الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ١٠
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء العاشر
ل _ م
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب اللام
3

اللؤم
[12027] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة بن أعين،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر رجل من أهل البصرة شيباني يقال له: عبد الملك بن
حرملة على علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): ألك أخت؟ قال: نعم
قال: فتزوجنيها؟ قال: نعم قال: فمضى الرجل وتبعه رجل من أصحاب علي بن
الحسين (عليهما السلام) حتى انتهى إلى منزله فسأل عنه فقيل له: فلان بن فلان وهو سيد قومه
ثم رجع إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال له: يا أبا الحسن سألت عن صهرك هذا
الشيباني فزعموا أنه سيد قومه، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): إني لأبديك يا فلان
عما أرى وعما أسمع أما علمت ان الله عز وجل رفع بالإسلام الخسيسة وأتم به الناقصة
وأكرم به اللؤم فلا لؤم على المسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية (1).
الرواية موثقة سندا.
[12028] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن محمد، عن يزيد بن حاتم قال: كان لعبد الملك
ابن مروان عين بالمدينة يكتب إليه بأخبار ما يحدث فيها وإن علي بن الحسين (عليهما السلام)
أعتق جارية ثم تزوجها فكتب العين إلى عبد الملك، فكتب عبد الملك إلى علي بن
الحسين (عليهما السلام): أما بعد فقد بلغني تزويجك مولاتك وقد علمت أنه كان في أكفائك من

(1) الكافي: 5 / 344 ح 3.
5

قريش من تمجد به في الصهر وتستنجبه في الولد فلا لنفسك نظرت ولا على ولدك
أبقيت والسلام. فكتب إليه علي بن الحسين (عليهما السلام): أما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني
بتزويجي مولاتي وتزعم أنه كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر واستنجبه في
الولد وأنه ليس فوق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرتقا في مجد ولا مستزاد في كرم وإنما كانت ملك
يميني خرجت متى أراد الله عزوجل مني بأمر ألتمس به ثوابه ثم ارتجعتها على سنة ومن كان
زكيا في دين الله فليس يخل به شيء من أمره وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة وتمم به
النقيصة وأذهب اللؤم فلا لؤم على امرء مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية والسلام، فلما
قرء الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان فقرأه فقال: يا أمير المؤمنين لشد ما فخر عليك
علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: يا بني لا تقل ذلك فإنه ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر
وتغرف من بحر، إن علي بن الحسين (عليهما السلام) يا بني يرتفع من حيث يتضع الناس (1).
[12029] 3 - الكليني،، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ثعلبة
ابن ميمون، عمن يروي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن علي بن الحسين (عليهما السلام) تزوج سرية
كانت للحسن بن علي (عليهما السلام) فبلغ ذلك عبد الملك بن مروان فكتب إليه في ذلك كتابا
أنك صرت بعل الإماء فكتب إليه علي بن الحسين (عليهما السلام): إن الله رفع بالإسلام
الخسيسة وأتم به الناقصة فأكرم به من اللؤم فلا لؤم على مسلم إنما اللؤم لؤم الجاهلية
ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنكح عبده ونكح أمته فلما انتهى الكتاب إلى عبد الملك قال لمن
عنده: خبروني عن رجل إذا أتى ما يضع الناس لم يزده إلا شرفا قالوا: ذاك
أمير المؤمنين، قال: لا والله ما هو ذاك، قالوا: ما نعرف إلا أمير المؤمنين، قال:
فلا والله ما هو بأمير المؤمنين ولكنه علي بن الحسين (عليهما السلام) (2).
[12030] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان

(1) الكافي: 5 / 344 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 345 ح 6.
6

ابن داود المنقري، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: إذا سافرت
مع قوم فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم وأكثر التبسم في وجوههم وكن
كريما على زادك وإذا دعوك فأجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم وأغلبهم بثلاث: بطول
الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أو مال أو زاد وإذا استشهدوك
على الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر،
ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرك
وحكمتك في مشورته فإن من لم يمحض النصيحة لمن استشاره سلبه الله تبارك وتعالى
رأيه ونزع عنه الأمانة، وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم وإذا رأيتهم يعملون
فاعمل معهم وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فاعط معهم واسمع لمن هو أكبر منك سنا وإذا
أمروك بأمر وسألوك فقل: نعم، ولا تقل: لا، فإن لا عي ولؤم، وإذا تحيرتم في
طريقكم فانزلوا وإذا شككتم في القصد فقفوا وتؤامروا... الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12031] 5 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبة الوسيلة انه قال:...
يا أيها الناس كفر النعمة لؤم وصحبة الجاهل شؤم إن من الكرم لين الكلام ومن العبادة
إظهار اللسان وإفشاء السلام إياك والخديعة فإنها من خلق اللئيم... (2).
[12032] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، وأحمد بن إدريس معا،
عن سهل، عن محمد بن الحسن الزيات، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن ثابت بن
دينار، عن سعد بن طريف الخفاف، عن الأصبغ بن نباتة قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول: الصدق أمانة والكذب خيانة والأدب رئاسة والحزم كياسة والسرف متواة
والقصد مثراة والحرص مفقرة والدناءة محقرة والسخاء قربة واللؤم غربة والرقة

(1) الكافي: 8 / 348 ح 547.
(2) الكافي: 8 / 24.
7

استكانة والعجز مهانة والهوى ميل والوفاء كيل والعجب هلاك والصبر ملاك (1).
[12033] 7 - الصدوق بإسناده فيما أوصى به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام): يا علي ثمانية إن
أهينوا فلا يلوموا إلا أنفسهم: الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها والمتآمر على رب البيت
وطالب الخير من أعدائه وطالب الفضل من اللئام والداخل بين اثنين في سر لم يدخلاه
فيه والمستخف بالسلطان والجالس في مجلس ليس له بأهل والمقبل بالحديث على من
لا يسمع (2).
[12034] 8 - الصدوق بإسناده إلى مسائل سألها أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الحسين (عليه السلام):...
قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه وإسلامه عرسه... (3).
[12035] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى
الحسن (عليه السلام):... وألأم اللؤم البغي عند القدرة... (4).
[12036] 10 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن (عليه السلام) انه قال: اللؤم أن لا تشكر
النعمة (5).
[12037] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وليس لواضع المعروف في
غير حقه وعند غير أهله من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ومقالة
الجهال ما دام منعما عليهم ما أجود يده وهو عن ذات الله بخيل، فمن آتاه الله مالا
فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة وليفك به الأسير والعاني وليعط منه الفقير
والغارم وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب فإن فوزا بهذه الخصال

(1) الخصال: 2 / 505 ح 3.
(2) الخصال: 2 / 410 ح 12.
(3) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(4) تحف العقول: 84.
(5) تحف العقول: 233.
8

شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة إن شاء الله (1).
ذكر الكليني تمام خطبته (عليه السلام) مسندا في الكافي الشريف: 4 / 31 ح 3.
[12038] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: احذروا صولة الكريم إذا
جاع واللئيم إذا شبع (2).
[12039] 13 - الديلمي رفعه إلى الحسين (عليه السلام) انه قال: اعلموا أن حوائج الناس إليكم
من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتتحول إلى غيركم، واعلموا أن المعروف مكسب
حمدا ومعقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين
ويفوق العالمين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشؤما تنفر منه القلوب وتغض
دونه الأبصار، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن
أحسن الله إليه والله يحب المحسنين (3).
[12040] 14 - الديلمي رفعه إلى الهادي (عليه السلام) انه قال: الغضب على من لا تملك عجز
وعلى من تملك لؤم (4).
[12041] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللئيم لا يرجى خيره
ولا يسلم من شره ولا يؤمن من غوائله (5).
[12042] 16 - وعنه (عليه السلام): اللئيم يرى سوالف إحسانه دينا له يقتضيه (6).
[12043] 17 - وعنه (عليه السلام): إياك أن تعتمد على اللئيم فإنه يخذل من اعتمد عليه (7).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 142.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 49.
(3) أعلام الدين: 298.
(4) أعلام الدين: 311.
(5) غرر الحكم: ح 1930.
(6) غرر الحكم: ح 2032.
(7) غرر الحكم: ح 2647.
9

[12044] 18 - وعنه (عليه السلام): إذا بلغ اللئيم فوق مقداره تنكرت أحواله (1).
[12045] 19 - وعنه (عليه السلام): بذل الوجه إلى اللئام الموت الأكبر (2).
[12046] 20 - وعنه (عليه السلام): دولة اللئيم تكشف مساويه ومعايبه (3).
[12047] 21 - وعنه (عليه السلام): سنة اللئام الفجور (4).
[12048] 22 - وعنه (عليه السلام): طالب الخير من اللئام محروم (5).
[12049] 23 - وعنه (عليه السلام): ظفر اللئام تجبر وطغيان (6).
[12050] 24 - وعنه (عليه السلام): فروا كل الفرار من اللئيم الأحمق (7).
[12051] 25 - وعنه (عليه السلام): كلما ارتفعت رتبة اللئيم نقص الناس عنده والكريم ضد ذلك (8).
[12052] 26 - وعنه (عليه السلام): من علامة اللؤم تعجيل العقوبة (9).
[12053] 27 - وعنه (عليه السلام): يستدل على اللئيم بسوء الفعل وقبح الخلق وذميم
البخل (10).
[12054] 28 - الشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لا تكونن أول مشير وإياك
والرأي الفطير وتجنب ارتجال الكلام ولا تشر على مستبد برأيه ولا على وغد ولا على

(1) غرر الحكم: ح 4097.
(2) غرر الحكم: ح 4446.
(3) غرر الحكم: ح 5107.
(4) غرر الحكم: ح 5557.
(5) غرر الحكم: ح 5993.
(6) غرر الحكم: ح 6045.
(7) غرر الحكم: ح 6572.
(8) غرر الحكم: ح 7199.
(9) غرر الحكم: ح 9293.
(10) غرر الحكم: ح 10967.
10

متلون ولا على لجوج، وخف الله في موافقة هوى المستشير فإن التماس موافقته لؤم
وسوء الإسماع منه خيانة (1).
الفطير: كل ما أعجل عن ادراكه. الوغد: الدني، الرذل: الضعيف رأيا
وعقلا.
[12055] 29 - المجلسي نقلا من الراوندي رفعه عن ابن مسعود انه جاء قوم إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: إن صاحبنا قد أفسده الحياء، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الحياء من
الإسلام وإن البذاء من لؤم المرء (2).
[12056] 30 - المجلسي رفعه عن الباقر (عليه السلام) انه قال: سلاح اللئام قبيح الكلام (3).

(1) الدرة الباهرة: 31.
(2) بحار الأنوار: 68 / 329.
(3) بحار الأنوار: 75 / 185 ح 14.
11

اللباس
[12057] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه،
عن محمد بن يحيى الخزاز، عن حماد بن عثمان قال: حضرت أبا عبد الله (عليه السلام) وقال له
رجل: أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس الخشن يلبس
القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجديد، فقال له: إن علي
ابن أبي طالب (عليه السلام) كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر عليه ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر
به فخير لباس كل زمان لباس أهله غير أن قائمنا أهل البيت (عليهم السلام) إذا قام لبس ثياب
علي (عليه السلام) وسار بسيرة علي (عليه السلام) (1).
الرواية صحيحة الإسناد. وذكر مثلها في الكافي: 6 / 444 ح 15.
[12058] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن علي رفعه قال: مر سفيان الثوري في المسجد الحرام فرأى أبا عبد الله (عليه السلام)
وعليه ثياب كثيرة القيمة حسان فقال: والله لأتينه ولأوبخنه فدنا منه فقال: يا ابن
رسول الله ما لبس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل هذا اللباس ولا علي (عليه السلام) ولا أحد من آبائك،
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في زمان قتر مقتر وكان يأخذ لقتره
واقتداره وإن الدنيا بعد ذلك أرخت عزاليها فأحق أهلها بها أبرارها ثم تلا: (قل من
حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) (2) ونحن أحق من أخذ
منها ما أعطاه الله غير إني يا ثوري ما ترى علي من ثوب إنما ألبسه للناس ثم اجتذب

(1) الكافي: 1 / 411 ح 4.
(2) سورة الأعراف: 32.
12

يد سفيان فجرها إليه ثم رفع الثوب الأعلى وأخرج ثوبا تحت ذلك على جلده غليظا
فقال: هذا ألبسه لنفسي وما رأيته للناس ثم جذب ثوبا على سفيان أعلاه غليظ
خشن وداخل ذلك الثوب لين فقال: لبست هذا الأعلى للناس ولبست هذا لنفسك
تسرها (1).
[12059] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بينا أنا في الطواف وإذا برجل
يجذب ثوبي وإذا هو عباد بن كثير البصري فقال: يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذه
الثياب وأنت في هذا الموضع مع المكان الذي أنت فيه من علي (عليه السلام)؟ فقلت: ثوب
فرقبي اشتريته بدينار وكان علي (عليه السلام) في زمان يستقيم له ما لبس فيه ولو لبست مثل
ذلك اللباس في زماننا لقال الناس: هذا مرائي مثل عباد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12060] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: الثوب النقي يكبت العدو (3).
[12061] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من اتخذ ثوبا فلينظفه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12062] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الجاموراني،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمار قال:

(1) الكافي: 6 / 442 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 443 ح 9.
(3) الكافي: 6 / 441 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 441 ح 3.
13

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون للمؤمن عشرة أقمصة؟ قال: نعم قلت: عشرون قال:
نعم قلت: ثلاثون قال: نعم ليس هذا من السرف إنما السرف أن تجعل ثوب صونك
ثوب بذلتك (1).
[12063] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يلبس ثوبين في
الصيف يشتريان بخمسمائة درهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12064] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) متكئا علي - أو قال: على أبي -
فلقيه عباد بن كثير البصري وعليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله إنك من
أهل بيت النبوة وكان أبوك وكان فما هذه الثياب المروية عليك فلو لبست دون هذه
الثياب؟ فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ويلك يا عباد (من حرم زينة الله التي أخرج
لعباده والطيبات من الرزق) إن الله عزوجل إذا أنعم على عبده نعمة أحب أن يراها
عليه ليس بها بأس، ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا تؤذني وكان
عباد يلبس ثوبين قطريين (3).
[12065] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عيسى، عن صفوان، عن يوسف بن إبراهيم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعلي
جبة خز وطيلسان خز فنظر إلي فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطيلسان خز
فما تقول فيه؟ فقال: وما بأس بالخز، قلت: وسداه إبريسم، قال: وما بأس
بإبريسم فقد أصيب الحسين (عليه السلام) وعليه جبة خز، ثم قال: ان عبد الله بن عباس لما

(1) الكافي: 6 / 441 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 441 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 443 ح 13.
14

بعثه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الخوارج فواقفهم لبس أفضل ثيابه وتطيب بأفضل طيبه
وركب أفضل مراكبه فخرج فواقفهم فقالوا: يا ابن عباس بينا أنت أفضل الناس إذا
أتيتنا في لباس الجبابرة ومراكبهم فتلا عليهم هذه الآية (قل من حرم زينة الله التي
أخرج لعباده والطيبات من الرزق) فألبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال
وليكن من حلال (1).
[12066] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يكون لي ثلاثة أقمصة قال:
لا بأس، قال: فلم أزل حتى بلغت عشرة، فقال: أليس يودع بعضها بعضا؟ قلت:
بلى ولو كانت إنما ألبس واحدا لكان أقل بقاء، قال: لا بأس (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12067] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن شعيب،
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل الموسر يتخذ الثياب
الكثيرة الجياد والطيالسة والقمص الكثيرة يصون بعضها بعضا يتجمل بها أيكون
مسرفا؟ قال: لا لأن الله عزوجل يقول: (لينفق ذو سعة من سعته) (3) (4).
[12068] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة (5).
[12069] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام

(1) الكافي: 6 / 442 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 443 ح 11.
(3) سورة الطلاق: 7.
(4) الكافي: 6 / 443 ح 12.
(5) الكافي: 6 / 444 ح 14.
15

ابن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام): أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى رجلا من بني تميم
فقال له: إياك وإسبال الإزار والقميص فإن ذلك من المخيلة والله لا يحب المخيلة (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الإسبال: الإرخاء. والمخيلة: الكبر.
[12070] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن محمد بن سنان، عن الحسن الصيقل قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): تريد
أريك قميص علي (عليه السلام) الذي ضرب فيه وأريك دمه؟ قال: قلت: نعم، فدعا به وهو في
سفط فأخرجه ونشره فإذا هو قميص كرابيس يشبه السنبلاني فإذا موضع الجيب إلى
الأرض وإذا الدم أبيض شبه اللبن شبه شطب السيف قال: هذا قميص علي (عليه السلام) الذي
ضرب فيه وهذا أثر دمه فشبرت بدنه فإذا هو ثلاثة أشبار وشبرت أسفله فإذا هو
اثنا عشر شبرا (2).
[12071] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة
ابن أعين قال: رأيت قميص علي (عليه السلام) الذي قتل فيه عند أبي جعفر (عليه السلام) فإذا أسفله
اثنا عشر شبرا وبدنه ثلاثة أشبار ورأيت فيه نضح دم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12072] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر
ابن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن محمد بن مسلم قال: نظر
أبو عبد الله (عليه السلام) إلى رجل قد لبس قميصا يصيب الأرض فقال: ما هذا ثوب طاهر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 456 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 457 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 457 ح 9.
(4) الكافي: 6 / 458 ح 11.
16

[12073] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في الرجل يجر ثوبه قال: إني لأكره أن
يتشبه بالنساء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12074] 18 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يبغض شهرة اللباس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12075] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): البسوا البياض فإنه
أطيب وأطهر وكفنوا فيه موتاكم (3).
الرواية موثقة سندا.
[12076] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): البسوا ثياب القطن فإنها لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو لباسنا (4).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 6 / 441 وما بعدها
وجامع أحاديث الشيعة: 16 / (682 - 768) وغيرهما من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 6 / 458 ح 12.
(2) الكافي: 6 / 444 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 445 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 446 ح 4.
17

اللبن
[12077] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: سألته عن اللبن يشترى وهو في
الضرع، قال: لا إلا أن يحلب لك سكرجة فيقول: اشتر مني هذا اللبن الذي في
السكرجة وما في ضروعها بثمن مسمى فإن لم يكن في الضروع شيء كان ما في
السكرجة (1).
الرواية موثقة سندا.
[12078] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال قلت له: أرضعت أمي جارية بلبني؟ قال: هي
أختك من الرضاع، قال: فقلت: فتحل لأخي من أمي لم ترضعها بلبنه يعني ليس
بهذا البطن ولكن ببطن آخر؟ قال: والفحل واحد؟ قلت: نعم هي أختي لأبي وامي،
قال: اللبن للفحل صار أبوك أباها وامك أمها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12079] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم
ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا
تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يعدي وإن الغلام ينزع إلى اللبن يعني إلى الظئر في

(1) الكافي: 5 / 194 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 444 ح 3.
18

الرعونة والحمق (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12080] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف،
عن حماد بن عيسى، عن الهيثم، عن محمد بن مروان قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام):
استرضع لولدك بلبن الحسان وإياك والقباح فإن اللبن قد يعدي (2).
[12081] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن معروف،
عن صفوان بن يحيى، عن ربعي، عن فضيل، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
عليكم بالوضاء من الظؤرة فإن اللبن يعدي (3).
الرواية صحيحة الإسناد. الوضاءة: الحسن والنظافة.
[12082] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن الربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لم
يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا قال: «اللهم بارك لنا فيه
وأبدلنا به خيرا منه» إلا اللبن فإنه كان يقول: «اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه» (4).
[12083] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن السياري، عن عبيد الله بن أبي عبد الله
الفارسي، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال له رجل: إني أكلت لبنا فضرني،
قال: فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): لا والله ما يضر لبن قط ولكنك أكلته مع غيره فضرك
الذي أكلته فظننت أن ذلك من اللبن (5).
[12084] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،

(1) الكافي: 6 / 43 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 44 ح 12.
(3) الكافي: 6 / 44 ح 13.
(4) الكافي: 6 / 336 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 336 ح 4.
19

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس أحد يغص بشرب اللبن لأن
الله عزوجل يقول: (لبنا خالصا سائغا للشاربين) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12085] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اللبن طعام المرسلين (3).
الرواية حسنة سندا.
[12086] 10 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن نوح بن شعيب، عمن ذكره،
عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: من تغير عليه ماء الظهر فإنه ينفع له اللبن الحليب
والعسل (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 6 / 336،
وبحار الأنوار: 63 / 89 وغيرهما من كتب الأخبار.

(1) سورة النحل: 66.
(2) الكافي: 6 / 336 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 336 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 337 ح 8.
20

اللجاج
[12087] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس
الهلالي، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في حديث:... ومن نازع في الرأي
وخاصم شهر بالعثل من طول اللجاج و... والطمع على أربع شعب: الفرح والمرح
واللجاجة والتكاثر فالفرح مكروه عند الله والمرح خيلاء واللجاجة بلاء لمن
اضطرته إلى حمل الآثام والتكاثر لهو ولعب وشغل واستبدال الذي هو أدنى بالذي
هو خير... الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
العثل: الحمق وفي بعض النسخ الفشل وهو الضعف والجبن.
[12088] 2 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن محمد بن علي
الكوفي، عن أبي عبد الله الخياط، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: كان فيما أوحى الله عزوجل إلى موسى بن عمران (عليه السلام):
يا موسى كن خلق الثوب نقي القلب حلس البيت مصباح الليل تعرف في أهل السماء
وتخفى على أهل الأرض، يا موسى إياك واللجاجة ولا تكن من المشائين في غير
حاجة ولا تضحك من غير عجب وابك على خطيئتك يا ابن عمران (2).

(1) الكافي: 2 / 392 و 394.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والسبعون ح 6 / 602 الرقم 835.
21

[12089] 3 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن
بشير، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: ستة لا تكون في المؤمن: العسر والنكر واللجاجة والكذب
والحسد والبغي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12090] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته
لأمير المؤمنين (عليه السلام):... يا علي إياك واللجاجة فإن أولها جهل وآخرها
ندامة... (2).
[12091] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وإياك أن تجمح بك مطية اللجاج... (3).
[12092] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التسقط فيها عند إمكانها أو
اللجاجة فيها إذا تنكرت أو الوهن عنها إذا استوضحت، فضع كل أمر موضعه وأوقع
كل أمر موقعه... (4).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[12093] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللجاجة تسل
الرأي (5).
[12094] 8 - القطب الراوندي، عن الشجري، عن جعفر بن محمد بن العباس، عن

(1) الخصال: 1 / 325 ح 15.
(2) تحف العقول: 14.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 179.
22

أبيه، عن الصدوق، عن محمد العطار، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار،
وعن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن منذر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما لقى موسى العالم وكلمه وساء له نظر إلى خطاف تصفر وترتفع
في الماء وتستفل في البحر فقال العالم لموسى: أتدري ما تقول هذه الخطاف وما تقول؟
قال: تقول ورب السماوات والأرض ورب البحر ما علمكما من علم الله إلا قدر ما
أخذت بمنقاري من هذا البحر وأكثر، ولما فارقه موسى قال له موسى: أوصني، فقال
الخضر: الزم ما لا يضرك معه شيء كما لا ينفعك مع غيره شيء، وإياك واللجاجة
والمشي إلى غير حاجة والضحك في غير تعجب، يا ابن عمران لا تعيرن أحدا بخطيئته
وابك على خطيئتك (1).
[12095] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللجاج بذر الشر (2).
[12096] 10 - وعنه (عليه السلام): اللجاج مثار الحروب (3).
[12097] 11 - وعنه (عليه السلام): اللجوج لا رأي له (4).
[12098] 12 - وعنه (عليه السلام): اللجاجة تورث ما ليس للمرء إليه حاجة (5).
[12099] 13 - وعنه (عليه السلام): اللجاج يكبو براكبه (6).
[12100] 14 - وعنه (عليه السلام): اللجاج أكثر الأشياء مضرة في العاجل والآجل (7).
[12101] 15 - وعنه (عليه السلام): جماع الشر اللجاج وكثرة المماراة (8).
[12102] 16 - وعنه (عليه السلام): خير الأخلاق أبعدها عن اللجاج (9).
[12103] 17 - وعنه (عليه السلام): ليس للجوج تدبير (10).
[12104] 18 - وعنه (عليه السلام): لا تمارين اللجوج في محفل (11).

(1) قصص الأنبياء: 157 ح 171.
(2) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(3) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(4) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(5) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(6) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(7) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(8) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(9) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(10) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
(11) غرر الحكم: ح 358 و 405 و 886 و 1542 و 1710 و 2173 و 4795 و 4975 و 7478
و 10203.
23

[12105] 19 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استطاع أن يمنع
نفسه من أربعة أشياء فهو خليق بأن لا ينزل به مكروه أبدا، قيل: وما هن؟ قال:
العجلة واللجاجة والعجب والتواني (1).
[12106] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلم أن من الحزم
العزم واحذر اللجاج تنج من كبوته و... الحديث (2).

(1) بحار الأنوار: 75 / 43 ح 34.
(2) بحار الأنوار: 75 / 10 ح 68.
24

اللحية
[12107] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية
ابن عمار، عن حفص الأعور قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن خضاب اللحية والرأس
أمن السنة؟ فقال: نعم قلت: ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه لم يختضب، فقال:
إنما منعه قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان هذه ستخضب من هذه (1).
[12108] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعلي بن محمد،
عن صالح بن أبي حماد جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن
معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زاد من اللحية عن القبضة فهو في
النار (2).
[12109] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن
إسحاق بن سعد، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قدر
اللحية، قال: تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل (3).
[12110] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
أبي حمزة، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زاد على القبضة ففي النار - يعني
اللحية - (4).

(1) الكافي: 6 / 481 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 486 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 487 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 487 ح 10.
25

[12111] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه،
عن الدهقان، عن درست، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل طويل
اللحية فقال: ما كان على هذا لو هيأ من لحيته، فبلغ ذلك الرجل فهيأ لحيته بين
اللحيتين ثم دخل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رآه قال: هكذا فافعلوا (1).
[12112] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن المثنى، عن سدير الصيرفي، قال: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) يأخذ عارضيه ويبطن
لحيته (2).
الرواية حسنة سندا.
[12113] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن
عبد الله بن مسكان، عن الحسن الزيات قال: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) قد خفف لحيته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12114] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر
ابن سويد، عن بعض أصحابه، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال:
رأيت أبا جعفر صلوات الله عليه والحجام يأخذ من لحيته فقال: دورها (4).
[12115] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
عطية، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله صلوات الله عليه قال: من سرح لحيته
سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين يوما (5).
[12116] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص

(1) الكافي: 6 / 488 ح 12.
(2) الكافي: 6 / 486 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 487 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 487 ح 5.
(5) الكافي: 6 / 489 ح 10.
26

ابن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم (عليه السلام)
شيبا في لحيته فقال: يا رب ما هذا؟ فقال: هذا وقار، فقال: يا رب زدني وقارا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12117] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن
الحسن بن عمارة، عن نعيم القضاعي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أصبح إبراهيم (عليه السلام)
فرأى في لحيته شعرة بيضاء فقال: الحمد لله رب العالمين الذي بلغني هذا المبلغ لم
أعص الله طرفة عين (2).
[12118] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين،
عن صفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن
الرجل يتوضأ أيبطن لحيته؟ قال: لا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12119] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليتزين أحدكم يوم
الجمعة يغتسل ويتطيب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه وليتهيأ للجمعة وليكن
عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار وليحسن عبادة ربه وليفعل الخير ما استطاع فإن
الله يطلع على أهل الأرض ليضاعف الحسنات (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12120] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،

(1) الكافي: 6 / 492 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 391 ح 588.
(3) الكافي: 3 / 28 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 417 ح 1.
27

عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن نتف المحرم من شعر لحيته وغيرها شيئا
فعليه أن يطعم مسكينا في يده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12121] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل قال: رأيت أبا الحسن (عليه السلام) أحل من عمرته وأخذ من أطراف شعره كله على
المشط ثم أشار إلى شاربه فأخذ منه الحجام ثم أشار إلى أطراف لحيته فأخذ منه
ثم قام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12122] 16 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد، عن
أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم النحر يحلق رأسه ويقلم أظفاره ويأخذ من شاربه ومن أطراف
لحيته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12123] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن مسكين بن أبي الحكم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نور ثم قال: من شاب شيبة
في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة قال: فخضب الرجل بالحناء ثم جاء إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رأى الخضاب قال: نور واسلام فخضب الرجل بالسواد فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نور وإسلام وإيمان ومحبة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوكم (4).

(1) الكافي: 4 / 361 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 439 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 502 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 480 ح 2.
28

[12124] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن سعيد بن جناح،
عن أبي خالد الزيدي، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل قوم على الحسين بن
علي صلوات الله عليهما فرأوه مختضبا بالسواد فسألوه عن ذلك فمد يده إلى لحيته ثم
قال: أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزاة غزاها أن يختضبوا بالسواد ليقووا به على
المشركين (1).
[12125] 19 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عمن ذكره
عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: لا بأس بجز الشمط ونتفه من
اللحية (2).
[12126] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في اللحية إذا حلقت فلم تنبت الدية كاملة فإذا نبتت فثلث
الدية (3).

(1) الكافي: 6 / 481 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 492 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 316 ح 23.
29

اللذة
[12127] 1 - الكليني، عن علي، عن هارون، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) وسئل ما بال الزاني لا تسميه كافرا وتارك الصلاة قد سميته كافرا وما
الحجة في ذلك؟ فقال: لأن الزاني وما أشبهه إنما يفعل ذلك لمكان الشهوة لأنها تغلبه
وتارك الصلاة لا يتركها إلا استخفافا بها وذلك لأنك لا تجد الزاني يأتي المرأة إلا وهو
مستلذ لإتيانه إياها قاصدا إليها وكل من ترك الصلاة قاصدا إليها فليس يكون قصده
لتركها اللذة فإذا نفيت اللذة وقع الاستخفاف وإذا وقع الاستخفاف وقع الكفر، قال:
وسئل أبو عبد الله (عليه السلام) وقيل له: ما الفرق بين من نظر إلى امرأة فزنى بها أو خمر
فشربها وبين من ترك الصلاة حتى لا يكون الزاني وشارب الخمر مستخفا كما يستخف
تارك الصلاة وما الحجة في ذلك وما العلة التي تفرق بينهما؟ قال: الحجة أن كلما
أدخلت أنت نفسك فيه لم يدعك إليه داع ولم يغلبك غالب شهوة مثل الزنى وشرب
الخمر وأنت دعوت نفسك إلى ترك الصلاة وليس ثم شهوة فهو الاستخفاف بعينه
وهذا فرق ما بينهما (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12128] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن مروك بن عبيد،
عن زرعة بن محمد، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة ولكن الله ألقى عليهن

(1) الكافي: 2 / 386 ح 9.
30

الحياء (1).
[12129] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن محمد
ابن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الرجل يكون معه أهله في السفر لا يجد الماء أيأتي أهله؟ قال: ما أحب أن يفعل إلا أن
يخاف على نفسه، قال: قلت: طلب بذلك اللذة أو يكون شبقا إلى النساء؟ قال: إن
الشبق يخاف على نفسه قلت: يطلب بذلك اللذة؟ قال: هو حلال، قلت: فإنه يروي
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن أبا ذر (رحمه الله) سأله عن هذا فقال: ائت أهلك تؤجر فقال: يا رسول الله
آتيهم وأؤجر؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كما انك إذا أتيت الحرام أزرت فكذلك إذا
أتيت الحلال أوجرت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ألا ترى أنه إذا خاف على نفسه فأتى
الحلال أوجر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12130] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل ينظر إلى امرأته وهي عريانة،
قال: لا بأس بذلك وهل اللذة إلا ذلك (3).
[12131] 5 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن الحسين، عن أبيه، عن منصور بن حازم، أو غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال علي بن الحسين (عليه السلام): من اهتم بمواقيت الصلاة لم يستكمل لذة الدنيا (4).
[12132] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن محمد بن سماعة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في

(1) الكافي: 5 / 339 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 495 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 497 ح 6.
(4) الكافي: 3 / 275 ح 9.
31

حكمة آل داود: ينبغي للمسلم العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو
تزود لمعاد أو لذة في غير ذات محرم، وينبغي للمسلم العاقل أن يكون له ساعة يفضى
بها إلى عمله فيما بينه وبين الله عزوجل وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في
أمر آخرته وساعة يخلي بين نفسه ولذاتها في غير محرم فإنها عون على تلك
الساعتين (1).
[12133] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
الحسن بن أبي قتادة، عن رجل، عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما
تلذذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله عزوجل: (زين
للناس حب الشهوات من النساء والبنين) (2) إلى آخر الآية ثم قال: وان أهل الجنة
ما يتلذذون بشيء من الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب (3).
[12134] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد،
عن ابن فضال، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: من تلذذ بالماء في الدنيا لذذه
الله عزوجل من أشربة الجنة (4).
رويها الصدوق في ثواب الأعمال: 219.
[12135] 9 - الكليني، عن محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن أحمد بن الريان، عن أبيه،
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو يعلم الناس ما في فضل معرفة
الله عزوجل ما مدوا أعينهم إلى ما متع الله به الأعداء من زهرة الحياة الدنيا ونعيمها وكانت
دنياهم أقل عندهم مما يطؤونه بأرجلهم ولنعموا بمعرفة الله جل وعز وتلذذوا بها تلذذ

(1) الكافي: 5 / 87 ح 1.
(2) سورة آل عمران: 13.
(3) الكافي: 5 / 321 ح 10.
(4) الكافي: 6 / 381 ح 6.
32

من لم يزل في روضات الجنان مع أولياء الله، إن معرفة الله عزوجل آنس من كل وحشة
وصاحب من كل وحدة ونور من كل ظلمة وقوة من كل ضعف وشفاء من كل سقم ثم
قال (عليه السلام): وقد كان قبلكم يقتلون ويحرقون وينشرون بالمناشير وتضيق عليهم
الأرض برحبها فما يردهم عما هم عليه شيء مما هم فيه من غير ترة وتروا من فعل
ذلك بهم ولا أذى بل ما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد فاسألوا ربكم
درجاتهم واصبروا على نوائب دهركم تدركوا سعيهم (1).
[12136] 10 - الصدوق، عن المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد
العسكري (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: دخل موسى بن جعفر (عليه السلام) على رجل قد غرق في
سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا فقالوا له: يا ابن رسول الله وددنا لو عرفنا كيف
الموت وكيف حال صاحبنا؟ فقال: الموت هو المصفاة تصفي المؤمنين من ذنوبهم
فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر بقي عليهم وتصفي الكافرين من حسناتهم
فيكون آخر لذة أو راحة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم، وأما صاحبكم
هذا فقد نخل من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية وخلص حتى نقي كما ينقى الثوب
من الوسخ وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار الأبد (2).
[12137] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران،
عن ابن أبي حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
كل بكرة يطوف في أسواق الكوفة سوقا سوقا ومعه الدرة على عاتقه وكان لها طرفان
وكانت تسمى السبيبة فيقف على سوق سوق فينادي: يا معشر التجار قدموا
الاستخارة وتبركوا بالسهولة واقتربوا من المبتاعين وتزينوا بالحلم وتناهوا عن
الكذب واليمين وتجافوا عن الظلم وانصفوا المظلومين ولا تقربوا الربا وأوفوا الكيل

(1) الكافي: 8 / 247 ح 347.
(2) معاني الأخبار: 289 ح 6.
33

والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين، يطوف في جميع
أسواق الكوفة فيقول هذا ثم يقول:
تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها * من الحرام ويبقى الإثم والعار
تبقى عواقب سوء في مغبتها * لا خير في لذة من بعدها النار (1)
الرواية صحيحة الإسناد.
[12138] 12 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن
الحنفية:... لا خير في لذة بعدها النار وما خير بخير بعده النار وما شر بشر بعده
الجنة... (2).
[12139] 13 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: خمس هن كما أقول: ليست
لبخيل راحة ولا لحسود لذة ولا للمملوك وفاء ولا لكذوب مروءة ولا يسود
سفيه (3).
[12140] 14 - الصدوق بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) انه قال:...
وأقل الناس لذة الحسود... (4).
[12141] 15 - المفيد، عن علي بن محمد بن حبيش الكاتب، عن الحسن بن علي
الزعفراني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الله بن محمد بن عثمان، عن علي
ابن محمد بن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني قال: لما ولى
أمير المؤمنين (عليه السلام) محمد بن أبي بكر مصر وأعمالها كتب له كتابا وأمره أن يقرأه على
أهل مصر وليعمل بما وصاه به فيه فكان الكتاب:

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والسبعون ح 6 / 587 الرقم 809.
(2) الفقيه: 4 / 392.
(3) الفقيه: 4 / 394 ح 5838.
(4) الفقيه: 4 / 395.
34

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين (عليه السلام) علي بن أبي طالب إلى أهل
مصر ومحمد بن أبي بكر سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد
فإني أوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون وإليه تصيرون فإن الله تعالى يقول:
(كل نفس بما كسبت رهينة) (1) ويقول: (ويحذركم الله نفسه وإلى الله
المصير) (2) ويقول: (فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملون) (3)
واعلموا يا عباد الله إن الله عزوجل سائلكم عن الصغير من عملكم والكبير فإن يعذب
فنحن أظلم وإن يعف فهو أرحم الراحمين، يا عباد الله ان أقرب ما يكون العبد إلى
المغفرة والرحمة حين يعمل الله بطاعته وينصحه في التوبة عليكم بتقوى الله فإنها تجمع
الخير ولا خير غيرها ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا وخير
الآخرة قال الله عزوجل: (وقيل للذين اتقوا ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا
في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين) (4) اعلموا يا عباد الله
إن المؤمن من يعمل الثلاث من الثواب إما الخير فإن الله يثيبه بعمله في دنياه قال الله
سبحانه لإبراهيم: (وآتيناه أجره في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين) (5)
فمن عمل لله تعالى أعطاه الله أجره في الدنيا والآخرة وكفاه المهم فيهما وقد قال الله
تعالى: (يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة
وأرض الله واسعة إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب) (6) فما أعطاهم الله
في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة قال الله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى

(1) سورة المدثر: 38.
(2) سورة آل عمران: 28.
(3) سورة الحجر: 92 و 93.
(4) سورة النحل: 30.
(5) سورة العنكبوت: 27.
(6) سورة الزمر: 10.
35

وزيادة) (1) والحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا وان الله تعالى يكفر بكل حسنة
سيئة قال الله عزوجل: (ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (2) حتى
إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكل واحدة عشر أمثالها إلى
سبعمائة ضعف قال الله عزوجل: (جزاء من ربك عطاء حسابا) (3) وقال: (أولئك لهم
جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) (4) فارغبوا في هذا رحمكم الله
واعملوا له وتحاضوا عليه، واعلموا يا عباد الله ان المتقين حازوا عاجل الخير وآجله
شاركوا أهل الدنيا في دنياكم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم أباحهم الله ما كفاهم
وأغناهم قال الله عز اسمه: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من
الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل
الآيات لقوم يعلمون) (5) سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت وأكلوها بأفضل ما اكلت
شاركوا أهل الدنيا في دنياهم وأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون وشربوا من طيبات
ما يشربون ولبسوا من أفضل ما يلبسون وسكنوا من أفضل ما يسكنون وتزوجوا من
أفضل ما يتزوجون وركبوا من أفضل ما يركبون، أصابوا لذة الدنيا مع أهل الدنيا
وهم غدا جيران الله تعالى يتمنون عليه فيعطيهم ما يتمنون لا يرد لهم دعوة ولا ينقص
لهم نصيب من اللذة فإلى هذا يا عباد الله يشتاق إليه من كان له عقل ويعمل له بتقوى
الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يا عباد الله إن اتقيتم الله وحفظتم نبيكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد
وذكرتموه بأفضل ما ذكر وشكرتموه بأفضل ما شكر وأخذتم بأفضل الصبر والشكر

(1) سورة يونس: 26.
(2) سورة هود: 114.
(3) سورة النبأ: 36.
(4) سورة سبأ: 37.
(5) سورة الأعراف: 32.
36

واجتهدتم بأفضل الإجتهاد وإن كان غيركم أطول منكم صلاة وأكثر منكم صياما
فأنتم أتقى لله عزوجل وأنصح منهم لأولي الأمر.
احذروا يا عباد الله الموت وسكرته فأعدوا له عدته فإنه يفجأكم بأمر عظيم بخير
لا يكون معه شر أبدا أو بشر لا يكون معه خير أبدا فمن أقرب إلى الجنة من عاملها؟
ومن أقرب إلى النار من عاملها؟ انه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى
يعلم إلى أي المنزلتين يصير إلى الجنة أم النار؟ أعدو هو لله أم ولي؟ فإن كان وليا لله
فتحت له أبواب الجنة وشرعت له طرقها ورآى ما أعد الله له فيها ففرغ من كل شغل
ووضع عنه كل ثقل وإن كان عدوا لله فتحت له أبواب النار وشرع له طرقها ونظر إلى
ما أعد الله له فيها فاستقبل كل مكروه وترك كل سرور، كل هذا يكون عند الموت
وعنده يكون بيقين قال الله تعالى: (الذين تتوفيهم الملائكة طيبين يقولون سلام
عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون) (1) ويقول: (الذين تتوفيهم الملائكة
ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى ان الله عليم بما كنتم
تعملون فأدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين) (2).
يا عباد الله ان الموت ليس منه فوت فاحذروه قبل وقوعه وأعدوا له عدته فإنكم
طرد الموت إن أقمتم له أخذكم وإن فررتم منه أدرككم وهو الزم لكم من ظلكم، الموت
معقود بنواصيكم والدنيا تطوي بخلفكم فأكثروا ذكر الموت عندما تنازعكم إليه
أنفسكم من الشهوات وكفى بالموت واعظا وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيرا ما يوصي
أصحابه بذكر الموت فقال: أكثروا ذكر الموت فإنه هادم اللذات حائل بينكم وبين
الشهوات.
يا عباد الله ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشد من الموت القبر فاحذروا ضيقه

(1) سورة النحل: 32.
(2) سورة النحل: 28 و 29.
37

وضنكه وظلمته وغربته إن القبر يقول كل يوم: أنا بيت الغربة أنا بيت التراب أنا بيت
الوحشة أنا بيت الدود والهوام والقبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر
النيران، إن العبد المؤمن إذا دفن قالت له الأرض: مرحبا وأهلا قد كنت ممن أحب أن
تمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فيتسع له مد البصر، وان
الكافر إذا دفن قالت له الأرض: لا مرحبا بك ولا أهلا لقد كنت من أبغض من يمشي
على ظهري فإذا وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمه حتى تلتقي أضلاعه، وان
المعيشة الضنك التي حذر الله منها عدوه عذاب القبر انه يسلط على الكافر في قبره
تسعة وتسعين تنينا فينهشن لحمه ويكسرن عظمه يترددن عليه كذلك إلى يوم يبعث
لو ان تنينا منها تنفخ في الأرض لم تنبت زرعا أبدا... الحديث (1).
[12142] 16 - المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر، عن ابن عقدة، عن أحمد بن
يوسف، عن الحسين بن محمد، عن أبيه، عن آدم بن عيينة بن أبي عمران الهلالي
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كم من صبر ساعة قد أورثت فرحا طويلا وكم من
لذة ساعة قد أورثت حزنا طويلا (2).
[12143] 17 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن الحسن بن القاسم،
عن ثبير بن إبراهيم، عن سليم بن بلال المدني، عن الرضا (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام): إن إبليس كان يأتي الأنبياء من لدن آدم (عليه السلام) إلى
أن بعث الله المسيح (عليه السلام) يتحدث عندهم ويسائلهم ولم يكن بأحد منهم أشد أنسا منه
بيحيى بن زكريا (عليه السلام) فقال له يحيى: يا أبا مرة إن لي إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم
قدرا من أن أردك بمسألة فسلني ما شئت فإني غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى:
يا أبا مرة أحب أن تعرض علي مصائدك وفخوخك التي تصطاد بها بني آدم، فقال له

(1) أمالي المفيد: المجلس الحادي والثلاثون ح 3 / 260.
(2) أمالي المفيد: المجلس الخامس ح 9 / 42.
38

إبليس: حبا وكرامة وواعده لغد فلما أصبح يحيى (عليه السلام) قعد في بيته ينتظر الموعد
وأغلق عليه الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته فإذا وجهه
صورة وجه القرد وجسده على صورة الخنزير وإذا عيناه مشقوقتان طولا وإذا أسنانه
وفمه مشقوق طولا عظما واحدا بلا ذقن ولا لحية وله أربعة أيد يدان في صدره ويدان
في منكبه وإذا عراقيبه قوادمه وأصابعه خلفه وعليه قباء وقد شد وسطه بمنطقة فيها
خيوط معلقة بين أحمر وأصفر وأخضر وجميع الألوان وإذا بيده جرس عظيم وعلى
رأسه بيضة وإذا في البيضة حديدة معلقة شبيهة بالكلاب فلما تأمله يحيى (عليه السلام) قال له:
ما هذه المنطقة التي في وسطك؟ فقال: هذه المجوسية أنا الذي سننتها وزينتها لهم فقال
له: فما هذه الخيوط الألوان؟ قال له: هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة تصبغ
الصبغ حتى تقع مع لونها فافتتن الناس بها فقال له: فما هذا الجرس الذي بيدك؟ قال
هذا مجمع كل لذة من طنبور وبربط ومعزفة وطبل وناي وصرناي وان القوم
ليجلسون على شرابهم فلا يستلذونه فأحرك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوه استخفهم
الطرب فمن بين من يرقص ومن بين من يفرقع أصابعه ومن بين يشق ثيابه، فقال له:
وأي الأشياء أقر لعينك؟ قال: النساء هن فخوخي ومصائدي فإني إذا اجتمعت على
دعوات الصالحين ولعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهن فقال له يحيى (عليه السلام): فما
هذه البيضة التي على رأسك؟ قال: بها أتوقى دعوة المؤمنين، قال: فما هذه الحديدة
التي أرى فيها؟ قال: بهذه أقلب قلوب الصالحين، قال يحيى (عليه السلام): فهل ظفرت بي
ساعة قط؟ قال: لا ولكن فيك خصلة تعجبني، قال يحيى: فما هي؟ قال: أنت رجل
أكول فإذا أفطرت أكلت وبشمت فيمنعك ذلك من بعض صلاتك وقيامك بالليل،
قال يحيى (عليه السلام): فإني أعطي الله عهدا ألا أشبع من الطعام حتى ألقاه، قال له إبليس:
وأنا أعطي الله عهدا أني لا أنصح مسلما حتى ألقاه ثم خرج فما عاد إليه بعد ذلك (1).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 32 / 338 الرقم 692.
39

[12144] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ما لعلي ولنعيم يفنى
ولذة لا تبقى نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين (1).
[12145] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شتان ما بين عملين: عمل
تذهب لذته وتبقى تبعته وعمل تذهب مؤونته ويبقى أجره (2).
[12146] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: للمؤمن ثلاث ساعات:
فساعة يناجي فيها ربه وساعة يرم معاشه وساعة يخلي بين نفسه وبين لذتها فيما يحل
ويجمل، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو خطوة في معاد
أو لذة في غير محرم (3).
[12147] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اذكروا انقطاع اللذات
وبقاء التبعات (4).
[12148] 22 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أسعد الناس من ترك لذة
فانية للذة باقية (5).
[12149] 23 - وعنه (عليه السلام): رأس الآفات الوله باللذات (6).
[12150] 24 - وعنه (عليه السلام): عند حضور الشهوات واللذات يتبين ورع الأتقياء (7).
[12151] 25 - وعنه (عليه السلام): عجبت لمن عرف سوء عواقب اللذات كيف لا يعف (8).
[12152] 26 - وعنه (عليه السلام): عار الفضيحة يكدر حلاوة اللذة (9).
[12153] 27 - وعنه (عليه السلام): قل من غري باللذات إلا كان بها هلاكه (10).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 224.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 121.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 390.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 433.
(5) غرر الحكم: ح 3218 و 5244 و 6224 و 6257 و 6301 و 6813.
(6) غرر الحكم: ح 3218 و 5244 و 6224 و 6257 و 6301 و 6813.
(7) غرر الحكم: ح 3218 و 5244 و 6224 و 6257 و 6301 و 6813.
(8) غرر الحكم: ح 3218 و 5244 و 6224 و 6257 و 6301 و 6813.
(9) غرر الحكم: ح 3218 و 5244 و 6224 و 6257 و 6301 و 6813.
(10) غرر الحكم: ح 3218 و 5244 و 6224 و 6257 و 6301 و 6813.
40

[12154] 28 - وعنه (عليه السلام): كم من لذة دنية منعت سني درجات (1).
[12155] 29 - وعنه (عليه السلام): من كثر فكره في اللذات غلبت عليه (2).
[12156] 30 - وعنه (عليه السلام): ولوع النفس باللذات يغوي ويردي (3).
راجع في هذا المجال المحجة البيضاء: 8 / 27 و 34.

(1) غرر الحكم: ح 6934 و 8564 و 10078.
(2) غرر الحكم: ح 6934 و 8564 و 10078.
(3) غرر الحكم: ح 6934 و 8564 و 10078.
41

اللسان
[12157] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي علي
الجواني قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو يقول لمولى له يقال له: سالم ووضع يده على
شفتيه وقال: يا سالم احفظ لسانك تسلم ولا تحمل الناس على رقابنا (1).
[12158] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عثمان بن عيسى قال: حضرت أبا الحسن
صلوات الله عليه وقال له رجل أوصني فقال له: احفظ لسانك تعز ولا تمكن الناس
من قيادك فتذل رقبتك (2).
الرواية موثقة سندا.
[12159] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لرجل أتاه: ألا أدلك على أمر
يدخلك الله به الجنة؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: أنل مما أنالك الله قال: فإن كنت
أحوج ممن أنيله؟ قال: فانصر المظلوم قال: وإن كنت أضعف ممن أنصره؟ قال:
فاصنع للأخرق يعني أشر عليه قال: فإن كنت أخرق ممن أصنع له؟ قال: فاصمت
لسانك إلا من خير، أما يسرك أن تكون فيك خصلة من هذه الخصال تجرك إلى
الجنة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12160] 4 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن

(1) الكافي: 2 / 113 ح 3 و 4 و 5.
(2) الكافي: 2 / 113 ح 3 و 4 و 5.
(3) الكافي: 2 / 113 ح 3 و 4 و 5.
42

الحلبي رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمسك لسانك فإنها صدقة تصدق بها على
نفسك ثم قال: ولا يعرف عبد حقيقة الإيمان حتى يخزن من لسانه (1).
[12161] 5 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن مثنى،
عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان أبو ذر (رحمه الله) يقول: يا مبتغي العلم
إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك
وورقك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12162] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن قيس أبي
إسماعيل وذكر انه لا بأس به من أصحابنا رفعه قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله أوصني، فقال: احفظ لسانك قال: يا رسول الله أوصني، قال: احفظ
لسانك قال: يا رسول الله أوصني، قال: احفظ لسانك ويحك وهل يكب الناس على
مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم (3).
[12163] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن عبيد الله
ابن علي الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا
أيديكم) (4) قال: يعني كفوا ألسنتكم (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 114 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 114 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 115 ح 14.
(4) سورة النساء: 77.
(5) الكافي: 2 / 114 ح 8.
43

[12164] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم قال: قال أبو الوليد حسن بن زياد الصيقل: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من
صدق لسانه زكى عمله، ومن حسنت نيته زيد في رزقه، ومن حسن بره بأهل بيته
مد له في عمره (1).
الرواية حسنة سندا.
[12165] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
الحلبي رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نجاة المؤمن في حفظ لسانه (2).
[12166] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران،
عن أبي جميلة، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من يوم إلا وكل عضو من
أعضاء الجسد يكفر اللسان يقول: نشدتك الله أن نعذب فيك (3).
[12167] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يعذب الله اللسان بعذاب لا يعذب به
شيئا من الجوارح فيقول: أي رب عذبتني بعذاب لم تعذب به شيئا؟ فيقال له:
خرجت منك كلمة فبلغت مشارق الأرض ومغاربها فسفك بها الدم الحرام وانتهب
بها المال الحرام وانتهك بها الفرج الحرام وعزتي وجلالي لأعذبنك بعذاب لا أعذب به
شيئا من جوارحك (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12168] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن كان في شيء شؤم ففي اللسان (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 105 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 114 ح 9 و 12.
(3) الكافي: 2 / 114 ح 9 و 12.
(4) الكافي: 2 / 115 ح 16.
(5) الكافي: 2 / 116 ح 17.
44

[12169] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن إبراهيم بن مهزم الأسدي، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام)
قال: إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟
فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: إنما نثاب
ونعاقب بك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12170] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن منصور بن يونس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال في حكمة آل داود: على العاقل أن يكون عارفا بزمانه مقبلا على شأنه حافظا
للسانه (2).
الرواية موثقة سندا.
[12171] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عون القلانسي، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لقى
المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار (3).
[12172] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن أبي شيبة، عن الزهري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بئس العبد
عبد يكون ذا وجهين وذا لسانين يطري أخاه شاهدا ويأكله غائبا إن أعطي حسده
وإن ابتلى خذله (4).
[12173] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن

(1) الكافي: 2 / 115 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 116 ح 20.
(3) الكافي: 2 / 343 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 343 ح 2.
45

عبد الرحمن بن حماد رفعه قال: قال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم (عليه السلام): يا عيسى
ليكن لسانك في السر والعلانية لسانا واحدا وكذلك قلبك، إني أحذرك نفسك وكفى
بي خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد ولا سيفان في غمد واحد ولا قلبان في صدر
واحد وكذلك الأذهان (1).
[12174] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن فضال،
عن علي بن عقبة، عن عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لنا ذات يوم: تجد
الرجل لا يخطئ بلام ولا واو خطيبا مصقعا ولقلبه أشد ظلمة من الليل المظلم وتجد
الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه وقلبه يزهر كما يزهر المصباح (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12175] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر،
عن محمد بن حمران، عن اسود بن سعيد قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فأنشأ يقول
ابتداء منه من غير أن أسأله: نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه
الله ونحن عين الله في خلقه ونحن ولاة أمر الله في عباده (3).
[12176] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يحيى
الطويل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما جعل الله عزوجل بسط اللسان وكف اليد ولكن
جعلهما يبسطان معا ويكفان معا (4).
الرواية حسنة سندا.
[12177] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
زرعة، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام): في الرجل الواحدة نصف الدية وفي الأذن

(1) الكافي: 2 / 343 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 422 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 145 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 55 ح 1.
46

نصف الدية إذا قطعها من أصلها وإذا قطع طرفها ففيها قيمة عدل، وفي الأنف إذا قطع
الدية كاملة وفي الظهر إذا انكسر حتى لا ينزل صاحبه الماء الدية كاملة، وفي الذكر إذا
قطع الدية كاملة وفي اللسان إذا قطع الدية كاملة (1).
الرواية موثقة سندا.
[12178] 22 - الكليني بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عزوجل لموسى: اجعل
لسانك من وراء قلبك تسلم وأكثر ذكري بالليل والنهار ولا تتبع الخطيئة في معدنها
فتندم فإن الخطيئة موعد أهل النار (2).
[12179] 23 - الكليني بإسناده إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة:...
فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير وإياكم أن تزلقوا ألسنتكم بقول الزور والبهتان
والإثم والعدوان فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه كان خيرا لكم
عند ربكم من أن تزلقوا ألسنتكم به فإن زلق اللسان فيما يكره الله وما [ي‍] نهى عنه
مرادة للعبد عند الله ومقت من الله وصم وعمي وبكم يورثه الله إياه يوم القيامة
فتصيروا كما قال الله: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون) (3) يعني لا ينطقون (ولا
يؤذن لهم فيعتذرون) (4) و... الحديث (5).
[12180] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أيسر ما رضي به الناس عنكم كفوا
ألسنتكم عنهم (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 312 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 498 ح 10.
(3) سورة البقرة: 18.
(4) سورة المرسلات: 36.
(5) الكافي: 8 / 3.
(6) الكافي: 8 / 341 ح 537.
47

[12181] 25 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن معاوية بن حكيم، عن
معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام)، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
نجاة المؤمن في حفظ لسانه. وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): من حفظ لسانه ستر الله
عورته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12182] 26 - الصدوق، عن حمزة العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى،
عن زياد بن مروان القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق، عن الحارث قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: ما من شيء أحق بطول السجن من اللسان (2).
[12183] 27 - الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن على لسان كل قائل رقيبا
فليتق الله العبد ولينظر ما يقول (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12184] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لسان العاقل وراء قلبه
وقلب الأحمق وراء لسانه (4).
[12185] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللسان سبع إن خلي
عنه عقر (5).
[12186] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أضمر أحد شيئا إلا
ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه (6).

(1) ثواب الأعمال: 217.
(2) الخصال: 1 / 14 ح 51.
(3) قرب الإسناد: 66 ح 212.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 40.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 60.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 26.
48

[12187] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المرء مخبوء تحت
لسانه (1).
[12188] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اتقوا ظنون المؤمنين
فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم (2).
[12189] 33 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العاقل من عقل لسانه (3).
[12190] 34 - وعنه (عليه السلام): الألسن تترجم عما تجنه الضمائر (4).
[12191] 35 - وعنه (عليه السلام): حد اللسان أمضى من حد السنان (5)
[12192] 36 - وعنه (عليه السلام): حد السنان يقطع الأوصال وحد اللسان يقطع الآجال (6).
[12193] 37 - وعنه (عليه السلام): عود لسانك حسن الكلام تأمن الملام (7).
[12194] 38 - وعنه (عليه السلام): لسان الحال أصدق من لسان المقال (8).
[12195] 39 - وعنه (عليه السلام): من عذب لسانه كثر إخوانه (9).
[12196] 40 - وعنه (عليه السلام): من أطلق لسانه أبان عن سخفه (10).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 113،
والمحجة البيضاء: 5 / 190، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 495، وهداية العلم:
550، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 148.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 309.
(3) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(4) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(5) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(6) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(7) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(8) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(9) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
(10) غرر الحكم: ح 501 و 1376 و 4898 و 4897 و 6233 و 7636 و 7761 و 9175.
49

اللعب
[12197] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا بأس أن ينام الرجل بين أمتين
والحرتين إنما نساؤكم بمنزلة اللعب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12198] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن اللعب بالشطرنج والنرد (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12199] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
أتى عمر بامرأة تزوجها شيخ فلما أن واقعها مات على بطنها فجاءت بولد فادعى بنوه
أنها فجرت وتشاهدوا عليها فأمر بها عمر أن ترجم فمر بها علي (عليه السلام) فقالت: يا ابن عم
رسول الله إن لي حجة، قال: هاتي حجتك فدفعت إليه كتابا فقرأه فقال: هذه المرأة
تعلمكم بيوم تزوجها ويوم واقعها وكيف كان جماعه لها، ردوا المرأة، فلما أن كان من
الغد دعا بصبيان أتراب ودعا بالصبي معهم، فقال لهم: العبوا حتى إذا ألهاهم اللعب،
قال لهم: اجلسوا حتى إذا تمكنوا صاح بهم فقام الصبيان وقام الغلام فاتكا على

(1) الكافي: 5 / 560 ح 16.
(2) الكافي: 6 / 437 ح 17.
50

راحتيه فدعا به عليا وورثه من أبيه وجلد إخوته المفترين حدا حدا، فقال له عمر:
كيف صنعت؟ قال (عليه السلام): عرفت ضعف الشيخ في اتكاء الغلام على راحتيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12200] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن المحرم يصيد الصيد بجهالة؟ قال: عليه
كفارة قلت: فإنه أصابه خطأ؟ قال: وأي شيء الخطأ عندك؟ قلت: يرمي هذه
النخلة فيصيب نخلة اخرى قال: نعم هذا الخطأ وعليه الكفارة قلت: فإنه أخذ طائرا
متعمدا فذبحه وهو محرم؟ قال: عليه الكفارة قلت: ألست قلت: إن الخطأ والجهالة
والعمد ليسوا بسواء، فلأي شيء يفضل المتعمد الجاهل والخاطئ؟ قال: إنه أثم
ولعب بدينه (2)
الرواية صحيحة الإسناد.
[12201] 5 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن سهل، عن محمد بن جعفر بن عقبة،
عن الحسن بن محمد ابن أخت أبي مالك، عن عبد الله بن سنان، عن عبد الواحد بن
المختار قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن اللعب بالشطرنج، فقال: إن المؤمن لمشغول عن
اللعب (3).
[12202] 6 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل قال: سمعت
الرضا (عليه السلام) يقول: لما حمل رأس الحسين (عليه السلام) إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصب
عليه مائدة فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع فلما فرغوا أمر بالرأس
فوضع في طست تحت سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد لعنه الله يلعب

(1) الكافي: 7 / 424 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 381 ح 4.
(3) الخصال: 1 / 26 ح 92.
51

بالشطرنج ويذكر الحسين وأباه وجده صلوات الله عليهم ويستهزئ بذكرهم فمتى قمر
صاحبه تناول الفقاع فشربه ثلاث مرات ثم صب فضلته مما يلي الطست من الأرض،
فمن كان من شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج، ومن نظر إلى الفقاع
أو إلى الشطرنج فليذكر الحسين (عليه السلام) وليلعن يزيد وآل زياد يمحو الله عزوجل بذلك ذنوبه
ولو كانت كعدد النجوم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12203] 7 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال:... والذنوب التي
تهتك العصم: شرب الخمر واللعب بالقمار وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح
وذكر عيوب الناس ومجالسة أهل الريب... الحديث (2).
[12204] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر ما ضيع فيه العمر
اللعب (3).
[12205] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يثوب العقل مع
اللعب (4).
[12206] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يفلح من وله
باللعب واستهزأ باللهو والطرب (5).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 22 ح 50.
(2) معاني الأخبار: 271.
(3) غرر الحكم: ح 5729.
(4) غرر الحكم: ح 10544.
(5) غرر الحكم: ح 10876.
52

اللعن
[12207] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رجل لعلي بن
الحسين (عليه السلام): أين يتوضأ الغرباء؟ قال: يتقى شطوط الأنهار والطرق النافذة وتحت
الأشجار المثمرة ومواضع اللعن. فقيل له: وأين مواضع اللعن؟ قال: أبواب
الدور (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12208] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن منصور بن يونس، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل قال
لي: أعرف الآخر من الأئمة ولا يضرك أن لا تعرف الأول، قال فقال: لعن الله هذا
فإني أبغضه ولا أعرفه وهل عرف الآخر إلا بالأول (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12209] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد
ابن حكيم، وحماد، عن أبي مسروق قال: سألني أبو عبد الله (عليه السلام) عن أهل البصرة
فقال لي ما هم؟ قلت: مرجئة وقدرية وحرورية فقال: لعن الله تلك الملل الكافرة

(1) الكافي: 3 / 15 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 373 ح 7.
53

المشركة والتي لا تعبد الله على شيء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12210] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لعن الله القدرية لعن الله الخوارج لعن الله المرجئة
لعن الله المرجئة، قال: قلت: لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟ قال: إن
هؤلاء يقولون إن قتلتنا مؤمنون فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة، إن الله
حكى عن قوم في كتابه (ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد
جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) (2)
قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا (3).
[12211] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن
شعيب، عن أبان بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا
تجالسوهم - يعني المرجئة - لعنهم الله ولعن الله مللهم المشركة الذين لا يعبدون الله على
شيء من الأشياء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12212] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أبي جعفر البغدادي، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: لعن الله قاطعي سبل
المعروف، قيل: وما قاطعوا سبل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره
فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره (5).

(1) الكافي: 2 / 387 ح 13.
(2) سورة آل عمران: 183.
(3) الكافي: 2 / 409 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 410 ح 6.
(5) الكافي: 4 / 33 ح 1.
54

[12213] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
أبي هاشم، عن سالم بن مكرم، عن سعد الإسكاف قال: سئل أبو جعفر (عليه السلام) عن
القرامل التي تضعها النساء في رؤوسهن يصلنه بشعورهن، فقال: لا بأس على المرأة
بما تزينت به لزوجها قال: فقلت له: بلغنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن الواصلة
والموصولة، فقال: ليس هناك إنما لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الواصلة التي تزني في شبابها
فلما كبرت قادت النساء إلى الرجال فتلك الواصلة والموصولة (1).
[12214] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن علي بن عبد الله وعبد الرحمن بن محمد، عن أبي خديجة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات
من النساء بالرجال، قال: وهم المخنثون واللاتي ينكحن بعضهن بعضا (2).
[12215] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن القاسم، عن جعفر بن محمد،
عن الحسين بن زياد، عن يعقوب بن جعفر قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) أو
أبا إبراهيم (عليه السلام) عن المرأة تساحق المرأة - وكان متكئا فجلس - فقال: ملعونة الراكبة
والمركوبة وملعونة حتى تخرج من أثوابها الراكبة والمركوبة فإن الله تبارك وتعالى
والملائكة وأولياءه يلعنونهما وأنا ومن بقي في أصلاب الرجال وأرحام النساء فهو والله
الزنا الأكبر ولا والله ما لهن توبة قاتل الله لا قيس بنت إبليس ماذا جاءت به، فقال
الرجل: هذا ما جاء به أهل العراق، فقال: والله لقد كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قبل أن يكون العراق وفيهن قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لعن الله المتشبهات بالرجال من
النساء ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء (3).

