الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ٥
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الخامس
س _ ش
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة والنشر والتوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب السين
3

السادة (1)
فضل السادة واصطناع المعروف إليهم
[5119] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد، عن أبيه، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا شافع يوم القيامة لأربعة أصناف
ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي ورجل بذل ماله لذريتي عند الضيق
ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا أو
شردوا (2).
[5120] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن النوفلي، عن عيسى بن
عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صنع إلى أحد من أهل
بيتي يدا كافأته به يوم القيامة (3).
[5121] 3 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة نادى مناد أيها
الخلائق إنصتوا فإن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) يكلمكم فتنصت الخلائق فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول:
يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى اكافئه، فيقولون:
بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله
على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم
من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى اكافئه فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي النداء من

(1) المراد بالسادة من انتسب إلى هاشم بالأبوة.
(2) الكافي: 4 / 60 ح 9.
(3) الكافي: 4 / 60 ح 8.
5

عند الله تعالى: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فاسكنهم من الجنة حيث
شئت، قال: فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته (عليهم السلام) (1).
[5122] 4 - الصدوق باسناده إلى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة أنا الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل
الأرض: معين أهل بيتي والقاضي لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه والمحب لهم بقلبه
ولسانه والدافع [المكروه خ. ل] عنهم بيده (2).
وروى نحوها في الخصال: 1 / 196 ح 1.
[5123] 5 - الشيخ الأقدم الحسن بن محمد القمي في كتاب قم قال: رويت عن مشايخ قم
ان الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام)
كان بقم يشرب علانية فقصد يوما الحاجة إلى باب أحمد بن إسحاق الأشعري وكان
وكيلا في الأوقاف بقم فلم يأذن له فرجع إلى بيته مهموما فتوجه أحمد بن إسحاق إلى
الحج فلما بلغ سر من رأى فاستأذن على أبي محمد العسكري (عليه السلام) فلم يأذن له، فبكى
أحمد طويلا وتضرع حتى أذن له فلما دخل قال: يا بن رسول الله لم منعتني الدخول
عليك وأنا من شيعتك ومواليك؟ قال (عليه السلام): لأنك طردت ابن عمنا عن بابك، فبكى
أحمد وحلف بالله انه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لأن يتوب من شرب الخمر، قال:
صدقت ولكن لابد من إكرامهم واحترامهم على كل حال وان لا تحقرهم ولا تستهين
بهم لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين، فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم وكان
الحسين معهم فلما رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس
فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه وسأله عن سببه فذكر له ما جرى بينه وبين
العسكري (عليه السلام) في ذلك فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة وتاب منه ورجع إلى بيته

(1) الفقيه: 2 / 36 ح 154.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 259 ح 17.
6

وأهرق الخمور وكسر آلاتها وصار من الأتقياء المتورعين والصلحاء المتعبدين وكان
ملازما للمساجد ومعتكفا فيها حتى أدركه الموت (1).
[5124] 6 - الشيخ الحسن بن محمد القمي، رفعه عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير،
عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: قال جدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): إني سأشفع
في يوم القيامة لأربع طوائف ولو كان لهم مثل ذنوب أهل الدنيا: الأول من سل سيفه
لذريتي ونصرهم: الثانية من أعانهم في حال فقرهم وفاقتهم بما يقدر عليه من المال،
الثالثة من أحبهم بقلبه ولسانه، والرابعة من قضى حوائجهم إذا اضطروا إليها وسعى
فيها (2).
[5125] 7 - الشيخ الحسن بن محمد القمي، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي، عن علي بن معلى، عن هذيل بن حنان، عن أخيه قال: قلت للصادق (عليه السلام):
كان لي عند أحد من آل محمد (عليهم السلام) حق لا يوفيه ويماطلني فيه فأغلظت عليه القول
وأنا نادم مما صنعت، فقال الصادق (عليه السلام): احبب آل محمد وابرىء ذممهم واجعلهم في
حل وبالغ في إكرامهم وإذا خالطت بهم وعاملتهم فلا تغلظ عليهم القول ولا
تسبهم (3).
[5126] 8 - الشيخ الحسن بن محمد القمي، عن يوسف بن الحارث، عن محمد بن جعفر
الأحمر، عن إسماعيل بن عباس، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن أبي
رافع، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحب عترتي
والعرب فهو من احدى الثلاث: اما منافق أو ولد من زنى أو حملته امه وهي
حائض (4).

(1) كتاب قم: 211، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 374.
(2) كتاب قم: 206.
(3) كتاب قم: 206.
(4) كتاب قم: 207.
7

[5127] 9 - الشيخ الطوسي، عن الحفار، عن الصواف، عن إسحاق بن عبد الله بن
سلمة، عن زيد بن عبد الغفار الطيالسي، عن حسين بن موسى بن جعفر بن محمد بن
علي بن الحسين بن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، عن عمه علي بن جعفر، عن أخيه
موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن محمد بن علي (عليه السلام)، عن علي بن
الحسين (عليه السلام)، عن الحسين (عليه السلام)، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) زوج فاطمة (عليها السلام) بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها
فأنا المكافىء له عليها (1).
[5128] 10 - الطوسي، عن الفحام، عن عمه، عن عبد الله بن أحمد بن عامر، عن
الطائي، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة: المحب لأهل بيتي والموالي
لهم والمعادي فيهم والقاضي لهم حوائجهم والساعي لهم فيما ينوبهم من أمورهم (2).
[5129] 11 - الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله الغضائري، عن الصدوق، عن جعفر
ابن محمد بن مروان، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن
محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)،
عن أبيه، عن جده (عليهما السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد التوسل إلي وأن يكون له
عندي يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم (3).
[5130] 12 - الطوسي، باسناده إلى الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من وصل أحدا من أهل بيتي في دار الدنيا بقيراط كافيته يوم
القيامة بقنطار (4).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثاني عشر، ح 76 / 355 الرقم 736.
(2) أمالي الطوسي: المجلس العاشر، ح 73 / 279 الرقم: 535.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الخامس عشر، ح 4 / 423 الرقم 947.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الخامس عشر، ح 41 / 439 الرقم 984.
8

[5131] 13 - البرقي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فينادي مناد: من كانت له عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يد فليقم، فيقوم عنق من الناس فيقول: ما كانت أياديكم عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ فيقولون: كنا نصل أهل بيته من بعده فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا في
الناس فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده وأدخلوه الجنة (1).
[5132] 14 - البرقي رفعه وقال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من وصلنا وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ومن وصل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد وصل الله تبارك وتعالى (2).
[5133] 15 - ابن شهر آشوب رفعه عن هشام بن الحكم قال: كان رجل من ملوك أهل
الجبل يأتي الصادق (عليه السلام) في حجته كل سنة فينزله أبو عبد الله (عليه السلام) في دار من دوره في
المدينة وطال حجه ونزوله فاعطى أبا عبد الله (عليه السلام) عشرة آلاف درهم ليشتري له دارا
وخرج إلى الحج فلما انصرف قال: جعلت فداك اشتريت الدار؟ قال: نعم وأتى
بصك فيه: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي
اشترى له دارا في الفردوس حدها الأول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحد الثاني أمير
المؤمنين (عليه السلام) والحد الثالث الحسن بن علي والحد الرابع الحسين بن علي (عليهما السلام) فلما قرأ
الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلني الله فداك، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إني
أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) وأرجو أن يتقبل الله ذلك
ويثيبك له الجنة قال: فانصرف الرجل إلى منزله وكان الصك معه ثم اعتل علة الموت
فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلفهم أن يجعلوا الصك معه ففعلوا ذلك فلما أصبح
القوم غدوا إلى قبره فوجدوا الصك على ظهر القبر مكتوب عليه وفى إلي ولي الله جعفر
بن محمد بما قال (3).

(1) و (2) المحاسن: 62.
(3) المناقب: 4 / 233.
9

ورواه القطب الراوندي في الخرائج: 1 / 80 عنه مثله.
[5134] 16 - ابن شهر آشوب، عن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، باسناده عن محمد بن
عيسى، عن أبي حبيب النباحي قال رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام وحدثني محمد
ابن منصور السرخسي بالاسناد عن محمد بن كعب القرظي قال: كنت في جحفة نائما
فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المنام فأتيته فقال لي: يا فلان سررت بما تصنع مع أولادي
في الدنيا، فقلت: لو تركتهم فبمن اصنع، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): فلا جرم تجزى مني في العقبى
فكان بين يديه طبق فيه تمر صيحاني فسألته عن ذلك فناولني قبضة فيها ثماني عشرة
تمرة فتأولت ذلك أن أعيش ثماني عشرة سنة فنسيت ذلك، فرأيت يوما ازدحام
الناس فسألتهم عن ذلك فقالوا أتى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) فرأيته جالسا في هذا
الموضع وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فسألته عن ذلك فناولني قبضة فيها ثماني
عشرة تمرة فقلت له زدني منه، فقال: لو زادك جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لزدناك (1).
[5135] 17 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حقت شفاعتي
لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله (2).
[5136] 18 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أكرموا أولادي،
الصالحون لله والطالحون لي (3).
[5137] 19 - عماد الدين الطبري باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا تدعوا صلة آل
محمد (عليهم السلام) من أموالكم من كان غنيا فعلى قدر غناه ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره
ومن أراد أن يقضي الله له أهم الحوائج فليصل آل محمد (عليهم السلام) وشيعتهم بأحوج
ما يكون إليه من ماله (4).

(1) المناقب: 4 / 342.
(2) جامع الأخبار: 393 ح 1.
(3) جامع الأخبار: 393 ح 4.
(4) بشارة المصطفى لشيعة المرتضى: 6.
10

[5138] 20 - جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، عن حميد بن شعيب، عن جابر بن
يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الرحم معلقة بالعرش تقول: اللهم
صل من وصلني واقطع من قطعني وهي رحم آل محمد (عليهم السلام) وهو قوله (والذين
يصلون ما أمر الله به أن يوصل) (1) وكل ذي رحم (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 20 / 56 من طبع
الكمباني و 93 / 217 طبع بيروت وفيها حكايتان لطيفتان، ووسائل الشيعة:
11 / 556 (16 / 332 طبع آل البيت) ومستدرك الوسائل: 12 / 373.
تحريم زكاة غير السادة عليهم
[5139] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز بن محمد
ابن مسلم، وأبي بصير، وزرارة كلهم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الصدقة أوساخ أيدي الناس وإن الله قد حرم علي منها ومن
غيرها ما قد حرمه وان الصدقة لا تحل لبني عبد المطلب، الحديث (3).
الرواية صحيحة الإسناد ومثلها تعرف بصحيحة الفضلاء.
[5140] 2 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، وعن محمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان أناسا من بني هاشم اتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسئلوه أن
يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعل الله عزوجل
للعاملين عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبد المطلب

(1) سورة الرعد: 21.
(2) كتاب جعفر بن محمد بن شريح: 66.
(3) الكافي: 4 / 58 ح 2.
11

(هاشم خ ل) إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم ولكني قد وعدت الشفاعة إلى أن قال:
أتروني مؤثرا عليكم غيركم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5141] 3 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن
الحسين بن سعيد، عن النضر، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تحل
الصدقة لولد العباس ولا لنضرائهم من بني هاشم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5142] 4 - الطوسي بإسناده إلى سعد بن عبد الله، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن
عبد الحميد، عن مفضل بن صالح، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن الصدقة التي حرمت عليهم؟ فقال: هي الزكاة المفروضة ولم يحرم
علينا صدقة بعضنا على بعض (3).
[5143] 5 - العياشي رفعه عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جعفر بن
محمد (عليهما السلام) قال: ان الله لا اله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أبدل لنا الخمس فالصدقة
علينا حرام والخمس لنا فريضة والكرامة لنا حلال (4).
قد مر عنوان الزكاة في محلها فراجعها إن شئت.
سهم السادة من الخمس
[5144] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من

(1) الكافي: 4 / 58 ح 1.
(2) التهذيب: 4 / 59 ح 158.
(3) التهذيب: 4 / 59 ح 157.
(4) تفسير العياشي: 2 / 64 ح 65.
12

شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى) (1) قال: هم قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
والخمس لله وللرسول ولنا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5145] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن بعض
أصحابنا، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: الخمس من خمسة أشياء من الغنائم والغوص
ومن الكنوز ومن المعادن والملاحة يؤخذ من كل هذه الصنوف الخمس، فيجعل لمن
جعله الله تعالى له ويقسم الأربعة الأخماس بين من قاتل عليه وولى ذلك ويقسم بينهم
الخمس على ستة أسهم سهم لله وسهم لرسول الله وسهم لذي القربى وسهم لليتامى
وسهم للمساكين وسهم لأبناء السبيل. فسهم الله وسهم رسول الله لاولي الأمر من
بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وراثة فله ثلاثة أسهم: سهمان وراثة وسهم مقسوم له من الله وله
نصف الخمس كملا ونصف الخمس الباقي بين أهل بيته، فسهم ليتاماهم وسهم
لمساكينهم وسهم لأبناء سبيلهم يقسم بينهم على الكتاب والسنة ما يستغنون به في
سنتهم فإن فضل عنهم شيء فهو للوالي وان عجز أو نقص عن استغنائهم كان على
الوالي أن ينفق من عنده بقدر ما يستغنون به وإنما صار عليه أن يمونهم لأن له ما فضل
عنهم.
وإنما جعل الله هذا الخمس خاصة لهم دون مساكين الناس وأبناء سبيلهم عوضا
لهم من صدقات الناس تنزيها من الله لهم لقرابتهم برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكرامة من الله لهم
عن أوساخ الناس فجعل لهم خاصة من عنده ما يغنيهم به عن أن يصيرهم في موضع
الذل والمسكنة، الحديث (3).
الرواية مقبولة سندا.

(1) سورة الأنفال: 41.
(2) الكافي: 1 / 539 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 539 ح 4.
13

[5146] 3 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن أحمد
بن المثنى قال: حدثني محمد بن زيد الطبري قال: كتب رجل من تجار فارس من
بعض موالي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسأله الاذن في الخمس فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم. ان الله واسع كريم، ضمن على العمل الثواب وعلى الضيق
الهم، لا يحل مال إلا من وجه أحله الله وإن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا
وعلى موالينا وما نبذله ونشتري من أعراضنا ممن نخاف سطوته فلا تزووه عنا ولا
تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه فإن إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم
وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم، والمسلم من يفي لله بما عهد إليه وليس المسلم من
أجاب باللسان وخالف بالقلب. والسلام (1).
[5147] 4 - الكليني بهذا الإسناد عن محمد بن زيد قال: قدم قوم من خراسان على
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس فقال: ما أمحل هذا
تمحضونا بالمودة بألسنتكم وتزوون عنا حقا جعله الله لنا وجعلنا له وهو الخمس،
لا نجعل لا نجعل لا نجعل لأحد منكم في حل (2).
[5148] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم فقال: يا سيدي
اجعلني من عشرة آلاف في حل فإني أنفقتها فقال له: أنت في حل، فلما خرج صالح
قال أبو جعفر (عليه السلام): أحدهم يثب على أموال حق آل محمد وأيتامهم ومساكينهم
وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجيء فيقول: اجعلني في حل، أتراه ظن أني
أقول: لا أفعل والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا (3).
الرواية صحيحة الإسناد. وقد مر منا عنوان الخمس في محله فراجعه إن شئت.

(1) الكافي: 1 / 547 ح 25.
(2) الكافي: 1 / 548 ح 26.
(3) الكافي: 1 / 548 ح 27.
14

السؤال
السؤال من الله
[5149] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد بن
مسلم، وزرارة قالا: قلنا لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف المسألة إلى الله تبارك وتعالى؟
قال: تبسط كفيك، قلنا كيف الاستعاذة؟ قال: تفضي بكفيك والتبتل الإيماء بالإصبع
والتضرع تحريك الإصبع والابتهال أن تمد يديك جميعا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5150] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
وابن محبوب جميعا، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) أي
العبادة أفضل؟ فقال: ما من شيء أفضل عند الله عز وجل من أن يسأل ويطلب مما عنده وما
أحد أبغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأله ما عنده (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5151] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
ميسر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا ميسر ادع ولا تقل، إن
الأمر قد فرغ منه إن عند الله عز وجل منزلة لا تنال إلا بمسألة ولو أن عبدا سد فاه ولم يسأل
لم يعط شيئا، فسل تعط، يا ميسر إنه ليس من باب يقرع إلا أن يوشك أن يفتح

(1) الكافي: 2 / 481 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 466 ح 2.
15

لصاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[5152] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الخشاب، عن ابن بقاح، عن معاذ، عن
عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من لم يسأل الله عز وجل من فضله [فقد]
افتقر (2).
[5153] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن أبي ولاد قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب
إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضى ولم يبق إلا إمضاؤه، فإذا دعي الله عز وجل وسئل صرف
البلاء صرفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5154] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... وأخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان... ثم جعل في
يديك مفاتيح خزائنه بما أذن لك فيه من مسألته فمتى شئت استفتحت بالدعاء أبواب
نعمته واستمطرت شآبيب رحمته فلا يقنطك ابطاء إجابته فإن العطية على قدر النية
وربما أخرت عنك الإجابة ليكون ذلك أعظم لأجر السائل وأجزل لعطاء الآمل.
وربما سألت الشيء فلا تؤتاه وأوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا أو صرف عنك لما هو
خير لك، فلرب أمر قد طلبته فيه هلاك دينك لو أوتيته فلتكن مسألتك فيما يبقى لك
جماله وينفى عنك وباله، فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له... (4).

(1) الكافي: 2 / 466 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 467 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 470 ح 8.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 310.
16

[5155] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا كانت لك إلى الله سبحانه
حاجة فابدأ بمسألة الصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم سل حاجتك فإن الله أكرم من أن
يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويمنع الاخرى (1).
[5156] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التقرب إلى الله تعالى بمسألته وإلى
الناس بتركها (2).
[5157] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اعلم الناس بالله أكثرهم له
مسألة (3).
[5158] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سلوا الله العفو والعافية
وحسن التوفيق (4).
السؤال من الناس
[5159] 1 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي
عمير، عن أبي المعزاء، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سأل
الناس وعنده قوت ثلاثة أيام لقى الله تعالى يوم يلقاه وليس في وجهه لحم (5).
[5160] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد،
عن يعقوب بن يزيد، عن ابن سنان، عن مالك بن حصين السلولي قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه الله إليها ويثبت
له بها النار (6).

(1) نهج البلاغة: الحكمة: 361.
(2) غرر الحكم: ح 1801.
(3) غرر الحكم: ح 3260.
(4) غرر الحكم: ح 5597.
(5) و (6) عقاب الأعمال: 325.
17

[5161] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ماء وجهك جامد يقطره
السؤال فانظر عند من تقطره (1).
[5162] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: القلوب أقفال مفاتحها
السؤال (2).
[5163] 5 - وعنه (عليه السلام): الذل في مسألة الناس (3).
[5164] 6 - وعنه (عليه السلام): المسألة طوق المذلة تسلب العزيز عزه والحسيب حسبه (4).
[5165] 7 - وعنه (عليه السلام): من سأل غير الله استحق الحرمان (5).
[5166] 8 - وعنه (عليه السلام): من تكرر سؤاله للناس ضجروه (6).
[5167] 9 - وعنه (عليه السلام): لا شئ أوجع من الاضطرار إلى مسألة الاغمار (7).
[5168] 10 - وعنه (عليه السلام): من لم يصن وجهه عن مسئلتك فأكرم وجهك عن رده (8).
راجع في هذا المجال الكافي: 4 / 20.
السؤال للتعلم
[5169] 1 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اما بعد حمدا لله والثناء عليه أيها
الناس فإني فقأت عين الفتنة ولم يكن ليجترىء عليها أحد غيري بعد أن ماج غيهبها
واشتد كلبها فاسألوني قبل أن تفقدوني فوالذي نفسي بيده لا تسألوني عن شيء فيما
بينكم وبين الساعة ولا عن فئة تهدي مئة وتضل مئة إلا أنبأتكم بناعقها وقائدها
وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها ومن يقتل من أهلها قتلا ومن يموت منهم موتا،
الخطبة (9).
[5170] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها الناس سلوني قبل أن

(1) نهج البلاغة: الحكمة: 346.
(2) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(3) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(4) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(5) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(6) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(7) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(8) غرر الحكم: ح 1426 و 443 و 2129 و 7993 و 8574 و 10744 و 9068.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 93.
18

تفقدوني فلأنا بطرق السماء أعلم مني بطرق الأرض قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في
خطامها وتذهب بأحلام قومها (1).
لم يقل هذا الكلام «سلوني قبل أن تفقدوني» غير أمير المؤمنين (عليه السلام) إلا افتضح
فيصح أن تعد من معجزاته (عليه السلام).
[5171] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا سألت فاسأل
تفقها ولا تسأل تعنتا فإن الجاهل المتعلم شبيه بالعالم وان العالم المتعسف
شبيه بالجاهل (2).
[5172] 4 - وعنه (عليه السلام): سل عما لابد لك من علمه ولا تعذر في جهله (3).
[5173] 5 - وعنه (عليه السلام): اسئل تعلم (4).
[5174] 6 - وعنه (عليه السلام): من سئل علم (5).
[5175] 7 - وعنه (عليه السلام): من سئل استفاد (6).
[5176] 8 - وعنه (عليه السلام): كثرة السؤال تورث الملال (7).
[5177] 9 - وعنه (عليه السلام): من أحسن السؤال علم (8).
[5178] 10 - وعنه (عليه السلام): من علم أحسن السؤال (9).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 189.
(2) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(3) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(4) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(5) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(6) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(7) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(8) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
(9) غرر الحكم: ح 4147 و 5595 و 221 و 7665 و 7734 و 7094 و 7934 و 7674.
19

سامراء
[5179] 1 - الطوسي، عن الفحام، عن أبي الحسن محمد بن أحمد، عن عم أبيه قال:
قصدت الامام (عليه السلام) يوما فقلت: يا سيدي إن هذا الرجل قد اطرحني وقطع رزقي
وملني وما أتهم في ذلك إلا علمه بملازمتي لك فإذا سألته شيئا منه يلزمه القبول منك
فينبغي أن تتفضل علي بمسألته، فقال: تكفى إن شاء الله. فلما كان في الليل طرقني
رسل المتوكل رسول يتلو رسولا فجئت والفتح على الباب قائم فقال: يا رجل ما
تأوى في منزلك بالليل؟ كل هذا الرجل مما يطلبك فدخلت وإذا المتوكل جالس في
فراشه فقال: يا أبا موسى نشغل عنك وتنسينا نفسك أي شيء لك عندي؟ فقلت:
الصلة الفلانية والرزق الفلاني وذكرت أشياء فأمر لي بها وبضعفها، فقلت للفتح:
وافى علي بن محمد إلى ههنا؟ فقال لا. فقلت: كتب رقعة؟ فقال لا. فوليت منصرفا
فتبعني فقال لي لست أشك انك سألته دعاء لك فالتمس لي منه دعاء فلما دخلت
إليه (عليه السلام) فقال لي: يا أبا موسى هذا وجه الرضا فقلت: ببركتك يا سيدي ولكن قالوا
لي انك ما مضيت إليه ولا سألته فقال: ان الله تعالى علم منا انا لا نلجأ في المهمات إلا
إليه ولا نتوكل في الملمات إلا عليه وعودنا إذا سألناه الإجابة ونخاف أن نعدل فيعدل
بنا: قلت: ان الفتح قال لي كيت وكيت قال انه يوالينا بظاهره ويجانبنا بباطنه الدعاء
لمن يدعو به إذا أخلصت في طاعة الله واعترفت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبحقنا أهل البيت
وسألت الله تبارك وتعالى شيئا لم يحرمك قلت: يا سيدي فتعلمني دعاء اختص به من
الأدعية قال: هذا الدعاء كثيرا ادعو الله به وقد سألت الله أن لا يخيب من دعا به في
مشهدي بعدي وهو: «يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد ويا كهفي والسند ويا
20

واحد يا أحد يا قل هو الله أحد وأسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك ولم تجعل في
خلقك مثلهم أحدا أن تصلي عليهم وتفعل بي كيت وكيت» (1).
المراد بالإمام في صدر الرواية الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) كما يظهر من
ذيلها.
[5180] 2 - الطوسي، عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه قال: قلت للامام علي بن
محمد (عليه السلام): علمني يا سيدي دعاء أتقرب إلى الله عز وجل به فقال لي: هذا دعاء كثيرا
ما أدعو الله به وقد سألت الله عز وجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي وهو:
«يا عدتي عند العدد ويا رجائي والمعتمد ويا كهفي والسند ويا واحدا يا أحد ويا قل
هو الله أحد أسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا
صل على جماعتهم وافعل بي كيت وكيت» (2).
[5181] 3 - الطوسي عن محمد بن همام، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسين بن
روح، عن محمد بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: قال لي أبو محمد الحسن بن
علي (عليه السلام): قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين (3).
يعني للعامة والخاصة ظاهرا.
سامراء أو سر من رأى مدينة بناها المعتصم ولعل المتوكل أتم بنائها وتعميرها.
وفيها مزار الإمامين الهمامين العسكريين يعني الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام)
وابنه الإمام الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) وقد ورد زيارتهما في جميع كتب المزار
نحو مزار المفيد: 174، ونقلها ابن قولويه في كامل الزيارات: 313، والشيخ في
التهذيب: 6 / 94، وابن طاوس في مصباح الزائر: 404، والمجلسي في
بحار الأنوار: 22 / 231 من طبع الكمباني و 99 / 59 طبع بيروت.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر، ح 2 / 285 الرقم 555.
(2) أمالي الطوسي: المجلس العاشر، ح 76 / 280 الرقم 538.
(3) التهذيب: 6 / 93 ح 3.
21

وفيها قبر ام القائم (عليهما السلام) وقبرها خلف قبر الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وذكر
زيارتها ابن طاوس في مصباح الزائر: 413، والمجلسي في بحار الأنوار:
22 / 234 من طبع الكمباني.
وفيها قبر حكيمة بنت الإمام أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال العلامة المجلسي قدس الله
سره القدوسي: «ثم اعلم ان في القبة الشريفة قبرا منسوبا إلى النجيبة الكريمة
العالمة الفاضلة التقية الرضية حكيمة بنت أبي جعفر الجواد (عليهما السلام) ولا أدري لم لم
يتعرضوا لزيارتها مع ظهور فضلها وجلالتها وإنها كانت مخصوصة بالأئمة (عليهم السلام)
ومودعة أسرارهم وكانت ام القائم عندها وكانت حاضرة عند ولادته (عج) وكانت
تراه حينا بعد حين في حياة أبي محمد العسكري (عليه السلام) وكانت من السفراء والأبواب
بعد وفاته فينبغي زيارتها بما أجرى الله على اللسان مما يناسب فضلها وشأنها والله
الموفق» (1).
أقول: ورد زيارتها في هامش مصباح الزائر: 415 لابن طاوس نقلا من بعض
نسخها ولكن قال محققها: في هامش نسخة (م) وردت هذه الزيارة... ولم نعلم
هل هي من المؤلف أم من الناسخ.
والآن جميع القبور الأربعة في ضريح واحد: الأول قبر الإمام الهادي (عليه السلام) والثاني
خلفه قبر الإمام العسكري (عليه السلام) وخلفه قبر أم القائم (عليهما السلام) وتحت أرجلهم قبر السيدة
حكيمة (عليها السلام) وهكذا زرتهم في محرم الحرام عام 1420 بسامراء والحمد لله على ما
أنعم.
وفيها: السرداب المقدس وهو محل غيبة الغائب عن الأنظار الامام المنتظر
المهدي الحجة بن الحسن العسكري (عليهما السلام) وعجل الله تعالى فرجه الشريف وقد
وردت زيارته (عليه السلام) فيه كما في مصباح الزائر: 418 لابن طاوس (رحمه الله).

(1) بحار الأنوار: 22 / 237 من طبع الكمباني.
22

السب
[5182] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم
والمزاح فانه يجر السخيمة ويورث الضغينة وهو السب الأصغر (1).
[5183] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى، عن علي بن محمد بن
سعد، عن محمد بن مسلم، عن الحسن بن علي بن النعمان قال حدثني أبي علي بن
النعمان، عن ابن مسكان، عن اليمان بن عبيد الله قال: رأيت يحيى بن أم الطويل وقف
بالكناسة ثم نادى بأعلى صوته: معشر أولياء الله انا براء مما تسمعون من سب
عليا (عليه السلام) فعليه لعنة الله ونحن براء من آل مروان وما يعبدون من دون الله ثم يخفض
صوته فيقول من سب أولياء الله فلا تقاعدوه ومن شك فيما نحن عليه فلا تفاتحوه ومن
احتاج إلى مسألتكم من اخوانكم فقد خنتموه ثم يقرأ (انا اعتدنا للظالمين نارا
أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس
الشراب وساءت مرتفقا) (2) (3).
الرواية لم تنقل من المعصوم شيئا.
[5184] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان
عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل سب رجلا بغير قذف

(1) الكافي: 2 / 664 ح 12.
(2) سورة التوبة: 18.
(3) الكافي: 2 / 379.
23

عرض به هل عليه حد قال: عليه تعزير (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5185] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال ان رجلا من هذيل كان يسب
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: من لهذا؟ فقام رجلان من الأنصار
فقالا: نحن يا رسول الله فانطلقا حتى أتيا عربه فسألا عنه فإذا هو يتلقى غنمه فلحقاه
بين أهله وغنمه فلم يسلما عليه فقال: من أنتما وما اسمكما؟ فقالا له: أنت فلان بن
فلان فقال: نعم فنزلا وضربا عنقه قال محمد بن مسلم: فقلت لأبي جعفر (عليه السلام):
أرأيت لو ان رجلا الآن سب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أيقتل؟ قال: إن لم تخف على نفسك
فاقتله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5186] 5 - الكليني، بإسناده إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة
وفيها:... وإياكم وسب أعداء الله حيث يسمعونكم (فيسبوا الله عدوا بغير
علم) (3) وقد ينبغي لكم أن تعلموا حد سبهم لله كيف هو انه من سب أولياء الله فقد
انتهك سب الله ومن أظلم عند الله ممن استسب لله ولأولياء الله فمهلا مهلا فاتبعوا أمر
الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، الحديث (4).
[5187] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) في رجلين يتسابان فقال: البادىء منهما أظلم
ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يتعد المظلوم (5).

(1) الكافي: 7 / 243 ح 17.
(2) الكافي: 7 / 267 ح 33.
(3) سورة الانعام: 108.
(4) الكافي: 8 / 7.
(5) الكافي: 2 / 322 ح 3.
24

الرواية صحيحة الإسناد.
[5188] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سباب المؤمن كالمشرف على الهلكة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5189] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر واكل
لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5190] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قعد عند سباب لأولياء الله
فقد عصى الله تعالى (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5191] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن القاسم بن
عروة، عن عبيد بن زرارة، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قعد في مجلس
يسب فيه امام من الأئمة يقدر على الانتصاب فلم يفعل، ألبسه الله الذل في الدنيا
وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا (4).
[5192] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا
رأيتم أهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم وأكثروا من سبهم والقول

(1) و (2) الكافي: 2 / 359 ح 1 و 2.
(3) الكافي: 2 / 379 ح 14.
(4) الكافي: 2 / 379 ح 15.
25

فيهم والوقيعة وباهتوهم كيلا يطمعوا في الفساد في الاسلام ويحذرهم الناس ولا
يتعلمون من بدعهم يكتب الله لكم بذلك الحسنات ويرفع لكم به الدرجات في
الآخرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5193] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن رجلا من بني
تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس
فتكتسبوا العداوة بينهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5194] 13 - العياشي، رفعه عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله (وقولوا للناس
حسنا) (3) قال: قولوا للناس أحسن ما تحبون أن يقال لكم، فإن الله يبغض اللعان
السباب الطعان على المؤمنين المتفحش، السائل الملحف ويحب الحيى الحليم الضعيف
المتعفف (4).
[5195] 14 - العياشي رفعه عن عمر الطيالسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول
الله (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (5) قال
فقال: يا عمر هل رأيت أحدا يسب الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك فكيف؟ قال:
من سب ولي الله فقد سب الله (6).
[5196] 15 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الكافي: 2 / 375 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 360 ح 3.
(3) سورة البقرة: 83.
(4) تفسير العياشي: 1 / 48 ح 63.
(5) سورة الانعام: 108.
(6) تفسير العياشي: 1 / 373 ح 80.
26

قال: انه سئل عن قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء
في ليلة ظلماء؟ فقال: كان المؤمنون يسبون ما يعبد المشركون من دون الله وكان
المشركون يسبون ما يعبد المؤمنون فنهى الله عن سب آلهتهم لكيلا يسب الكفار اله
المؤمنين فيكون المؤمنون قد أشركوا بالله من حيث لا يعلمون فقال: (ولا تسبوا
الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5197] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أما انه سيظهر عليكم بعدي
رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد فاقتلوه ولن تقتلوه،
ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني، فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة،
وأما البراءة فلا تتبرئوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة (2).
أشار (عليه السلام) إلى معاوية عليه الهاوية.
[5198] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه حين سمع قوما من أصحابه يسبون
أهل الشام أيام حربهم بصفين قال لهم: إني أكره لكم أن تكونوا سبابين ولكنكم لو
وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر وقلتم مكان سبكم
إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم وأصلح ذات بيننا وبينهم واهدهم من ضلالتهم
حتى يعرف الحق من جهله يرعوي عن الغي والعدوان من لهج به (3).
يظهر من نصر بن مزاحم في كتابه وقعة صفين: 102 انهم حجر بن عدي وعمرو بن
الحمق ولما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لهم ما قال، قالا: يا أمير المؤمنين نقبل عظتك
ونتأدب بأدبك.
[5199] 18 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الله يبغض من

(1) تفسير القمي: 1 / 213.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 57.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 206.
27

عباده اللعان السباب الطعان الفاحش المستخف السائل الملحف ويحب من عباده
الحيى الكريم السخي (1).
[5200] 19 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) انه قال: من
سب مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما بعثه الله في طينة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما
قال (2).
[5201] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما تساب اثنان إلا غلب
ألأمهما (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 359، والوافي:
5 / 949، والمحجة البيضاء: 5 / 215، ووسائل الشيعة: 12 / 297 طبع آل
البيت، ومستدرك الوسائل: 2 / 109 (9 / 136)، وجامع أحاديث الشيعة:
13 / 429 و 15 / 518، وألف حديث في المؤمن: 203.

(1) كتاب الأخلاق، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 109 طبع الحجري، و 9 / 139 ح 10 طبع
آل البيت.
(2) دعائم الاسلام: 2 / 458.
(3) غرر الحكم: ح 9602.
28

السبب
[5202] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه
مرسلا، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تتخذوا من دون الله وليجة فلا تكونوا مؤمنين
فإن كل سبب ونسب وقرابة ووليجة وبدعة وشبهة منقطع إلا ما أثبته القرآن (1).
[5203] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن محمد بن الحسين بن صغير، عمن حدثه عن ربعي بن عبد الله، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسباب فجعل لكل شيء
سببا وجعل لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح علما وجعل لكل علم بابا ناطقا،
عرفه من عرفه وجهله من جهله ذاك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن (2).
[5204] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن
أيوب، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدعاء مفاتيح
النجاح ومقاليد الفلاح وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي، وفي المناجاة
سبب النجاة، وبالإخلاص يكون الخلاص، فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5205] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحمد لله الذي جعل الحمد

(1) الكافي: 1 / 59 ح 22.
(2) الكافي: 1 / 183 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 468 ح 2.
29

مفتاحا لذكره وسببا للمزيد من فضله ودليلا على آلائه وعظمته، الخطبة (1).
[5206] 5 - وعنه (عليه السلام):... وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق ورحمة
الخلق فقال سبحانه: (استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم
مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا) (2) فرحم
الله امرأ استقبل توبته واستقال خطيئته وبادر منيته... (3).
[5207] 6 - وعنه (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام):... فإني أوصيك بتقوى الله - أي
بني - ولزوم أمره وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله وأي سبب أوثق من سبب
بينك وبين الله إن أنت أخذت به... (4).
[5208] 7 - وعنه (عليه السلام) في توصيف الكعبة المقدسة:... جعله الله سببا لرحمته ووصلة
إلى جنته... (5).
[5209] 8 - وعنه (عليه السلام) في ختام خطبة المتقين:... ويحك إن لكل أجل وقتا لا يعدوه
وسببا لا يتجاوزه (6).
[5210] 9 - وعنه (عليه السلام) في ذم الدنيا:... سلطانها دول وعيشها رنق وعذبها أجاج
وحلوها صبر وغذاؤها سمام وأسبابها رمام حيها بعرض موت وصحيحها بعرض
سقم ملكها مسلوب وعزيزها مغلوب... (7).
[5211] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لكل شيء سبب (8).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(2) سورة نوح: 10 - 12.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 143.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(7) نهج البلاغة: الخطبة 111.
(8) غرر الحكم: ح 7281.
30

السبق
[5212] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة، عن معمر، عن أبي جعفر (عليه السلام) سمعته يقول: الخير كله معقود في نواصي الخيل
إلى يوم القيامة (1).
الرواية موثقة سندا.
[5213] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهما السلام): أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجرى
الخيل التي أضمرت من الحفياء إلى مسجد بني زريق وسبقها من ثلاث نخلات فأعطى
السابق عذقا وأعطى المصلي عذقا وأعطى الثالث عذقا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5214] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام)
يقول: من ربط فرسا عتيقا محيت عنه ثلاث سيئات في كل يوم وكتب له إحدى
عشرة حسنة، ومن ارتبط هجينا محيت عنه في كل يوم سيئتان وكتب له سبع
حسنات، ومن ارتبط برذونا يريد به جمالا أو قضاء حوائج أو دفع عدو عنه محيت
عنه كل يوم سيئة واحدة وكتب له ست حسنات (3).
[5215] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن

(1) الكافي: 5 / 48 ح 3 و 5 و 4.
(2) الكافي: 5 / 48 ح 3 و 5 و 4.
(3) الكافي: 5 / 48 ح 3 و 5 و 4.
31

غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي بن الحسين (عليهم السلام): أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أجرى الخيل وجعل سبقها أواقي من فضة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5216] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: لاسبق إلا في
خف أو حافر أو نصل. يعني النضال (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5217] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس شيء تحضره الملائكة إلا الرهان وملاعبة
الرجل أهله (3).
[5218] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل رفعه
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اركبوا وارموا وإن ترموا أحب إلي من أن تركبوا ثم قال:
كل لهو المؤمن باطل إلا في ثلاث: في تأديبه الفرس ورميه عن قوسه وملاعبته امرأته
فإنهن حق، ألا إن الله عز وجل ليدخل في السهم الواحد الثلاثة الجنة: عامل الخشبة والمقوي
به في سبيل الله والرامي به في سبيل الله (4).
[5219] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لاسبق إلا في خف أو حافر أو نصل - يعني النضال - (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5220] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن

(1) الكافي: 5 / 49 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 48 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 49 ح 10.
(4) الكافي: 5 / 50 ح 13 و 14.
(5) الكافي: 5 / 50 ح 13 و 14.
32

البحتري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه كان يحضر الرمي والرهان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5221] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن طلحة بن
زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أغار المشركون على سرح المدينة فنادى فيها
مناد: يا سوء صباحاه، فسمعها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخيل فركب فرسه في طلب
العدو وكان أول أصحابه لحقه أبو قتادة على فرس له وكان تحت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
سرج دفتاه ليف ليس فيه أشر ولا بطر، فطلب العدو فلم يلقوا أحدا وتتابعت
الخيل. فقال أبو قتادة: يا رسول الله إن العدو قد انصرف فإن رأيت نستبق؟ فقال:
نعم، فاستبقوا فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سابقا عليهم ثم أقبل عليهم فقال: أنا ابن
العواتك من قريش، إنه لهو الجواد البحر - يعني فرسه - (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب السبق
والرماية من كتب الأخبار والحمد لله تعالى.

(1) الكافي: 5 / 50 ح 15.
(2) الكافي: 5 / 50 ح 16.
33

الستر
الستر الواجب على النساء
[5222] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يصلح للمرأة المسلمة أن تلبس من الخمر
والدروع ما لا يواري شيئا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5223] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن
أبي جعفر (عليه السلام): لا يصلح للجارية إذا حاضت إلا أن تختمر إلا أن لا تجده (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5224] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعن أبي علي
الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن
الحجاج قال: سألت أبا إبراهيم (عليه السلام) عن الجارية التي لم تدرك متى ينبغي لها أن تغطي
رأسها ممن ليس بينها وبينه محرم ومتى يجب عليها أن تقنع رأسها للصلاة؟ قال:
لا تغطي رأسها حتى تحرم عليها الصلاة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 396 ح 14.
(2) الكافي: 5 / 532 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 533 ح 2.
34

[5225] 4 - الصدوق بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: يؤخذ
الغلام بالصلاة وهو ابن سبع سنين ولا تغطي المرأة شعرها منه حتى يحتلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5226] 5 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد
ابن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: لا تغطي المرأة رأسها من الغلام حتى يبلغ
الغلام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
راجع في هذا المجال وسائل الشيعة: 20 / 228، ومستدرك الوسائل:
14 / 287، وجامع أحاديث الشيعة: 20 / 297.
الستر الواجب في الصلاة على النساء
[5227] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: رأيت أبا جعفر (عليه السلام) صلى في إزار واحد
ليس بواسع قد عقده على عنقه فقلت له: ما ترى للرجل يصلي في قميص واحد؟
فقال: إذا كان كثيفا فلا بأس به والمرأة تصلي في الدرع والمقنعة إذا كان الدرع كثيفا
يعني إذا كان ستيرا قلت: رحمك الله الأمة تغطي رأسها إذا صلت؟ فقال: ليس على
الأمة قناع (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5228] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

(1) الفقيه: 3 / 276 ح 1308.
(2) قرب الاسناد: 170.
(3) الكافي: 3 / 394 ح 2.
35

تصلي المرأة في ثلاثة أثواب: إزار ودرع وخمار ولا يضرها بأن تقنع بالخمار، فإن
لم تجد فثوبين تتزر بأحدهما وتقنع بالآخر، قلت: فإن كان درع وملحفة ليس
عليها مقنعة؟ فقال: لا بأس إذا تقنعت بالملحفة فإن لم تكفها فلتلبسها
طولا (1).
الرواية موثقة سندا.
[5229] 3 - الصدوق بإسناده عن الفضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صلت فاطمة (عليها السلام) في
درع وخمارها على رأسها ليس عليها أكثر مما وارت به شعرها وأذنيها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5230] 4 - الصدوق بإسناده إلى علي بن جعفر انه سأل أخاه موسى بن جعفر (عليه السلام) عن
المرأة ليس لها إلا ملحفة واحدة كيف تصلي؟ قال: تلتف فيها وتغطي رأسها وتصلي
فإن خرجت رجلها وليس تقدر على غير ذلك فلا بأس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5231] 5 - الصدوق بإسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: المرأة تصلي
في الدرع والمقنعة إذا كان كثيفا يعني ستيرا (4).
[5232] 6 - الصدوق بإسناده عن يونس بن يعقوب انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل
يصلي في ثوب واحد؟ قال: نعم. قلت: فالمرأة؟ قال: لا، ولا يصلح للحرة إذا
حاضت إلا الخمار إلا أن لا تجده (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 395 ح 11.
(2) الفقيه: 1 / 167 ح 785.
(3) الفقيه: 1 / 244 ح 1083.
(4) الفقيه: 1 / 243 ح 1081.
(5) الفقيه: 1 / 244 ح 1082.
36

[5233] 7 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ثمانية لا يقبل الله لهم صلاة، منهم:
المرأة المدركة تصلي بغير خمار (1).
[5234] 8 - الشيخ بإسناده عن حسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن أدنى ما تصلي فيه المرأة؟ قال: درع
وملحفة فتنشرها على رأسها وتجلل بها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5235] 9 - الشيخ بإسناده عن حسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن المرأة تصلي في درع وخمار؟ فقال: يكون عليها
ملحفة تضمنها عليها (3).
الرواية صحيحة الإسناد، ومحمول على زيادة الفضل والثواب.
[5236] 10 - الحميري، عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن جعفر بن
محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: إذا حاضت الجارية
فلا تصلي إلا بخمار (4).
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 4 / 405 طبع آل البيت،
ومستدرك الوسائل: 1 / 204 من طبع الحجري (3 / 215)، وجامع أحاديث
الشيعة: 4 / 351 الطبعة الثانية.

(1) الفقيه: 1 / 36 ح 131.
(2) التهذيب: 2 / 217 ح 853.
(3) التهذيب: 2 / 218 ح 860.
(4) قرب الاسناد: 141 ح 506.
37

الاستتار بالحسنة والسيئة والإذاعة بهما
[5237] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن العباس مولى الرضا (عليه السلام) قال سمعته يقول: المستتر بالحسنة يعدل سبعين
حسنة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بالسيئة مغفور له (1).
[5238] 2 - المفيد رفعه إلى العالم (عليه السلام) انه قال: المستتر بالحسنة له سبعون ضعفا والمذيع له
واحد والمستتر بالسيئة مغفور له والمذيع لها مخذول، المقر بذنبه كمن لا ذنب له، وإذا
كان الرجل في جوف الليل في صلاته يقر لله بذنوبه ويسأله التوبة وفي ضميره أن
لا يرجع إليه فالله يغفر له إن شاء الله (2).
العالم: لقب موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).
في هذا المجال راجع جامع أحاديث الشيعة: 13 / 406.
ستر ذنوب المؤمن
[5239] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
الفضيل عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يجب للمؤمن على المؤمن أن يستر
عليه سبعين كبيرة (3).
[5240] 2 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من اطلع من مؤمن على ذنب أو سيئة
فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها وعليه وزر ذلك
الذي أفشاه عليه وكان مغفورا لعاملها وكان عقابه ما أفشى عليه في الدنيا مستور
عليه في الآخرة ثم لا يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقابا في الآخرة (4).

(1) الكافي: 2 / 312.
(2) الاختصاص: 142.
(3) الكافي: 2 / 207.
(4) الاختصاص: 32.
38

[5241] 3 - محمد بن محمد الأشعث بإسناده عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)،
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: لو وجدت مؤمنا على فاحشة لسترته بثوبي، أو
قال: بثوبه هكذا (1).
[5242] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أيها الناس من عرف من أخيه
وثيقة في دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما إنه قد يرمي الرامي
وتخطىء السهام ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد، أما إنه ليس بين
الحق والباطل إلا أربع أصابع، فسئل عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين
أذنه وعينه ثم قال: الباطل أن تقول: سمعت، والحق أن تقول: رأيت (2).
[5243] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس من العدل القضاء على
الثقة بالظن (3).
[5244] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك
سوء وأنت تجد لها في الخير محتملا (4).
[5245] 7 - القطب الراوندي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لو رأيت
رجلا على فاحشة؟ قال: استره، قال: إن رأيته ثانيا؟ قال: أستره بازاري وردائي
إلى ثلاث مرات، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا فتى إلا علي (5).
[5246] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: استر عورة أخيك لما تعلمه
فيك (6).

(1) الجعفريات: 242.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 141.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 220.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 360.
(5) لب اللباب: ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 426.
(6) غرر الحكم: ح 1 / 110 ح 67.
39

[5247] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن للناس عيوبا فلا تكشف
ما غاب عنك فإن الله يحلم عليها واستر العورة ما استطعت يستر الله عليك ما تحب
ستره (1).
[5248] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر الناس من لا يغفر الزلة
ولا يستر العورة (2).
إن شئت راجع وسائل الشيعة: 11 / 593 (16 / 379 طبع آل البيت)
ومستدرك الوسائل: 12 / 424، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 187، وألف
حديث في المؤمن: 204.

(1) غرر الحكم: 1 / 228 ح 129.
(2) غرر الحكم: 1 / 446 ح 63.
40

السجن
[5249] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فشكى إليه رجل
الحاجة فقال له: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، قال: ثم سكت ساعة ثم أقبل على
الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ فقال: أصلحك الله ضيق منتن
وأهله بأسوء حال، قال: فإنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سعة أما علمت
أن الدنيا سجن المؤمن (1).
[5250] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن سيف بن عميرة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى
يوسف وهو في السجن فقال له: يا يوسف قل في دبر كل صلاة «اللهم اجعل لي فرجا
ومخرجا وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب» (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5251] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن ربيع الأصم، عن الحارث بن المغيرة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
رجل له امرأة بالعراق فأصاب فجورا وهو بالحجاز؟ فقال: يضرب حد الزاني مائة
جلدة ولا يرجم، قلت: فإن كان معها في بلده واحدة وهو محبوس في سجن لا يقدر
أن يخرج إليها ولا تدخل هي عليه أرأيت إن زنى في السجن؟ قال: هو بمنزلة الغائب

(1) الكافي: 2 / 250 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 549 ح 7.
41

عن أهله يجلد مائة جلدة (1).
[5252] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب،
عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الرجل الذي له
امرأة بالبصرة ففجر بالكوفة أن يدرأ عنه الرجم ويضرب حد الزاني، قال:
وقضى (عليه السلام) في رجل محبوس في السجن وله امرأة حرة في بيته في المصر وهو لا يصل
إليها فزنى في السجن قال: عليه الجلد ويدرأ عنه الرجم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5253] 5 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير
واحد، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي صلوات الله
عليه لا يزيد على قطع اليد والرجل ويقول: إني لأستحي من ربي أن أدعه ليس له ما
يستنجي به أو يتطهر به، قال: وسألته إن هو سرق بعد قطع اليد والرجل؟ فقال:
استودعه السجن أبدا وأغني عن الناس شره (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5254] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران قال قال: إذا أخذ السارق قطعت يده من وسط الكف
فإن عاد قطعت رجله من وسط القدم فإن عاد استودع السجن فإن سرق في السجن
قتل (4).
الرواية موثقة سندا.
[5255] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن غير واحد من

(1) الكافي: 7 / 178 ح 13.
(2) الكافي: 7 / 179 ح 12.
(3) الكافي: 7 / 222 ح 3.
(4) الكافي: 7 / 223 ح 8.
42

أصحابنا، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام): في المرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل
والمرأة إذا ارتدت عن الإسلام استتيبت فإن تابت ورجعت وإلا خلدت في السجن
وضيق عليها في حبسها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5256] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن حماد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يخلد في السجن إلا ثلاثة: الذي يمثل، والمرأة ترتد عن
الإسلام، والسارق بعد قطع اليد والرجل (2).
[5257] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعدة من أصحابنا، عن
سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
في رجل أمر رجلا بقتل رجل فقتله؟ فقال: يقتل به الذي قتله ويحبس الآمر بقتله في
السجن حتى يموت (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5258] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن حريز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن رجل قتل رجلا عمدا فرفع إلى الوالي فدفعه الوالي إلى أولياء المقتول
ليقتلوه فوثب عليهم قوم فخلصوا القاتل من أيدي الأولياء؟ فقال: أرى أن يحبس
الذين خلصوا القاتل من أيدي الأولياء حتى يأتوا بالقاتل، قيل: فإن مات القاتل
وهم في السجن؟ قال: فإن مات فعليهم الدية يؤدونها جميعا إلى أولياء المقتول (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 256 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 270 ح 45.
(3) الكافي: 7 / 285 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 286 ح 1.
43

[5259] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
زرعة، عن سماعة قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل شد على رجل ليقتله
والرجل فار منه فاستقبله رجل آخر فأمسكه عليه حتى جاء الرجل فقتله، فقتل
الرجل الذي قتله وقضى على الآخر الذي أمسكه عليه أن يطرح في السجن أبدا حتى
يموت فيه لأنه أمسكه على الموت (1).
الرواية موثقة سندا ولكنها مضمرة ولا يضرها الإضمار لأن مضمرها سماعة.
[5260] 12 - الشيخ بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
بن علي بن محبوب، عن عبد الرحمن بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان على
الإمام أن يخرج المحبسين في الدين يوم الجمعة إلى الجمعة ويوم العيد إلى العيد ويرسل
معهم فإذا قضوا الصلاة والعيد ردهم إلى السجن (2).
الرواية من حيث السند حسنة.
[5261] 13 - الشيخ بإسناده عن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل
(ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) (3) قال: هو الأسير
وقال: الأسير يطعم وإن كان يقدم للقتل وقال: ان عليا (عليه السلام) كان يطعم من خلد في
السجن من بيت مال المسلمين (4).
الرواية موثقة سندا.
[5262] 14 - الشيخ باسناده عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد،
عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في

(1) الكافي: 7 / 287 ح 2.
(2) التهذيب: 3 / 285 ح 8.
(3) سورة الانسان: 8.
(4) التهذيب: 6 / 153 ح 4.
44

السارق إذا سرق قطعت يمينه فإن سرق مرة اخرى قطعت رجله اليسرى ثم إذا سرق مرة اخرى
سجنه وتركت رجله اليمنى يمشي عليها إلى الغائط ويده اليسرى يأكل بها ويستنجي
بها وقال: إني لأستحي من الله عز وجل أن أتركه لا ينتفع بشيء ولكني أسجنه حتى يموت في
السجن وقال: ما قطع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سارق بعد يده ورجله (1).
[5263] 15 - الشيخ بإسناده إلى الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يخلد في السجن إلا ثلاثة: الذي يمسك على
الموت، والمرأة ترتد عن الإسلام، والسارق بعد قطع اليد والرجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5264] 16 - الشيخ بإسناده إلى ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن ابن أبي عمير، عن ابن
اذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي (عليه السلام) لا يحبس في السجن إلا
ثلاثة: الغاصب، ومن أكل مال اليتيم ظلما، ومن اؤتمن على أمانة فذهب بها وإن
وجد له شيئا باعه غائبا كان أو شاهدا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5265] 17 - الشيخ بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن إبراهيم بن هاشم، عن
النوفلي، عن السكوني، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): إن عليا (عليه السلام) كان يحبس في
الدين ثم ينظر فإن كان له مال أعطى الغرماء وان لم يكن له مال دفعه إلى الغرماء فيقول
لهم: اصنعوا به ما شئتم إن شئتم فأجروه وان شئتم فاستعملوه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) التهذيب: 10 / 103 ح 19.
(2) التهذيب: 10 / 144 ح 29.
(3) الاستبصار: 3 / 47 ح 1.
(4) الاستبصار: 3 / 47 ح 2.
45

[5266] 18 - الشيخ باسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن
محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام): ان عليا (عليه السلام) كان
يحبس في الدين فإذا تبين له إفلاس وحاجة خلى سبيله حتى يستفيد مالا (1).
الرواية موثقة سندا.
[5267] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السجن أحد القبرين (2).
[5268] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الدنيا سجن المؤمن والموت
تحفته والجنة مأواه، والدنيا جنة الكافر والموت مشخصه والنار مثواه (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار، وقد مر منا عنوان
الحبس في محله.

(1) الاستبصار: 3 / 47 ح 3.
(2) غرر الحكم: ح 1631.
(3) غرر الحكم: ح 1860 و 1861، ونقلتهما عنه بواسطة هداية العلم: 203.
46

السجود
[5269] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن محمد بن عمرو الكوفي أخي يحيى، عن مرازم بن حكيم قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما تنبأ نبي قط حتى يقر لله بخمس خصال: بالبداء والمشيئة
والسجود والعبودية والطاعة (1).
[5270] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن أبي اسامة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليك بتقوى الله والورع
والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاة
إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زينا ولا تكونوا شينا وعليكم بطول الركوع
والسجود فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال:
يا ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5271] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
عطية، عن هشام بن احمر قال: كنت أسير مع أبي الحسن (عليه السلام) في بعض أطراف المدينة
إذ ثنى رجله عن دابته فخر ساجدا فأطال وأطال ثم رفع رأسه وركب دابته فقلت:
جعلت فداك قد أطلت السجود، فقال: انني ذكرت نعمة أنعم الله بها علي فأحببت أن

(1) الكافي: 1 / 148 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 77 ح 9.
47

أشكر ربي (1).
[5272] 4 - الكليني، عن جماعة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
مر بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل وهو يعالج بعض حجراته فقال: يا رسول الله ألا أكفيك؟ فقال:
شأنك فلما فرغ قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حاجتك؟ قال: الجنة، فأطرق
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: نعم، فلما ولى قال له: يا عبد الله أعنا بطول السجود (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5273] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عمن ذكره
عن محمد بن أبي حمزة، عن أبيه قال قال أبو جعفر (عليه السلام): من قال في ركوعه وسجوده
وقيامه: «صلى الله على محمد وآل محمد» كتب الله له بمثل الركوع والسجود
والقيام (3).
[5274] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عثمان بن عبد الملك، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): تدري أي
شيء حد الركوع والسجود؟ قلت: لا قال: تسبح في الركوع ثلاث مرات «سبحان
ربي العظيم وبحمده» وفي السجود «سبحان ربي الأعلى وبحمده» ثلاث مرات فمن
نقص واحدة نقص ثلث صلاته ومن نقص ثنتين نقص ثلثي صلاته ومن لم يسبح فلا
صلاة له (4).
[5275] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن ابن فضال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبيه، عن أبان بن تغلب قال:

(1) الكافي: 2 / 98 ح 26.
(2) الكافي: 3 / 266 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 324 ح 13.
(4) الكافي: 3 / 329 ح 1.
48

دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو يصلي فعددت له في الركوع والسجود ستين
تسبيحة (1).
[5276] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، باسناده قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): السجود
على الأرض فريضة وعلى الخمرة سنة (2).
[5277] 9 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن عبد الملك بن عمرو قال: رأيت أبا عبد الله (عليه السلام)
سوى الحصا حين أراد السجود (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5278] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السجود الجسماني هو وضع
عتائق الوجوه على التراب واستقبال الأرض بالراحتين والكفين وأطراف القدمين مع
خشوع القلب وإخلاص النية والسجود النفساني فراغ القلب من الفانيات والإقبال
بكنه الهمة على الباقيات وخلع الكبر والحمية وقطع العلائق الدنيوية والتحلي
بالخلائق النبوية (4).
الروايات في السجود فوق حد الإحصاء فإن شئت راجع بحث السجود في كتاب
الصلاة من كتب الأخبار، والحمد لله الذي له السجود.

(1) الكافي: 3 / 329 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 331 ح 8.
(3) الكافي: 3 / 334 ح 7.
(4) غرر الحكم: ح 2211 و 2210.
49

السجية
[5279] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الخلق منيحة يمنحها الله عزوجل
خلقه فمنه سجية ومنه نية فقلت: فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية هو مجبول
لا يستطيع غيره، وصاحب النية يصبر على الطاعة تصبرا فهو أفضلهما (1).
فمنه سجية: يعني جبلة وطبيعة، ومنه نية: يعني يكون عن قصد واكتساب كما
في الوافي.
[5280] 2 - الصدوق، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن موسى بن عبد الله
النخعي، عن الإمام علي الهادي (عليه السلام) في زيارة الجامعة الكبيرة التي يزار بها جميع
الأئمة (عليهم السلام):... ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الإحسان وسجيتكم
الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق... (2).
[5281] 3 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحلم سجية
فاضلة (3).
[5282] 4 - الشهيد رفعه إلى الإمام علي الهادي (عليه السلام) انه قال: الطمع سجية سيئة (4).

(1) الكافي: 2 / 101 ح 11.
(2) الفقيه: 2 / 616.
(3) كنز الفوائد: 1 / 319.
(4) الدرة الباهرة: 42.
50

[5283] 5 - وفي فقه الرضا (عليه السلام): ونروي: حسن الخلق سجية ونية وصاحب النية
أفضل (1).
[5284] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من ساءت سجيته سرت
منيته (2).
منيته: أي موته وهلاكه.

(1) الفقه الرضوي: 378.
(2) غرر الحكم: ح 8317.
51

السحت
[5285] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سئل أبو الحسن الرضا (عليه السلام) عن شراء المغنية؟ فقال: قد تكون للرجل
الجارية تلهيه وما ثمنها إلا ثمن كلب وثمن الكلب سحت والسحت في النار (1).
[5286] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن عمار بن مروان قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
الغلول؟ قال: كل شيء غل من الامام فهو سحت وأكل مال اليتيم وشبهه سحت
والسحت أنواع كثيرة: منها أجور الفواجر وثمن الخمر والنبيذ المسكر والربا بعد
البينة، فأما الرشا في الحكم فإن ذلك الكفر بالله العظيم وبرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5287] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السحت ثمن الميتة وثمن الكلب وثمن الخمر ومهر البغي والرشوة
في الحكم وأجر الكاهن (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5288] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن

(1) الكافي: 5 / 120 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 126 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 126 ح 2.
52

الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن زرعة، عن سماعة قال
أبو عبد الله (عليه السلام): السحت أنواع كثيرة: منها كسب الحجام إذا شارط وأجر الزانية
وثمن الخمر فأما الرشا في الحكم فهو الكفر بالله العظيم (1).
[5289] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله
ابن سنان قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن قاض بين قريتين يأخذ من السلطان على
القضاء الرزق؟ فقال: ذلك السحت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5290] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السحت؟ فقال: هو
الرشا في الحكم (3).
[5291] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابه، عن محمد بن إسماعيل، عن
إبراهيم بن أبي البلاد قال: أوصى إسحاق بن عمر عند وفاته بجوار له مغنيات أن
نبيعهن ونحمل ثمنهن إلى أبي الحسن (عليه السلام) قال إبراهيم: فبعت الجواري بثلاثمائة ألف
درهم وحملت الثمن إليه فقلت له: ان مولى لك يقال له إسحاق بن عمر قد أوصى عند
موته ببيع جوار له مغنيات وحمل الثمن إليك وقد بعتهن وهذا الثمن ثلاثمائة ألف درهم،
فقال: لا حاجة لي فيه ان هذا سحت وتعليمهن كفر والاستماع منهن نفاق وثمنهن
سحت (4).
[5292] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن

(1) الكافي: 5 / 127 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 409 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 409 ح 3 و 5 / 127 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 120 ح 7.
53

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان ينهى عن الجور يجييء به الصبيان من القمار أن يؤكل،
وقال: هو سحت (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5293] 9 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن القاسم بن الوليد العماري، عن
عبد الرحمن الأصم، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله العامري، قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ثمن الكلب الذي لا يصيد؟ فقال: سحت فأما الصيود
فلا بأس (2).
[5294] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن مسمع بن عبد الملك، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الصناع إذا سهروا الليل كله فهو سحت (3).
[5295] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن
أبي جميلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: غبن المسترسل
سحت (4).
[5296] 12 - الصدوق قال: وروي عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قلت له: ان هؤلاء يقولون إن كسب المعلم سحت؟ فقال: كذب أعداء الله إنما أرادوا
أن لا يعلموا أولادهم القرآن لو ان رجلا أعطى المعلم دية ولده كان للمعلم مباحا (5).
وذكرها الكليني في الكافي: 6 / 364 ح 167 مسندا.

(1) الكافي: 5 / 123 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 127 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 127 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 153 ح 14.
(5) الفقيه: 3 / 163 ح 3597.
54

[5297] 13 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أجر الزانية سحت وثمن الكلب
الذي ليس بكلب الصيد سحت وثمن الخمر سحت وأجر الكاهن سحت وثمن الميتة
سحت، فأما الرشا في الحكم فهو الكفر بالله العظيم (1).
[5298] 14 - وقال الصدوق: وروي أن أجر المغني والمغنية سحت (2).
[5299] 15 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: غبن المسترسل سحت وغبن المؤمن
حرام (3).
[5300] 16 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري، عن ابن
قتيبة النيسابوري، عن الفضل بن شاذان فيما كتبه الرضا (عليه السلام) إلى المأمون في محض
الإسلام:... واجتناب الكبائر وهي: قتل النفس التي حرم الله تعالى والزنا
والسرقة وشرب الخمر وعقوق الوالدين والفرار من الزحف وأكل مال اليتيم ظلما
وأكل الميتة ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به من غير ضرورة وأكل الربا بعد البينة
والسحت، الحديث (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5301] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) لقائل قال بحضرته: أستغفر الله،
ثكلتك امك، أتدري ما الاستغفار؟ الاستغفار درجة العليين وهو اسم واقع على ستة
معان:... والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالأحزان
حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد... (5).
[5302] 18 - الطوسي، عن المفيد، عن علي بن بلال، عن أحمد بن الحسن البغدادي،

(1) الفقيه: 3 / 171 ح 3648.
(2) الفقيه: 3 / 172 ح 3649.
(3) الفقيه: 3 / 272 ح 3982.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 127.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 417.
55

عن الحسين بن عمر، عن علي بن الأزهر، عن علي بن صالح المكي، عن محمد بن
عمر بن علي، عن أبيه، عن جده قال: لما نزلت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (إذا جاء نصر الله
والفتح) (1) قال لي: يا علي لقد جاء نصر الله والفتح فإذا (رأيت الناس يدخلون
في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا) (2) يا علي ان الله قد
كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم جهاد المشركين معي
فقلت: يا رسول الله وما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد؟ قال: فتنة قوم يشهدون
أن لا إله إلا الله وإني رسول الله وهم مخالفون لسنتي وطاعنون في ديني فقلت:
فعلى م نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا اله إلا الله وإنك رسول الله؟ فقال:
على إحداثهم في دينهم وفراقهم لأمري واستحلالهم دماء عترتي قال فقلت:
يا رسول الله انك كنت وعدتني الشهادة فأسال الله تعجيلها إلي، فقال: أجل قد كنت
وعدتك الشهادة فكيف صبرك إذا خضبت هذه من هذا وأومي إلى رأسي ولحيتي
فقلت: يا رسول الله أما إذا ثبت لي ما ثبت فليس ذلك بموطن صبر لكنه موطن بشرى
وشكر، فقال: أجل فقال: فأعد للخصومة فإنك مخاصم أمتي فقلت: يا رسول الله
أرشدني إلى الفلج، قال: إذا رأيت قومك قد عدلوا عن الهدى إلى الضلال فخاصمهم
فإن الهدى من الله والضلال من الشيطان يا علي ان الهدى هو اتباع أمر الله دون الهوى
والرأي وكأنك بقوم قد تأولوا القرآن وأخذوا بالشبهات واستحلوا الخمر بالنبيذ
والبخس بالزكاة والسحت بالهدية قلت: يا رسول الله فما هم إذا فعلوا ذلك أهم أهل
فتنة أم أهل ردة؟ فقال: هم أهل فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل فقلت:
يا رسول الله العدل منا أم من غيرنا؟ فقال: بل منا بنا فتح الله وبنا يختم الله وبنا ألف الله
بين القلوب بعد الشرك وبنا يؤلف الله بين القلوب بعد الفتنة فقلت: الحمد لله على

(1) سورة النصر: 1.
(2) سورة النصر: 2 و 3.
56

ما وهب لنا من فضله (1).
[5303] 19 - القاضي نعمان المصري رفعه عن علي (عليه السلام) انه قال: من السحت أجر المؤذن
يعني إذا استأجره القوم لهم وقال: لا بأس أن يجرى عليه من بيت المال (2).
[5304] 20 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كثرة السحت يمحق
الرزق (3).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 5 / 65 الرقم 96.
(2) دعائم الاسلام: 1 / 147. ونقل عنه في بحار الأنوار: 81 / 161 ح 64.
(3) بحار الأنوار: 75 / 256.
57

السحر
[5305] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل أوحى
إلى داود (عليه السلام) أن ائت عبدي دانيال فقل له انك عصيتني فغفرت لك وعصيتني فغفرت
لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك فأتاه داود (عليه السلام) فقال:
يا دانيال انني رسول الله إليك وهو يقول لك: انك عصيتني فغفرت لك وعصيتني
فغفرت لك وعصيتني فغفرت لك فإن أنت عصيتني الرابعة لم أغفر لك فقال له دانيال:
قد أبلغت يا نبي الله فلما كان في السحر قام دانيال فناجى ربه فقال: يا رب ان داود
نبيك أخبرني عنك انني قد عصيتك فغفرت لي وعصيتك فغفرت لي وعصيتك فغفرت
لي وأخبرني عنك انني إن عصيتك الرابعة لم تغفر لي فوعزتك لئن لم تعصمني لأعصينك
ثم لأعصينك ثم لأعصينك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5306] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن
سابق، عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير
وقت دعوتم الله عز وجل فيه الأسحار وتلا هذه الآية في قول يعقوب (عليه السلام) (سوف أستغفر
لكم ربي) (2) وقال: أخرهم إلى السحر (3).

(1) الكافي: 2 / 435 ح 11.
(2) سورة يوسف: 98.
(3) الكافي: 2 / 477 ح 6.
58

[5307] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الجاموراني،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن صندل، عن أبي الصباح الكناني، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يحب من عباده المؤمنين كل عبد دعاء فعليكم بالدعاء في
السحر إلى طلوع الشمس فإنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء وتقسم فيها الأرزاق
وتقضى فيها الحوائج العظام (1).
[5308] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران،
عن حماد بن عثمان، عن المسمعي قال: لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس قال
أبو عبد الله (عليه السلام): لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي، فقال له داود بن علي:
إنك لتهددني بدعائك، قال حماد: قال المسمعي: فحدثني معتب أن أبا عبد الله (عليه السلام) لم
يزل ليلته راكعا وساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول وهو ساجد: «اللهم إني
أسألك بقوتك القوية وبجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي على محمد
وأهل بيته وأن تأخذه الساعة الساعة» فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود
ابن علي، فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) رأسه وقال: إني دعوت الله بدعوة بعث الله عز وجل عليه ملكا
فضرب رأسه بمرزبة من حديد انشقت منها مثانته فمات (2).
[5309] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل، عن أحمد بن عبد العزيز قال:
حدثني بعض أصحابنا قال: كان أبو الحسن الأول (عليه السلام) إذا رفع رأسه من آخر ركعة
الوتر قال: «هذا مقام من حسناته نعمة منك وشكره ضعيف وذنبه عظيم وليس له إلا
دفعك ورحمتك فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل (صلى الله عليه وآله وسلم): (كانوا قليلا
من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون) (3) طال هجوعي وقل قيامي

(1) الكافي: 2 / 478 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 513 ح 5.
(3) سورة الذاريات: 18.
59

وهذا السحر وأنا أستغفرك لذنبي استغفار من لم يجد لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا
حيوة ولا نشورا» ثم يخر ساجدا صلوات الله عليه (1).
[5310] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبا بكر وعمر أتيا ام سلمة فقالا لها:
يا ام سلمة انك قد كنت عند رجل قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف رسول الله من ذاك في
الخلوة؟ فقالت: ما هو إلا كسائر الرجال ثم خرجا عنها وأقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقامت إليه
مبادرة فرقا أن ينزل أمر من السماء فأخبرته الخبر فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى تربد
وجهه والتوى عرق الغضب بين عينيه وخرج وهو يجر رداؤه حتى صعد المنبر
وبادرت الأنصار بالسلاح وأمر بخيلهم أن تحضر فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس ما بال أقوام يتبعون عيبي ويسألون عن غيبي والله إني لأكرمكم
حسبا وأطهركم مولدا وأنصحكم لله في الغيب ولا يسألني أحد منكم عن أبيه إلا
أخبرته فقام إليه رجل فقال: من أبي؟ فقال: فلان، فقام إليه آخر فقال: من أبي؟
فقال: غلامكم الأسود وقام إليه الثالث فقال: من أبي؟ فقال: الذي تنسب إليه،
فقالت الأنصار: يا رسول الله اعف عنا عفا الله عنك فإن الله بعثك رحمة فاعف عنا عفا
الله عنك، وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كلم استحيى وعرق، وغض طرفه عن الناس حياء
حين كلموه فنزل، فلما كان في السحر هبط عليه جبرئيل (عليه السلام) بصفحة من الجنة فيها
هريسة فقال: يا محمد هذه عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلي وذريتكما فإنه
لا يصلح أن يأكلها غيركم، فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن
والحسين (عليهم السلام) فأكلوا، فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المباضعة من تلك الأكلة قوة
أربعين رجلا فكان إذا شاء غشى نساءه كلهن في ليلة واحدة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 325 ح 16.
(2) الكافي: 5 / 565 ح 41.
60

[5311] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يعقوب بن
يزيد، عن محمد بن شعيب، عن النضر بن شعيب، عن سعيد بن يسار قال: قال
رجل لأبي عبد الله (عليه السلام): لا يولد لي، فقال: استغفر ربك في السحر مائة مرة فإن نسيته
فاقضه (1).
[5312] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن ابن محبوب، عن حنان بن سدير، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له: أخبرني عن قول يعقوب (عليه السلام) لبنيه (اذهبوا فتحسسوا
من يوسف وأخيه) (2) أكان يعلم انه حي وقد فارقه منذ عشرين سنة؟ قال: نعم
قال قلت: كيف علم؟ قال: انه دعا في السحر وسأل الله عز وجل أن يهبط عليه ملك الموت
فهبط عليه بريال وهو ملك الموت فقال له بريال: ما حاجتك يا يعقوب؟ قال:
أخبرني عن الأرواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة؟ قال: بل أقبضها متفرقة روحا
روحا قال له: فأخبرني هل مر بك روح يوسف فيما مر بك؟ قال: لا، فعلم يعقوب
انه حي فعند ذلك قال لولده: (اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه) (3).
[5313] 9 - الصدوق باسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول يعقوب
لبنيه (سوف استغفر لكم ربي) (4) قال: أخرها إلى السحر ليلة الجمعة (5).
[5314] 10 - الصدوق قال: وكان علي بن الحسين (عليه السلام) سيد العابدين يقول: العفو العفو
ثلاثمائة مرة في الوتر في السحر (6).
الروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 6 / 9 ح 6.
(2) سورة يوسف: 87.
(3) الكافي: 8 / 199 ح 238.
(4) سورة يوسف: 98.
(5) الفقيه: 1 / 422 ح 1242.
(6) الفقيه: 1 / 489 ح 1408.
61

السحر
[5315] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال حدثني شيخ من أصحابنا
الكوفيين قال: دخل عيسى بن شفقي على أبي عبد الله (عليه السلام)، وكان ساحرا يأتيه الناس
ويأخذ على ذلك الأجر، فقال له: جعلت فداك أنا رجل كانت صناعتي السحر
وكنت آخذ على ذلك الأجر وكان معاشي وقد حججت منه ومن الله علي بلقائك وقد
تبت إلى الله عز وجل فهل لي في شيء من ذلك مخرج؟ قال فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): حل
ولا تعقد (1).
[5316] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ساحر المسلمين يقتل وساحر الكفار
لا يقتل قيل: يا رسول الله ولم لا يقتل ساحر الكفار؟ قال: لأن الكفر أعظم من
السحر ولأن السحر والشرك مقرونان (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5317] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، ومحمد بن الحسين وحبيب بن الحسن، عن
محمد بن عبد الحميد العطار، عن بشار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الساحر يضرب بالسيف ضربة واحدة على ام رأسه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 115 ح 7.
(2) الكافي: 7 / 260 ح 1.
(3) الكافي: 7 / 260 ح 2.
62

[5318] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد السياري، عن أبي
يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن (عليه السلام): لماذا بعث الله موسى بن
عمران (عليه السلام) بالعصا ويده البيضاء وآلة السحر وبعث عيسى بآلة الطب وبعث
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى جميع الأنبياء بالكلام والخطب؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله لما
بعث موسى (عليه السلام) كان الغالب على أهل عصره السحر فأتاهم من عند الله بما لم يكن في
وسعهم مثله وما أبطل به سحرهم وأثبت به الحجة عليهم وان الله بعث عيسى (عليه السلام) في
وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله بما لم يكن
عندهم مثله وبما أحيى لهم الموتى وابرء الأكمه والأبرص بإذن الله وأثبت به الحجة
عليهم وان الله بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام
وأظنه قال الشعر فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم وأثبت به
الحجة عليهم قال: فقال ابن السكيت تالله ما رأيت مثلك قط فما الحجة على الخلق
اليوم؟ قال فقال (عليه السلام): العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله
فيكذبه، قال فقال ابن السكيت: هذا والله هو الجواب (1).
[5319] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ختام خطبة القاصعة:... ولقد
كنت معه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أتاه الملا من قريش فقالوا له: يا محمد انك قد دعيت عظيما لم
يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ونحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه واريتناه علمنا
انك نبي ورسول وإن لم تفعل علمنا انك ساحر كذاب فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وما تسألون؟
قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ان
الله على كل شيء قدير فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا: نعم
قال: فاني سأريكم ما تطلبون واني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير وان فيكم من
يطرح في القليب ومن يحزب الأحزاب ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيتها الشجرة ان كنت تؤمنين

(1) الكافي: 1 / 24 ح 20.
63

بالله واليوم الآخر وتعلمين اني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن
الله، والذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف
أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرفرفة وألقت بغصنها الأعلى
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وببعض أغصانها على منكبي وكنت عن يمينه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما نظر
القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها، فأمرها
فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا فكادت تلتفت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا
كفرا وعتوا: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان، فأمره (صلى الله عليه وآله وسلم) فرجع فقلت
أنا: لا إله إلا الله اني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما
فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك، فقال القوم كلهم: بل ساحر
كذاب عجيب السحر خفيف فيه وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا يعنونني واني لمن
قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين وكلامهم كلام الأبرار عمار الليل
ومنار النهار متمسكون بحبل القرآن يحيون سنن الله وسنن رسوله لا يستكبرون ولا
يعلون ولا يغلون ولا يفسدون قلوبهم في الجنان وأجسادهم في العمل (1).
[5320] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها الناس إياكم وتعلم
النجوم إلا ما يهتدى به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن
كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار، سيروا على اسم الله (2).
[5321] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: العين حق والرقى حق والسحر حق
والفأل حق والطيرة ليست بحق والعدوي ليست بحق والطيب نشرة والعسل نشرة
والنظر إلى الخضرة نشرة (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 79.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 400.
64

[5322] 8 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي جعفر، عن
أبي الجوزا، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الساحر فقال: إذا جاء رجلان عدلان
فيشهدان عليه فقد حل دمه (1).
[5323] 9 - فرات بن إبراهيم الكوفي، عن عبد الرحمن بن محمد العلوي، ومحمد بن
عمرو الخزاز، عن إبراهيم بن محمد بن ميمون، عن عيسى بن محمد، عن جده،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سحر لبيد بن أعصم اليهودي وأم عبد الله اليهودية
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فعقدوا له في احدى عشرة عقدة وجعلوه في جف من طلع ثم أدخلوه
في بئر بواد بالمدينة في مراقي البئر تحت حجر فأقام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يأكل ولا يشرب ولا
يسمع ولا يبصر ولا يأتي النساء، فنزل جبرئيل (عليه السلام) وأنزل معه المعوذات فقال له:
يا محمد ما شأنك؟ قال: ما أدري أنا بالحال الذي ترى قال: فإن ام عبد الله ولبيد بن
أعصم سحراك وأخبره بالسحر وحيث هو ثم قرأ جبرئيل (بسم الله الرحمن
الرحيم قل أعوذ برب الفلق) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك فانحلت عقدة ثم لم يزل
يقرأ آية ويقرأ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنحل عقدة حتى قرأها عليه احدى عشرة آية
وانحلت احدى عشرة عقدة وجلس النبي ودخل أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخبره بما أخبره
جبرئيل (عليه السلام) وقال: انطلق وائتني بالسحر فجاء به فأمر به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنقض ثم تفل
عليه وأرسل على لبيد وأم عبد الله فقال: ما دعاكم إلى ما صنعتما؟ ثم دعا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على لبيد وقال: لا أخرجك الله من الدنيا سالما قال: وكان موسرا
كثير المال فمر به غلام في اذنه قرط قيمته دينار فجذبه فخرم اذن الصبي وأخذه
فقطعت يده فمات من وقته (2).

