الكتاب: ألف حديث في المؤمن
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: شوال ١٤١٦
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
ردمك:
ملاحظات:

الف الحديث في المؤمن
تأليف الشيخ هادي النجفي
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم القيامة
1

الطبعة الأولى 1416
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله واهب الايمان والهداية، والصلاة على المصطفى محمد منقذ العباد
من الضلالة والغواية، وعلى أهل بيت العصمة والدراية، واللعنة الدائمة على
أعدائهم أجمعين.
وبعد، فإن الحديث عن المؤمن حديث عن الكمال والرشاد، حديث عن
الاستقامة والسداد، حديث عن العبودية لله الحق والانقياد، حديث عن الانسانية
المتألقة، حديث عن الفطرة المنمقة، حديث عن السلم والمحبة، حديث عن العطف
والرحمة، وبكلمة واحدة هو حديث عن الخط النبوي الرشيد والمسار الولوي
السديد.
وهو كذلك حديث عن رفض الأصنام والآلهة المزيفة، حديث عن الكفر
بالطاغوت والأبالسة المرجفة، حديث عن كبح الهوي وإذ لآل النفس الامارة،
حديث عن حاكمية العقل في كل حركة من حركات الانسان وكل إشارة، إنه
حديث عن انتصار الحق على الباطل، وانتصار الرحمن على الشيطان، وانتصار
العقل على الهوي، وانتصار المثل العليا على المثل السفلى، وبكلمة واحدة انتصار
الفضيلة على الرذيلة، وأعظم به من انتصار.
نعم، الايمان يعني الحياة " استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم "
والمؤمن هو الحي وإن عراه الموت، ومن سواه ميت وإن وصف بالحياة.
3

ولكن الايمان على مراتب ودرجات كما أن الكفر على منازل ودركات.
والترقع في المراقي الايمانية منوط بالتحلي بأخلاق الله وتعاليم الثقلين والتخلي
عن الرذائل وسمات الشياطين، شياطين الإنس والجن، أعاذنا الله منهم في
الدارين.
والكتاب الماثل بين يديك - عزيزنا القارئ - يرسم لك صورة نورانية للمؤمن
القدوة، مقتبسة من ألف حديث من أحاديث أهل بيت العصمة والطهارة، مظهر
الايمان الأتم صلوات الله عليهم أجمعين.
وقد بذل سماحة حجة الاسلام الشيخ هادي النجفي دامت تأييداته جهودا
مضنية في إعداده وترتيبه وتخريجه وتبويبه، جزاه الله خير الجزاء.
وتثمينا لجهوده ومساعيه وخدمة للمؤمنين، قامت المؤسسة بطبع هذا الكتاب
ونشره وإخراجه بهذه الصورة الأنيقة، سائلة الله له ولها ولجميع الاخوة المؤمنين
الثبات على القول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد، إنه خير مؤيد ومنه
السداد.
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
4

الإهداء:
قد ابتدأت هذه الرسالة باسمك وقد ختمت باسمك وأنت أمير المؤمنين،
فإليك يا سيدي ومولاي وإمامي يا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات
المصلين عليك، أهدي رسالتي هذه وهي بضاعتي المزجاة، فأوف لنا الكيل
وتصدق علينا، إن الله يجزي المتصدقين.
الراجي قبولك
المؤلف
5

ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون
الجنة ولا يظلمون نقيرا.
سورة النساء / 124.
6

تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم
آية الله الحاج الشيخ
مهدي مجد الاسلام النجفي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله محمد المصطفى وآله
الأمجاد.
قال الله تعالى في سورة الحجرات: (قالت الاعراب امنا قل لم تؤمنوا ولكن
قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم وان تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من
أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم).
هذه الآية الشريفة وان نزلت بإجماع من المفسرين في قوم من بني أسد اتوا
النبي صلى الله عليه وآله وسلم في سنة جدبة وأظهروا الاسلام ولم يكونوا مؤمنين في السر، إنما
كانوا يطلبون الصدقة وكانوا يقولون له صلى الله عليه وآله وسلم: اتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك
كما قاتلك بنو فلان، يريدون الصدقة ويمنون. (1).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن نفرا من بني أسد قدموا المدينة في سنة

(1) ان شئت راجع في هذا المجال إلى تفاسير الخاصة نحو مجمع البيان 2 / ذيل الآية الشريفة
من الطبع الحجري والصافي / 630 من الطبع الحجري وكنز الدقائق 9 / 618 ومنهج
الصادقين 8 / 431 والى تفاسير العامة نحو: الكشاف 4 / 377 والبيضاوي / 407 من الطبع
الحجري وتفسير الفخر الرازي 28 / 140.
7

جدبة فأظهروا الشهادة وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات وأغلوا أسعارها وهم
يغدون ويرحون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون: أتتك العرب بأنفسها على ظهور
رواحلها وجئناك بالاثقال والذراري يريدون الصدقة ويمنون عليه فنزلت. (1).
ولكن يظهر من الآية الشريفة الفرق بين الاسلام والايمان، وان الاسلام هو
اقرار بالشهادتين:
الأولى: الشهادة بالتوحيد.
والثانية: الشهادة بالرسالة ونبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
ولهذا الاسلام آثار وأحكام: منها: حرمة دمن من نطق به واحترام ماله
وطهارته وجواز تنكاحه وحلية ذبيحة وجرى التوارث في حقه ووجوب تجهيزه
إن مات، والاسلام تم بالاقرار فهو من عمل اللسان وهي من الجوارح، وأما
الايمان وهو التصديق وعقد القلب والاعتقاد الراسخ على هاتين الشهادتين
وغيرهما من العقائد الدينية الاسلامية، فالايمان من عمل القلب وهي من
الجوانح (2).
ولذا روى أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: الاسلام علانية والايمان في القلب
وأشار إلى صدره. (3)
وعلى هذا يمكن ان يكون المسلم في شك وريب في بعض معتقداته ولكن
المؤمن يقين في ذلك فالنسبة بينهما عموم وخصوص مطلق، كل مؤمن مسلم
وليس كل مسلم مؤمن.
وبهذا المعنى وردت عدة من الروايات وإليك نص خمسة من صحاحها:

(1) الكشاف 4 / 377.
(2) ولتفصيل تعريف الايمان راجع إلى تفسير مجد البيان في تفسير القرآن / 405 للعلامة
الجد قدس سره.
(3) مجمع البيان 2 / ذيل الآية الشريفة من سورة الحجرات من الطبع الحجري.
8

1 - منها: صحيحة جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله عليه عليه السلام عن قول الله
(عز وجل): (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلما ولما يدخل
الايمان في قلوبكم) فقال لي: إلا ترى أن الايمان غير الاسلام (1).
2 - ومنها: حسنة أو معتبرة حمران بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته
يقول: الاسلام لا يشرك الايمان والايمان يشرك الاسلام وهما في القول والفعل
يجتمعان كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد ليس في الكعبة وكذلك الايمان
يشرك الاسلام والاسلام لا يشرك الايمان وقد قال الله (عز وجل): (قالت
الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم)
فقول الله أصدق القول. الحديث. (2)
3 - ومنها: صحيحة سليمان بن خالد عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال أبو
جعفر عليه السلام: يا سليمان أتدري من المسلم؟ قلت: جعلت فداك أنها أعلم قال:
المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه، ثم قال: وتدري من المؤمن؟ قال:
قلت: أنت أعلم، قال: المومن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم والمسلم
حرام على المسلم أن يخذله أو يظلمه أو يدفعه دفعة تعنته (3).
أقول: وهذه الصحيحة تبين الفرق الماهوي بين المؤمن والمسلم
4 - ومنها: موثقة سماعة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن الاسلام
والايمان أهما مختلفان؟ فقال: إن الايمان يشارك الاسلام والاسلام لا يشارك
الايمان، فقلت: فصفهما لي فقال: الاسلام شهادة أن لا إلاه إلا الله والتصديق
برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم به حقنت الدماء وعليه جرت المناكح والمواريث وعلى ظاهره
جماعة الناس والايمان الهدي وما يثبت في القلوب من صفة الاسلام وما ظهر من

(1) الكافي 2 / 24 ح 3.
(2) الكافي 2 / 26 ح 5.
(3) الكافي 2 / 233 ح 12.
9

ظ العمل (به) والايمان أرفع من الاسلام بدرجة إن الايمان يشارك الاسلام في
الظاهر والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة. (1).
5 - ومنها: موثقة أخرى لسماعة قال: سألته عن الايمان والاسلام قلت له:
أفرق بين الاسلام والايمان؟ قال: فأضرب لك مثلا قال: قلت: أورد ذلك قال: مثل
الايمان والاسلام مثل الكعبة الحرام من الحرم قد يكون في الحرم ولا يكون في
الكعبة ولا يكون في الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا
يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا حتى يكون مسلما. قال: قلت: فيخرج من
الايمان شئ؟ قال: نعم (قلت) فيصيره إلى ماذا؟ قال: إلى الاسلام أو
الكفر. (2)
أقول: لا بأس بالاضمار في هذه الموثقة لان مضمرها سماعة بن مهران. هذا.
ولكن للايمان معنى آخر ورد في روايتنا وهو معرفة هذا الامر يعني الولاية
والإمامة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأولاده المعصومين عليهم السلام وهذا
الامر شرط صحة جميع العبادات ومن الضروري عندنا " بطلان العبادة بدون
ولاية الأئمة عليهم لسلام واعتقاد إمامتهم " ونقل صاحب الوسائل تحت هذا العنوان عدة
من الروايات تبلغ عددها التاسع عشر وقال في ختام بابها: " الأحاديث في ذلك
كثيرة جدا " (3).
واستدرك عليه صاحب مستدرك الوسائل وجاء بست وستين حديثا (4).
ثم جمعها في جامع أحاديث الشيعة وجاء بست وسبعين حديثا مع حذف
بعضها (5).

(1) الكافي 2 / 25 ح 1.
(2) الكافي 2 / 28 ح 2.
(3) وسائل الشيعة 1 / 125 من طبع آل البيت.
(4) مستدرك الوسائل 1 / 149 من طبع آل البيت.
(5) جامع أحاديث الشيعة 1 / 426.
10

فيكون الروايات متواترة اجمالا بل معنى وإليك نص خمسة من صحاحها:
1 - منها: صحيحة محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كل من
دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو
ضال متحير والله شانئ لاعماله - إلى أن قال - وإن مات على هذه الحال مات ميتة
كفر ونفاق، واعلم يا محمد أن أئمة الجور واتباعهم لمعزولون عن دين الله قد
ضلوا وأضلوا فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا
يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد (1).
2 - ومنها: صحيحة زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: بني الاسلام على خمسة
أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة فقلت: وأي شئ
من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن - إلى
أن قال - ذروة الامر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضي الرحمن الطاعة
للامام بعد معرفته، أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج
جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما
كان له على الله حق في ثوابه ولا كان من أهل الايمان (2).
أقول: تقطع صاحب الوسائل هذا الحديث فجعل القطعة الأولى منها في
الباب 1 والثانية منها في الباب 29 من أبواب مقدمة العبادات.
3 - ومنها: صحيحة عبد الحميد بن أبي العلاء عن أبي عبد الله عليه السلام - في
حديث - قال: والله لو أن إبليس سجد لله بعد المعصية والتكبر عمر الدنيا ما نفعه.
ذلك ولا قبله الله عز وجل، وما لم يسجد لادم كما أمره الله عز وجل أن يسجد له،
وكذلك هذه الأمة العاصية المفتونة بعد نبيها صلى الله عليه وآله وسلم وبعد تركهم الامام الذي نصبه.

(1) وسائل الشيعة 1 / 118 ح 1 - باب 29 - من أبواب مقدمة العبادات.
(2) وسائل الشيعة 1 / 13 ح 2 و 1 / 119 ح 2.
11

نبيهم صلى الله عليه وسلم لهم، فلن يقبل الله لهم عملا ولن يرفع لهم حسنة حتى يأتوا الله من
حيث أمرهم ويتولوا الامام الذي أمروا بولايته ويدخلوا من الباب الذي فتحه الله
ورسوله لهم (1).
4 - ومنها: صحيحة جابر عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث - قال: من لا يعرف
الله وما يعرف الامام منا أهل البيت، فإنما يعرف ويعبد غير الله هكذا والله
ضلالا. (*).
5 - ومنها: صحيحة مرازم عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما بال أقوام من أمتي إذا ذكر عندهم إبراهيم وآل إبراهيم استبشرت
قلوبهم وتهللت وجوههم، وإذا ذكرت وأهل بيتي اشمأزت قلوبهم وكحلت
وجوههم، والذي بعثني بالحق نبيا لو أن رجلا لقى الله بعلم سبعين نبيا ثم لم يأت
بولاية ولي الأمر من أهل البيت ما قبل الله منه صرفا ولا عدلا (3).
أقول: يمكن بالتحليل إرجاع هذا الايمان بالمعنى الثاني إلى الايمان بالمعنى
الأول كما لا يخفى على أهله ومن الواضح أن الايمان مقول بالتشكيك بمعنيه.
وبالجملة الايمان في روايتنا يطلق غالبا بهذا المعنى الثاني والمؤمن هو
الذي آمن بالولاية وله مختصات.
وقد ألف عدة من أصحابنا حول المؤمن ومختصاته ومن أحسن ما صنف في
هذا الموضوع كتاب " ألف حديث في المؤمن " من مؤلفا خير خلف لخير سلف.
قرة عيني وولدي البار العلامة المحقق والمصنف المكثر حجة الاسلام الحاج
الشيخ هادي النجفي كان الله له وجعل مستقبل أمره خيرا من ماضية، فإنه أفاد
وأجاد وجاء بما هو فوق ما يراد فلله أجره وعليه دره.

(1) وسائل الشيعة 1 / 119 ح 5.
(2) وسائل الشيعة 1 / 120 ح 6.
(3) جامع أحاديث الشيعة 1 / 438 ح 33.
12

وقد كتبنا هذه السطور بالتماس منه والمرجو أن لا ينساني من صالح دعواته
عند مظان الإجابة حيا وميتا كما لا أنساه إن شاء الله تعالى.
وقد تمت هذه المقدمة في يوم الثلاثاء العشرين من ثاني الجمادين، يوم
ولادة سيدتنا ومولاتنا أم أئمة المؤمنين فاطمة الزهراء سلام الله عليه ورزقنا الله
شفاعتها في الدارين من عام 1416 في بلدتنا أصفهان صانها الله تعالى عن
الحدثان على يد العبد الحاج الشيخ مهدي مجد الاسلام النجفي والحمد لله أولا
وآخرا وظاهرا وباطنا.
13

الصدوق بسند صحيح عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
(المؤمن أعظم حرمة من الكعبة).
الخصال 1 / 27. هذا الكتاب / الحديث 485
14

تمهيد:
الحمد لله رب العالمين الذي لا إله الا هو الملك القدوس السلام المؤمن
المهيمن العزيز الجبار المتكبر، والصلاة والسلام على رسول الله مبلغ الايمان
وعلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأولاده أئمة المؤمنين.
أما بعد لما رأيت كثرة الروايات الواردة في عنوان المؤمن فأحببت انفراد
بعضها في رسالة مستقلة، وقد جمعتها وسميتها ب‍ (ألف حديث في المؤمن).
علما مني بأن جمع من الأصحاب طاب الله ثراهم وجعل الجنة مثواهم
تقدموا مني في هذا الموضوع نحو:
1 - الحسين بن سعيد الأهوازي، من ثقات أصحاب الرضا والجواد
والهادي عليهم السلام في كتابه الشهير (المؤمن).
2 - الحسين بن عبيد الله السعدي أبو عبد الله... له كتب صحيحة الحديث
منها: المؤمن والمسلم.
3 - أبو جعفر محمد بن الحسن بن الصفار القمي والمتوفى بها عام 290 ه‍.
صنف كتابه المؤمن.
4 - أحمد بن محمد بن الحسين بن الحسن بن دؤل القمي المتوفى عام
350 ه‍. في كتابه المؤمن.
ولكن وصل إلينا من هذه الكتب، كتاب الحسين بن سعيد الأهوازي فقط.
15

علمي في الكتاب:
جعلت الأحاديث الواردة في موضوع واحد تحت عنوان، ثم رتبت لا لعناوين
على حروف المعجم، وقد ابتدأت في: كل عنوان غالبا بالأحاديث الواردة في
كتاب الكافي لثقة الإسلام الكليني، ثم كتب الصدوق، ثم المفيد، ثم الشيخ
الطوسي، ثم من يلي بعدهم على ترتيب الزمني. لكون كتب هذه الأربعة على نحو
الجامع غالبا - قدس الله اسرارهم -.
ثم تعرضت لأخبار الواردة في كتب الحسين بن سعيد الأهوازي
والإسكافي والصفار والحميري ومحمد بن محمد الأشعث في كتابه الجعفريات،
والعياشي في تفسيره، وعلي بن إبراهيم القمي في تفسيره وغيرها.
واستفدت كثيرا من الجوامع المتأخرة أيضا نحو الوافي للمحدث الفيض
الكاشاني المتوفى سنة 1091 ه‍، وبحار الأنوار لشيخ الاسلام العلامة
المجلسي المتوفى عام 1110 ه‍، ووسائل الشيعة للشيخ المحدث الفقيه الحر
العامي المتوفى سنة 1104 ه‍، ومستدرك الوسائل للشيخ المحدث الحاج
الميرزا حسين النوري المتوفى عام 1320 ه‍، وجامع أحاديث الشيعة الذي الف
تحت اشراف السيد الفقيه المرجع الحاج آقا حسين الطباطبائي البروجردي
المتوفى عام 1381 ه‍، قدس الله أسرارهم.
وذكرت أسانيد الروايات واحترزت من تقطيع الأحاديث غالبا، لان في
حذف السند وتقطيع الحديث ما لا يخفى على المحقق المتتبع.
وقد لاحظت سند الروايات، ونبهت على صحاحها وموثقها ومعتبرها.
وفي ذيل الروايات شرحت اللغات المشكلة أو المعاني الدقيقة بقدر الوسع
والطاقة، والعلم عند الله تعالى.
وإذا كانت الروايات الواردة في عنوان كثيرة ذكرت عشرة منها غالبا، ثم في
ختام العنوان نبهت القارئ المتتبع إلى مظان وجود الروايات لتسهيل رجوعه
16

إليها إن شاء.
وذكرت مصادر الروايات في ذيل الصفحات حيث أكثر المصاد ذات
طبعات متعددة تعرضت لطبعة التي نقلت منها في آخر الرسالة تحت عنوان
مصادر الكتاب.
وعلمت هذا الكتاب وحيدا ومن دون الاستفادة من الوسائل الحديثة نحو
الكامبيوتر.
سند المؤلف إلى الروايات المذكورة:
لا يخفى على من القى السمع وهو شهيد، إني أروي هذا الأحاديث بطرق
مختلفة معنعنة من المشايخ العظام إلى أرباب الكتب وقد ذكرت مشايخي
واجازاتي في كتابي (طريق الوصول إلى أخبار آل الرسول عليهما السلام).
منهم: المرجع الفقيد فقيه أهل البيت عليهما السلام المرحوم آية الله العظمى الحاج
السيد محمد رضا الموسوي الگلپايگاني قدس سره المتوفى في عام 1414 ه‍ ق.
ومنهم: الرجالي الكبير والمرجع الفقيه المرحوم آية الله العظمي السيد شهاب
الدين الحسيني المرعشي النجفي المتوفى في عام 1411 ه‍. ق. طاب الله ثراه.
ومنهم المرجع الفقيه آية الله العظمى المرحوم الحاج الشيخ محمد علي
الاراكي قدس سره المتوفى في عام 1415 ه‍، ق.
ومنهم: الرجالي المحقق والفقيه المتضلع آية الله الحاج الشيخ محمد تقي
التستري (الشيخ) مد ظله العالي (1) صاحب قاموس الرجال.
عن السيدين السندين الگلپايگاني والمرعشي قدس سرهما عن جدنا العلامة آية
الله العظمى أبي المجد الشيخ محمد الرضا النجفي الأصفهاني قدس سره المتوفى 1362
ه‍ ق صاحب وقاية الأذهان ونقد فلسفة دارون المطبوعين عن شيخه المحدث

(1) قد وافاه الاجل في ذي الحجة الحرام عام 1415 وكان رضي الله عنه من توابع العصر وفرائد الدهر
17

النوري المتوفى سنة 1320 صاحب مستدرك الوسائل.
(حيلولة): وعن الشيخ الاراكي عن شيخه الواحد الحاج الشيخ عباس القمي
المتوفى عام 1359 صاحب المؤلفات الكثيرة النافعة الرايجة عن شيخه النوري.
(حيلولة): وعن الشيخ التستري عن شيخه العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني،
المتوفى عام 1389 صاحب الذريعة وطبقات أعلام الشيعة عن المحدث النوري.
المحدث النوري عن الشيخ مرتضى الأنصاري، عن المولى أحمد النراقي،
عن السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم، عن الفريد البهبهاني، عن والده محمد
أكمل، عن العلامة محمد باقر المجلسي، عن والده المولى محمد تقي المجلسي،
عن الشيخ بهاء الدين العاملي، عن والده الشيخ حسين بن عبد الصمد، عن الشيخ
زين الدين الشهيد الثاني، عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، عن سميه الشيخ
علي بن عبد العالي الكركي المحقق الثاني، عن الشيخ الثقة المعتمر ملحق الأحفاد
بالأجداد علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ أحمد بن فهد الحلي، عن الشيخ
علي بن خازن عن الشيخ الشهيد محمد بن مكي المعروف بالشهيد الأول عن فخر
الدين محمد، عن والده آية الله العلامة حسن بن يوسف بن المطهر الحلي، عن
خاله أبي القاسم جعفر بن حسن الحلي المحقق الأول، عن الشيخ حسن بن
الدربي، عن الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب، عن جده شهرآشوب عن
الشيخ محمد بن أبي الحسن الطوسي شيخ الطائفة المحققة.
حيلولة: وعن المحقق الأول، عن السيد شمس الدين فخار بن معد
الموسوي، عن الشيخ سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي، عن العماد الطبري
عن الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي، عن والده شيخ الطائفة الشيخ الطوسي.
الشيخ الطوسي عن الشيخ محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي
الملقب بالشيخ المفيد، عن محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
الشيخ الصدوق.
18

وطريق الشيخ الطوسي إلى محمد بن يعقوب الكليني صحيح، لان الشيخ
يروي عن المفيد عن جعفر بن محمد بن قولويه عن الكليني صاحب الكافي قدس سرهم.
والسند من الشيخ الطوسي والشيخ الصدوق والكليني وغيرهم إلى الأئمة
المعصومين عليهم السلام مذكور في متن الكتاب.
وفي الختام يجب علي أن أنبه على أن المؤمن في روايتنا يطلق على من قبل
وخضع لولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأولاده المعصومين عليهما السلام،
وهم الأئمة الاثنا عشر. سلام الله عليهم أجمعين.
جعلني الله تعالى وإياكم من المؤمنين بهم، ورزقني الله وإياكم زيارتهم
وشفاعتهم في الدنيا والآخرة، والحمد لله أولا وآخرا وظاهر وباطنا، وصلى
الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين.
أصفهان - أول ربيع المولود 1415
هادي النجفي
19

الف حديث
في
المؤمن
21

1 - أأقنع من نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين؟
1 / 1 - الرضى رفعه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال:
ألا وإن لكل مأموم إماما، يقتدي به ويستضئ بنور علمه، ألا وإن إمامكم قد
اكتفى من دنياه بطمزريه ومن طعمه بقرصيه. ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك،
ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد. فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا، ولا
ادخرت من غنائمها وفرا، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا، ولا حزت من أرضها
شبرا، ولا أخذت منه إلا كقوت أتان دبرة، ولهي في عيني أوهى وأهون من
عفصة مقرة بلى كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء، فشحت عليها
نفوس قوم، وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم الله وما أصنع بفدك
وغير فدك، والنفس مظانها في غد جدث تنقطع في ظلمته آثارها، وتغيب
أخبارها، وحفرة لو زيد في فسحتها، وأوسعت يدا حافرها، لأضغطها الحجر
والمدر، وسد فرجها التراب المتراكم، وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة
يوم الخوف الأكبر، وتثبت على جوانب المزلق. ولو شئت لاهتديت الطريق، إلى
مصفى هذا العسل، ولباب هذا القمح، ونسائج هذا القز. ولكن هيات أن يغلبني
هواي، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة - ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع
له في القرص، ولا عهد له بالشبع - أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد
حرى، أو أكون كما قال القائل:
وحسبك داء أن تبيت ببطنة * وحولك أكباد تحن إلى القد
23

أأقنع من نفسي بأن يقال: هذا أمير المؤمنين، ولا أشاركهم في مكاره الدهر،
أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش! فما خلقت ليشغلني أكل الطيبات، كالبهيمة
المربوطة، همها علفها، أو المرسلة شغلها تقممها، تكترش من أعلافها، وتلهو عما
يراد بها، أو أترك سدى، أو أهمل عابثا، أو أجر حبل الضلالة، أو أعتسف طريق
المتاهة! وكأني بقائلكم يقول: (إذا كان هذا قوت أبن أبي طالب، فقد قعد به
الضعف عن قتال الأقران، ومنازلة الشجعان). ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا،
والرواتع الخضرة أرق جلودا، والنابتات العذية أقوى وقودا، وأبطا خمودا؟ وأنا
من رسول الله كالضوء من الضوء، والذراع من العضد. والله لو تظاهرت العرب
على قتالي لما وليت عنها، ولو أمكنت الفرص من رقابها لسارعت إليها. وسأجهد
في أن أطهر الأرض من هذا الشخص المعكوس، والجسم المركوس، حتى تخرج
المدرة من بين حب الحصيد (1).
2 - أمؤمنون أنتم؟:
2 / 1 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أبي سعيد الادمي، عن
الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحسن بن زياد العطار قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: إنهم يقولون لنا: أمؤمنون أنتم؟ فنقول: نعم إن شاء الله تعالى،
فيقولون: أليس المؤمنون في الجنة؟ فنقول بلى، فيقولون: أفأنتم في الجنة؟ فإذا
نظرنا إلى أنفسنا ضعفنا وانكسرنا عن الجواب. قال فقال: إذا قالوا لكم: أمؤمنون
أنتم؟ فقولوا نعم إن شاء الله. قال: قلت: وإنهم يقولون: إنما استثنيتم لأنكم شكاك.
قال: فقالوا: والله ما نحن بشكاك ولكنا استثنينا كما قال الله عز وجل: (لتدخلن
المسجد الحرام إن شاء الله آمنين) (2) وهو يعلم أنهم يدخلونه أولا، وقد سمى الله
عز وجل المؤمنين بالعمل الصالح (مؤمنين) ولم يسم من ركب الكبائر وما وعد
الله عز وجل عليه النار في قرآن ولا أثر ولا تسمهم بالايمان بعد ذلك الفعل. (3)
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.

(1) نهج البلاغة / 417 كتاب 45.
(2) سورة الفتح: 27.
(3) معاني الأخبار: 413 ح 105 ونقل عنه ذيلها في وسائل الشيعة 11: 251 و 15: 317 طبع آل البيت.
24

3 - ابتلاء المؤمن
(ابتلاء المؤمن على قدر إيمانه)
3 / 1 - محمد بن يعقوب الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بن أبي
عمير، عن هاشم بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أشد الناس بلاء الأنبياء
ثم الذين يلونهم ثم الأمثل فالأمثل (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، والبلاء ما يختبر ويمتحن من خير أو
شر والمراد بالأمثل: الأفضل، والأدنى إلى الخير والأعلى فالأعلى في الرتبة
والمنزلة، والأشبه في المقام. ولما قد ابتلى المؤمن كثيرا أخرجنا في هذا العنوان
عما هو المرام في الكتاب.
4 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام
البلاء وما يخص الله عز وجل به المؤمنين، فقال: سئل رسول الله صلى الله عليه وآله من أشد
الناس بلاء في الدنيا؟ فقال: النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلي المؤمن بعد على
قدر إيمانه، وحسن عمله، فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه (2)
أقول الرواية صحيحة، وسخف أيمانه أي خف إيمانه.
5 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في كتاب علي عليه السلام: أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم
الوصيون، ثم الأمثل فالأمثل، وإنما يبتلي المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن
صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا
لمؤمن ولا عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وإن البلاء

(1) الكافي: ج 2 ص 252 ح 1 و 2 ونقل عنه في الوافي ج 5 ص 763.
(2) الكافي: ج 2 ص 252 ح 1 و 2 ونقل عنه في الوافي ج 5 ص 763.
25

أسرع إلى المؤمن التقي من المطر إلى قرار الأرض (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة. والمراد بكتاب علي عليه السلام: كتاب من
املاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط أمير المؤمنين علي عليه السلام، وكان يحفظ عند
الأئمة عليهم السلام فيقرؤون منه على أصحابهم ويستندون إليه. وقال المحدث
الكاشاني في بيان المراد من قوله عليه السلام (وذلك أن الله تعالى...) ما نصه: (دفع لما
يتوهم أن المؤمن لكرامته على الله تعالى كان ينبغي أن لا يبتلى أو يكون بلاؤه أقل
من غيره، وتوجيه أن المؤمن لما كان محل ثوابه الآخرة دون الدنيا فينبغي أن
لا يكون له في الدنيا إلا ما يوجب الثواب في الآخرة. وكلما كان البلاء في الدنيا
أعظم كان الثواب في الآخرة أعظم، فينبغي أن يكون بلاؤه في الدنيا أشد).
6 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
بن الحكم عن زكريا بن الحر عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما
يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر دينه - أو قال -: على حسب دينه (2).
7 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابه، عن محمد بن المثنى الحضرمي، عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في ايمانه زيد
في بلائه (3).
8 / 6 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى علي بن أبي حمزة، عن
أبي الحسن موسى عليه السلام قال: المؤمن مثل كفتي الميزان، كلما زيد في ايمانه زيد
في بلائه (4).
9 / 7 - الإسكافي رفعه إلى أبي سعيد الخدري: أنه وضع يده على
رسول الله صلى الله عليه وآله وعليه حمى فوجدها من فوق اللحاف فقال: ما أشدها عليك يا

(1) الكافي 2: 259 ح 29 ونقل عنه في الوافي 5: 764.
(2) الكافي: ج 2 ص 253 ح 9 و 10 ونقل عنه في الوافي: ج 5 ص 764.
(3) الكافي: ج 2 ص 253 ح 9 و 10 ونقل عنه في الوافي: ج 5 ص 764.
(4) التمحيص / 31 ح 8.
26

رسول الله؟ قال: إنا كذلك يشتد علينا البلاء ويضعف لنا الأجر. قال يا رسول الله
أي الناس أشد بلاء؟ قال: الأنبياء، قال: ثم من؟ قال: ثم الصالحون إن كان أحدهم
ليبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة، إن كان أحدهم ليبتلى بالقمل حتى يقتله، وإن
كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء (1).
10 / 8 - الصدوق، حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي رضي الله عنه قال: أخبرنا
أحمد بن محمد الكوفي قال: حدثنا عبيد الله بن حمدون، قال: حدثنا الحسين بن
نصر، قال: حدثنا خالد بن حصين، عن يحيى بن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن
علي بن الحسين، عن أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما زلت أنا ومن كان
قبلي من النبيين والمؤمنين مبتلين بمن يؤذينا، ولو كان المؤمن على رأس جبل
لقيض الله عز وجل له من يؤذيه ليأجره على ذلك (3).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما زلت مظلوما منذ ولدتني أمي حتى أن كان عقيل
ليصيبه رمد فيقول: لا تذروني حتى تذروا عليا فيذروني وما بي من رمد.
11 / 9 - المفيد، عن محمد بن محمد بن طاهر الموسوي، عن ابن عقدة، عن
يحيى بن زكريا، عن محمد بن سنان، عن أحمد بن سليمان القمي قال: سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: إن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالجوع حتى يموت جوعا وإن
كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالعطش حتى يموت عطشا، وإن كان النبي من
الأنبياء ليبتلى بالعراء حتى يموت عريانا، وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالسقم
والأمراض حتى تتلفه، وإن كان النبي ليأتي قومه فيقوم فيهم يأمرهم بطاعة الله،
ويدعوهم إلى توحيد الله، وما معه مبيت ليلة فما يتركونه يفرغ من كلامه ولا
يستمعون إليه حتى يقتلوه، وإنما يبتلى الله تبارك وتعالى عباده على قدر منازلهم
عنده (3).

(1) التمحيص / 34 ح 23.
(2) علل الشرائع / 44 ونقل عنه في بحار الأنوار / 64 / 228.
(3) الأمالي / 39 المجلس الخامس الرقم 6 ونقل عنه في بحار الأنوار / 64 / 235.
27

(من أحبه الله ابتلاه).
12 / 1 - محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن عظيم الاجر لمع عظيم البلاء وما أحب الله قوما إلا
ابتلاهم (1).
13 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن الوليد بن علاء، عن حماد، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
إن الله تبارك وتعالى إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا وثجه بالبلاء ثجا، فإذا دعاه
قال: لبيك عبدي لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقدار ولئن ادخرت لك
فما ادخرت لك فهو خير لك (2).
أقول: غته بالبلاء اي غمسه في البلاء. وثجه بالبلاء أي صبه عليه وأسال.
14 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال - وعنده
سدير -: إن الله إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا، وإنا وإياكم يا سدير لنصبح به
ونمسي (3).
15 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن زيد الزراد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن
عظيم البلاء يكفأ به عظيم الجزاء، فإذا أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء، فمن
رضي فله عند الله الرضا، ومن سخط البلاء فله عند الله السخط (4).

(1) الكافي: ج 2 ص 252 ح 3 ونقل عنه في الوافي: 5 ص 765.
(2) الكافي: ج 2 ص 253 ح 7 ونقل عنه في الوافي: 5 ص 765.
(3) الكافي: ج 2 ص 253 ح 6 ونقل عنه في الوافي: 5 ص 765.
(4) الكافي: ج 2 ص 253 ح 8 ونقل عنه في الوافي: 5 ص 766.
28

أقول الرواية من حيث السند معتبرة 16 / 5 - الكليني، عن عده من أصحابنا عن سهل بن زياد عن بن محبوب
عن ابن رئاب، عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز وجل عبادا في
الأرض من خالص عباده، ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم
إلى غيرهم ولا بلية إلا صرفها إليهم (1).
17 / 6 - الصدوق عن ابن وليد، عن الرضا، عن العباس بن معروف، عن ابن
محبوب، عن ابن رئاب، عن محمد بن قيس قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول:
ملكان هبطا من السماء فالتقيا في الهواء فقال أحدهما لصاحبه: فيما هبطت؟
قال: بعثني الله عز وجل إلى بحر إيل أحشر سمكة إلى جبار من الجبابرة اشتهى
عليه سمكة في ذلك البحر، فأمرني أن أحشر إلى الصياد سمكة البحر حتى يأخذها
له، ليبلغ الله عز وجل الكافر: غاية مناه في كفره، قال الآخر لصاحبه: ففيما بعثت
أنت؟ قال بعثني الله عز وجل في أعجب من الذي بعثك فيه، بعثني إلى عبده
المؤمن الصائم القائم المعروف دعائه وصومه في السماء لأكفي قدره التي
طبخها لافطاره، ليبلغ الله في المؤمن من الغاية في اختبار ايمانه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها عند التأمل واضح.
18 / 7 - المفيد، عن أحمد الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن
ابن محبوب، عن ابن عطية، عن ابن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن فيما ناجى
الله به موسى بن عمران أن: يا موسى ما خلقت خلقا هو أحب إلي من عبدي
المؤمن، وإني إنما ابتليته لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي فليصبر على
بلائي وليشكر نعمائي، وليرضى بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل بما

(1) الكافي: ج 2 ص 253 ح 5 ونقل عنه في الوافي: 5 ص 766 (2) علل الشرائع / 465 ج 16 ونقل عنه في بحار الأنوار / 64 / 229
29

يرضيني وأطاع أمري (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضح.
19 / 8 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى الباقر عليه السلام أنه قال: يا بني من كتم
بلاء ابتلى به من الناس، وشكى ذلك إلى الله عز وجل كان حقا على الله أن يعافيه
من ذلك البلاء، قال عليه السلام: يبتلى المرؤ على قدر حبه (1).
20 / 9 - السيد الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال عليه السلام وقد توفي
سهل بن حنيف الأنصاري بالكوفة بعد مرجعه معه من صفين، وكان أحب الناس
إليه: (لو أحبني جبل لتهافت).
قال الرضي: معنى ذلك أن المحنة تغلظ عليه فتسرع المصائب إليه، ولا يفعل
ذلك الا بالأتقياء الأبرار المصطفين الأخيار، وهذا مثل قوله عليه السلام: (من أحبنا أهل
البيت فليستعد للفقر جلبابا). وقد يؤول ذلك على معنى آخر ليس هذا موضع
ذكره (2).
وقال ابن أبي الحديد في شرحه: (فد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يحبك إلا
مؤمن، ولا يبغضك إلا المنافق، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن البلوى أسرع إلى
المؤمن من الماء إلى الحدور، هاتان المقدمتان يلزمهما نتيجة صادقة هي أنه عليه السلام
موضع ذكره (3).
أقول: قال العلامة المجلسي قدس سره بعد نقل مقال ابن أبي الحديد: (وفيه تأمل).
ثم نقل من ابن ميثم البحراني والقطب الراوندي (رحمة الله عليهما) معاني اخر في
ذيل هذا الكلام فراجع بحار أنواره إن شئت.

(1) أمالي المفيد / 93 المجلس الحادي عشر الرقم 2 ونقل عنه في بحار الأنوار 64، 235.
(2) جامع الأخبار، 311 ونقل عنه في بحار الأنوار / 64 / 236.
(3) نهج البلاغة / 488 الحكم الرقم (112 و 111) ونقل عنه في بحار الأنوار / 64 / 236.
(4) شرح نهج البلاغة 4 / 289 طبع مصر
30

(شدة ابتلاء المؤمن) 21 / 1 - الحسين بن سعيد الأهوازي رفعه إلى زرارة أنه قال: سمعت أبا
جعفر عليه السلام يقول: في قضاء الله عز وجل كل خير للمؤمن (1).
22 / 2 - عنه، عن سعد بن طريف قال: كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجاء جميل
الأزرق فدخل عليه قال: فذكروا بلايا الشيعة وما يصيبهم، فقال أبو جعفر عليه السلام:
إن أناسا أتوا علي بن الحسين عليهما السلام وعبد الله بن عباس فذكروا لهما نحوا مما
ذكرتم قال: فأتيا الحسين بن علي عليهما السلام فذكرا له ذلك، فقال الحسين عليه السلام: والله
البلاء والفقر والقتل أسرع إلى من أحبنا من ركض البراذين ومن السيل إلى
صمرة، قلت: وما الصمرة؟ قال: منتهاه، ولولا أن تكونوا كذلك لرأينا أنكم لستم
منا (2).
23 / 3 - عنه عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
الشياطين أكثر على المؤمن من الزنابير على اللحم (3).
24 / 4 - وعنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فيما أوحى الله إلى موسى أن: يا
موسى ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، وأني إنما ابتليه لما هو خير له،
وأعطيه لما هو خير له، وأزوي عنه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عليه
عبدي، فليصبر على بلائي، وليرض بقضائي، وليشكر نعمائي، أكتبه في الصديقين
عندي، إذا عمل برضائي وأطاع أمري (4).
25 / 5 - وعنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى إذا كان من
أمره أن يكرم عبدا وله عنده ذنب ابتلاه بالسقم، فإن لم يفعل ابتلاه بالحاجة، فإن
هو لم يفعل شدد عليه الموت، وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة أصح

(1) المؤمن / ص 15 ح 1.
(2) المؤمن / ص 15 ح 4.
(3) المؤمن / ص 16 ح 6.
(4) المؤمن / ص 17 ح 9.
31

بدنه، فإن هو لم يفعل وسع في معيشته، فإن لم يفعل هون عليه الموت (1) 26 / 6 - وعنه، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله
عز وجل أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع (الأولى)، أيسرها عليه: مؤمن مثله
يحسده، والثانية: منافق يقفو أثره، والثالثة: شيطان يعرض له يفتنه ويضله،
والرابعة: كافر بالذي آمن به يرى جهاده جهادا، فما بقاء المؤمن بعد هذا (1)؟!
أقول: ونقل الكليني بسنده الصحيح من أبي حمزه الثمالي مثله في المعنى
وقريب منه في اللقط (2).
ونقل نظيره بسند صحيح في الكافي 2 / 251 ونظيره أيضا هاتان الروايتان:
- الكليني، عن عده من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر، عن داود بن سرحان قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أربع لا يخلو
منهن المؤمن أو واحدة منهن: مؤمن يحسده وهو أشد هون عليه ومنافق يقفو أثره،
أو عدو يجاهد، أو شيطان يغويه (3).
- الصدوق حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن مالك، عن مسمع بن مالك، عن
سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا سماعة لا ينفك المؤمن من خصال أربع:
من جار يؤذيه، وشيطان يغويه، ومنافق يقفو أثره، ومؤمن يحسده، ثم قال: يا
سماعة، أما إنه أشدهم عليه، قلت: كيف ذاك؟ قال: إنه يقول فيه القول فيصدق
عليه (4).
27 / 7 - وعنه، عن يزيد بن خليفة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما قضى الله

(1) المؤمن / 18 ح 11 (2) المؤمن / 21 ح 20.
(3) الكافي / 2 / 249 ح 2.
(4) الكافي / 2 / 250 ح 4.
(5) الخصال / 1 / 229 الرقم 70 ونقل عنه في بحار الأنوار / 65 / 224.
32

تبارك وتعالى لمؤمن (من) إلا جعل له الخيرة فيما قضى (1)
28 / 8 - وعنه، عن، أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله يذود المؤمن عما يكره مما
يشتهي كما يذود الرجل البعير عن إبله ليس منها (2).
29 / 9 - وعنه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرب ليتعاهد المؤمن فما يمر به
أربعون صباحا إلا تعاهده إما بمرض في جسده وإما بمصيبة في أهله وماله أو
بمصيبة من مصائب الدنيا ليأجره الله عليه (3).
30 / 10 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما فلت المؤمن من واحدة من
ثلاث، أو جمعت عليه الثلاثة: أن يكون معه من يغلق عليه باب في داره، أو جار
يؤذيه أو من في طريقه إلى حوائجه (يؤذيه). ولو أن مؤمنا على قلة جبل
لبعث الله شيطانا يؤذيه، ويجعل الله له من ايمانه أنسا (4).
أقول: ونظيره في الكافي بسند موثق.
31 / 11 - وعنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله
عز وجل: يا دنيا مري على عبدي المؤمن بأنواع البلايا وما هو فيه من أمر دنياه،
وضيقي عليه في معيشته، ولا تحولي له فيسكن إليك (6).
32 / 12 - وعنه، عن الصباح بن سيابة، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما
أصاب المؤمن من بلاء فبذنب؟ قال: لا ولكن ليسمع أنينه وشكواه ودعاؤه الذي
يكتب له بالحسنات، وتحط عنه السيئات وتدخر له يوم القيامة.
33 / 13 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله

(1) المؤمن / 22 ح 24 (2) المؤمن / 22 ح 25.
(3) المؤمن / 22 ح 26.
(4) المؤمن 23 ح 29.
(5) الكافي 2 / 249
(6) المؤمن / 24 ح 33 ولكن في بحار الأنوار 72 / 52 ح 73 تحلولى بدل لا تحلو لي.
(7) المؤمن / 24 ح 34.
33

عز وجل: إن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالغنى والسعة
والصحة في البدن، فأبلوهم بالغنى والسعة والصحة في البدن فيصلح لهم أمر دينهم.
وقال: إن من العباد لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في
أبدانهم، فأبلوهم بالفقر والفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فيصلح لهم أمر
دينهم (1).
34 / 14 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الحواريين شكوا إلى عيسى ما
يلقون من الناس وشدتهم عليهم، فقال: إن المؤمنين لم يزالوا مبغضين، وإيمانهم
كحبة القمح ما أحلى مذاقها، وأكثر عذابها (2).
35 / 15 - وعنه، وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا للمؤمن،
إن الله لا يقضي قضاء إلا كان خيرا له، فإن ابتلي صبر وإن أعطي شكر (3).
36 / 16 - وعنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل يعطي الدنيا من
يحب ويبغض، ولا يعطي الآخرة إلا من أحب، وإن المؤمن ليسأل الرب موضع
سوط في الدنيا فلا يعطيه إياه، ويسأله الآخرة فيعطيه ما شاء، ويعطي الكافر في
الدنيا ما شاء ويسأل في الآخرة موضع سوط فلا يعطيه إياه (4).
37 / 17 - وعنه عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
بدت نواجذه ثم قال: ألا تسألوني عما ضحكت؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال:
عجبت للمرء المسلم أنه ليس من قضاء يقضيه الله له إلا كان خيرا له في عاقبة
أمره (5).
38 / 18 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى أبي بصير عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: لو أن مؤمنا على لوح لقيض الله له منافقا يؤذيه (6).

(1) المؤمن / 24 ح 37.
(1) المؤمن / 26 ح 41.
(3) المؤمن / 27 ح 46.
(4) المؤمن / 27 ح 47.
(5) المؤمن / 27 ح 49.
(6) التمحيص / 30 ح 3.
34

39 / 19 - الإسكافي رفعه إلى إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما
كان ولا يكون وليس بكائن مؤمن إلا وله جار يؤذيه ولو أن مؤمنا في جزيرة
من جزائر البحر لا بعث الله من يؤذيه (1).
أقول: ونقله نظيره منه مسندا في الكافي: وهي هذه:
- الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي أيوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما كان
فيما مضى ولا فيما بقي ولا فيما أنتم فيه مؤمن إلا وله جار يؤذيه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة إن كان المراد بأبي أيوب إبراهيم بن
عثمان أو ابن عيسى أبو أيوب الخزاز كما هو الظاهر بقرينة رواية علي بن الحكم
عنه، ونظيرها هذه الرواية:
- الكليني، عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما كان ولا يكون إلى أن تقوم
الساعة مؤمن إلا جار يؤذيه (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
40 / 20 - الإسكافي رفعه إلى طلحة بن زيد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: إن الله جعل المؤمنين في دار الدنيا غرضا لعدوهم (4)
أقول: ونقله بسنده في الكافي (5).
41 / 21 - الإسكافي رفعه إلى عبد الله بن مبارك قال: سمعت جعفر بن
محمد عليه السلام يقول: إذا أضيف البلاء إلى البلاء كان من البلاء عافية (6).
42 / 22 - الإسكافي رفعه أبي عبد الله عليه السلام قال: إن أصابكم تمحيص

(1) التمحيص / 30 ح 4.
(2) الكافي 2 / 251 ح 12.
(3) الكافي 2 / 252 ح 13.
(4) التمحيص / 32 ح 9.
(5) الكافي / 2 / 250.
(6) التمحيص / 32 ح 14.
35

فصبروا فإن الله يبتلى المؤمنين ولم يزل إخوانكم قليلا ألا وإن أقل المحشر المؤمنون (1).
43 / 23 - الإسكافي رفعه إلى أبي الحسن الأحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله ليتعهد عبده المؤمن بأنواع البلاء كما يتعهد أهل
البيت سيدهم بطرف الطعام. ثم قال: ويقول الله جل جلاله: وعزتي وجلالي
وعظمتي وبهائي إني لأحمي وليي أن أعطيه في دار الدنيا شيئا يشغله عن ذكرى
حتى يدعوني فأسمع صوته. وإني لأعطي الكافر منيته حتى لا يدعوني فأسمع
صوته بغضا له (2).
44 / 24 - الإسكافي رفعه إلى أبي يسار، رواه عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا
ابتلي المؤمن كان كفارة له لما مضى من ذنوبه، ويستغيث فيما بقي (3).
45 / 5 2 - الإسكافي رفعه يونس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من أكل ما يشتهي ولبس ما يشتهي لم ينظر الله إليه حتى ينزع أو
يترك (4).
46 / 26 - الإسكافي رفعه إلى جابر: أن النبي صلى الله عليه وآله قال: مثل المؤمن مثل
السنبلة تخر مرة وتستقيم أخرى، ومثل الكافر مثل الأرزة لا يزال مستقيما (5).
47 / 27 - الإسكافي رفعه إلى عمار بن مروان عن بعض ولد أبي عبد الله عليه السلام
أنه لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا ابلاء نعمه والرخاء مصيبة (6).
48 / 28 - الإسكافي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ساعات المؤمن
ساعات كفارات (7).