(1) الكافي: 5 / 119 ح 3 و 5 / 520 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 550 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 552 ح 4.
55

[12216] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض العراقيين،
عن محمد بن المثنى، عن أبيه، عن عثمان بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا ينظر إلى فرج امرأة لا تحل له ورجلا خان أخاه في امرأته
ورجلا يحتاج الناس إلى نفعه فسألهم الرشوة (1).
[12217] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبيه، عن سدير قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا سدير بلغني عن نساء أهل الكوفة
جمال وحسن تبعل فابتغ لي امرأة ذات جمال في موضع، فقلت: قد أصبتها جعلت
فداك فلانة بنت فلان ابن محمد بن الأشعث بن قيس فقال لي: يا سدير إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن قوما فجرت اللعنة في أعقابهم إلى يوم القيامة وأنا أكره أن
يصيب جسدي جسد أحد من أهل النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12218] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن جعفر،
عمن ذكره عن الخشاب، عن علي بن الحسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن داود
الرقي، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذا استسقى الماء فلما شربه رأيته قد استعبر
واغرورقت عيناه بدموعه ثم قال لي: يا داود لعن الله قاتل الحسين (عليه السلام) وما من عبد
شرب الماء فذكر الحسين (عليه السلام) وأهل بيته ولعن قاتله إلا كتب الله عزوجل له مائة ألف
حسنة وحط عنه مائة ألف سيئة ورفع له مائة ألف درجة وكأنما أعتق مائة ألف نسمة
وحشره الله عزوجل يوم القيامة ثلج الفؤاد (3).
[12219] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن

(1) الكافي: 5 / 559 ح 14.
(2) الكافي: 5 / 569 ح 56.
(3) الكافي: 6 / 391 ح 6.
56

الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الخمر وعاصرها ومعتصرها وبايعها
ومشتريها وساقيها وآكل ثمنها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه (1).
الرواية موثقة سندا.
[12220] 14 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن
محمد بن عبد الله، عن محمد بن جعفر، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يدخل الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلى عورته، وقال: ليس
للوالدين أن ينظرا إلى عورة الولد وليس للولد أن ينظر إلى عورة الوالد، وقال: لعن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الناظر والمنظور إليه في الحمام بلا مئزر (2).
[12221] 15 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لعن الله من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لعن الله من أحدث حدثا أو آوى محدثا، قلت: وما المحدث؟ قال:
من قتل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12222] 16 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من
أحدث بالمدينة حدثا أو آوى محدثا، قلت: ما الحدث؟ قال: القتل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 398 ح 10.
(2) الكافي: 6 / 503 ح 36.
(3) الكافي: 7 / 274 ح 3.
(4) الكافي: 7 / 275 ح 6.
57

[12223] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
رجل ذكره، عن سليمان بن خالد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): كيف صنعتم بعمي
زيد؟ قلت: إنهم كانوا يحرسونه فلما شف الناس أخذنا جثته فدفناه في جرف على
شاطئ الفرات فلما أصبحوا جالت الخيل يطلبونه فوجدوه فأحرقوه فقال: أفلا
أوقرتموه حديدا وألقيتموه في الفرات، صلى الله عليه ولعن الله قاتله (1).
[12224] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأحمد بن محمد الكوفي،
عن بعض أصحابه، عن صفوان بن يحيى، عن يزيد بن خليفة الخولاني وهو يزيد
ابن خليفة الحارثي قال: سأل عيسى بن عبد الله أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر فقال:
تخرج النساء إلى الجنازة وكان (عليه السلام) متكئا فاستوى جالسا ثم قال: إن الفاسق عليه
لعنة الله آوى عمه المغيرة بن أبي العاص وكان ممن هدر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دمه فقال
لإبنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تخبري أباك بمكانه كأنه لا يوقن أن الوحي يأتي محمدا
فقالت: ما كنت لأكتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عدوه فجعله بين مشجب له ولحفه بقطيفة
فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحي فأخبره بمكانه فبعث إليه عليا (عليه السلام) وقال: اشتمل على
سيفك ائت بيت ابنة ابن عمك فإن ظفرت بالمغيرة فاقتله فأتى البيت فجال فيه فلم
يظفر به فرجع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخبره فقال: يا رسول الله لم أره فقال: إن الوحي
قد أتاني فأخبرني أنه في المشجب ودخل عثمان بعد خروج علي (عليه السلام) فأخذ بيد عمه
فأتى به إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رآه أكب عليه ولم يلتفت إليه وكان نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حييا
كريما فقال: يا رسول الله هذا عمي هذا المغيرة بن أبي العاص وفد والذي بعثك بالحق
آمنته، قال أبو عبد الله (عليه السلام): وكذب والذي بعثه بالحق ما آمنه فأعادها ثلاثا
وأعادها أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاثا، أنى آمنه إلا انه يأتيه عن يمينه ثم يأتيه عن يساره فلما
كان في الرابعة رفع رأسه إليه فقال له: قد جعلت لك ثلاثا فإن قدرت عليه بعد

(1) الكافي: 8 / 161 ح 164.
58

ثالثة قتلته فلما أدبر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اللهم العن المغيرة بن أبي العاص والعن من
يؤويه والعن من يحمله والعن من يطعمه والعن من يسقيه والعن من يجهزه والعن من
يعطيه سقاء أو حذاء أو رشاء أو وعاء وهو يعدهن بيمينه وانطلق به عثمان فآواه
وأطعمه وسقاه حمله وجهزه حتى فعل جميع ما لعن عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من يفعله به ثم
أخرجه في اليوم الرابع يسوقه فلم يخرج من أبيات المدينة حتى أعطب الله راحلته
ونقب حذاه و ورمت قدماه فاستعان بيديه وركبتيه وأثقله جهازه حتى وجس به فاتى
شجرة فاستظل بها لو أتاها بعضكم ما أبهره ذلك، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحي
فأخبره بذلك فدعا عليا (عليه السلام) فقال: خذ سيفك وانطلق أنت وعمار وثالث لهم فات
المغيرة بن أبي العاص تحت شجرة كذا وكذا فأتاه علي (عليه السلام) فقتله فضرب عثمان بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: أنت أخبرت أباك بمكانه، فبعثت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تشكو
ما لقيت فأرسل إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «أقني حياءك ما أقبح بالمرأة ذات حسب
ودين في كل يوم تشكو زوجها» فأرسلت إليه مرات كل ذلك يقول لها ذلك فلما كان في
الرابعة دعا عليا (عليه السلام) وقال: خذ سيفك واشتمل عليه ثم ائت بيت ابنة ابن عمك فخذ
بيدها فإن حال بينك وبينها أحد فاحطمه بالسيف وأقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالواله من
منزله إلى دار عثمان فأخرج علي (عليه السلام) ابنة رسول الله فلما نظرت إليه رفعت صوتها
بالبكاء واستعبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبكى ثم أدخلها منزله وكشفت عن ظهرها فلما أن
رأى ما بظهرها قال ثلاث مرات: ما له قتلك قتله الله، وكان ذلك يوم الأحد وبات
عثمان ملتحفا بجاريتها فمكث الاثنين والثلاثاء وماتت في الرابع فلما حضر أن يخرج
بها أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) فخرجت (عليها السلام) ونساء المؤمنين معها وخرج عثمان
يشيع جنازتها فلما نظر إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من أطاف البارحة بأهله أو بفتاته
فلا يتبعن جنازتها قال ذلك ثلاثا فلم ينصرف فلما كان في الرابعة قال: لينصرفن أو
لأسمين باسمه، فأقبل عثمان متوكئا على مولى له ممسك ببطنه فقال: يا رسول الله إني
59

أشتكي بطني فإن رأيت أن تأذن لي أنصرف قال: انصرف، وخرجت فاطمة (عليها السلام)
ونساء المؤمنين والمهاجرين فصلين على الجنازة (1).
[12225] 19 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور
العمي يرفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه
فمن لم يفعل فعليه لعنة الله (2).
[12226] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله
ابن جبلة، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت له:
جعلت فداك ما تقول في مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة وهو في منزله
فاستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج إليه، قال: يا أبا حمزة أيما مسلم أتى مسلما زائرا
أو طالب حاجة وهو في منزله فاستأذن له ولم يخرج إليه لم يزل في لعنة الله حتى يلتقيا،
فقلت: جعلت فداك في لعنة الله حتى يلتقيا؟ قال: نعم يا أبا حمزة (3).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فعليك
بمراجعة كتب الأخبار، وقد مر منا عنوان السب في محله.

(1) الكافي: 3 / 251 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 54 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 365 ح 4.
60

اللغو
[12227] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول في قول الله عزوجل: (لا يؤاخذكم الله
باللغو في أيمانكم) (1) قال: اللغو قول الرجل لا والله وبلى والله ولا يعقد على
شيء (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12228] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: جمع الخير كله في ثلاث خصال: النظر والسكوت والكلام،
فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو، وكل سكوت ليس فيه فكر فهو غفلة، وكل كلام
ليس فيه ذكر فهو لغو، فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته فكرا وكلامه ذكرا وبكى
على خطيئته وآمن الناس شره (3).
الرواية صحيحة الإسناد. ورويها مرفوعا في الفقيه: 4 / 405 ح 5876.
[12229] 3 - الصدوق رفعه وقال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن
الحنفية رضي الله عنه: يا بني لا تقل ما لا تعلم بل لا تقل كل ما تعلم فإن الله تبارك

(1) سورة البقرة: 225.
(2) الكافي: 7 / 443 ح 1.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثامن ح 2 / 79 الرقم 47.
61

وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة ويسألك
عنها وذكرها ووعظها وحذرها وأدبها ولم يتركها سدى فقال الله عزوجل: (ولا تقف
ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) (1)
وقال عزوجل: (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم
وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) (2) ثم استعبدها بطاعته فقال عزوجل: (يا أيها
الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) (3)
فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح وقال عزوجل: (وان المساجد لله فلا تدعوا
مع الله أحدا) (4) يعني بالمساجد الوجه واليدين والركبتين والابهامين وقال عزوجل:
(وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) (5)
يعني بالجلود الفروج ثم خص كل جارحة من جوارحك بفرض ونص عليها ففرض
على السمع أن لا تصغي به إلى المعاصي فقال عزوجل: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا
سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث
غيره انكم إذا مثلهم) (6) وقال عزوجل: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا
فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) ثم استثنى عزوجل موضع النسيان
فقال: (واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) (7)
وقال عزوجل: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين

(1) سورة الإسراء: 36.
(2) سورة النور: 15.
(3) سورة الحج: 77.
(4) سورة الجن: 18.
(5) سورة فصلت: 22.
(6) سورة النساء: 140.
(7) سورة الأنعام: 68.
62

هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) (1) وقال عزوجل: (وإذا مروا باللغو مروا
كراما) (2) وقال عزوجل: والذين (إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) (3) فهذا ما فرض
الله عزوجل على السمع وهو عمله و... الحديث (4).
[12230] 4 - الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال في حديث:...
والذنوب التي تهتك العصم: شرب الخمر واللعب بالقمار وتعاطي ما يضحك الناس
من اللغو والمزاح وذكر عيوب الناس ومجالسة أهل الريب... الحديث (5).
[12231] 5 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كل قول ليس لله فيه ذكر فلغو
وكل صمت ليس فيه فكر فسهو وكل نظر ليس فيه اعتبار فلهو (6).
[12232] 6 - العياشي رفعه عن أبي الصباح قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله:
(لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم) (7) قال: هو لا والله و بلى والله وكلا والله
ولا يعقد عليها، أو لا يعقد على شيء (8).
[12233] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لرجل سأله أن يعظه: لا تكن ممن
يرجو الآخرة بغير عمل ويرجي التوبة بطول الأمل، يقول في الدنيا بقول الزاهدين
ويعمل فيها بعمل الراغبين، إن أعطي منها لم يشبع وإن منع منها لم يقنع، يعجز عن
شكر ما أوتي ويبتغي الزيادة فيما بقي، ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لم يأتي، يحب

(1) سورة الزمر: 18.
(2) سورة الفرقان: 72.
(3) سورة القصص: 55.
(4) الفقيه: 2 / 626 ح 3215.
(5) معاني الأخبار: 271.
(6) الارشاد: 1 / 297.
(7) سورة البقرة: 225.
(8) تفسير العياشي: 1 / 112 ح 341.
63

الصالحين ولا يعمل عملهم ويبغض المذنبين وهو أحدهم، يكره الموت لكثرة ذنوبه
ويقيم على ما يكره الموت من أجله، إن سقم ظل نادما وإن صح أمن لاهيا، يعجب
بنفسه إذا عوفي ويقنط إذا ابتلي وإن أصابه بلاء دعا مضطرا وإن ناله رخاء أعرض
مغترا، تغلبه نفسه على ما يظن ولا يغلبها على ما يستيقن، يخاف على غيره بأدنى من
ذنبه ويرجو لنفسه بأكثر من عمله، إن استغنى بطر وفتن وإن افتقر قنط ووهن،
يقصر إذا عمل ويبالغ إذا سأل، إن عرضت له شهوة أسلف المعصية وسوف التوبة
وإن عرته محنة انفرج عن شرائط الملة، يصف العبرة ولا يعتبر ويبالغ في الموعظة ولا
يتعظ، فهو بالقول مدل ومن العمل مقل، ينافس فيما يفنى ويسامح فيما يبقى، يرى الغنم
مغرما والغرم مغنما، يخشى الموت ولا يبادر الفوت، يستعظم من معصية غيره ما
يستقل أكثر منه من نفسه، ويستكثر من طاعته ما يحقره من طاعة غيره، فهو على
الناس طاعن ولنفسه مداهن، اللغو (1) مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع الفقراء،
يحكم على غيره لنفسه ولا يحكم عليها لغيره، يرشد غيره ويغوي نفسه فهو يطاع
ويعصي ويستوفي ولا يوفي ويخشى الخلق في غير ربه ولا يخشى ربه في خلقه (2).
[12234] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قلما اعتدل به المنبر إلا قال أمام الخطبة:
أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ولا ترك سدى فيلغو، وما دنياه التي
تحسنت له بخلف من الآخرة التي قبحها سوء النظر عنده، وما المغرور الذي ظفر من
الدنيا بأعلى همته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته (3).
[12235] 9 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته
لأبي ذر: يا أبا ذر من أجاب داعي الله وأحسن عمارة مساجد الله كان ثوابه من الله

(1) وفي بعض النسخ: اللهو.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 370.
64

الجنة، فقلت: بأبي أنت وامي يا رسول الله كيف يعمر مساجد الله؟ قال: لا يرفع فيها
الأصوات ولا يخاض فيها بالباطل ولا يشتري فيها ولا يباع، فاترك اللغو ما دمت
فيها فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسك... يا أبا ذر كل جلوس في المسجد
لغو إلا ثلاث: قراءة مصل أو ذكر الله أو سائل عن علم (1).
[12236] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب لغو يجلب
شرا (2).

(1) مكارم الأخلاق: 467.
(2) غرر الحكم: ح 5290.
65

اللقاء
[12237] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عبد الملك بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
لما نزل النصر على الحسين بن علي (عليهما السلام) حتى كان بين السماء والأرض ثم خير النصر أو
لقاء الله فاختار لقاء الله (1).
الرواية حسنة سندا. وروي نحوها في الكافي: 1 / 260 ح 8.
[12238] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لقاء الإخوان مغنم جسيم وإن
قلوا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12239] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
والحسين بن سعيد جميعا، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت: أصلحك الله من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه؟ قال: نعم قلت: فوالله إنا لنكره الموت
فقال: ليس ذلك حيث تذهب إنما ذلك عند المعاينة إذا رأى ما يحب فليس شيء
أحب إليه من أن يتقدم والله تعالى يحب لقاءه وهو يحب لقاء الله حينئذ وإذا رأى ما

(1) الكافي: 1 / 465 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 179 ح 16.
66

يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله والله يبغض لقاءه (1).
[12240] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سلمة
صاحب السابري، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: للصائم
فرحتان: فرحة عند إفطاره وفرحة عند لقاء ربه (2).
[12241] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان،
عن عمار بن مروان، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تمام الحج لقاء الإمام (3).
[12242] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سليمان، عن
زياد القندي، عن عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
إن الله أمرني في كتابه بأمر فأحب أن أعمله قال: وما ذاك؟ قلت: قول الله عزوجل (ثم
ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) (4) قال: ليقضوا تفثهم لقاء الإمام وليوفوا
نذورهم تلك المناسك، قال عبد الله بن سنان: فأتيت أبا عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت
فداك قول الله عزوجل: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم) قال: أخذ الشارب
وقص الأظفار وما أشبه ذلك، قال: قلت: جعلت فداك إن ذريح المحاربي حدثني
عنك بأنك قلت له ليقضوا تفثهم لقاء الإمام وليوفوا نذورهم تلك المناسك؟ فقال:
صدق ذريح وصدقت إن للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح (5).
[12243] 7 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون، عن
الروياني، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث: إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بطلاقة

(1) الكافي: 3 / 134 ح 12.
(2) الكافي: 4 / 65 ح 15.
(3) الكافي: 4 / 549 ح 2.
(4) سورة الحج: 29.
(5) الكافي: 4 / 549 ح 4.
67

الوجه وحسن اللقاء فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إنكم لن تسعوا الناس
بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم... الحديث (1).
[12244] 8 - الصدوق، عن الدقاق، عن محمد بن هارون، عن عبيد الله بن موسى،
عن محمد بن الحسين، عن محمد بن محصن، عن ابن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لما أراد الله تبارك وتعالى قبض روح
إبراهيم (عليه السلام) أهبط الله ملك الموت فقال: السلام عليك يا إبراهيم قال: وعليك السلام
يا ملك الموت أداع أم ناع؟ قال: بل داع يا إبراهيم فأجب، قال إبراهيم: فهل رأيت
خليلا يميت خليله؟ قال: فرجع ملك الموت حتى وقف بين يدي الله جل جلاله فقال:
الهي قد سمعت ما قال خليلك إبراهيم فقال الله جل جلاله: يا ملك الموت اذهب إليه
وقل له: هل رأيت حبيبا يكره لقاء حبيبه؟ إن الحبيب يحب لقاء حبيبه (2).
[12245] 9 - الصدوق، عن الفامي، وابن مسرور معا، عن ابن بطة، عن البرقي، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن
جده (عليه السلام) قال في حديث: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) بماذا أحببت لقاء الله؟ قال: لما رأيته
قد اختار لي دين ملائكته ورسله وأنبيائه علمت أن الذي أكرمني بهذا ليس ينساني
فأحببت لقائه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12246] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن اللقاء يزيد في تأكد
الإخاء (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والستون ح 9 / 531 الرقم 718.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 2 / 264 الرقم 281.
(3) الخصال: 1 / 33 ح 1.
(4) غرر الحكم: ح 4827.
68

اللقطة
[12247] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد
ابن أبي حمزة، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن اللقطة،
قال: تعرف سنة قليلا كان أو كثيرا قال: وما كان دون الدرهم فلا يعرف (1).
[12248] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن اللقطة، فقال: لا ترفعها فإن
ابتليت بها فعرفها سنة فإن جاء طالبها وإلا فاجعلها في أرض مالك تجري عليها ما
تجري على مالك حتى يجيئ لها طالب فإن لم يجئ لها طالب فأوص بها في
وصيتك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12249] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اللقطة لقطتان: لقطة الحرم تعرف سنة فإن
وجدت صاحبها وإلا تصدقت بها ولقطة غيرها تعرف سنة فإن جاء صاحبها وإلا
فهي كسبيل مالك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 137 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 139 ح 11.
(3) الكافي: 4 / 238 ح 1.
69

[12250] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل وجد
في منزله دينارا، قال: يدخل منزله غيره؟ قلت: نعم كثير قال: هذا لقطة، قلت:
فرجل وجد في صندوقه دينارا قال: يدخل أحد يده في صندوقه غيره أو يضع غيره
فيه شيئا؟ قلت: لا، قال: فهو له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12251] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الدار يوجد فيها الورق،
فقال: إن كانت معمورة فيها أهلها فهو لهم وإن كانت خربة قد جلا عنها أهلها فالذي
وجد المال فهو أحق به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12252] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن
محمد الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سعيد بن عمرو الجعفي قال: خرجت إلى
مكة وأنا من أشد الناس حالا فشكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فلما خرجت من عنده
وجدت على بابه كيسا فيه سبعمائة دينار فرجعت إليه من فوري ذلك فأخبرته فقال:
يا سعيد اتق الله عزوجل وعرفه في المشاهد وكنت رجوت أن يرخص لي فيه فخرجت
وأنا مغتم فأتيت مني وتنحيت عن الناس وتقصيت حتى أتيت الموقوفة فنزلت في بيت
متنحيا عن الناس ثم قلت: من يعرف الكيس؟ قال: فأول صوت صوته فإذا رجل
على رأسي يقول: أنا صاحب الكيس، قال: فقلت في نفسي أنت فلا كنت، قلت:
ما علامة الكيس؟ فأخبرني بعلامته فدفعته إليه قال: فتنحى ناحية فعدها فإذا

(1) الكافي: 5 / 137 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 138 ح 5.
70

الدنانير على حالها ثم عد منها سبعين دينارا فقال: خذها حلالا خير من سبعمائة
حراما فأخذتها ثم دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فأخبرته كيف تنحيت وكيف صنعت
فقال: أما إنك حين شكوت إلي أمرنا لك بثلاثين دينارا، يا جارية هاتيها، فأخذتها
وأنا من أحسن قومي حالا (1).
[12253] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر قال: كتبت إلى الرجل
أسأله عن رجل اشترى جزورا أو بقرة للأضاحي فلما ذبحها وجد في جوفها صرة
فيها دراهم أو دنانير أو جوهرة لمن يكون ذلك؟ فوقع (عليه السلام): عرفها البايع فإن لم يكن
يعرفها فالشئ لك رزقك الله إياه (2).
الرواية صحيحة الإسناد. والمراد بالرجل الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
[12254] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: يا رسول الله
إني وجدت شاة، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هي لك أو لأخيك أو للذئب، فقال:
يا رسول الله إني وجدت بعيرا، فقال: معه حذاؤه وسقاؤه حذاؤه خفه وسقاؤه كرشه
فلا تهجه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12255] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أصاب مالا أو
بعيرا في فلاة من الأرض قد كلت وقامت وسيبها صاحبها مما لم يتبعه فأخذها غيره
فأقام عليها وأنفق نفقة حتى أحياها من الكلال ومن الموت فهي له ولا سبيل له عليها

(1) الكافي: 5 / 138 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 139 ح 9.
(3) الكافي: 5 / 140 ح 12.
71

وإنما هي مثل الشيء المباح (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12256] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن
عبد الله بن المغيرة، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن أمير المؤمنين صلوات الله
عليه قضى في رجل ترك دابته من جهد قال: إن تركها في كلاء وماء وأمن فهي له
يأخذها حيث أصابها وإن كان تركها في خوف وعلى غير ماء ولا كلاء فهي لمن
أصابها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فراجع كتاب اللقطة من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 140 ح 13.
(2) الكافي: 5 / 140 ح 14.
72

اللمم (1)
[12257] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أرأيت قول الله عزوجل (الذين
يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم) (2) قال: هو الذنب يلم به الرجل
فيمكث ما شاء الله ثم يلم به بعد (3).
الرواية صحيحة الإسناد. يلم به: أي يقاربه وينزل إليه فيفعله.
[12258] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت له: (الذين يجتنبون
كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) قال: الهنة بعد الهنة أي الذنب بعد الذنب يلم به
العبد (4).
الرواية صحيحة الإسناد. الهنة: كلمة كناية ومعناها الشيء.
[12259] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زمانا ثم
يلم به وذلك قول الله عزوجل (إلا اللمم) وسألته عن قول الله عزوجل (الذين يجتنبون
كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم) قال: الفواحش الزنى والسرقة واللمم الرجل يلم

(1) اللمم: هو ما قل من الذنب، ومنه اللمم: المس من الجنون، وألم الرجل بالمكان إذا قل فيه لبثه، وألم
بالطعام إذا قل منه أكله. قاله الشيخ الطبرسي في تفسير جوامع الجامع: 4 / 201.
(2) سورة النجم: 32.
(3) الكافي: 2 / 441 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 441 ح 2.
73

بالذنب فيستغفر الله منه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12260] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من ذنب إلا وقد طبع عليه
عبد مؤمن يهجره الزمان ثم يلم به وهو قول الله عزوجل (الذين يجتنبون كبائر الاثم
والفواحش إلا اللمم) قال: اللمام العبد الذي يلم الذنب بعد الذنب ليس من سليقته
أي من طبيعته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12261] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحارث
ابن بهرام، عن عمرو بن جميع قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من جاءنا يلتمس الفقه
والقرآن وتفسيره فدعوه ومن جاءنا يبدي عورة قد سترها الله فنحوه، فقال له رجل
من القوم: جعلت فداك والله انني لمقيم على ذنب منذ دهر أريد أن أتحول عنه إلى غيره
فما أقدر عليه، فقال له: إن كنت صادقا فإن الله يحبك وما يمنعه أن ينقلك منه إلى غيره
إلا لكي تخافه (3).
[12262] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل
ابن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
المؤمن لا يكون سجيته الكذب والبخل والفجور وربما ألم من ذلك شيئا لا يدوم
عليه، قيل: فيزني؟ قال: نعم ولكن لا يولد له من تلك النطفة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12263] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق، عن

(1) الكافي: 2 / 442 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 442 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 442 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 442 ح 6.
74

الأقرع قال: كتبت إلى أبي محمد أسأله عن الإمام هل يحتلم وقلت في نفسي بعد
ما فصل الكتاب الاحتلام شيطنة وقد أعاذ الله تبارك وتعالى أولياءه من ذلك فورد
الجواب: حال الأئمة في المنام حالهم في اليقظة لا يغير النوم منهم شيئا وقد أعاذ الله
أولياءه من لمة الشيطان كما حدثتك نفسك (1).
[12264] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لمتان لمة من الشيطان ولمة من
الملك، فلمة الملك الرقة والفهم ولمة الشيطان السهو والقسوة (2).
الرواية معتبرة الإسناد. واللمة من الملك والشيطان بمعنى المس.
[12265] 9 - الصدوق بإسناده إلى خبر المناهي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... لا يبيتن
أحدكم ويده غمرة فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه...
الحديث (3).
غمرات اليد: تعلق بها دسم اللحم أو ريحه. اللمم هنا: جنون خفيف.
[12266] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى بن
جعفر، عن غير واحد من أصحابنا، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه
سئل عن قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعوذ بك من شر السامة والهامة والعامة واللامة؟
فقال: السامة: القرابة، والهامة: هوام الأرض، واللامة: لمم الشيطان، والعامة:
عامة الناس (4).
وفي هذا المجال راجع الكافي: 2 / 441، والوافي: 5 / 1025، والبرهان في
تفسير القرآن: 5 / 201، وتفسير كنز الدقائق: 10 / 96، وغيرها من كتب الأخبار
والتفسير.

(1) الكافي: 1 / 509 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 330 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 510 الرقم 707.
(4) معاني الأخبار: 173.
75

اللهو
[12267] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عنبسة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استماع الغناء واللهو ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء الزرع (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12268] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل
رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اركبوا وارموا وان ترموا أحب إلي من أن تركبوا ثم
قال: كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث: في تأديبه الفرس ورميه عن قوسه وملاعبته
امرأته، فإنهن حق إلا أن الله عزوجل ليدخل في السهم الواحد الثلاثة الجنة: عامل
الخشبة والمقوي به في سبيل الله والرامي به في سبيل الله (2).
[12269] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
إسماعيل، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: الغناء مما وعد الله عزوجل عليه النار وتلا هذه الآية (ومن الناس من يشتري
لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم عذاب
مهين) (3) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 434 ح 23.
(2) الكافي: 5 / 50 ح 13.
(3) سورة لقمان: 6.
(4) الكافي: 6 / 431 ح 4.
76

[12270] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنهاكم عن الزفن والمزمار وعن
الكوبات والكبرات (1).
الرواية معتبرة الإسناد. الزفن: الرقص. الكوب: الطبل الصغير. والكبر: الطبل.
[12271] 5 - الكليني بإسناده عنهم (عليهم السلام) فيما وعظ الله عزوجل به عيسى (عليه السلام):...
يا عيسى... ولا تله فإن اللهو يفسد صاحبه، ولا تغفل فإن الغافل مني بعيد،
واذكرني بالصالحات حتى أذكرك... الحديث (2).
[12272] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد
الأشعري قال: روي عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى المروزي، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع يفسدن القلب وينبتن النفاق في
القلب كما ينبت الماء الشجر: استماع اللهو والبذاء واتيان باب السلطان وطلب
الصيد (3).
[12273] 7 - الصدوق، عن البيهقي، عن الصولي، عن عون بن محمد الكندي، عن
محمد بن أبي عمار وكان مشتهرا بالسماع وبشرب النبيذ قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن
السماع، فقال: لأهل الحجاز رأي فيه وهو في حيز الباطل واللهو أما سمعت الله عزوجل
يقول: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (4) (5).
[12274] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن الأصفهاني، عن المنقري، عن حماد
ابن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني لكل شيء علامة

(1) الكافي: 6 / 432 ح 7.
(2) الكافي: 8 / 134.
(3) الخصال: 1 / 227 ح 63.
(4) سورة الفرقان: 72.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 128 ح 5.
77

يعرف بها ويشهد عليها وإن للدين ثلاث علامات: العلم والإيمان والعمل به،
وللإيمان ثلاث علامات: العلم بالله وكتبه ورسله، وللعالم ثلاث علامات: العلم بالله
وبما يحب وما يكره، وللعامل ثلاث علامات: الصلاة والصيام والزكاة، وللمتكلف
ثلاث علامات: ينازع من فوقه ويقول ما لا يعلم ويتعاطى ما لا ينال، وللظالم ثلاث
علامات: يظلم من فوقه بالمعصية ومن دونه بالغلبة ويعين الظلمة، وللمنافق ثلاث
علامات: يخالف لسانه قلبه وقلبه فعله وعلانيته سريرته، وللآثم ثلاث علامات:
يخون ويكذب ويخالف ما يقول، وللمرائي ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده
وينشط إذا كان الناس عنده ويتعرض في كل أمر للمحمدة، وللحاسد ثلاث
علامات: يغتاب إذا غاب ويتملق إذا شهد ويشمت بالمصيبة، وللمسرف ثلاث
علامات: يشتري ما ليس له ويلبس ما ليس له ويأكل ما ليس له، وللكسلان ثلاث
علامات: يتوانى حتى يفرط ويفرط حتى يضيع ويضيع حتى يأثم، وللغافل ثلاث
علامات: السهو واللهو والنسيان.
قال حماد بن عيسى: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ولكل واحدة من هذه العلامات شعب
يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب وألف باب وألف باب فكن يا حماد طالبا للعلم في آناء
الليل والنهار فإن أردت أن تقر عينك وتنال خير الدنيا والآخرة فاقطع الطمع مما في
أيدي الناس، وعد نفسك في الموتى، ولا تحدث لنفسك أنك فوق أحد من الناس،
واخزن لسانك كما تخزن مالك (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12275] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن حماد بن يعلي، عن أبيه، عن حماد،
عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع
بالنساء ومفاكهة الإخوان والصلاة بالليل (2).

(1) الخصال: 1 / 121 ح 113.
(2) الخصال: 1 / 161 ح 210.
78

[12276] 10 - الصدوق بإسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام):...
يا علي ثلاثة يقسين القلب: استماع اللهو وطلب الصيد وإتيان باب السلطان...
الحديث (1).
[12277] 11 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
في حديث:... ونعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة (2).
[12278] 12 - العياشي رفعه عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك إن رجلا من أصحابنا ورعا مسلما كثير الصلاة قد
ابتلى بحب اللهو وهو يسمع الغناء، فقال: أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها أو من صوم أو
من عيادة مريض أو حضور جنازة أو زيارة أخ؟ قال: قلت: لا ليس يمنعه ذلك من
شيء من الخير والبر، قال: فقال: هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن شاء
الله، ثم قال: إن طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللذات والشهوات أعني لكم
الحلال ليس الحرام قال: فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم قال:
فألقى الله في همة أولئك الملائكة اللذات والشهوات كي لا يعيبوا المؤمنين قال: فلما
أحسوا ذلك من هممهم عجوا إلى الله من ذلك، فقالوا: ربنا عفوك عفوك ردنا إلى ما
خلقتنا له وأجبرتنا عليه فإنا نخاف أن نصير في أمر مريج، قال: فنزع الله ذلك من
هممهم قال: فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنة في الجنة استأذن أولئك الملائكة
على أهل الجنة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم فيسلمون عليهم ويقولون لهم: سلام
عليكم بما صبرتم في الدنيا عن اللذات والشهوات الحلال (3).
[12279] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال لجابر، خرج يوما وهو
يقول: أصبحت والله يا جابر محزونا مشغول القلب، فقلت: جعلت فداك ما حزنك

(1) الفقيه: 4 / 366.
(2) علل الشرائع: 583 ح 23.
(3) تفسير العياشي: 2 / 211 ح 42.
79

وشغل قلبك كل هذا على الدنيا؟ فقال (عليه السلام): لا يا جابر ولكن حزن هم الآخرة، يا
جابر من دخل قلبه خالص حقيقة الإيمان شغل عما في الدنيا من زينتها، ان زينة زهرة
الدنيا إنما هو لعب ولهو وأن الدار الآخرة لهي الحيوان، يا جابر إن المؤمن لا ينبغي له
أن يركن ويطمئن إلى زهرة الحياة الدنيا، واعلم أن أبناء الدنيا هم أهل غفلة وغرور
وجهالة وأن أبناء الآخرة هم المؤمنون العاملون الزاهدون أهل العلم والفقه وأهل
فكرة واعتبار واختبار لا يملون من ذكر الله.
واعلم يا جابر إن أهل التقوى هم الأغنياء أغناهم القليل من الدنيا فمؤونتهم
يسيرة إن نسيت الخير ذكروك وان عملت به أعانوك، أخروا شهواتهم ولذاتهم
خلفهم وقدموا طاعة ربهم أمامهم، ونظروا إلى سبيل الخير وإلى ولاية أحباء الله
فأحبوهم وتولوهم واتبعوهم، فانزل نفسك من الدنيا كمثل منزل نزلته ساعة ثم
ارتحلت عنه أو كمثل مال استفدته في منامك ففرحت به وسررت ثم انتبهت من
رقدتك وليس في يدك شيء، وإني إنما ضربت لك مثلا لتعقل وتعمل به إن وفقك الله
له، فاحفظ يا جابر ما استودعك من دين الله وحكمته وانصح لنفسك وانظر ما الله
عندك في حياتك فكذلك يكون لك العهد عنده في مرجعك، وانظر فإن تكن الدنيا
عندك على غير ما وصفت لك فتحول عنها إلى دار المستعتب اليوم، فلرب حريص
على أمر من أمور الدنيا قد ناله فلما ناله كان عليه وبالا وشقي به ولرب كاره لأمر من
أمور الآخرة قد ناله فسعد به (1).
[12280] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة
الديباج:... عباد الله... ومجالسة أهل اللهو ينسي القرآن ويحضر الشيطان و...
الحديث (2).

(1) تحف العقول: 286.
(2) تحف العقول: 151.
80

[12281] 15 - الطوسي، عن ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن علي بن محمد بن علي
الحسني، عن جعفر بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن علي، عن الرضا (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: كلما ألهى عن ذكر الله فهو من الميسر (1).
[12282] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تكن ممن... إن سقم
ظل نادما وإن صح أمن لاهيا... اللهو (2) مع الأغنياء أحب إليه من الذكر مع
الفقراء... (3).
[12283] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قلما اعتدل به المنبر إلا قال أمام
الخطبة: أيها الناس اتقوا الله فما خلق امرؤ عبثا فيلهو ولا ترك سدى فيلغو...
الحديث (4).
[12284] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللهو من ثمار الجهل (5).
[12285] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللهو قوت الحماقة (6).
[12286] 20 - وعنه (عليه السلام): اللهو يفسد عزائم الجد (7).
[12287] 21 - وعنه (عليه السلام): أفضل العقل مجانبة اللهو (8).
[12288] 22 - وعنه (عليه السلام): أول اللهو لعب وآخره حرب (9).
[12289] 23 - وعنه (عليه السلام): رب لهو يوحش حرا (10).
[12290] 24 - وعنه (عليه السلام): غشك من أرضاك بالباطل وأغراك بالملاهي والهزل (11).
[12291] 25 - وعنه (عليه السلام): من كثر لهوه استحمق (12).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر ح 21 / 336 الرقم 681.
(2) في بعض النسخ: اللغو.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 150.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 370.
(5) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(6) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(7) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(8) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(9) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(10) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(11) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
(12) غرر الحكم: ح 266 و 937 و 2165 و 3001 و 3132 و 5291 و 6415 و 7969.
81

[12292] 26 - وعنه (عليه السلام): من كثر لهوه قل عقله (1).
[12293] 27 - وعنه (عليه السلام): من غلب عليه اللهو بطل جده (2).
[12294] 28 - وعنه (عليه السلام): مجالس اللهو تفسد الإيمان (3).
[12295] 29 - وعنه (عليه السلام): لا تفن عمرك في الملاهي فتخرج من الدنيا بلا أمل (4).
[12296] 30 - المجلسي نقلا من علي بن إبراهيم رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:
سيكون قوم يبيتون وهم على اللهو وشرب الخمر والغناء فبينا هم كذلك إذ مسخوا
من ليلتهم وأصبحوا قردة وخنازير (5).

(1) غرر الحكم: ح 8426.
(2) غرر الحكم: ح 8428.
(3) غرر الحكم: ح 9815.
(4) غرر الحكم: ح 10360.
(5) بحار الأنوار: 76 / 240 ح 1.
82

اللواط
[12297] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن
يونس، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: حرمة الدبر
أعظم من حرمة الفرج إن الله أهلك أمة بحرمة الدبر ولم يهلك أحدا بحرمة الفرج (1).
[12298] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): اللواط ما دون الدبر والدبر هو
الكفر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12299] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي بكر
الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من جامع غلاما جاء
جنبا يوم القيامة لا ينقيه ماء الدنيا وغضب الله عليه ولعنه وأعد له جهنم وساءت
مصيرا ثم قال: إن الذكر ليركب الذكر فيهتز العرش لذلك وان الرجل ليؤتى في حقبه
فيحبسه الله على جسر جهنم حتى يفرغ من حساب الخلائق ثم يؤمر به إلى جهنم
فيعذب بطبقاتها طبقة طبقة حتى يرد إلى أسفلها ولا يخرج منها (3).
الرواية حسنة سندا.
[12300] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،

(1) الكافي: 5 / 543 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 544 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 544 ح 2.
83

عن أبان بن عثمان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) في قوم لوط (عليه السلام): (انكم لتأتون
الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين) (1) فقال: إن إبليس أتاهم في صورة
حسنة فيه تأنيث عليه ثياب حسنة فجاء إلى شباب منهم فأمرهم أن يقعوا به فلو
طلب إليهم أن يقع بهم لأبوا عليه ولكن طلب إليهم أن يقعوا به فلما وقعوا به التذوه ثم
ذهب عنهم وتركهم فأحال بعضهم على بعض (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12301] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم وأولاد الأغنياء والملوك المرد
فإن فتنتهم أشد من فتنة العذارى في خدورهن (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12302] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قبل غلاما
من شهوة ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12303] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أمكن من
نفسه طائعا يلعب به ألقى الله عليه شهوة النساء (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) سورة الأعراف: 80.
(2) الكافي: 5 / 544 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 548 ح 8.
(4) الكافي: 5 / 548 ح 10.
(5) الكافي: 5 / 549 ح 1.
84

[12304] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبي (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول الله
إني ابتليت ببلاء فادع الله لي، فقيل له: أنه يؤتى في دبره، فقال: ما أبلى الله عزوجل بهذا
البلاء أحدا له فيه حاجة، ثم قال أبي (عليه السلام): قال الله عزوجل: وعزتي وجلالي لا يقعد
على استبرقها وحريرها من يؤتى في دبره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12305] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لو كان ينبغي لأحد أن
يرجم مرتين لرجم اللوطي (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12306] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن
صالح، عن محمد بن سنان، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتي
أمير المؤمنين (عليه السلام) برجل وامرأة قد لاط زوجها بابنها من غيره وثقبه وشهد عليه
بذلك الشهود فأمر به أمير المؤمنين (عليه السلام) فضرب بالسيف حتى قتل وضرب الغلام
دون الحد وقال: أما لو كنت مدركا لقتلتك لامكانك إياه من نفسك بثقبك (3).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 5 / 543، و
7 / 198، وكتاب الحدود من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 550 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 199 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 199 ح 4.
85

اللون
[12307] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن آية المؤمن
إذا حضره الموت يبياض وجهه أشد من بياض لونه ويرشح جبينه ويسيل من عينيه
كهيئة الدموع فيكون ذلك خروج نفسه، وإن الكافر تخرج نفسه سلا من شدقه كزبد
البعير أو كما تخرج نفس البعير (1).
[12308] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا قام في الصلاة تغير لونه فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض
عرقا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12309] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طيب النساء ما ظهر لونه وخفي ريحه
وطيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 134 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 300 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 512 ح 17.
86

[12310] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان جعفر بن أبي طالب عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأهدى إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سفرجل فقطع منه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعة وناولها جعفرا فأبى أن يأكلها فقال:
خذها وكلها فإنها تذكي القلب وتشجع الجبان.
وفي رواية أخرى: كل فإنه يصفي اللون ويحسن الولد (1)
الرواية معتبرة الإسناد.
[12311] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عيسى، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدهن يلين البشرة ويزيد في الدماغ القوة ويسهل
مجاري الماء وهو يذهب بالقشف ويحسن اللون (2).
[12312] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الألوان يعظمن البطن ويخدرن
الإليتين (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12313] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أول من لون إبراهيم (عليه السلام) وأول من هشم
الثريد هاشم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12314] 8 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ضمنت لمن سمى على طعامه

(1) الكافي: 6 / 357 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 519 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 317 ح 8.
(4) الكافي: 6 / 317 ح 2.
87

أن لا يشتكي منه، فقال ابن الكواء: يا أمير المؤمنين لقد أكلت البارحة طعاما
فسميت عليه ثم آذاني، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكلت ألوانا فسميت على بعضها ولم
تسم على بعض يا لكع.
وروي: أن من نسي أن يسمي على كل لون فليقل بسم الله على أوله وآخره (1).
[12315] 9 - الصدوق بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال: أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا علي إذا دخلت العروس بيتك فاخلع خفيها حين
تجلس واغسل رجليها وصب الماء من باب دارك إلى أقصى دارك فإنك إذا فعلت ذلك
أخرج الله من بيتك سبعين ألف لون من الفقر وأدخل فيه سبعين ألف لون من البركة
وأنزل عليه سبعين رحمة ترفرف على رأس العروس حتى تنال بركتها كل زاوية في
بيتك وتأمن العروس من الجنون والجذام والبرص أن يصيبها ما دامت في تلك الدار
و... الحديث (2).
[12316] 10 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: نومة الغداة مشؤمة تطرد
الرزق وتصفر اللون وتقبحه وتغيره، وهو نوم كل مشؤوم، إن الله تبارك وتعالى
يقسم الأرزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإياكم وتلك النومة (3).

(1) الفقيه: 3 / 355 ح 4253.
(2) الفقيه: 3 / 551 ح 4899.
(3) الفقيه: 1 / 502 ح 1441.
88

ليس منا
[12317] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
أبي زيد، عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عيسى بن عبد الله القمي
فرحب به وقرب من مجلسه ثم قال: يا عيسى بن عبد الله ليس منا ولا كرامة من كان
في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه (1).
[12318] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا (2).
[12319] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من ماكر مسلما (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12320] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه قال: ليس منا من لم يحاسب
نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد الله وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب
إليه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 78 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 165 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 337 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 453 ح 2.
89

[12321] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص، عن أبي الربيع الشامي قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق فلم
أجد موضعا أقعد فيه فجلس أبو عبد الله (عليه السلام) وكان متكئا ثم قال: يا شيعة آل محمد
اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه
ومخالقة من خالقه ومرافقة من رافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه، يا شيعة
آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله (1).
[12322] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل منا
يكون عنده الشيء يتبلغ به وعليه دين أيطعمه عياله حتى يأتي الله عزوجل بميسرة فيقضي
دينه أو يستقرض على ظهره في خبث الزمان وشدة المكاسب أو يقبل الصدقة؟ قال:
يقضي بما عنده دينه ولا يأكل أموال الناس إلا وعنده ما يؤدي إليه حقوقهم إن الله عزوجل
يقول: (ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض
منكم) (2) ولا يستقرض على ظهره إلا وعنده وفاء ولو طاف على أبواب الناس
فردوه باللقمة واللقمتين والتمرة والتمرتين إلا أن يكون له ولي يقضي دينه من بعده،
ليس منا من ميت إلا جعل الله عزوجل له وليا يقوم في عدته ودينه فيقضي عدته
ودينه (3).
الرواية موثقة سندا.
[12323] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من أخلف بالأمانة، وقال:

(1) الكافي: 2 / 637 ح 2.
(2) سورة النساء: 22.
(3) الكافي: 5 / 95 ح 2.
90

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12324] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس
منا من غشنا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12325] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
داود الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عزوجل لموسى بن
عمران (عليه السلام): يا ابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك
إلى ذلك ولا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمي، صاد لقسمي الذي قسمت بين
عبادي ومن يك كذلك فلست منه وليس مني (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12326] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: لا تتهاون بصلاتك فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال عند موته:
ليس مني من استخف بصلاته، ليس مني من شرب مسكرا لا يرد علي الحوض لا
والله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12327] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي العباس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما للرجل يعاقب به

(1) الكافي: 5 / 133 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 160 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 307 ح 6.
(4) الكافي: 3 / 269 ح 7.
91

مملوكه؟ فقال: على قدر ذنبه، قال: فقلت: فقد عاقبت حريزا بأعظم من جرمه،
فقال: ويلك هو مملوك لي وإن حريزا شهر السيف، وليس مني من شهر السيف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12328] 12 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ليس منا من ترك دنياه
لآخرته ولا آخرته لدنياه (2).
[12329] 13 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ليس منا من لم يؤمن بكرتنا
ويستحل متعتنا (3).
[12330] 14 - الصدوق، عن الدقاق، والسناني، والمكتب جميعا، عن الأسدي،
عن سهل، عن عبد العظيم الحسني، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال الرضا (عليه السلام):
المؤمن الذي إذا أحسن استبشر وإذا أساء استغفر والمسلم الذي يسلم المسلمون من
لسانه ويده، وليس منا من لم يأمن جاره بوائقه (4).
[12331] 15 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن ابن معبد،
عن بن خالد، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان
مسلما فلا يمكر ولا يخدع فإني سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: إن المكر والخديعة في النار.
ثم قال (عليه السلام): ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما.
ثم قال (عليه السلام): إن جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال: يا محمد
عليك بحسن الخلق فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة ألا وإن أشبهكم بي
أحسنكم خلقا (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 370 ح 3.
(2) الفقيه: 3 / 156 ح 3568.
(3) الفقيه: 3 / 458 ح 4583.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 24 ح 3.
(5) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 5 و 6 و 7 / 344 الرقم 413 و 414 و 415.
92

[12332] 16 - الصدوق بأسانيده الثلاثة عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره (1).
[12333] 17 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن محمد بن هارون الصوفي، عن
أبي تراب عبيد الله بن موسى الرؤياني، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن سهل
ابن سعد قال: سمعت الرضا عليه الصلاة والسلام يقول: الصوم للرؤية والفطر للرؤية
وليس منا من صام قبل الرؤية للرؤية وأفطر قبل الرؤية للرؤية، قال: فقلت له:
يا ابن رسول الله فما ترى في صوم يوم الشك؟ فقال: حدثني أبي عن جدي عن آبائه
عليهم الصلاة والسلام قال: قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام: لأن أصوم يوما
من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر رمضان (2).
[12334] 18 - الطوسي، عن أبي محمد الفحام، عن المنصوري، عن عمه، عن
الهادي (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن الصادق (عليه السلام) قال: عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم
يجعله شعاره ودثاره مع من يأمنه لتكون سجيته مع من يحذره (3).
[12335] 19 - الطوسي بهذا الإسناد عن الصادق (عليه السلام) انه قال: ليس منا من لم يلزم
التقية ويصوننا عن سفلة الرعية (4).
[12336] 20 - القاضي النعمان المصري رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ليس مني ولا
من شيعتي من ضيع الوتر، أو مطل بركعتي الفجر (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك فراجع كتب الأخبار.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 29 ح 26.
(2) فضائل الأشهر الثلاثة: 63 ح 45.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 16 / 293 الرقم 569.
(4) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 81 / 281 الرقم 543.
(5) دعائم الإسلام: 2 / 351، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 3 / 75.
93

ليلة القدر
[12337] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن
أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن العباس
ابن الحريش، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: لابن عباس: إن
ليلة القدر في كل سنة وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ولذلك الأمر ولاه بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا وأحد عشر من صلبي أئمة
محدثون (1).
[12338] 2 - الكليني بهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: آمنوا بليلة
القدر أنها تكون لعلي بن أبي طالب ولولده الأحد عشر من بعدي (2).
[12339] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله: إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم يتحول
عنه إن شاء إلى غيره وذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء الله أن
يكون (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12340] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد قال: كنت بفيد فمشيت
مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع فقال علي بن بلال: قال لي صاحب

(1) الكافي: 1 / 532 ح 11.
(2) الكافي: 1 / 533 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 82 ح 1.
94

هذا القبر عن الرضا (عليه السلام): قال: من أتى قبر أخيه ثم وضع يده على القبر وقرأ إنا
أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر أو يوم الفزع (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12341] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
عمرو الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في
كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض فغرة الشهور شهر الله عز ذكره وهو شهر
رمضان وقلب شهر رمضان ليلة القدر ونزل القرآن في أول ليلة من شهر رمضان
فاستقبل الشهر بالقرآن (2).
[12342] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن حسان بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن ليلة
القدر، فقال: التمسها في ليلة احدى وعشرين أو ليلة ثلاث وعشرين (3).
[12343] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم
ابن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة الثمالي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام)
فقال له أبو بصير: جعلت فداك الليلة التي يرجى فيها ما يرجى، فقال: في احدى
وعشرين أو ثلاث وعشرين قال: فإن لم أقو على كلتيهما، فقال: ما أيسر ليلتين فيما
تطلب، قلت: فربما رأينا الهلال عندنا وجاءنا من يخبرنا بخلاف ذلك من أرض
أخرى، فقال: ما أيسر أربع ليال تطلبها فيها قلت: جعلت فداك ليلة ثلاث
وعشرين ليلة الجهني؟ فقال: إن ذلك ليقال، قلت: جعلت فداك إن سليمان بن خالد
روى في تسع عشرة يكتب وفد الحاج، فقال لي: يا أبا محمد وفد الحاج يكتب في ليلة
القدر والمنايا والبلايا والأرزاق وما يكون إلى مثلها في قابل فاطلبها في ليلة احدى

(1) الكافي: 3 / 229 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 65 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 156 ح 1.
95

وعشرين وثلاث وعشرين وصل في كل واحدة منهما مائة ركعة وأحيهما إن استطعت
إلى النور واغتسل فيهما، قال: قلت: فإن لم أقدر على ذلك وأنا قائم؟ قال: فصل
وأنت جالس قلت: فإن لم أستطع؟ قال: فعلى فراشك لا عليك أن تكتحل أول الليل
بشيء من النوم ان أبواب السماء تفتح في رمضان وتصفد الشياطين وتقبل أعمال
المؤمنين، نعم الشهر رمضان كان يسمى على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المرزوق (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12344] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
فضالة بن أيوب، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال:
سألته عن علامة ليلة القدر، فقال: علامتها أن تطيب ريحها وإن كانت في برد دفئت
وإن كانت في حر بردت فطابت قال: وسئل عن ليلة القدر؟ فقال: تنزل فيها الملائكة
والكتبة إلى السماء الدنيا فتكتبون ما يكون في أمر السنة وما يصيب العباد وأمره عنده
موقوف له وفيه المشيئة فيقدم منه ما يشاء ويؤخر منه ما يشاء ويمحو ويثبت وعنده أم
الكتاب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12345] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير
واحد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قالوا: قال له بعض أصحابنا قال: ولا أعلمه إلا سعيد
السمان كيف يكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر؟ قال: العمل فيها خير من العمل في
ألف شهر ليس فيها ليلة القدر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 156 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 157 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 157 ح 4.
96

[12346] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
نزلت التوراة في ست مضت من شهر رمضان ونزل الإنجيل في اثني عشرة ليلة مضت
من شهر رمضان ونزل الزبور في ليلة ثماني عشر مضت من شهر رمضان ونزل القرآن
في ليلة القدر (1).
[12347] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن أذينة، عن الفضيل، وزرارة، ومحمد بن مسلم، عن حمران انه سأل أبا جعفر (عليه السلام)
عن قول الله عزوجل: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة) (2) قال: نعم ليلة القدر وهي في كل
سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآن إلا في ليلة القدر قال
الله عزوجل: (فيها يفرق كل أمر حكيم) (3) قال: يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في
تلك السنة إلى مثلها من قابل خير وشر وطاعة ومعصية ومولود وأجل أو رزق فما
قدر في تلك السنة وقضي فهو المحتوم ولله عزوجل فيه المشيئة، قال: قلت: (ليلة القدر
خير من ألف شهر) أي شيء عنى بذلك؟ فقال: العمل الصالح فيها من الصلاة
والزكاة وأنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ولولا ما
يضاعف الله تبارك وتعالى للمؤمنين ما بلغوا ولكن الله يضاعف لهم الحسنات
بحبنا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12348] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري،
عن بعض أصحابنا، عن داود بن فرقد قال: حدثني يعقوب قال: سمعت رجلا يسأل

(1) الكافي: 4 / 157 ح 5.
(2) سورة الدخان: 3.
(3) سورة الدخان: 4.
(4) الكافي: 4 / 157 ح 6.
97

أبا عبد الله (عليه السلام) عن ليلة القدر فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كل
عام؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لو رفعت ليلة القدر لرفع القرآن (1).
[12349] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن
عيسى، عن أبي عبد الله المؤمن، عن إسحاق بن عمار قال: سمعته يقول وناس
يسألونه يقولون: الأرزاق تقسم ليلة النصف من شعبان، قال: فقال: لا والله ما ذاك
إلا في ليلة تسع عشرة من شهر رمضان واحدى وعشرين وثلاث وعشرين فإن في
ليلة تسع عشرة يلتقي الجمعان وفي ليلة احدى وعشرين يفرق كل أمر حكيم وفي ليلة
ثلاث وعشرين يمضي ما أراد الله عزوجل من ذلك وهي ليلة القدر التي قال الله عزوجل:
(خير من ألف شهر) قال: قلت: ما معنى قوله يلتقي الجمعان؟ قال: يجمع الله فيها
ما أراد من تقديمه وتأخيره وارادته وقضائه، قال: قلت: فما معنى يمضيه في ثلاث
وعشرين قال: إنه يفرقه في ليلة احدى وعشرين إمضاؤه ويكون له فيه البداء فإذا
كانت ليلة ثلاث وعشرين أمضاه فيكون من المحتوم الذي لا يبدو له فيه تبارك
وتعالى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12350] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين، عن
محمد بن الوليد، ومحمد بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن علي بن عيسى القماط،
عن عمه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في منامه بني أمية يصعدون
على منبره من بعده ويضلون الناس عن الصراط القهقري فأصبح كئيبا حزينا قال:
فهبط عليه جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا رسول الله ما لي أراك كئيبا حزينا؟ قال: يا جبرئيل
إني رأيت بني أمية في ليلتي هذه يصعدون منبري من بعدي ويضلون الناس عن

(1) الكافي: 4 / 158 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 158 ح 8.
98

الصراط القهقري، فقال: والذي بعثك بالحق نبيا إن هذا شيء ما اطلعت عليه فعرج
إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآي من القرآن يؤنسه بها قال: (أفرأيت إن
متعناهم سنين * ثم جاءهم ما كانوا يوعدون * ما أغنى عنهم ما كانوا
يمتعون) (1) وأنزل عليه: (إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة
القدر خير من ألف شهر) جعل الله عزوجل ليلة القدر لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) خيرا من ألف شهر ملك
بني أمية (2).
[12351] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، محمد بن الحسين، عن ابن فضال،
عن أبي جميلة، عن رفاعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليلة القدر هي أول السنة وهي
آخرها (3).
[12352] 16 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن
عديس، عن أبان، عن يعقوب بن شعيب انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل:
(كان الناس أمه واحدة) (4) فقال: كان الناس قبل نوح أمة ضلال فبدء الله فبعث
المرسلين وليس كما يقولون: لم يزل وكذبوا، يفرق الله في ليلة القدر ما كان من شدة أو
رخاء أو مطر بقدر ما يشاء الله عزوجل أن يقدر إلى مثلها من قابل (5).
[12353] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): التقدير في ليلة تسع
عشرة والإبرام في ليلة احدى وعشرين والإمضاء في ليلة ثلاث وعشرين (6).
الرواية موثقة سندا.

(1) سورة الشعراء: 205 - 207.
(2) الكافي: 4 / 159 ح 10.
(3) الكافي: 4 / 160 ح 11.
(4) سورة البقرة: 213.
(5) الكافي: 8 / 82 ح 40.
(6) الكافي: 4 / 159 ح 9.
99

[12354] 18 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه، عن محمد بن
أبي الصهبان، عن ابن أبي عمير قال: قال موسى بن جعفر (عليه السلام): من اغتسل ليلة
القدر وأحياها إلى طلوع الفجر خرج من ذنوبه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12355] 19 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن سهل
ابن زياد، عن الحسن بن عباس بن جريش الرازي، عن الباقر (عليه السلام) انه قال: من
أحيى ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت عدد نجوم السماء ومثاقيل الجبال ومكائيل
البحار (2).
[12356] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن بن محبوب، عن أبيه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من قرأ (إنا أنزلناه) في فريضة من فرائض الله نادى مناد: يا عبد الله غفر الله لك ما
مضى فاستأنف العمل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات الواردة في هذا المجال متعددة فراجع الكافي: 1 / 242 و 4 / 156،
وبحار الأنوار: 95 / 121، والبرهان في تفسير القرآن: 5 / 701، وغيرها من كتب
الأخبار.

(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 137 ح 146.
(2) فضائل الأشهر الثلاثة: 118 ح 114.
(3) ثواب الأعمال: 152 ح 2.
100

اللين
[12357] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن عبد الله بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه
ثمان خصال: وقور عند الهزاهز، صبور عند البلاء، شكور عند الرخاء، قانع بما
رزقه الله، لا يظلم الأعداء ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في
راحة، إن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والصبر أمير جنوده والرفق أخوه واللين
والده (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12358] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن
إسحاق الضبي، عن أبي عمران الأرمني، عن عبد الله بن الحكم، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت: إن قوما إذا ذكروا شيئا من القرآن أو حدثوا به صعق
أحدهم حتى يرى ان أحدهم لو قطعت يداه أو رجلاه لم يشعر بذلك؟ فقال: سبحان
الله ذاك من الشيطان ما بهذا نعتوا إنما هو اللين والرقة والدمعة والوجل (2).
[12359] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن نوح بن
شعيب النيسابوري، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور،
عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير قال: سمعت

(1) الكافي: 2 / 230 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 616 ح 1.
101

أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل
كثيرة فرأسه التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه
الفحص وقلبه حسن النية وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة
العلماء وهمته السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وقائده العافية ومركبه الوفاء
وسلاحه لين الكلمة وسيفه الرضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب
وذخيرته اجتناب الذنوب وزاده المعروف وماؤه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبة
الأخيار (1).
[12360] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات
الله عليه يقول: ليجتمع في قلبك الافتقار إلى الناس والاستغناء عنهم فيكون افتقارك
إليهم في لين كلامك وحسن بشرك ويكون استغناؤك عنهم في نزاهة عرضك وبقاء
عزك.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد قال: حدثني علي بن عمر، عن يحيى
ابن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول ثم
ذكر مثله (2).
[12361] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض من رواه رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن له قوة في دين، وحزم في لين،
وإيمان في يقين، وحرص في فقه، ونشاط في هدى، وبر في استقامة، وعلم في حلم
وكيس في رفق، وسخاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وعفو في قدرة،
وطاعة لله في نصيحة، وانتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد، وصلاة

(1) الكافي: 1 / 48 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 149 ح 7.
102

في شغل، وصبر في شدة، وفى الهزاهز وقور، وفى المكاره صبور، وفى الرخاء شكور،
ولا يغتاب ولا يتكبر ولا يقطع الرحم، وليس بواهن ولا فظ ولا غليظ ولا يسبقه
بصره، ولا يفضحه بطنه ولا يغلبه فرجه ولا يحسد الناس، يعير ولا يعير، ولا
يسرف، ينصر المظلوم ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة،
لا يرغب في عز الدنيا ولا يجزع من ذلها، للناس هم قد أقبلوا عليه وله هم قد شغله،
لا يرى في حكمه نقص ولا في رأيه وهن ولا في دينه ضياع، يرشد من استشاره
ويساعد من ساعده ويكيع عن الخنا والجهل (1).
[12362] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن صالح بن سعيد، عن أبان
ابن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خيار أمتي الذين إذا
سافروا أفطروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا، وشرار أمتي الذين
ولدوا في النعم وغذوا به، يأكلون طيب الطعام ويلبسون لين الثياب وإذا تكلموا لم
يصدقوا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12363] 7 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن علي بن
مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ابن مسكان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بمن تحرم عليه النار غدا؟ قالوا:
بلى يا رسول الله، قال: الهين القريب اللين السهل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12364] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن

(1) الكافي: 2 / 231 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 127 ح 4.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والخمسون ح 5 / 397 الرقم 511.
103

جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكرم أخاه المؤمن
بكلمة يلطفه بها أو قضى له حاجة أو فرج عنه كربة لم تزل الرحمة ظلا عليه مجدولا ما
كان في ذلك من النظر في حاجته، ثم قال: ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا؟ لإيمانه
الناس على أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس من يده ولسانه،
ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر السيئات وما حرم الله عليه، ومن دفع مؤمنا دفعة ليذله
بها أو لطمه لطمة أو أتى إليه أمرا يكرهه لعنته الملائكة حتى يرضيه من حقه ويتوب
ويستغفر، فإياكم والعجلة إلى أحد فلعله مؤمن وأنتم لا تعلمون، وعليكم بالإناءة
واللين، والتسرع من سلاح الشياطين، وما من شيء أحب إلى الله من الإناة واللين (1)
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12365] 9 - الطوسي بإسناده إلى أخي دعبل، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن هين لين سمح له خلق حسن، والكافر فظ غليظ له خلق
سيئ وفيه جبرية (2).
[12366] 10 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)
أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: نعم وزير الإيمان العلم ونعم وزير العلم الحلم ونعم وزير الحلم
الرفق ونعم وزير الرفق اللين (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12367] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد
فإنك ممن استظهر به على إقامة الدين وأقمع به نخوة الأثيم وأسد به لهاة الثغر المخوف
فاستعن بالله على ما أهمك واخلط الشدة بضغث من اللين وأرفق ما كان الرفق

(1) علل الشرائع: 523.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 28 / 366 الرقم 777.
(3) قرب الإسناد: 67 ح 217.
104

أرفق واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة واخفض للرعية جناحك وابسط لهم
وجهك وألن لهم جانبك وآس بينهم في اللحظة والنظرة والإشارة والتحية حتى
لا يطمع العظماء في حيفك ولا ييأس الضعفاء من عدلك والسلام (1).
[12368] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه كتب إلى بعض عماله: أما بعد
فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارا وجفوة ونظرت فلم أرهم
أهلا لأن يدنوا لشركهم ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم جلبابا من اللين
تشوبه بطرف من الشدة وداول لهم بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب
والإدناء والإبعاد والإقصاء إن شاء الله (2).
[12369] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى سلمان الفارسي (رحمه الله) قبل
أيام خلافته: أما بعد فإنما مثل الدنيا مثل الحية لين مسها قاتل سمها فأعرض عما
يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها، وضع عنك همومها لما أيقنت به من فراقها
وتصرف حالاتها وكن آنس ما تكون بها، أحذر ما تكون منها فإن صاحبها كلما
اطمأن فيها إلى سرور أشخصته عنه إلى محذور أو إلى إيناس أزالته عنه إلى إيحاش
والسلام (3).
[12370] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن تلن حاشيته
يستدم من قومه المودة (4).
[12371] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لان عوده كثفت أغصانه (5).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 46.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 19.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 68.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 23.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 214.
105

[12372] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أهل الجنة كل مؤمن
هين لين (1).
[12373] 17 - وعنه (عليه السلام): إن المؤمنين هينون لينون (2).
[12374] 18 - وعنه (عليه السلام): بلين الجانب تأنس النفوس (3).
[12375] 19 - وعنه (عليه السلام): كن لينا من غير ضعف شديدا من غير عنف (4).
[12376] 20 - وعنه (عليه السلام): من لانت عريكته وجبت محبته (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 50 وغيرها من
كتب الأخبار والحمد لله رب العالمين.

