الكتاب: مسند الإمام الرضا (ع)
المؤلف: الشيخ عزيز الله عطاردي
الجزء: ٢
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: تجميع وترتيب : الشيخ عزيز الله عطاردي الخبوشاني
الطبعة:
سنة الطبع: ربيع الآخر ١٤٠٦
المطبعة: مؤسسة طبع ونشر آستان قدس الرضوي
الناشر: المؤتمر العالمي الإمام الرضا (ع)
ردمك:
ملاحظات:

مسند الإمام الرضا عليه السلام
أبي الحسن علي بن موسى عليهما السلام
جمعه ورتبه
الشيخ عزيز الله العطاردي الخبوشاني
الجزء الثاني
المؤتمر العامي للإمام الرضا عليه السلام
تعريف الكتاب 1

اسم الكتاب: مسند الإمام الرضا عليه السلام، الجزء الثاني
تحقيق: الشيخ عزيز الله عطاردي الخبوشاني
الناشر: المؤتمر العالمي الإمام الرضا عليه السلام
الأمور الفنية والطبع: مؤسسة طبع ونشر آستان قدس الرضوي
الكمية: 3000 نسخة
التاريخ: ربيع الآخر 1406 ه‍
تعريف الكتاب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
(كتاب الدعاء)
1 - (باب)
* (فضل الدعاء) *
1 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الدعاء سلاح المؤمن وعماد الدين، ونور السماوات و
الأرض (1).
2 -
(باب)
* (الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله) *
2 - الحميري قال: قلت له: كيف الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في دبر المكتوبة
وكيف السلام عليه فقال عليه السلام: تقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته
السلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله،
السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك رسول الله، وأشهد
أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك قد نصحت لامتك وجاهدت في سبيل ربك وعبدته

(1) عيون الأخبار: 2 - 37
2

حتى أتاك اليقين، فجزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته، اللهم فصل
على محمد وآله أفضل ما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد (1).
3 - الصدوق باسناده عن ابن فضال قال: قال الرضا عليه السلام: من لم يقدر على ما
يكفر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب هدما، قال:
وقال: الصلوات على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير (2).
4 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
قال: حدثنا أبي، عن ابن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من قال في
دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا: " إن الله وملائكته
يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اللهم صل على محمد
النبي وذريته "
قضى الله له مائة حاجة، سبعون في الدنيا وثلاثون في الآخرة، قال: صلاة الله
رحمة الله من الله وصلاة ملائكته تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له، ومن سر
آل محمد في الصلاة على النبي وآله " اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين، وصل
على محمد وآل محمد في الآخرين، وصل على محمد وآل محمد في الملاء الأعلى، وصل على
محمد وآل محمد في المرسلين.
اللهم أعط محمدا وآل محمد الوسيلة، والشرف والفضيلة، والدرجة الكبيرة، اللهم
إني آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته وارزقني صحبته،
وتوفني على ملته، واسقني عن حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظماء بعده أبدا
إنك على كل شئ قدير.
اللهم كما آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ولم أره فعرفني في الجنان وجهه، اللهم
بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما " فان من صلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الصلوات

(1) قرب الإسناد: 225
(2) عيون الأخبار: 1 - 294.
3

هدمت ذنوبه، ومحيت خطاياه، ودام سروره، واستجيب دعاؤه، وأعطي أمله وبسط
له في رزقه، وأعين على عدوه، وهيئ له سبب أنواع الخير، ويجعل من رفقاء
نبيه في الجنان الأعلى، يقولهن ثلاث مرات غدوة وثلاث مرات عشية (1).
5 - أبو جعفر الطوسي قال: علي بن حاتم، عن علي بن الحسين، عن أحمد بن أبي
عبد الله، عن أبيه عن ابن المغيرة عن الرضا عليه السلام: " اللهم صل على محمد وآله في الأولين.
وصل على محمد وآله في الآخرين، وصل على محمد وآله في الملا الأعلى، وصل على
محمد وآله في النبيين والمرسلين، اللهم أعط محمدا صلى الله عليه وآله الوسيلة والشرف والفضيلة
والدرجة الكبيرة.
اللهم إني آمنت بمحمد عليه وآله السلام ولم أره، فلا تحرمني يوم القيامة
رؤيته وارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشربا رويا لا أظماء
بعده أبدا إنك على كل شئ قدير، اللهم كما آمنت بمحمد صلى الله عليه وآله ولم أره فعرفني في
الجنان وجهه، اللهم أبلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما.
ثم ادع بما بدا لك ثم اسجد وقل في سجودك: " اللهم إني أسألك يا سامع كل
صوت ويا بارئ النفوس بعد الموت، ويا من لا تغشاه الظلمات، ولا تتشابه عليه الأصوات،
ولا تغلطه الحاجات، يا من لا ينسي شيئا لشئ، ولا يشغله شئ عن شئ، أعط محمدا و
آل محمد صلواتك عليه وعليهم أفضل ما سألوا وخير ما سألوك وخير ما سئلت لهم وخير
ما سألتك لهم وخير ما أنت مسؤول لهم إلى يوم القيامة (2).
6 - ورام بن أبي فراس - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام أنه قال: من لم
يقدر على ما يكفر به ذنوبه، فليكثر من الصلوات على محمد وآله، فإنها تهدم الذنوب
هدما (3).

(1) ثواب الأعمال: 187.
(2) التهذيب: 3 - 86.
(3) تنبيه الخواطر: 2 - 156.
4

3 -
(باب فضل الجمعة)
7 - الكليني قال: علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف الله فيه
الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات و
يكشف فيه الكربات ويقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد لله عتقاء وطلقاء
من النار، ما دعا به أحد من الناس وقد عرف حقه وحرمته إلا كان حقا على الله عز و
جل أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فان مات في يومه وليلته مات شهيدا
وبعث آمنا وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه إلا كان حقا على الله عز وجل
أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب (1).
8 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: بلغني أن يوم الجمعة أقصر
الأيام؟ قال: كذلك هو، قلت: جعلت فداك كيف ذاك؟ قال: إن الله تبارك وتعالى
يجمع أرواح المشركين تحت عين الشمس، فإذا ركدت الشمس عذب الله أرواح المشركين
بركود الشمس ساعة، فإذا كان يوم الجمعة لا يكون للشمس ركود، رفع الله عنهم العذاب
لفضل يوم الجمعة، فلا يكون للشمس ركود (2).
9 - الحميري باسناده عن الرضا عليه السلام قال: تقرء في ليلة الجمعة الجمعة وسبح
اسم ربك الأعلى، وفي الغداة الجمعة وقل هو الله أحد، وفي الجمعة الجمعة والمنافقين،
والقنوت في الركعة الأولى قبل الركوع (3).
10 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه،

(1) الكافي: 3 - 414
(2) الكافي: 3 - 416 ومصابح المتهجد: 196
(3) قرب الإسناد: 211.
5

قال: حدثنا محمد بن هارون الصوفي، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى بن أيوب الروياني
عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضي الله عنه عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت
للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا.
فقال: لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله كذلك، إنما قال:
إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكا إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الآخر وليلة
الجمعة في أول الليل فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه، هل من تائب فأتوب عليه
هل من مستغفر فاغفر له، يا طالب الخير أقبل ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي
بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء، حدثني
بذلك أبي عن جدي، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
4 -
(باب)
* (فضل لا إله إلا الله) *
11 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر
الخوري بنيسابور، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري،
قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله
الجويباري، ويقال له: الهروي والنهرواني والشيباني عن الرضا عن أبيه، عن آبائه
عن علي عليهم السلام.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لا إله الا الله كلمة عظيمة كريمة على الله
عز وجل، من قالها مخلصا استوجب الجنة، ومن قالها كاذبا عصمت ماله ودمه وكان
مصيره إلى النار (2).

(1) الفقيه: 1 - 271 والعيون 1 - 126.
(2) التوحيد: 23.
6

12 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال: لا إله الا الله في
ساعة من ليل أو نهار طلست ما في صحيفته من السيئات (1).
13 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن لله عز وجل عمودا من
ياقوتة حمراء، رأسه تحت العرش، وأسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى
فإذا قال العبد: لا إله الا الله اهتز العرش وتحرك العمود، وتحرك الحوت، فيقول
الله تبارك وتعالى: أسكن يا عرشي فيقول: كيف أسكن وأنت لم تغفر لقائلها، فيقول
الله تبارك وتعالى: اشهد واسكان سماواتي أني قد غفرت لقائلها (2).
14 - وبهذا الاسناد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من قال حين يدخل السوق:
" سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي
ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير " أعطي من الاجر عدد
ما خلق الله إلى يوم القيامة (3).
15 - الطوسي باسناده عن أبي محمد الفحام قال: حدثني عمي عمر بن يحيى
الفحام قال: حدثني عبد الله بن أحمد بن عامر قال: حدثني أبي أحمد بن عامر
الطائي قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: حدثني أبي موسى بن جعفر
قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي
ابن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي أمير المؤمنين عليه
وعليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قال في كل يوم مائة مرة: " لا إله إلا الله
الملك الحق المبين " استجلب به الغنى واستدفع به الفقر وسد عنه باب النار واستفتح
به باب الجنة (4).

(1) التوحيد: 23.
(2) التوحيد: 23 والعيون: 2 - 31.
(3) عيون الأخبار: 2 - 31.
(4) أمالي الطوسي: 1 - 285.
7

5 -
(باب)
* (فضل لا حول ولا قوة الا بالله) *
16 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه، عن علي بن الحسين
عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أنعم الله
تعالى عليه نعمة، فليحمد الله تعالى، ومن استبطأ [عليه] الرزق فليستغفر الله،
ومن حزنه أمر فليقل: لا حول ولا قوة الا بالله (1).
17 - الطبرسي مرسلا قال الرضا عليه السلام: كان أبي يقول: من قال: " لا حول
ولا قوة إلا بالله " صرف الله عنه تسعة وتسعين نوعا من بلاء الدنيا أيسرها الخنق (2).
18 - المحدث النوري - رحمه الله - عن علي بن طاووس في كتاب فلاح السائل
باسناده عن أبي محمد هارون بن موسى، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن
حسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن - يعني
الرضا - عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام من قال: " بسم الله الرحمن الرحيم ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " سبع مرات وهو ثان رجله بعد المغرب قبل أن
يتكلم وبعد الصبح قبل أن يتكلم صرف الله تعالى عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء
أدناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان (3)

(1) عيون الأخبار: 2 - 46.
(2) مكارم الأخلاق: 360.
(3) مستدرك الوسائل: 1 - 349.
8

6 -
(باب)
* (فضل رجب) *
19 - الصدوق باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رجب شهر الله الأصم يصب
الله فيه الرحمة على عباده، وشهر شعبان تنشعب فيه الخيرات، وفي أول ليلة من شهر
رمضان تغل المردة من الشياطين ويغفر في كل ليلة سبعين ألفا فإذا كان في ليلة القدر
غفر الله بمثل ما غفر في رجب وشعبان ورمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه
شحناء، فيقول الله عز وجل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا (1).
20 - الطوسي قال: أخبرني جماعة عن ابن قولويه عن ابن همام، عن جعفر
ابن محمد بن مالك، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سئلت أبا الحسن الرضا عليه السلام
في أي شهر نزور الحسين عليه السلام فقال: في النصف من رجب والنصف من شعبان، ويستحب
الغسل فيه أيضا، ويستحب أن يدعو بدعاء أم داود فإذا أراد ذلك، فليصم اليوم الثالث
عشر والرابع عشر والخامس عشر، فإذا كان عند الزوال اغتسل، فإذا زالت الشمس
صلى الظهر والعصر، يحسن ركوعهن وسجودهن ويكون في موضع خال لا يشغله
شاغل ولا يكلمه إنسان.
فإذا فرغ من الصلوات استقبل القبلة وقرء الحمد مأة مرة وسورة الاخلاص
مأة مرة، وآية الكرسي عشر مرات ثم يقرء بعد ذلك سورة الأنعام وبني إسرائيل
والكهف ولقمان ويس والصافات وحم السجدة وحم عسق وحم الدخان والفتح
والواقعة والملك ون وإذا السماء انشقت وما بعدها إلى آخر القرآن.
فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة: صدق الله العظيم الذي لا إله إلا
هو الحي القيوم ذو الجلال والاكرام، الرحمن الرحيم الحليم الكريم، الذي ليس

(1) عيون الأخبار: 2 - 71.
9

كمثله شئ وهو السميع البصير والخبير، شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو
العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وبلغت رسله الكرام وأنا على
ذلك من الشاهدين.
اللهم لك الحمد ولك المجد، ولك العز ولك الفخر ولك القهر ولك النعمة
ولك العظمة، ولك الرحمة، ولك المهابة، ولك السلطان، ولك البهاء، ولك الامتنان
ولك التسبيح، ولك التقديس، ولك التهليل، ولك التكبير، ولك ما يرى، ولك
ما لا يرى، ولك ما فوق السماوات العلى، ولك ما تحت الثرى ولك الأرضون السفلى
ولك الآخرة والأولى، ولك ما ترضى به من الثناء والحمد، والشكر والنعماء.
اللهم صل على جبرئيل أمينك على وحيك، والقوي على أمرك، والمطاع
في سماواتك، ومحال كراماتك المتحمل لكلماتك، الناصر لأنبيائك، المدمر لأعدائك
اللهم صلى على ميكائيل، ملك رحمتك والمخلوق لرأفتك والمستغفر المعين لأهل
طاعتك. اللهم صل على إسرافيل حامل عرشك. وصاحب الصور المنتظر لأمرك،
والوجل المشفق من خيفتك، اللهم صل على حملة العرش الطاهرين، وعلى السفرة
الكرام البررة الطيبين، وعلى ملائكتك الكرام الكاتبين، وعلى ملائكة الجنان
وخزنة النيران، وملك الموت والأعوان يا ذا الجلال والاكرام.
اللهم صل على أبينا آدم، بديع فطرتك الذي أكرمته بسجود ملائكتك
وأبحته جنتك، اللهم صل على أمنا حواء المطهرة من الرجس المصفاة من اللبس
المفضلة من الانس، المترددة بين محال القدس.
اللهم صل على هابيل وشيث وإدريس، ونوح، وهود، وصالح، وإبراهيم
وإسحق، ويعقوب، ويوسف، والأسباط، ولوط، وشعيب، وأيوب، وموسى، وهارون،
ويوشع، وميشا، والخضر، وذي القرنين، ويونس، وإلياس، واليسع، وذي الكفل،
وطالوت، وداود، وسليمان، وزكريا، وشعيا، ويحيى، وتؤرخ، ومتي، وإرميا،
وحيقوق ودانيال عزيز، وعيسى، وشمعون، وجرجيس، والحواريين والاتباع وخالد
وحنظلة.
10

اللهم صل على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد
كما صليت ورحمت، وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم
صل على الأوصياء والسعداء والشهداء، وأئمة الهدى، اللهم صل على الابدال والأوتاد
والسياح والعباد والمخلصين والزهاد وأهل الجد والاجتهاد واخصص محمدا وأهل
بيته بأفضل صلواتك وأجزل كراماتك، وبلغ روحه وجسده. مني تحية وسلاما،
وزده فضلا وشرفا وكرما، حتى تبلغه أعلى درجات الشرف من النبيين والمرسلين
والأفاضل المقربين.
اللهم وصل على من سميت ومن لم اسم من ملائكتك وأنبيائك ورسلك وأهل
طاعتك وأوصل صلواتي إليهم وإلى أرواحهم واجعلهم إخواني فيك وأعواني على
دعائك، اللهم إني أستشفع بك إليك وبكرمك إلى كرمك، وبجودك إلى جودك،
وبرحمتك إلى رحمتك، وباهل طاعتك إليك وأسئلك اللهم بكل ما سئلك به أحد منهم
من مسألة شريفة غير مردودة بما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيبة.
يا الله يا رحمن، يا رحيم، يا حليم، يا كريم، يا عظيم، يا جليل يا منيل،
يا جميل، يا كفيل، يا وكيل، يا مقيل، يا مجير، يا خبير، يا منير، يا مبير يا منيع
يا مديل يا محيل، يا كبير يا قدير، يا بصير، يا شكور يا بر، يا طاهر، يا قاهر،
يا ظاهر يا باطن يا ساتر يا محيط، يا مقتدر، يا حفيظ، يا متجبر يا قريب، يا ودود
يا حميد يا مجيد، يا مبدئ يا معيد، يا شهيد يا محسن، يا مجمل يا منعم، يا مفضل،
يا قابض يا باسط يا هادي يا مرسل، يا مرشد، يا مسدد يا معطي، يا مانع، يا دافع، يا رافع
يا باقي يا واقي يا خلاق، يا وهاب يا نواب.
يا فتاح يا نفاح يا مرتاح، يا من بيده كل مفتاح يا نفاع يا رؤوف، يا عطوف
يا كافي، يا شافي، يا معافي، يا وفي، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبار يا متكبر، يا سلام، يا
مؤمن، يا أحد، يا صمد يا نور، يا مدبر يا فرد، يا وتر، يا قدوس، يا ناصر، يا مؤنس
يا باعث يا وارث يا عالم، يا حاكم، يا بادي يا متعالي يا مصور يا مسلم يا مستجيب
11

يا قائم، يا دائم، يا عليم يا حكيم، يا جواد، يا بارئ، يا بار يا سار، يا عدل
يا فاضل،
يا ديان يا حنان يا منان، يا سميع يا بديع يا حفيظ، يا معين، يا ناشر يا غافر يا مسهل
يا ميسر يا مميت يا محيي يا نافع يا رازق يا مقدر يا مسبب يا مغيث، يا مغني يا مقني،
يا خالق، يا راصد يا واحد، يا حاضر يا جابر، يا حافظ يا شديد، يا غياث يا عابد، يا قابض
يا من على فاستعلا، فكان بالمنظر الأعلى، يا من قرب فدنى، وبعد فنأى، وعلم السر
فأخفى، يا من إليه التدبير وله المقادير ويا من العسير عليه سهل يسير، يا من هو على
ما يشاء قدير.
يا مرسل الرياح، يا فالق الاصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود والسماح، يا
راد ما قد فات يا ناشر الأموات، يا جامع الشتات، يا رازق من يشاء بغير حساب، يا فاعل
ما يشاء كيف يشاء، يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم، يا حي حين لاحي، يا حي
يا محيي الموتى، يا حي لا إله إلا أنت، يا بديع السماوات والأرض.
يا إلهي وسيدي صل على محمد وآل محمد، وبارك على محمد وآل محمد، كما صليت
وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد، وأرحم ذلي وفاقتي وفقري
وانفرادي ووحدتي وخضوعي بين يديك واعتمادي عليك، وتضرعي إليك، أدعوك
دعا الخاضع الذليل، الخاشع الخائف المشفق، البائس المهين الحقير الجائع الفقير
العائذ المستجير، المقر بذنبه، المستغفر منه، المستكين لربه، دعاء من أسلمته ثقته
ورفضته أحبته وعظمت فجيعته، دعاء حرق حزين ضعيف مهين بائس مسكين بك
مستجير.
اللهم وأسئلك بأنك مليك وأنك ما تشاء من أمر يكون وأنك على ما تشاء
قدير، وأسئلك بحرمة هذا الشهر الحرام، والبيت الحرام، والبلد الحرام، والركن
والمقام، والمشعر الحرام وبحق نبيك محمد عليه وآله السلام، يا من وهب لآدم شيثا
ولإبراهيم إسماعيل وإسحق، ويا من رد يوسف على يعقوب، ويا من كشف بعد البلاء
ضر أيوب يا راد موسى على أمه ويا زائد الخضر في علمه، ويا من وهب لداود سليمان
12

ولزكريا يحيى ولمريم عيسى.
يا حافظ بنت شعيب، ويا كافل والدام موسى، أسئلك أن تصلى على محمد وآل محمد
وأن تغفر لي ذنوبي كلها وتجيرني من عذابك وتوجب لي رضوانك وأمانك وإحسانك
وغفرانك وجنانك، وأسئلك أن تفك عني كل حلفة بيني وبين من يؤذيني وتفتح
لي كل باب وتلين لي كل صعب وتسهل لي كل عسير وتخرص عني كل ناطق بشر
وتكف عني كل باغ وتكبت كل عدو لي وحاسد.
وتمنع مني كل ظالم وتكفيني كل عائق بحول بيني وبين ولدي ويحاول أن
يفرق بيني وبين طاعتك، ويثبطني عن عبادتك يا من ألجم الجن المتمردين وقهر عتاة
الشياطين وأذل رقاب المتجبرين، ورد كيدا المتسلطين عن المستضعفين، أسئلك بقدرتك
على ما تشاء وتسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن تجعل قضاء حاجتي في ما تشاء ".
ثم اسجد على الأرض وعفر خديك وقل: " اللهم لك سجدت وبك آمنت فارحم
ذلي وفاقتي واجتهادي وتضرعي ومسكنتي وفقري إليك يا رب " واجتهد أن تسح
عيناك ولو بقدر رأس الذبابة دموعا فان ذلك علامة الإجابة (1)
7.
(باب)
* (فضل شعبان) *
21 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، قال حدثنا
أحمد بن محمد الهمداني، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، قال
سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين
مرة غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل عدد النجوم. (2)
22 - عنه - رحمه الله قال: حدثنا محمد بن بكران النقاش، ومحمد بن إبراهيم بن

(1) مصباح المتهجد: 561.
(2) عيون الأخبار: 1 - 291 والأمالي: 11.
13

إسحاق المؤدب رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي
بن فضال، عن أبيه قال: سالت علي بن موسى الرضا عليهما السلام عن ليلة
النصف من شعبان، قال: هي ليلة يعتق الله فيها الرقاب من النار، ويغفر فيها
الذنوب الكبار.
قلت: فهل فيها صلاة زيادة على صلاة سائر الليالي فقال: ليس فيها شئ موظف
ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشئ فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السلام، وأكثر
فيها من ذكر الله عز وجل ومن الاستغفار والدعاء، فان أبي عليه السلام، كان يقول: الدعا
فيها مستجاب قلت له: إن الناس يقولون إنها ليلة الصكاك فقال: تلك ليلة القدر
في شهر رمضان. (1)
23 - الطوسي باسناده قال: وروى سعد بن سعد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام لا ينام ثلث ليال، ليلة ثلث وعشر بن من رمضان
وليلة الفطر والنصف من شعبان وفيها تقسيم الأرزاق والآجال وما يكون في
السنة. (2)
24 - ابن طاووس باسناده، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: دخلت على
أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال لي يا
أبا صلت إن شعبان قد مضى أكثره، وهذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك
فيما مضى منه، وعليك بالاقبال على ما يعنيك وأكثر من الدعاء والاستغفار وتلاوة
القرآن، وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان، إليك وأنت مخلص لله
عز وجل.
ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها وفي قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته، ولا ذنبا
أنت مرتكبه إلا أقلعت عنه، واتق الله وتوكل عليه في سر أمرك، وعلانيتك، ومن يتوكل
على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا وأكثر من أن تقول في

(1) عيون الأخبار: 1 - 292.
(2) مصباح المتهجد: 594.
14

ما بقي من هذا الشهر: " اللهم إن لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا
فيما بقي منه " فان الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقابا من النار لحرمة هذا
الشهر. (1)
8 -
(باب)
* (فضل رمضان وادعيته) *
25 - ابن طاووس قال: رويناه باسنادنا إلى جدي أبي جعفر الطوسي، باسناده
إلى علي بن الحسن بن فضال، من كتاب الصيام، ورواه أيضا ابن أبي قرة في كتابه
واللفظ واحد فقالا معا عن أيوب بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام
يسئله أن يصحح له هذا الدعاء فكتب إليه: نعم وهو دعاء أبي جعفر عليه السلام بالأسحار
في شهر رمضان.
قال أبي: قال أبو جعفر عليه السلام لو يعلم الناس من عظم هذه المسائل عند الله
وسرعة إجابته لصاحبها لاقتتلوا عليه، ولو بالسيوف، والله يختص برحمته من يشاء،
وقال أبو جعفر عليه السلام: لو حلفت لبررت أن اسم الله الأعظم قد دخل فيها، فإذا دعوتم
فاجتهدوا في الدعاء فإنه من مكنون العلم، واكتموه إلا من أهله، وليس من أهله
المنافقون والمكذبون والجاهدون وهو دعاء المباهلة.
تقول: اللهم إني أسئلك من بهائك بأبهاه وكل بهائك بهي، اللهم إني أسئلك
ببهائك كله.
اللهم إني أسئلك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل اللهم إني أسئلك بجمالك
كله.
اللهم إني أسئلك من جلالك بأجله وكل جلالك جليل، اللهم إني أسئلك
بجلالك كله.

(1) اقبال الأعمال: 8.
15

اللهم إني أسئلك من عظمتك بأعظمها وكل عظمتك عظيمة، اللهم إني أسئلك
بعظمتك كلها.
اللهم إني أسئلك من نورك بأنوره وكل نورك نير، اللهم إني أسئلك بنورك
كله.
اللهم إني أسئلك من رحمتك بأوسعها وكل رحمتك واسعة، اللهم إني أسئلك
برحمتك كلها.
اللهم إني أسئلك من كلماتك بأتمها وكل كلماتك تامة، اللهم إني أسئلك
بكلماتك كلها.
اللهم إني أسئلك من كمالك بأكمله وكل كمالك كامل، اللهم إني أسئلك
بكمالك كله.
اللهم إني أسئلك من أسمائك بأكبرها وكل أسمائك كبيرة اللهم إني أسئلك
بأسمائك كلها.
اللهم إني أسئلك من عزتك بأعزها وكل عزتك عزيزة، اللهم إني أسئلك
بعزتك كلها.
اللهم إني أسئلك من مشيتك بأمضاها وكل مشيتك ماضية اللهم إني أسئلك
بمشيتك كلها.
اللهم إني أسئلك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كل شئ، وكل
قدرتك مستطيلة اللهم إني أسئلك بقدرتك كلها.
اللهم إني أسئلك من علمك بأنفذه وكل علمك نافذ، اللهم إني أسئلك بعلمك
كله.
اللهم إني أسئلك من قولك بأرضاه وكل قولك رضي، اللهم إني أسئلك
بقولك كله.
اللهم إني أسئلك من مسائلك بأحبها وكل مسائلك إليك حبيبة اللهم إني
16

أسئلك بمسائلك كلها.
اللهم إني أسئلك من شرفك بأشرفه وكل شرفك شريف، اللهم إني أسئلك
بشرفك كله.
اللهم إني أسئلك من سلطانك بأدومه وكل سلطانك دائم، اللهم إني أسئلك
بسلطانك كله.
اللهم إني أسئلك من ملكك بأفخره وكل ملكك فاخر، اللهم إني أسألك
بملكك كله.
اللهم إني أسئلك من علوك بأعلاه وكل علوك عال، اللهم إني أسألك
بعلوك كله.
اللهم إني أسئلك من منك بأقدمه وكل منك قديم، اللهم إني أسئلك
بمنك كله.
اللهم إني أسئلك من آياتك بأكرمها، وكل آياتك كريمة، اللهم إني أسئلك
بآياتك كلها.
اللهم إني أسئلك بما أنت فيه من الشأن والجبروت، وأسئلك بكل شان
وحده وجبروت وحدها.
اللهم إني أسئلك بما تجيبني [به] حين أسئلك فأجبني يا الله. (1)
9 -
(باب)
* (فضل يوم الغدير) *
26 - علي بن طاووس - رحمه الله - قال: فيما نذكره من فضل يوم الغدير من كتاب
النشر والطي، رواه عن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيمة زفت أربعة أيام إلى الله
كما زف العروس إلى خدرها، قيل: ما هذه الأيام قال: يوم الأضحى ويوم الفطر، ويوم

(1) اقبال الأعمال: 76.
17

الجمعة، ويوم الغدير، وإن يوم الغدير بين الأضحى والفطر والجمعة كالقمر بين
الكواكب وهو اليوم الذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكر الله.
وهو اليوم الذي أكمل الله به الدين في إقامة النبي عليه السلام عليا أمير المؤمنين
علما وأبان فضيلته ووصاءته، فصام ذلك اليوم وإنه ليوم الكمال، ويوم مرغمة الشيطان
ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبي آل محمد، وهو اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عمله
المخالفون، فيجعله هباء منثورا، وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل عليه السلام أن ينصب
كرسي كرامة الله بإزاء بيت المعمور ويصعده جبرئيل عليه السلام وتجتمع إليه الملائكة من
جميع السماوات ويثنون على محمد و يستغفرون لشيعة أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام ومحبيهم
من ولد آدم عليه السلام.
وهو اليوم الذي يأمر الله فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبي أهل البيت
وشيعتهم، ثلاثة أيام من يوم الغدير ولا يكتبون عليهم شيئا من خطايا هم كرامة لمحمد
وعلي والأئمة، وهو اليوم الذي جعله الله لمحمد وآله وذوي رحمته وهو اليوم الذي
يزيد الله في حال من عبد فيه، ووسع على عياله ونفسه وإخوانه ويعتقه الله من النار.
وهو اليوم الذي يجعل الله فيه سعى الشيعة مشكورا، وذنبهم مغفورا، وعملهم
مقبولا، وهو يوم تنفيس الكرب ويوم تحطيط الوزر، ويوم الحباء والعطية، ويوم
نشر العلم ويوم البشارة والعيد الأكبر، ويوم يستجاب فيه الدعا ويوم الموقف العظيم،
ويوم لبس الثياب، ونزع السواد، ويوم الشرط المشروط ويوم نفى الغموم، ويوم
الصفح عن مذنبي شيعة أمير المؤمنين.
وهو يوم السبقة ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد ويوم الرضا ويوم عيد أهل
بيت محمد ويوم قبول الأعمال ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤمنين، ويوم المتاجرة
ويوم التودد، ويوم الوصول إلى رحمة الله ويوم التزكية، ويوم ترك الكبائر والذنوب،
ويوم العبادة ويوم تفطير الصائمين فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما و
فئاما إلى أن عد عشرا.
ثم قال: أو تدري ما الفئام؟ قال: لا قال: مائة ألف وهو يوم التهنئة يهنئ بعضكم بعضا
18

فإذا لقى المؤمن أخاه يقول: الحمد لله الذي جعلنا من المتمسكين بولاية أمير المؤمنين
والأئمة عليهم السلام، وهو يوم التبسم في وجوه الناس من أهل الايمان فمن تبسم في وجه
أخيه يوم الغدير نظر الله إليه يوم القيمة بالرحمة، وقضى له ألف حاجة، وبنى له قصرا
في الجنة من درة بيضاء ونضر وجهه.
وهو يوم الزينة فمن تزين ليوم الغدير غفر الله له كل خطيئة عملها، صغيرة
وكبيرة وبعث الله إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، ويرفعون له الدرجات إلى قابل
مثل ذلك اليوم، فان مات مات شهيدا، وإن عاش عاش سعيدا، ومن أطعم مؤمنا كان
كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين ومن زار فيه مؤمنا أدخل الله قبره سبعين نورا
ووسع في قبره ويزور قبره كل يوم سبعون ألف ملك ويبشرونه بالجنة.
وفي يوم الغدير عرض الله الولاية على أهل السماوات السبع، فسبق إليها أهل
السماء السابعة فزين بها العرش، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة، فزينها بالبيت
المعمور، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثم عرضها على الأرضين
فسبقت مكة فزينها بالكعبة ثم سبق إليها المدينة فزينها بالمصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم
سبقت إليها الكوفة فزينها بأمير المؤمنين عليه السلام و عرضها على الجبال فأول جبل أقر
بذلك ثلاثة أجبل: العقيق وجبل الفيروزج وجبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن
وأفضل الجواهر.
ثم سبقت إليها جبال آخر فصارت معادن الذهب والفضة، وما لم يقر بذلك ولم
يقبل صارت لا تنبت شيئا وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا وما
أنكر صار ملحا أجاجا، وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا،
وما لم يقبل صار مرا ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا،
وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن.
ومثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة
في سجودهم لآدم ومثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس وفي هذ
اليوم أنزلت هذه الآية " اليوم أكملت لكم دينكم " وما بعث الله نبيا إلا وكان يوم بعثه
19

مثل يوم الغدير عنده وعرف حرمته إذ نصب لامته وصيا وخليفة من بعده في ذلك
اليوم (1).
27 - علي بن طاووس قال: في كتاب كمال الزيارات قال أخبرنا أبو علي أحمد
ابن محمد بن عمار الكوفي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن -
فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال كنا عند الرضا
عليه السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس فقال الرضا
عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عليهما السلام قال: إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض
إن لله عز وجل في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من ذهب ولبنة من فضة فيه مائة ألف
قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك والعنبر.
فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من لبن ونهر من عسل، حواليه أشجار جميع
الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات
فإذا كان يوم الغدير، ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه و
يهللون، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، تتمرغ على ذلك المسك والعنبر،
فإذا اجتمعت الملائكة طارت تلك الطيور، فتنفض ذلك وإنهم في ذلك اليوم
ليتهادون نثار فاطمة عليها السلام.
فإذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء والزلل
إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي عليهما السلام ثم التفت فقال لي يا بن -
أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام، فان الله تبارك وتعالى
يغفر لكل مؤمن ومؤمنة، ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف
ما عتق من شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر ولدرهم فيه بألف درهم لإخوانك
العارفين وأفضل على إخوانك في هذ اليوم وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة.
ثم قال يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم لمن امتحن الله قلبه للايمان
مستذلون مقهورون ممتحنون يصب البلاء عليهم صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم

(1) اقبال الأعمال: 468.
20

والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقة لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات
ولولا أني أكره التطويل لذكرت فضل هذا اليوم وما أعطى الله لمن عرفه ما لا يحصى بعدد
قال علي بن الحسن بن فضال: قال لي محمد بن عبد الله: لقد ترددت إلى أحمد بن محمد أنا وأبوك
والحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرة سمعناه منه (1).
خطبة أمير المؤمنين صلوات الله عليه في يوم الغدير
28 - الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري
قال: حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد الخراساني الحاجب في شهر رمضان سنة سبع
وثلثين وثلثمأة، قال: حدثنا سعيد بن هارون أبو عمر والمروزي وقد زاد على
الثمانين قال: حدثنا الفياض بن محمد بن عمر الطوسي بطوس سنة تسع وخمسين
ومأتين، وقد بلغ التسعين، أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم
الغدير وبحضرته جماعة من خاصته قد احتبسهم للافطار وقد قدم إلى منازلهم الطعام
والبر والصلات والكسوة حتى الخواتيم والنعال، وقد غير من أحوالهم وأحوال حاشيته
وجددت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه وهو يذكر فضل
اليوم وقديمه.
وكان من قوله عليه السلام: حدثني الهادي أبي قال حدثني الصادق جدي قال حدثني
الباقر قال: حدثني سيد العابدين قال: حدثني أبي الحسين قال: اتفق في بعض سني
أمير المؤمنين صلوات الله عليه الجمعة والغدير، فصعد المنبر على خمس ساعات من
نهار ذلك اليوم، فحمد الله وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله، وأثنى عليه ثناء لم يتوجه
إليه غيره فكان مما حفظ من ذلك قوله:
الحمد لله الذي جعل الحمد من غير حاجة منه إلى حامديه طريقا من طرق
الاعتراف بلاهوتيته وصمدانيته، وربانيته، وسببا إلى المزيد من رحمته ومحجة
للطالب من فضله وكمن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف له بأنه المنعم على كل حمد
باللفظ وإن عظم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نزعت عن إخلاص

(1) اقبال الأعمال: 464.
21

الطوى ونطق اللسان بها عمرة عن صدق خفي أنه الخالق البارئ المصور له الأسماء
الحسنى ليس كمثله شئ.
إذ كان الشئ من مشيته وكان لا يشبهه مكونه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه، انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء
الجنس وانتجبه آمرا وناهيا عنه أقامه في ساير عالمه في الأداء مقامه إذ كان لا تدركه
الابصار، وهو يدرك الابصار ولا تحويه خواطر الأفكار، ولا تمثله غوامض الظنون
في الاسرار لا إله إلا هو الملك الجبار.
قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته، واختصه من تكرمته بما لم
يلحقه فيه أحد من بريته، فهو أهل ذلك بخاصته وخلته إذ لا يختص من يشوبه
التغيير ولا يخالل من يلحقه التظنين، وأمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته وتطريقا
للداعي إلى إجابته، فصلى الله عليه وكرم وشرف، وعظم مزيدا لا يلحقه التفنيد
ولا ينقطع على التأبيد وأن الله تعالى اختص لنفسه من بعد نبيه صلى الله عليه وآله من بريته
خاصة علاهم بتعليته وسما بهم إلى رتبته وجعلهم الدعاة بالحق إليه والأدلاء بالإرشاد
عليه لقرن قرن وزمن زمن.
أنشأهم في القدم قبل كل مذرو ومبر وأنوارا أنطقها بتحميده وألهمها شكره
وتمجيده وجعلها الحجج على كل معترف له بملكة الربوبية وسلطان العبودية
واستنطق بها الخرسات بأنواع اللغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين والسماوات وأشهدهم
خلقه ووليهم ما شاء من أمره وجعلهم تراجم مشيته وألسن إرادته عبيدا لا يسبقونه
بالقول وهم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يشفعون إلا لمن ارتضى
وهم من خشيته مشفقون.
يحكمون بأحكامه ويستنون بسنته، ويعتمدون حدوده ويؤدون فرضه ولم
يدع الخلق في بهم صماء ولا في عمياء بكماء، بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم
وتفرقت في هياكلهم وحققتها في نفوسهم واستعبد لها حواسهم فقرر بها على أسماع
ونواظر وأفكار وخواطر، ألزمهم بها حجته وأراهم بها محجته وأنطقهم عما تشهد به
22

بالسن ذربة بما قام فيها من قدرته وحكمته وبين عندهم بها لتهلك من هلك عن بينة
ويحيى من حي عن بينة وأن الله لسميع عليم بصير شاهد خبير.
ثم إن الله عز وجل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين
كبيرين ولا يقوم أحدهما إلا بصاحبه، ليكمل عندكم جميل صنعه ويقفكم على طريق
رشده ويقفوا بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويشملكم منهاج قصده ويوفر عليكم
هنيئ رفده فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله، وغسل ما أوقعته مكاسب
السوء من مثله إلى مثله وذكرى للمؤمنين، وتبيان خشية المتقين.
ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيام قبله وجعله
لا يتم إلا بالا يتمار لما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حث عليه
وندب إليه فلا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه وآله بنبوته، ولا يقبل دينا إلا
بولاية من أمر بولايته ولا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمته، وعصم أهل
ولايته.
فأنزل على نبيه صلى الله عليه وآله في يوم الدوح ما بين به عن إرادته في خلصائه وذوي
اجتبائه وأمره بالبلاغ وترك الحفل باهل الزيغ والنفاق وضمن له عصمته منهم،
وكشف من خبايا أهل الريب وضماير أهل الارتداد ما رمز فيه فعقله المؤمن والمنافق
فاعن معن وثبت على الحق ثابت، وازدادت جهلة المنافق وحمية المارق ووقع
العض على النواجد والغمز على السواعد، ونطق ناطق ونعق ناعق، ونشق ناشق، واستمر
على ما رقيته مارق ووقع الاذعان من طائفة باللسان دون حقائق الايمان، ومن طايفة
باللسان وصدق الايمان.
وأكمل الله دينه وأقر عين نبيه صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمنين والمتابعين وكان ما شهده
بعضكم وبلغ بعضكم وتمت كلمة الله الحسنى على الصابرين ودمر الله ما صنع فرعون
وهامان وقارون وجنودهم وما كانوا يعرشون وبقيت حشالة من الضلال لا يألون الناس
خبالا يقصدهم الله في ديارهم، ويمحو الله آثارهم ويبيد معالمهم ويعقبهم عن قرب الحشرات
ويلحقهم بمن بسط أكفهم ومد أعناقهم ومكنهم من دين الله حتى بدلوه ومن حكمه
23

حتى غيروه وسيأتي نصر الله على عدوه لحينه والله لطيف خبير وفي دون ما سمعتم
كفاية وبلاغ.
فتأملوا رحمكم الله ما ندبكم الله إليه وحثكم عليه واقصدوا شرعه واسلكوا
نهجه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع
الفرج ودفعت الدرج ووضحت الحجج، وهو يوم الايضاح والافصاح عن المقام الصراح،
ويوم كمال الدين ويوم العهد المعهود، ويوم الشاهد والمشهود، ويوم تبيان العقود عن
النفاق والجحود ويوم البيان عن حقايق الايمان، ويوم دحر الشيطان ويوم البرهان.
هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون، هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه
معرضون، هذا يوم الارشاد ويوم محنة العباد ويوم الدليل على الرواد، وهذا يوم
أبدى خفايا الصدور، ومضمرات الأمور هذا يوم النصوص على أهل الخصوص هذا
يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الامن
المأمون، هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر.
فلم يزل عليه السلام يقول: هذا يوم، هذا يوم. فراقبوا الله عز وجل واتقوه واسمعوا
له، وأطيعوه واحذروا المكر ولا تخادعوه وفتشوا ضمائركم ولا تواروه وتقربوا
إلى الله تعالى بتوحيده، وطاعة من أمركم أن تطيعوه، ولا تمسكوا ولا يجنح بكم
الغي فتضلوا عن سبيل الرشاد باتباع أولئك الذين ضلوا وأضلوا.
قال الله عز من قائل في طائفة ذكرهم بالذم في كتابه: إنا أطعنا سادتنا وكبرائنا
فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا وقال تعالى: " وإذ
يتحاجون في النار، فيقول الضعفاء للذين استكبروا: إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم
مغنون عنا من عذاب الله من شئ قالوا لو هدانا الله لهديناكم ".
أفتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمروا بطاعته والترفع على من
ندبوا إلى متابعته والقرآن ينطق من هذا عن كثير إن تدبره متدبر، زجره ووعظه
واعلموا أيها المؤمنون أن الله عز وجل قال: " إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله
صفا كأنهم بنيان مرصوص " أتدرون ما سبيل الله، ومن سبيله، ومن صراط الله ومن طريقه.
24

أنا صراط الله الذي من لم يسلكه بطاعة الله فيه هوى به إلى النار، وأنا سبيله
الذي نصبني للاتباع، بعد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، أنا قسيم الجنة والنار، وأنا حجة الله عز وجل
على الفجار والأبرار وأنا نور الأنوار، فانتبهوا من رقدة الغفلة وبادروا بالعمل قبل
حلول الأجل وسابقوا إلى مغفرة من ربكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة
وظاهر العذاب، فتنادون فلا يسمع نداؤكم، وتضجون فلا يحتل بضجيجكم وقبل أن
تستغيثوا فلا تغاثوا.
سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات، فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص
نجاء ولا محيص تخليص، عودوا رحمكم الله بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم
وبالبر بإخوانكم والشكر لله عز وجل على ما منحكم، واجمعوا يجمع الله شملكم
وتباروا يصل الله إلفتكم وتهادوا نعمة الله كما منكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد
قبله أو بعده إلا في مثله والبر فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضى
رحمة الله وعطفه.
وهيؤا لإخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من جودكم وبما تناله القدرة من
استطاعتكم وأظهروا البشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم، والحمد لله على ما منحكم
وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم وساووا ضعفاء كم في مآكلكم وما
تناله القدرة من استطاعتكم، وعلى حسب إمكانكم فالدرهم فيه بمأة ألف درهم والمزيد
من الله عز وجل.
وصوم هذا اليوم مما ندب الله إليه وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه، حتى لو تعبد
له عبد من العبيد في الشبيبة من ابتداء الدنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها
إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه الدنيا عن كفاية، ومن أسعف أخاه مبتدء
وبره راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم وقام ليلته.
ومن فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما وفئاما يعدها بيده عشرة، فنهض ناهض
وقال وما الفئام؟ قال مأة الف نبي وصديق وشهيد فكيف بمن تكفل عددا من
المؤمنين والمؤمنات، وأنا ضمينه على الله تعالى الأمان من الكفر والفقر، وإن مات
25

في ليلته أو يومه أو بعده إلى مثله، من غير ارتكاب كبيرة، فأجره على الله.
ومن استدان لإخوانه وأعانهم فانا الضامن على الله إن بقاه قضاه وإن قبضه حمله
عنه فإذا تلاقيتم، فتصافحوا بالتسليم وتهانوا للنعمة في هذا اليوم وليبلغ الحاضر
الغائب، والشاهد البائن، وليعد الغنى على الفقير، والقوي على الضعيف، أمرني
رسول الله صلى الله عليه وآله بذلك، ثم أخذ عليه السلام في خطبة الجمعة وجعل صلاة جمعته صلاة
عيده وانصرف بولده وشيعته، إلى منزل أبي محمد الحسن بن علي عليهما السلام بما أعد لهم
من طعامه، وانصرف غنيهم وفقيرهم برفده إلى عياله (1).
10 -
(باب)
" فضل محرم وعاشوراء "
29 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال أخبرنا أحمد بن محمد
الهمداني عن علي بن الحسن بن فضال عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام
قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة، و
من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيمة يوم فرحه
وسروره وقرت بنا في الجنان عينه، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادخر لمنزله
شيئا لم يبارك له فيما ادخر، وحشر يوم القيمة مع يزيد وعبيد الله وعمر بن سعد لعنهم
الله إلى أسفل درك من النار (2).
30 - علي بن طاووس قال: فمن الأحاديث عن الأئمة المعقول الذي يصدق فيها
المنقول للمعقول، ما رويناه بعدة طرق إلى الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه
من أماليه باسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال. الرضا عليه السلام: إن المحرم

(1) مصباح المتهجد: 524.
(2) عيون الأخبار: 1 - 26 واقبال الأعمال: 578.
26

شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال، فاستحلت فيه دمائنا وهتكت فيه حرمتنا
وسبي فيه ذرارينا ونسائنا، وأضرمت النيران في مضاربنا وانتهب ما فيها من ثقلنا، ولم
يرع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حرمة في أمرنا.
إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا، وأذل عزيزنا يا أرض كربلا أورثتنا
الكرب والبلاء إلى يوم القيمة فليبك الباكون، فان البكاء عليه يحط الذنوب العظام
ثم قال: كان أبي صلوات الله عليه إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت كآبة تغلب
عليه حتى يمضى منه عشرة أيام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه
وبكائه، ويقول هذا اليوم الذي قتل فيه الحسين صلى الله عليه (1).
31 - عنه قال: ومن المنقول من أمالي محمد بن علي بن بابويه رضوان الله جل
جلاله عليه ما رويناه أيضا باسناده إلى الريان بن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام
في أول يوم من المحرم، فقال لي: يا بن شبيب أصائم أنت؟ فقلت: لا. فقال إن هذا
اليوم هو الذي دعا فيه زكريا عليه السلام ربه عز وجل، فقال: رب هب لي من لدنك ذرية
طيبة إنك سمع الدعاء.
فاستجاب الله له وأمر ملائكته فنادت زكريا وهو قائم يصلي في المحراب أن الله
يبشرك بيحيى مصدقا، فمن صام هذا اليوم، ثم دعا الله عز وجل استجاب كما استجاب
لزكريا عليه السلام، ثم قال: يا بن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية
فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته.
فما عرفت هذه الامه حرمة شهرها ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله لقد قتلوا
في هذا الشهر ذريته وسبوا نساءه، وانتهبوا ثقله فلا غفر الله ذلك لهم أبدا يا ابن شبيب إن
كنت باكيا فابك للحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام فإنه ذبح كما يذبح الكبش وقتل
معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الأرض مشبهون.
ولقد بكت السماوات والأرضون لقتله ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة
أربعة آلاف لينصروه فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون

(1) اقبال الأعمال: 544.
27

من أنصاره وشعارهم يا آل ثارات الحسين عليه السلام أمطرت السماء دما وترابا أحمر
يا بن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السلام حتى يصير دموعك على خديك غفر
الله لك كل ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا بن شبيب إن سرك
أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين عليه السلام يا بن شبيب إن سرك أن تسكن
الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السلام.
يا بن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين
فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فورا عظيما، يا بن شبيب إن سرك أن تكون
معنا في الدرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا عليك بولايتنا فلو
أن رجلا تولى حجرا لحشره الله معه يوم القيمة (1).
32 - عنه - رحمه الله - قال: ما روينا باسنادنا إلى محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني
باسناده إلى محمد بن فضيل الصير في قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه
عن جده عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله: يصلى أول يوم من المحرم ركعتين
فإذا فرغ رفع يديه ودعا بهذا الدعاء ثلث مرات:
اللهم أنت الاله القديم وهذه سنة جديدة فأسألك فيها العصمة من الشيطان و
القوة على هذه النفس الامارة بالسوء والاشتغال بما يقربني إليك يا كريم يا ذا الجلال
والاكرام يا عماد من لا عماد له يا ذخيرة من لا ذخيرة له يا حرز من لا حرز من لا حرز له
يا غياث من لا غياث له، يا سند من لا سند له يا كنز من لا كنز له، يا حسن البلاء يا عظيم الرجاء
يا عز الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا منعم يا مجمل يا مفضل يا محسن.
أنت الذي سجد لك سواد الليل، ونور النهار وضوء القمر، وشعاع الشمس ودوى
الماء، وحفيف الشجر يا الله لا شريك لك، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون واغفر لنا
ما لا يعلمون ولا تؤاخذنا بما يقولون حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش
العظيم آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أو لوا الباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

(1) اقبال الأعمال: 444.
28

وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب (1).
11 -
(باب)
" فضل بسم الله الرحمن الرحيم "
33 - الصدوق - قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابي الحسن
الجرجاني رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما
عن الحسن بن علي، عن أبيه علي بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن
موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه
علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أخيه الحسن بن علي عليهم السلام.
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام إن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب
وهي سبع آيات تمامها: " بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله
عز وجل قال لي: يا محمد ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم فأفرد الامتنان
علي بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم وإن الله عز وجل خص محمدا صلى الله عليه وآله
وشرفه بها ولم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السلام فإنه أعطاه منها
" بسم الله الرحمن الرحيم " يحكى عن بلقيس حين قالت " ألقى إلى كتاب كريم إنه
من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ".
ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لأمرها مؤمنا بظاهرها
وباطنها أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا
وما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع إلى قاري يقرئها كان له بقدر ما للقاري
فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فإنه غنيمة لا يذهبن أوانه فتبقى قلوبكم
في الحسرة (2).

(1) اقبال الأعمال: 553.
(2) عيون الأخبار: 1 - 301.
29

34 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه
قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
الرضا علي بن موسى عليهما السلام أنه قال: إن بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله
الأعظم من سواد العين إلى بياضها قال وقال الرضا عليه السلام: كان أبي عليه السلام إذا خرج
من منزله، قال: بسم الله الرحمن الرحيم خرجت بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي بل
بحولك وقوتك يا رب متعرضا به لرزقك فاتني به في عافية (1):
12.
(باب)
" فضل فاتحه الكتاب "
35 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي رضي الله عنه، قال:
حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي
عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى بن
جعفر عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي. عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين
ابن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: قال رسول الله.
قال الله عز وجل: قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها
لعبدي، ولعبدي ما سال. إذا قال العبد: بسم الله الرحمن الرحيم قال الله جل جلاله:
بدأ عبدي باسمي وحق على أن أتمم له أموره وأبارك له في أحواله، فإذا قال: " الحمد لله
رب العالمين " قال الله جل جلاله: حمدني عبدي وعلم أن النعم التي له من عندي وأن
البلايا التي دفعت عنه فبطولي، أشهدكم أنى أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة و
أدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا.
فإذا قال: " الرحمن الرحيم " قال الله جل جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم
أشهدكم لأوفرن من رحمتي حظه ولأجزلن من عطائي نصيبه، فإذا قال: " مالك

(1) عيون الأخبار: 2 - 5.
30

يوم الدين " قال الله جل جلاله: أشهدكم كما اعترف اني أنا مالك يوم الدين لأسهلن
يوم الحساب حسابه، ولا تجاوزن، عن سيئاته فإذا قال: " إياك نعبد " قال الله عز وجل:
صدق عبدي إياي يعبد، أشهدكم لأثيبنه على عبادته ثوابا يغبطه كل من خالفه في
عبادته لي.
فإذا قال: " وإياك نستعين ": قال الله عز وجل: بي استعان عبدي والتجأ إلي
أشهدكم لأعيننه على أمره ولأغيثنه في شدائده، ولآخذن بيده يوم نوائبه، فإذا
قال: " اهدنا الصراط المستقيم " إلى آخر السورة، قال الله عز وجل هذا العبدي،
ولعبدي ما سال فقد استجبت لعبدي وأعطيته ما أمل وآمنته مما منه وجل، قال: وقيل
لأمير المؤمنين عليه السلام يا أمير المؤمنين أخبرنا عن بسم الله الرحمن الرحيم " أهي من فاتحة
الكتاب فقال نعم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأها ويعدها آية منها. ويقول فاتحة
الكتاب هي السبع المثاني (1).
13 -
(باب)
* (فضل السجود) *
36 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله،
عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشا قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول:
إذا نام العبد وهو ساجد قال الله تبارك وتعالى: عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (2).
37 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال حدثنا علي بن الحسن علي بن فضال،
عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: السجدة بعد الفريضة شكر لله تعالى ذكره
على ما وفق له العبد من أداء فريضة، وأدنى ما يجزئ فيها من القول أن يقال: شكرا

(1) عيون الأخبار: 1 - 300.
(2) عيون الأخبار: 1 1 280.
31

لله شكرا لله ثلاث مرات، قلت: فما معنى قوله شكرا لله قال يقول: هذه السجدة
مني شكرا لله عز وجل على ما وفقني له من خدمته وأداء فرائضه، والشكر
موجب للزيادة فإن كان في الصلاة تقصير لم يتم بالنوافل تم بهذه السجدة (1).
38 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول
أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله تبارك وتعالى " واسجد
واقترب " (2).
39 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله ومحمد بن
يحيى العطار جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن سليمان الجعفري
قال: قال الرضا عليه السلام جاءت ريح وأنا ساجد، وجعل كل إنسان يطلب موضعا وأنا
ساجد ملح في الدعاء على ربي عز وجل حتى سكنت (3).
40 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، رضي الله عنه، قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام إذا سجد يحرك ثلث أصابع من أصابعه واحدة بعد
واحدة تحريكا خفيفا كأنه يعد التسبيح ثم يرفع رأسه، قال: ورأيته يركع ركوعا
أخفض من ركوع كل من رأيته يركع، كان إذا ركع جنح بيديه (4).
41 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام،
قال: سمعته يقول: إذا نام العبد وهو ساجد، قال الله عز وجل للملائكة: انظر و
إلى عبدي قبضت روحه وهو في طاعتي (5).

(1) عيون الأخبار: 1 - 281.
(2) عيون الأخبار: 2 - 7.
(3) و (4) عيون الأخبار: 2 - 7.
(5) عيون الأخبار: 2 - 8.
32

42 - عنه قال: حدثني أبي رضي الله عنه: قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن حفص المروزي قال: كتب إلى أبو الحسن
الرضا عليه السلام: قل في سجدة الشكر مأة مرة شكرا شكرا وإن شئت عفوا عفوا (1).
14.
(باب) * (الدعاء عند رؤية الهلال) *
43 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال
حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثنا دارم بن قبيصة، قال حدثنا علي بن موسى
الرضا عليه السلام قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي
طالب عليهم السلام، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رأى الهلال قال أيها الخلق المطيع الدائب
السريع المتصرف في ملكوت الجبروت بالتقدير، ربي وربك الله، اللهم أهله علينا
بالا من والايمان والسلامة والاسلام والاحسان، وكما بلغتنا أوله فبلغنا آخره و
اجعله شهرا مباركا تمحو فيه السيئات، وتثبت لنا فيه الحسنات، وترفع لنا فيه
الدرجات يا عظيم الخيرات (2).
15 -
(باب)
* (فضل صلوات الليل) *
44 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله،
عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسى، عن أخيه علي بن موسى الرضا عن أبيه،
عن جده عليهم السلام، قال: سئل علي بن الحسين عليهما السلام ما بال المجتهدين بالليل من أحسن

(1) عيون الأخبار: 1 - 280.
(2) عيون الأخبار: 2 - 71.
33

الناس وجها؟ قال: لا نهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره (1).
45 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن محمد بن علي بن أبي عبد الله
عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عز وجل: " ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم الابتغاء
رضوان الله " قال: صلاة الليل (2).
46 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عز وجل ديكا عرفه تحت العرش، ورجلاه في تخوم الأرض
السابعة السفلى إذا كان في الثلث الأخير من الليل سبح الله تعالى ذكره بصوت يسمعه
كل شئ ما خلا الثقلين الجن والإنس فتصيح عند ذلك ديكة الدنيا (3).
16 -
(باب)
* (الدعاء عند الاذان) *
47 - الصدوق قال: حدثنا أبي رحمه الله: قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن
محمد بن عيسى، عن عباس مولى الرضا عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليه السلام قال: كان
أبو عبد الله الصادق عليه السلام يقول من قال حين يسمع أذان الصبح: اللهم إني أسألك
باقبال نهارك وإدبار ليلك وحضور صلواتك وأصوات دعاتك أن تتوب على إنك أنت
التواب الرحيم، وقال مثل ذلك إذا سمع أذان المغرب ثم مات من يومه أو من ليلته
تلك مات تائبا (4).

(1) عيون الأخبار: 1 - 282.
(2) عيون الأخبار: 1 - 282.
(3) عيون الأخبار: 2 - 72.
(4) أمالي الصدوق: 160 والعيون: 1 - 253.
34

17 -
(باب)
* (الدعاء عند لبس الجديد) *
48 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه وعلي بن عبد الله الوراق، قال:
حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني علي بن الحسين الخياط النيسابوري
قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر عن ياسر الخادم (1)، عن
أبي الحسن العسكري، عن أبيه، عن جده علي بن موسى الرضا عليهم السلام أنه كان
يلبس ثيابه، مما يلي يمينه، فإذا لبس ثوبا جديدا دعا بقدح من ماء فقرأ عليه إنا
أنزلناه في ليلة القدر عشر مرات، وقل هو الله أحد عشر مرات وقل يا أيها الكافرون
عشر مرات، ثم نضحه على ذلك الثوب ثم قال من فعل هذا بثوبه من قبل ان يلبسه لم
يزل في رغد من عيشه ما بقي منه سلك (2).
17 -
(باب)
* (الدعاء لصاحب الامر) *
29 - الطوسي باسناده روي يونس بن عبد الرحمن أن الرضا عليه السلام كان يأمر
لصاحب الامر بهذا: " اللهم ادفع عن وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك
المعبر عنك، الناطق بحكمتك، وعينك، الناظرة باذنك، وشاهدك على عبادك،
الجحجاج المجاهد، العائذ بك، العابد عندك، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت

(1) قال الصدوق - رحمه الله - ياسر الخادم قد لقى الرضا وحديثه عن أبي الحسن
العسكري غريب.
(2) عيون الأخبار: 1 - 315.
35

وأنشأت، وصورت واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه، وعن شماله، ومن
فوقه ومن تحته بحفظك الذي لا يضيع من حفظته به.
واحفظ فيه رسولك وآباءه أئمتك ودعائم دينك واجعله في وديعتك التي
لا يضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفى منعك وعزك الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك
الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، و
انصره بنصرك العزيز وأيده بجندك الغالب وقوه بقوتك واردفه بملائكتك ووال
من والاه وعاد من عاداه وألبسه درعك الحصينة وحفه بالملائكة حفا.
اللهم اشعب به الصدع، وارتق به الفتق وأمت به الجور وأظهر به العدل و
زين بطول بقائه الأرض وأيده بالنصر وانصره بالرعب وقو ناصريه واخذل خاذليه
ودمدم من نصب له ودمر من غشه واقتل به جبابرة الكفر وعمده ودعائمه واقصم به
رؤس الضلالة وشارعة البدع ومميتة السنة، ومقوية الباطل وذلل به الجبابرة وأبر به
الكافرين، وجميع الملحدين في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وبحرها، وسهلها، و
جبلها، حتى لا تدع منهم ديارا ولا تبقى لهم آثارا.
اللهم طهر منهم بلادك واشف منهم عبادك، وأعز به المؤمنين وأحي به سنن
المرسلين ودارس حكم النبيين وجدد به ما امتحى من دينك وبدل من حكمك،
حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا لا عوج فيه ولا بدعة معه
وحتى تنزه بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران الكفر، وتوضح به معاقد الحق، و
مجهول العدل، فإنه عبدك، الذي استخلصته لنفسك واصطفيته على غيبك، و
عصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، وطهرته من الرجس وسلمته من الدنس.
اللهم فانا نشهد له يوم القيمة ويوم حلول الطامة أنه لم يذنب ذنبا ولا
أتى حوبا ولم يرتكب معصية ولم يضيع لك طاعة ولم يهتك لك حرمة ولم يبدل
لك فريضة ولم يغير لك شريعة، وأنه الهادي المهتدي الطاهر التقي، النقي الرضي
الزكي.
اللهم أعطه في نفسه وأهله وولده وذريته وأمته، وجميع رعيته ما تقربه
36

عينه، وتسر به نفسه وتجمع له ملك المملكات كلها، قريبها وبعيدها، عزيزها و
ذليلها حتى يجري حكمه، على كل حكم، تغلب بحقه على كل باطل.
اللهم اسلك بنا على يده منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة
الوسطى، التي يرجع إليها الغالي ويلحق بها التالي وقونا على طاعته وثبتنا على
مشايعته وامنن علينا بمتابعته واجعلنا في حزبه القوامين بأمره والصابرين معه،
الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيمة في أنصاره وأعوانه ومقوية
سلطانه.
اللهم واجعل ذلك لنا خالصا من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة، حتى
لا نعتمد به غيرك ولا نطلب به إلا وجهك وحتى تحلنا محله وتجعلنا في الجنة معه
وأعذنا من السامة والكسل والفترة واجعلنا ممن تنتصر به لدينك وتعز به نصر وليك
ولا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك يسير وهو علينا كثير.
اللهم صل على ولاة عهده والأئمة من بعده وبلغهم آمالهم و زد في آجالهم
وأعز نصرهم وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم وثبت دعائمهم واجعلنا لهم
أعوانا وعلى دينك أنصارا، فإنهم معادن كلماتك وخز ان علمك وصفوتك من خلقك
وأوليائك وسلائل أوليائك وصفوة أولاد نبيك، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله و
بركاته (1).
19 -
(باب)
* (دعاء الفرج) *
50 - الطوسي عن المفيد، عن أبي الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن
أبيه عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن عيسى، عن الريان بن الصلت، قال: سمعت
الرضا علي بن موسى عليه السلام يدعوا بكلمات نحفظها عنه، فما دعوت بها في شدة إلا

(1) مصباح المتهجد: 286.
37

فرج الله عني وهي: " اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة، وأنت
لي في كل أمر ينزل بي ثقتي وعدتي، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة
وتعي فيه الأمور، ويخذل فيه القريب والبعيد، والصديق ويشمت فيه العدو
أنزلته بك، وشكوته إليك راغبا إليك فيه عمن سواك، ففرجته وكشفته، و كفيتنيه
فأنت ولي كل نعمة، وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة، فلك الحمد كثيرا ولك
المن فاضلا، بنعمتك يتم الصالحات يا معروفا بالمعروف، ويا من هو بالمعروف أنلني
من معروفك معروفا، تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
20 -
(باب)
* (دعاء العافية) *
51 - الطوسي عن علي بن حاتم، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام أنه قال: هذا دعاء العافية
" يا الله يا ولي العافية، والمنان بالعافية، ورازق العافية، والمنعم بالعافية، والمتفضل
بالعافية، على وعلى جميع خلقه ورحمان الدنيا والآخرة ورحيمهما، صل على محمد
وآل محمد وعجل لنا فرجا ومخرجا، وارزقني العافية ودوام العافية في الدنيا والآخرة
يا أرحم الراحمين (2).
52 - علي بن طاووس قال: وتقول ما روي عن الرضا عليه السلام أنه قال: هذا دعاء
العافية " يا الله يا ولى العافية، والمنان بالعافية، والمنعم بالعافية، والمتفضل بالعافية
على وعلى جميع خلقك، رحمن الدنيا والآخرة، ورحيمهما صل على محمد وآل محمد،
وعجل لنا فرجا ومخرجا ارزقنا العافية ودوام العافية في الدنيا والآخرة يا
أرحم الراحمين.

(1) أمالي الطوسي: 1 - 33.
(2) التهذيب: 3 - 95.
38

ثم تصلى ركعتين وتقول:
اللهم، إني أسئلك برحمتك التي وسعت كل شئ، وبقدرتك التي قهرت كل شئ
وبجبروتك التي غلبت كل شئ، وبقوتك التي لا يقوم لها شئ، وبعظمتك التي ملأت
كل شئ وبعلمك الذي أحاط بكل شئ، وبوجهك الباقي بعد فناء كل شئ وبنور
وجهك الذي أضاء له كل شئ يا منان يا نور.
يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، يا الله يا رحمن، يا الله يا رحيم، يا الله
أعوذ بك من الذنوب التي تحدث النقم، وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الندم،
وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس القسم، وأعوذ بك من الذنوب التي تهتك العصم،
وأعوذ بك من الذنوب التي تمنع القضاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس الدعا،
وأعوذ بك من الذنوب التي تعجل الفناء، وأعوذ بك من الذنوب التي تقطع الرجا،
وأعوذ بك من الذنوب التي تورث الشقاء وأعوذ بك من الذنوب التي تظلم الهواء
وأعوذ بك من الذنوب التي تكشف الغطاء، وأعوذ بك من الذنوب التي تحبس
غيث السماء.
ثم تصلى ركعتين وتقول: ما روي عنهم عليهم السلام والدعاء المتقدم اللهم إنك
حفظت الغلامين لصلاح أبويهما ودعاك المؤمنون، فقالوا ربنا لا تجعلنا فتنة للقوم
الظالمين، اللهم إني أنشدك برحمتك وأنشدك بنبيك نبي الرحمة، وأنشدك بعلي و
فاطمة، وأنشدك بحسن وحسين صلواتك عليه وعليهم أجمعين وأنشدك بأسمائك
وأركانك كلها، وأنشدك بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم الأعظم الذي إذا دعيت به
لم ترد ما كان أقرب إلى طاعتك وأبعد من معصيتك وأو في بعهدك، وأقضى بحقك.
فأسألك أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تنشطني له وأن تجعلني لك عبدا
شاكرا، تجد من خلقك من تعذبه غيري ولا أجد من يغفر لي إلا أنت، أنت عن عذابي
غني وأنا إلى رحمتك فقير، أنت موضع كل شكوى وشاهد كل نجوى، منتهى كل
حاجة ومنج من كل عسرة، وغوث كل مستغيث.
فأسألك أن تصلى علي محمد وآل محمد، وأن تعصمني بطاعتك من معصيتك وبما أحببت
39

عما كرهت وبايمان عن الكفر وبالهدى عن الضلالة، وباليقين عن الريبة وبالأمانة
عن الخيانة، وبالصدق عن الكذب، وبالحق عن الباطل وبالتقوى عن الاثم، وبالمعروف
عن المنكر وبالذكر عن النسيان.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعافني ما أحييتني وألهمني الشكر على ما
أعطيتني، وكن بي رحيما، فإذا فرغت من الدعاء.
فاسجد وقل في سجودك: اللهم صل على محمد وآل محمد، واعطف عن ظلمي وجرمي
بحلمك وجودك، يا رب يا كريم، يا من لا يخيب سائله ولا ينفد نائله، يا من علا فلا شئ
فوقه، ويا من دنا فلا شئ دونه، صل على محمد وآل محمد وادع بما أحببت.
ثم تصلى ركعتين وتقول يا عماد من لا عماد له، ويا حرز من لا حرز له، و
يا سند من لا سند له، ويا غياث من لا غياث له، ويا حزر من لا حزر له (1)، يا كريم
العفو، يا حسن البلاء، يا عظيم الرجاء، يا غوث الضعفاء يا منقذ الغرقى، يا منجى
الهلكى، يا محسن، يا مجمل، يا منعم، يا مفضل، أنت الذي سجد لك سواد الليل
ونور النهار، وضوء القمر، وشعاع الشمس، وغريز الماء، وحفيف الشجر يا الله
يا الله لك الأسماء الحسنى، لا شريك لك يا رب صل على محمد وآل محمد، ونجنا من
النار بعفوك، وأدخلنا الجنة برحمتك وزوجنا من الحور العين بجودك، وصل
على محمد وآل محمد، وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين إنك على كل شئ قدير
وادع بما أحببت.
ثم تصلى ركعتين وتقول: اللهم إني أسألك بأسمائك الحميدة الكريمة
التي إذا وضعت على الأشياء ذلت لها، وإذا طلبت بها الحسنات أدركت، وإذا أريد
بها صرف السيئات صرفت، وأسئلك بكلماتك التامات التي لو أن ما في الأرض من
شجرة أقلام، والبحر يمده من بعد سبعة أبحر، ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز
حكيم، يا حي يا قيوم، يا كريم يا علي، يا عظيم، يا أبصر المبصرين، ويا أسمع
السامعين ويا أسرع الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين، ويا أرحم الراحمين أسئلك

(1) كذا في المصدر.
40

بعزتك وأسئلك بكل حرف أنزلته في كتاب، أن تصلى على محمد وآل محمد وادع
بما بدا لك.
ثم تصلى ركعتين وتقول: سبحان من أكرم محمدا صلى الله عليه وآله، سبحان من انتجب
محمدا، سبحان من انتجب عليا، سبحان من خص الحسن والحسين، سبحان من فطم
بفاطمة من أحبها من النار، سبحان من خلق السماوات والأرض، سبحان من استعبد
أهل السماوات والأرضين بولاية محمد وآل محمد، سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل
محمد، سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم، سبحان من خلق النار من أجل أعداء
محمد وآل محمد سبحان من يملكها محمدا وآل محمد، وشيعتهم، سبحان من خلق الدنيا و
الآخرة وما سكن في الليل والنهار لمحمد وآل محمد، الحمد لله كما ينبغي لله ولا
حول ولا قوة إلا بالله كما ينبغي لله وصلى الله على محمد وآل محمد وعلى جميع المرسلين
حتى يرضى الله.
اللهم من أياديك وهي أكثر من أن تحصى، ومن نعمك وهي أجل من أن
تغادر أن يكون عدوي عدوك، ولا صبر لي على أناتك فعجل هلاكهم وبوارهم
ودمارهم.
ثم تصلى ركعتين وتقول: " بسم الله الرحمن الرحيم اللهم فاطر السماوات
والأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد
أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمدا عبدك ورسولك، وأن الدين كما
شرعت، والاسلام كما وصفت، والكتاب كما أنزلت، والقول كما حدثت وأنك أنت
الله الحق المبين جزى الله محمدا خيرا لجزاء وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام (1)

(1) اقبال الأعمال: 180.
41

21 -
(باب)
* (فضل آية الكرسي) *
53 - الصدوق رحمه الله باسناده عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من
قرأ آية الكرسي مأة مرة كان كمن عبد الله طول حياته (1).
54 - عنه قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن الجهم، عن إبراهيم بن مهزم عن
رجل سمع أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف
الفالج إن شاء الله، ومن قرأها بعد كل صلاة لم يضره ذو حمة (2).
55 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال أتى أخوان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقالا: يا رسول الله إنا نريد الشام في تجارة فعلمنا ما نقول؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: بعد إذا آويتما
إلى منزل فصليا العشاء الآخرة، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة،
فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام وليقرأ آية الكرسي فإنه محفوظ من كل شئ
وإن لصوصا تبعوهما، حتى نزلا فبعثوا غلاما لينظر كيف حالهما ناموا أم مستيقظون
فانتهى الغلام عليهم وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرأ آية الكرسي وسبح
تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام.
قال: فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا
حائطين فرجع إلى أصحابه، فقال: لا والله ما رأيت إلا حائطين مبنيين، فقالوا أخزاك
الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين مبنيين فداروا
بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفوا إلى موضعهم، فلما كان من الغد جاؤوا إليهما،

(1) عيون الأخبار: 56.
(2) ثواب الأعمال: 101.
42

فقالوا: أين كنتما؟ فقالا: ما كنا إلا ههنا، ما برحنا، فقالوا: لقد جئنا فما رأينا
إلا حائطين مبنيين فحدثانا ما قصتكما؟ فقالا: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلمنا " آية
الكرسي " وتسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام، ففعلنا، فقالوا: انطلقا فوالله لا يتبعكما أبدا
ولا يقدر عليكما لص بعد هذا الكلام (1).
22 -
(باب)
* (صلاة الحوائج) *
56 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن دويل، عن مقاتل بن مقاتل قال:
قلت للرضا عليه السلام جعلت فداك علمني دعاءا لقضاء الحوائج، فقال: إذا كانت لك حاجة
إلى الله عز وجل مهمة فاغتسل وألبس أنظف ثيابك، وشم شيئا من الطيب، ثم أبرز
تحت السماء فصل ركعتين تفتتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد خمس
عشرة مرة، ثم تركع فتقرأ خمس عشرة مرة، ثم تتمها على مثال صلاة التسبيح غير
أن القراءة خمس عشرة مرة، فإذا سلمت فاقرأها خمس عشرة مرة، ثم تسجد
فتقول في سجودك: " اللهم إن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل
سواك فإنك أنت الله الحق المبين اقض إلي حاجة كذا وكذا الساعة الساعة " وتلح
فيما أردت.
57 - الطبرسي رحمه الله مرسلا عن الرضا عليه السلام: يصلي ركعتين، يقرأ في كل
واحد منهما " الحمد " مرة و " إنا أنزلناه " ثلاث عشرة مرة، فإذا فرغ سجد
وقال: " اللهم يا فارج الهم ويا كاشف الغم، ومجيب دعوة المضطرين ورحمن الدنيا
ورحيم الآخرة صل على محمد وآل محمد، وارحمني رحمة تطفئ بها عني غضبك وسخطك
وتغنيني بها عمن سواك، ثم يلصق خده الأيمن بالأرض ويقول: " يا مذل كل جبار
عنيد ويا معز كل ذليل، وحقك قد بلغ المجهود مني في أمر كذا ففرج عني،

(1) مكارم الأخلاق: 292.
43

ثم يلصق خده الأيسر بالأرض ويقول مثل ذلك، ثم يعود إلى سجوده على جبهة
ويقول مثل ذلك، فان الله سبحانه يفرج غمه ويقضي حاجته.
58 - الطوسي - رحمه الله - باسناده عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال:
من كانت له حاجة، قد ضاق بها ذرعا، فلينزلها بالله تعالى جل اسمه، قلت كيف يصنع؟
قال: فليصم صوم الأربعاء، والخميس والجمعة ثم ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة
ويلبس أنظف ثيابه ويتطيب بأطيب طيبه.
ثم يقدم صدقة على أمرء مسلم بما تيسر من ماله، ثم ليبرز إلى آفاق السماء
ولا يحتجب، ويستقبل القبلة، ويصلى ركعتين، يقرء في الأولة فاتحة الكتاب وقل
هو الله أحد خمس عشر مرة ثم ليركع ويقرأها خمس عشرة مرة، ثم يرفع رأسه فيقرأها
خمس عشرة مرة، ثم يسجد فيقرأها خمس عشرة مرة.
ثم يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرة، ثم يسجد ثانية فيقرأها خمس عشر
مرة، ثم يرفع رأسه فيقرأها خمس عشر مرة، ثم ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية
فإذا جلس للتشهد قرأها خمس عشر مرة، ثم يتشهد ويسلم، ويقرأها بعد التسليم
خمس عشرة مرة، ثم يخر ساجدا فيقرأها خمس عشر مرة.
ثم يضع خده الأيمن على الأرض، فيقرأها خمس عشر مرة، ثم يضع خده
الأيسر على الأرض، فيقرء مثل ذلك، ثم يخر ثانيا فيقول وهو ساجد يبكي: يا
جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له
كفوا أحد، يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أشهد أن كل معبود من لدن عرشك
إلى قرار أرضك باطل، إلا وجهك جل جلالك، يا معز كل ذليل، ويا مذل كل عزيز،
تعلم كربتي فصل على محمد وآل محمد وفرج عني.
ثم تقلب خدك الأيمن وتقول ذلك: ثلثا، ثم تقلب خدك الأيسر وتقول:
مثل ما قال أبو الحسن عليه السلام، فإذا فعل ذلك يقضى الله حاجته، وليتوجه في حاجته
إلى الله بمحمد وآله عليه وعليهم السلام ويسميهم عن آخرهم. (1)

(1) مصباح المتهجد: 238.
44

23 -
(باب)
* (قضاء الحوائج) *
59 - الطوسي باسناده قال: روى مقاتل بن مقاتل قال: قلت للرضا عليه السلام:
جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحاجة، فقال: إذا كانت لك حاجة إلى الله، فاغتسل وألبس
أنضف ثيابك وشم شيئا من الطيب، ثم أبرز تحت السماء، فصل ركعتين تفتتح الصلاة
فتقرأ الحمد وقل هو الله أحد خمس عشر مرة، ثم تركع وتقرأ خمس عشر مرة على مثال
صلاة التسبيح غير أن القراءة خمس عشر مرة ثم تسجد فتقول في سجودك: اللهم إن
كل معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل ومضمحل سواك فإنك الله الحق
المبين اقض لي حاجة كذا وكذا الساعة وتلح فيما أردت. (1)
24 -
(باب)
* (الاعتكاف) *
60 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
لا اعتكاف بالصوم. (2)

(1) مصباح المتهجد: 370.
(2) عيون الأخبار: 2 - 38.
45

25 -
(باب)
* (الدعا للخنازير) *
61 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: خرج لجارية لنا خنازير في عنقها
فأتاني آت فقال: يا علي قل لها فلتقل: " يا رؤوف يا رحيم يا رب يا سيدي " تكرره
قال: فقالت، فاذهب الله عز وجل عنها (1):
62 - علي بن طاووس - رحمه الله - قال: في دعاء يزيل مرض الخنازير، رويناه
في كتاب الدعاء للحسين بن سعيد باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: وقال هذا دعاء دعى
به جعفر بن سليمان ودعاء من ائتمن فخان وقابل الاحسان بالكفران، اللهم إني
وجدت في كتابك الصادق أنك مدحت إبراهيم خليلك عليه السلام لما جادلك عن الكافرين،
في قولك جل جلالك: " يجادلنا في قوم لوط إن إبراهيم لحليم أواه منيب " ووجدتك
قد منعت محمدا نبيك سيد المرسلين أن يجادلك في الخائنين الآثمين فقلت له جل
جلالك " ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما ".
فعرفت عند ذلك أن الخيانة و... (2) والنفاق أعظم عندك من الكفر والشقاق،
ووجدتك تقول: " ومن بغي عليه لينصرنه الله " ووجدتك تقول: " ولا يحيق المكر
السيئ إلا باهله " ووجدتك تقول، " فمن نكث فإنما ينكث على نفسه " ووجدتك
قد فرقت بين ذوي الأرحام بالآثام فعاديت قابيل لما عصاك وواليت هابيل، لما والاك،
وهما من أب واحد وأم واحدة، وغرقت ولد نوح لما عصاك، ونصرت أباه لما طلب رضاك
وأردت من آدم أن يعادي ولده قابيل لما أخرجته من حماك ومن نوح أن يعادي ولده،
ولا يشفع له في الخلاص من الهلاك.
اللهم وإنك سترت عني سوء سريرة فلان حتى اغتررت بعلانيته ووثقت إلى

(1) ذيل مهج الدعوات: 15
(2) كذا في المصدر.
46

أمانته وصحبته، وزكيته بما ظهر لي خلاف تزكيته وقد كنت أوصيت إليه بأولادي
ليكون أميالهم في اتباع مرادي، وقد خانني في نفس ما أوصيت إليه ووثقت به منه و
دخل تحت لفظ الخائن الذي منعت رسولك من المجادلة عنه.
اللهم فلا تجادلني عن الانتصاف منه، اللهم وقد بغى على في حال سكوني إليه
فأسألك إنجاز الوعد لمن بغى عليه، وقد مكر بي فيما لو كنت حاضرا ما أقدم عليه،
وجعلك دوني في المراقبة فيما بلغ حاله إليه وإن كنت تعلم يا إلهي أنه كان قد حلف
أنه معي على الصفاء والوفاء ونكث الايمان التي شهدت بها عليه.
اللهم وإن كنت تعلم ما بأيدينا من الحجة عليه وأننا أخرنا ذلك بحسب
ما هديتنا إليه ولو أمرتنا بهذه الوصلة وارتضيتها لنا أننا كنا ندعو فيها إليك وترغب
أهلها في الاقبال عليك، وتحثهم على الصلوات والعبادات والصدقات، ونفع أهل
الضرورات، ومصلحة الاحياء منهم والأموات، وأن فلانا قد اجتمع معهم في ظاهر
العادات على خلاف هذه الإرادات وأنه وإياهم متفقون على مجرد اللذات واتباع
الشهوات ومنع الزكوات، وإهمال قضاء الديون الواجبات عن الأموات ويضيعون
أعمارهم وما يقدرون عليه في الندامات فنحن داعون عليهم لما قد فوضنا فيه إليك لتقدم
منه ما تشاء وتؤخر ما تشاء وتوكلنا عليك.
فانصر اللهم أقرب الفريقين إليك، واجعل من عقوبة المجترئين عليك، المهونين
في المنافسة فيما يزلف لديك تخليصهم من هذه التبعات بتعجيل الممات، والآفات، و
تعثيرهم من سائر الحركات والسكنات وقطعهم عن استحقاق العقوبات، وعن الاستخفاف
بما يحب لك ولرسولك من الحرمات، تقتلهم بسيف نحوسهم وذهاب نفوسهم، وتفريق
ما اجتمعوا عليه من مخالفتك، ومفارقة إرادتك ومراقبتك، وحل بينهم وبين إتلاف
نعمتك في معصيتك واسلبها منهم وارفع حلمك عنهم واجعلهم عظة تردع غيرهم عن
اتباع آثارهم وخلصهم عن آصارهم واصرارهم وصن مقدس حضرتك في شريف
بيوتك من جرأتهم عليك واجعل ذلك رحمة لهم، وتخفيفا من عقوباتهم عند قدومهم
عليك.
47

فأنت تعلم يا إلهي أنك جعلت لي قدوة على الانتصاف منهم وبكثير من طرق
الامكان ولكني ما أمن أن يدخل في انتصافي خلل في الزيادة والنقصان وأن الانتصاف
لي بيد عدلك وحلمك وفضلك أنا آمن من خطر عواقبه، وواثق بكمال مطالبه،
اللهم وقد رأيت في الحديث أن من أحسن إلى أحد أو نصره، فقابل إحسانه بالكفران
ونصره بالخذلان إنك تستجيب دعاءه عليه، وقد حضرت إحساني إلى من أحسنت
منهم إليه ونصرتي له فيما احتاجوا مني إليه، اللهم فأرني تصديق الحديث المنقول
واجعل ذلك آية لك ومعجزة للمبلغ الرسول اللهم فإنك تعلم أن من جملة إحساني
إليه بستري عليه (1).
26 -
(باب)
* (الدعا للضالة) *
63 - الطبرسي قال: روي عن الرضا عليه السلام قال: إذا ذهب لك ضالة أو متاع
فقل: " وعنده مفاتح الغيب " إلى قوله: " في كتاب مبين "، ثم تقول: " اللهم إنك تهدى
من الضلالة وتنجي من العمى وترد الضالة، فصل على محمد وآل محمد واغفر لي ورد
ضالتي وصل على محمد وآله وسلم (2).

(1) مكارم الأخلاق: 453.
(2) مكارم الأخلاق: 446.
48

27 -
(باب)
* (الدعاء لرفع السحر) *
64 - الطبرسي مرسلا عن محمد بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السلام عن السحر؟
فقال: هو حق وهو يضر بإذن الله تعالى، فإذا أصابك ذلك فارفع يدك حذاء وجهك
واقرأ عليها " باسم الله العظيم باسم الله العظيم رب العرش العظيم إلا ذهبت وانقرضت "
قال: وسأله رجل عن العين؟ فقال: حق، فإذا أصابك ذلك فارفع كفيك حذاء
وجهك واقرأ " الحمد لله " و " قل هو الله أحد " والمعوذتين وامسحهما على نواصيك
فإنه نافع بإذن الله (1).
28 -
(باب)
* (الدعاء لحمي الربع) *
65 - المفيد باسناده عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: قال لي: مالي أراك مصفرا؟ فقلت: هذا الحمى الربع قد ألحت علي، قال:
فدعا بدواة وقرطاس ثم كتب: " بسم الله الرحمن الرحيم، أبجد، هوز، حطي، عن فلانة
بن فلانة " ثم دعا بخيط فاتي بخيط مبلول، فقال: ائتني بخيط لم يسمه الماء، فأتي
بخيط يا بس، فشد وسطه وعقد علي الجانب الأيمن أربعة وعقد على الأيسر ثلاث
عقد، وقرأ على كل عقدة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي، ثم دفعه إلى وقال: شده
على عضدك الأيمن ولا تشده على الأيسر (2).
66 - الطبرسي مرسلا عن الوشاء، قال: دخل رجل على الرضا عليه السلام فقال له:

(1) مكارم الأخلاق: 477.
(2) الاختصاص: 18.
49

ما لي أراك مصفارا قال: حمى الربع، قد ألحت على فدعا بدواة وكتب: " بسم الله الرحمن
الرحيم بسم الله وبالله أبجد، هوز، حطي، عن فلا بن فلانة بإذن الله تعالى " ثم
تختم في أسفل الكتاب سبع مرات خاتم سليمان عليه السلام، ثم طواه، ثم قال: يا معتب
ائتني بسلك لم يصبه الماء ولا البزاق فاتاه به فعقد عليه، ثم أدناه من فيه فعقد من
جانب أربع عقد، يقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب والمعوذتين والتوحيد وآية الكرسي
وعلى الجانب الآخر ثلاث عقد، يقرأ عليها مثل ذلك وناوله إياه.
وقال: اربطه على عضدك الأيمن واقرأ آية الكرسي واختم ولا تجامع عليه
وفي رواية ثم أدرج الكتاب ودعا بخيط مبلول، فقال: ائتوني بخيط يابس فعقد
وسطه وعقد على الأيمن أربع عقد وعلى الأيسر ثلاث عقد، وقرأ على كل عقدة
أم الكتاب والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي علي الترتيب، ثم قال: هاك،
شده على عضدك الأيمن ولا تجامع (1).
67 - عنه - رحمه الله - قال: ذكر أبو ذكريا الحضرمي أن أبا لحسن عليه السلام كتب
له هذا الكتاب وكان يحم حمى الربع، وأمر أن يكتب على يده اليمنى: " باسم
الله جبرئيل " وعلى يده اليسرى " باسم الله ميكائيل " وعلى رجله اليمنى " باسم الله
إسرافيل " وعلى رجله اليسرى " باسم الله عزرائيل باسم الله لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا "
وبين كتفيه " باسم الله العزيز الجبار " (2).
29 -
(باب)
* (الاحراز والرقى) *
68 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل - رضي الله عنه - قال: حدثنا علي
بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، قال: لما نزل أبو الحسن علي بن موسى

(1) مكارم الأخلاق: 463
(2) مكارم الأخلاق: 464
50

الرضا عليهما السلام قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه وناولها حميدا، فاحتملها وناولها جارية
له لتغسلها؟ فما لبثت أن جاءت ومعها رقعة فناولتها حميدا، فقالت: وجدتها في جيب
أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، فقلت: جعلت فداك إن الجارية وجدت رقعة
في جيب قميصك، فما هي؟ قال: يا حميد هذه عوذة لا نفارقها، فقلت: لو شرفتني بها قال
عليه السلام: هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان مدفوعا عنه، وكانت له حرز من الشيطان
الرجيم ومن السلطان.
ثم أملى على حميد العوذة وهي: " بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله إني أعوذ
بالرحمن منك إن كنت تقيا أو غير تقى، أخذت بالله السميع البصير على سمعك وبصرك
لا سلطان لك علي، ولا على سمعي ولا بصري، ولا على شعري، ولا على بشري ولا على
لحمي ولا على دمي ولا على مخي ولا على عصبي، ولا على عظامي، ولا على أهلي ولا
على، فارزقني ربي، سترت بيني وبينك بسترة النبوة الذي استتر به أنبياء الله من سلطان
الفراعنة جبرائيل عن يميني وميكائيل عن يساري، وإسرافيل من ورائي ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم
أمامي والله مطلع على ما يمنعك ويمنع الشيطان منى، اللهم لا يغلب جهله
أناتك أن يستفزني ويستخفني اللهم إليك التجأت، اللهم إليك التجأت اللهم إليك
التجأت. (1)
69 - الطبرسي - رحمه الله قال: وكان أبو الحسن الرضا عليه السلام إذا نظر إلى
هذه الكواكب التي يقال لها: السهافي بنات النعش قال: " اللهم رب هوذ بن أسبية آمني
شر كل عقرب وحية "، قال: وكان يقول: من تعوذ بها ثلاث مرات حين ينظر إليها
بالليل لم يصبه عقرب ولا حية. (2)
70 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام: " بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالرحمن
منك إن كنت تقيا " " اخسئوا فيها ولا تكلمون " أخذت سمعك وبصرك بسمع الله وبصره
وأخذت قوتك وسلطانك بقوة الله وسلطان الله الحاجز بيني وبينك، بما حجز به

(1) عيون الأخبار: 2 - 137.
(2) مكارم الأخلاق: 338.
51

أنبياءه ورسله وسترهم من الفراعنة، وسطواتهم، وجبرئيل عن يميني وميكائيل عن يساري
ومحمد أمامي والله محيط بي يحجزك عني، ويحول بينك وبيني بحوله وقوته، حسبي الله
ونعم الوكيل، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " ويكتب آية الكرسي على التنزيل
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ويحملها. (1)
30 -
(باب)
* (الدعاء عند السفر) *
71 - الحميري - رحمه الله - عن أحمد بن عيسى بن أسباط قال: قلت لأبي الحسن
ما ترى أخرج برا أو بحرا فان طريقنا مخوف شديد الخطر، فقال اخرج برا ثم
قال: ولا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتصلي ركعتين في غير وقت فريضة،
تستخير الله مأة مرة فان خرج لك على البحر، فقل الذي قال الله تبارك وتعالى: " اركبوا
فها بسم الله مجريها ومرسيها أن ربى لغفور رحيم " فإذا اضطرب فقل: " بسم الله أسكن
بسكينة الله وقر بوقار الله، واهد بإذن الله لا حول ولا قوة إلا بإذن الله ".
قلنا له أصلحك الله ما السكينة؟ قال ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة
الانسان ورايحته طيبة وهي التي نزلت على إبراهيم صلوات الله عليه، فأقبلت تدور حول
أركان البيت وهو يضع الأساطين، قلنا: هي من التي قال فيه سكينة من ربكم وبقية
مما ترك آل موسي وآل هارون تحمله الملائكة قال تلك السكينة كانت في التابوت
وكانت فيها طست تغسل فيها قلوب الأنبياء، وكان التابوت يدور في بني إسرائيل مع
الأنبياء.
ثم أقبل علينا فقال: فما تابوتكم قلنا: السلاح قال: صدقتم هو تابوتكم، ثم قال:
فان خرجت برا فقل الذي قال الله: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا
إلى ربنا لمنقلبون " فإنه ليس عبد يقول عند ركوبه فيقع من بعير أو دابة، فيضره

(1) مكارم الأخلاق: 481.
52

بشئ بإذن الله، وقال إذا خرجت من منزلك فقل: بسم الله آمنت بالله توكلت على الله
لا حول ولا قوة إلا بالله، فان الملائكة تضرب وجوه الشياطين، وتقول قد سمى الله
وآمن بالله وتوكل على الله وقال لا حول ولا قوة إلا بالله. (1)
72 - البرقي، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: كان أبي يقول إذا خرج من منزله: " بسم الله الرحمن الرحيم، خرجت بحول الله
وقوته لا بحول مني ولا قوة، بل بحولك وقوتك يا رب متعرضا لرزقي فاتني به
في عافية ". (2)
73 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال إذا خرجت من منزلك في سفر
أو حضر فقل: " بسم الله آمنت بالله توكلت على الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله "
فتلقاه الشيطان فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه، وقد سمى الله وآمن
به وتوكل عليه وقال: " ما شاء الله لا قوة إلا بالله ". (3)
74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا ركب الرجل
الدابة، فسمي، ردفه ملك يحفظه حتى ينزل، فان ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول
تغن فان قال: لا أحسن، قال: تمن، فلا يزال يتمنى حتى ينزل. (4)
75 - عنه قال: قال عليه السلام: من قال إذا ركب الدابة: " بسم الله ولا قوة إلا بالله
الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل،
وفي رواية أخرى ما يقال عند الركوب: " الحمد لله الذي هدانا للاسلام وعلمنا القرآن
ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، سبحان الذي سخر لنا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا
لمنقلبون والحمد لله رب العالمين.
اللهم أنت الحامل على الظهر، والمستعان على الامر وأنت الصاحب في السفر

(1) قرب الإسناد: 218.
(2) المحاسن: 352.
(3) مكارم الأخلاق: 282.
(4) مكارم الأخلاق: 284.
53

والخليفة في الأهل والمال والولد، اللهم أنت عضدي وناصري " وإذا مضت بك راحلتك
فقل في طريقك: خرجت بحول الله وقوته بغير حول مني ولا قوة ولكن بحول الله
وقوته، برئت إليك يا رب من الحول والقوة.
اللهم إني أسألك بركة سفري هذا وبركة أهله، اللهم إني أسألك من فضلك
الواسع رزقا حلالا طيبا تسوقه إلى وأنا خافض في عافية، بقوتك وقدرتك، اللهم
إني سرت في سفري هذا بلا ثقة منى بغيرك ولا رجاء لسواك، فارزقني في ذلك شكرك
وعافيتك ووفقني لطاعتك وعبادتك حتى ترضي وبعد الرضا [يا ذا الجلال والاكرام
برحمتك يا أرحم الراحمين]. (1)
31 -
(باب)
* (أدعية الرضا عليه السلام) *
76 - عند قال: حدثني السيد الإمام أبو البركات محمد بن إسماعيل الحسيني
المشهدي قال: حدثني المفيد أبو الوفاء عبد الجبار بن عبد الله المقري قال حدثنا الشيخ
أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم الحسن بن
علي بن محمد الجويني رحمه الله وأخبرني الشيخ أبو عبد الله الحسن بن حمد بن محمد بن طحال
المقدادي، قدس الله روحه وأخبرنا الشيخ أبو علي بن محمد بن الحسن الطوسي، قال حدثنا
والدي رحمه الله.
وأخبرني شيخي وجدي، قال حدثنا والدي الفقيه أبو الحسن قال حدثنا
الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال حدثنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن
سعيد، قال حدثنا الحسن بن علي بن فضال قال حدثنا محمد بن أورمة قال حدثنا أحمد بن
محمد بن أبي نصر عن الرضا عليه السلام أنه قال: رقعة الجيب عوذة لكل شئ " بسم الله الرحمن
الرحيم بسم الله اخسئوا فيها ولا تكلمون إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا أخذت

(1) مكارم الاخلاف: 284.
54

بسمع الله وبصره على أسماعكم وأبصاركم وبقوة الله على قوتكم، لا سلطان لكم على
فلان بن فلانة ولا على ذريته ولا على أهله ولا على أهل بيته، سترت بيني وبينكم بستر
النبوة الذي استتروا به من سطوات الجبابرة والفراعنة جبرئيل عن أيمانكم وميكائيل
عن يساركم ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أمامكم والله يطل عليكم بمنعه نبي الله وبمنع ذريته وأهل
بيته منكم ومن الشياطين ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".
اللهم إنه لا يبلغ جهله أناتك ولا تبتله ولا يبلغ مجهود نفسه، عليك توكلت
وأنت نعم المولى ونعم النصير، حرسك الله يا فلان بن فلانة وذريتك مما تخاف على
أحد من خلقه وصلى الله على محمد وآله ويكتب آية الكرسي على التنزيل " الله لا
إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض يعلم
ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات
والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم، ويكتب " لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم لا ملجاء من الله إلا إليه وحسبي الله ونعم الوكيل " وأسلم في رأس الشهبا فيها
طا، لسلسبيلا، ويكتب صلى الله على محمد وآله الطبين الطاهرين). (1)
77 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام: " بسم الله الرحمن الرحيم، يا من لا شبيه له
ولا مثال له، أنت الله لا إله إلا أنت ولا خالق إلا أنت، تفني المخلوقين وتبقي أنت حلمت
عمن عصاك وفى المغفرة رضاك ". (2)
78 - عنه - رحمه الله - عن الرضا عليه السلام قال: الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة والرغبة
إليك يا من به المفاخرة وأنت اللهم مشاهد هواجيس النفوس، ومراصد حركات القلوب
ومطالع مسرات السرائر، من غير تكلف ولا تعسف وقد ترى اللهم ما ليس عنك بمنطوي
ولكن حلمك آمن أهله عليه جرأة وتمردا وعتوا وعنادا وما يعانيه أوليائك من
تعفية آثار الحق ودروس معالمه، وتزيد الفواحش واستمرار أهلها عليها وظهور الباطل
وغموم التغاشم والتراضي بذلك في المعاملات والمتصرفات مذ جرت به العادات وصار

(1) مهج الدعوات: 34.
(2) مهج الدعوات: 35.
55

كالمفروضات والمسنونات.
اللهم فبادر الذي من أعنته به، فاز من أيدته لم يخف لمز لماز، وخذ الظالم أخذا
عنيفا ولا تكن له راحما ولا به رؤوفا، اللهم اللهم، اللهم بادرهم، اللهم عاجلهم، اللهم
لا تمهلهم، اللهم غادرهم بكرة وهجيرة وسحرة، وبياتا وهم نائمون، وضحي وهم
يلعبون ومكرا وهم يمكرون، وفجأة وهم آمنون.
اللهم بددهم وبدد أعوانهم وافلل أعضادهم وأهرم جنودهم وأفلل حدهم واجتث
سنامهم، وأضعف عزائمهم، اللهم امنحنا أكتافهم وملكنا أكنافهم وبد لهم بالنعم النقم
وبدلنا من محاذرتهم وبغيهم السلامة وأغنمناهم أكمل المغنم اللهم لا ترد عنهم بأسك
الذي إذا حل بقوم فساء صباح المنذرين. (1)
79 - عنه - قال: لما مات أبو الحسن الرضا علي بن موسى صلوات الله عليه
وجد عليه تعويذ معلق وفي آخره عوذة ذكر أن آبائه عليهم السلام كانوا يقولون إن جدهم
عليا صلوات الله عليه كان يتعوذ بها من الأعداء وكانت معلقة في قراب سيفه وفي آخرها
أسماء الله عز وجل وأنه عليه السلام شرط على ولده وأهله أن لا يدعوا بها على أحد فان
من دعا به لم يحجب دعائه عن الله جل اسمه وتقدست أسماؤه وهو:
" اللهم بك استفتح وبك أستنجح وبمحمد صلى الله عليه وآله أتوجه، اللهم سهل لي حزونته
وكل حزونة، وذلل لي صعوبته وكل صعوبة واكفني مؤنته وكل مؤنة، وارزقني معروفه
ووده واصرف عني ضره ومعرته إنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب، ألا إن
أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون، إنا رسل ربك لن يصلوا إليك طه حم لا
يبصرون وجعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم
سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون.
أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون لا جرم
أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم، وتراهم ينظرون
إليك وهم لا يبصرون، صم بكم عمى فهم لا يرجعون طسم تلك آيات الكتاب المبين

(1) مهج الدعوات: 58.
56

لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين، إن نشاء ننزل عليهم من السماء آية فظلت
أعناقهم لها خاضعين " الأسماء ".
اللهم إني أسئلك بالعين التي لا تنام وبالعز الذي لا يرام، وبالملك الذي لا
يضام، وبالنور الذي لا يطفى وبالوجه الذي لا يبلى، وبالحياة الذي لا تموت، وبالصمدية
التي لا تقهر، وبالديمومية التي لا تفنى وبالاسم الذي لا يرد، وبالربوبية التي لا تستذل
أن تصلى على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا وتذكر حاجتك تقضى إنشاء الله
تعالى. (1)
80 - عنه رحمه الله عن الرضا عليه السلام التي تعوذ بها لما القي في بركة السباع
وجدت ما هذا لفظه، قال الفضل بن الربيع: لما اصطبح الرشيد يوما ثم استدعى
حاجبه، فقال له امض إلى علي بن موسى العلوي أخرجه من الحبس وألقه في بركة
السباع فمازلت ألطف به وأرفق ولا يزداد إلا غضبا وقال: والله لئن لم تلقه إلى السباع
لألقينك عوضه.
قال فمضيت إلى علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له إن أمير المؤمنين أمرني
بكذا وكذا، قال افعل ما أمرت فاني مستعين بالله تعالى عليه وأقبل بهذه العوذة و
هو يمشى معي إلى أن ينتهى إلى البركة، ففتحت بابها وأدخلته فيها، وفيها أربعون
سبعا، وعندي من الغم والقلق أن يكون قتل مثله على يدي وعدت إلى موضعي.
فلما انتصف الليل أتاني خادم فقال لي إن أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال:
لعلي أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت منكرا فإني رأيت البارحة مناما، هالني و
ذاك إني رأيت جماعة من الرجال دخلوا على وبأيديهم سائر السلاح وفي وسطهم رجل
كأنه القمر ودخل إلى قلبي هيبته، فقال لي قائل: هذا أمير المؤمنين - صلوات الله عليه،
وعلى أبنائه - فتقدمت إليه لأقبل قدميه فصرفني عنه وقال: " فهل عسيتم إن توليتم أن
تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ".

(1) مهج الدعوات: 247.
57

ثم حول وجهه فدخل بابا فانتبهت مذعورا لذلك فقلت يا أمير المؤمنين أمرتني
أن القي موسى (1) للسباع فقال ويلك ألقيته فقلت أي والله! فقال امض وانظر ما حاله
فأخذت الشمع بين يدي وطالعته، فإذا هو قائم يصلي والسباع حوله قعدت إليه
فأخبرته فلم يصدقني ونهض واطلع إليه، فشاهده في تلك الحال فقال: السلام عليك
يا بن عم، فلم يجبه حتى فرغ من صلاته، ثم قال وعليك السلام يا بن عم قد كنت أرجو
أن لا تسلم على في مثل هذا الموضع، فقال أقلني فاني معتذر إليك فقال له: قد نجانا الله
تعالى بلطفه فله الحمد.
ثم أمر باخراجه فاخرج، فقال: فلا والله ما تبعه سبع، فلما حضر بين يدي الرشيد
عانقه ثم حمله إلى مجلسه ودفعه فوق سريره، وقال له: يا بن عم إن أردت المقام عندنا
ففي الرحب والسعة وقد أمرنا لك ولأهلك بمال وثياب، فقال له لا حاجة إلى
في المال ولا الثياب ولكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم وذكر له قوما فامر له بصلة وكسوة.
ثم أمره أن يركب على بغال البريد إلى المواضع الذي يحب فأجابه إلى ذلك،
وقال لي شيعه فشيعته إلى بعض الطريق وقلت له يا سيدي إن رأيت أن تطول
على بالعوذة، فقال: منعنا أن ندفع عوذنا وتسبيحنا إلى كل أحد ولكن لك على حق
الصحبة والخدمة، فاحتفظ بها فكتبتها في دفتر وشددتها في منديل في كمي فما دخلت
إلى أمير المؤمنين إلا ضحك إلى وقضى حوائجي ولا سافرت الا كان حرز أو أمانا من
كل خوف ولا وقعت في شدة إلا دعوت بها ففرج عني ثم ذكرها.
يقول علي بن موسى بن طاوس مصنف هذا الكتاب: وبما كان هذا الحديث عن
الكاظم موسى بن جعفر صلوات الله عليه لأنه كان محبوسا عند الرشيد لكنني ذكرت
هذا كما وجدته وهو: " بسم الله الرحمن الرحيم لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز
وعده، ونصر عبده، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، فله الملك وله الحمد، الحمد
لله رب العالمين أمسيت وأصبحت في حمى الله الذي لا يستباح وذمته التي لا ترام ولا
تخفر وفي عز الله الذي لا يذل ولا يقهر وفى حزبه الذي لا يغلب وفى جنده الذي

(1) كذا في المصدر.
58

لا يهزم، وحريمه الذي لا يستباح.
بالله استجرت وبالله أصبحت وبالله استنجحت وتعوذت وانتصرت وتقويت،
وبعزة الله قويت على أعدائي، وبجلال الله وكبريائه ظهرت عليهم، وقهرتهم
بحول الله وقوته، واستعنت عليهم بالله وفوضت أمري إلى الله وحسبي الله ونعم
الوكيل.
وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون أتى أمر الله فلجت حجة الله غلبت كلمة
أعداء الله الفاسقين وجنود إبليس أجمعين لن يضروكم إلا أذي وإن يقاتلوكم يولوكم
الادبار ثم لا ينصرون، ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا، لا يقاتلونكم
جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا، و
قلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون.
تحصنت منهم بالحصن المحفوظ، فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له
نقبا أويت إلى ركن شديد والتجأت إلى كهف رفيع وتمسكت بالحبل المتين وتدرعت
بدرع الله الحصينة وتدرقت بدرقة أمير المؤمنين وتعوذت بعوذة سليمان بن داود،
وتختمت بخاتمه فانا حيثما سلكت آمن مطمئن وعدوي في الأهوال حيران، قد حف
بالمهانة، والبس الذل وقمع بالصغار ضربت على نفسي سرادق الحياطة ولبست درع
الحفظ وعلقت على هيكل الهيبة، وتتوجت بتاج الكرامة.
وتقلدت بسيف العز الذي لا يفل وخفيت عن أعين الباغين الناظرين وتواريت
عن الظنون وأمنت على نفسي وسلمت من أعدائي بجلال الله فهم لي خاضعون و
عنى نافرون كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي وعميت
أبصارهم عن رؤيتي وخرست ألسنتهم عن ذكري، وذهلت عقولهم عن معرفتي، وتخوفت
قلوبهم وارتعدت فرائصهم، ونفوسهم من مخافتي.
يا الله الذي لا إله إلا هو يا هو يا من لا إله إلا هو أفلل جنودهم، واكسر
شوكتهم، ونكس رؤسهم وأعم أبصارهم، فضلت أعناقهم لي خاضعين وانهزم جيشهم،
وولوا مدبرين، سيهزم الجمع ويولون الدبر بل الساعة موعدهم والساعة أدهى و
59

أمر وما أمر الساعة إلا كلمح البصر، علوت عليهم بعلو الله الذي كان يعلو به صاحب
الحروب منكس الرايات ومبيد الاقران، وتعوذت بأسماء الله الحسنى، وكلماته
العليا، وظهرت على أعدائي ببأس شديد وأمر رشيد، وأذللتهم وقمعت رؤسهم وظلت
أعناقهم لي خاضعين فخاب من ناواني وهلك من عاداني.
وأنا المؤيد المنصور والمظفر المتوج المحبور وقد لزمت كلمة التقوى و
استمسكت بالعروة الوثقى، واعتصمت بحبل الله المتين فلن يضرني كيد الكائدين و
حسد الحاسدين، أبد الآبدين ودهر الداهرين، فلن يراني أحد ويقدر على أحد قل
إنما أنا أدعو ربي ولا أشرك به أحدا، أسئلك يا متفضل أن تتفضل علي بالأمن والايمان
على نفسي وروحي بالسلامة من أعدائي وأن تحول بيني وبين شرهم بالملائكة الغلاظ
الشداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
وأيدني بالجند الكثيفة والأرواح العظيمة المطيعة فيجيبونهم بالحجة البالغة
ويقذفونهم بالحجر الدامغ، ويضربونهم بالسيف القاطع، ويرمونهم بالشهاب الثاقب،
والحريق الملتهب، والشواظ المحرق، ويقذفون من كل جانب، دحورا ولهم عذاب
واصب، قذفتهم وزجرتهم بفضل بسم الله الرحمن الرحيم بطه ويس، والذاريات،
والطواسين وتنزيل القرآن العظيم، والحواميم وبكهيعص وبكاف كفيت وبهاء
هديت وبياء يسر لي وبعين علوت وبصاد صدقت إنه لا إله إلا هو.
وبنون والقلم وما يسطرون وبمواقع النجوم، وبالطور وكتاب مسطور في
رق منشور، والبيت المعمور، والسقف المرفوع، والبحر المسجور إن عذاب ربك
لواقع ما له من دافع، فولوا مدبرين على أعقابهم ناكصين وفي ديارهم خائفين، فوقع
الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين وألقى السحرة ساجدين
فوقيه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب.
ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين، الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا
لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله وفضل
لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم، أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ
60

بك رب أن يحضرون.
اللهم إني أعوذ بك من شر ما أخاف وأحذر، وأسئلك من خير ما عندك فسيكفيكهم
الله وهو السميع العليم لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، جبرئيل عن يميني
وميكائيل عن شمالي، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم أمامي والله عز وجل يظل على يمنعكم مني ويمنع
الشيطان الرجيم، يا من جعل بين البحرين حاجزا احجز بيني وبين أعدائي حتى لا يصلوا
إلى بسوء، سترت بيني وبينهم بستر الله الذي يستتر به من سطوات الفراعنة ومن كان
في ستر الله كان محفوظا.
حسبي الذي يكفي وما لا يكفي أحد سواه وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن
خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، اللهم اضرب على سرادقات حفظك الذي لا
يهتكه الرياح، ولا تخرقه الرماح، واكفني شرما أخافه بروح قدسك الذي من ألقيته
عليه كان مستورا عن عيون الناظرين، وكبيرا في صدور الخلائق أجمعين، ووفق لي
أسمائك الحسنى وكلماتك العليا، صلاحي في جميع ما أؤمله من خير الدنيا والآخرة
واصرف عنى أبصار الناظرين، واصرف عنى شر قلوبهم وشر ما يضمرون إلى خير ما
لا يملكه غيرك.
اللهم إنك أنت مولاي وملاذي، فبك ألوذ و أنت معاذي فبك أعوذ يا من دان
له رقاب الجبابرة وخضعت له عما ليق الفراعنة أجرني اللهم من خزيك وكشف سترك
ونسيان ذكرك والاضراب عن شكرك، أنا في كنفك ليلي ونهاري ويومي وقراري وانتباهي
وانتشاري ذكرك شعاري وثناؤك دثاري.
اللهم إن خوفي أمسى وأصبح مستجيرا بك وبأمانك، من خوفك، وسوء عذابك
واضرب على سرادقات حفظك وارزقني حفظ عنايتك برحمتك يا أرحم الراحمين. آمين
آمين يا رب العالمين. (1)
81 - عنه - رحمه الله - قال: وجدناه من كتاب أصل يونس بن بكير قال: وسئلت
سيدي أن يعلمني دعاء أدعو به عند الشدائد، فقال لي يا يونس تحفظ ما أكتبه لك

(1) مهج الدعوات: 248.
61

وادع به في كل شدة تجاب وتعطى ما تتمناه.
ثم كتب لي بسم الله الرحمن الرحمن الرحيم اللهم إن ذنوبي وكثرتها قد أخلقت وجهي
عندك وحجبتني عن استيهال رحمتك وباعدتني عن استجاب مغفرتك ولولا تعلقي بآلائك
وتمسكي بالدعاء وما وعدت أمثالي من المسرفين وأشباهي من الخاطئين وأوعدت القانطين
من رحمتك وبقولك يا عباد الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله
يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وحذرت القانطين من رحمتك فقلت ومن
يقنط من رحمة ربه إلا الضالون.
ثم ندبتنا برأفتك إلى دعائك فقلت ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون
عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين إلهي لقد كان ذل الأياس على مشتملا والقنوط
من رحمتك ملتحفا إلهي لقد وعدت المحسن ظنه بك ثوابا وأوعدت المسيئي ظنه بك
عقابا.
اللهم وقد أمسك رمقي حسن الظن بك في عتق رقبتي من النار وتغمد زلتي
وإقالة عثرتي اللهم قلت في كتابك وقولك الحق الذي لا خلف له، ولا تبديل: " يوم
ندعوا كل أناس بامامهم "، وذلك يوم النشور إذا نفخ في الصور وبعثر ما في القبور.
اللهم إني أو في وأشهد، وأقر ولا أنكر ولا أجحد، واسر وأعلن، وأبطن بأنك
أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمد عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله وأن عليا
أمير المؤمنين سيد الأوصياء ووارث علم الأنبياء علم الدين ومبير المشركين ومميز
المنافقين ومجاهد المارقين، وإمامي وحجتي وعروتي وصراطي ودليلي وحجتي ومن
لا أثق بأعمالي ولو زكت ولا أراها منجية لي ولو صلحت إلا بولايته والائتمام به والاقرار
بفضائله والقبول من حملتها والتسليم لرواتها.
وأقر بأوصيائه من أبنائه أئمة وحججا وأدلة وسروجا وأعلاما ومنارا وسادة
وأبرارا وأو من بسرهم وجهرهم وظاهرهم وباطنهم وشاهدهم وغائبهم، وحيهم وميتهم
لا شك في ذلك ولا ارتياب عند لحولك (1) ولا انقلاب.

(1) كذا في المصدر.
62

اللهم فادعني يوم حشري ونشري بإمامتهم وأنقذني بهم يا مولاي من حر النيران
وإن لم ترزقني روح الجنان، فإنك إن أعتقتني من النار كنت من الفائزين.
اللهم وقد أصحبت يومى هذا لا ثقة لي ولا رجاء ولا لجا ولا مفزع، ولا منجا
غير من توسلت بهم إليك، متقربا إلى رسولك محمد صلى الله عليه وآله ثم على أمير المؤمنين والزهراء
سيدة نساء العالمين والحسن والحسين وعلى ومحمد، وجعفر، وموسى، وعلى
ومحمد وعلي، والحسن ومن بعدهم يقيم المحجة إلى الحجة المستورة من ولد المرجو
للأمة من بعده.
اللهم فاجعلهم في هذا اليوم وما بعده حصني من المكاره، ومعقلي من المخاوف
ونجني بهم من كل عدو وطاغ وباغ وفاسق ومن شر ما أعرف وما أنكر وما أستتر
عني وما أبصر و من شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم.
اللهم بتوسلي بهم إليك وتقربي بمحبتهم وتحصني بإمامتهم افتح على في هذا
اليوم أبواب رزقك وانشر على رحمتك وجنبني إلى خلقك وجنبني بغضهم وعداوتهم،
إنك على كل شئ قدير.
اللهم ولكل متوسل ثواب ولكل ذي شفاعة حق فأسئلك بمن جعلته إليك
وقدمته أمام طلبتي أن تعرفني بركة يومي هذا وشهري هذا وعامي هذا اللهم وهم
مفزعي ومعونتي في شدتي ورخائي وعافيتي، وبلائي ونومي ويقظتي وظعني وإقامتي
وعسري ويسرى، وعلانيتي وسرى وإصباحي وإمسائي و تقلبي ومثواي وسري
وجهري.
اللهم فلا تخيبني بهم من نائلك ولا تقطع رجائي من رحمتك، ولا تؤيسني من
روحك ولا تبتلني بانغلاق أبواب الأرزاق وانسداد مسالكها وارتياح مذاهبها
وأفتح لي من لدنك فتحا يسيرا واجعل لي من كل ضنك مخرجا وإلى كل سعة منهجا
إنك أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين. (1)
82 - عنه قال: ومن ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا عليه السلام رويناه باسنادنا إلى

(1) مهج الدعوات: 253.
63

الشيخ أبى جعفر بن بابويه في كتاب عين اخبار الرضا عليه السلام أن رجلا جاء إلى
الصادق عليه السلام فشكى إليه رجلا يظلمه فقال له أين أنت عن دعوة المظلوم التي علمها
النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام ما دعا بها مظلوم على ظالم إلا نصره الله تعالى وكفاه
وإياه " وهو ":
" اللهم طمه بالبلاء طمسا وغمه بالبلاء غما وقمه بالأذى قما وارمه بيوم
لا معادله وساعة لأمر دلها، وأبح حريمه وصل على محمد وأهل بيته عليه وعليهم السلام وقني
شره واكفني أمره واصرف عنى كيده واحرج قلبه وسد فاه عني، وخشعت الأصوات
للرحمن فلا تسمع إلا حمسا وعنت الوجوه للحي القيوم وقد حمل ظلما اخسئوا فيها ولا
تكلمون صه صه صه صه صه صه صه. (1)
83 - عنه قال: ومن ذلك دعاء اخر لمولانا الرضا عليه السلام رويناه باسنادنا إلى
سعد بن عبد الله من كتابه يرفعه قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام وجد رجل من الصحابة
صحيفة أتى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنادى الصلاة جامعة فلا تخلف أحد لا ذكر و لا
أنثى، فرقى المنبر فقرأها فإذا كتاب يوشع بن نون وصى موسى فإذا فيها.
" بسم الله الرحمن الرحيم إن ربكم لرؤف رحيم ألا إن خير عباد الله التقي
الخفي وأن شر عباد الله المشار إليه بالأصابع فمن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى وأن
يؤدى الحقوق التي أنعم الله بها عليه فليقل في كل يوم: سبحان الله كما ينبغي لله ولا
إله إلا الله كما ينبغي لله والحمد لله كما ينبغي لله ولا حول ولا قوة إلا بالله وصلى الله على
محمد وأهل بيته النبي العربي الهاشمي وصلى الله على جميع المرسلين والنبيين حتى
يرضى الله.
ونزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد ألحوا في الدعا فصبر هنيئة ثم رقى المنبر فقال من
أحب ان يعلوا ثنائه على ثناء المجاهدين، فليقل هذا القول في كل يوم وإن كانت له
حاجة قضيت أوعد وكبت أو دين قضى أو كرب كشف وخرق كلامه السماوات حتى
يكتب في اللوح المحفوظ.

