر ".
[3269]
القبر (م)
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا نظرت إلى القبر
فقل: اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة، ولا
تجعلها حفرة من حفر النار (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من أتم ركوعه لم تدخله
وحشة في قبره (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من نفس عن مؤمن
كربة نفس الله عنه كرب الآخرة، وخرج من قبره
وهو ثلج الفؤاد (8).

(1) أمالي الطوسي: 28 / 31.
(2) أي يتلقى دمعه هو بثوبه فلا يسقط إلى الأرض.
(3) الكافي: 3 / 241 / 18.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 20، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
1 / 298.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1 / 298.
(6) الدعوات للراوندي: 264 / 756.
(7) ثواب الأعمال: 55 / 1 و 179 / 1.
(8) ثواب الأعمال: 55 / 1 و 179 / 1.
2481

(428)
القبلة
البحار: 19 / 195، " باب تحول القبلة ".
وسائل الشيعة: 3 / 214 " أبواب القبلة ".
انظر:
عنوان 96 " الحج ".
2483

[3270]
تحول القبلة
الكتاب
* (سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم
التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء
إلى صراط مستقيم) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله معاوية بن
عمار: متى صرف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الكعبة -:
بعد رجوعه من بدر (2).
- الإمام العسكري (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وإن
كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله) * -: إنما كان
التوجه إلى بيت المقدس في ذلك الوقت كبيرة إلا
على من يهدي الله، فعرف أن الله يتعبد بخلاف ما
يريده المرء ليبتلي طاعته في مخالفة هواه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما نظر نحو بيت المقدس
فقال لجبريل -: وددت أن الله صرفني عن قبلة
اليهود إلى غيرها، فقال له جبريل: إنما أنا
عبد مثلك ولا أملك لك شيئا إلا ما أمرت،
فادع ربك وسله، فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يديم
النظر إلى السماء رجاء أن يأتيه جبريل
بالذي سأل، فأنزل الله * (قد نرى تقلب وجهك
في السماء) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): تحولت القبلة إلى
الكعبة بعد ما صلى النبي (صلى الله عليه وآله) بمكة ثلاث عشرة
سنة إلى بيت المقدس وبعد مهاجرته إلى المدينة
صلى إلى بيت المقدس سبعة أشهر (5).
ثم وجهه الله إلى الكعبة، وذلك أن اليهود
كانوا يعيرون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويقولون له: أنت
تابع لنا تصلي إلى قبلتنا، فاغتم رسول الله (صلى الله عليه وآله)
من ذلك غما شديدا، وخرج في جوف الليل ينظر
إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك
أمرا، فلما أصبح وحضر وقت صلاة الظهر كان في
مسجد بني سالم قد صلى من الظهر ركعتين فنزل
جبرائيل (عليه السلام) فأخذ بعضديه وحوله إلى الكعبة
وأنزل عليه: * (قد نرى تقلب وجهك في السماء
فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر
المسجد الحرام) * وكان صلى ركعتين إلى
بيت المقدس وركعتين إلى الكعبة، فقالت
اليهود والسفهاء: ما ولاهم عن قبلتهم التي
كانوا عليها! (6).
قال العلامة الطباطبائي: الروايات الواردة
من طرق العامة والخاصة كثيرة مودعة في جوامع
الحديث قريبة المضامين، وقد اختلف في تاريخ

(1) البقرة: 142.
(2) تهذيب الأحكام: 2 / 43 / 135.
(3) نور الثقلين: 1 / 136 / 412.
(4) الدر المنثور: 1 / 343.
(5) مجمع البيان: 1 / 413.
(6) مجمع البيان: 1 / 413.
2484

الواقعة، وأكثرها - وهو الأصح - أنها كانت
في رجب السنة الثانية من الهجرة الشهر السابع
عشر منها (1).
بحث علمي:
تشريع القبلة في الإسلام، واعتبار الاستقبال
في الصلاة - وهي عبادة عامة بين المسلمين -
وكذا في الذبائح، وغير ذلك مما يبتلى به
عموم الناس أحوج الناس إلى البحث عن جهة
القبلة وتعيينها وقد كان ذلك منهم في أول
الأمر بالظن والحسبان ونوع من التخمين،
ثم استنهض الحاجة العمومية الرياضيين من
علمائهم أن يقربوه من التحقيق، فاستفادوا
من الجداول الموضوعة في الزيجات لبيان عرض
البلاد وطولها، واستخرجوا انحراف مكة عن
نقطة الجنوب في البلد، أي انحراف الخط
الموصول بين البلد ومكة عن الخط الموصول
بين البلد ونقطة الجنوب (خط نصف النهار)
بحساب الجيوب والمثلثات، ثم عينوا ذلك
في كل بلدة من بلاد الإسلام بالدائرة الهندية
المعروفة المعينة لخط نصف النهار، ثم درجات
الانحراف وخط القبلة.
ثم استعملوا لتسريع العمل وسهولته الآلة
المغناطيسية المعروفة بالحك، فإنها
بعقربتها تعين جهة الشمال والجنوب، فتنوب
عن الدائرة الهندية في تعيين نقطة الجنوب،
وبالعلم بدرجة انحراف البلد يمكن للمستعمل أن
يشخص جهة القبلة.
لكن هذا السعي منهم - شكر الله تعالى سعيهم -
لم يخل من النقص والاشتباه من الجهتين جميعا.
أما من جهة الأولى: فإن المتأخرين من
الرياضيين عثروا على أن المتقدمين اشتبه عليهم
الأمر في تشخيص الطول، واختل بذلك حساب
الانحراف فتشخيص جهة الكعبة، وذلك أن
طريقهم إلى تشخيص عرض البلاد - وهو ضبط
ارتفاع القطب الشمالي - كان أقرب إلى التحقيق،
بخلاف الطريق إلى تشخيص الطول، وهو ضبط
المسافة بين النقطتين المشتركتين في حادثة
سماوية مشتركة، كالخسوف بمقدار سير الشمس
حسا عندهم، وهو التقدير بالساعة، فقد كان هذا
بالوسائل القديمة عسيرا وعلى غير دقة، لكن
توفر الوسائل وقرب الروابط اليوم سهل الأمر كل
التسهيل، فلم تزل الحاجة قائمة على ساق، حتى
قام الشيخ الفاضل البارع الشهير بالسردار
الكابلي - رحمة الله عليه - في هذه الأواخر بهذا
الشأن، فاستخرج الانحراف القبلي بالأصول
الحديثة، وعمل فيه رسالته المعروفة ب‍ " تحفة
الأجلة في معرفة القبلة " وهي رسالة ظريفة بين
فيها طريق عمل استخراج القبلة بالبيان
الرياضي، ووضع فيها جداول لتعيين قبلة البلاد.
ومن ألطف ما وفق له في سعيه - شكر الله
سعيه - ما أظهر به كرامة باهرة للنبي (صلى الله عليه وآله) في
محرابه المحفوظ في مسجد النبي بالمدينة.
وذلك أن المدينة على ما حاسبه القدماء كانت
ذات عرض 25 درجة وطول 75 درجة 20
دقيقة، وكانت لا توافقه قبلة محراب النبي (صلى الله عليه وآله)

(1) تفسير الميزان: 1 / 331.
2485

في مسجده، ولذلك كان العلماء لا يزالون باحثين
في أمر قبلة المحراب، وربما ذكروا في انحرافه
وجوها لا تصدقها حقيقة الأمر، لكنه (رحمه الله) أوضح
أن المدينة على عرض 24 درجة 57 دقيقة وطول
39 درجة 59 دقيقة وانحراف 0 درجة 45 دقيقة
تقريبا، وانطبق على ذلك قبلة المحراب أحسن
الانطباق، وبدت بذلك كرامة باهرة للنبي في
قبلته التي وجه وجهه إليها وهو في الصلاة،
وذكر أن جبرئيل أخذ بيده وحول وجهه إلى
الكعبة، صدق الله ورسوله.
ثم استخرج بعده المهندس الفاضل الزعيم
عبد الرزاق البغائري رحمة الله عليه قبلة أكثر بقاع
الأرض، ونشر فيها رسالة في معرفة القبلة، وهي
جداول يذكر فيها ألف وخمسمائة بقعة من بقاع
الأرض، وبذلك تمت النعمة في تشخيص القبلة.
وأما الجهة الثانية - وهي الجهة
المغناطيسية -: فإنهم وجدوا أن القطبين
المغناطيسيين في الكرة الأرضية غير منطبقين
على القطبين الجغرافيين منها، فإن القطب
المغناطيسي الشمالي مثلا على أنه متغير بمرور
الزمان بينه وبين القطب الجغرافيائي الشمالي ما
يقرب من ألف ميل، وعلى هذا فالحك لا يشخص
القطب الجنوبي الجغرافي بعينه، بل ربما بلغ
التفاوت إلى ما لا يتسامح فيه. وقد أنهض هذا
المهندس الرياضي الفاضل الزعيم حسين علي
رزم آرا في هذه الأيام وهي سنة 1332 هجرية
شمسية على حل هذه المعضلة، واستخراج مقدار
التفاوت بين القطبين الجغرافي والمغناطيسي
بحسب النقاط المختلفة، وتشخيص انحراف
القبلة من القطب المغناطيسي فيما يقرب من ألف
بقعة من بقاع الأرض، واختراع حك يتضمن
التقريب القريب من التحقيق في تشخيص القبلة،
وها هو اليوم دائر معمول - شكر الله سعيه - (1).
بحث اجتماعي:
المتأمل في شؤون الاجتماع الإنساني
والناظر في الخواص والآثار - التي يتعقبها
هذا الأمر المسمى بالاجتماع من جهة أنه
اجتماع - لا يشك في أن هذا الاجتماع إنما
كونته ثم شعبته وبسطته إلى شعبه وأطرافه
الطبيعة الإنسانية، لما استشعرت بإلهام من الله
سبحانه بجهات حاجتها في البقاء والاستكمال
إلى أفعال اجتماعية، فتلتجئ إلى الاجتماع
وتلزمها لتوفق إلى أفعالها وحركاتها وسكناتها في
مهد تربية الاجتماع وبمعونته. ثم استشعرت
وألهمت بعلوم (صور ذهنية) وإدراكات توقعها
على المادة، وعلى حوائجها فيها وعلى أفعالها،
وجهات أفعالها تكون هي الوصلة والرابطة بينها
وبين أفعالها وحوائجها كاعتقاد الحسن والقبح،
وما يجب، وما ينبغي، وسائر الأصول
الاجتماعية، من الرئاسة والمرئوسية والملك
والاختصاص، والمعاملات المشتركة
والمختصة، وسائر القواعد والنواميس العمومية
والآداب والرسوم القومية التي لا تخلو عن
التحول والاختلاف باختلاف الأقوام والمناطق

(1) تفسير الميزان: 1 / 335 - 337.
2486

والأعصار. فجميع هذه المعاني والقواعد
المستقرة عليها من صنع الطبيعة الإنسانية بإلهام
من الله سبحانه، تلطفت بها طبيعة الإنسان لتمثل
بها ما تعتقدها وتريدها من المعاني في الخارج،
ثم تتحرك إليها بالعمل والفعل والترك
والاستكمال.
والتوجه العبادي إلى الله سبحانه، وهو المنزه
عن شؤون المادة، والمقدس عن تعلق الحس
المادي إذا أريد أن يتجاوز حد القلب والضمير،
وتنزل على موطن الأفعال - وهي لا تدور إلا بين
الماديات - لم يكن في ذلك بد ومخلص من أن
يكون على سبيل التمثيل بأن يلاحظ التوجهات
القلبية على اختلاف خصوصياتها، ثم تمثل في
الفعل بما يناسبها من هيئات الأفعال وأشكالها،
كالسجدة يراد بها التذلل، والركوع يراد به
التعظيم، والطواف يراد به تفدية النفس، والقيام
يراد به التكبير، والوضوء والغسل يراد بهما
الطهارة للحضور، ونحو ذلك. ولا شك أن التوجه
إلى المعبود، واستقباله من العبد في عبوديته روح
عبادته، التي لولاها لم يكن لها حياة ولا كينونة،
وإلى تمثيله تحتاج العبادة في كمالها وثباتها
واستقرار تحققها.
وقد كانت الوثنيون وعبدة الكواكب وسائر
الأجسام من الإنسان وغيره يستقبلون معبوداتهم
وآلهتهم، ويتوجهون إليهم بالأبدان في أمكنة
متقاربة.
لكن دين الأنبياء ونخص بالذكر من بينها دين
الإسلام الذي يصدقها جميعا وضع الكعبة قبلة،
وأمر باستقبالها في الصلاة، التي لا يعذر فيها
مسلم، أينما كان من أقطار الأرض وآفاقها، ونهى
عن استقبالها واستدبارها في حالات، وندب إلى
ذلك في أخرى، فاحتفظ على قلب الإنسان
بالتوجه إلى بيت الله، وأن لا ينسى ربه في خلوته
وجلوته، وقيامه وقعوده، ومنامه ويقظته، ونسكه
وعبادته حتى في أخس حالاته وأرداها، فهذا
بالنظر إلى الفرد.
وأما بالنظر إلى الاجتماع فالأمر أعجب
والأثر أجلى وأوقع، فقد جمع الناس على
اختلاف أزمنتهم وأمكنتهم على التوجه إلى نقطة
واحدة، يمثل بذلك وحدتهم الفكرية وارتباط
جامعتهم، والتئام قلوبهم، وهذا ألطف روح يمكن
أن تنفذ في جميع شؤون الأفراد في حيويتها
المادية والمعنوية، تعطي من الاجتماع أرقاه،
ومن الوحدة أوفاها وأقواها، خص الله تعالى بها
عباده المسلمين، وحفظ به وحدة دينهم، وشوكة
جمعهم، حتى بعد أن تحزبوا أحزابا، وافترقوا
مذاهب وطرائق قددا، لا يجتمع منهم اثنان على
رأي، نشكر الله تعالى على آلائه (1).
بحث تاريخي:
من المتواتر المقطوع به أن الذي بنى الكعبة
إبراهيم الخليل (عليه السلام)، وكان القاطنون حولها يومئذ
ابنه إسماعيل وجرهم (2) من قبائل اليمن، وهي
2487

بناء مربع تقريبا وزواياها الأربع إلى
الجهات الأربع تتكسر عليها الرياح ولا تضرها
مهما اشتدت.
ما زالت الكعبة على بناء إبراهيم حتى جددها
العمالقة ثم بنو جرهم (أو بالعكس) كما مر في
الرواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام).
ثم لما آل أمر الكعبة إلى قصي بن كلاب
أحد أجداد النبي (صلى الله عليه وآله) (القرن الثاني قبل الهجرة)
هدمها وبناها فأحكم بناءها، وسقفها بخشب
الدوم وجذوع النخل، وبنى إلى جانبها دار
الندوة، وكان في هذه الدار حكومته وشوراه مع
أصحابه، ثم قسم جهات الكعبة بين طوائف
قريش، فبنوا دورهم على المطاف حول الكعبة،
وفتحوا عليه أبواب دورهم.
وقبل البعثة بخمس سنين هدم السيل الكعبة
فاقتسمت الطوائف العمل لبنائها، وكان الذي
يبنيها يا قوم الرومي، ويساعده عليه نجار
مصري، ولما انتهوا إلى وضع الحجر الأسود
تنازعوا بينهم في أن أيها يختص بشرف وضعه،
فرأوا أن يحكموا محمدا (صلى الله عليه وآله)، وسنه إذ ذاك خمس
وثلاثون سنة لما عرفوا من وفور عقله وسداد
رأيه، فطلب رداء ووضع عليه الحجر، وأمر
القبائل فأمسكوا بأطرافه ورفعوه حتى إذا
وصل إلى مكانه من البناء في الركن الشرقي،
أخذه هو فوضعه بيده في موضعه.
وكانت النفقة قد بهظتهم فقصروا بناءها على
ما هي عليه الآن، وقد بقي بعض ساحته خارج
البناء من طرف الحجر حجر إسماعيل -
لاستصغارهم البناء.
وكان البناء على هذا الحال حتى تسلط
عبد الله بن الزبير على الحجاز في عهد يزيد
ابن معاوية فحاربه الحصين قائد يزيد بمكة،
وأصاب الكعبة بالمنجنيق فانهدمت وأحرقت
كسوتها وبعض أخشابها، ثم انكشف عنها لموت
يزيد، فرأى ابن الزبير أن يهدم الكعبة
ويعيد بناءها، فأتى لها بالجص النقي من
اليمن، وبناها به، وأدخل الحجر في البيت،
وألصق الباب بالأرض، وجعل قبالته بابا آخر
ليدخل الناس من باب ويخرجوا من آخر، وجعل
ارتفاع البيت سبعة وعشرين ذراعا، ولما فرغ
من بنائها ضمخها بالمسك والعبير داخلا
وخارجا، وكساها بالديباج، وكان فراغه
من بنائها 17 رجب سنة 64 هجرية.
ثم لما تولى عبد الملك بن مروان الخلافة بعث
الحجاج بن يوسف قائده فحارب ابن الزبير حتى
غلبه فقتله، ودخل البيت فأخبر عبد الملك بما
أحدثه ابن الزبير في الكعبة، فأمره بإرجاعها
إلى شكلها الأول، فهدم الحجاج من جانبها
الشمالي ستة أذرع وشبرا، وبنى ذلك الجدار على
أساس قريش، ورفع الباب الشرقي وسد الغربي
ثم كبس أرضها بالحجارة التي فضلت منها.
ولما تولى السلطان سليمان العثماني الملك
سنة ستين وتسعمائة غير سقفها.
ولما تولى السلطان أحمد العثماني سنة
إحدى وعشرين بعد الألف أحدث فيها ترميما،
ولما حدث السيل العظيم سنة تسع وثلاثين بعد
2488

الألف هدم بعض حوائطها الشمالية والشرقية
والغربية، فأمر السلطان مراد الرابع من ملوك آل
عثمان بترميمها، ولم يزل على ذلك حتى اليوم،
وهو سنة ألف وثلاثمائة وخمس وسبعين هجرية
قمرية وسنة ألف وثلاثمائة وثمانية وثلاثين
هجرية شمسية.
شكل الكعبة: شكل الكعبة مربع تقريبا، وهي
مبنية بالحجارة الزرقاء الصلبة، ويبلغ ارتفاعها
ستة عشر مترا، وقد كانت في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)
أخفض منه بكثير على ما يستفاد من حديث رفع
النبي (صلى الله عليه وآله) عليا (عليه السلام) على عاتقه يوم الفتح لأخذ
الأصنام التي كانت على الكعبة وكسرها.
وطول الضلع الذي فيه الميزاب والذي قبالته
عشرة أمتار وعشرة سانتي مترات، وطول الضلع
الذي فيه الباب والذي قبالته اثنا عشر مترا،
والباب على ارتفاع مترين من الأرض، وفي
الركن الذي على يسار الباب للداخل الحجر
الأسود على ارتفاع متر ونصف من أرض
المطاف، والحجر الأسود حجر ثقيل بيضي
الشكل غير منتظم، لونه أسود ضارب إلى
الحمرة، وفيه نقطة حمراء، وتعاريج صفراء، وهي
أثر لحام القطع التي كانت تكسرت منه، قطره نحو
ثلاثين سانتي مترا.
وتسمى زوايا الكعبة من قديم أيامها
بالأركان، فيسمى الشمالي بالركن العراقي،
والغربي بالشامي، والجنوبي باليماني، والشرقي
الذي فيه الحجر الأسود بالأسود، وتسمى
المسافة التي بين الباب وركن الحجر بالملتزم
لالتزام الطائف إياه في دعائه واستغاثته. وأما
الميزاب على الحائط الشمالي ويسمى ميزاب
الرحمة، فمما أحدثه الحجاج بن يوسف ثم غيره
السلطان سليمان سنة 954 إلى ميزاب من الفضة
ثم أبدله السلطان أحمد سنة 1021 بآخر من فضة
منقوشة بالميناء الزرقاء يتخللها نقوش ذهبية، ثم
أرسل السلطان عبد المجيد من آل عثمان سنة
1273 ميزابا من الذهب فنصب مكانه وهو
الموجود الآن.
وقبالة الميزاب حائط قوسي يسمى بالحطيم،
وهو قوس من البناء طرفاه إلى زاويتي البيت
الشمالية والغربية، ويبعدان عنهما مقدار مترين
وثلاثة سانتيمترات، ويبلغ ارتفاعه مترا، وسمكه
مترا ونصف متر، وهو مبطن بالرخام المنقوش،
والمسافة بين منتصف هذا القوس من داخله إلى
منتصف ضلع الكعبة ثمانية أمتار وأربعة وأربعون
سانتيمترا.
والفضاء الواقع بين الحطيم وبين حائط البيت
هو المسمى بحجر إسماعيل، وقد كان يدخل منه
ثلاثة أمتار تقريبا في الكعبة في بناء إبراهيم،
والباقي كان زريبة لغنم هاجر وولدها، ويقال: إن
هاجر وإسماعيل مدفونان في الحجر.
وأما تفصيل ما وقع في داخل البيت من تغيير
وترميم وما للبيت من السنن والتشريفات فلا
يهمنا التعرض له.
كسوة الكعبة: قد تقدم في ما نقلناه من
الروايات في سورة البقرة في قصة هاجر
وإسماعيل ونزولهما أرض مكة أن هاجر علق
2489

كساؤها على باب الكعبة بعد تمام بنائها.
وأما كسوة البيت نفسه فيقال: إن أول من
كساها تبع أبو بكر أسعد، كساها بالبرود المطرزة
بأسلاك الفضة، وتبعه خلفاؤه، ثم أخذ الناس
يكسونها بأردية مختلفة فيضعونها بعضها على
بعض، وكلما بلى منها ثوب وضع عليها آخر إلى
زمن قصي، ووضع قصي على العرب رفادة
لكسوتها سنويا واستمر ذلك في بنيه، وكان أبو
ربيعة ابن المغيرة يكسوها سنة وقبائل قريش
سنة.
وقد كساها النبي (صلى الله عليه وآله) بالثياب اليمانية،
وكان على ذلك حتى إذا حج الخليفة العباسي
المهدي شكا إليه سدنة الكعبة من تراكم الأكسية
على سطح الكعبة، وذكروا أنه يخشى سقوطه،
فأمر برفع تلك الأكسية وإبدالها بكسوة واحدة
كل سنة، وجرى العمل على ذلك حتى اليوم،
وللكعبة كسوة من داخل، وأول من كساها من
داخل أم العباس بن عبد المطلب لنذر نذرته
في ابنها العباس.
منزلة الكعبة: كانت الكعبة مقدسة معظمة عند
الأمم المختلفة، فكانت الهنود يعظمونها
ويقولون: إن روح " سيفا " وهو الأقنوم (1) الثالث
عندهم حلت في الحجر الأسود حين زار مع
زوجته بلاد الحجاز.
وكانت الصائبة من الفرس والكلدانيين
يعدونها أحد البيوت السبعة المعظمة (2)، وربما
قيل: إنه بيت زحل لقدم عهده وطول بقائه.
وكانت الفرس يحترمون الكعبة أيضا زاعمين
أن روح هرمز حلت فيها، وربما حجوا
إليها زائرين.
وكانت اليهود يعظمونها ويعبدون الله فيها على
دين إبراهيم، وكان بها صور وتماثيل، منها تمثال
إبراهيم وإسماعيل، وبأيديهما الأزلام، ومنها
صورتا العذراء والمسيح، ويشهد ذلك على تعظيم
النصارى لأمرها أيضا كاليهود.
وكانت العرب أيضا تعظمها كل التعظيم،
وتعدها بيتا لله تعالى، وكانوا يحجون إليها من كل
جهة، وهم يعدون البيت بناء لإبراهيم، والحج من
دينه الباقي بينهم بالتوارث.
ولاية الكعبة: كانت الولاية على الكعبة
لإسماعيل ثم لولده من بعده، حتى تغلبت عليهم
جرهم فقبضوا بولايتها، ثم ملكتها العماليق، وهم
طائفة من بني كركر بعد حروب وقعت بينهم، وقد
كانوا ينزلون أسفل مكة كما أن جرهم كانت تنزل
أعلى مكة وفيهم ملوكهم.
ثم كانت الدائرة لجرهم على العماليق
فعادت الولاية إليهم فتولوها نحوا من ثلاثمائة
سنة، وزادوا في بناء البيت ورفعته على ما كان
في بناء إبراهيم.
ثم لما نشأت ولد إسماعيل وكثروا وصاروا
ذوي قوة ومنعة وضاقت بهم الدار حاربوا جرهم

(1) الأقنوم: الأصل، جمعه: الأقانيم. (لسان العرب: 12 / 496).
(2) البيوت المعظمة هي: 1 - الكعبة، 2 - مارس على رأس جبال
بأصفهان، 3 - مندوسان ببلاد الهند، 4 - نوبهار بمدينة بلخ، 5 -
بيت غمدان بمدينة صنعاء، 6 - كاوسان بمدينة فرغانة من
خراسان، 7 - بيت بأعالي بلاد الصين. كما في هامش الميزان.
2490

فغلبوهم وأخرجوهم من مكة، ومقدم
الإسماعيليين يومئذ عمرو بن لحي، وهو كبير
خزاعة، فاستولى على مكة وتولى أمر البيت،
وهو الذي وضع الأصنام على الكعبة ودعا الناس
إلى عبادتها، وأول صنم وضعه عليها هو " هبل "،
حمله معه من الشام إلى مكة ووضعه عليها، ثم
أتبعه بغيره، حتى كثرت وشاعت عبادتها بين
العرب، وهجرت الحنيفية.
وفي ذلك يقول شحنة بن خلف الجرهمي
يخاطب عمرو بن لحي:
يا عمرو إنك قد أحدثت آلهة * شتى بمكة حول البيت أنصابا
وكان للبيت رب واحد أبدا * فقد جعلت له في الناس أربابا
لتعرفن بأن الله في مهل * سيصطفي دونكم للبيت حجابا
وكانت الولاية في خزاعة إلى زمن حليل
الخزاعي، فجعلها حليل من بعده لابنته وكانت
تحت قصي بن كلاب، وجعل فتح الباب وغلقها
لرجل من خزاعة يسمى أبا غبشان الخزاعي،
فباعه أبو غبشان من قصي بن كلاب ببعير وزق
خمر، وفي ذلك يضرب المثل السائر " أخسر من
صفقة أبي غبشان ".
فانتقلت الولاية إلى قريش، وجدد قصي بناء
البيت كما قدمناه وكان الأمر على ذلك حتى فتح
النبي (صلى الله عليه وآله) مكة، ودخل الكعبة وأمر بالصور
والتماثيل فمحيت، وأمر بالأصنام فهدمت
وكسرت، وقد كان مقام إبراهيم - وهو الحجر
الذي عليه أثر قدمي إبراهيم - موضوعا بمعجن
في جوار الكعبة، ثم دفن في محله الذي يعرف
به الآن، وهو قبة قائمة على أربعة أعمدة يقصدها
الطائفون للصلاة.
وأخبار الكعبة وما يتعلق بها من المعاهد
الدينية كثيرة طويلة الذيل اقتصرنا منها على ما
تمسه حاجة الباحث المتدبر في آيات الحج
والكعبة.
ومن خواص هذا البيت الذي بارك الله فيه
وجعله هدى أنه لم يختلف في شأنه أحد من
طوائف الإسلام (1).

(1) تفسير الميزان: 3 / 358.
2491

(429)
التقبيل
البحار: 76 / 19 باب 100 " التقبيل ".
وسائل الشيعة: 8 / 565 الباب 133 " استحباب التقبيل ".
2493

[3271]
القبلة
- الإمام علي (عليه السلام): قبلة الولد رحمة، وقبلة
المرأة شهوة، وقبلة الوالدين عبادة، وقبلة
الرجل أخاه دين (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليس القبلة على الفم إلا
للزوجة [أ] والولد الصغير (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قبل أحدكم ذات محرم قد
حاضت - أخته، أو عمته، أو خالته - فليقبل بين
عينيها ورأسها، وليكف عن خدها وعن فيها (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سلم جابر عليه قال وهو يغمز
يده -: غمز الرجل يد أخيه قبلته (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام) عن جابر الأنصاري:
نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن المكاعمة، والمكامعة.
فالمكاعمة أن يلثم الرجل الرجل،
والمكامعة أن يضاجعه ولا يكون بينهما
ثوب من غير ضرورة (5).
[3272]
تقبيل المؤمن
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن لكم لنورا تعرفون
به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه قبله
في موضع النور من جبهته (6).
- عنه (عليه السلام) - لما تناول علي بن مزيد
صاحب السابري يده فقبلها -: أما إنها
لا تصلح إلا لنبي أو وصي نبي (7).
- عنه (عليه السلام): لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا [يد]
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو من أريد به رسول الله (صلى الله عليه وآله) (8).
عبد الله بن عمر - وقد ذكر قصة إلى أن قال -:
فدنونا - يعني من النبي (صلى الله عليه وآله) - فقبلنا يده (9).

(1) مكارم الأخلاق: 1 / 475 / 1632.
(2) الكافي: 2 / 186 / 6.
(3) نوادر الراوندي: 19.
(4) البحار: 76 / 23 / 10.
(5) معاني الأخبار: 300 / 1.
(6) الكافي: 2 / 185 / 1 و ح 3 و ح 2.
(7) الكافي: 2 / 185 / 1 و ح 3 و ح 2.
(8) الكافي: 2 / 185 / 1 و ح 3 و ح 2.
(9) سنن أبي داود: 5223.
2494

(430)
القتل
وسائل الشيعة: 19 / 1 باب 1 " تحريم قتل النفس ظلما ".
البحار: 104 / 368 باب: 1 " عقوبة من قتل النفس ".
كنز العمال: 15 / 18، 146 " في وعيد قاتل النفس ".
كنز العمال: 15 / 98 " ما يهدر الدم ".
كنز العمال: 15 / 35 " قاتل نفسه ".
كنز العمال: 15 / 37، 46، 99 " قتل الحيوانات ".
انظر:
عنوان 442، الرسول: باب 1507، الحيوان: باب 984، 985.
2495

[3273]
قتل النفس
الكتاب
* (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل
نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس
جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) * (1).
* (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ومن قتل
مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه
كان منصورا) * (2).
(انظر) النساء: 29 - 92، 93، المائدة: 28،
الأنعام: 140، 151، الإسراء: 31،
الكهف: 74، الفرقان: 68، التكوير: 9.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعتى الناس من قتل غير
قاتله أو ضرب غير ضاربه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أعتى الناس على الله تعالى من
قتل غير قاتله، ومن ضرب من لم يضربه (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يزال العبد في فسحة من دينه
ما لم يصب دما حراما (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يزال قلب العبد يقبل الرغبة
والرهبة حتى يسفك الدم الحرام، فإذا سفكه
نكس قلبه، صار كأنه كير محم أسود من الذنب،
لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة
في الدماء (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أول ما يحكم الله فيه يوم القيامة
الدماء، فيوقف ابني آدم فيفصل بينهما، ثم
الذين يلونهما من أصحاب الدماء حتى لا يبقى
منهم أحد، ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي
المقتول بقاتله، فيتشخب في دمه وجهه فيقول:
هذا قتلني، فيقول: أنت قتلته؟ فلا يستطيع أن
يكتم الله حديثا (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أوحى الله تعالى إلى
موسى ابن عمران أن يا موسى قل للملا من بني
إسرائيل: إياكم وقتل النفس الحرام بغير حق، فإن
من قتل منكم نفسا في الدنيا قتلته في النار مائة
ألف قتلة مثل قتله صاحبه (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يغرنكم رحب الذراعين
بالدم، فإن له عند الله عز وجل قاتلا
لا يموت، قالوا: يا رسول الله، وما قاتل
لا يموت؟ فقال: النار (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لزوال الدنيا جميعا أهون على الله

(1) المائدة: 32.
(2) الإسراء: 33.
(3) أمالي الصدوق: 28 / 4. انظر السلاح: باب 1852.
(4) ثواب الأعمال: 2 / 327 / 7.
(5) كنز العمال: 39907، 39951، 39887.
(6) كنز العمال: 39907، 39951، 39887.
(7) كنز العمال: 39907، 39951، 39887.
(8) الكافي: 7 / 271 / 2.
(9) ثواب الأعمال: 2 / 327 / 8.
(10) الكافي: 7 / 272 / 4.
2496

من دم سفك بغير حق (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يجئ المقتول آخذا قاتله وأوداجه
تشخب دما عند ذي العزة، فيقول: يا رب سل هذا
فيم قتلني؟ فيقول: فيم قتلته؟ قال: قتلته لتكون
العزة لفلان، قيل: هي لله (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما من نفس تقتل برة
ولا فاجرة إلا وهي تحشر يوم القيامة متعلقة
بقاتله بيده اليمنى ورأسه بيده اليسرى وأوداجه
تشخب دما يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني،
فإن قال قتله في طاعة الله أثيب القاتل الجنة
واذهب بالمقتول إلى النار، وإن قال في طاعة
فلان قيل له: اقتله كما قتلك، ثم يفعل الله عز وجل
فيهما بعد مشيئة (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يجئ الرجل آخذا بيد الرجل
فيقول: يا رب هذا قتلني، فيقول الله له: لم
قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لك، فيقول:
فإنها لي، ويجئ الرجل آخذا بيد الرجل فيقول:
أي رب إن هذا قتلني، فيقول الله: لم قتلته؟
فيقول: لتكون العزة لفلان، فيقول: فإنها ليست
لفلان، فيبوء بإثمه (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): حرم الله قتل النفس لعلة
فساد الخلق في تحليله لو أحل، وفنائهم وفساد
التدبير (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سأله حمران عن قول
الله عز وجل: * (من أجل ذلك كتبنا على بني
إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في
الأرض فكأنما قتل الناس جميعا) * وكيف فكأنما
قتل الناس جميعا، فإنما قتل واحدا؟: - يوضع
في موضع من جهنم إليه منتهى شدة عذاب أهلها،
لو قتل الناس جميعا إنما كان يدخل ذلك المكان،
قلت: فإنه قتل آخر؟ قال: يضاعف عليه (6).
في تفسير الميزان: " قوله: قلت: فإن قتل
آخر؟ " إشارة إلى ما تقدم بيانه من إشكال لزوم
تساوي القتل الواحد معه منضما إلى غيره، وقد
أجاب (عليه السلام) عنه بقوله: " يضاعف عليه " ولا يرد
عليه أنه رفع اليد عن التسوية التي يشير إليه
حديث المنزلة: " من قتل نفسا بغير نفس... إلخ "
حيث أن لازم المضاعفة عدم تساوي الواحد
والكثير أو الجميع، وجه عدم الورود أن تساوي
المنزلة راجع إلى سنخ العذاب وهو كون قاتل
الواحد والاثنين والجميع في واد واحد من أودية
جهنم، ويشير إليه قوله (عليه السلام) في الرواية: " لو قتل
الناس جميعا كان إنما دخل ذلك المكان ".
ويشهد على ما ذكرنا ما رواه العياشي في
تفسيره عن حمران عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الآية
قال (عليه السلام): منزلة في النار إليها انتهاء شدة عذاب
أهل النار جميعا فيجعل فيها، قلت: وإن كان قتل
اثنين؟ قال: ألا ترى أنه ليس في النار منزلة أشد
عذابا منها؟ قال: يكون يضاعف عليه بقدر ما
عمل، الحديث، فإن الجمع بين النفي والإثبات
في جوابه (عليه السلام) ليس إلا لما وجهنا به الرواية،

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 293 / 6 وص 296 / 19.
(2) الترغيب والترهيب: 3 / 293 / 6 وص 296 / 19.
(3) الكافي: 7 / 272 / 3.
(4) كنز العمال: 39909.
(5) الفقيه: 3 / 565 / 4934.
(6) الكافي: 7 / 271 / 1.
2497

وهو أن الاتحاد والتساوي في سنخ العذاب، وإليه
تشير المنزلة، والاختلاف في شخصه ونفس ما
يذوقه القاتل فيه.
ويشهد عليه أيضا في الجملة ما فيه أيضا عن
حنان بن سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله:
* (من قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا) * قال:
واد في جهنم لو قتل الناس جميعا كان فيه، ولو
قتل نفسا واحدة كان فيه.
أقول: وكأن الآية منقولة فيها بالمعنى (1).
[3274]
قتل المؤمن
الكتاب
* (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها
وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - من خطبته في حجة
الوداع -: إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا
إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أعمالكم (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في قتيل وجد لا يدرى من قتله -:
يقتل رجل من المسلمين لا يدرى من قتله؟!
والذي نفسي بيده، لو أن أهل السماوات والأرض
اجتمعوا على قتل مؤمن أو رضوا به لأدخلهم الله
في النار، والذي نفسي بيده، لا يجلد أحد
أحدا إلا جلد غدا في نار جهنم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا أيها الناس، أيقتل قتيل وأنا
بين أظهركم لا يعلم من قتله! لو أن أهل السماء
والأرض اجتمعوا على قتل رجل مسلم لعذبهم الله
بلا عدد ولا حساب (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أعان على قتل مؤمن بشطر
كلمة لقي الله يوم القيامة مكتوب بين عينيه:
آيس من رحمة الله (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليدفع عن باب الجنة
أن ينظر إليها بمحجمة من دم يريقه من مسلم
بغير حق (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يوفق قاتل المؤمن
متعمدا للتوبة (8).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل: المؤمن يقتل المؤمن
متعمدا هل له توبة؟ -: إن كان قتله لايمانه فلا
توبة له، وإن كان قتله لغضب أو لسبب شئ من
أمر الدنيا فإن توبته أن يقاد منه (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لزوال الدنيا أهون عند الله من
قتل رجل مسلم (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قتل المؤمن أعظم عند الله من
زوال الدنيا (11).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من قتل مؤمنا متعمدا

(1) تفسير الميزان: 5 / 322.
(2) النساء: 93.
(3) الكافي: 7 / 273 / 12.
(4) أمالي المفيد: 216 / 3، راجع وسائل الشيعة: 19 / 8 / 2.
(5) كنز العمال: 39952، و (39895، راجع وسائل الشيعة: 8 / 615 باب 163)، و 39921.
(6) كنز العمال: 39952، و (39895، راجع وسائل الشيعة: 8 / 615 باب 163)، و 39921.
(7) كنز العمال: 39952، و (39895، راجع وسائل الشيعة: 8 / 615 باب 163)، و 39921.
(8) الكافي: 7 / 272 / 7، و 7 / 276 / 2، راجع وسائل الشيعة: 19 / 19 باب 9.
(9) الكافي: 7 / 272 / 7، و 7 / 276 / 2، راجع وسائل الشيعة: 19 / 19 باب 9.
(10) الترغيب والترهيب: 3 / 293 / 7.
(11) كنز العمال: 39880.
2498

أثبت الله تعالى عليه جميع الذنوب، وبرئ المقتول
منها، وذلك قول الله تعالى: * (إني أريد أن تبوأ
بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار) * (1).
[3275]
ما يحل به القتل
الكتاب
* (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما
قتل الناس جميعا) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يحل دم امرئ مسلم يشهد
أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث:
رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم، ورجل خرج
محاربا لله ورسوله فإنه يقتل، أو يصلب، أو ينفى
من الأرض، أو يقتل نفسا فيقتل بها (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): والذي لا إله غيره لا يحل دم أحد
يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى
ثلاث: التارك للإسلام المفارق للجماعة، والثيب
الزاني، والنفس بالنفس (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يحل دم إلا في ثلاث: النفس
بالنفس، والثيب الزاني، والمرتد عن الإيمان (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ارتد عن دينه فاقتلوه (6).
(انظر) الباغي: باب 377، 378.
الخوارج: باب 1014.
الارتداد: باب 1472.
السب: باب 1731.
السحر: باب 1769.
[3276]
موارد دخول القاتل والمقتول النار
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا التقى المسلمان بسيفهما
على غير سنة فالقاتل والمقتول في النار، قيل:
يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟! قال:
لأنه أراد قتلا (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا التقى المسلمان حمل أحدهما
على أخيه السلاح فهما على جرف جهنم، فإذا
قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من مسلمين التقيا بأسيافهما إلا
كان القاتل والمقتول في النار (9).
[3277]
ما ينبغي عند القتل والذبح
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله محسن يحب
الإحسان، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا
ذبحتم فأحسنوا الذبحة (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا حكمتم فاعدلوا، وإذا قتلتم
فأحسنوا، فإن الله محسن يحب المحسنين (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله كتب الإحسان على كل
شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم
فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته
وليرح ذبيحته (12).

(1) ثواب الأعمال: 328 / 9.
(2) المائدة: 32.
(3) كنز العمال: 367، 380، 382، 386.
(4) كنز العمال: 367، 380، 382، 386.
(5) كنز العمال: 367، 380، 382، 386.
(6) كنز العمال: 367، 380، 382، 386.
(7) وسائل الشيعة: 11 / 113 / باب 67.
(8) كنز العمال: 39899، 39904، 13382، 13381.
(9) كنز العمال: 39899، 39904، 13382، 13381.
(10) كنز العمال: 39899، 39904، 13382، 13381.
(11) كنز العمال: 39899، 39904، 13382، 13381.
(12) الترغيب والترهيب: 2 / 156 / 1.
2499

- ابن عباس -: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) على رجل
واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته،
وهي تلحظ إليه ببصرها، قال: أفلا قبل هذا؟
أوتريد أن تميتها موتتين؟! (1).
(انظر) الترغيب والترهيب: 2 / 156 باب " الترهيب
من المثلة بالحيوان ومن قتله لغير الأكل ".
الإحسان: باب 869.
العمل (1): باب 2955.
[3278]
تحريم قتل الإنسان نفسه
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل
إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن
الله كان بكم رحيما) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الذي يخنق نفسه يخنقها
في النار، والذي يطعنها في النار (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قتل نفسه بشئ في الدنيا
عذب به يوم القيامة (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من قتل نفسه متعمدا
فهو في نار جهنم خالدا فيها (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كان فيمن كان قبلكم رجل
به جرح فجزع فأخذ سكينا فحز بها يده فما
رقأ الدم حتى مات، فقال الله: بادرني عبدي
بنفسه... قد حرمت عليه الجنة (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن المؤمن يبتلى بكل
بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه (7).
- أبو سعيد الخدري -: كنا نخرج في
الغزوات مترافقين تسعة وعشرة، فنقسم العمل،
فيقعد بعضنا في الرحل، وبعضنا يعمل لأصحابه
يصنع طعامهم ويسقي ركابهم، وطائفة تذهب إلى
النبي (صلى الله عليه وآله)، فاتفق في رفقتنا رجل يعمل عمل
ثلاثة نفر: يحتطب، ويستقي، ويصنع طعامنا.
فذكر ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله) فقال: ذلك رجل من أهل
النار، فلقينا العدو فقاتلناهم فجرح فأخذ الرجل
سهما فقتل به نفسه فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أشهد أني
رسول الله وعبده (8).
(انظر) وسائل الشيعة: 19 / 13 باب 5،
صحيح مسلم: 1 / 103 باب 47.
[3279]
تحريم سقط الحمل
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما سأله إسحاق بن
عمار عن طرح الحمل بشرب الدواء مخافة
الحبل -: لا، فقلت: إنما هو نطفة، فقال:
إن أول ما يخلق نطفة (9).
[3280]
ما روى في القتل صبرا
- إن أبا غرة الجمحي وقع في الأسر يوم

(1) الترغيب والترهيب: 2 / 156 / 2.
(2) النساء: 29.
(3) كنز العمال: 39961، 39965.
(4) كنز العمال: 39961، 39965.
(5) الفقيه: 4 / 95 / 5163.
(6) الترغيب والترهيب: 3 / 301 / 4.
(7) الكافي: 3 / 112 / 8.
(8) الخرائج والجرائح: 1 / 61 / 104.
(9) الفقيه: 4 / 171 / 5394.
2500

بدر فقال: يا محمد إني ذو عيلة فامنن علي،
فمن عليه أن لا يعود إلى القتال، فمر إلى مكة
فقال: سخرت بمحمد فأطلقني، وعاد إلى القتال
يوم أحد فدعا عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا يفلت،
فوقع في الأسر، فقال: إني ذو عيلة فامنن
علي، فقال: أمن عليك حتى ترجع إلى مكة
فتقول في نادي قريش: سخرت بمحمد، لا يلسع
المؤمن في جحر مرتين، وقتله بيده (1).
- كان علي (صلى الله عليه وآله) إذا أخذ أسيرا من أهل الشام
خلى سبيله، إلا أن يكون قد قتل من أصحابه
أحدا فيقتله به، فإذا خلى سبيله فإن عاد
الثانية قتله ولم يخل سبيله (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - إذا اتي بالأسير يوم
صفين -: لن أقتلك صبرا، إني أخاف الله رب
العالمين. وكان يأخذ سلاحه ويحلفه لا يقاتله
ويعطيه أربعة دراهم (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لم يقتل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
صبرا قط غير رجل واحد: عقبة بن أبي معيط،
وطعن أبي بن أبي خلف فمات بعد ذلك (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - يوم فتح مكة -: لا يقتل
قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة (5).
(انظر) جواهر الكلام: 21 / 132 " في معنى قتل الصبر ".
سنن أبي داود: 3 / 60 باب " في قتل الأسير صبرا ".

(1) مستدرك الوسائل: 11 / 120 / 12587 و 11 / 50 / 12406.
(2) مستدرك الوسائل: 11 / 120 / 12587 و 11 / 50 / 12406.
(3) كنز العمال: 31703.
(4) وسائل الشيعة: 11 / 113 / 20184.
(5) صحيح مسلم: 1782.
2501

(431)
القدر
البحار: 5 / 84 / الباب: 3 " القضاء والقدر ".
كنز العمال: 1 / 106 " القدر ".
كنز العمال: 1 / 135 " فرع في ذم القدرية والمرجئة "
كنز العمال: 1 / 362 " فرع في القدرية ".
انظر:
عنوان 443 " القضاء (1) "، 4 " الأجل "، 60 " الجبر ".
282 " المشية "، 232 " السعادة "، 272 " الشقاوة ".
الحزن: باب 819، الرزق: باب 1486، 1487، الصبر: باب 2178.
2503

[3281]
القدر
الكتاب
* (إنا كل شئ خلقناه بقدر) * (1).
* (والله خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم جعلكم أزواجا
وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه وما يعمر من معمر
ولا ينقص من عمره إلا في كتاب إن ذلك على الله
يسير) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في ذم العاصين من
أصحابه -: أحمد الله على ما قضى من أمر، وقدر
من فعل، وعلى ابتلائي بكم (3).
- عنه (عليه السلام) - في تمجيد الله وتعظيمه -: المقدر
لجميع الأمور بلا روية ولا ضمير (4).
- عنه (عليه السلام) - في تحميد الله سبحانه -: أحمده
إلى نفسه كما استحمد إلى خلقه، وجعل لكل شئ
قدرا، ولكل قدر أجلا، ولكل أجل كتابا (5).
- عنه (عليه السلام) - في صفته تعالى -: لم يؤده خلق
ما ابتدأ، ولا تدبير ما ذرأ، ولا وقف به عجز عما
خلق، ولا ولجت عليه شبهة فيما قضى وقدر، بل
قضاء متقن، وعلم محكم، وأمر مبرم (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): وكل شئ بقدر حتى
العجز والكيس (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): القدر نظام التوحيد، فمن وحد الله
وآمن بالقدر فقد استمسك بالعروة الوثقى (8).
- الإمام علي (عليه السلام): المقادير لا تدفع بالقوة
والمغالبة (9).
- الإمام الهادي (عليه السلام): المقادير تريك ما لم
يخطر ببالك (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو دعا لك إسرافيل وجبرئيل
وميكائيل وحملة العرش وأنا فيهم ما تزوجت
إلا المرأة التي كتبت لك (11).
- الإمام علي (عليه السلام): القدر سر من سر الله، وستر
من ستر الله وحرز من حرز الله مرفوع في حجاب
الله، مطوي عن خلق الله (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله إذا أراد شيئا
قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه (13).
- الإمام علي (عليه السلام): بتقدير أقسام الله للعباد قام
وزن العالم وتمت هذه الدنيا لأهلها (14).

(1) القمر: 49.
(2) فاطر: 11.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 180 و 213 و 183.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 180 و 213 و 183.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 180 و 213 و 183.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 65.
(7) كنز العمال: 499، 488.
(8) كنز العمال: 499، 488.
(9) غرر الحكم: 1412.
(10) أعلام الدين: 311.
(11) كنز العمال: 501.
(12) التوحيد: 383 / 32.
(13) المحاسن: 1 / 379 / 837.
(14) غرر الحكم: 4306.
2504

- عنه (عليه السلام): كلما ازداد عقل الرجل قوي
إيمانه بالقدر واستخف بالغير (1).
- عنه (عليه السلام): لن يبطئ عنك ما قد قدر لك (2).
- عنه (عليه السلام): من أيقن بالقدر لم يكترث
بما نابه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان بالقدر يذهب
الهم والحزن (4).
[3282]
النهي عن الخوض في القدر
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سأله رجل عن القدر -:
طريق مظلم لا تسلكه. قال: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن القدر؟ قال: بحر عميق لا تلجه.
قال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن القدر؟ قال:
سر الله قد خفي عليك فلا تفشه (5).
- عنه (عليه السلام) - وقد سأله رجل عن القدر -:
بحر عميق فلا تلجه. قال: يا أمير المؤمنين!
أخبرنا عن القدر؟ قال: سر الله فلا تتكلفه.
قال: يا أمير المؤمنين، أخبرنا عن القدر؟
قال: أما إذ أبيت فإنه أمر بين أمرين لا جبر
ولا تفويض (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تكلم في شئ من
القدر سئل عنه يوم القيامة، ومن لم يتكلم
فيه لم يسأل عنه (7).
[3283]
التقدير والتدبير
- الإمام علي (عليه السلام): يغلب المقدار على التقدير،
حتى تكون الآفة في التدبير (8).
- عنه (عليه السلام): تذل الأمور للمقدور حتى تصير
الآفة في التدبير (9).
- عنه (عليه السلام): تذل الأمور للمقادير حتى يكون
الحتف في التدبير (10).
- عنه (عليه السلام): الأمور بالتقدير لا بالتدبير (11).
- عنه (عليه السلام): إذا حلت المقادير بطلت التدابير (12).
- عنه (عليه السلام): إذا نزل القدر بطل الحذر (13).
- عنه (عليه السلام): إذا كان القدر لا يرد
فالاحتراس باطل (14).
- عنه (عليه السلام): القدر يغلب الحذر (15).
(انظر) عنوان / 109 " الحزم ".
القضاء (1): باب 3350.
[3284]
القدر والعمل
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لما سأله رجل:
أبقدر يصيب الناس ما أصابهم أم بعمل؟ -:

(1) غرر الحكم: 7202.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 379.
(3) غرر الحكم: 8934.
(4) كنز العمال: 481، 1561، 1567، 539.
(5) كنز العمال: 481، 1561، 1567، 539.
(6) كنز العمال: 481، 1561، 1567، 539.
(7) كنز العمال: 481، 1561، 1567، 539.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 459.
(9) البحار: 78 / 63 / 147.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 16، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 120.
(11) غرر الحكم: 1947، 4037، 4031، 4071، 1025.
(12) غرر الحكم: 1947، 4037، 4031، 4071، 1025.
(13) غرر الحكم: 1947، 4037، 4031، 4071، 1025.
(14) غرر الحكم: 1947، 4037، 4031، 4071، 1025.
(15) غرر الحكم: 1947، 4037، 4031، 4071، 1025.
2505

إن القدر والعمل بمنزلة الروح والجسد، فالروح
بغير جسد لا تحس، والجسد بغير روح صورة
لا حراك بها، فإذا اجتمعا قويا وصلحا، كذلك
العمل والقدر، فلو لم يكن القدر واقعا على العمل
لم يعرف الخالق من المخلوق وكان القدر شيئا
لا يحس، ولو لم يكن العمل بموافقة من القدر لم
يمض ولم يتم، ولكنهما باجتماعهما قويا، ولله فيه
العون لعباده الصالحين (1).
[3285]
ما هو من القدر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الدواء من القدر، وهو
ينفع من يشاء بما شاء (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل: أرأيت دواء نتداوى
به، ورقى نسترقي بها، وأشياء نفعلها، هل
ترد من قدر الله؟ -: بل هي من قدر الله (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وقد سئل رقى يستشفى بها هل
ترد من قدر الله؟ -: إنها من قدر الله (4).
- الإمام الصادق (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن الرقى هل
تدفع من القدر شيئا؟ -: هي من القدر (5).
- ابن نباتة: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) عدل من
عند حائط مائل إلى حائط آخر، فقيل له: يا أمير
المؤمنين تفر من قضاء الله؟ (6).
قال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أمير المؤمنين (عليه السلام)
جلس إلى حائط مائل يقضي بين الناس، فقال
بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط فإنه معور،
فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) حرس امرءا أجله، فلما
قام سقط الحائط، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام)
مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين (8).
تأمل في وجه الجمع بين الحديثين.
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سأله رجل بعد انصرافه
من صفين عن القضاء والقدر في هذه الحرب -:
ما علوتم تلعة ولا هبطتم واديا إلا ولله فيه
قضاء وقدر (9).
- عنه (عليه السلام) - عند انصرافه من صفين في جواب
شيخ سأله عن مسيرهم إلى الشام أبقضاء
وقدر؟ -: والذي خلق (10) الحبة وبرأ النسمة، ما
قطعنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء وقدر، فقال
الشيخ: عند الله أحتسب عنائي، فقال علي: بل
عظم الله أجركم في مسيركم وأنتم مصعدون وفي
منحدركم وأنتم منحدرون، وما كنتم في شئ من
أموركم مكرهين ولا إليها مضطرين، فقال الشيخ
كيف يا أمير المؤمنين والقضاء والقدر ساقنا إليها؟
فقال: ويحك! لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا
حاتما، لو كان ذلك لسقط الوعد والوعيد وبطل

(1) التوحيد: 366 / 4.
(2) كنز العمال: 28082، 633.
(3) كنز العمال: 28082، 633.
(4) قرب الإسناد: 95 / 320.
(5) البحار: 5 / 98 / 24.
(6) في المصدر: أتفر من قضاء الله؟ فقال: (كما في هامش البحار).
(7) البحار: 41 / 2 / 3.
(8) الكافي: 2 / 58 / 5.
(9) الإرشاد: 1 / 225.
(10) وفي المنتخب وكذا في النهاية: فلق الحبة. كما في هامش كنز
العمال.
2506

الثواب والعقاب، ولا أتت لائمة من الله لمذنب
ولا محمدة من الله لمحسن، ولا كان المحسن
أولى بثواب الإحسان من المذنب، ذلك مقال
أحزاب (1) عبدة الأوثان... ومجوسها، ولكن الله
أمر بالخير تخييرا ونهى عن الشر تحذيرا، ولم
يعص مغلوبا ولم يطع مكرها، ولا يملك تفويضا،
ولا خلق السماوات والأرض وما أرى فيهما من
عجائب آياتهما باطلا * (ذلك ظن الذين كفروا
فويل للذين كفروا من النار) *، فقال الشيخ: يا أمير
المؤمنين، فما كان القضاء والقدر الذي كان فيه
مسيرنا ومنصرفنا؟ قال: ذلك أمر الله وحكمته، ثم
قرأ علي: * (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) * (2).
- عنه (عليه السلام): الأمر بالطاعة، والنهي عن المعصية،
والتمكين من فعل الحسنة وترك المعصية،
والمعونة على القربة إليه، والخذلان لمن عصاه،
والوعد والوعيد، والترغيب والترهيب، كل ذلك
قضاء الله في أفعالنا وقدره لأعمالنا (3).
[3286]
ذم القدرية
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القدرية مجوس هذه الأمة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لعنت القدرية على لسان
سبعين نبيا (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تجالسوا أهل القدر
ولا تفاتحوهم (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي ليس لهما
من الإسلام نصيب: المرجئة والقدرية (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما الليل بالليل ولا النهار
بالنهار أشبه من المرجئية باليهودية، ولا من
القدرية بالنصرانية (8).
الأخبار في ذمهما كثيرة، راجع كنز العمال: 1 /
118 - 140، البحار: 5 / 2 باب 1.
[3287]
من هم القدرية؟
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القدرية الذين يقولون: الخير
والشر بأيدينا، ليس لهم في شفاعتي نصيب،
ولا أنا منهم، ولا هم مني (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): صنفان من أمتي لا سهم لهم في
الإسلام: المرجئة والقدرية، قيل: وما المرجئة؟
قال: الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل (قول
ولا عمل - خ) قيل: فما القدرية؟ قال: الذين
يقولون لم يقدر الشر (10).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): مساكين القدرية، أرادوا
أن يصفوا الله عز وجل بعدله فأخرجوه من
قدرته وسلطانه (11).
(انظر) الإيمان: باب 263.

(1) اخوان وكذا في المنتخب. كما في هامش كنز العمال.
(2) كنز العمال: 1560، راجع نهج البلاغة: الحكمة 78 نحوه.
(3) الاحتجاج: 1 / 492 / 121.
(4) كنز العمال: 566، 563.
(5) كنز العمال: 566، 563.
(6) كنز العمال: 564، 558.
(7) كنز العمال: 564، 558.
(8) ثواب الأعمال: 254 / 9.
(9) كنز العمال: 651، 642.
(10) كنز العمال: 651، 642.
(11) البحار: 5 / 54 / 93.
2507

[3288]
ليلة القدر
الكتاب
* (إنا أنزلناه في ليلة القدر * وما أدراك ما ليلة القدر *
ليلة القدر خير من ألف شهر * تنزل الملائكة والروح فيها
بإذن ربهم من كل أمر * سلام هي حتى مطلع الفجر) * (1).
* (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين) * (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - وقد سأله حمران عن قوله
تعالى: * (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) * -:
نعم، هي ليلة القدر، وهي في كل سنة في شهر
رمضان في العشر الأواخر، فلم ينزل القرآن إلا
في ليلة القدر، قال الله عز وجل: * (فيها يفرق كل
أمر حكيم) * قال: يقدر في ليلة القدر كل شئ
يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل من خير أو
شر أو طاعة أو معصية أو مولود أو أجل أو رزق،
فما قدر في تلك الليلة وقضى فهو من المحتوم ولله
فيه المشيئة.
قال: قلت: * (ليلة القدر خير من ألف شهر) *
أي شئ عنى بها؟. قال: العمل الصالح فيها
من الصلاة والزكاة وأنواع الخير، خير من العمل
في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، ولولا ما
يضاعف الله للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله عز وجل
يضاعف لهم الحسنات (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)
إذا دخل العشر الأواخر شد المئزر واجتنب
النساء وأحيى الليل وتفرغ للعبادة (4).
(انظر) وسائل الشيعة: 7 / 256 باب 31، 258 باب 32.

(1) القدر: 1 - 5.
(2) الدخان: 3.
(3) ثواب الأعمال: 92 / 11.
(4) الكافي: 4 / 155 / 3.
2508

(432)
القدرة
2509

[3289]
القدرة
- الإمام علي (عليه السلام): القدرة تنسي الحفيظة (1).
- عنه (عليه السلام): القدرة يزيلها العدوان (2).
- عنه (عليه السلام): القدرة تظهر محمود الخصال
ومذمومها (3).
- عنه (عليه السلام): التسلط على الضعيف والمملوك
من لزوم القدرة (4).
- عنه (عليه السلام): آفة القدرة منع الإحسان (5).
- عنه (عليه السلام): إذا قلت المقدرة كثر التعلل
بالمعاذير (6).
- عنه (عليه السلام): إذا كثرت المقدرة قلت الشهوة (7).
- عنه (عليه السلام): إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو
عنه شكرا للقدرة عليه (8).
- عنه (عليه السلام): تجاوز عند المقدرة، واحلم
عند الغضب (9).

(1) غرر الحكم: 953، 865، 1153، 2185، 3955، 4038.
(2) غرر الحكم: 953، 865، 1153، 2185، 3955، 4038.
(3) غرر الحكم: 953، 865، 1153، 2185، 3955، 4038.
(4) غرر الحكم: 953، 865، 1153، 2185، 3955، 4038.
(5) غرر الحكم: 953، 865، 1153، 2185، 3955، 4038.
(6) غرر الحكم: 953، 865، 1153، 2185، 3955، 4038.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 245 و 11، والكتاب 69.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 245 و 11، والكتاب 69.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 245 و 11، والكتاب 69.
2510

(433)
القذف
البحار: 79 / 103 باب: 83 " القذف والبذاء ".
البحار: 79 / 117 باب: 85، كنز العمال: 5 / 387 " حد القذف ".
وسائل الشيعة: 18 / 430 " أبواب حد القذف ".
انظر:
عنوان 215 " السب "، 407 " الفحش "، 474 " اللعن ".
2511

[3290]
القذف
الكتاب
* (إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا
لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم) * (1).
* (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة
شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا
وأولئك هم الفاسقون) * (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): حرم الله قذف
المحصنات، لما فيه من إفساد الأنساب ونفي
الولد وإبطال المواريث وترك التربية وذهاب
المعارف، وما فيه من المساوئ والعلل التي
تؤدي إلى فساد الخلق (3).
- الإمام علي (عليه السلام): من الكبائر: [الشرك بالله]...
ورمي المحصنات الغافلات المؤمنات (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لبعض أصحابه -: ما
فعل غريمك؟، فقال: ذلك ابن الفاعلة، فنظر إليه
أبو عبد الله (عليه السلام) نظرا شديدا، فقال: جعلت فداك إنه
مجوسي نكح أخته، قال: أوليس ذلك في دينهم
النكاح؟! (5).
- عنه (عليه السلام): كان علي (عليه السلام) يقول: إذا قال الرجل
للرجل يا معفوج ويا منكوح في دبره فإن عليه
الحد حد القاذف (6).
- عنه (عليه السلام): كل بالغ من ذكر أو أنثى افترى
على صغير أو كبير أو ذكر أو أنثى أو مسلم
(أو كافر - خ ل) أو حر أو مملوك فعليه حد
الفرية، وعلى غير البالغ حد الأدب (7).
- عنه (عليه السلام) - في رجل قال للرجل: يا بن
الفاعلة (يعني الزنا) -: فإن كانت أمه حية شاهدة
ثم جاءت تطلب حقها ضرب ثمانين جلدة، وإن
كانت غائبة انتظر بها حتى تقدم فتطلب حقها،
وإن كانت قد ماتت ولم يعلم منها إلا خير ضرب
المفتري عليها الحد ثمانين جلدة (8).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن ابن المغصوبة
يفتري عليه الرجل فيقول: يا بن الفاعلة -:
أرى أن عليه الحد ثمانين جلدة، ويتوب إلى
الله عز وجل مما قال (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قذف محصنة يحبط عبادة
مائة سنة (10).

(1) النور: 11.
(2) النور: 4.
(3) البحار: 79 / 111 / 8.
(4) مستدرك الوسائل: 11 / 361 / 13263.
(5) دعائم الإسلام: 2 / 458 / 1614.
(6) الكافي: 7 / 208 / 16.
(7) الفقيه: 4 / 51 / 5075.
(8) الكافي: 7 / 205 / 6 وص 206 / 9.
(9) الكافي: 7 / 205 / 6 وص 206 / 9.
(10) مستدرك الوسائل: 18 / 90 / 22134.
2512

- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا قال الرجل للرجل يا يهودي
فاضربوه عشرين، وإذا قال يا مخنث فاضربوه
عشرين (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في رجل يقذف امرأته -:
يجلد، قلت (يعني محمد بن مسلم): أرأيت إن
عفت عنه؟ قال: لا ولا كرامة (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا سئلت الفاجرة من فجر
بك؟ فقالت: فلان، فإن عليها حدين: حدا
لفجورها، وحدا لفريتها على الرجل المسلم (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): القاذف يجلد ثمانين
جلدة ولا تقبل له شهادة أبدا إلا بعد التوبة أو
يكذب نفسه (4).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله جميل بن دراج عن رجل
افترى على قوم جماعة -: إن أتوا به مجتمعين
ضرب حدا واحدا، وإن أتوا به متفرقين ضرب
لكل واحد منهم حدا (5).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله عبد الله بن سنان عن
رجلين افترى كل واحد منهما على صاحبه -:
يدرأ عنهما الحد ويعزران (6).
- عنه (عليه السلام): إذا قال الرجل للرجل: أنت خبيث
وأنت خنزير فليس فيه حد، ولكن فيه موعظة
وبعض العقوبة (7).
- عنه (عليه السلام): قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل
دعا آخر: ابن المجنون، فقال له الآخر: أنت
ابن المجنون، فأمر الأول أن يجلد صاحبه
عشرين جلدة، وقال له: اعلم أنه مستحق مثلها
عشرين، فلما جلده أعطى المجلود السوط
فجلده نكالا ينكل بهما (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): قضى أمير المؤمنين (عليه السلام)
في الهجاء التعزير (9).

(1) كنز العمال: 13362.
(2) الفقيه: 4 / 48 / 5063.
(3) الكافي: 7 / 209 / 20.
(4) وسائل الشيعة: 18 / 433 / 34471.
(5) الكافي: 7 / 209 / 1 وص 240 / 2 وص 241 / 6.
(6) الكافي: 7 / 209 / 1 وص 240 / 2 وص 241 / 6.
(7) الكافي: 7 / 209 / 1 وص 240 / 2 وص 241 / 6.
(8) الكافي: 7 / 242 / 11 وص 243 / 19.
(9) الكافي: 7 / 242 / 11 وص 243 / 19.
2513

(434)
القرآن
البحار: 92 / 1 باب 1 " فضل القرآن واعجازه ".
كنز العمال: 1 / 510، 2 / 3 - 72، 284 - 610 " في تلاوة القرآن وفضائله ".
البحار: 92 / 40 باب 7 " في كيفية جمع القرآن ".
وسائل الشيعة: 4 / 823 " أبواب قراءة القرآن ".
انظر:
المعجزة: باب 2536، الدين: باب 1318، الشك: باب 2091،
الباطل: باب 362، الأمثال: باب 3616، 3617، الهداية: باب 4005، عنوان 106.
2515

[3291]
القرآن
الكتاب
* (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن
العظيم) * (1).
* (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا خير في العيش إلا لمستمع
واع أو عالم ناطق. أيها الناس، إنكم في زمان
هدنة، وإن السير بكم سريع، وقد رأيتم الليل
والنهار يبليان كل جديد، ويقربان كل بعيد، و
يأتيان بكل موعود، فأعدوا الجهاد لبعد المضمار.
فقال المقداد: يا نبي الله ما الهدنة؟ قال: بلاء
وانقطاع، فإذا التبست الأمور عليكم كقطع الليل
المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع، وماحل
مصدق، ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن
جعله خلفه قاده إلى النار، وهو الدليل إلى خير
سبيل، وهو الفصل ليس بالهزل، له ظهر وبطن،
فظاهره حكم، وباطنه علم عميق، بحره لا
تحصى عجائبه، ولا يشبع منه علماؤه، وهو حبل
الله المتين، وهو الصراط المستقيم... فيه مصابيح
الهدى، ومنار الحكمة، ودال على الحجة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أيها الناس، إنكم في زمان هدنة،
وأنتم على ظهر سفر، والسير بكم سريع، فقد
رأيتم الليل والنهار والشمس والقمر يبلين كل
جديد ويقربن كل بعيد ويأتين بكل موعد
ووعيد، فأعدوا الجهاز لبعد المفاز.
فقام المقداد بن لأسود الكندي (رضي الله عنه) فقال: يا
رسول الله فما تأمرنا نعمل؟ فقال: إنها دار بلاء
وابتلاء وانقطاع وفناء، فإذا التبست عليكم الأمور
كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع
مشفع وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى
الجنة، ومن جعله خلفه ساقه إلى النار، وهو
الدليل يدل على السبيل، وهو كتاب تفصيل وبيان
وتحصيل، هو الفصل ليس بالهزل، وله ظهر
وبطن، فظاهره حكم الله وباطنه علم الله تعالى،
فظاهره وثيق، وباطنه له تخوم، وعلى تخومه
تخوم، لا تحصى عجائبه ولا تبلى غرائبه، فيه
مصابيح الهدى ومنار الحكمة، ودليل على
المعرفة لمن عرف النصفة، فليرع رجل بصره،
وليبلغ النصفة نظره، ينجو من عطب (4) ويتخلص
من نشب (5) فإن التفكر حياة قلب البصير، كما
يمشي المستنير والنور يحسن التخلص

(1) الحجر: 87.
(2) القمر: 17.
(3) كنز العمال: 4027، راجع البحار: 92 / 17، 77 / 134 / 135.
(4) كذا في المصدر، وفي البحار: 77 / 134 / 46 " فليرع ".
(5) العطب: الهلاك. (لسان العرب: 1 / 610).
(4) النشب في الشئ: إذا وقع فيما لا مخلص له منه، (لسان العرب: 1 / 757).
2516

ويقل التربص (1).
- الحارث الأعور: دخلت على أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقلت: يا أمير المؤمنين، إنا
إذا كنا عندك سمعنا الذي نسد (نشد - خ ل) به
ديننا، وإذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة
مغموسة، لا ندري ما هي؟ قال: أوقد فعلوها؟
قلت: نعم.
قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أتاني
جبرئيل فقال: يا محمد، سيكون في أمتك
فتنة، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب
الله، فيه بيان ما قبلكم من خبر، وخبر ما بعدكم،
وحكم ما بينكم (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قيل له: أمتك ستفتتن،
فسئل ما المخرج من ذلك؟ -: كتاب الله العزيز،
الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه،
تنزيل من حكيم حميد، من ابتغى العلم في غيره
أضله الله (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة القرآن -: جعله
الله ريا لعطش العلماء، وربيعا لقلوب الفقهاء،
ومحاج لطرق الصلحاء، ودواء ليس بعده داء،
ونورا ليس معه ظلمة (4).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح
الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدث
الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحد إلا
قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى، أو
نقصان من عمى (5).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه لم يعظ أحدا بمثل
هذا القرآن، فإنه حبل الله المتين وسببه
الأمين، وفيه ربيع القلب، وينابع العلم، وما
للقلب جلاء غيره (6).
- عنه (عليه السلام): فالقرآن آمر زاجر، وصامت ناطق،
حجة الله على خلقه، أخذ عليه ميثاقهم،
وارتهن عليهم أنفسهم (7).
- عنه (عليه السلام): أفضل الذكر القرآن، به تشرح
الصدور، وتستنير السرائر (8).
- عنه (عليه السلام): فتجلى لهم سبحانه في كتابه من غير
أن يكونوا رأوه بما أراهم من قدرته (9).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): لو مات من بين
المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون
القرآن معي (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من لم يعرف الحق
من القرآن لم يتنكب الفتن (11).
- الإمام علي (عليه السلام): القرآن أفضل الهدايتين (12).
- عنه (عليه السلام): الله الله في القرآن، لا يسبقكم بالعمل
به غيركم (13).