(1) غرر الحكم: ح 3400.
(2) غرر الحكم: ح 3534.
(3) غرر الحكم: ح 4261.
(4) غرر الحكم: ح 7160.
(5) غرر الحكم: ح 8152.
106

باب الميم
107

المائدة
[12377] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن هارون بن الجهم قال: كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالحيرة حين قدم على أبي جعفر
المنصور فختن بعض القواد ابنا له وصنع طعاما ودعا الناس وكان أبو عبد الله (عليه السلام)
فيمن دعي فبينا هو على المائدة يأكل ومعه عدة على المائدة فاستسقى رجل منهم ماء
فأتي بقدح فيه شراب لهم فلما صار القدح في يد الرجل قام أبو عبد الله (عليه السلام) عن المائدة
فسئل عن قيامه، فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من جلس على مائدة يشرب
عليها الخمر.
وفي رواية أخرى: ملعون ملعون من جلس طائعا على مائدة يشرب عليها
الخمر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12378] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عمر بن
عبد العزيز، عن رجل، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: أكلنا مع أبي عبد الله (عليه السلام)
فأوتينا بقصعة من أرز فجعلنا نعذر، فقال (عليه السلام): ما صنعتم شيئا إن أشدكم حبا لنا
أحسنكم أكلا عندنا قال عبد الرحمن: فرفعت كسحة المائدة فأكلت فقال: نعم الآن
وأنشأ يحدثنا أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أهدي إليه قصعة أرز من ناحية الأنصار فدعا
سلمان والمقداد وأبا ذر رضي الله عنهم فجعلوا يعذرون في الأكل، فقال: ما صنعتم

(1) الكافي: 6 / 268 ح 1.
109

شيئا أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا فجعلوا يأكلون أكلا جيدا ثم قال
أبو عبد الله (عليه السلام): رحمهم الله ورضي الله عنهم وصلى عليهم (1).
[12379] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا وضعت المائدة حفتها أربعة آلاف
ملك فإذا قال العبد: بسم الله، قالت الملائكة: بارك الله عليكم في طعامكم، ثم
يقولون للشيطان: اخرج يا فاسق لا سلطان لك عليهم فإذا فرغوا فقالوا: الحمد لله،
قالت الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فادوا شكر ربهم، وإذا لم يسموا قالت الملائكة
للشيطان: ادن يا فاسق فكل معهم، فإذا رفعت المائدة ولم يذكروا اسم الله عليها قالت
الملائكة: قوم أنعم الله عليهم فنسوا ربهم جل وعز (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12380] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا حضرت المائدة وسمى
الرجل منهم أجزأ عنهم أجمعين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12381] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمون،
عن الأصم، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من رجل
يجمع عياله ويضع مائدة بين يديه ويسمي ويسمون في أول الطعام ويحمدون الله عزوجل
في آخره فترتفع المائدة حتى يغفر لهم (4).
[12382] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن هارون،

(1) الكافي: 6 / 278 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 292 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 293 ح 9.
(4) الكافي: 6 / 296 ح 25.
110

عن موفق المديني، عن أبيه، عن جده قال: بعث إلي الماضي (عليه السلام) يوما فأجلسني
للغداء فلما جاؤوا بالمائدة لم يكن عليها بقل فأمسك يده ثم قال للغلام: أما علمت
إني لا آكل على مائدة ليس فيها خضرة فاتني بالخضرة قال: فذهب الغلام فجاء
بالبقل فألقاه على المائدة فمد يده (عليه السلام) حينئذ وأكل (1).
[12383] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان قال: كنت مع
أبي عبد الله (عليه السلام) على المائدة فمال على البقل وامتنعت أنا منه لعلة كانت بي فالتفت إلي
فقال: يا حنان أما علمت أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يؤت بطبق إلا وعليه بقل، قلت: ولم
جعلت فداك؟ فقال: لأن قلوب المؤمنين خضرة وهي تحن إلى أشكالها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12384] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن
الحسن بن علي، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن المائدة إذا شرب عليها الخمر أو مسكر،
فقال (عليه السلام): حرمت المائدة، وسئل (عليه السلام): فإن أقام رجل على مائدة منصوبة يأكل مما
عليها ومع الرجل مسكر ولم يسق أحدا ممن عليها بعد، فقال: لا تحرم حتى يشرب
عليها وان وضع بعد ما يشرب فالوذج فكل فإنها مائدة اخرى يعني كل الفالوذج (3).
الرواية موثقة سندا.
[12385] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): كلوا ما يسقط من الخوان فإنه شفاء من كل داء بإذن الله عزوجل لمن

(1) الكافي: 6 / 362 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 362 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 429 ح 2.
111

أراد أن يستشفي به (1).
[12386] 10 - الصدوق بإسناده عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال الحسن بن علي (عليهما السلام): في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب على كل
مسلم أن يعرفها أربع منها فرض وأربع سنة وأربع تأديب فأما الفرض: فالمعرفة
والرضا والتسمية والشكر، وأما السنة: فالوضوء قبل الطعام والجلوس على الجانب
الأيسر والأكل بثلاث أصابع ولعق الأصابع، وأما التأديب: فالأكل مما يليك
وتصغير اللقمة وتجويد المضغ وقلة النظر في وجوه الناس (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتاب الأطعمة والأشربة من
كتب الأخبار وقد مر منا عنوان الطعام في محله.

(1) الكافي: 6 / 299 ح 1.
(2) الفقيه: 3 / 359 ح 4270.
112

المال
[12387] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما ذئبان ضاريان في غنم ليس لها راع هذا في
أولها وهذا في آخرها بأسرع فيها من حب المال والشرف في دين المؤمن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12388] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الشيطان يدير ابن
آدم في كل شيء فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12389] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب
ابن زيد، عن زياد القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الحارث
الأعور، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الدينار والدرهم
أهلكا من كان قبلكم وهما مهلكاكم (3).
[12390] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي جميلة
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: اعلموا أن
القرآن هدى الليل والنهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد وفاقة فإذا

(1) الكافي: 2 / 315 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 315 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 316 ح 6.
113

حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا أنفسكم دون
دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه والحريب من حرب دينه، ألا وانه لا فقر بعد
الجنة، ألا وإنه لا غنى بعد النار، لا يفك أسيرها ولا يبرء ضريرها (1).
[12391] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن
فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من المال
والمال زينة من زينة الدنيا حسنة.
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل،
عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (2).
الرواية معتبرة الإسناد بسنديها.
[12392] 6 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن
أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إن أول درهم
ودينار ضربا في الأرض نظر إليهما إبليس فلما عاينهما أخذهما فوضعهما على عينيه ثم
ضمهما إلى صدره ثم صرخ صرخة ثم ضمهما إلى صدره ثم قال: أنتما قرة عيني وثمرة
فؤادي ما أبالي من بني آدم إذا أحبوكما أن لا يعبدوا وثنا، حسبي من بني آدم أن
يحبوكما (3).
[12393] 7 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن محمد بن علي بن محبوب، عن
اليقطيني، عن ابن بزيع قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لا يجتمع المال إلا بخصال
خمس: ببخل شديد وأمل طويل وحرص غالب وقطيعة الرحم وإيثار الدنيا على
الآخرة (4).

(1) الكافي: 2 / 216 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 216 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 17 / 269 الرقم 296.
(4) الخصال: 1 / 282 ح 29.
114

[12394] 8 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): الفتن ثلاث: حب النساء وهو سيف الشيطان، وشرب الخمر
وهو فخ الشيطان، وحب الدينار والدرهم وهو سهم الشيطان، فمن أحب النساء لم
ينتفع بعيشه، ومن أحب الأشربة حرمت عليه الجنة، ومن أحب الدينار والدرهم
فهو عبد الدنيا.
وقال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): الدينار داء الدين والعالم طبيب الدين فإذا رأيتم
الطبيب يجر الداء إلى نفسه فاتهموه واعلموا أنه غير ناصح لغيره (1).
[12395] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن اليقطيني،
عن محمد بن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ملعون ملعون من أكمه أعمى [عن ولاية أهل بيتي]، ملعون ملعون من عبد الدينار
والدرهم، ملعون ملعون من نكح بهيمة (2).
[12396] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن أبيه، عن فضالة، عن أبان قال: ذكر بعضهم عند أبي الحسن (عليه السلام) فقال: بلغنا أن
رجلا هلك على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وترك دينارين فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ترك
كثيرا، قال: إن ذلك كان رجلا يأتي أهل الصفة فيسألهم فمات وترك دينارين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12397] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن
القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، ومحمد بن مسلم، عن

(1) الخصال: 1 / 113 ح 91.
(2) الخصال: 1 / 129 ح 132.
(3) معاني الأخبار: 153.
115

أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): السكر
أربع سكرات: سكر الشراب وسكر المال وسكر النوم وسكر الملك (1).
[12398] 12 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن محمد، عن الكليني، عن علي بن محمد
رفعه قال: أتى يهودي أمير المؤمنين (عليه السلام) فسأله عن مسائل فكان فيما سأله: لم سمي
الدرهم درهما والدينار دينارا؟ فقال (عليه السلام): إنما سمي الدرهم درهما لأنه دار هم من
جمعه ولم ينفقه في طاعة الله أورثه النار، وإنما سمي الدينار دينارا لأنه دار النار من
جمعه ولم ينفقه في طاعة الله فأورثه النار، فقال اليهودي: صدقت يا أمير المؤمنين، إنا
لنجد جميع ما وصفت في التوراة، فأسلم على يده ولازمه حتى قتل يوم صفين (2).
[12399] 13 - العياشي رفعه عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قول الله عزوجل (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) (3) قال: هو الرجل يدع
المال لا ينفقه في طاعة الله بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل به في طاعة الله أو في
معصيته، فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فزاده حسرة وقد كان المال له،
أو عمل به في معصية الله فهو قواه بذلك المال حتى عمل به في معاصي الله (4).
[12400] 14 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار، عن القاسم بن عروة، عن رجل، عن أحدهما (عليهما السلام) في معنى
قوله عزوجل: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) قال الرجل: يكسب مالا
فيحرم أن يعمل خيرا فيموت فيرثه غيره فيعمل عملا صالحا فيرى الرجل ما كسب
حسنات في ميزان غيره (5).

(1) معاني الأخبار: 365.
(2) علل الشرائع: 3.
(3) سورة البقرة: 167.
(4) تفسير العياشي: 1 / 72 ح 144.
(5) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 35 / 205.
116

[12401] 15 - الطوسي بإسناده إلى المجاشعي، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله؟ قالوا: ما فينا أحد
يحب ذلك يا نبي الله، قال: بل كلكم يحب ذلك ثم قال: يقول ابن آدم: مالي مالي،
وهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت وما
عدا ذلك فهو مال الوارث (1).
[12402] 16 - الطوسي بإسناده إلى المجاشعي، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليهما السلام) انه
سئل عن الدنانير والدراهم وما على الناس فيها؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام): هي خواتيم الله
في أرضه جعلها الله مصحة لخلقه وبها يستقيم شؤونهم ومطالبهم فمن أكثر له منها فقام
بحق الله تعالى فيها وأدى زكاتها فذاك الذي طابت وخلصت له ومن أكثر له منها
فبخل بها ولم يؤد حق الله فيها واتخذ منها الآنية فذاك الذي حق عليه وعيد الله عزوجل في
كتابه يقول الله تعالى: (يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم
وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون) (2) (3).
[12403] 17 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): لا تفرح بكثرة المال ولا تدع ذكري
على كل حال فإن كثرة المال تنسي الذنوب وترك ذكري يقسي القلوب (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12404] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المال يبدي جواهر
الرجال وخلائقها (5).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 48 / 519 الرقم 1141.
(2) سورة التوبة: 35.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 51 / 520 الرقم 1144.
(4) قصص الأنبياء: 166 ح 192.
(5) غرر الحكم: ح 1155.
117

[12405] 19 - وعنه (عليه السلام): المال لا ينفعك حتى يفارقك (1).
[12406] 20 - وعنه (عليه السلام): المال يكرم صاحبه في الدنيا ويهينه عند الله سبحانه (2).
[12407] 21 - وعنه (عليه السلام): المال يكرم صاحبه ما بذله ويهينه ما بخل به (3).
[12408] 22 - وعنه (عليه السلام): أفضل الأموال أحسنها أثرا عليك (4).
[12409] 23 - وعنه (عليه السلام): أفضل المال ما قضيت به الحقوق (5).
[12410] 24 - وعنه (عليه السلام): إن خير المال ما كسب ثناء وشكرا وأوجب ثوابا
وأجرا (6).
[12411] 25 - وعنه (عليه السلام): إن خير المال ما أورثك ذخرا وذكرا وأكسبك حمدا
وأجرا (7).
[12412] 26 - وعنه (عليه السلام): ان الذي في يدك قد كان له أهل قبلك وهو صائر إلى من
بعدك وإنما أنت جامع لأحد رجلين: إما رجل عمل فيما جمعت بطاعة الله فسعد بما
شقيت به، أو رجل عمل فيما جمعت بمعصية الله فشقي بما جمعت، وليس أحد هذين
أهلا أن تؤثره على نفسك ولا تحمل له على ظهرك (8).
[12413] 27 - وعنه (عليه السلام): إذا أحب الله سبحانه عبدا بغض إليه المال وقصر منه
الآمال (9).
[12414] 28 - وعنه (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد شرا حبب إليه المال وبسط منه الآمال (10).
[12415] 29 - وعنه (عليه السلام): بركوب الأهوال تكسب الأموال (11).
[12416] 30 - وعنه (عليه السلام): شر المال ما لم ينفق في سبيل الله منه ولم تؤد زكاته (12).
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع المحجة البيضاء: 6 / 40،
وبحار الأنوار: 70 / 135، ووسائل الشيعة: 11 / 319، ومستدرك الوسائل: 12 / 63
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 19 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(2) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(3) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(4) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(5) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(6) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(7) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(8) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(9) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(10) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(11) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
(12) غرر الحكم: ح 1452 و 1836 و 1838 و 3145 و 3250 و 3572 و 3600 و 3646 و
4110 و 4111 و 4256 و 5683.
118

المثل
[12417] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن محمد
ابن خالد، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن من حق العالم أن لا تكثر عليه السؤال ولا تأخذ بثوبه
وإذا دخلت عليه وعنده قوم فسلم عليهم جميعا وخصه بالتحية دونهم واجلس بين
يديه ولا تجلس خلفه ولا تغمز بعينك ولا تشر بيدك ولا تكثر من القول قال فلان
وقال فلان خلافا لقوله ولا تضجر بطول صحبته، فإنما مثل العالم مثل النخلة تنتظرها
حتى يسقط عليك منها شيء والعالم أعظم أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل
الله (1).
[12418] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر،
عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إنما مثل السلاح فينا كمثل
التابوت في بني إسرائيل أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار السلاح فينا دار العلم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12419] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا
الإيمان وأظهروا الشرك فآتاهم الله أجرهم مرتين (3).

(1) الكافي: 1 / 37 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 238 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 448 ح 28.
119

الرواية صحيحة الإسناد.
[12420] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سألته عن الإيمان والإسلام قلت له: أفرق بين
الإسلام والإيمان؟ قال: فأضرب لك مثله، قال: قلت: أورد ذلك قال: مثل الإيمان
والإسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة ولا
يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم وقد يكوم مسلما ولا يكون مؤمنا ولا يكون
مؤمنا حتى يكون مسلما، قال: قلت: فيخرج من الإيمان شيء؟ قال: نعم، قلت:
فيصيره إلى ماذا؟ قال: إلى الإسلام أو الكفر وقال: لو أن رجلا دخل الكعبة فأفلت
منه بوله اخرج من الكعبة ولم يخرج من الحرم فغسل ثوبه وتطهر ثم لم يمنع أن يدخل
الكعبة ولو أن رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا اخرج من الكعبة ومن الحرم
وضربت عنقه (1).
الرواية موثقة سندا.
[12421] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا
كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما،
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه: يا بني إن الناس قد جمعوا
قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولم يبق من جمعوا له وإنما أنت عبد مستأجر قد
أمرت بعمل ووعدت عليه أجرا فأوف عملك واستوف أجرك ولا تكن في هذه الدنيا
بمنزلة شاة وقعت في ذرع أخضر فأكلت حتى سمن فكان حتفها عند سمنها ولكن
اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر،
أخربها ولا تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها.

(1) الكافي: 2 / 28 ح 2.
120

واعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عزوجل عن أربع: شبابك فيما أبليته؟
وعمرك فيما أفنيته؟ ومالك مما اكتسبته؟ وفيما أنفقته؟ فتأهب لذلك وأعد له جوابا ولا
تأس على ما فاتك من الدنيا فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه
فخذ حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك وجدد
التوبة في قلبك وأكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك ويقضى قضاؤك ويحال بينك
وبين ما تريده (1).
[12422] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي صلوات الله عليه: إنما
مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع يحذرها الرجل العاقل
ويهوي إليها الصبي الجاهل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12423] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، وغيره،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب
منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12424] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حسين بن عثمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا وكذلك
المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض ومثل المنافق كمثل الأرزبة المستقيمة التي لا

(1) الكافي: 2 / 134 ح 20.
(2) الكافي: 2 / 136 ح 22.
(3) الكافي: 2 / 136 ح 24.
121

يصيبها شيء حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12425] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
محمد بن سنان، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
فقراء المسلمين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا ثم قال:
سأضرب لك مثل ذلك إنما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في إحداهما
فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها ونظر في الاخرى فإذا هي موقورة فقال:
احبسوها (2).
[12426] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عثمان
ابن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مثل المنافق مثل جذع النخل أراد صاحبه أن ينتفع به في بعض بنائه فلم يستقم له في
الموضع الذي أراد فحوله في موضع آخر فلم يستقم له فكان آخر ذلك أن أحرقه
بالنار (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12427] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود
المنقري، عن حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مثل الناس يوم القيامة إذا قاموا لرب
العالمين مثل السهم في القرب ليس له من الأرض إلا موضع قدمه كالسهم في الكنانة لا
يقدر أن يزول ههنا ولا ههنا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 257 ح 25.
(2) الكافي: 2 / 260 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 396 ح 5.
(4) الكافي: 8 / 143 ح 110.
122

[12428] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت: إنا لنرى
الرجل له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال:
يا أبا محمد إنما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد
منهم أربعين ليلة إلا دعا فأجيب وإن رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم
يستجب له فاتى عيسى بن مريم (عليه السلام) يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء قال: فتطهر
عيسى وصلى ثم دعا الله عزوجل فأوحى الله عزوجل إليه: يا عيسى إن عبدي أتاني من غير
الباب الذي أوتي منه انه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر
أنامله ما استجبت له، قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السلام) فقال: تدعو ربك وأنت في شك
من نبيه فقال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فادع الله لي أن يذهب به عني،
قال: فدعا له عيسى (عليه السلام) فتاب الله عليه وقبل منه وصار في حد أهل بيته (1).
الرواية معتبرة الإسناد بل صحيحة.
[12429] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن الرضا (عليه السلام)
قال: مثل الاستغفار مثل ورق على شجرة تحرك فيتناثر والمستغفر من ذنب ويفعله
كالمستهزئ بربه (2).
[12430] 14 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن حمزة بن حمران، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط إذا ثبت العمود نفعت الأطناب
والأوتاد والغشاء وإذا انكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 400 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 504 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 266 ح 9.
123

[12431] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما
مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن تركته انتفعت به وان أقمته كسرته.
وفي حديث آخر: استمتعت به (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12432] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن سعد بن أبي عمرو الجلاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال
لامرأة سعد: هنيئا لك يا خنساء فلو لم يعطك الله شيئا إلا ابنتك ام الحسين لقد أعطاك
الله خيرا كثيرا إنما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم في الغربان وهو
الأبيض احدى الرجلين (2).
[12433] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مثل المرأة المؤمنة مثل الشامة في
الثور الأسود (3).
الرواية معتبرة الإسناد. الشامة: علامة تخالف البدن التي هي فيه.
[12434] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى نجله الحسن (عليه السلام) في
وصيته:... يا بني إني قد أنبأتك عن الدنيا وحالها وزوالها وانتقالها وأنبأتك عن
الآخرة وما أعد لأهلها فيها وضربت لك فيهما الأمثال لتعتبر بها وتحذو عليها، إنما
مثل من خبر الدنيا كمثل قوم سفر نبا بهم منزل جديب فأموا منزلا خصيبا وجنابا
مريعا فاحتملوا وعثاء الطريق وفراق الصديق وخشونة السفر وجشوبة المطعم

(1) الكافي: 5 / 513 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 515 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 515 ح 3.
124

ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم فليس يجدون لشيء من ذلك ألما ولا يرون نفقة فيه
مغرما ولا شيء أحب إليهم مما قربهم من منزلهم وأدناهم من محلتهم.
ومثل من اغتر بها كمثل قوم كانوا بمنزل خصيب فنبا بهم إلى منزل جديب فليس
شيء أكره إليهم ولا أفظع عندهم من مفارقة ما كانوا فيه إلى ما يهجمون عليه
ويصيرون إليه... (1).
خبر الدنيا: عرفها. السفر: المسافرون. نبأ المنزل بأهله: لم يوافقهم المقام فيه
لوخامته. الجديب: المقحط لا خير فيه. أموا: قصدوا. الجناب: الناحية.
المريع: كثير العشب. الجشوبة: الغلظ. هجم عليه: انتهى إليه بغتة.
[12435] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ألا إن مثل آل
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كمثل النجوم إذا خوى نجم طلع نجم فكأنكم قد تكاملت من الله فيكم
الصنايع وأراكم ما كنتم تأملون (2).
[12436] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... إنما مثلي بينكم كمثل
السراج في الظلمة يستضئ به من ولجها، فاسمعوا أيها الناس وعوا، واحضروا آذان
قلوبكم تفهموا (3).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 100.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 187.
125

المجالس
[12437] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المجالس
بالأمانة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12438] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المجالس بالأمانة وليس لأحد أن
يحدث بحديث يكتمه صاحبه إلا باذنه إلا أن يكون ثقة أو ذكرا له بخير (2).
[12439] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد
ابن مسلم، عن إسحاق بن موسى قال: حدثني أخي وعمي عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم:
مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه; ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه
رث; ومجلسا فيه من يصدعنا وأنت تعلم قال: ثم تلا أبو عبد الله (عليه السلام) ثلاث آيات من
كتاب الله كأنما كن في فيه أو قال: في كفه: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله
فيسبوا الله عدوا بغير علم) (3) و (إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض

(1) الكافي: 2 / 660 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 660 ح 3.
(3) سورة الأنعام: 108.
126

عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (1) و (لا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب
هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب) (2) (3).
[12440] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: للدابة على صاحبها ستة حقوق: لا يحملها فوق طاقتها ولا
يتخذ ظهرها مجالس يتحدث عليها ويبدء بعلفها إذا نزل ولا يسمها ولا يضربها في
وجهها فإنها تسبح ويعرض عليها الماء إذا مر به (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12441] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلم على
من تلقى وأن تترك المراء وإن كنت محقا وأن لا تحب أن تحمد على التقوى (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12442] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الوشاء، عن منصور
بن يونس، عن عباد بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني مررت بقاص يقص
وهو يقول: هذا المجلس الذي لا يشقى به جليس، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
هيهات هيهات أخطأت استاههم الحفرة إن لله ملائكة سياحين سوى الكرام الكاتبين
فإذا مروا بقوم يذكرون محمدا وآل محمد قالوا: قفوا فقد أصبتم حاجتكم فيجلسون
فيتفقهون معهم فإذا عادوا مرضاهم وشهدوا جنائزهم وتعاهدوا غائبهم فذلك
المجلس الذي لا يشقى به جليس (6).

(1) سورة الأنعام: 68.
(2) سورة النحل: 116.
(3) الكافي: 2 / 378 ح 12.
(4) الكافي: 6 / 537 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 122 ح 6.
(6) الكافي: 2 / 186 ح 3.
127

[12443] 7 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن
وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع في مجلس قوم
لم يذكروا الله عزوجل ولم يذكرونا إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة ثم قال:
قال أبو جعفر (عليه السلام): إن ذكرنا من ذكر الله وذكر عدونا من ذكر الشيطان (1).
الرواية موثقة سندا.
[12444] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن حسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما
من قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عزوجل ولم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك
المجلس حسرة و وبالا عليهم (2).
[12445] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن ذكره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل: (انا نراك من المحسنين) (3) قال: كان يوسع
المجلس ويستقرض للمحتاج ويعين الضعيف (4).
[12446] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم:
يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه ويدعوه بأحب الأسماء
إليه (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12447] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مرازم،

(1) الكافي: 2 / 496 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 497 ح 5.
(3) سورة يوسف: 36.
(4) الكافي: 2 / 637 ح 3.
(5) الكافي: 2 / 643 ح 3.
128

عن أبي سليمان الزاهد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من رضي بدون التشرف من المجلس
لم يزل الله عزوجل وملائكته يصلون عليه حتى يقوم (1).
[12448] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل (2).
[12449] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن محمد
ابن مسلم قال: مر بي أبو جعفر وأبو عبد الله (عليهما السلام) وأنا جالس عند قاض بالمدينة
فدخلت عليه من الغد فقال لي: ما مجلس رأيتك فيه أمس؟ قال: قلت له: جعلت
فداك إن هذا القاضي لي مكرم فربما جلست إليه، فقال لي: وما يؤمنك أن تنزل اللعنة
فتعم من في المجلس (3).
[12450] 14 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: من ابتلى بالقضاء
فليواس بينهم في الإشارة وفي النظر وفي المجلس (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12451] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن
ليتحف أخاه التحفة، قلت: وأي شيء التحفة؟ قال: من مجلس ومتكأ وطعام
وكسوة وسلام فتطاول الجنة مكافأة له ويوحي الله عزوجل إليها: أني قد حرمت طعامك

(1) الكافي: 2 / 661 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 662 ح 6.
(3) الكافي: 7 / 410 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 413 ح 3.
129

على أهل الدنيا إلا على نبي أو وصي نبي، فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عزوجل إليها:
أن كافئي أوليائي بتحفهم، فيخرج منها وصفاء ووصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل
من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت عقولهم وامتنعوا أن
يأكلوا فينادي مناد من تحت العرش: أن الله عزوجل قد حرم جهنم على من أكل من طعام
جنته، فيمد القوم أيديهم فيأكلون (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12452] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعدن في مجلس يعاب فيه إمام أو ينتقص فيه مؤمن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12453] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
من قعد في مجلس يسب فيه إمام من الأئمة يقدر على الانتصاب فلم يفعل ألبسه الله
الذل في الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا (3).
الرواية حسنة سندا.
[12454] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
لا يقوم من مجلس وإن خف حتى يستغفر الله عزوجل خمسا وعشرين مرة (4).
[12455] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،

(1) الكافي: 2 / 207 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 378 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 379 ح 15 و 8 / 235 ح 315.
(4) الكافي: 2 / 504 ح 4.
130

عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان قوم في مجلس ثم سبق قوم فدخلوا فعلى
الداخل أخيرا إذا دخل أن يسلم عليهم (1).
[12456] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من طلق ثلاثا في مجلس على
غير طهر لم يكن شيئا إنما الطلاق الذي أمر الله عزوجل به فمن خالف لم يكن له طلاق، وإن
ابن عمر طلق امرأته ثلاثا في مجلس وهي حائض فأمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن ينكحها
ولا يعتد بالطلاق قال: وجاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إني
طلقت امرأتي، قال: ألك بينة؟ قال: لا فقال: اعزب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12457] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن أحمد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال:
سألته عن رجل طلق امرأته ثلاثا في مجلس واحد أو أكثر وهي طاهر قال: هي
واحدة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12458] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مهران
ابن محمد، عن الحسن بن هارون قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغناء مجلس
لا ينظر الله إلى أهله وهو مما قال الله عزوجل: (ومن الناس من يشتري لهو الحديث
ليضل عن سبيل الله) (4) (5).

(1) الكافي: 2 / 647 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 58 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 70 ح 1.
(4) سورة لقمان: 6.
(5) الكافي: 6 / 433 ح 16.
131

[12459] 23 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن جهم بن حميد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أنى كنت؟ فظننت أنه قد عرف
الموضع، فقلت: جعلت فداك إني كنت مررت بفلان فاحتبسني فدخلت إلى داره
ونظرت إلى جواريه، فقال لي: ذلك مجلس لا ينظر الله عزوجل إلى أهله أمنت الله عزوجل على
أهلك ومالك (1).
يظهر لك معنى الرواية بالمراجعة إلى الرواية التي رويها القاضي النعمان المصري
في دعائم الإسلام: 2 / 208 ح 764، مرفوعا عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لرجل من
أصحابه: أين كنت أمس؟ قال الرجل: فظننت أنه قد عرف الموضع الذي كنت
فيه، قلت: جعلت فداك، مررت بفلان فتعلق بي وأدخلني داره وأخرج إلي
جارية له، فغنت، فقال: أمنت الله على أهلك ومالك؟ إن هذا مجلس لا ينظر
الله إلى أهله.
[12460] 24 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أكل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متكئا منذ
بعثه الله عزوجل إلى أن قبضه تواضعا لله عزوجل، وما رأى ركبتيه أمام جليسه في مجلس قط،
ولا صافح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي
ينزع يده، ولا كافأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسيئة قط قال الله تعالى له: (ادفع بالتي هي
أحسن السيئة) (2) ففعل، وما منع سائلا قط إن كان عنده أعطى وإلا قال: يأتي الله
به، ولا أعطى على الله عزوجل شيئا قط إلا أجازه الله إن كان ليعطى الجنة فيجيز الله عزوجل له
ذلك.
قال: وكان أخوه من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى

(1) الكافي: 6 / 434 ح 22.
(2) سورة المؤمنين: 96.
132

خرج منها، والله إن كان ليعرض له الأمران كلاهما لله عزوجل طاعة فيأخذ بأشدهما على
بدنه، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عزوجل دبرت فيهم يداه، والله ما أطاق عمل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده أحد غيره، والله ما نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نازلة قط إلا
قدمه فيها ثقة منه به وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليبعثه برايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن يساره ثم ما يرجع حتى يفتح الله عزوجل له (1).
الرواية معتبرة الإسناد. والمراد بأخيه من بعده: أمير المؤمنين (عليه السلام).
الدبر: الجرح الذي في ظهر البعير.
[12461] 25 - الكليني، عن حميد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى
فليقل إذا أراد أن يقوم من مجلسه: «سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على
المرسلين والحمد لله رب العالمين» (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12462] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الاتكاء في المسجد رهبانية العرب،
إن المؤمن مجلسه مسجده وصومعته بيته (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12463] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من حق الداخل على أهل البيت
أن يمشوا معه هنيئة إذا دخل وإذا خرج، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دخل

(1) الكافي: 8 / 164 ح 175.
(2) الكافي: 2 / 496 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 662 ح 1.
133

أحدكم على أخيه المسلم في بيته فهو أمير عليه حتى يخرج (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12464] 28 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا كان القوم ثلاثة فلا يتناجى منهم اثنان دون صاحبهما فإن في ذلك مما يحزنه
ويؤذيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12465] 29 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ينبغي للجلساء في الصيف أن يكون
بين كل اثنين مقدار عظم الذراع لئلا يشق بعضهم على بعض في الحر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12466] 30 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر ما يجلس تجاه
القبلة (4).
[12467] 31 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان
قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يجلس في بيته عند باب بيته قبالة الكعبة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 659 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 660 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 662 ح 8.
(4) الكافي: 2 / 661 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 662 ح 9.
134

[12468] 32 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة،
عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في حديث طويل:... ورأيت النساء يتخذن
المجالس كما يتخذها الرجال... الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد. ووردت في علائم آخر الزمان فراجعها.
[12469] 33 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن
أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول في حديث:... ألا وإن لكل شيء سيدا
وسيد المجالس مجالس الشيعة... الحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12470] 34 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)
عن أبيه (عليه السلام) قال: إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله فليقعد حيث يأمره صاحب
الرحل فإن صاحب الرحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12471] 35 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
الرجل أحق بصدر داره وبصدر فرسه وأن يؤم في بيته وأن يبدأ في صحفته (4).
الصحفة: إناء كبير كالقصعة منبسطة تشبع الخمسة.
[12472] 36 - الطوسي، عن ابن المخلد، عن الخلدي، عن العبسي، عن عبد الجبار
ابن عاصم، عن عبيد الله بن عمرو، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن شيبة
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أخذ القوم مجالسهم فإن دعا رجل أخاه وأوسع له في

(1) الكافي: 8 / 38.
(2) الكافي: 8 / 213 ح 259.
(3) قرب الإسناد: 69 ح 222.
(4) جامع الأحاديث: 80.
135

مجلسه فليأته فإنما هي كرامة أكرمه بها أخوه وإن لم يوسع له أحد فلينظر أوسع مكان
يجده فليجلس فيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12473] 37 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن هارون بن موسى
التلعكبري، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد
البرقي، عن أبي قتادة القمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لكل شيء حلية وحلية
الخوان البقل، ولا ينبغي للمؤمن أن يجلس إلا حيث ينتهي به الجلوس، فإن تخطي
أعناق الرجل سخافة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12474] 38 - الطوسي بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) عند وفاته:...
وإياك ومواطن التهمة والمجلس المظنون به السوء فإن قرين السوء يغر جليسه...
وإياك والجلوس في الطرقات... وجاهد نفسك واحذر جليسك واجتنب عدوك
وعليك بمجالس الذكر... (3).
[12475] 39 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي الطيب، عن محمد بن مزيد، عن الزبير بن
بكار، عن عبد الله بن نافع، عن ابن أبي ذئب، عن ابن أخي جابر بن عبد الله، عن
عمه جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (عليه السلام): المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس:
مجلس سفك فيه دم حرام، ومجلس استحل فيه فرج حرام، ومجلس استحل فيه مال
حرام بغير حقه (4).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 15 / 393 الرقم 867.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 53 / 304 الرقم 606.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 8 / 7 الرقم 8.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 40 / 53 الرقم 71.
136

[12476] 40 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي
الحسن (عليه السلام) قال: كان لقمان (عليه السلام) يقول لابنه:... يا بني اختر المجالس على عينك فإن
رأيت قوما يذكرون الله فاجلس إليهم فإنك إن تكن عالما ينفعك علمك ويزيدوك
علما وإن تكن جاهلا يعلموك، ولعل الله تعالى أن يظلهم برحمة فتعمك معهم...
الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 661، والوافي:
5 / 619 و 623، وبحار الأنوار: 72 / 463، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 1 و 60
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) قصص الأنبياء: 190 ح 238.
137

المجالسة
[12477] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مجالسة أهل
الدين شرف الدنيا والآخرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
وذكرها الصدوق بسنده إلى منصور في ثواب الأعمال: 160.
[12478] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن شريف
ابن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قالت الحواريون لعيسى: يا روح الله من نجالس؟ قال: من يذكركم الله رؤيته ويزيد
في علمكم منطقه ويرغبكم في الآخرة عمله (2).
[12479] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن درست بن أبي منصور، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) قال: محادثة العالم على المزابل خير
من محادثة الجاهل على الزرابي (3).
الرواية صحيحة الإسناد. الزرابي: جمع زربي وهي ما بسط واتكئ عليه.
[12480] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الأصبهاني،

(1) الكافي: 1 / 39 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 39 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 39 ح 2.
138

عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لمجلس أجلسه إلى من أثق به، أوثق في نفسي من عمل سنة (1).
[12481] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي زياد
النهدي، عن عبد الله بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمؤمن أن يجلس
مجلسا يعصى الله فيه ولا يقدر على تغييره (2).
[12482] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن سيف
ابن عميرة، عن عبد الأعلى بن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يجلس مجلسا ينتقص فيه إمام أو يعاب فيه مؤمن (3).
الرواية حسنة سندا.
[12483] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن محمد،
عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ما لي رأيتك عند عبد الرحمن بن
يعقوب؟ فقال: إنه خالي فقال: إنه يقول في الله قولا عظيما، يصف الله ولا يوصف،
فإما جلست معه وتركتنا وإما جلست معنا وتركته؟ فقلت: هو يقول ما شاء، أي
شيء علي منه إذا لم أقل ما يقول؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): أما تخاف أن تنزل به نقمة
فتصيبكم جميعا أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى (عليه السلام) وكان أبوه من أصحاب
فرعون فلما لحقت خيل فرعون موسى تخلف عنه ليعظ أباه فيلحقه بموسى فمضى أبوه
وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتي موسى (عليه السلام) الخبر، فقال: هو
في رحمة الله ولكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارب المذنب دفاع (4).
الرواية معتبرة الإسناد. والمراغمة: الهجران والتباعد والمغاضبة.

(1) الكافي: 1 / 39 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 374 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 377 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 374 ح 2.
139

[12484] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
لا تصحبوا أهل البدع ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء على دين خليله وقرينه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12485] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن سالم الكندي، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين
صلوات الله عليه إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم أن يجتنب مواخاة ثلاثة: الماجن
والأحمق والكذاب، فأما الماجن فيزين لك فعله ويحب أن تكون مثله ولا يعينك على
أمر دينك ومعادك ومقارنته جفاء وقسوة ومدخله ومخرجه عليك عار، وأما الأحمق
فإنه لا يشير عليك بخير ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه وربما أراد
منفعتك فضرك فموته خير من حياته وسكوته خير من نطقه وبعده خير من قربه،
وأما الكذاب فإنه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك وينقل إليك الحديث كلما أفنى
أحدوثة مطها بأخرى حتى أنه يحدث بالصدق فما يصدق ويغري بين الناس بالعداوة
فينبت السخائم في الصدور فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم (2).
[12486] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن
عثمان، عن محمد بن عذافر، عن بعض أصحابه، عن محمد بن مسلم أو أبي حمزة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: يا بني
انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبة من هم؟
قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويباعد لك

(1) الكافي: 2 / 375 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 376 ح 6.
140

القريب، وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك، وإياك
ومصاحبة البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق
فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في
كتاب الله عزوجل في ثلاث مواضع قال الله عزوجل: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (1)
وقال: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل
ويفسدون في الأرض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (2) وقال في البقرة:
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل
ويفسدون في الأرض اولئك هم الخاسرون) (3) (4).
[12487] 11 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعد، عن محمد بن
مسلم، عن داود بن فرقد قال: حدثني محمد بن سعيد الجمحي قال: حدثني هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك
على الرضف حتى تقوم، فإن الله يمقتهم ويلعنهم فإذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من
الأئمة فقم فإن سخط الله ينزل هناك عليهم (5).
[12488] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قعد عند سباب لأولياء الله
فقد عصى الله تعالى (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 23.
(2) سورة الرعد: 24.
(3) سورة البقرة: 27.
(4) الكافي: 2 / 376 ح 7.
(5) الكافي: 2 / 379 ح 13.
(6) الكافي: 2 / 379 ح 14.
141

[12489] 13 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد العظيم
الحسني، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): مجالسة
الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار... الحديث (1).
[12490] 14 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن ابن هاشم، عن ابن أبي نجران،
عن ابن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار ومجالسة الأخيار
تلحق الأشرار بالأخيار ومجالسة الأبرار للفجار تلحق الأبرار بالفجار، فمن اشتبه
عليكم أمره ولم تعرفوا دينه فانظروا إلى خلطائه فإن كانوا أهل دين الله فهو على دين
الله وإن كانوا على غير دين الله فلا حظ له من دين الله، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يواخين كافرا ولا يخالطن فاجرا، ومن آخى
كافرا أو خالط فاجرا كان كافرا فاجرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12491] 15 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن
جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع يمتن القلوب:
الذنب على الذنب، وكثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن، ومماراة الأحمق تقول
ويقول ولا يرجع إلى خير، ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله وما الموتى؟ قال:
كل غني مترف (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12492] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد،
عن أبي الحسين ابن الحضرمي، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جميل بن دراج،

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والستون ح 9 / 531 الرقم 718.
(2) صفات الشيعة: 48.
(3) الخصال: 1 / 228 ح 65.
142

عن محمد بن سعيد، عن المحاربي، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يحسن فيهن الكذب: المكيدة
في الحرب، وعدتك زوجتك، والإصلاح بين الناس وقال: ثلاث يقبح فيهن
الصدق: النميمة، وإخبارك الرجل عن أهله بما يكرهه، وتكذيبك الرجل عن الخبر،
وقال: ثلاثة مجالستهم تميت القلب: مجالسة الأنذال، والحديث مع النساء، ومجالسة
الأغنياء (1).
[12493] 17 - المفيد، عن المراغي، عن ثوابة بن يزيد، عن أحمد بن علي بن المثنى،
عن محمد بن المثنى، عن سبابة بن سوار، عن المبارك بن سعيد، عن خليل الفراء،
عن أبي المحبر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة مفسدة للقلوب: الخلوة بالنساء،
والاستماع منهن، والأخذ برأيهن، ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله وما مجالسة
الموتى؟ قال: مجالسة كل ضال عن الإيمان وجائر في الأحكام (2).
[12494] 18 - الطوسي بإسناده عن علي بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن
علي بن الحسين (عليه السلام) انه كان يقول لبنيه: جالسوا أهل الدين والمعرفة فإن لم تقدروا
عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فإن أبيتم إلا مجالسة الناس فجالسوا أهل المروات
فإنهم لا يرفثون في مجالسهم (3).
الرفث: قول الفحش.
[12495] 19 - المجلسي رفعه إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) انه خطب فقال: إن الحلم زينة
والوفاء مروة والصلة نعمة والاستكبار صلف والعجلة سفه والسفه ضعف والغلو
ورطة ومجالسة أهل الدناءة شر ومجالسة أهل الفسق ريبة (4).

(1) الخصال: 1 / 87 ح 20.
(2) أمالي المفيد: المجلس السابع والثلاثون ح 6 / 315.
(3) اختيار معرفة الرجال: 497 ح 955.
(4) بحار الأنوار: 75 / 122 ح 5.
143

[12496] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العقل ولادة والعلم
إفادة ومجالسة العلماء زيادة (1).
[12497] 21 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جالس الحلماء تزدد
حلما (2).
[12498] 22 - وعنه (عليه السلام): الإطراف مجالس الأشراف (3).
[12499] 23 - وعنه (عليه السلام): جالس العلماء تسعد (4).
[12500] 24 - وعنه (عليه السلام): جالس العلماء تزدد علما (5).
[12501] 25 - وعنه (عليه السلام): جالس الفقراء تزدد شكرا (6).
[12502] 26 - وعنه (عليه السلام): جانبوا الأشرار وجالسوا الأخيار (7).
[12503] 27 - وعنه (عليه السلام): جالس أهل الورع والحكمة وأكثر مناقشتهم فإنك إن
كنت جاهلا علموك وإن كنت عالما ازددت علما (8).
[12504] 28 - وعنه (عليه السلام): جالس العلماء يزدد علمك ويحسن أدبك وتزك نفسك (9).
[12505] 29 - وعنه (عليه السلام): جالس الحكماء يكمل عقلك وتشرف نفسك وينتف
عنك جهلك (10).
[12506] 30 - وعنه (عليه السلام): صاحب العقلاء وجالس العلماء وأغلب الهوى، ترافق
الملأ الأعلى (11).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 1 / 38 و 2 / 374،
والوافي: 5 / 1045، وبحار الأنوار: 71 / 190، وجامع أحاديث الشيعة: 20 / 196
من الطبعة الحديثة، وقد مر منا عنوان الصداقة في محلها.

(1) بحار الأنوار: 1 / 160 ح 40.
(2) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(3) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(4) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(5) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(6) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(7) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(8) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(9) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(10) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
(11) غرر الحكم: ح 4722 و 989 و 4717 و 4721 و 4723 و 4746 و 4783 و 4786 و
4787 و 5837.
144

المجاملة
[12507] 1 - الكليني قال: حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال،
عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد
ابن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كتب بهذه الرسالة إلى
أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في
مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها.
قال: وحدثني الحسن بن محمد، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم
ابن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن مخلد السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله (عليه السلام) إلى أصحابه:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار
والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم وعليكم بمجاملة
أهل الباطل تحملوا الضيم منهم وإياكم ومماظتهم دينوا فيما بينكم وبينهم إذا أنتم
جالستموهم وخالطتموهم ونازعتموهم الكلام، فإنه لابد لكم من مجالستهم
ومخالطتهم ومنازعتهم الكلام بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها فيما بينكم وبينهم
فإذا ابتليتم بذلك منهم فإنهم سيؤذونكم وتعرفون في وجوههم المنكر ولولا أن الله
تعالى يدفعهم عنكم لسطوا بكم وما في صدورهم من العداوة والبغضاء أكثر مما يبدون
لكم، مجالسكم ومجالسهم واحدة وأرواحكم وأرواحهم مختلفة لا تأتلف،
لا تحبونهم أبدا ولا يحبونكم غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه ولم يجعلهم
145

من أهله فتجاملونهم وتصبرون عليهم وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء
وحيلهم وسواس بعضهم إلى بعض فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق
فيعصمكم الله من ذلك فاتقوا الله وكفوا ألسنتكم إلا من خير و... وجاملوا الناس
ولا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم الحديث (1).
[12508] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مجاملة الناس ثلث العقل (2).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 8 / 2 و 7.
(2) الكافي: 2 / 643 ح 2.
146

المجانسة
[12509] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمد بن مسلم قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عزوجل: (ونفخت فيه من روحي) (1) كيف هذا النفخ؟
فقال: إن الروح متحرك كالريح وإنما سمي روحا لأنه اشتق اسمه من الريح وإنما أخرجه
عن لفظة الريح لأن الأرواح مجانسة الريح وإنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر
الأرواح كما قال: لبيت من البيوت بيتي ولرسول من الرسل خليلي وأشباه ذلك وكل
ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبر (2).
[12510] 2 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اللئيم لا يتبع إلا شكله
ولا يميل إلا إلى مثله (3).
[12511] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كل شيء يميل إلى
جنسه (4).
[12512] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يصحب الأبرار إلا
نظراؤهم (5).

(1) سورة الحجر: 29. وسورة ص: 72.
(2) الكافي: 1 / 133 ح 3.
(3) غرر الحكم: ح 1920.
(4) غرر الحكم: ح 6863.
(5) غرر الحكم: ح 10604.
147

[12513] 5 - المجلسي نقلا من كتاب الاختيار للسيد بن الباقي رحمة الله عليه أنه قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعو بعد ركعتي الفجر بهذا الدعاء:
«بسم الله الرحمن الرحيم اللهم يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه وسرح قطع
الليل المظلم بغياهب تلجلجه وأتقن صنع الفلك الدوار في مقادير تبرجه وشعشع
ضياء الشمس بنور تأججه يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته وجل
عن ملائمة كيفياته، يا من قرب من خطرات الظنون وبعد عن لحظات العيون وعلم بما
كان قبل أن يكون الدعاء» (1).

(1) بحار الأنوار: 84 / 339 ح 19.
148

المجد
[12514] 1 -، الكليني، عن بعض أصحابنا، رفعه عن المفضل بن عمر، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا مفضل لا يفلح من لا يعقل ولا يعقل من لا يعلم وسوف
ينجب من يفهم ويظفر من يحلم والعلم جنة والصدق عز والجهل ذل والفهم مجد
والجود نجح وحسن الخلق مجلبة للمودة... الحديث (1).
[12515] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (عليه السلام): اغزوا تورثوا أبناءكم
مجدا (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12516] 3 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سعيد بن
يحيى البزوفري، عن إبراهيم بن الهيثم، [عن أمية] البلدي، عن أبيه، عن
المعافا بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه قال: سأل
أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: يا بني ما العقل؟ قال: حفظ قلبك ما
استودعته. قال: فما الحزم؟ قال: أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما أمكنك. قال: فما
المجد؟ قال: حمل المغارم وابتناء المكارم... الحديث (3).
[12517] 4 - الطوسي، عن ابن الغضائري، عن ابن التلعكبري، عن محمد بن همام،

(1) الكافي: 1 / 26 ح 29.
(2) الكافي: 5 / 8 ح 12.
(3) معاني الأخبار: 401 ح 62.
149

عن علي بن الحسين الهمداني، عن البرقي، عن أبي قتادة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن لله عزوجل وجوها خلقهم من خلقه وأرضه لقضاء حوائج إخوانهم، يرون الحمد
مجدا، والله عزوجل يحب مكارم الأخلاق، وكان فيما خاطب الله تعالى به نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)، أن
قال له: يا محمد (إنك لعلى خلق عظيم) (1) قال: السخاء وحسن الخلق (2).
[12518] 5 - الديلمي رفعه إلى وصية لقمان لولده قال:... يا بني تعلم الحكمة
تشرف بها فإن الحكمة تدل على الدين، وتشرف العبد على الحر وترفع المسكين
على الغني وتقدم الصغير على الكبير وتجلس المسكين مجالس الملوك وتزيد الشريف
شرفا، والسيد سؤودا، والغني مجدا، وكيف يظن ابن آدم أن يتهيأ له أمر دينه
ومعيشته بغير حكمة؟ ولن يهيئ الله عزوجل أمر الدنيا والآخرة إلا بالحكمة ومثل الحكمة
بغير طاعة مثل الجسد بغير نفس، ومثل الصعيد بغير ماء، ولا صلاح للجسد بغير
نفس ولا للصعيد بغير ماء ولا للحكمة بغير طاعة (3).
[12519] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنما المجد أن تعطي في
الغرم وتعفو عن الجرم (4).
[12520] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لم يدرك المجد من
عداه الحمد (5).
[12521] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أدرك المجد من فاته
الجد (6).

(1) سورة القلم: 4.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 46 / 302 الرقم 599.
(3) أعلام الدين: 327، ونقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 458 ح 27.
(4) غرر الحكم: ح 3886، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 557.
(5) غرر الحكم: ح 7532، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 557.
(6) غرر الحكم: ح 9530، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 557.
150

[12522] 9 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الله خلق عبيدا من
خلقه لحوائج الناس يرغبون في المعروف ويعدون الجود مجدا، والله يحب مكارم
الأخلاق (1).
[12523] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اصطنعوا المعروف تكسبوا
الحمد، واستشعروا الحمد يؤنس بكم [العقلاء]، ودعوا الفضول يجانبكم السفهاء،
وأكرموا الجليس تعمر ناديكم، حاموا عن الخليط يرغب في جواركم، وانصفوا
الناس من أنفسكم يوثق بكم، وعليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة، وإياكم
والأخلاق الدنية فإنها تضع الشريف وتهدم المجد (2).
اصطنعوا: أعطوا وأحسنوا. النادي: المجلس جمعه أندية.
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.

(1) بحار الأنوار: 74 / 156 ح 133.
(2) بحار الأنوار: 75 / 53 ح 89.
151

محاسبة النفس
[12524] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه قال: ليس منا من لم
يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد الله، وإن عمل سيئا استغفر الله منه
وتاب إليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12525] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد جميعا، عن
القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس
كلهم ولا يكون له رجاء إلا من عند الله عز ذكره، فإذا علم الله عزوجل ذلك من قلبه لم
يسأله شيئا إلا أعطاه فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها فإن للقيامة خمسين
موقفا كل موقف مقداره ألف سنة ثم تلا: (في يوم كان مقداره ألف سنة مما
تعدون) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12526] 3 - الصدوق بإسناده إلى أبي ذر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وعلى

(1) الكافي: 2 / 453 ح 2.
(2) سورة السجدة: 5.
(3) الكافي: 8 / 143 ح 108.
152

العاقل ما لم يكن مغلوبا على عقله أن يكون له ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عزوجل
وساعة يحاسب نفسه وساعة يتفكر فيما صنع الله عزوجل إليه وساعة يخلو فيها بحظ نفسه
من الحلال فإن هذه الساعة عون لتلك الساعات واستجمام للقلوب وتوزيع لها
و... الحديث (1).
[12527] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حاسب نفسه ربح ومن
غفل عنها خسر ومن خاف أمن ومن اعتبر أبصر ومن أبصر فهم ومن فهم علم (2).
[12528] 5 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعد بن
عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي،
كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك وما
كانت المحاسبة من همك وما كان الخوف لك شعارا والحزن لك دثارا، ابن آدم إنك
ميت ومبعوث وموقوف بين يدي الله عزوجل ومسئول فأعد جوابا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12529] 6 - الطوسي بإسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر أنه قال:...
يا أبا ذر حاسب نفسك قبل أن تحاسب فإنه أهون لحسابك غدا، وزن نفسك قبل أن
توزن، وتجهز للعرض الأكبر يوم تعرض لا يخفى على الله خافية، استح من الله فإني
والذي نفسي بيده لا ظل حين أذهب إلى الغائط متقنعا بثوبي استحيي من الملكين
اللذين معي... الحديث (4).
[12530] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في وصيته لعبد الله
ابن جندب:... يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا أن يعرض عمله في كل يوم

(1) الخصال: 2 / 525.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 208.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 30 / 115 الرقم 176.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع عشر ح 1 / 534 الرقم 1162.
153

وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه فإن رأى حسنة استزاد منها وإن رأى سيئة
استغفر منها لئلا يخزى يوم القيامة... الحديث (1).
[12531] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال في وصيته لهشام بن
الحكم:... يا هشام ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد
منه وإن عمل سيئا استغفر الله منه وتاب إليه... الحديث (2).
[12532] 9 - ابن طاوس رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حاسبوا أنفسكم قبل
أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض الأكبر (3).
[12533] 10 - ابن طاوس قال: روى يحيى بن هارون الحسيني في كتاب أماليه بإسناده
إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يكون العبد مؤمنا حتى
يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده... الحديث (4).
[12534] 11 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثمرة المحاسبة صلاح
النفس (5).
[12535] 12 - وعنه (عليه السلام): حاسب نفسك لنفسك فإن غيرها من الأنفس لها
حسيب (6).
[12536] 13 - وعنه (عليه السلام): حاسبوا أنفسكم بأعمالها وطالبوها بأداء المفروض عليها
والأخذ من فنائها لبقائها وتزودوا وتأهبوا قبل أن تبعثوا (7).

(1) تحف العقول: 301.
(2) تحف العقول: 396.
(3) محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام: المطبوع في مجلة تراثنا العدد
45 و 46 / 350 ح 1.
(4) محاسبة الملائكة الكرام آخر كل يوم من الذنوب والآثام: المطبوع في مجلة تراثنا العدد
45 و 46 / 350 ح 3.
(5) غرر الحكم: ح 4566 و 4926 و 4934.
(6) غرر الحكم: ح 4566 و 4926 و 4934.
(7) غرر الحكم: ح 4566 و 4926 و 4934.
154

[12537] 14 - وعنه (عليه السلام): حاسبوا أنفسكم تأمنوا من الله الرهب وتدركوا عنده
الرغب (1).
[12538] 15 - وعنه (عليه السلام): زنوا أنفسكم قبل أن توازنوا وحاسبوها قبل أن تحاسبوا
وتنفسوا من ضيق الخناق قبل عنف السياق (2).
[12539] 16 - وعنه (عليه السلام): من حاسب نفسه سعد (3).
[12540] 17 - وعنه (عليه السلام): من تعاهد نفسه بالمحاسبة أمن فيها المداهنة (4).
[12541] 18 - وعنه (عليه السلام): من حاسب نفسه وقف على عيوبه وأحاط بذنوبه واستقال
الذنوب وأصلح العيوب (5).
[12542] 19 - وعنه (عليه السلام): قيدوا أنفسكم بالمحاسبة، واملكوها بالمخالفة (6).
[12543] 20 - وعنه (عليه السلام): الحساب قبل العقاب، الثواب بعد الحساب (7).
الروايات في هذا المجال متعددة راجع الكافي: 2 / 453، والوافي: 4 / 311،
والمحجة البيضاء: 8 / 151، وبحار الأنوار: 67 / 62، ووسائل الشيعة: 11 / 377
ومستدرك الوسائل: 12 / 152 وأيضا راجع رسالة محاسبة الملائكة الكرام آخر
كل يوم من الذنوب والآثام أو محاسبة النفس للسيد علي بن موسى بن طاوس
الحسيني المطبوع في مجلة تراثنا العدد 45 و 46 / 321 إن شئت.

(1) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
(2) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
(3) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
(4) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
(5) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
(6) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
(7) غرر الحكم: ح 4894 و 5509 و 7887 و 8080 و 8927 و 6794 و 379.
155

المحال
[12544] 1 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: خمسة من خمسة محال: الحرمة
من الفاسق محال، والشفقة من العدو محال، والنصيحة من الحاسد محال، والوفاء من
المرأة محال، والهيبة من الفقير محال.
والغناء مما أوعد الله عزوجل عليه النار وهو قوله عزوجل (ومن الناس من يشتري لهو
الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب
مهين) (1) (2).
[12545] 2 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير،
عمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما أحب الله عزوجل من عصاه، ثم تمثل فقال:
تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا محال في الفعال بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته * إن المحب لمن يحب مطيع (3)
[12546] 3 - الصدوق، عن ابن المتوكل، وابن عصام، والمكتب والوراق، والدقاق
جميعا، عن الكليني، عن علي بن إبراهيم العلوي، عن موسى بن محمد المحاربي، عن
رجل ذكر اسمه قال: قال المأمون للرضا (عليه السلام):... أنشدني أحسن ما رويته في

(1) سورة لقمان: 6.
(2) الفقيه: 4 / 58 ح 5092.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 3 / 578 الرقم 790.
156

السكوت عن الجاهل وترك عتاب الصديق فقال (عليه السلام):
إني ليهجرني الصديق تجنبا * فأريه ان لهجره أسبابا
وأراه ان عاتبته أغربته * فأرى له ترك العتاب عتابا
وإذا بليت بجاهل متحكم * يجد المحال من الأمور صوابا
أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا
فقال له المأمون: ما أحسن هذا، هذا من قاله؟ فقال (عليه السلام): بعض فتياننا، قال:
فأنشدني أحسن ما رويته في استجلاب العدو حتى يكون صديقا، فقال (عليه السلام):
وذي غلة سالمة فقهرته * فأوقرته مني لعفو التحمل
ومن لا يدافع سيئات عدوه * بإحسانه لم يأخذ الطول من عل
ولم أر في الأشياء أسرع مهلكا * لغمر قديم من وداد معجل
فقال المأمون: ما أحسن هذا، هذا من قاله؟ فقال: بعض فتياننا،
الحديث (1).
[12547] 4 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى،
عن ابن محبوب، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن قال: سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام)
يقول وعنده ناس من أهل الكوفة: عجبا للناس يقولون أخذوا علمهم كله عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعملوا به واهتدوا، ويرون أنا أهل البيت لم نأخذ علمه ولم نهتد به
ونحن أهله وذريته في منازلنا انزل الوحي ومن عندنا خرج إلى الناس العلم أفتراهم
علموا واهتدوا وجهلنا وظللنا؟! إن هذا محال (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 174 ح 1.
(2) أمالي المفيد: المجلس الرابع عشر ح 6 / 122.
157

[12548] 5 - العياشي رفعه عن الحكم بن عيينة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل
من أهل الكوفة وسأله عن شيء: لو لقيتك بالمدينة لأريتك أثر جبرئيل في دورنا
ونزوله على جدي بالوحي والقرآن والعلم، أفيستقي الناس العلم من عندنا
فيهدونهم وضللنا نحن؟ هذا محال (1).

(1) تفسير العياشي: 1 / 16.
158

المحروم
[12549] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن فضل بن عثمان المرادي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن إلا هالك، يهم العبد
بالحسنة فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته وإن هو عملها كتب الله
له عشرا، ويهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء وإن هو عملها
أجل سبع ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال:
لا تعجل عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فإن الله عزوجل يقول: (إن الحسنات يذهبن
السيئات) (1) والاستغفار فإن هو قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب
والشهادة العزيز الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والإكرام وأتوب إليه لم يكتب عليه
شيء وإن مضت سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات
لصاحب السيئات: اكتب على الشقي المحروم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12550] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعوا صوتا ولم يروا شخصا
يقول: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار

(1) سورة هود: 114.
(2) الكافي: 2 / 429 ح 4.
159

وادخل الجنة فقد فاز، وقال: إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة
ودركا مما فات فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12551] 3 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عزوجل (للسائل والمحروم) (2) قال:
المحروم المحارف الذي قد حرم كد يده في الشراء والبيع.
وفي رواية اخرى عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) أنهما قالا: المحروم الرجل الذي
ليس بعقله بأس ولم يبسط له في الرزق وهو محارف (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12552] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر
الصائم المحتسب، والمعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر، والمعطى الشاكر
له من الأجر كأجر المحروم القانع (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12553] 5 - الصدوق قال: روى لي محمد بن إبراهيم بن إسحاق رضي الله عنه، عن
أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثني الحسن بن القاسم قرأه قال: حدثنا علي
بن إبراهيم بن المعلى قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد قال: حدثنا عبد الله بن
بكر المرادي، عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن علي بن
الحسين (عليهما السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه

(1) الكافي: 3 / 221 ح 4.
(2) سورة المعارج: 25.
(3) الكافي: 3 / 500 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 94 ح 1.
160

يعبيهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شحبة السفر فقال: أين أمير المؤمنين؟ فقيل: هو
ذا، فسلم عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين إني أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد
سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي وإني أظنك ستغتال فعلمني مما علمك الله، قال:
نعم يا شيخ، من اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته
عند فراقها، ومن كان غده شر يوميه فهو محروم، ومن لم يبال بما زري من آخرته إذا
سلمت له دنياه فهو هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن
كان في نقص فالموت خير له، يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك...
الحديث (1).
[12554] 6 - الصدوق، عن الأسترآبادي، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن
أبي محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كم من غافل ينسج ثوبا
ليلبسه وإنما هو كفنه، ويبني بيتا ليسكنه وإنما هو موضع قبره.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه: أيها الناس إن الدنيا دار فناء والآخرة دار
بقاء فخذوا من ممركم لمقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم،
وأخرجوا من الدنيا قلوبكم من قبل أن تخرج منها أبدانكم، ففي الدنيا حييتم،
وللآخرة خلقتم، وإنما الدنيا كالسم يأكله من لا يعرفه، إن العبد إذا مات قالت
الملائكة: ما قدم وقال الناس: ما أخر؟ فقدموا فضلا يكن لكم ولا تؤخروا كلا يكن
عليكم، فإن المحروم من حرم خير ماله والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات
موازينه، وأحسن في الجنة بها مهاده وطيب على الصراط بها مسلكه (2).
[12555] 7 - الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان،
عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن البرقي، عن

(1) الفقيه: 4 / 381 ح 5833.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثالث والعشرون ح 8 و 10 / 171 الرقم 172 و 174.
161

أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قبض
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعوا صوتا من جانب البيت ولم يروا شخصا يقول: (كل نفس
ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة
فقد فاز) (1) ثم قال: في الله خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك لما فات،
فبالله فثقوا وإياه فارجوا، فإن المحروم من يحرم الثواب، واستروا عورة نبيكم فلما
وضعه علي (عليه السلام) على سريره نودي: يا علي لا تخلع القميص، قال: فغسله في قميصه.
ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي إذا أنا مت فغسلني فإنه لا يرى أحد عورتي
غيرك إلا انفقأت عيناه، قال: فقال له علي (عليه السلام): يا رسول الله انك رجل ثقيل ولابد
لي ممن يعينني، قال: فقال له: إن جبرئيل معك يعينك وليناولك الفضل بن العباس
الماء ومره فليعصب عينه، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه (2).
[12556] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... واعلم يقينا أنك لن تبلغ أملك ولن تعدو أجلك وأنك في سبيل من
كان قبلك فخفض في الطلب وأجمل في المكتسب فإنه رب طلب قد جر إلى حرب
فليس كل طالب بمرزوق ولا كل مجمل بمحروم... الحديث (3).
[12557] 9 - السيد شرف الدين علي الأسترآبادي في كتاب تأويل الآيات الظاهرة،
نقلا من كتاب محمد بن العباس بن ماهيار، عن محمد بن أبي بكر، عن محمد بن
إسماعيل، عن عيسى بن داود، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): إن رجلا
سأل أباه محمد بن علي (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (والذين في أموالهم حق معلوم *
للسائل والمحروم) (4) فقال أبي: احفظ يا هذا وانظر كيف تروي عني أن السائل

(1) سورة آل عمران: 185.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الخامس والثلاثون ح 9 / 660 الرقم 1365.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) سورة المعارج: 24 و 25.
162

والمحروم شأنهما عظيم، أما السائل فهو رسول الله في مسألته الله حقه، والمحروم هو من
حرم الخمس أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وذريته الأئمة صلوات الله عليهم،
هل سمعت وفهمت؟ ليس هو كما يقول الناس.
ثم قال السيد شرف الدين: فعلى هذا التأويل يكون (الذين في أموالهم حق
معلوم) وهو الخمس هم شيعة أهل البيت (عليهم السلام) الذين يخرجونه إلى أربابه (1).
[12558] 10 - المجلسي نقلا من دعائم الاسلام للقاضي النعمان المصري رفعه
وقال:... وكانت فاطمة (عليها السلام) لا تدع أحدا من أهلها ينام تلك الليلة (يعني ليلة
الثلاث والعشرين من شهر رمضان) وتداويهم بقلة الطعام وتتأهب لها من النهار
وتقول: محروم من حرم خيرها (2).

(1) تأويل الآيات الظاهرة: 2 / 724 ح 5.
(2) بحار الأنوار: 94 / 9 ح 12.
163

المحنة
[12559] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن الحسن بن عيسى بن محمد بن علي
ابن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام)
قال: إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله في أديانكم لا يزيلكم عنها أحد، يا بني
انه لابد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنما
هي محنة من الله عزوجل امتحن بها خلقه لو علم آباؤكم وأجدادكم دينا أصح من هذا
لاتبعوه، قال: فقلت: يا سيدي من الخامس من ولد السابع؟ فقال: يا بني عقولكم
تصغر عن هذا وأحلامكم تضيق عن حمله ولكن إن تعيشوا فسوف تدركونه (1).
[12560] 2 - الكليني بإسناده إلى يزيد بن سليط، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) في حديث
طويل:... قال يزيد: ثم قال لي أبو إبراهيم (عليه السلام): إني أوخذ في هذه السنة والأمر هو
إلى ابني علي سمي علي وعلي فأما علي الأول فعلي بن أبي طالب (عليه السلام) واما الآخر فعلي
ابن الحسين (عليه السلام) أعطي فهم الأول وحلمه ونصره و وده ودينه ومحنته ومحنة الآخر
وصبره على ما يكره وليس له أن يتكلم إلا بعد موت هارون بأربع سنين ثم قال لي: يا
يزيد وإذا مررت بهذا الموضع ولقيته وستلقاه فبشره أنه سيولد له غلام أمين مأمون
مبارك وسيعلمك أنك قد لقيتني فأخبره عند ذلك أن الجارية التي يكون منها هذا
الغلام جارية من أهل بيت مارية جارية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ام إبراهيم فإن قدرت أن
تبلغها مني السلام فافعل... الحديث (2).