(1) التمحيص / 33 ح 15.
(2) التمحيص / 33 ح 17.
(3) التمحيص / 33 ح 18.
(4) التمحيص / 34 ح 21.
(5) التمحيص / 34 ح 22.
(6) التمحيص / 34 ح 24.
(7) التمحيص / 35 ح 29.
36

49 / 29 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب،
عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا مات
المؤمن خلى على جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر كانوا مشتغلين به (1).
50 / 30 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
50 / 30 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة، قال: سمعت أبا عبد الله يقول:
إن المؤمن من الله عز وجل لبأفضل مكان - ثلاثا - إنه ليبتليه بالبلاء، ثم ينزع نفسه
عضوا عضوا من جسده وهو يحمد الله على ذلك (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
51 / 33 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن يونس بن رباط قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن أهل الحق لم
يزالوا منذ كانوا في شدة أما إن ذلك إلى مده قليلة وعافية طويلة (3).
52 / 31 - الصدوق حدثنا بن المتوكل قدس سره قال: حدثنا بن
جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبي عبد الله الجاموراني، عن
الحسن بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لو أن مؤمنا كان في قله
جبل لبعت الله عز وجل من يؤذيه ليأجره على ذلك (4).
52 / 33 - الشيخ الطوسي، عن الحسين بن محمد الغضائري، عن أبو محمد
هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد
ابن عيسى اليقطيني، عن يحيى بن زكريا، عن داود بن كثير بن أبي خالد الرقي
قال: حدثنا أبو عبد الله عليه السلام قال: قال رسول صلى الله عليه وآله: قال: الله عز وجل: لولا أنى

(1) الكافي / 2 / 251.
(2) الكافي / 2 / 254.
(3) الكافي / 2 / 255.
(4) علل الشرائع 44 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 228
37

أستحى من عبدي المؤمن ما تركت عليه خرقة يتوارى بها، وإذا أكملت له
الايمان ابتليته بضعف في قوته، وقلة في رزقه فإن جزع أعدت عليه، و = ن صبر
باهيت به ملائكتي، ألا وقد جعلت عليا علما للناس، فمن تبيعه كان هاديا، ومن تركه كان ضالا، لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق (1). (لا خير فيمن لا يبتلى) 54 / 1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين
بن نعيم الصحاف، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن
الحسين عليهما السلام يقول: إني لأكره للرجل أن يعافى في الدنيا فلا يصيبه شئ، من
المصائب (2).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
55 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح
بن شعيب، عن أبي داود المسترق رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: دعي
النبي صلى الله عليه وآله إلى طعام، فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد
باضت فتقع البيضة على وتد في حائط فثبتت عليه ولم تسقط ولم تنكسر،
فتعجب النبي صلى الله عليه وآله منها، فقال له الرجل: أعجبت من هذه البيضة فوالذي بعثك
بالحق ما رزئت شيئا قط (قال) فنهض رسول الله صلى الله عليه وآله ولم يأكل من طعامه شيئا،
وقال: من لم يرزأ فما لله فيه من حاجة (3).
أقول: الرزء: المصيبة.
56 / 3 - الكليني، عن، عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي

(1) امالي الشيخ المجلسي الحادي عشر 60 / 35 الرقم 613 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 226 (2) الكافي / 2 / 256 ح 19 ونقل عنه في الوافي 5 / 767.
(3) الكافي / 2 / 256 ح 20 ونقل عنه في الوافي 5 / 767.
38

ابن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن عبد الله وأبى بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا حاجه لله فيمن ليس له في ماله
وبدنه نصيب
(1). أقول: السند صحيح على ما ذكرناه، وأما في المطبوع من الكافي خلط كما
ظهر للمتتبع، ويؤيد ما نقلناه النسخة المخطوطة من الكافي الشريف المصححة
عند المشايخ الموجودة عندنا بحمد الله تعالى والمنة، وفي المخطوطة السند هكذا:
(عنه (أي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي) عن علي بن الحكم، عن أبان بن
عثمان، عن عبد الرحمن وأبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام).
57 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه: ملعون كل
مال لا يزكى، ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل: يا
رسول الله أما زكاة المال فقد عرفناها فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب
بآفة قال: فتغيرت وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فلما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال
لهم: أتدرون ما عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى الرجل يخدش
الخدشة وينكب النكبة ويعثر العثرة ويمرض المرضة ويشاك الشوكة وما أشبه هذا
حتى ذكر في حديثه اختلاج العين (2).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة وينكب النكبة: أن يقع رجله على
حجارة ونحوها، أو يسقط على وجهه، أو أصابته بلية خفية من بلايا الدهر. يشاك
الشوكة يقال: شاكته الشوكة تشوكه وشيكة إذا دخلت في جسده شوكة.
(الكرامة على الله إنما هي بالابتلاء) 58 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن

(1) الكافي 2 / 256 ح 21 ونقل عنه في الوافي 5 / 768.
(2) الكافي 2 / 258 ح 26 ونقل عنه في الوافي 5 /. 768
39

رواه، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن ليكرم على الله حتى لو
سأله الجنة بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا، وإن الكافر ليهون
على الله حتى لو سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا،
وإن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف، وإنه ليحميه
الدنيا كما يحمي الطبيب المريض (1).
أقول: الطرف جمع طرفة، وهي ما يستطرف أي يستملح.
59 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن
الحسين بن المختار، عن أبي أسامة، عن حمران عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله
عز وجل ليتعاهد المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة،
ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض (2).
أقول: يحميه الدنيا أي يمنعه الدنيا حمي المريض ما يضره، منعه إياه،
فاحتمى وتحمى امتنع.
60 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
فضال، عن علي بن عقبة، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنه
ليكون للعبد منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين: إما بذهاب ماله أو ببلية
في جسده (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضحة.
61 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن في الجنة منزلة

(1) الكافي 2 / 258 ح 28 ونقل عنه في الوافي 5 / 769.
(2) الكافي 2 / 255 ح 17 ونقل عنه في الوافي 5 / 769.
(3) الكافي 2 / 257 ح 23 ونقل عنه في الوافي 5 / 769.
40

لا يبلغها عبدا الا بالابتلاء في جسده (1). أقول الرواية صحيحة الاسناد.
62 / 5 - الكليني عن عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن إبراهيم بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن أبي
يعفور قال: شكوت إلى أبى عبد الله عليه السلام ما ألقى من الأوجاع - وكان مسقاما -
فقال: لي يا عبد الله لو يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمني أنه قرض بالمقاريض (2).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا أبا يحيى الحناط، لأن فيه كلام وإن كان
جلالته وتشيعه مما لا يخفى. وأما - كان مسقاما - من كلام أبي يحيى، وضمير كان
عائد إلى عبد الله، المسقام بالكسر الكثير السقم والمرض.
63 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن حسين
بن عثمان، عن بد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: مثل المؤمن كمثل خامة الزرع تكفئها الرياح كذا وكذا، وكذلك
المؤمن تكفئه الأوجاع والأمراض، ومثل المنافق كمثل الأرزبة المستقيمة التي
لا يصيبها شئ حتى يأتيه الموت فيقصفه قصفا (3).
أقول: الرواية صحيحة السند وفي هامش الكافي المطبوع، خامة الزرع: أول
ما نبت على ساق. تكفئها الرياح بالهمزة أي تقلبها. الأرزبة بتقديم المهملة
وتشديد الباء الموحدة: عصية من حديد. القصف: الكسر. قصف الشئ: كسره
الشئ انكسر.
64 / 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن

(1) الكافي 2 / 255 ح 14 ونقل عنه في الوافي 5 / 770.
(2) الكافي 2 / 255 ح ونقل هنه في الوافي / 5 / 770
(3) الكافي 2 / 257 ح 25 ونقل عنه في الوافي 5 / 770.
41

أبي أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال الله عز وجل: لولا أن يجد عبدي المؤمن
في قلبه لعصبت رأس الكافر بعصابة حديد لا يصدع رأسه أبدا (1).
قال المحدث الكاشاني: (يعني لولا مخافة انكسار قلب المؤمن بوجده على
ما يراه على الكافر من العافية المستمرة لقويت رأس الكافر حتى لا يصدع أبدا).
65 / 8 - مؤلف جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: إن
البلاء للظالم أدب، وللمؤمن امتحان، وللأنبياء درجة، وللأولياء كرامة (2).
66 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن معاوية بن عمار، عن ناجية قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: إن المغيرة يقول: إن
المؤمن لا يبتلى بالجذام ولا بالبرص ولا بكذا ولا بكذا؟ فقال: إن كان لغافلا عن
صاحب ياسين إنه كان مكنعا. ثم رد أصابعه. فقال: كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم
فأنذرهم، ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه، ثم قال: إن المؤمن يبتلي بكل بلية ويموت
بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه (3).
أقول: الرواية حسنة سندا وقال في الوافي: (صاحب ياسين هو حبيب بن
إسرائيل النجار رضي الله عنه، وهو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى، وكان ممن آمن
بنبينا وبينهما ستمائة سنة، وعن النبي صلى الله عليه وسلم: سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله
طرفة عين علي بن أبي طالب وصاحب ياسين ومؤمن آل فرعون.
وفي رواية هم الصديقون وعلي أفضلهم. والمكنع بتشديد النون المفتوحة:
أشل اليد أو مقطوعها وفي بعض النسخ بالتاء المثناة من فوق وهو من رجعت

(1) الكافي 2 / 257 ح 24 ونقل عنه في الوافي 5 / 770.
(2) جامع الأخبار 310 ونقل عنه في بحار النوار 64 / 235.
(3) الكافي 2 / 254 ح 12 ونقل عنه في الوافي 5 / 775.
42

أصابعه إلى كفه وظهرت مفاصل أصول الأصابع ورد أصابعه عليه السلام يؤيد النسخة
الثانية إذ لا رد في الأشل والأقطع).
67 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قلت لأبي عبد
الله عليه السلام: إن هذا الذي ظهر بوجهي يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبدا فيه حاجة.
قال فقال لي: لقد كان مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع فكان يقول هكذا - ويمد
يديه - ويقول: (يا قوم اتبعوا المرسلين). ثم قال لي: إذا كان الثلث الأخير من
الليل في أوله فتوض وقم إلى صلاتك التي تصليها فإذا كنت في السجدة الأخيرة
من الركعتين الأوليين فقل وأنت ساجد: (يا علي يا عظيم يا رحمن يا رحيم يا
سامع الدعوات يا معطي الخيرات صل على محمد وآل محمد وأعطني من خير
الدنيا والآخرة ما أنت أهله، واصرف عني من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله،
وأذهب عني بهذا الوجع - وتسميه - فإنه قد غاظني وأحزنني) وألح في الدعاء.
قال: فما وصلت إلى الكوفة حتى أذهب الله به عني كله (1).
قال المحدث الكاشاني رحمه الله: (مؤمن آل فرعون اسمه شمعان أو حبيب أو
خربيل (بتقديم المعجمة) أو حزبيل (بتقديم المهملة) ولا منافاة بين هذا الحديث
والحديث السابق، لجواز كونهما معا مكنعين أو كان أحدهما مكتعا والاخر مكنعا
إلا أن قوله في آخر الحديث (يا قوم اتبعوا المرسلين) يفيد أن المكنع أو المكتع
صاحب ياسين، لأن هذا القول من كلماته على ما حكى الله عنه وكان المرسلون
يومئذ ثلاثة كما قال الله عز وجل: إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا
بثالث (2).
وأما مؤمن آل فرعون فإنما كان قوله (يا قوم اتبعوني أهدكم سبيل الرشاد)

(1) الكافي 2 / 259 ح 30 ونقل صدره عنه في الوافي 5 / 776
(2) سورة يس 14.
43

في جملة كلمات أخر، وفي تفسير علي بن إبراهيم أنه كان مجذوما مكتعا وهو
الذي قد عقفت أصابعه، وكان يشير بيديه المعقوفتين ويقول: (يا قوم اتبعوني
أهدكم سبيل الرشاد) والعقف بالمهملة والقاف: العطف...).
أقول: وللعلامة المجلسي رحمه الله توضيح لهذا الحديث في بحار الأنوار فراجعه
إن شئت (1).
68 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن
محمد بن يحيى الخثعمي، عن محمد بن بهلول العبدي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: لم يؤمن الله المؤمن من هزاهز ولكنه آمنه من العمى فيها والشقاء
في الآخرة (2)
قال في الوافي: (الهزاهز: تحريك البلايا والحروب الناس، والمراد بالعمى:
عمي القلب قال الله عز وجل: (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في
الصدور) وأما عمى البصر فهي مكرمة. روى الصدوق رحمه الله في الخصال بإسناده
عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إذا أحب الله عبدا نظر إليه فإذا نظر إليه أتحفه بواحدة
من ثلاث إما صلاع وإما عمى وإما رمز).
69 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن عثمان النوا، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل يبتلي
المؤمن بكل بلية ويميته بكل ميتة ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب كيف
سلط إبليس على ماله وعلى ولده وعلى أهله وعلى كل شئ منه، ولم يسلط على
عقله ترك له ليوحد الله به (3).
70 / 5 - الكليني، عن أبي على الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن

(1) بحار الأنوار 64 / (223 - 225) من طبع بيروت.
(2) الكافي 2 / 255 ح 18 ونقل عنه في الوافي 5 / 776.
(3) الكافي 2 / 256 ح 12 و 3: ص 112 ح 10 ونقل عنه في الوافي 5 / 777
44

فضال، عن ابن بكير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أيبتلى المؤمن بالجذام والبرص
وأشباه هذا؟ قال: فقال: وهل كتب البلاء إلا على المؤمن (1).
أقول: الرواية موثقة من حيث السند ومتنها واضح.
71 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن غير
واحد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين؟
قال نعم ولكن يخلصون بعده (2).
أقول: الرواية معتبرة سندا لدخول ثقة واحد في غير واحد من مشايخ ابن
أبي عمير، وأما بعده لعل المراد به بعد الموت.
72 / 7 - الصدوق باسناده، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمد
عن أبيه عليهما السلام قال: قيل له: ما بال المؤمن أحد شئ؟ فقال: لأن عز القرآن في قلبه
ومحض الايمان في صدره، وهو عبد مطيع لله ولرسوله مصدق. قيل له: فما بال
المؤمن قد يكون أشح شئ؟ قال: لأنه يكسب الرزق من حله ومطلب الحلال
عزيز، فلا يحب أن يفارقه شيئه لما يعلم من عز مطلبه، وإن هو سخت نفسه لم
يضعه إلا في موضعه. قيل: فما بال المؤمن قد يكون أنكح شئ؟ قال: لحفظه
فرجه عن فروج لا تحل له، ولكيلا تميل به شهوته هكذا ولا هكذا، فإذا ظفر
بالحلال اكتفى به واستغنى به عن غيره. وقال عليه السلام: إن قوة المؤمن في قلبه ألا
ترون أنكم تجدونه ضعيف البدن نحيف الجسم وهو يقوم الليل ويصوم النهار (3).
أقول: سند الشيخ الصدوق إلى مسعدة بن صدقة صحيح ومسعدة معتبر على
الأقوى، فالسند معتبر.
73 / 8 - الصدوق قال حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد

(1) الكافي 2 / 258 ح 27 ونقل عنه في الوافي 5 / 777.
(2) الكافي 2 / 247 ح 3 ونقل عنه في الوافي 5 / 777.
(3) الفقيه 3 / 560 الرقم 4924 ونقل عنه في الوافي 5 / 783.
45

بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام: ما ابتلى المؤمن بشئ أشد عليه من خصال ثلاث يحرمها، قيل: وما
هن؟ قال: المواساة في ذات يده بالله، والأنصاف من نفسه، وذكر الله كثيرا، أما
إني لا أقول لكم (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) ولكن ذكر الله
عندما أحل له وذكر الله عندما حرم عليه (1).
74 / 9 - الصدوق باسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البرص شبه اللعنة،
لا يكون فينا ولا في ذريتنا ولا في شيعتنا (2).
75 / 10 - الصدوق باسناده، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
إن لم يؤمن المؤمن من البلايا في الدنيا، ولكن آمنة من العمى في الآخرة ومن
الشقاء، يعني عمن البصر (3).
أقول: الظاهر تفسير الشقاء بعمى البصر من الرواي وهو في غير محله.
76 / 11 - الصدوق باسناده، عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما كان
وما يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلا وله جار يؤذيه (4).
77 / 12 - الصدوق، عن أبيه عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن
يحيى، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: الصاعقة لا تصيب المؤمن،
فقال له رجل: فإنا قد رأينا فلانا يصلي في المسجد الحرام فأصابته فقال أبو
عبد الله عليه السلام إنه كان يرمي حمام الحرم (5).
وبهذا الاسناد قال: الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكرا.
أقول: سند الرواية صحيح.

(1) الخصال / 128 ح 130.
(2) صفاة الشيعة: ص 180 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 200 من طبع بيروت.
(3) صفاة الشيعة: ص 180 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 200 من طبع بيروت.
(4) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 33 ح 59 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 226.
(5) علل الشرائع / 462 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 228.
46

78 / 13 - الصدوق قال حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثنا علي بن الحكم،
عن عبد الله بن جندب، عن سفيان بن سمط قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أراد الله
تعالى بعبد خيرا فأذنب ذنبا تبعه بنقمة ويذكره الاستغفار، وإذا أراد الله تعالى بعبد
شرا فأذنب ذنبا تبعه بنعمة لينسيه الاستغفار ويتمادى به وهو قول الله تعالى:
سنستدرجهم من حيث لا يعلمون (1) بالنعم عند المعاصي (2).
79 / 14 - الحميري، عن محمد بن الوليد، عن عبد الله بن بكير، قال: سألت أبا
عبد الله عليه السلام أيبتلى المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا؟ قال: وهل كتب البلاء
إلا على المؤمن؟! (3).
(مدح الصبر والرضا بالبلاء) 80 / 1 - أبو علي محمد بن همان الإسكافي، رفعه إلى أبي بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وهو مبتلى ببلاء، منتظر به ما هو أشد منه، فإن
صبر على البلية التي هو فيها عافاه الله من البلاء الذي ينتظر به، وإن لم يصبر
وجزع نزل به من البلاء المنتظر أبدا حتى يحسن صبره وعزاؤه (4).
81 / 2 - الإسكافي رفعه إلى أبي حمزة الثمالي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من
ابتلى من شيعتنا فصبر عليه كان له أجر ألف شهيد (5).
82 / 3 - الإسكافي قال: روى أحمد بن محمد البرقي في كتاب الكبير، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا، ولكل نعمة شكرا، ولكل
عسر يسرا. اصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال فإن الله إنما يفيض

(1) سور الأعراف / 182 وسورة القلم / 44.
(2) علل الشرائع / 561 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 229.
(3) قرب الإسناد / 81 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 225.
(4) التمحيص / 59 ح 121.
(5) التمحيص: ص 59 ح 125.
47

جاريته وهبته ليبلوا شكرك وصبرك (1).
83 / 4 - وعنه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله أنعم على قوم
فلم يشكروا فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فصارت عليهم
نعمة (2).
84 / 5 - الإسكافي رفعه إلى علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أنه قال: من
صبر ورضي عن الله فيما قضى عليه فيما أحب وكره لم يقض الله عليه فيما أحب
أو كره إلا ما هو خير له (3).
85 / 6 - الإسكافي رفعه إلى سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي الحسن
الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أنه قال: رفع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قوم في بعض
غزواته فقال: من القوم؟ قالوا: مؤمنون يا رسول الله قال: ما بلغ من إيمانكم؟
قالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا بالقضاء. فقال
(رسول الله صلى الله عليه وآله): حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم كما
تقولون فلا تبنوا مالا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه
ترجعون (4).
86 / 7 - الإسكافي رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: أحق من خلق الله
بالتسليم لما قضى الله من عرف الله ومن رضي بالقضاء أتى عليه القضاء وعظم
عليه أجره، ومن سخط القضاء مضى عليه القضاء وأحبط الله أجره (5).
87 / 8 - الإسكافي رفعه إلى جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما الصبر
الجميل؟ قال: ذلك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس، الحديث (6).
88 / 9 - الإسكافي رفعه إلى ربعي بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن

(1) التلخيص / 60 ح 127.
(2) التلخيص / 60 ح 128.
(3) التلخيص / 60 ح 132.
(4) التلخيص / 61 ح 137
(5) التلخيص / 62 ح 141.
(6) التلخيص / 63 ح 134.
48

الصبر والبلاء ليستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور، وإن الجزع والبلاء
ليستبقان إلى الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع (1).
89 / 10 - الإسكافي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن للنكبات
غايات لا بد أن ينتهي إليها، فإذا أحكم على أحدكم لها فليطأطئ لها ويصير حتى
تجوز، فإن اعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها (2).
90 / 11 - وكان يقول (أمير المؤمنين عليه السلام): الصبر من الايمان بمنزلة الرأس
من الجسد، فمن لا صبر له لا إيمان له (6).
91 / 12 - وكان يقول (أمير المؤمنين عليه السلام): الصبر ثلاثة: الصبر على
المصيبة والصبر على الطاعة والصبر على المعصية (4).
92 / 13 - الإسكافي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: الصبر صبران: الصبر
على البلاء حسن جميل، وأفضل منه الصبر على المحارم (5).
93 / 14 - الإسكافي رفعه إلى سيف بن عميرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: اتقوا
الله واصبروا فإنه من لم يصبر أهلكه الجزع، وإنما هلاكه في الجزع أنه إذا جزع لم
يؤجر (6).
94 / 15 - مؤلف جامع الأخبار رفعه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال:
الجزع عند البلاء تمام المحنة (7).
95 / 16 - مؤلف جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من ابتلي
فصبر وأعطي فشكر وظلم فغفر وظلم فاستغفر قالوا: ما باله؟ قال: أولئك لهم الأمن
وهم مهتدون (8).

(1) التلخيص / 63 ح 144.
(2) التلخيص / 64 ح 147.
(3) التلخيص / 64 ح 148.
التلخيص / 64 ح 149.
(5) التلخيص / 64 ح 150.
(6) التلخيص / 64 ح 151.
(7) جامع الأخبار / 309 و 317 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 ح 235.
(8) جامع الأخبار / 310 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 236
49

(المعافين من البلاء) 96 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعدة من أصحابنا، عن سهل
بن زياد جميعا عن جعفر بن محمد عن ابن القداح عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الله
عز وجل ضنائن من خلقه يغذوهم بنعمته ويحبوهم بعافيته ويدخلهم الجنة
برحمته، تمر بهم البلايا والفتن لا تضرهم شيئا (1).
أقول: السند حسن، إن كان كذلك، لأن المراد بابن القداح هو عبد الرحمن بن
أبي عبد الله ميمون البصري الثقة وأما إن كان في السند القداح كما نقله صاحب
الوافي فهو ميمون القداح إمامي مجهول فالسند غير معتبر، ولكن الظاهر سقوط
ابن من قلم صاحب الوافي قدس سره لوجوده في نسخ الكافي ومنها نسختنا المخطوطة،
والعلم عند الله. وفي النهاية الضنائن: الخصائص واحد ضنية فعلية بمعنى مفعولة
من الضن وهو ما تختصه وتضن به. أي تبخل لمكانه منك وموقعه عندك.
97 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن
الله عز وجل خلق خلقا ضن بهم عن البلاء، خلقهم في عافية وأحياهم في عافية
وأماتهم في عافية وأدخلهم الجنة في عافية (2).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة ومتنها واضح.
98 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب (وغيره)، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام
قال إن لله عز وجل ضنائن يضن بهم عن البلاء فيحييهم في عافيه ويرزقهم في عافيه ويميتهم في عافية ويبعثهم في عافية ويسكنهم الجنة في عافية (3).

(1) الكافي 2 / 462 ح 3 ونقل عنه في الوافي 5 / 772.
(2) الكافي 2 / 462 ح 2 ونقل عنه في الوافي 5 / 774.
(3) الكافي 2 / 462 ح 1 ونقل عنه في الوافي 5 / 774.
50

أقول: الظاهر أن المراد بأبي حمزة في السند أبو حمزة الثمالي وهو ثابت بن
أبي صفية دينار، الثقة الجليل فالرواية صحيحة، ولكن الحسن بن محبوب نقل بلا
واسطة عن أبي حمزة الثمالي غير معلوم بل معلوم العدم كما تنظر في ذلك شيخنا
البهائي.
وعلى هذا في السند سقط، وأما متن الرواية واضح. وقال الفيض: (في بعض
النسخ هكذا: إن لله عبادا بعدهم عن البلاء).
وفي نسختنا المخطوطة، هكذا: (إن لله عبادا بعدهم عن ضنائن يضن بهم عن
البلاء) وبعد ما كتبنا عدم صحة نقل ابن محبوب بلا واسطة من أبي حمزة وجدنا
بعد أيام في هامش نسختنا المخطوطة من الكافي الشريف هكذا مكتوبة: (في
رواية الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي نظر كما لا يخفى، فإن الحسن بن
محبوب توفي سنة أربع وعشرين ومائتين، وكان عمره خمسا وسبعين سنة كما
قاله العلامة في الخلاصة وغيره، ووفاة أبي حمزة في سنة خمس ومائة كما قاله
النجاشي فكيف يروي عنه الحسن بن محبوب، والى هذا ينظر قوله الكشي: إن
أصحابنا يتهمون أن الحسن بن محبوب في أبي حمزة).
أقول: الظاهر والله العالم هذه الأسطر صدر من قلم شيخنا البهائي قدس سره كما
نقلنا تنظره في ذلك آنفا، وفي المصدر رمز لعل أشار إليه قدس سره (1)
4 - اتهام المؤمن:
99 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا اتهم المؤمن أخاه انماث

(1) معجم رجال الحديث 3 / 291.
51

الايمان من قلبه كما ينماث الملح في الماء (1).
أقول: الرواية صحيحة سندا المراد بانماث أي اختلط وذاب.
100 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابه، عن الحسين بن حازم، عن حسين بن عمر بن يزيد، عن أبيه قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من اتهم أخاه في دينه فلا حرمة بينهما ومن عامل
أخاه بمثل ما عامل به الناس فهو برئ مما ينتحل (2).
101 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عمن حدثه، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك
منه، ولا تضنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا (3).
5 - إجابة المؤمن:
102 / 1 - البرقي، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن عبد الأعلى، عن ابن
خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من الحقوق الواجبات للمؤمن على المؤمن
أن يجيب دعوته (4).
103 / 2 - البرقي، عن ابن مهران عن ابن عميرة عن عمرو بن شمر عن جابر
عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يجيب الدعوة (5).
104 / 3 - البرقي، عن علي بن الحكم، عن المثنى الحناط، عن إسحاق بن
يزيد ومعاوية بن أبي زياد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من حق المسلم أن يجيبه

(1) الكافي 2 / 361.
(2) الكافي 2 / 361.
(3) الكافي 2 / 362.
(4) المحاسن / 410 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 447.
(5) المحاسن 410 ونقل عنه في بحار الأنوار. 72 / 447
52

إذا دعاه (1).
105 / 4 - البرقي عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن جابر عن
أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصى الشاهد من أمتي والغائب أن
يجيب دعوة المسلم ولو على خمسة أميال، فإن ذلك من الدين (2).
106 / 5 - البرقي، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو أن مؤمنا دعاني إلى ذراع شاة لأجبته، وكان
ذلك من الدين، أبى الله لي زي المشركين والمنافقين وطعامهم (3).
107 / 6 - البرقي، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قال أبو عبد
الله عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو دعيت إلى ذراع شاة لأجبت (4).
108 / 7 - البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
أعجز العجز رجل دعاه أخوه إلى طعام فتركه (من غير علة) (5).
109 / 8 - الصدوق، عن الخليل عن أحمد السجزي قال أخبرنا أبو العباس
الثقفي قال حدثنا محمد بن الصباح قال: أخبرنا جدير عن أبي إسحاق الشيباني،
عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن معاوية بن سويد بن مقرك، عن البراء بن
عازب قال نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبع وأمر بسبع: نهانا أن نتختم بالذهب، وعن
الشرب في آنية الذهب والفضة وقال: من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في
الآخرة، وعن ركوب المياثر، وعن لبس القسي، وعن لبس الحرير والديباج
والإستبرق، وأمرنا عليه السلام باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وتسميت العاطس،
ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي، وإبرار القسم (6).

(1) المحاسن / 410 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 447.
(2) المحاسن / 411 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 447.
(3) المحاسن 411 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 448.
(4) المحاسن 411 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 448.
(5) المحاسن 411 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 448.
(6) الخصال 2 / 340 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 446.
53

قال الخليل بن أحمد: لعل الصواب إبرار المقسم.
أقول: يأتي رواية الصدوق قدس سره فيها في عنوان (حق المؤمن) إن شاء الله
تعالى.
110 / 9 - الحميري عن السندي بن محمد عن أبي البختري، عن أبي عبد الله،
عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة من الجفاء، أن يصحب الرجل
الرجل فلا يسأله عن اسمه وكنيته، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب أو
يجيب فلا يأكل ومواقعة الرجل أهله قبل الملاعبة (1).
111 / 10 - الراوندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من لا يجب الدعوة
فقد عصى الله ورسوله، ويكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء (2).
أقول: يكره الإجابة إلى طعام قوم عائلهم مجفو وغنيهم مدعو. وفي هذا
المجال راجع إلى كتاب مولانا أمير المؤمنين عليه صلوات المصلين إلى عثمان بن
حنيف الأنصاري وكان عامله على البصرة وفيه مطالب كثيرة غنية عن التوصيف
وقد مر من بعضه في العنوان الأول (3).
6 - اجتماع المؤمنين:
112 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
عن ابن فضال، عن ابن مسكان، عن ميسر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي:
أتخلون وتتحدثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت: إي والله إنا لنخلو ونتحدث ونقل ما
شئنا، فقال: أما والله لوددت أني معكم في بعض تلك المواطن، أما والله إني لأحب
ريحكم وأرواحكم وإنكم على دين الله ودين ملائكته، فأعينوا بورع

(1) قرب الإسناد / 74 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 447.
(2) الدعوات / 141 ح 385 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 448.
(3) نهج البلاغة / 416 كتاب 45 من طبع صبحي صالح.
54

واجتهاد (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة ومتنها واضحة.
113 / 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي
بن محمد بن سعد (سعيد خ ل - إسماعيل خ ل) عن محمد بن مسلم، عن أحمد بن
زكريا، عن محمد بن خالد بن ميمون، عن عبد الله بن سنان، عن غياث بن
إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما اجتمع ثلاثة من المؤمنين فصاعدا إلا
حضر من الملائكة مثلهم، فإن دعوا بخير أمنوا، وإن استعاذوا من شر دعوا الله
ليصرفه عنهم، وإن سألوا حاجة تشفعوا إلى الله وسألوه قضاها وما اجتمع ثلاثة
من الجاحدين إلا حضرهم عشرة أضعافهم من الشياطين، فإن تكلموا تكلم
الشيطان بنحو كلامهم، وإذا ضحكوا ضحكوا معهم، وإذا نالوا من أولياء الله نالوا
معهم، فمن ابتلي من المؤمنين بهم فإذا خاضوا في ذلك فليقم، ولا يكن شرك
شيطان ولا جليسه، فإن غضب الله عز وجل لا يقوم له شئ ولعنته لا يردها
شئ، ثم قال صلوات الله عليه فإن لم - يستطع فلينكر بقلبه وليقم، ولو حلب شاة أو
فواق ناقة (2).
أقول: أي زمان اجتماع المؤمنين أو الجاحدين ولو بقدر حلب شاة أو فواق
ناقة. وهو ما بين الحلبتين من الراحة وتضم فاؤه ويفتح كما في النهاية.
114 / 3 - الكليني، بهذا الأسناد، عن محمد بن سليمان، عن محمد بن
محفوظ، عن أبي المغرا قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: ليس شئ أنكى
لإبليس وجنوده من زيارة الاخوان في الله بعضهم لبعض. قال: وإن المؤمنين
يلتقيان فيذكران الله ثم يذكران فضلنا أهل البيت فلا يبقى على وجه إبليس مضغة
لحم إلا تخدد، حتى أن روحه لتستغيث من شدة ما يجد من الألم، فتحس

(1) الكافي 2 / 187 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 32.
(2) الكافي 2 / 187 وتقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 34.
55

ملائكة السماء وخزان الجنان فيلعنونه حتى لا يبقى ملك مقرب إلا لعنه، فيقع
خاسئا حسيرا مدحورا (1).
أقول: وفي مخطوطتنا من الكافي ضبط (انكالا من إبليس) بعنوان نسخة
بدل وضبط شدة كما كتبناه، ولكن في المطبوعة (شدة) ولعل الصحيح هو الأول.
وأما أنكى: يقال نكيت في العدو أنكى نكاية فأنا ناك، إذ أكثرت فيهم
الجراح والقتل فوهنوا لذلك كما في النهاية. والمضغة: القطعة من اللحم قدر ما
يمضغه كما في النهاية أيضا. وتخدد: تخدد لحمه، هزل ونقص، المتخدد:
المهزول. خاسئا: خسأت الكلب خسأ: طردته حسيرا: أعيا وتعب، حسر إذا
وهو حسير كما في النهاية. مدحورا: الدحر والدحور: الطرد والأبعاد.
115 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة عن يزيد بن عبد الملك عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: تزاوروا فإن في زيارتكم إحياء لقلوبكم وذكرا لأحاديثنا،
وأحاديثنا تعطف بعضكم على بعض، فإن أخذتم بها رشدتم ونجوتم، وإن
تركتموها ظلتم وهلكتم، فخذوا بها وأنا بنجاتكم زعيم (1).
116 / 5 - الصدوق في حديث وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي ثلاث
فرحات للمؤمن في الدنيا: لقاء الأخوان، وتفطير الصائم، والتهجد من آخر الليل.
117 / 6 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: تجلسون وتحدثون؟
قال: قلت: نعم، جعلت فداك. قال: تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل،
فرحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل، من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج من عينه مثل

(1) الكافي 2 / 188 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 35.
(2) الكافي 2 / 186 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 36.
(3) الفقيه 4 / 360 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 32.
56

جناح الذباب غفر الله ذنوبه، ولو كانت أكثر من زيد البحر (1) أقول ونقلها الصدوق بسند لا بأس به في ثواب الأعمال: ص 222
118 / 7 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام: قال
أحيا ذكرنا. قلت: ما إحياء ذكركم؟ قال: التلاقي والتذاكر عند أهل الثبات (2).
119 / 8 - الصدوق رفعه إلى شعيب العقرقوفي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول لأصحابه وأنا حاضر: اتقوا الله وكونوا إخوانا بررة متحابين في الله
متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه (3).
120 / 9 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي القاسم جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن
محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: سمعته يقول لخيثمة: يا خيثمة، اقرئ موالينا
السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن
يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقياهم حياة أمرنا. قال: ثم رفع يده فقال: رحم الله من
أحيا أمرنا (4).
أقول: الرواية من حيث السند لا بأس بها والمراد بصددها: سمع بكر بن محمد،
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يقول.
7 - إجلال ذي الشيبة المؤمن:
121 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن أبي نهشل، عن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: من
إجلال الله عز وجل إجلال المؤمن ذي الشيبة، ومن أكرم مؤمنا فبكرامة الله بدأ،

(1) مصادقة الإخوان / 32 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 33
(2) مصادقة الإخوان / 34 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 33
(3) مصادقة الإخوان / 34 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 34
(4) أمالي الطوسي المجلس الخامس ح 31 / 135 الرقم 218.
57

ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من يستخف به قبل موته (1).
122 / 2 - الكليني عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان
بن مسلم عن أبي بصير وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: من إجلال الله
عز وجل إجلال ذي الشيبة المسلم (2).
123 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو
عبد الله عليه السلام: إن من إجلال الله عز وجل إجلال الشيخ الكبير (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضح.
124 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عرف فضل كبير
لسنه فوقره آمنة الله من فزع يوم القيامة (4).
125 / 5 - وبهذا الاسناد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من وقر ذا شيبة في الاسلام
آمنة الله عز وجل من فزع يوم القيامة (5).
أقول: الروايتان من حيث السند معتبرتان.
126 / 6 - الصدوق قال: أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
سلمة بن الخطاب، عن علي بن الحسان، عن محمد بن حماد عن أبيه، عن محمد
بن عبد الله يرفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من عرف فضل شيخ كبير فوقره لسنة
آمنة الله من فزع يوم القيامة، وقال: من تعظيم الله عز وجل إجلال ذي الشيبة
المؤمن (6).
127 / 7 - الطوسي قال أخبرنا الحسين بن عبد الله بن إبراهيم قال: حدثنا أبو
محمد هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل قال:

(1) إلى (5) الكافي 2 / 658.
(6) ثواب الأعمال / 224.
58

حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن خالد الطيالسي الخزاز، عن رزيق
قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما رأيت شيئا أسرع إلى شئ من الشيب إلى
المؤمن وأنه وقار للمؤمن في الدنيا ونور ساطع يوم القيامة، به وقر الله تعالى
خليله إبراهيم عليه السلام، فقال: ما هذا يا رب؟ قال له: هذا وقار، فقال: يا رب زدني
وقارا. قال أبو عبد الله عليه السلام: فمن اجلال الله اجلال شيبة المؤمن (1).
8 - الاحتجاب عن المؤمن:
128 / 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، وعدة من
أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد جميعا، عن محمد بن علي، عن محمد بن
سنان، عن المفضل بن عمر قال قال: أبو عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن كان بعينه وبين
مؤمن حجاب ضرب الله عز وجل بينه وبين الجنة سبعين ألف سور ما بين السور
إلى السور مسيرة ألف عام (2).
129 / 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن أحمد بن
الحسين، عن أبيه، عن إسماعيل بن محمد، عن محمد بن سنان قال: كنت عند
الرضا صلوات الله عليه فقال لي: يا محمد إنه كان في زمن بني إسرائيل أربعة نفر
من المؤمنين فأتى واحد منهم الثلاثة وهم مجتمعون في منزل أحدهم في مناظرة
بينهم، فقرع الباب فخرج إليه الغلام فقال: أين مولاك؟ فقال: ليس هو في
البيت، فرجع الرجل ودخل الغلام إلى مولاه، فقال له: من كان الذي قرع الباب
قال: كان فلان فقلت له: لست في المنزل، فسكت، ولم يكترث ولم يلم غلامه
ولا اغتم أحد منهم لرجوعه عن الباب، وأقبلوا في حديثهم، فلما كان من الغد بكر
إليهم الرجل فأصابهم وقد خرجوا يريدون ضيعة لبعضهم، فسلم عليهم وقال: أنا

(1) أمالي الطوسي المجلس التاسع والثلاثون ح / 35 / 699 الرقم 1492 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 237.
(2) الكافي ج 2 ص 364.
59

معكم؟ فقالوا له: نعم، ولم يعتذروا إليه وكان الرجل محتاجا ضعيف الحال، فلما
كانوا في بعض الريق إذا غمامة قد أظلتهم فظنوا أنه مطر فبادروا، فلما استوت
الغمامة على رؤوسهم إذا مناد ينادي من جوف الغمامة أيتها النار خذيهم وأنا
جبرئيل رسول الله فإذا نار من جوف الغمامة قد اختطفت الثلاثة النفر، وبقي
الرجل مرعوبا يعجب مما نزل بالقوم ولا يدري ما السبب؟ فرجع إلى المدينة،
فلقي يوشع بن نون عليه السلام فأخبره الخبر وما رأى وما سمع، فقال يوشع بن نون عليه السلام:
أما علمت أن الله سخط عليهم بعد أن كان عنهم راضيا وذلك بفعلهم بك. فقال وما
فعلهم بي؟ فحدثه يوشع، فقال الرجل، فأنا أجعلهم في حل وأعفو عنهم قال: لو
كان هذا قبل لنفعهم، فأما الساعة فلا وعسى أن ينفعهم من بعد (1).
130 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن
صالح، عن محمد بن سنان، عن مفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن كان
بينه وبين مؤمن حجاب ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين الف سور، غلظ كل سور
مسيرة ألف عام (ما بين السور إلى السور مسيرة ألف عام) (2).
131 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يحيى بن المبارك،
عن عبد الله بن جبلة، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قلت له: ما تقول في مسلما أتى مسلما زائرا (أو طالب حاجة) وهو في منزله فأستأذن عليه فلم يأذن له ولم يخرج إليه؟ قال: يا أبا حمزة أيما
مسلم أتى مسلما زائرا أو طالب حاجة وهو في منزله فاستأذن له ولم يخرج إليه
لم يزل في لعنة الله حتى يلتقيا، فقلت: جعلت فداك في لعنة الله حتى يلتقيا؟ قال:
نعم يا أبا حمزة (3).
132 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن

(1) الكافي 2 / 364.
(2) الكافي 2 / 265.
(3) الكافي 2 / 265.
60

المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي
عبد الله عليه السلام فنظر إلي بوجه قاطب، فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك
لإخوانك، بلغني يا إسحاق أنك أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة فقلت:
جعلت فداك إني خفت الشهرة، فقال: أفلا خفت البلية أو ما علمت أن المؤمنين إذا
التقيا فتصافحا أنزل الله عز وجل الرحمة عليهما، فكانت تسعة وتسعين لأشدهما
حبا لصاحبة، فإذا توافقا غمرتهما الرحمة، فإذا قعدا يتحدثان قال الحفظة بعضها
لبعض اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا وقد ستر الله عليهما، فقلت: أليس الله عز وجل
يقول: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)؟ فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة
لا تسمع فإن عالم السر يسمع ويرى (1).
133 / 6 - الصدوق، قال أبي قدس سره قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد أبي عبد الله، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله عليه السلام: إيما مؤمن كان بينه وبين مؤمن حجاب ضرب الله بينه
وبين الجنة سبعين الف سور بين كل سور مسيرة ألف عام (3).
أقول: وذكره الديلمي مرسلا في (أعلام الدين في صفات المؤمنين): ص 403.
134 / 7 - الصدوق، حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثنا محمد
بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا
محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان، عن سعد بن طريف،
عن الأصبغ بن نباتة، قال: دخل ضرار بن ضمرة النهشلي على معاوية بن أبي
سفيان فقال له: صف لي عليا عليه السلام قال: أو تعفيني. فقال: لا بل صفه لي؟ فقال له
ضرار: رحم الله عليا كان والله فينا كأحدنا يدنينا إذا أتيناه، ويجيبنا إذا سألناه،

(1) الكافي 2 / 182.
(2) عقاب الأعمال / 285.
61

ويقربنا إذا زرناه، لا يغلق له دوننا باب، ولا يحجبنا عنه حاجب، ونحن والله مع
تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه لهيبته ولا نبتديه لعظمته، فإذا تبسم فعن مثل اللؤلؤ
المنظوم. فقال معاوية:
زدني من صفته، فقال ضرار: رحم الله عليا كان والله طويل
السهاد، قليل الرقاد، يتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، ويجود الله بمهجته
ويبوء إليه بعبرته، لا تغلق له الستور، ولا يدخر عنا البدور، ولا يستلين الاتكاء،
ولا يستخشن الجفاء، ولو رأيته إذ مثل في محرابه وقد أرخى الليل سدوله
وغارت نجومه وهو قابض على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء
الحزين وهو يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي تشوقت هيهات هيهات لا حاجة
لي فيك، أبنتك ثلاثا لا رجعة لي عليك، ثم وآه وآه لبعد السفر وقلة الزاد
وخشونة الطريق، قال: فبكى معاوية وقال: حسبك يا ضرار كذلك كان والله علي، رحم الله أبا الحسن (1).
135 / 8 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من صار إلى أخيه المؤمن
في حاجة أو مسلما فحجبه لم يزل في لعنة الله إلى أن حضرته الوفاة (2).
أقول: الظاهر (صار) في الحديث تصحيف (سار) بالسين.
136 / 9 - ابن فهد الحلي رفعه إلى عبد المؤمن الأنصاري أنه قال دخلت
على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وعنده محمد بن عبد الله الجعفري فتبسمت
إليه، فقال عليه السلام: أتحبه؟ فقلت: نعم وما أحببته إلا لكم، فقال عليه السلام: هو أخوك
والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من
غش أخاه، ملعون ملعون من لم ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر على أخيه،
ملعون ملعون من احتجب عن أخيه ملعون ملعون من اغتاب أخاه (3).

(1) أمالي الصدوق / 499 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 299.
(2) الاختصاص / 31 ونقل عنه في جامع الحديث الشيعة 16 / 296.
(3) عدة الداعي / 174 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 269.
62

9 - احتشام المؤمن:
137 / 1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن عمير، عن
جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن لا يحتشم من أخيه ولا
يدري أيهما أعجب الذي يكلف أخاه إذا دخل أن يتكلف له أو المتكلف
لأخيه (1).
أقول الرواية من حيث السند صحيحه ونقلها البرقي بسنده الصحيح في
المحاسن / 414.
138 / 2 - الرضى رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إذا احتشم المؤمن
أخاه فقد فارقه. (2)
قال الرضي: يقال: حشمه وأحشمه إذا أغضبه، وقيل: أخجله أو احتشمه:
طلب ذلك له وهو مظنة مفارقته.
10 - احياء المؤمن
139 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: قول الله
عز وجل: من قتل نفسا بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعا
ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا (3)؟ قال: من أخرجها من ضلال إلى
هدى فكأنما أحياها، ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها (4)
أقول الرواية من حيث السند موثقه ومتنها تأويل للآية الشريفة كما يأتي في
الصحيحة الآتية.
140 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي

(1) الكافي 6 / 276.
(2) نهج البلاغة / 559 حكمة 480.
(3) سوره المائدة / 32.
(4) الكافي 2 / 210.
63

جعفر عليه السلام قول الله عز وجل في كتابه: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس
جميعا (1)؟ قال: من حر أو غرق. قلت: فمن أخرجها من ضلال إلى هدى؟
قال: ذاك تأويلها الأعظم (2).
أقول: الرواية صحيح سندا ومتنها واضح.
141 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
خالد، عن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران الحلبي، عن أبي خالد القماط، عن
حمران قال قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أسألك أصلحك الله. فقال: نعم فقلت: كنت
على حال وأنا اليوم على حال أخرى وكنت أدخل الأرض فأدعو الرجل والاثنين
والمرأة فينقذ الله من شاء، وأنا اليوم لا أدعو أحدا؟ فقال: وما عليك أن تخلي بين
الناس وبين ربهم فمن أراد الله أن يخرجه من ظلمة إلى نور أخرجه، ثم قال: ولا
عليك إن آنست من أحد خيرا أن تنبذ إليه الشئ نبذا. قلت: أخبرني عن قول الله
عز وجل: ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا (3) قال: من حرق أو غرق ثم
سكت ثم قال: تأويلها الأعظم أن: دعاها فاستجابت له (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ولتوضيح متنها راجع بحار الأنوار
71 / 404.
11 - إخافة المؤمن وضربه
142 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن عيسى، عن الأنصاري، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نظر إلى مؤمن نظرة ليخيفه بها أخافه الله عز وجل يوم
لا ظل إلا ظله (5).