(1) نوادر الراوندي: 21، 22، التربص: الانتظار (لسان العرب: 7 / 39).
(2) تفسير العياشي: 1 / 3 / 2 وص 6 / 11، راجع تمام الحديث.
(3) تفسير العياشي: 1 / 3 / 2 وص 6 / 11، راجع تمام الحديث.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 198، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 199.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 176، نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 18.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 176، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 31.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 183، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 115.
(8) غرر الحكم: 3255.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 147، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 102.
(10) الكافي: 2 / 602 / 13.
(11) المحاسن: 1 / 341 / 702.
(12) غرر الحكم: 1664.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 47.
2517

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كلامي لا ينسخ كلام الله،
وكلام الله ينسخ كلامي، وكلام الله ينسخ
بعضه بعضا (1).
- الإمام علي (عليه السلام): كتاب الله تبصرون به،
وتنطقون به، وتسمعون به، وينطق بعضه
ببعض، ويشهد بعضه على بعض، ولا يختلف في
الله، ولا يخالف بصاحبه عن الله (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن القرآن ليصدق بعضه
بعضا، فلا تكذبوا بعضه ببعض (3).
[3292]
القرآن إمام ورحمة
الكتاب
* (ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة وهذا كتاب
مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى
للمحسنين) * (4).
* (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن
قبله كتاب موسى إماما ورحمة) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالقرآن، فاتخذوه
إماما وقائدا (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إنه سيأتي عليكم من بعدي
زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق، ولا أظهر
من الباطل... فالكتاب وأهله في ذلك الزمان
في الناس وليسا فيهم، ومعهم وليسا معهم،
لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا،
فاجتمع القوم على الفرقة، وافترقوا على
الجماعة، كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب
إمامهم، فلم يبق عندهم منه إلا اسمه،
ولا يعرفون إلا خطه وزبره (7).
[3293]
القرآن أحسن الحديث
الكتاب
* (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني
تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم
وقلوبهم إلى ذكر الله) * (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أحسن الحديث كتاب
الله، وخير الهدى هدى محمد (صلى الله عليه وآله)، وشر الأمور
محدثاتها (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أحسن القصص وأبلغ
الموعظة وأنفع التذكر كتاب الله جل وعز (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصدق القول وأبلغ الموعظة
وأحسن القصص كتاب الله (11).
- الإمام علي (عليه السلام): تعلموا كتاب الله تبارك
وتعالى فإنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظة،

(1) كنز العمال: 2961.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 133.
(3) كنز العمال: 2861.
(4) الأحقاف: 12.
(5) هود: 17.
(6) كنز العمال: 4029.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 147.
(8) الزمر: 23.
(9) البحار: 77 / 122 / 23.
(10) الكافي: 8 / 175 / 194.
(11) الفقيه: 4 / 402 / 5868.
2518

وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا بنوره
فإنه شفاء لما في الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه
أحسن القصص (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أصدق القول، وأبلغ الموعظة،
وأحسن القصص كتاب الله (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): فضل القرآن على سائر الكلام
كفضل الله على خلقه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أحسنوا تلاوة القرآن فإنه
أنفع القصص، واستشفوا به فإنه شفاء الصدور (4).
[3294]
القرآن في كل زمان جديد
- الإمام علي (عليه السلام): لا تخلقه كثرة الرد
وولوج السمع (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل ما بال القرآن
لا يزداد على النشر والدرس إلا غضاضة؟ -:
لأن الله تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان،
ولا لناس دون ناس، فهو في كل زمان جديد،
وعند كل قوم غض إلى يوم القيامة (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في صفة القرآن -: هو حبل
الله المتين، وعروته الوثقى، وطريقته
المثلى، المؤدي إلى الجنة، والمنجي من النار،
لا يخلق على الأزمنة، ولا يغث على الألسنة،
لأنه لم يجعل لزمان دون زمان، بل جعل دليل
البرهان، والحجة على كل إنسان، لا يأتيه
الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من
حكيم حميد (8).
[3295]
القرآن شفاء من أكبر الداء
الكتاب
* (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا
يزيد الظالمين إلا خسارا) * (9).
* (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء
لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) * (10).
* (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته
أ أعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا
يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من
مكان بعيد) * (11).
- الإمام علي (عليه السلام): إن فيه شفاء من أكبر الداء،
وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال (12).
- الإمام الحسن (عليه السلام): إن هذا القرآن فيه
مصابيح النور وشفاء الصدور، فليجل جال

(1) تحف العقول: 150.
(2) البحار: 77 / 114 / 8 و 92 / 19 / 18.
(3) البحار: 77 / 114 / 8 و 92 / 19 / 18.
(4) غرر الحكم: 2543.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 156، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 203.
(6) البحار: 92 / 15 / 8، عن يعقوب بن السكيت النحوي قال:
سألت أبا الحسن الثالث (عليه السلام) ما بال القرآن - وذكر نحوه -
البحار: 92 / 15 / 9.
(8) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 130 / 9.
(9) الإسراء: 82.
(10) يونس: 57.
(11) فصلت: 44.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 176، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 19.
2519

بضوئه، وليلجم الصفة، فإن التلقين (1) حياة القلب
البصير كما يمشى المستنير في الظلمات بالنور (2).
- الإمام علي (عليه السلام): عليكم بكتاب الله، فإنه الحبل
المتين، والنور المبين والشفاء النافع... من قال به
صدق، ومن عمل به سبق (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القرآن هو الدواء (4).
(انظر) الدواء: الباب 1290.
[3296]
القرآن غنى لا غنى دونه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القرآن غنى، لا غنى دونه،
ولا فقر بعده (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): القرآن غنى، لا فقر بعده،
ولا غنى دونه (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من قرأ القرآن فهو غنى
لا فقر بعده (7).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أنه ليس على أحد
بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد قبل القرآن من
غنى، فاستشفوه من أدوائكم، واستعينوا به
على لاوائكم (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعطي القرآن فظن أن
أحدا أعطي أكثر مما أعطي فقد عظم صغيرا
وصغر كبيرا (9).
(انظر) الغنى: باب 3112.
[3297]
ما في القرآن من العلوم والأخبار
- الإمام علي (عليه السلام): في القرآن نبأ ما قبلكم، وخبر
ما بعدكم، وحكم ما بينكم (10).
- عنه (عليه السلام): ألا إن فيه علم ما يأتي، والحديث
عن الماضي، ودواء دائكم، ونظم ما بينكم (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أراد علم الأولين
والآخرين فليقرأ القرآن (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): فيه خبركم وخبر من
قبلكم وخبر من بعدكم وخبر السماء والأرض ولو
أتاكم من يخبركم عن ذلك لتعجبتم (13).
- عنه (عليه السلام): ما من أمر يختلف فيه اثنان إلا وله
أصل في كتاب الله عز وجل، ولكن لا تبلغه عقول
الرجال (14).
(انظر) الإمامة: باب 192.

(1) كذا، وفي المصدر: " وليلجم الصفة قلبه فإن التفكير حياة
القلب البصير " والصواب كما في الكافي: 2 / 599 " فليجل
جال بصره، وليبلغ الصفة نظره، فإن التفكر حياة قلب البصير ".
كما في هامش البحار.
(2) البحار: 78 / 112 / 6.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 156، شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد: 9 / 203.
(4) كنز العمال: 2310.
(5) البحار: 92 / 19 / 18.
(6) كنز العمال: 2307.
(7) معاني الأخبار: 279.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 176، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 18.
(9) معاني الأخبار: 279.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 313، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 220.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 158، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 217.
(12) كنز العمال: 2454.
(13) الكافي: 2 / 599 / 3 و ج 1 / 60 / 6.
(14) الكافي: 2 / 599 / 3 و ج 1 / 60 / 6.
2520

[3298]
تعلم القرآن
- الإمام الصادق (عليه السلام): ينبغي للمؤمن أن لا يموت
حتى يتعلم القرآن، أو يكون في تعلمه (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القرآن مأدبة الله، فتعلموا
مأدبته ما استطعتم (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن هذا القرآن مأدبة الله، فتعلموا
من مأدبته ما استطعتم (3).
- الإمام علي (عليه السلام): تعلموا القرآن فإنه أحسن
الحديث، وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب،
واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا
تلاوته فإنه أنفع القصص (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أردتم عيش السعداء
وموت الشهداء والنجاة يوم الحسرة والظل
يوم الحرور والهدى يوم الضلالة فادرسوا القرآن،
فإنه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان
في الميزان (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا معاذ، إن أردت عيش السعداء
وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والأمن يوم
الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور
والري يوم العطش والوزن يوم الخفة والهدى
يوم الضلالة فادرس القرآن، فإنه ذكر الرحمن
وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خياركم من تعلم القرآن وعلمه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خيركم من تعلم القرآن وعلمه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خيركم من قرأ القرآن وأقرأه (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من مات من أوليائنا
وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله
فيه درجته، فإن درجات الجنة على قدر عدد
آيات القرآن فيقال لقارئ القرآن: اقرأ وارق (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقال لصاحب القرآن: اقرأ
وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا، فإن
منزلتك عند آخر آية كنت تقرأها (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يقال لصاحب القرآن إذا دخل
الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية
درجة حتى يقرأ آخر شئ معه منه (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): عليكم بتعلم القرآن وكثرة تلاوته (13).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سمع ضجة أصحابه في
المسجد وهم يقرأون القرآن -: طوبى لهؤلاء
كانوا أحب الناس إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) (14).
(انظر) البحار: 92 / 185 باب 20.
[3299]
ثواب تعليم القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من علم رجلا القرآن فهو

(1) الدعوات للراوندي: 220 / 600.
(2) البحار: 92 / 19 / 18.
(3) كنز العمال: 2356.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 110.
(5) البحار: 92 / 19 / 18.
(6) كنز العمال: 2439.
(7) البحار: 92 / 186 / 2.
(8) كنز العمال: 2351، 2354.
(9) كنز العمال: 2351، 2354.
(10) البحار: 92 / 188 / 10.
(11) كنز العمال: 2330، 2331، 2368، 4025.
(13) كنز العمال: 2330، 2331، 2368، 4025.
(14) كنز العمال: 2330، 2331، 2368، 4025.
2521

مولاه، لا يخذله ولا يستأثر عليه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من علم عبدا آية من كتاب الله فهو
مولاه، لا ينبغي له أن يخذله ولا يستأثر عليه، فإن
هو فعله قصم عروة من عرى الإسلام (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله
يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم
السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة،
وذكرهم الله فيمن عنده (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا من تعلم القرآن وعلمه وعمل بما
فيه فأنا له سائق إلى الجنة ودليل إلى الجنة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من علم ولدا له القرآن قلده الله قلادة
يعجب منها الأولون والآخرون يوم القيامة (5).
- الإمام علي (عليه السلام): حق الولد على الوالد أن
يحسن اسمه، ويحسن أدبه، ويعلمه القرآن (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ القرآن قبل أن يحتلم
فقد أوتي الحكم صبيا (7).
[3300]
الحث على حفظ القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أعطاه الله حفظ كتابه
فظن أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد
غمط أفضل النعمة (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تغرنكم هذه المصاحف المعلقة
إن الله تعالى لا يعذب قلبا وعى القرآن (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الذي ليس في جوفه شئ من
القرآن كالبيت الخرب (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الحافظ للقرآن العامل
به مع السفرة الكرام البررة (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: أعلمك دعاء
لا تنسى القرآن، قل:
اللهم ارحمني بترك معاصيك أبدا ما أبقيتني،
وارحمني من تكلف ما لا يعنيني، وارزقني حسن
النظر فيما يرضيك، وألزم قلبي حفظ كتابك كما
علمتني، وارزقني أن أتلوه على النحو الذي
يرضيك عني، اللهم نور بكتابك بصري، واشرح
به صدري، وأطلق به لساني، واستعمل به بدني،
وقوني به على ذلك، وأعني عليه، إنه لا يعين عليه
إلا أنت، لا إله إلا أنت (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - من دعائه -: اللهم ارحمني بترك
معاصيك أبدا ما أبقيتني، وارزقني حسن النظر
فيما يرضيك عني، وألزم قلبي حفظ كتابك كما
علمتني، واجعلني أتلوه على النحو الذي يرضيك
عني، اللهم نور بكتابك بصري، واشرح به
صدري، وفرح به قلبي، وأطلق به لساني،
واستعمل به بدني، وقوني على ذلك، فإنه
لا حول ولا قوة إلا بك (13).
(انظر) الأمثال: باب 3617.
كنز العمال: 8 / 411 " صلاة حفظ القرآن ".
كنز العمال: 2 / 58 " في صلاة حفظ القرآن ".
الترغيب والترهيب: 2 / 360 " دعاء حفظ القرآن ".

(1) كنز العمال: 2382، 2384، 2320، 2375، 2386.
(2) كنز العمال: 2382، 2384، 2320، 2375، 2386.
(3) كنز العمال: 2382، 2384، 2320، 2375، 2386.
(4) كنز العمال: 2382، 2384، 2320، 2375، 2386.
(5) كنز العمال: 2382، 2384، 2320، 2375، 2386.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 399.
(7) كنز العمال: 2452، 2317، 2400.
(8) كنز العمال: 2452، 2317، 2400.
(9) كنز العمال: 2452، 2317، 2400.
(10) كنز العمال: 2478.
(11) الكافي: 2 / 603 / 2.
(12) البحار: 92 / 208 / 5.
(13) قرب الأسناد: 5 / 16.
2522

[3301]
الحث على استذكار القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعاهدوا هذا القرآن فإنه
وحشي فلهو أسرع تفصيا من صدور الرجال من
الإبل من عقلها، ولا يقولن أحدكم نسيت آية كيت
وكيت، بل نسي (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية
كيت وكيت، بل هو نسي، استذكروا القرآن،
فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا من صدور
الرجال من النعم من عقلها (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): مثل القرآن إذا عاهد عليه
صاحبه فقرأه بالليل والنهار كمثل رجل له إبل
فإن عقلها حفظها، وإن أطلق عقالها ذهبت،
فكذلك القرآن (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من نسي سورة من
القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة،
فإذا رآها قال: من أنت؟ ما أحسنك؟ ليتك لي،
فتقول: أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا، لو لم
تنسني لرفعتك إلى هذا المكان (4).
(انظر) وسائل الشيعة: 4 / 845 باب 12.
كنز العمال: 1 / 615، الكافي: 2 / 576.
[3302]
جزاء حملة القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حملة القرآن هم المحفوفون
برحمة الله، الملبوسون بنور الله عز وجل (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حملة القرآن عرفاء أهل الجنة
يوم القيامة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حملة القرآن عرفاء أهل الجنة،
والمجاهدون في سبيل الله قوادها، والرسل سادة
أهل الجنة (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أشراف أمتي حملة القرآن
وأصحاب الليل (8).
- الإمام علي (عليه السلام): اقرؤوا القرآن واستظهروه،
فإن الله تعالى لا يعذب قلبا وعاء القرآن (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في غزوة أحد في دفن
الشهداء -: انظروا أكثرهم جمعا للقرآن فاجعلوه
أمام صاحبه في القبر (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من جمع القرآن متعه الله بعقله
حتى يموت (11).
- الإمام علي (عليه السلام): أهل القرآن أهل الله
وخاصته (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حامل القرآن حامل راية
الإسلام، من أكرمه فقد أكرم الله، ومن أهانه
فعليه لعنة الله عز وجل (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حملة القرآن هم المعلمون كلام
الله، والمتلبسون بنور الله، من والاهم فقد والى

(1) كنز العمال: 2850، 2849، 2854.
(2) كنز العمال: 2850، 2849، 2854.
(3) كنز العمال: 2850، 2849، 2854.
(4) ثواب الأعمال: 283 / 1.
(5) جامع الأخبار: 115 / 202.
(6) كنز العمال: 2289، 2288، 2290 نحوه.
(7) مستدرك الوسائل: 11 / 7 / 12275.
(8) الخصال: 7 / 21.
(9) جامع الأخبار: 115 / 205.
(10) كنز العمال: 29890، 2318، 2278، 2344.
(11) كنز العمال: 29890، 2318، 2278، 2344.
(12) كنز العمال: 29890، 2318، 2278، 2344.
(13) كنز العمال: 29890، 2318، 2278، 2344.
2523

الله، ومن عاداهم فقد عادى الله (1).
- بعث النبي (صلى الله عليه وآله) وفدا إلى اليمن، فأمر عليهم
أميرا منهم وهو أصغرهم، فمكث أياما لم يسر...
فقال له رجل يا رسول الله أتؤمره علينا وهو
أصغرنا؟ فذكر النبي (صلى الله عليه وآله) قراءته القرآن (2).
(انظر) البحار: 92 / 177 باب 19، كنز العمال: 1 / 523.
[3303]
ما ينبغي لحامل القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أحق الناس بالتخشع في
السر والعلانية لحامل القرآن، وإن أحق الناس
في السر والعلانية بالصلاة والصوم لحامل القرآن (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - إذ خرج ذات يوم وهو ينادي
بأعلى صوته -: يا حامل القرآن، اكحل
عينيك بالبكاء إذا ضحك البطالون، وقم بالليل
إذا نام النائمون، وصم إذا أكل الآكلون،
واعف عمن ظلمك، ولا تحقد فيمن يحقد،
ولا تجهل فيمن يجهل (4).
(انظر) العلم: باب 2886.
العقل: باب 2809.
[3304]
ما لا ينبغي لحامل القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا ينبغي لصاحب القرآن أن
يحد مع من حد، ولا يجهل مع من يجهل
وفي جوفه كلام الله (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليس ينبغي لحامل القرآن أن
يسفه فيمن يسفه أو يغضب فيمن يغضب،
أو يحتد فيمن يحتد ولكن يعفو ويصفح
لفضل القرآن (6).
(انظر) العقل باب 2810.
[3305]
الحث على تلاوة القرآن
الكتاب
* (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا
مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) * (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أحب أحدكم أن
يحدث ربه فليقرأ القرآن (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن هذه القلوب تصدأ كما
يصدأ الحديد، قيل: يا رسول الله فما جلاؤها؟
قال: تلاوة القرآن (9).
- الإمام علي (عليه السلام): لقاح الإيمان تلاوة القرآن (10).
- عنه (عليه السلام): من أنس بتلاوة القرآن لم
توحشه مفارقة الإخوان (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليك بقراءة القرآن، فإن
قراءته كفارة للذنوب، وستر في النار،
وأمان من العذاب (12).

(1) كنز العمال: 2345، 4020.
(2) كنز العمال: 2345، 4020.
(3) الكافي: 2 / 604 / 5.
(4) كنز العمال: 4198.
(5) كنز العمال: 2347، 2349.
(6) كنز العمال: 2347، 2349.
(7) فاطر: 29.
(8) كنز العمال: 2257، 2441.
(9) كنز العمال: 2257، 2441.
(10) غرر الحكم: 7633، 8790.
(11) غرر الحكم: 7633، 8790.
(12) البحار: 92 / 17 / 18.
2524

- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا قرأ القارئ القرآن فأخطأ أو لحن
أو كان أعجميا كتبه الملك كما أنزل (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا بني، لا تغفل عن قراءة القرآن،
فإن القرآن يحيي القلب، وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة
من جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قرأ القرآن فكأنما استدرجت
النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - عند ختمه القرآن -: اللهم
اشرح بالقرآن صدري، واستعمل بالقرآن بدني،
ونور بالقرآن بصري، وأطلق بالقرآن لساني،
وأعني عليه ما أبقيتني، فإنه لا حول ولا قوة
إلا بك (5).
[3306]
قراءة القرآن بالصوت الحسن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن حسن الصوت زينة
للقرآن (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لكل شئ حلية وحلية القرآن
الصوت الحسن (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): زينوا القرآن بأصواتكم (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أحسن الناس صوتا
بالقرآن؟ -: من إذا سمعت قراءته رأيت
أنه يخشى الله (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن
الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حسنوا القرآن بأصواتكم، فإن
الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كان علي بن الحسين
صلوات الله عليه أحسن الناس صوتا بالقرآن،
وكان السقاؤون يمرون فيقفون ببابه
يسمعون قراءته، وكان أبو جعفر (عليه السلام) أحسن
الناس صوتا (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما بعث الله عز وجل نبيا إلا
حسن الصوت (13).
[3307]
حق التلاوة
الكتاب
* (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك
يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون) * (14).
- الإمام علي (عليه السلام): إلى الله أشكو من معشر

(1) كنز العمال: 2284، 4032، 2347، 2349.
(2) كنز العمال: 2284، 4032، 2347، 2349.
(3) كنز العمال: 2284، 4032، 2347، 2349.
(4) كنز العمال: 2284، 4032، 2347، 2349.
(5) (البحار: 92 / 209 / 6، انظر: كنز العمال: 2 / 349، البحار: 92 / 369 باب 126) و 92 / 190 / 2.
(6) (البحار: 92 / 209 / 6، انظر: كنز العمال: 2 / 349، البحار: 92 / 369 باب 126) و 92 / 190 / 2.
(7) كنز العمال: 2768.
(8) البحار: 92 / 190 / 2.
(9) البحار: 92 / 195 / 10.
(10) الترغيب والترهيب: 2 / 364 / 9.
(11) كنز العمال: 2765.
(12) الكافي: 2 / 616 / 11.
(13) الكافي: 2 / 616 / 10.
(14) البقرة: 121.
2525

يعيشون جهالا ويموتون ضلالا، ليس فيهم
سلعة أبور من الكتاب إذ تلي حق تلاوته،
ولا سلعة أنفق بيعا ولا أغلى ثمنا من الكتاب إذا
حرف عن مواضعه (1).
- عنه (عليه السلام): إنه سيأتي عليكم من بعدي زمان
ليس فيه شئ أخفى من الحق ولا أظهر من
الباطل... ليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور
من الكتاب إذا تلي حق تلاوته، ولا أنفق منه
إذا حرف عن مواضعه، ولا في البلاد شئ أنكر
من المعروف ولا أعرف من المنكر، فقد نبذ
الكتاب حملته، وتناساه حفظته، فالكتاب
يومئذ وأهله طريدان منفيان... ومن قبل ما مثلوا
بالصالحين كل مثلة (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (الذين
آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) * -: يرتلون
آياته، ويتفهمون معانيه، ويعملون بأحكامه،
ويرجون وعده، ويخشون عذابه، ويتمثلون
قصصه، ويعتبرون أمثاله، ويأتون أوامره،
ويجتنبون نواهيه، ما هو والله بحفظ آياته وسرد
حروفه، وتلاوة سوره ودرس أعشاره وأخماسه،
حفظوا حروفه وأضاعوا حدوده، وإنما هو تدبر
آياته يقول الله تعالى: * (كتاب أنزلناه إليك مبارك
ليدبروا آياته) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (يتلونه
حق تلاوته) * -: يتبعونه حق اتباعه (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - عند ختمه
القرآن -: اللهم فإذ أفدتنا المعونة على تلاوته
وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبارته فاجعلنا
ممن يرعاه حق رعايته، ويدين لك باعتقاد
التسليم لمحكم آياته (5).
- الإمام الحسن (عليه السلام): اعلموا علما يقينا أنكم...
لن تتلو الكتاب حق تلاوته حتى تعرفوا الذي
حرفه، فإذا عرفتم ذلك عرفتم البدع والتكلف (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أين القوم الذين دعوا إلى
الإسلام فقبلوه؟ وقرأوا القرآن فأحكموه (7).
- عنه (عليه السلام): أوه على إخواني الذين تلوا القرآن
فأحكموه، وتدبروا الفرض فأقاموه، أحيوا السنة
وأماتوا البدعة، دعوا للجهاد فأجابوا، ووثقوا
بالقائد فاتبعوه (8).
[3308]
نبذ الكتاب
* (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أتوا الكتاب لتبيننه للناس
ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا
فبئس ما يشترون) * (9).
* (ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ
فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم

(1) نهج البلاغة: الخطبة 17 / شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1 / 284.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 147 / شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد: 9 / 104 راجع تمام الخطبة.
(3) تنبيه الخواطر: 2 / 236.
(4) الدر المنثور: 1 / 272.
(5) الصحيفة السجادية: الدعاء 42.
(6) البحار: 78 / 105 / 3.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 121 و 182.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 121 و 182.
(9) آل عمران: 187.
2526

كأنهم لا يعلمون) * (1).
- الإمام الجواد (عليه السلام): وكل أمة قد رفع الله
عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم
حين تولوه، وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا
حروفه وحرفوا حدوده، فهم يروونه ولا يرعونه،
والجهال يعجبهم حفظهم للرواية، والعلماء
يحزنهم تركهم للرعاية (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من قرأ القرآن فمات فدخل
النار فهو ممن كان يتخذ آيات الله هزوا (3).
(انظر) الموعظة: باب 4133.
[3309]
آداب القراءة
1 - تنظيف الفم:
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): نظفوا طريق القرآن، قيل:
يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم،
قيل: بماذا؟ قال: بالسواك (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أفواهكم طرق القرآن فطيبوها
بالسواك (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): طيبوا أفواهكم، فإن أفواهكم
طريق القرآن (6).
2 - الاستعاذة:
الكتاب
* (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان
الرجيم) * (7).
- الإمام الصادق (صلى الله عليه وآله): أغلقوا أبواب المعصية
بالاستعاذة، وافتحوا أبواب الطاعة بالتسمية (8).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن التعوذ عند افتتاح كل
سورة -: نعم، فتعوذ بالله من الشيطان الرجيم،
وذكر أن الرجيم أخبث الشياطين (9).
(انظر) عنوان 379 " الاستعاذة ".
3 - الترتيل:
الكتاب
* (أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (ورتل
القرآن ترتيلا) * -: بينه تبيانا، ولا تنثره نثر البقل،
ولا تهذه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، حركوا به
القلوب، ولا يكن هم أحدكم آخر السورة (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: بينه تبيينا، ولا تهذه
هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، وجرحوا به القلوب،
ولا يكن هم أحدكم آخر السورة (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - أيضا -: بينه تبيانا
ولا تهذه هذ الشعر، ولا تنثره نثر الرمل،
ولكن أفزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن هم
أحدكم آخر السورة (13).
- عنه (عليه السلام) - في صفة المتقين -: أما الليل

(1) البقرة: 101.
(2) الكافي: 8 / 53 / 16.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 228.
(4) البحار: 92 / 213 / 11.
(5) كنز العمال: 2751، 2752.
(6) كنز العمال: 2751، 2752.
(7) النحل: 98.
(8) البحار: 92 / 216 / 24.
(9) تفسير العياشي: 2 / 270 / 68.
(10) المزمل: 4.
(11) نوادر الراوندي: 30.
(12) كنز العمال: 4117.
(13) الكافي: 2 / 614 / 1.
2527

فصافون أقدامهم، تالين لأجزاء القرآن يرتلونها
ترتيلا، يحزنون به أنفسهم، ويستثيرون به
دواء دائهم (1).
4 - التدبر:
الكتاب
* (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) * (2).
* (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر
أولو الألباب) * (3).
* (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم
الأولين) * (4).
* (أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): ألا لا خير في قراءة ليس
فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة ليس فيها تفقه (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): آيات القرآن خزائن
العلم، فكلما فتحت خزانة فينبغي لك أن
تنظر فيها (7).
- الإمام علي (عليه السلام): تدبروا آيات القرآن
واعتبروا به، فإنه أبلغ العبر (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يفقه من قرأ القرآن في
أقل من ثلاث (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - فيما قال لابن عمر -: اقرأ القرآن
في كل شهر، قال: قلت: إني أجد قوة، قال: اقرأه
في عشرين ليلة، قال: قلت: إني أجد قوة، قال:
فاقرأه في عشر ليال، قال: إني أجد قوة، قال:
فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قراءة
القرآن في ليلة -: لا يعجبني أن تقرأه في أقل
من شهر (11).
(انظر) العبادة: باب 2491.
5 - الخشوع:
الكتاب
* (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما
نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أتوا الكتاب من قبل فطال
عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) * (12).
- كان الرضا (عليه السلام) - في طريق خراسان - يكثر
بالليل في فراشه من تلاوة القرآن، فإذا مر
بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى وسأل الله الجنة
وتعوذ به من النار (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني لأعجب كيف لا أشيب
إذا قرأت القرآن (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اقرأوا القرآن بالحزن فإنه
نزل بالحزن (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اقرأوا القرآن وابكوا، فإن لم

(1) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(2) محمد: 24.
(3) ص: 29.
(4) المؤمنون: 68.
(5) النساء: 82.
(6) البحار: 92 / 211 / 4 وص 216 / 22.
(7) البحار: 92 / 211 / 4 وص 216 / 22.
(8) غرر الحكم: 4493.
(9) كنز العمال: 2828.
(10) كنز العمال: 2815.
(11) الكافي: 2 / 617 / 1.
(12) الحديد: 16.
(13) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 182 / 5.
(14) البحار: 16 / 258 / 42.
(15) كنز العمال: 2777.
2528

تبكوا فتباكوا، ليس منا من لم يتغن بالقرآن (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من عين فاضت من قراءة القرآن
إلا قرت يوم القيامة (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أحسن الناس
قراءة -: إذا سمعت قراءته رأيت أنه
يخشى الله (3).
(انظر) حديث 16211.
[3310]
محظورات التلاوة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اقرأوا القرآن بألحان
العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل
الفسق وأهل الكبائر فإنه سيجئ من بعدي
أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء والنوح
والرهبانية، لا يجوز تراقيهم قلوبهم مقلوبة،
وقلوب من يعجبه شأنهم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إني أخاف عليكم استخفافا
بالدين... وأن تتخذوا القرآن مزامير (5).
- عبد الله بن رواحة: نهانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقرأ
أحدنا القرآن وهو جنب (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ القرآن يتأكل
به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس
عليه لحم (7).
(انظر) باب 3312، 3313.
[3311]
من يلعنه القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رب تال القرآن والقرآن
يلعنه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليس القرآن بالتلاوة ولا العلم
بالرواية، ولكن القرآن بالهداية والعلم بالدراية (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أنت تقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم
ينهك فلست تقرأه (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اقرأ القرآن ما نهاك، فإن [فإذا - خ]
لم ينهك فلست تقرأه (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الغرباء في الدنيا أربعة: قرآن
في جوف ظالم، ومسجد في نادي قوم لا يصلى
فيه، ومصحف في بيت لا يقرأ فيه، ورجل صالح
مع قوم سوء (12).
[3312]
القراء الفجرة
- مصباح الشريعة: قال النبي (صلى الله عليه وآله): أكثر
منافقي أمتي قراؤها (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في جهنم رحاء من حديد تطحن
بها رؤوس القراء، والعلماء المجرمين (14).

(1) كنز العمال: 2794، 2824، 4143.
(2) كنز العمال: 2794، 2824، 4143.
(3) كنز العمال: 2794، 2824، 4143.
(4) الكافي: 2 / 614 / 3.
(5) البحار: 92 / 194 / 8.
(6) كنز العمال: 4201، 2843.
(7) كنز العمال: 4201، 2843.
(8) البحار: 92 / 184 / 19.
(9) كنز العمال: 2462.
(10) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 10 / 23.
(11) كنز العمال: 2776، 2845.
(12) كنز العمال: 2776، 2845.
(13) مصباح الشريعة: 373.
(14) جامع الأخبار: 130 / 254.
2529

- الإمام الباقر (عليه السلام): من دخل على إمام جائر
فقرأ عليه القرآن يريد بذلك عرضا من عرض
الدنيا لعن القارئ بكل حرف عشر لعنات، ولعن
المستمع بكل حرف لعنة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تعلم القرآن للدنيا وزينتها
حرم الله عليه الجنة (2).
(انظر) العلم: باب 2893.
[3313]
أصناف القراء
- الإمام علي (عليه السلام) - لاياس بن عامر -: يا أخا
عك، إنك إن بقيت فستقرأ القرآن ثلاثة أصناف:
صنف لله عز وجل، وصنف للدنيا، وصنف
للجدال، فإن استطعت أن تكون ممن يقرأه
لله عز وجل فافعل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): القراء ثلاثة: قارئ
قرأ (القرآن - خ ل) ليستدر به الملوك ويستطيل
به على الناس فذاك من أهل النار، وقارئ قرأ
القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده فذاك من أهل
النار، وقارئ قرأ (القرآن - خ ل) فاستتر به
تحت برنسه فهو يعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه
ويقيم فرائضه ويحل حلاله ويحرم حرامه فهذا
ممن ينقذه الله من مضلات الفتن وهو من أهل
الجنة ويشفع فيمن شاء (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قراء القرآن ثلاثة: رجل قرأ
القرآن فاتخذه بضاعة فاستحرمه (5) الملوك
واستمال به الناس، ورجل قرأ القرآن فأقام
حروفه وضيع حدوده، كثر هؤلاء من قراء القرآن
لا كثرهم الله تعالى، ورجل قرأ القرآن فوضع دواء
القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره
وقاموا (6) في مساجدهم وحبوا به (7) تحت
برانسهم، فهؤلاء يدفع الله بهم البلاء ويزيل (8) من
الأعداء وينزل غيث السماء، فوالله لهؤلاء من
القراء أعز من الكبريت الأحمر (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من الناس من يتعلم
القرآن ليقال فلان قارئ، ومنهم من يتعلمه فيطلب
به الصوت فيقال فلان حسن الصوت، وليس في
ذلك خير، ومنهم من يتعلمه فيقوم
به في ليله ونهاره، لا يبالي من علم ذلك
ومن لم يعلمه (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قرأ القرآن يريد به السمعة
والتماس شئ لقي الله عز وجل يوم القيامة
ووجهه عظم ليس عليه لحم... ومن قرأ القرآن
ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول:
* (رب لم حشرتني أعمى...) * (11).
(انظر) العلم: باب 2867.

(1) الإختصاص: 262.
(2) البحار: 77 / 100 / 1.
(3) كنز العمال: 4192.
(4) الخصال: 143 / 165.
(5) في لسان الميزان: " فاستجر به الملوك ". كما في هامش كنز العمال.
(6) في لسان الميزان: " وقاموه ". كما في هامش كنز العمال.
(7) في المنتخب: " فنحوا به ". وفي المجمع: " فخنوا يبكون، هو
ضرب من البكاء ". كما في هامش كنز العمال.
(8) في المنتخب: " يديل ". كما في هامش كنز العمال.
(9) كنز العمال: 2882.
(10) الكافي: 2 / 608 / 6.
(11) ثواب الأعمال: 337 / 1.
2530

[3314]
استماع القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا من اشتاق إلى الله فليستمع
كلام الله (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من استمع آية من القرآن خير له من
ثبير ذهبا، والثبير اسم جبل عظيم باليمن (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يدفع عن قارئ القرآن بلاء الدنيا،
ويدفع عن مستمع القرآن بلاء الآخرة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من استمع إلى آية من كتاب
الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلا آية من
كتاب الله كانت له نورا يوم القيامة (4).
[3315]
أدب الاستماع
الكتاب
* (وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم
ترحمون) * (5).
* (قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين اتوا العلم من قبله
إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان
ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون
ويزيدهم خشوعا) * (6).
* (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية
آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل
وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا
سجدا وبكيا) * (7).
* (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما
نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال
عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) * (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله زرارة عن
وجوب الإنصات والاستماع على من يسمع
القرآن -: نعم، إذا قرئ القرآن عندك فقد وجب
عليك الاستماع والإنصات (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله يقول للمؤمنين: * (وإذا
قرئ القرآن) * يعني في الفريضة خلف الإمام
* (فاستمعوا...) * (10).
[3316]
للقرآن ظهر وبطن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أنزل الله عز وجل آية إلا
لها ظهر وبطن، وكل حرف حد، وكل حد مطلع (11).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): كتاب الله عز وجل
على أربعة أشياء: على العبارة، والإشارة،
واللطائف، والحقائق. فالعبارة للعوام،
والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء،

(1) كنز العمال: 2472.
(2) البحار: 92 / 20 / 18.
(3) كنز العمال: 4031، 2316.
(4) كنز العمال: 4031، 2316.
(5) الأعراف: 204.
(6) الإسراء: 107 - 109.
(7) مريم: 58.
(8) الحديد: 16.
(9) البحار: 92 / 222 / 7 وص 221 / 3.
(10) البحار: 92 / 222 / 7 وص 221 / 3.
(11) كنز العمال: 2461.
2531

والحقائق للأنبياء (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن للقرآن بطنا، وللبطن
بطن، وله ظهر، وللظهر ظهر،... وليس شئ أبعد
من عقول الرجال من تفسير القرآن، إن الآية
لتكون أولها في شئ وآخرها في شئ، وهو
كلام متصل يتصرف على وجوه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): القرآن ظاهره أنيق، وباطنه
عميق (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): القرآن كله تقريع، وباطنه
تقريب (4).
(انظر) البحار: 92 / 78 باب 8.
[3317]
التحذير عن التفسير بالرأي
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: ما آمن بي
من فسر برأيه كلامي (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من فسر القرآن برأيه
فأصاب لم يؤجر، وإن أخطأ كان إثمه عليه (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال في القرآن بغير علم
فليتبوأ مقعده من النار (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تكلم في القرآن برأيه فأصاب
فقد أخطأ (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قال في القرآن بغير ما علم
جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أكثر ما أخاف على أمتي من بعدي
رجل يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى معاوية -:
فعدوت على الدنيا بتأويل القرآن (11).
(انظر) تفسير الميزان: 3 / 44 " ما معنى التأويل؟ ".
عنوان 176 " الرأي (2) ".
[3318]
من يعرف القرآن
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لقتادة بن دعامة -:
يا قتادة، أنت فقيه أهل البصرة؟ فقال: هكذا
يزعمون، فقال أبو جعفر (عليه السلام): بلغني أنك تفسر
القرآن، قال له قتادة: نعم، فقال أبو جعفر (عليه السلام):
بعلم تفسره أم بجهل؟ قال: لا، بعلم - إلى أن قال -
يا قتادة، إنما يعرف القرآن من خوطب به (12).
- الإمام علي (عليه السلام): ذلك القرآن فاستنطقوه، ولن
ينطق، ولكن أخبركم عنه (13).
- عنه (عليه السلام) - في توصيف عترة النبي صلوات الله
عليهم -: هم أزمة الحق، وأعلام الدين،
وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن،
وردوهم ورود الهيم العطاش (14).

(1) البحار: 92 / 20 / 18 وص 95 / 48.
(2) البحار: 92 / 20 / 18 وص 95 / 48.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 18.
(4) معاني الأخبار: 232 / 1.
(5) البحار: 92 / 107 / 1 وص 110 / 11.
(6) البحار: 92 / 107 / 1 وص 110 / 11.
(7) كنز العمال: 2958.
(8) البحار: 92 / 111 / 20.
(9) البحار: 92 / 111 / 20.
(10) منية المريد: 369.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 55.
(12) الكافي: 8 / 311 / 485.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 158، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 9 / 217.
(14) نهج البلاغة: الخطبة 87.
2532

- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله جعل ولايتنا أهل
البيت قطب القرآن، وقطب جميع الكتب، عليها
يستدير محكم القرآن، وبها يوهب الكتب،
ويستبين الإيمان (1).
[3319]
أصناف آيات القرآن
الكتاب
* (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن
أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ
فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما
يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به
كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن القرآن نزل على
خمسة وجوه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه،
وأمثال. فاعملوا بالحلال، ودعوا الحرام،
واعملوا بالمحكم، ودعوا المتشابه،
واعتبروا بالأمثال (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أنزل القرآن على سبعة أحرف:
آمر، وزاجر، وترغيب، وترهيب، وجدل،
وقصص، ومثل (4).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى
أنزل القرآن على سبعة أقسام، كل منها شاف
كاف، وهي: أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب،
وجدل، ومثل، وقصص. وفي القرآن ناسخ
ومنسوخ ومحكم ومتشابه، وخاص وعام،
ومقدم ومؤخر، وعزائم ورخص، وحلال وحرام،
وفرائض وأحكام، ومنقطع ومعطوف، ومنقطع
غير معطوف، وحرف مكان حرف.
ومنه ما لفظه خاص، ومنه ما لفظه عام
محتمل العموم، ومنه ما لفظه واحد ومعناه جمع،
ومنه ما لفظه جمع ومعناه واحد، ومنه ما لفظه
ماض ومعناه مستقبل، ومنه ما لفظه على الخبر
ومعناه حكاية عن قوم آخر، ومنه ما هو باق
محرف عن جهته، ومنه ما هو على خلاف تنزيله،
ومنه ما تأويله في تنزيله، ومنه ما تأويله قبل
تنزيله، ومنه ما تأويله بعد تنزيله.
ومنه آيات بعضها في سورة وتمامها في سورة
أخرى، ومنه آيات نصفها منسوخ ونصفها متروك
على حاله، ومنه آيات مختلفة اللفظ متفقة
المعنى، ومنه آيات متفقة اللفظ مختلفة المعنى،
ومنه آيات فيها رخصة وإطلاق بعد العزيمة، لأن
الله عز وجل يحب أن يؤخذ برخصه كما يؤخذ
بعزائمه.
ومنه رخصة صاحبها فيها بالخيار إن شاء
أخذ وإن شاء تركها، ومنه رخصة ظاهرها خلاف
باطنها يعمل بظاهرها عند التقية ولا يعمل بباطنها
مع التقية، ومنه مخاطبة لقوم والمعنى لآخرين،
ومنه مخاطبة للنبي (صلى الله عليه وآله) ومعناه واقع على أمته،
ومنه لا يعرف تحريمه إلا بتحليله، ومنه ما تأليفه
وتنزيله على غير معنى ما انزل فيه.
ومنه رد من الله تعالى واحتجاج على جميع

(1) البحار: 92 / 27 / 29.
(2) آل عمران: 7.
(3) البحار: 92 / 186 / 3.
(4) كنز العمال: 3096.
2533

الملحدين والزنادقة والدهرية والثنوية والقدرية
والمجبرة وعبدة الأوثان وعبدة النيران،
ومنه احتجاج على النصارى في المسيح (عليه السلام)،
ومنه الرد على اليهود، ومنه الرد على من زعم
أن الإيمان لا يزيد ولا ينقص وأن الكفر كذلك،
ومنه رد على من زعم أن ليس بعد الموت وقبل
القيامة ثواب وعقاب (1).
[3320]
المحكمات والمتشابهات
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن تفسير
المحكم والمتشابه من كتاب الله عز وجل -: أما
المحكم الذي لم ينسخه شئ من القرآن فهو قول
الله عز وجل: * (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه
آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) *
وإنما هلك الناس في المتشابه لأنهم لم يقفوا
على معناه ولم يعرفوا حقيقته، فوضعوا له
تأويلات من عند أنفسهم بآرائهم واستغنوا بذلك
عن مسألة الأوصياء....
وأما المتشابه من القرآن فهو الذي
انحرف منه، متفق اللفظ مختلف المعنى،
مثل قوله عز وجل: * (يضل الله من يشاء ويهدي
من يشاء) * فنسب الضلالة إلى نفسه في هذا
الموضع، وهذا ضلالهم عن طريق الجنة بفعلهم،
ونسبه إلى الكفار في موضع آخر ونسبه إلى
الأصنام في آية أخرى (2) (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن المحكم
والمتشابه -: المحكم ما نعمل به، والمتشابه
ما اشتبه على جاهله (4).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: المحكم ما يعمل به،
والمتشابه الذي يشبه بعضه بعضا (5).
- عنه (عليه السلام): إن القرآن فيه محكم ومتشابه، فأما
المحكم فنؤمن به ونعمل به وندين به، وأما
المتشابه فنؤمن به ولا نعمل به (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من رد متشابه القرآن إلى
محكمه هدي إلى صراط مستقيم (7).
قال العلامة في الميزان - بعد ذكر
الأخبار المروية عن المعصومين (عليهم السلام) في تفسير
المتشابه -: أقول: الأخبار كما ترى متقاربة
في تفسير المتشابه، وهي تؤيد ما ذكرناه في
البيان السابق: أن التشابه يقبل الارتفاع، وأنه
إنما يرتفع بتفسير المحكم له. وأما كون
المنسوخات من المتشابهات فهو كذلك كما تقدم،
ووجه تشابهها ما يظهر منها من استمرار الحكم
وبقائه، ويفسره الناسخ ببيان أن استمراره
مقطوع. وأما ما ذكره (عليه السلام) في خبر العيون: " إن في
أخبارنا متشابها كمتشابه القرآن ومحكما
كمحكم القرآن " فقد وردت في هذا المعنى
عنهم (عليهم السلام) روايات مستفيضة، والاعتبار يساعده،

(1) البحار: 93 / 4.
(2) راجع تمام الكلام، وراجع باب 2383 " وجوه الضلالة "، وباب
3353 " المتشابه في القضاء "، وباب 3151 " تفسير الفتنة ".
(3) بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 وص 383 / 19 و ح 21.
(4) بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 وص 383 / 19 و ح 21.
(5) بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 وص 383 / 19 و ح 21.
(6) بحار: 93 / 11 و 92 / 382 / 15 وص 383 / 19 و ح 21.
(7) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 290 / 39.
2534

فإن الأخبار لا تشتمل إلا على ما اشتمل عليه
القرآن الشريف، ولا تبين إلا ما تعرض له وقد
عرفت فيما مر: أن التشابه من أوصاف المعنى
الذي يدل عليه اللفظ، وهو كونه بحيث يقبل
الانطباق على المقصود وعلى غيره، لا من
أوصاف اللفظ من حيث دلالته على المعنى نظير
الغرابة والإجمال، ولا من أوصاف الأعم من
اللفظ والمعنى.
وبعبارة أخرى: إنما عرض التشابه لما
عرض عليه من الآيات لكون بياناتها جارية
مجرى الأمثال بالنسبة إلى المعارف الحقة
الإلهية، وهذا المعنى بعينه موجود في الأخبار،
ففيها متشابه ومحكم كما في القرآن، وقد ورد
عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " إنا معاشر الأنبياء
نكلم الناس على قدر عقولهم " (1).
(انظر) الحديث: باب 734.
البحار 92 / 373 باب 127.
[3321]
إشارات القرآن
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله بعث نبيه بإياك
أعني واسمعي يا جاره (2).
- عنه (عليه السلام): نزل القرآن بإياك أعني واسمعي
يا جاره (3).
- عنه (عليه السلام): ما عاتب الله نبيه فهو يعني به من
قد مضى في القرآن مثل قوله: * (ولولا أن
ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا) *
عنى بذلك غيره (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (عفا الله
عنك لم أذنت لهم) * -: هذا مما نزل بإياك أعني
واسمعي يا جاره... وكذلك قوله عز وجل: * (لئن
أشركت ليحبطن عملك...) * وقوله عز وجل:
* (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم...) * (5).
[3322]
وجوه القرآن
- الإمام علي (عليه السلام) - لعبد الله بن العباس لما بعثه
للاحتجاج على الخوارج -: لا تخاصمهم
بالقرآن، فإن القرآن حمال ذو وجوه، تقول
ويقولون، ولكن حاججهم (خاصمهم) بالسنة،
فإنهم لن يجدوا عنها محيصا (6).
- عكرمة: سمعت ابن عباس يحدث عن
الخوارج الذين أنكروا الحكومة فاعتزلوا علي بن
أبي طالب، قال: فاعتزل منهم اثنا عشر ألفا
فدعاني علي فقال: اذهب إليهم فخاصمهم
وادعهم إلى الكتاب والسنة، ولا تحاجهم بالقرآن
فإنه ذو وجوه، ولكن خاصمهم بالسنة (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القرآن ذو وجوه، فاحملوه
على أحسن وجوهه (8).

(1) تفسير الميزان: 3 / 68.
(2) البحار: 92 / 381 / 12.
(3) الكافي: 2 / 631 / 14.
(4) تفسير العياشي: 1 / 10 / 5.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 202 / 1.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 77.
(7) الدر المنثور: 1 / 40.
(8) كنز العمال: 2469.
2535

[3323]
أم القرآن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (الحمد لله رب العالمين) *
أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): * (الحمد لله رب العالمين) *
سبع آيات، * (بسم الله الرحمن الرحيم) *
إحداهن وهي السبع المثاني والقرآن العظيم،
وهي أم القرآن (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لسعيد بن المعلى إذ دعاه وهو
في الصلاة فلم يجبه -: ألم يقل الله * (استجيبوا
لله وللرسول إذا دعاكم) *؟.
ثم قال: لأعلمنك أعظم سورة في القرآن
قبل أن تخرج من المسجد، فأخذ بيدي فلما
أردنا أن نخرج قلت: يا رسول الله، إنك قلت:
لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: * (الحمد لله
رب العالمين) * هي سبع المثاني والقرآن العظيم
الذي أوتيته (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما أنزل الله في التوراة
ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان
مثل أم القرآن (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قرأ فاتحة الكتاب فكأنما
قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان (5).
(انظر) الشيطان: باب 2023.
تفسير الميزان: 3 / 43 " ما معنى كون
المحكمات أم الكتاب؟ ".
[3324]
أعظم آية وأعدلها وأخوفها وأرجاها
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعظم آية في القرآن آية
الكرسي.
وأعدل آية في القرآن * (إن الله يأمر بالعدل
والإحسان) * إلى آخرها.
وأخوف آية في القرآن * (فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) *.
وأرجى آية في القرآن * (قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) * (6).
(انظر) الرجاء: باب 1448.

(1) الدر المنثور: 1 / 12.
(2) الدر المنثور: 1 / 12.
(3) الدر المنثور: 1 / 13.
(4) الدر المنثور: 1 / 13.
(5) الدر المنثور: 1 / 16.
(6) كنز العمال: 2539.
2536

(435)
المقربون
البحار: 70 / 213 باب 54 " معنى قربه تعالى ".
انظر:
عنوان 90 " المحبة (2) "، 191 " الرضا (2) "، 477 " اللقاء "، 561 " الولاية (2) ".
الانس: باب 310، الجار: باب 646، الصلاة: باب 2267، الاستغفار: باب 3087.
القلب: باب 3383، 3384.
2537

[3325]
المقربون
الكتاب
* (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم
ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن
الله ذلك هو الفضل الكبير) * (1).
* (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) * (2).
* (فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة
نعيم) * (3).
* (عينا يشرب بها المقربون) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ثم أورثنا الكتاب) * -: الظالم يحوم
حوم (5) نفسه، والمقتصد يحوم حوم قلبه،
والسابق يحوم حوم ربه عز وجل (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - أيضا -: السابق بالخيرات:
الامام، والمقتصد: العارف للإمام، والظالم لنفسه:
الذي لا يعرف الإمام (7).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: أما الظالم لنفسه منا
فمن عمل عملا صالحا وآخر سيئا، وأما المقتصد
فهو المتعبد المجتهد، وأما السابق بالخيرات
فعلي والحسن والحسين (عليهم السلام) ومن قتل من آل
محمد (صلى الله عليه وآله) شهيدا (8).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: هي لنا خاصة يا أبا
إسحاق، أما السابق بالخيرات فعلي بن أبي طالب
والحسن والحسين والشهيد منا، وأما المقتصد
فصائم بالنهار وقائم بالليل، وأما الظالم لنفسه
ففيه ما في الناس وهو مغفور له (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: أما السابق فيدخل
الجنة بغير حساب، وأما المقتصد فيحاسب
حسابا يسيرا، وأما الظالم لنفسه فيحبس في
المقام ثم يدخل الجنة، فهم الذين قالوا * (الحمد لله
الذي أذهب عنا الحزن) * (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (والسابقون
الأولون من المهاجرين والأنصار) * وقوله
* (والسابقون السابقون * أولئك المقربون) * -:
أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم، فأنا

(1) فاطر: 32.
(2) الواقعة: (10) (11)، (88 - 89).
(3) الواقعة: (10) (11)، (88 - 89).
(4) المطففين: 28.
(5) الحوم والحومان: الدوران، ودوران الظالم لنفسه: حوم نفسه اتباعه
أهواءها وسعيه في تحصيل ما يرضيها، ودوران المقتصد حوم
قلبه: اشتغاله بما يزكي قلبه ويطهره بالزهد والتعبد، ودوران
السابق بالخيرات حوم ربه: إخلاصه له تعالى فيذكره وينسى
غيره فلا يرجو إلا إياه ولا يقصد إلا إياه. (الميزان: 17 / 50).
(6) معاني الأخبار: 104 / 1.
(7) الكافي: 1 / 214 / 1.
(8) مجمع البيان: 8 / 639.
(9) تفسير الميزان: 17 / 49.
(10) مجمع البيان: 8 / 638.
2538

أفضل أنبياء الله ورسله، وعلي بن أبي طالب
وصيي أفضل الأوصياء (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): مكتوب في الإنجيل:
طوبى للمصلحين بين الناس، أولئك هم المقربون
يوم القيامة (2).
[3326]
عبادة المقربين
- الإمام علي (عليه السلام): عليكم بصدق الإخلاص
وحسن اليقين، فإنهما أفضل عبادة المقربين (3).
- عنه (عليه السلام): الجود في الله عبادة المقربين (4).
- إن عيسى مر بثلاثة نفر قد نحلت أبدانهم
وتغيرت ألوانهم، فقال لهم: ما الذي بلغ
بكم ما أرى؟ فقالوا: الخوف من النار، فقال:
حق على الله أن يؤمن الخائف.
ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين فإذا هم أشد
نحولا وتغيرا، فقال: ما الذي بلغ بكم
ما أرى؟ قالوا: الشوق إلى الجنة، فقال:
حق على الله أن يعطيكم ما ترجون.
ثم جاوزهم إلى ثلاثة آخرين فإذا هم أشد
نحولا وتغيرا كأن على وجوههم المرايا من النور،
فقال: ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا: نحب الله
عز وجل فقال: أنتم المقربون، أنتم المقربون (5).
(انظر) عنوان 90 " المحبة (2) ".
[3327]
أقرب الخلق إلى الله سبحانه
- الإمام علي (عليه السلام): أقرب الناس من الله سبحانه
أحسنهم إيمانا (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن أقربكم من الله
أوسعكم خلقا (7).
- الإمام علي (عليه السلام): أقرب العباد إلى الله تعالى
أقولهم للحق وإن كان عليه، وأعملهم بالحق وإن
كان فيه كرهه (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): فيما أوحى الله عز وجل
إلى داود (عليه السلام): يا داود كما أن أقرب الناس
من الله المتواضعون كذلك أبعد الناس من الله
المتكبرون (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة الملائكة
الكرام -: هم أعلم خلقك بك، وأخوفهم لك،
وأقربهم منك (10).
(انظر) المحبة (2): باب 662.
[3328]
أقرب ما يكون الإنسان
إلى الله سبحانه
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقرب ما يكون العبد إلى

(1) كمال الدين: 276 / 25.
(2) تحف العقول: 393.
(3) غرر الحكم: 6159، 1756.
(4) غرر الحكم: 6159، 1756.
(5) تنبيه الخواطر: 1 / 224.
(6) غرر الحكم: 3193.
(7) الكافي: 8 / 69 / 24.
(8) غرر الحكم: 3243.
(9) الكافي: 2 / 123 / 11.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 109.
2539

الله وهو ساجد (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أقرب ما يكون العبد من
ربه إذا دعا ربه وهو ساجد (2).
- عنه (عليه السلام): أقرب ما يكون العبد من الله جل وعز
إذا خف بطنه، وأبغض ما يكون العبد إلى
الله عز وجل إذا امتلأ بطنه (3).
(انظر) السجود: باب 1742.
[3329]
أقرب الخلق إلى الله يوم القيامة
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة هم أقرب الخلق إلى
الله يوم القيامة حتى يفرغ [الناس] من الحساب:
رجل لم تدعه قدرته في حال غضبه إلى أن يحيف
على من تحت يديه، ورجل مشى بين اثنين فلم
يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة، ورجل قال
الحق فيما له وعليه (4).
- عنه (عليه السلام): الزارعون كنوز الأنام، يزرعون طيبا
أخرجه الله عز وجل، وهم يوم القيامة أحسن
الناس مقاما وأقربهم منزلة، يدعون المباركين (5).
[3330]
غاية التقرب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: ما
تقرب إلي عبد بشئ أحب إلي مما افترضت
عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا
أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي
يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش
بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما أسري به -: يا رب ما حال
المؤمن عندك؟ قال: يا محمد... ما يتقرب إلي
عبد من عبادي بشئ أحب إلي مما افترضت
عليه، وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه، فإذا
أحببته كنت إذا سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي
يبصر به، ولسانه الذي ينطق به، ويده التي يبطش
بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: ما يتقرب إلي
عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال
عبدي يبتهل إلي حتى أحبه، ومن أحببته كنت له
سمعا وبصرا ويدا وموئلا، إن دعاني أجبته، وإن
سألني أعطيته (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يقول:... لا يزال عبدي
يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فأكون أنا سمعه
الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ولسانه
الذي ينطق به، وقلبه الذي يعقل به، فإذا دعاني
أجبته، وإذا سألني أعطيته (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: ما تقرب إلي عبدي
المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال
عبدي المؤمن يتنفل حتى أحبه، ومن أحببته كنت

(1) كنز العمال: 18935.
(2) الكافي: 3 / 323 / 7 و 6 / 269 / 4.
(3) الكافي: 3 / 323 / 7 و 6 / 269 / 4.
(4) الخصال: 81 / 5.
(5) الكافي: 5 / 261 / 7.
(6) الكافي: 2 / 352 / 7 و ح 8.
(7) الكافي: 2 / 352 / 7 و ح 8.
(8) علل الشرائع: 12 / 7.
(9) كنز العمال: 1155.
2540

له سمعا وبصرا ويدا ومؤيدا، إن سألني أعطيته،
وإن دعاني أجبته (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى قال: ما تقرب
إلي عبدي بشئ أحب إلي مما افترضت عليه،
ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،
فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به (2).
[3331]
الوصول إلى الله
- الإمام العسكري (عليه السلام): إن الوصول إلى الله
عز وجل سفر لا يدرك إلا بامتطاء الليل (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الوصلة بالله في الانقطاع
عن الناس (4).
- عنه (عليه السلام): من صبر على الله وصل إليه (5).
- عنه (عليه السلام): لن تتصل بالخالق حتى تنقطع
عن الخلق (6).
- في المناجاة الشعبانية للأئمة (عليهم السلام) -:
إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار
قلوبنا بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار
القلوب حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (وأنذر
به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم) * -:
أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربهم ترغبهم
فيما عنده، فإن القرآن شافع مشفع (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في مناجاته -:
سبحانك ما أضيق الطرق على من لم تكن دليله!
وما أوضح الحق عند من هديته سبيله! إلهي
فاسلك بنا سبل الوصول إليك، وسيرنا في أقرب
الطرق للوفود عليك (9).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اللهم اجعلني من
الذين جدوا في قصدك فلم ينكلوا، وسلكوا
الطريق إليك فلم يعدلوا، واعتمدوا عليك في
الوصول حتى وصلوا (10).
[3332]
من تقرب إلي شبرا
تقربت إليه ذراعا
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله:... من اقترب
إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا، ومن اقترب
إلي ذراعا اقتربت إليه باعا، ومن أتاني
يمشي أتيته هرولة (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: من تقرب إلي
شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي
ذراعا تقربت إليه باعا، وإذا أقبل إلي
يمشي أقبلت إليه أهرول (12).

(1) كنز العمال: 1156، 21327.
(2) كنز العمال: 1156، 21327.
(3) البحار: 78 / 380 / 4.
(4) غرر الحكم: 1750.
(5) الدعوات للراوندي: 292 / 39.
(6) غرر الحكم: 7429.
(7) إقبال الأعمال: 687.
(8) نور الثقلين: 1 / 720 / 92.
(9) البحار: 94 / 147 / 21 وص 156 / 22.
(10) البحار: 94 / 147 / 21 وص 156 / 22.
(11) كنز العمال: 1133.
(12) الترغيب والترهيب: 4 / 103 / 30.
2541

- عنه (صلى الله عليه وآله): من تقرب إلى الله عز وجل شبرا
تقرب إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب
إليه باعا، ومن أقبل إلى الله عز وجل ماشيا أقبل
إليه مهرولا، والله أعلى وأجل، والله أعلى وأجل،
والله أعلى وأجل (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: يا بن آدم قم إلي أمش
إليك، وامش إلي اهرول إليك (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إنكم إن أقبلتم على الله
أقبلتم، وإن أدبرتم عنه أدبرتم (3).
[3333]
ما يتقرب به إلى الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، إذا تقرب العباد إلى
خالقهم بالبر فتقرب إليه بالعقل تسبقهم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): تقرب العبد إلى الله
سبحانه بإخلاص نيته (5).
- عنه (عليه السلام): المتقرب بأداء الفرائض والنوافل
متضاعف الأرباح (6).
- عنه (عليه السلام): التقرب إلى الله تعالى بمسألته وإلى
الناس بتركها (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): كان فيما ناجى به الله
موسى (عليه السلام) على الطور أن: يا موسى، أبلغ قومك
أنه ما يتقرب إلي المتقربون بمثل البكاء من
خشيتي، وما تعبد لي المتعبدون بمثل الورع من
محارمي، ولا تزين لي المتزينون بمثل الزهد في
الدنيا عما بهم الغنا عنه.
فقال موسى (عليه السلام): يا أكرم الأكرمين فماذا
أثبتهم على ذلك؟ فقال: يا موسى أما المتقربون
إلي بالبكاء من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى
لا يشركهم فيه أحد (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): فيما ناجى الله تبارك
وتعالى به موسى صلوات الله عليه: يا موسى، ما
تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي،
فإني أمنحهم جنان عدني لا أشرك معهم أحدا (9).
- لقمان (عليه السلام) - في وصيته لابنه -: يا بني أحثك
على ست خصال ليس منها خصلة إلا وتقربك إلى
رضوان الله عز وجل وتباعدك عن سخطه:
الأولة: أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، والثانية:
الرضى بقدر الله فيما أحببت أو كرهت، والثالثة:
أن تحب في الله وتبغض في الله، والرابعة: تحب
للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره
لنفسك، والخامسة: تكظم الغيظ وتحسن إلى
من أساء إليك، والسادسة: ترك الهوى
ومخالفة الردى (10).
- الإمام علي (عليه السلام): فوالله لو حننتم حنين
الوله العجال، ودعوتم بهديل الحمام، وجأرتم
جؤار متبتلي الرهبان، وخرجتم إلى الله من

(1) الترغيب والترهيب: 4 / 104 / 31.
(2) كنز العمال: 1138.
(3) غرر الحكم: 3852.
(4) مشكاة الأنوار: 251.
(5) غرر الحكم: 4477، 2056، 1801.
(6) غرر الحكم: 4477، 2056، 1801.
(7) غرر الحكم: 4477، 2056، 1801.
(8) ثواب الأعمال: 205 / 1.
(9) مشكاة الأنوار: 45.
(10) مستدرك الوسائل: 11 / 178 / 12684.
2542

الأموال والأولاد، التماس القربة إليه في
ارتفاع درجة عنده، أو غفران سيئة أحصتها كتبه،
وحفظتها رسله، لكان قليلا فيما أرجو لكم من
ثوابه، وأخاف عليكم من عقابه (1).
- عنه (عليه السلام): اعلم أن ما قربك من الله يباعدك من
النار، وما باعدك من الله يقربك من النار (2).
[3334]
أبعد الخلق من الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبعد الخلق من الله رجلان:
رجل يجالس الامراء فما قالوا من جور صدقهم
عليه، ومعلم الصبيان لا يواسي بينهم ولا يراقب
الله في اليتيم (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أبعد ما يكون العبد من
الله عز وجل إذا لم يهمه إلا بطنه وفرجه (4).
- الإمام علي (عليه السلام): أبعد ما كان العبد من الله
إذا كان همه بطنه وفرجه (5).
(انظر) البغض: باب 375.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 52 والكتاب 76.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 52 والكتاب 76.
(3) كنز العمال: 43761.
(4) الكافي: 2 / 319 / 14.
(5) الخصال: 630 / 10.
2543

(436)
الإقرار
وسائل الشيعة: 16 / 110 " كتاب الإقرار ".
انظر:
الحدود: باب 726.
2545

[3335]
الإقرار
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إقرار العقلاء على
أنفسهم جائز (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن إقرار العاقل جائز على نفسه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا أقبل شهادة الفاسق
إلا على نفسه (3).
- عنه (عليه السلام): المؤمن أصدق على نفسه من
سبعين مؤمنا عليه (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما بعث مصدقا من
الكوفة إلى باديتها -: ثم قل لهم: يا عباد الله،
أرسلني إليكم ولي الله لآخذ منكم حق الله في
أموالكم، فهل لله في أموالكم من حق فتؤدون إلى
وليه؟ فإن قال لك قائل: لا، فلا تراجعه (5).
- الأصبغ بن نباتة -: أتى رجل أمير
المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين، إني زنيت
فطهرني، فأعرض أمير المؤمنين (عليه السلام) بوجهه عنه،
ثم قال له: اجلس، فأقبل علي (عليه السلام) على القوم
فقال: أيعجز أحدكم إذا قارف هذه السيئة أن يستر
على نفسه كما ستر الله عليه؟! (6).
أقول: ومنه يظهر أن الإقرار بالذنب عند
الخلق مذموم مطلقا.
(انظر) التوبة: باب 458.
[3336]
عدم اعتبار إقرار المضطر
- الإمام علي (عليه السلام): من أقر بحد على تخويف
أو حبس أو ضرب لم يجز ذلك عليه ولا يحد (7).
- عنه (عليه السلام): من أقر عند تجريد أو حبس
أو تخويف أو تهدد فلا حد عليه (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) كان
يقول: لا قطع على أحد يخوف من ضرب ولا قيد
ولا سجن ولا تعنيف، وإن لم يعترف سقط عنه
لمكان التخويف (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله سليمان بن
خالد عن رجل سرق سرقة فكابر عنها فضرب،
فجاء بها بعينها، هل يجب عليه القطع؟ -:
نعم، ولكن لو اعترف ولم يجئ بالسرقة لم تقطع
يده، لأنه اعترف على العذاب.