(1) التهذيب: 6 / 283 ح 185 و 10 / 147 ح 16.
(2) تفسير الفرات: 619.
65

[5324] 10 - أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي رفعه وقال: سأل الزنديق
أبا عبد الله (عليه السلام) فيما سأله فقال: أخبرني عن السحر ما أصله وكيف يقدر الساحر على
ما يوصف من عجائبه وما يفعل؟ قال: إن السحر على وجوه شتى وجه منها بمنزلة
الطب كما ان الأطباء وضعوا لكل داء دواء فكذلك علم السحر احتالوا لكل صحة آفة
ولكل عافية عاهة ولكل معنى حيلة، ونوع منه آخر خطفة وسرعة ومخاريق وخفة،
ونوع منه ما يأخذ أولياء الشياطين عنهم قال: فمن أين علم الشياطين السحر؟ قال:
من حيث عرف الأطباء الطب وبعضه تجربة وبعضه علاج قال: فما تقول في الملكين
هاروت وماروت وما يقول الناس بأنهما يعلمان الناس السحر؟ قال: إنهما موضع
ابتلاء وموقف فتنة تسبيحهما اليوم لو فعل الإنسان كذا وكذا لكان كذا ولو يعالج بكذا
وكذا لصار كذا أصناف سحر فيتعلمون منهما ما يخرج عنهما فيقولان لهم: إنما نحن فتنة
فلا تأخذوا عنا ما يضركم ولا ينفعكم، قال: أفيقدر الساحر أن يجعل الإنسان
بسحره في صورة الكلب أو الحمار أو غير ذلك؟ قال: هو أعجز من ذلك وأضعف من
أن يغير خلق الله، إن من أبطل ما ركبه الله وصوره غيره فهو شريك لله في خلقه تعالى
عن ذلك علوا كبيرا، لو قدر الساحر على ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم والآفة
والأمراض ولنفى البياض عن رأسه والفقر عن ساحته، وأن من أكبر السحر النميمة
يفرق بها بين المتحابين ويجلب العداوة على المتصافيين ويسفك بها الدماء ويهدم بها
الدور ويكشف بها الستور والنمام أشر من وطئ على الأرض بقدم فاقرب أقاويل
السحر من الصواب انه بمنزلة الطب إن الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء
فجاء الطبيب فعالجه بغير ذلك العلاج فأبرأ (1).
الروايات في هذا المجال متعددة وقد بسط العلامة المجلسي قدس سره القدوسي

(1) الاحتجاج: 2 / 339.
66

القول في حقيقة السحر وأنواعه في المجلد السماء والعالم من كتابه
بحار الأنوار: 14 / 251 من طبع الكمباني: 56 / 277 من طبع بيروت، ثم
استدرك عليه في: 14 / 574 من طبع الكمباني 60 / 28 من طبع بيروت ونقل
الأقوال في ذلك فراجعها إن شئت.
67

السحق
[5325] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس
ابن هشام، عن حسين بن أحمد المنقري، عن هشام الصيدناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سأله رجل عن هذه الآية (كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس) (1) فقال
بيده هكذا فمسح إحداهما بالأخرى فقال: هن اللواتي باللواتي يعني النساء
بالنساء (2).
[5326] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
إسحاق بن جرير قال سألتني امرأة أن أستأذن لها على أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن لها
فدخلت ومعها مولاة لها فقالت: يا أبا عبد الله قول الله عز وجل (زيتونة لا شرقية ولا
غربية) (3) ما عنى بهذا فقال: أيتها المرأة ان الله لم يضرب الأمثال للشجر إنما
ضرب الأمثال لبني آدم سلي عما تريدين، فقالت: أخبرني عن اللواتي مع اللواتي
ما حدهن فيه قال: حد الزنا انه إذا كان يوم القيامة يؤتى بهن قد ألبسن مقطعات من
نار وقنعن بمقانع من نار وسرولن من النار وادخل في أجوافهن إلى رؤوسهن أعمدة
من نار وقذف بهن في النار، أيتها المرأة ان أول من عمل هذا العمل قوم لوط فاستغنى
الرجال بالرجال فبقي النساء بغير رجال ففعلن كما فعل رجالهن (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) سورة ق: 12.
(2) الكافي: 5 / 551 ح 1.
(3) سورة النور: 35.
(4) الكافي: 5 / 551 ح 2.
68

[5327] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر بن عثمان، عن يزيد
النخعي، عن بشير النبال قال: رأيت عند أبي عبد الله (عليه السلام) رجلا فقال له: جعلت
فداك ما تقول في اللواتي مع اللواتي؟ فقال له: لا أخبرك حتى تحلف لتخبرن بما
أحدثك به النساء، قال: فحلف له قال: فقال: هما في النار وعليهما سبعون حلة من
نار فوق تلك الحلل جلد جاف غليظ من نار، عليهما نطاقان من نار وتاجان من نار
فوق تلك الحلل، وخفان من نار، وهما في النار (1).
[5328] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن القاسم، عن جعفر بن محمد، عن
الحسين بن زياد، عن يعقوب بن جعفر قال: سأل رجل أبا عبد الله أو أبا إبراهيم (عليهما السلام)
عن المرأة تساحق المرأة؟ وكان متكئا فجلس، فقال: ملعونة الراكبة والمركوبة
وملعونة حتى تخرج من أثوابها الراكبة والمركوبة فإن الله تبارك وتعالى والملائكة
وأولياءه يلعنونهما وأنا ومن بقي في أصلاب الرجال وأرحام النساء فهو والله الزنا
الأكبر ولا والله ما لهن توبة، قاتل الله لاقيس بنت إبليس ماذا جاءت به، فقال
الرجل: هذا ما جاء به أهل العراق، فقال: والله لقد كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قبل أن يكون العراق، وفيهن قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لعن الله المتشبهات بالرجال من
النساء ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء (2).
[5329] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
أبي حمزة وهشام وحفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه دخل عليه نسوة فسألته امرأة
منهن عن السحق؟ فقال: حدها حد الزاني، فقالت المرأة: ما ذكر الله عز وجل ذلك في
القرآن؟ فقال: بلى، قالت: وأين هو؟ قال: هن أصحاب الرس (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) و (2) الكافي: 5 / 552 ح 3 و 4.
(3) الكافي: 7 / 202 ح 1.
69

[5330] 6 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان علي (عليه السلام) إذا أخذ الرجلين في لحاف واحد ضربهما
الحد فإذا أخذ المرأتين في لحاف واحد ضربهما الحد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5331] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: السحاقة تجلد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5332] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس لإمرأتين أن تبيتا في
لحاف واحد إلا أن يكون بينهما حاجز فإن فعلتا نهيتا عن ذلك فإن وجدتا مع النهي
جلدت كل واحدة منهما حدا حدا فإن وجدتا أيضا في لحاف جلدتا فإن وجدتا
الثالثة قتلتا (3).
[5333] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو
ابن عثمان، وعن أبيه جميعا، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت
أبا جعفر وأبا عبد الله (عليهما السلام) يقولان: بينا الحسن بن علي (عليه السلام) في مجلس
أمير المؤمنين (عليه السلام) إذ أقبل قوم فقالوا: يا أبا محمد أردنا أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: وما
حاجتكم؟ قالوا: أردنا أن نسأله عن مسألة قال: وما هي تخبرونا بها، فقالوا: امرأة
جامعها زوجها فلما قام عنها قامت بحموتها فوقعت على جارية بكر فساحقتها فألقت
النطفة فيها فحملت فما تقول في هذا؟ فقال الحسن (عليه السلام): معضلة وأبو الحسن لها

(1) الكافي: 7 / 181 ح 7.
(2) و (3) الكافي: 7 / 202 ح 3 و 4.
70

وأقول فإن أصبت فمن الله ثم من أمير المؤمنين (عليه السلام) وإن أخطأت فمن نفسي فأرجو أن لا
اخطىء إن شاء الله يعمد إلى المرأة فيؤخذ منها مهر الجارية البكر في أول وهلة لأن
الولد لا يخرج منها حتى تشق فتذهب عذرتها ثم ترجم المرأة لأنها محصنة ثم ينتظر
بالجارية حتى تضع ما في بطنها ويرد الولد إلى أبيه صاحب النطفة ثم تجلد الجارية
الحد، قال: فانصرف القوم من عند الحسن (عليه السلام) فلقوا أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال:
ما قلتم لأبي محمد وما قال لكم فأخبروه فقال: لو انني المسؤول ما كان عندي فيها
أكثر مما قال ابني (1).
الرواية صحيحة الإسناد، وحمو الشيء حرها فحموتها يعني شهوتها.
[5334] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن علي
ابن أبي حمزة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعانا زياد فقال: ان
أمير المؤمنين كتب إلي أن أسألك عن هذه المسألة فقلت: وما هي؟ فقال: رجل أتى
امرأة فاحتملت ماءه فساحقت به جارية فحملت فقلت له: فسل عنها أهل المدينة،
قال: فألقى إلي كتابا فإذا فيه سل عنها جعفر بن محمد فإن أجابك وإلا فاحمله إلي قال
فقلت له: ترجم المرأة وتجلد الجارية ويلحق الولد بأبيه، قال: ولا أعلمه إلا قال:
وهو الذي ابتلى بها (2).
هو الذي ابتلى بها، يعني الخليفة منصور الدوانيقي.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 28 / 165،
ومستدرك الوسائل: 18 / 85، وجامع أحاديث الشيعة: 25 / 443.

(1) الكافي: 7 / 202 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 203 ح 2.
71

السخاء
[5335] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: ما حد السخاء؟
فقال: تخرج من مالك الحق الذي أوجبه الله عليك فتضعه في موضعه (1).
[5336] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن الحسين بن أبي سعيد المكاري، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاما وأشدهم استقصاء في
محاجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فغضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى التوى عرق الغضب بين عينيه وتربد
وجهه وأطرق إلى الأرض فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال: ربك يقرئك السلام ويقول لك
هذا رجل سخي يطعم الطعام فسكن عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الغضب ورفع رأسه وقال له: لو
لا ان جبرئيل أخبرني عن الله عز وجل انك سخي تطعم الطعام لشردت بك وجعلتك حديثا
لمن خلفك، فقال له الرجل: وان ربك ليحب السخاء؟ فقال: نعم فقال: إني أشهد أن
لا إله إلا الله وإنك رسول الله والذي بعثك بالحق لا رددت من مالي أحدا (2).
[5337] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: السخي قريب من الله قريب من الجنة
قريب من الناس وسمعته يقول السخاء شجرة في الجنة من تعلق بغصن من أغصانها
دخل الجنة (3).

(1) و (2) الكافي: 4 / 39 ح 2 و 5.
(3) الكافي: 4 / 40 ح 9.
72

الرواية صحيحة الإسناد.
[5338] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن موسى، عن ذبيان بن حكيم،
عن موسى بن أكيل النميري، عن ميسرة قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن من التضعيف
ترك المكافاة ومن الجفاء استخدام الضيف فإذا نزل بكم الضيف فأعينوه وإذا ارتحل
فلا تعينوه فإنه من النذالة، وزودوه وطيبوا زاده فإنه من السخاء (1).
[5339] 5 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي، عن علي بن الحسن التيمي، عن
علي بن أسباط، عن علي بن جعفر قال: حدثني معتب أو غيره قال: بعث عبد الله ابن
الحسن إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يقول لك أبو محمد: أنا أشجع منك وأنا أسخى منك وأنا
أعلم منك، فقال لرسوله: أما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف جبنك من
شجاعتك، وأما السخاء فهو الذي يأخذ الشيء من جهة فيضعه في حقه، واما العلم
فقد أعتق أبوك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد
إليه فأعلمه ثم عاد إليه، فقال له: يقول لك: أنت رجل صحفي فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): قل أي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي (عليهم السلام) (2).
[5340] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: السخي محبب في
السماوات محبب في الأرض خلق من طينة عذبة وخلق ماء عينيه من ماء الكوثر،
والبخيل مبغض في السماوات مبغض في الأرض خلق من طينة سبخة وخلق ماء
عينيه من ماء العوسج (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5341] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن علي بن

(1) الكافي: 6 / 283 ح 3.
(2) الكافي: 8 / 363 ح 553.
(3) الكافي: 4 / 39 ح 3.
73

عقبة، عن مهدي، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: السخي الحسن الخلق في كنف الله
لايستخلي الله منه حتى يدخله الجنة وما بعث الله عز وجل نبيا ولا وصيا إلا سخيا وما كان
أحد من الصالحين إلا سخيا وما زال أبي يوصيني بالسخاء حتى مضى وقال: من
أخرج من ماله الزكاة تامة فوضعها في موضعها لم يسأل من أين اكتسبت مالك (1).
[5342] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
قال: السخي يأكل طعام الناس ليأكلوا من طعامه والبخيل لا يأكل من طعام الناس
لئلا يأكلوا من طعامه (2).
[5343] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال قال لي: يا زيد اصبر على أعداء النعم فإنك لن تكافي من عصى الله فيك بأفضل
من أن تطيع الله فيه، يا زيد ان الله اصطفى الإسلام واختاره فأحسنوا صحبته
بالسخاء وحسن الخلق (3).
الرواية موثقة سندا.
[5344] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لبعض جلسائه: ألا أخبرك بشيء يقرب من الله
ويقرب من الجنة ويباعد من النار؟ فقال: بلى فقال: عليك بالسخاء فإن الله
خلق خلقا برحمته لرحمته فجعلهم للمعروف أهلا وللخير موضعا وللناس وجها
يسعى إليهم لكي يحيوهم كما يحيي المطر الأرض المجدبة أولئك هم المؤمنون الآمنون
يوم القيامة (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.

(1) الكافي: 7 / 39 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 41 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 110 ح 8.
(4) الكافي: 4 / 41 ح 12.
74

[5345] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، رفعه قال أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن لا تقتل
السامري فانه سخي (1).
[5346] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن
عثمان، عن محمد بن شعيب، عن أبي جعفر المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شاب
سخي مرهق في الذنوب أحب إلى الله من شيخ عابد بخيل (2).
[5347] 13 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أدى ما افترض الله عليه فهو
أسخى الناس (3).
[5348] 14 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من أيقن بالخلف سخت
نفسه بالنفقة. [وقال الله عز وجل (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير
الرازقين)] (4) (5).
[5349] 15 - الصدوق، عن الحسن بن عبد الله بن سعيد، عن عبد العزيز بن يحيى، عن
محمد بن سهل، عن عبد الله بن محمد البلوى، عن إبراهيم بن عبيد الله، عن أبيه، عن
زيد بن علي، عن أبيه، عن جده (عليهما السلام) عن علي (عليه السلام) قال: سادة الناس في الدنيا
الأسخياء وفي الآخرة الأتقياء (6).
[5350] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن
عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السخي الكريم الذي ينفق
ماله في حق (7).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) و (2) الكافي: 4 / 41 ح 13 و 14.
(3) الفقيه: 2 / 62 ح 1710.
(4) سورة سبأ: 39.
(5) الفقيه: 2 / 62 ح 1712.
(6) أمالي الصدوق: المجلس التاسع ح 1 / 84 الرقم 50.
(7) معاني الأخبار: 256 ح 2.
75

[5351] 17 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
أحمد بن النضر، عن علي بن عوف الأزدي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): السخاء أن
تسخو نفس العبد عن الحرام أن تطلبه فإذا ظفر بالحلال طابت نفسه أن ينفقه في
طاعة الله (1).
[5352] 18 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
انه قال: طعام السخي دواء وطعام الشحيح داء (2).
[5353] 19 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
انه قال: الجنة دار الأسخياء (3).
ونحوها في الجعفريات: 251 بزيادة، ومجمع البيان: 1 / 505،
وجامع الأخبار: 307، ومشكاة الأنوار: 229.
[5354] 20 - الشهيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لجاهل سخي أفضل من ناسك
بخيل (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 4 / 38، والفقيه: 2 / 61،
وارشاد القلوب: 136، والمحجة البيضاء: 6 / 59 و 65 و 82، وشرح غرر
الحكم: 7 / 155، وبحار الأنوار: 68 / 350، وجامع أحاديث الشيعة:
13 / 598، وفيها أكثر من ستين رواية وقد مر منا عنوان الجود في محله.

(1) معاني الأخبار: 256 ح 3.
(2) جامع الأحاديث: 97.
(3) جامع الأحاديث: 70.
(4) الدرة الباهرة: 30.
76

السخرية
[5355] 1 - الصدوق، عن المعاذي، عن أحمد الهمداني، عن علي بن فضال، عن أبيه
قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (كلا انهم عن ربهم يومئذ
لمحجوبون) (1) فقال: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان يحل فيه فيحجب عنه
فيه عباده ولكنه يعني انهم عن ثواب ربهم محجوبون قال: وسألته عن قول الله عزوجل
(وجاء ربك والملك صفا صفا) (2) فقال: ان الله عز وجل لا يوصف بالمجيء والذهاب تعالى
عن الانتقال إنما يعني بذلك وجاء أمر ربك والملك صفا صفا قال وسألته عن قول الله عزوجل
(هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) (3) قال:
يقول هل ينظرون إلا أن يأتيهم بالملائكة في ظلل من الغمام وهكذا نزلت قال: وسألته
عن قول الله عز وجل (سخر الله منهم) (4) وعن قول الله عز وجل (الله يستهزئ
بهم) (5) وعن قوله تعالى (ومكروا ومكر الله) (6) وعن قول الله عز وجل (يخادعون
الله وهو خادعهم) (7) فقال: ان الله عز وجل لا يسخر ولا يستهزئ ولا يمكر ولا يخادع ولكنه عزوجل
يجازيهم جزاء السخرية وجزاء الاستهزاء وجزاء المكر والخديعة تعالى الله

(1) سورة المطففين: 15.
(2) سورة الفجر: 4.
(3) سورة البقرة: 210.
(4) سورة التوبة: 79.
(5) سورة البقرة: 15.
(6) سورة آل عمران: 54.
(7) سورة النساء: 142.
77

عما يقول الظالمون علوا كبيرا (1).
[5356] 2 - الصدوق، عن القطان، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول،
عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن أبي خالد الكابلي، قال سمعت علي
بن الحسين (عليه السلام) يقول: الذنوب التي تغير النعم البغي على الناس والزوال عن العادة في
الخير واصطناع المعروف وكفران النعم وترك الشكر قال الله عز وجل (ان الله لا يغير ما
بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (2) والذنوب التي تورث الندم قتل النفس التي حرم
الله قال الله تعالى في قصة قابيل حين قتل أخاه هابيل فعجز عن دفنه (فأصبح من
النادمين) (3) وترك صلة القرابة حتى يستغنوا وترك الصلاة حتى يخرج وقتها وترك
الوصية ورد المظالم ومنع الزكاة حتى يحجز الموت وينغلق اللسان والذنوب التي تنزل
النقم عصيان العارف بالبغي والتطاول على الناس والاستهزاء بهم والسخرية منهم،
الحديث (4).
[5357] 3 - الحسن بن محمد بن الحسن القمي روى عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم
الحسني، عن إسحاق الناصح مولى جعفر، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: قم عش
آل محمد ومأوى شيعتهم ولكن سيهلك جماعة من شبابهم بمعصية آبائهم
والاستخفاف والسخرية بكبرائهم ومشايخهم ومع ذلك يدفع الله عنهم شر الأعادي
وكل سوء (5).
[5358] 4 - المفيد رفعه وقال قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يكذب الكاذب إلا من مهانة نفسه
وأصل السخرية الطمأنينة إلى أهل الكذب (6).

(1) التوحيد: 163 و 162.
(2) سورة الرعد: 11.
(3) سورة المائدة: 31.
(4) معاني الأخبار: 270 ح 2.
(5) تاريخ قم: ونقل عنه في بحار الأنوار: 57 / 214 ح 21.
(6) الاختصاص: 232.
78

[5359] 5 - الطوسي، عن أحمد بن علي، عن محمد بن علي، عن حنظلة بن زكريا قال
حدثني أحمد بن بلال بن داود الكاتب وكان عاميا بمحل من النصب لأهل البيت (عليهم السلام)
يظهر ذلك ولا يكتمه وكان صديقا لي يظهر مودة بما فيه من طبع أهل العراق فيقول
كلما لقيني: لك عندي خبر تفرح به ولا أخبرك به فاتغافل عنه إلى أن جمعني وإياه
موضع خلوة فاستقصيت عنه وسألته أن يخبرني به فقال: كانت دورنا بسر من رأى
مقابل دار ابن الرضا يعني أبا محمد الحسن بن علي (عليه السلام) فغبت عنها دهرا طويلا إلى
قزوين وغيرها ثم قضى لي الرجوع إليها فلما وافيتها وقد كنت فقدت جميع من خلفته
من أهلي وقراباتي إلا عجوزا كانت ربتني ولها بنت معها وكانت من طبع الأول
مستورة صائنة لا تحسن الكذب وكذلك مواليات لنا بقين في الدار فأقمت عندهم أياما
ثم عزمت على الخروج فقالت العجوز: كيف تستعجل الانصراف وقد غبت زمانا
فأقم عندنا لنفرح بمكانك، فقلت لها: على جهة الهزء أريد أن أصير إلى كربلاء وكان
الناس للخروج في النصف من شعبان أو ليوم عرفة، فقالت: يا بني أعيذك بالله أن
تستهيني بما ذكرت أو تقوله على وجه الهزء فاني أحدثك بما رأيته يعني بعد خروجك
من عندنا بسنتين كنت في هذا البيت نائمة بالقرب من الدهليز ومعي ابنتي وأنا بين
النائمة واليقظانة إذ دخل رجل حسن الوجه نظيف الثياب طيب الرائحة فقال:
يا فلانة يجيئك الساعة من يدعوك في الجيران فلا تمتنعي من الذهاب معه ولا تخافي،
ففزعت وناديت ابنتي وقلت لها: هل شعرت بأحد دخل البيت؟ فقالت: لا فذكرت
الله وقرأت ونمت، فجاء الرجل بعينه وقال لي: مثل قوله، ففزعت وصحت بابنتي
فقالت: لم يدخل البيت فاذكري الله ولا تفزعي، فقرأت ونمت فلما كان في الثالثة جاء
الرجل وقال: يا فلانة قد جاءك من يدعوك ويقرع الباب فاذهبي معه، وسمعت دق
الباب فقمت وراء الباب وقلت: من هذا؟ فقال: افتحي ولا تخافي فعرفت كلامه
وفتحت الباب فإذا خادم معه ازار فقال: يحتاج إليك بعض الجيران لحاجة مهمة
فادخلي، ولف رأسي بالملاءة وادخلني الدار وأنا أعرفها فإذا بشقاق مشدودة وسط
79

الدار ورجل قاعد بجنب الشقاق فرفع الخادم طرفه فدخلت وإذا امرأة قد أخذها
الطلق وامرأة قاعدة خلفها كأنها تقبلها فقالت المرأة: تعيننا فيما نحن فيه، فعالجتها
بما يعالج به مثلها فما كان إلا قليلا حتى سقط غلام فأخذته على كفي وصحت غلام
وأخرجت رأسي من طرف الشقاق ابشر الرجل القاعد، فقيل لي: لا تصيحي فلما
رددت وجهي إلى الغلام قد كنت فقدته من كفي فقالت لي المرأة القاعدة: لا تصيحي
وأخذ الخادم بيدي ولف رأسي بالملاءة وأخرجني من الدار وردني إلى داري وناولني
صرة وقال لي: لا تخبري بما رأيت أحدا فدخلت الدار ورجعت إلى فراشي في هذا
البيت وابنتي نائمة بعد فانبهتها وسألتها هل علمت بخروجي ورجوعي فقالت:
لا وفتحت الصرة في ذلك الوقت وإذا فيها عشرة دنانير عددا وما أخبرت بهذا أحدا
إلا في هذا الوقت لما تكلمت بهذا الكلام على حد الهزء فحدثتك اشفاقا عليك فإن
لهؤلاء القوم عند الله عز وجل شأنا ومنزلة وكل ما يدعونه حتى قال: فعجبت من قولها
وصرفته إلى السخرية والهزء ولم أسألها عن الوقت، غير إني أعلم يقينا اني غبت
عنهم في سنة نيف وخمسين ومأتين ورجعت إلى سر من رأى في وقت أخبرتني
العجوز بهذا الخبر في سنة احدى وثمانين ومأتين في وزارة عبيد الله بن سليمان لما
قصدته قال حنظلة: فدعوت بأبي الفرج المظفر بن أحمد حتى سمع معي هذا
الخبر (1).
في هذا المجال راجع المحجة البيضاء: 5 / 236.

(1) الغيبة: 144. ونقل عنه في بحار الأنوار: 51 / 20 ح 28.
80

السخط
[5360] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو ان أحدكم فر من رزقه
كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال: ان الله بعدله وقسطه جعل
الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[5361] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد
الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عظيم البلاء يكافأ به
عظيم الجزاء فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء فمن رضي فله عند الله الرضا ومن
سخط البلاء فله عند الله السخط (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5362] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أركان الكفر أربعة: الرغبة والرهبة والسخط

(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 253 ح 8.
81

والغضب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5363] 4 - الكليني، عن علي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... والحلم يغلب الغضب والرحمة تغلب
السخط والصدقة تغلب الخطيئة ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أشبه هذا مما قد يغلب
غيره (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5364] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة بن
مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:... والرضا وضده
السخط... الحديث (3).
[5365] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل لموسى بن
عمران (عليه السلام): يا ابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك
إلى ذلك ولا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمي صاد لقسمي الذي قسمت بين
عبادي ومن يك كذلك فلست منه وليس مني (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5366] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن محمد بن الفضيل، عن سعد بن أبي عمرو الجلاب قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): أيما
امرأة باتت وزوجها عليها ساخط في حق لم تقبل منها صلاة حتى يرضى عنها وأيما

(1) الكافي: 2 / 289 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 148 ح 129.
(3) الكافي: 1 / 21.
(4) الكافي: 2 / 307 ح 6.
82

امرأة تطيبت لغير زوجها لم تقبل منها صلاة حتى تغتسل من طيبها كغسلها من
جنابتها (1).
[5367] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
موسى بن بكر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لا يرفع لهم: عبد آبق وامرأة زوجها
عليها ساخط والمسبل إزاره خيلاء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5368] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن الحسن بن منذر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لاتقبل لهم صلاة
عبد آبق من مواليه حتى يضع يده في أيديهم وامرأة باتت وزوجها عليها ساخط
ورجل أم قوما وهم له كارهون (3).
[5369] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الجاموراني، عن
ابن أبي حمزة، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتت امرأة إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالت: ما حق الزوج على المرأة؟ فقال: أن تجيبه إلى حاجته وإن
كانت على قتب ولا تعطي شيئا إلا بإذنه فإن فعلت فعليها الوزر وله الأجر ولا تبيت
ليلة وهو عليها ساخط، قالت: يا رسول الله وإن كان ظالما؟ قال: نعم، قالت:
والذي بعثك بالحق لا تزوجت زوجا أبدا (4).
[5370] 11 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن
ابن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي أمية يوسف بن ثابت بن
أبي سعيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنهم قالوا حين دخلوا عليه: إنما أحببناكم لقرابتكم
من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولما أوجب الله عز وجل من حقكم ما أحببناكم للدنيا نصيبها منكم إلا

(1) الكافي: 5 / 507 ح 2 و 3 و 5.
(2) الكافي: 5 / 507 ح 2 و 3 و 5.
(3) الكافي: 5 / 507 ح 2 و 3 و 5.
(4) الكافي: 5 / 508 ح 8.
83

لوجه الله والدار الآخرة وليصلح لامرء منا دينه، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): صدقتم
صدقتم ثم قال: من أحبنا كان معنا أو جاء معنا يوم القيامة هكذا ثم جمع بين السبابتين
ثم قال: والله لو ان رجلا صام النهار وقام الليل ثم لقى الله عز وجل بغير ولايتنا أهل البيت للقيه
وهو عنه غير راض أو ساخط عليه ثم قال وذلك قول الله عز وجل (وما منعهم أن تقبل منهم
نفقاتهم إلا انهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا
ينفقون إلا وهم كارهون فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها
في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون) (1) ثم قال: ان تكونوا وحدانيين
فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحدانيا يدعو الناس فلا يستجيبون له وكان أول من
استجاب له علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنت مني بمنزلة هارون
من موسى إلا انه لا نبي بعدي (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5371] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن
أبي المقدام قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر
والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لأحب رياحكم
وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا ان ولايتنا لا تنال إلا بالورع
والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم
السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى
الجنة قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والله ما على درجة
الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات أنتم الطيبون ونساؤكم
الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لقنبر

(1) سورة التوبة: 54 و 55.
(2) الكافي: 8 / 106 ح 80.
84

يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو على أمته ساخط إلا
الشيعة ألا وان لكل شيء عزا وعز الاسلام الشيعة ألا وان لكل شيء دعامة ودعامة
الاسلام الشيعة ألا وان لكل شيء ذروة وذروة الاسلام الشيعة ألا وان لكل شيء
شرفا وشرف الاسلام الشيعة ألا وان لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة
ألا وان لكل شيء إماما وامام الأرض أرض تسكنها الشيعة والله لولا ما في الأرض
منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل
خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب كل ناصب
وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية (عاملة ناصبة تصلى نارا حامية) (1)
فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن يخالفهم ينطقون بتفلت
والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد
أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها
متأخرا بعث بها مع امنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن
فيه والله ان حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وان فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل
القناعة وانكم كلهم لأهل دعوته وأهل إجابته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5372] 13 - الصدوق بإسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث مهلكات وثلاث منجيات،
فأما الدرجات فإسباغ الوضوء في السبرات وانتظار الصلاة بعد الصلاة والمشي
بالليل والنهار إلى الجماعات وأما الكفارات فإفشاء السلام وإطعام الطعام والتهجد
بالليل والناس نيام وأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه وأما

(1) سورة الغاشية: 3 و 4.
(2) الكافي: 8 / 212 ح 259.
85

المنجيات فخوف الله في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر وكلمة العدل في الرضا
والسخط... الحديث (1).
[5373] 14 - الصدوق قال: وروى عن إسماعيل بن مهران عن أحمد بن محمد عن جابر،
عن زينب بنت علي (عليهما السلام) قالت قالت فاطمة (عليها السلام) في خطبتها في معنى فدك: لله فيكم
عهد قدمه إليكم وبقية استخلفها عليكم كتاب الله بينه بصائره وآي منكشفة سرائره
وبرهان متجلية ظواهره مديم للبرية استماعه وقائد إلى الرضوان اتباعه مؤديا إلى
النجاة أشياعه فيه تبيان حجج الله المنورة ومحارمه المحدودة وفضائله المندوبة وجمله
الكافية ورخصه الموهوبة وشرايعه المكتوبة وبيناته الخالية ففرض الله الإيمان تطهيرا
من الشرك والصلاة تنزيها عن الكبر والزكاة زيادة في الرزق والصيام تبينا للإخلاص
والحج تسنية للدين والعدل تسكينا للقلوب والطاعة نظاما للملة والإمامة لما من
الفرقة والجهاد عزا للإسلام والصبر معونة على الاستيجاب والأمر بالمعروف مصلحة
للعامة وبر الوالدين وقاية عن السخط وصلة الأرحام منماة للعدد والقصاص حقنا
للدماء والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة وتوفية المكائيل والموازين تعييرا للبخسة
وقذف المحصنات حجبا عن اللعنة وترك السرقة ايجابا للعفة وأكل أموال اليتامى
إجارة من الظلم والعدل في الأحكام إيناسا للرعية وحرم الله الشرك إخلاصا له
بالربوبية فاتقوا الله حق تقاته فيما أمركم الله به وانتهوا عما نهاكم عنه، والخطبة طويلة
أخذنا منها موضع الحاجة (2).
[5374] 15 - الشيخ بإسناده إلى علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مراد، عن
يونس، عن عبيد الله بن علي الحلبي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال أمير المؤمنين (عليه السلام)
لعمر بن الخطاب: ثلاث إن حفظتهن وعملت بهن كفتك ما سواهن وإن تركتهن لم

(1) الفقيه: 4 / 360.
(2) الفقيه: 3 / 567 ح 4940.
86

ينفعك شيء سواهن قال: وما هن يا أبا الحسن؟ قال: إقامة الحدود على القريب
والبعيد والحكم بكتاب الله في الرضا والسخط والقسم بالعدل بين الأحمر والأسود،
فقال له عمر: لعمري لقد أوجزت وأبلغت (1).
[5375] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... وليكن أحب الامور إليك أوسطها في الحق وأعمها في العدل وأجمها
لرضى الرعية فإن سخط العامة يجحف برضى الخاصة وإن سخط الخاصة يغتفر مع
رضى العامة... (2).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[5376] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن رضى عن نفسه كثر
الساخط عليه (3).
[5377] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أصبح على الدنيا حزينا فقد
أصبح لقضاء الله ساخطا و... الحديث (4).
[5378] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من طلب رضى الله بسخط
الناس رد الله ذامه من الناس حامدا ومن طلب رضى الناس بسخط الله رد الله حامده
من الناس ذاما (5).
[5379] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أعظم وزر من طلب رضى
المخلوقين بسخط الخالق (6).

(1) التهذيب: 6 / 227 ح 7.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 6.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 228.
(5) غرر الحكم: ح 9036 و 9035.
(6) غرر الحكم: ح 9562.
87

السداد
[5380] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن مهران قال:
حدثنا عبد الملك بن أبي الحارث، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب
أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الخطبة فقال: الحمد لله أحمده واستعينه واستغفره واستهديه
وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله دليلا
عليه وداعيا إليه فهدم أركان الكفر وأنار مصابيح الإيمان من يطع الله ورسوله يكن
سبيل الرشاد سبيله ونور التقوى دليله ومن يعص الله ورسوله يخطئ السداد كله ولن
يضر إلا نفسه أوصيكم عباد الله بتقوى الله وصية من ناصح وموعظة من أبلغ واجتهد
أما بعد: فإن الله عز وجل جعل الإسلام صراطا منير الأعلام مشرق المنار فيه تأتلف
القلوب وعليه تأخى الإخوان والذي بيننا وبينكم من ذلك ثابت وده وقديم عهده،
معرفة من كل لكل لجميع الذي نحن عليه يغفر الله لنا ولكم والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته (1).
[5381] 2 - الكليني، عن علي بن الحسين المؤدب وغيره، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن أبي الحارث الهمداني، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: الحمد لله الخافض الرافع، الضار
النافع، الجواد الواسع، الجليل ثناؤه، الصادقة أسماؤه، المحيط بالغيوب وما يخطر

(1) الكافي: 5 / 371 ح 3.
88

على القلوب الذي جعل الموت بين خلقه عدلا وأنعم بالحياة عليهم فضلا، فأحيا
وأمات وقدر الأقوات، أحكمها بعلمه تقديرا وأتقنها بحمته تدبيرا إنه كان خبيرا
بصيرا، هو الدائم بلا فناء والباقي إلى غير منتهى يعلم ما في الأرض وما في السماء وما
بينهما وما تحت الثرى أحمده بخالص حمده المخزون بما حمده به الملائكة والنبيون حمدا
لا يحصى له عدد ولا يتقدمه أمد ولا يأتي بمثله أحد، أومن به وأتوكل عليه واستهديه
واستكفيه واستقضيه بخير واسترضيه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلى الله عليه وآله.
أيها الناس ان الدنيا ليست لكم بدار ولا قرار إنما أنتم فيها كركب عرسوا فأناخوا
ثم استقلوا فغدوا وراحوا دخلوا خفافا وراحوا خفافا لم يجدوا عن مضي نزوعا ولا
إلى ما تركوا رجوعا جد بهم فجدوا وركنوا إلى الدنيا فما استعدوا حتى إذا أخذ
بكظمهم وخلصوا إلى دار قوم جفت أقلامهم لم يبق من أكثرهم خبر ولا أثر قل في
الدنيا لبثهم وعجل إلى الآخرة بعثهم فأصبحتم حلولا في ديارهم ضاعنين على
آثارهم والمطايا بكم تسير سيرا ما فيه أين ولا تفتير، نهاركم بأنفسكم دؤوب
وليلكم بأرواحكم ذهوب فأصبحتم تحكون من حالهم حالا وتحتذون من مسلكهم
مثالا فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنما أنتم فيها سفر حلول، الموت بكم نزول تنتضل
فيكم مناياه وتمضي بأخباركم مطاياه إلى دار الثواب والعقاب والجزاء والحساب.
فرحم الله امرءا راقب ربه وتنكب ذنبه وكابر هواه وكذب مناه امرءا زم نفسه من
التقوى بزمام وألجمها من خشية ربها بلجام، فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن
المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر، طويل
السهر، عزوفا عن الدنيا سأما كدوحا لآخرته متحافظا امرءا جعل الصبر مطية
نجاته والتقوى عدة وفاته ودواء أجوائه فاعتبر وقاس وترك الدنيا والناس، يتعلم
89

للتفقه والسداد وقد وقر قلبه ذكر المعاد وطوى مهاده وهجر وساده منتصبا على
أطرافه داخلا في أعطافه خاشعا لله عز وجل يراوح بين الوجه والكفين خشوع في السر
لربه لدمعه صبيب ولقلبه وجيب شديدة أسباله ترتعد من خوف الله عز وجل أوصاله قد
عظمت فيما عند الله رغبته واشتدت منه رهبته راضيا بالكفاف من أمره يظهر دون ما
يكتم ويكتفي بأقل مما يعلم أولئك ودائع الله في بلاده، المدفوع بهم عن عباده لو أقسم
أحدهم على الله جل ذكره لأبره أو دعا على أحد نصره الله يسمع إذا ناجاه ويستجيب
له إذا دعاه جعل الله العاقبة للتقوى والجنة لأهلها مأوى، دعاؤهم فيها أحسن الدعاء
«سبحانك اللهم» دعاؤهم المولى على ما آتاهم «وآخر دعواهم أن الحمد لله رب
العالمين» (1).
[5382] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) في أجوبته عن مسائل سأله
عنها أمير المؤمنين (عليه السلام) أو غيره:... قيل: ما السداد؟ قال: دفع المنكر
بالمعروف... (2).
[5383] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في كلام له في النهي عن سماع
الغيبة وفي الفرق بين الحق والباطل: أيها الناس من عرف من أخيه وثيقة دين وسداد
طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال. أما انه قد يرمي الرامي وتخطئ السهام
ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد، أما انه ليس بين الحق والباطل إلا
أربع أصابع.
فسئل (عليه السلام) عن معنى قوله هذا، فجمع أصابعه ووضعها بين أذنه وعينه ثم قال:
الباطل أن تقول: سمعت والحق أن تقول: رأيت (3).

(1) الكافي: 8 / 170 ح 193.
(2) تحف العقول: 225.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 141.
90

[5384] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فإن تقوى الله مفتاح سداد
وذخيرة معاد وعتق من كل ملكة ونجاة من كل هلكة بها ينجح الطالب وينجو الهارب
وتنال الرغائب... (1).
[5385] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... ألا وإن لكل مأموم إماما يقتدى به ويستضئ بنور علمه ألا وإن
إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ومن طعمه بقرصيه ألا وانكم لا تقدرون على ذلك
ولكن أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد... (2).
[5386] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أحسن القول السداد (3).
[5387] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من عمل بالسداد
ملك (4).
[5388] 9 - ثاني الشهيدين رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان موسى (عليه السلام) لقى الخضر (عليه السلام) فقال:
أوصني فقال الخضر: يا طالب العلم إن القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل جلساءك
إذا حدثتهم واعلم ان قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك واعرف الدنيا وانبذها
وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار وإنها جعلت بلغة للعباد ليتزودوا
منها للمعاد، يا موسى وطن نفسك على الصبر تلقى الحلم واشعر قلبك بالتقوى تنل
العلم ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم، يا موسى تفرغ للعلم إن كنت تريده
فإنما العلم لمن تفرغ له ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا ان كثرة المنطق تشين العلماء
وتبدى مساوىء السخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق والسداد
واعرض عن الجهال واحلم عن السفهاء فإن ذلك فضل الحلماء وزين العلماء وإذا

(1) نهج البلاغة: الخطبة 230.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(3) غرر الحكم: ح 2865.
(4) غرر الحكم: ح 7915.
91

شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه
إياك أكثر، يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا لا تدري
ما فتحه، يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي فيها رغبته كيف
يكون عابدا ومن يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكن زاهدا يا موسى تعلم ما
تعلم لتعمل به ولا تعلم لتحدث به فيكون عليك بوره ويكون على غيرك نوره (1).
[5389] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من تواضع للمتعلمين وذل
للعلماء ساد بعلمه فالعلم يرفع الوضيع وتركه يضع الرفيع ورأس العلم التواضع
وبصره البراءة من الحسد وسمعه الفهم ولسانه الصدق وقلبه حسن النية وعقله معرفة
أسباب الامور ومن ثمراته التقوى واجتناب الهوى واتباع الهدى ومجانبة الذنوب
ومودة الاخوان والاستماع من العلماء والقبول منهم ومن ثمراته ترك الانتقام عند القدرة
واستقباح مقارفة الباطل واستحسان متابعة الحق وقول الصدق والتجافي عن سرور
في غفلة وعن فعل ما يعقب ندامة والعلم يزيد العاقل عقلا ويورث متعلمه صفات
حمد يجعل الحليم أميرا وذا المشورة وزيرا ويقمع الحرص ويخلع المكر ويميت البخل
ويجعل مطلق الوحش مأسورا وبعيد السداد قريبا (2).

(1) منية المريد: 140.
(2) بحار الأنوار: 75 / 6.
92

السر
[5390] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن
مرداس، عن صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار
الساباطي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الامام منكم
المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الامام منكم الظاهر؟
فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله
عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة
الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق
الظاهر في دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في
دولة الحق واعلموا إن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من
عدوه في وقتها فأتمها كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة ومن صلى منكم صلاة
فريضة وحده مستترا بها عن عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل بها له خمسا وعشرين
صلاة فريضة وحدانية ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر
صلوات نوافل ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة
ويضاعف الله عز وجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودان بالتقية على دينه وإمامه
ونفسه وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة إن الله عز وجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم
كيف صرنا نحن اليوم أفضل اعمالا من أصحاب الامام الظاهر منكم في دولة الحق
ونحن على دين واحد؟ فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى
93

الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع
إمامكم المستتر مطيعين له صابرين معه منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم
وأنفسكم من الملوك الظلمة تنتظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة قد
منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم
وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال فهنيئا
لكم.
قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن
اليوم في إمامتكم وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟ فقال:
سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله
الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله عز وجل في أرضه وتقام حدوده في خلقه
ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق،
أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من
كثير من شهداء بدر واحد فأبشروا (1).
[5391] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن محمد
ابن عبد الجبار جميعا، عن صفوان، عن عمرو بن حريث قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك
إلى هذا المنزل؟ قال: طلب النزهة فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني؟ فقال:
بلى قلت: أدين الله بشهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والولاية للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية

(1) الكافي: 1 / 333 ح 2.
94

لمحمد بن علي ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وإنكم أئمتي عليه أحيا وعليه
أموت وأدين الله به فقال: يا عمرو هذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين الله به في
السر والعلانية فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل إني هديت نفسي بل الله
هداك فأد شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في عينه وإذا أدبر طعن
في قفاه ولا تحمل الناس على كاهلك فإنك أوشك أن حملت الناس على كاهلك ان
يصدعوا شعب كاهلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد، ولا تحمل الناس على كاهلك: أي لا تسلط الناس على
نفسك بترك التقية، أو لا تحملهم على نفسك بكثرة المداهنة والمداراة معهم
بحيث تتضرر بذلك.
[5392] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن عامر، عن جابر المكفوف، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال
اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية فانه لا ايمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس كالنحل
في الطير لو ان الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا أكلته ولو ان الناس
علموا ما في أجوافكم انكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر
والعلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا (2).
[5393] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن يحيى، عن حريز، عن معلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا معلى اكتم أمرنا ولا تذعه فانه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله به في الدنيا وجعله
نورا بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى من أذاع أمرنا ولم يكتمه أذله الله به
في الدنيا ونزع النور من بين عينيه في الآخرة وجعله ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى ان

(1) الكافي: 2 / 23 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 218 ح 5.
95

التقية من ديني ودين آبائي ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى ان الله يحب أن يعبد في السر
كما يحب أن يعبد في العلانية، يا معلى ان المذيع لأمرنا كالجاحد له (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5394] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا
قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا وخافوا الله في السر حتى
تعطوا من أنفسكم النصف (2).
الرواية موثقة سندا.
[5395] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن
عبد الرحمن بن حماد رفعه قال: قال الله تبارك وتعالى لعيسى بن مريم (عليه السلام): يا عيسى
ليكن لسانك في السر والعلانية لسانا واحدا وكذلك قلبك اني أحذرك نفسك وكفى بي
خبيرا لا يصلح لسانان في فم واحد ولا سيفان في غمد واحد ولا قلبان في صدر واحد
وكذلك الأذهان (3).
[5396] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد،
عن نصر بن صاعد مولى أبي عبد الله (عليه السلام) عن أبيه قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
مذيع السر شاك وقائله عند غير أهله كافر ومن تمسك بالعروة الوثقى فهو ناج، قلت:
ما هو؟ قال: التسليم (4).
[5397] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن رجل من الكوفيين،
عن أبي خالد الكابلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ان الله جعل الدين

(1) الكافي: 2 / 223 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 287 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 343 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 371 ح 10.
96

دولتين دولة آدم وهي دولة الله ودولة إبليس فإذا أراد الله أن يعبد علانية كانت دولة آدم وإذا
أراد الله أن يعبد في السر كانت دولة إبليس والمذيع لما أراد الله ستره مارق من
الدين (1).
[5398] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن سليمان بن عمرو، عن أبي المغرا الخصاف رفعه
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر الله عز وجل في السر فقد ذكر الله كثيرا إن المنافقين كانوا
يذكرون الله علانية ولا يذكرونه في السر فقال الله عز وجل: (يراؤون الناس ولا يذكرون الله
إلا قليلا) (2) (3).
[5399] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي بن عبد الله وحميد
ابن زياد، عن الخشاب جميعا، عن الحسن بن علي بن يوسف عن معاذ بن ثابت، عن
عمرو بن جميع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أحق الناس
بالتخشع في السر والعلانية لحامل القرآن وان أحق الناس في السر والعلانية بالصلاة
والصوم لحامل القرآن ثم نادى بأعلى صوته: يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله
ولا تعزز به فيذلك الله يا حامل القرآن تزين به لله يزينك الله به ولا تزين به للناس
فيشينك الله به، من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه
ومن جمع القرآن فنوله لا يجهل مع من يجهل عليه ولا يغضب فيمن يغضب عليه ولا
يحد فيمن يحد ولكنه يعفو ويصفح ويغفر ويحلم لتعظيم القرآن ومن أوتي القرآن فظن
ان أحدا من الناس أوتي أفضل مما أوتي فقد عظم ما حقر الله وحقر ما عظم الله (4).
[5400] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن

(1) الكافي: 2 / 372 ح 11.
(2) سورة النساء: 142.
(3) الكافي: 2 / 501 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 604 ح 5.
97

محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): صدقة السر تطفئ غضب الرب (1).
[5401] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عمن ذكره، عن علي بن أسباط، عن إبراهيم
ابن أبي محمود، عن علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام): ما تقول في أعمال
هؤلاء؟ قال: إن كنت لابد فاعلا فاتق أموال الشيعة قال: فأخبرني على انه كان
يجبيها من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر (2).
[5402] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الله بن سنان
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (ولكن لا تواعدوهن سرا إلا أن تقولوا قولا
معروفا ولا تعزموا عقدة النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله) (3) فقال: السر أن يقول
الرجل موعدك بيت آل فلان ثم يطلب إليها أن لا تسبقه بنفسها إذا انقضت عدتها
قلت: فقوله (إلا أن تقولوا قولا معروفا)؟ هو طلب الحلال في غير أن يعزم عقدة
النكاح حتى يبلغ الكتاب أجله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5403] 14 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن غير واحد، عن
أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (إلا أن تقولوا
قولا معروفا) قال: يلقاها فيقول: إني فيك لراغب واني للنساء لمكرم فلا تسبقيني
بنفسك والسر لا يخلوا معها حيث وعدها (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 7 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 110 ح 3.
(3) سورة البقرة: 235.
(4) الكافي: 5 / 434 ح 2.
(5) الكافي: 5 / 435 ح 4.
98

[5404] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن عنبسة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: خالطوا الناس فانه إن لم
ينفعكم حب علي وفاطمة (عليهما السلام) في السر لم ينفعكم في العلانية (1).
[5405] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... هم (آل محمد (عليهم السلام)) موضع
سره ولجاء أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وجبال دينه بهم أقام انحناء
ظهر واذهب ارتعاد فرائصه... (2).
[5406] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صدر العاقل صندوق سره (3).
[5407] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كتم سره كانت الخيرة
بيده (4).
[5408] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لو عقل المرء عقله لأحرز سره
عمن أفشاه إليه ولم يطلع أحدا عليه (5).
[5409] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سرك أسيرك فإن أفشيته
صرت أسيره (6).
الروايات في هذا المجال متعددة وفي حرمة إذاعة سر المؤمن راجع جامع
أحاديث الشيعة: 16 / 347، وألف حديث في المؤمن: 88، ولم نذكرها روما
للاختصار.

(1) الكافي: 8 / 159 ح 155.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 2.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 6.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 162.
(5) غرر الحكم: ح 7609.
(6) غرر الحكم: ح 5639.
99

السراب
[5410] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان،
عن محمد بن عذافر، عن بعض أصحابه، عن محمد بن مسلم أو أبي حمزة، عن
أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال لي علي بن الحسين صلوات الله عليهما: يا بني
انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق فقلت: يا أبة من هم؟
قال: إياك ومصاحبة الكذاب فانه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويباعد لك
القريب وإياك ومصاحبة الفاسق فانه بائعك بأكلة أو أقل من ذلك وإياك ومصاحبة
البخيل فانه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه وإياك ومصاحبة الأحمق فانه يريد أن
ينفعك فيضرك وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فاني وجدته ملعونا في كتاب الله عز وجل في
ثلاث مواضع: قال الله عز وجل: (فهل عسيتم إن توليتم ان تفسدوا في الأرض وتقطعوا
أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم) (1) وقال: (الذين
ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في
الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار) (2) وقال في البقرة (الذين ينقضون
عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض
أولئك هم الخاسرون) (3) (4).

(1) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 23.
(2) سورة الرعد: 24.
(3) سورة البقرة: 27.
(4) الكافي: 2 / 376 ح 7.
100

[5411] 2 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية:...
واعلم أن أمامك مهالك ومهاوي وجسورا وعقبة كؤودا لا محالة أنت هابطها وأن
مهبطها إما على جنة أو على نار، فارتد لنفسك قبل نزولك إياها وإذا وجدت من أهل
الفاقة من يحمل زادك إلى القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله
وأكثر من تزوده وأنت قادر عليه، فلعلك تطلبه فلا تجده، وإياك أن تثق لتحميل
زادك بمن لا ورع له ولا أمانة فيكون مثلك مثل ظمآن رأى سرابا حتى إذا جاءه لم
يجده شيئا فتبقى في القيامة منقطعا بك، الحديث (1).
[5412] 3 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن موسى بن بكر، عمن سمع أبا عبد الله (عليه السلام) قال: العامل على غير
بصيرة كالسائر على السراب بقيعة لا يزيد سرعة سيره إلا بعدا (2).
[5413] 4 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن إبراهيم كان نازلا في بادية الشام فلما ولد له من هاجر
إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد وكانت تؤذي
إبراهيم في هاجر وتغمه - إلى أن قال: - فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء
فقامت هاجر في الوادي في موضع السعي ونادت: هل في الوادي من أنيس؟ فغاب
عنها إسماعيل فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي فظنت أنه ماء، فنزلت
في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل، ثم لمع لها السراب في
ناحية الصفا، فهبطت إلى الوادي تطلب الماء، فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى
بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات، فلما كانت في الشوط السابع وهي
على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه فعادت حتى جمعت

(1) الفقيه: 4 / 389.
(2) أمالي المفيد: المجلس الخامس ح 11 / 42.
101

حوله رملا، فإنه كان سائلا فزمته بما جعلته حوله، فلذلك سميت زمزم،
الحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
زمته: أي شدته وحجزته بما جعلت حوله من الرمل.
[5414] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى أهل مصر
مع مالك الأشتر لما ولاه امارتها: أما بعد فإن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) نذيرا
للعالمين ومهيمنا على المرسلين فلما مضى (عليه السلام) تنازع المسلمون الأمر من بعده فوالله ما
كان يلقى في روعي ولا يخطر على بالي ان العرب تزعج هذا الأمر من بعده (صلى الله عليه وآله وسلم) عن
أهل بيته ولا أنهم منحوه عني من بعده فما راعني إلا انثيال الناس على فلان يبايعونه
فأمسكت بيدي حتى رأيت راجعة الناس قد رجعت عن الاسلام يدعون إلى محق
دين محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فخشيت إن لم أنصر الإسلام وأهله ان أرى فيه ثلما أو هدما تكون
المصيبة به علي أعظم من فوت ولايتكم التي إنما هي متاع أيام قلائل يزول منه ما كان
كما يزول السراب أو كما يتقشع السحاب فنهضت في تلك الأحداث حتى زاح الباطل
وزهق واطمأن الدين وتنهنه ومنه انى والله لو لقيتهم واحدا وهم طلاع الأرض كلها
ما باليت ولا استوحشت واني من ضلالهم الذي هم فيه والهدى الذي أنا عليه لعلى
بصيرة من نفسي ويقين من ربي واني إلى لقاء الله لمشتاق ولحسن ثوابه لمنتظر راج
ولكني آسى أن يلي هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا
والصالحين حربا والفاسقين حزبا فإن منهم الذي شرب فيكم الحرام وجلد حدا في
الاسلام وان منهم من لم يسلم حتى رضخت له على الإسلام الرضائخ فلولا ذلك ما
أكثرت تاليبكم وجمعكم وتحريضكم ولتركتكم إذ أبيتم وونيتم ألا ترون إلى أطرافكم
قد انتقضت وإلى أمصاركم قد افتتحت وإلى ممالككم تزوى وإلى بلادكم تغزى

(1) تفسير القمي: 1 / 60، ونقل عنه في البرهان في تفسير القرآن: 1 / 330.
102

انفروا رحمكم الله إلى قتال عدوكم ولا تثاقلوا إلى الأرض فتقروا بالخسف
وتبوؤا بالذل ويكون نصيبكم الأخس ان أخا الحرب الارق ومن نام لم ينم عنه
والسلام (1).
[5415] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف القيامة:... وينفخ
في الصور فتزهق كل مهجة وتبكم كل لهجة وتذل الشم الشوامخ والصم الرواسخ
فيصير صلدها سرابا رقرقا ومعهدها قاعا سملقا فلا شفيع يشفع ولا حميم ينفع ولا
معذرة تدفع (2).
[5416] 7 - ابن شهر آشوب رفعه وقال: كتب ملك الروم إلى معاوية يسأله عن خصال
فكان فيما سأله: أخبرني عن لا شيء فتحير فقال عمرو بن العاص: وجه فرسا فارها
إلى معسكر علي ليباع فإذا قيل للذي هو معه بكم فيقول بلا شيء فعسى أن تخرج
المسألة فجاء الرجل إلى عسكر علي إذ مر به علي (عليه السلام) ومعه قنبر فقال: يا قنبر ساومه
فقال: بكم الفرس؟ قال: بلا شيء قال: يا قنبر خذ منه، قال: أعطني لا شيء
فأخرجه إلى الصحراء وأراه السراب فقال: ذاك لا شيء قال: اذهب فخبره قال:
وكيف قلت قال: أما سمعت يقول الله تعالى: (يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم
يجده شيئا) (3) (4).
ورد نظيرها بين الإمام الصادق (عليه السلام) وأبي حنيفة في بحار الأنوار: 44 / 239 ح 24.
[5417] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من سعى في طلب السراب طال
تعبه وكثر عطشه (5).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 62.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 195.
(3) سورة النور: 39.
(4) المناقب: 2 / 425 طبع بيروت، ونقل عنه في بحار الأنوار: 10 / 84.
(5) غرر الحكم: ح 9064.
103

[5418] 9 - وعنه (عليه السلام): من أمل الري من السراب خاب أمله ومات بعطشه (1).
[5419] 10 - وعنه (عليه السلام): من غره السراب تقطعت به الأسباب (2).

(1) غرر الحكم: ح 9065.
(2) غرر الحكم: ح 9224، ونقلتها عنه بواسطة هداية العلم: 275.
104

السرعة
[5420] 1 - الكليني عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن أبي البلاد،
عن سدير الصيرفي قال: أوصاني أبو جعفر (عليه السلام) بحوائج له بالمدينة فخرجت فبينا أنا
بين فج الروحاء على راحلتي إذا انسان يلوي ثوبه قال: فملت إليه وظننت انه عطشان
فناولته الأداوة فقال لي: لا حاجة لي بها وناولني كتابا طينه رطب قال: فلما نظرت
إلى الخاتم إذا خاتم أبي جعفر (عليه السلام) فقلت: متى عهدك بصاحب الكتاب؟ قال: الساعة
وإذا في الكتاب أشياء يأمرني بها، ثم التفت فإذا ليس عندي أحد، قال: ثم قدم
أبو جعفر (عليه السلام) فلقيته فقلت: جعلت فداك رجل أتاني بكتابك وطينه رطب، فقال:
يا سدير إن لنا خدما من الجن فإذا أردنا السرعة بعثناهم.
وفي رواية اخرى قال: إن لنا أتباعا من الجن كما إن لنا أتباعا من الإنس فإذا أردنا
أمرا بعثناهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5421] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عمن
ذكره عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: إنه يسخى
نفسي في سرعة الموت والقتل فينا قول الله: (أولم يروا انا نأتي الأرض ننقصها
من أطرافها) (2) وهو ذهاب العلماء (3).

(1) الكافي: 1 / 395 ح 4.
(2) سورة الرعد: 41.
(3) الكافي: 1 / 38 ح 6.
105

[5422] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن محمد بن سنان، عن طلحة بن زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: العامل على
غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعدا (1).
[5423] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سرعة نفاد
طعامهم فقال: تكيلون أو تهيلون؟ قالوا: نهيل يا رسول الله يعني الجزاف، قال:
كيلوا ولا تهيلوا فانه أعظم للبركة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5424] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن
اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5425] 6 - الصدوق، عن الطالقاني، عن البزوفري، عن إبراهيم بن هيثم، عن أبيه،
عن جده، عن المعافا بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح بن هاني، عن
أبي السرد قال: سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الحسن بن علي فقال: يا بني ما العقل؟
قال: حفظ قلبك ما استودعه قال: فما الحزم؟ قال: أن تنتظر فرصتك وتعاجل
ما أمكنك قال: فما المجد؟ قال: حمل الغارم وابتناء المكارم قال: فما السماحة؟ قال:
إجابة السائل وبذلك النائل قال: فما الشح؟ قال: أن ترى القليل سرفا وما أنفقت
تلفا قال: فما السرقة؟ قال: طلب اليسير ومنع الحقير قال: فما الكلفة؟ قال:

(1) الكافي: 1 / 43 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 167 ح 1.
(3) الخصال: 1 / 9 ح 30.
106

التمسك بمن لا يؤمنك والنظر فيما لا يعنيك قال: فما الجهل؟ قال: سرعة الوثوب على
الفرصة قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب ونعم العوان الصمت في مواطن
كثيرة وان كنت فصيحا ثم أقبل على الحسين ابنه (عليه السلام) فقال له: يا بني ما السؤدد؟ قال:
احشاش العشيرة واحتمال الجريرة قال: فما الغنى؟ قال: قلة أمانيك والرضا بما يكفيك
قال: فما الفقر؟ قال: الطمع وشدة القنوط قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه
وإسلامه عرسه قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك
ثم التفت إلى الحارث الأعور فقال: يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها زيادة
في العقل والحزم والرأي (1).
[5426] 7 - الديلمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وان أعقل الناس عبد عرف
ربه فأطاعه وعرف عدوه فعصاه وعرف دار إقامته فأصلحها وعرف سرعة رحيله
فتزود لها ألا وان خير الزاد ما صحبه التقوى وخير العمل ما تقدمته النية وأعلى
الناس منزلة عند الله أخوفهم منه (2).
[5427] 8 - المجلسي رفعه وقال قال أبو جعفر (عليه السلام): ان الله خلق إسرافيل وجبرئيل
وميكائيل من سبحة واحدة وجعل لهم السمع والبصر وموجود العقل وسرعة
الفهم (3).
[5428] 9 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: ان سرعة ائتلاف قلوب الأبرار إذا
التقوا وإن لم يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط ماء السماء بماء الأنهار وان بعد
ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف
وإن طال اعتلافها على مذود واحد (4).

(1) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(2) أعلام الدين: 337.
(3) بحار الأنوار: 56 / 175 ح 5.
(4) بحار الأنوار: 75 / 257.
107

[5429] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اغبط الناس المسارع إلى
الخيرات (1).

(1) غرر الحكم: ح 3122.
108

السرقة
[5430] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق
بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مؤمن إلا وله ذنب يهجره زمانا ثم يلم به
وذلك قول الله (إلا اللمم) وسألته عن قول الله عز وجل (الذين يجتنبون كبائر الاثم
والفواحش إلا اللمم) (1) قال: الفواحش الزنى والسرقة واللمم الرجل يلم بالذنب
فيستغفر الله منه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5431] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن عيسى الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة لا يجزن
في أربع: الخيانة والغلول والسرقة والربا لا يجزن في حج ولا عمرة ولا جهاد
ولا صدقة (3).
[5432] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى قال كتب محمد بن الحسن إلى أبي محمد (عليه السلام) رجل
اشترى من رجل ضيعة أو خادما بمال أخذه من قطع الطريق أو من سرقة هل يحل له
ما يدخل عليه من ثمرة هذه الضيعة أو يحل له أن يطأ هذا الفرج الذي اشتراه من
السرقة أو من قطع الطريق؟ فوقع (عليه السلام): لا خير في شيء أصله حرام ولا يحل

(1) سورة النجم: 32.
(2) الكافي: 2 / 442 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 124 ح 2.
109

استعماله (1).
الرواية مكاتبة ومعتبرة الإسناد.
[5433] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: سألت أحدهما (عليهما السلام) عن شراء
الخيانة والسرقة؟ فقال: لا إلا أن يكون قد اختلط معه غيره فأما السرقة بعينها فلا
إلا أن تكون من متاع السلطان فلا بأس بذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5434] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا يصلح شراء السرقة والخيانة إذا عرفت (3).
[5435] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عمر السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
الرجل يوجد عنده السرقة، قال: هو غارم إذا لم يأت على بايعها بشهود (4).
[5436] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن بكير بن أعين، عن
أبي جعفر (عليه السلام) في رجل سرق فلم يقدر عليه ثم سرق مرة اخرى فلم يقدر عليه
وسرق مرة اخرى فأخذ فجاءت البينة فشهدوا عليه بالسرقة الاولى والسرقة
الأخيرة، فقال: تقطع يده بالسرقة الاولى ولا تقطع رجله بالسرقة الأخيرة فقيل:
كيف ذاك؟ فقال: لأن الشهود شهدوا جميعا في مقام واحد بالسرقة الاولى والأخيرة

(1) الكافي: 5 / 125 ح 8.
(2) و (3) الكافي: 5 / 228 ح 1 و 4.
(4) الكافي: 5 / 229 ح 7.
110

قبل أن يقطع بالسرقة الاولى ولو أن الشهود شهدوا عليه بالسرقة الاولى ثم أمسكوا
حتى يقطع ثم شهدوا عليه بالسرقة الأخيرة قطعت رجله اليسرى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5437] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألته عن رجل استأجر أجيرا فأخذ الأجير متاعه فسرقه، فقال:
هو مؤتمن ثم قال: الأجير والضيف امناء ليس يقع عليهم حد السرقة (2).
الرواية موثقة سندا.
[5438] 9 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن عبيد الله بن أحمد النهيكي، عن ابن
أبي عمير، عن عدة من أصحابنا، عن محمد بن خالد بن عبد الله القسري قال: كنت
على المدينة فأتيت بغلام قد سرق فسألت أبا عبد الله (عليه السلام) عنه، فقال: سله حيث
سرق كان يعلم أن عليه في السرقة عقوبة فإن قال: نعم، قيل له: أي شيء تلك
العقوبة؟ فإن لم يعلم ان عليه في السرقة قطعا فخل عنه قال: فأخذت الغلام فسألته
وقلت له: أكنت تعلم ان في السرقة عقوبة؟ قال: نعم قلت: أي شيء هو؟ قال:
الضرب، فخليت عنه (3).
[5439] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
حكيم قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام): الكبائر تخرج من الإيمان؟ فقال: نعم وما دون
الكبائر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو
مؤمن (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 224 ح 12.
(2) الكافي: 7 / 228 ح 5.
(3) الكافي: 7 / 223 ح 11.
(4) الكافي: 2 / 284 ح 21.
111

[5440] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السارق إذا جاء من قبل نفسه تائبا إلى الله عز وجل ورد
سرقته على صاحبها فلا قطع عليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5441] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): في كم يقطع السارق؟
فقال: في ربع دينار قال قلت له: في درهمين؟ فقال: في ربع دينار - بلغ الدينار ما
بلغ - قال فقلت له: أرأيت من سرق أقل من ربع دينار هل يقع عليه حين سرق اسم
السارق؟ وهل هو عند الله سارق في تلك الحال؟ فقال: كل من سرق من مسلم شيئا
قد حواه وأحرزه فهو يقع عليه اسم السارق وهو عند الله سارق ولكن لا يقطع إلا في
ربع دينار أو أكثر ولو قطعت أيدي السراق فيما هو أقل من ربع دينار لألفيت عامة
الناس مقطعين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5442] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل
ابن زياد جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في السارق إذا سرق قطعت يمينه وإذا
سرق مرة اخرى قطعت رجله اليسرى ثم إذا سرق مرة اخرى سجنته وتركت رجله
اليمنى يمشي عليها إلى الغائط ويده اليسرى يأكل بها ويستنجي بها وقال: إني
لأستحي من الله أن أتركه لا ينتفع بشيء ولكني أسجنه حتى يموت في السجن وقال:
ما قطع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من سارق بعد يده ورجله (3).

(1) الكافي: 7 / 220 ح 8.
(2) الكافي: 7 / 221 ح 6.
(3) الكافي: 7 / 222 ح 4.
112

الرواية صحيحة الإسناد.
[5443] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): في السارق إذا أخذ وقد أخذ المتاع وهو في
البيت لم يخرج بعد، فقال: ليس عليه القطع حتى يخرج به من الدار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5444] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
صفوان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال تقطع يد السارق ويترك
إبهامه وصدر راحته وتقطع رجله وتترك له عقبه يمشي عليها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5445] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
منصور بن حازم، عن سليمان بن خالد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا سرق السارق
قطعت يده وغرم ما أخذ (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5446] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يقطع السارق في عام سنة يعني في عام مجاعة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5447] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل
شهد عليه رجلان بأنه سرق فقطع يده حتى إذا كان بعد ذلك جاء الشاهدان برجل

(1) الكافي: 7 / 224 ح 11.
(2) الكافي: 7 / 224 ح 13.
(3) الكافي: 7 / 225 ح 15.
(4) الكافي: 7 / 231 ح 2.
113

آخر فقالا: هذا السارق ليس الذي قطعت يده إنما شبهنا ذلك بهذا، فقضى عليهما أن
غرمهما نصف الدية ولم يجز شهادتهما على الآخر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5448] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل مدخل يدخل فيه بغير إذن صاحبه
فسرق منه السارق فلا قطع عليه يعني الحمامات والخانات والأرحية (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5449] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن علي بن الحسن بن رباط، عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أقيم على السارق الحد نفى إلى بلدة اخرى (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة، فإن شئت أكثر من هذا فراجع أخبار السرقة في
كتاب الحدود من كتب الأخبار والحمد لله رب العالمين.

(1) الكافي: 7 / 384 ح 8.
(2) الكافي: 7 / 231 ح 5.
(3) الكافي: 7 / 230 ح 1.
114

السرور
[5450] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن أبي اسامة زيد
الشحام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): اقرأ على من ترى انه يطيعني منهم ويأخذ
بقولي السلام وأوصيكم بتقوى الله عز وجل والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث
وأداء الأمانة وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أدوا الأمانة إلى
من ائتمنكم عليها برا أو فاجرا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بأداء الخيط والمخيط،
صلوا عشائركم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وأدوا حقوقهم فإن الرجل
منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس قيل:
هذا جعفري، فيسرني ذلك ويدخل علي منه السرور وقيل: هذا أدب جعفر وإذا كان
على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره وقيل: هذا أدب جعفر، فوالله لحدثني أبي (عليه السلام)
ان الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي (عليهما السلام) فيكون زينها آداهم للأمانة
وأقضاهم للحقوق وأصدقهم للحديث، إليه وصاياهم وودائعهم تسأل العشيرة عنه
فتقول: من مثل فلان إنه لآدانا للأمانة وأصدقنا للحديث (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5451] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
يحيى بن سلام، عن يوسف بن يعقوب، عن صالح بن عقبة، عن يونس الشيباني

(1) الكافي: 2 / 636 ح 5.
115

قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت: قليل قال: فلا تفعلوا
فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ولقد كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يداعب الرجل يريد أن يسره (1).
[5452] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: منكم والله يقبل ولكم والله
يغفر انه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرة العين إلا أن تبلغ نفسه
ههنا - وأومأ بيده إلى حلقه - ثم قال: انه إذا كان ذلك واحتضر حضره
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) وجبرئيل وملك الموت (عليهم السلام) فيدنو منه علي (عليه السلام) فيقول:
يا رسول الله ان هذا كان يحبنا أهل البيت فأحبه ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل
ان هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه ويقول جبرئيل لملك الموت:
ان هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فاحبه وارفق به فيدنو منه ملك الموت
فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك رقبتك أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة
الكبرى في الحياة الدنيا قال فيوفقه الله عز وجل فيقول: نعم، فيقول: وما ذلك؟ فيقول:
ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيقول: صدقت اما الذي كنت تحذره فقد آمنك الله منه
واما الذي كنت ترجوه فقد أدركته أبشر بالسلف الصالح مرافقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعلي وفاطمة (عليهما السلام) ثم يسل نفسه سلا رفيقا.
ثم ينزل بكفنه من الجنة وحنوطه من الجنة بمسك أذفر فيكفن بذلك الكفن ويحنط
بذلك الحنوط ثم يكسى حلة صفراء من حلل الجنة فإذا وضع في قبره فتح له باب من
أبواب الجنة يدخل عليه من روحها وريحانها ثم يفسح له عن أمامه مسيرة شهر وعن
يمينه وعن يساره ثم يقال له: نم نومة العروس على فراشها أبشر بروح وريحان وجنة
نعيم ورب غير غضبان ثم يزور آل محمد في جنان رضوى فيأكل معهم من طعامهم

(1) الكافي: 2 / 663 ح 3.
116

ويشرب من شرابهم ويتحدث معهم في مجالسهم حتى يقوم قائمنا أهل البيت فإذا قام
قائمنا بعثهم الله فأقبلوا معه يلبون زمرا زمرا فعند ذلك يرتاب المبطلون ويضمحل
المحلون وقليل ما يكونون هلكت المحاضير ونجى المقربون من اجل ذلك قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام): أنت أخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السلام قال: وإذا
احتضر الكافر حضره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) وجبرئيل (عليه السلام) وملك الموت (عليه السلام)
فيدنو منه علي (عليه السلام) فيقول: يا رسول الله ان هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه ويقول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا جبرئيل ان هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت رسوله
فابغضه فيقول جبرئيل: يا ملك الموت ان هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بيت
رسوله فابغضه واعنف عليه فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبد الله أخذت فكاك
رهانك أخذت أمان براءتك تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا فيقول:
لا فيقول: ابشر يا عدو الله بسخط الله عز وجل وعذابه والنار اما الذي كنت تحذره فقد
نزل بك ثم يسل نفسه سلا عنيفا ثم يوكل بروحه ثلاثمائة شيطان كلهم يبزق في وجهه
ويتأذى بروحه فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها
ولهبها (1).
[5453] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن القاسم
ابن محمد، عن العيص، عن نجم بن حطيم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من نوى الصوم
ثم دخل على أخيه فسأله أن يفطر عنده فليفطر وليدخل عليه السرور فانه يحتسب له
بذلك اليوم عشرة أيام وهو قول الله عز وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (2).
[5454] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث
أسري به لم يمر بخلق من خلق الله إلا رأى منه ما يحب من البشر واللطف والسرور

(1) الكافي: 3 / 131 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 150 ح 2.
117

به حتى مر بخلق من خلق الله فلم يلتفت اليه ولم يقل له شيئا فوجده قاطبا عابسا
فقال: يا جبرئيل ما مررت بخلق من خلق الله إلا رأيت البشر واللطف والسرور منه
إلا هذا فمن هذا؟ قال: هذا مالك خازن النار هكذا خلقه ربه قال: فإني أحب أن
تطلب إليه أن يريني النار، فقال له جبرئيل (عليه السلام): ان هذا محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد
سألني أن أطلب إليك أن تريه النار، قال: فأخرج له عنقا منها فرآها فلما أبصرها لم
يكن ضاحكا حتى قبضه الله عز وجل (1).
الرواية موثقة سندا.
[5455] 6 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير،
عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام)، عن
جده (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد التوسل إلي وأن يكون له عندي يد
أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم (2).
[5456] 7 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن ابن عقدة، عن علي بن رجاء
ابن صالح، عن حسن بن حسين العرني، عن خالد بن مختار، عن الحارث بن
حصيرة، عن القاسم بن جندب الأزدي، عن أنس بن مالك قال: كنت خادما
للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان إذا ذكر عليا رأيت السرور في وجهه إذ دخل عليه رجل من ولد
عبد المطلب فجلس فذكر عليا (عليه السلام) فجعل ينال منه وجعل وجه النبي يتغير، فما لبث
أن دخل علي (عليه السلام) فسلم فرد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: علي والحق معا هكذا - وأشار
بإصبعيه - لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يا علي حاسدك حاسدي وحاسدي
حاسد الله وحاسد الله في النار (3).

(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثمانون ح 6 / 696 الرقم 952.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الستون: ح 5 / 461 الرقم 615.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الثلاثون ح 1 / 624 الرقم 1288.
118

[5457] 8 - الحميري، عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله،
عن أبيه (عليهما السلام) قال: تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخدمة فقضى على
فاطمة بخدمة ما دون الباب وقضى على علي بما خلفه، قال فقالت فاطمة: فلا يعلم
ما داخلني من السرور إلا الله باكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمل رقاب الرجال (1).
[5458] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عبد الله بن العباس (رحمه الله) وكان
عبد الله يقول: ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كانتفاعي بهذا الكلام: أما
بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوؤه فوت ما لم يكن ليدركه فليكن
سرورك بما نلت من آخرتك وليكن اسفك على ما فاتك منها وما نلت من دنياك فلا
تكثر به فرحا وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا وليكن همك فيما بعد الموت (2).
[5459] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سرور المؤمن بطاعة ربه
وحزنه على ذنبه (3).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار للحصول على الروايات الواردة في عنوان ادخال السرور على المؤمن
فراجع كتابنا ألف حديث في المؤمن: 77، وفيه 27 حديثا لم نذكرها روما
للاختصار.