(1) الكافي: 1 / 336 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 315.
164

[12561] 3 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن محمد بن
سنان، عن المفضل، عن الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق منه حديثا،
معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة
ووصيا وأن أتخذه أخا ووزيرا، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى
ربي وهو صالح المؤمنين ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من
المسلمين معاشر الناس ان عليا مني ولده ولدي وهو زوج حبيبتي، أمره أمري ونهيه
نهيي، معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته، معاشر الناس إن عليا
صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها انه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها انه باب
حطتها وسفينة نجاتها انه طالوتها وذو قرنيها، معاشر الناس إنه محنة الورى والحجة
العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى، معاشر الناس إن عليا مع
الحق والحق معه وعلى لسانه، معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي
له، ولا ينجو منها عدو له وإنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنها ولي
له، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين،
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم (1).
[12562] 4 - الصدوق، عن المفسر، عن جعفر بن أحمد، عن محمد بن عبد الله بن يزيد
المقري، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: كنت عند علي بن الحسين (عليهما السلام)
فجاءه رجل من أصحابه فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): ما خبرك أيها الرجل؟ فقال
الرجل: خبري يا ابن رسول الله إني أصبحت وعلي أربعمائة دينار دين لا قضاء
عندي لها ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به، قال: فبكى علي بن الحسين (عليهما السلام)
بكاءا شديدا فقلت له: ما يبكيك يا ابن رسول الله؟ فقال: وهل يعد البكاء إلا

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن 4 / 83 الرقم 49.
165

للمصائب والمحن الكبار؟ قالوا: كذلك يا ابن رسول الله، قال: فأية محنة ومصيبة
أعظم على حر مؤمن من أن يرى بأخيه المؤمن خلة فلا يمكنه سدها ويشاهده على
فاقة فلا يطيق رفعها، قال: فتفرقوا عن مجلسهم ذلك فقال بعض المخالفين وهو يطعن
على علي بن الحسين (عليهما السلام): عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السماء والأرض وكل شيء
يطيعهم وأن الله لا يردهم عن شيء من طلباتهم ثم يعترفون اخرى بالعجز عن إصلاح
حال خواص إخوانهم، فاتصل ذلك بالرجل صاحب القصة فجاء إلى علي بن
الحسين (عليهما السلام) فقال له: يا ابن رسول الله بلغني عن فلان كذا وكذا وكان ذلك أغلظ علي
من محنتي، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): فقد أذن والله في فرجك، يا فلانة احملي
سحوري وفطوري، فحملت قرصتين، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام) للرجل: خذهما
فليس عندنا غيرهما فإن الله يكشف عنك بهما وينيلك خيرا واسعا منهما، فأخذهما
الرجل ودخل السوق لا يدري ما يصنع بهما يتفكر في ثقل دينه وسوء حال عياله
ويوسوس إليه الشيطان أين موقع هاتين من حاجتك فمر بسماك قد بارت عليه
سمكة قد أراحت فقال له: سمكتك هذه بائرة عليك واحدى قرصتي هاتين بائرة علي
فهل لك أن تعطيني سمكتك البائرة وتأخذ قرصتي هذه البائرة؟ فقال: نعم فأعطاه
السمكة وأخذ القرص ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه فقال: هل لك أن تعطيني
ملحك هذا المزهود فيه بقرصتي هذه المزهود فيها؟ قال: نعم ففعل فجاء الرجل
بالسمكة والملح، فقال: أصلح هذه بهذا، فلما شق بطن السمكة وجد فيه لؤلؤتين
فاخرتين فحمد الله عليهما فبينما هو في سروره ذلك، إذ قرع بابه فخرج ينظر من
بالباب فإذا صاحب السمكة وصاحب الملح قد جاءا يقول كل واحد منهما له: يا عبد
الله جهدنا أن نأكل نحن أو أحد من عيالنا هذا القرص فلم تعمل فيه أسناننا وما نظنك
إلا وقد تناهيت في سوء الحال ومرنت على الشقاء قد رددنا إليك هذا الخبز وطيبنا لك
ما أخذته منا، فأخذ القرصتين منهما فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه فإذا
رسول علي بن الحسين (عليهما السلام) فدخل فقال: إنه يقول لك إن الله قد أتاك بالفرج فاردد
166

إلينا طعامنا فإنه لا يأكله غيرنا، وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضى منه دينه
وحسنت بعد ذلك حاله، فقال بعض المخالفين: ما أشد هذا التفاوت بينا علي بن
الحسين (عليهما السلام) لا يقدر أن يسد منه فاقة إذ أغناه هذا الغناء العظيم كيف يكون هذا
وكيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر على هذا الغناء العظيم؟ فقال علي بن
الحسين (عليهما السلام): هكذا قالت قريش للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف يمضي إلى بيت المقدس ويشاهد
ما فيه من آثار الأنبياء من مكة ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من
مكة إلى المدينة إلا في اثني عشر يوما؟ وذلك حين هاجر منها، ثم قال علي بن
الحسين (عليهما السلام): جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا
بالتسليم لله جل ثناؤه وترك الاقتراح عليه والرضا بما يدبرهم به، إن أولياء الله
صبروا على المحن والمكاره صبرا لم يساوهم فيه غيرهم فجازاهم الله عزوجل بأن أوجب
لهم نجح جميع طلباتهم لكنهم مع ذلك لا يريدون منه إلا ما يريده لهم (1).
[12563] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري،
عن ابن عبد الحميد، عمن حدثه قال: مات رجل من آل أبي طالب لم يكن حضره
أبو الحسن (عليه السلام) فجاءه قوم فلما جلس أمسك القوم كأن على رؤوسهم الطير فكانوا في
ذكر الفقراء والموت فلما جلس قال ابتداءا منه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بين الستين
إلى السبعين معترك المنايا، ثم قال (عليه السلام): الفقراء محن الإسلام (2).
[12564] 6 - الطوسي بإسناده عن أخي دعبل، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي بن أبي طالب محنة للعالم، به يميز الله المنافقين من
المؤمنين (3).
[12565] 7 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي رفعه عن عبد الله بن سليمان قال:

(1) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والستون ح 3 / 537 الرقم 721.
(2) معاني الأخبار: 114.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 12 / 363 الرقم 761.
167

كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعمى: إن
الحسن البصري يزعم أن الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم من يدخل النار.
فقال أبو جعفر (عليه السلام): فهلك إذا مؤمن آل فرعون والله مدحه بذلك وما زال العلم
مكتوما منذ بعث الله عزوجل رسوله نوحا فليذهب الحسن يمينا وشمالا فوالله ما يوجد
العلم إلا ههنا، وكان (عليه السلام) يقول: محنة الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لهم يجيبونا وإن
تركناهم لم يهتدوا بغيرنا (1).
[12566] 8 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا تكون مؤمنا
حتى تعد البلاء نعمة والرخاء محنة، لأن بلاء الدنيا نعمة في الآخرة ورخاء الدنيا محنة
في الآخرة (2).
[12567] 9 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجزع عند
البلاء تمام المحنة (3).
[12568] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المحنة مقرونة بحب
الدنيا (4).
[12569] 11 - وعنه (عليه السلام): إن للمحن غايات لابد من انقضائها، فناموا لها إلى
حين انقضائها فإن إعمال الحيلة فيها قبل ذلك زيادة لها (5).
[12570] 12 - وعنه (عليه السلام): إن للمحن غايات، وللغايات نهايات، فاصبروا لها حتى
تبلغ نهاياتها، فالتحرك لها قبل انقضائها زيادة لها (6).

(1) الاحتجاج: 2 / 331.
(2) جامع الأخبار: 313 ح 25.
(3) جامع الأخبار: 309 ح 4.
(4) غرر الحكم: ح 1060.
(5) غرر الحكم: ح 3595 و 3596، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 557.
(6) غرر الحكم: ح 3595 و 3596، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 557.
168

المخالطة
[12571] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المستضعفين،
فقال: هم أهل الولاية، فقلت: أي ولاية؟ فقال: أما أنها ليست بالولاية في الدين
ولكنها الولاية في المناكحة والموارثة والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم
المرجون لأمر الله عزوجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12572] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
أنه قال: إياك ومخالطة السفلة فإن السفلة لا يؤول إلى خير (2).
[12573] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور،
عن أحمد بن حمزة، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
خالطوهم بالبرانية وخالفوهم بالجوانية إذا كانت الامرة صبيانية (3).
[12574] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحجال، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خالط الناس تخبرهم ومتى تخبرهم تقلهم (4).

(1) الكافي: 2 / 405 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 158 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 220 ح 20.
(4) الكافي: 8 / 176 ح 196.
169

[12575] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
الحسين بن المختار، عن العلاء بن كامل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا خالطت الناس
فإن استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل، فإن العبد
يكون فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق فيبلغه الله حسن خلقه
درجة الصائم القائم (1).
[12576] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من خالطت فإن استطعت أن تكون يدك
العليا عليهم فافعل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12577] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مداراة الناس نصف الإيمان
والرفق بهم نصف العيش، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): خالطوا الأبرار سرا وخالطوا
الفجار جهارا ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من
ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال له أنه أبله لا عقل له (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12578] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عمرو بن الأشعث، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون

(1) الكافي: 2 / 101 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 637 ح 1 و 2 / 669 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 117 ح 5.
170

في إحياء أمرنا الذين إن غضبوا لم يظلموا وإن رضوا لم يسرفوا، بركة على من
جاوروا، سلم لمن خالطوا (1).
[12579] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن عنبسة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: خالطوا الناس فإنه إن لم
ينفعكم حب علي وفاطمة (عليهما السلام) في السر لم ينفعكم في العلانية (2).
[12580] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن ظريف بن ناصح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تخالطوا ولا تعاملوا إلا من نشاء في
الخير (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12581] 11 - الكليني بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة الوسيلة:...
ومن خالط الأنذال حقر... الحديث (4).
[12582] 12 - الصدوق بإسناده عن يونس بن ظبيان عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام)
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأسعد الناس من خالط كرام الناس...
الحديث (5).
[12583] 13 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: خالطوا
الناس بما يعرفون ودعوهم مما ينكرون ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا، إن أمرنا
صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد قد امتحن الله قلبه
للإيمان... الحديث (6).

(1) الكافي: 2 / 236 ح 24.
(2) الكافي: 8 / 159 ح 155.
(3) الكافي: 5 / 158 ح 5.
(4) الكافي: 8 / 20.
(5) الفقيه: 4 / 395.
(6) الخصال: 2 / 624.
171

[12584] 14 - المفيد، عن الجعابي، عن الحسين بن محمد الكندي، عن عمر بن محمد
ابن الحارث، عن أبيه، عن أبي الصباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن أبيه
قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لشيعته: كونوا في الناس كالنحلة في
الطير ليس شيء من الطير إلا وهو يستخفها، ولو يعلمون ما في أجوافها من البركة لم
يفعلوا ذلك بها، خالطوا الناس بألسنتكم وأجسادكم وزايلوهم بقلوبكم وأعمالكم
لكل امرئ ما اكتسب وهو يوم القيامة مع من أحب (1).
[12585] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) في وصيته لهشام بن الحكم:...
يا هشام إياك ومخالطة الناس والأنس بهم إلا أن تجد منهم عاقلا أو مأمونا فآنس به
واهرب من سايرهم كهربك من السباع الضارية... الحديث (2).
[12586] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خالطوا الناس مخالطة إن
متم معها بكوا عليكم وإن عشتم حنوا إليكم (3).
[12587] 17 - الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سائلوا العلماء وخالطوا الحكماء وجالسوا الفقراء (4).
[12588] 18 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليهم السلام) انه قال: طلبت
القدر والمنزلة فما وجدت إلا بالعلم تعلموا يعظم قدركم في الدارين، وطلبت الكرامة
فما وجدت إلا بالتقوى اتقوا لتكرموا، وطلبت الغنى فما وجدت إلا بالقناعة عليكم
بالقناعة تستغنوا، وطلبت الراحة فما وجدت إلا بترك مخالطة الناس لقوام عيش
الدنيا اتركوا الدنيا ومخالطة الناس تستريحوا في الدارين وتأمنوا من العذاب،

(1) أمالي المفيد: المجلس الخامس عشر ح 7 / 130.
(2) تحف العقول: 398.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 10.
(4) النوادر: 155 ح 224 الطبعة الحديثة.
172

وطلبت السلامة فما وجدت إلا بطاعة الله أطيعوا الله تسلموا، وطلبت الخضوع فما
وجدت إلا بقبول الحق أقبلوا الحق فإن قبول الحق يبعد من الكبر، وطلبت العيش فما
وجدت إلا بترك الهوى فاتركوا الهوى ليطيب عيشكم، وطلبت المدح فما وجدت إلا
بالسخاوة وكونوا الأسخياء تمدحوا، وطلبت نعيم الدنيا والآخرة فما وجدت إلا بهذه
الخصال التي ذكرتها (1).
[12589] 19 - المجلسي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إياكم ومخالطة السلطان
فإنه ذهاب الدين، وإياكم ومعونته فإنكم لا تحمدون أمره (2).
[12590] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولا تخالط ذا فجور
فترى متهما... (3).

(1) جامع الأخبار: 341 ح 1.
(2) بحار الأنوار: 10 / 368 ح 7.
(3) بحار الأنوار: 75 / 10 ح 68.
173

المداراة
[12591] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن نوح بن شعيب
النيسابوري، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عروة
بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: يا طالب العلم إن العلم ذو فضائل كثيرة فرأسه
التواضع وعينه البراءة من الحسد وأذنه الفهم ولسانه الصدق وحفظه الفحص وقلبه
حسن النية وعقله معرفة الأشياء والأمور ويده الرحمة ورجله زيارة العلماء وهمته
السلامة وحكمته الورع ومستقره النجاة وقائده العافية ومركبه الوفاء وسلاحه لين
الكلمة وسيفه الرضا وقوسه المداراة وجيشه محاورة العلماء وماله الأدب وذخيرته
اجتناب الذنوب وزاده المعروف وماؤه الموادعة ودليله الهدى ورفيقه محبة
الأخيار (1).
[12592] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: في
التوراة مكتوب فيما ناجى الله عزوجل به موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى اكتم مكتوم
سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي، ولا
تستسب لي عندهم بإظهار مكتوم سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي (2).

(1) الكافي: 1 / 48 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 117 ح 3.
174

الرواية معتبرة الإسناد.
[12593] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمر: ورع
يحجزه عن معاصي الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12594] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن الحسين بن الحسن قال: سمعت جعفر (عليه السلام) يقول: جاء جبرئيل (عليه السلام)
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول لك: دار خلقي (2).
[12595] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد
ابن إسماعيل بن بزيع، عن حمزة بن بزيع، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12596] 6 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سهل
ابن الحارث، عن الدلهاث مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لا يكون
المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من
وليه، فأما السنة التي من ربه فكتمان سره قال الله عزوجل: (عالم الغيب فلا يظهر على
غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول) (4)، وأما السنة من نبيه فمداراة الناس فإن
الله عزوجل أمر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) بمداراة الناس فقال: (خذ العفو وأمر بالعرف) (5)، وأما

(1) الكافي: 2 / 116 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 116 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 117 ح 4.
(4) سورة الجن: 26 و 27.
(5) سورة الأعراف: 39.
175

السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء (1).
[12597] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مداراة الناس نصف الإيمان
والرفق بهم نصف العيش، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): خالطوا الأبرار سرا وخالطوا
الفجار جهارا ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنه سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من
ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه على أن يقال له أنه أبله لا عقل له (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12598] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابه ذكره عن محمد
ابن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قوما من
الناس قلت مداراتهم للناس فأنفوا من قريش وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإن
قوما من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع، قال: ثم قال: من كف
يده عن الناس فإنما يكف عنهم يدا واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة (3).
رويها الصدوق في الخصال: 1 / 17 ح 60.
[12599] 9 - الصدوق، عن حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: في التوراة
مكتوب فيما ناجى الله عزوجل به موسى بن عمران (عليه السلام): يا موسى خفني في سر أمرك
أحفظك من وراء عورتك، واذكرني في خلواتك وعند سرور لذاتك أذكرك عند
غفلاتك، وأملك غضبك عمن ملكتك عليه أكف عنك غضبي، وأكتم مكنون سري
في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي، ولا تستسب

(1) الكافي: 2 / 241 ح 39.
(2) الكافي: 2 / 117 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 117 ح 6.
176

لي عندهم بإظهارك مكنون سري فتشرك عدوك وعدوي في سبي (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12600] 10 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لمحمد بن الحنفية:...
واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عزوجل مداراة الناس... الحديث (2).
[12601] 11 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن هاشم، عن ابن معبد،
عن ابن خالد، عن الرضا (عليه السلام) انه سئل: ما العقل؟ قال: التجرع للغصة ومداهنة
الأعداء ومداراة الأصدقاء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12602] 12 - الصدوق بإسناده إلى يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأعقل الناس أشدهم مداراة
للناس... الحديث (4).
[12603] 13 - الصدوق بإسناده عن سفيان بن عيينة قال: قلت للزهري: لقيت
علي بن الحسين (عليهما السلام)؟ قال: نعم لقيته وما لقيت أحدا أفضل منه والله ما علمت له
صديقا في السر ولا عدوا في العلانية، فقيل له: وكيف ذلك؟ قال: لأني لم أر أحدا
وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده ولا رأيت أحدا وإن كان يبغضه إلا
وهو لشدة مداراته له يداريه (5).
[12604] 14 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار، عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) إن أبي

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والأربعون ح 7 / 327 الرقم 384.
(2) الفقيه: 4 / 387.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع والأربعون ح 18 / 358 الرقم 441.
(4) الفقيه: 4 / 395.
(5) علل الشرايع: 230 ح 4.
177

ناصب خبيث الرأي وقد لقيت منه شدة وجهدا فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي وما
ترى جعلت فداك أفترى أن أكاشفه أم أداريه؟ فكتب: قد فهمت كتابك وما ذكرت
من أمر أبيك ولست أدع الدعاء لك إن شاء الله والمداراة خير لك من المكاشفة ومع
العسر يسر فاصبر ان العاقبة للمتقين ثبتك الله على ولاية من توليت نحن وأنتم في
وديعة الله التي لا يضيع ودائعه، قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه [عليه] حتى صار
لا يخالفه في شيء (1).
[12605] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: مداراة الناس
نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش (2).
[12606] 16 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: رأس العقل بعد
الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق، ومن سعادة المرء خفة لحيته (3).
[12607] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أمرت بمداراة
الناس كما أمرت بتبليغ الرسالة (4).
[12608] 18 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة لا يعذر المرء
فيها: مشاورة ناصح ومداراة حاسد والتحبب إلى الناس (5).
[12609] 19 - الشهيد رفعه إلى الجواد (عليه السلام) انه قال: من هجر المداراة قاربه
المكروه (6).
[12610] 20 - النوري قال: وجدت منقولا عن خط الشهيد الثاني، منقولا عن خط

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 20 / 191.
(2) تحف العقول: 42.
(3) تحف العقول: 42.
(4) تحف العقول: 48.
(5) تحف العقول: 318.
(6) الدرة الباهرة: 39.
178

الشهيد الأول، عن الصادق (عليه السلام) انه قال: كمال الأدب والمروة في سبع خصال: العقل
والحلم والصبر والرفق والصمت وحسن الخلق والمداراة (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 116 و 5 / 513،
والوافي: 4 / 457، وبحار الأنوار: 72 / 393، وجامع السعادات: 1 / 305،
ووسائل الشيعة: 12 / 200، ومستدرك الوسائل: 9 / 35 كلاهما من طبع آل البيت
وجامع أحاديث الشيعة: 20 / 79 من الطبعة الحديثة، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) مستدرك الوسائل: 9 / 38 ح 8.
179

المداومة
[12611] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كان الرجل على عمل فليدم عليه سنة ثم
يتحول عنه إن شاء إلى غيره وذلك أن ليلة القدر يكون فيها في عامه ذلك ما شاء الله أن
يكون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12612] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال:: أحب الأعمال إلى الله عزوجل ما داوم
عليه العبد وإن قل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12613] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن
مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار، عن نجيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ما من شيء أحب إلى الله عزوجل من عمل يداوم عليه وإن قل (3).
الرواية حسنة سندا.
[12614] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن

(1) الكافي: 2 / 82 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 82 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 82 ح 3.
180

عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول: إني
لأحب أن أداوم على العمل وإن قل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12615] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن فضالة بن أيوب، عن العلاء،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما
يقول: إني لأحب أن أقدم على ربي وعملي مستو (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
قال الفيض: يعني لا يزيد ولا ينقص على حسب الأزمنة بإفراط أو تفريط (3).
[12616] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن جعفر بن بشير، عن عبد الكريم بن عمرو، عن سليمان بن خالد قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياك أن تفرض على نفسك فريضة فتفارقها اثنى عشر
هلالا (4).
الرواية موثقة سندا.
[12617] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة
بعد المسكنة وأقبح من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12618] 8 - الكليني بإسناده إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة أنه

(1) الكافي: 2 / 82 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 83 ح 5.
(3) الوافي: 4 / 358.
(4) الكافي: 2 / 83 ح 6.
(5) الكافي: 2 / 84 ح 6.
181

كتب:... وقد قال أبونا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المداومة على العمل في اتباع الآثار
والسنن وإن قل أرضى لله وأنفع عنده في العاقبة من الإجتهاد في البدع واتباع الأهواء
ألا أن اتباع الأهواء واتباع البدع بغير هدى من الله ضلال وكل ضلالة بدعة وكل
بدعة في النار ولن ينال شيء من الخير عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا لأن الصبر
والرضا من طاعة الله و... الحديث (1).
[12619] 9 - الصدوق قال: كتب الرضا علي بن موسى (عليه السلام) إلى محمد بن سنان فيما
كتب من جواب مسائله: إن علة الصلاة أنها إقرار بالربوبية لله عزوجل وخلع الأنداد
وقيام بين يدي الجبار جل جلاله بالذل والمسكنة والخضوع والاعتراف والطلب
للإقالة من سالف الذنوب ووضع الوجه على الأرض كل يوم إعظاما لله جل جلاله
وأن يكون ذاكرا غير ناس ولا بطر ويكون خاشعا متذللا راغبا طالبا للزيادة في
الدين والدنيا مع ما فيه من الإيجاب والمداومة على ذكر الله عزوجل بالليل والنهار لئلا
ينسى العبد سيده ومدبره وخالقه فيبطر ويطغى ويكون ذلك في ذكره لربه جل وعز
وقيامه بين يديه زاجرا له عن المعاصي ومانعا له من أنواع الفساد (2).
[12620] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن النهدي، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب، عن الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن المؤمن لا يكون سجيته
الكذب ولا البخل ولا الفجور ولكن ربما ألم بشيء من هذا لا يدوم عليه، فقيل له:
أفيزني؟ قال: نعم هو مفتن تواب ولكن لا يولد له [ابن] من تلك النطفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 8 / 8.
(2) الفقيه: 1 / 214 ح 645.
(3) الخصال: 1 / 129 ح 134.
182

المدح
[12621] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم إذا أراد
أحدكم أن يسأل من ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عزوجل
والمدح له والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يسأل الله حوائجه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12622] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عمن حدثه عن جميل بن دراج قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ومن خالص
الإيمان البر بالإخوان والسعي في حوائجهم، وإن البار بالإخوان ليحبه الرحمن وفي
ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، يا جميل أخبر بهذا غرر
أصحابك، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالإخوان في
العسر واليسر ثم قال: يا جميل أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك وقد مدح
الله عزوجل في ذلك صاحب القليل فقال في كتابه: (ويؤثرون على أنفسهم ولو
كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (2) (3).
[12623] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة،

(1) الكافي: 2 / 484 ح 1.
(2) سورة الحشر: 9.
(3) الكافي: 4 / 41 ح 15.
183

عن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث طويل:... ورأيت طالب الحلال يذم
ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم... الحديث (1).
[12624] 4 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من باع واشترى فليحفظ
خمس خصال وإلا فلا يشترين ولا يبيعن: الربا والحلف وكتمان العيوب والمدح إذا باع
والذم إذا اشترى (2).
[12625] 5 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث المناهي انه قال: ونهى عن
بيع الذهب بالذهب زيادة إلا وزنا بوزن ونهى عن المدح وقال: احثوا في وجوه
المداحين التراب وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك
الموت قال له: ابشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس المصير، وقال: من مدح سلطانا
جائرا أو تخفف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه في النار، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عزوجل:
(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) (3) وقال (عليه السلام): من ولى جائرا على
جور كان قرين هامان في جهنم... الحديث (4).
[12626] 6 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن سليمان بن مقبل،
عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: من
جالس لنا عائبا أو مدح لنا قاليا أو واصل لنا قاطعا أو قطع لنا واصلا أو والى لنا
عدوا أو عادى لنا وليا فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم (5).
[12627] 7 - الصدوق، عن ابن موسى، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي،
عن حفص، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مدح

(1) الكافي: 8 / 40.
(2) الفقيه: 3 / 194 ح 3727.
(3) سورة هود: 113.
(4) الفقيه: 4 / 11.
(5) أمالي الصدوق: المجلس الثالث عشر ح 7 / 111 الرقم 87.
184

أخاه المؤمن في وجهه واغتابه من ورائه فقد انقطع ما بينهما من العصمة (1).
[12628] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه مدحه قوم في وجهه فقال: اللهم
إنك أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون واغفر لنا
ما لا يعلمون (2).
[12629] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الثناء بأكثر من الاستحقاق
ملق والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد (3).
[12630] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب مفتون بحسن القول
فيه (4).
[12631] 11 - الديلمي رفعه إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) انه قال: من مدح
غير المستحق فقد قام مقام المتهم (5).
[12632] 12 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في
حديث:... طلبت المدح فما وجدت إلا بالسخاوة، كونوا أسخياء تمدحوا... (6).
[12633] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أجهل الناس المغتر بقول
مادح متملق يحسن له القبيح ويبغض إليه النصيح (7).
[12634] 14 - وعنه (عليه السلام): إن مادحك لخادع لعقلك غاش لك في نفسك بكاذب
الاطراء وزور الثناء، فإن حرمته نوالك ومنعته إفضالك: وسمك بكل فضيحة

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 22 / 677 الرقم 920.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 100.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 347.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 462.
(5) أعلام الدين: 313.
(6) جامع الأخبار: 341 ح 1.
(7) غرر الحكم: ح 3262.
185

ونسبك إلى كل قبيحة (1).
[12635] 15 - وعنه (عليه السلام): من مدحك فقد ذبحك (2).
[12636] 16 - وعنه (عليه السلام): من مدحك بما ليس فيك فهو خليق أن يذمك بما ليس
فيك (3).
[12637] 17 - وعنه (عليه السلام): من أثني عليه بما ليس فيه سخر به (4).
[12638] 18 - وعنه (عليه السلام): من مدح نفسه ذبحها (5).
[12639] 19 - وعنه (عليه السلام): مادحك بما ليس فيك مستهزء بك، فإن لم تسعفه بنوالك
بالغ في ذمك وهجائك (6).
[12640] 20 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إذا مدح الفاجر اهتز
العرش وغضب الرب (7).
إن شئت راجع المحجة البيضاء: 5 / 282 و 6 / 126، وبحار الأنوار: 70 / 294،
وجامع السعادات: 2 / 367، وهداية العلم: 557.

(1) غرر الحكم: ح 3602.
(2) غرر الحكم: ح 7766.
(3) غرر الحكم: ح 8558.
(4) غرر الحكم: ح 8831.
(5) غرر الحكم: ح 9104.
(6) غرر الحكم: ح 9838.
(7) بحار الأنوار: 74 / 150.
186

المدينة المنورة
[12641] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن سيف بن عميرة، عن حسان بن مهران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: مكة حرم الله والمدينة حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والكوفة
حرمي لا يريدها جبار بحادثة إلا قصمه الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12642] 2 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير
واحد، عن أبان، عن أبي العباس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
المدينة؟ قال: نعم حرم بريدا في بريد غضاها، قال: قلت: صيدها؟ قال: لا يكذب
الناس (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12643] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي
ابن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن مكة حرم الله حرمها إبراهيم (عليه السلام)، وإن المدينة حرمي ما بين
لابتيها حرم لا يعضد شجرها وهو ما بين ظل عائر إلى ظل وعير، وليس صيدها
كصيد مكة يؤكل هذا ولا يؤكل ذلك وهو بريد (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 563 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 563 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 564 ح 5.
187

[12644] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحدث بالمدينة حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله، قلت:
وما الحدث؟ قال: القتل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12645] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من مات في المدينة
بعثه الله في الآمنين يوم القيامة.
منهم: يحيى بن حبيب وأبو عبيدة الحذاء وعبد الرحمن بن الحجاج (2).
قال الشيخ الطوسي في ذيل الحديث: هذا من كلام محمد بن عمرو بن سعيد
الزيات (3).
[12646] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن جهم قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام): أيما أفضل المقام بمكة أو بالمدينة؟
فقال: أي شيء تقول أنت؟ قال: فقلت: وما قولي مع قولك، قال: إن قولك يردك
إلى قولي، قال: فقلت له: أما أنا فأزعم أن المقام بالمدينة أفضل من المقام
بمكة، قال: فقال: أما لئن قلت ذلك لقد قال أبو عبد الله (عليه السلام) ذاك يوم فطر وجاء إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلم عليه في المسجد ثم قال: قد فضلنا الناس اليوم بسلامنا على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 4 / 565 ح 6.
(2) الكافي: 4 / 558 ح 3.
(3) التهذيب: 6 / 14.
(4) الكافي: 4 / 557 ح 1.
188

[12647] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد،
عن مرازم قال: دخلت أنا وعمار وجماعة على أبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة فقال:
ما مقامكم؟ فقال عمار: قد سرحنا ظهرنا وأمرنا أن نؤتى به إلى خمسة عشر يوما
فقال: أصبتم المقام في بلد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصلاة في مسجده واعملوا لآخرتكم
وأكثروا لأنفسكم أن الرجل قد يكون كيسا في الدنيا فيقال: ما أكيس فلانا، وإنما
الكيس كيس الآخرة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12648] 8 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) أبدء بالمدينة أو بمكة؟ قال: ابدء بمكة واختم بالمدينة
فإنه أفضل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12649] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المسجد فإن استطعت أن تقيم ثلاثة أيام: الأربعاء
والخميس والجمعة فصل ما بين القبر والمنبر يوم الأربعاء عند الأسطوانة التي تلي
القبر فتدعو الله عندها وتسأله كل حاجة تريدها في آخرة أو دنيا، واليوم الثاني عند
أسطوانة التوبة، ويوم الجمعة عند مقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مقابل الأسطوانة الكثيرة الخلوق
فتدعو الله عندهن لكل حاجة وتصوم تلك الثلاثة أيام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والظاهر سقوط ابن أبي عمير بين إبراهيم بن هاشم وحماد، قد كتبت ذلك وبعد أكثر

(1) الكافي: 4 / 557 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 550 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 558 ح 4.
189

من سنة وجدت أن الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني المتوفي عام 1011 (قدس سرهما) صاحب
المعالم أيضا تنبه لذلك في كتابه منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان:
3 / 466، والحمد لله الذي هو العالم.
[12650] 10 - الطوسي بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن صفوان وابن فضال،
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكر الدجال، قال: فلم يبق منهل إلا وطئه
إلا مكة والمدينة فإن على كل نقب من أنقابها ملكا يحفظها من الطاعون والدجال (1).
الرواية موثقة سندا. النقب: الطريق في الجبل.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 4 / 563، والتهذيب:
6 / 12، وبحار الأنوار: 21 / 89 من طبع الكمباني و 96 / 375 من طبع بيروت،
وقد مر منا في عنوان الزيارة فضل زيارة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبنته فاطمة الزهراء (عليها السلام)
والأئمة (عليهم السلام) المدفونين في البقيع الغرقد.

(1) التهذيب: 6 / 12 ح 2.
190

المراء (1)
[12651] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: طلبة
العلم ثلاثة فأعرفهم بأعيانهم وصفاتهم: صنف يطلبه للجهل والمراء، وصنف يطلبه
للاستطالة والختل، وصنف يطلبه للفقه والعقل، فصاحب الجهل والمراء موذ ممار
متعرض للمقال في أندية الرجال بتذاكر العلم وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلى
من الورع فدق الله من هذا خيشومه وقطع منه حيزومه، وصاحب الاستطالة والختل
ذو خب وملق يستطيل على مثله من أشباهه ويتواضع للأغنياء من دونه فهو
لحلوائهم هاضم ولدينه حاطم فأعمى الله على هذا خبره وقطع من آثار العلماء أثره،
وصاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر قد تحنك في برنسه وقام الليل في حندسه
يعمل ويخشى وجلا داعيا مشفقا مقبلا على شأنه عارفا بأهل زمانه مستوحشا من
أوثق إخوانه، فشد الله من هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه.
وحدثني به محمد بن محمود أبو عبد الله القزويني عن عدة من أصحابنا منهم جعفر
ابن محمد الصيقل بقزوين عن أحمد بن عيسى العلوي، عن عباد بن صهيب البصري،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2).
[12652] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس وأن تسلم على

(1) المراء: الجدال والاعتراض على كلام الغير من غير غرض ديني. قاله الفيض في الوافي: 5 / 939.
(2) الكافي: 1 / 49 ح 5.
191

من تلقى وأن تترك المراء وإن كنت محقا وأن لا تحب أن تحمد على التقوى (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12653] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في
الجنة؟: انفق ولا تخف فقرا وأفش السلام في العالم واترك المراء وإن كنت محقا وانصف
الناس من نفسك (2).
[12654] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والمراء والخصومة
فإنهما يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12655] 5 - الكليني، عن علي، عن هارون، عن مسعدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من لقى الله عزوجل بهن دخل الجنة من أي باب شاء: من حسن
خلقه وخشي الله في المغيب والمحضر وترك المراء وإن كان محقا (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12656] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إبراهيم
ابن أبي البلاد، عمن ذكره قال: قال لقمان (عليه السلام) لابنه: يا بني لا تقترب فتكون أبعد لك
ولا تبعد فتهان، كل دابة تحب مثلها وأن ابن آدم يحب مثله، ولا تنشر بزك إلا عند
باغيه، كما ليس بين الذئب والكبش خلة كذلك ليس بين البار والفاجر خلة، من
يقترب من الزفت يعلق به بعضه كذلك من يشارك الفاجر يتعلم من طرقه، من يحب

(1) الكافي: 2 / 122 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 144 ح 2 و 4 / 44 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 300 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 300 ح 2.
192

المراء يشتم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن
لا يملك لسانه يندم (1).
البز: الثياب أو متاع البيت من الثياب ونحوها وبايعه البزاز وحرفته البزازة. كذا قاله
الفيروزآبادي في قاموس اللغة.
[12657] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ثم قال: قالت مريم: (إني
نذرت للرحمن صوما) (2) أي صوما صمتا وفي نسخة اخرى: أي صمتا، فإذا
صمتم فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا، قال: وسمع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة تسب جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بطعام فقال
لها: كلي، فقالت: إني صائمة فقال: كيف تكونين صائمة وقد سبيت جاريتك؟ إن
الصوم ليس من الطعام والشراب، قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صمت فليصم
سمعك وبصرك من الحرام والقبيح ودع المراء وأذى الخادم وليكن عليك وقار الصيام
ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك (3).
[12658] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه من
العراقيين رفعه قال: خطب الناس الحسن بن علي (عليهما السلام) فقال: أيها الناس أنا أخبركم
عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في
عينه كان خارجا من سلطان بطنه فلا يشتهي ما لا يجد ولا يكثر إذا وجد، كان
خارجا من سلطان فرجه، فلا يستخف له عقله ولا رأيه، كان خارجا من سلطان

(1) الكافي: 2 / 641 ح 9.
(2) سورة مريم: 26.
(3) الكافي: 4 / 87 ح 3.
193

الجهالة فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة، كان لا يتشهى ولا يتسخط ولا يتبرم، كان
أكثر دهره صماتا فإذا قال بذ القائلين كان لا يدخل في مراء ولا يشارك في دعوى ولا
يدلي بحجة حتى يرى قاضيا وكان لا يغفل عن إخوانه ولا يخص نفسه بشيء دونهم،
كان ضعيفا مستضعفا فإذا جاء الجد كان ليثا عاديا، كان لا يلوم أحدا فيما يقع العذر
في مثله حتى يرى اعتذارا، كان يفعل ما يقول ويفعل ما لا يقول، كان إذا ابتزه أمران
لا يدري أيهما أفضل نظر إلى أقربهما إلى الهوى فخالفه، كان لا يشكو وجعا إلا عند
من يرجو عنده البرء، ولا يستشير إلا من يرجو عنده النصيحة، كان لا يتبرم ولا
يتسخط ولا يتشكى ولا يتشهى ولا ينتقم ولا يغفل عن العدو، فعليكم بمثل هذه
الأخلاق الكريمة إن أطقتموها فإن لم تطيقوها كلها فأخذ القليل خير من ترك الكثير
ولا حول ولا قوة إلا بالله (1).
[12659] 9 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس السراج، عن قتيبة،
عن قرعة، عن إسماعيل بن أسيد، عن جبلة الإفريقي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أنا
زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى الجنة لمن ترك المراء وإن
كان محقا ولمن ترك الكذب وإن كان هازلا ولمن حسن خلقه (2).
الربض: النواحي.
[12660] 10 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن محبوب، عن
أبي ولاد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ان المعرفة
بكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة المراء وحلمه وصبره وحسن
خلقه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 237 ح 26.
(2) الخصال: 1 / 144 ح 170.
(3) الخصال: 1 / 290 ح 50.
194

[12661] 11 - الصدوق بإسناده إلى يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) عن
آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأورع الناس من ترك المراء وإن كان
محقا... الحديث (1).
[12662] 12 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في وصيته لأبي جعفر
محمد بن النعمان الأحول المعروف بمؤمن الطاق:... يا ابن النعمان إياك والمراء فإنه
يحبط عملك وإياك والجدال فإنه يوبقك وإياك وكثرة الخصومات فإنها تبعدك من
الله... الحديث (2).
[12663] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من ضن بعرضه فليدع
المراء (3).
[12664] 14 - الديلمي رفعه إلى أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا (عليهم السلام) انه قال:
المراء يفسد الصداقة القديمة ويحلل العقدة الوثيقة وأقل ما فيه أن تكون فيه المغالبة
والمغالبة أس أسباب القطيعة (4).
[12665] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ستة لا يمارون: الفقيه والرئيس
والدني والبذي والمرأة والصبي (5).
[12666] 16 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من ترك المراء
وهو محق بني له بيت في أعلى الجنة ومن ترك المراء وهو مبطل بني له بيت في ربض
الجنة (6).

(1) الفقيه: 4 / 395.
(2) تحف العقول: 309.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 362.
(4) أعلام الدين: 311.
(5) غرر الحكم: ح 5634، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 564.
(6) منية المريد: 170.
195

[12667] 17 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا تمار أخاك
ولا تمازحه ولا تعده موعدا فتخلفه (1).
[12668] 18 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ذروا المراء فإنه
لا تفهم حكمته ولا تؤمن فتنته (2).
[12669] 19 - المجلسي رفعه وقال: روي عن أبي الدرداء وأبي أمامة و واثلة وأنس
قالوا: خرج علينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما ونحن نتمارى في شيء من أمر الدين فغضب
غضبا شديدا لم يغضب مثله ثم قال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ذروا المراء فإن
المؤمن لا يماري، ذروا المراء فإن المماري قد تمت خسارته، ذروا المراء فإن المماري
لا أشفع له يوم القيامة، ذروا المراء فأنا زعيم بثلاثة أبيات في الجنة في رياضها
وأوسطها وأعلاها لمن ترك المراء وهو صادق، ذروا المراء فإن أول ما نهاني عنه ربي
بعد عبادة الأوثان المراء (3).
[12670] 20 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: لا يستكمل عبد حقيقة
الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقا (4).
الروايات في هذا المجال وردت في الكافي: 2 / 300، والوافي: 5 / 939،
وبحار الأنوار: 2 / 124 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) منية المريد: 170.
(2) منية المريد: 170.
(3) بحار الأنوار: 2 / 138 ح 54.
(4) بحار الأنوار: 2 / 138 ح 53.
196

المرأة
[12671] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الجوزاء، عن الحسين
ابن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
كتب الله الجهاد على الرجال والنساء فجهاد الرجل بذل ماله ونفسه حتى يقتل في
سبيل الله وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته.
وفي حديث آخر: جهاد المرأة حسن التبعل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12672] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من
القسم المصلح للمرء المسلم أن يكون له المرأة إذا نظر إليها سرته وإذا غاب عنها
حفظته وإذا أمرها أطاعته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12673] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إنما المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلده، قال: وسمعته يقول: ليس للمرأة خطر
لا لصالحتهن ولا لطالحتهن أما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة بل هي خير

(1) الكافي: 5 / 9 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 327 ح 5.
197

من الذهب والفضة وأما طالحتهن فليس التراب خطرها بل التراب خير منها (1).
[12674] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيبا فقال: أيها الناس إياكم وخضراء
الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت
السوء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12675] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا تزوج الرجل المرأة لجمالها أو مالها وكل إلى ذلك وإذا تزوجها لدينها رزقه الله الجمال
والمال (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12676] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أبي القاسم، عن أبيه رفعه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المرأة الجميلة تقطع البلغم والمرأة السوءاء تهيج المرة
السوداء (4).
[12677] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن مروك بن عبيد،
عن زرعة بن محمد، عن سماعة بن مهران، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة ولكن الله ألقى عليهن
الحياء (5).

(1) الكافي: 5 / 332 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 332 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 333 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 336 ح 1.
(5) الكافي: 5 / 339 ح 5.
198

[12678] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يريد أن يتزوج
المرأة أينظر إليها؟ قال: نعم إنما يشتريها بأغلى الثمن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12679] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تزوج المرأة ولا يجعل في نفسه أن
يعطيها مهرها فهو زنا (2).
الرواية موثقة سندا.
[12680] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن ميسر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ألقى المرأة
بالفلاة التي ليس فيها أحد فأقول لها هل لك زوج؟ فتقول: لا، فأتزوجها؟ قال:
نعم هي المصدقة على نفسها (3).
الرواية حسنة سندا.
[12681] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن مالك بن عطية، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جاءت امرأة إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: يا رسول الله ما حق الزوج على المرأة؟ فقال لها: أن تطيعه ولا
تعصيه ولا تصدق من بيته إلا بإذنه ولا تصوم تطوعا إلا بإذنه ولا تمنعه نفسها وإن
كانت على ظهر قتب ولا تخرج من بيتها إلا بإذنه وإن خرجت من بيتها بغير إذنه لعنتها
ملائكة السماء وملائكة الأرض وملائكة الغضب وملائكة الرحمة حتى ترجع إلى
بيتها، فقال: يا رسول الله من أعظم الناس حقا على الرجل؟ قال: والده، فقالت:

(1) الكافي: 5 / 365 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 383 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 462 ح 2.
199

يا رسول الله من أعظم الناس حقا على المرأة؟ قال: زوجها، قال: فما لي عليه من
الحق مثل ما له علي؟ قال: لا ولا من كل مائة واحدة، قال: فقالت: والذي بعثك
بالحق نبيا لا يملك رقبتي رجل أبدا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12682] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
حسان، عن موسى بن بكر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: جهاد المرأة حسن التبعل (2).
[12683] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن مالك بن عطية، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن قوما أتوا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: يا رسول الله إنا رأينا أناسا يسجد بعضهم لبعض؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها (3).
الرواية موثقة سندا.
[12684] 14 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن
غير واحد، عن أبان، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أيضرب أحدكم المرأة ثم يظل معانقها (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12685] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما المرأة لعبة من اتخذها فلا يضيعها (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 506 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 507 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 507 ح 6.
(4) الكافي: 5 / 509 ح 1.
(5) الكافي: 5 / 510 ح 2.
200

[12686] 16 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن
عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
وأحمد بن محمد العاصمي، عمن حدثه، عن معلى بن محمد البصري، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في رسالة
أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الحسن (عليه السلام): لا تملك المرأة من الأمر ما يجاوز نفسها فإن ذلك
أنعم لحالها وأرخى لبالها وأدوم لجمالها فإن المرأة ريحانة وليست بقهرمانة ولا تعد
بكرامتها نفسها واغضض بصرها بسترك واكففها بحجابك ولا تطمعها أن تشفع
لغيرها فيميل عليك من شفعت له عليك معها واستبق من نفسك بقية فإن إمساكك
نفسك عنهن وهن يرين أنك ذو اقتدار خير من أن يرين منك حالا على انكسار (1).
[12687] 17 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق المرأة
على زوجها الذي إذا فعله كان محسنا؟ قال: يشبعها ويكسوها وإن جهلت غفر لها،
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كانت امرأة عند أبي (عليه السلام) تؤذيه فيغفر لها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12688] 18 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما
مثل المرأة مثل الضلع المعوج إن تركته انتفعت به وان أقمته كسرته، وفي حديث
آخر: استمتعت به (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 510 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 510 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 513 ح 1.
201

[12689] 19 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن سعد بن أبي عمرو الجلاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال
لامرأة سعد: هنيئا لك يا خنساء فلو لم يعطك الله شيئا إلا ابنتك ام الحسين لقد أعطاك
الله خيرا كثيرا، إنما مثل المرأة الصالحة في النساء كمثل الغراب الأعصم في الغربان
وهو الأبيض احدى الرجلين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12690] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
أبي علي الواسطي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المرأة إذا كبرت ذهب خير شطريها
وبقي شرهما: ذهب جمالها وعقم رحمها واحتد لسانها (2).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر مما ذكرنا فعليك
بمراجعة كتاب النكاح من كتب الأخبار ويأتي منا عنوان النساء في محلها إن شاء
الله تعالى.

(1) الكافي: 5 / 515 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 515 ح 6.
202

المراقبة
[12691] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن محمد بن النعمان أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: إن أمير المؤمنين (عليه السلام) لما انقضت القصة فيما بينه وبين
طلحة والزبير وعائشة بالبصرة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: يا أيها الناس إن الدنيا حلوة خضرة تفتن الناس بالشهوات
وتزين لهم بعاجلها وأيم الله إنها لتغر من أملها وتخلف من رجاها وستورث أقواما
الندامة والحسرة بإقبالهم عليها وتنافسهم فيها وحسدهم وبغيهم على أهل الدين
والفضل فيها ظلما وعدوانا وبغيا وأشرا وبطرا وبالله إنه ما عاش قوم قط في غضارة
من كرامة نعم الله في معاش دنيا ولا دائم تقوى في طاعة الله والشكر لنعمه فأزال ذلك
عنهم إلا من بعد تغير من أنفسهم وتحويل عن طاعة الله والحادث من ذنوبهم وقلة
محافظة وترك مراقبة الله جل وعز وتهاون بشكر نعمة الله لأن الله عزوجل يقول في محكم
كتابه: (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا
فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) (1) ولو ان أهل المعاصي وكسبة الذنوب إذا هم
حذروا زوال نعم الله وحلول نقمته وتحويل عافيته أيقنوا أن ذلك من الله جل ذكره بما
كسبت أيديهم فأقلعوا وتابوا وفزعوا إلى الله جل ذكره بصدق من نياتهم وإقرار منهم
بذنوبهم وإساءتهم لصفح لهم عن كل ذنب وإذا لأقالهم كل عثرة ولرد عليهم كل كرامة

(1) سورة الرعد: 11.
203

نعمة، ثم أعاد لهم من صلاح أمرهم ومما كان أنعم به عليهم كل ما زال عنهم وأفسد
عليهم، فاتقوا الله أيها الناس حق تقاته واستشعروا خوف الله جل ذكره وأخلصوا
اليقين وتوبوا إليه من قبيح ما استفزكم الشيطان من قتال ولي الأمر وأهل العلم بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما تعاونتم عليه من تفريق الجماعة وتشتت الأمر وفساد صلاح
ذات البين إن الله عزوجل يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون (1).
[12692] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج،
عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الإيمان فقال: إن الله عزوجل
جعل الإيمان على اربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد، فالصبر من ذلك
على أربع شعب: على الشوق والإشفاق والزهد والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا
عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت عليه
المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات... الحديث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12693] 3 - الكليني، عن علي بن الحسين المؤدب، وغيره، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن الحارث الهمداني، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:... فرحم الله امرءا راقب ربه
وتنكب ذنبه وكابر هواه وكذب مناه، امرءا زم نفسه من التقوى بزمام وألجمها من
خشية ربها بلجام، فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن المعصية بلجامها، رافعا
إلى المعاد طرفه، متوقعا في كل أوان حتفه... الحديث (3).
[12694] 4 - الصدوق بإسناده عن الحسين بن يزيد، عن علي بن غراب قال: قال

(1) الكافي: 8 / 256 ح 368.
(2) الكافي: 2 / 50 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 172.
204

الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام): من خلا بذنب فراقب الله تعالى ذكره فيه واستحيى من
الحفظة غفر الله عزوجل له جميع ذنوبه وإن كانت مثل ذنوب الثقلين (1).
[12695] 5 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن قتيبة،
عن الفضل بن شاذان فيما رواه من العلل عن الرضا (عليه السلام):... فإن قال: فلم جعلت
الجماعة؟ قيل: لأن لا يكون الإخلاص والتوحيد والإسلام والعبادة لله إلا ظاهرا
مكشوفا مشهودا لأن في إظهاره حجة على أهل المشرق والمغرب لله عزوجل وليكون
المنافق والمستخف مؤديا لما أقر به يظهر الإسلام والمراقبة، وليكون شهادات الناس
بالإسلام من بعضهم لبعض جائزة ممكنة، مع ما فيه من المساعدة على البر والتقوى
والزجر عن كثير من معاصي الله عزوجل... الحديث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12696] 6 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن الفضل، عن
الرضا (عليه السلام):... فإن قال قائل: لم أمر الله الخلق بالإقرار بالله وبرسله وحججه وبما
جاء من عند الله عزوجل؟ قيل: لعلل كثيرة منها: إن من لم يقر بالله عزوجل لم يجتنب معاصيه
ولم ينته عن ارتكاب الكبائر ولم يراقب أحدا فيما يشتهي ويستلذ من الفساد والظلم
فإذا فعل الناس هذه الأشياء وارتكب كل إنسان ما يشتهي ويهواه من غير مراقبة
لأحد كان في ذلك فساد الخلق أجمعين وثوب بعضهم على بعض فغصبوا الفروج
والأموال وأباحوا الدماء والنساء وقتل بعضهم بعضا من غير حق ولا جرم فيكون في
ذلك خراب الدنيا وهلاك الخلق وفساد الحرث والنسل ومنها... الحديث (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الفقيه: 4 / 411 ح 5895.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 109.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 99.
205

[12697] 7 - المفيد، عن الأوزاعي رفعه إلى لقمان الحكيم انه قال:... يا بني
إياك ومصاحبة الفساق فإنما هم كالكلاب إن وجدوا عندك شيئا أكلوه وإلا ذموك
وفضحوك وإنما حبهم بينهم ساعة، يا بني معاداة المؤمن خير من مصادقة الفاسق،
يا بني المؤمن تظلمه ولا يظلمك وتطلب عليه ويرضى عنك والفاسق لا يراقب الله
فكيف يراقبك (1).
[12698] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: رحم الله امرءا سمع حكما فوعى
ودعي إلى رشاد فدنا وأخذ بحجزة هاد فنجا، راقب ربه وخاف ذنبه، قدم خالصا
وعمل صالحا، اكتسب مذخورا واجتنب محذورا، رمى غرضا وأحرز عوضا، كابر
هواه وكذب مناه، جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته، ركب الطريقة الغراء
ولزم المحجة البيضاء، اغتنم المهل وبادر الأجل وتزود من العمل (2).
[12699] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبته الغراء:... فاتقوا
الله عباد الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه... إلى أن قال: ورغب في طلب وذهب
عن هرب وراقب في يومه غده ونظر قدما أمامه فكفى بالجنة ثوابا ونوالا وكفى بالنار
عقابا و وبالا وكفى بالله منتقما ونصيرا وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما...
الحديث (3).
[12700] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن ارتقب الموت
سارع إلى الخيرات... (4).
في هذا المجال راجع ارشاد القلوب: 128 إن شئت.

(1) الاختصاص: 338.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 76.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 31.
206

المرض
[12701] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رفع رأسه إلى
السماء فتبسم فقيل له: يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت؟ قال:
نعم عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان عبدا مؤمنا صالحا في مصلى
كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته فلم يجدان في مصلاه فعرجا إلى السماء
فقالا: ربنا عبدك المؤمن فلان التمسناه في مصلاه لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم
نصبه فوجدناه في حبالك، فقال الله عزوجل: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من
الخير في يومه وليلته ما دام في حبالي فإن علي أن أكتب له أجر ما كان يعمله في صحته
إذا حبسته عنه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12702] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل
ابن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن المسلم إذا غلبه
ضعف الكبر أمر الله عزوجل الملك أن يكتب له في حاله تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب
نشيط صحيح، ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل
من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه، وكذلك الكافر إذا اشتغل بسقم في جسده
كتب الله له ما كان يعمل من الشر في صحته (2).

(1) الكافي: 3 / 113 ح 1 و 2.
(2) الكافي: 3 / 113 ح 1 و 2.
207

[12703] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول الله عزوجل
للملك الموكل بالمؤمن إذا مرض: اكتب له ما كنت تكتب له في صحته فإني أنا الذي
صيرته في حبالي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12704] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي الصباح
قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): سهر ليلة من مرض أفضل من عبادة سنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12705] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن درست، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام): قال:
سهر ليلة من مرض أو وجع أفضل وأعظم أجرا من عباده سنة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12706] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن درست قال: سمعت أبا إبراهيم (عليه السلام) يقول: إذا مرض المؤمن أوحى الله عزوجل إلى
صاحب الشمال: لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا، ويوحي إلى
صاحب اليمين: أن اكتب لعبدي ما كنت تكتبه في صحته من الحسنات (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12707] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن حفص بن غياث، عن حجاج، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجسد إذا لم يمرض أشر

(1) الكافي: 3 / 113 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 113 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 114 ح 6.
(4) الكافي: 3 / 114 ح 7.
208

ولا خير في جسد لا يمرض بأشر (1).
[12708] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: حمى ليلة تعدل عبادة
سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلاث تعدل عبادة سبعين سنة، قال:
قلت: فإن لم يبلغ سبعين سنة؟ قال: فلامه وأبيه، قال: قلت: فإن لم يبلغا؟ قال:
فلقرابته، قال: قلت: فإن لم يبلغ قرابته، قال: فلجيرانه (2).
[12709] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن الحكم بن
مسكين، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حمى ليلة كفارة لما قبلها ولما
بعدها (3).
[12710] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من مرض ثلاثة أيام فكتمه ولم يخبر به أحدا
أبدل الله عزوجل له لحما خير من لحمه ودما خيرا من دمه وبشرة خيرا من بشرته وشعرا
خيرا من شعره، قال: قلت له: جعلت فداك وكيف يبدله؟ قال: يبدله لحما ودما
وشعرا وبشرة لم يذنب فيها (4).
[12711] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن حد الشكاية للمريض؟ فقال: إن
الرجل يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة، وقد صدق وليس هذا شكاية وإنما
الشكوى أن يقول: قد ابتليت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابني ما لم يصب

(1) الكافي: 3 / 114 ح 8.
(2) الكافي: 3 / 114 ح 9.
(3) الكافي: 3 / 115 ح 10.
(4) الكافي: 3 / 116 ح 6.
209

أحدا، وليس الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وحممت اليوم، ونحو هذا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12712] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي ولاد
الحناط، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ينبغي للمريض
منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه فيؤجر فيهم ويؤجرون فيه، قال: فقيل له:
نعم هم يؤجرون بممشاهم إليه فكيف يؤجر هو فيهم؟ قال: فقال: باكتسابه لهم
الحسنات فيؤجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات ويمحى
بها عنه عشر سيئات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12713] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: العيادة قدر فواق ناقة أو حلب ناقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12714] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا خاض
في الرحمة خوضا فإذا جلس غمرته الرحمة فإذا انصرف وكل الله به سبعين ألف ملك
يستغفرون له ويسترحمون عليه ويقولون: طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة
من غد، وكان له يا أبا حمزة خريف في الجنة، قلت: وما الخريف جعلت فداك؟ قال:
زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 3 / 116 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 117 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 117 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 120 ح 3.
210

[12715] 15 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم
ابن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن محمد بن سنان، عن الرضا (عليه السلام) قال: المرض
للمؤمن تطهير ورحمة وللكافر تعذيب ولعنة، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى لا
يكون عليه ذنب (1).
[12716] 16 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد،
عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد بن بشار، عن عبيد الله، عن درست، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن الكاظم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للمريض أربع
خصال: يرفع عنه القلم، ويأمر الله الملك يكتب له كل فضل كان يعمله في صحته،
ويتتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفورا له وإن
عاش عاش مغفورا له (2).
[12717] 17 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثلاثة من كنوز الجنة:
كتمان الصدقة وكتمان المصيبة وكتمان المرض (3).
[12718] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لبعض أصحابه في علة
اعتلها: جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك، فإن المرض لا أجر فيه ولكنه
يحط السيئات ويحتها حت الأوراق، وإنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي
والأقدام، وإن الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده
الجنة (4).
روى الطوسي بإسناده مثلها عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في أماليه: المجلس السابع
والعشرون ح 2 / 602 الرقم 1245.

(1) ثواب الأعمال: 229.
(2) ثواب الأعمال: 230.
(3) الارشاد: 1 / 303.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 42.
211

[12719] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ألا وإن من البلاء الفاقة
وأشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب ألا وإن من صحة
البدن تقوى القلب (1).
[12720] 20 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن المرض ينقي الجسد من
الذنوب كما يذهب الكير خبث الحديد (2).
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 3 / 112،
وثواب الأعمال: 228، وارشاد القلوب: 42، وأعلام الدين: 398،
ومكارم الأخلاق: 357، وبحار الأنوار: 78 / 170، وكتابنا ألف حديث في
المؤمن: 272 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 388.
(2) أعلام الدين: 398.
212

المروة
[12721] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم
بن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغنى أكثر من
مروة الإعطاء (1).
[12722] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان
ابن عيسى، عن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لن يرغب
المرء عن عشيرته وإن كان ذا مال و ولد وعن مودتهم وكرامتهم ودفاعهم بأيديهم
وألسنتهم هم أشد الناس حيطة من ورائه وأعطفهم عليه وألمهم لشعثه إن أصابته
مصيبة أو نزل به بعض مكاره الامور، ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما يقبض عنهم
يدا واحدة ويقبض عنه منهم أيدي كثيرة، ومن يلن حاشيته يعرف صديقه منه
المودة، ومن بسط يده بالمعروف إذا وجده يخلف الله له ما أنفق في دنياه ويضاعف له في
آخرته، ولسان الصدق للمرء يجعله الله في الناس خيرا من المال يأكله ويورثه،
لا يزدادن أحدكم كبرا وعظما في نفسه ونأيا عن عشيرته إن كان موسرا في المال،
ولا يزدادن أحدكم في أخيه زهدا ولا منه بعدا إذا لم ير منه مروة وكان معوزا في المال،
ولا يغفل أحدكم عن القرابة بها الخصاصة أن يسدها بما لا ينفعه إن أمسكه ولا يضره
إن استهلكه (2).

(1) الكافي: 2 / 93 ح 22.
(2) الكافي: 2 / 154 ح 19.
213

[12723] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن داود بن مهران، عن
علي بن إسماعيل الميثمي، عن رجل عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف
أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: يا جويرية انه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال
خلفهم ما جاء بك؟ قلت: جئت أسألك عن ثلاث: عن الشرف وعن المروة وعن
العقل، قال: أما الشرف فمن شرفه السلطان شرف وأما المروءة فإصلاح المعيشة
وأما العقل فمن اتقى الله عقل (1).
[12724] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد،
عن الحسن بن الحسين العلوي، قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): من مروءة الرجل أن
يكون دوابه سمانا، قال: وسمعته يقول: ثلاثة من المروءة: فراهة الدابة وحسن وجه
المملوك والفرش السري (2).
[12725] 5 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا رفعه عن
هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:... يا هشام لا دين لمن لا مروءة له
ولا مروءة لمن لا عقل له... واستثمار المال تمام المروة... الحديث (3).
[12726] 6 - الصدوق بالأسانيد الثلاثة عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ستة من المروة ثلاثة منها في الحضر وثلاثة منها في السفر: فأما التي
في الحضر فتلاوة كتاب الله تعالى وعمارة مساجد الله واتخاذ الإخوان في الله عزوجل، وأما
التي في السفر فبذل الزاد وحسن الخلق والمزاح في غير المعاصي (4).
[12727] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعدآبادي، عن البرقي، عن أبيه،
عن أبي قتادة القمي، عن عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر، عن الصادق جعفر بن

(1) الكافي: 8 / 241 ح 331.
(2) الكافي: 6 / 479 ح 9.
(3) الكافي: 1 / 19 و 20.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 27 ح 13.
214

محمد (عليهما السلام) قال: إن الناس تذاكروا عنده الفتوة، فقال: أتظنون أن الفتوة بالفسق
والفجور؟ كلا الفتوة والمروة طعام موضوع ونائل مبذول واصطناع المعروف وأذى
مكفوف فأما تلك فشطارة وفسق.
ثم قال (عليه السلام): ما المروة؟ فقلنا: لا نعلم، قال: المروة والله أن يضع الرجل خوانه
بفناء داره والمروة مروتان: مروة في الحضر ومروة في السفر فأما التي في الحضر فتلاوة
القرآن ولزوم المساجد والمشي مع الإخوان في الحوائج والإنعام على الخادم فإنه مما
يسر الصديق ويكبت العدو وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك
وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إياهم وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عزوجل.
ثم قال (عليه السلام): والذي بعث جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحق نبيا إن الله عزوجل ليرزق العبد على قدر
المروة، وإن المعونة لتنزل من السماء على قدر المؤونة، وإن الصبر لينزل على قدر شدة
البلاء (1).
[12728] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران،
عن أيمن بن محرز، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان الحسن بن
علي (عليهما السلام) في نفر من أصحابه عند معاوية فقال له: يا أبا محمد خبرني عن المروة،
فقال: حفظ الرجل دينه وقيامه في إصلاح ضيعته وحسن منازعته وإفشاء السلام
ولين الكلام والكف والتحبب إلى الناس (2).
[12729] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه إلى سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة،
عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن ابنه (عليه السلام): يا بني ما المروة؟
فقال: العفاف وإصلاح المال (3).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والثمانون ح 3 / 645 الرقم 875.
(2) معاني الأخبار: 257 ح 3.
(3) معاني الأخبار: 257 ح 4.
215

[12730] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن البرقي، عن علي بن حفص القرشي، عن رجل من أصحابنا يقال له إبراهيم قال:
سئل الحسن (عليه السلام) عن المروة، فقال: العفاف في الدين وحسن التقدير في المعيشة
والصبر على النائبة (1).
[12731] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن عمر بن حماد الأنصاري رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): تعاهد الرجل ضيعته من المروة (2).
[12732] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المروة مروتان:
مروة الحضر ومروة السفر فأما مروة الحضر فتلاوة القرآن وحضور المساجد وصحبة
أهل الخير والنظر في الفقه، وأما مروة السفر فبذل الزاد والمزاح في غير ما يسخط الله
وقلة الخلاف على من صحبك وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12733] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن عبد الرحمن
ابن العباس رفعه قال: سأل معاوية الحسن بن علي (عليهما السلام) عن المروة؟ فقال: شح
الرجل على دينه وإصلاحه ماله وقيامه بالحقوق، فقال معاوية: أحسنت يا أبا محمد
أحسنت يا أبا محمد. قال: فكان معاوية يقول بعد ذلك: وددت أن يزيد قالها وانه
كان أعور (4).

(1) معاني الأخبار: 258 ح 5.
(2) معاني الأخبار: 258 ح 7.
(3) معاني الأخبار: 258 ح 8.
(4) معاني الأخبار: 257 ح 2.
216

[12734] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: مروتنا
أهل البيت: العفو عمن ظلمنا وإعطاء من حرمنا (1).
[12735] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي في جواب مسائل أبيه (عليه السلام)
أو غيره:... قيل: فما المروة؟ قال: حفظ الدين وإعزاز النفس ولين الكنف وتعهد
الضيعة وأداء الحقوق والتحبب إلى الناس... الحديث (2).
[12736] 16 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسين بن علي (عليهما السلام) وقال: جاءه
رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال (عليه السلام): يا أخا الأنصار صن وجهك عن
بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فإني آت فيها ما سارك إن شاء الله، فكتب:
يا أبا عبد الله أن لفلان علي خمسمائة دينار وقد ألح بي فكلمه ينظرني إلى ميسرة، فلما
قرأ الحسين (عليه السلام) الرقعة دخل إلى منزله فأخرج صرة فيها ألف دينار وقال (عليه السلام) له: أما
خمسمائة فاقض بها دينك وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك ولا ترفع حاجتك إلا
إلى أحد ثلاثة: إلى ذي دين أو مروة، أو حسب فأما ذو الدين فيصون دينه وأما ذو
المروة فإنه يستحيي لمروته وأما ذو الحسب فيعلم أنك لم تكرم وجهك أن تبذله له في
حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك (3).
[12737] 17 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال يوما لمن حضره:
ما المروة؟ فتكلموا فقال (عليه السلام): المروة أن لا تطمع فتذل وتسأل فتقل ولا تبخل فتشتم
ولا تجهل فتخصم، فقيل: ومن يقدر على ذلك؟ فقال (عليه السلام): من أحب أن يكون
كالناظر في الحدقة والمسك في الطيب وكالخليفة في يومكم هذا في القدر (4).