(1) وسائل الشيعة: 16 / 111 / 2.
(2) الخلاف: 3 / 157.
(3) الكافي: 7 / 395 / 5.
(4) صفات الشيعة: 116 / 60.
(5) الكافي: 3 / 536 / 1.
(6) الفقيه: 4 / 31 / 5017.
(7) مستدرك الوسائل: 16 / 32 / 19030.
(8) قرب الإسناد: 54 / 175.
(9) وسائل الشيعة: 18 / 498 / 3.
2546

(437)
القرض
البحار: 103 / 138 باب: 1 " الدين والقرض ".
كنز العمال: 6 / 209 " في الدين ".
وسائل الشيعة: 13 / 76 " أبواب الدين والقرض ".
انظر:
عنوان 168 " الدين ".
2547

[3337]
القرض
الكتاب
* (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له
وله أجر كريم) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): من أقرض الله جزاه (2).
- عنه (عليه السلام): من توكل عليه كفاه، ومن سأله
أعطاه، ومن أقرضه قضاه، ومن شكره جزاه (3).
- عنه (عليه السلام): قد قال الله سبحانه: * (إن تنصروا الله
ينصركم ويثبت أقدامكم) * وقال تعالى: * (من ذا
الذي يقرض الله...) * فلم يستنصركم من ذل، ولم
يستقرضكم من قل، استنصركم * (وله جنود
السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم) *... وإنما
أراد أن * (يبلوكم أيكم أحسن عملا) * (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): دخل رجل الجنة فرأى
مكتوبا على بابها: الصدقة بعشر أمثالها،
والقرض بثمانية عشر (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي على باب
الجنة مكتوبا: الصدقة بعشر أمثالها،
والقرض بثمانية عشر (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مكتوب على باب
الجنة: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية عشر (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصدقة بعشرة، والقرض
بثمانية عشر، وصلة الإخوان بعشرين، وصلة
الرحم بأربعة وعشرين (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): القرض الواحد بثمانية
عشر، وإن مات احتسب بها من الزكاة (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): دخلت الجنة فرأيت على
بابها: الصدقة بعشرة، والقرض بثمانية
عشر، فقلت: يا جبرئيل: كيف صارت الصدقة
بعشرة والقرض بثمانية عشر؟ قال: لأن
الصدقة تقع على يد الغني والفقير، والقرض
لا يقع إلا في يد من يحتاج إليه (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): على باب الجنة مكتوب:
القرض بثمانية عشر، والصدقة بعشرة، وذلك أن
القرض لا يكون إلا في يد المحتاج، والصدقة
ربما وقعت في يد غير محتاج (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأيت ليلة أسري بي على

(1) الحديد: 11.
(2) غرر الحكم: 8072.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 90 و 183.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 90 و 183.
(5) الترغيب والترهيب: 2 / 40 / 3 وص 41.
(6) الترغيب والترهيب: 2 / 40 / 3 وص 41.
(7) الفقيه: 2 / 58 / 1697.
(8) مكارم الأخلاق: 1 / 293 / 910.
(9) ثواب الأعمال: 167 / 3.
(10) كنز العمال: 15373.
(11) البحار: 103 / 138 / 2.
2548

باب الجنة مكتوبا: الصدقة بعشر أمثالها،
والقرض بثمانية عشر، فقلت: يا جبرئيل
ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن
السائل يسأل وعنده، والمستقرض لا يستقرض
إلا من حاجة (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مكتوب على باب الجنة:
الصدقة بعشرة والقرض بثمانية عشر، وإنما
صار القرض أفضل من الصدقة لأن المستقرض
لا يستقرض إلا من حاجة، وقد يطلب الصدقة
من لا يحتاج إليها (2).
- روي أن أجر القرض ثمانية عشر ضعفا من
أجر الصدقة، لأن القرض يصل إلى من لا يضع
نفسه للصدقة لأخذ الصدقة (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: إني
أعطيت الدنيا بين عبادي قيضا (4)، فمن أقرضني
منها قرضا أعطيته بكل واحدة منهن عشرا إلى
سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم
يقرضني منها قرضا فأخذت (فآخذ - خ ل) منه
قسرا، أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة
منهن ملائكتي لرضوا: الصلاة، والهداية،
والرحمة. إن الله عز وجل يقول: * (الذين
إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه
راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم) *
واحدة من الثلاث " ورحمة " اثنتين * (وأولئك هم
المهتدون) * ثلاثة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لان أقرض قرضا أحب
إلي من أن أصل بمثله (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أقرض ملهوفا فأحسن
طلبته استأنف العمل وأعطاه الله بكل درهم ألف
قنطار من الجنة (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لا بنه
الحسن (عليهما السلام) -: وإذا وجدت من أهل الفاقة من
يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا
حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه، وأكثر
من تزويده وأنت قادر عليه فلعلك تطلبه فلا
تجده، واغتنم من استقرضك في حال غناك،
ليجعل قضاءه لك في يوم عسرتك (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من احتاج إليه أخوه
المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل
حرم الله عليه ريح الجنة (9).
[3338]
إنظار المعسر
الكتاب
* (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا

(1) كنز العمال: 15374.
(2) البحار: 103 / 139 / 9 وص 140 / 11.
(3) البحار: 103 / 139 / 9 وص 140 / 11.
(4) من قاضه يقيضه وقايضه مقايضة في البيع: إذا أعطاه سلعة
وأخذ عوضها سلعة، والمعنى: إني أعطيت الدنيا بينهم للمبادلة
والمعاوضة بأن يقرضوني فأعوضهم أضعافها لا ليمسكوا عليها.
وفي نسخة الكافي " إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا " إلى
آخر الحديث بأدنى تفاوت. وفي بعض نسخ الخصال " فيضا "
من فاض الماء إذا كثر حتى سال كالوادي، كما في هامش
الخصال.
(5) الخصال: 130 / 135.
(6) ثواب الأعمال: 167 / 4 و 341 / 1.
(7) ثواب الأعمال: 167 / 4 و 341 / 1.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(9) أمالي الصدوق: 350 / 1.
2549

خير لكم إن كنتم تعلمون) * (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أنظر معسرا كان له على
الله في كل يوم صدقة بمثل ما له عليه حتى
يستوفي حقه (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أنظر معسرا أظله الله بظله
يوم لا ظل إلا ظله (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما دخل المسجد -: أيكم
يسره أن يقيه الله عز وجل من فيح جهنم؟ قلنا:
يا رسول الله كلنا يسره، قال: من أنظر معسرا أو
وضع له وقاه الله عز وجل من فيح جهنم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أقرض مؤمنا قرضا ينتظر
به ميسوره كان ماله في زكاة، وكان هو في صلاة
من الملائكة حتى يؤديه إليه (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من نفس عن غريمه أو محا عنه
كان في ظل العرش يوم القيامة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أراد أن تستجاب دعوته
وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خذ حقك في عفاف واف أو
غير واف (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اتقوا دعوة المعسر (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حوسب رجل ممن كان قبلكم
فلم يوجد له من الخير شئ إلا أنه كان
يخالط الناس وكان موسرا، وكان يأمر غلمانه أن
يتجاوزوا عن المعسر، قال الله تعالى: نحن أحق
بذلك تجاوزوا عنه (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كما لا يحل لغريمك أن يمطلك
وهو موسر، فكذلك لا يحل لك أن تعسره إذا
علمت أنه معسر (11).
(انظر) الولاية (1)

(1) البقرة: 280.
(2) البحار: 103 / 151 / 17.
(3) الكافي: 8 / 9 / 1.
(4) الترغيب والترهيب: 2 / 46 / 15.
(5) ثواب الأعمال: 166 / 1.
(6) كنز العمال: 15379، 15398، 15405، 15424.
(7) كنز العمال: 15379، 15398، 15405، 15424.
(8) كنز العمال: 15379، 15398، 15405، 15424.
(9) كنز العمال: 15379، 15398، 15405، 15424.
(10) الترغيب والترهيب: 2 / 44 / 7.
(11) ثواب الأعمال: 167 / 5.
2550

(438)
القرعة
البحار: 104 / 323 باب: 6 " القرعة ".
وسائل الشيعة: 18 / 187 باب: 13 " الحكم بالقرعة في القضايا ".
2551

[3339]
القرعة
الكتاب
* (ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ
يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ
يختصمون) * (1).
* (فساهم فكان من المدحضين) * (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أي قضية أعدل من القرعة
إذا فوض الأمر إلى الله؟ أليس الله تعالى يقول:
* (فساهم فكان من المدحضين) * (3).
- عنه (عليه السلام): أي قضية أعدل من قضية
تجال عليها السهام؟ يقول الله تعالى: * (فساهم
فكان من المدحضين) * قال: وما من أمر يختلف
فيه اثنان إلا وله أصل في كتاب الله، ولكن
لا تبلغه عقول الرجال (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أول من سوهم عليه
مريم بنت عمران، وهو قول الله عز وجل: * (وما
كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما تقارع قوم ففوضوا
أمرهم إلى الله تعالى إلا خرج سهم المحق (6).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما اتي وهو باليمن بثلاثة
قد وقعوا على امرأة في طهر واحد، فسأل
اثنين -: أتقران لهذا بالولد؟ فقالا: لا، ثم
سأل اثنين، فقال: أتقران لهذا بالولد؟ فقالا:
لا، فجعل كلما سأل اثنين: أتقران لهذا بالولد؟
قالا: لا، فأقرع بينهم، وألحق الولد بالذي أصابته
القرعة وجعل عليه ثلثي الدية، فذكر ذلك
للنبي (صلى الله عليه وآله) فضحك حتى بدت نواجذه (7).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله النبي (صلى الله عليه وآله) عن أعجب ما
ورد عليه في اليمن -: أتاني قوم قد تبايعوا
جارية فوطأها جميعهم في طهر واحد، فولدت
غلاما فاحتجوا فيه كلهم يدعيه، فأسهمت بينهم،
فجعلته للذي خرج سهمه وضمنته نصيبهم، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس من قوم تنازعوا ثم فوضوا
أمرهم إلى الله إلا خرج سهم المحق (8).
ورواه الصدوق عن أبي جعفر (عليه السلام) نحوه إلا أنه
قال: ليس من قوم تقارعوا (9).
- عائشة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا سافر أقرع
بين نسائه (10).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): كل مجهول ففيه القرعة (11).

(1) آل عمران: 44.
(2) الصافات: 141.
(3) الفقيه: 3 / 92 / 3391.
(4) الكافي: 7 / 158 / 1.
(5) الفقيه: 3 / 89 / 3388 وص 92 / 3390.
(6) الفقيه: 3 / 89 / 3388 وص 92 / 3390.
(7) سنن ابن ماجة: 2348.
(8) وسائل الشيعة: 18 / 188 / 5 و ح 6.
(9) وسائل الشيعة: 18 / 188 / 5 و ح 6.
(10) سنن ابن ماجة: 2347.
(11) الفقيه: 3 / 92 / 3389.
2552

(439)
القرن
كنز العمال: 12 / 193 " المجتهد على رأس كل مائة ليجدد لهذه الأمة أمر دينها ".
2553

[3340]
تجديد الدين في كل قرن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): في كل قرن من
أمتي سابقون (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يبعث لهذه الأمة
على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن فينا أهل البيت في
كل خلف عدولا ينفون عنه تحريف الغالين،
وانتهال المبطلين، وتأويل الجاهلين (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يحمل هذا الدين في كل
قرن عدول ينفون عنه تأويل المبطلين، وتحريف
الغالين، وانتحال الجاهلين، كما ينفي الكير
خبث الحديد (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ولكل
أمة رسول) * -: تفسيرها بالباطن أن لكل قرن
من هذه الأمة رسولا من آل محمد يخرج إلى
القرن الذي هو إليهم رسول، وهم الأولياء
وهم الرسل (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يوم
ندعو كل أناس بإمامهم) * -: يدعو كل قرن
من هذه الأمة بإمامهم، قلت: فيجئ رسول
الله (صلى الله عليه وآله) في قرنه وعلي (عليه السلام) في قرنه والحسن (عليه السلام)
في قرنه والحسين (عليه السلام) في قرنه الذي هلك بين
أظهرهم؟ قال: نعم (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله اختص لنفسه بعد
نبيه (صلى الله عليه وآله) من بريته خاصة علاهم بتعليته، وسما
بهم إلى رتبته، وجعلهم الدعاة بالحق إليه
والأدلاء بالرشاد عليه، لقرن قرن، وزمن زمن (7).

(1) كنز العمال: 34626، 34623.
(2) كنز العمال: 34626، 34623.
(3) البحار: 2 / 92 / 21 وص 93 / 22.
(4) البحار: 2 / 92 / 21 وص 93 / 22.
(5) تفسير العياشي: 2 / 123 / 23.
(6) نور الثقلين: 3 / 190 / 325 وص 422 / 46.
(7) نور الثقلين: 3 / 190 / 325 وص 422 / 46.
2554

(440)
الاقتصاد
كنز العمال: 3 / 49 " الاقتصاد والرفق في المعيشة ".
البحار: 71 / 344 باب 86 " الاقتصاد وذم الإسراف ".
الكافي: 4 / 52 " فضل القصد ".
2555

[3341]
الاقتصاد
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من بقاء المسلمين
وبقاء الإسلام أن تصير الأموال عند من يعرف
فيها الحق، ويصنع [فيها] المعروف، فإن من
فناء الإسلام وفناء المسلمين أن تصير الأموال
في أيدي من لا يعرف فيها الحق، ولا يصنع
فيها المعروف (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): علامة رضا الله تعالى في
خلقه عدل سلطانهم ورخص أسعارهم، وعلامة
غضب الله تبارك وتعالى على خلقه جور سلطانهم
وغلاء أسعارهم (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): غلاء السعر يسئ
الخلق، ويذهب الأمانة، ويضجر المرء المسلم (3).
- عنه (عليه السلام) - قول الله عز وجل: * (إني
أراكم بخير) * -: كان سعرهم رخيصا (4).
أقول: في معرفة الاقتصاد في الإسلام
يلزم مراجعة الأبواب التالية من " ميزان الحكمة ":
عنوان 3 " الإجارة "، 11 " الأرض "، 33
" التبذير "، 54 " التجارة "، 67 " الجزية "، 29
" البخل "، 105 " الحرفة "، 107 " الحرام "، 120
" الحقوق "، 121 " الاحتكار "، 124 " الحلال "،
129 " الحاجة "، 230 " الإسراف "، 238
" المسكن "، 151 " الخمس "، 154 " الخيانة "،
161 " الدنيا "، 168 " الدين "، 177 " الربا "،
185 " الرزق "، 188 " الرشوة "، 202 " الزكاة "،
206 " الزهد "، 213 " السؤال (2) "، 222
" السحت "، 231 " السرقة "، 253 " السوق "،
260 " الشح "، 265 " الشركة "، 292 " الصدقة "،
304 " الصناعة "، 315 " الضمان "، 321
" الطمع "، 329 " الظلم "، 338 " العدل "، 348
" المعروف (1) "، 382 " العيش "، 389 " الغش "،
394 " الغل "، 397 " الغنى "، 422 " الفقر "، 437
" القرض "، 450 " القناعة "، 448 " القمار "، 459
" الكسب "، 500 " المال "، 521 " الإنفاق "، 522
" الأنفال "، 539 " الإرث "، 555 " الوقف ".
[3342]
فائدة الاقتصاد في المعيشة
- الإمام علي (عليه السلام): الاقتصاد بلغة (5).
- عنه (عليه السلام): الاقتصاد نصف المؤونة (6).
- عنه (عليه السلام): الاقتصاد ينمي القليل،

(1) الكافي: 4 / 25 / 1 و 5 / 162 / 1 وص 164 / 6.
(2) الكافي: 4 / 25 / 1 و 5 / 162 / 1 وص 164 / 6.
(3) الكافي: 4 / 25 / 1 و 5 / 162 / 1 وص 164 / 6.
(4) الفقيه: 3 / 268 / 3968.
(5) البحار: 78 / 10 / 67.
(6) غرر الحكم: 565.
2556

الإسراف يفني الجزيل (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الاقتصاد في النفقة
نصف المعيشة (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من تحرى القصد خفت
عليه المؤن (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ما عال امرؤ في اقتصاد (4).
- الإمام علي (عليه السلام): ما عال امرؤ اقتصد (5).
- عنه (عليه السلام): من صحب الاقتصاد دامت صحبة
الغنى له، وجبر الاقتصاد فقره وخلله (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ضمنت لمن اقتصد أن
لا يفتقر، وقال الله عز وجل: * (يسألونك ماذا
ينفقون قل العفو) * والعفو الوسط، وقال الله
عز وجل: * (والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا
وكان بين ذلك قواما) * والقوام الوسط (7).
- الإمام علي (عليه السلام): السرف مثواة، والقصد
مثراة (8).
- عنه (عليه السلام): من اقتصد في الغنى والفقر فقد
استعد لنوائب الدهر (9).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) عند
وفاته -: اقتصد يا بني في معيشتك (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من اقتصد أغناه الله (11).
[3343]
الاقتصاد (م)
- الإمام العسكري (عليه السلام): إن للاقتصاد مقدارا،
فإن زاد عليه فهو بخل (12).
- الإمام علي (عليه السلام): غاية الاقتصاد القناعة (13).
- عنه (عليه السلام): المؤمن سيرته القصد وسنته
الرشد (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من نفقة أحب إلى الله
من نفقة قصد (15).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن القصد أمر يحبه
الله عز وجل وإن السرف [أمر] يبغضه
[الله عز وجل] (16).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الاقتصاد وحسن السمت
والهدى الصالح جزء من بضع وعشرين جزء
من النبوة (17).
2557

(441)
القصص
البحار: 11 / 97 " أبواب قصص آدم وحواء (عليهما السلام) ".
البحار: 11 / 270 " باب قصص إدريس (عليه السلام) ".
البحار: 11 / 285 " أبواب قصص نوح (عليه السلام) ".
البحار: 11 / 343 " باب قصة هود (عليه السلام) ".
البحار: 11 / 366 " باب قصة شداد وإرم ذات العماد ".
البحار: 11 / 370 " باب قصة صالح (عليه السلام) وقومه ".
البحار: 13 / 392 " باب قصة إلياس وإليا اليسع (عليهم السلام) ".
البحار: 13 / 404 " باب قصص ذي الكفل (عليه السلام) ".
البحار: 13 / 408 " باب قصص لقمان (عليه السلام) وحكمه ".
البحار: 13 / 435 " باب قصة إشموئيل وطالوت وجالوت ".
البحار: 14 / 1 " أبواب قصص داود (عليه السلام) ".
البحار: 14 / 49 " قصة أصحاب السبت ".
البحار: 14 / 90 " قصة مرور سليمان بواد النمل ".
البحار: 14 / 109 " قصة سليمان مع بلقيس ".
البحار: 14 / 143 " قصة قوم سبأ وأهل الثرثار ".
البحار: 14 / 148 " قصة أصحاب الرس وحنظلة ".
البحار: 14 / 161 " قصة شعيا وحيقوق (عليهم السلام) ".
البحار: 14 / 163 " قصص زكريا ويحيى (عليهما السلام) ".
البحار: 14 / 191 " قصص مريم (عليها السلام) وولادتها ".
البحار: 14 / 206 " أبواب قصص عيسى (عليه السلام) ".
البحار: 14 / 345 " قصص وصي عيسى (عليه السلام) ".
2559

البحار: 14 / 351 " قصص أرميا ودانيال وعزير وبخت نصر ".
البحار: 12 / 1 " أبواب قصص إبراهيم (عليه السلام) ".
البحار: 12 / 140 " باب قصص لوط (عليه السلام) ".
البحار: 12 / 172 " باب قصص ذي القرنين (عليه السلام) ".
البحار: 12 / 216 " باب قصص يعقوب ويوسف (عليهما السلام) ".
البحار: 12 / 339 " باب قصص أيوب (عليه السلام) ".
البحار: 12 / 373 " باب قصص شعيب (عليه السلام) ".
البحار: 13 / 1 " أبواب قصص موسى (عليه السلام) ".
البحار: 13 / 249 " باب قصة قارون ".
البحار: 13 / 259 " باب قصة ذبح البقرة ".
البحار: 13 / 278 " باب قصص موسى وخضر (عليهما السلام) ".
البحار: 13 / 377 " باب تمام قصة بلعم بن باعور ".
البحار: 13 / 381 " باب قصة حزقيل (عليه السلام) ".
البحار: 13 / 388 " باب قصص إسماعيل (عليه السلام) ".
البحار: 14 / 379 " قصص يونس وأبيه متى ".
البحار: 14 / 407 " قصة أصحاب الكهف والرقيم ".
البحار: 14 / 438 " قصة أصحاب الأخدود ".
البحار: 14 / 445 " قصة جرجيس (عليه السلام) ".
البحار: 14 / 448 " قصة خالد بن سنان العبسي ".
البحار: 21 / 252 " قصة أبي عامر الراهب ومسجد الضرار ".
البحار: 78 / 383 " قصة بلوهر ويوذاسف ".
البحار: 96 / 101 " قصة أصحاب الجنة الذين منعوا حق الله من أموالهم ".
كنز العمال: 15 / 150 " كتاب القصص ".
كنز العمال: 15 / 150 " قصة الأقرع والأبرص والأعمى ".
كنز العمال: 15 / 152 " قصة المقترض ألف دينار ".
كنز العمال: 15 / 154 " قصة أصحاب الغار ".
كنز العمال: 15 / 157 " قصة موسى والخضر ".
كنز العمال: 15 / 159 " قصة أصحاب الأخدود ".
كنز العمال: 15 / 163 " الأطفال المتكلمون في المهد ".
كنز العمال: 15 / 164، 167 " قصة ماشطة بنت فرعون ".
2560

[3344]
أنفع القصص
الكتاب
* (فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) * (1).
* (نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك
هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين) * (2).
* (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان
حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل
شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): تدبروا أحوال الماضين
من المؤمنين قبلكم، كيف كانوا في حال
التمحيص والبلاء... فانظروا كيف كانوا حيث
كانت الأملاء مجتمعة، والأهواء مؤتلفة
(متفقة)... فانظروا إلى ما صاروا إليه في
آخر أمورهم، حين وقعت الفرقة، وتشتتت
الألفة، واختلفت الكلمة والأفئدة، وتشعبوا
مختلفين، وتفرقوا متحاربين (متحازبين)، قد
خلع الله عنهم لباس كرامته، وسلبهم غضارة
نعمته، وبقي قصص أخبارهم فيكم عبرا
للمعتبرين (4).
- عنه (عليه السلام): تعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث،
وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب، واستشفوا
بنوره فإنه شفاء الصدور، وأحسنوا تلاوته فإنه
أنفع القصص (5).
التفسير:
" قوله تعالى: * (نحن نقص عليك أحسن
القصص...) * قال الراغب في المفردات: القص
تتبع الأثر، يقال: قصصت أثره، والقصص الأثر،
قال: * (فارتدا على آثارهما قصصا) *، * (وقالت
لأخته قصيه) *. قال: والقصص الأخبار المتتبعة
قال تعالى: * (لهو القصص الحق) *، * (في قصصهم
عبرة) *، * (وقص عليه القصص) *، * (نقص عليك
أحسن القصص) *. انتهى. فالقصص هو القصة،
وأحسن القصص أحسن القصة والحديث، وربما
قيل: إنه مصدر بمعنى الاقتصاص.
فإن كان اسم مصدر فقصة يوسف (عليه السلام) أحسن
قصة لأنها تصف إخلاص التوحيد في العبودية،
وتمثل ولاية الله سبحانه لعبده وأنه يربيه بسلوكه
في صراط الحب ورفعه من حضيض الذلة إلى
أوج العزة، وأخذه من غيابة جب الاسارة ومربط
الرقية وسجن النكال والنقمة إلى عرش العزة
وسرير الملك.
وإن كان مصدرا فالاقتصاص عن قصته
بالطريق الذي اقتص سبحانه به أحسن

(1) الأعراف: 176.
(2) يوسف: 3، 111.
(3) يوسف: 3، 111.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 110.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 110.
2561

الاقتصاص لأنه اقتصاص لقصة الحب والغرام
بأعف ما يكون وأستر ما يمكن.
والمعنى - والله أعلم -: نحن نقص عليك
أحسن القصص بسبب وحينا هذا القرآن إليك
وإنك كنت قبل اقتصاصنا عليك هذه القصة من
الغافلين عنها (1).
(انظر) القرآن: باب 3293.
[3345]
ذم القصاص
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أمير المؤمنين (عليه السلام) رأى
قاصا في المسجد فضربه بالدرة وطرده (2).
- عنه (عليه السلام) - لما ذكر القصاصون عنده -: لعنهم
الله، إنهم يشيعون علينا (3).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (والشعراء يتبعهم
الغاوون) * -: هم القصاص (4).

(1) تفسير الميزان: 11 / 75.
(2) الكافي: 7 / 263 / 20.
(3) البحار: 72 / 264 / 1.
(4) البحار: 72 / 264 / 1.
2562

(442)
القصاص
البحار: 104 / 384 باب: 3 " أحكام القصاص ".
كنز العمال: 15 / 3 " كتاب القصاص ".
وسائل الشيعة: 19 / 2 " كتاب القصاص ".
انظر:
عنوان 430 " القتل "، 346 " العقوبة ".
2563

[3346]
القصاص
الكتاب
* (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم
تتقون) * (1).
* (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في
القتلى) * (2).
* (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم
واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) * (3).
* (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين
بالعين والأنف بالأنف والأذن والسن بالسن بالأذن
والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم
يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون) * (4).
* (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل
مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه
كان منصورا) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أيها الناس أحيوا القصاص
وأحيوا الحق ولا تفرقوا، وأسلموا وسلموا
تسلموا (6).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولكم في القصاص حياة) * -: لأن من هم بالقتل
فعرف أنه يقتص منه فكف لذلك عن القتل كان
حياة للذي [كان] هم بقتله، وحياة لهذا الجاني
الذي أراد أن يقتل، وحياة لغيرهما من الناس إذا
علموا أن القصاص واجب لا يجرأون على القتل
مخافة القصاص (7).
- الإمام علي (عليه السلام): قلت أربعا أنزل الله
تعالى تصديقي بها في كتابه... قلت: القتل يقل
القتل فأنزل الله: * (ولكم في القصاص حياة) * (8).
- عنه (عليه السلام): فرض الله الإيمان تطهيرا
من الشرك... والقصاص حقنا للدماء (9).
- عنه (عليه السلام): رد الحجر من حيث جاءك، فإنه
لا يرد الشر إلا بالشر (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله بعث محمدا
بخمسة أسياف: سيف منها مغمود سله إلى غيرنا
وحكمه إلينا، فأما السيف المغمود فهو الذي يقام به
القصاص، قال الله جل وجهه: * (النفس بالنفس) *
الآية، فسله إلى أولياء المقتول وحكمه إلينا (11).

(1) البقرة: 179، 178، 194.
(2) البقرة: 179، 178، 194.
(3) البقرة: 179، 178، 194.
(4) المائدة: 45.
(5) الاسراء: 33.
(6) أمالي المفيد: 53 / 15.
(7) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): 595.
(8) أمالي الطوسي: 494 / 1082.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(10) غرر الحكم: 5394.
(11) تفسير العياشي: 1 / 324 / 128، راجع السلاح: باب 1851
" السيوف الخمسة ".
2564

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أيها الناس، إنما أنا
بشر مثلكم، ولعله أن يكون قد قرب مني خفوف
من بين أظهركم، فمن كنت أصبت من عرضه أو
من شعره أو من بشره أو من ماله شيئا، هذا عرض
محمد وشعره وبشره وماله فليقم فليقتص!
ولا يقولن أحد منكم: إني أتخوف من محمد
العداوة والشحناء، ألا وإنهما ليستا من طبيعتي
وليستا من خلقي (1).
بحث علمي:
كانت العرب أوان نزول آية القصاص وقبله
تعتقد القصاص بالقتل لكنها ما كانت تحده بحد،
وإنما يتبع ذلك قوة القبائل وضعفها، فربما قتل
الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة فسلك في القتل
مسلك التساوي، وربما قتل العشرة بالواحد
والحر بالعبد والرئيس بالمرؤوس، وربما أبادت
قبيلة قبيلة أخرى لواحد قتل منها.
وكانت اليهود تعتقد القصاص كما ورد
في الفصل الحادي والعشرين والثاني
والعشرين من الخروج والخامس والثلاثين من
العدد، وقد حكاه القرآن حيث قال تعالى:
* (وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين
بالعين والأنف بالأنف والاذن بالاذن والسن
بالسن والجروح قصاص) * (2).
وكانت النصارى على ما يحكى لا ترى في
مورد القتل إلا العفو والدية، وسائر الشعوب
والأمم على اختلاف طبقاتهم ما كانت تخلو عن
القصاص في القتل في الجملة وإن لم يضبطه
ضابط تام حتى القرون الأخيرة.
والإسلام سلك في ذلك مسلكا وسطا بين
الإلغاء والإثبات، فأثبت القصاص وألغى تعينه بل
أجاز العفو والدية، ثم عدل القصاص بالمعادلة
بين القاتل والمقتول، فالحر بالحر والعبد بالعبد
والأنثى بالأنثى.
وقد اعترض على القصاص مطلقا وعلى
القصاص بالقتل خاصة بأن القوانين المدنية التي
وضعتها الملل الراقية لا ترى جوازها وإجراءها
بين البشر اليوم.
قالوا: إن القتل بالقتل مما يستهجنه الإنسان
وينفر عنه طبعه ويمنع عنه وجدانه إذا عرض عليه
رحمة وخدمة للإنسانية. وقالوا: إذا كان القتل
الأول فقدا لفرد فالقتل الثاني فقد على فقد.
وقالوا: إن القتل بالقصاص من القسوة وحب
الانتقام، وهذه صفة يجب أن تزاح عن الناس
بالتربية العامة ويؤخذ في القاتل أيضا بعقوبة
التربية، وذلك إنما يكون بما دون القتل من السجن
والأعمال الشاقة. وقالوا: إن المجرم إنما يكون
مجرما إذا كان مريض العقل، فالواجب أن يوضع
القاتل المجرم في المستشفيات العقلية ويعالج
فيها. وقالوا: إن القوانين المدنية تتبع الاجتماع
الموجود، ولما كان الاجتماع غير ثابت على حال
واحد كانت القوانين كذلك، فلا وجه لثبوت
القصاص بين الاجتماع للأبد حتى الاجتماعات
الراقية اليوم، ومن اللازم أن يستفيد الاجتماع من
وجود أفرادها ما استيسر، ومن الممكن أن يعاقب

(1) كنز العمال: 39831.
(2) المائدة: 45.
2565

المجرم بما دون القتل مما يعادل القتل من حيث
الثمرة والنتيجة كحبس الأبد أو حبس مدة سنين،
وفيه الجمع بين الحقين: حق المجتمع وحق
أولياء الدم، فهذه الوجوه عمدة ما ذكره المنكرون
لتشريع القصاص بالقتل.
وقد أجاب القرآن عن جميع هذه الوجوه
بكلمة واحدة، وهي قوله تعالى: * (من قتل
نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما
قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا
الناس جميعا) * (1).
بيان ذلك: أن القوانين الجارية بين أفراد
الإنسان وإن كانت وضعية اعتبارية يراعى فيها
مصالح الاجتماع الإنساني غير أن العلة العاملة
فيها من أصلها هي الطبيعة الخارجية الإنسانية
الداعية إلى تكميل نقصها ورفع حوائجها
التكوينية، وهذه الواقعية الخارجية ليست هي
العدد العارض على الإنسان ولا الهيئة الواحدة
الاجتماعية، فإنها نفسها من صنع الوجود الكوني
الإنساني بل هي الإنسان وطبيعته، وليس بين
الواحد من الإنسان والألوف المجتمعة منه فرق
في أن الجميع إنسان ووزن الواحد والجميع واحد
من حيث الوجود.
وهذه الطبيعة الوجودية تجهزت في نفسها
بقوى وأدوات تدفع بها عن نفسها العدم لكونها
مفطورة على حب الوجود، وتطرد كل ما يسلب
عنه الحياة بأي وسيلة أمكنت وإلى أي غاية
بلغت حتى القتل والإعدام، ولذا لا تجد إنسانا
لا تقضي فطرته بتجويز قتل من يريد قتله
ولا ينتهي عنه إلا به، وهذه الأمم الراقية
أنفسهم لا يتوقفون عن الحرب دفاعا عن
استقلالهم وحريتهم وقوميتهم، فكيف بمن أراد
قتل نفوسهم عن آخرها، ويدفعون عن بطلان
القانون بالغا ما بلغ حتى بالقتل ويتوسلون إلى
حفظ منافعهم بالحرب إذا لم يعالج الداء بغيرها،
تلك الحرب التي فيها فناء الدنيا وهلاك الحرث
والنسل ولا يزال ملل يتقدمون بالتسليحات
وآخرون يتجهزون بما يجاوبهم، وليس ذلك كله
إلا رعاية لحال الاجتماع وحفظا لحياته وليس
الاجتماع إلا صنيعة من صنايع الطبيعة فما بال
الطبيعة يجوز القتل الذريع والإفناء والإبادة لحفظ
صنيعة من صنائعها، وهي الاجتماع المدني
ولا تجوزها لحفظ حياة نفسها؟ وما بالها تجوز
قتل من يهم بالقتل ولم يفعل ولا تجوزه فيمن هم
وفعل؟ وما بال الطبيعة تقضي بالانعكاس في
الوقائع التاريخية، * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * (2) ولكل
عمل عكس عمل في قانونها لكنها تعد القتل
في مورد القتل ظلما وتنقض حكم نفسها.
على أن الإسلام لا يرى في الدنيا قيمة
للإنسان يقوم بها ولا وزنا يوزن به إلا إذا
كان على دين التوحيد، فوزن الاجتماع الإنساني
ووزن الموحد الواحد عنده سيان، فمن الواجب
أن يكون حكمهما عنده واحدا، فمن قتل مؤمنا
كان كمن قتل الناس جميعا من نظر إزرائه وهتكه

(1) المائدة: 32.
(2) الزلزلة: 7، 8.
2566

لشرف الحقيقة، كما أن من قتل نفسا كان كمن
قتل الناس جميعا من نظر الطبيعة الوجودية، وأما
الملل المتمدنة فلا يبالون بالدين ولو كانت شرافة
الدين عندهم تعادل في قيمتها أو وزنها - فضلا
عن التفوق - الاجتماع المدني في الفضل لحكموا
فيه بما حكموا في ذلك.
على أن الإسلام يشرع للدنيا لا لقوم خاص
وأمة معينة، والملل الراقية إنما حكمت بما
حكمت بعد ما أذعنت بتمام التربية في أفرادها
وحسن صنيع حكوماتها ودلالة الإحصاء في
مورد الجنايات والفجائع على أن التربية
الموجودة مؤثرة وأن الأمة في أثر تربيتهم متنفرة
عن القتل والفجيعة فلا تتفق بينهم إلا في الشذوذ،
وإذا اتفقت فهي ترتضي المجازاة بما دون القتل،
والإسلام لا يأبى عن تجويز هذه التربية وأثرها
الذي هو العفو مع قيام أصل القصاص على ساق.
ويلوح إليه قوله تعالى: في آية القصاص:
* (فمن عفي له من أخيه شئ فاتباع بالمعروف
وأداء إليه بإحسان) * (1)، فاللسان لسان التربية،
وإذا بلغ قوم إلى حيث أذعنوا بأن الفخر العمومي
في العفو لم ينحرفوا عنه إلى مسلك الانتقام.
وأما غير هؤلاء الأمم فالأمر فيها على خلاف
ذلك، والدليل عليه ما نشاهده من حال الناس
وأرباب الفجيعة والفساد فلا يخوفهم حبس
ولا عمل شاق ولا يصدهم وعظ ونصح، وما لهم
من همة ولا ثبات على حق إنساني، والحياة
المعدة لهم في السجون أرفق وأعلى وأسنى مما
لهم في أنفسهم من المعيشة الردية الشقية،
فلا يوحشهم لوم ولا ذم، ولا يدهشهم سجن
ولا ضرب، وما نشاهده أيضا من ازدياد عدد
الفجائع في الاحصاءات يوما فيوما فالحكم العام
الشامل للفريقين - والأغلب منهما الثاني -
لا يكون إلا القصاص وجواز العفو، فلو رقت
الأمة وربيت تربية ناجحة أخذت بالعفو -
والإسلام لا يألو جهده في التربية - ولو لم يسلك
إلا الانحطاط أو كفرت بأنعم ربها وفسقت أخذ
فيهم بالقصاص ويجوز معه العفو.
وأما ما ذكروه من حديث الرحمة والرأفة
بالإنسانية فما كل رأفة بمحمودة ولا كل
رحمة فضيلة، فاستعمال الرحمة في مورد الجاني
القسي والعاصي المتخلف المتمرد والمتعدي
على النفس والعرض جفاء على صالح الأفراد،
وفي استعمالها المطلق اختلال النظام وهلاك
الإنسانية وإبطال الفضيلة.
وأما ما ذكروه أنه من القسوة وحب الانتقام
فالقول فيه كسابقه، فالانتقام للمظلوم من ظالمه
استظهارا للعدل والحق ليس بمذموم قبيح،
ولا حب العدل من رذائل الصفات، على أن تشريع
القصاص بالقتل غير ممحض في الانتقام، بل فيه
ملاك التربية العامة وسد باب الفساد.
وأما ما ذكروه من كون جناية القتل من
الأمراض العقلية التي يجب أن يعالج في
المستشفيات فهو من الأعذار - ونعم العذر -
الموجبة لشيوع القتل والفحشاء ونماء الجناية
في الجامعة الإنسانية، وأي إنسان منا يحب

(1) البقرة: 178.
2567

القتل والفساد علم أن ذلك فيه مرض عقلي وعذر
مسموع يجب على الحكومة أن تعالجه بعناية
ورأفة، وأن القوة الحاكمة والتنفيذية تعتقد فيه
ذلك لم يقدم معه كل يوم على قتل.
وأما ما ذكروه من لزوم الاستفادة من وجود
المجرمين بمثل الأعمال الإجبارية ونحوها مع
حبسهم ومنعهم عن الورود في الاجتماع فلو كان
حقا متكئا على حقيقة فما بالهم لا يقضون بمثله
في موارد الإعدام القانوني التي توجد في جميع
القوانين الدائرة اليوم بين الأمم؟ وليس ذلك إلا
للأهمية التي يرونها للإعدام في موارده، وقد مر
أن الفرد والمجتمع في نظر الطبيعة من حيث
الأهمية متساويان (1).
(انظر) الظلم: باب 2452 حديث 11117.
[3347]
العفو عن القصاص
الكتاب
* (فمن تصدق به فهو كفارة له) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من رجل مسلم يصاب
بشئ في جسده فيتصدق به إلا رفعه الله
به درجة وحط عنه به خطيئة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من رجل يجرح في جسده
جراحة فيتصدق بها إلا كفر الله تعالى عنه
مثل ما تصدق (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أصيب بجسده بقدر نصف
ديته فعفا كفر الله عنه نصف سيئاته، وإن كان
ثلثا أو ربعا فعلى قدر ذلك (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من عفا عن دم لم يكن له ثواب
إلا الجنة (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أصيب في جسده بشئ فتركه
لله تعالى كان كفارة له (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن قول
الله عز وجل: * (فمن تصدق به فهو كفارة له) * -:
يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا (8).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله أبو بصير عن الآية -: يكفر
عنه من ذنوبه بقدر ما عفا من جراح أو غيره (9).
(انظر) العفو: باب 2767.

(1) تفسير الميزان: 1 / 434 - 438.
(2) المائدة: 45.
(3) كنز العمال: 39850، 39851.
(4) كنز العمال: 39850، 39851.
(5) كنز العمال: 39861، 39854، 39853.
(6) كنز العمال: 39861، 39854، 39853.
(7) كنز العمال: 39861، 39854، 39853.
(8) الكافي: 7 / 358 / 1 و ح 2.
(9) الكافي: 7 / 358 / 1 و ح 2.
2568

(443)
القضاء
(1)
القضاء والقدر
البحار: 5 / 84 باب: 3 " القضاء والقدر والمشية والإرادة ".
وسائل الشيعة: 2 / 898 باب: 75 " الرضا بالقضاء ".
انظر:
عنوان 4 " الأجل "، 60 " الجبر "، 282 " المشية "، 190 " الرضا (1) "، 431 " القدر "،
232 " السعادة "، 272 " الشقاوة ".
الحسد: باب 853، الدعاء: باب 1191، الشهادة: باب 2107.
2569

[3348]
القضاء والقدر
الكتاب
* (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله
فليتوكل المؤمنون) * (1).
* (ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا) * (2).
* (ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة
الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدرا مقدورا) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في تحميد الله سبحانه -:
الذي عظم حلمه فعفا، وعدل في كل ما قضى (4).
- عنه (عليه السلام) - في عظمة الله سبحانه -: أمره قضاء
وحكمة، ورضاه أمان ورحمة، يقضي بعلم،
ويعفو (يغفر) بحلم (5).
- عنه (عليه السلام): لا يجري (يعني الحق) لأحد
إلا جرى عليه، ولا يجري عليه إلا جرى له،
ولو كان لاحد أن يجري له ولا يجري عليه لكان
ذلك خالصا لله سبحانه دون خلقه، لقدرته
على عباده، ولعدله في كل ما جرت عليه
صروف قضائه (6).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه يجري الأمور على
ما يقضيه لا على ما ترتضيه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن القضاء والقدر خلقان
من خلق الله، والله يزيد في الخلق ما يشاء (8).
- عنه (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة وجمع
الله الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم
عما قضى عليهم (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في ختام كتاب كتبه لابنه
الحسن (عليه السلام) " بحاضرين " (10) عند انصرافه من
صفين -: استودع الله دينك ودنياك، واسأله
خير القضاء لك في العاجلة والآجلة، والدنيا
والآخرة، والسلام!! (11).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أولياء الله سبحانه -:
وإن صبت عليهم المصائب لجأوا إلى
الاستجارة (الاستخارة) بك، علما بأن أزمة
الأمور بيدك، ومصادرها عن قضائك (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله إذا أراد شيئا
قدره، فإذا قدره قضاه، فإذا قضاه أمضاه (13).
أقول: قال الصدوق رضوان الله تعالى عليه:

(1) التوبة: 51.
(2) الأنفال: 42.
(3) الأحزاب: 38.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 191 و 160.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 191 و 160.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(7) غرر الحكم: 3432.
(8) التوحيد: 364 / 1.
(9) الدرة الباهرة: 35.
(10) حاضرين: اسم بلدة في نواحي صفين.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 31، والخطبة 227.
(12) نهج البلاغة: الكتاب 31، والخطبة 227.
(13) البحار: 5 / 121 / 64.
2570

" اعتقادنا في القضاء والقدر قول الصادق (عليه السلام)
لزرارة حين سأله فقال: ما تقول في القضاء
والقدر؟ قال: أقول: إن الله عز وجل إذا جمع العباد
يوم القيامة سألهم عما عهد إليهم، ولم يسألهم عما
قضى عليهم، والكلام في القدر منهي عنه كما قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لرجل قد سأله عن القدر: فقال:
بحر عميق فلا تلجه، ثم سأله ثانية فقال: طريق
مظلم فلا تسلكه، ثم سأله ثالثة فقال: سر الله فلا
تتكلفه. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في القدر: ألا إن
القدر سر من سر الله (1)، وحرز من حرز الله، مرفوع
في حجاب الله، مطوي عن خلق الله، مختوم
بخاتم الله، سابق في علم الله، وضع الله عن العباد
علمه، ورفعه فوق شهاداتهم، لأنهم لا ينالونه
بحقيقة الربانية، ولا بقدرة الصمدانية، ولا بعظمة
النورانية، ولا بعزة الوحدانية، لأنه بحر زاخر
مواج، خالص لله عز وجل، عمقه ما بين السماء
والأرض، عرضه ما بين المشرق والمغرب، أسود
كالليل الدامس، كثير الحيات والحيتان، تعلو مرة
وتسفل أخرى، في قعره شمس تضئ، لا ينبغي
أن يطلع عليها إلا الواحد الفرد، فمن تطلع عليها
فقد ضاد الله في حكمه، ونازعه في سلطانه،
وكشف عن سره وستره، وباء بغضب من الله،
ومأواه جهنم، وبئس المصير.
وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) عدل من عند
حائط مائل إلى مكان آخر، فقيل له: يا أمير
المؤمنين تفر من قضاء الله؟ فقال (عليه السلام) أفر من قضاء
الله إلى قدر الله. وسئل الصادق (عليه السلام) عن الرقى هل
تدفع من القدر شيئا؟ فقال: هي من القدر ".
وقال الشيخ المفيد (رحمه الله) في شرح هذا الكلام:
" عمل أبو جعفر في هذا الباب على أحاديث شواذ
لها وجوه تعرفها العلماء متى صحت وثبت
إسنادها، ولم يقل فيه قولا محصلا، وقد كان
ينبغي له لما لم يعرف للقضاء معنى أن يهمل الكلام
فيه. والقضاء معروف في اللغة، وعليه شواهد من
القرآن، فالقضاء على أربعة أضراب: أحدها
الخلق، والثاني الأمر، والثالث الإعلام، والرابع
القضاء بالحكم. فأما شاهد الأول فقوله تعالى:
* (فقضاهن سبع سماوات) * (2)، وأما الثاني فقوله
تعالى: * (وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه) * (3)، وأما
الثالث فقوله تعالى: * (وقضينا إلى بني
إسرائيل) * (4)، وأما الرابع فقوله: * (والله يقضي
بالحق) * (5) يعني يفصل بالحكم بالحق بين الخلق،
وقوله: * (وقضى بينهم بالحق) * (6). وقد قيل: إن
للقضاء معنى خامسا وهو الفراغ من الأمر،
واستشهد على ذلك بقول يوسف (عليه السلام): " قضي
الأمر الذي فيه تستفتيان " (7) يعني فرغ منه، وهذا
يرجع إلى معنى الخلق.
وإذا ثبت ما ذكرناه في أوجه القضاء بطل قول
المجبرة: إن الله تعالى قضى بالمعصية على خلقه
لأنه لا يخلو إما أن يكونوا يريدون به أن الله

(1) في الاعتقادات للشيخ الصدوق: " سر من سر الله، وستر من
ستر الله ". كما في هامش البحار.
(2) فصلت: 12.
(3) الاسراء: 23، 4.
(4) الاسراء: 23، 4.
(5) غافر: 20.
(6) الزمر: 69.
(7) يوسف: 41.
2571

خلق العصيان في خلقه، فكان يجب أن يقولوا:
قضى في خلقه بالعصيان، ولا يقولوا قضى عليهم،
لأن الخلق فيهم لا عليهم، مع أن الله تعالى قد
أكذب من زعم أنه خلق المعاصي بقوله سبحانه:
* (الذي أحسن كل شئ خلقه) * (1) كما مر.
ولا وجه لقولهم: قضى المعاصي على معنى أمر
بها، لأنه تعالى قد أكذب مدعي ذلك بقوله تعالى:
* (إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما
لا تعلمون) * (2). ولا معنى لقول من زعم أنه قضى
بالمعاصي على معنى أنه أعلم الخلق بها إذ كان
الخلق لا يعلمون أنهم في المستقبل يطيعون أو
يعصون، ولا يحيطون علما بما يكون منهم في
المستقبل على التفصيل. ولا وجه لقولهم: إنه
قضى بالذنوب على معنى أنه حكم بها بين العباد،
لأن أحكام الله تعالى حق، والمعاصي منهم، ولا
لذلك فائدة، وهو لغو باتفاق، فبطل قول من زعم
أن الله تعالى يقضي بالمعاصي والقبائح.
والوجه عندنا في القضاء والقدر بعد الذي
بيناه أن لله تعالى في خلقه قضاء وقدرا، وفي
أفعالهم أيضا قضاء وقدرا معلوما، ويكون المراد
بذلك أنه قد قضى في أفعالهم الحسنة بالأمر بها،
وفي أفعالهم القبيحة بالنهي عنها، وفي أنفسهم
بالخلق لها، وفيما فعله فيهم بالإيجاد له، والقدر
منه سبحانه فيما فعله إيقاعه في حقه وموضعه،
وفي أفعال عباده ما قضاه فيها من الأمر والنهي
والثواب والعقاب، لأن ذلك كله واقع موقعه
وموضوع في مكانه لم يقع عبثا ولم يصنع باطلا.
فإذا فسر القضاء في أفعال الله تعالى والقدر
بما شرحناه زالت الشبهة منه وثبت الحجة به
ووضح القول فيه لذوي العقول ولم يلحقه فساد
ولا اختلال.
فأما الأخبار التي رواها - يعني الصدوق (رحمه الله) -
في النهي عن الكلام في القضاء والقدر فهي
تحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون النهي خاصا بقوم كان
كلامهم في ذلك يفسدهم ويضلهم عن الدين
ولا يصلحهم إلا الإمساك عنه وترك الخوض فيه،
ولم يكن النهي عنه عاما لكافة المكلفين وقد
يصلح بعض الناس بشئ يفسد به آخرون،
ويفسد بعضهم بشئ يصلح به آخرون، فدبر
الأئمة (عليهم السلام) أشياعهم في الدين بحسب ما علموه
من مصالحهم فيه.
والوجه الآخر: أن يكون النهي عن الكلام
فيهما النهي عن الكلام فيما خلق الله تعالى
وعن علله وأسبابه وعما أمر به وتعبد، وعن
القول في علل ذلك إذ كان طلب علل الخلق
والأمر محظورا، لأن الله تعالى سترها من أكثر
خلقه، ألا ترى أنه لا يجوز لأحد أن يطلب لخلقه
جميع ما خلق عللا مفصلات، فيقول: لم خلق
كذا وكذا؟ حتى يعد المخلوقات كلها ويحصيها،
ولا يجوز أن يقول: لم أمر بكذا وتعبد بكذا ونهى
عن كذا؟ إذ تعبده بذلك وأمره لما هو أعلم به من
مصالح الخلق، ولم يطلع أحدا من خلقه على
تفصيل ما خلق وأمر به وتعبد، وإن كان قد أعلم

(1) ألم السجدة: 7.
(2) الأعراف: 28.
2572

في الجملة أنه لم يخلق الخلق عبثا، وإنما خلقهم
للحكمة والمصلحة، ودل على ذلك بالعقل
والسمع، فقال سبحانه: * (وما خلقنا السماء
والأرض وما بينهما لاعبين) * (1) وقال:
* (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا) * (2) وقال: * (إنا كل
شئ خلقناه بقدر) * (3) يعني بحق ووضعناه في
موضعه، وقال: * (وما خلقت الجن والإنس إلا
ليعبدون) * (4) وقال فيما تعبد: * (لن ينال الله لحومها
ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم) * (5).
وقد يصح أن يكون تعالى خلق حيوانا بعينه
لعلمه تعالى بأنه يؤمن عند خلقه كفار، أو يتوب
عند ذلك فساق، أو ينتفع به مؤمنون، أو يتعظ به
ظالمون، أو ينتفع المخلوق نفسه بذلك، أو يكون
عبرة لواحد في الأرض أو في السماء، وذلك
يغيب عنا، وإن قطعنا في الجملة أن جميع ما صنع
الله تعالى إنما صنعه لأغراض حكمية، ولم يصنعه
عبثا، وكذلك يجوز أن يكون تعبدنا بالصلاة لأنها
تقربنا من طاعته وتبعدنا عن معصيته، وتكون
العبادة بها لطفا لكافة المتعبدين بها أو لبعضهم.
فلما خفيت هذه الوجوه وكانت مستورة عنا
ولم يقع دليل على التفصيل فيها - وإن كان
العلم بأنها حكمة في الجملة - كان النهي
عن الكلام في معنى القضاء والقدر إنما هو
عن طلب علل لها مفصلة فلم يكن نهيا عن الكلام
في معنى القضاء والقدر.
هذا إن سلمت الأخبار التي رواها أبو جعفر
رحمه الله، فأما إن بطلت أو اختل سندها
فقد سقط عنا عهدة الكلام فيها، والحديث
الذي رواه عن زرارة حديث صحيح من بين ما
روى، والمعنى فيه ظاهر ليس به على العقلاء
خفاء، وهو مؤيد للقول بالعدل، ألا ترى إلى
ما رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) من قوله: إذا حشر الله
تعالى الخلائق سألهم عما عهد إليهم ولم يسألهم
عما قضى عليهم.
وقد نطق القرآن بأن الخلق مسؤولون عن
أعمالهم " انتهى كلامه (6) رحمه الله.
وأقول (7): من تفكر في الشبهة الواردة
على اختيار العباد وفروع مسألة الجبر والاختيار
والقضاء والقدر علم سر نهي المعصوم عن التفكر
فيها، فإنه قل من أمعن النظر فيها ولم يزل
قدمه إلا من عصمه الله بفضله (8).
كلام في القضاء في فصول:
1 - في تحصيل معناه وتحديده: إنا نجد
الحوادث الخارجية والأمور الكونية - بالقياس
إلى عللها والأسباب المقتضية لها - على إحدى
حالتين، فإنها قبل أن تتم عللها الموجبة
لها والشرائط وارتفاع الموانع التي يتوقف عليها
حدوثها وتحققها لا يتعين لها التحقق والثبوت
ولا عدمه، بل يتردد أمرها بين أن تتحقق وأن

(1) الأنبياء: 16.
(2) المؤمنون: 115.
(3) القمر: 49.
(4) الذاريات: 56.
(5) الحج: 37.
(6) أي كلام الشيخ المفيد (رحمه الله).
(7) القائل المجلسي (رحمه الله).
(8) البحار: 5 / 97 - 101 / 22 - 24.
2573

لا تتحقق من رأس.
فإذا تمت عللها الموجبة لها وكملت ما تتوقف
عليه من الشرائط وارتفاع الموانع ولم يبق لها
إلا أن تتحقق خرجت من التردد والإبهام، وتعين
لها أحد الطرفين، وهو التحقق أو عدم التحقق،
إن فرض انعدام شئ مما يتوقف عليه وجودها،
ولا يفارق تعين التحقق نفس التحقق.
والاعتباران جاريان في أفعالنا الخارجية،
فما لم نشرف على إيقاع فعل من الأفعال كان
مترددا بين أن يقع أو لا يقع، فإذا اجتمعت
الأسباب والأوضاع المقتضية وأتممناها بالإرادة
والإجماع بحيث لم يبق له إلا الوقوع والصدور
عينا له أحد الجانبين، فتعين له الوقوع.
وكذا يجري نظير الاعتبارين في أعمالنا
الوضعية الاعتبارية، كما إذا تنازع اثنان في عين
يدعيه كل منهما لنفسه كان أمر مملوكيته مرددا
بين أن يكون لهذا أو لذاك، فإذا رجعا إلى حكم
يحكم بينهما فحكم لأحدهما دون الآخر كان فيه
فصل الأمر عن الإبهام والتردد وتعيين
أحد الجانبين بقطع رابطته مع الآخر.
ثم توسع فيه ثانيا، فجعل الفصل والتعيين
بحسب القول كالفصل والتعيين بحسب الفعل،
فقول الحكم: إن المال لأحد المتنازعين فصل
للخصومة وتعيين لأحد الجانبين بعد التردد
بينهما، وقول المخبر: إن كذا كذا فصل وتعيين،
وهذا المعنى هو الذي نسميه القضاء.
ولما كانت الحوادث في وجودها وتحققها
مستندة إليه سبحانه وهي فعله جرى فيها
الاعتباران بعينهما، فهي ما لم يرد الله تحققها ولم
يتم لها العلل والشرائط الموجبة لوجودها باقية
على حال التردد بين الوقوع واللاوقوع، فإذا شاء
الله وقوعها وأراد تحققها فتم لها عللها وعامة
شرائطها ولم يبق لها، إلا أن توجد كان ذلك تعيينا
منه تعالى وفصلا لها من الجانب الآخر وقطعا
للإبهام، ويسمى قضاء من الله.
ونظير الاعتبارين جار في مرحلة التشريع
وحكمه القاطع بأمر وفصله القول فيه قضاء منه.
وعلى ذلك جرى كلامه تعالى فيما أشار فيه إلى
هذه الحقيقة، قال تعالى: * (وإذا قضى أمرا فإنما
يقول له كن فيكون) * (1)، وقال: * (فقضاهن سبع
سماوات في يومين) * (2)، وقال: * (قضي الأمر
الذي فيه تستفتيان) * (3)، وقال: * (وقضينا إلى بني
إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض
مرتين) * (4) إلى غير ذلك من الآيات المتعرضة
للقضاء التكويني.
ومن الآيات المتعرضة للقضاء التشريعي
قوله: * (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه
وبالوالدين إحسانا) * (5) وقوله: * (إن ربك
يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه
يختلفون) * (6)، وقوله: * (وقضي بينهم بالحق
وقيل الحمد لله رب العالمين) * (7)، وما في الآية

(1) البقرة: 117.
(2) فصلت: 12.
(3) يوسف: 41.
(4) الإسراء: 4، 23.
(5) الإسراء: 4، 23.
(6) يونس: 93.
(7) الزمر: 75.
2574

وما قبلها من القضاء بمعنى فصل الخصومة
تشريعي بوجه وتكويني بآخر.
فالآيات الكريمة - كما ترى - تمضي صحة
هذين الاعتبارين العقليين في الأشياء الكونية من
جهة أنها أفعاله تعالى، وكذا في التشريع الإلهي من
جهة أنه فعله التشريعي، وكذا فيما ينسب إليه
تعالى من الحكم الفصل. وربما عبر عنه بالحكم
والقول بعناية أخرى، قال تعالى: * (ألا له
الحكم) * (1)، وقال: * (والله يحكم لا معقب
لحكمه) * (2)، وقال: * (ما يبدل القول لدي) * (3)،
وقال: " والحق أقول " (4).
2 - نظرة فلسفية في معنى القضاء: لا ريب
أن قانون العلية والمعلولية ثابت، وأن
الموجود الممكن معلول له سبحانه إما بلا واسطة
معها، وأن المعلول إذا نسب إلى علته التامة
كان له منها الضرورة والوجوب، إذ ما لم يجب لم
يوجد، وإذا لم ينسب إليها كان له الإمكان سواء
أخذ في نفسه ولم ينسب إلى شئ كالماهية
الممكنة في ذاتها أو نسب إلى بعض أجزاء علته
التامة فإنه لو أوجب ضرورته ووجوبه كان علة له
تامة والمفروض خلافه.
ولما كانت الضرورة هي تعين أحد الطرفين
وخروج الشئ عن الإبهام كانت الضرورة
المنبسطة على سلسلة الممكنات من حيث
انتسابها إلى الواجب تعالى الموجب لكل منها في
ظرفه الذي يخصه قضاء عاما منه تعالى كما أن
الضرورة الخاصة بكل واحد منها قضاء خاص به
منه، إذا لا نعني بالقضاء إلا فصل الأمر وتعيينه عن
الإبهام والتردد.
ومن هنا يظهر أن القضاء من صفاته الفعلية،
وهو منتزع من الفعل من جهة نسبته إلى علته
التامة الموجبة له.
3 - والروايات في تأييد ما تقدم كثيرة
جدا: ففي المحاسن عن أبيه عن ابن أبي عمير
عن هشام بن سالم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن
الله إذا أراد شيئا قدره، فإذا قدره قضاه،
فإذا قضاه أمضاه.
وفيه عن أبيه عن ابن أبي عمير عن محمد بن
إسحاق قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) ليونس مولى
علي بن يقطين: يا يونس، لا تتكلم بالقدر،
قال: إني لا أتكلم بالقدر ولكن أقول: لا يكون
إلا ما أراد الله وشاء وقضى وقدر، فقال: ليس
هكذا أقول ولكن أقول: لا يكون إلا ما شاء الله
وأراد وقدر وقضى. ثم قال: أتدري ما المشية؟
فقال: لا، فقال: همه بالشئ، أوتدري ما أراد؟
قال: لا، قال: إتمامه على المشية، فقال: أوتدري
ما قدر؟ قال: لا، قال: هو الهندسة من الطول
والعرض والبقاء. ثم قال: إن الله إذا شاء شيئا
أراده، وإذا أراد قدره، وإذا قدره قضاه، وإذا قضاه
أمضاه، الحديث.
وفي رواية أخرى عن يونس عنه (عليه السلام) قال:
لا يكون إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى، قلت:
فما معنى شاء؟ قال: ابتداء الفعل، قلت: فما

(1) الأنعام: 62.
(2) الرعد: 41.
(3) ق: 29.
(4) ص: 84.
2575

معنى أراد؟ قال: الثبوت عليه، قلت: فما معنى
قدر؟ قال: تقدير الشئ من طوله وعرضه قلت:
فما معنى قضى؟ قال: إذا قضى أمضى، فذلك
الذي لا مرد له.
وفي التوحيد عن الدقاق عن الكليني عن ابن
عامر عن المعلى قال: سئل العالم (عليه السلام): كيف علم
الله؟ قال: علم وشاء وأراد وقدر وقضى وأمضى،
فأمضى ما قضى، وقضى ما قدر، وقدر ما أراد،
فبعلمه كانت المشية، وبمشيته كانت الإرادة،
وبإرادته كان التقدير، وبتقديره كان القضاء،
وبقضائه كان الإمضاء، فالعلم متقدم على المشية،
والمشية ثانية، والإرادة ثالثة، والتقدير واقع على
القضاء بالإمضاء. فلله تبارك وتعالى البداء فيما
علم متى شاء وفيما أراد لتقدير الأشياء، فإذا وقع
القضاء بالإمضاء فلا بداء، الحديث.
والذي ذكره (عليه السلام) من ترتب المشية على العلم
والإرادة على المشية، وهكذا ترتب عقلي بحسب
صحة الانتزاع.
وفيه بإسناده عن ابن نباتة قال: إن أمير
المؤمنين (عليه السلام) عدل من عند حائط مائل إلى حائط
آخر، فقيل له: يا أمير المؤمنين تفر من قضاء الله؟
قال: أفر من قضاء الله إلى قدر الله عز وجل.
أقول: وذلك أن القدر لا يحتم المقدر، فمن
المرجو أن لا يقع ما قدر، أما إذا كان القضاء فلا
مدفع له، والروايات في المعاني المتقدمة كثيرة
من طرق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) (1).
[3349]
كتابة القضاء والقدر
على الإنسان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يدخل الملك على النطفة
بعدما تستقر في الرحم بأربعين ليلة فيقول:
يا رب ماذا؟ أشقي أم سعيد؟ أذكر أم أنثى؟
فيقول الله فيكتبان ويكتب عمله وأثره ومصيبته
ورزقه وأجله (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في خلقة الإنسان في
الرحم -: إذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين
خلاقين، فيقولان: يا رب ما تخلق، ذكرا أو
أنثى؟ فيؤمران، فيقولان: يا رب شقيا أو سعيدا؟
فيؤمران، فيقولان: يا رب ما أجله وما رزقه؟
وكل شئ من حاله وعدد من ذلك أشياء،
ويكتبان الميثاق بين عينيه (3).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: ثم يوحى إلى الملكين:
اكتبا عليه قضائي وقدري ونافذ أمري واشترطا
لي البداء فيما تكتبان، فيقولان: يا رب
ما نكتب؟ فيوحي الله إليهما أن ارفعا رؤوسكما
إلى رأس أمه، فيرفعان رؤوسهما فإذا اللوح
يقرع جبهة أمه، فينظران فيه فيجدان في
اللوح صورته وزينته وأجله وميثاقه شقيا أو
سعيدا وجميع شأنه (4).
(انظر) الكافي: 6 / 12 " باب بدء خلق الإنسان ".
عنوان: 232 " السعادة "، 272 " الشقاوة ".