(1) قرب الاسناد: 52 ح 170.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 22.
(3) غرر الحكم: ح 5594.
119

السريرة
[5460] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل: ان من أغبط
أوليائي عندي عبدا مؤمنا ذا حظ من صلاح أحسن عبادة ربه وعبد الله في السريرة
وكان غامضا في الناس فلم يشر اليه بالأصابع وكان رزقه كفافا فصبر عليه فعجلت
به المنية فقل تراثه وقلت بواكيه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5461] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
فضل أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما يصنع أحدكم أن يظهر حسنا ويسر
سيئا أليس يرجع إلى نفسه فيعلم ان ذلك ليس كذلك والله عز وجل يقول: (بل الإنسان على
نفسه بصيرة) ان السريرة إذا صحت قويت العلانية (2).
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن فضالة، عن
معاوية، عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
الرواية صحيحة الإسناد.
[5462] 3 - الصدوق بإسناده إلى الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) انه
قال:... الذنوب التي ترد الدعاء سوء النية وخبث السريرة والنفاق مع الإخوان

(1) الكافي: 2 / 141 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 295 ح 11.
120

وترك التصديق بالإجابة وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها وترك
التقرب إلى الله عز وجل بالبر والصدقة واستعمال البذاء والفحش في القول (1).
[5463] 4 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن عبيد الله بن الحسين العلوي،
عن أبيه، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي جعفر الجواد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): المرض لا أجر فيه ولكنه لا يدع على العبد ذنبا إلا حطه، وإنما
الأجر في القول باللسان والعمل بالجوارح وإن الله بكرمه وفضله يدخل العبد بصدق
النية والسريرة الصالحة الجنة (2).
وذكر نحوها الرضي (رحمه الله) في نهج البلاغة: الحكمة 42.
[5464] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذل في نفسه وطاب
كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من
لسانه وعزل عن الناس شره وسعته السنة ولم ينسب إلى البدعة (3).
[5465] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أصلح سريرته أصلح الله
علانيته ومن عمل لدينه كفاه الله أمر دنياه ومن أحسن فيما بينه وبين الله أحسن الله ما
بينه وبين الناس (4).
[5466] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آفة الوزراء خبث السريرة (5).
[5467] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صلاح السرائر برهان صحة
البصائر (6).

(1) معاني الأخبار: 271.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع والعشرون ح 2 / 602 الرقم 1245.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 423.
(5) غرر الحكم: ح 3929.
(6) غرر الحكم: ح 5807.
121

[5468] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عند فساد العلانية تفسد
السريرة (1).
[5469] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حسنت سريرته لم يخف
أحدا (2).

(1) غرر الحكم: ح 6227.
(2) غرر الحكم: ح 8215.
122

السعادة
[5470] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله خلق السعادة والشقاء
قبل أن يخلق خلقه فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا وإن عمل شرا أبغض عمله ولم
يبغضه وإن كان شقيا لم يحبه أبدا وان عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه
فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5471] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن معلى بن عثمان، عن علي بن
حنظلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتى يقول
الناس: ما أشبهه بهم بل هو منهم، ثم يتداركه السعادة وقد يسلك بالشقي طريق
السعداء حتى يقول الناس: ما أشبهه بهم بل هو منهم، ثم يتداركه الشقاء ان من كتبه
الله سعيدا وإن لم يبق من الدنيا إلا فواق ناقة ختم له بالسعادة (2).
[5472] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول:
من قال هذا القول كان مع محمد وآل محمد إذا قام قبل أن يستفتح الصلاة: «اللهم اني

(1) الكافي: 1 / 152 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 154 ح 3.
123

أتوجه إليك بمحمد وآل محمد وأقدمهم بين يدي صلاتي وأتقرب بهم إليك فاجعلني
بهم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين مننت علي بمعرفتهم فاختم لي بطاعتهم
ومعرفتهم وولايتهم فإنها السعادة واختم لي بها فإنك على كل شيء قدير». ثم تصلي
فإذا انصرفت قلت: «اللهم اجعلني مع محمد وآل محمد في كل عافية وبلاء واجعلني
مع محمد وآل محمد في كل مثوى ومنقلب اللهم اجعل محياي محياهم ومماتي مماتهم
واجعلني معهم في المواطن كلها ولا تفرق بيني وبينهم انك على كل شيء قدير» (1).
[5473] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
أبي عبد الله جميعا، عن محمد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي يقظان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأيت المعروف كاسمه وليس شيء أفضل من المعروف إلا ثوابه
وذلك يراد منه وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه وليس كل من
يرغب فيه يقدر عليه ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة
والإذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه.
ورواه أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن مروان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
[5474] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين التيمي،
عن جعفر بن بكر، عن عبد الله بن أبي سهل، عن عبد الله بن عبد الكريم قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ثلاثة من السعادة: الزوجة المؤاتية والأولاد البارون والرجل يرزق
معيشته ببلده يغدو إلى أهله ويروح (3).
[5475] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن

(1) الكافي: 2 / 544 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 26 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 258 ح 2.
124

شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله قال: من
السعادة سعة المنزل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5476] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن المثنى، عن سدير الصيرفي، قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن من سعادة الرجل
أن يكون له الولد يعرف فيه شبه خلقه وخلقه وشمائله وإني لأعرف من ابني هذا شبه
خلقي وخلقي وشمائلي يعني أبا عبد الله (عليه السلام) (2).
استظهر العلامة المجلسي (قدس سره) في مرآة العقول (3) انه هاشم بن المثنى لا هشام،
فعلى هذا صارت الرواية معتبرة الإسناد.
[5477] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مرازم، عن
معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعادة الرجل أن يكون القيم على
عياله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5478] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن ابن مسكان، عن بعض أصحابه قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): ان من سعادة
المرء أن يكون متجره في بلده ويكون خلطاؤه صالحين ويكون له ولد يستعين بهم (5).
[5479] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن عثمان بن عيسى، عن ابن مسكان، عن بعض أصحابنا، عن علي

(1) الكافي: 6 / 525 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 306 ح 3.
(3) مرآة العقول: 3 / 326.
(4) الكافي: 4 / 13 ح 13.
(5) الكافي: 5 / 257 ح 1.
125

ابن الحسين (عليه السلام) قال: من سعادة المرء أن يكون متجره في بلده ويكون خلطاؤه
صالحين ويكون له ولد يستعين بهم ومن شقاء المرء أن تكون عنده امرأة معجب بها
وهي تخونه (1).
[5480] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المرء الزوجة الصالحة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5481] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح،
عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: من سعادة الرجل أن يكشف الثوب عن
امرأة بيضاء (3).
[5482] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعادة المرء أن لا تطمث ابنته في بيته (4).
[5483] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه
مرسلا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة الرجل الولد
الصالح (5).
[5484] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المرء المسلم المسكن
الواسع (6).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 258 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 327 ح 4.
(3) الكافي: 5 / 335 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 336 ح 1.
(5) الكافي: 6 / 3 ح 6.
(6) الكافي: 6 / 526 ح 7.
126

[5485] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سماعة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعادة المؤمن دابة يركبها
في حوائجه ويقضي عليها حقوق إخوانه (1).
[5486] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سعادة المرء المسلم المركب
الهنىء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5487] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من سعادة المرء أن تكون
صنايعه عند من يشكره ومعروفه عند من لا يكفره (3).
[5488] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفى بالمرء سعادة أن يوثق به في
امور الدين والدنيا (4).
[5489] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عند العرض على الله سبحانه
تتحقق السعادة من الشقاء (5).

(1) الكافي: 6 / 536 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 538 ح 8.
(3) غرر الحكم: ح 9447 و 7058 و 6223.
(4) غرر الحكم: ح 9447 و 7058 و 6223.
(5) غرر الحكم: ح 9447 و 7058 و 6223.
127

السعاية
[5490] 1 - الصدوق بإسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي كفر بالله العظيم من هذه الأمة عشرة: القتات والساحر والديوث
وناكح المرأة حراما في دبرها وناكح البهيمة ومن نكح ذات محرم والساعي في الفتنة
وبايع السلاح من أهل الحرب ومانع الزكاة ومن وجد سعة فمات ولم يحج... (1).
[5491] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير
يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الساعي قاتل ثلاثة: قاتل نفسه وقاتل من يسعى به
وقاتل من يسعى إليه (2).
[5492] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى الأشتر النخعي:... ولا
تعجلن إلى تصديق ساع فإن الساعي غاش وإن تشبه بالناصحين... (3).
قد مر منا مرارا إن لهذا العهد سند معتبر.
[5493] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الساعي كاذب لمن سعى إليه
وظالم لمن سعى عليه (4).
[5494] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أكذب السعاية والنميمة باطلة
كانت أو صحيحة (5).

(1) الفقيه: 4 / 356.
(2) الخصال: 1 / 107 ح 73.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(4) غرر الحكم: ح 1833.
(5) غرر الحكم: ح 2442.
128

السعي في حاجة المؤمن
[5495] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: إن لله عبادا في الأرض يسعون في حوائج الناس هم
الآمنون يوم القيامة ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله قلبه يوم القيامة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5496] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم بن عمر
اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في حاجة إلا كتب
الله عز وجل له بكل خطوة حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها درجة وزيد بعد ذلك عشر
حسنات وشفع في عشر حاجات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5497] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعى في حاجة أخيه
المسلم طلب وجه الله كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة يغفر فيها لأقاربه وجيرانه
وإخوانه ومعارفه ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل له ادخل
النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه باذن الله عز وجل إلا أن يكون
ناصبا (3).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 197.
(2) الكافي: 2 / 197.
(3) الكافي: 2 / 197.
129

[5498] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن خلف بن
حماد، عن إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سعى في
حاجة أخيه المسلم فاجتهد فيها فاجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عز وجل له حجة
وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما، وإن اجتهد فيها ولم يجر الله
قضاءها على يديه كتب الله عز وجل له حجة وعمرة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5499] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى بالمرء اعتمادا على أخيه أن ينزل
به حاجته (2).
الرواية موثقة سندا.
[5500] 6 - الصدوق رفعه إلى أبي علي الخراني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من ذهب مع
أخيه في حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله عمره، فقال له رجل: أخرج مع
أخي في حاجة وأقطع الطواف؟ فقال: نعم (3).
[5501] 7 - الطوسي بسنده المتصل إلى محمد بن يحيى المدني قال: سمعت جعفر بن
محمد (عليهما السلام) يقول: من كان في حاجة أخيه المسلم كان الله في حاجته ما كان في حاجة
أخيه (4).
[5502] 8 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده إلى جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: الخلق عيال الله فأحب الخلق
إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيته سرورا أو مشى مع أخ مسلم في حاجة

(1) الكافي: 2 / 198.
(2) الكافي: 2 / 198.
(3) مصادقة الاخوان: 68.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 1 / 97 الرقم 147.
130

أحب إلى الله من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام (1).
[5503] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى عبد الله بن جندب قال قال الصادق (عليه السلام):...
يا بن جندب الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة وقاضي حاجته
كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر واحد وما عذب الله امة إلا عند استهانتهم
بحقوق فقراء اخوانهم، الحديث (2).
[5504] 10 - الصوري رفعه إلى إسماعيل بن عباد الصيرفي، عن صدقة الحلواني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) انه قال في حديث: لأن أسعى مع أخ لي في حاجة حتى تقضى أحب إلي
من أن أعتق ألف نسمة وأحمل على ألف فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 196، والمؤمن
للحسين بن سعيد الأهوازي: 46، ومصادقة الاخوان: 66، والوافي: 5 / 665،
وبحار الأنوار: 71 / 283، ووسائل الشيعة: 11 / 582 (16 / 365)،
ومستدرك الوسائل: 12 / 408 و 410 وألف حديث في المؤمن: 207، وغير
ذلك من كتب الأخبار.

(1) الجعفريات: 193.
(2) تحف العقول: 223.
(3) قضاء حقوق المؤمنين: 30 ح 43.
131

السفر
[5505] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن
القاسم، عن صباح الحذاء قال قال أبو الحسن (عليه السلام): إذا أردت السفر فقف على باب
دارك واقرأ فاتحة الكتاب امامك وعن يمينك وعن شمالك و (قل هو الله أحد) أمامك
وعن يمينك وعن شمالك و (قل أعوذ برب الناس) و (قل أعوذ برب الفلق)
أمامك وعن يمينك وعن شمالك ثم قل: «اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم
ما معي وبلغني وبلغ ما معي بلاغا حسنا» ثم قال: أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما
معه ويسلم ولا يسلم ما معه ويبلغ ولا يبلغ ما معه (1).
[5506] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد
جميعا، عن ابن محبوب، عمن ذكر عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التواصل بين الاخوان في
الحضر التزاور وفي السفر التكاتب (2).
[5507] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل أصابته جنابة في السفر وليس معه ماء إلا
قليل وخاف ان هو اغتسل أن يعطش قال: إن خاف عطشا فلا يهريق منه قطرة
وليتيمم بالصعيد فإن الصعيد أحب إلي (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 543 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 670 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 65 ح 1.
132

[5508] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة
قال قلت له: رجل فاتته صلاة من صلاة السفر فذكرها في الحضر، قال: يقضي
ما فاته كما فاته إن كانت صلاة السفر أداها في الحضر مثلها وإن كانت صلاة الحضر
فليقض في السفر صلاة الحضر كما فاتته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5509] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفيق ثم السفر، وقال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا تصحبن في سفرك من لا يرى لك من الفضل عليه
كما ترى له عليك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5510] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن
ذكره عن الرضا (عليه السلام): عن الرجل يكون في السفر ومعه جارية له فيجيء قوم يريدون
أخذ جاريته أيمنع جاريته من أن تؤخذ وإن خاف على نفسه القتل؟ قال: نعم قلت:
وكذلك إن كانت معه امرأة؟ قال: نعم قلت: وكذلك الأم والبنت وابنة العم والقرابة
يمنعهن وان خاف على نفسه القتل؟ قال: نعم. قلت: وكذلك المال يريدون أخذه في
سفر فيمنعه وان خاف القتل؟ قال: نعم (3).
[5511] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن محمد بن
عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الرجل يكون معه أهله في السفر لا يجد الماء أيأتي أهله؟ قال: ما أحب أن يفعل إلا أن
يخاف على نفسه، قال قلت: طلب بذلك اللذة أو يكون شبقا إلى النساء؟ قال: ان

(1) الكافي: 3 / 435 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 286 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 52 ح 5.
133

الشبق يخاف على نفسه؟ قلت: يطلب بذلك اللذة؟ قال: هو حلال قلت: فانه يروى
عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان أبا ذر (رحمه الله) سأله عن هذا فقال: ائت أهلك تؤجر، فقال يا رسول الله
آتيهم واوجر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كما انك إذا أتيت الحرام ازرت فكذلك إذا أتيت
الحلال اوجرت، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ألا ترى انه إذا خاف على نفسه فأتى الحلال
أوجر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5512] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن صفوان، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يكره للرجل إذا قدم من السفر أن يطرق
أهله ليلا حتى يصبح (2).
[5513] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): العقيق أمان في السفر (3).
[5514] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
عدة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حق المسافر أن
يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في السفر كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الحج في كتب الأخبار نحو
وسائل الشيعة: 11 / 341 طبع آل البيت، ومستدرك الوسائل: 8 / 113.

(1) الكافي: 5 / 495 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 499 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 470 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 670 ح 4.
134

السفلة
[5515] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل، عن منصور بزرج، عن مفضل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إياك والسفلة
فإنما شيعة علي من عف بطنه وفرجه واشتد جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف
عقابه فإذا رأيت أولئك فأولئك شيعة جعفر (1).
[5516] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن الحسين، عن
محمد بن سنان، عن عمار بن موسى قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا عمار إن كنت تحب
أن تستتب لك النعمة وتكمل لك المروءة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد
والسفلة في أمرك فإنك إن ائتمنتهم خانوك وإن حدثوك كذبوك وإن نكبت خذلوك
وإن وعدوك أخلفوك (2).
[5517] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه
قال: إياك ومخالطة السفلة فإن السفلة لا يؤول إلى خير (3).
رويها الكشي في رجاله: 299 ح 536.
[5518] 4 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن الفضل بن عامر، عن

(1) الكافي: 2 / 233 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 640 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 158 ح 7.
135

البجلي، عن ذريح، عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة
إن لم تظلمهم ظلموك: السفلة وزوجتك وخادمك (1).
[5519] 5 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن السياري
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن السفلة؟ فقال: من يشرب الخمر ويضرب
بالطنبور (2).
[5520] 6 - الصدوق بإسناده إلى حديث أربعمائة قال أمير المؤمنين (عليه السلام):... احذروا
السفلة فإن السفلة من لا يخاف الله عز وجل فيهم قتلة الأنبياء وفيهم أعداؤنا... (3).
[5521] 7 - الكشي عن جبرئيل بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن جبلة،
عن ذريح المحاربي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن جابر الجعفي وما روى، فلم يجبني
وأظنه قال: سألته بجمع فلم يجبني فسألته الثالثة فقال لي يا ذريح دع ذكر جابر فإن
السفلة إذا سمعوا بأحاديثه شنعوا أو قال: أذاعوا (4).
[5522] 8 - الكشي، عن آدم بن محمد البلخي، عن علي بن الحسن بن هارون، عن
علي بن أحمد، عن علي بن سليمان، عن ابن فضال، عن علي بن حسان، عن المفضل
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن تفسير جابر، قال: لا تحدث به السفلة فيذيعونه أما
تقرأ في كتاب الله عز وجل (فإذا نقر في الناقور)؟ ان منا إماما مستترا فإذا أراد الله إظهار
أمره نكث في قلبه فظهر فقام بأمر الله (5).
[5523] 9 - الكشي قال: روى عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن جبلة، عن ذريح
المحاربي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) بالمدينة: ما تقول في أحاديث جابر؟ فقال:

(1) الخصال: 1 / 86 ح 15.
(2) الخصال: 1 / 62 ح 89.
(3) الخصال: 2 / 635.
(4) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 193 ح 340.
(5) رجال الكشي: 192 ح 338.
136

تلقاني بمكة، قال فلقيته بمكة، فقال: تلقاني بمنى، قال: فلقيته بمنى، فقال لي:
ما تصنع بأحاديث جابر، اله عن أحاديث جابر فإنها إذا وقعت إلى السفلة
أذاعوها... (1).
[5524] 10 - الكشي، عن إبراهيم بن علي الكوفي، عن إبراهيم بن إسحاق الموصلي،
عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزين، عن المفضل بن عمر قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياك والسفلة إنما شيعة جعفر من عف بطنه وفرجه واشتد
جهاده وعمل لخالقه ورجا ثوابه وخاف عقابه (2).
[5525] 11 - الكشي، عن حمدويه، عن يعقوب بن يزيد، عن العباس القصباني ابن
عامر الكوفي، عن المفضل قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتق السفلة واحذر
السفلة فإني نهيت أبا الخطاب فلم يقبل مني (3).
[5526] 12 - الكشي، عن محمد بن مسعود، عن علي بن محمد القمي، عن محمد بن أحمد
ابن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سلام، عن حبيب الخثعمي، عن ابن
أبي يعفور قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فاستأذن عليه رجل حسن الهيئة فقال:
اتق السفلة، فما تقارت في الأرض حتى خرجت فسألت عنه، فوجدته غاليا (4).
[5527] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الرضا (عليه السلام) انه سئل عن السفلة فقال: من كان له
شيء يلهيه عن الله (5).
[5528] 14 - ابن إدريس الحلي رفعه عن أبي عبد الله السياري، عن أبي الحسن
الأول (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى عمر فقال: إن امرأته نازعته فقالت له: يا سفلة فقال

(1) رجال الكشي: 373 ح 699.
(2) رجال الكشي: 306 ح 552.
(3) رجال الكشي: 295 ح 520.
(4) رجال الكشي: 307 ح 553.
(5) تحف العقول: 442.
137

لها: إن كان سفلة فهي طالق، فقال: ان كنت ممن يتبع القصاص ويمشي في غير
حاجة ويأتي أبواب السلاطين فقد بانت منك فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): ليس كما
قلت إلي، فقال له عمر: ايته فاسمع ما يفتيك به فأتاه فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): إن
كنت ممن لا يبالي بما قال ولا ما قيل لك، فأنت سفلة وإلا فلا شيء عليك (1).
[5529] 15 - ابن إدريس الحلي نقلا من جامع البزنطي قال: سئل أبو الحسن (عليه السلام) عن
السفلة فقال: السفلة الذي يأكل في الأسواق (2).
[5530] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا ساد السفل خاب الأمل (3).
[5531] 17 - وعنه (عليه السلام): زوال الدول باصطناع السفل (4).
[5532] 18 - وعنه (عليه السلام): فقدان الرؤساء أهون من رياسة السفل (5).
[5533] 19 - وعنه (عليه السلام): مجالسة السفل تضني القلوب (6).
[5534] 20 - وعنه (عليه السلام): منازعة السفل تشين السادة (7).
السفلة: بالفارسية يقال لها «پست» وجميع ما ذكر في الروايات من مصاديقها فعليه
لا تنافي بينها والله سبحانه هو العالم.

(1) السرائر: 3 / 570.
(2) السرائر: 3 / 576.
(3) غرر الحكم: ح 4034 و 5486 و 6569 و 9770 و 9813.
(4) غرر الحكم: ح 4034 و 5486 و 6569 و 9770 و 9813.
(5) غرر الحكم: ح 4034 و 5486 و 6569 و 9770 و 9813.
(6) غرر الحكم: ح 4034 و 5486 و 6569 و 9770 و 9813.
(7) غرر الحكم: ح 4034 و 5486 و 6569 و 9770 و 9813.
138

السفيه
[5535] 1 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عمن ذكره عن محمد بن خالد، عن محمد بن
سنان، عن زيد الشحام قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله تبارك وتعالى اتخذ
إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا وإن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا وإن الله اتخذه
رسولا قبل أن يتخذه خليلا وإن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما فلما جمع له
الأشياء: (قال اني جاعلك للناس إماما) قال: فمن عظمها في عين إبراهيم (قال
ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين) (1) قال: لا يكون السفيه إمام التقي (2).
[5536] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن عمار بن مروان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا تمارين حليما ولا سفيها فإن الحليم
يقليك والسفيه يؤذيك (3).
[5537] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض
أصحابه، عن أبي المغرا، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تسفهوا فإن أئمتكم
ليسوا بسفهاء.
وقال أبو عبد الله (عليه السلام): من كافأ السفيه بالسفه فقد رضي بما أتى إليه حيث احتذى
مثاله (4).

(1) سورة البقرة: 124.
(2) الكافي: 1 / 175 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 301 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 322 ح 2.
139

[5538] 4 - الكليني، عن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن بعض أصحابه
رفعه قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يكون السفه والغرة في قلب العالم (1).
[5539] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف
ابن سابق، عن الفضل بن أبي غرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن السفه خلق لئيم
يستطيل على من هو دونه ويخضع لمن هو فوقه (2).
[5540] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد رفعه عن بعض
الحكماء قال: إن أحق الناس أن يتمنى الغنى للناس أهل البخل لأن الناس إذا استغنوا
كفوا عن أموالهم، وان أحق الناس أن يتمنى صلاح الناس أهل العيوب لأن الناس إذا
صلحوا كفوا عن تتبع عيوبهم، وان أحق الناس أن يتمنى حلم الناس أهل السفه
الذين يحتاجون أن يعفى عن سفههم، فأصبح أهل البخل يتمنون فقر الناس وأصبح
أهل العيوب يتمنون فسقهم وأصبح أهل الذنوب يتمنون سفههم وفي الفقر الحاجة إلى
البخيل وفي الفساد طلب عورة أهل العيوب وفي السفه المكافأة بالذنوب (3).
[5541] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن سماعة بن
مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل قال:... والحلم وضدها
السفه... (4).
[5542] 8 - الصدوق باسناده عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
جده رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... وأحق الناس بالذنب السفيه المغتاب... (5).
[5543] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض

(1) الكافي: 1 / 36 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 322 ح 1.
(3) الكافي: 8 / 170 ح 191.
(4) الكافي: 1 / 21.
(5) الفقيه: 4 / 396.
140

أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور الهمداني
قال: قال علي للحسن ابنه (عليهما السلام) في مسائله التي سأله عنها: يا بني ما السفه؟ فقال:
اتباع الدناة ومصاحبة الغواة (1).
[5544] 10 - الطوسي بإسناده عن علي بن الحسن، عن محمد وأحمد ابني الحسن، عن
أبيهما، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سأله أبي وأنا حاضر عن قول الله عز وجل (حتى إذا بلغ أشده) قال: الاحتلام قال فقال:
يحتلم في ست عشرة وسبعة عشر ونحوها فقال: إذا أتت عليه ثلاث عشرة سنة
ونحوها؟ فقال: لا إذا أتت عليه ثلاث عشرة سنة كتبت له الحسنات وكتبت عليه
السيئات وجاز أمره إلا أن يكون سفيها أو ضعيفا فقال وما السفيه؟ فقال: الذي
يشتري الدرهم بأضعافه قال: وما الضعيف؟ قال: الأبله (2).
الرواية من حيث السند موثقة.
[5545] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة القاصعة انه قال:... فلعن الله
السفهاء لركوب المعاصي والحلماء لترك التناهي... (3).
[5546] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولكنني آسى أن يلي أمر
هذه الامة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباده خولا والصالحين حربا
والفاسقين حزبا... (4).
[5547] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجود حارس الأعراض والحلم
فدام السفيه... (5).

(1) معاني الأخبار: 247.
(2) التهذيب: 9 / 182 ح 6.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 62.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 211.
141

الفدام: ككتاب، شيء تشده على أفواه الدابة عند السقي، أي: إذا حلمت
فكأنك ربطت فم السفيه بالفدام فمنعته من الكلام.
[5548] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وبالحلم عن السفيه تكثر
الأنصار عليه (1).
[5549] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فرض الله الإيمان تطهيرا من
الشرك... والنهي عن المنكر ردعا للسفهاء... (2).
[5550] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ترك جواب السفيه أبلغ
جوابه (3).
[5551] 17 - وعنه (عليه السلام): كثرة السفه توجب الشنآن وتجلب البغضاء (4).
[5552] 18 - وعنه (عليه السلام): من داخل السفهاء حقر (5).
[5553] 19 - وعنه (عليه السلام): مقارنة السفهاء تفسد الخلق (6).
[5554] 20 - وعنه (عليه السلام): السفه مفتاح السباب (7).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 322،
والوافي: 5 / 949، وبحار الأنوار: 72 / 293، ووسائل الشيعة: 11 / 325،
ومستدرك الوسائل: 12 / 77، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 428.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 224.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(3) غرر الحكم: ح 4498.
(4) غرر الحكم: ح 7128.
(5) غرر الحكم: ح 7875.
(6) غرر الحكم: ح 9772.
(7) غرر الحكم: ح 312.
142

السقي
[5555] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد، عن
الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أشارك العلج
فيكون من عندي الأرض والبذر والبقر ويكون على العلج القيام والسقي والعمل في
الزرع حتى يصير حنطة وشعيرا ويكون القسمة فيأخذ السلطان حقه ويبقى ما بقي
على ان للعلج منه الثلث ولي الباقي، قال: لا بأس بذلك قلت: فلي عليه أن يرد علي
مما أخرجت الأرض البذر ويقسم الباقي، قال: إنما شاركته على ان البذر من عندك
وعليه السقي والقيام (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5556] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم، عن
أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمار
الجنة ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاء الله من الرحيق المختوم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5557] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سقى مؤمنا شربة من ماء من حيث
يقدر على الماء أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة وإن سقاه من حيث لا يقدر

(1) الكافي: 5 / 267 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 201 ح 5.
143

على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5558] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار قال:
دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه فقال: يا فضيل انني
كثيرا ما أقول ما على رجل عرفه الله هذا الأمر لو كان في رأس جبل حتى يأتيه
الموت، يا فضيل بن يسار ان الناس أخذوا يمينا وشمالا وإنا وشيعتنا هدينا الصراط
المستقيم، يا فضيل بن يسار ان المؤمن لو أصبح له ما بين المشرق والمغرب كان ذلك
خيرا له ولو أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له، يا فضيل بن يسار ان الله
لا يفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له، يا فضيل بن يسار لو عدلت الدنيا عند الله عز وجل جناح
بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء، يا فضيل بن يسار انه من كان همه هما واحدا
كفاه الله همه ومن كان همه في كل واد لم يبال الله بأي واد هلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5559] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما استسقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسقى الناس حتى
قالوا: انه الغرق وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وردها: اللهم حوالينا ولا علينا قال:
فتفرق السحاب، فقالوا: يا رسول الله استسقيت لنا فلم نسق ثم استسقيت لنا
فسقينا؟ قال: إني دعوت وليس لي في ذلك نية ثم دعوت ولي في ذلك نية (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 201 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 246 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 474 ح 5.
144

[5560] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل قال:
قلت لأبي الحسن (عليه السلام): ان لنا رطبة وأرزا فما الذي علينا فيها؟ فقال (عليه السلام): أما الرطبة
فليس عليك فيها شيء واما الأرز فما سقت السماء بالعشر وما سقي بالدلو فنصف
العشر من كل ما كلت بالصاع، أو قال: وكيل بالمكيال (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5561] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
ابن عيسى جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام):
في الصدقة فيما سقت السماء والأنهار إذا كان سيحا أو كان بعلا العشر وما سقت
السواني والدوالي أو سقى بالغرب فنصف العشر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5562] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سقى الماء في موضع يوجد فيه الماء كان كمن أعتق
رقبة ومن سقى الماء في موضع لا يوجد فيه الماء كان كمن أحيا نفسا ومن أحيا نفسا
فكأنما أحيا الناس جميعا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5563] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن ضريس بن عبد الملك، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يحب
إبراد الكبد الحري ومن سقى كبدا حري من بهيمة أو غيرها أظله الله يوم لا ظل إلا
ظله (4).

(1) الكافي: 3 / 51 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 513 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 57 ح 3.
(4) الكافي: 4 / 58 ح 6.
145

الرواية صحيحة الإسناد.
[5564] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن محمد بن
الفضيل، رفعه عنهم (عليهم السلام) قالوا: كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أكل لقم من بين عينيه وإذا شرب
سقى من على يمينه (1).
[5565] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين
ابن عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره عن أبي عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما أخال
أحدا يحنك بماء الفرات إلا أحبنا أهل البيت وقال (عليه السلام): ما سقى أهل الكوفة ماء
الفرات إلا لأمر ما، وقال: يصب فيه ميزابان من الجنة (2).
[5566] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة بن أيوب، عن بشير الهذلي، عن عجلان أبي صالح قال: قلت لأبي عبد
الله (عليه السلام): المولود يولد فنسقيه من الخمر؟ فقال: من سقى مولودا خمرا أو قال: مسكرا
سقاه الله عز وجل من الحميم وان غفر له (3).
[5567] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي المغرا، عن سليمان بن خالد قال فيما أظن عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رئى أبو ذر (رضي الله عنه)
عنه يسقى حمارا بالربذة فقال له بعض الناس: أما لك يا أبا ذر من يكفيك سقي الحمار؟
فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من دابة إلا وهي تسأل الله كل صباح اللهم
ارزقني مليكا صالحا يشبعني من العلف ويرويني من الماء ولا يكلفني فوق طاقتي فأنا
أحب أن أسقيه بنفسي (4).
[5568] 14 - الصدوق بإسناده عن حفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن

(1) الكافي: 6 / 299 ح 17.
(2) الكافي: 6 / 388 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 397 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 537 ح 2.
146

جبرئيل (عليه السلام) كرى برجله خمسة انهار ولسان الماء: يتبعه الفرات ودجلة ونيل مصر
ومهران ونهر بلخ فما سقت أو سقي منها فللامام والبحر المطيف بالدنيا وهو
افسيكون (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5569] 15 - البرقي، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن سيف بن
عميرة، عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام): إن الله يحب إراقة الدماء
وإطعام الطعام وإغاثة اللهفان (2).
اللهفان: العطشان.
[5570] 16 - الشيخ أبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن من أفضل الأعمال إبراد الكبد الحري، يعني سقي
الماء (3).
[5571] 17 - الشيخ القمي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أفضل الصدقة صدقة
الماء (4).
[5572] 18 - الشيخ القمي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أفضل الصدقة سقي الماء (5).
[5573] 19 - الشيخ القمي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أفضل الصدقة ابراء كبد
حارة (6).
[5574] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الاستسقاء: ألا وان الأرض
التي تحملكم والسماء التي تظلكم مطيعتان لربكم وما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما

(1) الفقيه: 2 / 45 ح 1663.
(2) المحاسن: 388.
(3) الغايات: 185.
(4) الغايات: 195.
(5) و (6) الغايات: 196.
147

توجعا لكم ولا زلفة إليكم ولا لخير ترجوانه منكم ولكن امرتا بمنافعكم فاطاعتا
واقيمتا على حدود مصالحكم فقامتا ان الله يبتلي عباده عند الأعمال السيئة بنقص
الثمرات وحبس البركات واغلاق خزائن الخيرات ليتوب تائب ويقلع مقلع ويتذكر
متذكر ويزدجر مزدجر وقد جعل الله سبحانه الاستغفار سببا لدرور الرزق ورحمة
الخلق فقال سبحانه: (استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا) (1) فرحم الله امرأ
استقبل توبته واستقال خطيئته وبادر منيته.
اللهم انا خرجنا إليك من تحت الاستار والاكنان وبعد عجيج البهائم والولدان
راغبين في رحمتك وراجين فضل نعمتك وخائفين من عذابك ونقمتك، اللهم فاسقنا
غيثك ولا تجعلنا من القانطين ولا تهلكنا بالسنين ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا يا
أرحم الراحمين، اللهم انا خرجنا إليك نشكو إليك ما لا يخفى عليك الجأتنا المضايق
الوعرة واجاءتنا المقاحط المجدبة واعيتنا المطالب المتعسرة وتلاحمت علينا الفتن
المستصعبة، اللهم انا نسألك ألا تردنا خائبين ولا تقلبنا واجمين ولا تخاطبنا بذنوبنا
ولا تقايسنا بأعمالنا، اللهم انشر علينا غيثك وبركتك ورزقك ورحمتك واسقنا سقيا
ناقعة مروية معشبة تنبت بها ما قد فات وتحي بها ما قد مات نافعة الحيا كثيرة المجتنى
تروي بها القيعان وتسيل البطنان وتستورق الأشجار وترخص الأسعار (انك على
ما تشاء قدير) (2).
أنت تجد الروايات الواردة في صلاة الاستسقاء في كتاب الصلاة من كتب الأخبار
فراجعها إن شئت.

(1) سورة نوح: 10 - 12.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 143.
148

السكوت
[5575] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لقمان لابنه: يا بني إن كنت
زعمت ان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب (1).
[5576] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال له رجل: ان
لي على بعض الحسنيين مالا وقد أعياني أخذه وقد جرى بيني وبينه كلام ولا آمن أن
يجري بيني وبينه في ذلك ما أغتم له، فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): ليس هذا طريق
التقاضي ولكن إذا أتيته أطل الجلوس والزم السكوت، قال الرجل: فما فعلت ذلك
إلا يسيرا حتى أخذت مالي (2).
[5577] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن منصور بن العباس،
عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الحسين بن مياح، عن أمية بن عمرو، عن
الشعيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إذا نادى المنادي
فليس لك أن تزيد وإنما يحرم الزيادة النداء ويحلها السكوت (3).
[5578] 4 - الصدوق رفعه وقال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): جمع الخير كله في ثلاث خصال:
النظر والسكوت والكلام فكل نظر ليس فيه اعتبار فهو سهو وكل كلام ليس فيه ذكر

(1) الكافي: 2 / 114 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 101 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 305 ح 8.
149

فهو لغو وكل سكوت ليس فيه فكرة فهو غفلة فطوبى لمن كان نظره عبرا وسكوته
فكرا وكلامه ذكرا وبكى على خطيئته وامن الناس شره (1).
[5579] 5 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كلام في حق خير من سكوت على
باطل (2).
[5580] 6 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق (عليه السلام): النوم راحة للجسد والنطق راحة
للروح والسكوت راحة للعقل (3).
[5581] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب سكوت أبلغ من كلام (4).
[5582] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب كلام جوابه السكوت (5).
[5583] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من سكت فسلم كمن تكلم
فغنم (6).
[5584] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السكوت على الأحمق أفضل
جوابه (7).
يأتي في هذا المجال عنوان الصمت في محله إن شاء الله تعالى.

(1) الفقيه: 4 / 405 ح 5876.
(2) الفقيه: 4 / 396 ح 5844.
(3) الفقيه: 4 / 402 ح 5865.
(4) غرر الحكم: ح 5321.
(5) غرر الحكم: ح 5303.
(6) غرر الحكم: ح 9235.
(7) غرر الحكم: ح 116.
150

السكينة
[5585] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سألته عن قول الله عز وجل (أنزل السكينة في
قلوب المؤمنين) (1) قال: هو الإيمان قال: وسألته عن قول الله عز وجل (وأيدهم بروح
منه) (2) قال: هو الإيمان (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5586] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، عن العلاء، عن محمد ابن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: السكينة
الايمان (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5587] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، وهشام بن سالم وغيرهما، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (هو الذي أنزل
السكينة في قلوب المؤمنين) قال: هو الايمان (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5588] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبيد، عن يونس،

(1) سورة الفتح: 4.
(2) سورة المجادلة: 22.
(3) الكافي: 2 / 15 ح 1 و 3 و 4.
(4) الكافي: 2 / 15 ح 1 و 3 و 4.
(5) الكافي: 2 / 15 ح 1 و 3 و 4.
151

عن جميل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قوله عز وجل (هو الذي أنزل السكينة في قلوب
المؤمنين) قال: هو الايمان قال (وأيدهم بروح منه) قال: هو الايمان وعن قوله
(والزمهم كلمة التقوى) (1) قال: هو الايمان (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5589] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ليتزين أحدكم يوم
الجمعة يغتسل ويتطيب ويسرح لحيته ويلبس أنظف ثيابه وليتهيأ للجمعة وليكن
عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار وليحسن عبادة ربه وليفعل الخير ما استطاع فإن
الله يطلع على أهل الأرض ليضاعف الحسنات (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5590] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
أبان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يدخل مكة رجل بسكينة
إلا غفر له قلت: ما السكينة؟ قال: يتواضع (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5591] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المسجد الحرام فأدخله حافيا على السكينة والوقار
والخشوع وقال: ومن دخله بخشوع غفر الله له إن شاء الله قلت: ما الخشوع؟ قال:
السكينة لا تدخله بتكبر فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل: «السلام عليك أيها

(1) سورة الفتح: 26.
(2) الكافي: 2 / 15 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 417 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 401 ح 10.
152

النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله والسلام على أنبياء الله
ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم والحمد لله رب العالمين» فإذا
دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل: «اللهم اني أسألك في مقامي هذا في
أول مناسكي أن تقبل توبتي وأن تجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري الحمد لله الذي
بلغني بيته الحرام اللهم اني أشهد ان هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة للناس وأمنا
مباركا وهدى للعالمين اللهم اني عبدك والبلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك
واؤم طاعتك مطيعا لأمرك راضيا بقدرك أسألك مسألة المضطر إليك الخائف لعقوبتك
اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني بطاعتك ومرضاتك» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5592] 8 - محمد بن يعقوب الكليني، قال حدثني علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن
فضال، عن حفص المؤذن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كتب بهذه الرسالة إلى
أصحابه وأمرهم بمدارستها والنظر فيها وتعاهدها والعمل بها فكانوا يضعونها في
مساجد بيوتهم فإذا فرغوا من الصلاة نظروا فيها قال: وحدثني الحسن بن محمد، عن
جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن القاسم بن الربيع الصحاف، عن إسماعيل بن
مخلد السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: خرجت هذه الرسالة من أبي عبد الله (عليه السلام) إلى
أصحابه: بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فاسألوا ربكم العافية وعليكم بالدعة
والوقار والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما تنزه عنه الصالحون قبلكم،
الحديث (2).
[5593] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في تعليم الحرب والمقاتلة: معاشر

(1) الكافي: 4 / 401 ح 1.
(2) الكافي: 8 / 2 ح 1.
153

المسلمين استشعروا الخشية وتجلببوا السكينة وعضوا على النواجذ، الخطبة (1).
[5594] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصية له كان يكتبها أن يستعمله على
الصدقات: انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له ولا تروعن مسلما ولا تجتازن
عليه كارها ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله فإذا قدمت على الحي فانزل بمائهم
من غير أن تخالط أبياتهم ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى تقوم بينهم فتسلم
عليهم ولا تخدج بالتحية لهم ثم تقول: يا عباد الله ارسلني إليكم ولي الله وخليفته
لآخذ منكم حق الله من أموالكم فهل لله في أموالكم حق فتؤدوه إلى وليه... (2).
الروايات في هذا المجال متعددة، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 15، وفي معنى
السكينة وتفسيرها أيضا راجع بحار الأنوار: 66 / 175، والحمد لله رب السكينة.

(1) نهج البلاغة: الخطبة: 66.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 25.
154

السلاح
[5595] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: عندي سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا أنازع فيه ثم قال: إن السلاح مدفوع عنه لو
وضع عند شر خلق الله لكان خيرهم ثم قال: إن هذا الأمر يصير إلى من يلوى له
الحنك فإذا كانت من الله فيه المشيئة خرج فيقول الناس: ما هذا الذي كان ويضع الله
له يدا على رأس رعيته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5596] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
معاوية بن وهب، عن سعيد السمان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنما مثل
السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل كانت بنو إسرائيل أي أهل بيت وجد
التابوت على بابهم أوتوا النبوة فمن صار إليه السلاح منا أوتي الإمامة (2).
[5597] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
السكين، عن نوح بن دراج، عن عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إنما مثل السلاح فينا مثل التابوت في بني إسرائيل حيثما دار التابوت دار الملك
فأينما دار السلاح فينا دار العلم (3).

(1) الكافي: 1 / 234 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 238 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 238 ح 2.
155

الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[5598] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال قلت
لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إذا مات الامام بم يعرف الذي بعده؟ فقال: للإمام علامات
منها أن يكون أكبر ولد أبيه ويكون فيه الفضل والوصية ويقدم الركب فيقول إلى من
أوصى فلان؟ فيقال: إلى فلان والسلاح فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل تكون
الإمامة مع السلاح حيثما كان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5599] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يزيد شعر، عن
هارون بن حمزة، عن عبد الأعلى قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المتوثب على هذا الأمر
المدعي له ما الحجة عليه؟ قال: يسأل عن الحلال والحرام، قال ثم أقبل علي فقال:
ثلاثة من الحجة لم تجتمع في أحد إلا كان صاحب هذا الأمر أن يكون أولى الناس بمن
كان قبله ويكون عنده السلاح ويكون صاحب الوصية الظاهرة التي إذا قدمت المدينة
سألت عنها العامة والصبيان إلى من أوصى فلان؟ فيقولون: إلى فلان بن فلان (2).
قد وردت عدة من الروايات بأن سلاح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحفظ عند الأئمة
المعصومين (عليهم السلام) فراجع في هذا المجال الكافي: 1 / 232، وبصائر الدرجات:
174.
[5600] 6 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني،
عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخرج السلاح في العيدين إلا
أن يكون عدو حاضرا (3).

(1) الكافي: 1 / 284 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 284 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 460 ح 6.
156

[5601] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن علي بن الحسن
بن رباط، عن أبي سارة، عن هند السراج، قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أصلحك الله
إني كنت أحمل السلاح إلى أهل الشام فأبيعه منهم فلما أن عرفني الله هذا الأمر ضقت
بذلك وقلت لا أحمل إلى أعداء الله، فقال: احمل إليهم فإن الله يدفع بهم عدونا
وعدوكم يعني الروم وبعهم فإذا كانت الحرب بيننا فلا تحملوا فمن حمل إلى عدونا
سلاحا يستعينون به علينا فهو مشرك (1).
[5602] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي، عن
السراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: إني أبيع السلاح؟ قال: لا تبعه في فتنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5603] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من حمل السلاح
بالليل فهو محارب إلا أن يكون رجلا ليس من أهل الريبة (3).
[5604] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من شهر السلاح في مصر
من الأمصار فعقر اقتص منه ونفي من تلك البلدة ومن شهر السلاح في غير الأمصار
وضرب وعقر وأخذ المال ولم يقتل فهو محارب فجزاؤه جزاء المحارب وأمره إلى
الامام إن شاء قتله وإن شاء صلبه وإن شاء قطع يده ورجله قال: وإن ضرب وقتل
وأخذ المال فعلى الامام أن يقطع يده اليمنى بالسرقة ثم يدفعه إلى أولياء المقتول
فيتبعونه بالمال ثم يقتلونه، قال فقال أبو عبيدة: أصلحك الله أرأيت إن عفى عنه

(1) الكافي: 5 / 112 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 113 ح 4.
(3) الكافي: 7 / 246 ح 6.
157

أولياء المقتول؟ قال فقال أبو جعفر (عليه السلام): إن عفوا عنه فإن على الامام أن يقتله لأنه قد
حارب وقتل وسرق، قال فقال أبو عبيدة: أرأيت إن أراد أولياء المقتول أن يأخذوا
منه الدية ويدعونه ألهم ذلك؟ قال فقال: لا عليه القتل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب البيع بحث بيع السلاح
من السلطان والكافر وغيرهما من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 7 / 248 ح 12.
158

السلام
فضل التسليم
[5605] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): السلام تطوع والرد فريضة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5606] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران،
عن عاصم بن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان سلمان (رحمه الله)
يقول: افشوا سلام الله فإن سلام الله لا ينال الظالمين (2).
[5607] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن معاوية
ابن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل قال: [إن] البخيل من يبخل
بالسلام (3).
الرواية موثقة سندا.
[5608] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن
القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا سلم أحدكم فليجهر بسلامه، لا يقول: سلمت
فلم يردوا علي ولعله يكون قد سلم ولم يسمعهم فإذا رد أحدكم فليجهر برده ولا يقول
المسلم: سلمت فلم يردوا علي ثم قال: كان علي (عليه السلام) يقول: لا تغضبوا ولا تغضبوا،

(1) الكافي: 2 / 644 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 644 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 645 ح 6.
159

افشوا السلام وأطيبوا الكلام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ثم تلا
عليهم قول الله عز وجل (السلام المؤمن المهيمن) (1) (2).
[5609] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البادي بالسلام أولى بالله
وبرسوله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5610] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
أبان، عن الحسن بن منذر قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من قال: السلام عليكم
فهي عشر حسنات ومن قال: السلام عليكم ورحمة الله فهي عشرون حسنة ومن
قال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهي ثلاثون حسنة (4).
[5611] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن هارون
ابن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من التواضع أن تسلم على من لقيت (5).
الرواية موثقة سندا.
[5612] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل،
عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) بقوم فسلم
عليهم فقالوا: عليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقال لهم
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تجاوزوا بنا مثل ما قالت الملائكة لأبينا إبراهيم (عليه السلام) إنما قالوا:
رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الحشر: 23.
(2) الكافي: 2 / 645 ح 7 و 8 و 9.
(3) الكافي: 2 / 645 ح 7 و 8 و 9.
(4) الكافي: 2 / 645 ح 7 و 8 و 9.
(5) الكافي: 2 / 646 ح 12 و 13.
(6) الكافي: 2 / 646 ح 12 و 13.
160

[5613] 9 - محمد بن محمد بن الأشعث باسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده،
عن أبيه (عليهم السلام) ان ابن الكوا سئل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين نسلم
على مذنب هذه الامة؟ فقال (عليه السلام): يراه الله عز وجل للتوحيد أهلا ولا نراه للسلام عليه
أهلا (1).
[5614] 10 - الأربلي رفعه إلى إسحاق بن عمار الصيرفي قال: دخلت على
أبي عبد الله (عليه السلام) وكنت تركت التسليم على أصحابنا في مسجد الكوفة وذلك لتقية
علينا فيها شديدة فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا إسحاق متى أحدثت هذا الجفاء
لإخوانك، تمر بهم ولا تسلم عليهم؟ فقلت له: ذلك لتقية كنت فيها، فقال: ليس
عليك في التقية ترك السلام وإنما عليك في التقية الإذاعة، ان المؤمن ليمر بالمؤمنين
فيسلم عليهم فترد الملائكة سلام عليك ورحمة الله وبركاته (2).
صيغة التسليم
[5615] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): يكره الرجل أن يقول حياك الله ثم
يسكت حتى تتبعها بالسلام (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5616] 2 - الكليني بهذا الاسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من بدأ بالكلام قبل
السلام فلا تجيبوه وقال: ابدؤوا بالسلام قبل الكلام فمن بدأ بالكلام قبل السلام
فلا تجيبوه (4).

(1) الجعفريات: 234.
(2) كشف الغمة: 2 / 197.
(3) الكافي: 2 / 646 ح 15.
(4) الكافي: 2 / 644 ح 1.
161

[5617] 3 - الكليني بهذا الاسناد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: السلام تطوع والرد
فريضة (1).
[5618] 4 - الصدوق قال: وسأل عمار الساباطي أبا عبد الله (عليه السلام) عن النساء كيف يسلمن
إذا دخلن على القوم قال: المرأة تقول عليكم السلام والرجل يقول السلام
عليكم (2).
الرواية موثقة سندا.
[5619] 5 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ان رجلا جاء إليه فقال: السلام
عليكم فقال: وعليكم السلام ثم قال: عشر ثم جاء آخر فقال: السلام عليكم
ورحمة الله فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وعليكم السلام ورحمة الله ثم قال: عشرون حسنة، ثم جاء
آخر وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم قال: ثلاثون حسنة، الحديث (3).
افشاء السلام
[5620] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن
ميمون، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يحب إفشاء
السلام (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5621] 2 - الكليني، باسناده إلى أبي جعفر (عليه السلام)... قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في
خطبته: ومن العبادة إظهار اللسان وإفشاء السلام (5).

(1) الكافي: 2 / 644 ح 2.
(2) الفقيه: 3 / 301.
(3) لب اللباب: ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 69 من طبع الحجري.
(4) الكافي: 2 / 645 ح 5.
(5) الكافي: 8 / 24.
162

[5622] 3 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد،
عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن
الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن في الجنة غرفا
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها يسكنها من أمتي من أطاب الكلام
وأطعم الطعام وأفشا السلام وأدام الصيام وصلى بالليل والناس نيام فقال علي (عليه السلام)
يا رسول الله: ومن يطيق هذا من أمتك؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي أوما تدري ما إطابة
الكلام؟ من قال: إذا أصبح وأمسى، سبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر
عشر مرات، وإطعام الطعام نفقة الرجل على عياله وأما إدامة الصيام فهو أن
يصوم الرجل شهر رمضان وثلاثة أيام في كل شهر يكتب له صوم الدهر واما الصلاة
بالليل والناس نيام، فمن صلى المغرب وصلاة العشاء الآخرة وصلاة الغداة في
المسجد في جماعة فكأنما أحيا الليل كله وإفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على
أحد من المسلمين (1).
[5623] 4 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ألا أخبركم
بخير أخلاقكم في أهل الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله فقال: إفشاء السلام في
العالم (2).
[5624] 5 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: والذي نفسي بيده
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إن فعلتموه
تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم (3).
في هذا المجال راجع جامع أحاديث الشيعة: 15 / 591.

(1) معاني الأخبار: 251.
(2) الغايات: 232. ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 68 (18 / 362).
(3) مشكاة الأنوار: 84.
163

من يجب أن يبدأ بالسلام
[5625] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: يسلم الصغير على الكبير والمار على القاعد والقليل على الكثير (1).
[5626] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن
ابن بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: يسلم الراكب
على الماشي والماشي على القاعد وإذا لقيت جماعة جماعة سلم الأقل على الأكثر وإذا
لقى واحد جماعة سلم الواحد على الجماعة (2).
[5627] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان قوم في مجلس ثم سبق قوم فدخلوا فعلى
الداخل أخيرا إذا دخل أن يسلم عليهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5628] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن
بشير، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القليل يبدؤون الكثير
بالسلام والراكب يبدأ الماشي وأصحاب البغال يبدؤون أصحاب الحمير وأصحاب
الخيل يبدؤون أصحاب البغل (4).
[5629] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يسلم الراكب على الماشي والقائم على القاعد (5).

(1) الكافي: 2 / 646 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 2 / 647 ح 3 و 5.
(4) الكافي: 2 / 646 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 647 ح 4.
164

إذا سلم واحد من الجماعة أجزأهم
[5630] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الرحمن بن الحجاج قال: إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5631] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن ابن بكير، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا مرت الجماعة بقوم أجزأهم أن يسلم
واحد منهم وإذا سلم على القوم وهم جماعة أجزأهم أن يرد واحد منهم (2).
[5632] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن غياث بن إبراهيم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم وإذا رد واحد أجزأ
عنهم (3).
ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة وإن كان واحدا
[5633] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن سندي، عن جعفر بن
بشير، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة ترد عليهم رد الجماعة
وإن كان واحدا عند العطاس يقال: يرحمكم الله وإن لم يكن معه غيره والرجل يسلم
على الرجل فيقول: السلام عليكم، والرجل يدعو للرجل فيقول: عافاكم الله وإن
كان واحدا فإن معه غيره (4).

(1) الكافي: 2 / 647 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 647 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 647 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 645 ح 10.
165

من سلم على فقير خلاف سلامه على الغني
[5634] 1 - الصدوق باسناده إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال: من لقى فقيرا
مسلما فسلم عليه خلاف سلامه على الأغنياء لقى الله عز وجل يوم القيامة وهو عليه
غضبان (1).
ثلاثة لا يسلمون
[5635] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين رفعه قال: كان
أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة لا يسلمون: الماشي مع الجنازة والماشي إلى الجمعة وفي
بيت الحمام (2).
التسليم على النساء
[5636] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن
عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسلم على النساء ويرددن
عليه السلام وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم على
الشابة منهن ويقول: أتخوف أن تعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما أطلب من
الأجر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5637] 2 - الكليني، عن علي [عن أبيه]، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تبدؤوا النساء بالسلام
ولا تدعوهن إلى الطعام فإن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: النساء عى وعورة فاستروا عيهن

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 52.
(2) الكافي: 2 / 645 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 648 ح 1 و 5 / 535 ح 3.
166

بالسكوت واستروا عوراتهن بالبيوت (1).
الرواية معتبرة الإسناد. العى: العجز عن البيان.
[5638] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن غياث بن إبراهيم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا تسلم على المرأة (2).
التسليم على الصبيان
[5639] 1 - الصدوق باسناده إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام)
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس لا أدعهن حتى الممات الأكل على الحضيض مع العبيد
وركوبي الحمار مؤكفا وحلبي العنز بيدي ولبس الصوف والتسليم على الصبيان ليكون
ذلك سنة من بعدي (3).
[5640] 2 - الطبرسي رفعه عن أنس بن مالك ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مر على صبيان فسلم
عليهم وهو مغذ (4).
التسليم على أهل الملل
[5641] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخل يهودي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعايشة عنده
فقال: السام عليكم فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عليكم. ثم دخل آخر فقال مثل ذلك
فرد عليه كما رد على صاحبه ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما رد
على صاحبيه فغضبت عائشة فقالت: عليكم السام والغضب واللعنة يا معشر اليهود

(1) الكافي: 5 / 534 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 535 ح 2.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 81.
(4) مكارم الأخلاق: 16.
167

يا اخوة القردة والخنازير فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا عايشة إن الفحش لو كان ممثلا
لكان مثال سوء إن الرفق لم يوضع على شيء قط إلا زانه ولم يرفع عنه قط إلا شانه
قالت: يا رسول الله أما سمعت إلى قولهم: السام عليكم؟ فقال: بلى، أما سمعت ما
رددت عليهم؟ قلت: عليكم فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا: سلام عليكم وإذا سلم
عليكم كافر فقولوا: عليك (1).
الرواية صحيحه الإسناد. السام: الموت.
[5642] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اليهودي والنصراني والمشرك إذا سلموا على
الرجل وهو جالس كيف ينبغي أن يرد عليهم؟ فقال: يقول: عليكم (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5643] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ابن بكير، عن بريد بن معاوية، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
سلم عليك اليهودي والنصراني والمشرك فقل: عليك (3).
الرواية موثقة سندا.
[5644] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تقول في الرد على اليهودي
والنصراني سلام (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5645] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن

(1) الكافي: 2 / 648 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 649 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 649 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 469 ح 6.
168

الحجاج قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): أرأيت إن احتجت إلى متطبب وهو نصراني اسلم
عليه وأدعو له؟ قال: نعم إنه لا ينفعه دعاؤك (1).
الرواية صحيحة الإسناد. والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع
الكافي: 2 / 648، وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 605.
التسليم على أهل القبور
[5646] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله
ابن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف التسليم على أهل القبور؟ فقال: نعم
تقول: السلام على أهل الديار من المسلمين والمؤمنين أنتم لنا فرط ونحن إن شاء الله
بكم لاحقون (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5647] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) كيف التسليم على أهل القبور؟ قال: تقول: السلام على أهل الديار
من المسلمين والمؤمنين رحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم
لاحقون (3).
الروايات في التسليم كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 644،
والوافي: 5 / 603، والمحجة البيضاء: 3 / 381، وبحار الأنوار: 73 / 1،
ووسائل الشيعة: 12 / 55 طبع آل البيت، ومستدرك الوسائل: 8 / 355،
وجامع أحاديث الشيعة: 15 / 569، وألف حديث في المؤمن: 148.

(1) الكافي: 2 / 650 ح 7.
(2) الكافي: 3 / 229 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 229 ح 8.
169

السلطان
[5648] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في
الدنيا قيل: يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك
فاحذروهم على دينكم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5649] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمد بن
الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن أحدكم ليكثر به
الخوف من السلطان وما ذلك بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5650] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد
ابن محمد جميعا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان، عن رجل، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس ان أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن:
لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم
تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينصوا المكيال والميزان إلا اخذوا بالسنين وشدة
المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم

(1) الكافي: 1 / 46 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 275 ح 27.
170

يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم واخذوا بعض
ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله عز وجل إلا جعل الله عز وجل بأسهم بينهم (1).
[5651] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن أحمد بن أبي داود، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال لي:
ألا أعلمك دعاء ندعوا به إنا أهل البيت إذا كربنا أمر وتخوفنا من السلطان أمرا
لا قبل لنا به ندعوا به قلت: بلى بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله، قال: قل:
«يا كائنا قبل كل شيء ويا مكون كل شيء ويا باقي بعد كل شيء صل على محمد وآل
محمد وافعل بي كذا وكذا» (2).
[5652] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام)
في قول الله عز وجل (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار) (3) قال: هو الرجل يأتي
السلطان فيحب بقاءه إلى أن يدخل يده إلى كيسه فيعطيه (4).
[5653] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد
البرقي، عن علي بن أبي راشد، عن إبراهيم بن السندي، عن يونس بن عمار
قال: وصفت لأبي عبد الله (عليه السلام) من يقول بهذا الأمر ممن يعمل عمل السلطان،
فقال: إذا ولوكم يدخلون عليكم الرفق وينفعونكم في حوائجكم؟ قال قلت:
منهم من يفعل ذلك ومنهم من لا يفعل؟ قال: من لم يفعل ذلك منهم فابرؤوا منه
برئ الله منه (5).
[5654] 7 - الكليني، عن الحسين بن الحسن الهاشمي، عن صالح بن أبي حماد، عن محمد

(1) الكافي: 2 / 373 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 560 ح 13.
(3) سورة هود: 113.
(4) الكافي: 5 / 108 ح 12.
(5) الكافي: 5 / 109 ح 14.
171

ابن خالد، عن زياد بن أبي سلمة قال دخلت على أبي الحسن موسى فقال لي: يا زياد
انك لتعمل عمل السلطان قال قلت: أجل، قال لي: ولم؟ قلت: أنا رجل لي مروة
وعلي عيال وليس وراء ظهري شيء، فقال لي: يا زياد لئن اسقط من جالق فأتقطع
قطعة قطعة أحب إلي من أن أتولى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط أحدهم إلا لماذا،
قلت: لا أدري جعلت فداك، فقال: إلا لتفريج كربة عن مؤمن أو فك أسره أو قضاء
دينه يا زياد ان أهون ما يصنع الله بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار
إلى أن يفرغ الله من حساب الخلائق يا زياد فإن وليت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى
إخوانك فواحدة بواحدة والله من وراء ذلك، يا زياد أيما رجل منكم تولى لأحد منهم
عملا ثم ساوى بينكم وبينهم فقولوا له: أنت منتحل كذاب، يا زياد إذا ذكرت
مقدرتك على الناس فاذكر مقدرة الله عليك غدا ونفاد ما أتيت إليهم عنهم وبقاء
ما أتيت إليهم عليك (1).
[5655] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن
الحسين الأنباري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة
أستأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته اليه أذكر اني أخاف على خبط
عنقي وان السلطان يقول لي: انك رافضي ولسنا نشك في انك تركت العمل للسلطان
للرفض، فكتب إلي أبو الحسن (عليه السلام): قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على
نفسك فإن كنت تعلم انك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم
تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتى
تكون واحدا منهم كان ذا بذا وإلا فلا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 109 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 111 ح 4.
172

[5656] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن
أحمد بن زكريا الصيدلاني، عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان قال:
رافقت أبا جعفر (عليه السلام) في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم فقلت له وأنا معه
على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان: إن والينا جعلت فداك على رجل
يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج فإن رأيت جعلني الله فداك أن
تكتب إليه كتابا بالإحسان إلي، فقال لي: لا أعرفه، فقلت: جعلت فداك انه على ما
قلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده، فأخذ القرطاس وكتب: بسم الله
الرحمن الرحيم اما بعد فإن موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وان ما لك من
عملك ما أحسنت فيه فأحسن إلى اخوانك واعلم ان الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذر
والخردل، قال: فلما وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد الله النيسابوري
وهو الوالي فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب، فقبله ووضعه
على عينيه ثم قال لي: ما حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك قال: فأمر بطرحه
عني وقال لي: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم
فأمر لي ولهم بما يقوتنا وفضلا فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا ولا قطع عني صلته
حتى مات (1).
[5657] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابنا، عن علي بن يقطين قال قال لي أبو الحسن (عليه السلام) ان لله عز وجل مع السلطان أولياء
يدفع بهم عن أوليائه (2).
[5658] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
ابن بكير، عن عنبسة بن مصعب العابد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كانت لي جارية

(1) الكافي: 5 / 111 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 112 ح 7.
173

فزنت، أحدها؟ قال: نعم ولكن ليكون ذلك في سر لحال السلطان (1).
[5659] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان،
عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يمين في
غضب ولا في قطيعة رحم ولا في جبر ولا في إكراه قال قلت: أصلحك الله فما فرق بين
الإكراه والجبر؟ قال: الجبر من السلطان ويكون الإكراه من الزوجة والأم والأب
وليس ذلك بشيء (2).
[5660] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن حديد قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقووه
بالتقية والاستغناء بالله عز وجل انه من خضع لصاحب سلطان ولمن يخالفه على دينه طلبا لما في
يديه من دنياه اخمله الله عز وجل ومقته عليه ووكله إليه فإن هو غلب على شيء من
دنياه فصار إليه منه شيء نزع الله جل وعز اسمه البركة منه ولم يأجره على شيء ينفقه
في حج ولا عتق رقبة ولا بر (3).
[5661] 14 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
محمد بن مسلم قال: كنت قاعدا عند أبي جعفر (عليه السلام) على باب داره بالمدينة فنظر إلي
الناس يمرون أفواجا فقال لبعض من عنده: حدث بالمدينة أمر؟ فقال: جعلت فداك
ولى المدينة وال فغدا الناس يهنئونه، فقال: ان الرجل ليغدي عليه بالأمر تهنا به وإنه
لباب من أبواب النار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 235 ح 8.
(2) الكافي: 7 / 442 ح 16.
(3) الكافي: 5 / 105 ح 3.
(4) الكافي: 5 / 107 ح 6.
174

[5662] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن بشير، عن ابن
أبي يعفور قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له:
أصلحك الله انه ربما أصاب الرجل منا الضيق أو الشدة فيدعا إلى البناء يبنيه أو النهر
يكريه أو المسناة يصلحها فما تقول في ذلك؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أحب إني عقدت
لهم عقدة أو وكيت لهم وكاء وان لي ما بين لابتيها لا ولا مدة بقلم، ان أعوان الظلمة
يوم القيامة في سرداق من نار حتى يحكم الله بين العباد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5663] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
يحيى بن إبراهيم بن مهاجر قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فلان يقرئك السلام وفلان
وفلان، فقال: وعليهم السلام قلت: يسألونك الدعاء، فقال: وما لهم، قلت:
حبسهم أبو جعفر فقال: وما لهم وما له، قلت: استعملهم فحبسهم، فقال: وما لهم
وما له، ألم أنههم ألم أنههم ألم أنههم، هم النار هم النار هم النار، قال ثم قال: اللهم
اخدع عنهم سلطانهم قال: فانصرفت من مكة فسألت عنهم فإذا هم قد اخرجوا بعد
هذا الكلام بثلاثة أيام (2).
[5664] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن داود بن
زربى قال أخبرني مولى لعلي بن الحسين (عليه السلام) قال: كنت بالكوفة فقدم أبو عبد الله (عليه السلام)
الحيرة فأتيته فقلت له: جعلت فداك لو كلمت داود بن علي أو بعض هؤلاء فادخل في
بعض هذه الولايات، فقال: ما كنت لأفعل قال: فانصرفت إلى منزلي فتفكرت
فقلت: ما أحسبه منعني إلا مخافة أن أظلم أو أجور والله لآتينه ولأعطينه الطلاق
والعتاق والأيمان المغلظة ألا أظلم أحدا ولا أجور ولأعدلن، قال فأتيته فقلت:

(1) الكافي: 5 / 107 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 107 ح 8.
175

جعلت فداك إني فكرت في إبائك على فظننت انك إنما منعتني وكرهت ذلك مخافة أن
أجور أو أظلم وان كل امرأة لي طالق وكل مملوك لي حر على وعلى إن ظلمت أحدا أو
جرت عليه وان لم أعدل؟ قال: كيف قلت؟ قال: فأعدت عليه الأيمان، فرفع رأسه
إلى السماء فقال: تناول السماء أيسر عليك من ذلك (1).
[5665] 18 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن
أبي نجران، عن ابن سنان، عن حبيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ذكر عنده رجل من هذه العصابة قد ولى ولاية، فقال: كيف صنيعته إلى اخوانه؟ قال
قلت: ليس عنده خير، فقال: أف، يدخلون فيما لا ينبغي لهم ولا يصنعون إلى
إخوانهم خيرا (2).
[5666] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين،
عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن مهران بن محمد بن أبي نصر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: ما من جبار إلا ومعه مؤمن يدفع الله به عن المؤمنين وهو أقلهم
حظا في الآخرة - يعني أقل المؤمنين حظا لصحبة الجبار - (3).
[5667] 20 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن أعمالهم؟ فقال لي: يا أبا محمد لا ولا مدة قلم
إن أحدهم لا يصيب من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينه مثله أو قال: حتى يصيبوا
من دينه مثله - الوهم من ابن أبي عمير - (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 107 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 110 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 111 ح 5.
(4) الكافي: 5 / 106 ح 5.
176

[5668] 21 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
جهم بن حميد قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): أما تغشى سلطان هؤلاء؟ قال: قلت: لا،
قال: ولم؟ قلت: فرارا بديني قال: فعزمت على ذلك؟ قلت: نعم، فقال لي: الآن
سلم لك دينك (1).
[5669] 22 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
حماد، عن حميد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اني وليت عملا فهل لي من ذلك مخرج؟
فقال: ما أكثر من طلب المخرج من ذلك فعسر عليه، قلت: فما ترى؟ قال: أرى أن
تتقي الله عز وجل ولا تعده (2).
[5670] 23 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السلطان الجائر والعالم الفاجر
أشد الناس نكاية (3).
[5671] 24 - وعنه (عليه السلام): إذا استشاط السلطان تسلط الشيطان (4).
[5672] 25 - وعنه (عليه السلام): إذا تغيرت نية السلطان تغير الزمان (5).
[5673] 26 - وعنه (عليه السلام): زكاة السلطان إغاثة الملهوف (6).
[5674] 27 - وعنه (عليه السلام): صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط موقفه وهو أعرف
بموضعه (7).
[5675] 28 - وعنه (عليه السلام): طلب السلطان من خداع الشيطان (8).

(1) الكافي: 5 / 108 ح 10.
(2) الكافي: 5 / 109 ح 15.
(3) غرر الحكم: ح 1897.
(4) غرر الحكم: ح 4010.
(5) غرر الحكم: ح 4009.
(6) غرر الحكم: ح 5456.
(7) غرر الحكم: ح 5827.
(8) غرر الحكم: ح 6024.
177

[5676] 29 - وعنه (عليه السلام): من الحمق الدالة على السلطان (1).
[5677] 30 - وعنه (عليه السلام): من جار في سلطانه وأكثر في عدوانه هدم الله بنيانه وهد أركانه.
ومن عدل في سلطانه وبذل إحسانه أعلى الله شأنه وأعز أعوانه (2).
الروايت في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع كتب الأخبار سيما بحث عمل
السلطان في المكاسب المحظورة.

(1) غرر الحكم: ح 9440.
(2) غرر الحكم: ح 8915 و 8914.
178

السماحة
[5678] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله رفعه قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام): يا بني ما السماحة؟ قال البذل في اليسر
والعسر (1).
ورويها الصدوق في معاني الأخبار: 256.
[5679] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): السماحة من الرباح، قال: ذلك لرجل
يوصيه ومعه سلعة يبيعها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5680] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج،
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خياركم سمحاؤكم وشراركم بخلاؤكم ومن
خالص الإيمان البر بالإخوان والسعي في حوائجهم وان البار بالإخوان ليحبه الرحمن
وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، يا جميل اخبر بهذا
غرر أصحابك، قلت: جعلت فداك من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان
في العسر واليسر ثم قال: يا جميل أما ان صاحب الكثير يهون عليه ذلك وقد مدح
الله عز وجل في ذلك صاحب القليل فقال في كتابه (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم

(1) الكافي: 4 / 41 ح 11.
(2) الكافي: 5 / 152 ح 7.
179

خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (1) (2).
[5681] 4 - الصدوق، عن ابن موسى، عن العلوي، عن محمد بن العباس بن بسام، عن
محمد بن خالد بن إبراهيم، عن الحسن بن عبد الله اليماني، عن علي بن العباس، عن
حماد بن عمرو، عن جعفر بن يرقان، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن عباس
قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: جمع الله عز وجل لنا عشر
خصال لم يجمعها لأحد قبلنا ولا تكون في أحد غيرنا فينا: الحكم والحلم والعلم
والنبوة والسماحة والشجاعة والقصد والصدق والطهور والعفاف ونحن كلمة التقوى
وسبيل الهدى والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى والحبل المتين ونحن الذين
أمر الله لنا بالمودة فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون (3).
[5682] 5 - الصدوق، عن الطالقاني، عن البزوفري، عن إبراهيم بن هيثم، عن أبيه،
عن جده، عن المعافا بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح بن هاني، عن
أبي السرد قال سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الحسن بن علي فقال: يا بني ما العقل؟
قال: حفظ قلبك ما استودعه قال: فما الحزم؟ قال: أن تنتظر فرصتك وتعاجل
ما أمكنك قال: فما المجد؟ قال: حمل الغارم وابتناء المكارم قال: فما السماحة؟ قال:
إجابة السائل وبذل النائل قال: فما الشح؟ قال: أن ترى القليل سرفا وما أنفقت تلفا
قال: فما السرقة؟ قال: طلب اليسير ومنع الحقير قال: فما الكلفة؟ قال: التمسك بمن
لا يؤمنك والنظر فيما لا يعنيك قال: فما الجهل؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة قبل
الاستمكان منها والامتناع عن الجواب ونعم العوان الصمت في مواطن كثيرة وان كنت
فصيحا ثم أقبل على الحسين ابنه (عليه السلام) فقال له: يا بني ما السؤدد؟ قال: احشاش

(1) سورة الحشر: 9.
(2) الكافي: 4 / 41 ح 15.
(3) الخصال: 2 / 432 ح 14.
180

العشيرة واحتمال الجريرة قال: فما الغنى؟ قال: قلة أمانيك والرضا بما يكفيك قال: فما
الفقر؟ قال: الطمع وشدة القنوط قال: فما اللؤم؟ قال: إحراز المرء نفسه وإسلامه
عرسه قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك، ثم التفت
إلى الحارث الأعور فقال: يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها زيادة في العقل
والحزم والرأي (1).
[5683] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ثم الصق بذوي المروءات والأحساب وأهل بيوتات الصالحة والسوابق
الحسنة ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة فإنهم جماع من الكرم وشعب
من العرف... (2).
قد مر منا أن لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[5684] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في وصيته
لأمير المؤمنين (عليه السلام):... إن الكذب آفة الحديث وآفة العلم النسيان وآفة
السماحة المن... (3).
[5685] 8 - القاضي القضاعي رفعه وقال: قال رسول الله (عليه السلام): إن الله يحب البصر
النافذ عند مجىء الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات ويحب السماحة ولو
على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية (4).
[5686] 9 - الراوندي بإسناده عن موسى بن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعطينا أهل البيت سبعة لم يعطهن أحد كان قبلنا ولا يعطاهن أحد

(1) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) تحف العقول: 10.
(4) شرح شهاب الأخبار: 365 ح 752.
181

بعدنا: الصباحة والفصاحة والسماحة والشجاعة والعلم والحلم والمحبة للنساء (1).
[5687] 10 - المجلسي رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال في خطبته في مجلس يزيد
لعنه الله: أيها الناس ان الله تعالى وله الحمد ابتلانا أهل البيت ببلاء حسن حيث جعل
راية الهدى والعدل والتقى فينا وجعل راية الضلالة والردى في غيرنا فضلنا أهل البيت
بست خصال فضلنا بالعلم والحلم والشجاعة والسماحة والمحبة والمحنة في قلوب
المؤمنين وآتانا ما لم يؤت أحدا من العالمين من قبلنا فينا مختلف الملائكة وتنزيل
الكتب... (2).

(1) النوادر: 15.
(2) بحار الأنوار: 45 / 174 ح 22.
182

السمت (1)
[5688] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وغير واحد، عن الحسين
بن الحسن جميعا، عن محمد بن أورمة، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن يسار،
عن عثمان بن يوسف قال أخبرني عبد الله بن كيسان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: جعلت فداك أنا مولاك عبد الله بن كيسان، قال: أما النسب فأعرفه واما أنت
فلست أعرفك قال: قلت له: إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس وانني
أخالط الناس في التجارات وغير ذلك فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت وحسن
الخلق وكثرة أمانة ثم أفتشه فأتبينه عن عدواتكم وأخالط الرجل فأرى منه سوء
الخلق وقلة أمانة وزعارة ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟ فقال
لي: أما علمت يا بن كيسان ان الله عز وجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار فخلطهما جميعا
ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه فما رأيت من أولئك من الأمانة وحسن الخلق
وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه وما رأيت
من هؤلاء من قلة الأمانة وسوء الخلق والزعارة فمما مستهم من طينة النار وهم
يعودون إلى ما خلقوا منه (2).
[5689] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابنا، عن عبد الله بن سنان قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلت فداك إني
لأرى بعض أصحابنا يعتريه النزق والحدة والطيش فاغتم لذلك غما شديدا وأرى

(1) السمت: القصد والسكينة والوقار والهيئة، كذا في المصباح.
(2) الكافي: 2 / 4 ح 5.
183

من خالفنا فأراه حسن السمت، قال: لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت
الطريق ولكن قل حسن السيماء فإن الله عز وجل يقول: (سيماهم في وجوههم من أثر
السجود) قال قلت: فأراه حسن السيماء وله وقار فاغتم لذلك، قال: لا تغتم لما
رأيت من نزق أصحابك ولما رأيت من حسن سيماء من خالفك ان الله تبارك وتعالى لما
أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين: كونوا
خلقا باذني فكانوا خلقا بمنزلة الذر يسعى وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا باذني
فكانوا خلقا بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم نارا فقال: ادخلوها باذني فكان أول من
دخلها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم اتبعه أولوا العزم من الرسل وأوصياؤهم واتباعهم ثم قال
لأصحاب الشمال: ادخلوها باذني، فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا،: فقال
لأصحاب اليمين: اخرجوا باذني من النار لم تكلم النار منهم كلما ولم تؤثر فيهم أثرا فلما
رآهم أصحاب الشمال قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول،
قال: قد أقلتكم فادخلوها فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا
على الاحتراق فعصوا فأمرهم بالدخول ثلاثا كل ذلك يعصون ويرجعون وأمر أولئك
ثلاثا كل ذلك يطيعون ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا باذني فخلق منه آدم، قال:
فمن كان هؤلاء لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء وما رأيت
من نزق أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن
سيماء من خالفكم ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين (1).
[5690] 3 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه عبد الله، عن
ابن محبوب، عن ابن صهيب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يجمع الله لمنافق ولا
فاسق حسن السمت والفقه وحسن الخلق أبدا (2).