(1) سورة المائدة / 32.
(2) الكافي 2 / 210.
سورة المائدة / 32 (4) الكافي 2 / 211.
(5) الكافي 2 / 368.
64

143 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي إسحاق الخفاف،
عن بعض الكوفيين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه
مكروه فلم يصبه فهو في النار، ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فأصابه
فهو مع فرعون وآل فرعون في النار (1).
144 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقى الله
عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمتي (2).
145 / 4 - الصدوق قال: وروى ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: من أعان على مؤمن بشطر كملة جاء يوم القيامة وبين عينيه
مكتوب آيس من رحمة الله (3).
146 / 5 - الصدوق قال: وفي رواية العلا عن الثمالي قال: لو أن رجلا
ضرب رجلا سوطا لضربه الله سوطا من النار (4).
أقول: سند الصدوق إلى العلاء بن رزين صحيح وأبو حمزة الثمالي ثقة،
فالرواية من حيث السند صحيحة ولكن مضمرة.
147 / 6 - الصدوق قال: روى عبد الله بن سنان عن الثمالي عن سعيد بن
المسيب عن جابر بن عبد الله قال: لو أن رجلا ضرب رجلا سوطا لضربه الله
سوطا من النار (5).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، ولكن مضمرة كالرواية السابقة.
148 / 7 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف
البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثني أبو الحسن بكر بن

(1) الكافي 2 / 368.
(2) الكافي 2 / 368.
(3) الفقيه 4 / 94 الرقم 5157.
(4) الفقيه 4 / 93 الرقم 5155.
(5) الفقيه 4 / 170 الرقم 5390.
65

أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشح العصري قال:
حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى عليهما السلام قالت: سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه
عن جعفر بن محمد عن أبيه وعمه زيد عن أبيهما علي بن الحسين عن أبيه
وعمه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: لا يحل لمسلم أن يروع مسلما (1).
أقول: السند من حيث اشتماله على فاطمة بنت علي بن موسى الرضا عليه
وعلى آبائه آلاف التحيه والثناء، مهم ويطهر منه حضور النساء في (المجاميع
العلمية) في ذاك الزمان وفى هذا المجال راجع إلى الرسالة التي كتبتها في سالف
الزمان تحت عنوان (النساء في أصول كتبنا الرجالية) لإثبات هذا الموضوع.
ومتن الحديث واضح والمراد بروعه أي خوفه وأفزعه.
149 / 8 - الصدوق قال: في مناهي النبي صلى الله عليه وسلم: ألا ومن لطم خد مسلم أو
وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة، وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن
يتوب (2).
150 / 9 - وفي صحيفة الرضا عليه السلام: عن الرضا عن آبائه عليه السلام قال: قال
علي عليه السلام: ورثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابين كتاب الله عز وجل وكتابا في
قراب سيفي قيل: يا أمير المؤمنين وما الكتاب الذي في قراب سيفك؟ قال: من قتل غير
قاتله أو ضرب غير ضاربه فعليه لعنة الله (3).
151 / 10 - الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي، عن هارون بن
موسى، عن محمد بن موسى، عن محمد بن علي بن خلف، عن موسى بن إبراهيم
، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ظهر

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 70 الرقم 327.
(2) أمالي الصدوق / 250 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 148.
(3) صحيفة الرضا عليه السلام 14 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 149.
66

المؤمن حمي إلا من حد (2).
152 / 11 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من روع مؤمنا بسلطان
ليصيبه مكروها فلم يصبه فهو في النار، ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه
مكروها فأصابه فهو مع فرعون وآل فرعون في النار (2).
153 / 12 - محمد بن محمد الأشعث باسناده عن علي عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أشار إلى أخيه المسلم بسلاحه لعنته الملائكة حتى ينحيه عنه (3).
154 / 13 - مؤلف جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نظر
إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، وحشره في صورة
الذر بلحمه وجسمه وجميع أعضائه وروحه حتى يورده مورده (4).
12 - اخبار الرجل أخاه بحبه
155 / 1 - الكليني عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد ومحمد بن يحيى
، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك فإنه أثبت للمودة بينكما
(5).
أقول الرواية من حيث السند صحيحة.
156 / 2 - الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن محمد بن عمر (بن أذينة) عن أبية، عن نصر بن قابوس، قال: قال لي أبو

(1) جامع الأحاديث / 17 ونقل في بحار الأنوار 72 / 151.
(2) الاختصاص / 38 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 111 من الطبع الحجري و 9 / 148
من الطبع آل البيت.
(3) الجعفريات / 83 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 358.
(4) جامع الأخبار / 415 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 357.
(5) الكافي 2 / 644.
67

عبد الله عليه السلام: إذا أحببت أحدا من إخوانك فأعلمه ذلك فإن إبراهيم عليه السلام
قال: (رب أرني كيف تحيي الموتى قال: أو لم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن
قلبي) (1) (2).
157 / 3 - البرقي، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن جده، أن
رجلا قال لأبي جعفر عليه السلام: ألا فأعلمه فإنه أبقى للمودة وخير في الألفة (3).
158 / 4 - البرقي عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن هشام بن سالم عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحببت رجلا فأخبره (4).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
159 / 5 - محمد بن محمد الأشعث، قال حدثني موسى بن إسماعيل قال:
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن
الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
أحب أحدكم أخاه فليعلمه فإنه أصلح لذات البين (5).
13 - اختصاصات المؤمن
160 / 1 - الحسين بن سعيد روى عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا
جالس، عن قول الله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) (6) أيجري
لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الامر؟ قال: إنما هي للمؤمنين خاصة (7).
161 / 1 - وعنه، عن يعقوب بن شعيب، قال: سمعته يقول ليس لأحد على
الله ثواب على عمل إلا المؤمن (8)

(1) سورة البقرة / 260.
(2) الكافي 2 / 644.
(3) المحاسن / 226.
(4) المحاسن / 226.
(5) الجعفريات / 195.
(6) سورة الأنعام / 160.
(7) المؤمن / 29.
(8) المؤمن / 29.
68

162 / 3 - وعنه، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحسن
العبد المؤمن ضاعف الله له عمله لكل عمل سبعمائة ضعف، وذلك قول الله عز
وجل: (يضاعف لمن يشاء) (1) (2).
163 / 4 - وعنه، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن
ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض. وقال: إن المؤمن
ولي الله يعينه ويصنع له، ولا يقول على الله إلا الحق، ولا يخاف غيره. وقال: إن
المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان فلا يزال الله عليهما مقبلا بوجهه والذنوب تتحات
عن وجوههما حتى يفترقا (3).
أقول: نقل الديلمي الروايتين الأخيرتين مرسلا في كتابه: (أعلام الدين في
صفات المؤمنين) / 438.
164 / 5 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام: إن الكافر ليدعو في حاجته فيقول
الله عز وجل: عجلوا حاجته بغضا لصوته. وإن المؤمن ليدعو في حاجته فيقول
الله عز وجل: أخروا حاجته شوقا إلى صوته، فإذا كان يوم القيامة قال الله عز
وجل: دعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا قال: فيتمنى
المؤمن أنه لم يستجب له دعوة في الدنيا فيما يرى من حسن الثواب (4).
165 / 6 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن رؤياه جزء من
سبعين جزء من النبوة ومنهم من يعطى على الثلاث (5).
166 / 7 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله إذا أحب عبدا عصمه
وجعل غناه في نفسه وجعل ثوابه بين عينيه، وإذا أبغضه وكله إلى نفسه وجعل
فقره بين عينيه (6).

(1) سورة البقرة / 261.
(2) المؤمن / 29.
(3) المؤمن / 29.
(4) المؤمن / 34.
(5) المؤمن / 35.
(6) المؤمن / 35.
69

167 / 8 - وعنه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يقول الله عز وجل: ما ترددت في
شئ أنا فاعله كترددي على قبض روح عبدي المؤمن، لأنني أحب لقاءه وهو
يكره الموت فأزويه عنه، ولو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن
جميع خلقي، وجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج فيه إلى أحد (1).
14 اختيار قضاء حاجة المؤمن على غيرها من القربات
168 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن زياد، عن الحكم بن
أيمن، عن صدقة الأحدب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قضاء حاجة المؤمن خير
من عتق ألف رقبة وخير من حملان ألف فرس في سبيل الله (2).
169 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن زياد، عن
صندل، عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لقضاء حاجة امرئ
مؤمن أحب إلى (الله) من عشرين حجة كل حجة ينفق فيها صاحبها مائة ألف (3).
170 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
الحكم بن أيمن، عن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من طاف
بالبيت أسبوعا كتب الله عز وجل له ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة،
ورفع له ستة آلاف درجة - قال: وزاد فيه إسحاق بن عمار - وقضى له ستة آلاف
حاجة، قال: ثم قال: وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد
عشرا (4).
171 / 4 - الصدوق قال: حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن الحسين بن سعيد، عن سهل بن زياد الواسطي، عن أحمد بن محمد
بن ربيع، عن محمد بن سنان، عن أبي الأعز النحاس قال: سمعت الصادق

(1) المؤمن / 26.
(2) الكافي 2 / 193.
(3) الكافي 2 / 193.
(4) الكافي 2 / 194
70

جعفر بن محمد عليه السلام يقول: قضاء حاجة المؤمن أفضل من ألف حجة متقبلة
بمناسكها وعتق ألف رقبة لوجه الله وحملان ألف فرس في سبيل الله بسرجها
ولجمها (1).
172 / 5 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من قضى
لأخيه المؤمن حاجة كتب الله بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له
بها عشر درجات، وكان عدل عشر رقاب وصوم شهر واعتكافه في المسجد
الحرام
(2).
173 / 6 - وفي فقه الرضوي: روي أن من طاف بالبيت سبعة أشواط كتب
الله له ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة،
وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرة (3).
أقول: وفي هذا المجال راجع هذه العناوين: (السعي في حاجة المؤمن)
و (قضاء حاجة المؤمن) و (المشي في حاجة المؤمن) و (المؤمن رحمة على
المؤمن).
15 - أخلاق المؤمن
174 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من
أخلاق المؤمن الانفاق على قدر الأقتار والتوسع وانصاف الناس وابتداؤه إياهم بالسلام عليهم (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، الاقتار: ضيق المعيشة ونقلها ابن

(1) أمالي الصدوق / 226 - المجلس الثاني والأربعون ح 1.
(2) المؤمن / 50 ح 120.
(3) فقه الرضا عليه السلام / 45.
(4) الكافي 2 / 241.
71

شعبة الحراني مرفوعا في الأحاديث المنقولة عن علي بن الحسين عليهما السلام في كتابه
تحف العقول / 282.
175 / - الديلمي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: خصلتان لا يجتمعان
في مؤمن البخل وسوء الخلق (1).
16 - أخوة المؤمنين
176 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنما المؤمنون
إخوة بنو أب وأم، وإذا ضرب على رجل منهم عرق سهر له الآخرون (2).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا المفضل وهو أيضا معتبر، فالرواية صارت
معتبر، وقال الفيض في شرح الحديث: (أريد بالأب روح الله الذي نفخ منه في
طينة المؤمن وبالأم الماء العذب والتربة الطيبة اللذين مضى شرحهما في أوائل
الكتاب (أي الوافي ويأتي انشاء الله في كتابنا في بحث طينة المؤمن) كما يظهر
من الاخبار الآتية لآدم وحواء كما يتبادر إلى الأذهان، لعدم اختصاص الانتساب
إليهما بالايمان) (3).
177 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين
يدي أبي جعفر عليه السلام فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو
أمر ينزل بي، حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي وصديقي فقال: نعم يا جابر إن الله
عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى فيهم من ريح روحه فلذلك
المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، فإذا أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من
البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها (4).

(1) أعلام الدين / 131.
(2) الكافي 2 / 165.
(3) الوافي 5 / 551.
(4) الكافي 2 / 166
72

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة والمراد ب‍ (تقبضت) أي حصل لي
قبض وحزن، والضمير في روحه راجع إلى الله سبحانه.
178 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن أخو المؤمن عينه
ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عدة فيخلفه (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
179 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى
وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن أبي محبوب، عن علي بن رئاب،
عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن أخو المؤمن كالجسد
الواحد إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده وأرواحهما من روح
واحدة، وإن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها (2).
أقول: الرواية صحيحة سندا وذكر المفيد في (الاختصاص) 32 نظيرها
مرسلا.
180 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن
بن أبي نجران، عن مثنى الحناط، عن الحارث بن المغيرة قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: المسلم أخو المسلم هو عينه ومرآته ودليله لا يخونه ولا يخدعه ولا
يظلمه ولا يكذبه ولا يغتابه (3).
181 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن البختري قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام ودخل عليه رجل فقال لي:
تحبه؟ فقلت: نعم، فقال لي: ولم لا تحبه وهو أخوك، وشريكك في دينك، وعونك
على عدوك، ورزقه على غيرك (4).

(1) الكافي 2 / 166.
(2) الكافي 2 / 166.
(3) الكافي 2 / 166.
(4) الكافي 2 / 166.
73

أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
182 / 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسين بن الحسن عن
محمد بن أورمة، عن بعض أصحابه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن فضيل
عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمن أخو المؤمن لأبيه
وأمه، لأن الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجرى في صورهم من
ريح الجنة فلذلك هم إخوة لأب وأم (1).
183 / 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحجال، عن علي بن عقبة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن أخو المؤمن عينه
ودليله لا يخونه ولا يظلمه ولا يغشه ولا يعده عده فيخلفه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، لأن المراد بالحجال: عبد الله بن
محمد الأسدي مولاهم كوفي، الحجال المزخرف أبو محمد ثقة ثقة ثبت. وأما
متنها مشترك مع الحديث الثالث ورجال سندهما أيضا مشترك والا أن المذكور
في الثاني الحجال بدل ابن فضال، يمكن تصحيف ابن فضال بالحجال أو بالعكس
كما هو الظاهر، والله سبحانه هو العالم.
184 / 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل البصري، عن
فضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن نفرا من المسلمين خرجوا إلى
سفر لهم فضلوا الطريق، فأصابهم عطش شديد، فتكفنوا ولزموا أصول الشجر
فجاءهم شيخ وعليه ثياب بيض، فقال: قوموا فلا بأس عليكم فهذا الماء، فقاموا
وشربوا وارتووا، فقالوا: من أنت يرحمك الله؟ فقال: أنا من الجن الذين بايعوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: المؤمن أخو المؤمن عينه
ودليله فلم تكونوا تضيعوا بحضرتي (3).

(2) الكافي 2 / 167.
(3) الكافي 2 / 167.
74

أقول: رجال السند كلهم ثقات الا إسماعيل البصري، لأنه مهمل، وفي نسختنا
المخطوطة من الكافي فتكفنوا كما ضبطناه وضبط في المطبوعة والمراد به: لبسوا
الكفن وتهيؤوا للموت، وفي بعض النسخ بتقديم النون على الفاء فصار فتكنفوا،
المراد بالكنف: الجانب أي اختاروا الكنف والجانب. والظاهر صحة الضبط الأول
أي فتكفنوا بدليل ما بعده أعني لزموا أصول الشجر، والله العالم.
185 / 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي عن فضيل بن يسار قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يغشه ولا يخذله ولا يغتابه
ولا يخونه ولا يحرمه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضح.
186 / 11 - الحسين بن سعيد الأهوازي رفعه إلى أبي عبد الله قال: الأرواح
جنود مجندة تلتقي فتتشام كما تتشام الخيل، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر
منها اختلف، ولو أن مؤمنا جاء إلى مسجد فيه أناس كثير ليس فيهم إلا مؤمن
واحد لمالت روحه إلى ذلك المؤمن حتى يجلس إليه (2).
187 / 12 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا والله لا
يكون المؤمن مؤمنا أبدا حتى يكون لأخيه مثل الجسد، إذا ضرب عليه عروق
واحد تداعت له سائر عروقه (3).
188 / 13 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: لكل شئ

(1) الكافي 2 / 167.
(2) المؤمن / 39.
(3) المؤمن / 39.
75

شئ يستريح إليه، وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن كما يستريح الطير إلى
شكله (1).
189 / 14 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمنون
في تبارهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى تداعى له سائره بالسهر
والحمى (2).
190 / 15 - ابن فهد الحلي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما أحدث الله إخاء
بين مؤمنين إلا أحدثه لكل منهما درجة وعنه صلى الله عليه وسلم قال: من استفاد أخا في الله
استفاد بيتا في الجنة. وروى عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن
المؤمنين المتواخيين في الله ليكون أحدهما في الجنة فوق الاخر بدرجة فيقول:
يا رب إن صاحبي قد كان يأمرني بطاعتك ويثبطني عن معصيتك ويرغبني فيما
عندك، فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة، فيجمع الله بينهما، وإن المنافقين ليكون
أحدهما أسفل من صاحبه بدرك في النار فيقول: يا رب إن فلانا كان يأمرني
بمعصيتك ويثبطني عن طاعتك ويزهدني فيما عندك ولا يحذرني لقاءك فاجمع
بيني وبينه في هذا الدرك، فيجمع الله بينهما وتلا هذه الآية (الأخلاء يومئذ بعضهم
لبعض عدو إلا المتقين) (3) (4).
17 - أداء حقوق المؤمن من المحمدية السمحة
191 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد، عن سهل بن زياد الادمي، عن محمد بن سنان، عن المفضل
بن عمر، عن يونس بن ظبيان قال: قال (لي) أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس اتقوا الله

(1) المؤمن / 39.
(2) المؤمن / 39.
(4) سورة الزخرف / 67.
(4) عدة الداعي / 176 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 278.
76

وآمنوا برسوله قال قلت: آمنا بالله وبرسوله، فقال: المحمدية السمحة: إقام الصلاة
وايتاء الزكاة وصيام شهر رمضان وحج البيت الحرام والطاعة للأمام وأداء حقوق
المؤمن، فإن من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة عام على
رجليه حتى يسيل من عرقه أودية، ثم ينادي مناد من عند الله جل جلاله: هذا
الظالم الذي حبس عن الله حقه قال: فيوبخ أربعين عاما ثم يؤمر به إلى نار جهنم
(1).
18 - ادخال السرور على المؤمن
192 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي
حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سر
مؤمنا فقد سرني، ومن سرني فقد سر الله (2).
أقول: الرواية صحيحة سنده.
193 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه عن رجل من أهل الكوفة يكنى أبو محمد عن عمرو بن شمر عن جابر عن
أبي جعفر عليه السلام قال: تبسم الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرف القذى عنه حسنة،
وما عبد الله بشئ أحب إلى الله من ادخال السرور على المؤمن (3).
194 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بمحمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن عبيد الله بن الوليد الوصافي قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن فيما ناجى الله عز وجل به عبده موسى عليه السلام قال:
إن لي عبادا أبيحهم جنتي واحكمهم فيها قال: يا رب ومن هؤلاء الذين تبيحهم

(1) الخصال 1 / 328 ح 20.
(2) الكافي 2 / 188.
(3) الكافي 2 / 188.
77

جنتك وتحكمهم فيها؟ قال: من أدخل على مؤمن سرورا ثم قال: إن مؤمن كان في
مملكة جبار فولع به فهرب منه إلى دار الشرك، فنزل برجل من أهل الشرك فأظله
وأرفقه وأضافه، فلما حضره الموت أوحى إلى الله عز وجل إليه: وعزتي وجلالي لو
كان لك في جنتي مسكن لأسكنتك فيها، ولكنها محرمة على من مات بي مشركا
، ولكن يا نار هيديه ولا تؤذيه ويؤتى برزقه طرفي النهار. قلت: من الجنة؟ قال:
من حيث شاء الله (1).
أقول: ولع أي استخف. وهيديه أي أزعجيه وأفزعيه وحركيه وأصلحيه.
والظاهر فاعل قلت في آخر الحديث هو الوصافي الراوي، وفاعل قال هو مولانا
أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام.
195 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن
علي، عن عبد الله بن إبراهيم، عن علي بن أبي علي، عن أبي عبد الله، عن أبيه عن
علي بن الحسين صلوات الله عليهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحب الأعمال
إلى الله عز وجل إدخال السرور على المؤمنين (2).
196 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: أوحى الله عز وجل إلى داود عليه لسلام أن العبد
من عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي فقال داود: يا رب وما تلك الحسنة؟
قال: يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة، قال داود: يا رب حق لمن
عرفك أن لا يقطع رجاءه منك (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا وذكرها الصدوق بسنده في ثواب الأعمال
/ 163.
197 / 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) الكافي 2 / 188.
(2) الكافي 2 / 189.
(3) الكافي 2 189.
78

أبيه، عن خلف بن حماد، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يرى
أحدكم إذا أدخل على مؤمن سرورا أنه عليه أدخله فقط، بل والله علينا بل والله
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله (1).
198 / 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي
الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن أحب الأعمال إلى الله عز وجل
إدخال السرور على المؤمن شبعة مسلم أو قضاء دينه (2).
أقول: قيل: (شبعة بفتح الشين إما بالنصب بنزع الخافض أي بشبعة أو بالرفع
بتقدير هو شبعة أو بالجر بدلا أو عطف بيان للسرور، والمراد بالمسلم هنا المؤمن
وكان تبديل المؤمن به للاشعار بأنه يكفي ظاهر الايمان لذلك، وذكرهما على
المثال).
199 / 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن سدير الصيرفي قال: قال: أبو عبد الله عليه السلام في حديث
طويل: إذا بعث المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدم أمامه، كلما رأى المؤمن
هولا من أهوال يوم القيامة قاله المثال: لا تفزع ولا تحزن وأبشر بالسرور
والكرامة من الله عز وجل، حتى يقف بين يدي الله عز وجل فيحاسبه حسابا
يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه، فيقول له المؤمن: يرحمك الله نعم
الخارج، خرجت معي من قبري وما زلت تبشرني بالسرور والكرامة من الله حتى
رأيت ذلك، فيقول من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي كنت أدخلت على أخيك
المؤمن في الدنيا، خلقني الله عز وجل منه لا بشرك (3).
أقول: الرواية معتبرة من حيث السند، ونقلها الصدوق بسنده عن سدير في

(1) الكافي 2 / 189.
(2) الكافي 2 / 189.
(3) الكافي 2 / 190.
79

ثواب الأعمال / 180 ونقل جميع الحديث في ثواب الأعمال / 283 وقد نقلت
عنه في عنوان (المؤمن عند موته) فراجعها.
200 / 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري،
عن محمد بن جمهور قال: كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على
الأهواز وفارس فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله عليه السلام: إن في ديوان النجاشي
علي خراجا وهو مؤمن يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا، قال:
فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام: (بسم الله الرحمن الرحيم سر أخاك يسرك الله)
قال: فلما ورد الكتاب عليه دخل عليه وهو في مجلسه، فلما خلا ناوله الكتاب
وقال: هذا كتاب أبي عبد الله عليه السلام فقبله ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتك؟
قال خراج علي في ديوانك، فقال له: وكم هو؟ قال عشرة آلاف درهم. فدعا
كاتبه وأمره بأدائها عنه، ثم أخرجه منها وأمر أن يثبتها له لقابل ثم قال له سررتك
؟ فقال: نعم جعلت فداك. ثم أمر له لمركب وجارية وغلام، وأمر له بتخت ثياب في
كل ذلك يقول له هل سررتك؟ فيقول نعم جعلت فداك. فكلما قال: نعم زاده حتى
فرغ، ثم قال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالسا فيه حين دفعت إلي
كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك. قال: ففعل: وخرج الرجل
فصار إلى أبي عبد الله عليه السلام بعد ذلك فحدثه الرجل بالحديث على جهته فجعل يسر
بما فعل، فقال الرجل: يا ابن رسول الله كأنه قد سرك بما فعل بي؟ فقال: إي والله لقد سر الله ورسوله (1).
أقول: التخت: وعاء يصان فيه الثياب. والدهقان: معرب يطلق على رئيس
القرية وعلى التاجر وعلى من له مال وعقار. والنجاشي المذكور في هذا الحديث
هو أبو التاسع لأحمد بن علي النجاشي صاحب الرجال المشهور. ونقل الرواية

(1) الكافي 2 / 190.
80

الشيخ المفيد في اختصاصه / 260
201 / 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن مالك بن عطيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب
الأعمال إلى الله سرور الذي تدخله على المؤمن تطرد عنه جوعته أو تكشف عنه
كربته (1).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند ومتنها واضح.
202 / 11 - الكليني، عن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
الحكم بن مسكين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أدخل على مؤمن سرورا خلق
الله عز وجل من ذلك السرور خلقا فيلقاه عند موته فيقول له: أبشر يا ولي الله
بكرامة من الله ورضوان، ثم لا يزال معه حتى يدخله قبره يلقاه، فيقول له مثل
ذلك، فإذا بعث يلقاه فيقول له مثل، ثم لا يزال معه عند كل هول يبشره ويقول
له مثل ذلك، فيقول له: من أنت رحمك الله؟ فيقول: أنا السرور الذي أدخلته على
فلان (2).
203 / 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق عن
سعدان بن مسلم، عن عبد الله بن سنان قال: كان رجل عند أبي عبد الله عليه السلام فقرأ
هذه الآية (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا
وإثما مبينا) (3) قال: فقال: أبو عبد الله عليه السلام فما ثواب من أدخل عليه السرور؟
فقلت: جعلت فداك عشر حسنات فقال: إي والله، وألف ألف حسنة (4).
204 / 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
أرومة، عن علي بن يحيى، عن الوليد بن العلاء، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من أدخل السرور على مؤمن فقد أدخله على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومن أدخله

(1) الكافي 2 / 191.
(2) الكافي 2 / 192.
(3) سورة الأحزاب / 58.
(4) الكافي 2 / 191.
81

على رسول الله صلى الله عليه وآله فقد وصل إلى الله، وكذلك من أدخل عليه كربا (1).
205 / 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن
إسماعيل بن منصور، عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مسلم لقى
مسلما فسره سره الله عز وجل (2).
206 / 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب الأعمال إلى الله عز وجل
إدخال السرور على المؤمن: إشباع جوعته أو تنفيس كربته أو قضاء دينه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
207 / 16 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثني علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
الحسن بن، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من سر أمرء مؤمنا سره الله
يوم القيامة، وقيل له: تمن على ربك ما أحببت فقد كنت تحب أن تسر أولياءه في
دار الدنيا، فيعطى ما تمنى ويزيده الله من عنده ما لم يخطر على قلبه من نعيم
الجنة (4).
208 / 17 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن أبي عبد الله قال: حدثني أبو محمد الغفاري، عن لوط بن إسحاق، عن أبيه، عن
جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من عبد يدخل على أهل بيت مؤمن سرورا إلا
خلق الله له من ذلك السرور خلقا يجيئه يوم القيامة كلما مرت عليه شديدة يقول:
يا ولي الله لا تخف، فيقول له: من أنت يرحمك الله؟ فلو أن الدنيا كانت لي ما رأيتها
لك شيئا. فيقول: أنا السرور الذي أدخلت على آل فلان (5).

(1) الكافي 2 / 192.
(2) الكافي 2 / 192.
(3) الكافي 2 / 192.
(4) ثواب العمال / 179 (5) ثواب الأعمال / 180.
82

أقول: ونقلها عن لوط بن إسحاق عن أبي عبد الله في مصادقة الإخوان / 60
في حديث مرفوع.
209 / 18 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثني محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن نصر، عن
وكيع، عن الربيع بن صبيح رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: من لقي أخاه بما
يسره ليسره سره الله يوم القيامة، ومن لقي أخاه بما يسوءه ليسوءه ساءه الله يوم يلقاه (1).
أقول: ونقلها في مصادقة الإخوان / 62 أيضا.
210 / 19 - الصدوق، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من أدخل على
أخيه سرورا أوصل ذلك والله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أوصل سروا إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله أو صله إلى الله، ومن أوصل إلى الله حكمه الله والله يوم القيامة
في الجنة
(2).
211 / 20 - المفيد رفعه إلى الكاظم عليه السلام أنه قال لعلي بن يقطين: من سر
مؤمنا فبالله بدأ وبالنبي صلى الله عليه وآله ثنى وبنا ثلث (3).
212 / 21 - المفيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمن هدية الله عز
وجل إلى أخيه المؤمن، فان سره ووصله فقد قبل من الله عز وجل هديته (4) وإن
قطعه وهجره فقد رد على الله عز وجل هديته (4).
213 / 22 - الحسن بن علي بن شعبة الحراني رفعه إلى عبد الله بن جندب،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا بن جندب من سره أن يزوجه الله الحور العين ويتوجه

(1) ثواب الأعمال / 182.
(2) مصادقة الإخوان / 62.
(3) الاختصاص / لم أجده مع تفحصي في الكتاب لكن نقله عنه في المستدرك الوسائل 12 / 399 الرقم 18.
(4) روضة المفيد / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 399 الرقم 20.
83

بالنور فليدخل على أخيه المؤمن السرور (1).
214 / 23 - السيد الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال لكميل بن
زياد النخعي: يا كميل مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم ويدلجوا في حاجة
من هو نائم، فوالذي وسع سمعه الأصوات ما من أحد أودع قلبا سرورا إلا وخلق
الله له من ذلك السرور لطفا، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى
يطردها عنه كما تطرد غريب الإبل عن حياضها (2).
أقول: ونقل الآمدي في غرر الحكم 2 / 754 ح 247 آخر هذا الحديث يعنى
من (ما من أحد...
215 / 24 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قيل له: أي
الأعمال أحب إلى الله تعالى بعد معرفته؟ فقال: ادخال السرور على المؤمن (3).
216 / 25 - وعنه رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: وأحب الأعمال إلى الله
سرور يوصله مؤمن إلى مؤمن (4).
217 / 26 - أبو علي بن طاهر الصوري رفعه: قال رجل من أهل الري: ولى
علينا بعض كتاب يحيى بن خالد، وكان علي بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي
إياها خروجا عن نعمتي وقيل لي: إنه ينتحل هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه
وأمت (5) به إليه فلا يكون كذلك، فأوقع فيما لا أحب فاجتمع رأي على أن هربت
إلى الله تعالى وحججت ولقيت مولاي الصابر يعني موسى بن جعفر عليه السلام فشكوت
حالي إليه، فأصحبني مكتوبا نسخته: (بسم الله الرحمن الرحيم اعلم أن لله تحت

(1) تحف العقول / 222 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 401 الرقم 24.
(2) نهج البلاغة / 513 حكمه 257 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 319 ووسائل الشيعة 11 / 574.
(3) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 400 الرقم 22.
(4) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 400 الرقم 33.
(5) مت إليه: توسل إليه بحرمة أو قرابة أو غير ذلك.
84

عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه معروفا أو نفس عنه كربة أو أدخل
على قلبه سرورا وهذا أخوك والسلام).
قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلا واستأذنت عليه
وقلت: رسول الصابر عليه السلام فخرج إلي حافيا ماشيا ففتح لي بابه وقبلني وضمني
إليه وجعل يقبل عيني ويكرر ذلك، كلما سألني عن رؤيته عليه السلام وكلما أخبرته
بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكر الله تعالى، ثم أدخلني داره وصدرني في
مجلسه وجلس بين يدي، فأخرجت إليه كتابه عليه السلام فقبله قائما وقرأه، ثم استدعى
ماله وثيابه فقاسمني دينارا دينارا ودرهما درهما وثوبا ثوبا وأعطاني قيمة ما لم
يمكن قسمته وفي كل شئ من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي والله
وزدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي وأعطاني براءة مما
يوجبه علي عنه وودعته وانصرفت عنه، فقلت لا أقدر على مكافأة هذا الرجل إلا
بأن أحج في قابل وأدعو له وألقى الصابر وأعرفه فعله، ففعلت ولقيت مولاي
الصابر عليه السلام وجعلت أحدثه ووجهه يتهلل فرحا فقلت: يا مولاي هل سرك ذلك؟
فقال إي والله لقد سرني وسر أمير المؤمنين عليه السلام والله لقد سر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
والله لقد سر الله تعالى (1).
218 / 27 - السيد نعمة الله الجزائري رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه صح
عندي قول النبي صلى الله عليه وآله: أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور في قلب المؤمن
بما لا إثم فيه، فإني رأيت غلاما يؤاكل كلبا، فقلت له في ذلك، فقال: يا بن رسول
الله إني مغموم أطلب سرورا بسروره، لأن صاحبي يهودي أريد أفارقه، فأتى
الحسين عليه السلام إلى صاحبه بمائتي دينار ثمنا له فقال اليهودي: الغلام فداء لخطاك
وهذا البستان له، ورددت عليك المال قال: قبلت المال ووهبته للغلام، وقال

(1) قضاء حقوق المؤمن / 22 ح 24 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 313 ونقل عن البحار في جامع أحاديث الشيعة 15 / 542.
85

الحسين عليه السلام: أعتقت الغلام ووهبته له جميعا، فقالت امرأته: أسلمت ووهبت
مهري لزوجي، فقال اليهودي: أنا أيضا أسلمت ووهبتها هذه الدار (1)
أقول: المراد بأبي عبد الله في هذا الحديث هو الإمام الحسين سيد
الشهداء عليه السلام كما يظهر من المتن وإلا ففي الحديث سقط يظهر للمتأمل، والله
سبحانه هو العالم.
19 - أدنى ما يكون به العبد مؤمنا
219 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن ابن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال: سمعت
عليا صلوات الله عليه يقول وأتاه رجل فقال له: ما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا،
وأدنى ما يكون به العبد كافرا، أو أدنى ما يكون به العبد ضالا؟ فقال له: قد سألت
فافهم الجواب: أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا أن يعرفه الله تبارك وتعالى نفسه
فيقر له بالطاعة، ويعرفه نبيه صلى الله عليه وآله فيقر له بالطاعة، ويعرفه إمامه وحجته في أرضه
وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة، قلت له: يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع
الأشياء إلا ما وصفت؟ قال: نعم إذا أمر أطاع وإذا نهي انتهى.
وأدنى ما يكون بن العبد كافرا: من زعم أن شيئا نهى الله عنه أن الله يأمر به
ونصبه دينا يتولى عليه، ويزعم أنه يعبد الذي أمره به، وإنما يعبد الشيطان.
وأدنى ما يكون به العبد ضالا: أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده
على عباده، الذي أمر الله عز وجل بطاعته وفرض ولايته قلت: يا أمير المؤمنين
صفهم لي، فقال: الذين قرنهم الله عز وجل بنفسه وبنبيه فقال: (يا أيها الذين آمنوا
أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (2) قلت: يا أمير المؤمنين جعلني
الله فداك أوضح لي، فقال: الذين قال رسول الله صلى الله عليه وآله في آخر خطبته يوم قبضه الله

(1) رياض الأنوار / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 398 الرقم 16.
(2) سورة النساء / 59.
86

عز وجل إليه: إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما: كتاب
الله وعترتي أهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا
علي الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين
المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى فتمسكوا بهما، لا تزلوا ولا تضلوا
ولا تقدموهم فتضلوا.
(1) - إذا أحسن المؤمن ضاعف الله عمله
220 / 1 - البرقي عن ابن محبوب عن عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليه السلام
- في حديث - قال: إذا أحسن المؤمن ضاعف الله عمله لكل حسنة سبعمائة،
فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله - إلى أن قال -: وكل عمل تعمله الله
فليكن نقيا من الدنس (2).
221 / 2 - الطوسي، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي محمد الوابشي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أحسن العبد
المؤمن ضاعف الله عمله بكل حسنة سبعمائة ضعف وذلك قول الله
عز وجل: (والله يضاعف لمن يشاء) (3) (4).
21 - إذا حضر أربعون مؤمنا جنازة المؤمن
122 / 1 الكليني عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
علي، عن إسماعيل بن يسار، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا مات
المؤمن فحضر جنازته أربعون رجلا من المؤمنين فقالوا: اللهم إنا لا نعلم منه إلا

(1) الكافي 2 / 414.
(2) المحاسن / 254 ح 283 ونقل عنه في وسائل الشيعة 1 / 61 طبع آل البيت.
(3) سورة البقرة / 261.
(4) أمالي الطوسي المجلس الثامن ح 38 / 223 الرقم 388
87

خيرا وأنت أعلم به منا، قال الله تباك أجزت وتعالى: قد أجزت شهاداتكم وغفرت له
ما علمت مما لا تعلمون (1).
22 - إذا دخل المؤمن قبره
223 / 1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن مرحوم، عن أبي سيار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا دخل المؤمن قبره
كانت الصلاة عن يمينه والزكاة عن يساره والبر مظل عليه، ويتنحى الصبر ناحية،
فإذا دخل عليه الملكان اللذان يليان مسألته، قال الصبر للصلاة والزكاة والبر:
دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه (2).
23 - إذا كن في المؤمن كان في كنف الله
224 / 1 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: ثلاث
من كن فيه من المؤمنين كان في كنف الله وأظله الله يوم القيامة في ظل عرشه
وآمنه من فزع اليوم الأكبر: من أعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه. ورجل
لم يقدم يدا ولا رجلا حتى يعلم أنه في طاعة الله قدمها أو في معصيته، ورجل لم
يعب أخاه بعيب حتى يترك ذلك العيب من نفسه، وكفى بالمرء شغلا بعيبه لنفسه
عن عيوب الناس (3).
24 - إذاعة سر المؤمن
225 / 1 - الكليني، عن محمد بين يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: قلت له: عورة المؤمن على المؤمن
حرام؟ قال: نعم، قلت: تعني سفليه؟ قال: ليس حيث تذهب إنما هي إذاعة سره (4).

(1) الكافي 3 / 254.
(2) الكافي / 2 / 73.
(3) تحف العقول / 282.
(4) الكافي 2 / 358.
88

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضح وذكرها الشيخ أيضا بسنده الصحيح في التهذيب 1 / 375 الرقم 11، والصدوق بسنده الموثق في معاني الأخبار
/ 255 الرقم 2.
226 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن الحسين بن مختار، عن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام فيما جاء في الحديث
(عورة المؤمن على المؤمن حرام) قال: ما هو أن ينكشف فترى منه شيئا إنما هو
أن تروي عليه أو تعيبه (1).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا الحسين بن مختار، لأن فيه كلام وإن وثقه
الشيخ المفيد في ارشاده في باب النص على الرضا عليه السلام وقال: (إنه من خاصة
الكاظم عليه السلام وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته) (2). وذكر الرواية الشيخ
أيضا في التهذيب 1 / 375 الرقم 12.
227 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن الأول عليه السلام
قال: قلت له: جعلت فداك الرجل من اخوتي يبلغني عنه الشئ الذي أكرهه
فأسأله عن ذلك فينكر ذلك وقد أخبرني عنه قوم ثقات، فقال لي، يا محمد كذب
سمعك وبصرك عن أخيك، فإن شهد عندك خمسون قسامة وقال لك قولا فصدقه
وكذبهم، لا تذيعن عليه شيئا تشينه به وتهدم به مروءته، فتكون من الذين قال الله
في كتابه: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) (3 و 4)
228 / 4 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثني محمد بن جعفر قال: حدثني موسى بن عمران قال: حدثني عمي الحسين

(1) الكافي 2 / 359.
(2) الارشاد 2 / 248 من الطبعة الحديثة.
(3) سورة النور / 18.
(4) الكافي 8 / 147 الرقم 125.
89

ابن يزيد، هم حماد بن عمرو النصيبي، عن أبي الحسن الخراساني عن ميسرة بن
عبد الله، عن أبي عايشه السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عن أبي سلمة
بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس قالا: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله
قبل وفاته، وهي اخر خطبة خطبها بالمدينة حتى لحق بالله عز وجل فوعظ
بمواعظ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، واقشعرت منها الجلود،
وتقلقلت منها الأحشاء، أمر بلالا فنادى الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، وخرج
رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ارتقى المنبر، فقال: أيها الناس ادنوا ووسعوا لمن خلفكم -
قالها ثلاث مرات - فدنا الناس وانضم بعضهم إلى بعض... فخطب رسول الله فقال
... ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها، ومن سمع خبرا فأفشاه فهو
كمن عمله... (1).
229 / 5 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من اطلع من مؤمن على
ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له كان عند الله كعاملها،
وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه، وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه
في الدنيا مستور عليه في الآخرة ثم لا يجد الله أكرم من أن يثني الله عليه عقابا في الآخرة (2).
230 / 6 - المفيد رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من أذاع فاحشة كان
كمبتدئها، ومن عير مؤمنا بشئ لم يمت حتى يرتكبه (3).
231 / 7 - الشيخ الطوسي بسنده عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن ابن
سنان، عن حذيفة بن منصور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام شئ يقوله الناس: عورة
المؤمن على المؤمن حرام، فقال: ليس حيث يذهبون، إنما عني عورة المؤمن أن
يزل زلة أو يتكلم بشئ يعاب عليه، فيحفظ عليه ليعير به يوما ما (4).

(1) عقاب الأعمال / 330 - 337.
(2) الاختصاص / 32.
(3) الاختصاص / 229.
(4) تهذيب الأحكام 1 / 357 الرقم 10.
90

إذلال المؤمن
232 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن معاوية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد أسرى بي ربي
فأوحى إلي من وراء الحجاب ما أوحى وشافهني إلى أن قال لي: يا محمد من
أذل لي وليا فقد أرصد لي بالمحاربة ومن حاربني حاربته، قلت: يا رب ومن وليك
هذا فقد علمت أن من حاربك حاربته؟ فقال: ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك
ولذريتكما بالولاية (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة والمراد بالوصي أمير المؤمنين علي
بن أبي طالب عليه صلوات المصلين، بل الوصي لقب خاص يطلق عليه سلام الله
عليه، والذرية: الأئمة المعصومين عليهم السلام. ونقل البرقي مثله في المحاسن / 136.
233 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس عن
ابن مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
قال الله عز وجل: من استذل عبدي المؤمن فقد بارزني بالمحاربة، الحديث
(2).
أقول: الرواية معتبرة، لثبوت وثاقة معلى بن خنيس عندنا، بل صحيحة.
234 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من استذل مؤمنا واحتقره لقلة ذات يده
ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلايق (4).
أقول: سند الكليني قدس سره مرسل لكن روى هذه الرواية البرقي في محاسنه / 97
عن ابن محبوب، عن المثنى، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام. وسند البرقي
كما ترى صحيح. ونقل مثله الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 33 الرقم 58

(1) الكافي 2 / 353 - ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 270 طبع آل البيت.
(2) الكافي 2 / 354 - ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 270.
(3) الكافي 2 / 353 - ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 270.
91

/ وفي عقاب الأعمال / 299 بسنده الصحيح.
235 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
الحسين بن عثمان، عن محمد بن أبي حمزة، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال
من حقر مؤمنا مسكينا أو غبر مسكين لم يزل الله عز وجل حاقر له ماقتا حتى
يرجع عن محقرته إياه (1).
أقول: سند الكليني مرسل، ولكن نقلها الصدوق بسنده الصحيح في عقاب الأعمال
/ 299.
236 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله عز وجل: قد نابذني من أذل عبدي المؤمن (2).
أقول: المنابذة: المعادة جهارا.
237 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن حفص
المؤذن، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في رسالته إلى أصحابه: وعليكم بحب
المساكين المسلمين، فإنه من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله والله له
حاقر ماقت، وقال أبونا رسول الله صلى الله عليه وآله: أمرني ربي بحب المساكين المسلمين
واعلموا أن من حقر أحدا من المسلمين ألقى الله عليه المقت منه والمحقرة حتى
يمقته الناس، والله له أشد مقتا، فاتقوا الله في إخوانكم المسلمين المساكين، فإن
لهم عليكم حقا أن تحبوهم، فإن الله أمر رسوله صلى الله عليه وآله بحبهم، فمن لم يحب من أمر
الله بحبه فقد عصى الله ورسوله، ومن عصى الله ورسوله ومات على ذلك مات وهو
من الغاوين (3).

(1) الكافي 2 / 351 - ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 270.
(2) الكافي 2 / 351 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 371.
(3) الكافي 8 / 8 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 9 / 104 طبع آل البيت.
92

238 / 7 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن المعلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال
الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من أذل عبدي المؤمن، وليأمن من غضبي من
أكرم عبدي المؤمن (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة ومتنها واضح.
229 / 8 - الصدوق رفعه إلى منصور الصيقل والمعلى بن خنيس قالا: سمعنا
أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول اله صلى الله عليه وآله: قال الله تعالى: إني لحرب لمن استذل
عبدي المؤمن (2).
240 / 9 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثني محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن
بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثني أبي،
عن جدي، عن آبائه، أن أمير المؤمنين عليه السلام علم أصحابه في مجلس واحد
أربعمائة باب مما يصلح للمسلم في دينه ودنياه قال عليه السلام:... لا تحقروا ضعفاء
إخوانكم، فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله عز وجل بينهما في الجنة إلا أن
يتوب... الحديث (3).
241 / 10 - الطوسي بسنده إلى أبي قلابة عن النبي صلى الله عليه وآله قال في حديث: من
أذل مؤمنا أذله الله (4).
242 / 11 - الكراجكي قال: روي عن أحد الأئمة أنه قال: قال

(1) عقاب الأعمال / 284.
(2) مصادقة الإخوان / 74.
(3) الخصال 2 / 614.
(4) أمالي الطوسي المجلس السابع ح 8 / 182 الرقم 306 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 142.
93

رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل كتم ثلاثة في ثلاثة: كتم رضاه في طاعته، وكتم
سخطه في معصيته، وكتم وليه في خلقه، فلا يستخفن أحدكم شيئا من الطاعات
فإنه لا يدري في أيها رضا الله، ولا يستقلن أحدكم شيئا من المعاصي فإنه لا
يدري في أيها سخط الله، ولا يزر أن أحدكم بأحد من خلق الله، فإنه لا يدري أيهم
ولي الله (1).
243 / 12 - الصوري رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تحقروا ضعفاء
اخوانكم، فإنه من احتقر مؤمنا لم يجمع الله بينهما في الجنة إلا أن يتوب (2).
26 - استخفاف المؤمن
244 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد
بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبي هارون، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال لنفر عنده وانا حاضر: ما لكم تستخفون بنا؟ قال فقام إليه رجل من
خراسان فقال: معاذ لوجه الله أن نستخف بك أو بشئ من أمرك، فقال: بلى إنك
أحد من استخف بي، فقال: معاذ الله أن أستخف بك، فقال له: ويحك أولم
تسمع فلانا ونحن بقرب الجحفة وهو يقول لك: احملني قدر ميل فقد والله عييت،
والله ما رفعت به رأسا لقد استخففت به، ومن استخف بمؤمن فينا استخف، وضيع
حرمة الله عز وجل (3).
245 / 2 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تستخف
بأخيك المؤمن، فيرحمه الله عز وجل عند استخفافك ويغير ما بك (4).
246 / 3 - سبط الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تستخفوا

(1) كنز الفوائد / 13 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 147.
(2) قضاء حقوق المؤمن / 19 ح 10 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 151.
(3) الكافي 8 / 102 ح 73 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 272 طبع آل البيت.
(4) المؤمن / 68 ح 181 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 9 / 105 طبع آل البيت.
94

بفقراء شيعة علي عليه السلام، فإن الرجل منهم يشفع في مثل ربيعة ومضر (1).
27 - استفادة الاخوان في الله
247 / 1 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن رجل عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: المؤمنون خدم
بعضهم لبعض قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم
بعضا... الحديث (2).
أقول: قال الفيض في بيانه في ذيل الحديث: (يحتمل أن يكون المراد به الخبر
وأن يكون أمرا في صورة الخبر، والمعنى أن الايمان يقتضي التعاون بأن يخدم
بعض المؤمنين بعضا في أمورهم، هذا يكتب لهذا وهذا يشتري لهذا وهذا يبيع لهذا
إلى غير ذلك، بشرط أن يكون بقصد التقرب إلى الله ولرعاية الايمان، وأما إذا كان
لجر منفعة دنيوية إلى نفسه فليس من خدمة المؤمن في شئ بل هو خدمة لنفسه).
248 / 2 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن محفوظ بن خالد، عن محمد بن زيد
قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: من استفاد أخا في الله استفاد بيتا في الجنة (3)
249 / 3 - الصدوق قال: عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن
بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: استكثروا من الاخوان فإن لكل مؤمن
دعوة مستجابة وقال: استكثروا من الاخوان فإن لكل مؤمن شفاعة، وقال أكثروا

(1) مشكاة الأنوار / 232 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 9 / 106.
(2) الكافي 2 / 167 ونقل عنه في الوافي 5 / 555.
(3) ثواب الأعمال / 182 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 16 طبع آل البيت وبحار الأنوار 71 / 376.
95

من مواخاة المؤمنين فأن لهم عند الله يدا يكافيهم بها يوم القيامة (1).
250 / 4 - المفيد في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ومن جدد أخا في
الاسلام بنى الله له برجا في الجنة من جوهرة (2).
251 / 5 - الطوسي، عن المفيد عن ابن قولويه، عن محمد الحميري عن
أبيه عن البرقي عن التفليسي، عن الفضل البقباق، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في
حديث: لا يرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث: إما دعاء يدعو به يدخله
الله به الجنة، وإما دعاء يدعو به فيصرف الله عنه بلاء، وإما أخ يستفيده في الله عز
وجل، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الاسلام
مثل أخ يستفيده في الله عز وجل، ثم قال: يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا فإن
الفقير ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر ثم قال يا فضل إنما سمي المؤمن
مؤمنا، لأنه يؤمن على الله فيجيز أمانه، ثم قال: أما سمعت الله يقول في أعدائكم
إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة: (فما لنا من شافعين ولا صديق
حميم) (3) (4).
6 / 252 - - محمد بن محمد بن الأشعث أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا
محمد محمد قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن
جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن
أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من استفاد أخا في الله زوجه الله حورا
فقالوا: يا رسول الله وإن واخا أحدنا في اليوم سبعين أخا؟ قال: إي والذي نفسي

(1) مصادقة الإخوان / 46 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 30.
(2) الاختصاص / 228 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 62 الطبع الحجري و 8 / 323 طبع آل البيت.
(3) سورة الشعراء / 101 و 100 (4) أمالي الطوسي / المجلس الثاني ح 26 / 47 الرقم 57 ونقل عته بعضها في بحار الأنوار 71 / 275 وبعضها في وسائل الشيعة 12 / 323 طبع آل البيت.
96

بيده لو آخا ألفا لزوجه الله تعالى ألفا (1).
253 / 7 - الراوندي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما أحدث عبد في الله
إلا أحدث الله له درجة في الجنة (2). 254 / 8 - الراوندي باسناده عن الكاظم، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من استفاد أخا في الله زوجه الله حورا (3).
255 / 9 - الراوندي رفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: عليكم
بالأخوان فإنهم عدة في الدنيا والآخرة ألا تسمعون إلى قوله تعالى (فمالنا من
شافعين ولا صديق حميم) (4) (5).
28 - اصطفاء المؤمن
256 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن ابن بكير، عن حمزة بن حمران، عن عمر بن حنظلة قال: قال لي
أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا الصخر إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض ولا يعطي هذا
الأمر إلا صفوته من خلقه، أنتم والله على ديني ودين آبائي إبراهيم وإسماعيل
لا أعني علي بن الحسين ولا محمد بن علي وإن كان هؤلاء على دين هؤلاء (6).
257 / 2 - الكليني، عن الحسين من محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن
بن علي الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن مالك بن أعين الجهني قال: سمعت أبا
جعفر عليه السلام يقول: يا مالك إن الله يعطي الدنيا من يحب ويبغض ولا يعطي دينه إلا

(1) الجعفريات / 195، ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 61 الطبع الحجري (8 / 322).
(2) لب الباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 62 الطبع الحجري (8 / 323).
(3) نوادر الراوندي / 12 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 277.
(4) سورة الشعراء 101 و 100.
(5) لب الباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 62 (8 / 323) طبع آل البيت.
(6) الكافي 2 / 214 ونقل عنه في الوافي 5 / 739.
97

من يحب (1).
258 / 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الوشاء، عن عبد
الكريم بن عمرو الخثعمي، عن عمر بن حنظلة، وعن حمزة بن حمران، عن
حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن هذه الدنيا يعطيها الله البر والفاجر، ولا يعطي
الايمان إلا صفوته من خلقه (2).
259 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
النعمان، عن أبي سليمان، عن ميسر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الدنيا يعطيها الله
عز وجل من أحب ومن أبغض، وإن الايمان لا يعطيه إلا من أحبه (3).
29 - اطعام المؤمن
260 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
صفوان بن يحي، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السماوات
الفردوس وجنة عدن وطوبى (و) شجرة تخرج من جنة عدن غرسها ربنا بيده (4).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد ونقلها الصدوق في ثواب الأعمال / 165
وللعلامة المجلسي قدس سره بيان في شرحه، راجع إن شئت بحار الأنوار 71 / 372
261 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من رجل يدخل بيته مؤمنين
فيطعمهما شبعهما إلا كان ذلك أفضل من عتق نسمة (5).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.