(1) تحف العقول: 38.
(2) تحف العقول: 225.
(3) تحف العقول: 247.
(4) تحف العقول: 293.
217

[12738] 18 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) انه سئل عن المروة؟
فقال: شح الرجل على دينه وإصلاحه ماله وقيامه بالحقوق (1).
[12739] 19 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) وقال: قيل له: ما المروة؟
فقال (عليه السلام): لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك من حيث أمرك (2).
[12740] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المروة اجتناب الرجل
ما يشينه واكتسابه ما يزينه (3).
[12741] 21 - وعنه (عليه السلام): المروة: العدل في الإمرة والعفو مع القدرة والمواساة في
العشرة (4).
[12742] 22 - وعنه (عليه السلام): أول المروة طاعة الله وآخرها التنزه عن الدنايا (5).
[12743] 23 - وعنه (عليه السلام): أول المروة البشر وآخرها استدامة البر (6).
[12744] 24 - وعنه (عليه السلام): أفضل المروة مواساة الإخوان بالأموال ومساواتهم في
الأحوال (7).
[12745] 25 - وعنه (عليه السلام): ثلاث فيهن المروة: غض الطرف وغض الصوت ومشي
القصد (8).
[12746] 26 - وعنه (عليه السلام): ثلاث هن جماع المروة: عطاء من غير مسئلة ووفاء من
غير عهد وجود مع إقلال (9).
[12747] 27 - وعنه (عليه السلام): ثلاثة هن المروة: جود مع قلة واحتمال من غير مذلة
وتعفف عن المسئلة (10).
الاحتمال هنا يعني التحمل لما يرى من الناس من خلاف الآداب.

(1) تحف العقول: 235.
(2) تحف العقول: 359.
(3) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(4) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(5) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(6) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(7) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(8) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(9) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
(10) غرر الحكم: ح 1815 و 2112 و 3195 و 3292 و 3314 و 4660 و 4667 و 4669.
218

[12748] 28 - وعنه (عليه السلام): على قدر المروة تكون السخاوة (1).
[12749] 29 - وعنه (عليه السلام): من لا مروة له لا همة له (2).
[12750] 30 - وعنه (عليه السلام): من أفضل الدين المروة ولا خير في دين ليس له مروة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع معاني الأخبار: 257،
وبحار الأنوار: 73 / 311، وهداية العلم: 561 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 6176 و 7932 و 9368.
(3) غرر الحكم: ح 6176 و 7932 و 9368.
(3) غرر الحكم: ح 6176 و 7932 و 9368.
219

المزاح
[12751] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف
ابن سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن إلا وفيه
دعابة قلت: وما الدعابة؟ قال: المزاح (1).
[12752] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص
ابن البختري قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياكم والمزاح فإنه يذهب بماء الوجه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12753] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم
والمزاح فإنه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر (3).
[12754] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحجال، عن داود بن فرقد، وعلي بن عقبة، وثعلبة رفعوه إلى أبي عبد الله،
وأبي جعفر أو أحدهما (عليهما السلام) قال: كثرة المزاح تذهب بماء الوجه وكثرة الضحك تمج
الإيمان مجا (4).

(1) الكافي: 2 / 663 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 664 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 664 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 665 ح 14.
220

[12755] 5 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن أحمد بن الحسن
الميثمي، عن عنبسة العابد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: المزاح السباب
الأصغر (1).
[12756] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن ابن مسكان، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم
والمزاح فإنه يذهب بماء الوجه ومهابة الرجال (2).
[12757] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن سعد بن أبي خلف، عن أبي الحسن (عليه السلام) انه قال في وصية له لبعض ولده - أو
قال: قال أبي لبعض ولده -: إياك والمزاح فإنه يذهب بنور إيمانك ويستخف
بمروءتك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12758] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أحببت رجلا فلا تمازحه ولا تماره (4).
[12759] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن
أبي العباس، عن عمار بن مروان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تمار فيذهب بهاؤك ولا
تمازح فيجترأ عليك (5).
[12760] 10 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن سنان،
عن طلحة بن زيد، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

(1) الكافي: 2 / 665 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 665 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 665 ح 19.
(4) الكافي: 2 / 664 ح 9.
(5) الكافي: 2 / 665 ح 17.
221

كثرة المزاح تذهب بماء الوجه وكثرة الضحك تمحو الإيمان وكثرة الكذب تذهب
بالبهاء (1).
[12761] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن
عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن
الصادق (عليه السلام) قال: لا تمزح فيذهب نورك ولا تكذب فيذهب بهاؤك، وإياك
وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق وإن كسلت لم تؤد
حقا.
قال: وكان المسيح يقول: من كثر همه سقم بدنه، ومن ساء خلقه عذب نفسه،
ومن كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر كذبه ذهب بهاؤه، ومن لاحى الرجال ذهبت
مروته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
السقط: الخطأ في القول والفعل. الملاحاة: المنازعة والمخاصمة.
[12762] 12 - الصدوق بإسناده عن علي بن الحسين (عليهما السلام) انه قال:... والذنوب التي تهتك
العصم: شرب الخمر واللعب بالقمار وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح وذكر
عيوب الناس ومجالسة أهل الريب... الحديث (3).
[12763] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما مزح امرؤ مزحة إلا مج
من عقله مجة (4).
مج الماء من فيه: رماه، وكأن المازح يرمي بعقله ويقذف به في مطارح الضياع.

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 4 / 344 الرقم 412.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والثمانون ح 3 / 636 الرقم 853.
(3) معاني الأخبار: 271.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 450.
222

[12764] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كثر مزاحه لم يخل
من حاقد عليه ومستخف به (1).
[12765] 15 - وعنه (عليه السلام): من كثر مزاحه استحمق (2).
[12766] 16 - وعنه (عليه السلام): من كثر مزاحه استجهل (3).
[12767] 17 - وعنه (عليه السلام): من كثر مزاحه قل وقاره (4).
[12768] 18 - وعنه (عليه السلام): لا تمازح الشريف فيحقد عليك (5).
[12769] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تمازحن صديقا فيعاديك ولا عدوا فيرديك (6).
[12770] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المزاح يورث العداوة (7).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 663،
والوافي: 5 / 627، والمحجة البيضاء: 5 / 231، وبحار الأنوار: 73 / 58،
وجامع السعادات: 2 / 290، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 545 و 556 وغيرها
من كتب الأخبار، وقد مر منا عنواني الدعابة والضحك في محلهما.

(1) غرر الحكم: ح 8930.
(2) غرر الحكم: ح 7950.
(3) غرر الحكم: ح 7883.
(4) غرر الحكم: ح 8432.
(5) غرر الحكم: ح 10220.
(6) غرر الحكم: ح 10410.
(7) بحار الأنوار: 75 / 93.
223

المسارعة
[12771] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن الحكم،
عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لأبي جعفر الأحول وأنا
أسمع: أتيت البصرة؟ فقال: نعم، قال: كيف رأيت مسارعة الناس إلى هذا الأمر
ودخولهم فيه، قال: والله إنهم لقليل ولقد فعلوا وإن ذلك لقليل، فقال: عليك
بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير ثم قال: ما يقول أهل البصرة في هذه الآية (قل
لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) (1)؟ قلت: جعلت فداك إنهم يقولون
أنها لأقارب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: كذبوا إنما نزلت فينا خاصة في أهل البيت في
علي وفاطمة والحسن والحسين أصحاب الكساء (عليه السلام) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12772] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل يذنب الذنب فيحرم صلاة الليل،
وإن العمل السيئ أسرع في صاحبه من السكين في اللحم (3).
الرواية موثقة سندا.
[12773] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك

(1) سورة الشورى: 23.
(2) الكافي: 8 / 93 ح 66.
(3) الكافي: 2 / 272 ح 16.
224

وتعالى يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وأنا أسرع شيء إلى نصرة
أوليائي (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12774] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم
من الأكلة في جوفه.
قال: وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الجلوس في المسجد انتظار الصلاة عبادة ما لم
يحدث، قيل: يا رسول الله وما يحدث؟ قال: الاغتياب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12775] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن سابق،
عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتب رجل إلى الحسين صلوات الله:
عليه عظني بحرفين، فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو
وأسرع لمجئ ما يحذر (3).
[12776] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: يا أبا النعمان لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم ولا تقطع
نهارك بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك عملك وأحسن فإني لم أر شيئا أحسن
دركا ولا أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 351 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 356 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 373 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 454 ح 3.
225

[12777] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل
ابن زياد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى
بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع
تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12778] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) برجل يغرس غرسا في حائط له فوقف له وقال: ألا أدلك على
غرس أثبت أصلا وأسرع إيناعا وأطيب ثمرا وأبقى؟ قال: بلى فدلني يا رسول الله،
فقال: إذا أصبحت وأمسيت فقل: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»
فإن لك إن قلته بكل تسبيحة عشر شجرات في الجنة من أنواع الفاكهة وهن من
الباقيات الصالحات، قال: فقال الرجل: فإني أشهدك يا رسول الله إن حائطي هذا
صدقة مقبوضة على فقراء المسلمين أهل الصدقة فأنزل الله عزوجل آيات من القرآن
(فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12779] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا،
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء
لأخيه بظهر الغيب (4).

(1) الكافي: 2 / 459 ح 1.
(2) سورة الليل: 5 - 7.
(3) الكافي: 2 / 506 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 507 ح 1.
226

الرواية معتبرة الإسناد.
[12780] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار
منه المعروف من الشفرة في سنام البعير أو من السيل إلى منتهاه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12781] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر، عن أبيه (عليه السلام) أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الرزق أسرع
إلى من يطعم الطعام من السكين في السنام (2).
الرواية موثقة سندا.
[12782] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أبطأ به عمله لم يسرع
به نسبه (3).
[12783] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أسرع إلى الناس
بما يكرهون قالوا فيه بما لا يعلمون (4).
[12784] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا كنت في إدبار والموت
في إقبال فما أسرع الملتقى (5).
[12785] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا خير في الدنيا
إلا لرجلين: رجل أذنب ذنوبا فهو يتداركها بالتوبة ورجل يسارع في الخيرات (6).

(1) الكافي: 4 / 29 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 51 ح 10.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 23 و 389.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 35.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 29.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 94.
227

[12786] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أغبط الناس المسارع
إلى الخيرات (1).
[12787] 17 - وعنه (عليه السلام): من أسرع المسير أدرك المقيل (2).
[12788] 18 - وعنه (عليه السلام): من فضيلة النفس المسارعة إلى الطاعة (3).
[12789] 19 - وعنه (عليه السلام): لا تسرعن إلى بادرة وجدت عنها مندوحة (4).
[12790] 20 - وعنه (عليه السلام): لا تسرعن إلى بادرة ولا تعجلن بعقوبة وجدت عنها
مندوحة فإن ذلك منهكة للدين مقرب من الغير (5).

(1) غرر الحكم: ح 3122.
(2) غرر الحكم: ح 7954.
(3) غرر الحكم: ح 9451.
(4) غرر الحكم: ح 10325.
(5) غرر الحكم: ح 10345.
228

المسافرة
[12791] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام
التسليم على المسافر المعانقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12792] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب
ابن يزيد، عن عدة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
حق المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12793] 3 - الصدوق بإسناده عن السكوني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سافروا
تصحوا، وجاهدوا تغنموا، وحجوا تستغنوا (3).
[12794] 4 - الصدوق بإسناده عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
أراد سفرا فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا زال عن جبل في يوم السبت لرده الله عزوجل
إلى مكانه، ومن تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي
ألان الله عزوجل فيه الحديد لداود (عليه السلام) (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 646 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 670 ح 4.
(3) الفقيه: 2 / 265 ح 2387.
(4) الفقيه: 2 / 266 ح 2389.
229

[12795] 5 - الصدوق بإسناده عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسافر يوم الخميس (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12796] 6 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا تسافر يوم الاثنين ولا
تطلب فيه حاجة (2).
[12797] 7 - الصدوق بإسناده عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أيكره السفر في شيء من الأيام المكروهة مثل الأربعاء وغيره؟ فقال: افتتح سفرك
بالصدقة واخرج إذا بدا لك واقرأ آية الكرسي واحتجم إذا بدا لك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12798] 8 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ليس من المروة أن يحدث
الرجل بما يلقى في السفر من خير أو شر (4).
[12799] 9 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تصحبن في سفر من لا يرى لك
من الفضل عليه كما ترى له عليك (5).
[12800] 10 - الراوندي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ثلاث دعوات مستجابات
لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد لولده (6).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الفقيه: 2 / 265 وما
بعدها، وبحار الأنوار: 96 / 121، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 368 وما بعدها،
وغيرها من كتب الأخبار، وقد مر منا عنوان السفر في محله.

(1) الفقيه: 2 / 266 ح 2391.
(2) الفقيه: 2 / 267 ح 2399.
(3) الفقيه: 2 / 269 ح 2405.
(4) الفقيه: 2 / 274 ح 2425.
(5) الفقيه: 2 / 278 ح 2438.
(6) النوادر: 93 ح 33 الطبعة الحديثة.
230

المساكن
[12801] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المرء المسلم المسكن
الواسع (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12802] 2 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن أحمد بن عقدة، عن محمد
ابن أحمد بن صالح التميمي، عن أبيه، عن ابن هشام، عن منصور بن مجاهد، عن
الربيع بن بدر، عن سوار بن منيب، عن وهب، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن لله تبارك وتعالى ملكا يسمى سخاييل يأخذ البروات للمصلين
عند كل صلاة من رب العالمين جل جلاله فإذا أصبح المؤمنون وقاموا وتوضأوا وصلوا
صلاة الفجر أخذ من الله عزوجل براءة لهم مكتوب فيها: أنا الله الباقي عبادي وإمائي في
حرزي جعلتكم وفي حفظي وتحت كنفي صيرتكم وعزتي لا خذلتكم وأنتم مغفور لكم
ذنوبكم إلى الظهر، فإذا كان وقت الظهر فقاموا وتوضأوا وصلوا أخذ لهم من الله عزوجل
البراءة الثانية مكتوب فيها: أنا الله القادر عبادي وإمائي بدلت سيئاتكم حسنات
وغفرت لكم السيئات وأحللتكم برضاي عنكم دار الجلال، فإذا كانت وقت العصر
فقاموا وتوضأوا وصلوا أخذ لهم من الله عزوجل البراءة الثالثة مكتوب فيها: أنا الله الجليل
جل ذكري وعظم سلطاني عبيدي وإمائي حرمت أبدانكم على النار وأسكنتكم

(1) الكافي: 6 / 526 ح 7.
231

مساكن الأبرار ودفعت عنكم برحمتي شر الأشرار، فإذا كان وقت المغرب فقاموا
وتوضأوا وصلوا أخذ لهم من الله عزوجل البراءة الرابعة مكتوب فيها: أنا الله الجبار الكبير
المتعال عبيدي وإمائي صعد ملائكتي من عندكم بالرضا وحق علي أن أرضيكم
وأعطيكم يوم القيامة منيتكم، فإذا كان وقت العشاء فقاموا وتوضأوا وصلوا أخذ من
الله عزوجل لهم البراءة الخامسة مكتوب فيها: إني أنا الله لا إله غيري ولا رب سواي
عبادي وإمائي في بيوتكم تطهرتم وإلى بيوتي مشيتم وفي ذكري خضتم وحقي عرفتم
وفرائضي أديتم أشهدك يا سخاييل وسائر ملائكتي إني قد رضيت عنهم، قال:
فينادي سخاييل بثلاثة أصوات كل ليلة بعد صلاة العشاء: يا ملائكة الله إن الله تبارك
وتعالى قد غفر للمصلين الموحدين فلا يبقى ملك في السماوات السبع إلا استغفر
للمصلين ودعا لهم بالمداومة على ذلك، فمن رزق صلاة الليل من عبد أو أمة قام
لله عزوجل مخلصا فتوضأ وضوءا سابغا وصلى لله عزوجل بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع
وعين دامعة جعل الله تبارك وتعالى خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كل صف ما لا
يحصي عددهم إلا الله تبارك وتعالى، أحد طرفي كل صف بالمشرق والآخر بالمغرب،
قال: فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات.
قال منصور: كان الربيع بن بدر إذا حدث بهذا الحديث يقول: أين أنت يا غافل
عن هذا الكرم وأين أنت عن قيام هذا الليل وعن جزيل هذا الثواب وعن هذه
الكرامة (1).
[12803] 3 - الصدوق، عن الخليل، عن ابن خزيمة، عن أبي موسى، عن أبي الضحاك
ابن مخلد، عن سفيان، عن حبيب، عن جميل مولى عبد الحارث، عن نافع بن
عبد الحارث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المسلم سعة المسكن والجار

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس عشر ح 2 / 124 الرقم 114.
232

الصالح والمركب الهنئ (1).
[12804] 4 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده والمرأة الجملاء ذات
دين والمركب الهنئ والمسكن الواسع (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12805] 5 - نصر بن مزاحم المنقري قال: حدثنا عمر بن سعد، عن مسلم الأعور،
عن حبة العرني قال: أمر علي (عليه السلام) الحارث الأعور فصاح في أهل المدائن: من كان من
المقاتلة فليواف أمير المؤمنين صلاة العصر، فوافوه في تلك الساعة فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: أما بعد فإني قد تعجبت من تخلفكم عن دعوتكم وانقطاعكم عن أهل
مصركم في هذه المساكن الظالم أهلها، والهالك أكثر سكانها، لا معروف تأمرون به
ولا منكرا تنهون عنه، قالوا: يا أمير المؤمنين إنا كنا ننتظر أمرك ورأيك مرنا بما
أحببت، فسار وخلف عليهم عدي بن حاتم فأقام عليهم ثلاثا ثم خرج في ثمانمائة
وخلف ابنه يزيد بعده فلحقه في أربعمائة رجل منهم ثم لحق عليا، وجاء علي (عليه السلام) حتى
مر بالأنبار فاستقبله بنو خشنوشك دهاقنتها... (3).
[12806] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فلو أن أحدا يجد إلى البقاء
سلما أو لدفع الموت سبيلا لكان ذلك سليمان بن داود (عليه السلام) الذي سخر له ملك الجن
والإنس مع النبوة وعظيم الزلفة فلما استوفى طعمته واستكمل مدته، رمته قسي الفناء
بنبال الموت وأصبحت الديار منه خالية والمساكن معطلة ورثها قوم آخرون وإن لكم
في القرون السالفة لعبرة... الحديث (4).

(1) الخصال: 1 / 183 ح 252.
(2) قرب الإسناد: 76 ح 248.
(3) وقعة صفين: 143.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 182.
233

[12807] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم الدنيا:... حيها بعرض
موت وصحيحها بعرض سقم، ملكها مسلوب وعزيزها مغلوب وموفورها منكوب
وجارها محروب، ألستم في مساكن من كان قبلكم أطول أعمارا وأبقى آثارا وأبعد
آمالا و... الحديث (1).
[12808] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):
من الوالد الفان المقر للزمان، المدبر العمر، المستسلم للدنيا، الساكن مساكن الموتى،
والظاعن عنها غدا، إلى المولود المؤمل ما لا يدرك، السالك سبيل من قد هلك،
غرض الأسقام ورهينة الأيام، ورمية المصائب... الحديث (2).
[12809] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن يحيى بن علي السدوسي، عن
محمد بن عبد الجبار عمه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان ومعاوية
ابن ريان جميعا، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة الباهلي قال: كنا ذات يوم عند
رسول الله جلوسا فأتى علي (عليه السلام) فدخل المسجد وقد وافق من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قياما
فلما رأى عليا (عليه السلام) جلس ثم أقبل عليه فقال: يا أبا الحسن إنك أتيت ووافق مني قياما
فجلست لك أفلا أخبرك ببعض ما فضلك الله به؟ أخبرك إني ختمت النبيين وختمت
يا علي الوصيين وحق على الله أن لا يوقف موسى بن عمران (عليه السلام) موقفا إلا وقف معه
وصيه يوشع بن نون وإني أقف وتوقف وأسأل وتسأل فاعدد يا ابن أبي طالب جوابا
فإنما أنت مني تزول أينما زلت، قال علي (عليه السلام): يا نبي الله فماذا الذي تبينه لي لأهتدي
بهداك لي؟ فقال: يا علي من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له
وأنه عزوجل هاديك ومعلمك وحق لك أن تعي، لقد أخذ الله ميثاقي وميثاقك وميثاق
شيعتك وأهل مودتك إلى يوم القيامة، فهم شيعتي وذوو مودتي وهم ذوو الألباب،

(1) نهج البلاغة: الخطبة 111.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
234

يا علي حق على الله أن ينزلهم في جناته ويسكنهم مساكن الملوك وحق لهم أن
يطيبوا (1).
[12810] 10 - الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة والمسكن الواسع والمركب
الهنئ والولد الصالح (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع جامع أحاديث الشيعة:
16 / 809.

(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 1 / 612 الرقم 1265.
(2) النوادر: 151 ح 219 الطبعة الحديثة.
235

المسامحة
[12811] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:
إن من خير رجالكم التقي، النقي، السمح الكفين، النقي الطرفين، البر بوالديه،
ولا يلجئ عياله إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12812] 2 - الصدوق بإسناده عن أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) انه قال في قول
الله عزوجل: (صراط الذين أنعمت عليهم) أي قولوا اهدنا صراط الذين أنعمت
عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك وهم الذين قال الله عزوجل: (ومن يطع الله والرسول
فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن اولئك رفيقا) (2) وحكي هذا بعينه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ثم قال: ليس
هؤلاء المنعم عليهم بالمال وصحة البدن وإن كان كل هذا نعمة من الله ظاهرة، ألا
ترون أن هؤلاء قد يكونون كفارا أو فساقا فما ندبتم إلى أن تدعوا بأن ترشدوا إلى
صراطهم، وإنما أمرتم بالدعاء بأن ترشدوا إلى صراط الذين أنعم عليهم بالإيمان بالله
وتصديق رسوله وبالولاية لمحمد وآله الطيبين وأصحابه الخيرين المنتجبين وبالتقية

(1) الكافي: 2 / 57 ح 7.
(2) سورة النساء: 69.
236

الحسنة التي يسلم بها من شر عباد الله ومن الزيادة في آثام أعداء الله وكفرهم بأن
تداريهم ولا تغريهم بأذاك وأذى المؤمنين، وبالمعرفة بحقوق الإخوان من المؤمنين،
فإنه ما من عبد ولا أمة والى محمد وآل محمد وأصحاب محمد وعادى من عاداهم إلا
كان قد اتخذ من عذاب الله حصنا منيعا وجنة حصينة، وما من عبد ولا أمة دارى
عباد الله بأحسن المداراة فلم يدخل بها في باطل ولم يخرج بها من حق إلا جعله الله عزوجل
نفسه تسبيحا وزكى عمله وأعطاه بصيرة على كتمان سرنا واحتمال الغيظ لما يسمعه من
أعدائنا ثواب المتشحط بدمه في سبيل الله، وما من عبد أخذ نفسه بحقوق إخوانه
فوفاهم حقوقهم جهده وأعطاهم ممكنه ورضي عنهم بعفوهم وترك الاستقصاء
عليهم فيما يكون من زللهم واغتفرها لهم إلا قال الله له يوم يلقاه: يا عبدي قضيت
حقوق إخوانك ولم تستقص عليهم فيما لك عليهم فأنا أجود وأكرم وأولى بمثل ما فعلته
من المسامحة والكرم فأنا لأقضينك اليوم على حق وعدتك به وأزيدك من فضلي
الواسع ولا أستقصي عليك في تقصيرك في بعض حقوقي، قال: فيلحقهم بمحمد وآله
وأصحابه ويجعله في خيار شيعتهم.
ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحب في الله وابغض
في الله ووال في الله فإنه لا ينال ولاية الله إلا بذلك ولا يجد الرجل طعم الإيمان وإن
كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك، وقد صارت مواخاة الناس يومكم هذا
أكثرها في الدنيا عليها يتوادون وعليها يتباغضون وذلك لا يغني عنه من الله شيئا،
فقال الرجل: يا رسول الله فكيف لي أن أعلم إني قد واليت وعاديت في الله ومن ولي
الله حتى أواليه ومن عدوه حتى أعاديه؟ فأشار له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى علي بن
أبي طالب (عليه السلام) فقال: هذا قال: بلى هذا ولي الله فواله وعدو هذا عدو الله فعاده،
وال ولي هذا ولو أنه قاتل أبيك وولدك، وعاد عدو هذا ولو أنه أبوك وولدك (1).

(1) معاني الأخبار: 36 ح 9.
237

[12813] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذكر أصحاب الجمل:...
فخرجوا يجرون حرمة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما تجر الأمة عند شرائها، متوجهين بها إلى
البصرة فحبسا نساءهما في بيوتهما وأبرزا حبيس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لهما ولغيرهما في
جيش ما منهم رجل إلا وقد أعطاني الطاعة وسمح لي بالبيعة طائعا غير مكره فقدموا
على عاملي بها وخزان بيت مال المسلمين وغيرهم من أهلها فقتلوا طائفة صبرا
وطائفة غدرا، فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين إلا رجلا واحدا معتمدين لقتله
بلا جرم جره، لحل لي قتل ذلك الجيش كله إذ حضروه فلم ينكروا، ولم يدفعوا عنه
بلسان ولا بيد دع ما أنهم قد قتلوا من المسلمين مثل العدة التي دخلوا بها عليهم (1).
[12814] 4 - الطوسي بإسناده عن أخي دعبل عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن هين لين سمح، له خلق حسن، والكافر فظ غليظ، له
خلق سيئ، وفيه جبرية (2).
[12815] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الباقر (عليه السلام) أنه قال: ما تذرع إلي بذريعة
ولا توسل بوسيلة هي أقرب له إلى ما يحب من يد سالفة مني إليه أتبعتها أختها
لتحسن حفظها وريها، لأن منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل، وما سمحت لي
نفسي برد بكر الحوائج (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 172.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 28 / 366 الرقم 777.
(3) تحف العقول: 296.
238

مساوئ الأخلاق
[12816] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن النعمان،
عن معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعلي (عليه السلام) أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال: اللهم أعنه:
أما الأولى: فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا، والثانية: الورع ولا تجترئ
على خيانة أبدا، والثالثة: الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه، والرابعة: كثرة البكاء
من خشية الله يبني لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة، والخامسة: بذلك مالك ودمك
دون دينك، والسادسة: الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي، أما الصلاة
فالخمسون ركعة، وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أوله والأربعاء في
وسطه والخميس في آخره، وأما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف،
وعليك بصلاة الليل، وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة
الزوال، وعليك بتلاوة القرآن على كل حال، وعليك برفع يديك في صلاتك
وتقليبهما، وعليك بالسواك عند كل وضوء، وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها
ومساوئ الأخلاق فاجتنبها فإن لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12817] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن
النعمان، أو غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه ذكر هذه الخطبة لأمير المؤمنين يوم

(1) الكافي: 8 / 79 ح 33.
239

الجمعة:... ثم جلس قليلا ثم قام فقال: الحمد لله أحق من خشي وحمد وأفضل من
اتقى وعبد وأولى من عظم ومجد، نحمده لعظيم غنائه وجزيل عطائه وتظاهر نعمائه
وحسن بلائه ونؤمن بهداه الذي لا يخبو ضياؤه ولا يتمهد سناؤه ولا يوهن عراه،
ونعوذ بالله من سوء كل الريب وظلم الفتن ونستغفره من مكاسب الذنوب ونستعصمه
من مساوئ الأعمال ومكاره الآمال والهجوم في الأهوال ومشاركة أهل الريب
والرضا بما يعمل الفجار في الأرض بغير الحق، اللهم اغفر لنا وللمؤمنين والمؤمنات
الأحياء منهم والأموات الذين توفيتهم على دينك وملة نبيك (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم تقبل
حسناتهم وتجاوز عن سيئاتهم وادخل عليهم الرحمة والمغفرة والرضوان، واغفر
للأحياء من المؤمنين والمؤمنات الذين وحدوك وصدقوا رسولك وتمسكوا بدينك
وعملوا بفرائضك واقتدوا بنبيك وسنوا سنتك وأحلوا حلالك وحرموا حرامك
وخافوا عقابك ورجوا ثوابك ووالوا أولياءك وعادوا أعداءك، اللهم اقبل حسناتهم
وتجاوز عن سيئاتهم وأدخلهم برحمتك في عبادك الصالحين إله الحق آمين (1).
[12818] 3 - الصدوق بإسناده عن خبر مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ألا ومن
عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقى الله يوم القيامة وليست له حسنة
يتقي بها النار، ومن اختار الآخرة على الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوىء
عمله... الحديث (2).
[12819] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن
الحسين، عن أحمد بن محمد المؤدب، عن عاصم بن حميد، عن خالد القلانسي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله يستحيي من أبناء الثمانين أن يعذبهم، وقال (عليه السلام): يؤتى
بشيخ يوم القيامة فيدفع إليه كتابه ظاهرة مما يلي الناس لا يرى إلا مساوىء فيطول

(1) الكافي: 8 / 175 ح 194.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 515 الرقم 707.
240

ذلك عليه فيقول: يا رب أتأمر بي إلى النار؟ فيقول الجبار جل جلاله: يا شيخ إني
أستحيي أن أعذبك وقد كنت تصلي لي في دار الدنيا اذهبوا بعبدي إلى الجنة (1).
[12820] 5 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن
بشير، عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: ستة لا تكون في المؤمن: العسر والنكد واللجاجة والكذب
والحسد والبغي (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
النكد، بضم النون: البخل، وبفتحها: منع الخير وفي بعض النسخ: النكر.
[12821] 6 - البرقي، عن أبيه، عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن الدهقان، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصي
الله به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب الطعام وحب النساء وحب النوم وحب
الراحة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12822] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: البخل جامع لمساوئ
العيوب وهو زمام يقاد به إلى كل سوء (4).
[12823] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والشر جامع مساوىء
العيوب (5).
[12824] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن آدم، عن

(1) الخصال: 2 / 546 ح 26.
(2) الخصال: 1 / 325 ح 15.
(3) المحاسن: 295.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 378.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 371.
241

الفضل بن يونس، عن محمد بن عكاشة، عن عمرو بن هاشم، عن جويبر بن سعيد،
عن الضحاك بن مزاحم، عن علي (عليه السلام)، والضحاك، عن ابن عباس رضي الله عنه،
قالا: في قول الله تعالى (وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة) (1) قال: أما
الظاهرة فالإسلام وما أفضل عليكم في الرزق، وأما الباطنة فما ستره عليك من
مساوىء عملك (2).
من الواضح أن ابن عباس تلميذ أمير المؤمنين (عليه السلام) وأخذ منه (عليه السلام).
[12825] 10 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن
الأصبهاني، عن المنقري، عن حماد بن عيسى، عن الصادق (عليه السلام) انه قال: لما وعظ
لقمان ابنه فقال: أنا منذ سقطت إلى الدنيا استدبرت واستقبلت الآخرة فدار أنت إليها
تسير أقرب من دار أنت منها متباعد، يا بني لا تطلب من الأمر مدبرا ولا ترفض منه
مقبلا فإن ذلك يضل الرأي ويزري بالعقل، يا بني ليكن مما تستظهر به على عدوك
الورع عن المحارم والفضل في دينك والصيانة لمروتك والإكرام لنفسك أن تدنسها
بمعاصي الرحمن ومساوئ الأخلاق وقبيح الأفعال واكتم سرك وأحسن سريرتك،
فإنك إذا فعلت ذلك أمنت بستر الله أن يصيب عدوك منك عورة أو يقدر منك على
زلة، ولا تأمنن مكره فيصيب منك غرة في بعض حالاتك وإذا استمكن منك وثب
عليك ولم يقلك عثرة، وليكن مما تتسلح به على عدوك اعلان الرضى عنه واستصغر
الكثير في طلب المنفعة واستعظم الصغير في ركوب المضرة، يا بني لا تجالس الناس
بغير طريقتهم ولا تحملن عليهم فوق طاقتهم فلا يزال جليسك عنك نافرا والمحمول
عليه فوق طاقته مجانبا لك فإذا أنت فرد لا صاحب لك يؤنسك ولا أخ لك يعضدك
فإذا بقيت وحيدا كنت مخذولا وصرت ذليلا، ولا تعتذر إلى من لا يحب أن يقبل لك

(1) سورة لقمان: 20.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 44 / 490 الرقم 1075.
242

عذرا ولا يرى لك حقا، ولا تستعن في أمورك إلا بمن يحب أن يتخذ في قضاء حاجتك
أجرا فإنه إذا كان كذلك طلب قضاء حاجتك لك كطلبه لنفسه لأنه بعد نجاحها لك
كان ربحا في الدنيا الفانية وحظا وذخرا له في الدار الباقية فيجتهد في قضائها لك،
وليكن إخوانك وأصحابك الذين تستخلصهم وتستعين بهم على أمورك أهل المروة
والكفاف والثروة والعقل والعفاف الذين إن نفعتهم شكروك وإن غبت عن جيرتهم
ذكروك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 69 / 189، ويأتي
عنوان مكارم الأخلاق في محله.

(1) قصص الأنبياء: 193 ح 242.
243

المسخ
[12826] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
الأشعري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: الفيل مسخ كان ملكا زناء، والذئب مسخ
كان أعرابيا ديوثا، والأرنب مسخ كانت امرأة تخون زوجها ولا تغتسل من حيضها،
والوطواط مسخ كان يسرق تمور الناس، والقردة والخنازير قوم من بني إسرائيل
اعتدوا في السبت، والجريث والضب فرقة من بني إسرائيل لم يؤمنوا حيث نزلت
المائدة على عيسى بن مريم (عليهما السلام) فتاهوا فوقعت فرقة في البحر وفرقة في البر، والفأرة
فهي الفويسقة، والعقرب كان نماما، والذب والزنبور كانت لحاما يسرق في
الميزان (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[12827] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح،
عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: الطاوس مسخ كان رجلا جميلا
فكابر امرأة رجل مؤمن تحبه فوقع بها ثم راسلته بعد فمسخهما الله عزوجل طاووسين أنثى
وذكرا ولا يؤكل لحمه ولا بيضه (2).
[12828] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا، عن

(1) الكافي: 6 / 246 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 247 ح 16.
244

أبي عبد الله (عليه السلام)، وعدة من أصحابنا أيضا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
أسلم، عن عبد الرحمن بن سالم، عن مفضل بن عمر قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
أخبرني جعلت فداك لم حرم الله تبارك وتعالى الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير؟
فقال: إن الله سبحانه وتعالى لم يحرم ذلك على عباده وأحل لهم سواه رغبة منه فيما حرم
عليهم ولا زهدا فيما أحل لهم ولكنه خلق الخلق وعلم عزوجل ما تقوم به أبدانهم وما
يصلحهم فأحله لهم وأباحه تفضلا منه عليهم به تبارك وتعالى لمصلحتهم وعلم ما
يضرهم فنهاهم عنه وحرمه عليهم ثم أباحه للمضطر وأحله له في الوقت الذي لا
يقوم بدنه إلا به فأمره أن ينال منه بقدر البلغة لا غير ذلك ثم قال: أما الميتة فإنه
لا يدمنها أحد إلا ضعف بدنه ونحل جسمه وذهبت قوته وانقطع نسله ولا يموت آكل
الميتة إلا فجأة.
وأما الدم فإنه يورث أكله الماء الأصفر ويبخر الفم وينتن الريح ويسئ الخلق
ويورث الكلب والقسوة في القلب وقلة الرأفة والرحمة حتى لا يؤمن أن يقتل ولده
ووالديه ولا يؤمن على حميمه ولا يؤمن على من يصحبه.
وأما لحم الخنزير فإن الله تبارك وتعالى مسخ قوما في صور شتى شبه الخنزير
والقرد والدب وما كان من المسوخ ثم نهى عن أكله للمثلة لكيلا ينتفع الناس بها ولا
يستخف بعقوبتها.
وأما الخمر فإنه حرمها لفعلها ولفسادها وقال: مدمن الخمر كعابد وثن تورثه
الارتعاش وتذهب بنوره وتهدم مروءته وتحمله على أن يجسر على المحارم من سفك
الدماء وركوب الزنا فلا يؤمن إذا سكر أن يثب على حرمه وهو لا يعقل ذلك والخمر لا
يزداد شاربها إلا كل سوء (1).

(1) الكافي: 6 / 242 ح 1.
245

[12829] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن بسطام بن مرة،
عن إسحاق بن حسان، عن هيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن أبي
هارون، عن أبي سعيد الخدري انه سئل: ما قولك في هذا السمك الذي يزعم
إخواننا من أهل الكوفة أنه حرام؟ فقال أبو سعيد: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
الكوفة جمجمة العرب ورمح الله تبارك وتعالى وكنز الإيمان فخذ عنهم، أخبرك أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكث بمكة يوما وليلة يطوي ثم خرج وخرجت معه فمررنا برفقة
جلوس يتغدون فقالوا: يا رسول الله الغداء، فقال لهم: نعم أفرجوا لنبيكم فجلس
بين رجلين وجلست وتناول رغيفا فصدع بنصفه ثم نظر إلى أدمهم فقال: ما أدمكم
هذا؟ فقالوا: الجريث يا رسول الله فرمى بالكسرة من يده وقام، قال أبو سعيد:
وتخلفت بعده لأنظر ما رأى الناس فاختلف الناس فيما بينهم فقالت طائفة: حرم
رسول الله الجريث وقالت طائفة: لم يحرمه ولكن عافه فلو كان حرمه لنهانا عن أكله،
قال: فحفظت مقالتهم وتبعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جوادا حتى لحقته ثم غشينا رفقة
اخرى يتغدون فقالوا: يا رسول الله الغداء، فقال: نعم أفرجوا لنبيكم فجلس بين
رجلين وجلست معه فلما أن تناول كسرة نظر إلى أدم القوم فقال: ما أدمكم هذا؟
قالوا: ضب يا رسول الله فرمى الكسرة وقام، قال أبو سعيد: فتخلفت بعد فإذا
الناس فرقتان: فقالت فرقة: حرمه رسول الله فمن هناك لم يأكله وقالت فرقة اخرى:
إنما عافه ولو حرمه لنهانا عن أكله ثم تبعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحقته فمررنا بأصل
الصفا وبها قدور تغلي فقالوا: يا رسول الله لو عرجت علينا حتى تدرك قدورنا،
فقال لهم: وما في قدوركم؟ فقالوا: حمر لنا كنا نركبها فقامت فذبحناها فدنا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من القدور فأكفأها برجله ثم انطلق جوادا وتخلفت بعده فقال
بعضهم: حرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لحم الحمير وقال بعضهم: كلا إنما أفرغ قدوركم حتى
لا تعودوا فتذبحوا دوابكم، قال أبو سعيد: فبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي فلما جئته قال:
246

يا أبا سعيد ادع لي بلالا فلما جئته ببلال قال: يا بلال اصعد أبا قبيس فناد عليه أن
رسول الله حرم الجري والضب والحمير الأهلية ألا فاتقوا الله جل وعز ولا تأكلوا من
السمك إلا ما كان له قشر ومع القشر فلوس فإن الله تبارك وتعالى مسخ سبعمائة امة
عصوا الأوصياء بعد الرسل فأخذ أربعمائة منهم برا وثلاثمائة بحرا ثم تلا هذه الآية
(فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق) (1) (2).
[12830] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة
ابن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المأكول من الطير والوحش؟ فقال: حرم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل ذي مخلب من الطير وكل ذي ناب من الوحش فقلت: إن الناس
يقولون من السبع فقال لي: يا سماعة السبع كله حرام وإن كان سبعا لا ناب له وإنما قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا تفصيلا وحرم الله عزوجل ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) المسوخ جميعها، فكل الآن
من طير البر ما كانت له حوصلة ومن طير السماء ما كان له قانصة كقانصة الحمام لا
معدة كمعدة الإنسان، وكل ما صف وهو ذو مخلب فهو حرام والصفيف كما يطير
البازي والصقر والحداة وما أشبه ذلك، وكل ما دف فهو حلال والحوصلة والقانصة
يمتحن بها من الطير ما لا يعرف طيرانه وكل طير مجهول (3).
الرواية موثقة سندا.
[12831] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى
ابن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمد
بن خداهي، عن عبد الله بن أيوب، عن عبد الله بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو
الخثعمي، عن حبابة الوالبية قالت: رأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) في شرطة الخميس ومعه

(1) سورة سبأ: 19.
(2) الكافي: 6 / 243 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 247 ح 1.
247

درة لها سبابتان يضرب بها بياعي الجري والمار ما هي والزمار ويقول لهم: يا بياعي
مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان فقام إليه فرات بن أحنف فقال: يا أمير المؤمنين
وما جند بني مروان؟ قال: فقال له: أقوام حلقوا اللحى وفتلوا الشوارب فمسخوا فلم
أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثم أتبعته فلم أزل أقفوا أثره حتى قعد في رحبة المسجد
فقلت له: يا أمير المؤمنين ما دلالة الإمامة يرحمك الله؟ قالت: فقال: ائتيني بتلك
الحصاة وأشار بيده إلى حصاة فأتيته بها فطبع لي فيها بخاتمه ثم قال لي: يا حبابة إذا
ادعى مدع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي انه إمام مفترض الطاعة والإمام
لا يعزب عنه شيء يريده قالت: ثم انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين (عليه السلام) فجئت إلى
الحسن (عليه السلام) وهو في مجلس أمير المؤمنين (عليه السلام) والناس يسألونه فقال: يا حبابة الوالبية
فقلت: نعم يا مولاي فقال هاتي ما معك قال فأعطيته فطبع فيها كما طبع
أمير المؤمنين (عليه السلام)، قالت: ثم أتيت الحسين (عليه السلام) وهو في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقرب ورحب ثم قال لي: إن في الدلالة دليلا على ما تريدين أفتريدين دلالة الإمامة؟
فقلت: نعم يا سيدي فقال: هاتي ما معك فناولته الحصاة فطبع لي فيها، قالت: ثم
أتيت علي بن الحسين (عليهما السلام) وقد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت وأنا أعد يومئذ مائة
وثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا وساجدا ومشغولا بالعبادة فيئست من الدلالة فأما
إلي بالسبابة فعاد إلي شبابي، قالت: فقلت: يا سيدي كم مضى من الدنيا وكم بقي؟
فقال: أما ما مضى فنعم واما ما بقي فلا، قالت: ثم قال لي هاتي ما معك فأعطيته
الحصاة فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا جعفر (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا عبد الله (عليه السلام)
فطبع لي فيها، ثم أتيت أبا الحسن موسى (عليه السلام) فطبع لي فيها، ثم أتيت الرضا (عليه السلام) فطبع
لي فيها، وعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر محمد بن هشام (1).

(1) الكافي: 1 / 346 ح 3.
248

[12832] 7 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن محمد، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي،
عن محمد بن أحمد بن إسماعيل العلوي، عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب قال: حدثنا علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن
جعفر بن محمد (عليهم السلام) قال: المسوخ ثلاثة عشر: الفيل والدب والأرنب والعقرب
والضب والعنكبوت والدعموص والجري والوطواط والقرد والخنزير والزهرة
وسهيل، قيل: يا ابن رسول الله ما كان سبب مسخ هؤلاء؟ قال: أما الفيل فكان
رجلا جبارا لوطيا لا يدع رطبا ولا يابسا، وأما الدب فكان رجلا مؤنثا يدعو
الرجال إلى نفسه، وأما الأرنب فكانت امرأة قذرة لا تغتسل من حيض ولا غير
ذلك، وأما العقرب فكان رجلا همازا لا يسلم منه أحد، وأما الضب فكان رجلا
أعرابيا يسرق الحجاج بمحجنه، وأما العنكبوت فكانت امرأة سحرت زوجها، وأما
الدعموص فكان رجلا نماما يقطع بين الأحبة، وأما الجري فكان رجلا ديوثا يجلب
الرجال على حلائله، وأما الوطواط فكان رجلا سارقا يسرق الرطب من رؤوس
النخل، وأما القردة فاليهود اعتدوا في السبت، وأما الخنازير فالنصارى حين سألوا
المائدة فكانوا بعد نزولها أشد ما كانوا تكذيبا، وأما سهيل فكان رجلا عشارا باليمن،
وأما الزهرة فإنها كانت امرأة تسمى ناهيد وهي التي تقول الناس إنه افتتن بها هاروت
وماروت (1).
[12833] 8 - الصدوق، عن القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري،
عن الحسن بن الجهم قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى
الرضا (عليه السلام)... قال المأمون: فما تقول في المسوخ؟ قال الرضا (عليه السلام): اولئك قوم غضب
الله عليهم فمسخهم فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا فما يوجد في الدنيا من

(1) علل الشرايع: 486 ح 2.
249

القردة والخنازير وغير ذلك مما أوقع عليه اسم المسوخية فهي مثلها لا يحل أكلها
والانتفاع بها، قال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن والله ما يوجد العلم
الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهى علوم آبائك فجزاك الله عن الإسلام
وأهله خيرا، قال الحسن بن جهم: فلما قام الرضا (عليه السلام) تبعته فانصرف إلى منزله
فدخلت عليه وقلت له: يا ابن رسول الله الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأي
أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك، فقال (عليه السلام):
يا ابن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فإنه سيقتلني
بالسم وهو ظالم لي أعرف ذلك بعهد معهود إلي من آبائي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاكتم
هذا علي ما دمت حيا، قال الحسن بن الجهم: فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى أن
مضى الرضا (عليه السلام) بطوس مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة
التي فيها قبر هارون إلى جانبه (1).
[12834] 9 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، عن محمد بن عبد الله
البزاز، عن أحمد بن محمد بن إبراهيم العطار، عن أبي الربيع سليمان بن داود، عن فرج
ابن فضالة، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا عملت أمتي خمسة عشر خصلة حل بها البلاء، قيل:
يا رسول الله وما هي؟ قال: إذا كانت المغانم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما
وأطاع الرجل زوجته وعق أمه وبر صديقه وجفا أباه وكان زعيم القوم أرذلهم والقوم
أكرمه مخافة شره وارتفعت الأصوات في المساجد ولبسوا الحرير واتخذوا القينات
وضربوا بالمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقب عند ذلك ثلاثة: الريح الحمراء
أو الخسف أو المسخ (2).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 202.
(2) الخصال: 2 / 500 ح 1.
250

[12835] 10 - الطوسي، عن ابن بسران، عن إسماعيل بن محمد الصفار، عن محمد
ابن إبراهيم بن عبد الحميد، عن علي بن بحر، عن قتادة بن الفضل، عن هشام بن
الغار، عن أبيه، عن جده ربيعة قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يكون في أمتي
الخسف والمسخ والقذف، قال: قلنا: يا رسول الله بم؟ قال: باتخاذهم القينات
وشربهم الخمور (1).
القينات: المغنيات.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتاب الأطعمة والأشربة
من كتب الأخبار ومنها: علل الشرايع: 485، وبحار الأنوار: 62 / 220.
ووسائل الشيعة: 24 / 104، ومستدرك الوسائل: 16 / 166، وجامع أحاديث
الشيعة: 23 / 116.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 3 / 397 الرقم 882.
251

المسكر
[12836] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، ودرست،
وهشام بن سالم جميعا، عن عجلان أبي صالح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
الله عزوجل: من شرب مسكرا أو سقاه صبيا لا يعقل سقيته من ماء الحميم معذبا أو
مغفورا له ومن ترك المسكر ابتغاء مرضاتي أدخلته الجنة وسقيته من الرحيق المختوم
وفعلت به من الكرامة ما أفعل بأوليائي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12837] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن
العطار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا ينال
شفاعتي من استخف بصلاته ولا يرد علي الحوض لا والله، لا ينال شفاعتي من شرب
المسكر ولا يرد علي الحوض لا والله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12838] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
كليب الصيداوي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال في
خطبته: كل مسكر حرام (3).
الرواية حسنة سندا.

(1) الكافي: 6 / 397 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 400 ح 19.
(3) الكافي: 6 / 407 ح 1.
252

[12839] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن رجلا من بني عمي وهو رجل من
صلحاء مواليك أمرني أن أسألك عن النبيذ فأصفه لك؟ فقال (عليه السلام) له: أنا أصفه لك
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل مسكر حرام فما أسكر كثيره فقليله حرام، قال: قلت:
فقليل الحرام يحله كثير الماء؟ فرد عليه بكفه مرتين لا لا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12840] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن صفوان الجمال قال: كنت مبتلى بالنبيذ معجبا به فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت
فداك أصف لك النبيذ؟ قال: فقال لي: بل أنا أصفه لك قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل
مسكر حرام وما أسكر كثيره فقليله حرام فقلت له: هذا نبيذ السقاية بفناء الكعبة؟
فقال لي: ليس هكذا كانت السقاية إنما السقاية زمزم أفتدري من أول من غيرها؟
قال: قلت: لا قال: العباس بن عبد المطلب كانت له حبلة أفتدري ما الحبلة؟ قلت:
لا قال: الكرم فكان ينقع الزبيب غدوة ويشربونه بالعشي وينقعه بالعشي ويشربونه
من الغد يريد به أن يكسر غلظ الماء عن الناس وإن هؤلاء قد تعدوا فلا تشربه ولا
تقربه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12841] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان
ابن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن التمر والزبيب يطبخان للنبيذ؟ فقال: لا،
وقال كل مسكر حرام، وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل ما أسكر كثيره فقليله حرام
وقال: لا يصلح في النبيذ الخميرة وهي العكرة (3).

(1) الكافي: 6 / 408 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 408 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 409 ح 8.
253

الرواية موثقة سندا.
[12842] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
أذينة، عن الفضيل بن يسار قال: ابتداني أبو عبد الله (عليه السلام) يوما من غير أن أساله
فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل مسكر حرام، قال: قلت: أصلحك الله كله حرام؟
فقال: نعم الجرعة منه حرام (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12843] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن يزيد بن خليفة، وهو رجل من
بني الحارث بن كعب قال: سمعته يقول: أتيت المدينة وزياد بن عبيد الله الحارثي
عليها فاستأذنت على أبي عبد الله (عليه السلام) فدخلت عليه وسلمت عليه وتمكنت من
مجلسي قال: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل من بني الحارث بن كعب وقد هداني
الله عزوجل إلى محبتكم ومودتكم أهل البيت، قال: فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): وكيف
اهتديت إلى مودتنا أهل البيت فوالله إن محبتنا في بني الحارث بن كعب لقليل؟ قال:
فقلت له: جعلت فداك إن لي غلاما خراسانيا وهو يعمل القصارة وله همشهريون
أربعة وهم يتداعون كل جمعة فيقع الدعوة على رجل منهم فيصيب غلامي كل خمس
جمع جمعة، فيجعل لهم النبيذ واللحم قال: ثم إذا فرغوا من الطعام واللحم جاء بإجانة
فملأها نبيذا ثم جاء بمطهرة فإذا ناول إنسانا منهم قال له: لا تشرب حتى تصلي على
محمد وآل محمد فاهتديت إلى مودتكم بهذا الغلام، قال: فقال لي: استوص به خيرا
واقرئه مني السلام وقل له: يقول لك جعفر بن محمد انظر شرابك هذا الذي تشربه
فإن كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كل مسكر حرام
وقال: ما أسكر كثيره فقليله حرام، قال: فجئت إلى الكوفة وأقرأت الغلام السلام

(1) الكافي: 6 / 409 ح 9.
254

من جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: فبكى، ثم قال لي: اهتم بي جعفر بن محمد (عليه السلام) حتى
يقرئني السلام، قال: قلت: نعم وقد قال لي: قل له: انظر شرابك هذا الذي تشربه
فإن كان يسكر كثيره فلا تقربن قليله فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: كل مسكر حرام وما
أسكر كثيره فقليله حرام، وقد أوصاني بك فاذهب فأنت حر لوجه الله تعالى قال
فقال الغلام: والله إنه لشراب ما يدخل جوفي ما بقيت في الدنيا (1).
[12844] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن النبيذ، فقال: حرم الله عزوجل الخمر بعينها وحرم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأشربة كل مسكر (2).
[12845] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، ومحمد بن إسماعيل جميعا، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح
الكناني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حرم الله الخمرة قليلها وكثيرها كما حرم الميتة
والدم ولحم الخنزير وحرم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الأشربة المسكر وما حرم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد
حرمه الله عزوجل وقال: ما أسكر كثيره فقليله حرام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع كتاب الأطعمة والأشربة من كتب
الأخبار ومنها: الكافي: 6 / 407، وبحار الأنوار: 63 / 482، ووسائل الشيعة:
25 / 325، ومستدرك الوسائل: 17 / 57، وجامع أحاديث الشيعة: 24 / 212،
وقد مر منا عنوان الخمر في محله.

(1) الكافي: 6 / 411 ح 16.
(2) الكافي: 6 / 408 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 409 ح 10.
255

المشاركة
[12846] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد،
عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أشارك
العلج فيكون من عندي الأرض والبذر والبقر ويكون على العلج القيام والسقي
والعمل في الزرع حتى يصير حنطة وشعيرا ويكون القسمة فيأخذ السلطان حقه
ويبقى ما بقي على أن للعلج منه الثلث ولي الباقي، قال: لا بأس بذلك قلت: فلي عليه
أن يرد علي مما أخرجت الأرض البذر ويقسم الباقي؟ قال: إنما شاركته على أن البذر
من عندك وعليه السقي والقيام (1).
الرواية معتبرة الإسناد. العلج: بالكسر والسكون، الرجل الضخم من الكفار.
[12847] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كره مشاركة اليهودي والنصراني والمجوسي
إلا أن تكون تجارة حاضرة لا يغيب عنها المسلم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12848] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن
رئاب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا ينبغي للرجل المسلم أن يشارك الذمي ولا

(1) الكافي: 5 / 267 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 286 ح 2.
256

يبضعه بضاعة ولا يودعه وديعة ولا يصافيه المودة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12849] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): في الرجل إذا أتى أهله
فخشي أن يشاركه الشيطان، قال: يقول: بسم الله ويتعوذ بالله من الشيطان (2).
[12850] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا،
عن أحمد بن محمد جميعا، عن الوشاء، عن موسى بن بكر، عن أبي بصير قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد أي شيء يقول الرجل منكم إذا دخلت عليه امرأته؟
قلت: جعلت فداك أيستطيع الرجل أن يقول شيئا؟ فقال: ألا أعلمك ما تقول؟
قلت: بلى قال: تقول: «بكلمات الله استحللت فرجها وفي أمانة الله أخذتها اللهم إن
قضيت لي في رحمها شيئا فاجعله بارا تقيا واجعله مسلما سويا ولا تجعل فيه شركا
للشيطان»، قلت: وبأي شيء يعرف ذلك؟ قال: أما تقرء كتاب الله عزوجل ثم ابتدأ هو
(وشاركهم في الأموال والأولاد) (3) ثم قال: ان الشيطان ليجئ حتى يقعد من
المرأة كما يقعد الرجل منها ويحدث كما يحدث وينكح كما ينكح، قلت: بأي شيء
يعرف ذلك؟ قال: بحبنا وبغضنا فمن أحبنا كان نطفة العبد ومن أبغضنا كان نطفة
الشيطان (4).
الرواية حسنة سندا.
[12851] 6 - الطوسي، عن أحمد بن محمد بن الصلت، عن ابن عقدة، عن محمد بن

(1) الكافي: 5 / 286 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 502 ح 1.
(3) سورة الإسراء: 64.
(4) الكافي: 5 / 502 ح 2.
257

عيسى بن هارون الضرير، عن محمد بن زكريا المكي، عن كثير بن طارق، عن زيد
ابن علي بن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: خطب علي بن أبي طالب (عليه السلام) بهذه الخطبة
في يوم الجمعة فقال: الحمد لله المتوحد بالقدم والأزلية الذي ليس له غاية في دوامه
ولا له أولية، أنشأ صنوف البرية لا من أصول كانت بدية وارتفع عن مشاركة الأنداد
وتعالى عن اتخاذ صاحبة وأولاد، هو الباقي بغير مدة والمنشئ لا بأعوان ولا بآلة
فطر ولا بجوارح صرف ما خلق، لا يحتاج إلى محاولة التفكير ولا مزاولة مثال ولا
تقدير، أحدثهم على صنوف من التخطيط والتصوير لا بروية ولا ضمير، سبق علمه
في كل الامور ونفذت مشيئته في كل ما يريد من الأزمنة والدهور، وانفرد بصنعة
الأشياء فأتقنها بلطائف التدبير، سبحانه من لطيف خبير ليس كمثله شيء وهو
السميع البصير (1).
[12852] 7 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن منصور،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يشاركه الرجل في
السلعة، قال: إن ربح فله وإن وضع فعليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12853] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: يمتحن الصديق
بثلاث خصال فإن كان مؤاتيا فيها فهو الصديق المصافي وإلا كان صديق رخاء
لا صديق شدة: تبتغي منه مالا، أو تأمنه على مال، أو تشاركه في مكروه (3).
[12854] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشركة في الملك تؤدي
إلى الاضطراب.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي والأربعون ح 1 / 704 الرقم 1509.
(2) التهذيب: 7 / 185 ح 3.
(3) تحف العقول: 321.
258

وعنه (عليه السلام) قال: الشركة في الرأي تؤدي إلى الصواب (1).
[12855] 10 - وعنه (عليه السلام): شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق، فإنه أجدر بالحظ، وأخلق
بالغنى (2).

(1) غرر الحكم: ح 1941 و 1942.
(2) غرر الحكم: ح 5790، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 300.
259

المشاورة
[12856] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن ابن أبي عمير، عن
النضر بن سويد، عن حمران، وصفوان بن مهران الجمال قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: لا غنى أخصب من العقل ولا فقر أحط من الحمق ولا استظهار في أمر بأكثر
من المشورة فيه (1).
[12857] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسن إذا
نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ولكن اذكرها لبعض اخوانك
فإنك لن تعدم خصلة من أربع خصال: إما كفاية بمال وإما معونة بجاه أو دعوة
فتستجاب أو مشورة برأي (2).
[12858] 3 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن جعفر
ابن عنبسة، عن عبادة بن زياد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
وأحمد بن محمد العاصمي، عمن حدثه، عن معلى بن محمد، عن علي بن حسان، عن
عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالته إلى
الحسن (عليه السلام): إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى الأفن وعزمهن إلى الوهن واكفف
عليهن من أبصارهن بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك ولهن من الإرتياب

(1) الكافي: 1 / 29 ح 36.
(2) الكافي: 8 / 170 ح 192.
260

وليس خروجهن بأشد من دخول من لا تثق به عليهن فإن استطعت أن لا يعرفن
غيرك من الرجال فافعل (1).
[12859] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن الحسن
ابن علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم ومشاورة النساء فإن فيهن: الضعف والوهن والعجز (2).
[12860] 5 - الكليني بإسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
ولا مظاهرة أوثق من المشاورة... (3).
[12861] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود
المنقري، عن حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم
فأكثر استشارتك إياهم في أمرك وأمورهم... واجهد رأيك لهم إذا استشاروك ثم
لا تعزم حتى تثبت وتنظر ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل
وتصلي وأنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورته فإن من لم يمحض النصيحة لمن
استشاره سلبه الله تبارك وتعالى رأيه ونزع عنه الأمانة... الحديث (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12862] 7 - البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: في التوراة أربعة أسطر: من لا يستشير يندم، والفقر الموت الأكبر، وكما تدين
تدان، ومن ملك استأثر (5).
[12863] 8 - البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(1) الكافي: 5 / 337 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 517 ح 8.
(3) الكافي: 8 / 20.
(4) الكافي: 8 / 348 ح 547.
(5) المحاسن: 601.
261

لن يهلك امرؤ عن مشورة (1).
الرواية موثقة سندا.
[12864] 9 - البرقي، عن عدة من أصحابنا، عن ابن أسباط، عن الحسن بن الجهم
قال: كنا عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فذكرنا أباه (عليه السلام) قال: كان عقله لا يوازن به
العقول وربما شاور الأسود من سودانة فقيل له: تشاور مثل هذا؟ فقال: إن شاء الله
تبارك وتعالى ربما فتح على لسانه، قال: فكانوا ربما أشاروا عليه بالشيء فيعمل به
من الضيعة والبستان (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12865] 10 - البرقي، عن الجاموراني، عن علي بن الحسن بن علي بن أبي حمزة،
عن صندل، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
استشير العاقل من الرجال، الورع فإنه لا يأمر إلا بخير، وإياك والخلاف فإن خلاف
الورع العاقل مفسدة في الدين والدنيا (3).
[12866] 11 - البرقي، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي، عن أبي عميرة، عن
منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مشاورة العاقل
الناصح رشد ويمن وتوفيق من الله فإذا أشار عليك الناصح العاقل فإياك والخلاف فإن
في ذلك العطب (4).
[12867] 12 - البرقي، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن
الحسين بن علي، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما يمنع أحدكم إذا
ورد عليه ما لا قبل له به أن يستشير رجلا عاقلا له دين وورع؟ ثم قال

(1) المحاسن: 601.
(2) المحاسن: 601.
(3) المحاسن: 602.
(4) المحاسن: 602.
262

أبو عبد الله (عليه السلام): أما إنه إذا فعل ذلك لم يخذله الله بل يرفعه الله ورماه بخير الامور
وأقربها إلى الله (1).
[12868] 13 - البرقي، عن بعض أصحابنا، عن حسين بن حازم، عن حسين بن
عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استشار أخاه فلم ينصحه محض الرأي
سلبه الله عزوجل رأيه (2).
[12869] 14 - البرقي، عن أحمد بن نوح، عن شعيب النيسابوري، عن الدهقان،
عن أحمد بن عائذ، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المشورة لا تكون إلا
بحدودها فمن عرفها بحدودها إلا كانت مضرتها على المستشير أكثر من منفعتها له،
فأولها: أن يكون الذي يشاوره عاقلا، والثانية: أن يكون حرا متدينا، والثالثة: أن
يكون صديقا مواخيا، والرابعة: أن تطلعه على سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك
ثم يستر ذلك ويكتمه، فإنه إذا كان عاقلا انتفعت بمشورته وإذا كان حرا متدينا جهد
نفسه في النصيحة لك وإذا كان صديقا مواخيا كتم سرك إذا أطلعته عليه وإذا أطلعته
على سرك فكان علمه به كعلمك، تمت المشورة وكملت النصيحة (3).
[12870] 15 - الصدوق بإسناده عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إذا أراد أحدكم أمرا فلا يشاور فيه أحدا من الناس حتى يبدأ فيشاور الله تبارك
وتعالى، قال: قلت: وما مشاورة الله تبارك وتعالى جعلت فداك؟ قال: يبدأ
فيستخير الله فيه أولا ثم يشاور فيه فإنه إذا بدأ بالله تبارك وتعالى أجرى له الخيرة
على لسان من يشاء من الخلق (4).
[12871] 16 - الصدوق بإسناد التميمي عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال

(1) المحاسن: 602.
(2) المحاسن: 602.
(3) المحاسن: 603.
(4) الفقيه: 1 / 562 ح 1550.
263

أمير المؤمنين (عليه السلام): من غش المسلمين في مشورة فقد برئت منه (1).
[12872] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد،
عن موسى بن عمر، عن محمد بن سنان، عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يا عمار إن كنت تحب أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المودة وتصلح لك المعيشة
فلا تستشر العبد والسفلة في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك وإن حدثوك كذبوك وإن
تكبت خذلوك وإن وعدوك موعدا لم يصدقوك (2).
[12873] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد
ابن آدم، عن أبيه بإسناده رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي لا تشاور جبانا
فإنه يضيق عليك المخرج ولا تشاور البخيل فإنه يقصر بك عن غايتك ولا تشاور
حريصا فإنه يزين لك شرها، واعلم يا علي إن الجبن والبخل والحرص غريزة واحدة
يجمعها سوء الظن (3).
[12874] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر
النخعي:... ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ولا
جبانا يضعفك عن الامور ولا حريصا يزين لك الشره بالجور فإن البخل والجبن
والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله (4).
قد مر منا مرارا في الكتاب أن لهذا العهد سند معتبر. الشره: أشد الحرص.
[12875] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا غنى كالعقل ولا فقر
كالجهل ولا ميراث كالأدب ولا ظهير كالمشاورة (5).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 29.
(2) علل الشرايع: 558.
(3) علل الشرايع: 559.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 54.
264

[12876] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استبد برأيه هلك
ومن شاور الرجال شاركها في عقولها (1).
[12877] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والاستشارة عين
الهداية وقد خاطر من استغنى برأيه... الحديث (2).
[12878] 23 - الطوسي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: استرشدوا العاقل
ولا تعصوه فتندموا (3).
[12879] 24 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن خالد المراغي، عن محمد بن فيض
العجلي، عن أبيه، عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني، عن الإمام الجواد (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على اليمن فقال وهو
يوصيني: يا علي ما حار من استخار ولا ندم من استشار، يا علي عليك بالدلجة فإن
الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، يا علي اغد على اسم الله فإن الله تعالى بارك
لأمتي في بكورها (4).
[12880] 25 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال:
شاوروا النساء وخالفوهن فإن خلافهن بركة (5).
[12881] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المشاورة راحة لك
وتعب لغيرك (6).
[12882] 27 - وعنه (عليه السلام): استشر أعداءك تعرف من رأيهم مقدار عداوتهم

(1) نهج البلاغة: الحكمة 161.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 211.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 4 / 153 الرقم 252.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 33 / 136 الرقم 220.
(5) جامع الأحاديث: 89.
(6) غرر الحكم: ح 1857.
265

ومواضع مقاصدهم (1).
[12883] 28 - وعنه (عليه السلام): أفضل الناس رأيا من لا يستغني عن رأي مشير (2).
[12884] 29 - وعنه (عليه السلام): أفضل من شاورت ذو التجارب، وشر من قارنت ذو
المعائب (3).
[12885] 30 - وعنه (عليه السلام): إنما حض على المشاورة لأن رأي المشير صرف ورأي
المستشير مشوب بالهوى (4).
[12886] 31 - وعنه (عليه السلام): آفة المشاورة إنتقاض الآراء (5).
[12887] 32 - وعنه (عليه السلام): خوافي الآراء تكشفها المشاورة (6).
[12888] 33 - وعنه (عليه السلام): مشاورة الجاهل المشفق خطر (7).
[12889] 34 - وعنه (عليه السلام): مشاورة الحازم المشفق ظفر (8).
[12890] 35 - وعنه (عليه السلام): شاور قبل أن تعزم وفكر قبل أن تقدم (9).
[12891] 36 - وعنه (عليه السلام): عليك بالمشاورة فإنها نتيجة الحزم (10).
[12892] 37 - وعنه (عليه السلام): من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول (11).
[12893] 38 - وعنه (عليه السلام): من لزم المشاورة لم يعدم عند الصواب مادحا وعند
الخطاء عاذرا (12).
[12894] 39 - وعنه (عليه السلام): ما استنبط الصواب بمثل المشاورة (13).
[12895] 40 - وعنه (عليه السلام): لا يستغني العاقل عن المشاورة (14).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 97،
وهداية العلم: 311، وجامع أحاديث الشيعة: 20 / 231 من الطبعة الحديثة،
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(2) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(3) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(4) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(5) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(6) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(7) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(8) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(9) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(10) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(11) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(12) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(13) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
(14) غرر الحكم: ح 2462 و 3152 و 3279 و 3908 و 3927 و 5100 و 9859 و 9858 و
5754 و 6085 و 8634 و 8956 و 9427 و 10693.
266

المشقة
[12896] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من سفر أبلغ في لحم ولا دم ولا جلد ولا شعر من سفر
مكة وما أحد يبلغه حتى تناله المشقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12897] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين
الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه فقال (عليه السلام): ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا:
خلق منا نعظم به أمراءنا، فقال (عليه السلام): والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم وإنكم لتشقون على
أنفسكم في دنياكم وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب
وأربح الدعة معها الأمان من النار (2).
[12898] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) من كلام له خاطب به أهل البصرة
على جهة اقتصاص الملاحم: فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه على الله عزوجل
فليفعل فإن أطعتموني فإني حاملكم انشاء الله على سبيل الجنة وإن كان ذا مشقة
شديدة ومذاقة مريرة، وأما فلانة فأدركها رأي النساء وضغن غلا في صدرها
كمرجل القين ولو دعيت لتنال من غيري ما أتت إلى لم تفعل ولها بعد حرمتها الأولى
والحساب على الله، الحديث (3).