(1) تفسير الميزان: 13 / 72 - 75.
(2) كنز العمال: 522.
(3) الكافي: 6 / 13 / 3 وص 14 / 4.
(4) الكافي: 6 / 13 / 3 وص 14 / 4.
2576

[3350]
الإرادة والقضاء
الكتاب
* (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما
حكيما) * (1).
* (وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين) * (2).
* (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما
بأنفسهم) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: ما من أهل
قرية ولا أهل بيت ولا رجل ببادية كانوا على ما
كرهت من معصيتي ثم تحولوا عنها إلى ما أحببت
من طاعتي إلا تحولت لهم عما يكرهون من
عذابي إلى ما يحبون من رحمتي (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كما تكونوا يولى عليكم (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله بقوم سوء جعل أمرهم
إلى مترفيهم (6).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة أصحاب رسول
الله (صلى الله عليه وآله) -: فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت
وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا
جرانه ومتبوئا (مبويا) أوطانه (7).
- عنه (عليه السلام): فلما رآنا الله صدقا صبرا أنزل
بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر (8).
- عنه (عليه السلام) - لما مر بخراب المدائن -: إن هؤلاء
القوم كانوا وارثين، فأصبحوا مورثين، وإن هؤلاء
القوم استحلوا الحرم فحلت فيها النقم، فلا
تستحلوا الحرم فتحل بكم النقم (9).
- عنه (عليه السلام) - لأصحابه بعد إخماد شوكة
المارقين -: إن الله قد أحسن إليكم وأعز
نصركم، فتوجهوا من فوركم هذا إلى عدوكم،
فقالوا: يا أمير المؤمنين، قد كلت سيوفنا
ونفدت نبالنا ونصلت أسنة رماحنا، فدعنا نستعد
بأحسن عدتنا...
قال (عليه السلام): * (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة
التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم
فتنقلبوا خاسرين) * (10).
- عنه (عليه السلام): والله لقد خشيت أن يدال هؤلاء القوم
عليكم بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في
أرضكم، وبأدائهم الأمانة وخيانتكم،
وبطواعيتهم إمامهم ومعصيتكم له، وباجتماعهم
على باطلهم وتفرقكم على حقكم! (11).
- عنه (عليه السلام): ما أرى هؤلاء القوم إلا ظاهرين
عليكم... أراهم مجتمعين وأراكم متفرقين
وأراهم لصاحبهم طائعين وأراكم لي عاصين (12).
- عنه (عليه السلام): ألا وإنه لا يزال البلاء بكم من
بعدي حتى يكون المحب لي والمتبع أذل في
أهل زمانه من فرخ الأمة، قالوا: ولم ذلك؟
قال: ذلك بما كسبت أيديكم، برضاكم بالدنية
في الدين، فلو أن أحدكم إذا ظهر الجور من

(1) الدهر: 30.
(2) التكوير: 29.
(3) الرعد: 11.
(4) كنز العمال: 44166، 14972، 14973.
(5) كنز العمال: 44166، 14972، 14973.
(6) كنز العمال: 44166، 14972، 14973.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 56، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 4 / 33.
(8) نهج السعادة: 2 / 259.
(9) كنز العمال: 44228.
(10) نهج السعادة: 2 / 420، راجع تمام الخطبة وص 580 و 585.
(11) نهج السعادة: 2 / 420، راجع تمام الخطبة وص 580 و 585.
(12) نهج السعادة: 2 / 420، راجع تمام الخطبة وص 580 و 585.
2577

أئمة الجور باع نفسه من ربه وأخذ حقه من
الجهاد لقام دين الله (1).
- عنه (عليه السلام): والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة، لإزالة الجبال من مكانها أهون من إزالة
ملك مرجل، فإذا اختلفوا بينهم فوالذي نفسي
بيده لوكادتهم الضباع لغلبتهم (2).
- عنه (عليه السلام): حتى إذا وافق وارد القضاء
انقطاع مدة البلاء حملوا بصائرهم على أسيافهم
ودانوا لربهم بأمر واعظهم (3).
(انظر) القدر: باب 3283.
البحار: 5 / 84، باب 3.
الفساد: باب 3201.
[3351]
ما قضاه الله للمؤمن فهو خير
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن فيما ناجى الله به
موسى بن عمران أن: يا موسى، ما خلقت خلقا
هو أحب إلي من عبدي المؤمن، وإني إنما
أبتليه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي،
وليصبر على بلائي وليشكر نعمائي وليرض
بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما ضحك ذات يوم حتى
بدت نواجذه -: ألا تسألوني مم ضحكت؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: عجبت للمرء
المسلم إنه ليس من قضاء يقضيه الله عز وجل له
إلا كان خيرا له في عاقبة أمره (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): في كل قضاء الله عز وجل خيرة
(خير - خ ل) للمؤمن (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): في قضاء الله كل خير
للمؤمن (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عجبا للمؤمن لا يقضي
الله عليه قضاء إلا كان خيرا له، سره أو ساءه،
إن ابتلاه كان كفارة لذنبه، وإن أعطاه وأكرمه كان
قد حباه (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): عجبت للمرء المسلم
لا يقضي الله عز وجل له قضاء إلا كان خيرا
له، وإن قرض بالمقاريض كان خيرا له، وإن ملك
مشارق الأرض ومغاربها كان خيرا له (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): المؤمن بعرض كل خير
لو قطع أنملة أنملة كان خيرا له، ولو ولي
شرقها وغربها كان خيرا له (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما قضى الله لمؤمن قضاء
فرضي به إلا جعل الله له الخيرة فيما يقضي (11).
- عنه (عليه السلام): إن بني إسرائيل أتوا موسى (عليه السلام)
فسألوه أن يسأل الله عز وجل أن يمطر السماء
عليهم إذا أرادوا ويحبسها إذا أرادوا، فسأل

(1) نهج السعادة: 3 / 298.
(2) كنز العمال: 31452.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 150.
(4) البحار: 82 / 130 / 10.
(5) أمالي الصدوق: 439 / 15.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 141 / 42.
(7) التمحيص: 58 / 118.
(8) تحف العقول: 48.
(9) الكافي: 2 / 62 / 8.
(10) التمحيص: 55 / 109 و 59 / 123.
(11) التمحيص: 55 / 109 و 59 / 123.
2578

الله عز وجل ذلك لهم، فقال الله عز وجل: ذلك
لهم يا موسى، فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا
شيئا إلا زرعوه ثم استنزلوا المطر على إرادتهم
وحبسوه على إرادتهم، فصارت زروعهم كأنها
الجبال والآجام، ثم حصدوا وداسوا وذروا فلم
يجدوا شيئا! فضجوا إلى موسى (عليه السلام) وقالوا: إنما
سألناك أن تسأل الله أن يمطر السماء علينا إذا
أردنا فأجابنا ثم صيرها علينا ضررا! فقال:
يا رب إن بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم،
فقال: ومم ذاك يا موسى؟ قال: سألوني أن أسألك
أن تمطر السماء إذا أرادوا وتحبسها إذا أرادوا
فأجبتهم ثم صيرتها عليهم ضررا! فقال:
يا موسى، أنا كنت المقدر لبني إسرائيل فلم يرضوا
بتقديري فأجبتهم إلى إرادتهم فكان ما رأيت (1).
(انظر) البلاء: باب 412.
[3352]
من لم يرض بالقضاء
- الإمام علي (عليه السلام) - في بيان قدرة الله سبحانه -:
لا ينقص سلطانك من عصاك، ولا يزيد في ملكك
من أطاعك، ولا يرد أمرك من سخط قضاءك (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله جل جلاله: من
لم يرض بقضائي ولم يؤمن بقدري فليلتمس
إلها غيري (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: من لم يرض
بقضائي وقدري فليلتمس ربا غيري (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: من لم يرض بقضائي
ولم يصبر على بلائي فليلتمس ربا سواي (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يقول الله عز وجل: من لم يرض
بقضائي ولم يشكر لنعمائي ولم يصبر على بلائي
فليتخذ ربا سواي (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أشد الناس عذابا يوم
القيامة المتسخط لقضاء الله (7).
- عنه (عليه السلام): من أصبح على الدنيا حزينا فقد
أصبح لقضاء الله ساخطا (8).
- عنه (عليه السلام): ألا فالحذر الحذر من طاعة
ساداتكم وكبرائكم! الذين تكبروا عن حسبهم،
وترفعوا فوق نسبهم، وألقوا الهجينة على ربهم،
وجاحدوا الله على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه،
ومغالبة لآلائه (9).
(انظر) الرضا (1): باب 1522.
[3353]
المتشابه في القضاء
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سألوه عن المتشابه في
القضاء -: هو عشرة أوجه مختلفة المعنى: فمنه
قضاء فراغ، وقضاء عهد، ومنه قضاء إعلام، ومنه
قضاء فعل، ومنه قضاء إيجاب، ومنه قضاء كتاب،
ومنه قضاء إتمام، ومنه قضاء حكم وفصل، ومنه

(1) الكافي: 5 / 262 / 2.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 141 / 42.
(4) كنز العمال: 482، 483.
(5) كنز العمال: 482، 483.
(6) البحار: 82 / 132 / 16.
(7) غرر الحكم: 3225.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 228 والخطبة 192.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 228 والخطبة 192.
2579

قضاء خلق، ومنه قضاء نزول الموت.
أما تفسير قضاء الفراغ من الشئ فهو قوله
تعالى: * (وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون
القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا
إلى قومهم) * (1) معنى " فلما قضى " أي فلما فرغ،
وكقوله: * (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله) * (2).
أما قضاء العهد فقوله تعالى: * (وقضى ربك ألا
تعبدوا إلا إياه) * (3) أي عهد، ومثله في سورة
القصص: * (وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى
موسى الأمر) * (4) أي عهدنا إليه.
أما قضاء الإعلام فهو قوله تعالى: * (وقضينا
إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين) * (5)
وقوله سبحانه: * (وقضينا إلى بني إسرائيل في
الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين) * (6) أي
أعلمناهم في التوراة ما هم عاملون.
أما قضاء الفعل فقوله تعالى في سورة طه:
* (فاقض ما أنت قاض) * (7) أي افعل ما أنت فاعل،
ومنه في سورة الأنفال: * (ليقضي الله أمرا كان
مفعولا) * (8) أي يفعل ما كان في علمه السابق،
ومثل هذا في القرآن كثير.
أما قضاء الإيجاب للعذاب كقوله تعالى في
سورة إبراهيم (عليه السلام): * (وقال الشيطان لما قضي
الأمر) * (9) اي لما وجب العذاب، ومثله في
سورة يوسف (عليه السلام): * (قضي الأمر الذي فيه
تستفتيان) * (10) معناه أي وجب الأمر الذي
عنه تسائلان.
أما قضاء الكتاب والحتم فقوله تعالى في قصة
مريم: * (وكان أمرا مقضيا) * (11) أي معلوما.
وأما قضاء الإتمام فقوله تعالى في سورة
القصص: * (فلما قضى موسى الأجل) * (12) أي فلما
أتم شرطه الذي شارطه عليه، وكقول موسى (عليه السلام):
* (أيما الأجلين قضيت فلا عدوان علي) * (13) معناه
إذا أتممت.
وأما قضاء الحكم فقوله تعالى: * (قضي بينهم
بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين) * (14) أي حكم
بينهم، وقوله تعالى: * (والله يقضي بالحق والذين
يدعون من دونه لا يقضون بشئ إن الله هو السميع
البصير) * (15) وقوله سبحانه: * (والله يقضي بالحق
وهو خير الفاصلين) * (16) وقوله تعالى في سورة
يونس: * (وقضى بينهم بالقسط) * (17).
2580

وأما قضاء الخلق فقوله سبحانه * (فقضاهن
سبع سماوات في يومين) * (1) أي خلقهن.
وأما قضاء إنزال الموت فكقول أهل النار
في سورة الزخرف: * (ونادوا يا مالك ليقض
علينا ربك قال إنكم ماكثون) * (2) أي لينزل
علينا الموت، ومثله: * (لا يقضى عليهم فيموتوا
ولا يخفف عنهم من عذابها) * (3) أي لا ينزل عليهم
الموت فيستريحوا، ومثله في قصة سليمان بن
داود: * (فلما قضينا عليه الموت مادلهم على
موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته) * (4) يعني
تعالى لما أنزلنا عليه الموت (5).
[3354]
القضاء (م)
- الإمام العسكري (عليه السلام): إذا كان المقضى
كامنا فالضراعة لماذا؟! (6).
- الإمام الجواد (عليه السلام): إذا نزل القضاء ضاق
الفضاء (7).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ثمانية أشياء لا تكون
إلا بقضاء الله وقدره: النوم، واليقظة، والقوة،
والضعف، والصحة، والمرض، والموت،
والحياة (8).
2581

(444)
القضاء
(2)
الحكم
البحار: 104 / 261 - 300 " أبواب القضايا والحكم ".
وسائل الشيعة: 18 / 1 - 224 " كتاب القضاء ".
البحار: 104 / 289 / باب 12 " جوامع أحكام القضاء ".
وسائل الشيعة: 18 / 200 باب 18 " للقاضي أن يحكم بعلمه ".
كنز العمال: 5 / 801، 6 / 91 " في القضاء ".
البحار: 40 / 218 باب: 97 " قضايا أمير المؤمنين (عليه السلام) ".
انظر:
عنوان 68 " التجسس "، 188 " الرشوة "، 406 " الفتوى "، 438 " القرعة ".
الرأي: باب 1424، الشرك: باب 1989.
2583

[3355]
من يجوز له القضاء
الكتاب
* (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين
الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن
الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم
الحساب) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: يا شريح،
قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي أو وصي
نبي أو شقي (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اتقوا الحكومة فإن
الحكومة إنما هي للإمام العالم بالقضاء،
العادل في المسلمين، لنبي أو وصي نبي (3).
[3356]
التحاكم إلى الطاغوت
الكتاب
* (ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك
وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أمروا أن يكفروا به) * (4).
* (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون
إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم
معرضون) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في تحاكم رجلين من
أصحابه إلى الطاغوت وبينهما منازعة الدين أو
الميراث -: فقال: من تحاكم إلى الطاغوت فحكم
له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقه ثابتا له، لأنه
أخذ بحكم الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به (6).
- عنه (عليه السلام): أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومة
إلى قاض أو سلطان جائر فقضى عليه بغير حكم
الله فقد شركه في الإثم (7).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله أبو بصير عن قول الله
عز وجل في كتابه: * (ولا تأكلوا أموالكم بينكم
بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام) * -: يا أبا بصير،
إن الله عز وجل قد علم أن في الأمة حكاما
يجورون، أما إنه لم يعن حكام أهل العدل ولكنه
عنى حكام أهل الجور.
يا أبا محمد، إنه لو كان لك على رجل حق
فدعوته إلى حكام أهل العدل فأبى عليك إلا أن
يرافعك إلى حكام أهل الجور ليقضوا له لكان ممن
حاكم إلى الطاغوت، وهو قول الله عز وجل:
* (ألم تر إلى الذين يزعمون...) * (8).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 2 باب 1.

(1) ص: 26.
(2) الكافي: 7 / 406 / 2 و ح 1.
(3) الكافي: 7 / 406 / 2 و ح 1.
(4) النساء: 60.
(5) آل عمران: 23.
(6) الكافي: 7 / 412 / 5 وص 411 / 1 و ح 3.
(7) الكافي: 7 / 412 / 5 وص 411 / 1 و ح 3.
(8) الكافي: 7 / 412 / 5 وص 411 / 1 و ح 3.
2584

[3357]
قضاة الحق
الكتاب
* (يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين
الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن
الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم
الحساب) * (1).
* (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا
حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم
به إن الله كان سميعا بصيرا) * (2).
* (وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب
المقسطين) * (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): خير الناس قضاة الحق (4).
- الإمام علي (عليه السلام): أفضل الخلق أقضاهم
بالحق، وأحبهم إلى الله سبحانه أقولهم للصدق (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إياكم أن يحاكم بعضكم
بعضا إلى أهل الجور، ولكن انظروا إلى رجل
منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم، فإني
قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المقسطون عند الله يوم القيامة
على منابر من نور على يمين الرحمن، وكلتا يديه
يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم
وما ولوا (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما بعث أبا خديجة إلى
أصحابه -: قل لهم: إياكم إذا وقعت بينكم
خصومة أو تدارى بينكم في شئ من الأخذ
والعطاء أن تتحاكموا إلى أحد من هؤلاء الفساق،
اجعلوا بينكم رجلا ممن قد عرف حلالنا
وحرامنا، فإني قد جعلته قاضيا، وإياكم أن
يخاصم بعضكم بعضا إلى السلطان الجائر (8).
[3358]
التسليم لقضاء الإسلام
الكتاب
* (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم
ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا
تسليما) * (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (فلا
وربك...) * التسليم: الرضا والقنوع بقضائه (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا حكم - يعني القاضي -
بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله
وعلينا رد، والراد علينا الراد على الله، وهو على
حد الشرك بالله (11).
- عبد الله بن الزبير: إن رجلا من الأنصار

(1) ص: 26.
(2) النساء: 58.
(3) المائدة: 42.
(4) البحار: 104 / 266 / 20.
(5) غرر الحكم: 3323.
(6) الفقيه: 3 / 2 / 3216.
(7) السنن الكبرى: 10 / 87 / 20162.
(8) التهذيب: 6 / 303 / 846.
(9) النساء: 65.
(10) البحار: 2 / 204 / 89.
(11) الكافي: 1 / 67 / 10.
2585

خاصم الزبير عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شراج الحرة
التي يسقون بها النخل، فقال الأنصاري:
سرح الماء يمر فأبى عليهم، فاختصموا عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للزبير: اسق يا زبير ثم
أرسل الماء إلى جارك، فغضب الأنصاري، فقال:
يا رسول الله! أن كان ابن عمتك! فتلون وجه نبي
الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: يا زبير اسق، ثم احبس الماء حتى
يرجع إلى الجدر.
فقال الزبير: والله، إني لأحسب هذه الآية
نزلت في ذلك: * (فلا وربك لا يؤمنون) * (1).
(انظر) عنوان 243 " التسليم ".
الشرك: باب 1989.
[3359]
من لم يحكم بما أنزل الله
الكتاب
* (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الكافرون) * (2).
* (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم
الظالمون) * (3).
* (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم
بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لعبد الله بن مسكان -:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حكم في درهمين بحكم
جور ثم جبر (كبر - خ) عليه كان من أهل
هذه الآية * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك
هم الكافرون) * فقلت: يا بن رسول الله كيف
(يجبر - ظ) عليه؟ قال: يكون له سوط وسجن
فيحكم عليه، فإن رضي بحكمه وإلا ضربه
بسوطه وحبسه في سجنه (5).
- عنه (عليه السلام): من حكم في درهمين بغير ما
أنزل الله فقد كفر، ومن حكم في درهمين
فأخطأ كفر (6).
- حكيم بن جبير: دخلت على علي
ابن الحسين فسألته عن هذه الآيات التي
في المائدة وحدثته أني سألت عنها سعيد
ابن جبير ومقسما، قال: فما قال مقسم؟
فأخبرته بما قال. قال: صدق ولكنه كفر
ليس ككفر الشرك، وفسق ليس كفسق الشرك،
وظلم ليس كظلم الشرك (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أبغض الخلائق
إلى الله رجلان:... ورجل... جلس بين
الناس قاضيا ضامنا لتخليص ما التبس على
غيره، فإن نزلت به إحدى المبهمات هيأ
لها حشوا رثا من رأيه ثم قطع به، فهو من
لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت، لا يدري
أصاب أم أخطأ... تصرخ من جور قضائه الدماء،
وتعج منه المواريث (8).

(1) صحيح مسلم: 2357.
(2) المائدة: 44، 45، 47.
(3) المائدة: 44، 45، 47.
(4) المائدة: 44، 45، 47.
(5) تفسير العياشي: 1 / 323 / 120.
(6) البحار: 104 / 265 / 14.
(7) الدر المنثور: 3 / 89.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 17.
2586

[3360]
الحاكم الجائر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في عيادته عليا وهو يشتكي
ويصيح من عينه -: أجزعا أم وجعا يا علي؟
قال: يا رسول الله، ما وجعت وجعا قط أشد
منه، قال: يا علي إن ملك الموت إذا
نزل ليقبض روح الفاجر أنزل معه بسفود من نار
فينزع روحه به فتصيح جهنم!، فاستوى علي (عليه السلام)
جالسا، فقال: يا رسول الله، أعد علي حديثك
فقد أنساني وجعي ما قلت، فهل يصيب ذلك أحدا
من أمتك؟ قال: نعم، حكاما جائرين، وآكل مال
اليتيم، وشاهد الزور (1).
[3361]
خطورة عمل القضاء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ولي القضاء فقد ذبح
نفسه بغير سكين (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من جعل قاضيا فقد ذبح بغير
سكين، فقيل: يا رسول الله، وما الذبح؟ قال:
نار جهنم (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من جعل قاضيا فقد ذبح
بغير سكين (4).
[3362]
مجالس قضاة الجور
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عج حجر إلى الله فقال:
إلهي وسيدي، عبدتك كذا وكذا سنة، ثم جعلتني
في أس كنيف! فقال: أما ترضى أن عزلت بك عن
مجالس القضاة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن النواويس شكت إلى
الله عز وجل شدة حرها، فقال لها عز وجل:
اسكتي فإن مواضع القضاة أشد حرا منك! (6).
- روى محمد بن مسلم قال: مر بي
أبو جعفر (عليه السلام) وأنا جالس عند القاضي بالمدينة،
فدخلت عليه من الغد فقال لي: ما مجلس رأيتك
فيه أمس؟ قال: قلت له: جعلت فداك إن هذا
القاضي بي مكرم فربما جلست اليه. فقال لي: وما
يؤمنك أن تنزل اللعنة فتعمك معه (7).
[3363]
شدة حساب القاضي
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن القاضي العدل ليجاء
به يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى
أن لا يكون قضى بين اثنين في تمرة قط (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ليأتين على القاضي العدل يوم
القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين

(1) تهذيب الأحكام: 6 / 224 / 537.
(2) كنز العمال: 14999.
(3) مستدرك الوسايل: 17 / 243 / 21233.
(4) وسائل الشيعة: 18 / 8 / 8.
(5) كنز العمال: 14991.
(6) الفقيه: 3 / 6 / 3226 وص 5 / 3224.
(7) الفقيه: 3 / 6 / 3226 وص 5 / 3224.
(8) كنز العمال: 14988.
2587

في تمرة قط (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة
فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين
اثنين في تمرة قط (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يؤتى بالقاضي يوم القيامة فيلقى من
الهول قبل الحساب ما يود أنه لم يقض بين اثنين
في تمرة (3).
أقول: الأخبار على فرض ثبوتها محمولة على ما
لم يكن القضاء واجبا على القاضي العادل.
(انظر) عنوان 111 " الحساب ".
الولاية: باب 4217.
[3364]
طلب القضاء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ابتغى القضاء وسأل فيه
الشفعاء وكل إلى نفسه، ومن أكره عليه أنزل الله
عليه ملكا يسدده (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من سأل القضاء وكل إلى نفسه،
ومن أجبر عليه نزل عليه ملك يسدده (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى أن
يتعرض أحد للإمارة والحكم بين الناس وقال:
من سأل الإمارة لم يعن عليها ووكل إليها، ومن
أتته من غير مسألة أعين عليها (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من طلب القضاء واستعان
عليه وكل إليه، ومن لم يطلبه ولم يستعن
عليه أنزل الله ملكا يسدده (7).
(انظر) الولاية: باب 4226.
باب 3368.
[3365]
خصائص القاضي في الإسلام
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب كتبه للأشتر
لما ولاه على مصر -: ثم اختر للحكم بين
الناس أفضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق
به الأمور، ولا تمحكه الخصوم، ولا يتمادى
في الزلة، ولا يحصر من الفئ إلى الحق
إذا عرفه، ولا تشرف نفسه على طمع، ولا
يكتفي بأدنى فهم دون أقصاه، وأوقفهم
في الشبهات، وآخذهم بالحجج وأقلهم تبرما
بمراجعة الخصم، وأصبرهم على تكشف الأمور،
وأصرمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه
إطراء، ولا يستميله إغراء، وأولئك قليل،
ثم أكثر تعاهد (تعهد) قضائه (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يطمعن قليل الفقه
في القضاء (9).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يقيم أمر الله سبحانه
إلا من لا يصانع، ولا يضارع (10)، ولا يتبع

(1) كنز العمال: 14989، 15008، 15009، 14994، 14995.
(2) كنز العمال: 14989، 15008، 15009، 14994، 14995.
(3) كنز العمال: 14989، 15008، 15009، 14994، 14995.
(4) كنز العمال: 14989، 15008، 15009، 14994، 14995.
(5) كنز العمال: 14989، 15008، 15009، 14994، 14995.
(6) مستدرك الوسائل: 17 / 407 / 21682.
(7) سنن أبي داود: 3578.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 53، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
17 / 58.
(9) البحار: 104 / 264 / 5.
(10) قال المجلسي: المصانعة الرشوة، ويمكن أن يقرأ بفتح النون،
في النسخ بالكسر، ويحتمل أن يكون المصانعة بمعنى المداراة
كما في النهاية. والمضارعة من ضرع الرجل ضراعة إذا خضع
وذل، قيل: من المشابهة أي يتشبه بأئمة الحق وولاته وليس
منهم، والأول أظهر (البحار: 104 / 272).
2588

المطامع (1).
[3366]
آداب القضاء
1 - المواساة بين الخصوم:
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: ثم واس
بين المسلمين بوجهك ومنطقك ومجلسك، حتى
لا يطمع قريبك في حيفك، ولا ييأس عدوك
من عدلك (2).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للحاكم أن يدع التلفت إلى
خصم دون خصم، وأن يقسم النظر فيما بينهما
بالعدل، ولا يدع خصما يظهر بغيا على صاحبه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ابتلي بالقضاء بين
المسلمين فليعدل بينهم في لحظه وإشارته
ومقعده ومجلسه (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ابتلى بالقضاء بين المسلمين
فلا يرفع صوته على أحد الخصمين ما لم يرفع
على الآخر (5).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 157 باب 2.
2 - أن لا يعلو كلامه كلام الخصم:
- الإمام علي (عليه السلام) - لأبي الأسود الدؤلي لما
سأله عن علة عزله من القضاء وهو لم يخن ولم
يجن -: إني رأيت كلامك يعلو كلام خصمك (6).
3 - أن لا يتضجر في مجلس القضاء:
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: إياك والتضجر
والتأذي في مجلس القضاء، الذي أوجب الله
فيه الأجر، ويحسن فيه الذخر لمن قضى
بالحق (7).
4 - أن لا يقضي قبل سماع كلام أحد الخصمين:
- الإمام علي (عليه السلام): بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى
اليمن قاضيا، فقلت: يا رسول الله! ترسلني
وأنا حديث السن ولا علم لي بالقضاء؟ فقال:
إن الله سيهدي قلبك، ويثبت لسانك، فإذا
جلس بين يديك الخصمان فلا تقضين حتى تسمع
من الآخر كما سمعت من الأول، فإنه أحرى أن
يتبين لك القضاء. قال: فما زلت قاضيا أو ما
شككت في قضاء بعد (8).
- عنه (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما وجهني إلى
اليمن قال: إذا تقوضي إليك فلا تحكم لاحد
الخصمين دون أن تسمع من الآخر. قال: فما
شككت في قضاء بعد ذلك (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: إذا تقاضى
إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع من
الآخر، فإنك إذا فعلت ذلك تبين لك القضاء.
قال علي (عليه السلام): فما زلت بعدها قاضيا، وقال له
النبي (صلى الله عليه وآله): اللهم فهمه القضاء (10).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 110.
(2) وسائل الشيعة: 18 / 155 / 1.
(3) مستدرك الوسائل: 17 / 350 / 21550.
(4) كنز العمال: 15032، 15033.
(5) كنز العمال: 15032، 15033.
(6) مستدرك الوسائل: 17 / 359 / 21581.
(7) الكافي: 7 / 413 / 1.
(8) سنن أبي داود: 3582.
(9) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 65 / 286.
(10) الفقيه: 3 / 13 / 3238.
2589

- عنه (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: إذا أتاك الخصمان
فلا تقض لواحد حتى تسمع من الآخر، فإنه أجدر
أن تعلم الحق (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لعلي (عليه السلام) -: إذا تقاضى
إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع كلام
الآخر، فسوف تدري كيف تقضي. قال علي (عليه السلام):
فما زلت بعد قاضيا (2).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 158 باب 4.
5 - أن لا يقضي وهو غضبان:
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ابتلي بالقضاء فلا يقضي
وهو غضبان (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: لا تسار
أحدا في مجلسك، وإن غضبت فقم، فلا تقضين
فأنت غضبان (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقضي القاضي بين اثنين
وهو غضبان (5).
6 - أن لا يقضي وهو مثقل من النوم:
- الإمام علي (عليه السلام) - لرفاعة -: لا تقض
وأنت غضبان ولا من النوم سكران (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنه نهى أن يقضي القاضي
وهو غضبان أو جائع أو ناعس (7).
7 - أن لا يقضي وهو جوعان أو عطشان:
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقضي القاضي بين
اثنين إلا وهو شبعان ريان (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: ولا تقعدن في
مجلس القضاء حتى تطعم (9).
8 - أن لا يضيف أحد الخصمين:
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن رجلا نزل بأمير -
المؤمنين (عليه السلام) فمكث عنده أياما، ثم تقدم
إليه في خصومة لم يذكرها لأمير - المؤمنين (عليه السلام)،
فقال له: أخصم أنت؟ قال: نعم، قال: تحول عنا،
إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى أن يضاف الخصم إلا ومعه
خصمه (10).
9 - أن لا يسار أحدا في مجلس القضاء:
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: لا تسار أحدا
في مجلسك (11).
10 - أن يقدم صاحب اليمين بالكلام:
- الإمام الباقر (عليه السلام): قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن
يقدم صاحب اليمين في المجلس بالكلام (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا تقدمت مع خصم
إلى وال أو إلى قاض فكن عن يمينه - يعني
عن يمين الخصم - (13).
11 - أن لا يلقن الشهود:
- روي: أنه [رسول الله (صلى الله عليه وآله)] نهى أن
يحابي القاضي أحد الخصمين بكثرة النظر
وحضور الذهن، ونهى عن تلقين الشهود (14).

(1) البحار: 104 / 277 / 7.
(2) كنز العمال: 15023.
(3) الكافي: 7 / 413 / 2 و ح 5.
(4) الكافي: 7 / 413 / 2 و ح 5.
(5) كنز العمال: 15030.
(6) مستدرك الوسائل: 17 / 349 / 21545 و ح 21544.
(7) مستدرك الوسائل: 17 / 349 / 21545 و ح 21544.
(8) كنز العمال: 15040.
(9) الكافي: 7 / 413 / 1 و ح 4 و ح 5.
(10) الكافي: 7 / 413 / 1 و ح 4 و ح 5.
(11) الكافي: 7 / 413 / 1 و ح 4 و ح 5.
(12) الفقيه: 3 / 14 / 3240 و ح 3241.
(13) الفقيه: 3 / 14 / 3240 و ح 3241.
(14) مستدرك الوسائل: 17 / 350 / 21549.
2590

12 - التأمل والتروي قبل الحكم:
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: لسانك عبدك ما
لم تتكلم، فإذا تكلمت فأنت عبده، فانظر
ما تقضي؟ وفيم تقضي؟ وكيف تقضي؟ (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لسان القاضي بين جمرتين
حتى يصير إما إلى الجنة، وإما إلى النار (2).
أقول: للقضاء آداب كثيرة في كتب الفقهاء
فراجع جواهر الكلام: 40 / 72. " النظر الثاني في
الآداب ".
[3367]
أحكم الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن موسى (عليه السلام) قال: يا رب
أي عبادك أحكم؟ قال: الذي يحكم للناس
كما يحكم لنفسه (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أنصف الناس من نفسه
رضي به حكما لغيره (4).
- الإمام علي (صلى الله عليه وآله): إذا نفذ حكمك في نفسك
تداعت أنفس الناس إلى عدلك (5).
(انظر) الإنصاف: باب 3877.
الرأي (1): باب: 1424.
العدل: باب 2555.
[3368]
من يسدده الله من القضاة
- معقل بن يسار: أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن
أقضي بين قومي فقلت: يا رسول الله، ما أحسن
أن أقضى؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): إن الله مع القاضي ما لم
يحف عمدا ثلاث مرات (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من قاض من قضاة
المسلمين إلا ومعه ملكان يسددانه إلى الحق ما لم
يرد غيره، فإذا أراد غيره وجار متعمدا تبرأ منه
الملكان ووكلاه إلى نفسه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى مع القاضي ما لم
يحف عمدا (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله مع القاضي ما لم يجر،
فإذا جار تخلى عنه ولزمه الشيطان (9).
- الإمام علي (عليه السلام): يد الله فوق رأس الحاكم
ترفرف بالرحمة، فإذا حاف وكله الله إلى نفسه (10).
[3369]
للمخطئ أجر وللمصيب أجران
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا حكم الحاكم فاجتهد
فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله
أجر واحد (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اجتهد، فإذا أصبت فلك عشر
حسنات، وإن أخطأت فلك حسنة (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لعقبة بن عامر لما جاءه (صلى الله عليه وآله)
خصمان اقض بينهما، قال: على ماذا يا رسول
الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: اجتهد، فإن أصبت فلك عشر

(1) كنز العمال: 14433، 14992، 44261.
(2) كنز العمال: 14433، 14992، 44261.
(3) كنز العمال: 14433، 14992، 44261.
(4) الكافي: 2 / 146 / 12.
(5) غرر الحكم: 4095.
(6) كنز العمال: 14427، 14993، 14986، 14985.
(7) كنز العمال: 14427، 14993، 14986، 14985.
(8) كنز العمال: 14427، 14993، 14986، 14985.
(9) كنز العمال: 14427، 14993، 14986، 14985.
(10) الكافي: 7 / 410 / 1.
(11) كنز العمال: 14597، 15019.
(12) كنز العمال: 14597، 15019.
2591

حسنات، وإن أخطأت فلك حسنة (1).
(انظر) عنوان 176 " الرأي (2) "، 406 " الفتوى ".
[3370]
أصناف القضاة
- الإمام الصادق (عليه السلام): القضاة أربعة: ثلاثة في
النار وواحد في الجنة: رجل قضى بجور وهو
يعلم فهو في النار، ورجل قضى بجور وهو لا يعلم
فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو لا يعلم
فهو في النار، ورجل قضى بالحق وهو يعلم
فهو في الجنة (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القضاة ثلاثة: قاضيان
في النار وقاض في الجنة، قاض قضى بالهوى
فهو في النار، وقاض قضى بغير علم فهو في النار،
وقاض قضى بالحق فهو في الجنة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): القضاة ثلاثة: اثنان في النار
وواحد في الجنة: رجل علم الحق فقضى به فهو
في الجنة، ورجل قضى للناس على جهله فهو في
النار، ورجل عرف الحق فجار في الحكم فهو
في النار (4).
(انظر) كنز العمال: 14982، 15003، 15004، أيضا.
[3371]
قضاء المرأة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكون المرأة حكما
تقضى بين العامة (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن المرأة لا تولى القضاء
ولا تولى الإمارة (6).
- عنه (عليه السلام): لا تولى المرأة القضاء ولا تولى
الإمارة (7).
- في خبر قال الله تعالى لحواء لما أمر
بخروجها من الجنة: لم أجعل منكن حاكما ولم
أبعث منكن نبيا (8).
أقول: قال مالك والشافعي وأحمد: لا يصح
أن تتولى المرأة القضاء. وقال أبو حنيفة: يصح
أن تكون قاضية في كل شئ تقبل فيه شهادة
النساء، أي تقضي في كل شئ إلا في
الحدود والجراح (9).
(انظر) مستدرك الوسائل: 17 / 241 باب 2.
وسائل الشيعة: 18 / 6 باب 2.
[3372]
تفسير: إنما أقضي بينكم بالبينات
الكتاب
* (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى
الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم
تعلمون) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما أنا بشر، ولعل بعضكم

(1) كنز العمال: 14428.
(2) الكافي: 7 / 407 / 1.
(3) كنز العمال: 14981، 14980.
(4) كنز العمال: 14981، 14980.
(5) كنز العمال: 14921.
(6) البحار: 104 / 275 / 1.
(7) الخصال: 585 / 12.
(8) مستدرك الوسائل: 14 / 286 / 16732.
(9) دائرة المعارف فريد وجدي: 7 / 845.
(10) البقرة: 188.
2592

أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت
له من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من نار (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما اختصم إليه رجلان في
مواريث وأشياء قد درست -: لعل بعضكم أن
يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت له
بشئ من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار،
فقال له كل واحد من الرجلين: يا رسول الله، حقي
هذا لصاحبي؟ فقال: ولكن اذهبا فتوخيا ثم
استهما ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن داود (عليه السلام) كان يدعو
أن يلهمه الله القضاء بين الناس بما هو عنده تعالى
الحق، فأوحى إليه: يا داود، إن الناس
لا يحتملون ذلك (3).
- عنه (عليه السلام): إذا قام قائم آل محمد عليه
وعليهم السلام حكم بين الناس بحكم داود، لا
يحتاج إلى بينة، يلهمه الله تعالى فيحكم بعلمه (4).
- الإمام علي (عليه السلام): خمسة أشياء يجب
على القاضي الأخذ بظاهر الحكم: الولاية
والمناكح والمواريث والذبايح والشهادات،
إذا كان ظاهر الشهود مأمونا جازت شهادتهم
ولا يسأل عن باطنهم (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لامرئ القيس وقد اختصم
هو ورجل في أرض -: ألك بينة؟ قال: لا،
قال: فيمنه، قال: إذن والله يذهب بأرضي قال: إن
ذهب بأرضك بيمينه كان ممن لا ينظر الله إليه يوم
القيامة ولا يزكيه وله عذاب أليم. قال: ففزع
الرجل وردها إليه (6).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 169 باب 2.
[3373]
خطأ القاضي
- الإمام علي (عليه السلام): إن ما أخطأت القضاة في دم أو
قطع فهو على بيت مال المسلمين (7).
[3374]
اختلاف الأحكام
- الإمام علي (عليه السلام) - في ذم اختلاف العلماء في
الفتيا -: ترد على أحدهم القضية في حكم من
الأحكام فيحكم فيها برأيه، ثم ترد تلك القضية
بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم
يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم
فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد ونبيهم واحد
وكتابهم واحد! أفأمرهم الله سبحانه بالاختلاف
فأطاعوه؟! أم نهاهم عنه فعصوه؟! أم أنزل الله
سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه؟! (8).
- عمرو بن أذينة - وكان من أصحاب أبي
عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) -: دخلت يوما

(1) كنز العمال: 15043.
(2) معاني الأخبار: 279.
(3) البحار: 14 / 5 / 13، انظر تمام الحديث وحديث: 6، 7، 9،
14، 15، 16، 20.
(4) البحار: 14 / 14 / 23.
(5) الخصال: 311 / 88.
(6) تنبيه الخواطر: 2 / 171.
(7) الفقيه: 3 / 7 / 3231.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 18، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1 / 288.
2593

على عبد الرحمن بن أبي ليلى بالكوفة وهو قاض
فقلت: أردت - أصلحك الله - أن أسألك عن
مسائل وكنت حديث السن، فقال: سل يا بن أخي
عما شئت، قلت: أخبرني عنكم معاشر القضاة
ترد عليكم القضية في المال والفرج والدم فتقضي
أنت فيها برأيك، ثم ترد تلك القضية بعينها على
قاضي مكة فيقضي فيها بخلاف قضيتك، ثم ترد
على قاضي البصرة وقاضي اليمن وقاضي المدينة
فيقضون فيها بخلاف ذلك، ثم تجتمعون عند
خليفتكم الذي استقضاكم فتخبرونه باختلاف
قضاياكم فيصوب رأي كل واحد منكم، وإلهكم
واحد ونبيكم واحد ودينكم واحد! أفأمركم الله
عز وجل بالاختلاف فأطعتموه؟! أم نهاكم عنه
فعصيتموه؟! أم كنتم شركاء الله في حكمه فلكم
أن تقولوا وعليه أن يرضى؟! أم أنزل الله دينا
ناقصا فاستعان بكم في إتمامه؟! أم أنزل الله تاما
فقصر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن أدائه؟! أم ماذا تقولون؟
فقال: من أين أنت يا فتى؟ قلت: من أهل البصرة،
قال: من أيها؟ قلت: من عبد القيس، قال: من
أيهم؟ قلت: من بني أذينة، قال: ما قرابتك من
عبد الرحمن بن أذينة؟ قلت: هو جدي، فرحب
بي وقربني وقال: أي فتى، لقد سألت فغلظت
وانهمكت فتعوصت، وسأخبرك إن شاء الله، أما
قولك في اختلاف القضايا فإنه ما ورد علينا من
أمر القضايا مما له في كتاب الله أصل أو في سنة
نبيه (صلى الله عليه وآله) فليس لنا أن نعدو الكتاب والسنة، وأما
ما ورد علينا مما ليس في كتاب الله ولا في سنة
نبيه فإنا نأخذ فيه برأينا، قلت: ما صنعت شيئا
لأن الله عز وجل يقول: * (ما فرطنا في الكتاب من
شئ) *، وقال فيه: * (تبيانا لكل شئ) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما رأيت عليا قضى
قضاء إلا وجدت له أصلا في السنة، وكان
علي (عليه السلام) يقول: لو اختصم إلي رجلان فقضيت
بينهما ثم مكثا أحوالا كثيرة ثم أتياني في
ذلك الأمر لقضيت بينهما قضاء واحدا، لأن
القضاء لا يحول ولا يزول أبدا (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في كتابه لمحمد بن أبي
بكر -: لا تقض في أمر واحد بقضاءين مختلفين
فيختلف أمرك وتزيغ عن الحق (3).
[3375]
الشورى في القضاء
- الإمام علي (عليه السلام): قلت: يا رسول الله،
إن عرض لي أمر لم ينزل فيه قضاء في أمره
ولا سنة كيف تأمرني؟ قال: تجعلونه شورى بين
أهل الفقه والعابدين من المؤمنين، ولا تقضي فيه
برأي خاصة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): شرار أمتي من يلي القضاء
إن اشتبه عليه لم يشاور، وإن أصاب بطر،
وإن غضب عنف (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): [إني] إنما أقضي بينكم برأيي
فيما لم ينزل علي فيه (6).

(1) دعائم الإسلام: 1 / 92.
(2) أمالي المفيد: 286 / 5.
(3) أمالي الطوسي: 30 / 31.
(4) كنز العمال: 14456، 14990.
(5) كنز العمال: 14456، 14990.
(6) سنن أبي داود: 3585.
2594

- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى رفاعة لما
استقضاه على الأهواز -: ولا تشاور في القضاء،
فإن المشورة في الحرب ومصالح العاجل، والدين
فليس بالرأي إنما هو الاتباع (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا كان الحاكم يقول لمن
عن يمينه ولمن عن يساره: ما تقول؟ ما ترى؟
فعلى ذلك لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ألا
يقوم من مجلسه ويجلسهما مكانه (2).
(انظر) الشورى: باب 2138.
[3376]
المحكمة العليا
- الإمام الصادق (عليه السلام): لما ولى أمير المؤمنين
صلوات الله عليه شريحا القضاء اشترط عليه أن لا
ينفذ القضاء حتى يعرضه عليه (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - لشريح -: إياك أن تنفذ فيه
قضية في قصاص، أو حد من حدود الله، أو حق
من حقوق المسلمين حتى تعرض ذلك علي (4).
[3377]
قول الإمام: أما إنها حكومة!
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أمير المؤمنين (عليه السلام)
ألقى صبيان الكتاب ألواحهم بين يديه ليخير
بينهم، فقال: أما إنها حكومة! والجور فيها
كالجور في الحكم! أبلغوا معلمكم إن ضربكم
فوق ثلاث ضربات في الأدب اقتص منه (5).
[3378]
بدء القضاء
- سعيد بن المسيب: ما اتخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قاضيا ولا أبو بكر ولا عمر حتى كان وسطا من
خلافة عمر فقال عمر ليزيد بن أخت النمر: اكفني
بعض الأمور، يعني صغارها (6).
(انظر) كنز العمال: 5 / 814، 815.
[3379]
القضاء (م)
- الإمام علي (عليه السلام): آفة القضاة الطمع (7).
- عنه (عليه السلام): أفظع شئ ظلم القضاة (8).
- عنه (عليه السلام): ليس من العدل القضاء على
الثقة بالظن (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): البينة على من ادعى، واليمين
على من ادعي عليه (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يقضى على غائب (11).
(انظر) وسائل الشيعة: 18 / 170 باب 3، 18 / 216 باب 26.
2595

(445)
القلب
البحار: 70 / 27 باب 44 " القلب وصلاحه وفساده ".
كنز العمال: 1 / 240 و 394 " في خطرات القلب وتقلبه ".
كنز العمال: 3 / 516 " عمى القلب ".
المحجة البيضاء: 5 / 3 " كتاب شرح عجائب القلب ".
انظر:
عنوان 17 " الألفة 3 "، 140 " الخشوع "، 198 " الروح "، 519 " النفس ".
الذكر: باب 13040، الصوم: باب 2358، الفقر: باب 3227.
العلم: باب 2890، الأخ: باب 43.
2597

[3380]
القلب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما سمي القلب من تقلبه،
إنما مثل القلب مثل ريشة بالفلاة تعلقت في أصل
شجرة تقلبها الريح ظهر البطن (1).
- الإمام علي (عليه السلام): القلب مصحف البصر (2).
- عنه (عليه السلام): القلب خازن اللسان (3).
- عنه (عليه السلام): القلب ينبوع الحكمة، والاذن
مغيضها (4).
- عنه (عليه السلام): عظم الجسد وطوله لا ينفع إذا
كان القلب خاويا (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): موضع العقل الدماغ،
والقسوة والرقة في القلب (6).
أقول: قال العلامة الطباطبائي في تفسير
قوله تعالى: * (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم
ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) *: اللغو من
الأفعال ما لا يستتبع أثرا، وأثر الشئ
يختلف باختلاف جهاته ومتعلقاته، فلليمين
أثر من حيث إنه لفظ، وأثر من حيث إنه مؤكد
للكلام، وأثر من حيث إنه عقد، وأثر من حيث
حنثه ومخالفة مؤداه، وهكذا إلا أن المقابلة
في الآية بين عدم المؤاخذة على لغو اليمين وبين
المؤاخذة على ما كسبته القلوب وخاصة من
حيث اليمين تدل على أن المراد بلغو اليمين ما
لا يؤثر في قصد الحالف، وهو اليمين الذي لا يعقد
صاحبه على شئ من قول: لا والله وبلى والله.
والكسب هو اجتلاب المنافع بالعمل بصنعة أو
حرفة أو نحوهما، وأصله في اقتناء ما يرتفع به
حوائج الإنسان المادية، ثم استعير لكل ما يجتلبه
الإنسان بعمل من أعماله من خير أو شر ككسب
المدح والفخر وحسن الذكر بحسن الخلق
والخدمات النوعية وكسب الخلق الحسن والعلم
النافع والفضيلة بالأعمال المناسبة لها، وكسب
اللوم والذم، واللعن والطعن، والذنوب والآثام،
ونحوها بالأعمال المستتبعة لذلك، فهذا هو معنى
الكسب والاكتساب، وقد قيل في الفرق بينهما إن
الاكتساب اجتلاب الإنسان المنفعة لنفسه،
والكسب أعم مما يكون لنفسه أو غيره مثل كسب
العبد لسيده وكسب الولي للمولى عليه ونحو
ذلك. وكيف كان فالكاسب والمكتسب هو
الإنسان لا غير.
كلام في معنى القلب في القرآن:
وهذا من الشواهد على أن المراد بالقلب هو
الإنسان بمعنى النفس والروح، فإن التعقل

(1) كنز العمال: 1210.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 20 / 46.
(3) غرر الحكم: 261، 2046، 6309.
(4) غرر الحكم: 261، 2046، 6309.
(5) غرر الحكم: 261، 2046، 6309.
(6) تحف العقول: 371.
2598

والتفكر والحب والبغض والخوف وأمثال ذلك
وإن أمكن أن ينسبه أحد إلى القلب باعتقاد أنه
العضو المدرك في البدن على ما ربما يعتقده العامة
كما ينسب السمع إلى الاذن والأبصار إلى العين
والذوق إلى اللسان، لكن الكسب والاكتساب مما
لا ينسب إلا إلى الإنسان البتة.
ونظير هذه الآية قوله تعالى: * (فإنه آثم
قلبه) * (1) وقوله تعالى: * (وجاء بقلب منيب) * (2).
والظاهر أن الإنسان - لما شاهد نفسه وسائر
أصناف الحيوان وتأمل فيها ورأي أن الشعور
والإدراك ربما بطل أو غاب عن الحيوان بإغماء أو
صرع أو نحوهما، والحياة المدلول عليها بحركة
القلب ونبضانه باقية بخلاف القلب - قطع على أن
مبدأ الحياة هو القلب، أي أن الروح التي يعتقدها
في الحيوان أول تعلقها بالقلب وإن سرت منه إلى
جميع أعضاء الحياة، وأن الآثار والخواص
الروحية كالإحساسات الوجدانية مثل الشعور
والإرادة والحب والبغض والرجاء والخوف
وأمثال ذلك كلها للقلب بعناية أنه أول متعلق
للروح، وهذا لا ينافي كون كل عضو من الأعضاء
مبدئا لفعله الذي يختص به كالدماغ للفكر والعين
للإبصار والسمع للوعي والرئة للتنفس ونحو
ذلك، فإنها جميعا بمنزلة الآلات التي يفعل بها
الأفعال المحتاجة إلى توسيط الآلة.
وربما يؤيد هذا النظر ما وجده التجارب
العلمي أن الطيور لا تموت بفقد الدماغ إلا
أنها تفقد الإدراك ولا تشعر بشئ، وتبقى على
تلك الحال حتى تموت بفقد المواد الغذائية
ووقوف القلب عن ضربانه.
وربما أيده أيضا أن الأبحاث العلمية الطبيعية
لم توفق حتى اليوم لتشخيص المصدر الذي
يصدر عنه الأحكام البدنية، أعني عرش الأوامر
التي يمتثلها الأعضاء الفعالة في البدن الإنساني،
إذ لا ريب أنها في عين التشتت والتفرق من حيث
أنفسها وأفعالها مجتمعة تحت لواء واحد منقادة
لأمير واحد، وحدة حقيقية.
ولا ينبغي أن يتوهم أن ذلك كان ناشئا عن
الغفلة عن أمر الدماغ وما يخصه من الفعل
الإدراكي، فإن الإنسان قد تنبه لما عليه الرأس
من الأهمية منذ أقدم الأزمنة، والشاهد عليه ما
نرى في جميع الأمم والملل على اختلاف
ألسنتهم من تسمية مبدأ الحكم والأمر بالرأس،
واشتقاق اللغات المختلفة منه، كالرأس والرئيس
والرئاسة، ورأس الخيط، ورأس المدة، ورأس
المسافة، ورأس الكلام، ورأس الجبل، والرأس
من الدواب والأنعام، ورئاس السيف.
فهذا - على ما يظهر - هو السبب في إسنادهم
الإدراك والشعور وما لا يخلو عن شوب إدراك
مثل الحب والبغض والرجاء والخوف والقصد
والحسد والعفة والشجاعة والجرأة ونحو ذلك إلى
القلب، ومرادهم به الروح المتعلقة بالبدن أو
السارية فيه بواسطته، فينسبونها إليه كما ينسبونها
إلى الروح وكما ينسبونها إلى أنفسهم، يقال:
أحببته وأحبته روحي وأحبته نفسي وأحبه قلبي،

(1) البقرة: 283.
(2) ق: 33.
2599

ثم استقر التجوز في الاستعمال فأطلق القلب
وأريد به النفس مجازا، كما ربما تعدوا عنه إلى
الصدر فجعلوه لاشتماله على القلب مكانا لأنحاء
الإدراك والأفعال والصفات الروحية.
وفي القرآن شئ كثير من هذا الباب، قال
تعالى: * (يشرح صدره للإسلام) * (1)، وقال تعالى:
* (إنك يضيق صدرك) * (2)، وقال تعالى: * (وبلغت
القلوب الحناجر) * (3)، وهو كناية عن ضيق
الصدر، وقال تعالى: * (إن الله عليم بذات
الصدور) * (4)، وليس من البعيد أن تكون هذه
الإطلاقات في كتابه تعالى إشارة إلى تحقيق هذا
النظر وإن لم يتضح كل الاتضاح بعد.
وقد رجح الشيخ أبو علي بن سينا كون
الإدراك للقلب بمعنى أن دخالة الدماغ فيه دخالة
الآلة، فللقلب الإدراك وللدماغ الوساطة (5).
(انظر) البحار: 70 / 34 / 37 " بيان
المجلسي في معنى القلب ".
المحجة: 5 / 4 " بيان معنى النفس
والروح والعقل والقلب وما هو
المراد بهذه الأسامي ".
[3381]
منزلة القلب من الجسد
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن منزلة القلب من
الجسد بمنزلة الإمام من الناس (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا طاب قلب المرء طاب
جسده، وإذا خبث القلب خبث الجسد (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): في الإنسان مضغة، إذا هي سلمت
وصحت سلم بها سائر الجسد، فإذا سقمت سقم
بها سائر الجسد وفسد، وهي القلب (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن في الرجل مضغة إذا صحت صح
لها سائر جسده، وإن سقمت سقم لها سائر
جسده، قلبه (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): القلب ملك وله جنود، فإذا
صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك
فسدت جنوده (10).
[3382]
خصائص القلب
- الإمام علي (عليه السلام): أعجب ما في الإنسان
قلبه، وله موارد من الحكمة، وأضداد من خلافها،
فإن سنح له الرجاء أذله الطمع، وإن هاج به الطمع
أهلكه الحرص، وإن ملكه اليأس قتله الأسف،
وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ، وإن سعد
بالرضا نسي التحفظ، وإن ناله الخوف شغله
الحذر، وإن اتسع له الأمن استلبته الغفلة، وإن
حدثت له النعمة أخذته العزة، وإن أصابته مصيبة
فضحه الجزع، وإن استفاد مالا أطغاه الغنى، وإن

(1) الأنعام: 125.
(2) الحجر: 97.
(3) الأحزاب: 10.
(4) المائدة: 7.
(5) تفسير الميزان: 2 / 223.
(6) علل الشرائع: 109 / 8.
(7) كنز العمال: 1222.
(8) الخصال: 31 / 109.
(9) كنز العمال: 1223، 1205.
(10) كنز العمال: 1223، 1205.
2600

عضته فاقة شغله البلاء، وإن جهده الجوع قعد به
الضعف، وإن أفرط في الشبع كظته البطنة، فكل
تقصير به مضر، وكل إفراط به مفسد (1).
[3383]
القلوب آنية الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن لله تعالى في الأرض أواني،
ألا وهي القلوب، فأحبها إلى الله، أرقها،
وأصفاها، وأصلبها: أرقها للاخوان، وأصفاها من
الذنوب، وأصلبها في ذات الله (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن لله تعالى آنية في الأرض
فأحبها إلى الله تعالى ما صفا منها ورق وصلب،
وهي القلوب (3) فأما مارق منها: فأرقه على
الإخوان، وأما ما صلب منها: فقول الرجل في
الحق لا يخاف في الله لومة لائم، وأما ما صفا ما
صفت من الذنوب (4).
[3384]
القصد إلى الله تعالى بالقلوب
- الإمام الجواد (عليه السلام): القصد إلى الله تعالى
بالقلوب أبلغ من إتعاب الجوارح بالأعمال (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): القصد إلى الله بالقلوب
أبلغ من القصد إليه بالبدن، وحركات القلوب أبلغ
من حركات الأعمال (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى لا ينظر
إلى صوركم ولا إلى أموالكم ولكن ينظر إلى
قلوبكم وأعمالكم (7).
- الإمام علي (عليه السلام): جعلنا الله وإياكم ممن يسعى
(سعى) بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته (8).
[3385]
أصناف القلوب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القلوب أربعة: قلب فيه
إيمان وليس فيه قرآن، وقلب فيه إيمان وقرآن،
وقلب فيه قرآن وليس فيه إيمان، وقلب لا إيمان
فيه ولا قرآن:
فأما الأول كالتمرة طيب طعمها ولا طيب
لها، والثاني كجراب المسك طيب إن فتح
وطيب إن وعاه، والثالث كالأسنة طيب
ريحها وخبيث طعمها، والرابع كالحنظلة خبيث
ريحها وطعمها (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): القلوب أربعة: قلب فيه
نفاق وإيمان، وقلب منكوس، وقلب مطبوع،

(1) علل الشرائع: 109 / 7 روي هذا الحديث باختلاف يسير في
نهج البلاغة: الحكمة 108، نهج السعادة: 1 / 482، الكافي: 8 /
21 / 4، غرر الحكم: 7402 والبحار: 77 / 284 / 1 نقلا عن
تحف العقول فراجع..
(2) كنز العمال: 1225.
(3) في المحجة البيضاء: 5 / 26 " قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله): أين الله،
في الأرض أو في السماء؟ قال: في قلوب عباده المؤمنين "
وفي الخبر: " قال الله تعالى: لم يسعني أرضي ولا
سمائي ووسعني قلب عبدي المؤمن اللين الوادع ".
(4) نوادر الراوندي: 7.
(5) الدرة الباهرة: 40.
(6) مشكاة الأنوار: 257.
(7) أمالي الطوسي: 536 / 1162.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 165.
(9) نوادر الراوندي: 4.
2601

وقلب أزهر أنور... وأما المطبوع فقلب المنافق،
وأما الأزهر فقلب المؤمن... وأما المنكوس فقلب
المشرك... أما القلب الذي فيه إيمان ونفاق فهم
قوم كانوا بالطائف وإن أدرك أحدهم أجله على
نفاقه هلك وإن أدركه على إيمانه نجا (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القلوب أربعة: قلب أجرد فيه
مثل السراج يزهر، وقلب أغلف مربوط على
غلافه، وقلب منكوس، وقلب مصفح (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): القلوب ثلاثة: قلب
منكوس لا يعي على شئ من الخير وهو قلب
الكافر، وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه
يعتلجان فما كان منه أقوى غلب عليه، وقلب
مفتوح فيه مصباح يزهر ولا يطفأ نوره إلى يوم
القيامة وهو قلب المؤمن (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قلب المؤمن أجرد فيه سراج
يزهر، وقلب الكافر أسود منكوس (4).
[3386]
خير القلوب
- الإمام علي (عليه السلام): إن هذه القلوب أوعية
فخيرها أوعاها (5).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أن الله سبحانه لم يمدح
من القلوب إلا أوعاها للحكمة، ومن الناس
إلا أسرعهم إلى الحق إجابة (6).
- عنه (عليه السلام): إن هذه القلوب أوعية فخيرها
أوعاها للخير (7).
- عنه (عليه السلام): أفضل القلوب قلب حشي بالفهم (8).
[3387]
إعراب القلوب
- مصباح الشريعة: قال الصادق (عليه السلام): إعراب
القلوب أربعة أنواع: رفع وفتح وخفض ووقف،
فرفع القلب في ذكر الله، وفتح القلب في الرضا عن
الله، وخفض القلب في الاشتغال بغير الله، ووقف
القلب في الغفلة عن الله (9).
(انظر) النحو: باب 3860.
[3388]
سلامة القلب
الكتاب
* (ولا تخزني يوم يبعثون * يوم لا ينفع مال ولا
بنون * إلا من أتى الله بقلب سليم) * (10).
* (وإن من شيعته لإبراهيم * إذ جاء ربه بقلب
سليم) * (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وقد سئل: ما القلب

(1) معاني الأخبار: 395 / 51.
(2) كنز العمال: 1226.
(3) معاني الأخبار: 395 / 50.
(4) البحار: 70 / 59 / 39.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 147، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 346.
(6) غرر الحكم: 11005، 3449، 3078.
(7) غرر الحكم: 11005، 3449، 3078.
(8) غرر الحكم: 11005، 3449، 3078.
(9) مصباح الشريعة: 20.
(10) الشعراء: 87 - 89.
(11) الصافات: 83، 84.
2602

السليم؟ -: دين بلا شك وهوى، وعمل بلا
سمعة ورياء (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (إلا
من أتى الله بقلب سليم) * -: القلب السليم الذي
يلقى ربه، وليس فيه أحد سواه، وكل قلب فيه
شرك أو شك فهو ساقط (2).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: هو القلب الذي سلم
من حب الدنيا (3).
- عنه (عليه السلام): صاحب النية الصادقة صاحب
القلب السليم، لأن سلامة القلب من هواجس
المذكورات، تخلص النية لله في الأمور كلها، قال
الله تعالى: * (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى
الله بقلب سليم) * (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا علم كطلب السلامة،
ولا سلامة كسلامة القلب (5).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يصدر عن القلب السليم
إلا المعنى المستقيم (6).
- المسيح (عليه السلام): القلوب ما لم تخرقها الشهوات
ويدنسها الطمع ويقسها النعيم فسوف تكون
أوعية للحكمة (7).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يسلم لك قلبك حتى
تحب للمؤمنين ما تحب لنفسك (8).
- الإمام الحسن (عليه السلام): أسلم القلوب ما طهر
من الشبهات (9).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا أحب الله عبدا رزقه
قلبا سليما وخلقا قويما (10).
(انظر) باب 3404.
[3389]
طمأنينة القلب
الكتاب
* (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله
تطمئن القلوب) * (11).
* (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين
ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ولله جنود السماوات والأرض
وكان الله عليما حكيما) * (12).
* (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية
مرضية) * (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن القلب يتلجلج في
الجوف يطلب الحق، فإذا أصابه اطمأن وقر، ثم
تلا... * (فمن يرد الله أن يهديه - إلى قوله - كأنما
يصعد في السماء) * (14).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن القلب ينقلب من
لدن موضعه إلى حنجرته ما لم يصب الحق، فإذا

(1) مستدرك الوسائل: 1 / 113 / 124.
(2) الكافي: 2 / 16 / 5.
(3) نور الثقلين: 4 / 58 / 50 و ح 51.
(4) نور الثقلين: 4 / 58 / 50 و ح 51.
(5) البحار: 78 / 164 / 1.
(6) غرر الحكم: 10874.
(7) تحف العقول: 504.
(8) البحار: 78 / 8 / 64.
(9) تحف العقول: 235.
(10) غرر الحكم: 4112.
(11) الرعد: 28.
(12) الفتح: 4.
(13) الفجر: 27، 28.
(14) مشكاة الأنوار: 255.
2603

أصاب الحق قر، ثم ضم أصابعه، ثم قرأ هذه الآية
* (فمن يرد الله أن يهديه...) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قبض روح المؤمن -:
ويمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة
والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم (عليهم السلام) فيقال
له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة
والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام) رفقاؤك. قال:
فيفتح عينه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب
العزة فيقول: يا أيتها النفس المطمئنة (إلى محمد
وأهل بيته) ارجعي إلى ربك راضية (بالولاية)
مرضية (بالثواب) فادخلي في عبادي (يعني
محمدا وأهل بيته) وادخلي جنتي.
فما شئ أحب إليه من استلال روحه واللحوق
بالمنادي (2).
(انظر) الذكر: باب 1340 (2).
الإيمان: باب 271.
الدين: باب 1292 حديث 6184.
[3390]
عين القلب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من عبد إلا وفي وجهه
عينان يبصر بهما أمر الدنيا، وعينان في قلبه يبصر
بهما أمر الآخرة، فإذا أراد بعبد خيرا فتح عينيه
اللتين في قلبه، فأبصر بهما ما وعده بالغيب، فآمن
بالغيب على الغيب (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): ألا إن للعبد
أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه،
وعينان يبصر بهما أمر آخرته، فإذا أراد الله بعبد
خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما
الغيب في أمر آخرته، وإذا أراد به غير ذلك ترك
القلب بما فيه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنما شيعتنا أصحاب
الأربعة الأعين: عينان في الرأس، وعينان
في القلب، ألا والخلائق كلهم كذلك، ألا إن
الله عز وجل فتح أبصاركم وأعمى أبصارهم (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا أن الشياطين يحومون
على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت (6).
- الإمام علي (عليه السلام) - في الدعاء -: إلهي
هب لي كمال الانقطاع إليك، وأنر أبصار قلوبنا
بضياء نظرها إليك، حتى تخرق أبصار القلوب
حجب النور، فتصل إلى معدن العظمة، وتصير
أرواحنا معلقة بعز قدسك (7).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - أيضا -: واكشف
عن قلوبنا أغشية المرية والحجاب (8).
- الإمام علي (عليه السلام): تكاد ضمائر القلوب
تطلع على سرائر العيوب (9).
- عنه (عليه السلام): الناظر بالقلب العامل بالبصر
يكون مبتدأ عمله أن يعلم: أعمله عليه أم له!

(1) تفسير العياشي: 1 / 377 / 95.
(2) الكافي: 3 / 127 / 2.
(3) كنز العمال: 3043.
(4) الخصال: 240 / 90.
(5) الكافي: 8 / 215 / 260.
(6) البحار: 70 / 59 / 39.
(7) إقبال الأعمال: 687.
(8) البحار: 94 / 147 / 21.
(9) غرر الحكم: 4486.
2604

فإن كان له مضى فيه، وإن كان عليه وقف عنه (1).
(انظر) الزهد: باب 1623.
الشيعة: باب 2151.
الموت: باب 3738، 3739.
المعرفة (3): باب 2637.
عنوان 496 " الملكوت ".
باب 3398.
[3391]
اذن القلب
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن للقلب أذنين:
روح الإيمان يساره بالخير، والشيطان يساره
بالشر، فأيهما ظهر على صاحبه غلبه (2).
- عنه (عليه السلام): إن للقلب أذنين، فإذا هم العبد بذنب
قال له روح الإيمان: لا تفعل، وقال له الشيطان:
افعل، وإذا كان على بطنها نزع منه روح الإيمان (3).
- عنه (عليه السلام): ما من قلب إلا وله اذنان:
على إحداهما ملك مرشد، وعلى الأخرى شيطان
مفتن، هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان
يأمره بالمعاصي والملك يزجره عنها، وهو
قول الله عز وجل * (عن اليمين وعن الشمال
قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب
عتيد) * " ق: 17، 18 " (4).
- عنه (عليه السلام): ما من مؤمن إلا ولقلبه اذنان
في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس،
واذن ينفث فيها الملك، فيؤيد الله المؤمن
بالملك، فذلك قوله: * (وأيدهم بروح منه) * (5).
- عنه (عليه السلام) - لما قال له هارون بن خارجة:
إني أفرح من غير فرح أراه في نفسي ولا في مالي
ولا في صديقي، وأحزن من غير حزن أراه في
نفسي ولا في مالي ولا في صديقي -: نعم، إن
الشيطان يلم بالقلب فيقول: لو كان لك عند الله
خير ما أراك عليك عدوك ولا جعل بك إليه
حاجة، هل تنتظر إلا مثل الذي انتظر الذين من
قبلك؟ فهل قالوا شيئا، فذاك الذي يحزن من غير
حزن.
وأما الفرح فإن الملك يلم بالقلب فيقول: إن
كان الله أراك عليك عدوك وجعل بك إليه حاجة
فإنما هي أيام قلائل، أبشر بمغفرة من الله وفضل،
وهو قول الله: * (الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم
بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) * (6).
- عنه (عليه السلام): إن لك قلبا ومسامع، وإن الله إذا أراد
أن يهدي عبدا فتح مسامع قلبه، وإذا أراد به غير
ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبدا، وهو قول الله
تعالى * (أم على قلوب أقفالها) * (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لولا تمزع قلوبكم وتزيدكم
في الحديث لسمعتم ما أسمع (8).
- الإمام علي (عليه السلام): أرى نور الوحي والرسالة،
وأشم ريح النبوة، ولقد سمعت رنة (رنة)

(1) نهج البلاغة: الخطبة 154.
(2) قرب الإسناد: 33 / 108.
(3) الكافي: 2 / 267 / 2 وص 266 / 1.
(4) الكافي: 2 / 267 / 2 وص 266 / 1.
(5) الكافي: 2 / 267 / 3.
(6) تفسير العياشي: 1 / 150 / 495، راجع الحزن: باب 824
" علة الحزن والفرح بلا سبب يعرف ".
(7) المحاسن: 1 / 318 / 633، راجع الخير: باب 1160 حديث 5357.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 497 / 3.
2605

الشيطان حين نزل الوحي عليه - (صلى الله عليه وآله) - فقلت:
يا رسول الله ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان
قد أيس من عبادته، إنك تسمع ما أسمع، وترى
ما أرى، إلا أنك لست بنبي، ولكنك لوزير،
وإنك لعلى خير (1).
- عنه (عليه السلام): إنما مثلي بينكم كمثل السراج
في الظلمة، يستضئ به من ولجها، فاسمعوا
أيها الناس وعوا، وأحضروا آذان قلوبكم
تفهموا (تفقهوا) (2).
[3392]
إقبال القلب وإدباره
- الإمام علي (عليه السلام): إن للقلوب شهوة وإقبالا
وإدبارا، فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها،
فإن القلب إذا اكره عمي (3).
- عنه (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا وإدبارا، فإذا
أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت
فاقتصروا بها على الفرائض (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن القلب يحيا ويموت،
فإذا حيي فأدبه بالتطوع، وإذا مات فاقصره
على الفرائض (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا
وإدبارا، ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت
بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلت وملت،
فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند
إدبارها وفتورها (6).
- الإمام العسكري (عليه السلام): إذا نشطت القلوب
فأودعوها، وإذا نفرت فودعوها (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن هذه القلوب تمل كما
تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم (8).
[3393]
طهارة القلب
الكتاب
* (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا) * (9).
(انظر) الأحزاب: 53، المائدة: 41، التوبة: 108.
- الإمام علي (عليه السلام): طهروا قلوبكم من
درن السيئات تضاعف لكم الحسنات (10).
- عنه (عليه السلام): طهروا أنفسكم من دنس
الشهوات تدركوا رفيع الدرجات (11).
- عنه (عليه السلام): طهروا قلوبكم من الحقد فإنه
داء موبئ (12).
- موسى بن عمران (عليهما السلام): يا رب من أهلك
الذين تظلهم في ظل عرشك يوم لا ظل إلا

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 187.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 187.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 193، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 11.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 312، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 219.
(5) أعلام الدين: 304.
(6) البحار: 78 / 353 / 9.
(7) الدرة الباهرة: 43.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 91.
(9) الأحزاب: 33.
(10) غرر الحكم: 6021، 6020، 6017.
(11) غرر الحكم: 6021، 6020، 6017.
(12) غرر الحكم: 6021، 6020، 6017.
2606

ظلك؟ قال: فأوحى الله إليه: الطاهرة قلوبهم (1).
- الإمام علي (عليه السلام): قلوب العباد الطاهرة مواضع
نظر الله سبحانه، فمن طهر قلبه نظر إليه (2).
- المسيح (عليه السلام): لا يغني عن الجسد أن يكون
ظاهره صحيحا وباطنه فاسدا، كذلك لا تغني
أجسادكم التي قد أعجبتكم وقد فسدت قلوبكم،
وما يغني عنكم أن تنقوا جلودكم وقلوبكم دنسة (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في الدعاء -:
اللهم صل على محمد، وآل محمد واجعلنا
من الذين أرسلت عليهم ستور [شؤون] عصمة
الأولياء، وخصصت قلوبهم بطهارة الصفاء،
وزينتها بالفهم والحياء في منزل الأصفياء،
وسيرت همومهم في ملكوت سماواتك، حجبا
حجبا حتى ينتهي إليك واردها (4).
(انظر) الطهارة: باب 2425.
[3394]
انشراح القلب
الكتاب
* (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للاسلام ومن
يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في
السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون) * (5).
* (ألم نشرح لك صدرك) * (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما نزلت هذه الآية:
* (فمن يرد الله أن يهديه...) * سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله)
عن شرح الصدر ما هو؟ -: نور يقذفه الله في
قلب المؤمن فينشرح له صدره وينفسح.
قالوا: فهل لذلك من أمارة يعرف بها؟ قال (صلى الله عليه وآله):
نعم، الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار
الغرور، والاستعداد للموت قبل نزول الموت (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لابن مسعود وهو يعظه -: يا بن
مسعود! فمن شرح الله صدره للإسلام فهو على
نور من ربه، فإن النور إذا وقع في القلب انشرح
وانفسح، فقيل: يا رسول الله، فهل لذلك من
علامة؟ فقال: نعم، التجافي عن دار الغرور،
والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل
نزول الفوت، فمن زهد في الدنيا قصر أمله فيها
وتركها لأهلها (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في المناجاة -:
إلهي، فاجعلنا من الذين توشحت أشجار الشوق
إليك في حدائق صدورهم... وانجلت ظلمة
الريب عن عقائدهم من [في] ضمائرهم، وانتفت
مخالجة الشك عن قلوبهم وسرائرهم، وانشرحت
بتحقيق المعرفة صدورهم (9).
(انظر) باب 3389، الحق: باب 895، الزهد: باب 1614،
الخير: باب 1160 حديث 5375، 5376،
النور: باب 3959، العقل: باب 2817.
الدر المنثور: 3 / 354 " تفسير قوله تعالى:
فمن يرد الله أن يهديه... ".

(1) المحاسن: 1 / 457 / 1058.
(2) غرر الحكم: 6777.
(3) تحف العقول: 393.
(4) البحار: 94 / 128 / 19.
(5) الأنعام: 125.
(6) الانشراح: 1.
(7) مجمع البيان: 4 / 561.
(8) مكارم الأخلاق: 2 / 340 / 2660.
(9) البحار: 94 / 150 / 21.
2607

[3395]
طبع القلب
الكتاب
* (الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر
مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب
متكبر جبار) * (1).
* (ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم
بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك
نطبع على قلوب المعتدين) * (2).
* (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) * (3).
* (تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم
رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل كذلك
يطبع الله على قلوب الكافرين) * (4).
(انظر) النساء 155، النحل: 108.
- رسول الله (عليه السلام): الطابع معلق بقائمة
العرش، فإذا انتهكت الحرمة وعمل بالمعاصي
واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع الله على
قلبه فلا يعقل بعد ذلك شيئا (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إياكم واستشعار الطمع فإنه
يشوب القلب شدة الحرص، ويختم على القلوب
بطبائع حب الدنيا (6).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - لما عبأ عمر بن
سعد أصحابه لمحاربته (عليه السلام) وأحاطوا به من
كل جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة فخرج (عليه السلام)
حتى أتى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا
حتى قال لهم -:
ويلكم ما عليكم أن تنصتوا إلي فتسمعوا
قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد... وكلكم
عاص لامري غير مستمع قولي فقد ملئت بطونكم
من الحرام وطبع على قلوبكم (7).
[3396]
ختم القلب
الكتاب
* (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن
يهديه من بعد الله أفلا تذكرون) * (8).
* (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى
أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم) * (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ختم الله...) * -: الختم هو الطبع على
قلوب الكفار عقوبة على كفرهم، كما
قال عز وجل * (بل طبع الله عليها بكفرهم
فلا يؤمنون إلا قليلا) * (10).