(1) الكافي 2 / 215 ونقل عنه في الوافي 5 / 739.
(2) الكافي 3 / 215 ونقل عنه في الوافي 5 / 739.
(3) الكافي 2 / 215 ونقل عنه في الوافي 5 / 739 (4) الكافي 2 / 200.
(5) الكافي 2 / 201.
98

262 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم،
عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله
من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم (3).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند، والرحيق: الخمر أو أطيبها أو أفضلها
أو الخالص أو الصافي منها. والمختوم: المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه.
ونقلها الصدوق بسنده الصحيح في ثواب الأعمال / 164.
263 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
ربعي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من أطعم أخاه في الله كان له من الأجر مثل من
أطعم فئاما من الناس، قلت: وما الفئام (من الناس) قال: مائة ألف من الناس (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد، ونقلها الصدوق بسنده الصحيح في ثواب الأعمال
/ 164، والمفيد في الاختصاص / 30.
264 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن الحكم، عن سدير الصيرفي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما منعك أن
تعتق كل يوم نسمة؟ قلت: لا يحتمل مالي ذلك قال: تطعم كل يوم مسلما. فقلت:
موسرا أو معسرا؟ قال: فقال: إن المؤسر قد يشتهي الطعام (3).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة، ومتنها يدل على استحباب اطعام
المسلم وإن كان مؤسرا.
265 / 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أكلة
يأكلها أخي المسلم عندي أحب إلي من أن أعتق رقبة (4). أقول: الرواية صحيحة الاسناد.

(1) الكافي 2 / 201.
(2) الكافي 2 / 202.
(3) الكافي 2 / 202.
(4) الكافي 2 / 203.
99

266 / 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد، عن إسماعيل بن
مهران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لأن أشبع رجلا من إخواني
أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذا فأبتاع منها رأسا فأعتقه (1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
267 / 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد عن علي بن الحكم، عن أبان بن
عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لأن آخذ
خمسة دراهم (و) أدخل إلى سوقكم هذا فأبتاع بها الطعام وأجمع نفرا من
المسلمين أحب إلي من أن أعتق نسمة (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
268 / 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن حسين
بن نعيم الصحاف قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أتحب إخوانك يا حسين؟ قلت: نعم،
قال: تنفع فقراءهم؟ قلت: نعم، قال: أما إنه يحق عليك أن تحب من يحب الله، أما
والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه، أتدعوهم إلى منزلك؟ قلت: نعم، ما آكل إلا
ومعي منهم الرجلان والثلاثة والأقل والأكثر، فقال أبو عبد الله: أما إن فضلهم
عليك أعظم من فضلك عليهم، فقلت: جعلت فداك أطعمهم طعامي وأوطئهم
رحلي، ويكون فضلهم علي أعظم؟! قال: نعم إنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا
بمغفرتك ومغفرة عيالك، وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب
عيالك (3).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
269 / 10 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال:
حدثني علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن

(1) الكافي 2 / 203.
(2) الكافي 2 / 203.
(3) الكافي 2 / 201.
100

محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن
أطعم مؤمنا ليلة من شهر رمضان كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة
مؤمنة، وكان له بذلك عند الله عز وجل دعوة مجابة (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
270 / 11 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري،
عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن فضيل بن
يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: شبع أربعة من المسلمين يعدل محررة من ولد
إسماعيل عليه السلام (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
الروايات في هذا المجال كثيرة ذكرنا لك نبذة من صحاحها، وإن شئت
تفصيلها راجع إلى الكافي 2 / 200 ومصادقة الاخوان / 42 والمؤمن للحسين بن
سعيد / 63 والوافي 5 / 673 وبحار الأنوار 71 / 359 ووسائل الشيعة 11 / 553
(16 / 329) طبع آل البيت ومستدرك الوسائل 12 / 371 وجامع أحاديث الشيعة 8 / 509 وغيرها من كتب الاخبار.
30 - إعانة المؤمن المسافر
271 / 1 - الصدوق رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من أعان مؤمنا مسافرا
نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة وأجاره في الدنيا والآخرة من الغم والهم، ونفس
عنه كربه العظيم يوم يغض الناس بأنفاسهم. قال الصدوق: وفي خبر آخر: حيث
يتشاغل الناس بأنفاسهم (3).
272 / 2 - الصدوق قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي
قال: حدثني محمد بن يحيى الصولي قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلاني قال:

(1) ثواب الأعمال / 164.
(2) ثواب الأعمال / 165.
(3) الفقيه 2 / 293 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 492.
101

حدثنا أحمد بن عيسى بن زيد بن علي، وكان مستترا ستين سنة، قال: حدثنا عمي
قال: حدثنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام لا يسافر
إلا مع رفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة ميما يحتاجون
إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: أتدرون من هذا؟ قالوا: لا،
قال: هذا علي بن الحسين عليه السلام، فوثبوا فقبلوا يده ورجله وقالوا: يا بن رسول الله
أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا إليك يد أو لسان، أما كنا قد هلكنا آخر
الدهر، فما الذي يحملك على هذا؟ فقال: إني كنت قد سافرت مرة مع قوم
يعرفونني فأعطوني برسول الله عليه السلام ما لا استحق به، فإني أخاف أن تعطوني
مثل ذلك، فصار كتمان أمري أحب إلي (1).
273 / 3 - محمد بن محمد بن الأشعث قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال:
حدثنا أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين،
عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أعان مؤمنا
مسافرا في حاجة نفس الله عنه ثلاثة وسبعين كربة واحدة في الدنيا من الهم والغم
واثنتين وسبعين كربة عند كربته العظمى، قيل: يا رسول الله ومال الكربة العظمى؟
قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم حتى أن إبراهيم عليه السلام يقول: أسئلك بخلتي لا
تسلمني إليها (2).
31 - أفضل المؤمنين
274 / 1 - الرضي رفعه وقال: ومن كتاب له (أي لأمير المؤمنين) عليه السلام إلى
الحارث الهمداني: وتمسك بحبل القرآن واستنصحه، وأحل حلاله وحرم حرامه
... واعلم أن أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمة من نفسه وأهله وماله، فإنك ما تقدم من

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 145 الرقم 12 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 493.
(2) الجعفريات / 198 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 16 / 493.
102

خير يبق لك ذخره، وما تؤخره يكن لغيرك خيره... (1).
أقول: تقدمة: مصدر قدم: أي بذلا وانفاقا. راجع تمام هذا الكتاب في نهج
البلاغة فإن فيه مطالب عالية.
32 - الافطار لإجابة المؤمن
275 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: افطارك لأخيك المؤمن
أفضل من صيامك تطوعا (3).
276 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الدينوري، عن
محمد بن عيسى، عن صالح بن عقبة قال: دخلت على جميل بن دراج وبين يديه
خوان عليه غسانية يأكل منها، فقال: أدن فكل، فقلت: إني صائم فتركني حتى إذا
أكلها فلم يبق منها إلا اليسير عزم علي ألا أفطرت، فقلت له: إلا كان هذا قبل
الساعة، فقال أردت بذلك أدبك، ثم قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما رجل
مؤمن دخل على أخيه وهو صائم فسأله الاكل فلم يخبره بصيامه ليمن عليه
بافطاره كتب الله جل ثناؤه له بذلك اليوم صيام سنة (3).
أقول: قد ورد في هذا المجال عدة من الروايات فراجع إن شئت إلى الكافي 4 / 150 والى جامع أحاديث الشيعة 9 / 488.
33 - اغتياب المؤمن
277 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أبن أبي عمير، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته
أذناه فهو من الذي قال الله عز وجل: (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في

(1) نهج البلاغة / 459 - كتاب 69.
(2) الكافي 4 / 150.
(3) 4 / 150.
103

الذين آمنوا لهم عذاب أليم) (1) (2).
278 / 2 - الكليني، عن الحسين بمحمد، عن معلى بن محمد، عن الحسين علي الوشاء، عن داود بن سرحان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الغيبة قال:
هو أن تقول لأخيك في دينه ما لم يفعل، وتبث عليه أمرا قد سره الله عليه لم يقم
عليه فيه حد (3).
279 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن السكوني،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الغيبة أسرع في دين الرجل المسلم
من الاكلة في جوفه، قال وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الجلوس في المسجد انتظار
الصلاة عبادة ما لم يحدث، قيل: يا رسول الله ما يحدث؟ قال: الاغتياب (4).
أقول الرواية سندا معتبرة ومتنها واضح.
280 / 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
الحسين بن علي، عن أبي كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمن من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم والمسلم
من سلم المسلمون من يده ولسانه والمهاجر من هجر السيئات وترك ما حرم الله،
والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو يدفعه دفعة (5).
281 / 5 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن محمد بن قتيبة، عن حملان بن
سليمان، عن نوح بن شعيب، عن إسماعيل، عن صالح بن عقبه، عن
علقمة بن محمد، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في حديث أنه قال: فمن لم تره
بعينك يرتكب ذنبا ولم يشهد عليه عندك شاهدان فهو من أهل العدالة والستر،
وشهادته مقبولة، وإن كان في نفسه مذنبا، ومن اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية

(1) سورة النور / 18.
(2) الكافي 2 / 357.
(3) الكافي 2 / 357.
(4) الكافي 2 / 356.
(5) الكافي 2 / 235 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 278 طبع آل البيت.
104

الله تعالى ذكره وداخل في ولاية الشيطان، ولقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من اغتاب مؤمنا بما فيه لم يجمع الله بينهما في الجنة أبدا،
ومن اغتاب مؤمنا بما ليس فيه فقد انقطعت العصمة بينهما وكان المغتاب في النار
خالدا فيها وبئس المصير (1).
282 / 6 - المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن الحسن بن محمد بن عامر، عن
عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن زياد، عن سيف بن عميرة قال قال
الصادق عليه السلام: إن لله تبارك وتعالى على عبده المؤمن أربعين جنة، فمتى أذنب
ذنبا كبيرا رفع عنه جنته، فإذا اغتاب أخاه المؤمن بشئ يعلمه منه انكشفت تلك
الجنن عنه ويبقى مهتك الستر، فيفتضح في السماء على ألسنة الملائكة وفي
الأرض على ألسنة الناس، ولا يرتكب ذنبا إلا ذكروه وتقول الملائكة الموكلون به
يا ربنا قد بقي عبدك مهتك الستر وقد أمرتنا بحفظه، فيقول عز وجل ملائكتي لو
أردت بهذا العبد خيرا ما فضحته، فارفعوا أجنحتكم عنه، الخبر (2).
283 / 7 - المفيد رفعه إلى الباقر عليه السلام أنه قال: وجدنا في كتاب علي عليه السلام أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال على المنبر: والله الذي لا إله الا هو ما أعطي مؤمن قط خير
الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله عز وجل والكف عن اغتياب المؤمن، والله
الذي لا إله إلا هو لا يعذب الله عز وجل مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا بسوء ظنه
واغتيابه للمؤمنين (3).
284 / 8 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى علي عليه السلام أنه قال: من قال في أخيه
المؤمن مما فيه مما قد استتر به عن الناس فقد اغتابه. وقال عليه السلام: من اغتاب مؤمنا
حبسه في طينة خبال ثلاثين خريفا، قيل: وما طينة خبال؟ قال: ما يصير طينا من

(1) الأمالي / 91 ح 3 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 285.
(2) الاختصاص / 220 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 105 (9 / 116).
(3) الاختصاص / 227 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 105 (9 / 115.
105

صديد فروج الزواني (1).
285 / 9 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من اغتاب
مؤمنا فكأنما قتل نفسا متعمدا (2).
286 / 10 - وفي فقه الرضا عليه السلام: وأروي عن العالم عليه السلام أنه قال: والله
ما أعطي مؤمن خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله عز وجل، ورجائه منه،
وحسن خلقه، والكف عن اغتياب المؤمنين (3).
أقول: قد وردت روايات كثيرة في الاغتياب وتحريمه وذمه قد ذكرنا لك
نبذة منها، وتلك عشرة كاملة. ويأتي إن شاء الله عشرة تحت عنوان (رد
غيبة المؤمن) فراجعها إن شئت.
34 - إقراض المؤمن
287 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل،
عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن ربعي بن عبد الله،
عن فضيل بن يسار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ما من مؤمن أقرض مؤمنا يلتمس
به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحساب الصدقة، حتى يرجع ماله إليه (4).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة، وذكرها الصدوق بسنده في ثواب الأعمال
/ 166 إلا أنه قال: ما من مسلم أقرض مسلما.
288 / 2 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد
بن الحسن الصفار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن النضر، عن
عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من

(1) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 105 (9 / 114).
(2) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 107 (9 / 125).
(3) فقه الرضا عليه السلام / 49 ونقل في وسائل الشيعة 2 / 107 (9 / 126.
(4) الكافي 4 / 34 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 545 (16 / 318 آل البيت.
106

أقرض مؤمنا قرضا ينتظر به ميسوره كان ماله في زكاة، وكان هو في صلاة من
الملائكة حتى يؤديه إليه (1).
289 / 3 - الصدوق في حديث مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من احتاج إليه
أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة (3).
290 / 4 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: ما من مؤمن يقرض مؤمنا
يلتمس به وجه الله إلا حسب الله له أجره بحسنات الصدقة (3).
291 / 5 - علي بن إبراهيم القمي رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: على باب
الجنة مكتوب: القرض بثمانية عشر والصدقة بعشرة وذلك أن القرض لا يكون إلا
لمحتاج والصدقة ربما وقعت في يد غير محتاج (3).
292 / 6 - محمد بن محمد بن الأشعث قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال:
حدثنا أبي عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين،
عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الصدقة بعشر،
والقرض بثمانية عشر، وصلة الاخوان بعشرين، وصلة الرحم بأربعة وعشرين (5)
أقول قد ورد عدة من الروايات في هذا العنوان فراجع إن شئت إلى كتب
الاخبار ومنها.: جامع أحاديث الشيعة 18 / 284.
35 - اكرام المؤمن
293 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
يونس، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أتاه أخوه المسلم

(1) ثواب الأعمال / 166.
(2) الفقيه 4 / 15.
(3) الاختصاص / 27 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 365.
(4) تفسير القمي 2 / 350 ونقل وعنه في مستدرك الوسائل 12 / 364.
(5) الجعفريات / 188 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 363.
107

فأكرمه فإنما أكرم الله عز وجل (1) أقول: الرواية من حيث السند موثوقة.
294 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن بكر بن
صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن جعفر بن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أكرم أخاه المسلم بكلمة يلطفه بها وفرج عنه كربته لم يزل في ظل الله الممدود عليه الرحمة ما كان في ذلك (2).
295 / 3 - الصدوق في حديث مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ألا ومن أكرم أخاه
المسلم فإنما يكرم الله عز وجل.
وفيه: قال عليه السلام: من أكرم فقيرا مسلما لقي الله عز وجل يوم القيامة وهو عنه
راض (3).
296 / 4 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السلام عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال كتب الصادق عليه السلام إلى بعض الناس: إن أردت أن يختم بخير عملك حتى
تقبض وأنت في أفضل الأعمال، فعظم لله حقه، أن لا تبذل نعماؤه في معاصيه وأن
تغتر بحلمه عنك، وأكرم كل من وجدته يذكر منا أو ينتحل مودتنا، ثم ليس عليك
صادقا كان أو كاذبا، إنما لك نيتك وعليه كذبه (4).
297 / 5 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من أكرم مؤمنا فإنما يكرم الله عز وجل (5).
298 / 6 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من أكرم لنا وليا

(1) الكافي 2 / 206.
(2) الكافي 2 / 206.
الفقيه 4 / 16 و 4 / 13.
(4) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 4 الرقم 8.
(5) المؤمن / 54 الرقم 138.
108

فبالله بدأ، وبرسوله ثنى، وعلينا أدخل السرور (1).
299 / - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إذا آخيت فأكرم
الإخاء (2).
300 / 8 - سبط الطبرسي رفعه إلى الرضا عليه السلام أنه قال لعلي بن يقطين: اضمن
لي خصلة أضمن لك ثلاثا، فقال: جعلت فداك وما الخصلة التي أضمنها لك، وما
الثلاث التي تضمن لي؟ فقال: إما الثلاث التي أضمن لك: أن لا يصيبك حر الحديد
أبدا بقتل ولا فاقة ولا سجن حبس. فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ فقال
لي: تضمن لي أن لا يأتيك ولي أبدا إلا وأكرمته (3).
301 / 9 - سبط الطبرسي رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: ليس من الأنصاف
مطالبة الاخوان بالانصاف، جاء رجل إلى سلمان الفارسي فدعاه فقال إن فلانا
صنع لك طعاما فقال أقرأه مني السلام وقل: أنا ومن معي؟ فرجع الرسول فقال:
أنت ومن معك. قال: فقمنا وكنا ثلاثة عشر رجلا فأتينا الباب فاستأذن، فخرج
رب البيت فأخذ بيد سلمان فأدخله البيت، فأمر رفقتنا عن يمينه وشماله فأجلسه
وحل زر قميصه وكان أيام حر، ففرح منه فضحك سلمان ففرحنا بضحكه فقلنا
يا أبا عبد الله ما الذي أضحكك؟ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ما من رجل
مسلم أكرم أخاه المسلم بتكرمة يريد بها وجه الله إلا نظر الله إليه، وما نظر الله إلى
عبد لا يعذبه أبدا (4).
302 / 10 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: أعلم الناس بالله
وانصرهم في الله، أشدهم تعظيما وحرمة لأهل لا إله إلا الله (5).

(1) كتاب الأخلاق / نقله عنه في مستدرك الوسائل 12 / 420.
(2) غرر الحكم 1 / 310 الرقم 34 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 420.
(3) مشكاة الأنوار / 193 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 420.
(5) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 421.
109

36 - أكيس المؤمن
303 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
النعمان، عن ابن مسكان، عن داود بن فرقد، عن ابن أبي شيبة الزهري، عن أبي
جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الموت الموت، الا ولابد من الموت - إلى أن
قال: إذا استحقت ولاية الله والسعادة جاء الأجل بين العينين وذهب الأمل وراء
الظهر. وإذا استخف ولاية الشيطان والشقاوة جاء الامل بين العينين وذهب الاجل وراء الظهر. قال: وسئل رسول الله صلى الله عليه وآله: أي المؤمنين أكيس؟ فقال: أكثرهم ذكرا
للموت وأشدهم له استعدادا (1).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا ابن أبي شيبة الزهري ليس له توثيق وليس
له رواية إلا هذه وذكرها الحسين بين سعيد في كتاب الزهد 78 / ح 211.
304 / 2 - الصدوق بسنده المتصل إلى الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن
رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أكيس الناس من كان أشد ذكرا للموت (2).
305 / 3 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن
المؤمنين أكياس وأكيس المؤمنين أكثرهم ذكرا للموت (3).
306 / 4 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال اللذات؟
قال: الموت فإن أكيس المؤمنين أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم للموت استعدادا (4).
37 - الطاف المؤمن
307 / 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي
بن محمد بن سعد، عن محمد بن أسلم، عن محمد بن علي بن عدي قال: أملأ علي

(1) الكافي 3 / 257.
(2) أمالي الصدوق / 27 ح 4.
(3) الغايات / 82.
(4) الجعفريات / 199.
110

محمد بن سليمان، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أحسن يا
إسحاق إلى أوليائي ما استطعت، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش
وجه إبليس وقرح قلبه (1).
أقول: خمشه: أي خدشه ولطمه وضربه وقرحه: أي ألمه.
308 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن نصر بن إسحاق، عن الحارث ابن النعمان، عن الهيثم بن حماد، عن
أبي داود، عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما في أمتي عبد ألطف أخاه
في الله بشئ من لطف إلا أخدمه الله من خدم الجنة (2).
309 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن الحسين بن هاشم، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومن
تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة (3).
أقول: قذاه: ما يقع في العين أو في الشراب من تراب أو تبن أو وسخ.
310 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن
عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال لأخيه المؤمن
مرحبا كتب الله تعالى له مرحبا إلى يوم القيامة (4).
311 / 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد
بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
المؤمن ليتحف أخاه التحفة. قلت: وأي شئ التحفة؟ قال: من مجلس ومتكأ
وطعام وكسوة وسلام فتطاول الجنة مكافاة له ويوحي الله عز وجل إليها: أني قد
حرمت طعامك على أهل الدنيا إلا على نبي أو وصي نبي، فإذا كان يوم القيامة

(1) الكافي 2 / 207.
(2) الكافي 2 / 206.
(3) الكافي 2 / 205.
(4) الكافي 2 / 206.
111

أوحى الله عز وجل إليها: أن كافئ أوليائي بتحفهم، فيخرج منها وصفاء ووصائف
معهم أطباق مغطاة بمناديل من لؤلؤ فإذا نظروا إلى جهنم وهولها وإلى الجنة وما
فيها طارت عقولهم وامتنعوا أن يأكلوا، فينادي مناد من تحت العرش أن الله عز
وجل قد حرم جهنم على من أكل من طعام جنته فيمد القوم أيديهم فيأكلون (1).
أقول: الوصيف: الغلام دون المراهق، والوصيفة الجارية كذلك، والجمع
وصفاء ووصائف هكذا في المصباح.
312 / 6 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله صلى عليه واله: من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل يتحفه بما عنده ولا يتكلف له (2).
313 / 7 - السيد محي الدين بن زهرة بسند عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من ألطف مؤمنا أو قام له لحاجة من حوائج الدنيا والآخرة صغر
ذلك أو كبر كان حقا على الله أن يخدمه خادما يوم القيامة (3).
314 / 8 - القاضي نعمان رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: خصوا
بألطافكم خواصكم وإخوانكم (4).
38 - إن الله لم يأذن للمؤمن أن يذل نفسه
315 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا ينبغي
للمؤمن أن يذل نفسه، قيل له: وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض لما لا يطيق (5).

(1) الكافي 2 / 207.
(2) الجعفريات / 193 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 417.
(3) أربعين ابن زهره / 80 ح 38 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 417.
(4) دعائم الاسلام 2 / 327 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 418.
(5) الكافي 5 / 63.
112

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ونقلها الطوسي في التهذيب 6 / 180.
316 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى
فوض إلى المؤمن كل شئ إلا اذلال نفسه (1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
317 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن
أموره كلها، ولم يفوض إليه أن يذل نفسه، ألم تسمع لقول الله عز وجل: (ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين) (2) فالمؤمن ينبغي أن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا يعزه الله
بالايمان والاسلام (3).
أقول: الرواية موثقة سندا ونحوها موثقة أخرى لسماعة نقلها في الكافي
5 / 64 الرقم 6.
318 / 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا ينبغي
للمؤمن أن يذل نفسه، قلت: بما يذل نفسه؟ قال: يدخل فيما يتعذر منه (4).
أقول: نقلها الطوسي في التهذيب 6 / 180.
319 / 5 الكليني، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر،
عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الحسن الأحمسي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل فوض إلى المؤمن أموره كلها، ولم
يفوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع قول الله عز وجل يقول: (ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين) (5) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا، ثم قال: إن المؤمن أعز من

(1) الكافي 5 / 63.
(2) سورة المنافقون / 7.
(3) الكافي 5 / 63.
(4) الكافي 5 / 64.
(5) سورة المنافقون / 7.
113

الجبل، إن الجبل يستقل منه بالمعاول والمؤمن لا يستقل من دينه شئ (1).
أقول: نقلها الشيخ الطوسي بهذا السند في تهذيبه 6 / 179 الرقم 16 إلا أنه بدل
محمد بن الحسين في السند بمحمد بن الحسن، والظاهر الصحيح ما ذكره شيخنا
الطوسي بقرينة روايته عن إبراهيم بن إسحاق ونبه على هذا في جامع الرواة
1 / 19 في ترجمة إبراهيم بن إسحاق، والله العالم.
والمراد بالفل: الثلم.
320 / 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
علي بن حسان، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما أقبح بالمؤمن أن تكون
له رغبة تذله (2).
أقول: ونقلها الصدوق بسنده عن حبيب الواسطي عن أبي عبد الله عليه السلام في
صفات الشيعة / 32 ح 45.
39 - إن المؤمن لا يفتن في دينه
321 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
النعمان، عن أيوب بن الحر، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: (فوقاه
الله سيئات ما مكروا) (3) فقال: أما لقد بسطوا عليه وقتلوه، ولكن أتدرون ما وقاه؟
وقاه أن يفتنوه في دينه (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. وقال الفيض في توضيحها: (الآية
حكاية عن مؤمن آل فرعون حيث أراد فرعون أن يفتنه عن دينه بالمكر والعذاب.
قسطوا عليه: أي جاروا من القسوط بمعنى الجور والعدول عن الحق وفي بعض
النسخ بسطوا: أي أيديهم. وفي بعضها: سطوا: من السطو بمعنى البطش بالقهر).

(1) الكافي 5 / 63.
(2) الكافي 2 / 320.
(3) سورة المؤمن / 40.
(4) الكافي 2 / 215 ونقل عنه في الوافي 5 / 745.
114

322 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سلامة الدين
وصحة البدن خير من المال والمال زينة من زينة الدنيا حسنة (1).
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل
بن يسار، عن أبي جعفر مثله.
أقول: الرواية صحيحة بسنديها ومتنها واضح.
323 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
أبي جميله قال قال أبو عبد الله عليه السلام: كان في وصية أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه:
اعلموا أن القرآن هدى الليل والنهار ونور الليل المظلم على ما كان من جهد
وفاقة، فإذا حضرت بلية فاجعلوا أموالكم دون أنفسكم، وإذا نزلت نازلة فاجعلوا
أنفسكم دون دينكم واعلموا أن الهالك من هلك دينه والحريب من حرب دينه ألا
وإنه لا فقر بعد الجنة، ألا وإنه لا غنى بعد النار، لا فك أسيرها ولا يبرء
ضريرها (2).
قال الفيض: (حريبة الرجل: ماله الذي يعيش به والحريب: من أخذ ماله وترك بلا شئ. والضرير من أصابه الضر).
324 / 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابه قال: كان رجل يدخل على
أبي عبد الله عليه السلام من أصحابه، فغبر زمانا لا يحج، فدخل عليه بعض معارفه فقال
له: فلان ما فعل؟ قال: فجعل يضجع الكلام يظن أنه إنما يعني المسيرة والدنيا فقال
أبو عبد الله عليه السلام: كيف دينه؟ فقال: كما تحب فقال: هو والله الغني (3).

(1) الكافي 2 / 216 ونقل عنه في الوافي 5 / 746.
(2) الكافي 2 / 216 ونقل عنه في الوافي 5 / 745.
(3) الكافي 2 / 216 ونقل عنه في الوافي 5 / 746.
115

أقول: غبر غبرورا من باب قعد: بقي وقد يستعمل فيما مضى ويكون من
الأضداد فغبر أي مضى، وفي بعض النسخ فصبر مكانه. كما في مخطوطتنا من
الكافي ضبطها بعنوان نسخة بدل. وقال الفيض في توضيحها: (غبر: مكث، لا
يحج: يعني به أنه لا يقدم مكة حتى يلقى أبا عبد الله عليه السلام فيتعرف حاله. يضجع
الكلام: إما من الاضجاع أي يخفضه وإما من التضجيع أي يقصره ويختصره لمكان
فقد الرجل وظن المسؤول أنه عليه السلام إنما يسأل عن ماله وغناه وميسرته ودنياه، فلم
يرد أن يكشف عن فاقته كل الكشف فكان يمجمج في بيان حاله ويخفي فقد
ما له).
325 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الفقر الموت الأحمر. فقلت لا بي
عبد الله عليه السلام: الفقر من الدينار والدرهم / فقال: لا ولكن من الدين (1).
40 - أنس المؤمن بايمانه
326 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
خالد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان وسيف بن عميرة، عن فضيل بن يسار
قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في مرضة مرضها لم يبق منه إلا رأسه، فقال: يا
فضيل إني كثيرا ما أقول: ما على رجل عرفه الله هذا الامر لو كان على رأس
جبل حتى يأتيه الموت، يا فضيل بن يسار، إن الناس أخذوا يمينا وشمالا وإن
وشيعتنا هدينا الصراط المستقيم، يا فضيل بن يسار إن المؤمن لو أصبح له ما بين
المشرق والمغرب كان ذلك خيرا له، ولو أصبح مقطعا أعضاؤه كان ذلك خيرا له،
يا فضيل بن يسار، إن الله لا يفعل بالمؤمن إلا ما هو خير له، يا فضيل بن يسار لو
عدلت الدنيا عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى عدوه منها شربة ماء، يا فضيل

(1) الكافي 2 / 266.
ونقل عنه في الوافي 5 / 747.
116

بن يسار، إنه من كان همه هما واحدا كفاه الله همه، ومن كان همه في كل واد لم
يبال الله بأي واد هلك (1).
أقول: الرواية صحيحة سندا والمراد بلم يبق منه إلا رأسه كناية عن نحافة
جسمه عليه السلام بواسطة المرض.
327 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: قال الله تبارك وتعالى: لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاستغنيت به
عن جميع خلقي، ولجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج إلى أحد (2).
أقول: الرواية معتبرة من حيث السند.
28 3 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عن ابن بكير، عن فضيل بن يسار، عن عبد الواحد بن المختار الأنصاري
قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا عبد الواحد ما يضر رجلا إذا كان على ذا الرأي ما قال
الناس له ولو قالوا: مجنون وما يضره، ولو كان على رأس جبل يعبد الله حتى
يجيئه الموت (3).
أقول: المراد بالرأي في الرواية مذهب التشيع كما هو واضح.
329 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الحسين بن موسى عن فضيل بن يسار عن أبي
جعفر عليه السلام قال: ما يبالي من عرفه الله هذا الأمر أن يكون على قلة جبل يأكل من
نبات الأرض حتى يأتيه الموت (4).
330 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن كليب بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما ينبغي للمؤمن أن

(1) الكافي 2 / 246.
(2) الكافي 2 / 245.
(3) الكافي 2 / 245.
(4) الكافي 2 / 245.
117

يستوحش إلى أخيه فمن دونه، المؤمن عزيز في دينه (1).
قال الفيض في توضيحه: (ضمن الاستيحاش معنى الاستيناس، فعداه بإلى
وإنما لا ينبغي له ذلك، لأنه ذل فلعل أخاه الذي ليس في مرتبته لا يرغب في
صحبته).
وللمجلسي بيان في ذيل الحديث راجع بحار الأنوار 64 / 150.
331 / 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن ابن مسكان، عن منصور الصيقل والمعلى بن خنيس قالا: سمعنا أبا
عبد الله عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: ما ترددت في شئ أنا
فاعله كترددي في موت عبدي المؤمن إنني لأحب لقاءه ويكره الموت فأصرفه
عنه، وإنه ليدعوني فأجيبه، وإنه ليسألني فأعطيه ولم لم يكن في الدنيا إلا واحد
من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من إيمانه أنسا لا
يستوحش إلى أحد (2).
أقول: ونقلها البرقي في محاسنه / 159 وللعلامة المجلسي تبيين مفصل في
معنى التردد فراجع بحار الأنوار 64 / 155.
332 / 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما
يسكن الظمآن إلى الماء البارد (3).
أقول: نقلها محمد بن محمد بن الأشعث بسنده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام
مثله في جعفريات / 197.
333 / 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن منصور بن يونس، عن عنبسة بن مصعب قال: سمعت أبا

(1) الكافي 2 / 245 ونقل عنه في الوافي 5 / 743.
(2) الكافي 2 / 246.
(3) الكافي 2 / 247.
118

عبد الله عليه السلام يقول: أشكو إلى الله عز وجل وحدتي وتقلقلي بين أهل المدينة، حتى
تقدموا وأراكم وآنس بكم فليت هذه الطاغية أذن لي فأتخذ قصرا في الطائف،
فسكنته وأسكنتكم معي وأضمن له أن لا يجئ من ناحيتنا مكروه أبدا (1).
أقول: التقلقل: التحرك والاضطراب والمراد بالطاغية منصور الدوانيقي وفي
الرواية دقائق تظهر لأهلها.
334 / 9 - البرقي، عن ابن فضال، عن علي بن شجرة، عن عبيد بن زرارة
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من مؤمن إلا قد جعل الله له من ايمانه انسا
يسكن إليه، حتى لو كان على قلة جبل (لم) يستوحش إلى من خالفه (2).
336 / 10 - المفيد رفعه إلى ربعي، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: لكل شئ شئ يستريح إليه، وإن المؤمن يستريح إلى أخيه المؤمن
كما يستريح الطائر إلى شكله، أوما رأيت ذاك (3).
41 - إني أول مؤمن بك يا رسول الله
337 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين أنه قال:
أنا وضعت في الصغر بكلاكل العرب، وكسرت نواجم قرون ربيعة ومضر. وقد
علمتم موضعي من رسول الله - صلى الله عليه وآله - بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة. وضعني
في حجره وأنا ولد يضمني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده،
ويشمني عرفه. وكان يمضغ الشئ ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبة في قول، ولا
خطلة في فعل. ولقد قرن الله به - صلى الله عليه وآله - من لدن أن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته
يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت
أتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما، ويأمرني بالاقتداء به.

(1) الكافي 8 / 215 الرقم 261.
(2) المحاسن / 159 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 148.
(3) الاختصاص / 30.
119

ولقد كان يحاور في كل سنة بجراء فأراه، ولا يراه غيري. ولم يجمع بيت واحد
يومئذ في الإسلام غير رسول الله - صلى الله عليه وآله - وخديجة وأنا ثالثهما. أرى نور الوحي
والرسالة، وأشم ريح النبوة.
ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه - صلى الله عليه وآله - فقلت: يا رسول الله ما
هذه الرنة؟ فقال: (هذا الشيطان قد أيس من عبادته. إنك تسمع ما أسمع، وترى ما
أرى، إلا أنك لست بنبي، ولكنك لوزير وإنك لعلى خير. ولقد كنت معه - صلى الله عليه وآله لما
أتاه الملاء من قريش، فقالوا له: يا محمد إنك قد أدعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا
أحد من بيتك، ونحن نسألك أمرا إن أنت أجبتنا إليه وأريتناه، علمنا أنك نبي
ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب. فقال صلى الله عليه وآله: (وما تسألون؟) قالوا:
تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعرقها وتقف بين يديك، فقال صلى الله عليه وآله: إن الله
على كل شئ قدير، فإن فعل الله لكم ذلك، أتؤمنون وتشهدون بالحق؟) قالوا: نعم،
قال: (فإني سأريكم ما تطلبون، وإني لأعلم أنكم لا تفيئون إلى خير، وإن فيكم من
يطرح في القليب، ومن يحزب الأحزاب). ثم قال صلى الله عليه وآله: (يا أيتها الشجرة إن كنت
تؤمنين بالله واليوم الآخر، وتعلمين أنى رسول الله، فانقلعي بعرقك حتى تقفي بين
يدي بإذن الله) فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعرقها، وجاءت ولها دوى شديد،
وقصف كقصف أجنحة الطير، حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مرفرفة وألقت
بغصنها الاعلى على رسول الله صلى الله عليه وآله وببعض أغصانها على منكبي، وكنت عن
يمينه صلى الله عليه وآله، فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا - علوا واستكبارا -: فمرها فليأتك
نصفها ويبقى نصفها فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا،
فكادت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله، فقالوا - كفرا وعتوا -: فمر هذا النصف فليرجع إلى
نصفه كما كان، فأمره صلى الله عليه وآله فرجع، فقلت أنا: لا إله إلا الله، إني أول مؤمن بك
يا رسول الله، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقا
بنبوتك، وإجلالا لكلمتك. فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر خفيف
فيه، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا! (يعنونني) وإني لمن قوم لا تأخذهم في
120

الله لومة لائم، سيماهم سيما الصديقين، وكلامهم كلام الأبرار، عمار الليل ومنار
النهار. متمسكون بحبل القرآن، يحيون سنن الله وسنن رسوله، لا يستكبرون ولا
يعلون، ولا يغلون ولا يفسدون. قلوبهم في الجنان، وأجسادهم في العمل! (1).
42 أول ما يتحف به المؤمن
337 / 1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه،
عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عثمان وابن أبي حمزة، عن إسحاق بن عمار
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما أول ما يتحف به المؤمن؟ قال: يغفر لن تبع جنازته (2).
43 - إهانة المؤمن
338 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد القماط، عن أبان بن تغلب عن أبي جعفر عليه السلام
قال لما أسرى بالنبي صلى الله عليه وآله قال: يا رب ما حال المؤمن عندك؟ قال يا محمد من
أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة وأنا أسرع شئ إلى نصرة أوليائي، الحديث
(3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضح.
339 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
نعمان، عن ابن مسكان، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
إن الله تبارك وتعالى يقول: من أهان لي وليا فقد أرصد لمحاربتي وأنا أسرع شئ

(1) نهج البلاغة / 300 خطبة 192 المعروفة بالقاصعة (2) الخصال 1 / 24 ح 85.
(3) الكافي 2 / 352 ونقل عنه في مسائل الشيعة 12 / 265 طبع آل البيت.
121

إلى نصرة أوليائي (1).
أقول: الرواية معتبرة سندا ونقل بطرق متعددة ليس هنا موضع ذكره.
340 / 3 - الصدوق بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال في خطبة له: ومن
أهان فقيرا مسلما من أجل فقره واستخف به فقد استخف بالله، ولم يزل في غضب
الله عز وجل وسخطه حتى يرضيه، ومن أكرم فقيرا مسلما لقى الله يوم القيامة وهو
يضحك إليه (2).
341 / 4 - الصدوق بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: رب أشعث أغبر ذي
طمرين مدفع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره (3).
342 / 5 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: قال الله تبارك
وتعالى: ويل لمن أهان وليا، من أهان وليا فقد حاربني ويظن من حاربني أن
يسبقني أو يعجزني، وأنا الثائر لأوليائي في الدنيا والآخرة (4).
44 - إيذاء المؤمن
343 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال الله عز وجل:
ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن،
ولو لم يكن من خلقي في الأرض فيما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع
إمام عادل لاستغنيت بعبادتهما عن جميع ما خلقت في أرضي، ولقامت سبع
سماوات وأرضين بهما ولجعلت لهما من إيمانها أنسا لا يحتاجان إلى أنس

(1) الكافي 2 / 351 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 266 (2) عقاب الأعمال / 333.
ونقل عنه في مسائل الشيعة 12 / 268.
(3) المالي / 316 ح 6 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 268.
(4) مشكاة الأنوار / 107 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 9 / 102.
122

سواهما (1).
أقول: الرواية صحيحة سند لله ومتنها واضح ونقلها في عدة الداعي / 138
وعنه في البحار 64 / 149.
344 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان،
عن منذر بن يزيد، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا كان يوم
القيامة نادى مناد: أين الصدود لأوليائي فيقوم قوم ليس على وجوههم لحم فيقال:
هؤلاء الذين آذوا المؤمنين ونصبوا لهم وعاندوهم وعنفوهم في دينهم، ثم يؤمر
بهم إلى جهنم (2).
أقول ونقل هذه الرواية الصدوق في عقاب الأعمال / 306، ولكن زاد في
آخره: قال أبو عبد الله عليه السلام: كانوا والله الذين يقولون بقولهم ولكنهم حبسوا
حقوقهم وأذاعوا عليهم سرهم.
345 / 3 - البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد أسرى فأوحى إلي من وراء الحجاب
ما أوحى، وشافهني من دونه ما شافهني، فكان فيما شافهني أن قال، يا محمد من
آذى لي وليا فقد أرصدني بالمحاربة ومن حاربني حاربته، قال: فقلت: يا رب
ومن وليك هذا فقد علمت أنه من حاربك حاربته؟ فقال: ذلك من أخذت ميثاقه
لك ولوصيك ولورثتكما بالولاية (3).
346 / 4 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من آذى
مؤمنا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله فهو ملعون في التوراة
والإنجيل والزبور والفرقان. وفي خبر آخر: فعليه لعنة الله والملائكة والناس

(1) الكافي 2 / 350.
(2) الكافي 2 / 351.
(3) المحاسن / 126 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 102 (9 / 99 طبع آل البيت).
123

أجمعين (1).
347 / 5 - ابن أبي جمهور الأحسائي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قمن
آذى مؤمنا بغير حق فكأنما هدم مكة وبيت الله المعمور عشر مرات، وكأنما قتل
ألف ملك من المقربين (2).
أقول: قال النوري بعد نقل الرواية في مستدرك 2 / 102 (9 / 100): ورواه
العلامة الحلي في الرسالة السعدية عنه صلى الله عليه وآله مثله.
45 - ايصال المعروف إلى المؤمن
348 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى، عن أحمد
بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد، عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به قال: فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك
المعروف في الدنيا وأسعفك في الحاجة تطلبها مني، فهل عندك اليوم مكافأة؟
فيقول المؤمن للملك الموكل به: خل سبيله قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر
الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله (3).
أقول: الرواية معتبرة سندا ومتنها واضح.
349 / 2 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد
بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن
حديد أو مرازم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن
معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وآله (4).

(1) جامع الأخبار / 415 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 102 (9 / 99).
(2) عوالي اللئالي 1 / 361 ح 40 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 102 (9 / 100).
(3) ثواب الأعمال / 206.
(4) ثواب الأعمال 203.
124

أقول: الرواية صحيحة سندا.
350 / 3 - الصدوق قال أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله قال حدثني
الهيثم بن أبي مسروق الهندي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن يقطين قال:
قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام: إنه كان في بني إسرائيل رجل مؤمن،
وكان له جار كافر وكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في الدنيا، فلما أن مات
الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين فكان يقيه حرها ويأتيه الرزق من غيرها
وقيل له: هذا بما كنت تدخل على جارك المؤمن فلان بن فلان من الرفق وتوليه
من المعروف في الدنيا (1).
أقول: الرواية معتبرة سندا.
البخل على المؤمن
351 / 1 - الصدوق رفعه إلى الرضا عليه السلام أنه قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام:
أني لأستحي من ربي أن أرى الأخ من إخواني فأسال الله له الجنة وأبخل عليه
بالدينار والدرهم، فإذا كان يوم القيامة قيل لي لو كانت الجنة لك لكنت بها أبخل
وأبخل وأبخل (2).
47 - بر بالمؤمن
352 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن
عبد العزيز، عن جميل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إن مما خص الله
عز وجل به المؤمن أن يعرفه بر إخوانه وإن قل، وليس البر بالكثرة وذلك أن الله
عز وجل يقول في كتابه (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) (ثم

(1) ثواب الأعمال / 202.
(2) مصادقة الإخوان / 62 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 598 (16 / 387 آل البيت).
125

قال): (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) (1) ومن عرفه الله عز وجل
بذلك أحبه الله ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه أجره يوم القيامة بغير حساب ثم
قال: يا جميل ارو هذا الحديث لأخوانك، فإنه ترغيب في البر (2).
أقول: ونقلها الصدق في مصادقة الإخوان / 66.
353 / 2 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن عبد الله بن جعفر، عن هارون
بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
أمير المؤمنين عليهم السلام أنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: رحم الله ولدا أعان والديه
على بره، ورحم الله والدا أعان ولده على بره، ورحم الله جارا أعان جاره على بره،
رحم الله رفيقا أعان رفيقه على بره، ورحم الله خليطا أعان خليطه على بره،
ورحم الله رجلا أعان سلطانه على بره (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
354 / 3 - الصدوق، عن محمد بن أحمد بن الحسين عن علي بن محمد بن
عنبسة مولى الرشيد قال: حدثنا محمد بن القاسم بن العباس بن موسى بن جعفر
العلوي ودارم بن قبيصة النهشلي قالا: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جده،
عن أبيه ومحمد بن الحنفية، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
إنما سمي الأبرار أبرارا لأنهم بروا الاباء والأبناء والأخوان (4).
355 / 4 - الصدوق رفعه إلى دوست الواسطي أنه قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن المؤمن إذا مات أدخل معه في قبره ست مثال، فأبهاهن صورة وأحسنهن
وجها وأطيبهن ريحا وأهيأهن هيئة عند رأسه، فإن أتى منكر ونكير من قبل يديه
منعت التي بين يديه وإن أتى من خلفه منعت التي من خلفه وإن أتى عن يمينه

(1) سورة الحشر / 9.
(2) الكافي 2 / 206.
(2) ثواب الأعمال / 221 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 592 (16 378 طبع آل البيت.
(4) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 70 ح 324 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 421.
126

منعت التي عن يمينه، وإن أتى عن يساره منعت التي عن يساره، وإن أتى من عند
رجليه منعت التي عند رجليه، وإن أتى من عند رأسه منعت التي عند رأسه قال:
فتقول لهن التي هن أحسنهن صورة وأطيبهن ريحا وأهياهن هيئة من أنتن؟
جزاكن الله عني خيرا قال: فتقول التي بين يديه: أنا الصلاة، وتقول التي من خلفه:
أنا الزكاة، وتقول التي عن يمينه: أنا الصيام، وتقول التي عن يساره: أن الحج
وتقول التي عند رجليه: أنا بره بإخوانه المؤمنين فيقلن لها: من أنت؟ فأنت
أحسننا صورة وأطيبنا ريحا وأهيأنا هيئة فتقول: أنا الولاية لمحمد وآل محمد (1).
356 / 5 - المفيد، عن جعفر بن محمد، عن أبي علي محمد بن همام، عن
عبد الله بن العلاء، عن أبي سعيد الادمي، عن عمر بن عبد العزيز المعروف بزحل،
عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال: خياركم سمحائكم
وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح الأعمال البر بالاخوان والسعي في حوائجهم،
وفي ذلك مرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ودخول الجنان، يا جميل أخبر
بهذا الحديث غرر أصحابك. قلت: من غرر أصحابي؟ قال: هم البارون بالاخوان
في حال العسر واليسر ثم قال: أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله
صاحب القليل فقال: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح
نفسه فأولئك هم المفلحون) (2) (3).
357 / 6 - المفيد قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قال: حدثني
جدي محمد بن سليمان قال: حدثنا محمد بن خالد، عن عاصم بن حميد، عن أبي
عبيدة الحداء قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام يقول: قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أسرع الخير ثوابا البر، الخير (4).