(1) الكافي: 4 / 262 ح 41.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 37.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 156.
267

[12899] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):
واعلم ان أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة وانه لا غنى بك فيه عن حسن
الارتياد وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر، الكتاب (1).
[12900] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثواب العمل على قدر
المشقة فيه (2).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) غرر الحكم: ح 4690.
268

المشهد المقدس
[12901] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن
حمدان ابن إسحاق قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) أو حكى لي عن رجل عن أبي جعفر (عليه السلام)
- الشك من علي بن إبراهيم - قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح فقال
لي: قال أبو جعفر الثاني (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه
وما تأخر وبنى الله له منبرا في حذاء منبر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) حتى يفرغ الله من
حساب الخلائق فرأيته وقد زار فقال: جئت أطلب المنبر (1).
[12902] 2 - الصدوق رفعه إلى محمد بن علي الجواد (عليه السلام) أنه قال: ضمنت لمن زار قبر أبي
بطوس عارفا بحقه الجنة على الله عزوجل (2).
[12903] 3 - الصدوق، عن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد الأنصاري، عن
الهروي قال: لما خرج الرضا علي بن موسى (عليه السلام) من نيسابور إلى المأمون فبلغ قرب
القرية الحمراء قيل له يا ابن رسول الله قد زالت الشمس أفلا تصلي؟ فنزل (عليه السلام) فقال:
ائتوني بماء، فقيل: ما معنا ماء، فبحث (عليه السلام) بيده الأرض فنبع من الماء ما توضأ به هو
ومن معه وأثره باق إلى اليوم فلما دخل سناباد أسند إلى الجبل الذي ينحت منه القدور
فقال: اللهم انفع به وبارك فيما يجعل فيما ينحت منه ثم أمر (عليه السلام) فنحت له قدور من الجبل

(1) الكافي: 4 / 585 ح 3.
(2) الفقيه: 2 / 583 ح 3186.
269

وقال: لا يطبخ ما آكله إلا فيها، وكان (عليه السلام) خفيف الأكل قليل الطعم فاهتدى الناس
إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعائه (عليه السلام) فيه، ثم دخل دار حميد بن قحطبة الطائي
ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم قال: هذه تربتي
وفيها ادفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل محبتي والله ما يزورني منهم
زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله ورحمته بشفاعتنا أهل البيت ثم
استقبل القبلة وصلى ركعات ودعا بدعوات فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه
فأحصيت له فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف (1).
[12904] 4 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن
حماد، عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله
جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) يقول: يخرج ولد من ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين
عليه الصلاة والسلام إلى أرض طوس وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها
غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله تعالى أجر من أنفق من قبل الفتح وقاتل (2).
[12905] 5 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال،
عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) انه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير
مختلف الملائكة فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور،
فقيل له: يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه؟ قال: هي بأرض طوس وهو والله روضة
من رياض الجنة من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتب الله
تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة وكنت أنا وآبائي
شفعاءه يوم القيامة (3).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 136 ح 1.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 255 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس عشر ح 7 / 119 الرقم 108.
270

[12906] 6 - الصدوق، عن ابن ناتانة، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حمزة بن حمران قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة
يقال لها: طوس، من زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة
وإن كان من أهل الكبائر، قلت: جعلت فداك وما عرفان حقه؟ قال: يعلم أنه
مفترض الطاعة غريب شهيد، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عزوجل أجر سبعين شهيدا
ممن استشهد بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على حقيقة (1).
[12907] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم
الجعفري قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة
من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12908] 8 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن
جعفر بن سليمان، عن عبد الله بن الفضل قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه
رجل من أهل طوس فقال له: يا بن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن
علي (عليهما السلام)؟ فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام) وهو يعلم
أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وقبل
شفاعته في سبعين مذنبا ولم يسأل الله جل وعز عند قبره حاجة إلا قضاها له، قال:
فدخل موسى بن جعفر (عليه السلام) فأجلسه على فخذه وأقبل يقبل ما بين عينيه ثم التفت إليه
فقال له: يا طوسي انه الإمام والخليفة والحجة بعدي وإنه سيخرج من صلبه رجل
يكون رضي الله عزوجل في سمائه ولعباده في أرضه يقتل في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا
ويدفن بها غريبا ألا فمن زاره في غربته وهو يعلم أنه إمام بعد أبيه مفترض الطاعة من

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والعشرون ح 8 / 183 الرقم 188.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 256 ح 6.
271

الله عزوجل كان كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[12909] 9 - الصدوق، عن الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن جعفر بن محمد
بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عزوجل له الجنة وحرم
جسده على النار (2).
[12910] 10 - الصدوق، عن الوراق، عن سعد، عن عمران بن موسى، عن الحسن
ابن علي بن النعمان، عن محمد بن فضيل، عن غزوان الضبي، عن عبد الرحمن بن
إسحاق، عن النعمان بن سعد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سيقتل رجل من ولدي
بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه اسمي واسم أبيه اسم ابن عمران موسى (عليه السلام) ألا فمن
زاره في غربته غفر الله ذنوبه ما تقدم منها وما تأخر ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر
الأمطار وورق الأشجار (3).
[12911] 11 - الصدوق، عن ابن المغيرة، عن جده الحسن، عن الحسين بن سيف،
عن محمد بن أسلم، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل حج
حجة الإسلام فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة ثم
أتى المدينة فسلم على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أتى أباك أمير المؤمنين (عليه السلام) عارفا بحقه يعلم أنه
حجة الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه ثم أتى أبا عبد الله (عليه السلام) فسلم عليه
ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى (عليه السلام) ثم انصرف إلى بلاده فلما كان في هذا
الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به فأيهما أفضل هذا الذي حج حجة الإسلام يرجع أيضا
فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فيسلم عليه؟ قال:

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثمانون ح 11 / 684 الرقم 938.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس عشر ح 6 / 119 الرقم 107.
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 255 ح 4.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 258 ح 17.
272

بل يأتي خراسان فيسلم على أبي (عليه السلام) أفضل وليكن ذلك في رجب ولا ينبغي أن تفعلوا
هذا اليوم فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة (1).
[12912] 12 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن محمد
ابن سليمان المصري، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر، عن قبيصة، عن جابر
الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس
الله كربته ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه (2).
[12913] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب،
عن ابن أسباط قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما لمن زار والدك بخراسان؟ قال: الجنة
والله، الجنة والله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12914] 14 - الصدوق، عن الوراق، عن الأسدي، عن الحسن بن عيسى الخراط،
عن جعفر بن محمد النوفلي قال: أتيت الرضا (عليه السلام) وهو بقنطرة إبريق فسلمت عليه ثم
جلست وقلت: جعلت فداك إن أناسا يزعمون أن أباك (عليه السلام) حي، فقال: كذبوا لعنهم
الله لو كان حيا ما قسم ميراثه ولا نكح نساؤه ولكنه والله ذاق الموت كما ذاقه علي بن
أبي طالب (عليه السلام) قال: فقلت له: ما تأمرني؟ قال: عليك بابني محمد من بعدي وأما أنا
فإني ذاهب في وجه لا أرجع بورك قبر بطوس وقبران ببغداد قال قلت: فداك عرفنا
واحدا فما الثاني؟ قال: ستعرفونه، ثم قال (عليه السلام): قبري وقبر هارون هكذا وضم
إصبعيه (4).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 258 ح 15.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 257 ح 14.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 257 ح 12.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 216 ح 23.
273

[12915] 15 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن محول السجستاني
قال: لما ورد البريد باشخاص الرضا (عليه السلام) إلى خراسان كنت أنا بالمدينة فدخل
المسجد ليودع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فودعه مرارا كل ذلك يرجع إلى القبر ويعلو صوته
بالبكاء والنحيب فتقدمت إليه وسلمت عليه فرد السلام وهنأته فقال: زرني فإني
أخرج من جوار جدي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأموت في غربة وادفن في جنب هارون، قال:
فخرجت متبعا لطريقه حتى مات بطوس ودفن إلى جنب هارون (1).
[12916] 16 - الصدوق، عن السناني، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم
الحسني قال: سمعت علي بن محمد العسكري (عليه السلام) يقول: أهل قم وأهل آبه المغفور لهم
لزيارتهم لجدي علي بن موسى الرضا (عليه السلام) بطوس، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه
قطرة من السماء حرم الله جسده على النار (2).
[12917] 17 - الصدوق، عن الفامي، عن ابن بطة، عن محمد بن علي بن محبوب، عن
إبراهيم بن هاشم، عن سليمان بن حفص قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام)
يقول: إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما ومدفون إلى جانب هارون بطوس من زاره
كمن زار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[12918] 18 - الصدوق، عن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد الأنصاري، عن
الهروي قال: كنت عند الرضا (عليه السلام) فدخل عليه قوم من أهل قم فسلموا عليه فرد
عليهم وقربهم ثم قال لهم: مرحبا بكم وأهلا فأنتم شيعتنا حقا وسيأتي عليكم يوم
تزورون فيه تربتي بطوس ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته
أمه (4).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 217 ح 26.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 260 ح 22.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 260 ح 23.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 260 ح 21.
274

[12919] 19 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، وغيره، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن الصقر بن دلف قال: سمعت سيدي علي بن محمد بن علي الرضا (عليه السلام)
يقول: من كانت له إلى الله حاجة فليزر قبر جدي الرضا (عليه السلام) بطوس وهو على غسل
وليصل عند رأسه ركعتين وليسأل الله حاجته في قنوته فإنه يستجيب له ما لم يسئل في
مآثم أو قطيعة رحم، وإن موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه
الله من النار وأحله إلى دار القرار (1).
[12920] 20 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد بن داود، عن سلامة قال: حدثنا
محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن
الفضل بن بنت داود الرقي قال: قال الصادق (عليه السلام): أربعة بقاع ضجت إلى الله من الغرق
أيام الطوفان، قال: البيت المعمور فرفعه الله إليه والغري وكربلا وطوس (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة وقد مر منا في عنوان الزيارة فضل زيارة علي بن
موسى الرضا (عليه السلام) فراجعه إن شئت.

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 262 ح 32.
(2) التهذيب: 6 / 110 ح 12.
275

المشي
[12921] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا
رفعه عن أحدهما (عليهما السلام) قال: مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس من قريش فإذا هو بقوم
بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم،
ثم مر بمجلس للأوس والخزرج فإذا قوم بليت منهم الأبدان ودقت منهم الرقاب
واصفرت منهم الألوان وقد تواضعوا بالكلام فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك ودخل على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: بأبي أنت وامي إني مررت بمجلس لآل فلان ثم وصفهم
ومررت بمجلس للأوس والخزرج فوصفهم ثم قال: وجميع مؤمنون فأخبرني
يا رسول الله بصفة المؤمن؟ فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم رفع رأسه فقال: عشرون
خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه، إن من أخلاق المؤمنين يا علي،
الحاضرون الصلاة والمسارعون إلى الزكاة والمطعمون المسكين، الماسحون رأس
اليتيم، المطهرون أطمارهم، المتزرون على أوساطهم، الذين إن حدثوا لم يكذبوا وإذا
وعدوا لم يخلفوا وإذا ائتمنوا لم يخونوا وإذا تكلموا صدقوا، رهبان بالليل، أسد
بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا يؤذون جارا، ولا يتأذى بهم جار، الذين
مشيهم على الأرض هون وخطاهم إلى بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله
وإياكم من المتقين (1).
[12922] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن

(1) الكافي: 2 / 232 ح 5.
276

علي، عن محمد بن سنان، عن عيسى النهريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعفى
نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله؟ قال:
إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة ونطقوا فكان
نطقهم حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لولا الآجال التي قد كتبت عليهم
لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب (1).
[12923] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المشي خلف
الجنازة أفضل من المشي بين يديها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12924] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته
عن المشي مع الجنازة؟ فقال: بين يديها وعن يمينها وعن شمالها وخلفها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12925] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يسعى بين الصفا والمروة راكبا، قال: لا
بأس والمشي أفضل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12926] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين

(1) الكافي: 2 / 237 ح 25.
(2) الكافي: 3 / 169 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 169 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 437 ح 2.
277

ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن رفاعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مشي
الحسن (عليه السلام) من مكة أو من المدينة؟ قال: من مكة، وسألته إذا زرت البيت أركب أو
أمشي؟ فقال: كان الحسن (عليه السلام) يزور راكبا، وسألته عن الركوب أفضل أو المشي؟
فقال: الركوب قلت: الركوب أفضل من المشي؟ فقال: نعم لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ركب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12927] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أبي يحيى الواسطي، عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن المشي
للمريض نكس إن أبي (عليه السلام) كان إذا اعتل جعل في ثوب فحمل لحاجته يعني الوضوء
وذاك إنه كان يقول: إن المشي للمريض نكس (2).
نكس المريض: أي عاوده المرض. للمريض نكس: يعني يرجع إليه مرضه.
[12928] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:...
فالمتقون هم أهل الفضائل: منطقهم الصواب وملبسهم الإقتصاد ومشيهم
التواضع... الحديث (3).
[12929] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: رئي عليه ازار خلق مرقوع
فقيل له في ذلك فقال: يخشع له القلب وتذل به النفس ويقتدي به المؤمنون، إن
الدنيا والآخرة عدوان متفاوتان وسبيلان مختلفان فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض
الآخرة وعاداها وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما كلما قرب من واحد بعد من
الآخر وهما بعد ضرتان (4).

(1) الكافي: 4 / 456 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 291 ح 444.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 103.
278

[12930] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: روي أنه (عليه السلام) لما ورد الكوفة
قادما من صفين مر بالشباميين فسمع بكاء الناس على قتلى صفين وخرج إليه حرب
بن شرحبيل الشبامي وكان من وجوه قومه فقال (عليه السلام) له: أتغلبكم نساؤكم على ما
أسمع؟ ألا تنهونهن عن هذا الرنين؟
وأقبل حرب يمشي معه وهو (عليه السلام) راكب فقال (عليه السلام): ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي
فتنة للوالي ومذلة للمؤمن (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 322.
279

المصاحبة
[12931] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن
عثمان، عن محمد بن عذافر، عن بعض أصحابه، عن محمد بن مسلم أو أبي حمزة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: يا بني
انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبه من هم؟
قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويباعد لك
القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فإنه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك، وإياك ومصاحبة
البخيل فإنه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق فإنه يريد
أن ينفعك فيضرك، وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونا في كتاب
الله عزوجل في ثلاث مواضع قال الله عزوجل: (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في
الأرض وتقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (1)
وقال: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل
ويفسدون في الأرض اولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (2) وقال في البقرة:
(الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل
ويفسدون في الأرض اولئك هم الخاسرون) (3) (4).

(1) سورة محمد: 22.
(2) سورة الرعد: 25.
(3) سورة البقرة: 27.
(4) الكافي: 2 / 376 ح 7 - 2 / 641 ح 7.
280

[12932] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن حسين
ابن الحسن، عن محمد بن سنان، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله
واحترس من سيئ أخلاقه، ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع
بكرمه بعقلك، وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق (1).
[12933] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا تصحبوا أهل البدع
ولا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المرء على
دين خليله وقرينه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12934] 4 - الصدوق بإسناده عن إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان يقول: اصحب من تتزين به ولا تصحب من يتزين بك (3).
[12935] 5 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: إذا صحبت فاصحب نحوك
ولا تصحب من يكفيك فإن ذلك مذلة للمؤمن (4).
[12936] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
السكوني، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اعمل
بفرائض الله تكن أتقى الناس وارض بقسم الله تكن أغنى الناس وكف عن محارم الله
تكن أورع الناس وأحسن مجاورة من جاورك تكن مؤمنا وأحسن مصاحبة من
صاحبك تكن مسلما (5).

(1) الكافي: 2 / 638 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 375 ح 3 و 2 / 642 ح 10.
(3) الفقيه: 2 / 278 ح 2440.
(4) الفقيه: 2 / 279 ح 2442.
(5) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 16 / 269 الرقم 295.
281

الرواية معتبرة الإسناد.
[12937] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن البرقي رفعه، عن ابن طريف،
عن ابن نباتة، عن الحارث الأعور قال: قال علي (عليه السلام) للحسن (عليه السلام) في مسائله التي
سأله عنها: يا بني ما السفه؟ فقال: اتباع الدناة ومصاحبة الغواة (1).
[12938] 8 - الصدوق بإسناده في خبر الشيخ الشامي، سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) أي صاحب
شر؟ قال: المزين لك معصية الله (2).
[12939] 9 - الصدوق، عن القاسم بن محمد السراج، عن محمد بن أحمد الضبي،
عن الدينوري، عن العبسي، عن سفيان الثوري قال: لقيت الصادق (عليه السلام) فقلت له:
يا بن رسول الله أوصني، فقال لي: يا سفيان لا مروءة لكذوب ولا أخ لملوك ولا راحة
لحسود ولا سؤدد لسئ الخلق فقلت: يا بن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان ثق
بالله تكن مؤمنا وارض بما قسم الله لك تكن غنيا وأحسن مجاورة من جاورته تكن
مسلما ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره وشاور في أمرك الذين يخشون الله عزوجل
فقلت: يا بن رسول الله زدني، فقال لي: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وغنى
بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته فقلت: زدني
يا بن رسول الله، فقال لي: يا سفيان أمرني والدي (عليه السلام) بثلاث ونهاني عن ثلاث فكان
فيما قال لي: يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن يدخل مداخل السوء يتهم
ومن لا يملك لسانه يندم ثم أنشدني فقال (عليه السلام):
عود لسانك قول الخير تحظ به * ان اللسان لما عودت يعتاد
موكل بتقاضي ما سننت له * في الخير والشر فانظر كيف تعتاد (3)

(1) معاني الأخبار: 247.
(2) معاني الأخبار: 198.
(3) الخصال: 1 / 169 ح 222.
282

[12940] 10 - الحميري، عن محمد بن الوليد، عن داود الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): انظر إلى كل من لا يفيدك منفعة في دينك فلا تعتدن به
ولا ترغبن في صحبته، فإن كل ما سوى الله تبارك وتعالى مضمحل وخيم عاقبته (1).
[12941] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الحارث الهمداني:...
واحذر صحابة [مصاحبة] من يفيل رأيه وينكر عمله فإن الصاحب معتبر
بصاحبه... وإياك ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق و وقر الله وأحبب
أحباءه واحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس والسلام (2).
[12942] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الأمر قريب والاصطحاب
قليل (3).
[12943] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صاحب السلطان كراكب
الأسد يغبط بموقعه وهو أعلم بموضعه (4).
[12944] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تصحب المائق فإنه
يزين لك فعله ويود أن تكون مثله (5).
المائق: الأحمق.
[12945] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة من فرط
فيهن كان محروما: استماحة جواد ومصاحبة عالم واستعمالة سلطان (6).
[12946] 16 - الطوسي، عن المفيد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد

(1) قرب الإسناد: 51 ح 167.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 69.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 168.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 263.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 293.
(6) تحف العقول: 316.
283

ابن سعيد الهمداني، عن أحمد بن يحيى، عن أسيد بن زيد القرشي، عن محمد بن
مروان، عن الصادق (عليه السلام) قال: إياك وصحبة الأحمق فإنه أقرب ما يكون منه أقرب ما
يكون إلى مساءتك (1).
[12947] 17 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن العبرتائي الكاتب، عن
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه محمد بن
علي (عليه السلام) قال: أردت سفرا فأوصاني أبي علي بن الحسين (عليه السلام) فقال في وصيته: إياك
يا بني أن تصاحب الأحمق أو تخالطه واهجره ولا تحادثه فإن الأحمق هجنة غائبا كان
أو حاضرا إن تكلم فضحه حمقه وإن سكت قصر به عيه وإن عمل أفسد وإن استرعى
أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه ولا علم غيره ينفعه ولا يطيع ناصحه ولا يستريح
مقارنه، تود امه أنها ثكلته وامرأته أنها فقدته وجاره بعد داره وجليسه الوحدة من
مجالسته، إن كان أصغر من في المجلس أعنى من فوقه وإن كان أكبرهم أفسد من
دونه (2).
[12948] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: احذر مصاحبة الفساق
والفجار والمجاهرين بمعاصي الله (3).
[12949] 19 - وعنه (عليه السلام): إياك ومصاحبة أهل الفسوق فإن الراضي بفعل قوم
كالداخل معهم (4).
[12950] 20 - وعنه (عليه السلام): شرط المصاحبة قلة المخالفة (5).
[12951] 21 - وعنه (عليه السلام): في حسن المصاحبة يرغب الرفاق (6).
[12952] 22 - وعنه (عليه السلام): من أحسن المصاحبة كثر أصحابه (7).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 11 / 39 الرقم 42.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 4 / 613 الرقم 1268.
(3) غرر الحكم: ح 2601 و 2702 و 5783 و 6514 و 8341.
(4) غرر الحكم: ح 2601 و 2702 و 5783 و 6514 و 8341.
(5) غرر الحكم: ح 2601 و 2702 و 5783 و 6514 و 8341.
(6) غرر الحكم: ح 2601 و 2702 و 5783 و 6514 و 8341.
(7) غرر الحكم: ح 2601 و 2702 و 5783 و 6514 و 8341.
284

[12953] 23 - وعنه (عليه السلام): من أحسن مصاحبة الإخوان استدام منهم الوصلة (1).
[12954] 24 - وعنه (عليه السلام): من شرائط الإيمان حسن مصاحبة الإخوان (2).
[12955] 25 - وعنه (عليه السلام): من عدم العقل مصاحبة ذوي الجهل (3).
[12956] 26 - وعنه (عليه السلام): من سوء الاختيار مصاحبة الأشرار (4).
[12957] 27 - وعنه (عليه السلام): مصاحبة الأشرار توجب التلف (5).
[12958] 28 - وعنه (عليه السلام): مصاحبة الجاهل من أعظم البلاء (6).
[12959] 29 - وعنه (عليه السلام): مصاحب الأشرار كراكب البحر إن سلم من الغرق لم يسلم
من الفرق (7).
[12960] 30 - الشهيد رفعه إلى محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) انه قال: إياك ومصاحبة
الشرير فإنه كالسيف المسلول يحسن منظره ويقبح أثره (8).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 638،
والوافي: 5 / 577، وبحار الأنوار: 71 / 190، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 19
وما بعدها، وقد مر منا عنواني الصحبة والصداقة في محلهما.

(1) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(2) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(3) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(4) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(5) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(6) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(7) غرر الحكم: ح 8714 و 9282 و 9299 و 9308 و 9768 و 9788 و 9835.
(8) الدرة الباهرة: 40.
285

المصافحة
[12961] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة بن ميمون، عن يحيى بن زكريا، عن أبي عبيدة قال: كنت زميل أبي جعفر (عليه السلام)
وكنت أبدأ بالركوب ثم يركب هو فإذا استوينا سلم وسأل مسألة رجل لا عهد له
بصاحبه وصافح، قال: وكان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الأرض
سلم وسأل مسائلة من لا عهد له بصاحبه فقلت: يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما
يفعله أحد من قبلنا وان فعل مرة فكثير، فقال: أما علمت ما في المصافحة، إن
المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه فلا تزال الذنوب تتحات عنهما كما يتحات
الورق عن الشجرة، والله ينظر إليهما حتى يفترقا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12962] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن حد المصافحة؟ فقال: دور نخلة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12963] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن
عقبة، عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا
أدخل الله يده بين أيديهما فصافح أشدهما حبا لصاحبه (3).

(1) الكافي: 2 / 179 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 181 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 179 ح 2.
286

[12964] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن فضال، عن علي بن عقبة،
عن أيوب، عن السميدع، عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أدخل الله عزوجل يده بين أيديهما وأقبل بوجهه على أشدهما
حبا لصاحبه فإذا أقبل الله عزوجل بوجهه عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق
من الشجر (1).
[12965] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا التقيا
فتصافحا أقبل الله عزوجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من
الشجر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12966] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لقى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حذيفة فمد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يده فكف حذيفة يده فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا حذيفة بسطت إليك فكففت
يدك عني؟ فقال حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة ولكني كنت جنبا فلم أحب أن
تمس يدي يدك وأنا جنب، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أما تعلم ان المسلمين إذا التقيا فتصافحا
تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر (3).
[12967] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة الحذاء قال: زاملت أبا جعفر (عليه السلام) في
شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق فلما قضى حاجته وعاد قال:
هاك يدك يا أبا عبيدة، فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي ثم قال:

(1) الكافي: 2 / 179 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 180 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 183 ح 19.
287

يا أبا عبيدة ما من مسلم لقى أخاه المسلم فصافحه وشبك أصابعه في أصابعه إلا
تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي (1).
[12968] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
يحيى الحلبي، عن مالك الجهني قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا مالك أنتم شيعتنا ألا ترى
أنك تفرط في أمرنا إنه لا يقدر على صفة الله فكما لا يقدر على صفة الله كذلك لا يقدر
على صفتنا وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن، إن المؤمن ليلقى
المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات
الورق من الشجر حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من هو كذلك؟! (2).
الرواية حسنة سندا.
[12969] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الله عزوجل لا يوصف وكيف يوصف
وقال في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره)؟ (3) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من
ذلك وإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عزوجل بسبع وجعل طاعته
في الأرض كطاعته في السماء؟ فقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا) (4) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه، وإنا لا
نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك؟ والمؤمن لا يوصف وإن
المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما
يتحات الورق في الشجر (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 180 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 180 ح 6.
(3) سورة الحج: 74.
(4) سورة الحشر: 7.
(5) الكافي: 2 / 182 ح 16.
288

[12970] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن
محمد، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله عزوجل لا يقدر أحد قدره
وكذلك لا يقدر قدر نبيه وكذلك لا يقدر قدر المؤمن، إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر
الله إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا كما تتحات الريح الشديدة الورق
عن الشجر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12971] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن موسى بن
القاسم، عن جده معاوية بن وهب، أو غيره، عن رزين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان المسلمون إذا غزوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى
الفضاء نظر بعضهم إلى بعض فتصافحوا (2).
[12972] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن
حدثه، عن زيد بن الجهم الهلالي، عن مالك بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا
صافح الرجل صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن
الذنوب ليتحات فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب (3).
[12973] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام)
فنظر إلي بوجه قاطب فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك لإخوانك بلغني
يا إسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة، فقلت: جعلت فداك إني
خفت الشهرة، فقال: أفلا خفت البلية أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا

(1) الكافي: 2 / 183 ح 20.
(2) الكافي: 2 / 181 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 181 ح 13.
289

أنزل الله عزوجل الرحمة عليهما فإذا قعدا يتحدثان قال الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا
فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما؟! فقلت: أليس الله عزوجل يقول: (ما يلفظ من قول
إلا لديه رقيب عتيد) (1) فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر
يسمع ويرى (2).
[12974] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن وجوههما حتى
يفترقا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12975] 15 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن
ابن محرز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما صافح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا قط فنزع يده
حتى يكون هو الذي ينزع يده منه (4).
[12976] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن رفاعة قال: سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12977] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مصافحة الرجل المرأة،
قال: لا يحل للرجل أن يصافح المرأة إلا امرأة يحرم عليه أن يتزوجها: أخت أو بنت

(1) سورة ق: 8.
(2) الكافي: 2 / 181 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 182 ح 17.
(4) الكافي: 2 / 182 ح 15.
(5) الكافي: 2 / 183 ح 21.
290

أو عمة أو خالة أو ابنة أخت أو نحوها فأما المرأة التي يحل له أن يتزوجها فلا يصافحها
إلا من وراء الثوب ولا يغمز كفها (1).
الرواية موثقة سندا.
[12978] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل يصافح الرجل
المرأة ليست بذي محرم؟ فقال: لا إلا من وراء الثوب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12979] 19 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن عباد بن سليمان، عن محمد
ابن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: كنت بالكوفة
فيأتيني إخوان كثيرة وكرهت الشهرة فتخوفت أن أشتهر بديني فأمرت غلامي كلما
جاءني رجل منهم يطلبني قال: ليس هو ههنا، قال: فحججت تلك السنة فلقيت
أبا عبد الله (عليه السلام) فرأيت منه ثقلا وتغيرا فيما بيني وبينه، قال: قلت: جعلت فداك
ما الذي غيرني عندك؟ قال: الذي غيرك للمؤمنين، قلت: جعلت فداك إنما تخوفت
الشهرة وقد علم الله شدة حبي لهم، فقال: يا إسحاق لا تمل زيارة إخوانك فإن المؤمن
إذا لقى أخاه المؤمن فقال له مرحبا كتب له مرحبا إلى يوم القيامة، فإذا صافحه أنزل
الله فيما بين إبهامهما مائة رحمة تسعة وتسعين لأشدهم لصاحبه حبا ثم أقبل الله عليهما
بوجهه فكان على أشدهما حبا لصاحبه أشد إقبالا، فإذا تعانقا غمرتهما الرحمة، فإذا
لبثا لا يريدان إلا وجهه لا يريدان غرضا من غرض الدنيا قيل لهما: غفر لكما
فاستأنفا، فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضهم لبعض: تنحوا عنهما فإن لهما
سرا وقد ستره الله عليهما، قال إسحاق: قلت له: جعلت فداك لا يكتب علينا لفظنا

(1) الكافي: 5 / 525 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 525 ح 2.
291

فقد قال الله عزوجل: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (1) قال: فتنفس ابن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصعداء قال: ثم بكى حتى خضبت دموعه لحيته وقال: يا إسحاق
إن الله تبارك وتعالى إنما نادى الملائكة أن يغيبوا عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما فإذا
كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فقد يعرفه الحافظ عليهما عالم السر
وأخفى، يا إسحاق فخف الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه
لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي
وبرزت له بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك (2).
[12980] 20 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أنتم
في تصافحكم، في مثل أجور المجاهدين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات الواردة في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 179 و
5 / 525، والوافي: 5 / 607، والمحجة البيضاء: 3 / 386، وبحار الأنوار: 73 / 19،
وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 581، وألف حديث في المؤمن: 275، وغيرها
من كتب الأخبار.

(1) سورة ق: 8.
(2) ثواب الأعمال: 176.
(3) ثواب الأعمال: 218.
292

المصالحة
[12981] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن عيسى، عن ابن بكير، عن عمر بن يزيد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل
ضمن على رجل ضمانا ثم صالح عليه، قال: ليس له إلا الذي صالح عليه (1).
الرواية موثقة سندا.
[12982] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان
لرجل على رجل دين فمطله حتى مات ثم صالح ورثته على شيء فالذي أخذته الورثة
لهم وما بقي فللميت حتى يستوفيه منه في الآخرة وإن هو لم يصالحهم على شيء حتى
مات ولم يقض عنه فهو كله للميت يأخذه به (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[12983] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل (فمن
تصدق به فهو كفارة له) (3) فقال: يفكر عنه من ذنوبه بقدر ما عفا، وسألته عن
قول الله عزوجل (فمن عفى له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه

(1) الكافي: 5 / 259 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 259 ح 8.
(3) سورة المائدة: 45.
293

بإحسان) (1) قال: ينبغي للذي له الحق أن لا يعسر أخاه إذا كان قد صالحه على دية
وينبغي للذي عليه الحق أن لا يمطل أخاه إذا قدر على ما يعطيه ويؤدي إليه بإحسان،
قال: وسألته عن قول الله عزوجل (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم) (2) فقال: هو
الرجل يقبل الدية أو يعفو أو يصالح ثم يعتدي فيقتل فله عذاب أليم كما قال
الله عزوجل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12984] 4 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سهل،
عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن رجل أوصى بدين فلا يزال يجئ من
يدعي عليه الشيء فيقيم عليه البينة أو يحلف كيف تأمر فيه؟ فقال: أرى أن يصالح
عليه حتى يؤدي أمانته (4).
[12985] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: يا شيعة آل محمد
انه ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب ولم يحسن صحبة من صحبه ومرافقة من
رافقه ومصالحة من صالحه ومخالفة من خالفه، يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم
ولا حول ولا قوة إلا بالله (5).
قد مر منا عنوان الصلح في محله.

(1) سورة البقرة: 178.
(2) سورة البقرة: 178.
(3) الكافي: 7 / 358 ح 1.
(4) التهذيب: 6 / 189 ح 28.
(5) تحف العقول: 380.
294

المصحف
[12986] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين بن الحسن
الضرير، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انه ليعجبني أن يكون في
البيت مصحف يطرد الله عزوجل به الشياطين (1).
[12987] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال،
عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة يشكون إلى الله عزوجل: مسجد خراب لا
يصلي فيه أهله، وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ
فيه (2).
[12988] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن شعيب، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ستة تلحق المؤمن بعد وفاته: ولد يستغفر له ومصحف يخلفه وغرس يغرسه وقليب
يحفره وصدقة يجريها وسنة يؤخذ بها من بعده (3).
[12989] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن يعقوب بن
يزيد رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن في المصحف متع ببصره وخفف عن
والديه وإن كانا كافرين (4).

(1) الكافي: 2 / 613 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 613 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 57 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 613 ح 1.
295

[12990] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك إني أحفظ القرآن على ظهر قلبي فأقرأه
على ظهر قلبي أفضل أو أنظر في المصحف؟ قال: فقال لي: بل اقرأه وانظر في
المصحف فهو أفضل أما علمت إن النظر في المصحف عبادة (1).
[12991] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هلك الرجل فترك بنين فللأكبر السيف والدرع
والخاتم والمصحف فإن حدث به حدث فللأكبر منهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12992] 7 - الصدوق، عن محمد بن عمر البغدادي، عن عبد الله بن بشر، عن الحسن
ابن الزبرقان، عن أبي بكر بن عياش، عن الأجلح، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يجيئ يوم القيامة ثلاثة يشكون: المصحف والمسجد
والعترة، يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني
وضيعوني، وتقول العترة: يا رب قتلونا وطردونا وشردنا فأجثوا للركبتين
للخصومة، فيقول الله جل جلاله لي: أنا أولى بذلك (3).
[12993] 8 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي، حدثنا علي بن محمد بن حمشاذ قال: حدثني
أحمد بن حبيب بن الحسين البغدادي قال: حدثني أبي قال: حدثني أبو عبد الله محمد
ابن إبراهيم الصفدي رجل من أهل اليمن ورد بغداد قال: حدثنا أبو هاشم بن أخي
الوادي، عن علي بن خلف قال: شكا رجل إلى محمد بن حميد الرازي الرمد فقال له:

(1) الكافي: 2 / 613 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 85 ح 1.
(3) الخصال: 1 / 174 ح 232.
296

أدم النظر في المصحف فإنه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى حريز بن عبد الحميد فقال
لي: أدم النظر في المصحف فإنه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى الأعمش فقال لي: أدم
النظر في المصحف فإنه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى عبد الله بن مسعود فقال لي: أدم
النظر في المصحف فإنه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لي: أدم
النظر في المصحف فإنه كان بي رمد فشكوت ذلك إلى جبرئيل فقال لي: أدم النظر في
المصحف (1).
[12994] 9 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه عن أبي علي اليسع بن عبد الله القمي
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أريد الشيء فأستخير الله فيه فلا يفي ولي فيه الرأي
أفعله أو أدعه؟ فقال: انظر إذا قمت إلى الصلاة فإن الشيطان أبعد ما يكون من الإنسان
إذا قام إلى الصلاة أي شيء يقع في قلبك فخذ به وافتح المصحف فانظر إلى أول ما ترى
فيه فخذ به إن شاء الله (2).
[12995] 10 - الشيخ الطوسي، عن أبي محمد الفحام، عن محمد بن أحمد الهاشمي
المنصوري، عن سهل بن يعقوب بن إسحاق، عن الحسن بن عبد الله بن مطر، عن
محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: جاء رجل إلى سيدنا الصادق (عليه السلام) فقال له: يا
سيدي أشكو إليك دينا ركبني وسلطانا غشمني وأريد أن تعلمني دعاء أغتنم به
غنيمة أقضي بها ديني وأكفي بها ظلم سلطاني فقال: إذا جنك الليل فصل ركعتين اقرأ
في الركعة الأولى منهما الحمد وآية الكرسي وفي الركعة الثانية الحمد وآخر الحشر (لو
أنزلنا هذا القرآن على جبل) (3) إلى خاتمة السورة ثم خذ المصحف فدعه على رأسك
وقل: «بهذا القرآن وبحق من أرسلته وبحق كل مؤمن فيه وبحقك عليهم فلا أحد

(1) المسلسلات: 252 ح 16.
(2) الغايات: 211.
(3) سورة الحشر: 21.
297

أعرف بحقك منك بك يا الله عشر مرات ثم تقول: يا محمد عشر مرات يا فاطمة عشر
مرات يا حسن عشر مرات يا حسين عشر مرات يا علي بن الحسين عشر مرات يا
محمد بن علي عشر مرات يا جعفر بن محمد عشر مرات يا موسى بن جعفر عشر
مرات يا علي بن موسى عشر مرات يا محمد بن علي عشرا يا علي بن محمد عشرا يا
حسن بن علي عشرا ثم بالحجة عشرا ثم تسأل حاجتك»، قال: فمضى الرجل فعاد
إليه بعد مدة مديدة قد قضى دينه وصلح به سلطانه وعظم يساره (1).
الروايات في المصحف كثيرة ومبثوثة في كتب الأخبار وقد مر منا في عنوان القرآن
ما يفيد في المقام.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 14 / 292 الرقم 567.
298

مصحف فاطمة سلام الله عليها
[12996] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن الحجال،
عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت له:
جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ههنا أحد يسمع كلامي؟ قال: فرفع أبو عبد
الله (عليه السلام) سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك، قال:
قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علم عليا (عليه السلام) بابا يفتح
له منه ألف باب، قال: فقال: يا أبا محمد علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) ألف باب
يفتح من كل باب ألف باب، قال: قلت: هذا والله العلم، قال: فنكت ساعة في
الأرض ثم قال: إنه لعلم وما هو بذاك، قال: ثم قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة
وما يدريهم ما الجامعة؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة؟ قال: صحيفة طولها
سبعون ذراعا بذراع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه، فيها كل
حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إلي
فقال: تأذن لي يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت،
قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا كأنه مغضب، قال: قلت: هذا والله العلم،
قال: إنه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر؟ قال: قلت: وما
الجفر؟ قال: وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل
، قال: قلت: ان هذا هو العلم، قال: انه لعلم وليس بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة (عليها السلام) وما يدريهم ما مصحف
299

فاطمة (عليها السلام)؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة (عليها السلام)؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم
هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد، قال: قلت: هذا والله العلم،
قال: إنه لعلم وما هو بذاك.
ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا علم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة،
قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم، قال: إنه لعلم وليس بذاك، قال: قلت:
جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال: ما يحدث بالليل والنهار الأمر من بعد الأمر
والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة (1).
[12997] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن
عبد العزيز، عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تظهر الزنادقة في
سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك إني نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام)، قال: قلت: وما
مصحف فاطمة؟ قال: إن الله تعالى لما قبض نبيه (عليها السلام) دخل على فاطمة (عليها السلام) من وفاته
من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عزوجل فأرسل الله إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها فشكت
ذلك إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي
فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين (عليه السلام) يكتب كلما سمع حتى أثبت من ذلك مصحفا،
قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون (2).
[12998] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان عندي الجفر الأبيض،
قال: قلت: فأي شيء فيه؟ قال: زبور داود وتوراة موسى وإنجيل عيسى وصحف
إبراهيم (عليهم السلام) والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أزعم أن فيه قرآنا وفيه ما يحتاج
الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش

(1) الكافي: 1 / 238 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 240 ح 2.
300

الخدش وعندي الجفر الأحمر، قال: قلت: وأي شيء في الجفر الأحمر؟ قال: السلاح
وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل، فقال له عبد الله بن أبي يعفور:
أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ فقال: أي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار
أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار ولو طلبوا الحق
بالحق لكان خيرا لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[12999] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن
ذكره، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن في الجفر الذي يذكرونه لما
يسوءهم لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا
صادقين وسلوهم عن الخالات والعمات، وليخرجوا مصحف فاطمة (عليها السلام) فإن فيه
وصية فاطمة (عليها السلام) ومعه سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الله عزوجل يقول: (فاتوا بكتاب من
قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) (2) (3).
[13000] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر،
فقال: هو جلد ثور مملوء علما، قال له: فالجامعة؟ قال: تلك صحيفة طولها سبعون
ذراعا في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه وليس من قضية
إلا وهي فيها حتى أرش الخدش، قال: فمصحف فاطمة (عليها السلام) قال: فسكت طويلا ثم
قال: إنكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون، إن فاطمة مكثت بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان

(1) الكافي: 1 / 240 ح 3.
(2) سورة الأحقاف: 3.
(3) الكافي: 1 / 241 ح 4.
301

جبرئيل (عليه السلام) يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها
ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي (عليه السلام) يكتب ذلك فهذا مصحف
فاطمة (عليها السلام) (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13001] 6 - محمد بن الحسن الصفار، عن ابن يزيد، ومحمد بن الحسين، عن ابن
أبي عمير، عن ابن أذينة، عن علي بن سعيد قال: كنت قاعدا عند أبي عبد الله (عليه السلام)
وعنده أناس من أصحابنا فقال له معلى بن خنيس: جعلت فداك ما لقيت من الحسن
ابن الحسن، ثم قال له الطيار: جعلت فداك بينا أنا أمشي في بعض السكك إذا لقيت
محمد بن عبد الله بن الحسن على حمار حوله أناس من الزيدية فقال لي: أيها الرجل إلي
إلي فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذاك
المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله من شاء أقام ومن شاء ظعن، فقلت له: اتق الله
ولا تغرنك هؤلاء الذين حولك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) للطيار: فلم تقل له غيره؟
قال: لا، قال: فهلا قلت إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ذلك والمسلمون مقرون له بالطاعة
فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقع الاختلاف انقطع ذلك، فقال محمد بن عبد الله بن
علي: العجب لعبد الله بن الحسن أنه يهزأ ويقول: هذا في جفركم الذي تدعون،
فغضب أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: العجب لعبد الله بن الحسن يقول ليس فينا إمام صدق ما
هو بإمام ولا كان أبوه إماما يزعم أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) لم يكن إماما ويردد ذلك،
وأما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجراب فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس
إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) بيده وفيه
مصحف فاطمة (عليها السلام) ما فيه آية من القرآن وإن عندي خاتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودرعه
وسيفه ولواءه وعندي الجفر على رغم أنف من زعم (2).

(1) الكافي: 1 / 241 ح 5.
(2) بصائر الدرجات: 156 ح 15.
302

[13002] 7 - الصفار، عن أحمد بن الحسن، عن أبيه، عن أبي المغرا، عن عنبسة
ابن مصعب قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فأثنى عليه بعض القوم حتى كان من قوله:
وأخزى عدوك من الجن والإنس، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لقد كنا وعدونا كثير ولقد
أمسينا وما أحد أعدى لنا من ذوي قراباتنا ومن ينتحل حبنا إنهم ليكذبون علينا في
الجفر، قال: قلت: أصلحك الله وما الجفر؟ قال: هو والله مسك ماعز ومسك ضأن
ينطبق أحدهما بصاحبه فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة أما والله ما
أزعم انه قرآن (1).
[13003] 8 - الصفار، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان بن عثمان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل له: إن
عبد الله بن الحسن يزعم انه ليس عنده من العلم إلا ما عند الناس، فقال: صدق والله
ما عنده من العلم إلا ما عند الناس، ولكن عندنا والله الجامعة فيها الحلال والحرام
وعندنا الجفر أفيدري عبد الله أمسك بعير أو مسك شاة؟ وعندنا مصحف فاطمة أما
والله ما فيه حرف من القرآن ولكنه إملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام)، كيف يصنع
عبد الله إذا جاءه الناس من كل فن يسألونه؟ أما ترضون أن تكونوا يوم القيامة
آخذين بحجزتنا ونحن آخذون بحجزة نبينا ونبينا آخذ بحجزة ربه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13004] 9 - الصفار، عن عبد الله بن جعفر، عن موسى بن جعفر، عن الوشاء،
عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مصحف فاطمة (عليه السلام) ما فيه شيء من كتاب الله
وإنما هو شيء ألقي عليها بعد موت أبيها صلوات الله عليها (3).
[13005] 10 - الصفار، عن محمد بن إسماعيل، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن

(1) بصائر الدرجات: 154 ح 9.
(2) بصائر الدرجات: 161 ح 33.
(3) بصائر الدرجات: 159 ح 27.
303

سنان، عن داود بن سرحان، ويحيى بن معمر، وعلي بن أبي حمزة، عن الوليد بن
صبيح قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا وليد إني نظرت في مصحف فاطمة (عليها السلام) قبيل
فلم أجد لبني فلان فيها إلا كغبار النعل (1).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 1 / 238،
وبصائر الدرجات: 150، وبحار الأنوار: 26 / 18 وغيرها من كتب الأخبار وقد مر
منا عناوين كتاب علي (عليه السلام) والجامعة والجفر في محلها.

(1) بصائر الدرجات: 161 ح 32.
304

المصيبة
فضل المصائب وثوابها
[13006] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن
أبي الجارود، عن الأصبغ قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الصبر صبران:
صبر عند المصيبة حسن جميل، وأحسن من ذلك الصبر عندما حرم الله عزوجل عليك،
والذكر ذكران: ذكر الله عزوجل عند المصيبة، وأفضل من ذلك ذكر الله عندما حرم عليك
فيكون حاجزا (1).
[13007] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سمعوا صوتا ولم يروا شخصا
يقول: كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار
وادخل الجنة فقد فاز، وقال: إن في الله خلفا من كل هالك وعزاء من كل مصيبة
ودركا مما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13008] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ضرب المسلم يده على فخذه عند
المصيبة احباط لأجره (3).

(1) الكافي: 2 / 90 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 221 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 224 ح 4.
305

الرواية معتبرة الإسناد.
[13009] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يصاب
بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه إلا غفر الله له ما تقدم من
ذنبه، وكلما ذكر مصيبته فاسترجع عند ذكر المصيبة غفر الله له كل ذنب اكتسب فيما
بينهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13010] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
يا إسحاق لا تعدن مصيبة أعطيت عليها الصبر واستوجبت عليها من الله عزوجل الثواب،
إنما المصيبة التي يحرم صاحبها أجرها وثوابها إذا لم يصبر عند نزولها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13011] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن داود بن رزين،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ذكر مصيبته ولو بعد حين فقال: «إنا لله وإنا إليه
راجعون والحمد لله رب العالمين اللهم آجرني على مصيبتي واخلف علي أفضل منها»
كان له من الأجر مثل ما كان عند أول صدمة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13012] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن الحسن بن محمد بن مهزيار، عن قتيبة الأعشي قال: أتيت أبا عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 3 / 224 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 224 ح 7.
(3) الكافي: 3 / 224 ح 6.
306

أعود ابنا له فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين، فقلت: جعلت فداك كيف
الصبي؟ فقال: والله إنه لما به، ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا وقد أسفر وجهه
وذهب التغير والحزن، قال: فطمعت أن يكون قد صلح الصبي، فقلت: كيف الصبي
جعلت فداك؟ فقال: وقد مضى لسبيله، فقلت: جعلت فداك لقد كنت وهو حي
مهتما حزينا وقد رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال فكيف هذا؟ فقال:
إنا أهل البيت إنما نجزع قبل المصيبة فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا
لأمره (1).
[13013] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط رفعه
قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول عند المصيبة: «الحمد لله الذي لم يجعل مصيبتي في
ديني والحمد لله الذي لو شاء أن يجعل مصيبتي أعظم مما كانت والحمد لله على الأمر
الذي شاء أن يكون فكان» (2).
[13014] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن الحسين بن علي، عن فضيل بن
ميسر قال: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) فجاء رجل فشكى إليه مصيبة أصيب بها، فقال
له أبو عبد الله (عليه السلام): أما إنك إن تصبر تؤجر وإلا تصبر يمضي عليك قدر الله الذي قدر
عليك وأنت مأزور (3).
[13015] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن ابن علي، عن عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ما من مؤمن يصاب بمصيبة في الدنيا فيسترجع عند مصيبته حين تفجأه المصيبة
إلا غفر الله له ما مضى من ذنوبه إلا الكبائر التي أوجب الله عليها النار. وقال: كلما

(1) الكافي: 3 / 225 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 262 ح 42.
(3) الكافي: 3 / 225 ح 10.
307

ذكر مصيبته فيما يستقبل من عمره فاسترجع عندها وحمد الله غفر الله له كل ذنب
اكتسبه فيما بين الاسترجاع الأول إلى الاسترجاع الثاني إلا الكبائر من
الذنوب (1).
الرواية موثقة سندا.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 3 / 222،
وبحار الأنوار: 79 / 114، وغيرهما من كتب الأخبار.
ما يلزم على صاحب المصيبة
[13016] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التعزية لأهل المصيبة بعد ما يدفن (2).
[13017] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي لصاحب المصيبة أن يضع ردائه حتى يعلم الناس أنه
صاحب المصيبة (3).
[13018] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن
مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي لصاحب المصيبة أن لا يلبس
رداء وأن يكون في قميص حتى يعرف (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13019] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس

(1) ثواب الأعمال: 234 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 204 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 204 ح 6.
(4) الكافي: 3 / 204 ح 8.
308

التعزية إلا عند القبر ثم ينصرفون لا يحدث في الميت حدث فيسمعون الصوت (1).
[13020] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
القاسم بن محمد، عن الحسين بن عثمان قال: لما مات إسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام)
خرج أبو عبد الله (عليه السلام) فتقدم السرير بلا خداء ولا رداء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13021] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن رفاعة النخاس، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عزى أبو عبد الله (عليه السلام)
رجلا بابن له فقال: الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك من ابنك، فلما بلغه جزعه
بعد عاد إليه فقال له: قد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما لك به أسوة فقال: انه كان
مرهقا، فقال: إن أمامه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله ورحمة الله وشفاعة
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله (3).
[13022] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم قال: رأيت
موسى (عليه السلام) يعزي قبل الدفن وبعده (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13023] 8 - الكليني، عن عدة من اصحبنا، عن سهل بن زياد، عن ابن مهران
قال: كتب أبو جعفر الثاني (عليه السلام) إلى رجل ذكرت مصيبتك بعلي ابنك وذكرت أنه كان
أحب ولدك إليك وكذلك الله عزوجل إنما يأخذ من الوالد وغيره أزكى ما عند أهله ليعظم
به أجر المصاب بالمصيبة فأعظم الله أجرك وأحسن عزاك وربط على قلبك إنه قدير

(1) الكافي: 3 / 203 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 204 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 204 ح 7.
(4) الكافي: 3 / 205 ح 9.
309

وعجل الله عليك بالخلف، وأرجو أن يكون الله قد فعل إن شاء الله تعالى (1).
[13024] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عزى مصابا كان له
مثل أجره من غير أن ينتقص من أجر المصاب شيئا (2).
[13025] 10 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي
ابن سيف، عن أخيه، عن أبيه سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من الهم
الاسترجاع عند المصيبة وجبت له الجنة (3).
راجع إن شئت الكافي: 3 / 203، وبحار الأنوار: 79 / 125.
ما يلزم على الجيران لأهل المصيبة
[13026] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص
ابن البختري، وعن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قتل جعفر بن
أبي طالب (عليه السلام) أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاطمة (عليها السلام) أن تتخذ طعاما لأسماء بنت عميس
ثلاثة أيام وتأتيها ونساءها فتقيم عندها ثلاثة أيام فجرت بذلك السنة أن يصنع
لأهل المصيبة طعاما ثلاثا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13027] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن زرارة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: يصنع لأهل الميت مأتم ثلاثة أيام من يوم مات (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 205 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 205 ح 2.
(3) ثواب الأعمال: 235 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 217 ح 1.
(5) الكافي: 3 / 217 ح 2.
310

[13028] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز
أو غيره قال: أوصى أبو جعفر (عليه السلام) بثمانمائة درهم لمأتمه وكان يرى ذلك من السنة لأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا (1).
[13029] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغي لجيران صاحب المصيبة أن يطعموا
الطعام [عنه] ثلاثة أيام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13030] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن عبد الله الكاهلي قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن امرأتي وامرأة ابن مارد تخرجان
في المآتم فأنهاهما، فتقول لي امرأتي: إن كان حراما فانهنا عنه حتى نتركه وإن
لم يكن حراما فلأي شيء تمنعناه فإذا مات لنا ميت لم يجئنا أحد، قال: فقال
أبو الحسن (عليه السلام): عن الحقوق تسألني كان أبي (عليه السلام) يبعث أمي وأم فروة تقضيان حقوق
أهل المدينة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
وفي هذا المجال راجع الكافي: 3 / 217، وبحار الأنوار: 79 / 71.
المصيبة بالولد
[13031] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل ابن بزيع، عن أبي سماعة السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ولد يقدمه

(1) الكافي: 3 / 217 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 217 ح 3.
(3) الكافي: 3 / 217 ح 5.
311

الرجل أفضل من سبعين ولدا يخلفهم بعده كلهم قد ركبوا الخيل وجاهدوا في سبيل
الله (1).
[13032] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على خديجة
حين مات القاسم ابنها وهي تبكي فقال لها: ما يبكيك؟ فقالت: درت دريرة
فبكيت، فقال: يا خديجة أما ترضين إذا كان يوم القيامة أن تجيئي إلى باب الجنة وهو
قائم فيأخذ بيدك فيدخلك الجنة وينزلك أفضلها وذلك لكل مؤمن، إن الله عزوجل أحكم
وأكرم أن يسلب المؤمن ثمرة فؤاده ثم يعذبه بعدها أبدا (2).
[13033] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا، عن ابن مهران قال: كتب رجل إلى أبي جعفر
الثاني (عليه السلام) يشكو إليه مصابه بولده وشدة ما دخله، فكتب إليه: أما علمت أن الله عزوجل
يختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه ليأجره على ذلك (3).
الرواية موثقة سندا.
[13034] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو لم يصبر (4).
الرواية موثقة سندا.
[13035] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قبض ولد المؤمن والله أعلم بما قال

(1) الكافي: 3 / 218 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 218 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 218 ح 3.
(4) الكافي: 3 / 219 ح 8.
312

العبد قال الله تبارك وتعالى لملائكته: قبضتم ولد فلان؟ فيقولون: نعم ربنا،
قال: فيقول: فما قال عبدي؟ قالوا: حمدك واسترجع، فيقول الله تبارك وتعالى:
أخذتم ثمرة قلبه وقرة عينه فحمدني واسترجع ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت
الحمد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13036] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو أبي الحسن (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل ليعجب من الرجل
يموت ولده وهو يحمد الله، فيقول: يا ملائكتي عبدي أخذت نفسه وهو يحمدني (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13037] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن سيف،
عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قدم أولادا
يحتسبهم عند الله عزوجل حجبوه من النار بإذن الله عزوجل (3).
[13038] 8 - ثاني الشهيدين رفعه عن أسماء ابنة زيد قالت: لما توفي
ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) - إبراهيم (عليه السلام) - بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال له المعزي: أنت
أحق من عظم الله عزوجل حقه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تدمع العين ويحزن القلب ولا
نقول ما يسخط الرب، لولا أنه وعد حق وموعود جامع وأن الآخر تابع للأول
لوجدنا عليك - يا إبراهيم - أفضل مما وجدناه وإنا بك لمحزونون (4).
[13039] 9 - ثاني الشهيدين رفعه عن الزبير بن بكار، أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما خرج بإبراهيم

(1) الكافي: 3 / 218 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 220 ح 9.
(3) الكافي: 3 / 220 ح 10.
(4) مسكن الفؤاد: 93.
313

خرج يمشي ثم جلس على قبره، ثم دلي فلما رآه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وضع في القبر
دمعت عيناه فلما رأى الصحابة ذلك بكوا حتى ارتفعت أصواتهم فأقبل عليه أبو بكر
فقال: يا رسول الله تبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تدمع العين
ويوجع القلب ولا نقول ما يسخط الرب عزوجل (1).
[13040] 10 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يوم مات إبراهيم قال:
ما كان من حزن في القلب أو في العين فإنما هو رحمة وما كان من حزن باللسان وباليد
فهو من الشيطان (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 3 / 218،
ومسكن الفؤاد: 60، وألف حديث في المؤمن: 287 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) مسكن الفؤاد: 94.
(2) مسكن الفؤاد: 94.
314

المضاربة
[13041] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تأخذن مالا مضاربة إلا مالا تزكيه أو يزكيه صاحبه، وقال:
إن كان عندك متاع في البيت موضوع فأعطيت به رأس مالك فرغبت عنه فعليك
زكاته (1).
[13042] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن الحكم،
عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: سألته عن الرجل يعطي المال
مضاربة وينهى أن يخرج به فخرج، قال: يضمن المال والربح بينهما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13043] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير
واحد، عن أبان بن عثمان، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الرجل يكون معه المال مضاربة فيقل بربحه فيتخوف أن يؤخذ منه فيزيد صاحبه على
شرطه الذي كان بينهما وإنما يفعل ذلك مخافة أن يؤخذ منه، قال: لا بأس (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 529 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 240 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 241 ح 6.
315

[13044] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد
ابن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
الرجل يعمل بالمال مضاربة، قال: له الربح وليس عليه من الوضيعة شيء إلا أن
يخالف عن شيء مما أمره صاحب المال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13045] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر،
عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام) قال: في المضارب ما أنفق في سفره فهو من جميع المال وإذا
قدم بلده فما أنفق فمن نصيبه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13046] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: في الرجل يعطي الرجل المال فيقول له:
ائت أرض كذا وكذا ولا تجاوزها واشتر منها، قال: فإن جاوزها وهلك المال فهو
ضامن وان اشترى متاعا فوضع فيه فهو عليه وإن ربح فهو بينهما (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13047] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم
ابن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: من اتجر مالا واشترط نصف الربح فليس عليه ضمان، وقال: من ضمن تاجرا
فليس له إلا رأس ماله وليس له من الربح شيء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 241 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 241 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 240 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 240 ح 3.
316

[13048] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: في رجل له على رجل
مال فيتقاضاه ولا يكون عنده فيقول: هو عندك مضاربة، قال: لا يصلح حتى
يقبضه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13049] 9 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يعطي الرجل مالا مضاربة فيخالف ما
شرط عليه، قال: هو ضامن والربح بينهما (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13050] 10 - الطوسي بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حماد،
عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: في المال الذي يعمل به مضاربة له من الربح
وليس عليه من الوضيعة شيء إلا أن يخالف أمر صاحب المال فإن العباس كان كثير
المال وكان يعطي الرجال يعملون به مضاربة ويشترط عليهم أن لا ينزلوا بطن واد ولا
يشتروا ذا كبد رطبة فإن خالفت شيئا مما أمرتك به فأنت ضامن للمال (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 5 / 240، والتهذيب:
7 / 185، وكتاب المضاربة من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 240 ح 4.
(2) التهذيب: 7 / 190 ح 24.
(3) التهذيب: 7 / 191 ح 29.
317

المعاداة
[13051] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الوليد بن
صبيح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما عهد إلي
جبرئيل (عليه السلام) في شيء ما عهد إلي في معاداة الرجال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13052] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه رفعه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زرع العداوة حصد ما بذر (2).
[13053] 3 - الصدوق، عن أحمد بن إبراهيم بن الوليد، عن محمد بن أحمد الكاتب رفعه
أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لبنيه: يا بني إياكم ومعاداة الرجال فإنهم لا يخلون من
ضربين: من عاقل يمكر بكم أو جاهل يعجل عليكم، والكلام ذكر والجواب أنثى فإذا
اجتمع الزوجان فلابد من النتاج ثم أنشأ يقول:
سليم العرض من حذر الجوابا * ومن دارى الرجال فقد أصابا
ومن هاب الرجال تهيبوه * ومن حقر الرجال فلن يهابا (3)
[13054] 4 - الصدوق بإسناده عن الوشاء، عن الرضا (عليه السلام) قال: إن ممن يتخذ مودتنا

(1) الكافي: 2 / 302 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 302 ح 12.
(3) الخصال: 1 / 72 ح 111.
318

أهل البيت لمن هو أشد فتنة على شيعتنا من الدجال، فقلت: يا ابن رسول الله بماذا؟
قال: بموالاة أعدائنا ومعاداة أوليائنا، أنه كان كذلك اختلط الحق بالباطل واشتبه
الأمر فلم يعرف مؤمن من منافق (1).
[13055] 5 - المفيد، عن الأوزاعي رفعه عن لقمان الحكيم أنه قال: يا بني معاداة المؤمنين
خير من مصادقة الفاسق. يا بني المؤمن تظلمه ولا يظلمك وتطلب عليه فيرضى عنك
والفاسق لا يراقب الله فكيف يراقبك... الحديث (2).
[13056] 6 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن مسعر بن علي بن زياد،
عن حريز بن سعد بن أحمد بن مالك، عن العباس بن المأمون، عن أبيه قال: قال لي
علي بن موسى الرضا (عليه السلام): ثلاثة موكل بها ثلاثة: تحامل الأيام على ذوي الآداب
الكاملة واستيلاء الحرمان على المتقدم في صنعته ومعاداة العوام على أهل المعرفة (3).
[13057] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عادة الأشرار معاداة
الأخيار (4).
[13058] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من استحلى معاداة الرجال استمر
معاناة القتال (5).
[13059] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: معاداة الرجال من شيم
الجهال (6).
10 - المجلسي نقلا من كتاب نثر الدرر لمنصور بن الحسن الآبي رفعه إلى علي

(1) صفات الشيعة: الرقم 14، ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 391.
(2) الاختصاص: 338.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 26 / 483 الرقم 1057.
(4) غرر الحكم: ح 6247.
(5) غرر الحكم: ح 8579.
(6) غرر الحكم: ح 9785.
319

ابن الحسين (عليه السلام) أنه قال إلى ابنه: يا بني إياك ومعاداة الرجال فإنه لن يعدمك مكر
حليم أو مفاجأة لئيم (1).
راجع في هذا المجال الكافي: 2 / 300، وقد مر منا عنوان العداوة في محلها.