(1) غافر: 35.
(2) يونس: 74.
(3) الروم: 59.
(4) الأعراف: 101.
(5) كنز العمال: 10213.
(6) أعلام الدين: 340.
(7) البحار: 45 / 8.
(8) الجاثية: 23.
(9) البقرة: 7.
(10) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 123 / 16.
2608

[3397]
عدم شعور القلب
الكتاب
* (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب
لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا
يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم
الغافلون) * (1).
* (والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من
يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط
مستقيم) * (2).
(انظر) البقرة: 171، الأنعام: 25، يونس: 42.
- الإمام علي (عليه السلام): ما كل ذي قلب بلبيب،
ولا كل ذي سمع بسميع، ولا كل ناظر ببصير (3).
[3398]
عمى القلب
الكتاب
* (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون
بها أو آذان يسمعون بها فإنها لا تعمى الأبصار ولكن
تعمى القلوب التي في الصدور) * (4).
* (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى
وأضل سبيلا) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): شر العمى عمى القلب (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أعمى العمى عمى الضلالة بعد
الهدى، وشر العمى عمى القلب (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إنما الأعمى أعمى
القلب * (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب
التي في الصدور) * (8).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ومن كان في
هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى) * -: من لم
يدله خلق السماوات والأرض واختلاف الليل
والنهار، ودوران الفلك بالشمس والقمر، والآيات
العجيبات على أن وراء ذلك أمرا هو أعظم منها
فهو في الآخرة أعمى، قال: فهو عما لم يعاين
أعمى وأضل سبيلا (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - أيضا -: يعني أعمى
عن الحقايق الموجودة (10).
(انظر) باب 3390.
باب: 3392.
[3399]
حجاب القلب
الكتاب
* (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون * كلا إنهم
عن ربهم يومئذ لمحجوبون) * (11).

(1) الأعراف: 179.
(2) الأنعام: 39.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 88.
(4) الحج: 46.
(5) الإسراء: 72.
(6) أمالي الصدوق: 395.
(7) نور الثقلين: 3 / 197 / 356.
(8) الفقيه: 1 / 379 / 1109.
(9) الاحتجاج: 2 / 165 / 193.
(10) نور الثقلين: 3 / 195 / 350.
(11) المطففين: 14، 15.
2609

- الإمام الكاظم (عليه السلام): أوحى الله تعالى
إلى داود (عليه السلام): يا داود، حذر وأنذر [ونذر - خ ل]
أصحابك عن حب الشهوات، فإن المعلقة قلوبهم
بشهوات الدنيا قلوبهم محجوبة عني (1).
- رسول الله (عليه السلام): إن المؤمن إذا أذنب كانت
نكتة سوداء في قلبه، فإن تاب ونزع واستغفر
صقل قلبه منه، وإن ازداد زادت، فذلك الران الذي
ذكره الله تعالى في كتابه * (كلا بل ران على قلوبهم
ما كانوا يكسبون) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): قد قادتكم أزمة
الحين، واستغلقت على قلوبكم أقفال الرين (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أذنب العبد نكتت في
قلبه نكتة سوداء، فإذا تاب صقل منها، فإن عاد
زادت حتى تعظم في قلبه (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى
معاوية -: وإنك والله ما علمت الأغلف القلب،
المقارب العقل (5) (6).
- عنه (عليه السلام): ومن لج وتمادى فهو الراكس (7)
الذي ران الله على قلبه وصارت دائرة السوء
على رأسه (8).
(انظر) المعرفة (3): باب 2639.
الذنب: باب 1378.
[3400]
زيغ القلب
الكتاب
* (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك
رحمة إنك أنت الوهاب) * (9).
* (وإذ قال موسى لقومه يا قوم لم تؤذونني وقد
تعلمون أني رسول الله إليكم فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم
والله لا يهدى القوم الفاسقين) * (10).
* (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما
تشابه منه) * (11).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الله جل وعز حكى
عن قوم صالحين أنهم قالوا: * (ربنا لا تزغ
قلوبنا...) * حين علموا أن القلوب تزيغ وتعود
إلى عماها ورداها (12).
- الإمام علي (عليه السلام) - في التحذير من الفتن -:
ثم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الرجوف، والقاصمة
الزحوف (الزجوف)، فتزيغ قلوب بعد استقامة،
وتضل رجال بعد سلامة (13).
- عنه (عليه السلام): محادثة النساء تدعو إلى البلاء

(1) تحف العقول: 397.
(2) نور الثقلين: 5 / 532 / 24.
(3) غرر الحكم: 6689.
(4) كنز العمال: 10288.
(5) أغلف القلب: الذي لا يدرك كأن قلبه في غلاف لا تنفذ إليه
المعاني، مقارب العقل: ناقصه، كأنه يكاد يكون عاقلا وليس به
عقل، كما في هامش نهج البلاغة الدكتور صبحي الصالح.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 64.
(7) الراكس: الناكث الذي قلب عهده ونكثه. كما في هامش نهج
البلاغة الدكتور صبحي الصالح.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 58.
(9) آل عمران: 8.
(10) الصف: 5.
(11) آل عمران: 7.
(12) تحف العقول: 388.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 151.
2610

وتزيغ القلوب (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وكان يكثر أن يقول -:
يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك (2).
أقول: ويدل عليه خبر: 1684، 1686،
1687، 1694، 1695 من كنز العمال.
[3401]
قسوة القلب
الكتاب
* (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد
قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها
لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية
الله وما الله بغافل عما تعملون) * (3).
(انظر) آل عمران: 13، الانعام: 43، الزمر: 21.
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن لله عقوبات في القلوب
والأبدان، ضنك في المعيشة ووهن في العبادة، وما
ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب (4).
- الإمام علي (عليه السلام): قلب الكافر أقسى
من الحجر (5).
- عنه (عليه السلام): القلوب قاسية عن حظها، لاهية عن
رشدها، سالكة في غير مضمارها، كأن المعني
سواها، وكأن الرشد في إحراز دنياها! (6).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
إنما قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من
شئ قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك
ويشتغل لبك (7).
[3402]
ما يقسي القلب
الكتاب
* (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم
قاسية) * (8).
* (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما
نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل
فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم
فاسقون) * (9).
- الإمام علي (عليه السلام): ما جفت الدموع إلا لقسوة
القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب (10).
- فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام) -:
يا موسى، لا تطول في الدنيا أملك فيقسو قلبك،
والقاسي القلب مني بعيد (11).
- المسيح (عليه السلام): إن الدابة إذا لم ترتكب ولم
تمتهن وتستعمل لتصعب ويتغير خلقها، وكذلك
القلوب إذا لم ترفق بذكر الموت وتتعبها دؤوب
العبادة تقسو وتغلظ (12).

(1) تحف العقول: 151.
(2) كنز العمال: 1682.
(3) البقرة: 74.
(4) تحف العقول: 296.
(5) جامع الأخبار: 383 / 1071.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(8) مائدة: 13.
(9) الحديد: 16.
(10) علل الشرائع: 81 / 1.
(11) الكافي: 2 / 329 / 1.
(12) تحف العقول: 506.
2611

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكثروا الكلام بغير ذكر
الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب،
إن أبعد الناس من الله القلب القاسي (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو،
وطلب الصيد، وإتيان باب السلطان (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يطولن عليكم الأمد
فتقسوا قلوبكم (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ترك العبادة يقسي القلب،
ترك الذكر يميت النفس (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من يأمل أن يعيش غدا
فإنه يأمل أن يعيش أبدا، ومن يأمل أن يعيش أبدا
يقسو قلبه ويرغب في دنياه (5).
- عنه (عليه السلام): إن كثرة المال مفسدة للدين
مقساة للقلب (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من ترك ثلاث جمع تهاونا
بها طبع الله على قلبه (7).
- الإمام علي (عليه السلام): النظر إلى البخيل
يقسي القلب (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أنهاكم أن تطرحوا
التراب على ذوي الأرحام، فإن ذلك يورث
القسوة في القلب، ومن قسا قلبه بعد من ربه (9).
(انظر) البحار: 73 / 396 باب 145.
[3403]
مرض القلب
الكتاب
* (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم
بما كانوا يكذبون) * (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إن من البلاء الفاقة، وأشد
من ذلك مرض البدن، وأشد من ذلك مرض
القلب. وإن من النعم سعة المال، وأفضل من ذلك
صحة البدن، وأفضل من ذلك تقوى القلوب (11).
- عنه (عليه السلام): لو فكروا في عظيم القدرة وجسيم
النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق،
ولكن القلوب عليلة والبصائر مدخولة (12).
[3404]
ما يمرض القلب
- الإمام علي (عليه السلام): إياكم والمراء
والخصومة، فإنهما يمرضان القلوب على
الإخوان وينبت عليهما النفاق (13).
- عنه (عليه السلام): لا وجع أوجع للقلوب من
الذنوب (14).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما من شئ أفسد للقلب
من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة، فما تزال

(1) أمالي الطوسي: 3 / 1.
(2) الخصال: 126 / 122.
(3) كشف الغمة: 3 / 140.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 120.
(5) مستدرك الوسائل: 12 / 94 / 13613 وص 93 / 13609.
(6) مستدرك الوسائل: 12 / 94 / 13613 وص 93 / 13609.
(7) كنز العمال: 21133.
(8) تحف العقول: 214.
(9) الدعوات للراوندي: 269 / 767.
(10) البقرة: 10.
(11) أمالي الطوسي: 146 / 240.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 185.
(13) الكافي: 2 / 300 / 1 وص 275 / 28.
(14) الكافي: 2 / 300 / 1 وص 275 / 28.
2612

به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): تعرض الفتن على
القلوب كالحصير عودا عودا، فأي قلب اشربها
نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت
فيه نكتة بيضاء، حتى تصير على قلبين، على
أبيض مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت
السماوات والأرض، والآخر أسود مربادا (2)
كالكوز مجخيا (3)، لا يعرف معروفا ولا ينكر
منكرا إلا ما اشرب من هواه (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتابه للأشتر لما ولاه
على مصر -: ولا تقولن إني مؤمر آمر فأطاع، فإن
ذلك إدغال في القلب، ومنهكة للدين (5).
- عنه (عليه السلام): شر ما القي في القلوب الغلول (6).
(انظر) الذنب: باب 1378، باب: 3406.
الفلاح: باب 3260.
[3405]
ما يشفي القلب
الكتاب
* (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء
لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين) * (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة النبي (صلى الله عليه وآله) -: طبيب
دوار بطبه، قد أحكم مراهمه، وأحمى (أمضى)
مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة إليه، من قلوب
عمي، وآذان صم، وألسنة بكم، متتبع بدوائه
مواضع الغفلة ومواطن الحيرة (8).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أنكم إن اتبعتم طالع المشرق
سلك بكم مناهج الرسول (صلى الله عليه وآله) فتداويتم من العمى
والصمم والبكم (9).
- عنه (عليه السلام): إن تقوى الله دواء داء قلوبكم، وبصر
عمى أفئدتكم، وشفاء مرض أجسادكم
(أجسامكم)، وصلاح فساد صدوركم، وطهور
دنس أنفسكم، وجلاء عشا (غشاء) أبصاركم (10).
(انظر) الدواء: باب 1290، الذكر: باب 1340،
الذنب: باب 1385، التقوى: باب 4164،
باب 3407.
[3406]
ما يميت القلب
- الإمام علي (عليه السلام): من عشق شيئا أعشى
[أعمى] بصره، وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين غير
صحيحة، ويسمع باذن غير سميعة، قد خرقت
الشهوات عقله، وأماتت الدنيا قلبه (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربع يمتن القلب: الذنب

(1) الكافي: 2 / 268 / 1.
(2) متغيرا إلى الغبرة، مائلا إلى الرمادي. كما في هامش الترغيب
والترهيب.
(3) قوله " مجخيا " هو بميم مضمومة، ثم جيم مفتوحة، ثم خاء
معجمة مكسورة: يعني مائلا، وفسره بعض الرواة بأنه النكوس،
ومعنى الحديث أن القلب إذا افتتن وخرجت منه حرمة
المعاصي والمنكرات خرج منه نور الإيمان كما يخرج الماء من
الكوز إذا مال أو انتكس، (الترغيب والترهيب: 3 / 231 / 24).
(4) الترغيب والترهيب: 3 / 231 / 24.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(6) غرر الحكم: 5696.
(7) يونس: 57.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 108.
(9) الكافي: 8 / 66 / 22.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 198 و 109.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 198 و 109.
2613

على الذنب، وكثرة مناقشة النساء - يعني
محادثتهن -، ومماراة الأحمق، تقول ويقول ولا
يرجع إلى خير [أبدا]، ومجالسة الموتى، فقيل له:
يا رسول الله، وما الموتى؟ قال: كل غني مترف (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أربع مفسدة للقلوب:
الخلوة بالنساء، والاستماع منهن، والأخذ
برأيهن، ومجالسة الموتى، فقيل: يا رسول الله،
وما مجالسة الموتى؟ قال: مجالسة كل ضال عن
الإيمان وجائر عن الأحكام (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ثلاثة مجالستهم تميت القلب:
مجالسة الأنذال، ومجالسة الأغنياء، والحديث
مع النساء (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في مواعظه لأبي ذر -: إياك
وكثرة الضحك، فإنه يميت القلب (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في المناجاة -:
إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي، وجللني
التباعد منك لباس مسكنتي، وأمات قلبي عظيم
جنايتي، فأحيه بتوبة منك يا أملي وبغيتي (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من قل ورعه مات قلبه،
ومن مات قلبه دخل النار (6).
(انظر) الكلام: باب 3518.
الموت: باب 3741.
المعروف (2): باب 2699.
الدنيا: باب 1239.
[3407]
ما يحيي القلب
- الإمام علي (عليه السلام) - من وصيته لابنه
الحسن (عليه السلام) -: أحي قلبك بالموعظة،
وأمته بالزهادة (7).
- الإمام الحسن (عليه السلام): التفكر حياة قلب البصير (8).
- عنه (عليه السلام): عليكم بالفكر فإنه حياة قلب
البصير ومفاتيح أبواب الحكمة (9).
- المسيح (عليه السلام): يا بني إسرائيل، زاحموا
العلماء في مجالسهم ولو جثوا على الركب، فإن
الله يحيي القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيي
الأرض الميتة بوابل المطر (10).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه وهو يعظه -: يا بني،
جالس العلماء، وزاحمهم بركبتيك فإن
الله عز وجل يحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي
الأرض بوابل السماء (11).
- الإمام علي (عليه السلام): معاشرة ذوي الفضائل
حياة القلوب (12).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أنه ليس من شئ إلا
ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله، إلا الحياة فإنه
لا يجد في الموت راحة، وإنما ذلك بمنزلة

(1) الخصال: 228 / 65.
(2) أمالي الطوسي: 83 / 122.
(3) الخصال: 125 / 122.
(4) معاني الأخبار: 335 / 1.
(5) البحار: 94 / 142 / 21.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(8) الدرة الباهرة: 28.
(9) أعلام الدين: 297.
(10) تحف العقول: 393.
(11) البحار: 1 / 204 / 22.
(12) غرر الحكم: 9769.
2614

الحكمة التي هي حياة للقلب الميت، وبصر
للعين العمياء، وسمع للاذن الصماء (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل يقول:
تذاكر العلم بين عبادي مما تحيى عليه القلوب
الميتة إذا هم انتهوا فيه إلى أمري (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله سبحانه لم يعظ
أحدا بمثل هذا القرآن... وفيه ربيع القلب
وينابيع العلم (3).
(انظر) الذكر: باب 1340.
الدواء: باب 1290.
التقوى: باب 4164.
[3408]
ما يعمر القلب
- الإمام علي (عليه السلام): لقاء أهل الخير عمارة
القلب (4).
- عنه (عليه السلام): لقاء أهل المعرفة عمارة القلوب
ومستفاد الحكمة (5).
- عنه (عليه السلام): عمارة القلوب في معاشرة
ذوي العقول (6).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
أوصيك بتقوى الله - أي بني - ولزوم أمره،
وعمارة قلبك بذكره (7).
(انظر) الزيارة: باب 1670.
[3409]
ما يلين القلب
- الإمام الباقر (عليه السلام): تعرض لرقة القلب بكثرة
الذكر في الخلوات (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما شكا إليه رجل قساوة
قلبه -: إذا أردت أن يلين قلبك فأطعم المسكين
وامسح رأس اليتيم (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): عودوا قلوبكم الرقة، وأكثروا من
التفكر والبكاء من خشية الله (10).
- الإمام علي (عليه السلام): أحي قلبك بالموعظة... وذلله
بذكر الموت،... وبصره فجائع الدنيا، وحذره
صولة الدهر وفحش تقلب الليالي والأيام،
وأعرض عليه أخبار الماضين (11).
- عنه (عليه السلام) - وقد رئي عليه إزار خلق مرقوع
فقيل له في ذلك -: يخشع له القلب، وتذل به
النفس، ويقتدي به المؤمنون (12).
(انظر) عنوان 140.
[3410]
ما يجلي القلب
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله سبحانه لم يعظ أحدا
بمثل هذا القرآن... وما للقلب جلاء غيره (13).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه وتعالى جعل الذكر

(1) نهج البلاغة: الخطبة 133.
(2) الكافي: 1 / 41 / 6.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(4) البحار: 77 / 208 / 1.
(5) غرر الحكم: 7635، 6313.
(6) غرر الحكم: 7635، 6313.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(8) تحف العقول: 285.
(9) مشكاة الأنوار: 167.
(10) أعلام الدين: 365 / 33.
(11) نهج البلاغة: الكتاب 31 والحكمة 103 والخطبة 176.
(12) نهج البلاغة: الكتاب 31 والحكمة 103 والخطبة 176.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 31 والحكمة 103 والخطبة 176.
2615

جلاء للقلوب، تسمع به بعد الوقرة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن هذه القلوب تصدأ
كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء قيل: وما
جلاؤها؟ قال: كثرة ذكر الموت، وتلاوة القرآن (2).
- الإمام علي (عليه السلام): تأدم بالجوع وتأدب
بالقنوع، تداو من داء الفترة في قلبك بعزيمة، ومن
كري الغفلة في ناظرك بيقظة (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن للقلوب صداء كصداء
النحاس، فاجلوها بالاستغفار (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جلاء هذه القلوب ذكر الله
وتلاوة القرآن (5).
[3411]
ما ينور القلب
- الإمام علي (عليه السلام): أحي قلبك بالموعظة...
ونوره بالحكمة (6).
- عنه (عليه السلام): إن الإيمان يبدو لمظة [اللمظة]
في القلب، كلما ازداد الإيمان ازدادت اللمظة (7).
- عنه (عليه السلام): اليقين نور (8).
- عنه (عليه السلام) - في النهي عن العدوان والمنكر -:
من أنكره بالسيف لتكون كلمة الله هي العليا
وكلمة الظالمين هي السفلى فذلك الذي أصاب
سبيل الهدى، وقام على الطريق، ونور في
قلبه اليقين (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في الدعاء -: يا مقلب
القلوب، يا طبيب القلوب، يا منور القلوب،
يا أنيس القلوب (10).
(انظر) الذكر: باب 1340، باب 3407.
عنوان 526 " النور ".
عنوان 564 " اليقين ".
[3412]
ما يصلح القلب
- الإمام علي (عليه السلام): أصل صلاح القلب اشتغاله
بذكر الله (11).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في مناجاته -:
وسقمي لا يشفيه إلا طبك. وغمي لا يزيله إلا
قربك، وجرحي لا يبرئه إلا صفحك، ورين قلبي
لا يجلوه إلا عفوك (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يستقيم إيمان عبد حتى
يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم
لسانه (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أما علامة الصالح فأربعة: يصفي

(1) نهج البلاغة: الخطبة 222.
(2) كنز العمال: الخبر 42130.
(3) غرر الحكم: 4561، 4562.
(4) عدة الداعي: 249.
(5) تنبيه الخواطر: 2 / 122.
(6) نهج البلاغة: الكتاب 31، ومن غريب كلامه 5.
(7) نهج البلاغة: الكتاب 31، ومن غريب كلامه 5.
(8) غرر الحكم: 68.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 373.
(10) البحار: 94 / 385 / 3.
(11) غرر الحكم: 3083.
(12) البحار: 94 / 150 / 21.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 176.
2616

قلبه، ويصلح عمله، ويصلح كسبه، ويصلح
أموره كلها (1).
[3413]
ما يقوي القلب
- الإمام علي (عليه السلام): أصل قوة القلب التوكل
على الله (2).
- عنه (عليه السلام): أحي قلبك بالموعظة، وأمته
بالزهادة، وقوه باليقين (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن قوة المؤمن في قلبه،
ألا ترون أنكم تجدونه ضعيف البدن نحيف
الجسم وهو يقوم الليل ويصوم النهار (4).
(انظر) عنوان / 558 " التوكل "، 564 " اليقين ".
الإيمان: باب 293.
[3414]
الحيلولة بين المرء وقلبه
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا
دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه
وأنه إليه تحشرون) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (إن
الله يحول...) * -: هو أن يشتهي الشئ بسمعه
وببصره ولسانه ويده، أما إن هو غشي شيئا
مما يشتهي فإنه لا يأتيه إلا وقلبه منكر
لا يقبل الذي يأتي، يعرف أن الحق ليس فيه.
وفي خبر هشام عنه (عليه السلام): يحول بينه وبين أن يعلم
أن الباطل حق (6).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: هو أن يشتهي الشئ
بسمعه وبصره ولسانه ويده، وأما إنه لا يغشى شيئا
منها وإن كان يشتهيه فإنه لا يأتيه إلا وقلبه منكر
لا يقبل الذي يأتي، يعرف أن الحق ليس فيه (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - أيضا -: هذا الشئ
يشتهيه الرجل بقلبه وسمعه وبصره، لا تتوق نفسه إلى
غير ذلك، فقد حيل بينه وبين قلبه إلى ذلك الشئ (8).
(انظر) الباطل: 363.
الخالق: باب 1094.
[3415]
القلب (م)
- الإمام علي (عليه السلام): إن للقلوب شواهد تجري
الأنفس عن مدرجة أهل التفريط (9).
- عنه (عليه السلام): بيان الرجل ينبئ عن قوة جنانه (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جبلت القلوب على حب من
أحسن إليها وبغض من أساء إليها (11).
- الإمام علي (عليه السلام): القلب بالتعلل رهين (12).

(1) تحف العقول: 20.
(2) غرر الحكم: 3082.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) الفقيه: 3 / 560 / 4924.
(5) الأنفال: 24.
(6) تفسير العياشي: 2 / 52 / 35، 36 و 37، 38.
(7) تفسير العياشي: 2 / 52 / 35، 36 و 37، 38.
(8) تفسير العياشي: 2 / 52 / 35، 36 و 37، 38.
(9) الكافي: 8 / 22 / 4.
(10) غرر الحكم: 4429.
(11) تحف العقول: 37.
(12) البحار: 78 / 11 / 70.
2617

- الإمام الباقر (عليه السلام): تخلص إلى إجمام
القلب بقلة الخطأ (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): النظر في العواقب
تلقيح القلوب (2).
- عنه (عليه السلام): إزالة الجبال أهون من إزالة قلب
عن موضعه (3).
- عنه (عليه السلام): اجعل قلبك قريبا تشاركه
[تتنازله] (4).
- الإمام العسكري (عليه السلام): لم يعرف راحة القلب
من لم يجرعه الحلم غصص الغيظ (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن لكل شئ قلبا،
وإن قلب القرآن يس (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إن للقلوب خواطر
سوء، والعقول تزجر منها (7).
- المسيح (عليه السلام): اجعلوا قلوبكم بيوتا
للتقوى، ولا تجعلوا قلوبكم مأوى للشهوات (8).

(1) تحف العقول: 285.
(2) أمالي الطوسي: 301 / 595.
(3) تحف العقول: 358، 304.
(4) تحف العقول: 358، 304.
(5) الدرة الباهرة: 44.
(6) ثواب الأعمال: 138 / 1.
(7) غرر الحكم: 3433.
(8) تحف العقول: 393.
2618

(446)
التقليد
البحار: 2 / 81 باب 14 " ذم التقليد والنهي عن متابعة غير المعصوم ".
وسائل الشيعة: 18 / 89 باب 10 " عدم جواز تقليد غير المعصوم (عليه السلام)
فيما يقول برأيه ".
انظر:
عنوان 176 " الرأي (2) "، 323 " الطاعة "، 406 " الفتوى "، 444 " القضاء (2) ".
2619

[3416]
التقليد المذموم
الكتاب
* (وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول
قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا
يعلمون شيئا ولا يهتدون) * (1).
* (وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال
مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
مقتدون) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكونوا إمعة، تقولون: إن
أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن
وطنوا أنفسكم، إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن
أساؤوا أن لا تظلموا (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لرجل من أصحابه -:
لا تكونن إمعة، تقول: أنا مع الناس وأنا
كواحد من الناس (4).
- قال الجزري في النهاية " فيه: اغد عالما أو
متعلما ولا تكن إمعة " الإمعة - بكسر الهمزة
وتشديد الميم -: الذي لا رأي له فهو يتابع كل
أحد على رأيه، والهاء فيه للمبالغة، ويقال فيه
إمع أيضا، ولا يقال للمرأة إمعة.. وقيل: هو الذي
يقول لكل أحد: أنا معك، ومنه حديث ابن
مسعود (رضي الله عنه) " لا يكونن أحدكم إمعة، قيل: وما
الإمعة؟ قال: الذي يقول: أنا مع الناس " (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - من الشعر المنسوب إليه -:
إذا المشكلات تصدين لي * كشفت حقائقها بالنظر...
ولست بإمعة في الرجال * اسائل هذا وذا ما الخبر؟
ولكني مدرب الأصغرين * أبين مع ما مضى ما غبر (6) (7)
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لأبي حمزة الثمالي -:
إياك والرئاسة، وإياك أن تطأ أعقاب الرجال،
فقلت: جعلت فداك، أما الرئاسة فقد عرفتها، وأما
أن أطأ أعقاب الرجال، فما ثلثا ما في يدي إلا مما
وطأت أعقاب الرجال؟! فقال: ليس حيث
تذهب، إياك أن تنصب رجلا دون الحجة فتصدقه
في كل ما قال (8).
- عنه (عليه السلام) - لسفيان بن خالد -: يا سفيان،

(1) المائدة: 104.
(2) الزخرف: 23.
(3) الترغيب والترهيب: 3 / 341 / 23.
(4) معاني الأخبار: 266 / 1.
(5) النهاية: 1 / 67.
(6) مدرب الأصغرين، وفي بعض النسخ بالذال المعجمة - يقال:
في لسانه ذرابة أي حدة، وفي بعضها بالدال المهملة،
قال الفيروزآبادي: المدرب كمعظم: المنجذ، المجرب. والذربة
- بالضم - عادة وجرأة على الأمر، وقال: الأصغران: القلب
واللسان، وفي بعض النسخ: أقيس بما قد مضى ما غير.
(7) أمالي الطوسي: 514 / 1125.
(8) معاني الأخبار: 169 / 1.
2620

إياك والرئاسة، فما طلبها أحد إلا هلك، فقلت
له: جعلت فداك، قد هلكنا، إذ ليس أحد منا إلا
وهو يحب أن يذكر ويقصد، ويؤخذ عنه! فقال:
ليس حيث تذهب إليه، إنما ذلك أن تنصب رجلا
دون الحجة فتصدقه في كل ما قال، وتدعو الناس
إلى قوله (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في قوله تعالى: * (اتخذوا
أحبارهم ورهبانهم...) * -: أما إنهم لم يكونوا
يعبدونهم، ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا
استحلوه، وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (اتخذوا
أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) * -: والله ما
صلوا لهم ولا صاموا، ولكنهم أحلوا لهم حراما،
وحرموا عليهم حلالا فاتبعوهم (3).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: أما والله، ما دعوهم إلى
عبادة أنفسهم، ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما
أجابوهم، ولكن أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم
حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون (4).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - فيما كتب إلى سعد الخير -:
اعرف أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا
بكتمان الكتاب وتحريفه، فما ربحت تجارتهم
وما كانوا مهتدين.
ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا
حروف الكتاب وحرفوا حدوده، فهم مع السادة
والكبرة (الكثرة - خ ل)، فإذا تفرقت قادة الأهواء
كانوا مع أكثرهم دنيا، وذلك مبلغهم من العلم...
أولئك أشباه الأحبار والرهبان قادة في
الهوى، سادة في الردى (5).
- الإمام علي (عليه السلام): إنه ليس لهالك هلك من
يعذره في تعمد ضلالة حسبها هدى، ولا ترك حق
حسبه ضلالة (6).
(انظر) الكفر: باب 3292 حديث 17392.
الناس: باب 3973.
[3417]
من يجوز تقليده
- الإمام العسكري (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (فويل
للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من
عند الله...) * -: قال رجل للصادق (عليه السلام): فإذا كان
هؤلاء القوم من اليهود لا يعرفون الكتاب إلا بما
يسمعونه من علمائهم لا سبيل لهم إلى غيره فكيف
ذمهم بتقليدهم والقبول من علمائهم؟ وهل عوام
اليهود إلا كعوامنا يقلدون علماءهم؟! فقال (عليه السلام):
بين عوامنا وعلمائنا وعوام اليهود وعلمائهم فرق
من جهة وتسوية من جهة.
أما من حيث [أنهم] استووا فإن الله قد ذم
عوامنا بتقليدهم علماءهم كما ذم عوامهم، وأما
من حيث [أنهم] افترقوا فلا.
قال: بين لي يا بن رسول الله! قال (عليه السلام): إن عوام
اليهود كانوا قد عرفوا علماءهم بالكذب الصراح،

(1) معاني الأخبار: 180 / 1.
(2) الدر المنثور: 4 / 174.
(3) المحاسن: 1 / 383 / 847 و ح 848.
(4) المحاسن: 1 / 383 / 847 و ح 848.
(5) الكافي: 8 / 54 / 16.
(6) البحار: 5 / 305 / 23.
2621

وبأكل الحرام والرشاء، وبتغيير الأحكام عن
واجبها بالشفاعات والعنايات والمصانعات،
وعرفوهم بالتعصب الشديد الذي يفارقون به
أديانهم، وأنهم إذا تعصبوا أزالوا حقوق من تعصبوا
عليه وأعطوا ما لا يستحقه من تعصبوا له من
أموال غيرهم، وظلموهم من أجلهم، وعرفوهم
يقارفون المحرمات، واضطروا بمعارف قلوبهم
إلى أن من فعل ما يفعلونه فهو فاسق لا يجوز أن
يصدق على الله ولا على الوسائط بين الخلق وبين
الله، فلذلك ذمهم لما قلدوا من قد عرفوه، ومن قد
علموا أنه لا يجوز قبول خبره ولا تصديقه في
حكايته...
وكذلك عوام أمتنا إذا عرفوا من فقهائهم
الفسق الظاهر والعصبية الشديدة والتكالب على
حطام الدنيا وحرامها... فمن قلد من عوامنا مثل
هؤلاء الفقهاء فهم مثل اليهود الذين ذمهم الله
بالتقليد لفسقة فقهائهم.
فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا
لدينه مخالفا على هواه مطيعا لأمر مولاه فللعوام
أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة
لا جميعهم (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إذا رأيتم الرجل قد
حسن سمته وهديه وتماوت في منطقه وتخاضع
في حركاته فرويدا لا يغرنكم، فما أكثر من يعجزه
تناول الدنيا وركوب المحارم منها، لضعف نيته
ومهانته وجبن قلبه، فنصب الدين فخا لها..
وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا
لا يغرنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة...
ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل هو الذي
جعل هواه تبعا لأمر الله وقواه مبذولة في رضى
الله، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز
في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها
يؤديه إلى دوام النعيم... فذلكم الرجل نعم
الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى
ربكم فبه فتوسلوا، فإنه لا ترد له دعوة،
ولا تخيب له طلبة (2).
بحث علمي وأخلاقي:
أكثر الأمم الماضية قصة في القرآن أمة بني
إسرائيل، وأكثر الأنبياء ذكرا فيه موسى بن
عمران (عليه السلام)، فقد ذكر اسمه في القرآن في مائة
وستة وثلاثين موضعا ضعف ما ذكر إبراهيم (عليه السلام)
الذي هو أكثر الأنبياء ذكرا بعد موسى، فقد ذكر
في تسعة وستين موضعا على ما قيل فيهما،
والوجه الظاهر فيه أن الإسلام هو الدين الحنيف
المبني على التوحيد الذي أسس أساسه
إبراهيم (عليه السلام) وأتمه الله سبحانه وأكمله لنبيه
محمد (صلى الله عليه وآله)، قال تعالى: * (ملة أبيكم إبراهيم هو
سماكم المسلمين من قبل) * (3)، وبنو إسرائيل أكثر
الأمم لجاجا وخصاما، وأبعدهم من الانقياد
للحق، كما أنه كان كفار العرب الذين ابتلي بهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله) على هذه الصفة، فقد آل الأمر إلى
أن نزل فيهم: * (إن الذين كفروا سواء عليهم
أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * (4).
2622

ولا ترى رذيلة من رذائل بني إسرائيل في
قسوتهم وجفوتهم مما ذكره القرآن إلا وهو
موجود فيهم. وكيف كان، فأنت إذا تأملت قصص
بني إسرائيل المذكورة في القرآن وأمعنت فيها
وما فيها من أسرار أخلاقهم وجدت أنهم كانوا
قوما غائرين في المادة مكبين على ما يعطيه
الحس من لذائذ الحياة الصورية، فقد كانت هذه
الأمة لا تؤمن بما وراء الحس، ولا تنقاد إلا
إلى اللذة والكمال المادي، وهم اليوم كذلك.
وهذا الشأن هو الذي صير عقلهم وإرادتهم تحت
انقياد الحس والمادة، لا يعقلون إلا ما يجوزانه،
ولا يريدون إلا ما يرخصان لهم ذلك، فانقياد
الحس يوجب لهم أن لا يقبلوا قولا إلا إذا دل عليه
الحس وإن كان حقا، وانقياد المادة اقتضى فيهم
أن يقبلوا كل ما يريده أو يستحسنه لهم كبراؤهم
ممن أوتي جمال المادة وزخرف الحياة وإن لم
يكن حقا، فأنتج ذلك فيهم التناقض قولا وفعلا،
فهم يذمون كل اتباع باسم أنه تقليد وإن كان مما
ينبغي، إذا كان بعيدا من حسهم، ويمدحون كل
اتباع باسم أنه حظ الحياة، وإن كان مما لا ينبغي
إذا كان ملائما لهوساتهم المادية، وقد ساعدهم
على ذلك وأعانهم عليه مكثهم الممتد وقطونهم
الطويل بمصر تحت استذلال المصريين
واسترقاقهم وتعذيبهم، يسومونهم سوء العذاب،
ويذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، وفي
ذلك بلاء من ربهم عظيم.
وبالجملة، فكانوا لذلك صعبة الانقياد لما
يأمرهم به أنبياؤهم والربانيون من علمائهم
مما فيه صلاح معاشهم ومعادهم (تذكر في ذلك
مواقفهم مع موسى وغيره) وسريعة اللحوق إلى ما
يدعوهم المغرضون والمستكبرون منهم.
وقد ابتليت الحقيقة والحق اليوم بمثل هذه
البلية بالمدنية المادية التي أتحفها إليها عالم
الغرب، فهي مبنية القاعدة على الحس والمادة،
فلا يقبل دليل فيما بعد عن الحس ولا يسأل عن
دليل فيما تضمن لذة مادية حسية، فأوجب ذلك
إبطال الغريزة الإنسانية في أحكامها، وارتحال
المعارف العالية والأخلاق الفاضلة من بيننا،
فصار يهدد الإنسانية بالانهدام، وجامعة البشر
بأشد الفساد، وليعلمن نبأه بعد حين.
واستيفاء البحث في الأخلاق ينتج خلاف
ذلك، فما كل دليل بمطلوب، وما كل تقليد
بمذموم. بيان ذلك: أن النوع الإنساني بما أنه
إنسان إنما يسير إلى كماله الحيوي بأفعاله
الإرادية المتوقفة على الفكر، والإرادة منه
مستحيلة التحقق إلا عن فكر، فالفكر هو
الأساس الوحيد الذي يبتني عليه الكمال
الوجودي الضروري، فلابد للإنسان من
تصديقات عملية أو نظرية يرتبط بها كماله
الوجودي ارتباطا بلا واسطة أو بواسطة، وهي
القضايا التي نعلل بها أفعالنا الفردية أو
الاجتماعية أو نحضرها في أذهاننا، ثم نحصلها
في الخارج بأفعالنا، هذا.
ثم إن في غريزة الإنسان أن يبحث عن علل
ما يجده من الحوادث أو يهاجم إلى ذهنه من
المعلومات، فلا يصدر عنه فعل يريد به إيجاد "
2623

ما حضر في ذهنه في الخارج إلا إذا حضر في
ذهنه علته الموجبة، ولا يقبل تصديقا نظريا إلا إذا
اتكأ على التصديق بعلته بنحو، وهذا شأن
الإنسان لا يتخطاه البتة، ولو عثرنا في موارد على
ما يلوح منه خلاف ذلك فبالتأمل والإمعان تنحل
الشبهة، ويظهر البحث عن العلة، والركون
والطمأنينة إليها فطري، والفطرة لا تختلف
ولا يتخلف فعلها، وهذا يؤدي الإنسان إلى ما
فوق طاقته من العمل الفكري والفعل المتفرع
عليه لسعة الاحتياج الطبيعي، بحيث لا يقدر
الإنسان الواحد إلى رفعه معتمدا على نفسه
ومتكئا إلى قوة طبيعته الشخصية، فاحتالت
الفطرة إلى بعثه نحو الاجتماع وهو المدنية
والحضارة، ووزعت أبواب الحاجة الحيوية بين
أفراد الاجتماع، ووكل بكل باب من أبوابها طائفة
كأعضاء الحيوان في تكاليفها المختلفة المجتمعة
فائدتها وعائدتها في نفسه، ولا تزال الحوائج
الإنسانية تزداد كمية واتساعا، وتنشعب الفنون
والصناعات والعلوم، ويتربى عند ذلك
الأخصائيون من العلماء والصناع، فكثير من
العلوم والصناعات كانت علما أو صنعة واحدة
يقوم بأمرها الواحد من الناس، واليوم نرى كل
باب من أبوابه علما أو علوما أو صنعة أو صنائع،
كالطب المعدود قديما فنا واحدا من فروع
الطبيعيات وهو اليوم فنون لا يقوم الواحد من
العلماء الأخصائيين بأزيد من أمر فن واحد منها.
وهذا يدعو الإنسان بالإلهام الفطري أن
يستقل بما يخصه من الشغل الإنساني في البحث
عن علته ويتبع في غيره من يعتمد على خبرته
ومهارته.
فبناء العقلاء من أفراد الاجتماع على الرجوع
إلى أهل الخبرة، وحقيقة هذا الاتباع والتقليد
المصطلح الركون إلى الدليل الإجمالي فيما
ليس في وسع الإنسان أن ينال دليل تفاصيله كما
أنه مفطور على الاستقلال بالبحث عن دليله
التفصيلي فيما يسعه أن ينال تفصيل علته ودليله،
وملاك الأمر كله أن الإنسان لا يركن إلى غير
العلم، فمن الواجب عند الفطرة الاجتهاد، وهو
الاستقلال في البحث عن العلة فيما يسعه ذلك،
والتقليد وهو الاتباع ورجوع الجاهل إلى العالم
فيما لا يسعه ذلك، ولما استحال أن يوجد فرد من
هذا النوع الإنساني مستقلا بنفسه قائما بجميع
شؤون الأصل الذي يتكئ عليه الحياة استحال
أن يوجد فرد من الإنسان من غير اتباع وتقليد،
ومن ادعى خلاف ذلك أو ظن من نفسه أنه غير
مقلد في حياته فقد سفه نفسه.
نعم، التقليد فيما للإنسان أن ينال علته وسببه
كالاجتهاد فيما ليس له الورود عليه والنيل منه،
من الرذائل التي هي من مهلكات الاجتماع
ومفنيات المدنية الفاضلة، ولا يجوز الاتباع
المحض إلا في الله سبحانه، لأنه السبب الذي إليه
تنتهي الأسباب (1).

(1) تفسير الميزان: 1 / 209.
2624

(447)
القلم
البحار: 57 / 357 " القلم واللوح المحفوظ ".
انظر:
عنوان 454 " الكتاب "، المال: باب 3766.
2625

[3418]
القلم
الكتاب
* (ن والقلم وما يسطرون) * (1).
* (الذي علم بالقلم) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): عقول الفضلاء في أطراف
أقلامها (3).
- عنه (عليه السلام): رسولك ميزان نبلك، وقلمك أبلغ من
ينطق عنك (4).
- رسول الله (عليه السلام): يؤتى بصاحب القلم يوم
القيامة في تابوت من نار يقفل عليه بأقفال من نار
فينظر قلمه فيما أجراه، فإن كان أجراه في طاعة
الله ورضوانه فك عنه التابوت، وإن كان أجراه في
معصية الله هوى التابوت سبعين خريفا (5).

(1) القلم: 1.
(2) العلق: 4.
3 - 4 غرر الحكم: 6339، 5437.
(5) كنز العمال: 14957.
2626

(448)
القمار
البحار: 79 / 228 باب 98 " القمار ".
وسائل الشيعة: 12 / 119 باب 35 " تحريم كسب القمار ".
وسائل الشيعة: 12 / 237 " تحريم اللعب بالشطرنج ونحوه ".
انظر:
عنوان 478 " اللهو "، الذكر: باب 1347.
2627

[3419]
القمار
الكتاب
* (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير
ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) * (1).
* (حرمت عليكم الميتة والدم... وأن تستقسموا
بالأزلام) * (2).
* (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم
تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة
والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن
الصلاة فهل أنتم منتهون) * (3).
- الإمام الرضا (عليه السلام): الميسر هو القمار (4).
- عنه (عليه السلام): إن الشطرنج والنرد وأربعة عشر
وكل ما قومر عليه منها فهو ميسر (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لما سئل عن اللعب
بالشطرنج -: إن المؤمن لمشغول عن اللعب (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سأله بكير عن اللعب
بالشطرنج -: إن المؤمن لفي شغل عن اللعب (7).
- الإمام علي (عليه السلام): كلما ألهى عن ذكر الله فهو
من الميسر (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل) * -: كانت
قريش تقامر الرجل بأهله وماله، فنهاهم الله
عز وجل عن ذلك (9).
- السكوني: كان ينهى - الإمام الصادق (عليه السلام) -
عن الجوز يجئ به الصبيان من القمار أن يؤكل،
وقال: هو سحت (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أنه - الإمام زين العابدين (عليه السلام) -
كان ينهى عن الجوز الذي يجئ به الصبيان من القمار
أن يؤكل، وقال: هو السحت (11).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لما حمل رأس الحسين بن
علي (عليهما السلام) إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع
ونصبت عليه مائدة فأقبل هو لعنه الله وأصحابه
يأكلون ويشربون الفقاع، فلما فرغوا أمر بالرأس
فوضع في طست تحت سريره، وبسط عليه رقعة
الشطرنج، وجلس يزيد عليه اللعنة يلعب
بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجده صلوات الله
عليهم، ويستهزئ بذكرهم، فمتى قمر صاحبه

(1) البقرة: 219.
(2) المائدة: 3، (90 - 91).
(3) المائدة: 3، (90 - 91).
(4) الكافي: 5 / 124 / 9.
(5) تفسير العياشي: 1 / 339 / 182.
(6) الخصال: 26 / 92.
(7) قرب الإسناد: 174 / 641.
(8) أمالي الطوسي: 336 / 681.
(9) الكافي: 5 / 122 / 1 وص 123 / 6.
(10) الكافي: 5 / 122 / 1 وص 123 / 6.
(11) تفسير العياشي: 1 / 322 / 116.
2628

تناول الفقاع فشربه ثلاث مرات، ثم صب فضلته
على ما يلي الطست من الأرض.
فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع
واللعب بالشطرنج (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في الجواب عن الميسر
لما نزل * (إنما الخمر والميسر) * -: كل ما تقومر به
حتى الكعاب والجوز.
قيل: فما الأنصاب؟ قال: ما ذبحوه لآلهتهم، قيل:
فما الأزلام؟ قال: قداحهم التي يستقسمون بها (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله حرم علي - أو حرم - الخمر،
والميسر، والكوبة (3).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 22 / 50.
(2) الكافي: 5 / 123 / 2.
(3) سنن أبي داود: 3696.
2629

(449)
القنوط
البحار: 72 / 336 باب 120 " اليأس من روح الله ".
انظر:
عنوان: 562 " اليأس "، 181 " الرحمة "، 179 " الرجاء ".
2631

[3420]
القنوط من رحمة الله
الكتاب
* (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا
تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم
الكافرون) * (1).
* (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) * (2).
* (لا يسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر
فيؤوس قنوط) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت لمن يقنط ومعه
الاستغفار (4).
- عنه (عليه السلام): لا تيأس لذنبك وباب التوبة
مفتوح (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الفاجر الراجي لرحمة الله
تعالى أقرب منها من العابد المقنط (6).
- الإمام علي (عليه السلام): في القنوط التفريط (7).
- عنه (عليه السلام) - في المناجاة الشعبانية -: إلهي
لم أسلط على حسن ظني قنوط الإياس،
ولا انقطع رجائي من جميل كرمك (8).
- قال الله تعالى: أهل طاعتي في ضيافتي،
وأهل شكري في زيادتي، وأهل ذكري في
نعمتي، وأهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي، إن
تابوا فأنا حبيبهم، وإن دعوا فأنا مجيبهم (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - ناقلا عن حكيم -:
اليأس من روح الله أشد بردا من الزمهرير (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - من خطبة له في
الاستسقاء -: اللهم قد انصاحت جبالنا... ندعوك
حين قنط الأنام، ومنع الغمام... فإنك " تنزل
الغيث من بعد ما قنطوا، وتنشر رحمتك وأنت
الولي الحميد " (11).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: اللهم فاسقنا غيثك،
ولا تجعلنا من القانطين (12).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
اعلم أن الذي بيده خزائن السماوات والأرض
قد أذن لك في الدعاء، وتكفل لك بالإجابة...
فلا يقنطنك إبطاء إجابته، فإن العطية على
قدر النية (13).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله غير مقنوط من رحمته،

(1) يوسف: 87.
(2) الحجر: 56.
(3) فصلت: 49.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 87، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 239.
(5) تحف العقول: 214.
(6) كنز العمال: 5869.
(7) البحار: 77 / 211 / 1 و 94 / 99 / 13 و 77 / 42 / 10، 72 / 338 / 1.
(8) البحار: 77 / 211 / 1 و 94 / 99 / 13 و 77 / 42 / 10، 72 / 338 / 1.
(9) البحار: 77 / 211 / 1 و 94 / 99 / 13 و 77 / 42 / 10، 72 / 338 / 1.
(10) البحار: 77 / 211 / 1 و 94 / 99 / 13 و 77 / 42 / 10، 72 / 338 / 1.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 115 و 143، والكتاب 31.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 115 و 143، والكتاب 31.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 115 و 143، والكتاب 31.
2632

ولا مخلو من نعمته، ولا مأيوس من مغفرته (1).
[3421]
النهي عن القنوط من رحمة الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: يا
ابن آدم... لا تقنط الناس من رحمة الله تعالى
عليهم وأنت ترجوها لنفسك (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يبعث الله المقنطين يوم القيامة
مغلبة وجوههم، يعني غلبة السواد على البياض،
فيقال لهم: هؤلاء المقنطون من رحمة الله (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الفقيه كل الفقيه من لم يقنط
الناس من رحمة الله، ولم يؤيسهم من روح الله،
ولم يؤمنهم من مكر الله (4).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لابنه الحسين (عليه السلام) -:
أي بني، لا تؤيس مذنبا، فكم من عاكف على
ذنبه ختم له بخير، وكم من مقبل على عمله مفسد
في آخر عمره، صائر إلى النار، نعوذ بالله منها (5).
(انظر) باب 3241.
التوبة: باب 468.
[3422]
من يئس من رحمة الله
الكتاب
* (والذين كفروا بآيات الله ولقائه أولئك يئسوا من
رحمتي وأولئك لهم عذاب أليم) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): المذنب على بصيرة
غير مستحق للعفو، والمذنب عن غير علم
برئ من الذنب (2).
(انظر) الذنب: باب 1367.
التوبة: باب 456.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 45.
(2) صحيفة الرضا (عليه السلام): 43 / 14.
(3) البحار: 2 / 55 / 30.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 90.
(5) البحار: 77 / 239 / 1.
(1) العنكبوت: 23.
(2) غرر الحكم: 1516، 1723.
2633

(450)
القناعة
كنز العمال: 3 / 389، 781 " القناعة ".
البحار: 73 / 168 باب 129 " فضل القناعة ".
انظر:
عنوان 104 " الحرص "، 266 " الشره "، 321 " الطمع "، 213 " السؤال (2) ".
العفة: باب 2762، الغنى: باب 3115، الرزق: باب 1493، 1503، 1504.
الدنيا: باب 1214، 1216.
2635

[3423]
القناعة
الكتاب
* (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن
فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا
يعملون) * (1).
- في مجمع البيان: " فلنحيينه حياة طيبة "
قيل: فيه أقوال، أحدها: أن الحياة الطيبة الرزق
الحلال، عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء،
وثانيها: أنها القناعة والرضا بما قسم الله، عن
الحسن ووهب وروي ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله) (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن قوله تعالى:
* (فلنحيينه حياة طيبة) * -: هي القناعة (3).
- عنه (عليه السلام): طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل
للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله (4).
- عنه (عليه السلام) - في ذكر خباب بن الأرت -:
يرحم الله خباب بن الأرت، فلقد أسلم راغبا،
وهاجر طائعا، وقنع بالكفاف، ورضي عن
الله، وعاش مجاهدا (5).
- عنه (عليه السلام): لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير
العمل... يقول في الدنيا بقول الزاهدين، ويعمل
فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع، وإن
منع منها لم يقنع (6).
- عنه (عليه السلام): وأيم الله - يمينا أستثني فيها
بمشيئة الله - لأروضن نفسي رياضة تهش معها
إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوما، وتقنع
بالملح مأدوما (7).
- عنه (عليه السلام) - في صفة الأنبياء -: ولكن الله
سبحانه جعل رسله أولى قوة في عزائمهم،
وضعفة فيما ترى الأعين من حالاتهم، مع قناعة
تملأ القلوب والعيون غنى، وخصاصة تملأ
الأبصار والأسماع أذى (8).
- عنه (عليه السلام): ألهم نفسك القنوع (9).
- عنه (عليه السلام): نعم الحظ القناعة (10).
- الإمام الحسن (عليه السلام): اعلم أن مروة القناعة
والرضا أكثر من مروة الإعطاء (11).
- الإمام علي (عليه السلام): انتقم من حرصك بالقنوع
كما تنتقم من عدوك بالقصاص (12).
- عنه (عليه السلام): أشكر الناس أقنعهم، وأكفرهم
للنعم أجشعهم (13).

(1) النحل: 97.
(2) تفسير مجمع البيان: 5 / 384.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 229 و 44.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 229 و 44.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 43 و 150، والكتاب 45، والخطبة 192.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 43 و 150، والكتاب 45، والخطبة 192.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 43 و 150، والكتاب 45، والخطبة 192.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 43 و 150، والكتاب 45، والخطبة 192.
(9) البحار: 78 / 9 / 64.
(10) غرر الحكم: 9887.
(11) البحار: 78 / 111 / 6.
(12) غرر الحكم: 2339.
(13) البحار: 77 / 422 / 40.
2636

- عنه (عليه السلام): كفى بالقناعة ملكا، وبحسن
الخلق نعيما (1).
- عنه (عليه السلام): ما أحسن بالإنسان أن يقنع بالقليل
ويجود بالجزيل (2).
- عنه (عليه السلام): من قنعت نفسه أعانته على
النزاهة والعفاف (3).
- عنه (عليه السلام): من شرف الهمة لزوم القناعة (4).
- عنه (عليه السلام): من عز النفس لزوم القناعة (5).
- عنه (عليه السلام): القناعة سيف لا ينبو (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خيار أمتي القانع،
وشرارهم الطامع (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خير المؤمنين القانع، وشرهم
الطامع (8).
- الإمام الباقر (عليه السلام): أكل علي (رضي الله عنه) من تمر دقل (9)
ثم شرب عليه الماء، ثم ضرب على بطنه، وقال:
من أدخله بطنه النار فأبعده الله، ثم تمثل:
فإنك مهما تعط بطنك سؤله * وفرجك نالا منتهى الذم أجمعا (10)
[3424]
الغنى في القناعة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): القناعة مال لا ينفد (11).
- الإمام علي (عليه السلام): القناعة تغني (12).
- عنه (عليه السلام): طلبت الغنى فما وجدت إلا
بالقناعة، عليكم بالقناعة تستغنوا (13).
- عنه (عليه السلام): القناعة غنية، والاقتصاد بلغة (14).
- عنه (عليه السلام): القانع غني وإن جاع وعرى (15).
- عنه (عليه السلام): القناعة رأس الغنى (16).
- عنه (عليه السلام): لا كنز أغنى من القناعة (17).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): من قنع
بما رزقه الله فهو من أغنى الناس (18).
- أوحى الله تعالى إلى داود (عليه السلام): وضعت الغنى
في القناعة وهم يطلبونه في كثرة المال فلا
يجدونه (19).
(انظر) الغنى: باب 3114.
[3425]
ما يورث القناعة
- الإمام الباقر (عليه السلام): انزل ساحة القناعة باتقاء
الحرص، وادفع عظيم الحرص بإيثار القناعة (20).
- الإمام الصادق (عليه السلام): انظر إلى من هو دونك في
المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك في المقدرة،
فإن ذلك أقنع لك بما قسم لك (21).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 229.
(2) غرر الحكم: 9660، 8663، 9435، 9452.
(3) غرر الحكم: 9660، 8663، 9435، 9452.
(4) غرر الحكم: 9660، 8663، 9435، 9452.
(5) غرر الحكم: 9660، 8663، 9435، 9452.
(6) البحار: 71 / 96 / 61.
(7) كنز العمال: 7095، 7126.
(8) كنز العمال: 7095، 7126.
(9) دقل: - بفتح الدال والقاف - أردأ التمر. (القاموس المحيط: 3 /
376).
(10) كنز العمال: 8741، 7080.
(11) كنز العمال: 8741، 7080.
(12) غرر الحكم: 22.
(13) البحار: 69 / 399 / 91 و 78 / 10 / 67.
(14) البحار: 69 / 399 / 91 و 78 / 10 / 67.
(15) غرر الحكم: 1405، 1106.
(16) غرر الحكم: 1405، 1106.
(17) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(18) الكافي: 2 / 139 / 9.
(19) البحار: 78 / 453 / 21 وص 164 / 1.
(20) البحار: 78 / 453 / 21 وص 164 / 1.
(21) الكافي: 8 / 244 / 338.
2637

- الإمام علي (عليه السلام): على قدر العفة تكون القناعة (1).
- عنه (عليه السلام): لن توجد القناعة حتى يفقد
الحرص (2).
- عنه (عليه السلام): من عقل قنع (3).
- عنه (عليه السلام): ينبغي لمن عرف نفسه أن يلزم
القناعة والعفة (4).
[3426]
ثمرة القناعة
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة القناعة الإجمال
في المكتسب والعزوف عن الطلب (5).
- عنه (عليه السلام): ثمرة القناعة العز (6).
- عنه (عليه السلام): أعون شئ على صلاح النفس
القناعة (7).
- عنه (عليه السلام): كيف يستطيع صلاح نفسه من
لا يقنع بالقليل؟! (8).
- الإمام الحسين (عليه السلام): القنوع راحة الأبدان (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من قنع لم يغتم (10).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - لما سئل عن القناعة -:
القناعة تجتمع إلى صيانة النفس وعز القدر،
وطرح مؤن [مؤونة - خ ل] الاستكثار، والتعبد
لأهل الدنيا، ولا يسلك طريق القناعة إلا رجلان:
إما متعلل [متعبد - خ ل] يريد أجر الآخرة، أو
كريم متنزه عن لئام الناس (11).
- الإمام علي (عليه السلام): بالقناعة يكون العز (12).
- عنه (عليه السلام) - من كتاب كتبه لشريح لما
اشترى على عهده دارا فبلغه ذلك -: اشترى هذا
المغتر بالأمل، من هذا المزعج بالأجل، هذه
الدار بالخروج من عز القناعة، والدخول في
ذل الطلب والضراعة! (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اقنع بما أوتيته يخف
عليك الحساب (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من رضي من الله
باليسير من المعاش رضي الله منه باليسير
من العمل (15).
- الإمام علي (عليه السلام): اقنعوا بالقليل من دنياكم
لسلامة دينكم، فإن المؤمن البلغة اليسيرة من
الدنيا تقنعه (16).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته لابنه الحسين (عليه السلام) -:
لا مال أذهب بالفاقة من الرضا بالقوت، ومن
اقتصر على بلغة الكفاف تعجل الراحة وتبوأ
خفض الدعة (17).
- عنه (عليه السلام): من قنعت نفسه عز معسرا (18).
- عنه (عليه السلام): أنعم الناس عيشا من منحه الله

(1) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(2) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(3) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(4) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(5) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(6) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(7) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(8) غرر الحكم: 6179، 7424، 7724، 10927، 4634، 4646، 3191، 6979.
(9) البحار: 78 / 128 / 11.
(10) غرر الحكم: 7771.
(11) البحار: 78 / 349 / 6.
(12) غرر الحكم: 4244.
(13) نهج البلاغة: الكتاب 3.
(14) البحار: 77 / 187 / 37.
(15) الكافي: 2 / 138 / 3.
(16) غرر الحكم: 2549.
(17) البحار: 77 / 238 / 1.
(18) غرر الحكم: 8439.
2638

سبحانه القناعة وأصلح له زوجه (1).
- عنه (عليه السلام): القناعة أهنأ عيش (2).
[3427]
من لم يقنعه اليسير
- الإمام علي (عليه السلام): من لم يقنعه (3) اليسير لم
ينفعه الكثير (4).
- عنه (عليه السلام): من كان بيسير الدنيا لا يقنع لم
يغنه من كثيرها ما يجمع (5).
- عنه (عليه السلام) - وكان يقول -: ابن آدم، إن كنت
تريد من الدنيا ما يكفيك فإن أيسر ما فيها يكفيك،
وإن كنت إنما تريد ما لا يكفيك فإن كل ما فيها
لا يكفيك (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما شكى إليه رجل أنه
يطلب فيصيب ولا يقنع، وتنازعه نفسه إلى ما هو
أكثر منه وقال: علمني شيئا أنتفع به -: إن كان
ما يكفيك لا يغنيك فأدنى ما فيها يغنيك، وإن كان
ما يكفيك لا يغنيك فكل ما فيها لا يغنيك (7).
- عنه (عليه السلام): اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى
ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله، فإنه من قنع
شبع ومن لم يقنع لم يشبع، وخذ حظك من آخرتك (8).
- عنه (عليه السلام): إن فيما نزل به الوحي من
السماء: لو أن لابن آدم واديين يسيلان ذهبا
وفضة لابتغى إليهما ثالثا!.
يا بن آدم، إنما بطنك بحر من البحور وواد من
الأودية لا يملأه شئ إلا التراب (9).
(انظر) الحرص: باب 791.

(1) غرر الحكم: 3295، 933.
(2) غرر الحكم: 3295، 933.
(3) في المصدر " من لم ينفعه اليسير ". كما في هامش البحار.
(4) البحار: 78 / 71 / 33.
(5) غرر الحكم: 8484.
(6) الكافي: 2 / 138 / 6 وص 139 / 10 و 8 / 243 / 337.
(7) الكافي: 2 / 138 / 6 وص 139 / 10 و 8 / 243 / 337.
(8) الكافي: 2 / 138 / 6 وص 139 / 10 و 8 / 243 / 337.
(9) الفقيه: 4 / 418 / 5912.
2639

(451)
الاستقامة
كنز العمال: 3 / 57 / 676 " الاستقامة ".
انظر:
الإسلام: باب 1872، العمل (1): باب 2940.
2641

[3428]
الاستقامة
الكتاب
* (فلذلك فادع واستقم كما أمرت) * (1).
* (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما
تعملون بصير) * (2).
- الحسن: لما نزلت هذه الآية: * (فاستقم
كما أمرت) * -: قال: شمروا، شمروا!! فما
رؤي ضاحكا (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله سفين بن عبد الله
الثقفي عن أمر يعتصم به -: قل " ربي الله "
ثم استقم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): قلت: يا رسول الله أوصني،
قال: قل " ربي الله " ثم استقم، قلت: ربي الله وما
توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب، قال:
ليهنك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شربا
ونهلته نهلا (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): المؤمن له قوة في دين...
وبر في استقامة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أن الله تبارك
وتعالى يبغض من عباده المتلون، فلا تزولوا
عن الحق، وولاية أهل الحق، فإن من استبدل
بنا هلك (7).
- عنه (عليه السلام): العمل العمل، ثم النهاية النهاية،
والاستقامة الاستقامة... ألا وإن القدر السابق
قد وقع، والقضاء الماضي قد تورد، وإني
متكلم بعدة الله وحجته، قال الله تعالى: * (إن
الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم
الملائكة...) * وقد قلتم: " ربنا الله " فاستقيموا على
كتابه، وعلى منهاج أمره، وعلى الطريقة الصالحة
من عبادته [طاعته]، ثم لا تمرقوا منها، ولا
تبتدعوا فيها، ولا تخالفوا عنها (8).
- عنه (عليه السلام): أفضل السعادة استقامة الدين (9).
- عنه (عليه السلام): كيف يستقيم من لم يستقم
دينه؟! (10).
- رسول الله (عليه السلام): لو صليتم حتى تكونوا
كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ثم
كان الاثنان أحب إليكم من الواحد لم تبلغوا
الاستقامة (11).

(1) الشورى: 15.
(2) هود: 112.
(3) الدر المنثور: 4 / 480.
(4) الترغيب والترهيب: 3 / 527 / 19.
(5) كنز العمال: 36524.
(6) البحار: 67 / 271 / 3 و 10 / 105 / 1.
(7) البحار: 67 / 271 / 3 و 10 / 105 / 1.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(9) غرر الحكم: 2869، 6994.
(10) غرر الحكم: 2869، 6994.
(11) كنز العمال: 5478.
2642

[3429]
ثمرة الاستقامة
الكتاب
* (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء
غدقا) * (1).
* (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم
ولا هم يحزنون) * (2).
* (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم
الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي
كنتم توعدون) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن تستقيموا تفلحوا (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من استقام فإلى الجنة، ومن
زل فإلى النار! (5).
- عنه (عليه السلام): الاستقامة سلامة (6).
- عنه (عليه السلام): من لزم الاستقامة لزمته السلامة (7).
- عنه (عليه السلام): السلامة مع الاستقامة (8).
- عنه (عليه السلام): من طلب السلامة لزم الاستقامة (9).
- عنه (عليه السلام): عليك بمنهج الاستقامة فإنه
يكسبك الكرامة ويكفيك الملامة (10).
- عنه (عليه السلام): لا مسلك أسلم من الاستقامة،
لا سبيل أشرف من الاستقامة (11).
- عنه (عليه السلام): من رغب في السلامة ألزم
نفسه الاستقامة (12).
- عنه (عليه السلام): من لزم الاستقامة لم يعدم
السلامة (13).

(1) الجن: 16.
(2) الأحقاف: 13.
(3) فصلت: 30.
(4) كنز العمال: 5479.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 119.
(6) غرر الحكم: 245.
(7) البحار: 78 / 91 / 95 و 77 / 213 / 1.
(8) البحار: 78 / 91 / 95 و 77 / 213 / 1.
(9) غرر الحكم: 8041، 6127.
(10) غرر الحكم: 8041، 6127.
(11) غرر الحكم: (10636 - 10556)، 8497، 8117.
(12) غرر الحكم: (10636 - 10556)، 8497، 8117.
(13) غرر الحكم: (10636 - 10556)، 8497، 8117.
2643

(452)
القياس
البحار: 2 / 283 باب: 34 " البدع والرأي والمقائيس ".
وسائل الشيعة: 18 / 20 باب 6 " عدم جواز القضاء والحكم بالرأي
والاجتهاد والرأي والمقاييس ونحوها من الاستنباطات الظنية ".
انظر:
عنوان 176 " الرأي (2) ".
2645

[3430]
القياس في الدين
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تقيسوا الدين، فإن
الدين لا يقاس، وأول من قاس إبليس (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قاس حديثي برأيه فقد
اتهمني (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): افترقت بنو إسرائيل على
إحدى وسبعين فرقة، وتزيد أمتي عليها
فرقة، ليس فيها فرقة أضر على أمتي من
قوم يقيسون الدين برأيهم، فيحلون ما حرم
الله ويحرمون ما أحل الله (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يا زرارة، إياك وأصحاب
القياس في الدين فإنهم تركوا علم ما وكلوا
به وتكلفوا ما قد كفوه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لأبي حنيفة -: اتق الله
ولا تقس الدين برأيك، فإن أول من قاس إبليس،
إذ أمره الله تعالى بالسجود فقال: أنا خير منه،
خلقتني من نار وخلقته من طين....
ثم قال: البول أقذر أم المني؟ قال: البول،
قال: يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول
دون المني، وقد أوجب الله تعالى الغسل من المني
دون البول (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من نصب نفسه للقياس لم
يزل دهره في التباس، ومن دان الله بالرأي لم يزل
دهره في ارتماس (6).