(1) الكافي: 2 / 11 ح 2.
(2) الخصال: 1 / 127 ح 12.
184

[5691] 4 - الصدوق، عن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، عن منصور بن عبد الله
الاصفهاني، عن علي بن عبد الله الإسكندراني، عن أحمد بن علي بن مهدي الرقي،
عن أبيه عن علي بن موسى الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك،
محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك هم أهل
الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عز وجل خاشعة أبصارهم، وجلة قلوبهم لذكر
الله عز وجل وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى
الأئمة من ولدك يدينون الله بما أمرهم به في كتابه وجاءهم به البرهان من سنة نبيه
عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم متواصلون غير متقاطعين، متحابون غير
متباغضين ان الملائكة لتصلي عليهم وتؤمن على دعائهم وتستغفر للمذنب منهم
وتشهد حضرته وتستوحش لفقده إلى يوم القيامة (1).
[5692] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران، عن حمران
ابن أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) قاعدا في بيته إذ قرع
قوم عليهم الباب فقال: يا جارية انظري من بالباب، فقالوا: قوم من شيعتك،
فوثب عجلا حتى كان أن يقع فلما فتح الباب ونظر إليهم رجع فقال: كذبوا فأين
السمت في الوجوه، أين أثر العبادة، أين سيماء السجود إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم
وشعثهم قد قرحت العبادة منهم الاناف ودثرت الجباه والمساجد، خمص البطون،
ذبل الشفاه، قد هيجت العبادة وجوههم واخلق سهر الليالي وقطع الهواجر جثثهم
المسبحون إذا سكت الناس والمصلون إذا نام الناس والمحزونون إذا فرح الناس،
يعرفون بالزهد، كلامهم الرحمة وتشاغلهم بالجنة (2).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 / 261 ح 21.
(2) صفات الشيعة: 177.
185

الرواية صحيحة الإسناد.
[5693] 6 - الصدوق، عن ابن بندار، عن أبي العباس الحمادي، عن صالح بن محمد،
عن محمد بن بكار، عن عبيدة بن حميد، عن قابوس بن أبي ظبيان، عن أبيه، عن
ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الهدى الصالح والسمت الصالح والاقتصاد جزء
من خمسة وأربعين جزءا من النبوة (1).
[5694] 7 - الصفار، عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن جعفر بن عمر،
عن أبان، عن معبد قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فجاء يمشي حتى دخل مسجدا كان
يتعبد فيه أبوه وهو يصلي في موضع من المسجد فلما انصرف قال: يا معبد أترى هذا
الموضع؟ قال قلت: نعم جعلت فداك، قال: بينا أبي قائم يصلي في هذا المكان إذ
جاءه شيخ يمشي حسن السمت فجلس وبينا هو جالس إذ جاء رجل آدم حسن
الوجه والسيمة فقال للشيخ: ما يجلسك فليس بهذا أمرت فقاما يتساران وانطلقا
وتواريا عني فلم أر شيئا، فقال أبي: يا بني هل رأيت الشيخ وصاحبه؟ فقلت: نعم،
فمن الشيخ ومن صاحبه؟ فقال: الشيخ ملك الموت والذي جاء جبرئيل (2).
[5695] 8 - الكراجكي رفعه وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خمس لا يجتمع إلا في مؤمن
حقا يوجب الله له بهن الجنة: النور في القلب والفقه في الاسلام والورع في الدين
والمودة في الناس وحسن السمت في الوجه (3).
[5696] 9 - الشيخ محمد بن أحمد القمي، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن جعفر
الرزاز، عن خاله علي بن محمد، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): زين

(1) الخصال: 1 / 178 ح 238.
(2) بصائر الدرجات: 64، ونقل عنه في بحار الأنوار: 26 / 358.
(3) كنز الفوائد: 2 / 10، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 219.
186

أمتي في حسن السمت (1).
[5697] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... انظروا أهل بيت نبيكم
فألزموا سمتهم واتبعوا أثرهم... (2).

(1) جامع الأحاديث: 83.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 97.
187

السمع
[5698] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن صفوان بن
يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لم يزل
الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر
والقدرة ذاته ولا مقدور فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم
والسمع على المسموع والبصر على المبصر والقدرة على المقدور قال قلت: فلم يزل
الله متحركا؟ قال: فقال: تعالى الله عن ذلك ان الحركة صفة محدثة بالفعل، قال
قلت: فلم يزل الله متكلما؟ قال: فقال: إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية كان الله عزوجل
ولا متكلم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5699] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلى قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: السمع
والطاعة أبواب الخير، السامع المطيع لا حجة عليه والسامع العاصي لا حجة له وامام
المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: (يوم
ندعو كل أناس بامامهم) (2) (3).

(1) الكافي: 1 / 107 ح 1.
(2) سورة الاسراء: 74.
(3) الكافي: 1 / 189 ح 17.
188

[5700] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن
بريد، قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: أيها العالم
أخبرني أي الأعمال أفضل عند الله؟ قال: ما لا يقبل الله شيئا إلا به، قلت: وما هو؟
قال: الإيمان بالله الذي لا اله إلا هو، أعلى الأعمال درجة وأشرفها منزلة وأسناها
حظا قال قلت: ألا تخبرني عن الإيمان أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال:
الإيمان عمل كله والقول بعض ذلك العمل بفرض من الله بين في كتابه واضح نوره ثابتة
حجته يشهد له به الكتاب ويدعوه، إليه قال قلت: صفه لي جعلت فداك حتى
أفهمه، قال: الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل فمنه التام المنتهى تمامه ومنه
الناقص البين نقصانه ومنه الراجح الزائد رجحانه، قلت: إن الإيمان ليتم وينقص
ويزيد؟ قال: نعم قلت: كيف ذلك؟ قال: لأن الله تبارك وتعالى فرض الايمان على
جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها فليس من جوارحه جارحة إلا وقد وكلت
من الايمان بغير ما وكلت به أختها فمنها قلبه الذي به يعقل ويفقه ويفهم وهو أمير بدنه
الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن رأيه وأمره ومنها عيناه اللتان يبصر بهما وأذناه
اللتان يسمع بها ويداه اللتان يبطش بهما ورجلاه اللتان يمشي بهما وفرجه الذي الباه
من قبله ولسانه الذي ينطق به ورأسه الذي فيه وجهه فليس من هذه جارحة إلا وقد
وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها بفرض من الله تبارك اسمه ينطق به الكتاب لها
ويشهد به عليها.
ففرض على القلب غير ما فرض على السمع وفرض على السمع غير ما فرض
على العينين وفرض على العينين غير ما فرض على اللسان وفرض على اللسان غير
ما فرض على اليدين وفرض على اليدين غير ما فرض على الرجلين وفرض على
الرجلين غير ما فرض على الفرج وفرض على الفرج غير ما فرض على الوجه فأما
ما فرض على القلب من الإيمان فالإقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله
189

إلا الله وحده لا شريك له إلها واحدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده
ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على
القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو قول الله عز وجل: (إلا من اكره وقلبه مطمئن
بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرا) (1) وقال: (ألا بذكر الله تطمئن
القلوب) (2) وقال: (الذين آمنوا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم) (3) وقال: (إن
تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من
يشاء) (4) فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس
الإيمان وفرض الله على اللسان القول التعبير عن القلب بما عقد عليه، وأقر به قال الله
تبارك وتعالى: (وقولوا للناس حسنا) (5) وقال: (قولوا آمنا بالله وما انزل
إلينا وما انزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون) (6) فهذا
ما فرض الله على اللسان وهو عمله، وفرض على السمع أن يتنزه عن الاستماع إلى
ما حرم الله وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى الله عز وجل عنه والإصغاء إلى ما أسخط
الله عز وجل فقال في ذلك: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها
ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره) (7) ثم استثنى الله عزوجل
موضع النسيان فقال: (واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم
الظالمين) (8) وقال: (فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون

(1) سورة النحل: 106.
(2) سورة الرعد: 28.
(3) سورة المائدة: 41 والآية هكذا: (الذين قالوا ءامنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم).
(4) سورة البقرة: 284.
(5) سورة البقرة: 83.
(6) سورة العنكبوت: 46.
(7) سورة النساء: 140.
(8) سورة الأنعام: 68.
190

أحسنه أولئك الذين هديهم الله وأولئك هو أولو الألباب) (1) وقال عز وجل: (قد أفلح
المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين
هم للزكاة فاعلون) (2) وقال: (إذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا
ولكم أعمالكم) (3) وقال: (وإذا مروا باللغو مروا كراما) (4) فهذا ما فرض الله
على السمع من الإيمان أن لا يصغي إلى ما لا يحل له وهو عمله وهو من الإيمان،
الحديث (5).
[5701] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن البرقي، عن النضر
ابن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن عبيد الله بن الحسن، عن الحسن بن
هارون قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): (ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان
عنه مسؤولا) (6) قال: يسأل السمع عما سمع والبصر عما نظر اليه والفؤاد عما عقد
عليه (7).
[5702] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد
قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: بأبي أنت وأمي انني أدخل كنيفا لي
ولي جيران عندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما أطلت الجلوس استماعا مني
لهن، فقال: لا تفعل فقال الرجل: والله ما آتيهن إنما هو سماع أسمعه باذني، فقال:

(1) سورة الزمر: 18.
(2) سورة المؤمنين: 1 - 4.
(3) سورة القصص: 55.
(4) سورة الفرقان: 72.
(5) الكافي: 2 / 33 ح 1.
(6) سورة الاسراء: 36.
(7) الكافي: 2 / 37 ح 2.
191

لله أنت أما سمعت الله عز وجل يقول: (ان السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه
مسؤولا) فقال: بلى والله لكأني لم أسمع بهذه الآية من كتاب الله من أعجمي ولا عربي
لا جرم انني لا أعود إن شاء الله واني أستغفر الله، فقال له: قم فاغتسل وسل ما بدا لك
فإنك كنت مقيما على أمر عظيم ما كان أسوء حالك لو مت على ذلك احمد الله وسله
التوبة من كل ما يكره فانه لا يكره إلا كل قبيح والقبيح دعه لأهله فإن لكل أهلا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5703] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام): في امرأة شربت دواء وهي حامل لتطرح ولدها
فألقت ولدها، فقال: إن كان عظما قد نبت عليه اللحم وشق له السمع والبصر فإن
عليها ديته تسلمها إلى أبيه قال: وإن كان جنينا علقة أو مضغة فإن عليها أربعين
دينارا أو غرة تسلمها إلى أبيه، قلت: فهي لا ترث من ولدها من ديته؟ قال: لا لأنها
قتلته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5704] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وما كل ذي قلب بلبيب ولا
كل ذي سمع بسميع ولا كل ناظر ببصير فيا عجبا! ومالي لا أعجب من خطاء هذه
الفرق على اختلافها حججها في دينها الخطبة (3).
[5705] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أو متمردا كأن بأذنه عن سمع
المواعظ وقرا أين أخياركم وصلحاؤكم وأين أحراركم وسمحاؤكم وأين المتورعون
في مكاسبهم والمتنزهون في مذاهبهم... (4).

(1) الكافي: 6 / 432 ح 10.
(2) الكافي: 7 / 344 ح 6.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 88.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 129.
192

[5706] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رحم الله عبدا سمع حكما ودعى
إلى رشاد فدنى وأخذ بحجزة هاد فنجا (1).
[5707] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كان لي فيما مضى أخ في الله وكان
يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه و... وكان على أن يسمع أحرص منه على أن
يتكلم... (2).
ذكرها السيد الرضي في نهج البلاغة: الحكمة 289.

(1) غرر الحكم: ح 5213.
(2) غرر الحكم: ح 7264.
193

السمعة
[5708] 1 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن
داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رجل يقال له همام - وكان عابدا ناسكا مجتهدا - إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر
إليه، فقال: يا همام المؤمن هو الكيس الفطن بشره في وجهه وحزنه في قلبه أوسع
شيء صدرا وأذل شيء نفسا زاجر عن كل فان حاض على كل حسن لا حقود ولا
حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عياب ولا مغتاب يكره الرفعة ويشنأ السمعة،
طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت، وقور، الحديث (1).
[5709] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن كرام، عن
ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان يقول: اللهم املأ قلبي حبا لك وخشية
منك وتصديقا وإيمانا بك وفرقا منك وشوقا إليه يا ذا الجلال والاكرام اللهم حبب إلي
لقاءك واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبركة وألحقني بالصالحين ولا تؤخرني مع
الأشرار وألحقني بصالح من مضى واجعلني مع صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين
وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه
يا رب العالمين أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحييني وتميتني عليه وتبعثني عليه إذا
بعثتني وابرأ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك اللهم أعطني نصرا في دينك

(1) الكافي: 2 / 226 ح 1.
194

وقوة في عبادتك وفهما في خلقك، الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5710] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد
ابن عديس، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: سمعت كلاما يروى عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن علي (عليه السلام) وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: هذا
قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرفه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الشقي من شقى في بطن امه
والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقي وأحمق الحمق الفجور وشر الروي روي
الكذب وشر الامور محدثاتها وأعمى العمى عمي القلب وشر الندامة ندامة يوم
القيامة وأعظم الخطايا عند الله لسان الكذاب وشر الكسب كسب الربا وشر المأكل
أكل مال اليتيم وأحسن الزينة زينة الرجل هدى حسن مع ايمان وأملك أمره به وقوام
خواتيمه ومن يتبع السمعة يسمع الله به الكذبة ومن يتول الدنيا يعجز عنها الحديث (2).
[5711] 4 - الصدوق باسناده إلى آخر خطبة خطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال فيها:...
ومن بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ثم يطوقه نارا توقد في
عنقه ثم يرمى به في النار، فقلنا: يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة؟ قال: يبني فضلا
على ما يكفيه أو يبني مباهاة... ومن قرأ القرآن يريد به السمعة والرياء بين الناس
لقى الله عز وجل يوم القيامة ووجهه مظلم ليس عليه لحم وزخ القرآن في قفاه حتى يدخله
النار ويهوى فيها مع من يهوى، ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة
أعمى فيقول: (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا) (3) فيقال: (كذلك
أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) (4) فيؤمر به إلى النار، ومن تعلم القرآن

(1) الكافي: 2 / 585 ح 24.
(2) الكافي: 8 / 81 ح 39.
(3) سورة طه: 125.
(4) سورة طه: 126.
195

يريد به رياء وسمعة ليماري به السفهاء أو يباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد الله عزوجل
عظامه يوم القيامة ولم يكن في النار أشد عذابا منه وليس نوع من أنواع العذاب إلا
يعذب به من شدة غضب الله وسخطه و... الخطبة (1).
[5712] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، عن
الكناني، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من يبتغ السمعة يسمع الله
به... (2).
الرواية صحيحة الإسناد. ويسمع به: شهره وفضحه.
[5713] 6 - المفيد رفعه وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أكل بأخيه المسلم أو شرب أو
لبس به ثوبا أطعمه الله به أكلة من نار جهنم وسقاه سقية من حميم جهنم وكساه ثوبا
من سرابيل جهنم، ومن قام بأخيه المسلم مقاما شانئا أقامه الله مقام السمعة والرياء
ومن جدد إخا في الإسلام بنى الله له برجا في الجنة من جوهرة (3).
[5714] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المؤمن بشره في وجهه وحزنه في
قلبه أوسع شيء صدرا وأذل شيء نفسا يكره الرفعة ويشنأ السمعة، طويل غمه،
بعيد همه، كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور مغمور بفكرته، ضنين بخلته،
سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد (4).
[5715] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعملوا في غير رياء ولا
سمعة فإنه من يعمل لغير الله يكله الله لمن عمل له... (5).
[5716] 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ومن حكمه صلوات الله

(1) عقاب الأعمال: 331.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 1 / 576 الرقم 788.
(3) الاختصاص: 227.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 333.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 23.
196

عليه وترغيبه وترهيبه ووعظه: اما بعد فإن المكر والخديعة في النار فكونوا من الله
على وجل ومن صولته على حذر ان الله لا يرضى لعباده بعد إعذاره وإنذاره استطرادا
واستدراجا من حيث لا يعلمون ولهذا يظل سعي العبد حتى ينسى الوفاء بالعهد ويظن
انه قد أحسن صنعا ولا يزال كذلك في ظن ورجاء وغفلة عما جاءه من النبأ يعقد على
نفسه العقد ويهلكها بكل الجهد وهو في مهلة من الله على عهد يهوى مع الغافلين ويغدو
مع المذنبين ويجادل في طاعة الله المؤمنين ويستحسن تموية المترفين فهؤلاء قوم
شرحت قلوبهم بالشبهة وتطاولوا على غيرهم بالفرية وحسبوا انها لله قربة وذلك
لأنهم عملوا بالهوى وغيروا كلام الحكماء وحرفوه بجهل وعمى وطلبوا به السمعة
والرياء بلا سبيل قاصده ولا اعلام جارية ولا منار معلوم إلى أمدهم وإلى منهلهم
واردوه وحتى إذا كشف الله لهم عن ثواب سياستهم واستخرجهم من جلابيب غفلتهم
استقبلوا مدبرا واستدبروا مقبلا فلم ينتفعوا بما أدركوا من أمنيتهم ولا بما نالوا من
طلبتهم ولا ما قضوا من وطرهم وصار ذلك عليهم وبالا فصاروا يهربون مما كانوا
يطلبون، الحديث (1).
[5717] 10 - البرقي، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله،
عن أبيه (عليهما السلام) قال علي (عليه السلام): أخشوا الله خشية ليست بتعذير واعملوا لله في غير رياء
ولا سمعة فانه من عمل لغير الله وكله الله إلى عمله يوم القيامة (2).
قد مر منا عنوان الرياء في محلها فراجعها إن شئت.

(1) تحف العقول: 154.
(2) المحاسن: 254.
197

السنة
[5718] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى
السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكما إلى
الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقا ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت
وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أمروا أن يكفروا به) (1) قلت: فكيف يصنعان؟ قال: ينظران إلى من كان منكم ممن
قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فاني قد
جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد
والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.
قلت: فإن كان كل رجل اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في
حقهما واختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم؟ قال: الحكم ما حكم به أعدلهما
وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر؟ قال قلت:
فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضل واحد منهما على الآخر؟ قال فقال:
ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من أصحابك
فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه

(1) سورة النساء: 60.
198

لا ريب فيه وإنما الامور ثلاثة أمر بين رشده فيتبع وأمر بين غيه فيجتنب وأمر مشكل
يرد علمه إلى الله وإلى رسوله قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حلال بين وحرام بين وشبهات
بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات
وهلك من حيث لا يعلم.
قلت: فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم؟ قال: ينظر فما
وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه
حكم الكتاب والسنة ووافق العامة.
قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة
ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ؟ قال:
ما خالف العامة ففيه الرشاد.
فقلت: جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا؟ قال: ينظر إلى ما هم إليه أميل
حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر.
قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا؟ قال: اذا كان ذلك فارجة حتى تلقى
إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات (1).
الرواية مقبولة الإسناد.
[5719] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أيوب بن الحر قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو
زخرف (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 67 ح 10.
(2) الكافي: 1 / 69 ح 3.
199

[5720] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن أبي إسماعيل إبراهيم بن إسحاق الأزدي، عن أبي عثمان العبدي، عن جعفر (عليه السلام)،
عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا قول إلا بعمل
ولا قول ولا عمل إلا بنية ولا قول ولا عمل ولا نية إلا بإصابة السنة (1).
[5721] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد البرقي، عن علي بن
حسان ومحمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن حسان، عن موسى بن
بكر، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل من تعدى السنة رد إلى
السنة (2).
[5722] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): السنة سنتان سنة في
فريضة الأخذ بها هدى وتركها ضلالة، وسنة في غير فريضة الأخذ بها فضيلة
وتركها إلى غير خطيئة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5723] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الأصبهاني،
عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن مسعر بن كدام قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لمجلس أجلسه إلى من أثق به، أوثق في نفسي من عمل
سنة (4).
[5724] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن حريز، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحلال والحرام؟ فقال: حلال

(1) الكافي: 1 / 70 ح 9.
(2) الكافي: 1 / 70 ح 11.
(3) الكافي: 1 / 71 ح 12.
(4) الكافي: 1 / 39 ح 5.
200

محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة لا يكون غيره ولا
يجيىء غيره وقال: قال علي (عليه السلام): ما أحد ابتدع بدعة إلا ترك بها سنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5725] 8 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5726] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي المغرا، عن سماعة، عن أبي الحسن
موسى (عليه السلام) قال: قلت له: أكل شيء في كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أو تقولون فيه؟
قال: بل كل شيء في كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5727] 10 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن
أبي عمير، عن بعض أصحابه قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من خالف كتاب الله
وسنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد كفر (4).
[5728] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو
ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: ما من أحد إلا وله شرة وفترة،
فمن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى (5).
[5729] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) الكافي: 1 / 58 ح 19.
(2) الكافي: 1 / 59 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 62 ح 10.
(4) الكافي: 1 / 70 ح 6.
(5) الكافي: 1 / 70 ح 10.
201

إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، وصالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه سئل عن مسألة فأجاب فيها قال فقال الرجل: ان الفقهاء لا يقولون
هذا، فقال: يا ويحك وهل رأيت فقيها قط؟ ان الفقيه حق الفقيه الزاهد في الدنيا،
الراغب في الآخرة، المتمسك بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5730] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس
رفعه قال قال علي بن الحسين (عليه السلام): إن أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنة وإن
قل (2).
[5731] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فانظر أيها السائل فما دلك
القرآن عليه من صفته فأتم به واستضىء بنور هدايته وما كلفك الشيطان علمه مما
ليس في الكتاب عليك فرضه ولا في سنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأئمة الهدى أثره فكل علمه إلى
الله سبحانه فإن ذلك منتهى حق الله عليك... (3).
[5732] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... انه ليس على الامام إلا
ما حمل من أمر ربه: الإبلاغ في الموعظة والاجتهاد في النصيحة والإحياء للسنة
وإقامة الحدود على مستحقيها وإصدار السهمان على أهلها... (4).
[5733] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فاعلم ان أفضل عباد الله عند الله
امام عادل هدى وهدى فأقام سنة معلومة وأمات بدعة مجهولة وإن السنن لنيرة لها
اعلام وإن البدع لظاهرة لها أعلام، وإن شر الناس عند الله إمام جائر ضل وضل به
فأمات سنة مأخوذة وأحيا بدعة متروكة واني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يؤتى

(1) الكافي: 1 / 70 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 70 ح 7.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 91.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 105.
202

يوم القيامة بالإمام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر فيلقى في نار جهنم فيدور فيها كما
تدور الرحى ثم يرتبط في قعرها... (1).
[5734] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أوه على إخواني الذين تلوا
القرآن فأحكموه وتدبروا الفرض فأقاموه أحيوا السنة وأماتوا البدعة دعوا للجهاد
فأجابوا ووثقوا بالقائد فاتبعوه... (2).
[5735] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذل في نفسه وطاب
كسبه وصلحت سريرته وحسنت خليقته وأنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من
لسانه وعزل عن الناس شره ووسعته السنة ولم ينسب إلى البدعة (3).
[5736] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يأخذ الوالي من غيرها عما
لها على مساوىء أعمالها وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها وتلقى إليه سلما مقاليدها
فيريكم كيف عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة (4).
الوالي هو الامام المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف.
[5737] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اقتدوا بهدى نبيكم فانه أصدق
الهدى واستنوا بسنته فإنها أهدى السنن (5).
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء فإن شئت راجع كتب الأخبار.
والحمد لله رب العالمين.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 164.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 182.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 123.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 138.
(5) غرر الحكم: ح 2546.
203

السهر (1)
[5738] 1 - الكليني، عن علي بن الحسين المؤدب وغيره، عن أحمد بن محمد بن خالد عن
إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن أبي الحارث الهمداني، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: الحمد لله الخافض الرافع الضار
النافع الجواد الواسع الجليل ثناؤه الصادقة أسماؤه المحيط بالغيوب وما يخطر على
القلوب الذي جعل الموت بين خلقه عدلا وأنعم بالحياة عليهم فضلا فأحيا وأمات
وقدر الأقوات أحكمها بعلمه تقديرا وأتقنها بحكمته تدبيرا إنه كان خبيرا بصيرا هو
الدائم بلا فناء والباقي إلى غير منتهى يعلم ما في الأرض وما في السماء وما بينهما وما
تحت الثرى.
أحمده بخالص حمده المخزون بما حمده به الملائكة والنبيون حمدا لا يحصى له عدد ولا
يتقدمه أمد ولا يأتي بمثله أحد أومن به وأتوكل عليه وأستهديه وأستكفيه وأستقضيه
بخير وأسترضيه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله
بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون صلى الله عليه وآله.
أيها الناس إن الدنيا ليست لكم بدار ولا قرار إنما أنتم فيها كركب عرسوا فأناخوا
ثم استقلوا فغدوا وراحوا دخلوا خفافا وراحوا خفافا لم يجدوا عن مضي نزوعا ولا
إلى ما تركوا رجوعا جد بهم فجدوا وركنوا إلى الدنيا فما استعدوا حتى إذا أخذ

(1) المراد به إحياء الليل بالعبادة وعدم النوم في الليل.
204

بكظمهم وخلصوا إلى دار قوم جفت أقلامهم لم يبق من أكثرهم خبر ولا أثر قل في
الدنيا لبثهم وعجل إلى الآخرة بعثهم فأصبحتم حلولا في ديارهم ضاعنين على
آثارهم والمطايا بكم تسير سيرا ما فيه أين ولا تفتير نهاركم بأنفسكم دؤوب وليلكم
بأرواحكم ذهوب فأصبحتم تحكمون من حالهم حالا وتحتذون من مسلكهم مثالا فلا
تغرنكم الحياة الدنيا فإنما أنتم فيها سفر حلول الموت بكم نزول تنتضل فيكم مناياه
وتمضي بأخباركم مطاياه إلى دار الثواب والعقاب والجزاء والحساب.
فرحم الله امرءا راقب ربه وتنكب ذنبه وكابر هواه وكذب مناه امرءا زم نفسه من
التقوى بزمام وألجمها من خشية ربها بلجام فقادها إلى الطاعة بزمامها وقدعها عن
المعصية بلجامها رافعا إلى المعاد طرفه متوقعا في كل أوان حتفه دائم الفكر طويل
السهر عزوفا عن الدنيا سأما كدوحا لآخرته متحافظا امرءا جعل الصبر مطية نجاته
والتقوى عدة وفاته ودواء أجوائه فاعتبر وقاس وترك الدنيا والناس يتعلم للتفقه
والسداد وقد وقر قلبه ذكر المعاد وطوى مهاده وهجر وساده منتصبا على أطرافه
داخلا في أعطافه خاشعا لله عز وجل يراوح بين الوجه والكفين خشوع في السر لربه لدمعة
صبيب ولقلبه وجيب شديدة أسباله ترتعد من خوف الله عز وجل أوصاله قد عظمت فيما
عند الله رغبته واشتدت منه رهبته راضيا بالكفاف من أمره يظهر دون ما يكتم
ويكتفي بأقل مما يعلم أولئك ودائع الله في بلاده المدفوع بهم عن عباده لو أقسم أحدهم
على الله جل ذكره لأبره أو دعا على أحد نصره الله يسمع إذا ناجاه ويستجيب له إذا
دعاه جعل الله العاقبة للتقوى والجنة لأهلها مأوى دعاؤهم فيها أحسن الدعاء
«سبحانك اللهم» دعاؤهم المولى على ما آتاهم «وآخر دعواهم أن الحمد لله رب
العالمين» (1).
[5739] 2 - الصدوق، بإسناده قال: سأل عبد الله بن سنان عن الصادق (عليه السلام) عن قول

(1) الكافي: 8 / 170 ح 193.
205

الله عز وجل: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) (1) قال: هو السهر في
الصلاة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5740] 3 - الصدوق، عن جعفر بن نعيم بن شاذان، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن إبراهيم بن العباس قال: ما رأيت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) جفا أحدا
بكلامه قط وما رأيت قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه وما رد أحدا عن حاجة
يقدر عليها ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط ولا اتكأ بين يدي جليس له قط ولا
رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط ولا رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه
قط بل كان ضحكه التبسم وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته
مماليكه حتى البواب والسائس، وكان (عليه السلام) قليل النوم بالليل كثير السهر يحيى أكثر
لياليه من أولها إلى الصبح وكان كثير الصيام فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر
ويقول: ذلك صوم الدهر وكان (عليه السلام) كثير المعروف والصدقة في السر وأكثر ذلك يكون
منه في الليالي المظلمة فمن زعم انه رأى مثله في فضله فلا تصدق (3).
[5741] 4 - المفيد قال: ما رواه نقلة الآثار ان أمير المؤمنين (عليه السلام) خرج ذات ليلة من
المسجد وكانت ليلة قمراء فأم الجبانة ولحقه جماعة يقفون أثره، فوقف عليهم ثم قال:
من أنتم؟ قالوا: شيعتك يا أمير المؤمنين، فتفرس في وجوههم ثم قال: فمالي لا أرى
عليكم سيماء الشيعة، قالوا: وما سيماء الشيعة يا أمير المؤمنين؟ فقال: صفر الوجوه
من السهر عمش العيون من البكاء حدب الظهور من القيام خمص البطون من الصيام
ذبل الشفاه من الدعاء عليهم غبرة الخاشعين (4).

(1) سورة الفتح: 29.
(2) الفقيه: 1 / 473 ح 1366.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 184 ح 7.
(4) الارشاد: 1 / 237.
206

[5742] 5 - المفيد، عن أبي محمد الحسن بن محمد بن يحيى، عن جده، عن أبي محمد
الأنصاري، عن محمد بن ميمون البزاز، عن الحسين بن علوان، عن أبي علي بن زياد
ابن رستم، عن سعيد بن كلثوم قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فذكر
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فاطراه ومدحه بما هو أهله ثم قال: والله ما أكل
علي بن أبي طالب من الدنيا حراما قط حتى مضى لسبيله وما عرض له أمران قط هما
لله رضا إلا أخذ بأشدهما عليه في دينه وما نزلت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نازلة قط إلا دعاه
ثقة به وما أطاق عمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه الامة غيره وإن كان ليعمل عمل رجل
كان وجهه بين الجنة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ولقد أعتق من ماله
ألف مملوك في طلب وجه الله والنجاة من النار مما كد بيديه ورشح منه جبينه وإن كان
ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة وما كان لباسه إلا الكرابيس إذا فضل شيء عن
يده من كمه دعا بالجلم فقصه وما أشبهه من ولده ولا أهل بيته أحد أقرب شبها به في
لباسه وفقهه من علي بن الحسين (عليه السلام) ولقد دخل أبو جعفر (عليه السلام) ابنه عليه فإذا هو قد بلغ
من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه وقد اصفر لونه من السهر ورمضت عيناه من البكاء
ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود وقد ورمت ساقاه وقدماه من القيام في
الصلاة، فقال أبو جعفر (عليه السلام): فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيت رحمة له
فإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد هنيئة من دخولي فقال: يا بني أعطني بعض تلك
الصحف التي فيها عبادة علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأعطيته فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها
من يده تضجرا وقال: من يقوى على عبادة علي (1).
[5743] 6 - الطوسي، عن المفيد، عن الحسين بن علي التمار، عن محمد بن يحيى بن
سليمان، عن داود، عن جعفر بن إسماعيل، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المقيري،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رب صائم حظه من صيامه الجوع

(1) الارشاد: 2 / 141.
207

والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر (1).
[5744] 7 - الديلمي رفعه إلى علي الهادي (عليه السلام) انه قال في بعض مواعظه: السهر ألذ للمنام
والجوع يزيد في طيب الطعام (2).
يريد به الحث على قيام الليل وصيام النهار.
[5745] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سهر الليل شعار المتقين وشيمة
المشتاقين. سهر العيون بذكر الله خلصان العارفين وحلوان المقربين سهر الليل في
طاعة الله ربيع الأولياء وروضة السعداء. سهر الليل بذكر الله غنيمة الأولياء وسجية
الأتقياء (3).
[5746] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم عون العبادة السهر (4).
[5747] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السهر أحد الحياتين (5).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 29 / 166 الرقم 277.
(2) أعلام الدين: 311.
(3) غرر الحكم: ح 5611 و 5612 و 5613 و 5614.
(4) غرر الحكم: ح 9920.
(5) غرر الحكم: ح 1684.
208

السهل
[5748] 1 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي
ابن مهزيار، عن الحسن بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن مسكان،
عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بمن تحرم
عليه النار غدا؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الهين القريب اللين السهل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5749] 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... خاشعا
قلبه، قانعة نفسه، منزورا أكله، سهلا أمره، حريزا دينه... (2).
[5750] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة المؤمن:... شكور صبور
مغمور بفكرته، ضنين بخلته، سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد
وهو أذل من العبد (3).
[5751] 4 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ان الله يحب السهل
الطلق (4).
[5752] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التسهل يدر الأرزاق (5).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والخمسون ح 5 / 397 الرقم 511.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 333.
(4) شرح شهاب الأخبار: 366 ح 754.
(5) غرر الحكم: ح 802.
209

السوء
[5753] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
حفص بن غياث قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال عيسى بن مريم على نبينا وآله وعليه
السلام: ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5754] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
عبد الصمد بن بشير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة
وهي منساة في العمر وتقي مصارع السوء وصدقة الليل تطفئ غضب الرب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5755] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام الكندي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به
فإن ولد السوء يعير والده بعمله كونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا
صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شيء من
الخير فأنتم أولى به منهم، والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء، قلت: وما
الخبء؟ قال: التقية (3).

(1) الكافي: 1 / 47 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 157 ح 32.
(3) الكافي: 2 / 219 ح 11.
210

[5756] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): ان صاحب
الشر يعدي وقرين السوء يردي فانظر من تقارن (1).
[5757] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من القواصم الفواقر التي
تقصم الظهر: جار السوء إن رأى حسنة أخفاها وإن رأى سيئة أفشاها (2).
[5758] 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن محمد
ابن الفضيل، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أعوذ بالله من جار السوء في دار إقامة، تراك عيناه ويرعاك قلبه، إن رآك بخير ساءه
وإن رآك بشر سره (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5759] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصدقة
تدفع ميتة السوء (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5760] 8 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأحمد بن
إدريس، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن
غالب، عمن حدثه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: البر والصدقة ينفيان الفقر ويزيدان في

(1) الكافي: 2 / 640 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 668 ح 15.
(3) الكافي: 2 / 669 ح 16.
(4) الكافي: 4 / 2 ح 1.
211

العمر ويدفعان تسعين ميتة السوء.
وفي خبر آخر: ويدفعان عن شيعتي ميتة السوء (1).
[5761] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الصدقة باليد تقي ميتة السوء وتدفع سبعين
نوعا من أنواع البلاء وتفك عن لحى سبعين شيطانا كلهم يأمره أن لا يفعل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5762] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله لا اله إلا هو ليدفع
بالصدقة الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين بابا من
السوء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5763] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن
ابن حماد، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الصدقة لتدفع
سبعين بلية من بلايا الدنيا مع ميتة السوء ان صاحبنا لا يموت ميتة السوء أبدا مع ما
يدخر لصاحبها في الآخرة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5764] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:
صنائع المعروف تقي مصارع السوء (5).

(1) الكافي: 4 / 2 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 3 ح 7.
(3) الكافي: 4 / 5 ح 2.
(4) الكافي: 4 / 6 ح 6.
(5) الكافي: 4 / 28 ح 1.
212

[5765] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
زعلان، عن عبد الله بن المغيرة، عن ابن الطيار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حجج
تترى وعمر تسعى يدفعن عيلة الفقر وميتة السوء (1).
تترى: يعني واحدا بعد واحد.
[5766] 14 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خطيبا فقال: أيها الناس إياكم وخضراء
الدمن، قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟ قال: المرأة الحسناء في منبت السوء (2).
[5767] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عبد الله، عن علي البغدادي عن أبي الحسن الضرير، عن أبي سلمة السراج، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إدمان الخف يقي ميتة السوء (3).
[5768] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابه،
عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن المغيرة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من شقاء
العيش المركب السوء (4).
[5769] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه دعا ربه عند وضع رجله في الركاب
عند عزمه على المسير إلى الشام: اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب
وسوء المنظر في الأهل والمال والولد، اللهم أنت الصاحب في السفر وأنت الخليفة في
الأهل ولا يجمعهما غيرك لأن المستخلف لا يكون مستصحبا والمستصحب لا يكون
مستخلفا (5).

(1) الكافي: 4 / 261 ح 36.
(2) الكافي: 5 / 332 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 467 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 537 ح 10.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 46.
213

[5770] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن دخل مداخل السوء
اتهم... (1).
[5771] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما قال الناس لشيء طوبى له
إلا وقد خبأ له الدهر يوم سوء (2).
[5772] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: البخل جامع لمساوىء
العيوب وهو زمام يقاد به إلى كل سوء (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 286.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 378.
214

سوء الحساب
[5773] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لرجل: يا فلان
مالك ولأخيك؟ قال: جعلت فداك كان لي عليه شيء فاستقصيت في حقي: فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عز وجل (ويخافون سوء الحساب) (1) أتريهم
خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الرعد: 21.
(2) معاني الأخبار: 246.
215

سوء الخلق
[5774] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5775] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أبى الله عز وجل لصاحب الخلق السييء بالتوبة، قيل:
وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: لأنه إذا تاب من ذنب وقع في ذنب أعظم منه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5776] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران،
عن سيف بن عميرة، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن سوء الخلق ليفسد
الإيمان كما يفسد الخل العسل (3).
[5777] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن عبد الله بن عثمان، عن الحسن بن مهران، عن إسحاق بن غالب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من ساء خلقه عذب نفسه (4).
[5778] 5 - الصدوق باسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
يا علي سوء الخلق شؤم وطاعة المرأة ندامة (5).

(1) الكافي: 2 / 321 ح 1 و 2 و 3 و 4.
(2) الكافي: 2 / 321 ح 1 و 2 و 3 و 4.
(3) الكافي: 2 / 321 ح 1 و 2 و 3 و 4.
(4) الكافي: 2 / 321 ح 1 و 2 و 3 و 4.
(5) الفقيه: 4 / 364.
216

[5779] 6 - الصدوق بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في حديث: لا سؤدد لسيء
الخلق، الحديث (1).
[5780] 7 - الصدوق بإسناده إلى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه
قال: عليكم بحسن الخلق فإن حسن الخلق في الجنة لا محالة وإياكم وسوء الخلق فإن
سوء الخلق في النار لا محالة (2).
[5781] 8 - الصدوق باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خصلتان لا تجتمعان في مسلم: البخل
وسوء الخلق (3).
[5782] 9 - الصدوق، عن علي بن الحسين بن سفيان بن يعقوب، عن جعفر بن أحمد بن
يوسف، عن علي بن نوح الحناط، عن عمرو بن الحسن، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: ان سعد بن معاذ قد مات، فقام
رسول الله وقام أصحابه فحمل فأمر بغسل سعد وهو قائم على عضادة الباب فلما أن
حنط وكفن وحمل على سريرة تبعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلا حذاء ولا رداء ثم كان يأخذ
يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة حتى انتهى به إلى القبر فنزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى
لحده وسوى عليه اللبن وجعل يقول: ناولني حجرا ناولني ترابا رطبا يسد به ما بين
اللبن فلما أن فرغ وحثا التراب عليه وسوى قبره، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لأعلم
إنه سيبلى ويصلى إليه البلى ولكن الله عز وجل يحب عبدا إذا عمل عملا فأحكمه فلما أن
سوى التربة عليه، قالت ام سعد من جانب: هنيئا لك الجنة، فقال رسول الله: يا ام
سعد مه لا تجزمي على ربك فإن سعدا قد أصابته ضمة، قال فرجع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ورجع الناس، فقالوا: يا رسول الله لقد رأيناك صنعت على سعد ما لم تصنعه على

(1) الخصال: 1 / 169 ح 222.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 31 ح 41.
(3) الخصال: 1 / 75 ح 117.
217

أحد انك تبعت جنازته بلا رداء ولا حذاء؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الملائكة كانت بلا حذاء
ولا رداء فتأسيت بها، قالوا: وكيف تأخذ يمنة السرير مرة ويسرة السرير مرة؟
قال: كانت يدي في يد جبرئيل آخذ حيث ما أخذ، فقالوا: أمرت بغسله صليت على
جنازته ولحدته ثم قلت: إن سعدا أصابته ضمة؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم انه كان في خلقه
مع أهله سوء (1).
[5783] 10 - المفيد رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الأخلاق منائح من الله عز وجل فإذا أحب
عبدا منحه خلقا حسنا وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا (2).
[5784] 11 - أبو يعلى الجعفري رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: لو علم سىء الخلق انه
يعذب نفسه لتسمح في خلقه (3).
[5785] 12 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حسن الخلق
زمام من رحمة الله في أنف صاحبه والزمام بيد الملك والملك يجره إلى الخير والخير يجره
إلى الجنة، وسوء الخلق زمام من عذاب الله في أنف صاحبه والزمام بيد الشيطان
والشيطان يجره إلى الشر والشر يجره إلى النار (4).
[5786] 13 - صاحب جامع الأخبار رفعه وقال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): من أدوم
الناس غما؟ قال: أسوؤهم خلقا (5).
[5787] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا وحشة أوحش من سوء
الخلق (6).

(1) علل الشرايع: 309 ح 4.
(2) الاختصاص: 225.
(3) نزهة الناظر: 52.
(4) جامع الأخبار: 290 ح 7.
(5) جامع الأخبار: 290 ح 9.
(6) غرر الحكم: ح 10766.
218

[5788] 15 - وعنه (عليه السلام): لا عيش لسيء الخلق (1).
[5789] 16 - وعنه (عليه السلام): من ساء خلقه فلا مصاحبه ورفيقه (2).
[5790] 17 - وعنه (عليه السلام): من ساء خلقه ضاق رزقه (3).
[5791] 18 - وعنه (عليه السلام): كل داء يداوى إلا سوء الخلق (4).
[5792] 19 - وعنه (عليه السلام): سوء الخلق يوحش القريب وينفر البعيد (5).
[5793] 20 - وعنه (عليه السلام): السيء الخلق كثير الطيش منغص العيش (6).
الطيش: الخفة.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر فراجع الكافي: 2 / 321،
وبحار الأنوار: 70 / 296، ووسائل الشيعة: 11 / 323، ومستدرك الوسائل:
12 / 73، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 510. وقد مر منا عنوان حسن الخلق في
محله.

(1) غرر الحكم: ح 10514.
(2) غرر الحكم: ح 8773.
(3) غرر الحكم: ح 8023.
(4) غرر الحكم: ح 6880.
(5) غرر الحكم: ح 5593.
(6) غرر الحكم: ح 1604.
219

سوء الظن بالاخوان
[5794] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عمن حدثه عن
الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له: ضع
أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك
سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا (1).
[5795] 2 - الحميري، عن هارون، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر (عليه السلام) عن أبيه (عليه السلام) ان
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الكذب وكونوا إخوانا في الله كما
أمركم الله ولا تتنافروا ولا تجسسوا ولا تتفاحشوا ولا يغتب بعضكم بعضا
ولا تتنازعوا ولا تتباغضوا ولا تتدابروا ولا تتحاسدوا فإن الحسد يأكل الايمان كما
تأكل النار الحطب اليابس (2).
[5796] 3 - الصدوق بإسناده إلى حديث أربعمأة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
اطرحوا سوء الظن بينكم فإن الله عز وجل نهى عن ذلك... (3).
[5797] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إذا استولى الصلاح على الزمان
وأهله ثم أساء الرجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم وإذا استولى الفساد على
الزمان وأهله فأحسن الرجل الظن برجل فقد غرر (4).

(1) الكافي: 2 / 362 ح 3.
(2) قرب الاسناد: 29 ح 94.
(3) الخصال: 2 / 624.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 114.
220

[5798] 5 - السيد علي بن طاوس نقلا من كتاب الرسائل للكليني، باسناده إلى
جعفر بن عنبسة [عن عباد بن زياد الأسدي] عن عمرو بن أبي المقدام، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) فيما كتبه لولده الحسن (عليه السلام): ولا يغلبن عليك
سوء الظن فإنه لا يدع بينك وبين صديق صفحا، الحديث (1).
[5799] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك أن تسيء الظن فإن سوء
الظن يفسد العبادة ويعظم الوزر (2).
[5800] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شر الناس من لايثق بأحد
لسوء ظنه ولا يثق به أحد لسوء فعله (3).
[5801] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: والله لا يعذب الله مؤمنا بعد
الإيمان إلا بسوء ظنه وسوء خلقه (4).
[5802] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كذب سوء الظن بأخيه
كان ذا عقد صحيح وقلب مستريح (5).
[5803] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آفة الدين سوء الظن (6).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 193،
ووسائل الشيعة: 12 / 302 طبع آل البيت، ومستدرك الوسائل: 9 / 142،
وألف حديث في المؤمن: 212.

(1) كشف المحجة: 167.
(2) غرر الحكم: ح 2709.
(3) غرر الحكم: ح 5748.
(4) غرر الحكم: ح 10140.
(5) غرر الحكم: ح 8712.
(6) غرر الحكم: ح 3924.
221

سوء الظن بالله تعالى
[5804] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب علي (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: -
وهو على منبره - والذي لا اله إلا هو ما اعطي مؤمن قط خير الدنيا إلا بحسن ظنه بالله
ورجائه له وحسن خلقه والكف عن اغتياب المؤمنين، والذي لا اله إلا هو لا يعذب
الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه
واغتيابه للمؤمنين، والذي لا اله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند
ظن عبده المؤمن لأن الله كريم بيده الخيرات يستحيى أن يكون عبده المؤمن قد أحسن
به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5805] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول: أنا
عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5806] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن آخر عبد

(1) الكافي: 2 / 71 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 72 ح 3.
222

يؤمر به إلى النار يلتفت فيقول الله عز وجل: اعجلوه فإذا أتي به قال له: عبدي لم التفت؟
فيقول: يا رب ما كان ظني بك هذا، فيقول جل جلاله: عبدي وما كان ظنك بي؟
فيقول: يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك، فيقول الله:
ملائكتي وعزتي وجلالي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من
حياته خيرا قط ولو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار أجيزوا له كذبه
وأدخلوه الجنة. ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما ظن عبد بالله خيرا إلا كان الله عند ظنه به
ولا ظن به سوءا إلا كان الله عند ظنه به وذلك قوله عز وجل: (وذلكم ظنكم الذي ظننتم
بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5807] 4 - الصدوق بإسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية:... ولا
يغلبن عليك سوء الظن بالله عز وجل فإنه لا يدع بينك وبين خليلك صلحا... (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5808] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
فإن البخل والجبن والحرص غرائز شتى يجمعهما سوء الظن بالله (4).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
ثم قد ذكرنا لك خمسة من صحاح الأحاديث في هذا المجال، فإن شئت راجع
وسائل الشيعة: 11 / 180، ومستدرك الوسائل: 11 / 248. وقد مر منا عنوان
حسن الظن بالله تعالى في محله والحمد لله الذي لا نظن به إلا خيرا.

(1) سورة فصلت: 23.
(2) ثواب الأعمال: 206.
(3) الفقيه: 4 / 385.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
223

سوء المحضر
[5809] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بينا هو ذات يوم
عند عائشة إذ استأذن عليه رجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بئس أخو العشيرة فقامت
عائشة فدخلت البيت وأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل فلما دخل أقبل عليه بوجهه
وبشره [إليه] يحدثه حتى إذا فرغ وخرج من عنده قالت عائشة: يا رسول الله
بينا أنت تذكر هذا الرجل بما ذكرته به إذ أقبلت عليه بوجهك وبشرك؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند ذلك: إن من شر عباد الله من تكره مجالسته لفحشه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5810] 2 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن عبد الله
ابن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من خاف الناس لسانه فهو في النار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5811] 3 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن
محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة قال: قال الصادق (عليه السلام): من لم يبال ما قال وما
قيل فيه فهو شرك شيطان، ومن لم يبال أن يراه الناس [مسيئا] فهو شرك شيطان،
ومن اغتاب أخاه المؤمن من غير ترة بينهما فهو شرك شيطان، ومن شغف بمحبة

(1) الكافي: 2 / 356 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 327 ح 3.
224

الحرام وشهوة الزنا فهو شرك شيطان. ثم قال (عليه السلام): إن لولد الزنا علامات: إحداها:
بغضنا أهل البيت، وثانيها: أن يحن إلى الحرام الذي خلق منه، وثالثها: الاستخفاف
بالدين، ورابعها: سوء المحضر للناس، ولا يسيء محضر إخوانه إلا من ولد على غير
فراش أبيه أو من حملت به امه في حيضها (1).
ترة: جمعها الترهات، استعيرت للأباطيل والأقاويل.
[5812] 4 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن
محمد بن زياد الأزدي، عن إبراهيم بن زياد الكرخي، عن الصادق (عليه السلام) قال:
علامات ولد الزنا ثلاث: سوء المحضر والحنين إلى الزنا وبغضنا أهل البيت (2).
[5813] 5 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري، عن محمد بن
سليمان، عن محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت
أبا جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أسرع الخير ثوابا
البر وأسرع الشر عقابا البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من
نفسه وأن يعير الناس بما لا يستطيع تركه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
ان شئت راجع بحار الأنوار: 72 / 279.

(1) معاني الأخبار: 400 ح 60.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 22 / 418 الرقم 555.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 17 / 107 الرقم 163.
225

السواك
[5814] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن يونس بن يعقوب، عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من سنن المرسلين
السواك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5815] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن
بكير، عمن ذكره عن أبي جعفر (عليه السلام) في السواك قال: لا تدعه في كل ثلاث ولو أن تمر
مرة (2).
[5816] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عمن ذكره
عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: أدنى السواك أن تدلك بإصبعك (3).
[5817] 4 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
المعلى أبي عثمان، عن معلى بن خنيس قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السواك بعد
الوضوء؟ فقال: الإستياك قبل أن تتوضأ، قلت: أرأيت إن نسي حتى يتوضأ؟ قال:
يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات، وروي ان السنة في السواك في وقت السحر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5818] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن السواك للصائم؟ فقال: نعم

(1) الكافي: 3 / 23 ح 2 و 4 و 5 و 6.
(2) الكافي: 3 / 23 ح 2 و 4 و 5 و 6.
(3) الكافي: 3 / 23 ح 2 و 4 و 5 و 6.
(4) الكافي: 3 / 23 ح 2 و 4 و 5 و 6.
226

يستاك أي النهار شاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5819] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسحاق بن
عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أخلاق الأنبياء (عليهم السلام) السواك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5820] 7 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): السواك مطهرة للفم
ومرضاة للرب (3).
[5821] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن بحر، عن مهزم الأسدي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: في السواك عشرة
خصال: مطهرة للفم ومرضاة للرب ومفرحة للملائكة وهو من السنة ويشد اللثة
ويجلو البصر ويذهب بالبلغم ويذهب بالحفر (4).
[5822] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في السواك
اثنتا عشر خصلة: هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرب ويذهب
بالبلغم ويزيد في الحفظ ويبيض الأسنان ويضاعف الحسنات ويذهب بالحفر ويشد
اللثة ويشهي الطعام وتفرح به الملائكة (5).
[5823] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن حماد
ابن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: السواك يذهب بالدمعة ويجلو البصر (6).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 4 / 111 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 495 ح 1 و 4 و 5.
(3) الكافي: 6 / 495 ح 1 و 4 و 5.
(4) الكافي: 6 / 495 ح 1 و 4 و 5.
(5) الكافي: 6 / 495 ح 6 و 7.
(6) الكافي: 6 / 495 ح 6 و 7.
227

[5824] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن طلحة
ابن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث أعطيهن الأنبياء (عليهم السلام): العطر والأزواج
والسواك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5825] 12 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا،
عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ركعتان بالسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل صلاة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5826] 13 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما زال جبرئيل (عليه السلام)
يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفى أو أدرد (3).
الرواية صحيحة الإسناد. أحفى وأدرد: يعني خفت سقوط أسناني.
[5827] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة: قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): نزل جبرئيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالسواك والخلال والحجامة (4).
[5828] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أوصاني جبرئيل (عليه السلام)
بالسواك حتى خفت على أسناني (5).

(1) الكافي: 6 / 511 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 22 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 23 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 376 ح 2.
(5) الكافي: 6 / 496 ح 8.
228

الرواية صحيحة الإسناد.
[5829] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عمرو بن أبي المقدام، عن محمد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
لأمير المؤمنين صلوات الله عليه: عليك بالسواك لكل صلاة (1).
[5830] 17 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: اربع من سنن المرسلين: التعطر
والسواك والنساء والحناء (2).
[5831] 18 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أفواهكم طرق القرآن
فطهروها بالسواك (3).
[5832] 19 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يكثر
السواك وليس بواجب فلا يضرك تركه في فرط الأيام (4).
[5833] 20 - الصدوق رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: اكتحلوا وترا واستاكوا عرضا (5).
قد وردت عدة من الروايات في هذا المجال فإن شئت راجع الكافي: 3 / 22 و
6 / 495، والفقيه: 1 / 52 وبحار الأنوار: 73 / 126 فإن فيها أكثر من خمسين
رواية.

(1) الكافي: 6 / 496 ح 10.
(2) الفقيه: 1 / 52 ح 111.
(3) الفقيه: 1 / 53 ح 112.
(4) الفقيه: 1 / 53 ح 117.
(5) الفقيه: 1 / 54 ح 120.
229

السوق
[5834] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن محمد بن الحسين بن كثير الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: أما تدخل
السوق أما ترى الفاكهة تباع والشيء مما تشتهيه؟ فقلت: بلى، فقال: أما ان لك
بكل ما تراه فلا تقدر على شرائه حسنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5835] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): سوق
المسلمين كمسجدهم فمن سبق إلى مكان فهو أحق به إلى الليل، قال: وكان لا يأخذ
على بيوت السوق كراء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5836] 3 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الخفاف عندنا في
السوق نشتريها فما ترى في الصلاة فيها؟ فقال: صل فيها حتى يقال لك: انها ميتة
بعينها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 264 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 662 ح 7.
(3) الكافي: 3 / 403 ح 28.
230

[5837] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران، عن
صباح الحذاء، عن ابن الطيار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): انه كان في يدي شيء
تفرق وضقت ضيقا شديدا، فقال لي: ألك حانوت في السوق؟ قلت: نعم وقد تركته
فقال: إذا رجعت إلى الكوفة فاقعد في حانوتك واكنسه فإذا أردت أن تخرج إلى
سوقك فصل ركعتين أو أربع ركعات ثم قل في دبر صلاتك: «توجهت بلا حول مني
ولا قوة ولكن بحولك وقوتك أبرء إليك من الحول والقوة إلا بك فأنت حولي ومنك
قوتي اللهم فارزقني من فضلك الواسع رزقا كثيرا طيبا وأنا خافض في عافيتك فإنه
لا يملكها أحد غيرك» قال: ففعلت ذلك وكنت أخرج إلى دكاني حتى خفت أن
يأخذني الجابي بأجرة دكاني وما عندي شيء، قال: فجاء جالب بمتاع فقال لي:
تكريني نصف بيتك فاكريته نصف بيتي بكرى البيت كله، قال: وعرض متاعه
فاعطى به شيئا لم يبعه، فقلت له: هل لك إلى خير تبيعني عدلا من متاعك هذا أبيعه
وآخذ فضله وأدفع إليك ثمنه، قال: وكيف لي بذلك؟ قال: قلت: ولك الله علي
بذلك، قال: فخذ عدلا منها، فأخذته ورقمته وجاء برد شديد فبعت المتاع من يومي
ودفعت اليه الثمن واخذت الفضل وفما زلت آخذ عدلا عدلا فأبيعه وآخذ فضله وأرد
عليه من رأس المال حتى ركبت الدواب واشتريت الرقيق وبنيت الدور (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5838] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن
عميرة، عن أبي حمزة قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): لأن أدخل السوق ومعي دراهم
ابتاع به لعيالي لحما وقد قرموا أحب إلي من أن أعتق نسمة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 474 ح 3.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 10.
231

[5839] 6 - الكليني، عن محمد وغيره، عن أحمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن علي
بن عطية، عن هشام بن أحمد قال: كان أبو الحسن (عليه السلام) يقول لمصادف: إغد إلى عزك
- يعني السوق - (1).
[5840] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن معاذ بن كثير بياع الأكيسة قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد هممت أن أدع السوق وفي يدي شيء، قال: إذا يسقط
رأيك ولا يستعان بك على شيء (2).
[5841] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: من
اتجر بغير علم ارتطم في الربا ثم ارتطم، قال: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا يقعدن
في السوق إلا من يعقل الشراء والبيع (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5842] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن حنان، عن أبيه قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): يا أبا الفضل أما لك مكان تقعد فيه
فتعامل الناس؟ قال: قلت: بلى، قال: ما من رجل مؤمن يروح أو يغدو إلى مجلسه
أو سوقه فيقول حين يضع رجله في السوق: «اللهم إني أسألك من خيرها وخير
أهلها» إلا وكل الله عز وجل به من يحفظه ويحفظ عليه حتى يرجع إلى منزله، فيقول له: قد
اجرت من شرها وشر أهلها يومك هذا بإذن الله عز وجل وقد رزقت خيرها وخير أهلها في
يومك هذا، فإذا جلس مجلسه قال حين يجلس: «أشهد أن لا اله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم إني أسألك من فضلك حلالا طيبا

(1) الكافي: 5 / 149 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 149 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 154 ح 23.
232

وأعوذ بك من أن أظلم أو اظلم وأعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين كاذبة» فإذا قال
ذلك، قال له الملك الموكل به: ابشر فما في سوقك اليوم أحد أوفر منك حظا قد
تعجلت الحسنات ومحيت عنك السيئات وسيأتيك ما قسم الله لك موفرا حلالا طيبا
مباركا فيه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5843] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
أبي عمارة الطيار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): انه قد ذهب مالي وتفرق ما في يدي
وعيالي كثير فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قدمت الكوفة فافتح باب حانوتك وابسط
بساطك وضع ميزانك وتعرض لرزق ربك، قال: فلما أن قدم فتح باب حانوته
وبسط بساطه ووضع ميزانه قال: فتعجب من حوله بأن ليس في بيته قليل ولا كثير
من المتاع ولا عنده شيء قال: فجاءه رجل فقال اشتر لي ثوبا، قال: فاشترى له
وأخذ ثمنه وصار الثمن إليه، ثم جاءه آخر فقال له: اشتر لي ثوبا قال: فطلب له في
السوق ثم اشترى له ثوبا فأخذ ثمنه فصار في يده وكذلك يصنع التجار يأخذ بعضهم
من بعض، ثم جاءه رجل آخر فقال له: يا أبا عمارة ان عندي عدلا من كتان فهل
تشتريه واؤخرك بثمنه سنة؟ فقال: نعم احمله وجئني به قال: فحمله فاشتراه منه
بتأخير سنة، قال: فقام الرجل فذهب ثم أتاه آت من أهل السوق فقال له: يا أبا
عمارة ما هذا العدل؟ قال: هذا عدل اشتريته، قال: فبعني نصفه واعجل لك ثمنه،
قال: نعم فاشتراه منه وأعطاه نصف المتاع وأخذ نصف الثمن قال: فصار في يده الباقي
إلى سنة، قال: فجعل يشتري بثمنه الثوب والثوبين ويعرض ويشتري ويبيع حتى
اثري وعرض وجهه وأصاب معروفا (2).
[5844] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي،

(1) الكافي: 5 / 155 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 304 ح 3.
233

عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: كان رجل من أصحابنا
بالمدينة فضاق ضيقا شديدا واشتدت حاله فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): اذهب فخذ
حانوتا في السوق وابسط بساطا وليكن عندك جرة من ماء وألزم باب حانوتك، قال
ففعل الرجل فمكث ما شاء الله قال: ثم قدمت رفقة من مصر فالقوا متاعهم كل رجل
منهم عند معرفته وعند صديقه حتى ملأوا الحوانيت وبقي رجل منهم لم يصب حانوتا
يلقي فيه متاعه فقال له أهل السوق: ههنا رجل ليس به بأس وليس في حانوته متاع
فلو ألقيت متاعك في حانوته فذهب إليه فقال له: القي متاعي في حانوتك؟ فقال له:
نعم، فالقى متاعه في حانوته وجعل يبيع متاعه الأول فالأول حتى إذا حضر خروج
الرفقة بقي عند الرجل شيء يسير من متاعه فكره المقام عليه فقال لصاحبنا: اخلف
هذا المتاع عندك تبيعه وتبعث إلي بثمنه؟ قال: فقال: نعم، فخرجت الرفقة وخرج
الرجل معهم وخلف المتاع عنده فباعه صاحبنا وبعث بثمنه إليه، قال: فلما أن تهيأ
خروج رفقة مصر من مصر بعث إليه ببضاعة فباعها ورد إليه ثمنها فلما رآى ذلك
الرجل أقام بمصر وجعل يبعث إليه بالمتاع ويجهز عليه، قال: فأصاب وكثر ماله
واثري (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5845] 12 - إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الله بن البلح البصري، عن أبي بكر بن
عياش، عن أبي حصيرة، عن مختار التمار وكان رجلا من أهل البصرة قال: كنت
أبيت في مسجد الكوفة وأبول في الرحبة وآخذ الخبز من البقال فخرجت ذات يوم
اريد بعض أسواقها فإذا بصوت بي فقال: يا هذا إرفع إزارك فإنه أنقى لثوبك وأتقى
لربك، قلت: من هذا؟ فقيل لي: هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فخرجت
أتبعه وهو متوجه إلى سوق الإبل فلما أتاها وقف في وسط السوق فقال: يا معشر
التجار إياكم واليمين الفاجرة فإنها تنفق السلعة وتمحق البركة ثم أتى سوق الكرابيس

(1) الكافي: 5 / 309 ح 25.
234

فإذا هو برجل وسيم فقال: يا هذا عندك ثوبان بخمسة دراهم؟ فوثب الرجل فقال:
نعم يا أمير المؤمنين، فلما عرفه مضى عنه وتركه فوقف على غلام فقال له: يا غلام
عندك ثوبان بخمسة دراهم؟ قال: نعم عندي ثوبان أحدهما أخير من الآخر واحد
بثلاثة والآخر بدرهمين، قال: هلمهما، فقال: يا قنبر خذ الذي بثلاثة، قال: أنت
أولى به يا أمير المؤمنين تصعد المنبر وتخطب الناس قال: يا قنبر أنت شاب ولك شره
الشباب وأنا أستحيي من ربي أن أتفضل عليك لأني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
ألبسوهم مما تلبسون وأطعموهم مما تأكلون، ثم لبس القميص ومد يده في ردنه فإذا
هو يفضل عن أصابعه فقال: يا غلام اقطع هذا الفضل، فقطعه فقال الغلام: هلم أكفه
يا شيخ، فقال: دعه كما هو فإن الأمر أسرع من ذلك (1).
[5846] 13 - إبراهيم بن محمد الثقفي، عن عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن
عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن علي (عليه السلام) قال: كان يخرج إلى
السوق ومعه الدرة فيقول: إني أعوذ بك من الفسوق ومن شر هذه السوق (2).
[5847] 14 - الصدوق باسناده إلى حديث أربعمائة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
أكثروا ذكر الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق عند اشتغال الناس فإنه كفارة للذنوب وزيادة في
الحسنات ولا تكتبوا في الغافلين... وقال (عليه السلام): إذا اشتريتم ما تحتاجون اليه من
السوق فقولوا حين تدخلون الأسواق: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة ويمين
فاجرة وأعوذ بك من بوار الأيم»... (3).
بوار الأيم: بارت السوق إذا كسدت والأيم التي لا زوج لها وهي مع ذلك لا يرغب
فيها أحد.

(1) الغارات: 65 طبع بيروت. ونقل عنه في بحار الأنوار: 100 / 93 ح 9.
(2) الغارات: 69 طبع بيروت.
(3) الخصال: 2 / 614 و 634.
235

[5848] 15 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن سليمان بن مقبل، عن
ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي خلف، عن أبي عبيدة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من
قال في السوق: «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله» كتب الله له ألف ألف حسنة (1).
[5849] 16 - الصدوق بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من قال حين يدخل السوق: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو
على كل شيء قدير» اعطي من الأجر عدد ما خلق الله إلى يوم القيامة (2).
[5850] 17 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن سلمة بن الخطاب، عن أيوب بن
سليم العطار، عن إسحاق بن بشر الكاهلي، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها
إلى عياله كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج وليبدأ بالأناث قبل الذكور فإن من فرح
ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر بعين ابن فكأنما بكى من خشية الله عز وجل،
ومن بكى من خشية الله عز وجل ادخل جنات النعيم (3).
[5851] 18 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جاء أعرابي من بني عامر
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسأله عن شر بقاع الأرض وخير بقاع الأرض، فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شر بقاع الأرض الأسواق وهي ميدان إبليس يغدو برايته ويضع
كرسيه ويبث ذريته فبين مطفف في قفيز أو طايش في ميزان أو سارق في ذرع أو
كاذب في سلعة فيقول: عليكم برجل مات أبوه وأبوكم حي فلا يزال مع ذلك أول

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثامن والثمانون ح 15 / 704 الرقم 967.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 31. ونقل عنه في بحار الأنوار: 100 / 97 ح 26.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون: 6 / 672 الرقم 904.
236

داخل وآخر خارج، ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): وخير البقاع المساجد وأحبهم إلى الله عز وجل أولهم
دخولا وآخرهم خروجا منه (1).
[5852] 19 - الصدوق باسناده إلى عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من دخل سوقا أو مسجد جماعة فقال مرة واحدة: «أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له والله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله على محمد وآله» عدلت له حجة
مبرورة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5853] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في كتابه إلى الحارث الهمداني:... وإياك
ومقاعد الأسواق فإنها محاضر الشيطان ومعاريض الفتن... (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 23 / 24 من طبع
الكمباني و 103 / 90 من طبع الحروفي بإيران و 100 / 90 من طبع بيروت.

(1) الفقيه: 3 / 199 ح 3751.
(2) الفقيه: 3 / 199 ح 3753.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 69.
237

السيادة
[5854] 1 - الكليني، باسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن
جاد ساد... (1).
[5855] 2 - الصدوق باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية انه
قال:... من كرم ساد... (2).
[5856] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن
ابن المغيرة، عن ابن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لم يعبد الله عزوجل
بشيء أفضل من العقل ولا يكون المؤمن عاقلا حتى تجتمع فيه عشر خصال: الخير
منه مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من
نفسه ولا يسام من طلب العلم طول عمره ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله، الذل أحب
اليه من العز والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت والعاشرة لا يرى
أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان فرجل هو خير منه وأتقى وآخر
هو شر منه وأدنى فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به وإذا لقى الذي
هو شر منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشره ظاهر وعسى أن يختم له بخير فإذا
فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه (3).

(1) الكافي: 8 / 21.
(2) الفقيه: 3 / 391.
(3) الخصال: 2 / 433 ح 17.
238

[5857] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما ساد من احتاج إخوانه إلى
غيره (1).
[5858] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السيد من تحمل أثقال إخوانه
وأحسن مجاورة جيرانه (2).
[5859] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السيد من لا يصانع ولا يخادع ولا
تغره المطامع (3).
[5860] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أنعم قضى حق السيادة (4).
[5861] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يكمل السؤدد إلا بحمل
الأثقال (5).
[5862] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا شرف كالسؤدد (6).
[5863] 10 - المجلسي رفعه إلى المعصوم (عليه السلام) انه قال:... من حلم ساد... (7).
قد مر منا عنوان السادة في محلها فراجعها إن شئت.

(1) غرر الحكم: ح 9595 و 2002 و 2101 و 7747 و 10814 و 10479.
(2) غرر الحكم: ح 9595 و 2002 و 2101 و 7747 و 10814 و 10479.
(3) غرر الحكم: ح 9595 و 2002 و 2101 و 7747 و 10814 و 10479.
(4) غرر الحكم: ح 9595 و 2002 و 2101 و 7747 و 10814 و 10479.
(5) غرر الحكم: ح 9595 و 2002 و 2101 و 7747 و 10814 و 10479.
(6) غرر الحكم: ح 9595 و 2002 و 2101 و 7747 و 10814 و 10479.
(7) بحار الأنوار: 74 / 210.
239

السياسة
[5864] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيد الله
الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة أستخرج غور
العقل وبحسن السياسة يكون الأدب الصالح، قال: وكان يقول: التفكر حياة قلب
البصير كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص (1).
[5865] 2 - الصدوق باسناده إلى الامام علي الهادي (عليه السلام) في زيارة الجامعة:... السلام
عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن
الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الامم وأولياء النعم
وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الإيمان وامناء
الرحمن و... (2).
[5866] 3 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حسنت سياسته دامت
رياسته (3).
[5867] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حسنت سياسته وجبت
طاعته (4).

(1) الكافي: 1 / 28 ح 34.
(2) الفقيه: 2 / 610.
(3) و (4) غرر الحكم: ح 8438 و 80256.
240

[5868] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فضيلة الرياسة حسن
السياسة (1).
[5869] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن السياسة يستديم
الرياسة (2).
[5870] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن التدبير وتجنب التبذير من
حسن السياسة (3).
[5871] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جمال السياسة العدل في الامرة
والعفو مع القدرة (4).
[5872] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آفة الزعماء ضعف السياسة (5).
[5873] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الملك سياسة (6).

(1) غرر الحكم: ح 6563 و 4820 و 4821 و 4793 و 3931 و 17.
(2) غرر الحكم: ح 6563 و 4820 و 4821 و 4793 و 3931 و 17.
(3) غرر الحكم: ح 6563 و 4820 و 4821 و 4793 و 3931 و 17.
(4) غرر الحكم: ح 6563 و 4820 و 4821 و 4793 و 3931 و 17.
(5) غرر الحكم: ح 6563 و 4820 و 4821 و 4793 و 3931 و 17.
(6) غرر الحكم: ح 6563 و 4820 و 4821 و 4793 و 3931 و 17.
241

السيرة
[5874] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن
يونس، عن أبي بكر الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لسيرة علي (عليه السلام) في
أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس انه علم ان للقوم دولة فلو
سباهم لسبيت شيعته، قلت: فأخبرني عن القائم (عليه السلام) يسير بسيرته؟ قال: لا ان
عليا (عليه السلام) سار فيهم بالمن للعلم من دولتهم وان القائم عجل الله فرجه يسير فيهم
بخلاف تلك السيرة لأنه لا دولة لهم (1).
[5875] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم وأحمد بن أبي عبد الله،
عن أبيه جميعا، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال قال لي: يا جابر أيكتفي من ينتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل
البيت فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع
والتخشع والأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة وبر الوالدين والتعاهد للجيران من
الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف
الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء قال جابر: فقلت:
يا ابن رسول الله ما نعرف اليوم أحدا بهذه الصفة، فقال: يا جابر لا تذهبن بك
المذاهب حسب الرجل أن يقول أحب عليا وأتولاه ثم لا يكون مع ذلك فعالا فلو
قال: إني أحب رسول الله فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خير من علي (عليه السلام) ثم لا يتبع سيرته

(1) الكافي: 5 / 33 ح 4.
242

ولا يعمل بسنته ما نفعه حبه إياه شيئا فاتقوا الله واعملوا لما عند الله ليس بين الله وبين
أحد قرابة أحب العباد إلى الله عز وجل وأكرمهم عليه أتقاهم وأعملهم بطاعته يا جابر والله ما
يتقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بالطاعة وما معنا براءة من النار ولا على الله لأحد من
حجة من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو وما تنال ولايتنا
إلا بالعمل والورع (1).
[5876] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
محمد بن سلمان الأزدي، عن أبي الجارود، عن أبي إسحاق، عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
(وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل): بظلمه وسوء
سيرته (والله لا يحب الفساد) (2) (3).
[5877] 4 - النعماني، عن عبد الواحد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن رباح، عن أحمد
ابن علي الحميري، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم الخثعمي، عن أحمد بن
الحسن بن أبان، عن عبد الله بن عطا، عن شيخ من الفقهاء يعني أبا عبد الله (عليه السلام) قال:
سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟ قال: يصنع ما صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يهدم
ما كان قبله كما هدم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر الجاهلية ويستأنف الاسلام جديدا (4).
[5878] 5 - الصدوق باسناده إلى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه
خطب في مسجد الكوفة وقال: في وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):... وسخر له البراق
وصافحته الملائكة وأرعب به الأباليس وهدم به الأصنام والآلهة المعبودة دونه،
سنته الرشد وسيرته العدل وحكمه الحق... (5).

(1) الكافي: 2 / 74 ح 3.
(2) سورة البقرة: 205.
(3) الكافي: 8 / 289 ح 435.
(4) الغيبة للنعماني: 121. ونقل عنه في بحار الأنوار: 52 / 352.
(5) التوحيد: 72.
243

[5879] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) في رسالة حقوقه انه قال في
حق اللسان:... ويعد شاهد العقل والدليل عليه وتزين العاقل بعقله، حسن سيرته
في لسانه... (1).
[5880] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في ذكر الملاحم: يعطف الهوى
على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن
على الرأي منها حتى تقوم الحرب بكم على ساق باديا نواجذها مملوءة اخلافها حلوا
رضاعها علقما عاقبتها ألا وفي غد وسيأتي غد بما لا تعرفون يأخذ الوالي من غيرها
عمالها على مساوىء أعمالها وتخرج له الأرض أفاليذ كبدها وتلقي إليه سلما مقاليدها
فيريكم كيف عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة (2).
[5881] 8 - الديلمي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: من ولى من امور أمتي شيئا فحسنت
سريرته [سيرته] رزقه الله الهيبة في قلوبهم ومن بسط كفه إليهم بالمعروف رزقه الله
المحبة منهم ومن كف عن أموالهم وفر الله ماله ومن أخذ للمظلوم من الظالم كان معي في
الجنة مصاحبا ومن كثر عفوه مد في عمره ومن عم عدله نصر على عدوه ومن خرج من
ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه الله بغير أنيس وعزه بغير عشيرة وأعانه بغير مال (3).
[5882] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن السيرة عنوان حسن
السريرة (4).
[5883] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من سائت سيرته سرت
منيته (5).

(1) تحف العقول: 257.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 138.
(3) أعلام الدين: 184. ونقل عنه في بحار الأنوار: 72 / 359 ح 75.
(4) غرر الحكم: ح 4846.
(5) غرر الحكم: ح 7942.
244

السيف
[5884] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم ودعوة المظلوم فإنها ترفع فوق
السحاب حتى ينظر الله عز وجل إليها فيقول ارفعوها حتى أستجيب له وإياكم ودعوة الوالد
فإنها أحد من السيف (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5885] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن سل
السيف في المسجد وعن برئ النبل في المسجد قال: إنما بني لغير ذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5886] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عمر بن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخير كله في السيف
وتحت ظل السيف ولا يقيم الناس إلا السيف والسيوف مقاليد الجنة والنار (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5887] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي حفص الكلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل بعث رسوله

(1) الكافي: 2 / 509 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 369 ح 8.
(3) الكافي: 5 / 2 ح 1.
245

بالإسلام إلى الناس عشر سنين فأبوا أن يقبلوا حتى أمره بالقتال فالخير في السيف
وتحت السيف والأمر يعود كما بدء (1).
[5888] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن
ثعلبة، عن معمر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الخير كله في السيف وتحت السيف وفي ظل
السيف قال: وسمعته يقول: ان الخير كل الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم
القيامة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5889] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حفص
ابن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأل رجل أبي صلوات الله عليه عن حروب
أمير المؤمنين (عليه السلام) وكان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر (عليه السلام): بعث الله
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) بخمسة أسياف ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب أوزارها
ولن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت الشمس من
مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا وسيف منها مكفوف وسيف منها مغمود سله إلى غيرنا
وحكمه إلينا.
وأما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله عزوجل
([ف‍] اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم
كل مرصد فإن تابوا) يعني آمنوا (وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة) (3) (فاخوانكم
في الدين) (4) فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الإسلام وأموالهم

(1) الكافي: 5 / 7 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 8 ح 15.
(3) سورة التوبة: 5.
(4) سورة التوبة: 11.
246

وذراريهم سبى عل ما سن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فانه سبى وعفى وقبل الفداء.
والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى (وقولوا للناس حسنا) (1) نزلت
هذه الآية في أهل الذمة ثم نسخها قوله عز وجل (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم
الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا
الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) (2) فمن كان منهم في دار الاسلام
فلن يقبل منهم إلا الجزية أو القتل وما لهم فيىء وذراريهم سبي وإذا قبلوا الجزية على
أنفسهم حرم علينا سبيهم وحرمت أموالهم وحلت لنا مناكحتهم ومن كان منهم في دار
الحرب حل لنا سبيهم وأموالهم ولم تحل لنا مناكحتهم ولم يقبل منهم إلا الدخول في دار
الاسلام أو الجزية أو القتل.
والسيف الثالث سيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم والخزر قال الله عز وجل في
أول السورة التي يذكر فيها (الذين كفروا) فقص قصتهم ثم قال (فضرب الرقاب
حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما منا بعد واما فداء حتى تضع الحرب
أوزارها) (3) فاما قوله (فاما منا بعد) يعني بعد السبي منهم (واما فداء) يعني
المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام
ولا يحل لنا مناكحتهم ما داموا في دار الحرب.
واما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله عز وجل (وإن طائفتان من
المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحديهما على الاخرى فقاتلوا التي
تبغي حتى تفيىء إلى أمر الله) (4) فلما نزلت هذه الآية قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل

(1) سورة البقرة: 83.
(2) سورة التوبة: 30.
(3) سورة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): 4.
(4) سورة الحجرات: 9.
247

فسئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من هو؟ فقال: خاصف النعل يعني أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال عمار بن
ياسر قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثا وهذه الرابعة والله لو ضربونا حتى
يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا انا على الحق وانهم على الباطل وكانت السيرة
فيهم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل مكة يوم فتح مكة فانه
لم يسب لهم ذرية وقال: من أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلاحه فهو آمن وكذلك قال
أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم البصرة: نادى فيهم لا تسبوا لهم ذرية ولا تجهزوا على جريح ولا
تتبعوا مدبرا ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن.
واما السيف المغمود فالسيف الذي يقوم به القصاص قال الله عز وجل (النفس بالنفس
والعين بالعين) (1) فسله إلى أولياء المقتول وحكمه الينا فهذه السيوف التي بعث الله
بها محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن جحدها أو جحد واحدا منها أو شيئا من سيرها وأحكامها فقد
كفر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5890] 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن
عبد الحميد، عن الوليد بن صبيح قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من الناس من
رزقه في التجارة ومنهم من رزقه في السيف ومنهم من رزقه في لسانه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5891] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس بتحلية السيف بأس بالذهب والفضة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة المائدة: 45.
(2) الكافي: 5 / 10 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 305 ح 5.
(4) الكافي: 6 / 475 ح 5.
248

[5892] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن أبي جميلة، عن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن رجل أوصى لرجل بسيف
وكان في جفن وعليه حلية؟ فقال له الورثة: إنما لك النصل وليس لك المال، قال
فقال: لا بل السيف بما فيه له، قال فقلت: رجل أوصى لرجل بصندوق وكان فيه
مال فقال الورثة: إنما لك الصندوق وليس لك المال، قال فقال أبو الحسن (عليه السلام):
الصندوق بما فيه له (1).
[5893] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبان،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام): نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في غزوة ذات الرقاع تحت
شجرة على شفير واد فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه فرآه رجل من المشركين
والمسلمون قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل فقال رجل من
المشركين لقومه أنا أقتل محمدا فجاء وشد على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالسيف ثم قال: من
ينجيك مني يا محمد؟ فقال: ربي وربك، فنسفه جبرئيل (عليه السلام) عن فرسه فسقط على
ظهره فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني
يا غورث؟ فقال: جودك وكرمك يا محمد، فتركه فقام وهو يقول والله أنت خير مني
وأكرم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الجهاد من كتب
الأخبار. وقد مر منا عنوان الجهاد في محله والحمد لله رب العالمين.