(1) مصادقة الإخوان / 65.
(2) سورة الحشر / 9.
(3) أمالي المفيد / 291 ح 9 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 423.
(4) أمالي المفيد / 67 ح 1 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 423.
127

358 / 7 - زيد الزراد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام قال: خياركم سمحاؤكم
وشراركم بخلاؤكم، ومن خالص الايمان البر بالاخوان، وفي ذلك محبة من
الرحمن ومرغمة للشيطان وتزحزح عن النير ان (1).
359 / 8 - ابن شعبة رفعه إلى هشام بن الحكم عن الكاظم عليه السلام أنه قال: من
حسن بره باخوانه وأهله مد في عمره (2).
360 / 9 - ابن شعبة رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه ال: أما أنه ما يعبد الله بمثل
نقل الاقدام إلى بر الاخوان وزيارتهم (3).
361 / 10 - عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن
محمد قال: أكثر ما كان يوصينا به أبو عبد الله عليه السلام البر والصلة (4).
361 / 11 - جعفر بن محمد بن شريح، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله: البر وحسن الجوار زيادة في الرزق
وعمارة في الديار (5).
363 / 12 - الصوري رفعه إلى جعفر بن محمد بن أبي فاطمة قال: قال لي أبو
عبد الله عليه السلام: يا ابن أبي فاطمة إن العبد يكون بارا بقرابته ولم يبق من أجله إلا
ثلاث سنين فيصيره الله ثلاثا وثلاثين سنة، وإن العبد ليكون عاقا بقرابته وقد بقي
من أجله ثلاث وثلاثون سنة فيصيره الله ثلاث سنين، ثم تلا هذه الآية: يمحو الله
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب (6) قال: قلت: جعلت فداك فإن لم يكن له قرابة
قال: فنظر إلي مغضبا ورد علي شبيها بالزبر يا ابن أبي فاطمة لا تكون القرابة إلا

(1) أصل زيد الزراد / 2 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 421.
(2) تحف العقول 290 / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 421.
(3) تحف العقول / 222 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 421.
(4) قرب الإسناد / 21 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 592 (16 / 378 آل البيت).
(4) كتاب جعفر بن محمد بن شريح / 77 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 424.
(6) سورة الرعد / 39.
128

في رحم ماسة، المؤمنون بعضهم أولى ببعض في كتاب الله، فللمؤمن على المؤمن
أن يبره فريضة من الله، يا ابن أبي فاطمة تباروا وتواصلوا فينسئ الله في آجالكم
ويزيد في أموالكم وتعطون العافية في جميع أموركم، وإن صلاتكم وصومكم
وتقربكم إلى الله أفضل من صلاة غيركم ثم تلا هذه الآية: وما يؤمن أكثرهم بالله
إلا وهم مشركون (1) (2).
48 - بشارات المؤمن
364 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي،
عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: قلت: جعلت فداك أرأيت الراد على
هذا الأمر فهو كالراد عليكم؟ فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الأمر فهو كالراد
على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى الله تبارك وتعالى يا أبا محمد إن الميت (منكم) على
هذا الأمر شهيد، قال: قلت: وإن مات على فراشه؟ قال إي والله وإن مات على
فراشه حي عند ربه يرزق (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا واضمارها غير مضر بعد أن مضرها أبو بصير،
ومتنها واضح.
365 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
سليمان، عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره
النفس، فلما أخذ مجلسه قال له أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟
فقال: جعلت فداك يا أبن رسول الله كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي مع أنني

سورة يوسف / 106.
(2) قضاء حقوق المؤمنين / 26 ح 24 ونقل في بحار الأنوار 71 / 277.
(3) الكافي 8 / 146 الرقم 120.
129

لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي فقال أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا محمد، وإنك
لتقول هذا؟ قال: جعلت فداك وكيف لا أقول هذا؟ فقال يا أبا محمد أما علمت أن
الله تعالى يكرم الشباب منكم ويستحي من الكهول؟ قال: جعلت فداك فكيف
يكرم الشباب ويستحيي من الكهول؟ فقال: يكرم الله الشباب أن يعذبهم
ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم، قال: قلت: جعلت فداك هذا لنا خاصة أم لأهل
التوحيد؟ قال: فقال: لا والله إلا لكم خاصة دون العالم، قال: قلت: جعلت فداك
فإنا قد نبزنا نبزا انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت له الولاة دماءنا
في حديث رواه لهم فقهاؤهم، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: الرافضة؟ قال: قلت:
نعم، قال: لا والله ما هم سموكم ولكن الله سماكم به أما علمت يا أبا محمد أن سبعين
رجلا من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لما استبان لهم ضلالهم فلحقوا
بموسى عليه السلام لما استبان لهم هداه فسموا في عسكر موسى الرافضة لأنهم رفضوا
فرعون وكانوا أشد أهل ذلك العسكر عبادة وأشدهم حبا لموسى وهارون
وذريتهما عليهما السلام، فأوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام أن أثبت لهم هذا الاسم في
التوراة فإني قد سميتهم به ونحلتهم إياه، فأثبت موسى عليه السلام الاسم لهم ثم ذخر الله
عز وجل لكم هذا الاسم حتى نحلكموه، يا أبا محمد رفضوا الخير ورفضتم الشر،
افترق الناس كل فرقة وتشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم صلى الله عليه وآله وذهبتم
حيث ذهبوا واخترتم من اختار الله لكم وأردتم من أراد الله، فأبشروا ثم أبشروا،
فأنتم والله المرحومون المتقبل من محسنكم والمتجاوز عن مسيئكم، من لم يأت
الله عز وجل بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له عن سيئة،
يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا محمد إن لله
عز وجل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في
أوان سقوطه وذلك قوله عز وجل: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون
130

بحمد ربهم... ويستغفرون للذين آمنوا) (1) استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق،
يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، قال: يا أبا محمد لقد
ذكركم الله في كتابه فقال: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم
من قضى نحبه ومنهم ينتظر وما بدلوا تبديلا) (2) إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه
ميثاقكم من ولايتنا وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم
حيث يقول جل ذكره: (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم
لفاسقين) (3) يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت جعلت فداك زدني فقال، يا أبا
محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: (إخوانا على سرر متقابلين) (4) والله ما أراد
بهذا غيركم يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا
محمد (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) (5) والله ما أراد الله بهذا غيركم،
يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا محمد لقد
ذكرنا الله عز وجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عز وجل: (هل يستوي
الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الألباب) (6) فنحن الذين يعلمون
وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا هم أولوا الألباب، يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال:
قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا محمد والله ما استثنى الله عز وجل بأحد من
أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين عليه السلام وشيعته فقال في كتابه
وقوله الحق: (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون × إلا من رحم
الله) (7) يعني بذلك عليا عليه السلام وشيعته، يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت
فداك زدني، فقال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله تعالى في كتابه إذ يقول: (يا عبادي

سورة المؤمن: 7.
(2) سورة الأحزاب: 23.
(3) سورة الأعراف: 102 /
(4) سورة الحجر: 47.
(5) سورة الزخرف 67.
(6) سورة الزمر: 9.
(7) سورة الدخان 42 و 43.
131

الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه
هو الغفور الرحيم) (1) والله ما أراد بهذا غيركم، فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال:
قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: (إن
عبادي ليس لك عليهم سلطان) (2) والله ما أراد بهذا إلا الأئمة عليهم السلام
وشيعتهم، فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا
محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: (فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) (3) فرسول الله صلى الله عليه وآله في
الآية النبيون ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء وأنتم الصالحون فتسموا
بالصلاح كما سماكم الله عز وجل، يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت
فداك زدني، قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله:
(وقالوا ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار × اتخذناهم سخريا أم زاغت
عنهم الابصار) (4) والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم، صرتم عند أهل هذا العالم
شرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون، يا أبا محمد فهل
سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني، قال - يا أبا محمد ما من آية نزلت تقود إلى
الجنة ولا تذكر أهلها بخير إلا وهي فينا وفي شيعتنا، وما من آية نزلت تذكر أهلها
بشر ولا تسوق إلى النار إلا وهي في عدونا ومن خالفنا فهل سررتك يا أبا محمد؟
قال: قلت: جعلت فداك زدني، فقال: يا أبا محمد ليس على ملة إبراهيم إلا نحن
وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء، يا أبا محمد فهل سررتك؟ وفي رواية أخرى فقال: حسبي (5).
366 / 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان

(1) سورة الزمر: 53.
(2) سورة الحجر: 42.
(3) سورة النساء / 69.
(4) سورة ص / 62 و 63.
(5) الكافي 8 / 33 الرقم / 6.
132

ابن عيسى، عن ميسر قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال: كيف أصحابك؟
فقلت: جعلت فداك لنحن عندهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين
أشركوا قال: وكان متكئا فاستوى جالسا ثم قال: كيف قلت؟ قلت: والله لنحن
عندهم أشر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا فقال: أما والله لا
تدخل النار منكم اثنان لا والله ولا واحد، والله إنكم الذين قال الله عز وجل:
(وقالوا مالنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار * اتخذناهم سخريا أم زاغت
عنهم الأبصار * إن ذلك حق تخاصم أهل النار) (1) ثم قال: طلبوكم والله في النار
فما وجدوا منكم أحدا (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة واليوم أمرنا عندهم كذلك.
367 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار قال: حدثني رجل من أصحابنا عن الحكم
بن عتيبة قال: بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام والبيت عاص بأهله إذ أقبل شيخ يتوكأ
على عنزة له حتى وقف على باب البيت، فقال: السلام عليك يا ابن رسول الله
ورحمة الله وبركاته، ثم سكت فقال أبو جعفر عليه السلام: وعليك السلام ورحمة الله
وبركاته ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم ثم سكت
حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام، ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام
ثم قال: يا أبن رول الله أدنني منك جعلني الله فداك، فوالله إني لأحبكم وأحب من
يحبكم، والله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا، والله إني لأبغض عدوكم
وأبرأ منه، والله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه، والله إني لأحل حلالكم
وأحرم حرامكم وأنتظر أمركم، فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو
جعفر عليه السلام: إلي إلي حتى أقعده إلى جنبه، ثم قال: أيها الشيخ إن أبي علي بن

(1) سورة ص / (62 - 64).
(2) الكافي 8 / 78 الرقم 32.
133

الحسين عليهما السلام أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي عليه السلام: إن
تمت ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله ولى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين،
ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقر عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام
الكاتبين لو قد بلغت نفسك ههنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وإن تعش ترى ما يقر
الله به عينك وتكون معنا في السنام الأعلى، فقال الشيخ: كيف قلت: يا أبا جعفر؟
فأعاد عليه الكلام، فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر إن أنا مت أرد على رسول الله صلى الله عليه وآله
وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام، وتقر عيني ويثلج قلبي
ويبرد فؤادي، واستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي
إلى ههنا، وإن أعش أرى ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الاعلى؟ ثم
أقبل الشيخ ينتحب، ينشج ها ها ها حتى لصق بالأرض، وأقبل أهل البيت
ينتحون وينشجون لما يرون من حال الشيخ، وأقبل أبو جعفر عليه السلام يمسح بإصبعه
الدموع من حماليق عينيه وينفضها، ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر عليه السلام
يا أبن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك، فناوله يده فقبلها ووضعها على
عينيه وخده، ثم حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره، ثم قام فقال:
السلام عليكم وأقبل أبو جعفر عليه السلام ينظره في قفاه وهو مدبر ثم أقبل بوجهه على
القوم فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. فقال الحكم
بن عتيبة لم أر مأتما قط يشبه ذلك المجلس (1).
أقول: العنزة: العصا في أسفله حديد. ثلج القلب: اطمئنانه. الانتحاب: البكاء
بصوت طويل. النشج: صوت معه توجع وبكاء. حملاق العين: باطن أجفانها الذي
يسود بالكحل. الحسر: الكشف.
368 / 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن

(1) الكافي 8 / 76 الرقم 20.
134

خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي،
عن عبد الله ابن مسكان، عن حبيب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أما والله
ما أحد من الناس أحب إلى منكم وإن الناس سلكوا سبلا شتى فمنهم من أخذ برأيه
ومنهم من اتبع هواه ومنهم من اتبع الرواية، وإنكم أخذتم بأمر له أصل فعليكم
بالورع والاجتهاد واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى واحضروا مع قومكم في
مساجدكم للصلاة، أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق
جاره (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، لأن المراد بالحبيب فيها هو حبيب بن
المعلل الخثعمي المدائني ثقة ثقة صحيح كما صرح بذلك الفيض في الوافي (2)
ووصفه النجاشي كذلك في رجاله (3).
369 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن أبي
أيوب عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (فيهن
خيرات حسان) (4) قال: هن صوالح المؤمنات العارفات، قال: قلت: (حور
مقصورات في الخيام) (5) قال: الحور هن البيض المضمومات المخدرات في خيام
الدر والياقوت والمرجان لكل خيمة أربعة أبواب على كل باب سبعون كاعبا
حجابا لهن ويأتيهن في كل يوم كرامة من الله عز ذكره ليبشر الله عز وجل بهن المؤمنين (6).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة والمضمومات: اللاتي ضممن إلى
خدورهن لا يفارقنه. الكاعب: الجارية حين تبدو ثديها للنهود.
371 / 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن

(1) الكافي 8 / 146 الرقم 121.
(2) الوافي 5 / 804.
(3) رجال النجاشي / 102.
(4) سورة الرحمن / 70.
(5) سورة الرحمن / 72.
(6) الكافي 8 / 156 الرقم 147.
135

عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا
كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لأحب
رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا
تنال إلا بالورع والاجتهاد، ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله، أنتم شيعة الله وأنتم
أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا
والسابقون في الآخرة إلى الجنة، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان
رسول الله صلى الله عليه وآله، والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل
الدرجات، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن
صديق ولقد قال أمير المؤمنين عليه السلام لقنبر: ابشر وبشروا فوالله لقد مات
رسول الله صلى الله عليه وآله وهو على أمته ساخط إلا الشيعة، ألا وإن كل شئ عزا وعز
الاسلام الشيعة، ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الاسلام الشيعة ألا وإن لكل
شئ ذروة وذروة الاسلام الشيعة، ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الاسلام
الشيعة، ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة، ألا وإن لكل شئ
إماما وإمام الأرض أرض تسكننها الشيعة، والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت
بعين عشبا أبدا والله لولا ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا
أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب، كل ناصب وإن تعبد
واجتهد منسوب إلى هذه الآية: (عاملة ناصبة × تصلى نارا حامية) (1) فكل
ناصب مجتهد فعمله هباء، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل، ومن يخالفهم ينطقون
بتفلت والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء
فيبارك عليها، فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض
جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها

(1) سورة الغاشية / 3 / 4.
136

إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز
وجل وإن فقراءكم لأهل الغنى، وإن أغنياكم لأهل القناعة، وإنكم كلكم لأهل
دعوته وأهل إجابته (1).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا عمرو لم يوثق ولكنه هو أيضا من
الممدوحين فالرواية من حيث السند معتبرة. والمراد بالأرواح إما جمع الروح
بالضم أو بالفتح بمعنى نسيم الريح والراحة. الدعامة: عماد البيت. الذروة: الأعلاء
من كل شئ. تفلت: يصدر عنهم من غير فكر وأخذ عن صادق.
371 / 8 - الكليني، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس،
عمن ذكره، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام إن لله عز وجل
ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر في
أو ان سقوطه وذلك قوله عز وجل: (يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون
للذين آمنوا) (2) والله ما أراد بهذا غيركم (3).
371 / 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي
نجران، عن محمد بن القاسم، عن علي بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سمعته يقول: إذ بلغ المؤمن أربعين سنة آمنه الله من الأدواء الثلاثة: البرص
والجذام والجنون فإذا بلغ الخمسين خفف الله عز وجل حسابه، فإذا بلغ ستين
سنة رزقه الله الإنابة، فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين أمر الله
عز وجل بأثبات حسناته وإلقاء سيئاته، فإذا بلغ التسعين غفر الله تبارك وتعالى له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر وكتب أسير الله في أرضه.
قال الكليني: وفي رواية اخر فإذا بلغ المائة فذلك أرذل العمر.
373 / 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد

(1) الكافي 8 / 212 الرقم 259.
(2) سورة غافر / 7.
(3) الكافي 8 / 304 الرقم 470.
(4) الكافي 8 / 107 الرقم 83.
137

عن الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن الفضل، عن أبي حمزة، قال سمعت أبا
جعفر عليه السلام يقول: لكل مؤمن حافظ وسايب. قلت: وما الحافظ والسايب يا أبا
جعفر؟ قال: الحافظ من الله تبارك وتعالى حافظه من الولاية، يحفظ به المؤمن
أينما كان، وأما السايب فبشارة محمد صلى الله عليه وآله يبشر الله تبارك وتعالى بها المؤمن
أينما كان وحيثما كان (1).
قال الفيض في توضيحها: (السيب: العطاء، يعني لم يزل للمؤمن حافظ من الله
سبحانه يحفظه وهو ولايته لأهل البيت عليهم السلام، ولم يزل له عطية من محمد صلى الله عليه وآله وهي
بشارته له بنعيم الآخرة يبشره الله بتلك البشارة قال الله تعالى: (الذين آمنوا
وكانوا يتقون × لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله
ذلك هو الفوز العظيم) (2).
أقول: الروايات في هذا المجال كثيرة ذكرنا لك نبذة منها، وتلك عشرة كاملة،
ومن أراد التفصيل فليراجع إلى (فضائل الشيعة) لشيخنا الصدوق قدس سره وغيره.
49 - بكاء المؤمن
374 / 1 - الديلمي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ما من مؤمن يخرج من
عينيه مثل رأس الذبابة من الدموع فيصيب حر وجهه إلا حرمه الله على النار (3).
375 / 2 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ما من
مؤمن يبكي من خشية الله إلا غفر الله له ذنوبه، وإن كان أكثر من نجوم السماء
وعدد قطرات البحار، ثم قرأ: (فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا
يكسبون) (4) (5).

(1) الكافي 8 / 176 الرقم 195 ونقل عنه في الوافي 5 / 813.
(2) سورة يونس / 3 و 64.
(3) ارشاد القلوب / 97.
(4) سورة التوبة / 82.
(5) جامع الأخبار / 259.
138

50 - البهتان على المؤمن
376 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من بهت مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيه بعثه الله في طينة خبال حتى يخرج مما
قال. قلت: وما طينة الخبال؟ قال: صديد يخرج من فروج المومسات (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ونقلها الصدوق أيضا بسنده الصحيح
في عقاب الأعمال / 286 وصديد الجرح: ماؤه الرقيق المختلط بالدم.
المومسات: الفاجرات.
377 / 2 - الصدوق بسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من بهت مؤمنا أو
مؤمنة أو قال فيه ما ليس فيه أقامه الله يوم القيامة على تل من نار حتى يخرج مما
قاله فيه (2).
378 / 3 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال حدثنا
محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي عن
سجادة - واسمه الحسن بن علي بن أبي عثمان واسم أبي عثمان حبيب - عن
محمد بن أبي حمزة عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تبع حكيم
حكيما سبعمائة فرسخ في سبع كلمات فلما لحق به قال له: يا هذا ما أرفع من
السماء، وأوسع من الأرض، وأغنى من البحر، وأقسى من الحجر، وأشد حرارة
من النار، وأشد بردا من الزمهرير، وأثقل من الجبال الراسيات؟ فقال له: يا هذا
الحق أرفع من السماء، والعدل أوسع من الأرض، وغنى النفس أغنى من البحر،
وقلب الكافر أقسى من الحجر، والحريص الجشع أشد حرارة من النار، واليأس
من روح الله أشد بردا من الزمهرير، والبهتان على البرئ أثقل من الجبال
(1).

(1) الكافي 2 / 357.
(2) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 33 الرقم 63.
139

الراسيات (1).
51 - تأييد المؤمن بروح الايمان وأنه يفارقه عند الذنب
379 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ما من مؤمن إلا لقلبه أذنان في جوفه: اذن ينفث فيها الوسواس الخناس، واذن
ينفث فيها الملك، فيؤيد الله المؤمن بالملك فذلك قوله: (وأيدهم بروح منه) (2) (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
380 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن ابن بكير قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل
فارقه روح الايمان؟ قال: هو قوله: (وأيدهم بروح منه) (4) ذاك الذي يفارقه (5).
أقول: الرواية موثقة سندا.
381 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن
الفضيل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يسلب منه روح الايمان ما دام على بطنها، فإذا
نزل عاد الايمان قال: قلت (له): أرأيت إن هم؟ قال: لا أرأيت إن هم أن يسرق
تقطع يده؟ (6).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند، والضمير في منه راجع إلى الزاني،
وفي بطنها راجع إلى الزانية كما هو الواضح.
382 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن داود قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا زنى الرجل

(1) الخصال / 348.
(2) سورة المجادلة / 22.
(3) الكافي 2 / 267.
(4) سورة المجادلة / 22.
(5) الكافي 2 / 280.
(6) الكافي 2 / 281.
140

فارقه روح الايمان؟ قال فقال: هو مثل قول الله عز وجل: (وأيدهم بروح
منه) (1)، هو الذي فارقه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
383 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، رفعه عن محمد بن داود الغنوي، عن الأصبغ بن نباتة قال: جاء رجل إلى أمير
المؤمنين صلوات الله عليه فقال: يا أمير المؤمنين إن ناسا زعموا أن العبد لا يزني
وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، فقد ثقل علي
هذا وحرج منه صدري حين أزعم أن هذا العبد يصلي صلاتي، ويدعو دعائي
ويناكحني وأناكحه، ويوارثني وأوارثه، وقد خرج من الايمان من أجل ذنب يسير
أصابه، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه، صدقت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول والدليل عليه كتاب الله... الحديث (3)
أقول: قد وردت عدة من الروايات بهذا المضمون ولتفصيلها راجع باب
الكبائر من الكافي 2 / 276 وباب تعيين الكبائر التي يجب اجتنابها من وسائل
الشيعة 11 / 251 (15 / 318 من طبع آل البيت) ومستدرك الوسائل 11 / 355.
52 - تأييد المؤمن بروح منه
384 / 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي
بن محمد بن سعد، عن محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن
غزوان، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت على
أبي الحسن عليه السلام فقال لي: إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في
كل وقت يحسن فيه ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه

(1) سورة المجادلة / 22.
(2) الكافي 2 / 284.
(3) الكافي 2 / 281.
141

تهتز سرورا احسانه وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه
بإصلاحكم أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرء هم بخير
فعمله أو هم بشر فارتدع عنه، ثم قال: نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له (1).
53 - التبسم في وجه المؤمن
385 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن الحسين بن هاشم، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال من أخذ من وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله عز وجل له عشر حسنات ومن تبسم في وجه أخيه كانت له حسنة (2).
أقول: وذكرها الصدوق مرسلا في مصادقة الإخوان / 52.
386 / 2 - الصدوق رفعه إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: من خرج في
حاجة ومسح وجهه بماء الورد لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، ومن شرب من سؤر
أخيه المؤمن يريد بذلك التواضع أدخله الله الجنة البتة، ومن تبسم في وجه أخيه
المؤمن كتب الله له حسنة، ومن كتب الله له حسنة لم يعذبه (3).
387 / 3 - الصدوق رفعه إلى جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: تبسم
الرجل في وجه أخيه حسنة، وصرفه القذا عنه حسنة، وما عبد الله بشئ أحب إليه
من ادخال السرور على المؤمن (4).
388 / 4 - في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام: واجتهد أن لا تلقى أخا
من إخوانك إلا تبسمت في وجهه وضحكت معه في مرضات الله، فإنه يروى عن
أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من ضحك في وجه أخيه المؤمن تواضعا لله عز وجل

(1) الكافي 2 / 268.
(2) الكافي 2 / 205.
(3) مصادقة الإخوان / 52.
(4) مصادقة الإخوان / 52.
142

أدخله الجنة (1).
389 / 5 - سبط الطبرسي نقل من محاسن البرقي رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: تبسم المؤمن في وجه المؤمن حسنة (2) 54 - ترس المؤمن
390 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: الدعاء ترس المؤمن، ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك (3).
55 - ترك إعانة المؤمن
391 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما رجل من شيعتنا أتى رجلا من إخوانه فاستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر إلا ابتلاه الله بأن
يقضي حوائج غيره من أعدائنا، يعذبه الله عليها يوم القيامة (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
392 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد وأبو
علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي، عن سعدان، عن حسين
بن أمين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من بخل بمعونة أخيه المسلم والقيام له في
حاجته إلا ابتلى بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر (5).
393 / 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد

(1) فقه الرضا عليه السلام / 54 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 78 (8 / 418 طبع آل البيت).
(2) مشكاة الأنوار / 180 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 78 و (8 / 419).
(3) الكافي 2 / 468.
(4) الكافي 2؟ 366.
(5) الكافي 2 / 365.
143

ابن أسلم، عن الخطاب بن مصعب، عن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لم يدع
رجل معونة أخيه المسلم حتى يسعى فيها ويواسيه إلا ابتلى بمعونة من يأثم ولا
يؤجر (1).
394 / 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن
محمد بن عبد الله، عن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال: سمعته يقول:
من قصد إليه رجل من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر
عليه فقد قطع ولاية الله عز وجل (2).
395 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد وأبو
علي الأشعري، عن محمد بن حسان جميعا، عن إدريس بن الحسن، عن مصبح
بن هلقام قال: أخبرنا أبو بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما رجل من
أصحابنا استعان به رجل من إخوانه في حاجة فلم يبالغ فيها بكل جهد فقد خان
الله ورسوله والمؤمنين. قال أبو بصير قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تعني بقولك:
والمؤمنين؟ قال: من لدن أمير المؤمنين إلى آخرهم (3).
396 / 6 - المفيد رفعه إلى علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام
قال سمعته يقول:
من أتاه أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك
وتعالى ساقها إليه، فإن قبل ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله تبارك
وتعالى، وإن رد عن حاجته وهو يقدر على قضائها سلط الله تبارك وتعالى عليه
شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا، فإن عذره
الطالب كان أسوء حالا (4).
397 / 7 - المفيد رفعه إلى إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سمعته يقول: ما من مؤمن ضيع حقا إلا أعطى في باطل مثله، وما من مؤمن يمتنع

(1) الكافي 2 / 366.
(2) الكافي 2 / 366.
(3) الكافي 2 / 362.
(4) الاختصاص / 250.
144

من معونة أخيه المسلم والسعي له في حوائجه قضيت أو لم تقضى إلا ابتلاه الله
بالسعي في حاجة من يأثم عليه ولا يؤجر به، وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما
رضي الله إلا ابتلى أن ينفق أضعافا فيما يسخط الله (1).
56 - ترك مناصحة المؤمن
398 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما مؤمن مشى
في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله (3).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة ونحوها موثقة أخرى لسماعة وخبر أبي
جميلة المروية في الكافي 2 / 363 وخبر حفص الأعشى فيه 2 / 362.
399 / 2 - الكليني عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن
بعض أصحابه عن حسين بن حازم عن حسين بن عمر بن يزيد عن أبيه عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرأي سلبه الله عز وجل
رأيه (3).
400 / 3 - الصدوق رفعه عن علي بن الحكم عن بعض أصحابه قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: من مشى مع قوم في حاجة فلم يناصحهم فقد خان الله ورسوله (4).
401 / 4 - المفيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من سعى لأخيه المؤمن
في حاجة ولم يمحضه فيها النصيحة كان كمن خان الله ورسوله (5).
402 / 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ما أخلص المودة من

(1) الاختصاص / 242.
(2) الكافي 2 / 362.
(3) الكافي 2 / 363.
(4) مصادقة الإخوان / 74.
(5) روضة المفيد / ونقل في مستدرك المسائل 12 / 432 ح 6.
145

لم ينصح (1).
أقول: الروايات في هذا المجال كثيرة فراجع إن شئت الكافي 2 / 362 ووسائل الشيعة 11 / 596 (16 / 383 طبع آل البيت) ومستدرك الوسائل 12 / 431.
57 - تزويج المؤمن
403 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان
بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زوج أعزبا كان
ممن ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة (2).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة.
404 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أفضل الشفاعات أن
تشفع بين اثنين في نكاح حتى يجمع الله بينهما (3).
405 / 3 - الصدوق قال: روى محمد بن الوليد عن الحسين بن بشار قال:
كتبت إلى أبي جعفر عليه السلام في رجل خطب إلي فكتب: من خطب إليكم فرضيتم
دينه وأمانته كائنا من كان فزوجوه وإلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد
كبير (4).
406 / 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن الهنيكي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام قال: ثلاثة
يستظلون بظل عرش الله يوم القيامة يوم لا ظل إلا ظله: رجل زوج أخاه المسلم

(1) غرر الحكم 2 / 743 ح 128.
(2) الكافي 5 / 331.
(3) الكافي 5 / 331.
(4) الفقيه 3 / 393.
146

أو أخدمه أو كتم له سرا (1).
407 / 5 - الصدوق، عن حمزة بن محمد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة
ينظر الله إليهم يوم القيامة: من أقال نادما، أو أغاث لهفا، أو أعتق نسمة، أو زوج
عزبا (2).
408 / 6 - الصدوق بسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله في حديث قال:... ومن عمل في
تزويج بين مؤمنين حتى يجمع الله بينهما زوجه الله ألف امرأة من الحور العين كل
امرأة في قصر من در وياقوت، وكان له بكل خطوة خطاها أو بكل كلمة تكلم بها
في ذلك عمل سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ومن عمل في فرقة بين امرأة وزوجها
كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة، وكان حقا على الله أن يرضخه بألف
صخرة من نار، ومن مشى في فساد بينهما ولم يفرق كان في سخط الله عز وجل
ولعنته في الدنيا والآخرة وحرم الله عليه النظر إلى وجهه (3).
409 / 7 - الحميري، عن محمد بن عبد الحميد، عن عبد السلام بن سالم، عن
الحسن بن سالم قال بعثني أبو الحسن موسى عليه السلام إلى عمته يسألها شيئا كان لها
تعين به محمد بن جعفر في صداقه فلما قرأت الكتاب ضحكت، ثم قالت لي فقل
له: بأبي أنت وأمي الأمر إليك فاصنع به ما تريد في ذلك، فقلت لها: فديتك أي شئ
كتب إليك؟ فقالت: تهدي إليك قدر برام، أخبرك به. قلت: نعم، فأعطتني الكتاب،
فقرأته فإذا فيه: إن لله ظلا تحت يده يوم القيامة لا يستظل تحته إلا نبي أو وصي
نبي، أو مؤمن أعتق عبدا مملوكا، أو مؤمن قضى مغرم مؤمن، أو مؤمن كف أيمة

(1) الخصال / 141 ح 162 ونقل عنه في وسائل الشيعة 20 / 45 طبع آل البيت.
(2) الخصال / 224 ح 55 ونقل عنه في مسائل الشيعة 20 / 46.
(3) عقاب الأعمال / 340 ونقل عنه في وسائل الشيعة 20 / 46.
147

مؤمن (1).
أقول: الأيمة للرجل كالعزوبة، وقد يطلق على فقدان الزوج والزوجة مدة طويلا.
410 / 8 - السيد أبو حامد ابن أخ ابن زهرة، عن شاذان بن جبرئيل باسناده،
عن أبي الفتح الكراجكي، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن أبيه محمد، عن
سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن سليمان
النوفلي، عن الصادق عليه السلام في حديث طويل أنه كتب إلى عبد الله النجاشي حدثني
أبي عن آبائه عن علي، عن النبي صلى الله عليه وآله: ومن زوج أخاه المؤمن امرأة يأنس
بها وتشد عضده، ويستريح إليه زوجه الله من الحور العين وآنسه بمن أحب من
الصديقين من أهل بيت نبيه صلى الله عليه وآله وإخوانه آنسهم به، الخبر (2).
58 - التسليم على المؤمن
411 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: السلام تطوع والرد
فريضة (3).
412 / 2 - وبهذا الاسناد قال: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه وقال:
ابدؤوا بالسلام قبل الكلام، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه (4).
413 / 3 - وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله: أولى الناس بالله وبرسوله
من بدأ بالسلام (5).
أقول: الروايات الثلاث معتبرة سندا.

(1) قرب الإسناد / 123 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 356.
(2) أربعين بن زهره / 100 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 544 (14 / 173 طبع آل البيت.
(3) الكافي 2 / 644.
(4) 2 / 644.
(5) الكافي 2 / 644.
148

414 / 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله
عز وجل يحب افشاء السلام (1).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
415 / 5 - الصدوق قال: أبي قدس سره قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد، عن الحسن بن محبوب، عن ابن جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر
الباقر عليه السلام قال: إن ملكا من الملائكة مر برجل قائم على باب دار، فقال له الملك:
يا عبد الله ما يقيمك على باب هذا الدار؟ قال: فقال له: أخ لي فيها أردت أن أسلم
عليه فقال له الملك: هل بينك وبينه رحم ماسة، أو هل نزعتك إليه حاجة؟ قال:
فقال: لا ما بيني وبينه قرابة ولا نزعتني إلا أخوة الاسلام وحرمته فإنما أتعهده
أسلم عليه في الله رب العالمين فقال له الملك: إني رسول الله إليك وهو يقرئك
السلام وهو يقول: إنما إياي أردت ولي تعاهدت، وقد أوجبت لك الجنة وأعفيتك
من غضبي وأجرتك من النار (2).
أقول: الروايات الواردة في التسليم كثيرة جدا ذكرنا هذه الخمسة تيمنا
وتبركا، وإن أردت الاطلاع عليها فراجع الكافي 2 / 644 والمحجة
البيضاء 3 / 381 والوافي 5 / 603 ووسائل الشيعة 12 / 55 طبع آل البيت وبحار الأنوار
73 / 1 ومستدرك الوسائل 8 / 355 وجامع أحاديث الشيعة 15 / 572.
59 - تعيير المؤمن
416 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عير مؤمنا بذنب
لم يمت حتى يركبه (3).

(1) الكافي 2 / 645.
(2) ثواب الأعمال / 204.
(3) الكافي 2 / 356.
149

أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
417 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
الحسين بن عثمان عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أنب مؤمنا أنبه الله في
الدنيا والآخرة (1).
أقول أنب: عنف ولام 418 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن حسين بن عمر بن سليمان، عن معاوية بن عمار، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: من لقى أخاه بما يؤنبه أنبه الله في الدنيا والآخرة (2).
419 / 4 - الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي،
عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قال: إن أبا ذر عير رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وآله
بأمه، فقال يا بن السوداء وكانت أمه سوداء فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: تعيره بأمه
يا أبا ذر، قال: فلم يزل أبو ذر يمرغ وجهه في التراب ورأسه حتى رضي
رسول الله صلى الله عليه وآله عنه (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
420 / 5 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال قلت: لأبي
عبد الله عليه السلام: شئ يقوله الناس: (عورة المؤمن على المؤمن حرام) قال: ليس
حيث تذهب، إنما عورة المؤمن أن يراه يتكلم بكلام يعاب عليه فيحفظه عليه
ليعيره به يوما إذا غضب (4).
421 / 6 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: إذا وقع بينك وبين أخيك

الكافي 2 / 356.
(2) الكافي 2 / 356 /
(3) كتاب الزاهد / 60 ح 161 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 104 (9 / 112 طبع آل البيت) (4) معاني الأخبار / 255 ح 3.
150

هنة فلا تعيره بذنب (1).
422 / 7 - الصوري رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال لرفاعة بن موسى في
حديث: ألا أخبركم بأوفرهم نصيبا من الإثم؟ قلت: بلى جعلت فداك قال: من عاب
عليه (اي على المؤمن) شيئا من قوله وفعله، أرد عليه احتقارا له وتكبرا عليه،
الحديث (3).
60 - تغسيل المؤمن
423 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله بن غالب، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أيما
مؤمن غسل مؤمنا فقال إذا قلبه: (اللهم إن هذا بدن عبدك المؤمن قد أخرجت
روحه منه وفرقت بينهما فعفوك عفوك) غفر الله له ذنوب سنة إلا الكبائر (1).
أقول: ذكر مثلها الصدوق في الفقيه 1 / 141 الرقم 389 وثواب الأعمال /
232 والأمالي / 434 ح 3 والشيخ في التهذيب 1 / 303 ونقل كل ذلك
الشيخ الحر في الوسائل 2 / 494 طبع آل البيت.
424 / 2 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من غسل ميتا مؤمنا
فأدى فيه الأمانة غفر الله له، قيل: وكيف يؤدي فيه الأمانة؟ قال لا يخبر بما يرى
وحده إلى أن يدفن الميت (2).
425 / 3 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من غسل مؤمنا ميتا فأدى فيه الأمانة غفر الله له، قيل: وكيف

(1) الاختصاص / 229 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 105 (9 / 112).
(2) قضاء حقوق المؤمنين / 20 ح 17 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / ح 176 ح 12.
(3) الكافي 3 / 164.
(4) الفقيه 1 / 141 الرقم 388.
151

يؤدي فيه الأمانة؟ قال: لا يخبر بما يرى (1).
61 - تفريج كربة المؤمن
426 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أغاث أخاه
المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفس كربته وأعانه على نجاح حاجته كتب الله
عز وجل له بذلك اثنتين وسبعين رحمة من الله، يعجل له منها واحدة يصلح بها أمر
معيشته، ويدخر له إحدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. واللهفان: المكروب. اللهثان:
العطشان ولهث: من أخرج لسانه عطشا أو تعبا أو اعياء.
427 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أعان مؤمنا نفس الله عز وجل
عنه ثلاثا وسبعين كربة، واحدة في الدنيا واثنتين وسبعين كربة عند كربة العظمى.
قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم (3).
أقول: الرواية معتبرة سندا. والمراد بالكربة العظمى يوم القيامة كما هو الظاهر.
428 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير عن
حسين بن نعيم، عن مسمع أبي سيار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من نفس
عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة، وخرج من قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن
أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه شربة سقاه الله من الرحيق
المختوم (4).
أقول: الرواية صحيحة سندا. الثلج: البارد والمطمئن، الرحيق: الخمر أو

(1) ثواب الأعمال / 232.
(2) الكافي 2 / 199.
(3) الكافي 2 / 199.
(4) الكافي 2 / 199.
152

أطيبها أو أفضلها. المختوم: المصون الذي لم يبتذل لأجل ختامه.
429 / 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن
بن علي الوشاء، عن الرضا عليه السلام قال: من فرج عن مؤمن فرج الله عن قلبه يوم
القيامة (1).
430 / 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن ذريح المحاربي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربه وهو معسر يسر الله له حوائجه في الدنيا
والآخرة. قال: ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه سبعين عورة من
عورات الدنيا والآخرة. قال: والله في عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه،
فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير (2).
أقول: ونقلها الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن / 46.
431 / 6 - الصدوق عن محمد بن علي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم بن
هاشم عن أبيه، عن داود بن سليمان عن علي بن موسى الرضا، عن
الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام قال: أوحى الله إلى داود عليه السلام: إن العبد من عبادي
ليأتيني بالحسنة فادخله الجنة، قال: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يفرج عن
المؤمن كربة ولو بتمرة، فقال داود عليه السلام: يا رب حق على من عرفك أن لا يقطع
رجاه منك (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا ونقلها الصدوق أيضا في معاني الأخبار / 374
والطوسي في أماليه المجلس الرابع ح 16 / 106 الرقم 162 نحوها والحميري في
قرب الإسناد / 56.

(1) الكافي 2 / 200.
(2) الكافي 2 / 200.
(3) عيون أخبار الرضا عليه السلام 1 / 313 ح 84 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 588 (16 / 373 طبع آل البيت).
153

432 / 7 - الحسين بن سعيد رفعه إلى الصادق عليه السلام قال: وما من مؤمن يفرج
عن أخيه المؤمن كربة إلا فرج الله عنه كربة من كرب الآخرة وما من مؤمن يعين
مظلوما إلا كان ذلك أفضل من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام (1).
433 / 8 - المفيد بسنده عن غير واحد من الأصحاب قال: ذكر الكوفيون أن
سعيد بن قيس الهمداني رآه أي أمير المؤمنين عليه السلام يوما في شدة الحر في فناء
حائط فقال: يا أمير المؤمنين بهذه الساعة قال: ما خرجت إلا لاعين مظلوما أو
أغيث ملهوفا (2).
434 / 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من كفارات الذنوب
العظام إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب (3).
435 / 10 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: سر سنتين بر والديك، سر سنة توصل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر
ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال في الله تعالى، سر
خمسة أميال انصر مظلوما، سر ستة أميال أغث ملهوفا، وعليك بالاستغفار فإنها
المنجاة (4).
62 - تقبيل المؤمن
436 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
رفاعة بن موسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا (يد)

(1) المؤمن / 47 / الرقم 111 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 413.
(2) الاختصاص / 157 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 416.
(3) نهج البلاغة / 472 حكمة 24 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 588 (16 / 273 آل البيت).
(4) الجعفريات / 186 وذكر مختصرها في مستدرك الوسائل 12 / 415.
154

رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
437 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحجال، عن يونس بن يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام ناولني يدك اقبلها
فأعطانيها، فقلت: جعلت فداك رأسك، ففعل فقبلته، فقلت: جعلت فداك رجلاك
فقال: أقسمت أقسمت أقسمت - ثلاثا - وبقي شئ وبقي شئ وبقي شئ (2).
أقول: الرواية موثقة سندا، أقسمت: حلفت أن لا أعطي رجلي أحدا يقبلها،
إما لعدم جوازه، أو لعدم رجحانه، أو للتقية. بقي شئ: استفهام على الانكار أي
هل بقي احتمال الرخصة والتجويز بعد القسم. وللحديث وجوه أخر ذكرها العلامة
المجلسي قدس سره في مرآة العقول 9 / 81 فراجعها إن شئت.
438 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن
جعفر، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شئ، وقبلة
الأخ على الخد وقبلة الامام بين عينيه (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
439 / 4 - الكليني عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
عبيس بن هشام، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا، حتى أن أحدكم إذا لقى أخاه
قبله في موضع النور من جبهته (4).
440 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبن أبي عمير، عن زيد
النرسي، عن علي بن مزيد صاحب السابري قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام

(1) الكافي 2 / 185.
(2) الكافي 2 / 185.
(3) الكافي 2 / 185.
(4) الكافي 2 / 185.
155

فتناولت يده فقبلتها فقال: أما إنها لا تصلح إلا لنبي أو وصى نبي (1).
63 - تلقين المؤمن
441 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث -: إن ملك الموت
يقول: إني لملقن المؤمن عند موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (2).
442 / 2 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
سيف، عن أخيه الحسين بن يوسف، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب،
فقالوا: يا رسول الله فمن قال في صحته؟ فقال: ذلك أهدم وأهدم، إن لا إله إلا الله
انس للمؤمن في حياته وعند موته وحين يبعث، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قال
جبرئيل: يا محمد لو تراهم حين يبعثون هذا مبيض وجهه ينادي لا إله إلا الله والله
أكبر، وهذا مسود وجهه ينادي يا ويلاه يا ثبوراه (3).
443 / 3 - البرقي، عن داود بن سليمان، عن أحمد بن زياد، عن إسرائيل،
عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقنوا موتاكم لا إله إلا الله
فإنها انس للمؤمن حين يمرق في قبره، الحديث (4).
أقول: وذكرها فران بن إبراهيم الكوفي في تفسيره / 140، المروق: سرعة
الخروج من الشئ.
444 / 4 - القطب الرواندي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه كان إذا رأى
مؤمنا في حال النزع لقنه لكمات الفرج فإذا قالها، قال: لا أخاف عليه الان (5).

(1) الكافي 2 / 185.
(2) الكافي 3 / 136.
(3) ثواب الأعمال / 16.
(4) المحسن / 24.
(5) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 137 ح 1 آل البيت.
156

64 - تمحيص المؤمن
445 / 1 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال: ما من شيعتنا أحد يقارف أمرا نهيناه عنه فيموت، حتى يبتلى ببلية تمحص بها
ذنوبه (1).
446 / 2 - وعنه عن أبي الصباح الكناني قال: كنت أنا وزرارة عند أبي عبد
الله عليه السلام فقال: لا تطعم النار أحدا وصف هذا الامر: فقال زرارة، إن ممن يصف
هذا الأمر يعمل بالكبائر؟ فقال: أو ما تدري ما كان أبي يقول في ذلك!! إنه كان
يقول: إذا ما أصاب المؤمن من تلك الموبقات شيئا ابتلاه الله ببلية في جسده أو
بخوف يدخله الله عليه، حتى يخرج من الدنيا وقد خرج من ذنوبه (2).
447 / 3 - وعنه، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا
وبه وجع في شئ من بدنه لا يفارقه حتى يموت، يكون ذلك كفارة لذنوبه (3).
448 / 4 - وعنه، عن الأحمس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تزال الغموم
والهموم بالمؤمن حتى لا تدع له ذنبا (4).
449 / 5 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يمضي على المؤمن أربعون
ليلة إلا عرض له أمر يحزنه، يذكره ربه (5).
450 / 6 - وعنه، عن رفاعة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قرأت في كتاب علي
عليه السلام: إن المؤمن يمسي حزينا ويصبح حزينا، ولا يصلح له إلا ذلك (6).
451 / 7 - وعنه عن الحارث بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن
العبد ليهم في الدنيا حتى يخرج منها ولا ذنب له (7).

(1) التمحيص / 38 ح 34.
(2) التمحيص / 40 ح 41.
(3) التمحيص 42 ح 44.
(4) التمحيص / 44 ح 53.
(5) التمحيص / 44 / 54.
(6) التمحيص / 44 ح 55.
(7) التمحيص 44 / 57.
157

452 / 8 - وعنه، عن المفضل قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كلما ازداد العبد
ايمانا ازداد ضيقا في معيشته (1).
453 / 9 - وعنه، عن عباد بن صهيب قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام
يقول: قال الله تعالى: لولا أنني أستحى من عبدي المؤمن ما تركت له خرقة يتوارى بها، لأن العبد إذا تكامل الايمان ابتليته في قوته، فإن جزع رددت عليه
قوته، وإن صبر باهيت به ملائكتي، فذاك الذي تشير إليه الملائكة بالأصابع (2).
454 / 10 - وعنه، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: يقول الله عز وجل: يا دنيا تمرري على عبدي المؤمن بأنواع البلاء
وضيقي عليه في معيشته ولا تحلولي (3) فيركن إليك (4).
أقول: تمرري: صيري مرة، لا تحلولي: لا تصيري حلوة. والروايات في هذا
المجال كثيرة ذكرنا لك نبذة منها وتلك عشرة كاملة.
65 - توبة المؤمن
455 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا
تاب العبد توبة نصوحا أحبه الله فستر عليه في الدنيا والآخرة. فقلت: وكيف يستر
عليه؟ قال: ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب، ويوحي إلى جوارحه اكتمي عليه
ذنوبه ويوحي إلى بقاع الأرض اكتمي ما كان يعمل عليك من الذنوب، فيلقى الله
حين يلقاه وليس شئ يشهد عليه بشئ من الذنوب (5).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند ونقلها الصدوق بسنده الصحيح في

(1) التمحيص / 45 ح 58.
(2) التمحيص / 45 ح 61.
(3) تحولي نسة بدل.
(4) التمحيص / 49 ح 81.
(5) الكافي 2 / 430.
158

ثواب الأعمال / 205.
456 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي
أيوب، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى
الله توبة نصوحا) (1) قال: هو الذنب الذي لا يعود فيه أبدا، قلت: وأينا لم يعد؟
فقال: يا أبا محمد إن الله يحب من عباده المفتن التواب (2).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
457 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
عمر بن اذنية، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله تعالى
أشد فرحا بتوبة عبده من رجل أضل راحلته وزاده في ليلة ظلماء فوجدها، فالله
أشد فرحا بتوبة عبده من ذلك الرجل براحلته حين وجدها (3).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
458 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا محمد بن
مسلم ذنوب المؤمن إذا تاب منها مغفورة له، فليعمل المؤمن لما يستأنف بعد التوبة
والمغفرة، أما والله إنها ليست إلا لأهل الايمان. قلت: فإن عاد بعد التوبة
والاستغفار من الذنوب وعاد في - التوبة؟ فقال: يا محمد بن مسلم أترى العبد
المؤمن يندم على ذنبه ويستغفر منه ويتوب ثم لا يقبل الله توبته؟ قلت: فإنه فعل
ذلك مرارا، يذنب ثم يتوب ويستغفر (الله)، فقال: كلما عاد المؤمن بالاستغفار
والتوبة عاد الله عليه بالمغفرة، وإن الله غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن السيئات،
فإياك أن تقنط المؤمنين من رحمة الله (4).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند. ثم لا يقبل الله توبته؟ استفهام في مقام

(1) سورة التحريم / 8.
(2) الكافي 2 / 432.
(3) الكافي 2 / 435.
(4) الكافي 2 / 434 /.
159

الانكار يعني يقبل الله توبته.
459 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
جميل بن دراج، عن ابن بكير، عن أبي عبد الله أو عن أبي جعفر عليهما السلام قال: إن
آدم عليه السلام قال: يا رب سلطت علي الشيطان وأجريته مني مجرى الدم فاجعل لي
شيئا فقال: يا آدم جعلت لك أن من هم من ذريتك بسيئة لم تكتب عليه، فإن عملها
كتبت عليه سيئة، ومن هم منهم بحسنة فإن لم يعملها كتبت له حسنة، فإن هو عملها
كتبت له عشرا قال: يا رب زدني، قال: جعلت لك أن من عمل منهم سيئة ثم استغفر
له غفرت له. قال: يا رب زدني، قال: جعلت لهم التوبة - أو قال بسطت لهم التوبة -
حتى تبلغ النفس هذه، قال: يا رب حسبي (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة ولنا توضيح في هذه التوبة يأتي إن
شاء الله تعالى في ختام هذا البحث.
460 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
جميل، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا بلغت النفس هذه - وأهوى بيده إلى
حلقه - لم يكن للعالم توبة وكانت للجاهل توبة (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
461 / 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب وغيره،
عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من كان مؤمنا
فعمل خيرا في إيمانه ثم أصابته فتنة فكفر، ثم تاب بعد كفره كتب له وحسب بكل
شئ كان عمله في إيمانه، ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
462 / 8 - الصدوق قال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن علي بن

(1) الكافي 2 / 440.
(2) الكافي 2 / 440.
(3) الكافي 2 / 461.
160

إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد
الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لله عز وجل
فضولا من رزقه ينحله من يشاء من خلقه، والله باسط يديه عند كل فجر لمذنب
الليل هل يتوب فيغفر له، يبسط يديه عند مغيب الشمس لمذنب النهار هل يتوب
فيغفر له (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة
463 / 9 - الطوسي باسناده عن الحسين بن علي، عن علي بن الحكم، عن
موسى بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من كان مؤمنا فحج وعمل في
إيمانه ثم قد اصابته في إيمانه فتنة فكفر، ثم تاب وآمن قال: يحسب له كل عمل
صالح عمله في إيمانه ولا يبطل منه شئ (2).
أقول الرواية من حيث السند صحيحة.
464 / 10 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى أبى جعفر محمد بن علي عليه السلام
أنه قال: من كان مؤمنا يعمل خيرا ثم أصابته فتنة فكفر، ثم تاب بعد كفره كتب له
كل شئ عمل في إيمانه فلا يبطله كفره إذا تاب بعد كفره (3).
أقول الأحاديث الواردة في التوبة كثيرة جدا ذكرنا لك عشره أكثرها من
صحاحها والمستفاد من أخبار التوبة، وجود توبتين:
الأولى: توبة العبد المؤمن في حال استمرار حياته وعمره والرجاء بالبقاء
فهذه التوبة مقبولة قطعا، وتتبع الغفران والرحمة والعفو وأكثر الأحاديث تشير إليها.
الثانية: توبة العبد حين يأس من حياته وعاين موته وبلغت نفسه إلى حلقه،
فهذه التوبة تجعل العبد في رحمة الله إن شاء عفى عنه وغفره وإن شاء لم يعفه ولم
يغفره ويعذبه، ولكن رحمة الله واسعة والحديث الخامس والسادس يشير إلى هذه

(1) ثواب الأعمال / 214.
(2) تهذيب الأحكام 5 / 459 ح 1597.
(3) دعائم الاسلام 2 / 483.
161

التوبة، وجعل لها صاحب الوسائل بابا في كتابه 11 / 369 (16 / 86 آل البيت) فراجعه.
ولا يخفى أن حقيقة التوبة الندم، ولا يعتبر فيها العزم على عدم العود أبدا، لأنه
لم يتيسر إلا لأوحدي من الناس، وتدل على ذلك صحيحة أبي بصير وصحيحة
محمد بن مسلم (الحديث الثالث والرابع) وإن عزم على عدم العود أبدا ووفقه الله
تعالى لذلك كان توبته توبة نصوحا كما في الصحيحة. ومن المعلوم أن الاستغفار
غير التوبة والنسبة بينهما العموم والخصوص من وجه، لان العبد قد تاب ولم
يستغفر وقد استغفر ولم يتب وقد استغفر وتاب وكلاهما موجبا للمغفرة والرحمة
والعفو من الله تعالى، ولكل خواص يختص بها من صاحبه للتوبة أبحاث
أخر راجع كتابنا (ولايت وامامت / 111) إن شئت.
66 - جبلي المؤمن كل طبيعة إلا
465 / 1 - المفيد رفعه إلى الحسن بن محبوب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
يكون المؤمن بخيلا؟ قال: نعم، قال: قلت: فيكون جبانا؟ قال: نعم. قلت: فيكون
كذابا؟ قال: لا ولا جافيا، ثم قال: يجبل المؤمن على كل طبيعة إلا الخيانة
والكذب (1).
67 - جودة الأكل في منزل الأخ المؤمن
466 / 1 - البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول لرجل كان يأكل: أما علمت أن يعرف حب
الرجل أخاه بكثرة أكله عنده (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.