(1) كنز العمال: 1049، و 1050، و 1052، وراجع أيضا: 1056، 1058.
(2) كنز العمال: 1049، و 1050، و 1052، وراجع أيضا: 1056، 1058.
(3) كنز العمال: 1049، و 1050، و 1052، وراجع أيضا: 1056، 1058.
(4) أمالي المفيد: 51 / 12.
(5) البحار: 10 / 212 / 13 و 2 / 299 / 24.
(6) البحار: 10 / 212 / 13 و 2 / 299 / 24.
2646

حرف الكاف
الكبر... 2649
الكتاب... 2661
المكاتبة... 2665
الكتمان... 2667
الكذب... 2671
الكرم... 2683
الكسب... 2693
الكسل... 2703
الكفر... 2707
الكفارة... 2715
المكافاة... 2719
التكليف... 2725
التكلف... 2729
الكلام... 2733
الكمال... 2745
الكياسة... 2749
2648

(453)
الكبر
البحار: 73 / 179 باب 130 " الكبر ".
كنز العمال: 3 / 525، 828 " الكبر والخيلاء "، كنز العمال: 3 / 830 " علاج الكبر ".
انظر:
عنوان: 61 " الجبار "، 357 " التعصب "، 547 " التواضع ".
الغضب: باب 3078، الآخرة: باب 33.
2649

[3431]
الكبر
الكتاب
* (فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس استكبر
وكان من الكافرين) * (1).
* (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج
إنك من الصاغرين) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إياك والكبر، فإنه أعظم
الذنوب وألأم العيوب، وهو حلية إبليس (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم والكبر، فإن إبليس
حمله الكبر على أن لا يسجد لآدم (4).
- الإمام علي (عليه السلام): فاعتبروا بما كان من فعل الله
بإبليس، إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد...
عن كبر ساعة واحدة! فمن ذا بعد إبليس يسلم
على الله بمثل معصيته؟! (5).
- عنه (عليه السلام): فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من
نيران العصبية وأحقاد الجاهلية، فإنما تلك
الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان
ونخواته، ونزغاته ونفثاته، واعتمدوا وضع
التذلل على رؤوسكم، وإلقاء التعزز تحت
أقدامكم، وخلع التكبر من أعناقكم، واتخذوا
التواضع مسلحة بينكم وبين عدوكم إبليس (6).
- عنه (عليه السلام): فاعتبروا بما أصاب الأمم
المستكبرين من قبلكم من بأس الله وصولاته،
ووقائعه ومثلاته... واستعيذوا بالله من لواقح الكبر
كما تستعيذونه من طوارق الدهر (7).
- عنه (عليه السلام): فالله الله في عاجل البغي
وآجل وخامة الظلم وسوء عاقبة الكبر، فإنها
مصيدة إبليس العظمى ومكيدته الكبرى، التي
تساور قلوب الرجال مساورة السموم القاتلة، فما
تكدي أبدا ولا تشوي أحدا، لا عالما لعلمه
ولا مقلا في طمره (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم والكبر، فإن الكبر
يكون في الرجل وأن عليه العباءة (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الكبر قد يكون في شرار
الناس من كل جنس... إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر في
بعض طرق المدينة، وسوداء تلقط السرقين،
فقيل لها: تنحي عن طريق رسول الله، فقالت: إن
الطريق لمعرض، فهم بها بعض القوم أن يتناولها،

(1) ص: 73، 74.
(2) الأعراف: 13.
(3) غرر الحكم: 2652.
(4) كنز العمال: 7734.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 192.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 192 و 192.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 192، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 163.
(9) كنز العمال: 7735.
2650

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): دعوها فإنها جبارة (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما دخل قلب امرئ شئ
من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك،
قل ذلك أو كثر (2).
- الإمام علي (عليه السلام): احذر الكبر فإنه رأس
الطغيان ومعصية الرحمان (3).
- عنه (عليه السلام): الكبر خليقة مردية، من تكثر
بها قل (4).
- عنه (عليه السلام): أقبح الخلق التكبر (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من برئ من الكبر
نال الكرامة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أم هذا الذي أنشأه في
ظلمات الأرحام، وشغف الأستار، نطفة
دهاقا... حتى إذا قام اعتداله واستوى مثاله
نفر مستكبرا (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اجتنبوا الكبر، فإن العبد
لا يزال يتكبر حتى يقول الله عز وجل: اكتبوا
عبدي هذا في الجبارين (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يزال الرجل يتكبر ويذهب بنفسه
حتى يكتب في الجبارين، فيصيبه ما أصابهم (9).
- الإمام علي (عليه السلام) - في صفة المتقين -:
بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة، ودنوه ممن
دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده بكبر وعظمة،
ولا دنوه بمكر وخديعة (10).
- عنه (عليه السلام): إن من أسخف حالات الولاة عند
صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر ويوضع
أمرهم على الكبر (11).
- عنه (عليه السلام) - في فضيلة الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) -:
بعثه والناس ضلال في حيرة، وحاطبون
[خابطون] في فتنة، قد استهوتهم الأهواء،
واستزلتهم الكبرياء (12).
- عنه (عليه السلام): إني لمن قوم لا تأخذهم في الله
لومة لائم... لا يستكبرون ولا يعلون، ولا يغلون
ولا يفسدون (13).
[3432]
تفرد الله بالكبرياء
الكتاب
* (هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام
المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما
يشركون) * (14).
* (وله الكبرياء في السماوات والأرض وهو العزيز
الحكيم) * (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما الكبرياء لله رب
العالمين (16).
- الإمام علي (عليه السلام): الحمد لله الذي لبس
العز والكبرياء، واختارهما لنفسه دون خلقه،

(1) البحار: 73 / 209 / 2 و 78 / 186 / 16.
(2) البحار: 73 / 209 / 2 و 78 / 186 / 16.
(3) غرر الحكم: 2609، 1968، 2898.
(4) غرر الحكم: 2609، 1968، 2898.
(5) غرر الحكم: 2609، 1968، 2898.
(6) البحار: 78 / 229 / 5.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(8) كنز العمال: 7729، 7749.
(9) كنز العمال: 7729، 7749.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 193، 216، 95، 192.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 193، 216، 95، 192.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 193، 216، 95، 192.
(13) نهج البلاغة: الخطبة 193، 216، 95، 192.
(14) الحشر: 23.
(15) الجاثية: 37.
(16) الترغيب والترهيب: 3 / 91 / 15.
2651

وجعلهما حمى وحرما على غيره واصطفاهما
لجلاله (1).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما قيل له إن فيك
كبرا -: كلا، الكبر لله وحده، ولكن في عزة، قال
الله تعالى: * (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) * (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الكبر رداء الله، والمتكبر
ينازع الله رداءه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله جل وعلا:
الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني
واحدا منهما ألقيته في النار (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الكبر رداء الله، فمن
نازع الله شيئا من ذلك أكبه الله في النار (5).
- الإمام علي (عليه السلام): فلو رخص الله في الكبر
لأحد من عباده لرخص فيه لخاصة أنبيائه
وأوليائه، ولكنه سبحانه كره إليهم التكابر،
ورضي لهم التواضع (6).
[3433]
تفسير الكبر (1)
الكتاب
* (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم
ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون) * (7).
* (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض
بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها...) * (8).
(انظر) الأعراف: 13، 36، 40، النحل: 22، يونس: 75.
الآيات التي ورد فيها الكبر بمعنى الاستكبار على
الله سبحانه وجحود الحق تبلغ ثمانية وخمسين
آية، فراجع.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا أبا ذر، من مات وفي قلبه
مثقال ذرة من كبر لم يجد رائحة الجنة إلا أن
يتوب قبل ذلك، فقال: يا رسول الله إني ليعجبني
الجمال حتى وددت أن علاقة سوطي وقبال نعلي
حسن فهل يرهب على ذلك؟ قال: كيف تجد
قلبك؟ قال: أجده عارفا للحق مطمئنا إليه، قال:
ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تترك الحق
وتتجاوزه إلى غيره، وتنظر إلى الناس ولا ترى أن
أحدا عرضه كعرضك ولا دمه كدمك (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يدخل الجنة من كان في قلبه
مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن
يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل
يحب الجمال: الكبر بطر الحق وغمط الناس (10).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام): لا يدخل الجنة
من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر،
قال - محمد بن مسلم -: فاسترجعت، فقال:
مالك تسترجع؟ قلت: لما سمعت منك، فقال:
ليس حيث تذهب، إنما أعني الجحود، إنما
هو الجحود (11).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 127.
(2) البحار: 24 / 325 / 40 و 73 / 214 / 4.
(3) البحار: 24 / 325 / 40 و 73 / 214 / 4.
(4) الترغيب والترهيب: 3 / 563 / 14.
(5) البحار: 73 / 215 / 5.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 192، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 151.
(7) البقرة: 87.
(8) الأعراف: 146.
(9) البحار: 77 / 90 / 3.
(10) الترغيب والترهيب: 3 / 567 / 31.
(11) الكافي: 2 / 310 / 7.
2652

- الإمام الصادق (عليه السلام) - لعبد الله بن طلحة -:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لن يدخل الجنة عبد في قلبه
مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار
عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان،
قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب
أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر؟ قال:
ليس بذاك، إنما الكبر إنكار الحق، والإيمان
الإقرار بالحق (1).
- محمد بن عمر بن يزيد عن أبيه قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إنني آكل الطعام الطيب،
وأشم الريح الطيبة وأركب الدابة الفارهة ويتبعني
الغلام، فترى في هذا شيئا من التجبر فلا أفعله؟
فأطرق أبو عبد الله (عليه السلام) ثم قال: إنما الجبار الملعون
من غمص الناس وجهل الحق (2).
- الإمام علي (عليه السلام): طلبت الخضوع فما
وجدت إلا بقبول الحق، اقبلوا الحق، فإن قبول
الحق يبعد من الكبر (3).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): من قال: أستغفر
الله وأتوب إليه فليس بمستكبر ولا جبار، إن
المستكبر من يصر على الذنب الذي قد غلبه هواه
فيه، وآثر دنياه على آخرته (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن أدنى
الإلحاد -: إن الكبر أدناه (5).
(انظر) الحق: باب 896.
[3434]
تفسير الكبر (2)
- الإمام الصادق (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن
أعظم الكبر غمص الخلق وسفه الحق، قال - عبد
الأعلى بن أعين -: قلت: وما غمص الخلق
وسفه الحق؟ قال: يجهل الحق ويطعن على أهله،
فمن فعل ذلك فقد نازع الله عز وجل رداءه (6).
- عنه (عليه السلام): الكبر أن تغمص الناس
وتسفه الحق (7).
- عنه (عليه السلام): من مر بالمأزمين وليس في قلبه
كبر غفر الله له - قال الراوي: - قلت: ما
الكبر؟ قال: يغمص الناس، ويسفه الحق (8).
- عنه (عليه السلام): من دخل مكة مبرءا عن الكبر غفر
ذنبه - قال عبد الملك: - قلت: وما الكبر؟ قال:
غمص الخلق وسفه الحق، قلت: وكيف ذاك؟
قال: يجهل الحق ويطعن على أهله (9).
[3435]
حقيقة الكبر
- الإمام الصادق (عليه السلام): من ذهب يرى أن له على
الآخر فضلا فهو من المستكبرين - قال حفص بن
غياث: - فقلت له: إنما يرى أن له عليه فضلا
بالعافية إذا رآه مرتكبا للمعاصي، فقال:

(1) معاني الأخبار: 241 / 1.
(2) الكافي: 2 / 311 / 13.
(3) البحار: 69 / 399 / 91 و 93 / 277 / 3.
(4) البحار: 69 / 399 / 91 و 93 / 277 / 3.
(5) الكافي: 2 / 309 / 1.
(6) الكافي: 2 / 310 / 9 و ح 8.
(7) الكافي: 2 / 310 / 9 و ح 8.
(8) البحار: 99 / 255 / 25.
(9) معاني الأخبار: 242 / 6.
2653

هيهات هيهات! فلعله أن يكون قد غفر له ما
أتى وأنت موقوف محاسب، أما تلوت قصة
سحرة موسى (عليه السلام) (1).
- عنه (عليه السلام): إذا هبطتم وادي مكة فالبسوا خلقان
ثيابكم، أو سمل ثيابكم، أو خشن ثيابكم، فإنه
لن يهبط وادي مكة أحد ليس في قلبه شئ من
الكبر إلا غفر الله له، فقال عبد الله بن أبي يعفور: ما
حد الكبر؟ قال: الرجل ينظر إلى نفسه إذا لبس
الثوب الحسن يشتهي أن يرى عليه، ثم قال: * (بل
الإنسان على نفسه بصيرة) * (2).
أقول: قال أبو حامد في بيان حقيقة الكبر:
اعلم أن الكبر ينقسم إلى ظاهر وباطن، والباطن
هو خلق في النفس، والظاهر هو أعمال تصدر من
الجوارح، واسم الكبر بالخلق الباطن أحق، وأما
الأعمال فإنها ثمرات لذلك الخلق، وخلق الكبر
موجب للأعمال، ولذلك إذا ظهر على الجوارح
يقال: تكبر، وإذا لم يظهر يقال: في نفسه
كبر، فالأصل هو الخلق الذي في النفس، وهو
الاسترواح والركون إلى رؤية النفس فوق المتكبر
عليه، فإن الكبر يستدعي متكبرا عليه ومتكبرا
به، وبه ينفصل الكبر عن العجب كما سيأتي، فإن
العجب لا يستدعي غير المعجب، بل لو لم يخلق
الإنسان إلا وحده تصور أن يكون معجبا،
ولا يتصور أن يكون متكبرا إلا أن يكون مع غيره،
وهو يرى نفسه فوق ذلك الغير في صفات الكمال،
فعند ذلك يكون متكبرا، ولا يكفي أن يستعظم
نفسه ليكون متكبرا فإنه قد يستعظم نفسه ولكن
يرى غيره أعظم من نفسه أو مثل نفسه فلا يتكبر
عليه، ولا يكفي أن يستحقر غيره فإنه مع ذلك لو
رأى نفسه أحقر لم يتكبر ولو رأى غيره مثل نفسه
لم يتكبر، بل ينبغي أن يرى لنفسه مرتبة ولغيره
مرتبة، ثم يرى مرتبة نفسه فوق مرتبة غيره، فعند
هذه الاعتقادات الثلاثة يحصل فيه خلق الكبر،
لا أن هذه الرؤية هي الكبر، بل هذه الرؤية وهذه
العقيدة تنفخ فيه فيحصل في قلبه اعتداد وهزة
وفرح وركون إلى ما اعتقده، وعز في نفسه بسبب
ذلك، فتلك العزة والهزة والركون إلى المعتقد هو
خلق الكبر، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه وآله): أعوذ بك من
نفخة الكبرياء (3).
[3436]
ذم التبختر في المشي
الكتاب
* (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن
تبلغ الجبال طولا) * (4).
* (ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن
الله لا يحب كل مختال فخور) * (5).
* (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا
خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) * (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ولا تمش

(1) الكافي: 8 / 128 / 98.
(2) البحار: 79 / 312 / 14.
(3) المحجة البيضاء: 6 / 228.
(4) الإسراء: 37.
(5) لقمان: 18.
(6) الفرقان: 63.
2654

في الأرض مرحا) * -: بالعظمة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما مر على جماعة -: على
ما اجتمعتم؟ قالوا: يا رسول الله، هذا مجنون
يصرع فاجتمعنا عليه، فقال: ليس هذا بمجنون
ولكنه المبتلى.
ثم قال: ألا أخبركم بالمجنون حق المجنون؟
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: [إن المجنون حق
المجنون] المتبختر في مشيته، الناظر في عطفيه،
المحرك جنبيه بمنكبيه، يتمنى على الله جنته وهو
يعصيه، الذي لا يؤمن شره ولا يرجى خيره،
فذلك المجنون وهذا المبتلى (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله يبغض ابن سبعين في أهله،
ابن عشرين في مشيته ومنظره (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى يحب ابن عشرين إذا
كان شبه ابن ثمانين، ويبغض ابن ستين إذا كان
شبه ابن عشرين (4).
(انظر) المشي: باب 3696.
[3437]
المتكبر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أمقت الناس المتكبر (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أبعدكم يوم القيامة مني
الثرثارون، وهم المستكبرون (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أبغضكم إلينا وأبعدكم منا في
الآخرة الثرثارون المتشدقون المتفيهقون، قالوا:
يا رسول الله، قد علمنا الثرثارين المتشدقين (7)،
فمن المتفيهقون؟ قال: المتكبرون (8).
- الإمام علي (عليه السلام): أترجو أن [يؤتيك] يعطيك الله
أجر المتواضعين وأنت عنده من المتكبرين؟! (9).
- عنه (عليه السلام): من كان متكبرا لم يعدم التلف (10).
[3438]
ما لا ينبغي معه الكبر
- الإمام علي (عليه السلام): عجبت لابن آدم أوله نطفة
وآخره جيفة، وهو قائم بينهما وعاء للغائط،
ثم يتكبر! (11).
- عنه (عليه السلام): عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس
نطفة ويكون غدا جيفة! (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): عجبا للمختال الفخور
وإنما خلق من نطفة ثم يعود جيفة، وهو فيما
بين ذلك لا يدري ما يصنع به (13).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله مولانا الصادق (عليه السلام) عن
الغائط -: تصغيرا لابن آدم، لكي لا يتكبر وهو
يحمل غائطه معه (14).

(1) البحار: 73 / 232 / 27.
(2) الخصال: 332 / 31.
(3) كنز العمال: 7731، 7732.
(4) كنز العمال: 7731، 7732.
(5) البحار: 73 / 231 / 23 وص 232 / 25.
(6) البحار: 73 / 231 / 23 وص 232 / 25.
(7) المتشدق هو: المتكلم بملء شدقيه تفاصحا وتعاظما واستعلاء
على غيره. (كما في هامش المصدر).
(8) المحجة البيضاء: 6 / 214.
(9) نهج البلاغة: الكتاب 21.
(10) غرر الحكم: 8132.
(11) البحار: 73 / 234 / 33.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(13) البحار: 73 / 229 / 22.
(14) علل الشرائع: 275 / 1.
2655

- الإمام زين العابدين (عليه السلام): وقع بين سلمان
الفارسي (رحمه الله) وبين رجل كلام وخصومة، فقال له
الرجل: من أنت يا سلمان؟! فقال سلمان: أما
أولاي وأولاك فنطفة قذرة، وأما أخراي وأخراك
فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ووضعت
الموازين، فمن ثقل ميزانه فهو الكريم، ومن خفت
ميزانه فهو اللئيم (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تكونوا كالمتكبر على ابن أمه
من غير ما فضل جعله الله فيه، سوى ما ألحقت العظمة
بنفسه من عداوة الحسد [الحسب]، وقدحت الحمية
في قلبه من نار الغضب، ونفخ الشيطان في أنفه من
ريح الكبر الذي أعقبه الله به الندامة (2).
[3439]
علة التكبر
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما من رجل تكبر أو تجبر
إلا لذلة وجدها في نفسه (3).
- عنه (عليه السلام): ما من أحد يتيه (4) إلا من ذلة
يجدها في نفسه (5).
- الإمام علي (عليه السلام): كل متكبر حقير (6).
- عنه (عليه السلام): ما تكبر إلا وضيع (7).
- عنه (عليه السلام): لا يتكبر إلا وضيع خامل (8).
قال أبو حامد في بيان البواعث على التكبر
وأسبابه المهيجة له: اعلم أن الكبر خلق باطن،
وأما ما يظهر من الأخلاق والأفعال فهي ثمرتها
ونتيجتها، وينبغي أن تسمى تكبرا، ويخص اسم
الكبر بالمعنى الباطل الذي هو استعظام النفس،
ورؤية قدرها فوق قدر الغير.
وهذا الباطن له موجب واحد وهو العجب
الذي يتعلق بالمتكبر كما سيأتي معناه، فإنه إذا
أعجب بنفسه وبعلمه وعمله أو بشئ من أسبابه
استعظم نفسه وتكبر.
وأما الكبر الظاهر فأسبابه ثلاثة: سبب في
المتكبر، وسبب في المتكبر عليه، وسبب يتعلق
بغيرهما. أما السبب الذي في المتكبر فهو العجب،
والذي يتعلق بالمتكبر عليه هو الحقد والحسد،
والذي يتعلق بغيرهما هو الرياء.
فتصير الأسباب بهذا الاعتبار أربعة: العجب،
والحقد، والحسد، والرياء (9).
(انظر) الكذب: باب 3462.
[3440]
علاج الكبر
- الإمام الحسن (عليه السلام): لا ينبغي لمن عرف عظمة
الله أن يتعاظم، فإن رفعة الذين يعلمون عظمة الله
أن يتواضعوا، و [عز] الذين يعرفون ما جلال الله أن
يتذللوا [له] (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لا ينبغي لمن عرف الله

(1) البحار: 73 / 231 / 24.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
13 / 137.
(3) الكافي: 2 / 312 / 17.
(4) أي يتكبر. (من هامش المصدر).
(5) الكافي: 2 / 312 / 17.
(6) غرر الحكم: 6837، 9467، 10808.
(7) غرر الحكم: 6837، 9467، 10808.
(8) غرر الحكم: 6837، 9467، 10808.
(9) المحجة البيضاء: 6 / 245.
(10) البحار: 78 / 104 / 3.
2656

أن يتعاظم (1).
- عنه (عليه السلام): ولو أراد الله أن يخلق آدم من نور
يخطف الأبصار ضياؤه ويبهر العقول رواؤه وطيب
يأخذ الأنفاس عرفه لفعل، ولو فعل لظلت له الأعناق
خاضعة [خاشعة]، ولخفت [لحقت] البلوى فيه على
الملائكة، ولكن الله سبحانه يبتلي خلقه ببعض ما
يجهلون أصله، تمييزا بالاختبار لهم، ونفيا للاستكبار
عنهم، وإبعادا للخيلاء منهم (2).
- عنه (عليه السلام): لو كانت الأنبياء أهل قوة لا ترام
وعزة لا تضام... لكان ذلك أهون على الخلق في
الاعتبار وأبعد لهم في الاستكبار... ولكن الله
سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق
بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة لأمره
والاستسلام لطاعته أمورا له خاصة لا تشوبها من
غيرها شائبة، وكلما كانت البلوى والاختبار
أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل (3).
- عنه (عليه السلام): لكن الله يختبر عباده بأنواع
الشدائد، ويتعبدهم بأنواع المجاهد، ويبتليهم
بضروب المكاره، إخراجا للتكبر من قلوبهم،
وإسكانا للتذلل في نفوسهم، وليجعل ذلك أبوابا
فتحا إلى فضله (4).
- عنه (عليه السلام): وعن ذلك ما حرس الله عباده
المؤمنين بالصلوات والزكوات، ومجاهدة الصيام
في الأيام المفروضات، تسكينا لأطرافهم،
وتخشيعا لأبصارهم، وتذليلا لنفوسهم،
وتخفيضا [تخضيعا] لقلوبهم، وإذهابا للخيلاء
عنهم... انظروا إلى ما في هذه الأفعال من قمع
نواجم الفخر، وقدع [قطع] طوالع الكبر! (5).
- عنه (عليه السلام): فرض الله الإيمان تطهيرا من
الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر (6).
كلام المجلسي في علاج الكبر:
أما معالجة الكبر واكتساب التواضع فهو
علمي وعملي، أما العلمي فهو أن يعرف نفسه
وربه، ويكفيه ذلك في إزالته، فإنه مهما عرف
نفسه حق المعرفة علم أنه أذل من كل ذليل، وأقل
من كل قليل بذاته، وأنه لا يليق به إلا التواضع
والذلة والمهانة، وإذا عرف ربه علم أنه لا يليق
العظمة والكبرياء إلا بالله... فهذا هو العلاج العلمي
القاطع لأصل الكبر.
وأما العلاج العملي فهو التواضع بالفعل
لله تعالى ولسائر الخلق، بالمواظبة على أخلاق
المتواضعين، وما وصل إليه من أحوال
الصالحين، ومن أحوال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حتى أنه
كان يأكل على الأرض ويقول: إنما أنا عبد آكل
كما يأكل العبد (7).
(انظر) باب 3438، 3432.
[3441]
دفع الكبر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنه ليعجبني أن يحمل الرجل
الشئ في يده يكون مهنئا لأهله يدفع به

(1) غرر الحكم: 10739.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192، والحكمة 252.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 192، والحكمة 252.
(7) البحار: 73 / 201، 205.
2657

الكبر عن نفسه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من رقع جيبه وخصف
نعله وحمل سلعته فقد برئ من الكبر (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حمل بضاعته فقد أمن
من الكبر (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من حلب شاته ورقع قميصه
وخصف نعله وواكل خادمه وحمل من سوقه فقد
برئ من الكبر (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من لبس الصوف وانتعل المخصوف
وركب حماره وحلب شاته وأكل معه عياله فقد
نحى الله عنه الكبر، أنا عبد ابن عبد، أجلس
جلسة العبد، وآكل أكل العبد.
إني قد أوحي إلي أن تواضعوا، ولا يبغي
أحد على أحد (5).
- أبو امامة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) خرج إلى البقيع
فتبعه أصحابه فوقف وأمرهم أن يتقدموا،
ثم مشى خلفهم، فسئل عن ذلك فقال: إني
سمعت خفق نعالكم، فأشفقت أن يقع في نفسي
شئ من الكبر (6).
أقول: الأمور المذكورة في الأحاديث
ليست قانونا كليا تكشف عن عدم وجود
الكبر، بل تختلف باختلاف الأشخاص والأعصار
والموارد، فقد قيل: " إن من الناس ناسا يلبسون
الصوف إرادة التواضع وقلوبهم مملوءة
عجبا وكبرا " فتأمل.
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لعبد الله بن جبلة وقد
علق سمكة في يده -: اقذفها، إني لأكره
للرجل السري أن يحمل الشئ الدني بنفسه.
ثم قال: إنكم قوم أعداؤكم كثير يا معشر
الشيعة، إنكم قوم عاداكم الخلق، فتزينوا لهم
ما قدرتم عليه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما استحيى منه
رجل اشترى لعياله شيئا وهو يحمله -: اشتريته
لعيالك وحملته إليهم، فقال: أما والله لولا أهل
المدينة لأحببت أن أشتري لعيالي الشئ ثم
أحمله إليهم (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لأبي ذر -: يا أبا ذر،
يكون في آخر الزمان قوم يلبسون الصوف في
صيفهم وشتائهم، يرون أن لهم الفضل بذلك على
غيرهم، أولئك يلعنهم أهل السماوات والأرض (9).
(انظر) وسائل الشيعة: 3 / 344 باب 5.
[3442]
ثمرة الكبر
- الإمام علي (عليه السلام): الحرص والكبر والحسد
دواع إلى التقحم في الذنوب (10).
- عنه (عليه السلام): ثمرة الكبر المسبة (11).
- عنه (عليه السلام): التكبر يضع الرفيع (12).

(1) تنبيه الخواطر: 1 / 201.
(2) ثواب الأعمال: 213 / 1.
(3) كنز العمال: 7794، 7793، 7797، 8878.
(4) كنز العمال: 7794، 7793، 7797، 8878.
(5) كنز العمال: 7794، 7793، 7797، 8878.
(6) كنز العمال: 7794، 7793، 7797، 8878.
(7) صفات الشيعة: 94 / 31.
(8) وسائل الشيعة: 3 / 345 / 5760 وص 362 / 5829.
(9) وسائل الشيعة: 3 / 345 / 5760 وص 362 / 5829.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 371.
(11) غرر الحكم: 4614، 311.
(12) غرر الحكم: 4614، 311.
2658

- عنه (عليه السلام): التكبر يظهر الرذيلة (1).
- عنه (عليه السلام): ليس لمتكبر صديق (2).
- عنه (عليه السلام): الكبر داع إلى التقحم في الذنوب (3).
- عنه (عليه السلام): بكثرة التكبر يكون التلف (4).
- عنه (عليه السلام): من لبس الكبر والسرف خلع
الفضل والشرف (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يطمعن ذو الكبر في
الثناء الحسن (6).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يتعلم من يتكبر (7).
[3443]
من تكبر وضعه الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من يستكبر يضعه الله (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن في السماء ملكين موكلين
بالعباد، فمن تجبر وضعاه (9).
- الإمام علي (عليه السلام): التكبر يضع الرفيع (10).
- عنه (عليه السلام): من تكبر على الناس ذل (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما من عبد إلا وفي
رأسه حكمة وملك يمسكها، فإذا تكبر قال
له: اتضع وضعك الله، فلا يزال أعظم الناس في
نفسه وأصغر الناس في أعين الناس. وإذا تواضع
رفعه الله عز وجل، ثم قال له: انتعش نعشك الله،
فلا يزال أصغر الناس في نفسه وأرفع الناس في
أعين الناس (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من آدمي إلا في رأسه
حكمة بيد ملك، فإذا تواضع قيل للملك: ارفع
حكمته، وإذا تكبر قيل للملك: ضع حكمته (13).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن الزرع ينبت في
السهل ولا ينبت في الصفا، فكذلك الحكمة تعمر
في قلب المتواضع ولا تعمر في قلب المتكبر
الجبار، لان الله جعل التواضع آلة العقل، وجعل
التكبر من آلة الجهل، ألم تعلم أن من شمخ إلى
السقف برأسه شجه، ومن خفض رأسه استظل
تحته وأكنه، وكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله،
ومن تواضع لله رفعه (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من تواضع لله درجة يرفعه
الله درجة حتى يجعله الله في أعلى عليين، ومن
تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله
في أسفل سافلين (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تواضع لله رفعه الله، وقال:
انتعش نعشك الله، فهو في أعين الناس عظيم وفي
نفسه صغير، ومن تكبر قصمه الله، وقال: اخسأ،
فهو في أعين الناس صغير وفي نفسه كبير (16).
(انظر) التواضع: باب 4099.

(1) غرر الحكم: 523، 7464، 1564، 4288، 8736.
(2) غرر الحكم: 523، 7464، 1564، 4288، 8736.
(3) غرر الحكم: 523، 7464، 1564، 4288، 8736.
(4) غرر الحكم: 523، 7464، 1564، 4288، 8736.
(5) غرر الحكم: 523، 7464، 1564، 4288، 8736.
(6) الخصال: 434 / 20.
(7) غرر الحكم: 10586.
(8) أمالي الصدوق: 395 / 1.
(9) المحاسن: 1 / 213 / 388.
(10) غرر الحكم: 311.
(11) البحار: 77 / 235 / 3.
(12) الكافي: 2 / 312 / 16.
(13) الترغيب والترهيب: 3 / 561 / 8.
(14) تحف العقول: 396.
(15) الترغيب والترهيب: 3 / 560 / 6 و ح 7.
(16) الترغيب والترهيب: 3 / 560 / 6 و ح 7.
2659

[3444]
مثوى المتكبرين
الكتاب
* (فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى
المتكبرين) * (1).
* (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم
داخرين) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يحشر الجبارون
المتكبرون يوم القيامة في صور الذر، يطؤهم
الناس لهوانهم على الله تعالى (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن المتكبرين يجعلون
في صور الذر يتوطؤهم الناس حتى يفرغ الله
من الحساب (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أخبركم بأهل النار؟
كل عتل جواظ مستكبر (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يحشر المتكبرون يوم القيامة في
مثل صور الذر تطؤهم الناس ذرا في مثل صور
الرجال، يعلوهم كل شئ من الصغار (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يحشر المتكبرون يوم القيامة
أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من
كل مكان (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن في جهنم واديا يقال له هبهب،
حق على الله سبحانه أن يسكن فيه كل جبار (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن في النار قصرا يجعل فيه
المتكبرون ويطبق عليهم (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن في جهنم لواديا
للمتكبرين يقال له سقر، شكا إلى الله عز وجل
شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس، فتنفس
فأحرق جهنم (10).
(انظر) جهنم: باب 619.

(1) النحل: 29.
(2) المؤمن: 60.
(3) المحجة البيضاء: 6 / 215.
(4) الكافي: 2 / 311 / 11.
(5) الترغيب والترهيب: 3 / 563 / 16.
(6) المحجة البيضاء: 6 / 215.
(7) كنز العمال: 7750.
(8) المحجة البيضاء: 6 / 215.
(9) المحجة البيضاء: 6 / 215.
(10) الكافي: 2 / 310 / 10.
2660

(454)
الكتاب
البحار: 2 / 144 باب 19 " كتابة الحديث ".
انظر:
عنوان 243 " الخط "، 447 " القلم ".
2661

[3445]
الكتاب
الكتاب
* (ن والقلم وما يسطرون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): الكتب بساتين العلماء (2).
- عنه (عليه السلام): الكتاب أحد المحدثين (3).
- عنه (عليه السلام): الكتاب ترجمان النية (4).
- عنه (عليه السلام): نعم المحدث الكتاب (5).
- عنه (عليه السلام): من تسلى بالكتب لم تفته سلوة (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - للمفضل بن عمر -:
اكتب وبث علمك في إخوانك، فإن مت فأورث
كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا
يأنسون فيه إلا بكتبهم (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من الله عز وجل على
الناس برهم وفاجرهم بالكتاب والحساب، ولولا
ذلك لتغالطوا (8).
[3446]
الكتابة وشخصية الكاتب
- الإمام الصادق (عليه السلام): يستدل بكتاب الرجل
على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه
وفطنته (9).
- الإمام علي (عليه السلام): رسولك ترجمان عقلك،
وكتابك أبلغ ما ينطق عنك (10).
- عنه (عليه السلام): كتاب الرجل عنوان عقله وبرهان
فضله (11).
- عنه (عليه السلام): كتاب المرء معيار فضله ومسبار
نبله (12).
- عنه (عليه السلام): إذا كتبت كتابا فأعد فيه النظر
قبل ختمه، فإنما تختم على عقلك (13).
- عنه (عليه السلام): عقول الفضلاء في أطراف
أقلامها (14).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه للأشتر -: انظر في
حال كتابك، فول على أمورك خيرهم، واخصص
رسائلك التي تدخل فيها مكائدك وأسرارك
بأجمعهم لوجوه صالح الأخلاق ممن لا تبطره
الكرامة، فيجترئ بها عليك في خلاف لك بحضرة
ملا، ولا تقصر به الغفلة عن إيراد مكاتبات عمالك
عليك، وإصدار جواباتها على الصواب عنك، فيما
يأخذ لك ويعطي منك (15).

(1) القلم: 1.
(2) غرر الحكم: 991، 1615، 298، 9948، 8126.
(3) غرر الحكم: 991، 1615، 298، 9948، 8126.
(4) غرر الحكم: 991، 1615، 298، 9948، 8126.
(5) غرر الحكم: 991، 1615، 298، 9948، 8126.
(6) غرر الحكم: 991، 1615، 298، 9948، 8126.
(7) الكافي: 1 / 52 / 11 و 5 / 155 / 1.
(8) الكافي: 1 / 52 / 11 و 5 / 155 / 1.
(9) المحاسن: 1 / 311 / 618.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 301.
(11) غرر الحكم: 7260، 7261، 4167، 6339.
(12) غرر الحكم: 7260، 7261، 4167، 6339.
(13) غرر الحكم: 7260، 7261، 4167، 6339.
(14) غرر الحكم: 7260، 7261، 4167، 6339.
(15) نهج البلاغة: الكتاب 53.
2662

[3447]
الحث على كتابة العلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قيدوا العلم بالكتاب (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): قيدوا العلم، قيل: وما تقييده؟
قال: كتابته (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اكتبوا العلم قبل ذهاب العلماء،
وإنما ذهاب العلم بموت العلماء (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما دعا بنيه وبني أخيه -:
إنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم
آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع منكم أن
يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اكتبوا فإنكم لا تحفظون
إلا بالكتاب (5).
- عنه (عليه السلام): اكتبوا فإنكم لا تحفظون
حتى تكتبوا (6).
- عنه (عليه السلام) - لأبي بصير -: دخل علي أناس
من أهل البصرة فسألوني عن أحاديث وكتبوها،
فما يمنعكم من الكتاب؟!.
أما إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا (7).
- عنه (عليه السلام): القلب يتكل على الكتابة (8).
[3448]
ثواب التأليف والكتابة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن إذا مات وترك ورقة
واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة
سترا فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك
وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من
الدنيا سبع مرات (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كتب عني علما أو حديثا لم يزل
يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم والحديث (10).
(انظر) البحار: 2 / 144 باب 19.
[3449]
ما أنزل الله من كتاب
الكتاب
* (وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما
اختلفوا فيه) * (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله أبو ذر عن عدد
ما أنزل الله من كتاب -: مائة كتاب وأربعة
كتب، أنزل الله على شيث خمسين صحيفة، وعلى
إدريس ثلاثين صحيفة، وعلى إبراهيم عشرين
صحيفة، وأنزل التوراة والإنجيل والزبور
والفرقان (12).
- الإمام علي (صلى الله عليه وآله): ولم يخل الله سبحانه

(1) كنز العمال: 29332.
(2) منية المريد: 340.
(3) كنز العمال: 28733.
(4) منية المريد: 340.
(5) البحار: 2 / 153 / 46.
(6) الكافي: 1 / 52 / 9.
(7) البحار: 2 / 153 / 47.
(8) الكافي: 1 / 52 / 8.
(9) أمالي الصدوق: 40 / 3.
(10) كنز العمال: 28951.
(11) البقرة: 213.
(12) الخصال: 524 / 13.
2663

خلقه من نبي مرسل، أو كتاب منزل، أو
حجة لازمة، أو محجة قائمة (1).
[3450]
أدب الكتابة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): بسم الله الرحمن الرحيم
مفتاح كل كتاب (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تدع بسم الله الرحمن
الرحيم وإن كان بعده شعر (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كتب بسم الله الرحمن
الرحيم مجودة تعظيما لله غفر الله له (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): اكتب بسم الله الرحمن
الرحيم من أجود كتابك (5).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 494 باب 94.
عنوان 247 " أسماء الله ".

(1) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(2) الدر المنثور: 1 / 27.
(3) الكافي: 2 / 672 / 1.
(4) الدر المنثور: 1 / 27.
(5) الكافي: 2 / 672 / 2.
2664

(455)
المكاتبة
البحار: 76 / 48 باب: 102 " التكاتب وآدابه ".
كنز العمال: 10 / 243 " الكتابة والمراسلة ".
وسائل الشيعة: 8 / 494 باب 93 " استحباب التكاتب في السفر ".
2665

[3451]
المكاتبة
الكتاب
* (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * أن لا
تعلوا علي وأتوني مسلمين) * (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): التواصل بين الإخوان في
الحضر التزاور، والتواصل في السفر المكاتبة (2).
- الإمام علي (عليه السلام): أول من كاتب لقمان الحكيم
وكان عبدا حبشيا (3).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 494 باب 93.
[3452]
الحث على رد جواب الكتاب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رد جواب الكتاب حق
كرد السلام (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن لجواب الكتاب حقا
كرد السلام (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): رد جواب الكتاب
واجب كوجوب رد السلام (6).

(1) النمل: 30، 31.
(2) تحف العقول: 358.
(3) مستدرك الوسائل: 8 / 302 / 9501.
(4) كنز العمال: 29294.
(5) كنز العمال: 29293.
(6) الكافي: 2 / 670 / 2.
2666

(456)
الكتمان
البحار: 75 / 28 باب 45 " كتمان السر ".
البحار: 2 / 64 باب 13 " النهي عن كتمان العلم ".
البحار: 2 / 212 باب 27 " العلة التي من أجلها كتم الأئمة بعض العلم والأحكام ".
انظر:
عنوان 227 " السر "، العلم: باب 2858، الحسد: باب 849.
الشهادة (1) باب 2097، المصيبة: باب 2343.
2667

[3453]
وجوب كتمان أسرار
الثورة الإسلامية
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): وددت والله أني
افتديت خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم
ساعدي: النزق (1) وقلة الكتمان (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أمر الناس بخصلتين
فضيعوهما فصاروا منهما على غير شى: الصبر
والكتمان (3).
- عنه (عليه السلام) - لسليمان بن خالد -: يا سليمان،
إنكم على دين من كتمه أعزه الله ومن أذاعه
أذله الله (4).
- عنه (عليه السلام): إن أمرنا مستور مقنع بالميثاق،
فمن هتك علينا أذله الله (5).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لما كتب وهو في
الحبس لعلي بن سويد السائي -: لا تفش ما
استكتمتك، أخبرك أن من أوجب حق أخيك أن لا
تكتمه شيئا ينفعه، لا من دنياه ولا من آخرته (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كتمان سرنا جهاد في
سبيل الله (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): والله إن أحب أصحابي
إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليس هذا الأمر
معرفته ولايته فقط حتى تستره عمن ليس من
أهله، وبحسبكم أن تقولوا ما قلنا، وتصمتوا
عما صمتنا (9).
- الإمام علي (عليه السلام): الصمت حكم، والسكوت
سلامة، والكتمان طرف من السعادة (10).
(انظر) عنوان 557 " التقية ".
[3454]
النهي عن إذاعة أسرار الثورة
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أذاع علينا
حديثنا فهو بمنزلة من جحدنا حقنا (11).
- عنه (عليه السلام): ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ
ولكن قتلنا قتل عمد (12).
- عنه (عليه السلام): إن الله عز وجل جعل الدين
دولتين: دولة آدم - وهي دولة الله - ودولة إبليس،

(1) النزق: الطيش وما يقال له بالفارسية كما في منتهى الإرب:
سبكى وشتاب نمودن هنگام خشم. (من هامش الخصال: 44).
(2) الكافي: 2 / 221 / 1 وص 222 / 2 وص 222 / 3 وص 226 / 15.
(3) الكافي: 2 / 221 / 1 وص 222 / 2 وص 222 / 3 وص 226 / 15.
(4) الكافي: 2 / 221 / 1 وص 222 / 2 وص 222 / 3 وص 226 / 15.
(5) الكافي: 2 / 221 / 1 وص 222 / 2 وص 222 / 3 وص 226 / 15.
(6) البحار: 2 / 75 / 52 و 75 / 70 / 7.
(7) البحار: 2 / 75 / 52 و 75 / 70 / 7.
(8) الكافي: 2 / 223 / 7.
(9) الغيبة للنعماني: 35 / 4.
(10) تحف العقول: 223.
(11) الكافي: 2 / 370 / 2 و ح 4.
(12) الكافي: 2 / 370 / 2 و ح 4.
2668

فإذا أراد الله أن يعبد علانية كانت دولة آدم، وإذا
أراد الله أن يعبد في السر كانت دولة إبليس،
والمذيع لما أراد الله ستره مارق من الدين (1).
- عنه (عليه السلام): من أذاع علينا حديثنا سلبه
الله الإيمان (2).
- عنه (عليه السلام): مذيع السر شاك، وقائله عند غير
أهله كافر (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يحشر العبد يوم القيامة
وما ندى دما فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق
ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان، فيقول: يا
رب، إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دما؟
فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا،
فرويتها عليه، فنقلت حتى صارت إلى فلان
الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في قوله تعالى:
* (ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون
النبيين بغير الحق) * -: والله ما قتلوهم بأيديهم ولا
ضربوهم بأسيافهم، ولكنهم سمعوا أحاديثهم
فأذاعوها فاخذوا عليها فقتلوا (5).
- عنه (عليه السلام) - لأبي جعفر محمد بن النعمان
الأحول -: يا بن النعمان، إن العالم لا يقدر
أن يخبرك بكل ما يعلم، لأنه سر الله... فلا
تعجلوا، فوالله لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات
فأذعتموه فأخره الله، والله ما لكم سر إلا
وعدوكم أعلم به منكم (6).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله أبو بصير عن حديث
كثير -: هل كتمت علي شيئا قط؟ فبقيت أتذكر،
فلما رأى ما بي قال: أما ما حدثت به أصحابك فلا
بأس، إنما الإذاعة أن تحدث به غير أصحابك (7).
[3455]
مدح العبد الكتوم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): طوبى لعبد نومة، عرفه الله
ولم يعرفه الناس، أولئك مصابيح الهدى وينابيع
العلم، ينجلي عنهم كل فتنة مظلمة، ليسوا
بالمذاييع البذر ولا بالجفاة المرائين (8).
- الإمام علي (عليه السلام): طوبى لكل عبد نومة
لا يؤبه له، يعرف الناس ولا يعرفه الناس، يعرفه
الله منه برضوان، أولئك مصابيح الهدى (9).
- عنه (عليه السلام): طوبى لكل عبد نومة، عرف
الناس ولم يعرفه الناس، عرفه الله برضوان،
أولئك مصابيح الهدى، يكشف الله عنهم كل
فتنة مظلمة، سيدخلهم الله في رحمة منه، ليس
أولئك بالمذاييع البذر ولا الجفاة المرائين (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): طوبى لعبد نومة،
عرف الناس فصاحبهم ببدنه، ولم يصاحبهم في
أعمالهم بقلبه، فعرفهم في الظاهر، ولم
يعرفوه في الباطن (11).
- الإمام علي (عليه السلام): إن بعدي فتنا مظلمة
2669

عمياء مشككة، لا يبقى فيها إلا النومة، قيل:
وما النومة يا أمير المؤمنين؟ قال: الذي لا يدري
الناس ما في نفسه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): طوبى لكل عبد لؤمة
(نومة - خ ل) عرف الناس قبل معرفتهم به (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جاملوا الأشرار بأخلاقهم
تسلموا من غوائلهم، وباينوهم بأعمالكم كي
لا تكونوا منهم (3).
- الإمام علي (عليه السلام): خالطوا الناس بألسنتكم
وأبدانكم، وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم (4).
2670

(457)
الكذب
البحار: 72 / 232 باب 114 " الكذب وسماعه وروايته ".
البحار: 72 / 264 باب 115 " استماع الكذب واللغو ".
وسائل شيعة: 8 / 572 باب 138 " تحريم الكذب ".
كنز العمال: 3 / 619 - 873 " الكذب ".
كنز العمال: 3 / 630 - 876 " مرخص الكذب ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 357 " ذم الكذب وحقارة الكذابين ".
انظر:
عنوان 289 " الصدق "، الحديث: باب 721 - 723، الشهادة (1) باب 2099.
الحلف: باب 930، 932، التجارة: باب 442.
2671

[3456]
الكذب
الكتاب
* (... واجتنبوا قول الزور (1) * حنفاء لله...) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): الكذب زوال المنطق عن
الوضع الإلهي (3) (4).
- عنه (عليه السلام): الصدق أمانة، والكذب خيانة (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كبرت خيانة أن تحدث
أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أقل شئ الصدق والأمانة،
أكثر شئ الكذب والخيانة (7).
- عنه (عليه السلام): شر القول الكذب (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعظم الخطايا اللسان
الكذوب (9).
- الإمام علي (عليه السلام): أعظم الخطايا عند الله
اللسان الكذوب (10).
- عنه (عليه السلام): [علامة] الإيمان أن تؤثر الصدق
حيث يضرك على الكذب حيث ينفعك (11).
- عنه (عليه السلام): فرض الله الإيمان تطهيرا من
الشرك... وترك الكذب تشريفا للصدق (12).
- عنه (عليه السلام): والله ما كتمت وشمة، ولا كذبت
كذبة (13).
- عنه (عليه السلام) - كان يقول -: إياكم والكذب، فإن
كل راج طالب، وكل خائف هارب (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم والكذب، فإنه مع
الفجور، وهما في النار (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إياكم والكذب، فإنه يهدى إلى
الفجور، وهما في النار (16).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام وهو يعظه -: إن
العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه (17).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربى الربا الكذب (18).

(1) قيل للكذب زور لكونه مائلا عن جهته. (المفردات / 387).
(2) الحج: 30، 31.
(3) قال المجلسي: الكذب الإخبار عن الشئ بخلاف ما هو عليه،
سواء طابق الاعتقاد أم لا، على المشهور، وقيل:
الصدق مطابقة الاعتقاد والكذب خلافه، وقيل: الصدق مطابقة
الواقع والاعتقاد معا والكذب خلافه. (البحار: 72 / 233).
انظر " المفردات " كلمة " الصدق ".
(4) غرر الحكم: 1553.
(5) البحار: 72 / 261 / 37.
(6) تنبيه الخواطر: 1 / 114.
(7) غرر الحكم: 3168 و 3169.
(8) نهج البلاغة: الخطبة: 84.
(9) كنز العمال: 8203.
(10) المحجة البيضاء: 5 / 243.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 458 و 252، والخطبة 16.
(12) نهج البلاغة: الحكمة 458 و 252، والخطبة 16.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 458 و 252، والخطبة 16.
(14) البحار: 72 / 246 / 7.
(15) تنبيه الخواطر: 1 / 113.
(16) الترغيب والترهيب: 3 / 592 / 12.
(17) البحار: 78 / 305 / 1 و 72 / 263 / 47، راجع الربا: باب 1438.
(18) البحار: 78 / 305 / 1 و 72 / 263 / 47، راجع الربا: باب 1438.
2672

- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا كذب العبد تباعد الملك عنه
ميلا من نتن ما جاء به (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا كذب العبد كذبة تباعد الملك
منه مسيرة ميل من نتن ما جاء به (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الكذب باب من أبواب النفاق (3).
- الإمام علي (عليه السلام): وقد علمتم موضعي من
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة والمنزلة الخصيصة،
وضعني في حجره... وما وجد لي كذبة في قول،
ولا خطلة في فعل (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن فيمن ينتحل هذا
الأمر لمن يكذب حتى يحتاج الشيطان إلى
كذبه (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تلقنوا الناس فيكذبون،
فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل
الإنسان. فلما لقنهم * (إني أخاف أن يأكله
الذئب) * قالوا: أكله الذئب (6).
(انظر) النبوة: باب 3834.
[3457]
الكذب أدنى الأخلاق
- الإمام علي (عليه السلام): الكذب شين الأخلاق (7).
- عنه (عليه السلام): تحفظوا من الكذب، فإنه من
أدنى الأخلاق قدرا، وهو نوع من الفحش
وضرب من الدناءة (8).
- عنه (عليه السلام): أقبح شئ الإفك (9).
- عنه (عليه السلام): أقبح الخلائق الكذب (10).
- عنه (عليه السلام): شر الأخلاق الكذب والنفاق (11).
- عنه (عليه السلام): شر الشيم الكذب (12).
- عنه (عليه السلام): لا شيمة أقبح من الكذب (13).
- عنه (عليه السلام): لا سوء أسوأ من الكذب (14).
[3458]
الكذب والإيمان
الكتاب
* (إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله
وأولئك هم الكاذبون) * (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل: أيكون المؤمن
جبانا؟ -: نعم، قيل له: أيكون المؤمن
بخيلا؟ قال: نعم، قيل له: أيكون المؤمن كذابا؟
قال: لا (16).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وقد سأله أبو الدرداء: هل يسرق
المؤمن؟ -: قد يكون ذلك، قال: فهل يزني
المؤمن؟ قال: بلى وإن كره أبو الدرداء، قال:

(1) الترغيب والترهيب: 3 / 597 / 30.
(2) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 357.
(3) كنز العمال: 8212.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(5) البحار: 72 / 260 / 28.
(6) كنز العمال: 8228.
(7) غرر الحكم: 970.
(8) البحار: 78 / 64 / 157.
(9) غرر الحكم: 2876، 2855، 5689، 5728، 10634.
(10) غرر الحكم: 2876، 2855، 5689، 5728، 10634.
(11) غرر الحكم: 2876، 2855، 5689، 5728، 10634.
(12) غرر الحكم: 2876، 2855، 5689، 5728، 10634.
(13) غرر الحكم: 2876، 2855، 5689، 5728، 10634.
(14) البحار: 72 / 259 / 23.
(15) النحل: 105.
(16) الترغيب والترهيب: 3 / 595 / 24.
2673

هل يكذب المؤمن؟ قال: إنما يفتري
الكذب من لا يؤمن، إن العبد يزل الزلة
ثم يرجع إلى ربه فيتوب فيتوب الله
عليه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد سأله الحسن بن
محبوب: يكون المؤمن بخيلا؟ -: نعم، قلت:
فيكون جبانا؟ قال: نعم، قلت: فيكون كذابا؟
قال: لا، ولا خائنا، ثم قال: يجبل المؤمن على
كل طبيعة إلا الخيانة والكذب (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يطبع المؤمن على كل خلة
غير الخيانة والكذب (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إياكم والكذب، فإن الكذب
مجانب للإيمان (4).
- الإمام علي (عليه السلام): جانبوا الكذب، فإنه
مجانب للإيمان، الصادق على شفا منجاة
وكرامة، والكاذب على شرف مهواة ومهانة (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الكذب هو خراب
الإيمان (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كثرة الكذب تذهب بالبهاء (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وقد سأله رجل عن عمل
الجنة؟ -: الصدق، إذا صدق العبد بر، وإذا بر
آمن، وإذا آمن دخل الجنة، قال: يا رسول الله وما
عمل النار؟ قال: الكذب، إذا كذب العبد فجر،
وإذا فجر كفر، وإذا كفر يعني دخل النار (8).
(انظر) الصدق باب 2190.
[3459]
الكذب مفتاح كل شر
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله عز وجل جعل
للشر أقفالا، وجعل مفاتيح تلك الأقفال
الشراب، والكذب شر من الشراب (9).
- الإمام العسكري (عليه السلام): خطت الخبائث في
بيت وجعل مفتاحه الكذب (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قال له رجل: أستسر
بخلال أربع: الزنا، وشرب الخمر، والسرق،
والكذب، فأيتهن شئت تركتها لك -:
دع الكذب، فلما ولي هم بالزنا، فقال:
يسألني، فإن جحدت نقضت ما جعلت له، وإن
أقررت حددت، ثم هم بالسرق، ثم بشرب
الخمر، ففكر في مثل ذلك، فرجع إليه فقال: قد
أخذت علي السبيل كله، فقد تركتهن أجمع (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن
الفجور يهدي إلى النار (12).
(انظر) الشر: باب 1973.
[3460]
الأمر بترك جد الكذب وهزله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا زعيم ببيت في ربض

(1) كنز العمال: 8994.
(2) البحار: 75 / / 172 / 11.
(3) الترغيب والترهيب: 3 / 595 / 22.
(4) كنز العمال: 8206.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 86، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
6 / 354.
(6) البحار: 72 / 247 / 8 وص 259 / 22.
(7) البحار: 72 / 247 / 8 وص 259 / 22.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 592 / 13.
(9) البحار: 72 / 236 / 3.
(10) الدرة الباهرة: 43.
(11) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 6 / 357.
(12) كنز العمال: 8217.
2674

الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت
في أعلى الجنة، لمن ترك المراء وإن كان
محقا، ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا، ولمن
حسن خلقه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يجد عبد طعم الإيمان
حتى يترك الكذب هزله وجده (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الكذب لا يصلح منه
جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل ابنه ثم لا ينجز له،
إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى
الجنة، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور
يهدي إلى النار (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يصلح من الكذب جد
ولا هزل، ولا أن يعد أحدكم صبيه ثم لا يفي له،
إن الكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي
إلى النار (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - وكان يقول
لولده -: اتقوا الكذب الصغير منه والكبير، في
كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير
اجترأ على الكبير (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويل للذي يحدث
فيكذب ليضحك به القوم، ويل له، ويل له (6).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 576 باب 140.
[3461]
الكذيبة
- أسماء بنت عميس: كنت صاحبة عائشة
التي هيأتها وأدخلتها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعي
نسوة: فوالله ما وجدنا عنده قوتا إلا
قدحا من لبن، فشرب ثم ناوله عائشة، قالت:
فاستحييت الجارية فقلت: لا تردين يد رسول
الله، خذي منه، قالت: فأخذته على حياء فشربت
منه ثم قال: ناولي صواحبك، فقلن: لا نشتهيه،
فقال: لا تجمعن جوعا وكذبا، قالت: فقلت:
يا رسول الله، إن قالت أحدنا لشئ يشتهيه:
لا نشتهيه أيعد ذلك كذبا؟ قال: إن الكذب
ليكتب حتى يكتب الكذيبة كذيبة (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سألته أسماء بنت يزيد:
إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه: لا أشتهيه، يعد
ذلك كذبا؟ -: إن الكذب يكتب كذبا حتى تكتب
الكذيبة كذيبة (8).
- عبد الله بن عامر: دعتني أمي يوما
ورسول الله (صلى الله عليه وآله) قاعد في بيتنا، فقالت: ها تعال
أعطك، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أردت أن
تعطيه؟ قالت: أردت أن أعطيه تمرا، فقال لها
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إنك لو لم تعطه شيئا كتبت
عليك كذبة (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء من الكذب أن

(1) الخصال: 144 / 170.
(2) البحار: 72 / 249 / 14.
(3) كنز العمال: 8217.
(4) أمالي الصدوق: 342 / 9.
(5) البحار: 72 / 235 / 2.
(6) كنز العمال: 8215.
(7) البحار: 72 / 258.
(8) الترغيب والترهيب: 3 / 597 / 32 وص 598 / 34.
(9) الترغيب والترهيب: 3 / 597 / 32 وص 598 / 34.
2675

يحدث بكل ما سمع (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حسبك من الكذب أن تحدث بكل
ما سمعت (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - من كتاب له إلى الحارث
الهمداني -: ولا تحدث الناس بكل ما سمعت به،
فكفى بذلك كذبا (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء إثما أن يحدث
بكل ما سمع (4).
[3462]
علة الكذب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يكذب الكاذب إلا من
مهانة نفسه عليه (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يكذب الكاذب إلا من
مهانة نفسه، وأصل السخرية الطمأنينة إلى
أهل الكذب (6).
- الإمام علي (عليه السلام): علة الكذب أقبح علة (7).
- عنه (عليه السلام): الكاذب مهان ذليل (8).
- عنه (عليه السلام): الكاذب على شفا مهواة ومهانة (9).
(انظر) الكبر: باب 3439. النفاق: باب 3929.
باب 3464.
[3463]
الكذاب
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد قيل له: الكذاب
هو الذي يكذب في الشئ؟ -: لا، ما من أحد إلا
يكون ذاك منه، ولكن المطبوع على الكذب (10).
- الإمام علي (عليه السلام): ما يزال أحدكم يكذب حتى
لا يبقى في قلبه موضع إبرة صدق، فيسمى عند
الله كذابا (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما يزال العبد يكذب
حتى يكتبه الله كذابا (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما يزال العبد يكذب ويتحرى
الكذب حتى يكتب عند الله كذابا (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يزال العبد يكذب
ويتحرى الكذب فتنكت في قلبه نكتة حتى يسود
قلبه، فيكتب عند الله من الكاذبين (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن آية الكذاب بأن يخبرك
خبر السماء والأرض والمشرق والمغرب، فإذا
سألته عن حرام الله وحلاله لم يكن عنده شئ (15).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تحدث من غير ثقة
فتكون كذابا (16).

(1) كنز العمال: 8208، 8209.
(2) تنبيه الخواطر: 2 / 122.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 69، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
18 / 41.
(4) كنز العمال: (8207 - 8224)، 8231.
(5) كنز العمال: (8207 - 8224)، 8231.
(6) البحار: 72 / 262 / 45 و 77 / 212 / 1.
(7) البحار: 72 / 262 / 45 و 77 / 212 / 1.
(8) غرر الحكم: 339، 1247.
(9) غرر الحكم: 339، 1247.
(10) الكافي: 2 / 340 / 12.
(11) البحار: 72 / 259 / 24.
(12) الكافي: 2 / 338 / 2.
(13) تنبيه الخواطر: 1 / 114.
(14) الترغيب والترهيب: 3 / 591 / 10.
(15) الكافي: 2 / 340 / 8.
(16) البحار: 8 / 10 / 68.
2676

- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الكذاب يهلك
بالبينات، ويهلك أتباعه بالشبهات (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا خير في علم الكذابين (2).
[3464]
ثمرة الكذب
الكتاب
* (إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) * (3).
* (إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب) * (4).
* (فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما
أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): ثمرة الكذب المهانة في الدنيا
والعذاب في الآخرة (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الكذب يسود الوجه (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تكذب فيذهب
بهاؤك (8).
- الإمام علي (عليه السلام): كثرة كذب المرء تذهب
بهاءه (9).
- المسيح (عليه السلام): من كثر كذبه ذهب بهاؤه (10).
- الإمام علي (عليه السلام): كثرة الكذب تفسد الدين
وتعظم الوزر (11).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -:
عاقبة الكذب الندم (12).
- عنه (عليه السلام): الكذب فساد كل شئ (13).
- عنه (عليه السلام): الكذب في العاجلة عار، وفي
الآجلة عذاب النار (14).
- عنه (عليه السلام): الكذب يؤدي إلى النفاق (15).
- عنه (عليه السلام): الكذب يوجب الوقيعة (16).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أقل الناس مروة من
كان كاذبا (17).
- الإمام علي (عليه السلام): من كذب أفسد مروته (18).
- عنه (عليه السلام): لا يجتمع الكذب والمروة (19).
- عنه (عليه السلام): من عرف بالكذب قلت الثقة به،
من تجنب الكذب صدقت أقواله (20).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ليست لبخيل راحة،
ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء، ولا لكذاب
مروة (21).
- الإمام علي (عليه السلام): فساد البهاء الكذب (22).
- عنه (عليه السلام): الكذاب والميت سواء، فإن
فضيلة الحي على الميت الثقة به، فإذا

(1) الكافي: 2 / 339 / 7.
(2) غرر الحكم: 10716.
(3) الزمر: 3.
(4) غافر: 28.
(5) التوبة: 77.
(6) غرر الحكم: 4640.
(7) الترغيب والترهيب: 3 / 596 / 28.
(8) البحار: 72 / 192 / 8.
(9) غرر الحكم: 7100.
(10) البحار: 72 / 192 / 8.
(11) غرر الحكم: 7123.
(12) البحار: 77 / 211 / 1.
(13) غرر الحكم: 1116، 1708، 1181، 747.
(14) غرر الحكم: 1116، 1708، 1181، 747.
(15) غرر الحكم: 1116، 1708، 1181، 747.
(16) غرر الحكم: 1116، 1708، 1181، 747.
(17) البحار: 72 / 259 / 21.
(18) غرر الحكم: 7794، 10582، (8888 - 9181).
(19) غرر الحكم: 7794، 10582، (8888 - 9181).
(20) غرر الحكم: 7794، 10582، (8888 - 9181).
(21) البحار: 72 / 193 / 13.
(22) غرر الحكم: 6557.
2677

لم يوثق بكلامه فقد بطلت حياته (1).
- عنه (عليه السلام): الكذاب متهم في قوله وإن
قويت حجته وصدقت لهجته (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تستعن بكذاب... فإن
الكذاب يقرب لك البعيد، ويبعد لك القريب (3).
- الإمام علي (عليه السلام): يكتسب الكاذب بكذبه
ثلاثا: سخط الله عليه، واستهانة الناس به، ومقت
الملائكة له (4).
- عنه (عليه السلام): أبعد الناس من الصلاح الكذوب،
وذو الوجه الوقاح (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الرجل ليكذب الكذبة
فيحرم بها صلاة الليل (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الكذب ينقص الرزق (7).
- الإمام علي (عليه السلام): اعتياد الكذب يورث الفقر (8).
- عنه (عليه السلام): كذب السفير يولد الفساد، ويفوت
المراد، ويبطل الحزم، وينقض العزم (9).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن مما أعان الله [به]
على الكذابين النسيان (10) (11).
- الإمام علي (عليه السلام): شر القول ما نقض
بعضه بعضا (12).
أقول: قال العلامة الطباطبائي في الميزان
في تفسير قوله تعالى في سورة يوسف: * (وجاؤوا
على قميصه بدم كذب) * (13):
الكذب بالفتح فالكسر مصدر أريد به الفاعل
للمبالغة، أي بدم كاذب بين الكذب.
وفي الآية إشعار بأن القميص وعليه دم -
وقد نكر الدم للدلالة على هوان دلالته وضعفها
على ما وصفوه - كان على صفة تكشف عن كذبهم
في مقالهم، فإن من افترسته السباع وأكلته
لم تترك له قميصا سالما غير ممزق. وهذا شأن
الكذب لا يخلو الحديث الكاذب ولا الأحدوثة
الكاذبة من تناف بين أجزائه وتناقض بين أطرافه
أو شواهد من أوضاع وأحوال خارجية تحف به
وتنادي بالصدق وتكشف القناع عن قبيح سريرته
وباطنه وإن حسنت صورة.
كلام في أن الكذب لا يفلح:
من المجرب أن الكذب لا يدوم على اعتباره
وأن الكاذب لا يلبث دون أن يأتي بما يكذبه
أو يظهر ما يكشف القناع عن بطلان ما أخبر به
أو ادعاه، والوجه فيه أن الكون يجري على نظام
يرتبط به بعض أجزائه ببعض بنسب وإضافات
غير متغيرة ولا متبدلة فلكل حادث من الحوادث
الخارجية الواقعة لوازم وملزومات متناسبة
لا ينفك بعضها من بعض، ولها جميعا فيما بينها

(1) غرر الحكم: 2104، 1849.
(2) غرر الحكم: 2104، 1849.
(3) البحار: 78 / 230 / 13.
(4) غرر الحكم: 11039، 3334.
(5) غرر الحكم: 11039، 3334.
(6) البحار: 72 / 260 / 29.
(7) الترغيب والترهيب: 3 / 596 / 29.
(8) البحار: 72 / 261 / 36.
(9) غرر الحكم: 7259.
(10) يعني أن النسيان يصير سببا لفضيحتهم، وذلك لأنهم ربما قالوا
شيئا فنسوا أنهم قالوه فيقولون خلاف ما قالوه أولا فيفتضحون.
(هامش الكافي).
(11) الكافي: 2 / 341 / 15.
(12) غرر الحكم: 5703.
(13) يوسف: 18.
2678

أحكام وآثار يتصل بعضها ببعض، ولو اختل
واحد منها لاختل الجميع وسلامة الواحد تدل
على سلامة السلسلة. وهذا قانون كلي غير قابل
لورود الاستثناء عليه.
فلو انتقل مثلا جسم من مكان إلى مكان آخر
في زمان كان من لوازمه أن يفارق المكان الأول
ويبتعد منه ويغيب عنه وعن كل ما يلازمه ويتصل
به ويخلو عنه المكان الأول ويشغل به الثاني وأن
يقطع ما بينهما من الفصل إلى غير ذلك من اللوازم،
ولو اختل واحد منها - كأن يكون في الزمان
المفروض شاغلا للمكان الأول - اختلت جميع
اللوازم المحتفة به.
وليس في وسع الإنسان ولا أي سبب
مفروض إذا ستر شيئا من الحقائق الكونية بنوع
من التلبيس أن يستر جميع اللوازمات
والملزومات المرتبطة به أو أن يخرجها عن
محالها الواقعية أو يحرفها عن مجراها الكونية،
فإن ألقى سترا على واحدة منها ظهرت الأخرى
وإلا فالثالثة، وهكذا.
ومن هنا كانت الدولة للحق وإن كانت للباطل
جولة، وكانت القيمة للصدق وإن تعلقت الرغبة
أحيانا بالكذب، قال تعالى: * (إن الله لا يهدي من
هو كاذب كفار) * (1) وقال: * (إن الله لا يهدي من هو
مسرف كذاب) * (2). وقال: * (إن الذين يفترون على
الله الكذب لا يفلحون) * (3) وقال: * (بل كذبوا بالحق
لما جاءهم فهم في أمر مريج) * (4) وذلك أنهم لما
عدوا الحق كذبا بنوا على الباطل واعتمدوا عليه
في حياتهم، فوقعوا في نظام مختل يناقض بعض
أجزائه بعضا ويدفع طرف منه طرفا (5).
[3465]
أقبح الكذب
الكتاب
* (فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس
بغير علم) * (6).
* (ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي
ولم يوح إليه شئ) * (7).
* (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا
حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله
الكذب لا يفلحون) * (8).
* (ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله
ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون) * (9).
* (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم
مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين) * (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إنه سيأتي عليكم من بعدي
زمان ليس فيه شئ أخفى من الحق ولا أظهر من
الباطل، ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله (11).

(1) الزمر: 3.
(2) المؤمن: 28.
(3) النحل: 116.
(4) ق: 5.
(5) تفسير الميزان: 11 / 103، 104.
(6) الأنعام: 144، 93.
(7) الأنعام: 144، 93.
(8) النحل: 116.
(9) آل عمران: 78.
(10) الزمر: 60.
(11) نهج البلاغة: الخطبة 147.
2679

- عنه (عليه السلام): لان يخطفني الطير أحب إلي
من أن أقول على رسول الله (صلى الله عليه وآله) ما لم يقل (1).
- عنه (عليه السلام): فوالله لئن أخر من السماء
أو تخطفني الطير أحب إلي من أن أكذب
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما ذكر الحائك له أنه
ملعون -: إنما ذاك الذي يحوك الكذب على الله
وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) (3).
- عنه (عليه السلام): إن الكذبة لتفطر الصائم - قال أبو
بصير: - قلت: وأينا لا يكون ذلك منه؟! قال:
ليس حيث ذهبت، إنما ذلك الكذب على الله
وعلى رسوله وعلى الأئمة صلوات الله عليه
وعليهم (4).
- عنه (عليه السلام): الكذب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله)
من الكبائر (5).
(انظر) الفتوى: باب 3163.
[3466]
موارد جواز الكذب
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله أحب اثنين وأبغض
اثنين: أحب الخطر (6) فيما بين الصفين، وأحب
الكذب في الإصلاح، وأبغض الخطر في
الطرقات، وأبغض الكذب في غير الإصلاح (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل أحب الكذب
في الصلاح، وأبغض الصدق في الفساد (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الكذب مذموم إلا في
أمرين: دفع شر الظلمة، وإصلاح ذات البين (9).
- عنه (عليه السلام): الكلام ثلاثة: صدق، وكذب،
وإصلاح بين الناس (10).
- عنه (عليه السلام): المصلح ليس بكاذب (11).
- رسول الله (عليه السلام): ليس بالكاذب من أصلح بين
الناس فقال خيرا أو نمى خيرا (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كل كذب مسؤول
عنه صاحبه يوما إلا [كذبا] في ثلاثة: رجل
كائد في حربه فهو موضوع عنه، أو رجل أصلح
بين اثنين يلقى هذا بغير ما يلقى به هذا يريد
بذلك الإصلاح ما بينهما، أو رجل وعد أهله شيئا
وهو لا يريد أن يتم لهم (13).
أقول: قال المجلسي رضوان الله عليه:
اعلم أن مضمون الحديث متفق عليه بين
الخاصة والعامة، فروى الترمذي عن
النبي (صلى الله عليه وآله): لا يحل الكذب إلا في ثلاث:
يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في
الحرب، والكذب في الإصلاح بين الناس.
وفي صحيح مسلم قال ابن شهاب وهو أحد
رواته: لم أسمع يرخص في شئ مما يقول
الناس كذبا إلا في ثلاث: الحرب، والإصلاح

(1) وسائل الشيعة: 11 / 102 / 1.
(2) قرب الإسناد: 133 / 466.
(3) الكافي: 2 / 340 / 10 و ح 9 وص 339 / 5.
(4) الكافي: 2 / 340 / 10 و ح 9 وص 339 / 5.
(5) الكافي: 2 / 340 / 10 و ح 9 وص 339 / 5.
(6) الخطر - بالمعجمة ثم المهملتين -: التبختر في المشي.
(7) الكافي: 2 / 342 / 17.
(8) البحار: 77 / 47 / 3 و 72 / 263 / 48.
(9) البحار: 77 / 47 / 3 و 72 / 263 / 48.
(10) الكافي: 2 / 341 / 16 وص 210 / 5.
(11) الكافي: 2 / 341 / 16 وص 210 / 5.
(12) الترغيب والترهيب: 3 / 488 / 4.
(13) الكافي: 2 / 342 / 18.
2680

بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث
المرأة زوجها (1).
(انظر): وسائل الشيعة: 8 / 578 باب 141.
الصلح (2): باب 2263.
كنز العمال: 3 / 630، 632.
المحجة البيضاء: 5 / 243 " بيان ما
رخص فيه من الكذب ".
[3467]
التورية
الكتاب
* (فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم) * (2).
* (قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا
ينطقون) * (3).
* (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه
ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون) * (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في المعاريض لمندوحة
عن الكذب (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن في المعاريض ما يغني
الرجل العاقل عن الكذب (6).
- أبو هريرة: ركب رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلف أبي
بكر ناقته، وقال: يا أبا بكر دله (7) الناس عنه،
فإنه لا ينبغي لنبي أن يكذب، فجعل الناس
يسألونه من أنت؟ قال: باغ يبتغي، قالوا: ومن
وراءك؟ قال: هاد يهديني (8).
- سئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل في
قصة إبراهيم (عليه السلام) * (قال بل فعله كبيرهم هذا
فاسألوهم إن كانوا ينطقون) * قال: ما فعله كبيرهم
وما كذب إبراهيم (عليه السلام) قيل: وكيف ذلك؟ فقال:
إنما قال إبراهيم * (فاسألوهم إن كانوا ينطقون) *
فإن نطقوا فكبيرهم فعل، وإن لم ينطقوا فلم يفعل
كبيرهم شيئا، فما نطقوا وما كذب إبراهيم (عليه السلام).
فسئل عن قوله تعالى في سورة يوسف * (أيتها
العير إنكم لسارقون) * قال: إنهم سرقوا يوسف من
أبيه، ألا ترى أنه قال لهم حين قالوا * (ماذا تفقدون
قالوا نفقد صواع الملك) * ولم يقل سرقتم صواع
الملك، إنما سرقوا يوسف من أبيه.
فسئل عن قول إبراهيم (عليه السلام) * (فنظر نظرة
في النجوم فقال إني سقيم) * قال: ما كان
إبراهيم سقيما وما كذب، إنما عنى سقيما في
دينه أي مرتادا (9).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله عبد الله بن بكير عن
الرجل يستأذن عليه فيقول لجاريته قولي: ليس
هو هاهنا؟ - لا بأس، ليس بكذب (10).
قال الشيخ الأنصاري في المكاسب بعد
ذكر الحديث: فإن سلب الكذب مبني على
أن المشار إليه بقوله هاهنا موضع خال

(1) البحار: 72 / 243.
(2) الصافات: 88، 89.
(3) الأنبياء: 63.
(4) يوسف: 70.
(5) كنز العمال: 8249، 8253.
(6) كنز العمال: 8249، 8253.
(7) لعل المراد: ور بإجابتك للناس عن سؤالهم عني. (هامش كنز
العمال).
(8) كنز العمال: 9001.
(9) الاحتجاج: 2 / 256 / 228.
(10) مستطرفات السرائر: 137 / 1.
2681

من الدار، إذ لا وجه له سوى ذلك (1).
- الحسن الصيقل: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا قد
روينا عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول يوسف (عليه السلام):
* (أيتها العير إنكم لسارقون) * فقال: والله ما سرقوا
وما كذب، وقال إبراهيم (عليه السلام): * (بل فعله كبيرهم
هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون) *؟ فقال: والله ما
فعلوا وما كذب.
قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما عندكم فيها
يا صيقل؟ قال: فقلت: ما عندنا فيها إلا التسليم،
قال: فقال:... إن إبراهيم (عليه السلام) إنما قال: * (بل فعله
كبيرهم هذا) * إرادة الإصلاح ودلالة على أنهم
لا يفعلون، وقال يوسف (عليه السلام) إرادة الإصلاح (2).
(انظر) المحجة البيضاء: 5 / 248 " بيان
الحذر من الكذب بالمعاريض ".
الفقه: باب 3243.
[3468]
استماع الكذب
الكتاب
* (ومن الذين هادوا سماعون للكذب) * (3).
* (لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن القصاص
أيحل الاستماع لهم؟ -: لا، وقال (عليه السلام): من
أصغى إلى ناطق فقد عبده، فإن كان الناطق
عن الله فقد عبد الله، وإن كان الناطق عن إبليس
فقد عبد إبليس (4).
- الإمام علي (عليه السلام): ولا ترفعوا من رفعته الدنيا،
ولا تشيموا بارقها، ولا تسمعوا ناطقها... فإن
برقها خالب، ونطقها كاذب (5).
- عنه (عليه السلام): لا تمكن الغواة من سمعك (6).
(انظر) البحار: 72 / 264 باب 115.
[3469]
التحذير من الآمال الكاذبة
- الإمام علي (عليه السلام): رحم الله امرء [عبدا] سمع
حكما فوعى، ودعي إلى رشاد فدنا... كابر
هواه، وكذب مناه (7).
- عنه (عليه السلام): إن تقوى الله حمت أولياء
الله محارمه... فأخذوا الراحة بالنصب،
والري بالظمأ، واستقربوا الأجل، فبادروا
العمل، وكذبوا الأمل، فلاحظوا الأجل (8).
- عنه (عليه السلام): قد غاب عن قلوبكم ذكر
الآجال، وحضرتكم كواذب الآمال، فصارت
الدنيا أملك بكم من الآخرة، والعاجلة أذهب
بكم من الآجلة (9).
- عنه (عليه السلام): أين تذهب بكم المذاهب، وتتيه
بكم الغياهب، وتخدعكم الكواذب؟ (10).
(انظر) الأمل: باب 115.
الدنيا: باب 1228.