(1) الكافي: 7 / 44 ح 1.
(2) الكافي: 8 / 127 ح 97.
249

باب الشين
251

الشباب
[5894] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يحيى بن عمرو بن
خليفة الزيات، عن عبد الله بن بكير، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما (عليهما السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب عليكم بالباه فإن لم تستطيعوه فعليكم
بالصيام فانه وجاؤه (1).
[5895] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن جعفر
ابن بشير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شاب من الأنصاري فشكى إليه الحاجة، فقال له: تزوج فقال
الشاب: إني لأستحيى أن أعود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلحقه رجل من الأنصار فقال:
إن لي بنتا وسيمة فزوجها إياه، قال: فوسع الله عليه قال: فأتى الشاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأخبره قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا معشر الشباب عليكم بالباه (2).
[5896] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان،
عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره النفس فلما
أخذ مجلسه قال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟ فقال: جعلت
فداك يا بن رسول الله كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي مع انني لست أدري ما أرد
عليه من أمر آخرتي، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد وإنك لتقول هذا؟ قال:

(1) الكافي: 4 / 180 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 330 ح 3.
253

جعلت فداك وكيف لا أقول هذا؟ فقال: يا أبا محمد أما علمت ان الله تعالى يكرم
الشباب منكم ويستحيى من الكهول؟ قال قلت: جعلت فداك فكيف يكرم الشباب
ويستحيى من الكهول؟ فقال: يكرم الله الشباب أن يعذبهم ويستحيى من الكهول أن
يحاسبهم قال قلت: جعلت فداك هذا لنا خاصة أم لأهل التوحيد؟ قال: فقال:
لا والله إلا لكم خاصة دون العالم قال قلت: جعلت فداك فأنا قد نبزنا نبزا انكسرت
له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم،
قال فقال أبو عبد الله (عليه السلام): الرافضة؟ قال: قلت: نعم، قال: لا والله ما هم سموكم
ولكن الله سماكم به أما علمت يا أبا محمد ان سبعين رجلا من بني إسرائيل رفضوا
فرعون وقومه لما استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى (عليه السلام) لما استبان لهم هداه فسموا في
عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا فرعون وكانوا أشد أهل ذلك العسكر عبادة
وأشدهم حبا لموسى وهارون وذريتهما (عليهما السلام) فأوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن أثبت
لهم هذا الاسم في التوراة فاني قد سميتهم به ونحلتهم إياه فأثبت موسى (عليه السلام) الاسم لهم
ثم ذخر الله عز وجل لكم هذا الاسم حتى نحلكموه، يا أبا محمد رفضوا الخير ورفضتم الشر
افترق الناس كل فرقة وتشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم (صلى الله عليه وآله وسلم) وذهبتم
حيث ذهبوا واخترتم من اختار الله لكم واردتم من أراد الله فأبشروا ثم أبشروا فأنتم
والله المرحومون المتقبل من محسنكم والمتجاوز عن مسيئكم من لم يأت الله عز وجل بما أنتم
عليه يوم القيامة لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له عن سيئة يا أبا محمد فهل سررتك؟
قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد ان لله عز وجل ملائكة يسقطون الذنوب
عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه وذلك قوله عز وجل (الذين
يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم) (ويستغفرون للذين
آمنوا) (1) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال:

(1) سورة غافر: 7.
254

قلت: جعلت فداك زدني قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال (من
المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من
ينتظر وما بدلوا تبديلا) (1) انكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وانكم
لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره (وما
وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) (2) يا أبا محمد فهل
سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه
فقال (اخوانا على سرر متقابلين) (3) والله ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمد فهل
سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد (الأخلاء يومئذ
بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) (4) والله ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمد فهل
سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني فقال: يا أبا محمد لقد ذكرنا الله عز وجل وشيعتنا
وعدونا في آية من كتابه (5).
[5897] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن
رجل يمس من المرأة شيئا أيفسد ذلك صومه أو ينقضه؟ فقال: ان ذلك يكره للرجل
الشاب مخافة أن يسبقه المني (6).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5898] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن

(1) سورة الأحزاب: 23.
(2) سورة الأعراف: 102.
(3) سورة الحجر: 47.
(4) سورة الزخرف: 67.
(5) الكافي: 8 / 33 ح 6.
(6) الكافي: 4 / 104 ح 1.
255

إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي، وإبراهيم بن
مهزم، عن إسحاق بن عمار، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
صلى بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوى برأسه مصفرا لونه
قد نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كيف أصبحت
يا فلأن؟ قال: أصبحت يا رسول الله موقنا فعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله وقال:
ان لكل يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: ان يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني
وأسهر ليلي وأظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى
عرش ربي وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم وكأني أنظر إلى أهل
الجنة يتنعمون في الجنة ويتعارفون وعلى الأرائك متكئون وكأني أنظر إلى أهل النار
وهم فيها معذبون مصطرحون وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان ثم قال له: الزم ما أنت
عليه، فقال الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك، فدعا له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستشهد بعد تسعة
نفر وكان هو العاشر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5899] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي
ابن الحسين صلوات الله عليهما قال قال: ان رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم فلم
ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى
ألجأت على جزيرة من جزائر البحر وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يدع
لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا والمرأة قائمة على رأسه فرفع رأسه إليها فقال: إنسية

(1) الكافي: 2 / 53 ح 2.
256

أم جنية فقالت: إنسية، فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من أهله
فلما أن هم بها اضطربت، فقال لها: ما لك تضطربين؟ فقالت: أفرق من هذا وأومأت
بيدها إلى السماء، قال: فصنعت من هذا شيئا؟ قالت: لا وعزته، قال: فأنت تفرقين
منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئا وإنما استكرهك استكراها فأنا والله أولى بهذا
الفرق والخوف وأحق منك، قال: فقام ولم يحدث شيئا ورجع إلى أهله وليست له
همة إلا التوبة والمراجعة فبينا هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق فحميت
عليهما الشمس فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا الشمس،
فقال الشاب: ما أعلم ان لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا، قال:
فادعو أنا وتؤمن أنت؟ قال: نعم فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن فما كان بأسرع
من أن أظلتهما غمامة فمشيا تحتها مليا من النهار ثم تفرقت الجادة جادتين فأخذ الشاب
في واحدة وأخذ الراهب في واحدة فإذا السحابة مع الشاب، فقال الراهب: أنت خير
مني لك استجيب ولم يستجب لي فأخبرني ما قصتك فأخبره بخبر المرأة فقال: غفر
لك ما مضى حيث دخلك الخوف فانظر كيف تكون فيما تستقبل (1).
[5900] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
داود بن النعمان، عن منصور بن حازم قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في الصائم
يقبل الجارية والمرأة؟ فقال: أما الشيخ الكبير مثلي ومثلك فلا بأس وأمأ الشاب
الشبق فلا لأنه لا يؤمن والقبلة احدى الشهوتين، قلت: فما ترى في مثلي تكون له
الجارية فيلاعبها؟ فقال لي: انك لشبق يا أبا حازم كيف طعمك؟ قلت: ان شبعت
أضرني وان جعت أضعفني، قال: كذلك أنا فكيف أنت والنساء؟ قلت: ولا شيء،
قال: ولكني يا أبا حازم ما أشاء شيئا أن يكون ذلك مني إلا فعلت (2).

(1) الكافي: 2 / 69 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 104 ح 3.
257

الرواية معتبرة الإسناد.
[5901] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن
أخيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: سألته عن رجل عليه عتق رقبة وأراد أن يعتق
نسمة أيهما أفضل أن يعتق شيخا كبيرا أو شابا أجردا؟ قال: اعتق من أغنى نفسه
الشيخ الكبير الضعيف أفضل من الشاب الأجرد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5902] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان داود (عليه السلام) سأل ربه
أن يريده قضية من قضايا الآخرة فأوحى الله عز وجل إليه يا داود ان الذي سألتني لم أطلع
عليه أحدا من خلقي ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيري، قال: فلم يمنعه ذلك أن عاد
فسأل الله أن يريه قضية من قضايا الآخرة قال: فأتاه جبرئيل (عليه السلام) فقال له: يا داود
لقد سألت ربك شيئا لم يسأله قبلك نبي، يا داود ان الذي سألت لم يطلع عليه أحدا
من خلقه ولا ينبغي لأحد أن يقضي به غيره قد أجاب الله دعوتك وعطاك ما سألت،
يا داود ان أول خصمين يردان عليك غدا القضية فيهما من قضايا الآخرة، قال: فلما
أصبح داود (عليه السلام) جلس في مجلس القضاء أتاه شيخ متعلق بشاب ومع الشاب عنقود
من عنب فقال له الشيخ: يا نبي الله ان هذا الشاب دخل بستاني وخرب كرمي وأكل
منه بغير اذني وهذا العنقود أخذه بغير اذني، فقال داود للشاب: ما تقول؟ فاقر
الشاب انه قد فعل ذلك، فأوحى الله عز وجل إليه يا داود إني إن كشفت لك عن قضايا
الآخرة فقضيت بها بين الشيخ والغلام لم يحتملها قلبك ولم يرض بها قومك، يا داود ان
هذا الشيخ اقتحم على أبي هذا الغلام في بستانه فقتله وغصب بستانه وأخذ منه أربعين
ألف درهم فدفنها في جانب بستانه فادفع إلى الشاب سيفا ومره أن يضرب عنق

(1) الكافي: 6 / 196 ح 10.
258

الشيخ وادفع إليه البستان ومره أن يحفر في موضع كذا وكذا ويأخذ ماله، قال: ففزع
من ذلك داود (عليه السلام) وجمع إليه علماء أصحابه وأخبرهم الخبر وأمضى القضية على ما
أوحى الله عز وجل إليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5903] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي
ابن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يسلم على النساء
ويرددن عليه السلام، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يسلم على النساء وكان يكره أن يسلم
على الشابة منهن ويقول: أتخوف أن تعجبني صوتها فيدخل علي أكثر مما أطلب من
الأجر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5904] 11 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن محمد بن حكيم، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال:
قلت له: المرأة الشابة التي تحيض مثلها يطلقها زوجها فيرتفع طمثها ما عدتها؟ قال:
ثلاثة أشهر، قلت: جعلت فداك فإنها تزوجت بعد ثلاثة أشهر فتبين بها بعد ما
دخلت على زوجها انها حامل، قال: هيهات من ذلك يا ابن حكيم رفع الطمث
ضربان اما فساد من حيضة فقد حل لها الأزواج وليس بحامل واما حامل فهو تستبين
في ثلاثة أشهر لأن الله عز وجل قد جعله وقتا يستبين فيه الحمل، قال: قلت: فإنها ارتابت؟
قال: عدتها تسعة أشهر، قلت: فإنها ارتابت بعد تسعة أشهر؟ قال: إنما الحمل
تسعة أشهر، قلت: فتزوج، قال: تحتاط ثلاثة أشهر، قلت: فإنها ارتابت بعد
ثلاثة أشهر، قال: ليس عليها ريبة تتزوج (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 421.
(2) الكافي: 2 / 648 ح 1 و 5 / 535 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 102 ح 4.
259

[5905] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا
كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما،
قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه يا بني ان الناس قد جمعوا قبلك
لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولم يبق من جمعوا له وإنما أنت عبد مستأجر قد أمرت
بعمل ووعدت عليه أجرا فاوف عملك واستوف اجرك ولا تكن في هذه الدنيا بمنزلة
شاة وقعت في ذرع أخضر فأكلت حتى سمن فكان حتفها عند سمنها ولكن اجعل الدنيا
بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر، أخربها ولا
تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها، واعلم انك ستسئل غدا إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن
أربع: شبابك فيما أبليته وعمرك فيما أفنيته ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته، فتأهب
لذلك واعد له جوابا ولا تأس على ما فاتك من الدنيا فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه
وكثيرها لا يؤمن بلاؤه فخذ حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك
وتعرض لمعروف ربك وجدد التوبة في قلبك واكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك
ويقضى قضاؤك ويحال بينك وبين ما تريد (1).
[5906] 13 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الشباب شعبة من الجنون (2).
[5907] 14 - الصدوق باسناده إلى صفوان بن يحيى انه سأل أبا الحسن الرضا (عليه السلام) عن
الرجل تكون عنده المرأة الشابة فيمسك عنها الأشهر والسنة لا يقربها ليس يريد
الإضرار بها يكون لهم مصيبة يكون في ذلك آثما؟ قال: إذا تركها أربعة أشهر كان آثما
بعد ذلك إلا أن يكون بإذنها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 134 ح 20.
(2) الفقيه: 4 / 377 ح 5774.
(3) الفقيه: 3 / 405 ح 4415.
260

[5908] 15 - الصدوق رفعه وقال: قال ابن أبي ليلى للصادق (عليه السلام): أي شيء أحلى مما
خلق الله عز وجل؟ فقال: الولد الشاب، فقال: أي شيء أمر مما خلق الله عز وجل؟ قال: فقده، فقال:
اشهد انكم حجج الله على خلقه (1).
[5909] 16 - الصدوق باسناده إلى وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي بادر بأربع قبل أربع: شبابك قبل هرمك وصحتك قبل سقمك
وغناك قبل فقرك وحياتك قبل موتك... (2).
[5910] 17 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الشيخ
شاب على حب اثنتين: طول حياة وكثرة مال (3).
[5911] 18 - الطوسي باسناده إلى علي بن الحسن، عن العباس بن عامر، عن أبي
المغراء، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ليس ينبغي للمرأة
الشابة أن تخرج إلى الجنازة تصلي عليها إلا أن تكون امرأة قد دخلت في السن (4).
الرواية موثقة سندا بل صحيحة.
[5912] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شيئان لا يعرف فضلهما إلا من
فقدهما: الشباب والعافية (5).
[5913] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: جهل الشباب معذور وعلمه
محقور (6).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
والحمد لله.

(1) الفقيه: 1 / 188 ح 569.
(2) الفقيه: 4 / 357.
(3) جامع الأحاديث: 90.
(4) التهذيب: 3 / 333 ح 70.
(5) غرر الحكم: ح 5764.
(6) غرر الحكم: ح 4768.
261

الشبع
[5914] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد
ابن عيسى اليقطيني، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الأكل على الشبع يورث البرص (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5915] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن جعفر، عن
محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
الكمثرى يدبغ المعدة ويقويها هو والسفرجل سواء وهو على الشبع أنفع منه على الريق
ومن أصابه طخاء فليأكله يعني على الطعام (2).
[5916] 3 - الكليني، باسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها
الناس أعجب ما في الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة واضداد من خلافها... وإن
أجهده الجوع قعد به الضعف وان أفرط به الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر
وكل إفراط له مفسد... (3).
[5917] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن
سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي سعيد الخراساني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أبو جعفر (عليه السلام): إن القائم إذا قام بمكة وأراد أن يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه ألا
لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير فلا

(1) الكافي: 6 / 269 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 358 ح 2.
(3) الكافي: 8 / 21.
262

ينزل منزلا إلا انبعث عين منه فمن كان جائعا شبع ومن كان ظمآنا روي فهو زادهم
حتى ينزلوا النجف من ظهر الكوفة (1).
[5918] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن أبي
جميلة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه يعظه:
أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به فإن من اتقى
الله جل وعز وقوى وشبع وروى ورفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه
وعقله معاين الآخرة فاطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا فقذر حرامها
وجانب شبهاتها واضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة منه يشد بها صلبه
وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لابد له منه ثقة ولا
رجاء فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد وأتعب بدنه حتى بدت
الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في عقله وما ذخر له
في الآخرة أكثر فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم ويذل الرقاب
فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا أو بعد غد فإنما هلك من كان قبلك بإقامتهم على
الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون فنقلوا على أعوادهم إلى
قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون فانقطع إلى الله بقلب منيب من
رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال أعاننا الله وإياك على طاعته ووفقنا الله
وإياك لمرضاته (2).
[5919] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا شبع البطن
طغى (3).

(1) الكافي: 1 / 231 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(3) الكافي: 6 / 275 ح 10.
263

[5920] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأبي علي الأشعري، عن
محمد بن عبد الجبار جميعا، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن سعيد بن عمرو
الجعفي، عن محمد بن مسلم قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) ذات يوم وهو يأكل
متكئا، قال: وقد كان يبلغنا ان ذلك يكره فجعلت أنظر اليه فدعاني إلى طعامه فلما
فرغ قال: يا محمد لعلك ترى ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما رأته عين وهو يأكل وهو متكئ
من ان بعثه الله إلى أن قبضه قال: ثم رد على نفسه فقال: لا والله ما رأته عين يأكل وهو
متكئ من أن بعثه الله إلى أن قبضه ثم قال: يا محمد لعلك ترى انه شبع من خبز البر
ثلاثة أيام متوالية من أن بعثه الله إلى أن قبضه ثم رد على نفسه ثم قال: لا والله ما شبع
من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ بعثه الله إلى أن قبضه أما إني لا أقول انه كان لا يجد
لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الإبل فلو أراد أن يأكل لأكل ولقد أتاه
جبرئيل (عليه السلام) بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات يخيره من غير أن ينقصه الله تبارك
وتعالى مما أعد الله له يوم القيامة شيئا فيختار التواضع لربه جل وعز وما سئل شيئا
قط فيقول: لا إن كان أعطي وإن لم يكن قال: يكون وما اعطى على الله شيئا قط إلا
سلم ذلك اليه حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة فيسلم الله ذلك له، ثم تناولني بيده
وقال: وإن كان صاحبكم ليجلس جلسة العبد ويأكل أكلة العبد ويطعم الناس خبز
البر واللحم ويرجع إلى أهله فيأكل الخبز والزيت وإن كان ليشتري القميص
السنبلاني ثم يخير غلامه خيرهما ثم يلبس الباقي فإذا جاز أصابعه قطعه وإذا جاز كعبه
حذفه وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضى إلا أخذ بأشدهما على بدنه ولقد ولى
الناس خمس سنين فما وضع آجرة على آجرة ولا لبنة على لبنة ولا اقطع قطيعة ولا
أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع لأهله بها
خادما وما أطاق أحد عمله وإن كان علي بن الحسين (عليه السلام) لينظر في الكتاب من كتب
علي (عليه السلام) فيضرب به الأرض ويقول من يطيق هذا (1).

(1) الكافي: 8 / 129 ح 100.
264

المراد بصاحبكم في الرواية أمير المؤمنين (عليه السلام) كما هو الظاهر.
[5921] 8 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، وعن غيره، عن أحمد بن محمد بن
خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
لرجل: اقنع بما قسم الله لك ولا تنظر إلى ما عند غيرك ولا تتمن ما لست نائله فانه من
قنع شبع ومن لم يقنع لم يشبع وخذ حظك من آخرتك، الحديث (1).
[5922] 9 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى العطار، عن
محمد بن أحمد الأشعري، عن موسى بن جعفر البغدادي، عن محمد بن المعلى، عمن
أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل: نوم في غير سهر وضحك
من غير عجب وأكل على الشبع (2).
ورواها في الفقيه: 1 / 503 ح 1444.
[5923] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن موسى الكمنداني، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة يذهبن ضياعا:
البذر في السبخة والسراج في القمر والأكل على الشبع والمعروف إلى من ليس
بأهله (3).
[5924] 11 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله،
عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: أربعة لا يشبعن من
أربعة: الأرض من المطر والعين من النظر والأنثى من الذكر والعالم من العلم (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5925] 12 - الصدوق باسناده عن إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن

(1) الكافي: 8 / 243 ح 337.
(2) الخصال: 1 / 89 ح 25.
(3) الخصال: 1 / 263 ح 142.
(4) الخصال: 1 / 221 ح 47.
265

زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) في رسالة الحقوق:... وحق بطنك أن لا تجعله
وعاء للحرام ولا تزيد على الشبع... (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[5926] 13 - الصدوق، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة
أمعاء (2).
للعلامة المجلسي قدس سره القدوسي بيان وتوضيح لهذا الحديث فراجع إن شئت
بحار الأنوار: 14 / 874 من طبع الكمباني و 63 / 325 طبع بيروت.
[5927] 14 - الصدوق بأسانيده الصحيحة إلى الرضا (عليه السلام) انه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ليس شيء أبغض إلى الله من بطن ملئان (3).
[5928] 15 - الصدوق بأسانيده الصحيحة إلى الرضا (عليه السلام) انه قال: قال علي بن
أبي طالب (عليه السلام): أتى أبو جحيفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتجشأ فقال: أكفف جشاءك فإن
أكثر الناس في الدنيا شبعا أكثرهم جوعا يوم القيامة قال: فما ملأ أبو جحيفة بطنه من
طعام حتى لحق بالله (4).
[5929] 16 - الصدوق باسناده عن أمير المؤمنين (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: مر أخي
عيسى بمدينة وفيها رجل وامرأة يتصايحان فقال: ما شأنكما؟ قال: يا نبي الله هذه
امرأتي وليس بها بأس صالحة ولكني أحب فراقها، قال: فأخبرني على كل حال ما
شأنها؟ قال: هي خلقة الوجه من غير كبر قال: يا امرأة أتحبين أن يعود ماء وجهك

(1) الفقيه: 2 / 619.
(2) الخصال: 2 / 351 ح 29.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 36 ح 89.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 38 ح 113.
266

طريا قالت: نعم، قال لها: إذا أكلت فإياك أن تشبعين لأن الطعام إذا تكاثر على
الصدر فزاد في القدر ذهب ماء الوجه ففعلت ذلك فعاد وجهها طريا (1).
[5930] 17 - البرقي، عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن بشير الدهقان أو عمن ذكره عنه
قال قال أبو الحسن (عليه السلام): إن الله يبغض البطن الذي لا يشبع (2).
[5931] 18 - البرقي عن اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الأكل على الشبع يورث البطن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5932] 19 - قطب الدين الراوندي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الاستلقاء بعد الشبع
يسمن البدن ويمرىء الطعام ويسل الداء (4).
[5933] 20 - الحسن بن فضل الطبرسي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: نور الحكمة الجوع
والتباعد من الله الشبع والقربة إلى الله حب المساكين والدنو منهم (5).
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تشبعوا فيطفأ نور المعرفة من قلوبكم. ومن بات يصلي في خفة
من الطعام باتت الحور العين حوله.
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 14 / 874 من طبع
الكمباني و 66 / 325 من طبع الحروفي بإيران و 63 / 325 طبع بيروت.

(1) علل الشرايع: 497.
(2) المحاسن: 446.
(3) المحاسن: 447.
(4) الدعوات: 80 ح 200.
(5) مكارم الأخلاق: 149 و 150.
267

الشبهة
[5934] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن أبي سعيد الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة وتركك حديثا لم
تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه (1).
[5935] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم الفسق والغلو
والشك والشبهة و... إلى أن قال والشبهة على أربع شعب: إعجاب بالزينة وتسويل
النفس وتأول العوج ولبس الحق بالباطل وذلك بأن الزينة تصدف عن البينة وان
تسويل النفس تقحم على الشهوة وان العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما وان اللبس
ظلمات بعضها فوق بعض فذلك الكفر ودعائمه وشعبه (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5936] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن
رجل سماه، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تشوفت
الدنيا لقوم حلالا محضا فلم يريدوها فدرجوا ثم تشوفت لقوم حلالا وشبهة فقالوا:

(1) الكافي: 1 / 50 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 391 ح 1.
268

لا حاجة لنا في الشبهة وتوسعوا ثم تشوفت لقوم آخرين حراما وشبهة فقالوا
لا حاجة لنا في الحرام وتوسعوا في الشبهة ثم تشوفت لقوم حراما محضا فيطلبونها
فلا يجدونها والمؤمن في الدنيا يأكل بمنزلة المضطر (1).
[5937] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى
السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى
الطاغوت وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن كان حقا ثابتا لأنه أخذه بحكم الطاغوت
وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد
أمروا أن يكفروا به) (2) قلت: فكيف يصنعان؟ قال: ينظران إلى من كان منكم ممن
قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به حكما فاني قد
جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد
والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله قلت: فإن كان كل رجل اختار
رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما واختلفا فيما حكما وكلاهما
اختلفا في حديثكم؟ قال: الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث
وأورعهما ولا يلتفت إلى ما يحكم به الآخر قال قلت: فإنهما عدلان مرضيان عند
أصحابنا لا يفضل واحد منهما على الآخر؟ قال فقال: ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا
في ذلك الذي حكما به المجمع عليه من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ
الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه وإنما الامور ثلاثة: أمر
بين رشده فيتبع وأمر بين غيه فيجتنب وأمر مشكل يرد علمه إلى الله وإلى رسوله،

(1) الكافي: 5 / 125 ح 6.
(2) سورة النساء: 60.
269

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حلال بين وحرام بين وشبهات بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا
من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم، قلت:
فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم؟ قال: ينظر فما وافق
حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم
الكتاب والسنة ووافق العامة قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه
من الكتاب والسنة ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي
الخبرين يؤخذ؟ قال: ما خالف العامة ففيه الرشاد فقلت: جعلت فداك فإن وافقهما
الخبران جميعا؟ قال: ينظر إلى ما هم اليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ
بالآخر قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا؟ قال: إذا كان ذلك فارجه حتى تلقى
إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات (1).
الرواية مقبولة سندا.
[5938] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان المنقري، عن فضيل بن عياض، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن أشياء من المكاسب فنهاني عنها فقال: يا فضيل والله لضرر هؤلاء
على هذه الأمة أشد من ضرر الترك والديلم قال: وسألته عن الورع من الناس؟
قال: الذي يتورع عن محارم الله عز وجل ويجتنب هؤلاء وإذا لم يتق الشبهات وقع في الحرام
وهو لا يعرفه وإذا رآى المنكر فلم ينكره وهو يقدر عليه فقد أحب أن يعصى الله عز وجل ومن
أحب أن يعصى الله فقد بارز الله عز وجل بالعداوة ومن أحب بقاء الظالمين فقد أحب أن يعصى
الله ان الله تعالى حمد نفسه على هلاك الظالمين فقال: (فقطع دابر القوم الذين ظلموا
والحمد لله رب العالمين) (2) (3).

(1) الكافي: 1 / 67 ح 10.
(2) سورة الأنعام: 45.
(3) الكافي: 5 / 108 ح 11.
270

[5939] 6 - الطوسي باسناده إلى محمد بن أحمد بن يحيى، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن زياد، عن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: لا تجامعوا في النكاح
على الشبهة، يقول: إذا بلغك انك قد رضعت من لبنها وإنها لك محرم وما أشبه ذلك
فإن الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة (1).
[5940] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه
الحق فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين ودليلهم سمت الهدى وأما أعداء الله
فدعاؤهم فيها الظلال ودليلهم العمى فما ينجو من الموت من خافه ولا يعطى البقاء من
أحبه (2).
[5941] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية:...
فاحذر الشبهة واشتمالها على لبستها فإن الفتنة طالما أغدفت جلابيبها وأغشت
الأبصار ظلمتها... (3).
[5942] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لما بويع في المدينة: ذمتي بما أقول
رهينة وأنا به زعيم إن من صرحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزته التقوى
عن تقحم الشبهات، ألا وان بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله
نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)... (4).
[5943] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف الفساق:... يقول:
أقف عند الشبهات وفيها وقع ويقول: أعتزل البدع وبينها اضطجع فالصورة صورة
انسان والقلب قلب حيوان... (5).

(1) التهذيب: 7 / 474 ح 112.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 38.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 65.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 16.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 87.
271

[5944] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومالي لا أعجب من خطأ
هذه الفرق على اختلافها حججها في دينها لا يقتصون أثر نبي ولا يقتدون بعمل وصي
ولا يؤمنون بالغيب ولا يعفون عن عيب يعملون في الشبهات ويسيرون في
الشهوات... (1).
[5945] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به
الامور لا تمحكه الخصوم ولا يتمادى في الزلة ولا يحصر من الفىء إلى الحق إذا عرفه ولا
تشرف نفسه على طمع ولا يكتفىء بأدنى فهم دون أقصاه واوقفهم في الشبهات
وآخذهم بالحجج... (2).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[5946] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا ورع كالوقوف عند
الشبهة... (3).
[5947] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف القرآن: لا تفنى
عجائبه ولا تنقضي غرائبه ولا تنجلي الشبهات إلا به (4).
[5948] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والوقوع في الشبهات
والولوع بالشهوات فإنهما يقتادانك إلى الوقوع في الحرام وركوب كثير من الآثام (5).
[5949] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نزهوا أديانكم عن الشبهات
وصونوا أنفسكم عن مواقع الريب الموبقات (6).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 88.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(4) غرر الحكم: ح 10810، ونقلتها عنه بواسطة هداية العلم: 498.
(5) غرر الحكم: ح 2723.
(6) غرر الحكم: ح 9971.
272

[5950] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليصدق تحريك في
الشبهات فإن من وقع فيها إرتبك (1).
[5951] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن لم تعم عليه
مشتبهات الامور (2).
[5952] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من الحزم الوقوف عند
الشبهة (3).
[5953] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لكل ناكث شبهة (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 27 / 154،
ومستدرك الوسائل: 17 / 321.

(1) غرر الحكم: ح 7396.
(2) غرر الحكم: ح 5974.
(3) غرر الحكم: ح 9403.
(4) غرر الحكم: ح 7284.
273

الشتم
[5954] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن عمه الحسين
ابن عيسى بن عبد الله، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال:
أخذ أبي بيدي ثم قال: يا بني ان أبي محمد بن علي (عليه السلام) أخذ بيدي كما أخذت بيدك
وقال: ان أبي علي بن الحسين (عليه السلام) أخذ بيدي وقال: يا بني افعل الخير إلى كل من
طلبه منك فإن كان أهله فقد أصبت موضعه وان لم يكن من أهله كنت أنت من أهله
وان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك فاقبل عذره (1).
ونقلها ابن شعبة الحراني في مواعظ علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال لابنه محمد (عليه السلام)
فراجع تحف العقول: 282.
[5955] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن علي بن جعفر قال: أخبرني أخي موسى (عليه السلام) قال: كنت واقفا على رأس أبي حين
أتاه رسول زياد بن عبيد الله الحارثي عامل المدينة قال يقول لك الأمير: انهض
إلي، فاعتل بعلة فعاد إليه الرسول فقال له: قد أمرت أن يفتح لك باب المقصورة فهو
أقرب لخطوتك قال: فنهض أبي واعتمد علي ودخل على الوالي وقد جمع فقهاء
المدينة كلهم وبين يديه كتاب فيه شهادة على رجل من أهل وادي القرى فذكر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنال منه، فقال له الوالي: يا أبا عبد الله انظر في الكتاب قال: حتى أنظر
ما قالوا فالتفت إليهم فقال: ما قلتم؟ قالوا: قلنا يؤدب ويضرب ويعزر ويحبس

(1) الكافي: 8 / 152 ح 141.
274

قال: فقال لهم: أرأيتم لو ذكر رجلا من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمثل ما ذكر به
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما كان الحكم فيه؟ قالوا: مثل هذا، قال: سبحان الله فقال: فليس بين
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين رجل من أصحابه فرق؟ قال: فقال الوالي: دع هؤلاء يا أبا عبد الله
لو أردنا هؤلاء لم نرسل إليك، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أخبرني أبي (عليه السلام) ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ان الناس في أسوة سواء من سمع أحدا يذكرني فالواجب عليه
أن يقتل من شتمني ولا يرفع إلى السلطان والواجب على السلطان إذا رفع اليه أن يقتل
من نال مني، فقال زياد بن عبيد الله: اخرجوا الرجل فاقتلوه بحكم أبي عبد
الله (عليه السلام) (1).
[5956] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سأل عمن شتم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يقتله الأدنى
فالأدنى قبل أن يرفعه إلى الامام (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5957] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: شتم رجل على عهد جعفر بن محمد (عليه السلام)
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتى به عامل المدينة فجمع الناس فدخل عليه أبو عبد الله (عليه السلام) وهو
قريب العهد بالعلة وعليه رداء له مورد فأجلسه في صدر المجلس واستأذنه في الاتكاء
وقال لهم: ما ترون؟ فقال له عبد الله بن الحسن والحسن بن زيد وغيرهما: نرى أن
يقطع لسانه فالتفت العامل إلى ربيعة الرأي وأصحابه فقال: ما ترون؟ فقال: يؤدب
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): سبحان الله فليس بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين أصحابه
فرق؟ (3)
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 266 ح 32.
(2) الكافي: 7 / 259 ح 21.
(3) الكافي: 7 / 266 ح 30.
275

[5958] 5 - الكليني، باسناده إلى خطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن
تكبر على الناس ذل ومن سفه على الناس شتم و... (1).
[5959] 6 - قال الكليني: وفي حديث مالك بن أعين قال: حرض أمير المؤمنين صلوات
الله عليه الناس بصفين فقال: ان الله عز وجل دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم وتشفي
بكم على الخير الإيمان بالله والجهاد في سبيل الله وجعل ثوابه مغفرة للذنب ومساكن
طيبة في جنات عدن وقال: (ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم
بنيان مرصوص) (2) فسووا صفوفكم كالبنيان المرصوص فقدموا الدراع وأخروا
الحاسر وعضوا على النواجذ فانه أنبأ للسيوف على الهام والتووا على أطراف الرماح
فانه أمور للأسنة وغضوا الأبصار فانه أربط للجأش وأسكن للقلوب وأميتوا
الأصوات فانه أطرد للفشل وأولى بالوقار ولا تميلوا براياتكم ولا تزيلوها ولا
تجعلوها إلا مع شجعانكم فإن المانع للذمار والصابر عند نزول الحقائق هم أهل
الحفاظ ولا تمثلوا بقتيل وإذا وصلتم إلى رجال القوم فلا تهتكوا سترا ولا تدخلوا دارا
ولا تأخذوا شيئا من أموالهم إلا ما وجدتم في عسكرهم ولا تهيجوا امرأة بأذى وان
شتمن أعراضكم وسببن أمراءكم وصلحاءكم فإنهن ضعاف القوى والأنفس والعقول
وقد كنا نؤمر بالكف عنهن وهن مشركات وإن كان الرجل ليتناول المرأة فيعير بها
عقبه من بعده، الحديث (3).
نقلها السيد الرضي في نهج البلاغة: الكتاب 14.
[5960] 7 - سبط الطبرسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال لعنوان البصري:... واما
اللواتي في الحلم: فمن قال لك: ان قلت واحدة سمعت عشرا، فقل: ان قلت عشرا لم

(1) الكافي: 8 / 19.
(2) سورة الصف: 4.
(3) الكافي: 5 / 39 ح 4.
276

تسمع واحدة، ومن شتمك فقل: إن كنت صادقا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لي
وإن كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفرها لك، ومن وعدك بالجفاء فعده
بالنصيحة والدعاء... (1).
[5961] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من بلغك شتمك فقد شتمك (2).
[5962] 9 - ثاني الشهيدين رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ان موسى (عليه السلام) لقى الخضر (عليه السلام)
فقال: أوصني فقال الخضر: يا طالب العلم ان القائل أقل ملالة من المستمع فلا تمل
جلساءك إذا حدثتهم واعلم ان قلبك وعاء فانظر ماذا تحشو به وعاءك واعرف الدنيا
وانبذها وراءك فإنها ليست لك بدار ولا لك فيها محل قرار وإنها جعلت بلغة للعباد
ليتزودوا منها للمعاد يا موسى وطن نفسك على الصبر تلقى الحلم واشعر قلبك بالتقوى
تنل العلم ورض نفسك على الصبر تخلص من الاثم يا موسى تفرغ للعلم إن كنت
تريده فإنما العلم لمن تفرغ له ولا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا ان كثرة المنطق تشين
العلماء وتبدي مساوىء السخفاء ولكن عليك بذي اقتصاد فإن ذلك من التوفيق
والسداد واعرض عن الجهال واحلم عن السفاء فإن ذلك فضل الحلماء وزين العلماء
وإذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما وجانبه حزما فإن ما بقي من جهله عليك
وشتمه إياك أكثر، يا ابن عمران لا تفتحن بابا لا تدري ما غلقه ولا تغلقن بابا
لا تدري ما فتحه، يا ابن عمران من لا ينتهي من الدنيا نهمته ولا تنقضي فيها رغبته،
كيف يكون عابدا ومن يحقر حاله ويتهم الله بما قضى له كيف يكون زاهدا، يا موسى
تعلم ما تعلم لتعمل به ولا تعلم لتحدث به فيكون عليك بوره ويكون على غيرك
نوره (1).

(1) مشكاة الأنوار: 327.
(2) غرر الحكم: ح 9134.
277

[5963] 10 - المجلسي رفعه وقال:... قال شمعون فأخبرني عن أعلام الجاهل؟ فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان صحبته عناك وان اعتزلته شتمك وان أعطاك من عليك وإن
أعطيته كفرك وإن أسررت اليه خانك وإن أسر إليك اتهمك وإن استغنى بطر وكان فظا
غليظا وان افتقر جحد نعمة الله ولم يتحرج وان فرح أسرف وطغى وإن حزن آيس
وإن ضحك فهق وإن بكى خار، يقع في الأبرار ولا يحب الله ولا يراقبه ولا يستحيى
من الله ولا يذكره، إن أرضيته مدحك وقال فيك من الحسنة ما ليس فيك وإن سخط
عليك ذهبت مدحته ووقع فيك من السوء ما ليس فيك فهذا مجرى الجاهل... (2).
قد مر منا عنوان السب في محله فراجعه إن شئت.

(1) منية المريد: 140.
(2) بحار الأنوار: 1 / 119.
278

الشجاعة
[5964] 1 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن
داود النهدي، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال قال لي: نحن في العلم
والشجاعة سواء وفي العطايا على قدر ما نؤمر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5965] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل خص
رسله بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا ان
ذلك من خير وان لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا اليه فيها قال: فذكرها عشرة:
اليقين والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة
والمروة قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها الصدق وأداء
الأمانة (2).
الرواية موثقة سندا.
[5966] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح، عن جعفر بن
محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر: واظني قد سمعته من إسماعيل، عن
عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: انا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما

(1) الكافي: 1 / 275 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 2.
279

مداريا صبورا صدوقا وفيا ان الله عز وجل خص الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه
فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عز وجل وليسأله إياها قال قلت: جعلت
فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء
والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء الأمانة (1).
[5967] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، عن
أبي شعيب المحاملي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال قال: في الديك خمس خصال من خصال
الأنبياء: السخاء والشجاعة والقناعة والمعرفة بأوقات الصلوات وكثرة الطروقة
والغيرة (2).
[5968] 5 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي، عن علي بن الحسن التيمي، عن
علي بن أسباط، عن علي بن جعفر قال: حدثني معتب أو غيره قال بعث عبد الله بن
الحسن إلى أبي عبد الله (عليه السلام) يقول لك أبو محمد: أنا أشجع منك وأنا أسخى منك وأنا
أعلم منك، فقال لرسوله: اما الشجاعة فوالله ما كان لك موقف يعرف جبنك من
شجاعتك واما السخاء فهو الذي يأخذ الشيء من جهة فيضعه في حقه واما العلم فقد
أعتق أبوك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألف مملوك فسم لنا خمسة منهم وأنت عالم، فعاد
إليه فأعلمه ثم عاد إليه فقال له: يقول لك أنت رجل صحفي فقال له أبو عبد الله (عليه السلام):
قل، أي والله صحف إبراهيم وموسى وعيسى ورثتها عن آبائي (عليهم السلام) (3).
[5969] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي أيوب
المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: الشيب في مقدم
الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفا شوم (4).

(1) الكافي: 2 / 56 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 550 ح 5.
(3) الكافي: 8 / 363 ح 553.
(4) الكافي: 6 / 493 ح 6.
280

[5970] 7 - الصدوق باسناده إلى ابن أبي عمير، عن يحيى بن عمران، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الشجاعة في أهل خراسان والباه في أهل بربر والسخاء والحسد
في العرب فتخيروا لنطفكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5971] 8 - الصدوق، عن ابن موسى، عن العلوي، عن محمد بن العباس بن بسام، عن
محمد بن خالد بن إبراهيم، عن الحسن بن عبد الله اليماني، عن علي بن العباس، عن
حماد بن عمرو، عن جعفر بن يرقان، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن عباس
قال: قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فينا خطيبا فقال في آخر خطبته: جمع الله عز وجل لنا عشر خصال
لم يجمعها لأحد قبلنا ولا تكون في أحد غيرنا فينا الحكم والحلم والعلم والنبوة
والسماحة والشجاعة والقصد والصدق والطهور والعفاف ونحن كلمة التقوى وسبيل
الهدى والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى والحبل المتين ونحن الذين أمر الله
لنا بالمودة فماذا بعد الحق إلا الضلال فانى تصرفون (2).
[5972] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن
سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله
الأنصاري قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني
رسولا وأنزل علي سيد الكتب فقلت: الهي وسيدي انك أرسلت موسى إلى فرعون
فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا تشد به عضده وتصدق به قوله واني أسألك
يا سيدي وإلهي أن جعل لي من أهلي وزيرا تشد به عضدي فجعل الله لي عليا وزيرا
وأخا وجعل الشجاعة في قلبه وألبسه الهيبة على عدوه وهو أول من آمن بي وصدقني
وأول من وحد الله معي واني سألت ذلك ربي عز وجل فأعطانيه، فهو سيد الأوصياء،

(1) الفقيه: 3 / 472 ح 4648.
(2) الخصال: 2 / 432 ح 14.
281

اللحوق به سعادة والموت في طاعته شهادة واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي وزوجته
الصديقة الكبرى ابنتي وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي وهو وهما والأئمة بعدهم
حجج الله على خلقه بعد النبيين وهم أبواب العلم في أمتي من تبعهم نجا من النار ومن
اقتدى بهم هدي إلى صراط مستقيم لم يهب الله عز وجل محبتهم لعبد إلا أدخله الله
الجنة (1).
[5973] 10 - الصدوق عن أبيه، عن سعد والحميري جميعا، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم السفه وآفة
العبادة الفترة وآفة الظرف الصلف وآفة الشجاعة البغي، وآفة السخاء المن وآفة
الجمال الخيلاء وآفة الحسب الفخر (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[5974] 11 - الصدوق، عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن جعفر، عن البرقي، عن ابن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأساري فأمر بقتلهم خلا رجل من بينهم، فقال الرجل: بأبي أنت وأمي
يا محمد كيف أطلقت عني من بينهم؟ فقال: أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أن فيك
خمس خصال يحبها الله عز وجل ورسوله: الغيرة الشديدة على حرمك والسخاء وحسن
الخلق وصدق اللسان والشجاعة، فلما سمعها الرجل أسلم وحسن إسلامه وقاتل مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قتالا شديدا حتى استشهد (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس ح 5 / 73 الرقم 42.
(2) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 9 / 345 الرقم 417.
282

[5975] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم
ابن حمويه، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن الرضا (عليه السلام) قال: في الديك الأبيض
خمس خصال من خصال الأنبياء (عليهم السلام): معرفته بأوقات الصلوات والغيرة والسخاء
والشجاعة وكثرة الطروقة (1).
[5976] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) في أجوبته عن مسائل سأله
عنها أمير المؤمنين (عليه السلام) أو غيره:... قيل: فما الشجاعة؟ قال: مواقفة الأقران
والصبر عند الطعان... (2).
[5977] 14 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) في نثر الدرر انه قال: جبلت
الشجاعة على ثلاث طبايع لكل واحدة منهن فضيلة ليست للأخرى: السخاء
بالنفس والأنفة من الذل وطلب الذكر فإن تكاملت في الشجاع كان البطل الذي
لا يقام لسبيله والموسوم بالاقدام في عصره وإن تفاضلت فيه بعضها على بعض كانت
شجاعته في ذلك الذي تفاضلت فيه أكثر وأشد إقداما (3).
[5978] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ثم الصق بذوي المروءات والأحساب وأهل البيوتات الصالحة
والسوابق الحسنة ثم أهل النجدة والشجاعة والسخاء والسماحة فإنهم جماع من الكرم
وشعب من العرف... (4).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[5979] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف

(1) الخصال: 1 / 298 ح 70.
(2) تحف العقول: 226.
(3) تحف العقول: 322.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
283

الأنصاري:... وكأني بقائلكم يقول: إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به
الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا
والرواتع الخضرة أرق جلودا والنابتات العذبة أقوى وقودا وأبطأ خمودا وأنا من
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كالضوء من الضوء والذراع من العضد والله لو تظاهرت العرب على
قتالي لما وليت عنها ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها... (1).
[5980] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قد جمع الناس وحضهم على الجهاد
فسكتوا مليا فقال (عليه السلام): ما بالكم أمخرسون أنتم؟ فقال قوم منهم: يا أمير المؤمنين إن
سرت سرنا معك، فقال (عليه السلام): ما بالكم لاسددتم لرشد ولا هديتم لقصد أفي مثل هذا
ينبغي لي أن أخرج وإنما يخرج في مثل هذا رجل ممن أرضاه من شجعانكم وذوي
بأسكم ولا ينبغي لي أن أدع الجند والمصر وبيت المال وجباية الأرض والقضاء بين
المسلمين والنظر في حقوق المطالبين ثم أخرج في كتيبة أتبع اخرى أتقلقل تقلقل
القدح في الجفير الفارغ وإنما أنا قطب الرحى تدور علي وأنا بمكاني فإذا فارقته
استحار مدارها واضطرب ثفالها هذا لعمر الله الرأي السوء والله لو لا رجائي الشهادة
عند لقائي العدو ولو قد حم لي لقاؤه لقربت ركابي ثم شخصت عنكم فلا أطلبكم ما
أختلف جنوب وشمال طعانين عيابين حيادين رواغين انه لا غناء في كثرة عددكم مع
قلة اجتماع قلوبكم لقد حملتكم على الطريق الواضح التي لا يهلك عليها إلا هالك من
استقام فإلى الجنة ومن زل فإلى النار (2).
[5981] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا أشباه الرجال ولا رجال
حلوم الأطفال وعقول ربات الحجال لوددت اني لم أركم ولم أعرفكم معرفة والله
جرت ندما واعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا وشحنتم صدري غيظا

(1) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 119.
284

وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا وأفسدتم علي رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد
قالت قريش: ان ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب، لله أبوهم وهل
أحد منهم أشد لها مراسا وأقدم فيها مقاما مني لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين
وها أنا ذا قد ذرفت على الستين ولكن لا رأي لمن لا يطاع (1).
[5982] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قدر الرجل على قدر همته
وصدقه على قدر مروءته وشجاعته على قدر أنفته وعفته على قدر غيرته (2).
[5983] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العجز آفة والصبر شجاعة
والزهد ثروة والورع جنة ونعم القرين الرضى (3).
[5984] 21 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ان الله يحب البصر
النافذ عند مجىء الشهوات والعقل الكامل عند نزول الشبهات ويحب السماحة ولو
على تمرات ويحب الشجاعة ولو على قتل حية (4).
[5985] 22 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشجاعة زين، الجبن
شين (5).
[5986] 23 - وعنه (عليه السلام): الشجاعة عز حاضر، الجبن ذل ظاهر (6).
[5987] 24 - وعنه (عليه السلام): الشجاعة نصرة حاضرة وفضيلة ظاهرة (7).
[5988] 25 - وعنه (عليه السلام): الشجاعة أحد العزين (8).
[5989] 26 - وعنه (عليه السلام): ثمرة الشجاعة الغيرة (9).
[5990] 27 - وعنه (عليه السلام): على قدر الحمية تكون الشجاعة (10).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 27.
(2) نهج البلاغة الحكمة 47.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 4.
(4) شرح شهاب الأخبار: 365 ح 752.
(5) غرر الحكم: ح 94 و 571 و 1700 و 1662 و 4620 و 6180.
(6) غرر الحكم: ح 94 و 571 و 1700 و 1662 و 4620 و 6180.
(7) غرر الحكم: ح 94 و 571 و 1700 و 1662 و 4620 و 6180.
(8) غرر الحكم: ح 94 و 571 و 1700 و 1662 و 4620 و 6180.
(9) غرر الحكم: ح 94 و 571 و 1700 و 1662 و 4620 و 6180.
(10) غرر الحكم: ح 94 و 571 و 1700 و 1662 و 4620 و 6180.
285

[5991] 28 - وعنه (عليه السلام): لو تميزت الأشياء لكان الصدق مع الشجاعة وكان الجبن
مع الكذب (1).
[5992] 29 - وعنه (عليه السلام): معالجة النزال تظهر شجاعة الأبطال (2).
النزال: يعني نزل كل واحد منهما في مقابلة الآخر كما في المصباح المنير.
[5993] 30 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشجاعة صبر
ساعة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
والحمد لله رب العالمين.

(1) غرر الحكم: ح 7597.
(2) غرر الحكم: ح 9801.
(3) بحار الأنوار: 75 / 11.
286

الشجر
[5994] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان المؤمنين إذا التقيا
فتصافحا أقبل الله عز وجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما يتساقط الورق من
الشجر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5995] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبيدة الحذاء قال: زاملت أبا جعفر (عليه السلام) في
شق محمل من المدينة إلى مكة فنزل في بعض الطريق فلما قضى حاجته وعاد قال:
هاك يدك يا أبا عبيدة، فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي ثم قال:
يا أبا عبيدة ما من مسلم لقى أخاه المسلم فصافحه وشبك أصابعه في أصابعه إلا
تناثرت عنهما ذنوبهما كما يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي (2).
[5996] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: ان الله عز وجل لا يوصف وكيف يوصف وقال
في كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك وإن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع وجعل طاعته في

(1) الكافي: 2 / 180 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 180 ح 5.
287

الأرض كطاعته في السماء فقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا) ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه وأنا
لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والمؤمن لا يوصف
وان المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن
وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[5997] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن السندي بن محمد، عن
محمد بن الصلت، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: صلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
الفجر ثم لم يزل في موضعه حتى صارت الشمس على قيد رمح وأقبل على الناس
بوجهه فقال: والله لقد أدركت أقواما يبيتون لربهم سجدا وقياما يخالفون بين
جباههم وركبهم كأن زفير النار في آذانهم إذا ذكر الله عندهم مادوا كما يميد الشجر كأنما
القوم باتوا غافلين قال: ثم قام فما رئي ضاحكا حتى قبض صلوات الله عليه (2).
مادوا: أي اضطربوا.
[5998] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن منصور بن العباس، عن ابن أبي نجران
أو غيره، عن حنان، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: شكت الكعبة إلى الله عزوجل
ما تلقى من أنفاس من المشركين فأوحى الله إليها قرى كعبة فاني مبدلك بهم قوما
ينتظفون بقضبان الشجر فلما بعث الله محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) أوحى إليه مع جبرئيل (عليه السلام)
بالسواك والخلال (3).
[5999] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن

(1) الكافي: 2 / 182 ح 16.
(2) الكافي: 2 / 236 ح 22.
(3) الكافي: 4 / 564 ح 32.
288

عيسى، عن سماعة قال: سألته عن بيع الثمرة هل يصلح شراؤها قبل أن يخرج
طلعها؟ فقال: لا إلا أن يشتري معها شيئا غيرها رطبة أو بقلا فيقول اشتري منك
هذه الرطبة وهذا النخل وهذا الشجر بكذا وكذا فإن لم تخرج الثمرة كان رأس مال
المشتري في الرطبة والبقل، وسألته عن ورق الشجر هل يصلح شراؤه ثلاث
خرطات أو أربع خرطات؟ فقال: إذا رأيت الورق في شجرة فاشتر فيه ما شئت من
خرطه (1).
الرواية موثقة سندا.
[6000] 7 - الكليني قال: بعض أصحابنا سقط عني اسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
الله عز وجل لم يترك شيئا مما يحتاج اليه إلا علمه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) فكان من تعليمه إياه انه صعد المنبر
ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس ان جبرئيل أتاني عن اللطيف
الخبير فقال: ان الأبكار بمنزلة الثمر على الشجر إذا أدرك ثمره فلم يجتني أفسدته
الشمس ونثرته الرياح وكذلك الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فليس لهن دواء إلا
البعولة وإلا لم يؤمن عليهن الفساد لأنهن بشر قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله
فمن نزوج؟ فقال: الأكفاء فقال: يا رسول الله ومن الأكفاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم
أكفاء بعض المؤمنون بعضهم أكفاء بعض (2).
[6001] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
عليكم بألبان البقر فإنها تخلط مع كل الشجر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 176 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 337 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 337 ح 3.
289

[6002] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي العباس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عزوجل
(يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل) (1) فقال: والله ما هي تماثيل الرجال
والنساء ولكنها الشجر وشبهه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6003] 10 - الكليني، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس، عمن
ذكره عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد ان لله عز وجل ملائكة يسقطون
الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في أوان سقوطه وذلك
قوله عز وجل (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون للذين آمنوا) (3) والله ما أراد بهذا
غيركم (4).
[6004] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):...
حتى أفضت كرامة الله سبحانه وتعالى إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخرجه من أفضل المعادن
منبتا وأعز الأرومات مغرسا من الشجرة التي صدع منها أنبياءه وانتجب منها امناءه،
عترته خير العتر وأسرته خير الأسر وشجرته خير الشجر نبت في حرم وبسقت في
كرم لها فروع طوال وثمر لا ينال فهو امام من اتقى وبصيرة من اهتدى وسراج لمع
ضوؤه وشهاب سطع نوره وزند برق لمعه سيرته القصد وسنته الرشد وكلامه الفصل
وحكمه العدل، أرسله على حين فترة من الرسل وهفوة عن العمل وغباوة من
الامم... (5).

(1) سورة سبأ: 19.
(2) الكافي: 6 / 527 ح 7.
(3) سورة المؤمن: 7.
(4) الكافي: 8 / 304 ح 470.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 94.
290

[6005] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال بعد وصول أنباء السقيفة
إليه:... فماذا قالت قريش؟ قالوا: احتجت بأنها شجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال (عليه السلام):
احتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة (1).
[6006] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... نحن شجرة النبوة ومحط
الرسالة ومختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحكم، ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة
وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة (2).
[6007] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال بعد ما قد وقعت مشاجرة بينه
وبين عثمان فقال المغيرة بن الأخنس لعثمان: أنا أكفيكه فقال علي (عليه السلام) للمغيرة: يا بن
اللعين الأبتر والشجرة التي لا أصل لها ولا فرع أنت تكفيني؟ فوالله ما أعز الله من أنت
ناصره ولا قام من أنت منهضه، اخرج عنا أبعد الله نواك ثم أبلغ جهدك فلا أبقى الله
عليك إن أبقيت (3).
[6008] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ابتعثه بالنور
المضئ والبرهان الجلي والمنهاج البادي والكتاب الهادي أسرته خير أسرة وشجرته
خير شجرة أغصانها معتدلة وثمارها متهدلة... (4).
[6009] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... وكأني بقائلكم يقول إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به
الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان ألا وان الشجرة البرية أصلب عودا
والرواتع الخضرة أرق جلودا والنابتات العذبة أقوى وقودا وأبطاء خمودا... (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 67.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 135.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 161.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 45.
291

[6010] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف الاسلام:... ثم إن هذا
الإسلام دين الله الذي اصطفاه لنفسه... ثم جعله لا انفصام لعروته ولا فك لحلقته
ولا انهدام لأساسه ولا زوال لدعائمه ولا انقلاع لشجرته ولا انقطاع لمدته ولا عفاء
لشرايعه ولا جذ لفروعه ولا ضنك لطرقه... (1).
[6011] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الاستسقاء:... اللهم انشر
علينا غيثك وبركتك ورزقك ورحمتك واسقنا سقيا ناقعة مروية معشبة تنبت بها ما
قد فات وتحيى بها ما قد مات نافعة الحيا كثيرة المجتنى تروى بها القيعان وتسيل
البطنان وتستورق الأشجار وترخص الأسعار انك على ما تشاء قدير (2).
[6012] 19 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في آخر خطبة القاصعة:...
ولقد كنت معه (صلى الله عليه وآله وسلم) لما أتاه الملأ من قريش فقالوا له: يا محمد انك قد ادعيت عظيما
لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك ونحن نسألك أمر إن أنت أجبتنا اليه وأريتناه علمنا
انك نبي ورسول وإن لم تفعل علمنا انك ساحر كذاب، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): وما تسألون؟
قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): ان
الله على كل شيء قدير فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا: نعم،
قال: فإني سأريكم ما تطلبون واني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير وان فيكم من
يطرح في القليب ومن يحزب الأحزاب ثم قال (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين
بالله واليوم الآخر وتعلمين اني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن
الله، والذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف
أجنحة الطير حتى وقفت بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرفرفة وألقت بغصنها الأعلى
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وببعض أغصانها على منكبي وكنت عن يمينه (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما نظر

(1) نهج البلاغة: الخطبة 198.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 143.
292

القوم إلى ذلك قالوا علوا واستكبارا: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها، فأمرها
فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا فكادت تلتفت برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)،
فقالوا كفرا وعتوا: فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان، فأمره (صلى الله عليه وآله وسلم) فرجع
فقلت: أنا أشهد أن لا إله إلا الله إني أول مؤمن بك يا رسول الله وأول من أقر بأن
الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا بنبوتك وإجلالا لكلمتك، فقال القوم
كلهم: بل ساحر كذاب عجيب السحر خفيف فيه وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا
- يعنونني - وإني لمن قوم لا تأخذهم في الله لومة لائم سيماهم سيما الصديقين وكلامهم
كلام الأبرار عمار الليل ومنار النهار متمسكون بحبل القرآن يحيون سنن الله وسنن
رسوله لا يستكبرون ولا يعلون ولا يغلون ولا يفسدون قلوبهم في الجنان وأجسادهم
في العمل (1).
[6013] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: توقوا البرد في أوله وتلقوه في
آخره فانه يفعل في الأبدان كفعله في الأشجار أوله يحرق وآخره يورق (2).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 128.
293

الشح
[6014] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما محق الإسلام محق
الشح شيء ثم قال: إن لهذا الشح دبيبا كدبيب النمل وشعبا كشعب الشرك - وفي نسخة
اخرى الشوك - (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6015] 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن شريف بن سابق، عن الفضل بن أبي قرة
قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): تدري ما الشحيح؟ قلت: هو البخيل قال: الشح أشد من
البخل ان البخيل يبخل بما في يده والشحيح يشح على ما في أيدي الناس وعلى ما في
يديه حتى لا يرى مما في أيدي الناس شيئا إلا تمنى أن يكون له بالحل والحرام ولا يقنع
بما رزقه الله (2).
وروى الصدوق مثلها في معاني الأخبار: 245 ح 1.
[6016] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) ان أمير المؤمنين صلوات الله عليه سمع رجلا
يقول: إن الشحيح أغدر من الظالم، فقال له: كذبت ان الظالم قد يتوب ويستغفر ويرد
الظلامة على أهلها والشحيح إذا شح منع الزكاة والصدقة وصلة الرحم وقري الضيف
والنفقة في سبيل الله وأبواب البر، وحرام على الجنة أن يدخلها شحيح (3).

(1) و (2) الكافي: 4 / 45 ح 5 و 7.
(3) الكافي: 4 / 44 ح 1.
294

[6017] 4 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن النضر بن
شعيب، عن الجازي، عن أبي عبد الله عن أبيه (عليهما السلام) قال: لا يؤمن رجل فيه الشح
والحسد والجبن ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا (1).
[6018] 5 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن ابن صاعد، عن يوسف بن موسى
القطان، وأحمد بن منصور بن سيار معا، عن أحمد بن يونس، عن أيوب بن عتبة،
عن المفضل بن بكير، عن قتادة، عن أنس، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ثلاث
مهلكات وثلاث منجيات، فالمنجيات: خشية الله عز وجل في السر والعلانية والقصد في
الفقر والغنى والعدل في الرضا والغضب، والثلاث المهلكات: شح مطاع وهوى متبع
وإعجاب المرء بنفسه.
وقد روي في حديث آخر عن الصادق (عليه السلام) انه قال: الشح المطاع سوء الظن
بالله عز وجل (2).
[6019] 6 - الصدوق، عن الخليل، عن ابن صاعد، عن إسحاق بن شاهين، عن خالد
ابن عبد الله، عن يوسف بن موسى، عن حريز بن سهيل، عن صفوان، عن
أبي يزيد، عن القعقاع بن اللجلاج، عن أبي هريرة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبدا (3).
[6020] 7 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن ابن صاعد، عن الحسن بن عرفة، عن
عمر بن عبد الرحمن، عن محمد بن حجارة، عن بكر بن عبد الله المزني، عن عبد الله
ابن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم والشح فإنما هلك من كان قبلكم بالشح،
أمرهم بالكذب فكذبوا وأمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا (4).

(1) الخصال: 1 / 82 ح 8.
(2) الخصال: 1 / 84 ح 11.
(3) الخصال: 1 / 75 ح 118.
(4) الخصال: 1 / 175 ح 234.
295

[6021] 8 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس السراج، عن قتيبة، عن
بكر بن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إياكم
والفحش فإن الله عز وجل لا يحب الفاحش المتفحش وإياكم والظلم فإن الظلم عند الله هو
الظلمات يوم القيامة وإياكم والشح فإنه دعا الذين من قبلكم حتى سفكوا دمائهم
ودعاهم حتى قطعوا أرحامهم ودعاهم حتى انتهكوا واستحلوا محارمهم (1).
[6022] 9 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن بعض أصحابه بلغ به
ابن طريف، عن ابن نباتة، عن الحارث الأعور قال: فيما سأل علي (عليه السلام) ابنه
الحسن (عليه السلام) أن قال له: ما الشح؟ قال: أن ترى ما في يديك شرفا وما أنفقت تلفا (2).
[6023] 10 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن محمد بن خالد
البرقي، عن هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن سعد الإسكاف، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: ثلاث درجات وثلاث كفارات وثلاث موبقات وثلاث منجيات
فأما الدرجات: فإفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام، وأما
الكفارات: فإسباغ الوضوء في السبرات والمشي بالليل والنهار إلى الجماعات
والمحافظة على الصلوات، وأما الموبقات: فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء
بنفسه، وأما المنجيات: فخوف الله في السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر وكلمة
العدل في الرضا والسخط.
قال الصدوق (رحمه الله): روي عن الصادق (عليه السلام) انه قال: الشح المطاع سوء الظن بالله عزوجل
وأما السبرات فجمع سبرة وهو شدة البرد وبها سمي الرجل سبرة (3).
[6024] 11 - الصدوق، عن الأسدي، عن العامري، عن السدوسي، عن سليمان بن
عمرو، عن عبد الله بن حسن بن حسن بن علي (عليهما السلام)، عن امه فاطمة بنت

(1) الخصال: 1 / 176 ح 235.
(2) معاني الأخبار: 245 ح 3.
(3) معاني الأخبار: 314.
296

الحسين (عليه السلام)، عن أبيها (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن صلاح أول هذه الامة
بالزهد واليقين وهلاك آخرها بالشح والأمل (1).
[6025] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنما
الشحيح من منع حق الله وأنفق في غير حق الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6026] 13 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن الفضل بن أبي قرة قال: رأيت
أبا عبد الله (عليه السلام) يطوف من أول الليل إلى الصباح وهو يقول: «اللهم قني شح نفسي»،
فقلت: جعلت فداك ما سمعتك تدعو بغير هذا الدعاء، فقال: وأي شيء أشد من شح
النفس إن الله يقول: (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (3) (4).
[6027] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس
قوم وسخت عنها نفوس قوم آخرين ونعم الحكم الله وما أصنع بفدك وغير
فدك... (5).
[6028] 15 - زيد النرسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عرف الله خافه ومن خاف الله
حثه الخوف من الله على العمل بطاعته والأخذ بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين
بأدب الله والآخذين عن الله انه حق على الله أن ينجيه من مضلات الفتن، وما رأيت
شيئا هو أضر لدين المسلم من الشح (6).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الأربعون 7 / 297 الرقم 333.
(2) معاني الأخبار: 246 ح 6.
(3) سورة التغابن: 16.
(4) تفسير القمي: 1 / 372.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 45.
(6) أصل زيد النرسي: 50.
297

[6029] 16 - الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)
ان رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله بأبي أنت وامي إني أحسن الوضوء وأقيم
الصلاة وأوتي الزكاة في وقتها وأقري الضيف طيب بها نفسي محتسب بذلك أرجو ما
عند الله، فقال: بخ بخ بخ ما لجهنم عليك سبيل ان الله قد براك من الشح إن كنت
كذلك، ثم قال: نهى عن التكلف للضيف بما لا يقدر عليه إلا بمشقة وما من ضيف حل
بقوم إلا ورزقه معه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6030] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والشح فإنه جلباب
المسكنة وزمام يقاد به إلى كل دناءة (2).
[6031] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: زيادة الشح تشين الفتوة وتفسد
الأخوة (3).
[6032] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لزم الشح عدم النصيح (4).
[6033] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا مسبة كالشح. لا سو ءة أسوأ
من الشح. لا غربة كالشح. لا مروة مع شح (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 4 / 44،
ومعاني الأخبار: 245، وبحار الأنوار: 70 / 299، وجامع أحاديث الشيعة:
13 / 588، وقد مر منا عنوان البخل في محله فراجعه إن شئت.

(1) قرب الاسناد: 75 ح 242 و 241.
(2) غرر الحكم: ح 2658.
(3) غرر الحكم: ح 5508.
(4) غرر الحكم: 8105.
(5) غرر الحكم: ح 10475 و 10623 و 10505 و 10521.
298

الشدة
[6034] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من سره أن يستجاب له في الشدة
فليكثر الدعاء في الرخاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6035] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: الحكرة في الخصب أربعون يوما وفي الشدة والبلاء ثلاثة أيام فما زاد
على الأربعين يوما في الخصب فصاحبه ملعون وما زاد على ثلاثة أيام في العسرة
فصاحبه ملعون (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6036] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أبي علي، عن محمد
ابن الحسن، عن الحسين بن راشد، عن الحسين بن علوان قال: كنا في مجلس نطلب
فيه العلم وقد نفدت نفقتي في بعض الأسفار فقال لي بعض أصحابنا: من تؤمل لما قد
نزل بك فقلت: فلانا فقال: اذا والله لا تسعف حاجتك ولا يبلغك أملك ولا تنجح
طلبتك قلت: وما علمك رحمك الله؟ قال: ان أبا عبد الله (عليه السلام) حدثني انه قرأ في بعض
الكتب ان الله تبارك وتعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي
لاقطعن أمل مؤمل من الناس غيري باليأس ولأكسونه ثوب المذلة عند الناس

(1) الكافي: 2 / 472 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 165 ح 7.
299

ولا نحينه من قربي ولأبعدنه من فضلي، أيؤمل غيري في الشدائد؟ والشدائد بيدي
ويرجو غيري ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب وهي مغلقة وبابي
مفتوح لمن دعاني فمن ذا الذي أملني لنوائبه فقطعته دونها ومن ذا الذي رجاني لعظيمه
فقطعت رجاءه مني؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوفة فلم يرضوا بحفظي وملأت
سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي وأمرتهم أن لا يغلقوا الأبواب بيني وبين عبادي فلم
يثقوا بقولي ألم يعلم ان من طرقته نائبة من نوائبي انه لا يملك كشفها أحد غيري إلا من
بعد إذني فما لي أراه لاهيا عني أعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته عنه فلم يسألني
رده وسأل غيري أفيراني أبدأ بالعطاء قبل المسألة ثم اسأل فلا أجيب سائلي؟! أبخيل
أنا فيبخلني عبدي أوليس الجود والكرم لي؟! أوليس العفو والرحمة بيدي؟! أوليس
أنا محل الآمال؟! فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤملون أن يؤملوا غيري؟ فلو ان
أهل سماواتي وأهل أرضي أملوا جميعا ثم أعطيت كل واحد منهم مثل ما أمل الجميع ما
انتقص من ملكي مثل عضو ذرة وكيف ينقص ملك أنا قيمه فيما بؤسا للقانطين من
رحمتي ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني (1).
[6037] 4 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا نزلت بالرجل النازلة أو الشدة
فليصم فإن الله عز وجل يقول: (واستعينوا بالصبر والصلاة) (2) (3).
[6038] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسين (عليه السلام): يا بني
أوصيك بتقوى الله في الغني والفقر وكلمة الحق في الرضى والغضب، والقصد في الغنى
والفقر، وبالعدل على الصديق والعدو، وبالعمل في النشاط والكسل، والرضى عن
الله في الشدة والرخاء... (4).

(1) الكافي: 2 / 66 ح 7.
(2) سورة البقرة: 45.
(3) الفقيه: 2 / 76 ح 1777.
(4) تحف العقول: 88.
300

[6039] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... فمن علامة
أحدهم انك ترى له قوة في دين وحزما في لين وإيمانا في يقين وحرصا في العلم وعلما
في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وتجملا في فاقة وصبرا في شدة وطلبا في
حلال ونشاطا في هدى... (1).
[6040] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله:... واخلط
الشدة بضغث من اللين وارفق ما كان الرفق ارفق واعتزم بالشدة حين لا تغني عنك إلا
الشدة واخفض للرعية جناحك وابسط لهم وجهك وألن لهم جانبك... (2).
[6041] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عند تناهي الشدة تكون الفرجة
وعند تضايق حلق البلاء يكون الرخاء (3).
[6042] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عند تعاقب الشدائد تظهر فضائل
الانسان. وعند نزول الشدائد يجرب حفاظ الاخوان (4).
[6043] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: قد يكذب الرجل نفسه عند
شدة البلاء بما لم يفعله (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار، وقد
مر منا عنوان البلاء في محله.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 193.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 46.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 351.
(4) غرر الحكم: ح 6205 و 6204.
(5) غرر الحكم: ح 6693.
301

الشر
[6044] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان
مما أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) وأنزل عليه في التوراة: إني أنا الله لا اله إلا أنا خلقت
الخلق وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب فطوبى لمن أجريته على يديه وأنا
الله لا اله إلا أنا خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريده فويل لمن
أجريته على يديه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6045] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن في بعض ما أنزل الله من كتبه اني أنا الله لا إله إلا أنا خلقت الخير وخلقت الشر
فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن
يقول: كيف ذا؟ وكيف ذا؟ (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6046] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن حفص بن قرط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من زعم ان الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ومن زعم ان

(1) الكافي: 1 / 154 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 154 ح 2.
302

المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله ومن كذب على الله أدخله الله النار (1).
[6047] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن علي بن ميسرة، قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان نطفة المؤمن لتكون في
صلب المشرك فلا يصيبه من الشر شيء حتى إذا صار في رحم المشركة لم يصبها من
الشر شيء حتى تضعه فإذا وضعته لم يصبه من الشر شيء حتى يجري عليه القلم (2).
[6048] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله ثقل الخير على أهل
الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة وان الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في
موازينهم يوم القيامة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6049] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن قداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعجل
الشر عقوبة البغي (4).
[6050] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: دخل رجلان على أبي عبد الله (عليه السلام)
في مداراة بينهما ومعاملة فلما أن سمع كلامهما قال: أما انه ما ظفر أحد بخير من ظفر
بالظلم أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم ثم قال:
من يفعل الشر بالناس فلا ينكر الشر إذا فعل به أما انه إنما يحصد ابن آدم ما يزرع
وليس يحصد من المر حلوا ولا من الحلو مرا فاصطلح الرجلان قبل أن يقوما (5).

(1) الكافي: 1 / 158 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 13 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 143 ح 10.
(4) الكافي: 2 / 327 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 334 ح 22.
303

[6051] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن إسماعيل بن
سهل، عن حماد، عن ربعي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: إن الندم على الشر يدعو إلى تركه (1).
[6052] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال عيسى بن مريم (عليه السلام): إن صاحب
الشر يعدى وقرين السوء يردى فانظر من تقارن (2).
[6053] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بشرار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، فقال: إن
من شرار رجالكم البهات الجرىء الفحاش الآكل وحده والمانع رفده والضارب
عبده والملجىء عياله إلى غيره (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6054] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، عن
القاسم بن محمد، عن المنقري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري قال: سئل
علي بن الحسين (عليه السلام) عن العصبية؟ فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى
الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين وليس من العصبية أن يحب الرجل
قومه ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم (4).
[6055] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن صالح بن سعيد، عن أبان بن
تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خيار أمتي الذين إذا سافروا

(1) الكافي: 2 / 427 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 640 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 292 ح 13.
(4) الكافي: 2 / 308 ح 7.
304

افطروا وقصروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا أساؤوا استغفروا وشرار أمتي الذين
ولدوا في النعم وغذوا به يأكلون طيب الطعام ويلبسون لين الثياب وإذا تكلموا لم
يصدقوا (1).
الرواية حسنة سندا.
[6056] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن
ابن فضال، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يأتي على الناس زمان
عضوض يعض كل امرء على ما في يديه وينسى الفضل وقد قال الله عز وجل: (ولا تنسوا
الفضل بينكم) (2) ينبري في ذلك الزمان قوم يعاملون المضطرين، هم شرار
الخلق (3).
الرواية موثقة سندا. زمن عضوض: أي كلب صعب.
[6057] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن ملحان، عن عبد الله بن سنان قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شرار
نسائكم المعقرة الدنسة اللجوجة العاصية الذليلة في قومها العزيزة في نفسها الحصان
على زوجها الهلوك على غيره (4).
العقرة: التي لاتلد. الهلوك: الفاجرة المتساقطة على الرجال.
[6058] 15 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاث هن فخر المؤمن وزينه في الدنيا والآخرة: الصلاة
في الليل، ويأسه مما في أيدي الناس، وولايته الامام من آل محمد (عليهم السلام) قال: وثلاثة
هم شرار الخلق ابتلى بهم خيار الخلق: أبو سفيان أحدهم قاتل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) الكافي: 4 / 127 ح 4.
(2) سورة البقرة: 239.
(3) الكافي: 5 / 310 ح 28.
(4) الكافي: 5 / 326 ح 2.
305

وعاداه ومعاوية قاتل عليا (عليه السلام) وعاداه ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن
علي (عليهما السلام) وعاداه حتى قتله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6059] 16 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: شر
البقاع دور الامراء الذين لا يقضون بالحق (2).
[6060] 17 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: شر
الناس المثلث قيل: يا رسول الله ما المثلث؟ قال: الذي يسعى بأخيه إلى السلطان
فيهلك نفسه ويهلك أخاه ويهلك السلطان (3).
[6061] 18 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: شر
الرواية رواية الكذب وشر الامور محدثاتها وشر العمى عمى القلب وشر الندامة
ندامة يوم القيامة وشر الكسب كسب الربا وشر المآكل أكل مال اليتيم ظلما (4).
[6062] 19 - القاضي القضاعي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الشر لجاجة (5).
[6063] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك وملابسة الشر فإنك تنيله
نفسك قبل عدوك وتهلك به دينك قبل إيصاله إلى غيرك (6).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار منها:
جامع أحاديث الشيعة: 13 / 396.

(1) الكافي: 8 / 234 ح 311.
(2) جامع الأحاديث: 89.
(3) جامع الأحاديث: 89.
(4) جامع الأحاديث: 90.
(5) شرح شهاب الأخبار: 10 ح 15.
(6) غرر الحكم: ح 2713.
306

الشراب
[6064] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
ابن مسكان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل جعل للشر أقفالا
وجعل مفاتيح تلك الأقفال الشراب والكذب شر من الشراب (1).
الرواية موثقة سندا.
[6065] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
الحسن بن عمارة، عن مسمع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط بآدم إلى الأرض
احتاج إلى الطعام والشراب فشكى ذلك إلى جبرئيل (عليه السلام) فقال له جبرئيل: يا آدم كن
حراثا قال: فعلمني دعاء قال قل: اللهم اكفني مؤونة الدنيا وكل هول دون الجنة
وألبسني العافية حتى تهنئني المعيشة (2).
[6066] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن عبد الله، عن القاسم بن عروة،
عن عبد الله بن بكير، عن زرارة قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (يوم
تبدل الأرض غير الأرض) (3) قال: تبدل خبزة نقية يأكل منها الناس حتى يفرغوا
من الحساب فقال له قائل: انهم لفي شغل يومئذ عن الأكل والشرب، فقال: إن
الله عز وجل خلق ابن آدم أجوف ولابد له من الطعام والشراب أهم أشد شغلا يومئذ أم

(1) الكافي: 2 / 338 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 260 ح 4.
(3) سورة إبراهيم: 48.
307

من في النار فقد استغاثوا والله عز وجل يقول (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي
الوجوه بئس الشراب) (1) (2).
[6067] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن
صالح، عن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده قال قال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الماء سيد الشراب في الدنيا والآخرة.
وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي، عن
عيسى بن عبد الله بإسناده مثله (3).
[6068] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ان الله عز وجل حرم الخمر بعينها فقليلها وكثيرها حرام كما حرم
الميتة والدم ولحم الخنزير وحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الشراب من كل مسكر وما حرمه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد حرمه الله عز وجل (4).
[6069] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
ومحمد بن إسماعيل ومحمد بن جعفر أبو العباس الكوفي، عن محمد بن خالد جميعا،
عن سيف بن عميرة، عن منصور قال: حدثني أيوب بن راشد قال: سمعت أبا البلاد
يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن النبيذ؟ فقال: لا بأس به فقال: انه يوضع فيه العكر،
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): بئس الشراب ولكن انبذوه غدوة واشربوه بالعشي، قال:
فقال: جعلت فداك هذا يفسد بطوننا، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أفسد لبطنك أن
تشرب ما لا يحل لك (5).