(1) مهج الدعوات: 256.
64

84 - ومن ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا عليه السلام في سجدة الشكر رويناه باسنادنا
إلى سعد بن عبد الله في كتاب فضل الدعا، وقال أبو جعفر عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
عن الرضا وبكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر عن الرضا قالا: دخلنا عليه وهو ساجد
في سجدة الشكر فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له: أطلت السجود، فقال من دعا
في سجدة شكر بهذا الدعا، كان كا الرامي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يوم بدر.
قالا: قلنا: فنكتبه قال اكتبا إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا: " اللهم العن
الذين بد لا دينك وغيرا نعمتك واتهما رسولك صلى الله عليه وآله وسلم وخالفا ملتك وصدا عن سبيلك
وكفرا آلاءك وردا عليك كلامك واستهزءا برسولك وقتلا ابن نبيك وحرفا كتابك وجحدا
آياتك وسخرا بآياتك واستكبرا عن عبادتك وقتلا أوليائك وجلسا في مجلس لم يكن
لهما بحق وحملا الناس على أكتاف آل محمد.
اللهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا واحشرهما وأتباعهما إلى جهنم ذرقا اللهم
إنا نتقرب إليك باللعنة لهما والبراءة منهما في الدنيا والآخرة، اللهم العن قتلة أمير المؤمنين
وقتلة الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اللهم زدهما عذابا فوق عذاب
وهوانا فوق هوان وذلا فوق ذل وخزيا فوق خزى.
اللهم دعهما في النار دعا وركسهما في أليم عقابك ركسا، اللهم احشرهما وأتباعهما
إلى جهنم زمرا، اللهم فرق جمعهم وشتت أمرهم وخالف بين كلمتهم، وبدد جماعتهم
والعن أئمتهم واقتل قادتهم وسادتهم وكبرائهم والعن رؤسائهم وأكسر رايتهم، وألق
البأس بينهم ولا تبق منهم ديارا، اللهم العن أبا جهل والوليد لعنا يتلو بعضه بعضا ويتبع
بعضه بعضا.
اللهم العنهما لعنا يلعنهما به كل ملك مقرب وكل نبي مرسل وكل مؤمن
امتحنت قلبه للايمان، اللهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار اللهم العنهما لعنا لم
يخطر لأحد ببال، اللهم لعنهما في مستسر سرك وظاهر علانيتك وعذبهما عذابا في
التقدير، وشارك معهما ابنتيهما وأشياعهما ومحبيهما ومن شايعهما إنك سميع الدعاء
65

وصلى الله على محمد وآله أجمعين. (1)
85 - عنه قال ومن ذلك حجاب علي بن موسى عليهما السلام استسلمت مولاي لك وأسلمت
نفسي إليك، وتوكلت في كل أموري عليك وأنا عبدك وابن عبديك اخبأني اللهم في سترك
عن شرار خلقك، واعصمني من كل أذى وسوء بمنك واكفني شر كل ذي شر بقدرتك
اللهم من كادني أو أرادني فإني أدار بك في نحره وأستعين بك منه واستعيذ منه بحولك
وقوتك وشد عنى أيدي الظالمين، إذ كنت ناصري لا إله إلا أنت يا أرحم الراحمين وآله
العالمين، أسألك كفاية الأذى والعافية والشفاء، والنصر علي الأعداء والتوفيق لما تحب
ربنا وترضى يا إله العالمين يا جبار السماوات والأرضين يا رب محمد وآله الطيبين الطاهرين
صلواتك عليهم أجمعين. (2)
86 - عنه قال: ومن كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكليني ما هذا لفظه:
أحمد عن الوشا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال رأيت أبى عليه السلام في المنام قال يا بني
إذا كنت في شدة فأكثر أن تقول: يا رؤوف يا رحيم، والذي تراه في المنام كما تراه في
اليقضة.
وحدثني صديقنا الملك مسعود ختم الله جل جلاله له بانجاز الوعود أنه رأى
في منامه شخصا يكلمه من وراء حائط ولم ير وجهه ويقول: يا صاحب القدر والاقدار
والهم والمهام، عجل فرج عبدك ووليك والحجة القائم بأمرك في خلقك واجعل لنا في
ذلك الخيرة.
87 - الصدوق قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري
بنيسابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري
عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول في دعائه: " سبحان من خلق

(1) مهج الدعوات: 56.
(2) مهج الدعوات: 333.
66

الخلق بقدرته وأتقن ما خلق بحكمته، ووضع كل شئ منه موضعه بعلمه، سبحان
من يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، وليس كمثله شئ وهو السميع
البصير. (1)
32 -
(باب)
* (نوادر الأدعية) *
88 - الحميري باسناده عن البزنطي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان على
ابن الحسين إذا ناجى ربه قال: " اللهم إنما قويت على معاصيك بنعمك ". (2)
89 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية. (4)
90 - عنه قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ
قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى
الرضا عليهما السلام عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن موسى بن
عمران لما ناجى ربه عز وجل قال: يا رب أبعيد أنت مني فأناديك، أم قريب فأناجيك
فأوحى الله عز وجل إليه: إنا جليس من ذكرني، فقال موسى عليه السلام: يا
رب إني أكون في حال أجلك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى اذكرني على كل
حال. (4)
91 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن الصقر الصائغ وأبو الحسن

(1) عيون الأخبار: 1 - 118.
(2) قرب الإسناد: 222.
(3) ثواب الأعمال: 193 ومكارم الأخلاق: 316.
(4) عيون الأخبار: 1 - 127.
67

علي بن محمد بن مهرويه قالا: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا الحسن بن الفضيل أبو محمد مولى الهاشميين بالمدينة قال: حدثنا علي بن جعفر
بن محمد عن أبيه عليهم السلام، قال.
أرسل أبو جعفر الدوانيقي إلى جعفر بن محمد عليهما السلام ليقتله وطرح له سيفا ونطعا
وقال للربيع: إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب عنقه، فلما
دخل جعفر بن محمد عليه السلام ونظر إليه من بعيد يحرك شفتيه وأبو جعفر على فراشه،
وقال: مرحبا وأهلا بك يا أبا عبد الله، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضي دينك ونقضي
ذمامك.
ثم سائله مسائلة لطيفة عن أهل بيته وقال: قد قضى الله دينك وأخرج جائزتك
يا ربيع لا تمضين ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله، فلما خرج قال له الربيع: يا عبد الله
أرأيت السيف إنما كان وضع لك والنطع، فأي شئ رأيتك تحرك به شفتيك؟
قال جعفر عليه السلام، نعم يا ربيع لما رأيت الشر في وجهه قلت: " حسبي الرب من
المربوبين وحسبي الخالق من المخلوقين، وحسبي الرازق من المرزوقين، وحسبي الله
رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو
عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ". (1)
92 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد
ابن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام وهو يريد
أن يودع للخروج إلى العمرة فأتى القبر عن موضع رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد المغرب،
فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولزق بالقبر ثم انصرف حتى أتى القبر.
فقام إلى جانبه يصلي فالزق منكبه الأيسر بالقبر قريبا من الأسطوانة التي
دون الأسطوانة المخلفة عند رأس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصلى ست ركعات أو ثمان ركعات في
نعليه قال: وكان مقدار ركوعه وسجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلما فرغ سجد

(1) عيون الأخبار: 3041.
68

سجدة أطال فيها حتى بل عرقه الحصى، قال: وذكر بعض أصحابه أنه ألصق خده بأرض
المسجد. (1)
93 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حسنوا القرآن
بأصواتكم فان الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا، وقرأ " والله يزيد في الخلق ما
يشاء ". (2)
94 - الطوسي باسناده عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول:
ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية. (3)
95 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام أنه يقول لأصحابه: عليكم بسلاح
الأنبياء، فقيل وما صلاح الأنبياء قال عليه السلام الدعاء. (4)
96 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: إذا دعا أحدكم على عدوه فليقل: " اللهم
اطرقه بلية لا أخت لها وأبح حريمه، يا من يكفي من كل شئ ولا يكفي منه شئ
صل على محمد وآل محمد واكفني مؤونته بلا مؤنة ". (5)
97 - عنه مرسلا إذا فزعت من رجل فقل: " حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت
وهو رب العرش العظيم، أمتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم وأمتنع برب الفلق
من شر ما خلق ما شاء الله لا قوة إلا بالله. (6)
98 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام الفقر
فقال: أذن إذا سمعت الاذان كما يؤذن المؤذن. (7)
99 - عنه مرسلا وقال أبو الحسن عليه السلام إذا مرض أحدكم فليؤذن للناس أن
يدخلوا، فليس من أحد إلا وله دعوة مستجابة. (8)
100 - الطبرسي - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: اشتكت جارية لي

(1) عيون الأخبار 2 - 17.
(2) عيون الأخبار: 2 - 69.
(3) التهذيب: 2 - 138.
(4) مكارم الأخلاق: 316.
(5) مكارم الأخلاق: 403.
(6) مكارم الأخلاق: 403.
(7) مكارم الأخلاق: 403.
(8) مكارم الأخلاق: 417.
69

وكان لها قدر، فأتاني آت في المنام فقال لي: قل لها: تقول: يا رباه، يا سيداه،
صل على محمد وأهل بيته، واكشف عني ما أجد، فان فلان بن فلان نجا من النار بهذه
الدعوة. (1)
101 - محمد بن المشهدي في المزار الكبير باسناده، عن أبي القاسم محمد بن علي
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من أراد الطين من التربة، فقال: " سبحان الله
والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر " مع كل حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف
حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة
مثلها. (2)
102 - علي بن طاووس قال: دعاء مروي عن مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام
من كتاب كنوز النجاح أيضا رواه أبو جعفر ابن بابويه عن مشايخه رحمة الله عليهم
قال: كان علي بن موسى الرضا عليه السلام بمدينة مرو ومعه ثلاث مائة وستون رجلا من
شيعته من بلاد شتى.
فأخبر المأمون بان الرضا عليه السلام يتأهب للخروج، ويدعو الناس لذلك،
فامر المأمون بطرد أصحابه عن بابه، فاغتم الرضا لذلك وحزن، فاغتسل وقال
لابن الصلت اصعد السطح فانظر ماذا تبين من القوم حتى أصلي أنا ركعتين فصلى ركعتين
ورفع يده في القنوت وقال.
" اللهم يا ذا القدرة الجامعة والرحمة الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتوالية
والأيادي الجميلة، والمواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل، ولا يمثل بنظير، ولا
يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، وألهم فأنطق، وابتدع فشرع، وعلا فارتفع، وقدر
فأحسن وصور فأتقن، واحتج فأبلغ وأنعم فاسبغ، وأعطى فأجزل ومنح فأفضل يا من
سما في العز ففاق خواطف الابصار، ودنا في اللطف فجاز هواجس الأفكار، يا من تفرد
بالملك فلا ند له في ملكوت سلطانه، وتوحد في كبريائه فلا ضد له في جبروت شانه.

(1) مكارم الأخلاق: 431.
(2) مستدرك الوسائل: 1 - 248.
70

يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، وانحسرت دون إدراك عظمته
خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، وشاهد لحظات أبصار الناظرين
يا من عنت الوجوه لهيبته، وخضعت الرقاب لعظمته وجلالته، ووجلت القلوب من خيفته
وارتعدت الفرائص من فرقه يا بدئ يا بديع، يا قوي يا منيع، يا علي، يا رفيع، صل
على من شرفت الصلاة عليه، وانتقم لي ممن ظلمني واستخف بي وطرد الشيعة عن
بابي وأذقه مرارة الذل والهوان كما أذاقنيها واجعله طريد الأرجاس وشريد الأنجاس
قال: فلما فرغ الرضا عليه السلام عن دعائه هذا اجتمعت الغوغاء على باب المأمون
وطرد عن البلد. (1)

(1) ذيل مهج الدعوات: 22.
71

كتاب الاحتجاجات
1 -
(باب)
* (احتجاجه مع الزنادقة وأهل الأديان) *
1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن
أبي القاسم قال: حدثني أبو سمينة محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن عبد الله الخراساني
خادم الرضا عليه السلام قال: دخل رجل من الزنادقة على الرضا عليه السلام، وعنده جماعة، فقال
له أبو الحسن عليه السلام: أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولكم وليس هو كما تقولون،
ألسنا وإياكم شرعا سواء ولا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا فسكت.
فقال أبو الحسن عليه السلام: وإن يكن القول قولنا وهو كما نقول، ألستم قد هلكتم
ونجونا، فقال: رحمك الله فأوجدني كيف هو وأين هو؟ قال: ويلك إن الذي ذهبت
إليه غلط، هو أين الأين وكان ولا أين وهو كيف الكيف وكان، ولا كيف ولا يعرف
بكيفوفية ولا بأينونية، ولا يدرك بحاسة ولا يقاس بشئ قال الرجل: فإذا إنه لا
شئ إذا لم يدرك بحاسة من الحواس.
فقال أبو الحسن عليه السلام: ويلك لما عجزت حواسك عن إدراكه أنكرت ربوبيته،
ونحن إذا عجزت حواسنا عن إدراكه أيقنا أنه ربنا - خلاف الأشياء - قال الرجل:
فأخبرني متى كان؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: أخبرني متى لم يكن، فأخبرك متى كان
قال الرجل: فما الدليل عليه؟
قال: أبو الحسن عليه السلام: إني لما نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة ولا
نقصان في العرض والطول، ودفع المكاره عنه وجر المنفعة إليه علمت أن لهذا البنيان
72

بانيا، فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته، وإنشاء السحاب وتصريف الرياح
ومجرى الشمس والقمر والنجوم وغير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أن
لهذا مقدرا ومنشئا، قال الرجل: فلم احتجب؟
فقال أبو الحسن عليه السلام إن الاحتجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فاما هو فلا يخفى
عليه خافية في آناء الليل والنهار، قال: فلم لا تدركه حاسة البصر؟ قال: للفرق بينه
وبين خلقه الذين تدركهم حاسة الابصار منهم، ومن غيرهم، ثم هو أجل من أن يدركه
بصر أو يحيط به وهم أو يضبطه عقل.
قال: فحده لي قال: لأحد له، قال: ولم؟ قال: لان كل محدود متناه إلى حد
وإذا احتمل التحديد احتمل الزيادة وإذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير
محدود، ولا متزايد ولا متناقص ولا متجزء، ولا متوهم، قال الرجل: فأخبرني عن
قولكم: إنه لطيف سميع بصير عليم حكيم أيكون السميع إلا بالاذن، والبصير إلا
بالعين، واللطيف إلا بعمل اليدين والحكيم إلا بالصنعة؟
فقال أبو الحسن عليه السلام: إن اللطيف منا على حد اتخاذ الصنعة، أو ما رأيت
الرجل منا يتخذ شيئا يلطف في اتخاذه فيقال: ما ألطف فلانا فكيف لا يقال للخالق
الجليل: لطيف إذ خلق خلقا لطيفا وجليلا وركب في الحيوان أرواحا وخلق كل
جنس متبائنا عن جنسه في الصورة لا يشبه بعضه بعضا فكل له لطف من الخالق اللطيف
الخبير في تركيب صورته.
ثم نظرنا إلى الأشجار وحملها أطائبها المأكولة منها وغير المأكولة فقلنا عند
ذلك: إن خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم، وقلنا: إنه سميع لا يخفى عليه
أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثرى من الذرة إلى أكبر منها في برها وبحرها ولا
تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك إنه سميع لا باذن.
وقلنا: إنه بصير لا ببصر لأنه يرى أثر الذرة السحماء في الليلة الظلماء على الصخرة
السوداء، ويرى دبيب النمل في الليلة الدجية ويرى مضارها ومنافعها وأثر سفادها
وفراخها ونسلها فقلنا عند ذلك إنه بصير لا كبصر خلقه، قال: فما برح حتى أسلم وفيه
73

كلام غير هذا. (1)
2 - الصدوق قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار
رضي الله عنه بنيسابور سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة
النيسابوري قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: سال رجل من الثنوية أبا الحسن
علي بن موسى الرضا عليهما السلام وأنا حاضر فقال له: إني أقول: إن صانع العالم اثنان فما
الدليل علي أنه واحد؟ فقال: قولك: إنه اثنان دليل على أنه واحد لأنك لم تدع
الثاني إلا بعد إثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه وأكثر من واحد مختلف
فيه. (2)
3 - الصدوق قال: حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه القمي ثم الايلاقي
رضي الله عنه، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي، قال: حدثني
أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي قال: حدثني من سمع الحسن
بن محمد النوفلي ثم الهاشمي، يقول: لما قدم علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى المأمون
أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق ورأس الجالوت ورؤساء
الصابئين والهربذ الأكبر، وأصحاب زردهشت وقسطاس الرومي والمتكلمين ليسمع
كلامه وكلامهم فجمعهم الفضل بن سهل، ثم أعلم المأمون باجتماعهم، فقال: أدخلهم
على: ففعل، فرحب بهم المأمون.
ثم قال لهم: إني إنما جمعتكم لخير، وأحببت أن تناظر وابن عمي هذا المدني
القادم علي، فإذا كان بكرة فاغدوا علي ولا يتخلف منكم أحد فقالوا: السمع والطاعة
يا أمير المؤمنين نحن مبكرون إن شاء الله.
قال الحسن بن محمد النوفلي:
فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام إذ دخل علينا ياسر الخادم
وكان يتولى أمر أبى الحسن عليه السلام فقال: يا سيدي إن أمير المؤمنين يقرئك السلام

(1) التوحيد: 250.
(2) التوحيد: 269.
74

فيقول: فداك أخوك إنه اجتمع إلي أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من
جميع الملل، فرأيك في البكور علينا إن أحببت كلامهم وإن كرهت كلامهم فلا تتجشم
وإن أحببت أن نصير إليك خف ذلك علينا.
فقال أبو الحسن عليه السلام: أبلغه السلام وقل له: قد علمت ما أردت وأنا صائر إليك
بكرة إن شاء الله قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما مضى ياسر التفت إلينا، ثم قال لي:
يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقي غير غليظ فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل
الشرك وأصحاب المقالات؟ فقلت: جعلت فداك يريد الامتحان ويحب أن يعرف ما
عندك، ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان وبئس والله ما بنى.
فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟ قلت: إن أصحاب البدع والكلام خلاف
العلماء وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك
أصحاب إنكار ومباهتة، وإن احتججت عليهم أن الله واحد قالوا: صحح وحدانيته
وإن قلت: إن محمدا رسول صلى الله عليه وآله وسلم قالوا: أثبت رسالته، ثم يباهتون الرجل وهو يبطل
عليهم بحجته، ويغالطونه حتى يترك قوله فاحذرهم جعلت فداك.
قال: فتبسم عليه السلام ثم قال: يا نوفلي أتخاف أن يقطعوا على حجتي قلت:
لا والله ما خفت عليك قط وإني لأرجو أن يظفرك الله لهم إن شاء الله فقال لي: يا
نوفلي تحب أن تعلم متى يندم المأمون، قلت: نعم، قال: إذا سمع احتجاجي على
أهل التوراة بتوراتهم، وعلى أهل الإنجيل بإنجيلهم، وعلى أهل الزبور بزبورهم وعلى
الصابئين بعبرانيتهم وعلى الهرابذة بفارسيتهم وعلى أهل الروم بروميتهم وعلى
أصحاب المقالات بلغاتهم فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته وترك مقالته ورجع
إلى قولي علم المأمون أن الموضع الذي هو بسبيله ليس هو بمستحق له فعند ذلك
تكون الندامة منه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فلما أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك ابن عمك ينتظرك،
وقد اجتمع القوم فما رأيك في إتيانه، فقال الرضا عليه السلام: تقدمني فاني صائر إلى
ناحيتكم إن شاء الله ثم، توضأ عليه السلام وضوء الصلاة وشرب شربة سويق وسقانا منه، ثم
75

خرج وخرجنا معه حتى دخلنا على المأمون، فإذا المجلس غاص باهله ومحمد بن جعفر
في جماعة الطالبيين والهاشميين والقواد حضور.
فلما دخل الرضا عليه السلام قام المأمون وقام محمد بن جعفر وقام جميع بني هاشم فما
زالوا وقوفا والرضا عليه السلام جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم يزل
المأمون مقبلا عليه يحدثه ساعة ثم التفت إلى الجاثليق، فقال: يا جاثليق هذا ابن
عمى علي بن موسى بن جعفر، وهو من ولد فاطمة بنت نبينا وابن علي بن أبي طالب
عليهم السلام فأحب أن تكلمه وتحاجه وتنصفه، فقال الجاثليق، يا أمير المؤمنين كيف أحاج
رجلا يحتج علي بكتاب أنا منكره ونبي لا أو من به.
فقال له الرضا عليه السلام: يا نصراني فان احتججت عليك بإنجيلك أتقر به؟! قال
الجاثليق: وهل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل، نعم والله أقربه على رغم أنفي،
فقال له الرضا عليه السلام: سل عما بدا لك وافهم الجواب، قال الجاثليق: ما تقول في نبوة
عيسى عليه السلام وكتابه هل تنكر منهما شيئا؟
قال الرضا عليه السلام أنا مقر بنبوة عيسى وكتابه وما بشربه أمته وأقر به الحواريون
وكافر بنبوة كل عيسى لم يقر بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبكتابه ولم يبشر به أمته قال الجاثليق
أليس إنما تقطع الاحكام بشاهدي عدل؟ قال: بلى قال: فأقم شاهدين من غير أهل
ملتك على نبوة محمد ممن لا تنكره النصرانية وسلنا مثل ذلك من غير أهل ملتنا.
قال الرضا عليه السلام الآن جئت بالنصفة يا نصراني ألا تقبل مني العدل المقدم
عند المسيح عيسى بن مريم، قال الجاثليق ومن هذا العدل؟ سمه لي قال: ما تقول في
يوحنا الديلمي قال: بخ بخ ذكرت أحب الناس إلى المسيح، قال: فأقسمت عليك
هل نطق الإنجيل أن يوحنا قال: إن المسيح أخبرني بدين محمد العربي وبشرني به
إنه يكون من بعده، فبشرت به الحواريين فآمنوا به؟!
قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحنا عن المسيح وبشر بنبوة رجل وباهل بيته
ووصيه ولم يلخص متى يكون ذلك ولم يسم لنا القوم فنعرفهم، قال الرضا عليه السلام
76

فان جئناك بمن يقرء الإنجيل فتلا عليك ذكر محمد وأهل بيته وأمته أتؤمن به؟ قال:
شديدا.
قال الرضا عليه السلام: لقسطاس الرومي كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل قال:
ما احفظني له، ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له: ألست تقرء الإنجيل؟! قال:
بلى لعمري، قال: فخذ على السفر الثالث، فإن كان فيه ذكر محمد وأهل بيته وأمته
سلام الله عليهم فاشهد والي وإن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا إلي.
ثم قرأ عليه السلام السفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقف، ثم قال: يا
نصراني إني أسألك بحق المسيح وأمه أتعلم أني عالم بالإنجيل قال: نعم، ثم تلا علينا
ذكر محمد وأهل بيته وأمته ثم قال: ما تقول يا نصراني هذا قول عيسى بن مريم؟! فان
كذبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذبت عيسى وموسى عليهما السلام ومتى أنكرت هذا الذكر
وجب عليك القتل لأنك تكون قد كفرت بربك وبنبيك وبكتابك.
قال الجاثليق: لا أنكر ما قد بان لي في الإنجيل وإني لمقر به، قال الرضا عليه السلام:
اشهدوا على إقراره ثم قال: يا جاثليق، سل عما بدا لك، قال الجاثليق: أخبرني عن
حواري عيسى بن مريم كم كان عدتهم، وعن علماء الإنجيل كم كانوا قال الرضا عليه السلام:
على الخبير سقطت، أما الحواريون فكانوا اثنى عشر رجلا وكان أفضلهم وأعلمهم
الوقا.
وأما علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحنا الأكبر بأج، ويوحنا
بقرقيسيا، ويوحنا الديلمي بزجان، وعنده كان ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر أهل بيته وأمته
وهو الذي بشر أمة عيسى وبني إسرائيل به، ثم قال: عليه السلام يا نصراني والله إنا لنؤمن
بعيسى الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وما ننقم على عيساكم شيئا إلا ضعفه وقلة صيامه وصلاته
قال الجاثليق: أفسدت والله علمك وضعفت أمرك، وما كنت ظننت إلا أنك أعلم
أهل الاسلام.
قال: الرضا عليه السلام وكيف ذلك: قال الجاثليق: من قولك: إن عيساكم كان
ضعيفا قليل الصيام قليل الصلاة، وما أفطر عيسى يوما قط، ولا نام بليل قط، وما زال
77

صائم الدهر، قائم الليل، قال الرضا عليه السلام فلمن كان يصوم، ويصلى؟ قال: فخرس
الجاثليق وانقطع، قال الرضا عليه السلام، يا نصراني إني أسألك عن مسالة قال: سل فإن كان
عندي علمها أجبتك.
قال الرضا عليه السلام ما أنكرت أن عيسى كان يحيى الموتى بإذن الله عز وجل، قال
الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل، أن من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص فهو رب
مستحق لان يعبد، قال الرضا عليه السلام، فان اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى مشى
على الماء وأحيا الموتى وأبرء الأكمه والأبرص، فلم يتخذه أمته ربا ولم يعبده أحد
من دون الله عز وجل، ولقد صنع حز قيل النبي عليه السلام، مثل ما صنع عيسى بن مريم
عليه السلام فأحيا خمسة وثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستين سنة.
ثم التفت إلى رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت أتجد هؤلاء في شباب
بني إسرائيل في التوراة أختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدس
ثم انصرف بهم إلى بابل فأرسله الله عز وجل إليهم فأحياهم، هذا في التوراة لا يدفعه
إلا كافر منكم قال: رأس الجالوت قد سمعنا به وعرفناه، قال: صدقت.
ثم قال: عليه السلام يا يهودي خذ على هذا السفر من التوراة فتلا عليه السلام علينا من
التوراة آيات، فاقبل يهودي يترجح لقراءته ويتعجب، ثم أقبل على النصراني فقال:
يا نصراني أفهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم، قال: بل كانوا قبله، قال
الرضا عليه السلام: لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه أن يحيى لهم موتاهم
فوجه معهم علي بن أبي طالب عليه السلام.
فقال له: إذهب إلى الجبانة فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم
بأعلى صوتك، يا فلان ويا فلان ويا فلان، يقول لكم محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوموا
بإذن الله عز وجل، فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، فأقبلت قريش تسألهم عن
أمورهم.
ثم أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا، وقالوا: وددنا أنا أدركناه فنؤمن به ولقد
أبرأ الأكمه والأبرص والمجانين وكلمه البهائم، والطير والجن والشياطين ولم نتخذه
78

ربا من دون الله عز وجل ولم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم، فمتى اتخذتم عيسى
ربا جاء لكم أن تتخذوا اليسع وحزقيل ربا لأنهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من
إحياء الموتى وغيره، أن قوما من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم
ألوف حذر الموت.
فأماتهم الله في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم
يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميما، فمر بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل
فتعجب منهم ومن كثرة العظام البالية فأوحى الله إليه: أتحب أن أحييهم لك فتنذرهم
قال: نعم يا رب، فأوحى الله عز وجل إليه أن نادهم.
فقال: أيتها العظام البالية قومي بإذن الله عز وجل فقاموا أحياء أجمعون ينفضون
التراب عن رؤوسهم ثم إبراهيم عليه السلام خليل الرحمن حين أخذ الطيور وقطعهن قطعا
ثم وضع على كل جبل منهن جزأ ثم ناديهن فأقبلن سعيا إليه، ثم موسى بن عمران
وأصحابه والسبعون الذين أختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنك قد رأيت
الله سبحانه فأرناه كما رأيته.
فقال لهم: إني لم أره. فقالوا: لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فأخذتهم
الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقى موسى وحيدا، فقال: يا رب اخترت سبعين
رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم وأرجع وحدي فكيف يصدقني قومي بما أخبرهم
به، فلو شئت أهلكتهم من قبل وإياي أفتهلكنا بما فعل السفهاء منا، فأحياهم الله
عز وجل من بعد موتهم.
وكل شئ ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه لان التوراة والإنجيل والزبور
والفرقان قد نطقت به، فإن كان كل من أحيا الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص والمجانين
يتخذ ربا من دون الله، فاتخذ هؤلاء كلهم أربابا ما تقول يا نصراني، قال الجاثليق
القول قولك ولا إله إلا الله.
ثم التفت عليه السلام إلى رأس الجالوت فقال: يا يهودي أقبل علي أسألك بالعشر
الآيات التي أنزلت على موسى بن عمران عليه السلام، هل تجد في التوراة مكتوبا نبا محمد
79

وأمته إذا جاءت الأمة الأخيرة أتباع راكب البعير يسبحون الرب جدا جدا تسبيحا
جديدا في الكنائس الجدد، فليفرغ بنوا إسرائيل إليهم وإلى ملكهم لتطمئن قلوبهم
فان بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الأمم الكافرة في أقطار الأرض. هكذا هو في
التوراة مكتوب؟!
قال رأس الجالوت: نعم إنا لنجده كذلك ثم قال للجاثليق: يا نصراني كيف
علمك بكتاب شعيا؟ قال أعرفه حرفا حرفا، قال الرضا عليه السلام لهما: أتعرفان هذا
من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لابسا جلابيب النور، ورأيت راكب
البعير ضوؤه مثل ضوء القمر، فقالا: قد قال ذلك شعيا، قال الرضا عليه السلام يا نصراني
هل تعرف في الإنجيل قول عيسى: إني ذاهب إلى ربي وربكم والفار قليطا جاء هو
الذي يشهد لي بالحق كما شهدت له وهو الذي يفسر لكم كل شئ وهو الذي يبدي
فضائح الأمم، وهو الذي يكسر عمود الكفر؟
فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئا مما في الإنجيل إلا ونحن مقرون به، فقال:
أتجد هذا في الإنجيل ثابتا يا جاثليق؟! قال نعم. قال الرضا عليه السلام: يا جاثليق ألا
تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه عند من وجدتموه ومن وضع لكم هذا
الإنجيل، قال له: ما افتقدنا الإنجيل إلا يوما واحدا حتى وجدناه غضا طريا
فأخرجه إلينا يوحنا ومتى.
فقال له الرضا عليه السلام ما أقل معرفتك بسر الإنجيل وعلمائه، فإن كان كما
تزعم فلم اختلفتم في الإنجيل، إنما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أيديكم
اليوم فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه ولكني مفيدك علم ذلك، اعلم أنه
لما افتقد الإنجيل الأول اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسى بن
مريم عليه السلام وافتقدنا الإنجيل وأنتم العلماء فما عندكم؟
فقال لهم لوقاء ومر قابوس: إن الإنجيل في صدورنا، ونحن نخرجه إليكم
سفرا سفرا في كل أحد، فلا تحزنوا عليه ولا تخلوا الكنائس، فانا سنتلوه عليكم
في كل أحد سفرا سفرا حتى نجمعه لكم كله، فقعد لوقاء ومر قابوس ويوحنا ومتى
80

ووضعوا لهم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأول وإنما كان هؤلاء الأربعة
تلاميذ تلاميذ الأولين، أعلمت ذلك؟
قال الجاثليق: أما هذا فلم أعلمه وقد علمته الآن، وقد بان لي من فضل
علمك بالإنجيل وسمعت أشياء مما علمته، شهد قلبي أنها حق فاستزدت كثيرا من
الفهم: فقال له الرضا عليه السلام: فكيف شهادة هؤلاء عندك قال جائزة، هؤلاء علماء الإنجيل
وكل ما شهدوا به فهو حق فقال الرضا عليه السلام للمأمون ومن حضره من أهل بيته ومن
غيرهم: اشهدوا عليه، قالوا: قد شهدنا.
ثم قال للجاثليق: بحق الابن وأمه هل تعلم أن متى قال: إن المسيح هو ابن
داوود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهود ابن حضرون وقال مرقابوس: في
نسبة عيسى بن مريم: إنه كلمة الله أحلها في جسد الآدمي فصارت إنسانا، وقال الوقا
إن عيسى ابن مريم وأمه كانا إنسانين من لحم ودم فدخل فيهما روح القدس.
ثم إنك تقول من شهادة عيسى على نفسه، حقا أقول لكم يا معشر الحواريين
إنه لا يصعد إلى السماء إلا ما نزل منها إلا راكب البعير خاتم الأنبياء، فإنه يصعد
إلى السماء وينزل، فما تقول في هذا القول؟ قال الجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره
قال الرضا عليه السلام: فما تقول في شهادة الوقاء، ومر قابوس ومتى على عيسى وما نسبوه
إليه؟ قال الجاثليق: كذبوا على عيسى.
قال الرضا عليه السلام: يا قوم أليس قد زكاهم وشهد أنهم علماء الإنجيل وقولهم
حق، فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين أحب أن تعفيني من أمر هؤلاء، قال الرضا
عليه السلام: فانا قد فعلنا، سل يا نصراني، عما بدا لك، قال الجاثليق: ليسألك غيري
فلا وحق المسيح ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك.
فالتفت الرضا عليه السلام إلى رأس الجالوت فقال له: تسألني أو أسألك؟ قال: بل
أسألك، ولست أقبل منك حجة إلا من التوراة أو من الإنجيل أو من زبور داود أو
مما في صحف إبراهيم وموسى فقال الرضا عليه السلام: لا تقبل مني حجة إلا بما تنطق
به التوراة، على لسان موسى بن عمران، والإنجيل على لسان عيسى بن مريم، والزبور
81

على لسان داود، فقال رأس الجالوت: من أين تثبت نبوة محمد؟
قال الرضا عليه السلام: شهد بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم موسى بن عمران وعيسى بن مريم
وداوود خليفة الله عز وجل في الأرض، فقال له أثبت قول موسى بن عمران قال الرضا
عليه السلام: هل تعلم يا يهودي أن موسى أوصى بني إسرائيل فقال لهم: إنه سيأتيكم
نبي هو من إخوتكم فيه فصدقوا، ومنه فاسمعوا، فهل تعلم أن لبني إسرائيل
إخوة غير ولد إسماعيل إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل والنسب الذي
بينهما من قبل إبراهيم عليه السلام؟
فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه، فقال له الرضا عليه السلام: هل جاءكم
من إخوة بني إسرائيل نبي غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا: قال الرضا عليه السلام: أوليس قد
صح هذا عندكم؟! قال: نعم ولكني أحب أن تصححه لي من التوراة.
فقال له الرضا عليه السلام هل تنكر أن التوراة تقول لكم: جاء النور من جبل
طور سيناء، وأضاء لنا من جبل ساعير واستعلن علينا من جبل فاران، قال رأس
الجالوت: أعرف هذه الكلمات وما أعرف تفسيرها.
قال الرضا عليه السلام، أنا أخبرك به، أما قوله: جاء النور من جبل طور سيناء
فذلك وحى الله تبارك وتعالى الذي أنزله على موسى عليه السلام على جبل طور سيناء،
وأما قوله: وأضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الذي أوحى الله عز وجل إلى
عيسى بن مريم عليه السلام وهو عليه، وأما قوله: واستعلن علينا من جبل فاران، فذلك
جبل من جبل مكة بينه وبينها يوم.
وقال شعيا النبي عليه السلام فيما تقول أنت وأصحابك في التوراة: رأيت راكبين
أضاء لهما الأرض أحدهما راكب على حمار، والآخر على جمل، فمن راكب الحمار
ومن راكب الجمل؟! قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبرني بهما قال عليه السلام: أما
راكب الحمار فعيسى بن مريم وأما راكب الجمل، فمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أتنكر هذا من
التوراة، قال لا ما أنكره.
ثم قال الرضا عليه السلام هل تعرف حيقوق النبي قال: نعم إني به لعارف، قال
82

عليه السلام فإنه قال وكتابكم ينطق به: جاء الله بالبيان من جبل فاران، وامتلئت
السماوات من تسبيح أحمد وأمته، يحمل خيله في البحر كما يحمل في البر يأتينا
بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدس - يعني بالكتاب القرآن - أتعرف هذا وتؤمن
به. قال رأس الجالوت: قد قال ذلك حيقوق عليه السلام ولا ننكر قوله.
قال الرضا عليه السلام: وقد قال داوود في زبوره وأنت تقرء: اللهم ابعث مقيم السنة
بعد الفترة، فهل تعرف نبيا أقام السنة بعد الفترة غير محمد صلى الله عليه وآله وسلم قال رأس الجالوت:
هذا قول داوود نعرفه ولا ننكره ولكن عني بذلك عيسى، وأيامه هي الفترة.
قال الرضا عليه السلام: جهلت أن عيسى لم يخالف السنة وقد كان موافقا لسنة
التوراة حتى رفعه الله إليه، وفي الإنجيل مكتوب: إن ابن البرة ذاهب والفار قليطا
جاء من بعده وهو الذي يخفف الآصار، ويفسر لكم كل شئ، ويشهد لي كما شهدت
له، أنا جئتكم بالأمثال، وهو يأتيكم بالتأويل أتؤمن بهذا في الإنجيل؟! قال: نعم
لا أنكره.
فقال له الرضا عليه السلام: يا رأس الجالوت أسألك عن نبيك موسى بن عمران فقال:
سل. قال ما الحجة على أن موسى ثبتت نبوته؟ قال اليهودي إنه جاء بما لم يجئ
به أحد من الأنبياء قبله قال له، مثل ماذا؟ قال: مثل فلق البحر، وقلبه العصا حية
تسعى وضربه الحجر فانفجرت منه العيون، وإخراجه يده بيضاء للناظرين وعلامات
لا يقدر الخلق على مثلها.
قال له الرضا عليه السلام: صدقت إذا كانت حجة على نبوته أنه جاء بما لا يقدر
الخلق على مثله أفليس كل من ادعى أنه نبي ثم جاء بما لا يقدر الخلق على مثله
وجب عليكم تصديقه قال لا: لان موسى لم يكن له نظير لمكانته من ربه، وقربه
منه ولا يجب علينا الاقرار بنبوة من ادعاها حتى يأتي من الاعلام بمثل ما جاء به.
قال الرضا عليه السلام فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسى عليه السلام ولم
يفلقوا البحر ولم يفجروا من الحجر اثنتي عشرة عينا، ولم يخرجوا أيديهم بيضاء
مثل إخراج موسى يده بيضاء ولم يقبل العصا حية تسعى؟! قال له اليهودي: قد
83

خبرتك أنه متى جاؤوا على دعوى نبوتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله
ولو جاؤوا بما لم يجئ به موسى، أو كان على غير ما جاء به موسى وجب تصديقهم.
قال الرضا عليه السلام: يا رأس الجالوت فما يمنعك من الاقرار بعيسى بن مريم وقد
كان يحيى الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص، ويخلق من الطين كهيئة الطير، ثم
ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله؟ قال رأس الجالوت: يقال إنه فعل ذلك ولم نشهده.
قال له الرضا عليه السلام: أرأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته؟! أليس
إنما جاء في الاخبار به من ثقات أصحاب موسى أنه فعل ذلك قال: بلى، قال: فكذلك
أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم فكيف صدقتم بموسى ولم تصدقوا
بعيسى، فلم يحر جوابا.
قال الرضا عليه السلام: وكذلك أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما جاء به وأمر كل نبي بعثه الله
ومن آياته أنه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلم كتابا ولم يختلف إلى معلم، ثم
جاء بالقرآن الذي فيه قصص الأنبياء وأخبارهم حرفا حرفا وأخبار من مضى ومن
بقي إلى يوم القيمة.
ثم كان يخبرهم بأسرارهم وما يعملون في بيوتهم، وجاء بآيات كثيرة لا تحصى
قال رأس الجالوت: لم يصح عندنا خبر عيسى ولا خبر محمد ولا يجوز لنا أن نقر لهما
بما لم يصح.
قال الرضا عليه السلام: فالشاهد الذي شهد لعيسى ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم شاهد زور فلم
يحر جوابا، ثم دعا عليه السلام بالهربذ الأكبر فقال له الرضا عليه السلام: أخبرني عن زردهشت
الذي تزعم أنه نبي ما حجتك على نبوته؟
قال: إنه أتى بما لم يأتنا به أحد قبله ولم نشهده ولكن الاخبار من أسلافنا
وردت علينا بأنه أحل لنا ما لم يحله غيره فاتبعناه، قال عليه السلام: أفليس إنما أتتكم
الاخبار فاتبعتموه؟! قال: بلى قال: فكذلك سائر الأمم السالفة أتتهم الاخبار بما
أتى به النبيون، وأتى به موسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم فما عذركم في ترك
الاقرار لهم، إذ كنتم إنما أقررتم بزردهشت من قبل الأخبار المتواترة، بأنه جاء بما
84

لم يجئ به غيره؟! فانقطع الهربذ مكانه.
فقال الرضا عليه السلام: يا قوم إن كان فيكم أحد يخالف الاسلام وأراد أن يسأل
فليسأل غير محتشم، فقام إليه عمران الصابي وكان واحدا في المتكلمين فقال: يا عالم
الناس لولا أنك دعوت إلى مسألتك لم أقدم عليك بالمسائل، ولقد دخلت الكوفة
والبصرة والشام والجزيرة ولقيت المتكلمين فلم أقع على أحد يثبت لي واحدا ليس
غيره قائما بوحدانيته أفتأذن لي أن أسألك؟.
قال الرضا عليه السلام: إن كان في الجماعة عمران الصابئ فأنت هو، فقال: أنا هو
فقال عليه السلام: سل يا عمران وعليك بالنصفة وإياك والخطل والجور، قال: والله يا سيدي
ما أريد إلا أن تثبت لي شيئا أتعلق به فلا أجوزه.
قال عليه السلام: سل عما بدا لك، فازدحم عليه الناس وانضم بعضهم إلى بعض،
فقال عمران الصابئ: أخبرني عن الكائن الأول وعما خلق، قال: عليه السلام: سالت فافهم
أما الواحد فلم يزل واحدا كائنا لا شئ، معه بلا حدود ولا أعراض، ولا يزال كذلك
ثم خلق خلقا مبتدعا مختلفا باعراض وحدود مختلفة لا في شئ أقامه ولا في شئ
حده ولا على شئ حذاه ولا مثله له.
فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة وغيره صفوة واختلافا وائتلافا وألوانا وذوقا
وطعما لا لحاجة كانت منه إلى ذلك ولا لفضل منزلة لم يبلغها إلا به، ولا رأى لنفسه
فيما خلق زيادة ولا نقصانا، تعقل هذا يا عمران؟ قال: نعم والله يا سيدي.
قال عليه السلام: واعلم يا عمران أنه لو كان خلق ما خلق لحاجة لم يخلق إلا من
يستعين به على حاجته ولكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق لان الأعوان كلما
كثروا كان صاحبهم أقوى، والحاجة يا عمران لا يسعها لأنه لم يحدث من الخلق
شيئا إلا حدثت فيه حاجة أخرى ولذلك أقول: لم يخلق الخلق لحاجة، ولكن نقل
بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض وفضل بعضهم على بعض بلا حاجة منه إلى من فضل
ولا نقمة منه على من أذل، فلهذا خلق.
قال عمران: يا سيدي هل كان الكائن معلوما في نفسه عند نفسه، قال الرضا
85

عليه السلام: إنما تكون المعلمة بالشئ لنفي خلافه وليكون الشئ نفسه بما نفي
عنه موجودا، ولم يكن هناك شئ يخالفه فتدعوه الحاجة إلى نفي ذلك الشئ عن
نفسه بتحديد علم منها، أفهمت يا عمران قال: نعم والله يا سيدي فأخبرني بأي شئ
علم ما علم أبضمير أم بغير ذلك؟
قال الرضا عليه السلام: أرأيت إذا علم بضمير هل تجد بدا من أن تجعل لذلك
الضمير حدا ينتهى إليه المعرفة؟! قال عمران: لابد من ذلك، قال الرضا عليه السلام:
فما ذلك الضمير فانقطع ولم يحر جوابا. قال الرضا عليه السلام: لا باس، إن سألتك
عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر؟!
فقال الرضا عليه السلام: أفسدت عليك قولك ودعواك يا عمران، أليس ينبغي أن تعلم
أن الواحد ليس يوصف بضمير، وليس يقال له أكثر من فعل وعمل وصنع وليس
يتوهم منه مذاهب وتجزئة كمذاهب المخلوقين وتجزئتهم فاعقل ذلك وابن عليه ما
علمت صوابا. قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي وما معانيها
وعلى كم نوع يتكون.
قال عليه السلام: قد سالت فافهم إن حدود خلقه على ستة أنواع وملموس وموزون
ومنظور إليه، وما لا وزن له، وهو الروح ومنها منظور إليه وليس له وزن ولا لمس
ولا حس ولا ذوق والتقدير، والاعراض، والصور والعرض والطول، ومنها العمل
والحركات التي تصنع الأشياء وتعلمها وتغييرها من حال إلى حال وتزيدها وتنقصها.
وأما الأعمال والحركات فإنها تنطلق لأنها لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج
إليه، فإذا فرق من الشئ انطلق بالحركة وبقي الأثر ويجري مجرى الكلام الذي
يذهب ويبقى أثره. قال له عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا
لا شئ غيره ولا شئ معه أليس قد تغير بخلقه الخلق قال الرضا عليه السلام: لم يتغير
عز وجل بخلق الخلق ولكن الخلق يتغير بتغييره، قال عمران: فبأي شئ عرفناه.
قال عليه السلام: بغيره قال: فأي شئ غيره؟ قال الرضا عليه السلام: مشيته واسمه وصفته
وما أشبه ذلك، وكل ذلك محدث مخلوق مدبر، قال عمران: يا سيدي فأي شئ
86

هو؟ قال عليه السلام: هو نور. بمعنى أنه هاد لخلقه من أهل السماء وأهل الأرض، وليس
لك على أكثر من توحيد إياه قال عمران: يا سيدي أليس قد كان ساكتا قبل الخلق
لا ينطق ثم نطق؟
قال الرضا عليه السلام: لا يكون السكون إلا عن نطق قبله، والمثل في ذلك أنه لا يقال
للسراج: هو ساكت لا ينطق ولا يقال: إن السراج ليضئ فيما يريد أن يفعل بنا
لان الضوء من السراج ليس بفعل منه ولا كون وإنما هو ليس شئ غيره، فلما
استضاء لنا قلنا: قد أضاء لنا حتى استضأنا به، فبهذا تستبصر أمرك، قال عمران:
يا سيدي فان الذي كان عندي أن الكائن قد تغير في فعله عن حاله بخلقه الخلق.
قال الرضا: أحلت يا عمران في قولك: إن الكائن يتغير في وجه من الوجوه
حتى يصيب الذات منه ما يغيره، يا عمران هل تجد النار يغير تغيير نفسها، أو هل
تجد الحرارة تحرق نفسها، أو هل رأيت بصيرا قط رأى بصره؟ قال عمران: لم أر
هذا، ألا تخبرني أهو في الخلق أم الخلق فيه.
قال الرضا عليه السلام جل يا عمران عن ذلك ليس هو في الخلق ولا الخلق فيه،
تعالى عن ذلك، وسأعلمك وتعرفه به، ولا حول ولا قوة إلا بالله، أخبرني عن المرآة
أنت فيها أم هي فيك؟! فإن كان ليس واحد منكما في صاحبه، فبأي شئ استدللت
بها على نفسك؟! قال عمران: بضوء بيني وبينها.
فقال الرضا عليه السلام: هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينك:
قال نعم: قال الرضا عليه السلام: فأرناه فلم يحر جوابا، قال الرضا عليه السلام فلا أرى النور
إلا وقد دلك ودل المرآة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما، ولهذا
أمثال كثيرة غير هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا ولله المثل الأعلى.
ثم التفت عليه السلام إلى المأمون فقال: الصلاة قد حضرت، فقال عمران: يا سيدي
لا تقطع على مسألتي فقد رق قلبي قال الرضا عليه السلام: نصلي ونعود، فنهض ونهض
المأمون، فصلى الرضا عليه السلام داخلا وصلى الناس خارجا خلف محمد بن جعفر،
ثم خرجا، فعاد الرضا عليه السلام إلى مجلسه ودعا بعمران فقال: سل يا عمران.
87

قال: يا سيدي ألا تخبرني عن الله عز وجل هل يوحد بحقيقة أو يوحد
بوصف، قال الرضا عليه السلام: إن الله المبدئ الواحد الكائن الأول، لم يزل واحدا لا
شئ معه، فردا لا ثاني معه لا معلوما ولا مجهولا، ولا محكما ولا متشابها، ولا
مذكورا ولا منسيا، ولا شيئا يقع عليه اسم شئ من الأشياء غيره، ولا من وقت كان
ولا إلى وقت يكون ولا بشئ قام ولا إلى شئ يقوم، ولا إلى شئ استند، ولا في
شئ استكن، وذلك كله قبل الخلق إذ لا شئ وما أوقعت عليه من الكل فهي صفات
محدثة وترجمة يفهم بها من فهم.
واعلم أن الإبداع والمشية والإرادة معناها واحد، وأسماؤها ثلاثة، وكان
أول إبداعه وإرادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شئ ودليلا على كل
مدرك وفاصلا لكل مشكل. وتلك الحروف تفريق كل شئ من اسم حق وباطل
أو فعل أو مفعول أو معنى أو غير معنى، وعليها اجتمعت الأمور، كلها، ولم يجعل
للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهي ولا وجود لأنها مبدعة بالابداع،
والنور في هذا الموضع أول فعل الله الذي هو نور السماوات والأرض.
والحروف هي المفعول بذلك الفعل وهي الحروف التي عليها الكلام والعبارات
كلها من الله عز وجل، علمها خلقه، هي ثلاثة وثلاثون حرفا، فمنها ثمانية وعشرون
حرفا، تدل على اللغات العربية، ومن الثمانية والعشرين اثنان وعشرون حرفا تدل
على اللغات السريانية. والعبرانية، ومنها خمسة أحرف متحرفة في سائر اللغات
من العجم لأقاليم اللغات كلها وهي خمسة أحرف تحرفت من الثمانية والعشرين،
الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة وثلاثين حرفا.
فاما الخمسة المختلفة فتحجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه ثم جعل الحروف
بعد إحصائها وإحكام عدتها فعلا منه كقوله عز وجل: " كن فيكون " وكن منه صنع
وما يكون به المصنوع، فالخلق الأول من الله عز وجل الابداع لا وزن له ولا حركة
ولا سمع ولا لون ولا حس.
والخلق الثاني الحروف لا وزن لها ولا لون، وهي مسموعة موصوفة غير منظور
88

إليها، والخلق الثالث ما كان من الأنواع كلها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظورا إليه
والله تبارك وتعالى سابق للابداع لأنه ليس قبله عز وجل شئ، ولا كان معه شئ
والابداع سابق للحروف والحروف لا تدل على غير أنفسها.
قال المأمون: وكيف لا تدل على غير أنفسها؟ قال الرضا عليه السلام: لان الله تبارك
وتعالى لا يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا، فإذا ألف منها أحرفا أربعة أو خمسة أو
ستة أو أكثر من ذلك أو أقل لم يؤلفها لغير معنى ولم يك إلا لمعنى محدث لم يكن
قبل ذلك شيئا قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك.
قال الرضا عليه السلام: أما المعرفة فوجه ذلك وبابه أنك تذكر الحروف إذا لم ترد
بها غير أنفسها ذكرتها فردا فقلت: ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على آخرها، فلم
تجد لها معنى غير أنفسها، فإذا ألفتها وجمعت منها أحرفا وجعلتها اسما وصفة لمعنى
ما طلبت ووجه ما عنيت كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها، أفهمته؟
قال: نعم.
قال الرضا عليه السلام: واعلم أنه لا يكون صفة لغير موصوف ولا اسم لغير معنى
ولا حد لغير محدود، والصفات والأسماء كلها تدل على الكمال والوجود ولا تدل على
الإحاطة كما تدل على الحدود التي هي التربيع والتثليث والتسديس لان الله
عز وجل وتقدس تدرك معرفته بالصفات والأسماء، ولا تدرك بالتحديد بالطول والعرض
والقلة والكثرة واللون والوزن وما أشبه ذلك، وليس يحل بالله جل وتقدس شئ
من ذلك حتى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا.
ولكن يدل على الله عز وجل بصفاته ويدرك بأسمائه ويستدل عليه بخلقه حتى
لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين، ولا استماع اذن ولا لمس كف ولا
إحاطة بقلب، فلو كانت صفاته جل ثناؤه لا تدل عليه وأسماؤه لا تدعو إليه والمعلمة
من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه وصفاته دون معناه، فلولا
أن ذلك كذلك لمكان المعبود الموحد غير الله تعالى لان صفاته وأسماءه غيره، أفهمت
قال: نعم يا سيدي زدني.
89

قال الرضا عليه السلام إياك وقول الجهال أهل العمى والضلال الذي يزعمون أن الله
عز وجل وتقدس موجود في الآخرة للحساب والثواب والعقاب، وليس بموجود في
الدنيا للطاعة والرجاء ولو كان في الوجود لله عز وجل نقص واهتضام لم يوجد في
الآخرة أبدا، ولكن القوم تاهوا وعموا وصموا عن الحق من حيث لا يعلمون، وذلك
قوله عز وجل " ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا " يعنى أعمى
عن الحقائق الموجودة.
وقد علم ذوو الألباب أن الاستدلال على ما هناك لا يكون إلا بما ههنا، ومن
أخذ علم ذلك برأيه وطلب وجوده وإدراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من علم ذلك
إلا بعدا، لان الله عز وجل جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون ويعلمون ويفهمون
قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الابداع خلق هو أم غير خلق؟
قال الرضا عليه السلام: بل خلق ساكن لا يدرك بالسكون، وإنما صار خلقا لأنه
شئ محدث، والله الذي أحدثه فصار خلقا له، وإنما هو الله عز وجل وخلقه لا ثالث
بينهما ولا ثالث غيرهما، فما خلق الله عز وجل لم يعد أن يكون خلقه وقد يكون
الخلق ساكنا ومتحركا، ومختلفا ومؤتلفا ومعلوما ومتشابها وكل ما وقع عليه حد
فهو خلق الله عز وجل.
واعلم أن كلما أو جدتك الحواس فهو معنى مدرك للحواس، وكل حاسة
تدل على ما جعل الله عز وجل لها في إدراكها، والفهم من القلب بجميع ذلك كله
واعلم أن الواحد الذي هو قائم بغير تقدير ولا تحديد، خلق خلقا مقدرا بتحديد
وتقدير وكان الذي خلق خلقين اثنين التقدير والمقدر، فليس في كل واحد منهما
لون ولا ذوق ولا وزن، فجعل أحدهما يدرك بالآخر وجعلهما مدركين بأنفسهما،
ولم يخلق شيئا فردا قائما بنفسه دون غيره للذي أراد من الدلالة على نفسه وإثبات
وجوده.
والله تبارك وتعالى فرد واحد لا ثاني معه يقيمه ولا يعضده ولا يمسكه، والخلق
يمسك بعضه بعضا بإذن الله ومشيته، وإنما اختلف الناس في هذا الباب حتى تاهوا
90

وتحيروا وطلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم الله بصفة أنفسهم فازدادوا
من الحق بعدا.
ولو وصفوا لله عز وجل بصفاته ووصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم واليقين
ولما اختلفوا، فلما طلبوا من ذلك ما تحيروا فيه ارتبكوا والله يهدي من يشاء إلى
صراط مستقيم. قال عمران: يا سيدي أشهد أنه كما وصفت، ولكن بقيت لي مسالة.
قال: سل عما أردت، قال: أسألك عن الحكيم في أي شئ هو، وهل يحيط
به شئ، وهل يتحول من شئ إلى شئ، أو به حاجة إلى شئ؟ قال الرضا عليه السلام:
أخبرك يا عمران فاعقل ما سالت عنه فإنه من أغمض ما يرد على المخلوقين في مسائلهم
وليس يفهمه المتفاوت عقله، العاذب علمه ولا يعجز عن فهمه أولو العقل المنصفون.
أما أول ذلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل أن يقول: يتحول
إلى ما خلق لحاجته إلى ذلك، ولكنه عز وجل لم يخلق شيئا لحاجته ولم يزل ثابتا
لا في شئ ولا على شئ إلا أن الخلق يمسك بعضه بعضا ويدخل بعضه في بعض ويخرج
منه، والله عز وجل وتقدس بقدرته يمسك ذلك كله، وليس يدخل في شئ ولا يخرج
منه ولا يؤوده حفظه، ولا يعجز عر إمساكه، ولا يعرف أحد، من الخلق كيف ذلك
إلا الله عز وجل.
ومن اطلعه عليه من رسله وأهل سره والمستحفظين لامره وخزانه القائمين
بشريعته، وإنما أمره كلمح البصر أو هو أقرب إذا شاء شيئا، فإنما يقول له: " كن
فيكون " بمشيته وإرادته، وليس شئ من خلقه أقرب إليه من شئ، ولا شئ، منه
هو أبعد منه من شئ، أفهمت يا عمران؟ قال نعم يا سيدي قد فهمت، وأشهد أن الله
على ما وصفته ووحدته، وأن محمدا عبده المبعوث بالهدى ودين الحق، ثم خر ساجدا
نحو القبلة وأسلم.
قال الحسن بن محمد النوفلي: فلما نظر المتكلمون إلى كلام عمران الصابئ
وكان جدلا لم يقطعه عن حجته أحد قط لم يدن من الرضا عليه السلام أحد منهم ولم
يسألوه عن شئ وأمسيناه فنهض المأمون والرضا عليه السلام فدخلا وانصرف الناس وكنت
91

مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إلى محمد بن جعفر فأتيته.
فقال لي: يا نوفلي أما رأيت ما جاء به صديقك لا والله ما ظننت أن علي بن
موسى خاض في شئ من هذا قط. ولا عرفناه به إنه كان يتكلم بالمدينة أو يجتمع
إليه أصحاب الكلام قلت: قد كان الحاج يأتونه ويسألونه عن أشياء من حلالهم
وحرامهم فيجيبهم، وكلمه من يأتيه لحاجة.
فقال محمد بن جعفر: يا أبا محمد إني أخاف عليه أن يحسده هذا الرجل فيسمه
أو يفعل به بلية، فأشر عليه بالامساك عن هذه الأشياء، قلت: إذا لا يقبل منى، وما
أراد الرجل إلا امتحانه ليعلم هل عنده شئ من علوم آبائه عليهم السلام فقال لي: قل له
إن عمك قد كره هذا الباب وأحب أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتى.
فلما انقلبت إلى منزل الرضا عليه السلام أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر
فتبسم ثم قال: حفظ الله عمي ما أعرفني به لم كره ذلك؟ يا غلام صر إلى عمران
الصابئ فاتني به. فقلت: جعلت فداك أنا أعرف موضعه هو عند بعض إخواننا من
الشيعة، قال عليه السلام فلا باس قربوا إليه دابة، فصرت إلى عمران فأتيته به فرحب به
ودعا بكسوة فخلعها عليه وحمله، ودعا بعشرة آلاف درهم فوصله بها.
فقلت: جعلت فداك حكيت فعل جدك أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: هكذا
نحب، ثم دعا عليه السلام بالعشاء فأجلسني عن يمينه وأجلس عمران عن يساره حتى إذا
فرغنا قال لعمران: انصرف مصاحبا وبكر علينا نطعمك طعام المدينة فكان عمران بعد
ذلك يجتمع عليه المتكلمون من أصحاب المقالات فيبطل أمرهم حتى اجتنبوه،
ووصله المأمون بعشرة آلاف درهم، وأعطاه الفضل مالا وحمله، وولاه الرضا عليه السلام
صدقات بلخ فأصاب الرغائب (1).
4 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن زياد - رضي الله عنه - قال حدثنا على
ابن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا القاسم بن محمد البرمكي قال حدثنا أبو الصلت الهروي

(1) التوحيد: 417 - 441 والعيون: 1 - 154. وفى توليته صدقات بلخ نظر.
92

لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات
من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وساير أهل المقالات فلم يقم أحد إلا وقد
ألزمه حجته كأنه قد ألقم حجرا.
فقام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له: يا بن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء
قال: بلى قال: فما تعمل في قول الله عز وجل " وعصى آدم ربه فغوى " وقوله عز وجل،
" وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه " وقوله: في يوسف " ولقد همت به
وهم بها " وقوله عز وجل في داوود " وظن داوود أنما فتناه " وقوله في نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم
" وتخفى في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ".
فقال مولانا الرضا عليه السلام: ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله
الفواحش ولا تتأول كتاب الله عز وجل برأيك، فان الله عز وجل: " يقول وما يعلم
تأويله إلا الله والراسخون في العلم " أما قوله عز وجل في آدم عليه السلام، وعصى آدم ربه
فغوى، فان الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة
وكانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتم مقادير أمر الله عز وجل.
فلما أهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله عز وجل: " إن الله اصطفى
آدم ونوحا وآل إبراهيم، وآل عمران على العالمين " وأما قوله عز وجل وذا النون
إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه إنما ظن أن الله عز وجل لا يضيق عليه رزقه
ألا تسمع قول الله عز وجل " وأما إذا ما ابتلاه ربه فقدر عليه رزقه " أي ضيق عليه،
ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر.
وأما قوله عز وجل في يوسف: " ولقد همت به وهم بها " فإنها همت بالمعصية وهم
يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة، وهو قوله
" كذلك لنصرف عنه السوء - يعني القتل - والفحشاء " يعني الزنا وأما داود فما يقول
من قبلكم فيه.
فقال علي بن الجهم يقولون: إن داوود كان في محرابه يصلي إذ تصور له
93

إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع صلاته وقام ليأخذ الطير
فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط
الطير في دار أو رياء بن حنان، فاطلع داوود في أثر الطير فإذا بامرأة أوريا تغتسل
فلما نظر إليها هويها وكان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه أن
أقدم أوريا أمام الحرب، فقدم فظفر أوريا بالمشركين فصعب ذلك على داوود.
فكتب الثانية أن قدمه أمام التابوت فقتل أوريا رحمه الله وتزوج داوود بامرأته
قال: فضرب الرضا عليه السلام بيده على جبهته، وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون لقد نسبتم
نبيا من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير، ثم بالفاحشة ثم بالقتل
فقال يا بن رسول الله فما كانت خطيئته فقال: ويحك إن داوود إنما ظن أن ما خلق
الله عز وجل خلقا هو أعلم منه.
فبعث الله عز وجل إليه الملكين فتسورا المحراب فقالا: خصمان بغي بعضنا على
بعض، فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط إن هذا أخي له
تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال أكفلنيها وعزني في الخطاب فعجل داوود
عليه السلام على المدعى عليه، فقال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ولم يسئل
المدعى البينة. على ذلك، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول ما يقول.
فكان هذا خطيئة حكمه لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع قول الله عز وجل يقول يا
داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق إلى آخر الآية فقلت
يا بن رسول الله فما قصته مع أوريا.
فقال الرضا عليه السلام: إن المرأة في أيام داوود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده
أبدا، وأول من أباح الله عز وجل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داوود عليه السلام، فذلك
الذي شق على أوريا أما محمد نبيه صلى الله عليه وآله وسلم وقول الله عز وجل له: " وتخفى في نفسك
ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " فان الله عز وجل عرف نبيه صلى الله عليه وآله
أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في الآخرة وإنهن أمهات المؤمنين واحد
من سمى له زينب بنت جحش وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة.
94

فأخفى صلى الله عليه وآله وسلم اسمها في نفسه ولم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين أنه
قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين
قال الله عز وجل: والله أحق أن تخشاه في نفسك وأن الله عز وجل ما تولى تزويج
أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم وزينب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة من علي
عليه السلام.
قال: فبكى علي بن الجهم وقال: يا بن رسول الله أنا تائب إلى الله عز وجل أن
أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا بما ذكرته (1).
5 - عنه رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن
إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم، قالوا
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى صاحب السابري،
قال: سألني أبو قرة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك.
فقال عليه السلام: أدخله علي فلما دخل عليه قبل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا
أن نفعل باشراف أهل زماننا، ثم قال: أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت
لهم فرقة أخرى معدلون؟ قال: الدعوى لهم، قال: فادعت فرقة أخرى دعوى، فلم
يجدوا شهودا من غيرهم قال لا شئ لهم.
قال: فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته ألقاها، فوافقنا على ذلك
المسلمون، وادعى المسلمون أن محمدا نبي، فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما
افترقنا فيه.
فقال له الرضا عليه السلام: ما اسمك قال: يوحنا، قال يا يوحنا إنا آمنا بعيسى بن
مريم عليه السلام روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويبشر به، ويقر على
نفسه أنه عبد مربوب.
فإن كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذي آمن بمحمد
صلى الله عليه وآله وسلم، وبشر به، ولا هو الذي أقر لله عز وجل بالعبودية

(1) أمالي الصدوق: 55.
95

والربوبية، فنحن منه برآء، فأين اجتمعنا؟! فقام وقال لصفوان بن يحيى: قم فما
كان أغنانا عن هذا المجلس (1).
6 - الراوندي باسناده قال منها: قال أبو إسماعيل السندي: سمعت بالسند أن
لله في العرب حجة، فخرجت منها في الطلب فدللت على الرضا عليه السلام فقصدته فدخلت
عليه وأنا لا أحسن من العربية كلمة فسلمت بالسندية، فرد علي بلغتي فجعلت
أكلمه بالسندية وهو يجيبني بالسندية، فقلت له: إني سمعت بالسند أن لله في
العرب حجة فخرجت في الطلب.
فقال بلغتي: نعم أنا هو ثم قال: فسل عما تريد فسألته عما أردته، فلما أردت
القيام من عنده قلت إني لا أحسن من العربية شيئا، فادع الله أن يلهمنيها لا تكلم
بها مع أهلها، فمسح يده على شفتي، فتكلمت بالعربية من وقتي، ورأس الجالوت
وأمر القوم أن يسألوا ما بدا لهم، فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة وهم لا يعلمون
لما يدعوهم الحسن بن محمد.
فلما تكاملوا ثني للرضا عليه السلام وسادة فجلس عليها، ثم قال: السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته، هل تدرون لم بدأتكم بالسلام، فقالوا لا، قال: لتطمئن أنفسكم،
فقالوا: ومن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا علي بن موسى وابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، صليت
اليوم الفجر مع والي المدينة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقر أني بعدما صلينا كتاب
صاحبه إليه واستشارني في كثير من أموره.
فأشرت عليه بما فيه الحظ له ووعدته أن أصير إليه بالعشي، بعد العصر من
هذا اليوم ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه وأنا واف له بما وعدته به، ولا حول ولا
قوة إلا بالله، فقال الجماعة: يا بن رسول الله ما نريد مع هذا الدليل برهانا، وأنت
عندنا لصادق القول، وقاموا ليصرفوا.
فقال لهم الرضا: لا تصرفوا فإنما جئتكم لتسألوا عما شئتم من آثار النبوة
وعلامات الإمامة التي لا يجدونه إلا عندنا أهل البيت، فهلموا مسائلكم فابتدء عمرو

(1) عيون الأخبار: 2 - 230.
96

ابن هذاب وقال: إن محمد بن الفضل الهاشمي ذكر عنك أشياء لا تقبلها القلوب، فقال
الرضا عليه السلام: وما تلك، قال أخبرنا عنك أنك تعرف كل ما أنزله الله وأنك تعرف
كل لسان ولغة.
فقال الرضا عليه السلام: صدق محمد بن الفضل، فانا خبرته بذلك، فهلموا فاسألوا
قالوا: فانا نختبرك كل شئ بالألسن واللغات وهذا هندي وهذا رومي وهذا فارسي
وهذا تركي فأحضرناهم.
قال: فليتكلموا بما أحبوا أجب كل واحد منهم بلسانه إن شاء الله تعالى، فسال
كل واحد منهم مسألة بلسانه ولغته، فأجابهم عما سألوا بألسنتهم، ولغاتهم فتحير
الناس فتعجبوا وأقروا جميعا أنه أفسح منهم بلغاتهم، ثم نظر الرضا عليه السلام إلى ابن
هذاب فقال: إن أنا أخبرتك أنك ستبلي في هذه الأيام بدم ذي رحم لك لكنت
مصدقا لي، قال: لا فان الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى.
قال عليه السلام: أوليس إنه يقول: " عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى
من رسول " فرسول الله عند الله مرتضى ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أخلفه الله على
ما يشاء من غيبه فعل ما كان وما يكون إلى يوم القيمة، وأما الذي أخبرتك يا ابن
هذاب الكائن إلى خمسة أيام، فإن لم يصح لك ما قلت في هذه المدة وإلا فاني كاذب
مفتر وإن صح فتعلم أنك الراد على الله وعلى رسوله.
ولك دلالة أخرى أما أنك مصاب ببصرك وتصير مكفوفا فلا تبصر سهلا ولا جبلا
وهذا كائن بعد أيام، ولك عندي دلالة أخرى أنك تحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص
قال محمد بن الفضل تالله لقد نزل ذلك كله بابن هذاب فقيل له أصدق الرضا عليه السلام
أم كذب؟ فقال: لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن ولكني كنت أتجلد.
ثم إن الرضا عليه السلام التفت إلى الجاثليق وقال: هل دل الإنجيل على نبوة
محمد صلى الله عليه وآله وسلم، قال: لو دل الإنجيل على ذلك لما جحدناه، فقال عليه السلام: أخبرني
عن السكينة التي لكم في السفر الثالث، فقال الجاثليق: اسم من أسماء الله تعالى لا يجوز
لنا أن نظهره.
97

قال الرضا عليه السلام: فان قررتك أنه اسم محمد وذكره وإقرار عيسى به وأنه بشر
بني إسرائيل بمحمد لتقربه ولا تنكره؟ فقال الجاثليق: إن فعلت أقررت فاني لا أرد
الإنجيل ولا أجحده قال الرضا عليه السلام: فخذ علي في السفر الثالث الذي فيه ذكر محمد و
بشارة عيسى بمحمد. فقال الجاثليق: هات.
فاقبل الرضا عليه السلام يتلو ذلك السفر من الإنجيل حتى بلغ ذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم،
فقال يا جاثليق من هذا النبي الموصوف؟ قال الجاثليق صفه، قال لا أصفه إلا بما وصفه
الله هو صاحب الناقة والعصى والكساء " النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في
التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهيهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم
عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم " يهدى إلى الطريق
الأقصد، والمنهاج الأعدل والصراط الأقوم.
سألتك يا جاثليق بحق عيسى روح الله وكلمته هل تجد هذه الصفة في الإنجيل
لهذا النبي فأطرق الجاثليق مليا وعلم أنه إن جحد الإنجيل كفر، فقال نعم هذه
الصفة في الإنجيل وقد ذكر عيسى في الإنجيل هذا النبي وقد صح في الإنجيل وأقررت
بما فيه من صفة محمد.
قال: فخذ على في السفر الثاني فاني أوجدك ذكره وذكر وصيه وذكر ابنته
فاطمة وذكر الحسن والحسين عليهم السلام فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت علما أن
الرضا عليه السلام عالم بالتورية والإنجيل، فقالا والله قد أتى بما لا يمكننا رده، ولا دفعه
إلا بجحود الإنجيل والتورية والزبور وقد بشربه موسى وعيسى جميعا ولكن لم يتقرر
عندنا بالصحة أنه محمد هذا.
فاما اسمه محمد فلا يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون أنه محمد كم، فقال
الرضا عليه السلام: احتججتم بالشك فهل بعث الله قبله أو بعده من ولد آدم إلى يومنا هذا
نبيا اسمه محمد وتجدونه في شئ من الكتب التي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمدنا
فأحجموا عن جوابه وقالوا لا يجوز لنا أن نقر لكم بأنه محمدكم، لأنا إن أقررنا لك بمحمد
ووصيه وابنته وابنيهما على ما ذكرت أدخلتمونا في الاسلام كرها.
98

فقال الرضا عليه السلام: أنت يا جاثليق أمن في ذمة الله وذمة رسوله، لأنه لا يبداك
مناشئ تكره مما تخافه وتحذره فقال أما إذا قد أمنتني فان هذا النبي الذي اسمه
محمد، وهذا الوصي الذي اسمه علي وهذه البنت التي اسمها فاطمة وهذان السبطان
اللذان اسمهما الحسن والحسين في التوارة والإنجيل والزبور.
قال الرضا عليه السلام: فهذا الذي ذكرته في التورية والإنجيل والزبور من اسم هذا
النبي وهذا الوصي وهذه البنت وهذين السبطين صدق وعدل أم كذب وزور قال
بل صدق وعدل، وما قال الله إلا الحق، فلما أخذ الرضا عليه السلام إقرار الجاثليق بذلك
قال لرأس الجالوت: فاسمع الان السفر الفلاني من زبور داود عليه السلام.
قال: هات بارك الله فيك وعليك وعلى من ولدك فتلى الرضا عليه السلام السفر
الأول من الزبور، حتى انتهى إلى ذكر محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقال سألتك
يا رأس الجالوت بحق الله أهذا في زبور داود عليه السلام ولك من الأمان والذمة والعهد ما قد
أعطيته الجاثليق فقال رأس الجالوت نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم.
فقال الرضا عليه السلام: فبحق العشر الآيات التي أنزلها الله تعالى على موسى بن
عمران في التورية هل تجد صفة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين في التوراة منسوبين
إلى العدل والفضل، قال نعم ومن جحد هذا فهو كافر بربه وأنبيائه.
فقال له الرضا عليه السلام: فخذ على في سفر كذا من التورية فاقبل الرضا عليه السلام
يتلو التورية وأقبل رأس الجالوت يتعجب من تلاوته وبيانه وفصاحته ولسانه، حتى
إذا بلغ ذكر محمد قال رأس الجالوت: نعم، هذا أحماد وبنت أحماد وإيليا وشبر و
شبير تفسيره بالعربية محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين.
فتلى الرضا عليه السلام إلى آخره، فقال رأس الجالوت: لما فرغ من تلاوته والله
يا بن محمد لولا الرياسة التي حصلت لي على جميع اليهود لآمنت بأحماد واتبعت أمرك، فوالله
الذي أنزل التورية على موسى، والزبور على داود، ما رأيت أقرأ التورية والإنجيل
والزبور منك ولا رأيت أحدا أحسن بيانا وتفسيرا وفصاحة لهذه الكتب منك.
فلم يزل الرضا عليه السلام معهم في ذلك إلى وقت الزوال، فقال لهم حين حضر
99

وقت الزوال أنا أصلى وأصير إلى المدينة للوعد الذي وعدت به والي المدينة ليكتب
جواب كتابه، وأعود إليكم بكرة إنشاء الله تعالى قال فأذن عبد الله سليمان وأقام.
وتقدم الرضا عليه السلام فصلى بالناس وخفف القراءة وركع تمام السنة وانصرف
فلما كان من الغد عاد إلى مجلسه ذلك فأتوه بجارية رومية فكلمها بالرومية والجاثليق
يسمع وكان فهما بالرومية.
فقال الرضا عليه السلام: أيما أحب إليك محمد أم عيسى؟ فقالت: كان فيما مضى عيسى
أحب إلى حين لم أكن عرفت محمدا، فاما بعد أن عرفته فمحمد الان أحب إلى من
عيسى، ومن كل نبي، فقال لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمد فتبغضين عيسى
قالت: معاذ الله بل أحب عيسى وأومن به ولكن محمد أحب إلي.
فقال الرضا عليه السلام للجاثليق فسر للجماعة ما تكلمت به الجارية وما قلت أنت
لها وما أجابتك به، ففسر الجاثليق للجماعة ما تكلمت به الجارية وما قال لها، ثم قال
الجاثليق يا بن محمد هيهنا رجل سندي وهو نصراني وهو صاحب إحتجاج وكلامه بالسندية
في دين النصرانية فقال عليه السلام أحضره فاحضر فتكلم معه بالسندية، ثم أقبل يحاجه
وينقله من شئ إلى شئ بالسندية في دين النصرانية فسمعنا السندي يقول بثطى بثطى
بثطله بالسندية.
فقال الرضا عليه السلام: قد وحد الله بالسندية، ثم كلمه في عيسى ومريم فلم يزل
يدرجه من حال إلى حال إلى أن قال بالسندية: أشهد أن لا إله الا الله وأشهد ان محمدا رسول
الله، ثم رفع منطقة كانت عليه فظهر من تحتها زنار في وسطه فقال اقطعه أنت بيدك
يا بن رسول الله.
فدعا الرضا عليه السلام بسكين فقطعه، ثم قال لمحمد بن الفضل الهاشمي: خذ
السندي إلى الحمام فطهره واكسه وعياله واحملهم جميعا إلى المدينة، فلما فرغ من
مخاطبة القوم قال قد صح عندكم صدق ما كان محمد بن الفضل يلقى عليكم عنى قالوا
بأجمعهم: نعم وبان لنا منك فوق ذلك أضعافا مضاعفة.
وقد ذكر لنا محمد بن الفضل أنك تحمل إلى خراسان فقال صدق محمد إلا أنى أحمل
100

مكرها مبجلا معظما. قال محمد بن الفضل فشهد له الجماعة بالإمامة عندنا تلك الليلة
فلما أصبح ودع الجماعة وأوصاني بما أراد، ومضى وتبعته أشيعه، حتى إذا صرفاني
وسط القرية عدل عن الطريق وصلى أربع ركعات.
ثم قال يا محمد انصرف في حفظ الله غمض طرفك فغمضته، ثم قال افتح عينيك
ففتحتهما فإذا أنا على باب منزلي بالبصرة ولم أر الرضا عليه السلام قال وحملت السندي و
عياله إلى المدينة وقت الموسم (1).
7 - عنه رحمه الله - قال: ومنها: ما روى في دخول الرضا عليه السلام إلى الكوفة قال
محمد بن الفضل كان مما أوصاني عليه في وقت منصرفه من البصرة أن قال لي صر إلى
الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أنى قادم عليهم وأمرني أن أترك في دار حفص
بن عمير اليشكري.
فصرت إلى الكوفة فأعلمت الشيعة أن الرضا عليه السلام قادم عليهم وأنا يوما عند
نصر بن مزاحم إذ مر بي سلام خادم الرضا عليه السلام فقلت: إنه قد قدم فبادرت إلى دار
حفص بن عمير فإذا هو بالدار فسلمت عليه قال: احتشد من طعام تصلحه للشيعة فقلت
قد احتشدت وفرغت مما يحتاج إليه.
فقال: الحمد لله على توفيقك فجمعنا الشيعة فلما أكلوا قال: يا محمد انظر من
بالكوفة من المتكلمين والعلماء فأحضرهم، فأحضرناهم فقال لهم الرضا عليه السلام: انى أريد
أن أجعل لكم حظا من نفسي كما جعلت لأهل البصرة وأن الله قد أعلمني بكل كتاب
أنزله.
ثم أقبل على علماء النصارى واليهود فعل كفعله في البصرة فاعترفوا له بذلك بأجمعهم
وكان من علماء النصارى رجل... (1) يعرف بالعلم والجدل ويعرف الإنجيل فقال له:
يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه إذا كان بالمغرب

(1) الخرائج: 204.
(1) كذا في الأصل.
101

وأراد الشرق فتحملها فاقسم على الله باسم واحد من الخمسة أن تنطوي له الأرض
فيصير من المغرب إلى المشرق ومن المشرق إلى المغرب في لحظة.
فقال له الجاثليق: لا علم لي بالصحيفة وأما الأسماء الخمسة فقد كانت معه بلا شك
يسأل الله بها أو بواحد منها يعطيه الله كلما يسأله، قال: الله أكبر إذا لم تنكر الأسماء
فهو الغرض، ثم قال يا معشر الناس أليس قد أنصف من يحاج خصمه بملته وكتابه،
ونبيه وشريعته قالوا بأجمعهم نعم.
قال الرضا عليه السلام: فاعلموا أنه ليس بالامام بعد محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلا من قام بما قام
به محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حين يفضي الامر إليه وما يكون الامام إماما ولا يصح الإمامة إلا لمن
حاج الأمم بالبراهين الإمامة فقال رأس الجالوت: وما هذا الدليل على الامام.
قال أن يكون عالما بالتورية والإنجيل والفرقان الحكيم، فيحاج أهل التورية
بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل القران بقرآنهم حتى يكون عالما بالتورية و
الإنجيل والزبور والفرقان الحكيم، فيحاج كل أمة بكتابهم وأن يكون عالما بجميع
اللغات، حتى لا يخفى عليه لسان، ثم يكون مع ذلك تقيا نقيا من كل دنس طاهرا من
كل عيب، عادلا منصفا، حكيما، رؤوفا، رحيما، حليما، غفورا عطوفا، بارا صادقا
مشفقا أمينا مأمونا راتقا.
فقام إليه نصر بن مزاحم فقال: يا بن رسول الله ما تقول في جعفر بن محمد؟ فقال:
ما أقول في إمام شهدت الأمة قاطبة بأنه كل أعلم أهل زمانه قال: فما تقول في
موسى بن جعفر قال كان مثله، قال فان الناس قد تحيروا في أمره قال: إن موسى
ابن جعفر عمر برهة من دهره، فكان يكلم الأنباط بلسانهم ويكلم أهل خراسان
بالدرية وأهل الروم بالرومية ويكلم العجم بألسنتهم فكان يرد عليه من الآفاق علماء
اليهود والنصارى، فيحاجهم بكتبهم وألسنتهم.
فلما نفدت مدته وكان وقت وفاته أتاني مولى برسالته يقول: يا بني إن الاجل
فقد نفد والمدة قد انقضت وأنت وصي أبيك، فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان وقت زمانه
دعا عليا وأوصاه ودفع إليه صحيفة التي كان فيها الأسماء خص الله بها الأنبياء
102

والأوصياء. ثم قال يا علي ادن منى فدنا منه، ثم، قال اخرج لسانك فأخرجه فختمه
بخاتمه.
ثم قال يا علي، اجعل لساني في فيك فتمصه وابلع عنى كلما تجد في فيك، ففعل
علي ذلك، فقال إن الله فهمك ما فهمني وبصرك ما بصرني وأعطاك من العلم ما أعطاني
إلا النبوة فإنه لا نبي بعدي ثم كذلك إماما بعد امام، فلما قضي موسى عليه السلام علمت
كل لسان وكل كتاب وما كان وما سيكون بغير تعلم، وهذا سر الأنبياء أودعه الله
فيهم والأنبياء أودعوه إلى أوصيائهم ومن لم يعرف ذلك ويحققه فليس هو على شئ
ولا قوة الا بالله (1).
2 -
(باب)
* (احتجاجه مع سليمان المروزي) *
8 - ابن شهرآشوب قال: ومما أجاب عليه السلام بحضرة المأمون لصباح بن نصر
الهندي وعمران الصابي عن مسائلهما قال عمران: العين نور مركبة أم الروح تبصر
الأشياء من منظرها قال: العين شحمة وهو البياض والسواد والنظر للروح دليله أنك
تنظر فيه فترى صورتك في وسط والانسان لا يرى صورته الا في ماء أو مرآة وما أشبه
ذلك قال صباح فإذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة والنظر ذاهب قال عليه السلام
كالشمس طالعة يغشاها الظلام قال أين تذهب الروح.
قال عليه السلام: أين يذهب الضوء الطالع من الكوة إذا سدت الكوة قال أوضح
لي ذلك قال الروح مسكنها في الدماغ وشعاع منبث في الجسد بمنزلة الشمس دايرتها
في السماء وشعاعها منبسط في الأرض فإذا غابت الدايرة فلا شمس وإذا قطع الرأس فلا
روح قالا فما بال الرجل يلتحى دون المرأة.

(1) الخرائج: 406.
103

قال عليه السلام: زين الله الرجال باللحى وجعلها فضلا يستدل بها على الرجال
من النساء، قال عمران ما بال الرجل إذا كان مؤنثا والمرأة إذا كانت مذكرة قال عليه السلام
ذلك أن المرأة إذا حملت وصار الغلام منها في الرحم موضع الجارية كان مؤنثا وإذا
صارت الجارية موضع الغلام كانت مذكرة وذلك أن موضع الغلام في الرحم مما يلي
ميا منها والجارية مما يلي مياسرها، وربما ولدت المرأة ولدين في بطن واحد فان
عظم ثدياها جميعا تحمل تو أمين وإن عظم أحد ثديها كان ذلك دليلا على أنه تلد واحدا
لأنه إذا كان الثدي الأيمن أعظم كان المولود ذكر أو إذا كان الأيسر أعظم كان المولود أنثى
وإذا كانت حاملا فضمر ثديها الأيمن فإنها تسقط غلاما وإذا ضمر ثديها الأيسر فإنها
تسقط أنثى وإذا ضمر جميعا (1) قالا من أي شئ الطول والقصر في الانسان فقال عليه السلام
من قبل النطفة وإذا خرجت من الذكر فاستدارت جاء القصر و إن استطالت جاء الطول
قال صباح ما أصل الماء قال عليه السلام: أصل الماء خشية الله بعضه من السماء ويسلكه في
الأرض ينابيع وبعضه ماء عليه الأرضون وأصله واحد عذب فرات قال: فكيف منها
عيون نفطه وكبريت ومنها قار وملح وما أشبه ذلك قال عليه السلام غيره الجوهر وانقلبت كانقلاب
العصير خمرا وكما انقلبت الخمر فصارت خلا وكما يخرج من بين فرث ودم لبنا
خالصا قال فمن أين أخرجت أنواع الجواهر، قال انقلبت منها كانقلاب النطفة علقة
ثم خلقه مجتمعة مبنية على المتضادات الأربع قال عمران إذا كانت الأرض خلقت من
الماء والماء البارد رطب فكيف صارت الأرض باردة يابسة قال عليه السلام سلبت النداوة
فصارت يابسة قال الحر أنفع من البرد لان الحر من حر الحياة والبرد من برد
الموت وكذلك السموم القاتلة الحار منها أسلم وأقل ضررا من السموم الباردة (2).
9 - الصدوق - رحمه الله - قال حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه
رضي الله عنه -، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي، قال:
حدثني أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي، قال: حدثني من سمع

(1) كذا.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 - 406.
104

الحسن بن محمد النوفلي يقول: قدم سليمان المروزي متكلم خراسان على المأمون فأكرمه
ووصله.
ثم قال له: إن ابن عمي علي بن موسى قدم علي من الحجاز وهو يحب الكلام
وأصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته، فقال سليمان: يا أمير المؤمنين
إني أكره أن أسال مثله في مجلس في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلمني
ولا يجوز الاستقصاء عليه.
قال المأمون: إنما وجهت إليك لمعرفتي بقوتك وليس مرادي إلا أن تقطعه
عن حجة واحدة فقط: فقال سليمان: حسبك يا أمير المؤمنين. أجمع بيني وبينه
وخلني وإياه وألزم فوجه المأمون إلى الرضا عليه السلام، فقال: إنه قدم علينا رجل
من أهل مرو وهو واحد خراسان من أصحاب الكلام، فان خف عليك أن تتجشم
المصير إلينا فعلت.
فنهض عليه السلام للوضوء وقال لنا: تقدموني وعمران الصابي معنا، فصرنا إلى الباب
فاخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلاني على المأمون، فلما سلمت قال: أين أخي أبو الحسن
أبقاه الله قلت: خلفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدم، ثم قلت: يا أمير المؤمنين
إن عمران مولاك معي وهو بالباب، فقال: من عمران؟ قلت الصابئ الذي أسلم
على يدك.
قال: فليدخل فدخل فرحب به المأمون، ثم قال له: يا عمران لم تمت حتى
صرت من بني هاشم، قال: الحمد الله الذي شرفني بكم يا أمير المؤمنين، فقال له المأمون
يا عمران هذا سليمان المروزي متكلم خراسان، قال عمران: يا أمير المؤمنين إنه
يزعم أنه واحد خراسان في النظر وينكر البداء، قال: فلم لا تناظره؟ قال عمران:
ذلك إليه.
فدخل الرضا عليه السلام فقال: في أي شيئي كنتم؟ قال عمران: يا ابن رسول الله هذا
سليمان المروزي فقال سليمان: أترضى بابي الحسن وبقوله فيه؟ قال عمران: قد رضيت
بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة أحتج بها على نظرائي من أهل
105

النظر قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه؟
قال: وما أنكرت من البداء يا سليمان، والله عز وجل يقول: " أو لا يذكر الانسان
أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا " ويقول عز وجل: " وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده "
ويقول: " بديع السماوات والأرض " ويقول عز وجل: " يزيد في الخلق ما يشاء " ويقول
" وبدأ خلق الانسان من طين " ويقول عز وجل: " وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم
وإما يتوب عليهم " ويقول عز وجل: " وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في
كتاب ".
قال سليمان: هل رويت فيه شيئا عن آبائك؟ قال: نعم، رويت عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه قال: " إن لله عز وجل علمين، علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلا هو من ذلك
يكون البداء وعلما علمه ملائكته ورسله، فالعلماء من أهل بيت نبيه يعلمونه،
قال سليمان: أحب أن تنزعه لي من كتاب الله عز وجل قال عليه السلام: قول
الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم " فتول عنهم فما أنت بملوم " أراد
هلاكهم ثم بدا لله فقال: " وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين " قال سليمان: زدني
جعلت فداك.
قال الرضا عليه السلام: لقد أخبرني أبي عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الله
عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه: أن أخبر فلان الملك أني متوفيه إلى كذا وكذا
فاتاه ذلك النبي فأخبره فدعا الله الملك وهو على سريره حتى سقط من السرير،
فقال: يا رب أجلني يشب طفلي وأفضى أمري فأوحى الله عز وجل إلى ذلك النبي
أن ائت فلان الملك فأعلمه أني قد أنسيت في أجله وزدت في عمره خمس عشرة
سنة.
فقال ذلك النبي: يا رب إنك لتعلم أني لم أكذب قط، فأوحى الله عز وجل
إليه: إنما أنت عبد مأمور، فأبلغه ذلك والله لا يسأل عما يفعل، ثم التفت إلى سليمان
فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب قال: أعوذ بالله من ذلك، وما قالت اليهود؟
قال: قالت " يد الله مغلولة " يعنون أن الله قد فرغ من الامر فليس يحدث شيئا.
106

فقال الله عز وجل: " غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا " ولقد سمعت قوما سألوا أبي
موسى بن جعفر عليهما السلام عن البداء فقال: وما ينكر الناس من البداء وأن يقف الله قوما
يرجيهم لامره قال سليمان: ألا تخبرني عن " إنا أنزلناه في ليلة القدر " في أي شئ
أنزلت؟
قال الرضا: يا سليمان ليلة القدر يقدر الله عز وجل فيها ما يكون من السنة
إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شر، أو رزق فما قدره من تلك الليلة فهو من
المحتوم، قال سليمان: الآن قد فهمت جعلت فداك فزدني.
قال عليه السلام: يا سليمان إن من الأمور أمورا موقوفة عند الله تبارك وتعالى يقدم
منها ما يشاء ويؤخر ما يشاء، يا سليمان إن عليا عليه السلام كان يقول: العلم علمان: فعلم
علمه الله ملائكته ورسله، فما علمه ملائكته ورسله فإنه يكون ولا يكذب نفسه ولا
ملائكته ولا رسله.
وعلم عنده مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه يقدم منه ما يشاء ويؤخر
منه ما يشاء ويمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء، قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين لا
أنكر بعد يومى هذا البداء، ولا أكذب به إن شاء الله، فقال المأمون: يا سليمان سل
أبا الحسن عما بدا لك وعليك بحسن الاستماع والانصاف، قال: سليمان: يا سيدي
أسألك؟
قال الرضا عليه السلام: سل عما بدا لك قال: ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما وصفة
مثل حي وسميع وبصير وقدير، قال الرضا عليه السلام: إنما قلتم حدثت الأشياء واختلف
لأنه شاء وأراد ولم تقولوا حدثت واختلفت لأنه سميع وبصير، فهذا دليل على أنها
ليست بمثل سميع ولا بصير ولا قدير، قال سليمان: فإنه لم يزل مريدا.
قال يا سليمان فإرادته غيره قال نعم: قال: فقد أثبت معه شيئا غيره لم يزل
قال سليمان: ما أثبت، قال الرضا عليه السلام: أهي محدثة، قال سليمان لا ما هي محدثة،
فصاح المأمون وقال: يا سليمان مثله يعايا أو يكابر، عليك بالإنصاف أما ترى من حولك
107

من أهل النظر ثم قال: كلمه يا أبا الحسن فإنه متكلم خراسان، فأعاد عليه المسألة
فقال: هي محدثة.
يا سليمان فان الشئ إذا لم يكن أزليا كان محدثا، وإذا لم يكن محدثا كان
أزليا قال سليمان: إرادته منه كما أن سمعه منه وبصره منه وعلمه منه، قال الرضا عليه السلام:
فإرادته نفسه قال لا، قال عليه السلام: فليس المريد مثل السميع والبصير، قال سليمان:
إنما أراد نفسه كما سمع نفسه وأبصر نفسه وعلم نفسه.
قال الرضا عليه السلام: ما معنى أراد نفسه أراد أن يكون شيئا أو أراد أن يكون حيا
أو سميعا أو بصيرا أو قديرا؟! قال نعم: قال الرضا عليه السلام أفبإرادته كان ذلك؟! قال الرضا
عليه السلام فليس لقولك أراد، أن يكون حيا سميعا بصيرا معنى إذا لم يكن ذلك بإرادته
قال سليمان: بلى: قد كان ذلك بإرادته.
فضحك المأمون ومن حوله وضحك الرضا عليه السلام ثم قال لهم، ارفقوا بمتكلم
خراسان يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله وتغير عنها وهذا مما لا يوسف الله عز وجل
به، فانقطع، ثم قال الرضا عليه السلام يا سليمان أسألك مسالة، قال: سل جعلت فداك قال
أخبرني عنك وعن أصحابك تكلمون الناس بما يفقهون ويعرفون، أو بما لا يعرفون؟!
قال: بل بما يفقهون ويعرفون.
قال الرضا عليه السلام: فالذي يعلم الناس أن المريد غير الإرادة وأن المريد قبل
الإرادة وأن الفاعل قبل المفعول وهذا يبطل قولكم: إن الإرادة والمريد شئ واحد
قال: جعلت فداك ليس ذلك منه على ما يعرف الناس ولا على ما يفقهون، قال عليه السلام
فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة، وقلتم: الإرادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك
عندكم على ما لا يعرف ولا يعقل، فلم يحر جوابا.
ثم قال الرضا عليه السلام: يا سليمان هل يعلم الله عز وجل جميع ما في الجنة
والنار؟! قال سليمان نعم، قال: أفيكون ما علم الله عز وجل أنه يكون من ذلك؟
قال نعم، قال: فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ إلا كان، أيزيدهم أو يطويه عنهم؟!
قال سليمان بل يزيدهم، قال: فأراه في قولك: قد زادهم ما لم يكن في علمه أنه
108

يكون قال: جعلت فداك والمزيد لا غاية له.
قال عليه السلام: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك،
وإذا لم يحط علمه بما يكون فيها لم يعلم ما يكون فيها قبل أن يكون، تعالى الله
عن ذلك علوا كبيرا، قال سليمان: إنما قلت لا يعلمه لأنه لا غاية لهذا، لان الله
عز وجل وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا.
قال الرضا عليه السلام: ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لأنه قد يعلم ذلك
ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله عز وجل في كتابه: " كلما نضجت
جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " وقال عز وجل لأهل الجنة: " عطاء
غير مجذوذ " وقال عز وجل: " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة " فهو جل وعز يعلم
ذلك ولا يقطع عنهم الزيادة أرأيت ما أكل أهل الجنة وما شربوا أليس يخلف مكانه
قال: بلى، قال: أفيكون يقطع ذلك عنهم وقد أخلف مكانه؟! قال سليمان: لا قال:
فكذلك كل ما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم، قال سليمان: بل
يقطع عنهم فلا يزيدهم:
قال الرضا عليه السلام: إذا يبيد ما فيها، وهذا يا سليمان إبطال الخلود وخلاف
الكتاب، لان الله عز وجل يقول: " لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد " ويقول
عز وجل: " عطاء غير مجذوذ " ويقول عز وجل " وما هم منها بمخرجين " ويقول
عز وجل: " خالدين فيها أبدا " ويقول عز وجل " وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا
ممنوعة " فلم يحر جوابا.
ثم قال الرضا عليه السلام: يا سليمان ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم غير فعل:
قال بل هي فعل، قال: فهي محدثة لان الفعل كله محدث، قال: ليست بفعل،
قال: فمعه غيره لم يزل، قال سليمان: الإرادة هي الانشاء قال: يا سليمان هذا الذي
ادعيتموه على ضرار وأصحابه من قولهم: إن كل ما خلق الله عز وجل في سماء
أو أرض أو بحر أو بر، من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة الله عز وجل
وإن إرادة الله عز وجل تحيى وتموت، وتذهب، تأكل وتشرب وتنكح وتلد، وتظلم
109

وتفعل الفواحش وتكفر وتشرك، فتبرء منها وتعاديها، وهذا حدها قال سليمان:
إنها كالسمع والبصر والعلم.
قال الرضا عليه السلام: قد رجعت إلى هذا ثانية، فأخبرني عن السمع والبصر والعلم
أمصنوع قال سليمان: لا قال الرضا عليه السلام: فكيف نفيتموه فمرة قلتم لم يرد ومرة
قلتم أراد، وليست بمفعول له؟! قال سليمان! إنما ذلك كقولنا مرة علم ومرة لم
يعلم: قال الرضا عليه السلام: ليس ذلك سواء لان نفي المعلوم ليس بنفي العلم، ونفي
المراد نفي الإرادة أن تكون، لان الشئ إذا لم يرد لم يكن إرادة، وقد يكون العلم
ثابتا وإن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر فقد يكون الانسان بصيرا وإن لم يكن المبصر
ويكون العلم ثابتا وإن لم يكن المعلوم، قال سليمان: إنها مصنوعة.
قال عليه السلام: فهي محدثة ليست كالسمع والبصر لان السمع والبصر ليسا بمصنوعين
وهذه مصنوعة، قال سليمان: إنها صفة من صفاته لم تزل، قال: فينبغي أن يكون
الانسان لم يزل لان صفته لم تزل، قال سليمان لا لأنه لم يفعلها.
قال الرضا عليه السلام: يا خراساني ما أكثر غلطك، أفليس بإرادة وقوله تكون
الأشياء قال سليمان: لا، قال: فإذا لم يكن بإرادته ولا مشيته ولا أمره ولا بالمباشرة
فكيف يكون ذلك؟! تعالى الله عن ذلك، فلم يحر جوابا.
ثم قال الرضا عليه السلام: إلا تخبرني عن قول الله عز وجل: " وإذا أردنا أن نهلك
قرية أمرنا متر فيها ففسقوا فيها " يعني بذلك أنه يحدث إرادة؟! قال له نعم، قال
فإذا أحدث إرادة كان قولك: إن الإرادة هي هو أم شئ منه باطلا، لأنه لا يكون
أن يحدث نفسه ولا يتغير عن حاله، تعالى الله عن ذلك، قال سليمان: إنه لم يكن
عني بذلك أنه يحدث إرادة، قال: فما عني به؟ قال عني فعل الشئ.
قال الرضا عليه السلام: ويلك كم تردد هذه المسألة، وقد أخبرتك أن الإرادة محدثة
لان فعل الشئ محدث، قال: فليس لها معنى قال الرضا عليه السلام: قد وصف نفسه
عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له، فإذا لم يكن لها معنى قديم ولا حديث
بطل قولكم: إن الله لم يزل مريدا. قال سليمان: إنما عنيت أنها فعل من الله لم
110

يزل، قال: ألا تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وحديثا وقديما في حالة واحدة
فلم يحر جوابا.
قال الرضا عليه السلام: لا باس، أتمم مسألتك، قال سليمان: قلت: إن الإرادة صفة
من صفاته، قال الرضا عليه السلام: كم تردد علي أنها صفة من صفاته، وصفته محدثة أو
لم تزل؟! قال سليمان: محدثة، قال الرضا عليه السلام: الله أكبر فالإرادة محدثة،
وإن كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئا، قال الرضا عليه السلام: إن ما لم يزل
لا يكون مفعولا، قال سليمان: ليس الأشياء إرادة ولم يرد شيئا.
قال الرضا عليه السلام: وسوست يا سليمان فقد فعل وخلق ما لم يرد خلقه
ولا فعله، وهذه صفة من لا يدري ما فعل، تعالى الله عن ذلك. قال سليمان: يا سيدي
قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم، قال المأمون: ويلك يا سليمان كم هذا
الغلط والتردد اقطع هذا وخذ في غيره إذا لست تقوي على هذا الرد.
قال الرضا عليه السلام: دعه يا أمير المؤمنين لا تقطع عليه مسألته فيجعلها
حجة، تكلم يا سليمان، قال: قد أخبرتك أنها كالسمع والبصر والعلم، قال الرضا
عليه السلام: لا باس، أخبرني عن معنى هذه، أمعنى واحد أم معان مختلفة؟! قال
سليمان: بل معنى واحد، قال الرضا عليه السلام: فمعنى الإرادات كلها معنى واحد
قال سليمان: نعم.
قال الرضا عليه السلام: فإن كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام وإرادة
القعود وإرادة الحياة وإرادة الموت إذا كانت إرادته واحدة لم يتقدم بعضها بعضا ولم
يخالف بعضها بعضا، وكان شيئا واحدا قال سليمان: إن معناها مختلف، قال عليه
السلام فأخبرني عن المريد أهو الإرادة أو غيرها؟ قال سليمان: بل هو الإرادة.
قال الرضا عليه السلام: فالمريد عندكم يختلف إن كان هو الإرادة؟ قال: يا
سيدي ليس الا إرادة المريد، قال عليه السلام فالإرادة محدثة، وإلا فمعه غيره أفهم
وزد في مسألتك. قال سليمان: فإنها اسم من أسمائه، قال الرضا عليه السلام: هل
111

سمى نفسه بذلك؟ قال سليمان، لا لم يسم نفسه بذلك قال الرضا عليه السلام: فليس
لك أتسميه بما لم يسم به نفسه؟ قال: قد وصف نفسه بأنه مريد.
قال الرضا عليه السلام: ليس صفته نفسه أنه مريد إخبارا عن أنه إرادة ولا إخبارا عن
أن الإرادة اسم من أسمائه، قال سليمان لان إرادته علمه، قال الرضا عليه السلام: يا جاهل
فإذا علم الشئ فقد أراده، قال سليمان: أجل، قال عليه السلام: فإذا لم يرده لم يعلمه، قال
سليمان: أجل، قال عليه السلام: من أين قلت ذاك، وما الدليل على أن إرادته علمه وقد
يعلم مالا يريده أبدا، وذلك قوله عز وجل: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك "
فهو يعلم كيف يذهب به ويذهب به أبدا قال سليمان: لأنه قد فرغ من الامر فليس
يزيد فيه شيئا.
قال الرضا عليه السلام: هذا قول اليهود، فكيف قال عز وجل " ادعوني أستجب لكم "
قال سليمان: إنما عني بذلك أنه قادر عليه، قال عليه السلام: أفيعد مالا يفي به؟ فكيف
قال عز وجل " يزيد في الخلق ما يشاء " وقال عز وجل: " يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده
أم الكتاب " وقد فرغ الامر فلم يحر جوابا.
قال الرضا عليه السلام: يا سليمان هل يعلم أن إنسانا يكون ولا يريد أن يخلق
إنسانا أبدا وأن إنسانا يموت اليوم ولا يريد أن يموت اليوم؟
قال سليمان نعم: قال الرضا عليه السلام: فيعلم أنه يكون ما يريد أن يكون أو يعلم
أنه يكون ما لا يريد أن يكون؟! قال: يعلم أنهما يكونان جميعا، قال الرضا عليه السلام:
إذن يعلم أن إنسانا حي ميت، قائم قاعد، أعمى بصير في حال واحدة وهذا هو المحال
قال: جعلت فداك فإنه يعلم أنه يكون أحدههما دون الآخر.
قال عليه السلام: لا باس فأيهما يكون؟ الذي أراد أن يكون، أو الذي لم يرد أن يكون
قال سليمان: الذي أراد أن يكون فضحك الرضا عليه السلام والمأمون وأصحاب المقالات
قال الرضا عليه السلام: غلطت وتركت قولك: إنه يعلم أن إنسانا يموت اليوم وهو لا يريد
أن يموت اليوم وإنه يخلق خلقا وهو لا يريد أن يكون، قال سليمان: فإنما قولي:
إن الإرادة ليست هو ولا غيره.
112

قال الرضا عليه السلام: يا جاهل إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره وإذا قلت:
ليست هي غيره فقد جعلتها هو، قال سليمان: فهو، يعلم فكيف يصنع الشئ قال عليه السلام:
نعم، قال سليمان: فان ذلك إثبات للشئ قال الرضا عليه السلام: أحلت لان الرجل
قد يحسن البناء وإن لم يبن ويحسن الخياط وإن لم يخط ويحسن صنعة الشئ وإن لم
يصنعه أبدا.
ثم قال له: يا سليمان هل يعلم أنه واحد لا شئ معه؟! قال: نعم: قال: أفيكون
ذلك إثباتا للشئ؟! قال سليمان: ليس يعلم أنه واحد لا شئ معه: قال الرضا عليه السلام
أفتعلم أنت ذاك؟! قال فأنت يا سليمان أعلم إذا قال سليمان: المسألة محال: قال: محال
عندك أنه واحد لا شئ معه، وأنه سميع، بصير، حكيم، عليم وقادر؟! قال: نعم: قال
عليه السلام: فكيف أخبر الله عز وجل أنه واحد حتى سميع، بصير، عليم خبير وهو لا يعلم
ذلك، وهذا رد ما قال وتكذيبه، تعالى الله عن ذلك.
ثم، قال الرضا عليه السلام: فكيف يريد صنع مالا يدرى صنعه، ولا ما هو؟! وإذا
كان الصانع لا يدري كيف صنع الشئ قبل أن يصنعه فإنما هو متحير، تعالى الله عن
ذلك، قال سليمان: فان الإرادة القدرة، قال الرضا عليه السلام وهو عز وجل يقدر على
مالا يريده أبدأ، ولا بد من ذلك لأنه قال تبارك وتعالى: " ولئن شئنا لنذهبن بالذي
أوحينا إليك "، فلو كانت الإرادة هي القدرة، كان قد أراد أن يذهب به لقدرته،
فانقطع سليمان، قال المأمون عند ذلك: يا سليمان هذا أعلم هاشمي، ثم تفرق
القوم. (1)

(1) التوحيد: 441 - 454.
113

3 -
(باب)
* (احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون) *
10 - علي بن شعبة مرسلا قال: لما حضر علي بن موسى عليهما السلام مجلس المأمون
وقد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق وخراسان: فقال المأمون: أخبروني عن معنى
هذه الآية: " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " الآية، فقالت العلماء: أراد الله
الأمة كلها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن؟.
فقال الرضا عليه السلام: لا أقول. كما قالوا ولكن أقول: أراد الله تبارك وتعالى
بذلك العترة الطاهرة عليهم السلام: وقال المأمون: وكيف عنى العترة دون الأمة؟ فقال
الرضا عليه السلام: لو أراد الأمة لكانت بأجمعها في الجنة، لقول الله: " فمنهم ظالم لنفسه
ومنهم مقتصد، ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ".
ثم جعلهم في الجنة، فقال عز وجل: " جنات عدن يدخلونها " فصارت الوراثة
للعترة الطاهرة لا لغيرهم، ثم قال الرضا عليه السلام: ثم الذين وصفهم الله في كتابه فقال:
" إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وهم الذين قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا
حتى يردا على الحوض ". انظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيها الناس لا تعلموهم فإنهم
أعلم منكم.
قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآل، فقال
الرضا عليه السلام: هم الآل. فقالت العلماء: فهذا رسول الله يؤثر عنه أنه قال: " أمتي
آلي " وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه: " آل محمد أمته "
فقال الرضا عليه السلام: أخبروني هل تحرم الصدقة على آل محمد؟ قالوا: نعم. قال عليه السلام:
فتحرم على الأمة؟ قالوا: لا.
114

قال عليه السلام: هذا فرق بين الآل وبين الأمة. ويحكم أين يذهب بكم، أصرفتم
عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على
المصطفين المهتدين دون سائرهم؟!
قالوا: من أين قلت يا أبا الحسن؟ قال عليه السلام: من قول الله: " لقد أرسلنا نوحا
وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد، وكثير منهم فاسقون "
فصارت وراثة النبوة والكتاب في المهتدين دون الفاسقين.
أما علمتم أن نوحا سال ربه، وقال " رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق "
وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله، فقال له ربه تبارك وتعالى " إنه ليس من أهلك
إنه عمل غير صالح، فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين "
فقال المأمون: فهل فضل الله العترة على سائر الناس.
فقال الرضا عليه السلام: إن الله العزيز الجبار فضل العترة على سائر الناس في
محكم كتابه. قال المأمون: أين ذلك من كتاب الله فقال الرضا عليه السلام: في قوله تعالى:
" إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من
بعض " وقال في موضع آخر: " أم يحسدون النس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا
آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ".
ثم رد المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: " يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " يعنى الذين أورثهم الكتاب والحكمة
وحسدوا عليهما بقوله: " أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل
إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما "، يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين
والملك ههنا الطاعة لهم.
قالت العلماء: هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر
الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا فأول ذلك قول الله: " وأنذر
عشيرتك الأقربين - ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابتة في مصحف
عبد الله بن مسعود - فلما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن خنس هذه الآية
115

وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل فهذه واحدة.
والآية الثانية في الاصطفاء قول الله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا " وهذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين.
والآية الثالثة حين ميز الله الطاهر بن من خلقه مر نبيه في آية الابتهال، فقال:
قل يا محمد - تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل
فنجعل لعنة الله على الكاذبين " فأبرز النبي صلى الله عليه وآله عليا والحسنين وفاطمة عليهم السلام فقرن
أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله: وأنفسنا وأنفسكم، قالت العلماء: عنى
به نفسه.
قال أبو الحسن عليه السلام: غلطتم، إنما عنى به عليا عليه السلام ومما يدل على ذلك قول
النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: لينتهين بنو وليعة أولا بعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى عليا
عليه السلام: فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد. وفضل لا يختلف فيه بشر. وشرف لا يسبقه إليه
خلق، إذا جعل نفس علي عليه السلام كنفسه فهذه الثالثة.
وأما الرابعة: فاخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة حين تكلم الناس في
ذلك وتكلم العباس، فقال: يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ما أنا تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم، وفي هذا بيان قوله لعلى عليه السلام:
" أنت منى بمنزلة هارون من موسى " قالت العلماء: فأين هذا من القرآن.
قال أبو الحسن عليه السلام أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم، قالوا: هات. و
قال عليه السلام قول الله عز وجل: " وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر
بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة " في هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها أيضا منزلة
على عليهم السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومع هذا دليل ظاهر في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين قال:
" إن هذا المسجد لا يحل لجنب ولا لحائض إلا لمحمد وآل محمد ". فقالت العلماء: هذا
الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم - معشر أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال أبو الحسن عليه السلام: ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " أنا
مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها " ففيما أوضحنا وشرحنا
116

من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة مالا ينكره إلا معاند. ولله عز وجل
الحمد على ذلك، فهذه الرابعة.
وأما الخامسة فقول الله عز وجل: " وآت ذا القربى حقه " خصوصية خصهم
الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الأمة. فلما نزلت هذه الآية على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قال: ادعو لي فاطمة فدعوها له. فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك يا رسول الله
فقال. إن فدك لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين. وقد
جعلتها لك لما أمرني الله به فخذيها لك ولو لدك. فهذه الخامسة.
وأما السادسة: فقول الله عز وجل: " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في
القربى " فهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم دون الأنبياء وخصوصية للآل دون غيرهم و
ذلك أن الله حكى عن الأنبياء في ذكر نوح عليه السلام يا قوم لا أسألكم عليه مالا إن
أجرى إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أريكم قوما
تجهلون ".
وحكى عن هود عليه السلام قال: " لا أسألكم عليه أجرا إن أجرى إلا على الذي
فطرني أفلا تعقلون " وقال لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ".
ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى
ضلالة أبدا.
وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم
قلب، فأحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على المؤمنين شئ إذ فرض عليهم
مودة ذي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله صلى الله عليه وآله وأحب أهل بيته عليهم السلام لم يستطع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبغضه. ومن تركها ولم يأخذها وأبغض أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله فعلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبغضه، لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله. وأي فضيلة وأي
شرف يتقدم هذا.
ولما أنزل الله هذه الآية على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم " و " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة
في القربى " قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه وقال: " أيها الناس
117

إن الله قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه " فلم يجبه أحد، فقام فيهم يوما ثانيا،
فقال مثل ذلك، فلم يجبه أحد.
فقام فيهم يوم الثالث، فقال: " أيها الناس إن الله قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم
مؤدوه " فلم يجبه أحد فقال: أيها الناس إنه ليس ذهبا ولا فضة ولا مأكولا ولا مشروبا
قالوا: فهات إذا؟ فتلا عليهم هذه الآية. فقالوا أما هذا فنعم، فما وفى به أكثرهم.
ثم قال أبو الحسن عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه، عن الحسين بن -
علي عليهم السلام قال: اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: إن لك
يا رسول الله مؤنة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم
فيها بارا مأجورا، أعط ما شئت وأمسك ما شئت من غير حرج.
فأنزل الله عز وجل عليه الروح الأمين فقال: يا محمد " قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى " لا تؤذوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال أناس منهم: ما حمل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شئ
افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما، فأنزل الله هذه الآية: " أم يقولون افتراه
قل إن افتراه فلا تملكون لي من الله شيئا هم أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني
وبينكم وهو الغفور الرحيم ".
فبعث إليهم النبي صلى الله عليه وآله فقال: هل من حدث؟ فقالوا: اي والله يا رسول الله لقد
تكلم بعضنا كلاما عظيما فكرهناه، فتلا عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبكوا واشتد بكاؤهم
فأنزل الله تعالى: " وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، ويعلم ما تفعلون "
فهذه السادسة.
وأما السابعة فيقول الله: " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا
صلوا عليه وسلموا تسليما " وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول
الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك؟ فقال: تقولون. " اللهم صل على
محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " وهل بينكم معاشر
الناس في هذا اختلاف؟ قالوا: لا. فقال المأمون: هذا مالا اختلاف فيه أصلا وعليه
118

الاجماع فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا القرآن؟
قال أبو الحسن عليه السلام: أخبروني عن قول الله " يس والقرآن الحكيم * إنك
لمن المرسلين * على صراط مستقيم " فمن عنى بقوله: يس: قال العلماء: يس محمد
ليس فيه شك، قال أبو الحسن عليه السلام: أعطى الله محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لم يبلغ
أحد كنه وصفه لمن عقله وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء صلوات الله
عليهم.
فقال تبارك وتعالى: سلام على نوح في العالمين " وقال: " سلام على إبراهيم "
وقال: " سلام على موسى وهارون " ولم يقل: سلام على آل نوح. ولم يقل: سلام على
" آل إبراهيم ولا قال: سلام على آل موسى وهارون وقال عز وجل سلام على آل يس: "
يعنى آل محمد. فقال المأمون: لقد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه. فهذه السابعة.
واما الثامنة فقول الله عز وجل: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه
وللرسول ولذي القربى " فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فهذا
فصل بين الآل والأمة، لان الله جعلهم في حيز وجعل الناس كلهم في حيز دون ذلك، ورضي
لهم ما رضي لنفسه، واصطفاهم فيه وابتدأ بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى في كل
ما كان من الفيئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله
الحق: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ".
فهذا توكيد مؤكد وأمر دائم لهم إلى يوم القيمة في كتاب الله الناطق الذي " لا
يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد " وأما قوله: واليتامى
والمساكين " فان اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من المغانم ولم يكن له نصيب وكذلك
المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم ولا يحل له أخذه وسهم ذي
القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغني والفقير، لأنه لا أحد أغنى من الله ولا من رسوله
صلى الله عليه وآله وسلم.
فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله صلى الله عليه وآله، سهما فما رضي لنفسه ولرسوله رضيه
لهم وكذلك الفئ ما رضيه لنفسه، ولنبيه صلى الله عليه وآله وسلم رضيه لذي القربى كما جاز لهم في الغنيمة
119

فبدأ بنفسه، ثم برسوله صلى الله عليه وآله وسلم ثم بهم وقرن سهم بسهم الله وسهم رسوله صلى الله عليه وآله وكذلك
في الطاعة قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر
منكم ".
فبدأ بنفسه، ثم برسوله صلى الله عليه وآله، ثم باهل بيته وكذلك آية الولاية " إنما وليكم
الله ورسوله والذين آمنوا " " فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما
جعل سهمه مع سهم الرسول مقرونا بأسهم في الغنيمة والفيئ فتبارك الله ما أعظم
نعمته على أهل هذا لبيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه عز ذكره ونزه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ونزه أهل بيته عنها.
فقال: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي
الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله " فهل تجد في شئ من ذلك
أنه جعل لنفسه سهما، أو لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم أو لذي القربى لأنه لما نزههم عن الصدقة نزه
نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته لا بل حرم عليهم، لان الصدقة محرمة على محمد وأهل
بيته وهي أوساخ الناس لا تحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ورسخ، فلما طهرهم
واصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه.
وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه: " فاسألوا أهل
الذكر إن كنتم لا تعلمون ". فقال العلماء إنما عني بذلك اليهود والنصارى. قال أبو -
الحسن عليه السلام وهل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم ويقولون إنه أفضل من
دين الاسلام؟؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن؟
قال: نعم الذكر رسول الله ونحن أهله وذلك بين في كتاب الله يقوله في سورة الطلاق:
" فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم
آيات مبينات " فالذكر رسول الله ونحن أهله. فهذه التاسعة.
وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آية التحريم: " حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم
وأخواتكم إلى آخرها " أخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابنتي أو ما تناسل من صلبي
لرسول الله أن يتزوجها لو كان حيا؟، قالوا لا. قال عليه السلام: فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم
120

تصلح له أن يتزوجها، قالوا: بلى. قال فقال عليه السلام: ففي هذا بيان أنا من آله ولستم
من آله لو كنتم من آله لحرمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتي، لأنا من
آله وأنتم من أمته، فهذا فرق بين الآل والأمة إذا لم تكن الآل فليست منه. فهذه
العاشرة.
وأما الحادية عشرة فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل: " وقال رجل
مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات
من ربكم " الآية. فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه
وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله صلى الله عليه وآله بولادتنا منه وعممنا الناس بدينه،
فهذا فرق ما بين الآل والأمة. فهذه الحادية عشر.
واما الثانية عشرة قوله: " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " فخصنا بهذه الخصوصية
إذا أمرنا مع أمره، ثم خصنا دون الأمة، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجئ إلى باب علي
وفاطمة عليهما السلام بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كل يوم عند حضور كل صلاة خمس
مرات فيقول: " الصلاة يرحمكم الله " وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء بهذه
الكرامة التي أكرمنا الله بها وخصنا من جميع أهل بيته فهذا فرق ما بين الآل والأمة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه (1).
11 - الصدوق - رحمه الله قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن
الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن عمر الكاتب، عن محمد بن زياد القلزمي عن
محمد بن أبي زياد الجدي صاحب الصلاة بجدة، قال: حدثني محمد بن يحيى بن عمر بن علي
ابن أبي طالب عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يتكلم بهذا الكلام عند المأمون
في التوحيد:
قال: ابن أبي زياد: ورواه لي وأملى أيضا أحمد بن عبد الله العلوي مولى لهم
وخالا لبعضهم، عن القاسم بن أيوب العلوي، أن المأمون لما أراد أن يستعمل الرضا
عليه السلام جمع بني هاشم، فقال لهم: إني أريد أن أستعمل الرضا على هذا الامر من بعدي،

(1) تحف العقول: 313.
121

فحسده بنو هاشم، وقالوا: أتولي رجلا جاهلا ليس له بصر بتدبير الخلافة، فابعث
إليه رجلا يأتناه فترى من جهله ما تستدل به عليه فبعث إليه، فاتاه.
فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن اصعد المنبر وانصب لنا علما نعبد الله عليه،
فصعد عليه السلام المنبر، فقعد مليا لا يتكلم مطرقا، ثم انتقض انتقاضة واستوى قائما وحمد الله
تعالى وأثنى عليه وصلى على نبيه وأهل بيته ثم قال: أول عبادة الله تعالى معرفته،
وأصل معرفة الله توحيده، ونظام توحيد الله تعالى نفى الصفات عنه، لشهادة العقول
أن كل صفة وموصوف مخلوق، وشهادة كل موصوف أن له خالقا ليس بصفة ولا
موصوف، وشهادة كل صفة وموصوف بالاقتران.
وشهادة الاقتران بالحدوث وشهادة الحدوث بالامتناع من الأزل الممتنع من
الحدوث، فليس الله، من عرف بالتشبيه ذاته، ولا إياه وحده من اكتنهه ولا حقيقته
أصاب من مثله، ولا به صدق من نهاه ولا صمده من أشار إليه، ولا إياه عنى من شبهه
ولا له تذلل من بعضه ولا إياه أراد من توهمه.
كل معروف بنفسه مصنوع، وكل قائم في سواء معلول، بصنع الله يستدل
عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفطرة تثبت حجته، خلق الله الخلق حجابا بينه
وبينهم ومباينته إياهم ومفارقته أينيتهم وابتداءه إياهم دليلهم على أن لا ابتداء له
بعجز كل مبتداء عن ابتداء غيره وأدوات إياهم دليلهم على أن لا أدوات فيه، لشهادة
الأدوات بفاقة المادين.
فأسمائه تعبير وأفعاله تفهيم، وذاته حقيقة، وكنهه تفريق، بينه وبين خلقه،
وغيوره تحديد لما سواه، فقد جهل الله من استوصفه، وقد تعداه من اشتمله، وقد أخطاه
من اكتنهه، ومن قال: كيف؟ فقد شبهه ومن قال: لم فقد علله ومن قال متى؟ فقد
وقته، ومن قال: فيم؟ فقد ضمنه ومن قال: إلى م؟ فقد نهاه، ومن قال: حتى م؟
فقد غياه، ومن غياه فقد غاياه، ومن غاياه فقد جزاه ومن جزأه فقد وصفه، ومن وصفه فقد
ألحد. فيه ولا يتغير الله بانغيار المخلوق كما لا يتحدد بتحديد المحدود أحد لا بتأويل عدد
ظاهر لا بتأويل المباشرة متجلي لا باستقلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة،
122

قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار، مقدر لا بحول
فكرة، مدبر لا بحركة، مريد لا بهمامة، شاء لا بهمة، مدرك لا بمحسة، سميع لا بآلة،
بصير لا بأداة.
لا تصحبه الأوقات ولا تضمنه الأماكن، ولا تأخذه السنات، ولا تحده الصفات،
ولا تقيده الأدوات سابق الأوقات كونه والعدم وجوده والابتداء أزله، بتشعيره المشاعر
عرف أن لا مشعر له، وبتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له وبمضادته بين الأشياء عرف
أن لا ضد له، وبمقارنته بين الأمور عرف أن لا قرين له، ضاد النور بالظلمة والجلاية بالبهم
والحسو بالبلل، والصرد بالحرور.
مؤلف بين متعادياتها، مفرق بين متدانياتها دالة بتفريقها على مفرقها، و
بتأليفها على مؤلفها، ذلك قوله تعالى: " ومن كل شئ خلقنا زوجين لعلكم تذكرون "
ففرق بها بين قبل وبعد ليعلم أن لا قبل له ولا بعد، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها
دالة بتفاوتها، أن لا تفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها.
حجب بعضها عن بعض، ليعلم أن لا حجاب بينه وبينها غيرها، له معنى الربوبية
إذ لأمر بوب، وحقيقة الإلهية إذ لا مألوه، معنى العالم ولا معلوم، ومعنى الخالق ولا
مخلوق، وتأويل السمع ولا مسموع، ليس مذ خلق استحق معنى الخالق، ولا باحداثه
البرايا استفاد معنى البرائية، كيف ولا تغيبه " مذ " ولا تدنيه " قد " ولا يحجبه " لعل "
ولا توقته " متى " ولا يشتمله " حين " ولا تقاربه " مع ".
إنما تحد الأدوات أنفسها وتشير الآلة إلى نظائرها، وفي الأشياء يوجد أفعالها
منعتها مذ القديمة وحمتها قد مذ الأزلية، لولا الكلمة افترقت فدلت على مفرقها وتباينت
فأعربت عن مبانيها لما تجلى صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤية، وإليها تحاكم
الأوهام: وفيها أثبت غيره، ومنها أنبط الدليل. وبها عرفها الاقرار وبالعقول يعتقد
التصديق بالله.
وبالاقرار يكمل الايمان به، ولا ديانة إلا بعد معرفة، ولا معرفة إلا بالاخلاص
ولا إخلاص مع التشبيه، ولا نفى مع إثبات الصفات للتشبيه، فكل ما في الخلق لا يوجد
123

في خالقه، وكل ما يمكن فيه يمتنع في صانعه، لا تجرى عليها الحركة والسكون، وكيف
يجرى عليه ما هو أجراه أو يعود فيه ما هو ابتداه؟! إذا لتفاوتت ذاته ولتجزء كنهه
ولا امتنع من الأزل معناه.
ولما كان للبارئ معنى غير معنى المبروء، ولو حد له وراء إذا لحد له أمام، ولو
التمس له التمام إذا لزمه النقصان، كيف يستحق الأزل من لا يمتنع من الانشاء
وإذا لقامت فيه آية المصنوع، ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه، ليس في مجال
القول حجة، ولا في المسألة عنه جواب، ولا في معناه لله تعظيم، ولا في إبانته عن الخلق
ضيم إلا بامتناع الأزلي أن يثني، ولما لا بدئ له أن يبتدء لا إله إلا الله العلي العظيم
كذب العاد لون وضلوا ضلالا بعيدا وخسروا خسرانا مبينا وصلى الله علي محمد وأهل
بيته الطاهرين (1).
12 - عنه قال حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي - رضي الله عنه - قال:
حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوري، عن علي بن محمد بن الجهم، قال:
حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهما السلام، فقال له المأمون: يا بن
رسول الله أليس من قولك: أن الأنبياء معصومون؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول
الله عز وجل: " فعصى آدم ربه فغوي ".
فقال عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى قال لآدم: أسكن أنت وزوجك الجنة و
كلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة " وأشار لهما إلى شجرة الحنطة " فتكونا
من الظالمين: " ولم يقل لهما: لا تأكلا من غيرها، لما أن وسوس الشيطان إليهما وقال:
" ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة " وإنما ينهاكما أن تقربا غيرها، ولم ينهكما عن
الاكل منها " إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمها إني لكما لمن
الناصحين ".
ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف بالله كاذبا " فدلاهما بغرور

(1) عيون الأخبار: 1 - 149.
124

فأكلا منها " ثقة بيمينه بالله وكان ذلك من آدم قبل النبوة، ولم يكن ذلك بذنب كبير
استحق به دخول النار، وإنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل
نزول الوحي عليهم، فلما اجتباه الله تعالى وجعله نبيا كان معصوما، لا يذنب صغيرة
ولا كبيرة، قال الله عز وجل: " وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه، فتاب عليه فهدى "
وقال عز وجل: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " فقال
له المأمون: فما معنى قول الله عز وجل: " فلما أتاهما صالحا جعلا له شركاء فيما
آتاهما ".
فقال له الرضا عليه السلام: إن حواء ولدت لآدم خمس مأة بطن ذكرا وأنثى، و
أن آدم عليه السلام وحواء عاهدا الله عز وجل ودعواه، وقالا. " لئن آتيتنا صالحا لنكونن
من الشاكرين فلما آتاهما صالحا " من النسل خلقا سويا بريا من الزمانة والعاهة و
كان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا وصنفا إناثا، فجعل الصنفان لله تعالى ذكره شركاء فيما
آتاهما ولم يشكراه كشكر أبويهما له عز وجل قال الله تبارك، وتعالى: " فتعالى الله
عما يشركون ".
فقال المأمون: أشهد أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حقا، فأخبرني عن قول الله
عز وجل في حق إبراهيم عليه السلام: " فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى "
فقال الرضا عليه السلام: إن إبراهيم وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة، وصنف يعبد
القمر، وصنف يعبد الشمس، وذلك حين خرج من السرب الذي أخفى فيه " فلما
جن عليه الليل " فرأى الزهرة " قال: " هذا ربي " على الانكار والاستخبار، " فلما
أفل " الكوكب قال " لا أحب الآفلين " لان الأفول من صفات المحدث، لا من صفات
القدم.
فلما رأى القمر بازغا قال: " هذا ربي " علي الانكار والاستخبار: " فلما أفل
قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين " يقول: لو لم يهدني ربي لكنت
من القوم الضالين، " فلما أصبح " ورأي الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر من الزهرة
والقمر على الانكار والاستخبار، لا على الاخبار و الاقرار " فلما أفلت " قال للأصناف
125

الثلاثة من عبدة الزهرة والقمر والشمس: " يا قوم إني برئ مما تشركون إني وجهت
وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ".
وإنما أراد إبراهيم عليه السلام بما قال أن يبين لهم بطلان دينهم، ويثبت عندهم
أن العبادة لا تحق لما كان بصفة الزهرة والقمر والشمس، وإنما تحق العبادة لخالقها
وخالق السماوات والأرض، وكان ما احتج به على قومه مما ألهمه الله تعالى وآتاه كما
قال الله عز وجل: " وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه "
فقال المأمون: لله درك يا بن رسول الله فأخبرني عن قول إبراهيم عليه السلام: " رب
أرني كيف تحيى الموتى قال أو لم تؤمن، قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " قال الرضا
عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى كان أوحى إلى إبراهيم عليه السلام: أني متخذ من عبادي خليلا
إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس إبراهيم: أنه ذلك الخليل، فقال:
" رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي " على
الخلة.
قال: " فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن
جزءا ثم أدعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم " فاخذ إبراهيم عليه السلام نسرا
وطاووسا وبطا وديكا، فقطعهن وخلطهن، ثم جعل على كل جبل من الجبال التي
حوله، وكانت عشرة منهن جزء، وجعل مناقيرهن بين أصابعه، ثم دعاهن بأسمائهن
ووضع عنده حبا وماء، فتطايرت تلك الأجزاء بعضها إلى بعض حتى استوت
الأبدان، وجاء كل بدن حتى انضم إلى رقبته ورأسه.
فخلى إبراهيم عليه السلام عن مناقيرهن، فطرن، ثم وقعن فشربن من ذلك الماء
والتقطن من ذلك الحب وقلن: يا نبي الله أحييتنا، أحياك الله، فقال إبراهيم: بل
الله يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير، قال المأمون: بارك الله فيك يا أبا الحسن
فأخبرني عن قول الله عز وجل " فوكزه موسى فقضى عليه قال: هذا من عمل الشيطان ".
قال الرضا عليه السلام: إن موسى دخل مدينة عن مدائن فرعون على حين غفلة
من أهلها، وذلك بين المغرب والعشاء فوجد فيها رجلين يقتلان هذا من شيعته وهذا
126

من عدوه، فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه " فقضى موسى على العدو "
وبحكم الله تعالى ذكره " فوكزه " فمات " قال " هذا من عمل الشيطان " يعنى الاقتتال
الذي كان وقع بين الرجلين، لا ما فعله موسى عليه السلام من قتله إنه يعنى الشيطان " عدو
مضل مبين ".
فقال المأمون: فما معنى قول موسى " رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي " قال:
يقول: إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولي هذه المدينة " فاغفر لي " أي استرني
من أعدائك لئلا يظفروا بي فيقتلوني " فغفر له إنه هو الغفور الرحيم " قال موسى
عليه السلام: " رب بما أنعمت علي " من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة " فلن أكون ظهيرا
للمجرمين " بل أجاهد في سبيلك بهذه القوة حتى رضي " فأصبح " موسى عليه السلام " في
المدينة خائفا يترقب فإذا الذي استنصره بالأمس يستصرخه " على آخر " قال
موسى إنك لغوي مبين " قاتلت رجلا بالأمس وتقاتل هذا اليوم، لا وذينك وأراد أن
يبطش به.
" فلما أراد أن يبطش بالذي هو عدو لهما " وهو من شيعته، " قال موسى أتريد
أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض وما تريد
أن تكون من المصلحين " قال المأمون: جزاك الله عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن،
فما معنى قول موسى لفرعون: " فعلتها إذا وأنا من الضالين ".
قال الرضا عليه السلام: إن فرعون قال لموسى: لما أتاه: " وفعلت فعلتك التي فعلت
وأنت من الكافرين " بي " قال " موسى: " فعلتها إذا وأنا من الضالين " عن الطريق
بوقوعي إلى مدينة من مدائنك، " ففررت منكم لما خفتكم فوهب لي ربي حكما
وجعلني من المرسلين " وقد قال الله عز وجل لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم: " ألم يجدك يتيما فآوى "
يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس " ووجدك ضالا " يعنى عند قومك " فهدى "
أي هديهم إلى معرفتك " ووجدك عائلا فأغنى " يقول: أغناك بان جعل دعائك
مستجابا.
قال المأمون: بارك الله فيك يا بن رسول الله، فما معنى قول الله عز وجل:
127

" فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني " كيف
يجوز أن يكون كلم الله موسى بن عمران عليه السلام لا يعلم أن الله تبارك وتعالى ذكره
لا يجوز عليه الرؤية حتى يسأله هذا السؤال؟
فقال الرضا عليه السلام: إن كليم الله موسى بن عمران عليه السلام علم أن الله تعالى أعز
أن يرى بالابصار، ولكنه لما كلمه الله عز وجل وقربه نجيا، رجع إلى قومه
فأخبرهم أن الله عز وجل كلمه وقربه وناجاه، فقالوا " لن نؤمن لك " حتى
نستمع كلامه كما سمعت وكان القوم سبعمأة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفا،
ثم اختار منهم سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعمائة، ثم اختار منهم سبعين رجلا
لميقات ربهم.
فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل وصعد موسى إلى الطور
وسئل الله تعالى: أن يكلمه، ويسمعهم كلامه، فكلمه الله تعالى ذكره وسمعوا
كلامه من فوق وأسفل ويمين وشمال ووراء وأمام، لان الله عز وجل أحدثه في الشجرة
وجعله منبعثا منها حتى سمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: " لن نؤمن لك " بان
هذا الذي سمعناه كلام الله: " حتى نرى الله جهرة ".
فلما قالوا هذا القول العظيم واستكبروا وعتوا بعث الله عز وجل عليهم صاعقة
فأخذتهم بظلمهم، فماتوا، فقال موسى: يا رب ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت
إليهم وقالوا: إنك ذهبت بهم فقتلتهم؟! لأنك لم تكن صادقا فيما ادعيت من مناجاة
الله عز وجل إياك فأحياهم الله وبعثهم، معه فقالوا إنك لو سئلت الله أن يريك ننظر
إليه لأجابك وكنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حق معرفته؟
فقال موسى: يا قوم إن الله تعالى لا يرى بالابصار ولا كيفية له، وإنما يعرف
بآياته ويعلم باعلامه، فقالوا: " لن نؤمن لك " حتى تسئله، فقال موسى: يا رب
إنك قد سمعت مقالة بني إسرائيل وأنت أعلم بصلاحهم فأوحى الله جل جلاله:
يا موسى سلني ما سئلوك، فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السلام:
" رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر إلى الجبل فان استقر مكانه " وهو
128

يهوى " فسوف تراني ".
فلما تجلى ربه للجبل " بآية من آياته " جعله دكا وخر موسى صعقا فلما
أفاق قال: سبحانك تبت إليك " يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي " و
أنا أول المؤمنين " منهم بأنك لا ترى، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني
عن قول الله عز وجل: " ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه ".
فقال الرضا عليه السلام: لقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم كما همت به
لكنه كان معصوما، والمعصوم لا يهم بذنب ولا يأتيه، ولقد حدثني أبي عن أبيه
الصادق عليه السلام، أنه قال: همت بان تفعل، وهم بان لا يفعل، فقال المأمون: لله درك
يا أبا الحسن فأخبرني عن قول الله عز وجل: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن
لن نقدر عليه ".
فقال الرضا عليه السلام: ذاك يونس بن متى عليه السلام: ذهب مغاضبا لقومه فظن
استيقن " أن لن نقدر عليه " أي لن نضيق عليه رزقه، ومنه قوله عز وجل: " وأما
إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أي ضيق وقتر " فنادى في الظلمات " أي ظلمة الليل و
ظلمة بطن الحوت: " أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " بتركي مثل
هذه العبادة التي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب الله له، وقال عز وجل
" فلو لا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون ".
فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل: " حتى
إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جائهم نصرنا " قال الرضا عليه السلام يقول الله
عز وجل: " حتى إذا استيأس الرسل " من قومهم وظن قومهم أن الرسل قد كذبوا
جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز
وجل " ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ".
قال الرضا عليه السلام: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، لأنهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما، فلما جاءهم صلى الله عليه وآله وسلم،
129

بالدعوة إلى كلمة الاخلاص كبر ذلك عليهم وعظم، وقالوا: " أجعل الآلهة إلها
واحدا إن هذا الشئ عجاب وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبرا على آلهتكم إن
هذا الشئ يراد ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ".
فلما فتح الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم مكة، قال له يا محمد: " إنا فتحنا لك "
مكة " فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر " عند مشركي أهل مكة
ومن بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم
في ذلك مغفورا بظهوره عليهم.
فقال المأمون: لله درك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول الله عز وجل: " عفا
الله عنك لم أذنت لهم "؟ قال الرضا عليه السلام: هذا مما نزل بإياك أعني واسمعي يا جاره
خاطب الله عز وجل نبيه وأراد به أمته، وكذلك قوله: تعالى " لئن أشركت ليحبطن
عملك ولتكونن من الخاسرين وقوله عز وجل: " ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن
إليهم شيئا قليلا ".
قال صدقت يا بن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: " وإذ تقول للذي
أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه
وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه " قال الرضا عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار
زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي في أمر أراده، فرأي امرأته تغتسل، فقال لها: سبحان
الذي خلقك وإنما أراد بذلك تنزيه الباري عز وجل عن قول من زعم أن الملائكة
بنات الله.
فقال الله عز وجل: " أفأصفيكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم
لتقولون قولا عظيما " فقال النبي: لمار آها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن
يتخذ له ولدا، يحتاج إلى هذا التطهير والاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته
امرأته بمجيئ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقوله لها: سبحان الذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد
بذلك وظن أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها.
فجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وقال له: يا رسول الله إن امرأتي في خلقها سوء وإني
130

أريد طلاقها، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أمسك عليك زوجك واتق الله وقد كان الله عز وجل
عرفه عدد أزواجه، وإن تلك المرأة منهن فأخفى ذلك في نفسه ولم يبده لزيد، وخشي
الناس أن يقولوا: أن محمدا يقول لمولاه: إن امرأتك ستكون لي زوجة، يعيبونه
بذلك.
فأنزل الله عز وجل: " وإذ تقول للذي أنعم الله عليه " يعنى بالاسلام، " وأنعمت عليه "
يعنى بالعتق " أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه، وتخشى الناس
والله أحق أن تخشاه " ثم إن زيد بن حارثة طلقها واعتدت منه، فزوجها الله عز وجل
من نبيه محمد صلى الله عليه وآله وأنزل بذلك قرآنا، فقال عز وجل: " فلما قضى زيد منها وطرا
زوجناكها لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا
وكان أمر الله مفعولا ".
ثم علم الله عز وجل أن المنافقين سيعيبونه بتزويجها، فأنزل الله تعالى: " ما كان
على النبي من حرج فيما فرض الله له " فقال المأمون: لقد شفيت صدري يا بن
رسول الله وأو ضحت لي ما كان ملتبسا علي فجزاك الله عن أنبيائه وعن الاسلام
خيرا.
قال علي بن محمد بن الجهم: فقام المأمون إلى الصلوات وأخذ بيد محمد بن جعفر بن محمد
عليهما السلام وكان حاضر المجلس وتبعتهما فقال له المأمون: كيف رأيت ابن أخيك؟ فقال
له: عالم ولم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم، فقال المأمون: إن ابن أخيك من أهل
بيت النبي الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إلا إن أبرار عترتي وأطائب أرومتي أحلم
الناس صغار أو أعلم الناس كبارا، فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم، لا يخرجونكم من
باب هدى ولا يدخلونكم في باب ضلالة.
وانصرف الرضا عليه السلام إلى منزله، فلما كان من الغد غدوت عليه وأعلمته ما كان
من قول المأمون وجواب عمه محمد بن جعفر له، فضحك عليه السلام، ثم قال: يا بن الجهم لا
يغرنك ما سمعته منه، فإنه سيغتالني والله تعالى ينتقم لي منه. (1)

(1) عيون الأخبار: 1 - 195.
131

13 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثني أبي،
عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي، قال: قال المأمون يوما للرضا عليه السلام:
يا أبا الحسن أخبرني عن جدك أمير المؤمنين بأي وجه هو قسيم الجنة والنار وبأي
معنى فقد كثر فكري في ذلك؟
فقال له الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين ألم ترو، عن أبيك، عن آبائه، عن
عبد الله بن عباس أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: حب علي إيمان وبغضه كفر
فقال بلى، فقال الرضا عليه السلام: فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه وبغضه فهو قسيم
الجنة والنار.
فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، قال أبو الصلت الهروي: فلما انصرف الرضا عليه السلام إلي منزله أتيته، فقلت
له، يا بن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين؟ فقال الرضا عليه السلام: يا أبا
الصلت إنما كلمته من حيث هو، ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي عليه السلام
أنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي أنت قسيم الجنة يوم القيامة، تقول للنار هذا لي
وهذا لك (1).
14 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني
محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق الطالقاني، قال: حدثني أبي
قال: حلف رجل بخراسان بالطلاق أن معاوية ليس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أيام
كان الرضا عليه السلام بها فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرضا عليه السلام، فأفتى: أنها لا
تطلق.
فكتب الفقهاء رقعة وأنفذوها إليه، وقالوا له: من أين قلت يا بن رسول الله أنها
لا تطلق؟ فوقع عليه السلام في رقعتهم: قلت هذا من روايتكم، عن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لمسلمة يوم الفتح وقد كثروا عليه: أنتم خير و أصحابي خير ولا

(1) عيون الأخبار: 2 - 86.
132

هجرة بعد الفتح، فأمطل الهجرة ولم يجعل هؤلاء أصحابا له، قال: فرجعوا إلى
قوله. (1)
15 - عنه رحمه الله قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي رضي الله عنه
قال: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال:
حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلام وقد اجتمع الفقهاء
وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم، فقال له: يا بن رسول الله بأي شئ
تصح الإمامة لمدعيها؟
قال: بالنص والدليل، قال له: فدلالة الامام فيما هي؟ قال في العلم واستجابة
الدعوة، قال: فما وجه إخباركم بما يكون قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس.
قال عليه السلام له: أما بلغك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر
بنور الله قال: بلى، قال وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه،
ومبلغ استبصاره وعلمه، وقد جمع الله الأئمة منا ما فرقه في جميع المؤمنين، وقال
عز وجل في محكم كتابه: " إن في ذلك لآيات للمتوسمين " فأول المتوسمين رسول الله صلى الله عليه وآله
ثم أمير المؤمنين عليه السلام من بعده ثم الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين عليهم السلام
إلى يوم القيمة.
قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا أبا الحسن زدنا مما جعل الله لكم أهل البيت
فقال الرضا عليه السلام: إن الله عز وجل قد أيدنا بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم
تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي مع الأئمة منا تسددهم وتوفقهم
وهو عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل.
قال له المأمون: يا أبا الحسن بلغني أن قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم
الحد؟ فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جعفر بن محمد عن
أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ابن

(1) عيون الأخبار: 2 - 87.
133

أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا ترفعوني فوق حقي فان الله تبارك تعالى
اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا.
قال الله تبارك وتعالى: " ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم
يقول: للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون
الكتاب وبما كنتم تدرسون، ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم
بالكفر بعد إذا أنتم مسلمون ".
قال عليه السلام: يهلك في اثنان ولا ذنب لي، محب مفرط ومبغض مفرط وأنا أبرء
إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السلام
من النصارى، قال الله تعالى: وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني
وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت
قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم
إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني
كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ".
وقال عز وجل: " لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون "
وقال عز وجل: ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا
يأكلان الطعام " ومعناه إنهما كانا يتغوطان، فمن ادعى للأنبياء ربوبية وادعى للأئمة
ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة.
فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرجعة فقال الرضا عليه السلام: إنها لحق
قد كانت في الأمم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون في هذه الأمة
كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال عليه السلام إذا خرج المهدي
من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السلام فصلي خلفه.
وقال عليه السلام: إن الاسلام بدء غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل: يا رسول الله
ثم يكون ماذا، قال ثم يرجع الحق إلى أهله فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في
القائلين بالتناسخ؟ فقال الرضا عليه السلام: من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم
134

مكذب بالجنة والنار قال المأمون: ما تقول في المسوخ؟
قال الرضا عليه السلام أولئك قوم غضب الله عليهم، فمسخهم، فعاشوا ثلاثة أيام
ثم ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم
اسم المسوخية فهو مثل ما لا يحل أكلها والانتفاع بها قال المأمون: لا أبقاني الله
بعدك يا أبا الحسن، فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهت
علوم آبائك فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيرا.
قال الحسن بن الجهم: فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرف إلى منزله، فدخلت
عليه وقلت له: يا بن رسول الله، الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأى أمير المؤمنين
ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك.
فقال عليه السلام: يا بن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني
فإنه سيقتلني بالسم وهو ظالم إلى أني اعرف ذلك بعهد معهود إلى من آبائي عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاكتم هذا ما دمت حيا.
قال الحسن بن الجهم: فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى أن مضى عليه السلام بطوس
مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد
إلى جانبه. (1)
16 - عنه - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال
حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: يحكى عن الرضا عليه السلام خبر مختلف الألفاظ لم
تقع لي روايته باسناد أعمل عليه وقد اختلف الألفاظ من الرواة إلا أني سآتي به وبمعانيه
وإن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا عليه السلام وأن يعلوه
المحتج وإن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدسوا إليهم أن ناظروه في
الإمامة.
فقال لهم الرضا عليه السلام: اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه، فرضوا برجل

(1) عيون الأخبار: 2 - 200.
135

يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقندي ولم يكن بخراسان مثله، فقال الرضا عليه السلام:
يا يحيى سل عما شئت فقال: نتكلم في الإمامة، كيف ادعيت لمن لم يؤم وتركت من
أم ووقع الرضا به، فقال له: يا يحيى أخبرني عمن صدق كاذبا على نفسه أو كذب
صادقا على نفسه أيكون محقا مصيبا أو مبطلا مخطا؟ فسكت يحيى، فقال له المأمون:
أجبه، فقال: يعفيني أمير المؤمنين من جوابه، فقال المأمون: يا أبا الحسن عرفنا الغرض
في هذه المسألة.
فقال: لابد ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا؟
فان زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذاب، وإن زعم أنهم صدقوا، فقد قال أو لهم: وليتكم
ولست بخيركم، وقال تاليه كانت بيعته فلتة، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، فوالله ما رضي لمن فعل
مثل فعلهم إلا بالقتل، فمن لم يكن بخير الناس والخيرية لا تقع الا بنعوت منها العلم،
ومنها الجهاد، ومنها ساير الفضايل وليست فيه.
ومن كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها، كيف يقبل عهده إلى غيره
وهذه صورته؟! ثم يقول على المنبر: أن لي شيطانا يعتريني، فإذا مال بي فقوموني
وإذا أخطأت فأرشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا، فما عند يحيى في هذا
جواب، فعجب المأمون من كلامه، وقال يا أبا الحسن ما في الأرض من يحسن هذا
سواك. (1)

(1) عيون الأخبار: 2 - 231.
136

(كتاب الطهارة)
1 -
(باب المياه)
1 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: كتبت إلى رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا عليه السلام عن البئر يكون في المنزل
للوضوء، فتقطر فيها قطرات من بول أو دم، أو يسقط فيها شئ من عذرة كالبعرة
ونحوها، ما الذي يطهرها حتى يحل الوضوء منها للصلاة؟، فوقع عليه السلام،
بخطه في كتابي: تنزح منها دلاءا. (1)
2 - وبهذا الاسناد قال: ماء البئر واسع لا يفسده شئ إلا أن يتغير [به]. (2)
3 - عنه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن عباد بن سليمان، عن سعد بن
سعد، عن محمد بن القاسم، عن أبي الحسن عليه السلام في البئر يكون بينها وبين الكنيف
خمسة أذرع أو أقل أو أكثر يتوضأ منها، قال: ليس يكره من قرب ولا بعد يتوضأ
منها ويغتسل ما لم يتغير الماء، (3)
4 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: ليس يكره من قرب ولا بعد بئر
يغتسل منها ويتوضأ ما لم يتغير الماء. (4)
5 - الطوسي قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمد
عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت

(1) الكافي: 3 - 5 والتهذيب: 1 - 244.
(2) الكافي: 3 - 5 والتهذيب: 1 - 409 والاستبصار: 1 - 44.
(3) الكافي: 3 - 8.
(4) من لا يحضره الفقيه: 1 - 13.
137

إلى رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال: ماء البئر واسع لا يفسده
شئ إلا أن يتغير ريحه أو طعمه فينزح منه حتى يذهب الريح ويطيب لان له
مادة. (1)
2 -
(باب الاحداث)
6 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن
صفوان قال: سال الرضا عليه السلام رجل وأنا حاضر فقال: إن بي جرحا في مقعدتي
فأتوضأ وأستنجي ثم أجد بعد ذلك الندى والصفرة من المقعدة أفأعيد الوضوء؟
فقال: وقد اتقيت؟ فقال: نعم، قال: لا ولكن رشه بالماء ولا تعد الوضوء. (2)
7 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام
الطنفسة والفراش يصيبهما البول كيف يصنع بهما وهو ثخين كثير الحشو، قال:
يغسل ما ظهر منه في وجهه. (3)
8 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: يستنجى ويغسل ما ظهر منه على الشرج ولا تدخل فيه
الأنملة. (4)
9 - عنه عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان
عبد الرحمن قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في خصي يبول فيلقى من ذلك شدة ويرى

(1) التهذيب 1 - 234.
(2) الكافي: 3 - 19.
(3) الكافي: 3 - 55 والفقيه: 1 - 41 والتهذيب: 1 - 251.
(4) الكافي: 3 - 17 والفقيه: 1 - 21 والتهذيب: 1 - 45 والاستبصار: 1 - 51.
138

البلل بعد البلل، قال: يتوضأ ثم ينتضح في النهار مرة واحدة. (1)
10 - الصدوق قال: وروي أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كان يستيقظ من نومه
فيتوضأ ولا يستنجي وقال: كالمتعجب من رجل سماه بلغني أنه إذا خرجت منه
ريح استنجى. (2)
11 - عنه قال: وسئل الرضا عليه السلام عن الرجل يطأ في الحمام وفي رجليه الشقاق
فيطأ البول والنورة، فيدخل الشقاق أثر أسود مما وطئه من القذر وقد غسله، كيف
يصنع به وبرجله التي وطابها أيجزيه الغسل، أم يخلل أظفاره بأظفاره ويستنجي،
فيجد الريح من أظفاره ولا يرى شيئا؟
فقال: لا شئ عليه من الريح والشقاق بعد غسله، ولا باس أن يتدلك الرجل
في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة، فليس فيما ينفع البدن إسراف إنما الاسراف
فيما أتلف المال، وأضر بالبدن، والدم إذا أصاب الثوب فلا باس بالصلاة فيه، ما لم يكن
مقداره مقدار درهم واف، والوافي ما يكون وزنه درهما وثلثا.
وما كان دون الدرهم الوافي فقد يجب غسله ولا باس بالصلاة فيه، وإن كان
الدم دون حمصة فلا باس بان لا يغسل إلا يكون دم الحيض فإنه يجب غسل
الثوب منه، ومن البول والمنى، قليلا كان أو كثيرا وتعاد منه الصلاة علم به أو لم
يعلم. (3)
12 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن
أبيه عن محمد بن أحمد بن عمران الأشعري عن إبراهيم بن هاشم وغيره، عن صفوان بن يحيى
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال: نهي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يجيب الرجل أحدا
وهو على الغايط ويكلمه، حتى يفرغ. (4)

(1) الكافي: 3 - 20.
(2) الفقيه: 1 - 22 والتهذيب: 441.
(3) الفقيه: 1 - 42.
(4) علل الشرايع: 1 - 268 والتهذيب: 1 - 27.
139

13 - الطوسي باسناده عن الهيثم بن مسروق النهدي عن محمد بن إسماعيل قال:
دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، وفي منزله كنيف مستقبل القبلة وسمعته يقول
من بال حذاء القبلة ثم ذكر فانحرف عنها إجلالا للقبلة وتعظيما لها لم يقم من مقعده
ذلك حتى يغفر الله له. (1)
14 - عنه قال: وأخبرني الشيخ أيده الله عن أحمد بن الحسن ابن الوليد
قال: أخبرني أبي عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سهل، عن زكريا بن آدم، قال: سألت الرضا عليه السلام عن الناصور، فقال: إنما ينقض
الوضوء ثلاث: البول والغائط والريح (2).
15 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد بن الحسن
ابن الوليد عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي بن محبوب الأشعري، عن
أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت الرضا عليه السلام عن القي والرعاف والمدة
أتنقض الوضوء أم لا؟ قال: لا تنقض شيئا (3).
16 - عنه قال: روى الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي الحسن
عليه السلام قال: سألته عن المذي فأمرني بالوضوء منه، ثم أعدت عليه سنة أخرى
فأمرني بالوضوء منه، وقال: إن عليا عليه السلام أمر المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
- واستحيا أن يسأله - فقال: فيه الوضوء، قلت فإن لم أتوضأ، قال: لا باس به (4).
17 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير قال: حدثني يعقوب
ابن يقطين قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يمذي وهو في الصلاة من
شهوة، أو من غير شهوة قال: المذي منه الوضوء (5).
18 - عنه قال: الصفار، عن معاوية بن حكيم، عن علي بن الحسن بن رباط

(1) التهذيب: 1 - 352 والاستبصار: 1 - 47.
(2) التهذيب: 1 - 10.
(3) التهذيب: 1 - 16.
(4) التهذيب: 1 - 18.
(5) التهذيب: 1 - 21.
140

عن الكاهلي قال: سألت الرضا عليه السلام، عن المذي فقال: ما كان منه بشهوة، فتوضأ
منه (1).
19 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت
إلياس قال: سمعته يقول: رأيت أبي صلوات الله عليه وقدر عف بعد ما توضأ دما
سائلا، فتوضأ (2).
20 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد
عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يدخل يده في الاناء وهي قذرة
قال: يكفي الاناء (3).
3 -
(باب)
* (الحيض والاستحاضة) *
21 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن أدنى ما يكون من
الحيض، فقال: أدناه ثلاثة وأبعده عشرة (4).
22 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر، عن ابن أبي نصر، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الحائض كم تستظهر؟ فقال: تستظهر بيوم
أو يومين أو ثلاثة (5).
23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن

(1) التهذيب: 1 - 19.
(2) التهذيب: 1 - 13.
(3) التهذيب: 1 - 156 والاستبصار: 1 - 47.
(4) التهذيب: 1 - 156 والاستبصار: 1 - 130.
(5) التهذيب: 1 - 171 والاستبصار: 1 - 149.
141

أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الطامث كم حد جلوسها؟ فقال: تنتظر عدة
ما كانت تحيض، ثم تستظهر بثلاثة أيام، ثم هي مستحاضة (1).
24 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه
عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الطامث وحد جلوسها، فقال: تنتظر عدة
ما كانت تحيض، ثم تستظهر بثلاثة أيام ثم هي مستحاضة (2).
25 - عنه باسناده عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام
الجارية النصرانية تخدمك، وأنت تعلم أنها نصرانية لا تتوضأ ولا تغسل من جنابة؟
قال: لا باس تغسل يديها (3).
26 - عنه باسناده عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الحبلى
ترى الدم ثلاثة أيام أو أربعة أيام تصلي؟ قال: تمسك عن الصلاة (4).
4 -
(باب)
* (الجنابة والأغسال) *
27 - الحميري، عن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: في غسل الجنابة تغسل
يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك ثم تدخلها في الاناء ثم اغسل ما أصاب منك ثم
افض على رأسك وسائر جسدك (5).
28 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود
قال: قلت للرضا عليه السلام، الرجل يجنب، فيصيب جسده ورأسه الخلوق والطيب

(1) التهذيب: 1 - 172 والاستبصار: 1 - 149.
(2) التهذيب: 1 - 172.
(3) التهذيب: 1 - 399.
(4) الاستبصار: 1 - 139.
(5) قرب الإسناد: 216.
142

والشئ اللكد، مثل علك الروم والطرار وما أشبهه، فيغتسل فإذا فرغ وجد شيئا
قد بقي في جسده من أثر الخلوق والطيب، وغيره قال: لا باس (1).
29 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا
ينزلان، متى يجب الغسل؟ فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فقلت التقاء
الختانين هو غيبوبة الحشفة؟ قال: نعم (2).
30 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد
الأشعري قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء
من غير أن يباشر، يعبث بها بيده حتى تنزل؟ قال: إذا أنزلت من شهوة فعليها
الغسل (3).
31 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يجامع المرأة فيما دون الفرج، وتنزل المرأة
عليها غسل؟ قال: نعم (4).
32 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن الغسل يوم الجمعة، فقال: واجب على كل ذكر و أنثى
عبد أوحر (5).
33 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن ابن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: سألت الرضا عليه السلام عن غسل يوم
الجمعة فقال: واجب على كل ذكر وأنثى عبد أو حر (6).

(1) الكافي: 3 - 51 والتهذيب: 1 - 130.
(2) الكافي: 3 - 46 والتهذيب: 1 - 18 والاستبصار: 1 - 108.
(3) الكافي: 3 - 47.
(4) الكافي: 3 - 47.
(5) الكافي: 3 - 41 والتهذيب: 1 - 111 والاستبصار: 1 - 103.
(6) الكافي: 3 - 42 والتهذيب 1 - 114.
143

34 - الصدوق قال: وكتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب إليه من
جواب مسائله: علة غسل الجنابة النظافة لتطهير الانسان مما أصاب من أذاه وتطهير
سائر جسده، لان الجنابة خارجة من كل جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده
كله، وعلة التخفيف في البول والغائط، أنه أكثر وأدوم من الجنابة، فرضي الله فيه
بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منه ولا شهوة، والجنابة لا تكون إلا
بالاستلذاذ منهم والاكراه لأنفسهم (1).
35 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، قال: أخبرنا
أبي عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن النضر، قال: سألت الرضا
عليه السلام عن القوم يكونون في السفر، فيموت منهم ميت، ومعهم جنب ومعهم
ماء قليل قدر ما يكتفى أحدهما به أيهما يبدء به؟ قال يغتسل الجنب ويترك الميت
لان هذا فريضة وهذا سنة (2).
36 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رحمه الله، عن عمه محمد بن أبي القاسم
عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، وحدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران
الدقاق، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن عبد الله الوراق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد
ابن هشام المكتب رضي الله عنهم؟ قالوا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن محمد
ابن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن
محمد بن سنان.
وحدثنا علي بن أحمد بن عبد الله البرقي وعلي بن عيسى المجاور في مسجد
الكوفة، وأبو جعفر محمد بن موسى البرقي بالري رحمهم الله، قالوا: حدثنا محمد بن علي
ماجيلويه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان أن علي بن موسى
الرضا عليه السلام كتب عليه في جواب مسائله:
علة، غسل الجنابة النظافة وتطهير الانسان نفسه مما أصاب من أذاه وتطهير

(1) الفقيه: 1 - 44.
(2) عيون الأخبار: 2 - 82.
144

ساير جسده، لان الجنابة خارجة من كل جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده
كله، وعلة التخفيف في البول والغايط، لأنه أكثر وأدوم من الجنابة، فرضي فيه
بالوضوء لكثرته ومشقته ومجيئه بغير إرادة منهم ولا شهوة، والجنابة لا تكون إلا
باستلذاذ منهم والاكراه لأنفسهم.
وعلة، غسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الأغسال، لما فيه من تعظيم العبد
ربه واستقباله الكريم الجليل وطلب المغفرة لذنوبه، وليكون لهم يوم عيد معروف
يجتمعون فيه على ذكر الله تعالى، فجعل فيه الغسل تعظيما لذلك اليوم وتفضيلا له
على ساير الأيام، وزيادة في النوافل والعبادة، ولتكون تلك طهارة له من الجمعة
إلى الجمعة (1).
37 - عنه باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال قائل: فلم لم يأمر وبالغسل
من هذه النجاسة كما أمروا بالغسل من الجنابة؟ قيل: لان هذا شئ دائم غير ممكن
للخلق الاغتسال منه كلما يصيب ذلك " ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها " والجنابة ليست
هي أمر دائم إنما هي شهوة تصيبها إذا أراد ويمكنه تعجيلها وتأخريها الأيام الثلاثة
والأقل والأكثر، وليس ذلك هكذا (2).
38 - الطوسي باسناده عن محمد بن إسماعيل، قال: سألت الرضا عليه السلام، عن
الرجل يجامع المرأة فيما دون الفرج وتنزل المرأة هل عليها غسل؟ قال: نعم (3).
39 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي جعفر محمد بن علي
عن محمد بن الحسن، وأحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن
محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن محمد، عن رجل، عن سليمان بن حفص المروزي قال
قال أبو الحسن عليه السلام: الغسل بصاع من ماء، والوضوء بمد من ماء وصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
خمسة أمداد، والمد وزن مائتين وثمانين درهما، والدرهم وزن ستة دوانيق والدانق

(1) عيون الأخبار: 2 - 88.
(2) عيون الأخبار: 2 - 105.
(3) التهذيب: 1 - 125.
145

وزن ستة حبات، والحبة وزن حبتي شعير من أوساط الحب لا من صغاره ولا من
كباره (1).
40 - عنه باسناده عن الحسين بن النضر الأرمني قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت ومعهم جنب ومعهم ماء قليل
قدر ما يكفي أحدهما، أيهما يبدء به؟ قال: يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا
فريضة وهذا سنة (2).
41 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
علي بن ذويل، عن مقاتل بن مقاتل، قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك علمني
دعاء لقضاء الحوائج، قال: فقال: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى مهمة، فاغتسل
والبس أنظف ثيابك، وذكر الحديث (3).
42 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن المرأة وليها قميصها أو إزارها يصيبه من بلل الفرج، وهي جنب
أتصلي فيه؟ قال: إذا اغتسلت صلت فيهما. (4)
43 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يقرأ في
الحمام وينكح فيه؟ قال: لا باس به. (5)
44 - عنه باسناده عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى قال سألت الرضا
عليه السلام عن الخادم، يكون لولد الرجل أو لوالده أو لأهله، هل يحل له أن يتجرد بين
يديها أم لا؟ قال: أما الولد فلا أرى به بأسا. (6)
45 - عنه قال: أخبرني الشيخ رحمه الله عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسين
ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمد قال: سألت أبا الحسن

(1) التهذيب: 1 - 135.
(2) التهذيب: 1 - 110.
(3) التهذيب: 1 - 117.
(4) التهذيب: 1 - 368.
(5) التهذيب: 1 - 371.
(6) التهذيب: 1 - 372.
146

الرضا عليه السلام عن غسل الجنابة. فقال: تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك،
وتبول إن قدرت على البول، ثم تدخل يدك في الاناء ثم اغسل ما أصابك منه ثم أفض
على رأسك وجسدك ولا وضوء فيه. (1)
46 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال:
سألت الرضا عليه السلام، عن المذي فأمرني بالوضوء منه، ثم أعدت عليه في سنة أخرى فأمرني
بالوضوء فقال: إن علي بن أبي طالب عليه السلام أمر المقداد بن الأسود أن يسال النبي صلى الله عليه وآله
واستحيى أن يسأله فقال فيه الوضوء. (2)
47 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري قال سألت الرضا
عليه السلام عن الرجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء من غير أن يباشر، يبعث بها
بيده حتى تنزل؟ قال: إذا أنزلت من شهوة فعليها الغسل. (3)
48 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال:
سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة ترى في منامها فتنزل، أعليها غسل؟ قال:
نعم. (4)
49 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الصفار، عن محمد بن عبد الحميد
الطائي قال: حدثني محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: تلزمني
المرأة أو الجارية من خلفي وأنا متكئ على جنب فتتحرك على ظهري فتأتيها الشهوة
وتنزل الماء أفعليها الغسل أم لا؟ قال: نعم إذا جاءت الشهوة وأنزلت الماء وجب عليها
الغسل. (5)

(1) الاستبصار: 1 - 123.
(2) الاستبصار: 1 - 92
(3) الاستبصار: 1 - 108.
(4) الاستبصار: 1 - 108.
(5) الاستبصار: 1 - 105 والكافي: 3 - 47.
147

5 -
(باب)
* (الوضوء والتيمم) *
50 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن زكريا
ابن آدم قال سألت الرضا عليه السلام عن الناسور أينقض الوضوء؟ قال: إنما ينقض الوضوء
ثلاث: البول والغائط والريح. (1)
51 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا
الحسن عليه السلام عن رجل به علة لا يقدر على الاضطجاع، والوضوء يشتد عليه وهو
قاعد مستند بالوسائد، فربما أغفى وهو قاعد على تلك الحال قال: يتوضأ، قلت
له: إن الوضوء يشتد عليه لحال علته؟ فقال: إذا خفي عليه الصوت فقد وجب
الوضوء عليه، وقال: يؤخر الظهر ويصليها مع العصر يجمع بينهما، وكذلك المغرب
والعشاء. (2)
52 - عنه، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران قال:
كتبت إلى الرضا عليه السلام أساله عن حد الوجه فكتب: من أول الشعر إلى آخر الوجه
وكذلك الجبينين. (3)
53 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: فرض الله علي النساء في الوضوء للصلاة أن
يبتدئن بباطن أذرعهن وفي الرجال بظاهر الذراع. (4)
54 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر

(1) الكافي: 3 - 36 والاستبصار: 1 - 86.
(2) الكافي: 3 - 37.
(3) الكافي: 3 - 28.
(4) الكافي: 3 - 28.
148

عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال سألته: عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع
كفه على الأصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظاهر القدم، فقلت: جعلت فداك لو أن
رجلا قال بإصبعين من أصابعه هكذا؟ فقال: لا، إلا بكفه. (1)
55 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن الكسير تكون عليه الجبائر، أو تكون به الجراحة كيف يصنع بالوضوء
وعند غسل الجنابة، وغسل الجمعة؟ قال: يغسل ما وصل إليه الغسل مما ظهر مما ليس
عليه الجبائر، ويدع ما سوى ذلك مما لا يستطيع غسله ولا ينزع الجبائر و [لا] يعبث
بجراحته. (2)
56 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: فرض الله عز وجل على الناس في
الوضوء أن تبدأ المرأة بباطن ذراعيها والرجل بظاهر الذراع. (3)
57 - عنه قال: وسئل أبو الحسن عليه السلام: عن رجل احتاج إلى الوضوء للصلاة
ولم يقدر على الماء بقدر ما يتوضأ به أو يتيمم؟ فقال: بل يشتري، قد أصابني مثل
ذلك، فاشتريت وتوضأت وما يسوءني بذلك مال كثير. (4)
58 - عنه قال: وكتب أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان
فيما كتب من جواب مسائله: إن علة الوضوء التي من أجلها صار على العبد غسل الوجه
والذراعين، ومسح الرأس والقدمين، فلقيامه بين يدي الله تعالى واستقباله إياه
بجوارحه الظاهرة وملاقاته بها الكرام الكاتبين، فيغسل الوجه للسجود والخضوع
ويغسل اليدين ليقلبهما ويرغب بهما ويرهب ويتبتل ويمسح الرأس والقدمين، لأنهما
ظاهران مكشوفان، يستقبل بهما كل حالاته، وليس فيهما من الخضوع والتبتل ما في

(1) الكافي: 3 - 30 والاستبصار: 1 - 62.
(2) الكافي: 3 - 32.
(3) الفقيه: 1 - 30 والتهذيب: 1 - 86.
(4) الفقيه: 1 - 23.
149

الوجه، والذراعين. (1)
59 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدثني عمى
أبو عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل
عن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر: لا ينقض الوضوء إلا ما خرج من طرفيك
الذين جعلهما الله لك أو قال: الذين أنعم الله عليك. (2)
60 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: سألته عن القئ والرعاف والمدة والدم أينقض الوضوء فقال: لا ينقض
شيئا. (3)
61 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن (4) سعد بن عبد الله
قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام، قال: سألته عن الدواء يكون على يدي الرجل أيجزيه أن يمسح في الوضوء
على الدواء المطلى عليه؟ فقال: نعم يمسح عليه ويجزيه. (5)
62 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرضا
عليه السلام عن الرجل يبقى عن وجهه إذا توضأ؟ فقال: يجزيه أن يبله من بعض
جسده. (6)
63 - عنه عن أبي بكر البغدادي، عن علي بن محمد، عن دارم بن قبيصة قال: حدثنا
علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده عليهم السلام عن جابر
ابن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبة آدم ورأيت بلال الحبشي وقد خرج من

(1) الفقيه: 1 - 35 والعلل: 1 - 265 والعيون: 2 - 89.
(2) عيون الأخبار 2 - 8.
(3) عيون الأخبار: 2 - 22.
(4) كذا.
(5) عيون الأخبار: 2 - 22.
(6) عيون الأخبار: 2 - 22.
150

عنده ومعه فضل وضوء رسول الله صلى الله عليه وآله فابتدره الناس فمن أصاب منه شيئا يمسح به
وجهه، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من يدي صاحبه، فمسح به وجهه، وكذلك
فعل بفضل وضوء المؤمنين عليه السلام. (1)
64 - الطوسي قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد عن أبيه، عن
إسماعيل بن همام الكندي عن الرضا عليه السلام قال: التيمم ضربة للوجه وضربة
للكفين. (2)
65 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن
أبيه عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن علي بن مطر، عن بعض أصحابنا قال:
سألت الرضا عليه السلام، عن الرجل لا يصيب الماء ولا التراب أيتيمم بالطين؟ فقال: نعم
صعيد طيب وماء طهور،. (3)
66 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده الله تعالى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، ومحمد بن عيسى، وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في الرجل تصيبه
الجنابة وبه قروح أو جروح، أو يكون يخاف على نفسه البرد قال: لا يغتسل
يتيمم. (4)
67 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الدواء إذا كان على يدي الرجل أيجزيه أن
يمسح على طلاء الدواء؟ فقال: نعم يجزيه أن يمسح عليه (5).
68 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سالت

(1) عيون الأخبار: 2 - 69.
(2) التهذيب: 1 - 210 والاستبصار: 1 - 171.
(3) التهذيب: 1 - 190.
(4) التهذيب: 1 - 196.
(5) الاستبصار: 1 - 76.
151

أبا الحسن عليه السلام أيجوز للرجل أن يمسح قدميه بفضل رأسه؟ فقال برأسه لا، فقلت:
أبماء جديد؟ فقال: برأسه نعم (1).
69 - عنه باسناده عن الحسين بن عبيد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه
عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام عن أبي الحسن عليه السلام في
وضوء الفريضة في كتاب الله قال: المسح، والغسل في الوضوء للتنظيف (2).
70 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن العباس، عن أبي همام،
عن الرضا عليه السلام قال: يتيمم لكل صلاة حتى يوجد الماء (3).
71 - عنه باسناده عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد،
عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت الرضا عليه السلام عن القئ والرعاف والمدة أينقض
الوضوء أم لا؟ قال: لا ينقض شيئا (4).
72 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس
قال: سمعته يقول: رأيت أبي عليه السلام وقد رعف بعدما توضأ دما سائلا، فتوضأ (5).
73 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس: عن محمد بن أحمد
ابن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن يونس، قال: أخبرني من رأى أبا الحسن عليه
السلام بمنى يمسح ظهر قدميه من أعلى القدم إلى الكعب، ومن الكعب إلى أعلى
القدم (6).
74 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن إسحاق
الأحمر، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: دخلت على الرضا عليه السلام وبين يديه إبريق
يريد أن يتهيأ منه للصلاة، فدنوت منه لأصب عليه، فأبى ذلك وقال: مه يا حسن
فقلت له: لم تنهاني أن أصب على يدك تكره أن أوجر؟

(1) الاستبصار: 1 - 58.
(2) الاستبصار: 1 - 58.
(3) الاستبصار: 1 - 64.
(4) الاستبصار: 1 - 163.
(5) الاستبصار: 1 - 84.
(6) الاستبصار: 1 - 85.
152

قال: توجر أنت وأوزر أنا، فقلت له: وكيف ذلك؟ فقال: أما سمعت الله عز
وجل يقول: " فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربك
أحدا " وها أنا ذا أتوضأ للصلاة وهي العبادة، فأكره أن يشركني فيها أحد (1).
75 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال قائل: فلم
أمروا بالوضوء وبدء به؟ قيل له: لان يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبار، وعند
مناجاته إياه مطيعا له فيما أمره نقيا من الأدناس والنجاسة، مع ما فيه من ذهاب
الكسل وطرد النعاس، وتزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار.
فان قال قائل: فلم وجب ذلك على الوجه واليدين، والرأس، والرجلين؟
قيل: لان العبد إذا قام بين يدي الجبار، فإنما ينكشف عن جوارحه، ويظهر ما
وجب فيه الوضوء، وذلك بأنه بوجهه يسجد ويخضع، وبيده يسال ويرغب،
ويرهب، ويتبتل، وينسك، وبرأسه ويستقبل في ركوعه وسجوده وبرجليه يقوم ويقعد
فان قال قائل: فلم وجب الغسل على الوجه واليدين، وجعل المسح على الرأس
والرجلين، ولم يجعل ذلك غسلا كله أو مسحا كله، قيل: لعلل شتى، منها أن
العبادة العظمى إنما هي الركوع والسجود، وإنما يكون الركوع والسجود بالوجه
واليدين، لا بالرأس والرجلين.
ومنها أن الخلق لا يطيقون في كل وقت غسل الرأس والرجلين، ويشتد ذلك
عليهم في البرد والسفر والمرض، وأوقات من الليل والنهار، وغسل الوجه واليدين
أخف من غسل الرأس والرجلين، وإذا وضعت الفرائض على قدر أقل الناس طاقة
من أهل الصحة، ثم عم فيها القوي والضعيف.
ومنها أن الرأس والرجلين ليس هما في كل وقت بأديان ظاهران كالوجه واليدين
لموضع العمامة والخفين وغير ذلك.
فان قال قائل: فلم وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة، ومن النوم

(1) الكافي: 3 - 69.
153

دون سائر الأشياء، قيل: لان الطرفين هما طريق النجاسة، وليس للانسان طريق
تصيبه النجاسة من نفسه، إلا منهما، فأمروا بالطهارة عندما تصيبهم تلك النجاسة
من أنفسهم.
وأما النوم، فلان النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كل شئ منه، واسترخى،
فكان أغلب الأشياء عليه في الخروج منه الريح، فوجب عليه الوضوء لهذه العلة (1).

(1) عيون الأخبار: 2 - 104.
154

(كتاب الصلوات)
1 -
(باب فضل الصلاة)
1 - الكليني عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، قال: سمعت
الرضا عليه السلام يقول: أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد، وذلك قوله
عز وجل " واسجد واقترب " (1).
2 - عنه عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: الصلاة قربان كل تقي: (2).
3 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: الصلاة لها أربعة آلاف باب (3).
4 - عنه قال: كتب الرضا علي بن موسى عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب
من جواب مسائله: إن علة الصلاة أنها إقرار بالربوبية لله عز وجل، وخلع الأنداد
وقيام بين يدي الجبار جل جلاله بالذلة والمسكنة والخضوع والاعتراف، والطلب
للإقالة من سالف الذنوب، ووضع الوجه على الأرض كل يوم إعظاما لله جل جلاله
وأن يكون ذاكرا غير ناس ولا بطر.
ويكون خاشعا متذللا راغبا طالبا للزيادة في الدين والدنيا مع ما فيه من
الايجاب، والمداومة على ذلك الله عز وجل بالليل والنهار ولئلا ينسى العبد سيده
ومدبره وخالقه، فيبطر ويطغى ويكون ذلك في ذكره لربه عز وجل، وقيامه بين يديه

(1) الكافي: 3 - 264.
(2) الكافي: 3 - 265 والفقيه: 1 - 136.
(3) الفقيه: 1 - 124 والعيون: 1 - 255 - والخصال: 638 والتهذيب:
2 - 142.
155

زاجرا له عن المعاصي، ومانعا له من أنواع الفساد: (1)
5 - عنه قال: وذكر الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام علة أخرى وهي إنه إنما
صارت التكبيرات في أول الصلاة سبعا، لان أصل الصلاة ركعتان، واستفتاحهما بسبع
تكبيرات، وتكبيرة الافتتاح وتكبيرة في الركوع، وتكبيرتي السجدتين، وتكبيرة
الركوع في الثانية وتكبيرتي السجدتين.
فإذا كبر الانسان في أول صلاته سبع تكبيرات، ثم نسي شيئا من تكبيرات
الافتتاح من بعد أو سهى عنها لم يدخل عليه نقص في صلاته (2).
6 - عنه قال: وقال الرضا عليه السلام: إنما جعل القراءة في الركعتين الأولتين
والتسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما فرض الله عز وجل من عنده وبين ما فرضه الله
تعالى من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
7 - عنه عن الفيقه المروزي، عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائي، عن أبيه
عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا يزال الشيطان ذعرا
من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه في
العظايم (4).
8 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أدى
فريضة، فله عند الله دعوة مستجابة (5).
9 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيمة
يدعى بالعبد فأول شئ يسال عنه الصلاة فان جاء بها تامة وإلا زخ به في النار (6).
10 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تضيعوا صلواتكم
فان من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان، وكان حقا على الله أن يدخله النار
مع المنافقين، فالويل لمن لم يحافظ على صلواته وأداء سنة نبيه (7).

(1) الفقيه: 1 - 139 والعيون: 2 - 103 والعلل: 2 - 7.
(2) الفقيه: 1 - 200.
(3) الفقيه: 1 - 202.
(4) عيون الأخبار: 2 - 28.
(5) عيون الأخبار: 2 - 28.
(6) عيون الأخبار: 2 - 31.
(7) عيون الأخبار: 2 - 31.
156

11 - عنه قال: حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي، قال: حدثني أبو عبد الله
جعفر بن محمد الحسيني قال: حدثني عيسى بن مهران، قال: حدثني أبو الصلت
عبد السلام بن صالح قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام. عن أبيه موسى، عن
أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن علي عليهم السلام
قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا لم يستطع الرجل أن يصلي قائما فليصل جالسا،
فإن لم يستطع أن يصلى جالسا فليصل مستلقيا، ناصبا رجليه حيال القبلة يؤمي
إيماء (1).
12 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال:
حدثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا الحسين بن محمد العلوي بالجحفة، قال:
حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه، عن علي بن أبي طالب
عليهم السلام.
قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي يده خاتم فضة جزع يماني، فصلى بنا
فلما قضى صلاته دفعه إلي، وقال: يا علي تختم به في يمينك وصل فيه، أو ما
علمت أن الصلاة في الجزع سبعون صلاة؟ وأنه يسبح ويستغفر وأجره لصاحبه وبالله
العصمة والتوفيق (2).
13 - حدثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبد الله محمد بن النعمان أدام الله تأييده
قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا الرضا
علي بن موسى عليهما السلام، قال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال: حدثني
أبي الصادق جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي الباقر محمد بن علي، قال: حدثني أبي
زين العابدين علي بن الحسين قال: حدثني، أبي الحسين بن علي الشهيد، قال:
حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من

(1) عيون الأخبار: 2 - 68
(2) عيون الأخبار: 2 - 132.
157

أدى فريضة فله عند الله دعوة مستجابة (1).
2.
(باب)
* (الأذان والإقامة والتكبير) *
14 - الكليني عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن أبي الحسن عليه السلام قال: يؤذن الرجل وهو جالس، ولا يقم إلا وهو قائم، وتؤذن
وأنت راكب، ولا تقم إلا وأنت على الأرض (2).
15 - عنه، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: القعود بين الأذان والإقامة في الصلاة كلها إذا لم
يكن قبل الإقامة صلاة يصليها (3).
16 - عنه عن علي بن مهزيار، عن محمد بن راشد، قال: حدثني هشام بن
إبراهيم أنه شكى إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام سقمه، وأنه لا يولد، فأمره أن يرفع
صوته بالاذان في منزله، قال ففعلت فاذهب الله عني سقمي، وكثر ولدي، قال محمد بن
راشد، وكنت دائم العلة ما انفك منها في نفسي وجماعة خدمي وعيالي فلما سمعت
ذلك من هشام عملت به فاذهب الله عني وعن عيالي العلل (4).
17 - الصدوق قال: روى أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن الرضا عليه السلام،
أنه قال: يؤذن الرجل وهو جالس، ويؤذن وهو راكب (5).
18 - عنه - رحمه الله - قال: وفي رواية العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام أنه قال: من أذن وأقام، صلى ورائه صفان من الملائكة، وإن أقام بغير
أذان صلى عن يمينه واحد، وعن شماله واحد، ثم قال: اغتنم الصفين (6).

(1) أمالي المفيد: 76.
(2) الكافي: 3 - 305.
(3) الكافي: 3 - 306
(4) الكافي: 3 - 308.
(5) الفقيه: 1 - 183
(6) الفقيه: 1 - 186.
158

19 - عنه قال: وشكى هشام بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام
سقمه، وأنه لا يولد له ولد، فأمره أن يرفع صوته بالاذان في منزله، قال: ففعلت
ذلك، فاذهب الله عني سقمي، وكثر ولدي.
قال محمد بن راشد: وكنت دائم العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة من خدمي
وعيالي، حتى أني كنت أبقي ومالي أحد يخدمني، فلما سمعت ذلك من هشام عملت
به، قال: فاذهب الله عني وعن عيالي العلل. والحمد لله (1).
20 - عنه قال: وذكر الفضل بن شاذان رحمه الله من العلل عن الرضا عليه السلام أنه
قال: إنما أمر الناس بالاذان لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للناس، وتنبيها
للغافلين وتعريفا لمن جهل الوقت، واشتغل عنه ويكون المؤذن بذلك داعيا لعبادة
الخالق ومرغبا فيها، ومقرا له بالتوحيد، مجاهرا بالايمان، معلنا بالاسلام مؤذنا
لمن ينساها.
وإنما يقال له: مؤذن لأنه يؤذن بالاذان بالصلاة، وإنما بدأ فيه بالتكبير، وختم
بالتهليل لان الله عز وجل أراد أن يكون الابتداء بذكره واسمه، واسم الله في التكبير
في أول الحرف وفي التهليل في آخره، وإنما جعل مثنى مثنى، ليكون تكرارا في آذان
المستمعين، مؤكدا عليهم إن سهى أحد عن الأول لم يسهه عن الثاني، ولان الصلاة
ركعتان، فبذلك جعل الاذان مثنى مثنى.
وجعل التكبير في أول الاذان أربعا لان أول الاذان إنما يبدأ غفلة وليس
قبله كلام ينبه المستمع له، فجعل الأولتان تنبيها للمستمعين لما بعده من الاذان
وجعل بعد التكبير الشهادتان، لان أول الايمان هو التوحيد، والاقرار لله تبارك
وتعالى بالوحدانية والاقرار للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة وأن إطاعتهما ومعرفتهما مقرونتان
ولان أصل الايمان إنما هو الشهادتان.
فجعل شهادتين شهادتين كما جعل في ساير الحقوق شاهدان فإذا أقر العبد لله

(1) الفقيه: 1 - 189 والتهذيب: 2 - 59،
159

عز وجل بالوحدانية وأقر للرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالرسالة، فقد أقر بجملة الايمان لان
أصل الايمان إنما هو بالله وبرسوله، وإنما جعل بعد الشهادتين الدعاء إلى الصلاة لان
الاذان إنما وضع لموضع الصلاة وإنما هو نداء إلى الصلاة في وسط الاذان والدعاء إلى
الفلاح وإلى خير العمل وجعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه. (1)
21 - عنه - رحمه الله - عن الفضل بن شاذان قال: فان قال [قائل]: أخبرني عن
الاذان لم أمروا؟ قيل: لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للساهي، وتنبيها للغافل
وتعريفا لمن جهل الوقت، واشتغل عن الصلاة وليكون ذلك داعيا إلى عبادة الخالق
مرغبا فيها مقرا له بالتوحيد مجاهرا بالايمان معلنا بالاسلام مؤذنا لمن نسيها، وإنما
يقال: مؤذن لأنه يؤذن بالصلاة. (2)
22 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم
عن أبيه عن أحمد بن عبد الله الخلنجي عن أبي علي الحسن بن راشد، قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن تكبيرة الافتتاح، فقال: سبع قلت: روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان
يكبر واحدة فقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يكبر واحدة يجهر بها ويسر
ستا. (3)
23 - عنه عن الجعابي، عن الحسن الرازي عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن
علي عن النبي عليهما السلام، قال: المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيمة. (4)
24 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن القعدة بين الأذان والإقامة، فقال:
القعدة بينهما إذا لم يكن نافلة، وقال: تؤذن وأنت راكب وجالس، ولا تقيم إلا وأنت
على الأرض وأنت قائم. (5)
25 - الطوسي باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن إسحاق
ابن آدم، عن أبي العباس المفضل بن حسان الدالاني عن زكريا بن آدم قال قلت لأبي

(1) الفقيه: 1 - 195
(2) عيون الأخبار: 2 - 105
(3) عيون الأخبار: 1 - 278.
(4) عيون الأخبار: 2 - 61.
(5) قرب الإسناد: 211.
160

الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية وأنا في القراءة
أني لم أقم فكيف أصنع؟ قال: اسكت موضع قراءتك وقل قد قامت الصلاة، قد قامت
الصلاة، ثم امض في قراءتك وصلاتك وقد تمت صلاتك (1).
26 - عنه باسناده عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قلت له: رجل نسي أن يكبر تكبيرة
الافتتاح حتى كبر للركوع فقال: أجزأه. (2)
3 -
(باب)
* (فضل المساجد) *
27 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن
ابن علي الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلاة في المسجد الحرام والصلاة في
مسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في الفضل سواء؟ قال: نعم، والصلاة فيما بينهما تعدل ألف
صلاة. (3)
4 -
(باب القراءة)
28 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي. عن سعد بن سعد الأشعري
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل قرأ في ركعة الحمد، ونصف سورة،
هل يجزيه في الثانية أن لا يقرأ الحمد ويقرأ ما بقي من السورة؟ فقال: يقرأ الحمد
ثم يقرأ ما بقي من السورة. (4)

(1) التهذيب: 2 - 278 والاستبصار: 1 - 303.
(2) الاستبصار: 1 - 353.
(3) التهذيب: 3 - 250.
(4) الاستبصار: 1 - 316.
161

5 -
(باب القنوت)
29 - الصدوق قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، قال: حدثني
عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان، قال: حدثنا محمد بن
إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن القنوت في الفجر والوتر، فقال:
قبل الركوع. (1)
30 - الطوسي باسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن القنوت هل يقنت في الصلوات كلها أم فيما يجهر فيها
بالقراءة؟ قال: ليس القنوت إلا في الغداة والجمعة والوتر والمغرب. (2)
31 - عنه باسناده عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: قال: أبو جعفر عليه السلام: في القنوت إن شئت فاقنت وإن شئت فلا
تقنت، قال أبو الحسن: وإذا كانت التقية فلا تقنت وأنا أتقلد هذا. (3)
6 -
(باب التشهد)
32 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن
عليه السلام: جعلت فداك التشهد الذي في الثانية تجزئ أن أقوله في الرابعة؟ قال
نعم. (4)

(1) عيون الأخبار: 2 - 17 والاستبصار: 1 - 340.
(2) التهذيب: 2 - 91.
(3) الاستبصار: 1 - 340.
(4) التهذيب: 2 - 101 والاستبصار: 1 - 342.
162

7 -
(باب)
* (اللباس والمكان) *
33 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن سعد الأحوص قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الصلاة في جلود
السباع فقال: لا تصل فيها قال: وسألته هل يصلي الرجل في ثوب إبريسم؟ فقال:
لا. (1)
34 - عنه عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن أبي يزيد
القسمي - وقسم من اليمن بالبصرة - عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سأله عن
جلود الدارش التي يتخذ منها الخفاف قال: فقال: لا تصل فيها فإنها تدبغ بخرء
الكلاب. (2)
35 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن عبد الله الواسطي،
عن قاسم الصيقل قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: أني أعمل أغماد السيوف من جلود
الحمر الميتة فيصيب ثيابي فأصلي فيها؟ فكتب عليه السلام إلى: اتخذ ثوبا لصلاتك،
فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام كنت كتبت إلي أبيك عليه السلام بكذا وكذا فصعب علي ذلك
فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشية الذكية فكتب عليه السلام إلي: كل أعمال البر
بالصبر يرحمك الله، فإن كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس. (3)
36 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن الخفاف، الرجل يأتي السوق ليشتري
الخف لا يدري زكي هو أم لا؟ ما تقول في الصلاة فيه وهو لا يدري؟ قال: نعم أنا أشتري
الخف من السوق وأصلي فيه وليس عليكم المسألة، وسألته عن الجبة الفرو، يأتي

(1) الكافي: 3 - 400 والتهذيب: 2 - 205.
(2) الكافي: 3 - 403.
(3) الكافي: 3 - 407 والتهذيب: 2 - 358.
163

الرجل سوقا من أسواق المسلمين فيشتري الجبة لا يدري أهي زكية أم لا، يصلى فيها؟
قال: نعم. (1)
37 - الصدوق قال: وسال إسماعيل بن عيسى أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الجلود
والفراء يشتريه الرجل في سوق من أسواق الجبل، أيسال عن ذكاته إذا كان البايع
مسلما غير عارف؟ قال عليه السلام: عليكم أن تسألوا عنه، إذا رأيتم المشركين يبيعون
ذلك، وإن رأيتموهم يصلون فلا تسئلوا عنه (2)
38 - عنه قال: وقال إبراهيم بن أبي محمود للرضا عليه السلام: الرجل يصلي على سرير
من ساج ويسجد على الساج؟ قال: نعم. (3)
39 - عنه قال: وقد روي عن سليمان بن جعفر الجعفري أنه قال: رأيت الرضا عليه السلام
يصلي في جبة خز. (4)
40 - عنه قال: وسال محمد بن إسماعيل بن بزيع أبا الحسن الرضا عليه السلام عن
الصلاة في الثوب المعلم، فكره ما فيه من التماثيل. (5)
41 - عنه - رحمه الله - قال: وقال الرضا عليه السلام: كل طريق يوطأ أو يتطرق
كانت فيه جادة أو لم تكن، لا ينبغي الصلاة فيه، قيل: فأين يصلى؟ قال؟ يمنة
ويسرة. (6)
42 - عنه قال: وسال موسى بن عمر بن بزيع أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال له:
أشد الإزار والمنديل فوق قميصي في الصلاة؟ فقال: لا باس. (7)
43 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار

(1) قرب الإسناد: 227.
(2) الفقيه 1 - 167 والتهذيب: 2 - 371.
(3) الفقيه: 1 - 169.
(4) الفقيه: 1 - 170 والتهذيب: 2 - 212.
(5) الفقيه: 1 - 172.
(6) الفقيه: 1 - 156 والتهذيب: 2 - 220.
(7) الفقيه: 1 - 66 والتهذيب: 2 - 214.
164

عن محمد بن أحمد بن محمد السياري، عن أبي يزيد القسمي - وقسم حي من اليمن بالبصرة - عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سأله عن جلود الدارش التي يتخذ منها الخفاف، قال: فقال:
لا تصل فيها فإنها تدبغ بخرؤ الكلاب. (1)
44 - الطوسي باسناده عن الحسين بن سعيد، قال: قرأت كتاب محمد بن إبراهيم إلى
أبي الحسن الرضا عليه السلام يسال عن الصلاة في ثوب حشوه قز فكتب إليه: قرأته لا باس
بالصلاة فيه. (2)
45 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن زياد، عن الريان بن الصلت قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام، عن لبس فراء السمور والسنجاب والحواصل، وما أشبهها
والمناطق، والكيمخت، والمحشو بالقز والخفاف من أصناف الجلود، فقال: لا باس
بهذا كله إلا بالثعالب. (3)
46 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن المصلي والبساط يكون عليه، تماثيل، أيقوم عليه فيصلى أم لا؟ فقال
والله إني لأكره ذلك، وعن رجل وعنده بساط عليه تمثال، فقال أتجدها هنا مثالا،
فقال: لا تجلس عليه ولا تصلى عليه. (4)
47 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن
الخفاف يأتي السوق، فيشترى الخف لا يدري أذكي هو أم لا، ما تقول في الصلاة فيه
وهو لا يدري أيصلى فيه؟ قال: نعم أنا أشتري الخف من السوق ويصنع لي وأصلي فيه وليس
عليكم المسألة. (5)
48 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن الرضا
عليه السلام قال: سألته عن جلود الخز فقال: هو ذا نحن نلبس، فقلت: ذاك الوبر جعلت

(1) علل الشرايع: 2 - 33 والتهذيب: 2 - 382.
(2) التهذيب: 2 - 364.
(3) التهذيب: 2 - 369.
(4) التهذيب: 2 - 370.
(5) التهذيب: 2 - 371.
165

فداك، فقال: إذا حل وبره حل جلده. (1)
49 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمرو، عن محمد بن إسماعيل
عن الرضا عليه السلام في الرجل يصلى قال: يكون بين يديه كومة من تراب أو يخط بين
يديه بخط. (2)
50 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد بن أبي زيد قال: سئل
الرضا عليه السلام عن جلود الثعالب الذكية، قال: لا تصل فيها. (3)
51 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبار، عن علي بن مهزيار
عن رجل سال الرضا عليه السلام عن الصلاة في جلود الثعالب، فنهي عن الصلاة فيها، وفي
الذي يليه، فلم أدري أي الثوبين الذي يلصق بالوبر أو الذي يلصق بالجلد؟ فوقع عليه السلام
بخطه الذي يلصق بالجلد، وذكر أبو الحسن عليه السلام أنه سئل عن هذه المسألة فقال: لا
تصل في الذي فوقه ولا الذي تحته. (4)
52 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن الوليد بن أبان، قال قلت للرضا عليه السلام: أصلي
في الفنك والسنجاب؟ قال: نعم فقلت: يصلى في الثعالب إذا كانت ذكية قال: لا تصل
فيها. (5)
53 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن
خلاد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: عن الصلاة في الخز فقال: صل
فيه. (6)
54 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد
عن الرضا عليه السلام قال: لا باس بالصلاة بين المقابر ما لم يتخذ القبر قبلة. (7)

(1) التهذيب: 2 - 382.
(2) التهذيب: 2 - 387.
(3) التهذيب: 2 - 206.
(4) التهذيب: 2 - 206.
(5) التهذيب: 2 - 207.
(6) التهذيب: 2 - 212.
(7) التهذيب: - 228.
166

55 - عن باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن
ابن الجهم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: كل طريق يوطأ فلا تصل عليه قال: قلت:
إنه قد روي عن جدك أن الصلاة على الظواهر لا باس بها، قال: ذاك ربما سايرني عليه
الرجل قال: قلت: فان خاف الرجل على متاعه الضيعة؟ قال: فان خاف الضيعة
فليصل. (1)
56 - عنه - رحمه الله - باسناده عن محمد بن يعقوب، عن سهل، عن بعض أصحابه، عن
الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أعترض السوق، فاشتري خفا
لا أدرى أزكي هو أم لا؟ قال: صل فيه، قلت: والنعل؟ قال: مثل ذلك، قلت، إني
أضيق من هذا، قال: أترغب عنا؟ كان أبو الحسن عليه السلام يفعله. (2)
8 -
(باب)
* (أوقات الصلاة) *
57 - الكليني عن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل
ابن مهران قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام ذكر أصحابنا أنه إذا زالت الشمس فقد دخل
وقت الظهر والعصر وإذا غربت دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة إلا أن هذه قبل
هذه في السفر والحضر، وإن وقت المغرب إلى ربع الليل، فكتب كذلك الوقت،
غير أن وقت المغرب ضيق وآخر وقتها ذهاب الحمرة ومصيرها إلى البياض في أفق
المغرب. (3)
58 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن علي، عن سليمان
ابن جعفر الجعفري قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول، إنه لا ينبغي لأحد أن يصلي إذا

(1) التهذيب: 2 - 221.
(2) التهذيب: 2 - 234.
(3) الكافي: 3 - 271.
167

طلعت الشمس لأنها تطلع بقرني شيطان فإذا ارتفعت وصفت فارقها، فيستحب الصلاة
في ذلك الوقت والقضاء وغير ذلك، فإذا انتصف النهار قارنها، فلا ينبغي لأحد أن
يصلي في ذلك الوقت، لان أبواب السماء قد غلقت فإذا زالت الشمس وهبت الريح
فارقها. (1)
59 - الطوسي باسناده، عن علي بن سيف، عن محمد بن علي قال: صحبت الرضا
عليه السلام في السفر فرأيته يصلي المغرب إذا أقبلت الفحمة من المشرق - يعني
السواد. (2)
60 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام إسماعيل
ابن همام قال: رأيت الرضا عليه السلام وكنا عنده لم يصل المغرب حتى ظهرت النجوم،
ثم قام يصلي بنا على باب دار ابن محمود. (3)
61 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن بعض
أصحابنا عن الرضا عليه السلام، قال: إن أبا الخطاب قد كان أفسد عامة أهل الكوفة
وكانوا لا يصلون المغرب حتى يغيب الشفق، وإنما ذلك للمسافر والخائف، ولصاحب
الحاجة. (4)
62 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
سألت الرضا عليه السلام عن ركعتي الفجر فقال: أحشو بهما صلاة الليل. (5)
63 - عنه باسناده، عن سعد عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال،
قلت: لأبي الحسن عليه السلام: ركعتي الفجر ا صليهما قبل الفجر أو بعد الفجر؟ فقال: قال
أبو جعفر عليه السلام: احش بهما صلاة الليل وصلهما قبل الفجر. (6)

(1) علل الشرايع: 2 - 32.
(2) التهذيب: 2 - 29 والاستبصار: 1 - 265.
(3) التهذيب: 2 - 30 والاستبصار: 1 - 264.
(4) التهذيب: 2 - 33 والاستبصار: 1 - 268.
(5) التهذيب: 2 - 132 والاستبصار: 1 - 283.
(6) التهذيب: 2 - 133 والاستبصار: 1 - 283.
168

64 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن
عيسى، قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يصلي الأولى ثم يتنفل، فيدركه وقت
العصر من قبل أن يفرغ من نافلته فيبطئ، بالعصر، يقضي نافلته أو يصليها بعد العصر
أو يؤخرها حتى يصليها في وقت آخر؟ قال: يصلي العصر ويقضى نافلته في يوم
آخر. (1)
65 - عنه باسناده عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران قال، كتبت إلى
الرضا عليه السلام: ذكر أصحابنا أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر والعصر وإذا
غربت دخل وقت المغرب والعشاء الآخرة، إلا أن هذه قبل هذه في السفر والحضر، و
أن وقت المغرب إلى ربع الليل، فكتب كذلك الوقت غير أن وقت المغرب ضيق وأن
مصيرها إلى البياض في أفق المغرب. (2)
66 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن العباس، عن إسماعيل بن
همام عن أبي الحسن عليه السلام. أنه قال: في الرجل يؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر
آخر وقتها ذهاب الحمرة، فإنه يبدأ بالعصر ثم يصلى الظهر. (3)
9.
(باب)
* (ما يسجد عليه) *
67 - الكليني عن أحمد بن إدريس: وغيره، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال:
لا تسجد على القير ولا على القفر ولا على الصاروج. (4)
67 - الصدوق قال: وروي عن ياسر الخادم أنه قال: مربي أبو الحسن عليه السلام

(1) التهذيب: 2 - 275 والاستبصار: 1 - 291.
(2) الاستبصار: 1 - 270.
(3) الاستبصار: 1 - 289.
(4) الكافي: 3 - 331 والاستبصار: 1 - 334.
169

وأنا أصلي على الطبري، وقد ألقيت عليه شيئا فقال لي: مالك لا تسجد عليه أليس
هو من نبات الأرض؟ (1)
69 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبي طالب بن الصلت، عن القاسم بن
الفضيل قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك الرجل يسجد على كمه من إذا الحر
والبرد قال: لا بأس به. (2)
70 - الطوسي باسناده عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرضا عليه السلام:
الرجل يصلي على سرير من ساج ويسجد على الساج؟ قال: نعم. (3)
71 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سألت أبا الحسن
عليه السلام عن السجود على الثلج قال: لا تسجد على السبخة ولا على الثلج. (4)
72 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد عن داود الصرمي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام
قلت له: إني أخرج في هذا الوجه، وربما لم يكن موضع أصلي فيه من الثلج، فكيف
أصنع؟ فقال: إن أمكنك أن لا تسجد على الثلج، لا تسجد عليه وإن لم يمكنك فسوه
واسجد عليه. (5)
10 -
(باب)
* (أحكام السهو) *
73 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن رجل صلى ركعتين ثم ذكر في الثانية
وهو راكع إنه ترك سجدة في الأولى، فقال: كان أبو الحسن عليه السلام يقول: إذا تركت
السجدة في الركعة الأولى ولم تدر واحدة أو اثنتين، استقبلت الصلاة حتى تصح
لك الاثنتان، وإذا كان في الثالث والرابع وترك سجدة بعد أن يكون قد حفظت

(1) الفقيه: 1 - 174 والعلل: 2 - 35 والتهذيب: 1 - 348 والاستبصار 1 - 331.
(2) التهذيب: 2 - 306.
(3) التهذيب: 2 - 310.
(4) الاستبصار: 1 - 335.
(5) الاستبصار: 1 - 335.
170

الركوع والسجود، أعدت السجدة. (1)
74 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء
والحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قال لي
أبو الحسن الرضا عليه السلام: الإعادة في الركعتين الأولتين والسهو في الركعتين
الأخرتين. (2)
75 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: إذا كثر عليك السهو في الصلاة،
فامض على صلاتك ولا تعد. (3)
66 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد
الأشعري قال: قال الرضا عليه السلام في سجدتي السهو: إذا نقصت قبل التسليم وإذا زدت
فبعده. (4)
77 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: رجل نسي أن يكبر تكبيرة
الافتتاح، حتى كبر للركوع فقال: أجزأه. (5)
11 -
(باب)
* (صلاة المسافر) *
78 - الحميري عن البزنطي قال وسألته عن الرجل يريد السفر إلى ضياعه
في كم يقصر؟ فقال: ثلاثة، وسألته عن المقيم بمكة الطواف له أفضل أو الصلاة؟ قال:
الصلاة (6)

(1) قرب الإسناد: 241 والاستبصار: 3601.
(2) الكافي: 3 - 350 والتهذيب: 2 - 177 والاستبصار: 1 - 33.
(3) الفقيه: 1 - 224.
(4) التهذيب: 2 - 195 والاستبصار 1 - 380.
(5) التهذيب: 2 - 144.
(6) قرب الإسناد: 226.
171

79 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء
قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: إذا زالت الشمس وأنت في المصر، وأنت تريد السفر
فأتم، فإذا خرجت بعد الزوال قصر العصر. (1)
80 - الصدوق قال: ذكر الفضل بن شاذان النيسابوري رحمه الله في العلل التي
سمعها من الرضا عليه السلام: أن الصلاة إنما قصرت في السفر، لان الصلاة المفروضة أولا
إنما هي عشر ركعات، والسبع إنما زيدت فيما بعد، فخفف الله عز وجل عن العبد
تلك الزيادة لموضع سفره وتعبه ونصبه، واشتغاله بأمر نفسه وظعنه، وإقامته، لئلا يشتغل
عما لا بد منه من معيشته، رحمة لله عز وجل وتعطفا عليه، إلا صلاة المغرب فإنها لا
تقصر لأنها صلاة مقصرة له في الأصل.
وإنما وجب التقصير له في الأصل، وإنما وجب التقصير في ثمانية لا أقل من ذلك
ولا أكثر لان ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامة والقوافل والأثقال فوجب التقصير في
مسيرة يوم، ولو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة، وذلك لان كل
يوم يكون بعد هذا اليوم، فإنما هو نظير هذا اليوم، فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب
في نظيره إذا كان نظيره مثله لا فرق بينهما.
وإنما ترك تطوع النهار ولم يترك تطوع الليل، لان كل صلاة لا يقصر فيها
في تطوعها، وذلك أن المغرب لا تقصير فيها فلا تقصير فيما بعدها من التطوع، وكذلك
الغداة لا تقصير فيها، فلا تقصير فيما قبلها من التطوع، وإنما صارت العتمة مقصورة وليس
تترك ركعتيها لان الركعتين ليستأمن الخمسين، وإنما هي زيادة في الخمسين تطوعا
ليتم بهما بدل كل ركعة من الفريضة، ركعتين من التطوع، وإنما جاز للمسافر والمريض
أن يصليا صلاة الليل في أول الليل لاشتغاله وضعفه، وليحرز صلاته فيستريح المريض
في وقت راحته، وليشتغل المسافر باشتغاله وارتحاله وسفره. (2)

(1) الكافي: 3 - 434 والتهذيب: 2 - 177 والاستبصار: 1 - 364.
(2) الفقيه: 1 - 290.
172

81 - عنه قال: وسال ذكريا بن آدم أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن التقصير في كم
يقصر الرجل إذا كان في ضياع أهل بيته وأمره جايز فيها يسير في الضياع يومين وليلتين
وثلاثة أيام ولياليهن؟ فكتب: التقصير في مسير يوم وليلة. (1)
82 - عنه قال: وروى محمد بن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام، عن امرأة كانت في طريق مكة فصلت ذاهبة وجائية المغرب
ركعتين ركعتين فقال: ليس عليها إعادة. (2)
83 - عنه قال: وفي رواية الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن إسحاق
ابن عمار عن أبي الحسن عليه السلام قال: ليس عليها قضاء. (3)
84 - عنه قال: ما رواه محمد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن عليه السلام، قال
سألته عن الرجل يقصر في ضيعته فقال: لا باس ما لم ينو مقام عشرة أيام، إلا أن يكون له
بها منزل يستوطنه، قال: قلت له. ما الاستيطان؟ فقال: أن يكون له بها منزل يقيم
فيه ستة أشهر، فإذا كان كذلك يتم فيها متى دخلها. (4)
85 - عنه عن الفقيه أبي الحسن المروزي عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائي
عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم صلاة السفر، فقرء في الأولى، قل يا أيها الكافرون، وفى الثانية قل هو الله أحد، ثم
قال: قرأت لكم ثلث القرآن وربعه. (5)
86 - عنه بهذا الاسناد عن جعر بن محمد عليه السلام، قال: سئل محمد بن علي عليهما السلام. عن
الصلاة في السفر، فذكر أن أباه عليه السلام كان يقصر الصلاة في السفر. (6)
87 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدثني عمى أبو
عبد الله محمد بن شاذان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام قال:
سألته عن الصلاة بمكة والمدينة تقصير أو تمام؟ فقال: قصر ما لم تعزم على مقام

(1) الفقيه: 1 - 287.
(2) الفقيه: 1 - 287.
(3) الفقيه: 1 - 287.
(4) الفقيه: 1 - 288.
(5) عيون الأخبار: 2 - 38.
(6) عيون الأخبار: 2 - 45.
173

عشرة. (1)
88 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السلام قال:
سألته عن الرجل يريد السفر في كم يقصر فقال: في ثلاثة برد. (2)
89 - عنه باسناده، عن محمد بن الحسن وغيره، عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام، عن الرجل يخرج إلى ضيعته فيقيم اليوم واليومين
والثلاث أيقصر أم يتم؟ قال، يتم الصلاة كلما أتى ضيعة من ضياعه (3)
90 - الطوسي باسناده عن علي بن حديد قال: سألت الرضا عليه السلام، فقلت إن
أصحابنا اختلفوا في الحرمين فبعضهم يقصر، وبعضهم يتم وأنا ممن يتم على ما رواه
أصحابنا في التمام، وذكرت عبد الله بن جندب أنه كان يتم قال: رحم الله ابن جندب
ثم قال لي، لا يكون الاتمام إلا أن تجمع على إقامة عشرة أيام وصل النوافل ما شئت قال
ابن حديد: وكان محبتي أن يأمرني بالاتمام. (4)
91 - عنه باسناده عن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن رجل، عن صفوان
قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على رأس
ميل، فلم يزل يتبعه حتى بلغ النهروان وهي أربعة فراسخ من بغداد أيفطر إذا أراد
الرجوع ويقصر قال: لا يقصر ولا يفطر، لأنه خرج من منزله وليس يريد السفر
ثمانية فراسخ، إنما خرج يريد أن يلحق صاحبه في بعض الطريق، فتمادى به السير
إلى الموضع الذي بلغه.
ولو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا وجائيا لكان عليه أن ينوي من الليل
سفرا والافطار، فان هو أصبح، ولم ينو السفر فبدا له من بعد أن أصبح في السفر، قصر

(1) عيون الأخبار: 2 - 81. والتهذيب: 5 - 426.
(2) التهذيب: 3 - 209 والاستبصار: 1 - 380.
(3) التهذيب: 3 - 214 والاستبصار: 1 - 230.
(4) التهذيب: 5 - 426 والاستبصار: 2 - 331.
174

ولم يفطر يومه ذلك (1).
92 - عنه باسناده عن الصفار عن الحسن بن علي، عن أحمد بن هلال، عن أبي سعيد
الخراساني قال: دخل رجلان علي أبي الحسن الرضا عليه السلام بخراسان فسألاه عن التقصير
فقال: لأحدهما وجب عليك التقصير، لأنك قصدتني، وقال للآخر: وجب عليك
التمام، لأنك قصدت السلطان. (2)
12 -
(باب)
* (احكام الصبيان) *
93 - الصدوق قال وروى أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: يؤخذ
الغلام بالصلاة وهو ابن سبع سنين، ولا تغطي المرأة شعرها منه حتى يحتلم (3).
13 -
(باب)
* (سجدتي الشكر) *
94 - عنه قال: وروي عن سليمان بن حفص المروزي أنه قال: كتب إلى
أبو الحسن الرضا عليه السلام، قل في سجدة الشكرة مائة مرة: شكرا شكرا وإن شئت
عفوا. عفوا (4).
95 - عنه قال: وسال سعد بن سعد عن الرضا عليه السلام عن سجدة الشكر فقال:
أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة ويقولون: هي سجدة الشكر فقال:
إنما الشكر إذا أنعم الله على عبده، أن يقول سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين
وإنا إلى ربنا لمنقلبون والحمد لله رب العالمين (5).

(1) الاستبصار: 1 - 227.
(2) الاستبصار: 1 - 235.
(3) الفقيه: 3 - 276.
(4) الفقيه: 1 - 218 والتهذيب: 2 - 109.
(5) الفقيه: 1 - 218 والتهذيب: 2 - 111
175

(باب)
* (صلوات الجماعة) *
96 - الصدوق قال: وروي سعد بن إسماعيل عن أبيه عن الرضا عليه السلام أنه
قال: سألته عن الرجل يقارف الذنب يصلي خلفه أم لا؟ قال: لا (1).
97 - عنه قال وروى محمد بن سهل عن الرضا عليه السلام أنه قال: الامام يحمل أوهام
من خلفه، إلا تكبيرة الافتتاح (2).
98 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن الحسين
ابن يسار المدايني أنه سمع من يسال الرضا عليه السلام، عن رجل صلى إلى جانب رجل، فقام
عن يساره وهو لا يعلم كيف يصنع، ثم علم هو وهو في الصلاة؟ قال: يحوله عن يمينه (3)
99 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن الحسن، والحسن بن علي
عن أحمد بن هلال عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال قلت له:
اني أدخل مع هؤلاء في صلاة المغرب فيعجلوني إلى ما أن أؤذن وأقيم ولا أقرأ
إلا الحمد حتى يركع، أيجزيني ذلك؟ فقال: نعم يجزيك الحمد وحدها (4).
100 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل الأشعري
عن أبيه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عمن ركع مع إمام يقتدى به، ثم
رفع رأسه قبل الإمام قال: يعيد ركوعه معه (5).
101 - عنه عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن
الجهم، قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يصلي بالقوم في مكان ضيق ويكون بينهم
وبينه ستر، يجوز أن يصلى بهم، قال: نعم (6):

(1) الفقيه: 1 249 والتهذيب: 3 - 277.
(2) الفقيه: 1 264 والتهذيب: 2 - 144.
(3) التهذيب 3 - 26.
(4) التهذيب: 3 - 37.
(5) التهذيب: 3 - 47.
(6) التهذيب: 3 - 276.
176

102 - عنه باسناده عن البرقي عن ابن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن
الرضا عليه السلام: في رجل كان خلف إمام يأتم به، فركع قبل أن يركع الامام وهو يظن
أن الامام قد ركع فلما ركع رآه لم يركع فرفع رأسه، ثم أعاد الركوع مع الامام
أيفسد عليه ذلك صلاته أم تجوز تلك الركعة؟ فكتب: يتم صلاته ولا يفسد ما صنع
صلاته (1).
103 عنه باسناده عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن محمد بن عبد الله، عن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن الامام يصلي في موضع، والذين خلفه يصلون في موضع
أسفل منه، أو يصلي في موضع والذين خلفه في موضع أرفع منه فقال: يكون مكانهم مستويا،
قال: قلت: فيصلى وحده، فيكون موضع سجوده أسفل من مقامه، فقال: إذا كان وحده
فلا باس (2)
15 -
(باب)
* (صلوات الكسوف) *
104 - الصدوق قال: وروى عن علي بن الفضل الواسطي أنه قال كتبت إلي
الرضا عليه السلام إذا انكسف الشمس والقمر وأنا راكب لا أقدر على النزول؟ فكتب عليه السلام
إلي: صل على مركبك الذي أنت عليه (3).
16 -
(باب)
* (صلوات العيدين) *
105 - الصدوق قال: وروى سعد بن سعد عن الرضا عليه السلام في المسافر إلى
مكة وغيرها، هل عليه صلاة العيدين: الفطر والأضحى؟ قال: نعم إلا بمنى يوم
النحر (4).

(1) التهذيب: 3 - 277.
(2) التهذيب: 3 - 282.
(3) الفقيه: 1 - 346.
(4) الفقيه: 1 - 323.
177

106 - عنه قال: وفي العلل التي تروى عن الفضل بن شاذان النيسابوري - رضي
الله عنه - ويذكر أنه سمعها من الرضا عليه السلام أنه قال: إنما جعل يوم الفطر العيد ليكون
للمسلمين مجتمعا يجتمعون فيه، ويبرزون لله عز وجل ويمجدونه على ما من عليهم،
فيكون يوم عيد، ويوم اجتماع، يوم فطر، ويوم زكاة ويوم رغبة، ويوم تضرع، ولأنه
أول يوم من السنة، يحل فيه الأكل والشرب لان أول شهور السنة عند أهل الحق
شهر رمضان.
فأحب الله عز وجل أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه، و يقدسونه
وإنما جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلاة، لان التكبير إنما هو التعظيم لله
وتمجيد على ما هدى وعافاكما قال الله عز وجل: " ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم
تشكرون " وإنما جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة لأنه يكون في ركعتين اثنتا عشرة
تكبيرة، وجعل سبع في الأولى وخمس في الثانية ولم يسو بينهما لان السنة في صلاة
الفريضة أن تستفتح بسبع تكبيرات.
فلذلك بدأ ههنا بسبع تكبيرات، وجعل في الثانية خمس تكبيرات لان التحريم
من التكبير في اليوم والليلة خمس تكبيرات وليكون في الركعتين جميعا وترا وترا (1).
107 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري عن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن التكبير في العيدين قال: التكبير في الأولى سبع تكبيرات
قبل القراءة وفي الأخيرة خمس تكبيرات بعد القراءة. (2)
17 -
(باب النوافل)
108 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن يحيى بن
حبيب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: يكون على الصلاة النافلة متى

(1) الفقيه: 1 - 330.
(2) التهذيب: 3 - 131 والاستبصار: 1 - 450.
178

أقضيها؟ فكتب عليه السلام: أية ساعة شئت من ليل أو نهار (1).
109 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن سليمان، عن سعد، عن مقاتل بن
مقاتل، عن أبي الحارث قال: سألته يعنى الرضا عليه السلام، عن الأربع ركعات بعد المغرب في
السفر يعجلني الجمال ولا يمكني الصلاة على الأرض هل أصليها في المحمل؟ فقال: نعم
صلها في المحمل (2).
110 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: صل ركعتي الفجر في المحمل (3).
111 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: حدثني
إسماعيل بن سعد الأحوص قال: قلت للرضا عليه السلام: كم الصلاة من ركعة؟ فقال:
إحدى وخمسون ركعة (4).
112 - الحميري عن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: في النوافل يوم الجمعة
ست ركعات بكرة وست ركعات ضحوة، وركعتان إذا زالت الشمس، وست ركعات
بعد الجمعة (5).
113 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن
يزيد، عن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أخيه علي بن موسى الرضا عليه السلام عن جده
عليهم السلام قال: سئل علي بن الحسين عليه السلام ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس
وجها، قال: لأنهم خلوا بالله فكساهم الله من نوره (6).
114 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان
ابن يحيى قال: سألت الرضا عليه السلام عن التطوع بالنهار وأنا في سفر، فقال: لا ولكن
تقضى صلاة الليل بالنهار، وأنت في سفر، فقلت: جعلت فداك، صلاة النهار التي

(1) الكافي: 3 - 454.
(2) الكافي: 3 - 441.
(3) الكافي: 3 - 441.
(4) الكافي: 3 - 446.
(5) قرب الإسناد: 211.
(6) علل الشرايع: 2 - 54.
179

أصليها في الحضر أقضيها بالنهار في السفر؟ فقال: أما أنا فلا أقضيها (1).
115 - عنه عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الوتر أفصل أم وصل؟ قال: فصل (2).
116 - عنه عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن
أسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: صليت خلف الرضا عليه السلام في المسجد الحرام
صلاة الليل فلما فرغ جعل مكان الضجعة سجدة (3).
117 - عنه عن بنان بن محمد، عن سعد بن السندي، عن علي بن عبد الله بن عمران
عن الرضا عليه السلام قال: إذا كنت في صلاة الفجر فخرجت ورأيت الصبح فزد ركعة إلى
الركعتين صليتهما قبل واجعله وترا (4).
118 - عنه عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن ساعات الوتر قال: أحبها إلى الفجر الأول وسألته عن
أفضل ساعات الليل، قال: الثلث الباقي، وسألته عن الوتر بعد فجر الصبح قال: نعم قد
كان أبي ربما أو تر بعد ما انفجر الصبح (5).
119 - عنه عن محمد بن يعقوب، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: من صلي المغرب وبعدها أربع ركعات، ولم يتكلم حتى
يصلى عشر ركعات، يقرأ في كل ركعة بالحمد، وقل هو الله أحد كانت عدل عشر رقاب (6).
120 - عنه عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سال الحسن بن الجهم
أبا الحسن الرضا عليه السلام لابن أسباط فقال له: ما ترى له؟ وابن أسباط حاضر ونحن
جميعا نركب البحر أو البر إلى مصر، وأخبره بخبر طريق البر فقال: ائت المسجد في
غير وقت صلاة فريضة فصل ركعتين واستخر الله مائة مرة ثم انظر أي شئ يقع في

(1) التهذيب: 2 - 16 والاستبصار: 1 - 221.
(2) التهذيب: 2 - 128 والاستبصار: 2 - 348.
(3) التهذيب: 2 - 137.
(4) التهذيب 2 - 338.
(5) التهذيب: 2 - 339.
(6) التهذيب: 3 - 310.
180

قلبك فاعمل به، وقال له الحسن: البر أحب إلى قال: وإلى (1).
121 - عنه باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن سهل بن زياد، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر قال قلت: لأبي الحسن عليه السلام، إن أصحابنا يختلفون في صلاة
التطوع بعضهم يصلى أربعا وأربعين وبعضهم يصلى خمسين فأخبرني بالذي تعمل به
أنت، كيف هو حتى أعمل بمثله؟ فقال: أصلي واحدة وخمسين ركعة، ثم قال: أمسك
وعقد بيده: الزوال ثمانية، وأربعا بعد الظهر وأربعا قبل العصر، وركعتين بعد المغرب،
وركعتين قبل العشاء الآخرة، وركعتين بعد العشاء من قعود تعد ان بركعة من قيام،
وثماني صلاة الليل والوتر ثلاثا، وركعتي الفجر، والفرائض سبع عشرة فذلك إحدى
وخمسون ركعة (2).
122 - عنه عن سعد، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام أن أبا الحسن عليه السلام كان إذا اغتم ترك الخمسين (3).
123 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه
إسماعيل بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السلام: عن الرجل يصلي الأولى ثم يتنفل
فيدركه وقت العصر من قبل أن يفرغ من نافلته، فيبطئ بالعصر، ثم يقضي نافلته
بعد العصر أو يؤخرها، حتى يصليها في وقت آخر، قال: يصلي العصر، ويقضى نافلته
في يوم آخر (4).
124 - عنه عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن سهل بن زياد
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: الصلاة النافلة يوم الجمعة
ست ركعات صدر النهار، وست ركعات عند ارتفاعه وركعتان إذا زالت الشمس،
ثم تصلى الفريضة ثم صل بعدها ست ركعات (5).

(1) التهذيب: 3 311 والكافي: 3 - 471.
(2) التهذيب: 2 - 14.
(3) التهذيب: 2 - 11.
(4) التهذيب: 2 - 167 والاستبصار: 1 - 291.
(5) التهذيب: 2 - 10 والاستبصار: 1 - 409.
181

125 - عنه عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلاة يوم الجمعة كم ركعة قبل الزوال؟ قال: ست
ركعات بكرة، وست بعد ذلك إثنى عشرة ركعة، وست بعد ذلك ثماني عشرة
ركعة، وركعتان بعد الزوال فهذه عشرون ركعة وركعتان بعد العصر فهذه ثنتان وعشرون
ركعة. (1)
126 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يكون في بيته وهو يصلي وهو يرى أن
عليه الليل، ثم يدخل عليه الآخر من الباب فقال: قد أصبحت هل يصلي الوتر أم لا
أو يعيد شيئا من صلاة الليل؟ قال: يعيد إن صلاها مصبحا (2).
127 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام
عن التطوع يوم الجمعة قال: ست ركعات في صدر النهار، وست ركعات قبل الزوال
وركعتان إذا زالت الشمس، وست ركعات بعد الجمعة، فذلك عشرون ركعة سوى
الفريضة (3).
128 - عنه قال: أخبرني الشيخ رحمه الله عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين
عن أبيه، ومحمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن
عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدثني إسماعيل بن سعد الأشعري القمي
قال: قلت: للرضا عليه السلام كم الصلاة من ركعة قال: إحدى وخمسون ركعة (4).
129 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يحيى بن حبيب، قال،
سألت الرضا عليه السلام، عن أفضل ما يتقرب به العباد إلى الله عز وجل من الصلاة؟ قال:
ست وأربعون ركعة فرائضه ونوافله، قلت: هذه رواية زرارة قال: أو ترى أحدا كان
أصدع بالحق منه (5).

(1) التهذيب: 2 - 246 والاستبصار، 1 - 411.
(2) الاستبصار: 1 - 292.
(3) الاستبصار، 1 - 410.
(4) الاستبصار، 1 - 218.
(5) الاستبصار: 1 - 219.
182

130 - عنه عن إبراهيم بن أبي إسحاق الأحمري النهاوندي، عن محمد بن
الحسين وعمرو بن عثمان، ومحمد بن خالد، وعبد الله بن الصلت، ومحمد بن عيسى، و
جماعة أيضا، عن محمد ابن سنان قال: قال الرضا عليه السلام: كان أبي يزيد في العشر الأواخر
في شهر رمضان في كل ليلة عشرين (1) ركعة.

(1) الاستبصار: 1 - 466.
183

كتاب الصوم
1 -
(باب)
* (فضائل شهر رمضان) *
1 - الصدوق قال: روى الحسين بن سعيد، عن ابن فضال قال: كتبت إلى أبي
الحسن الرضا عليه السلام أساله عن قوم عندنا يصلون ولا يصومون شهر رمضان، وربما
احتجت إليهم يحصدون لي، فإذا دعوتهم للحصاد لم يجيبوني حتى أطعمهم، وهم
يجدون من يطعمهم فيذهبون إليهم ويدعوني، وأنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان
فكتب عليه السلام بخطه أعرفه: (أطعمهم). (1)
2 - عنه قال: روي عن ياسر الخادم، قال: قلت للرضا عليه السلام: هل يكون
شهر رمضان تسعة وعشرين يوما؟ فقال: إن شهر رمضان: لا ينقص من ثلاثين يوما
أبدا. (2)
3 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق - رضي الله عنه - قال: حدثنا
أحمد بن محمد الكوفي قال: حدثنا علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن
موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن شهر رمضان
شهر عظيم، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات،
من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه
غفر الله له، ومن حسن فيه خلقه غفر الله له، ومن كظم فيه غيضه غفر الله له، ومن وصل
فيه رحمه غفر الله له.

(1) الفقيه: 2 - 110.
(2) الفقيه: 2 110 وعيون الأخبار: 1 - 293.
184

ثم قال: صلى الله عليه وآله وسلم: إن شهر كم هذا ليس كالشهور، إنه إذا أقبل إليكم أقبل
بالبركة والرحمة، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب هذا شهر، الحسنات فيه
مضاعفة، وأعمال الخير فيه مقبولة، من صلى منكم في هذا الشهر لله عز وجل ركعتين
يتطوع بهما غفر الله له، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الشقي حق الشقي من خرج منه
هذا الشهر، ولم يغفر ذنوبه، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوايز الرب
الكريم.
4 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني قال:
حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن
أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه الباقر محمد بن علي، عن
أبيه زين العابدين علي بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه
سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطبنا
ذات يوم فقال:
أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل
الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته، أفضل الساعات، هو
شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل كرامة الله أنفاسكم فيه تسبيح،
ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب، فاسئلوا الله ربكم
بنيات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه.
فان الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم
فيه جوع القيمة وعطشه، وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم وقروا كباركم، وارحموا
صغاركم، وصلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم
وعمالا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس يتحنن على
أيتامكم.
وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم
فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز وجل فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا
185

ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه، أيها الناس
إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أو زاركم،
فخففوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن الله تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب
المصلين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار، يوم يقوم الناس لرب العالمين.
أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق
نسمة، ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول الله وليس كلنا يقدر على ذلك
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة والنار ولو بشربة من ماء.
أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم
تزل فيه الاقدام، ومن خفف في هذا الشهر عما ملكت يمينه خفف الله عليه حسابه
ومن كف فيه شره كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيما أكرمه الله يوم
يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله
عنه رحمته يوم يلقاه.
ومن تطوع فيه بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدى فيه فرضا كان
له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة علي
ثقل الله ميزانه يوم تخفف الموازين، ومن تلافيه آية من القرآن كان له مثل أجر
من ختم القرآن في غيره من الشهور.
أيها الناس إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة، فاسئلوا ربكم لا يغلقها
عليكم، وأبواب النيران مغلقة فاسئلوا ربكم لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة
فاسئلوا ربكم أن لا يسلطها عليكم.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: فقمت فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا
الشهر فقال يا أبا الحسن: أفضل الأعمال في هذا الشهر، الورع عن محارم الله عز وجل
ثم بكى، فقلت: يا رسول الله ما يبكيك، فقال يا علي أبكى لما يستحل منك في هذا
الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد انبعث أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر
ناقة ثمود، فضربك على قرنك فخضب منها لحيتك.
186

قال أمير المؤمنين عليه السلام: قلت: يا رسول الله، وذلك في سلامة من ديني فقال
في سلامة من دينك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي من قتلك، فقد قتلني ومن أبغضك، فقد
أبغضني، ومن سبك فقد سبني لأنك مني كنفسي، روحك من روحي وطينتك من طينتي
إن الله تبارك وتعالى خلقني وإياك واصطفاني وإياك، واختارني للنبوة واختارك
للإمامة.
فمن أنكر إمامتك، فقد أنكر نبوتي يا علي أنت وصيي وأبو ولدي، وزوج
ابنتي، وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي أقسم
بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البرية، إنك لحجة الله على خلقه وأمينه على سره
وخليفته على عباده. (1)
5 - الطوسي باسناده عن موسى بن بكير عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك، (وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من فطر صائما
كان له مثل أجره من غير أن ينتقص منه شئ، وما عمل بقوة ذلك الطعام من بر)
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: في آخر جمعة من شعبان بعد أن حمد الله
وأثنى عليه:
فقد أظلكم شهر رمضان من فطر فيه صائما، كان له بذلك عند الله عز وجل عتق
رقبة ومغفرة ذنوبه فيما مضى، قيل يا رسول الله: ليس كلنا يقدر على أن يفطر صائما
قال: إن الله كريم يعطي هذا الثواب لمن يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها أو شربة
ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك. (2)
2 -
(باب)
* (يوم الشك) *
6 - الصدوق قال: وروى عبد العظيم الحسنى، عن سهل بن سعد قال: سمعت

(1) أمالي الصدوق: 57 والعيون: 1 - 295.
(2) مصباح المتهجد: 433.
187

الرضا عليه السلام يقول: الصوم للرؤية والفطر للرؤية، وليس منا من صام قبل الرؤية
وأفطر قبل الرؤية، قال قلت له: يا بن رسول الله فما ترى في صوم يوم الشك فقال:
حدثني أبي عن جدي عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لئن أصوم يوما
من شهر شعبان أحب إلى من أن أفطر يوما من شهر رمضان. (1)
7 - الطوسي باسناده عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال: كنت جالسا
عنده آخر يوم من شعبان، فلم أره صائما فاتوه بمائدة فقال: ادن وكان ذلك بعد العصر
قلت له: جعلت فداك صمت اليوم فقال لي: ولم؟ قلت جاء عن أبي عبد الله عليه السلام في اليوم
الذي يشك فيه أنه قال: يوم وفق الله له.
قال: أليس تدرون إنما ذلك إذا كان لا يعلم أهو من شعبان أم من شهر رمضان
فصامه الرجل، وكان من شهر رمضان كان يوما وفق الله له فاما وليس علة ولا شبهة
فلا، فقلت: أفطر الآن؟ فقال: لا قلت: وكذلك في النوافل ليس لي أن أفطر بعد الظهر
قال: نعم. (2)
8 - عنه - باسناده عن علي بن مهزيار عن محمد بن عبد الحميد، عن محمد بن الفضيل
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن اليوم الذي يشك فيه ولا يدرى أهو من شهر
رمضان أو من شعبان، فقال: شهر رمضان من الشهور يصيبه ما يصيب الشهور من
الزيادة والنقصان، فصوموا للرؤية، وأفطروا للرؤية ولا يعجبني أن يتقدمه أحد
بصيام يوم وذكر الحديث. (3)
3 -
(باب)
* (أدب الصائم) *
9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن

(1) الفقيه: 2 - 80.
(2) التهذيب: 4 - 166.
(3) التهذيب: 4 - 166.
188

سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عمن يصيبه الرمد في شهر
رمضان هل يذر عينه بالنهار وهو صائم؟ قال: يذرها إذا أفطر ولا يذرها وهو
صائم. (1)
10 - الصدوق قال: وسال أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن الرجل يحتقن، تكون به العلة في شهر رمضان، قال: الصائم لا يجوز له أن يحتقن
ولا يجوز للصائم أن يستعط، ولا باس أن يصب الدواء في أذنه، ولا باس أن يزق
الفرخ ويمضغ الخبز للرضيع من أن يبلع شيئا، ولا باس أن يشم الطيب إلا المسحوق
منه يصعد إلى دماغه، ولا باس بان يذوق الطباخ المرق وهو صائم بلسانه من غير أن
يبلعه، ليعرف حلوه من حامضه. (2)
11 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله قال: حدثنا
محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف، عن
محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب
مسائله:
علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش، وليكون العبد ذليلا، مستكينا، مأجورا
محتسبا، صابرا، فيكون ذلك دليلا على شدائد الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن
الشهوات، واعظا له في العاجل دليلا على الآجل، ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر
والمسكنة في الدنيا والآخرة. (3)
12 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال علي بن أبي طالب
عليه السلام: ثلاثة لا يعرض لأحدكم نفسه لهن وهو صائم: الحمام والحجامة، والمرأة
الحسناء. (4)
13 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن

(1) الكافي: 4 - 111.
(2) الفقيه: 2 - 69.
(3) علل الشرايع: 2 - 65 والعيون: 3 - 91.
(4) عيون الأخبار: 2 - 39.
189

موسى بن أبي الحسن الرازي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سأله بعض جلسائه
عن السواك في شهر رمضان قال جائز، فقال بعضهم: إن السواك تدخل رطوبته في الجوف
فقال: ما تقول في السواك الرطب تدخل رطوبته في الحلق؟ فقال: الماء للمضمضة أرطب
من السواك الرطب. (1)
14 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام أنه سأله
عن الرجل يحتقن تكون به العلة في شهر رمضان، فقال: الصائم لا يجوز له أن
يحتقن. (2)
15 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن عن أبيه قال: كتبت
إلى أبي الحسن عليه السلام: ما تقول في التلطف بالأشياف يستدخله الانسان، وهو صائم
فكتب عليه السلام: لا باس بالجامد. (3)
4 -
(باب)
* (من أصبح جنبا) *
16 - الطوسي باسناده عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه، إسماعيل بن عيسى قال
سألت الرضا عليه السلام عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان، فنام حتى يصبح أي شئ
عليه قال: لا يضره هذا ولا يفطر فان أبي عليه السلام قال: قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أصبح جنبا من جماع غير احتلام قال: لا يفطر ولا يبالي.
ورجل أصابته جنابة، فبقي نائما حتى يصبح أي شئ يجب عليه؟ قال: لا
شئ عليه يغتسل، ورجل أصابته جنابة في آخر الليل، فقام ليغتسل ولم يصب ماءا
فذهب يطلبه، أو بعث من يأتيه فعسر عليه حتى أصبح كيف يصنع؟ قال: يغتسل إذا

(1) التهذيب: 4 - 293 والاستبصار: 2 - 92.
(2) التهذيب: 4 - 204 والاستبصار: 2 - 83.
(3) التهذيب: 4 - 204 والاستبصار: 2 - 83.
190

جاءه ثم يصلى (1).
17 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر، عن سعد بن إسماعيل
ابن عيسى، عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان
فنام عمدا حتى أصبح أي شئ عليه؟ قال: لا يضره هذا ولا يفطر ولا يبالي، فان
أبي عليه السلام قال: قالت عائشة: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصبح جنبا من جماع غير احتلام (2).
18 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن رجل
أصاب من أهله في شهر رمضان أو أصابته جنابة، ثم ينام حتى يصبح متعمدا قال: يتم
ذلك اليوم وعليه قضاؤه (3).
19 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسن الصفار عن الحسن بن علي، عن أحمد
ابن هلال، عن أبي سعيد الخراساني قال: دخل رجلان على أبي الحسن الرضا عليه السلام
بخراسان فسألاه عن التقصير، فقال لأحدهما وجب عليك التقصير، لأنك قصدتني،
وقال للآخر: وجب عليك التمام لأنك قصدت السلطان (4).
20 - عنه عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن رجل عن
صفوان قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على
رأس ميل فلم يزل يتبعه حتى يلغ النهروان وهي أربعة فراسخ من بغداد أيفطر
إذا أراد الرجوع ويقصر؟
فقال: لا يقصر، ولا يفطر لأنه خرج من منزله وليس يريد السفر ثمانية
فراسخ، وإنما خرج يريد أن يلحق صاحبه في بعض الطريق فتمادى به السير إلى
الموضع الذي بلغه، ولو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا وجائيا لكان عليه
أن ينوى من الليل سفرا والافطار، فان هو أصبح ولم ينو السفر فبدا له من بعد أن

(1) التهذيب: 4 - 210 والاستبصار: 2 - 85.
(2) التهذيب: 4 - 26 والاستبصار: 2 - 88.
(3) الاستبصار: 2 - 86.
(4) التهذيب: 4 - 220 والاستبصار: 1 - 235.
191

أصبح في السفر قصر ولم يفطر يومه ذلك (1).
21 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن
سليمان بن جعفر الجعفري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الرجل ينوي
السفر في شهر رمضان، فيخرج من أهله بعد ما أصبح قال: إذا يصبح في أهله، فقد
وجب عليه صيام ذلك اليوم، إلا أن يدلج دلجة (2).
6 -
(باب)
* (القضاء والكفارات) *
22 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات رجل وعليه صيام
شهرين متتابعين من علة، فعليه أن يتصدق عن الشهر الأول ويقضي الشهر الثاني (3).
23 - الصدوق قال: وسال سليمان بن جعفر الجعفري أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن الرجل يكون عليه أيام من شهر رمضان أيقضيها متفرقة؟ قال: لا باس بتفرقة
قضاء شهر رمضان إنما الصيام الذي لا يفرق صوم كفارة الظهار وكفارة الدم وكفارة
اليمين (4).
24 - عنه قال: حدثنا أبو طالب المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي
رضي الله عنه، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمد
ابن مسعود العياشي. قال: حدثنا جعفر بن أحمد، قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع
عن محمد بن عثمان، عن حميد بن محمد، عن أحمد بن الحسن الصالح، عن أبيه، عن الفتح
ابن يزيد الجرجاني أنه كتب إلي أبي الحسن عليه السلام يسئله عن رجل واقع امرأة في

(1) التهذيب: 4 - 225 والاستبصار: 1 - 227.
(2) الاستبصار: 2 - 98 والتهذيب. 4 - 277.
(3) الكافي: 4 - 124.
192

شهر رمضان من حلال أو حرام في يوم واحد عشر مرات، قال: عليه عشر كفارات،
لكل مرة كفارة، فان أكل أو شرب فكفارة يوم واحد (1).
25 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري
رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان،
عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا بن رسول الله قد روى
عن آبائك فيمن جامع في شهر رمضان أو أفطر فيه ثلاث كفارات، وروي عنهم أيضا
كفارة واحدة فبأي الخبرين نأخذ؟
فقال عليه السلام: بهما جميعا. قال: متى جامع الرجل حراما أو أفطر على حرام
في شهر رمضان فعليه ثلاث كفارات، عتق رقبة وصيام شهرين متتابعين، وإطعام ستين
مسكينا وقضاء ذلك اليوم، وإن كان نكح حلالا أو أفطر على حلال، فعليه كفارة
واحدة وقضاء ذلك اليوم. وإن كان ناسيا فلا شئ عليه (2).
26 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم قال: كتب الحسين إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك،
رجل نذر أن يصوم أياما معلومة فصام بعضها، ثم اعتل فأفطر أيبتدئ في صومه أم
يحتسب بما مضى؟ فكتب عليه السلام: يحتسب بما مضى (3).
7 -
(باب)
* (صوم يوم عاشوراء وعرفة) *
27 - الكليني باسناده عن محمد بن عيسى بن عبيد قال: حدثني جعفر بن عيسى
أخوه قال سألت الرضا عليه السلام عن صوم عاشوراء وما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم

(1) الفقيه: 2 - 95 والتهذيب: 4 - 274 والاستبصار: 2 - 117.
(2) عيون الأخبار: 1 - 254.
(3) عيون الأخبار: 1 - 314.
193

ابن مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السلام،
وهو يوم يتشأم به آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ويتشأم به أهل الاسلام، واليوم الذي يتشأم به أهل
الاسلام لا يصام ولا يتبرك به.
يوم الاثنين، يوم نحس، قبض الله عز وجل فيه نبيه، وما أصيب آل محمد إلا
في يوم الاثنين فتشا منابه وتبرك به عدونا، ويوم عاشورا قتل الحسين صلوات الله
عليه وتبرك به ابن مرجانة وتشأم به آل محمد صلى الله عليهم، فمن صامهما أو تبرك
بهما لقى الله تبارك وتعالى ممسوخ القلب، وكان حشره مع الذين سنوا صومهما
والتبرك بهما (1).
28 - علي بن طاووس - رحمه الله - مرسلا عن ابن شبيب، عن مولانا الرضا
عليه السلام ومنها ما روى عن طرقهم إن من صام يوما من المحرم محتسبا، جعل الله
تعالى بينه وبين جهنم جنة كما بين السماء والأرض (2).
8 -
(باب) * (صوم التطوع) *
29 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن
إدريس بن زيد، وعلي بن إدريس قالا: سألنا الرضا عليه السلام عن الرجل نذر نذرا إن
هو تخلص من الحبس أن يصوم ذلك اليوم الذي تخلص فيه، فيعجز عن الصوم لعلة
أصابته أو غير ذلك، فمد للرجل في عمره، وقد أجتمع عليه صوم كثير ما كفارة ذلك
الصوم؟ قال: يكفر كل يوم بمد حنطة أو شعير (3).
30 - عنه عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد، عن موسى بن بكر، عن محمد
ابن منصور قال سألت الرضا عليه السلام عن رجل نذر نذرا في صيام، فعجز فقال: كان أبي

(1) الكافي: 4 - 146 والتهذيب: 4 - 301.
(2) اقبال الأعمال. 553.
(3) الكافي. 4 - 143.
194

يقول: عليه مكان كل يوم مد (1).
31 - عنه - رحمه الله - عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في رجل نذر على نفسه إن هو سلم من
مرض أو تخلص من حبس أن يصوم كل يوم أربعاء، وهو اليوم الذي تخلص فيه،
فعجز عن الصوم لعلة أصابته أو غير ذلك فمد للرجل في عمره واجتمع عليه صوم
كثير ما كفارة ذلك؟ قال: تصدق لكل يوم بمد من حنطة أو ثمن مد (2).
32 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم، قال:
كتب الحسين إلى الرضا عليه السلام جعلت فداك رجل نذر أن يصوم أياما معلومة فصام
بعضها، ثم اعتل فأفطر أيبتدئ في صوم أم يحتسب بما مضى؟ فكتب إليه: يحتسب
ما مضى (3).
33 - عنه عن عدة من أصحابنا عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن
ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال:
سألته عن الرجل يجعل لله عز وجل عليه صوم يوم مسمى، قال: يصومه أبدا في السفر
والحضر (4).
34 - عنه عن سهل بن زياد، عن يوسف بن السخت، عن حمدان ابن النضر،
عن محمد بن عبد الله الصيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا عليه السلام، في يوم
خمسة وعشرين من ذي القعدة فقال: صوموا فاني أصبحت صائما، قلنا: جعلنا فداك
أي يوم هو؟ فقال: يوم نشرت فيه الرحمة ودحيت فيه الأرض ونصبت فيه الكعبة
وهبط فيه آدم عليه السلام (5).
35 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن

(1) الكافي. 4 - 143 والتهذيب. 4 - 313.
(2) الكافي. 4 - 144 والفقيه. 2 - 99.
(3) الكافي. 4 - 141.
(4) الكافي. 4 - 143.
(5) الكافي. 4 - 149.
195

سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن صوم ثلاثة أيام في الشهر،
هل فيه قضاء على المسافر؟ قال: لا (1).
36 - عنه عن أحمد بن محمد، عن المرزبان بن عمران قال: قلت للرضا عليه السلام
أريد السفر فأصوم لشهري الذي أسافر فيه؟ قال: لا، قلت: فإذا قدمت أقضيه؟ قال
لا، كما لا تصوم كذلك لا تقضى (2).
37 - الصدوق قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي
قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدثنا علي بن الحسن بن
علي بن فضال قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن
علي بن موسى الرضا عليهما السلام يقول: من صام من شعبان يوما واحدا ابتغاء ثواب الله
دخل الجنة.
ومن استغفر في كل يوم من شعبان سبعين مرة حشر يوم القيامة في زمرة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووجبت له من الله الكرامة، ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق
تمرة حرم الله جسده على النار، ومن صام ثلاثا من شعبان ووصلها من صيام شهر
رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين (3).
38 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه الله قال حدثنا أحمد بن
محمد الكوفي، عن علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى
الرضا عليه السلام قال: من صام أول يوم من رجب رغبة في ثواب الله عز وجل، وجبت له
الجنة، ومن صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر، ومن صام يوما في آخره
جعله الله عز وجل من ملوك الجنة وشفعه في أبيه وأمه وابنه وابنته وأخيه وأخته
وعمه وعمته، وخاله وخالته، ومعارفه، وجيرانه وإن كان فيهم مستوجب للنار (4).
39 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله

(1) الكافي. 4 - 130.
(2) الكافي. 4 - 130.
(3) الخصال. 582 والعيون. 1 - 255.
(4) أمالي الصدوق. 7 والعيون. 1 - 291.
196

صلى الله عليه وآله وسلم: من صام يوم الجمعة صبرا واحتسابا أعطي ثواب صيام عشرة
أيام غر زهر، لا تشاكل أيام الدنيا (1).
40 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إذا دخل شهر شعبان، يصومه في أوله ثلاثا، وفي وسطه وفي آخره ثلاثا، وإذا دخل
شهر رمضان يفطر قبله بيومين، ثم يصوم (2).
41 - الطوسي باسناده عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر قال:
سألت أبا الحسن عليه السلام عن الصيام في الشهر كيف هو؟ فقال: ثلاث في الشهر، في كل
عشر يوم، إن الله عز وجل يقول: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، وثلاثة أيام
في الشهر صوم الدهر (3).
42 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن جعفر المدائني
عن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال: سألت الرضا عليه السلام عن الصيام فقال: ثلاثة
أيام في الشهر، الأربعاء والخميس والجمعة فقلت: إن أصحابنا يصومون أربعاء بين
خميسين، فقال: لا باس بذلك ولا باس بخميس بين أربعائين (4).
43 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد
عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين
في سبعة وعشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب الله عز وجل له صيام ستين
شهرا، وفي خمسة وعشرين من ذي القعدة وضع الله البيت وهو أول رحمة وضعت على
وجه الأرض، فجعله الله عز وجل مثابة للناس وأمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب الله
له صيام ستين شهرا، وفي أول يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن، فمن
صام ذلك اليوم كتب الله له صيام ستين شهرا (5).