(1) المكاسب: 51.
(2) الكافي: 2 / 341 / 17.
(3) المائدة: 41 (4) النبأ: 35.
(4) البحار: 72 / 264 / 1.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 191، والكتاب 10، والخطبة 76 و 114 و 113 و 108.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 191، والكتاب 10، والخطبة 76 و 114 و 113 و 108.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 191، والكتاب 10، والخطبة 76 و 114 و 113 و 108.
(8) نهج البلاغة: الخطبة 191، والكتاب 10، والخطبة 76 و 114 و 113 و 108.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 191، والكتاب 10، والخطبة 76 و 114 و 113 و 108.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 191، والكتاب 10، والخطبة 76 و 114 و 113 و 108.
2682

(458)
الكرم
البحار: 75 / 140 باب 55 " حد الكرامة والنهي عن رد الكرامة ".
كنز العمال: 9 / 153 " التعظيم والقيام ".
انظر:
عنوان 469 " اللؤم "، الدولة: باب 2181، الظفر: باب 2441.
العفو (2): باب 2769، الخلق: باب 1108 - 1112، الغفلة: باب 3101.
الاجر: باب 9.
2683

[3470]
الكرم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كرم الرجل دينه (1).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سئل عن الكرم -:
الابتداء بالعطية قبل المسألة، وإطعام الطعام
في المحل (2).
- عنه (عليه السلام): أما الكرم فالتبرع بالمعروف
والإعطاء قبل السؤال (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة تدل على
كرم المرء: حسن الخلق، وكظم الغيظ،
وغض الطرف (4).
- الإمام علي (عليه السلام): يستدل على كرم الرجل
بحسن بشره وبذل بره (5).
- عنه (عليه السلام): الكرم احتمال الجريرة (6).
- عنه (عليه السلام): الكرم حسن الاصطبار (7).
- عنه (عليه السلام): الكرم تحمل أعباء المغارم (8).
- عنه (عليه السلام): الكرم إيثار العرض على المال،
اللؤم إيثار المال على الرجال (9).
- عنه (عليه السلام): الكرم بذل الجود وإنجاز
الموعود (10).
- عنه (عليه السلام): الكرم ملك اللسان وبذل
الإحسان (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أهل
الكرم -: مجالس الذكر في المساجد (12).
- الإمام علي (عليه السلام): إنما الكرم التنزه
عن المعاصي (13).
- عنه (عليه السلام): الكرم حسن السجية واجتناب
الدنية (14).
- عنه (عليه السلام): أملك عليك هواك وشح بنفسك
عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس حقيقة الكرم (15).
- عنه (عليه السلام): الكرم نتيجة علو الهمة (16).
- عنه (عليه السلام): من كرمت عليه نفسه هانت
عليه شهوته (17).
- عنه (عليه السلام): من كرمت نفسه صغرت الدنيا
في عينه (18).
- عنه (عليه السلام): من الكرم لين الشيم (19).
- عنه (عليه السلام): من الكرم الوفاء بالذمم (20).
- عنه (عليه السلام): من كرم المرء بكاؤه على ما

(1) مسند أحمد بن حنبل: 8782.
(2) البحار: 78 / 102 / 2 و 44 / 89 / 2.
(3) البحار: 78 / 102 / 2 و 44 / 89 / 2.
(4) تحف العقول: 319.
(5) غرر الحكم: 10963، 964، 1102.
(6) غرر الحكم: 10963، 964، 1102.
(7) غرر الحكم: 10963، 964، 1102.
(8) غرر الحكم: 1297، (1323، 1324)، 1761، 1450.
(9) غرر الحكم: 1297، (1323، 1324)، 1761، 1450.
(10) غرر الحكم: 1297، (1323، 1324)، 1761، 1450.
(11) غرر الحكم: 1297، (1323، 1324)، 1761، 1450.
(12) مسند أحمد بن حنبل: 11652.
(13) غرر الحكم: 3870، 1695، 2366، 1477.
(14) غرر الحكم: 3870، 1695، 2366، 1477.
(15) غرر الحكم: 3870، 1695، 2366، 1477.
(16) غرر الحكم: 3870، 1695، 2366، 1477.
(17) البحار: 78 / 13 / 71.
(18) غرر الحكم: 9130.
(19) البحار: 77 / 208 / 1 وص 209 / 1.
(20) البحار: 77 / 208 / 1 وص 209 / 1.
2684

مضى من زمانه، وحنينه إلى أوطانه، وحفظه
قديم إخوانه (1).
- عنه (عليه السلام): الكرم أعطف من الرحم (2).
- عنه (عليه السلام): نعم الخلق التكرم (3).
[3471]
الكرامة
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله تعالى خصكم
بالإسلام، واستخلصكم له، وذلك لأنه اسم
سلامة، وجماع كرامة (4).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أهل الجنة -: قوم
لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتى حلوا دار القرار،
وأمنوا نقلة الأسفار (5).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: فظفروا بالعقبى
الدائمة، والكرامة الباردة (6).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: قد حفت بهم الملائكة،
وتنزلت عليهم السكينة، وفتحت لهم أبواب
السماء، وأعدت لهم مقاعد الكرامات (7).
(انظر) الشهادة: باب 2114 حديث 9782.
[3472]
الكريم
الكتاب
* (ومن كفر فإن ربي غني كريم) * (8).
* (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) * (9).
* (إنه لقول رسول كريم) * (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله كريم يحب الكرم (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن ربكم حيي كريم (12).
- عروة: إن الله أكرم الكرماء (13).
- عمر بن أبي سلمة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)
حييا كريما (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الكريم بن الكريم
ابن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم (15).
- الإمام علي (عليه السلام): لأنا أشد اغتباطا
بمعرفة الكريم من إمساكي على الجوهر النفيس
الغالي الثمن (16).
- عنه (عليه السلام): الكريم من أكرم عن ذل
النار وجهه (17).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن الكريم يبتهج
بفضله، واللئيم يفتخر بملكه (18).
- الإمام علي (عليه السلام): الكريم يلين إذا استعطف
واللئيم يقسوا إذا ألطف (19).

(1) البحار: 74 / 264 / 3.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 247.
(3) البحار: 77 / 211 / 1.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 152، 165، 116، 222.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 152، 165، 116، 222.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 152، 165، 116، 222.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 152، 165، 116، 222.
(8) النمل: 40.
(9) الانفطار: 6.
(10) الحاقة: 40، التكوير: 19.
(11) مستدرك الحاكم: 1 / 48.
(12) سنن ابن ماجة: 3865.
(13) الموطأ لمالك: 1 / 380 / 147.
(14) مسند أحمد بن حنبل: 26731.
(15) صحيح الترمذي: 3116.
(16) غرر الحكم: 7392.
(17) البحار: 78 / 82 / 82.
(18) الدرة الباهرة: 30.
(19) البحار: 78 / 41 / 23.
2685

- عنه (عليه السلام): الكريم يجفو إذا عنف ويلين
إذا استعطف (1).
- عنه (عليه السلام): الكريم أبلج، اللئيم ملهوج (2).
- عنه (عليه السلام): الكريم يتغافل وينخدع (3).
- عنه (عليه السلام): الكريم من بدأ بإحسانه (4).
- عنه (عليه السلام): الكريم يشكر القليل، واللئيم
يكفر الجزيل (5).
- عنه (عليه السلام): الكريم من بذل إحسانه، اللئيم
من كثر امتنانه (6).
- عنه (عليه السلام): الكريم من سبق نواله سؤاله (7).
- عنه (عليه السلام): الكريم من جاء بالموجود (8).
- عنه (عليه السلام): الكريم من تجنب المحارم وتنزه
عن العيوب (9).
- عنه (عليه السلام): الكريم من أكرم عن ذل النار
وجهه بالإحسان (10).
- عنه (عليه السلام): الكريم يرفع نفسه في كل ما
أسداه عن حسن المجازاة (11).
- عنه (عليه السلام): الكريم يزدجر عما يفتخر
به اللئيم (12).
- عنه (عليه السلام): الكريم إذا قدر صفح، وإذا
ملك سمح، وإذا سئل أنجح (13).
- عنه (عليه السلام): الكريم يأبى العار ويكرم الجار (14).
- عنه (عليه السلام): الكريم يرى مكارم أفعاله دينا
عليه يقضيه، اللئيم يرى سوالف إحسانه دينا
له يقتضيه (15).
- عنه (عليه السلام): الكريم إذا احتاج إليك أعفاك
وإذا احتجت إليه كفاك، اللئيم إذا احتاج
إليك أجفاك وإذا احتجت إليه عناك (16).
- عنه (عليه السلام): الكريم يعفو مع القدرة، ويعدل
في الإمرة، ويكف إساءته، ويبذل إحسانه (17).
- عنه (عليه السلام): الكريم عند الله محبور مثاب،
وعند الناس محبوب مهاب (18).
- عنه (عليه السلام): الكريم من صان عرضه بماله،
واللئيم من صان ماله بعرضه (19).
- عنه (عليه السلام): الكريم يجمل الملكة (20).
- عنه (عليه السلام): وعد الكريم نقد وتعجيل (21).
- عنه (عليه السلام): الكريم إذا وعد وفى وإذا
توعد عفا (22).
- عنه (عليه السلام): معاداة الكريم أسلم من مصادقة
اللئيم (23).
- الإمام العسكري (عليه السلام): نائل الكريم يحببك
إليه، ونائل اللئيم يضعك لديه (24).
- الإمام علي (عليه السلام): لزوم الكريم على الهوان خير
من صحبة اللئيم على الإحسان (25).
- عنه (عليه السلام): بكثرة الإفضال يعرف الكريم (26).
- عنه (عليه السلام): دولة الكريم تظهر مناقبه، دولة
اللئيم تكشف مساويه ومعايبه (27).

(1) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(2) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(3) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(4) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(5) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(6) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(7) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(8) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(9) غرر الحكم: 1823، 19، 446، 979، 1225، (1260 - 1261)، 1389، 1568، 1565
(10) كنز الفوائد: 1 / 279.
(11) غرر الحكم: 2033، 1771، 1863، 1996.
(12) غرر الحكم: 2033، 1771، 1863، 1996.
(13) غرر الحكم: 2033، 1771، 1863، 1996.
(14) غرر الحكم: 2033، 1771، 1863، 1996.
(15) غرر الحكم: (2031 - 2032)، (2068 - 2069)، 2071، 2146، 2159، 713، 10063، 1528، 9764.
(16) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(17) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(18) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(19) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(20) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(21) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(22) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(23) تقدم آنفا تحت رقم 15.
(24) البحار: 78 / 378 / 3.
(25) غرر الحكم: 7632، 4328، (5106 - 5107).
(26) غرر الحكم: 7632، 4328، (5106 - 5107).
(27) غرر الحكم: 7632، 4328، (5106 - 5107).
2686

- عنه (عليه السلام): لقد أتعبك من أكرمك إن
كنت كريما (1).
- عنه (عليه السلام): من اتقى ربه كان كريما (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): وقع بين سلمان الفارسي
رحمة الله عليه وبين رجل حضره، فقال الرجل
لسلمان: من أنت وما أنت؟ فقال سلمان: أما
أولي وأولك فنطفة قذرة، وأما آخري وآخرك
فجيفة منتنة، فإذا كان يوم القيامة ونصبت
الموازين فمن ثقلت موازينه فهو الكريم، ومن
خفت موازينه فهو اللئيم (3).
[3473]
من أخلاق الكرام
الكتاب
* (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا
كراما) * (4).
- الإمام علي (عليه السلام): النصيحة من أخلاق الكرام،
الغش من أخلاق اللئام (5).
- عنه (عليه السلام): المبادرة إلى العفو من أخلاق
الكرام، المبادرة إلى الانتقام من شيم اللئام (6).
- عنه (عليه السلام): للكرام فضيلة المبادرة إلى
فعل المعروف وإسداء الصنائع (7).
- عنه (عليه السلام): سنة الكرام ترادف الإنعام،
سنة اللئام قبح الكلام (8).
- عنه (عليه السلام): سنة الكرام الوفاء بالعهود،
سنة اللئام الجحود (9).
- عنه (عليه السلام): سنة الكرام الجود (10).
- عنه (عليه السلام): عادة الكرام حسن الصنيعة،
عادة اللئام قبح الوقيعة (11).
- عنه (عليه السلام): ظفر الكرام عفو وإحسان (12).
- عنه (عليه السلام): عقوبة الكرام أحسن من عفو
اللئام (13).
- عنه (عليه السلام): منع الكريم أحسن من عطاء
اللئيم (14).
- عنه (عليه السلام): من شيم الكرام بذل الندى (15).
- عنه (عليه السلام): الكرام أصبر أنفسا (16).
- عنه (عليه السلام): مسرة الكرام في بذل العطاء،
ومسرة اللئام في سوء الجزاء (17).
- عنه (عليه السلام): لذة الكرام في الإطعام، ولذة
اللئام في الطعام (18).
- عنه (عليه السلام): ما فرار الكرام من الحمام
كفرارهم من البخل ومقارنة اللئام (19).
- عنه (عليه السلام): أولى الناس بالكرم من عرفت
به الكرام (20).
- عنه (عليه السلام) - في الملاحم -: تفيض اللئام

(1) غرر الحكم: 7354، 8283.
(2) غرر الحكم: 7354، 8283.
(3) نور الثقلين: 5 / 660 / 14.
(4) الفرقان: 72.
(5) غرر الحكم: (1298 - 1299)، (1566 - 1567)، 7353.
(6) غرر الحكم: (1298 - 1299)، (1566 - 1567)، 7353.
(7) غرر الحكم: (1298 - 1299)، (1566 - 1567)، 7353.
(8) غرر الحكم: (5550 - 5551)، (5556 - 5557)، 5558، (6242 - 6243)، 6044، 6324، 9763، 9329، 594، 9807، 7638، 9693.
(9) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(10) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(11) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(12) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(13) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(14) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(15) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(16) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(17) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(18) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(19) تقدم آنفا تحت رقم 8.
(20) نهج البلاغة: الحكمة 436، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
20 / 83 نحوه.
2687

فيضا، وتغيض الكرام غيضا، وكان أهل
ذلك الزمان ذئابا، وسلاطينه سباعا (1).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - من كلامه يوم
عاشوراء -: ألا وإن الدعي بن الدعي
قد تركني بين السلة والذلة، وهيهات له ذلك
مني، هيهات منا الذلة، أبى الله ذلك لنا ورسوله
والمؤمنون وحجور طهرت وجدود طابت أن نؤثر
طاعة اللئام على مصارع الكرام (2).
[3474]
ما هو ليس من أخلاق الكرام
- الإمام علي (عليه السلام): الكذب والخيانة ليسا
من أخلاق الكرام (3).
- عنه (عليه السلام): من لم يجاز الإساءة بالإحسان
فليس من الكرام (4).
- عنه (عليه السلام): ليس من شيم الكريم ادراع
العار (5).
- عنه (عليه السلام): لا يكون الكريم حقودا (6).
- عنه (عليه السلام): ليس من شيم الكرام تعجيل
الانتقام (7).
- الإمام الحسن (عليه السلام): من عدد نعمه محق
كرمه (8).
[3475]
التحذير من صولة الكريم
- الإمام علي (عليه السلام): احذروا صولة الكريم
إذا جاع، وأشر اللئيم إذا شبع (9).
- عنه (عليه السلام): احذروا سطوة الكريم إذا
وضع، وسورة اللئيم إذا رفع (10).
- عنه (عليه السلام): احذر الكريم إذا أهنته، والحليم
إذا جرحته، والشجاع إذا أوجعته (11).
- عنه (عليه السلام): كن من الكريم على حذر إن
أهنته، ومن اللئيم إن أكرمته، ومن الحليم
إن أحرجته (12).
- عنه (عليه السلام): اتقوا صولة الكريم إذا جاع واللئيم
إذا شبع (13).
[3476]
الحث على إكرام الكريم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أتاكم كريم قوم
فأكرموه (14).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أكرموا كريم كل قوم (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لجرير بن عبد الله لما أتاه
ليبايعه -: يا جرير، لا. ي شئ جئت؟ قال:
قلت: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله، فألقى
لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا أتاكم

(1) نهج البلاغة: الخطبة 108.
(2) الاحتجاج: 2 / 99 / 167.
(3) غرر الحكم: 1507، 8958، 7457، 10564، 7490.
(4) غرر الحكم: 1507، 8958، 7457، 10564، 7490.
(5) غرر الحكم: 1507، 8958، 7457، 10564، 7490.
(6) غرر الحكم: 1507، 8958، 7457، 10564، 7490.
(7) غرر الحكم: 1507، 8958، 7457، 10564، 7490.
(8) البحار: 78 / 113 / 7.
(9) غرر الحكم: 2615، 2616، 2605، 7184.
(10) غرر الحكم: 2615، 2616، 2605، 7184.
(11) غرر الحكم: 2615، 2616، 2605، 7184.
(12) غرر الحكم: 2615، 2616، 2605، 7184.
(13) عوالي اللآلي: 4 / 57.
(14) كنز العمال: 25484.
(15) دلائل الإمامة: 81.
2688

كريم قوم فأكرموه (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - لعمر بن الخطاب لما
ورد سبي الفرس إلى المدينة وأراد بيع النساء
وجعل الرجال عبيدا -: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
أكرموا كريم كل قوم (2).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 468 باب 68.
كنز العمال: 9 / 153، 154.
عنوان 359 " التعظيم ".
[3477]
الإكرام
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما دخل عليه سلمان وهو
متكئ على وسادة فألقاها إليه ثم قال -:
يا سلمان، ما من مسلم دخل على أخيه المسلم
فيلقي له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من مسلم يدخل عليه أخوه
المسلم فيلقي له وسادة إكراما له وإعظاما
إلا غفر الله له (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن من عظم جلال الله تعالى إكرام
ثلاثة: ذي الشيبة في الإسلام، والإمام العادل،
وحامل القرآن غير الغالي ولا الجافي عنه (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أكرم أخاه فإنما يكرم الله (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا أتاكم الزائر فأكرموه (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فليكرم جليسه (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أخذ بركاب رجل لا يرجوه
ولا يخافه غفر له (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): بالداخل دهشة فتلقوه بمرحبا (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أكرم اليتيم، وأحسن إلى جارك (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أكرموا أولادكم وأحسنوا أدبهم (12).
(انظر) الأخ: باب 58.
الشيب: باب 2147.
[3478]
رد الكرامة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يأبى الكرامة إلا حمار (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا عرض على أحدكم الكرامة فلا
يردها، فإنما يرد الكرامة الحمار (14).
- الإمام الصادق (عليه السلام): دخل رجلان على أمير
المؤمنين (عليه السلام): فألقى لكل واحدة منهما وسادة،
فقعد عليها أحدهما وأبى الآخر، فقال أمير
المؤمنين: اقعد عليها، فإنه لا يأبى الكرامة
إلا حمار (15).
- أبو خليفة: دخلت أنا وأبو عبيدة الحذاء
على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا جارية هلمي بمرفقة،

(1) مكارم الأخلاق: 1 / 64 / 62.
(2) البحار: 46 / 15 / 33 انظر تمام الحديث و 16 / 235 / 35.
(3) البحار: 46 / 15 / 33 انظر تمام الحديث و 16 / 235 / 35.
(4) كنز العمال: 25494.
(5) البحار: 92 / 184 / 21.
(6) كنز العمال: 25488، 25485.
(7) كنز العمال: 25488، 25485.
(8) كنز العمال: 25490، 25501، 25499.
(9) كنز العمال: 25490، 25501، 25499.
(10) كنز العمال: 25490، 25501، 25499.
(11) مسند أحمد بن حنبل: 5 / 281 / 15500.
(12) سنن ابن ماجة: 3671.
(13) كنز العمال: 25492.
(14) قرب الإسناد: 92 / 307.
(15) الكافي: 2 / 659 / 1.
2689

قلت: بل نجلس، قال: يا أبا خليفة، لا ترد
الكرامة، لأن الكرامة لا يردها إلا حمار (1).
- الإمام الرضا (عليه السلام): كان أمير المؤمنين صلوات
الله عليه يقول: لا يأبى الكرامة إلا حمار - قال
الحسن بن الجهم: قلت: ما معنى ذلك؟ قال:
التوسعة في المجلس، والطيب يعرض عليه (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اقبلوا الكرامة، وأفضل
الكرامة الطيب، أخفه محملا وأطيبه ريحا (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من تكرمة الرجل لأخيه المسلم
أن يقبل تحفته، أو يتحفه مما عنده ولا يتكلف
شيئا (4).
- الإمام الحسين (عليه السلام): من قبل عطاءك فقد
أعانك على الكرم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): فليقبل امرؤ كرامة بقبولها،
وليحذر قارعة قبل حلولها، ولينظر امرؤ في
قصير أيامه وقليل مقامه، في منزل حتى يستبدل
به منزلا، فليصنع لمتحوله ومعارف منتقله (6).
(انظر) وسائل الشيعة: 8 / 469 / 69.
[3479]
من لم تقومه الكرامة
- الإمام علي (عليه السلام): من لم تقومه الكرامة
قومته الإهانة (7).
- عنه (عليه السلام): من لم تصلحه الكرامة أصلحته
الإهانة (8).
- عنه (عليه السلام): إذا لم تنفع الكرامة فالإهانة أحزم،
وإذا لم ينجع السوط فالسيف أحسم (9).
- عنه (عليه السلام): الكرامة تفسد من اللئيم بقدر ما
تصلح من الكريم (10).
(انظر) العفو (1): باب 2766، 2767.
[3480]
أكرم الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنا أكرم ولد آدم على ربي
ولا فخر (11).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أنا أكرم الأولين والآخرين
ولا فخر (12).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وقد سأله رجل: أحب أن أكون
أكرم الناس -: لا تشكون الله إلى الخلق
تكن أكرم الناس (13).
- الإمام علي (عليه السلام): لا كرم كالتقوى (14).
(انظر) التقوى: باب 4163.
الأمة: باب 120.
الإنسان: باب 311، 312.
[3481]
إكرام الناس إكرام النفس
- الإمام علي (عليه السلام): إن مكرمة صنعتها إلى

(1) البحار: 25 / 164 / 32.
(2) معاني الأخبار: 268 / 1.
(3) البحار: 77 / 164 / 190.
(4) نوادر الراوندي: 11.
(5) الدرة الباهرة: 29.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 214.
(7) غرر الحكم: 8201، 9063، 4164، 2080.
(8) غرر الحكم: 8201، 9063، 4164، 2080.
(9) غرر الحكم: 8201، 9063، 4164، 2080.
(10) غرر الحكم: 8201، 9063، 4164، 2080.
(11) صحيح الترمذي: 3610، 3616.
(12) صحيح الترمذي: 3610، 3616.
(13) كنز العمال: 44154.
(14) نهج البلاغة: الحكمة 113.
2690

أحد من الناس إنما أكرمت بها نفسك وزينت
بها عرضك، فلا تطلب من غيرك شكر ما صنعت
إلى نفسك (1).
- عنه (عليه السلام): عود نفسك فعل المكارم،
وتحمل أعباء المغارم، تشرف نفسك (2).
(انظر) الجهاد (3): باب 595.
الإحسان: باب 870.
الشكر: باب 2062.

(1) غرر الحكم: 3542، 6232.
(2) غرر الحكم: 3542، 6232.
2691

(459)
الكسب
البحار: 103 / 1 - 183 " أبواب المكاسب ".
وسائل الشيعة: 12 / 52 / 248 " أبواب ما يكتسب به ".
كنز العمال: 4 / 4 " في الكسب ".
كنز العمال: 4 / 44 " في البيع ".
انظر:
عنوان 54 " التجارة "، 105 " الحرفة "، 107 " الحرام "، 124 " الحلال "، 185 " الرزق "، 201
" الزراعة "، 304، " الصناعة "، 397 " الغنى "، 422 " الفقر "، 440 " الاقتصاد "، 448 " القمار "،
222 " السحت ". السؤال (2): باب 1723، السعادة: باب 1812، الدعاء: باب 1197.
2693

[3482]
أطيب الكسب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أطيب الكسب كسب
التجار الذين إذا حدثوا لم يكذبوا، وإذا
ائتمنوا لم يخونوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا،
وإذا اشتروا لم يذموا، وإذا باعوا لم يطروا، وإذا
كان عليهم لم يمطلوا، وإذا كان لهم لم يعسروا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أطيب كسب المسلم سهمه
في سبيل الله (2).
[3483]
المكاسب
الكتاب
* (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى
الحكام لتأكلوا فريقا من أموال الناس بالإثم وأنتم
تعلمون) * (3).
* (لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة
عن تراض منكم) * (4).
(انظر) النساء: 161، المائدة: 1، التوبة: 34، النور: 33.
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن جهات
معايش العباد التي فيها الاكتساب [أ] والتعامل
بينهم، ووجوه النفقات -: جميع المعايش كلها
من وجوه المعاملات فيما بينهم مما يكون لهم فيه
المكاسب أربع جهات من المعاملات. فقال له:
أكل هؤلاء الأربعة الأجناس حلال أو كلها حرام،
أو بعضها حلال وبعضها حرام؟ فقال: قد يكون في
هؤلاء الأجناس الأربعة حلال من جهة، حرام من
جهة، وهذه الأجناس مسميات معروفات
الجهات، فأول هذه الجهات الأربعة: الولاية
وتولية بعضهم على بعض، فالأول ولاية الولاة،
وولاة الولاة إلى أدناهم بابا من أبواب الولاية
على من هو وال عليه، ثم التجارة في جميع البيع
والشراء بعضهم من بعض، ثم الصناعات في
جميع صنوفها، ثم الإجارات في كل ما يحتاج
إليه من الإجارات، وكل هذه الصنوف تكون
حلالا من جهة وحراما من جهة، والفرض من الله
على العباد في هذه المعاملات الدخول في جهات
الحلال منها والعمل بذلك الحلال، واجتناب
جهات الحرام منها.
تفسير معنى الولايات: وهي جهتان:
فإحدى الجهتين من الولاية ولاية ولاة العدل
الذين أمر الله بولايتهم وتوليتهم على الناس،
وولاية ولاته وولاة ولاته إلى أدناهم بابا من
أبواب الولاية على من هو وال عليه.
2694

والجهة الأخرى من الولاية ولاية ولاة الجور
وولاة ولاته إلى أدناهم بابا من الأبواب التي هو
وال عليه، فوجه الحلال من الولاية ولاية الوالي
العادل الذي أمر الله بمعرفته وولايته والعمل له في
ولايته وولاية ولاته وولاة ولاته بجهة ما أمر الله به
الوالي العادل بلا زيادة فيما أنزل الله به ولا نقصان
منه ولا تحريف لقوله ولا تعد لأمره إلى غيره، فإذا
صار الوالي والي عدل بهذه الجهة فالولاية له
والعمل معه ومعونته في ولايته وتقويته حلال
محلل وحلال الكسب معهم، وذلك أن في ولاية
والي العدل وولاته إحياء كل حق وكل عدل وإماتة
كل ظلم وجور وفساد، فلذلك كان الساعي في
تقوية سلطانه والمعين له على ولايته ساعيا إلى
طاعة الله مقويا لدينه.
وأما وجه الحرام من الولاية فولاية الوالي
الجائر وولاية ولاته الرئيس منهم وأتباع الوالي
فمن دونه من ولاة الولاة إلى أدناهم بابا من أبواب
الولاية على من هو وال عليه، والعمل لهم
والكسب معهم بجهة الولاية لهم حرام ومحرم
معذب من فعل ذلك على قليل من فعله أو كثير
لأن كل شئ من جهة المعونة معصية كبيرة من
الكبائر، وذلك أن في ولاية الوالي الجائر دوس
الحق كله وإحياء الباطل كله وإظهار الظلم والجور
والفساد وإبطال الكتب وقتل الأنبياء والمؤمنين
وهدم المساجد وتبديل سنة الله وشرائعه، فلذلك
حرم العمل معهم ومعونتهم والكسب معهم إلا
بجهة الضرورة نظير الضرورة إلى الدم والميتة.
وأما تفسير التجارات في جميع البيوع
ووجوه الحلال من وجه التجارات التي يجوز
للبائع أن يبيع مما لا يجوز له، وكذلك المشتري
الذي يجوز له شراؤه مما لا يجوز له: فكل مأمور
به مما هو غذاء للعباد وقوامهم به في أمورهم في
وجوه الصلاح الذي لا يقيمهم غيره مما يأكلون
ويشربون ويلبسون وينكحون ويملكون
ويستعملون من جهة ملكهم، ويجوز لهم
الاستعمال له من جميع جهات المنافع التي لا
يقيمهم غيرها من كل شئ يكون لهم فيه الصلاح
من جهة من الجهات، فهذا كله حلال بيعه وشراؤه
وإمساكه واستعماله وهبته وعاريته.
وأما وجوه الحرام من البيع والشراء فكل أمر
يكون فيه الفساد مما هو منهي عنه من جهة أكله
وشربه أو كسبه أو نكاحه أو ملكه أو إمساكه أو
هبته أو عاريته أو شئ يكون فيه وجه من وجوه
الفساد نظير البيع بالربا لما في ذلك من الفساد أو
البيع للميتة أو الدم أو لحم الخنزير أو لحوم السباع
من صنوف سباع الوحش أو الطير أو جلودها أو
الخمر أو شئ من وجوه النجس، فهذا كله حرام
ومحرم، لأن ذلك كله منهي عن أكله وشربه ولبسه
وملكه وإمساكه والتقلب فيه بوجه من الوجوه لما
فيه من الفساد، فجميع تقلبه في ذلك حرام.
وكذلك كل بيع ملهو به وكل منهي عنه مما
يتقرب به لغير الله أو يقوى به الكفر والشرك من
جميع وجوه المعاصي أو باب من الأبواب يقوى
به باب من أبواب الضلالة أو باب من أبواب
الباطل أو باب يوهن به الحق، فهو حرام محرم،
حرام بيعه وشراؤه وإمساكه وملكه وهبته وعاريته
2695

وجميع التقلب فيه إلا في حال تدعو الضرورة فيه
إلى ذلك.
وأما تفسير الإجارات:
فإجارة الإنسان نفسه أو ما يملك أو يلي أمره
من قرابته أو دابته أو ثوبه بوجه الحلال من جهات
الإجارات أن يؤجر نفسه أو داره أو أرضه أو شيئا
يملكه فيما ينتفع به من وجوه المنافع أو العمل
بنفسه وولده ومملوكه أو أجيره من غير أن يكون
وكيلا للوالي أو واليا للوالي فلا بأس أن يكون
أجيرا يؤجر نفسه أو ولده أو قرابته أو ملكه أو
وكيله في إجارته، لأنهم وكلاء الأجير من عنده
ليس هم بولاة الوالي، نظير الحمال الذي يحمل
شيئا بشئ معلوم إلى موضع معلوم فيحمل ذلك
الشئ الذي يجوز له حمله بنفسه أو بملكه أو
دابته أو يؤاجر نفسه في عمل يعمل ذلك العمل
بنفسه أو بمملوكه أو قرابته أو بأجير من قبله.
فهذه وجوه من وجوه الإجارات حلال لمن
كان من الناس ملكا أو سوقة أو كافرا أو مؤمنا
فحلال إجارته وحلال كسبه من هذه الوجوه.
فأما وجوه الحرام من وجوه الإجارة نظير أن
يؤاجر نفسه على حمل ما يحرم عليه أكله أو شربه
أو لبسه أو يؤاجر نفسه في صنعة ذلك الشئ أو
حفظه أو لبسه أو يؤاجر نفسه في هدم المساجد
ضرارا أو قتل النفس بغير حل أو حمل التصاوير
والأصنام والمزامير والبرابط والخمر والخنازير
والميتة والدم أو شئ من وجوه الفساد الذي كان
محرما عليه من غير جهة الإجارة فيه، وكل أمر
منهي عنه من جهة من الجهات فمحرم على
الإنسان إجارة نفسه فيه أو له أو شئ منه أو له إلا
لمنفعة من استأجرته كالذي يستأجر الأجير
يحمل له الميتة ينجيها عن أذاه أو أذى غيره وما
أشبه ذلك.
والفرق بين معنى الولاية والإجارة - وإن كان
كلاهما يعملان بأجر - أن معنى الولاية أن يلي
الإنسان لوالي الولاة أو لولاة الولاة فيلي أمر غيره
في التولية عليه وتسليطه وجواز أمره ونهيه
وقيامه مقام الولي إلى الرئيس أو مقام وكلائه في
أمره وتوكيده في معونته وتسديد ولايته وإن كان
أدناهم ولاية فهو وال على من هو وال عليه يجري
مجرى الولاة الكبار الذين يلون ولاية الناس في
قتلهم من قتلوا وإظهار الجور والفساد.
وأما معنى الإجارة فعلى ما فسرنا من إجارة
الإنسان نفسه أو ما يملكه من قبل أن يؤاجر
[ا] لشئ من غيره فهو يملك يمينه لأنه لا يلي (1)
أمر نفسه وأمر ما يملك قبل أن يؤاجره ممن هو
آجره، والوالي لا يملك من أمور الناس شيئا إلا
بعد ما يلي أمورهم ويملك توليتهم، وكل من آجر
نفسه أو آجر ما يملك نفسه أو يلي أمره من كافر أو
مؤمن أو ملك أو سوقة على ما فسرنا مما تجوز
الإجارة فيه فحلال محلل فعله وكسبه.
وأما تفسير الصناعات:
فكل ما يتعلم العباد أو يعلمون غيرهم من
صنوف الصناعات، مثل الكتابة والحساب
والتجارة والصياغة والسراجة والبناء والحياكة
والقصارة والخياطة وصنعة صنوف التصاوير ما لم
يكن مثل الروحاني وأنواع صنوف الآلات التي
2696

يحتاج إليها العباد التي منها منافعهم وبها
قوامهم وفيها بلغة جميع حوائجهم فحلال
فعله وتعليمه والعمل به وفيه لنفسه أو
لغيره.
وإن كانت تلك الصناعة وتلك الآلة قد يستعان
بها على وجوه الفساد ووجوه المعاصي ويكون
معونة على الحق والباطل فلا بأس بصناعته
وتعليمه، نظير الكتابة التي هي على وجه من
وجوه الفساد من تقوية معونة ولاة ولاة الجور،
وكذلك السكين والسيف والرمح والقوس وغير
ذلك من وجوه الآلة التي قد تصرف إلى جهات
الصلاح وجهات الفساد وتكون آلة ومعونة
عليهما فلا بأس بتعليمه وتعلمه وأخذ الأجر عليه
وفيه والعمل به وفيه لمن كان له فيه جهات
الصلاح من جميع الخلائق، ومحرم عليهم فيه
تصريفه إلى جهات الفساد والمضار، فليس على
العالم والمتعلم إثم ولا وزر لما فيه من الرجحان
في منافع جهات صلاحهم وقوامهم به وبقائهم،
وإنما الإثم والوزر على المتصرف بها في وجوه
الفساد والحرام، وذلك إنما حرم الله الصناعة التي
حرام هي كلها التي يجئ منها الفساد محضا،
نظير البرابط والمزامير والشطرنج وكل ملهو به
والصلبان والأصنام وما أشبه ذلك من صناعات
الأشربة الحرام، وما يكون منه وفيه الفساد محضا
ولا يكون فيه ولا منه شئ من وجوه الصلاح
فحرام تعليمه وتعلمه والعمل به وأخذ الأجر عليه
وجميع التقلب فيه من جميع وجوه الحركات
كلها، إلا أن تكون صناعة قد تنصرف إلى جهات
الصنائع وإن كان قد يتصرف بها ويتناول بها وجه
من وجوه المعاصي فلعله لما فيه من الصلاح حل
تعلمه وتعليمه والعمل به ويحرم على من صرفه
إلى غير وجه الحق والصلاح.
فهذا تفسير بيان وجه اكتساب معائش العباد
وتعليمهم في جميع وجوه اكتسابهم.
وجوه إخراج الأموال وإنفاقها:
أما الوجوه التي فيها إخراج الأموال في جميع
وجوه الحلال المفترض عليهم ووجوه النوافل
كلها فأربعة وعشرون وجها، منها سبعة وجوه
على خاصة نفسه، وخمسة وجوه على من تلزمه
نفسه، وثلاثة وجوه مما تلزمه فيها من وجوه
الدين، وخمسة وجوه مما تلزمه فيها من وجوه
الصلات، وأربعة أوجه مما تلزمه فيها النفقة من
وجوه اصطناع المعروف.
فأما الوجوه التي تلزمه فيها النفقة على خاصة
نفسه فهي مطعمه ومشربه وملبسه ومنكحه
ومخدمه وعطاؤه فيما يحتاج إليه من الاجراء
على مرمة متاعه أو حمله أو حفظه، وشئ
يحتاج إليه من نحو منزله أو آلة من الآلات
يستعين بها على حوائجه.
وأما الوجوه الخمس التي تجب عليه النفقة
لمن تلزمه نفسه فعلى ولده ووالديه وامرأته
ومملوكه لازم له ذلك في حال العسر واليسر.
وأما الوجوه الثلاثة المفروضة من وجوه
الدين فالزكاة المفروضة الواجبة في كل عام،
والحج المفروض، والجهاد في إبانه وزمانه.
2697

وأما الوجوه الخمس من وجوه الصلات
النوافل فصلة من فوقه، وصلة القرابة،
وصلة المؤمنين، والتنفل في وجوه الصدقة
والبر والعتق.
وأما الوجوه الأربع فقضاء الدين، والعارية،
والقرض، وإقراء الضيف، واجبات في السنة.
ما يحل للإنسان أكله:
فأما ما يحل ويجوز للإنسان أكله مما
أخرجت الأرض فثلاثة صنوف من الأغذية:
صنف منها جميع الحب كله من الحنطة
والشعير والأرز والحمص وغير ذلك من صنوف
الحب وصنوف السماسم وغيرها، كل شئ من
الحب مما يكون فيه غذاء الإنسان في بدنه وقوته
فحلال أكله، وكل شئ تكون فيه المضرة على
الإنسان في بدنه فحرام أكله إلا في حال
الضرورة.
والصنف الثاني مما أخرجت الأرض من
جميع صنوف الثمار كلها مما يكون فيه غذاء
الإنسان ومنفعة له وقوته به فحلال أكله، وما كان
فيه المضرة على الإنسان في أكله فحرام أكله.
والصنف الثالث جميع صنوف البقول والنبات
وكل شئ تنبت الأرض من البقول كلها مما فيه
منافع الإنسان وغذاء له فحلال أكله، وما كان من
صنوف البقول مما فيه المضرة على الإنسان في
أكله نظير بقول السموم القاتلة ونظير الدفلى وغير
ذلك من صنوف السم القاتل فحرام أكله.
وأما ما يحل أكله من لحوم الحيوان:
فلحوم البقر والغنم والإبل، وما يحل من لحوم
الوحش وكل ما ليس فيه ناب ولا له مخلب، وما
يحل من أكل لحوم الطير كلها ما كانت له قانصة
فحلال أكله، وما لم يكن له قانصة فحرام أكله،
ولا بأس بأكل صنوف الجراد.
وأما ما يجوز أكله من البيض:
فكل ما اختلف طرفاه فحلال أكله، وما
استوى طرفاه فحرام أكله.
وما يجوز أكله من صيد البحر:
من صنوف السمك ما كان له قشور فحلال
أكله، وما لم يكن له قشور فحرام أكله.
وما يجوز من الأشربة من جميع صنوفها:
فما لا يغير العقل كثيره فلا بأس بشربه، وكل
شئ منها يغير العقل كثيره فالقليل منه حرام.
وما يجوز من اللباس:
فكل ما أنبتت الأرض فلا بأس بلبسه
والصلاة فيه، وكل شئ يحل لحمه
فلا بأس بلبس جلده الذكي منه وصوفه وشعره
ووبره، وإن كان الصوف والشعر والريش والوبر
من الميتة وغير الميتة ذكيا فلا بأس بلبس ذلك
والصلاة فيه.
وكل شئ يكون غذاء الانسان في مطعمه
ومشربه أو ملبسه فلا تجوز الصلاة عليه،
ولا السجود إلا ما كان من نبات الأرض من غير
ثمر قبل أن يصير مغزولا، فإذا صار غزلا فلا
تجوز الصلاة عليه إلا في حال ضرورة.
2698

أما ما يجوز من المناكح:
فأربعة وجوه: نكاح بميراث، ونكاح بغير
ميراث، ونكاح اليمين، ونكاح بتحليل من
المحلل له من ملك من يملك.
وأما ما يجوز من الملك والخدمة:
فستة وجوه: ملك الغنيمة، وملك الشراء،
وملك الميراث، وملك الهبة، وملك العارية،
وملك الأجر.
فهذه وجوه ما يحل وما يجوز للإنسان إنفاق
ماله وإخراجه بجهة الحلال في وجوهه، وما
يجوز فيه التصرف والتقلب من وجوه الفريضة
والنافلة (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أخوف ما أخاف على
أمتي من بعدي هذه المكاسب الحرام،
والشهوة الخفية، والربا (2).
(انظر) عنوان: 222 " السحت ".
السلاح: باب 1853.
البحار: 103 / 42 باب 4.
[3484]
الحث على التكسب باليد
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أكل أحد طعاما قط خيرا
من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان
يأكل من عمل يده (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما أكل العبد طعاما أحب إلى
الله تعالى من كد يده، ومن بات كالا من عمله
بات مغفورا (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن داود النبي كان لا يأكل إلا
من كسب يده (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أزكى الأعمال كسب المرء بيده (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أطيب الكسب عمل الرجل بيده
وكل بيع مبرور (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل الكسب بيع مبرور وعمل
الرجل بيده (8).
- إن حواري عيسى (عليه السلام) كانوا إذا جاعوا قالوا:
يا روح الله جعنا، فيضرب بيده على الأرض -
سهلا كان أو جبلا - فيخرج لكل إنسان منهم
رغيفين يأكلهما، فإذا عطشوا قالوا: يا روح الله
عطشنا، فيضرب بيده على الأرض - سهلا كان أو
جبلا - فيخرج ماء فيشربون، قالوا: يا روح الله من
أفضل منا؟ إذا شئنا أطعمتنا، وإذا شئنا سقيتنا،
وقد آمنا بك واتبعناك! قال: أفضل منكم من يعمل
بيده، ويأكل من كسبه، فصاروا يغسلون الثياب
بالكراء (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خير الكسب كسب يدي
العامل إذا نصح (10).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أوحى الله عز وجل إلى
داود (عليه السلام) انك نعم العبد لولا انك تأكل من بيت
المال ولا تعمل بيدك شيئا، قال: فبكى داود (عليه السلام)
أربعين صباحا، فأوحى الله عز وجل إلى الحديد:
أن لن لعبدي داود، فألان الله تعالى له الحديد،

(1) تحف العقول: 331.
(2) الكافي: 5 / 124 / 1.
(3) كنز العمال: 9223، 9228، 9222، 9220، 9196، 9195.
(4) كنز العمال: 9223، 9228، 9222، 9220، 9196، 9195.
(5) كنز العمال: 9223، 9228، 9222، 9220، 9196، 9195.
(6) كنز العمال: 9223، 9228، 9222، 9220، 9196، 9195.
(7) كنز العمال: 9223، 9228، 9222، 9220، 9196، 9195.
(8) كنز العمال: 9223، 9228، 9222، 9220، 9196، 9195.
(9) البحار: 14 / 276 / 7.
(10) جامع الأحاديث: 76.
2699

فكان يعمل كل يوم درعا فيبيعها بألف درهم،
فعمل ثلاثمائة وستين درعا، فباعها بثلاثمائة
وستين ألفا، واستغنى عن بيت المال (1).
- داود (عليه السلام) - لما مر بإسكاف -: يا هذا اعمل
وكل، فإن الله يحب من يعمل ويأكل، ولا يحب من
يأكل ولا يعمل (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا تكسلوا في طلب
معايشكم، فإن آباءنا كانوا يركضون فيها
ويطلبونها (3).
- عنه (عليه السلام): إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما
كنت أرى أن علي بن الحسين (عليهما السلام) يدع خلفا
أفضل من علي بن الحسين (عليهما السلام) حتى رأيت ابنه
محمد بن علي (عليهما السلام)، فأردت أن أعظه فوعظني،
فقال له أصحابه: بأي شئ وعظك؟ قال: خرجت
إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني
أبو جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) وكان رجلا بادنا
ثقيلا وهو متكئ على غلامين أسودين أو موليين،
فقلت في نفسي: سبحان الله! شيخ من أشياخ
قريش في هذه الساعة على مثل هذه الحال في
طلب الدنيا، أما إني لأعظنه.
فدنوت منه فسلمت عليه، فرد علي بنهر وهو
يتصاب عرقا، فقلت: أصلحك الله شيخ من
أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في
طلب الدنيا؟!! أرأيت لو جاء أجلك وأنت على
هذه الحالة ما كنت تصنع؟!.
فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال
جاءني وأنا في طاعة من طاعات الله عز وجل
أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنما
كنت أخاف أن لو جاءني الموت وأنا على معصية
من معاصي الله عز وجل.
فقلت: صدقت يرحمك الله، أردت أن أعظك
فوعظتني (1).
- الحسن بن علي بن أبي حمزة - عن أبيه -:
رأيت أبا الحسن (عليه السلام) يعمل في أرض له وقد
استنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك
أين الرجال؟!.
فقال: يا علي، عمل باليد من هو خير مني
ومن أبي في أرضه، فقلت له: من هو؟ فقال:
رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي (عليهم السلام) كلهم
قد عملوا بأيديهم وهو من عمل النبيين
والمرسلين والصالحين (2).
- الفضل بن أبي قرة: دخلنا على أبي
عبد الله (عليه السلام) وهو يعمل في حائط له، فقلنا: جعلنا
الله فداك دعنا نعمل لك أو تعمله الغلمان، قال: لا،
دعوني فإني أشتهي أن يراني الله عز وجل أعمل
بيدي وأطلب الحلال في أذى نفسي (3).
- كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يخرج في الهاجرة
في الحاجة قد كفيها يريد أن يراه الله تعالى يتعب
نفسه في طلب الحلال (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام)
أعتق ألف مملوك من كد يده (5).
(انظر) الرزق: باب 1498.

(1) تهذيب الأحكام: 6 / 326 / 896.
(2) تنبيه الخواطر: 1 / 42.
(3) الفقيه: 3 / 157 / 3576.
(1) تهذيب الأحكام: 6 / 326 / 896.
(2) تنبيه الخواطر: 1 / 42.
(3) الفقيه: 3 / 157 / 3576.
(4) تهذيب الأحكام: 6 / 325 / 894.
(5) الفقيه: 3 / 162 / 3593 وص 163 / 3595 و ح 3596.
(6) الفقيه: 3 / 162 / 3593 وص 163 / 3595 و ح 3596.
(7) الفقيه: 3 / 162 / 3593 وص 163 / 3595 و ح 3596.
(8) تهذيب الأحكام: 6 / 326 / 895.
2700

[3485]
المكاسب المذمومة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما قال له رجل: قد علمت
ابني هذا الكتاب ففي أي شئ أسلمه؟ - فقال:
سلمه لله أبوك، ولا تسلمه في خمس: لا تسلمه
سياء، ولا صايغا، ولا قصابا، ولا حناطا،
ولا نخاسا.
فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وما السياء؟ قال:
الذي يبيع الأكفان ويتمنى موت أمتي،
وللمولود من أمتي أحب إلي مما طلعت عليه
الشمس، وأما الصائغ فإنه يعالج غبن أمتي،
فأما القصاب فإنه يذبح حتى تذهب الرحمة من
قلبه، وأما الحناط فإنه يحتكر الطعام على أمتي،
ولان يلقى الله العبد سارقا أحب إلي من أن يلقاه
قد احتكر طعاما أربعين يوما، وأما النخاس فإنه
أتاني جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد، إن شرار أمتك
الذين يبيعون الناس (1).
(انظر) البحار: 103 / 77 باب 15.
[3486]
الكسب (م)
- الإمام الصادق (عليه السلام) - وقد أعطى لعذافر ألفا
وسبعمائة دينار - وقال له: اتجر لي بها.
ثم قال: أما إنه ليس لي رغبة في ربحها وإن
كان الربح مرغوبا فيه، ولكن أحببت أن يراني الله
عز وجل متعرضا لفوائده (2).
- الإمام علي (عليه السلام): طوبى لمن ذل في نفسه،
وطاب كسبه، وصلحت سريرته، وحسنت
خليقته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من
لسانه (3).
- عنه (عليه السلام): يا ابن آدم، ما كسبت فوق قوتك
فأنت فيه خازن لغيرك (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل: ما بال
أصحاب عيسى (عليه السلام) كانوا يمشون على الماء وليس
ذلك في أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله)؟ -: إن أصحاب
عيسى (عليه السلام) كفوا المعاش وإن هؤلاء ابتلوا بالمعاش (5).
- عنه (عليه السلام): كسب الحرام يبين في الذرية (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ويل لتجار أمتي من لا والله
وبلى والله، وويل لصناع أمتي من اليوم وغد (7).

(1) البحار: 103 / 77 / 1.
(2) تهذيب الأحكام: 6 / 326 / 898.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(4) البحار: 73 / 144 / 28 و 14 / 278 / 9.
(5) البحار: 73 / 144 / 28 و 14 / 278 / 9.
(6) الكافي: 5 / 125 / 4.
(7) الفقيه: 3 / 160 / 3584.
2701

(460)
الكسل
البحار: 73 / 159 باب 127 " الكسل والضجر وطلب ما لا يدرك ".
انظر:
عنوان 335 " العجز "، الصلاة (1): باب 2300.
2703

[3487]
الكسل
- الإمام علي (عليه السلام): إن من أبغض الرجال إلى
الله تعالى لعبدا وكله الله إلى نفسه، جائرا عن قصد
السبيل، سائرا بغير دليل، إن دعي إلى حرث
الدنيا عمل، وإن دعي إلى حرث الآخرة كسل (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الكسل يضر بالدين
والدنيا (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الأشياء لما ازدوجت
ازدوج الكسل والعجز فنتجا بينهما الفقر (3).
- عنه (عليه السلام): آفة النجح الكسل (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كسل عن طهوره
وصلاته فليس فيه خير لامر آخرته، ومن
كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه
خير لامر دنياه (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إني لأبغض الرجل
- أو أبغض للرجل - أن يكون كسلانا عن أمر
دنياه، ومن كسل عن أمر دنياه فهو عن أمر
آخرته أكسل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): المؤمن يرغب فيما يبقى،
ويزهد فيما يفنى... بعيد كسله، دائم نشاطه (7).
- عنه (عليه السلام): عليك بإدمان العمل في
النشاط والكسل (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن كان الثواب من الله
فالكسل لماذا؟! (9).
- عنه (عليه السلام): لا تستعن بكسلان، ولا تستشيرن
عاجزا (10).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تتكل في أمورك
على كسلان (11).
- عنه (عليه السلام): من دام كسله خاب أمله (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): عدو العمل الكسل (13).
- الإمام علي (عليه السلام): الكسل يفسد الآخرة (14).
[3488]
التحذير عن الكسل والضجر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي،... إياك وخصلتين:

(1) نهج البلاغة: الخطبة 103.
(2) البحار: 78 / 180 / 64.
(3) الكافي: 5 / 86 / 8.
(4) غرر الحكم: 3968.
(5) الكافي: 5 / 85 / 3.
(6) الكافي: 5 / 85 / 4.
(7) البحار: 78 / 26 / 92.
(8) غرر الحكم: 6117.
(9) البحار: 73 / 159 / 1.
(10) الكافي: 5 / 85 / 6.
(11) غرر الحكم: 10205، 7907.
(12) غرر الحكم: 10205، 7907.
(13) الكافي: 5 / 85 / 1.
(14) مستدرك الوسائل: 13 / 45 / 14695.
2704

الضجرة والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر
على حق، وإن كسلت لم تؤد حقا (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إياك وخصلتين: الضجر
والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق،
وإن كسلت لم تؤد حقا (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إياك والكسل والضجر،
فإنك إن كسلت لم تعمل، وإن ضجرت لم تعط
الحق (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إياك والكسل والضجر،
فإنهما مفتاح كل شر، من كسل لم يؤد حقا، ومن
ضجر لم يصبر على حق (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إياك والضجر والكسل،
فإنهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لبعض ولده -: إياك
والكسل والضجر، فإنهما يمنعانك من حظك من
الدنيا والآخرة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): إياكم والكسل، فإنه من كسل
لم يؤد حق الله عز وجل (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إياكم والكسل، إن ربكم
رحيم يشكر القليل، إن الرجل ليصلي الركعتين
تطوعا يريد بهما وجه الله عز وجل فيدخله الله بهما
الجنة، وإنه يتصدق بالدرهم تطوعا يريد به
وجه الله عز وجل فيدخله الله به الجنة (8).
[3489]
التحذير من التواني
- الإمام الباقر (عليه السلام): إياك والتواني فيما
لا عذر لك فيه، فإليه يلجأ النادمون (9).
- الإمام علي (عليه السلام): من أطاع التواني
ضيع الحقوق (10).
- عنه (عليه السلام): في التواني والعجز أنتجت
الهلكة (11).
- عنه (عليه السلام): من سبب الحرمان التواني (12).
- عنه (عليه السلام): من التواني يتولد الكسل (13).
- عنه (عليه السلام): التواني إضاعة (14).
- عنه (عليه السلام): التواني فوت (15).
- عنه (عليه السلام): بالتواني يكون الفوت (6).
- عنه (عليه السلام): من ترك العجب والتواني لم
ينزل به مكروه (17).
- عنه (عليه السلام): التواني سجية النوكى (18).
- عنه (عليه السلام): من أطاع التواني أحاطت به
الندامة (19).
- عنه (عليه السلام): ضادوا التواني بالعزم (20).
2705

[3490]
علامة الكسلان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة الكسلان فأربعة:
يتوانى حتى يفرط، ويتفرط حتى يضيع، ويضيع
حتى يأثم ويضجر (1).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه -: للكسلان ثلاث
علامات: يتوانى حتى يفرط، ويفرط حتى
يضيع، ويضيع حتى يأثم (2).
- الإمام علي (عليه السلام): تأخير العمل عنوان الكسل (3).
[3491]
الاستعانة بالله في دفع الكسل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في الدعاء -: امنن علينا
بالنشاط، وأعذنا من الفشل والكسل والعجز
والعلل والضرر والضجر والملل (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: اللهم إني أعوذ بك
من الهم والحزن والعجز والكسل (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - أيضا -: حبب
إلي ما تحب من القول والعمل حتى أدخل فيه
بلذة وأخرج منه بنشاط، وأدعوك فيه بنظرك
مني إليه (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في الدعاء للحجة ابن
الحسن صلوات الله عليه -: ولا تبتلنا في أمره
بالسأمة والكسل والفترة والفشل، واجعلنا ممن
تنتصر به لدينك (7).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في دعاء مكارم
الأخلاق -: ولا تبتليني بالكسل عن عبادتك،
ولا العمى عن سبيلك، ولا بالتعرض لخلاف
محبتك (8).
2706

(461)
الكفر
البحار: 72 / 74 " أبواب الكفر ".
البحار: 72 / 74 باب 98 " الكفر ولوازمه ".
وسائل الشيعة: 1 / 20 باب 2 " ثبوت الكفر والارتداد ".
كنز العمال: 3 / 635 " كلمات الكفر وموجباته ".
كنز العمال: 3 / 639 " الإكراه بالكفر ".
انظر:
عنوان 23 " الإيمان "، 264 " الشرك "، الجهل: باب 598، 599، القرآن: باب 3295،
الحسد: باب 851، الرشوة: باب 1510، الزكاة: باب 1581، الصلاة: باب 2303،
الظلم: باب 2449، الفقر: باب 3220، النعمة: باب 3913، الغيرة: باب 3145.
2707

[3492]
الكفر أقدم من الشرك
الكتاب
* (والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من
النور إلى الظلمات) * (1).
* (والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه
الظمآن ماء... ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) * (2).
* (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده
الكفر) * (3).
* (وقال موسى إن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا
فإن الله لغني حميد) * (4).
* (ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم
الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا) * (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): كل شئ يجره الإنكار
والجحود فهو الكفر (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): معنى الكفر كل معصية
عصي الله بها بجهة الجحد والإنكار والاستخفاف
والتهاون في كل ما دق وجل، وفاعله كافر...
فإن كان هو الذي مال بهواه إلى وجه من وجوه
المعصية لجهة الجحود والاستخفاف والتهاون
فقد كفر، وإن هو مال بهواه إلى التدين لجهة
التأويل والتقليد والتسليم والرضا بقول الآباء
والأسلاف فقد أشرك (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): والله إن الكفر لأقدم من
الشرك، وأخبث وأعظم " ثم ذكر كفر إبليس حين
قال الله له: اسجد لآدم فأبى أن يسجد " فالكفر
أعظم من الشرك، فمن اختار على الله عز وجل
وأبى الطاعة وأقام على الكبائر فهو كافر، ومن
نصب دينا غير دين المؤمنين فهو مشرك (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن الكفر
والشرك أيهما أقدم؟ -: الكفر أقدم،
وذلك أن إبليس أول من كفر وكان كفره غير شرك،
لأنه لم يدع إلى عبادة غير الله، وإنما دعا
إلى ذلك بعد فأشرك (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لموسى بن بكير لما
سأله عن الكفر والشرك أيهما أقدم؟ -:
ما عهدي بك تخاصم الناس؟ قلت: أمرني هشام
ابن سالم أن أسألك عن ذلك، فقال لي: الكفر أقدم
وهو الجحود، قال الله عز وجل: * (إلا إبليس أبى
واستكبر وكان من الكافرين) * (10).

(1) البقرة: 257.
(2) النور: 39، 40.
(3) الزمر: 7.
(4) إبراهيم: 8.
(5) النساء: 136.
(6) الكافي: 2 / 387 / 15.
(7) وسائل الشيعة: 1 / 24 / 15.
(8) الكافي: 2 / 383 / 2.
(9) البحار: 72 / 96 / 11.
(10) الكافي: 2 / 385 / 6.
2708

- الإمام الصادق (عليه السلام) - لهيثم التميمي -: يا
هيثم التميمي، إن قوما آمنوا بالظاهر وكفروا
بالباطن فلم ينفعهم شئ، وجاء قوم من بعدهم
فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك
شيئا، ولا إيمان بظاهر إلا بباطن، ولا بباطن إلا
بظاهر (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - لأصحابه عند الحرب -:
فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ما أسلموا
ولكن استسلموا، وأسروا الكفر، فلما وجدوا
أعوانا عليه أظهروه (2).
[3493]
موجبات الكفر
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل فرض
فرائض موجبات على العباد، فمن ترك فريضة
من الموجبات فلم يعمل بها وجحدها كان
كافرا (3).
- عنه (عليه السلام): من شك في الله وفي رسوله (صلى الله عليه وآله)
فهو كافر (4).
- عنه (عليه السلام) - لما سأله منصور بن حازم عن
الشك في رسول الله (صلى الله عليه وآله) -: كافر، قلت: فمن شك
في كفر الشاك فهو كافر؟ فأمسك عني، فرددت
عليه ثلاث مرات فاستبنت في وجهه الغضب (5).
- عنه (عليه السلام) - وقد سأله أبو بصير عن الشك
في الله -: كافر يا أبا محمد، قال: فشك في رسول
الله؟ فقال: كافر، قال: ثم التفت إلى زرارة فقال:
إنما يكفر إذا جحد (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): كل شئ يجره الإقرار
والتسليم فهو الإيمان، وكل شئ يجره الإنكار
والجحود فهو الكفر (7).
وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام): لو أن
العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا (8).
- الإمام الباقر أو الإمام الصادق (عليهما السلام) - في قول
إبراهيم (عليه السلام) إذ رآى كوكبا: * (هذا ربي) *: إنما كان
طالبا لربه ولم يبلغ كفرا، وإنه من فكر من الناس
في مثل ذلك فإنه بمنزلته (9).
(انظر): المرتد: باب 1474.
الشبهة: باب 1950.
[3494]
الكافر
الكتاب
* (يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن
يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم
الظالمون) * (10).
* (والله لا يهدي القوم الكافرين) * (11).
* (وكذلك أنزلنا إليك الكتاب فالذين آتيناهم الكتاب
يؤمنون به ومن هؤلاء من يؤمن به وما يجحد بآياتنا إلا
الكافرون) * (12).

(1) البحار: 24 / 302 / 11.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 16.
(3) الكافي: 2 / 383 / 1 وص 386 / 10 وص 387 / 11.
(4) الكافي: 2 / 383 / 1 وص 386 / 10 وص 387 / 11.
(5) الكافي: 2 / 383 / 1 وص 386 / 10 وص 387 / 11.
(6) الكافي: 2 / 399 / 3 وص 387 / 15 وص 388 / 19.
(7) الكافي: 2 / 399 / 3 وص 387 / 15 وص 388 / 19.
(8) الكافي: 2 / 399 / 3 وص 387 / 15 وص 388 / 19.
(9) البحار: 11 / 87 / 10.
(10) البقرة: 254، 264.
(11) البقرة: 254، 264.
(12) العنكبوت: 47.
2709

* (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما
يجحد بآياتنا إلا الظالمون) * (1).
* (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما
حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) * (2).
* (يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة
بالكافرين) * (3).
* (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات
تجري من تحتها الأنهار والذين كفروا يتمتعون ويأكلون
كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - من قوله تعالى * (عتل
بعد ذلك زنيم) * (5) -: العتل العظيم الكفر،
والزنيم المستهتر بكفره (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الدنيا سجن المؤمن
وجنة الكافر (7).
- الإمام علي (عليه السلام): الكافر الدنيا جنته،
والعاجلة همته، والموت شقاوته، والنار غايته (8).
- عنه (عليه السلام): الكافر خب ضب جاف خائن (9).
- عنه (عليه السلام): الكافر خب لئيم، خؤن، مغرور
بجهله، مغبون (10).
- عنه (عليه السلام): هم الكافر لدنياه، وسعيه
لعاجلته، وغايته شهوته (11).
- عنه (عليه السلام): الكافر فاجر جاهل (12).
- عنه (عليه السلام): ما كفر الكافر حتى جهل (13).
(انظر): الأمثال: باب 3609.
الموت: باب 3725.
الدنيا: باب 1241.
[3495]
أدنى الكفر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أدنى الكفر أن يسمع الرجل
عن أخيه الكلمة فيحفظها عليه يريد أن يفضحه
بها أولئك لا خلاق لهم (14).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن أقرب ما يكون العبد
إلى الكفر أن يؤاخي الرجل على الدين فيحصي
عليه عثراته وزلاته ليعنفه بها يوما ما (15).
- الإمام علي (عليه السلام): أدنى ما يكون به كافرا
أن يتدين بشئ فيزعم أن الله أمره به عما نهى الله
عنه، ثم ينصبه فيتبرأ ويتولى ويزعم أنه يعبد الله
الذي أمره به (16).
- عنه (عليه السلام): أدنى ما يكون به العبد كافرا من
زعم أن شيئا نهى الله عنه أن الله أمر به ونصبه
دينا يتولى عليه، ويزعم أنه يعبد الذي أمره
به، وإنما يعبد الشيطان (17).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن أدنى

(1) العنكبوت: 49.
(2) المؤمنون: 117.
(3) العنكبوت: 54.
(4) محمد: 12.
(5) القلم: 13.
(6) البحار: 72 / 97 / 12.
(7) مسند أحمد بن حنبل: 8296.
(8) غرر الحكم: 1946، 1455، 1900.
(9) غرر الحكم: 1946، 1455، 1900.
(10) غرر الحكم: 1946، 1455، 1900.
(11) غرر الحكم: 10060، 715، 9554.
(12) غرر الحكم: 10060، 715، 9554.
(13) غرر الحكم: 10060، 715، 9554.
(14) البحار: 78 / 276 / 112 و 75 / 215 / 13.
(15) البحار: 78 / 276 / 112 و 75 / 215 / 13.
(16) مستدرك الوسائل: 1 / 79 / 24.
(17) الكافي: 2 / 415 / 1.
2710

الإلحاد -: الكبر منه (1).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن منزلة رجل إن
حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن ائتمن خان -:
هي أدنى المنازل من الكفر وليس بكافر (2).
(انظر): الإيمان باب 285.
الشرك: باب 1989.
عنوان: 30 " البدعة ".
[3496]
دعائم الكفر وأركانه
- الإمام علي (عليه السلام): الكفر على أربع دعائم:
على التعمق، والتنازع، والزيغ، والشقاق،
فمن تعمق لم ينب إلى الحق، ومن كثر نزاعه
بالجهل دام عماه عن الحق، ومن زاغ ساءت عنده
الحسنة، وحسنت عنده السيئة، وسكر سكر
الضلالة، ومن شاق وعرت عليه طرقه، وأعضل
عليه أمره، وضاق عليه مخرجه (3).
- عنه (عليه السلام): بني الكفر على أربع دعائم:
الفسق، والغلو، والشك، والشبهة (4).
- عنه (عليه السلام): بني الكفر على أربع دعائم:
على الجفاء، والعمى، والغفلة، والشك (5).
فمن جفا فقد احتقر الحق، وجهر بالباطل ومقت
العلماء وأصر على الحنث العظيم.
ومن عمي نسي الذكر، واتبع الظن، وطلب
المغفرة بلا توبة ولا استكانة.
ومن غفل حاد عن الرشد، وغرته الأماني،
وأخذته الحسرة والندامة، وبدا له من الله ما لم
يكن يحتسبها.
ومن عتا في أمر الله شك، ومن شك تعالى
عليه، فأذله بسلطانه، وصغره بجلاله، كما فرط
في أمره فاغتر بربه الكريم (6).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أصول الكفر ثلاثة:
الحرص، والاستكبار، والحسد. فأما الحرص
فإن آدم (عليه السلام) حين نهي عن الشجرة حمله الحرص
على أن أكل منها، وأما الاستكبار فإبليس حين
أمر بالسجود لآدم استكبر، وأما الحسد فابنا آدم
حيث قتل أحدهما صاحبه (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أركان الكفر أربعة: الرغبة،
والرهبة، والسخط، والغضب (8).
(انظر): البحار: 72 / 104 باب 99.
النفاق: باب 3934.
الحسد: باب 851.
[3497]
وجوه الكفر في كتاب الله
- الإمام الصادق (عليه السلام) - لما سئل عن وجوه
الكفر من كتاب الله عز وجل -: قال:

(1) معاني الأخبار: 394 / 47.
(2) الكافي: 2 / 290 / 5.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 142، نهج البلاغة:
الحكمة 31.
(4) الكافي: 2 / 391 / 1.
(5) ما ذكر في هذا الحديث في دعائم الكفر ذكر في
الحديث السابق في دعائم الفسق فراجع.
(6) كنز العمال: 44216.
(7) البحار: 72 / 104 / 1.
(8) الكافي: 2 / 289 / 2.
2711

الكفر في كتاب الله على خمسة أوجه.
فمنها كفر الجحود، والجحود على وجهين،
والكفر بترك ما أمر الله، وكفر البراءة، وكفر النعم.
فأما كفر الجحود فهو الجحود بالربوبية وهو
قول من يقول: لا رب ولا جنة ولا نار، وهو قول
صنفين من الزنادقة يقال لهم: الدهرية، وهم
الذين يقولون: * (وما يهلكنا إلا الدهر) * وهو دين
وضعوه لأنفسهم بالاستحسان على غير تثبت
منهم ولا تحقيق لشئ مما يقولون، قال الله
عز وجل: * (إن هم إلا يظنون) * (1) أن ذلك كما
يقولون. وقال: * (إن الذين كفروا سواء عليهم،
أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) * (2) يعني
بتوحيد الله تعالى، فهذا أحد وجوه الكفر.
وأما الوجه الآخر من الجحود على معرفة (3)
وهو أن يجحد الجاحد وهو يعلم أنه حق، قد
استقر عنده وقد قال الله عز وجل: * (وجحدوا بها
واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا) * (4) وقال الله
عز وجل: * (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين
كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على
الكافرين) * (5) فهذا تفسير وجهي الجحود.
والوجه الثالث من الكفر كفر النعم وذلك قوله
تعالى يحكي قول سليمان (عليه السلام) * (هذا من فضل ربي
ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر
لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم) * (7) وقال:
* (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي
لشديد) * (8) وقال: * (فاذكروني أذكركم واشكروا
لي ولا تكفرون) * (9).
والوجه الرابع من الكفر ترك ما أمر
الله عز وجل به وهو قول الله عز وجل: * (وإذ
أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون
أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون *
ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا
منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم
والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم
عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب
وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك
منكم) * (10) فكفرهم بترك ما أمر الله عز وجل به
ونسبهم إلى الإيمان ولم يقبله منهم ولم ينفعهم
عنده فقال: * (فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا
خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى
أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون) * (11).
والوجه الخامس من الكفر كفر البراءة وذلك
قوله عز وجل يحكي قول إبراهيم (عليه السلام): * (كفرنا

(1) الجاثية: 23. و " أن " بفتح الهمزة وتشديد النون مفعول
" يظنون ". كما في هامش المصدر.
(2) البقرة: 6. وخص نفي الإيمان في الآية بتوحيد الله لأن سائر ما
يكفرون به من توابع التوحيد. عن هامش المصدر.
(3) هكذا في النسخ التي رأيناها، والصواب: وأما الوجه الآخر.
من الجحود فهو الجحود على معرفة ولعله سقط من قلم النساخ،
وهذا الكفر هو كفر التهود. من هامش المصدر.
(5) النمل: 14.
(6) البقرة: 89.
(7) النمل: 40.
(8) إبراهيم: 7.
(9) البقرة: 152.
(10) البقرة: 84، 85. وقوله: " ثم أقررتم " أي بالميثاق. " تظاهرون "
أي تعاونون. من هامش المصدر.
(11) البقرة: 85.
2712

بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا
حتى تؤمنوا بالله وحده) * (1) يعني تبرأنا منكم،
وقال يذكر إبليس وتبرئته من أوليائه من الإنس
يوم القيامة: * (إني كفرت بما أشركتموني من
قبل) * (2) وقال: * (إنما اتخذتم من دون الله أوثانا
مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة
يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا) * (3) يعني
يتبرء بعضكم من بعض (4).
(انظر) البحار: 93 / 60، 72 / 100،
مستدرك الوسائل: 1 / 76 باب 2.