(1) سورة الكهف: 29.
(2) الكافي: 6 / 286 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 380 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 408 ح 2.
(5) الكافي: 6 / 415 ح 2.
308

[6070] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن، أو عن رجل، عن
علي ابن الحسن بن فضال، عن عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن
موسى الساباطي قال: وصف لي أبو عبد الله (عليه السلام) المطبوخ كيف يطبخ حتى يصير
حلالا فقال لي (عليه السلام): خذ ربعا من زبيب وتنقيه وصب عليه اثنى عشر رطلا من ماء ثم
انقعه ليلة فإذا كان أيام الصيف وخشيت أن ينش جعلته في تنور مسجور قليلا حتى
لا ينش ثم تنزع الماء منه كله حتى إذا أصبحت صببت عليه من الماء بقدر ما يغمره ثم
تغليه حتى تذهب حلاوته ثم تنزع ماء الآخر فتصب عليه الماء الأول ثم تكيله كله
فتنظر كم الماء ثم تكيل ثلثه فتطرحه في الاناء الذي تريد أن تطبخه فيه وتصب بقدر
ما يغمره ماء وتقدره بعود وتجعل قدره قصبة أو عودا فتحدها على قدر منتهى الماء ثم
تغلي الثلث الأخير حتى يذهب الماء الباقي ثم تغليه بالنار ولا تزال تغليه حتى يذهب
الثلثان ويبقى الثلث ثم تأخذ لكل ربع رطلا من العسل فتغليه حتى تذهب رغوة
العسل وتذهب غشاوة العسل في المطبوخ ثم تضربه بعود ضربا شديدا حتى يختلط
وإن شئت أن تطيبه بشيء من زعفران أو بشيء من زنجبيل فافعل ثم اشربه وان
أحببت أن يطول مكثه عندك فروقه (1).
[6071] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سئل عن الزبيب كيف طبخه حتى يشرب حلالا؟ فقال: تأخذ ربعا من زبيب
فتنقيه ثم تطرح عليه اثنى عشر رطلا من ماء ثم تنقعه ليلة فإذا كان من الغد نزعت
سلافته ثم تصب عليه من الماء قدر ما يغمره ثم تغليه بالنار غلية ثم تنزع ماءه فتصبه
على الماء الأول ثم تطرحه في إناء واحد جميعا ثم توقد تحته النار حتى يذهب ثلثاه
ويبقى الثلث وتحته النار ثم تأخذ رطلا من عسل فتغليه بالنار غلية وتنزع رغوته ثم

(1) الكافي: 6 / 424 ح 1.
309

تطرحه على المطبوخ ثم تضربه حتى يختلط به واطرح فيه إن شئت زعفرانا وإن شئت
تطيبه بزنجبيل قليل هذا قال: فإذا أردت أن تقسمه أثلاثا لتطبخه فكله بشيء واحد
حتى تعلم كم هو ثم اطرح عليه الأول في الإناء الذي تغليه فيه ثم تجعل فيه مقدارا
وحده حيث يبلغ الماء ثم اطرح الثلث الآخر ثم حده حيث يبلغ الماء ثم تطرح الثلث
الآخر ثم حده حيث يبلغ الآخر ثم توقد تحته بنار لينه حتى يذهب ثلثاه ويبقى
ثلثه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6072] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السياري، عن
محمد بن الحسين، عمن أخبره، عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي قال: شكوت إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قراقر تصيبني في معدتي وقلة استمرائي الطعام فقال لي: لم لا تتخذ
نبيذا نشربه نحن وهو يمرىء الطعام ويذهب بالقراقر والرياح من البطن؟ قال: فقلت
له: صفه لي جعلت فداك، فقال لي: تأخذ صاعا من زبيب فتنقي حبه وما فيه ثم
تغسل بالماء غسلا جيدا ثم تنقعه في مثله من الماء أو ما يغمره ثم تتركه في الشتاء ثلاثة
أيام بلياليها وفي الصيف يوما وليلة فإذا أتى عليه ذلك القدر صفيته وأخذت صفوته
وجعلته في اناء وأخذت مقداره بعود ثم طبخته طبخا رفيقا حتى يذهب ثلثاه ويبقى
ثلثه ثم تجعل عليه نصف رطل عسل وتأخذ مقدار العسل ثم تطبخه حتى تذهب تلك
الزيادة ثم تأخذ زنجبيلا وخولنجانا ودارصيني والزعفران وقرنفلا ومصطكي وتدقه
وتجعله في خرقة رقيقة وتطرحه فيه وتغليه معه غلية ثم تنزله فإذا برد صفيته وأخذت
منه على غدائك وعشائك، قال: ففعلت فذهب عني ما كنت أجده وهو شراب طيب
لا يتغير إذا بقي إن شاء الله (2).

(1) الكافي: 6 / 425 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 426 ح 3.
310

[6073] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السياري، عمن
ذكره، عن إسحاق بن عمار قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) بعض الوجع، وقلت:
إن الطبيب وصف لي شرابا آخذ الزبيب وأصب عليه الماء للواحد اثنين ثم أصب عليه
العسل ثم أطبخه حتى يذهب ثلثاه ويبقى الثلث، فقال أليس حلوا؟ قلت: بلى قال:
اشربه ولم أخبره كم العسل (1).
[6074] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن
الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: افطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية خميس في مسجد قبا
فقال هل من شراب فأتاه أوس بن خولى الأنصاري بعس مخيض بعسل فلما وضعه
على فيه نحاه ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه لا أشربه ولا أحرمه ولكن
أتواضع لله فإن من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله ومن اقتصد في معيشته
رزقه الله ومن بذر حرمه الله ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6075] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن
الريان بن الصلت يرفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيد شراب
الجنة الماء (3).
[6076] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن
ابن فضال، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: من تلذذ بالماء في الدنيا لذذه الله عزوجل
من أشربة الجنة (4).
[6077] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن

(1) الكافي: 6 / 426 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 122 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 380 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 381 ح 6.
311

حسان، عن موسى بن بكر، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تكثر
من شرب الماء فانه مادة لكل داء (1).
[6078] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شرب الماء من قيام بالنهار أقوى وأصح للبدن (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6079] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): إن شرب الماء البارد أكثر تلذذا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6080] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن سعيد بن جناح،
عن أحمد بن عمر الحلبي، قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) وهو يوصي رجلا فقال له: أقلل
من شرب الماء فانه يمد كل داء واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء (4).
[6081] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، عن الرضا (عليه السلام)
قال: لا بأس بكثرة شرب الماء على الطعام ولا تكثر منه على غيره وقال: أرأيت لو
ان رجلا أكل مثل ذا وجمع يديه كلتيهما لم يضمهما ولم يفرقهما ثم لم يشرب عليه الماء كان
ينشق معدته (5).
[6082] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد
الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان الرجل يشرب الشربة من الماء
فيدخله الله عز وجل بها الجنة، قلت: وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال: ان الرجل

(1) الكافي: 6 / 382 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 382 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 382 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 382 ح 2.
(5) الكافي: 6 / 382 ح 3.
312

يشرب الماء فيقطعه ثم ينحي الإناء وهو يشتهيه فيحمد الله عز وجل ثم يعود فيه ويشرب
ثم ينحيه وهو يشتهيه فيحمد الله عز وجل ثم يعود فيشرب فيوجب الله عز وجل له بذلك الجنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد. وورد مثلها بسند آخر صحيح في الكافي: 2 / 96 ح 16.
[6083] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة أنفاس في الشرب أفضل من نفس واحد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتاب الأشربة في كتب
الأخبار، وقد مر منا عنوان الخمر في محله.

(1) الكافي: 6 / 384 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 383 ح 7.
313

الشرف
[6084] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن صالح بن حمزة رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العبادة شدة
الخوف من الله عز وجل يقول الله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (1) وقال جل
ثناؤه: (فلا تخشوا الناس واخشون) (2) وقال تبارك وتعالى: (ومن يتق الله
يجعل له مخرجا) (3) قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن حب الشرف والذكر لا يكونان
في قلب الخائف الراهب (4).
[6085] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن حماد
ابن بشير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما ذئبان ضاريان في غنم قد فارقها
رعاؤها أحدهما في أولها والآخر في آخرها بأفسد فيها من حب المال والشرف في دين
المسلم (5).
[6086] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما ذئبان ضاريان في غنم ليس لها راع هذا في أولها
وهذا في آخرها بأسرع فيها من حب المال والشرف في دين المؤمن (6).

(1) سورة فاطر: 28.
(2) سورة المائدة: 44.
(3) سورة الطلاق: 2.
(4) الكافي: 2 / 69 ح 7.
(5) الكافي: 2 / 315 ح 2.
(6) الكافي: 2 / 315 ح 3.
314

الرواية موثقة سندا.
[6087] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: صحبت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو متوجه إلى
مكة فلما صلى قال: اللهم خل سبيلنا وأحسن تسبيرنا وأحسن عافيتنا وكلما صعد
أكمه قال: اللهم لك الشرف على كل شرف (1).
[6088] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن داود بن مهران، عن علي
ابن إسماعيل الميثمي، عن رجل، عن جويرية بن مسهر قال: اشتددت خلف
أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال لي: يا جويرية انه لم يهلك هؤلاء الحمقى إلا بخفق النعال
خلفهم ما جاء بك؟ قلت: جئت أسألك عن ثلاث، عن الشرف وعن المروءة، وعن
العقل؟ قال: أما الشرف فمن شرفه السلطان شرف وأما المروءة فإصلاح المعيشة
وأما العقل فمن اتقى الله عقل (2).
[6089] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: والله لا يحبنا من العرب والعجم إلا أهل البيوتات والشرف
والمعدن ولا يبغضنا من هؤلاء وهؤلاء إلا كل دنس ملصق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6090] 7 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مجالسة أهل
الدين شرف الدنيا والآخرة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 4 / 287 ح 1.
(2) الكافي: 8 / 241 ح 331.
(3) الكافي: 8 / 316 ح 497.
(4) الكافي: 1 / 39 ح 4.
315

[6091] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شرف المؤمن قيام الليل
وعزه استغناؤه عن الناس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6092] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن
مسلم، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شرف المؤمن صلاته بالليل
وعز المؤمن كفه عن أعراض الناس (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6093] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن
شعيب بن ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف
الأزدي قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهط من الشيعة فقالوا:
يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف
وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الامور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم
بالسوية والعدل في الرعية، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتأمروني ويحكم أن أطلب
النصر بالظلم والجور فيمن وليت عليه من أهل الاسلام لا والله لا يكون ذلك ما سمر
السمير وما رأيت في السماء نجما والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم فكيف وإنما
هي أموالهم، قال: ثم ازم ساكتا طويلا ثم رفع رأسه فقال: من كان فيكم له مال فإياه
والفساد فإن إعطاءه في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس
ويضعه عند الله ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم

(1) الكافي: 2 / 148 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 488 ح 9.
316

وكان لغيره ودهم فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح فإنما ذلك
ملق منه وكذب فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافاتهم فالأم
خليل وشر خدين ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له من
الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعما مفضلا ومقالة الجاهل
ما أجوده وهو عند الله بخيل، فأي حظ أبور وأخسر من هذا الحظ وأي فائدة
معروف أقل من هذا المعروف فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة وليحسن منه
الضيافة وليفك به العاني والأسير وابن السبيل فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا
وشرف الآخرة (1).
[6094] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرف الرجل أن
يطيب زاده إذا خرج في سفره (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6095] 12 - الكليني، باسناده إلى الخطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... أيها
الناس لا شرف أعلى من الإسلام ولا كرم أعز من التقوى... (3).
[6096] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو أبي المقدام قال
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:... ألا وإن لكل شيء شرفا وشرف الإسلام
الشيعة... (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6097] 14 - الصدوق، عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن أبي عبد الله الرازي،

(1) الكافي: 4 / 32 ح 3.
(2) الكافي: 8 / 303 ح 467.
(3) الكافي: 8 / 19.
(4) الكافي: 8 / 213.
317

عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر، عن يحيى، الحلبي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن ولا الخب في كثرة الصديق ولا السئ
الأدب في الشرف ولا البخيل في صلة الرحم ولا المستهزيء بالناس في صدق المودة
ولا القليل الفقه في القضاء ولا المغتاب في السلامة ولا الحسود في راحة القلب ولا
المعاقب على الذنب الصغير في السؤدد ولا القليل التجربة المعجب برأيه في
رئاسة (1).
[6098] 15 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن
ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أربع من كن فيه
كمل اسلامه واعين على ايمانه ومحصت ذنوبه ولقى ربه وهو عنه راض ولو كان فيما بين
قرنه إلى قدميه ذنوب حطها الله عنه وهي الوفاء بما يجعل لله على نفسه وصدق اللسان
مع الناس والحياء مما يقبح عند الله وعند الناس وحسن الخلق مع الأهل والناس،
وأربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين في غرف فوق غرف في محل
الشرف كل الشرف من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا ومن رحم الضعيف وأعانه
وكفاه ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما ولم يحزنهما ومن لم يخرق بمملوكه وأعانه
على ما يكلفه ولم يستسعه فيما لم يطق (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6099] 16 - الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن عمر بن أسلم، عن
سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبد الرحمن المدائني، عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى، عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله) قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد ضرب كتف علي
بن أبي طالب (عليه السلام) بيده وقال: يا علي من أحبنا فهو العربي ومن أبغضنا فهو العلج،

(1) الخصال: 2 / 434 ح 20.
(2) أمالي المفيد: المجلس الحادي والعشرون ح 1 / 166.
318

شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ومن كان مولده صحيحا وما على ملة
إبراهيم (عليه السلام) إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء وان لله ملائكة يهدمون سيئات
شيعتنا كما يهدم القوم البنيان (1).
العلج: الكافر من العجم.
[6100] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا شرف كالعلم... (2).
[6101] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ذو الشرف لا تبطره منزلة نالها
وإن عظمت كالجبل الذي لا تزعزعه الرياح والدنيء تبطره أدنى منزلة كالكلأ الذي
يحركه مر النسيم (3).
[6102] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من شرفت نفسه نزهها عن
دنائة المطالب (4).
[6103] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يكمل الشرف إلا بالسخاء
والتواضع (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار ويأتي آنفا عنوان
الشريف في محله.

(1) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 24 / 190 الرقم 322.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(3) غرر الحكم: ح 5197.
(4) غرر الحكم: ح 8627.
(5) غرر الحكم: ح 10815.
319

الشرك
[6104] 1 - الكليني، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، ومحمد بن يحيى، عن أحمد
ابن محمد جميعا، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما جاء به علي (عليه السلام) آخذ به وما نهى عنه انتهي عنه جرى له من الفضل مثل ما جرى
لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الفضل على جميع من خلق الله عز وجل المتعقب عليه في شيء من
أحكامه كالمتعقب على الله وعلى رسوله والراد عليه في صغيرة أو كبيرة على حد
الشرك بالله، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من
سلك بغيره هلك وكذلك يجري لأئمة الهدى واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان
الأرض أن تميد بأهلها وحجته البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى وكان
أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرا ما يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق
الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل
بمثل ما أقروا به لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولقد حملت على مثل حمولته وهي حمولة الرب وان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يدعى فيكسى وادعى فأكسى ويستنطق واستنطق فانطق على حد
منطقه ولقد أعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي علمت المنايا والبلايا والأنساب
وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عني ما غاب عني ابشر باذن الله وأؤدي
عنه، كل ذلك من الله مكنني فيه بعلمه (1).
[6105] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن

(1) الكافي: 1 / 196 ح 1.
320

سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان مثل أبي طالب مثل أصحاب الكهف أسروا الإيمان
وأظهروا الشرك فأتاهم الله أجرهم مرتين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6106] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسى (عليه السلام) قال: إن لي عبادا أبيحهم
جنتي وأحكمهم فيها قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم جنتك وتحكمهم فيها؟
قال: من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال: ان مؤمنا كان في مملكة جبار فولع به
فهرب منه إلى دار الشرك فنزل برجل من أهل الشرك فأظله وأرفقه وأضافه فلما
حضره الموت أوحى الله عز وجل إليه وعزتي وجلالي لو كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك
فيها ولكنها محرمة على من مات بي مشركا ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتى برزقه
طرفي النهار قلت: من الجنة؟ قال: من حيث شاء الله (2).
[6107] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله
ابن سنان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان من الكبائر عقوق الوالدين واليأس من
روح الله والأمن لمكر الله.
وقد روي أن أكبر الكبائر الشرك بالله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6108] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: الكبائر سبعة منها قتل
النفس متعمدا والشرك بالله العظيم وقذف المحصنة وأكل الربا بعد البينة والفرار من

(1) الكافي: 1 / 448 ح 28.
(2) الكافي: 2 / 188 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 278 ح 4.
321

الزحف والتعرب بعد الهجرة وعقوق الوالدين وأكل مال اليتيم ظلما قال: والتعرب
والشرك واحد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6109] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن سنان، عن طلحة بن
زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان رجلا من خثعم جاء إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أي الأعمال
أبغض إلى الله عز وجل؟ فقال: الشرك بالله قال: ثم ماذا؟ قال: قطيعة الرحم قال: ثم ماذا؟
قال: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف (2).
[6110] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: والله ان الكفر لأقدم من الشرك وأخبث وأعظم
قال: ثم ذكر كفر إبليس حين قال الله له: اسجد لآدم فأبى أن يسجد فالكفر أعظم من
الشرك فمن اختار على الله عز وجل وأبى الطاعة وأقام على الكبائر فهو كافر ومن نصب دينا
غير دين المؤمنين فهو مشرك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6111] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وسئل عن الكفر والشرك أيهما أقدم؟ فقال: الكفر أقدم
وذلك ان إبليس أول من كفر وكان كفره غير شرك لأنه لم يدع إلى عبادة غير الله وإنما
دعى إلى ذلك بعد فأشرك (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6112] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن

(1) الكافي: 2 / 281 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 383 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 386 ح 8.
322

المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان بني أمية أطلقوا للناس
تعليم الإيمان ولم يطلقوا تعليم الشرك لكي إذا حملوهم عليه لم يعرفوه (1).
[6113] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن
مهران، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال:
من قرأ إذا آوى إلى فراشه: (قل يا أيها الكافرون) و (قل هو الله أحد) كتب الله عز وجل له
براءة من الشرك (2).
[6114] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن رجلين من أصحابنا يكون بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو
إلى القضاة أيحل ذلك؟ فقال: من تحاكم إلى الطاغوت فحكم له فإنما يأخذ سحتا وإن
كان حقه ثابتا لأنه أخذ بحكم الطاغوت وقد أمر الله أن يكفر به قلت: كيف يصنعان؟
قال: انظروا إلى من كان منكم قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف
أحكامنا فارضوا به حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله
منه فإنما بحكم الله قد استخف وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد
الشرك بالله، الحديث (3).
الرواية مقبولة الإسناد.
[6115] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان،
عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أشرك مع إمام إمامته من عند الله
من ليست إمامته من الله كان مشركا بالله (4).

(1) الكافي: 2 / 415 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 626 ح 23.
(3) الكافي: 7 / 412 ح 5.
(4) الكافي: 1 / 373 ح 6.
323

[6116] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور
قال: حدثنا يونس عن حماد بن عثمان، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل نصب عليا (عليه السلام) علما بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره
كان كافرا ومن جهله كان ضالا ومن نصب معه شيئا كان مشركا ومن جاء بولايته
دخل الجنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد، وروي مثلها في الكافي: 2 / 388 ح 20.
[6117] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بريد
العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن أدنى ما يكون العبد به مشركا؟ قال:
فقال: من قال للنواة انها حصاة وللحصاة انها نواة ثم دان به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6118] 15 - الكليني، عن علي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي العباس قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن أدنى ما يكون به الإنسان مشركا؟ قال، فقال: من ابتدع رأيا
فأحب عليه أو أبغض عليه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6119] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن سماعة، عن أبي بصير وإسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهو مشركون) (4) قال:
يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك (5).

(1) الكافي: 1 / 437 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 397 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 397 ح 2.
(4) سورة يوسف: 106.
(5) الكافي: 2 / 397 ح 3.
324

[6120] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
بكير، عن ضريس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا
وهم مشركون) قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة وعن قوله عز وجل: (ومن
الناس من يعبد الله على حرف) (1) قال: ان الآية تنزل في الرجل ثم تكون في أتباعه
ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن يعبد الله على حرف؟ فقال: نعم وقد
يكون محضا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6121] 18 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود بن
فرقد، عن حسان الجمال، عن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول أمر
الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا ثم قال: وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا اله إلا
الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين (3).
[6122] 19 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أطاع رجلا في معصية فقد عبده (4).
[6123] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن عبد الله بن يحيى الكاهلي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لو أن قوما عبدوا الله وحده
لا شريك له وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وحجوا البيت وصاموا شهر رمضان ثم قالوا
لشيء صنعه الله أو صنعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا صنع خلاف الذي صنع أو وجدوا ذلك في
قلوبهم لكانوا بذلك مشركين ثم تلا هذه الآية (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك

(1) سورة الحج: 11.
(2) الكافي: 2 / 397 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 398 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 398 ح 8.
325

فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) (1)
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): فعليكم بالتسليم (2).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[6124] 21 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن عبد الله بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن قول الله عز وجل (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله) (3) فقال: أما والله ما
دعوهم إلى عبادة أنفسهم ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم لما أجابوهم ولكن أحلوا لهم
حراما وحرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6125] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ألا وإن الظلم ثلاثة: فظلم
لا يغفر وظلم لا يترك وظلم مغفور لا يطلب، فأما الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله
قال الله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه
عند بعض الهنات وأما الظلم الذي لا يترك فظلم العباد بعضهم بعضا. القصاص هناك
شديد... (5).
[6126] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا أن يسير الرياء
شرك... (6).
[6127] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى محمد بن أبي بكر حين ولاه

(1) سورة النساء: 64.
(2) الكافي: 2 / 398 ح 6.
(3) سورة التوبة: 32.
(4) الكافي: 2 / 398 ح 7.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 86.
326

مصر:... فانه لا سواء إمام الهدى وإمام الردى وولى النبي وعدو النبي ولقد قال لي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني لا أخاف على أمتي مؤمنا ولا مشركا أما المؤمن فيمنعه الله
بإيمانه وأما المشرك فيقمعه الله بشركه ولكني أخاف عليكم كل منافق الجنان عالم
اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون (1).
[6128] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال قبل موته على سبيل الوصية لما
ضربه ابن ملجم لعنه الله: وصيتي لكم أن لا تشركوا بالله شيئا ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فلا
تضيعوا سنته أقيموا هذين العمودين وأوقدوا هذين المصباحين وخلاكم ذم... (2).
[6129] 26 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي قال: روي عن أنس أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله
بنى الفردوس بيده وحظرها على كل مشرك ومدمن الخمر سكير (3).
[6130] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أضر شيء الشرك (4).
[6131] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: آفة الإيمان الشرك (5).
[6132] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سبب الهلاك الشرك (6).
[6133] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من ارتاب بالإيمان أشرك (7).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار والحمد لله الواحد القهار.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 27.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 23.
(3) الأعمال المانعة من الجنة: 286.
(4) غرر الحكم: ح 2874.
(5) غرر الحكم: ح 3915.
(6) غرر الحكم: ح 5541.
(7) غرر الحكم: ح 8485.
327

الشره (1)
[6134] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن
شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال: ما من أحد إلا وله شره وفترة فمن
كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى ومن كانت فترته إلى بدعة فقد غوى (2).
[6135] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ألا ان لكل عبادة شره ثم تصير إلى فترة فمن صارت شره عبادته إلى سنتي فقد اهتدى
ومن خالف سنتي فقد ضل وكان عمله في تباب أما إني أصلي وأنام وأصوم وأفطر
وأضحك وأبكي فمن رغب عن منهاجي وسنتي فليس مني وقال: كفى بالموت موعظة
وكفى باليقين غنى وكفى بالعبادة شغلا (3).
[6136] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحجال، عن ثعلبة
قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لكل أحد شره ولكل شره فترة فطوبى لمن كانت فترته إلى
خير (4).
[6137] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
إسماعيل، عن محمد بن عذافر، عن أبيه قال: دفع إلي أبو عبد الله (عليه السلام) سبعمائة دينار

(1) يعني الحرص الشديد.
(2) الكافي: 1 / 70 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 85 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 86 ح 2.
328

وقال: يا عذافر اصرفها في شيء اما على ذاك ما بي شره ولكن أحببت أن يراني الله عزوجل
متعرضا لفوائده قال عذافر: فربحت فيها مائة دينار فقلت له: في الطواف جعلت
فداك قد رزق الله عز وجل فيها مائة دينار فقال: أثبتها في رأس مالي (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6138] 5 - الكليني، بإسناده إلى الخطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:...
والشره جامع لمساوي العيوب، رب طمع خائب وأمل كاذب ورجاء يؤدي إلى
الحرمان وتجارة تؤول إلى الخسران... (2).
[6139] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي رفعه إلى ابن طريف، عن ابن
نباتة، عن الحارث الأعور قال: كان فيما سأل عنه أمير المؤمنين ابنه الحسن (عليهما السلام) انه
قال له: ما الفقر؟ قال: الحرص والشره (3).
[6140] 7 - المفيد، عن جعفر بن الحسين وأحمد بن هارون وغيرهما، عن ابن الوليد، عن
الصفار، عن الخشاب، عن ابن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن
محمد (عليه السلام): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اشترى فرسا من أعرابي فأعجبه فقام أقوام من
المنافقين حسدوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على ما أخذ منه فقالوا للأعرابي: لو بلغت به إلى
السوق بعته بأضعاف هذا فدخل الأعرابي الشره، فقال: ألا ارجع فاستقيله؟
فقالوا: لا ولكنه رجل صالح فإذا جاءك بنقدك فقل ما بعتك بهذا فانه سيرده عليك
فلما جاء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أخرج إليه النقد فقال: ما بعتك بهذا فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): والذي
بعثني بالحق لقد بعتني فجاء خزيمة بن ثابت فقال يا أعرابي أشهد لقد بعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذا الثمن الذي قال: فقال الأعرابي: لقد بعته وما معنا من أحد فقال

(1) الكافي: 5 / 77 ح 16.
(2) الكافي: 8 / 19.
(3) معاني الأخبار: 244.
329

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لخزيمة: كيف شهدت بهذا؟ فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي
تخبرنا عن الله واخبار السماوات فنصدقك ولا نصدقك في ثمن هذا، فجعل
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شهادته شهادة رجلين فهو ذو الشهادتين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6141] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... ولا تدخلن في مشورتك بخيلا يعدل بك عن الفضل ويعدك الفقر ولا
جبانا يضعفك عن الامور ولا حريصا يزين لك الشره بالجور فإن البخل والجبن
والحرص غرائز شتى يجمعها سوء الظن بالله... (2).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[6142] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفى بالشره هلكا (3).
[6143] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس مع الشره عفاف (4).
قد مر منا عنوان الحرص في محله.

(1) الاختصاص: 64.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) غرر الحكم: ح 7014.
(4) غرر الحكم: ح 7510.
330

الشريعة
[6144] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): قول الله عز وجل (فاصبر كما
صبر أولوا العزم من الرسل) فقال: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
قلت: كيف صاروا اولي العزم؟ قال: لأن نوحا بعث بكتاب وشريعة وكل من بعد
نوح أخذ بكتاب نوح وشريعته ومنهاجه حتى جاء إبراهيم (عليه السلام) بالصحف وبعزيمة
ترك كتاب نوح لا كفرا به فكل نبي جاء بعد إبراهيم (عليه السلام) أخذ بشريعة إبراهيم
ومنهاجه وبالصحف حتى جاء موسى بالتوراة وشريعته ومنهاجه وبعزيمة ترك
الصحف وكل نبي جاء بعد موسى (عليه السلام) أخذ بالتوراة وشريعته ومنهاجه حتى جاء
المسيح (عليه السلام) بالإنجيل وبعزيمة ترك شريعة موسى ومنهاجه فكل نبي جاء بعد المسيح
أخذ بشريعته ومنهاجه حتى جاء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فجاء بالقرآن وبشريعته ومنهاجه
فحلاله حلال إلى يوم القيامة وحرامه حرام إلى يوم القيامة فهؤلاء أولوا العزم من
الرسل (عليهم السلام) (1).
الرواية موثقة سندا.
[6145] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن
أبي جميلة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): التاجر يسوف نفسه الحج؟
قال: ليس له عذر وان مات فقد ترك شريعة من شرائع الإسلام (2).

(1) الكافي: 2 / 17 ح 2.
(2) الكافي: 4 / 269 ح 3.
331

[6146] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قلت له: أرأيت
الرجل التاجر ذا المال حين يسوف الحج كل عام وليس يشغله عنه إلا التجارة أو
الدين؟ فقال: لا عذر له يسوف الحج إن مات وقد ترك الحج فقد ترك شريعة من
شرائع الاسلام.
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (1).
الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[6147] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
أبان بن عثمان، عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كانت شريعة نوح (عليه السلام)
أن يعبد الله بالتوحيد والإخلاص وخلع الأنداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها
وأخذ الله ميثاقه على نوح (عليه السلام) وعلى النبيين (عليهم السلام) أن يعبدوا الله تبارك وتعالى ولا
يشركوا به شيئا وأمر بالصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحلال والحرام ولم
يفرض عليه أحكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته فلبث فيهم نوح ألف
سنة إلا خمسين عاما يدعوهم سرا وعلانية فلما أبوا وعتوا قال: (رب إني مغلوب
فانتصر) (2) فأوحى الله جل وعز إليه: (انه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا
تبتئس بما كانوا يعملون) (3) فلذلك قال نوح (عليه السلام): (ولا يلدوا إلا فاجرا
كفارا) (4) فأوحى الله عز وجل اليه (أن اصنع الفلك) (5) (6).

(1) الكافي: 4 / 269 ح 4.
(2) سورة القمر: 10.
(3) سورة هود: 36.
(4) سورة نوح: 27.
(5) سورة المؤمنين: 26.
(6) الكافي: 8 / 282 ح 424.
332

الرواية معتبرة الإسناد.
[6148] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن إبراهيم بن
إسحاق، عن محمد البرقي، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن زرارة قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بني الإسلام على عشرة أسهم: على
شهادة أن لا اله إلا الله وهي الملة والصلاة وهي الفريضة والصوم وهو الجنة والزكاة
وهي الطهارة والحج وهو الشريعة والجهاد وهو العز والأمر بالمعروف وهو الوفاء
والنهي عن المنكر وهي المحجة والجماعة وهي الالفة والعصمة وهي الطاعة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6149] 6 - الصدوق، عن ابن موسى والوراق معا، عن الصوفي، عن الروياني، عن عبد
العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد (عليه السلام) فلما بصر بي قال لي:
مرحبا بك يا أبا القاسم أنت ولينا حقا قال: فقلت له: يا ابن رسول الله اني أريد
أن أعرض عليك ديني فإن كان مرضيا ثبت عليه حتى ألقى الله عز وجل، فقال: هات
يا أبا القاسم فقلت: إني أقول ان الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيء خارج من
الحدين حد الإبطال وحد التشبيه وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر
بل هو مجسم الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شيء
ومالكه وجاعله ومحدثه وان محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم
القيامة وان شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة بعدها إلى يوم القيامة وأقول ان الامام
والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ثم الحسن ثم الحسين ثم
علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى
ثم محمد بن علي (عليهم السلام) ثم أنت يا مولاي فقال (عليه السلام): ومن بعد الحسن ابني فكيف للناس
بالخلف من بعده؟ قال فقلت: وكيف ذاك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى شخصه ولا

(1) الخصال: 2 / 447 ح 47.
333

يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما قال
فقلت: أقررت وأقول ان وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله وطاعتهم طاعة الله
ومعصيتهم معصية الله وأقول ان المعراج حق والمسائلة في القبر حق وان الجنة حق
والنار حق والصراط حق والميزان حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث
من في القبور وأقول إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج
والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال علي بن محمد (عليهما السلام): يا أبا القاسم هذا
والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا
وفي الآخرة (1).
[6150] 7 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن
فضال، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام) قال: شريعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لا تنسخ إلى يوم القيامة
ولا نبي بعده إلى يوم القيامة فمن ادعى بعده نبوة أو أتى بعد القرآن بكتاب فدمه مباح
لكل من سمع ذلك منه (2).
[6151] 8 - المفيد، عن ابن قولويه، عن الكليني، عن الحسين بن محمد، عن
الخيراني، عن أبيه قال: كنت واقفا عند أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بخراسان فقال قائل:
يا سيدي إن كان كون فإلى من؟ قال: إلى أبي جعفر ابني وكان القائل استصغر سن
أبي جعفر فقال أبو الحسن (عليه السلام): ان سبحانه بعث عيسى رسولا نبيا صاحب شريعة
مبتداه في أصغر من السن الذي فيه أبو جعفر (عليه السلام) (3).
[6152] 9 - الشيخ الطوسي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن ابن يزيد، عن حماد بن
عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: لتمحصن

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 24 / 419 الرقم 557.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 80. ونقل عنه في بحار الأنوار: 76 / 221 ح 3.
(3) الارشاد: 2 / 279.
334

يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين لأن صاحب الكحل يعلم
متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب فيصبح أحدكم وهو يرى انه على شريعة من
أمرنا فيمسي وقد خرج منها ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج
منها (1).
[6153] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: العالم حديقة سياحها الشريعة
والشريعة سلطان تجب له الطاعة والطاعة سياسة يقوم بها الملك والملك راع يعضده
الجيش والجيش أعوان يكفلهم المال والمال رزق يجمعه الرعية والرعية سواد
يستعبدهم العدل والعدل أساس به قوام العالم (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فراجع كتب الأخبار.

(1) الغيبة: 339 ح 288 طبع مؤسسة المعارف الاسلامية.
(2) بحار الأنوار: 75 / 83 ح 87.
335

الشريف
[6154] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجال قال:
قلت لجميل بن دراج: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أتاكم شريف قوم فأكرموه قال:
نعم قلت له: وما الشريف؟ قال: قد سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذلك فقال: الشريف
من كان له مال قال قلت: فما الحسيب؟ قال: الذي يفعل الأفعال الحسنة بماله وغير
ماله، قلت: فما الكرم؟ قال: التقوى (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6155] 2 - الصدوق باسناده إلى الامام علي الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة:... وآتاكم
الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، طأ طأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر
لطاعتكم... (2).
[6156] 3 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: زينة الشريف التواضع (3).
[6157] 4 - الطوسي باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ثلاثة لا ينتصفون من
ثلاثة: شريف من وضيع، وحليم من سفيه، ومؤمن من فاجر (4).
[6158] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يقول الله (يا أيها
الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم

(1) الكافي: 8 / 219 ح 272.
(2) الفقيه: 2 / 615.
(3) كنز الفوائد: 1 / 320 طبع بيروت.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 6 / 614 الرقم 1270.
336

عند الله أتقاكم) (1) فمن اتقى الله فهو الشريف المكرم المحب و... (2).
[6159] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال:... ولا تركنوا إلى ما
في هذه الدنيا ركون من أعدها دارا وقرارا وبالله إن لكم مما فيها عليها دليلا من زينتها
وتصريف أيامها وتغيير انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها، إنها لترفع الخميل وتضع
الشريف وتورد النار أقواما غدا ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه (3).
[6160] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشريف من شرفت خلاله (4).
خلاله: اي خصاله.
[6161] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما جار شريف (5).
[6162] 9 - المجلسي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اصطنعوا المعروف تكسبوا
الحمد واستشعروا الحمد يؤنس بكم العقلاء ودعوا الفضول يجانبكم السفهاء وأكرموا
الجليس تعمر ناديكم وحاموا عن الخليط يرغب في جواركم وانصفوا الناس من
أنفسكم يوثق بكم وعليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة وإياكم والأخلاق الدنية فإنها
تضع الشريف وتهدم المجد (6).
[6163] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشريف كل الشريف من
شرفه علمه والسؤدد حق السؤدد لمن اتقى الله ربه والكريم من أكرم عن ذل النار
وجهه (7).
قد مر منا عنوان الشرف في محله آنفا.

(1) سورة الحجرات: 14.
(2) تحف العقول: 183.
(3) تحف العقول: 253.
(4) غرر الحكم: ح 733.
(5) غرر الحكم: ح 9584.
(6) بحار الأنوار: 75 / 53 ح 89.
(7) بحار الأنوار: 75 / 82 ح 82.
337

الشطرنج
[6164] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: النرد والشطرنج والأربعة عشر بمنزلة واحدة وكل ما قومر عليه
فهو ميسر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6165] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد والحسين
بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن درست، عن زيد الشحام قال سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول
الزور) (2) فقال: الرجس من الأوثان الشطرنج وقول الزور الغناء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6166] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نجران، عن
مثنى الحناط، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
الشطرنج والنرد هما الميسر (4).
[6167] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الشطرنج من الباطل (5).

(1) الكافي: 6 / 435 ح 1.
(2) سورة الحج: 32.
(3) الكافي: 6 / 435 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 435 ح 3 و 4.
(5) الكافي: 6 / 435 ح 3 و 4.
338

[6168] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن الحكم أخي
هشام بن الحكم، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان لله في كل ليلة من
شهر رمضان عتقاء من النار إلا من أفطر على مسكر أو مشاحن أو صاحب شاهين
قال قلت: وأي شيء صاحب شاهين؟ قال: الشطرنج (1).
[6169] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي
ابن عقبة، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن الشطرنج وعن
لعبة شبيب التي يقال لها لعبة الأمير وعن لعبة الثلاث؟ فقال: أرأيتك إذا ميز الحق من
الباطل مع أيهما يكون؟ قال قلت: مع الباطل قال: فلا خير فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6170] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
عبد الملك القمي قال: كنت أنا وإدريس أخي عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال إدريس:
جعلنا الله فداك ما الميسر؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هي الشطرنج قال فقلت: اما انهم
يقولون انها النرد قال: والنرد أيضا (3).
[6171] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن عبد الله بن عاصم، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن ربعي بن عبد الله، عن
الفضيل قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن هذه الأشياء التي يلعب بها الناس النرد
والشطرنج حتى انتهيت إلى السدر، فقال: إذا ميز الله بين الحق والباطل في أيهما
يكون؟ قلت: مع الباطل، قال: فما لك وللباطل (4).
[6172] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن

(1) الكافي: 6 / 435 ح 5.
(2) و (3) الكافي: 6 / 436 ح 6 و 8.
(4) الكافي: 6 / 436 ح 9.
339

أبي أيوب، عن عبد الله بن جندب، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الشطرنج
ميسر والنرد ميسر (1).
[6173] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال عن الشطرنج فقال: دعوا المجوسية لأهلها لعنها
الله (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6174] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عيسى، عن موسى بن
القاسم، عن محمد بن علي بن جعفر، عن الرضا (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام)
فقال يا أبا جعفر ما تقول في الشطرنج التي يلعب بها الناس؟ فقال: أخبرني أبي علي
بن الحسين عن الحسين بن علي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من
كان ناطقا فكان منطقه لغير ذكر الله عز وجل كان لاغيا ومن كان صامتا فكان صمته لغير ذكر
الله كان ساهيا ثم سكت، فقام الرجل وانصرف (3).
[6175] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
ابن رئاب قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك ما تقول في الشطرنج؟
قال: المقلب لها كالمقلب لحم الخنزير، فقلت: ما على من قلب لحم الخنزير؟ قال:
يغسل يده (4).
[6176] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن علي بن سعيد، عن سليمان
الجعفري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: المطلع في الشطرنج كالمطلع في النار (5).
[6177] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى قال: دخل
رجل من البصريين على أبي الحسن الأول (عليه السلام) فقال له: جعلت فداك إني أقعد مع قوم

(1) الكافي: 6 / 437 ح 11 و 13 و 14 و 15.
(2) الكافي: 6 / 437 ح 11 و 13 و 14 و 15.
(3) الكافي: 6 / 437 ح 11 و 13 و 14 و 15.
(4) الكافي: 6 / 437 ح 11 و 13 و 14 و 15.
(5) الكافي: 6 / 437 ح 16.
340

يلعبون بالشطرنج ولست ألعب بها ولكن أنظر؟ فقال: ما لك ولمجلس لا ينظر الله إلى
أهله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6178] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن اللعب بالشطرنج والنرد (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6179] 16 - الصدوق قال: روى لنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري (رضي الله عنه)
قال حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:
لما حمل رأس الحسين (عليه السلام) إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصب عليه مائدة فأقبل
هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت
سريره وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد لعنه الله يلعب بالشطرنج ويذكر
الحسين بن علي وأباه وجده (عليهم السلام) ويستهزىء بذكرهم فمتى قامر صاحبه تناول الفقاع
فشربه ثلاث مرات ثم صب فضلته على ما يلي الطست من الأرض، فمن كان من
شيعتنا فليتورع عن شرب الفقاع واللعب بالشطرنج ومن نظر إلى الفقاع أو إلى
الشطرنج فليذكر الحسين (عليه السلام) وليلعن يزيد وآل زياد يمحو الله عز وجل بذلك ذنوبه ولو كانت
بعدد النجوم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6180] 17 - قال الصدوق: وسئل الصادق (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فاجتنبوا الرجس من
الأوثان واجتنبوا قول الزور) (4) قال: الرجس من الأوثان الشطرنج وقول الزور

(1) الكافي: 6 / 437 ح 12.
(2) الكافي: 6 / 437 ح 17.
(3) الفقيه: 4 / 419 ح 5915.
(4) سورة الحج: 32.
341

الغناء والنرد أشد من الشطرنج.
فأما الشطرنج فإن اتخاذها كفر واللعب بها شرك وتعليمها كبيرة موبقة والسلام
على اللاهي بها معصية ومقلبها كمقلب لحم الخنزير والناظر إليها كالناظر إلى فرج امه
واللاعب بالنرد قمارا مثله مثل من يأكل لحم الخنزير ومثل الذي يلعب بها من غير
قمار مثل من يضع يده في لحم الخنزير أو في دمه ولا يجوز اللعب بالخواتيم والأربعة
عشر وكل ذلك وأشباهه قمار حتى لعب الصبيان بالجوز هو القمار وإياك والضرب
بالصوانيج فإن الشيطان يركض معك والملائكة تنفر عنك ومن بقي في بيته طنبور
أربعين صباحا فقد باء بغضب من الله عز وجل (1).
يمكن ان يكون من فأما الشطرنج إلى آخره من كلام الصدوق (رحمه الله) ولكنه متخذ من
الروايات كما هو واضح.
[6181] 18 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، رفعه إلى
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: نهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسلم على أربعة: على السكران في
سكره وعلى من يعمل التماثيل وعلى من يلعب بالنرد وعلى من يلعب بالأربعة عشر
وأنا أزيدكم الخامسة: أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج (2).
[6182] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف، عن
أبي جميلة، عن ابن طريف، عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ستة لا ينبغي
أن يسلم عليهم: اليهود والنصارى وأصحاب النرد والشطرنج وأصحاب الخمر
والبربط والطنبور والمتفكهون بسب الأمهات والشعراء، الحديث (3).
[6183] 20 - ابن إدريس نقلا من جامع البزنطي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) الفقيه: 4 / 58 ح 5093.
(2) الخصال: 1 / 237 ح 80.
(3) الخصال: 1 / 330 ح 29.
342

قال: بيع الشطرنج حرام وأكل ثمنه سحت واتخاذها كفر واللعب بها شرك والسلام
على اللاهي بها معصية وكبيرة موبقة والخائض يده فيها كالخائض يده في لحم الخنزير
لا صلاة له حتى يغسل يده كما يغسلها من مس لحم الخنزير والناظر إليها كالناظر في
فرج أمه واللاهي بها والناظر إليها في حال ما يلهى بها والسلام على اللاهي بها في
حالته تلك في الاثم سواء ومن جلس على اللعب بها فقد تبوء مقعده في النار وكان
عيشه ذلك حسرة عليه في القيامة وإياك ومجالسة اللاهي المغرور بلعبها فانه من
المجالس التي باء أهلها بسخط من الله يتوقعونه في كل ساعة فيعمك معهم (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 76 / 228 وما بعدها
طبع بيروت.

(1) السرائر: 3 / 577.
343

الشعار
[6184] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شعارنا «يا محمد يا محمد» وشعارنا يوم
بدر «يا نصر الله اقترب اقترب» وشعار المسلمين يوم أحد «يا نصر الله اقترب»
ويوم بني النضير «يا روح القدس أرح» ويوم بني قينقاع «يا ربنا لا يغلبنك» ويوم
الطائف «يا رضوان» وشعار يوم حنين «يا بني عبد الله يا بني عبد الله» ويوم الأحزاب
«حم لا يبصرون» ويوم بني قريظة «يا سلام أسلمهم» ويوم المريسيع وهو يوم بني
المصطلق «ألا إلى الله الأمر» ويوم الحديبية «ألا لعنة الله على الظالمين» ويوم خيبر
يوم القموص «يا علي آتهم من عل» ويوم الفتح «نحن عباد الله حقا حقا» ويوم تبوك
«يا أحد يا صمد» ويوم بني الملوح «أمت أمت» ويوم صفين «يا نصر الله» وشعار
الحسين (عليه السلام) «يا محمد» وشعارنا «يا محمد» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6185] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه (عليه السلام)، عن بعض أصحابه، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قدم أناس من مزينة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال ما شعاركم؟ قالوا:
حرام قال: بل شعاركم حلال.
وروي أيضا أن شعار المسلمين يوم بدر «يا منصور أمت» وشعار يوم أحد
للمهاجرين «يا بني عبد الله يا بني عبد الرحمن» وللأوس «يا بني عبد الله» (2).

(1) و (2) الكافي: 5 / 47 ح 1 و 2.
344

[6186] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع جميعا، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال:
دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن
القوم؟ فقلنا: من أهل العراق فقال: وأي العراق؟ قلنا: كوفيون فقال: مرحبا بكم
يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ثم قال: ما يمنعكم من الأزر؟ فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام قال: فبعث إلى أبي كرباسة
فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منا واحدا ثم دخلنا فيها فلما كنا في البيت الحار صمد
لجدي فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب فقال له جدي: أدركت من هو خير مني
ومنك لا يختضب قال: فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام، قال: ومن ذلك
الذي هو خير مني؟ فقال: أدركت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو لا يختضب قال فنكس
رأسه وتصاب عرقا فقال: صدقت وبررت ثم قال: يا كهل إن تختضب فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد خضب وهو خير من علي (عليه السلام) وان تترك فلك بعلي سنة قال: فلما
خرجنا من الحمام سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين (عليه السلام) ومعه ابنه محمد بن
علي (عليهما السلام) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6187] 4 - الصدوق قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): جاء جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال
له: ان التلبية شعار المحرم فارفع صوتك بالتلبية: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك لبيك (2).
[6188] 5 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: شعار
المسلمين على الصراط يوم القيامة: لا إله إلا الله وعلى الله فليتوكل المتوكلون (3).

(1) الكافي: 6 / 497 ح 8.
(2) الفقيه: 2 / 326 ح 2585.
(3) جامع الأحاديث: 89.
345

[6189] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فاجعلوا طاعة الله شعارا دون
دثاركم ودخيلا دون شعاركم ولطيفا بين أضلاعكم وأميرا فوق أموركم... (1).
[6190] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فإن الشاذ من الناس
للشيطان كما ان الشاذ من الغنم للذئب ألا ومن دعا إلى هذا الشعار (الفرقة على لسان
الخوارج) فاقتلوه ولو كان تحت عمامتي هذه... (2).
[6191] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في توصيف أهل البيت (عليهم السلام):...
نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها
من غير أبوابها سمي سارقا... (3).
[6192] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ثمرها (الجاهلية) الفتنة
وطعامها الجيفة وشعارها الخوف ودثارها السيف... (4).
[6193] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فإني
كنت أشركتك في أمانتي وجعلتك شعاري وبطانتي ولم يكن رجل من أهلي أوثق منك
في نفسي لمواساتي وموازرتي وأداء الأمانة إلي... (5).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 198.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 127.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 154.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 89.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 41.
346

شعبان
الاستغفار والتهليل والصدقة والصلوات في شعبان
[6194] 1 - الصدوق، عن المظفر بن جعفر، عن جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن
أبيه، عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمد بن الوليد، عن العباس بن هلال قال:
سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول في حديث: من استغفر الله في كل يوم
من شعبان سبعين مرة حشر يوم القيامة في زمرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووجبت له من الله
الكرامة ومن تصدق في شعبان بصدقة ولو بشق تمرة حرم الله جسده على النار (1).
[6195] 2 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن تاتانه، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن الريان بن الصلت قال سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: من
قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة: «أستغفر الله وأسأله التوبة» كتب الله له براءة
من النار وجوازا على الصراط وأحله دار القرار (2).
[6196] 3 - الصدوق، عن أحمد بن زياد، عن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن
محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن زياد، عن الصادق (عليه السلام)
انه قال: من تصدق بصدقة في شعبان ربها الله جل وعز له كما يربي أحدكم فصيله
حتى يوافي القيامة وقد صارت له مثل أحد (3).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 255 ح 6 والخصال: 2 / 582 ح 6.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 57 ح 212.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والتسعون ح 7 / 727 الرقم 996.
347

[6197] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن جعفر البغدادي،
عن محمد بن جمهور، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن محمد بن أبي حمزة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة: «أستغفر الله الذي
لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، الحي القيوم وأتوب إليه» كتب في الأفق المبين، قلت:
وما الأفق المبين؟ قال: قاع بين يدي العرش فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد
النجوم (1).
[6198] 5 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمد الهمداني، عن
علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال: سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام)
يقول: من استغفر الله تبارك وتعالى في شعبان سبعين مرة غفر الله له ذنوبه ولو كانت
مثل عدد النجوم (2).
[6199] 6 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن
هاشم، عن جعفر بن سلمة الأهوازي، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن
ميمون عنه (عليه السلام) قال: صوم شعبان كفارة الذنوب العظام - إلى أن قال - قلت له: فما
أفضل الدعاء في هذا الشهر؟ فقال: الاستغفار ان من استغفر في شعبان كل يوم سبعين
مرة كان كمن استغفر في غيره من الشهور سبعين ألف مرة، قلت: كيف أقول؟ قال
قل: «أستغفر الله وأسأله التوبة» (3).
[6200] 7 - علي بن موسى بن طاوس نقلا من كتاب سعد بن عبد الله باسناده عن داود
الرقي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم رجب، فقال: أين أنتم عن صوم شعبان؟
فقلت: ما ثواب من صام يوما من شعبان؟ فقال: الجنة والله قلت: ما أفضل ما يفعل

(1) الخصال: 2 / 582 ح 5، وثواب الأعمال: 198، وفضائل الأشهر الثلاثة: 56 ح 35.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس ح 2 / 68 الرقم 34، وعيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 291، وفضائل
الأشهر الثلاثة: 44 ح 21.
(3) فضائل الأشهر الثلاثة: 56 ح 34.
348

فيه؟ قال: الصدقة والاستغفار ومن تصدق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربي
أحدكم فصيله حتى يوافي يوم القيامة وقد صارت مثل أحد (1).
[6201] 8 - ابن طاوس رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من قال في شعبان ألف مرة «لا إله
إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون» كتب الله له عبادة ألف
سنة، الحديث وفيه ثواب جزيل (2).
[6202] 9 - ابن طاوس نقلا من كتاب فضل الدعاء لمحمد بن الحسن الصفار باسناده عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من قال في كل يوم من شعبان سبعين مرة «أستغفر الله الذي
لا إله إلا هو الحي القيوم الرحمن الرحيم وأتوب إليه» كتب في الافق المبين،
الحديث (3).
[6203] 10 - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره، عن فضالة، عن إسماعيل بن أبي
زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رجب شهر الاستغفار لأمتي
أكثروا فيه من الاستغفار فإنه غفور رحيم، وشعبان شهري، استكثروا في رجب من
قول «أستغفر الله» وسلوا الله الإقالة والتوبة فيما مضى والعصمة فيما بقي من آجالكم،
وأكثروا في شعبان من الصلاة على نبيكم إلى أن قال: وإنما سمي شعبان شهر الشفاعة
لأن رسولكم يشفع لكل من يصلي عليه فيه وسمي شهر رجب الأصب لأن الرحمة
تصب على امتي فيه صبا، ويقال: الأصم لأنه نهي فيه عن قتال المشركين وهو من
الشهور الحرم (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الاقبال: 685.
(2) الاقبال: 685.
(3) الاقبال: 685.
(4) نوادر أحمد بن محمد بن عيسى: 17 ح 2.
349

صلاة كل ليلة من شعبان
[6204] 1 - إبراهيم بن علي الكفعمي رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من صلى في الليلة الأولى
من شعبان مائة ركعة بالحمد والتوحيد فإذا سلم قرأ الفاتحة خمسين مرة دفع الله عنه
شر أهل السماء والأرض، الخبر.
وفي الثانية خمسين بالحمد والتوحيد والمعوذتين مرة مرة لم يكتب عليه سيئة إلى أن
يحول عليه الحول، الخبر.
وفي الثالثة ركعتين بالفاتحة والتوحيد خمسا وعشرين مرة فتحت له أبواب الجنة،
الخبر.
وفي الرابعة أربعين بالحمد والتوحيد خمسا وعشرين مرة كتب له بكل ركعة ثواب
ألف سنة، الخبر.
وفي الخامسة ركعتين بالحمد والتوحيد خمسمائة ويصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد
التسليم سبعين مرة قضى الله له ألف حاجة من حوائج الدارين وأعطى بعدد نجوم
السماء مدنا في الجنة.
وفي السادسة أربعا بالحمد والتوحيد عشرا قبض الله روحه على السعادة،
الخبر.
وفي السابعة ركعتين بالحمد والتوحيد مائة في الأولى وفي الثانية بالحمد وآية
الكرسي مرة أجاب الله دعاءه، الخبر.
وفي الثامنة ركعتين في الأولى بالحمد والتوحيد خمس عشرة مرة وفي الثانية
بالحمد وقوله (قل إنما أنا بشر مثلكم) الآية ثم يقرأ التوحيد خمس عشرة غفر الله
له ذنوبه ولو كانت كزبد البحر وكأنما قرأ الكتب الأربع.
وفي التاسعة أربعا بالحمد والنصر عشرا حرم الله جسده على النار، الخبر.
وفي العاشرة أربعا بالحمد وآية الكرسي ثلاثا والكوثر ثلاثا كتب الله له مائة الف
حسنة، الخبر.
350

وفي الحادية عشرة ثمان بالحمد والجحد عشرا لا يصليها إلا مؤمن مستكمل الإيمان
ويعطى بكل ركعة روضة من رياض الجنة، الحديث.
وفي الثانية عشرة اثنتي عشرة بالحمد والتكاثر عشرا غفرت له ذنوب أربعين
سنة، الخبر.
وفي الثالثة عشرة ركعتين بالحمد والتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وكأنما
أعتق مائتي رقبة من ولد إسماعيل وأعطي براءة من النفاق ومرافقة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وإبراهيم، الحديث.
وفي الرابعة عشرة أربعا بالحمد والعصر خمسا كتب الله له ثواب المصلحين.
وفي الخامسة عشرة أربعا بين العشائين بالحمد والتوحيد عشرا ويقول بعد
تسليمه اللهم اغفر لنا عشرا يا رب ارحمنا عشرا سبحان الذي يحيي الموتى ويميت
الأحياء وهو على كل شيء قدير عشرا استجيب له، الخبر.
وفي السادسة عشرة ركعتين بالحمد وآية الكرسي مرة والتوحيد خمس عشرة
أعطي كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على نبوته وبني له في الجنة مائة قصر.
وفي السابعة عشرة ركعتين بالحمد والتوحيد سبعين مرة ويسلم ثم يستغفر الله
سبعين مرة غفر الله له ولم يكتب عليه خطيئة.
وفي الثامنة عشرة عشرا بالحمد والتوحيد خمسا قضيت له كل حاجة طلبها في
ليلته، الخبر.
وفي التاسعة عشرة ركعتين بالحمد وآية الملك خمسا غفر الله له، الخبر.
وفي العشرين أربعا بالحمد والنصر خمس عشرة لم يخرج من الدنيا حتى يراني في
نومه، الخبر.
وفي الحادية والعشرين ثمان بالحمد والتوحيد والمعوذتين مرة مرة كتب له بعدد
نجوم السماء حسنات، الخبر.
وفي الثانية والعشرين ركعتين بالحمد والجحد مرة والتوحيد خمس عشرة مرة
351

كتب اسمه في السماء الصديق وجاء يوم القيامة وهو في ستر الله، الخبر.
وفي الثالثة والعشرين ثلاثين بالحمد والزلزلة نزع الله الغل والغش من قلبه،
الخبر.
وفي الرابعة والعشرين ركعتين بالحمد والنصر عشرا أعتق من النار، الخبر.
وفي الخامسة والعشرين عشرا بالحمد والتكاثر أعطي ثواب الأمرين بالمعروف
والناهين عن المنكر وثواب سبعين نبيا.
وفي السادسة والعشرين عشرا بالحمد وآمن الرسول عشرا عوفي من آفات
الدارين وأعطي في القيامة ستة أنوار.
وفي السابعة والعشرين ركعتين بالحمد والأعلى عشرا كتب الله له ألف ألف
حسنة، الخبر.
وفي الثامنة والعشرين أربعا بالحمد والتوحيد والمعوذتين مرة مرة بعث من قبره
ووجهه كالقمر ليلة البدر ويدفع الله عنه أهوال يوم القيامة، الحديث.
وفي التاسعة والعشرين عشرا بالحمد مرة والتكاثر والتوحيد والمعوذتين عشرا
عشرا أعطي ثواب المجاهدين، الخبر.
وفي الثلاثين ركعتين بالحمد والأعلى عشرا فإذا سلم صلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مائة
أعطي ألف مدينة في جنة المأوى، الخبر (1).
[6205] 2 - ابن طاوس رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من صلى أول ليلة من شعبان اثنتي
عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة الحمد والاخلاص خمس عشرة مرة أعطاه الله ثواب
اثني عشر ألف شهيد، الحديث وفيه ثواب جزيل (2).
[6206] 3 - ابن طاوس رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من صلى أول ليلة من شعبان ركعتين يقرأ
في كل ركعة الحمد مرة وثلاثين مرة (قل هو الله أحد) فإذا سلم قال: «اللهم هذا

(1) مصباح الكفعمي: 539.
(2) الاقبال: 683.
352

عهدي عندك إلى يوم القيامة» حفظ من إبليس وجنوده وأعطاه الله ثواب
الصديقين (1).
[6207] 4 - ابن طاوس رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من صام ثلاثة أيام من أول شعبان ويقوم
لياليها وصلى ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد احدى
عشرة مرة دفع الله عنه شر أهل السماوات وشر أهل الأرضين وشر إبليس وجنوده
وشر كل سلطان جائر، الحديث وفيه ثواب عظيم (2).
[6208] 5 - ابن طاوس رفعه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: تتزين السماوات في كل خميس من
شعبان فتقول الملائكة: الهنا اغفر لصائميه واجب دعاءهم، فمن صلى فيه ركعتين يقرأ
في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل هو الله أحد مائة مرة فإذا سلم صلى على النبي مائة
مرة قضى الله له كل حاجة من أمر دينه ودنياه، الحديث (3).
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 8 / 100 من طبع آل البيت.
صوم شعبان
[6209] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، وعن محمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن
الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) هل صام أحد من آبائكم شعبان قط؟ قال: صامه
خير آبائي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس، عن ابن مسكان
مثله (4).
الرواية صحيحة باسنادها.

(1) الاقبال: 683.
(2) الاقبال: 684.
(3) الاقبال: 688.
(4) الكافي: 4 / 91 ح 6.
353

[6210] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كن نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان عليهن صيام أخرن
ذلك إلى شعبان كراهة أن يمنعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فإذا كان شعبان صمن وصام وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: شعبان شهري (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6211] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل صام أحد من آبائك شعبان؟ قال: خير آبائي
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صامه (2).
الرواية موثقة سندا.
[6212] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسن، عن
أحمد بن صبيح عن عنبسة العابد قال: قبض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على صوم شعبان ورمضان
وثلاثة أيام في كل شهر أول خميس وأوسط أربعاء وآخر خميس وكان أبو جعفر
وأبو عبد الله (عليهما السلام) يصومان ذلك (3).
[6213] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن فضيل بن يسار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: - وذكر حديثا إلى أن
قال: - وفرض الله في السنة صوم شهر رمضان وسن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صوم شعبان
وثلاثة أيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز الله عز وجل له ذلك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6214] 6 - الصدوق بإسناده عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من صام

(1) الكافي: 4 / 90 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 90 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 91 ح 7.
(4) الكافي: 1 / 208 ح 4.
354

شعبان كان له طهورا من كل زلة ووصمة وبادرة، قال أبو حمزة لأبي جعفر (عليه السلام):
ما الوصمة؟ قال: اليمين في المعصية والنذر في معصية، قلت: فما البادرة؟ قال: اليمين
عند الغضب والتوبة منها الندم عليها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6215] 7 - الصدوق بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن مرحوم الأزدي قال
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من صام أول يوم من شعبان وجبت له الجنة البتة ومن
صام يومين نظر الله اليه في كل يوم وليلة في دار الدنيا ودام نظره اليه في الجنة ومن صام
ثلاثة أيام زار الله في عرشه من جنته في كل يوم (2).
[6216] 8 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم، عن عبد العزيز بن يحيى، عن محمد بن
زكريا، عن أحمد بن عبد الله الكوفي، عن سليمان المروزي، عن الرضا (عليه السلام) قال: كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكثر الصيام في شعبان إلى أن قال وكان يقول: شعبان شهري وهو
أفضل الشهور بعد شهر رمضان فمن صام فيه يوما كنت شفيعه يوم القيامة،
الحديث (3).
[6217] 9 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه عن علي (عليهم السلام) في
حديث قال: من صام شعبان محبة لنبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتقربا إلى الله عز وجل أحبه الله وقربه من
كرامته يوم القيامة وأوجب له الجنة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6218] 10 - الصدوق، عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن

(1) الفقيه: 2 / 56 ح 246.
(2) الفقيه: 2 / 56 ح 247.
(3) فضائل الأشهر الثلاثة: 55 ح 33.
(4) فضائل الأشهر الثلاثة: 61 ح 43.
355

أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من صام ثلاثة أيام من
شعبان وجبت له الجنة وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شفيعه يوم القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 10 / 485 طبع آل البيت.
غسل ليلة النصف من شعبان
[6219] 1 - محمد بن الحسن الطوسي، عن جماعة، عن أبي هارون بن موسى، عن
الحسن بن محمد الفرزدق القطعي، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن أحمد بن هلال،
عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
صوموا شعبان واغتسلوا ليلة النصف منه ذلك تخفيف من ربكم ورحمة (2).
صلاة جعفر والعبادة في ليلة النصف من شعبان
[6220] 1 - الصدوق، عن محمد بن بكران النقاش، ومحمد بن إبراهيم بن إسحاق جميعا،
عن أحمد بن محمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه قال:
سألت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن ليلة النصف من شعبان، فقال: هي ليلة يعتق الله
فيه الرقاب من النار ويغفر فيها الذنوب الكبار قلت: فهل فيها صلاة زيادة على سائر
الليالي؟ فقال: ليس فيها شيء موظف ولكن إن أحببت أن تتطوع فيها بشيء فعليك
بصلاة جعفر بن أبي طالب (عليه السلام) وأكثر فيها من ذكر الله والاستغفار والدعاء فإن أبي (عليه السلام)
كان يقول: الدعاء فيها مستجاب، قلت: ان الناس يقولون: انها ليلة الصكاك،
قال: تلك ليلة القدر في شهر رمضان (3).

(1) فضائل الأشهر الثلاثة: 60 ح 42.
(2) التهذيب: 1 / 117 ح 308، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 3 / 335 طبع آل البيت.
(3) عيون اخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 292 ح 45، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 8 / 59.
356

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان
[6221] 1 - محمد بن الحسن الطوسي باسناده عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي
الزيتوني، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب أن يصافحه مائتا ألف نبي وعشرون
ألف نبي فليزر قبر الحسين بن علي (عليهما السلام) في النصف من شعبان فإن أرواح النبيين
تستأذن الله في زيارته فيؤذن لهم (1).
[6222] 2 - الطوسي باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن
إبراهيم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد من الأفق الأعلى زائري الحسين (عليه السلام)
ارجعوا مغفورا لكم ثوابكم على ربكم ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) نبيكم (2).
[6223] 3 - الطوسي رفعه عن محمد بن مارد التميمي قال قال لنا أبو جعفر (عليه السلام): من زار
قبر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان غفرت له ذنوبه ولم تكتب عليه سيئة في سنته
حتى يحول عليه الحول فإن زاره في السنة الثانية غفرت له ذنوبه (3).
[6224] 4 - جعفر بن محمد بن قولويه، عن جعفر بن محمد بن عبد الله الموسوي، عن
عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال:
من زار الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومن
زاره يوم عرفة كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة ومن زاره يوم
عاشوراء فكأنما زار الله فوق عرشه (4).

(1) التهذيب: 6 / 48 ح 109.
(2) التهذيب: 6 / 49 ح 110.
(3) مصباح المتهجد: 761.
(4) كامل الزيارات: 174.
357

[6225] 5 - ابن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب
ابن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
زار قبر الحسين (عليه السلام) في النصف من شعبان غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6226] 6 - ابن قولويه، عن محمد بن أحمد بن يعقوب، عن علي بن الحسن بن فضال،
عن محمد بن الوليد، عن يونس بن يعقوب قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا يونس ليلة
النصف من شعبان يغفر الله لكل من زار الحسين (عليه السلام) من المؤمنين ما قدموا من ذنوبهم
وقيل لهم: استقبلوا العمل، قال قلت: هذا كله لمن زار الحسين (عليه السلام) في النصف من
شعبان؟ قال: يا يونس لو أخبرت الناس بما فيها لمن زار الحسين (عليه السلام) لقامت ذكور
الرجال على الخشب (2).
[6227] 7 - ابن طاوس بإسناده عن أبي عبد الله البرقي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) ما لمن
زار الحسين بن علي (عليه السلام) في النصف من شعبان من الثواب؟ فقال: من زار الحسين (عليه السلام)
في النصف من شعبان يريد به الله عز وجل وما عنده لا ما عند الناس غفر الله له في تلك
الليلة ذنوبه ولو انها بعدد شعر معزى كلب إلى أن قال وهو في حد من زار الله في
عرشه (3).
[6228] 8 - ابن طاوس بإسناده عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان أول يوم من شعبان نادى مناد من تحت العرش يا وفد
الحسين لا تخلو ليلة النصف من زيارة الحسين (عليه السلام) فلو تعلمون ما فيها لطالت عليكم
السنة حتى يجيء النصف (4).

(1) كامل الزيارات: 181.
(2) كامل الزيارات: 181.
(3) الاقبال: 711.
(4) الاقبال: 711.
358

[6229] 9 - ابن طاوس بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي
ابن الحسين (عليه السلام) قال: من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي
فليزر الحسين (عليه السلام) ليلة النصف من شعبان فإن الملائكة والنبيين يستأذنون الله في
زيارته فيؤذن لهم فطوبى لمن صافحهم وصافحوه (1).
[6230] 10 - ابن طاوس رفعه عن الصادق (عليه السلام) قال: من زار الحسين (عليه السلام) في النصف من
شعبان كتب الله عز وجل له ألف حجة (2).
راجع وسائل الشيعة: 14 / 467 إن شئت.
العمل ليلة النصف من شعبان بكربلاء
[6231] 1 - جعفر بن محمد بن قولويه، عن سالم بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله قال:
من بات ليلة النصف من شعبان بأرض كربلاء فقرأ ألف مرة قل هو الله أحد ويستغفر
ألف مره ويحمد الله ألف مرة ثم يقوم فيصلي أربع ركعات يقرأ في كل ركعة ألف مرة آية
الكرسي وكل الله به ملكين يحفظانه من كل سوء ومن كل شيطان وسلطان ويكتبان له
حسناته ولا تكتب له سيئة ويستغفرون له ما دام معه (3).
ورواه الشيخ في المصباح (4) نقلا عن ابن قولويه مثله.
كراهة الجماع في النصف من شعبان
[6232] 1 - الصدوق بإسناده عن أبي سعيد الخدري في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه
قال: يا علي لا تجامع امرأتك بعد الظهر فانه إن قضى بينكما ولد في ذلك الوقت يكون

(1) الاقبال: 710.
(2) مصباح الزائر: 232.
(3) كامل الزيارات: 181.
(4) مصباح المتهجد: 783.
359

أحول والشيطان يفرح بالحول في الإنسان إلى أن قال: يا علي لا تجامع امرأتك في ليلة
الفطر فانه إن قضي بينكما ولد يكبر ذلك الولد ولا يصيب ولدا إلا على كبر السن يا
علي لا تجامع امرأتك في ليلة الأضحى فانه إن قضي بينكم ولد يكون له ست أصابع أو
أربع أصابع يا علي لا تجامع امرأتك تحت شجرة مثمرة فانه إن قضي بينكما ولد يكون
جلادا قتالا أو عريفا يا علي لا تجامع امرأتك في وجه الشمس وتلالئها إلا أن ترخي
سترا فيستركما فانه إن قضي بينكما ولد لا يزال في بؤس وفقر حتى يموت يا علي
لا تجامع امرأتك بين الأذان والإقامة فانه إن قضي بينكما ولد يكون حريصا على
إهراق الدماء يا علي لا تجامع أهلك في النصف من شعبان فانه إن قضي بينكما ولد
يكون مشؤما ذا شامة في وجهه (1).
صلة صوم شعبان بصوم شهر رمضان
[6233] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وعن علي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن أبي عمير، عن سلمة صاحب السابري، عن أبي الصباح
الكناني قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: صوم شعبان وشهر رمضان متتابعين توبة
من الله والله (2).
[6234] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن محمد بن سليمان، عن
أبيه قال: قلت لأبي عبد الله: ما تقول في الرجل يصوم شعبان وشهر رمضان؟ قال:
هما الشهران اللذان قال الله تبارك وتعالى: (شهرين متتابعين توبة من الله)
قلت: فلا يفصل بينهما؟ قال: إذا أفطر من الليل فهو فصل وإنما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لا وصال في صيام يعني لا يصوم الرجل يومين متواليين من غير افطار وقد يستحب

(1) الفقيه: 3 / 359. ونقل عنه في وسائل الشيعة: 20 / 251.
(2) الكافي: 4 / 91 ح 1.
360

للعبد أن لا يدع السحور (1).
[6235] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن علي بن الصلت، عن زرعة بن محمد، وعن المفضل بن عمر جميعا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يصل ما بين شعبان ورمضان ويقول:
صوم شهرين متتابعين توبة من الله (2).
[6236] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن
علوان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصوم
شعبان ورمضان يصلهما وينهى الناس أن يصلوهما وكان يقول: هما شهر الله وهما
كفارة لما قبلهما ولما بعدهما من الذنوب (3).
[6237] 5 - الصدوق رفعه وقال: قال الصادق (عليه السلام): من صام ثلاثة أيام من آخر شعبان
ووصلها بشهر رمضان كتب الله له صوم شهرين متتابعين (4).
[6238] 6 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن أحمد المعاذي، عن محمد بن الحسين،
عن علي بن محمد بن علي، عن الحسين بن محمد المروزي، عن أبيه، عن يحيى بن
عياش، عن علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وقد تذاكر أصحابه عنده فضائل شعبان فقال:
شهر شريف وهو شهري وحملة العرش تعظمه وتعرف حقه وهو شهر يزاد فيه أرزاق
المؤمنين كشهر رمضان وتزين فيه الجنان وإنما سمي شعبان لأنه تتشعب فيه أرزاق
المؤمنين وهو شهر العمل فيه يضاعف الحسنة بسبعين والسيئة محطوطة والذنب
مغفور والحسنة مقبولة والجبار جل جلاله يباهي فيه بعباده وينظر إلى صوامه قوامه

(1) الكافي: 4 / 92 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 92 ح 3.
(3) الكافي: 4 / 92 ح 4.
(4) الفقيه: 2 / 57 ح 252.
361

فيباهي بهم حملة العرش فقام علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: بأبي أنت وأمي
يا رسول الله صف لنا شيئا من فضائله لنزداد رغبة في صيامه وقيامه ولنجتهد
للجليل عز وجل فيه، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): من صام أول يوم من شعبان كتب الله له سبعين حسنة
الحسنة تعدل عبادة سنة، ومن صام يومين من شعبان حطت عنه السيئة الموبقة،
ومن صام ثلاثة أيام من شعبان رفع الله له سبعين درجة في الجنان من در وياقوت،
ومن صام أربعة أيام من شعبان وسع عليه في الرزق، ومن صام خمسة أيام من شعبان
حبب إلى العباد، ومن صام ستة أيام من شعبان صرف عنه سبعون لونا من البلاء،
ومن صام سبعة أيام من شعبان عصم من إبليس وجنوده دهره وعمره، ومن صام
ثمانية أيام من شعبان لم يخرج من الدنيا حتى يسقى من حياض القدس، ومن صام
تسعة أيام من شعبان عطف عليه منكر ونكير عندما يسألانه، ومن صام عشرة أيام
من شعبان استغفرت له الملائكة إلى يوم القيامة ووسع الله عليه قبره سبعين ذراعا،
ومن صام أحد عشر يوما من شعبان ضرب على قبره احدى عشرة منارة من نور،
ومن صام اثنى عشر يوما من شعبان زاره كل يوم في قبره تسعون ألف ملك إلى النفخ
في الصور، ومن صام ثلاثة عشر يوما من شعبان استغفر له ملائكة سبع سماوات،
ومن صام أربعة عشر يوما من شعبان الهمت الدواب والسباع حتى الحيتان في البحر
أن يستغفروا له، ومن صام خمسة عشر يوما من شعبان ناداه رب العزة وعزتي لا
أحرقنك بالنار، ومن صام ستة عشر يوما من شعبان اطفىء عنه سبعون بحرا من
النيران، ومن صام سبعة عشر يوما من شعبان غلقت عنه أبواب النيران كلها، ومن
صام ثمانية عشر يوما من شعبان فتحت له أبواب الجنان كلها، ومن صام تسعة عشر
يوما من شعبان اعطى تسعين ألف قصر في الجنان من در وياقوت، ومن صام
عشرين يوما من شعبان زوج سبعين ألف زوجة من الحور العين، ومن صام أحد
وعشرين يوما من شعبان رحبت به الملائكة ومسحته بأجنحتها، ومن صام اثنين
وعشرين يوما من شعبان كسى سبعين ألف حلة من سندس وإستبرق، ومن صام
362

ثلاثة وعشرين يوما من شعبان اتى بدابة من نور عند خروجه من قبره فيركبها طيارا
إلى الجنان، ومن صام أربعة وعشرين يوما من شعبان شفع في سبعين ألفا من أهل
التوحيد، ومن صام خمسة وعشرين يوما من شعبان اعطي براءة من النفاق ومن
صام ستة وعشرين يوما من شعبان كتب الله عز وجل له جوازا على الصراط، ومن صام
سبعة وعشرين يوما من شعبان كتب الله له براءة من النار، ومن صام ثمانية وعشرين
يوما من شعبان تهلل وجهه يوم القيامة، ومن صام تسعة وعشرين يوما من شعبان
نال رضوان الله الأكبر، ومن صام ثلاثين يوما من شعبان ناداه جبرئيل من قدام
العرش يا هذا استأنف العمل عملا جديدا فقد غفر لك ما مضى وتقدم من ذنوبك
والجليل عز وجل يقول: لو كانت ذنوبك عدد نجوم السماء وقطر الأمطار وورق الأشجار
وعدد الرمل والثرى وأيام الدنيا لغفرتها لك وما ذلك على الله بعزيز بعد صيامك شهر
شعبان (1).
[6239] 7 - الصدوق بإسناده عن الأعمش، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) في حديث شرائع
الدين قال: وصوم شعبان حسن لمن صامه لأن الصالحين قد صاموا ورغبوا فيه وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصل شعبان بشهر رمضان (2).
[6240] 8 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن سعد، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي
الصخر، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: جرى ذكر شعبان عند أبي عبد الله (عليه السلام)
وصومه قال فقال: ان فيه من الفضل كذا وكذا وفيه كذا وكذا حتى ان الرجل ليدخل
في الدم الحرام فيصوم شعبان فينفعه ذلك ويغفر له (3).
[6241] 9 - الصدوق، عن حمزة بن محمد العلوي، عن عبد الرحمن بن أبي حاتم، عن
يزيد بن سنان البصري، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن ثابت بن قيس المديني، عن

(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع ح 1 / 75 الرقم 43.
(2) الخصال: 606.
(3) ثواب الأعمال: 83 ح 2.
363

أبي سعيد المقري، عن اسامة بن زيد قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يصوم الأيام حتى
يقال لا يفطر ويفطر حتى يقال لا يصوم قلت: أرأيته يصوم من شهر ما لا يصوم من
شيء من الشهور؟ قال: نعم قلت: أي الشهور؟ قال: شعبان قال: هو شهر يغفل
الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن
يرفع عملي وأنا صائم (1).
[6242] 10 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن
سعيد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن مروان بن مسلم،
عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شعبان
شهري ورمضان شهر الله فمن صام في شهري يوما كنت شفيعه يوم القيامة ومن صام
شهر رمضان اعتق من النار (2).
راجع في هذا المجال وسائل الشيعة: 10 / 495.
صوم يوم الشك بنية انه من شعبان
[6243] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن حمزة بن يعلى،
عن زكريا بن آدم، عن الكاهلي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن اليوم الذي يشك فيه
من شعبان قال: لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر
رمضان (3).
[6244] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل صام يوما ولا يدري أمن رمضان هو أو من
غيره فجاء قوم فشهدوا انه كان من رمضان فقال بعض الناس عندنا لا يعتد به؟

(1) ثواب الأعمال: 85 ح 13.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والتسعون: ح 5 / 726 الرقم 993.
(3) الكافي: 4 / 81 ح 1.
364

فقال: بلى فقلت: إنهم قالوا صمت وأنت لا تدري أمن رمضان هذا أم من غيره؟
فقال: بلى فاعتد به فإنما هو شيء وفقك الله له إنما يصام يوم الشك من شعبان ولا
تصومه من شهر رمضان لأنه قد نهي أن ينفرد الإنسان بالصيام في يوم الشك وإنما
ينوي من الليلة انه يصوم من شعبان فإن كان من شهر رمضان أجزأ عنه بتفضل الله عزوجل
وبما قد وسع على عباده ولولا ذلك لهلك الناس (1).
الرواية موثقة سندا.
[6245] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سماعة
قال: سألته عن اليوم الذي يشك فيه من شهر رمضان لا يدري أهو من شعبان أو من
شهر رمضان فصامه فكان من شهر رمضان؟ قال: هو يوم وفق له لا قضاء عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6246] 4 - الصدوق رفعه وقال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن اليوم المشكوك فيه، فقال:
لأن أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن أفطر يوما من شهر رمضان (3).
[6247] 5 - الصدوق رفعه عن عبد الله بن سنان انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام): عن رجل صام
شعبان فلما كان شهر رمضان اضمر يوما من شهر رمضان فبان انه من شعبان لأنه وقع
فيه الشك، فقال: يعيد ذلك اليوم وان أضمر من شعبان فبان انه من رمضان فلا شيء
عليه (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع وسائل الشيعة: 10 / 20.
والروايات الواردة في فضيلة شعبان كثيرة جدا فإن شئت راجع كتب الأخبار،
ومنها: فضائل شهر شعبان لشيخنا الأقدم الصدوق (رحمه الله).