(1) عيون الأخبار. 2 - 36.
(2) عيون الأخبار. 2 - 71.
(3) التهذيب: 4 - 302.
(4) التهذيب: 4 - 304 والاستبصار. 2 - 137.
(5) التهذيب: 4 - 304.
197

44 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد
عن الحسن بن علي بن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أساله عن قوم
عندنا يصلون ولا يصومون شهر رمضان، وأنا أحتاج إليهم يحصدون لي فإذا دعوتهم
إلى الحصاد لم يجيبوا حتى أطعمهم وهم يجدون من يطعمهم فيذهبون إليه، ويدعوني وأنا
أضيق من إطعامهم في شهر رمضان فكتب عليه السلام إلى بخطه أعرفه: أطعمهم. (1)
45 - علي بن طاووس قال: رواه الشيخ جعفر بن محمد الدوريستي في كتاب الحسنى
باسناده إلى الشيخ الثقة أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي رضوان الله عليه عن مولانا
الرضا عليه السلام قال: من صام يوم الخامس والعشرين من رجب جعل الله صومه ذلك
اليوم كفارة سبعين سنة. (2)
46 - عنه قال: روى الشيخ جعفر بن محمد الدوويستي في كتاب الحسنى باسناده
إلى الرضا عليه السلام قال ومن صام يوم السادس والعشرين من رجب، جعل الله صومه ذلك
اليوم كفارة ثمانين سنة. (3)
9 -
(باب الفطرة)
47 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن
سعد الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الفطرة كم ندفع عن كل
رأس من الحنطة والشعير والتمر والزبيب؟ قال: صاع بصاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (4)
48 - عنه عن محمد بن الحسين، عن محمد بن القاسم بن الفضيل البصري، عن أبي
الحسن عليه السلام قال: كتبت إليه: الوصي يزكى عن اليتامى زكاة الفطرة إذا كان لهم

(1) التهذيب: 4 - 214.
(2) اقبال الأعمال: 669.
(3) اقبال الأعمال: 670.
(4) الكافي: 4 - 171 والفقيه: 2 - 115 والتهذيب: 4 - 80 والاستبصار:
2 - 46.
198

مال؟ فكتب لا زكاة على يتيم، وعن مملوك يموت مولاه، وهو عنه غائب في بلد آخر،
وفي يده مال لمولاه ويحضر الفطر أيزكي عن نفسه من مال مولاه وقد صار لليتامى؟ قال
نعم. (1)
49 - عنه عن محمد بن يحيى، عن بنان بن محمد، عن أخيه عبد الرحمن بن محمد، عن
محمد بن إسماعيل قال: بعثت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام بدارهم لي ولغيري وكتبت
إليه أخبره أنها من فطرة العيال، فكتب بخطه: قبضت وقبلت. (2)
50 - عنه عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن الفضيل
عن الرضا عليه السلام قال لبعض مواليه يوم الفطر وهو يدعو له: يا فلان تقبل الله منك
ومنا ثم أقام حتى كان يوم الأضحى، فقال له: يا فلان تقبل الله منا ومنك، قال
فقلت، له يا بن رسول الله قلت في الفطر شيئا وتقول في الأضحى غيره، قال: فقال: نعم
إني قلت له في الفطر: تقبل الله منك ومنا لأنه فعل مثل فعلي وتأسيت أنا وهو في
الفعل وقلت له في الأضحى: تقبل الله منا ومنك لأنه يمكننا أن نضحي ولا يمكنه
أن يضحى فقد فعلنا نحن غير فعله. (3)
51 - عنه عن الحسين بن محمد، عن الحراني، عن علي بن محمد النوفلي قال: قلت
لأبي الحسن عليه السلام إني أفطرت يوم الفطر على تين وتمرة، فقال لي: جمعت بركة
وسنة. (4)
52 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار،
عن يعقوب بن يزيد، عن ياسر القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام. قال:
الفطرة صاع من حنطة، أو صاع من شعير أو صاع من تمر أو صاع من زبيب وإنما
خفف الحنطة معاوية. (5)

(1) الكافي: 4 - 172 والفقيه: 2 - 117.
(2) الكافي: 4 - 174 والفقيه: 2 - 119.
(3) الكافي: 4 - 181 والفقيه: 2 - 113.
(4) الكافي: 4 - 170 والفقيه: 2 - 113.
(5) علل الشرايع: 2 - 77 والاستبصار: 2 - 49.
199

53 - عنه قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنهما،
قالا: حدثنا محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن
عمران الأشعري عن جعفر بن إبراهيم بن محمد الهمداني رحمهم الله - وكان معنا حاجا -
قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السلام على يد أبي: جعلت فداك إن أصحابنا اختلفوا في
الصاع فبعضهم يقول: الفطرة بصاع المدينة وبعضهم يقول: بصاع العراق، فكتب إلى
الصاع ستة أرطال بالمدني وتسعة أرطال بالعراقي، قال: وأخبرني بالوزن، فقال يكون
ألفا ومائة وسبعين درهما. (1)
54 - عنه قال: حدثني حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: حدثني أبو نصر قنبر بن علي بن
شاذان، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام، إلا أنه لم يذكر في حديثه
أنه كتب ذلك إلى المأمون وذكر فيه: الفطرة مدين من حنطة وصاعا من الشعير والتمر
والزبيب. (2)
55 - الطوسي باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان بن يحيى، عن جعفر بن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام في الفطرة قال: يعطى من الحنطة صاع، ومن الشعير صاع، ومن الأقط
صاع. (3)
10.
(باب النوادر)
56 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قلت للرضا عليه السلام: هل

(1) عيون الأخبار: 1 - 309.
(2) عيون الأخبار: 127.
(3) والتهذيب: 4 - 70 والاستبصار: 2 - 46.
200

يكون شهر رمضان، تسعة وعشرين يوما، فقال: إن شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين
يوما. (1)
57 - الصدوق باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال: فلم جعل الصوم في
شهر رمضان خاصة دون ساير الشهور؟ قيل: لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل
فيه القرآن، وفيه فرق بين الحق والباطل كما قال الله عز وجل شهر رمضان الذي
انزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان وفيه نبئ محمد صلى الله عليه وآله وسلم،
وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيها يفرق كل أمر حكيم، وهو رأس
السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر، أو مضرة أو منفعة، أو رزق أو
أجل، ولذلك سميت ليلة القدر.
فان قال: فلم أمروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ قيل: لأنه
قوة العبادة الذي يعم فيها القوي والضعيف، وإنما أوجب الله الفرايض على أغلب
الأشياء وأعم القوي: ثم رخص لأهل الضعف، ورغب أهل القوة في الفضل ولو كانوا
يصلحون على أقل من ذلك لنقصهم، ولو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم.
فان قال: فلم إذا حاضت المرأة لا تصوم ولا تصلي؟ قيل: لأنها في نجاسة فأحب
الله أن لا تعبده إلا طاهرا، ولأنه لا صوم لمن لا صلاة له.
فان قال: فلم صارت تقضى الصوم ولا تقضي الصلاة؟ قيل: لعلل شتى، فمنها
أن الصيام لا يمنعها من خدمة نفسها، وخدمة زوجها وإصلاح بيتها والقيام بأمرها
والاشتغال بمرمة معيشتها والصلاة تمنعها من ذلك كله، لان الصلاة تكون في اليوم
والليلة مرارا، فلا تقوي على ذلك، والصوم ليس كذلك.
ومنها أن الصلاة فيها عناء وتعب واشتغال الأركان، وليس في الصوم شئ من ذلك
وإنما هو الامساك عن الطعام والشراب، وليس فيه اشتغال الأركان.
ومنها أنه ليس من وقت يجئ إلا تجب عليها فيه صلاة جديدة في يومها وليلتها
وليس الصوم كذلك، لأنه ليس كلما حدث يوم وجب عليها الصوم، وكلما حدث وقت

(5) الخصال: 530.
201

الصلاة وجب عليها الصلاة.
فان قال: فلم إذا مرض الرجل أو سافر في شهر رمضان، فلم يخرج من سفره
أولم يفق من مرضه حتى يدخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للأول وسقط
القضاء فإذا أفاق بينهما أو أقام ولم يقضه، وجب عليه القضاء والفداء؟ قيل: لان
ذلك الصوم إنما وجب عليه في تلك السنة في ذلك الشهر.
فاما الذي لم يفق فإنه لما أن مرت عليه السنة كلها، وقد غلب الله عليه مثل
المغمى عليه الذي يغمى عليه يوما وليلة فلا يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق عليه السلام
كلما غلب الله عليه العبد فهو أعذر له، لأنه دخل الشهر وهو مريض فلم يجب عليه الصوم
في شهره ولا سنته للمرض الذي كان فيه ووجب عليه الفداء، لأنه بمنزلة من وجب
عليه صوم، فلم يستطع أداه فوجب عليه الفداء كما قال الله عز وجل: " فصيام شهرين
متتابعين فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا " وكما قال الله عز وجل: " ففدية من صيام
أو صدقة أو نسك " فأقام الصدقة مقام الصيام إذا عسر عليه.
فان قال: فلم فإن لم يستطع إذ ذاك فهو الان فيستطيع؟ قيل له: لأنه لما دخل
عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للماضي، لأنه كان بمنزلة من وجب عليه صوم
في كفارة فلم يستطعه، فوجب عليه الفداء، وإذا وجب الفداء سقط الصوم والصوم ساقط
والفداء لازم، فان أفاق فيما بينهما ولم يصمه وجب عليه الفداء لتضييعه والصوم
لاستطاعته.
فان قال: فلم جعل الصوم السنة قيل: ليكمل فيه الصوم المفرض.
فان قال: فلم جعل في كل شهر ثلاثة أيام وفي كل عشرة أيام يوما قيل: لان الله
تبارك وتعالى يقول: " من جاء بالحسنة، فله عشر أمثالها " فمن صام في كل عشرة أيا
يوما واحدا فكأنما صام الدهر كله، كما قال سلمان الفارسي رحمة الله عليه: صوم ثلث
أيام في شهر صوم الدهر كله، فمن وجد شيئا غير الدهر فليصمه.
فان قال: فلم جعل أول خميس من العشر الأول، وآخر خميس في العشر الأواخر
وأربعاء في العشر الأوسط؟ قيل: أما الخميس فإنه قال الصادق عليه السلام: يعرض في
202

خميس أعمال العباد على الله عز وجل، فأحب أن يعرض عمل العبد على الله تعالى
وهو صائم.
فان قال: فلم جعل آخر الخميس قيل: لأنه إذا عرض عليه عمل ثمانية أيام
والعبد صايم كان أشرف وأفضل من أن يعرض عمل يومين وهو صايم، وإنما جعل الأربعاء
في العشر الأوسط لان الصادق عليه السلام أخبر بان الله عز وجل خلق النار في ذلك اليوم
وفيه أهلك القرون الأولى، وهو يوم نحس مستمر، فأحب أن يدفع العبد عن نفسه
نحسن ذلك اليوم بصومه.
فان قال: فلم وجب في الكفارة على من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون الحج
والصلاة وغيرهما؟ قيل: لان الصلاة والحج وساير الفرايض مانعة للانسان من
التقلب في أمر دنياه ومصلحة معيشته مع تلك العلل التي ذكرناها في الحايض التي تقضى
الصيام ولا تقضى الصلاة.
فان قال: فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين دون أن يجب عليه شهر واحد
أو ثلاثة أشهر، قيل: لان الفرض الذي فرض الله على الخلق وهو شهر واحد، فضوعف
في هذا الشهر في كفارته توكيد أو تغليظا عليه.
فان قال: لم جعلت متتابعين، قيل لئلا يهون عليه الأداء فيستخف به، لأنه
إذا قضاه متفرقا هان على القضاء. (1)
58 - الطبرسي رفعه عن الرضا عليه السلام قال: تفطيرك أخاك الصائم أفضل من
صيامك. (2)

(1) عيون الأخبار: 2 - 116.
(2) مكارم الأخلاق: 157.
203

(كتاب الزكاة)
1 -
(باب)
* (علة الزكاة) *
1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: ذكرت للرضا عليه السلام شيئا فقال: اصبر فاني أرجو أن يصنع الله لك إن شاء
الله، ثم قال: فوالله ما أخر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له مما عجل له فيها، ثم
صغر الدنيا وقال: أي شئ هم.
ثم قال: إن صاحب النعمة على خطر إنه يجب عليه حقوق الله فيها، والله إنه
لتكون على النعم من الله عز وجل فما أزال منها على وجل - وحرك يده - حتى أخرج
من الحقوق التي يجب لله علي فيها، فقلت: جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا؟
قال نعم: فاحمد ربي على ما من به علي. (1)
2 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: لأي شئ جعل الله الزكاة خمسة وعشرين
في كل ألف، ولم يجعلها ثلاثين؟ فقال: إن الله عز وجل جعلها خمسة وعشرين أخرج
من أموال الأغنياء بقدر ما يكتفي به الفقراء، ولو أخرج الناس زكاة أموالهم ما
احتاج أحد. (2)
3 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد البرقي، عن
سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سالت عن الرجل تحل
عليه الزكاة في السنة في ثلاث أوقات أيؤخرها حتى يدفعها في وقت واحد؟ فقال: متى

(1) الكافي: 3 - 502.
(2) الكافي: 3 - 507.
204

حلت أخرجها، وعن الزكاة في الحنطة والشعير، والشعير، والتمر، والزبيب متى تجب على صاحبها
قال: إذا ما صرم وإذا ما خرص. (1)
4 - الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن
أبي نصر، قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الرجل يكون في يده المتاع قد
بار عليه وليس يعطى به إلا أقل من رأس ماله، عليه زكاة؟ قال: لا قلت: فإنه مكث
عنده عشر سنين، ثم باعه كم يزكي سنة قال: سنة واحدة. (2)
5 - الصدوق قال: وكتب الرضا علي بن موسى عليهم السلام، إلى محمد بن سنان فيما
كتب إليه من جواب مسائله: إن علة الزكاة من أجل قوت الفقراء، وتحصين أموال
الأغنياء، لان الله عز وجل كلف أهل الصحة القيام بشأن أهل الزمانة والبلوى،
كما قد قال تبارك وتعالى: " لتبلون في أموالكم وأنفسكم " في أموالكم إخراج الزكاة و
في أنفسكم توطين الأنفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم الله عز وجل.
والطمع في الزيادة مع ما فيه من الزيادة والرأفة والرحمة لأهل الضعف، والعطف
على أهل المسكنة والحث لهم على المواساة وتقوية الفقراء والمعونة لهم على أمر الدين
وموعظة لأهل الغنى وعبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم، ومالهم من الحث
في ذلك على الشكر لله تبارك وتعالى لما خولهم وأعطاهم، والدعاء والتضرع والخوف
من أن يصيروا مثلهم في أمور كثيرة في أداء الزكاة والصدقات وصلة الأرحام واصطناع
المعروف. (3)
2 -
(باب الانفاق)
6 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، ومحمد بن يحيى، عن

(1) الكافي: 3 - 523.
(2) قرب الإسناد: 223.
(3) الفقيه 2 - 4 والعلل: 2 - 57 والعيون: 2 - 89.
205

أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا
إلى أبي جعفر عليهما السلام: يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير
فإنما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا، وأسألك بحقي عليك لا يكن
مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير.
فإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة، ثم لا يسألك أحد شيئا إلا أعطيته، ومن
سالك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سالك
من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا، والكثير إليك، إني إنما أريد
بذلك أن يرفعك الله، فانفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا. (1)
7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: دخل عليه مولى له فقال له، هل أنفقت اليوم شيئا؟ قال: لا والله
فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن أين يخلف الله علينا، أنفق ولو درهما واحدا. (2)
8 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة قال
كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام أحدثه، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه
عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم، فقال: السلام عليك يا بن رسول الله
رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك عليهم السلام مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي
وما معي ما أبلغ مرحلة فان رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة فإذا بلغت
بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة.
فقال له: اجلس رحمك الله وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقى هو
وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا فقال: أتأذنون لي في الدخول؟ فقال له سليمان: قدم الله
أمرك فقام فدخل الحجرة، وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب
وقال: أين الخراساني؟ فقال: ها أنا ذا فقال: خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤنتك
ونفقتك وتبرك بها ولا تصدق بها عني واخرج فلا أراك ولا تراني.
ثم خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت، فلما ذا سترت وجهك

(1) الكافي: 4 - 43.
(2) الكافي: 3 - 44.
206

عنه؟ فقال: مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه لقضائي حاجته أما سمعت حديث
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر
بها مغفور له أما سمعت قول الأول:
متى آته يوما لا طلب حاجة * رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه (1)
9 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن
محمد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السلام أنى أصبت بابنين وبقي لي بني
صغير، فقال: تصدق عنه ثم قال حين حضر قيامي، مر الصبي فليتصدق بيده بالكسرة
والقبضة والشئ وإن قل فان كل شئ يراد به الله وإن قل بعد أن تصدق النية فيه عظيم.
إن الله عز وجل يقول: " فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال
ذرة شرا يره " وقال: " فلا اقتحم العقبة، وما أدريك ما العقبة فك رقبه أو طعام في يوم
ذي مسغبة، يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة " علم الله عز وجل أن كل أحد لا يقدر
على فك رقبة فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك تصدق عنه. (2)
10 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عرفة قال:
قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا ابن عرفة إن النعم كالإبل المعتقلة في عطنها على القوم
ما أحسنوا جوارها فإذا أساؤوا معاملتها وإنالتها نفرت عنهم. (3)
11 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول: كان رجل من بني إسرائيل ولم يكن له ولد
فود له غلام وقيل له: إنه يموت ليلة عرسه، فمكث الغلام، فلما كان ليلة عرسه
نظر إلى شيخ كبير ضعيف فرحمه الغلام، فدعاه فأطمعه فقال له السائل: أحييتني
أحياك الله، قال: فاتاه آت في النوم فقال له: سل ابنك ما صنع فسأله فخبره

(1) الكافي: 4 - 23.
(2) الكافي: 3 - 4.
(3) الكافي: 3 - 38.
207

بصنيعه قال: فاتاه الآتي مرة أخرى في النوم، فقال له: إن الله أحيا لك ابنك بما صنع
بالشيخ. (1)
12 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: السخي يأكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا يأكل من طعام الناس
لئلا يأكلوا من طعامه. (2)
13 - الصدوق قال: وقال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ينبغي للرجل أن يوسع
على عياله لئلا يتمنوا موته. (3)
14 - عنه قال: حدثنا أحمد بن هارون الفامي، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن
بطة قال: حدثنا محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، قال: قال سمعت الرضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال خمس:
ببخل شديد، وأمل طويل، وحرص غالب، وقطيعة الرحم، وإيثار الدنيا على
الآخرة. (4)
15 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
خير مال المرء وذخايره الصدقة. (5)
16 - عنه باسناده عن الرضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: عفوت لكم
عن صدقة الخيل والرقيق. (6)
17 - عنه باسناده عن الرضا عن النبي صلى الله على وآله وسلم، قال: باكروا بالصدقة، فمن باكر
بها لم يتخطاه الدعاء. (7)

(1) الكافي: 3 - 7.
(2) الكافي: 3 - 41.
(3) الفقيه: 2 - 39.
(4) الخصال: 282.
(5) عيون الأخبار: 2 - 61.
(6) عيون الأخبار 2 - 61.
(7) عيون الأخبار: 2 - 62.
208

3 -
(باب)
* (زكاة مال الغائب) *
18 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت
لأبي الحسن الرضا عليهم السلام: الرجل يكون له الوديعة والدين، فلا يصل
إليهما ثم يأخذهما، متى تجب عليه الزكاة؟ قال: إذا أخذهما ثم يحول عليه الحول
يزكي. (1)
4 -
(باب)
* (مستحق الزكاة) *
19 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل له قرابة وموالي وأتباع
يحبون أمير المؤمنين صلوات الله عليه وليس يعرفون صاحب هذا الامر، أيعطون من
الزكاة؟ قال: لا. (2)
20 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ينبغي للرجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنوا موته
وتلا هذه الآية: " ويطعمون الطعام علي حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " قال: الأسير
عيال الرجل ينبغي للرجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم، ثم
قال: إن فلانا أنعم الله عليه بنعمة فمنعها أسراءه وجعلها عند فلان: فذهب الله بها،

(1) التهذيب، 4 - 34 والاستبصار: 2 - 28.
(2) الكافي: 3 - 551 والتهذيب: 4 - 55.
209

قال معمر: وكان فلان حاضرا. (1)
21 - عنه - رحمه الله - عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر
عن الرضا عليه السلام قال: قال: صاحب النعمة يجب عليه التوسعة على عياله. (2)
22 - الصدوق قال: وقال الرضا عليه السلام: إن بنى تغلب أنفوا ن الجزية وسألوا
عمر أن يعفيهم فخشي أن يلحقوا بالروم، فصالحهم على أن صرف ذلك عن رؤوسهم
وضاعف عليهم الصدقة فرضوا بذلك، فعليهم ما صالحوا عليه ورضوا به إلى أن يظهر
الحق. (3)
23 - عنه قال: وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: بعثت إلى الرضا عليه السلام
بدنانير من قبل بعض أهلي وكتبت إليه أخبره أن فيها زكاة خمسة وسبعون والباقي
صلة فكتب عليه السلام بخطه: قبضت وبعثت إليه بدنانير لي ولغيري وكتبت إليه أنها من
فطرة العيال فكتب عليه السلام بخطه: قبضت. (4)
24 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد
عن إسماعيل بن سعد الأشعري، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الزكاة هل توضع فيمن
لا يعرف، قال: لا ولا زكاة الفطرة. (5)
5 -
(باب)
* (زكاة مال اليتيم) *
25 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن القاسم بن الفضيل
قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السلام أساله عن الوصي أيزكي زكاة الفطرة عن اليتامى

(1) الكافي: 4 - 11.
(2) الكافي: 4 - 11.
(3) الفقيه: 2 - 15.
(4) الفقيه: 2 - 20 والتهذيب: 4 - 60.
(5) التهذيب: 4 - 52.
210

إذا كان لهم مال؟ قال: فكتب عليه السلام: لا زكاة على يتيم. (1)
26 - الطوسي باسناده عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الحميد، عن
محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن صبية صغار لهم مال بيد أبيهم أو
أخيهم هل تجب على مالهم زكاة؟ فقال: لا تجب في مالهم زكاة حتى يعمل به، فإذا عمل
به وجبت الزكاة، فاما إذا كان موقوفا فلا زكاة عليه. (2)
6 -
(باب الخمس)
27 - الكليني عن أحمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن
قول الله عز وجل: " واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى "
فقيل له: فما كان لله فلمن هو؟ فقال: لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما كان لرسول الله، فهو
لامام فقيل له: أفرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر وصنف أقل، ما يصنع به؟
قال: ذاك إلى الامام أرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف يصنع؟ أليس إنما كان يعطى على
ما يرى؟ كذلك الامام. (3)
28 - عنه عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن عي بن الحسين بن عبد ربه
قال: سرح الرضا عليه السلام بصلة إلى أبي فكتب إليه أبي هل علي فيما سرحت إلي
خمس، فكتب إليه لا خمس عليك فيما سرح به صاحب الخمس. (4)
29 - عنه عن سهل، عن أحمد بن المثنى قال: حدثني محمد بن زيد الطبري قال
كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا عليه السلام يسأله الاذن في الخمس
فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم، إن الله واسع كريم، ضمن على العمل الثواب،
وعلى الضيق الهم، لا يخل مال إلا من وجه أحله الله، وإن الخمس عوننا على ديننا وعلى

(1) الكافي: 3 - 541 والتهذيب: 4 - 30.
(2) التهذيب: 4 - 28 والاستبصار: 2 - 29.
(3) الكافي: 1 - 544.
(4) الكافي: 547.
211

عيالاتنا وعلى موالينا، وما نبذله ونشتري من أعراضنا، ممن نخاف سطوته، فلا
تزووه عنا ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فان إخراجه مفتاح رزقكم،
وتمحيص ذنوبكم، وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم، والمسلم من يفي لله بما عهد
إليه وليس المسلم من أجاب باللسان وخالف بالقلب، والسلام. (1)
30 - عنه عن محمد بن زيد، قال: قدم قوم من خراسان على أبى الحسن الرضا عليه السلام
فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس، فقال: ما أمحل هذا، تمحضونا بالمودة بألسنتكم
وتزوون عنا حقا جعله الله لنا، وجعلنا له وهو الخمس لا نجعل، لا نجعل، لا نجعل
لأحد منكم في حل. (2)
31 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو
الروذ في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد الطائي قال حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة وقد أمرنا
باسباغ الطهور، وأن لا ننزي حمارا على عتيقة. (3)
32 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عما أخرج المعدن من قليل أو كثير
هل فيه شئ؟ قال: ليس فيه شئ حتى يبلغ ما يكون في مثله الزكاة عشرين
دينارا. (4)
7 -
(باب الخراج)
33 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان بن يحيى، وأحمد بن محمد بن

(1) الكافي: 1 - 547.
(2) الكافي: 1 - 548.
(3) عيون الأخبار: 2 - 29.
(4) التهذيب: 4 - 138.
212

أبي نصر قال: ذكرنا له الكوفة وما وضع عليها من الخراج، وما سار فيها أهل بيته
فقال: من أسلم طوعا تركت أرضه في يده وأخذ منه العشر مما سقت السماء، والأنهار
ونصف العشر، مما سقي بالرشا فيما عمروه منها، وما لم يعمروه.
منها أخذه الامام فيقبله ممن يعمره وكان للمسلمين، وعلى المتقبلين في حصصهم
العشر ونصف العشر، وليس في أقل من خمسة أوساق شئ من الزكاة، وما أخذ بالسيف،
فذلك للامام يقبله بالذي يرى، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بخيبر قبل سوادها وبياضها،
- يعنى أرضها ونخلها - والناس، يقولون لا تصلح، قبالة الأرض والنخل، وقد قبل
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر، وعلى المتقبلين، سوى قبالة الأرض والعشر ونصف العشر في
حصصهم، ثم قال: إن أهل الطائف أسلموا وجعلوا عليهم العشر ونصف العشر، وأن
أهل مكة دخلها رسول الله صلى الله عليه وآله عنوة وكانوا اسراء في يده فأعتقهم وقال: اذهبوا فأنتم
الطلقاء (1).
34 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال
ذكرت لأبي الحسن الرضا عليه السلام الخراج وما سار به أهل بيته؟ فقال: العشر ونصف
العشر على من أسلم تطوعا تركت أرضه في يده وأخذ منه العشر ونصف العشر فيما
عمر منها، وما لم يعمر منها أخذه الوالي، فقبله ممن يعمره، وكان للمسلمين وليس
فيما كان أقل من خمسة أو ساق شئ.
وما أخذ بالسيف، فذلك للامام يقبله بالذي يرى كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بخيبر قبل أرضها، ونخلها، والناس يقولون لا تصلح قبالة الأرض والنخل إذا كان
البياض أكثر من السواد، قد قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيبر وعليهم في حصصهم العشر و
نصف العشر. (2)

(1) التهذيب: 4 - 118.
(2) التهذيب: 4 - 119.
213

(كتاب الحج)
1 -
(باب)
* (ابتداء الكعبة والحرم) *
1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الحرم، وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض
وبعضها أبعد من بعض؟ فقال: إن الله تعالى عز وجل لما أهبط آدم من الجنة هبط
على أبي قبيس فشكا إلى ربه الوحشة، وأنا لا يسمع ما كان يسمعه في الجنة، فاهبط الله
عز وجل عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم، فكان
ضوءها يبلغ موضع الاعلام فيعلم الاعلام على ضوئها وجعله الله حرما (1).
2 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد بن موسى رحمه الله، قال حدثنا محمد بن
أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع
الصحاف، عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب
مسائله علة وضع البيت وسط الأرض لأنه الموضع الذي، من تحته دحيت الأرض
وكل ريح، تهب في الدنيا، فإنها تخرج من تحت الركن الشامي، وهي أول بقعة
وضعت في الأرض لأنها الوسط ليكون الفرض لأهل المشرق والمغرب سواء (2).
3 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي عن علي بن العباس قال: حدثنا
القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه

(1) الكافي: 4 - 195 والعيون: 284 والعلل: 2 - 107.
(2) علل الشرايع: 2 - 82.
214

في ما كتب من جواب مسائله: سميت مكة مكة، لان الناس كانوا يمكون فيها، وكان
يقال لمن قصدها قد مكا، وذلك قول الله عز وجل " وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء
وتصدية " فالمكاء التصفير والتصدية صفق اليدين. (1)
2 -
(باب)
* (فضل الحج والعمرة) *
4 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن العمرة أواجبة هي؟ قال: نعم، قلت: فمن تمتع يجزئ
عنه؟ قال: نعم (2).
5 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن الرضا عليه السلام
قال: سمعته يقول ما وقف أحد في تلك الجبال إلا استجيب له، فاما المؤمنون،
فيستجاب لهم في آخرتهم، وأما الكفار فيستجاب لهم في دنياهم (3).
6 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن
أبي حدثني عن آبائك عليهم السلام أنه قيل لبعضهم: إن في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين
وعدوا يقال له: الديلم فهل من جهاد أو هل من رباط؟
فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه، ثم قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرات
كل ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجوه، ثم قال في الثالثة: أما يرضى أحدكم أن يكون
في بيته ينفق علي عياله ينتظر أمرنا، فان أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بدرا وإن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا وهكذا - وجمع بين
سبابتيه - فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق هو على ما ذكر (4).

(1) علل الشرايع: 2 - 83.
(2) الكافي: 4 - 543.
(3) الكافي: 4 - 256.
(4) الكافي: 4 - 260.
215

7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن الحسن
ابن الجهم عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ما يقف أحد على
تلك الجبال بر ولا فاجر إلا استجاب الله له، فاما البر فيستجاب له في آخرته ودنياه،
وأما الفاجر فيستجاب له في دنياه (1).
8 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن سلمة بن الخطاب عن أحمد بن علي
عن الحسن بن علي الديلمي مولى الرضا قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من حج
بثلاثة نفر من المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل بالثمن ولم يسأله من أين
كسب ماله من حلال أو حرام (2).
9 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن
محمد بن سنان أن أبا الحسن بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب
مسائله: أن علة الحج الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة والخروج من كل ما
اقترف، وليكون تائبا مما مضى مستأنفا لما يستقبل، وما فيه من استخراج الأموال
وتعب الأبدان، وحظرها عن الشهوات واللذات والتقرب في العبادة إلى الله عز وجل
والخضوع والاستكانة، والذل شاخصا في الحر والبرد والا من والخوف دائبا في ذلك
دائما وما فيه ذلك لجميع الخلق من المنافع والرغبة والرهبة إلى الله عز وجل.
ومنه ترك قساوة القلب وخساسة الأنفس ونسيان الذكر، وانقطاع الرجاء
والأمل وتجديد الحقوق وحظر الأنفس عن الفساد، ومنفعة من في المشرق والمغرب
وفي البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب، وبايع ومشتري وكاسب
ومسكين وقضاء حوائج أهل الأطراف والمواضع الممكن لهم، الاجتماع فيها كذلك
ليشهدوا منافع لهم.
وعلة فرض الحج مرة واحدة، لان الله تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم

(1) الكافي: 4 - 262.
(2) الخصال: 118 والعيون: 1 - 257.
216

قوة فمن تلك الفرائض الحج المفروض واحدا ثم رغب أهل القوة على قدر طاقتهم (1)
10 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
البزنطي، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: كيف صنعت في عامك، فقال: اعتمرت
في رجب ودخلت متمتعا وكذلك أفعل إذا اعتمرت (2).
11 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه الله، قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه عن الحسين بن خالد، قال:
قلت لأبي الحسن عليه السلام: لأي شئ صار الحاج لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال
لان الله تعالى أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول: " فسيحوا في الأرض أربعة
أشهر " فمن ثم وهب لمن حج من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر (3).
12 - عنه باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال: لم أمر بالحج؟ قيل:
لعلة الوفادة إلى الله عز وجل وطلب الزيادة والخروج من كل ما اقترف العبد، تائبا
مما مضى مستأنفا لما يستقبل مع ما فيه من إخراج الأموال وتعب الأبدان والاشتغال عن
الأهل والولد وحظر الأنفس عن اللذات شاخص في الحر والبرد ثابت ذلك عليه دائم مع
الخضوع والاستكانة، والتذلل، مع ما في ذلك لجميع الخلق، من المنابع في شرق
الأرض، وغربها ومن في البر والبحر ممن يحج وممن لا يحج من تاجر وجالب و
بايع ومشتري وكاسب ومسكين ومكار وفقير وقضاء حوائج أهل الأطراف في المواضع
الممكن لهم الاجتماع فيها.
مع ما فيه من التفقه ونقل أخبار الأئمة عليهم السلام إلى كل صقع وناحية كما قال الله
تعالى: " فلو لا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا
ارجعوا إليهم لعلهم يحذرون وليشهدوا منافع لهم ".

(1) علل الشرايع: 2 - 90 (2) عيون الأخبار: 2 - 16.
(3) عيون الأخبار: 2 - 83.
217

فان قال فلم أمروا بحجة واحدة لا أكثر من ذلك؟ قيل له: لان الله تعالى
وضع الفرائض على أدنى القوم مرة كما قال الله عز وجل: " فما استيسر من الهدى " يعنى
شاة ليسع له القوى والضعيف، وكذلك ساير الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم
قوة فكان من تلك الفرايض الحج المفروض واحدا، ثم رغب بعد، أهل القوة بقدر
طاقتهم.
فان قال: فلم أمروا بالتمتع بالعمرة إلى الحج؟ قيل ذلك تخفيف من ربكم
ورحمة لان يسلم الناس من إحرامهم ولا يطول عليهم ذلك، فتداخل عليهم الفساد ولا
يكون الحج والعمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة ولا تبطل، ولا يكون الحج
مفردا من العمرة ويكون بينهما فصل تمييز، وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: دخلت العمرة
في الحج إلى يوم القيمة ولولا أنه عليه السلام كان ساق الهدي، ولم يكن له أن يحل
حتى يبلغ الهدى محله لفعل كما أمر الناس ولذلك قال: لو استقبلت من أمري ما
استدبرت، لفعلت كما أمرتكم ولكني سقت الهدى وليس لسائق الهدى أن يحل
حتى يبلغ الهدي محلة فقام إليه رجل (1)، فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا
تقطر من ماء الجنابة فقال إنك لن تؤمن بهذا أبدا.
فان قال: فلم جعل وقتها عشر ذي الحجة قيل: لان الله تعالى أحب أن يعبد
بهذه العبادة في أيام التشريق وكان أول ما حجت إليه الملائكة وطافت به في هذا
الوقت فجعله سنة، ووقتا إلى يوم القيمة، فاما النبيون آدم ونوح وإبراهيم وموسى
وعيسى ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين وغيرهم من الأنبياء إنما حجوا في هذا الوقت
فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيمة (2).
13 - الطوسي باسناده عن ابن بنت الياس عن الرضا عليه السلام قال: إن الحج والعمرة
ينفيان الفقر والذنوب كما ينفى الكير الخبث من الحديد. (3)

(1) وهو عمر بن الخطاب كما ذكره الفريقين.
(2) عيون الأخبار: 2 - 119.
(3) التهذيب: 5 - 22.
218

3 -
(باب)
* (احكام الحرم والمحرم) *
14 - الحميري عن البزنطي قال: وسأله صفوان وأنا حاضر عن الرجل يؤدب
مملوكه في الحرم فقال كان أبو جعفر ضرب فسطاطه في حد الحرم، ثم بعض أطنابه في
الحرم وبعضها في الحل، فإذا أراد أن يؤدب بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدبه في
الحل. (1)
15 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يشتري الجواري ويبيع؟ قال: نعم. (2)
16 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتبت إليه أن بعض مواليك
بالبصرة يحرمون ببطن العقيق، وليس بذلك الموضع ماء ولا منزل، وعليهم في ذلك
مؤونة شديدة ويعجلهم أصحابهم وجمالهم، ومن وراء بطن العقيق بخمسة عشر ميلا
منزل فيه ماء وهو منزلهم، الذي ينزلون فيه فترى أن يحرموا من موضع الماء لرفقه
بهم وخفته عليهم؟ فكتب: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقت المواقيت
لأهلها، ولمن أتى عليها من غير أهلها وفيها رخصة لمن كانت به علة فلا يجاوز الميقات
إلا من علة. (3)
17 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن محرم انكسرت

(1) قرب الإسناد: 213.
(2) الكافي: 4 - 473 والفقيه: 2 - 308.
(3) الكافي: 3 - 223.
219

ساقة أي شئ يكون حاله وأي شئ عليه؟ قال: هو حلال من كل شئ، قلت من النساء
والثياب والطيب؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم.
وقال: أما بلغك قول أبي عبد الله عليه السلام، حلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت
علي، قلت، أصلحك الله ما تقول في الحج؟ قال: لا بد أن يحج من قابل: قلت: أخبرني
عن المحصور والمصدود هما سواء؟ فقال: لا، قلت: فأخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين صده
المشركون قضى عمرته؟ قال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك. (1)
18 - الصدوق قال: وروى البزنطي عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن محرم
أصاب أرنبا أو ثعلبا قال: في الأرنب دم شاة. (2)
19 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن الحرم وأعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض وأبعد من بعض؟ فقال: إن الله
عز وجل لما أهبط آدم من الجنة أهبط على أبي قبيس، فشكى إلى ربه عز وجل
الوحشة وأنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة فاهبط الله عز وجل عليه ياقوتة حمراء،
فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السلام وكان ضوئها يبلغ موضع الاعلام
فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله الله عز وجل حرما. (3)
20 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء ابن بنت إلياس، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام أنه قال: إذا أهل هلال ذي الحجة ونحن بالمدينة، لم يكن لنا أن نحرم إلا
بالحج لأنا نحرم من الشجرة، وهو الذي وقت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنتم إذا قدمكم
من العراق فأهل الهلال، فلكم أن تعتمروا، لان بين أيديكم ذات عرق وغيرها مما
وقت لكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له الفضل: فلي الآن أن أتمتع وقد طفت بالبيت فقال

(1) الكافي: 4 - 369.
(2) الفقيه: 2 - 233.
(3) علل الشرايع: 2 - 105.
220

له: نعم، فذهب بها محمد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان، فقال لهم: إن
فلانا قال: كذا وكذا، فشنع على أبى الحسن عليه السلام. (1)
21 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أخيه، إسحاق بن إبراهيم، عن مقاتل بن مقاتل،
قال رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام، في يوم الجمعة في وقت الزوال على ظهر الطريق
يحتجم وهو محرم. (2)
22 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان رضي الله عنه،
قال: حدثني عمى محمد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام
يحدث عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله احتجم و
هو صائم محرم. (3)
23 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا موسى بن عمر، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع قال: رأيت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، وهو محرم خاتما. (4)
24 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن المرأة تدخل مكة متمتعة فتحيض قبل أن
تحل متى تذهب متعتها؟ قال: كان جعفر عليه السلام يقول زوال الشمس من يوم التروية،
وكان موسى عليه السلام يقول صلاة الصبح من يوم التروية، فقلت: جعلت فداك عامة مواليك
يدخلون يوم التروية ويطوفون ويسعون ثم يحرمون بالحج.
فقال: زوال الشمس، فذكرت له رواية عجلان أبي صالح فقال: لا، إذا زالت
الشمس ذهبت المتعة فقلت: فهي على إحرامها أو تجدد إحرامها للحج؟ فقال: لا، هي
على إحرامها، فقلت: فعليها هدي فقال: لا؟ إلا أن تحب أن تطوع، ثم قال: أما

(1) عيون الأخبار: 2 - 15.
(2) عيون الأخبار: 2 - 16.
(3) عيون الأخبار: 2 - 17.
(4) عيون الأخبار: 2 - 17.
221

نحن فإذا رأينا هلال ذي الحجة قبل أن نحرم فاتتنا لمتعة. (1)
25 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن
عليه السلام قال: سألته عن محرم انكسرت ساقة، أي شئ حل له وأي شئ عليه؟ قال: هو حلال
من كل شئ فقلت: من النساء والثياب والطيب فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم
وقال: أما بلغك قول أبي عبد الله عليه السلام وحلني حيث حبستني لقدرك الذي قدرت
على، قلت: أصلحك الله ما تقول في الحج؟ قال: لابد أن يحج من قابل: قال: قلت
فأخبرني عن المحصور والمصدود هما سواء قال: لا قلت: فأخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حين رده المشركون قضى عمرته، فقال: لا ولكنه اعتمر بعد ذلك. (2)
26 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد ابن أبي
نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية؟ قال: إذا
نظر إلى أعراش مكة عقبة ذي طوى قلت: بيوت مكة: قال: نعم. (3)
27 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن
عليه السلام قال سألته عن رجل متمتع كيف يصنع؟ قال: ينوي العمرة ويحرم
بالحج. (4)
4 -
(باب التلبية)
28 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
أنه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية، قال: إذا نظر إلى أعراش مكة عقبة ذي طوى
قلت بيوت مكة؟ قال: نعم. (5)

(1) التهذيب: 4 - 391 والاستبصار: 2 - 311.
(2) التهذيب: 5 - 264.
(3) التهذيب: 5 - 94 والاستبصار: 2 - 176.
(4) الاستبصار: 2 - 167.
(5) الكافي: 4 - 399 والاستبصار: 2 - 186.
222

29 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن الرجل يعتمر عمرة المحرم من
أين يقطع التلبية قال: كان أبو الحسن عليه السلام بقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكة، و
سألته كيف أصنع إذا أردت آلاء حرام، قال: فقال: عقد الاحرام في دبر الفريضة حتى
إذا استوت بك البيداء قلبه قلت: أرأيت إذا كنت محرما من طريق العراق قال: لبه
إذا استوى بك بعيرك (1).
30 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رضي الله عنه
قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الأسدي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن جعفر
بن عثمان الدارمي، عن سليمان بن جعفر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن
التلبية وعلتها؟ فقال: إن الناس إذا أحرموا ناداهم الله عز وجل، فقال: عبادي وإمائي
لأحرمنكم على النار كما أحرمتم لي، فيقولون: لبيك اللهم لبيك إجابة لله عز وجل
على ندائه إياهم (2).
5 -
(باب الاستظلال)
31 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن جعفر بن المثنى
الخطيب، عن محمد بن الفضيل، وبشر بن إسماعيل قال: قال لي محمد بن إسماعيل:
ألا أسرك يا ابن مثنى قال: قلت: بلى وقمت إليه، قال: دخل هذا الفاسق آنفا،
فجلس قبالة أبي الحسن عليه السلام، ثم أقبل عليه فقال له يا أبا الحسن: ما تقول في المحرم
أيستظل على المحمل؟ فقال له: لا، قال: فيستظل في الخبا، فقال له: نعم، فأعاد
عليه القول شبه المستهزئ يضحك.
فقال: يا أبا الحسن فما فرق بين هذا وهذا فقال: يا أبا يوسف إن الدين ليس
بقياس كقياسكم أنتم تلعبون بالدين إنا صنعنا كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقلنا
كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يركب راحلته فلا يستظل عليها وتؤذيه

(1) قرب الإسناد: 223.
(2) عيون الأخبار: 2 - 83.
223

الشمس فيستر جسده بعضه ببعض، وربما ستر وجهه بيده وإذا نزل استظل بالخباء
وفيئ البيت وفيئ الجدار (1).
32 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: هل يجوز للمحرم أن يمشى تحت ظل المحمل؟
فكتب: نعم، قال: وسأله رجل عن الظلال للمحرم من أذى مطر أو شمس، وأنا أسمع
فأمره أن يفدى شاة ويذبحها بمنى (2).
33 - عنه عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام:
المحرم يظلل على محمله ويفتدي إذا كانت الشمس والمطر يضران به؟ قال، قلت:
كم الفداء؟ قال: شاة (3).
34 - الطوسي باسناده عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي، عن العباس بن
معروف عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم له زميل فاعتل
فظلل على رأسه أله أن يستظل؟ قال: نعم (4).
35 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يظلل على نفسه فقال: أمن علة؟ قلت يؤذيه حر
الشمس وهو محرم فقال: هي علة يظلل ويفدي (5).
6 -
(باب الصيد)
36 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن المتعمد في الصيد والجاهل والخطاء
سواء فيه؟ قال: لا قلت: الجاهل عليه شئ قال: نعم قلت له: جعلت فداك فالعمد بأي شئ

(1) الكافي: 4 - 350.
(2) الكافي: 4 - 351.
(3) الكافي: 4 - 351.
(4) التهذيب: 5 - 311 والاستبصار: 2 - 185.
(5) الاستبصار: 2 - 186 والتهذيب: 5 - 310.
224

يفضل صاحب الجهالة قال بالاثم وهو لاعب بدينه (1).
37 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يصيد الصيد بجهالة، قال: عليه
كفارة، قلت فإنه أصابه خطا، قال: وأي شئ الخطاء عندك؟ قلت: يرمى هذه
النخلة، فيصيب نخلة أخرى، قال: نعم هذا الخطا، وعليه الكفارة، قلت: فإنه
أخذ طائرا متعمدا فذبحه وهو محرم؟ قال: عليه الكفارة، قلت ألست قلت: إن
الخطا والجهالة والعمد ليسوا بسواء فلأي يفضل المتعمد الجاهل والخاطئ قال:
إنه أثم ولعب بدينه (2).
38 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: من أصاب طيرا في الحرم وهو محل فعليه القيمة والقيمة
درهم يشتري به علفا لحمام الحرم (3).
7 -
(باب)
* (نزول المزدلفة ومنى) *
39 - البرقي - رحمه الله - عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: إذا أفاض الرجل من منى، وضع ملك يده بين كتفيه، ثم قاله له:
استأنف (4).
40 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن -
أبي عبد الله الكوفي عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن العباس قال حدثنا القاسم
بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه العلة التي

(1) قرب الإسناد: 233.
(2) الكافي: 4 - 371.
(3) الكافي: 4 - 233.
(4) المحاسن: 1 - 66.
225

من أجلها سميت منى منى إن جبرئيل عليه السلام قال هناك يا إبراهيم تمن على ربك
ما شئت، فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل الله مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه
فداء له فأعطى مناه (1).
41 - الطوسي باسناده عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: حصى الجمار يكون مثل الأنملة ولا تأخذها سودا
ولا بيضا ولا حمراء خذها كحلية منقطة، تخذفهن خذفا وتضعها على الابهام وتدفعها بظفر
السبابة قال: وارمها من بطن الوادي واجعلهن على يمينك كلهن ولا ترم أعلى الجمرة،
وتقف عند الجمرتين الأولتين ولا تقف عند جمرة العقبة (2).
8 -
(باب الذبح)
42 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: كان
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضحى بكبشين أملحين أقرنين (3).
43 - عنه قال: حدثنا أبي رحمه الله، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم،
عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليه السلام: قال: قلت له
عن كم تجزى البدنة؟ قال: عن نفسة واحدة، قلت: فالبقرة؟ قال: تجزى عن خمسة
إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة.
قلت: كيف صارت البدنة لا تجزى إلا عن واحدة والبقرة تجزى عن خمسة؟
قال: لان البدنة لم تكن فيها من العلة ما كان في البقرة إن الذين أمروا قوم موسى
عليه السلام بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس، وكانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد وهم
أذينوية، وأخوه مبذويه وابن أخيه وابنته وامرأته هم الذين أمروا بعبادة العجل وهم
الذين ذبحوا البقرة التي أمر الله تبارك وتعالى بذبحها (4).

(1) علل الشرايع 2 - 120
(2) التهذيب: 5 - 197
(3) عيون الأخبار: 2 - 63
(4) عيون الأخبار: 2 - 83
226

44 - الطوسي باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن الحسن بن علي
ابن فضال عن سوادة القطان وعلي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قالا: قلنا
له: جعلنا فداك عزت الأضاحي علينا بمكة، أفيجزي اثنين أن يشتركا في شاة؟ فقال:
نعم وعن سبعين (1).
45 - عنه عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط
عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: رجل تمتع بالعمرة إلى
الحج وفي عيبته ثياب له، أيبيع من ثيابه شيئا ويشترى هديا؟ قال: لا، هذا مما يتزين
به المؤمن، يصوم ولا يأخذ من ثيابه شيئا. (2)
9 -
(باب)
* (رمى الجمرات) *
46 - الحميري، عن البزنطي قال: وقال في رمي الجمار ارمها في بطن الوادي
واجعلهن كلهن عن يمينك ولا ترم أعلي الجمرة وليكن الحصى مثل الأنملة وقال في
الحصى لا تأخذها سوداء ولا بيضاء ولا حمراء، خذها كحلة منقطة تخذفهن خذفا تضعها على
الابهام وتدفعها بظهر السبابة، وقال: تقف عند الجمرتين الأولتين ولا تقف عند جمرة
العقبة (3).
47 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام قال. سمعت أبا الحسن
الرضا عليه السلام يقول: لا ترمي الجمرة يوم النحر حتى تطلع الشمس، وقال: ترمى
الجمار من بطن الوادي وتجعل كل جمرة عن يمينك، ثم تنفتل في الشق الآخر إذ رميت
جمرة العقبة. (4)
48 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر

(1) التهذيب: 5 - 209.
(2) التهذيب: 5 - 238.
(3) قرب الإسناد: 211.
(4) الكافي: 4 - 482.
227

عن أبي الحسن عليه السلام قال: حصى الجمار تكون مثل الأنملة ولا تأخذها سوداء ولا بيضاء
ولا حمراء خذها كحلية منقطة تخذ فهن خذفا وتضعها على الابهام وتدفعها بظفر السبابة
وارمها من بطن الوادي واجعلهن عن يمينك كلهن ولا ترم على الجمرة وتقف عند
الجمرتين الأولتين ولا تقف عند جمرة العقبة. (1)
10 -
(باب الحلق)
49 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا
عليه السلام: إنا حين نفرنا من منى أقمنا أياما، ثم حلقت رأسي طلب التلذذ فدخلني
من ذلك شئ؟ فقال: كان أبو الحسن صلوات الله عليه إذا خرج من مكة، فاتي بثيابه
حلق رأسه، قال: وقال في قول الله عز وجل: " ثم ليقضوا، تفثهم وليوفوا نذورهم " قال:
التفث تقليم الأظفار وطرح الوسخ وطرح الاحرام. (2)
50 - الصدوق قال: وروي أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن عليه السلام
قال: قلت له إن أصحابنا يروون أن حلق الرأس في غير حج ولا عمرة مثلة فقال: كان
أبو الحسن عليه السلام إذا قضى نسكه عدل إلى قرية يقال لها ساية فحلق. (3)
11 -
(باب الطواف)
51 - الكليني - رحمه الله - عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله قال: سئل الرضا عليه السلام عن الحجر الأسود وهل
يقاتل عليه الناس إذا كثروا؟ قال: إذا كان كذلك فأوم إليه إيماء بيدك. (4)

(1) الكافي: 4 - 478.
(2) الكافي: 4 - 503.
(3) الفقيه: 2 - 309.
(4) الكافي: 4 - 405 والتهذيب: 5 - 103.
228

52 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:
قلت للرضا: عليه السلام أصلي ركعتي طواف الفريضة خلف المقام حيث هو الساعة أو حيث
كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: حيث هو الساعة. (1)
53 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في الذي عليه المشي في الحج: إذا رمى
الجمار زار البيت راكبا وليس عليه شئ. (2)
54 - الصدوق قال: روى الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام المكي عن
أبي الحسن الرضا عن أبيه عليهم السلام قال قال: أبو عبد الله عليه السلام: في الذي عليه المشي إذا
رمى الجمرة زار البيت راكبا. (3)
55 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن محمد قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله
الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن عباس، عن القسم بن الربيع الصحاف
عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من
جواب مسائله: علة استلام الحجر أن الله تبارك وتعالى لما أخذ مواثيق بني آدم التقمه
الحجر، فمن ثم كلف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق، ومن ثم يقال عند الحجر: " أمانتي
أديتها، وميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة " ومنه قول سلمان رضي الله عنه: ليجيئن
الحجر يوم القيمة مثل جبل أبي قبيس له لسان وشفتان لمن وفاه بالموافاة. (4)
56 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل عن علي بن العباس قال: حدثنا القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن
سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة الطواف بالبيت
أن الله تبارك وتعالى قال للملائكة: " إني جاعل في الأرض خليفة قالوا: أتجعل فيها من
يفسد فيها ويسفك الدماء " فردوا على الله تبارك وتعالى هذا الجواب.

(1) الكافي: 4 - 423.
(2) الكافي: 4 - 457.
(3) الفقيه: 2 - 346.
(4) علل الشرايع: 2 - 109 والعيون 2 - 91.
229

فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلا ذو العرش، فاستغفروا، فأحب الله عز وجل أن
يتعبد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح ثم
وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى، (البيت) المعمور بحذاء الضراح، ثم وضع البيت،
بحذاء البيت العمور، ثم أمر آدم عليه السلام، فطاف به فتاب الله عليه وجرى ذلك في ولده
إلى يوم القيمة. (1)
57 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثني أبو سعيد الآدمي، عن
أحمد بن موسى بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: كنت معه في الطواف،
فلما صرنا معه بحذاء الركن اليماني أقام عليه السلام فرفع يديه، ثم قال: " يا الله يا ولي
العافية، ويا خالق العافية، ويا رازق العافية والمنعم والمنان بالعافية، والمتفضل بالعافية
علي وعلى جميع خلقك، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صل على محمد وآل محمد،
وارزقنا العافية ودوام العافية، وتمام العافية وشكر العافية في الدنيا والآخرة يا أرحم
الراحمين. (2)
58 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:
قلت للرضا عليه السلام: استلم اليماني والشامي والغربي؟ قال: نعم. (3)
59 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سال رجل أبا الحسن عليه السلام
عن الرجل يطوف الأسباع جميعا فيقرن؟ فقال: لا، الأسبوع وركعتان. (4)
60 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع قال:
سألت الرضا عليه السلام: عن صلاة طواف التطوع بعد العصر؟ فقال: لا فذكرت له قول
بعض آبائه عليهم السلام أن الناس لم يأخذوا عن الحسن والحسين عليهما السلام إلا الصلاة بعد العصر

(1) علل الشرايع: 3 - 91 والعيون: 2 - 91.
(2) عيون الأخبار: 2 - 16.
(3) التهذيب: 5 - 106 والاستبصار: 2 216.
(4) التهذيب: 5 - 116 والاستبصار: 2 - 221.
230

بمكة فقال: نعم ولكن إذا رأيت الناس يقبلون على شئ فاجتنبه، فقلت: إن هؤلاء
يفعلون فقال: لستم مثلهم. (1)
61 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل قال: كتبت إلى
أبى الحسن الرضا عليه السلام: هل يجوز للمحرم المتمتع أن يمس الطيب قبل أن يطوف
طواف النساء؟ فقال: لا (2).
12 -
(باب الكفارات)
62 - الكليني باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام، قال:
سألته عن محرم أصاب أرنبا أو ثعلبا قال: في الأرنب شاة (3).
63 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: قلت له: رجل تمتع بالعمرة إلى الحج في عيبته ثياب له يبيع من
ثيابه ويشترى هديه؟ قال: لا هذا يتزين به المؤمن، يصوم ولا يأخذ شيئا من
ثيابه، (4).
64 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن عبد الله الكرخي
قال: قلت للرضا عليه السلام: المتمتع يقدم ليس معه هدى أيصوم ما لم يجب عليه؟ قال:
يصبر إلى يوم النحر فإن لم يصب فهو ممن يجد، (5).
65 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد الأشعري
القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن المحرم يشترى الجواهر ويبيع؟
قال: نعم (6).

(1) التهذيب: 5 - 142 والاستبصار: 307.
(2) الاستبصار: 2 - 290.
(3) الكافي 4 - 387.
(4) الكافي: 4 - 508.
(5) الكافي: 4 - 510.
(6) التهذيب: 5 - 331.
231

13 -
(باب)
* (نيابة الحج) *
68 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد
عن جعفر الأحول، عن عثمان بن عيسى قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: ما
تقول في الرجل يعطي الحجة فيدفعها إلي غيره قال: لا باس به (1).
69 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد جميعا، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله القمي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن الرجل يعطى الحجة يحج بها ويوسع على نفسه، فيفضل منهما أيردها عليه
قال: لا هي له. (2)
70 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن محمد بن عبد الله قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الرجل يموت فيوصي
بالحج من أين يحج عنه؟ قال: على قدر ماله إن وسعه ماله فمن منزله، وإن لم
يسعه ماله من منزله فمن الكوفة فان. لم يسعه من الكوفة، فمن المدينة، (3)
71 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن أحمد بن أشيم عن سليمان
بن جعفر قال: سألت الرضا عليه السلام عن امرأة صرورة حجت عن امرأة صرورة قال:
لا ينبغي (4).

(1) الكافي: 4 - 309. والتهذيب: 5 - 417.
(2) الكافي: 4 - 313 والتهذيب: 5 - 415.
(3) الكافي: 4 - 308.
(4) التهذيب: 5 - 414. والاستبصار: 2 - 222.
232

14 -
(باب)
* (الرجل يستدين ويحج) *
27 - الكليني عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي همام قال: قلت للرضا عليه السلام:
الرجل يكون عليه الدين ويحضره الشئ، أيقضى دينه أو يحج؟ قال: يقضى ببعض
ويحج ببعض، قلت: فإنه لا يكون إلا بقدر نفقة الحج فقال: يقضي سنة ويحج سنة
فقلت: أعطى المال من ناحية السلطان، قال: لا بأس عليكم (1)
15 -
(باب)
* (وداع البيت) *
73 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد عن إبراهيم بن أبي محمود
قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام ودع البيت فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خر
ساجدا، ثم قام فاستقبل الكعبة فقال: " اللهم إني أنقلب على ألا إله إلا أنت (2) "
74 - عنه عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام قال: قال أبو الحسن
عليه السلام، دخل النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكعبة في زوايا الأربع، صلى في كل زاوية ركعتين (3).
75 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس،
عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسن بن
علي بن كيسان، عن موسى بن سلام قال: اعتمر أبو الحسن الرضا عليه السلام، فلما ودع البيت
وصار إلى باب الحناطين ليخرج منه وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة ثم رفع
يديه فدعا، ثم التفت إلينا فقال: نعم المطلوب به الحاجة إليه، الصلاة فيه أفضل من

(1) الكافي: 4 - 479 والفقيه: 2 467.
(2) الكافي: 4 531.
(3) الكافي: 4 - 529.
233

الصلوات في غيره ستين سنة أو شهرا فلما صار، عند الباب قال: اللهم إني خرجت
على أن لا إله إلا أنت (1).
76 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: رأيت
الرضا عليه السلام، ودع البيت، فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خر ساجدا ثم قام
فاستقبل القبلة، وقال: اللهم إني أنقلب على أن لا إله إلا الله (2).
16 -
(باب)
* (فضل المسجد الحرام) *
77 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن أفضل موضع في المسجد
يصلي فيه، قال: الحطيم ما بين الحجر وباب البيت، قلت: والذي يلي ذلك في الفضل
فذكر أنه عند مقام إبراهيم عليه السلام، قلت: ثم الذي يليه في الفضل؟ قال: في الحجر
قلت: ثم الذي يلي ذلك؟ قال: كلما دنى من البيت (3).
78 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته عن الرجل يصلي في جماعة في منزله بمكة
أفضل أو وحده في المسجد الحرام؟ فقال: وحده (4).
79 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن المقيم بمكة الطواف له أفضل
أو الصلاة؟ قال: الصلاة (5).

(1) عيون الأخبار: 2 - 17.
(2) عيون الأخبار: 2 - 18.
(3) الكافي: 4 - 525.
(4) الكافي: 4 - 527.
(5) قرب الإسناد: 226.
234

17 -
(باب النوادر)
80 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن الحرم وأعلامه كيف صار موضعها
قريب وموضعها بعيد، فقال: إن آدم صلى الله عليه وآله لما اهبط من الجنة هبط على أبي قبيس
ومن قبلكم يقولون بالهند، فشكى إلى ربه عز وجل الوحشة وأنه لا يسمع ولا يرى
ما كان يسمع ويرى في الجنة، فاهبط الله إليه ياقوتة حمراء، فوضعت في موضع البيت
فكان يطوف بها آدم عليه السلام، ويأنس إليها فكان بلغ ضوئها موضع الاعلام فتعلم
الاعلام على ضوئها.
وجعل الله تبارك وتعالى حدها وقال في الطائف: إن إبراهيم عليه السلام لما دعا ربه
أن يرزق أهله من كل الثمرات أمر الله تباك وتعالى قطعة من الأرض فجاءت، فطافت
بالبيت سبعا ثم أقرها الله تبارك وتعالى في موضعها وإنما سميت الطائف بالطواف بالبيت (1).
81 - الحميري عن البزنطي: قال وكان أبو جعفر عليه السلام يقول: ما من بر ولا
فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو الله إلا استجاب له أما البر ففي حوائج الدنيا والآخرة
وأما الفاجر ففي أمر الدنيا (2).

(1) قرب الإسناد: 212
(2) قرب الإسناد: 221.
235

(كتاب الزيارة)
1 -
(باب)
* (زيارة النبي صلى الله عليه وآله وسلم) *
1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام، كيف السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عند
قبره؟ فقال: قل: " السلام، عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام
عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك قد نصحت لامتك وجاهدت
في سبيل الله وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك أفضل ما جزى نبيا عن أمته، اللهم
صلي على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (1).
2 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، والحسن بن
علي، عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا أنه لم يعرس، فأمره الرضا عليه السلام أن
ينصرف فيعرس (2).
3 - عنه عن أبي علي الأشعري، عن ابن فضال قال: قال علي بن أسباط لأبي
الحسن عليه السلام ونحن نسمع: إنا لم نكن عرسنا، فأخبرنا ابن القاسم بن الفضيل أنه
سالك فأمرته بالعود إلى المعرس فيعرس فيه.
فقال: نعم، فقال له: فانا انصرفنا فعرسنا فأي شئ نصنع؟ قال: تصلي فيه
وتضطجع، وكان أبو الحسن عليه السلام يصلي بعد العتمة فيه، فقال له محمد: فان مر به
في غير وقت صلاة مكتوبة، قال: بعد العصر قال: سئل أبو الحسن عليه السلام عن ذا فقال:
ما رخص في هذا إلا في ركعتي الطواف فان الحسن بن علي عليهما السلام فعله، وقال:
يقيم حتى يدخل وقت الصلاة.

(1) الكافي: 4 - 552.
(2) الكافي: 4 - 565.
236

قال: فقلت له: جعلت فداك فمن مر به بليل أو نهار يعرس فيه، أو إنما
التعريس بالليل؟ فقال: إن مر به بليل أو نهار فليعرس فيه (1).
4 - ابن قولويه قال: حدثني الحسن بن عبد الله، عن محمد بن عيسى عن أبيه
عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قال: لي أبو الحسن عليه السلام: كيف تقول في التسليم على
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت: الذي تعرفه، ورويناه، وقال أولا أعلمك ما هو أفضل من هذا؟
قلت: نعم، جعلت فداك، فكتب لي وأنا قاعد بخطه وقرأه على إذا وقفت على قبره
صلى الله عليه وآله، فقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،
وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك خاتم النبيين وأشهد أنك قد بلغت رسالات
ربك ونصحت لامتك وجاهدت في سبيل ربك، وعبدته حتى أتيك اليقين، وأديت
الذي عليك من الحق.
اللهم صل على محمد عبدك ورسولك ونجيبك وأمينك، وصفيك وخيرتك من
خلقك أفضل ما صليت على أحد من أنبياءك ورسلك اللهم سلم على محمد وآل محمد،
كما سلمت على نوح في العالمين وامنن على محمد وآل محمد، كما مننت على موسى وهارون
وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد وآل محمد وترحم على محمد وآل محمد، اللهم رب البيت
الحرام ورب المسجد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب البلد الحرام، ورب
الحل والحرام ورب المشعر الحرام بلغ نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم مني السلام " (2).
5 - عنه قال: حدثني محمد بن يعقوب الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال قلت لأبي الحسن عليه السلام كيف السلام
على رسول الله صلى الله عليه وآله عند قبره، فقال: " السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حبيب الله
السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا أمين الله أشهد أنك قد نصحت لامتك و
جاهدت في سبيل الله، وعبدته مخلصا حتى أتيك اليقين فجزاك الله أفضل ما جزى

(1) الكافي: 4 - 566.
(2) كامل الزيارات: 17.
237

نبيا عن أمته اللهم صل على محمد وآل محمد أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم
إنك حميد مجيد (1).
6 - عنه قال: حدثني الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلي بن محمد البصري
عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام أيهما
أفضل، رجل يأتي مكة ولا يأتي المدينة أو رجل يأتي النبي ولا يأتي مكة، قال فقال
لي أي شئ تقولون أنتم؟ قلت: نحن نقول في الحسين عليه السلام فكيف في النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: أما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد الله عليه السلام عيدا بالمدينة، فانصرف، فدخل
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه ثم قال لمن حضره: أما لقد فضلنا أهل البلدان كلهم
مكة، فمن دونها لسلامنا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2).
2 -
(باب)
* (زيارة أمير المؤمنين عليه السلام) *
7 - ابن قولويه قال: حدثني محمد بن أحمد بن علي بن يعقوب، عن علي بن
الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال ذكرت لأبي
الحسن عليه السلام يحيى بن موسى وتعرضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين عليه السلام وأنه كان
ينزل موضعا كان يقال به الثوية يتنزه إليه إلا وقبر أمير المؤمنين عليه السلام فوق ذلك قليلا
وهو الموضع الذي روى صفوان الجمال أن أبا عبد الله وصفه له قال له فيما ذكر: إذا
انتهيت إلى الغري ظهر الكوفة فاجعله خلف ظهرك وتوجه خلف النجف وتيامن
قليلا فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض والثنية أمامه فذلك قبر أمير المؤمنين عليه السلام
وأنا أتيته كثيرا.
ومن أصحابنا من لا يرى ذلك ويقول هو في المسجد وبعضهم يقول هو في القصر،
فارد عليهم أن الله لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين عليه السلام في القصر في منازل الظالمين

(1) كامل الزيارات: 18
(2) كامل الزيارات: 35.
238

ولم يكن يدفن في المسجد وهم يريدون ستره فأينا أصوب قال: أنت أصوب منهم،
أخذت بقول جعفر بن محمد عليهما السلام قال ثم قال لي: يا أبا محمد ما أرى أحدا من أصحابنا
يقول بقولك ولا يذهبك مذهبك فقلت له جعلت فداك أما ذلك شئ من الله، قال أجل
إن الله يوفق من يشاء، ويؤمن عليه فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه (1).
8 - عنه قال حدثني أبو علي أحمد بن علي بن مهدي قال حدثني أبي علي بن
صدقة الرقي قال: حدثني علي بن موسى، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام
عن أبيه جعفر عليه السلام قال زار زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام قبر أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام ووقف على القبر فبكى ثم قال:
السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا أمين الله في أرضه
وحجته على عباده، السلام عليك يا أمير المؤمنين أشهد أنك جاهدت في الله حق جهاده
وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه صلى الله عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه
باختياره وألزم أعدائك الحجة في قتلهم إياك مع مالك من الحجج البالغة على جميع
خلقه.
اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك،
محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة
لفواضل نعمائك ذاكرة لسوابغ الآئك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى
ليوم جزائك مستنة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدنيا بحمدك
وثنائك.
ثم وضع خده على القبر و قال: " اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة وسبل
الراغبين إليك شارعة، وأعلام القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة و
أصوات الداعين إليك صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتحة، ودعوة من ناجاك مستجابة
وتوبة من أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والإعانة لمن استعان

(1) كامل الزيارات: 35.
239

بك موجودة.
والإغاثة لمن استغاث بك مبذولة، وعداتك لعبادك منجزة، وزلل من استقالك
مقالة، وأعمال العاملين لديك محفوظة، وأرزاقك إلي الخلائق من لدنك نازلة وعوائد
المزيد لهم متواترة وذنوب المستغفرين مغفورة وحوائج خلقك عندك مقضية وجوائز
السائلين عندك موفورة، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وموائد المستطعمين معدة، و
مناهل الظماء لديك مترعة.
اللهم فاستجب دعائي واقبل ثنائي وأعطني رجائي واجمع بيني وبين أوليائي بحق
محمد وعلى وفاطمة، والحسن والحسين عليهم السلام إنك ولى نعمائي ومنتهى رجائي وغاية
مناي في منقلبي ومثواي أنت إلهي وسيدي ومولاي اغفر لي ولأوليائنا وكف عنا أعدائنا
واشغلهم عن أذانا، وأظهر كلمة الحق واجعلها العليا وأدحض كلمة الباطل واجعلها السفلى
إنك على كل شئ قدير (1).
9 - وقال: حدثني محمد بن الحسن بن الوليد رحمه الله فيما ذكر من كتابه الذي سماه
كتاب الجامع روى عن أبي الحسن عليه السلام إنه كان يقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام: السلام
عليك يا ولي الله أشهد أنك أول مظلوم وأول من غصب حقه، صبرت واحتسبت حتى
أتاك اليقين وأشهد أنك لقيت الله وأنت شهيد عذب الله قاتلك بأنواع العذاب، وجدد
عليه العذاب جئتك عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك ومن ظلمك ألقى على
ذلك ربى إن شاء الله تعالى إن لي ذنوبا كثيرة، فاشفع لي عند ربك يا مولاي فان لك
عند الله مقاما معلوما، وإن لك عند الله جاها عظيما وشفاعة وقد قال الله تعالى ولا يشفعون
إلا لمن ارتضى.
وبقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السلام أيضا: الحمد الله الذي أكرمني بمعرفته و
معرفة رسوله صلى الله عليه وآله، ومن فرض الله طاعته رحمة منه لي وتطوعا منه على ومن علي
بالايمان، الحمد لله الذي سيرني في بلاده وحملني على دوابه وطوى لي البعيد ودفع
عني المكروه حتى أدخلني حرم نبيه وأرانيه في عافية.

(1) كامل الزيارات: 39.
240

الحمد لله الذي جعلني من زوار قبر وصى رسوله صلى الله عليه وآله الحمد لله الذي هدانا
لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله جاء بالحق من عنده وأشهد أن عليا عبد الله، وأخو رسوله.
اللهم عبدك وزائرك يتقرب إليك، بزيارة قبر أخي نبيك وعلى كل مائي حق
لمن أتاه وزاره، وأنت خير مأتي وأكرم من ورد وأسألك، يا الله يا رحمن يا رحيم: يا جواد،
يا أحد، يا فرد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد أن تصلى على
محمد وآل محمد وأهل بيته وأن تجعل تحفتك إياي من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتي
من النار، واجعلني ممن يسارع في الخيرات ويدعوك رهبا ورغبا واجعلني لك من
الخاشعين.
اللهم إنك بشرتني علي لسان نبيك محمد صلى الله عليه وآله فقلت: " وبشر الذين آمنوا أن لهم
قدم صدق عند ربهم " اللهم فاني بك مؤمن وبجميع أنبيائك موقن فلا توقفني بعد معرفتهم
موقفا تفضحني، به على رؤس الاشهاد بل أوقفني معهم وتوفني على التصديق بهم فإنهم
عبيدك وأنت خصصتهم بكرامتك وأمرتني باتباعهم.
ثم، تدنو من القبر وتقول: السلام من الله. والسلام على محمد بن عبد الله أمين
الله على وحيه، وعزائم أمره، ومعدن الوحي والتنزيل، والخاتم لما سبق والفاتح لما
استقبل والمهيمن على ذلك كله والشاهد على خلقه، والسراح المنير، والسلام عليه
ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وأهل بيته المظلومين أفضل، وأكمل، وأرفع،
وأشرف ما صليت على أحد من أنبيائك ورسلك وأصفيائك.
اللهم صل على علي أمير المؤمنين عبدك وخير خلقك بعد نبيك وأخي رسولك
ووصيه الذي انتجبته من خلقك بعد نبيك والدليل على من بعثته برسالاتك، وديان
الدين بعد لك، وفصل قضائك بين خلقك والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على الأئمة من ولده القوامين بأمرك من بعده المطهرين الذين
ارتضيتهم أنصارا لدينك، وحفظة لسرك وشهداء على خلقك وأعلاما لعبادك، وتصلى
عليهم ما استطعت، السلام على الأئمة المستودعين، السلام على خالصة الله من خلقه، السلام
241

على الأئمة المتوسمين السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمرك ووازر وأولياء الله وخافوا
بخوفه السلام، على ملائكة الله المقربين.
ثم تقول السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته السلام عليك يا
حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله
السلام عليك يا عمود الدين ووارث علم الأولين والآخرين، وصاحب الميسم والصراط
المستقيم أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف، ونهيت عن
المنكر، واتبعت الرسول وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده،
ونصحت لله ولرسوله.
وجدت بنفسك صابرا محتسبا مجاهدا عن دين الله موقيا لرسول الله، طالبا ما
عند الله راغبا فيما وعد الله ومضيت للذي كنت عليه شهيدا وشاهدا ومشهودا، فجزاك الله
وعن رسوله، وعن الاسلام وأهله أفضل الجزاء لعن الله من قتلك ولعن الله من افترى
عليك، وظلمك ولعن الله من غصبك حقك، ومن بلغه ذلك فرضي به أنا إلى الله منهم
براء، لعن الله أمة خالفتك وأمة جحدت ولايتك وأمة تظاهرت عليك وأمة قتلتك
وأمة حادت عنك، وخذلتك.
الحمد لله الذي جعل النار مثواهم وبئس الورد المورود، وبئس ورد الواردين
وبئس درك المدرك، اللهم العن قتله أنبيائك وأوصياء أنبيائك، بجميع لعناتك وأصلهم
حر نارك، اللهم العن الجوابيت والطواغيت والفراعنة واللات والعزى والجبت وكل
ند يدعى من دون الله وكل مفتر على الله، اللهم العنهم وأشياعهم وأتباعهم وأوليائهم
وأعوانهم ومحبيهم لعنا كثيرا.
وتقول اللهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السلام ثلثا، اللهم العن قتلة الحسن والحسين
عليهما السلام ثلثا، اللهم عذبهم عذابا أليما لا تعذبه أحدا من العالمين، وضاعف عليهم عذابك
كما شاقوا ولاة أمرك وأعد لهم عذابا تحله بأحد من خلقك.
اللهم وادخل على قتلة أنصار رسولك، وقتلة أنصار أمير المؤمنين، وعلى قتلة
أنصار الحسن، وقتلة أنصار الحسين عليهما السلام، وقتلة من قتل في ولاية آل محمد أجمعين عذابا
242

مضاعفا في أسفل درك من الجحيم، ولا تخفف من عذابك وهم فيه مبلسون ملعونون،
ناكسوا رؤوسهم عند ربهم قد عاينوا الندامة والخزي الطويل بقتلهم عترة أنبيائك ورسلك
وأتباعهم من عبادك الصالحين.
اللهم العنهم في مستسر السر، وظاهر العلانية في أرضك وسمائك، اللهم اجعل
لي لسان صدق في أوليائك، وحبب إلى مشاهدهم، حتى تلحقني بهم، وتجعلني لهم
تبعا في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم اجلس عند رأسه عليه السلام وقل: سلام الله وسلام ملائكته المقربين والمسلمين
لك بقلوبهم، والناطقين بفضلك والشاهدين على أنك صادق أمين صديق عليك يا
مولاي، السلام من الله عليك وعلى روحك وبدنك أشهد أنك طهر طاهر مطهر وأشهد لك
يا ولي الله وولي رسوله بالبلاغ والأداء وأشهد أنك جنب الله، وأنك باب الله وأنك
وجه الله الذي منه يؤتى، وأنك خليل الله وأنك عبد الله وأخو رسوله وقد أتيتك
وافدا لعظيم حالك ومنزلتك عند الله وعند رسوله، أتيتك زائرا متقربا إلى الله
بزيارتك طالبا خلاص نفسي متعوذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيته على
نفسي.
أتيتك انقطاعا إليك وإلى ولدك الخلف من بعدك على بركة الحق فقلبي لك
مسلم وأمري لك متبع ونصرتي لك معدة، وأنا عبد الله ومولاك في طاعتك والوافد
إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند الله وأنت يا مولاي من أمرني الله بطاعته، وحثني
على بره، ودلني على فضله وهداني إلى الجنة، ورغبتي في الوفادة إليه وإلى طلب الحوائج
عنده.
أنتم أهل بيت يسعد من تولاكم، ولا تخيب من أتاكم ولا يخسر من هواكم، ولا
يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة، ودعائم
الدين، وأركان الأرض والشجرة الطيبة.
اللهم لا تخيب توجهي إليك برسولك وآل رسولك، اللهم أنت مننت على
243

بزيارة مولاي وولايته ومعرفته، فاجعلني ممن تنصره وتنصر به، ومن على بنصرك لدينك
في الدنيا والآخرة، اللهم أحيني على ما حيى عليه علي بن أبي طالب عليه السلام وأمتني على
ما مات عليه علي بن أبي طالب عليه السلام. (1)
10 - الطوسي عن محمد بن أحمد بن داود، عن أبي علي أحمد بن عمار الكوفي قال:
حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنا عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص باهله فتذاكروا
يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، فقال الرضا عليه السلام: حدثني أبي عن أبيه عليه السلام
قال:
إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إن لله في الفردوس الأعلى قصرا
لبنة من فضة ولبنة من ذهب، فيه مائه ألف قبة من ياقوت حمراء، ومائة ألف خيمة من
ياقوت أخضر، ترابه المسك والعنبر، فيه أربعة أنهار نهر من خمر ونهر من ماء، ونهر
من لبن، ونهر من عسل، وحواليه أشجار جميع الفواكه عليه طيور أبدانها من لؤلؤ،
وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات.
إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله، ويقدسونه
ويهللونه، فتطاير تلك الطيور، فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر
فإذا كان آخر ذلك اليوم ليتها دون نثار فاطمة عليهما السلام فإذا كان آخر ذلك اليوم، نودوا
انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء والزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة
لمحمد صلى الله عليه وآله، وعلي عليه السلام.
ثم قال: يا بن أبي نصر أين كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام:
فان الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة، ذنوب ستين سنة، ويعتق
من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر، وليلة الفطر، والدرهم فيه ألف
درهم لإخوانك العارفين، فافضل على إخوانك في هذا اليوم وسر فيه كل مؤمن
ومؤمنة.

(1) كامل الزيارات: 41
244

ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وأنكم لممن أمتحن الله قبله للايمان
مستقلون، مقهورون، ممتحنون، يصب عليكم البلاء صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب
العظيم، والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كل يوم
عشر مرات، ولو أنى أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم وما أعطى الله فيه من
عرفه مالا يحصى بعدد. (1)
11 - عنه قال: وروى محمد بن أبي نصر قال: كنت عند الرضا عليه السلام والمجلس غاص
باهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، قال الرضا عليه السلام: حدثني أبي عن
أبيه عليهم السلام قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض وساق الحديث إلى أن قال
يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السلام، فان الله تعالى
يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة، ويعتق من النار ضعف ما
أعتق في شهر رمضان، وليلة القدر، وليلة الفطر.
والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، وأفضل على إخوانك في هذا اليوم
وسر فيه كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا وإنكم
لممن امتحن الله قلبه للايمان مستذلون، مقهورون، ممتحنون، يصب عليكم البلاء
صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم والله لو عرف الناس فضل هذا اليوم وما أعطى الله
عز وجل لمن عرفه ولا يحصى بعدد. (2)
3 -
(باب)
* (زيارة الأئمة عليهم السلام) *
12 - الصدوق قال: وروى الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: إن لكل إمام عهدا في عنق أوليائه، وشيعته، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة

(1) التهذيب: 6 - 24.
(2) مصباح المتهجد: 513.
245

قبورهم فمن زارهم رغبة زيارتهم وتصديقا فيما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاؤهم يوم
القيامة. (1)
4 -
(باب)
* (زيارة الحسين عليه السلام) *
13 - الصدوق باسناده عن الرضا عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه سئل عن زيارة قبر
الحسين بن علي عليهما السلام قال: أخبرني أبي عليه السلام: أن من زار قبر الحسين بن علي عليه السلام
عارفا بحقه كتبه الله في عليين ثم قال: إن حول قبر الحسين عليه السلام، سبعين ألف ملك
شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيمة. (2)
14 - ابن قولويه قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، قال حدثني علي بن
الحسين، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال بينما الحسين عليه السلام يسير
في جوف الليل وهو متوجه إلى العراق. وإذا برجل يرتجز ويقول. وحدثني أبي
رحمه الله عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام
مثل ألفاظ سلمة.
قال: وهو يقول:
يا ناقتي لا تذعري من زجر * وشمري قبل طلوع الفجر
بخير ركبان وخير سفر * حتى تحلى بكريم القدر
بما جد الجد رحيب الصدر * أبانه الله لخير أمر
ثمة أبقاه بقاء الدهر
فقال الحسين بن علي عليهما السلام:

(1) الفقيه: 2 - 345 والعلل: 2 - 144 والعيون: 2 - 260 وكامل الزيارات: 122
والتهذيب: 6 - 79.
(2) عيون الأخبار: 2 - 44.
246

سأمضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما
وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما
فان عشت لم أقدم وإن مت لم ألم * كفى بك موتا أن تذل وترغما (1)
15 - عنه قال: حدثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن أبي الخطاب
عن الحسين بن علي بن صاعد البربري قيما لقبر الرضا عليه السلام، قال: حدثني أبي
قال: دخلت على الرضا عليه السلام فقال لي: ترى هذه البومة، ما يقول الناس؟ قال: قلت جعلت
فداك جئنا نسئلك فقال: هذه البومة كانت على عهد جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تأوى المنازل
والقصور والدور، وكانت إذا أكل الناس الطعام تطير وتقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام
وتسقى وترجع إلى مكانها، فلما قتل الحسين عليه السلام، خرجت من العمران إلى الخراب
والجبال والبراري وقالت: بئس الأمة أنتم قتلتم ابن بنت نبيكم ولا آمنكم على
نفسي (2).
16 - عنه قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، قال حدثني أبو
سعيد الحسين بن علي بن زكريا العدوي البصري، عن هيثم بن عبد الله الرماني عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عليه السلام، قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق
عليهما السلام: إن أيام زائري الحسين عليه السلام لا تحسب من أعمارهم ولا تعد من
آجالهم (3).
17 - عنه قال: حدثني أبي وجماعة مشايخي، عن سعد بن عبد الله قال: حدثني
أحمد بن علي بن عبيد الجعفي قال حدثني محمد بن أبي جرير القمي، قال سمعت أبا
الحسن الرضا عليه السلام يقول لأبي: من زار الحسين بن علي عليهما السلام عارفا بحقه، كان من
محدثي الله فوق عرشه، ثم قرأ " إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند
مليك مقتدر " (4).

(1) كامل الزيارات: 95.
(2) كامل الزيارات: 99.
(3) كامل الزيارات: 136.
(4) كامل الزيارات: 141.
247

18 - عنه قال: حدثني أبي رحمه الله عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام، قال من زار قبر أبي عبد الله عليه السلام بشط الفرات، كان كمن زار الله
فوق عرشه (1).
19 - عنه قال: حدثني أبي وعلي بن الحسين، ومحمد بن يعقوب رحمهم الله
جميعا، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سال
بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا عليه السلام عمن أتى قبر الحسين عليه السلام، قال: تعدل
عمرة (2).
20 - عنه باسناده عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: سمعت الرضا
عليه السلام يقول: زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة مبرورة متقبلة (3).
21 - عنه قال: حدثني أبي رحمه الله، ومحمد بن الحسن، عن سعد بن عبد الله،
عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن موسى بن القسم، عن الحسن بن الجهم، قال
قلت لأبي الحسن عليه السلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السلام، فقال لي: ما تقول أنت
فيه، فقلت: بعضنا يقول حجة وبعضنا يقول عمرة، فقال: هو عمرة مقبولة (4).
22 - عنه قال: وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن علي، قال حدثنا إبراهيم بن يحيى القطان، عن
أبيه أبي البلاد قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام،
فقال: ما تقولون أنتم قلت: نقول حجة وعمرة قال: تعدل عمرة مبرورة (5).
23 - عنه قال: حدثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان بن يحيى قال: سألت الرضا

(1) كامل الزيارات: 147.
(2) كامل الزيارات: 154.
(3) كامل الزيارات: 155.
(4) كامل الزيارات: 155.
(5) كامل الزيارات: 155.
248

عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أي شئ فيه من الفضل قال تعدل عمرة (1).
24 - عنه قال: حدثني أبي، ومحمد بن عبد الله جميعا، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان،
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول إن زيارة قبر الحسين عليه السلام تعدل عمرة مبرورة
متقبلة (2).
25 - عنه قال: حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن -
يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السلام أي
شئ فيه من الفضل؟ قال: تعدل عمرة (3).
26 - عنه قال: حدثني محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان
قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: من أتى قبر الحسين عليه السلام كتب الله له
حجة مبرورة (4).
27 - عنه عن أبيه: باسناده، عن يونس، عن الرضا عليه السلام قال: من زار قبر
الحسين عليه السلام فقد حج واعتمر، قال: قلت: يطرح عنه حجة الاسلام قال: لا،
هي حجة الضعيف حتى يقوى ويحج إلى بيت الله الحرام، أما علمت أن البيت
يطوف به كل يوم سبعون ألف ملك حتى إذا أدركهم الليل صعدوا ونزلوا غيرهم
فطافوا بالبيت حتى الصباح، وإن الحسين عليه السلام لأكرم على الله من البيت وأنه
في وقت كل صلوات لينزل عليه سبعون ألف ملك، شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى
يوم القيمة (5).
28 - عنه قال: حدثني أبو علي محمد بن همام بن سهيل، عن أبي عبد الله جعفر
ابن محمد بن مالك، عن الحسن بن محمد الابزاري عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن

(1) كامل الزيارات: 155.
(2) كامل الزيارات: 155.
(3) كامل الزيارات: 155.
(4) كامل الزيارات: 156.
(5) كامل الزيارات: 159.
249

محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت الرضا عليه السلام في أي شهر نزور الحسين عليه السلام
قال: في النصف من رجب، والنصف من شعبان (1).
29 - وعن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام مثله، غير أنه قال أي الأوقات أفضل أن تزور فيه الحسين (2).
30 - عنه قال: حدثني أبي وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان ثياب رزم، وكان بين
ذلك طين فقلت للرسول: ما هذا قال: طين قبر الحسين عليه السلام، ما كان يوجه شيئا
من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين وكان يقول هو أمان بإذن الله (3).
31 - الطوسي باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن عبد الله، عن
الحسين بن علي بن زكريا، عن الهيثم بن عبد الله، عن الرضا علي بن موسى عليهما السلام
عن أبيه قال: قال الصادق عليه السلام: إن أيام زائري الحسين بن علي عليهما السلام لا تعد من
آجالهم (4).
32 - عنه باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبي علي محمد بن همام
ابن سهيل، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، عن الحسن بن محمد الابزاري
عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام في أي شهر نزور الحسين عليه السلام؟ فقال: في النصف من رجب، والنصف
من شعبان (5).
33 - محمد بن يعقوب - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن هارون
ابن مسلم، عن علي بن حسان، عن الرضا عليه السلام قال: سئل أبي عن إتيان قبر الحسين
عليه السلام، فقال: صلوا في المساجد حوله، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول:
" السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله أحبائه، السلام على

(1) كامل الزيارات: 182.
(2) كامل الزيارات: 182.
(3) كامل الزيارات: 278.
(4) التهذيب: 6 - 43.
(5) التهذيب: 6 - 48 واقبال الأعمال: 567.
250

أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله،
السلام على مظاهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين
في مرضات الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على الأدلاء على الله.
السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن
عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله،
ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمتم، وحرب لمن حاربتم
مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم.
لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس، وأبرء إلى الله منهم وصلى الله على
محمد وآله " هذا يجزى في الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآله، وتسمي
واحدا واحدا بأسمائهم وتبرء إلى الله من أعدائهم، وتختر لنفسك من الدعاء ما
أحببت وللمؤمنين والمؤمنات (1).
5 -
(باب)
* (زيارة أبى الحسن موسى عليه السلام) *
34 - الكليني، عن محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن عيسى بن عبيد،
عمن ذكره عن أبي الحسن عليه السلام قال: تقول ببغداد: " السلام عليك يا ولي الله،
السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك
يا من بدا لله في شانه، أتيتك عارفا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك "
وادع الله وسل حاجتك، قال: وتسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام (2).
35 - الصدوق قال: روى الحسين بن محمد القمي، عن الرضا عليه السلام أنه قال: من
زار قبر أبي عليه السلام ببغداد كان كمن زار قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أمير المؤمنين
عليه السلام، إلا أن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين فضلهما (3).

(1) الكافي: 478 والفقيه: 2 - 369 والتهذيب: 6 - 102.
(2) الكافي: 4 - 578.
(3) الفقيه: 2 - 348.
251

36 - عنه قال: وروي عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: سألته عن زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام مثل زيارة الحسين عليه السلام؟
قال: نعم (1).
37 - ابن قولويه قال: وحدثني محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، قال: قال
لي الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين
إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله فضلهما، قال ثم قال لي: من
زار قبر أبي عبد الله بشط الفرات كان كمن زار الله فوق كرسيه (2).
38 - عنه قال: حدثني علي بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه الله، عن سعد
ابن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سألت الرضا
عليه السلام عن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام أمثل زيارة قبر الحسين عليه السلام قال: نعم (3).
39 - عنه قال: حدثني أبي وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن رحمهم الله
جميعا عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي، قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام ما لمن زار قبر أبيك صلوات الله عليه قال: فقال زوروه
قال: قلت: فأي شئ فيه من الفضل؟ قال: فقال: فيه من الفضل كفضل من زار والده،
يعنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم قلت: فان خفت ولم يمكن لي الدخول قال: سلم من وراء
الجدار (4).
40 - عنه قال: حدثني أبو العباس محمد بن جعفر القريشي عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الخيبري، عن الحسين بن محمد الأشعري
القمي قال: قال لي الرضا عليه السلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أمير المؤمنين إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين فضلهما (5).

(1) الفقيه: 2 - 348.
(2) كامل الزيارات: 148.
(3) كامل الزيارات: 298.
(4) كامل الزيارات: 299.
(5) كامل الزيارات: 99.
252

41 - ابن قولويه: قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، عن هارون
ابن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام في إتيان
قبر أبي الحسن عليه السلام قال: لوا في المساجد حوله (1).
42 - عنه قال: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد الله
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السلام قال: زيارة قبر أبي مثل
زيارة قبر الحسين عليه السلام (2).
43 - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي عن
أبيه رحيم قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام
ببغداد علينا فيها مشقة وإنما نأته فنسلم عليه من وراء الحيطان، فما لمن زاره من الثواب؟
قال فقال له: والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3).
44 - عنه قال: وحدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن رحيم قال: قلت للرضا عليه السلام: إن زيارة قبر
أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا فيها مشقة فما لمن زاره فقال له مثل ما لمن أتى قبر
الحسين عليه السلام من الثواب قال: دخل رجل فسلم عليه، وجلس وذكر بغداد ورداءة
أهلها، وما يتوقع أن ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء
قال: فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن عليه السلام وهو يقول: أما أبو الحسن فلا (4).
6 -
(باب)
* (زيارة قبر فاطمة بقم) *
45 - الطوسي باسناده عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن سلمة بن

(1) كامل الزيارات: 299 والتهذيب: 6 - 81.
(2) كامل الزيارات: 300.
(3) كامل الزيارات: 300.
(4) كامل الزيارات: 300.
253

الخطاب، عن علي بن ميسر، عن ابن سنان قال: قلت للرضا عليه السلام: ما لمن زار
أباك؟ قال: الجنة فزره (1).
46 - الصدوق قال: حدثني أبي ومحمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه،
قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سعد بن سعد قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن زيارة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليهما السلام فقال: من زارها
فله الجنة (2).
7 -
(باب)
* (زيارة الصالحين) *
47 - ابن قولويه قال: حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن
متيل، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن عمرو بن عثمان قال: سمعت الرضا عليه السلام
يقول: من لم يقدر على صلتنا، فليصل على صالحي موالينا، يكتب له ثواب صلتنا، و
من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا (3).
48 - عنه قال: حدثني أبي ومحمد بن يعقوب، وجماعة مشايخي، عن محمد بن
يحيي، عن محمد بن أحمد بن يحيى قال كنت بفيد، فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر
محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: فقال لي علي بن بلال عن صاحب هذا القبر عن الرضا
عليه السلام قال: من أتى أقبر أخيه المؤمن، ثم وضع يده على القبر وقرء إنا أنزلناه سبع
مرات أمن يوم الفزع الأكبر (4).
49 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ
عليه: " إنا أنزلناه في ليلة القدر " سبع مرات، إلا غفر الله له ولصاحب القبر (5).

(1) التهذيب: 6 - 82.
(2) عيون الأخبار: 2 - 267.
(3) كامل الزيارات: 319.
(4) كامل الزيارات: 219.
(5) الفقيه: 1 - 115.
254

(كتاب النكاح)
1 -
(باب)
* (أصناف النساء وفضلهن) *
1 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السلام
يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابنة جحش: قتل خالك حمزة، قال: فاسترجعت و
قالت: أحتسبه عند الله، ثم قال لها: قتل أخوك، فاسترجعت وقالت: أحتسبه عند الله
ثم قال لها قتل زوجك، فوضعت يدها على رأسها وصرخت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
ما يعدل الزوج عند المرأة شئ (1).
2 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن إسماعيل بن مهران
عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين: خير نسائكم
الخمس قيل، يا أمير المؤمنين وما الخمس؟ قال: الهينة، اللينة، المؤاتية التي إذا
غضب زوجها لم تكتحل بغمض، حتى يرضى وإذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته
فتلك عامل من عمال الله وعامل الله لا يخيب (2).
3 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سعيد الرقي
قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لرجل تزوجها سوداء ولودا، ولا تزوجها حسناء عاقرا، فاني مباه
بكم الأمم يوم القيامة، أو ما علمت أن الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم
يحضنهم إبراهيم وتربيهم سارة في جبل من مسك وعنبر وزعفران (3).
4 - عنه عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،

(1) الكافي: 5 - 506.
(2) الكافي: 5 - 324.
(3) الكافي: 5 - 334.
255

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام قال: ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة
صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وما له (1).
5 - الصدوق قال: روى يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشار الواسطي قال:
كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أن لي قرابة قد خطب إلى ابنتي وفي خلقه سوء
فقال لا تزوجه إن كان سيئي الخلق (2).
6 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: للمرأة عشرة
عورات، فإذا زوجت سترت لها عروة واحدة وإذا ماتت سترت عوراتها كلها (3).
7 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: خير نساء
ركبن الإبل نساء قريش أحناه على زوج (4).
8 - الطوسي باسناده عن علي بن الحسن، عن الحسن بن علي بن يوسف،
عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: جاء رجل
إلى أبي جعفر عليه السلام، فقال أبي: هل لك من زوجة؟ قال: لا قال: ما أحب أن لي
الدنيا وما فيها وأنى أبيت ليلة ليس لي زوجة ثم قال أبي عليه السلام: ركعتين يصليهما
رجل متزوج أفضل من رجل يقوم ليله ويصوم نهاره أعزب (5).
2 -
(باب)
* (العقد والشهود) *
9 - الصدوق قال: وسال محمد بن إسماعيل بن بزيع الرضا عليه السلام عن الصبية
يزوجها أبوها، ثم يموت وهي صغيرة، ثم تكبر قبل أن يدخل بها زوجها، أيجوز

(1) الكافي: 5 - 327.
(2) الفقيه 3: 259.
(3) عيون الأخبار: 2 - 39.
(4) عيون الأخبار: 2 - 62.
(5) التهذيب: 7 - 405.
256

عليها التزويج أم الامر إليها؟ فقال: يجوز عليها تزويج أبيها (1).
10 - عنه قال: وروي عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا عليه السلام
عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوجت نفسها رجلا في سكرها، ثم أفاقت
فأنكرت ذلك ثم ظنت أنه يلزمها، فورعت منه، فأقامت مع الرجل على ذلك
التزويج أحلال هو لها؟ أم التزويج فاسد لمكان السكر، ولا سبيل للرجل عليها؟ فقال:
إذا أقامت معه بعد ما أفاقت فهو رضاها فقلت: وهل يجوز التزويج عليها؟ فقال:
نعم (2).
11 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه
قال: سألت الرضا عليه السلام، عن رجل تزوج ببكر أو ثيب لا يعلم أبوها ولا أحد من
قراباتها، ولكن تجعل المرأة وكيلا فيزوجها من غير علمهم قال: لا يكون ذا (3).
12 - عنه باسناده عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن الحسن بن علي، عن
بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام قال: الأخ الأكبر بمنزلة الأب (4).
13 - الطوسي باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد الله بن الصلت قال: سألت أبا
الحسن عليه السلام عن الجارية الصغيرة، يزوجها أبوها ألها أمر إذا بلغت؟ قال: لا
وسألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء ألها مع أبيها أمر؟ فقال ليس لها مع أبيها
أمر ما لم تثيب (5)

(1) الفقيه: 3 - 250 والتهذيب: 7 - 371 والاستبصار: 2 - 236.
(2) الفقيه: 259 والتهذيب 7: 392.
(3) التهذيب: 7 - 385 والاستبصار: 3 - 234.
(4) التهذيب: 7 - 393.
(5) الاستبصار: 3 - 236.
257

3 -
(باب)
* (خطبة النكاح) *
14 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم: قال خطب الرضا عليه السلام
هذه الخطبة: الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه، وافتتح بالحمد كتابه، وجعل الحمد
أول جزاء محل نعمته، وآخر دعوى أهل جنته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، شهادة أخلصها له، وأدخرها عنده، وصلى الله على محمد خاتم النبوة، و
خير البرية وعلى آله آل الرحمة وشجرة النعمة، ومعدن الرسالة، ومختلف
الملائكة.
والحمد لله الذي كان في علمه السابق وكتابه الناطق، وبيانه الصادق، إن
أحق الأسباب بالصلة والإثرة وأولي الأمور بالرغبة فيه، سبب أوجب سببا، وأمر
أعقب غنى فقال جل وعز: " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا، و
كان ربك قديرا ".
وقال: " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا
فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية
محكمة ولا سنة متبعة، والا أثر مستفيض لكان فيما جعل الله من بر القريب وتقريب
البعيد، وتأليف القلوب، وتشبيك الحقوق، وتكثير العدد، وتوفير الولد، لنوائب
الدهر، وحوادث الأمور ما يرغب في دونه العاقل اللبيب ويسارع إليه الموفق المصيب
ويحرص عليه الأديب الأريب.
فأولى الناس بالله من اتبع أمره وأنفذ حكمه وأمضى قضاءه ورجا جزاءه وفلان بن
فلان من قد عرفتم حاله وجلاله، دعاه رضا نفسه وأتاكم إيثارا لكم واختيارا لخطبة
فلانة بنت فلان كريمتكم، وبذل لها من الصداق كذا وكذا فتلقوه بالإجابة وأجيبوه
بالرغبة واستخيروا الله في أموركم يعزم لكم على رشدكم، إن شاء الله نسأل الله أن يلحم
258

ما بينكم، بالبر والتقوى، ويؤلفه بالمحبة والهوى ويختمه بالموافقة والرضا، إنه
سميع الدعاء لطيف لما يشاء (1).
15 - عنه قال: بعض أصحابنا، عن علي بن الحسن بن فضال، عن إسماعيل
ابن مهران، عن أحمد بن محمد أبي نصر قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول، ثم ذكر الخطبة
كما ذكر معاوية بن حكيم مثلها (2).
16 - عنه عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا قال: كان الرضا عليه السلام يخطب
في النكاح: الحمد لله إجلالا لقدرته، ولا إله إلا الله خضوعا لعزته، وصلى الله علي
محمد وآله عند ذكره " إن الله خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " إلى آخر
الآية (3).
17 - الطبرسي قال: ويستحب أن يخطب بخطبة الرضا عليه السلام تبركا بها،
لأنها جامعة في معناها وهو: " الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه وافتتح بالحمد كتابه،
وجعله أول محل نعمته وآخر جزاء أهل طاعته، وصلى الله على محمد خير بريته،
وعلى آله أئمة الرحمة ومعادن الحكمة، والحمد لله الذي كان في نباه الصادق وكتابه
الناطق أن من أحق الأسباب بالصلة وأولى الأمور بالتقدمة سببا أمرا أعقب حسبا.
فقال جل ثناؤه: " وهو الذي خلق من الماء بشرا، فجعله نسبا وصهرا وكان ربك
قديرا " وقال " وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا
فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم " ولو لم يكن في المناكحة والمصاهرة آية محكمة
[منزلة] ولا سنة متبعة، لكان فيما جعل الله فيها من بر القريب وتألف البعيد ما رغب
فيه العاقل اللبيب وسارع إليه الموفق المصيب، فأولى الناس بالله من اتبع أمره و
أنفذ حكمه، وأمضى قضاءه ورضي جزاءه ونحن نسأل الله تعالى أن ينجز لنا ولكم على
أوفق الأمور.
ثم إن فلا بن فلان من عرفتم مروته وعقله وصلاحه ونيته وفضله وقد أحب

(1) الكافي: 5 - 373.
(2) الكافي: 5 - 374.
(3) الكافي: 5 - 374.
259

شركتكم وخطب كريمتكم فلانة وبذل لها من الصداق كذا فشفعوا شافعكم وأنكحوا
خاطبكم في يسر غير عسر، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ومعكم (1).
18 - ابن شهرآشوب - رحمه الله - قال: روينا عن الرضا عليه السلام فقال: الحمد لله
المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب
من عذابه، النافذ أمره في سمائه وأرضه، خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه، و
أعزهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمد - إن الله تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا، وأمرا
مفترضا، شج بها الأرحام، وألزمها الأنام، قال الله تعالى: " وهو الذي خلق من
الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا " ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج فاطمة من علي،
وقد زوجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة، إن رضيت يا علي، قال: رضيت يا
رسول الله (2).
4 -
(باب المهر)
19 - الكليني - رحمه الله - عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: لو أن رجلا تزوج امرأة
وجعل مهرها عشرين ألفا وجعل لأبيها عشرة آلاف، كان المهر جايزا والذي جعل
لأبيها فاسدا (3).
20 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه
جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: قول شعيب عليه السلام
" إني أريد أن أنكحك إحدى ابنتي هاتين، على أن تأجرني ثماني حجج فان أتممت
عشرا فمن عندك " أي الأجلين قضى؟

(1) مكارم الأخلاق: 235.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 - 107.
(3) الكافي: 5 - 384 والتهذيب: 7 - 361.
260

قال: الوفاء منهما أبعدهما عشر سنين، قلت: فدخل بها قبل أن ينقضي الشرط
أو بعد انقضائه، قال: قبل أن ينقضي، قلت له، فالرجل يتزوج المرأة ويشترط لأبيها
إجارة شهرين يجوز ذلك؟ فقال: إن موسى عليه السلام قد علم أنه سيتم له شرطه فكيف
لهذا بان يعلم أنه سيبقى حتى يفي له، وقد كان الرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
يتزوج المرأة على السورة من القرآن وعلى الدرهم وعلى القبضة من الحنطة (1).
21 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن أبي
حمزة قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: تزوج رجل امرأة على خادم، قال: فقال
لي: وسط من الخدم قال قلت: على بيت؟ قال: وسط من البيوت (2).
22 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف
عن محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه في ما كتب من
جواب مسائله قال: علة المهر ووجوبه على الرجل، ولا يجب على النساء أن يعطين
أزواجهن قال: لان على الرجل مؤنة المرأة، ولأن المرأة بايعة نفسها، والرجل
مشترى، ولا يكون البيع بلا ثمن ولا الشراء بغير إعطاء الثمن مع أن النساء محظورات
عن التعامل والمتجر مع علل كثيرة (3).
23 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن مهر
السنة كيف صار خمسمائة درهم، فقال: إن الله تبارك وتعالى أوجب على نفسه أن لا
يكبر مؤمن مائة تكبيرة ويحمده مائة تحميدة ويسبحه مائة تسبيحة ويهلله مائة
تهليلة ويصلى على محمد وآل محمد مائة مرة، ثم يقول: اللهم زوجني من الحور العين
إلا زوجه الله حوراء من الجنة وجعل ذلك مهرها، فمن ثم أوحى الله إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم

(1) الكافي: 5 414.
(2) الكافي: 5 - 381.
(3) علل الشرايع: 2 - 187 والعيون: 2 - 84.
261

أن يسن مهر المؤمنات خمسمائة درهم ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (1)
24 - عنه قال: وعلة المهر ووجوبه على الرجال ولا يجب على النساء أن يعطين
أزواجهن لان للرجل مؤنة المرأة، ولأن المرأة بايعة نفسها والرجل مشترى، ولا
يكون البيع إلا بثمن ولا الشراء بغير إعطاء الثمن، مع أن النساء محظورات عن التعامل
والمتجر مع علل كثيرة. (2)
25 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن ابن أبي نصر، عن الحسين بن خالد. قال: قلت: لأبي الحسن الرضا عليه السلام:
جعلت فداك كيف صار مهور النساء خمسمأة درهم اثنتي عشرة أوقية ونش؟ قال إن الله
عز وجل أوجب على نفسه ألا يكبره مؤمن مائة تكبيرة ويسبحه مائة تسبيحة ويحمده
مائه تحميدة ويهلله مائة تهليلة ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مائة مرة ثم يقول اللهم زوجني
من الحور العين إلا زوجه الله حوراء، فمن ثم جعل مهور النساء خمسمائة درهم وأيما
مؤمن خطب إلى أخيه حرمته بذل له خمسمائة درهم ولم يزوجه فقد عقه واستحق
من الله عز وجل ألا يزوجه حورا. (3)
26 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي
الحسن عليه السلام: الرجل يتزوج المرأة على الصداق المعلوم، فيدخل بها قبل أن يعطيها
فقال: يقدم إليها ما قل أو كثر إلا أن يكون له وفاء من عرض إن حدث به حدث أدى
عنه فلا باس. (4)
27 - عنه باسناده عن سعيد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت الرضا
عليه السلام عن رجل تزوج امرأة بشرط أن لا يتوارثا وأن لا يطلب منها ولدا قال:

(1) علل الشرايع: 2 - 185.
(2) عيون الأخبار: 2 - 94.
(3) عيون الأخبار: 2 - 84.
(4) التهذيب: 7 - 358.
262

لا أحب. (1)
28 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل أبو الحسن الأول عن الرجل يزوج
ابنته أله أن يأكل من صداقها، قال: ليس له ذلك. (2)
29 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن خصي
تزوج امرأة على ألف درهم، ثم طلقها بعدما دخل بها قال: لها الألف الذي أخذت
منه ولا عدة عليها. (3)
5.
(باب)
* (الاطعام عند النكاح) *
30 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن
معلى بن محمد جميعا، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته
يقول: إن النجاشي لما خطب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آمنة بنت أبي سفيان فزوجه ودعا
بطعام وقال: إن من سنن المرسلين الاطعام عند التزويج. (4)
31 - علي بن شعبة مرسلا قال: قال الرضا عليه السلام: من السنة إطعام الطعام عند
التزويج. (5)

(1) التهذيب: 7 - 375.
(2) التهذيب: 7 - 375.
(3) التهذيب: 7 - 375:
(4) الكافي: - 367 والمحاسن: 418 والتهذيب: 7 - 409.
(5) تحف العقول: 328.
263

6 -
(باب الأبكار)
32 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن
سعد، عن محمد بن القاسم بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام في الرجل يتزوج المرأة على
أنها بكر، فيجدها ثيبا أيجوز له أن يقيم عليها؟ قال: فقال: قد تفتق البكر من المركب
ومن النزوة. (1)
33 - عنه عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن جزك قال: كتبت
إلى أبي الحسن عليه السلام أساله عن رجل تزوج جارية بكرا فوجدها ثيبا، هل يجب لها
الصداق وافيا أم ينقص؟ قال: ينقص. (2).
34 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
عبد الله بن الصلت قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الجارية الصغيرة يزوجها
أبوها ألها أمر إذا بلغت؟ قال: لا ليس لها مع أبيها أمر، قال: وسألته عن البكر
إذا بلغت مبلغ النساء ألها مع أبيها أمر؟ قال: لا ليس لها مع أبيها أمر ما لم
تكبر. (3)
35 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال
أبو الحسن عليه السلام: في المرأة البكر إذنها صماتها والثيب أمرها إليها. (4)
36 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارون بن مسلم، عن بعض
رجاله عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن بعض بني هاشم دعاه مع جماعة من أهله فأتى
بصبية له فأدناها أهل المجلس جميعا إليهم، فلما دنت منه سال عن سنها فقيل: خمس

(1) الكافي: 5 - 413.
(2) الكافي: 5 - 394.
(3) الكافي: 5 - 394.
(4) الكافي: 5 - 533.
264

فنحاها عنه. (1)
37 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال: حدثنا القسم بن محمد بن علي بن إبراهيم
النهاوندي، عن صالح بن راهويه، عن أبي جويد مولى الرضا عليه السلام، قال: نزل جبرئيل
على النبي صلى الله عليه وآله قال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن الأبكار، من النساء
بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه وإلا أفسدته الشمس
وغيرته الريح وإن الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فلا دواء لهن إلا البعول وإلا لم
يؤمن عليهن الفتنة.
فصعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنبر فخطب الناس ثم أعلمهم ما أمرهم الله عز وجل به
فقالوا: ممن يا رسول الله؟ فقال: من الأكفاء فقالوا: ومن الأكفاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم
أكفاء بعض، ثم لم ينزل حتى زوج ضباعة بنت زبير بن عبد المطلب المقداد بن الأسود
ثم قال: أيها الناس إني زوجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح. (2)
7 -
(باب)
* (الجمع بين الأختين) *
38 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس
قال: قرأت في كتاب رجل إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك الرجل يتزوج
المرأة متعة إلى أجل مسمى فينقضي الاجل بينهما هل له أن ينكح أختها من قبل
أن تنقضي عدتها؟ فكيف لا يحل له أن يتزوجها حتى تنقضي عدتها. (3)
39 - عنه عن أحمد بن محمد، عمن ذكره، عن الحسين بن بشر قال: سألت الرضا
عليه السلام، عن الرجل تكون له الجارية ولها ابنة فيقع عليها أيصلح له أن يقع على
ابنتها؟ فقال: أينكح الرجل الصالح ابنته. (4)

(1) الكافي: 5....
(2) علل الشرايع: 2 - 465 والعيون: 1 - 289.
(3) الكافي: 4 - 431:
(4) الكافي: 5 - 433.
265

8 -
(باب الخصيان)
40 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قناع الحرائر من الخصيان، فقال: كانوا يدخلون
على بنات أبي الحسن عليه السلام ولا يتقنعن، قلت: فكانوا أحرارا؟ قال لا: قلت: فالأحرار
يتقنع منهم؟ قال: لا. (1)
41 - الطوسي باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان
ابن يحيى، عن محمد بن مضارب قال: سألت الرضا عليه السلام عن الخصي يحلل؟ قال: لا
يحلل. (2)
42 - الطبرسي مرسلا، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال سألت الرضا عليه السلام
عن قناع النساء من الخصيان، فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليه السلام
لا يتقنعن، قلت وكانوا أحرارا؟ قال: لا، قلت: فالأحرار يتقنعن منهم؟ قال:
لا. (3)
9 -
(باب)
* (اتيان النساء) *
43 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم قال: سمعت
صفوان بن يحيى يقول: قلت للرضا عليه السلام: إن رجلا من مواليك أمرني أن أسألك
عن مسالة هابك وأستحي منك أن يسألك، قال: وما هي؟ قلت: الرجل يأتي امرأته
في دبرها، قال: ذلك له قال: قلت: فأنت تفعل؟ قال: إنا لا نفعل ذلك. (4)

(1) الكافي: 5 - 532.
(2) التهذيب: 7 - 475.
(3) مكارم الأخلاق: 274.
(4) الكافي: 5 - 540 والتهذيب: 8 - 403.
266

44 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء،
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول في التزويج قال: من السنة التزويج
بالليل لان الله جعل الليل سكنا والنساء إنما هن سكن. (1)
45 - عنه عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح عن
سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من أتى أهله في محاق الشهر
فليسلم لسقط الولد. (2)
46 - الصدوق قال: وروى عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول:
ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة. (3)
47 - عنه قال: سال صفوان بن يحيى أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل تكون
عند المرأة الشابة فيمسك عنها الأشهر والسنة لا يقربها، ليس يريد الاضرار بها
يكون لهم مصيبة يكون في ذلك آثما؟ قال: إذا تركها أربعة أشهر كان آثما بعد
ذلك (4)
48 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن السناني رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا سهل بن زياد الآدمي، عن عبد العظيم بن عبد الله
الحسني قال: حدثني علي بن محمد العسكري، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا
عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عليهم السلام.
قال: يكره للرجل أن يجامع في أول ليلة من الشهر وفي وسطه وفي آخره، فإنه
من فعل ذلك خرج الولد مجنونا، الا ترى؟ أن المجنون أكثر ما يصرع في أول الشهر
ووسطه وآخره، وقال عليه السلام: من تزوج والقمر في العقرب لم ير الحسنى، وقال عليه السلام:
من تزوج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد (5).