(1) بحار الأنوار: 75 / 158.
320

المعاشرة
[13060] 1 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية
قال:... واعلم أن رأس العقل بعد الإيمان بالله عزوجل مداراة الناس ولا خير فيمن لا
يعاشر بالمعروف من لابد من معاشرته حتى يجعل الله إلى الخلاص منه سبيلا فإني
وجدت جميع ما يتعايش به الناس وبه يتعاشرون ملء مكيال ثلثاه استحسان وثلثه
تغافل... الحديث (1).
[13061] 2 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أنه كتب في رسالته
الحقوقية:... وأما حق الجار فحفظه غائبا وكرامته شاهدا ونصرته ومعونته في
الحالين جميعا لا تتبع له عورة ولا تبحث له عن سوءة لتعرفها فإن عرفتها منه من غير
إرادة منك ولا تكلف كنت لما علمت حصنا حصينا وسترا ستيرا لو بحثت الأسنة عنه
ضميرا لم تتصل إليه لانطوائه عليه، لا تستمع عليه من حيث لا يعلم، لا تسلمه عند
شديدة ولا تحسده عند نعمة، تقيل عثرته وتغفر زلته ولا تذخر حلمك عنه إذا جهل
عليك ولا تخرج أن تكون سلما له ترد عنه لسان الشتيمة وتبطل فيه كيد حامل
النصيحة وتعاشره معاشرة كريمة ولا حول ولا قوة إلا بالله (2).
[13062] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته
لأمير المؤمنين (عليه السلام):... يا علي أحسن خلقك مع أهلك وجيرانك ومن تعاشر

(1) الفقيه: 4 / 387.
(2) تحف العقول: 266.
321

وتصاحب من الناس تكتب عند الله في الدرجات العلى... الوصية (1).
[13063] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إن المرء يحتاج في
منزله وعياله إلى ثلاث خلال يتكلفها وإن لم يكن في طبعه ذلك: معاشرة جميلة وسعة
بتقدير وغيرة بتحصن (2).
[13064] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خوافي الأخلاق تكشفها
المعاشرة (3).
[13065] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: معاشرة ذوي الفضائل
حياة القلوب (4).
[13066] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تصحب إلا عاقلا تقيا
ولا تعاشر إلا عالما زكيا ولا تودع سرك إلا مؤمنا وفيا (5).
[13067] 8 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته لبنيه عليه وعليهم
السلام، وبه قال أبو حمزة الثمالي: حدثنا إبراهيم بن سعيد عن الشعبي عن ضرار بن
ضمرة قال: أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) بنيه فقال: يا بني عاشروا الناس بالمعروف
معاشرة إن عشتم حنوا إليكم وإن متم بكوا عليكم ثم قال:
أريد بذاكم أن تهشوا لطلقتي * وان تكثروا بعدي الدعاء على قبري
وأن يمنحوني في المجالس ودهم * وإن كنت عنهم غائبا أحسنوا ذكري (6)

(1) تحف العقول: 14.
(2) تحف العقول: 322.
(3) غرر الحكم: ح 5099.
(4) غرر الحكم: ح 9769.
(5) غرر الحكم: ح 10395.
(6) بحار الأنوار: 75 / 76 ح 47.
322

[13068] 9 - المجلسي نقلا من كنز الفوائد للكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه
قال: فساد الأخلاق معاشرة السفهاء وصلاح الأخلاق معاشرة العقلاء (1).
روى العلامة المجلسي (قدس سره) نحوها في بحار الأنوار: 75 / 82 ح 78 مع زيادة.
[13069] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: ثلاث خصال تجتلب بهن
المحبة: الإنصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة والإنطواع، والرجوع على
قلب سليم (2).
الإنطواع: الانقياد.
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 635 و 637،
والوافي: 5 / 523 و 529 وكتاب العشرة من كتب الأخبار.

(1) بحار الأنوار: 1 / 160 ح 45.
(2) بحار الأنوار: 75 / 82 ح 77.
323

المعانقة
[13070] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام
التسليم على المسافر المعانقة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13071] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)،
وأبي عبد الله (عليه السلام) قالا: أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل
خطوة حسنة ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وإذا طرق الباب فتحت له أبواب
السماء فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه ثم باهى بهما الملائكة فيقول:
انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في، حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف، فإذا
انصرف شيعه الملائكة عدد نفسه وخطأه وكلامه يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق
الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما أعفي من الحساب، وإن كان
المزور يعرف من حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره (2).
[13072] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فإذا

(1) الكافي: 2 / 646 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 183 ح 1.
324

التزما لا يريدان بذلك إلا وجه الله ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا قيل لهما:
مغفورا لكما فاستأنفا، فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا
عنهما فإن لهما سرا وقد ستر الله عليهما، قال إسحاق: فقلت: جعلت فداك فلا يكتب
عليهما لفظهما وقد قال الله عزوجل: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (1) قال:
فتنفس أبو عبد الله (عليه السلام) الصعداء ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته وقال: يا إسحاق
إن الله تبارك وتعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما وإنه
وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فإنه يعرفه ويحفظه عليهما عالم
السر وأخفى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13073] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبي جعفر الصائغ،
عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده أبو حنيفة فقلت له:
جعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة، فقال لي: يا ابن مسلم هاتها فإن العالم بها جالس
وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد
خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ونثرته علي فتعجبت من هذه، الرؤيا فقال
أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث أهلك فبعد نصب شديد تنال
حاجتك منها إن شاء الله، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم
خرج أبو حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال:
يا ابن مسلم لا يسوك الله فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس
التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك أصبت وتحلف عليه وهو
مخطئ؟ قال: نعم حلفت عليه أنه أصاب الخطأ، قال: فقلت له: فما تأويلها؟ قال:

(1) سورة ق: 18.
(2) الكافي: 2 / 184 ح 2.
325

يا ابن مسلم إنك تتمتع بامرأة فتعلم بها أهلك فتمزق عليك ثيابا جددا فإن القشر
كسوة اللب، قال ابن مسلم: فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا إلا صبيحة
الجمعة فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني
فأمرت غلامي فردها ثم أدخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها أهلي فدخلت علينا
البيت فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا جددا كنت ألبسها في الأعياد.
وجاء موسى الزوار العطار إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له: يا ابن رسول الله رأيت
رؤيا هالتني رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الأجل قد اقترب،
فقال: يا موسى توقع الموت صباحا ومساءا فإنه ملاقينا ومعانقة الأموات للأحياء
أطول لأعمارهم فما كان اسم صهرك؟ قال: حسين، فقال: أما إن رؤياك تدل على
بقائك وزيارتك أبا عبد الله (عليه السلام) فإن كل من عانق سمي الحسين يزوره إن شاء الله (1).
[13074] 5 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن عباد بن سليمان، عن محمد
ابن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: كنت بالكوفة
فيأتيني إخوان كثيرة وكرهت الشهرة فتخوفت أن أشتهر بديني فأمرت غلامي كلما
جاءني رجل منهم يطلبني قال: ليس هو ههنا، قال: فحججت تلك السنة فلقيت
أبا عبد الله (عليه السلام) فرأيت منه ثقلا وتغيرا فيما بيني وبينه، قال: قلت: جعلت فداك
ما الذي غيرني عندك؟ قال: الذي غيرك للمؤمنين، قلت: جعلت فداك إنما تخوفت
الشهرة وقد علم الله شدة حبي لهم، فقال: يا إسحاق لا تمل زيارة إخوانك فإن المؤمن
إذا لقي أخاه المؤمن فقال له: مرحبا كتب له مرحبا إلى يوم القيامة فإذا صافحه أنزل
الله فيما بين إبهامهما مائة رحمة تسعة وتسعين لأشدهم لصاحبه حبا ثم أقبل الله عليهما
بوجهه فكان على أشدهما حبا لصاحبه أشد إقبالا، فإذا تعانقا غمرتهما الرحمة، فإذا

(1) الكافي: 8 / 292 ح 447.
326

لبثا لا يريدان إلا وجهه لا يريدان غرضا من غرض الدنيا قيل لهما: غفر لكما
فاستأنفا، فإذا أقبلا على المساءلة قالت الملائكة بعضهم لبعض: تنحوا عنهما فإن لهما
سرا وقد ستره الله عليهما، قال إسحاق: قلت له: جعلت فداك لا يكتب علينا لفظنا
فقد قال الله عزوجل: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) (1) قال: فتنفس ابن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الصعداء قال: ثم بكى حتى خضبت دموعه لحيته وقال: يا إسحاق
ان الله تبارك وتعالى إنما نادى الملائكة أن يغيبوا عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما فإذا
كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما فقد يعرفه الحافظ عليهما عالم السر
وأخفى، يا إسحاق فخف الله كأنك تراه فإن كنت لا تراه فإنه يراك فإن كنت ترى انه لا
يراك فقد كفرت وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن المخلوقين بالمعاصي وبرزت له
بها فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك (2).
[13075] 6 - الصدوق بإسناده عن أبي الحسين الأسدي (رضي الله عنه) قال: قال الصادق (عليه السلام):
من عانق حاجا بغباره كان كأنما استلم الحجر الأسود (3).
[13076] 7 - الطوسي عن المفيد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن محمد بن يعقوب،
عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن
سعيد، عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن المرأة تعانق زوجها من
خلفه فتتحرك على ظهره فتأتيها الشهوة فتنزل الماء عليها الغسل أو لا يجب عليها
الغسل؟ قال: إذا جاءت الشهوة فأنزلت الماء وجب عليها الغسل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13077] 8 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه وقال: لما رجع جعفر الطيار من

(1) سورة ق: 18.
(2) ثواب الأعمال: 176.
(3) الفقيه: 2 / 299 ح 2513.
(4) التهذيب: 1 / 122 ح 17.
327

الحبشة ضمه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى صدره وقبل ما بين عينيه وقال: ما أدري بأيهما
اسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر (1).
[13078] 9 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه وقال: كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يصافح بعضهم بعضا فإذا قدم الواحد منهم من سفره فلقي أخاه عانقه (2).
[13079] 10 - المجلسي بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
صافح عليا فكأنما صافحني ومن صافحني فكأنما صافح أركان العرش، ومن عانقه
فكأنما عانقني ومن عانقني فكأنما عانق الأنبياء كلهم، ومن صافح محبا لعلي غفر الله له
الذنوب وأدخل الجنة بغير حساب (3).
في هذا المجال راجع الكافي: 2 / 183، والوافي: 5 / 615، وبحار الأنوار:
73 / 19، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 566 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) مكارم الأخلاق: 262.
(2) مكارم الأخلاق: 262.
(3) بحار الأنوار: 27 / 115.
328

المعاهدة
[13080] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قريتين من
أهل الحرب لكل واحدة منهما ملك على حده اقتتلوا ثم اصطلحوا ثم إن أحد
الملكين غدر بصاحبه فجاء إلى المسلمين فصالحهم على أن يغزو معهم تلك المدينة،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا ينبغي للمسلمين أن يغدروا ولا يأمروا بالغدر ولا يقاتلوا مع
الذين غدروا ولكنهم يقاتلون المشركين حيث وجدوهم ولا يجوز عليهم ما عاهد
عليه الكفار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13081] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن
أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن أحمد الأيادي، عن عبد الله بن محمد، عن عمرو بن
شمر، عن أبان بن محمد، عن محمد بن علي (عليه السلام) قال: ما من عمل أفضل يوم النحر من
دم مسفوك أو مشي في بر الوالدين أو ذي رحم قاطع يأخذ عليه بالفضل ويبدأه
بالسلام، أو رجل أطعم من صالح نسكه ودعا إلى بقيتها جيرانه من اليتامى وأهل
المسكنة والمملوك وتعاهد الاسراء (2).
[13082] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن القاسم، عن محمد بن علي القرشي،

(1) الكافي: 2 / 337 ح 4.
(2) الخصال: 1 / 298 ح 68.
329

عن أبي الربيع الزهراني، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أنزل الله تبارك وتعالى (وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم) (1):
والله لقد خرج آدم من الدنيا وقد عاهد على الوفاء لولده شيث فما وفى له، ولقد خرج
نوح من الدنيا وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه سام فما وفت أمته، ولقد خرج
إبراهيم من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه إسماعيل فما وفت أمته، ولقد خرج
موسى من الدنيا وعاهد قومه على الوفاء لوصيه يوشع بن نون فما وفت أمته، ولقد
رفع عيسى بن مريم إلى السماء وقد عاهد قومه على الوفاء لوصيه شمعون بن حمون
الصفا فما وفت أمته، وإني مفارقكم عن قريب وخارج من بين أظهركم وقد عهدت
إلى امتي في عهد علي بن أبي طالب وإنها لراكبة سنن من قبلها من الأمم في مخالفة
وصيي وعصيانه، ألا وإني مجدد عليكم عهدي في علي فمن نكث فإنما ينكث على نفسه
ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما.
يا أيها الناس ان عليا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم وهو وصيي ووزيري
وأخي وناصري وزوج ابنتي وأبو ولدي وصاحب شفاعتي وحوضي ولوائي، من
أنكره فقد أنكرني ومن أنكرني فقد أنكر الله عزوجل ومن أقر بإمامته فقد أقر بنبوتي ومن
أقر بنبوتي فقد أقر بوحدانية الله عزوجل.
أيها الناس من عصى عليا فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله عزوجل ومن أطاع
عليا فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله عزوجل.
أيها الناس من رد على علي في قول أو فعل فقد رد علي ومن رد علي فقد رد على الله
فوق عرشه.
أيها الناس من اختار منكم على علي إماما فقد اختار علي نبيا ومن اختار علي نبيا
فقد اختار على الله عزوجل ربا.

(1) سورة البقرة: 40.
330

يا أيها الناس إن عليا سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ومولى المؤمنين وليه وليي
ووليي ولي الله وعدوه عدوي وعدوي عدو الله عزوجل.
أيها الناس أوفوا بعهد الله في علي يوف لكم بالجنة يوم القيامة (1).
[13083] 4 - الصدوق، عن العسكري، عن محمد بن موسى بن وليد، عن يحيى بن حاتم،
عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق،
عن عبد الله بن مسعود، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أربع من كن فيه فهو منافق وإن كانت
فيه واحدة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب وإذا
وعد أخلف وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر (2).
[13084] 5 - المفيد، عن ابن قولويه، عن الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني،
عن يونس، عن سعدان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بينما موسى
بن عمران (عليه السلام) جالس إذ أقبل إبليس وعليه برنس ذو ألوان فلما دنى من موسى (عليه السلام)
خلع البرنس وأقبل عليه فسلم عليه فقال له موسى: من أنت؟ قال: أنا إبليس قال
موسى: فلا قرب الله دارك فيم جئت؟ فقال: إنما جئت لأسلم عليك لمكانك من
الله عزوجل فقال له موسى: فما هذا البرنس؟ قال: أختطف به قلوب بني آدم، قال
موسى: فأخبرني بالذنب الذي إذا أذنبه ابن آدم استحوذت عليه؟ فقال: إذا أعجبته
نفسه واستكثر عمله وصغر في عينيه ذنبه، ثم قال له: أوصيك بثلاث خصال
يا موسى: لا تخل بامرأة ولا تخل بك فإنه لا يخلو رجل بامرأة ولا تخلو به إلا كنت
صاحبه دون أصحابي، وإياك أن تعاهد الله عهدا فإنه ما عاهد الله أحد إلا كنت
صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به، وإذا هممت بصدقة فامضها
فإنه إذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبينها ثم ولى

(1) معاني الأخبار: 372 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 254 ح 129.
331

إبليس وهو يقول: يا ويله ويا عوله علمت موسى ما يعلمه بني آدم (1).
الرواية حسنة سندا.
[13085] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عماله على الخراج: من
عبد الله علي أمير المؤمنين إلى أصحاب الخراج: أما بعد فإن من لم يحذر ما هو صائر
إليه لم يقدم لنفسه ما يحرزها، واعلموا أن ما كلفتم به يسير وأن ثوابه كثير ولو لم يكن
فيما نهى الله عنه من البغي والعدوان عقاب يخاف لكان في ثواب اجتنابه ما لا عذر في
ترك طلبه، فأنصفوا الناس من أنفسكم واصبروا لحوائجهم فإنكم خزان الرعية
ووكلاء الأمة وسفراء الأئمة، ولا تحشموا أحدا عن حاجته ولا تحبسوه عن طلبته
ولا تبيعن للناس في الخراج كسوة شتاء ولا صيف ولا دابة يعتملون عليها ولا عبدا،
ولا تضربن أحدا سوطا لمكان درهم ولا تمسن مال أحد من الناس مصل ولا معاهد
إلا أن تجدوا فرسا أو سلاحا يعدى به على أهل الإسلام، فإنه لا ينبغي للمسلم أن
يدع ذلك في أيدي أعداء الإسلام فيكون شوكة عليه، ولا تدخروا أنفسكم نصيحة
ولا الجند حسن سيرة ولا الرعية معونة ولا دين الله قوة وأبلوا في سبيله ما استوجب
عليكم فإن الله سبحانه قد اصطنع عندنا وعندكم أن نشكره بجهدنا وأن ننصره مما
بلغت قوتنا ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (2).
[13086] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في كلام يوصي أصحابه:
تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها (كانت على
المؤمنين كتابا موقوتا) (3) ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا (ما

(1) أمالي المفيد: المجلس التاسع عشر ح 7 / 156.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 51.
(3) سورة النساء: 103.
332

سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين) (1) وأنها لتحت الذنوب حت الورق
وتطلقها إطلاق الربق، وشبهها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحمة تكون على باب الرجل فهو
يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن وقد عرف
حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد
ولا مال يقول الله سبحانه: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام
الصلاة وإيتاء الزكاة) (2) وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نصبا بالصلاة بعد التبشير له
بالجنة لقول الله سبحانه: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها) (3) فكان يأمر بها
أهله ويصبر عليها نفسه... الخطبة (4).
[13087] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارا... ثم تفقد أعمالهم وابعث
العيون من أهل الصدق والوفاء عليهم فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم على
استعمال الأمانة والرفق بالرعية... (5).
قد مر منا أن لهذا العهد سند معتبر.
[13088] 9 - الطوسي بإسناده عن محمد بن يزيد الطبري قال: كتب رجل من تجار
فارس إلى بعض موالي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب وعلى الخلاف
العقاب لا يحل مال إلا من وجه أحله الله، إن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا

(1) سورة المدثر: 42 و 43.
(2) سورة النور: 37.
(3) سورة طه: 132.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 199.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 53.
333

وعلى موالينا وما نبذل ونشتري من أعراضنا ممن تخاف سطوته فلا تزووه عنا ولا
تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فإن إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم
وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم، والمسلم من يفي لله بما عاهد عليه وليس المسلم من
أجاب باللسان وخالف بالقلب والسلام (1).
[13089] 10 - الطوسي بإسناده عن محمد بن أحمد، عن محمد بن أحمد الكوكبي،
عن العمركي البوفكي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال:
سألته عن رجل عاهد الله في غير معصية ما عليه إن لم يف بعهده؟ قال: يعتق رقبة أو
يتصدق بصدقة أو يصوم شهرين متتابعين (2).
قد مر منا عنوان العهد في محله فراجعه إن شئت.

(1) التهذيب: 4 / 139 ح 17.
(2) التهذيب: 8 / 309 ح 25.
334

المعروف
[13090] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل قال:
صنائع المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة، والبخل وعبوس
الوجه يبعدان من الله ويدخلان النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13091] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
أورمة، عن الحسن بن علي، عن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله فإن للجنة بابا يقال
له المعروف، لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، فإن العبد ليمشي في
حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عزوجل به ملكين واحدا عن يمينه وآخر عن شماله
يستغفران له ربه ويدعوان بقضاء حاجته ثم قال: والله لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسر بقضاء
حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة (2).
[13092] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن أبي نهشل، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو جرى المعروف على ثمانين كفا
لأجروا كلهم فيه من غير أن ينقص صاحبه من أجره شيئا (3).
[13093] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن

(1) الكافي: 2 / 103 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 195 ح 10.
(3) الكافي: 4 / 17 ح 2.
335

حريز، عن إسماعيل بن عبد الخالق الجعفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان من بقاء
المسلمين وبقاء الإسلام أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع فيها
المعروف، فإن من فناء الإسلام وفناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا
يعرف فيها الحق ولا يصنع فيها المعروف (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13094] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الله عزوجل
جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب إليهم فعاله ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم
ويسر لهم قضاءه كما يسر الغيث للأرض المجدبة ليحييها ويحيي به أهلها، وان الله
جعل للمعروف أعداء من خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله وحظر على
طلاب المعروف الطلب إليهم وحظر عليهم قضاءه كما يحرم الغيث على الأرض المجدبة
ليهلكها ويهلك أهلها وما يعفو الله أكثر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13095] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن
ابن علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن من أحب عباد الله إلى الله لمن حبب إليه المعروف وحبب
إليه فعاله.
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن داود
الرقي، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله (3).

(1) الكافي: 4 / 25 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 25 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 25 ح 3.
336

[13096] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد
ابن أبي عبد الله جميعا، عن محمد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي يقظان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت المعروف كاسمه وليس شيء أفضل من المعروف إلا
ثوابه وذلك يراد منه، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه،
وليس كل من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا
اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه (1).
[13097] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد
جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): المعروف
شيء سوى الزكاة فتقربوا إلى الله عزوجل بالبر وصلة الرحم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13098] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس من
أهله فإن لم يكن هو من أهله فكن أنت من أهله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13099] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن
هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أعرابيا من بني تميم أتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أوصني فكان فيما أوصاه به أن قال: يا فلان لا تزهدن في المعروف
عند أهله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 26 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 27 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 27 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 27 ح 10.
337

[13100] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أول
من يدخل الجنة المعروف وأهله وأول من يرد علي الحوض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13101] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أجيزوا لأهل
المعروف عثراتهم واغفروها لهم فإن كف الله تعالى عليهم هكذا - وأومأ بيده كأنه يظل
بها شيئا - (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13102] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار
منه المعروف من الشفرة في سنام البعير أو من السيل إلى منتهاه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13103] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
أبي المغرا، عن عبد الله بن سليمان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن صنائع المعروف
تدفع مصارع السوء (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13104] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
زكريا المؤمن، عن داود بن فرقد، أو قتيبة الأعشي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال

(1) الكافي: 4 / 28 ح 11.
(2) الكافي: 4 / 28 ح 12.
(3) الكافي: 4 / 29 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 29 ح 3.
338

أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا رسول الله فداك آباؤنا وأمهاتنا إن أصحاب المعروف في
الدنيا عرفوا بمعروفهم فبم يعرفون في الآخرة؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى إذا أدخل
أهل الجنة الجنة أمر ريحا عبقة طيبة فلزقت بأهل المعروف فلا يمر أحد منهم بملأ من
أهل الجنة إلا وجدوا ريحه فقالوا: هذا من أهل المعروف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13105] 16 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر
في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة (2).
[13106] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
منصور بن يونس، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان للجنة بابا
يقال له: المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف وأهل المعروف في الدنيا هم أهل
المعروف في الآخرة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13107] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن خالد، عن سعدان، عن حاتم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت المعروف
لا يصلح إلا بثلاث خصال: تصغيره وتستيره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته
عند من تصنعه إليه، وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنأته، وإن كان غير ذلك سخفته
ونكدته (4).

(1) الكافي: 4 / 29 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 29 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 30 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 30 ح 1.
339

[13108] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد،
عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: لكل شيء ثمرة وثمرة المعروف تعجيل السراح (1).
الرواية معتبرة الإسناد. السراح: الارسال والخروج من الأمر بسرعة وسهولة.
[13109] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أبي جعفر البغدادي، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال: لعن الله قاطعي سبل
المعروف، قيل: ما قاطعوا سبل المعروف؟ قال: الرجل يصنع إليه المعروف فيكفره
فيمتنع صاحبه من أن يصنع ذلك إلى غيره (2).
[13110] 21 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن
محبوب، عن سيف بن عميرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أقل من شكر
المعروف (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13111] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة إن يعلمهن المؤمن
كانت زيادة في عمره وبقاء النعمة عليه، فقلت: وما هن؟ قال: تطويله في ركوعه
وسجوده في صلاته وتطويله لجلوسه على طعامه إذا أطعم على مائدته واصطناعه
المعروف إلى أهله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13112] 23 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن

(1) الكافي: 4 / 30 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 33 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 33 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 49 ح 15.
340

صفوان بن يحيى، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
كل معروف صدقة وأفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى وابدء بمن تعول واليد العليا
خير من اليد السفلى ولا يلوم الله على الكفاف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13113] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أتى إليه معروف فليكاف به فإن
عجز فليثن عليه فإن لم يفعل فقد كفر النعمة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13114] 25 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن حديد بن حكيم، أو مرازم قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية معتبرة الإسناد. وذكرها الصدوق بسنده المعتبر في ثواب الأعمال: 203.
[13115] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف
ابن عميرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمفضل بن عمر: يا مفضل إذا أردت أن تعلم
أشقي الرجل أم سعيد فانظر سيبه ومعروفه إلى من يصنعه؟ فإن كان يصنعه إلى من هو
أهله فاعلم أنه إلى خير وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله
خير (4).
الرواية صحيحة الإسناد. السيب: العطاء.

(1) الكافي: 4 / 26 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 33 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 27 ح 8.
(4) الكافي: 4 / 30 ح 1.
341

[13116] 27 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا مفضل إذا أردت أن
تعلم إلى خير يصير الرجل أم إلى شر انظر أين يضع معروفه؟ فإن كان يضع معروفه
عند أهله فاعلم أنه يصير إلى خير وإن كان يضع معروفه عند غير أهله فاعلم أنه
ليس له في الآخرة من خلاق (1).
[13117] 28 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن النهدي، عن ابن محبوب، عن علي
ابن يقطين، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل رجل مؤمن وكان له
جار كافر فكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا فلما أن مات الكافر بنى الله له
بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من غيرها وقيل له: هذا لما كنت
تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق وتوليه من المعروف في الدنيا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13118] 29 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن أبي ولاد، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن منكم يوم
القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به، قال:
فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا وأسعفك في الحاجة
تطلبها مني فهل عندك اليوم مكافاة؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به: خل سبيله،
قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13119] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وليس لواضع المعروف في

(1) الكافي: 4 / 31 ح 2.
(2) ثواب الأعمال: 203.
(3) ثواب الأعمال: 206.
342

غير حقه وعند غير أهله من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ومقالة
الجهال ما دام منعما عليهم: ما أجود يده وهو عن ذات الله بخيل.
فمن آتاه الله مالا فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة وليفك به الأسير والعاني
وليعط منه الفقير والغارم وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ابتغاء الثواب فإن فوزا
بهذه الخصال شرف مكارم الدنيا ودرك فضائل الآخرة إن شاء الله (1).
[13120] 31 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يزهدنك في المعروف
من لا يشكره لك فقد يشكرك عليه من لا يستمتع بشيء منه، وقد تدرك من شكر
الشاكر أكثر مما أضاع الكافر (والله يحب المحسنين) (2) (3).
[13121] 32 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لجابر بن عبد الله الأنصاري:
يا جابر قوام الدين والدنيا بأربعة: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن
يتعلم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم علمه،
استنكف الجاهل أن يتعلم وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه.
يا جابر من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب
فيها عرضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها للزوال والفناء (4).
[13122] 33 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي غالب الزراري، عن خاله محمد بن
جعفر الرزاز، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن محبوب، عن جميل بن صالح، عن بريد،
عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول الله تعالى:
المعروف هدية مني إلى عبدي المؤمن فإن قبلها مني فبرحمتي ومني، وإن ردها فبذنبه
حرمها ومنه لا مني، وأيما عبد خلقته فهديته إلى الإيمان وحسنت خلقه ولم ابتله

(1) نهج البلاغة: الخطبة 142.
(2) سورة آل عمران: 134 و 148.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 204.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 372.
343

بالبخل فإني أريد به خيرا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13123] 34 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن إسحاق بن البهلول،
عن أبيه، عن أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث الهمداني، عن علي (عليه السلام)، عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن للمسلم على أخيه المسلم من المعروف ستا: يسلم عليه إذا لقيه
ويعوده إذا مرض ويسمته إذا عطس ويشهده إذا مات ويجيبه إذا دعاه ويحب له ما
يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه (2).
[13124] 35 - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار،
عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن خلف بن حماد، عن قتيبة الأعشي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام): كما تدين تدان وكما تعمل كذلك
تجزى، من يصنع المعروف إلى امرئ السوء يجزى شرا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13125] 36 - الديلمي رفعه وقال: قال المفضل بن عمر للصادق (عليه السلام): أحب أن
أعرف علامة قبولي عند الله، فقال له: علامة قبول العبد عند الله أن يصيب بمعروفه
مواضعه فإن لم يكن كذلك فليس كذلك (4).
[13126] 37 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أحيوا المعروف بإماتته
فإن المنة تهدم الصنيعة (5).
[13127] 38 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صاحب المعروف لا يعثر

(1) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 29 / 24 الرقم 29.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 12 / 478 الرقم 1043.
(3) قصص الأنبياء: 162 ح 182.
(4) أعلام الدين: 283.
(5) غرر الحكم: ح 2526.
344

وإذا عثر وجد متكأ (1).
[13128] 39 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في كل شيء يذم السرف
إلا في صنائع المعروف والمبالغة في الطاعة (2).
[13129] 40 - الشهيد رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) انه قال: المعروف ما لم يتقدمه
مطل ولم يتبعه من (3).
مطله: أي سوفه بوعد الوفاء مرة بعد الاخرى.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 4 / 25 وما بعدها،
وبحار الأنوار: 71 / 406، وهداية العلم: 124، وألف حديث في المؤمن: 124
وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 5825.
(2) غرر الحكم: ح 6527.
(3) الدرة الباهرة: 22.
345

المعصية
[13130] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى قال: أخبرني يحيى
بن سليم الطائفي قال: أخبرني عمرو بن شمر اليماني يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن
المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما
بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له
ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش، ومن صبر
عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض
إلى منتهى العرش (1).
[13131] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخره فإن الله ربما اطلع على
العبد وهو على شيء من الطاعة فيقول: وعزتي وجلالي لا أعذبك بعدها أبدا، وإذا
هممت بسيئة فلا تعملها فإنه ربما اطلع الله على العبد وهو على شيء من المعصية
فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13132] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد،

(1) الكافي: 2 / 91 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 143 ح 7.
346

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الشك والمعصية في النار، ليسا منا ولا إلينا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
ورويها الصدوق بإسناده المعتبر في عقاب الأعمال: 308.
[13133] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
ومحمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير، عن
أحدهما (عليهما السلام) قال: إن الله عزوجل جعل للمعصية بيتا ثم جعل للبيت بابا ثم جعل للباب
غلقا ثم جعل للغلق مفتاحا فمفتاح المعصية الخمر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13134] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما لكم تسوؤن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال: أما تعلمون أن أعمالكم تعرض عليه فإذا رأى فيها
معصية ساءه ذلك فلا تسوؤا رسول الله وسروه (3).
الرواية موثقة سندا.
[13135] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أشد ما فرض الله على خلقه
ذكر الله كثيرا ثم قال: لا أعني سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر وإن
كان منه ولكن ذكر الله عندما أحل وحرم فإن كان طاعة عمل بها وإن كان معصية
تركها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 400 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 403 ح 6.
(3) الكافي: 1 / 219 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 80 ح 4.
347

[13136] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ترك معصية لله مخافة الله تبارك
وتعالى أرضاه الله يوم القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13137] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم
ابن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن
راشد، عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل علي بن الحسين (عليهما السلام): أي
الأعمال أفضل عند الله عزوجل؟ فقال: ما من عمل بعد معرفة الله جل وعز ومعرفة
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل من بغض الدنيا، وإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا فأول
ما عصي الله به الكبر وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين،
والحرص وهي معصية آدم وحوا حين قال الله عزوجل لهما: (كلا من‍ [- ها رغدا] حيث
شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين) (2) فأخذا ما لا حاجة بهما
إليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى يوم القيامة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا
حاجة به إليه، ثم الحسد وهي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشعب من
ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو
والثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كلهن في حب الدنيا، فقال الأنبياء والعلماء بعد
معرفة ذلك: حب الدنيا رأس كل خطيئة، والدنيا دنيا آن: دنيا بلاغ ودنيا
ملعونة (3).
[13138] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير، عن

(1) الكافي: 2 / 81 ح 6.
(2) سورة البقرة: 35.
(3) الكافي: 2 / 130 ح 11، و 2 / 317 ح 8.
348

أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر وأكل
لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه (1).
الرواية موثقة سندا.
[13139] 10 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أطاع رجلا في
معصية فقد عبده (2).
[13140] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: اصبروا على
طاعة الله وتصبروا عن معصية الله فإنما الدنيا ساعة فما مضى فليس تجد له سرورا ولا
حزنا وما لم يأت فليس تعرفه فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها فكأنك قد
اغتبطت (3).
الرواية موثقة سندا.
[13141] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أن علي بن
الحسين (عليهما السلام) يدع خلفا أفضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي (عليهما السلام) فأردت أن أعظه
فوعظني فقال له أصحابه: بأي شيء وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة
في ساعة حارة فلقيني أبو جعفر محمد بن علي وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على
غلامين أسودين أو موليين فقلت في نفسي: سبحان الله شيخ من أشياخ قريش في

(1) الكافي: 2 / 359 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 398 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 459 ح 21.
349

هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أما لأعظنه، فدنوت منه فسلمت عليه
فرد علي السلام بنهر وهو يتصاب عرقا فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ قريش
في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه
الحال ما كنت تصنع؟ فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنا في طاعة
من طاعة الله عزوجل أكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف أن لو
جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: صدقت يرحمك الله أردت أن
أعظك فوعظتني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13142] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا،
عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في حجة الوداع: ألا إن الروح الأمين نفث في روعي أنه لا تموت
نفس حتى تستكمل رزقها فاتقوا الله عزوجل وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم إستبطاء
شيء من الرزق أن تطلبوه بشيء من معصية الله فإن الله تبارك وتعالى قسم الأرزاق
بين خلقه حلالا ولم يقسمها حراما فمن اتقى الله عزوجل وصبر أتاه الله برزقه من حله ومن
هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قص به من رزقه الحلال وحوسب
عليه يوم القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13143] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن علي
ابن أسباط، عمن حدثه عن جهم بن حميد الرواسي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا
رأيت الرجل يخرج من ماله في طاعة الله عزوجل فاعلم أنه أصابه من حلال وإذا أخرجه

(1) الكافي: 5 / 73 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 80 ح 1.
350

في معصية الله عزوجل فاعلم أنه أصابه من حرام (1).
[13144] 15 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد،
عن يونس، عن شعيب العقرقوفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شيء يروى عن
أبي ذر (رضي الله عنه) انه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها: أحب الموت وأحب الفقر
وأحب البلاء، فقال: إن هذا ليس ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله أحب إلي
من الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر
في طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله (2).
[13145] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، وعلي
ابن محمد القاساني، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: في وصية لقمان لابنه: يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك
وإبرتك وخيوطك ومخرزك وتزود معك من الأدوية ما تنتفع بها أنت ومن معك وكن
لأصحابك موافقا إلا في معصية الله عزوجل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13146] 17 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود
المسترق، عن محسن الميثمي، عن يعقوب بن شعيب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ما نقل الله عزوجل عبدا من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه من غير مال
وأعزه من غير عشيرة وآنسه من غير بشر (4).
روى الصدوق نظيرها بسنده الصحيح في الفقيه: 4 / 410 الرقم 5890 مع زيادة.
[13147] 18 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن

(1) الكافي: 5 / 311 ح 33.
(2) الكافي: 8 / 222 ح 279.
(3) الكافي: 8 / 303 ح 466.
(4) الكافي: 2 / 76 ح 8.
351

عبد الحميد، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: تعوذوا بالله من
سطوات الله بالليل والنهار، قال: قلت له: وما سطوات الله؟ قال: الأخذ على
المعاصي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13148] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إنه ما من
سنة أقل مطرا من سنة ولكن الله يضعه حيث يشاء إن الله عزوجل إذا عمل قوم بالمعاصي
صرف عنهم ما كان قدر لهم من المطر في تلك السنة إلى غيرهم وإلى الفيافي والبحار
والجبال وإن الله ليعذب الجعل في حجرها بحبس المطر عن الأرض التي هي بمحلها
بخطايا من بحضرتها وقد جعل الله لها السبيل في مسلك سوى محلة أهل المعاصي،
قال: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): فاعتبروا يا أولي الأبصار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13149] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن السمط قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن
الله إذا أراد بعبد خيرا فأذنب ذنبا أتبعه بنقمة ويذكره الاستغفار وإذا أراد بعبد شرا
فأذنب ذنبا أتبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى بها وهو قول الله عزوجل:
(سنستدرجهم من حيث لا يعلمون) (3) بالنعم عند المعاصي (4).
[13150] 21 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل من أصحابه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أوحى الله عزوجل إلى موسى (عليه السلام) أن عبادي لم يتقربوا إلي

(1) الكافي: 2 / 269 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 272 ح 15.
(3) سورة الأعراف: 182.
(4) الكافي: 2 / 452 ح 1.
352

بشيء أحب إلي من ثلاث خصال، قال موسى: يا رب وما هن؟ قال: يا موسى
الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي، قال موسى: يا رب فما لمن
صنع ذا؟ فأوحى الله عزوجل إليه: يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة وأما
البكاؤون من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم أحد وأما الورعون عن معاصي
فإني أفتش الناس ولا أفتشهم (1).
[13151] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن نلقي أهل
المعاصي بوجوه مكفهرة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13152] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن
إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم
يؤمنهم من عذاب الله ولم يرخص لهم في معاصي الله ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى
غيره، ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس فيها تدبر، ألا
لا خير في عبادة ليس فيها تفكر.
وفي رواية اخرى: ألا لا خير في علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير في قراءة ليس
فيها تدبر، ألا لا خير في عبادة لا فقه فيها، ألا لا خير في نسك لا ورع فيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13153] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 482 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 58 ح 10.
(3) الكافي: 1 / 36 ح 3.
353

قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال
لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر فيقال لهم: على ما صبرتم؟ فيقولون: كنا
نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عزوجل: صدقوا أدخلوهم الجنة
وهو قول الله عزوجل (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13154] 25 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل:
ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13155] 26 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
أسباط، عن ابن عرفة، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إن لله عزوجل في كل يوم وليلة مناديا
ينادي: مهلا مهلا عباد الله عن معاصي الله فلو لا بهائم رتع وصبية رضع وشيوخ ركع
لصب عليكم العذاب صبا ترضون به رضا (4).
[13156] 27 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ما يعبؤ من يسلك هذا الطريق إذا لم يكن فيه ثلاث خصال: ورع يحجزه عن معاصي
الله وحلم يملك به غضبه وحسن الصحبة لمن صحبه (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الزمر: 10.
(2) الكافي: 2 / 75 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 116 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 276 ح 31.
(5) الكافي: 4 / 286 ح 2.
354

[13157] 28 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن
سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كتب رجل إلى الحسين
صلوات الله عليه: عظني بحرفين، فكتب إليه: من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت
لما يرجو وأسرع لمجيء ما يحذر (1).
[13158] 29 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن
أحمد بن محمد جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس إن أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي
لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين
وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا
البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم
وأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله عزوجل إلا جعل الله عزوجل بأسهم
بينهم (2).
[13159] 30 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: وجدنا في كتاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة،
وإذا طفف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص، وإذا منعوا الزكاة منعت
الأرض بركتها من الزرع والثمار والمعادن كلها، وإذا جاروا في الأحكام تعاونوا على
الظلم والعدوان، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم عدوهم، وإذا قطعوا الأرحام
جعلت الأموال في أيدي الأشرار، وإذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم

(1) الكافي: 2 / 373 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 373 ح 1.
355

يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلط الله عليهم شرارهم فيدعوا خيارهم فلا يستجاب
لهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13160] 31 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال في
حديث:... فالحذر الحذر من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين
يديه وتالله ما صدر قوم قط عن معصية الله إلا إلى عذابه... الحديث (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13161] 32 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي عبد الله الخراساني، عن الحسين بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما ناش نشأ في قومه ثم لم يؤدب على معصيته كان
الله عزوجل أول ما يعاقبهم فيه أن ينقص من أرزاقهم (3).
[13162] 33 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن
علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن خلف بن حماد، عن ربعي،
عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أخذ القوم في معصية الله عزوجل فإن كانوا
ركبانا كانوا من خيل إبليس، وان كانوا رجالة كانوا من رجالته (4).
[13163] 34 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن أحمد بن محمد، عن
الحسن بن محبوب، عن الهيثم بن واقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل بعث نبيا
إلى قومه فأوحى الله إليه قل لقومك: إنه ليس من أهل قرية ولا أهل بيت كانوا على

(1) الكافي: 2 / 374 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 16 ح 2.
(3) عقاب الأعمال: 265.
(4) عقاب الأعمال: 301 ح 5.
356

طاعتي فأصابهم شر فانتقلوا عما أحب إلى ما أكره إلا تحولت لهم عما يحبون إلى
ما يكرهون (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13164] 35 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا طاعة لمخلوق في
معصية الخالق (2).
[13165] 36 - وعنه (عليه السلام): اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن الشاهد هو الحاكم (3).
[13166] 37 - وعنه (عليه السلام): أقل ما يلزمكم لله ألا تستعينوا بنعمه على معاصيه (4).
[13167] 38 - وعنه (عليه السلام): من العصمة تعذر المعاصي (5).
[13168] 39 - وعنه (عليه السلام): احذر أن يراك الله عند معصيته ويفقدك عند طاعته فتكون
من الخاسرين وإذا قويت فاقو على طاعة الله وإذا ضعفت فاضعف عن معصية الله (6).
[13169] 40 - وعنه (عليه السلام): ان للولد على الوالد حقا وان للوالد على الولد حقا، فحق
الوالد على الولد أن يطيعه في كل شيء إلا في معصية الله سبحانه، وحق الولد على
الوالد أن يحسن اسمه ويحسن أدبه ويعلمه القرآن (7).
الروايات في هذا المجال كثيرة مبثوثة في كتب الأخبار وقد مر منا في محله عنوان
العصيان فراجعه إن شئت.

(1) عقاب الأعمال: 302 ح 6.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 165.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 324.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 330.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 345.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 383.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 399.
357

المعيشة
[13170] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن
عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال: الكمال كل
الكمال: التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة (1).
[13171] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إبراهيم
ابن محمد الثقفي، عن علي بن المعلى، عن إسماعيل بن يسار، عن أحمد بن زياد
ابن أرقم الكوفي، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أيما أهل بيت أعطوا حظهم
من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق، والرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في
المال، والرفق لا يعجز عنه شيء والتبذير لا يبقى معه شيء، إن الله عزوجل رفيق يحب
الرفق (2).
[13172] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين،
عن محمد بن سنان، عن عمار بن موسى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمار إن كنت
تحب أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد
والسفلة في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك وإن حدثوك كذبوك وإن نكبت خذلوك
وإن وعدوك أخلفوك (3).

(1) الكافي: 1 / 32 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 119 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 640 ح 5.
358

[13173] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان
ابن يحيى، عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي قال: شكى رجل إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) الفاقة والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه ما يتوجه في حاجة
إلا ضاقت عليه المعيشة، فأمره أبو عبد الله (عليه السلام) أن يأتي مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين
القبر والمنبر فيصلي ركعتين ويقول مائة مرة: اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك
وبعزتك وما أحاط به علمك أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا وأعمها فضلا
وخيرها عاقبة، قال الرجل: ففعلت ما أمرني به فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا
رزقني الله (1).
الرواية موثقة سندا.
[13174] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان قال: حدثني جميل بن صالح، عن أبي
عمرو الشيباني قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) وبيده مسحاة وعليه إزار غليظ يعمل في
حائط له والعرق يتصاب عن ظهره، فقلت: جعلت فداك أعطني أكفك، فقال لي:
إني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة (2).
[13175] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن داود بن
سرحان قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) يكيل تمرا بيده، فقلت: جعلت فداك لو أمرت
بعض ولدك أو بعض مواليك فيكفيك، فقال: يا داود إنه لا يصلح المرء المسلم إلا
ثلاثة: التفقه في الدين والصبر على النائبة وحسن التقدير في المعيشة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 473 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 76 ح 13.
(3) الكافي: 5 / 87 ح 4.
359

[13176] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
بن علي، عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد
الله عزوجل بأهل بيت خيرا رزقهم الرفق في المعيشة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13177] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن علي بن الحكم،
عن جهم بن أبي جهمة، عن معتب قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) وقد تزيد السعر
بالمدينة: كم عندنا من طعام؟ قال: قلت: عندنا ما يكفيك أشهر كثيرة، قال:
أخرجه وبعه، قال: قلت له: وليس بالمدينة طعام قال: بعه، فلما بعته قال: اشتر مع
الناس يوما بيوم وقال: يا معتب اجعل قوت عيالي نصفا شعيرا ونصفا حنطة فإن الله
يعلم إني واجد أن أطعمهم الحنطة على وجهها ولكني أحب أن يراني الله قد أحسنت
تقدير المعيشة (2).
[13178] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية خميس في مسجد قبا
فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعسل فلما
وضعه على فيه نحاه ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرمه
ولكن أتواضع لله، فإن من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في
معيشته رزقه الله ومن بذر حرمه الله، ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13179] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن

(1) الكافي: 5 / 88 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 166 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 122 ح 3.
360

ابن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه
المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله عزوجل
له بذلك ثنتين وسبعين رحمة من الله يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر معيشته
ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13180] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن
الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسا
أحدا من فقراء المسلمين ثوبا من عرى أو أعانه بشيء مما يقوته من معيشته وكل
الله عزوجل به سبعة آلاف ملك من الملائكة تستغفرون لكل ذنب عمله إلى أن ينفخ في
الصور (2).
ومثلها صحيحة أبي حمزة الثمالي في الكافي الشريف: 2 / 205 ح 3.
[13181] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن داود الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن مفضل قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته (3).
[13182] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن
محمد، عن بعض رجاله قال: قال: من فحش على أخيه المسلم نزع الله منه بركة
رزقه ووكله إلى نفسه وأفسد عليه معيشته (4).
[13183] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للجنة باب يقال له: باب المجاهدين

(1) الكافي: 2 / 199 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 204 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 261 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 325 ح 13.
361

يمضون إليه فإذا هو مفتوح وهم متقلدون بسيوفهم والجمع في الموقف والملائكة
ترحب بهم، ثم قال: فمن ترك الجهاد ألبسه الله عزوجل ذلا وفقرا في معيشته ومحقا في دينه
إن الله عزوجل أغنى امتي بسنابك خيلها ومراكز رماحها (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13184] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كسل عن طهوره وصلاته
فليس فيه خير لأمر آخرته ومن كسل عما يصلح به أمر معيشته فليس فيه خير لأمر
دنياه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13185] 16 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين التيمي،
عن جعفر بن بكر، عن عبد الله بن أبي سهل، عن عبد الله بن عبد الكريم قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاثة من السعادة: الزوجة المؤاتية والأولاد البارون والرجل يرزق
معيشته ببلده يغدو إلى أهله ويروح (3).
روى نحوها الشيخ الطوسي (قدس سره) بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في أماليه: المجلس
الحادي عشر ح 48 / 303 الرقم 601.
[13186] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن الهيثم بن واقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من رضي من الله باليسير
من المعاش رضي الله منه باليسير من العمل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 2 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 85 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 258 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 138 ح 3.
362

[13187] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل (ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة) (1) رضوان الله والجنة في الآخرة، والمعاش وحسن الخلق في
الدنيا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13188] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن محمد بن سماعة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في
حكمة آل داود: ينبغي للمسلم العاقل أن لا يرى ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش أو
تزود لمعاد أو لذة في غير ذات محرم، وينبغي للمسلم العاقل أن يكون له ساعة يفضي
بها إلى عمله فيما بينه وبين الله عزوجل وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في
أمر آخرته وساعة يخلى بين نفسه ولذاتها في غير محرم فإنها عون على تلك
الساعتين (3).
[13189] 20 - المفيد، عن محمد بن الحسين المقري، عن علي بن الحسين الصيدلاني،
عن أحمد بن محمد مولى بني هاشم، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن
البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) البصرة مر بي وأنا
أتوضأ فقال: يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك، ثم جازني فأقبلت أقفو أثره
فحانت منه التفاته فنظر إلي فقال: يا غلام ألك إلي حاجة؟ قلت: نعم علمني كلاما
ينفعني الله به، فقال: يا غلام من صدق الله نجى ومن أشفق على دينه سلم من الردى
ومن زهد في الدنيا قرت عينه بما يرى من ثواب الله عزوجل ألا أزيدك يا غلام؟ قلت: بلى

(1) سورة البقرة: 196.
(2) الكافي: 5 / 71 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 87 ح 1.
363

يا أمير المؤمنين قال: من كن فيه ثلاث خصال سلمت له الدنيا والآخرة: من أمر
بالمعروف وائتمر به ونهى عن المنكر وانتهى عنه وحافظ على حدود الله يا غلام
أيسرك أن تلقى الله يوم القيامة وهو عنك راض؟ قلت: نعم يا أمير المؤمنين قال: كن
في الدنيا زاهدا وفي الآخرة راغبا وعليك بالصدق في جميع أمورك فإن الله تعبدك
وجميع خلقه بالصدق، ثم مشى حتى دخل سوق البصرة فنظر إلى الناس يبيعون
ويشترون فبكى بكاء شديدا ثم قال: يا عبيد الدنيا وعمال أهلها إذا كنتم بالنهار
تحلفون وبالليل في فراشكم تنامون وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون فمتى تجهزون
الزاد وتفكرون في المعاد؟ فقال له رجل: يا أمير المؤمنين انه لابد لنا من المعاش
فكيف نصنع؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان طلب المعاش من حله لا يشغل عن عمل
الآخرة فإن قلت: لابد لنا من الإحتكار لم تكن معذورا، فولى الرجل باكيا فقال له
أمير المؤمنين (عليه السلام): أقبل علي أزدك بيانا، فعاد الرجل إليه فقال له: اعلم يا عبد الله إن
كل عامل في الدنيا للآخرة لابد أن يوفى أجر عمله في الآخرة وكل عامل دنيا للدنيا
عمالته في الآخرة نار جهنم ثم تلا أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله تعالى (فأما من طغى * وآثر
الحياة الدنيا * فإن الجحيم هي المأوى) (1) (2).
[13190] 21 - الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم، عن ابن وهبان، عن علي بن الحبشي،
عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، وجعفر بن عيسى،
عن الحسين بن أبي غندر، عن أيوب بن الحر قال: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله (عليه السلام):
بلغني أن الاقتصاد والتدبير في المعيشة نصف الكسب، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): لا بل
هو الكسب كله ومن الدين التدبير في المعيشة (3).

(1) سورة النازعات: 37 - 39.
(2) أمالي المفيد: المجلس الرابع عشر ح 3 / 118.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس والثلاثون ح 17 / 670 الرقم 1410.
364

[13191] 22 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن إبراهيم بن جعفر
العسكري، عن عبيد بن الهيثم، عن حسين بن علوان، عن الصادق (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: حسن البشر للناس نصف العقل والتقدير نصف المعيشة والمرأة
الصالحة أحد الكاسبين (1).
[13192] 23 - القطب الراوندي بإسناده عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي الحسن موسى صلوات الله عليه قال: كان في بني إسرائيل رجل
صالح وكانت له امرأة صالحة فرأى في النوم أن الله تعالى قد وقت لك من العمر كذا
وكذا سنة وجعل نصف عمرك في سعة وجعل النصف الآخر في ضيق فاختر لنفسك
إما النصف الأول وإما النصف الأخير، فقال الرجل: إن لي زوجة صالحة وهي
شريكتي في المعاش فأشاورها في ذلك وتعود إلي فأخبرك فلما أصبح الرجل قال
لزوجته: رأيت في النوم كذا وكذا، فقالت: يا فلان اختر النصف الأول وتعجل
العافية لعل الله سيرحمنا ويتم لنا النعمة، فلما كان في الليلة الثانية أتى الآتي فقال:
ما اخترت؟ فقال: اخترت النصف الأول فقال: ذلك لك، فأقبلت الدنيا عليه من
كل وجه ولما ظهرت نعمته قالت له زوجته: قرابتك والمحتاجون فصلهم وبرهم
وجارك وأخوك فلان فهبهم، فلما مضى نصف العمر وجاز حد الوقت رأى الرجل
الذي رآه أولا في النوم فقال له: إن الله تعالى قد شكر لك ذلك ولك تمام عمرك سعة
مثل ما مضى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13193] 24 - القطب الراوندي رفعه عن ربيعة بن كعب، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه
قال: من أعطى [له] خمسا لم يكن له عذر في ترك عمل الآخرة: زوجة [صالحة]

(1) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 5 / 614 الرقم 1269.
(2) قصص الأنبياء: 182 ح 221.
365

تعينه على أمر دنياه وآخرته وبنون أبرار ومعيشة في بلده وحسن خلق يداري به
الناس وحب أهل بيتي (1).
[13194] 25 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن من الذنوب
ذنوبا لا يكفرها صلاة ولا صوم، قيل: يا رسول الله فما يكفرها؟ قال: الهموم في
طلب المعيشة (2).
[13195] 26 - ابن طاوس قال: ومن الدعوات بعد العشاء الآخرة لطلب سعة
الأرزاق ما رواه أبو المفضل (رحمه الله) عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن عبد الله العلوي،
عن عبيد الله ابن أحمد بن نهيك، عن محمد بن أبي عمير، عن عبيد بن زرارة قال:
حضرت أبا عبد الله (عليه السلام) وشكا إليه رجل من شيعته الفقر وضيق المعيشة وأنه يجول
في طلب الرزق البلدان فلا يزداد إلا فقرا، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صليت العشاء
الآخرة فقل وأنت متأن: «اللهم إنه ليس لي علم بموضع رزقي وإنما أطلبه بخطرات
تخطر على قلبي فأجول في طلبه البلدان فأنا فيما أطلب كالحيران لا أدري أفي سهل هو
أم في جبل أم في أرض أم في سماء أم في بر أم في بحر وعلى يدي من ومن قبل من وقد
علمت أن علمه عندك وأسبابه بيدك وأنت تقسمه بلطفك وتسببه برحمتك اللهم
فصل على محمد وآله واجعل يا رب رزقك لي واسعا ومطلبه سهلا ومأخذه قريبا ولا
تعنتني بطلب ما لم تقدر لي فيه رزقا فإنك غني عن عذابي وأنا فقير إلى رحمتك فصل
على محمد وآل محمد وجد على عبدك بفضلك إنك ذو فضل عظيم»، قال عبيد بن
زرارة: فما مضت بالرجل مدة مديدة حتى زال عنه الفقر وحسنت أحواله (3).
[13196] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: وصول المرء إلى كل

(1) الدعوات: 40 ح 97.
(2) الدعوات: 56 ح 141.
(3) فلاح السائل: 256.
366

ما يبتغيه من طيب عيشه وأمن سربه وسعة رزقه بحسن نيته وسعة خلقه (1).
[13197] 28 - المجلسي رفعه إلى الباقر (عليه السلام) انه قال: إن لله عقوبات في القلوب
والأبدان: ضنك في المعيشة و وهن في العبادة وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة
القلب (2).
[13198] 29 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ومن لم يستحي من
طلب الحلال من المعيشة خفت مؤنته ورخي باله ونعم عياله... الحديث (3).
[13199] 30 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ليأتي على الرجل منكم
لا يكتب عليه سيئته وذلك إنه مبتلى بهم المعاش (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتاب المعيشة من كتب الأخبار
منها الكافي: 5 / (65 - 318)، والفقيه: 3 / 155.

(1) غرر الحكم: ح 10141، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 628.
(2) بحار الأنوار: 75 / 176 ح 39.
(3) بحار الأنوار: 74 / 161 ح 174.
(4) بحار الأنوار: 100 / 12 ح 54.
367

المفاخرة
[13200] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد
ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، جميعا،
عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أحرمت فعليك بتقوى الله وذكر الله
كثيرا وقلة الكلام إلا بخير فإن من تمام الحج والعمرة أن يحفظ المرء لسانه إلا من خير
كما قال الله عزوجل فإن الله عزوجل يقول: (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا
جدال في الحج) (1) والرفث الجماع والفسوق الكذب والسباب والجدال قول الرجل
لا والله وبلى والله.
واعلم أن الرجل إذا حلف بثلاث أيمان ولاء في مقام واحد وهو محرم فقد جادل
فعليه دم يهريقه ويتصدق به وإذا حلف يمينا واحدة كاذبة فقد جادل وعليه دم يهريقه
ويتصدق به، وقال: اتق المفاخرة وعليك بورع يحجزك عن معاصي الله فإن الله عزوجل
يقول: (ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق) (2) قال
أبو عبد الله (عليه السلام): من التفث أن تتكلم في إحرامك بكلام قبيح فإذا دخلت مكة وطفت
بالبيت وتكلمت بكلام طيب فكان ذلك كفارة قال: وسألته عن الرجل يقول: لا
لعمري وبلى لعمري قال: ليس هذا من الجدال إنما الجدال لا والله وبلى والله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة البقرة: 197.
(2) سورة الحج: 29.
(3) الكافي: 4 / 337 ح 3.
368

[13201] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
الحسن بن السري، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعت جابر بن عبد الله
يقول إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر بنا ذات يوم ونحن في نادينا وهو على ناقته وذلك حين
رجع من حجة الوداع فوقف علينا فسلم فرددنا عليه السلام ثم قال: ما لي أرى حب
الدنيا قد غلب على كثير من الناس حتى كأن الموت في هذه الدنيا على غيرهم كتب
وكأن الحق في هذه الدنيا على غيرهم وجب وحتى كأن لم يسمعوا ويروا من خبر
الأموات قبلهم، سبيلهم سبيل قوم سفر عما قليل إليهم راجعون، بيوتهم أجداثهم
ويأكلون تراثهم فيظنون أنهم مخلدون بعدهم هيهات هيهات أما يتعظ آخرهم بأولهم
لقد جهلوا ونسوا كل واعظ في كتاب الله وآمنوا شر كل عاقبة سوء ولم يخافوا نزول
فادحة وبوائق حادثة.
طوبى لمن شغله خوف الله عزوجل عن خوف الناس، طوبى لمن منعه عيبه عن عيوب
المؤمنين من إخوانه، طوبى لمن تواضع لله عز ذكره وزهد فيما أحل الله له من غير رغبة
عن سيرتي ورفض زهرة الدنيا من غير تحول عن سنتي واتبع الأخيار من عترتي من
بعدي وجانب أهل الخيلاء والتفاخر والرغبة في الدنيا، المبتدعين خلاف سنتي
العاملين بغير سيرتي، طوبى لمن اكتسب من المؤمنين مالا من غير معصية فأنفقه في
غير معصية وعاد به على أهل المسكنة، طوبى لمن حسن مع الناس خلقه وبذل لهم
معونته وعدل عنهم شره، طوبى لمن أنفق القصد وبذل الفضل وأمسك قوله عن
الفضول وقبيح الفعل (1).
[13202] 3 - الحميري، عن عبد الله بن الحسن العلوي، عن جده علي بن جعفر،
عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرفث والفسوق والجدال ما هو؟
ما على من فعله؟ قال: الرفث جماع النساء والفسوق الكذب والمفاخرة والجدال قول

(1) الكافي: 8 / 168 ح 190.
369

الرجل لا والله وبلى والله، فمن رفث فعليه بدنة ينحرها وإن لم يجد فشاة وكفارة الجدال
والفسوق شيء يتصدق به إذا فعله وهو محرم (1).
[13203] 4 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن الحسن بن
القاسم قراءة، عن علي بن إبراهيم بن المعلى، عن أبي عبد الله محمد بن خالد، عن
عبد الله بن بكر المرادي، عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام)، عن
علي بن الحسين (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع
أصحابه يعبيهم للحرب إذ أتاه شيخ عليه شخبة السفر فقال: أين أمير المؤمنين؟
فقيل: هو ذا فسلم عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين إني أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ
كبير قد سمعت فيك من الفضل ما لا أحصي وإني أظنك ستغتال فعلمني مما علمك الله
قال: نعم يا شيخ من اعتدل يوماه فهو مغبون ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته
عند فراغها ومن كانت غده شر يوميه فمحروم ومن لم يبال ما رزء من آخرته إذا
سلمت له دنياه فهو هالك ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ومن كان
في نقص فالموت خير له، يا شيخ إن الدنيا خضرة حلوة ولها أهل وإن الآخرة لها أهل
ظلفت أنفسهم عن مفاخرة أهل الدنيا لا يتنافسون في الدنيا ولا يفرحون بغضارتها
ولا يحزنون لبؤسها، يا شيخ من خاف البيات قل نومه، ما أسرع الليالي والأيام في
عمر العبد، فاخزن لسانك وعد كلامك يقل كلامك إلا بخير، يا شيخ ارض للناس
ما ترضى لنفسك وآت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك... الحديث (2).
[13204] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن إبراهيم النوفلي، عن الحسين بن المختار رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من
صنع شيئا للمفاخرة حشره الله يوم القيامة أسود (3).

(1) قرب الإسناد: 234 ح 915.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 4 / 477 الرقم 644.
(3) عقاب الأعمال: 304.
370

[13205] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تعقب الندامة:
المباهاة والمفاخرة والمعازة (1).
المعازة: المعارضة في العز.
[13206] 7 - العياشي رفعه عن بريد العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في
كتاب علي بن الحسين (عليهما السلام) (ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (2)
إذا أدوا فرائض الله وأخذوا سنن رسول الله وتورعوا عن محارم الله وزهدوا في عاجل
زهرة الدنيا ورغبوا فيما عند الله واكتسبوا الطيب من رزق الله لوجه الله لا يريدون به
التفاخر والتكاثر ثم أنفقوا فيما يلزمهم من حقوق واجبة فأولئك الذين بارك الله لهم فيما
اكتسبوا ويثابون على ما قدموا لآخرتهم (3).
[13207] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: أيها الناس شقوا أمواج
الفتن بسفن النجاة وعرجوا عن طريق المنافرة وضعوا تيجان المفاخرة، أفلح من
نهض بجناح أو استسلم فأراح، هذا ماء آجن ولقمة يغص بها آكلها ومجتني الثمرة
لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه، فإن أقل يقولوا حرص على الملك وإن أسكت
يقولوا جزع من الموت، هيهات بعد اللتيا والتي والله لابن أبي طالب آنس بالموت من
الطفل بثدي امه بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية
في الطوى البعيدة (4).
[13208] 9 - الديلمي رفعه وقال: قدم على الرشيد رجل من الأنصار يقال له: نفيع
وكان عريفا فحضر يوما باب الرشيد وتبعه عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز

(1) تحف العقول: 320.
(2) سورة يونس: 62.
(3) تفسير العياشي: 2 / 124.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 5.
371

وحضر موسى بن جعفر (عليه السلام) على حمار له فتلقاه الحاجب بالإكرام والإجلال وأعظمه
من كان هناك وعجل له الإذن، فقال نفيع لعبد العزيز: من هذا الشيخ؟ فقال له: أو ما
تعرفه؟ هذا شيخ آل أبي طالب هذا موسى بن جعفر (عليه السلام) فقال نفيع: ما رأيت أعجب
من هؤلاء القوم يفعلون هذا برجل لو يقدر على زوالهم عن السرير لفعل أما إن خرج
لأسوءنه، فقال له عبد العزيز: لا تفعل فإن هؤلاء أهل بيت قلما تعرض لهم أحد
بخطاب إلا وسموه في الجواب وسمة يبقى عارها عليه أبد الدهر وخرج موسى (عليه السلام) فقام
إليه نفيع فأخذ بلجام حماره ثم قال له: من أنت؟ قال: يا هذا إن كنت تريد النسب
فأنا ابن محمد حبيب الله، ابن إسماعيل ذبيح الله، ابن إبراهيم خليل الله، وإن كنت
تريد البلد فهو الذي فرض جل وعز عليك وعلى المسلمين إن كنت منهم الحج إليه،
وإن كنت تريد المفاخرة فوالله ما رضي مشركي قومي مسلمي قومك أكفاء لهم حتى
قالوا: يا محمد أخرج لنا أكفاءنا من قريش; خل عن الحمار، فخلى عنه ويده ترعد
وانصرف بخزي، فقال له عبد العزيز: ألم أقل لك؟! (1).
[13209] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام): أنه قال: ينبغي أن يكون
التفاخر بعلى الهمم والوفاء بالذمم والمبالغة في الكرم، لا ببوالي الرمم ورذائل
الشيم (2).
قد مر منا في هذا المجال عنواني الافتخار والفخر في محلهما.