(1) الاختصاص / 231.
(2) المحاسن / 412 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 448.
162

467 / 2 - البرقي، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب قال: أكلت مع أبي
عبد الله عليه السلام شواء فجعل يلقي بين يدي ثم قال: إنه يقال: اعتبر حب الرجل بأكله
من طعام أخيه (1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد ظاهرا.
468 / 3 - البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال: دخلت مع عبد
الله بن أبي يعفور على أبي عبد الله عليه السلام ونحن جماعة، فدعا بالغداء فتغدينا
وتغدى معنا، وكنت أحدث القوم سنا فجعلت اقصر وأنا آكل، فقال لي: كل أما
علمت أنه تعرف مودة الرجل لأخيه بأكله من طعامه (2).
469 / 4 - البرقي، عن الوشاء، عن يونس بن ربيع قال: دعا أبو عبد الله عليه السلام
بطعام فأتى بهريسة، فقال لنا: أدنوا فكلوا، قال: فأقبل القوم يقصرون، فقال: كلوا
إنما تستبين مودة الرجل لأخيه في أكله، قال: فأقبلنا نصعر أنفسنا كما يصعر الإبل (3).
أقول: نصعر: نميل بوجهنا نمد عنقنا إلى جوانب الخوان هل بقي شئ لم نأكله؟
470 / 5 - الصدوق عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل
لا يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه (4).
68 - الحاج إنما هو المؤمن
471 / 1 - في التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام:
قال

(1) المحاسن / 413 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 449.
(2) المحاسن / 413 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 449.
(3) المحاسن / 414 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 450.
(4) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 12 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 446.
163

علي بن الحسين عليه السلام وهو واقف بعرفات للزهري كم تقدر ها هنا من الناس قال:
أقدر (أربعمائة الف) وخمسمائة الف كلهم حجاج، قصدوا الله بأموالهم، ويدعونه
بضجيج أصواتهم، فقال له: يا زهري ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج، فقال الزهري
كلهم حجاج أفهم قليل، فقال له: يا زهري ادن إلي وجهك فأدناه إليه فمسح بيده
وجهه ثم قال: انظر، فنظر إلى الناس. قال الزهري فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة
لا أرى فيهم إنسانا إلا في كل عشرة آلاف واحدا من الناس، ثم قال لي ادن مني
يا زهري فدنوت منه فمسح بيده وجهي ثم قال انظر فنظرت إلى الناس، قال
الزهري فرأيت أولئك الخلق كلهم خنازير، ثم قال ادن إلي وجهك فأدنيت منه
فمسح بيده وجهي، فإذا هم كلهم ذئبة إلا تلك الخصائص من الناس النفر اليسير،
فقلت بأبي وأمي يا ابن رسول الله قد أوهشني آياتك وحيرتني عجائبك. قال:
يا زهري ما الحجيج من هؤلاء الا النفر اليسير الذين رأيتهم بن هذا الخلق الجم
الغفير، ثم قال لي امسح يدك على وجهك ففعلت، فعاد أولئك الخلق في عيني ناسا
كما كانوا أولا، ثم قال لي: من حج ووالى موالينا وهجر معادينا ووطن نفسه على
طاعتنا، ثم حضر هذا الموقف مسلما إلى الحجر الأسود ما قلده الله من أماناتنا
ووفيا بما ألزمه من عهودنا فذلك هو الحاج، والباقون هم من قد رأيتهم يا زهري،
حدثني أبي عن جدي رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: ليس الحاج المنافقون المعادون
لمحمد وعلي عليهما السلام ومحبيهما المحبون لشانئهما وإنما الحاج المؤمنون المخلصون
الموالون لمحمد وعلي ومحبيهما المعادون لشانئهما، إن هؤلاء المؤمنين الموالين
لنا المعادين لأعدائنا، لتسطع أنوارهم في عرصات يوم القيامة على قدر موالاتهم
لنا، فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة، ومنهم من يسطع نوره مسيرة مائة ألف
سنة وهو جميع مسافة تلك العرصات، ومنهم من يسطع نوره إلى مسافات بين
ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا ومعادة أعدائنا يعرفهم
أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنهم الموالون المتولون والمتبرئون، يقال
164

لكل واحد منهم، يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في
الدنيا معروفا، أو نفس منك كربا، أو أغاثك إذا كنت ملهوفا، أو كف عنك عدوا، أو
أحسن إليك في معاملة فإنك شفيعه، فإن كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته
في نعم الله عليه، وإن كان من المقصرين كفى تقصيره بشفاعته، وإن كان من
الكافرين خفف عذابه بقدر احسانه لك، وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك
العرصات كالبزاة والصقور فينقضون على من أحسن في الدنيا عليهم انقضاض
البزاة والصقور على اللحوم تتلقفها وتحفظها، وكذلك يلتقطون من شدائد
العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات النعيم (1).
أقول: المراد بالزهري هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب
الزهري عامي المذهب، كان أبوه مسلم مع مصعب بن الزبير، وجده عبيد الله مع
المشركين يوم بدر، وهو لم يزل عاملا لبني مروان وجعله هشام بن عبد الملك
معلم أولاده، وكان من علماء العامة لكنه يحب علي بن الحسين عليهما السلام ويعظمه
على ما في بعض الروايات، ونقل عنه عليه السلام، ولذا عده الشيخ والبرقي في رجاليهما
من أصحاب علي بن الحسين عليه السلام وكتب عليه السلام إليه كتابا يعظه فيه، وذكره ابن شعبة
الحراني في تحف العقول / 274.
أما التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام وإن لم يثبت عندنا صحة هذه
النسبة، لضعف سنده وما فيه، بل الثابت أنه ليس للإمام عليه السلام كما هو الحال في الفقه
المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام، ولكنهما لم يقلا من بعض كتب الاخبار نحو
جامع الأخبار ومشكاة الأنوار ونحو ذلك. وعلى ذلك تعد رواياتهما من
المرسلات والمرفوعات نوعا، ولذا نقلت عن الكتابين في هذه الرسالة.
وأما متن هذه الرواية تعد من صحاح الأخبار، واصطاد هذا الموضوع

(1) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام / 281 ونقل عنه في جامع أحاديث الشيعة 10 / 190.
165

(الحاج إنما هو المؤمن) من عدة من الروايات ومن أراد الاطلاع عليها فعليه بمراجعة أخبار كتاب الحج من أوله إلى آخره وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
69 - حب المؤمنين
472 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى
وأحمد بن محمد بن خالد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه وسهل بن زياد جميعا، عن
ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه (1).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
473 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
فضيل بن يسار قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الحب والبغض أمن الايمان هو؟
فقال: وهل الايمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآية (حبب إليكم اليمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) (2) (3).
أقول: الرواية معتبرة من حيث السند.
474 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن
الحسين عليهما السلام قال: إذا جمع الله عز وجل الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع
الناس فيقول: أين المتحابون في الله؟ قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: اذهبوا
إلى الجنة بغير حساب، قال: فتلقاهم الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى

(1) الكافي 2 / 124.
(2) سورة الحجرات / 7.
(3) الكافي 2 / 125.
166

الجنة بغير حساب، قال: فيقولون: فأي ضرب أنتم من الناس؟ فيقولون نحن
المتحابون في الله، قال: فيقولون: وأي شئ كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله
ونبغض في الله، قال فيقولون: نعم أجر العاملين (1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
475 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الرجل ليحبكم
وما يعرف ما أنتم عليه، فيدخله الله الجنة بحبكم وإن الرجل ليبغضكم وما يعرف
ما أنتم عليه، فيدخله الله ببغضكم النار (2).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
476 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المسلمين
يلتقيان، فأفضلهما أشدهما حبا لصاحبه (3).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة.
477 / 6 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر وابن فضال عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما التقى
مؤمنان قط إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لأخيه (4).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
478 / 7 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إذا أردت أن تعلم أن
فيك خيرا فانظر إلى قلبك، فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته
ففيك خير والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس

(1) الكافي 2 / 126.
(2) الكافي 2 / 126.
الكافي 2 / 127.
(4) الكافي 2 / 127.
167

فيك خير والله يبغضك! والمرء مع من أحب (1).
479 / 8 - الصدوق رفعه إلى الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من
حب الرجل دينه حبه لإخوانه (2).
أقول: ونحوها مرفوعة المفيد في الإختصاص / 31.
480 / 9 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار،
عن ابن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: إني لألقى الرجل لم أره ولم يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فاحبه
حبا شديدا، فإذا كلمته وجدته لي مثل ما أنا عليه له، ويخبرني أنه يجد لي مثل
الذي أجد له؟ فقال: صدقت يا سدير إن ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا وإن لم
يظهروا التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار، وإن بعد
ائتلاف قلوب الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من
التعاطف وإن طال اعتلافها على مذود واحد (3).
أقول: الرواية معتبرة سندا. المذود: معتلف الدابة.
481 / 10 - ابن فهد الحلي رفعه إلى الأئمة عليهم السلام أنهم قالوا: لا يكمل العبد
حقيقة الايمان حتى يحب أخاه المؤمن (4).
أقول: الروايات في الحب كثير جدا ذكرنا لك نبذة منها، وتلك عشرة كاملة
وأكثرها من الروايات المعتبرة، وإن شئت أكثر من هذا فراجع إلى كتب الاخبار
نحو: الكافي 2 / 124 والوافي 4 / 485 ووسائل الشيعة 11 / 438 (16 / 176 آل
البيت) وبحار الأنوار 71 / 278 ومستدرك الوسائل 12 / 232 وجامع أحاديث
الشيعة 14 / 198.

(1) مصادقة الإخوان / 50.
(2) مصادقة الإخوان / 74.
(3) أمالي الطوسي المجلس الرابع عشر ح 72 / 411 الرقم 924 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 281.
(4) عدة الداعي / 173 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 235.
168

70 - حبس حق المؤمن
482 / 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد وأبي علي الأشعري،
محمد بن حسان جميعا، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن يونس بن
ظبيان قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله عز
وجل يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل عرقه أو دمه، وينادي
مناد من عند الله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه قال: فيوبخ أربعين يوما، ثم
يؤمر به إلى النار (1).
أقول: ونقلها الصدوق بسنده المتصل عن يونس في عقاب الأعمال / 286.
483 / 2 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن إدريس، عن
محمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسين بن
زيد، عن محمد بن سنان، عن منذر بن يزيد قال: حدثني أبو هارون المكفوف
قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا أبا هارون إن الله تبارك وتعالى آلى على نفسه أن
لا يجاوره خائن، قال: قلت: وما الخائن؟ قال: من ادخر عن مؤمن درهما أو
حبس عنه شيئا من أمر الدنيا، قال: أعوذ بالله من غضب الله فقال: إن الله تبارك
وتعالى آلى على نفسه أن لا يسكن جنته أصنافا ثلاثة: راد على الله عز وجل أو
راد على إمام هدى أو من حبس حق امرئ مؤمن، قال قلت: يعطيه من فضل
ما يملك؟ قال: يعطيه من نفسه وروحه فإن بخل عليه مسلم بنفسه فليس منه، إنما
هو شرك الشيطان (2).
أقول: ثم قال الصدوق قدس سره: قال مصنف هذا الكتاب أدام الله تأييده: الإعطاء
من النفس والروح إنما هو بذل الجاه له إذا احتاج إلى معاونته، وهو السعي له في
حوائجه.

(1) الكافي 2 / 367.
(2) الخصال 1 / 151 الرقم 185.
169

71 - حرص المؤمن
484 / 1 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المؤمن على الطاعة
حريص، وعن المحارم عفو (1).
72 - حرمة المؤمن
485 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام عليها السلام
قال: المؤمن أعظم حرمة من الكعبة (2) أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. وفي هذا التعبير دقائق وظرائف لا
يخفى على أهلها، وهذه الصحيحة كفانا في عظمة حرمة المؤمن.
486 / 2 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: المؤمن حرام كله، عرضه وماله ودمه (1).
487 / 2 - سبط الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمن أعظم
حرمة من الكعبة (4).
488 / 4 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه نظر إلى الكعبة فقال:
مرحبا بالبيت ما أعظمك وأعظم حرمتك على الله، والله للمؤمن أعظم حرمة منك،
لأن الله حرم منك واحدة ومن المؤمن ثلاثة، ماله ودمه وأن يظن به ظن السوء (5).
73 - حزن المؤمن
489 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي

(1) غرر الحكم 1 / 87 ح 2017.
(2) الخصال / 27.
(3) المؤمن / 72 ح 199.
(4) مشكاة الأنوار / 193 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 71 ح 35.
(5) مشكاة الأنوار / 78 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 71 ح 39.
170

أيوب، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: المؤمن لا يمضى عليه أربعون ليلة إلا عرض له أمر يحزنه يذكر به (4).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد 490 / 2 - المفيد عن أحمد بن وليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن عيسى،
عن الأهوازي، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن الحكم بن عتيبة
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده ما يكفرها ابتلاه
الله تعالى بالحزن فيكفر عنه ذنوبه (2).
491 / 3 - النيسابوري رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: إن العبد إذا كثرت
ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به، ابتلاه الله عز وجل بالحزن في الدنيا ليكفرها به، فإن
فعل ذلك به وإلا فعذبه في قبره، ليلقاه الله عز وجل يوم يلقاه وليس شئ يشهد
عليه بشئ من ذنوبه (3).
74 - حسن اختيار الله للمؤمن
492 / 1 - أبو علي محمد بن همام الإسكافي رفعه إلى زرارة قال سمعت أبا
جعفر عليه السلام يقول: في قضاء الله كل خير للمؤمن (4).
493 / 2 - وعنه، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: عجبا للمؤمن لا يقضي الله قضاء إلا كان خيرا له، سره أو ساءه، وإن
ابتلاه كان كفارة لذنبه، وإن أعطاه وأكرمه كان قد حباه (5).
494 / 3 - وعنه، عن سعيد بن الحسن قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
ما أبالي أصبحت فقيرا أو مريضا أو غنيا، لأن الله يقول: لا أفعل بالمؤمن إلا ما هو

(1) الكافي 2 / 254.
(2) أمالي المفيد / 23 ح 7 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 234.
(3) روضة الواعضين / لم أجده في الكتاب ولكن نقل عنه في بحار الأنوار 64 / 235.
(4) التمحيص / 58 الرقم 118.
(5) التمحيص / 58 الرقم 116.
171

خير له (1).
495 / 4 - وعنه، عن أبي الحسن عليه السلام قال: المؤمن بعرض كل خير لو قطع
أنملة أنملة كان خيرا له، ولو ولي شرقها وغربها كان خيرا له (2).
496 / 5 - وعنه، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله: إن العبد
المؤمن ليطلب الأمارة والتجارة حتى إذا أشرف من ذلك على ما كان يهوي بعث
الله ملكا وقال له: عق عبدي وصده عن أمر لو استمكن منه أدخله النار، فيقبل
الملك فيصده بلطف الله، فيصبح وهو يقول: لقد دهيت ومن دهاني فعل الله به
وقال: ما يدري أن الله الناظر له في ذلك ولو ظفر به أدخله النار (2).
أقول: يقول: أي العبد المؤمن يقول لقد دهيت... قال: اي قال الملك
ما يدري...
75 - حسن ظن المؤمن بالله
497 / 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر عليه السلام قال: وجدنا في كتاب
علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال - وهو على منبره - والذي لا إله إلا هو ما أعطي
مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه، والكف
عن اغتياب المؤمنين، والذي لا إله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار
إلا بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه، واغتيابه للمؤمنين، والذي
لا إله إلا هو لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن
الله كريم، بيده الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم
يخلف ظنه ورجاءه، فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه (4).

(1) التمحيص / 57 الرقم 114.
(2) التمحيص / 55 الرقم 109.
(3) التمحيص / 56 الرقم 113.
(4) الكافي 2 / 71.
172

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، ونقل المفيد رضي الله عنه صدرها مرفوعا في
الاختصاص / 227. ونحوها مذكورة في فقه الرضا عليه السلام / 49، وذكرها سبط
الطبرسي مرسلا في مشكاة الأنوار / 35.
498 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: أحسن الظن بالله
فإن الله عز وجل يقول: أنا عند ظن عبدي المؤمن بي، إن خيرا فخيرا وإن شرا
فشرا (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
499 / 3 - الكليني، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس،
عن سنان بن طريف قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينبغي للمؤمن أن يخاف
الله خوفا كأنه مشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنه من أهل الجنة، ثم قال: إن الله
تبارك وتعالى عند ظن عبده به إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا (2).
76 - حصن المؤمن
500 / 1 - الحسن بن أبي الحسن الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه
قال: الثقة بالله وحسن الظن به حصن لا يتحصن به إلا كل مؤمن، والتوكل عليه
نجاة من كل سوء وحرز من كل عدو (3).
77 - حق المؤمن على أخيه
501 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما عبد الله بشئ أفضل

(1) الكافي 2 / 72.
(2) الكافي 8 / 302 ح 462 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 181 (15 / 230 آل البيت.
(3) ارشاد القلوب / 109.
173

من أداء حق المؤمن (1).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
502 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حق المسلم على المسلم أن لا
يشبع ويجوع أخوه، ولا يروى ويعطش أخوه، ولا يكتسي ويعرى أخوه، فما
أعظم حق المسلم على أخيه المسلم، وقال: أحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك،
وإذا احتجت فسله، وإن سألك فأعطه لا تمله خيرا ولا يمله لك، كن له ظهرا فإنه لك ظهيرا، إذا غاب فاحفظه في غيبته، وإذا شهد فزره وأجله وكرمه، فإنه منك
وأنت منه، فإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسأل سميحته، وان أصابه خير
فاحمد الله وإن أبتلى فأعضده، وإن تمحل له فأعنه، وإذا قال الرجل لأخيه: أف
انقطع ما بينهما من الولاية، وإذا قال أنت عدوي كفر أحدهما، فإذا اتهمه انماث
الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء، وقال: بلغني أنه قال: إن المؤمن ليزهر
نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض، وقال: إن المؤمن ولي الله
يعينه ويصنع له، ولا يقول عليه إلا الحق ولا يخاف غيره (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد. لا تمله: الظاهر أنه من أمليته بمعنى تركته
واخرته. تمحل له: كيد، وفي القاموس، وقع في شدة. انماث: ذاب. يعينه: الله يعين
المؤمن. يصنع له: الله يكفي مهماته. لا يقول عليه: لا يقول المؤمن على الله. لا
يخاف غيره. لا يخاف المؤمن غير الله تعالى.
503 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحكم، عن عبد الله بن
بكير الهجري، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما حق
المسلم على المسلم؟ قال له: سبع حقوق وواجبات ما منهن حق إلا وهو عليه

(1) الكافي 2 / 170.
(2) الكافي 2 / 170.
174

واجب، إن ضيع منها شيئا خرج ولاية الله وطاعته، ولم يكن لله فيه من نصيب،
قلت له: جعلت فداك وما هي؟ قال، يا معلى إني عليك شفيق أخاف أن تضيع ولا
تحفظ وتعلم ولا تعمل، قال: قلت له: لا قوة إلا بالله.
قال: أيسر حق منها أن يحب له ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك.
والحق الثاني: أن تجتنب سخطه وتتبع مرضاته وتطيع أمره.
والحق الثالث: أن تعينه بنفسك ومالك ولسانك ويدك ورجلك.
والحق الرابع: أن تكون عينه ودليله ومرآته.
والحق الخامس: (أن) لا تشبع ويجوع ولا تروى ويظمأ ولا تلبي ويعرى.
والحق السادس: أن يكون لك خادم وليس لأخيك خادم، فواجب أن تبعث
خادمك فيغسل ثيابه ويصنع طعامه ويمهد فراشه.
والحق السابع: أن تبر قسمه وتجيب دعوته وتعود مريضه وتشهد جنازته،
وإذا علمت أن له حاجة تبادره إلى قضائها ولا تلجئه أن يسألكها، ولكن تبادره
مبادرة فإذا فعلت ذلك وصلت ولايتك بولايته وولايته بولايتك (1).
أقول: الرواية معتبرة سندا، ونقلها الحسين بن سعيد في المؤمن / 40
والصدوق في الخصال / 350 وفي مصادقة الأخوان / 40 والمفيد في
الاختصاص / 28، تبر قسمه: أي تقبل قسمه بفتحتين. وللعلامة المجلسي توضيح
للحديث فراجعه إن شئت في بحار الأنوار 71 / 238.
504 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن أبي عمير، عن أبي علي صاحب الكلل، عن أبان بن تغلب قال: كنت أطوف مع
أبي عبد الله عليه السلام فعرض لي رجل من أصحابنا كان سألني الذهاب معه في حاجة
فأشار إلي، فكرهت أن أدع أبا عبد الله عليه السلام وأذهب إليه، فبينا أنا أطوف إذ أشار

(1) الكافي 2 / 169.
175

إلي أيضا فرآه أبو عبد الله عليه السلام، فقال: يا أبان إياك يريد هذا؟ قلت: نعم. قال: فمن
هو؟ قلت: رجل من أصحابنا، قال: هو على مثل ما أنت عليه، قلت: نعم. قال:
فاذهب إليه. قلت: فأقطع الطواف؟ قال: نعم، قلت: وإن كان طواف الفريضة؟ قال:
نعم. قال: فذهبت معه، ثم دخلت عليه بعد فسألته فقلت: أخبرني عن حق المؤمن
على المؤمن، فقال: يا أبان دعه لا ترده، قلت: بلى جعلت فداك فلم أزل أردد عليه،
فقال: يا أبان تقاسمه شطر مالك، ثم نظر إلي فرأى ما دخلني، فقال: يا أبان أما تعلم
أن الله عز وجل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال: أما
إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد، إنما أنت وهو سواء إنما تؤثره إذا أنت أعطيته من
النصف الآخر (1).
أقول: ونقلها الصدوق في مصادقة الإخوان / 38 وللعلامة المجلسي تبيين
في شرح الحديث فراجعه إن شئت إلى بحار الأنوار 71 / 249.
505 / 5 - الكليني: عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل رجل فسلم،
فسأله كيف من خلفت من إخوانك؟ قال: فأحسن الثناء وزكى وأطرى فقال له:
كيف عيادة أغنيائهم على فقرائهم؟ فقال قليلة قال: وكيف مشاهدة أغنيائهم
لفقرائهم؟ قال: قليلة قال: فكيف صلة أغنيائهم لفقرائهم في ذات أيديهم؟ فقال:
إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا قال: فقال: فكيف تزعم هؤلاء أنهم شيعة
(2).
506 / 6 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري قال: حدثنا هارون بن مسلم بن سعدان، عن مسعدة بن صدقة الربعي،
عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: للمؤمن على المؤمن سبعة حقوق واجبة له من الله

(1) الكافي 2 / 171.
(2) الكافي 2 / 173.
176

عز وجل والله سائله عما صنع فيها: الاجلال له في عينه، والود له في صدره،
والمواساة له في ماله، وأن يحب له ما يحب لنفسه، وأن يحرم غيبته، وأن يعوده في
مرضه، ويشيع جنازته، ولا يقول فيه بعد موته إلا خيرا (1).
507 / 7 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه، عن محمد بن أبي
القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن يونس
بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا يونس من حبس حق المؤمن أقامه الله
يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية، وينادي مناد
من عند الله: هذا الظالم الذي حبس عن المؤمن حقه قال: فيوبخ أربعين يوما، ثم
يؤمر به إلى النار (2).
508 / 8 - وبهذا الاسناد عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو محتاج إليه لم يذق والله
من طعام الجنة ولا يشرب من الرحيق المختوم (3).
509 / 9 - الصدوق رفعه إلى ابن أبي عمير عن مرازم عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: ما أقبح بالرجل أن يعرف أخوه حقه ولا يعرف حق أخيه (4)
510 / 10 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: والله ما عبد
الله بشئ أفضل من أداء حق المؤمن، فقال: إن المؤمن أفضل حقا من الكعبة،
الحديث (5).
أقول: الروايات الواردة في حق المؤمن كثيرة فراجع في هذا المجال إن شئت
الكافي 2 / 169 والمؤمن للحسين بن سعيد / 40 وبحار الأنوار 71 / 221
ووسائل الشيعة 12 / 203 طبع آل البيت ومستدرك الوسائل 2 / 92 (9 / 39 طبع

الخصال / 351.
(2) عقاب الأعمال / 286.
(3) عقاب الأعمال / 286.
(4) مصادقة الإخوان / 42.
(5) المؤمن / 42 ح 95.
177

آل البيت) وجامع أحاديث الشيعة 16 / 149.
78 - الحمى حظ المؤمن من النار
511 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن سعدان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: الحمى رائد الموت وهو سجن الله في الأرض وهو حظ المؤمن من النار (1).
512 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن شيخ من أصحابنا يكنى بأبي عبد الله، عن رجل، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الحمى رائد الموت وسجن الله تعالى في
أرضه وفورها من جهنم، وهي حظ كل مؤمن من النار (2).
513 / 3 - القطب الرواندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: الحمى حظ كل
مؤمن من النار، الحمى من فيح جهنم، الحمى رائد الموت (3).
أقول: الفيح: سطوع الحر وفورانه.
79 - خدمة المؤمن
514 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم
بن محمد الثقفي، عن إسماعيل بن أبان، عن صالح بن أبي الأسود رفعه عن أبي
المعتبر قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما مسلم
خدم قوما من المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداما في الجنة (4).
515 / 2 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمنون خدم بعضهم

(1) الكافي 3 / 111.
(2) الكافي 3 / 112.
(3) الدعوات / 75.
(4) الكافي 2 / 207.
178

لبعض قلت: وكيف يكون خدما بعضهم لبعض؟ قال يفيد بعضهم بعضا، الحديث (1) 516 / 3 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: أخدم أخاك، فإن استخدمك
فلا ولا كرامة (2).
517 / 4 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: خدمة
المؤمن لأخيه المؤمن درجة لا يدرك فضلها إلا بمثلها (3).
518 / 5 - المسعودي قال: روي أنة تعالى أوحى إلى داود عليه السلام: مالي أراك
منتبذا؟ قال: أعيتني الخليقة فيك. قال: ماذا تريد؟ قال: محبتك، قال فإن محبتي
التجاوز عن عبادي، فإذا رأيت لي مريدا فكن له خادما (4).
أقول: انتبذ: تنحى وبعد.
80 - خذلان المؤمن
519 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني أحمد بن إدريس، عن أحمد
بن محمد، عن ابن فضال، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله
في الدنيا والآخرة (5).
81 - خروج المؤمن من الكافر وبالعكس
520 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد
الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق ماء عذبا فخلق منه أهل طاعته، وجعل ماء مرا
فخلق منه أهل معصيته، ثم أمر هما فاختلطا، فلولا ذلك ما ولد المؤمن إلا مؤمنا ولا

(1) مصادقة الإخوان / 48.
(2) الاختصاص / 243.
(3) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 428.
(4) اثبات الوصية / 57 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 428.
(5) عقاب الأعمال / 284.
179

الكافر إلا كافرا (1).
521 / 2 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال: حدثني
محمد بن يحيى، عن الحسين بن الحسن، عن محمد بن أورمة عن محمد بن
سنان، عن معاوية بن شريح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل: أجرى
ماء فقال له: كن بحرا عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وإن الله عز وجل
أجرى ماء فقال له: كن بحرا مالحا أخلق منك ناري وأهل معصيتي ثم خلطهما
جميعا فمن ثم يخرج المؤمن من الكافر ويخرج الكافر من المؤمن ولو لم
يخلطهما لم يخرج من هذا إلا مثله ولا من هذا إلا مثله (2). 522 / 3 - الصدوق: قال حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، عن محمد بن الحسن بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن أول ما خلق الله عز وجل؟
قال: إن أول ما خلق الله عز وجل ما خلق منه كل شئ، قلت: جعلت فداك وما هو؟
قال: الماء، إن الله تبارك وتعالى خلق الماء بحرين أحدهما عذب والاخر ملح،
فلما خلقهما نظر إلى العذب فقال يا بحر فقال: لبيك وسعديك، قال فيك بركتي
ورحمتي ومنك أخلق أهل طاعتي وجنتي، ثم نظر إلى الاخر فقال يا بحر فلم
يجب فأعاد عليه ثلاث مرات يا بحر، فلم يجب فقال: عليك لعنتي ومنك أخلق
أهل معصيتي ومن أسكنته ناري، ثم أمرهما فامتزجا قال: فمن ثم يخرج المؤمن
من الكافر والكافر من المؤمن (3).
82 - الخصال التي لا تكون في المؤمن
523 / 1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن وليد رضي الله عنه قال
حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن النضر

(1) علل الشرائع / 82.
(2) علل الشرائع / 83.
(3) علل الشرائع / 83
180

ابن شعيب، عن الحارثي، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: لا يؤمن رجل فيه
الشح والحسد والجبن، ولا يكون المؤمن جبانا ولا حريصا ولا شحيحا (1).
524 / 2 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن
الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: إن المؤمن لا تكون سجيته الكذب والبخل
والفجور، ولكن ربما ألم بشئ من هذا لا يدوم عليه، فقيل له: أفيزني؟ قال: نعم هو
مفتن تواب، ولكن لا يولد له (ابن) من تلك النطفة (2).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
525 / 3 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
يحيى العطار، عن أحمد بن محمد قال: حدثني أبو عبد الله الرازي، عن الحسن بن
علي بن أبي عثمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أربع
خصال لا تكون في مؤمن، لا يكون مجنونا ولا يسأل عن أبواب الناس ولا يولد
من الزنا ولا ينكح في دبره (3).
526 / 4 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه قال:
حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشير،
عن أبان بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن أبي عبد الله عليه السلام سمعته
يقول: ستة لا تكون في المؤمن: العسر والنكد واللجاجة والكذب والحسد
والبغي (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. النكد: البخل وقلة العطاء. ونقلها ابن إدريس
في آخر سرائر 30 / 579 نقلا من جامع البزنطي.
527 / 5 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار رضي الله عنه، عن

الخصال / 82.
(2) الخصال / 129.
(3) الخصال / 229.
(4) الخصال / 325.
181

أبيه، عن سهل بن زياد قال: حدثنا أبو نصر محمد بن جعفر بن عقبة، عن الحسن
بن محمد بن أخت أبي مالك، عن عبد الله بن سنان، عن عبد الواحد بن المختار
قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن اللعب بالشطرنج فقال: إن المؤمن لمشغول عن
اللعب (1).
83 - خصال المؤمن
528 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الملك بن غالب، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقورا عند الهزاهز،
صبورا عند البلاء، شكورا عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء ولا
يتحامل للأصدقاء، بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن
والحلم وزيره والعقل أمير جنوده والرفق أخوه والبر والده (2).
أقول: نقلها الصدوق بسنده في الخصال / 406 والإسكافي في
التمحيص /
66، الهزاهز: الفتن التي يفتتن الناس بها. لا يتحامل: أي لا يجوز على
الناس أو لا يتحمل الوزر لأجل الأصدقاء.
529 / 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه عليهما السلام قال: رفع إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله قوم في بعض غزواته فقال: من القوم؟ فقالوا: مؤمنون يا رسول الله،
قال: وما بلغ ايمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضا
بالقضاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، إن كنتم
كما تصفون، فلا تبنوا مالا تسكنون ولا تجمعوا مالا تأكلون واتقوا الله الذي إليه

(1) الخصال / 26.
(2) الكافي 2 / 47.
182

ترجعون (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
530 / 3 - الصدوق بسنده إلى جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من واسى الفقير وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا (2).
531 / 4 الصدوق قال: وفي خبر آخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سرته
حسنته وسادته سيئته فهو مؤمن (3).
532 / 5 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال:
حدثني محمد بن أحمد قال: حدثني سهل بن زياد، عن الحارث بن الدلهاث مولى
الرضا عليه السلام قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون
فيه ثلاث خصال: سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه، فالسنة من ربه كتمان
سره قال الله عز وجل: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من
رسول) (4) وأما السنة من نبيه صلى الله عليه وآله فمداراة الناس فإن الله عز وجل أمر نبيه صلى الله عليه وآله عليها السلام
(بمداراة الناس، فقال: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) (4) وأما
السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء، فإن الله عز وجل يقول: (والصابرين
في البأساء والضراء) (5) (6).
533 / 6 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن
عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله عز وجل أعطى المؤمن
ثلاث خصال العزة في الدنيا والفلح في الآخرة والمهابة في صدور الظالمين ثم

(1) الكافي 2 / 48.
(2) الخصال / 47.
(3) الخصال / 47.
(1) سورة الجن / 27.
(4) سورة الأعراف / 199.
(6) سورة البقرة / 177.
(6) الخصال / 82.
183

قرأ (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين) (1) وقرأ (قد أفلح المؤمنون - إلى قوله - هم
فيها خالدون) (2) (3).
534 / 7 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
يحيى العطار، عن محمد بن يحيى قال، حدثني أحمد بن محمد وغيره باسناده
رفعاه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته،
وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس
من شره، وأنصف الناس من نفسه (4).
535 / 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المؤمن بشره في
وجهه وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا وأذل نفسا يكره الرفعة ويشنأ
السمعة، طويل غمه، بعيد همه كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور مغمور
بفكرته، ضنين بخلته، سهل الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد وهو أذل
من العبد (5).
أقول: مغمور بفكرته: غريق في فكرته. ضنين: بخيل. الخلة: الحاجة. الخليقة:
الطبيعة. العريكة: النفس. الصلد: الحجر الصلب.
536 / 9 - الإسكافي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا يصلح المؤمن إلا
على ثلاث خصال: التفقه في الدين وحسن تقدير المعيشة والصبر على النائبة (6).
537 / 10 - الإسكافي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من كن فيه أكمل ايمانه وإن كان من قرنه إلى قدمه خطايا الصدق وأداء الأمانة والحياة وحسن الخلق (7)

(1) سورة المنافقين / 8.
(2) سورة المؤمنين / (11 - 11).
(3) الخصال / 152.
(4) الخصال / 351.
(5) نهج البلاغة / 533 - الحكمة 333.
(6) التمحيص / 68 الرقم 164.
(7) التمحيص / 67 الرقم 158.
184

84 - خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته
538 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب الصيرفي، عن الهيثم أبي
كهمس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ست خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته: ولد
صالح يستغفر له، ومصحف يقرأ فيه، وقليب يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء
يجريه، وسنة حسنة يؤخذ بها بعده (2).
85 - خلق المؤمن
539 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن إبراهيم بن مسلم الحلواني، عن أبي إسماعيل الصقيل الرازي، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إن في الجنة لشجرة تسمى المزن فإذا أراد الله أن يخلق مؤمنا
أقطر منها قطرة فلا تصيب بقلة ولا ثمرة أكل منها مؤمن أو كافر إلا أخرج الله عز وجل من
صلبه مؤمنا (3).
أقول: للفيض بيان في ذيل الحديث فراجع الوافي إن شئت.
86 - خوف المؤمن من الله تعالى
540 / 1 - سبط الطبرسي نقلا عن المحاسن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
المؤمن لا يخاف غير الله ولا يقول عليه إلا الحق (3).
540 / 2 - القطب الرواندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا اقشعر جلد
المؤمن من خشية الله تحاتت عنه خطاياه كما تحاتت ورق الشجر (4).
542 / 3 - القطب الرواندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: العبد المؤمن

(1) الخصال 1 / 323 الرقم 9.
(2) الكافي 2 / 14 ونقل عنه في الوافي 4 / 69.
(3) مشكاة الأنور / 117 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 11 / 228.
(4) لب الباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 11 / 231.
185

بين مخافتين: أجل مضى لا يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري
ما الله قاض فيه (1).
87 - ذنب المؤمن لم يكتب عليه
543 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
محمد بن حمران، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن العبد إذا أذنب
ذنبا اجل من غدوه إلى الليل، فإن استغفر الله لم يكتب عليه (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
544 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير وأبي
علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن أبي أيوب، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من عمل سيئة اجل فيها سبعه ساعات من النهار
فإن قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم - ثلاث مرات - لم تكتب عليه
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
545 / 3 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وأبو علي الأشعري ومحمد
بن يحيى جميعا، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن
أيوب، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العبد المؤمن إذا أذنب
ذنبا أجله الله سبع ساعات، فإن استغفر الله لم يكتب عليه شئ، وإن مضت
الساعات ولم يستغفر كتبت عليه سيئة وإن المؤمن ليذكر ذنبه بعد عشرين سنة
حتى يستغفر ربه فيغفر له، وإن الكافر لينساه من ساعته (4).

(1) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 11 / 231
(2) الكافي 2 / 437.
(3) الكافي 2 / 437.
(4) الكافي 2 / 437.
186

546 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة بياع الأكسية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن ليذنب الذنب
فيذكر بعد عشرين سنة فيستغفر الله منه فيغفر له، وإنما يذكره ليغفر له وإن الكافر
ليذنب الذنب فينساه من ساعته (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة.
547 / 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري ومحمد بن يحيى جميعا، عن
الحسين بن إسحاق وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن علي بن مهزيار، عن
النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول ما من مؤمن يذنب ذنبا إلا أجله الله عز وجل سبع ساعات من النهار فإن هو
تاب لم يكتب عليه شئ وإن هو لم يفعل كتب (الله) عليه سيئة، فأتاه عباد
البصري فقال له: بلغنا أنك قلت: ما من عبد يذنب ذنبا إلا أجله الله عز وجل سبع
ساعات من النهار؟ فقال: ليس هكذا قلت ولكني قلت: ما من مؤمن وكذلك كان قولي (2).
548 / 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من
مؤمن يقارف في يومه وليلته أربعين كبيرة فيقول وهو نادم: أستغفر الله الذي لا إله
إلا هو الحي القيوم بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام، وأسأله أن
يصلي على محمد وآل محمد وأن يتوب علي، إلا غفرها الله عز وجل له، ولا خير
فيمن يقارف في يوم أكثر من أربعين كبيرة (3).
549 / 7 - المفيد رفعه إلى أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ما من عبد مؤمن إلا
وفي قلبه نكتة بيضاء، فإن أذنب وثنى خرج من تلك النكتة سواد، فإن تمادى في

(1) الكافي 2 / 438.
(2) الكافي 2 / 439.
(3) 2 / 438.
187

الذنوب اتسع ذلك السواد حتى يغطي البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا، وهو
قول الله: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) (1) (2).
550 / 8 - الطوسي باسناده عن أبي ذر في حديث وصية رسول الله صلى الله عليه وآله له:
يا أبا ذر إن المؤمن ليرى ذنبه كأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه، والكافر يرى
ذنبه كأنه ذباب مر على ذنبه، يا أبا ذر إن الله تعالى إذا أراد بعبد خيرا جعل الذنوب
بين عينيه ممثلة، يا أبا ذر لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى من عصيت (3).
88 - ذنوب المؤمن مغفورة
551 / 1 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لو كانت ذنوب
المؤمن مثل رمل عالج ومثل زبد البحر لغفرها الله له، فلا تجتروا (4).
552 / 2 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه
والله جميعا (5).
553 / 3 - وعنه، وعن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: إن لي حاجة فقال:
تلقاني بمكة، فلقيته، فقلت: يا أبن رسول الله إن لي حاجة؟ فقال: تلقاني بمنى،
فلقيته بمنى فقلت: يا أبن رسول الله إن لي حاجة فقال: حاجتك فقلت: يا أبن
رسول الله إني كنت أذنبت ذنبا فيما بيني وبين الله عز وجل لم يطلع عليه أحد
واجلك أن أستقبلك به، فقال: إذا كان يوم القيامة تجلى الله عز وجل لعبده المؤمن
فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفرها له، لا يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي
مرسل وفي حديث آخر: ويستر عليه من ذنوبه ما يكره أن يوقفه عليه، ثم يقول

(1) سورة المطففين / 14.
(2) الاختصاص / 243.
(3) أمالي الطوسي المجلس التاسع عشر ح 1 / 527 الرقم 1162.
المؤمن / 23 الرقم 64.
(5) المؤمن / 33 الرقم 65.
188

لسيئاته كوني حسنات، وذلك قول الله عز وجل: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم
حسنات) (1) (2) 554 / 4 - وعنه، عن أحدهما عليهما السلام قال: إن ذنوب المؤمن مغفورة فيعمل
المؤمن لما يستأنف أما أنها ليست إلا لأهل الايمان (3).
555 / 5 - الشيخ أبو محمد، جعفر بن أحمد بن علي القمي، عن أحمد بن
علي، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم،
عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: السقم محو الذنوب. وقال صلى الله عليه وآله: ساعات الوجع يذهبن ساعات
الخطايا. وقال صلى الله عليه وآله: ساعات الهموم ساعات الكفارات، ولا يزال الهم بالمؤمن
حتى يدعه وماله من ذنب (4).
أقول: الرواية معتبرة سندا.
556 / 6 - الصدوق بسنده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة
تجلى الله عز وجل لعبده المؤمن فيوفقه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر الله له لا يطلع
الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم
يقول لسيئاته: كوني حسنات (5).
قال الصدوق رضي الله عنه: معنى قوله تجلى الله لعبده: أي ظهر له آية من آياته يعلم
بها أن الله يخاطبه.
557 / 7 - مؤلف جامع الأخبار رفعه إلى أبي الجارود، عن أبي جعفر، عن
آبائه عليهم السلام قالوا: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن المؤمن إذا قارف الذنوب ابتلي بها

(1) سورة الفرقان / 70.
(2) المؤمن / 33 الرقم 67.
(3) المؤمن / 26 الرقم 82.
(3) جامع الأحاديث / 13 و 14 ونقل في بحار الأنوار 64 / 244.
(5) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 23 ح 57.
189

بالفقر، فإن كان في ذلك كفارة لذنوبه وإلا ابتلي بالمرض، فإن كان في ذلك كفارة
لذنوبه وإلا ابتلي بالخوف من السلطان يطلبه، فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق
عليه عند خروج نفسه حتى يلقى الله حين يلقاه وماله من ذنب يدعيه عليه، فيأمر
به إلى الجنة، وإن الكافر والمنافق ليهون عليهما خروج أنفسهما حتى يلقيان الله
حين يلقيانه وما لهما عنده من حسنة يدعيانها عليه، فيأمر بهما إلى النار (1).
89 - راحة المؤمن
558 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن علي بن
الصلت، عن أحمد بن محمد بن علي بن خالد، عن منصور بن العباس، عن سعيد
بن جناح، عن مطرف مولى معن، عن أبي عبد الله عليه السلام. قال: ثلاثة للمؤمن فيهن
راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من الناس، وامرأة صالحة تعينه على
أمر الدنيا والآخرة، وابنة أو أخت يخرجها من منزله بموت أو بتزويج (2).
559 / 2 - الصدوق، عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس السراج، عن
قتيبة، عن عبد العزيز، عن عمرو بن أبي عمرو، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن
محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: شيئان يكرههما ابن آدم: الموت والموت
راحة المؤمن من الفتنة، ويكره قلة المال وقلة المال أقل للحساب (3).
90 - الربح على المؤمن
560 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد
بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن صالح وابن شبل، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ربح المؤمن على المؤمن ربا إلا أن يشتري بأكثر من مائة

(1) جامع الأخبار / 313 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 237.
(2) الخصال / 159.
(3) الخصال 74.
190

درهم فاربح عليه قوت يومك، أو يشتريه للتجارة فاربحوا عليهم وارفقوا بهم
(1) أقول: ونقلها الشيخ في التهذيب 7 / 7 والاستبصار 3 / 69.
561 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن
محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن فرات بن أخنف قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: ربح المؤمن على المؤمن ربا (2).
أقول: ونقلها البرقي في المحاسن / 101 مسندا والديلمي في أعلام الدين /
403 مرسلا.
562 / 3 - في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام: روي: ربح المؤمن على
أخيه ربا إلا أن يشتري منه شيئا بأكثر من مائة درهم فيربح فيه قوت يومه، أو
يشتري متاعا للتجارة فيربح عليه ربحا خفيفا (3).
91 - ربيع المؤمن
563 / 1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال:
حدثنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران
الأشعري، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن
أبيه قال: سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: الشتاء ربيع المؤمن يطول فيه ليله
فيستعين به على قيامه، ويقصر فيه نهاره فيستعين به على صيامه (4).
564 / 2 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: الشتاء ربيع المؤمن (5).

(1) الكافي 5 / 154.
(2) عقاب الأعمال / 285.
(3) فقه الرضا عليه السلام / 251.
(4) أمالي الصدوق / 237 - المجلس الثاني والأربعون ح 2.
(5) شرح شهاب الاخبار / 49 ح 120.
191

92 - رجوت للمؤمن الجنة
565 / 1 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمد،
عن الحسن بن محبوب، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: لا يجمع الله لمؤمن الورع والزهد (والاقبال إلى الله عز وجل في الصلاة) (1)
في الدنيا إلا رجوت له الجنة، قال: ثم قال: وإني لأحب للرجل منكم المؤمن إذا
قام في صلاة فريضة أن يقبل بقلبه إلى الله ولا يشغل قلبه بأمر الدنيا، فليس من
مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه وأقبل بقلوب المؤمنين
إليه بالمحبة له بعد حب الله عز وجل إياه (2).
أقول: الرواية حسنة بإبراهيم الكرخي.
93 - رد المؤمن حراما
566 / 1 - سبط الطبرسي نقلا عن مجموع السيد ناصح الدين أبي البركات،
عن الرضا، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لرد
المؤمن حراما يعدل عند الله سبعين حجة مبرورة (3).
94 - رد غيبة المؤمن
567 / 1 - الصدوق باسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن
الصادق، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله... ألا
ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد عنه ألف
باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه

(1) ما بين القوسين زائد في بعض النسخ.
(2) ثواب الأعمال / 163 ح 1 ونقل عنه صدرها في وسائل الشيعة 11 / 195 (15 / 246 طبع آل البيت).
(3) مشكاة الأنوار / 315.
192

كوزر من اغتابه سبعين مرة (1).
أقول: ورد هذا في حديث مناهي النبي صلى الله عليه وآله وفي سنده ضعف، ولكن وردت
أحاديث صحاح في هذا المضمون كما سنذكر لك إن شاء الله.
568 / 2 - الصدوق باسناده في حديث وصايا النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام:...
يا علي: من اغتيب عنده أخوه المسلم فاستطاع نصره فلم ينصره خذله الله في
الدنيا والآخرة (2).
569 / 3 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن
يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من رد عن عرض أخيه المسلم وجبت له الجنة البتة (3).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
570 / 4 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن
الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي الورد، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
من اغتيب عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن
اغتيب عنده أخوه المؤمن فلم ينصره (ولم يعنه) ولم يدفع عنه وهو يقدر على
نصرته وعونه إلا حفضه الله في الدنيا والآخرة (4).
571 / 5 - الصدوق باسناده إلى ابن عباس في آخر خطبة خطبها النبي صلى الله عليه وآله
بالمدينة أنه قال:... ومن رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عنه
ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة، فإن لم يرد عنه وأعجبه كان عليه كوزر من
اغتاب (5).