(1) الكافي: 5 - 366 والتهذيب: 6 - 415.
(2) الكافي: 5 - 499.
(3) الفقيه: 3 - 341 والتهذيب: 7 - 418 والكافي: 5 - 320.
(4) الفقيه: 4 - 256 والتهذيب: 8 - 412.
(5) عيون الأخبار: 1 - 288.
267

49 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن عبد الملك والحسين
ابن علي بن يقطين عن موسى بن عبد الملك، عن رجل قال سالت: أبا الحسن الرضا
عليه السلام عن إتيان الرجل المرأة من خلفها في دبرها فقال: أحلتها آية من كتاب الله تعالى
قول لوط عليه السلام: " هؤلاء بناتي هن أطهر لكم " وقد علم أنهم لا يريدون الفرج (1).
50 - عنه باسناده عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السلام
أنه قال: أي شئ يقولون في إتيان النساء في أعجاز هن؟ فقلت له: بلغني أن أهل
الكتاب لا يرون بذلك بأسا فقال: إن اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل المرأة من
خلفها خرج الولد أحول فأنزل الله تعالى: " نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم "
قال: من قبل ودبر خلافا لقول اليهود ولم يعن في أدبارهن (2).
10 -
(باب)
* (الإماء والعبيد) *
51 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل تكون له الجارية، فيقبلها هل تحل لولده؟
قال: بشهوة، قلت نعم، قال: فقال: ما ترك شيئا إذا قبلها بشهوة ثم قال: ابتداء
منه إن جردها ونظر إليها بشهوة حرمت على أبيه وابنه، قلت، إذا نظر إلى جسدها؟
فقال: إذا نظر إلى فرجها وجسدها بشهوة حرمت عليه (3).
52 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي -
الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة ويتزوج أم ولد أبيها،
فقال: لا باس بذلك، فقلت له، بلغنا عن أبيك أن علي بن الحسين عليهما السلام تزوج ابنة

(1) الاستبصار: 3 - 343 والتهذيب: - 414.
(2) التهذيب: 7 - 460.
(3) الكافي: 5 - 418.
268

الحسن بن علي عليهما السلام وأم ولد الحسن، وذلك أن رجلا من أصحابنا سألني أن أسألك
عنها.
فقال: ليس هكذا، إنما تزوج علي بن الحسين عليهما السلام ابنة الحسن وأم ولد
لعلي بن الحسين المقتول عندكم، فكتب بذلك عبد الملك بن مروان فعاب على على
ابن الحسين عليهما السلام فكتب إليه في ذلك فكتب إليه الجواب، فلما قرأ الكتاب قال: إن
علي بن الحسين عليهما السلام يضع نفسه وإن الله يرفعه (1).
53 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال: كتبت
إلى أبى الحسن عليه السلام في جارية لابن لي صغير، أيجوز لي أن أطأها؟ فكتب: لا حتى
تخلصها (2).
54 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، قال: سألت الرضا
عليه السلام أني كنت وهبت لابنتي جارية حيث زوجتها فلم تزل عندها في بيت زوجها حتى
مات زوجها، فرجعت إلى هي والجارية أفيحل لي الجارية أن أطأها؟ فقال: قومها
بقيمة عادلة وأشهد على ذلك ثم إن شئت فطأها (3).
55 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام، قال لا، يتمتع بالأمة إلا باذن أهلها (4).
56 - الطوسي باسناده عن محمد بن آدم عن الرضا عليه السلام في الرجل يقول لجاريته:
قد أعتقتك وجعلت صداقك عتقك قال: جاز العتق والامر إليها إن شاءت زوجته نفسها
وإن شاءت لم تفعل، فان زوجته نفسها فأحب له أن يعطيها شيئا (5).
57 - عنه باسناده عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان،
عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يتزوج المرأة ويتزوج أم ولد
أبيها، فقال: لا باس بذلك (6).

(1) الكافي: 5 - 361.
(2) الكافي: 5 - 471.
(3) الكافي: 5 - 471.
(4) الكافي: 5 - 463.
(5) الاستبصار: 3 - 210.
(6) التهذيب، 7 - 449.
269

58 - عنه باسناده عن الصفار عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن علي بن إدريس
قال: سألت الرضا عليه السلام عن جارية كانت في ملكي فوطئتها ثم خرجت من ملكي فولدت
جارية يحل لابني أن يتزوجها؟ قال: نعم لا باس به قبل الوطء وبعد الوطء واحد (1).
59 - عنه باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت الرضا عليه السلام
عن امرأة أحلت لزوجها جاريتها فقال: ذلك له، قلت: فان خاف أن تكون تمزح
قال: وكيف له بما في قلبها فان علم أنها تمزح فلا (2).
60 - عنه باسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل
عن محمد بن منصور الكوفي قال: سألت الرضا عليه السلام عن الغلام يعبث بجارية لا يملكها
ولم يدرك، أيحل لأبيه أن يشتريها ويمسها؟ قال: لا يحرم الحرام الحلال (3).
11 -
(باب المتعة)
61 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم
قال: كتب إليه الريان بن شبيب يعنى أبا الحسن عليه السلام الرجل يتزوج المرأة
متعة بمهر إلى أجل معلوم، وأعطاها بعض مهرها وأخرته بالباقي ثم دخل بها وعلم
بعد دخوله بها قبل أن يوفيها باقي مهرها، إنما زوجته نفسها ولها زوج مقيم معها
أيجوز له حبس باقي مهرها أم لا يجوز؟ فكتب عليه السلام: لا يعطيها شيئا لأنها عصت الله
عز وجل (4).
62 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي -
الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: له الرجل يتزوج متعة سنة أو أقل أو أكثر؟
قال: إذا كان شيئا معلوما إلى أجل معلوم، قال: قلت: وتبين بغير طلاق، قال:

(1) التهذيب: 7 - 462.
(2) التهذيب: 7 - 462.
(3) التهذيب: 7 - 283.
(4) الكافي: 5 - 461.
270

نعم (1).
63 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: لا يتمتع بالأمة إلا باذن أهلها (2).
64 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل
قال: سألت أبا الحسن عليه السلام: هل للرجل أن يتمتع من المملوكة باذن أهلها وله
امرأة حرة؟ قال: نعم إذا رضيت الحرة قلت: فان أذنت الحرة يتمتع منها؟ قال: نعم
وروى أيضا أنه، لا يجوز أن يتمتع بالأمة على الحرة (3).
65 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمد بن المختار، عن محمد بن الحسن،
عن عبد الله بن الحسن جميعا، عن الفتح بن يزيد قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن الشروط في المتعة فقال: الشرط فيها بكذا وكذا، فان قالت: نعم فذاك له جائز
ولا تقول كما أنهي إلي أن أهل العراق يقولون: الماء مائي والأرض لك، ولست أسقي
أرضك الماء وإن نبت هناك نبت فهو لصاحب الأرض فان شرطين في شرط فاسد فان
رزقت ولدا قبله والامر واضح فمن شاء التلبيس على نفسه لبس (4).
66 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال: سال
رجل أبا الحسن الرضا عليه السلام وأنا أسمع: عن رجل يتزوج امرأة متعة ويشترط عليها
إن لا يطلب ولدها، فتأتي بعد ذلك بولد فشدد في إنكار الولد وقال: أيجحده إعظاما
لذلك، فقال الرجل: فان اتهمها؟ فقال: لا ينبغي لك أن تتزوج إلا مؤمنة أو مسلمة
فان الله عز وجل يقول: " الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها
إلا زان أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين " (5).

(1) الكافي: 5 - 459 أ التهذيب: 7 - 264 والاستبصار: 3 - 151.
(2) الكافي: 5 - 463.
(3) الكافي: 5 - 463:
(4) الكافي: 5 - 464.
(5) الكافي: 5 - 454 والفقيه: 3 - 292 والتهذيب: 7 - 269 والاستبصار:
3 - 153.
271

67 - عنه، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة أيحل له أن
يتزوج ابنتها؟ قال: لا (1).
68 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يتزوج المرأة متعة فيحملها من بلد إلى بلد؟
فقال: يجوز النكاح الآخر ولا يجوز هذا (2).
69 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: تزويج المتعة نكاح بميراث، ونكاح بغير ميراث، فان
اشترطت كان، وإن لم يشترط لم يكن، وروي أيضا ليس بينهما ميراث، اشترط
أو لم يشترط (3).
70 - الصدوق - رحمه الله باسناده قال: وقال الرضا عليه السلام: المتعة لا تحل إلا لمن
عرفها، وهي حرام على من جهلها (4).
71 - عنه قال: وسال الحسن التفليسي الرضا عليه السلام أيتمتع الرجل من
اليهودية والنصرانية؟ قال: أبو الحسن عليه السلام: يتمتع من الحرة المؤمنة وهي أعظم
حرمة منهما (5).
72 - عنه قال: وروى عن يونس بن عبد الرحمن قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل
تزوج امرأة متعة، فعلم بها أهلها فزوجوها من رجل في العلانية وهي امرأة صدق
قال: لا تمكن زوجها من نفسها حتى تنقضي عدتها وشرطها، قلت: إن كان شرطها
سنة ولا يصبر لها زوجها قال: فليتق الله زوجها وليتصدق عليها بما بقي له، فإنها قد
ابتليت والدار دار هدنة والمؤمنون في تقية.

(1) الكافي: 5 - 422.
(2) الكافي: 5 - 447.
(3) الكافي: 5 - 465.
(4) الفقيه: 3 292.
(5) الفقيه: 3 - 293.
272

قلت: فان تصدق عليها بأيامها وانقضت عدتها كيف تصنع؟ قال: تقول لزوجها
إذا دخلت به، يا هذا وثب على أهلي فزوجوني بغير أمري، ولم يستأمروني وإني
الآن قد رضيت فاستأنف أنت اليوم وتزوجني تزويجا صحيحا بيني وبينك قال: قلت
للرضا عليه السلام: المرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها فتتزوج رجلا آخر قبل أن تنقضي
عدتها قال: ما عليك إنما إثم ذلك عليها (1).
73 - عنه قال: وسال أحمد بن محمد بن أبي نصر الرضا عليه السلام عن الرجل يتزوج
المرأة متعة أيحل له أن يتزوج ابنتها بتاتا؟ قال: لا، (2).
74 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معاوية بن حكيم، عن
إبراهيم بن عقبة، عن الحسن التفليسي قال: سألت الرضا عليه السلام، أيتمتع من اليهودية
والنصرانية؟ فقال: التمتع من الحرة المؤمنة أحب إلى وهي أعظم حرمة منهما (3).
75 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
سألت الرضا عليه السلام يتمتع بالأمة باذن أهلها؟ قال: نعم إن الله عز وجل يقول:
" فانكحوهن باذن أهلهن " (4).
76 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد قال: سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يتمتع
بأمة رجل باذنه؟ قال: نعم (5).
77 - عنه باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا عليه السلام: هل
يجوز للرجل أن يتمتع من المملوكة باذن أهلها وله امرأة حرة؟ فقال: نعم إذا كان
باذن أهلها إذا رضيت الحرة قلت: فان أذنت له الحرة يتمتع منها؟ قال: نعم (6).

(1) الفقيه: 3 - 294.
(2) الفقيه: 3 - 295 والتهذيب: 7 - 277.
(3) التهذيب: 7 - 256 والاستبصار: 3 - 144.
(4) التهذيب: 7 - 257 والاستبصار: 3 - 146.
(5) الاستبصار: - 146 والتهذيب: 7 - 257.
(6) التهذيب: 7 - 257 والاستبصار: 3 - 146.
273

78 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته
عن الرجل يكون عنده المرأة أيحل له أن يتزوج بأختها متعة؟ قال: لا قلت: حكى
زرارة عن أبي جعفر عليه السلام إنما هي مثل الامام يتزوج ما شاء قال: لا هي، من الأربع (1).
79 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اجعلوهن من الأربع فقال له صفوان بن يحي: أعلى الاحتياط
قال: نعم (2).
80 - عنه باسناده عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن علي بن إدريس
قال: سألت الرضا عليه السلام عن جارية كانت في ملكي فوطئتها ثم خرجت من ملكي فولدت
جارية أيحل لابني أن يتزوجها؟ قال: نعم لا باس، قبل الوطء وبعد الوطء واحد (3).
81 - عنه باسناده عن الحسين بن خالد الصيرفي قال: سألت أبا الحسن عليه السلام
عن هذه المسألة فقال: كررها علي فقلت: له: إن كانت لي جارية فلم ترزق مني
ولي ولد من غيرها، فبعتها فولدت من غيري ولي ولد من غيرها فأزوج ولدي من
غيرها ولدها؟ قال تزوج ما كان لها من ولد قبلك يقول قبل أن يكون لك (4).
12 -
(باب)
* (نكاح الكوافر) *
82 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن
ابن الجهم قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا أبا محمد ما تقول في الرجل يتزوج
نصرانية على مسلمة؟ قلت: جعلت فداك وما يقول بين يديك قال: لتقولن فان ذلك
يعلم به قولي، قلت: لا يجوز تزويج النصرانية على مسلمة ولا غير مسلمة.
قال: ولم؟ قلت لقول الله عز وجل، " ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن "

(1) الاستبصار: 3 148.
(2) الاستبصار: 3 - 148.
(3) الاستبصار: 174.
(4) الاستبصار: 3 - 174.
274

قال: فما تقول في هذه الآية: " والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم " قلت
فقوله: " ولا تنكحوا المشركات " نسخت هذه الآية، فتبسم ثم سكت (1).
83 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
سألت الرضا عليه السلام: عن الرجل تكون له الزوجة النصرانية فتسلم هل يحل لها أن
تقيم معه؟ قال: إذا أسلمت لم تحل له قلت: جعلت فداك فان الزوج أسلم بعد ذلك
أيكونان على النكاح؟ قال: لا، يتزوج جديد (2).
84 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام
قال: سألته عن نكاح اليهودية والنصرانية، فقال: لا باس فقلت: فمجوسية فقال:
لا باس به - يعنى متعة (3).
13 -
(باب)
* (الأولاد والرضاع) *
85 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن امرأة أرضعت؟
جارية لزوجها ابن من غيرها، أيحل للغلام ابن زوجها أن يتزوج الجارية التي
أرضعت؟ فقال: اللبن للفحل (4).
86 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن
محمد، عن ابن أبي نجران عن محمد بن عبيدة الهمداني قال: قال الرضا عليه السلام: ما يقول أصحابك
في الرضا قلت، كانوا يقولون اللبن للفحل، حتى جاءتهم الرواية عنك أنه يحرم

(1) الكافي: 5 - 457 والتهذيب: 3 - 178.
(2) التهذيب: 7 - 300 والاستبصار: 3 - 181.
(3) التهذيب: 7 - 256 والاستبصار: 3 - 144.
(4) الكافي: 5 - 440.
275

من الرضاع ما يحرم من النسب، فرجعوا إلى قولك، قال: فقال: وذلك لان أمير -
المؤمنين سألني عنها البارحة، فقال لي: اشرح لي اللبن للفحل، وأنا أكره الكلام.
فقال لي كما أنت حتى أسألك عنها ما قلت في رجل كانت له أمهات أولا دشتي
فأرضعت واحدة منهن بلبنها غلاما غريبا، أليس، كل شئ من ولد ذلك الرجل
من أمهات أولاد شتى محرما على ذلك الغلام، قال: قلت: بلى، قال: فقال: أبو -
الحسن عليه السلام: فما بال الرضاع يحرم من قبل الفحل ولا يحرم من قبل الأمهات
وإنما الرضاع من قبل الأمهات وإن كان لبن الفحل أيضا يحرم (1).
87 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: كان
داود بن زربي شكا ابنه إلى أبى الحسن عليه السلام فيما أفسد له فقال له: استصلحه فما مائة
ألف فيما أنعم الله به عليك (2).
88 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن
الجهم قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: قال: أبو جعفر عليه السلام: إن النطفة
تكون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما،
فإذا كمل أربعة أشهر بعث الله ملكين خلاقين، فيقولان: يا رب ما تخلق ذكرا أو
أنثى فيؤمران.
فيقولان يا رب شقيا أو سعيدا فيؤمران، فيقولان: يا رب ما أجله وما رزقه،
وكل شئ من حاله وعدد من ذلك أشياء ويكتبان الميثاق بين عينيه، فإذا أكمل الله
له الاجل بعث الله ملكا، فزجره زجرة فيخرج وقد نسي الميثاق، فقال الحسن بن
الجهم: فقلت له: أفيجوز أن يدعو الله فيحول الأنثى ذكرا والذكر أنثى فقال: إن
الله يفعل ما يشاء (3).
89 - عنه عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المدائني

(1) الكافي: 5 - 441 والتهذيب: 7 - 330 والاستبصار: 3 - 200.
(2) الكافي: 6 - 48.
(3) الكافي: 6 - 13.
276

عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى على الإناث أرأف منه على الذكور وما من رجل يدخل
فرحة على امرأة بينه وبينها حرمة إلا فرحه الله تعالى يوم القيامة (1).
90 - عنه عن محمد بن يحي، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن
سعيد قال: كنت أنا وابن غيلان المدائني دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال له:
ابن غيلان، أصلحك الله بلغني أنه من كان له حمل، فنوى أن يسميه محمدا ولد له غلام
فقال: من كان له حمل فنوى أن يسميه عليا ولد له غلام.
ثم قال: علي ومحمد ومحمد وعلي شيئا واحدا قال: أصلحك الله إني خلفت امرأتي
وبها حبل فادع الله أن يجعله غلاما فأطرق إلى الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال له:
سمه عليا، فإنه أطول لعمره فدخلنا مكة فوافانا كتاب من المدائن أنه قد ولد له
غلام (2).
91 - عنه، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد الأشعري قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: عن الرجل يكون بعض ولده أحب إليه من بعض
ويقدم بعض ولده على بعض؟ فقال: نعم قد فعل ذلك أبو عبد الله عليه السلام، نحل محمدا
وفعل ذلك أبو الحسن عليه السلام نحل أحمد شيئا، فقمت أنا به حتى حزته له، فقلت: جعلت
فداك الرجل يكون بناته أحب من بنيه؟ فقال: البنات والبنون في ذلك سواء إنما
هو بقدر ما ينزلهم الله عز وجل منه (3).
92 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان
الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمد أو أحمد
أو على أو الحسن أو الحسين، أو جعفر أو طالب، أو عبد الله أو فاطمة من النساء (4).
93 - الصدوق قال: وسال سعد بن سعد الرضا عليه السلام عن صبي هل يرضع

(1) الكافي: 6 - 6.
(2) الكافي: 6 - 11.
(3) الكافي: 6 - 51.
(4) الكافي: 6 - 19.
277

أكثر من سنتين فقال: عامين قلت: فان زاد على سنتين هل على أبويه من ذلك شئ؟
قال: لا (1).
94 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختنوا أولادكم يوم السابع
فإنه أطهر وأسرع لنبات اللحم (2).
95 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تسترضعوا الحمقاء
والا العمشاء فان اللبن يعدى (3).
96 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس للصبي لبن خير
من لبن أمه (4).
97 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن الحسين عليه السلام قال: إن فاطمة عليهما السلام
عقت عن الحسن والحسين عليهم السلام وأعطت القابلة رجل شاة ودينارا (5).
98 - الصدوق - رحمه الله باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: اغسلوا صبيانكم من الغمر، فان الشيطان يشم الغمر، فيفرغ الصبي
في رقاده ويتأذى بها الكاتبان (6).
99 - عنه - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إذا سميتم الولد محمدا فأكرموا وأوسعوا له في المجالس، ولا تقبحوا
له وجها (7).
100 - عنه - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن علي بن فضال، عن أحمد بن أشيم، عن الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت
فداك لم سمو العرب أولادهم بكلب، ونمر وفهد وأشباه ذلك؟ قال: كانت العرب

(1) الفقيه: 3 - 305.
(2) عيون الأخبار: 2 - 28.
(3) عيون الأخبار: 2 - 34.
(4) عيون الأخبار: 2 - 34.
(5) عيون الأخبار: 2 - 46.
(6) عيون الأخبار: 2 - 69.
(7) عيون الأخبار: 2 - 29.
278

أصحاب حرب، وكانت تهول على العدو بأسماء أولادهم، ويسمون عبيدهم فرجا و
مباركا وميمونا، وأشباه ذلك يتيمنون بها (1).
101 - الطوسي باسناده عن عدة أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي
عن محمد بن سنان عن الرضا عليه السلام قال: أطعموا حبالاكم اللبان فان يكن في بطنها
غلام خرج ذكي القلب عالما شجاعا، وإن تكن جارية حسن خلقها وخلقتها وعظمت
عجيزتها وحظيت عند زوجها (2).
102 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن صفوان
عن علي بن إسماعيل الدغشي، عن رجل من أهل الشام عن عبد الله بن أبان الزيات،
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل تزوج بنت عمه وقد أرضعته أم
ولد جده هل تحرم على الغلام أم لا؟ قال: لا (3).
103 - عنه - رحمه الله - باسناده عن محمد بن يحيي، عن أبي عبد الله، عن علي بن -
عبد الملك، عن بكار بن الجراح، عن بسطام عن أبي الحسن عليه السلام قال: لا يحرم من
الرضاع إلا البطن الذي ارتضع منه (4).
104 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام: قال: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد
بعبد خيرا لم يمته حتى يريه الخلف، وروى: أن من مات بلا خلف، فكان لم يكن
في الناس، ومن مات وله خلف فكان لم يمت (5).

(1) معاني الأخبار. 391.
(2) التهذيب: 7 - 440.
(3) الاستبصار: 3 - 202.
(4) الاستبصار: 3 - 201.
(5) مكارم الاخلاف: 251.
279

14 -
(باب)
* (نوادر النكاح) *
105 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العزيز المهتدي قال
سألت الرضا عليه السلام وقلت: جعلت فداك، إن أخي مات وتزوجت امرأته، فجاء عمى
أنه قد كان تزوجها سرا، فسألتها عن ذلك فأنكرت أشد الانكار وقالت: ما كان بيني
وبينه شئ قط: فقال: يلزمك إقرارها ويلزمه إنكارها (1).
106 - عنه عن علي عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن المشرقي، عن الرضا عليه السلام
قال: قلت له: ما تقول في رجل ادعى أنه خطب امرأة إلى نفسها وهي مازحة فسئلت
المرأة عن ذلك فقالت: نعم، فقال: ليس بشئ: قلت: فيحل للرجل أن يتزوجها؟
قال: نعم (2).
107 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن يزيد
عن الحسين بن بشار الواسطي، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن لي قرابة
قد خطب إلى وفي خلقه شئ فقال: لا تزوجه إن كان سيئ الخلق (3).
108 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن إدريس
عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابه
قال سمعت العباسي وهو يقول: استأذنت الرضا عليه السلام، في النفقة على العيال فقال: بين
المكروهين قال: فقلت: جعلت فداك لا والله ما أعرف المكروهين: قال: بلى يرحمك الله
أما تعرف أن الله عز وجل كره الاسراف وكره الإقتار فقال، " والذين إذا انفقوا لم
يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما " (4).

(1) الكافي: 5 - 563 والاستبصار: 3 - 175.
(2) الكافي: 5 - 563.
(3) الكافي: 5 - 563.
(4) الخصال: 54.
280

109 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد
ابن يحيي العطار قال: حدثني أحمد، عن محمد بن عيسى قال: كان ابن فضال يروي
عن أبي الحسن الثاني عليه السلام، في أربعة أشياء خيار سنة: الجنون، والجذام، والبرص
والقرن (1).
110 - عنه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن
أبي عبد الله الكوفي عن سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن محمد
ابن علي الرضا، عن أبيه الرضا. عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن
أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير -
المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدته
يبكي بكاءا شديدا، فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله ما الذي أبكاك؟
فقال: يا علي ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمتي في عذاب شديد،
فأنكرت شأنهن، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن، ورأيت امرأة معلقة بشعرها
يغلي دماغ رأسها، ورأيت امرأة معلقة بلسانها، والحميم يصب في خلفها، ورأيت امرأة
معلقة بثدييها ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها، ورأيت امرأة
قد شد رجلاها إلى يديها وقد سلط عليها الحيات والعقارب، ورأيت امرأة صماء عمياء
خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها وبدنها منقطع من الجذام
والبرص.
ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من النار، ورأيت امرأة تقطع لحم جسدها
من مقدمها ومؤخرها بمقاريض من نار، ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل
أمعائها، ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار، وعليها ألف ألف لون
من العذاب، ورأيت امرأة على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها، وتخرج من
فيها والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار.

(1) الخصال: 245.
281

فقالت فاطمة عليها السلام: حبيبي وقرة عيني أخبرني ما كان عملهن وسيرتهن حتى
وضع الله عليهن هذا العذاب؟ فقال: يا بنيتي أما المعلقة بشعرها فإنها كانت لا تغطي
شعرها من الرجال، وأما المعلقة بلسانه فإنها كانت تؤذي زوجها وأما المعلقة بثدييها
فإنها كانت يمتنع من فراش زوجها، وأما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها
بغير إذن زوجها.
وأما التي كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزين بدنها للناس، وأما التي
شد، يداها إلى رجليها وسلط عليها الحيات والعقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة
الثياب وكانت لا تغتسل من الجنابة والحيض ولا تتنظف وكانت تستهين بالصلاة، و
أما الصماء العمياء الخرساء فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها وأما التي
كانت تقرض لحمها بالمقاريض، فإنها كانت تعرض نفسها على الرجال، وأما التي
كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعائها، فإنها كانت قوادة.
وأما التي، كان رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار، فإنها كانت، نمامة
كذابة، وأما التي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنها
كانت قينة نواحة حاسدة، ثم قال عليه السلام: ويل لامرأة أغضبت زوجها وطوبى لامرأة رضى
عنها زوجها. (1)
111 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي لا
تتبع النظرة النظرة فليس لك إلا أول نظرة. (2)
112 - عنه قال: وحرم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج وإلى غيرهن
من النساء لما فيه من تهييج الرجال وما يدعو التهييج إليه من الفساد، والدخول فيما
لا يحل ولا يحمل وكذلك ما أشبه الشعور إلا الذي قال الله تعالى: " والقواعد من النساء
اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة "،

(1) عيون الأخبار: 2 - 10.
(2) عيون الأخبار: 2 - 65.
282

أي غير الجلباب فلا باس بالنظر إلى شعور مثلهن. (1)
113 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن
سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة إعطاء
النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث، لأن المرأة إذا تزوجت أخذت والرجل يعطى
فلذلك وفر على الرجال وعلة أخرى في اعطاء الذكر مثل ما تعطى الأنثى لان الأنثى
في عيال الذكر إن احتاجت وعليه أن يعولها وعليه نفقتها وليس على المرأة إن " الرجال
قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم ". (2)
114 - علي بن شعبة - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: صاحب النعمة
يجب أن يوسع على عياله. (3)
115 - الطوسي باسناده عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، ومحمد بن الحسن الأشعري، عن محمد بن عبد الله الأشعري قال: قلت للرضا عليه السلام:
الرجل يتزوج بالمرأة فيقع في قلبه أن لها زوجا قال: ما عليه، أرأيت لو سألها البينة
كان يجد من يشهد أن ليس لها زوج. (4)
116 - عنه باسناده عن الصفار عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همام إسماعيل بن
همام قال: قال أبو الحسن عليه السلام: قال محمد بن علي عليه السلام: في الرجل يتزوج المرأة ويزوج
بنتها ابنه فيفارقها ويتزوجها آخر بعد، فتلد منه بنتا، فكره أن يتزوجها أحد من ولده
لأنها كانت امرأته فطلقها فصار بمنزلة الأب وكان قبل ذلك أبا لها. (5)
117 - عنه باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال قلت

(1) عيون الأخبار: 2 - 97 والعلل: 2 - 251.
(3) علل الشرايع: 2 - 257.
(2) تحف العقول: 325.
(4) التهذيب: 8 - 253.
(5) التهذيب: 7 - 453 والاستبصار: 3 - 176.
283

للرضا عليه السلام: يتزوج الرجل المرأة التي قبلته فقال سبحان الله ما حرم الله عليه من
ذلك. (1)
118 - ابن شهرآشوب - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: وعلة تزويج
الرجل أربع نسوة والتحريم، أن تتزوج المرأة أكثر من واحد، لان الرجل إذا
تزوج أربعة كان الولد منسوبا إليه، والمرأة لو كان لها زوجان وأكثر من ذلك، لم
يعرف الولد لمن هو، إذا هم مشتركون في نكاحها وفي ذلك فساد الأب والمواريث
والتعارف.
قال: وتحليل أربع نسوة لرجل واحد، لأنهن أكثر من الرجال، قال: وعلة
تزويج العبد اثنتين لا أكثر منه، لأنه نصف رجل في النكاح والطلاق، لا يملك
نصفه. (2)

(1) التهذيب: 7 - 455. الاستبصار: 3 - 176.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 - 410.
284

(كتاب الطلاق)
1 -
(باب)
* (الشهود في الطلاق) *
1 - الحميري، عن البزنطي قال: وسألته عن رجل طلق امرأة بعد ما غشاها بشاهدين
عدلين، قال ليس هذا طلاقا فقلت له: فكيف طلاق السنة، فقال يطلقها إذا طهرت من
حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين، فان خالف ذلك رد إلى كتاب الله عز وجل،
قلت: فإنه طلق على طهر من غير جماع بشهادة رجل وامرأتين، قال لا يجوز شهادة النساء
في الطلاق.
قلت: فإنه أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق يكون ذلك طلاقا، قال: كل من ولد
على الفطرة جازت شهادته بعد أن تعرف منه صلاح في نفسه، وسألته عن رجل طلق
امرأة على طهر بشاهدين ثم راجعها ولم يجامعها بعد الرجعة حتى طهرت من حيضها،
ثم طلقها على طهر بشاهدين هل يقع عليها تلك التطليقة الثانية وقد راجعها ولم يجامعها؟
قال: نعم. (1)
2 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال:
سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل طلق امرأته على طهر من غير جماع، وأشهد اليوم رجلا
ثم مكث خمسة أيام، ثم أشهد آخر فقال: إنما أمر أن يشهدا جميعا. (2)
3 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن أشيم قال:

(1) قرب الإسناد: 214.
(2) الكافي: 6 - 71 والتهذيب: 8 - 50.
285

سألته عن رجل طهرت امرأته من حيضها، فقال: فلانة طالق وقوم يسمعون كلامه،
ولم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها؟ قال: نعم، هي شهادة أفتترك معلقة. (1)
4 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا
الحسن عليه السلام عن رجل كانت له امرأة طهرت من حيضها، فجاء إلى جماعة فقال:
فلانة طالق يقع عليها الطلاق ولم يقل لهم: أشهدوا؟ قال: نعم. (2)
5 - عنه عن علي عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: سئل عن رجل طهرت امرأته من حيضها، قال: فلانة طالق وقوم يسمعون كلامه
ولم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها؟ قال: نعم، هذه شهادة. (3)
6 - عنه - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل طلق امرأة بعدما غشيها بشهادة عدلين، فقال:
ليس هذا بطلاق، فقلت، جعلت فداك، كيف طلاق السنة؟ فقال: يطلقها إذا طهرت
من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين كما قال الله عز وجل في كتابه، فان خالف
ذلك رد إلى كتاب الله عز وجل فقلت له، فان طلق على طهر من غير جماع بشاهد
وامرأتين؟
فقال: لا تجوز شهادة النساء في الطلاق وقد تجوز شهادتهن مع غيرهن في الدم
إذا حضرته، فقلت: فان أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق أيكون طلاقا؟ فقال:
من ولد على الفطرة أجيزت شهادته على الطلاق بعد أن تعرف منه خيرا. (4)
7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن
المرزبان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل قال لامرأته: اعتدي فقد خليت

(1) الكافي: 6 - 71 والتهذيب: 8 - 49.
(2) الكافي: 6 - 72 والتهذيب: 8 - 49.
(3) الكافي: 6 72.
(4) الكافي: 6 - 67 والتهذيب: 8 - 49.
286

سبيلك ثم أشهد علي رجعتها بعد ذلك بأيام، ثم غاب عنها، قبل أن يجامعها حتى
مضت لذلك، أشهر بعد العدة أو أكثر، فكيف تأمره؟ قال إذا أشهد على رجعته فهي
زوجته. (1)
8 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن
محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب، من جواب مسائله:
علة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال لضعفهن عن الرؤية ومحاباتهن النساء في
الطلاق.
فلذلك لا يجوز شهادتهن إلا في موضع ضرورة مثل شهادة القابلة وما لا يجوز
للرجل أن ينظروا إليه كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم،
وفي كتاب الله تبارك وتعالى " اثنان ذوا عدل منكم " مسلمين " وآخران من غيركم "
كافرين ومثل شهادة الصبيان علي القتل إذا لم يوجد غيرهم. (2)
9 - الطوسي باسناده عن علي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سئل عن رجل طهرت امرأته من حيضها فقال: فلانة طالق
وقوم يسمعون كلامه ولم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها؟ قال: نعم، هذه
شهادة. (3)
10 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن تفريق الشاهدين في الطلاق، فقال: نعم
وتعتد من أول الشاهدين، وقال: لا يجوز لها، يشهدا جميعا. (4)

(1) الكافي: 6 - 74.
(2) علل الشرايع: 2 - 195 والعيون: 2 - 95.
(3) التهذيب: 8 - 49.
(4) التهذيب: 8 - 50 والاستبصار: 3 - 258.
287

2 -
(باب العدة)
11 - الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: قال: في المطلقة: إذا قامت البينة أنه قد طلقها منذ كذا فكانت عدتها قد
انقضت فقد بانت. (1)
12 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن بعض أصحابه عن الرضا عليه السلام في
قول الله عز وجل: " لا تخرجوهن، من بيوتهن، ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة
مبينة " قال: أذاها لأهل الرجل وسوء خلقها. (2)
13 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن علي بن الحسن التيملي، عن علي بن أسباط
عن محمد بن علي بن جعفر قال: سال المأمون الرضا عليه السلام عن قول الله عز وجل: " لا تخرجوهن
من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة " قال: يعنى، بالفاحشة المبينة
أن تؤذى أهل زوجها، فإذا فعلت، فان شاء أن يخرجها قبل أن تنقضي عدتها
فعل. (3)
14 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: المتوفى عنها زوجها، تعتد حين يبلغها، لأنها تريد أن تحد
عليه. (4)
15 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن
علي بن الفضل الواسطي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام رجل طلق امرأته الذي لا تحل
له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوجها غلام لم يحتلم، قال: لا حتى يبلغ، فكتبت إليه

(1) الكافي: 6 - 97.
(2) الكافي: 6 - 97.
(3) الكافي: 6 - 113.
288

ما حد البلوغ: فقال: ما أوجب على المؤمنين الحدود. (1)
16 - الحميري عن البزنطي قال: وسأله صفوان وأنا حاضر عن رجل طلق
امرأته وهو غايب فمضت أشهر فقال: إذا قامت البينة أنه قد طلقها منذ كذا وكذا و
كانت عدتها قد انقضت حلت للأزواج، قلت: للمتوفى عنها زوجها، قال: هذه ليست
مثل تلك هذه تعتد من يوم يبلغها الخبر إلا أن عليها أن تحد، وسأله صفوان وأنا
حاضر عن الايلاء فقال: إنما يوقف إذا قدمته إلى السلطان أربعة أشهر ثم يقول له:
إما أن يطلق وإما أن يمسك (2).
17 - الصدوق قال: وروى القاسم بن الربيع الصحاف عن محمد بن سنان، أن
أيا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة
الطلاق ثلاثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلاث، لرغبة تحدث أو سكون
غضبه إن كان، وليكن ذلك تخويفا وتأديبا للنساء وزجرا لهن عن معصية أزواجهن
فاستحقت المرأة الفرقة المباينة لدخولها فيما لا ينبغي من ترك طاعة زوجها، وعلة
تحريم المرأة بعد تسع تطليقات فلا يحل له عقوبة، لئلا يستخف بالطلاق، ولا يستضعف
المرأة وليكون ناظرا في أموره متيقظا معتبرا، وليكون يأسا لهما من الاجتماع بعد
تسع تطليقات (3).
18 - عنه قال: وروى علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سألت الرضا
عليه السلام عن العلة التي من أجلها لا تحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح
زوجا غيره، فقال: إن الله عز وجل إنما أذن في الطلاق مرتين، فقال عز وجل:
" الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان " يعنى في التطليقة الثالثة و
لدخوله فيما كره الله عز وجل له من الطلاق الثالث حرمها، فلا تحل له حتى تنكح
زوجا غيره، لئلا يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق وألا يضار بالنساء، والمطلقة للعدة

(1) الكافي: 6 - 76.
(2) قرب الإسناد: 212.
(3) الفقيه: 3 - 324.
289

إذا رأت أول قطرة من الدم الثالث بانت من زوجها ولم تحل له حتى تنكح زوجا
غيره (1).
19 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال حدثنا محمد بن عبد الله، عن
محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن
محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب
مسائله: علة الطلاق ثلثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلث لرغبة
تحدث أو سكون غضب إن كان، وليكون ذلك تخويفا وتأديبا للنساء وزجر الهن عن
معصية أزواجهن.
فاستحقت المرأة الفرقة المباينة لدخولها فيما لا ينبغي من معصية زوجها و
علة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات، فلا تحل له أبدا عقوبة لئلا يتلاعب بالطلاق
ولا تستضعف المرأة وليكون فاخرا في أموره، متيقظا معتبرا وليكون يائسا لها من
الاجتماع بعد تسع تطليقات، وعلة طلاق المملوك اثنتين لان طلاق الأمة على النصف
وجعله اثنتين احتياطا، لكمال الفرايض كذلك في الفرق في العدة للمتوفى عنها
زوجها (2).
20 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال
حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سألت الرضا
عليه السلام عن العلة التي من أجلها لا تحل المطلقة للعدة لزوجها حتى تنكح
زوجا غيره، فقال: إن الله تبارك وتعالى إنما أذن في الطلاق مرتين فقال عز وجل:
الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان " يعنى في التطليقة الثالثة ولدخوله
فيما كره الله عز وجل له من الطلاق الثالث حرمها عليه، فلا تحل له حتى تنكح
زوجا غيره، لئلا يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق ولا تضار النساء (3).

(1) الفقيه: 3 - 324.
(2) علل الشرايع: 2 - 193.
(3) علل الشرايع: 2 - 193 والعيون: 2 - 85.
290

21 - عنه باسناده قال: وعلة الطلاق ثلثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة
إلى الثلث لرغبة تحدث أو سكون غضبه إن كان، وليكون ذلك تخويفا وتأديبا للنساء
وزجرا لهن عن معصية أزواجهن، فاستحقت المرأة الفرقة والمباينة لدخولها، فيما
لا ينبغي من معصية زوجها.
وعلة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات، فلا تحل له أبدا عقوبة لئلا يتلاعب بالطلاق،
ولا يستضعف المرأة، وليكون ناظرا في أموره متيقظا معتبرا وليكون يأسا لهما من
الاجتماع بعد تسع تطليقات (1).
22 - الطوسي باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن
صفوان، عن محمد بن مضارب قال: سألت الرضا عليه السلام عن الخصي يحلل؟ قال: لا
يحلل (2).
23 - عنه باسناده عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن سعد بن
سعد، عن المرزبان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل قال: لامرأته
اعتدى، فقد خليت سبيلك ثم أشهد على رجعتها بعد ذلك بأيام ثم غاب عنها قبل
أن يجامعها حتى مضت لذلك أشهر بعد العدة أو أكثر فكيف تأمره؟ قال: إذا أشهد
على رجعته فهي زوجته (3).
24 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن سعد بن سعد
الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل يبيع جارية كان
يعزل عنها، هل عليه منها استبراء؟ قال: نعم، وعن أدنى ما يجزئ من الاستبراء
للمشترى والمبتاع؟ قال: أهل المدينة يقولون حيضة وجعفر عليه السلام، يقول حيضتان
وسألته عن أدنى استبراء البكر فقال: أهل المدينة يقولون حيضة وكان جعفر عليه السلام يقول:

(1) عيون الأخبار: 2 - 95.
(2) التهذيب: 8 - 34.
(3) التهذيب: 8 - 49.
291

حيضتان (1).
25 - عنه باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: البكر
إذا طلقت ثلاث مرات وتزوجت من غير نكاح، فقد بانت ولا تحل لزوجها حتى تنكح
زوجا غيره (2).
26 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل
طلق امرأته بشاهدين، ثم يراجعها ولم يجامعها بعد الرجعة حتى طهرت من حيضها
ثم طلقها على طهر بشاهدين، أيقع عليها التطليقة الثانية وقد راجعها ولم يجامعها؟
قال: نعم (3).
3 -
(باب)
* (المطلقات ثلاثا) *
27 - الصدوق قال: حدثنا، محمد بن علي ماجيلويه، قال: حدثنا، محمد بن
يحيي العطار عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن أبيه قال: سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام، عن تزويج المطلقات ثلثا، فقال لي إن طلاقكم الثلاث لا يحل
لغيركم وطلاقهم يحل لكم، لأنكم لا ترون الثلاث شيئا وهم يوجبونها (4).
28 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا الحسن بن أحمد المالكي
قال: حدثنا عبد الله بن طاوس سنة إحدى وأربعين ومأتين قال: قلت لأبي الحسن
الرضا عليه السلام إن لي ابن أخ زوجته ابنتي وهو يشرب الشرب ويكثر ذكر الطلاق

(1) الاستبصار: 3 - 259.
(2) الاستبصار: 3 - 298.
(3) الاستبصار: 3 - 281.
(4) عيون الأخبار: 2 - 85 والعلل: 2 - 197 والتهذيب: 8 - 59 والاستبصار:
3 - 292.
292

فقال: إن كان من إخوانك فلا شئ عليه، وإن كان من هؤلاء فابنها منه، فإنه عنى
الفراق.
قال: قلت: جعلت فداك، أليس روي عن أبي عبد الله عليه السلام، أنه قال: إياكم
والمطلقات ثلاثا في مجلس واحد، فإنهن ذوات أزواج؟ فقال: ذلك ممن كان من
إخوانكم لا ممن كان من هؤلاء، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم. (1)
29 - الطوسي باسناده عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال: البكر
إذا طلقت ثلاثة مرات وتزوجت من غير نكاح فقد بانت، ولا تحل لزوجها حتى تنكح
زوجا غيره. (2)
30 - عنه باسناده، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابنا قال: ذكر عند
الرضا عليه السلام بعض العلويين ممن كان ينقصه فقال: أما أنه مقيم على حرام قلت: جعلت
فداك وكيف؟ وهي امرأته قال: لأنه قد طلقها، قلت كيف طلقها؟ قال: طلقها وذلك
دينه فحرمت عليه. (3)
31 - عنه باسناده عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن
عليه السلام قال: سأله رجل وأنا حاضر عن رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس واحد قال:
فقال لي أبو الحسن عليه السلام: من طلق امرأته ثلاثا للسنة، فقد بانت منه، قال: ثم
التفت إلى فقال: فلان لا يحسن أن يقول مثل هذا. (4)
32 - عنه باسناده عن محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن علي بن أسباط، عن علي بن الفضل الواسطي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام
رجل طلق امرأته بالطلاق الذي لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوجها غلام لم

(1) عيون الأخبار: 1 - 310 ومعاني الأخبار: 263.
(2) التهذيب: 8 - 66 والاستبصار: 3 - 298.
(3) الاستبصار: 3 - 291.
(4) الاستبصار: 3 - 290.
293

يحتلم قال: لا حتى يبلغ، وكتبت إليه ما حد البلوغ، فقال: ما أوجب على المؤمن
الحدود. (1)
4 -
(باب)
* (طلاق الخلع والمسترابة) *
33 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع،
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن المرأة تباري زوجها أو تختلع منه بشهادة شاهدين
على طهر من جماع، هل تبين منه بذلك: أو هي امرأته ما لم يتبعها الطلاق؟ فقال:
تبين منه، فان شاء أن يرد إليها ما أخذ منها وتكون امرأته فعل، قلت: إنه قد روي
أنها لا تبين حتى يتبعها بالطلاق قال: ليس ذلك إذا خلع، فقلت تبين منه؟ قال:
نعم. (2)
34 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الأشعري
قال: سألت الرضا عليه السلام، عن المسترابة من المحيض كيف تطلق؟ قال تطلق
بالشهور. (3)
5 -
(باب)
* (طلاق السكران والأخرس والصبي) *
35 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم
قال: سألت الرضا عليه السلام عن طلاق السكران والصبي والمعتوه، والمغلوب على عقله ومن
لم يتزوج بعد، فقال: لا يجوز. (4)

(1) الاستبصار: 3 - 274.
(2) الاستبصار: 4 - 318.
(3) التهذيب: 8 - 68.
(4) التهذيب: 8 - 73.
294

36 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السلام: عن الرجل يكون عنده المرأة فيصمت فلا
يتكلم، قال: أخرس قلت: نعم، قال: فليعلم منه بغض لامرأته وكراهة لها قلت:
نعم أيجوز أن يطلق عنه وليه؟ قال: لا ولكن يكتب ويشهد على ذلك، قلت:
أصلحك الله فإنه لا يكتب ولا يسمع كيف يطلقها؟ قال: بالذي يعرف به من فعاله مثل
ما ذكرت من كراهته لها أو بغضه لها. (1)
6 -
(باب اللعان)
37 - الكليني باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن الرضا
عليه السلام قلت له: أصلحك الله كيف الملاعنة قال: فقال: يعقد الامام ويجعل ظهره إلى
القبلة ويجعل الرجل عن يمينه والمرأة عن يساره. (2)
38 - الصدوق قال: وسال البزنطي أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقال له: أصلحك
الله كيف الملاعنة؟ قال: يقعد الامام ويجعل ظهره إلى القبلة ويجعل الرجل عن يمينه
والمرأة والصبي عن يساره. (3)
7 -
(باب الظهار)
39 - الكليني عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان قال
سال الحسين بن مهران أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل ظاهر من أربع نسوة. فقال

(1) التهذيب: 8 - 74 والكافي: 6 - 128 والفقيه: 3 - 333 والاستبصار:
3 - 301.
(2) الكافي: 6 - 165.
(3) الفقيه: 3 - 346.
295

يكفر لكل واحدة منهن كفارة، وسأله عن رجل ظاهر من امرأته وجاريته ما عليه؟
قال: عليه لكل واحدة منهما، كفارة عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو طعام ستين
مسكينا. (1)
40 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام
قال: الظهار لا يقع علي الغضب. (2)
41 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال عن
عطية ابن رستم قال سألت الرضا عليه السلام عن الرجل يظاهر من امرأته؟ قال: إن كان في
يمين فلا شئ عليه. (3)
42 - عنه باسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أبي سعيد الآدمي، عن القاسم بن
محمد الزيات قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إني ظاهرت من امرأتي فقال لي: كيف
قلت؟ قال: قلت: أنت علي كظهر أمي إن فعلت كذا وكذا، فقال لي: لا شئ عليك
ولا تعد. (4)
8 -
(باب النوادر)
43 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال:
بعث إلى أبو الحسن الرضا عليه السلام رزم ثياب، وغلمانا وحجة لأخي موسى بن عبيد
وحجة ليونس بن عبد الرحمن، فأمرنا أن نحج عنه فكانت بيننا مائة دينار أثلاثا فيما بيننا
فلما أردت أن أعي الثياب رأيت في أضعاف الثياب طينا فقلت للرسول: ما هذا فقال:
ليس يوجه بمتاع إلا جعل فيه طينا من قبر الحسين عليه السلام.

(4) الكافي: 6 - 158.
(5) الكافي: 6 - 158 والتهذيب: 8 - 10.
(6) التهذيب: 8 - 11.
(7) التهذيب: 8 - 13 والاستبصار: 3 - 260.
296

ثم قال الرسول: قال أبو الحسن عليه السلام: هو أمان بإذن الله، وأمرنا بالمال بأمور من صلة
أهل بيته وقوم محاويج لا يؤبه لهم، أمر بدفع ثلاثمائة دينار إلى رحم امرأة كانت له،
وأمرني أن أطلقها عنه وأمتعها بهذا المال، وأمرني أن أشهد على طلاقها صفوان ابن
يحيى وآخر نسي محمد بن عيسى اسمه. (1)
44 - عنه باسناده عن الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابنا قال: ذكر عند
الرضا عليه السلام بعض العلويين ممن كان ينتقصه، فقال: أما أنه مقيم على حرام، قلت
جعلت فداك، وكيف وهي امرأته؟ قال: لأنه قد طلقها، قلت: كيف طلقها؟ قال:
طلقها وذاك دينه فحرمت عليه. (2)

(1) التهذيب: 8 - 40.
(2) التهذيب: 8 - 106.
297

(كتاب المعيشة)
1 -
(باب)
* (الكسب واحراز القوت) *
1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
قال: قلت: لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك ادعو الله عز وجل أن يرزقني الحلال،
فقال: أتدري ما الحلال؟ فقلت جعلت فداك، أما الذي عندنا فالكسب الطيب، فقال
كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: الحلال قوت المصطفين، ولكن قل: أسألك من رزقك
الواسع (1).
2 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، وعلي بن
محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن عيسى جميعا، عن معمر بن خلاد عن أبي
الحسن الثاني عليه السلام قال: نظر أبو جعفر عليه السلام إلى رجل وهو يقول: اللهم إني أسالك
من رزقك الحلال، فقال أبو جعفر عليه السلام: سالت قوت النبيين، قل: اللهم إني أسالك
رزقا واسعا طيبا من رزقك. (2)
3 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم
قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: إن الانسان إذا أدخل طعام سنة خف ظهره واستراح
وكان أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام لا يشتريان عقدة حتى يحرز اطعام سنتهما. (3)
4 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن

(1) الكافي: 5 - 59 وقرب الإسناد: 224.
(2) الكافي: 5 - 89.
(3) الكافي: 5 - 79.
298

مهران عن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الذي يطلب من
فضل الله عز وجل ما يكف به عياله، أعظم أجرا من المجاهدين في سبيل الله
عز وجل (1)
5 - الصدوق قال: وسال معمر بن خلاد أبا الحسن الرضا عليه السلام عن حبس الطعام
سنة فقال: أنا أفعله - يعني بذلك إحراز القوت. (2)
6 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه محمد بن
أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن محمد، عن أيوب المديني، عن سليمان بن
جعفر الجعفري عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: تعلموا من الغراب خصالا ثلاثا: استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق،
وحذره. (3)
2 -
(باب)
* (المزارعة وبيع الثمار)
7 - الصدوق قال: وكتب أبو همام إلى أبي الحسن عليه السلام في رجل استأجر ضيعة
من رجل، فباع المؤاجر تلك الضيعة بحضرة المستأجر، ولم ينكر المستأجر البيع،
وكان حاضرا له شاهدا عليه، فمات المشتري وله ورثة هل يرحع ذلك الشئ في ميراث
الميت، أو يثبت في يد المستأجر إلى أن تنقضي إجارته؟ فكتب، عليه السلام: يثبت في يد المستأجر
إلى أن تنقضي إجارته. (4)
8 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السلام عن
الرجل اشترى من رجل أرضا جربانا معلومة بمائة كر على أن يعطيه من الأرض

(1) الكافي: 5 - 88.
(2) الفقيه: 3 - 102.
(3) الخصال: 99.
(4) الفقيه: 3 - 160.
299

فقال: حرام، قال: فقلت له: فما تقول جعلني الله فداك أن يشتري منه الأرض بكيل
معلوم، وحنطة من غيرها؟ قال: لا باس. (1)
9 - عنه عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد، عن يونس قال: كتبت إلى الرضا
عليه السلام أساله عن رجل تقبل من رجل أرضا أو غير ذلك سنين مسماة، ثم إن المتقبل
أراد بيع أرضه التي قبلها قبل انقضاء السنين المسماة هل للمتقبل أن يمنعه من البيع
قبل انقضاء أجله الذي تقبلها منه إليه؟ وما يلزم المتقبل له؟ قال: فكتب عليه السلام: له
أن يبيع إذا اشترط على المشتري أن للمتقبل من السنين ماله. (2)
10 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال:
سألت الرضا عليه السلام، هل يجوز بيع النخل إذا حمل؟ فقال: لا يجوز بيعه حتى يزهو
قلت: وما الزهو جعلت فداك؟ قال: يحمر ويصفر وشبه ذلك. (3)
3 -
(باب)
* (النقد والنسيئة) *
11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن
عمه محمد بن عبد الله، عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت للرضا عليه السلام: الرجل يكون
له المال قد حل على صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوى مائة درهم بألف، ويؤخر عنه المال
إلى وقت؟ قال لا باس، قد أمرني أبي ففعلت ذلك، وزعم أنه سال أبا الحسن عليه السلام
عنها فقال له مثل ذلك (4).
12 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد قال: قلت
لأبي الحسن عليه السلام إني أريد الخروج إلى بعض الجبل فقال: ما للناس بد من أن

(1) التهذيب: 7 - 195.
(2) التهذيب: 7 - 208.
(3) التهذيب: 8 - 85 والاستبصار: 3 - 87.
(4) الكافي: 5 - 205.
300

يضطربوا سنتهم هذه، فقلت له، جعلت فداك إنا إذا بعناهم بنسيئة كان أكثر للربح،
قال: فبعهم بتأخير سنة، قلت، بتأخير سنتين؟ قال: نعم، قلت: بتأخير ثلاث؟ قال:
لا (1).
13 - الصدوق قال: وروي عن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت للرضا عليه السلام:
الرجل يكون له المال، فيدخل على صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوى مائة درهم بألف درهم
ويؤخر عليه المال إلى وقت قال: لا باس قد أمرني أبي عليه السلام ففعلت ذلك (2).
14 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن الحسين، عن الفضل
ابن كثير، عن محمد بن عمر وقال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام إن امرأة من أهلنا
أوصت أن تدفع إليك ثلاثين دينارا، وكان لها عندي فلم يحضرني، فذهبت إلى بعض
الصيارفة فقلت: أسلفني دنانير على أن أعطيك ثمن كل دينار ستة وعشرين درهما،
فأخذت منه عشرة دنانير بمائتين وستين درهما، وقد بعثت بها إليك فكتب إلي:
وصلت الدنانير (3).
4 -
(باب)
* (الإجارة والأجير) *
15 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن سليمان بن جعفر الجعفري
قال: كنت مع الرضا عليه السلام، في بعض الحاجة، فأردت أن أنصرف إلى منزلي فقال
انصرف معي فبت عندي الليلة، فانطلقت معه، فدخل إلى داره مع المعتب فنظر إلى
غلمانه يعملون بالطين أوارى الدواب، وغير ذلك، وإذا معهم أسود ليس منهم فقال:

(1) الكافي: 5 - 207.
(2) الفقيه: 3 - 183 والتهذيب: 7 - 53.
(3) الاستبصار: 3 - 95.
301

ما هذا الرجل معكم؟ فقالوا: يعاوننا ونعطيه شيئا.
قال: فأطعموه على أجرته؟ فقالوا: لا هو يرضى منا بما نعطيه، فاقبل عليهم
يضربهم بالسوط وغضب لذلك غضبا شديدا، فقلت: جعلت فداك لم تدخل على نفسك؟
فقال: إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه أجرة
وعلم أنه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ثم زدته لذلك الشئ ثلاثة أضعاف
على اجرته إلا ظن أنك قد نقصته اجرته وإذا قاطعته ثم أعطيته أجرته حمدك على -
الوفاء، فان زدته حبة عرف ذلك ورأي انك قد زدته (1).
16 - عنه عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد
جميعا عن الوشاء قال سألت الرضا عليه السلام: عن رجل يشتري من رجل أرضا جربانا
معلومة بمائة كر على أن يعطيه من الأرض فقال: حرام، قال: قلت له: فما تقول
جعلني الله فداك أن أشتري منه الأرض بكيل معلوم وحنطة من غيرها؟ قال: لا
باس: (2).
5 -
(باب)
* (المياه والأرضين) *
17 - الكليني عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبد الله قال: سألت الرضا
عليه السلام عن الرجل تكون له الضيعة وتكون لها حدود تبلغ حدودها عشرين ميلا أو أقل
وأكثر، يأتيه الرجل فيقول: له: أعطني من مراعي ضيعتك وأعطيك كذا وكذا درهما
فقال: إذا كانت الضيعة له فلا باس (3).

(1) الكافي: 5 - 288 والتهذيب: 7 - 212.
(2) الكافي: 5 - 265 والفقيه: 3 - 151.
(3) الكافي: 5 - 276 والتهذيب: 7 - 141.
302

18 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إن رجلا أتى جعفرا صلوات الله عليه شبيها بالمستنصح
له فقال له: يا أبا عبد الله كيف صرت اتخذت الأموال قطعا متفرقة، لو كانت في
موضع واحد كانت أيسر لمؤونتها وأعظم لمنفعتها، فقال أبو عبد الله عليه السلام: أتخذتها
متفرقة فان أصاب هذا المال شئ سلم هذا المال، والصرة تجمع بهذا كله (1).
6 -
(باب الرقيق)
19 - عنه عن محمد بن يحيي، وغيره، عن أحمد بن محمد، عن أبي همام قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: يرد المملوك من أحداث السنة من الجنون، والجذام،
والبرص فقلنا: كيف يرد من أحداث السنة؟ قال: هذا أول السنة فإذا اشتريت
مملوكا به شئ من هذه الخصال ما بينك وبين ذا الحجة رددته صاحبه، فقال له محمد بن
علي: فالإباق من ذلك قال: ليس الإباق من ذلك إلا أن يقيم البينة أنه كان آبق
عنده (2).
20 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سهل، عن زكريا
ابن آدم قال: سألت الرضا عليه السلام: عن قوم من العدو صالحوا، ثم خفروا، ولعلهم إنما
خفروا لأنه لم يعدل عليهم، أيصلح أن يشتري من سبيهم؟ فقال: إن كان من عدو
قد استبان عداوتهم، فاشتر منهم وإن كان قد نفروا وظلموا فلا تبتع من سبيهم؟
قال: وسألته عن سبى الديلم يسرق بعضهم من بعض، ويغير المسلمون عليهم
بلا إمام أيحل شراؤهم؟ قال: إذا أقروا بالعبودية فلا باس بشرائهم، وسألته عن قوم
من أهل الذمة أصابهم جوع، فاتاه رجل بولده، فقال هذا لك فأطعمه وهو لك عبد،

(1) الكافي: 5 - 91.
(2) الكافي: 5 - 217.
303

فقال: لا تبتع حرا فإنه لا يصلح لك، ولا من أهل الذمة (1).
21 - الطوسي باسناده، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سألت الرضا
عليه السلام عن قوم من العدو صالحوا ثم خفروا أو لعلهم إنما خفروا لأنه لم يعدل
عليهم أيصلح أن يشترى من سبيهم؟ قال: إن كان من عدو قد استبان عداوتهم، فاشتر
منهم، وإن كان قد نفروا فظلموا فلا يبتاع من سبيهم (2).
22 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم
قال: سألت الرضا عليه السلام، عن رجل من أهل الذمة أصابهم جوع فاتي رجل بولد
له، فقال: هذا لك أطعمه وهو لك عبد، قال: لا يبتاع حر، فإنه لا يصلح لك ولا من
أهل الذمة (3).
23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام قال: سمعت الرضا
عليه السلام يقول: يرد المملوك من أحداث السنة، من الجنون، والجذام والبرص، فإذا
اشتريت مملوكا فوجدت فيه شيئا من هذه الخصال ما بينك وبين ذي الحجة فرده
على صاحبه، فقال له محمد بن علي: فآبق لا يرد إلا أن يقيم البينة أنه آبق عنده (4).
24 - عنه باسناده عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: ترد الجارية من أربع خصال: الجنون والجذام والبرص، والقرن والحدبة،
لأنها تكون في الصدر تدخل الظهر وتخرج الصدر (5).
25 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سمعت رجلا يسال أبا
الحسن الرضا عليه السلام فقال إني أعالج الرقيق فأبيعه، والناس يقولون لا ينبغي فقال
له عليه السلام: وما بأسه كل شئ مما يباع إذا اتقى الله عز وجل فيه العبد فلا باس (6).

(1) الكافي: 5 - 210.
(2) التهذيب: 7 - 41.
(3) التهذيب: 7 - 77 والاستبصار: 3 - 83.
(4) التهذيب: 7 - 63.
(5) التهذيب: 7 - 64.
(6) الاستبصار: 3 - 63.
304

7 -
(باب)
* (الدين والربا والرهن) *
26 - الكليني عن محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن
محمد بن الفضيل قال: قلت للرضا عليه السلام: رجل اشترى دينا على رجل، ثم ذهب إلى
صاحب الدين فقال له: ادفع إلى ما لفلان عليك، فقد اشتريته منه قال: يدفع إليه
قيمة ما دفع إلى صاحب الدين وبرئ الذي عليه المال من جميع ما بقي عليه. (1)
27 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سليمان، عن رجل
من أهل الجزيرة يكنى أبا محمد قال: سال الرضا عليه السلام رجل وأنا أسمع، فقال له:
جعلت فداك إن الله عز وجل يقول: " وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة " أخبرني
عن هذه النظرة التي، ذكرها الله عز وجل في كتابه، لها حد يعرف إذا صار هذا المعسر
إليه لا بد له من أن ينتظر وقد أخذ مال هذا الرجل وأنفقه على عياله، وليس له غلة
ينتظر إدراكها ولا دين ينتظر محله ولا مال غايب ينتظر قدومه.
قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الامام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين
إذا كان أنفقه في طاعة الله عز وجل، فإن كان قد أنفقه في معصية الله فلا شئ له على الامام
قلت: فما لهذا الرجل الذي ائتمنه وهو لا يعلم، فيما أنفقه في طاعة الله أم في معصيته
قال يسعى له في ماله فيرده عليه وهو صاغر. (2)
28 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: كتبت إلى
أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن لي على رجل ثلاثة آلاف درهم، وكانت تلك الدراهم
تنفق بين الناس تلك الأيام، وليست تنفق اليوم فلي عليه تلك الدراهم بأعيانها، أو

(1) الكافي: 5 - 100 والتهذيب: 6 - 191.
(2) الكافي: 5 - 93 والتهذيب: 6 - 195.
305

ما ينفق اليوم بين الناس، قال فكتب إلي: لك أن تأخذ منه ما ينفق بين الناس كما
أعطيته ما ينفق بين الناس: (1)
29 - الصدوق قال: وكتب يونس بن عبد الرحمان إلى الرضا عليه السلام أنه كان لي
على رجل عشرة دراهم، وأن السلطان أسقط تلك الدراهم، وجاء بدراهم أعلى من
تلك الدراهم وفي تلك الدراهم الأولى اليوم وضيعة، فأي شئ لي عليه؟ الدراهم
الأولى التي أسقطها السلطان أو الدراهم التي أجازها السلطان؟ فكتب: لك الدراهم
الأولى. (2)
30 - الصدوق قال: حدثنا علي بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن
سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب
مسائله: علة تحريم الربا إنما نهى الله عز وجل عنه، لما فيه من فساد الأموال لان
الانسان إذ اشترى الدرهم بالدرهمين كان ثمن الدرهم درهما، وثمن الاخر باطلا،
فبيع الربا وشرائه وكس على كل حال على المشترى وعلى البايع.
فحظر الله تبارك وتعالى على العباد الربا لعلة فساد الأموال كما حظر على السفيه
أن يدفع إليه ماله لما يتخوف عليه من إفساده حتى يؤنس منه رشدا، فلهذه العلة
حرم الربا وبيع الدرهم بدرهمين يدا بيد، وعلة تحريم الربا بعد البينة لما فيه من
الاستخفاف بالحرام المحرم وهي كبيرة بعد البيان وتحريم الله عز وجل لها ولم يكن
ذلك منه الاستخفاف بالمحرم للحرام والاستخفاف بذلك دخول في الكفر.
وعلة تحريم الربا بالنسيئة لعلة ذهاب المعروف وتلف الأموال، ورغبة الناس
في الربح وتركهم القرض وصنايع المعروف، ولما في ذلك من الفساد والظلم وفناء
الأموال. (3)

(1) الكافي: 5 - 252 والاستبصار: 3 - 100.
(2) الفقيه: 3 - 118 والتهذيب: 7 - 117 والاستبصار: 3 - 99.
(3) علل الشرايع: 2 - 167.
306

31 - الصدوق - رحمه الله - قال: وروى محمد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن
حفص المروزي، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في رجل مات وعليه دين، ولم يخلف
شيئا إلا رهنا في يد بعضهم، ولا يبلغ ثمنه أكثر من مال المرتهن، أيأخذه بماله، أو
هو وسائر الديان فيه شركاء؟.
فكتب عليه السلام: جميع الديان في ذلك سواء، يوزعون بينهم بالحصص، قال:
وكتبت إليه في رجل مات وله ورثة، فجاء رجل وادعى عليه مالا، وإن عنده رهنا،
فكتب عليه السلام إن كان له على الميت مال ولا بينة، له عليه فليأخذ ماله مما في يده
وليرد الباقي علي ورثته، ومتى أقر بما عنده، أخذ به وطولب بالبينة، على دعواه
وأو في حقه بعد اليمين، ومتى لم يقم البينة. والورثة، منكرون، فله عليهم يمين علم
يحلفون بالله ما يعلمون أن له على ميتهم حقا. (1)
32 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن أبيه قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل أوصى بدين فلا يزال يجئ من يدعى عليه
الشئ فيقيم عليه البينة أو يحلف، كيف تأمر فيه؟ فقال: أرى أن يصالح عليه حتى
يؤدي أمانته. (2)
33 - عنه باسناده عن العباس، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن يزيد، عن أبي
الحسن عليه السلام قال: سألته عن الرجل يركبه الدين فيوجد متاع رجل عنده بعينة،
قال: لا يحاصه الغرماء. (3)
34 - عنه باسناده عن محمد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن
عليه السلام عن رجل كان لرجل عليه حق، وقد كان جعله لولد صغار من عياله، فذكر
الذي عليه الدين لصاحب الدين ماله عليه، فقال: ليس عليك فيه من ضيق في الدنيا
ولا في الآخرة، فهل يجوز له ما جعل منه وقد كان جعله لهم؟ قال: نعم: يجوز، لكن

(1) الفقيه: 3 - 198.
(2) التهذيب: 6 - 189.
(3) التهذيب: 6 - 193 والاستبصار: 3 - 83.
307

يكون أعطاهم ثم نزعه منهم فجعله لك. (1)
35 - عنه باسناده، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن علي بن
إسماعيل، عن رجل من أهل الشام أنه سال أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل عليه
دين قد فدحه وهو يخالط الناس، وهو يؤتمن بسعة شراء الفضول من الطعام والشراب
فهل يحل له أم لا، وهل يحل له أن يتضلع من الطعام أم لا يحل له إلا قدر ما يمسك
به نفسه، ويبلغه؟ قال: لا باس بما أكل (2).
8 -
(باب)
* (بيع الواحد بالاثنين) *
36 - الطوسي باسناده عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، قال: قال لي يونس:
كتبت إلى الرضا عليه السلام أن لي على رجل ثلاثة آلاف درهم، وكانت تلك الدراهم تنفق
بين الناس تلك الأيام، وليس تنفق اليوم، إلى عليه تلك الدراهم بأعيانها أو ما ينفق
اليوم بين الناس؟ فكتب عليه السلام إلي: ذلك أن تأخذ منه ما ينفق بين الناس كما أعطيته
ما ينفق بين الناس. (3)
38 - عنه باسناده عن السندي بن الربيع قال: حدثني محمد بن سعيد المدائني
عن الحسن بن صدقة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: له جعلت فداك أدخل
المعادن وأبيع الجوهر بترابه بالدنانير والدراهم، قال: لا باس به قلت: وأنا أصرف الدراهم
بالدراهم، وأصير الغلة وضحا وأصير الوضح غلة.
قال: إذا كان فيها دنانير فلا باس، قال: فحكيت ذلك لعمار بن موسى الساباطي
قال: كذا قال لي أبوه ثم قال لي: الدنانير أين تكون؟ قلت لا أدرى قال عمار: قال
لي أبو عبد الله عليه السلام: تكون مع الذي ينقص. (4)

(1) التهذيب: 6 - 193.
(2) التهذيب: 6 - 194.
(3) التهذيب: 7 - 166.
(4) التهذيب: 7 - 117.
308

38 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الفضيل بن
كثير، عن محمد بن عمر وقال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أن امرأة من أهلنا أوصت
أن تدفع إليك ثلاثين دينارا، وكان لها عندي فلم يحضرني، فذهبت إلى بعض الصيارفة
فقلت: أسلفني دنانير على أن أعطيك ثمن كل دينار ستة وعشرين درهما، فأخذت
منه عشرة دنانير بمائتين وستين درهما، وقد بعثت بها إليك فكتب: إلي وصلت
الدنانير. (1)
9 -
(باب)
* (العصير والخمر) *
39 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد بن عيسى
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن بيع العصير، فيصير خمرا
قبل أن يقبض الثمن، قال: فقال: لو باع ثمرته يعلم أنه يجعله حراما لم يكن بذلك
باس فاما إذا كان عصيرا فلا يباع إلا بالنقد. (2)
40 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان
عن معاوية بن سعد، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن نصراني أسلم وعنده خمر وخنازير
وعليه دين هل يبيع خمره وخنازيره فيقضي دينه؟ فقال: لا. (3)

(1) الاستبصار: 3 - 75.
(2) الكافي: 5 - 230 والتهذيب: 7 - 138 والاستبصار: 3 - 106.
(3) الكافي: 5 - 232.
309

10 -
(باب)
* (خيار الحيوان) *
41 - الطوسي باسناده عن محمد بن يعقوب، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن
علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: الخيار في الحيوان
ثلاثة أيام للمشتري وفي غير الحيوان أن يتفرقا وأحداث السنة يرد بعد السنة قلت
وما أحداث السنة؟ قال: الجنون والجذام والبرص والقرن، فمن اشترى فحدث فيه
هذه الاحداث فالحكم أن يرد على صاحبه إلي تمام السنة من يوم اشتراه. (1)
42 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي بن فضال قال: سمعت
أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: صاحب الحيوان المشتري بالخيار ثلاثة
أيام. (2)
43 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم، عن محمد بن حنان الجلاب
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل يشتري مائة شاة على أن يرد
منها كذا وكذا قال: لا يجوز. (3)
11 -
(باب)
* (اجر المغنية) *
44 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي
الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: خرجت وأنا أريد داود بن عيسى بن علي وكان
ينزل بئر ميمون، وعلى ثوبان غليظان، فرأيت امرأة عجوزا ومعها جاريتان فقلت:

(1) التهذيب: 7 - 63.
(2) التهذيب: 7 - 67.
(3) التهذيب: 7 - 81.
310

يا عجوز أتباع هاتان الجاريتان؟ فقالت: لا يشتريهما مثلك، قلت: ولم، قالت: لان
إحديهما مغنية والأخرى زامرة.
فدخلت على داود بن عيسى، فرفعني وأجلسني في مجلسي، فلما خرجت من
عنده قال لأصحابه: تعلمون من هذا؟ هذا علي بن موسى الذي يزعم أهل العراق أنه
مفروض الطاعة. (1)
45 - عنه، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء
قال: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن شراء المغنية فقال: قد تكون للرجل
الجارية تلهيه، وما ثمنها إلا ثمن كلب، وثمن الكلب سحت، والسحت في النار. (2)
12 -
(باب اللقطة)
46 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن الرجل يصيد الطير الذي يسوى دراهم كثيرة، وهو مستوي الجناحين وهو يعرف
صاحبه، أيحل له إمساكه؟ فقال: إذا عرف صاحبه رده عليه، وإن لم يكن يعرفه وملك
جناحيه فهو له وإن جاءك طالب لا تتهمه رده عليه. (3)
47 - عنه باسناده عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن
قال: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام وأنا حاضر فقال: جعلت فداك تأذن لي في السؤال
فان لي مسائل؟ قال: سل عما شئت قال له: جعلت فداك رفيق كان لنا بمكة فرحل
عنها إلى منزله ورحلنا إلي منازلنا، فلما أن صرنا في الطريق أصبنا بعض متاعه معنا،
فأي شئ نصنع به؟ قال: فقال تحملونه حتى تحملوه إلى الكوفة قال: لسنا نعرفه

(1) الكافي: 6 - 4178.
(2) الكافي: 5 - 120 والتهذيب: 6 - 357 والاستبصار: 3 - 61.
(3) الفقيه: 3 - 198.
311

ولا نعرف بلده ولا نعرف كيف نصنع؟ قال: إذا كان كذا فبعه وتصدق بثمنه قال له:
على من جعلت فداك: قال على أهل الولاية. (1)
13 -
(باب)
* (عمل السلطان) *
48 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن
الحسين الأنباري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنته
في عمل السلطان، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه: أذكر أني أخاف على خبط عنقي
وأن السلطان يقول لي: إنك رافضي ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان
للرفض.
فكتب إلى أبو الحسن عليه السلام: قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك
فان كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم تصير
أعوانك وكتابك أهل ملتك فإذا صار إليك شئ وآسيت به فقراء المؤمنين، حتى تكون
واحدا منهم كان ذابذا وإلا فلا. (2)
14 -
(باب)
* (مال اليتيم) *
49 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل يكون في يده مال لأيتام فيحتاج
إليه فيمد يده فيأخذه وينوي أن يرده؟ فقال: لا ينبغي له أن يأكل إلا القصد، لا

(1) الكافي: 5 - 111 والتهذيب: 6 - 335.
(2) الكافي: 5 - 128 والتهذيب: 6 - 329.
312

يسرف، فإن كان من نيته أن لا يرد عليهم فهو بالمنزل الذي قال الله عز وجل:
" إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما " (1).
15 -
(باب النوادر)
50 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الهيثم بن أبي
مسروق النهدي، عن موسى بن عمر بن بزيع قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك
إن الناس رووا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره فكذا كان
يفعل؟ قال: فقال: نعم، وأنا أفعله كثيرا فافعله، ثم قال لي: أما إنه أرزق لك (2).
51 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت
أبا الحسن عليه السلام يقول: كان أبو جعفر عليه السلام يقول: لا يخنك الأمين ولكن ائتمنت
الخائن (3).
52 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: سمعت
رجلا يسال أبا الحسن الرضا عليه السلام فقال: إني أعالج الدقيق وأبيعه والناس يقولون
لا ينبغي، فقال له الرضا عليه السلام: وما بأسه كل شئ مما يباع إذا اتقى الله فيه العبد
فلا باس (4).
53 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط قال: كنت
حملت معي متاعا إلى مكة فبار علي فدخلت به المدينة على أبي الحسن الرضا عليه السلام
وقلت له: إني حملت متاعا قد بار علي وقد عزمت على أن أصير إلى مصر فاركب
برا أو بحرا، فقال: مصر الحتوف يقيض لها أقصر الناس أعمارا.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أجمل في الطلب من ركب البحر، ثم قال لي: لا

(1) الكافي: 6 - 13 والتهذيب: 7 - 226.
(2) الكافي: 5 - 299
(3) الكافي: 5 - 114.
(4) الكافي: 5.
313

عليك أن تأتي قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتصلى عنده ركعتين فتستخير الله مائة مرة فما
عزم لك عملت به، فان ركبت الظهر فقل: " الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له
مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " وإن ركبت البحر فإذا صرت في السفينة فقل:
" بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم ".
فإذا هاجت عليك الأمواج فاتك على يسارك وأوم إلي الموجة بيمينك وقل:
" قرى بقرار الله واسكني بسكينة الله ولا حول ولا قوة إلا بالله (العلي العظيم)
قال: علي بن أسباط: فركبت البحر فكانت الموجة ترتفع فأقول ما قال فتتقشع
كأنها لم تكن.
قال علي بن أسباط: وسألته فقلت: جعلت فداك ما السكينة؟ قال ريح من
الجنة لها وجه كوجه الانسان أطيب رائحة من المسك وهي التي أنزلها الله على
رسول الله صلى الله عليه وآله بحنين فهزم المشركين (1).
54 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قطع السدر، فقال: سألني رجل من أصحابك
عنه، فكتبت إليه قد قطع أبو الحسن عليه السلام سدرا وغرس مكانه عنبا (2).
55 - الصدوق قال: وروى أبو هشام البصري عن الرضا عليه السلام أنه قال: من
الفساد قطع الدرهم والدينار وطرح النوى (3).
56 - عنه قال: وقال الرضا عليه السلام: لا تبذل لا خوانك من نفسك ما ضرره عليك
أكثر من نفعه لهم (4).
57 - عنه قال: وروى محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السلام قال:
سألته في مسالة كتب بها إلي محمد بن عبد الله القمي الأشعري فقال: لنا ضياع فيها
بيوت نيران يهدي إليها المجوس البقر والغنم والدراهم، فهل لأرباب القرى أن

(1) الكافي: 5 - 256.
(2) الكافي: 5 - 293.
(3) الفقيه: 3 - 102.
(4) الفقيه: 3 - 103.
314

يأخذوا ذلك ولبيوت نيرانهم قوام يقومون عليها؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: ليأخذ
أصحاب القرى من ذلك فلا باس به (1).
58 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: المغبون لا محمود ولا مأجور (2).
59 - علي بن شعبة الحراني - رحمه الله - مرسلا عن علي بن شعيب قال:
دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال لي: يا علي من أحسن الناس معاشا؟
قلت: أنت يا سيدي أعلم به مني، فقال عليه السلام: من حسن معاش غيره في معاشه.
يا علي من أسوء الناس معاشا؟ قلت: أنت أعلم، قال: من لم يعش غيره في
معاشه، يا علي أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية، ما نأت عن قوم فعادت إليهم،
يا علي إن شر الناس من منع رفده، وأكل وحده، وجلد عبده (3).

(1) الفقيه: 3 - 192.
(2) عيون الأخبار: 2 - 48.
(3) تحف العقول: 330.
315

(كتاب الصيد والذبائح)
1 -
(باب)
* (صيد الليل) *
1 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد أبي
نصر قال: سألت الرضا عليه السلام: عن طروق الطير بالليل في وكرها، فقال: لا باس
بذلك (1).
2 - الطوسي باسناده عن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في صيد
الطير في أو كارها، والوحش في أوطانها ليلا، فان الناس يكرهون ذلك؟ فقال: لا
باس بذلك (2).
2 -
(باب)
* (صيد الطيور والسمك) *
3 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل يصيد الطير يساوي دراهم كثيرة و
هو مستوى الجناحين، ويعرف صاحبه أو يجيئه، فيطلبه من لا يتهمه قال: لا يحل
له إمساكه يرده عليه، فقلت له فان هو صاد ما هو ما لك بجناحيه لا يعرف له طالبا؟ قال:
هوله (3).

(1) الكافي: 6 - 215 والاستبصار: 4 - 65.
(2) الاستبصار: 4 - 65.
(3) الكافي: 6 - 222.
316

4 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن محمد بن
سليمان، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
عن أبيه، عن جده عليهما السلام، قال: لا تأكلوا القنبرة ولا تسبوها، ولا تعطوها الصبيان
يلعبون بها، فإنها كثيرة التسبيح لله تعالى وتسبيحها لعن الله مبغضي آل محمد عليهم السلام (1).
5 - عنه باسناده قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: ما أزرع الزرع لطلب
الفضل فيه، وما أزرعه إلا لينا له المعتر، وذو الحاجة وتناله القنبرة منه خاصة من
الطير (2).
6 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي عبد الله الجاموراني
عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام، يقول: لا تقتلوا القنبرة،
ولا تأكلوا لحمها فإنها كثيرة التسبيح، تقول في آخر تسبيحها: لعن الله مبغضي آل محمد
عليهم السلام (3).
7 - عنه عن محمد بن الحسن، وعلي بن إبراهيم الهاشمي، عن بعض أصحابنا،
عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قال علي بن الحسين
عليهما السلام: القنزعة، التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود، وذلك أن الذكر
أراد أن يسفد أنثاه، فامتنعت عليه، فقال لها: لا تمتنعي، فما أريد إلا أن يخرج
الله عز وجل مني نسمة تذكر به، فأجابته إلى ما طلب.
فلما أرادت أن تبيض قال لها: أين تريدين أن تبيضي؟ فقالت له: لا أدرى
أنحيه عن الطريق، قال لها: إني خائف أن يمر بك مار الطريق، ولكني أرى لك أن
تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهم أنك تعرضين للقط الحب من الطريق،
فأجابته إلى ذلك وباضت وحضنت حتى أشرفت على النقاب.
فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان بن داود عليهما السلام في جنوده والطير تظله فقالت له
هذا سليمان، قد طلع علينا في جنوده ولا آمن أن يحطمنا و يحطم بيضنا فقال لها:

(1) الكافي: 6 - 225.
(2) الكافي: 6 - 225.
(3) الكافي: 6 - 225.
317

إن سليمان عليه السلام لرجل رحيم بنا، فهل عندك شئ هيئته لفراخك إذا نقبن؟ قالت:
نعم جرادة خبأتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عند أنت شئ قال: نعم عندي
تمرة خبأتها منك لفراخي قالت: فخذ أنت تمرتك وآخذ أنا جرادتي ونعرض لسليمان
عليه السلام، فنهديهما له فإنه رجل يحب الهدية.
فاخذ التمرة في منقاره وأخذت هي الجرادة في رجليها، ثم تعرضا لسليمان
عليه السلام، فلما رآهما وهو على عرشه بسط يديه لهما، فأقبلا، فوقع الذكر على اليمين،
ووقعت الأنثى على اليسار، وسألهما عن حالهما فأخبراه، فقبل هديتهما وجنب جنده
عنهما وعن بيضهما، ومسح على رأسها ودعا لهما بالبركة، فحدثت القنزعة على رأسهما
من مسحة سليمان عليه السلام (1).
8 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن
محمد بن سليمان، عن أبي أيوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: في كل جناح هدهد مكتوب بالسريانية، آل محمد خير البرية (2).
9 - عنه عن أحمد بن محمد، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني عن سليمان
الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن قتل الهدهد
والصرد والصوام والنحلة (3).
10 - عنه عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي، عن عمه محمد، عن
سليمان بن جعفر قال: حدثني إسحاق، صاحب الحيتان قال: خرجنا بسمك نتلقى
به أبا الحسن الرضا عليه السلام، وقد خرجنا من المدينة وقد قدم هو من سفر له فقال: و
يحك يا فلان لعل معك سمكا؟ فقلت: نعم يا سيدي، جعلت فداك فقال: أنزلوا
ثم قال، ويحك لعله زهو؟ قال: قلت: نعم فأريته فقال: اركبوا لا حاجة لنا فيه، والزهو

(1) الكافي: 6 - 225.
(2) الكافي: 6 - 224.
(3) الكافي: 6 - 224.
318

سمك ليس له قشر (1).
11 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن يونس قال:
كتبت إلى الرضا عليه السلام: السمك لا يكون له، قشرا أيؤكل؟ فقال: إن من السمك ما يكون
له زعارة فيحتك بكل شئ فتذهب قشوره ولكن إذا اختلف طرفاه - يعني ذنبه و
رأسه - فكله (2).
12 - الصدوق قال: وكتب محمد بن إسماعيل بن بزيع، إلى الرضا عليه السلام:
اختلف الناس في الربيثا فما تأمرني فيها؟ فكتب عليه السلام: لا باس بها (3).
3 -
(باب)
* (النحر والذبح) *
13 - الكليني عن محمد بن يحيي، رفعه قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: إذا ذبحت
الشاة وسلخت أو سلخ شئ منها قبل أن تموت لم يحل أكلها (4).
14 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه قال: سال المرزبان
الرضا عليه السلام عن ذبيحة الصبي قبل أن يبلغ، وذبيحة المرأة فقال: لا باس بذبيحة الخصي
والصبي والمرأة إذا اضطروا إليه (5).
4 -
(باب)
* (النطيحة والمتردية) *
15 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سمعت

(1) الكافي: 6 - 221.
(2) الكافي: 6 - 221.
(3) الفقيه: 3 - 215.
(4) الكافي: 6 - 230.
(5) الكافي: 6 - 238.
319

أبا الحسن عليه السلام يقول: النطيحة والمتردية وما أكل السبع إذا أدركت ذكاته، فكل (1)
5 -
(باب)
* (صيد الفهد والبازي) *
16 - الطوسي باسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد، عن زكريا بن آدم،
قال: سألت الرضا عليه السلام عن صيد البازي والصقر يقتل صيده، والرجل ينظر إليه
قال: كل منه وإن كان قد أكل منه أيضا شيئا، قال: فرددت عليه ثلاث مرات كل
ذلك يقول هذا (2).
6 -
(باب)
* (ذبيحة ولد الزنا وأهل الكتاب) *
17 - الصدوق قال وروي عن صفوان بن يحيى، قال: سال المرزبان أبا الحسن
عليه السلام عن ذبيحة ولد الزنا وقد عرفناه بذلك، قال: لا باس به والمرأة والصبي إذا اضطروا
إليه (3).
18 - الطوسي باسناده عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن أحمد بن
محمد، عن يونس بن بهمن، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام، أهدى إلي قرابة لي نصراني
دجاجا وفراخا قد شواها، وعمل لي فالوذجة فأكله؟ قال: لا باس به (4).
19 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه

(1) الكافي: 6 - 235.
(2) الاستبصار: 4 - 72.
(3) الفقيه: 3 - 210.
(4) الاستبصار: 4 -. 86
320

إسماعيل بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السلام عن ذبائح اليهود والنصارى، وطعامهم؟
قال: نعم (1).
20 - عنه باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي حمزة القمي، عن
زكريا بن آدم قال: قال، لي أبو الحسن عليه السلام: إني أنهاك عن ذبيحة كل من كان
على خلاف الذي أنت عليه و أصحابك إلا في وقت الضرورة إليه (2).

(1) الاستبصار: 4 - 86.
(2) الاستبصار: 4 - 86.
321

(كتاب الأطعمة)
1.
(باب)
* (فضل العشاء) *
1 - البرقي عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن ذريح بن العباس،
عن سعيد بن جناح عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا اكتهل الرجل فلا يدع
أن يأكل بالليل شيئا فإنه أهدأ لنومه وأطيب للنكهة (1).
2 - الكليني عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
سليمان بن جعفر الجعفري قال: كان أبو الحسن عليه السلام لا يدع العشاء ولو بكعكة، وكان
يقول عليه السلام: إنه قوة للجسم، وقال: ولا أعلمه إلا قال: وصالح للجماع (2).
3 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض الأهوازيين، عن
الرضا عليه السلام قال: قال: إن في الجسد عرقا يقال له: العشاء، فان ترك الرجل العشاء
لم يزل يدعو عليه ذلك العرق، إلى أن يصبح يقول: أجاعك الله كما أجعتني وأظمأك
الله كما أظمأتني، فلا يدعن أحدكم العشاء ولو بلقمة من خبز أو شربة من ماء (3).
4 - الطبرسي مرسلا قال: قال أبو الحسن عليه السلام: لا تدع العشاء ولو بكعكة،
فان فيه قوة الجسد ولا أعلمه إلا قال: وصلاح [للزواج بل] للجماع (4).

(1) المحاسن: 422 والكافي: 6 - 288.
(2) الكافي: 6 - 288.
(3) الكافي: 6 - 289.
(4) مكارم الأخلاق: 222.
322

2 -
(باب الملح)
5 - البرقي عن محمد بن علي، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال:
قال لنا أبو الحسن الرضا عليه السلام: أي الادام أجزأ؟ فقال بعضنا: اللحم، وقال: بعضنا:
الزيت وقال بعضنا: السمن، فقال هو: لا، بل الملح، لقد خرجنا إلى نزهة لنا ونسي
الغلمان الملح، فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا (1).
6 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي
محمود قال: قال لنا الرضا عليه السلام أي الادام أحرى؟ فقال بعضنا: اللحم، وقال بعضنا
الزيت وقال بعضنا: اللبن، فقال هو عليه السلام: لا بل الملح ولقد خرجنا إلى نزهة لنا ونسي
بعض الغلمان، فذبحوا لنا شاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا بشئ حتى انصرفنا (2).
7 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلى عليه السلام: عليك بالملح، فإنه شفاء من سبعين داء أدناها
الجذام، والبرص والجنون (3).
8 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
من بدء بالملح أذهب الله عنه سبعون داء أقلها الجذام (4).
3 -
(باب)
* (احكام اللحوم) *
9 - البرقي عن سعد بن سعد الأشعري قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام
إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضان قال: ولم؟ قلت: يقولون: إنه يهيج لهم المرة

(1) المحاسن: 592.
(2) الكافي: 6 - 326.
(3) عيون الأخبار: 2 - 42.
(4) عيون الأخبار: 2 - 42.
323

والصفراء والصداع، والأوجاع، فقال: يا سعد لو علم الله شيئا أكرم من الضان لفدى
به إسماعيل عليه السلام (1).
10 - عنه، عن سعد بن سعد الأشعري، قال: سألت الرضا عليه السلام عن الآمص
فقال: ما هو؟ - فذهبت أصفه فقال: أليس اليحامير؟ قلت: بلى، قال: أليس يأكلونه
بالخل والخردل والأبزار قلت: بلى، قال: لا باس به (2).
11 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
قال: سألت أبا الحسن عليه السلام فقلت له: جعلت فداك إن أهل الجبل تثقل عندهم أليات
الغنم، فيقطعونها، فقال: حرام هي فقلت: جعلت فداك فنصطبح بها؟ فقال: أما علمت
أنه يصيب اليد والثوب وهو حرام (3).
12 - عنه عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه - أظنه محمد بن
إسماعيل - قال: ذكر بعضنا اللحمان عند أبي الحسن الرضا عليه السلام فقال: ما لحم بأطيب
من لحم الماعز قال: فنظر إليه أبو الحسن عليه السلام وقال: لو خلق الله عز وجل مضغة هي أطيب
من الضان لفدى بها إسماعيل عليه السلام (4).
13 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن
سعد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضان قال: ولم؟
قال: قلت إنهم يقولون: إنه يهيج بهم المرة السوداء والصداع والأوجاع، فقال لي:
يا سعد فقلت: لبيك قال: لو علم الله عز وجل شيئا أكرم من الضان لفدى به إسماعيل
عليه السلام (5).
14 - عنه عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد قال
قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إن أهل بيتي يأكلون لحم الماعز ولا يأكلون لحم
الضان قال: ولم؟ قلت: يقولون: إنه لحم يهيج المرار فقال عليه السلام: لو علم الله

(1) المحاسن: 467.
(2) المحاسن: 472.
(3) الكافي: 6 - 155.
(4) الكافي: 6 - 310.
(5) الكافي: 6 - 310.
324

عز وجل خيرا من الضان لفدى به - يعني إسحاق، هكذا جاء في الحديث (1).
15 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: إن الناس يقولون:
إن من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه، فقالوا: كذبوا ولكن من لم يأكل اللحم
أربعين يوما تغير خلقه وبدنه وذلك لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوما (2).
16 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن سعد بن سعد
الأشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن أكل لحوم الدجاج في
الدساكر، وهم لا يمنعونها من شئ تمر على العذرة مخلى عنها وعن أكل بيضهن
فقال: لا باس به (3).
17 - عنه عن الحسين بن محمد، عن السياري، عن أحمد بن الفضل، عن يونس
عن الرضا عليه السلام في السمك الجلال أنه سأله عنه فقال: ينتظر به يوما وليلة،
وقال السياري إن هذا لا يكون إلا بالبصرة، وقال: في الدجاج يحبس ثلاثة أيام
والبطة سبعة أيام والشاة أربعة عشرة يوما، والبقرة ثلاثين يوما، والإبل أربعين يوما
ثم تذبح (4).
18 - عنه عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبي
إسماعيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن بيض الغراب: فقال: لا تأكله (5).
19 - عنه عن حميد بن زياد، عن عبد الله بن أحمد النهيكي، عن ابن أبي
عمير، عن بشر بن مسلمة، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في جدي يرضع من خنزيرة
ثم ضرب في الغنم قال: هو بمنزلة الجبن، فما عرفت بأنه ضربه فلا تأكله وما لم تعرفه
فكله. (6)

(1) الكافي: 6 - 301.
(2) الكافي: 6 - 309.
(3) الكافي: 6 - 252 والاستبصار: 4 - 87.
(4) الكافي: 6 - 252.
(5) الكافي: 5 - 252.
(6) الكافي: 6 - 250.
325

20 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان
عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
حرم من الشاة سبعة أشياء: الدم، والخصيتان والقضيب والمثانة، والغدد، والطحال
والمرارة. (1)
21 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح
عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: الطاووس لا يحل أكله ولا
بيضه. (2)
22 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن الأشعري، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الفيل مسخ كان ملكا زناء، والذئب كان أعرابيا
ديوثا، والأرنب مسخ كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيضها، والوطواط،
مسخ كان يسرق تمور الناس، والقردة والخنازير قوم من بني إسرائيل اعتدوا في السبت،
والجريث والضب فرقة من بني إسرائيل لم يؤمنوا حيث نزلت المائدة على عيسى بن
مريم عليه السلام، فتاهوا في البحر، وفرقة في البر، والفارة فهي الفويسقة، والعقرب كان
نماما، والدب والزنبور كانت لحاما يسرق في الميزان. (3)
23 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن مسلم، عن أبي يحيى الواسطي
قال: سئل الرضا عليه السلام عن الغراب الأبقع: فقال إنه لا يؤكل، وقال: ومن أحل
لك الأسود؟ (4)
24 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان
الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الطاووس مسخ، كان رجلا جميلا. فكابر
امرأة رجل مؤمن تحبه، فواقع بها ثم راسلته بعد، فمسخهما الله عز وجل طاووسين

(1) الكافي: 6 - 253.
(2) الكافي: 6 - 245.
(3) الكافي: 246.
(4) الكافي: 6 - 246.
326

أنثى وذكرا ولا يؤكل لحمه ولا بيضه. (1)
25 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: سيد طعام الدنيا والآخرة اللحم، وسيد شراب الدنيا والآخرة الماء وأنا
سيد ولد آدم ولا فخر. (2)
26 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سيد طعام الدنيا
والآخرة اللحم ثم الأرز. (3)
27 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: عليكم
باللحم، فإنه ينبت اللحم ومن ترك اللحم أربعين يوما ساء خلقه. (4)
28 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم
اللحم والشحم، فقال: ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلا أنبتت مكانها شفاء وأخرجت
من مكانها داء. (5)
29 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
يا علي إذا طبخت شيئا فأكثر المرقة، فإنها أحد اللحمين، واغرف للجيران، فإن لم
يصيبوا من اللحم يصيبوا من المرق. (6)
30 - عنه باسناده عن محمد بن سنان أن علي بن موسى كتب في جواب مسائله: وحرم
ما أهل به لغير الله للذي أوجب الله عز وجل على خلقه من الاقرار به، وذكر اسمه
على الذبايح المحللة، ولئلا يسوى بين ما تقرب به إليه وبين ما جعل عبادة للشياطين
والأوثان، لان في تسمية الله عز وجل الاقرار بربوبية وتوحيده، وما في الاهلال لغير الله
من الشرك به والتقرب به إلى غيره، ليكون ذكر الله وتسميته على الذبيحة فرقا بين
ما أحل الله وبين ما حرم الله.
وحرم سباع الطير، والوحش، كلها لاكلها من الجيف، ولحوم الناس والعذرة

(1) الكافي: 6 - 247.
(2) عيون الأخبار: 2 - 35.
(3) عيون الأخبار: 2 - 35.
(4) عيون الأخبار: 2 - 41.
(5) عيون الأخبار: 2 - 41.
(6) عيون الأخبار: 2 - 73.
327

وما أشبه ذلك، فجعل الله عز وجل دلائل ما أحل من الوحش والطير وما حرم كما
قال أبي عليه السلام: كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير فحرام، وكل ما كانت
له قانصة من الطير فحلال، وعلة أخرى يفرق بين ما أحل من الطير وما حرم
قوله عليه السلام: كل ما دف، ولا تأكل ما صف.
وحرم الأرنب لأنها بمنزلة السنور ولها مخاليب كمخاليب السنور، وسباع
الوحش فجرت مجريها، مع قذرها في نفسها ويكون منها من الدم كما يكون من
النساء لأنها مسخ.
وحرم الخنزير لأنه مشوه، جعله الله عز وجل عظة للخلق، وعبرة وتخويفا
ودليلا على ما مسخ على خلقته، ولان غذاءه أقذر الأقذار مع كثيرة، وكذلك حرم
القرد، لأنه مسخ مثل الخنزير، وجعله عظة، وعبرة للخلق ودليلا على ما مسخ على خلقته
وصورته وجعل فيه شبها من الانسان، ليدل على أنه من الخلق المغضوب عليهم.
وحرمت الميتة، لما فيها من فساد الأبدان والآفة، ولما أراد الله عز وجل أن يجعل
تسميته سببا للتحليل وفرقا بين الحلال والحرام.
وحرم الله عز وجل الدم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان، ولأنه يورث
الماء الأصفر ويبخر الفم وينتن الريح، ويسئ الخلق، ويورث القسوة للقلب، وقلة الرأفة
والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل والده وصاحبه.
وحرم الطحال، لما فيه من الدم، ولان علته وعلة الدم والميتة واحدة، لأنه
يجري مجراها في الفساد.
وأحل الله تبارك وتعالى لحوم البقر والغنم، والإبل لكثرتها وإمكان وجودها،
وتحليل بقر الوحش، وغيرها من أصناف ما يؤكل من الوحش المحللة، لان غذائها
غير مكروه ولا محرم ولا هي مضرة بعضها ببعض، ولا مضرة بالإنس ولا في خلقتها
تشويه.
وكره لحوم البغال، والحمير الأهلية لحاجة الناس إلى ظهورها واستعمالها
328

والخوف من قتلها لا لقذر خلقتها، ولا لقذر غذائها. (1)
31 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي،
عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن لحوم البراذين والخيل والبغال قال
لا تأكلها. (2)
32 - الطبرسي مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام، قال: اللحم ينبت اللحم، ومن
أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء. (3)
33 - عنه مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام، قال: لا أرى بأكل لحم الحبارى
بأسا. لأنه جيد للبواسير، ووجع الظهر وهو مما يعين على الجماع. (4)
34 - القطب الراوندي في دعواته عن الرضا عليه السلام قال: اشتر لنا من اللحم
المقاديم، ولا تشتر المآخير، فان المقاديم أقرب من المرعى، وأبعد من الأذى. (5)
4 -
(باب)
* (ما يسقط من الخوان) *
35 - البرقي عن أبيه، عن معمر بن خلاد، قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام
يقول: من أكل في منزله طعاما فسقط منه شئ فليتناوله، ومن أكل في الصحراء أو
خارجا فليتركه للطير والسبع. (6)
36 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الذي يسقط
من المائدة مهور حو العين. (7)

(1) عيون الأخبار: 2 - 93 - 94 - 97.
(2) الاستبصار: 4 - 84.
(3) مكارم الأخلاق: 181.
(4) مكارم الأخلاق: 184.
(5) مستدرك الوسائل: 3 - 106.
(6) المحاسن: 445 والكافي: 6 - 300.
(7) عيون الأخبار: 2 - 34 ومكارم الأخلاق: 162.
329

37 - عنه باسناده عن الرضا عن الحسين بن علي عليهما السلام أنه دخل المستراح،
فوجد لقمة ملقاة، فدفعها إلى غلام له فقال: يا غلام اذكرني بهذه اللقمة إذا خرجت
فأكلها الغلام، فلما خرج الحسين بن علي عليهما السلام قال: يا غلام أين اللقمة؟ قال: أكلتها
يا مولاي، قال أنت حر لوجه الله تعالى، قال له رجل: أعتقته يا سيدي؟ قال: نعم
سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من وجد لقمة ملقاة، فمسح منها أو غسل ما
عليها، ثم أكلها لم تستقر في جوفه إلا أعتقه الله من النار. (1)
5 -
(باب الخبز)
38 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يعقوب
ابن يقطين قال: قال: أبو الحسن الرضا عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: صغروا رغفانكم
فان مع كل رغيف بركة: وقال يعقوب بن يقطين: رأيت أبا الحسن عليه السلام يكسر الرغيف
إلى فوق. (2)
39 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: لا تقطعوا الخبز بالسكين ولكن اكسروه باليد، وخالفوا
العجم. (3)
40 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: فضل خبز الشعير على البر كفضلنا على الناس، وما من نبي إلا وقد
دعا لاكل الشعير وبارك عليه وما دخل جوفا إلا وأخرج كل داء فيه، وهو قوت الأنبياء
وطعام الأبرار أبى الله تعالى أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيرا. (4)
41 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام

(1) عيون الأخبار: 3 - 43.
(2) الكافي: 6 - 303.
(3) الكافي: 6 - 217.
(4) الكافي: 6 - 304.
330

قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة ومعها كسرة خبز، فدفعتها
إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال النبي عليه الصلاة والسلم ما هذه الكسرة؟ قالت قرصا خبزتها
للحسن والحسين، جئتك منه بهذه الكسرة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما أنه أول طعام
دخل فم أبيك منذ ثلاث. (1)
6 -
(باب الضيف)
42 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن السياري، عن عبيد بن أبي عبد الله
البغدادي عمن أخبره، قال نزل بابي الحسن الرضا عليه السلام ضيف وكان جالسا عنده
يحدثه في بعض الليل فتغير السراج، فمد الرجل يده ليصلحه، فزبره أبو الحسن
عليه السلام ثم بادره بنفسه فأصلحه، ثم قال له: إنا قوم لا نستخدم أضيافنا. (2)
43 - الصدوق قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق
البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة مولى الرشيد، قال: حدثني دارم ونعيم
ابن صالح الطبري قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن
محمد بن علي، عن أبيه ومحمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال: من حق الضيف أن تمشي معه، فتخرجه من حريمك إلى
الباب. (3)
7 -
(باب الكليتين)
44 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: كان النبي

(1) عيون الأخبار: 2 - 40.
(2) الكافي: 6 - 283.
(3) عيون الأخبار: 2 - 69.
331

صلى الله عليه وآله وسلم لا يأكل الكليتين من غير أن يحرمهما، ويقول: لقربهما من
البول. (1)
8.
(باب السكر)
45 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن سهل: عن الرضا عليه السلام - أو قال بعض أصحابنا -
عن الرضا عليه السلام قال: السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلا. (2)
46 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ياسر، عن الرضا عليه السلام
قال: السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلا. (3)
9 -
(باب الأشنان)
47 - الكليني عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن
سعد قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إنا نأكل الأشنان فقال: كان أبو الحسن إذا توضأ
ضم شفتيه وفيه خصال تكره أنه يورث السل، ويذهب بماء الظهر ويوهي الركبتين
فقلت: فالطين؟ فقال: كل طين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، إلا طين قبر
الحسين عليه السلام، فان فيه شفاء من كل داء، ولكن لا يكثر منه، وفيه أمان من كل
خوف. (4)
48 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن موسى
ابن جعفر بن أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز
المهتدي، عن الرضا عليه السلام، قال: إنما يغسل بالأشنان، خارج الفم، فاما داخل الفم

(1) عيون الأخبار: 2 - 41.
(2) الكافي: 6 - 33.
(3) الكافي: 6 - 334.
(4) الكافي: 6 - 378.
332

فلا يقبل الغمرة (1).
10 -
(باب)
* (اكل الطين) *
49 - الكليني عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: قلت له: ما يروي الناس في أكل الطين وكراهيته، فقال: إنما ذاك المبلول
وذاك المدر (2).
50 - عنه عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي
عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن الطين فقال: أكل الطين حرام
مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، إلا طين قبر الحسين عليه السلام فان فيه شفاء من كل
داء وأمنا من كل خوف (3).
51 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه
قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، قال سال بعض القواد أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن أكل الطين، وقال: إن بعض جواريه يأكلن الطين فغضب ثم
قال: إن أكل الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير فإنها هن عن ذلك.
قال: وحدثني ياسر، قال: كان الرضا عليه السلام إذا رجع يوم الجمعة من الجامع
وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه وقال: اللهم إن كان فرجي مما أنا فيه بالموت،
فعجله إلي الساعة ولم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض عليه السلام.
قال ياسر: وكتب من نيسابور إلى المأمون أن رجلا من المجوس أوصى عند
موته بمال جليل يفرق في الفقراء والمساكين ففرقه قاضي نيسابور على فقراء المسلمين
فقال المأمون للرضا عليه السلام: يا سيدي ما تقول في ذلك؟ فقال الرضا عليه السلام: إن المجوس

(1) عيون الأخبار: 2 - 273.
(2) الكافي: 6 - 266.
(3) الكافي: 6 - 266.
333

لا يتصدقون على فقراء المسلمين فاكتب إليه أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين
فيتصدق به على فقراء المجوس.
وقال: علي بن إبراهيم بن هاشم وحدثني ياسر وغيره عن الرضا عليه السلام بأحاديث
كثيرة لم أذكرها لأني سمعتها منذ دهر (1).
52 - الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قال: حدثنا الشيخ السعيد
الوالد - رحمه الله - قال: حدثنا أبو خنيس، عن محمد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن
محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدثنا
جعفر بن إبراهيم بن ناجية، قال: حدثنا سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن الطين الذي يؤكل، يأكله الناس؟ فقال: كل طين
حرام كالميتة والدم، وما أهل لغير الله به، ما خلاطين قبر الحسين عليه السلام، فإنه
شفاء من كل داء (2).
11 -
(باب السويق)
53 - البرقي عن السياري، عن النضر بن أحمد، عن عدة من أصحابنا من
أهل خراسان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: السويق لما شرب له (3).
54 - عنه عن أبيه، عن محمد بن عمرو قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام
يقول: نعم القوت السويق: إن كنت جائعا أمسك، وإن كنت شبعان أهضم
طعامك (4).
55 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام،
عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: نعم القوت السويق، إن
كنت جائعا أمسك وإن كنت شبعانا هضم طعامك (5).

(1) عيون الأخبار: 2 - 15:
(2) أمالي الطوسي: 1 - 326.
(3) المحاسن: 488.
(4) المحاسن: 490.
(5) الكافي: 6 - 305.
334

56 - عنه عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السياري، عن عبيد الله
ابن أبي عبد الله، قال: كتب أبو الحسن عليه السلام، من خراسان إلى المدينة: لا تسقوا
أبا جعفر الثاني السويق بالسكر فإنه ردئ للرجال، وفسر السياري، عن
عبيد الله أنه يكره للرجال فإنه يقطع النكاح من شدة برده مع السكر (1).
57 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: ضعفت عن الصلوات والجماع فنزلت علي قدر من السماء
فأكلت منها فزاد في قوتي قوة أربعين رجالا في البطش والجماع وهو الهريس (2).
58 - الطبرسي مرسلا قال الرضا عليه السلام: السويق إذا غسلته سبع مرات وقلبته
من إناء إلى إناء يذهب هو بالحمى وينزل القوة في الساقين والقدمين (3).
12.
(باب)
* (التمر والرطب) *
59 - البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: كانت نخلة مريم العجوة، ونزلت في كانون، ونزل مع آدم من
الجنة العتيق والعجوة، منهما تفرق أنواع النخل (4).
60 - البرقي عن محمد بن الحسن بن شمون قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أن
بعض أصحابنا يشكو البخر، فكتب إليه: كل التمر البراني، قال: وكتب إليه آخر
يشكو يبسا فكتب إليه: كل التمر البراني على الريق، واشرب عليه الماء، ففعل
فسمن وغلبت عليه الرطوبة فكتب إليه يشكو ذلك، فكتب إليه: كل التمر البراني
على الريق ولا تشرب عليه الماء فاعتدل (5).

(1) الكافي: 6 - 307.
(2) عيون الأخبار: 2 - 36،
(3) مكارم الأخلاق: 219.
(4) المحاسن: 530 والكافي: 6 - 347.
(5) المحاسن: 533.
335

61 - عنه، عن أبيه وبكر بن صالح جميعا عن سليمان بن جعفر الجعفري
قال: دعانا بعض آل علي عليه السلام قال: فجاء الرضا عليه السلام وجئنا معه، قال فأكلنا
ووقع على الكد، فألقى نفسه عليه، والناس يدخلون والموائد تنصب لهم، وهو
مشرف عليهم وهم يتحدثون، إذ نظر إلي فأصغى برأسه، فقال: أبغني قطعة تمر،
قال: فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة، فاقبل يتناول وأنا قائم وهو مضطجع
فتناول منها تمرات وهي بيدي، قال: ثم ركبنا دوابنا، فقال: ما كان في طعامكم شئ
أحب إلي من التمرات التي أكلتها (1).
62 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل
الرازي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا
عليه السلام وبين يديه تمر برني وهو مجد في أكله، يأكله بشهوة فقال لي: يا سليمان
ادن فكل قال: فدنوت منه فأكلت معه وأنا أقول له: جعلت فداك إني أراك تأكل
هذا التمر بشهوة؟ فقال: نعم إني لأحبه، قال: قلت ولم ذاك؟.
قال: لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان تمريا، وكان علي عليه السلام تمريا، وكان
الحسن عليه السلام تمريا، وكان أبو عبد الله الحسين عليه السلام تمريا، وكان زين العابدين
عليه السلام تمريا، وكان أبو جعفر عليه السلام تمريا، وكان أبو عبد الله عليه السلام تمريا، وكان
أبي عليه السلام تمريا، وأنا تمري وشيعتنا يحبون التمر لأنهم خلقوا من طينتنا
وأعداؤنا - يا سليمان - يحبون المسكر لأنهم خلقوا من مارج من نار (2).
63 - الصدوق - رحمه الله - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن علي
ابن أبي طالب عليه السلام قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا اكل التمر يطرح النوى على ظهر
كفه ثم يقذف به (3).
64 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم

(1) المحاسن: 539.
(2) الكافي: 6 - 345.
(3) عيون الأخبار: 2 - 41.
336

أتي ببطيخ ورطب فاكل منهما، وقال هذان الأطيبان (1).
65 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كلوا التمر على الريق
يقتل الديدان في البطن (2).
66 - عنه باسناده عن الرضا قال: كان النبي صلى الله عليه وآله، يأكل الطلع والجمار
بالتمر، ويقول: إن إبليس لعنه الله يشتد غضبه ويقول: عاش ابن آدم حتى أكل
العتيق بالحديث (3).
67 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الكماة من المن الذي
أنزل الله إلى بني إسرائيل وهي شفاء للعين، والعجوة التي، في البرني من الجنة وهي
شفاء من السم (4).
13 -
(باب الهندباء)
68 - البرقي باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: عليكم بأكل بقلة الهندباء فإنه
تزيد في المال والولد، ومن أحب أن يكثر ماله وولده فليدمن أكل الهندباء (5).
69 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: الهندباء شفاء من ألف داء وما من داء
في جوف الانسان إلا قمعه الهندباء، ودعا به يوما لبعض الحشم وقد كان تأخذه الحمى
والصداع فامر بان يدق ويضمد على قرطاس ويصب عليه دهن بنفسج ويوضع على رأسه
وقال: أما إنه يقمع الحمى ويذهب بالصداع (6).

(1) عيون الأخبار: 2 - 42.
(2) عيون الأخبار: 2 - 72.
(3) عيون الأخبار: 2 - 75.
(4) عيون الأخبار: 2 - 75.
(5) المحاسن: 508.
(6) مكارم الأخلاق: 198.
337

14 -
(باب)
* (العنب والزبيب) *
70 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلوا العنب حبة
حبة فإنه أهنا وأمرأ (1).
71 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: من أكل
إحدى وعشرين زبيبة حمراء على الريق لم يجد في ي جسده شيئا يكرهه (2).
72 - الطبرسي مرسلا عن علي بن موسى، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام
أنه كان يأكل العنب بالخبز (3).
73 - عنه عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: العنب
أدم وفاكهة وطعام وحلواء (4).
74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يعجبه العنب
فاتته جارية له بعنقود عنب، فوضعته بين يديه، فجاء سائل فامر به فدفع إليه، فوشي
غلامه بذلك إلى أم ولد له، فأمرته فاشتراه من السائل، ثم أتته به فوضعته بين يديه،
فجاء سائل فسال، فامر به فدفع إليه ففعلت ذلك، ثلاثا، فلما كانت الرابعة أكله (5).
15 -
(باب الإجاص)
75 - الطبرسي مرسلا عن زياد القندي قال: دخلت على الرضا عليه السلام، وبين

(1) عيون الأخبار: 2 - 35.
(2) عيون الأخبار: 2 - 41.
(3) مكارم الأخلاق: 202.
(4) مكارم الأخلاق: 198.
(5) مكارم الأخلاق: 198.
338

يديه تور فيه إجاص أسود إبانه، فقال: إنه هاجت بي حرارة وأرى الإجاص يطفي
الحرارة ويسكن الصفراء وأن اليابس يسكن الدم [ويسكن الداء الدوي] وهو
للداء دواء بإذن الله عز وجل (1).
16 -
(باب التفاح)
76 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: التفاح نافع من خصال: من
السحر والسم واللمم ومما يعرض من الأمراض والبلغم العارض وليس من شئ
أسرع منفعة منعه (2).
17 -
(باب الغبيراء)
77 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام
أنه قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو محموم فأمره
بأكل الغبيراء (3).
18 -
(باب الزيت)
78 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: عليكم
بالزيت فإنه يكشف المرة ويذهب البلغم، ويشد العصب، ويذهب بالضنا، ويحسن
الخلق، ويطيب النفس، ويذهب بالغم (4).
79 - عنه باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام

(1) مكارم الأخلاق: 198.
(2) مكارم الأخلاق: 196.
(3) عيون الأخبار: 2 - 43.
(4) عيون الأخبار: 2 - 35.
339

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالزيت، فكله وادهن به، فان من أكله وادهن
به، لم يقربه الشيطان أربعين يوما (1).
80 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: نعم الطعام الزيت، يطيب النكهة
ويذهب بالبلغم، ويصفي اللون ويشد العصب، ويذهب بالوصب، ويطفئ الغضب (2).
19 -
(باب البطيخ)
81 - البرقي عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: البطيخ
على الريق يورث الفالج (3).
82 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن الرضا عليه السلام قال:
البطيخ على الريق يورث الفالج نعوذ بالله منه (4).
83 - الطبرسي قال: قال الرضا صلوات الله عليه:
أهدت لنا الأيام بطيخة * من حلل الأرض ودار السلام
تجمع أوصافا عظاما وقد * عددتها موصوفة بالنظام
كذاك قال المصطفى المجتبى * محمد جدي عليه السلام:
ماء وحلواء وريحانة * فاكهة حرض طعام إدام
تنقي المثانة وتصفي الوجوه * تطيب النكهة عشر تمام (5)
84 - عنه عن الرضا عليه السلام قال: البطيخ على الريق يورث الفالج، وفي
رواية: القولنج (6).

(1) عيون الأخبار: 2 - 42.
(2) مكارم الأخلاق: 217.
(3) المحاسن: 557 ومكارم الأخلاق: 442.
(4) الكافي: 6 - 361.
(5) مكارم الأخلاق: 210.
(6) مكارم الأخلاق: 211.
340

20 -
(باب الأترج)
85 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الخبز اليابس يهضم الأترج (1).
86 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني عن أبي أيوب
المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم كان، يعجبه النظر إلى الأترج الأخضر والتفاح الأحمر (2).
21 -
(باب)
* (السفر جل) *
87 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: دخل
طلحة بن عبيد الله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سفر جلة قد جاء بها
إليه، وقال خذها، يا أبا محمد فإنها تجم القلب (3).
88 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال:
حدثنا علي بن محمد بن عيينة، قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال حدثني علي بن
موسى الرضا عليه السلام عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين،
عن أبيه على عليهم السلام قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما وفي يده سفر جلة،
فجعل يأكل ويطعمني ويقول: كل يا علي، فإنها هدية الجبار إلى وإليك، قال:
فوجدت فيها كل لذة فقال: يا علي من أكل السفر جلة ثلاثة أيام على الريق، صفا ذهنه،

(1) الكافي: 6 - 360.
(2) الكافي: 6 - 360.
(3) عيون الأخبار: 2 - 41.
341

وامتلاء جوفه حلما وعلما، ووقي من كيد إبليس وجنوده (1).
89 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام، قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم سفر جلا
فضرب بيده على سفر جلة فقطعها، كان يحبه حبا شديدا، فاكل وأطعم من بحضرته
من أصحابه، ثم قال: عليكم بالسفرجل، فإنه يجلو القلب ويذهب بطخاء الصدر (2).
22 -
(باب العدس)
90 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن السياري، عن
إبراهيم بن بسطام، عن رجل من أهل مر وقال: بعث إلينا الرضا عليه السلام وهو عندنا يطلب
السويق، فبعثنا إليه بسويق ملتوت فرده وبعث إلي أن السويق إذا شرب على
الريق وهو جاف أطفأ الحرارة وسكن المرة وإذا لت لم يفعل ذلك (3).
91 - الصدوق باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالعدس فإنه مبارك مقدس. يرقق القلب ويكثر الدمعة،
وقد بارك فيه سبعون نبيا، آخرهم عيسى بن مريم عليه السلام (4).
23 -
(باب السلق)
92 - البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام:
يا أحمد كيف شهوتك للبقل، فقلت: إني لأشتهي عامته، قال: فإذا كان كذلك فعليك
بالسلق، فإنه ينبت على شاطئ الفردوس، وفيه شفاء من الأدواء، وهو يغلظ العظم
وينبت اللحم، ولولا أن تمسه أيدي الخاطئين، لكانت الورقة منه تستر رجالا من

(1) عيون الأخبار: 2 - 73.
(2) مكارم الأخلاق: 195.
(3) الكافي: 6 - 307.
(4) عيون الأخبار: 2 - 41.
342

أحب البقول إلى احمد الله على معرفتك به، وفي حديث آخر قال: يشد العقل و
يصفي الدم (1).
93 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: أطعموا مرضاكم السلق - يعني ورقه - فان فيه
شفاء ولا داء معه ولا غائلة له، ويهدئ نوم المريض واجتنبوا أصله فإنه يهيج السوداء (2)
94 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: عليكم بالسلق، فإنه ينبت على
شاطئ نهر في الفردوس، وفيه شفاء من كل داء وهو يشد العصب، ويطفئ حرارة
الدم، ويغلظ العظام. ولولا أنه تمسه أيد خاطئة لكانت الورقة تستر رجلا، قال
رجل: فقلت: جعلت فداك، كان أحب البقول إلى، قال: فاحمد الله على معرفتك (3).
95 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: أطعموا مرضاكم السلق، فان فيه
شفاء ولا داء فيه، ولا غائلة ويهد أنوم المريض (4).
24 -
(باب الكراث)
96 - البرقي عن إبراهيم بن عتبة الخزاعي، عن يحيي بن سليمان، قال:
رأيت أبا الحسن الرضا عليه السلام بخراسان في روضة وهو يأكل الكراث فقلت له: جعلت
فداك، إن الناس يروون أن الهندباء يقطر عليه كل يوم قطرة من الجنة، فقال:
إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنة، فان الكراث منغمس في الماء في الجنة
قلت: فإنه يسمد فقال: لا يعلق به شئ (5).
97 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن داود بن أبي
داود، عن رجل رأى أبا الحسن عليه السلام بخراسان يأكل الكراث من البستان، كما هو،

(1) المحاسن: 419.
(2) الكافي: 6 - 369.
(3) مكارم الأخلاق: 205.
(4) مكارم الأخلاق: 206.
(5) المحاسن: 513.
343

فقيل له: إن فيه السماد، فقال عليه السلام: لا تعلق به منه شئ وهو جيد للبواسير (1).
25.
(باب)
* (اللبان والكماة) *
98 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: استكثروا من اللبان واستفوه
وامضغوه وأحب ذلك إلى المضغ، فإنه ينزف بلغم المعدة وينظفها، ويشد العقل
ويمرئ الطعام (2).
99 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الكماة من
المن وماؤه شفاء للعين، وقال: عجوة البرني من الجنة وهي شفاء من السم (3).
26 -
(باب الرمان)
100 - البرقي، عن القاسم بن الحسن بن علي بن يقطين، قال: قال أبو الحسن
الرضا عليه السلام: حطب الرمان ينفي الهوام (4).
101 - عنه، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن إبراهيم، عن الخراساني قال:
أكل الرمان الحلو يزيد في ماء الرجل، ويحسن الولد (5).
102 - الصدوق عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلوا الرمان، فليست
منه حبه تقع في المعدة إلا أنارت القلب، وأخرجت الشيطان أربعين يوما (6).
103 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: كلوا الرمان

(1) الكافي: 6 - 365.
(2) مكارم الأخلاق: 221.
(3) مكارم الأخلاق: 222.
(4) المحاسن: 545.
(5) المحاسن: 546 والكافي: 6 - 355.
(6) عيون الأخبار: 2 - 35.
344

بشحمه فإنه دباغ للمعدة (1).
104 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن الحسين عليه السلام قال: قال أبو عبد الله
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام: إن عبد الله بن عباس كان يقول: إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا أكل الرمان لم يشرك أحدا فيها ويقول: في كل رمانة حبة من حبات
الجنة (2).
27 -
(باب التين)
105 - البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: التين يذهب بالبخر، ويشد العظم وينبت الشعر، ويذهب بالداء حتى لا يحتاج
معه إلى دواء، وقال: التين أشبه شئ بنبات الجنة وهو يذهب بالبخر (3).
106 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: التين يذهب بالبخر، ويشد الفم والعظم و
ينبت الشعر، ويذهب الداء، ولا يحتاج معه إلى دواء، قال عليه السلام: التين أشبه شئ بنبات
الجنة (4).
28 -
(باب الباقلا)
107 - البرقي عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
أكل الباقلا يمخخ الساق ويولد الدم الطري (5):

(1) عيون الأخبار: 2 - 43.
(2) عيون الأخبار: 2 - 43.
(3) المحاسن: 554.
(4) الكافي: 6 - 356 ومكارم الأخلاق: 197.
(5) المحاسن: 506 والكافي: 6 - 344.
345

108 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: الباقلي يمخخ الساقين ويولد
الدم الطري، وقال: كلوا الباقلي بقشره، فإنه يدبغ المعدة (1):
29 -
(باب الحمص)
109 - البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
الحمص جيد لوجع الظهر، وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (2).
110 - عنه عن نوح بن شعيب، عن نادر الخادم، قال: كان أبو الحسن الرضا
عليه السلام يأكل الحمص المطبوخ قبل الطعام وبعده (3).
111 - الكليني باسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام قال: الحمص
جيد لوجع الظهر وكان يدعو به قبل الطعام وبعده (4).
30 -
(باب الموز)
112 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
محمد بن أبي عمير، عن يحيي بن موسى الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسن الرضا
عليه السلام بمنى وأبو جعفر الثاني عليه السلام على فخذه وهو يقشر له موزا ويطعمه (5).
113 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن
يحيي الصنعاني قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، وهو بمكة وهو يقشر موزا
ويطعم أبا جعفر عليه السلام فقلت له: جعلت فداك هذا المولود المبارك؟ قال: نعم يا يحيي
هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله، مولود أعظم بركة على شيعتنا منه (6).