(1) الكافي: 4 / 82 ح 6.
(2) الكافي: 4 / 81 ح 2.
(3) الفقيه: 2 / 79 ح 348.
(4) المقنع: 59.
365

الشعر
[6248] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الرحمن بن الحجاج، عن جعفر بن إبراهيم، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من سمعتموه ينشد الشعر في المساجد فقولوا: فض الله فاك إنما
نصبت المساجد للقرآن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6249] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينشد الشعر بليل ولا ينشد في شهر
رمضان بليل ولا نهار، فقال له إسماعيل: يا أبتاه فانه فينا، قال: وإن كان فينا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6250] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل
ابن بزيع، عن الفضل بن كثير، عن حسان المعلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
التعليم؟ فقال: لا تأخذ على التعليم أجرا قلت: الشعر والرسائل وما أشبه ذلك
أشارط عليه؟ قال: نعم بعد أن يكون الصبيان عندك سواء في التعليم لا تفضل بعضهم
على بعض (3).

(1) الكافي: 3 / 369 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 88 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 121 ح 1.
366

[6251] 4 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن
أبي عمير، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): من قال فينا بيت
شعر بنى الله تعالى له بيتا في الجنة (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6252] 5 - الصدوق باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ما قال فينا قائل بيتا من الشعر
حتى يؤيد بروح القدس (2).
[6253] 6 - الصدوق باسناده إلى الحسن بن الجهم قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: ما قال
فينا مؤمن شعرا يمدحنا به إلا بنى الله تعالى مدينة في الجنة أوسع من الدنيا سبع مرات
يزوره فيها كل ملك مقرب وكل نبي مرسل (3).
[6254] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل من أشعر الشعراء؟ فقال (عليه السلام): إن
القوم لم يجروا في حلبة تعرف الغاية عند قصبتها فإن كان ولابد فالملك الظليل (4).
يريد امرأ القيس.
[6255] 8 - الطوسي باسناده إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: يا معشر الشيعة علموا أولادكم
شعر العبدي فانه على دين الله (5).
[6256] 9 - الطوسي باسناده إلى نصر بن الصباح البلخي انه قال: عبد الله بن غالب
الشاعر الذي قال له أبو عبد الله (عليه السلام): ان ملكا يلقي عليه الشعر واني لأعرف ذلك
الملك (6).
[6257] 10 - الطوسي باسناده إلى علي بن محمد، عن محمد بن عبد الجبار، عن أبي

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 7 ح 1 و 2 و 3.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 7 ح 1 و 2 و 3.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 7 ح 1 و 2 و 3.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 455.
(5) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 401 ح 748.
(6) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 339 ح 626.
367

طالب القمي قال: كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) بأبيات شعر وذكرت فيها أباه وسألته أن يأذن لي
في أن أقول فيه، فقطع الشعر وحبسه وكتب في صدر ما بقي من القرطاس قد أحسنت
فجزاك الله خيرا (1).
الروايات في هذا المجال متعددة وقد روي أبيات من أئمتنا (عليهم السلام) في كتب الأخبار
فراجعها إن شئت وراجع في حسن انشاد الشعر في مدحهم (عليهم السلام) إلى بحار الأنوار:
7 / 330 من طبع الكمباني و 26 / 230 من طبع الحروفي، وسفينة البحار:
1 / 703 للعلامة المرحوم الشيخ عباس القمي طاب ثراه في مادة شعر.

(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 245 ح 451.
368

الشعر
[6258] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن يونس، عن عبد الله بن
مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ان من أجمل
الجمال الشعر الحسن ونغمة الصوت الحسن (1).
[6259] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال: سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: ثلاث من سنن المرسلين: العطر
وأخذ الشعر وكثرة الطروقة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6260] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن العقيقة والحلق والتسمية بأيها يبدء؟ قال:
يصنع ذلك كله في ساعة واحدة يحلق ويذبح ويسمى ثم ذكر ما صنعت فاطمة (عليها السلام)
لولدها ثم قال: يوزن الشعر ويتصدق بوزنه فضة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6261] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن

(1) الكافي: 2 / 615 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 320 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 33 ح 4.
369

أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: البسوا الثياب من القطن فانه لباس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولباسنا
ولم يكن يلبس الصوف والشعر إلا من علة (1).
[6262] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن خضاب الشعر، فقال: قد خضب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
والحسين بن علي وأبو جعفر (عليه السلام) بالكتم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6263] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: ثلاث من عرفهن لم يدعهن: جز الشعر وتشمير
الثياب ونكاح الإماء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6264] 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
ابن سنان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما تقول في إطالة الشعر؟ فقال: كان أصحاب
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مشعرين يعني الطم (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6265] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي نصر، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الفرق من
السنة؟ قال: لا قلت: فهل فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: نعم قلت: كيف فرق
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يفرق
كما فرق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقد أصاب سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإلا فلا، قلت له: كيف

(1) الكافي: 6 / 450 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 481 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 484 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 485 ح 6.
370

ذلك؟ قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم أراه
الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول: (لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق
لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا
تخافون) (1) فعلم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان الله سيفي له بما أراه فمن ثم وفر ذلك الشعر الذي
كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل فلما خلقه لم يعد في
توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[6266] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن عمرو بن ثابت، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال قلت: انهم يروون ان الفرق من السنة، قال: من السنة قلت: يزعمون ان
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فرق، قال: ما فرق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا كان الأنبياء (عليهم السلام) تمسك الشعر (3).
[6267] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الله بن محمد
النهيكي، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: ألقوا عنكم
الشعر فانه يحسن (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 4 / 317 و 6 / 484 و
6 / 485 و 6 / 488 و 6 / 493 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) سورة الفتح: 26.
(2) الكافي: 6 / 486 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 486 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 505 ح 5.
371

الشغل
[6268] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي عبد الله المؤمن، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال:
يا جابر والله اني لمحزون وإني لمشغول القلب، قلت: جعلت فداك وما شغلك؟ وما
حزن قلبك؟ فقال: يا جابر انه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغل قلبه عما
سواه يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون الدنيا هل هي إلا طعام أكلته أو ثوب لبسته
أو امرأة أصبتها؟
يا جابر ان المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الآخرة يا
جابر الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ولكن أهل الدنيا أهل غفلة وكان
المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا بآذانهم
ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك
العلم.
واعلم يا جابر ان أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة تذكر
فيعينونك وإن نسيت ذكروك قوالون بأمر الله قوامون على أمر الله قطعوا محبتهم بمحبة
ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم وعلموا ان
ذلك هو المنظور إليه لعظيم شأنه فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه أو كمال
وجدته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء إني [إنما] ضربت لك هذا مثلا
لأنها عند أهل اللب والعلم بالله كفيىء الظلال، يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل
وعز من دينه وحكمته ولا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند نفسك فإن تكن الدنيا على
372

غير ما وصفت لك فتحول إلى دار المستعتب فلعمري لرب حريص على أمر قد شقي به
حين أتاه ولرب كاره لأمر قد سعد به حين أتاه وذلك قول الله عز وجل (وليمحص الله الذين
آمنوا ويمحق الكافرين) (1) (2).
[6269] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان لأهل
الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد وصلة
الارحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء أو قال: قلة المواتاة للنساء وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى طوبى لهم
وحسن مآب وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس من مؤمن
إلا وفي داره غصن منها لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك ولو ان راكبا مجدا
سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى
يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا ان المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا
جن عليه الليل افترض وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك
رقبته ألا فهكذا كونوا (3).
المؤاتاة: المطاوعة. الزلفى: القرب. وطوبى شجرة، إلى أن يسقط هرما،
جملة توضيحية في شرح طوبى.
[6270] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل يقول: من شغل بذكري عن مسألتي أعطيته
أفضل ما أعطي من سألني (4).

(1) سورة آل عمران: 141.
(2) الكافي: 2 / 132 ح 16.
(3) الكافي: 2 / 239 ح 30.
(4) الكافي: 2 / 501 ح 1.
373

الرواية صحيحة الإسناد.
[6271] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليمان بن
جعفر، عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سأله الأبرش الكلبي
عن قول الله عز وجل (يوم تبدل الأرض غير الأرض) قال: تبدل خبزة نقية يأكل
الناس منها حتى يفرغ من الحساب، قال الأبرش فقلت: ان الناس يومئذ لفي شغل
عن الأكل، فقال أبو جعفر (عليه السلام): هم في النار لا يشتغلون عن أكل الضريع وشرب
الحميم وهم في العذاب فكيف يشتغلون عنه في الحساب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6272] 5 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن
أبيه قال قال الصادق (عليه السلام): مطلوبات الناس في الدنيا الفانية أربعة: الغنى والدعة
وقلة الاهتمام والعز، فاما الغنى فموجود في القناعة فمن طلبه في كثرة المال لم يجده واما
الدعة فموجود في خفة المحمل فمن طلبها في ثقله لم يجدها واما قلة الاهتمام فموجودة في
قلة الشغل فمن طلبها مع كثرته لم يجدها واما العز فموجود في خدمة الخالق فمن طلبه في
خدمة المخلوق لم يجده (2).
[6273] 6 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن يكن الشغل مجهدة فاتصال
الفراغ مفسدة (3).
[6274] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... يا أيها الناس طوبى لمن شغله
عيبه عن عيوب الناس وطوبى لمن لزم بيته وأكل قوته واشتغل بطاعة ربه وبكى على
خطيئته فكان من نفسه في شغل والناس منه في راحة (4).

(1) الكافي: 6 / 286 ح 1.
(2) الخصال: 1 / 198 ح 7.
(3) الارشاد: 1 / 298.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 176.
374

[6275] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تجعلن أكثر شغلك بأهلك
وولدك فإن يكن أهلك وولدك أولياء الله فإن الله لا يضيع أولياءه وان يكونوا أعداء الله
فما همك وشغلك بأعداء الله؟! (1).
[6276] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن
عيب غيره ومن رضي بالرزق لم يحزن على ما فاته... (2).
[6277] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كن مشغولا بما أنت عنه
مسؤول. وقال (عليه السلام): اشتغال النفس بما لا يصحبها بعد الموت من أكثر الوهن (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
والحمد لله رب العالمين.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 352.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(3) غرر الحكم: ح 7143 و 1982.
375

الشفاعة
[6278] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألوه أن
يستعملهم على صدقات المواشي وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله الله للعالمين
عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني عبد المطلب ان الصدقة لا تحل لي
ولا لكم ولكني قد وعدت الشفاعة، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): والله لقد وعدها (صلى الله عليه وآله وسلم)
فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة باب الجنة أتروني مؤثرا عليكم
غيركم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6279] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن عمر بن أبان، عن عبد الحميد الوابشي،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قلت له: ان لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى انه ليترك الصلاة
فضلا عن غيرها، فقال: سبحان الله وأعظم ذلك ألا أخبركم بمن هو شر منه؟ قلت:
بلى قال: الناصب لنا شر منه اما انه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا
إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر له ذنوبه كلها إلا أن يجيىء بذنب يخرجه من الإيمان
وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب وان المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة فيقول:

(1) الكافي: 4 / 58 ح 1.
376

يا رب جاري كان يكف عني الأذى فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا
أحق من كافى عنك فيدخله الجنة وما له من حسنة وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع
لثلاثين انسانا فعند ذلك يقول أهل النار: (فما لنا من شافعين ولا صديق
حميم) (1) (2).
[6280] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
رفاعة النخاس، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عزى أبو عبد الله (عليه السلام) رجلا
بابن له فقال: الله خير لابنك منك وثواب الله خير لك من ابنك فلما بلغه جزعه بعد
عاد إليه فقال له: قد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فما لك به أسوة؟ فقال: انه كان مرهقا
فقال: ان أمامه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله ورحمة الله وشفاعة رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن تفوته واحدة منهن إن شاء الله (3).
[6281] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي شبل قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل مسلم
ابتلى ففجر بجارية أخيه فما توبته؟ قال: يأتيه فيخبره ويسأله أن يجعل من ذلك في
حل ولا يعود. قال قلت: فإن لم يجعله من ذلك في حل، قال: قد لقى الله عز وجل وهو زان
خائن قال قلت: فالنار مصيره؟ قال: شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشفاعتنا تحبط بذنوبكم
يا معشر الشيعة فلا تهودون وتتكلون على شفاعتنا فوالله ما ينال شفاعتنا إذا ركب
هذا حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم (4).
[6282] 5 - الكليني، عن أحمد بن محمد، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين،
عن محمد بن عبد الحميد، عن منصور بن يونس، عن سعد بن طريف، عن

(1) سورة الشعراء: 100 - 101.
(2) الكافي: 8 / 101 ح 72.
(3) الكافي: 3 / 204 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 469 ح 9.
377

أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أحب أن يحيى حياة تشبه حياة
الأنبياء ويموت ميتة تشبه ميتة الشهداء ويسكن الجنان التي غرسها الرحمن فليتول
عليا وليوال وليه وليقتد بالأئمة من بعده فإنهم عترتي خلقوا من طينتي اللهم ارزقهم
فهمي وعلمي وويل للمخالفين لهم من أمتي اللهم لا تنلهم شفاعتي (1).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[6283] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن أبي المغرا، عن محمد بن سالم، عن أبان بن
تغلب قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد أن يحيى
حياتي ويموت ميتتي ويدخل جنة عدن التي غرسها الله ربي بيده فليتول علي بن أبي
طالب وليتول وليه وليعاد عدوه وليسلم للأوصياء من بعده فإنهم عترتي من لحمي
ودمي أعطاهم الله فهمي وعلمي إلى الله أشكو أمر أمتي المنكرين لفضلهم القاطعين
فيهم صلتي وأيم الله ليقتلن ابني لا أنالهم الله شفاعتي (2).
[6284] 7 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد
ابن سليمان الديلمي، عن أبي حجر الأسلمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أتى مكة حاجا ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة ومن
أتاني زائرا وجبت له شفاعتي ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنة ومن مات في
أحد الحرمين مكة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب ومن مات مهاجرا إلى الله عز وجل حشر
يوم القيامة مع أصحاب بدر (3).
[6285] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن
العطار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا ينال

(1) الكافي: 1 / 208 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 209 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 548 ح 5.
378

شفاعتي من استخف بصلاته ولا يرد علي الحوض لا والله لا ينال شفاعتي من شرب
المسكر ولا يرد علي الحوض لا والله (1).
[6286] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو الحسن
الأول (عليه السلام): انه لما حضر أبي الوفاة قال لي: يا بني انه لا ينال شفاعتنا من استخف
بالصلاة (2).
[6287] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: انه لما احتضر أبي (عليه السلام) قال
لي: يا بني انه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة ولا يرد علينا الحوض من أدمن
هذه الأشربة فقلت: يا أبه وأي الأشربة؟ فقال: كل مسكر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6288] 11 - الصدوق، عن علي بن أحمد، عن الأسدي، عن عبد العظيم الحسني،
عن علي بن محمد الهادي، عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: لما كلم الله موسى بن
عمران (عليه السلام):... قال موسى: الهي ما جزاء من دعا نفسا كافرة إلى الاسلام؟ قال:
يا موسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد، الحديث (4).
[6289] 12 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة قال
قال الصادق (عليه السلام): من أنكر ثلاثة أشياء فليس من شيعتنا: المعراج والمساءلة في القبر
والشفاعة (5).

(1) الكافي: 6 / 400 ح 19.
(2) الكافي: 3 / 270 ح 15.
(3) الكافي: 6 / 401 ح 7.
(4) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 8 / 276 الرقم 307.
(5) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والأربعون ح 5 / 370 الرقم 464.
379

[6290] 13 - الصدوق باسناده إلى حديث أربعمأة قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا تعنونا في
الطلب والشفاعة لكم يوم القيامة فيما قدمتم... وقال (عليه السلام): لنا شفاعة ولأهل مودتنا
شفاعة... (1).
[6291] 14 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من
أمتي (2).
[6292] 15 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: شفاعتنا لأهل الكبائر من شيعتنا
واما التائبون فإن الله عز وجل يقول: (ما على المحسنين من سبيل) (3).
[6293] 16 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، وسعد، عن ابن عيسى، والبرقي
معا، عن محمد البرقي، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعطيت خمسا لم يعطها أحد قبلي: جعلت
لي الأرض مسجدا وطهورا ونصرت بالرعب وأحل لي المغنم وأعطيت جوامع الكلم
وأعطيت الشفاعة (4).
ورويها مرفوعا في الفقيه: 1 / 240 ح 724.
[6294] 17 - الصدوق باسناده فيما كتب الرضا (عليه السلام) للمأمون... ومذنبوا أهل التوحيد
لا يخلدون في النار ويخرجون منها والشفاعة جايزة لهم... (5).
الرواية من حيث السند لا بأس بها والجواز هنا بمعنى الامكان.
[6295] 18 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن علي بن
معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)

(1) الخصال: 2 / 614 و 624.
(2) الفقيه: 3 / 574 ح 4963.
(3) الفقيه: 3 / 574 ح 4964.
(4) الخصال: 1 / 292 ح 56.
(5) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 125.
380

قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ومن لم يؤمن
بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي ثم قال (عليه السلام): إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي
فأما المحسنون فما عليهم من سبيل، قال الحسين بن خالد فقلت للرضا (عليه السلام):
يا بن رسول الله فما معنى قول الله عز وجل: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى) (1) قال:
لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه (2).
[6296] 19 - الصدوق، عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير قال سمعت
موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: لا يخلد الله في النار إلا أهل الكفر والجحود وأهل الضلال
والشرك ومن اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تعالى: (إن
تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما) (3) قال
فقلت له: يا بن رسول الله فالشفاعة لمن تجب من المؤمنين؟ فقال: حدثني أبي عن
آبائه عن علي (عليه السلام) قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إنما شفاعتي لأهل الكبائر من
أمتي فأما المحسنون منهم فما عليهم من سبيل، قال ابن أبي عمير فقلت له:
يا بن رسول الله فكيف تكون الشفاعة لأهل الكبائر والله تعالى يقول: (ولا يشفعون
إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون) (4) ومن يركب الكبائر لا يكون
مرتضى؟ فقال: يا أبا أحمد ما من مؤمن يرتكب ذنبا إلا ساءه ذلك وندم عليه وقد
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالندم توبة وقال: من سرته حسنة وساءته سيئة فهو مؤمن
فمن لم يندم على ذنب يرتكبه فليس بمؤمن ولم تجب له الشفاعة وكان ظالما والله تعالى
يقول: (ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع) فقلت له: يا بن رسول الله وكيف
لا يكون مؤمنا من لم يندم على ذنب يرتكبه؟ فقال: يا أبا أحمد ما من أحد يرتكب

(1) سورة الأنبياء: 28.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 4 / 56 الرقم 11.
(3) سورة النساء: 31.
(4) سورة الأنبياء: 28.
381

كبيرة من المعاصي وهو يعلم انه سيعاقب عليها إلا ندم على ما ارتكب ومتى ندم كان
تائبا مستحقا للشفاعة ومتى لم يندم عليها كان مصرا والمصر لا يغفر له لأنه غير مؤمن
بعقوبة ما ارتكب ولو كان مؤمنا بالعقوبة لندم وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): لا كبيرة مع
الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار واما قول الله: (ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)
فإنهم لا يشفعون إلا لمن ارتضى الله دينه والدين الإقرار بالجزاء على الحسنات
والسيئات ومن ارتضى الله دينه ندم على ما يرتكبه من الذنوب لمعرفته بعاقبته في
القيامة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6297] 20 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن ابن فضال، عن
الميثمي، عن أبي بصير قال: دخلت على ام حميدة أعزيها بأبي عبد الله (عليه السلام) فبكت
وبكيت لبكائها ثم قالت: يا أبا محمد لو رأيت أبا عبد الله (عليه السلام) عند الموت لرأيت عجبا
فتح عينيه ثم قال: اجمعوا لي كل من بيني وبينه قرابة قالت: فلم نترك أحدا إلا جمعناه
قالت: فنظر إليهم ثم قال: ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة (2).
[6298] 21 - الصدوق باسناده إلى أنس بن مالك انه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل نبي
دعوة قد دعا بها وسأل سؤالا وقد خبأت دعوتي لشفاعتي لأمتي يوم القيامة (3).
[6299] 22 - الصدوق، عن أبيه، عن الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
ابن صدقة، عن الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة يشفعون إلى الله عز وجل فيشفعون: الأنبياء ثم العلماء ثم
الشهداء (4).

(1) التوحيد: 407 ح 6.
(2) عقاب الأعمال: 272.
(3) الخصال: 1 / 29 ح 103.
(4) الخصال: 1 / 156 ح 197.
382

الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6300] 23 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن علي
بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قالت فاطمة (عليها السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أبتاه أين ألقاك يوم
الموقف الأعظم ويوم الأهوال ويوم الفزع الأكبر؟ قال: يا فاطمة عند باب الجنة
ومعي لواء الحمد وأنا الشفيع لأمتي إلى ربي. قالت: يا أبتاه فإن لم ألقك هناك؟ قال:
القيني على الحوض وأنا أسقي أمتي. قالت: يا أبتاه فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني
على الصراط وأنا قائم، أقول: رب سلم أمتي قالت: فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني
وأنا عند الميزان أقول: رب سلم أمتي قالت: فإن لم ألقك هناك؟ قال: القيني عند
شفير جهنم أمنع شررها ولهبها عن أمتي، فاستبشرت فاطمة بذلك. (صلى الله عليها
وعلى أبيها وبعلها وبنيها) (1).
[6301] 24 - الصدوق باسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين
والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجون إلى ربهم ويقولون:
يا رب اكشف عنا هذه الظلمة قال: فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض
القيامة فيقول أهل الجمع فهؤلاء أنبياء الله؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء
بأنبياء. فيقول أهل الجمع: فهؤلاء ملائكة؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء
بملائكة. فيقول أهل الجمع: هؤلاء شهداء؟ فيجيئهم النداء من عند الله: ما هؤلاء
بشهداء. فيقولون: من هم؟ فيجيئهم النداء: يا أهل الجمع سلوهم من أنتم: فيقول
أهل الجمع: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويون نحن ذرية محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نحن
أولاد علي ولي الله نحن المخصوصون بكرامة الله نحن الآمنون المطمئنون فيجيئهم النداء
من عند الله عز وجل اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون ويشفعون (2).

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والأربعون ح 14 / 349 الرقم 422.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والأربعون ح 19 / 358 الرقم 442.
383

[6302] 25 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن العطار، عن ابن أبي الخطاب، عن
النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي، عن الصادق (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني
الله فيهم والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يشفع لمعين أهل بيته فراجع عيون اخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 259
ح 17.
[6303] 26 - الصدوق، عن البيهقي، عن المدني، عن القزويني، عن داود بن سليمان، عن
الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا
كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل حكمنا فيها
فأجبنا ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا ومن كانت
مظلمته بينه وبيننا كنا أحق ممن عفى وصفح (2).
[6304] 27 - الصدوق باسناده إلى التميمي، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام)
قال: من كذب بشفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم تنله (3).
[6305] 28 - الصدوق باسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: إن للجنة ثمانية أبواب باب يدخل منه النبيون والصديقون وباب يدخل منه
الشهداء والصالحون وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا فلا أزال واقفا على
الصراط أدعو وأقول: يا رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا
فإذا النداء من بطنان العرش قد أجيبت دعوتك وشفعت في شيعتك ويشفع كل رجل

(1) أمالي الصدوق: المجلس التاسع والأربعون ح 3 / 370 الرقم 462.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 57 ح 213.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 66 ح 292.
384

من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألف من
جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن شهد أن لا اله إلا الله ولم يكن
في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت (1).
[6306] 29 - الطوسي، عن الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن محمد بن إبراهيم
ابن كثير قال: دخلنا على أبي نواس الحسن بن هاني نعوده في مرضه الذي مات فيه
فقال له عيسى بن موسى الهاشمي: يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم
من الآخرة وبينك وبين الله هنات فتب إلى الله عز وجل قال أبو نواس: سندوني فلما استوى
جالسا قال: إياي تخوفني بالله وقد حدثني حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس
بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل نبي شفاعة وأنا خبأت شفاعتي لأهل
الكبائر من أمتي يوم القيامة أفترى لا أكون منهم (2).
[6307] 30 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن الحميري، عن أبيه، عن
البرقي، عن التفليسي، عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، عن الصادق (عليه السلام)
قال:... يا فضل إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه ثم قال: أما
سمعت الله يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة (فما لنا
من شافعين ولا صديق حميم) (3) (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع بحار الأنوار: 3 / 297 من طبع
الكمباني و 8 / 29 من طبع الحروفي.
اللهم ارزقنا شفاعة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة (عليهم السلام) من ولدهما.

(1) الخصال: 2 / 407 ح 6.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 66 / 380 الرقم 815.
(3) سورة الشعراء: 101 و 100.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثاني ح 26 / 46 الرقم 57.
385

الشفيق
[6308] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن
عيسى رفعه قال: إن موسى (عليه السلام) ناجاه الله تبارك وتعالى فقال له في مناجاته:
يا موسى لا يطول في الدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك وقاسي القلب مني بعيد يا موسى
كن كمسرتي فيك فإن مسرتي ان أطاع فلا أعصى فأمت قلبك بالخشية وكن خلق
الثياب جديد القلب تخفى على أهل الأرض وتعرف في أهل السماء حلس البيوت
مصباح الليل واقنت بين يدي قنوت الصابرين وصح إلي من كثرة الذنوب صياح
المذنب الهارب من عدوه واستعن بي على ذلك فاني نعم العون ونعم المستعان.
يا موسى إني أنا الله فوق العباد والعباد دوني وكل لي داخرون فاتهم نفسك على
نفسك ولا تأتمن ولدك على دينك إلا أن يكون ولدك مثلك يحب الصالحين يا موسى
اغسل واغتسل واقترب من عبادي الصالحين.
يا موسى كن امامهم في صلاتهم وامامهم فيما يتشاجرون واحكم بينهم بما أنزلت
عليك فقد أنزلته حكما بينا وبرهانا نيرا ونورا ينطق بما كان في الأولين وبما هو كائن
في الآخرين.
أوصيك يا موسى وصية الشفيق المشفق بابن البتول عيسى بن مريم صاحب
الأتان والبرنس والزيت والزيتون والمحراب، ومن بعده بصاحب الجمل الأحمر
الطيب الطاهر المطهر فمثله في كتابك انه مؤمن مهيمن على الكتب كلها وإنه راكع ساجد
راغب راهب، إخوانه المساكين وأنصاره قوم آخرون ويكون في زمانه أزل وزلزال
وقتل وقلة من المال اسمه أحمد محمد الأمين من الباقين من ثلة الأولين الماضين يؤمن
386

بالكتب كلها ويصدق جميع المرسلين ويشهد بالإخلاص لجميع النبيين أمته مرحومة
مباركة ما بقوا في الدين على حقائقه لهم ساعات موقتات يؤدون فيها الصلوات أداء
العبد إلى سيده نافلته، فبه فصدق ومنهاجه فاتبع فانه أخوك.
يا موسى انه أمي وهو عبد صدق يبارك له فيما وضع يده عليه ويبارك عليه كذلك
كان في علمي وكذلك خلقته به أفتح الساعة وبأمته أختم مفاتيح الدنيا فمر ظلمه بني
إسرائيل أن لا يدرسوا اسمه ولا يخذلوه وانهم لفاعلون وحبه لي حسنة فأنا معه وأنا
من حزبه وهو من حزبي وحزبهم الغالبون فتمت كلماتي لأظهرن دينه على الأديان
كلها ولأعبدن بكل مكان ولأنزلن عليه قرآنا فرقانا شفاء لما في الصدور من نفث
الشيطان فصل عليه يا ابن عمران فاني أصلي عليه وملائكتي، الحديث (1).
[6309] 2 - الكليني، عن أبي محمد القاسم بن العلاء رفعه عن عبد العزيز بن مسلم، عن
الرضا (عليه السلام) انه قال في حديث:... الامام الأنيس الرفيق والوالد الشفيق والأخ
الشقيق والأم البرة بالولد الصغير ومفزع العباد في الداهية النآد، الحديث (2).
[6310] 3 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: خمسة من خمسة محال: الحرمة من
الفاسق محال والشفقة من العدو محال والنصيحة من الحاسد محال والوفاء من المرأة
محال والهيبة من الفقير محال والغناء مما أوعد الله عز وجل عليه النار وهو قوله عز وجل (ومن الناس
من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا أولئك لهم
عذاب مهين) (3) (4).
[6311] 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) في رسالة الحقوق:... وأما
حق رعيتك بالعلم فإن تعلم أن الله قد جعلك لهم قيما فيما آتاك من العلم وولاك من

(1) الكافي: 8 / 42 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 200.
(3) سورة لقمان: 6.
(4) الفقيه: 4 / 58 ح 5092.
387

خزانة الحكمة فإن أحسنت فيما ولاك الله من ذلك وقمت به لهم مقام الخازن الشفيق
الناصح لمولاه في عبيده الصابر المحتسب الذي إذا رأى ذا حاجة أخرج له من الأموال
التي في يديه راشدا وكنت لذلك آملا معتقدا وإلا كنت له خائنا ولخلقه ظالما ولسلبه
وعزه متعرضا... (1).
[6312] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة له (عليه السلام) بعد
التحكيم: الحمد لله وان أتى الدهر بالخطب الفادح والحدث الجليل وأشهد أن لا إله إلا
الله لا شريك له ليس معه اله غيره وان محمدا عبده ورسوله، اما بعد فإن معصية
الناصح الشفيق العالم المجرب تورث الحسرة وتعقب الندامة وقد كنت أمرتكم في هذه
الحكومة أمري ونخلت لكم مخزون رأيي لو كان يطاع لقصير أمر فأبيتم علي إباء
المخالفين الجفاة والمنابذين العصاة حتى ارتاب الناصح بنصحه وضن الزند بقدحه
فكنت وإياكم كما قال أخو هوازن:
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى * فلم تستبينوا النصح إلا ضحى الغد (2)
[6313] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة خلق الانسان:... وبات
ساهرا في غمرات الآلام وطوارق الأوجاع والأسقام بين أخ شقيق ووالد شفيق
وداعية بالويل جزعا ولادمة للصدر قلقا... (3).
[6314] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف الدنيا:... أقرب دار من
سخط الله وأبعدها من رضوان الله فغضوا عنكم عباد الله غمومها واشغالها لما قد أيقنتم
به من فراقها وتصرف حالاتها فاحذروها حذر الشفيق الناصح والمجد الكادح
واعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم... (4).

(1) تحف العقول: 261.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 35.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 161.
388

[6315] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الدنيا:... ولئن تعرفتها في
الديار الخاوية والربوع الخالية لتجدنها من حسن تذكيرك وبلاغ موعظتك بمحلة
الشفيق عليك والشحيح بك ولنعم دار من لم يرض بها دارا ومحل من لم يوطنها محلا
وإن السعداء بالدنيا غدا هم الهاربون منها اليوم... (1).
[6316] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في آخر خطبته:... إن
البهائم همها بطونها وان السباع همها العدوان على غيرها وان النساء همهن زينة
الحياة الدنيا والفساد فيها ان المؤمنين مستكينون إن المؤمنين مشفقون ان المؤمنين
خائفون (2).
[6317] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين:... فهم
لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون... (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 223.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 153.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
389

الشقاق
[6318] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس
الهلالي، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق
والغلو والشك والشبهة والفسق على أربع شعب: على الجفاء والعمى والغفلة والعتو
فمن جفا احتقر الحق ومقت الفقهاء وأصر على الحنث العظيم ومن عمي نسي الذكر
واتبع الظن وبارز خالقه وألح عليه الشيطان وطلب المغفرة بلا توبة ولا استكانة ولا
غفلة ومن غفل جنى على نفسه وانقلب على ظهره وحسب غيه رشدا وغرته الأماني
وأخذته الحسرة والندامة إذا قضى الأمر وانكشف عنه الغطاء وبدا له ما لم يكن
يحتسب ومن عتا عن أمر الله شك ومن شك تعالى الله عليه فأذله بسلطانه وصغره
بجلاله كما اغتر بربه الكريم وفرط في أمره.
والغلو على أربع شعب: على التعمق بالرأي والتنازع فيه والزيغ والشقاق فمن
تعمق لم ينب إلى الحق ولم يزدد إلا غرقا في الغمرات ولم تنحسر عنه فتنة إلا غشيته
اخرى وانخرق دينه فهو يهوى في أمر مريج ومن نازع في الرأي وخاصم شهر بالعثل
من طول اللجاج ومن زاغ قبحت عنده الحسنة وحسنت عنده السيئة ومن شاق
اعورت عليه طرقه واعترض عليه أمره فضاق عليه مخرجه إذا لم يتبع سبيل
المؤمنين.
والشك على أربع شعب: على المرية والهوى والتردد والاستسلام وهو قول
390

الله عز وجل (فبأي آلاء ربك تتمارى) (1) وفي رواية اخرى: على المرية والهول من الحق
والتردد والاستسلام للجهل وأهله فمن هاله ما بين يديه نكص على عقبيه ومن امترى
في الدين تردد في الريب وسبقه الأولون من المؤمنين وأدركه الآخرون ووطئته سنابك
الشيطان، ومن استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجى من ذلك فمن
فضل اليقين ولم يخلق الله خلقا أقل من اليقين.
والشبهة على أربع شعب: إعجاب بالزينة وتسويل النفس وتأول العوج ولبس
الحق بالباطل وذلك بأن الزينة تصدف عن البينة وأن تسويل النفس تقحم على
الشهوة وان العوج يميل بصاحبه ميلا عظيما وان اللبس ظلمات بعضها فوق بعض
فذلك الكفر ودعائمه وشعبه (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6319] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن محمد بن النعمان، عن سلام، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى (قولوا آمنا بالله
وما انزل الينا) (3) قال: إنما عنى بذلك عليا (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين وجرت
بعدهم في الأئمة (عليهم السلام) ثم يرجع القول من الله في الناس فقال: (فإن آمنوا [يعني
الناس] بمثل ما آمنتم به [يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة (عليهم السلام)] فقد
اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق) (4) (5).
[6320] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة قال سألت العبد الصالح (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وإن خفتم شقاق

(1) سورة النجم: 55.
(2) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(3) سورة البقرة: 136.
(4) سورة البقرة: 137.
(5) الكافي: 1 / 415 ح 19.
391

بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها) (1) فقال: يشترط الحكمان إن شاءا
فرقا وان شاءا جمعا ففرقا أو جمعا جاز (2).
[6321] 4 - العياشي رفعه عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا نشزت المرأة على
الرجل فهي الخلعة فيأخذ منها ما قدر عليه وإذا نشز الرجل مع نشوز المرأة فهو
الشقاق (3).
[6322] 5 - النعماني، عن ابن عقدة، عن جعفر بن عبد الله المحمدي، عن التفليسي، عن
السمندي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام) انه قال: المؤمنون يبتلون ثم يميزهم الله
عنده ان الله لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا ومرائرها ولكنه آمنهم من العمى والشقاق
في الآخرة ثم قال: كان الحسين بن علي (عليهما السلام) يضع قتلاه بعضهم على بعض ثم يقول:
قتلانا قتلى النبيين وآل النبيين (4).
[6323] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض امراء جيشه: فإن عادوا
إلى ظل الطاعة فذاك الذي نحب وإن توافت الامور بالقوم إلى الشقاق والعصيان فانهد
بمن أطاعك إلى من عصاك واستغن بمن انقاد معك عمن تقاعس عنك فإن المتكاره
مغيبه خير من شهوده وقعوده أغنى من نهوضه (5).
[6324] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل:
كنتم جند المرأة واتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فهربتم أخلاقكم دقاق وعهدكم
شقاق ودينكم نفاق وماءكم زعاق... (6).

(1) سورة النساء: 35.
(2) الكافي: 6 / 146 ح 1.
(3) تفسير العياشي: 1 / 240 ح 122.
(4) الغيبة للنعماني: 211 ح 19، ونقل عنه في بحار الأنوار: 52 / 117 طبع إيران.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 4.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 13.
392

[6325] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى أخيه عقيل:... فدع عنك
قريشا وتركاضهم في الضلال وتجوالهم في الشقاق وجماحهم في التيه فإنهم قد أجمعوا
على حربي كاجماعهم على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبلي، فجزت قريشا عني الجوازي
فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن أمي... (1).
[6326] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما
أبغض الله ورسوله وتعظيمنا ما صغر الله ورسوله لكفى به شقاقا لله ومحادة عن أمر
الله... (2).
[6327] 10 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سئل عن عظيم الشقاق؟ قال: رجل
ترك الدنيا للدنيا ففاتته الدنيا وخسر الآخرة ورجل تعبد واجتهد وصام رئاء الناس
فذلك الذي حرم لذات الدنيا ولحقه التعب الذي لو كان به مخلصا لاستحق ثوابه فورد
الآخرة وهو يظن انه قد عمل ما يثقل به ميزانه فيجده هباء منثورا (3).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 36.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 160.
(3) بحار الأنوار: 69 / 300.
393

الشقاوة
[6328] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان،
عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد أبي يزيد، عن ابن أبي شيبة الزهري، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الموت الموت، ألا ولابد من الموت، جاء
الموت بما فيه جاء بالروح والراحة والكرة المباركة إلى جنة عالية لأهل دار الخلود
الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم وجاء الموت بما فيه بالشقوة والندامة وبالكره
الخاسرة إلى نار حامية لأهل دار الغرور الذين كان لها سعيهم وفيها رغبتهم ثم قال:
وقال: إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين وذهب الأمل وراء
الظهر وإذا استحقت ولاية الشيطان والشقاوة جاء الأمل بين العينين وذهب الأجل
وراء الظهر، قال: وسئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أي المؤمنين أكيس؟ فقال: أكثرهم ذكرا
للموت وأشدهم له استعدادا (1).
[6329] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن فضل بن عثمان المرادي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع من كن فيه لم يهلك على الله بعدهن إلا هالك يهم العبد بالحسنة
فيعملها فإن هو لم يعملها كتب الله له حسنة بحسن نيته وان هو عملها كتب الله له عشرا
ويهم بالسيئة أن يعملها فإن لم يعملها لم يكتب عليه شيء وإن هو عملها أجل سبع
ساعات وقال صاحب الحسنات لصاحب السيئات وهو صاحب الشمال: لا تعجل

(1) الكافي: 3 / 257 ح 27.
394

عسى أن يتبعها بحسنة تمحوها فإن الله عز وجل يقول: (ان الحسنات يذهبن السيئات) (1)
أو الاستغفار فإن هو قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة العزيز
الحكيم الغفور الرحيم ذو الجلال والاكرام وأتوب اليه لم يكتب عليه شيء وان مضت
سبع ساعات ولم يتبعها بحسنة واستغفار قال صاحب الحسنات لصاحب السيئات:
اكتب على الشقي المحروم (2).
[6330] 3 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي، عن بشير
الدهان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعلي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) عن جابر بن عبد الله قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا حمل عدو الله إلى قبره نادى حملته: ألا تسمعون يا إخوتاه إني
أشكو إليكم ما وقع فيه أخوكم الشقي ان عدو الله خدعني فأوردني ثم لم يصدرني
وأقسم لي انه ناصح لي فغشني وأشكو إليكم دنيا غرتني حتى إذا اطمأننت إليها
صرعتني وأشكو إليكم أخلاء الهوى منوني ثم تبرؤا مني وخذلوني وأشكو إليكم
أولادا حميت عنهم وآثرتهم على نفسي فأكلوا مالي وأسلموني وأشكو إليكم مالا
منعت منه حق الله فكان وباله علي وكان نفعه لغيري وأشكو إليكم دارا أنفقت عليها
حريبتي وصار سكانها غيري وأشكو إليكم طول الثواء في قبري ينادي أنا بيت الدود
أنا بيت الظلمة والوحشة والضيق يا اخوتاه فاحبسوني ما استطعتم واحذروا مثل ما
لقيت فاني قد بشرت بالنار وبالذل والصغار وغضب العزيز الجبار واحسرتاه على
ما فرطت في جنب الله ويا طول عولتاه فما لي من شفيع يطاع ولا صديق يرحمني فلو ان
لي كرة فأكون من المؤمنين (3).
[6331] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن

(1) سورة هود: 115.
(2) الكافي: 2 / 429 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 333 ح 2.
395

عديس، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال سمعت كلاما يروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعن علي (عليه السلام) وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: هذا قول
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرفه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الشقي من شقى في بطن أمه
والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور، الحديث (1).
[6332] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن
عميرة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) لمفضل بن عمر: يا مفضل إذا أردت أن تعلم أشقي
الرجل أم سعيد فانظر سيبه ومعروفه إلى من يصنعه فإن كان يصنعه إلى من هو أهله
فاعلم انه إلى خير وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم انه ليس له عند الله خير (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6333] 6 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن
يحيى، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: كان
علي (عليه السلام) يقول: لو لا ما سبقني به بني الخطاب ما زنى إلا شقي (3).
الرواية معتبرة الإسناد وناظرة إلى متعة النساء حيث نهى الثاني عنها.
[6334] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن
خالد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان على خاتم علي بن الحسين (عليه السلام) خزى وشقى قاتل
الحسين بن علي (عليه السلام) (4).
[6335] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن
يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن أبي جميلة، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لشريح: يا شريح قد جلست مجلسا

(1) الكافي: 8 / 81 ح 39.
(2) الكافي: 4 / 30 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 448 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 473 ح 6.
396

لا يجلسه إلا نبي أو وصي نبي أو شقي (1).
[6336] 9 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن صفوان، عن
ابن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خلق السعادة والشقاوة قبل أن يخلق
خلقه فمن علمه الله سعيدا لم يبغضه أبدا وإن عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه وإن
علمه شقيا لم يحبه أبدا وإن عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه فإذا أحب
الله شيئا لم يبغضه أبدا وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6337] 10 - الصدوق باسناده إلى وصايا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال:... يا علي أربع خصال من الشقاوة: جمود العين وقساوة القلب وبعد الأمل
وحب البقاء... (3).
[6338] 11 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الشقي من شقي في بطن امه (4).
ورويها الشيخ جعفر بن أحمد القمي باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
جامع الأحاديث: 90.
[6339] 12 - الحميري باسناده إلى الرضا (عليه السلام) انه يقول: جف القلم بحقيقة الكتاب من الله
بالسعادة لمن آمن واتقى والشقاوة من الله تبارك وتعالى لمن كذب وعصى (5).
[6340] 13 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال له أبو عبيدة: ادع الله لي أن
لا يجعل رزقي على أيدي العباد، فقال (عليه السلام): أبى الله عليك ذلك إلا أن يجعل أرزاق
العباد بعضهم من بعض ولكن ادع الله أن يجعل رزقك على أيدي خيار خلقه فانه من

(1) الكافي: 7 / 406 ح 2.
(2) التوحيد: 357 ح 5.
(3) الفقيه: 4 / 360.
(4) الفقيه: 4 / 377 ح 5778.
(5) قرب الاسناد: 355 ح 1270.
397

السعادة ولا يجعله على أيدي شرار خلقه فانه من الشقاوة (1).
[6341] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... المغبون من غبن نفسه
والمغبوط من سلم دينه والسعيد من وعظ بغيره والشقي من انخدع لهواه
وغروره... (2).
[6342] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فيعلم الله سبحانه ما في
الأرحام من ذكر أو أنثى وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد ومن يكون له
في النار حطبا أو في الجنان للنبيين مرافقا فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله
وما سوى ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه
جوانحي (3).
[6343] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى أبي موسى الأشعري جوابا في
أمر الحكمين:... فإن الشقي من حرم نفع ما أوتي من العقل والتجربة... (4).
[6344] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سبب الشقاء حب الدنيا (5).
[6345] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من الشقاء أن يصون المرء دنياه
بدينه (6).
[6346] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من علامة الشقاء الإسائة إلى
الأخيار (7).
[6347] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من الشقاء إفساد المعاد (8).

(1) تحف العقول: 361.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 128.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 78.
(5) غرر الحكم: ح 5516 و 9346 و 9307 و 9274.
(6) غرر الحكم: ح 5516 و 9346 و 9307 و 9274.
(7) غرر الحكم: ح 5516 و 9346 و 9307 و 9274.
(8) غرر الحكم: ح 5516 و 9346 و 9307 و 9274.
398

الشكاية
[6348] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا صعد ملكا العبد المريض إلى السماء عند كل
مساء يقول الرب تبارك وتعالى: ماذا كتبتما لعبدي في مرضه؟ فيقولان: الشكاية
فيقول ما أنصفت عبدي إن حبسته في حبس من حبسي ثم أمنعه الشكاية فيقول:
اكتبا لعبدي مثل ما كنتما تكتبان له من الخير في صحته ولا تكتبا عليه سيئة حتى أطلقه
من حبسي فانه في حبس من حبسي (1).
[6349] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن حد الشكاية للمريض؟ فقال: إن الرجل
يقول حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاية وإنما الشكوى أن
يقول: قد ابتليت بما لم يبتل به أحد ويقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا وليس
الشكوى أن يقول سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6350] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن
بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في جهنم لواديا للمتكبرين يقال له سقر شكا إلى
الله عز وجل شدة حره وسأله أن يأذن له أن يتنفس فتنفس فأحرق جهنم (3).

(1) الكافي: 3 / 114 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 116 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 310 ح 10.
399

الرواية صحيحة الإسناد.
[6351] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: شكا رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وجعا في صدره فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): استشف
بالقرآن فإن الله عز وجل يقول: (وشفاء لما في الصدور) (1) (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6352] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه أذى من جاره، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اصبر ثم أتاه ثانية
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): اصبر ثم عاد إليه فشكاه ثالثة فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للرجل الذي
شكا: إذا كان عند رواح الناس إلى الجمعة فأخرج متاعك إلى الطريق حتى يراه من
يروح إلى الجمعة فإذا سألوك فأخبرهم قال: ففعل فأتاه جاره المؤذي له فقال له: رد
متاعك فلك الله علي أن لا أعود (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6353] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا قوم إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سرعة نفاد
طعامهم، فقال: تكيلون أو تهيلون؟ قالوا: نهيل يا رسول الله يعني الجزاف، قال:
كيلوا ولا تهيلوا فانه أعظم للبركة (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6354] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن
عثمان، عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا

(1) سورة يونس: 57.
(2) الكافي: 2 / 600 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 668 ح 13.
(4) الكافي: 5 / 167 ح 1.
400

رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحرفة، فقال: انظر بيوعا فاشترها ثم بعها فما ربحت فيه
فالزمه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6355] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن سمرة بن جندب كان له
عذق في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاري بباب البستان وكان يمر به
إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء
الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه وخبره الخبر فأرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وخبره بقول الأنصاري وما شكا وقال: إن أردت الدخول فاستأذن فأبى فلما أبى
ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله فأبى أن يبيع فقال: لك بها عذق يمد لك في الجنة
فأبى أن يقبل، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصاري: اذهب فاقلعها وارم بها إليه فانه
لا ضرر ولا ضرار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6356] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن السياري، عن علي بن محمد، عن
محمد بن عبد الحميد، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه شكا إليه البلغم
فقال: أما لك جارية تضحكك؟ قال: قلت: لا قال: فاتخذها فإن ذلك يقطع
البلغم (3).
[6357] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان الأحمر، عن محمد الواسطي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن إبراهيم (عليه السلام) شكا
إلى الله عز وجل ما يلقى من سوء خلق سارة فأوحى الله تعالى إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع

(1) الكافي: 5 / 168 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 292 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 336 ح 2.
401

المعوج إن أقمته كسرته وإن تركته استمتعت به اصبر عليها (1).
[6358] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه قال: شكا الأبرش الكلبي إلى أبي جعفر (عليه السلام) انه لا يولد له فقال له: علمني
شيئا قال: استغفر الله في كل يوم أو في كل ليلة مائة مرة فإن الله يقول: (استغفروا
ربكم انه كان غفارا) إلى قوله (ويمددكم بأموال وبنين) (2) (3).
[6359] 12 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
أنه شكا إليه رجل انه لا يولد له فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إذا جامعت فقل: اللهم انك
إن رزقتني ذكرا سميته محمد قال: ففعل ذلك فرزق (4).
[6360] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن العباس بن
معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن راشد قال: حدثني هشام بن إبراهيم انه
شكا إلى أبي الحسن (عليه السلام) سقمه وإنه لا يولد له فامره أن يرفع صوته بالأذان في منزله
قال: ففعلت فاذهب الله عني سقمي وكثر ولدي، قال محمد بن راشد: وكنت دائم
العلة ما أنفك منها في نفسي وجماعة خدمي وعيالي حتى اني كنت أبقى وحدي وما لي
أحد يخدمني فلما سمعت ذلك من هشام عملت به فأذهب الله عني وعن عيالي العلل
والحمد لله (5).
[6361] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
ما يلقى من وجع الخاصرة فقال: ما يمنعك من أكل ما يقع من الخوان (6).

(1) الكافي: 5 / 513 ح 2.
(2) سورة نوح: 10 - 12.
(3) الكافي: 6 / 8 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 9 ح 7.
(5) الكافي: 6 / 9 ح 9.
(6) الكافي: 6 / 300 ح 7.
402

الرواية صحيحة الإسناد.
[6362] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا نبي من الأنبياء إلى الله عز وجل الضعف، فقيل له: اطبخ اللحم
باللبن فإنهما يشدان الجسم، قال فقلت: هي المضيرة؟ قال: لا ولكن اللحم باللبن
الحليب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6363] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد
ابن عيسى، عن الدهقان، عن درست بن أبي منصور، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن نبيا من الأنبياء شكا إلى الله عز وجل الضعف وقلة الجماع فأمره
بأكل الهريسة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6364] 17 - قال الكليني: وفي حديث آخر رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شكا إلى ربه عز وجل وجع الظهر فأمره بأكل الحب باللحم يعني
الهريسة (3).
[6365] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا نبي من الأنبياء (عليه السلام) إلى الله عز وجل قلة النسل فقال: كل اللحم
بالبيض (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 316 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 319 ح 2.
(3) الكافي: 6 / 320 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 324 ح 3.
403

[6366] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن أحمد
ابن أبي محمود، عن أبيه رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن يوسف (عليه السلام) لما كان في
السجن شكا إلى ربه عز وجل أكل الخبز وحده وسأل أداما يأتدم به وقد كان كثر عنده قطع
الخبز اليابس فأمره أن يأخذ الخبز ويجعله في إجانة ويصب عليه الماء والملح فصار
مريا فجعل يأتدم به (عليه السلام) (1).
[6367] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير رفعه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا إليه رجل الوبا فقال له: وأين أنت عن الطيب المبارك؟
قال: قلت: وما الطيب المبارك؟ فقال: سليمانيكم هذا، قال فقال أبو عبد الله (عليه السلام):
إن أول من اتخذ السكر سليمان بن داود (عليه السلام) (2).
[6368] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن أحمد
الأزدي، عن بعض أصحابنا رفعه قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: إني
رجل شاكي فقال: اين هو عن المبارك؟ فقلت: جعلت فداك وما المبارك؟ قال:
السكر قلت أي السكر جعلت فداك؟ قال: سليمانيكم هذا (3).
[6369] 22 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن الفضيل، عن عبد الرحمن بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا رجل إلى
نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قساوة القلب، فقال له: عليك بالعدس فانه يرق القلب ويسرع
الدمعة (4).
[6370] 23 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن أحمد بن الحسن
الجلاب، عن بعض أصحابنا قال: شكا رجل إلى أبي الحسن (عليه السلام) البهق فأمره أن

(1) الكافي: 6 / 330 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 333 ح 7.
(3) الكافي: 6 / 333 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 343 ح 3.
404

يطبخ الماش ويتحساه ويجعله في طعامه (1).
[6371] 24 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح رفعه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: شكا نبي من الأنبياء إلى الله عز وجل الغم فأمره الله عز وجل بأكل
العنب (2).
[6372] 25 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد رفعه قال: شكا رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قطع عليه الطريق فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هلا تختمت بالعقيق فانه يحرس من كل
سوء (3).
[6373] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
أبي حمزة، عن إسحاق بن عمار، وابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة قال: شكا رجل
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) شقاقا في يديه ورجليه فقال له: خذ قطنة فاجعل فيها بانا وضعها
في سرتك فقال إسحاق بن عمار: جعلت فداك يجعل البان في قطنة ويجعلها في سرته؟
فقال: أما أنت يا إسحاق فصب البان في سرتك فإنها كبيرة قال ابن اذينة: لقيت
الرجل بعد ذلك فأخبرني انه فعله مرة واحدة فذهب عنه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6374] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا رجل
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوحشة فامره أن يتخذ في بيته زوج حمام (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 344 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 351 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 471 ح 8.
(4) الكافي: 6 / 523 ح 2.
(5) الكافي: 6 / 546 ح 6.
405

[6375] 28 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن عاصم بن حميد، عن
محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن نبيا من الأنبياء شكا إلى ربه كيف أقضي
في امور لم أخبر ببيانها؟ قال فقال له: ردهم إلي وأضفهم إلى اسمي يحلفون به (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6376] 29 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
يونس بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن شكا حاجته وضره إلى
كافر أو إلى من يخالفه على دينه فكأنما شكا الله عز وجل إلى عدو من أعداء الله وأيما رجل مؤمن
شكا حاجته وضره إلى مؤمن مثله كانت شكواه إلى الله عز وجل (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6377] 30 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، قال: شكا رجل إلى أبي عبد الله (عليه السلام) السعال وأنا حاضر، فقال له: خذ في
راحتك شيئا من كاشم ومثله من سكر فاستفه يوما أو يومين، قال ابن اذينة: فلقيت
الرجل بعد ذلك فقال: ما فعلته إلا مرة واحدة حتى ذهب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر مما ذكرنا عليك فراجع كتب
الأخبار ويأتي قريبا عنوان الشكوى في محلها فراجعها.

(1) الكافي: 7 / 414 ح 2.
(2) الكافي: 8 / 144 ح 113.
(3) الكافي: 8 / 192 ح 227.
406

الشك
[6378] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
يا زياد إياك والخصومات فإنها تورث الشك وتهبط العمل وتردي صاحبها وعسى أن
يتكلم بالشيء فلا يغفر له إنه كان فيما مضى قوم تركوا علم ما وكلوا به وطلبوا علم ما
كفوه حتى انتهى كلامهم إلى الله فتحيروا حتى إن كان الرجل ليدعي من بين يديه
فيجيب من خلفه ويدعي من خلفه فيجيب من بين يديه، وفي رواية اخرى حتى
تاهوا في الأرض (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6379] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه محمد بن
عيسى قال: دخلت على أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فناظرني في أشياء ثم قال لي: يا أبا علي
ارتفع الشك ما لأبي غيري (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6380] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من

(1) الكافي: 1 / 92 ح 4.
(2) الكافي: 1 / / 320 ح 3.
407

صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو ان أحدكم فر من رزقه
كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت ثم قال: إن الله بعدله وقسطه جعل
الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6381] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال سمعته يقول: إن الله عز وجل لا يوصف وكيف يوصف وقال في
كتابه: (وما قدروا الله حق قدره) (2) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك وإن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع وجعل طاعته في الأرض
كطاعته في السماء فقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (3)
ومن أطاع هذا فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني وفوض إليه وإنا لا نوصف وكيف
يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك، والمؤمن لا يوصف وإن المؤمن ليلقى
أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات
الورق عن الشجر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6382] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي،
عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال: بني الكفر على أربع دعائم: الفسق والغلو
والشك والشبهة (إلى أن قال) والشك على أربع شعب: على المرية والهوى والتردد

(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) سورة الحج: 74.
(3) سورة الحشر: 7.
(4) الكافي: 2 / 182 ح 16.
408

والاستسلام وهو قول الله عز وجل (فبأي آلاء ربك تتمارى) (1).
وفي رواية اخرى على المرية والهول من الحق والتردد والاستسلام للجهل وأهله
فمن هاله ما بين يدين نكص على عقبيه ومن امترى في الدين تردد في الريب وسبقه
الأولون من المؤمنين وأدركه الآخرون ووطئته سنابك الشيطان ومن استسلم لهلكه
الدنيا والآخرة هلك فيما بينهما ومن نجا من ذلك فمن فضل اليقين ولم يخلق الله خلقا أقل
من اليقين، الحديث (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6383] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
الحسين بن الحكم قال: كتبت إلى العبد الصالح (عليه السلام) اخبره اني شاك وقد قال إبراهيم:
(رب أرني كيف تحيي الموتى) (3) وإني أحب أن تريني شيئا، فكتب (عليه السلام): أن
إبراهيم كان مؤمنا وأحب أن يزداد إيمانا وأنت شاك والشاك لا خير فيه وكتب إنما
الشك ما لم يأت اليقين فإذا جاء اليقين لم يجز الشك وكتب أن الله عز وجل يقول: (وما
وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) (4) قال: نزلت في
الشاك (5).
[6384] 7 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الشك والمعصية في النار وليسا منا ولا إلينا (6).
الرواية معتبرة الإسناد.
ورويها الصدوق بسنده الصحيح في الفقيه: 3 / 573 ح 4959.

(1) سورة النجم: 55.
(2) الكافي: 2 / 391 ح 1.
(3) سورة البقرة: 260.
(4) سورة الأعراف: 101.
(5) الكافي: 2 / 399 ح 1.
(6) الكافي: 2 / 400 ح 5.
409

[6385] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا ينفع مع الشك والجحود عمل (1).
[6386] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن خلف بن حماد، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال كنت عند
أبي عبد الله (عليه السلام) جالسا عن يساره وزرارة عن يمينه فدخل عليه أبو بصير فقال:
يا أبا عبد الله ما تقول فيمن شك في الله؟ فقال: كافر يا أبا محمد قال: فشك في
رسول الله؟ فقال: كافر قال ثم التفت إلى زرارة فقال: إنما يكفر إذا جحد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6387] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من شك في الله بعد مولده على الفطرة لم
يفىء إلى خير أبدا (3).
[6388] 11 - قال الكليني: وفي وصية المفضل قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من شك
أو ظن وأقام على أحدهما أحبط الله عمله، ان حجة الله هي الحجة الواضحة (4).
[6389] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قلت: انا لنرى الرجل
له عبادة واجتهاد وخشوع ولا يقول بالحق فهل ينفعه ذلك شيئا؟ فقال: يا أبا محمد
إنما مثل أهل البيت مثل أهل بيت كانوا في بني إسرائيل كان لا يجتهد أحد منهم أربعين
ليلة إلا دعا فأجيب وان رجلا منهم اجتهد أربعين ليلة ثم دعا فلم يستجب له فاتى
عيسى بن مريم (عليه السلام) يشكوا إليه ما هو فيه ويسأله الدعاء قال: فتطهر عيسى وصلى ثم

(1) الكافي: 2 / 400 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 399 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 400 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 400 ح 8.
410

دعا الله عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه: يا عيسى ان عبدي أتاني من غير الباب الذي اؤتى
منه انه دعاني وفي قلبه شك منك فلو دعاني حتى ينقطع عنقه وتنتثر أنامله
ما استجبت له، قال: فالتفت إليه عيسى (عليه السلام) فقال: تدعو ربك وأنت في شك من
نبيه، فقال: يا روح الله وكلمته قد كان والله ما قلت فادع الله لي أن يذهب به عني،
قال: فدعا له عيسى (عليه السلام) فتاب الله عليه وقبل منه وصار في حد أهل بيته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6390] 13 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن أبي إسحاق
الخراساني، قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول في خطبته: لا ترتابوا فتشكوا ولا
تشكوا فتكفروا (2).
[6391] 14 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل (إلا من أتى الله
بقلب سليم) (3) قال: القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه قال: وكل
قلب فيه شرك أو شك فهو ساقط وإنما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم
للآخرة (4).
[6392] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من شك في الله وفي
رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو كافر (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 400 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 399 ح 2.
(3) سورة الشعراء: 89.
(4) الكافي: 2 / 16 ح 5.
(5) الكافي: 2 / 386 ح 10.
411

[6393] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صفوان، عن منصور بن حازم
قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): من شك في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: كافر قلت: فمن شك
في كفر الشاك فهو كافر؟ فأمسك عني، فرددت عليه ثلاث مرات فاستبنت في وجهه
الغضب (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6394] 17 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن
سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن هارون بن خارجة، عن أبي بصير قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) (2)
قال: بشك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6395] 18 - الصدوق رفعه وقال قال الصادق (عليه السلام): ما خلق الله عز وجل يقينا لا شك فيه أشبه
بشك لا يقين فيه من الموت (4).
[6396] 19 - الصدوق، عن أحمد بن محمد الصائغ، عن عيسى بن محمد العلوي، عن
أبي عوانة، عن محمد بن سليمان بن بزيع، عن إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي
عمرة الخراساني، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن
حذيفة بن أسيد الغفاري قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا حذيفة ان حجة الله عليكم
بعدي علي بن أبي طالب الكفر به كفر بالله والشرك به شرك بالله والشك فيه شك في الله
والإلحاد فيه إلحاد في الله والإنكار له إنكار لله والإيمان به إيمان بالله لأنه أخو رسول الله
ووصيه وإمام أمته ومولاهم وهو حبل الله المتين والعروة الوثقى التي لا انفصام لها

(1) الكافي: 2 / 387 ح 11.
(2) سورة الانعام: 82.
(3) الكافي: 2 / 399 ح 4.
(4) الفقيه: 1 / 194 ح 596.
412

وسيهلك فيه اثنان ولا ذنب له محب غال ومقصر، يا حذيفة لا تفارقن عليا فتفارقني
ولا تخالفن عليا فتخالفني إن عليا مني وأنا منه من أسخطه فقد أسخطني ومن أرضاه
فقد أرضاني (1).
[6397] 20 - الرضي رفع إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سمع رجلا من الحرورية يتهجد ويقرأ
فقال (عليه السلام): نوم على يقين خير من صلاة في شك (2).
الحرورية يعني الخوارج، لأنهم خرجوا عليه بحروراء.
[6398] 21 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وعجبت لمن شك في الله
وهو يرى خلق الله... (3).
[6399] 22 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تجعلوا علمكم جهلا ويقينكم
شكا إذا علمتم فاعملوا وإذا تيقنتم فأقدموا (4).
[6400] 23 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ما شككت في الحق مذ
أريته... (5).
[6401] 24 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الله
ابن موسى، عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي، عن المعلى بن هلال، عن الكلبي،
عن أبي صالح، عن عبد الله بن العباس قال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أعطاني الله
تعالى خمسا وأعطى عليا (عليه السلام) خمسا أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم
وجعلني نبيا وجعله وصيا وأعطاني الكوثر وأعطاه السلسبيل وأعطاني الوحي
وأعطاه الإلهام وأسرى بي إليه وفتح له أبواب السماء والحجب حتى نظر إلي ونظرت

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والثلاثون ح 3 / 264 الرقم 282.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 97.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 126.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 274.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 4.
413

إليه قال: ثم بكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت له: ما يبكيك فداك أبي وأمي؟ فقال:
يا ابن عباس ان أول ما كلمني به أن قال: يا محمد انظر تحتك فنظرت إلى الحجب قد
انخرقت وإلى أبواب السماء قد فتحت ونظرت إلى علي وهو رافع رأسه إلي فكلمني
وكلمته وكلمني ربي عز وجل فقلت: يا رسول الله بم كلمك ربك؟ قال قال لي: يا محمد اني
جعلت عليا وصيك ووزيرك وخليفتك من بعدك فاعلمه فها هو يسمع كلامك
فأعلمته وأنا بين يدي ربي عز وجل فقال لي: قد قبلت وأطعت فأمر الله الملائكة أن تسلم
عليه ففعلت فرد عليهم السلام ورأيت الملائكة يتباشرون به وما مررت بملائكة من
ملائكة السماء إلا هنؤني وقالوا لي: يا محمد والذي بعثك بالحق لقد دخل السرور على
جميع الملائكة باستخلاف الله لك ابن عمك ورأيت حملة العرش قد نكسوا
رؤوسهم إلى الأرض، فقلت: يا جبرئيل لم نكس حملة العرش رؤوسهم؟ فقال:
يا محمد ما من ملك من الملائكة إلا وقد نظر إلى وجه علي بن أبي طالب استبشارا به ما
خلا حملة العرش فإنهم استأذنوا الله عز وجل في هذه الساعة فأذن لهم أن ينظروا إلى
علي ابن أبي طالب فنظروا إليه فلما هبطت جعلت أخبره بذلك وهو يخبرني به فعلمت
اني لم أطأ موطئا إلا وقد كشف لعلي عنه حتى نظر إليه، قال ابن عباس قلت:
يا رسول الله أوصني، فقال: عليك بمودة علي بن أبي طالب والذي بعثني بالحق نبيا لا
يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب علي بن أبي طالب وهو تعالى أعلم فإن
جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه وان لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثم أمر به
إلى النار، يا ابن عباس والذي بعثني بالحق نبيا ان النار لأشد غضبا على مبغض علي
منها على من زعم ان لله ولدا يا ابن عباس لو ان الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين
اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا لعذبهم الله بالنار قلت: يا رسول الله وهل يبغضه
أحد؟ قال: يا بن عباس نعم يبغضه قوم يذكرون انهم من أمتي لم يجعل الله لهم في
الاسلام نصيبا يا ابن عباس ان من علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه والذي
بعثني بالحق ما بعث الله نبيا أكرم عليه مني ولا وصيا أكرم عليه من وصيي علي، قال
414

ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأوصاني بمودته وإنه لأكبر عملي
عندي قال ابن عباس: ثم مضى من الزمان ما مضى وحضرت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة
حضرته فقلت: فداك أبي وأمي يا رسول الله قد دنا أجلك فما تأمرني؟ فقال:
يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا ولا وليا قلت: يا رسول الله
فلم لا تأمر الناس بترك مخالفته؟ قال: فبكى عليه وآله السلام حتى أغمي عليه ثم
قال: يا ابن عباس سبق فيهم علم ربي والذي بعثني بالحق نبيا لا يخرج أحد ممن
خالفه من الدنيا وأنكر حقه حتى يغير الله تعالى ما به من نعمة يا ابن عباس إذا أردت
أن تلقى الله هو عنك راض فاسلك طريقة علي بن أبي طالب ومل معه حيث مال
وارض به إماما وعاد من عاداه ووال من والاه يا ابن عباس احذر أن يدخلك شك فيه
فإن الشك في علي كفر بالله تعالى (1).
[6402] 25 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعد، عن
عبد الله بن هارون، عن محمد بن عبد الرحمن العرزمي، عن المعلى بن هلال، عن
الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أعطاني
الله خمسا وأعطى عليا خمسا أعطاني جوامع الكلم وأعطى عليا جوامع العلم وجعلني
نبيا وجعل عليا وصيا وأعطاني الكوثر وأعطى عليا السلسبيل وأعطاني الوحي
وأعطى عليا الإلهام واسرى بي إليه وفتحت له أبواب السماء حتى رأى ما رأيت ونظر
إلى ما نظرت إليه ثم قال: يا ابن عباس خالف من خالف عليا ولا تكونن له ظهيرا
ولا وليا فوالذي بعثني بالحق ما يخالفه أحد إلا غير الله ما به من نعمة وشوه خلقه قبل
إدخاله النار، يا ابن عباس لا تشك في علي فإن الشك فيه كفر يخرج عن الايمان
ويوجب الخلود في النار (2).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 15 / 104 الرقم 161.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 19 / 188 الرقم 317.
415

[6403] 26 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كثر شكه فسد دينه (1).
[6404] 27 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشك يطفيء نور القلب (2).
[6405] 28 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صن إيمانك من الشك فإن الشك
يفسد الإيمان كما يفسد الملح العسل (3).
[6406] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إياك والشك فانه يفسد الدين
ويبطل اليقين (4).
[6407] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: بدوام الشك يحدث
الشرك (5).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 7997، ونقلتها عنه بواسطة هداية العلم: 310.
(2) غرر الحكم: ح 1242، ونقلتها عنه بواسطة هداية العلم: 309.
(3) غرر الحكم: ح 5822.
(4) غرر الحكم: ح 2634.
(5) غرر الحكم: ح 4272.
416

الشكر
[6408] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن سليمان
الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عن أبيه (عليهما السلام) قال: رفع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوم في
بعض غزواته، فقال: من القوم؟ فقالوا: مؤمنون يا رسول الله قال: وما بلغ من
ايمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء إن كنتم كما تصفون فلا
تبنوا ما لا تسكنون ولا تجمعوا ما لا تأكلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6409] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خص رسله بمكارم
الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا ان ذلك من خير وإن
لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها قال: فذكرها عشرة: اليقين والقناعة
والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة.
قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها: الصدق وأداء
الأمانة (2).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 48 ح 4.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 2.
417

[6410] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن عبد الله بن سنان، عن رجل من بني هاشم قال: أربع من كن فيه كمل إسلامه ولو
كان من قرنه إلى قدمه خطايا لم تنقصه: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر (1).
[6411] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اعطي ثلاثا لم يمنع ثلاثا: من اعطي الدعاء اعطي
الإجابة ومن اعطي الشكر اعطي الزيادة ومن اعطي التوكل اعطي الكفاية ثم قال:
أتلوت كتاب الله عز وجل (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) (2) وقال: (لئن شكرتم
لأزيدنكم) (3) وقال: (ادعوني أستجب لكم) (4) (5).
[6412] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن جعفر بن
محمد البغدادي، عن عبد الله بن إسحاق بن الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
مكتوب في التوراة اشكر من أنعم عليك وانعم على من شكرك فانه لا زوال للنعماء إذا
شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت، الشكر زيادة في النعم وأمان من الغير (6).
[6413] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
حسن بن جهم، عن أبي اليقظان، عن عبيد الله بن الوليد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ثلاث لا يضر معهن شيء: الدعاء عند الكرب والاستغفار عند الذنب
والشكر عند النعمة (7).

(1) الكافي: 2 / 56 ح 6.
(2) سورة الطلاق: 3.
(3) سورة إبراهيم: 7.
(4) سورة المؤمن: 60.
(5) الكافي: 2 / 65 ح 6.
(6) الكافي: 2 / 94 ح 3.
(7) الكافي: 2 / 95 ح 7.
418

[6414] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
اعطي الشكر أعطي الزيادة يقول الله عز وجل: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (1) (2).
[6415] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن محمد بن هشام، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكر النعمة
اجتناب المحارم وتمام الشكر قول الرجل الحمد لله رب العالمين (3).
[6416] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن رئاب، عن
إسماعيل بن الفضل قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أصبحت وأمسيت فقل عشر مرات:
«اللهم ما أصبحت بي من نعمة أو عافية من دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك،
لك الحمد ولك الشكر بها علي يا رب حتى ترضى وبعد الرضا» فإنك إذا قلت ذلك
كنت قد أديت شكر ما أنعم الله به عليك في ذلك اليوم وفي تلك الليلة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6417] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان نوح (عليه السلام) يقول ذلك إذا أصبح فسمى بذلك
عبدا شكورا وقال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صدق الله نجا (5).
الرواية صحيحة الاسناد. يعني بذلك الدعاء المذكور في الحديث السابق.
[6418] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما فتح الله على عبد باب شكر فخزن عنه
باب الزيادة (6).

(1) سورة إبراهيم: 7.
(2) و (3) الكافي: 2 / 95 ح 8 و 10.
(4) الكافي: 2 / 99 ح 28.
(5) الكافي: 2 / 99 ح 29.
(6) الكافي: 2 / 94 ح 2.
419

الرواية معتبرة الإسناد.
[6419] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن
عيينة، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: شكر كل نعمة وإن
عظمت أن تحمد الله عز وجل عليها (1).
[6420] 13 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله صاحب
السابري فيما أعلم أو غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) يا
موسى اشكرني حق شكري فقال: يا رب وكيف أشكرك حق شكرك وليس من
شكر أشكرك به إلا وأنت أنعمت به علي؟ قال: يا موسى الآن شكرتني حين علمت
أن ذلك مني (2).
[6421] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن منصور
ابن العباس، عن سعيد بن جناح، قال حدثني أبو مسعود، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
من قال أربع مرات إذا أصبح: «الحمد لله رب العالمين» فقد أدى شكر يومه ومن قالها
إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته (3).
[6422] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الطاعم الشاكر له من الأجر كأجر
الصائم المحتسب والمعافى الشاكر له من الأجر كأجر المبتلى الصابر والمعطى الشاكر له
من الأجر كأجر المحروم القانع (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6423] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد

(1) الكافي: 2 / 95 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 98 ح 27.
(3) الكافي: 2 / 503 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 94 ح 1.
420

ابن علي، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي جعفر أو
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المعافى الشاكر له من الأجر ما للمبتلى الصابر والمعطى الشاكر له
من الأجر كالمحروم القانع (1).
[6424] 17 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عند عائشة
ليلتها فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما
تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا قال: وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم على
أطراف أصابع رجليه فانزل الله سبحانه وتعالى (طه ما أنزلنا عليك القرآن
لتشقى) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6425] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان
الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو كبرت
فقال: الحمد لله إلا أدى شكرها (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6426] 19 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن عيسى بن أيوب، عن علي بن
مهزيار، عن القاسم بن محمد، عن إسماعيل بن أبي الحسن، عن رجل، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أنعم الله عليه بنعمة فعرفها بقلبه فقد أدى شكرها (5).
[6427] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن

(1) الكافي: 2 / 94 ح 4.
(2) سورة طه: 1 و 2.
(3) الكافي: 2 / 95 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 96 ح 14.
(5) الكافي: 2 / 96 ح 15.
421

العرزمي، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدى
إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة، قال أبي فقلت له: ما قبولها؟ قال: يصبر
عليها ولا يخبر بما كان فيها فإذا أصبح حمد الله على ما كان (1).
[6428] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال: سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول: من حمد الله على النعمة فقد
شكره وكان الحمد أفضل من تلك النعمة (2).
الرواية صحيحة الاسناد.
[6429] 22 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد
ابن عثمان قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) من المسجد وقد ضاعت دابته فقال: لئن ردها
الله علي لأشكرن الله حق شكره قال فما لبث أن اتي بها فقال: الحمد لله فقال له قائل:
جعلت فداك أليس قلت لأشكرن الله حق شكره؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ألم تسمعني
قلت: الحمد لله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6430] 23 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في سفر يسير
على ناقة له إذا نزل فسجد خمس سجدات فلما أن ركب قالوا: يا رسول الله إنا رأيناك
صنعت شيئا لم تصنعه؟ فقال: نعم استقبلني جبرائيل (عليه السلام) فبشرني ببشارات من الله عزوجل
فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 3 / 116 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 96 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 97 ح 18.
(4) الكافي: 2 / 98 ح 24.
422

[6431] 24 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن
يونس بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا ذكر أحدكم نعمة الله عز وجل فليضع خده على
التراب شكرا لله فإن كان راكبا فلينزل فليضع خده على التراب وإن لم يكن يقدر على
النزول للشهرة فليضع خده على قربوسه وإن لم يقدر فليضع خده على كفه ثم ليحمد
الله على ما أنعم عليه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6432] 25 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن
حفص المروزي قال: كتبت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه السلام) في سجدة الشكر
فكتب إلي مائة مرة شكرا شكرا وإن شئت عفوا عفوا (2).
[6433] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني قال سمعت علي بن الحسين (عليه السلام)
يقول: إن الله يحب كل قلب حزين ويحب كل عبد شكور يقول الله تبارك وتعالى لعبد
من عبيده يوم القيامة: أشكرت فلانا؟ فيقول: بل شكرتك يا رب فيقول: لم
تشكرني إذ لم تشكره ثم قال: أشكركم لله أشكركم للناس (3).
[6434] 27 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن ابن أبي الخطاب، عن
محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال:
إن الله عز وجل أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا وابتلى قوما
بالمصائب فصبروا فصارت عليهم نعمة (4).
[6435] 28 - الصدوق، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أحمد،

(1) الكافي: 2 / 98 ح 25.
(2) الكافي: 3 / 326 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 99 ح 30.
(4) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 4 / 378 الرقم 479.
423

عن أحمد بن محمد، عن بعض النوفليين، ومحمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)
قال: كونوا على قبول العمل أشد عناية منكم على العمل والزهد في الدنيا قصر الأمل
وشكر كل نعمة الورع عما حرم الله عز وجل من أسخط بدنه أرضى ربه ومن لم يسخط بدنه
عصى ربه (1).
[6436] 29 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: شكر كل نعمة وإن عظمت أن تحمد الله عز وجل (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6437] 30 - الصدوق، عن الدقاق والسناني والمكتب جميعا، عن الأسدي، عن سهل،
عن عبد العظيم الحسني، عن محمود بن أبي البلاد قال سمعت الرضا (عليه السلام)
يقول: من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل (3).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت راجع الكافي: 2 / 94،
وإرشاد القلوب: 122، وأعلام الدين: 42 كلاهما للديلمي، والوافي:
4 / 345، والمحجة البيضاء: 7 / 141، وبحار الأنوار: 68 / 18،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 531، وغيرها من كتب الأخبار، والحمد لله رب
العالمين.