(1) الفقيه 4 / 15.
(2) الفقيه 4 / 372.
(3) ثواب الأعمال / 175.
(4) ثواب الأعمال / 177.
(5) عقاب الأعمال / 335.
193

572 / 6 - المفيد بسنده المتصل إلى ابن أبي الدرداء، عن أبيه قال: نال رجل
من عرض رجل عند النبي صلى الله عليه وآله فرد رجل من القوم عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار (1).
573 / 7 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه نظر إلى رجل يغتاب رجلا
عند الحسن ابنه عليه السلام فقال: يا بني نزه سمعك عن مثل هذا فإنه نظر إلى أخبث ما في
وعائه فأفرغه في وعائك (2).
574 / 8 - الشيخ باسناده إلى حديث وصية النبي صلى الله عليه وآله إلى أبي ذر أنه قال له:
يا أبا ذر من ذب عن أخيه المؤمن الغيبة كان حقه على الله عز وجل أن يعتقه من
النار، يا أبا ذر من اغتيب عنده أخوه المسلم وهو يستطيع نصره فنصره نصره الله
عز وجل في الدنيا والآخرة، فان خذله وهو يستطيع نصره خذله الله في الدنيا
والآخرة (3).
575 / 9 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: من سمع الغيبة
ولم يغير كان كمن اغتاب، ومن رد عن عرض أخيه المؤمن كان له سبعون ألف
حجاب من النار (4).
576 / 10 - الشيخ أبو الفتوح الرازي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
السامع للغيبة أحد المغتابين (5).
أقول: هذه الروايات تدل على وجوب رد غيبة المؤمن وتلك عشرة كاملة،
وقد مر منا أحاديث في تحريم الغيبة في عنوان (اغتياب المؤمن) فراجعها إن شئت.

(1) أمالي المفيد / 237، المجلس الأربعين الرقم 2.
(2) الاخلاص / 225.
(3) أمالي الطوسي المجلس التاسع عشر ح 1 / 537 الرقم 1162.
(4) لب اللباب ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 108 (9 / 133 طبع آل البيت).
(5) تفسير الشيخ أبى الفتوح الرازي 5 / 125 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 108 (9 / 133).
194

95 - رفع حاجة المؤمن إلى السلطان
577 / 1 - الشيخ الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن عبد
الله بن محمد، عن زيد بن علي، عن الحسين بن زيد بن علي، عن علي بن جعفر،
عن أخيه موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبلغوني
حاجة من لا يستطيع ابلاغي حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع
إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة (1).
578 / 2 - الحميري، عن عبد الله بن الحسن، عن جده علي بن جعفر قال
سمعت أخي موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع
إبلاغها ثبت الله عز وجل قدميه على الصراط (2).
579 / 3 - الديلمي رفعه إلى محمد بن إسماعيل، عن الرضا عليه السلام قال: إن لله
بأبواب السلاطين من نور الله سبحانه وتعالى وجهه بالبرهان ومكن له في البلاد،
ليدفع به عن أوليائه ويصلح به أمور المسلمين، إليه يلجأ المؤمنون من الضرر
ويفزع ذو الحاجة من شيعتنا، وبه يؤمن الله تعالى روعتهم في دار الظلمة، أولئك
المؤمنون حقا، وأولئك أمناء الله في أرضه، أولئك نورهم يسعى بين أيديهم يزهر
نورهم لأهل السماوات كما تزهر الكواكب الدرية لأهل الأرض وأولئك من نورهم
تضئ القيامة، خلقوا والله للجنة وخلقت الجنة لهم فهنيئا لهم، ما على أحدكم إن
شاء لينال هذا كله؟ قال: قلت: بماذا جعلني الله فداك؟ قال: يكون معهم فيسرنا
بادخال السرور على المؤمنين من شيعتنا (3).
96 - الرفق بالمؤمن
580 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض

(1) أمالي الطوسي المجلس السابع ح 50 / 203 الرقم 348.
(2) قرب الإسناد / 122.
(3) أعلام الدين / 271 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 384 ح 4.
195

أصحابه، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن عثمان، عن محمد بن
حماد الخزاز، عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا عبد
العزيز إن الايمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد مرقاة، فلا
يقولن صاحب الاثنين لصاحب الواحد لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشر،
فلا تسقط من هو دونك فيسقطك من هو فوقك، وإذا رأيت من هو أسفل منك
بدرجة فارفعه إليك برفق ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره فإن من كسر مؤمنا
فعليه جبره (1).
581 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
الحسن بن محبوب، عن عمار بن أبي الأحوص، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله
عز وجل وضع الايمان على سبعة أسهم على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء
والعلم والحلم، ثم قسم ذلك بين الناس، فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو
كامل محتمل، وقسم لبعض الناس السهم ولبعض السهمين ولبعض الثلاثة حتى
انتهوا إلى السبعة، ثم قال: لا تحملوا على صاحب السهم سهمين ولا على صاحب
السهمين ثلاثة فتبهضوهم، ثم قال: كذلك حتى ينتهي إلى السبعة (2).
أقول: تبهضوهم: تثقلوا عليهم وتجعلهم في الشدة.
582 / 3 الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله عليه السلام. قال: يا عمر لا تحملوا على
شيعتنا وارفقوا بهم، فإن الناس لا يحتملون ما تحملون (3).
أقول: الرواية من حيث السند لا بأس بها.
583 / 4 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
القاسم بن محمد الأصبهاني عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة،

(1) الكافي 2 / 44.
(2) الكافي 2 / 42.
(3) الكافي 8 / 334 الرقم 522.
196

عن الزهدي، عن علي بن الحسين عليه السلام قال: كان آخر ما أوصى به الخضر موسى
بن عمران عليهما السلام أن قال له: تعيرن أحدا بذنب، وإن أحب الأمور إلى الله عز
وجل ثلاثة: القصد في الجدة والعفو في المقدرة والرفق بعباد الله، وما رفق أحد
بأحد في الدنيا إلا رفق الله عز وجل به يوم القيامة، ورأس الحكمة مخافة الله
تبارك وتعالى (1).
584 / 5 - الكشي، عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، قال: قال
العبد الصالح عليه السلام: يا يونس ارفق بهم فإن كلامك يدق عليهم... الحديث (2).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
585 / 6 - المفيد بسنده إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: كان سلمان يطبخ قدرا
فدخل عليه أبو ذر فانكبت القدر فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شئ،
فردها على الأثافي، ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ، فردها على الأثافي،
فمر أبو ذر إلى أمير المؤمنين عليه السلام مسرعا قد ضاق صدره مما رأى وسلمان يقفو
أثره حتى إنتهى إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فنظر أمير المؤمنين إلى سلمان فقال له:
يا أبا عبد الله أرفق بأخيك (3).
أقول: الأثافي: جمع أثفية وهي الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها.
97 - الرواية على المؤمن
586 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن الحسين بن مختار، عن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام فيما جاء في
الحديث: (عورة المؤمن على المؤمن حرام) قال: ما هو أن ينكشف فترى منه شيئا

(1) الخصال / 111 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 429 (16 / 163 طبع آل البيت).
(2) رجال الكشي 2 / 782 ح 928 طبع آل البيت ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 215.
(3) الاختصاص / 12 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 215.
197

إنما هو أن تروى عليه أو تعيبه (1).
أقول: الرواية معتبرة سندا.
587 / 2 الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: من روى على
مؤمن رواية يريد بها شينه وهدم مروته ليسقط من أعين الناس أخرجه الله من
ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان (2).
أقول: ونقلها الصدوق بسنده في عقاب الأعمال / 287 ولكن ليس في نقله
(فلا يقبله الشيطان).
588 / 3 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن مختار، عن زيد
الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: (عورة المؤمن على المؤمن حرام) قال:
ليس هو أن ينكشف ويرى منه شيئا إنما هو أن يروى عليه (3).
589 / 4 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنة قال: من روى على أخيه رواية
يريد بها شينه وهدم مروته أوقفه الله في طينة خبال حتى يبتعد مما قال (4).
أقول: وفي صحيحة ابن أبي يعفور في الكافي 2 / 357 قلت: وما طينة
الخبال؟ قال أبو عبد الله عليه السلام: صديد يخرج من فروج المومسات. صديد الجرح:
ماؤه الرقيق المختلط بالدم. المومسات: الفاجرات.
98 - زيارة المؤمن
590 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن فضال، عن علي بن عقبة، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من

(1) الكافي 2 / 359.
(2) الكافي 2 / 358.
(3) معاني الأخبار / 255.
(4) الاختصاص / 229.
198

زار أخاه لله لا لغيره التماس موعد الله وتنجز ما عند الله وكل الله به سبعين ألف
ملك ينادونه ألا طبت وطابت لك الجنة (1).
591 / 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي النهدي،
عن الحصين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من زار أخاه في الله قال الله عز وجل:
إياي زرت وثوابك علي، ولست أرضى لك ثوابا دون الجنة (2).
592 / 3 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
حدثني جبرئيل عليه السلام أن الله عز وجل أهبط إلى الأرض ملكا، فأقبل ذلك الملك
يمشي حتى وقع إلى باب عليه رجل يستأذن على رب الدار، فقال له الملك،
ما حاجتك إلى رب هذه الدار؟ قال: أخ لي مسلم زرته في الله تبارك وتعالى، قال
له الملك: ما جاء بك إلا ذاك؟ فقال: ما جاء بي إلا ذاك فقال: إني رسول الله إليك
وهو يقرئك السلام ويقول: وجبت لك الجنة وقال الملك: إن الله عز وجل يقول:
أيما مسلم زار مسلما فليس إياه زار، إياي زار وثوابه علي الجنة (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ونقلها الحسين بن سعيد في
المؤمن / 59 والمفيد عن جابر في الاختصاص / 26.
593 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب عن أبي أيوب، عن محمد بن
قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن لله عز وجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة، رجل
حكم على نفسه بالحق ورجل زار أخاه المؤمن في الله ورجل آثر أخاه المؤمن
في الله (4).
أقول: الرواية صحيحة سندا.

(1) الكافي 2 / 175.
(2) الكافي 2 / 176.
(3) الكافي 2 / 176.
(4) الكافي 2 / 178
199

594 / 5 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لقاء الأخوان مغنم
جسيم وإن قلوا (1).
أقول: الرواية معتبرة من حيث السند.
595 / 6 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد
بن الحسن الصفار، عن أحمد بن إسحاق بن سعد، عن بكر بن محمد الأزدي قال:
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما زار مسلم أخاه في الله إلا ناداه الله عز وجل: أيها
الزائر طبت وطابت لك الجنة (2).
596 / 7 - الصدوق، عن ابن وليد، عن الصفار، عن ابن عيس باسناد ذكره
عن الصادق عليه السلام قال: من لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا، ومن لم
يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا (3).
597 / 8 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه عن أبيه، عن سعد، عن ابن
عيسى، عن ابن محبوب، عن العقرقوفي قال: حدثنا أبو عبيد، قال: سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول لأصحابه وأنا حاضر: اتقوا الله وكونوا إخوة بررة، متحابين في الله،
متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. والأخبار الواردة في هذا الباب كثيرة
ذكرنا لك نبذة منها وأكثرها من صحاحها وإن شئت أكثر من هذا فراجع: الكافي
2 / 175 والمؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي / 58 والوافي 5 / 589 وبحار الأنوار
71 / 432 وجامع أحاديث الشيعة 12 / 622.

(1) الكافي 2 / 179.
(2) ثواب الأعمال / 221.
(3) ثواب الأعمال / 124 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 354.
(4) أمالي الطوسي المجلس الثاني 56 / 60 الرقم 87 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 351.
200

99 - زيارة قبر المؤمن
598 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد قال: كنت بفيد
فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع فقال علي بن بلال:
قال لي صاحب هذا القبر: عن الرضا عليه السلام قال: من أتى قبر أخيه ثم وضع يده على
القبر وقرأ (إنا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر أو يوم
الفزع (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ونحوها رواية الصدوق الآتية وفيد:
قلعة في طريق مكة.
599 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن البختري وجميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام في زيارة القبور قال:
إنهم يأنسون بكم فإذا غبتم عنهم استوحشوا (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
600 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: عاشت فاطمة عليها السلام بعد
أبيها خمسة وسبعين يوما لم تر كاشرة ولا ضاحكة، تأتي قبور الشهداء في كل
جمعة مرتين: الاثنين والخميس فتقول: هاهنا كان رسول الله صلى الله عليه وآله ها هنا كان
المشركون (3).
أقول: الرواية صحيحة سندا. كاشرة: مبتسمة أو مبدية عن أسنانها.
601 / 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن ابن محبوب عن عمرو بن أبي المقدام قال:

(1) الكافي 3 / 229.
(2) الكافي 3 / 228 (3) الكافي 3 / 228.
201

مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل من أهل الكوفة من الشيعة
قال: فوقف عليه عليه السلام فقال: اللهم ارحم غربته وصل وحدته وآنس وحشته،
واسكن إليه من رحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه
(1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
602 / 5 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد
بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد قال: كنت أنا وإبراهيم بن هاشم في بعض
المقابر إذ جاء إلى قبر فجلس مستقبل القبلة، ثم وضع يده على القبر فقرأ سبع
مرات: (إنا أنزلناه) ثم قال: حدثني صاحب هذا القبر - وهو محمد بن إسماعيل
بن بزيع - أنه من زار قبر مؤمن فقرأ عنده سبع مرات: (إنا أنزلناه) غفر الله له
ولصاحب القبر (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ولكن لمن تنقل من المعصوم شيئا،
ولكن الظاهر اتحادها مع صحيحة علي بن بلال المذكورة آنفا وعليه فمتنها من
مولانا علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء. والروايات في هذا الباب
كثيرة وذكرنا لك خمسة من صحاحها. إن شئت راجع كتب الاخبار منها جامع
أحاديث الشيعة 3 / 537 و 12 / 625 ووسائل الشيعة 3 / 222 وما بعدها من طبع
آل البيت.
100 - ساعات المؤمن
603 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: للمؤمن ثلاث
ساعات: فساعة يناجي فيها ربه وساعة يرم معاشه وساعة يخلى بين نفسه وبين
لذتها فيما يحل ويجمل، وليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاث: مرمة

(1) الكافي 3 / 229.
(2) ثواب الأعمال / 226.
202

لمعاش أو خطوة في معاد أو لذة في غير محرم (1).
أقول: يرم: يصلح. المرمة: الاصلاح.
101 - سب المؤمن
604 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر
وأكل لحمه معصية وحرمة ماله كحرمة دمه (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد، ونقلها الصدوق في الفقيه 4 / 418 الرقم
5913 مرفوعا.
605 / 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رجلا من بني تميم
أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: لا تسبوا الناس فتكسبوا
العداوة بينهم (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
606 / 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن
بن الحجاج، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في رجلين يتسابان قال: البادي منهما
أظلم ووزره ووزر صاحبه عليه ما لم يعتذر إلى المظلوم (4).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
607 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة الثمالي

(1) نهج البلاغة / 545 حكمة 390.
(2) الكافي 2 / 359.
(3) الكافي 2 / 360 (4) الكافي 2 / 360.
203

قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينهما
فإن وجدت مساغا وإلا رجعت على صاحبها (1).
أقول: الروية صحيحة الاسناد.
608 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سباب المؤمن
كالمشرف على الهلكة (2).
أقول: الرواية صحيحة سندا. والروايات الواردة في تحريم سب المؤمن
كثيرة، ذكرنا لك خمسة من صحاحها، وإن شئت أكثر فراجع الكافي 2 / 359
ووسائل الشيعة 12 / 297 طبع آل البيت ومستدرك الوسائل 2 / 109 (9 / 136).
102 - ستر ذنوب المؤمن
609 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام قال: يجب للمؤمن على
المؤمن أن يستر عليه سبعين كبيرة (3).
610 / 2 - محمد بن الأشعث باسناده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه،
عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: لو
وجدت مؤمنا على فاحشة لسترته بثوبي أو قال: بثوبه، هكذا (4).
611 / 3 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من اطلع من مؤمن على
ذنب أو سيئة فأفشى ذلك عليه ولم يكتمها ولم يستغفر الله له، كان عند الله كعاملها
وعليه وزر ذلك الذي أفشاه عليه، وكان مغفورا لعاملها، وكان عقابه ما أفشى عليه

(1) الكافي 2 / 360.
(2) الكافي 2 / 359.
(3) الكافي 2 / 207.
(4) الجعفريات / 242 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 424.
204

في الدنيا مستور عليه في الآخرة، ثم لا يجد الله أكرم من أن يثني عليه عقابا في
الآخرة (1).
612 / 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أيها الناس من عرف
من أخيه وثيقة في دين وسداد طريق فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال، أما إنه قد
يرمي الرامي وتخطي السهام، ويحيل الكلام وباطل ذلك يبور والله سميع وشهيد،
أما إنه ليس بين الحق والباطل إلا أربع أصابع فسئل عليه السلام عن معنى قوله هذا،
فجمع أصابعه ووضعها بين اذنه وعينه ثم قال: الباطل أن تقول سمعت والحق أن
تقول رأيت (2).
613 / 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال، ليس من العدل
القضاء على الثقة بالظن (3).
614 / 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تظنن بكلمة خرجت
من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محتملا (4).
615 / 7 - القطب الرواندي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال له
النبي صلى الله عليه وآله: لو رأيت رجلا على فاحشة قال: أستره. قال: إن رأيته ثانيا: قال
أستره بإزاري وردائي إلى ثلاث مرات فقال النبي صلى الله عليه وآله: لا فتى إلا علي (5)
616 / 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: استر عور أخيك
لما تعلمه فيك (6).

(1) الاختصاص / 32 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 425.
(2) نهج البلاغة / 197 خطبة 141 ونقل عنه في مسائل الشيعة 11 / 593 (16 / 379 طبع آل البيت).
(3) نهج البلاغة / 507 220 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 593 (16 / 379).
(4) نهج البلاغة 538 حكمة 360 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 593 (16 / 380).
(5) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 426.
(6) غرر الحكم 1 / 110 الرقم 67 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 426.
205

617 / 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إن للناس
تكشف ما غاب عنك فإن الله يحلم عليها واستر العورة ما استطعت، يستر الله عليك
ما تحب ستره (1).
618 / 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: شر الناس من لا
يغفر الزلة ولا يستر العورة (2).
103 - سجن المؤمن
619 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد عن
عثمان بن عيسى عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فشكا إليه
رجل الحاجة، فقال له: اصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، قال: ثم سكت ساعة ثم
أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ فقال: أصلحك الله
ضيق منتن وأهله بأسوء حال قال: فإنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في
سعة، أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن (3).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا ابن عجلان ليس له توثيق خاص، ورواها
الحسين بن سعيد في المؤمن / 26 والإسكافي في التمحيص / 48.
620 / 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صفير، عن جده شعيب قال: سمعت أبا عبد
الله عليه السلام يقول: الدينا سجن المؤمن فأي سجن جاء منه خير (4).
621 / 3 - الصدوق باسناده عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام
قال:... يا علي إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر يا علي موت الفجأة راحة

(1) غرر الحكم 1 / 228 الرقم 129 ونقل في مستدرك الوسائل 12 / 426.
(2) غرر الحكم 1 / 446 الرقم 63 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 437.
(3) الكافي 2 / 250.
(4) الكافي 2 / 250.
206

للمؤمن وحسرة للكافر يا علي أوحى الله إلى الدنيا اخدمي من خدمني واتعبي من
خدمك، يا علي إن الدنيا لو عدلت عند الله جناح بعوضة لما سقى الكافر منها شربة
من ماء، يا علي ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو يتمنى يوم القيامة أنه لم يعط
من الدنيا إلا قوتا (1).
622 / 4 - الصدوق قال: حدثنا حمزة العلوي رضي الله عنه قال: أخبرني علي بن
إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن
أبي الحسن الأول، عن أبي عبد الله عليهما السلام قال: الدنيا سجن المؤمن والقبر حصنه
والجنة مأواه والدنيا جنة الكافر والقبر سجنه والنار مأواه (2).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا العلوي شيخ الصدوق لأنه مهمل ولكن من
ترضى الصدوق له ظهر كونه من أصحابنا الإمامية. والمراد بأبي الحسن الأول
موسى بن جعفر عليهما السلام.
632 / 5 - الإسكافي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، وأما المؤمن فيروع فيها وأما
الكافر فمتع منها (3).
624 / 6 - مؤلف جامع الأخبار ورفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: الدنيا سجن
المؤمن وجنة الكافر (4).
104 - السعي في حاجة المؤمن
625 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إن لله عبادا في الأرض يسعون

(1) الفقيه 4 / 363.
(2) الخصال 1 / 108 الرقم / 74.
(3) التمحيص / 48 الرقم 76.
(4) جامع الأخبار / 353 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 338.
207

في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة، ومن أدخل على مؤمن سرورا فرح الله
قلبه يوم القيامة (1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
626 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يمشي لأخيه المؤمن في
حاجة إلا كتب الله عز وجل له بكل خطوة حسنة وحط عنه بها سيئة ورفع له بها
درجة وزيد بعد ذلك عشر حسنات وشفع في عشر حاجات (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
627 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزار، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال من سعى في
حاجة أخيه المسلم طلب وجه الله كتب الله عز وجل له ألف ألف حسنة يغفر فيها
لأقاربه وجيرانه وإخوانه ومعارفه، ومن صنع إليه معروفا في الدنيا فإذا كان يوم
القيامة قيل له: ادخل النار فمن وجدته فيها صنع إليك معروفا في الدنيا فأخرجه
بإذن الله عز وجل إلا أن يكون ناصبا (3).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
628 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
علي، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كفى بالمرء اعتمادا على
أخيه أن ينزل به حاجته (4).
أقول: الرواية صحيحة سندا.
629 / 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سعى في حاجة

(1) الكافي 2 / 197.
(2) الكافي 2 / 197.
(3) الكافي 2 / 197.
(4) الكافي 2 / 198.
208

أخيه المسلم فاجتهد فيها فأجرى الله على يديه قضاءها كتب الله عز وجل له حجة
وعمرة واعتكاف شهرين في المسجد الحرام وصيامهما، وإن اجتهد فيها ولم يجر
الله قضاءها على يديه كتب الله عز وجل له حجة وعمرة (1).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
630 / 6 - الصدوق رفعه إلى أبي علي الخراني قال: قال أبو عبد الله عليه السلام من
ذهب مع أخيه في حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله عمره، فقال له
رجل: أخرج مع أخي في حاجة واقطع الطواف؟ فقال: نعم (2).
631 / 7 - الحسن بن محمد الطوسي بسنده المتصل إلى محمد بن يحيى
المدني قال: سمعت جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: من كان في حاجة أخيه المسلم
كان الله في حاجته ما كان في حاجة أخيه (3).
632 / 8 - محمد بن محمد بن الأشعث بسنده إلى جعفر بن محمد، عن آبائه،
عن علي أمير المؤمنين عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الخلق عيال الله
فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا أو مشى مع
أخ مسلم في حاجة أحب إلى الله من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام
(4).
633 / 9 - الحسن بن علي بن شعبة رفعه إلى عبد الله بن جندب قال: قال
الصادق عليه السلام: يا بن جندب الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة
وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله يوم بدر واحد وما عذب الله أمة إلا
عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم، الحديث (5).

(1) الكافي 2 / 198.
(2) مصادقة الإخوان / 68.
(3) أمالي الطوسي المجلس الرابع ح 1 / 97 الرقم 147 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 548 (16 / 367 طبع آل البيت).
(4) الجعفريات / 193 ونقل بعضها في مستدرك الوسائل 12 / 410.
(5) تحف العقول / 223 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 413.
209

634 / 10 - الصوري رفعه إلى إسماعيل بن عباد الصيرفي، عن صدقة
الحلواني عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال في حديث: لئن أسعى مع أخ لي في حاجة
حتى تقضى أحب إلي من أن أعتق ألف نسمة واحمل على ألف فرس في سبيل الله
مسرجة ملجمة (1).
أقول: الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا لك عشرة منها، وإن شئت
أكثر من هذا فراجع الكافي 2 / 196 والمؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي / 46
ومصادقة الاخوان / 66 والوافي 5 / 665 ووسائل الشيعة 11 / 582 (16 / 365
طبع آل البيت) وبحار الأنوار 71 / 283 ومستدرك الوسائل 12 / 408 و 410.
105 - سقي المؤمن
635 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن إبراهيم،
عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه
الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا من ظما سقاه الله من الرحيق المختوم (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد وقد ذكرها في بحث إطعام المؤمن.
636 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سقى مؤمنا شربة
من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة، وإن
سقاه من حيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل (3).
أقول: الرواية معتبرة من حيث السند.
637 / 3 - البرقي، عن محمد بن علي، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن
سيف بن عميرة، عن عبد الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر عليه السلام: إن الله يحب

(1) قضاء حقوق المؤمن / 30 ح 43 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 316.
(2) الكافي 2 / 201.
(3) الكافي 2 / 201.
210

إراقة الدماء واطعام الطعام وإغاثة اللهفان (1).
أقول: اللهفان: العطشان.
638 / 4 - الشيخ أبو محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي رفعه إلى
النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: أفضل الصدقة على الأسير المخضر عيناه من الجوع وقال:
أفضل الصدقة سقي الماء، وأفضل الصدقة صدقة الماء (2).
639 / 5 - وعنه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أفضل الصدقة إبراد كبد حارة.
وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الأعمال أبراد الكبد الحري، يعني
سقي الماء (3).
106 - سكون المؤمن
640 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن
يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما
يسكن الظمآن إلى الماء البارد (4).
أقول: راجع في هذا المجال عنوان (انس المؤمن بايمانه).
107 - سلاح المؤمن
641 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض (5).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة بل موثقة، وهكذا الرواية الآتية.

(1) المحاسن / 388 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 365.
(2) الغايات / 71 و 72 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 369.
(3) الغايات / 73 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 369.
(4) الكافي 2 / 247.
(5) الكافي 2 / 468.
211

642 / 2 - الكليني نقل بهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: ألا أدلكم على
سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدر أرزاقكم؟ قالوا: بلى. قال: تدعون ربكم بالليل
والنهار فإن سلاح المؤمن الدعاء (1).
643 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام أنه كان يقول لأصحابه: عليكم بسلاح
الأنبياء، فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء (2).
108 - سوء الظن بالمؤمن
644 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عمن حدثه، عن الحسين بن مختار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال، قال أمير
المؤمنين عليه السلام في كلام له: ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك منه
ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوء وأنت تجد لها في الخير محملا (3).
645 / 2 - الحسين بن سويد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أبى الله أن يظن
بالمؤمن إلا خيرا، وكسر عظم المؤمن ميتا ككسره حيا (4).
646 / 3 - الحميري، عن هارون، عن ابن زياد، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الكذاب، الحديث (5).
647 / 4 - الصدوق بسنده عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: اطرحوا سوء
الظن بينكم، فإن الله عز وجل نهى عن ذلك (6).
648 / 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: إذا استولى الصلاح

(1) الكافي 2 / 468.
(2) الكافي 2 / 468.
(3) الكافي 2 / 362 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 302 طبع آل البيت.
(4) المؤمن 67 ح 177 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 110 (9 / 142).
(5) قرب الإسناد / 15 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 195.
(6) الخصال / 624 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 110 (9 / 144).
212

على الزمان وأهله ثم أساء الرجل الظن برجل لم تظهر منه خزية فقد ظلم، وإذا
استولى الفساد على الزمان وأهله فأحسن الرجل الظن برجل قد غرر (1).
649 / 6 - السيد علي بن طاووس نقلا من كتاب الرسائل للكليني باسناده
إلى جعفر بن عنبسة عن عباد بن زياد الأسدي عن عمرو بن أبي المقدام، عن
أبي جعفر عليه السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام فيما كتبه لولده الحسن عليه السلام: ولا يغلبن
عليك سوء الظن، فإنه لا يدع بينك وبين صديق صفحا. وقال لا يعدمك من شقيق
سوء الظن (2).
650 / 7 - الشهيد رفعه إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام قال: إذا كان زمان العدل
فيه أغلب من الجور فحرام أن تظن بأحد سوء حتى تعلم ذلك منه، وإذا كان زمان
الجور فيه أغلب من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا حتى يبدو ذلك منه (3).
651 / 8 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والظن فإنه
أكذب الحديث (4).
652 / 9 - وعنه رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله: إن في المؤمن ثلاث خصال ليس
منها خصلة إلا وله منها مخرج: الظن والطيرة والحسد، فمن سلم من الظن سلم من
الغيبة ومن سلم من الغيبة سلم من الزور ومن سلم من الزور سلم من البهتان (5).
653 / 10 - وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وآله: شر الناس الظانون وشر الظانين
المتجسسون وشر المتجسسين القوالون وشر القوالين الهتاكون (6).

(1) نهج البلاغة / 489 حكمة 114 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 110 (9 / 146).
(2) كشف المحجة / 167 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 110 (9 / 142).
(3) الدرة الباهرة / 42 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 110 (9 / 145).
(4) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 111 (9 / 147).
(5) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 111 (9 / 147).
(6) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 111 (9 / 147)
213

109 - سؤر المؤمن
654 / 1 - الصدوق قال: قال أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن
محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت الياس، عن عبد الله بن سنان قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: في سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة والمراد بالحسن بن علي بن بنت
الياس هو الحسن بن علي بن زياد الوشاء، وكان من وجوه الطائفة وعينا من
عيونها.
655 / 2 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال حدثنا أحمد بن
إدريس، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد بن إسماعيل يرفعه قال:
من شرب من سؤر أخيه المؤمن تبركا به خلق الله بينهما ملكان يستغفر لهما حتى
تقوم الساعة (2).
656 / 3 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من شرب سؤر أخيه
تبركا به خلق الله بينهما ملكا يستغفر لهما حتى تقوم الساعة وقال رضي الله عنه: في سؤر
المؤمن شفاء من سبعين داء (3).
110 - شرف المؤمن
657 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن موسى بن
جعفر بن أبي جعفر الكميداني ومحمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كف الأذى عن الناس (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.

(1) ثواب الأعمال / 181.
(2) ثواب الأعمال / 181.
(3) الاختصاص / 189.
(4) الخصال / 6 ح 18.
214

111 - شكوى الحاجة إلى المؤمن
658 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن يونس بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام: أيما مؤمن شكا
حاجته وضره إلى كافر أو إلى من يخالفه على دينه فكأنما شكا الله عز وجل إلى
عدو من أعداء الله وأيما رجل مؤمن شكا حاجته وضره إلى مؤمن مثله كانت
شكواه إلى الله عز وجل (1).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا يونس بن عمار، لأنه لم يرد فيه توثيق
خاص وهو أخو إسحاق بن عمار ونقل عنه عدة من الأعاظم. نحو يونس بن عبد
الرحمن وابن أبي عمير وعثمان بن عيسى وابن محبوب كما في السند. ونقلها عنه
الإسكافي في التمحيص / 61 ح 134.
659 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا حسن إذا
نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف، ولكن اذكرها لبعض إخوانك
فإنك لن تقدم خصلة من أربع خصال: إما كفاية بمال وإما معونة بجاه أو دعوة
فتستجاب أو مشورة برأي (2).
660 / 3 - الصدوق قال: وروي عن أبي هاشم الجعفري أنه قال: (أصابتني
ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام فاستأذنت عليه، فأذن
لي فلما جلست قال: يا أبا هاشم أي نعم الله عليك تريد أن تؤدي شكرها؟ قال أبو
هاشم: فوجمت فلم أدر ما أقول له، فابتدأني عليه السلام فقال: إن الله عز وجل رزقك
الايمان فحرم به بدنك على النار، ورزقك العافية فأعانك على الطاعة، ورزقك

(1) الكافي 8 / 144 ح 113 ونقل عنه في الوافي 5 / 707.
(2) الكافي 8 / 170 ح 192 ونقل عنه في الوافي 5 / 707.
215

القنوع فصانك عن التبذل، يا أبا هاشم إنما ابتدأتك بهذا لأني ظننت أن
تشكو لي من فعل بك هذا، قد أمرت لك بمائة دينار فخذها) (1).
أقول: الصدوق رضي الله عنه نقل هذه الرواية مسندا في أماليه في المجلس الرابع
والستين وسندها هكذا: (حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال: حدثنا
أبي عن محمد بن أحمد العلوي قال: حدثني أحمد بن القاسم عن أبي هاشم
الجعفري).
وجمت: سكت وأطرقت رأسي. التبذل: الامتهان أو حفظك بالقناعة عن
تبذل وجهك عند لئام الناس. من فعل بك هذا: لعل كانت كناية عن الله سبحانه.
661 / 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: من شكا الحاجة إلى
مؤمن فكأنه شكاها إلى الله، ومن شكاها إلى كافر فكأنما شكا الله (2).
112 - شماتة المؤمن
662 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
الحسن بن علي بن فضال، عن إبراهيم بن محمد الأشعري عن أبان بن عبد الملك،
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تبدي الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويصيرها بك
وقال: من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الدنيا حتى يفتتن (3).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا أبان لم يرد توثيقه. لا تبدي أي لا تظهر.
113 - الشيطان والمؤمن
663 / 1 - المفيد رفعه إلى ربعي، عن الفضل قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول إن الشياطين على المؤمنين أكثر من الزنابير على اللحم ثم قال هكذا بيده
- إلا ما دفع الله (4).

(1) الفقيه 4 / 401 ح 5863 ونقل عنه في الوافي 5 / 707.
(2) نهج البلاغة / 551 الحكم الرقم 437 (3) الكافي 2 / 359.
(4) الاختصاص / 30.
216

114 - صفات المؤمن
664 / 1 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله
بن داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال قام رجل يقال له: همام وكان عابدا ناسكا مجتهد -
إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخطب فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن
كأننا ننظر إليه؟ فقال: يا همام هو الكيس الفطن، بشره في وجهه وحزنه في قلبه،
أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض على كل حسن
لا حقود ولا حسود ولا وثاب ولا سباب ولا عياب ولا مفتان، يكره الرفعة، ويشنأ
السمعة، طويل الفم بعيد الهم كثير الصمت وقور ذكور صبور شكور، مغموم بفكره
مسرور بفقره سهل الخليقة لين العريكة رصين الوفاء قليل الأذى لا متأفك
ولا متهتك، إن ضحك لم يخرق وإن غضب لم ينزق، ضحكه تبسم واستفهامه تعلم
ومراجعته تفهم كثير علمه، عظيم حلمه، كثير الرحمة، لا يبخل ولا يعجل ولا
يضجر ولا يبطر ولا يحيف في حكمه ولا يجور في علمه، نفسه أصلب من الصلد
ومكادحته أحلى من الشهد، لا جشع ولا هلع ولا عنف ولا صلف ولا متكلف ولا
متعمق، جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لا يتهور
ولا يتهتك ولا يتجبر خالص الود وثيق العهد، وفي العقد شفيق وصول، حليم،
حمول، قليل الفضول، راض عن الله تعالى مخالف لهواه لا يغلظ على من يؤذيه
ولا يخوض فيما لا يعنيه ناصر للدين، محامي عن المؤمنين، كهف للمسلمين لا
يخرق الثناء سمعه ولا ينكي الطمع قلبه ولا يصرف اللعب حكمه ولا يطلع الجاهل
علمه، قوال، عمال، عالم حازم، لا بفحاش ولا بطياش، وصول في غير عنف بذول
في غير سرف ولا بختار ولا بغدار ولا يقتفي أثرا ولا يحيف بشرا، رفيق بالخلق،
ساع في الأرض، عون للضعيف، غوث للملهوف لا يهتك سترا، ولا يكشف سرا،
كثير البلوى، قليل الشكوى، إن رأى خيرا ذكره وإن عاين شرا ستره، يستر العيب
217

ويحفظ الغيب ويقيل العثرة ويغفر الزلة. لا يطلع على نصح فيذره ولا يدع جنح
حيف فيصلحه، أمين رصين، تقي، نقي، ذكي رضي، يقبل العذر، ويجمل الذكر
ويحسن بالناس الظن ويتهم على العيب نفسه، يحب في الله بفقه وعلم ويقطع في
الله بحزم وعزم، لا يخرق به فرح ولا يطيش به مرح، مذكر للعالم، معلم للجاهل لا
يتوقع له بائقة ولا يخاف له غائلة، كل سعي أخلص عنده من سعيه، وكل نفس
أصلح عنده من نفسه، عالم بعيبه، شاغل بغمه، لا يثق بغير ربه، قريب، وحيد
حزين، يحب في الله ويجاهد في الله ليبتغ رضاه ولا ينتقم لنفسه بنفسه ولا يوالي
في سخط ربه، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصدق، مؤازر لأهل الحق،
عون للغريب أب لليتيم، بعل للأرملة، حفي بأهل المسكنة، مرجو لكل كريمة،
مأمول لكل شدة. هشاش بشاش لا بعباس ولا بجساس، صليب، كظام، بسام،
دقيق النظر عظيم الحذر، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحيى وقنع
فاستغنى، حياؤه يعلو شهوته، ووده يعلو حسده وعفوه يعلو حقده، لا ينطق بغير
صواب ولا يلبس إلا الاقتصاد، مشيه التواضع خاضع لربه بطاعته راض عنه في
كل حالاته، نيته خالصة، أعماله ليس فيها غش ولا خديعة، نظره عبرة وسكوته
فكرة وكلامه حكمة، مناصحا متباذلا، متواخيا ناصح في السر والعلانية، لا يهجر
أخاه ولا يغتابه ولا يمكر به ولا يأسف على ما فاته ولا يحزن على ما أصابه ولا
يرجو ما لا يجوز له الرجاء ولا يفشل في الشدة ولا يبطر في الرخاء.
يمزج العلم بالحلم والعقل بالصبر تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله،
قليلا زلله، متوقعا لأجله، خاشعا قلبه ذاكرا ربه قانعة نفسه، منفيا جهله، سهلا أمره،
حزينا لذنبه، ميتة شهوته كظوما غيظه، صافيا خلقه آمنا منه جاره، ضعيفا كبره،
قانعا بالذي قدر له، متينا صبره، محكما أمره، كثيرا ذكره، يخالط الناس ليعلم
ويصمت ليسلم ويسأل ليفهم ويتجر ليغنم، لا ينصت للخير ليفخر به ولا يتكلم
ليتجبر به على من سواه، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة، أتعب نفسه
218

لاخرته، فأراح الناس من نفسه ان بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له،
بعده ممن تباعد منه بغض ونزاهة ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده
تكبرا ولا عظمة ولا دنوه خديعة ولا خلابة بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير،
فهو إمام لمن بعده من أهل البر قال: فصاح همام صيحة ثم وقع مغشيا عليه، فقال
أمير المؤمنين عليه السلام (أما والله لقد كنت أخافها عليه) وقال (هكذا تصنع الموعظة
البالغة بأهلها) فقال له قائل: فما بالك يا أمير المؤمنين: فقال (ان لكل آجلا لن
يعدوه وسببا لا يجاوزه فمهلا ولا تعد فإنما نفث على لسانك الشيطان) (1).
أقول: قال الفيض رضي الله عنه في شرح الحديث:
(همام) هذا هو همام بن شريح بن يزيد بن مرة وكان من شيعة علي عليه السلام
وأوليائه (البشر) بالكسر الطلاقة و (الحض) الترغيب و (الوثبة) الطيش
(والشناءة) البغض و (السمعة) الصيت و (العريكة) الطبيعة (لانت عريكته) إذا
انكسرت نخوته (الرصين) كأمين بالمهملتين المحكم الثابت (الإفك) الكذب
(الخرق) الحمق (النزق) الطيش (الضجر) الملال (البطر) افراط الفرح (
الحيف) الظلم ويقال: حجر صلد أي صلب أملس (الكدح) الكد والسعي
و (حلاوة مكادحته) لحلاوة ثمرتها (ويقينه في نيلها) فإن التعب في سبيل
المحبوب راحة (الجشع) محركة أشد الحرص وأسوأه وأن تأخذ نصيبك وتطمع
في نصيب غيرك و (الهلع) الجزع (الصلف) أن تدعي ما ليس فيك من الكمال
(الرفق) المداراة (التهور) ايقاع النفس فيما لا تطيق و (الكناية) الجرح (ونفي
الخرق، والنكاية) كناية عن عدم التأثر بهما و (الحكم) الحكمة و (الختر) الغدر
والخديعة أو أقبح الغدر ونفي اقتفاء الأثر كناية عن عدم التجسس لعيوب الناس
(الجنح) الجانب (الحزم) التيقظ (المرح) شدة الفرح يعني لا يحمله الفرح على

(1) الكافي 2 / 226 ونقل عنه في الوافي 4 / 153.
219

الحماقة ولا شدته على العدول عن الحق والميل إلى الباطل يقال طاش السهم عن
الهدف أي عدل (البائقة) الشر (الغائلة) الشدة (المؤازرة) المعاونة (مرجو لكل
كريمه) أي خصلة كريمة وفي بعض النسخ كريهة بالهاء وهو أرفق لقوله (مأمول
لكل شدة) والمراد رفعهما و (الهشاشة) الارتياح والخفة (والبشاشة) طلاقة
الوجه ورجل هشاش بشاش وهش بش أي طلق الوجه طيبه الاقتصاد في
الملبس أن لا تلبس ما يلحقك بدرجة المترفين ولا ما يلحقك بأهل الخسة
والدناءة، ويحتمل أن يكون المراد جعل الاقتصاد لباسا لنفسه يعني مقتصد في كل
أموره، والتواضع في المشي العدل بين رذيلتي المهانة والكبر (بغض ونزاهة) أي
بغض له في الله أو بغض لما في أيدي الناس من متاع الدنيا ونزاهة عنه.
وفي نهج البلاغة زهد ونزاهة وهو أوضح و (الخلابة) الخديعة باللسان وهذه
الصفات والعلامات قد يتداخل بعضها في بعض، ولكن تورد بعبارة أخرى، أو
تذكر مفردة، ثم تذكر ثانيا مركبة مع غيرها، وهذه الخطبة من جليل خطبه وبليغ
وصفه فعلت بهمام ما فعلت وقد أوردها صاحب نهج البلاغة باختلافات كثيرة في
ألفاظه، وفي آخره: فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها يعني مات منها.
قول السائل (فما بالك) أي لم تقع مغشيا عليك؟ أو ذكرت له ذلك مع خوفك
عليه الموت، فأجابه عليه السلام بالإشارة إلى السبب البعيد وهو الأجل المحكوم به
القضاء الإلهي وهو جواب مقنع للسامع مع أنه حق وصدق.
وأما السبب القريب للفرق بينه وبين همام ونحوه فقوة نفسه القدسية على
قبول الواردات الإلهية وتعوده بها وبلوغ رياضته حد السكينة عند ورود أكثرها
وضعف نفس همام عما ورد عليه من خوف الله ورجائه، وأيضا فإنه عليه السلام كان
متصفا بهذه الصفات لم يفقدها حتى يتحسر على فقدها. قيل ولم يجب عليه السلام بمثل
هذا الجواب لاستلزامه تفضيل نفسه أو لقصور فهم السائل ونهيه له عن مثل هذا
السؤال والتنفير عنه بكونه من نفثات الشيطان لوضعه له في غير موضعه وهو من
220

آثار الشيطان وبالله العصمة والتوفيق. إن قيل: كيف جاز منه عليه السلام أن يجيبه مع غلبة
ظنه بهلاكه وهو كالطبيب يعطي كلا من المرضى بحسب احتمال طبيعته من
الدواء؟ قلت: إنه لم يكن يغلب على ظنه إلا الصعقة عن الوجد الشديد. فأما أن
تلك الصعقة فيها موته، فلم يكن مظنونا له، كذا قاله ابن ميثم رضي الله عنه.
665 / 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عليهما السلام قال:
المؤمن يصمت ليسلم وينطق ليغنم لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته
من البعداء ولا يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، إن زكي خاف مما
يقولون ويستغفر الله لما لا يعلمون لا يغره قول من جهله ويخاف إحصاء
ما عمله (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة. وفي بعض النسخ الأعداء بدلا من
البعداء. كما ضبط في نسختنا المخطوطة بعنوان نسخة.
666 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنما المؤمن الذي إذا غضب لم
يخرجه غضبه من حق، وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل وإذا قدر لم يأخذ
أكثر مما له (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
667 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنما المؤمن الذي
إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول
الحق والذي إذا قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق (3).