(1) مكارم الأخلاق: 208.
(2) المحاسن: 505.
(3) المحاسن: 505 والكافي: 6 - 342.
(4) الكافي: 6 - 442.
(5) الكافي: 6 - 360.
(6) الكافي: 6 - 360.
346

31 -
(باب القرع)
114 - البرقي عن محمد بن عيسى، عن محمد بن عرفة، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: شجرة اليقطين هي الدباء وهي القرع (1).
115 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: إذا طبختم فأكثروا القرع فإنه يسل قلب الحزين (2).
116 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: إنه قال: عليكم
بالقرع، فإنه يزيد في الدماغ (3).
32 -
(باب الأرز)
117 - الكليني، عن محمد بن يحيي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام أنه قال: ما دخل جوف المسلول شئ أنفع له من خبز الأرز (4)
118 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: سيد طعام الدنيا والآخر اللحم والأرز (5).
33 -
(باب الباذنجان)
119 - البرقي عن السياري عن موسى بن هارون، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: الباذنجان عند جذاذ النخل لأداء فيه (6).

(1) المحاسن: 520.
(2) عيون الأخبار: 2 - 36.
(3) عيون الأخبار: 2 - 41.
(4) الكافي: 6 - 305.
(5) مكارم الأخلاق: 177.
(6) المحاسن: 526.
347

34 -
(باب النوادر)
120 - البرقي، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال أخبرني
بعض أصحابنا قال: ذكر للرضا عليه السلام الوضوء قبل الطعام، فقال ذلك شئ أحدثته
الملوك (1).
121 - الكليني عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح
ابن شعيب عن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوما فاكهة، ولم يستقصوا أكلها ورموا بها
فقال لهم أبو الحسن عليه السلام: سبحان الله إن كنتم استغنيتم، فان أناسا لم يستغنوا أطعموه
من يحتاج إليه (2).
122 - عنه باسناده عن نوح بن شعيب، عن ياسر الخادم، ونادر جميعا قالا: قال
لنا أبو الحسن عليه السلام: إن قمت على رؤوسكم وأنتم تأكلون فلا تقوموا حتى تفرغوا
ولربما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون، فيقول: دعهم حتى يفرغوا. (3)
123 - عنه قال: وروي عن نادر الخادم قال: كان أبو الحسن عليه السلام: إذا أكل
أحدنا لا يستخدمه، حتى يفرغ من طعامه. (4)
124 - عنه قال: وروى نادر الخادم قال: كان أبو الحسن عليه السلام، يضع جوزينجة
على الأخرى ويناولني. (5)
125 - عنه عن أحمد، عن أبيه، عن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن عليه السلام:
ربما أتى بالمائدة فأراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول: من كانت يده نظيفة، فلا باس
أن يأكل من غير أن يغسل يده. (6)
126 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال:

(1) المحاسن: 425.
(2) الكافي: 6 - 297.
(3) الكافي: 6 - 298.
(4) الكافي: 6 - 298.
(5) الكافي: 6 - 298.
(6) الكافي: 6 - 298.
348

سمعت الرضا عليه السلام يقول: من أكل في منزله طعاما، فسقط منه شئ فليتناوله، ومن
أكل في الصحراء أو خارجا فليتركه لطائر أو سبع. (1)
127 - عنه عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر
عن الرضا عليه السلام قال: إذا أكلت شيئا فاستلق على قفاك، وضع رجلك اليمنى على
اليسري. (2)
128 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه فان الذروة فيها البركة. (3)
129 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ليس شئ أبغض
إلى الله من بطن ملآن. (4)
130 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: أتى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بطعام فادخل إصبعه فيه، فإذا هو حار، فقال: دعوه، حتى يبرد، فإنه أعظم
بركة وأن الله تعالى لم يطعمنا الحارة. (5)
131 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم
من أطاب الكلام، وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام. (6)

(1) الكافي: 6 - 298.
(2) الكافي: 6 - 299.
(3) عيون الأخبار: 2 - 34.
(4) عيون الأخبار: 2 - 36.
(5) عيون الأخبار: 2 - 40.
(6) عيون الأخبار: 2 - 290.
349

(كتاب الأشربة)
1 -
(باب شرب الماء)
1 - البرقي، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: لا باس بكثرة
شرب الماء على الطعام، وأن لا يكثر منه، وقال: أرأيت لو أن رجلا أكل مثل ذا
طعاما (وجمع يريد كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما) ثم لم يشرب عليه الماء، أليس
كانت تنشق معدته؟! (1)
2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن ياسر قال: قال أبو الحسن
عليه السلام: عجبا لمن أكل مثل ذا وأشار بيده ولم يشرب عليه الماء كيف لا تنشق
معدته. (2)
3 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، عن الرضا عليه السلام:
فال: لا باس بكثرة شرب الماء على الطعام، ولا تكثر منه على غيره، وقال: أرأيت لو
أن رجلا أكل مثل ذا وجمع يديه - كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما ثم لم يشرب عليه
الماء كان ينشق معدته. (3)
4 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام، أنه شرب قائما و
قال: هكذا رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعل. (4)
5 - الطبرسي مرسلا عن ياسر الخادم قال: قال الرضا عليه السلام: لا باس بكثرة شرب
الماء على الطعام، ثم قال: أرأيت لو أن رجلا يأكل مثل ذا طعاما وجمع يديه كلتيهما

(1) المحاسن: 572.
(2) الكافي: 6 - 382.
(3) الكافي: 6 - 282.
(4) عيون الأخبار: 2 - 66.
350

ولم يجمعهما ولم يفرقهما، ثم لم يشرب عليه الماء لم يكن يتسق بطنه. (1)
2.
(باب)
* (العسل واللبن) *
6 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن يكن في شئ
شفاء ففي شرطة حجام أو شربة عسل. (2)
7 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تردوا شربة العسل
على من أتاكم بها (3)
8 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، ثلاثة يزدن في الحفظ، ويذهبن بالبلغم:
قراءة القرآن، والعسل، واللبان. (4)
9 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، قال: الطيب نشرة، والعسل نشرة
والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة. (5)
10 - الطبرسي مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام قال: من تغير عليه ماء ظهره
ينفع له اللبن الحليب بالعسل، وفي رواية اللبن الحليب. (6)
11 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن
الله عز وجل جعل البركة في العسل، وفيه شفاء من الأوجاع، وقد بارك عليه سبعون
نبيا. (7)
12 - عنه مرسلا عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: أبوال الإبل
خير من ألبانها، وقد جعل الله الشفاء في ألبانها. (8)

(1) مكارم الأخلاق: 187.
(2) عيون الأخبار: 2 - 35.
(3) عيون الأخبار: 2 - 36.
(4) عيون الأخبار: 2 - 38.
(5) عيون الأخبار: 2 - 20.
(6) مكارم الأخلاق: 187.
(7) مكارم الأخلاق: 187.
(8) مكارم الأخلاق: 220.
351

3 -
(باب الأواني)
13 - البرقي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام
عن آنية الذهب والفضة، فكرههما فقلت: قد روى بعض أصحابنا أنه كانت لأبي
الحسن عليه السلام، مرآة ملبسة فضة، فقال: لا والحمد لله إنما كانت لها حلقة من فضة
وهي عندي، ثم قال: إن العباس حين عذر عمل له قضيب ملبس من فضة، من نحو
ما يعمل للصبيان تكون فضته نحوا من عشرة دراهم، فامر به أبو الحسن عليه السلام
فكسره. (1)
14 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه: والحسين بن محمد، عن معلى بن
محمد جميعا، عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: وذكر
مصر فقال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لا تأكلوا في فخارها ولا تغسلوا رؤوسكم بطينها، فإنه
يذهب بالغيرة ويورث الدياثة. (2)
4.
(باب)
* (الخل والسويق) *
15 - البرقي عن محمد بن علي الهمداني أن رجلا كان عند أبي الحسن الرضا
عليه السلام بخراسان، فقدمت إليه مائدة عليها خل وملح فافتتح عليه السلام بالخل، فقال
الرجل: جعلت فداك إنك أمرتنا أن نفتتح بالملح، فقال: هذا مثل هذا (يعنى الخل)
وإن الخل يشد الذهن ويزيد في العقل. (3)

(1) المحاسن: 482 والكافي: 6 - 267.
(2) الكافي: 6 - 376.
(3) المحاسن: 487 والكافي: 6 - 329.
352

16 - عنه عن السياري، عن النضر بن محمد، عن عدة من أصحابنا، من أهل
خراسان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: السويق لما شرب له. (1)
17 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب
عليه السلام قال: كلوا خل الخمر، فإنه يقتل الديدان في البطن، وقال: كلوا خل الخمر
ما فسد، ولا تأكلوا ما أفسد تموه أنتم. (2)
18 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: نعم
الادام الخل لا يفتقر أهل بيت عندهم الخل (3)
19 - الطوسي باسناده، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بن عبيد،
عن عبد العزيز المهتدي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك العصير يصير خمرا،
فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتى يصير خلا، قال: لا باس به (4)
5 -
(باب)
* (الفقاع والعصير والخمر) *
20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن الحسين بن المبارك، عن
زكريا بن آدم، قال سألت أبا الحسن عليه السلام عن قطرة خمر أو نبيذ مسكر قطرت في قدر
فيها لحم كثير ومرق كثير، فقال عليه السلام: يهراق المرق، أو يطعمه لأهل الذمة أو
الكلاب، واللحم فاغسله وكله.
قلت: فان قطر فيها الدم فقال: الدم تأكله النار إن شاء الله، قلت: فخمر أو نبيذ
قطر في عجين أو دم، قال: فقال: فسد، قلت: أبيعه من اليهود والنصارى وأبين لهم فإنهم

(1) المحاسن: 488.
(2) عيون الأخبار: 2 - 40.
(3) عيون الأخبار: 2 - 34.
(4) الاستبصار: 4 - 93.
353

يستحلون شربه، قال: نعم، قلت: والفقاع هو بتلك المنزلة إذا قطر في شئ من ذلك،
قال: أكره أن آكله إذا قطر في شئ من طعامي. (1)
21 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن إسماعيل،
عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: سألت أبا لحسن الرضا عليه السلام عن الفقاع فقال: هو
خمر مجهول فلا تشربه يا سليمان، لو كان الدار لي أو الحكم، لقتلت بايعه ولجلدت
شاربه (2).
22 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان قال:
سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن الفقاع فقال: هو الخمر بعينها (3).
23 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن سعيد، عن
الحسن بن الجهم وابن فضال جميعا قالا: سألنا أبا الحسن عليه السلام، عن الفقاع فقال:
حرام وهو خمر مجهول، وفيه حد شارب الخمر (4).
24 - عنه - رحمه الله - عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى،
عن الوشاء قال: كتبت إليه - يعني الرضا عليه السلام -: أساله عن الفقاع، قال: فكتب
حرام، وهو خمر، ومن شربه كان بمنزلة شارب الخمر، قال: وقال أبو الحسن الأخير
عليه السلام: لو أن الدار داري، لقتلت بايعه، ولجلدت شاربه، وقال أبو الحسن الأخير
عليه السلام: حده حد شارب الخمر، وقال عليه السلام: هي خميرة استصغرها الناس (5).
25 - عنه، عن محمد بن يحيى وغيره، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين،
عن محمد بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: ما تقول
في شرب الفقاع؟، فقال: خمر مجهول يا سليمان فلا تشربه، أما أنه يا سليمان لو

(1) الكافي: 6 - 224 والتهذيب: 9 - 119.
(2) الكافي: 6 - 222.
(3) الكافي: 6 - 223.
(4) الكافي: 6 - 223.
(5) الكافي: 6 - 423 والتهذيب: 9 - 125.
354

كان الحكم لي والدار لي لجلدت شاربه ولقتلت بايعه (1).
26 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد
ابن إسماعيل قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن شرب الفقاع فكرهه كراهة شديدة (2).
27 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن زكريا بن
أبي يحيى قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام: أساله عن الفقاع وأصفه له فقال: لا
تشربه، فأعدت عليه كل ذلك أصفه له كيف يعمل؟ فقال: لا تشربه ولا تراجعني
فيه (3).
28 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه، قال: كل مسكر حرام
وكل مخمر حرام والفقاع حرام (4).
29 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال قال: كتبت إلى
أبي الحسن عليه السلام أساله عن الفقاع قال: فكتب يقول: هو الخمر وفيه حد شارب
الخمر (5).
30 - الصدوق قال: روى لنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري
رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت
الرضا عليه السلام يقول: لما حمل رأس الحسين عليه السلام إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع
ونصبت عليه مائدة، فاقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع، فلما فرغوا أمر
بالرأس، فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج، وجلس يزيد لعنه الله
يلعب بالشطرنج ويذكر الحسين بن علي عليهما السلام وأباه وجده عليهم السلام ويستهزئ، بذكرهم

(1) الكافي: 6 - 423 والتهذيب: 9 - 113.
(2) الكافي: 6 - 424 والعيون: 2 - 18.
(3) الكافي: 6 - 424 والتهذيب: 9 - 124.
(4) الكافي: 6 - 424 والتهذيب: 9 - 124.
(5) الكافي: 6 - 424 والتهذيب: 9 - 124.
355

فمتى قمر صاحبه تناول الفقاع، فشرب ثلاث مرات ثم صب فضلته على ما يلي
الطست من الأرض، فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج
ومن نظر إلي الفقاع أو إلى الشطرنج، فليذكر الحسين عليه السلام، وليلعن يزيد وآل
يزيد، يمحو الله عز وجل بذلك ذنوبه ولو كانت بعدد النجوم (1).
31 - عنه قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال:
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام
يقول: ما بعث الله عز وجل نبيا إلا بتحريم الخمر، وأن يقوله بان الله يفعل ما
يشاء، وأن يكون في تراثه الكندر، قال: وسمعته عليه السلام يقول: لا تدخلوا بالليل بيتا
مظلما إلا مع السراج (2).
32 - عنه عن الحاكم أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان، قال: حدثني عمى أبو عبد الله
محمد بن شاذان قال: حدثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن
بزيع عن الرضا عليه السلام قال: وسألته عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوجت
نفسها من رجل في سكرها، ثم أفاقت، فأنكرت ذلك، ثم ظنت أنه يلزمها فزوجت منه،
فأقامت مع الرجل على ذلك التزويج، أحلال هو لها أم التزويج فاسد لمكان السكر
ولا سبيل للزوج عليها؟ قال: إذا قامت بعد ما معه أفاقت، فهو رضاها قلت: ويجوز
ذلك التزويج عليها، قال: نعم (3).
33 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد رحمه الله، عن أبيه قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرضا عليه السلام: إنا روينا عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، أن من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين صباحا، فقال: صدقوا فقلت:
وكيف لا تحسب صلاته أربعين صباحا لا أقل من ذلك ولا أكثر.

(1) الفقيه: 4 - 301 والاستبصار: 4 - 93.
(2) عيون الأخبار: 2 - 15.
(3) عيون الأخبار: 2 - 19.
356

قال لان الله تبارك وتعالى قدر خلق الانسان، فصير النطفة أربعين يوما
ثم نقلها فصيرها علقة أربعين يوما، ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوما، وهكذا إذا
شرب الخمر بقيت مثانته على قدر ما خلق منه، وكذلك يجتمع غذاؤه وأكله وشربه
تبقي في مثانته أربعين يوما (1).
34 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا علي بن
الحسين السعد آبادي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان
قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلام، يقول: حرم الله عز وجل
الخمر لما فيها من الفساد، ومن تغييرها عقول شاربيها وحملها إياهم على إنكار الله
عز وجل والفرية عليه، على رسله وساير ما يكون منهم، من الفساد والقتل والقذف
والزنا وقلة الاحتجاز عن شئ من المحارم، فبذلك قضينا على كل مسكر من الأشربة
أنه حرام محرم لأنه يأتي من عاقبته ما يأتي من عاقبة الخمر، فليجتنب من يؤمن
بالله واليوم الآخر ويتولانا وينتحل مودتنا كل شارب مسكر، فإنه لا عصمة بيننا
وبين شاربه (2).
35 - الطوسي باسناده عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى بن عبيد
عن عبد العزيز بن المهتدي قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك العصير يصير
خمرا فيصب عليه الخل وشئ يغيره حتى يصير خلا؟ قال: لا باس به (3).
36 - عنه باسناده عن علي بن السندي، عن محمد بن إسماعيل قال: سال الرضا
عليه السلام، رجل وأنا أسمع عن العصير يبيعه عن المجوس واليهود والنصارى والمسلم
قبل أن يختمر، ويقبض ثمنه أو ينساه؟ قال: لا باس إذا بعته حلالا، فهو أعلم يعني
العصير وينسئ ثمنه (4).

(1) علل الشرايع: 2 - 34.
(2) علل الشرايع: 2 - 161.
(3) التهذيب: 9 - 118.
(4) التهذيب: 9 - 123.
357

6 -
(باب)
* (النرد والشطرنج والغناء) *
37 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي
الحسن عليه السلام قال: النرد والشطرنج والأربعة عشر بمنزلة واحدة، وكل ما قومر عليه
فهو ميسر. (1)
38 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، موسى بن القاسم،
عن محمد بن علي بن جعفر، عن الرضا عليه السلام قال: جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال: يا
أبا جعفر ما تقول في الشطرنج التي يلعب بها الناس؟ فقال: أخبرني أبي علي بن الحسين
عن الحسين بن علي، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من كان ناطقا
فكان منطقه لغير ذكر الله عز وجل، كان لاغيا، ومن كان صامتا فكان صمته لغير ذكر الله
كان ساهيا، ثم سكت، فقام الرجل وانصرف. (2)
39 - عنه عن سهل بن زياد، عن علي بن سعيد، عن سليمان الجعفري عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: المطلع في الشطرنج كالمطلع في النار. (3)
40 - عنه باسناده عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من نزه نفسه
عن الغناء، فان في الجنة شجرة يأمر الله الرياح أن تحركها فيسمع لها صوتا لم يسمع
بمثله ومن لم يتنزه عنه لم يسمعه. (4)
41 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن الريان، عن
يونس قال: سالت الخراساني عليه السلام وقلت: إن العباسي: ذكر أنك ترخص في الغناء
فقال: كذب الزنديق: ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له: إن رجلا أتى

(1) الكافي: 6 - 435.
(2) الكافي: 6 - 437.
(3) الكافي: 6 - 437.
(4) الكافي: 6 - 434.
358

أبا جعفر عليه السلام فسأله، عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميز الله بين الحق والباطل فإني يكون
الغناء؟ فقال: مع الباطل فقال: قد حكمت. (1)
42 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه،
قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا الريان بن الصلت، قال: سألت الرضا
يوما بخراسان فقلت: يا سيدي إن إبراهيم بن هاشم العباسي حكى عنك أنك
رخصت له في استماع الغناء، فقال: كذب الزنديق إنما سألني عن ذلك، فقلت له:
إن رجلا سال أبا جعفر عليه السلام عن ذلك، فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا ميز الله بين
الحق والباطل فأين يكون الغناء؟ فقال: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام: قد
قضيت. (2)
43 - العياشي - رحمه الله مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: الميسر هو
القمار. (3)
44 - عنه مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الشطرنج
والنرد وأربعة عشر، وكل ما قومر عليه منها فهو ميسر. (4)
45 - عنه عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الميسر قال: الثقل
من كل شئ، قال: الخبز والثقل ما يخرج بين المتراهنين من الدراهم وغيره. (5)

(1) الكافي: 6 - 435.
(2) عيون الأخبار: 2 - 14.
(3) تفسير العياشي: 1 - 339.
(4) تفسير العياشي: 1 - 339.
(5) تفسير العياشي: 341.
359

(كتاب التجمل)
1 -
(باب اللباس)
1 - الحميري - رحمه الله - عن البزنطي عن الرضا عليه السلام قال: قال أبي ما تقول
في اللباس الحسن؟ فقلت بلغني أن الحسن كان يلبس، وأن جعفر بن محمد عليهما السلام كان يأخذ
الثوب الجديد، فيأمر به، فيغمس في الماء فقال لي: البس وتجمل، فان علي بن
الحسين كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا، فيتشتأ
فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية: " قل من حرم زينة الله
التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ". (1)
2 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء
قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس ثوبين في الصيف
يشتريان بخمسمائة درهم. (2)
3 - عنه عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن أبي جرير القمي، قال: سألت الرضا عن الريش أذكي هو؟ فقال كان
أبي عليه السلام يتوسد الريش. (3)
4 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، وسهل
ابن زياد، عن محمد بن عيسى، عن ياسر قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: اشتر لنفسك خزا
وإن شئت فوشيا، فقلت: كل الوشي فقال: وما الوشي؟ فقلت: ما لم يكن فيه قطن

(1) قرب الإسناد: 210 والكافي: 6 - 451.
(2) الكافي: 6 - 441.
(3) الكافي: 6 - 450.
360

يقولون: إنه حرام قال: ألبس فيه قطن؟ (1)
5 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يلبس الجبة الخز
بخمسين دينارا، والمطرف الخز بخمسين دينارا. (2)
6 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن البرقي، عن أبيه، عن سعد بن سعد، قال: سألت الرضا
عليه السلام عن جلود الخز فقال: هو ذا نلبس الخز فقلت: جعلت فداك ذاك الوبر،
فقال: إذ أحل وبره حل جلده (3)
7 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن البرقي، عن أبيه، عن جعفر بن عيسى قال: كتبت
إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أساله عن الدواب التي، يعمل الخز من وبرها أسباع هي؟
فكتب عليه السلام: لبس الخز الحسين بن علي ومن بعده جدي عليهما السلام (4)
8 - الطبرسي باسناده عن أبي الخراش المهدي قال: مر بنا بالبصرة مولى
الرضا عليه السلام يقال له: عبيد فقال: دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام
فقالوا له: إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه: قال: فقال لهم: إن
يوسف بن يعقوب عليه السلام كان نبيا ابن نبي وابن نبي وكان يلبس الديباج ويتزر بالذهب
ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه، وإنما
على الامام أنه إذا حكم عدل، وإذا وعدو في، وإذا حدث صدق، وإنما حرم الله
الحرام بعينه ما قل منه وما كثر، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر. (5)
9 - عنه عن محمد بن عيسى قال: أخبرني من أخبر عنه أنه قال: إن أهل الضعف
من موالي يحبون أن أجلس على اللبود، وألبس الخشن، وليس يتحمل الزمان
ذلك. (6)

(1) الكافي: 6 - 452.
(2) الكافي: 6 - 450.
(3) الكافي: 6 - 452.
(4) الكافي: 6 - 452.
(5) مكارم الأخلاق: 111.
(6) مكارم الأخلاق: 111.
361

10 - عنه قال: وفي رواية أخرى عن الرضا عليه السلام كان يلبس ثيابه مما يلي يمينه
فإذا لبس ثوبا جديدا، دعا بقدح من ماء وقرأ عليه: إنا أنزلناه عشرا، وقل هو الله أحد عشرا
وقل يا أيها الكافرون عشرا، ثم رش ذلك الماء على ذلك الثوب، ثم قال: فمن فعل ذلك
لم يزل كان في عيشة رغد ما بقي من ذلك الثوب سلك. (1)
11 - عنه باسناده عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام
يقول: والله لئن صرت إلى هذه الامر لآكلن الخبيث بعد الطيب ولألبسن الخشن بعد
اللين ولأتعبن بعد الدعة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصية لأبي ذر رضي الله عنه:
يا أبا ذر إني ألبس الغليظ وأجلس على الأرض، وألعق أصابعي، وأركب الحمار
بغير سرج وأردف خلفي، فمن رغب عن سنتي فليس مني: يا أبا ذر البس الخشن من
اللباس والصفيق من الثياب لئلا يجد الفخر فيك مسلكا (2).
12 - عنه قال: وسئل الرضا عليه السلام عن جلود الثعالب والسنجاب والسمور؟ فقال:
قد رأيت السنجاب على أبي ونهاني عن الثعالب والسمور (3).
13 - عنه قال: من مسموعات السيد الإمام ناصح الدين أبي البركات المشهدي
رحمه الله عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان
ثياب رزم وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا، قال: طين قبر الحسين عليه السلام
ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا وجعل فيه الطين، وكان يقول: أمان بإذن الله
تعالى (4).
2.
(باب الخواتيم)
14 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن صفوان،
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قوموا خاتم أبي عبد الله عليه السلام فاخذه أبي منهم بسبعة

(1) مكارم الأخلاق: 116.
(2) مكارم الأخلاق: 131.
(3) مكارم الأخلاق: 135.
(4) مكارم الأخلاق: 292.
362

قال: قلت: بسبعة دراهم؟ قال: بسبعة دنانير (1).
15 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: كنت عند أبي الحسن
الرضا عليه السلام فاخرج إلينا خاتم أبي عبد الله عليه السلام وخاتم أبي الحسن عليه السلام، وكان على
خاتم أبي عبد الله، عليه السلام: " أنت ثقتي فاعصمني من الناس " ونقش خاتم أبي الحسن عليه السلام:
" حسبي الله " وفيه وردة وهلال في أعلاه (2).
16 - الكليني باسناده، عن يونس بن عبد الرحمن قال: سألت أبا الحسن الرضا
عليه السلام عن نقش خاتمه، وخاتم أبيه عليهما السلام، قال: نقش خاتمي: " ما شاء الله لا قوة إلا
بالله " ونقش خاتم أبي: " حسبي الله " وهو الذي كنت أتختم به (3).
17 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن الرضا عليه السلام، قال: العقيق ينفي الفقر، ولبس العقيق ينفي النفاق (4).
18 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشاء، عن الرضا
عليه السلام قال: من ساهم بالعقيق، كان سهمه الأوفر (5).
19 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن
خالد عن الرضا عليه السلام، قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: من اتخذ خاتما فصه
عقيق لم يفتقر ولم يقض له إلا بالتي هي أحسن (6).
20 - عنه عن علي بن إبراهيم. عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد،
عن الرضا عليه السلام قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول: تختموا باليواقيت فإنها تنفي
الفقر (7).

(1) الكافي: 6 - 470.
(2) الكافي: 6 - 473.
(3) الكافي: 6 - 473.
(4) الكافي 6 - 470.
(5) الكافي: 6 - 470.
(6) الكافي: 6 - 471 وثواب الأعمال: 207 ومكارم الأخلاق: 100.
(7) الكافي: 6 - 471 وثواب الأعمال: 210.
363

21 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: كان خاتم محمد
ابن علي عليهما السلام مكتوب: " ظني بالله حسن، والنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن
وبالحسين والحسن " (1).
22 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تختموا بالعقيق،
فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك عليه (2).
23 - عنه قال: حدثني أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي الكوفي، عن الحسن بن أبي العقب الصيرفي
عن الحسين بن خالد الصيرفي قال: قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام:
الرجل يستنجي وخاتمه في إصبعه، ونقشه لا إله إلا الله، فقال: أكره ذلك، فقلت له:
جعلت فداك أوليس كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكل واحد، من آبائك عليهم السلام يفعل ذلك و
خاتمة في إصبعه.
فقال: بلى، ولكن كانوا يتختمون في اليد اليمنى، فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم
قلت: وما كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام؟ قال: ولم لا تسئلني عما كان قبله؟
قلت: فانا أسالك، قال: نقش خاتم آدم عليه السلام لا إله إلا الله محمد رسول الله، هبط به معه وأن
نوحا عليه السلام، لما ركب السفينة أوحى الله عز وجل إليه: يا نوح إن خفت الغرق فهللني
ألفا ثم سلني النجاة أنجيك من الغرق ومن آمن معك.
قال: فلما استوى نوح ومن معه في السفينة ورفع القلس وعصفت الريح عليهم
فلم يأمن نوح عليه السلام الغرق وأعجلته الريح، فلم يدرك له، أن يهلل الله ألف مرة
فقال بالسريانية: هيلوليا ألفا ألفا يا ماريا يا ماريا أيقن قال: فاستوى القلس واستقرت
فقال نوح عليه السلام: إن كلاما نجاني الله به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني قال: فنقش
في خاتمه لا إله إلا الله، ألف مرة يا رب أصلحني.

(1) عيون الأخبار: 2 - 15.
(2) عيون الأخبار: 2 - 47.
364

قال: وإن إبراهيم عليه السلام لما وضع في كفة المنجنيق غضب جبرئيل عليه السلام فأوحى
الله عز وجل ما يبغضك يا جبرئيل؟! قال جبرئيل: يا رب خليلك ليس من يعبدك
على وجه الأرض غيره، سلطت عليه عدوك وعدوه، فأوحى الله عز وجل إليه: أسكت
إنما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فاما أنا فإنه عبدي آخذه إذا شئت.
قال: فطابت نفس جبرئيل عليه السلام، فالتفت إلي إبراهيم عليه السلام فقال: هل لك من
حاجة؟ قال أما إليك فلا، فاهبط الله عز وجل عنده خاتما فيه ستة أحرف، لا إله إلا الله
محمد رسول الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، فوضت أمري إلى الله، اشتدت ظهري إلى الله،
حسبي الله، فأوحى الله عز وجل إليه أن يتختم بهذا الخاتم فاني أجعل النار عليك بردا
وسلاما.
قال: وكان نقش خاتم موسى عليه السلام حرفين اشتقهما من التوراة: اصبر توجر
أصدق تنج قال: وكان نقش خاتم سليمان عليه السلام سبحان من ألجم الجن بكلماته، وكان
نقش خاتم عيسى عليه السلام حرفين اشتقهما من الإنجيل طوبى لعبد ذكر الله من أجله،
وويل لعبد نسي الله من أجله، وكان نقش خاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لا إله الله محمد رسول الله.
وكان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السلام، الملك لله وكان نقش خاتم الحسن بن علي
عليهما السلام العزة لله، وكان نقش خاتم الحسين عليه السلام: إن الله بالغ أمره، وكان
علي بن الحسين عليه السلام يتختم بخاتم أبيه الحسين عليه السلام، وكان محمد بن علي يتختم
بخاتم الحسين بن علي عليهما السلام.
وكان نقش خاتم جعفر بن محمد عليهما السلام: " إنه وليي وعصمتي من خلقه "، وكان
نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام، حسبي الله.
قال الحسين بن خالد: وبسط أبو الحسن الرضا عليه السلام كفه وخاتم أبيه عليه السلام
في إصبعه حتى أراني النقش وروي في غير هذا الحديث أنه كان نقش خاتم علي بن الحسين
عليهما السلام: خزي وشقي قاتل الحسين بن علي عليهما السلام (1).

(1) عيون الأخبار: 2 - 54.
365

24 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال: إن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم يتختم في يمينه (1).
25 - الصدوق قال: محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، قال: حدثنا عن
علي بن محمد قال: حدثنا أبو القاسم محمد بن العباس بن موسى بن جعفر العلوي، ودارم بن
قبيصة النهشلي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث
عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن علي بن الحسين، عن أبيه ومحمد بن الحنفية، عن علي بن
أبي طالب عليه السلام، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: تختموا بالعقيق فإنه أول جبل
أقر لله تعالى بالوحدانية ولي بالنبوة، ولك يا علي بالوصية وبشيعتك بالجنة (2).
26 - الطوسي - رحمه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد قال: حدثنا أبو -
الطيب الحسن بن علي، قال: حدثنا محمد بن القاسم الأنباري، قال: حدثني أبو نصر
محمد بن أحمد الطائي قال: حدثنا علي بن محمد النصيري الكاتب، قال:
تزوجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب، وأحببتها حبا لم يحب أحد مثله، و
أبطئ على الولد، فصرت إلى أبى الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام فذكرت ذلك له،
فتبسم وقال: اتخذ خاتما فصه فيروزج واكتب عليه: " رب لا تذرني فردا وأنت خير
الوارثين " ففعلت ذلك، فما أتى علي حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا (3).
27 - الطبرسي رحمه الله - قال: من كتاب اللباس، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
قاوموا خاتم أبي عبد الله عليه السلام فاخذه أبى بسبعة، قال: قلت: سبعة دراهم؟ قال: سبعة
دنانير (4).
28 - الطبرسي مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال:
قلت له: إنا روينا في الحديث أنه كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله وسلم " محمد رسول الله " قال:

(1) عيون الأخبار: 2 - 63.
(2) عيون الأخبار: 2 - 70.
(3) أمالي الطوسي: 1 - 46.
(4) مكارم الأخلاق: 95.
366

صدقوا، قال: فقال لي: تدري ما كان نقش خاتم آدم عليه السلام، قال: قلت: لا قال: كان
نقش آدم " لا إله إلا الله، محمد رسول الله، على ولى الله ".
قال ابن خالد: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إن الله أوحى إلى نوح عليه السلام إذا
استويت يا نوح أنت ومن معك على الفلك فهلل ألف مرة ثم سلني حاجتك، قال:
فلما ركب ورفع القلص عصفت إليه الريح، فلم يأمن نوح الغرق حيث اضطربت
السفينة، فقال: إن أنا هللت ألف مرة خفت أن تغرق السفينة قبل أن أفرغ من
ذلك فأجمل الامر جملة بالسريانية، فقال ألفا " هو هو هو يا بارئ اتقق " قال: فاستوت
السفينة وسلمه الله قال نوح: إن كلاما نجوت به ومن معي ممن آمن الغرق ينبغي
أن أتختم به ولا يفارقني.
قال الحسين بن خالد: فقلت لأبي الحسن عليه الصلاة: وما تفسير كلام نوح
عليه السلام قال: هذا كلام بالسريانية وتفسيره بالعربية لا إله إلا الله ألف مرة يا الله أصلح.
قال: وكان نقش خاتم إبراهيم عليه السلام ستة أحرف نزل بها جبرئيل عليه السلام، حين وضع
كفة المنجنيق.
فقال له: يا إبراهيم إن الله يقرؤك السلام ويقول لك: طب نفسا فلا باس عليك
وأمره أن يتختم بذلك الخاتم، فجعل الله النار عليه بردا وسلاما وكانت الستة أحرف
أحرف هي " لا إله إلا الله محمد رسول الله، توكلت على الله، أسندت ظهري إلى الله،
فوضت أمري الله، لو حول ولا قوة إلا بالله "، فكان هذا نقش خاتم إبراهيم عليه السلام.
وكان نقش سليمان بن داود عليه السلام: " سبحان من ألجم الجن بكلمته " ونقش خاتم
موسى عليه السلام حرفين اشتقهما من التوراة: " اصبر تؤجر أصدق تنج " وكان نقش خاتم عيسى
عليه السلام حرفين من الإنجيل " طوبى لعبد ذكر الله من أجله والويل لعبد نسي الله من
أجله " (1).
29 - عنه مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال: كان

(1) مكارم الأخلاق: 101.
367

نقش خاتم النبي صلى الله عليه وآله، " محمد رسول الله "، وخاتم أمير المؤمنين عليه السلام " الله الملك " و
خاتم الحسن بن علي عليه السلام " العزة لله " وخاتم الحسين عليه السلام " إن بالغ أمره " وخاتم
علي بن الحسين عليه السلام خاتم أبيه وأبو جعفر الكبير عليه السلام خاتمه خاتم جده الحسين
أيضا، وخاتم جعفر بن محمد عليه السلام: " الله وليي وعصمتي من خلقه ".
وخاتم أبي الحسن الأول عليه السلام: " حسبي الله " وأبي الحسن الثاني عليه السلام
" ما شاء الله لا قوة إلا بالله " قال الحسين بن خالد. ومد يده إلى وقال عليه السلام: خاتمي
خاتم أبي، ونقش خاتم أبي جعفر الثاني عليه السلام " حسبي الله حافظي " هكذا كان على
خاتم أبي جعفر عليه السلام، وعلى خاتم أبي الحسن الثالث عليه السلام " الله الملك " (1).
30 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام عن جده الصادق عليهما السلام قال: كان نقش أبي
محمد بن علي الباقر عليه السلام " ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن
وبالحسين والحسن (2) ".
31 - عنه مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام قال:
قلت له: إنا روينا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كان يستنجى وخاتمه في إصبعه، وكذلك كان
يفعل أمير المؤمنين، عليه السلام نقش خاتم النبي " محمد رسول الله صلى الله عليه وآله " قال: صدقوا قلت:
وكذلك ينبغي لنا أن نفعل؟ قال: لا؟ إن أولئك كانوا يتختمون في اليد اليمنى و
إنكم أنتم تتختمون في اليد اليسرى، قال: فسكت (3).
3 -
(باب الحمام)
32 - الكليني باسناده، عن علي بن الحكم، وعلي بن حسان، عن سليمان الجعفري
عن أبي عليه السلام قال: الحمام يوم ويوم لا، يكثر اللحم وإدمانه في كل يوم يذيب

(1) مكارم الأخلاق: 103.
(2) مكارم الأخلاق: 104.
(3) مكارم الأخلاق: 105.
368

شحم الكليتين (1).
33 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن
سليمان الجعفري قال: مرضت حتى ذهب لحمي، فدخلت على الرضا صلوات الله عليه
فقال: أيسرك أن يعود إليك لحمك، قلت: بلي قال: ألزم الحمام غبا فإنه يعود
إليك لحمك، وإياك أن تدمنه فان إدمانه يورث السل (2).
34 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغسلوا رؤسكم بطين مصر فإنه يذهب بالغيرة
ويورث الدياثة (3).
35 - الصدوق قال: حدثني أبي رضي الله عنه، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد رضي الله عنهما قال: حدثنا محمد بن يحيي العطار، وأحمد بن إدريس جميعا، عن
محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عن
بكر بن صالح، عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قلموا أظفاركم يوم
الثلاثاء، واستحموا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، و
تطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (4).
36 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: لا باس أن يتدلك الرجل في
الحمام بالسويق والدقيق والنخالة، ولا باس أن يتدلك بالملتوت بالزيت، وليس
فيما ينفع البدن إسراف، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن (5).
37 - عنه مرسلا عن الرضا قال: من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص، فلا
يلومن إلا نفسه (6).

(1) الكافي: 6 - 496.
(2) الكافي: 6 - 497.
(3) الكافي: 6 - 501.
(4) عيون الأخبار: 1 - 279.
(5) مكارم الأخلاق: 62.
(6) مكارم الأخلاق: 68.
369

4 -
(باب الفرش)
38 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن عبد الله بن المغيرة قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال قائل لأبي
جعفر عليه السلام: يجلس الرجل على بساط فيه تماثيل؟ فقال: الأعاجم تعظمه وإنا
لنمتهنه (1).
39 - عنه عن محمد بن يحيي، عن العمر كي بن علي، عن علي بن جعفر قال: سألت أبا
الحسن صلوات الله عليه عن الفراش الحرير ومثله من الديباج والمصلى الحرير هل
يصلح للرجل النوم عليه والاتكاء والصلاة؟ فقال: يفرشه ويقوم عليه ولا يسجد عليه (2)
5 -
(باب الخضاب)
40 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن
الجهم، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام وقد اختضب بالسواد فقلت: أراك قد اختضبت
بالسواد فقال: إن في الخضاب أجرا والخضاب والتهيئة مما يزيد الله عز وجل في
عفة النساء ولقد ترك النساء عفة بترك أزواجهن لهن التهيئة، قال: قلت بلغنا
أن الحناء يزيد في الشيب قال: أي شئ يزيد في الشيب الشيب يزيد في كل يوم (3).
41 - الطبرسي مرسلا عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على
أبي الحسن عليه السلام وهو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسواد،
قال: إن في الخضاب أجرأ، إن الخضاب والتهيئة مما يزيد في عفة النساء، ولقد

(1) الكافي: 6 - 477.
(2) الكافي: 6 - 477.
(3) الكافي: 6 - 480.
370

ترك النساء العفة لترك أزواجهن التهيئة لهن (1).
42 - عنه قال: من كتاب المحاسن، عن إسماعيل بن يوشع قال: قلت للرضا
عليه السلام: إن فتاة قد ارتفعت علتها، قال: أخضبت رأسها بالحناء، فان الحيض سيعود
إليها، قال: ففعلت ذلك، فعاد إليها الحيض (2).
43 - عنه مرسلا عن أبي الحسن قال: في الخضاب ثلاث خصال: هيبة في الحرب،
ومحبة إلى النساء، ويزيد في الباه (3).
44 - عنه مرسلا عن الحسن بن الجهم قال: قلت لعلي بن موسى عليه السلام: خضبت،
قال: نعم بالحناء، والكتم، أما علمت أن في ذلك لأجرا، إنها تحب أن ترى منك
مثل الذي تحب أن ترى منها - يعنى المرأة في التهيئة - ولقد خرجن النساء من
العفاف إلى الفجور ما أخرجهن إلا قلة تهيئ أزواجهن (4).
45 - عنه قال: ومن كتاب اللباس، عن علي بن موسى عليه السلام قال: يكره أن
يختضب الرجل وهو جنب وقال عليه السلام: من اختضب وهو جنب أو أجنب في خضابه
لم يؤمن عليه أن يصيبه الشيطان بسوء (5).
46 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: السداب يزيد في العقل غير أنه ينثر
ماء الظهر (6).
47 - عنه قال: من كتاب اللباس عن علي بن موسى عليهما السلام قال: يكره أن
يختضب الرجل وهو جنب (7).

(1) مكارم الأخلاق: 89.
(2) مكارم الأخلاق: 90.
(3) مكارم الأخلاق: 91.
(4) مكارم الأخلاق: 91.
(5) مكارم الأخلاق: 93.
(6) مكارم الأخلاق: 205.
(7) مكارم الأخلاق: 93.
371

6 -
(باب)
* (قص الأظفار) *
48 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط
عن خلف قال: رآني أبو الحسن عليه السلام بخراسان وأنا اشتكي عيني، فقال: ألا أدلك
على شئ إن فعلته لم تشتك عينك، فقلت، بلى، فقال: خذ من أظفارك في كل خميس،
قال: ففعلت، فما اشتكت عيني إلى يوم أخبرتك (1).
7 -
(باب)
* (الطيب والمسك) *
49 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، والحسين بن محمد، عن
معلى بن محمد عن الوشاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كانت لعلي بن الحسين
عليهما السلام إشبيدانة رصاص معلقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه، وتناولها
وأخرج منها فتمسح به (2).
50 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، عن أبي الحسن الرضا قال: الطيب من أخلاق الأنبياء (3).
51 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن أبي
الحسن عليه السلام قال: لا ينبغي للرجل أن يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه
فيوم ويوم لا، فإن لم يقدر ففي كل جمعة ولا يدع (4).

(1) الكافي: 6 - 491.
(2) الكافي: 6 - 514 ومكارم الأخلاق: 44 وفيه " مشكدانة ".
(3) الكافي: 6 - 510.
(4) الكافي: 6 - 510 والخصال: 392 والعيون: 1 - 259.
372

52 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال لي حبيبي جبرئيل عليه السلام: تطيب يوما فيوما لا، ويوم
الجمعة لابد منه، ولا تترك له (1).
53 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: أمرني
أبو الحسن الرضا عليه السلام فعملت له دهنا فيه مسك وعنبر، فأمرني أن أكتب في قرطاس
آية الكرسي وأم الكتاب والمعوذتين وقوارع من القرآن وأجعله بين الخلاف
والقارورة، ففعلت ثم أتيته به فتغلف به وأنا أنظر إليه (2).
54 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السلام: ينبغي للرجل أن لا يدع أن
يمس شيئا من الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر فيوم ويوم لا، وإن لم يقدر ففي كل جمعة
لا يدع ذلك (3).
55 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن سليمان الرازي
قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: قلت: كيف كان أول الطيب؟ فقال لي، ما يقول من
قبلكم فيه، قلت يقولون: إن آدم لما هبط بأرض الهند، بكى على الجنة سالت
دموعه، فصارت عروقا في الأرض فصارت طيبا.
فقال: ليس كما يقولون: ولكن حواء كانت تغلف قرونها من أطراف شجرة
الجنة، فلما هبطت إلى الأرض وبليت بالمعصية رأت الحيض. فأمرت بالغسل فنقضت
قرونها، فبعث الله عز وجل ريحا طارت به وحفظته، فذرت حيث شاء الله عز وجل،
فمن ذلك الطيب (4).
56 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: حباني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بالورد بكلتا يديه، فلما أدنيته إلى أنفي قال: إنه سيد ريحان الجنة

(1) الكافي: 6 - 511.
(2) الكافي: 6 - 516.
(3) الفقيه: 1 - 276.
(4) عيون الأخبار: 1 - 287.
373

بعد الآس (1)
57 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: كان يعرف موضع جعفر عليه السلام في
المسجد بطيب ريحه وموضع سجوده (2).
58 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: من أخلاق الأنبياء عليهم السلام التطيب (3).
8 -
(باب)
* (سعة المنزل) *
59 - البرقي عن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، قال: إن أبا الحسن
عليه السلام اشترى دارا وأمر مولى له يتحول إليها، وقال: إن منزلك ضيق، فقال:
قد أجزأت هذه الدار لأبي، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن كان أبوك أحمق فتبغي أن تكون
مثله (4).
60 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب،
عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: العيش
السعة في المنازل والفضل في الخدم (5).
61 - الكليني عن منصور بن العباس، عن سعيد، عن غير واحد أن أبا الحسن
عليه السلام سئل عن فضل عيش الدنيا، قال: سعة المنزل وكثرة المحبين (6).
62 - الطبرسي قال وسئل أبو الحسن عليه السلام عن أفضل عيش في الدنيا؟ قال:
سعة المنزل وكثرة المحبين (7).

(1) عيون الأخبار: 2 - 40.
(2) مكارم الأخلاق: 44.
(3) مكارم الأخلاق: 44.
(4) المحاسن: 611.
(5) الكافي: 6 - 526.
(6) الكافي: 6 - 526.
(7) مكارم الأخلاق: 143.
374

63 - قال: وعنه عليه السلام، أيضا، قال: العيش بالسعة في المنازل، والفضل في
الخدم (1).
9 -
(باب الكحل)
64 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن
الجهم قال: أراني أبو الحسن عليه السلام، ميلا من حديد ومكحلة من عظام فقال: هذا
كان لأبي الحسن فاكتحل به، فاكتحلت (2).
65 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: من أصابه ضعف في بصره، فليكتحل
سبعة مراود عند منامه من الإثمد، أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى، فإنه ينبت
الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة (3).
66 - عنه قال: عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: أراني عليه السلام ميلا
من حديد فقال: كان هذا لأبي الحسن عليه السلام فاكتحل به فاكتحلت (4).
67 - عنه قال: عن نادر الخادم، عن عليه السلام، أنه قال لبعض من معه اكتحل،
فعرض أنه لا يحب الزينة في المنزل، فقال: اتق الله واكتحل ولا تدع الكحل، قال:
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل، فليس عليه
شئ (5).
10 -
(باب الشعر)
68 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن

(1) مكارم الأخلاق: 143.
(2) الكافي: 6 - 494.
(3) مكارم الأخلاق: 48.
(4) مكارم الأخلاق: 59.
(5) مكارم الأخلاق: 49.
375

خلاد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: ثلاث من عرفهن لم يدعهن: جز الشعر، وتشمير
الثياب، ونكاح الإماء (1).
69 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر قال: قلت: لأبي الحسن عليه السلام، إن أصحابنا يروون أن حلق الرأس في غير
حج ولا عمرة مثلة فقال: كان أبو الحسن عليه السلام، إذا قضا مناسكه عدل إلى قرية يقال
لها: سايه فحلق (2).
70 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله. عن أبي أيوب
المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: الشيب في مقدم
الرأس يمن وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب شجاعة، وفي القفا شوم (3).
71 - علي بن شعبة - رحمه الله - مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: ثلاث من سنن
المرسلين: العطر وإحفاء الشعر، وكثرة الطروقة (4).
72 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام، قال: أربع من أخلاق الأنبياء:
التطيب والتنظف بالموسى وحلق الجسد بالنورة وكثرة الطروقة (5).
73 - عنه مرسلا عن يحيي بن حماد، عن سليمان بن يحيي، قال: تهيا الرضا
عليه السلام يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه، فدعا بالمشط وجعل يمشط،
ثم قال: يا سليمان أخبر أبى عن آبائه عليهم السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من أمر
المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا (6).
74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن (7).

(1) الكافي: 6 - 484.
(2) الكافي: 6 - 686.
(3) الكافي: 6 - 693 والخصال: 235.
(4) تحف العقول: 326.
(5) مكارم الأخلاق: 69.
(6) مكارم الأخلاق: 80.
(7) مكارم الأخلاق: 69.
376

11 -
75 - الطبرسي مرسلا عن ياسر الخادم عنه، عليه السلام قال: كان عليه السلام يدخل
المتوضأ في خف صغير (1).
12 -
(باب)
* (الديك والحمام والدابة) *
76 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عمن
أخبره عن ابن طيفور المتطبب قال: سألني أبو الحسن عليه السلام أي شئ تركب؟ قلت:
حمارا فقال: بكم ابتعته،، قلت: بثلاثة عشر دينارا فقال: إن هذا هو السرف أن
تشترى حمارا بثلاثة عشر دينارا وتدع برذونا.
قلت: يا سيدي إن مؤونة البرذون أكثر من مؤنة الحمار قال: فقال: إن الذي
يمون الحمار يمون البرذون، ما علمت أن من ارتبط دابة متوقعا به أمرنا ويغيظ
به عدونا وهو منسوب إلينا أدر الله رزقه، وشرح صدره وبلغه أمله، وكان عونا على
حوائجه (2).
77 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول:
أهدي أمير المؤمنين عليه السلام، إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أربعة أفراس من اليمن فقال: سمها لي
فقال: هي ألوان مختلفة قال: ففيها وضح؟ فقال: نعم، فيها أشقر به وضح قال: فأمسكه
علي، قال: وفيها كميتان أوضحان فقال: أعطهما ابنيك قال: والرابع أدهم بهيم

(8) مكارم الأخلاق: 138.
(9) الكافي: 6 - 535.
377

قال: بعه واستخلف به نفقة لعيالك إنما يمن الخيل في ذوات الأوضاح (1).
78 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا، عن ابن
أبي نصر قال: سال رجل الرضا عليه السلام عن الزوج من الحمام يفرخ عنده يتزوج الطير
أمه وابنته قال: لا باس بما كان بين البهائم (2).
79 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن حمويه، عن محمد بن عيسى اليقطيني قال: قال الرضا عليه السلام:
في الديك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم السلام: معرفته بأوقات الصلوات
والغيرة، والسخاء، والشجاعة، وكثرة الطروقة (3).
80 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أطفئوا
المصابيح، لا تجرها الفويسقة، فتحرق البيت وما فيه (4).
81 - عنه مرسلا قال أبو الحسن عليه السلام: لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من
ثلاثة وهن عمار البيت: الهرة، والحمام، والديك، فإن كان مع الديك أنيسة فلا
باس بذلك، لمن لا يقدرها (5).
82 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: على كل منخر من الدواب شيطان، فإذا
أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله عز وجل (6).

(1) الكافي: 6 - 535.
(2) الكافي: 5686.
(3) الخصال: 298 والعيون: 1 - 277.
(4) مكارم الأخلاق: 166،
(5) مكارم الأخلاق: 167.
(6) مكارم الأخلاق: 303.
378

(كتاب الجهاد والمرابطة)
1.
(باب)
* (فضل الجهاد) *
1 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن محمد بن عبد الله، ومحمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف
عن صفوان بن يحيي، عن عبد الله بن المغيرة قال: قال محمد بن عبد الله للرضا صلوات الله
عليه وأنا أسمع: حدثني أبي عن أهل بيته، عن آبائه عليهم السلام، أنه قال لبعضهم: إن
في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين وعدوا يقال له: الديلم، فهل من جهاد أو هل
من رباط؟
فقال: عليكم بهذا البيت فحجوه فأعاد عليه الحديث، فقال: عليكم بهذا
البيت فحجوه، أما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر
أمرنا، فان أدركه كان كمن شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدرا، وإن مات منتظرا لأمرنا كان
كمن كان مع قائمنا عليه السلام، هكذا في فسطاطه - وجمع بين السبابتين - ولا أقول هكذا
وجمع بين السبابة والوسطى - فان هذه أطول من هذه فقال أبو الحسن عليه السلام:
صدق (1).
2 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن
سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: " والله لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش " قال: في سبيل الله (2).

(1) الكافي: 5 - 22.
(2) الكافي: 5 - 53.
379

3 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل يبغض رجلا يدخل عليه في بيته ولا يقاتل (1).
4 - عنه باسناده عن الرضا عن علي عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أمرت أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها فقد حرم علي دمائهم وأموالهم (2)
5 - عنه عن الرضا قال: وحرم الله الفرار من الزحف لما فيه من الوهن في
الدين والاستخفاف بالرسل، والأئمة العادلة وترك نصرتهم على الأعداء، والعقوبة لهم
على إنكار ما دعوا إليه من الاقرار بالربوبية وإظهار العدل وترك الجور وإماتة
الفساد، لما في ذلك من جرأة العدو على المسلمين وما يكون في ذلك من السبي
والقتل وإبطال دين الله عز وجل وغيره من الفساد (3).
6 - عنه قال: أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى،
عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك إن
رجلا من مواليك بلغه أن رجلا يعطي السيف والفرس في السبيل، فاتاه فأخذهما منه
ثم لقاه أصحابه فأخبره أن السبيل مع هؤلاء لا يجوز وأمروه بردهما.
قال: فليفعل قال: قد طلب الرجل فلم يجده وقيل له قد شخص الرجل،
قال فليرابط، ولا يقاتل قال له: ففي مثل قزوين والديلم وعسقلان وما أشبه هذه
الثغور فقال: نعم فقال له: يجاهد؟ فقال: لا إلا أن يخاف على ذراري المسلمين
أرأيتك، لو أن الروم دخلوا على المسلمين لم ينبغ لهم أن يبايعوهم، قال: يرابط
ولا يقاتل، فان خاف على بيضة الاسلام والمسلمين قاتل، فيكون قتاله لنفسه ليس
للسلطان قال: قلت: فان جاء العدو إلى الموضع الذي هو فيه مرابط كيف يصنع؟
قال: يقاتل عن بيضة الاسلام لا عن هؤلاء لان في دروس الاسلام دروس ذكر محمد

(1) عيون الأخبار: 2 - 28.
(2) عيون الأخبار: 2 - 66.
(3) عيون الأخبار: 2 - 92.
380

صلى الله عليه وآله وسلم (1).
7 - الطوسي باسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن قول أمير المؤمنين عليه السلام لألف ضربة بالسيف أهون من
موت على فراش فقال: في سبيل الله (2).
8 - عنه باسناده عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى، عن أبي الحسين الرازي
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام: قال: أتي رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بدينارين فقال:
يا رسول الله أريد أن أحمل بهما في سبيل الله قال: ألك والدان أو أحدهما؟ قال: نعم
قال: اذهب فأنفقهما على والديك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل الله، فرجع
ففعل، فاتاه بدينارين آخرين قال: قد فعلت وهذان ديناران أريد أن أحمل بهما في
سبيل الله.
قال: ألك ولد؟ قال: نعم قال عليه السلام: فاذهب فأنفقهما على ولدك فهو خير لك
أن تحمل بهما في سبيل الله، فرجع ففعل فاتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول الله
قد فعلت وهذان ديناران آخران أريد أن أحمل بهما في سبيل الله فقال: ألك زوجة؟
قال: نعم قال أنفقهما على زوجتك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل الله.
فرجع فاتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول الله، قد فعلت، وهذان ديناران
أريد أن يحمل بهما في سبيل الله فقال: ألك خادم، قال نعم، قال: اذهب فأنفقهما
على خادمك فهو خير لك من أن تحمل بهما في سبيل الله ففعل، فاتاه بدينارين
آخرين، فقال: يا رسول الله، وهذه ديناران أحمل بهما في سبيل الله فقال: احملهما
واعلم بأنهما ليسا بأفضل ديناريك (3).

(1) علل الشرايع: 2 - 291 والكافي: 5 - 21.
(2) التهذيب: 6 - 123.
(3) التهذيب: 6 - 171.
381

2 -
(باب)
* (قتال أهل الضلال) *
9 - الطوسي باسناده عن محمد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سألت الرضا عليه السلام
عن قوم من العدو صالحوا ثم خفروا، ولعلهم إنما خفروا لأنه لم يعدل عليهم،
أيصلح أن يشتري من سبيهم؟ قال: إن كان من عدو قد استبان عداوتهم فاشتر منه،
وإن كان قد نفروا أو ظلموا فلا تبتع من سبيهم (1).
10 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكر له رجل من بني فلان فقال: إنما نخالفهم إذا كنا
مع هؤلاء الذين خرجوا بالكوفة، فقال قاتلهم، فإنما ولد فلان مثل الترك والروم
وإنما هم ثغر من ثغور العدو فقاتلهم (2).
3 -
(باب)
* (الامر بالمعروف والنهى عن المنكر) *
11 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن عيسى
عن محمد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
إذا أمتي تواكلت الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. فليأذنوا بوقاع من الله
تعالى (3).

(1) التهذيب: 6 - 162.
(2) التهذيب: 6 - 144.
(3) الكافي: 5 - 59 والتهذيب: 6 - 177.
382

12 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عمن ذكره
عن الرضا عليه السلام عن الرجل يكون في السفر ومعه جارية له، فيجئ قوم يريدون أخذ
جاريته أيمنع جاريته من أن تؤخذ، وإن خاف على نفسه القتل؟ قال: نعم، قلت:
وكذلك إن كانت معه امرأة قال: نعم، قلت: وكذلك الام والبنت وابنة العم والقرابة
يمنعهن وإن خاف على نفسه القتل؟ قال: نعم، قلت، وكذلك المال يريدون أخذه
في سفر فيمنعه وإن خاف القتل؟ قال: نعم (1).

(1) الكافي: 5 - 52.
383

(كتاب الحدود)
1 -
(باب)
* (حد المحارب والسارق) *
1 - الكليني عن علي عن أبيه، عن عمر وبن عثمان، عن عبيد الله بن إسحاق المدائني
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سئل عن قول الله عز وجل: " إنما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا " الآية فما الذي إذا فعله
استوجب واحدة من هذه الأربع؟
فقال: إذا حارب الله ورسوله، وسعى في الأرض فسادا، فقتل، قتل به، وإن
قتل وأخذ المال قتل وصلب، وإن أخذ المال، ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف
وإن شهر السيف، فحارب الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا ولم يقتل ولم يأخذ المال
ينفى من الأرض.
قلت: كيف ينفى وما حد نفيه؟ قال: ينفى من المصر الذي فعل فيه ما فعل إلى
مصر غيره، ويكتب إلى أهل ذلك المصر أنه منفي فلا تجالسوه ولا تبايعوه ولا تناكحوه
ولا تؤاكلوه، ولا تشاربوه، فيفعل ذلك به سنة، فان خرج من ذلك المصر إلى غيره
كتب إليهم بمثل ذلك حتى تتم السنة، قلت: فان توجه إلى أرض الشرك ليدخلها
قال: إن توجه إلى أرض الشرك ليدخلها قوتل أهلها (1).
2 - عنه عن علي عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن سليمان، عن عبيد الله
ابن إسحاق، عن أبي الحسن عليه السلام، مثله إلا أنه قال في آخره: يفعل به ذلك سنة

(1) الكافي: 7 - 246 والتهذيب: 10 - 133.
384

فإنه سيتوب قبل ذلك وهو صاغر، قال: قلت: فان أم أرض الشرك يدخلها قال:
يقتل (1).
3 - الصدوق قال: روي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: لا يزال العبد
يسرق حتى إذا استوفى دية يده أظهره عز وجل عليه (2).
4 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان
أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب
مسائله: حرم قتل النفس لعلة فساد الخلق في تحليله لو أحل، وفنائهم وفساد
التدبير (3).
2 -
(باب)
* (حد الزاني) *
5 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام قال: وحرم الزنا لما فيه من الفساد من
قتل النفس، وذهاب الأنساب وترك التربية للأطفال، وفساد المواريث، وما أشبه
ذلك من وجوه الفساد (4).
6 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان
أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:
حرم الله عز وجل قذف المحصنات لما فيه من فساد الأنساب ونفى الولد، وإبطال المواريث

(1) الكافي: 7 - 49.
(2) الفقيه: 4 - 43.
(3) علل الشرايع: 2 - 104.
(4) عيون الأخبار: 2 - 92 والعلل: 2 - 165.
385

وترك التربية وذهاب المعارف وما فيه من المساوي والعلل التي تؤدي إلى فساد
الخلق (1).
7 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن العباس، قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمد بن سنان
أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: جعلت شهادة أربعة في الزنا
واثنان في ساير الحقوق لشدة حصب المحصن لان فيه القتل، فجعلت الشهادة فيه
مضاعفة مغلظة، لما فيه من قتل نفسه، وذهاب نسب ولده ولفساد الميراث (2).
8 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال حدثنا القسم بن الربيع الصحاف،
عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:
علة ضرب الزاني على جسده باشد الضرب، لمباشرة الزنا واستلذاذ الجسد كله به،
فجعل الضرب عقوبة له وعبرة لغيره وهو أعظم الجنايات، (3)
9 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف
عن محمد بن سنان عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من
جواب مسائله: علة تحريم الذكران للذكران، والإناث للإناث، لما ركب في إناث وما طبع
عليه الذكران، ولما في إتيان الذكران الذكران، والإناث الإناث من انقطاع النسل
وفساد التدبير وخراب الدنيا، (4)
10 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل، عن زكريا

(1) علل الشرايع: 2 - 165.
(2) علل الشرايع: 6 - 196.
(3) علل الشرايع: 2 - 233.
(4) علل الشرايع: 2 - 234.
386

ابن آدم قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل وطئ جارية امرأته ولم تهبها له قال:
هو زان عليه الرجم. (1)
3 -
(باب) * (حد من يأتي البهيمة) *
11 - الكليني - رحمه الله - عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن بعض
أصحابه، عن يونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام: والحسين بن
خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام وصباح الحذاء، عن إسحاق بن عمار عن أبي
إبراهيم عليه السلام في الرجل يأتي البهيمة، فقالوا جميعا إن كانت البهيمة للفاعل ذبحت
فإذا ماتت أحرقت بالنار ولم ينتفع بها، وضرب هو خمسة وعشرون سوطا ربع
حد الزاني.
وإن لم تكن البهيمة له قومت فاخذ ثمنها منه ودفع إلى صاحبها، وذبحت
وأحرقت بالنار ولم ينتفع بها وضرب خمسة وعشرون سوطا، فقلت، وما ذنب البهيمة؟
فقال: لا ذنب لها ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعل هذا وأمر به لكيلا يجتري الناس
بالبهائم وينقطع النسل، (2)
4 -
(باب)
* (المرتد) *
12 - الطوسي باسناده عن الحسين بن سعيد قال قرأت بخط رجل إلى أبى
الحسن الرضا عليه السلام: رجل ولد على الاسلام، ثم كفر وأشرك، وخرج عن الاسلام

(1) التهذيب: 1 - 14 والاستبصار: 4 - 206.
(2) الكافي: 7 - 204 والتهذيب: 10 - 60 والاستبصار: 4 - 222.
387

هل يستتاب، أو يقتل ولا يستتاب فكتب: يقتل فاما المرأة إذا ارتدت فإنها لا تقتل
على كل حال، بل تخلد السجن إن لم ترجع إلى الاسلام، (1)
5 -
(باب)
* (النوادر) *
13 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن عمر الحلال قال: قال: ياسر، عن بعض الغلمان عن أبي الحسن عليه السلام، أنه قال: لا يزال
العبد يسرق حتى إذا استوفي ثمن يده أظهرها الله عليه (2).
14 - عنه عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: شتم رجل، على عهد جعفر بن محمد عليهما السلام رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فاتي به عامل المدينة فجمع الناس فدخل عليه أبو عبد الله عليه السلام، وهو
قريب العهد بالعلة، وعليه رداء له مورد، فأجلسه في صدر المجلس واستأذنه في الاتكاء
وقال لهم: ما ترون؟
فقال له عبد الله بن الحسن، والحسن بن زيد، وغيرهما نرى أن يقطع لسانه،
فالتفت العامل إلي ربيعة الرأي وأصحابه فقال، ما ترون، فقال: يؤدب، فقال له
أبو عبد الله عليه السلام سبحان الله فليس بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أصحابه فرق، (3)

(1) الاستبصار: 4 - 254.
(2) الكافي: 7 - 260.
(3) الكافي: 7 - 266.
388

كتاب الديات
1 -
(باب)
* (دية الأعضاء) *
1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعدة من
أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن يونس أنه عرض على أبي الحسن
الرضا عليه السلام كتاب الديات، وكان فيه في ذهاب السمع كله ألف دينار، والصوت كله
من الغنن والبحح ألف دينار، وشلل اليدين كلتيهما والشلل كله ألف دينار، وشلل
الرجلين ألف دينار، والشفتين إذا استوصلتا ألف دينار، والظهر إذا حدب ألف دينار
والذكر إذا استوصل ألف دينار، والبيضتين ألف دينار، وفي صدغ الرجل إذا أصيب
فلم يستطع أن يلتفت الا ما انحرف الرجل نصف الدية خمسمائة دينار، وما كان
دون ذلك فبحسابه، (1)
2 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، وعن أبيه عن
ابن فضال جميعا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال يونس: عرضت عليه الكتاب،
فقال، هو صحيح وقال ابن فضال: قضي أمير المؤمنين عليه السلام إذا أصيب الرجل
في إحدى عينيه فإنها تقاس ببيضته تربط على عينيه المصابة، وينظر ما ينتهى بصر
عينه الصحيحة، ثم تغطي عينه الصحيحة وينظر ما تنتهي عينه المصابة، فيعطى ديته
من حساب ذلك.
والقسامة مع ذلك من الستة الاجزاء على قدر ما ما أصيبت من عينه، فإن كان
سدس بصره فقد حلف هو وحده، وأعطى وإن كان ثلث بصره، حلف هو وحلف

(1) الكافي: 7 - 311 والتهذيب: 10 - 255.
389

معه رجل وآخر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثي
بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة نفر، وإن كان أربعة أخماس بصره، حلف هو وحلف
معه أربعة نفر.
وإن كان بصره كله حلف هو، وحلف معه خمسة نفر، وكذلك القسامة، كلها
في الجروح، وإن لم يكن للمصاب بصره من يحلف معه ضوعفت عليه الايمان إن
كان سدس بصره حلف مرة واحدة، وإن كان ثلث بصره حلف مرتين، وإن كان أكثر
على هذا الحساب، وإنما القسامة على مبلغ منتهى بصره.
وإن كان السمع فعلى نحو من ذلك غير أنه يضرب له بشئ حتى يعلم منتهى
سمعه. ثم يقاس ذلك والقسامة على نحو ما ينقص من سمعه، فإن كان سمعه كله،
فخيف منه فجور، فإنه يترك حتى إذا استقل نوما صيح به، فان سمع قاس بينكم
الحاكم برأيه.
وإن كان النقص في العضد والفخذ، فإنه يعلم قدر ذلك يقاس رجله الصحيحة
بخيط، ثم يقاس رجله المصابة، فيعلم قدر ما نقصت رجله، أو يده، فان أصيب الساق
أو الساعد، فمن الفخذ والعضد يقاس، وينظر الحاكم قدر فخذه، (1)
3 - الطوسي باسناده، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ظريف بن ناصح، وروى
أحمد بن محمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن علي بن فضال، عن
ظريف ابن ناصح، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن فضال، عن ظريف بن ناصح.
وسهل بن زياد، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح.
ورواه محمد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان الرازي
عن إسماعيل بن جعفر الكندي، عن ظريف بن ناصح قال: حدثني رجل يقال له عبد الله بن
أيوب قال: حدثني أبو عمر والمتطبب قال: عرضت هذه الرواية على أبي عبد الله عليه السلام.

(1) الكافي: 7 - 324 والتهذيب: 10 - 267.
390

وروى علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال، ومحمد بن عيسى، عن يونس جميعا
عن الرضا عليه السلام، قالا: عرضنا عليه الكتاب، فقال: هو نعم حق وقد كان أمير المؤمنين
عليه السلام يأمر عماله بذلك، قال: أفتى عليه السلام، في كل عظم له مخ فريضة مسماة إذا
كسر، فجبر على غير عثم ولا عيب.
فجعل فريضة الدية ستة أجزاء، وجعل في الروح والجنين، والأشفار والشلل
والأعضاء والابهام لكل جزء ستة فرائض، وجعل دية الجنين مائة دينار، وجعل مني
الرجل إلى أن يكون جنينا خمسة أجزاء، فإذا كان جنينا قبل أن تلجه الروح
مائة دينار، فجعل للنطفة عشرين دينارا، وهو الرجل يفرغ عن عرسه، فيلقي النطفة
وهو لا يريد ذلك.
فجعل فيها أمير المؤمنين عليه السلام، عشرين دينارا الخمس، وللعلقة خمسي ذلك
أربعين دينارا وذلك للمرأة أيضا تطرق أو تضرب، فتلقيه، ثم المضغة ستين دينارا
إذا طرحته المرأة أيضا في مثل ذلك، ثم العظم ثمانين دينارا إذا طرحته المرأة، ثم
الجنين أيضا مائة دينار إذا طرقهم عدو، فأسقطن النساء في مثل هذا أوجب على
النساء ذلك من جهة المعقلة مثل ذلك.
فإذا ولد المولود، واستهل - وهو البكاء - فبيتوهم فقتلوا الصبيان ففيهم ألف دينار
للذكر، وللأنثى على مثل هذا الحساب على خمسمائة دينار، وأما المرأة إذا قتلت و
هي حامل متم ولم تسقط ولدها ولم يعلم أذكر هو أم أنثى، ولم يعلم بعدها مات أو قبلها
فديته نصفان نصف دية الذكر ونصف دية الأنثى ودية المرأة كاملة بعد ذلك.
وأفتى في مني الرجل يفرغ عن عرسه فيعزل عنه الماء ولم يرد ذلك، نصف
خمس المائة من دية الجنين عشرة دنانير، وإن أفرغ فيها عشرون دينارا وجعل في قصاص
جراحته، ومعقلته على قدر ديته، وهي مائة دينار، وقضي في دية جراحة الجنين،
من حساب المائة، على ما يرون من جراح الرجل والمرأة كاملة،
وأفتى عليه السلام في الجسد وجعله ستة فرائض، النفس، والبصر، والسمع،
والكلام، والعقل، ونقص الصوت من الغنن والبحح، والشلل في اليدين والرجلين
391

فجعل هذا بقياس ذلك الحكم، ثم جعل مع كل شئ، من هذه قسامة على نحو ما
بلغت الدية، والقسامة في النفس جعل على العمد خمسين رجلا، وعلى الخطا
خمسة وعشرين رجلا، على ما بلغت ديته ألف دينار وعلى الجراح بقسامة ستة
نفر.
فما كان دون ذلك فبحسابه على ستة نفر، والقسامة في النفس، والسمع،
والبصر، والعقل، والصوت من الغنن، والبحح، ونقص اليدين، والرجلين، فهذه
ستة أجزاء الرجل، فالدية في النفس ألف دينار، والأنف ألف دينار، والضوء كله
من العينين ألف دينار، والبحح ألف دينار، وشلل اليدين ألف دينار، والرجلين ألف
دينار.
وذهاب السمع كله ألف دينار، والشفتين إذا استوصلتا ألف دينار، والظهر
إذا أحدب ألف دينار، والذكر ألف دينار، واللسان إذا استوصل ألف دينار، والأنثيين
ألف دينار، وجعل عليه السلام دية الجراحة في الأعضاء كلها في الرأس والوجه وسائر الجسد
من السمع والبصر، والصوت، والعقل، واليدين والرجلين في القطع والكسر
والصدغ والبطط والموضحة، والدامية، ونقل العظام والناقبة يكون في شئ من
ذلك.
فما كان من عظم كسر، فجبر على غير عثم ولا عيب لم ينقل منه العظام، فان ديته
معلومة، فإذا أوضح، ولم ينقل منه العظام فدية كسره، ودية موضحته وكل عظم كسر
معلوم، فدية عظامه نصف دية كسره، ودية موضحته ربع دية كسره، مما وارت الثياب
من ذلك غير قصبتي الساعد والأصابع، وفي قرحة لا تبرأ ثلث دية ذلك العضو الذي
هي فيه.
فإذا أصيب الرجل في إحدى عينيه، فإنها تقاس ببيضة تربط على عينه المصابة
وينظر ما ينتهي بصر عينه الصحيحة، ثم تغطي عينه الصحيحة، وينظر ما ينتهي بصر
عينه المصابة، فيعطي ديته من حساب ذلك، والقسامة مع ذلك من الستة أجزاء القسامة
على ستة نفر على قدر ما أصيب من عينه.
392

فإن كان سدس بصره حلف الرجل وحده، وأعطي، وإن كان ثلث بصره حلف
هو وحلف معه رجل آخر، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن كان ثلثي
بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة رجال، وإن كان أربعة أخماس بصره حلف هو وحلف
معه أربعة رجال وإن كان بصره كله حلف هو وحلف معه خمسة رجال ذلك في القسامة في
العينين.
قال: وأفتى عليه السلام، فيمن لم يكن له من يحلف معه، ولم يوثق به على ما
ذهب الثلث حلف مرتين، وإن كان النصف حلف ثلاث مرات، وإن كان الثلثين
حلف أربع مرات وإن كان خمسة أسداس حلف خمس مرات، وإن كان بصره كله
حلف ست مرات ثم يعطى.
وإن أبي أن يحلف لم يعط إلا ما حلف عليه، ووثق منه بصدق، والوالي يستعين
في ذلك بالسؤال والنظر والتثبت في القصاص والحدود، والقود، وإن أصاب سمعه
شئ فعلى نحو ذلك، يضرب له شئ لكي يعلم منتهى سمعه، ثم يقاس ذلك، والقسامة
على نحو ما نقص من سمعه.
فإن كان سمعه كله فعلى نحو ذلك، وإن خيف منه فجور، ترك حتى يغفل
ثم يصاح به، فان سمع عاوده الخصوم إلى الحاكم، والحاكم يعمل فيه برأيه، ويحط
عنه بعض ما أخذ، وإن كان النقص في الفخذ أو في العضد، فإنه يقاس بخيط تقاس
رجله الصحيحة أو يده الصحيحة، ثم يقاس به المصابة فيعلم ما نقص من يده أو
رجله وإن أصيب الساق أو الساعد من الفخذ والعضد يقاس، وينظر الحاكم قدر
فخذه.
وقضى عليه السلام في صدغ الرجل إذا أصيب، فلم يستطع أن يلتفت إلا ما
انحرف الرجل نصف الدية خمسمائة دينار، وما كان دون ذلك، فبحسابه.
وقضى عليه السلام في شفر العين إلا على أن أصيب فشتر، فديته ثلث دية العين، مائة
وستة وستون دينارا وثلثا دينار، وإن أصيب شفر العين الأسفل، فديته نصف دية
393

العين مائتا دينار وخمسون دينارا، فان أصيب الحاجب فذهب شعره كله فديته
نصف دية العين مائتا دينار وخمسون دينارا، فما أصيب منه فعلى حساب ذلك، فان
قطعت روثة الانف فديتها خمسمائة دينار نصف الدية.
وإن أنفذت فيه نافذة، لا تنسد بسهم أو برمح، فديته ثلاثمائة وثلاث وثلاثون
دينارا وثلث، وإن كان نافذة فبرئت والتأمت، فديتها خمس دية روثة الانف مائة
دينار فما أصيب فعلى حساب ذلك، فان كانت النافذة في أحد المنخرين إلى الخيشوم
وهو الحاجز بين المنخرين، فديتها عشر دية روثة الانف لأنه النصف، والحاجز بين
المنخرين خمسون دينارا.
وإن كانت الرمية نفذت في أحد المنخرين والخيشوم إلى المنخر الاخر، فديتها
ستة وستون دينارا، وثلثا دينار، وإذا قطعت الشفة العليا، واستوصلت، فديتها نصف
الدية خمسمائة دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك، فان انشقت فبدا منها الأسنان
ثم دوويت فبرئت والتأمت، فدية جرحها والحكومة فيها خمس دية الشفة مائة دينار
وما قطع منها فبحساب ذلك.
وإن شترت وشينت شينا قبيحا، فديتها مائة دينار وستة وستون دينارا، وثلثا
دينار، ودية الشفة السفلى إذا قطعت واستوصلت ثلثا الدية، كلها ستمائة وستة وستون
دينارا وثلثا دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك، فان انشقت حتى يبدو منها الأسنان
ثم برئت والتأمت مائة دينار، وثلث وثلاثون دينارا وثلث دينار، وإن أصيبت فثنيت
شيئا فاحشا فديتها ثلاثمائة دينار، وثلاث وثلاثون دينارا وثلث دينار وذلك ثلث
ديتها (1).
4 - عنه - رحمه الله - باسناده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال،
ومحمد بن عيسى، عن يونس جميعا عن الرضا عليه السلام ما أفتى به أمير المؤمنين عليه السلام في الديات
فما أفتى به في الجسد وجعله ستة فرائض: النفس، والبصر، والسمع، والكلام، ونقص

(1) التهذيب: 10 - 295.
394

الضوء من العين، البحح والشلل في اليدين والرجلين.
ثم جعل مع كل شئ من هذه قسامة على نحو ما بلغت ديته، والقسامة جعل
في النفس على العمد خمسين رجلا، وجعل في النفس على الخطا خمسة وعشرين رجلا
وعلى ما بلغت ديته من الجوارح ألف دينار ستة نفر، فما كان دون ذلك فبحسابه من
ستة نفر، والقسامة في النفس والسمع والبصر والعقل، والضوء من العين، والبحح ونقص
اليدين والرجلين فهو من ستة أجزاء الرجل.
تفسير ذلك: إذا أصيب الرجل من هذه الاجزاء الستة قيس ذلك، فإن كان
سدس بصره أو سمعه أو كلامه، أو غير ذلك حلف هو وحده، وإن كان ثلث بصره، حلف
هو وحلف منه رجل واحد، وإن كان نصف بصره حلف هو وحلف معه رجلان، وإن
كان ثلثي بصره حلف هو وحلف معه ثلاثة نفر، وإن كان خمسة أسداس حلف هو وحلف
معه أربعة نفر.
وإن كان بصره كله حلف هو وحلف معه خمسة نفر، وكذلك القسامة كلها في
الجروح، فإن لم يكن للمصاب من يحلف معه، ضوعفت عليه الايمان، إن كان سدس
بصره حلف مرة واحدة، وإن كان الثلث حلف عليه مرتين، وإن كان النصف حلف
ثلاث مرات، وإن كان الثلثين حلف أربع مرات، وإن كان خمسة أسداس حلف خمس
مرات، وإن كان كله حلف ستة مرات ثم يعطى (1).
2 -
(باب)
* (دية الصبي) *
5 - الطوسي باسناده عن الصفار، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم الجبلي
عن الحسين بن خالد وغيره عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أيما ظئر قوم قتلت صبيا لهم،
وهي نائمة، فانقلبت عليه فقتلته، فان عليها الدية من مالها خاصة إن كانت إنما ظائرت
طلبا للعز والفخر، وإن كانت إنما ظائرت من الفقر فان الدية على عاقلتها (2).

(1) التهذيب: 10 - 169.
(2) التهذيب: 10 - 223.
395

3 -
(باب)
* (قتيل الزحام) *
6 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسين بن سيف، عن محمد بن
سليمان، عن أبي الحسن الثاني عليه السلام: ومحمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن سليمان
ويونس بن عبد الله قالا سألنا الرضا عليه السلام عن رجل استغاث به قوم، لينقذهم من قوم
يغيرون عليهم ليستبيحوا أموالهم، وليسبوا ذراريهم فخرج الرجل يعدو بسلاحه في جوف
الليل يغيث القوم الذين استغاثوا به، فمر برجل قائم على شفير بئر يستقى منها فدفعه
وهو لا يريد ذلك ولا يعلم.
فسقط في البئر فمات ومضى الرجل، فاستنقذ أموال أولئك القوم الذين استغاثوا
به، فلما انصرف إلى أهله قالوا له: ما صنعت قال: قد انصرف القوم عنهم وأمنوا وسلموا
قالوا له: شعرت أن فلان بن فلان سقط في البئر، فمات قال: أنا والله طرحته، قيل:
وكيف ذلك؟ فقال: إني خرجت أعدو بسلاحي في ظلمة الليل وأنا أخاف الفوت،
على القوم الذين استغاثوا بي، فمررت بفلان وهو قائم يستقئ من البئر فزحمته فلم
أرد ذلك فسقط فمات، فعلى من دية هذا.
فقال: ديته على القوم الذين استنجدوا بالرجل فأنجدهم، وأنقذ أموالهم
ونساءهم وذراريهم، أما أنه لو كان آجر نفسه بأجرة لكانت الدية عليه، وعلى عاقلته
دونهم، وذلك أن سليمان بن داود عليه السلام أتته امرأة عجوز مستعدية على الريح.
فقالت: يا نبي الله إني كنت قائمة على سطح وأن الريح طرحتني من السطح
فكسرت يدي فأقدني من الريح، فدعا سليمان بن داود عليه السلام الريح فقال لها: ما
دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة؟ فقالت: صدقت يا نبي الله إن رب العزة تعالى بعثني
إلى سفينة بني فلان لأنقذها من الغرق، وقد كانت أشرفت على الغرق، فخرجت في
شدتي وعجلتي إلى ما أمرني الله عز وجل به.
396

فمررت بهذه المرأة وهي على سطحها فعثرت بها، ولم أردها، فسقطت فانكسرت
يدها، قال: فقال سليمان بن داود عليه السلام: يا رب بما أحكم على الريح؟ فأوحى الله
عز وجل إليه: يا سليمان أحكم بأرش كسر يد هذه المرأة على أرباب السفينة التي أنقذتها
الريح من الغرق فإنه لا يظلم لدي أحد من العالمين (1).
4 -
(باب)
* (المسلم يقتل الذمي) *
7 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن محمد بن
الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، عن دماء المجوس والجهود والنصارى هل
عليهم وعلى من قتلهم شئ إذا غشوا المسلمين، وأظهروا العداوة لهم؟ قال: لا، إلا
أن يكون متعودا لقتلهم، قال: وسألته عن المسلم هل يقتل باهل الذمة وأهل الكتاب
إذا قتلهم؟ قال: لا، إلا أن يكون متعودا لذلك لا يدع قتلهم، فيقتل وهو صاغر (2).
5 -
(باب النوادر)
8 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن معلي بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد جميعا، عن الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
لعن الله من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لعن الله من
أحدث حدثا أو آوى محدثا. قلت: وما المحدث؟ قال: من قتل (3).
9 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، ومحمد بن عيسى، عن
يونس جميعا قال: عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه السلام على أبي الحسن الرضا

(3) التهذيب: 10 - 203 والكافي: 7 - 369.
(2) الكافي: 7 - 309.
(3) الكافي: 7 - 274.
397

عليه السلام فقال: هو صحيح (1).
10 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن إدريس
قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن محمد بن عيسى بن عبيد
رفعه إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال: لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفى
ثمن دية يده أظهره الله عليه (2).
11 - الصدوق باسناده، عن الرضا، عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال: ورثت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتابين، كتاب الله وكتاب في قراب سيفي: قيل: يا
أمير المؤمنين وما الكتاب الذي في قراب سيفك؟ قال. من قتل غير قاتله أو ضرب غير
ضاربه، فعليه لعنة الله (3).

(1) الكافي: 7 - 330.
(2) عيون الأخبار: 1 - 289.
(3) عيون الأخبار: 2 - 40.
398

(كتاب القضاء والشهادة)
1 -
(باب)
* (من تجوز شهادته) *
1 - الكليني عن محمد بن يحيي، عن محمد بن الحسن، عن علي بن أسباط، عن
محمد بن الصلت قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رفقة كانوا في طريق، فقطع
عليهم الطريق فأخذوا اللصوص، فشهد بعضهم لبعض قال: لا تقبل شهادتهم، إلا
باقرار من اللصوص أو شهادة من غيرهم عليهم (1).
2 - الصدوق قال: وروي عن عبد الله بن المغيرة قال: قلت للرضا عليه السلام: رجل
طلق امرأته وأشهد شاهدين ناصبيين قال: كل من ولد على الفطرة وعرف بالصلاح
في نفسه جازت شهادته (2).
3 - عنه قال: وروى الحسن بن علي الوشا، عن أحمد بن عمر قال: سألته عن
قول الله عز وجل: " ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم " قال: اللذان منكم مسلمان
واللذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجد، من أهل الكتاب، فمن المجوس
لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: سنوا بهم سنة أهل الكتاب، وذلك إذا مات الرجل بأرض
غربة فلم يجد مسلمين يشهدهما، فرجلان من أهل الكتاب (3).

(1) الكافي: 7 - 394 والتهذيب: 6 - 248 والفقيه: 3 - 25.
(2) الفقيه: 3 - 28 والتهذيب: 6 - 283.
(3) الفقيه: 3 - 29.
399

2 -
(باب)
* (شهادة النساء) *
4 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام قال:
قلت له: تجوز شهادة النساء في نكاح أو طلاق، أو في رجم؟ قال: تجوز شهادة النساء
فيما لا يستطيع الرجال أن ينظروا إليه وليس معهن رجل وتجوز شهادتهن في النكاح
إذا كان معهن رجل، وتجوز شهادتهن في حد الزنى إذا كان ثلاثة رجال، وامرأتان
ولا تجوز شهادة رجلين وأربع نسوة في الزنى والرجم، ولا تجوز شهادتهن في الطلاق
ولا في الدم (1).
5 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال، قال علي بن أبي طالب
عليه السلام سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن امرأة قيل. إنها زنت، فذكرت المرأة أنها بكر، فأمرني
النبي أن آمر النساء أن ينظرن إليها، فنظرن إليها فوجدنها بكرا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: ما كنت
لأضرب من عليه خاتم من الله وكان يجيز شهادة النساء في مثل هذا (2).
6 - عنه باسناده عن الرضا قال: وعلة ترك شهادة النساء في الطلاق والهلال
لضعفهن عن الرؤية ومحاباتهن في الطلاق، فلذلك لا يجوز شهادتهن إلا في موضع
ضرورة، مثل شهادة القابلة وما لا يجوز للرجال، أن ينظروا إليه كضرورة تجويز
شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، في كتاب الله عز وجل اثنان ذوي عدل
منكم مسلمين، أو آخران من غيركم كافرين ومثل شهادة الصبيان على القتل إذا لم يوجد
غيرهم (3).
7 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه

(1) الكافي: 7 - 391 والتهذيب: 6 - 264.
(2) عيون الأخبار: 2 - 39.
(3) عيون الأخبار: 2 - 95.
400

إسماعيل بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السلام هل يجوز شهادة النساء في التزويج من
غير أن يكون معهن رجل؟ قال: لا، هذا لا يستقيم (1).
8 - عنه باسناده، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا عليه السلام عن
امرأة ادعى بعض أهلها أنها أوصت عند موتها من ثلثها بعتق رقبة لها، أتعتق ذلك
وليس على ذلك شاهد إلا النساء؟ قال: لا تجوز شهادة النساء في هذا (2).
3 -
(باب النوادر)
9 - الحميري عن البزنطي قال: وسمعت الرضا عليه السلام يقول: قال أبو حنيفة
لأبي عبد الله: تجيزون بشاهد واحد، ويمين؟ قال نعم قضى به رسول الله وقضى به علي عليه
السلام بين أظهركم بشاهد ويمين، فتعجب أبو حنيفة فقال أبو عبد الله: أعجب من هذا
إنكم تقضون بشاهد واحد في مائة شاهد، وتجيزون بشهاداتهم بقوله، فقال له لا. نفعل،
فقال بلى تبعثون رجلا واحدا، فيسأل عن مائة شاهد، فتجيزون شهاداتهم بقوله وإنما
هو رجل واحد، فقال أبو حنيفة: أيش فرق ما بين ظلال المحرم والخباء فقال له أبو -
عبد الله عليه السلام: إن السنة لا تقاس (3).
10 - البرقي عن أبيه وعلي بن عيسى الأنصاري، عن محمد بن سليمان الديلمي،
عن أبي خالد الهيثم الفارسي قال: سئل أبو الحسن الثاني عليه السلام، كيف صار الزوج
إذا قذف امرأته كانت أربع شهادات بالله؟ وكيف لم يجز لغيره، وإذا قذفها غير الزوج
جلد الحد ولو كان أخا أو ولدا؟ - قال: قد سئل جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن هذا
فقال: ألا ترى أنه إذا قذف الزوج امرأته قيل له: وكيف علمت أنها فاعلة؟ قال:
" رأيت ذلك بعيني " كانت شهادته أربع شهادات بالله، وذلك أنه يجوز للزوج أن

(1) التهذيب: 6 - 280 والاستبصار: 3 - 25.
(2) التهذيب: 6 - 280 والاستبصار: 3 - 25.
(3) قرب الإسناد: 211.
401

يدخل المدخل في الخلوة التي لا يجوز لغيره أن يدخلها، ولا يشهدها ولد ولا والد في
الليل والنهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: " رأيت بعيني ".
وإذا قال: " لم أعاين " صار قاذفا في حد غيره، وضرب الحد إلا أن يقيم البينة
وأن غير الزوج إذا قذف وادعى أنه رأى ذلك بعينه قيل له: وأنت كيف رأيت ذلك
بعينك وما أدخلك ذلك المدخل الذي رأيت هذا وحدك، أنت متهم في دعواك وإن
كنت صادقا وأنت في حد التهمة فلا بد من أدبك بالحد الذي أوجبه الله عليك، وإنما
صارت شهادة الزوج أربع شهادات بالله لمكان الأربع الشهداء مكان كل شاهد يمين.
قال: وسألته كيف صارت عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاث أشهر؟ وصار في المتوفى
عنها زوجها أربعة أشهر وعشرا، - قال: أما عدة المطلقة ثلاث حيضات أو ثلاث أشهر
لاستبراء الرحم من الولد، وأما المتوفي عنها زوجها، فان الله شرط للنساء شرطا
فلم يحابهن فيه، وشرط عليهن شرطا فلم يحمل عليهن فيما شرط لهن، بل شرط
عليهن مثل ما شرط لهن، فاما الشرط عليهن فإنه جعل لهن في الايلاء أربعة أشهر،
لأنه علم أن ذلك، غاية صبر النساء. فقال في كتابه: " للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر " فلم يجز للرجال أكثر من أربعة أشهر في الايلاء، لأنه علم أن ذلك غاية
صبر النساء عن الرجال وأما ما شرط عليهن، فقال: " عدتهن أربعة أشهر وعشرا " يعنى
إذا توفى عنها زوجها، فأوجب عليها إذا أصيبت بزوجها وتوفى عنها مثل ما أوجب لها
في حياته إذا آلى منها، وعلم أن غاية صبر المرأة أربعة أشهر في ترك الجماع، فمن ثم
أوجبه عليها ولها (1).
11 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن
سعد، عن محمد بن القاسم بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته وقلت له: رجل
من مواليك عليه دين لرجل مخالف يريد أن يعسره، ويحبسه، وقد علم أنه ليس عنده
ولا يقدر عليه وليس لغريمه بينة، هل يجوز له أن يحلف له ليدفعه عن نفسه حتى
ييسر الله له، وإن كان عليه الشهود من مواليك قد عرفوا أنه لا يقدر، هل يجوز أن

(1) المحاسن: 302.
402

يشهدوا عليه؟ قال: لا يجوز أن يشهدوا عليه ولا ينوي ظلمه (1).
12 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن الحسين بن علي عليه السلام أنه قال: اختصم
إلى علي بن أبي طالب عليه السلام رجلان أحدهما باع الاخر بعيرا، استثنى الرأس والجلد
ثم بدا له أن ينحره قال: هو شريكه في البعير على قدر الرأس والجلد (2).
13 - الطوسي باسناده عن أبي القاسم بن قولويه عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر
الحميري عن محمد بن الوليد: عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر
أنه لو أفضى إليه الحكم، لأقر الناس على ما في أيديهم، ولم ينظر في شئ إلا بما
حدث في سلطانه، وذكر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم ينظر في حدث أحدثوه، وهم مشركون
وإن من أسلم أقره على ما في يده (3).
14 - عنه باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن محمد بن الوليد قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
إن جعفر بن محمد عليهما السلام قال له أبو حنيفة: كيف، تقضون باليمين مع الشاهد الواحد فقال
جعفر عليه السلام: قضى به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقضى به، علي عليه السلام عندكم، فضحك أبو حنيفة
فقال جعفر عليه السلام: أنتم تقضون بشهادة واحدة شهادة مائة فقال: ما نفعل، فقال: بلى
تشهد مائة فترسلون واحدا يسال عنهم، ثم تجيزون شهادتهم بقوله (4).

(1) الكافي: 7 - 388.
(2) عيون الأخبار: 2 - 43.
(3) التهذيب: 6 - 295.
(4) التهذيب: 6 - 296.
403

(كتاب الايمان والنذور)
1 - البرقي - رحمه الله - عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن
وأحمد بن محمد بن أبي نصر جميعا، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سألته عن الرجل
يستكره على اليمين فيحلف بالطلاق والعتاق وصدقة ما يملك، أيلزمه ذلك؟ فقال:
لا، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وضع عن أمتي ما أكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وما
أخطأوا (1).
2 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: سألته عن رجل حلف وضميره على غير ما حلف،
قال: اليمين على الضمير (2).
3 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا
الحسن عليه السلام عن الرجل يحلف وضميره على غير ما حلف عليه قال: اليمين على
الضمير (3).
4 - عنه عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن رجل حلف في قطيعة رحم، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا نذر
في معصية ولا يمين في قطيعة رحم، قال: وسألته عن رجل أحلفه السلطان بالطلاق وغير
ذلك فحلف قال: لا جناح عليه، وسألته عن رجل يخاف على ماله من السلطان، فيحلف
لينجو به منه؟ قال: لا جناح عليه، وسألته هل يحلف الرجل على مال أخيه كما على
ماله؟ قال: نعم (4).
5 - الصدوق قال: وسال إسماعيل بن سعد أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرجل

(1) المحاسن: 339.
(2) الكافي: 7 - 444.
(3) الكافي: 7 - 444.
(4) الكافي: 7 - 440.
404

يحلف باليمين وضميره على غير ما حلف قال: اليمين على الضمير - يعنى على ضمير
المظلوم (1).
6 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد، رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف عن
محمد بن سنان أن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: العلة في البينة
في جميع الحقوق على المدعي واليمين على المدعى عليه، ما خلا الدم.
لان المدعى عليه جاحد ولا يمكنه إقامة البينة على المجحود، ولأنه مجهول
وصارت البينة في الدم على المدعى عليه واليمين على المدعى لأنه حوط يحتاط به
المسلمون، لئلا يبطل دم امرء مسلم، وليكون ذلك زاجرا وناهيا للقاتل، لشدة إقامة
البينة عليه، لان من شهد على أنه لم يفعل قليل، وأما علة القسامة أن جعل
خمسين رجلا، فلما في ذلك من التغليظ والتشديد والاحتياط لئلا يهدر دم امرئ
مسلم (2).

(1) الفقيه: 3 - 233.
(2) علل الشرايع: 228.
405

(كتاب الوصايا)
1 -
(باب)
* (الاقرار والمرض) *
1 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن الرضا
عليه السلام قال: سألته عن رجل مسافر حضره الموت فدفع مالا إلى رجل من التجار، فقال
له: إن هذا المال لفلان بن فلان، ليس لي فيه قليل ولا كثير، فادفعه إليه، يصرفه
حيث شاء، فمات ولم يأمر فيه صاحبه الذي جعله له بأمر ولا يدري صاحبه ما الذي
حمله على ذلك، كيف يصنع؟ قال: يضعه حيث شاء (1).
2 -
(باب)
* (من أوصى بسهم من ماله) *
2 - الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان قال: سألت الرضا عليه السلام
ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان؟ وأحمد بن محمد بن أبي نصر قالا: سألنا
أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل أوصى بسهم من ماله ولا يدري السهم أي شئ هو؟
فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر، ولا عن أبي جعفر عليهما السلام فيها
شئ، قلنا له: جعلنا فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا من هذا عن آبائك.
فقال: السهم واحد من ثمانية، فقلنا له: جعلنا فداك كيف صار واحدا من ثمانية
فقال: أما تقرء كتاب الله عز وجل، قلت جعلت فداك إني لأقرأه ولكن لا أدري
أي موضع هو؟ فقال: قول الله عز وجل: " إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين

(1) التهذيب: 9 - 160.
406

عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل " ثم عقد بيده
ثمانية قال: وكذلك قسمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ثمانية أسهم، فالسهم واحد من
ثمانية (1).
3 - الطوسي باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر
قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل أوصى بجزء من ماله، فقال: واحد من سبعة
إن الله تعالى يقول: " لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم " قلت فرجل أوصى
بسهم من ماله، فقال: السهم واحد من ثمانية ثم قرأ " إنما الصدقات للفقراء والمساكين "
إلى آخر الآية (2).
4 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن همام الكندي، عن
الرضا عليه السلام في رجل أوصى بجزء من ماله قال: الجزء من سبعة يقول: " لها سبعة أبواب
لكل باب منهم جزء مقسوم " (3).
3 -
(باب)
* (باب من يوصى بوصية مبهمة) *
5 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
أبي جميلة، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الرجل أوصى لرجل بسيف، وكان في جفن
وعليه حلية؟ فقال له الورثة: إنما لك النصل وليس لك المال، قال: فقال: لا، بل
السيف بما فيه له، قال: فقلت: رجل أوصى لرجل بصندوق، وكان فيه مال فقال الورثة:
إنما لك الصندوق، وليس لك المال: قال: فقال أبو الحسن عليه السلام: الصندوق بما فيه
له (4).

(1) الكافي: 7 - 41 ومعاني الأخبار: 216 والتهذيب: 9 - 210.
(2) التهذيب: 9 - 209 والاستبصار: 4 - 132.
(3) التهذيب: 9 - 209 والاستبصار: 4 - 132.
(4) الكافي 7 - 44 والفقيه: 4 - 161 والتهذيب: 9 - 211.
407

4 -
(باب)
* (الوصية لأمهات الأولاد) *
6 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: نسخت من كتاب بخط أبي الحسن عليه السلام فلان مولاك توفي ابن
أخ له، وترك أم ولد له ليس لها ولد، فأوصى لها بألف هل تجوز الوصية، وهل يقع
عليها عتق، وما حالها، رأيك فدتك نفسي؟ فكتب عليه السلام: تعتق في الثلث ولها
الوصية (1).
7 - عنه عن محمد بن يحيي، عمن ذكره، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام في أم
الولد إذا مات عنها مولاها، وقد أوصى لها قال: تعتق في الثلث ولها الوصية (2).
8 - عنه عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن همام، عن أبي
الحسن عليه السلام في رجل أوصى عند موته بمال لذوي قرابته، أو أعتق مملوكا له، وكان
جميع ما أوصى به يزيد على الثلث، كيف يصنع في وصية؟ فقال: يبدأ بالعتق
فينفذه (3).
5 -
(باب)
* (من مات على غير وصية) *
9 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، وغيره، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن إسماعيل بن سعد الأشعري قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل مات بغير
وصية وترك أولادا ذكرانا وإناثا، وغلمانا صغارا، وترك جواري ومماليك، هل

(1) الكافي: 7 - 29 والفقيه: 4 - 160 والتهذيب: 9 - 224.
(2) الكافي: 7 - 29 والتهذيب: 9 - 424.
(3) الكافي: 7 - 17 والفقيه: 4 - 158.
408

يستقيم أن تباع الجواري؟ قال: نعم (1).
6 -
(باب)
* (من كان له ولد ثم نفاه) *
10 - الطوسي باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي
عن سعد بن سعد قال: سألته يعنى أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل كان له ابن يدعيه
فنفاه، وأخرجه من الميراث وأنا وصيه، فكيف أصنع؟ فقال عليه السلام: لزمه الولد لاقراره
بالمشهد لا يدفعه الوصي عن شئ قد علمه (2).
7 -
(باب)
* (وصية أهل الضلال) *
11 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي طالب عبد الله بن الصلت
قال: كتب الخليل بن هاشم إلى ذي الرياستين وهو والى نيسابور: أن رجلا من المجوس
مات وأوصى للفقراء بشئ من ماله، فاخذه قاضي نيسابور، فجعله في فقراء المسلمين،
فكتب الخليل إلى ذي الرياستين بذلك، فسال المأمون عن ذلك، فقال: ليس عندي
في ذلك شئ فسال أبا الحسن عليه السلام، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن المجوسي لم يوص
لفقراء المسلمين ولكن ينبغي أن يؤخذ مقدار ذلك المال من مال الصدقة فيرد على
فقراء المجوس (3).
12 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريان بن شبيب قال: أوصت
ماردة لقوم نصارى فراشين بوصية فقال أصحابنا: أقسم هذا في فقراء المؤمنين من

(1) الكافي: 7 - 66.
(2) التهذيب: 9 - 235 والكافي: 7 - 64.
(3) الكافي: 7 - 16 والتهذيب: 9 - 202.
409

أصحابك، فسالت الرضا عليه السلام قلت: إن أختي أوصت بوصية لقوم نصارى، وأردت
أصرف ذلك إلى قوم من أصحابنا مسلمين، فقال: امض الوصية على ما أوصت به
قال الله تبارك وتعالى: " فإنما إثمه على الذين يبدلونه " (1).
13 - الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله، عنه قال: حدثنا
علي بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، قال: سال بعض القواد أبا الحسن الرضا
عليه السلام عن أكل الطين. وقال: إن بعض جواريه يأكلن الطين فغضب ثم قال: إن أكل
الطين حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير، فإنها هن عن ذلك.
قال: وحدثني ياسر، قال: كان الرضا عليه السلام إذا رجع يوم الجمعة من الجامع
وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه، وقال: " اللهم إن كان فرجي مما أنا فيه بالموت
فعجله إلى الساعة " ولم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض عليه السلام.
قال ياسر، وكتب من نيسابور إلى المأمون أن رجلا من المجوس أوصى عند موته
بمال جليل يفرق في الفقراء والمساكين، ففرقه قاضى نيسابور على فقراء المسلمين،
فقال المأمون للرضا عليه السلام: يا سيدي ما تقول في ذلك؟.
فقال الرضا عليه السلام: إن المجوس لا يتصدقون على فقراء المسلمين، فاكتب إليه
أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين، فيتصدق به على فقراء المجوس، وقال
علي بن إبراهيم بن هاشم: حدثني ياسر، وغيره عن الرضا عليه السلام بأحاديث كثيرة لم
أذكرها لأني سمعتها منذ دهر (2).
8 -
(باب)
* (نوادر الوصية) *
14 - الحميري عن محمد بن عيسى، قال: أتيت أنا ويونس بن عبد الرحمن
باب الرضا عليه السلام، وبالباب قوم قد استأذنوا عليه قبلنا واستاذنا بعدهم وخرج الاذن

(1) الكافي: 7 - 16.
(2) عيون الأخبار: 2 - 15.
410

فقال: ادخلوا وتخلف يونس ومن معه من آل يقطين، فدخل القوم وتخلفنا، لما
لبثوا أن خرجوا وأذن لنا، فدخلنا فسلمنا عليه فرد السلام ثم أمر بالجلوس.
فقال له يونس بن عبد الرحمن: يا سيدي تأذن لي أن أسألك عن مسالة؟
فقال له: سل وقال له يونس: أخبرني عن رجل من هؤلاء مات وأوصى أن يدفع من
ماله فرس وألف درهم، وسيف إلى رجل يرابط عنه، ويقاتل في بعض هذه الثغور،
فعمد الوصي، فدفع ذلك كله إلى رجل من أصحابنا، فاخذه وهولا يعلم أنه لم
يأت لذلك وقت بعد، فما تقول يحل له أن يرابط عن هذا الرجل، في بعض هذه
الثغور أم لا؟
فقال: يرد على الوصي ما أخذ منه ولا يرابط، فإنه لم يأت لذلك وقت بعد
فقال يرده عليه فقال يونس: فإنه لا يعرف الوصي ولا يدري أين مكانه، فقال له
الرضا عليه السلام: يسئل عنه، فقال له يونس بن عبد الرحمن: فقد سئل عنه، فلم يقع عليه
كيف يصنع؟ فقال إن كان هذا فليرابط، ولا يقاتل، فقال يونس: فإنه قد رابط،
وجاءه العدو وكاد أن يدخل عليه في داره فما يصنع يقاتل أم لا؟
فقال له الرضا عليه السلام: إذا كان ذلك كذلك، فلا يقاتل عن هؤلاء، ولكن يقاتل
عن بيضة الاسلام، فان في ذهاب بيضة الاسلام اندراس ذكر محمد عليه السلام، فقال له يونس:
يا سيدي إن عمك زيدا (1) قد خرج بالبصرة وهو يطلبني، ولا آمنه على نفسه فما ترى
لي أخرج إلى البصرة أو أخرج إلى الكوفة؟.
فقل: بل اخرج إلى الكوفة، فإذا قصره إلى البصرة قال: فخرجنا من عنده
ولم نعلم معنى، فإذا حتى وافينا القادسية حتى جاء الناس منهزمين من البصرة يطلبون،
يدخلون البدو وهزم أبو السريا ودخل بأزقة الكوفة واستقبلنا جماعة من الطالبيين
بالقادسية متوجهين نحو الحجاز، فقال لي يونس: فإذا هذا معناه، فصار من الكوفة
إلى البصرة ولم يبدء بسوء (2).

(1) كذا والظاهر أن أخاك زيدا وهذا هو المعروف يزيد النار الذي خرج بالبصرة.
(2) قرب الإسناد: 200.
411

15 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن
إسماعيل عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن رجل حضره الموت فأوصى إلى ابنه
وأخوين شهد الابن وصيته وغاب الاخوان، فلما كان بعد أيام، أبيا أن يقبلا
الوصية مخافة أن يتوثب عليهما ابنه ولم يقدرا أن يعملا بما ينبغي، فضمن لهما ابن
عم لهما وهو مطاع فيهم أن يكفيهما ابنه.
فدخلا بهذا الشرط فلم يكفهما ابنه وقد اشترطا عليه ابنه وقالا: نحن نبرأ
من الوصية ونحن في حل من ترك جميع الأشياء والخروج منه، أيستقيم أن يخليا
مما في أيديهما ويخرجا منه؟ قال: هو لازم لك فارفق على أي الوجوه كان. فإنك
مأجور لعل ذلك يحل بابنه (1).
16 - عنه عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل
عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السلام عن وصي أيتام تدرك أيتامه، فيعرض عليهم أن يأخذوا
الذي لهم، فيأبون عليه، كيف يصنع؟ قال عليه السلام: يرده عليهم ويكرههم على ذلك (2)
17 - الطوسي باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الأشعري
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن مال اليتيم هل للوصي أن يعينه أو
يتجر فيه؟ قال: إن فعل فهو ضامن (3).

(1) الكافي: 7 - 60 والتهذيب: 9 - 234.
(2) الكافي: 7 - 68 والتهذيب: 9 - 240 و 245.
(3) التهذيب: 9 - 241.
412

(كتاب الجنائز)
1 -
(باب الموت)
1 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أو غيره، عن علي بن حديد،
عن الرضا عليه السلام، قال: أكثر من يموت من موالينا بالبطن الذريع (1).
2 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابي الحسن الجرجاني
رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه
عن جده عن الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام، قال: قيل للصادق عليه السلام
صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمه، فينعس لطيبه، وينقطع التعب
والألم كله عنه، وللكافر كلسع الأفاعي ولدغ العقارب. وأشد.
قيل: فان قوما يقولون: إنه أشد من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض.
ورضخ بالأحجار، وتدوير قطب الأرحية على الأحداق، قال: كذلك هو على بعض
الكافرين والفاجرين: ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد، فذلكم الذي هو أشد
من هذا الامر عذاب الآخرة، فإنه أشد من عذاب الدنيا.
قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع، فينطفي وهو يحدث، ويضحك
ويتكلم؟ وفي المؤمنين أيضا من يكون كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي
عند سكرات الموت هذه الشدائد.
فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو تعجيل ثواب، وما كان من شديد
فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيا نظيفا مستحقا للثواب الأبد، لا مانع له دونه
وما كان من سهولة هناك على الكافر، فليوفي أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة،
وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك، فهو ابتداء

(1) الكافي: 3 - 112.
413

عذاب الله له، ذالكم بان الله عدل لا يجور.
قال: وقيل للصادق عليه السلام: أخبرنا عن الطاعون، فقال: عذاب الله لقوم ورحمة
لآخرين، قالوا: وكيف تكون الرحمة عذابا، قال: أتعرفون أن نيران جهنم عذاب
على الكافرين وخزنة جهنم معهم فيه وهي رحمة عليهم (1).
3 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكثروا من ذكرها دم
اللذات (2).
2.
(باب)
* (غسل الميت وتكفينه) *
4 - الصدوق قال: أخبرنا أبي رحمه الله، قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن ربيع الصحاف عن محمد
ابن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام كتب إليه في جواب مسائله:
علة غسل الميت أنه يغسل لان يطهر وينظف من أدناس أمراض، وما أصابه من صنوف
علله، لأنه يلقي الملائكة ويباشر أهل الآخرة، فيستحب إذا ورد على الله عز
وجل وأهل الطهارة ويماسونه ويماسهم، أن يكون طاهرا نظيفا موجها به إلى الله
عز وجل ليطلب وجهه وليشفع له.
وعلة أخرى أنه يقال: يخرج منه الأذى الذي خلق منه، فيكون غسله له
وعلة أخرى اغتسال من غسله أو لامسه، لظاهر ما أصابه من نضح الميت، لان
الميت إذا خرج الروح منه بقي أكثر آفته، فلذلك يتطهر له ويطهر (3).
5 - عنه قال: حدثنا الحسين بن أحمد رحمه الله عن أبيه، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن بن النضر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر،

(1) عيون الأخبار: 1 - 274.
(2) عيون الأخبار: 2 - 70.
(3) علل الشرايع: 1 - 283.
414

فيموت منهم ميت، ومعهم جنب، ومعهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهم أيهم يبدأ
به؟ قال يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا فريضة وهذا سنة (1).
6 - الطوسي باسناده عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن ابن
فضال، عن مروان، عن عبد الملك قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن رجل اشترى من
كسوة الكعبة شيئا، فقضى ببعضه حاجته، وبقي بعضه في يده هل يصلح بيعه؟ قال:
يبيع ما أراد ويهب ما لم يرد، ويستنفع به ويطلب بركته، قلت: أيكفن به الميت؟
قال: لا. (2)
7 - عنه باسناده عن محمد بن عيسى اليقطيني، عن يعقوب بن يقطين قال سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام عن الميت كيف يوضع على المغتسل موجها وجهه نحو القبلة؟
أو يوضع على يمينه ووجه نحو القبلة؟ قال: يوضع كيف يتيسر فإذا طهر وضع
كما يوضع في قبره (3).
8 - عنه باسناده، عن الحسن بن النضر الأرمني قال: سألت أبا الحسن
الرضا عليه السلام عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت ومعهم جنب ومعهم ماء
قليل قدر ما يكفي أحدهما أيهما، يبدأ به؟ قال: يغتسل الجنب ويترك الميت لان هذا
فريضة وهذا سنة (4).
3 -
(باب)
* (الصلوات على الميت) *
9 - البرقي، عن أبيه ومحمد بن علي، عن محمد بن أسلم، عن رجل من أهل
الجزيرة قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن قوم كسرت بهم سفينتهم في البحر
فخرجوا عراة ليس عليهم إلا مناديل متزرين بها، فإذا هم برجل ميت عريان وليس

(1) علل الشرايع: 1 - 288.
(2) التهذيب: 1 - 434.
(3) التهذيب: 1 - 298.
(4) الاستبصار: 1 - 102.
415

على القوم فضل ثوب يوارون به الرجل، وكيف يصلون عليه وهو عريان؟ فقال:
إذا كانوا كذلك فليحفروا قبره وليضعوه في لحده ويواروا عورته بلبن أو حجارة أو
تراب، ويصلون عليه ويوارونه في قبره، قلت: ولا يصلى عليه وهو مدفون؟ - قال:
لا، لو جاز ذلك لأحد لجاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بل لا يصلى على المدفون ولا على
العريان (1).
10 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن يونس قال: سألت الرضا عليه السلام قلت: جعلت فداك إن الناس يرفعون أيديهم
في التكبير على الميت في التكبيرة الأولى ولا يرفعون فيما بعد، ذلك فاقتصر على
التكبيرة الأولى كما يفعلون أو أرفع يدي في كل تكبيرة؟ فقال: ارفع يدك في كل
تكبيرة (2).
11 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت الرضا
عليه السلام عن المصلوب، فقال: أما عملت أن جدي عليه السلام صلى الله على عمه قلت:
أعلم ذاك ولكني لا أفهمه مبينا، قال: أبينه لك إن كان وجه المصلوب إلى القبلة
فقم على منكبه الأيمن وإن كان قفاه إلى القبلة، فقم على منكبه الأيسر، فان بين
المشرق والمغرب قبلة، وإن كان منكبه الأيسر إلى القبلة، فقم على منكبه الأيمن
وإن كان منكبه الأيمن إلى القبلة فقم على منكبه الأيسر، وكيف كان منحرفا فلا
تزايل مناكبه، وليكن وجهك إلى ما بين المشرق والمغرب، ولا تستقبله، ولا تستدبره
البتة، قال أبو هاشم: وقد فهمت إن شاء الله، فهمته والله (3).
12 - الصدوق قال: وكتب الحسين بن سعيد إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام يسأله
عن سرير الميت يحمل، أله جانب يبدأ به في الحمل من جوانبه الأربع أو ما خف

(1) المحاسن: 303.
(2) الكافي: 3 - 184.
(3) الكافي: 3 - 215 والتهذيب: 4 - 327.
416

على الرجل يحمل من أي الجوانب شاء؟ فكتب عليه السلام: من أيها شاء.
13 - عنه قال: وسئل عليه السلام عن الجنازة يخرج معها بالنار؟ فقال: إن ابنة
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخرج بها ليلا ومعها مصابيح.
14 - عنه قال: حدثنا محمد بن القاسم الأسترآبادي، رضي الله عنه، قال:
حدثني يوسف بن محمد، عن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد
ابن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن
آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما أتاه جبرئيل بنعي النجاشي
بكا بكاء حزين عليه وقال: إن أخاكم أصحمة - وهو اسم النجاشي - مات ثم خرج
إلى الجبانة وصلى عليه وكبر سبعا، فخفض الله له كل مرتفع حتى رأى جنازته
وهو بالحبشة.
15 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي بن بشار رضي الله عنه، قال: حدثنا
أبو الفرج المظفر بن أحمد بن الحسن القزويني، قال: أخبرنا أبو الفضل العباس
ابن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، قال: حدثني الحسن بن سهل القمي
عن محمد بن حامد، عن أبي هاشم الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن الصلاة
على المصلوب.
قال: أما علمت أن جدي صلوات الله عليه صلى على عمه، قلت: أعلم ذلك،
ولكني لم أفهمه مبينا قال: نبينه لك إن كان وجه المصلوب إلى القبلة، فقم على
منكبه الأيمن، وإن كان قفاه إلى القبلة فقم على منكبه الأيسر، فان ما بين المشرق
والمغرب قبلة، وإن كان منكبه الأيسر إلى القبلة، فقم على منكبه الأيمن. وإن كان
منكبه الأيمن إلى القبلة فقم على منكبه الأيسر، وكيف كان منحرفا فلا تزايلن
مناكبه، وليكن وجهك إلى ما بين المشرق والمغرب ولا تستقبله، ولا تستدبره البتة
قال أبو هاشم، ثم قال الرضا عليه السلام: قد فهمت إنشاء الله.
417

قال العطاردي: قال الصدوق: - رحمه الله - هذا حديث غريب لم أجده في شئ
من الأصول والمصنفات ولا أعرفه إلا بهذا الاسناد (1).
16 - عنه باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام، أنه
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كبر على حمزة خمس تكبيرات، وكبر على الشهداء بعد
حمزة خمس تكبيرات، فلحق حمزة سبعون تكبيرة (2).
17 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار: عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن النضر، قال: قلت
للرضا عليه السلام: ما العلة في التكبير على الميت خمس تكبيرات؟ قال: رووا أنها اشتقت
من خمس صلوات، فقال: هذا ظاهر الحديث فاما في وجه آخر، فان الله عز وجل
قد فرض على العباد خمس فرايض: الصلوات، والزكاة، والصيام، والحج، والولاية،
فجعل للميت من كل فريضة تكبيرة واحدة، فمن قبل الولاية كبر خمسا، ومن لم يقبل
الولاية كبر أربعا، فمن أجل ذلك تكبرون خمسا ومن خالفكم تكبر أربعا (3).
18 - الطوسي باسناده، عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن جعفر، عن إبراهيم بن
مهزيار، عن أخيه على، عن إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جنازة فكبر عليه خمسا وصلى على آخر
فكبر عليه أربعا، فاما الذي كبر عليه خمسا، فحمد الله ومجده في التكبيرة الأولى
ودعا في الثانية للنبي، ودعا في الثالثة للمؤمنين والمؤمنات، ودعا في الرابعة للميت،
وانصرف في الخامسة.
وأما الذي كبر عليه أربعا، فحمد الله ومجده في التكبيرة الأولى ودعا لنفسه صلى الله عليه وآله
وأهل بيته عليهم السلام في الثانية ودعا للمؤمنين، والمؤمنات في الثالثة، وانصرف في الرابعة
فلم يدع له، لأنه كان منافقا (4).