(1) الخصال: 1 / 14 ح 50.
(2) الخصال: 1 / 21 ح 73.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 24 ح 2.
424

الشكوى
[6438] 1 - الكليني، باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في
توصيف المؤمن في حديث:... ولا يحيف بشرا، رفيق بالخلق، ساع في الأرض،
عون للضعيف، غوث للملهوف، لا يهتك سترا ولا يكشف سرا، كثير البلوى،
قليل الشكوى، إن رآى خيرا ذكره وإن عاين شرا ستره، يستر العيب ويحفظ الغيب
ويقيل العثرة ويغفر الزلة، الحديث (1).
[6439] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل عن حد الشكاية للمريض، فقال: إن الرجل
يقول: حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاية، وإنما الشكوى
أن يقول: قد ابتليت بما لم يبتل به أحد، ويقول: لقد أصابني ما لم يصب أحدا، وليس
الشكوى أن يقول: سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6440] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن
النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يرحمك الله
ما الصبر الجميل؟ قال: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس (3).

(1) الكافي: 2 / 228.
(2) الكافي: 3 / 116 ح 1
(3) الكافي: 2 / 93 ح 23.
425

[6441] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن ابن أبي
حمزة قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول لابنه: يا بني من أصابه منكم مصيبة أو
نزلت به نازلة فليتوضأ وليسبغ الوضوء ثم يصلي ركعتين أو أربع ركعات ثم يقول في
آخرهن: «يا موضع كل شكوى ويا سامع كل نجوى وشاهد كل ملاء وعالم كل خفية
ويا دافع ما يشاء من بلية ويا خليل إبراهيم ويا نجي موسى ويا مصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وقلت حيلته وضعفت قوته دعاء الغريق الغريب
المضطر الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين» فانه لا يدعو به أحد
إلا كشف الله عنه إن شاء الله (1).
[6442] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
يونس بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أيما مؤمن شكى حاجته وضره إلى
كافر أو إلى من يخالفه على دينه فكأنما شكى الله عز وجل إلى عدو من أعداء الله وأيما رجل
مؤمن شكى حاجته وضره إلى مؤمن مثله كانت شكواه إلى الله عز وجل (2).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6443] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم
ابن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسن إذا نزلت
بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ولكن اذكرها لبعض إخوانك فإنك لن
تعدم خصلة من أربع خصال إما كفاية بمال واما معونة بجاه أو دعوة فتستجاب أو
مشورة برأي (3).
[6444] 7 - الصدوق، عن ابن إدريس، عن أبيه، عن محمد بن أحمد العلوي، عن أحمد

(1) الكافي: 2 / 560 ح 15.
(2) الكافي: 8 / 144 ح 113.
(3) الكافي: 8 / 170 ح 192.
426

ابن القاسم، عن أبي هاشم الجعفري قال: أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى
أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) فأذن لي فلما جلست قال: يا أبا هاشم أي نعم الله عز وجل عليك
تريد أن تؤدي شكرها؟ قال أبو هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له، فابتدأ (عليه السلام)
فقال: رزقك الإيمان فحرم بدنك على النار ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة
ورزقك القنوع فصانك عن التبذل، يا أبا هاشم إنما ابتدأتك بهذا لأني ظننت انك
تريد أن تشكو لي من فعل بك هذا وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها (1).
[6445] 8 - الصدوق باسناده إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال في حديث:... والذنوب
التي تدفع القسم: إظهار الافتقار والنوم على العتمة وعن صلاة الغداة واستحقار النعم
وشكوى المعبود عز وجل، الحديث (2).
[6446] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اجعل شكواك إلى من يقدر
على غناك (3).
[6447] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس بحكيم من شكى ضره
إلى غير رحيم (4).
قد مر منا عنوان الشكاية آنفا فراجعها إن شئت.

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والستون ح 11 / 497 الرقم 682.
(2) معاني الأخبار: 271.
(3) غرر الحكم: ح 2473.
(4) غرر الحكم: ح 7467.
427

الشماتة
[6448] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن
ابن علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن أبان بن عبد الملك، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويصيرها بك وقال: من
شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن (1).
[6449] 2 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن
القاسم، عن سماعة قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لما مات آدم (عليه السلام) وشمت به إبليس
وقابيل فاجتمعا في الأرض فجعل إبليس وقابيل المعازف والملاهي شماتة بآدم (عليه السلام)
فكل ما كان في الأرض من هذا الضرب الذي يتلذذ به الناس فإنما هو من ذاك (2).
[6450] 3 - الصدوق، عن محمد بن أحمد الأسدي، عن يعقوب بن يوسف، عن عمر بن
إسماعيل، عن حفص بن غياث، عن برد بن سنان، عن مكحول، عن واثلة بن
الأسقع قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك (3).
[6451] 4 - ابن شعبة الحراني، رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا لم تجتمع القرابة على
ثلاثة أشياء تعرضوا لدخول الوهن عليهم وشماتة الأعداء بهم وهي: ترك الحسد فيما
بينهم لئلا يتحزبوا فيتشتت أمرهم والتواصل ليكون ذلك حاديا لهم على الالفة
والتعاون لتشملهم العزة (4).

(1) الكافي: 2 / 359 ح 1.
(2) الكافي: 6 / 431 ح 3.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الأربعون ح 5 / 297 الرقم 331.
(4) تحف العقول: 323.
428

[6452] 5 - العياشي رفعه عن حماد بن عيسى، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل
عن قول الله (وأسروا الندامة لما رأوا العذاب) (1) قال: قيل له: وما ينفعهم اسرار
الندامة وهم في العذاب؟ قال: كرهوا شماتة الأعداء (2).
[6453] 6 - قال المفيد: لما بلغ معاوية بن أبي سفيان وفاة أمير المؤمنين (عليه السلام) وبيعة الناس
ابنه الحسن (عليه السلام) دس رجلا من حمير إلى الكوفة ورجلا من بني القين إلى البصرة ليكتبا
إليه بالأخبار ويفسدا على الحسن الامور فعرف ذلك الحسن (عليه السلام) فأمر باستخراج
الحميري من عند لحام بالكوفة فأخرج وأمر بضرب عنقه وكتب إلى البصرة
باستخراج القيني من بني سليم فأخرج وضربت عنقه وكتب الحسن (عليه السلام) إلى معاوية:
«أما بعد فإنك دسست الرجال للاحتيال والاغتيال وأرصدت العيون كأنك تحب
اللقاء وما أشك في ذلك فتوقعه إن شاء الله وبلغني انك شمت بما لم يشمت به ذو حجى
وإنما مثلك في ذلك كما قال الأول:
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى * تزود لأخرى مثلها فكان قد
فأنا ومن قد مات منا لكالذي * يروح فيمسي في المبيت ليغتدي
فأجابه معاوية عن كتابه بما لا حاجة لنا إلى ذكره (3).
[6454] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه وصف المتقين:... ولا يشمت
بالمصائب ولا يدخل في الباطل... (4).
[6455] 8 - الراوندي، باسناده إلى الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن

(1) سورة يونس: 54.
(2) تفسير العياشي: 2 / 123 ح 26.
(3) الارشاد: 2 / 9.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 193.
429

يزيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما طال بلاء
أيوب ورآى إبليس صبره أتى إلى أصحاب له كانوا رهبانا في الجبال فقال لهم: مروا
بنا إلى هذا العبد المبتلى نسأله عن بليته، قال: فركبوا وجاؤوه فلما قربوا منه نفرت
بغالهم فقربوها بعضا إلى بعض ثم مشوا إليه وكان فيهم شاب حدث فسلموا على
أيوب وقعدوا وقالوا: يا أيوب لو أخبرتنا بذنبك فلا نرى تبتلى بهذا البلاء إلا لأمر
كنت تسره، قال أيوب (عليه السلام): وعزة ربي انه ليعلم إني ما أكلت طعاما قط إلا ومعي
يتيم أو ضعيف يأكل معي وما عرض لي أمران كلاهما طاعة إلا أخذت بأشدهما على
بدني، فقال الشاب: سوءة لكم عمدتم إلى نبي الله فعنفتموه حتى أظهر من عبادة ربه
ما كان يستره فعند ذلك دعا ربه وقال: رب (اني مسني الشيطان بنصب
وعذاب) (1) وقال: قيل لأيوب (عليه السلام) بعد ما عافاه الله تعالى: أي شيء أشد ما مر
عليك؟ قال: شماتة الأعداء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6456] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من شمت بزلة غيره شمت
غيره بزلته (3).
[6457] 10 - المجلسي رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: اما علامة الحاسد فأربعة:
الغيبة والتملق والشماتة بالمصيبة و... (4).
ولم يذكر في الرواية الرابعة.

(1) سورة ص: 41.
(2) قصص الأنبياء: 140 ح 149، ونقل عنه في بحار الأنوار: 12 / 351 ح 21.
(3) غرر الحكم: ح 9108.
(4) بحار الأنوار: 1 / 122.
430

الشناعة
[6458] 1 - الطوسي، عن الشيخ المفيد، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود، عن
أبيه، عن أبي الحسن علي بن الحسين، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد بن
يحيى، عن محمد بن عبد الله المسمعي ورجل آخر، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف
ابن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تدخل القبر وعليك نعل ولا قلنسوة ولا
رداء ولا عمامة قلت: فالخف؟ قال: لا بأس بالخف فإن في خلع الخف شناعة (1).

(1) التهذيب: 1 / 313 ح 78.
431

الشهادة (1)
[6459] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي محمد الوابشي وإبراهيم بن مهزم،
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صلى
بالناس الصبح فنظر إلى شاب في المسجد وهو يخفق ويهوى برأسه مصفرا لونه قد
نحف جسمه وغارت عيناه في رأسه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف أصبحت يا فلان؟
قال: أصبحت يا رسول الله موقنا فعجب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من قوله وقال: ان لكل
يقين حقيقة فما حقيقة يقينك؟ فقال: ان يقيني يا رسول الله هو الذي أحزنني وأسهر
ليلي واظمأ هواجري فعزفت نفسي عن الدنيا وما فيها حتى كأني أنظر إلى عرش ربي
وقد نصب للحساب وحشر الخلائق لذلك وأنا فيهم وكأني أنظر إلى أهل الجنة
يتنعمون في الجنة ويتعارفون وعلى الأرائك متكئون وكأني أنظر إلى أهل النار
وهم فيها معذبون مصطرخون وكأني الآن أسمع زفير النار يدور في مسامعي فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: هذا عبد نور الله قلبه بالإيمان ثم قال له: الزم ما أنت
عليه، فقال الشاب: ادع الله لي يا رسول الله أن ارزق الشهادة معك فدعا له رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم يلبث أن خرج في بعض غزوات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاستشهد بعد تسعة نفر
وكان هو العاشر (2).

(1) الشهادة هنا بمعنى القتل في سبيل الله.
(2) الكافي: 2 / 53 ح 2.
432

الرواية صحيحة الإسناد.
[6460] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك؟ فقال:
يا رسول الله مؤمن حقا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل شيء حقيقة فما حقيقة
قولك؟ فقال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي واظمأت هواجري
وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون
في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عبد نور الله
قلبه أبصرت فاثبت، فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن ارزق الشهادة معك، فقال:
اللهم ارزق حارثة الشهادة، فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سرية
فبعثه فيها فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية ثم قتل.
وفي رواية القاسم بن بريد عن أبي بصير قال: استشهد مع جعفر بن أبي طالب بعد
تسعة نفر وكان هو العاشر (1).
[6461] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن قول أمير المؤمنين صلوات
الله عليه: «والله لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش» قال: في سبيل
الله (2).
[6462] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب رفعه ان
أمير المؤمنين (عليه السلام) خطب يوم الجمل فحمد الله واثنى عليه ثم قال: أيها الناس إني
اتيت هؤلاء القوم ودعوتهم واحتججت عليهم فدعوني إلى أن اصبر للجلاد وابرز

(1) الكافي: 2 / 54 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 53 ح 1.
433

للطعان فلامهم الهبل وقد كنت وما اهدد بالحرب ولا ارهب بالضرب انصف القارة
من راماها فلغيري فليبرقوا وليرعدوا فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم وفرقت
جماعتهم وبذلك القلب القى عدوي وأنا على ما وعدني ربي من النصر والتأييد والظفر
واني لعلى يقين من ربي وغير شبهة من أمري، أيها الناس إن الموت لا يفوته المقيم ولا
يعجزه الهارب ليس عن الموت محيص ومن لم يمت يقتل وان أفضل الموت القتل والذي
نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة على فراش، واعجبا لطلحة ألب
الناس على ابن عفان حتى إذا قتل أعطاني صفقته بيمينه طائعا ثم نكث بيعتي اللهم
خذه ولا تمهله وان الزبير نكث بيعتي وقطع رحمي وظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم
بما شئت (1).
[6463] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فوق كل ذي بر بر حتى يقتل المرء في سبيل
الله فإذا قتل في سبيل الله فليس فوقه بر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6464] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن عنبسة، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن علي بن
الحسين (عليه السلام) كان يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من قطرة أحب إلى الله عز وجل من قطرة دم
في سبيل الله (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6465] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن

(1) الكافي: 5 / 53 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 53 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 53 ح 3.
434

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ما بال الشهيد لا يفتن في قبره؟ فقال
[النبي] (صلى الله عليه وآله وسلم): كفى بالبارقة فوق رأسه فتنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6466] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من قتل في سبيل الله لم يعرفه الله شيئا من
سيئاته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6467] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن
سويد القلانسي، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي الجهاد
أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه في سبيل الله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6468] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما المجاهد الشهيد في سبيل الله
بأعظم أجرا ممن قدر فعف، لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب الجهاد في
كتب الأخبار.

(1) الكافي: 5 / 54 ح 5.
(2) و (3) الكافي: 5 / 54 ح 6 و 7.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 474.
435

الشهادة
[6469] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
مرازم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): عليكم بالصلاة في المساجد وحسن الجوار للناس
وإقامة الشهادة وحضور الجنائز انه لابد لكم من الناس ان أحدا لا يستغني عن الناس
حياته والناس لابد لبعضهم من بعض (1).
[6470] 2 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان وأبي علي
الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار جميعا، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن
وهب قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وفيما
بيننا وبين خلطائنا من الناس؟ قال: فقال: تؤدون الأمانة إليهم وتقيمون الشهادة لهم
وعليهم وتعودون مرضاهم وتشهدون جنائزهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6471] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى قال: كتب محمد إلى أبي محمد (عليه السلام) رجل يكون له
على رجل مائة درهم فيلزمه، فيقول له انصرف إليك إلى عشرة أيام واقضي حاجتك
فإن لم انصرف فلك علي ألف درهم حالة من غير شرط واشهد بذلك عليه ثم دعاهم
إلى الشهادة، فوقع (عليه السلام): لا ينبغي لهم أن يشهدوا إلا بالحق ولا ينبغي لصاحب الدين
أن يأخذ إلا الحق إن شاء الله (3).

(1) الكافي: 2 / 635 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 635 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 307 ح 14.
436

[6472] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه
جميعا، عن ابن محبوب، عن خضر الصيرفي، عن بريد بن معاوية العجلي قال: سئل
أبو جعفر (عليه السلام) عن رجل قتل رجلا عمدا فلم يقم عليه الحد ولم تصح الشهادة عليه
حتى خولط وذهب عقله ثم ان قوما آخرين شهدوا عليه بعد ما خولط انه قتله؟
فقال: إن شهدوا عليه انه قتله حين قتله وهو صحيح ليس به علة من فساد عقله قتل
به وان يشهدوا عليه بذلك وكان له مال يعرف دفع إلى ورثة المقتول الدية من مال
القاتل وإن لم يترك مالا أعطي الدية من بيت المال ولا يبطل دم امرء مسلم (1).
[6473] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولا يأب الشهداء إذا
ما دعوا) (2) فقال: لا ينبغي لأحد إذا دعي إلى الشهادة يشهد عليها أن يقول لا
أشهد لكم (3).
الرواية موثقة سندا.
[6474] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا) قال:
قبل الشهادة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6475] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن
ابن أبي نجران، ومحمد بن علي، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كتم شهادة أو شهد بها ليهدر لها بها دم امرئ مسلم أو

(1) الكافي: 7 / 295 ح 1.
(2) سورة البقرة: 282.
(3) الكافي: 7 / 379 ح 1.
(4) الكافي: 7 / 380 ح 4.
437

ليزوي مال امرئ مسلم أتى يوم القيامة ولوجهه ظلمة مد البصر وفي وجهه كدوح
تعرفه الخلائق باسمه ونسبه ومن شهد شهادة حق ليحيى بها حق امرئ مسلم أتى
يوم القيامة ولوجهه نور مد البصر تعرفه الخلائق باسمه ونسبه: ثم قال أبو جعفر (عليه السلام):
ألا ترى ان الله تبارك وتعالى يقول: (وأقيموا الشهادة لله) (1) (2).
[6476] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ومن يكتمها فانه آثم قلبه) (3) قال:
بعد الشهادة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6477] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران،
عن محمد بن منصور الخزاعي، عن علي بن سويد السائي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال:
كتب أبي في رسالته إلي وسألته عن الشهادة لهم: فأقم الشهادة لله ولو على نفسك أو
الوالدين والأقربين فيما بينك وبينهم فإن خفت على أخيك ضيما فلا.
الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي، عن إسماعيل بن مهران مثله (5).
[6478] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا سمع الرجل الشهادة ولم يشهد عليها فهو
بالخيار ان شاء شهد وإن شاء سكت، وقال: إذا أشهد لم يكن له إلا أن يشهد (6).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) سورة الطلاق: 2.
(2) الكافي: 7 / 380 ح 1.
(3) سورة البقرة: 282.
(4) الكافي: 7 / 381 ح 2.
(5) الكافي: 7 / 381 ح 3.
(6) الكافي: 7 / 381 ح 1.
438

[6479] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا سمع الرجل الشهادة
ولم يشهد عليها فهو بالخيار إن شاء شهد وإن شاء سكت إلا إذا علم من الظالم فليشهد
ولا يحل له إلا أن يشهد (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6480] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا سمع الرجل الشهادة
ولم يشهد عليها فهو بالخيار إن شاء شهد وإن شاء سكت (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6481] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عبد الله
ابن هلال، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن
الرجل يحضر حساب الرجل فيطلبان منه الشهادة على ما سمع منهما؟ فقال: ذلك إليه
إن شاء شهد وإن شاء لم يشهد فإن شهد بحق قد سمعه وإن لم يشهد فلا شيء عليه لأنهما
لم يشهداه (3).
[6482] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن
النعمان، عن حماد بن عثمان، عن عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل
يشهدني على الشهادة فأعرف خطي وخاتمي ولا أذكر شيئا من الباقي قليلا ولا
كثيرا، قال: فقال لي: إذا كان صاحبك ثقة ومعك رجل ثقة فاشهد له (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6483] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد

(1) الكافي: 7 / 381 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 382 ح 5 و 6 و 1.
(3) الكافي: 7 / 382 ح 5 و 6 و 1.
(4) الكافي: 7 / 382 ح 5 و 6 و 1.
439

قال: كتب إليه جعفر بن عيسى جعلت فداك جاءني جيران لنا بكتاب زعموا انهم
اشهدوني على ما فيه وفي الكتاب اسمي بخطي قد عرفته ولست أذكر الشهادة وقد
دعوني إليها فأشهد لهم على معرفتي أن اسمي في الكتاب ولست أذكر الشهادة أو لا
تجب لهم الشهادة علي حتى أذكرها كان اسمي في الكتاب بخطي أو لم يكن؟ فكتب:
لا تشهد (1).
[6484] 16 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر،
عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا ينقضي كلام شاهد الزور من بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده
من النار وكذلك من كتم الشهادة (2).
[6485] 17 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
وهب قال: قلت له: إن ابن أبي ليلى يسألني الشهادة على أن هذه الدار مات فلان
وتركها ميراثه وإنه ليس له وارث غير الذي شهدنا له، فقال: اشهد بما هو علمك،
قلت: ان ابن أبي ليلى يحلفنا الغموس؟ قال: احلف إنما هو على علمك (3).
الرواية صحيحة الإسناد، ولكنها مضمرة.
[6486] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد
والحسين بن سعيد جميعا، عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد الطائي، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في شهادة المملوك، قال: إذا كان عدلا فهو جائز
الشهادة إن أول من رد شهادة المملوك عمر بن الخطاب وذلك انه تقدم إليه مملوك في
شهادة فقال: إن أقمت الشهادة تخوفت على نفسي وإن كتمتها أثمت بربي فقال: هات

(1) الكافي: 7 / 382 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 383 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 387 ح 2.
440

شهادتك أما انا لا نجيز شهادة مملوك بعدك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6487] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: رد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شهادة السائل الذي يسأل في كفه، قال أبو جعفر (عليه السلام): لأنه
لا يؤمن على الشهادة وذلك لأنه إن أعطي رضى وإن منع سخط (2).
الرواية موثقة سندا.
[6488] 20 - الكليني، بسند صحيح، عن موسى بن جعفر (عليه السلام) في عد الكبائر:...
وشهادة الزور وكتمان الشهادة لأن الله عز وجل يقول: (ومن يكتمها فانه آثم
قلبه) (3) و... (4).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب
الشهادات من كتب الأخبار، والحمد لله.

(1) الكافي: 7 / 389 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 396 ح 13.
(3) سورة البقرة: 283.
(4) الكافي: 2 / 287.
441

الشهرة
[6489] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك،
عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فنظر
إلي بوجه قاطب فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك لإخوانك، بلغني
يا إسحاق انك أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة، فقلت: جعلت فداك إني
خفت الشهرة، فقال: أفلا خفت البلية؟ أوما علمت ان المؤمنين إذا التقيا فتصافحا
أنزل الله عز وجل الرحمة عليهما فكانت تسعة وتسعين لأشدهما حبا لصاحبه فإذا توافقا
غمرتهما الرحمة فإذا قعدا يتحدثان قال الحفظة بعضها لبعض: اعتزلوا بنا فلعل لهما
سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت: أليس الله عز وجل يقول: (ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد) (1) فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع فإن عالم السر يسمع
ويرى (2).
[6490] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الشهرة خيرها وشرها في النار (3).
[6491] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن
ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): نهاني
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن لبس ثياب الشهرة ولا أقول نهاكم عن لباس المعصفر المفدم (4).

(1) سورة ق: 18.
(2) الكافي: 2 / 181 ح 14.
(3) الكافي: 6 / 445 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 447 ح 4.
442

[6492] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله تبارك وتعالى يبغض شهرة اللباس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6493] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من استذل مؤمنا واستحقره لقلة ذات يده ولفقره
شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق (2).
[6494] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن
أبي إسماعيل السراج، عن ابن مسكان، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كفى
بالمرء خزيا أن يلبس ثوبا يشهره أو يركب دابة تشهره (3).
[6495] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
أبي الجارود، عن أبي سعيد، عن الحسين (عليه السلام) قال: من لبس ثوبا يشهره كساه الله
يوم القيامة ثوبا من النار (4).
[6496] 8 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال: لا يتم عقل امرء
مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه مأمول والشر منه مأمون، يستكثر
قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب الحوائج إليه ولا
يمل من طلب العلم طول دهره، الفقر في الله أحب إليه من الغنى والذل في الله أحب إليه
من العز في عدوه والخمول أشهى إليه من الشهرة ثم قال (عليه السلام): العاشرة وما العاشرة؟
قيل له: ما هي؟ قال (عليه السلام): لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني وأتقى، إنما الناس
رجلان رجل خير منه وأتقى ورجل شر منه وأدنى فإذا لقى الذي شر منه وأدنى قال:

(1) الكافي: 6 / 444 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 353 ح 9.
(3) الكافي: 6 / 445 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 445 ح 4.
443

لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي، وإذا رأى الذي هو خير
منه وأتقى تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وطاب خيره وحسن ذكره
وساد أهل زمانه (1).
[6497] 9 - الحسن بن الفضل الطبرسي رفعه وقال: دخل عباد بن كثير البصري على
أبي عبد الله (عليه السلام) وعليه ثياب الشهرة فقال: يا عباد ما هذه الثياب؟ قال: يا أبا عبد الله
تعيب علي هذا؟ قال: نعم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لبس ثياب شهرة في الدنيا ألبسه
الله ثياب الذل يوم القيامة قال عباد: من حدثك بهذا؟ قال: يا عباد تتهمني، حدثني
والله أبي عن آبائي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[6498] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن الشهرة حصن
القدرة (3).

(1) تحف العقول: 443.
(2) مكارم الأخلاق: 116.
(3) غرر الحكم: ح 4810.
444

الشهوة
[6499] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن
مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن
المرأة تعانق زوجها من خلفه فتحرك على ظهره فتأتيها الشهوة فتنزل الماء عليها
الغسل أو لا يجب عليها الغسل؟ قال: إذا جاءتها الشهوة فأنزلت الماء وجب عليها
الغسل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6500] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن
ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان أخوف ما أخاف على أمتي
من بعدي هذه المكاسب الحرام والشهوة الخفية والربا (2).
[6501] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خلق الله الشهوة عشرة أجزاء فجعل تسعة أجزاء في النساء
وجزءا واحدا في الرجال ولولا ما جعل الله فيهن من الحياء على قدر أجزاء الشهوة
لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 3 / 47 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 124 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 338 ح 1.
445

[6502] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن ابن مسكان رفعه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل نزع الشهوة من نساء
بني هاشم وجعلها في رجالهم وكذلك فعل بشيعتهم، وإن الله عز وجل نزع الشهوة من رجال
بني أمية وجعلها في نسائهم وكذلك فعل بشيعتهم (1).
[6503] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث أخافهن على أمتي من بعدي
الضلالة بعد المعرفة ومضلات الفتن وشهوة البطن والفرج (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6504] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن بعض أصحابه، عن أبي العباس البقباق قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة وكم من شهوة ساعة أورثت
حزنا طويلا والموت فضح الدنيا فلم يترك لذي لب فرحا (3).
[6505] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عمن حدثه عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الله
جعل للمرأة صبر عشرة رجال فإذا هاجت كانت لها قوة شهوة عشرة رجال (4).
[6506] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة
محفوفة بالمكاره والصبر فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة
باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار (5).

(1) الكافي: 5 / 564 ح 35.
(2) الكافي: 2 / 79 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 451 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 338 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 89 ح 7.
446

الرواية معتبرة الإسناد.
[6507] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عنهم (عليهم السلام) قال: فيما وعظ
الله عز وجل به عيسى (عليه السلام):... يا عيسى لا تستيقظن عاصيا ولا تستنبهن لاهيا وافطم نفسك
عن الشهوات الموبقات وكل شهوة تباعدك مني فاهجرها... (1).
[6508] 10 - الصدوق باسناده إلى الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:
سمعته يقول: يظهر في آخر الزمان واقتراب الساعة وهو شر الأزمنة نسوة
كاشفات عاريات متبرجات من الدين داخلات في الفتن مائلات إلى الشهوات
مسرعات إلى اللذات مستحلات للمحرمات في جهنم خالدات (2).
[6509] 11 - الصدوق باسناده إلى ابن أبي عمير، عن الكاهلي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة وكفى بها لصاحبها فتنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6510] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن عبد الله بن المغيرة، عن إسماعيل بن مسلم السكوني، عن الصادق (عليه السلام)، عن
أبيه (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) عن علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): طوبى لمن ترك
شهوة حاضرة لموعود لم يره (4).
الرواية معتبرة الإسناد. ونقلها في ثواب الأعمال: 211.
[6511] 13 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن
العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن واصل بن سليمان، عن ابن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان المسيح (عليه السلام) يقول لأصحابه: إن كنتم أحبائي وإخواني

(1) الكافي: 8 / 136.
(2) الفقيه: 3 / 390 ح 4374.
(3) الفقيه: 4 / 18 ح 4970.
(4) الخصال: 1 / 2 ح 1.
447

فوطنوا أنفسكم على العداوة والبغضاء من الناس فإن لم تفعلوا فلستم بإخواني إنما
أعلمكم لتعلموا ولا أعلمكم لتعجبوا انكم لن تنالوا ما تريدون إلا بترك ما تشتهون
وبصبركم على ما تكرهون. وإياكم والنظرة فإنها تزرع في قلب صاحبها الشهوة وكفى
بها لصاحبها فتنة. يا طوبى لمن يرى بعينيه الشهوات ولم يعمل بقلبه المعاصي. ما أبعد
ما قد فات وما أدنى ما هو آت، الحديث (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6512] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اما بعد فإني أحذركم الدنيا فإنها
حلوة خضرة حفت بالشهوات وتحببت بالعاجلة... (2).
[6513] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان
يقول: إن الجنة حفت بالمكاره وان النار حفت بالشهوات. واعلموا انه ما من طاعة
الله شيء إلا يأتي في كره وما من معصية الله شيء إلا يأتي في شهوة فرحم الله إمرء نزع
عن شهوته وقمع هوى نفسه... (3).
[6514] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كرمت عليه نفسه هانت
عليه شهواته (4).
[6515] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المال مادة الشهوات (5).
[6516] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الشهوات إعلال قاتلات
وأفضل دوائها اقتناء الصبر عنها (6).

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 43 / 208.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 111.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 449.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 58.
(6) غرر الحكم: ح 1789.
448

[6517] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ان أفضل الناس عند الله من
أحيى عقله وأمات شهوته وأتعب نفسه بصلاح آخرته (1).
[6518] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ترك الشهوات أفضل عبادة
وأجمل عادة (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع المحجة البيضاء: 5 / 144،
وبحار الأنوار: 67 / 73، ووسائل الشيعة: 11 / 244، ومستدرك الوسائل:
11 / 340، وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 309، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 3579.
(2) غرر الحكم: ح 4527.
449

الشورى
[6519] 1 - الصدوق بإسناده عن عامر بن واثلة في حديث قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول
يوم الشورى: نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين رجع عمر
يجبن أصحابه ويجبنونه قد رد راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منهزما فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«لأعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع
حتى يفتح الله عليه» فلما أصبح قال: ادعوا لي عليا، فقالوا: يا رسول الله هو رمد
ما يطرف، فقال: جيؤني به، فلما قمت بين يديه تفل في عيني وقال: اللهم اذهب عنه
الحر والبرد، فأذهب الله عني الحر والبرد إلى ساعتي هذه فأخذت الراية وهزم الله
المشركين وأظفرني بهم غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: نشدتكم بالله هل فيكم أحد
حين جاء مرحب وهو يقول:
أنا الذي سمتني امي مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب
فخرجت إليه فضربني وضربته وعلى رأسه نقير من جبل لم يكن تصلح على رأسه
بيضة من عظم رأسه ففلقت النقير ووصل السيف إلى رأسه فقتلته ففيكم أحد فعل
هذا؟ قالوا: اللهم لا، الحديث (1).
الحديث طويل الذيل يقرب من عشرة صفحات فراجع تمامه في مصدره.
[6520] 2 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن البرمكي، عن محمد بن عرفة

(1) الخصال: 2 / 553 ح 31.
450

قال: قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله ما حملك على الدخول في ولاية العهد؟
فقال: ما حمل جدي أمير المؤمنين (عليه السلام) على الدخول في الشورى (1).
[6521] 3 - سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت سلمان وأبا ذر والمقداد وسألت علي بن
أبي طالب عن ذلك، فقال: صدقوا، قالوا: دخل علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعائشة قاعدة خلفه والبيت غاص بأهله فيهم الخمسة أصحاب الكساء والخمسة
أصحاب الشورى، ولم يجد مكانا فأشار إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ههنا يعني خلفه
وعائشة قاعدة خلفه وعليها كساء فجاء علي (عليه السلام) فقعد بين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين
عائشة فغضبت عائشة واقعت كما يقعى الأعرابي قد قدعته عائشة وغضبت وقالت:
ما وجدت لأستك موضعا غير حجري، فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: مه يا حميراء
لا تؤذيني في أخي علي فإنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وصاحب الغر المحجلين يوم
القيامة يجعله الله على الصراط، وفي رواية اخرى: يقعده الله يوم القيامة على الصراط
فيقاسم النار فيدخل أولياءه الجنة ويدخل أعداءه النار (2).
[6522] 4 - نصر بن مزاحم، عن عمر بن سعد الأسدي، عن نمير بن وعلة، عن عامر
الشعبي، إن عليا (عليه السلام) حين قدم من البصرة نزع جريرا همدان فجاء حتى نزل الكوفة
فأراد على أن يبعث إلى معاوية رسولا فقال له جرير: ابعثني إلى معاوية فإنه لم يزل لي
مستنصحا وودا فآتيه فادعوه على أن يسلم لك هذا الأمر ويجامعك على الحق، على
أن يكون أميرا من امراءك وعاملا من عمالك، ما عمل بطاعة الله واتبع ما في كتاب الله
وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وولايتك وجلهم قومي وأهل بلادي وقد رجوت أن لا
يعصوني، فقال له الأشتر: لا تبعثه ودعه ولا تصدقه فوالله إني لأظن هواه هواهم
ونيته نيتهم، فقال له علي (عليه السلام): دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا، فبعثه علي (عليه السلام) وقال
له حين أراد أن يبعثه: ان حولي من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أهل الدين والرأي

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 140 ح 4.
(2) كتاب سليم بن قيس الهلالي: 141 ح 30.
451

من قد رأيت وقد اخترتك عليهم لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيك: «إنك من خير ذي
يمن». ائت معاوية بكتابي فإن دخل فيما دخل فيه المسلمون وإلا فانبذ إليه واعلمه أني
لا أرضى به أميرا وأن العامة لا ترضى به خليفة، فانطلق جرير حتى أتى الشام ونزل
بمعاوية فدخل عليه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: اما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع
لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز وأهل اليمن وأهل مصر وأهل
العروض عمان وأهل البحرين واليمامة فلم يبق إلا أهل هذه الحصون التي أنت فيها ولو
سال عليها سيل من أوديته غرقها وقد أتيتك أدعوك إلى ما يرشدك ويهديك إلى
مبايعة هذا الرجل، ودفع إليه كتاب علي بن أبي طالب (عليه السلام) وفيه:
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فإن بيعتي لزمتك بالمدينة وأنت بالشام لأنه بايعني
القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن
يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار إذا اجتمعوا على رجل
فسموه إماما كان ذلك لله رضا فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه إلى ما
خرج منه، فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ويصله
جهنم وساءت مصيرا، وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردهما
فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون، فادخل فيما دخل فيه
المسلمون فإن أحب الامور إلي فيك العافية إلا أن تتعرض للبلاء، فإن تعرضت له
قاتلتك واستعنت الله عليك. وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه المسلمون
ثم حاكم القوم إلي أحملك وإياهم على كتاب الله. فأما تلك التي تريدها فخدعة الصبي
عن اللبن. ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان،
واعلم أنك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى وقد
أرسلت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الإيمان والهجرة فبايع
ولا قوة إلا بالله (1).

(1) وقعة صفين: 27، ونقل بعضها عنه في بحار الأنوار: 32 / 366.
452

[6523] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال: ومن كتاب له (عليه السلام) إلى معاوية:
انه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن
للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار فإن اجتمعوا
على رجل وسموه إماما كان ذلك لله رضى فإن خرج من أمرهم خارج بطعن أو بدعة
ردوه إلى ما خرج منه فإن أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله
ما تولى، ولعمري يا معاوية لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ الناس من
دم عثمان ولتعلمن إني كنت في عزلة عنه إلا أن تتجنى فتجن ما بدا لك
والسلام (1).
[6524] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة المعروفة
الشقشقية:... فيالله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت
أقرن إلى هذه النظائر، لكني أسففت إذا أسفوا وطرت إذا طاروا فصغا رجل منهم
لضغنه ومال الآخر لصهره مع هن وهن إلى أن قام ثالث القوم... (2).
[6525] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: واعجباه! أتكون الخلافة
بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة؟
قال الرضي: وروي له شعر في هذا المعنى:
فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب
وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب (3)

(1) نهج البلاغة: الكتاب 6.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 3.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 190.
453

[6526] 8 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي بن زكريا، عن
أحمد بن عبيد الله، عن الربيع بن سيار، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد رفعه
إلى أبي ذر (رضي الله عنه) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الشورى: هل فيكم أحد غسل
رسول الله مع الملائكة المقربين بالروح والريحان فقلبه لي الملائكة وأنا أسمع قولهم وهم
يقولون: استروا عورة نبيكم ستركم الله، غيري؟ قالوا: لا، قال: فهل فيكم من
كفن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضعه في حفرته غيري؟ قالوا: لا، قال: فهل فيكم أحد
بعث الله عز وجل إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاطمة (عليه السلام) تبكيه إذ سمعنا حسا
على الباب وقائلا يقول: نسمع صوته ولا نرى شخصه وهو يقول: السلام عليكم
أهل البيت ورحمة الله وبركاته ربكم عز وجل يقرئكم السلام ويقول لكم: إن في الله خلفا من
كل مصيبة وعزاء من كل هالك ودركا من كل فوت فتعزوا بعزاء الله واعلموا أن أهل
الأرض يموتون وأن أهل السماء لا يبقون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأنا في
البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لا خامس لنا إلا رسول الله مسجى بيننا
غيري؟ قالوا: لا، ثم قال: فهل فيكم أحد أعطاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حنوطا من
حنوط الجنة فقال: اقسم هذا أثلاثا ثلثا حنطني به وثلثا لابنتي وثلثا لك غيري؟
قالوا: لا، الخبر (1).
[6527] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل باسناده إلى أبي الطفيل قال:
قال علي (عليه السلام) يوم الشورى: فأنشدكم الله هل فيكم أحد له مثل عمي حمزة أسد الله
وأسد رسوله؟ قالوا: اللهم لا، قال: فأنشدكم الله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي
جعفر ذي الجناحين مضرج بالدماء الطيار في الجنة؟ قالوا: اللهم لا، الخبر (2).
[6528] 10 - السيد شرف الدين الحسيني الأسترآبادي بإسناده إلى محمد بن العباس،

(1) أمالي الطوسي: المجلس العشرون ح 4 / 547 الرقم 1168، ونقل عنه في بحار الأنوار 22 / 543.
(2) أمالي الطوسي: المجلس العشرون ح 5 / 554 الرقم 1169، ونقل عنه في بحار الأنوار: 22 / 282.
454

عن جعفر بن محمد الحسني، ومحمد بن أحمد الكاتب معا، عن محمد بن علي بن
خلف، عن أحمد بن عبد الله، عن معاوية، عن عبد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن
جده أبي رافع ان عليا (عليه السلام) قال لأهل الشورى: أنشدكم بالله هل تعلمون يوم أتيتكم
وأنتم جلوس مع رسول الله فقال: هذا أخي قد أتاكم ثم التفت إلى الكعبة وقال:
ورب الكعبة المبنية ان هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ثم أقبل عليكم وقال: أما
انه أولكم إيمانا وأقومكم بأمر الله وأوفاكم بعهد الله وأقضاكم بحكم الله وأعدلكم في
الرعية وأقسمكم بالسوية وأعظمكم عند الله مزية فانزل الله سبحانه: (ان الذين
آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) (1) فكبر النبي وكبرتم وهنأتموني
بأجمعكم فهل تعلمون ان ذلك كذلك؟ قالوا: اللهم نعم (2).
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
ويأتي إن شاء الله تعالى عنوان المشاورة في محلها.

(1) سورة البينة: 7.
(2) تأويل الآيات الباهرة: 2 / 833، ونقل عنه في بحار الأنوار: 35 / 346.
455

الشوق
[6529] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج، عن
جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الإيمان فقال: إن الله عز وجل جعل
الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين والعدل والجهاد، فالصبر من ذلك على
أربع شعب: على الشوق والإشفاق والزهد والترقب فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن
الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت عليه
المصيبات ومن راقب الموت سارع إلى الخيرات، واليقين على أربع شعب: تبصرة
الفطنة وتأول الحكمة ومعرفة العبرة وسنة الأولين، فمن أبصر الفطنة عرف الحكمة
ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة عرف السنة ومن عرف السنة فكأنما
كان مع الأولين واهتدى إلى التي هي أقوم ونظر إلى من نجى بما نجى ومن هلك بما هلك
وإنما أهلك الله من أهلك بمعصيته وأنجى من أنجى بطاعته، والعدل على أربع شعب:
غامض الفهم وغمر العلم وزهرة الحكم وروضة الحلم، فمن فهم فسر جميع العلم ومن
علم عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا، والجهاد
على أربع شعب: على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن
الفاسقين فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق
وأمن كيده ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن شنىء الفاسقين غضب لله
ومن غضب لله غضب الله له فذلك الإيمان ودعائمه وشعبه (1).

(1) الكافي: 2 / 50 ح 1.
456

الرواية معتبرة الإسناد.
[6530] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي،
عن محمد بن سنان، عن عيسى النهريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف الله وعظمه منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعفى
نفسه بالصيام والقيام، قالوا: بآبائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله؟ قال: إن
أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبرة ونطقوا فكان نطقهم
حكمة ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركة، لو لا الآجال التي قد كتبت عليهم لم تقر
أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا إلى الثواب (1).
[6531] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المؤمن ليدعوا الله عز وجل في حاجته فيقول
الله عز وجل: أخروا إجابته شوقا إلى صوته ودعائه فإذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل: عبدي
دعوتني فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا ودعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك
وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنى المؤمن انه لم يستجب له دعوة في الدنيا مما يرى من
حسن الثواب (2).
[6532] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن كرام، عن
ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان يقول: «اللهم املأ قلبي حبا لك وخشية
منك وتصديقا وإيمانا بك وفرقا منك وشوقا إليك يا ذا الجلال والإكرام اللهم حبب إلي
لقاءك واجعل لي في لقائك خير الرحمة والبركة والحقني بالصالحين ولا تؤخرني مع
الأشرار وألحقني بصالح من مضى واجعلني مع صالح من بقي وخذ بي سبيل الصالحين
وأعني على نفسي بما تعين به الصالحين على أنفسهم ولا تردني في سوء استنقذتني منه

(1) الكافي: 2 / 237 ح 25.
(2) الكافي: 2 / 490 ح 9.
457

يا رب العالمين أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك تحييني وتميتني عليه وتبعثني عليه إذا
بعثتني وأبرأ قلبي من الرياء والسمعة والشك في دينك، اللهم أعطني نصرا في دينك
وقوة في عبادتك وفهما في خلقك وكفلين من رحمتك وبيض وجهي بنورك واجعل
رغبتي فيما عندك وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك، اللهم إني أعوذ بك من
الكسل والهرم والجبن والبخل والغفلة والقسوة والفترة والمسكنة وأعوذ بك يا رب من
نفس لا تشبع ومن قلب لا يخشع ومن دعاء لا يسمع ومن صلاة لا تنفع وأعيذ بك
نفسي وأهلي وذريتي من الشيطان الرجيم، اللهم إنه لا يجيرني منك أحد ولا أجد من
دونك ملتحدا فلا تخذلني ولا تردني في هلكة ولا تردني بعذاب أسألك الثبات على
دينك والتصديق بكتابك واتباع رسولك، اللهم اذكرني برحمتك ولا تذكرني بخطيئتي
وتقبل مني وزدني من فضلك إني إليك راغب، اللهم اجعل ثواب منطقي وثواب
مجلسي رضاك عني واجعل عملي ودعائي خالصا لك واجعل ثوابي الجنة برحمتك
واجمع لي جميع ما سألتك وزدني من فضلك إني إليك راغب، اللهم غارت النجوم
ونامت العيون وأنت الحي القيوم لا يوارى منك ليل ساج ولا سماء ذات أبراج ولا
أرض ذات مهاد ولا بحر لجي ولا ظلمات بعضها فوق بعض تدلج الرحمة على من تشاء
من خلقك تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أشهد بما شهدت به على نفسك
وشهدت ملائكتك وأولو العلم لا اله إلا أنت العزيز الحكيم ومن لم يشهد بما شهدت به
على نفسك وشهدت ملائكتك وأولو العلم فاكتب شهادتي مكان شهادتهم، اللهم
أنت السلام ومنك السلام أسألك يا ذا الجلال والإكرام أن تفك رقبتي من النار» (1).
[6533] 5 - الصدوق قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه، قال: حدثنا
أبو إسحاق الخواص، قال: حدثنا محمد بن يونس الكديمي، عن سفيان بن وكيع،
عن أبيه، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن مجاهد، عن كميل بن زياد، قال:

(1) الكافي: 2 / 585 ح 24.
458

خرج إلي علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأخذ بيدي وأخرجني إلى الجبان وجلس وجلست
ثم رفع رأسه إلي فقال: يا كميل احفظ عني ما أقول لك: الناس ثلاثة: عالم رباني
ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا
بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق، يا كميل العلم خير من المال العلم يحرسك وأنت
تحرس المال والمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق، يا كميل محبة العالم دين
يدان به تكسبه الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته فمنفعة المال تزول بزواله
يا كميل مات خزان الأموال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة
وأمثالهم في القلوب موجودة هاه ان ههنا - وأشار بيده إلى صدره - لعلما جما لو أصبت
له حملة بلى أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين في طلب الدنيا ويستظهر بحجج
الله على خلقه وبنعمه على عباده ليتخذه الضعفاء وليجة من دون ولي الحق أو منقادا
لحملة العلم لا بصيرة له في أحنائه يقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، ألا
لا ذا ولا ذاك فمنهوم باللذات سلس القياد للشهوات أو مغرى بالجمع والإدخار ليسا
من رعاة الدين أقرب شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه اللهم
بلى لا تخلو الأرض من قائم بحجة ظاهر أو خافي مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته،
وكم ذا وأين أولئك الأقلون عددا الأعظمون خطرا بهم يحفظ الله حججه حتى
يودعوها نظراءهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقائق الامور
فباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون وانسوا بما استوحش منه
الجاهلون صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الأعلى، يا كميل أولئك خلفاء
الله والدعاة إلى دينه، هاي هاي شوقا إلى رؤيتهم واستغفر الله لي ولكم (1).
[6534] 6 - الصدوق، عن الطالقاني، عن عمر بن يوسف بن سليمان، عن القاسم بن
إبراهيم الرقي، عن محمد بن أحمد بن مهدي الرقي، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن

(1) الخصال: 1 / 186 ح 257.
459

الزهري، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بكى شعيب (عليه السلام) من حب الله عز وجل حتى
عمى فرد الله عز وجل عليه بصره ثم بكى حتى عمى فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد
الله عليه بصره فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه: يا شعيب إلى متى يكون هذا أبدا منك
إن يكن هذا خوفا من النار فقد آجرتك وإن يكن شوقا إلى الجنة فقد أبحتك، فقال:
الهي وسيدي أنت تعلم إني ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنتك ولكن عقد
حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك، فأوحى الله جل جلاله إليه: أما إذا كان هذا
هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران.
قال الصدوق (رضي الله عنه): يعني بذلك لا أزال أبكي أو أراك قد قبلتني حبيبا (1).
[6535] 7 - محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن الوشاء، عن عبد الله،
عن موسى بن بكر، عن عبد الله بن عطا المكي قال: اشتقت إلى أبي جعفر (عليه السلام) وأنا
بمكة فقدمت المدينة وما قدمتها إلا شوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد
فانتهيت إلى بابه نصف الليل فقلت: ما أطرقه هذه الساعة وانتظر حتى أصبح فإني
لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول: يا جارية افتحي الباب لابن عطا فقد أصابه برد شديد
في هذه الليلة، قال: فجاءت ففتحت الباب فدخلت عليه (2).
[6536] 8 - ابن قولويه، عن الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب الخزار عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما لمن أتى قبر
الحسين؟ قال: من أتى قبر الحسين (عليه السلام) شوقا إليه كان من عباد الله المكرمين وكان
تحت لواء الحسين بن علي حتى يدخلهما الله جميعا الجنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) علل الشرايع 57. ونقل عنه في بحار الأنوار: 12 / 380.
(2) بصائر الدرجات: 257 ح 1.
(3) كامل الزيارات 143 ح 4.
460

[6537] 9 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أبي الطيب محمد بن الحسين
اللخمي، عن جعفر بن عبد الله العلوي، عن منصور بن أبي بريرة، عن نوح بن
دراج، عن ثابت بن أبي صفية، عن يحيى بن أم الطويل، عن نوف بن عبد الله البكالي
قال: قال لي علي (عليه السلام): يا نوف خلقنا من طينة طيبة وخلق شيعتنا من طينتنا فإذا
كان يوم القيامة الحقوا بنا، قال نوف: فقلت: صف لي شيعتك يا أمير المؤمنين؟
فبكى لذكري شيعته وقال: يا نوف شيعتي والله الحلماء العلماء بالله ودينه العاملون
بطاعته وأمره المهتدون بحبه انضاء عباده أحلاس زهاده صفر الوجوه من التهجد
عمش العيون من البكاء ذبل الشفاة من الذكر خمص البطون من الطوى تعرف الربانية
في وجوههم والرهبانية في سمتهم مصابيح كل ظلمة وريحان كل قبيل لا يثنون من
المسلمين سلفا ولا يقفون لهم خلفا شرورهم مكنونة وقلوبهم محزونة وأنفسهم عفيفة
وحوائجهم خفيفة أنفسهم منهم في عناء والناس منهم في راحة فهم الكاسة الألباء
والخالصة النجباء فهم الرواغون فرارا بدينهم إن شهدوا لم يعرفوا وإن غابوا لم يفتقدوا
أولئك شيعتي الأطيبون وإخواني الأكرمون ألا هاه شوقا إليهم (1).
[6538] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في صفة الجنة:... فلو رميت
ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها لعزفت نفسك عن بدائع ما أخرج إلى الدنيا من
شهواتها ولذاتها وزخارف مناظرها ولذهلت بالفكر في اصطفاق أشجار غيبت
عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها وفي تعليق كبائس اللؤلؤ الرطب في
عساليجها وافنانها وطلوع تلك الثمار مختلفة في غلف أكمامها تجنى من غير تكلف
فتأتي على منية مجتنيها ويطاف على نزالها في أفنية قصورها بالأعسال المصفقة
والخمور المروقة قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حتى حلوا دار القرار وامنوا نقلة
الأسفار فلو شغلت قلبك أيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلك المناظر

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث والعشرون ح 3 / 576 الرقم 1189.
461

المونقة لزهقت نفسك شوقا إليها ولتحملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهل القبور
استعجالا بها. جعلنا الله وإياكم ممن سعى بقلبه إلى منازل الأبرار برحمته (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار،
والحمد لله رب العالمين.

(1) نهج البلاغة الخطبة 165.
462

الشوم
[6539] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن
نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تذاكروا الشوم عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: الشوم في
ثلاث: في المرأة والدابة والدار، فأما شوم المرأة فكثرة مهرها وعقم رحمها (1).
[6540] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن
سليمان الجعفري، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: الشوم للمسافر في طريقه خمسة
أشياء: الغراب الناعق عن يمينه والناشر لذنبه والذئب العاوي الذي يعوي في وجه
الرجل وهو مقع على ذنبه يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا والظبي السانح من يمين إلى
شمال والبومة الصارخة والمرأة الشمطاء تلقاء فرجها والاتان العضباء يعني الجدعاء
فمن أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل: «اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد في
نفسي» قال: فيعصم من ذلك (2).
[6541] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفق يمن والخرق شوم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 567 ح 51.
(2) الكافي: 8 / 314 ح 493.
(3) الكافي: 2 / 119 ح 4.
463

[6542] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي أيوب
المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال: الشيب في مقدم
الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفا شوم (1).
[6543] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب قال: أخبرنا النضر بن قراوش الجمال قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الجمال
يكون بها الجرب أعزلها من إبلي مخافة أن يعديها جربها والدابة ربما صفرت لها حتى
تشرب الماء، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أعرابيا أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
يا رسول الله إني أصيب الشاة والبقرة والناقة بالثمن اليسير وبها جرب فأكره شراءها
مخافة أن يعدى ذلك الجرب إبلي وغنمي، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا اعرابي فمن
أعدى الأول؟ ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا شوم ولا
صفر ولا رضاع بعد فصال ولا تعرب بعد هجرة ولا صمت يوما إلى الليل ولا طلاق
قبل النكاح ولا عتق قبل ملك ولا يتم بعد ادراك (2).
[6544] 6 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى العطار، عن سهل
بن زياد، عن عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تذاكروا
الشؤم فقال: الشوم في ثلاثة: في المرأة والدابة والدار، فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها
وعقوق زوجها، وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأما الدار فضيق ساحتها
وشر جيرانها وكثرة عيوبها (3).
[6545] 7 - الصدوق، عن محمد بن عمرو البصري، عن محمد بن عبد الله الواعظ، عن
عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:

(1) الكافي: 6 / 493 ح 6.
(2) الكافي: 8 / 196 ح 234.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والأربعون ح 7 / 311 الرقم 359.
464

سأل الشامي أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الأيام وما يجوز فيها من العمل، فقال (عليه السلام): يوم
السبت يوم مكر وخديعة، ويوم الأحد يوم عرس وبناء، ويوم الاثنين يوم سفر
وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم، ويوم الأربعاء يوم شوم فيه يتطير الناس،
ويوم الخميس يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج، ويوم الجمعة يوم خطبة
ونكاح (1).
[6546] 8 - الصدوق باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لابنه محمد بن الحنفية انه
قال:... كفر النعم موق ومجالسة الأحمق شوم... (2).
[6547] 9 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن
عبد الرحيم بن محمد الأسدي، عن عنبسة العابد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن في الكتاب الذي أملى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخطه علي (عليه السلام): إن كان في شيء شوم ففي
النساء (3).
[6548] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما زال الزبير رجل منا أهل
البيت حتى نشأ ابنه المشؤم عبد الله (4).

(1) الخصال: 2 / 384 ح 62.
(2) الفقيه: 4 / 390.
(3) بصائر الدرجات: 147 ح 4.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 453.
465

الشيب
[6549] 1 - الكليني، عن علي، عن أحمد بن بكر، عن صالح، عن سليمان الجعفري، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما من أحد في حد الصبي يتعهد في كل ليلة قراءة
قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس كل واحدة ثلاث مرات وقل هو الله أحد
مائة مرة فإن لم يقدر فخمسين إلا صرف الله عز وجل عنه كل لمم أو عرض من أعراض
الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبدا ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب فإن
تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظا إلى يوم يقبض الله عز وجل نفسه (1).
[6550] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) وقد اختضب بالسواد
فقلت: أراك قد اختضبت بالسواد فقال؟ إن في الخضاب أجرا والخضاب والتهيئة مما
يزيد الله عز وجل في عفة النساء ولقد ترك النساء العفة بترك أزواجهن لهن التهيئة قال قلت:
بلغنا ان الحناء يزيد في الشيب قال: أي شيء يزيد في الشيب الشيب يزيد في كل
يوم (2).
الرواية موثقة سندا.
[6551] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
مسكين بن أبي الحكم، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى

(1) الكافي: 2 / 623 ح 17.
(2) الكافي: 6 / 480 ح 1.
466

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فنظر إلى الشيب في لحيته فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نور ثم قال: من شاب شيبة
في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة قال: فخضب الرجل بالحناء ثم جاء إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلما رأى الخضاب قال: نور وإسلام فخضب الرجل بالسواد فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): نور إسلام وإيمان ومحبة إلى نسائكم ورهبة في قلوب عدوكم (1).
[6552] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحناء يزيد في ماء الوجه ويكثر الشيب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6553] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر (عليه السلام): الحناء يشعل الشيب (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6554] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كان لا يرى بجز الشيب بأسا ويكره نتفه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6555] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي أيوب
المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: الشيب في مقدم
الرأس يمن وفي العارضين سخاء وفي الذوائب شجاعة وفي القفا شوم (5).
[6556] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن مولى لبني
هاشم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من كن فيه فلا يرج خيره: من لم يستح من

(1) الكافي: 6 / 480 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 483 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 483 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 492 ح 3.
(5) الكافي: 6 / 493 ح 6.
467

العيب ويخشى الله بالغيب ويرعو عند الشيب (1).
[6557] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: كان من دعاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعوذ بك من امرأة تشيبني قبل
مشيبي (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6558] 10 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم (عليه السلام) شيبا
في لحيته فقال: يا رب ما هذا؟ فقال هذا وقار فقال: يا رب زدني وقارا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الكافي: 6 / 492 و 2 / 658،
والوافي: 5 / 543، وبحار الأنوار: 73 / 106، وجامع أحاديث الشيعة:
16 / 237، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 57، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 8 / 219 ح 271.
(2) الكافي: 5 / 326 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 492 ح 5.
468

الشيعة
[6559] 1 - الكليني، باسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة خاصموا بسورة انا
أنزلناه تفلجوا فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإنها
لسيدة دينكم وإنها لغاية علمنا يا معشر الشيعة خاصموا ب‍ (حم والكتاب المبين انا
أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين) (1) فإنها لولاة الأمر خاصة بعد رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا معشر الشيعة يقول الله تبارك وتعالى (وان من امة إلا خلا فيها
نذير) (2) قيل: يا أبا جعفر نذيرها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: صدقت فهل كان نذير وهو
حي من البعثة في أقطار الأرض؟ فقال السائل: لا قال أبو جعفر (عليه السلام): أرأيت بعيثه
أليس نذيره كما ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بعثته من الله عز وجل نذير؟ فقال: بلى، قال:
فكذلك لم يمت محمد إلا وله بعيث نذير قال: فإن قلت لا فقد ضيع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من
في أصلاب الرجال من أمته قال: وما يكفيهم القرآن؟ قال: بلى إن وجدوا له مفسرا
قال: وما فسره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قال: بلى قد فسره لرجل واحد وفسر للأمة شأن
ذلك الرجل وهو علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال السائل: يا أبا جعفر كان هذا أمر خاص
لا يحتمله العامة؟ قال: أبى الله أن يعبد إلا سرا حتى يأتي أبان أجله الذي يظهر فيه
دينه كما انه كان رسول الله مع خديجة مستترا حتى أمر بالإعلان قال السائل: ينبغي
لصاحب هذا الدين أن يكتم؟ قال: أو ما كتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) يوم أسلم مع

(1) سورة الدخان: 1 - 3.
(2) سورة فاطر: 24.
469

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ظهر أمره؟ قال: بلى قال: فكذلك أمرنا حتى يبلغ الكتاب
أجله (1).
[6560] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن
أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل غضب على الشيعة فخيرني نفسي أو هم فوقيتهم
والله بنفسي (2).
[6561] 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض
أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة
- شيعة آل محمد - كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي فقال له
رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا ما لا
نقوله في أنفسنا فليس أولئك منا ولسنا منهم قال: فما التالي؟ قال: المرتاد يريد الخير
يبلغه الخير يوجر عليه ثم أقبل علينا فقال: والله ما معنا من الله براءة ولا بيننا وبين الله
قرابة ولا لنا على الله حجة ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة فمن كان منكم مطيعا لله تنفعه
ولايتنا، ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا ويحكم لا تغتروا ويحكم
لا تغتروا (3).
[6562] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر،
عن أبي إسماعيل قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك إن الشيعة عندنا كثير
فقال: فهل يعطف الغني على الفقير وهل يتجاوز المحسن عن المسييء ويتواسون؟
فقلت: لا فقال: ليس هؤلاء شيعة، الشيعة من يفعل هذا (4).
[6563] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك

(1) الكافي: 1 / 249 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 260 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 75 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 173 ح 11.
470

ابن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: وددت والله اني افتديت
خصلتين في الشيعة لنا ببعض لحم ساعدي: النزق وقلة الكتمان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6564] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام قال: مررت مع
أبي جعفر (عليه السلام) بالبقيع فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة قال: فوقف
عليه (عليه السلام) فقال: اللهم ارحم غربته وصل وحدته وآنس وحشته واسكن اليه من
رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك والحقه بمن كان يتولاه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6565] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عمن ذكره، عن علي بن أسباط، عن إبراهيم
ابن أبي محمود، عن علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن (عليه السلام): ما تقول في أعمال
هؤلاء؟ قال: ان كنت لابد فاعلا فاتق أموال الشيعة قال فأخبرني علي انه كان يجبيها
من الشيعة علانية ويردها عليهم في السر (3).
[6566] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله
جبلة الكناني قال: استقبلني أبو الحسن (عليه السلام) وقد علقت سمكة في يدي فقال: اقذفها
انني لأكره للرجل السري أن يحمل الشيء الدني بنفسه ثم قال: انكم قوم أعداؤكم
كثيرة عاداكم الخلق، يا معشر الشيعة انكم قد عاداكم الخلق فتزينوا لهم بما قدرتم
عليه (4).
[6567] 9 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن علي بن أسباط، عن العلاء بن رزين،

(1) الكافي: 2 / 221 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 229 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 110 ح 3.
(4) الكافي: 6 / 480 ح 12.
471

عن محمد بن مسلم قال: كتب أبو عبد الله (عليه السلام) إلى الشيعة: ليعطفن ذوو السن منكم
والنهي على ذوي الجهل وطلاب الرئاسة أو لتصيبنكم لعنتي أجمعين (1).
[6568] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو بن
أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر
والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: اني والله لأحب رياحكم
وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا ان ولايتنا لا تنال إلا بالورع
والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم
السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى
الجنة قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والله ما على درجة
الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات أنتم الطيبون ونساؤكم
الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام)
لقنبر: يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو على أمته
ساخط إلا الشيعة.
ألا وان لكل شيء عزا وعز الإسلام الشيعة.
ألا وان لكل شيء دعامة ودعامة الإسلام الشيعة.
ألا وان لكل شيء ذروة وذروة الإسلام الشيعة.
ألا وان لكل شيء شرفا وشرف الإسلام الشيعة.
ألا وان لكل شيء سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة.
ألا وان لكل شيء إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة، والله لولا ما في
الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على
أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب كل

(1) الكافي: 8 / 158 ح 152.
472

ناصب وان تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية (عاملة ناصبة تصلى نارا
حامية) (1) فكل ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن يخالفهم
ينطقون بتفلت والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك
عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنته وفي ظل
عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي
خرجت منه لتسكن فيه والله ان حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وان فقراءكم لأهل الغنى
وان أغنياءكم لأهل القناعة وانكم كلهم لأهل دعوته وأهل اجابته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6569] 11 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي، عن كرام،
عن أبي الصامت، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مررت أنا وأبو جعفر (عليه السلام) على الشيعة
وهم ما بين القبر والمنبر فقلت لأبي جعفر (عليه السلام): شيعتك ومواليك جعلني الله فداك
قال: أين هم؟ فقلت: أراهم ما بين القبر والمنبر فقال: اذهب بي إليهم فذهب فسلم
عليهم ثم قال: والله إني لأحب ريحكم وأرواحكم فأعينوا مع هذا بورع واجتهاد انه
لا ينال ما عند الله إلا بورع واجتهاد وإذا ائتممتم بعبد فاقتدوا به اما والله انكم لعلى
ديني ودين آبائي إبراهيم وإسماعيل وإن كان هؤلاء على دين أولئك فأعينوا على هذا
بورع واجتهاد (3).
[6570] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن سلار أبي عمرة، عن أبي مريم الثقفي، عن عمار بن ياسر قال: بينا أنا عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الشيعة الخاصة الخالصة منا أهل البيت

(1) سورة الغاشية: 3 و 4.
(2) الكافي: 8 / 212 ح 259.
(3) الكافي: 8 / 240 ح 328.
473

فقال عمر: يا رسول الله عرفناهم حتى نعرفهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما قلت لكم
إلا وأنا أريد أن أخبركم ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا الدليل على الله عز وجل وعلي [(عليه السلام)]
نصر الدين ومنارة أهل البيت وهم المصابيح الذين يستضاء بهم، فقال عمر:
يا رسول الله فمن لم يكن قلبه موافقا لهذا؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما وضع القلب في
ذلك الموضع إلا ليوافق أو ليخالف فمن كان قلبه موافقا لنا أهل البيت كان ناجيا ومن
كان قلبه مخالفا لنا أهل البيت كان هالكا (1).
[6571] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أحمد، عن علي بن
الحسن التيمي، عن محمد بن عبد الله، عن زرارة، عن محمد بن الفضيل، عن
أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا قال المؤمن لأخيه أف خرج من
ولايته وإذا قال: أنت عدوي كفر أحدهما لأنه لا يقبل الله عز وجل من أحد عملا في
تثريب على مؤمن نصيحة ولا يقبل من مؤمن عملا وهو يضمر في قلبه على المؤمن
سوءا لو كشف الغطاء عن الناس فنظروا إلى وصل ما بين الله عز وجل وبين المؤمن خضعت
للمؤمنين رقابهم وتسهلت لهم أمورهم ولانت لهم طاعتهم ولو نظروا إلى مردود
الأعمال من الله عز وجل لقالوا: ما يتقبل الله عز وجل من أحد عملا، وسمعته يقول لرجل من
الشيعة: أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق.
قال: وسمعته يقول: شيعتنا أقرب الخلق من عرش الله عز وجل يوم القيامة بعدنا وما
من شيعتنا أحد يقوم إلى الصلاة إلا اكتنفته فيها عدد من خالفه من الملائكة يصلون
عليه جماعة حتى يفرغ من صلاته وان الصائم منكم ليرتع في رياض الجنة تدعو له
الملائكة حتى يفطر.
وسمعته يقول: أنتم أهل تحية الله بسلامه وأهل اثرة الله برحمته وأهل توفيق الله
بعصمته وأهل دعوة الله بطاعته لا حساب عليكم ولا خوف ولا حزن أنتم للجنة

(1) الكافي: 8 / 333 ح 518.
474

والجنة لكم أسماؤكم عندنا الصالحون والمصلحون وأنتم أهل الرضا عن الله برضاه
عنكم والملائكة اخوانكم في الخير فإذا جهدتم ادعوا وإذا غفلتم اجهدوا وأنتم خير
البرية دياركم لكم جنة وقبوركم لكم جنة للجنة خلقتم وفي الجنة نعيمكم وإلى الجنة
تصيرون (1).
[6572] 14 - الصدوق باسناده إلى محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي شبل
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل مسلم فجر بجارية أخيه فما توبته؟ قال: يأتيه
ويخبره ويسأله أن يجعله في حل ولا يعود قلت: فإن لم يجعله من ذلك في حل؟ قال:
يلقى الله عز وجل زانيا خائنا قال قلت: فالنار مصيره؟ قال: شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشفاعتنا
تحيط بذنوبكم، يا معشر الشيعة فلا تعودوا ولا تتكلوا على شفاعتنا فوالله لا ينال
أحد شفاعتنا إذا فعل هذا حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم (2).
[6573] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن اليقطيني، عن ابن أبي عمير،
عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا بني اعرف منازل
الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية وبالدرايات
للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان إني نظرت في كتاب لعلي (عليه السلام)
فوجدت في الكتاب: ان قيمة كل امريء وقدره معرفته، ان الله تبارك وتعالى يحاسب
الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6574] 16 - الصدوق، عن القطان، عن عبد الرحمن بن محمد الحسيني، عن أحمد بن
عيسى العجلي، عن محمد بن أحمد العرزمي، عن علي بن حاتم، عن شريك، عن

(1) الكافي: 8 / 365 ح 556.
(2) الفقيه: 4 / 39 ح 5034.
(3) معاني الأخبار: 1 ح 2.
475

سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعلي (عليه السلام): يا علي شيعتك هم الفائزون يوم القيامة فمن أهان واحدا منهم فقد أهانك
ومن أهانك فقد أهانني ومن أهانني أدخله الله نار جهنم خالدا فيها وبئس المصير،
يا علي أنت مني وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي وشيعتك خلقوا من
فضل طينتنا فمن أحبهم فقد أحبنا ومن أبغضهم فقد أبغضنا، ومن عاداهم فقد عادانا
ومن ودهم فقد ودنا، يا علي ان شيعتك مغفور لهم على ما كان فيهم من ذنوب
وعيوب، يا علي أنا الشفيع لشيعتك غدا إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلك يا علي
شيعتك شيعة الله وأنصارك أنصار الله وأولياؤك أولياء الله وحزبك حزب الله يا علي
سعد من تولاك وشقي من عاداك، يا علي لك كنز في الجنة وأنت ذو قرنيها (1).
[6575] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حمزة
بن حمران، عن حمران بن أعين، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال:
قال سلمان الفارسي (رحمه الله): كنت ذات يوم جالسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل علي بن
أبي طالب (عليه السلام) فقال له: يا علي ألا أبشرك؟ قال: بلى يا رسول الله قال: هذا حبيبي
جبرئيل يخبرني عن الله جل جلاله انه قد أعطى محبك وشيعتك سبع خصال: الرفق
عند الموت والانس عند الوحشة والنور عند الظلمة والأمن عند الفزع والقسط عند
الميزان والجواز على الصراط ودخول الجنة قبل سائر الناس من الامم بثمانين
عاما (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[6576] 18 - الصدوق، عن علي بن محمد بن الحسن القزويني، عن عبد الله بن زيدان،
عن الحسن بن محمد، عن حسن بن حسين، عن يحيى بن مساور، عن أبي خالد،

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع ح 8 / 66 الرقم 32.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والخمسون ح 15 / 416 الرقم 548.
476

عن زيد بن علي، عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حسد
من يحسدني فقال: يا علي أما ترضى أن تكون أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت
وذرارينا خلف ظهورنا وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا (1).
[6577] 19 - الطوسي باسناده إلى زيد بن علي بن الحسين في حديث: ثم قال زيد بن
علي عن أبيه (عليه السلام) عن جده الحسين بن علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال لعلي بن
أبي طالب (عليه السلام): أنت يا علي وأصحابك في الجنة، أنت يا علي واتباعك في الجنة (2).
[6578] 20 - البرقي عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا كان يوم القيامة أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بحجزة ربه وأخذ علي
بحجزة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذنا بحجزة علي (عليه السلام) وأخذ شيعتنا بحجزتنا فأين ترون
يوردنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت: إلى الجنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في الشيعة وصفاتهم وفضائلهم ومراتبهم ووظائفهم فوق حد الإحصاء،
فراجع إن شئت فضائل الشيعة لشيخنا الصدوق (رحمه الله)، وبحار الأنوار: 65 / 1 طبع
بيروت في أكثر من مأتي صفحة وقد جمع بعض المعاصرين حفظه الله الروايات
الواردة في هذا المجال في مجلد كبير وبعد طبع باسم الشيعة.

(1) الخصال: 1 / 254 ح 128.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 37 / 138 الرقم 224.
(3) المحاسن: 182.
477

الشيطان
[6579] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة وقلت
هو رجل عاقل، فقال أبو عبد الله: وأي عقل له وهو يطيع الشيطان، فقلت له:
وكيف يطيع الشيطان؟ فقال: سله هذا الذي يأتيه من أي شيء هو فانه يقول لك من
عمل الشيطان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6580] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه رفعه إلى
أبي جعفر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أيها الناس إنما هو الله والشيطان والحق
والباطل والهدى والضلالة والرشد والغي والعاجلة والآجلة والعاقبة والحسنات
والسيئات فما كان من حسنات فلله وما كان من سيئات فللشيطان لعنه الله (2).
[6581] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من قلب إلا وله اذنان على إحداهما ملك مرشد وعلى
الاخرى شيطان مفتن هذا يأمره وهذا يزجره، الشيطان يأمره بالمعاصي والملك
يزجره عنها وهو قول الله عز وجل (عن اليمين والشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه
رقيب عتيد) (3) (4).

(1) الكافي: 1 / 12 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 15 ح 2.
(3) سورة ق: 18.
(4) الكافي: 2 / 266 ح 1.
478

الرواية صحيحة الإسناد.
[6582] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن هذا الغضب جمرة من الشيطان توقد في قلب ابن آدم وان أحدكم إذا غضب
احمرت عيناه وانتفخت أوداجه ودخل الشيطان فيه فإذا خاف أحدكم ذلك من نفسه
فليلزم الأرض فإن رجز الشيطان ليذهب عنه عند ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6583] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الشيطان يدير ابن
آدم في كل شيء فإذا أعياه جثم له عند المال فأخذ برقبته (2).
الرواية موثقة سندا.
[6584] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم يرجع
أحدهم عن دينه فإذا فعلوا ذلك استلقا على قفاه وتمدد ثم قال: فزت فرحم الله امرءا
ألف بين وليين لنا يا معشر المؤمنين تألفوا وتعاطفوا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6585] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال أتيت باب علي بن الحسين (عليه السلام)
فوافقته حين خرج من الباب فقال: بسم الله آمنت بالله وتوكلت على الله ثم قال:

(1) الكافي: 2 / 304 ح 12.
(2) الكافي: 2 / 315 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 345 ح 6.
479

يا أبا حمزة إن العبد إذا خرج من منزله عرض له الشيطان فإذا قال: بسم الله، قال
الملكان: كفيت، فإذا قال: آمنت بالله، قالا: هديت، فإذا قال: توكلت على الله،
قالا: وقيت، فيتنحى الشيطان فيقول بعضهم لبعض: كيف لنا بمن هدي وكفي ووقي؟
قال: ثم قال: اللهم ان عرضي لك اليوم، ثم قال: يا أبا حمزة إن تركت الناس لم
يتركوك وان رفضتهم لم يرفضوك، قلت: فما أصنع؟ قال: أعطهم من عرضك ليوم
فقرك وفاقتك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6586] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما
حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهن تجرء عليه فأدخله في العظائم (2).
[6587] 9 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن عبد
الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): داووا مرضاكم
بالصدقة وادفعوا البلاء بالدعاء واستنزلوا الرزق بالصدقة فإنها تفك من بين لحى
سبعمائة شيطان وليس شيء أثقل على الشيطان من الصدقة على المؤمن وهي تقع في
يد الرب تبارك وتعالى قبل أن تقع في يد العبد (3).
[6588] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال
لأصحابه: ألا أخبركم بشيء إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق

(1) الكافي: 2 / 541 ح 2.
(2) الكافي: 3 / 269 ح 8.
(3) الكافي: 4 / 3 ح 5.
480

من المغرب؟ قالوا: بلى قال: الصوم يسود وجهه والصدقة تكسر ظهره والحب في الله
والموازرة على العمل الصالح يقطع دابره والاستغفار يقطع وتينه ولكل شيء زكاة
وزكاة الأبدان الصيام (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
والروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار.

(1) الكافي: 4 / 62 ح 2.
481

الشين
[6589] 1 - قال الكليني: وفي رواية عبد الأعلى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا ينبغي للمرء المسلم أن يواخي الفاجر فانه يزين له فعله ويحب
أن يكون مثله ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده ومدخله إليه ومخرجه من عنده
شين عليه (1).
[6590] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن مفضل بن عمر قال قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): من روى على مؤمن رواية
يريد بها شينه وهدم مروءته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية
الشيطان فلا يقبله الشيطان (2).
[6591] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن،
عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه
إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة فأولها أن
تكون سريرته وعلانيته لك واحدة والثاني أن يرى زينك زينه وشينك شينه والثالثة
أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته والخامسة
وهي تجمع هذه الخصال ان لا يسلمك عند النكبات (3).

(1) الكافي: 2 / 640 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 358 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 639 ح 6.
482

الرواية معتبرة الإسناد.
[6592] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن أبي اسامة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليك بتقوى الله والورع
والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاة
إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زينا ولا تكونوا شينا وعليكم بطول الركوع
والسجود فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال:
يا ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6593] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام الكندي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به
فإن ولد السوء يعير والده بعمله كونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا
صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شيء من
الخير فأنتم أولى به منهم والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء، قلت: وما
الخبء؟ قال: التقية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[6594] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عنهم (عليهم السلام) قال: فيما وعظ
الله عز وجل به عيسى (عليه السلام):... يا عيسى افرح بالحسنة فإنها لي رضى وابك على السيئة فإنها
شين وما لا تحب أن يصنع بك فلا تصنعه بغيرك (3).
[6595] 7 - الصدوق باسناده إلى السكوني، عن جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام) قال:

(1) الكافي: 2 / 77 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 219 ح 11.
(3) الكافي: 8 / 138.
483

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إياكم والدين فانه شين للدين (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[6596] 8 - الصدوق، عن المكتب، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن ابن بهلول،
عن جعفر بن عثمان، عن سليمان بن مهران قال: دخلت على الصادق (عليه السلام) وعنده نفر
من الشيعة فسمعته وهو يقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا،
قولوا للناس حسنا واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول (2).
[6597] 9 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الفقر شين عند
الناس وزين عند الله يوم القيامة (3).
[6598] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أربع تشين الرجل: البخل
والكذب والشره وسوء الخلق (4).
وإلى هنا انتهى المجلد الخامس من موسوعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
بيد مؤلفها العبد هادي النجفي
والحمد لله رب العالمين أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين

(1) الفقيه: 3 / 181 ح 3680.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 17 / 484 الرقم 657.
(3) جامع الأخبار: 302 ح 17.
(4) غرر الحكم: ح 2143.
484