(1) الممتحنة: 4.
(2) إبراهيم: 22.
(3) العنكبوت: 25.
(4) الكافي: 2 / 389 - 391 / 1.
2713

(462)
الكفارة
وسائل الشيعة: 15 / 548 " أبواب الكفارات ".
انظر:
الذنب: باب 1387، الصلاة: باب 2272، الحد: باب 744.
2715

[3498]
الكفارات
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - ثلاث كفارات -:
إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهجد
بالليل والناس نيام (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كفارة عمل السلطان
الإحسان إلى الإخوان (2).
- الإمام علي (عليه السلام): من كفارات الذنوب
العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خدمة العيال كفارة
للكبائر وتطفئ غضب الرب (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كفارة الاغتياب أن تستغفر
لمن اغتبته (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن كفارة الاغتياب -:
تستغفر لمن اغتبته كما ذكرته (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من ظلم أحدا ففاته فليستغفر الله
له، فإنه كفارته (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الموت كفارة لذنوب المؤمنين (8).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إسباغ الوضوء في المكاره من
الكفارات (9).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إجابة المؤذن كفارة الذنوب (10).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من توضأ للمغرب
كان وضوؤه ذلك كفارة لما مضى من ذنوبه
في نهاره ما خلا الكبائر (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حمى ليلة كفارة سنة (12).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كفارة عمل السلطان
قضاء حوائج الإخوان (13).
- عنه (عليه السلام): كفارة الضحك اللهم لا تمقتني (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفارة الطيرة التوكل (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول بأخرة
إذا أراد أن يقوم من المجلس -: سبحانك
اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت،

(1) مكارم الأخلاق: 2 / 325 / 2656.
(2) كشف الغمة: 2 / 417.
(3) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 18 / 135.
(4) جامع الأخبار: 276 / 751 و 148 / 333.
(5) جامع الأخبار: 276 / 751 و 148 / 333.
(6) الفقيه: 3 / 377 / 4327.
(7) جامع الأخبار: 148 / 332.
(8) البحار: 82 / 178 / 21.
(9) مكارم الأخلاق: 2 / 375 / 2661.
(10) جامع الأخبار: 172 / 407.
(11) ثواب الأعمال: 32 / 1.
(12) البحار: 81 / 186 / 39.
(13) الفقيه: 3 / 378 / 4329.
(14) وسائل الشيعة: 15 / 584 / 28897.
(15) الكافي: 8 / 198 / 236.
2716

أستغفرك وأتوب إليك. فقال رجل: يا رسول الله،
إنك لتقول قولا ما كنت تقوله فيما مضى، قال:
كفارة لما يكون في المجلس (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كفارة المجالس أن
تقول عند قيامك منها * (سبحان ربك رب العزة
عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب
العالمين) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفارة الذنب الندامة (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من طلب العلم كان كفارة لما
مضى (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ما من مرض أو وجع يصيب المؤمن
إلا كان كفارة لذنبه (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): - كفارات الخطايا - إسباغ الوضوء
على المكاره (6).
[3499]
ذنب لا كفارة له!
الكتاب
* (ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام) * (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في محرم أصاب
صيدا -: عليه الكفارة، قلت: فإن أصاب آخر؟
قال: إذا أصاب آخر فليس عليه كفارة، وهو ممن
قال الله عز وجل: * (ومن عاد فينتقم الله منه) * (8).
- عنه (عليه السلام): إذا أصاب المحرم الصيد خطأ
فعليه كفارة، فإن أصابه ثانية خطأ فعليه
الكفارة أبدا إذا كان خطأ، فإن أصابه متعمدا
كان عليه الكفارة، فإن أصابه ثانية متعمدا
فهو ممن ينتقم الله منه، ولم يكن عليه الكفارة (9).
(انظر) وسائل الشيعة: 9 / 244 باب 48.
الذنب: باب 1368.

(1) سنن أبي داود: 4859.
(2) الفقيه: 3 / 379 / 4335، وراجع المجلس: باب 522 " ذكر
الله تعالى عند القيام ".
(3) مسند أحمد بن حنبل: 2623.
(4) صحيح الترمذي: 2648.
(5) مسند أحمد بن حنبل: 25393.
(6) سنن ابن ماجة: 427.
(7) المائدة: 95.
(8) وسائل الشيعة: 9 / 245 / 4.
(9) تهذيب الأحكام: 5 / 373 / 1298.
2717

(463)
المكافأة
البحار: 75 / 271 باب 68 " المكافاة على السوء ".
البحار: 75 / 41 باب 36 " المكافاة على الصنايع وذم مكافاة الإحسان بالإساءة ".
انظر:
عنوان 66 " الجزاء "، 274 " الشكر (2) "، 364 " العقوبة "، 442 " القصاص ".
2719

[3500]
مكافأة الإحسان بالإحسان
الكتاب
* (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن
الله كان على كل شئ حسيبا) * (1).
* (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في بيان الحقوق -: ثم
جعل سبحانه من حقوقه حقوقا افترضها لبعض
الناس على بعض، فجعلها تتكافأ في وجوهها.
ويوجب بعضها بعضا، ولا يستوجب بعضها
إلا ببعض (3).
- عنه (عليه السلام): المكافأة عتق (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): المعروف غل لا يفكه
إلا مكافأة أو شكر (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى إليه معروف فوجد
فليكاف، ومن لم يجد فليثن عليه، فإن من
أثنى عليه فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أتاكم معروفا فكافؤوه، وإن
لم تجدوا ما تكافؤونه فادعوا الله له حتى تظنوا
أنكم قد كافيتموه (7).
- الإمام علي (عليه السلام): أطل يدك في مكافأة
من أحسن إليك، فإن لم تقدر فلا أقل من
أن تشكره (8).
- عنه (عليه السلام): من جازاك بالشكر فقد أعطاك
أكثر مما أخذ منك (9).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (هل
جزاء الإحسان إلا الإحسان) * -: جرت في
المؤمن والكافر والبر والفاجر، من صنع إليه
معروف فعليه أن يكافئ به، وليست المكافأة أن
تصنع كما صنع حتى ترى فضلك، فإن صنعت كما
صنع فله الفضل بالابتداء (10).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا حييت بتحية فحي
بأحسن منها، وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما
يربى عليها، والفضل مع ذلك للبادئ (11).
- عنه (عليه السلام): من صنع مثل ما صنع إليه فقد
كافأ، ومن أضعف كان شكورا (12).
(انظر) الشكر (2): باب 2076.

(1) النساء: 86.
(2) الرحمن: 60.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 216.
(4) غرر الحكم: 56.
(5) الدرة الباهرة: 36.
(6) كنز العمال: 16567.
(7) البحار: 75 / 43 / 8.
(8) غرر الحكم: 2383.
(9) البحار: 78 / 82 / 80 وص 311 / 1.
(10) البحار: 78 / 82 / 80 وص 311 / 1.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 62.
(12) البحار: 75 / 42 / 4.
2720

[3501]
مكافأة الإساءة بالإساءة
الكتاب
* (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص
فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم
واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين) * (1).
* (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن
صبرتم لهو خير للصابرين) * (2).
* (ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه
لينصرنه الله إن الله لعفو غفور) * (3).
* (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا
وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون) * (4).
* (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون * وجزاء
سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا
يحب الظالمين * ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم
من سبيل * إنما السبيل على الذين يظلمون الناس
ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم *
ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام): من عامل بالبغي كوفي به (6).
(انظر) عنوان 364 " العقوبة "، 442 " القصاص ".
الكرم: باب 3479، 3506.
[3502]
ما لا ينبغي في المكافأة
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كافأ السفيه بالسفه
فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى مثاله (7).
- الإمام علي (عليه السلام): أقبح المكافاة المجازاة
بالإساءة (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أكرمك فأكرمه، ومن
استخفك فأكرم نفسك عنه (9).
(انظر) السفه: باب 1837، 1838.
العفو (1): باب 2766.
[3503]
ذم الانتقام
- الإمام علي (عليه السلام): لا سؤدد مع انتقام (10).
- عنه (عليه السلام): التسرع إلى الانتقام أعظم
الذنوب (11).
- عنه (عليه السلام): من لم يحسن العفو أساء
بالانتقام (12).
- عنه (عليه السلام): سوء العقوبة من لؤم الظفر (13).
- عنه (عليه السلام): أقبح أفعال المقتدر الانتقام (14).
- عنه (عليه السلام): قوة الحلم عند الغضب أفضل
من القوة على الانتقام (15).

(1) البقرة: 194.
(2) النحل: 126.
(3) الحج: 60.
(4) الشعراء: 227.
(5) الشورى: 39 - 43.
(6) غرر الحكم: 8475.
(7) الكافي: 2 / 322 / 2.
(8) البحار: 78 / 53 / 85 وص 278 / 133.
(9) البحار: 78 / 53 / 85 وص 278 / 133.
(10) غرر الحكم: 10518، 6766، 8959، 5652، 3003، 6808.
(11) غرر الحكم: 10518، 6766، 8959، 5652، 3003، 6808.
(12) غرر الحكم: 10518، 6766، 8959، 5652، 3003، 6808.
(13) غرر الحكم: 10518، 6766، 8959، 5652، 3003، 6808.
(14) غرر الحكم: 10518، 6766، 8959، 5652، 3003، 6808.
(15) غرر الحكم: 10518، 6766، 8959، 5652، 3003، 6808.
2721

- عنه (عليه السلام): من انتقم من الجاني أبطل فضله
في الدنيا وفاته ثواب الآخرة (1).
- عنه (عليه السلام): لا تطلبن مجازاة أخيك وإن
حثا التراب بفيك (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في التوراة -: إذا
ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن
انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك (3).
[3504]
مكافأة الإحسان بالإساءة
- الإمام علي (عليه السلام): عادة اللئام المكافأة
بالقبيح عن الإحسان (4).
- عنه (عليه السلام): شر الناس من كافى على الجميل
بالقبيح (5).
- عنه (عليه السلام): من كافأ الإحسان بالإساءة فقد
برئ من المروة (6).
(انظر) الشكر (2): باب 2079، 2080.
[3505]
مكافأة الإساءة بالإحسان
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - من دعائه في
مكارم الأخلاق -: اللهم صل على محمد
وآله وسددني لان أعارض من غشني بالنصح،
وأجزي من هجرني بالبر، وأثيب من حرمني
بالبذل، وأكافئ من قطعني بالصلة، وأخالف
من اغتابني إلى حسن الذكر (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من كمال الإيمان مكافاة
المسئ بالإحسان (8).
- عنه (عليه السلام): من لم يجاز الإساءة بالإحسان
فليس من الكرام (9).
(انظر) الإحسان: باب 766.
الرحم: باب 1466.
الخير: باب 1170.
الإنصاف: باب 3876.
الهدية: باب 4013.
[3506]
كما تدين تدان
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كشف عن حجاب
غيره تكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي
قتل به، ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها،
ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء
وقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم (10).
- الإمام علي (عليه السلام): من حفر بئرا لأخيه وقع فيها،
ومن هتك حجاب غيره انكشفت عورات بيته (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): بروا آباءكم يبركم
أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم (12).

(1) غرر الحكم: 8863.
(2) البحار: 77 / 209 / 1.
(3) الكافي: 2 / 304 / 10.
(4) غرر الحكم: 6238، 5750، 8674.
(5) غرر الحكم: 6238، 5750، 8674.
(6) غرر الحكم: 6238، 5750، 8674.
(7) الصحيفة السجادية: 83 / الدعاء 20.
(8) غرر الحكم: 9413، 8958.
(9) غرر الحكم: 9413، 8958.
(10) كشف الغمة: 2 / 396.
(11) تحف العقول: 88، 359.
(12) تحف العقول: 88، 359.
2722

- الإمام علي (عليه السلام): من عاب عيب، ومن
شتم أجيب، ومن غرس أشجار التقى اجتنى
ثمار المنى (1).
- عن الإنجيل -: ألا تدينوا وأنتم خطأ
فيدان منكم بالعذاب، لا تحكموا بالجور فيحكم
عليكم بالعذاب، بالمكيال الذي تكيلون يكال
لكم، وبالحكم الذي تحكمون يحكم عليكم (2).
- الإمام علي (عليه السلام): كما تدين تدان (3).

(1) كشف الغمة: 3 / 136.
(2) البحار: 77 / 43 / 12.
(3) غرر الحكم: 7208.
2723

(464)
التكليف
البحار: 5 / 298 باب 14 " شرائط صحة التكليف ".
البحار: 5 / 309 / باب 15 " علة خلق العباد وتكليفهم ".
البحار: 5 / 318 باب 16 " عموم التكاليف ".
البحار: 5 / 288 باب 13 " الأطفال ومن لم يتم عليهم الحجة في الدنيا ".
وسائل الشيعة: 1 / 27 باب 3 " اشتراط العقل في تعلق التكليف ".
وسائل الشيعة: 1 / 30 باب 4 " اشتراط التكليف... بالاحتلام ".
انظر:
عنوان 97 " الحجة "، 262 " الشريعة "، 48 " البلوغ "، الأصول: باب 95، الأمانة: 305.
2725

[3507]
التكليف
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أن ما كلفتم به
يسير، وأن ثوابه كثير، ولو لم يكن فيما نهى
الله عنه من البغي والعدوان عقاب يخاف لكان في
ثواب اجتنابه ما لا عذر في ترك طلبه (1).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه أمر عباده تخييرا،
ونهاهم تحذيرا، وكلف يسيرا، ولم يكلف
عسيرا، وأعطى على القليل كثيرا، ولم يعص
مغلوبا، ولم يطع مكرها، ولم يرسل الأنبياء لعبا،
ولم ينزل الكتاب للعباد عبثا، ولا خلق السماوات
والأرض وما بينهما باطلا: * (ذلك ظن الذين
كفروا، فويل للذين كفروا من النار) * (2).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أنه لن يرضى عنكم
بشئ سخطه على من كان قبلكم، ولن يسخط
عليكم بشئ رضيه ممن كان قبلكم، وإنما
تسيرون في أثر بين، وتتكلمون برجع قول قد
قاله الرجال من قبلكم (3).
قال العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه تحت
عنوان " بحث فلسفي في كيفية وجود التكليف
ودوامه ":
قد تقدم في خلال أبحاث النبوة وكيفية
انتشاء الشرائع السماوية في هذا الكتاب أن
كل نوع من أنواع الموجودات له غاية كمالية
هو متوجه إليها ساع نحوها طالب لها بحركة
وجودية تناسب وجوده، لا يسكن عنها دون أن
ينالها، إلا أن يمنعه عن ذلك مانع مزاحم فيبطل
دون الوصول إلى غايته، كالشجرة تقف عن الرشد
والنمو قبل أن تبلغ غايتها لآفات تعرضها. وتقدم
أيضا أن الحرمان من بلوغ الغايات إنما هو في
أفراد خاصة من الأنواع، وأما النوع بنوعيته
فلا يتصور فيه ذلك.
وأن الإنسان - وهو نوع وجودي - له غاية
وجودية لا ينالها إلا بالاجتماع المدني،
كما يشهد به تجهيز وجوده بما لا يستغني به عن
سائر أمثاله كالذكورة والأنوثة والعواطف
والإحساسات وكثرة الحوائج وتراكمها.
وأن تحقق هذا الاجتماع وانعقاد المجتمع
الإنساني يحوج أفراد المجتمع إلى أحكام
وقوانين ينتظم باحترامها والعمل بها شتات
أمورهم ويرتفع بها اختلافاتهم الضرورية، ويقف
بها كل منهم في موقفه الذي ينبغي له ويجوز بها
سعادته وكماله الوجودي، وهذه الأحكام
والقوانين العملية في الحقيقة منبعثة عن الحوائج
التي تهتف بها خصوصية وجود الإنسان وخلقته
الخاصة بما لها من التجهيزات البدنية والروحية،
كما أن خصوصية وجوده وخلقته مرتبطة

(1) نهج البلاغة: الكتاب 51، والحكمة 78، والخطبة 183.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 51، والحكمة 78، والخطبة 183.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 51، والحكمة 78، والخطبة 183.
2726

بخصوصيات العلل والأسباب التي تكون وجود
الإنسان من الكون العام.
وهذا معنى كون الدين فطريا، أي أنه مجموع
أحكام وقوانين يرشد إليها وجود الإنسان بحسب
التكوين. وإن شئت فقل: سنن يستدعيها الكون
العام، فلو أقيمت أصلحت المجتمع وبلغت
بالأفراد غايتها في الوجود وكمالها المطلوب، ولو
تركت وأبطلت أفسدت العالم الإنساني وزاحمت
الكون العام في نظامه.
وأن هذه الأحكام والقوانين سواء كانت
معاملية اجتماعية تصلح بها حال المجتمع ويجمع
بها شمله أو عبادية تبلغ بالإنسان غاية كماله من
المعرفة والصلاح في مجتمع صالح فإنها جميعا
يجب أن يتلقاها الإنسان من طريق نبوة إلهية
ووحي سماوي لا غير.
وبهذه الأصول الماضية يتبين أن التكليف
الإلهي يلازم الإنسان ما عاش في هذه النشأة
الدنيوية سواء كان في نفسه ناقصا لم يكمل
وجودا بعد أو كاملا علما وعملا. أما لو كان ناقصا
فظاهر، وأما لو كان كاملا فلأن معنى كماله أن
يحصل له في جانبي العلم والعمل ملكات فاضلة
يصدر عنها من الأعمال المعاملية ما يلائم
المجتمع ويصلحه ويتمكن من كمال المعرفة
وصدور الأعمال العبادية الملائمة للمعرفة كما
تقتضيه العناية الإلهية الهادية للإنسان إلى
سعادته.
ومن المعلوم أن تجويز ارتفاع التكليف عن
الإنسان الكامل ملازم لتجويز تخلفه عن الأحكام
والقوانين. وهو فيما يرجع إلى المعاملات يوجب
فساد المجتمع والعناية الإلهية تأباه. وفيما يرجع
إلى العبادات يوجب تخلف الملكات عن آثارها،
فإن الأفعال مقدمات معدة لحصول الملكات ما لم
تحصل، وإذا حصلت عادت تلك الأفعال آثارا لها
تصدر عنها صدورا لا تخلف فيه.
ومن هنا يظهر فساد ما ربما يتوهم أن الغرض
من التكليف تكميل الإنسان وإيصاله غاية
وجوده، فإذا كمل لم يكن لبقاء التكليف معنى.
وجه الفساد: أن تخلف الإنسان عن التكليف
الإلهي، وإن كان كاملا في المعاملات يفسد
المجتمع وفيه إبطال العناية الإلهية بالنوع، وفي
العبادات يستلزم تخلف الملكات عن آثارها،
وهو غير جائز، ولو جاز لكان فيه إبطال الملكة
وفيه أيضا إبطال العناية. نعم بين الإنسان الكامل
وغيره فرق في صدور الأفعال وهو أن الكامل
مصون عن المخالفة لمكان الملكة الراسخة
بخلاف غير الكامل، والله المستعان (1).
(انظر) البحار: 5 / 318 باب 16.
[3508]
لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
الكتاب
* (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما
اكتسبت) * (2).
(انظر) الأنعام: 152، الأعراف: 42، المؤمنون:
62، الطلاق: 7، البقرة: 233.

(1) تفسير الميزان: 12 / 199.
(2) البقرة: 286.
2727

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رفع عن أمتي الخطأ
والنسيان وما استكرهوا عليه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رفع القلم عن ثلاثة: عن
المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن
النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يعذب الله عبدا على خطأ
ولا استكراه أبدا (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رفع عن أمتي تسعة: الخطأ،
والنسيان، وما أكرهوا عليه، وما لا يعلمون،
وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه، والحسد،
والطيرة، والتفكر في الوسوسة في الخلق ما
لم ينطق بشفة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): وضع عن أمتي تسع خصال:
الخطاء، والنسيان، وما لا يعلمون، وما لا
يطيقون، وما اضطروا إليه، وما استكرهوا عليه،
والطيرة، والوسوسة في التفكر في الخلق،
والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما امر العباد إلا بدون
سعتهم، فكل شئ امر الناس بأخذه فهم متسعون
له، وما لا يتسعون له فهو موضوع عنهم (6).
- عنه (عليه السلام): ما كلف الله العباد فوق ما يطيقون
- فذكر الفرائض وقال: - إنما كلفهم صيام شهر
من السنة وهم يطيقون أكثر من ذلك (7).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن معنى قولهم:
لا حول ولا قوة إلا بالله -: إنا لا نملك مع الله شيئا،
ولا نملك إلا ما ملكنا، فمتى ملكنا ما هو أملك به
منا كلفنا، ومتى أخذه منا وضع تكليفه عنا (8).

(1) كنز العمال: 10307، 10309، 10324.
(2) كنز العمال: 10307، 10309، 10324.
(3) كنز العمال: 10307، 10309، 10324.
(4) البحار: 5 / 303 / 14.
(5) الكافي: 2 / 463 / 2.
(6) التوحيد: 347 / 6.
(7) تهذيب الأحكام: 4 / 154 / 426.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 404.
2728

(465)
التكلف
البحار: 73 / 394 باب 143 " التكلف والدعوى ".
كنز العمال: 3 / 805 " التكلف ".
انظر:
الضيافة: باب 2397.
2729

[3509]
التكلف
الكتاب
* (قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من
المتكلفين) * (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله برأ محمدا (صلى الله عليه وآله)
من ثلاث: أن يتقول على الله، أو ينطق عن
هواه، أو يتكلف (2).
- مصباح الشريعة: قال النبي (صلى الله عليه وآله): نحن
معاشر الأنبياء الامناء والأتقياء براء من التكلف (3).
- مصباح الشريعة قال الصادق (عليه السلام): المتكلف
مخطئ وإن أصاب، والمتطوع مصيب وإن أخطأ (4).
- الإمام علي (عليه السلام): إن المسلمين قالوا لرسول
الله (صلى الله عليه وآله): لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه
من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على
عدونا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما كنت لألقى
الله عز وجل ببدعة لم يحدث إلي فيها شيئا * (وما
أنا من المتكلفين) * (5).
- عنه (عليه السلام): شر أصدقائك من تتكلف له (6).
- عنه (عليه السلام): شر الإخوان من تكلف له (7).
- عنه (عليه السلام): أهنى العيش إطراح الكلف (8).
- عنه (عليه السلام): التكلف من أخلاق المنافقين (9).
- عنه (عليه السلام): شر الألفة إطراح الكلفة (10).
- عنه (عليه السلام): أكبر الكلفة تعنيك فيما لا يعنيك (11).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سئل عن الكلفة -:
كلامك فيما لا يعنيك (12).
- الإمام علي (عليه السلام): إطراح الكلف أشرف قنية (13).
- عنه (عليه السلام): من كلفك ما لا تطيق فقد أفتاك
في عصيانه (14).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): من تكلف ما ليس من
علمه ضيع عمله وخاب أمله (15).
- الإمام علي (عليه السلام): عشرة يعنتون أنفسهم
وغيرهم: ذو العلم القليل يتكلف أن يعلم
الناس كثيرا (16).
- عنه (عليه السلام): لا يكن حبك كلفا، ولا بغضك
تلفا، أحبب حبيبك هونا ما، وأبغض بغيضك

(1) ص: 86.
(2) البحار: 2 / 178 / 26.
(3) مصباح الشريعة: 209، 207.
(4) مصباح الشريعة: 209، 207.
(5) التوحيد: 342 / 11.
(6) غرر الحكم: 5706.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 479.
(8) غرر الحكم: 2964، 1176، 5782، 3166.
(9) غرر الحكم: 2964، 1176، 5782، 3166.
(10) غرر الحكم: 2964، 1176، 5782، 3166.
(11) غرر الحكم: 2964، 1176، 5782، 3166.
(12) تحف العقول: 226.
(13) غرر الحكم: 1209، 9137.
(14) غرر الحكم: 1209، 9137.
(15) الدرة الباهرة: 36.
(16) البحار: 2 / 51 / 15.
2730

هونا ما (1).
- عنه (عليه السلام): الناس منقوصون مدخولون إلا
من عصم الله، سائلهم متعنت، ومجيبهم متكلف (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في الدعاء -: وارحمني من
تكلف ما لا يعنيني (3).
[3510]
علامات المتكلف
- الإمام علي (عليه السلام): للمتكلف ثلاث
علامات: ينازع من فوقه بالمعصية، ويظلم من
دونه بالغلبة، ويظاهر الظلمة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة المتكلف
فأربعة: الجدال فيما لا يعنيه، وينازع من فوقه،
ويتعاطى ما لا ينال، ويجعل همه لما لا ينجيه (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): للمتكلف ثلاث علامات: يتملق
إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة (6).
- لقمان (عليه السلام) - لابنه -: للمتكلف ثلاث
علامات: ينازع من فوقه، ويقول ما لا يعلم،
ويتعاطى ما لا ينال (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من العلماء من يضع
نفسه للفتاوى ويقول: سلوني، ولعله لا يصيب
حرفا واحدا، والله لا يحب المتكلفين (8).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يقص إلا أمير، أو
مأمور، أو متكلف (9).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سأله أمير المؤمنين (عليه السلام)
عن الكلفة -: التمسك بمن لا يؤمنك، والنظر
فيما لا يعنيك (10).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن القدر -:
طريق مظلم فلا تسلكوه، وبحر عميق فلا تلجوه،
وسر الله فلا تتكلفوه (11).
- عنه (عليه السلام): دع القول فيما لا تعرف،
والخطاب فيما لم تكلف (12).
- عنه (عليه السلام): اعلم أن الراسخين في العلم
هم الذين أغناهم عن اقتحاح السدد المضروبة
دون الغيوب، الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره
من الغيب المحجوب، فمدح الله تعالى اعترافهم
بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما، وسمى
تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن
كنهه رسوخا (13).
- عنه (عليه السلام): إن الله افترض عليكم فرائض
فلا تضيعوها... وسكت لكم عن أشياء ولم يدعها
نسيانا فلا تتكلفوها (14).
- عنه (عليه السلام): إن تضييع المرء ما ولي وتكلفه
ما كفي لعجز حاضر ورأي متبر (15) (16).
2731

(466)
الكلام
البحار: 71 / 274 باب 78 " السكوت والكلام ".
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 87 " مدح قلة الكلام وذم كثرته ".
البحار: 71 / 309 باب 89 " قول الخير والقول الحسن والتفكر فيما يتكلم ".
كنز العمال: 3 / 561، 837 " التشدق في الكلام ".
انظر:
عنوان 46 " البلاغة "، 85 " الجواب "، 303 " الصمت "، 420 " الفصاحة "، 473 " اللسان "،
الاستماع: باب 1899، المعرفة (3): باب 2654.
2733

[3511]
الكلام
الكتاب
* (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا إليه يصعد
الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه والذين يمكرون
السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): مغرس الكلام القلب،
ومستودعه الفكر، ومقومه (يه - خ ل) العقل،
ومبديه اللسان، وجسمه الحروف، وروحه
المعنى، وحليته الإعراب، ونظامه الصواب (2).
- عنه (عليه السلام): اعجبوا لهذا الإنسان، ينظر
بشحم، ويتكلم بلحم (3).
- عنه (عليه السلام): للإنسان فضيلتان: عقل ومنطق،
فبالعقل يستفيد، وبالمنطق يفيد (4).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن أحسن ما خلق
الله -: الكلام، فقيل: أي شئ مما خلق
الله أقبح؟ قال: الكلام، ثم قال: بالكلام ابيضت
الوجوه، وبالكلام اسودت الوجوه (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليتكلم بالكلمة من
رضوان الله ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله
تعالى له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل
ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما كان يظن أن تبلغ
ما بلغت يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه (6).
(انظر) باب 3524.
[3512]
شدة تأثير الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): رب قول أنفذ من صول (7).
- عنه (عليه السلام): صورة المرأة في وجهها، وصورة
الرجل في منطقه (8).
- عنه (عليه السلام): رب كلام كالحسام (9).
- عنه (عليه السلام): رب كلام كلام (10).
- عنه (عليه السلام): رب كلام أنفذ من سهام (11).
(انظر) الشعر: باب 2025.
الجهاد (1): باب 575.
المعروف (2): باب 2699، 2700.
[3513]
التحذير من الكلام الهجين
- الإمام علي (عليه السلام): إياك وما يستهجن من

(1) فاطر: 10.
(2) غرر الحكم: 9830.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 8.
(4) غرر الحكم: 7356.
(5) تحف العقول: 216.
(6) الترغيب والترهيب: 3 / 537 / 45.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 394.
(8) البحار: 71 / 293 / 63.
(9) غرر الحكم: 5273، 5272، 5322.
(10) غرر الحكم: 5273، 5272، 5322.
(11) غرر الحكم: 5273، 5272، 5322.
2734

الكلام، فإنه يحبس عليك اللئام وينفر
عنك الكرام (1).
- عنه (عليه السلام): إياك ومستهجن الكلام، فإنه
يوغر القلب (2).
- عنه (عليه السلام): لا تقولن ما يسوؤك جوابه (3).
- عنه (عليه السلام): من ساء كلامه كثر ملامه (4).
- عنه (عليه السلام): من ساء لفظه ساء حظه (5).
- عنه (عليه السلام): لا تسئ اللفظ وإن ضاق
عليك الجواب (6).
- عنه (عليه السلام): سنة اللئام قبح الكلام (7).
- عنه (عليه السلام): سوء المنطق يزري بالبهاء
والمروة (8).
- عنه (عليه السلام): سوء المنطق يزري بالقدر
ويفسد الأخوة (9).
[3514]
الحث على ترك ما لا يعني من الكلام
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من فقه الرجل قلة كلامه
فيما لا يعنيه (10).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من حسن إسلام المرء تركه
الكلام فيما لا يعنيه (11).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما مر برجل يتكلم
بفضول الكلام -: إنك تملي على حافظيك كتابا
إلى ربك، فتكلم بما يعنيك ودع ما لا يعنيك (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام): قال أبو ذر: اجعل
الدنيا كلمتين: كلمة في طلب الحلال، وكلمة
للآخرة، والثالثة تضر ولا تنفع فلا تردها (13).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - لابن عباس -:
لا تتكلمن فيما لا يعنيك فإني أخاف عليك
الوزر، ولا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى
للكلام موضعا (14).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكثر الناس ذنوبا أكثرهم
كلاما فيما لا يعنيه (15).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن أكثر الناس ذنوبا يوم
القيامة أكثرهم كلاما فيما لا يعنيه (16).
[3515]
ذم فضول الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): إياك وفضول الكلام،
فإنه يظهر من عيوبك ما بطن، ويحرك عليك من
أعدائك ما سكن (17).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ما من شئ من الفضول
إلا وهو يحتاج إلى الفضول من الكلام (18).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العالم لا يتكلم
بالفضول (19).

(1) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(2) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(3) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(4) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(5) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(6) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(7) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(8) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(9) غرر الحكم: 2722، 2675، 10155، 8496، 9173، 10267، 5551، 5621، 5622.
(10) البحار: 2 / 55 / 28 وص 136 / 37.
(11) البحار: 2 / 55 / 28 وص 136 / 37.
(12) أمالي الصدوق: 37 / 4.
(13) البحار: 71 / 278 / 16 و 78 / 127 / 10.
(14) البحار: 71 / 278 / 16 و 78 / 127 / 10.
(15) الترغيب والترهيب: 3 / 540 / 51.
(16) كنز العمال: 8293.
(17) غرر الحكم: 2720.
(18) تحف العقول: 442.
(19) مستدرك الوسائل: 9 / 33 / 10127.
2735

- الإمام علي (عليه السلا): طوبى لمن... أنفق الفضل
من ماله، وأمسك الفضل من لسانه (1).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يتكلم بما لا ينفعه
في دنياه ولا يكتب له أجره في أخراه (2).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يتكلم فيما إن حكي
عنه ضره، وإن لم يحك عنه لم ينفعه (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل كلام ابن آدم عليه لا له
إلا أمرا بمعروف، أو نهيا عن منكر، أو ذكر الله (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليتحدث بالحديث
ما يريد به سوء إلا ليضحك به القوم يهوي
به أبعد من السماء (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ألا هل عسى رجل منكم أن
يتكلم بالكلمة يضحك بها القوم فيسقط بها أبعد
من السماء؟! ألا هل عسى رجل منكم يتكلم
بالكلمة يضحك بها أصحابه فيسخط الله بها عليه
لا يرضى عنه حتى يدخله النار؟! (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليدنو من الجنة حتى
ما يكون بينه وبينها إلا قيد رمح، فيتكلم
بالكلمة فيتباعد منها أبعد من صنعاء (7).
[3516]
النهي عن الهذر
- الإمام علي (عليه السلام): اجتنب الهذر، فأيسر
جنايته الملامة (8).
- عنه (عليه السلام): إياك والهذر، فمن كثر كلامه
كثرت آثامه (9).
- عنه (عليه السلام): قبح الحصر خير من جرح الهذر (10).
- عنه (عليه السلام): كثرة الهذر تكسب العار (11).
- عنه (عليه السلام): كثرة الهذر تمل الجليس
وتهين الرئيس (12).
- عنه (عليه السلام): الهذر مقرب من الغير (13).
- عنه (عليه السلام): الهذر يأتي على المهجة (14).
[3517]
النهي عن كثرة الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): كثرة الكلام تبسط
حواشيه وتنقص معانيه، فلا يرى له أمد
ولا ينتفع به أحد (15).
- عنه (عليه السلام): إياك وكثرة الكلام، فإنه يكثر
الزلل ويورث الملل (16).
- الخضر (عليه السلام) - من وصاياه لموسى (عليه السلام) -:
لا تكونن مكثارا بالنطق مهذارا، فإن كثرة النطق
تشين العلماء، وتبدي مساوي السخفاء (17).
- الإمام علي (عليه السلام): من أكثر أهجر، ومن
تفكر أبصر (18).
- عنه (عليه السلام): آفة الكلام الإطالة (19).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(2) غرر الحكم: 6283، 6284.
(3) غرر الحكم: 6283، 6284.
(4) الترغيب والترهيب: 3 / 538 / 49 وص 537 / 43 و 537 / 44 و 537 / 46.
(5) الترغيب والترهيب: 3 / 538 / 49 وص 537 / 43 و 537 / 44 و 537 / 46.
(6) الترغيب والترهيب: 3 / 538 / 49 وص 537 / 43 و 537 / 44 و 537 / 46.
(7) الترغيب والترهيب: 3 / 538 / 49 وص 537 / 43 و 537 / 44 و 537 / 46.
(8) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(9) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(10) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(11) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(12) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(13) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(14) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(15) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(16) غرر الحكم: 2315، 2637، 6802، 7086، 7116، 1267، 1269، 7130، 2680.
(17) كنز العمال: 44176.
(18) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 16 / 97.
(19) غرر الحكم: 3966.
2736

- عنه (عليه السلام): من أطال الحديث فيما لا ينبغي
فقد عرض نفسه للملامة (1).
- عنه (عليه السلام): الإكثار إضجار (2).
- عنه (عليه السلام): الإكثار يزل الحكيم ويمل الحليم،
فلا تكثر فتضجر وتفرط فتهن (3).
[3518]
كثرة الكلام تميت القلب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تكثروا الكلام بغير ذكر
الله، فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة القلب،
إن أبعد الناس من الله القلب القاسي (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من كثر كلامه كثر خطاؤه،
ومن كثر خطاؤه قل حياؤه، ومن قل حياؤه قل
ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه، ومن مات قلبه
دخل النار (5).
- المسيح (عليه السلام) - لا تكثروا الكلام في غير
ذكر الله، فإن الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله
قاسية قلوبهم، ولكن لا يعلمون (6).
- في حديث المعراج: يا أحمد، عليك
بالصمت، فإن أعمر مجلس قلوب الصالحين
والصامتين، وإن أخرب مجلس قلوب
المتكلمين بما لا يعنيهم (7).
(انظر) القلب: باب 3406.
[3519]
مدح قلة الكلام
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من حسن إسلام المرء
قلة الكلام فيما لا يعنيه (8).
- الإمام علي (عليه السلام): من قل كلامه بطل عيبه (9).
- عنه (عليه السلام): أقلل الكلام تأمن الملام (10).
- عنه (عليه السلام): إذا تم العقل نقص الكلام (11).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إني لأكره أن يكون
مقدار لسان الرجل فاضلا على مقدار علمه، كما أكره
أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله (12).
- الإمام علي (عليه السلام): كان لي فيما مضى أخ
في الله... وكان إذا غلب على الكلام لم يغلب
على السكوت، وكان على ما يسمع أحرص منه
على أن يتكلم (13).
- عنه (عليه السلام): إن أحببت سلامة نفسك وستر
معايبك فأقلل كلامك وأكثر صمتك، يتوفر
فكرك ويستنر قلبك (14).
- عنه (عليه السلام): إذا أراد الله سبحانه صلاح عبد
ألهمه قلة الكلام وقلة الطعام وقلة المنام (15).
- عنه (عليه السلام): قلة الكلام يستر العيوب

(1) غرر الحكم: 8892، 181، 2009.
(2) غرر الحكم: 8892، 181، 2009.
(3) غرر الحكم: 8892، 181، 2009.
(4) أمالي الطوسي: 3 / 1.
(5) البحار: 71 / 286 / 41.
(6) الكافي: 2 / 114 / 11.
(7) إرشاد القلوب: 203.
(8) مسند أحمد بن حنبل: 1 / 429 / 1732.
(9) غرر الحكم: 8411، 2283.
(10) غرر الحكم: 8411، 2283.
(11) البحار: 71 / 290 / 62.
(12) نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 7 / 92.
(13) نهج البلاغة: الحكمة 289.
(14) غرر الحكم: 3725، 4117.
(15) غرر الحكم: 3725، 4117.
2737

ويقلل الذنوب (1).
- عنه (عليه السلام): قلة الكلام يستر العوار
ويؤمن العثار (2).
(انظر) باب 3523.
[3520]
المتكلم ووثاق الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): الكلام في وثاقك ما لم
تتكلم به، فإذا تكلمت به صرت في وثاقه، فاخزن
لسانك كما تخزن ذهبك وورقك، فرب كلمة
سلبت نعمة (3).
- عنه (عليه السلام): إذا تكلمت بالكلمة ملكتك،
وإذا أمسكتها ملكتها (4).
- عنه (عليه السلام): احفظ لسانك، فإن الكلمة أسيرة
في وثاق الرجل، فإن أطلقها صار أسيرا
في وثاقها (5).
- الإمام الهادي (عليه السلام): الجاهل أسير لسانه (6).
- الإمام علي (عليه السلام): في الصمت السلامة من
الندامة، وتلافيك ما فرط من صمتك أيسر من
إدراك فائدة ما فات من منطقك، وحفظ ما في
الوعاء بشد الوكاء (7).
- عنه (عليه السلام): وتلافيك ما فرط من صمتك
أيسر من إدراكك ما فات من منطقك، وحفظ ما
في الوعاء بشد الوكاء (8).
[3521]
اعتبار الكلام من العمل
- الإمام علي (عليه السلام): كلامك محفوظ
عليك مخلد في صحيفتك، فاجعله فيما
يزلفك (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن من حسب كلامه من
عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه (10).
- الإمام علي (عليه السلام): من علم أن كلامه من
عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من علم موضع كلامه
من عمله قل كلامه فيما لا يعنيه (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رأى موضع كلامه من
عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من لم يحسب كلامه من عمله
كثرت خطاياه وحضر عذابه (14).
- الإمام علي (عليه السلام): من علم أنه مؤاخذ
بقوله فليقصر في المقال (15).

(1) غرر الحكم: 6767، 6770.
(2) غرر الحكم: 6767، 6770.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 381.
(4) غرر الحكم: 4084.
(5) البحار: 71 / 293 / 63.
(6) الدرة الباهرة: 41.
(7) البحار: 77 / 215 / 1.
(8) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(9) غرر الحكم: 7246.
(10) البحار: 71 / 279 / 19.
(11) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(12) البحار: 71 / 289 / 54.
(13) الكافي: 2 / 116 / 19.
(14) البحار: 71 / 304 / 79.
(15) غرر الحكم: 8124.
2738

[3522]
ذم إباحة كل ما يعلم
- الإمام الصادق (عليه السلام): اسمعوا مني كلاما هو
خير لكم من الدهم الموقفة: لا يتكلم أحدكم بما
لا يعنيه، وليدع كثيرا من الكلام فيما يعنيه حتى
يجد له موضعا، فرب متكلم في غير موضعه جنى
على نفسه بكلامه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تقل ما لا تعلم، بل
لا تقل كل ما تعلم، فإن الله فرض على جوارحك
كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة (2).
- عنه (عليه السلام): من عقل الرجل أن لا يتكلم
بجميع ما أحاط به علمه (3).
- عنه (عليه السلام): لا تتكلم بكل ما تعلم، فكفى
بذلك جهلا (4).
- عنه (عليه السلام): لا تحدث الناس بكل ما تسمع،
فكفى بذلك خرقا (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء من الكذب أن
يحدث بكل ما سمع (6).
(انظر) الكذب: باب 3461.
[3523]
الكلام كالدواء
- الإمام علي (عليه السلام): الكلام كالدواء، قليله
ينفع، وكثيره قاتل (7).
- عنه (عليه السلام): إذا قل الخطاب كثر الصواب،
إذا ازدحم الجواب نفي الصواب (8).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يتكلم إلا بحاجته
أو حجته (9).
- عنه (عليه السلام): الكلام بين خلتي سوء، هما:
الإكثار، والإقلال، فالإكثار هذر، والإقلال
عي وحصر (10).
- عنه (عليه السلام): إن كلام الحكيم إذا كان صوابا
كان دواء، وإذا كان خطأ كان داء (11).
[3524]
فضل الكلام على السكوت
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لما سئل عن
الكلام والسكوت أيهما أفضل؟ -: لكل
واحد منهما آفات، فإذا سلما من الآفات فالكلام
أفضل من السكوت.
قيل كيف ذلك يا بن رسول الله؟.
قال: لأن الله عز وجل ما بعث الأنبياء
والأوصياء بالسكوت، إنما بعثهم بالكلام،
ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجبت
ولاية الله بالسكوت، ولا توقيت النار بالسكوت،
إنما ذلك كله بالكلام (12).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - لرجل وقد كلمه بكلام
كثير -: أيها الرجل تحتقر الكلام وتستصغره؟!

(1) البحار: 2 / 130 / 15.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 382، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد:
19 / 323.
(3) غرر الحكم: 9327، 10187، 10250.
(4) غرر الحكم: 9327، 10187، 10250.
(5) غرر الحكم: 9327، 10187، 10250.
(6) كنز العمال: 8208.
(7) غرر الحكم: 2182، (4025 - 4026)، 1732، 1854، 3513.
(8) غرر الحكم: 2182، (4025 - 4026)، 1732، 1854، 3513.
(9) غرر الحكم: 2182، (4025 - 4026)، 1732، 1854، 3513.
(10) غرر الحكم: 2182، (4025 - 4026)، 1732، 1854، 3513.
(11) غرر الحكم: 2182، (4025 - 4026)، 1732، 1854، 3513.
(12) البحار: 71 / 274 / 1.
2739

اعلم أن الله عز وجل لم يبعث رسله حيث بعثها
ومعها ذهب ولا فضة، ولكن بعثها بالكلام، وإنما
عرف الله جل وعز نفسه إلى خلقه بالكلام
والدلالات عليه والأعلام (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): النطق راحة للروح،
والسكوت راحة للعقل (2).
- الإمام علي (عليه السلام): القول بالحق خير من
العي والصمت (3).
(انظر) باب 3511.
[3525]
فضل السكوت على الكلام
- لقمان (عليه السلام) - لابنه -: يا بني، إن كنت
زعمت أن الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): السكوت ذهب والكلام
فضة (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا يزال العبد المؤمن
يكتب محسنا ما دام ساكتا، فإذا تكلم كتب
محسنا أو مسيئا (6).
- داود (عليه السلام) - لسليمان (عليه السلام) -: يا بني، عليك
بطول الصمت إلا من خير، فإن الندامة على
طول الصمت مرة واحدة خير من الندامة على
كثرة الكلام مرات. يا بني، لو أن
الكلام كان من فضة ينبغي للصمت أن يكون
من ذهب (7).
أقول: تأمل في الجمع بين أحاديث البابين.
[3526]
السكوت الممدوح
- الإمام علي (عليه السلام): لا خير في الصمت
عن الحكم، كما أنه لا خير في القول بالجهل (8).
- عنه (عليه السلام): كل سكوت ليس فيه فكر فهو
غفلة (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الصمت عبادة لمن ذكر
الله (10).
- الإمام علي (عليه السلام): الصمت بغير تفكر خرس (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا ينبغي للعالم أن يسكت
على علمه، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت على
جهله، قال الله تعالى * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم
لا تعلمون) * (12).
- الإمام علي (عليه السلام): لكل قادم حيرة،
فابسطوه بالكلام (13).
(انظر) البدعة: باب 334.
عنوان 349 " المعروف (2) ".

(1) الكافي: 8 / 148 / 128.
(2) البحار: 71 / 276 / 6.
(3) غرر الحكم: 1462.
(4) الكافي: 2 / 114 / 6.
(5) البحار: 71 / 294 / 64.
(6) الكافي: 2 / 116 / 21.
(7) البحار: 71 / 277 / 13.
(8) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 19 / 9.
(9) البحار: 71 / 275 / 2 وص 294 / 64.
(10) البحار: 71 / 275 / 2 وص 294 / 64.
(11) غرر الحكم: 1279.
(12) كنز العمال: 29264.
(13) غرر الحكم: 7315.
2740

[3527]
ما يفضل من السكوت على الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): صمت يكسبك الوقار خير
من كلام يكسوك العار (1).
- عنه (عليه السلام): صمت يعقبك السلامة خير من
نطق يعقبك الملامة (2).
- عنه (عليه السلام): صمت يكسوك الكرامة خير من
قول يكسبك الندامة (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): السكوت خير من إملاء
الشر، وإملاء الخير خير من السكوت (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الخرس خير من الكذب (5).
- عنه (عليه السلام): الحصر خير من الهذر (6).
[3528]
سكوت أولياء الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أولياء الله سكتوا
فكان سكوتهم ذكرا، ونظروا فكان نظرهم عبرة،
ونطقوا فكان نطقهم حكمة (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن لله عبادا كسرت
قلوبهم خشيته فأسكتتهم عن المنطق، وإنهم
لفصحاء عقلاء، يستبقون إلى الله بالأعمال
الزكية، لا يستكثرون له الكثير، ولا يرضون
لهم من أنفسهم بالقليل (8).
(انظر) النظر: باب 3883.
الخير: باب 1157 حديث 5325.
[3529]
أحسن الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): أحسن الكلام ما لا تمجه
الآذان ولا يتعب فهمه الأفهام (9).
- عنه (عليه السلام): أحسن الكلام ما زانه حسن
النظام، وفهمه الخاص والعام (10).
- عنه (عليه السلام): خير الكلام ما لا يمل ولا يقل (11).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحسن الكلام كلام الله (12).
(انظر) القرآن: باب 3293.
[3530]
جوامع الكلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): بعثت بجوامع الكلم،
ونصرت بالرعب (13).
- عنه (صلى الله عليه وآله): نصرت بالرعب على العدو،
وأوتيت جوامع الكلم (14).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - عن آبائه عن النبي
صلوات الله عليهم -: أعطيت خمسا لم يعطهن
نبي كان قبلي: أرسلت إلى الأبيض والأسود

(1) غرر الحكم: 5867، 5865، 5866.
(2) غرر الحكم: 5867، 5865، 5866.
(3) غرر الحكم: 5867، 5865، 5866.
(4) البحار: 71 / 294 / 64.
(5) غرر الحكم: 283، 1266.
(6) غرر الحكم: 283، 1266.
(7) الكافي: 2 / 237 / 25.
(8) تحف العقول: 394.
(9) غرر الحكم: 3371، 3304، 4969.
(10) غرر الحكم: 3371، 3304، 4969.
(11) غرر الحكم: 3371، 3304، 4969.
(12) سنن النسائي: 3 / 58.
(13) صحيح مسلم: 523، 523.
(14) صحيح مسلم: 523، 523.
2741

والأحمر، وجعلت لي الأرض مسجدا،
ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم، ولم
تحل لاحد - أو قال: لنبي قبلي، وأعطيت جوامع
الكلم.
قال عطاء: فسألت أبا جعفر (عليه السلام) قلت: ما
جوامع الكلم؟ قال: القرآن (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله رجل بدوي أن يعلمه
جوامع الكلم -: آمرك أن لا تغضب، فأعاد عليه
الأعرابي المسألة ثلاث مرات حتى رجع الرجل
إلى نفسه، فقال: لا أسأل عن شئ بعد هذا (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما طلب منه يزيد الجعفي أن
يحدثه بكلمة تكون جماعا -: اتق الله فيما
تعلم (3).
(انظر) الإسلام: باب 1872.
الخير: باب 1157، 1158.
[3531]
فضل طيب الكلام
الكتاب
* (وقولوا للناس حسنا) * (4).
* (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان
ينزغ بينهم إن الشيطان كان للانسان عدوا مبينا) * (5).
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا *
يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله
ورسوله فقد فاز فوزا عظيما) * (6).
* (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا
ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) * (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سأله رجل عن أفضل
الأعمال -: إطعام الطعام، وإطياب الكلام (8).
- الإمام علي (عليه السلام): ثلاث من أبواب البر: سخاء
النفس، وطيب الكلام، والصبر على الأذى (9).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن في الجنة غرفا
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها،
يسكنها من أمتي من أطاب الكلام، وأطعم
الطعام، وأفشا السلام، وأدام الصيام، وصلى
بالليل والناس نيام (10).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قول الله عز وجل:
* (وقولوا للناس حسنا) * -: قولوا للناس أحسن ما
تحبون أن يقال فيكم (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): معاشر الشيعة، كونوا
لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، قولوا للناس
حسنا، واحفظوا ألسنتكم، وكفوها عن الفضول
وقبيح القول (12).
- عنه (عليه السلام): اتقوا الله ولا تحملوا الناس

(1) البحار: 92 / 14 / 7.
(2) الكافي: 2 / 303 / 4.
(3) صحيح الترمذي 2683.
(4) البقرة: 83.
(5) الإسراء: 53.
(6) الأحزاب: 70، 71.
(7) القصص: 55.
(8) البحار: 71 / 312 / 12.
(9) المحاسن: 1 / 66 / 14.
(10) معاني الأخبار: 251 / 1.
(11) الكافي: 2 / 165 / 10.
(12) أمالي الصدوق: 327 / 17.
2742

على أكتافكم، إن الله يقول في كتابه:
* (وقولوا للناس حسنا) * (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): القول الحسن
يثري المال، وينمي الرزق، وينسئ في الأجل،
ويحبب إلى الأهل، ويدخل الجنة (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده، ما
أنفق الناس من نفقة أحب من قول الخير (3).
- الإمام علي (عليه السلام): قولوا الخير تعرفوا
به، واعملوا الخير تكونوا من أهله (4).
- عنه (عليه السلام): أجملوا في الخطاب تسمعوا
جميل الجواب (5).
- عنه (عليه السلام): نكير الجواب من نكير الخطاب (6).
- عنه (عليه السلام): من حسن كلامه كان النجح أمامه (7).
- عنه (عليه السلام): لا ترخص لنفسك في شئ
من سئ الأقوال والأفعال (8).
- عنه (عليه السلام): عود لسانك حسن الكلام
تأمن الملام (9).
- عنه (عليه السلام): عود لسانك لين الكلام وبذل
السلام، يكثر محبوك ويقل مبغضوك (10).
- عنه (عليه السلام): من عذب لسانه كثر إخوانه (11).
[3532]
الكلام (م)
- الإمام علي (عليه السلام): للكلام آفات (12).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الكلام ثلاثة: فرابح،
وسالم، وشاحب. فأما الرابح فالذي يذكر
الله، وأما السالم فالذي يقول ما أحب
الله، وأما الشاحب فالذي يخوض في الناس (13).
- الإمام علي (عليه السلام): شر القول ما نقض
بعضه بعضا (14).
- عنه (عليه السلام): الألفاظ قوالب المعاني (15).
- عنه (عليه السلام): لكل مقام مقال (16).
- عنه (عليه السلام): لا تتكلمن إذا لم تجد للكلام
موقعا (17).
- عنه (عليه السلام): لأهل الفهم تصرف الأقوال (18).
- عنه (عليه السلام): لسان الحال أصدق من لسان
المقال (19).
- عنه (عليه السلام): من أعجبه قوله فقد غرب
عقله (20).
2743

(467)
الكمال
البحار: 70 / 4 باب 40 " ما به كمال الإنسان ".
انظر:
الإيمان: باب 267، 268، البلاء: باب 407.
2745

[3533]
الكمال
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل يطلب الكمال،
الجاهل يطلب المال (1).
- عنه (عليه السلام): الإنسان عقل وصورة، فمن
أخطأه العقل ولزمته الصورة لم يكن كاملا
وكان بمنزلة من لا روح فيه، ومن طلب
العقل المتعارف فليعرف صورة الأصول
والفضول، فإن كثيرا من الناس يطلبون
الفضول ويضعون الأصول، فمن أحرز الأصل
اكتفى به عن الفضل...
وأصل الأمور في الدين أن يعتمد
على الصلوات ويجتنب الكبائر، وألزم
ذلك لزوم مالا غنى عنه طرفة عين، وإن
حرمته هلك، فإن جاوزته إلى الفقه والعبادة
فهو الحظ (2).
(انظر) الفضيلة: باب 3191.
[3534]
دور العلم بالنقص في الكمال
- الإمام علي (عليه السلام) - في الشعر المنسوب إليه -:
أتم الناس أعلمهم بنقصه * وأقمعهم لشهوته وحرصه
فلا تستغل عافية بشئ * ولا تسترخصن داء لرخصه (3)
- عنه (عليه السلام): ما نقص نفسه إلا كامل (4).
- عنه (عليه السلام): من كمال الإنسان ووفور فضله
استشعاره بنفسه النقصان (5).
- عنه (عليه السلام): الكمال في الدنيا مفقود (6).
[3535]
من كمل من النساء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كمل من الرجال كثير،
ولم يكمل من النساء إلا أربع: آسية بنت مزاحم
امرأة فرعون، ومريم بنت عمران، وخديجة بنت
خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أفضل نساء أهل الجنة:
خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)،
ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم
امرأة فرعون (8).

(1) غرر الحكم: 579.
(2) البحار: 78 / 7 / 59.
(3) البحار: 78 / 89 / 92.
(4) غرر الحكم: 9470، 9442، 331.
(5) غرر الحكم: 9470، 9442، 331.
(6) غرر الحكم: 9470، 9442، 331.
(7) مجمع البيان: 10 / 480.
(8) الدر المنثور: 8 / 229.
2746

[3536]
ما يوجب الكمال
- الإمام علي (عليه السلام): كمال الرجل بست خصال:
بأصغريه (1)، وأكبريه، وهيئتيه فأما أصغراه
فقلبه ولسانه، إن قاتل قاتل بجنان، وإن تكلم
تكلم بلسان، وأما أكبراه فعقله وهمته، وأما
هيئتاه فماله وجماله (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما رأى العباس وكان
طوالا حسن الجسم قال وهو يتبسم -: يا عم
إنك لجميل! فقال العباس: ما الجمال بالرجل
يا رسول الله؟ قال: بصواب القول بالحق،
قال: فما الكمال؟ قال: تقوى الله عز وجل
وحسن الخلق (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الكمال كل الكمال
التفقه في الدين، والصبر على النائبة،
وتقدير المعيشة (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الكمال في ثلاث: الصبر
على النوائب، والتورع في المطالب، وإسعاف
الطالب (5).
- عنه (عليه السلام): بالعقل كمال النفس بالمجاهدة
صلاح النفس (6).
- عنه (عليه السلام): كمال المرء عقله وقيمته فضله (7).
- عنه (عليه السلام): كمال الإنسان العقل (8).
[3537]
صفة الكامل
- الإمام علي (عليه السلام): إذا كانت محاسن الرجل
أكثر من مساويه فذلك الكامل (التكامل - خ ل)،
وإذا كان متساوي المحاسن والمساوي فذلك
المتماسك، وإن زادت مساويه على محاسنه
فذلك الهالك (9).
- عنه (عليه السلام): الكامل من غلب جده هزله (10).
- عنه (عليه السلام): من كمال المرء تركه ما لا يجمل
به (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاث خصال من رزقها
كان كاملا: العقل، والجمال، والفصاحة (12).
- عنه (عليه السلام): لا ينبغي لمن لم يكن عالما أن
يعد سعيدا، ولا لمن لم يكن ودودا أن يعد
حميدا، ولا لمن لم يكن صبورا يعد كاملا (13).
- الإمام علي (عليه السلام): تسربل الحياء وادرع
الوفاء واحفظ الإخاء وأقلل محادثة النساء
يكمل لك السناء (14).
(انظر) الأخ: باب 54.

(1) راجع / الإنسان: باب 318.
(2) معاني الأخبار: 150 / 1.
(3) البحار: 70 / 290 / 27 و 78 / 172 / 3.
(4) البحار: 70 / 290 / 27 و 78 / 172 / 3.
(5) غرر الحكم: 1777، (4318 - 4319)، 7235، 7244.
(6) غرر الحكم: 1777، (4318 - 4319)، 7235، 7244.
(7) غرر الحكم: 1777، (4318 - 4319)، 7235، 7244.
(8) غرر الحكم: 1777، (4318 - 4319)، 7235، 7244.
(9) غرر الحكم: 4175، 2197.
(10) غرر الحكم: 4175، 2197.
(11) أعلام الدين: 292.
(12) تحف العقول: 320.
(13) البحار: 78 / 246 / 70.
(14) غرر الحكم: 4536.
2747

(468)
الكياسة
انظر:
الاغتنام: باب 3108، الهمة: باب 4027، الغدر: باب 3037.
2749

[3538]
الكيس
- الإمام علي (عليه السلام): الكيس من عرف نفسه
وأخلص أعماله (1).
- عنه (عليه السلام): الكيس أصله عقله، ومروءته
خلقه، ودينه حسبه (2).
- عنه (عليه السلام): الكيس من كان يومه خيرا
من أمسه، وعقل الذم عن نفسه (3).
- عنه (عليه السلام): الكيس من أحيا فضائله
وأمات رذائله بقمعه شهوته وهواه (4).
- عنه (عليه السلام): الكيس من كان غافلا عن
غيره ولنفسه كثير التقاضي (5).
- عنه (عليه السلام): الكيس من ملك عنان شهوته (6).
- عنه (عليه السلام): الكيس من تجلبب الحياء وادرع
الحلم (7).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الكيس من دان نفسه
وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه وهواها
وتمنى على الله عز وجل الأماني (8).
- الإمام علي (عليه السلام): الكيس صديقه الحق
وعدوه الباطل (9).
- عنه (عليه السلام): إن الكيس من كان لشهوته
مانعا ولنزوته عند الحفيظة واقما قامعا (10).
- عنه (عليه السلام): إنما الكيس من إذا أساء استغفر
وإذا أذنب ندم (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): عليكم بحسن الصلاة،
واعملوا لآخرتكم واختاروا لأنفسكم، فإن الرجل
قد يكون كيسا في أمر الدنيا فيقال: ما أكيس فلانا،
وإنما الكيس كيس الآخرة (12).
- الإمام علي (عليه السلام): الكيس تقوى الله سبحانه،
وتجنب المحارم، وإصلاح المعاد (13).
- عنه (عليه السلام): أشرف المؤمنين أكثرهم كيسا (14).
[3539]
الفطنة
- الإمام علي (عليه السلام): ضادوا الغباوة بالفطنة (15).
- عنه (عليه السلام): المرء بفطنته لا بصورته (16).
- عنه (عليه السلام): الفهم بالفطنة (17).
- عنه (عليه السلام): الفطنة هداية (18).
- عنه (عليه السلام): اليقين منها على أربع شعب: على
تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة، وموعظة العبرة،

(1) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(2) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(3) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(4) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(5) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(6) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(7) غرر الحكم: 1139، 1739، 1797، 1895، 1986، 2180، 2196.
(8) مكارم الأخلاق: 2 / 368 / 2661.
(9) غرر الحكم: 1524، 3582، 3894.
(10) غرر الحكم: 1524، 3582، 3894.
(11) غرر الحكم: 1524، 3582، 3894.
(12) البحار: 74 / 162 / 24.
(13) غرر الحكم: 1919، 3009، 5926، 2166، 39، 135.
(14) غرر الحكم: 1919، 3009، 5926، 2166، 39، 135.
(15) غرر الحكم: 1919، 3009، 5926، 2166، 39، 135.
(16) غرر الحكم: 1919، 3009، 5926، 2166، 39، 135.
(17) غرر الحكم: 1919، 3009، 5926، 2166، 39، 135.
(18) غرر الحكم: 1919، 3009، 5926، 2166، 39، 135.
2750

وسنة الأولين، فمن تبصر في الفطنة تبينت
له الحكمة، ومن تبينت له الحكمة عرف العبرة،
ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين (1).
[3540]
خصائص الأكياس
- الإمام علي (عليه السلام): إن الأكياس هم الذين
للدنيا مقتوا، وأعينهم عن زهرتها أغمضوا،
وقلوبهم عنها صرفوا، وبالدار الباقية تولهوا (2).
- عنه (عليه السلام): الدنيا مطلقة الأكياس (3).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه جعل الطاعة غنيمة
الأكياس عند تفريط العجزة (4).
- عنه (عليه السلام): كم من صائم ليس له من صيامه إلا
الجوع والظمأ، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا
السهر والعناء، حبذا نوم الأكياس وإفطارهم (5).
- عنه (عليه السلام): إن للطاعة أعلاما واضحة،
وسبلا نيرة، ومحجة نهجة، وغاية مطلبة،
يردها الأكياس ويخالفها الأنكاس (6).
(انظر) الإغتنام: باب 3108.
[3541]
أكيس الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما سئل من أكيس
المؤمنين -: أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم
له استعدادا (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن أكيس الناس
وأحزمهم -: أكثرهم ذكرا للموت وأكثرهم
استعدادا للموت، أولئك الأكياس، ذهبوا بشرف
الدنيا وكرامة الآخرة (8).
- الإمام علي (عليه السلام) - لما سئل عن أكيس الناس -:
من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده (9).
- عنه (عليه السلام): أكيس الناس من رفض دنياه (10).
- عنه (عليه السلام): أكيسكم أورعكم (11).
- عنه (عليه السلام): أفضل الناس أعملهم بالرفق،
وأكيسهم أصبرهم على الحق (12).
[3542]
أكيس الأكياس
- الإمام علي (عليه السلام): أكيس الأكياس من مقت
دنياه، وقطع منها أمله ومناه، وصرف عنها
طمعه ورجاه (13).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكيس الكيس التقى،
وأحمق الحمق الفجور (14).
- الإمام علي (عليه السلام): أكيس الكيس التقوى (15).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكيس الكيسين من

(1) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(2) غرر الحكم: 3559، 441.
(3) غرر الحكم: 3559، 441.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 331 و 145، والكتاب 30.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 331 و 145، والكتاب 30.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 331 و 145، والكتاب 30.
(7) الزهد للحسين بن سعيد: 78 / 211.
(8) الترغيب والترهيب: 4 / 238 / 6.
(9) البحار: 77 / 378 / 1.
(10) غرر الحكم: 3075، 2839، 3326، 3276.
(11) غرر الحكم: 3075، 2839، 3326، 3276.
(12) غرر الحكم: 3075، 2839، 3326، 3276.
(13) غرر الحكم: 3075، 2839، 3326، 3276.
(14) البحار: 77 / 115 / 8.
(15) غرر الحكم: 2852.
2751

حاسب نفسه وعمل لما بعد الموت، وأحمق
الحمقى من اتبع نفسه هواها وتمنى على
الله الأماني (1).
[3543]
كفى بالمرء كيسة
- الإمام علي (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء كيسا أن
يعرف معايبه (2).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء كيسا أن يغلب
الهوى ويملك النهى (3).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء كيسا أن يقف
على معايبه، ويقتصد في مطالبه (4).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء كيسا أن يقتصد في
مآربه ويجمل في مطالبه (5).

(1) البحار: 92 / 250.
(2) غرر الحكم: 7040، 7069، 7076، 7064.
(3) غرر الحكم: 7040، 7069، 7076، 7064.
(4) غرر الحكم: 7040، 7069، 7076، 7064.
(5) غرر الحكم: 7040، 7069، 7076، 7064.
2752