(1) عيون الأخبار: 1 - 255.
(2) عيون الأخبار: 2 - 45.
(3) عيون الأخبار: 2 - 82.
(4) التهذيب: 3 - 317 والاستبصار: 1 - 375.
418

19 - عنه باسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم،
عن رجل من أهل الجزيرة قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: قوم كسر بهم في بحر
فخرجوا يمشون على الشط، فإذا هم برجل ميت عريان والقوم ليس عليهم إلا مناديل
متزرين بها وليس عليهم فضل ثوب يوارون الرجل فكيف يصلون عليه، وهو عريان،
فقال: إذا لم يقدروا على ثوب يوارون به عورته، فليحفروا قبره. ويضعوه في لحد يوارون
عورته بلبن أو أحجار، أو بتراب ثم يصلون عليه ثم يوارونه في قبره. قلت: ولا يصلون
عليه وهو مدفون بعد ما يدفن قال: لا لو جاز ذلك لأحد لجاز لرسول الله صلى الله عليه وآله فلا يصلى
علي المدفون ولا على العريان (1).
20 - عنه باسناده عن السياري، عن محمد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة
قال: قلت للرضا عليه السلام: يصلى على المدفون بعد ما يدفن؟ قال: لا، لو جاز لأحد لجاز
لرسول الله صلى الله عليه وآله، قال: بل لا يصلى على المدفون ولا على العريان (2).
21 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: سألته عن الصلاة على الميت فقال: أما المؤمن فخمس تكبيرات،
وأما المنافق فأربع ولا سلام فيهما (3).
22 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن
عمه حمزة بن بزيع، عن علي بن سويد عن الرضا عليه السلام فيما يعلم، قال في الصلاة على الجنائز
تقرأ في الأولى بأم الكتاب، وفي الثانية تصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتدعو في الثالثة
للمؤمنين والمؤمنات، وتدعو في الرابعة لميتك والخامسة تنصرف بها (4).
23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمد، عن رجل عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
قلت لكم: يصلى على الصبي إذا بلغ من السنين؟ قال يصلى عليه على كل حال إلا أن

(1) التهذيب: 3 - 328.
(2) التهذيب: 3 - 301 والاستبصار: 1 - 475.
(3) التهذيب: 3 - 192 والاستبصار: 1 - 477.
(4) التهذيب: 3 - 193 والاستبصار: 1 - 477.
419

يسقط لغير تمام (1).
4 -
(باب)
* (حد القبر واللحد) *
24 - الكليني عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن أبي همام إسماعيل بن -
همام عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر عليه السلام: حين، أحضر: إذا أنا ميت
فاحفروا أو شقوا لي شقا، فان قيل لكم إن رسول الله صلى الله عليه وآله لحد له فقد صدقوا (2).
25 - الطوسي باسناده عن محمد بن الحسين، عن محمد بن هيثم، عن محمد بن إسحاق
قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: شئ يصنعه الناس عندنا، يضعون أيديهم على
القبر إذا دفن الميت قال: إنما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه، فاما من أدرك الصلاة فلا (3).
5 -
(باب التعزية)
26 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه عليه السلام قال: رأى الصادق عليه السلام
رجلا قد اشتد جزعه على ولده فقال: يا هذا أجزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة
الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدا لما اشتد جزعك عليه، فمصابك بتركك
الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك (4).

(1) الاستبصار: 1 - 480.
(2) الكافي: 3 - 166.
(3) التهذيب: 10 - 169
(4) عيون الأخبار: 2 - 52.
420

(كتاب المواريث)
1 -
(باب)
* (ميراث الأولاد) *
1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك كيف صار الرجل
إذا مات وولده من القرابة السواء ترث النساء نصف ميراث الرجال، وهن أضعف من
الرجال وأقل حيلة؟ فقال: لان الله عز وجل فضل الرجال على النساء بدرجة، ولأن النساء
يرجعن عيالا على الرجال (1).
2 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن علي بن عبد الله البصري قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن خالد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا
أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى
الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام، أنه سأله رجل من أهل الشام عن
مسائل فكان، فيما سأله أن قال له لم صار الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين؟ قال: من
قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة وأطعمت آدم
حبتين، فمن أجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الأنثيين (2).
3 - الطوسي باسناده عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
سمعناه وذكر كنز اليتيمين فقال: كان لوحا من ذهب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وآله عجبت لمن أيقن بالموت

(3) الكافي: 7 - 48 والتهذيب 9 - 274.
(4) علل الشرايع: 2 - 258.
421

كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن؟! وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها كيف
يركن إليها؟! وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه،
فقال له حسين بن أسباط: فإلى من صار إلى أكبرهما؟ قال: نعم (1).
2 -
(باب)
* (ميراث الإخوة والأخوات) *
4 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع. قال:
سألت الرضا عليه السلام عن ميت ترك أمه وإخوة وأخوات، فتقسم هؤلاء ميراثه فاعطوا
الام السدس وأعطوا الاخوة والأخوات ما بقي، فمات الأخوات فأصابني من ميراثه،
فأحببت أن أسألك هل يجوز لي أخذ ما أصابني من ميراثها على هذه القسمة أم لا؟ فقال:
بلى، فقلت إن أم الميت فيما بلغني قد دخلت في هذا الامر أعني الدين، فسكت قليلا
ثم قال: خذه (2).
3 -
(باب)
* (ميراث من علا من الاباء) *
5 - الطوسي باسناده، عن محمد بن الحسن الصفار، عن معاوية حكيم، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن ابن بنت وبنت ابن قال: إن عليا
عليه السلام كان لا يألو أن يعطى الميراث الأقرب قال: قلت: فأيهما أقرب؟ قال: ابنة
الابن (3).

(1) التهذيب: 6 - 276.
(2) التهذيب: 9 - 323.
(3) التهذيب: 9 - 318.
422

4 -
(باب)
* (ميراث الغريق والمهدوم) *
6 - الطوسي باسناده عن محمد بن الوليد، عن عباس بن الهلال، عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام قال: ذكر أن ابن أبي ليلى وابن شبرمة دخلا المسجد الحرام فأتيا محمد
ابن علي عليهما السلام فقال لهما: بما تقضيان؟ فقالا: بكتاب الله والسنة قال: فما لم تجده في
الكتاب والسنة؟ قالا: نجتهد رأينا قال: رأيكما أنتما؟!
فما تقولان في امرأة وجاريتها كانتا ترضعان صبيين في بيت وسقط عليهما فماتتا،
وسلم الصبيان؟ قالا: القافة قال: القافة يتجهم منه لهما، قالا: فأخبرنا، قال ابن داود
مولى له: جعلت فداك بلغني أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: ما من قوم فوضوا
أمرهم إلى الله عز وجل، وألقوا سهامهم إلا خرج السهم الأصوب فسكت (1).
5 -
(باب)
* (ميراث الخنثى) *
7 - الصدوق باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه ورث الخنثى
من مبالته (2).
6 -
(باب)
* (ميراث الأزواج) *
8 - الصدوق قال: وكتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب

(1) التهذيب: 9 - 363.
(2) عيون الأخبار: 2 - 75.
423

مسائله: علة المرأة أنها لا ترث من العقارات شيئا إلا قيمة الطوب والنفض، لان العقار
لا يمكن تغييره وقلبه، والمرأة قد يجوز أن ينقطع ما بينها، وبينه من العصمة ويجوز
تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك، لأنه لا يمكن التفصي منهما، والمرأة
يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجئ ويذهب كان ميراثه فيما يجوز تبديله و
تغييره إذا أشبهها وكان الثابت المستقيم، على حاله كمن مثله في الثبات والقيام (1).
9 - عنه قال: وكتب الرضا عليه السلام إلى محمد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله:
علة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث، لأن المرأة إذا تزوجت أخذت
والرجل يعطى فلذلك وفر على الرجال (2).
10 - عنه باسناده عن الرضا عليه السلام قال: وعلة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال
من الميراث لأن المرأة إذا تزوجت أخذت، والرجل يعطى، فلذلك وفر على
الرجال،
وعلة أخرى إعطاء الذكر مثلي ما يعطى الأنثى، لان الأنثى في عيال الذكران
احتاجت، وعليه أن يعولها، وعليه نفقتها، وليس على المرأة أن تعول الرجل
ولا يؤخذ بنفقته، إن احتاج، فوفر الله تعالى على الرجال لذلك، وذلك قول الله
عز وجل: " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا
من أموالهم ".
وعلة المرأة إنها لا ترث من العقار شيئا إلا قيمة الطوب والنقض، لان العقار
لا يمكن تغييره وقلبه، والمرأة يجوز أن ينقطع ما بينها وبينه من العصمة ويجوز
تغييرها وتبديلها، وليس الولد والوالد كذلك، لأنه لا يمكن التفصي منهما والمرأة
يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجئ ويذهب لان ميراثه فيما يجوز تبديله و
تغييره، إذا أشبهه، وكان الثابت المقيم على حاله كمن كان مثله في الثبات والقيام (3)
11 - الطوسي باسناده، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن البرقي، عن محمد بن القاسم

(1) الفقيه: 4 - 251.
(2) الفقيه: 4 - 253 والتهذيب: 9 - 389.
(3) عيون الأخبار: 2 - 98.
424

ابن الفضيل بن يسار البصري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن رجل مات وترك
امرأة قرابة، ليس له قرابة غيرها قال: يدفع المال كله إليها (1).
7 -
(باب النوادر)
12 - الحميري عن محمد بن الوليد قال: حدثني، حماد بن عثمان قال سألت أبا
الحسن الرضا عليه السلام، عن رجل مات وترك اما وأخا فقال يا شيخ عن الكتاب تسأل أو
عن السنة؟ قال حماد: فظننت أنه يعنى عن قول الناس، قال: قلت: عن الكتاب قال:
إن عليا عليه السلام كان يورث الأقرب فالأقرب (2).
13 - عنه عن البزنطي قال: وسألته عن الميراث، فقال: كان جعفر عليه السلام يقول:
نكاح بميراث ونكاح بغير ميراث إن اشترطت الميراث كان، وإن لم يشترط لم يكن (3).

(1) التهذيب: 9 - 295 والاستبصار: 4 - 151.
(2) قرب الإسناد: 201 (3) قرب الإسناد: 212
425

(كتاب الرجال والتاريخ)
1 - ما روى في أبى جرير القمي
1 - روى أصحابنا، عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار المكفوف، عن
الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي قال: ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام
حمزة بن بزيع، فترحم عليه، فقيل له: إنه كان يقول بموسى ويقف، فترحم عليه
ساعة ثم قال: من جحد حقي كان كمن جحد حق آبائي عليهما السلام والصلاة (1).
2 - ما روى في أبى حمزة الثمالي
2 - الكشي قال وجدت بخط أبي عبد الله محمد بن أحمد بن نعيم الشاذاني قال: سمعت
الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا يقول: أبو حمزة الثمالي في زمانه، كسلمان في
زمانه، وذلك أنه خدم أربعة منا: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد
وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليه السلام، ويونس بن عبد الرحمن كذلك، هو سلمان في
زمانه (2).
3 - ما روى في احمد البزنطي
3 - الكشي قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدثني محمد بن
عبد الله بن مهران قال: أخبرني أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: دخلت على أبي الحسن
عليه السلام أنا وصفوان بن يحيي، ومحمد بن سنان وأظنه قال: عبد الله بن المغيرة، أو عبد الله
بن جندب، وهو بصرى.
قال: فجلسنا عنده ساعة، ثم قمنا، فقال لي: أما أنت يا أحمد فاجلس، فجلست،
فاقبل يحدثني، فاسأله فيجيبني، حتى ذهب عامة الليل، فما أردت الانصراف
قال: لي يا أحمد تنصرف أو تبيت؟ قلت: جعلت فداك ذلك إليك، إن أمرت بالانصراف

(1) رجال الكشي: 512 (2) رجال الكشي: 177.
426

انصرفت، وإن أمرت بالقيام أقمت.
قال: أقم، فهذا الحرس وقد هد الناس وناموا، فقام وانصرف فلما ظننت أنه
قد دخل خررت لله ساجدا فقلت: الحمد لله، حجة الله ووارث علم النبيين أنس بي من
بين إخواني وحببني، فانا في سجدتي وشكري، فما علمت إلا وقد رفسني برجله،
ثم قمت فاخذ بيدي فغمزها.
ثم قال، يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما
قام من عنده قال: يا صعصعة لا تفتخرن على إخوانك بعيادتي إياك واتق الله ثم انصرف
عني (1).
4 - عنه قال: محمد بن الحسن البراقي، وعثمان بن حامد الكشيان قالا:
حدثنا محمد بن يزداد، وحدثنا الحسن بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فأمسيت عنده: قال: فقلت أنصرف؟ فقال لي لا
تنصرف، فقد أمسيت قال: فقال لجاريته هاتي مضربتي ووسادتي، فافرشي لأحمد في
ذلك البيت قال: فلما سيرت في البيت دخلني شئ، فجعل يخطر ببالي من مثلي
في بيت ولي الله وعلى مهاده، فناداني يا أحمد إن أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة
بن صوحان فقال، يا صعصعة لا تجعل عيادتي إياك فخرا على قومك، وتواضع لله
يرفعك الله (2).
5 - عنه عن محمد بن الحسن، قال حدثنا محمد بن يزداد قال حدثني أبو زكريا
يحيى بن محمد الرازي، عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: لما اتي
بابي الحسن أخذ به على القادسية ولم يدخل الكوفة، واخذ به على البر إلى البصرة
قال: فبعث إلى مصحفا وأنا بالقادسية، ففتحته فوقعت بين يدي سورة " لم يكن " فإذا
هي أطول وأكثر مما يقرأها الناس.
قال: فحفظت منه أشياء، قال: فأتاني مسافر ومعه منديل وطين وخاتم فقال،

(1) رجال الكشي: 490.
(2) رجال الكشي: 491.
427

هات، فدفعته إليه. فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه فذهب عنى
ما كنت حفظت منه، فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره (1).
4 - ما روى في أحمد بن سابق
6 - عنه عن نصر بن صباح قال: حدثني أبو يعقوب إسحاق بن محمد البصري،
عن محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني سليمان بن جعفر الجعفري قال: كتب
أبو الحسن الرضا عليه السلام إلى يحيى بن أبي عمران وأصحابه قال: وقرأ يحيي بن أبي
عمران الكتاب، فإذا فيه: عافانا الله وإياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه الله، الأعثم
الأشج واحذروه.
قال أبو جعفر: ولم يكن أصحابنا يعرفون أنه أشج أو به شجة، حتى كشف
رأسه فإذا به شجة - قال أبو جعفر محمد بن عبد الله: وكان أحمد قبل ذلك يظهر القول
بهذه المقالة، قال: فما مضت الأيام حتى شرب الخمر ودخل في البلايا. (2).
5 - ما روى في أحمد بن عمر الحلبي
7 - عنه عن خلف بن حماد قال: حدثني أبو سعيد الآدمي قال: حدثني أحمد
ابن عمر الحلبي قال دخلت على الرضا عليه السلام بمنى، فقلت له: جعلت فداك كنا أهل
يبت عطية وسرور، ونعمة وإن الله قد أذهب بذلك كله حتى احتجنا إلى من كان
يحتاج إلينا، فقال لي: يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر، فقلت له: جعلت فداك
حالي ما أخبرتك.
فقال لي: يا أحمد أيسرك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبارون ولك الدنيا
مملوءة ذهبا؟ فقلت له: لا والله يا بن رسول الله، فضحك ثم قال: ترجع من ههنا إلى
خلف فمن أحسن حالا منك، وبيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدنيا ذهبا، ألا أبشرك؟
فقلت نعم فقد سرني الله بك وبآبائك.
فقال لي أبو جعفر عليه السلام في قول الله عز وجل: " وكان تحته كنز لهما " لوح

(1) رجال الكشي: 492 (2) رجال الكشي: 462.
428

من ذهب فيه مكتوب " بسم الله الرحمن الرحيم. لا إله إلا الله محمد رسول الله، عجبت
لمن أيقن بالموت كيف يفرح، ومن يرى الدنيا وتغيرها بأهلها كيف يركن إليها،
وينبغي لمن غفل عن الله أن لا يستبطئ الله في رزقه ولا يتهمه في قضائه، ثم قال: رضيت
يا أحمد؟ قال: قلت: عن الله وعنكم أهل البيت (1).
6 - ما روى في الحسن بن محبوب
8 - عنه عن أحمد بن علي القمي السلولي قال حدثني الحسن بن خرزاد، عن
الحسين بن علي بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا
عليه السلام: إن الحسن بن محبوب الزراد أتانا برسالة. قال: صدق لا تقل: الزراد، بل
قل: السراد، إن الله تعالى يقول: " وقدر في السرد " (2).
7 - ما روى في الحسين بن مهران
9 - عنه عن حمدوية قال: حدثنا الحسن بن موسى قال، حدثنا إسماعيل
ابن مهران، عن أحمد بن محمد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرضا عليه السلام
كتابا قال: فكان يمشي شاكا في وقوفه. قال: فكتب إلى أبي الحسن عليه السلام، يأمره
وينهاه، فاجا به أبو الحسن بجواب وبعث به إلى أصحابه فنسخوه ورد وإليه لئلا
يستره حسين بن مهران، وكذلك كان يفعل إذا سئل عن شئ فأجيب سرا بكتاب.
وهذه نسخة الكتاب الذي أجابه به " بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإياك
جاءني كتابك تذكر فيه الرجل الذي عليه الخيانة، والغبن تقول أخذته، وتذكر ما
تلقاني به، وتبعث إلي بغيره فاحتججت، فأكثرت، وعممت عليه أمرا وأردت الدخول
في مثله تقول: إنه عمل في أمري بعقله وحيلته نظرا منه، لنفسه وإرادة أن تميل إليه
قلوب الناس ليكون الامر بيده وإليه يعمل فيه برأيه.
ويزعم أني طاوعته فيما أشاربه علي وهذا أن تشير علي فيما يستقيم عندك
في العقل والحيلة بعدك، لا يستقيم الامر إلا بأحد الامرين، إما قبلت الامر على ما

(1) رجال الكشي: 497.
(2) رجال الكشي: 489.
429

كان، يكون عليه، وإما أعطيت القوم ما طلبوا، وقطعت عليهم، وإلا فالامر عندنا
معوج، والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مالي وذاهبون به.
فالامر ليس بعقلك ولا بحيلتك، يكون، ولا تفعل الذي يحيله بالرأي والمشورة
ولكن الامر إلى الله عز وجل وحده لا شريك له يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي الله
فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له ولن تجد له مرشدا، فقلت: وأعمل في أمرهم
وأحتل فيه، وكيف الحيلة والله يقول: " وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من
يموت، بلى وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل " إلى قوله عز وجل: " وليقترفوا
ما هم مقترفون ".
فلو تجيبهم، فيما سألوا عنه استقاموا وسلموا، وقد كان مني ما أمرتك وأنكروا
من بعدي ومد لي، وما كان ذلك مني إلا رجاء الاصلاح لقول أمير المؤمنين صلوات
الله عليه " اقترفوا اقتربوا وسلموا فان العلم يفيض فيضا " وجعل يمسح بطنه ويقول:
" ما ملئ طعام ولكن ملأته علما، والله ما آية أنزلت في بر ولا بحر، ولا سهل، ولا
جبل إلا أنا أعلمها وأعلم فيمن نزلت ".
وقول أبي عبد الله عليه السلام، إلى الله أشكوا أهل المدينة إنما أنا فيهم كالشعرة
ما أنتقل، يريدونني أن لا أقول الحق، والله لا أزال أقول الحق، والله لا أزال أقول
الحق حتى أموت، فلما قلت حقا أريد به حقن دمائكم، وجمع أمركم على ما كنتم
عليه أن يكون سركم مكتوما، عندكم، غير فاش في غيركم.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سرا أسره الله إلى جبرئيل وأسره جبرائيل إلى محمد
وأسره محمد إلى علي عليه السلام وأسره علي إلى من شاء ".
ثم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: ثم أنتم تحدثون به في الطريق فأردت حيث
مضى صاحبكم إن ألف أمركم عليكم، لئلا تضعوه في غير موضعه، ولا تسألوا عنه
غير أهله، فكونوا في مسألتكم إياهم هلكتم، فكم دعى إلي نفسه، ولم يكن داخله
ثم قلتم: لابد إذا كان ذلك منه يثبت على ذلك ولا يتحول عنه إلى غيره.
قلت لأنه كان من التقية والكف أولى وما إذا تكلم فقد لزمه الجواب، فيما
430

يسئل عنه، وصار الذي كنتم تزعمون أنكم تدعون به، فان الامر مردود إلى غيركم
وأن الفرض عليكم اتباعهم، فيه إليكم، فصيرتم ما استقام في عقولكم، وآرائكم
وصح به القياس عندكم. بذلك، لازما لما زعمتم من أن لا يصح أمرنا، وعمتم حتى
يكون ذلك علي لكم.
فان قلتم إن لم يكن كذلك لصاحبكم، فصار الامر أن وقع إليكم، نبذتم أمر
ربكم وراء ظهوركم، فلا أتبع أهوائكم، قلت ظللت إذا وما أنا من المهتدين، وما كان
بد من أن تكونوا كما كان من قبلكم، قد أخبرتم أنها السنن والأمثال القذة بالقذة
وما كان ما طلبتم من الكف أولا، ومن الجواب آخرا شفاء لصدوركم، ولا ذهاب
شككم وما كان بد من أن يكون ما قد كان منكم، ولا يذهب عن قلوبكم، حتى يذهبه الله
عنكم. وقدر الناس كلهم على أن يحبونا ويعرفوا حقنا، ويسلموا لأمرنا فعلوا ولكن
الله يفعل ما يشاء، ويهدي إليه من أناب.
فقد أجبتك في مسائل كثيرة فانظر أنت ومن أراد المسائل، منها وتدبرها، فإن لم
يكن في المسائل شفاء قد مضى إليكم مني ما فيه حجة ومعتبر وكثرة المسائل معتبة
عندنا مكروهة، إنما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا، سبيلا إلى الشبهة
والضلال.
ومن أراد لبسا لبس الله عليه، ووكله على نفسه، ولا ترى أنت وأصحابك أني
أجبت بذلك، وإن شئت صمت، فذاك إلى لا ما تقوله أنت وأصحابك لا تدرون، كذا
وكذا، بل لابد من ذلك إذا نحن منه على يقين، وأنتم منه في شك (1).
8 - ما روى في الحسين بن قياما
10 - عنه عن حمدوية بن نصير قال: حدثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران عن الحسين بن بشار قال: استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا عليه السلام
في صربا، فأذن لنا، قال: أفرغوا من حاجتكم، قال له الحسين: تخلو الأرض من أن

(1) رجال الكشي: 500.
431

يكون فيها إمام؟ فقال: لا قال: فيكون فيها اثنان؟ قال: لا إلا واحد صامت لا يتكلم
قال: فقد علمت أنك لست بامام.
قال ومن أين علمت؟ قال: إنه ليس لك ولد، وإنما هي في العقب فقال له:
فوالله لا تمضي الأيام والليالي حتى يولد ذكر من صلبي، يقول مثل مقامي يحيي الحق
ويمحي الباطل (1).
11 - عنه عن أبي صالح خلف بن حماد قال: حدثني أبو سعيد سهل بن زياد
الآدمي، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن الحسن، قال: قلت لأبي الحسن الرضا
إني تركت ابن قياما من أعداء خلق الله لك، قال: ذلك شر له، قلت: ما أسمع منك
جعلت فداك. قال أعجب من ذلك إبليس كان في جوار الله عز وجل في القرب منه، فأمره
فأبى وتعزز وكان من الكافرين، فأملى الله له، والله ما عذب الله بشئ أشد من الاملاء
والله يا حسين ما عاهدهم الله بشئ أشد من الاملاء (2).
9 - ما روى في حمزة بن بزيع
12 - عنه قال: روى أصحابنا، عن الفضل بن كثير، عن علي بن عبد الغفار
المكفوف، عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي قال: ذكر بين يدي أبي الحسن
الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه، فقيل له: إنه كان يقول بموسى
ويقف، فترحم عليه ساعة ثم قال: من جحد حقي كان كمن جحد حق آبائي عليهم السلام
والصلاة (3)،
13 - الطوسي قال: روى أحمد بن محمد بن يحيي، عن أبيه، عن محمد بن الحسين
ابن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد، قال: قال
الرضا عليه السلام: ما فعل الشقي حمزة بن بزيع، قلت: هو ذا هو قد قدم، فقال: يزعم أن
أبى حي، هم اليوم شكاك ولا يموتون غدا إلا على الزندقة.

(1) رجال الكشي: 463.
(2) رجال الكشي: 463.
(3) رجال الكشي: 512.
432

قال صفوان: فقلت فيما بيني وبين نفسي: شكاك قد عرفتهم، فكيف يموتون على
الزندقة؟ فما لبثنا إلا قليلا حتى بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته: هو كافر برب
أماته، قال صفوان: فقلت: هذا تصديق الحديث (1).
10 - ما روى في دعبل الخزاعي الشاعر
14 - قال أبو عمرو: بلغني عن دعبل بن علي وفد على أبي الحسن الرضا عليه السلام
بخراسان، فلما دخل عليه قال له: إني قد قلت قصيدة وجعلت في نفسي أن لا أنشدها
أحدا، أولى منك، فقال: هاتها، فأنشد قصيدته التي يقول فيها:
ألم تر أني مذ ثلاثون حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم قصرات
قال: فلما فرغ من إنشادها، قام أبو الحسن عليه السلام ودخل منزله، وبعث إليه
بخرقة خز فيها ستمائة دينار، وقال للجارية قولي له: يقول لك مولاي استعن بهذه
على سفرك وأعذرنا، فقال لها دعبل: لا والله ما لهذا أردت ولا له خرجت، ولكن قولي
له: هب لي ثوبا من ثيابك، فردها عليه أبو الحسن، وقال له: خذها وبعث إليه بجبة
من ثيابه.
فخرج دعبل حتى ورد قم، وأهل قم ينظرون إلى الجبة وأعطوه فيما ألف
دينار، فأبى عليهم وقال: لا والله ولا خرقة منها بألف دينار، ثم خرج من قم فاتبعوه
وقد أجمعوا عليه وأخذوا الجبة، فرجع إلى قم وكلمهم فيها وقالوا ليس إليها سبيل
ولكن إن شئت فهذه الألف الدينار، فقال: نعم وخرقة منها، فاعطوه ألف دينار وخرقة
منها (2).
11 - ما روى في ذريح المحاربي
15 - عنه قال: حدثني خلف بن حماد قال حدثني أبو سعيد قال: حدثني

(1) غيبة الشيخ: 45.
(2) رجال الكشي: 425.
433

الحسن بن محمد بن أبي طلحة، عن داود الرقي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام:
جعلت فداك إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شئ إلا حديثا سمعته من ذريح
يرويه عن أبي جعفر عليه السلام قال لي: وما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن
شاء الله.
قال: صدقت وصدق ذريح وصدق أبو جعفر عليه السلام، فازددت والله شكا، ثم قال
لي: يا داود بن أبي خالد أما والله لولا أن موسى قال للعالم: " ستجدني إن شاء الله
صابرا " ما سأله عن شئ وكذلك أبو جعفر عليه السلام، لولا أن قال: " إن شاء الله " لكان كما
قال، فقطعت عليه (1).
12 - ما روى في زرارة بن أعين
16 - عنه قال: حدثني محمد بن قولويه قال: حدثني سعد بن عبد الله، قال:
حدثني أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو بن
سعيد بن الزيات، عن يحيى بن محمد بن أبي حبيب قال: سألت الرضا عليه السلام عن
أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله من صلاته؟ فقال ست وأربعون ركعة فرائضه
ونوافله، فقلت: هذه رواية زرارة، فقال: أترى أحدا كان أصدع بحق من
زرارة (2).
17 - عنه قال: حدثني حمدوية، وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثني العبيدي، عن
هشام بن إبراهيم الختلي وهو المشرقي قال: قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السلام:
كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس تذهب فيها مذهب زرارة، ومذهب زرارة هو
الخطاء، فقلت: لا ولكنه - بابي أنت وأمي - ما تقول في الاستطاعة؟ وقول زرارة فيمن
قدر ونحن منه براء وليس من دين آبائك. وقال الآخرون بالجبر، ونحن منه
براء وليس من دين آبائك.

(1) رجال الكشي: 320.
(2) رجال الكشي: 129.
434

قال: فبأي شئ تقولون قلت: نقول بقول أبي عبد الله عليه السلام وسئل عن قول الله
عز وجل: " ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا " ما استطاعته؟ فقال أبو
عبد الله: صحته وماله، فنحن بقول أبي عبد الله نأخذ. قال: صدق أبو عبد الله هذا هو
الحق (1).
13 - ما روى في زرعة بن محمد
18 - عنه عن أبي عمر وقال: سمعت حمدوية قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة
قال: حدثني الفضل قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس قالا، حدثنا
الحسن بن قياما الصير في قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت: جعلت فداك ما
فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه. فقلت: كيف أصنع بحديث حدثني به زرعة
ابن محمد الحضرمي عن سماعة بن مهران أن أبا عبد الله عليه السلام قال:
إن ابني هذا فيه شبه من خمسة أنبياء: يحسد كما حسد يوسف عليه السلام، و
غاب كما غاب يونس، وذكر ثلاثة أخر؟ قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة
إنما قال: صاحب هذا الامر - يعنى القائم عليه السلام فيه شبه من خمسة أنبياء، لم يقل
ابني (2).
14 - ما روى في زكريا ابن آدم القمي
19 - عنه قال: حدثني محمد بن قولويه قال: حدثنا سعد بن أبي خلف، عن محمد
ابن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم، قال: قلت للرضا عليه السلام: إني أريد الخروج
عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل، فان أهل بيتك يدفع عنهم بك
كما يدفع عن أهل بغداد بأبي الحسن الكاظم عليه السلام (3).
20 - وعنه عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أحمد بن الوليد، عن

(1) رجال الكشي: 131.
(2) رجال الكشي: 404.
(3) رجال الكشي 496 والاختصاص: 496.
435

علي بن المسيب قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة ولست أصل إليك في كل وقت
فعمن آخذ معالم ديني؟ فقال: من زكريا بن آدم القمي المأمون على الدين والدنيا
قال علي بن المسيب: فلما انصرف قدمت على زكريا بن آدم، فسألته عما احتجب إليه، (1)
عنه عن أحمد بن وليد، عن علي بن المسيب قال: قلت للرضا عليه السلام: شقتي بعيدة
وذكر مثله.
21 - عنه عن علي بن محمد قال: حدثنا بنان بن محمد، عن علي بن مهزيار عن
بعض القميين بكتابه ودعائه لزكريا بن آدم، عن محمد بن إسحاق، والحسن بن محمد
قالا: خرجنا بعد وفاة زكريا بن آدم، بثلاثة أشهر نحو الحج، فتلقانا كتابه، عليه السلام
في بعض الطريق، فإذا فيه: ذكرت ما جرى من قضاء الله به في الرجل المتوفي رحمه الله
يوم ولد ويوم قبض ويوم يبعث حيا،
فقد عاش أيام حياته عارفا با الحق، قائلا به صابرا محتسبا للحق، قائما بما يحب
الله ورسوله: ومضى رحمه الله غير ناكث ولا مبدل، فجزاه الله أجر نيته وأعطاه خير
أمنيته وذكرت الرجل الموصى إليه، ولم تعرف فيه رأينا وعندنا من المعرفة به أكثر
مما وصفت يعنى الحسن بن محمد بن عمران (2).
15 - ما روى في زياد القندي والرواسبي
22 - الطوسي - رحمه الله - قال: وروى ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال،
عن محمد بن عمر بن يزيد، وعلي بن أسباط جميعا قالا: قال لنا عثمان بن عيسى الرواسبي:
حدثني زياد القندي وابن مسكان قالا: كنا عند أبي إبراهيم عليه السلام إذا قال: يدخل
عليكم الساعة خير أهل الأرض، فدخل أبو الحسن الرضا عليه السلام وهو صبي.
فقلنا: خير أهل الأرض؟! ثم دنا فضمه إليه فقبله، وقال: يا بني تدري ماذا
قال ذان؟ قال: نعم يا سيدي هذان يشكان في، قال علي بن أسباط: فحدثت بهذا

(1) رجال الكشي: 496.
(2) رجال الكشي: 496.
436

الحديث الحسن بن محبوب، فقال: نبز الحديث، لا ولكن حدثني علي بن رئاب أن
أبا إبراهيم عليه السلام قال لها إن جحدتما حقه أو خنتماه فعليكما لعنة الله والملائكة و
الناس أجمعين.
يا زياد لا تنجب أنت وأصحابك أبدا، قال علي بن رئاب: فلقيت زياد القندي
فقلت له: بلغني أن أبا إبراهيم عليه السلام قال لك: كذا وكذا، فقال: أحسبك قد
خولطت، فمر وتركني، فلم أكلمه ولا مررت به، قال الحسن بن محبوب: فلم نزل
نتوقع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلام حتى ظهر منه أيام الرضا عليه السلام ما ظهر ومات
زنديقا (1).
16 - ما روى في سعيد بن المسيب
23 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن بن فضال، قال:
ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن طارقا مولى لبني أمية نزل ذا المروة عاملا على المدينة
فلقيه بعض بنى أمية وأوصاه بسعيد بن المسيب، وكلمه فيه وأثنى عليه وأخبره
طارق أنه أمر بقتله، فاعلم سعيد بذلك، وقال له: تغيب، وقيل له: تنح عن مجلسك
فإنه على طريقه فأبى.
فقال سعيد: اللهم إن طارقا عبدا من عبيدك، ناصيته بيدك، وقلبه بين أصابعك
تفعل فيه ما تشاء فأنسه ذكري واسمي، فلما عزل طارق عن المدينة، لقيه الذي كان
كلمه في سعيد من بني أمية بذي المروة فقال: كلمتك في سعيد لتشفعني فيه، فأبيت
وشفعت فيه غيري! فقال: والله ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتى كدت إليك. (2)
17 - ما روى في سعيدة مولاة جعفر
24 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن قال: حدثني محمد
ابن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر أن سعيدة مولاة

(1) غيبة الشيخ: 25
(2) رجال الكشي: 107
437

جعفر عليه السلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلم كلمات سمعت من أبى عبد الله عليه السلام
فإنه كان عندها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وإن جعفرا قال لها: أسال الله الذي عرفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة
وإنها كانت في قرب دار جعفر عليه السلام لم تكن تري في المسجد إلا مسلمة على النبي صلى الله عليه وآله
خارجة إلى مكة أو قادمة من مكة، وذكر أنه كان آخر قولها: وقد رضينا الثواب و
أمنا العقاب (1).
18 - ما روى في سفيان بن عيينة
25 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن قال: حدثنا محمد
ابن الوليد قال: حدثنا العباس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرضا عليه السلام أن سفيان
بن عيينة لقى أبا عبد الله عليه السلام، فقال له: يا أبا عبد الله إلى متى هذه التقية وقد بلغت
هذا السن؟ فقال: والذي بعث محمد أبا الحق لو أن رجلا صلى ما بين الركن والمقام
عمره، ثم لقي الله بغير ولا يتنا أهل البيت للقى الله بميتة جاهلية (2).
19 - ما روى في صعصعة بن صوحان
26 - الطبرسي - رحمه الله - مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام قال: عاد أمير المؤمنين
عليه السلام صعصعة بن صوحان، ثم قال: يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك، و
انظر لنفسك، كان الامر قد وصل إليك، ولا يلهينك الامل (3).
20 - ما روى في صفوان بن يحيى
27 - عنه قال: حدثني محمد بن قولويه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن
جعفر بن محمد بن إسماعيل، قال: أخبرني معمر بن خلاد قال: دفعت ما خرج من
غلة إسماعيل بن الخطاب مما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، فقال: رحم الله إسماعيل

(1) رجال الكشي: 312.
(2) رجال الكشي: 334.
(3) مكارم الأخلاق: 416.
438

ابن الخطاب رحم الله صفوان فإنهما من حزب آبائي، ومن كان من حزبنا أدخله الله
الجنة، ومات صفوان بن يحيى في سنة عشر ومائتين بالمدينة، وبعث إليه أبو جعفر
عليه السلام، بحنوطه وكفنه وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه، (1).
21 - ما روى في علي بن أبي حمزة
28 - عنه عن محمد بن الحسين قال: حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن عيسى
عن يونس بن عبد الرحمن، قال: دخلت على الرضا عليه السلام، فقال لي، مات علي بن أبي
حمزة: قلت: نعم: قال: قد دخل النار قال: ففزعت من ذلك قال: أما أنه سئل عن
الامام بعد موسى أبى فقال: لا أعرف إماما بعده، فقيل: لا فضرب في قبره ضربة اشتعل
قبره نارا (2).
29 - عنه عن محمد بن مسعود قال. حدثني علي بن الحسين قال. علي بن أبي
حمزة كذاب متهم قال. روى أصحابنا أن الرضا عليه السلام، قال، بعد موته. اقعد علي
ابن أبي حمزة في قبره، فسئل عن الأئمة فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل، فوقف
فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا (3).
30 - عنه قال: حدثني حمدوية قال: حدثني الحسن بن موسى، عن داود بن
محمد، عن أحمد بن محمد قال: وقف علي أبو الحسن عليه السلام، في بني زريق فقال لي وهو
رافع صوته: يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جهد الناس
في إطفاء نور الله. فأبى الله إلا أن يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلام.
فلما توفي أبو الحسن عليه السلام، جهد علي بن أبي حمزة في إطفاء نور الله فأبى الله
إلا أن يتم نوره، وأن أهل الحق إذا دخل فيهم داخل سروا به، وإذا خرج منهم خارج
لم يجزعوا عليه، وذلك إنهم على يقين من أمرهم، وإن أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل
سروا به، وإذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، وذلك أنهم على شك من أمرهم، إن الله

(1) رجال الكشي: 423.
(2) رجال الكشي: 376.
(3) رجال الكشي: 376.
439

جل جلاله يقول: " فمستقر ومستودع " قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: المستقر: الثابت
والمستودع: المعار (1).
31 - عنه قال: حدثني محمد بن مسعود قال: حدثنا جعفر بن أحمد، عن أحمد بن
سليمان، عن منصور بن العباس البغدادي قال: حدثنا إسماعيل بن سهل قال: حدثني
بعض أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه، قال: كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه علي بن
أبي حمزة وابن السراج وابن المكاري، فقال له ابن أبي حمزة: ما فعل أبوك؟ قال:
مضى قال: مضى موتا؟ قال: نعم، قال. إلى من عهد؟
فقال: لي قال: فأنت إمام مفترض الطاعة من الله؟ قال: نعم. قال ابن السراج
وابن المكاري: قد والله أمكنك من نفسه. قال: ويلك وبما أمكنت أتريد أن أتي بغداد
وأقول لهارون أنا إمام مفترض الطاعة والله ما ذلك علي وإنما قلت ذلك لكم عندما
بلغني من اختلاف كلمتكم وتشتت أمركم، لئلا يصير سركم في ما يدعوكم.
قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك، ولا
يتكلم به، قال: بلى، لقد تكلم خير آبائي رسول الله، صلى الله عليه وآله لما أمره الله تعالى أن
ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا وقال لهم: أنا رسول الله إليكم
فكان أشدهم تكذيبا له وتأليبا عليه عمه أبو لهب.
فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إن خدشني خدش، فلست بنبي، فهذا أول ما أبدع لكم
من آية النبوة وأنا أقول: إن خدشني هارون خدشا، فلست بامام فهذا ما أبدع لكم
من آية الإمامة، فقال له علي: أنا روينا عن آبائك أن الامام لا يلي أمره إلا
الامام مثله.
فقال له أبو الحسن عليه السلام فأخبرني عن الحسين بن علي عليه السلام، كان إماما أو
كان غير إمام؟ قال: كان إماما، قال: فمن ولى أمره قال: علي بن الحسين. قال:
وأين كان علي بن الحسين عليه السلام، قال: كان محبوسا في يد عبيد الله بن زياد في الكوفة،

(1) رجال الكشي: 377.
440

قال: خرج وهم كانوا لا يعلمون: حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف؟
فقال له أبو الحسن عليه السلام: إن هذا الذي أمكن علي بن الحسين عليه السلام أن يأتي
كربلا، فيلي أمر أبيه، فهو أمكن صاحب هذا الامر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه،
ثم ينصرف، وليس في حبس ولا في إساءة قال له علي: إنا روينا أن الامام لا يمضي
حتى يرى عقبه.
فال أبو الحسن عليه السلام: ما رويتم في هذا الحديث غير هذا، قال: لا، قال: بلى
والله يقدر ويتم إلا القائم، وأنتم لا تدرون ما معناه ولم قيل؟ قال له علي بلى والله
إن هذا لفي الحديث، قال له أبو الحسن عليه السلام: ويلك كيف اجترأت على
شئ تدع بعضه، ثم قال: يا شيخ اتق الله، ولا تكن من الصادين عن دين الله
تعالى (1).
32 - الحميري عن الرضا: عليه السلام وأما ابن أبي حمزة فإنما دعاه إلى مخالفتنا،
والخروج عن أمرنا إنه عدا على مال لأبي الحسن عليه السلام عظيم، فاقتطعه في حياة أبي
الحسن وكابرني عليه وأبى أن يدفعه، والناس كلهم مسلمون ومجتمعون على تسليمهم
الأشياء كلها إلي، فلما حدث ما حدث في هلاك أبي الحسن اغتنم الفراق علي بن أبي
حمزة وأصحابه إياي، ولعمري ما به من علة إلا اقتطاعه المال وذهابه به.
وأما ابن أبي حمزة فإنه رجل تأول تأويلا لم يحسنه ولم يؤت عليه، فألقاه
إلى الناس فلج فيه، فكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأولها لم يحسن
تأويلها، ولم يؤت عليها، ورأي أنه إذا لم يصدق بذلك لم يدر لعل ما خبره عنه
السفياني وغيره إنه كائن لا يكون منه شئ، وقال لهم: ليس يسقط قول آبائه بشئ
ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ، ولكن قصر علمه عن غايات ذلك، وحقايقه،
فصار فتنة له وشبه عليه وفر من أمر فوقع فيه (2).

(1) رجال الكشي: 393.
(2) قرب الإسناد: 205.
441

33 - الطوسي - رحمه الله - قال: وروى أحمد بن محمد بن عيسى، عن سعد بن سعد،
عن أحمد بن عمر، قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول في ابن أبي حمزة: أليس هو الذي يروى
أن رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى، وهو صاحب السفياني، وقال: إن أبا
إبراهيم عليه السلام يعود إلى ثمانية أشهر، فما استبان لهم كذبه (1).
34 - عنه قال: وروى محمد بن أحمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن عيسى
ابن عبيد، عن محمد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا عليه السلام فلعنه، ثم قال
إن علي بن أبي حمزة أراد إن لا يعبد الله في سمائه وأرضه، فأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره
المشركون، ولو كره اللعين المشرك، قلت: المشرك؟ قال: نعم والله وإن رغم أنفه
كذلك هو في كتاب الله " يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم " وقد جرت فيه وفي أمثاله
أنه أراد أن يطفئ نور الله (2).
35 - ابن شهرآشوب - رحمه الله - مرسلا عن الحسن بن علي الوشاء قال: دعاني
سيدي الرضا عليه السلام بمرو، فقال: يا حسن مات علي بن أبي حمزة البطائني في هذا اليوم
وادخل في قبره الساعة، ودخلا عليه ملكا القبر فسألاه من ربك؟ فقال: الله، ثم قالا
من نبيك؟ فقال: محمد، فقالا: من وليك؟ فقال علي بن أبي طالب قالا: ثم، قال: الحسن
قالا: ثم، قال: الحسين.
قالا: ثم، قال: علي بن الحسين، قالا: ثم من؟ قال: محمد بن علي، قالا ثم من؟
قال: جعفر بن محمد، قالا: ثم من؟ قال موسى بن جعفر، وقالا: ثم من؟ فلجلج، فزجراه
وقالا: ثم من؟ فسكت، فقالا: أفموسى بن جعفر أمرك بهذا، ثم ضرباه بمقمعة، من
نار، فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة، فخرجت من عند سيدي، فأرخت ذلك اليوم
فما مضت الأيام حتى وردت كتب الكوفيين بموت البطائني في ذلك اليوم وأنه دخل
قبره في تلك الساعة (3).

(1) غيبة الشيخ: 46.
(2) غيبة الشيخ: 46.
(3) مناقب آل أبي طالب: 493.
442

22 - ما روى في علي بن خطاب
36 - عنه قال: حدثني حمدوية قال: حدثنا الحسن بن موسى قال: حدثنا
علي بن خطاب - وكان واقفيا - قال: كنت في الموقف يوم عرفة، فجاء أبو الحسن الرضا
عليه السلام، ومعه بعض بني عمه، فوقف أمامي وكنت محموما شديدا الحمى، وقد أصابني
عطش شديد.
فقال الرضا عليه السلام، لغلام له شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام وجاء بماء في مشربة
فتناوله فشرب، وصب الفضلة على رأسه من الحر، ثم قال: املأ فملأ المشربة ثم
قال: اذهب فاسق ذلك هذا الشيخ، قال: فجاءني بالماء فقال لي: أنت موعوك؟ قلت:
نعم قال اشرب فشربت، فذهبت والله الحمى،
فقال لي يزيد بن إسحاق: ويحك يا علي فما تريد بعد هذا ما تنتظر؟ قلت: يا
أخي دعنا. قال له يزيد: فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب، وكان واقفيا مثله، قال
كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلى جنبي إنسان ضخم آدم، فقلت له: من الرجل؟
فقال لي: مولى لبني هاشم قلت: فمن أعلم بني هاشم؟ قال: الرضا عليه السلام قلت: فما
باله لا يجيئ عنه كما يجيئ عن آبائه؟
فقال لي: ما أدري ما تقول، ونهض وتركني، فلم ألبث إلا يسيرا حتى جاءني
بكتاب فدفعه إلي فقرأته فإذا خط ليس بجيد، فإذا فيه يا إبراهيم إنك نجل عن
آبائك وإن لك من الولد كذا وكذا من الذكور فلان وفلان حتى عدهم بأسمائهم
ولك من البنات فلانة وفلانة حتى عد جميع البنات بأسمائهن وكانت بنت ملقبة
بالجعفرية، قال: فخط على اسمها، فلما قرأت الكتاب قال لي: هاته، قلت، دعه
قال: لا، أمرت أن أخذه منك فدفعته إليه، قال الحسن: وأجدهما ماتا على
شكهما، (1)،

(1) رجال الكشي: 398.
443

23 - ما روى في عبد الله بن طاوس
37 - عنه قال: وكان عمره مائة سنة، وجدت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار
القمي بخطه: حدثني الحسن بن أحمد المالكي قال: عبد الله بن طاوس في سنة ثمان
وثلاثين ومائتين قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام وقلت له: إن لي ابن أخ وقد
زوجته ابنتي وهو يشرب الشراب ويكثر ذكر الطلاق فقال له: إن كان من إخوانك
فلا شئ عليه وإن كان من هؤلاء فانتزعها منه، فإنما عنى الفراق.
فقلت له: أروى عن آبائك عليهم السلام إياكم والمطلقات ثلاثا في مجلس، فإنهن ذوات
أزواج فقال: هذا من إخوانكم لا منهم، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم، قال:
قلت له: إن يحيى بن خالد شتم أباك موسى بن جعفر عليه السلام قال: نعم سمه في ثلاثين
رطبة، قلت له: فما كان يعلم أنها مسمومة؟
قال: غاب عنه المحدث. قلت: ومن المحدث؟ قال: ملك أعظم من جبرئيل و
ميكائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو مع الأئمة عليهم السلام وليس كل ما طلب وجد.
ثم قال: إنك ستعمر، فعاش مائة سنة (1).
24 - ما روى في علي بن عبيد الله
38 - عنه قال: قرأت في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه: حدثني محمد
ابن يحيى العطار قال حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان
ابن جعفر قال: قال لي علي بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب صلوات الله عليهم أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السلام أسلم عليه
قلت: فما يمنعك من ذلك؟ قال: الاجلال والهيبة له وأتقى عليه.
قال: فاعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة، وقد عاده الناس، فلقيت علي بن
عبيد الله فقلت، قد جائك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن عليه السلام علة خفيفة وقد عاده الناس
فان أردت الدخول عليه فاليوم. قال: فجاء إلى أبى الحسن عليه السلام عائدا فلقيه

(1) رجال الكشي: 503.
444

أبو الحسن عليه السلام بكل ما يحب من المنزلة والتعظيم، ففرح بذلك علي بن عبيد الله
فرحا شديدا.
ثم مرض علي بن عبيد الله فعاده أبو الحسن عليه السلام وأنا معه، فجلس حتى خرج
من كان في البيت فلما خرجنا أخبرتني مولاة لنا أن أم سلمة امرأة علي بن عبيد الله
كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج، خرجت وانكبت على الموضع الذي
كان أبو الحسن عليه السلام فيه جالسا تقبله وتتمسح به.
قال سليمان: ثم دخلت على علي بن عبيد الله فأخبرني بما فعلت أم سلمة
فخبرت به أبا الحسن عليه السلام فقال يا سليمان: إن علي بن عبيد الله وامرأته وولده من
أهل الجنة، يا سليمان إن ولد علي وفاطمة عليهم السلام إذا عرفهم الله هذا الامر لم يكونوا
كالناس. (1)
25 - ما روى في علي بن مروان الجواني
39 - عنه قال: حمدوية وإبراهيم قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى قال:
كان الجواني خرج مع أبي الحسن عليه السلام، إلى خراسان وكان من قرابته. (2)
26 - ما روى في علي بن يقطين
40 - عنه قال: محمد بن مسعود قال: حدثني محمد بن نصير وجبرئيل بن أحمد
قالا: حدثنا محمد بن عيسى قال: حدثني يعقوب بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن
الخراساني عليه السلام، يقول: أما أن علي بن يقطين مضى، وصاحبه عنه راض يعنى
أبا الحسن عليه السلام (3).
27 - ما روى في قيس
41 - عنه قال: حدثني محمد بن مسعود قال: أخبرنا علي بن الحسن قال:

(1) رجال الكشي: 495.
(2) رجال الكشي: 427.
(3) رجال الكشي: 466.
445

حدثني معمر بن خلاد قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: إن رجلا من أصحاب
علي عليه السلام يقال له قيس كان يصلي، فلما صلى ركعة أقبل أسود سالخ، فصار في
موضع السجود، فلما نحى جبينه عن موضعه تطوق الأسود في عنقه ثم انساب في
قميصه.
وإني أقبلت يوما من الفرع فحضرت الصلاة فنزلت، فصرت إلى ثمامة، فلما
صليت ركعة أقبل أفعي نحوي فأقبلت على صلاتي لم أخففها ولم ينقص منها شئ،
فدنا مني ثم رجع إلى ثمامة، فلما فرغت من صلاتي ولم أخفف دعائي دعوت بعض من
معي فقلت: دنك الأفعى تحت الثمامة، ومن لم يخف إلا الله كفاه (1)
28 - ما روى في محمد بن أبي زينب الأسدي
42 - عنه عن سعد قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى بن سهل
ابن زياد الواسطي ومحمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر، وأبي يحيى الواسطي
قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام، فأذاقه
الله مر الحديد، كان مغيرة بن سعيد يكذب على أبى جعفر عليه السلام، فأذاقه الله
مر الحديد،
وكان محمد بن بشير يكذب على أبى الحسن موسى عليه السلام، فأذاقه الله حر الحديد
وكان أبو الخطاب يكذب على أبى عبد الله عليه السلام، فأذاقه الله حر الحديد، والذي
يكذب على محمد بن فرات. قال، أبو يحيي وكان محمد بن فرات من الكتاب فقتله
إبراهيم بن شكلة (2).
29 - ما روى في محمد بن سنان
43 - عنه عن حمدويه: قال: حدثنا أبو سعيد الآدمي، عن محمد بن مرزبان عن
محمد بن سنان: قال: شكوت إلى الرضا عليه السلام، وجع العين فاخذ قرطاسا فكتب إلى

(1) رجال الكشي: 88.
(2) رجال الكشي: 256.
446

أبي جعفر عليه السلام وهو أول شئ، فدفع الكتاب إلى الخادم، وأمرني أن أذهب معه
وقال: اكتم فأتيناه وخادم قد حمله.
قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي أبي جعفر عليه السلام، فجعل أبو جعفر عليه السلام،
ينظر في الكتاب، ويرفع رأسه إلى السماء ويقول: ناج ففعل ذلك مرارا، فذهب
كل وجع في عيني وأبصرت بصرا لا يبصره أحد. قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلك
الله شيخا على هذه الأمة، كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل.
قال: ثم قلت له: يا شبيه صاحب فطرس، قال: وانصرفت وقد أمرني الرضا عليه السلام
أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذاعت ما كان من أبى جعفر عليه السلام في أمر عيني
فعاود في الوجع، قال: قلت لمحمد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب
فطرس.
فقال إن الله غضب على ملك من الملائكة، يدعى فطرس، فوق جناحه ورمي
في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السلام، بعث الله عز وجل جبرئيل إلى
محمد صلى الله عليه وآله، ليهنئه بولادة الحسين عليه السلام، وكان جبرئيل صديقا لفطرس، فمر به و
هو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين عليه السلام وما أمر الله به، فقال له: هل
لك أن أحملك على جناح من أجنحتي وأمضي بك إلى محمد صلى الله عليه وآله ليشفع فيك؟
فقال فطرس: نعم فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمدا صلى الله عليه وآله فبلغه
تهنئة ربه تعالى، ثم حدثه بقصة فطرس فقال محمد صلى الله عليه وآله، لفطرس: امسح جناحك
على مهد الحسين، وتمسح به، ففعل ذلك فطرس، فجبر الله جناحه ورده إلى منزله
مع الملائكة (1).
30 - ما روى في محمد بن الفرات
44 - عنه قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد، حدثني محمد بن عبد الله بن
مهران، قال: حدثني بعض أصحابنا، عن محمد بن فرات قال: كان يغلو في القول، و

(1) رجال الكشي: 487.
447

كان يشرب الخمر، فبعث إليه الرضا عليه السلام، خمرة فتمرة، فقال محمد: إنما بعث
بالخمرة لا صلي عليها وحثني عليها، والتمر نهاني عن الأنبذة، قال نصر بن صباح:
محمد بن الفرات كان بغداديا (1).
45 - عنه قال: حدثني الحسين بن الحسن القمي قال: حدثني سعد بن
عبد الله قال حدثني العبيدي، عن يونس قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا يونس
أما ترى إلى محمد بن الفرات، وما يكذب علي، فقلت: أبعده الله وأسحقه وأشقاه فقال:
قد فعل الله ذلك به أذاقه الله حر الحديد، كما أذاق من كان قبله ممن كذب علينا،
يا يونس إنما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي وتأمرهم بلعنه، والبراءة منه فان الله
يبرأ منه. (2)
46 - عنه قال: قال سعد: وحدثني ابن العبيدي قال: حدثني أخي جعفر
بن عيسى، وعلي بن إسماعيل الميثمي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، أنه قال: آذاني
محمد بن الفرات آذاه الله وأذاقه الله حر الحديد، آذاني لعنه الله ما أذى أبو الخطاب
لعنه الله جعفر بن محمد عليه السلام، بمثله، وما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمد بن الفرات
والله، ما من أحد يكذب علينا إلا ويذيقه الله حر الحديد. (3)
31 - ما روى في مرزبان بن عمران الأشعري القمي
47 - الشيخ المفيد - رحمه الله - باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبيه، وأحمد بن
إدريس، عن أحمد بن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي،
عن المرزبان بن عمران القمي الأشعري، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام:
أسالك عن أهم الأشياء والأمور إلي، أمن شيعتكم أنا؟ فقال: نعم، قال: قلت لأبي
الحسن الرضا عليه السلام: واسمي مكتوب عندك؟ قال: نعم. (4)
32 - ما روى في مسافر مولى الرضا عليه السلام
48 - عنه عن حمدويه وإبراهيم قالا: حدثنا أبو جعفر محمد بن عيسى قال:

(1) رجال الكشي: 464
(2) رجال الكشي: 464
(3) رجال الكشي: 464
(4) الاختصاص: 88 والكشي: 426
448

أخبرني مسافر قال: أمرني أبو الحسن عليه السلام بخراسان فقال: ألحق بابي جعفر فإنه
صاحبك (1).
33 - ما روى في ميثم التمار
49 - عنه قال: وروي عن أبي الحسن الرضا عليه السلام عن أبيه عن آبائه صلوات
الله عليهم، قال: أتى ميثم التمار، دار أمير المؤمنين عليه السلام، فقيل له إنه نائم، فنادى
بأعلى صوته انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين
عليه السلام، فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم والله لتخضبن لحيتك ورأسك
فقال صدقت وأنت والله لتقطعن يداك ورجلاك، ولسانك وليقطعن من النخلة
التي بالكناسة، فتشق أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها، وحجر بن عدي على
ربعها، ومحمد بن أكثم على ربعها، وخالد بن مسعود على ربعها، قال ميثم: فشككت
في نفسي وقلت: إن عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين؟
فقال: إي ورب الكعبة: كذا عهده إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقلت: ومن يفعل
ذلك بي يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليأخذنك العتل الزنيم، ابن الأمة الفاجرة،
عبيد الله بن زياد، قال: وكان يخرج إلى الجبانة، وأنا معه، فيمر بالنخلة فيقول
لي، يا ميثم إن لك ولها شانا من الشأن.
قال: فلما ولي عبيد الله بن زياد الكوفة ودخلها تعلق علمه بالنخلة التي
بالكناسة، فتخرق، فتطير من ذلك فامر بقطعها، فاشتراها رجل من التجارين، فشقها
أربع قطع، قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسمارا من حديد، فانقش عليه اسمي
واسم أبي، ودقه في بعض تلك الأجذاع.
قال: فلما مضى بعد ذلك أيام أتى قوم من أهل السوق فقالوا: يا ميثم انهض
معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، ونسأله أن يعزله عنا ويولي علينا غيره،
قال: وكنت خطيب القوم فنعيت لي، وأعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث:

(1) رجال الكشي: 426.
449

أصلح الله الأمير تعرف هذا المتكلم؟
قال: ومن هو؟ قال: هذا ميثم التمار، الكذاب، مولى الكذاب علي بن
أبي طالب، قال: فاستوى جالسا فقال لي: ما يقول؟ فقلت: كذب أصلح الله الأمير بل
أنا الصادق مولى الصادق علي ابن أبي طالب أمير المؤمنين، فقال لي: لتبرأن من علي
ولتذكرن مساويه، وتتولى عثمان، وتذر محاسنه، أو لأقطعن يديك، ورجليك
ولأصلبنك.
فبكيت فقال لي: بكيت من القول دون الفعل؟ فقلت: والله ما بكيت من
القول، ولا من الفعل، ولكني بكيت من شك كان دخلني يوم خبرني سيدي و
مولاي، فقال لي: وما قال لك مولاك قال: فقلت أتيت الباب فقيل لي: إنه نائم فناديت
انتبه أيها النائم، فوالله لتخضبن لحيتك من رأسك، فقال صدقت وأنت والله لتقطعن
يداك ورجلاك، ولسانك ولتصلبن، فقلت: ومن يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين؟
فقال: يأخذك العتل الزنيم ابن الأمة الفاجرة عبيد الله بن زياد، قال: فامتلأ
غيظا ثم، قال لي: والله لا قطعن يديك ورجليك ولأدعن لسانك، حتى أكذبك و
أكذب مولاك، فامر به فقطعت يداه ورجلاه ثم أخرج، وأمر به أن يصلب، فنادى بأعلى
صوته: أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون، عن علي بن أبي طالب
عليه السلام.
قال: فاجتمع الناس وأقبل يحدثهم بالعجائب، قال: وخرج عمر وبن حريث،
وهو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: ميثم التمار يحدث الناس، عن
علي بن أبي طالب عليه السلام قال: فانصرف مسرعا فقال: أصلح الله الأمير بادر وابعث إلى
هذا من يقطع لسانه فإني لست آمن أن تتغير قلوب أهل الكوفة، فيخرجوا
عليك.
قال: فالتفت إلى حرسي فوق رأسه فقال. إذهب فاقطع لسانه، قال: فاتاه
الحرسي فقال له: يا ميثم، قال: ما تشاء قال: أخرج لسانك فقد أمرني الأمير بقطعه
قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني ويكذب مولاي، هاك لساني قال:
450

فقطع لسانه وتشحط ساعة في دمه، ثم مات، وأمر به فصلب، قال: صالح فمضيت بعد
ذلك بأيام، فإذا هو قد صلب على الربع الذي كنت دققت فيه المسمار (1).
34 -
* (ما روى في وهب بن وهب أبو البختري) *
50 - عنه قال: ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمد بن قتيبة القتيبي، عن علي
ابن سلمة الكوفي: أبو البختري، اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الأسود
صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو رباه، وقال، علي أيضا: قال أبو محمد الفضل بن شاذان:
كان أبو البختري من أكذب البرية (2).
51 - عنه، عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن فضال: حدثنا محمد بن
الوليد البجلي قال: حدثنا العباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال
العباس: سمعت رجلا يخبر أن أبا البختري كان يحدث أن النار تستأمر في قرشي
سبع مرات، قال، فقال له أبو الحسن، قد قال الله عز وجل، " عليها ملائكة غلاظ
شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " (3).
52 - عنه قال، قال العباس: ذكر رجل لأبي الحسن عليه السلام، أبا البختري و
حديثه عن جعفر وكان الرجل يكذبه، فقال له أبو الحسن عليه السلام: لقد كذب على الله
وملائكته ورسله، ثم ذكر أبو الحسن عن أبيه أنه خرج مع أبي عبد الله جعفر جده
عليه السلام إلى نخلة حتى إذا كان ببعض الطريق لقيته أم أبي البختري، فوقف، و
عدل بوجه دابته، فأرسلت إليه بالسلام فرد عليها السلام، فلما انصرف أبوه، وجده
إلى المدينة، أتي قوم جعفر فذكروا له خطبة أم أبي البختري فقال لهم، ما أفعل (4).
35 -
* (ما روى في هشام بن إبراهيم العباسي) *
53 - عنه عن محمد بن الحسن قال، حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن

(1) رجال الكشي: 79.
(2) رجال الكشي: 261.
(3) رجال الكشي: 261.
(4) رجال الكشي: 261.
451

الريان بن الصلت قال، قلت لأبي الحسن عليه السلام إن هشام بن إبراهيم العباسي زعم
أنك أحللت له الغناء فقال، كذب الزنديق إنما سألني، عنه فقلت له، سال رجل
أبا جعفر عليه السلام، فقال له أبو جعفر، إذا فرق الله بين الحق والباطل، فأينما يكون
الغناء؟ فقال الرجل: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السلام، قد قضيت (1).
54 - عنه عن محمد بن مسعود، قال، حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن زيد
عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى، وابن سنان أنهما سمعا أبا الحسن
عليه السلام، يقول: لعن الله العباسي، فإنه زنديق وصاحبه يونس، فإنهما يقولان بالحسن
والحسين (2).
55 - عنه عن محمد بن مسعود قال، حدثني علي قال، حدثني أحمد بن محمد بن
عيسى عن أبي طالب عن معمر بن خلاد قال، سمعت الرضا عليه السلام يقول، إن العباسي
زنديق وكان أبوه زنديقا (3).
56 - عنه، عن محمد بن مسعود قال، حدثني أحمد، عن أبي طالب قال، حدثني
العباسي أنه قال للرضا عليه السلام: لم لا تدخل فيما سالك أمير المؤمنين؟ قال: فقال
فأنت أيضا على يا عباسي، فقال: نعم ولتجبه إلى ما سالك أو لأعطينك القاضية
يعنى السيف (4).
36 - * (ما روى في هشام بن الحكم) *
57 - عنه قال، حدثني حمدوية قال، حدثني محمد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى،
عن علي بن يونس بن بهمن، قال، قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن أصحابنا قد
اختلفوا، فقال، أي شئ اختلفوا فيه؟ إحك لي من ذلك شيئا، قال: فلم يحضرني
إلا ما قلت، جعلت فداك، من ذلك ما اختلف فيه زرارة وهشام بن الحكم، فقال

(1) رجال الكشي: 422.
(2) رجال الكشي: 422.
(3) رجال الكشي: 422.
(4) رجال الكشي: 422.
452

زرارة: إن المنفي ليس بشئ، وليس بمخلوق، وقال هشام: إن المنفي شئ مخلوق
فقال لي: قل في هذا بقول هشام ولا تقل بقول زرارة (1).
58 - عنه عن حمدوية بن نصير قال: حدثنا محمد بن عيسى العبيدي، قال:
حدثني جعفر بن عيسى، قال: قال موسى بن الرقي لأبي الحسن الثاني عليه السلام: جعلت
فداك، روى عنك المشرقي وأبو الأسود أنها سألاك عن هشام بن الحكم، فقلت ضال
مضل شرك في دم أبي الحسن، فما تقول فيه يا سيدي نتولاه؟
قال: نعم، فأعاد عليه نتولاه على جهة الاستقطاع قال: نعم تولوه، نعم تولوه
إذا قلت لك فاعمل به ولا تريد أن تغالب به. اخرج الان فقل لهم: قد أمرني بولاية
هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه وهو يسمع: ألم أخبرتكم أن هذا رأيه
في هشام بن الحكم غير مرة (2).
59 - عنه قال: حدثنا حمدوية وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا محمد بن عيسى قال:
حدثني رجل، عن عمر بن عبد العزيز بن أبي بشار، عن سليمان بن جعفر الجعفري
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن هشام بن الحكم، قال: فقال لي، رحمه الله كان
عبدا ناصحا، وأوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له (3).
60 - عنه عن محمد بن نصير قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن أحمد بن محمد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أما كان لكم في أبي الحسن
عليه السلام، عظة ما ترى حال هشام بن الحكم، فهو الذي صنع بابي الحسن ما صنع وقال
لهم وأخبرهم، أترى الله أن يغفر له ما ركب منا (4).
61 - عنه عن علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن العباس بن معروف
عن أبي محمد الحجال، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السلام، قال: ذكر الرضا عليه السلام
العباسي، فقال: هو من غلمان أبي الحارث، يعنى يونس بن عبد الرحمن وأبو الحارث

(1) رجال الكشي: 229.
(2) رجال الكشي. 299.
(3) رجال الكشي: 330.
(4) رجال الكشي: 237.
453

من غلمان هشام، وهشام من غلمان أبي شاكر، وأبو شاكر زنديق (1).
37 - ما روى في هشام بن سالم
62 - عنه عن محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد القمي قال: حدثني
أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبي عبد الله محمد بن موسي بن عيسى، من أهل
همدان، قال: حدثني إشكيب بن عبدك الكيساني قال: حدثني عبد الملك بن هشام
الحناط قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أسالك جعلني الله فداك؟
قال: سل يا جبلي، عماذا تسألني؟ فقلت جعلت فداك زعم هشام بن سالم أن
لله عز وجل صورة وأن آدم خلق على مثل الرب، فنصف هذا، ونصف هذا، وأوميت
إلى جانبي وشعر رأسي، وزعم يونس مولى آل يقطين، وهشام بن الحكم أن الله شئ
لا كالأشياء وأن الأشياء بائنة منه، وأنه بائن من الأشياء.
وزعما أن إثبات الشئ أن يقال جسم فهو لا كالأجسام، شئ لا كالأشياء ثابت
موجود غير مفقود، ولا معدوم، خارج من الحدين حد الابطال وحد التشبيه فبأي
القولين أقول؟
قال: فقال عليه السلام: أراد هذا الاثبات، وهذا شبه ربه تعالى بمخلوق، تعالى الله
الذي ليس له شبه، ولا مثل ولا عدل، ولا نظير ولا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما
قال هشام بن سالم، وقل بما قال مولى آل يقطين وصاحبه، قال: قلت فيعطى الزكاة
من خالف هشاما في التوحيد؟ فقال برأسه: لا (2).
38 - ما روى في أبي بصير يحيى بن القاسم
63 - عنه قال: حدثني علي بن محمد بن قتيبة قال: حدثني الفضل بن شاذان
قال: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي ومحمد بن يونس، قال: حدثنا الحسن بن قياما

(1) رجال الكشي: 237.
(2) رجال الكشي: 241.
454

الصيرفي قال: حججت في سنة ثلاث وتسعين ومائة، وسألت أبا الحسن الرضا عليه السلام
فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك؟ قال: مضى كما مضى آباؤه.
قلت فكيف أصنع بحديث حدثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير أن أبا عبد الله
عليه السلام، قال: إن جاءكم من يخبركم أن ابني هذا مات، وكفن وقبر، ونفضوا أيديهم
من تراب قبره فلا تصدقوا به؟ قال: قال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدثه إنما قال:
إن جاءكم عن صاحب هذا الامر (1).
39 - ما روى في يونس بن عبد الرحمن
64 - عنه عن علي بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان قال: حدثني
محمد بن الحسن الواسطي، وجعفر بن عيسى، ومحمد بن يونس، أن الرضا عليه السلام ضمن
ليونس الجنة ثلاث مرات (2).
65 - عنه قال: وقال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا
عليه السلام، يقول، أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم منا أربعة
علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام،
ويونس في زمانه كسلمان في زمانه (3).
66 - عنه قال: حدثني آدم بن محمد قال: حدثني علي بن محمد الدقاق النيسابوري
قال: حدثني محمد بن موسى السمان قال: حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه
جعفر بن عيسى قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام، وعنده يونس بن عبد الرحمن
إذا استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومى أبو الحسن عليه السلام إلى يونس ادخل البيت
فإذا بيت مسبل عليه ستر، وإياك أن تتحرك حتى تؤذن لك.
فدخل البصريون وأكثر والقول من الوقيعة. والقول في يونس وأبو الحسن،
عليه السلام، مطرق، حتى لما أكثر وقاموا فودعوا وخرجوا، فأذن ليونس بالخروج،

(1) رجال الكشي: 402.
(2) رجال الكشي: 409.
(3) رجال الكشي: 410.
455

فخرج باكيا، فقال: جعلني الله فداك أنا أحامي عن هذه المقالة وهذه حالي عند أصحابي
فقال له أبو الحسن عليه السلام: يا يونس فما عليك مما يقولون إذا كان إمامك عنك
راضيا.
يا يونس حدث الناس بما يعرفون، واتركهم مما لا يعرفون كأنك تريد أن
يكذب على الله في عرشه، يا يونس وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درة، ثم قال
الناس بعرة، أو بعرة وقال الناس درة، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت: لا فقال: هكذا
أنت يا يونس إذا كنت على الصواب وكان إمامك عنك راضيا لم يضرك ما قال الناس (1).
67 - عنه قال: حدثني علي بن محمد القتيبي قال: حدثني الفضل بن شاذان
قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه
كسلمان الفارسي في زمانه قال الفضل: ولقد حج يونس إحدى وخمسين حجة آخرها
عن الرضا عليه السلام (2).
68 - عنه عن علي بن محمد القتيبي قال: حدثني أبو محمد الفضل بن شاذان، قال:
حدثني أبو جعفر البصري - وكان ثقة فاضلا صالحا - قال: دخلت مع يونس بن عبد
الرحمن على الرضا عليه السلام، فشكى إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضا
عليه السلام: دارهم فان عقولهم لا تبلغ (3).
69 - عنه عن حمدوية وإبراهيم قالا: حدثنا محمد بن عيسى، قال: حدثني
هشام المشرقي أنه دخل على أبي الحسن الخراساني عليه السلام قال: إن أهل البصرة
سألوا عن الكلام، فقالوا، إن يونس يقول: إن الكلام ليس بمخلوق.
أما بلغكم قول أبي جعفر عليه السلام حين سئل عن القرآن أخالق هو أم مخلوق
فقال لهم: ليس بخالق، ولا مخلوق، إنما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس وقالوا
إن يونس، يقول: إن من السنة أن يصلى الانسان ركعتين وهو جالس بعد العتمة

(1) رجال الكشي: 411.
(2) رجال الكشي: 412.
(3) رجال الكشي: 413.
456

فقلت: صدق يونس (1).
70 - عنه عن علي بن الحسن بن علي بن فضال قال: حدثني مروك بن عبيد،
عن محمد بن عيسى القمي قال: توجهت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فاستقبلني يونس
مولى آل يقطين فقال أين تذهب؟ قلت: أريد أبا الحسن قال: أسأله عن هذه المسألة
قل له: خلقت الجنة بعد؟ فاني أزعم أنها لم تخلق.
قال: فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فجلست عنده، فقلت له: إن يونس مولى
آل يقطين أو دعني إليك رسالة، قال: وما هي قلت: قال: أخبرني عن الجنة خلقت
بعد، فاني أزعم أنها لم تخلق، فقال: كذب فأين جنة آدم؟ عليه السلام (2).
71 - عنه عن جبرئيل بن أحمد قال: سمعت محمد بن عيسى، عن عبد العزيز بن
المهتدي قال: قلت للرضا عليه السلام: أن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كل وقت فآخذ
معا لم ديني من يونس مولى آل يقطين قال: نعم (3).
72 - عنه قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى
قال: قال ياسر الخادم أن أبا الحسن الثاني عليه السلام أصبح في بعض الأيام فقال لي، رأيت
البارحة مولى لعلي بن يقطين، وبين عينيه غرة بيضاء فتأولت ذلك على الدين (4).
73 - عنه عن علي قال: حدثني محمد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد، عن مروك
ابن عبيد، عن يزيد بن حماد، عن ابن سنان قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إن يونس
يقول إن الجنة والنار لم يخلقا، فقال: ماله لعنه الله وأين جنه آدم (5).
74 - عنه عن علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسن بن
راشد، عن محمد بن أبادية قال. كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في يونس، فكتب: لعنه الله
ولعن أصحابه، أو برئ الله منه وأصحابه (6).

(1) رجال الكشي: 415.
(2) رجال الكشي: 415.
(3) رجال الكشي: 415.
(4) رجال الكشي: 415.
(5) رجال الكشي: 415.
(6) رجال الكشي: 415.
457

75 - عنه عن علي بن محمد قال قال: حدثني محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن
الحسين بن بشار الواسطي، عن يونس بهمن، قال: قال لي يونس اكتب إلى أبي الحسن
عليه السلام فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية الله شئ؟ قال: فكتب إليه، فأجابه هذه
المسألة مسالة رجل على غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا أصحابنا فيبرأون
منك، قال: قلت ليونس: يبرؤون منى أو منك؟ (1).
76 - عنه عن علي قال: حدثني محمد بن أحمد، عن الحسين بن راشد قال لما
ارتحل أبو الحسن عليه السلام إلى خراسان قال: قلنا ليونس هذا أبو الحسن حمل إلى خراسان
فقال: إن دخل في هذا الامر طائعا أو مكرها فهو طاغوت (2).
77 - عنه عن جعفر بن أحمد، عن يونس قال: قلت له عليه السلام: قد عرفت انقطاعي
إليك وإلى أبيك، وحلفته بحق الله، وحق رسوله وحق أهل بيته وسميتهم حتى
انتهيت إليه أن لا يخرج ما يخبرني به إلي الناس، وإني أرجو أن يقول أبي حي ثم
سألته عن أبيه أحي أم ميت؟ فقال: قدو الله مات، قلت: جعلت فداك إن شيعتك
أو قلت مواليك يروون أن فيه شبه أربعة أنبياء قال: قد والله الذي لا إله إلا هو هلك
قال: قلت: هلاك غيبة أو هلاك موت؟
فقال: هلاك موت والله، قلت: جعلت فداك. فلعلك منى في تقية؟ قال: فقال:
سبحان الله قد والله مات قلت: حيث كان هو في المدنية ومات أبوه في بغداد فمن أين
علمت موته؟ قال: جاءني منه ما علمت به أنه قد مات قلت: فأوصى إليك؟ قال: نعم
قلت: فما شرك فيها أحد معك؟ قال: لا، قلت: فعليك من إخوانك إمام؟ فقال: لا
قلت: فأنت إمام قال: نعم (3).
78 - عنه عن علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن
علي بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند الرضا عليه السلام ومعه
كتاب. يقرأه في بابه حتى ضرب به الأرض، فقال: كتاب ولد الزنا للزانية فكان كتاب
يونس (4).

(1) رجال الكشي: 415.
(2) رجال الكشي: 416.
(3) رجال الكشي: 417.
(4) رجال الكشي: 417.
458

79 - عنه عن طاهر بن عيسى، قال: حدثني جعفر بن أحمد قال: حدثني
الشجاعي، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن يسار، عن الحسن بن بنت إلياس،
عن يونس بن بهمن قال: قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت إلى أبى الحسن الرضا
عليه السلام سألته عن آدم عليه السلام، هل فيه من جوهرية الرب شئ قال: فكتب إلى جواب
كتابي ليس صاحب هذا المسألة على شئ من السنة زنديق (1).
80 - عنه عن آدم بن محمد القلانسي البلخي قال. حدثني علي بن محمد القمي
قال: حدثني أحمد بن عيسى القمي، عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد، عن
أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت: أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال: لا تصل إلا خلف من
تثق بدينه، فقلت له: أصلى خلف يونس وأصحابه؟ فقال: يأبى ذلك عليكم علي بن
حديد آخذ بقوله في ذلك؟ قال: نعم قال فسالت علي بن حديد عن ذلك فقال: لا تصل
خلفه ولا خلف أصحابه (2).
81 - عنه عن آدم قال: حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي، قال: حدثني
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي
قال: لما حمل أبو الحسن إلي خراسان قال يونس بن عبد الرحمن: إن دخل في هذا
الامر طائعا أو كارها انتقضت النبوة من لدن آدم (3).
82 - عنه عن آدم بن محمد قال: حدثني علي بن محمد القمي قال: حدثني أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن محمد الحجال قال: كنت عند أبي الحسن الرضا عليه السلام،
إذ ورد عليه كتاب يقرأه فقرأه ثم ضرب به الأرض فقال: هذا كتاب ابن زان لزانية هذا
كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس (4).
83 - عنه عن علي بن محمد القتيبي، قال: حدثني الفضل بن شاذان، قال:
حدثني عبد العزيز بن المهتدي - وكان خير قمي رأيته وكان وكيل الرضا عليه السلام و
خاصته - قال سألت الرضا صلوات الله عليه فقلت: إني لا ألقاك في كل وقت، فممن

(1) رجال الكشي: 417.
(2) رجال الكشي: 418.
(3) رجال الكشي.
(4) رجال الكشي: 417.
459

آخذ معالم ديني؟ قال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن (1).
40 - ما روى في الواقفية
84 - عنه قال: حدثني محمد بن مسعود، ومحمد بن الحسن البراني قال: حدثنا
محمد بن إبراهيم بن محمد بن فارس قال: حدثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره
عن علي بن عبد الله الزهري قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام أساله عن الواقفة؟
فكتب: الواقف عاند من الحق، ومقيم على سيئة، إن مات بها، كانت جهنم مأواه
وبئس المصير (2).
85 - عنه عن جعفر بن معروف قال: حدثني سهل بن يحيى قال: حدثني الفضل
ابن شاذان رفعه عن الرضا عليه السلام قال: سئل عن الواقفة؟ فقال: يعيشون حيارى ويموتون
زنادقة (3).
86 - عنه قال: وجدت بخط جبرئيل بن أحمد في كتابه: حدثني سهل بن زياد
الآدمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن الربيع الأقرع قال: حدثني جعفر بن بكير قال
حدثني يوسف بن يعقوب، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أعطي هؤلاء الذين
يزعمون أن أباك حي من الزكاة شيئا؟ قال: لا تعطهم فإنهم كفار مشركون زنادقة (4).
87 - عنه قال: حدثني عدة من أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال:
سمعناه يقول: يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة، قال: فقال: حضرت رجلا منهم وقد
احتضر. فسمعته يقول: هو كافر إن مات موسى بن جعفر عليه السلام، قال: فقلت هذا
هو (5)
88 - عنه عن أبي صالح خلف بن حامد الكشي. عن الحسن بن طلحة، عن
بكر بن صالح، قال: سمعت الرضا عليه السلام، يقول: ما يقول الناس هذه الآية؟ قلت
جعلت فداك فأي آية؟ قال: قول الله عز وجل " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم

(1) رجال الكشي: 406.
(2) رجال الكشي: 387.
(3) رجال الكشي: 388.
(4) رجال الكشي: 388.
(5) رجال الكشي: 389.
460

ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ".
قلت: اختلفوا فيها قال أبو الحسن عليه السلام: ولكن أقول نزلت في الواقفة، إنهم
قالوا: لا إمام بعد موسى عليه السلام، فرد الله عليهم، بل يداه مبسوطتان، واليد هو الإمام
في باطن الكتاب، وإنما عنى بقولهم: لا إمام بعد موسى بن جعفر (1).
89 - عنه عن خلف، عن الحسن بن طلحة المروزي، عن محمد بن عاصم قال:
سمعت الرضا عليه السلام، يقول: يا محمد بلغني أنك تجالس الواقفة؟ قلت: نعم. جعلت
فداك أجالسهم وأنا مخالف لهم قال: لا تجالسهم، فان الله عز وجل يقول: " وقد
نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزئ بها فلا تقعدوا
معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم " يعنى بالآيات الأوصياء الذين
كفروا بها الواقفة (2).
90 - عنه عن خلف قال: حدثني الحسن بن علي، عن سليمان الجعفري قال:
كنت عند أبي الحسن عليه السلام بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة، فسأله عن
الواقفة، فقال أبو الحسن عليه السلام: " ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا، سنة
الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " والله إن الله لا يبدلها حتى يقتلوا
عن آخرهم (3).
91 - عنه عن محمد بن الحسن البراني قال: حدثني أبو علي قال: حدثني يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن رجل من أصحابنا قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت
فداك قوم قد وقفوا على أبيك، يزعمون أنه لم يمت، قال: كذبوا، وهم كفار بما
أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولو كان الله يمد في أجل أحمد من بني آدم لحاجة
الخلق إليه، لمد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (4).
92 - عنه عن محمد بن الحسن البراني، قال: حدثني أبو علي الفارسي قال:
حدثني ميمون النخاس، عن محمد بن الفضيل قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك

(1) رجال الكشي: 388.
(2) رجال الكشي: 389.
(3) رجال الكشي: 389.
(4) رجال الكشي: 379.
461

ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السلام قال: لعنهم الله، ما أشد كذبهم، أما أنهم
يزعمون أني عقيم وينكرون من يلي هذا الامر من ولدي (1).
93 - عنه عن محمد بن الحسن البراني قال: حدثني أبو علي الفارسي عن محمد بن
الحسين الكوفي، عن محمد بن جبار، عن عمر بن فرات قال: سألت أبا الحسن عليه السلام،
عن الواقفة قال: يعيشون حيارى ويموتون، زنادقة (2).
94 - عنه عن إبراهيم بن محمد بن العباس الختلي قال: حدثني أحمد بن إدريس
القمي قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى قال: حدثني العباس بن معروف، عن
الحجال عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، قال: ذكرت الممطورة
وشكهم فقال: يعيشون ما عاشوا في شك ثم يموتون زنادقة (3).
95 - عنه عن حمدوية قال: حدثني: محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت
إليه يعنى أبا الحسن عليه السلام: جعلت فداك قد عرفت بعض هذه الممطورة أفأقنت عليهم
في صلاتي؟ قال: نعم اقنت عليهم في صلاتك (4).
96 - عنه عن خلف بن جابر الكشي قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي
عن يحيى بن المبارك قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام، بمسائل فأجابني، وكتبت وذكرت
في آخر الكتاب قول الله عز وجل: " مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء "
فقال: نزلت في الواقفة، ووجدت الجواب كله بخطه: ليس هم من المؤمنين ولا من
المسلمين، هم ممن كذب بآيات الله ونحن أشهر معلومات فلا جدال فينا ولا رفث ولا
فسوق فينا، أنصب لهم من العداوة يا يحيى ما استطعت (5).
97 - العياشي مرسلا، عن عبد الله بن جندب قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا
ذكرت رحمك الله هؤلاء القوم الذين وصفت، إنهم كانوا بالأمس لكم إخوانا، والذي
صار وإليه من الخلاف لكم، والعداوة لكم والبراءة منكم، والذين تأفكوا به من

(1) رجال الكشي: 390.
(2) رجال الكشي: 391.
(3) رجال الكشي: 391.
(4) رجال الكشي: 392.
(5) رجال الكشي: 392.
462

حياة أبي صلوات الله عليه ورحمته، وذكر في آخر الكتاب أن هؤلاء القوم سنح لهم
شيطان اغترهم بالشبهة وليس عليهم أمر دينهم.
وذلك لما ظهرت فريتهم، واتفقت كلمتهم، وكذبوا على عالمهم، وأراد والهدى
من تلقاء أنفسهم، فقالوا لم ومن وكيف؟ فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، وذلك بما
كسبت أيديهم، وما ربك بظلام للعبيد، ولم يكن ذلك لهم ولا عليهم، بل كان الفرض
عليهم والواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحير.
ورد ما جهلوه من ذلك إلى عالمه ومستنبطه، لان الله يقول في محكم كتابه:
" ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم " يعنى
آل محمد، وهم الذين يستنبطون من القرآن ويعرفون الحلال والحرام، وهم الحجة لله
على خلقه (1).
قال العطاردي:
قد مضى في الجزء الأول في كتاب الإمامة - باب دلالات الرضا - عليه السلام أخبارا كثيرة
يناسب هذا الكتاب فراجع.

(1) تفسير العياشي: 1 - 260.
463

(كتاب النوادر)
1 - الحميري عن معاوية بن حكيم، عن البزنطي قال: قلت لأبي الحسن
الرضا عليه السلام: للناس في المعرفة صنع؟ قال: لا قلت: لهم عليها ثواب. قال: يتطول عليهم
بالثواب، كما يتطول عليهم بالمعرفة (1).
2 - الحميري عن البزنطي قال: وسألته عن القانع والمعتر قال: القانع الذي يقنع
بما أعطيته، والمعتر الذي يعتريك، قال: وقلت للرضا عليه السلام: إن رجلا من أصحابنا
سمعي وأنا أقول: أن مروان بن محمد، لو سئل عنه، عن صاحب القبر ما كان عنده منه
علم، فقال الرجل: إنما عنى بذلك، أبو بكر وعمر. فقال لقد جعلهما في موضع
صدق.
قال جعفر بن محمد عليه السلام: إن مروان بن محمد لو سئل عنه محمد صلى الله عليه وآله، ما كان عنده
منه علم، لم يكن من الملوك الذين سموا له، وإنما كان له أمرا طرا، قال أبو
عبد الله وأبو جعفر، وعلي بن الحسين، والحسين بن علي والحسن بن علي. وعلي بن
أبي طالب والله لولا آية في كتاب الله حدثنا كم بما يكون إلى أن تقوم الساعة،
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (2).
3 - عنه عن البزنطي قال: وسألته عن الحيطان السبعة، قال كانت ميراثا من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقف، وكان رسول الله يأخذ منها ما ينفق على أضيافه والنائبة يلزمه
فيها، فلما قبض جاء العباس يخاصم فاطمة عليها السلام، فشهد علي وغيره أنها وقف، وهي
الدلال، والعواف، والحسنى، والصافية وما أم إبراهيم والميثب، والبرقة (3).
4 - عنه، عن البزنطي قال: وسألته عن قرب هذا الامر، فقال: قال أبو عبد الله
عليه السلام حكاه عن أبي جعفر قال: أول علامات الفرج سنة خمسين وسبعين ومائة، وفي
سنة تسعين ومائة يخلع العرب أعنتها، وفي سنة تسع وسبعين ومائة يكون العناء،

(1) قرب الإسناد: 207.
(2) قرب الإسناد: 213.
464

وفي سنة ثمان ومائه يكون الجلاء، فقال: أما ترى بني هاشم، قد انقلعوا بأهلهم،
وأولادهم فقلت لهم الجلاء، قال وغيرهم في سنة تسع وتسعين ومائة، يكشف الله البلاء
إن شاء الله.
وفي سنة مأتين يفعل الله ما يشاء، فقلت له: جعلت فداك أخبرنا بما يكون في
سنة مأتين؟ قال: لو أخبرت أحدا لأخبرتكم، وقد خبرتكم، بمكانتكم مما كان هذا
من رأى أنه يظهر مني إليكم، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالى إظهار شئ من الحق
لم يقدر العباد على ستره.
فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الأول حكيت عن أبيك أن انقضاء
ملك فلان على رأس فلان وفلان وليس لبني فلان سلطان بعدهما، قال: قد قلت ذاك فقلت:
أصلحك الله إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الامر؟ قال: لا.
قلت: يكون ما ذا؟ قال: يكون الذي تقول أنت وأصحابك: قلت تعني خروج السفياني
فقال: لا قلت: فقيام القائم عليه السلام قال: يفعل الله ما يشاء، قلت فأنت هو؟ قال: لا حول
ولا قوة إلا بالله.
وقال. إن قدام هذا الامر علامات حدث تكون بين الحرمين قلت: ما الحدث؟
قال: عصبة تكون، ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا، قلت: جعلت فداك
إن الكوفة قال: تبت لي والمعاش بها ضيق، وإنما كان معاشنا ببغداد، وهذا الجبل قد
فتح على الناس منه باب رزق.
فقال: فإن أردت الخروج فاخرج فإنها سنة مضطربة، وليس للناس بد من
معايشهم، فلا تدع الطب، فقلت له: جعلت فداك إنهم قوم ملا، ونحن نحتمل
التأخير، فنبايعهم بتأخير سنة، قال: نعم قلت: سنتين قال: بعهم قلت: ثلاث سنين
قال: لا يكون لك شئ أكثر من ثلاث سنين (1).
5 - عنه عن البزنطي قال: وسمعته يقول: إن أهل الطائف أسلموا، فأعتقهم.

(1) قرب الإسناد: 217.
465

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجعل عليهم العشر، ونصف العشر، وأهل مكة كانوا أسرى،
فأعتقهم رسول الله وقال: أنتم الطلقاء (1).
6 - عنه عن البزنطي قال: وكان أبو جعفر يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام
القائم تدل خروجه، منها أحداث قد مضى منها ثلاثة، وبقي واحد قلنا: جعلنا فداك، وما مضى
منها؟ قال: رجب خلع فيها صاحب خراسان، ورجب وثب فيه علي بن زبيدة، ورجب
يخرج فيه محمد بن إبراهيم بالكوفة، قلنا له فالرجب الرابع متصل به قال هكذا
قال أبو جعفر.
قال: وكان في الكنز الذي قال: " وكان تحته كنز لهما " لوح من ذهب فيه، بسم الله
الرحمن الرحيم، محمد رسول الله عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، وعجبت لمن أيقن
بالقدر كيف يحزن، وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها، وينبغي
لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله بتارك وتعالى في قضائه ولا يستبطئه في رزقه.
قلنا له: إن أهل مصر يزعمون أن بلادهم مقدسة، قال وكيف ذلك؟ قلت:
جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب،
قال لا لعمري ما ذاك كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي
عنهم إلا أخرجهم منها إلى غيرها، ولقد أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى عليه السلام أن
يخرج عظام يوسف منها.
فاستدل موسى على من يعرف القبر، فدل على امرأة عمياء زمنة فسألها موسى
أن تدله عليه، فأبت إلا على خصلتين، فيدعو الله أن يذهب بزمانها، ويصيرها الله في
الجنة في الدرجة التي هو فيها، فأعظم ذلك موسى، فأوحى الله إليه وما يعظم عليك
من هذا أعطها ما سالت، ففعل فوعدته طلوع القمر، فحبس الله القمر حتى جاء موسى
لموعده، فاخرج من النيل في سفط مرمر، فحمله موسى (2).
7 - عنه، عن البزنطي قال: قال: وكان أبو جعفر عليه السلام يقول: ما من بر ولا

(1) قرب الإسناد: 227.
(2) قرب الإسناد: 220.
466

فاجر يقف بجبال عرفات، فيدعو الله إلا استجاب له، أما البر ففي حوائج الدنيا و
الآخرة، وأما الفاجر ففي أمر الدنيا (1)
8 - الكليني - رحمه الله - عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن محمد بن أشيم عن صفوان بن يحيي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام، عن ذي الفقار
سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: نزل به جبرئيل عليه السلام من السماء
وكانت حيلته فضة (2).
9 - عنه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام، يقول: ربما رأيت الرؤيا فأعبرها والرؤيا على ما
تعبر (3).
10 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الرؤيا على ما تعبر فقلت له: إن بعض
أصحابنا روى أن رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن امرأة
رأت على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله أن جزع بيتها قد انكسر، فاتت رسول الله صلى الله عليه وآله فقصت
عليه الرؤيا فقال لها النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يقدم زوجك ويأتي وهو صالح قد كان زوجها غائبا
فقدم كما قال النبي صلى الله عليه وآله.
ثم غاب عنها زوجها غيبة أخرى فرأت في المنام كان جذع بيتها قد انكسر فاتت
النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقصت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم زوجك ويأتي صالحا فقدم على ما قال؟
ثم غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أن جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصت
عليه الرؤيا فقال لها الرجل السوء: يموت زوجك. قال: فبلغ ذلك البنى صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: ألا كان عبر لها خيرا (4).
11 - الصفار - رحمه الله - قال: حدثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن

(1) قرب الإسناد: 221
(2) روضة الكافي: 267.
(3) روضة الكافي: 335.
(4) روضة الكافي: 335.
467

صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثلت له
أمته في الطين فعرفهم بأسمائهم وأسماء آبائهم، وحلاهم، قال فقلت: جعلت فداك جميع
الأمة من أولها إلى آخرها قال: هكذا قال أبو جعفر، أو جعفر (1).
12 - عنه قال: حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت
الرضا عليه السلام يقول: إن الأعمال تعرض على رسول الله أبرارها وفجارها (2).
13 - الصدوق - رحمه الله - قال: حدثني الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد
ابن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: ظهر في بني إسرائيل قحط شديد، سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة
من خبز فوضعتها في فيها لتأكل فنادى السائل يا أمة الله الجوع.
فقالت المرأة: أتصدق في مثل هذا الزمان فأخرجتها من فيها، فدفعتها إلى
السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله، فوقعت
الصيحة فعدت الام في أثر الذئب، فبعث الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه السلام، فاخرج
الغلام من فم الذئب، فدفعه إلى أمه، فقال لها جبرئيل: يا أمة الله أرضيت لقمة
بلقمة (3).
14 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري
بإيلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا
أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال:
حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام.
قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من
أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن النوم على كم
وجه هو؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الأنبياء عليهم السلام، تنام على أقفيتهم، مستلقين

(1) بصائر الدرجات، 85.
(2) بصائر الدرجات: 425.
(3) ثواب الأعمال: 168.
468

وأعينهم لا تنام متوقعة لوحي الله عز وجل، والمؤمن، ينام على يمينه، مستقبل القبلة
والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرئوا ما يأكلون، وإبليس وإخوانه وكل
مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحا (1).
15 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال:
حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان
الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الشوم في خمسة: للمسافر (في طريقه)
الغراب الناعق عن يمينه و (الكلب) الناشر لذنبه، والذئب العاوي الذي يعوي
في وجه الرجل، وهو مقع على ذنبه، يعوي ثم يرتفع، ثم ينخفض - ثلاثا - والظبي
السانح عن يمين إلى شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء تلقي فرجها، والأتان
العضباء (يعنى الجدعاء) فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: " اعتصمت بك
يا رب من شرما أجد في نفسي فاعصمني من ذلك " (2).
16 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد القاشاني، عن أبي أيوب المديني، عن
سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السلام أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، نهي، عن قتل خمسة: الصرد، الصوام، والهدهد، و
النحلة، والنملة، والضفدع وأمر بقتل خمسة: الغراب، والحدأة، والحية، والعقرب،
والكلب العقور (3).
17 - عنه - رحمه الله قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا
قال: حدثنا موسى بن جعفر: قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي
قال: حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام.

(1) الخصال: 262 (2) الخصال: 272
(3) الخصال: 297.
469

قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل
الشام، فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن ستة لم يركضوا
في رحم؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش
الذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن الله عز وجل (1).
18 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري
بإيلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثني أبي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا
قال: حدثنا موسى بن جعفر قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثنا محمد بن علي قال:
حدثنا علي بن الحسين قال: حدثنا الحسين بن علي عليهم السلام.
قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل
الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ألوان
السماوات، وأسمائها؟ فقال له: إن اسم السماء الدنيا رفيع وهي من ماء ودخان،
واسم السماء الثانية قيدوم وهي على لون النحاس.
والسماء الثالثة اسمها الماروم، وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها
أرقلون، وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيفون وهي على لون الذهب
والسماء السادسة اسمها عروس، وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها عجماء،
وهي درة بيضاء (2).
19 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري
بإيلاق قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا
أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن الحسين
قال: حدثني الحسين بن علي عليهم السلام. قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد، يوم غرس

(1) الخصال: 322.
(2) الخصال: 384.
470

وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم
شوم فيه يتطير الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج،
ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح (1).
20 - عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن، رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى
العطار قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال: حدثنا السياري
عن محمد بن أحمد الدقاق البغدادي قال: كتبت إلي أبي الحسن الثاني عليه السلام أساله عن
الخروج يوم الأربعاء لا يدور.
فكتب عليه السلام: من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة، ووقي من
كل آفة، وعوفي من كل داء وعاهة، وقضى الله له حاجته، وكتبت إليه مرة أخرى
أساله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور، فكتب عليه السلام: من احتجم في يوم الأربعاء
لا يدور، خلافا على أهل الطيرة عوفي من كل آفة، ووقي من كل عاهة، ولم تخضر
محاجمه (2).
21 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق قال: حدثنا علي بن محمد مولى
الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة قال: حدثنا علي بن موسى الرضا قال: حدثني
موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن
الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر (3).
22 - عنه قال: حدثنا محمد بن أحمد البغدادي الوراق، قال: حدثنا علي بن
محمد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا دارم بن قبيصة، ونعيم بن
صالح الطبري قالا: حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر،
عن أبيه محمد، عن أبيه على، عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال

(1) الخصال: 384.
(2) الخصال: 386.
(3) الخصال: 390.
471

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم بارك لا متي في بكورها يوم سبتها
وخميسها (1).
23 - عنه - رحمه الله - قال: أبي - رحمه الله - قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن
الحسين بن عبد الله، عن محمد بن عبد الله، وموسى بن عمر، والحسن بن علي بن أبي عثمان،
عن ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الاسم ما هو؟ فقال عليه السلام: [فهو]
صفة لموصوف (2).
24 - عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي - رضي الله عنه - قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه قال: حدثنا علي بن الحسن بن علي
ابن فضال، قال: حدثنا محمد بن الوليد، عن عباس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
أنه ذكر: أن اسم إبليس " الحارث " وإنما قول الله عز وجل: " يا إبليس " يا عاصي،
سمي إبليس، لأنه أبلس من رحمة الله عز وجل (3).
25 - عنه قال: أبي - رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار - رضي الله عنه
- عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل،
عن الخراساني يعنى الرضا عليه السلام قال: ليس الحمية من الشئ تركه، إنما الحمية
من الشئ الإقلال منه (4).
26 - عنه قال: حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي - رضي الله عنه
- قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد
العمركي بن علي البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن علي بن موسى الرضا عليه السلام
عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن
أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إن الاسلام بدء قريبا وسيعود غريبا كما بدء، فطوبى للغرباء (5).

(1) الخصال: 394.
(2) معاني الأخبار: 2.
(3) معاني الأخبار: 138.
(4) معاني الأخبار: 238.
(5) كمال الدين: 201.
472

27 - الطوسي باسناده عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن هشام بن
إبراهيم، عن الرضا عليه السلام قال: سألته عن الحمير ننزيها على الرمك، لتنتج البغال
أيحل ذلك؟ قال: نعم إنزها (1).
28 - عنه قال: وروي عن الرضا عليه السلام، أنه قال: لا قول إلا بعمل، ولا عمل،
إلا بنية، ولا نية إلا بإصابة السنة (2).
29 - عنه باسناده عن سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن فضال
قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام الرجل يسلفني في الطعام فيجئ الوقت ليس عندي
طعامه أعطيه بقيمته دراهم؟ قال: نعم (3).
30 - عنه عن ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدثني الحسن بن
القاسم، قال: حدثني بشير بن إبراهيم قال حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثني على
ابن موسى عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: دخل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، يوم فتح مكة، والأصنام حول الكعبة، وكانت ثلاثمائة وستين صنما، فجعل
يطيفها بمخصرة في يده، ويقول: جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، جاء
الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد، فجعلت تكبت لوجوهها (4).
31 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: حدثنا علي بن محمد قال: حدثنا
داود بن سليمان، قال: حدثني علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن
الحسين عن أبيه، عن علي ابن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تدرون
ما تفسير هذه الآية: " كلا إذا دكت الأرض دكا دكا " قال: إذا كان يوم القيامة تقاد،
جهنم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك، فتشرد شردة لولا أن الله تعالى حبسها
لأحرقت السماوات والأرض (5).

(1) التهذيب: 6 - 384.
(2) التهذيب: 4 - 176.
(3) الاستبصار: 3 - 75.
(4) أمالي الطوسي: 1 - 346.
(5) أمالي الطوسي: 1 - 346.
473

32 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثنا موسى
ابن القاسم عن أبي الصلت، عن علي بن موسى، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: لا قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة
السنة (1).
33 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا محمد
ابن عبد الملك قال: حدثنا هارون بن عيسى قال: حدثنا جعفر بن محمد قال: حدثني
أبي قال: أخبرني علي بن موسى، عن أبيه عن أبي عبد الله عن أبيه، عن جابر بن عبد الله
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: في خطبة.
إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها
وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكان إذا خطب قال في خطبته: أما بعد،
فإذا ذكر الساعة اشتد صوته، واحمرت وجنتاه ثم يقول: صبحتكم الساعة أو مسيتكم
ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهذه، من هذه ويشير بإصبعيه (2).
34 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة، قال أخبرنا موسى
ابن القاسم قال: أخبرني إسماعيل بن همام، عن علي بن موسى، عن أبيه، عن جده أن
عليا عليه السلام قال: يا رسول الله: إنك تبعثني في الامر أفأكون فيه كالسكة المحماة أم
الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب (3).
35 - عنه - رحمه الله - قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال
أخبرني أبو عبد الله بن علي قال: هذا كتاب جدي عبيد الله فقرأت فيه: أخبرني أبي عن
علي بن موسى، عن أبيه عن جده، جعفر بن محمد، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السلام
قال: لما صرفت القبلة أتى رجل قوما في الصلاة فقال: إن القبلة قد صرفت، فتحولوا -
وهم ركوع (4).

(1) أمالي الطوسي: 1 - 346.
(2) أمالي الطوسي: 1 - 347.
(3) أمالي الطوسي: 1 - 347.
(4) أمالي الطوسي: 1 - 347.
474

36 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: أخبرنا جعفر بن عنبسة
ابن عمرو قال: حدثنا سليمان بن يزيد قال: حدثنا علي بن موسى قال: حدثني
أبي عن أبيه أبى عبد الله عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: الذبيح إسماعيل (1).
37 - عنه - رحمه الله قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال:
أخبرني علي بن محمد الحسيني قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا
عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي عليه السلام
قال: كان إبراهيم أول من أضاف الضيف، وأول من شاب، فقال: ما هذا؟ قيل:
وقار في الدين ونور في الآخرة (5).
38 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدثني الحسن
ابن القاسم، قال: حدثنا بشير بن إبراهيم قال: حدثنا سليمان ابن بلال المدني
قال: حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه، عن جعفر بن محمد عن آبائه أن إبليس
كان يأتي الأنبياء عليهم السلام من لدن آدم إلى أن بعث الله المسيح عليه السلام يتحدث عندهم
ويسائلهم، ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه بيحيى بن زكريا.
فقال له يحيى: يا أبا مرة أن لي إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدرا من أن
أردك بمسألة، فاسألني ما شئت فإني غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى: يا
أبا مرة أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له
إبليس: حبا وكرامة، وواعده لغد، فلما أصبح يحيى عليه السلام، قعد في بيته ينتظر
الموعد وأجاف عليه الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته.
فإذا وجهه صورة وجه القردة وجسده على صورة الخنزير وإذا عيناه مشقوقتان
طولا، وفمه مشقوق طولا، وإذا أسنانه وفمه عظما واحدا بلا ذقن، ولا لحية، وله أربعة
أيد، يدان في صدره ويدان في منكبه، وذا عراقبه قوادمه، وأصابعه خلفه، وعليه

(1) أمالي الطوسي: 1 - 348.
(2) أمالي الطوسي: 1 - 348.
475

قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة من بين أحمر وأخضر، وأصفر وجميع
الألوان.
فإذا بيده جرس عظيم ورأسه بيضة. وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب
فلما تأمله يحيى عليه السلام، قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه
المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم، فقال له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال:
هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة تصبغ الصبغ، حتى تقع مع لونها فافتتن الناس
بها، فقال له: فما هذه الجرس الذي بيدك؟
قال: هذا مجمع كل لذة من طنبور، وبربط، ومعزفة، وطبل وناي وصرناي
وأن القوم ليجلسون على شرابهم، فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا
سمعوا استخفهم الطرب، فمن بين من يرقص، ومن بين من يفرقع أصابعه، ومن بين من
يشق ثيابه، فقال له: وأي الأشياء أقر لعينك؟ فقال: النساء، هن فخوختي و
مصائدي فاني إذا اجتمعت على دعوات الصالحين، ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت
نفسي بهن.
فقال له، يحيى عليه السلام: فما هذه البيضة على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة
المؤمنين، قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ فقال: بهذه اقلب قلوب الصالحين.
قال، يحيى عليه السلام، فهل ظفرت بي ساعة قط؟ قال: لا ولكن فيك خصلة تعجبني.
قال يحيى: فما هي؟ قال: أنت رجل أكول فإذا أفطرت أكلت وبشمت، فيمنعك
ذلك من صلاتك، وقيامك بالليل، قال يحيى عليهم السلام: فاني أعطي الله عهدا أني لا أشبع
من الطعام حتى ألقاه. قال له إبليس: وانا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى
ألقاه، ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك (1).
39 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرني
المنذر بن محمد قراءة قال: حدثنا أحمد بن يحيى الضبي قال حدثنا موسى بن القاسم

(1) امالي الشيخ: 1 - 348.
476

عن علي بن جعفر، عن علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله أخرجني ورجلا معي من ظهر إلى ظهر من
صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا فسبقته بفضل هذه على هذه، وضم بين السبابة
والوسطى وهو النبوة، فقيل له: ومن هو يا رسول الله قال: علي بن أبي طالب (1)
40 - عنه رحمه الله قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال:
أخبرنا علي بن محمد بن علي العلوي قال: حدثني جعفر بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا
عبيد الله بن علي قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه عن جده عن آبائه عن علي
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كل نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلا نسبي و
سببي (2).
41 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد
ابن محمد بن عبد الرحمن بن قسمي قراءة قال: حدثنا محمد بن عيسى المعيدي قال: حدثنا
مولى علي بن موسى، عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عن جده
عن علي عليهم السلام إنهم قالوا: يا علي صف لنا نبيا صلى الله عليه وآله وسلم، كأننا نراه فانا مشتاقون إليه.
قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبيض اللون، مشربا حمرة، أدعج العين سمط الشعر.
كث اللحية ذا وفرة، دقيق المسربة كأنما عنقه إبريق فضة، يجرى في برأسه الذهب،
له شعر من لبته إلى سرته، كقضيب خيط إلى السرة وليس في، بطنه ولا صدره شعر
غيره، شثن الكفين، والقدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كأنما ينقلع من صخر،
إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب.
إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله، ليس، بالقصير المتردد، ولا بالطويل
المتمغط، وكان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم كأنما عرفه في وجهه اللؤلؤ
عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولا باللئيم، أكرم الناس عشرة وألينهم
عريكة، وأجودهم كفا، من خالطه بمعرفة أحبه، ومن رآه بديهة ها به، غرة بين

(1) أمالي الطوسي: 1 - 350.
(2) أمالي الطوسي: 1 - 350
477

عينيه يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله، صلى الله عليه وآله وسلم تسليما (1).
42 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: حدثنا ابن عقدة قال: حدثني على
ابن محمد بن علي بن الحسين قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عيسى قال: حدثنا عبيد الله بن علي
قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه عن جده عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إني لا عرف
حجرا كان يسلم على بمكة قبل أن أبعث أني لا عرفه الآن (2).
43 - عنه قال: وبالاسناد، عن علي بن موسى عن أبيه عن جده عن آبائه،
عن علي عليهم السلام قال: انشق القمر بمكة فلقتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اشهدوا اشهدوا
بهذا (3).
44 - عنه قال: وبالاسناد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. قال يوم بدر: لا تأسروا أحدا
من بني عبد المطب فإنما أخرجوا كرها (4).
45 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدثني الحسن
ابن القاسم قال: حدثنا أثير بن إبراهيم بن شيبان قال: حدثنا سليمان ابن بلال قال:
حدثني علي بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم دفع خيبر إلى أهلها بالشطر، فلما كان عند الصرام بعث عبد الله بن رواحة،
فخرصها عليهم، ثم قال: إن شئتم أخذتم بخرصنا وإن شئتم أخذنا واحتسبنا لكم،
فقالوا: هذا الحق، بهذا أقامت السماوات والأرض (5).
46 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا عبيد الله
بن علي قال، هذا كتاب جدي عبيد الله بن علي فقرأت فيه أخبرني علي بن موسى
أبو الحسن، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد عن آبائه عن علي عليهم السلام، أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قضى بابنة حمزة لخالتها وقال: الخالة والدة (6).