(1) أعلام الدين: 305.
(2) غرر الحكم: ح 10953.
372

المغفرة
[13210] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
إن الله مثل لي أمتي في الطين وعلمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها فمر بي أصحاب
الرايات فاستغفرت لعلي وشيعته، إن ربي وعدني في شيعة علي خصلة، قيل:
يا رسول الله وما هي؟ قال: المغفرة لمن آمن منهم وأن لا يغادر منهم صغيرة ولا كبيرة
ولهم تبدل السيئات حسنات (1).
[13211] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أطعم مؤمنا
حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب ولا نبي
مرسل إلا الله رب العالمين، ثم قال: من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان ثم تلا
قول الله عزوجل (أو اطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا
متربة) (2) (3).
[13212] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا محمد بن مسلم ذنوب المؤمن

(1) الكافي: 1 / 443 ح 15.
(2) سورة البلد: 15.
(3) الكافي: 2 / 201 ح 6.
373

إذا تاب منها مغفورة له فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة والمغفرة، أما والله إنها
ليست إلا لأهل الإيمان، قلت: فإن عاد بعد التوبة والاستغفار من الذنوب وعاد في
التوبة؟ فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه
ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل ذلك مرارا يذنب ثم يتوب ويستغفر الله
فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة وإن الله غفور رحيم
يقبل التوبة ويعفو عن السيئات فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13213] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف
ابن عميرة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أدخل المؤمن قبره نودي: ألا إن
أول حبائك الجنة وحباء من تبعك المغفرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13214] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أخذ
الناس منازلهم بمنى نادى مناد: لو تعلمون بفناء من حللتم لأيقنتم بالخلف بعد
المغفرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13215] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال،
عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سلوا الله الغنى في
الدنيا والعافية، في الآخرة المغفرة والجنة (4).

(1) الكافي: 2 / 434 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 172 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 256 ح 22.
(4) الكافي: 5 / 71 ح 4.
374

[13216] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أتحب اخوانك
يا حسين؟ قلت: نعم قال: تنفع فقراءهم؟ قلت: نعم قال: أما إنه يحق عليك أن
تحب من يحب الله أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت:
نعم ما آكل إلا ومعي منهم الرجلان والثلاثة والأقل والأكثر فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أما
إن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك أطعمهم طعامي
وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم؟ قال: نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا
بمغفرتك ومغفرة عيالك وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13217] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن علي
ابن الحكم، وغيره، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من موجبات
مغفرة الله تبارك وتعالى إطعام الطعام (2).
الرواية حسنة سندا.
[13218] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن حماد،
عن بعض أصحابه رفعه قال: صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) بالكوفة المنبر فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: أيها الناس إن الذنوب ثلاثة ثم أمسك فقال له حبة العرني: يا أمير
المؤمنين قلت الذنوب ثلاثة ثم أمسكت، فقال: ما ذكرتها إلا وأنا أريد أن أفسرها
ولكن عرض لي بهر حال بيني وبين الكلام نعم الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور وذنب
غير مغفور وذنب نرجو لصاحبه ونخاف عليه، قال: يا أمير المؤمنين فبينها لنا، قال:
نعم أما الذنب المغفور فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا فالله أحلم وأكرم من أن يعاقب

(1) الكافي: 2 / 201 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 50 ح 1.
375

عبده مرتين، وأما الذنب الذي لا يغفر فمظالم العباد بعضهم لبعض إن الله تبارك وتعالى
إذا برز لخلقه أقسم قسما على نفسه فقال: وعزتي وجلالي لا يجوزني ظلم ظالم ولو
كف بكف ولو مسحة بكف ولو نطحة ما بين القرناء إلى الجماء، فيقتص للعباد بعضهم
من بعض حتى لا تبقى لأحد على أحد مظلمة ثم يبعثهم للحساب، وأما الذنب الثالث
فذنب ستره الله على خلقه ورزقه التوبة منه فأصبح خائفا من ذنبه راجيا لربه فنحن
له كما هو لنفسه نرجو له الرحمة ونخاف عليه العذاب (1).
البهر: انقطاع النفس من الاعياء.
[13219] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن علي، عن العباس مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعته (عليه السلام) يقول: المستتر بالحسنة يعدل
سبعين حسنة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بالسيئة مغفور له (2).
[13220] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان الخزاز،
عن علي بن عبد الله البجلي، عن خالد القلانسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال علي
ابن الحسين (عليهما السلام): حجوا واعتمروا تصح أبدانكم وتتسع أرزاقكم وتكفون مؤونات
عيالكم، وقال: الحاج مغفور له وموجوب له الجنة ومستأنف له العمل ومحفوظ في
أهله وماله (3).
[13221] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد،
عن ابن فضال، عن ابن القداح، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: سألته عن دخول
الكعبة قال: الدخول فيها دخول في رحمة الله والخروج منها خروج من الذنوب،
معصوم فيما بقي من عمره، مغفور له ما سلف من ذنوبه (4).

(1) الكافي: 2 / 443 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 428 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 252 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 527 ح 2.
376

الرواية موثقة سندا.
[13222] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان قال: حدثني حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا هم
أحدكم بخير فلا يؤخره فإن العبد ربما صلى الصلاة أو صام اليوم فيقال له: اعمل
ما شئت بعدها فقد غفر الله لك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13223] 14 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أصبح لا ينوي ظلم أحد غفر الله
له ما أذنب ذلك اليوم ما لم يسفك دما أو يأكل مال يتيم حراما (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13224] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من أحد يظلم بمظلمة إلا أخذه الله
بها في نفسه وماله وأما الظلم الذي بينه وبين الله فإذا تاب غفر الله له (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13225] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسين الدقاق، عن عبد الله
ابن محمد، عن أحمد بن عمر، عن زيد القتات، عن أبان بن تغلب قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما من عبد أذنب ذنبا فندم عليه إلا غفر الله له قبل أن يستغفر
وما من عبد أنعم الله عليه نعمة فعرف أنها من عند الله إلا غفر الله له قبل أن
يحمده (4).

(1) الكافي: 2 / 142 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 331 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 332 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 427 ح 8.
377

[13226] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن عمار بن مروان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من قال: «أستغفر الله»
مائة مرة في كل يوم غفر الله عزوجل له سبعمائة ذنب ولا خير في عبد يذنب في كل يوم
سبعمائة ذنب (1).
[13227] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن أبان، عن عبد الرحمن بن أعين قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لقد غفر
الله عزوجل لرجل من أهل البادية بكلمتين دعا بهما قال: «اللهم إن تعذبني فأهل لذلك
أنا، وإن تغفر لي فأهل لذلك أنت» فغفر الله له (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13228] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن
ابن أبي هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حضر رجلا الموت
فقيل: يا رسول الله إن فلانا قد حضره الموت، فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه أناس
من أصحابه حتى أتاه وهو مغمى عليه قال: فقال: يا ملك الموت كف عن الرجل حتى
أسأله، فأفاق الرجل فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما رأيت؟ قال: رأيت بياضا كثيرا وسوادا
كثيرا قال: فأيهما كان أقرب إليك فقال: السواد فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قل: «اللهم اغفر
لي الكثير من معاصيك وأقبل مني اليسير من طاعتك» فقاله ثم أغمي عليه فقال: يا
ملك الموت خفف عنه حتى أسأله فأفاق الرجل فقال: ما رأيت؟ قال: رأيت بياضا
كثيرا وسوادا كثيرا قال: فأيهما كان أقرب إليك؟ فقال: البياض فقال:
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غفر الله لصاحبكم، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا حضرتم ميتا
فقولوا له هذا الكلام ليقوله (3).

(1) الكافي: 2 / 439 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 579 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 124 ح 10.
378

[13229] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما
مؤمن غسل مؤمنا فقال: إذا قلبه «اللهم إن هذا بدن عبدك المؤمن قد أخرجت روحه
منه وفرقت بينهما فعفوك عفوك» غفر الله له ذنوب سنة إلا الكبائر (1).
[13230] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سعد
ابن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من غسل ميتا فأدى فيه الأمانة غفر الله له،
قلت: وكيف يؤدي فيه الأمانة؟ قال: لا يحدث بما يرى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13231] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف
ابن عميرة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من حمل جنازة من أربع جوانبها غفر
الله له أربعين كبيرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13232] 23 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان
ابن مسلم، عن سليمان بن خالد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أخذ بقائمة
السرير غفر الله له خمسا وعشرين كبيرة وإذا ربع خرج من الذنوب (4).
[13233] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عبد الله بن سنان، عن معروف بن خربوذ، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما من عبد يصاب
بمصيبة فيسترجع عند ذكره المصيبة ويصبر حين تفجأه إلا غفر الله له ما تقدم من
ذنبه، وكلما ذكر مصيبته فاسترجع عند ذكر المصيبة غفر الله له كل ذنب اكتسب فيما

(1) الكافي: 3 / 164 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 164 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 174 ح 1.
(4) الكافي: 3 / 174 ح 2.
379

بينهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13234] 25 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن عامر، عن علي
ابن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
من سبح تسبيح فاطمة الزهراء (عليها السلام) قبل أن يثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له
وليبدأ بالتكبير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13235] 26 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير،
عن علي بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نظر إلى الكعبة بمعرفة فعرف
من حقنا وحرمتنا مثل الذي عرف من حقها وحرمتها غفر الله له ذنوبه وكفاه هم الدنيا
والآخرة (3).
[13236] 27 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن أبي أيوب، عن سعد الإسكاف قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن
الحاج إذا أخذ في جهازه لم يحظ خطوة في شيء من جهازه إلا كتب الله عزوجل له عشر
حسنات ومحى عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات حتى يفرغ من جهازه متى ما
فرغ، فإذا استقبلت به راحلته لم تضع خفا ولم ترفعه إلا كتب الله عزوجل له مثل ذلك حتى
يقضي نسكه، فإذا قضى نسكه غفر الله له ذنوبه، وكان ذا الحجة والمحرم وصفر وشهر
ربيع الأول أربعة أشهر تكتب له الحسنات ولا تكتب عليه السيئات إلا أن يأتي
بموجبة فإذا مضت الأربعة الأشهر خلط بالناس (4).

(1) الكافي: 3 / 224 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 342 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 241 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 254 ح 9.
380

الرواية صحيحة الإسناد.
[13237] 28 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن،
عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحاج والمعتمر في
ضمان الله فإن مات متوجها غفر الله له ذنوبه وإن مات محرما بعثه الله ملبيا وإن مات
بأحد الحرمين بعثه الله من الآمنين وإن مات منصرفا غفر الله له جميع ذنوبه (1).
[13238] 29 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن أبان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يدخل مكة رجل
بسكينة إلا غفر له، قلت: ما السكينة؟ قال: يتواضع (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13239] 30 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المسجد الحرام فأدخله حافيا على السكينة
والوقار والخشوع وقال: ومن دخله بخشوع غفر الله له إن شاء الله، قلت: ما
الخشوع؟ قال: السكينة لا تدخله بتكبر فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل:
«السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله
والسلام على أنبياء الله ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم والحمد لله
رب العالمين» فإذا دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل: «اللهم إني
أسألك في مقامي هذا في أول مناسكي أن تقبل توبتي وأن تجاوز عن خطيئتي وتضع
عني وزري الحمد لله الذي بلغني بيته الحرام اللهم إني أشهد أن هذا بيتك الحرام الذي
جعلته مثابة للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين اللهم إني عبدك والبلد بلدك والبيت

(1) الكافي: 4 / 256 ح 18.
(2) الكافي: 4 / 401 ح 10.
381

بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك، مطيعا لأمرك، راضيا بقدرك، أسألك
مسألة المضطر إليك الخائف لعقوبتك اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني بطاعتك
ومرضاتك» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13240] 31 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان إذا انتهى إلى الملتزم قال لمواليه: أميطوا
عني حتى أقر لربي بذنوبي في هذا المكان فإن هذا مكان لم يقر عبد لربه بذنوبه ثم
استغفر الله إلا غفر الله له (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13241] 32 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد
ابن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، عن
معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر
الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على البيت والصق
بطنك وخدك بالبيت وقل: «اللهم البيت بيتك والعبد عبدك وهذا مكان العائذ بك من
النار» ثم أقر لربك بما عملت فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربه بذنوبه في هذا المكان إلا
غفر الله له إن شاء الله وتقول: «اللهم من قبلك الروح والفرج والعافية اللهم إن عملي
ضعيف فضاعفه لي واغفر لي ما اطلعت عليه مني وخفي على خلقك» ثم تستجير بالله
من النار وتخير لنفسك من الدعاء ثم استلم الركن اليماني ثم ائت الحجر الأسود (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 401 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 410 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 411 ح 5.
382

[13242] 33 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي داود
المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: من أتى الحسين (عليه السلام) عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر (1).
[13243] 34 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن رجلا من الأنصار على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في بعض حوائجه فعهد
إلى امرأته عهدا ألا تخرج من بيتها حتى يقدم، قال: وإن أباها مرض فبعثت المرأة إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: إن زوجي خرج وعهد إلي أن لا أخرج من بيتي حتى يقدم وإن
أبي قد مرض فتأمرني أن أعوده؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا اجلسي في بيتك وأطيعي
زوجك، قال: فثقل فأرسلت إليه ثانيا بذلك فقالت: فتأمرني أن أعوده؟ فقال:
اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فمات أبوها فبعثت إليه إن أبي قد مات
فتأمرني أن أصلي عليه؟ فقال: لا اجلسي في بيتك وأطيعي زوجك، قال: فدفن
الرجل فبعث إليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله قد غفر لك ولأبيك بطاعتك لزوجك (2).
[13244] 35 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن كليب الأسدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الرجل المسلم إذا أراد أن
يطعم طعاما فأهوى بيده فقال: بسم الله والحمد لله رب العالمين، غفر الله عزوجل له قبل
أن تصل اللقمة إلى فيه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 582 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 513 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 293 ح 7.
383

[13245] 36 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعى في حاجة
أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله عزوجل له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه وجيرانه
وإخوانه ومعارفه، ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له: ادخل
النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه بإذن الله عزوجل إلا أن يكون
ناصبا (1).
الرواية موثقة سندا.
[13246] 37 - الكليني، عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن
سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل شيء سمعه (2).
[13247] 38 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن
أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يغفر له في شهر
رمضان لم يغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13248] 39 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يغفر كل ذنب يوم القيامة إلا
مهر امرأة ومن اغتصب أجيرا أجره ومن باع حرا (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 197 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 307 ح 28.
(3) الكافي: 4 / 66 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 382 ح 17.
384

[13249] 40 - الطوسي بإسناده عن محمد بن الحسن الصفار، عن عبد الله بن المنبة،
عن حسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه (عليه السلام)، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): للشهيد سبع خصال من الله: أول قطرة من
دمه مغفور له كل ذنب، والثانية: يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين
وتمسحان الغبار عن وجهه تقولان: مرحبا بك ويقول هو مثل ذلك لهما، والثالثة:
يكسى من كسوة الجنة، والرابعة: يبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه
معه، والخامسة: أن يرى منزلته، والسادسة: يقال لروحه: أسرح في الجنة حيث
شئت، والسابعة: أن ينظر في وجه الله وأنها لراحة لكل نبي وشهيد (1).
الروايات في هذا المجال متعددة مبثوثة في كتب الأخبار.

(1) التهذيب: 6 / 121 ح 3.
385

المكابرة
[13250] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كابر الرجل المرأة على نفسها ضرب ضربة
بالسيف مات منها أو عاش (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13251] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن عبد الله بن طلحة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل سارق دخل على امرأة ليسرق متاعها فلما
جمع الثياب تابعته نفسه فكابرها على نفسها فواقعها فتحرك ابنها فقام فقتله بفأس
كان معه فلما فرغ حمل الثياب وذهب ليخرج حملت عليه بالفأس فقتلته، فجاء أهله
يطلبون بدمه من الغد، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اقض على هذا كما وصفت لك فقال:
يضمن مواليه الذين يطلبون بدمه دية الغلام ويضمن السارق فيما ترك أربعة آلاف
درهم بمكابرتها على فرجها انه زان وهو في ماله غريمة وليس عليها في قتلها إياه
شيء، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كابر امرأة ليفجر بها فقتلته فلا دية له ولا قود (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13252] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن
شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 7 / 189 ح 4.
(2) الكافي: 7 / 293 ح 12.
386

قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الأجير المشارك هو ضامن إلا من سبع
أو من غرق أو حرق أو لص مكابر (1).
[13253] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن سليمان
الجعفري، عن الرضا (عليه السلام) قال: الطاوس مسخ، كان رجلا جميلا فكابر امرأة رجل
مؤمن تحبه فوقع بها ثم راسلته بعد فمسخهما الله عزوجل طاووسين أنثى وذكرا ولا يؤكل
لحمه ولا بيضه (2).
[13254] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم،
عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل سرق سرقة فكابر عنها
فضرب فجاء بها بعينها هل يجب عليه القطع؟ قال: نعم، ولكن لو اعترف ولم يجئ
بالسرقة لم تقطع يده لأنه اعترف على العذاب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13255] 6 - الصدوق، عن محمد بن علي بن الفضل، عن محمد بن عمار القطان،
عن الحسين بن علي الزعفراني، عن إسماعيل بن إبراهيم العبدي، عن سهل، عن
ابن محبوب، عن الثمالي قال: دخلت مسجد الكوفة فإذا أنا برجل عند الأسطوانة
السابعة قائما يصلي ويحسن ركوعه وسجوده فجئت لأنظر إليه فسبقني إلى السجود
فسمعته يقول في سجوده: «اللهم ان كنت قد عصيتك فقد أطعتك في أحب الأشياء
إليك وهو الإيمان بك منا منك به علي لا من به مني عليك ولم أعصك في أبغض الأشياء
إليك لم أدع لك ولدا ولم أتخذ لك شريكا منا منك علي لا من مني عليك وعصيتك في
أشياء على غير مكاشرة مني ولا مكابرة ولا استكبار عن عبادتك ولا جحود

(1) الكافي: 5 / 244 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 247 ح 16.
(3) الكافي: 7 / 223 ح 9.
387

لربوبيتك ولكن اتبعت هواي وأضلني الشيطان بعد الحجة والبيان فإن تعذبني فبذنبي
غير ظالم لي وإن ترحمني فبجودك ورحمتك يا أرحم الراحمين»، ثم انفتل وخرج من
باب كندة فتبعته حتى أتى مناخ الكلبيين فمر بأسود فأمره بشيء لم أفهمه، فقلت:
من هذا؟ فقال: هذا علي بن الحسين (عليهما السلام) فقلت: جعلني الله فداك ما أقدمك هذا
الموضع؟ فقال: الذي رأيت (1).
[13256] 7 - الحميري، عن السندي بن محمد البزاز، عن أبي البختري، عن
جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من رد عن المسلمين عادية ماء
أو عادية نار أو عادية عدو مكابر للمسلمين غفر الله له ذنبه (2).
[13257] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... من كابر الزمان عطب ومن ينقم عليه غضب، ما أقرب النقمة من
أهل البغي وأخلق بمن غدر ألا يوفي له... الحديث (3).
[13258] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رحم الله امرءا سمع
حكما فوعى ودعي إلى رشاد فدنا وأخذ بحجزة هاد فنجا، راقب ربه وخاف ذنبه
قدم خالصا وعمل صالحا، اكتسب مذخورا واجتنب محذورا ورمى غرضا وأحرز
عوضا، كابر هواه وكذب مناه، جعل الصبر مطية نجاته والتقوى عدة وفاته، ركب
الطريقة الغراء ولزم المحجة البيضاء، اغتنم المهل وبادر الأجل وتزود من العمل (4).
[13259] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:...
ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم وترفعوا

(1) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والخمسون ح 12 / 389 الرقم 503.
(2) قرب الإسناد: 132 ح 463.
(3) تحف العقول: 85.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 76.
388

فوق نسبهم وألقوا الهجينة على ربهم وجاحدوا الله على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه
ومغالبة لآلائه فإنهم قواعد أساس العصبية ودعائم أركان الفتنة وسيوف إعتزاء
الجاهلية، فاتقوا الله ولا تكونوا لنعمه عليكم أضدادا ولا لفضله عندكم حسادا ولا
تطيعوا الأدعياء الذين شربتم بصفوكم كدرهم وخلطتم بصحتكم مرضهم وأدخلتم
في حقكم باطلهم، وهم أساس الفسوق وأحلاس العقوق، اتخذهم إبليس مطايا
ضلال وجندا بهم يصول على الناس وتراجمة ينطق على ألسنتهم، استراقا لعقولكم
ودخولا في عيونكم ونفثا في أسماعكم، فجعلكم مرمى نبله وموطئ قدمه ومأخذ
يده... الحديث (1).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
389

مكارم الأخلاق
[13260] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان ابن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل خص
رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك
من خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها قال: فذكرها عشرة: اليقين
والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة
والمروة، قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها: الصدق وأداء
الأمانة (1).
الرواية موثقة سندا. وذكرها الصدوق بسنده الموثق في معاني الأخبار: 191 ح 3.
[13261] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن جعفر
ابن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: وأظنني قد سمعته من إسماعيل،
عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها
حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا، إن الله عزوجل خص الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن
كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عزوجل وليسأله إياها،
قال: قلت: جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم
والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة (2).
رويها المفيد في أماليه: المجلس الثالث والعشرون ح 22 / 192.

(1) الكافي: 2 / 56 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 3.
390

[13262] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ابن محبوب، عن سعدان، عن
معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تمانعوا قرض الخمير والخبز واقتباس
النار فإنه يجلب الرزق على أهل البيت مع ما فيه من مكارم الأخلاق (1).
[13263] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا
تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحر
قيل: وما هن؟ قال: صدق البأس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء
الضيف وإطعام السائل والمكافاة على الصنايع والتذمم للجار والتذمم للصاحب،
ورأسهن الحياء (2).
[13264] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: للإيمان أربعة أركان:
الرضا بقضاء الله والتوكل على الله وتفويض الأمر إلى الله والتسليم لأمر الله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13265] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن عبد الله بن سنان، عن رجل من بني هاشم قال: أربع من كن فيه كمل اسلامه ولو
كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم تنقصه: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر (4).
الرواية معتبرة الإسناد. والظاهر من الرجل هو الإمام (عليه السلام).
[13266] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن

(1) الكافي: 5 / 315 ح 47.
(2) الكافي: 2 / 55 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 56 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 56 ح 6.
391

أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بخير رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:
إن من خير رجالكم التقي النقي، السمح الكفين، النقي الطرفين، البر بوالديه ولا
يلجئ عياله إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13267] 8 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: جاء رجل إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) فقال
له: يا ابن رسول الله أخبرني بمكارم الأخلاق؟ فقال: العفو عمن ظلمك وصلة من
قطعك وإعطاء من حرمك وقول الحق ولو على نفسك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13268] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد
ابن سنان، عن المفضل، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: عليكم بمكارم الأخلاق فإن
الله عزوجل يحبها، وإياكم ومذام الأفعال فإن الله عزوجل يبغضها، وعليكم بتلاوة القرآن فإن
درجات الجنة على عدد آيات القرآن فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن: اقرأ
وأرق، فكلما قرأ آية رقى درجة، وعليكم بحسن الخلق فإنه يبلغ بصاحبه درجة
الصائم القائم، وعليكم بحسن الجوار فإن الله عزوجل أمر بذلك، وعليكم بالسواك فإنها
مطهرة وسنة حسنة، وعليكم بفرائض الله فأدوها، وعليكم بمحارم الله
فاجتنبوها (3).
[13269] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن

(1) الكافي: 2 / 57 ح 7.
(2) معاني الأخبار: 191 ح 1.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 10 / 440 الرقم 586.
392

النضر، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
ألا أحدثك بمكارم الأخلاق: الصفح عن الناس ومواساة الرجل أخاه في ماله وذكر
الله كثيرا (1).
[13270] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن مرار، عن يونس
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام): يا علي
أنهاك عن ثلاث خصال عظام: الحسد والحرص والكذب، يا علي سيد الأعمال
ثلاث خصال: إنصافك الناس من نفسك ومواساة الأخ في الله عزوجل وذكرك الله تبارك
وتعالى على كل حال، يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقى الإخوان والإفطار
من الصيام والتهجد من آخر الليل، يا علي ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع
يحجزه عن معاصي الله عزوجل وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل، يا
علي ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار وإنصاف الناس من نفسك وبذل
العلم للمتعلم، يا علي ثلاث خصال من مكارم الأخلاق: تعطي من حرمك وتصل
من قطعك وتعفو عمن ظلمك (2).
[13271] 12 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن
محمد بن سنان، عن صباح المدائني، عن المفضل بن عمر أن أبا عبد الله (عليه السلام) كتب إليه
كتابا فيه: إن الله عزوجل لم يبعث نبيا قط يدعو إلى معرفة الله ليس معها طاعة في أمر ولا
نهي، وإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع
معرفة من دعا إليه ومن أطاع، حرم الحرام ظاهره وباطنه وصلى وصام وحج واعتمر
وعظم حرمات الله كلها لم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها
وتجنب سيئها، ومن زعم أنه يحل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يحل

(1) معاني الأخبار: 191 ح 2.
(2) الخصال: 1 / 124 ح 121.
393

لله حلالا ولم يحرم له حراما وإن من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير
معرفة من افترض الله عليه طاعته فلم يفعل شيئا من ذلك لم يصل ولم يصم ولم يزك ولم
يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحل له حلالا،
ليس له صلاة وان ركع وإن سجد ولا له زكاة ولا حج وإنما ذلك كله يكون بمعرفة رجل
من الله جل وعز على خلقه بطاعته وأمر بالأخذ عنه فمن عرفه وأخذ عنه أطاع الله
ومن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك
وإنما قيل: اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل منك ذلك بغير معرفة فإذا
عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك (1).
[13272] 13 - الصدوق بإسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي ثلاث من مكارم الأخلاق في الدنيا والآخرة: أن تعفو عمن ظلمك
وتصل من قطعك وتحلم عمن جهل عليك... الحديث (2).
[13273] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن أبان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الصبر
والبر والحلم وحسن الخلق من أخلاق الأنبياء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13274] 15 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أحب المكارم اجتنب
المحارم (4).
[13275] 16 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أتم الجود ابتناء المكارم
واحتمال المغارم (5).

(1) علل الشرايع: 250 ح 7.
(2) الفقيه: 4 / 357.
(3) الخصال: 1 / 251 ح 121.
(4) الارشاد: 1 / 299.
(5) الارشاد: 1 / 299.
394

[13276] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبته القاصعة:...
فإن كان لابد من العصبية فليكن تعصبكم لمكارم الخصال ومحامد الأفعال ومحاسن
الامور التي تفاضلت فيها المجداء والنجداء من بيوتات العرب ويعاسيب القبائل
بالأخلاق الرغيبة والأحلام العظيمة والأخطار الجليلة والآثار المحمودة، فتعصبوا
لخلال الحمد من الحفظ للجوار والوفاء بالذمام والطاعة للبر والمعصية للكبر والأخذ
بالفضل والكف عن البغي والإعظام للقتل والإنصاف للخلق والكظم للغيظ
واجتناب الفساد في الأرض... الحديث (1).
[13277] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لكميل بن زياد النخعي:
يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ويدلجوا في حاجة من هو نائم،
فوالذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلبا سرورا إلا وخلق الله له من ذلك
السرور لطفا فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما
تطرد غريبة الإبل (2).
[13278] 19 - الطوسي بإسناده إلى أبي قتادة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لداود بن
سرحان: يا داود إن خصال المكارم بعضها مقيد ببعض يقسمها الله حيث شاء يكون
في الرجل ولا يكون في ابنه ويكون في العبد ولا يكون في سيده: صدق الحديث
وصدق البأس وإعطاء السائل والمكافات بالصنايع وأداء الأمانة وصلة الرحم
والتودد إلى الجار والصاحب وقري الضيف ورأسهن الحياء (3).
[13279] 20 - الطوسي بإسناده عن أبي قتادة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
لله عزوجل وجوها خلقهم من خلقه وأمشاهم في أرضه لقضاء حوائج إخوانهم يرون

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 257.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 44 / 301 الرقم 597.
395

الحمد مجدا والله عزوجل يحب مكارم الأخلاق وكان فيما خاطب الله تعالى نبيه (عليه السلام) أن قال
له: يا محمد (انك لعلى خلق عظيم) (1) قال: السخاء وحسن الخلق (2).
[13280] 21 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن عبد الرحيم
ابن سعد، عن إسماعيل بن محمد العلوي، عن أبيه، عن جده إسحاق بن جعفر، عن
أخيه موسى (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن علي (عليه السلام) قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: بعثت
بمكارم الأخلاق ومحاسنها (3).
[13281] 22 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي،
عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم بمكارم الأخلاق فإن الله عزوجل بعثني بها وإن من مكارم
الأخلاق أن يعفو الرجل عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه وأن يعود من
لا يعوده (4).
[13282] 23 - الطوسي بإسناده عن أبي قتادة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لمعلى
ابن خنيس: يا معلى عليك بالسخاء وحسن الخلق فإنهما يزينان الرجل كما تزين
الواسطة القلادة (5).
[13283] 24 - سبط الطبرسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ذللوا أخلاقكم بالمحاسن
وقودوها إلى المكارم وعودوها الحلم واصبروا على الإيثار على أنفسكم فيما تحمدون
عنه قليلا من كثير ولا تداقوا الناس وزنا بوزن وعظموا أقداركم بالتغافل عن الدني
من الامور وامسكوا رمق الضعيف بالمعونة له بجاهكم إن عجزتم عما رجاه

(1) سورة القلم: 4.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 46 / 302 الرقم 599.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس والعشرون ح 8 / 596 الرقم 1234.
(4) أمالي الطوسي: المجلس السابع عشر ح 11 / 477 الرقم 1042.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 43 / 301 الرقم 596.
396

عندكم، فلا تكونوا بحاثين عما غاب عنكم فيكثر عايبكم وتحفظوا عن الكذب فإنه
من أدنى الأخلاق قدرا وهو نوع من الفحش وضرب من الدناءة وتكرموا
بالتعامي عن الاستقصاء.
وروى بعضهم: بالتعامس عن الاستقصاء (1).
التعامس: التغافل.
[13284] 25 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أحسن الأخلاق ما حملك
على المكارم (2).
[13285] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عود نفسك فعل المكارم
وتحمل أعباء المغارم تشرف نفسك (3).
[13286] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أفضل المكارم تحمل
المغارم وإقراء الضيوف (4).
[13287] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المكارم بالمكاره (5).
[13288] 29 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (6).
[13289] 30 - النوري نقلا من السيد علي خان المدني شارح الصحيفة في كتابه
الطبقات رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: لو كنا لا نرجو جنة ولا نخشى نارا ولا
ثوابا ولا عقابا لكان ينبغي لنا أن نطلب مكارم الأخلاق فإنها مما تدل على سبيل

(1) مشكاة الأنوار: 180.
(2) غرر الحكم: ح 3299.
(3) غرر الحكم: ح 6233.
(4) غرر الحكم: ح 9354.
(5) غرر الحكم: ح 43، ونقلت عنه بواسطة هداية العلم: 181.
(6) بحار الأنوار: 67 / 372.
397

النجاح فقال رجل: فداك أبي وامي يا أمير المؤمنين سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟
قال: نعم وما هو خير منه لما أتانا سبايا طي فإذا فيها جارية... فأعجبتني وقلت:
لأطلبن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يجعلها في فيئي فلما تكلمت نسيت ما راعني من جمالها لما
رأيت من فصاحتها وعذوبة كلامها فقالت: يا محمد إن رأيت أن تخلي عني ولا تشمت
بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي كان أبي يفك العاني ويحمي الذمار ويقري
الضيف ويشبع الجائع ويكسي المعدوم ويفرج عن المكروب أنا ابنة حاتم طي
فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق فقام أبو بردة فقال:
يا رسول الله، الله يحب مكارم الأخلاق؟ فقال: يا أبا بردة لا يدخل الجنة أحد إلا
بحسن الخلق (1).
الروايات الواردة في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 55،
وأعلام الدين: 119، والوافي: 4 / 263، وبحار الأنوار: 66 / 332، وفيها أكثر
من مأة رواية، ووسائل الشيعة: 11 / 154، ومستدرك الوسائل: 11 / 187،
وسفينة البحار: 1 / 410، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 207، وغيرها من كتب
الأخبار.

(1) مستدرك الوسائل: 11 / 193 ح 21.
398

المكاشفة
[13290] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): جعلت فداك إني قد سألت الله
حاجة منذ كذا وكذا سنة وقد دخل قلبي من إبطائها شيء فقال: يا أحمد إياك
والشيطان أن يكون له عليك سبيل حتى قنطك إن أبا جعفر صلوات الله عليه كان
يقول: إن المؤمن يسأل الله عزوجل حاجة فيؤخر عنه تعجيل إجابته حبا لصوته واستماع
نحيبه ثم قال: والله ما أخر الله عزوجل عن المؤمنين ما يطلبون من هذه الدنيا خير لهم مما
عجل لهم فيها وأي شيء الدنيا، إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: ينبغي للمؤمن أن يكون
دعاؤه في الرخاء نحوا من دعائه في الشدة ليس إذا أعطي فتر، فلا تمل الدعاء فإنه من
الله عزوجل بمكان وعليك بالصبر وطلب الحلال وصلة الرحم وإياك ومكاشفة الناس فإنا
أهل البيت نصل من قطعها ونحسن إلى من أساء إلينا فنرى والله في ذلك العاقبة
الحسنة، إن صاحب النعمة في الدنيا إذا سأل فاعطي طلب غير الذي سأل وصغرت
النعمة في عينه فلا يشبع من شيء وإذا كثرت النعم كان المسلم من ذلك على خطر
للحقوق التي تجب عليه وما يخاف من الفتنة فيها، أخبرني عنك لو أني قلت لك قولا
أكنت تثق به مني؟ فقلت له: جعلت فداك إذا لم أثق بقولك فبمن أثق وأنت حجة الله
على خلقه قال: فكن بالله أوثق فإنك على موعد من الله أليس الله عزوجل يقول: (وإذا
سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) (1) وقال: (لا تقنطوا من

(1) سورة البقرة: 186.
399

رحمة الله) (1) وقال: (والله يعدكم مغفرة منه وفضلا) (2) فكن بالله عزوجل أوثق
منك بغيره ولا تجعلوا في أنفسكم إلا خيرا فإنه مغفور لكم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13291] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة
ابن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل انه قال:... المداراة
وضدها المكاشفة... الحديث (4).
[13292] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن داود
ابن إسحاق الحذاء، عن محمد بن الفيض قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المتعة؟
فقال: نعم إذا كانت عارفة، قلنا: جعلنا فداك فإن لم تكن عارفة؟ قال: فأعرض
عليها وقل لها فإن قبلت فتزوجها وإن أبت أن ترضى بقولك فدعها، وإياك
والكواشف والدواعي والبغايا وذوات الأزواج، قلت ما الكواشف؟ قال: اللواتي
يكاشفن وبيوتهن معلومة ويؤتون، قلت: فالدواعي؟ قال: اللواتي يدعين إلى
أنفسهن وقد عرفن بالفساد، قلت: فالبغايا؟ قال: المعروفات بالزنا، قلت: فذوات
الأزواج؟ قال: المطلقات على غير السنة (5).
[13293] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه
علي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مر موسى
النبي صلوات الله عليه بصفائح الروحاء على جمل أحمر خطامه من ليف عليه عباءتان
قطوانيتان وهو يقول: لبيك يا كريم لبيك، ومر يونس بن متى (عليه السلام) بصفائح الروحاء

(1) سورة البقرة: 268.
(2) سورة الزمر: 53.
(3) الكافي: 2 / 488 ح 1.
(4) الكافي: 1 / 22.
(5) الكافي: 5 / 454 ح 5.
400

وهو يقول: لبيك كشاف الكرب العظام لبيك، ومر عيسى بن مريم (عليه السلام) بصفائح
الروحاء وهو يقول: لبيك عبدك وابن أمتك لبيك، ومر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بصفائح الروحاء
وهو يقول: لبيك ذا المعارج لبيك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
ومثلها صحيحة هشام المروية في الكافي الشريف: 4 / 213 ح 3.
[13294] 5 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار، عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أن
أبي ناصب خبيث الرأي وقد لقيت منه شدة وجهدا فرأيك جعلت فداك في الدعاء لي
وما ترى جعلت فداك أفترى أن أكاشفه أم أداريه؟ فكتب: قد فهمت كتابك وما
ذكرت من أمر أبيك ولست أدع الدعاء لك انشاء الله والمداراة خير لك من المكاشفة
ومع العسر يسر فاصبر إن العاقبة للمتقين ثبتك الله على ولاية من توليت، نحن وأنتم
في وديعة الله التي لا يضيع ودايعه، قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتى صار لا يخالفه
في شيء (2).
قد مر منا عنوان الكشف في محله فراجعه إن شئت.

(1) علل الشرايع: 419 ح 7.
(2) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 20 / 191.
401

المكافاة
[13295] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا
تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحر،
قيل: وما هن؟ قال: صدق البأس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء
الضيف وإطعام السائل والمكافاة على الصنايع والتذمم للجار والتذمم للصاحب
ورأسهن الحياء (1).
[13296] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن موسى، عن ذبيان بن حكيم،
عن موسى بن أكيل النميري، عن ميسرة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن من التضعيف
ترك المكافاة ومن الجفاء استخدام الضيف فإذا نزل بكم الضيف فأعينوه وإذا ارتحل
فلا تعينوه فإنه من النذالة، وزودوه وطيبوا زاده فإنه من السخاء (2).
[13297] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن
ليتحف أخاه التحفة قلت: وأي شيء التحفة؟ قال: من مجلس ومتكأ وطعام وكسوة
وسلام فتطاول الجنة مكافاة له ويوحي الله عزوجل إليها إني قد حرمت طعامك على أهل

(1) الكافي: 2 / 55 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 283 ح 3.
402

الدنيا إلا علي نبي أو وصي نبي، فإذا كان يوم القيامة أوحى الله عزوجل إليها: أن كاف
أوليائي بتحفهم، فيخرج منها وصفاء ووصائف معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ
فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما فيها طارت عقولهم وامتنعوا أن يأكلوا
فينادي مناد من تحت العرش: إن الله عزوجل قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته
فيمد القوم أيديهم فيأكلون (1).
[13298] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الهيثم النهدي،
عن عبد العزيز بن عمر، عن بعض أصحابه، عن يحيى بن عمران الحلبي قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): أي الخصال بالمرء أجمل؟ فقال: وقار بلا مهابة وسماح بلا طلب
مكافاة وتشاغل بغير متاع الدنيا (2).
[13299] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الهدية على ثلاثة أوجه: هدية
مكافاة وهدية مصانعة وهدية لله عزوجل (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13300] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض
أصحابه، عن أبي المغرا، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسفهوا فإن أئمتكم
ليسوا بسفهاء.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى
مثاله (4).
[13301] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،

(1) الكافي: 2 / 207 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 240 ح 33.
(3) الكافي: 5 / 141 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 322 ح 2.
403

عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أكل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متكئا منذ
بعثه الله عزوجل إلى أن قبضه تواضعا لله عزوجل، وما رأي ركبتيه أمام جليسه في مجلس
قط، ولا صافح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو
الذي ينزع يده، ولا كافأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسيئة قط قال الله تعالى له: (ادفع بالتي
هي أحسن السيئة) (1) ففعل، وما منع سائلا قط إن كان عنده أعطى وإلا قال: يأتي
الله به، ولا أعطى على الله عزوجل شيئا قط إلا أجازه الله إن كان ليعطى الجنة فيجز الله عزوجل
له ذلك.
قال: وكان أخوه من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى
خرج منها والله إن كان ليعرض له الأمران كلاهما لله عزوجل طاعة فيأخذ بأشدهما على
بدنه والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عزوجل دبرت فيهم يداه، والله ما أطاق عمل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده أحد غيره، والله ما نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نازلة قط إلا
قدمه فيها ثقة منه به وإن كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليبعثه برايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن يساره ثم ما يرجع حتى يفتح الله عزوجل له (2).
الرواية صحيحة الإسناد. والمراد بأخيه من بعده: أمير المؤمنين (عليه السلام).
والدبر: الجرح الذي في ظهر البعير.
[13302] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عظيم البلاء يكافأ به
عظيم الجزاء فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن رضي فله عند الله الرضا ومن
سخط البلاء فله عند الله السخط (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة المؤمنون: 96.
(2) الكافي: 8 / 164 ح 175.
(3) الكافي: 2 / 253 ح 8.
404

[13303] 9 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن أحمد
ابن نوح بن عبد الله، عن الذهلي رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعروف ابتداء واما
من أعطيته بعد المسألة فإنما كافيته بما بذل لك من وجهه يبيت ليلته أرقا متململا يمثل
بين الرجاء واليأس لا يدري أين يتوجه لحاجته ثم يعزم بالقصد لها فيأتيك وقلبه
يرجف وفرائصه ترعد قد ترى دمه في وجهه لا يدري أيرجع بكآبة أم بفرح (1).
[13304] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
النوفلي، عن عيسى بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13305] 11 - الصدوق بإسناده عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أحق الناس بأن يتمنى للناس الغنى البخلاء لأن الناس إذا
استغنوا كفوا عن أموالهم، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس الصلاح أهل العيوب
لأن الناس إذا صلحوا كفووا عن تتبع عيوبهم، وإن أحق الناس بأن يتمنى للناس
الحلم أهل السفه الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر
الناس وأصبح أهل العيوب يتمنون معايب الناس وأصبح أهل السفه يتمنون سفه
الناس، وفي الفقر الحاجة إلى البخيل وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب وفي السفه
المكافاة بالذنوب (3).
[13306] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن أبي ولاد، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن منكم يوم
القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به،

(1) الكافي: 4 / 23 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 60 ح 8.
(3) الفقيه: 4 / 401 ح 5862.
405

قال: فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا وأسعفك في
الحاجة تطلبها مني فهل عندك اليوم مكافأة؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به: خل
سبيله، قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي
سبيله (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13307] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن الدهقان، عن
درست، عن ابن أذينة، عن زرارة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من صنع مثل
ما صنع إليه فإنما كافأ ومن أضعف كان شاكرا ومن شكر كان كريما ومن علم أن
ما صنع إليه إنما يصنع إلى نفسه لم يستبطئ الناس في شكرهم ولم يستزدهم في
مودتهم، واعلم أن الطالب إليك الحاجة لم يكرم وجهه عن وجهك فأكرم وجهك عن
رده (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13308] 14 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد،
عن سعيد بن الحسن بن الحصين، عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن
عبد الله بن بكير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربعة أسرع شيء عقوبة: رجل
أحسنت إليه ويكافيك بالإحسان إليه إساءة، ورجل لا تبغي عليه وهو يبغي عليك،
ورجل عاهدته على أمر فمن أمرك الوفاء له ومن أمره الغدر بك، ورجل يصل قرابته
ويقطعونه (3).
[13309] 15 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن عمر بن
علي بن عمر بن يزيد، عن عمه محمد بن عمر، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن

(1) ثواب الأعمال: 206.
(2) معاني الأخبار: 141.
(3) الخصال: 1 / 230 ح 71.
406

آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من وصل أحدا من أهل بيتي في دار هذه الدنيا
بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار (1).
رويها الطوسي في أماليه: المجلس الخامس عشر ح 41 / 439 الرقم 984.
[13310] 16 - الحسين بن سعيد الأهوازي، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: آية في كتاب الله مسجلة، قلت: ما هي؟ قال:
قول الله تبارك وتعالى في كتابه (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان) (2) جرت في
الكافر والمؤمن والبر والفاجر من صنع إليه معروف فعليه أن يكافئ به وليست
المكافاة أن يصنع كما صنع به بل حتى يرى مع فعله لذلك أن له الفضل المبتدأ (3).
[13311] 17 - الحسين بن سعيد، عن ابن أبي البلاد، عن أبيه رفعه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سألكم بالله فأعطوه ومن آتاكم معروفا فكافئوه وإن لم تجدوا ما
تكافئونه فادعوا الله له حتى تظنوا أنكم قد كافيتموه (4).
[13312] 18 - الحسين بن سعيد، عن بعض أصحابنا، عن القاسم بن محمد، عن
إسحاق بن إبراهيم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله خلق خلقا من عباده فانتجبهم
لفقراء شيعتنا ليثيبهم لذلك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كفاك بثنائك على أخيك إذا
أسدى إليك معروفا أن تقول له: جزاك الله خيرا، وإذا ذكر وليس هو في المجلس أن
تقول: جزاه الله خيرا، فإذا أنت قد كافيته (5).
[13313] 19 - المفيد رفعه عن محمد بن جعفر بن أبي شاكر رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: جزى الله المعروف إذا لم يكن يبدأ عن مسألة فأما إذا أتاك أخوك في حاجة كاد

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 14 / 483 الرقم 654.
(2) سورة الرحمن: 60.
(3) كتاب الزهد: 31 ح 78.
(4) كتاب الزهد: 31 ح 79.
(5) كتاب الزهد: 33 ح 85.
407

يرى دمه في وجهه مخاطرا لا يدري أتعطيه أم تمنعه فوالله ثم والله لو خرجت له من
جميع ما تملكه ما كافيته (1).
[13314] 20 - ابن شعبة الحراني رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ثلاثة تجب
على السلطان للخاصة والعامة: مكافأة المحسن بالإحسان ليزدادوا رغبة فيه، وتغمد
الذنوب المسيئ ليتوب ويرجع عن غيه، وتألفهم جميعا بالإحسان والإنصاف (2).
[13315] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا حييت بتحية فحي
بأحسن منها وإذا أسديت إليك يد فكافئها بما يربي عليها والفضل مع ذلك
للبادئ (3).
[13316] 22 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي شيبة، عن إبراهيم
ابن سليمان، عن أبي حفص الأعشي، عن زياد بن المنذر، عن محمد بن علي (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن جده (عليه السلام) قال: قال علي (عليه السلام): حق على من أنعم عليه أن يحسن مكافأة
المنعم فإن قصر عن ذلك وسعه فعليه أن يحسن الثناء فإن كل عن ذلك لسانه فعليه
بمعرفة النعمة ومحبة المنعم بها فإن قصر عن ذلك فليس للنعمة بأهل (4).
[13317] 23 - الآمدي رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المكافاة عتق (5).
[13318] 24 - وعنه (عليه السلام): أطل يدك في مكافاة من أحسن إليك فإن لم تقدر فلا أقل
من أن تشكره (6).
[13319] 25 - وعنه (عليه السلام): شر الناس من كافي على الجميل بالقبيح وخير الناس من

(1) الاختصاص: 112.
(2) تحف العقول: 319.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 62.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثامن عشر ح 4 / 501 الرقم 1097.
(5) غرر الحكم: ح 56.
(6) غرر الحكم: ح 3383.
408

كافي على القبيح بالجميل (1).
[13320] 26 - وعنه (عليه السلام): عادة اللئام المكافاة بالقبيح عن الإحسان (2).
[13321] 27 - وعنه (عليه السلام): من عامل بالغي كوفئ به (3).
[13322] 28 - وعنه (عليه السلام): من هم أن يكافئ على معروف فقد كافئ (4).
[13323] 29 - وعنه (عليه السلام): من كمال الإيمان مكافاة المسئ بالإحسان (5).
[13324] 30 - الشهيد رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) انه قال: المعروف غل لا يفكه إلا
مكافاة أو شكر (6).
إن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 41 و 271.

(1) غرر الحكم: ح 5750.
(2) غرر الحكم: ح 6238.
(3) غرر الحكم: ح 8475.
(4) غرر الحكم: ح 8727.
(5) غرر الحكم: ح 9413.
(6) الدرة الباهرة: 34.
409

المكر
[13325] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لولا أن المكر والخديعة في النار
لكنت أمكر الناس (1).
رويها الصدوق في عقاب الأعمال: 320 ح 2 ولكن فيها: لكنت من أمكر العرب.
[13326] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من ماكر مسلما (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
ورويها الصدوق بسنده المعتبر في عقاب الأعمال: 320 ح 1.
[13327] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الكبائر القنوط من رحمة الله واليأس من
روح الله والأمن من مكر الله وقتل النفس التي حرم الله وعقوق الوالدين وأكل مال
اليتيم ظلما وأكل الربا بعد البينة والتعرب بعد الهجرة وقذف المحصنة والفرار من
الزحف، فقيل له: أرأيت المرتكب للكبيرة يموت عليها أتخرجه من الإيمان وإن عذب
بها فيكون عذابه كعذاب المشركين أو له انقطاع؟ قال: يخرج من الإسلام إذا زعم أنها
حلال ولذلك يعذب أشد العذاب وإن كان معترفا بأنها كبيرة وهي عليه حرام وأنه

(1) الكافي: 2 / 336 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 337 ح 3.
410

يعذب عليها وأنها غير حلال فإنه معذب عليها وهو أهون عذابا من الأول ويخرجه
من الإيمان ولا يخرجه من الإسلام (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13328] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله
القاسم، عن صفوان الجمال قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) واستقبل القبلة قبل التكبير
وقال: «اللهم لا تؤيسني من روحك ولا تقنطني من رحمتك ولا تؤمني مكرك فإنه
لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون» قلت: جعلت فداك ما سمعت بهذا من أحد
قبلك فقال: إن من أكبر الكبائر عند الله اليأس من روح الله والقنوط من رحمة الله
والأمن من مكر الله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13329] 5 - الصدوق بإسناده عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، وهشام
ابن سالم، ومحمد بن حمران، عن الصادق (عليه السلام) قال: عجبت لمن فزع من أربع كيف
لا يفزع إلى أربع؟ عجبت لمن خاف كيف لا يفزع إلى قوله عزوجل: (حسبنا الله ونعم
الوكيل)؟ فإني سمعت الله عزوجل يقول بعقبها: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم
يمسسهم سوء) (3) وعجبت لمن اغتم كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: (لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين)؟ فإني سمعت الله عزوجل يقول بعقبها: (فاستجبنا
له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين) (4) وعجبت لمن مكر به كيف لا
يفزع إلى قوله تعالى: (وأفوض أمري إلى الله ان الله بصير بالعباد)؟ فإني سمعت
الله عزوجل يقول بعقبها: (فوقاه الله سيئات ما مكروا) (5) وعجبت لمن أراد الدنيا

(1) الكافي: 2 / 280 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 544 ح 3.
(3) سورة آل عمران: 174.
(4) سورة الأنبياء: 88.
(5) سورة المؤمن: 44.
411

وزينتها كيف لا يفزع إلى قوله تعالى: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)؟ فإني سمعت
الله عزوجل يقول بعقبها: (إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا فعسى ربي أن يؤتين خيرا
من جنتك) (1) الآية، وعسى موجبة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13330] 6 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه يقول في دعائه: «اللهم إني أعوذ
بك من ولد يكون علي ربا ومن مال يكون علي ضياعا ومن زوجة تشيبني قبل أوان
مشيبي ومن خليل ماكر عيناه تراني وقلبه يرعاني إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا
أذاعه وأعوذ بك من وجع البطن».
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به * وإن ذكرت بشر عندهم أذنوا (3)
[13331] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن
أبي عبد الله الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال، عن يحيى بن
عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل
الحليم ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدين ماله كل
كاذب منكر لما يؤتى إليه، والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي
لا رحمة له، والأم التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة
إخوانه، والذي يجادل أخاه مخاصما له (4).
[13332] 8 - الصدوق، عن المعاذي، عن أحمد الهمداني، عن علي بن فضال، عن
أبيه قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عزوجل (سخر الله منهم) (5) وعن قول الله:

(1) سورة الكهف: 41.
(2) الفقيه: 4 / 392 ح 5835.
(3) الفقيه: 3 / 558 ح 4917.
(4) الخصال: 2 / 348 ح 22.
(5) سورة التوبة: 79.
412

(الله يستهزئ بهم) (1) وعن قوله تعالى (ومكروا ومكر الله) (2) وعن قول
الله عزوجل (يخادعون الله وهو خادعهم) (3) فقال: إن الله عزوجل لا يسخر ولا يستهزئ
ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عزوجل يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر
والخديعة تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا (4).
[13333] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن ابن معبد، عن
ابن خالد، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان
مسلما فلا يمكر ولا يخدع فإني سمعت جبرئيل (عليه السلام) يقول: إن المكر والخديعة في النار،
ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من غش مسلما وليس منا من خان مسلما ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن
جبرئيل الروح الأمين نزل علي من عند رب العالمين فقال: يا محمد عليك بحسن
الخلق فإن سوء الخلق يذهب بخير الدنيا والآخرة ألا وإن أشبهكم بي أحسنكم
خلقا (5).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13334] 10 - الصدوق بأسانيده الثلاثة عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من غش مسلما أو ضره أو ماكره (6).
[13335] 11 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن
علي الكوفي، عن محمد بن عقبة رفعه، عن محمد بن الحسن بن علي بن أبي طالب،
عن أبيه، عن جده (عليهما السلام) أنه كان يقول: المكر والخديعة في النار (7).

(1) سورة البقرة: 15.
(2) سورة آل عمران: 54.
(3) سورة النساء: 142.
(4) التوحيد: 163.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 50.
(6) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 29.
(7) عقاب الأعمال: 262.
413

[13336] 12 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد،
عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن حبيب بن سنان، عن زاذان قال: سمعت
عليا (عليه السلام) يقول: لولا أني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن المكر والخديعة والخيانة في
النار لكنت أمكر العرب (1).
[13337] 13 - الصدوق بإسناده عن الصادق (عليه السلام) أنه قال في موعظته:... وإن
كان العرض على الله عزوجل حقا، فالمكر لماذا؟... الحديث (2).
[13338] 14 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الرزاق بن سليمان،
عن الفضل بن الفضل الأشعري، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بعث عليا (عليه السلام) إلى اليمن فقال له وهو يوصيه: يا علي أوصيك بالدعاء فإن معه
الإجابة، وبالشكر فإن معه المزيد، وإياك عن أن تخفر عهدا وتعين عليه، وأنهاك عن
المكر فإنه لا يحيق المكر السئ إلا بأهله، وأنهاك عن البغي فإنه من بغي عليه
لينصرنه الله (3).
خفر العهد: نقضه.
[13339] 15 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: قال له رجل:
أوصني بشيء ينفعني الله به، فقال: أكثر ذكر الموت يسلك عن الدنيا، وعليك
بالشكر يزيد في النعمة، وأكثر من الدعاء فإنك لا تدري متى يستجاب لك، وإياك
والبغي فإن الله قضى أنه من (بغي عليه لينصرنه الله) (4) وقال: (أيها الناس
إنما بغيكم على أنفسكم) (5)، وإياك والمكر فإن الله قضى أن (لا يحيق المكر

(1) عقاب الأعمال: 320 ح 3.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 5 / 56 الرقم 12.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس والعشرون ح 13 / 597 الرقم 1239.
(4) سورة الحج: 60.
(5) سورة يونس: 23.
414

السئ إلا بأهله) (1) (2).
[13340] 16 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: ثلاث من كن فيه
كن عليه المكر والنكث والبغي وذلك قول الله (ولا يحيق المكر السئ إلا
بأهله) (3) (فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين) (4)
وقال جل وعز: (ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) (5) وقال: (يا أيها الناس
إنما بغيكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا) (6) (7).
[13341] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المكر بمن ائتمنك
كفر (8).
[13342] 18 - وعنه (عليه السلام): المكور شيطان في صورة انسان (9).
[13343] 19 - وعنه (عليه السلام): آفة الذكاء المكر (10).
[13344] 20 - وعنه (عليه السلام): من أعظم المكر تحسين الشر (11).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 336، والوافي:
5 / 923، وبحار الأنوار: 72 / 283، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 555، وغيرها
من كتب الأخبار.

(1) سورة فاطر: 24.
(2) تحف العقول: 35.
(3) سورة فاطر: 41.
(4) سورة النمل: 52.
(5) سورة الفتح: 10.
(6) سورة يونس: 24.
(7) تحف العقول: 317.
(8) غرر الحكم: ح 1165 و 1465 و 3920 و 9260.
(9) غرر الحكم: ح 1165 و 1465 و 3920 و 9260.
(10) غرر الحكم: ح 1165 و 1465 و 3920 و 9260.
(11) غرر الحكم: ح 1165 و 1465 و 3920 و 9260.
415

المكروه
[13345] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: قال الله عزوجل: إن العبد من عبيدي المؤمنين ليذنب الذنب العظيم مما يستوجب
به عقوبتي في الدنيا والآخرة فأنظر له فيما فيه صلاحه في آخرته فأعجل له العقوبة
عليه في الدنيا لأجازيه بذلك الذنب وأقدر عقوبة ذلك الذنب وأقضيه وأتركه عليه
موقوفا غير ممضي ولي في إمضائه المشيئة وما يعلم عبدي به فأتردد في ذلك مرارا على
إمضائه ثم أمسك عنه فلا أمضيه كراهة لمسائته وحيدا عن ادخال المكروه عليه
فأتطول عليه بالعفو عنه والصفح محبة لمكافأته لكثير نوافله التي يتقرب بها إلي في
ليله ونهاره فأصرف ذلك البلاء عنه وقد قدرته وقضيته وتركته موقوفا ولي في
امضائه المشيئة، ثم أكتب له عظيم أجر نزول ذلك البلاء وأدخره وأوفر له أجره ولم
يشعر به ولم يصل إليه أذاه وأنا الله الكريم الرؤوف الرحيم (1).
[13346] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعاء المرء لأخيه
بظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 449 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 507 ح 2.
416

[13347] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي إسحاق الخفاف، عن
بعض الكوفيين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه
فلم يصبه فهو في النار، ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فأصابه فهو مع
فرعون وآل فرعون في النار (1).
[13348] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان،
عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كثرة الأكل مكروه (2).
[13349] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضى الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو أن أحدكم فر من رزقه
كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال: إن الله بعدله وقسطه جعل
الروح والراحة في اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (3).
الرواية صحيحة بسنديها.
[13350] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن صالح، عن بعض أشياخ بني النجاشي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأس طاعة الله
الصبر والرضا عن الله فيما أحب العبد أو كره، ولا يرضى عبد عن الله فيما أحب أو كره
إلا كان خيرا له فيما أحب أو كره (4).
[13351] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يحيى بن إبراهيم

(1) الكافي: 2 / 368 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 269 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 60 ح 1.
417

ابن أبي البلاد، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام)
قال: الصبر والرضا عن الله رأس طاعة الله، ومن صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه
فيما أحب أو كره لم يقض الله عزوجل له فيما أحب أو كره إلا ما هو خير له (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13352] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحجال، عن حسان، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عزوجل كره
إلحاح الناس بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه إن الله عزوجل يحب أن
يسأل ويطلب ما عنده (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13353] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن موسى، عن غياث، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتها للأوصياء من
ولدي وأتباعهم من بعدي منها: المن بعد الصدقة (3).
[13354] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
أنه كره أن ينزل الرجل على الرجل وله عليه دين وإن كان قد صرها له إلا ثلاثة
أيام (4).
صرها له: نقدها له وجعلها في الصرة.
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء ومبثوثة في كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 60 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 475 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 22 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 102 ح 1.
418

مكة المكرمة
[13355] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما قدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة يوم افتتحها فتح باب
الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده ماذا تقولون
وماذا تظنون؟ قالوا: نظن خيرا ونقول خيرا أخ كريم وابن أخ كريم وقد قدرت،
قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو
أرحم الراحمين) (1) ألا إن الله قد حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام
بحرام الله إلى يوم القيامة لا ينفر صيدها ولا يعضد شجرها ولا يختلى خلاها ولا تحل
لقطتها إلا لمنشد فقال العباس: يا رسول الله إلا الأذخر فإنه للقبر والبيوت؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إلا الأذخر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13356] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم فتح مكة: إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض وهي
حرام إلى أن تقوم الساعة لم تحل لأحد قبلي ولا تحل لأحد بعدي ولم تحل لي إلا

(1) سورة يوسف: 92.
(2) الكافي: 4 / 225 ح 3.
419

ساعة من نهار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13357] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل (ومن دخله كان آمنا) (2)
قال: إذا أحدث العبد في غير الحرم جناية ثم فر إلى الحرم لم يسع لأحد أن يأخذه في
الحرم ولكن يمنع من السوق ولا يبايع ولا يطعم ولا يسقى ولا يكلم فإنه إذا فعل ذلك
به يوشك أن يخرج فيؤخذ، وإذا جنى في الحرم جناية أقيم عليه الحد في الحرم لأنه لم
يدع للحرم حرمته (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13358] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول
الله عزوجل (ومن دخله كان آمنا) (4) قال: إن سرق سارق بغير مكة أو جنى جناية
على نفسه ففر إلى مكة لم يؤخذ ما دام في الحرم حتى يخرج منه ولكن يمنع من السوق
ولا يبايع ولا يجالس حتى يخرج منه فيؤخذ، وإن أحدث في الحرم ذلك الحدث أخذ
فيه (5).
[13359] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
مثنى الحناط، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن رجل خرج بطير

(1) الكافي: 4 / 226 ح 4.
(2) سورة آل عمران: 98.
(3) الكافي: 4 / 226 ح 2.
(4) سورة آل عمران: 98.
(5) الكافي: 4 / 227 ح 3.
420

من مكة إلى الكوفة قال: يرده إلى مكة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13360] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان بن عثمان، عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: لم
يكن لدور مكة أبواب وكان أهل البلدان يأتون بقطرانهم فيدخلون فيضربون بها
وكان أول من بوبها معاوية (2).
[13361] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من سفر أبلغ في لحم ولا دم ولا جلد ولا شعر من سفر
مكة وما أحد يبلغه حتى تناله المشقة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13362] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من مات في طريق مكة ذاهبا أو جائيا أمن من
الفزع الأكبر يوم القيامة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13363] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين
الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من خرج من مكة وهو لا يريد العود إليها فقد
اقترب أجله ودنا عذابه (5).

(1) الكافي: 4 / 234 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 244 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 262 ح 41.
(4) الكافي: 4 / 263 ح 45.
(5) الكافي: 4 / 270 ح 1.
421

الرواية صحيحة الإسناد.
[13364] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي
ابن فضال، عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من أين أدخل مكة
وقد جئت من المدينة؟ فقال: ادخل من أعلى مكة وإذا خرجت تريد المدينة فأخرج
من أسفل مكة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13365] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى،
عن طلحة بن زيد، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن علي (عليه السلام) انه كان إذا قدم مكة
بدء بمنزله قبل أن يطوف (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13366] 12 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن غير واحد، عن
أبان بن عثمان، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله قال: إن الله عزوجل يقول في كتابه:
(وطهر بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) (3) فينبغي للعبد أن لا
يدخل مكة إلا وهو طاهر قد غسل عرقه والأذى وتطهر (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13367] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي، عن أبان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يدخل مكة رجل

(1) الكافي: 4 / 399 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 399 ح 2.
(3) سورة البقرة: 125.
(4) الكافي: 4 / 400 ح 3.
422

بسكينة إلا غفر له، قلت: ما السكينة؟ قال: يتواضع (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[13368] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل
الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): انا إذا قدمنا مكة ذهب أصحابنا يطوفون
ويتركوني أحفظ متاعهم؟ قال: أنت أعظمهم أجرا (2).
[13369] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
أماط أذى عن طريق مكة كتب الله له حسنة ومن كتب له حسنة لم يعذبه (3).
[13370] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن قول الله عزوجل (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم) (4) فقال: كل
ظلم يظلمه الرجل نفسه بمكة من سرقة أو ظلم أحد أو شيء من الظلم فإني أراه
إلحادا، ولذلك كان يتقى أن يسكن الحرم (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13371] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن
الحكم، وصفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا ينبغي
للرجل أن يقيم بمكة سنة، قلت: كيف يصنع؟ قال: يتحول عنها ولا ينبغي لأحد أن

(1) الكافي: 4 / 401 ح 10.
(2) الكافي: 4 / 545 ح 26.
(3) الكافي: 4 / 547 ح 34.
(4) سورة الحج: 25.
(5) الكافي: 4 / 227 ح 3.
423

يرفع بناء فوق الكعبة.
وروي: أن المقام بمكة يقسي القلوب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13372] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن معاوية أول من
علق على بابه مصراعين بمكة فمنع حاج بيت الله ما قال الله عزوجل: (سواء العاكف
فيه والباد) (2) وكان الناس إذا قدموا مكة نزل البادي على الحاضر حتى يقضي
حجه، وكان معاوية صاحب السلسلة التي قال الله تعالى: (في سلسلة ذرعها
سبعون ذراعا فاسلكوه * إنه كان لا يؤمن بالله العظيم) (3) وكان فرعون هذه
الأمة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13373] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية
ابن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أقوم أصلي بمكة والمرأة بين يدي جالسة أو
مارة؟ فقال: لا بأس إنما سميت بكة لأنها تبك فيها الرجال والنساء (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[13374] 20 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن المعروف،
عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما

(1) الكافي: 4 / 230 ح 1.
(2) سورة الحج: 24.
(3) سورة الحاقة: 32 و 33.
(4) الكافي: 4 / 243 ح 1.
(5) الكافي: 4 / 526 ح 7.
424

سميت مكة بكة لأنه يبك بها الرجال والنساء والمرأة تصلي بين يديك وعن يمينك وعن
شمالك [وعن يسارك] ومعك ولا بأس بذلك، إنما يكره في سائر البلدان (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات الواردة في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر مما ذكرنا لك
فعليك بمراجعة كتب الأخبار منها: بحار الأنوار: 21 / 17 من طبع الكمباني و
96 / 75 من طبع بيروت و 99 / 75 من طبع إيران، ووسائل الشيعة: 13 / 243،
ومستدرك الوسائل: 9 / 344 كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
12 / 131 من الطبعة الحديثة.
اللهم ارزقنا زيارتها في الحج والعمرة إن شاء الله تعالى. وقد مر منا عنواني الحج
والعمرة في محلهما.
تم الجزء العاشر من موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) على يد
مؤلفها العبد هادي النجفي في يوم الجمعة السادس عشر من شهر
ربيع الثاني عام 1420 ببلدة أصبهان صانها الله تعالى عن الحدثان
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على سيدنا محمد وآله
الطيبين الطاهرين المعصومين

(1) علل الشرايع: 397 ح 4.
425