(1) أمالي الطوسي: 1 - 350 (2) أمالي الطوسي: 1 - 351.
(2) أمالي الطوسي: 1 - 351 (4) أمالي الطوسي: 1 - 351.
(5) أمالي الطوسي: 1 - 351.
(6) أمالي الطوسي: 1 - 351.
478

47 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: حدثنا عبد الملك الطحان
قال: حدثنا هارون بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم، عن علي بن موسى، عن
أبيه عن أبي عبد الله عن آبائه عن علي عليه السلام، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سافر إلى بدر في
شهر رمضان وافتتح مكة في شهر رمضان (1).
48 - عنه قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرني الشريف أبو محمد أحمد بن عيسى
العلوي الزاهد قال: حدثنا حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي، قال: حدثنا أبو عمر
محمد بن عمر والكشي قال: حدثنا حمدوية بن بشر، عن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام أن عبد الله بن بكير، كان يروي حديثا
ويتأوله، وأنا أحب أن أعرضه عليك:
فقال: ما ذلك الحديث؟ قلت: قال ابن بكير: حدثني عبيد الله بن زرارة قال: كنت
عند أبي عبد الله عليه السلام أيام خروج محمد بن عبد الله بن الحسن إذ دخل عليه رجل من
أصحابنا، فقال له: جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج وأجابه الناس فما تقول في
الخروج معه؟
فقال: أبو عبد الله عليه السلام: أسكن ما سكنت السماء والأرض. فقال عبد الله بن
بكير: فإذا كان الامر هكذا لم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض، فما من
قائم، ولا من خروج، فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق أبو عبد الله عليه السلام وليس الامر
على ما تأوله ابن بكير، إنما قال أبو عبد الله عليه السلام اسكنوا ما سكنت السماء من
النداء والأرض من الخسف بالجيش (2).
49 - علي بن شعبة - رحمه الله - مرسلا قال: قال الرضا عليه السلام: لم يخنك الأمين
ولكن أتمنت الخائن.
50 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام قال: إذا أراد الله أمرا سلب العباد عقولهم،

(1) أمالي الطوسي: 1 - 353.
(2) أمالي الطوسي: 2 - 26.
479

فانفذ أمره، وتمت إرادته، فإذا أنفذ أمره رده إلى كل ذي عقل عقله، فيقول: كيف
ذا ومن أين ذا؟
51 - عنه عن الرضا عليه السلام قال: ما من شئ من الفضول إلا وهو يحتاج إلى
الفضول من الكلام.
52 - وقال عليه السلام: الأخ الأكبر بمنزلة الأب.
53 - وسئل عليه السلام عن السفلة، فقال: من كان له شئ يلهيه عن ذكر الله.
54 - وكان عليه السلام: يترب الكتاب ويقول: لا باس به، وكان إذا أراد أن
يكتب تذكرات حوائجه كتب: بسم الله الرحمان الرحيم أذكر إن شاء الله، ثم يكتب ما
يريد.
55 - وقال عليه السلام: إن الله يبغض القيل والقال، وإضاعة المال وكثرة
السؤال.
56 - عنه قال: وحضر عليه السلام يوما مجلس المأمون وذو الرياستين حاضر، فتذاكر و
الليل والنهار، وأيهما خلق قبل صاحبه، فسال ذوا الرياستين الرضا عليه السلام عن ذلك
فقال عليه السلام له: أتحب أن أعطيك الجواب من كتاب الله أم حسابك؟ فقال: أريد أولا
من الحساب، فقال عليه السلام: أليس تقولون: إن طالع الدنيا السرطان، وإن الكواكب
كانت في إشرافها، قال: نعم.
قال: فزحل في الميزان والمشتري في السرطان والمريخ في الجدي، والزهرة في
الحوت والقمر في الثور، والشمس في وسط السماء في الحمل، وهذا لا يكون إلا نهارا
قال: نعم قال: فمن كتاب الله؟ قال: قوله: " لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر، ولا
الليل سابق النهار " أي أن النهار سبقه.
57 - وقال عليه السلام: قبلة الام على الفم، وقبلة الأخت على الخد، وقبلة الامام
على بين عينيه.
58 - وقال عليه السلام: ليس لبخيل راحة، ولا لحسود لذة، ولا لملوك وفاء، ولا
لكذوب مروة.
- 30 -
480

59 - وقال صفوان بن يحيى: سألت الرضا عليه السلام عن المعرفة هل للعباد فيها
صنع؟ قال عليه السلام: لا، قلت: لهم فيها أجر؟ قال عليه السلام: نعم تطول عليهم بالمعرفة،
وتطول عليهم بالصواب (1).
60 - الطبرسي مرسلا عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من قوم كانت لهم مشورة، فحضر معهم من اسمه محمد أو أحمد، فأدخلوه
في مشورتهم إلا كان خيرا لهم (2).
61 - عنه مرسلا عن أبي الحسن عليه السلام قال: أنا الضامن لمن خرج يريد سفرا
متعمما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق والغرق والحرق (3).
62 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السلام سئل عنه عن السرج واللجام وفيه الفضة،
أيركب به؟ فقال عليه السلام: إن كان مموها لا يقدر على نزعه فلا باس، وإلا فلا يركب
به (4).
63 - أبو جعفر الطبري - رحمه الله قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الأمين أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن شهريار الخازن - رحمه الله - في ذي القعدة سنة إثنا عشرة وخمسمأة
بقرائتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عند باب الوداع قال
حدثنا الشيخ الفقيه أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عباسي الدوريستي، بالمشهد المقدس
الغري، على ساكنه السلام في شعبان سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة وهو متوجه إلى
مكة للحج.
قال: حدثني أبي محمد بن أحمد قال: حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين
ابن بابويه، قال حدثني أبي - رحمه الله - عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال
حضرت مجلس الرضا عليه السلام وهو بالمدينة فشكا إليه رجل أخاه فأنشأ عليه السلام
يقول:

(1) تحف العقول: 326 - 327 - 329 - 329 - 331.
(2) مكارم الأخلاق: 253.
(3) مكارم الأخلاق: 281.
(4) مكارم الأخلاق: 305.
481

أعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه
واصبر على بهب السفيه * وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه (1)
64 - ابن شهرآشوب - رحمه الله - مرسلا قال: أتي رجل من ولد الأنصار بحقة
فضة، مقفل عليها: لم يتحف أحد بمثلها، ففتحها وأخرج منها سبع شعرات، وقال
هذا للنبي صلى الله عليه وآله، فميز الرضا عليه السلام أربع طاقات منها وقال: هذا شعره، فقبل في
ظاهره دون باطنه، ثم إن الرضا عليه السلام أخرجه من الشبهة، بان وضع الثلاثة على النار
فاحترقت، ثم وضع الأربعة فصارت كالذهب (2).
65 - وعنه قال: سئل عليه السلام عن علة الخنثى في الناس والبهائم؟ قال: علة
ذلك إن الله أراد أن يعرف قدرته فيهم إنه قادر (3).
66 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله،
عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان، قال: سال رجل أبا الحسن عليه السلام وهو
في الطواف فقال له: أخبرني عن الجواد، فقال: إن لكلامك وجهين، فان كنت
تسئل عن المخلوق فان الجواد الذي يؤدي ما افترض الله تعالى عليه، والبخيل من
بخل بما افترض الله تعالى عليه، وإن كنت تعنى الخالق فهو الجواد إن أعطي، وهو
الجواد، إن منع، لا إنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له، وإن منع منع ما ليس
له (4)
67 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري بإيلاق
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي، قال حدثنا، علي بن موسى الرضا
عليه السلام قال: حدثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي

(1) بشارة المصطفى: 94.
(2) مناقب آل أبي طالب: 2 - 401.
(3) مناقب آل أبي طالب: 2 - 410.
(4) عيون الأخبار: 1 - 141.
482

محمد بن علي، قال: حدثنا أبي علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي الحسين بن علي
عليهم السلام.
قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من
أهل الشام، فقال: يا أمير المؤمنين إني أسالك عن أشياء، فقال سل تفقها، ولا تسأل
تعنتا فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تعالى؟ فقال عليهم السلام
خلق النور قال: فمم خلقت السماوات؟ قال عليه السلام: من بخار الماء قال: فمم خلقت
الأرض؟
قال عليه السلام من زبد الماء قال: فمم خلقت الجبال؟ قال: من الأمواج قال: فلم
سميت مكة أم القرى؟ قال عليه السلام، لان الأرض دحيت من تحتها وسأله، عن السماء
الدنيا مما هي؟ قال: عليه السلام من موج مكفوف وسأله عن طول الشمس والقمر وعرضهما
قال: تسع مائة فرسخ في تسع مأة فرسخ، وسأله كم طول الكوكب وعرضه؟ قال: اثنى
عشر، فرسخا في مثلها وسأله عن ألوان السماوات السبع وأسمائها؟
فقال له: اسم السماء الدنيا رفيع، وهي من ماء ودخان، واسم السماء الثانية
قيدوم، وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها: الماروم، وهي على لون الشبه
والسماء الرابعة اسمها أرفلون وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها هيعون
وهي على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها عروس وهي ياقوتة خضراء، والسماء
السابعة اسمها عجماء وهي درة بيضاء.
وسأله عن الثور ما باله غاض طرفه لم يرفع رأسه إلى السماء؟ قال عليه السلام:
حياء من الله عز وجل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه وسال عمن جمع بين
الأختين؟ فقال عليه السلام: يعقوب بن إسحاق جمع بين حبار وراحيل، فحرم بعد ذلك
فأنزل " وأن تجمعوا بين الأختين " وسأله عن المد والجزر ماهما؟.
فقال: ملك من ملائكة الله عز وجل موكل بالبحار يقال له: رومان، فإذا
وضع قدميه في البحر فاض، فإذا أخرجهما غاض، وسأله عن اسم أبي الجن فقال:
شومان، وهو الذي خلق من مارج من نار، وسأله: هل بعث الله عز وجل نبيا إلى
483

الجن؟ فقال عليه السلام: نعم، بعث إليهم نبيا يقال له: يوسف فدعاهم إلى الله عز وجل
فقتلوه، وسأله عن اسم إبليس ما كان في السماء؟
قال: كان اسمه الحارث وسأله لم سمى آدم آدم؟ قال عليه السلام: لأنه خلق من
أديم الأرض، وسأله لم صارت الميراث للذكر مثل حظ الأنثيين؟ فقال عليه السلام: من
قبل السنبلة كانت عليها ثلاث حبات، فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة وأطعمت
آدم حبتين، فمن ذلك ورث للذكر مثل الأنثيين، وسأله من خلق الله عز وجل من
الأنبياء مختونا.
فقال عليه السلام: خلق الله عز وجل آدم مختونا، وولد شيث، مختونا وإدريس،
ونوح، وسام بن نوح، وإبراهيم، وداود، وسليمان، ولوط، وإسماعيل، وموسى،
وعيسى عليهم السلام، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسأله كم كان عمر آدم عليه السلام؟ فقال: تسعمائة سنة وثلاثين
سنة وسأله عن أول من قال الشعر، فقال آدم عليه السلام: قال: وما كان شعره؟ قال عليه السلام
لما أنزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهوائها وقتل قابيل هابيل قال
آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها * فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون * وقل بشاشة الوجه المليح
أرى طول الحياة علي غما * وهل أنا من حياتي مستريح
ومالي لا أجود بسكب دمع * وهابيل تضمنه الضريح
قتل قابيل هابيلا أخاه * فوا حزني لقد فقد المليح
فأجابه إبليس لعنه الله:
تنح عن البلاد وساكنيها * فبي في الخلد ضاق بك الفسيح
وكنت بها وزوجك في قرار * وقلبك من أذى الدنيا مريح
فلم تنفك من كيدي ومكري * إلى أن فاتك الثمن الربيح
وبدل أهلها أثلا وخمطا * بحبات وأبواب منيح
فلولا رحمة الجبار أضحى * بكفك من جنان الخلد ريح
484

وسأله عن بكاء آدم على الجنة وكم كانت دموعه التي جرت من عينيه؟ فقال
عليه السلام: بكى مائة سنة أي وخرج من عينه اليمنى مثل الدجلة والعين الأخرى
مثل الفرات وسأله كم حج آدم من حجة؟ فقال عليه السلام: سبعين حجة ماشيا على
قدميه، وأول حجة حجها كان معه الصرد يدله على مواضع الماء، وخرج معه من
الجنة، وقد نهى عن أكل الصرد والخطاف وسأله ما باله لا يمشي؟.
قال: لأنه ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، ولم
يزل يبكي مع آدم عليه السلام فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات من كتاب الله
عز وجل مما كان آدم عليه السلام يقرأها في الجنة وهي معه إلى يوم القيامة ثلاثة آيات
من أول الكهف، وثلاث آيات من سبحان الذي أسرى وهي: " إذا قرأت القرآن "
وثلاث آيات من يس وهي " وجعلنا من بين أيديهم سدا " وسأله عن أول من كفر
وأنشأ الكفر؟
فقال عليه السلام: إبليس لعنه الله وسأله عن اسم نوح ما كان؟ فقال: اسمه السكن
وإنما سمى نوحا، لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما، وسأله عن سفينة
نوح ما كان عرضها وطولها فقال: كان طولها ثمان مائة ذراع، وعرضها خمس مائة
ذراع وارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا، ثم جلس الرجل، فقام إليه آخر، فقال:
يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض.
فقال: العوسجة ومنها عصى موسى عليه السلام، وسأله عن أول شجرة نبتت في الأرض
فقال: هي الدباء وهو القرع، وسأله عن أول من حج من أهل السماء، فقال له:
جبرئيل، وسأله عن أول بقعة بسطت من الأرض أيام الطوفان، فقال له: موضع
الكعبة، وكانت زبرجد خضراء، وسأله عن أكرم واد على وجه الأرض فقال له: واد
يقال له: سر نديب فسقط فيه آدم عليه السلام من السماء، وسأله عن شر واد على
وجه الأرض.
فقال واد باليمن يقال له: برهوت، وهو من أودية جهنم، وسأله عن سجن
سار بصاحبه، فقال: الحوت سار بيونس بن متى، وسأله عن ستة لم يركضوا في رحم
485

فقال آدم وحوا وكبش إبراهيم وعصى موسى وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى
ابن مريم عليه السلام وطار بإذن الله عز وجل، وسأله عن شئ مكذوب عليه ليس
من الجن ولا من الانس، فقال: الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف وسأله عن شئ
أوحى إليه ليس من الجن ولا من الانس.
فقال: أوحى الله عز وجل إلى النحل وسأله عن أطهر موضع على وجه الأرض
لا تحل الصلاة فيه، فقال له ظهر الكعبة وسأله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة
من النهار ولا تطلع عليه أبدا، فقال ذلك لبحر حين فلقه الله لموسى عليه السلام، فأصابت
أرضه الشمس وأطبق عليه الماء، فلن يصبه الشمس وسأله عن شئ شرب وهو حي،
وأكل وهو ميت فقال: تلك عصى موسى عليه السلام، وسأله، عن نذير أنذر قومه ليس من
الجن ولا من الانس.
فقال: هي النملة، وسأله عن أول ما أمر بالختان؟ فقال: إبراهيم عليه السلام،
وسأله عن أول من خفض من النساء، فقال: هاجر أم إسماعيل خفضتها سارة لتخرج
من يمينها، وسأله عن أول امرأة جرت ذيلها، فقال: هاجر لما هربت من سارة،
وسأله عن أول من جر ذيله من الرجال، قال. قارون، وسأله عن أول من لبس النعلين
فقال: إبراهيم، وسأله عن أكرم الناس نسبا.
فقال: صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله بن إسحاق ذبيح الله بن إبراهيم
خليل الله صلوات الله عليهم وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان، فقال: يوشع بن
نون وهو ذو الكفل، ويعقوب وهو إسرائيل، والخضر وهو حليقا ويونس وهو ذا النون،
وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وسأله عن شئ يتنفس ليس له لحم
ولآدم.
فقال له، ذاك الصبح إذا تنفس، وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية
فقال عليه السلام: هو هود، وشعيب، وإسماعيل، ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ثم جلس وقام رجل آخر
سأله وتعنته فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله عز وجل، " يوم يفر المرء من
أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل أمر منهم يومئذ شان يغنيه " من هم؟.
486

فقال: عليه السلام، قابيل يفر من هابيل والذي يفر من أمه موسى، والذي يفر من
أبيه إبراهيم يعني الأب المربي لا الوالد، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر
من ابنه نوح، يفر من ابنه كنعان وسأله عن أول من مات فجأة، فقال عليه السلام: داود
مات على منبره يوم الأربعاء، وسأله عن أربعة لا يشبعن من أربع، فقال: الأرض من
المطر، والأنثى من الذكر، والعين من النظر، والعالم من العلم، وسأله عن أول من
وضع سكة الدنانير والدراهم.
فقال: نمرود بن كنعان بعد نوح عليه السلام، وسأله عن أول من عمل قوم لوط فقال
عليه السلام: إبليس لأنه أمكن من نفسه وسأله عن معنى هدير الحمام الراعبية فقال:
تدعو على أهل المعازف والقيان، والمزامير والعيدان، وسأله عن كنية البراق،
فقال: عليه السلام يكنى أبا هلال وسأله لم سمى تبع الملك تبعا؟ فقال عليه السلام: لأنه كان
غلاما كاتبا، وكان يكتب للملك الذي كان قبله وكان إذا كتب باسم الله الذي خلق
صبحا وريحا.
فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال لا أبدء إلا باسم إلهي، ثم
أعطف على حاجتك، فكشر الله عز وجل له ذلك، فأعطاه ملك ذلك الملك، فتابعه
الناس علي ذلك، فسمي تبعا، وسأله ما بال الماعز مدفوعة الذنب بادية الحياء والعورة
فقال عليه السلام: كان الماعز عصت نوحا عليه السلام لما أدخلها السفينة، فدفعها، فكسر ذنبها والنعجة
مستورة الحياء والعورة، لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة، فمسح نوح عليه السلام
يده على حياها وذنبها فاستترت بالألية، وسأله عن كلام أهل الجنة.
فقال: كلام أهل الجنة بالعربية وسأله عن كلام أهل النار، فقال: بالمجوسية
وسأله عن النوم على كم وجه هو؟ فقال: أمير المؤمنين عليه السلام: النوم على أربعة أصناف:
الأنبياء تنام على أقفيتها، مستلقية وأعينها لا تنام متوقعة لوحي ربها عز وجل والمؤمن
ينام على يقينه مستقبل القبلة، والملوك وأبنائها تنام على شمالها ليستمرئوا ما يأكلون
وإبليس وأخواته وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين.
ثم جلس وقام إليه رجل آخر، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء
487

وتطيرنا منه وثقله، وأي أربعاء هو؟ فقال عليه السلام: آخر أربعاء في الشهور وهو المحاق
وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء ألقي إبراهيم عليه السلام، في النار ويوم الأربعاء
وضعوه في المنجنيق، ويوم الأربعاء غرق الله فرعون، ويوم الأربعاء جعل الله قرية لوط
عاليها سافلها، ويوم الأربعاء أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد، ويوم الأربعاء أصبحت
كالصريم.
ويوم الأربعاء سلط الله عز وجل على نمرود البقة، ويوم الأربعاء طلب فرعون
موسى عليه السلام، ليقتله، ويوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم، ويوم الأربعاء أمر
فرعون بذبح الغلمان، ويوم الأربعاء خرب بيت المقدس، ويوم الأربعاء أحرق مسجد
سليمان بن داود بإصطخر من كورة فارس، ويوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا، ويوم
الأربعاء أظل قوم فرعون أول العذاب، ويوم الأربعاء خسف الله عز وجل بقارون،
ويوم الأربعاء ابتلى أيوب عليه السلام، بذهاب أهله وولده وماله.
ويوم الأربعاء أدخل يوسف عليه السلام السجن، ويوم الأربعاء، قال الله عز وجل:
" إنا دمرناهم وقومهم أجمعين " ويوم الأربعاء عقروا الناقة، ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة،
ويوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل، ويوم الأربعاء شج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكسرت
رباعيته، ويوم الأربعاء أخذت العمالقة التابوت، وسأله عن الأيام وما يجوز فيها من
العمل.
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: يوم السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم غرس
وبناء، ويوم الاثنين يوم حرب ودم، ويوم الثلاثاء يوم سفر وطلب ويوم الأربعاء يوم شوم
يتطير فيه الناس، ويوم الخميس يوم الدخول على الامراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة
يوم خطبة ونكاح (1).
68 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا
عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن عامر الطائي، قال:
سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليهم السلام، يقول: يوم الأربعاء نحس

(1) عيون الأخبار: 1 - 240.
488

مستمر من احتجم فيه خيف عليه أن تخضر محاجمه، ومن تنور، فيه خيف عليه
البرص (1).
69 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، قال: حدثنا عمي محمد بن
أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد، عن أبي أيوب المديني عن
سليمان بن جعفر الجعفري، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليه السلام، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: تعلموا من الغراب خصا لا ثلاث، استتاره بالسفاد، وبكوره في طلب الرزق،
وحذره (2).
70 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي،
ومحمد بن موسى البرقي ومحمد بن علي ماجيلويه، ومحمد بن علي بن هاشم، وعلي بن عيسى
المجاور رضي الله عنهم، قالوا: حدثنا علي بن محمد بن ماجيلويه، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن أحمد بن محمد السياري، عن علي بن أسباط، قال قلت للرضا عليه السلام: يحدث
الامر أجد بدا من معرفته وليس في البلد الذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك، قال
فقال: إيت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فإذا أفتاك بشئ فخذ بخلافه فان الحق
فيه (3).
71 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب المديني، عن
سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا عليه السلام، عن آبائه، عن علي عليهم السلام، أن رسول
الله صلى الله عليه وآله نهى عن قتل خمسة: الصرد والصوم والهدهد، والنحل والنملة، والضفدع
وأمر بقتل خمسة: الغراب، والحداء، والحية، والعقرب، والكلب العقور (4).
72 - عنه قال: حدثنا محمد بن قاسم الأسترآبادي رضي الله عنه، قال: حدثني

(1) عيون الأخبار: 1 - 248.
(2) المصدر: 1 - 257.
(3) المصدر: 1 - 275.
(4) المصدر: 1 - 277 قال الصدوق - رحمه الله -: هذا أمر اطلاق ورخصة،
لا أمر وجوب وفرض.
489

يوسف بن محمد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه
علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عن علي عليهم السلام قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكى بكاء حزين عليه وقال: إن
أخاكم أصحمة وهو اسم النجاشي مات، ثم خرج إلى الجبانة وكبر سبعا فخفض الله له
كل مرتفع حتى رأى جنازته وهو بالحبشة (1).
73 - عنه قال: حدثنا محمد بن القاسم المفسر رضي الله عنه، قال: حدثنا أحمد بن
الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه الرضا علي بن موسى
عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين
ابن علي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه وإنما هو كفنه
ويبنى بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره (2).
74 - عنه قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدب رضي الله عنه، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن فضال، عن أبيه عن أبي الحسن
علي بن موسى الرضا عليه السلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن
أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام.
قال: لما حضرت الحسن بن علي الوفاة بكى، فقيل له: يا بن رسول الله أتبكي
ومكانك من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانك الذي أنت فيه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيك
ما قال، وقد حججت عشرين حجة ماشيا وقد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتى
النعل، فقال: إنما أبكي لخصلتين لهول المطلع وفراق الأحبة (3).
75 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن
عن أحمد بن محمد بن، عيسى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل
الخراساني، عن الرضا عليه السلام قال: ليس الحمية من الشئ تركه إنما الحمية من الشئ
الإقلال منه (4).

(1) عيون الأخبار: 1 - 279.
(2) المصدر: 1 - 297.
(3) المصدر: 1 - 303.
(4) المصدر: 1 - 309.
490

76 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو همام إسماعيل بن همام، عن الرضا عليه السلام
أنه قال: لرجل، أي شئ السكينة عندكم؟ فلم يدرى القوم ما هي؟ فقالوا: جعلنا
الله فداك ما هي؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة، لها صورة كصورة الانسان تكون مع
الأنبياء عليهم السلام وهي التي أنزلت علي إبراهيم عليه السلام، حين بنى الكعبة، فجعلت تأخذ
كذا وكذا وتبنى الأساس عليها. (1)
77 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه، قال. حدثنا علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عرفة. قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام
يا بن عرفة إن النعم كالإبل المعقولة في عطنها على العوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساؤا
معاملتها وإنالتها نفرت عنهم (2).
78 - عنه قال: حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه،
قالا، حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني محمد بن عبد الله المسمعي، قال: حدثني
أحمد بن الحسن الميثمي، أنه سئل الرضا عليه السلام. يوما وقد اجتمع عنده قوم من
أصحابه وقد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول الله صلى الله عليه وآله في الشئ
الواحد،
فقال عليه السلام: إن الله عز وجل حرم حراما وأحل حلالا وفرض فرايض فما جاء
في تحليل ما حرم الله أو تحريم ما أحل الله أو دفع فريضة في كتاب الله رسمها بين قائم
بلا ناسخ، نسخ ذلك، فذلك مما لا يسع الاخذ به، لان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن
ليحرم ما أحل الله ولا ليحلل ما حرم الله، ولا ليغير فرايض الله وأحكامه.
كان في ذلك كله متبعا مسلما مؤديا عن الله وذلك قول الله عز وجل: " إن أتبع
إلا ما يوحى إلى " فكان عليه السلام متبعا لله مؤديا عن الله ما أمره به من تبليغ الرسالة،

(1) عيون الأخبار: 1 - 312.
(2) المصدر: 2 - 11.
491

قلت: فإنه يرد عنكم الحديث في الشئ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مما ليس في الكتاب وهو في
السنة، ثم يرد خلافه، فقال: وكذلك قد نهى رسول الله صلى الله عليه وآله، عن أشياء نهى حرام
فوافق في ذلك نهيه نهى الله تعالى، وأمر بأشياء فصار ذلك الامر واجبا لازما
كعدل فرايض الله تعالى، ووافق في ذلك أمره أمر الله تعالى.
فما جاء في النهى عن رسول الله صلى الله عليه وآله، نهى حرام، ثم جاء خلافه لم يسع
استعمال ذلك، وكذلك فيما أمر به، لأنا لا نرخص فيما لم يرخص فيه رسول الله صلى الله عليه وآله
ولا نأمر بخلاف ما أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا لعلة خوف ضرورة فاما أن نستحل ما حرم
رسول الله صلى الله عليه وآله، أو نحرم ما استحل رسول الله صلى الله عليه وآله فلا يكون ذلك أبدا، لأنا
تابعون لرسول الله صلى الله عليه وآله، مسلمون له كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله تابعا لأمر ربه عز وجل
مسلما له.
وقال عز وجل: " ما آتيكم الرسول فخذوه، وما نهيكم عنه فانتهوا " وأن رسول
الله صلى الله عليه وآله، نهى عن أشياء ليس نهى حرام، بل إعافة وكراهة، وأمر بأشياء ليس أمر
فرض ولا واجب بل أمر فضل ورجحان في الدين، ثم رخص في ذلك للمعلول وغير المعلول
فما كان عن رسول الله صلى الله عليه وآله نهى إعافة أو أمر فضل، فذلك الذي يسع استعمال
الرخص فيه.
إذا ورد عليكم عنا فيه الخبر ان باتفاق من يرويه في النهى ولا ينكره وكان
الخبران صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما، يجب الاخذ بأحدهما أو بهما جميعا
أو بأيهما شئت وأحببت موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول الله صلى الله عليه وآله والرد
إليه وإلينا وكان تارك ذلك من باب العناد والانكار وترك التسليم لرسول الله صلى الله عليه وآله
مشركا بالله العظيم.
فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله فما كان في كتاب الله
موجودا حلالا أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب، ما لم يكن في الكتاب فاعرفوه على
سنن النبي عليهما السلام، فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهى حرام أو مأمورا به عن
رسول الله صلى الله عليه وآله، أمر إلزام فاتبعوا ما وافق نهى رسول الله صلى الله عليه وآله وأمره.
492

وما كان في السنة إعافة أو كراهة، ثم كان الخبر الآخر خلافه، فذلك رخصة
فيما عافه رسول الله صلى الله عليه وآله، وكرهه ولم يحرمه، فذلك الذي يسع الاخذ بهما
جميعا أو بأيهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم والاتباع، والرد إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وما لم تجدوه في شئ من هذه الوجوه، فردوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك
ولا تقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم طالبون باحثون
حتى يأتيكم البيان من عندنا (1).
79 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الروز
في داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، عن عبد الله بن أحمد الطائي
عن أبيه قال: حدثني علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه: قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله، ما من مائدة وضعت وحضر عليها من اسمه أحمد أو محمد إلا قدس ذلك المنزل
في كل يوم مرتين (2).
80 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء
رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا رجل له في المشرق ورجل له في المغرب، وبيده
لوح ينظر فيه، ويحرك رأسه، فقلت: يا جبرئيل من هذا؟ قال: هذا ملك
الموت، (3).
81 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيمة يقول الله
عز وجل لملك الموت: يا ملك الموت وعزتي وجلالي، وارتفاعي في علوي لأذيقنك
طعم الموت، كما أذقت عبادي. (4).
82 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اللهم بارك لا متي في بكورها
يوم سبتها وخميسها (5).

(1) عيون الأخبار: 2 -
(2) المصدر: 2 - 29
(3) المصدر: 2 - 32.
(4) المصدر: 2 - 32.
(5) المصدر: 2 - 34.
493

83 - وبهذا الاسناد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله، يسافر يوم الخميس، و
يقول: فيه ترفع الأعمال إلى الله وتعقد فيه الولاية (1).
84 - وبهذا الاسناد قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: من أراد البقاء ولا بقاء
فليباكر الغداء وليجود الحذاء وليخفف الرداء وليقل غشيان النساء (2).
85 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: الطاعون ميتة
وحية (3).
86 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لا تجد في أربعين أصلع
رجل سوء ولا تجد في أربعين كوسجا رجلا صالحا، وصلع سوء خير من كوسج صالح (4)
87 - عنه رحمه الله - قال: حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي
قال: حدثني، أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي، قال: حدثني
سيدي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي
جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين،
قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله تعوذ وبالله من حب الحزن (5).
88 - وبهذا الاسناد عن علي بن أبي طالب عليه السلام: عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال
لبني هاشم: أنتم المستضعفون بعدي (6).
89 - وبهذا الاسناد عن علي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الاثنان وما فوقهما
جماعة (7):
90 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله تقتل عمارا الفئة

(1) عيون الأخبار: 2 - 37.
(2) المصدر: 2 - 38.
(3) المصدر: 2 - 42.
(4) المصدر: 2 - 45.
(5) المصدر: 2 - 61.
(6) المصدر: 2 - 61.
(7) المصدر: 2 - 61.
494

الباغية (1).
91 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله سلمان منا أهل
البيت. (2)
92 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: أبو ذر صديق
هذه الأمة (3).
93 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: من قتل حية فقد قتل
كافرا. (4)
94 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أنه ذكر الكوفة
فقال: يدفع عنها البلاء كما يدفع عن أخبية النبي صلى الله عليه وآله وسلم (5).
95 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام. قال: من كذب بشفاعة رسول الله لم تنله (6)
96 - وبهذا الاسناد عن علي عليه السلام، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: عمار على الحق
حين يقتل بين الفئتين، إحدى الفئتين على سبيلي وسنتي، والأخرى مارقة من الدين
خارجة عنه (7).
97 - عنه عن أبي بكر البغدادي، عن علي بن محمد، عن دارم بن قبيصة، عن
علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده عليهم السلام،
عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قبة آدم، ورأيت بلال الحبشي
وقد خرج من عنده ومعه فضل وضوء رسول الله، فابتدره الناس فمن أصابه منه شيئا
يمسح به وجهه، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من يدي صاحبه. فمسح به وجهه
وكذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين عليه السلام. (8)

(1) عيون الأخبار: 2 - 63.
(2) المصدر: 2 - 64.
(3) عيون الأخبار: 2 - 65.
(4) عيون الأخبار: 2 - 65.
(5) المصدر: 2 - 65.
(6) عيون الأخبار: 2 - 66.
(7) المصدر: 2 - 66.
(8) المصدر: 2 - 69.
495

98 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أذل مؤمنا أو حقره
لفقره، وقلة ذات يده شهره الله علي جسر جهنم يوم القيمة، (1)
99 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يوحى الله عز وجل إلي
الحفظة الكرام البررة، لا تكتبوا على عبدي وأمتي ضجرهم وعثرتهم بعد
العصر، (2).
100 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أطفئوا المصابيح بالليل.
لا تجرها الفويسقة، فتحرق البيت وما فيه (3).
101 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن حامد البيهقي، قال:
حدثني محمد بن يحيي الصولي، قال حدثني محمد بن موسى بن نصر الرازي، قال:
حدثني أبي، قال سئل الرضا عليه السلام، عن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أصحابي كالنجوم بأيهم
اقتديتم اهتديتم، وعن قوله عليه السلام،: دعوا لي أصحابي. فقال عليه السلام: هذا صحيح يريد
من لم يغير، ولم يبدل.
قيل: وكيف يعلم أنهم قد غيروا أو بدلوا؟ قال: لما يروونه من أنه صلى الله عليه وآله وسلم،
قال: ليذادن برجال من أصحابي فيقال لي: إنك لا تدري ما أحد ثوا بعدك، فيؤخذ
بهم ذات الشمال، فأقول: بعدا لهم وسحقا لهم أفترى هذا لمن لم يغير ولم
يبدل (4).
102 - عنه قال: حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار
رضي الله عنه بنيسابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن محمد
بن قتيبة النيسابوري عن الفضل بن شاذان، قال سال المأمون علي بن موسى الرضا عليها السلام
أن يكتب له محض الاسلام على سبيل الايجاز والاختصار.
فكتب عليه السلام، له أن محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له

(1) عيون الأخبار: 2 - 70.
(2) المصدر: 71.
(3) المصدر: 2 74.
(4) المصدر: 2 - 87.
496

إلها، واحدا، أحدا، فردا صمدا، قيوما، سميعا، بصيرا، قديرا قديما، قايما باقيا، عالما
لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيا لا يحتاج، عدلا لا يجور، وأنه خالق كل شئ وليس كمثله
شئ، لا شبه له، ولا ضد له ولا ند له، ولا كفوء له وأنه المقصود بالعبادة، والدعاء
والرغبة والرهبة.
وأن محمدا عبده ورسوله وأمينه وصفيه، وصفوته من خلقه، وسيد المرسلين،
وخاتم النبيين وأفضل العالمين، لا نبي بعده ولا تبديل لملته، ولا تغيير لشريعته،
وأن جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحق المبين والتصديق به، وبجميع من مضى
قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي لا يأتيه
الباطل من بين يديه، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.
وأنه المهيمن على الكتب كلها، وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن
بمحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه ووعده، ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه
وأخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله، وأن الدليل بعده، والحجة علي
المؤمنين والقائم بأمر المسلمين والناطق عن القرآن والعالم باحكامه، أخوه وخليفته
ووصيه ووليه.
والذي كان منه بمنزلة، هارون من موسى، علي بن أبي طالب عليه السلام أمير
المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وأفضل الوصيين ووارث علم
النبيين والمرسلين، وبعده الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم علي بن
الحسين زين العابدين، ثم محمد بن علي باقر علم النبيين، ثم، جعفر بن محمد الصادق
وارث علم الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسي الرضا، ثم محمد بن
علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم الحجة القائم المنتظر، صلوات الله
عليهم أجمعين.
أشهد لهم بالوصية والإمامة، وأن الأرض لا تخلو من حجة لله تعالى على
خلقه في كل عصر وأوان وأنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى والحجة على أهل الدنيا
497

إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وأن كل من خالفهم ضال مضل باطل تارك للحق
والهدى، وأنهم المعبرون عن القرآن بالناطقون، وعن الرسول صلى الله عليه وآله، بالبيان،
ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية.
وأن من دينهم الورع والعفة والصدق والصلاح، والاستقامة، والاجتهاد
وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وطول السجود وصيام النهار وقيام الليل،
واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر، وحسن العزاء، وكرم الصحبة، ثم الوضوء كما
أمر الله تعالى في كتابه غسل الوجه واليدين من المرفقين ومسح الرأس والرجلين مرة
واحدة ولا ينقض الوضوء، إلا غايط أو بول أو ريح أو نوم أو جنابة.
وأن من مسح على الخفين، فقد خالف الله تعالى ورسوله وترك فريضته وكتابه،
وغسل يوم الجمعة سنة، وغسل العيدين وغسل دخول مكة والمدينة وغسل
الزيارة وغسل الاحرام وأول ليلة من شهر رمضان وليلة سبعة عشرة، وليلة تسعة
عشرة وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان، هذه الأغسال سنة،
وغسل الجنابة فريضة، وغسل الحيض ومثله.
والصلاة الفريضة: الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، والمغرب ثلاث
ركعات، والعشاء الآخرة أربع ركعات، والغداة ركعتان هذه سبع عشر ركعة، والسنة
أربع وثلاثون ركعة ثمان ركعات قبل فريضة الظهر، وثمان ركعات قبل العصر، وأربع
ركعات بعد المغرب وركعتان من جلوس بعد العتمة، تعد ان بركعة،
وثمان ركعات في السحر والشفع والوتر ثلث ركعات يسلم بعد الركعتين
وركعتا الفجر، والصلاة في أول الوقت أفضل، وفضل الجماعة على الفرد أربع وعشرون
ولا صلاة خلف الفاجر، ولا يقتدى إلا باهل الولاية، ولا يصلى في جلود الميتة، ولا
في جلود السباع، ولا يجوز أن يقول في التشهد الأول: السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين لان تحليل الصلاة التسليم.
فإذا قلت هذا فقد سلمت، والتقصير في ثمانية فراسخ وما زاد، وإذا قصرت أفطرت،
498

ومن لم يفطر لم يجزء عنه صومه في السفر، وعليه القضاء لأنه، ليس عليه صوم
السفر، والقنوت سنة واجبة في الغداة، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء الآخرة
والصلاة على الميت خمس تكبيرات، فمن نقص فقد خالف سنة، والميت يسل، من
قبل رجليه، ويرفق به إذا أدخل قبره.
والاجهار ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع الصلاة سنة، والزكاة الفريضة، في
كل مأتي درهم خمسة دراهم، ولا يوجب فيما دون ذلك شئ، ولا تجب الزكاة على
المال، حتى يحول عليه الحول ولا يجوز أن يعطى الزكاة، غير أهل الولاية،
المعروفين، والعشر من الحنطة والشعير والتمر والزبيب إذا بلغ خمسة أوساق الوسق
ستون صاعا، والصاع أربعة أمداد.
وزكاة الفطر فريضة على كل رأس صغير أو كبير حر أو عبد، ذكر أو أنثى من
الحنطة والشعير والتمر والزبيب، صاع وهو أربعة أمداد: ولا يجوز دفعها إلا إلى
أهل الولاية وأكثر الحيض عشرة أيام وأقله ثلاثة أيام، والمستحاضة تحتشي وتغتسل
وتصلى والحايض تترك الصلاة ولا تقضي وتترك الصوم وتقضى.
وصيام شهر رمضان فريضة يصام للرؤية، ويفطر للرؤية ولا يجوز أن يصلى
التطوع في جماعة، لان ذلك بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، وصوم
ثلاثة أيام من كل شهر سنة في كل عشرة أيام يوم أربعا، بين خمسين، وصوم شعبان
حسن لمن صامه، وإن قضيت فوائت شهر رمضان متفرقة أجزأ،
وحج البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا، والسبيل: الزاد والراحلة مع
الصحة ولا يجوز الحج إلا تمتعا، ولا يجوز القران والافراد الذي يستعمله العامة
إلا لأهل مكة وحاضريها ولا يجوز الاحرام دون الميقات قال الله تعالى: " وأتموا الحج
والعمرة لله " ولا يجوز أن يضحى بالخصي لأنه ناقص، ولا يجوز الموجوء.
والجهاد واجب مع الإمام العدل ومن قتل دون ماله فهو شهيد ولا يجوز قتل
أحد من الكفار في دار التقية إلا قاتل أو ساع في فساد، وذلك إذا لم تخف على نفسك
499

وعلى أصحابك والتقية في دار التقية واجبة، ولا حنث على حلف تقية يدفع بها ظلما
عن نفسه.
والطلاق للسنة على ما ذكره الله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يكون
طلاق لغير سنة وكل طلاق يخالف الكتاب، فليس بطلاق، كما أن كل نكاح يخالف
الكتاب، فليس بنكاح، ولا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر، وإذا طلقت
المرأة للعدة ثلاث مرات لم تحل لزوجها حتى تنكح زوجها غيره.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: اتقوا تزويج المطلقات ثلثا في موضع واحد،
فإنهن ذوات أزواج، والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واجبة في كل موطن وعند العطاس
والذبايح وغير ذلك، وحب أولياء الله تعالى واجب وكذلك بغض أعداء الله والبراءة منهم،
ومن أئمتهم. وبر الوالدين واجب وإن كانا مشركين ولا طاعة لهما في معصية الله عز
وجل ولا غيرهما فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر وأو بر. وتحليل المتعتين اللتين أنزلهما الله تعالى
في كتابه وسنهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعة النساء ومتعة الحج، والفرايض على ما أنزل الله
تعالى في كتابه ولا عول فيها ولا يرث مع الولد والوالدين أحد إلا الزوج والمرأة، وذو السهم
أحق ممن لا سهم له وليست العصبة من دين الله.
والعقيقة عن المولود للذكر والأنثى واجبة وكذلك تسميته وحلق رأسه يوم السابع
ويتصدق بوزن الشعر ذهبا أو فضة، والختان سنة واجبة للرجال، ومكرمة للنساء،
وأن الله تبارك وتعالى لا يكلف نفسا إلى وسعها، وأن أفعال العباد مخلوقه لله تعالى خلق
تقدير لا خلق تكوين، والله خالق كل شئ.
ولا نقول بالجبر والتفويض ولا يأخذ الله البري بالسقيم، ولا يعذب الله تعالى
الأطفال بذنوب الآباء ولا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للانسان إلا ما سعى، ولله
أن يعفو ويتفضل ولا يجور، ولا يظلم، لأنه تعالى منزه من ذلك ولا يفرض الله
عز وجل طاعة من يعلم، أنه يضلهم ويغويهم، ولا يختار لرسالته ولا يصطفي من عباده
500

من يعلم أنه يكفر به وبعبادته، ويعبد الشيطان دونه.
وأن الاسلام غير الايمان، وكل مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمن، ولا يسرق
السارق حين يسرق، وهو مؤمن، ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، وأصحاب
الحدود مسلمون لا مؤمنون، ولا كافرون، والله تعالى لا يدخل النار مؤمنا وقد وعده
الجنة، ولا يخرج من النار كافرا وقد أوعده النار والخلود فيها، ولا يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دونه ذلك لمن يشاء.
ومذنبوا أهل التوحيد لا يخلدون في النار ويخرجون منها، والشفاعة جايزة
لهم، وأن الدار اليوم دار تقية وهي دار الاسلام لا دار كفر ولا دار إيمان، والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر واجبان إذا أمكن، ولم يكن خيفة على النفس، والايمان هو أداء
الأمانة واجتناب جميع الكباير وهو معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان.
والتكبير في العيدين واجب في الفطر في دبر خمس صلوات، ويبدأ به في دبر
صلاة المغرب، ليلة الفطر وفي الأضحى في دبر عشر صلوات ويبدء به من صلاة الظهر
يوم النحر، وبمنى في دبر خمس عشرة صلاة، والنفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية
عشر يوما، فان طهرت قبل ذلك صلت وإن لم تطهر حتى تجاوز ثمانية عشر يوما اغتسلت
وصلت، عملت ما تعمل المستحاضة.
ونؤمن بعذاب القبر، ومنكر ونكير، والبعث بعد الموت، والميزان، والصراط
والبراءة من الذين ظلموا آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهموا باخراجهم وسنوا ظلمهم وغيروا
سنة نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين، الذين هتكوا حجاب
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونكثوا بيعة إمامهم وأخرجوا المرأة وحاربوا أمير المؤمنين عليه السلام
وفتلوا الشيعة المتقين رحمة الله عليهم واجبة.
والبراءة ممن نفى الأخيار وشردهم وآوى الطرداء اللعنا وجعل الأموال
دولة بين الأغنياء واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السلام وقتلوا الأنصار والمهاجرين
501

وأهل الفضل والصلاح من السابقين، والبراءة من أهل الاستيثار، ومن أبي موسى
الأشعري وأهل ولايته الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون
صنعا.
أولئك الذين كفروا بآيات ربهم، وبولاية أمير المؤمنين عليه السلام ولقائه كفروا
بان لقوا الله بغير إمامته فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا، فهم كلاب أهل
النار والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلالة وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم،
والبراءة من أشباه عاقري الناقة أشقياء الأولين والآخرين وممن يتولاهم.
والولاية لأمير المؤمنين عليه السلام، والذين مضوا على منهاج نبيهم عليه السلام ولم
يغيروا ولم يبدلوا مثل سلمان الفارسي وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن
ياسر، وحذيفة اليمان وأبي الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف، وعبادة بن الصامت
وأبي أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين، وأبي سعيد الخدري وأمثالهم
رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم والولاية لاتباعهم، والمهتدين بهداهم والسالكين منهاجهم
رضوان الله عليهم.
وتحريم الخمر قليلها وكثيرها، وتحريم كل شراب مسكر قليله وكثيره، وما
أسكر كثيره فقليله حرام، والمضطر لا يشرب الخمر لأنها تقتله، وتحريم كل ذي ناب
من السباع وكل ذي مخلب من الطير، وتحريم الطحال فإنه دم وتحريم الجري
والسمك والطافي والمار ما هي، والزمير، وكل سمك لا يكون له فلس.
واجتناب الكبائر وهي قتل النفس التي حرم الله تعالى، والزنا، والسرقة،
وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف، وأكل مال اليتيم ظلما وأكل
الميتة والدم ولحم الخنزير، وما أهل لغير الله به، من غير ضرورة وأكل الربوا بعد
البينة، والسحت، والميسر والقمار، والبخس في المكيال والميزان.
وقذف المحصنات واللواط، وشهادة الزور، واليأس من روح الله، والامن من
مكر الله، والقنوط من رحمة الله، ومعونة الظالمين والركون إليهم، واليمين المغموس،
وحبس الحقوق، من غير العسرة، والكذب والكبر، والاسراف والتبذير، والخيانة
502

والاستخفاف بالحج، والمحاربة لأولياء الله تعالى، والاشتغال بالملاهي، والاصرار على
الذنوب (1).
104 - عنه قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد 7 عن الحسين بن خالد الصير في قال: قال
أبو الحسن الرضا عليه السلام 6 من قال بالتناسخ فهو كافر، ثم قال عليه السلام، لعن الله الغلاة إلا
كانوا يهوديا إلا كانوا نصارى إلا كانوا قدرية إلا كانوا مرجئة إلا كانوا حرورية ثم قال
عليه السلام: لا تقاعدوهم، ولا تصدقوهم، وابرؤا منهم برئ الله منهم (2).
105 - عنه قال: حدثنا محمد بن علي بن بشار قال: حدثنا أب الفرج المظفر
ابن أحمد بن الحسن القزويني، قال: حدثنا العباس بن محمد بن قاسم بن حمزة بن موسى
ابن جعفر عليه السلام، قال حدثنا الحسن بن سهل القمي عن محمد بن خالد عن أبي هاشم
الجعفري قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الغلاة والمفوضة.
فقال: الغلاة كفار والمفوضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو
شاربهم أو واصلهم أو زوجهم، أو تزوج منهم، أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم
أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولايتنا
أهل البيت (3).
106 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي، قال: حدثني أبي
عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبي الصلت الهروي قال: قلت لرضا عليه السلام يا بن رسول
الله إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقع عليه السهو في صلاته،
فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو (4).
قال: قلت: يا بن رسول الله وفيهم قوم يزعمون أن الحسين بن علي عليه السلام لم يقتل
وأنه ألقي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن

(1) عيون الأخبار: 2 - 121.
(2) المصدر: 2 - 202.
(3) عيون الأخبار: 2 - 203.
(4) أجمعت الامامية على أن النبي لا يسهو مطلقا في الاحكام وغيرها وخالفهم في الاحكام
الصدوق وشيخه ابن الوليد ومستند هما هذا الحديث.
503

مريم عليه السلام، ويحتجون بهذه الآية " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين
سبيلا ".
فقال: كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبي الله صلى الله عليه وآله وسلم، في
إخباره بان الحسين بن علي عليه السلام سيقتل، والله لقد قتل الحسين عليه السلام، وقتل من
كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين، والحسن بن علي عليهم السلام، وما منا إلا مقتول وإني
والله لمقتول بالسم باغتيال من اغتالني أعرف ذلك بعهد معهود إلى من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل.
وأما قول الله: " ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا "، فإنه يقول لن
يجعل الله لكافر على مؤمن حجة، ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين
بغير الحق، ومع قتلهم إياهم لن يجعل الله لهم على أنبيائه عليهم السلام سبيلا من طريق
الحجة (1).
107 - عنه قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدثني
محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا أبو ذكوان، قال: سمعت إبراهيم بن العباس يقول
سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام، يقول: حلفت بالعتق إلا أعتقت رقبة وأعتقت بعدها
جميع ما أملك إن كان يرى، أنه خير من هذا وأوصى إلى عبد أسود من غلمانه بقرابتي
من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أن يكون لي عمل صالح فأكون أفضل به منه (2).
108 - عنه قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب، قال: أخبرنا محمد بن يحيى
الصولي، قال حدثنا محمد بن يزيد النحوي، قال: حدثني ابن أبي عبدون، عن أبيه
قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون، وقد كان خرج بالبصرة. وأحرق
دور ولد العباس وهب المأمون جرمه لأخيه علي بن موسى الرضا عليهما السلام، وقال له: يا
أبا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل، لقد خرج قبله زيد بن علي فقتل، ولو

(1) عيون الأخبار: 2 - 302 قال الصدوق: وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في
كتاب ابطال الغلو والتفويض.
(2) المصدر: 2 - 237.
504

لا مكانك مني لقتلته، فليس ما أتاه بصغير.
فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن علي، فإنه
كان من علماء آل محمد، غضب لله عز وجل، فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله. ولقد
حدثني أبي موسى بن جعفر عليهما السلام أنه سمع أباه جعفر بن محمد بن علي عليهم السلام، يقول:
رحم الله عمى زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمد ولو ظفر لو في بما دعا إليه، ولقد
استشار بي في خروجه، فقلت له: يا عم إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة
فشأنك، فلما ولي، قال جعفر بن محمد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.
فقال المأمون: يا أبا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الإمامة بغير حقها ما
جاء؟ فقال الرضا عليه السلام: إن زيد بن علي لم يدع ما ليس له بحق وإنه كان أتقى لله
من ذلك، إنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمد عليهم السلام وإنما جاء فيمن يدعى أن الله
تعالى نص عليه، ثم يدعو إلى غير دين الله، ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد
والله ممن خوطب بهذه الآية، " وجاهد وافى الله حق جهاده هو اجتباكم " (1).
109 - عنه قال: أخبرني علي بن حاتم، قال حدثنا محمد بن جعفر، وعلي بن
سليمان قال: حدثنا أحمد بن محمد قال: قال الرضا عليه السلام: أتدري لم سميت الطائف طائفا
قلت لا، قال: لان عز وجل لما دعا إبراهيم عليه السلام أن يرزق أهله من كل الثمرات
أمر بقطعة من الأردن، فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثم أمرها أن تنصرف إلى
هذا الموضع الذي سمى الطائف فلذلك سمي الطائف (2).
110 - عنه قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه عن
إسماعيل بن مهران، عن محمد بن الحسن بن زعلان قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن المسوخ
فقال اثني عشر صنفا، ولها علل، فاما الفيل فإنه مسخ لأنه كان ملكا زناء لوطيا،
ومسخ الدب لأنه كان أعرابيا ديوثا ومسخت الأرنب لأنها كانت امرأة تخون زوجها
ولا تغسل من حيض، ولا جنابة، ولا جنابة، ومسخ الوطواط لأنه كان يسرق تمور الناس.

(1) عيون الأخبار: 1 - 248.
(2) علل الشرايع: 2 - 127.
505

ومسخ سهيل لأنه كان عشارا باليمن، ومسخت الزهرة لأنها كانت امرأة،
فتن بها هاروت وماروت، وأما القردة والخنازير، فإنهم قوم من بني إسرائيل اعتدوا
في السبت وأما الجري والضب، ففرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى
لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر وأما العقرب فإنه كان رجلا
نماما، وأما الزنبور فكان رجلا لحاما يسرق في الميزان (1).
111 - عنه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عن
أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين
عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال:
إن رجلا من أهل الشام سأله
عن مسائل فكان فيما سأله أن قال ما بال الخطاف لا يمشي.
قال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه ولم يزل
يبكي مع آدم عليه السلام، فمن هناك سكن البيوت، ومعه تسع آيات من كتاب الله عز وجل
مما كان آدم يقرأه في الجنة وهي معه إلى يوم القيمة ثلث آيات من أول الكهف،
وثلث آيات من سبحان وإذا قرأت القرآن، وثلث آيات من يس وجعلنا من بين أيديهم
سدا ومن خلفهم سدا (2).
112 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن عبد الله البصري
قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدثنا أبو القسم
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال حدثنا أبي قال حدثنا علي بن موسى الرضا عليه السلام
عن أبيه عن آبائه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه سئله رجل من أهل الشام عن مسائل
فكان فيما سأله عن الثور ما باله غاض طرفه، لا يرفع رأسه إلى السماء قال حياء من

(1) علل الشرايع: 2 - 171.
(2) علل الشرايع: 2 - 179.
506

الله عز وجل لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه (1).
113 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن عمر بن علي بن عبد الله البصري قال:
حدثنا أبو القسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدثنا علي بن موسى الرضا،
عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السلام، إنه سئل عن المد والجز رماهما؟ فقال:
ملك موكل بالبحار يقال له: رومان فإذا وضع قدمه في البحر فاض وإذا أخرجها
غاض (2).
114 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف
عن محمد بن سنان أن أبا الحسن الرضا عليه السلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:
علة تحليل مال الولد للوالد بغير إذنه وليس ذلك للولد، لان الولد موهوب للوالد
في قول الله عز وجل: " يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور " مع أنه المأخوذ
بمؤنته صغيرا وكبيرا والمنسوب إليه والمدعو له لقول الله عز وجل: " ادعوهم لآبائهم
هو أقسط عند الله " وقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنت ومالك لأبيك وليس الوالدة كذلك لا تأخذ
من ماله إلا باذنه أو باذن الأب، لان الأب مأخوذ بنفقة الولد ولا تؤخذ المرأة بنفقة
ولدها (3).
115 - عنه قال: حدثنا علي بن أحمد رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله
عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن العباس قال: حدثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن
محمد بن سنان أن أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه بما في هذا الكتاب
جواب كتابه إليه فيما كتب إليه، يسئله عنه: جائني كتابك تذكر أن بعض أهل القبلة
يزعم أن الله تبارك وتعالى لم يحل شيئا ولم يحرمه لعلة أكثر من التعبد لعباده، بذلك
قد ضل من قال ذلك ضلالا بعيدا وخسر خسرانا مبينا.

(1) علل الشرايع: 2 - 159.
(2) علل الشرايع: 2 - 180.
(3) علل الشرايع: 2 - 207.
507

لأنه لو كان ذلك لكان جايز أن يستعبدهم بتحليل ما حرم وتحريم ما أحل حتى
يستعبدهم بترك الصلاة والصيام وأعمال البر كلها والانكار له ولرسله وكتبه والجحود
بالزنا والسرقة وتحريم ذوات المحارم وما أشبه ذلك من الأمور التي فيها فساد التدبير
وفناء الخلق إذا العلة في التحليل والتحريم التعبد لا غيره، فكان كما أبطل الله عز وجل
به قول من قال ذلك إنا وجدنا كلما أحل الله تبارك وتعالى ففيه صلاح العباد وبقائهم
ولهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها.
ووجدنا المحرم من الأشياء لا حاجة بالعباد إليه ووجدناه مفسدا داعيا إلى
الفناء والهلاك، ثم رأيناه تبارك وتعالى قد أحل بعض ما حرم في وقت الحاجة لما
فيه من الصلاح في ذلك الوقت نظير ما أحل من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطر
إليها المضطر لما في ذلك الوقت من الصلاح والعصمة ودفع الموت.
فكيف أن الدليل على أنه لم يحل ما يحل إلا لما فيه من المصلحة للأبدان
وحرم ما حرم لما فيه من الفساد، وكذلك وصف في كتابه وأدت عنه رسله، وحججه
كما قال أبو عبد الله عليه السلام: لو يعلم العباد كيف كان بدء الخلق ما اختلف اثنان ووله عليه السلام:
ليس بين الحلال والحرام إلا شئ يسير يحوله من شئ إلى شئ فيصير حلالا و
حراما (1).

(1) علل الشرايع: - 279.
508

كتاب الرواة
عن الامام أبى الحسن الرضا على السلام
509

قد وعدنا في مقدمة الجزء الأول أن نذكر رواة الامام
أبي الحسن الرضا عليه السلام في ذيل مسنده الشريف، فنقول: جمعنا
ولله الحمد - أسماء كل من نقل عنه عليه السلام وجاء ذكرهم في روايات
المسند، ورتبناها على حروف المعجم ليسهل التناول، وبلغ
عددهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا.
ويوجد في المسند روايات كثيرة مرسلة أو مضمرة ولم يذكر
الراوي، والأحاديث التي نقلناها عن تحف العقول، ومكارم الأخلاق
كلها مرسلة، وهكذا عمل ابن طاووس - رضوان الله
عليه - في كتبه.
وقد ذكر الشيخ الطائفة محمد بن الحسن أبو جعفر الطوسي
قدس الله سره - في رجاله ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا من أصحاب
الرضا عليه السلام، ولا يوجد بعضهم في روايات الرضا عليه السلام التي جمعنا
ها في المسند، ولم ينقل عنهم في المصادر التي كانت بأيدينا، و
كذ الا يوجد في رجال الشيخ عدة من الرواة الذين جاء ذكرهم في
المسند الذي خرجناه.
العطاردي
510

1 - أبان
هكذا جاء من دون أي نسبة، ويحتمل أن يكون أبان بن محمد البجلي المعروف
بسندي البزاز، وهو ابن أخت صفوان بن يحيي الراوي عن الرضا عليه السلام كان ثقة
وجها في أصحابنا الكوفيين، روي عنه الصفار وأحمد بن أبي عبد الله. ومحمد بن عل بن
محبوب.
2 - إبراهيم بن أبي البلاد
إبراهيم بن أبي البلاد يحيي بن سليم وقيل ابن سليمان ثقة، ورى عن الصادق
والكاظم والرضا عليهم السلام وعمر دهرا، وللرضا عليه السلام إليه رسالة، وأثنى عليه، قارئ،
أديب يكنى أبا يحيى، عنه الحسين بن سعيد وعلي بن أسباط.
" 3 - إبراهيم بن أبي محمود "
إبراهيم بن أبي محمود الخراساني ثقة روى عن الرضا عليه السلام والجواد، له كتاب
عنه أحمد بن محمد بن عيسى، وعبد العظيم عبد الله الحسنى.
" 4 - إبراهيم بن بسطام " لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
" 5 - إبراهيم بن شعيب "
هو إبراهيم بن شعيب العقر قوفي من أصحاب الرضا عليه السلام، ويحتمل أن يكون
إبراهيم بن شعيب الواقفي من أصحاب الكاظم عليه السلام قال في الخلاصة: إبراهيم بن
شعيب واقفي لا أعتمد على روايته، وفى لسان الميزان: إبراهيم بن شعيب المدني روي
عنه الواقدي.
" 6 - إبراهيم بن عباس الصولي "
يظهر من الروايات التي رواها إبراهيم بن عباس عن الرضا عليه السلام أنه كان من
خواصه وجلساءه، وله روايات في سيرته عليه السلام، ولكن المصادر خالية عن ذكره ولم
511

نجد له ترجمة في كتب الرجال.
" 7 - إبراهيم بن عبد الحميد "
قال في جامع الرواة: إبراهيم بن عبد الحميد من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة،
له أصل وفي الفهرست، إبراهيم بن عبد الحميد الأسدي مولاهم، وهو أخو محمد بن زرارة
لامه، له كتاب نوادر يرويه جماعة عنه ابن عمير وصفوان.
" 8 - إبراهيم بن إسماعيل بن داود "
إبراهيم بن إسماعيل بن أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه موسى بن جعفر
المدائني.
" 8 - إبراهيم بن محمد الهمداني "
قال في الخلاصة: إبراهيم بن محمد الهمداني، وكيل، كان حج أربين حجة، و
ثقة الكليني، وروى توكيله وجلالة قدره.
" 10 - إبراهيم بن محمد الخزاز "
قال في جامع الرواة: إبراهيم محمد الخزاز من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه
الحسن بن سعيد.
" 11 - إبراهيم بن موسى "
هو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام كان شيخا كريما، تقلد الامرة على اليمن في أيام
المأمون من قبل محمد بن زيد الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة، ومضى إليها ففتحها،
وأقام بها مدة، إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، وأخذ له الأمان من المأمون
12 - إبراهيم بن موسى القزاز "
لم نجده بهذا العنوان في كتب الرجال، وقال في جامع الرواة: إبراهيم بن موسى
الأنصاري من أصحاب الرضا عليه السلام، وفي لسان الميزان إبراهيم بن موسى الأنصاري
ذكره النجاشي في شيوخ الشيعة عن علي بن موسى الرضا له كتاب النوادر.
512

13 - ابن أبي سعيد المكاري
الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري، أبو عبد الله كان هو أبوه وجهين
في الوقفة، وكان الحسين ثقة في حديثه، ذكره أبو عمر الكشي في جملة الواقفة، وذكر فيه
ذموما، له كتاب نوادر كبير، عنه الحسن بن محمد بن سماعة.
14 - ابن أبي كثير
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال وفي جامع الرواة: ابن كثير اسمه
عبد الوهاب المعروف بابن كثير النهاوندي من أصحاب الرضا عليه السلام.
15 - ابن السكيت
قال النجاشي: يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف، كان مقدما عند أبي
جعفر الثاني وأبى الحسن عليهما السلام، وله عن أبي جعفر عليه السلام رواية ومسائل، وقتله
المتوكل لأجل التشيع وأمره مشهور وكان ويها في علم العربية إلى آخر ما قال،
ولم يذكره من أصحاب الرضا عليه السلام، ولكن حديثه موجود في المسند والعلم عند الله
16 - ابن طيفور المتطبب
قال في جامع الرواة: ابن طيفور روى أحمد بن محمد عمن أخبره عن ابن طيفور
المتطبب، عن أبي الحسن عليه السلام.
17 - أبو أحمد الغازي
في جامع الرواة: أبو أحمد كنية لجماعة من المحدثين منهم محمد بن أبي عمير المحدث
الثقة، كان جليل القدر وعظيم المنزلة عند الخاصة والعامة روى عن الرضا عليه السلام، وكان
من أوثق الناس وأنسكهم وأعبدهم وأزهدهم.
18 - أبو جرير القمي
قال في الخلاصة: روى الكشي عن محمد بن قولويه، عن سعد، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى، عن محمد بن حمزة بن اليسع عن ذكريا بن آدم أن الرضا عليه السلام ترحم عليه
513

وفي جامع الرواة: أبو جرير القمي وجه يروى عن الرضا عليه السلام، اسمه ذكريا بن إدريس
ابن عبد الله.
19 - أبو جميلة
قال في الخلاصة: مفضل بن صالح أبو جميلة الأسدي، النخاس مولاهم، ضعيف
كذاب يضع الحديث، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام، وقال في جامع الرواة:
مات في حياة الرضا عليه السلام.
" 20 - أبو جويد مولى الرضا عليه السلام
لم نجد له عنوانا في كتب الرجال وهو مجهول مهمل.
21 - أبو حبيب النباجي
قال النجاشي: أبو حبيب النباجي له كتاب، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال
حدثنا محمد بن الحسن عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن مسكان
عن أبي حبيب بكتابه.
قال العطاردي: قد ذكرنا خبره مع الرضا عليه اللام في باب إشخاصه إلى خراسان
عند نزوله بالنباج فليراجع الجزء الأول ص 54.
22 - أبو حيون مولى الرضا عليه السلام
قال النجاشي: أبو حيون لا يعرف بغير هذا، له كتاب في الملاحم، أخبرنا
أحمد، عن محمد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن ابن حيون
بكتابه.
23 - أبو زيد المكي
قال في جامع الرواة: أبو زيد المكي مجهول، وذكره العلامة في القسم الثاني
من الخلاصة.
24 - أبو سعيد الخراساني
أبو سعيد الخراساني من أصحاب الرضا عليه السلام مجهول لا يعرف.
514

25 - أبو الحارث
لم نجد له ترجمة في كتب رجال الحديث.
26 - أبو الحسين الرازي
وهو أيضا كسابقه غير مذكور في كتب الرجال.
27 - أبو القاسم الفارسي
لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
28 - أبو قرة المحدث
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، وهو الذي أدخله صفوان بن يحيى
على أبي الحسن الرضا عليه اللام وسأله عن التوحيد، والحلال والحرام وحديثه في
كتاب التوحيد باب الرؤية.
29 - أبو عاصم
ذكره في جامع الرواة من أصحاب الصادق عليه السلام وعنونه بأبي عاصم المدني، و
يحتمل أن يكون أبو عاصم الكاهلي، لان الكاهلي روي عن الرضا عليه السلام وحديثه في
المسند.
30 - أبو عباد
يحتمل أن يكون هو عبيد بن مهران أبو عباد المدني وهو الذي روى عن يحيى
ابن عبد الله بن حسن عن الصادق عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن في
الفردوس لعينا أحلى من الشهد، وأطيب من المسك، فيها طينة خلقنا الله منها شيعتنا
وهي الميثاق الذي، أخذ الله عليه ولاية علي بن أبي طالب، قال في لسان الميزان: ذكره
ابن حبان في الثقات وقال: يروى المقاطيع والمراسيل، مات سنة 254.
31 - أبو محمد الجزائري
مجهول لا يعرف.
515

32 - أبو محمد المصري
وهو أيضا مجهول، ويمكن أن يكون أبو محمد البصري، فصحف والله أعلم.
33 - أبو محمد الغفاري
قال في جامع الرواة: أبو محمد الغفاري، روي أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى عنه
عن عبد الله بن إبراهيم، وزعم محمد بن عيسى أن الغفاري من ولد أبي ذر رضي الله عنه.
34 - أبو محمد الرقي
لم نجد له ترجمة في كتب الرجال.
35 - أبو مسروق
قال في جامع الرواة: أبو مسروق وابنه الهيثم كلاهما فاضلان، نقله الكشي
عن حمدوية.
36 - أبو يحيى الواسطي
قال في جامع الرواة: أبو يحيى الواسطي سهيل بن زياد لقى أبا محمد العسكري
ونقل عن الشيخ في الفهرست أنه ذكره في باب من لم يرو عنهم عليه السلام، وقال: أبو يحيى
الموصلي من أصحاب الرضا عليه السلام ونقل عن يونس أنه قال: أبو يحيى الموصلي ولقبه
كوكب الدم كان شيخا من الخيار.
37 - أبو يزيد القسمي البصري
هو من أهل البصرة، وقسم حي من اليمن، روى عن الرضا عليه السلام قاله في جامع
الرواة.
38 - أحد بن أبي عبد الله
هو أحمد بن محمد بن خالد البرقي المحدث المعروف، ذكره الشيخ في أصحاب الجواد
والهادي عليهما السلام، وكان ثقة في نفسه، غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء واعتمد المراسيل،
قال ابن الغضائري طعن عليه القميون، وليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروي
عنه.
516

39 - أحمد بن الحسن الميثمي
قال الكشي: أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا.
40 - أحمد بن زكريا
قال في جامع الرواة: أحمد بن زكريا بن باب من أصحاب الهادي عليه السلام وقال
الفل بن شاذان: إنه من الكذابين المشهورين.
41 - أحمد بن عامر الطائي
أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر الذي قتل مع الحسين
عليه السلام بكر بلاء أبو الجعد، له نسخة عن الرضا عليه السلام حسنة، عنه ابنه عبد الله، وقال:
ولد أبي سنة سبع وخمسين ومائة ولقيه عليه السلام سنة أربع وتسعين ومائة.
42 - أحمد بن عبد الله الجويباري
الجويباري غير مذكور في كتب رجال الشيعة وهو من رجال العامة، روى عن
الرضا عليه السلام ورواياته موجود في طرق الصدوق، وفي لسان الميزان: أحمد بن عبد الله
الجويباري ويقال: الجوباري - وجوبار من عمل هراة ويعرف بستوق - قال ابن عدي
كان يضع الحديث لابن كأم على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه.
43 - أحمد بن عبد الله الكرخي
أحمد بن عبد الله الكرخي من غلمان يونس بن عبد الرحمان، قال علي بن محمد
القتيبي: سالت طاهر بن محمد عن أحمد بن عبد الله الكرخي إذا رأيته يروي كتبا كثيرة عنه
فقال: كان كاتب إسحاق بن إبراهيم، فتاب وأقبل على تصنيف الكتب ويعرف بابن
خانبه وكان من العجم.
44 - أحمد بن عبد الله الكوفي
قال في جامع الرواة: أحمد بن عبد الله الكوفي صاحب إبراهيم بن إسحاق الأحمر
يروى عنه كتب إبراهيم كلها وإبراهيم كلها وإبراهيم هذا ضعيف في حديثه متهم في دينه وفي مذهبه
ارتفاع وأمره مختلط.
517

45 - أحمد بن عمر الحلال
كان يبيع الحل كوفي أنما طي ثقة ردي الأصل روى عن الرضا عليه السلام قاله
الشيخ، وقال في الخلاصة: فعندي توقف في قبول روايته.
46 - أحمد بن عمر الحلبي
قال في جامع الرواة: أحمد بن عمران الحلبي اثنان: أحدهما من رجال الصادق
والآخر من رجال الرضا عليهما السلام.
47 - أحمد بن عمرد
لم نجد في كتب رجال الحديث.
48 - أحمد بن عيسى بن أسباط
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، وقال في جامع الرواة: أحمد بن
عيسى روى عن عيلان عن أبي الحسن عليه السلام.
49 - أحمد بن مهدي بن صدقة الرقي
مجهول لا يعرف.
50 - أحمد بن المعافا
ذكره في جامع الرواة من أصحاب الهادي والجواد عليهما السلام وهو ثقة.
51 - أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي
قال في الخلاصة: أحمد بن محمد بن أبي نصر أبو جعفر وقيل: أبو علي المعروف
بالبزنطي كوفي لقى الرضا عليه اللام، وكان عظيم المنزلة، عنده، وهو ثقة جليل القدر، و
كان له اختصاص بابي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام، أجمع أصحابنا على تصحيح
ما يصح عنه وأقروا له بالفقه.
52 - أحمد بن موسى بن سعد
مجهول لا يعرف.
518

53 - إدريس بن يزيد
قال ف جامع الرواة: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمان أبو عبد الله الأزدي
الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السلام ولم يذكره أحد من أصحاب الرضا عليه السلام ونقل
عن الخلاصة ورجال الشيخ إدريس بن عيسى الأشعري القمي دخل على مولانا أبي
الحسن الرضا عليه السلام ورى حديثا واحدا وهو ثقة.
54 - إسحاق بن إبراهيم
قال في الخلاصة: إسحاق بن إبراهيم الحضيني جرت الخدمة على دية للرضا
عليه السلام، وكان الحسن بن سعيد أوصل إسحاق بن إبراهيم إلى الرضا حتى جرت الخدمة
على يده، والأقرب قبول قوله.
55 - إسحاق بن راهويه الحنظلي المروزي
إسحاق بن راهويه المروزي من كبار الحفاظ وأئمة الحديث، حدث عن الرضا
عليه السلام بنيسابور، وأخذ بلجام بغلته وقال: حدثني بحديث عن آبائك فحدثه بالحديث
الشائع المعروف: " كلمة لا إله إلا الله حصني فمن دخل حصني امن من عذابي " وقد ذكرنا
الحديث في كتاب التوحيد من المسند.
56 - إسحاق بن صباح
مجهول لا يعرف ولم يعنون في كتب رجال الفريقين.
57 - إسحاق بن موسى
قال في جامع الرواة: إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السلام من أصحاب الرضا، و
قال أيضا: إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي من أصحاب الرضا.
58 - إسحاق صاحب الحيتان
هو من أصحاب الرضا عليه السلام يروى عنه سليمان بن جعفر عنه عليه السلام وله حديث
في صيد السمك.
519

59 - إسماعيل بن أبي الحسن
لم يوجد هذا العنوان في كتب الرجال ومكن أن يكون إسماعيل بن موسى
بن جعفر عليهما السلام الآتي ذكره.
60 - إسماعيل بن سعد الأشعري
قال في الخلاصة: إسماعيل بن سعد الأحوص الأشعري القمي ثقة من أصحاب.
الرضا عليه السلام.
61 - إسماعيل بن عيسى
قال في جامع الرواة: إسماعيل بن عيسى روى عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
62 - إسماعيل بن محمد بن إسحاق
قال النجاشي: إسماعيل بن محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
عليهم السلام ثقة، روى عن جده إسحاق بن جعفر، وعم أبيه علي بن جعفر، ولم يذكر
روايته عن الرضا عليه السلام ولكنه موجود في رجال مسنده الذي خرجناه.
63 - إسماعيل بن مهران
قال في الخلاصة: إسماعيل بن مهران بكسر الميم مولى كوفي يكنى أبا يعقوب
ثقة نعمد عليه، روى عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام ذكره أبو عمرو من
أصحاب الرضا.
64 - إسماعيل بن موسى
قال النجاشي: إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام
سكن مصر وولده بها، وله كتب، ثم ذكر كتبه.
65 - إسماعيل بن همام الكندي
قال في جامع الرواة: إسماعيل بن همام بن عبد الرحمان البصري مولى كندة،
أبو همام روى عن الرضا عليه السلام ثقة هو وأبوه وجده، وذكره في لسان الميزان.
520

66 - إسماعيل بن يوشع
مجهول لا يعرف، ولم يذكره الفريقين في رجالهم.
67 - أشعث بن حاتم
لم يعنون في كتب الرجال.
68 - أمية بن علي
قال النجاشي: أمية بن علي القيسي الشامي ضعفه أصحابنا، روى عن أبي جعفر
الثاني له كتاب، قال ابن الغضائري: إنه يكنى أبا محمد في عداد القميين ضعيف الروايد
في مذهبه ارتفاع.
69 - أيوب بن نوح
قال في جامع الرواة: أيوب بن نوح بن دراج ثقة من أصحاب الرضا والجواد
والهدي عليهم السلام، له كتب وروايات ومسائل عن أبي الحسن الثالث، عظيم المنزلة،
شديد الورع.
70 - أيوب بن يقطين
عنونه في جامع الرواة ولم يذكره من الأصحاب. وقال: روى محمد بن عيسى
عنه أو غيره عنهم.
71 - بريد بن عمير بن معاوية
لا يوجد له ذكر في كتب الرجال، ويمكن أن يكون مصحف يزيد بن عمر،
قال في جامع الرواة: يزيد بن عمر بن بنت عثمان من أصحاب الرضا عليه السلام والله أعلم.
72 - بسطام
هكذا ذكر من دون إضافة ونسبة، ويحتمل أن يكون بسطام بن سابور، أو
بسطام بن مرة، وأول من أصحاب أبي الحسن، والثاني روى عنه معلى بن محمد البصري
وبسطام بن سابور أبو الحسين الزيات الواسطي مولى ثقة.
521

73 - بشير
وهذا أيا ذكر من دون إضافة ونسبة، وليس في أصحاب الرضا من اسمه بشير،
ويحتمل أن يكون بشير الدهان الراوي عن أبي الحسن موسى عليه السلام.
74 - بشر بن مسلمة
قال في الخلاصة: بشر بن مسلمة من أصحاب الصادق عليه السلام، ونقل في جامع
الرواة عن الخلاصة أنه من أصحاب الكاظم عليه ولم نجد هذا في المطبوع، ولعله
سهو من الأردبيلي - رحمه الله - أو كان موجودا في نسخته.
75 - بكر بن صالح
قال في جامع الرواة: بكر بن صاح الرازي الضبي مولى بني ضبة من أصحاب
الرضا عليه السلام وروى عن أبي الحسن موسى عليه السلام ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب،
وعنونه في القسم الثاني من الخلاصة.
76 - جعفر بن عيسى
جعفر بن عيسى بن عبيد من أصحاب الرضا عليه السلام، روى الكشي بسنده عن
هام بن إبراهيم الختلي وهو المشرقي، أن أبا الحسن الثالث عليه السلام شكى إليه جعفر
ابن عيسى أصحابه، ثم قال عن يونس وهشام المشرقي: هما أدبانا وعلمانا الكلام،
فان كنا على هدى ففزنا، وإن كنا على ضلال فهذان أضلانا، فمرنا تبركه، ونتوب
إلى الله منه، فقال عليه السلام: ما أعلمكم إلا على هدى، وجزاكم الله عن النصيحة القديمة
والحديثة خيرا.
77 - جعفر بن عيينة
لم نجده في كتب رجال الحديث والمصادر التي بأيدينا.
78 - جعفر بن محمد بن أبي زيد
في جامع الرواة: جعفر بن محمد بن أبي زيد، أو أبي يزيد من أصحاب الرضا
عليه السلام.
522

79 - جعفر بن محمد بن إبراهيم الهمداني
أهمله علماء الرجال ولا يوجد في المصادر.
80 - الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام
لم نجده في كتب الرجال.
81 - الحسن التفليسي
الحسن التفليسي يكنى أبا محمد من أصحاب الرضا عليه السلام، عنه إبراهيم بن عقبة.
82 - الحسن الرازي
قال في جامع الرواة: الحسن بن الجهم الرازي من أصحاب الرضا عليه السلام
ويحتمل أن يكون الزراري.
83 - الحسن بن إسحاق العلوي
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال وفي جامع الرواة: الحسن بن
أسد بصري من أصحاب الرضا عليه السلام.
84 - الحسن بن الجهم
قال النجاشي - رحمه الله - الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمد الشيباني
ثقة، روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام، له كتاب يختلف الروايات فيه.
85 - الحسن بن الحسين الأنباري
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، قال النجاشي: الحسن بن الحسين
العرني النجار مدني له كتاب عن الرجال عن جعفر بن محمد عليهما السلام، وروى عنه عبد العظيم
الحسني، وقال في لسان الميزان الحسن بن الحسين العرني الكوفي من رؤساء الشيعة.
86 - الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي
لم نجد هذا في كتب الرجال.
523

الحسن بن راشد ثلاثة من المحدثين: أحدهم الحسن بن راشد أبو علي بغدادي مولى
آل مهلب ثقة، روى عن أبي جعفر الجواد قاله في الخلاصة، والثاني: مولى بني العباس
كوفي أدرك الكاظم عليه السلام كان وزير المهدى وموسى وهارون وروى عن الصادق عليه السلام
أيضا والثلاث: الحسين بن راشد الطفاوي ضعيف له كتاب نوادر حسن كثير العلم قاله
النجاشي.
88 - الحسن بن سعيد
قال في جامع الرواة: الحسن بن سعيد الكوفي م أصحاب الرضا عليه السلام.
89 - الحسن بن سليمان الملطي
لم نجده في كتب رجال الشيعة وفي لسان الميزان: الحسن بن سليمان الملقب
قبيطة، روى ابن عبد البر في التمهيد من طريقه عن عثمان بن محمد بن ربيعة عن الدراوردي
قال شيخنا في الذيل: الحسن بن سليمان هذا معدود من حفاظ الحديث، قال ابن
يونس في تاريخ مصر كان ثقة حافظا مات في آخر جمادي الآخرة سنة إحدى وستين
ومائتين.
90 - الحسن بن سهل
الحسن بن سهل النوبختي أخو الفضل بن سهل ذو القلمين، ولى العراق والحجاز
واليمن وكان من رجال الدولة العباسية وخدم المأمون وحارب مع أبي السرايا في العراق
وتزوج المأمون بابنته " پوران " وله أخبار مشهورة، وروى عن الرضا عليه روايات
ذكرناها في المسند.
91 - الحسن بن شاذان الواسطي
في جامع الرواة: الحسن بن شاذان الواسطي روى عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام.
524

قال: في الخلاصة: الحسن بن صدقة المدائني قال ابن عقدة: أخبرنا علي بن الحسن
قال: الحسن بن صدقة المدائني، وأوه مصدق رويا عن أبي عبد الله وأبى الحسن
عليه السلام وكانوا ثقات وفي تعديله بذلك نظر، الأولى التوقف.
93 - أحسن بن عبد الله الرازي التميمي
لم نجد لم ترجمة في كتب الرجال ونقل في جامع الرواة عن الارشاد للمفيد أنه
من العباد الأتقياء الأخيار، وفي الخلاصة الحسن بن عبد الله القمي يرمى بالغلو.
94 - الحسن بن علي الوشاء
قال النجاشي: الحسن بن علي بن زياد الوشاء بجلي كوفي، قال أبو عمر ويكنى
بابي محمد الوشاء، وهو ابن بنت إلياس الصيرفي الخزاز من أصحاب الرضا عليه السلام، وكان
من وجوه هذه الطائفة.
95 - الحسن بن علي بن فضال
قال في الخلاصة: الحسن بن علي بن فضال التيملي مولى تيم بن ثعلبة يكنى أبا
محمد، ورى عن الرضا عليه السلام وكان خصيصا به، وكان جليل القدر، عظيم المنزلة، زاهدا
ورعا، ثقة في رواياته.
96 - الحسن بن علي
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
97 - الحسن بن علي بن محمد
وهذا أيضا كسابقه، ويمكن اتحادهما.
98 - أحسن بن علي بن يحيى
مجهول لا يعرف ولم نجده في كتب رجال الفريقين.
99 - الحسن بن القاسم
قال في جامع الرواة: الحسن بن القاسم قال: حضر بعض ولد عفر الموت،
525

فأبطأ عليه الرضا عليه السلام فغمني ذلك، ثم جاء فلم يلبث أن قام. فقمت معه، قلت:
جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيها، تقوم وتدعه إلى آخر ما قال...
100 - الحسن بن محبوب
قال في الخلاصة: الحسن بن محبوب السراد ويقال: الزراد يكنى أبا على
مولى بجيلة، كوفي ثقة عين روى عن الرضا عليه السلام، وكان جليل القدر، يعد في الأركان
الأربعة في عصره.
101 - الحسن بن محمد النوفلي
لم نجده في المصادر التي بأيدينا.
102 - الحسن بن بابا القمي
قال في الخلاصة: الحسن بن محمد بن بابا القمي، ذكر أبو محمد الفضل بن شاذان
في بعض كتبه أن من المشهورين الكذا بينا بن باب القمي، وروى الحميري عنه
عن الرضا عليه السلام.
103 - الحسن بن النضر
روى في الخلاصة عن الكشي أنه قال: الحسن بن النضر من إخوانا، ولم يذكر
فيمن يرو عنهم عليهم اللام.
104 - الحسن بن محمد بن أبي طارق
لم يوجد بهذا العنوان رجل من أصحاب الحديث وقال في جام الرواة:
الحسن بن محمد بن أبي طلحة من أصاب الرضا عليه السلام وعده بعض الأصحاب من رجال
الكاظم عليه السلام.
105 - الحسن بن موسى الوشاء البغدادي
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في رجال الشيعة، وقال في التقريب: الحسن بن
موسي الأشيب أبو علي البغدادي قاضي الموصل وغيرها ثقة من التاسعة مات سنة تسع
أو عشر ومائتين.
526

106 - الحسين بن بشر
قال في الخلاصة: الحسين بن بشار مدائني مولى زياد من أصحاب الرضا والكاظم
عليهما السلام، قال الشيخ الطوسي - رحمه الله - إنه ثقة صحيح روى عن أبي الحسن عليه السلام،
وقال الكشي: رجع عن القول بالوقف وقال بالحق فانا اعتمد على ما يرويه بشهادة
الشيخين له، وإن كان طريق الكشي إلى الرجوع عن الوقف فيه نظر، لكنه عاضد
لنص الشيخ عليه.
107 - الحسين بن ثوير بن أبي فاختة
قال في جامع الرواة: الحسين بن ثور وفي الخلاصة ثوير بن أبي فاختة هاشمي
مولاهم بن أبي فاختة سعيد بن حمران مولى أم هاني بنت أبي طالب روى عن أبي جعفر
وأبى عبد الله عليهما السلام ثقة.
108 - الحسين بن خالد
قال في جامع الرواة: الحسين بن خالد الصير في من أصحاب الكاظم والرضا
عليهما السلام.
قال العطاردي وقد أكثر الرواية عن الرضا عليه السلام، ورواياته منتشرة
في كتب المسند.
109 - الحسين بن عمر بن يزيد
قال في الخلاصة: الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا
عليه السلام ثقة.
110 - الحسين بن قياما الصيرفي
في الخلاصة: الحسين بن قياما الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السلام واقفي
قال العطاردي وقد ذكرنا في كتاب الرجال من المسند ما يدل على كيفية
سلوكه مع الإمام الرضا عليه السلام فليراجع.
527

111 - الحسين بن محمد الأشعري القمي
قال في جامع الرواة: الحسين بن محمد بن عمران الأشعري القمي أبو عبد الله
ثقة له كتاب عنه محمد بن يعقوب.
112 - الحسين بن محمد العلوي
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
113 - الحسين بن مهران
قال في خلاصة: الحسين بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني روى عن
أبي الحسن موسى الرضا عليهما السلام، وكان واقفيا ضعيفا قليل المعرفة بالرضا عليه السلام
ضعيف اليقين له كتاب عن موسى عليه السلام، لا أعتمد على روايته.
114 - الحسين بن موسى بن جعفر
قال في جامع الرواة: الحسين بن النصر الأرمني روى أحمد بن محمد بن عيسى عنه،
عن أبي الحسن الرضا.
116 - الحسين بن يسار المدائني
قال في خلاصة: الحسين بن بشار المدائني مولى زياد ثقة من أصحاب الرضا
عليه السلام، وقال الكشي: إنه رجع عن القول بالوقف، وقال بالحق، قلت وقد
ذكرناه في الحسين بن بشر وقد اختلف فيه النسخ، تارة يذكر بالحسين بن يسار
المدائني، وأخرى بالحسين بن بشار المدائني.
117 - الحسين بن يسار الواسطي
لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
528

118 - حكيمة ابنة أبى إبراهيم
قال في جامع الرواة: حكيمة بنت موسى عليه السلام، روى محمد بن حجرش عنها
قالت: رأيت الرضا عليه السلام.
119 - حماد بن عثمان
قال في الخلاصة، حماد بن عثمان الباب ثقة جليل القدر من أصحاب الرضا
عليه السلام ومن أصحاب الكاظم، والحسين أخوه وجعفر أولاد عثمان بن زياد الرواسبي
فاضلون، خيار، ثقات، قال الكشي: عن حمدوية، عن أشياخه قال: حماد ممن أجمعت
العصابة على تصحيح ما يصح عنه.
وقال أيضا: حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم كوفي، وكان يسكن
عرزم، فذهب إليها، وأخوه عبد الله ثقتان، رويا عن أبي عبد الله عليه السلام وروى حماد عن
أبي الحسن والرضا عليهما السلام ومات حماد بالكوفة - رحمه الله - سنة تسعين ومائة ذكرهما
أبو العباس في كتابه.
120 - حمدان بن سليمان النيسابوري
قال في الخلاصة: حمدان بن سليمان أبو سعيد النيسابوري، ثقة من وجوه
أصحابنا.
121 - حمدان بن المعافا
قال في جامع الرواة: حمدان بن المعافا أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح
مولى جعفر بن محمد عليهما السلام، روى عن الكاظم والرضا عليهما السلام، قال ابن نوح: مات حمدان
سنة خمس وستين ومائتين وقال: قال ابن معمر: إن أبا الحسن موسى والرضا دعوا له.
122 - حمزة بن جعفر الأرجاني
لم نجد له ترجمة في المصادر التي كانت بأيدينا.
123 - حمزة بن عبد المطلب الجعفي
وهذا أيضا غير مذكور في كتب الرجال.
529

124 - حنان بن سدير
حنان بن سدير الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السلام واقفي، قاله الشيخ الطوسي
رحمه الله وقال في موضع آخر: إنه ثقة. وعندي في روايته توقف. كذا في الخلاصة.
125 - خالد بن نجيح
قال في جامع الرواة: خالد بن نجيح الجواز الكوفي من أصحاب الصادق والكاظم
عليهما السلام، وقال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان مولى كوفي يكنى أبا عبد الله،
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام.
126 - خلف
قال في جامع الرواة: خلف بن سلمة بصري، وخلف البصري من أصحاب
الرضا وموسى عليهما السلام.
127 - قال في الخلاصة: دارم بن قبيصة نهشل أبو الحسن السايح يروي عن الرضا
عليه السلام، قال ابن الغضائري: لا يؤنس بحديثه ولا يوثق به، وله عنه عليه السلام
كتاب الوجوه والنظائر وكتاب الناسخ والمنسوخ.
128 - داود بن رزين
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب رجال الحديث.
129 - داود الرقي
قال في خلاصة: داود بن كثير مولى بني أسد، وأبوه كثير يكنى أبا خالد
وهو يكنى أبا سليمان من أصحاب موسى بن جعفر عليهما السلام، قال الشيخ الطوسي: إنه
ثقة، قال أبو عمرو الكشي: وتذكر الغلاة أنه من مشايخ العصابة يطعن عليه وعاش إلى
زمان الرضا عليه السلام، قال النجاشي: إنه ضعيف، وقال ابن الغضايري: إنه فاسد المذهب.
530

130 - داود بن سليمان الفراء
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، وقال في جامع الرواة: داود بن
سليمان بن جعفر أبو أحمد القزيني، ذكره ابن نوح في رجاله: له كتاب عن الرضا عليه السلام.
131 - داود بن سليمان الغازي
لم يذكر في كتب الرجال ويمكن اتحاده مع سابقه.
132 - داود الصرمي
قال الشيخ في الفهرست: داود الصرمي له مسائل أخبرنا بها عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل. عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد الله عنه، وفي جامع الرواة: داود بن
مافنة الصرمي مولى بني قرة، ثم بنى صرمة منهم، كوفي وروى عن الرضا عليه السلام يكنى
أبا سليمان وبقى إلى أيام أبى الحسن صاحب العسكر عليه السلام وله مسائل إليه.
133 - داود بن القاسم أبو هاشم الجعفري
قال الشيخ في الفهرست: داود بن القاسم الجعفري يكنى أبا هاشم، من أهل بغداد
جليل القدر، عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام، وقد شاهد الرضا والجواد والهادي والعسكري
وصاحب الامر عليهم السلام وكان مقدما عند السلطان وله كتاب.
134 - دعبل بن علي الخزاعي
ما دح أهل البيت والذاب عنهم عليهم السلام، الشاعر المفلق، المشهور، دعبل بن علي
الخزاعي من شعراء الرضا عليه السلام وله قصيدة مشهورة ذكرناها في المسند، قال في الخلاصة:
دعبل أبو علي الخزاعي الشاعر مشهور في أصحابنا، حاله مشهور في الايمان، وعلو
المنزلة، عظيم الشأن، صنف كتاب طبقات الشعراء - رحمه الله تعالى.
135 - رجاء بن أبي الضحاك الخراساني
كان من قرابة الفضل بن سهل النوبختي، وهو الذي أرسله المأمون إلى المدينة
وأمره باشخاص الرضا عليه السلام إلى خراسان، وروى حديثا مفصلا عن الرضا عليه السلام و
ذكرناه في مقدمة الجزء الأول في باب سيرته عليه السلام.
531

136 - رحيم بن عبدوس الخلنجي
قال في جامع الرواة: رحيم، علي بن الحكم عنه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
137 - الريان بن شبيب
قال في الخلاصة: الريان بن شبيب خال المعتصم ثقة، قال النجاشي: سكن قم و
روى عنه أهلها وجمع مسائل الصباح بن نصر الهندي للرضا عليه السلام.
138 - الريان بن الصلت
قال الشيخ في الفهرست: الريان بن الصلت له كتاب، وفي الخلاصة: الريان بن
الصلت البغدادي، الأشعري القمي، خراساني الأصل أب و على، روى عن الرضا عليه السلام
كان ثقة صدوقا.
139 - زروان المدائني
لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
140 - زكريا بن آدم القمي
قال في الخلاصة: زكريا بن آدم بن عبد الله بن سعد الأشعري، ثقة جليل القدر
وكان له وجه عند الرضا عليه السلام، وحج سنة من المدينة وكان زكريا بن آدم زميله إلى
مكة.
141 - زكريا بن أبي يحيى
قال في جامع الرواة: زكريا أبو يحيى كوكب الدم من أصحاب الصادق والكاظم
والرضا عليهم السلام، وفي الخلاصة عن الكشي، عن حمدوية، عن العبيدي، عن يونس قال:
أبو يحيى الموصلي لقبه كوكب الدم، وكان شيخا من الأخيار، وقال ابن الغضائري:
زكريا أبو يحيى كوكب الدم كوفي ضعيف روى عن أبي عبد الله.
142 - زياد القندي
قال الشيخ في الفهرست: زياد بن مروان القندي له كتاب، وفي الخلاصة: زياد بن
532

مروان الندي، يكني أبا الفضل وقيل أبا عبد الله الأنباري مولى بني هاشم، روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن ووقف في الرضا عليهم السلام وبالجملة فهو عندي مردود.
143 - سعد ان بن عبد الرحمان
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
144 - سعد بن سعد الأشعري
قال الشيخ في الفهرست: سعد بن سعد الأشعري له كتاب، وفي الخلاصة: سعد بن
سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمي ثقة روى عن الرضا وأي جعفر عليهما السلام
وروى الكشي عن أصحابنا عن أبي طالب عبد الله بن الصلت القمي أن أبا جعفر عليه السلام
سال الله أن يجزيه خيرا.
145 - سعيد بن جناح
قال في الخلاصة: سعيد بن جناح أصله كوفي، نشأ ببغداد ومات بها، مولى الأزد
ويقال: مولى جهينة، وأخوه أبو عامر، روى عن أبي الحسن والرضا عليهما السلام وكانا
ثقتين.
146 - سعيد بن بلال المدني
أهمله علماء الرجال ولم نجد له ذكرا، وفي جامع الرواة: سليمان بن بلال من
أصحاب الرضا عليه السلام.
147 - سليمان بن حفص المروزي
قال في جامع الراة: سليمان بن حفص المروزي من أصحاب الرضا عليه السلام له
كتاب.
148 - سليمان بن جعفر الجعفري
قال الشيخ في الفهرست: سليمان بن جعفر الجعفري، ثقة له كتاب، وفي الخلاصة
سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر الطيار أبو محمد الطالبي
533

الجعفري، روى عن الرضا عليه السلام وروى أبوه عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام و
كانا ثقتين.
149 - سليمان المروزي
قال في التقريب: سليمان بن صالح الليثي مولاهم أبو صالح المروزي يلقب
سلمويه ثقة من العاشرة، مات قبل سنة عشر ومائتين.
150 - سليمان بن يحيى
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الشيعة. وقال في التقريب: سليمان بن أبي يحيى
حجازي ليس به باس.
151 - سهل بن القاسم النوشجاني
هذا يروى عن الرضا عليه السلام روايات، ولكنه غير مذكور في كتب رجال
الحديث.
152 - سوادة القطان
قال في جامع الرواة: سوادة القطان من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه الحسن
ابن علي بن فضال.
153 - صفوان بن يحيى
قال الشيخ في الفهرست: صفوان بن يحيى مولى بجيلة يكنى أبا محمد، بياع
السابري أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحيث وأعبدهم وكان يصلى كل يوم خمسين
ومائة ركعة، ويصوم في السنة ثلاثة أشهر ويخرج زكاة ماله في السنة ثلاث مرات.
154 - طلحة
قال في جامع الرواة: طلحة من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه يونس بن
عبد الرحمن.
155 - عباس بن معروف
قال في الخلاصة: العباس بن معروف مولى جعفر بن عمران بن عبد الله الأشعري
534

قمي ثقة صحيح وقال في الفهرست: عباس بن معروف له كتب.
156 - عباس النجاشي الأسدي
في جامع الرواة: عباس النجاشي كوفي من أصحاب الرضا عليه السلام.
157 - عباس بن هلال
قال في جامع الرواة: عباس بن هلال الشامي من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه
محمد بن الوليد الخزاز بنسخة وهي تختلف بحسب الرواة.
158 - عبد العظيم بن عبد الله الحسنى
السيد الكريم والمحدث العظيم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن حسن بن زيد بن
حسن بن علي بن أب ي طالب عليهما السلام صاحب الروضة المعروفة والقبة المشهورة بالري.
قال العطاردي: وقد ألفت كتابا في حالاته ونسبه ومسنده ومشيخته وقد طبع
في 160 - ورقة فليراجع.
159 - عبيد بن هلال مولى الرضا
لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
160 - عبد الرحمن بن أبي نجران
قال في الخلاصة ه: عبد الرحمان بن أبي نجران اسمه عمرو بن مسلم التميمي مولى
كوفي، أبو الفضل روى عن الرضا عليه السلام وروى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام وكان عبد الرحمن
ثقة معتمدا على ما يرويه.
161 - عبد الرحمان بن الحجاج
قال في الخلاصة: عبد الرحمان بن الحجاج البجلي مولاهم، أبو عبد الله الكوفي
بياع السابري، سكن بغداد، ورمي بالكيسانية، روى عن أبي عبد الله وأبى الحسن
عليهما السلام، ورجع إلى الحق، ولقي الرضا عليه السلام، وكان ثقة ثقة، ثبتا، وجها، وكان وكيلا
لأبي عبد الله، ومات في عصر الرضا.
535

162 - عبد الرحمان بن يحيى
قال في جامع الرواة: عبد الرحمان بن يحيى العقيلي من أصحاب الكاظم
عليه السلام.
163 - عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي
قال العلامة الحلي رحمه الله -: عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، يروي
عن الرضا عليه السلام، ثقة صحيح الحديث.
164 - عبد العزيز بن المهتدي
قال في الخلاصة: عبد العزيز بن المهتدي بن محمد بن عبد العزيز الأشعري القمي
ثقة روى عن الرضا عليه السلام، قال الكشي: قال علي بن محمد بن القتيبي: قال حدثني
الفضل قال: عبد العزيز وكان خير قمي رأيته، وكان وكيلا للرضا عليه السالم.
165 - عبد العزيز بن مسلم
عبد العزيز بن مسلم روى عن الرضا عليه السلام حديثا مفصلا في الإمامة وقال: كنا
في المسجد الجامع بمرو، والناس يتكلمون في أمر الإمامة، فعند ذلك خطب الرضا عليه السلام
وبين أوصاف الامام وذكرنا هذا الحديث في كتاب الإمامة فليراجع.
166 - عبد الله بن أبان الزيات
قال في جامع الرواة: عبد الله بن أبان الزيات كان مكينا عند الرضا عليه السلام،
قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع الله لي ولأهل بيتي فقال: أو لست أفعل، والله إن أعمالكم
لتعرض علي في كل يوم وليلة.
167 - عبد الله بن إبراهيم
عبد الله بن إبراهيم من أصحاب الرضا عليه السلام ويمكن أن يكون هو عبد الله بن
إبراهيم المدائني.
536

168 - عبد الله بن جندب
قال في الخلاصة: عبد الله بن جندب البجلي، عربي، كوفي من أصحاب الكاظم
والرضا عليهما السلام ثقة، روى الكشي: أن أبا الحسن عليه السلام أقسم أنه عنه راض، ورسول
الله والله تعالى عنه راضيان، قال الشيخ الطوسي: - رحمه الله - إنه كان وكيلا لأبي
إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليه السلام، وكان عابدا رفيع المنزلة لديهما.
169 - عبد الله بن سمرة
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
170 - عبد الله بن الصلت
قال العلامة الحلي: عبد الله بن الصلت يكنى أبا طالب القمي مولى تيم الله بن
ثعلبة ثقة مسكون إلى روايته، روى عن الرضا عليه السلام.
171 - عبد الله بن الطاووس
وقال أيضا: عبد الله بن طاووس من أصحاب الرضا عليه السلام عاش مائه سنة، ولم
أظفر له على تعديل ظاهر وعلى جرح، بل على ما يترجح به أنه من الشيعة.
172 - عبد الله بن قيس
غير مذكور في المصادر التي كانت بأيدينا.
173 - عبد الله بن محمد التميمي الرازي
لم نجد بهذا العنوان ترجمة في كتب رجال الحديث، وفي جامع الرواة: عبد الله
ابن محمد بن حضين الحضيني الأهوازي من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة ثقة، وقيل: الحضيني
جرت الخدمة على يده للرضا عليه السلام.
174 - عبد الله بن محمد الحجال
قال في الخلاصة: عبد الله بن محمد الحجال الأسدي مولاهم كوفي، وقيل: إنه
مولى بنى تميم ثقة ثقة ثبت.
537

175 - عبد الله بن المغيرة
قال العلامة الحلي: عبد لله بن المغيرة أبو محمد البجلي، مولى جندب بن عبد الله
ابن سفيان العلقي كوفي ثقة ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته ودينه وورعه.
176 - عبد الملك بن هشام الحناط
لم نجد هذا العنوان في كتب رجال الشيعة وفي التقريب: عبد الملك بن هشام
أبو هشام الزماري وقد ينسب إلى جده، صدوق.
177 - عبيد الله بن إسحاق المدائني
قال في جامع الرواة: عبيد الله بن إسحاق المدائني من أصحاب الرضا عليه السلام
روى عنه عمرو بن عثمان، ومحمد بن سليمان.
178 - عبيد الله بن علي
وفيه أيضا عبيد الله بن علي بن سوارة من أصحاب الرضا عليه السلام.
179 - عثمان بن عيسى
قال في جامع الرواة: عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي الراوسي،
من أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام، كان شيخ الواقفة ووجهها، وقال في الفهرست:
عثمان بن عيسى العامري واقفي المذهب له كتاب المياه.
180 - عطية بن رستم
قال: عطية بن رستم من أصحاب الرضا عليه السلام مجهول.
181 - علي بن أبي حمزة
قال الشيخ في الفهرست: علي بن أبي حمزة البطائني، واقفي المذهب، له أصل
رويناه، وقال في الخلاصة: لي بن أبي حمزة واسم أبي حمزة سالم البطائني، أبو الحسن
مولى الأنصار كوفي، وكان قائد أبي بصير، روى عن أبي الحسن موسى وأبي عبد الله عليهما السلام
وقال علي بن الحسن بن فضال: لي بن أبي حمزة كذاب واقفي متهم ملعون، وقال
ابن الغضائري: علي بن أبي حمزة لعنه الله أصل الوقف وأشد الخلق.
538

قال العطاردي: وقد ذكرنا ما يتعلق به وما جاء فيه عن الرضا عليه السلام في كتاب
الرجال من المسند، فليراجع.
182 - علي بن أحمد بن أشيم
قال في الخلاصة: علي بن أحمد بن أشيم من أصحاب الرضا عليه السلام مجهول.
183 - علي بن إدريس
قال في جامع الرواة: علي بن إدريس صاحب الرضا عليه السلام روى عنه إبراهيم بن
هاشم، ومحمد بن سهل.
184 - علي بن أسباط
قال في الخلاصة: علي بن أسباط بن سالم بياع الزطي أبو الحسن كوفي، قال
الكشي: إنه كان فطحيا ولعلي بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه وقد روى عن
الرضا عليه السلام من قبل ذلك وكان ثقة أوثق الناس وأصدقهم لهجة، فانا أعتمد على
روايته.
185 - علي بن بلال
قال في جامع الرواة: علي بن بلال بن أبي معاوية أبو الحسن المهلبي الأزدي
شيخ من أصحابنا بالبصرة ثقة سمع الحديث وأكثر، وقال أيضا: علي بن بلال بن بلال
بغدادي من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السلام.
186 - علي بن جعفر
قال في الخلاصة: علي بن جعفر أخو موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام من أصحاب
الرضا عليه السلام ثقة. روى الكشي عنه ما يشهد بصحة عقيدته وتأدبه مع أبي جعفر الثاني
عليه السلام وحاله أجل من ذلك، سكن العريض بضم العين المهملة من نواحي المدينة
فنسب ولده إليها.
187 - علي بن حديد
قال فيه أيضا: علي بن حديد بن حكيم ضعفه شيخنا في كتاب الاستبصار.
539

والتهذيب لا يعول على ما ينفرد بنقله وقال الكشي: قال نصر بن الصباح: أنه فطحي
من أهل الكوفة وكان أدرك الرضا عليه السلام.
188 - علي بن حسان
قال في جامع الرواة: علي بن حسان الواسطي أبو الحسين القصير عمر أكثر
من مائة سنة روى عن أبي عبد الله عليه السلام قال ابن الغضائري: ومن أصحابنا علي بن حسان
الواسطي ثقة ثقة، وروى الصدوق والكليني رواياته عن الرضا عليه السلام.
189 - علي بن خطاب
قال في جامع الرواة: علي بن خطاب من أصحاب الكاظم واقفي. قال الكشي:
عن حمدويه عن الحسن بن موسى، عن علي بن خطاب قال: كنت في الموقف يوم عرفة
وكنت محموما شديد الحمى وقد أصابني عطش شديد فامر أبو الحسن الرضا عليه السلام
غلاما إلى آخر الحديث.
190 - علي بن رباط
وفيه أيضا: علي بن رباط من أصحاب الرضا عليه السلام.
191 - علي بن صاعد البربري
لم نجد له عنوانا في المصادر التي كانت بأيدينا.
192 - علي بن صدقة الرقي
لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.
193 - علي بن عبد الله الزهري
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
194 - علي بن عبد الله بن عمران
قال في جامع الرواة: على ن عبد الله بن عمران من أصحاب الرضا عليه السلام وقال
في الخلاصة: علي بن عبد الله بن عمران القرشي أبو الحسن المخزومي الملقب بالميموني
كان غاليا ضعيفا فاسد المذهب والرواية، قلت ويمكن اتحادهما.
540

195 - علي بن عقبة
قال في الخلاصة: علي بن عقبة بن خالد الأسدي أبو الحسن مولى كوفي، ثقة ثقة
روى عن أبي عبد الله عليه السلام.
196 - علي بن فضال
قال الشيخ في الفهرست: علي بن الحسن بن فضال فطحي المذهب ثقة كوفي،
كثير العلم، واسع الرواية، والاخبار، جيد التصانيف غير معاند، وكان قريب الامر
إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثني عشر، وكتبه في الفقه مستوفاة، في الاخبار
حسنة، وقيل إنها ثلاثون كتابا، ثم عد كتبه وطرقه إليه.
197 - علي بن الفضل الواسطي
قال في جامع الرواة: علي بن الفضل الواسطي من أصحاب الرضا عليه السلام روى
عنه إبراهيم بن هاشم.
198 - علي بن المسيب
وفيه أيضا: علي بن المسيب عربي من أهل همدان من أصحاب الرضا
عليه السلام ثقة.
199 - علي بن مهران
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
200 - على السائي
قال في الخلاصة: علي بن سويد السائي منسوب إلى ساية قرية بالمدينة ثقة
من أصحاب الرضا عليه السلام روى الكشي عنه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام وذكر
حديثا عن أبي الحسن موسى ما يشهد بأنه من آل محمد عليهم السلام وغير ذلك من إلهام
الرشد والبصيرة في أمر دينه.
201 - علي بن يونس بن بهمن
في جامع الرواة: علي بن يونس بن بهمن من أصحاب الرضا عليه السلام.
541

202 - عمر الجعابي
هذا غير معنون في كتب الرجال.
203 - عمران الصابي
عمران الصابي كان من رؤساء الصابئين، وأعيانهم، ورد مجلس الرضا عليه السلام
وناظره في التوحيد والاسلام، فأجاب الرضا عليه السلام مسائله، ثم أسلم على يده وحسن
إسلامه، وأخباره مع الرضا مذكورة في كتاب التوحيد والاحتجاجات من المسند.
204 - عمرو بن عثمان
عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز، وقيل: الأزدي أبو علي كوفي ثقة، روى عن
أبيه، عن سعد بن يسار، وكان عمرو بن عثمان نقي الحديث صحيح الحكايات، قال
النجاشي: له كتب عنه علي بن الحسن بن فضا ل، وأحمد بن محمد بن خالد.
205 - عمرو بن يزيد
قال الشيخ في الفهرست: عمر بن يزيد ثقة له كتاب وقال الكشي: عمر بن
يزيد بياع السابري كوفي مولى ثقيف ثقة روى عن الكاظم عليه السلام.
206 - عمير بن يزيد
لم نجد له ذكرا ولعله عمر بن يزيد المذكور آنفا.
207 - عون بن محمد كاتب الرضا عليه السلام
غير معنون في كتب رجال الحديث.
208 - فاطمة بنت علي بن موسى الرضا
جاء حديثها عن أبيها الرضا عليه السلام في كتاب المواعظ، في المجلد الأول من
المسند تحت رقم 28.
209 - الفتح بن يزيد الجرجاني
قال الشيخ في الفهرست: الفتح بن يزيد الجرجاني له كتاب، وفي الخلاصة:
542

الفتح بن يزيد الجرجاني صاحب المسائل لأبي الحسن عليه السلام، واختلفوا أيهم هو،
الرضا أم الثالث عليهم السلام والرجل مجهول، والاسناد إليه مدخول. قلت: وروايته عنه عليه السلام
مذكور في المسند.
210 - فضالة بن أيوب
قال في الخلاصة: فضالة بن أيوب الأزدي من أصاب أبي إبراهيم موسى الكاظم
عليه السلام، سكن الأهواز، وكان ثقة في حديثه، مستقيما في دينه ونقل في جامع الرواة
عن النجاشي أنه عده من أصحاب الرضا عليه السلام.
211 - الفضل بن شاذان
قال في الفهرست: الفضل بن شاذان النيشابوري فقيه، متكلم، جليل القدر،
له كتب ومصنفات وقال العلامة الحلي: الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الزدى
النيسابوري كان أبوه من أصحاب يونس، وروى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، وقيل عن
الرضا أيضا، وكان ثقة جليلا، فقيها، متكلما، له عظم شان في هذه الطائفة.
212 - الفضل بن كثير
قال في جامع الرواة: الفضل بن كثير بغدادي، ثم ذكر طرقه.
213 - الفضل بن يونس
قال الشيخ في الفهرست: الفضل بن يونس الكاتب ل كتاب وقال في جامع الرواة:
الفضل بن يونس الكاتب البغدادي، وروي عن أبي الحسن موسى عليه السلام، أصله كوفي
تحول إلى بغداد مولى واقفي، له كتاب، عنه الحسن بن محبوب.
214 - الفضيل بن يسار
قال في الخلاصة: الفيل بن يسار النهدي أبو القاسم عربي، بصري، ثقة، عين
جليل القدر، روى عن الباقر والصادق عليهما السلام ومات في أيام الصادق، قلت: وحديثه عن
الرضا موجود في المسند وهذا بعيد.
543

215 - الفياض بن محمد الطوسي
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
216 - قاسم الصيقل
قال في جامع الرواة: القاسم الصيقل من أصاب الهادي عليه السلام، محمد بن عبد الله
الواسطي عن قاسم الصيقل قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام.
217 - القاسم بن الفضيل
قال في الخلاصة: القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي البصري أبو محمد ثقة، روى
عن أبي عبد الله عليه السلام، قلت: وجاء في المسند روايته عن الرضا عليه السلام.
218 - القاسم بن محمد الزيات
روى سهل بن زياد عنه عن أبي الحسن الرضا عليه السلام.
219 - الكاهلي
قال في جامع الرواة: عبد الله بن يحيى الكاهلي وهو الكاهل الكبير الأسدي، عربي
كوفي من أصحاب الكاظم عليه السلام، وكان وجها عند أبي الحسن ووصى به علي بن يقطين
فقال له: اضمن لي الكاهلي وعياله أضمن ك الجنة.
220 - مأمون الرشيد
له مسائل وروايات عن الإمام الرضا عليه السلام مذكورة في المسند.
221 - محمد بن ابادية
غير معنون في كتب الرجال.
222 - محمد بن إبراهيم
يحتمل أن يكون هو محمد بن إبراهيم بن أبي البلاد ثقة قليل الحديث وأبوه
إبراهيم يروى عن الرضا عليه السلام.
544

223 - محمد بن أبي جرير القمي
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث وأبو أبو جرير من رواة الرضا عليه السلام
وقد سبق في محله.
224 - محمد بن أبي عباد
يظهر من روايته عن الرضا عليه السلام أنه كان مشتهرا بالسماع وشرب النبيذ وقال
سألت الرضا عن السماع، فقال: لأهل الحجاز فيه رأى وهو في حيز الباطل واللهو.
225 - محمد بن أبي يعقوب البلخي
لم نعثر عليه في المصادر التي كانت بأيدينا.
226 - محمد بن أحمد الدقاق البغدادي
وهذا أيضا كسابقه مجهول لا يعرف.
227 - محمد بن إسحاق بن عماد
قال في جامع الرواة: محمد بن إسحاق بن عمار الصيرفي كوفي من أصحاب الكاظم
والرضا عليه السلام ثقة، وقال أبو جعفر بن بابويه: أنه واقفي، وفي إرشاد المفيد: أنه من
خاصة الكاظم وثقاته، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته.
228 - محمد بن إسحاق الطالقاني
في جامع الرواة: محمد بن إسحاق شعر من أصحاب الرضا عليه السلام هو أخو يزيد.
229 - محمد بن إسماعيل بن بزيع قال في الفهرست: محمد بن إسماعيل بن بزيع له كتاب في الحج، وفي الخلاصة
محمد بن إسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى أبى جعفر المنصور، وقال الشيخ - رحمه الله -
إن محمد بن إسماعيل بن بزيع ثقة صحيح، وقال الكشي: كان محمد بن إسماعيل من
رجال أبي الحسن موسى عليه السلام وأدرك أبا جعفر الثاني عليه السلام.
545

230 - محمد الأشعري
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في المصادر.
231 - محمد بن جزك
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الهادي عليه السلام ووثقه، وكذا في الخلاصة،
روي عنه عبد الله بن جعفر.
232 - محمد بن الحسن الأشعري
قال في جامع الرواة: محمد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري القمي، من أصحاب
الرضا عليه السلام.
233 - محمد بن الحسين
هكذا جاء من دون نسبة، ويحتمل أن يكون محمد بن الحسين بن أبي خالد
الذي أدرك أبا جعفر الثاني.
234 - محمد بن الحسين بن يزيد
في جامع الرواة: محمد بن الحسين بن يزيد، روى علي بن أسباط عنه، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام.
235 - محمد بن حنان الجلاب
وفيه أيضا قال: محمد بن حنان الجلاب، روى عنه معاوية بن حكيم، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام.
236 - محمد بن داود
هكذا جاء من دون نسبة، ويمكن أن يكون محمد بن داود الأنصاري، أو محمد
بن داود البكري، الكوفي، أو محمد بن داود الهمداني الكوفي، وهم من أصحاب الصادق
عليه السلام.
546

237 - محمد بن زياد أبى عمير الأزدي
قال في الفهرست: محمد بن أبي عمير يكنى أبا أحمد من موالي الأزد، واسم أبي -
عمير زياد، وكان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة، وأنسكهم نسكا، وأورعهم
وأعبدهم، وقد ذكره الجاحظ في كتابه فخر قحطان على عدنان بهذه الصفة التي وصفناه
وذكر أنه كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلها، وأدرك من الأئمة عليهم السلام ثلاثة: أبا
إبراهيم ولم يرو عنه وأدرك الرضا والجواد وروى عنهما.
238 - محمد بن سنان
قال الشيخ: محمد بن سنان له كتب، وقد طعن عليه وضعف، وكتبه مثل كتب الحسين
على عددها وله كتاب النوادر وجميع ما رواه إلا ما كان فيها من تخليط أو غلو.
239 - محمد بن سليمان
قال في جامع الرواة: محمد بن سليمان البصري الديلمي له كتاب يرمى بالغلو من
أصحاب الكاظم والرضا عليهما السلام.
240 - محمد بن زيد الطبري
وقال أيضا: محمد بن زيد الطبري أصله كوفي من أصحاب الرضا عليه السلام.
241 - محمد بن عاصم
في جامع الرواة: محمد بن عاصم من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام.
242 - محمد بن عبد الرحمان الهمداني
وفيه أيضا: محمد بن عبد الرحمان الهمداني كتب إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام.
243 - محمد بن عبد الله
وفيه أيضا محمد بن عبد الله الأشعري من أصحاب الرضا عليه السلام.
547

244 - محمد بن عبد الله القمي
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، ولعله متحد مع سابقه.
245 - محمد بن عبد الله الطاهري
في جامع الرواة: محمد بن عبد الله الطاهري من أصحاب الرضا عليه السلام.
246 - محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن زيد
غير معنون في كتب رجال الحديث
247 - محمد بن عبد الله الخراساني
قال في جامع الرواة: محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا، قلت: وهو يروي
عن الرضا أحاديث ذكرناها في المسند.
248 - محمد بن عبد الله الصيقل
وفيه أيضا: محمد بن عبد الله لصيقل من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه حمدان بن
النضر.
249 - محمد بن عبيدة الهمداني
وفيه أيضا: محمد بن عبيد الهمداني من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه ابن أبي
نجران.
250 - محمد بن عبيد الله
وفيه: أيضا: محمد بن عبيد الله من أصحاب الرضا عليه السلام روى عنه ابن أبي نصر.
251 - محمد بن عرفة
وفيه أيضا: محمد بن عرفة روى عنه محمد بن عيسى قال: قال لي الرضا عليه السلام إلى
آخر الحديث.
252 - محمد بن علي بن أبي عبد الله
وفيه أيضا: محمد بن علي بن أبي عبد الله روى علي بن أسباط عنه عن الرضا عليه السلام.
548

253 - محمد بن علي أبو القاسم
لم نجد بهذا العنوان في المصادر وقال في جامع الرواة: محمد بن علي القرشي من
أصحاب الرضا عليه السلام.
254 - محمد بن علي
مجهول، ومشترك بين عدة من المحدثين.
255 - محمد ن على الهمداني
قال: في الخلاصة: محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، قال ابن الغضائري: كانت
لأبيه وصلة بابي الحسن، وحديثه يعرف وينكر، ويروي عن الضعفاء كثيرا، ويعتمد
المراسيل.
256 - محمد بن علي بن جعفر
قال: في جامع الرواة: محمد بن علي بن جعفر من أصحاب الرضا عليه السلام.
257 - محمد بن علي بن الحسين بن يزيد
وفيه أيضا: محمد بن علي بن الحسين بن يزيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب عليهم السلام له نسخة عن الرضا عليه السلام، عنه جعفر بن محمد الحسني.
258 - محمد بن عمرو
قال الشيخ في الفهرست: محمد بن عمر والزيات له كتاب، وفي الخلاصة: محمد بن
عمرو بن سعيد الزيات المدائني ثقة عين روى عن الرضا عليه السلام.
259 - محمد بن عمر بن يزيد
قال النجاشي: محمد بن عمر بن يزيد بياع السابري روى عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام.
260 - محمد بن عيسى اليقطيني
قال في جامع الرواة: محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أبو جعفر اليقطيني مولى
549

بني أسد بن خزيمة، اختلف علماؤنا في شانه، قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان
- رحمه الله - يحب العبيدي ى ويثني عليه ويمدحه، ويميل إليه، ويقول: ليس في
أقرانه مثله، وقال النجاشي والعلامة: جليل القدر في أصحابنا، ثقة عين كثير الرواية
حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثاني عليه السلام.
261 - محمد بن عمرو بن سعيد
وهو محمد بن عمرو بن سعيد الزيات الذي ترجمناه تحت رقم 258.
262 - محمد بن عمارة
في جامع الرواة: محمد بن عمارة بن الأشعث من أصحاب الرضا عليه السلام، روى عنه
سعد بن سعد.
محمد بن عيسى القمي
قال في الخلاصة: محمد بن عيسى بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري، أبو علي
شيخ القميين، ووجه الأشاعرة، متقدم عند السلطان، ودخل على الرضا عليه السلام
وسمع منه.
264 - محمد بن الفضيل الصيرفي
قال في جامع الرواة: محمد بن الفضيل الصيرفي من أصحاب الرضا عليه السلام، أزدي
صير في يرمى بالغلو له كتاب.
265 - محمد بن القاسم بن الفضيل
وفيه أيضا: محمد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي من أصحاب الرضا عليه السلام
له كتاب.
266 - محمد بن القاسم بن العباس العلوي
لم نجده في كتب رجال الحديث.
267 - محمد بن مضارب
محمد بن مضارب، روى صفوان بن يحيى عنه عن الرضا عليه السلام.
550

268 - محمد بن ميمون
روى حماد بن عيسى عنه عن الرضا عليه السلام.
269 - محمد بن منصور الكوفي
في جامع الرواة: محمد بن منصور الكوفي من أصحاب الرضا عليه السلام، روى عنه
محمد بن سهل.
270 - محمد بن يحيى بن حبيب
وفيه أيضا: محمد بن يحيى بن حبيب، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا
عليه السلام.
271 - محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن أبي طالب
لم نجد له عنوانا في كتب الحديث.
272 - محمد بن يعقوب النهشلي
وهذا أيضا مجهول كسابقه.
273 - محمود بن أبي البلاد
لم نعث له ترجمة في المصادر التي كانت بأيدينا.
274 - محول السجتاني
لم يعنون في كتب رجال الحديث، وكان محول في المدينة المنورة حين خروج
الرضا عليه السلام إلى خراسان، وذكرنا حديثه معه عليه السلام في كتاب الإمامة باب دلالات الرضا
عليه السلام.
275 - المرزبان بن عمران
قال النجاشي: المرزبان بن عمران بن عبد الله بن سعد الأشعري القمي، روى
عن الرضا عليه السلام، له كتاب عنه صفوان.
276 - مسافر
مسافر مولى أبي الحسن عليه السلام وروى عنه رويات ذكرناها في المسند.
551

277 - معاوية بن حكيم
قال في الخلاصة: معاوية بن حكيم بن عمار الدهني ثقة جليل في أصحاب الرضا
عليه السلام.
278 - معاوية بن سعد
قال في جامع الرواة: معاوية بن سعيد الكندي الكوفي له مسائل عن الرضا
عليه السلام.
279 - معبد بن عبد الله الشامي
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
280 - معمر بن خلاد
قال في الخلاصة: معمر بن خلاد أبو خلاد، بغدادي ثقة روي عن الرضا عليه السلام.
281 - مقاتل بن مقاتل
قال أيضا: مقاتل بن قياما واقفي خبيث من أصحاب الرضا عليه السلام.
282 - موسى بن أبي الحسن الرازي
في جامع الرواة: موسى بن أبي الحسن الرازي، روى عنه إبراهيم بن هاشم عن
أبي الحسن الرضا عليه السلام.
283 - موسى بن سيار
وقال أيضا: موسى بن سلمة كوفي، له كتاب عن الرضا عليه السلام.
284 - موسى بن علي القرشي
لم نعثر له ترجمه في كتب رجال الحديث.
285 - موسى بن عمر بن بزيع
قال في الخلاصة: موسى بن عمر بن بزيع مولى المنصور من أصحاب أبي جعفر
الثاني عليه السلام كوفي ثقة، وروى عن الرضا عليه السلام أيضا.
552

286 - موسى بن مهران
في جامع الرواة: موسى بن مهران من أصحاب الرضا عليه السلام.
287 - موسى بن نصر الرازي
لم نجد له ذكرا في المصادر.
288 - مهدي بن سابق
وهذا أيضا كسابقه مجهول لا يعرف.
289 - ميسر
في جامع الرواة: ميسر بن أبي البلاد يكنى أبا إسماعيل من بني قيس بن
ثعلبة من أصحاب الصادق وقال أيضا: ميسر بن عبد الله النخعي من أصحاب الصادق عليه السلام.
290 - نادر الخادم
روى عن الرضا عليه السلام روايات كثيرة ذكرناها في أبواب المسند.
291 - نصر بن علي الجهضمي
روى مواليد الأئمة عن الرضا عليه السلام، وقال في التقريب: نصر بن علي الجهضمي
البصري ثقة.
292 - نعيم بن صالح الطبري
لم نجد له عنوانا في كتب الرجال.
293 - الوليد بن أبان
في جامع الرواة: الوليد بن أبان الضبي الرازي من أصحاب الرضا عليه السلام.
294 - هارون بن موسى
قال أيضا: هارون بن موسى الأعور البصري القاري من أصحاب الصادق
عليه السلام.
295 - هشام بن إبراهيم الراشدي
له نجد له ذكرا في كتب الرجال والمصادر.
553

296 - هشام بن إبراهيم المشرقي الختلي
هشام بن إبراهيم العباسي الذي يقال له: المشرقي روى عن الرضا عليه السلام له كتاب
يونس، قال أبو النضر: سألنا الحسين بن إسكيب عن العباسي هاشم بن إبراهيم،
وقلنا له أكان من ولد العباس؟ قال: لا كان من الشيعة وطلبه السلطان، فكتب كتب الزيدية
وكتب أيات إمامة العباس، ثم دس إلى مغمزيه واختفى واطلع على كتبه، فقال:
هذا عباسي وآمنه وخلى سبيله.
297 - هشام بن إبراهيم الأحمر
هشام بن إبراهيم صاحب الرضا عليه السلام وروى عنه روايات
298 - الهيثم بن عبد الله الرماني
كوفي روى عن موسى والرضا عليهما السلام له كتاب.
299 - الهيثم الفارسي أبو خالد
مجهول لا يعرف.
300 - ياسر الخادم
هو خادم الرضا عليه السلام، مولى حمزة بن اليسع الأشعري، له مسائل عن
الرضا عليه السلام.
301 - يحيى
هو يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد من أصحاب الرضا عليه السلام، هو وأبوه أحد
القراء.
302 - يحيى بن حبيب الزيات
روى أحد بن محمد بن عيسى عنه عن الرضا عليه السلام.
303 - يحيى بن سعيد البلخي
لم نجد بهذا العنوان ذكرا في المعاجم الرجالية.
304 - يحيى بن المبارك
في جامع الرواة: يحيى بن المبارك من أصحاب الرضا عليه السلام.
554

305 - يحيى بن محمد بن أبي حبيب
غير معنون في كتب الرجال.
306 - يحيى بن محمد بن جعفر
وهذا أيضا مجهول كسابقه.
307 - يحيى موسى الصنعاني
في جامع الرواة: يحيى بن موسى الصنعاني من أصحاب الرضا عليه السلام، وقال:
دخلت على أبي الحسن الرضا وأبو جعفر على فخذه وهو يقشر له موزا ويطعمه.
308 - اليسع بن حمز
قال أيضا: اليسع بن حمزة، محمد بن صندل، عن ياسر، عنه عن أبي الحسن
الرضا عليه السلام.
309 - يعقوب بن يقطين
وقال أيا: يعقوب بن يقطين من أصحاب الرضا عليه السلام.
310 - يونس بن بكير
لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.
311 - يونس بن بهمن
قال في الخلاصة: يونس بن بهمن غال خطابي كوفي، يضع الحديث، روى عن أبي
عبد الله عليه السلام.
312 - يونس بن عبد الرحمان
قال الشيخ في الفهرست: يونس بن عبد الرحمان مولى آل يقطين له كتب كثيرة
أكثر من ثلاثين كتابا، قال في الفهرست: يونس عبد الرحمن أبو محمد كان وجها في
أصحابنا، متقدما عظيم المنزلة، روى عن أبي الحسن موسى والرضا عليهما السلام.
قال العطاردي: قد ذكرنا ما يتعلق به، والاخبار التي وردت في شانه في كتاب
الرجال من المسند فليراجع.
* * *
555

تم كتاب الرواة عن الرضا عليه السلام، وبه تم المسند المبارك والاخبار المروية
عن الرضا عليه اللام، والحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه محمد وآله الطاهرين والسلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين، ونسأل الله تعال أن يحشرنا في زمرة محمد وآله عليه
وعليهم السلام، وأن يوردنا حوضهم، ويسقينا بكأسهم.
اللهم تقبل منا هذا لعمل الخالص، وفقنا فيما بقي من عمرنا بالاعمال الحسنة،
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا - صلوات الله عليه - وغيبة ولينا عليه السلام وكثرة عدونا
وقلة عددنا، وشدة الفتن بنا وتظاهر الزمان علينا.
كتبه بأنامله مؤلفه الفقير إلى رحمة الله تعالى الشيخ عزيز الله العطاردي
في عصر يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر محرم الحرام سنة 1393.
556