(1) الكافي 2 / 231.
(2) الكافي 2 / 233.
(3) الكافي 2 / 234.
221

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
668 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله المؤمن كمثل شجرة لا
يتحات ورقها في شتاء ولا صيف قالوا: يا رسول الله وما هي؟ قال النخلة (1).
أقول: الرواية معتبرة سندا والظاهر أن المراد بها ينتفع الناس دائما وفي جميع
الأحوال من المؤمن والله العالم.
669 / 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن فضال، عن ابن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: المؤمن أصلب من
الجبل، الجبل يستقل منه والمؤمن لا يستقل من دينه شئ (2).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة. يستقل: أي ينقص.
670 / 7 - الصدوق باسناده عن حسين بن عمرو، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إن المؤمن أشد من زبر الحديد، إن زبر الحديد إذا دخل النار تغير وإن المؤمن لو
قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه (3).
أقول: زبر وزبر بفتح الثاني أو ضمه جمع الزبرة أي القطعة من الحديد. لم
يتغير قلبه: أي عقائده التي في قلبه.
671 / 8 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله قال: المؤمنون
هينون لينون (4).
أقول: الهون: السكينة والوقار. اللين: الرفق والمداراة.
672 / 9 - الحسين بن سعيد رفع إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تقدر
الخلائق على كنه صفة الله عز وجل فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله صلى الله عليه وآله،

(1) الكافي 2 / 235.
(2) الكافي 2 / 241.
(3) صفات الشيعة / 179 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 303.
(4) شرح شهاب الاخبار / 48 ح 119 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 356.
222

وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول كذلك لا تقدر على كنه صفة الامام، وكما
لا تقدر على كنه صفة الامام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن (1).
673 / 10 - الإسكافي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يكمل المؤمن
إيمانه حتى يحتوي على مائة وثلاث خصال: فعل وعمل ونية وباطن ظاهر.
فقال أمير المؤمنين علي عليه السلام: يا رسول الله ما يكون المائة وثلاث خصال؟ فقال:
يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر جوهري الذكر، كثيرا علمه عظيما
حلمه، جميل المنازعة كريم المراجعة، أوسع الناس صدرا وأذلهم نفسا، ضحكه
تبسما واجتماعه تعلما، مذكر الغافل معلم الجاهل، لا يؤذي من يؤذيه ولا يخوض
فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة ولا يذكر أحدا بغيبة، بريا من الحرمات واقفا عند
الشبهات، كثير العطاء قليل الأدنى، عونا للغريب وأبا لليتيم، بشره في وجهه
وخوفه في قلبه، مستبشرا بفقره، أحلى من الشهد وأصلد من الصلد، لا يكشف
سرا ولا يهتك سترا، لطيف الجهات حلو المشاهدة، كثير العبادة حسن الوقار، لين
الجانب طويل الصمت، حليما إذا جهل عليه صبورا على من أساء إليه، يجل الكبير
ويرحم الصغير، أمينا على الأمانات بعيد من الخيانات، إلفه التقي وخلقه الحياء،
كثير الحذر قليل الزلل، حركاته أدب وكلامه عجب، مقيل العثرة ولا يتبع العورة،
وقورا صبورا رضيا شكورا، قليل الكلام صدوق اللسان، برا مصونا حليما رفيقا
عفيفا شريفا.
لا لعان ولا نمام ولا كذاب ولا مغتاب، ولا سباب ولا حسود ولا بخيل،
هشاشا بششا، لا حساس ولا جساس، يطلب من الأمور أعلاها ومن الأخلاق
أسناها، مشمولا لحفظ الله، مؤيدا بتوفيق الله، ذا قوة ولين وعزمة في يقين، لا
يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، صبور في الشدائد لا يجور ولا

(1) المؤمن / 31 ح 59 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 65.
64 / 65.
223

يعتدي ولا يأتي بما يشتهي.
الفقر شعاره والصبر ثاره، قليل المؤونة كثير المعونة، كثير الصيام طويل القيام،
قليل المنام قلبه تقي وعمله زكي، إذا قدر عفا وإذا وعد وفى يصوم رغبا ويصلي
رهبا، ويحسن في عمله كأنه ينظر إليه، غض الطرف سخي الكف، لا يرد سائلا ولا
يبخل بنائل، متواصلا إلى الاخوان مترادفا للإحسان، يزن كلامه ويخرس لسانه،
لا يغرق في بغضه ولا يهلك في محبته، لا يقبل الباطل من صديقه ولا يرد الحق
من عدوه، لا يتعلم إلا ليعلم ولا يعلم إلا ليعمل.
قليلا حقده كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته ويبكي الليل على خطيئته، إن
سلك مع أهل الدنيا كان أكيسهم وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى
في كسبه بشبهة ولا يعمل في دينه برخصة، يعطف على أخيه بزلته ويرعى ما مضى
من قديم صحبته (1).
أقول: الروايات في هذا الباب كثيرة إن أردت الاطلاع على أكثر مما ذكرنا
لك فعليك بمراجعة الكافي 2 / 226 والوافي 4 / 153 وبحار الأنوار 64 / 261
وغيرها من كتب الاخبار.
115 - صلابة المؤمن
674 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي يحيى كوكب الدم
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن حواري عيسى عليه السلام كانوا شيعته وإن شيعتنا
حواريونا، وما كان حواري عيسى بأطوع له من حوارينا لنا وإنما قال عيسى عليه السلام فلا والله
ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه، وشيعتنا والله، لم يزالوا منذ قبض الله عز

(1) التمحيص / 74 ح 171 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 310.
(2) سورة الصف / 14.
224

ذكره رسوله صلى الله عليه وآله ينصرونا ويقاتلون دوننا ويرحقون ويعذبون ويشردون في
البلدان، جزاهم الله عنا خيرا. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام: والله، لو ضربت
خيشوم محبينا بالسيف ما أبغضونا ووالله، لو أدنيت إلى مبغضينا وحثوت لهم من
المال ما أحبونا (1).
أقول: في السند أبو يحي كوكب الدم وهو مهمل لم يذكر في الرجال بمدح
ولا ذم، ولكن متنها يشهد بصحتها. الخيشوم: أقصى الانف. حثوت لهم: أعطيتهم
كثيرا. كناية عن كثرة العطاء.
675 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن قتيبة الأعشى قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عاديتم فينا الاباء
والأبناء والأزواج وثوابكم على الله عز وجل، أما إن أحوج ما تكونون إذا بلغت
الأنفس إلى هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. ومعناها: إذا بلغت النفس إلى الترقوة
وعاينتم الموت حينئذ تحتاجون إلى هذا التشيع والصلابة في الدين الموجبة
لعداوة الاباء والأبناء والأزواج وثوابها.
116 - ضالة المؤمن
676 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: الحكمة ضالة
المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل النفاق (3).
أقول: قال عبد الوهاب في شرح كلمات أمير المؤمنين عليه السلام ما نصه: (الحكمة:
إحكام الرأي والتدبير، وتطلق على كل كلام محكم لا مدخل فيه للفساد بوجه
وعلى كل دليل محكم موضح للحق مزيل للشبهة وعلى كل فعل محكم مشتمل

(1) الكافي 8 / 268 ح 396.
(2) الكافي 8 / 333 ح 519.
(3) نهج البلاغة / 481 الحكمة / 80.
225

على مصلحة عار عن مفسدة وعلى كل علم يعرف فيه استكمال النفس الانسانية
في جانبي العلم والعمل بالأحكام، ومنه اطلاق الحكمة على علم الشرايع
والأحكام كذا في شرح البردة، والظاهر أن المراد من الحكمة ها هنا جميع معانيها
الأربعة على مذهب من جوز عموم المشترك أو على طريق عموم المجاز بأن يراد
منها معنى مجازي شامل لأفراد المعاني المذكورة) (1).
677 / 2 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: خذ الحكمة أنى
كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن
إلى صواحبها في صدر المؤمن (2).
أقول: تلجج: بحذف إحدى التائين تخفيفا أي تتحرك.
117 الطعن على المؤمن
678 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان،
عن حماد بن عثمان، عن ربعي، عن الفضيل، عن أبي جعفر عليه السلام قال: مامن انسان
يطعن في عين مؤمن إلا مات بشر ميتة وكان قمنا أن لا يرجع إلى خير (3).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة، لأن المراد بابن سنان هو عبد الله. في
عين مؤمن: حين ينظر إليه ويراعيه. قمنا: خليقا. ونقلها الصدوق بسنده المعتبر في
عقاب الأعمال / 284.
679 / 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن
النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما شهد رجل على
رجل بكفر قط إلا باء به أحدهما، إن كان شهد (به) على كافر صدق وإن كان مؤمنا

(1) شرح عبد الوهاب على مائة كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام / 50.
(2) نهج البلاغة / 481 الحكمة / 79.
(3) الكافي 2 / 361.
226

رجع الكفر عليه، فإياكم والطعن على المؤمنين (1).
أقول: باء به: رجع بالكفر أحدهما. إن صدق الشاهد فالرجل الاخر المشهود
عليه كافر، وإن كذب الشاهد فهو كافر. كما صرح بذلك في الحديث أيضا. ونقلها
الصدوق بسنده عن أحمد بن النضر في عقاب الأعمال / 320.
680 / 3 - الصدوق قال: حدثني محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه، عن عمه،
عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل خلق المؤمنين من نور عظمته وجلال كبريائه فمن
طعن عليهم أو رد عليهم قولهم فقد رد على الله في عرشه وليس من الله في شئ
إنما هو شرك شيطان (2).
681 / 4 - الشيخ الطوسي، عن الحسين بن عبيد الله، عن أبو محمد، عن ابن
همام، عن الحسين بن أحمد المالكي، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يحيى بن
زكريا الأنصاري، عن داود بن كثير الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل خلق المؤمن من عظمة جلاله وقدرته، فمن طعن عليه
أورد عليه قوله فقد رد على الله عز وجل (3).
82 6 / 5 - القطب الرواندي رفعه إلي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من طعن في مؤمن
بشطر كلمة حرم الله عليه ريح الجنة وإن ريحها ليوجد من مسيرة خمسمائة عام
(4).
118 - طلب عثرات المؤمن
683 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن

(1) الكافي 2 / 360.
(2) عقاب الأعمال / 284.
(3) أمالي الطوسي المجلس الحادي عشر ح 61 / 306 الرقم 614 ونقل عنه في وسائل الشيعة 12 / 300 (4) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 109 (9 / 140).
227

أبن فضال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أقرب ما يكون العبد
إلى الكفر أن يواخي الرجل الرجل على الدين فيحصي عليه زلاته ليعيره بها يوما
ما (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة ونظيرها موثقة أخرى لزرارة وموثقة ابن
بكير المروية في الكافي الشريف 2 / 355.
684 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عمير، عن علي بن
إسماعيل، عن ابن مسكان، عن محمد بن مسلم أو الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تطلبوا عثرت المؤمن فإن من تتبع عثرات أخيه
تتبع الله عثراته ومن تتبع عثراته يفضحه ولو في جوف بيته (2).
685 / 3 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من يتبع
عثرات أحد من المؤمنين ليفضحه بذلك فضحه الله ولو في بيته (3).
أقول: الروايات في هذا المجال كثيرة ولكن متقاربة لفظا أو معنا، ولذا لم نذكر
لك إلا هذه الثلاث وإن شئت أكثر من هذه فراجع إلى الكافي 2 / 354 والوافي
5 / 971 وبحار الأنوار 72 / 212 ووسائل الشيعة 12 / 274 طبع آل البيت
ومستدرك الوسائل 9 / 108 طبع آل البيت وجامع أحاديث الشيعة 16 / 313.
119 - طينة المؤمن
686 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن
صالح بن سهل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك من أي شئ خلق الله

(1) الكافي 2 / 355.
(2) الكافي 2 / 355.
(3) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 9 / 109 طبع آل البيت.
228

عز وجل طينة المؤمن فقال: من طينة الأنبياء فلم تنجس أبدا (1).
أقول: ونظيرها مرسلة الحسين بن سعيد في كتابه المؤمن / 35 الرقم 74
وخبر آخر لصالح بن سهل المروية في الكافي 2 / 5 ومرسلة محمد بن حمران
المروية في الاختصاص لشيخنا المفيد / 25.
687 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
ربعي بن عبد الله، عن رجل، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: إن الله عز وجل خلق
النبيين من طينة عليين قلوبهم وأبدانهم، وخلق قلوب المؤمنين من تلك الطينة،
و (جعل) خلق أبدان المؤمنين من دون ذلك وخلق الكفار من طينة سجين قلوبهم وأبدانهم، فخلط بين الطينتين فمن هذا يلد المؤمن والكافر ويلد الكافر المؤمن،
ومن ها هنا يصيب المؤمن السيئة ومن ها هنا يصيب الكافر الحسنة، فقلوب
المؤمنين تحن إلى ما خلقوا منه وقلوب الكافرين تحن إلى ما خلقوا منه (2).
أقول: نقلها الشيخ المفيد في الإختصاص / 24 ومحمد بن الحسن الصفار في
بصائر الدرجات / 15 الرقم 5 بسند صحيح ولكن الظاهر وقوع سقط فيه، لان
ربعي بن عبد الله كان من أصحاب أبي عبد الله عليه السلام ولا يمكن له أن ينقل من علي
بن الحسين عليه السلام بلا واسطة، والله العالم وللفيض والمجلسي قدس الله اسرارهما
بيان في ذيل الحديث راجع إن شئت إلى الوافي 4 / 25 والبحار 64 / 79.
688 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عن النضر بن
شعيب، عن عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عز وجل خلق
المؤمن من طينة الجنة، وخلق الكافر من طينة النار، وقال: إذا أراد الله عز وجل
بعبد خيرا طيب روحه وجسده، فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه ولا يسمع شيئا
من المنكر إلا أنكره. قال وسمعته يقول: الطينات ثلاث: طينة الأنبياء والمؤمن من

(1) الكافي 2 / 3.
(2) الكافي 2 / 2.
229

تلك الطينة إلا أن الأنبياء هم من صفوتها هم الأصل ولهم فضلهم، والمؤمنون الفرع
من طين لازب، كذلك لا يفرق الله عز وجل بينهم وبين شيعتهم وقال: طينة
الناصب من حمأ مسنون، وأما المستضعفون فمن تراب لا يتحول مؤمن عن ايمانه
ولا ناصب عن نصبه ولله المشيئة فيهم (1).
أقول: الرواية موجودة في بصائر الدرجات / 16 الرقم 7 لمحمد بن الحسن
الصفار المذكور في السند.
689 / 4 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن عيسى عن أبي
الحجاج قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا أبا الحجاج إن الله خلق محمدا وآل محمد
من طينة عليين وخلق قلوبهم من طينة فوق ذلك، وخلق شيعتنا من طينة دون
عليين وخلق قلوبهم من طينة عليين، فقلوب شيعتنا من أبدان آل محمد وأن الله
خلق عدو آل محمد من طين سجين وخلق قلوبهم من طين أخبث من ذلك،
وخلق شيعتهم من طين دون طين سجين وخلق قلوبهم من طين سجين، فقلوبهم
من أبدان أولئك وكل قلب يحن إلى بدنه (2).
690 / 5 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثني أحمد بن الحسين، عن
أحمد بن علي بن هيثم الرازي، عن إدريس، عن محمد بن سنان العبدي، عن جابر
الجعفي قال: كنت مع محمد بن علي عليه السلام (فقال): يا جابر خلقنا نحن ومحبينا من
طينة واحدة بيضاء نقية من أعلى عليين، فخلقنا نحن من أعلاها وخلق محبونا من
دونها، فإذا كان يوم القيامة التفت العليا بالسفلى، وإذا كان يوم القيامة ضربنا
بأيدينا إلى حجزة نبينا وضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا، فأين ترى يصير الله
نبيه وذريته وأين ترى يصير ذريته محبيها، فضرب جابر يده على يده فقال:
دخلناها ورب الكعبة ثلاثا (3)

(1) الكافي 2 / 3.
(2) بصائر الدرجات / 14 الرقم 2.
(3) بصائر الدرجات / 15 الرقم 6.
230

691 / 6 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا عمران بن موسى، عن
إبراهيم مهزيار عن علي بن الحسين بن سعيد، عن الحسن بن محبوب الهاشمي،
عن حنان بن منذر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله عجن طينتنا وطينة شيعتنا
فخلطنا بهم وخلطهم بنا، فمن كان في خلقه شئ من طينتنا حن إلينا فأنتم والله
منا (1).
692 / 7 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا عمران بن موسى عن إبراهيم
مهزيار، عن الحسين بن سعيد بن ميمون، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
الله عز وجل خلقنا من عليين وخلق محبينا من دون ما خلقنا منه، وخلق عدونا
من سجين وخلق محبيهم مما خلقهم منه، فلذلك يهوي كل إلى كل (2).
693 / 8 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن حماد، عن أخيه
أحمد بن حماد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأول عليه السلام
قال سمعته يقول: خلق الله الأنبياء والأوصياء في يوم الجمعة وهو اليوم الذي
أخذ الله فيه ميثاقهم وقال: خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ
إلى يوم القيامة (3).
694 / 9 - البرقي، عن أبيه، عن فضالة، عن علي بن علي بن أبي حمزة، عن أبي
بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة (4).
695 / 10 - البرقي، عن أبي إسحاق الخفاف رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
المؤمن آنس الانس جيد الجنس من طينتنا أهل البيت (5).
أقول: الروايات الواردة في طينة المؤمن وأنها مخلوقة من فاضل طينة
الأئمة عليهم السلام كثيرة فراجع في هذا المجال بصائر الدرجات / 14 والكافي

(1) بصائر الدرجات / 16 الرقم 8.
(2) بصائر الدرجات / 16 الرقم 9.
(3) بصائر الدرجات / 17 الرقم 11.
(4) المحاسن / 134.
(5) المحاسن / 135.
231

2 / 2 والوافي 4 / 25 وبحار الأنوار 64 / 77 وقد جعل العلامة المجلسي قدس سره بابا
في هذا الموضوع أكثر من خمسين صفحة فراجعها إن شئت ولا تغفل من أن هذه
الأحاديث بلغت إلى حد الاستفاضة بل التواتر الاجمالي، ولا يذهب عليك بأنها
تنافي الاختيار أو مناسب للجبر، لأن غاية ما يستفاد منها أن المؤمن أكثر استعدادا
من غيره لفعل الخيرات وترك المعاصي وأكثرية الاستعداد لا تنافي الاختيار والله
سبحانه هو العالم (1).
120 - ظرف المؤمن
696 / 1 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ظرف المؤمن نزاهته
عن المحارم ومباكرته إلى المكارم (2).
121 - ظن المؤمن
697 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: اتقوا ظنون المؤمنين
فإن الله تعالى جعل الحق على ألسنتهم (3).
698 / 2 - الآمدي رفعه إلي أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: ظن المؤمن كهانة
(4).
122 - عرض اعمال المؤمن على الأئمة
699 / 1 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا أحمد بن الحسين، عن أبيه،
عن عبد الكريم بن يحيى الخثعمي، عن بريد العجلي قال: قلت: لأبي جعفر عليه السلام:
(أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (5) قال: ما من مؤمن يموت ولا

(1) المحاسن / 135.
(2) غرر الحكم ودرر الكلم 1 / 476 ح 76.
(3) نهج البلاغة / 528 الحكمة 309.
(4) غرر الحكم ودرر الكلم / ح 6036.
(5) سورة التوبة / 105.
232

كافر فيوضع في قبره حتى تعرض عمله على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى علي عليه السلام
فهلم جرا إلى آخر من فرض الله طاعته عنه على العباد (1)
أقول: الروايات في هذا المجال كثيرة ومتواترة، وتدل على أن أعمال جميع
العباد تعرض على رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والحسن عليه السلام
والحسين عليه السلام والأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد إلى امام العصر وناموس الدهر
الحجة بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف، تعرض عليهم في كل
يوم وليلة، فراجع إن شئت الكافي 1 / 219 باب عرض الأعمال على النبي صلى الله عليه وآله
رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة صلوات الله عليهم وثلاثة أبواب بعده.
وتفسير العياشي 2 / 108 ذيل قوله تعالى (اعملوا فسيرى الله عملكم
ورسوله والمؤمنون) (2) ووسائل الشيعة 11 / 386 (16 / 107 طبع آل البيت)
ومستدرك الوسائل 12 / 161.
123 - عزة المؤمن
700 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي
أيوب، عن عبد المؤمن الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى
أعطى المؤمن ثلاث خصال: العز في الدنيا والآخرة والمهابة في صدور الظالمين
(3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. الفلج: أي الظفر.
701 / 2 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثني علي بن موسى بن
جعفر بن أبي جعفر الكميداني ومحمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن

(1) بصائر الدرجات / 428 ح 8 ونحوها ح 10.
(2) سورة التوبة / 105.
(3) الكافي 8 / 334 ح 310.
233

عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كف الأذى عن الناس (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، وقد ذكرناها في عنوان (شرف
المؤمن).
702 / 3 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال حدثني علي بن موسى بن
جعفر بن أبي جعفر الكميداني، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن عبد الله بن جبلة،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجبرئيل عظني فقال: يا محمد عش
ما شئت فإنك ملاقيه، شرف المؤمن صلاته بالليل وعزه كفه عن أعراض الناس (2).
703 / 4 - الشيخ بسنده عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
يحيى الطويل صاحب المنقري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حسب المؤمن عزا إذا
رأى منكرا أن يعلم الله من نيته أنه له كاره (3).
704 / 5 - الشيخ بسنده إلى محمد بن الحسن، عن إبراهيم بن إسحاق
الأحمر، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد الله بن سنان، عن أبي الحسن
الأحمسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله فوض إلى المؤمن أموره كلها ولم
يفوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع الله تعالى يقول: (ولله العزة ولرسوله
وللمؤمنين) (4) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا قال: إن المؤمن أعز من
الجبل، لأن الجبل يستقل منه بالمعاول والمؤمن لا يستقل من دينه شئ (5).
705 / 6 - الشيخ بسنده إلى الحسن بن محبوب، عن داود الرقي قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قيل له: وكيف يذل نفسه؟

(1) الخصال 1 / 6 ح 18.
(2) الخصال 1 / 7 ح 19.
(3) تهذيب الأحكام 6 / 178 ح 10.
(4) سورة المنافقين / 8.
(5) تهذيب الأحكام 6 / 179 ح 16.
234

قال: يتعرض لما لا يطيق (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ونظيرها من حيث المعنى هذه الرواية:
الشيخ بسنده، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن
مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا ينبغي للمؤمن أن يذل نفسه، قلت
ما يذل نفسه؟ قال لا يدخل فيما يعتذر منه (2).
124 - العقل آلة المؤمن
706 / 1 - الكراجكي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لكل شئ آلة وعدة وآلة
المؤمن وعدته العقل، ولك شئ مطية ومطية المرء العقل، ولكل شئ غاية وغاية
العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة
المجتهدين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكل سفر فسطاط
يلجأون إليه وفسطاط المسلمين العقل (3).
125 - علامات المؤمن
707 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله ومن
يحب ومن يكره (4).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة. والمراد بمن يحب ومن يكره: أي من
يحبه الله تعالى ومن يكرهه الله تعالى، ونظيرها خبر داود بن فرقد المروي في
الكافي الشريف (5).
708 / 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن

(1) تهذيب الأحكام 6 / 180 / 17.
(1) تهذيب الأحكام 6 / 180 ح 18.
(3) كنز الفوائد / 13 و 1 / 56 طبع بيروت مع حذف بعضها.
(4) الكافي 2 / 235.
(5) الكافي 2 / 126.
235

عبد الله بن القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام: إن لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة
ووفاء العهد وصلة الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء - أو قال: قلة
المؤاتاة للنساء - وبذل المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما
يقرب إلى الله عز وجل زلفى، طوبى لهم وحسن مآب - وطوبى شجرة في الجنة
أصلها في دار النبي محمد صلى الله عليه وآله وليس من مؤمن إلا في داره غصن منها، لا يخطر
على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام
ما خرج منه، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما - ألا ففي
هذا فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة، إذا جن عليه
الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا كونوا (1).
أقول: نقل الإسكافي هذا الخبر إلى: طوبى لهم وحسن مآب في
التمحيص / 67 الرقم 161 المؤاتاة: المطاوعة. الزلفى: القرب. وطوبى شجرة إلى
يسقط هرما جملة توضيحية في شرح طوبى، وقال الفيض: (وتأويل طوبى العلم،
فإن لكل من نعيم الجنة مثالا في الدنيا ومثال شجرة طوبى شجرة العلوم الدينية
التي أصلها في دار النبي صلى الله عليه وآله والذي هو مدينة العلم وفي دار كل مؤمن غصن منها،
وإنما شهوات المؤمن ومثوباته في الآخرة فروع معارفه وأعماله الصالحة في
الدنيا (2).
709 / 3 - الصدوق قال: حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي رضي الله عنه
قال: حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد المكي قال: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن
محمد عمر الخراني، عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني،

(1) الكافي 2 / 239.
(2) الوافي 4 / 166.
236

عن عبد الله بن معن الأزدي، عن عمران بن سليمان، عن طاووس بن اليمان قال
سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول: علامات المؤمن خمس قلت: وما هن يا ابن
رسول الله؟ قال: الورع في الخلوة، والصدقة في القلة، والصبر عند المصيبة،
والحلم عند الغضب، والصدق عند الخوف (1).
710 / 4 - الشيخ رفعه إلى أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام أنة قال:
علامات المؤمن خمس: صلاة الخمسين وزيارة الأربعين والتختم في اليمين
وتعفير الجبين والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (2).
أقول: الروايات في هذا المجال كثيرة فراجع إن شئت إلى بحار الأنوار
64 / 261 قد جعل العلامة المجلسي رضي الله عنه بابا تحت عنوان (علامات المؤمن
وصفاته) في أكثر من مائة صفحة، جزاه الله خيرا.
126 - علامة المؤمن حدة
711 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب
بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن ابن اذنيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كنا
عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه حدة، فقال: من علامة المؤمن أن يكون
فيه حدة قال: فقلنا له: إن عامة أصحابنا فيهم حدة، فقال: إن الله تبارك وتعالى في
وقت ما ذرأهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم أن يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم
وهج، فالحدة من ذلك الوهج، وأمر أصحاب الشمال وهم مخالفوهم أن يدخلوا
النار فلم يفعلوا فمن ثم لهم سمت ولهم وقار (3).
127 - علي عليه السلام يعسوب المؤمنين 712 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه قال: أنا يعسوب

(1) الخصال 1 / 269 الرقم 4.
(2) تهذيب الأحكام 6 / 52 ح 122.
(3) علل الشرائع / 85.
237

المؤمنين، والمال يعسوب الفجار (1).
أقول: قال الرضي: ومعنى ذلك أن المؤمنين يتبعونني والفجار يتبعون المال
كما تتبع النحل يعسوبها وهو رئيسها. 128 - عيادة المؤمن
713 / 1 - الحسين بن سعيد رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: أيما مؤمن عاد
مريضا في الله عز وجل خاض في الرحمة خوضا، وإذا قعد عنده استنقع استنقاعا،
فإن عاده غدوة صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي، فإن عاده عشية صلى
عليه سبعون ألف ملك إلى أن يصبح (2).
714 / 2 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أيما مؤمن
عاد أخاه المؤمن في مرضه صلى عليه سبعة وسبعون ألف ملك، فإذا قعد عنده
غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي، فإن عاده مساء كان له مثل ذلك حتى
يصبح (3).
715 / 3 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال لبعض
أصحابه: تذهب بنا نعود فلانا، قال فذهبت معه فإذا أبو موسى الأشعري جالس
عنده فقال أمير المؤمنين عليه السلام يا أبا موسى أعائدا جئت أم زائر؟ فقال لا بل
عائدا. فقال: أما إن المؤمن إذا عاد أخاه المؤمن صلى عليه سبعون الف ملك حتى
يرجع إلى أهله (4).
716 / 4 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبى عبد الله عليه السلام أنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله أيما مسلم عاد مريضا من المؤمنين خاض رمال الرحمة، فإذا جلس

(1) نهج البلاغة / 530 حكمة 316.
(2) المؤمن / 58 ح 146.
(3) المؤمن / 58 ح 147.
(4) المؤمن / 59 ح 149.
238

إليه غمرته الرحمة، فإذا رجع إلى منزله شيعه سبعون ألف (ملك) حتى يدخل إلى
منزله كلهم يقولون: ألا طبت وطابت لك الجنة (1).
717 / 5 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال: أيما مؤمن زار
مؤمنا كان زائرا لله عز وجل، وأيما مؤمن عاد مؤمنا خاض الرحمة خوضا، فإذا
جلس غمرته الرحمة، فإذا انصرف وكل الله (به) سبعين ألف ملك يستغفرون له
ويسترحمون عليه ويقولون طبت وطابت لك الجنة إلى تلك الساعة من الغد، وكان
له خريف من الجنة. قال الراوي: وما الخريف؟ جعلت فداك. قال: زاوية في الجنة يسير الراكب فيها أربعين عاما (2).
718 / 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا
مريضا حين يصبح شيعه سبعون ألف ملك، فإذا قعد غمرته الرحمة واستغفروا له
حتى يمسي، وإن عاده مساء كان له مثل ذلك حتى يصبح (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
719 / 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن داود
الرقي، عن رجل من أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن عاد مؤمنا في
الله عز وجل في مرضه وكل الله به ملكا من العواد يعوده في قبره ويستغفر له إلى
يوم القيامة (4).
720 / 8 - الشيخ بسنده إلى موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام عن آبائه عليهم
السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يعير الله عز وجل عبدا من عباده يوم القيامة فيقول:
عبدي ما منعك إذ مرضت أن تعودني؟ فيقول: سبحانك أنت رب العباد لا تألم ولا
تمرض، فيقول: مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزتي وجلالي لو عدته

المؤمن / 60 ح 154.
(2) المؤمن / 61 ح 158.
(3) الكافي 3 / 121.
(4) الكافي 3 / 120.
239

لوجدتني عنده ثم لتكلفت بحوائجك فقضيتها لك وذلك من كرامة عبدي المؤمن
وأنا الرحمن الرحيم (1).
129 - غاية عمل المؤمن الموت
721 / 1 - القطب الرواندي رفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال:
المداومة المداومة فإن الله لم يجعل لعمل المؤمنين غاية إلا الموت (2).
130 - غبن المؤمن
722 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان
بن عيسى، عن ميسر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: غبن المؤمن حرام (3).
أقول: ونقلها الشيخ في التهذيب 7 / 7.
723 / 2 - الصدوق رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: غبن المسترسل سحت
وغبن المؤمن حرام (4).
131 - غربة المؤمن
724 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي
نجران، عن مثنى الحناط، عن كامل التمار قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: الناس
كلهم بهائم - ثلاثا - إلا قليل من المؤمنين والمؤمن غريب - ثلاث مرات - (5).
725 / 2 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: مامن مؤمن
يموت في غربة من الأرض فيغيب عنه بواكيه إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد
الله عليها وبكته أثوابه، وبكته أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله، وبكاه

(1) أمالي الطوسي المجلس الثلاثون ح 8 / 629 الرقم 1295.
(2) لب اللباب / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 1 / 130 ح 3 طبع آل البيت.
(3) الكافي 5 / 153.
(4) الفقيه 3 / 272 الرقم 3982.
(5) الكافي 2 / 242.
240

الملكان الموكلان به (1).
726 / 3 - الكشي، عن محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي
بن علي، عن محمد بن حبيب الأزدي، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله بن عبد
الرحمن الأصم، عن ذريح، عن محمد بن مسلم قال: خرجت إلى المدينة وأنا
وجع ثقيل، فقيل له: محمد بن مسلم وجع. فأرسل إلي أبو جعفر عليه السلام بشراب مع
الغلام مغطى بمنديل، فناولنيه الغلام وقال لي: اشربه. فإنه قد أمرني أن لا أرجع
حتى تشربه فتناولته فإذا رائحة المسك عنه وإذا شراب طيب الطعم بارد، فإذا
شربته قال لي الغلام: يقول لك: إذا شربته فتعال، ففكرت فيما قال لي ولا أقدر على
النهوض قبل ذلك على رجلي، فلما استقر الشراب في جوفي فكأنما نشطت من
عقال، فأتيت بابه فاستأذنت عليه فصوت بي: صح الجسم ادخل ادخل، فدخلت
وأنا باك، وسلمت عليه وقبلت يديه ورأسه، فقال لي: وما يبكيك يا محمد؟ فقلت:
جعلت فداك أبكي على اغترابي وبعد الشقة وقلة المقدرة على المقام عندك والنظر
إليك.
فقال لي: أما قلة المقدرة فكذلك جعل الله أوليائنا وأهل مودتنا وجعل البلاء
إليهم سريعا، وأما ما ذكرت من الغربة، فلك بأبي عبد الله عليه السلام أسوة بأرض ناء عنا
بالفرات صلى الله عليه وسلم، وأما ما ذكرت من بعد الشقة، فإن المؤمن في هذه الدار
غريب وفي هذا الخلق منكوس حتى يخرج من هذه الدار إلى رحمة الله، وأما
ما ذكرت من حبك قربنا والنظر إلينا وأنك لا تقدر على ذلك فالله يعلم ما في قلبك
وجزاؤك عليه (2).
727 / 4 - الراوندي باسناده، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء،
فقيل: ومن هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس إنه لا وحشة ولا
عربة على مؤمن، وما من مؤمن يموت في غربته إلا بكت عليه الملائكة رحمة له
حيث قلت بواكيه، وفسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط

(1) المؤمن / 36 ح 81.
(2) رجال الكشي / 167 الرقم 281.
241

رأسه (1).
132 - غصب مال المؤمن
28 7 / 1 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد،
عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: من أكل من مال أخيه ظلما ولم يرده إليه أكل جذوة من النار يوم
القيامة (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
729 / 2 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر،
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
اقتطع مال مؤمن غصبا بغير حقه لم يزل الله معرضا عنه ما قتا لأعماله التي يعملها
من البر والخير، لا يثبتها في حسناته حتى يرد المال الذي أخذه إلى صاحبه (3).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة، ونقلها ابن أبي جمهور الأحسائي
مرفوعا في عوالي اللئالي 1 / 364 ح 56 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 3 / 146
(17 / 89 طبع آل البيت).
133 - غضب المؤمن
730 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن صفوان الجمال، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إنما المؤمن الذي إذا غضب لم

(1) النوادر / 9 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 200.
(2) عقاب الأعمال / 322 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 343 (16 / 53 طبع آل البيت).
(3) عقاب الأعمال / 322 ح 9 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 343 (16 / 53.
242

يخرجه غضبه من حق وإذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ
أكثر مما له (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
731 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله بن الحسن،
عن أمه فاطمة بنت الحسين بن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث خصال
من كن فيه استكمل خصال الايمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا
غضب لم يخرجه الغضب من الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له (2).
أقول: ونقلها الصدوق بسنده المتصل عن فاطمة بنت الحسين في الخصال
1 / 105 الرقم 66.
732 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي عبيده، عن أبي جعفر عليه السلام قال قال: إنما المؤمن
إذا رضي لم يدخله رضاه في اثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول
الحق، والذي إذا قدر لم يخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، لأن المراد بأبي عبيدة هو زياد بن
عيسى الحذاء الكوفي الثقة روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام. ونقلها
الصدوق أيضا بسنده المعتبر عن أبي عبيدة الحذاء في الخصال 1 / 105 الرقم 65.
733 / 4 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن
عبد الله بن سنان قال: ذكر رجل المؤمن عند أبي عبد الله عليه السلام فقال: إنما المؤمن
الذي إذا سخط لم يخرجه سخطه من الحق، والمؤمن (الذي) إذا رضي لم يدخله

(1) الكافي 2 / 233.
(2) الكافي 2 / 239.
(3) الكافي 2 / 234.
243

رضاه في باطل والمؤمن الذي إذا قدر لم يتعاط ما ليس له (بنفسه) (1).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة.
134 - فراسة المؤمن
734 / 1 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا العباس بن معروف، عن
حماد بن عيسى، عن ربعي، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول الله
عز وجل (إن في ذلك لايات للمتوسمين) (2)، قال: هم الأئمة، قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله في قوله (إن في ذلك
لايات للمتوسمين) (3) (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. وقد وردت عدة من الروايات في هذا
المضمون نحو خبر جابر وخبر محمد بن مسلم المرويان في بصائر الدرجات /
357 ح 10 و ح 11.
735 / 2 - محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا محمد بن عيسى، عن سليمان
الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن عليه السلام قال: يا سليمان اتق فراسة المؤمن فإنه
ينظر بنور الله فسكت، حتى أصبت خلوة فقلت: جعلت فداك سمعتك تقول: إتق
فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، قال: نعم يا سليمان إن الله خلق المؤمن من نوره
وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه،
أبوه النور وأمه الرحمة، وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه (5).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة والمراد بأبي الحسن موسى بن جعفر
الكاظم عليه السلام ونقلها البرقي في المحاسن / 131، عن أبيه، عن سليمان الجعفري،

(1) الخصال 1 / 106 الرقم 67.
(2) سورة الحجر / 75.
(3) سورة الحجر / 75.
(4) بصائر الدرجات / 355 ح 4.
(5) بصائر الدرجات / 79 ح 1.
244

عن الرضا عليه السلام. وسند البرقي أيضا صحيح 736 / 3 - الراوندي باسناده إلى موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم وفراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله تعالى (1).
135 - فقر المؤمن
737 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن داود الحذاء، عن محمد بن صفير، عن جده شعيب، عن مفضل
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كلما ازداد العبد إيمانا ازداد ضيقا في معيشته (2).
738 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: الفقر أزين
للمؤمن من العذار على خد الفرس (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. وفي النهاية: (العذاران من الفرس
كالعارضين من الانسان ثم سمي السير الذي يكون عليه من اللجام عذارا باسم
موضعه).
739 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة قام عنق من الناس
حتى يأتوا باب الجنة فيضربوا باب الجنة فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولوا نحن
الفقراء. فيقال لهم: أقبل الحساب؟ فيقولون: ما أعطيتمونا شيئا تحاسبونا عليه،
فيقول الله عز وجل: صدقوا ادخلوا الجنة (4).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.

(1) النوادر / 8 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 75.
(2) الكافي 2 / 261.
(3) الكافي 2 / 265.
(4) الكافي 2 / 264.
245

740 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: طوبى للمساكين بالصبر
وهم الذين يرون ملكوت السماوات والأرض (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
741 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن محمد بن سنان، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن
فقراء المسلمين يتقلبون في رياض الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفا، ثم قال:
سأضرب لك مثل ذلك، إنما مثل ذلك مثل سفينتين مر بهما على عاشر فنظر في
إحداهما فلم ير فيها شيئا فقال: أسربوها، ونظر في الأخرى فإذا في موقورة فقال:
احبسوها (2).
أقول: الخريف: الفصل الذي بين الشتاء والصيف والمراد به هنا أربعين سنة،
وفي بعض الأخبار الخريف في الآخرة ألف عام والعام ألف سنة. العاشر: من يأخذ
العشر. أسربوها: خلوها تذهب من السرب بمعنى التوجه للأمر والذهاب إليه.
742 / 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
محمد بن علي، عن داود الحذاء، عن محمد بن صغير، عن جده شعيب، عن مفضل
قال قال أبو عبد الله عليه السلام: لولا إلحاح المؤمنين على الله في طلب الرزق لنقلهم
من الحال التي هم فيها إلى حال أضيق منها (3).
743 / 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابه رفعه قال قال أبو عبد الله عليه السلام: ما أعطي عبد من الدنيا إلا اعتبارا
وما زوي عنه إلا اختبارا (4).
744 / 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،

(1) الكافي 2 / 263.
(2) الكافي 2 / 260.
(3) الكافي 2 / 261.
(4) الكافي 2 / 261.
246

عن عيسى الفراء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة
أمر الله تبارك وتعالى مناديا ينادي بين يديه أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس
كثير فيقول: عبادي، فيقولون: لبيك ربنا فيقول: إني لم أفقركم لهوان بكم علي
ولكني إنما اخترتكم لمثل هذا اليوم، تصفحوا وجوه الناس فمن صنع إليكم
معروفا لم يصنعه إلا في فكافئوه عني بالجنة (1).
745 / 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن
أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الفقر الموت الأحمر، فقلت لأبي
عبد الله عليه السلام: الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: لا ولكن من الدين (2).
746 / 10 - الشيخ بسنده المتصل إلى ابن نباته قال كنت جالسا عند أمير
المؤمنين عليه السلام فأتاه رجل، فقال: يا أمير المؤمنين. إني لأحبك في السر كما أحبك
في العلانية قال: فنكت أمير المؤمنين عليه السلام الأرض بعود كان في يده ساعة ثم رفع
رأسه فقال: كذب والله ما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء.
قال الأصبغ: فعجبت من ذلك عجبا شديدا فلم أبرح حتى أتاه رجل آخر
فقال: والله يا أمير المؤمنين إني لأحبك في السر كما أحبك في العلانية قال: فنكت
بعوده ذلك في الأرض طويلا ثم رفع رأسه فقال: صدقت إن طينتنا طينة مرحومة
اخذ الله ميثاقها يوم أخذ الميثاق، فلا يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل إلى يوم
القيامة، أما إنه فاتخذ للفاقة جلبابا، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الفاقة إلى
محبيك أسرع من السيل المنحدر من أعلى الوادي إلى أسفله (3).
أقول: فليعد للفقر: ليزهد في الدنيا وليصبر على الفقر والقلة. الجلباب: الأزار
والرداء، وقيل: هو كالمقنعة تغطي به المرأة رأسها وصدرها وظهرها، كني به عن
الصبر. ولعل الوجه في ذلك عدم امكان الجمع بين حب أمير المؤمنين عليه

(1) الكافي 2 / 263.
(2) الكافي 2 / 266.
(3) أمالي الشيخ المجلس الرابع عشر ح 69 / 409 الرقم 921.
247

صلوات المصلين وحب الدنيا.
والروايات في هذا المجال كثيرة ذكرنا لك عشرة منها، وإن أردت الاطلاع على أكثر منها فعليك بمراجعة الكافي 2 / 260 والتمحيص للإسكافي / 45
والوافي 5 / 785 وغير ذلك من كتب الاخبار.
136 - قتل المؤمن
747 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أعان على مؤمن بشطر كلمة لقي الله
عز وجل يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمتي (1).
أقول: الرواية مرسلة، ولكن ذكرها الصدوق في عقاب الأعمال / 326 بسنده
الصحيح عن ابن أبي عمير قال: حدثني غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام. ولا يبعد
دخول ثقة واحد في (غير واحد) وعليه فالرواية صارت معتبرة الاسناد. وفي
آخر نقل الصدوق: آيس من رحمة الله عز وجل. والمراد بشطر كلمة هنا: يحتمل
أن يقول: أق في اقتل ويحتمل ان يكون كناية عن قلة الكلام وأن يقول نعم في
جواب من قال: قتل. كما في النهاية.
748 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان،
عن أبي عبد الله أو عمن ذكره عنه عليه السلام قال: يجئ يوم القيامة رجل إلى رجل
حتى يلطخه بدم والناس في الحساب فيقول: يا عبد الله ما لي ولك؟ فيقول: أعنت
علي يوم كذا وكذا بكلمة كذا فقتلت (2).
أقول: الرواية مرسلة.
749 / 3 - البرقي، عن محمد بن علي وعلي بن عبد الله جميعا، عن الحسن

(1) الكافي 2 / 368.
(2) عقاب الأعمال / 326.
248

بن محبوب، عن العلاء ومحمد بن سنان معا، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا
جعفر عليه السلام يقول: إن العبد يحشر يوم القيامة وما يدمي دما فيدفع إليه شبه المحجمة
أو فوق ذلك فيقال له: هذا سهمك من دم فلان فيقول: يا رب إنك لتعلم أنك قبضتني
وما سفكت دما قال: بلى، سمعت من فلان بن فلان كذا وكذا فرويتها عنه، فنقلت
عنه حتى صار إلى فلان الجبار فقتله عليها فهذا سهمك من دمه (1).
750 / 4 - أبو الفتح الكراجكي قال: حدثني الشيخ الفقيه أبو الحسن محمد
بن أحمد بن شاذان القمي قال: حدثنا الفقيه محمد بن علي بن بابويه رضي الله عنه قال
أخبرني أبي قال: حدثني سعد بن عبد الله قال: حدثني أيوب بن نوح قال: حدثني
الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة لا تطفأ
نيرانهم ولا تموت أبدانهم: رجل أشرك، ورجل عق والديه، ورجل سعى أخيه إلى
سلطان فقتله، ورجل قتل نفسا بغير نفس، ورجل أذنب ذنبا وحمل ذنبه على الله
عز وجل (2).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة بل صحيحة.
751 / 5 - القاضي نعمان المصري رفعه إلى أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام أنه
ما قتلت ولا شركت في دم فيقال: بلى، ذكرت فلانا فترقى ذلك حتى قتل فأصابك
هذا من دمه (3).
أقول: وفي هذا المجال راجع إلى جامع أحاديث الشيعة 26 / 92 وفيه أكثر
من أربعين رواية.

(1) المحاسن / 140.
(2) كنز الفوائد / 203 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 111 (9 / 149.
(3) دعائم الاسلام 2 / 403 ح 1413 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 111 (9 / 148.
249

137 - قضاء حاجة المؤمن
752 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسن بن علي، عن بكار بن كردم، عن المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
لي: يا مفضل اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق وافعله وأخبر به علية إخوانك. قلت:
جعلت فداك وما علية إخواني؟ قال: الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال: ثم
قال: ومن قضى لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عز وجل له يوم القيامة مائة ألف
حاجة أولها الجنة ومن ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن
لا يكونوا نصابا، وكان المفضل إذا سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له: أما تشتهي
أن تكون من علية الاخوان (1).
أقول: علية: بكسر الأول وسكون الثاني جمع علي أي الشريف والرفيع من
الناس نصاب: جمع الناصب وهو الذي يظهر العداوة لأهل البيت عليه السلام.
753 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد
بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: إن المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه
فيدخله الله تبارك وتعالى بهمة الجنة (2).
754 / 3 - الصدوق رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن
لله عبادا يحكمهم في جنته، قيل يا رسول الله: ومن هؤلاء الذين يحكمهما الله في
جنته؟ قال: من قضى لمؤمن حاجة بينه (وبينه) (3).
755 / 4 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يؤتى بعبد يوم القيامة
ليست له حسنة، فيقال له: أذكر تذكر هل لك من حسنة؟ قال فيذكر فيقول: يا رب
ما لي من حسنة إلا أن فلانا عبدك المؤمن مربي فطلب ماء يتوضأ به ليصلي

الكافي 2 / 192.
(2) الكافي 2 / 196.
(3) مصادقة الإخوان / 54 ح 7.
250

فأعطيته، قال: فيدعى بذلك العبد المؤمن فيذكر ذلك فيقول: نعم يا رب مررت به
فطلبت منه فأعطاني فتوضأت فصليت لك، فيقول الرب تبارك وتعالى: قد غفرت
لك، ادخلوا عبدي الجنة (1).
756 / 5 - المفيد بسنده المتصل، عن الصادق عليه السلام، عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمنون اخوة، يقضي بعضهم حوائج بعض، فبقضاء بعضهم
حوائج بعض يقضي الله حوائجهم يوم القيامة (2).
757 / 6 - الشيخ بسنده المتصل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن سأل
أخاه المؤمن حاجة وهو يقدر على قضائها فرده عنها سلط الله عليه شجاعا في
قبره ينهش من أصابعه (3).
أقول: الشجاع: الحية أو نوع منها. النهش: لدغ الحية.
758 / 7 - الشيخ بسنده المتصل، عن الصادق، عن أبيه، عن جده أمير
المؤمنين عليهم السلام قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من قضى لأخيه المؤمن حاجة
كان كمن عبد الله دهره، الحديث (4).
759 / 8 - الشيخ بسنده المتصل، عن داود بن سرحان قال: كنا عبد أبي عبد
الله عليه السلام إذ دخل عليه سدير الصيرفي مسلم وجلس فقال له: يا سدير ما كثر مال
رجل قط إلا عظمت الحجة لله تعالى عليه، فإن قدرتم أن تدفعوها عن أنفسكم
فافعلوا، فقال له: يا بن رسول الله بماذا؟ قال: بقضاء حوائج إخوانكم من أموالكم.
ثم قال: تلقوا النعم يا سدير - بحسن مجاورتها، واشكروا من أنعم عليكم،
وأنعموا على من شكركم، فإنكم إذا كنتم كذلك استوجبتم من الله تعالى الزيادة

(1) مصادقة الإخوان / 54 ح 6.
(2) أمالي المفيد / 150 المجلس الثامن عشر ح 8.
(3) أمالي الطوسي المجلس الخامس والثلاثون ح 36 / 664 الرقم 1392.
(4) أمالي الطوسي المجلس السابع عشر ح 20 / 481 الرقم 1051.
251

ومن
إخوانكم المناصحة ثم تلا: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (1) (2).
760 / 9 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من قضى
لمسلم حاجته ناداه الله عز وجل: ثوابك علي ولا أرضى لك ثوابا دون الجنة (3).
761 / 10 - محمد بن محمد الأشعث قال: حدثني موسى بن إسماعيل قال
حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين،
عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المؤمنون اخوة
يقضون حوائج بعضهم بعضا، فإذا قضى بعضهم حوائج بعض قضى الله لهم
حاجاتهم (4).
أقول: الأحاديث في هذا المجال كثيرة جدا، ذكرنا لك عشرة منها، وقد مر منا
سابقا أحاديث تناسب المقام في عنواني (اختيار قضاء حاجة المؤمن على
غيرها من القربات) و (السعي في حاجة المؤمن) ويأتي إن شاء الله عنواني
(المشي في حاجة المؤمن) و (المؤمن رحمة على المؤمن) وإن شئت أكثر من هذا
فراجع كتب الأخبار نحو: الكافي 2 / 192 والوافي 5 / 659 وبحار الأنوار
71 / 283 ووسائل الشيعة 11 / 576 (16 / 357 طبع آل البيت) ومستدرك
الوسائل 12 / 401 والمؤمن للحسين بن سعيد / 46 وغيرها.
138 - قضاء دين المؤمن وجعله في حل من دينه
762 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن يعقوب
بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
إن لعبد الرحمن بن سيابة دينا على رجل قد مات كلمناه أن يحلله فأبى، فقال عليه السلام

(1) سورة إبراهيم / 7.
(2) أمالي الطوسي المجلس الحادي عشر ح 47 / 302 الرقم 600.
(3) المؤمن / 49 ح 118.
(4) الجعفريات / 197.
252

ويحه أما يعلم أن له بكل درهم عشرا إذا حلله، وإن لم يحلله إنما هو
درهم بدل درهم (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
763 / 2 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال: (من) أحب
الخصال إلى الله عز وجل ثلاثة: مسلم أطعم مسلما من جوع، أو فك عنه كربة، أو
قضى عنه دينا (2).
139 - قلة عدد المؤمن
764 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن
رئاب قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير: أما والله لو أني أجد منكم
ثلاثة مؤمنين يكتمون حديثي ما استحللت أن أكتمهم حديثا (3).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
765 / 2 - الكليني، عن محمد بن الحسن، وعلي بن محمد بن بندار، عن
إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن سدير الصيرفي قال:
دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: والله ما يسعك القعود، فقال ولم يا سدير؟
قلت: لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك، والله لو كان لأمير المؤمنين عليه السلام مالك من
الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي، فقال: يا سدير وكم عسى أن
يكونوا؟ قلت: مائة ألف قال: مائة ألف؟ قلت: نعم ومائتي ألف. قال: مائتي ألف؟
قلت: نعم ونصف الدنيا. قال: فسكت عنى ثم قال: يخف عليك أن تبلغ معنا إلى
ينبع قلت: نعم، فأمر بحمار وبغل أن يسرجا، فبادرت فركبت الحمار فقال: يا سدير
أترى أن تؤثرني بالحمار؟ قلت: البغل أزين وأنبل، قال: الحمار أرفق بي. فنزلت،

(1) ثواب الأعمال / 174.
(2) المؤمن / 65 ح 167.
(3) الكافي 2 / 242.
253

فركب الحمار فركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة، فقال: يا سدير انزل بنا نصلي
ثم قال: هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها، فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء
ونظر إلى غلام يرعى جداء فقال. والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء
ما وسعني القعود، ونزلنا وصلينا، فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء
فعددتها فإذا هي سبعة عشر (1).
أقول: ينبع: قرية بها حصن على سبع مراحل من المدينة من جهة البحر كما
في النهاية. السبخة: أرض ذات نز وملح ما يعلو الماء كالطحب. جداء: جمع
الجدي من ولد المعز وهو ما بلغ ستة أشهر أو سبعة، وبالفارسية يقال له. (بزغالة).
766 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة بن مهران قال: قال لي عبد صالح
صلوات الله عليه: يا سماعة أمنوا على فرشهم وأخافوني أما والله، لقد كانت الدنيا
وما فيها إلا واحد يعبد الله ولو كان معه غيره لأضافه الله عز وجل إليه حيث
يقول: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين) (2) فغير بذلك
ما شاء الله، ثم إن الله آنسه بإسماعيل وإسحاق فصاروا ثلاثة، أما والله إن المؤمن
لقليل وإن أهل الكفر لكثير أتدري لم ذاك؟ فقلت: لا أدري جعلت فداك، فقال:
صيروا انسا للمؤمنين يبثون إليهم ما في صدورهم، فيستريحون إلى ذلك
ويسكنون إليه (3).
أقول: أخافوني: أي أخافوني المتشيعة بالإذاعة وتركهم التقية. وما نافيه
في (لقد كانت الدنيا وما فيها) والواو للحال. (ولو كان معه): أي ولو كان مع
إبراهيم. غير: مكث. صيروا: أي صيروا هؤلاء المتشيعة أنسا للمؤمنين
767 / 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن

(1) الكافي 2 / 242.
(2) سورة النحل / 120.
(3) الكافي 2 / 243.
254

أورمة، عن النضر، عن يحيى، عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال ألا
أحدثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده - ثلاثة،
قال حمران فقلت: جعلت فداك ما حال عمار؟ قال رحم الله عمارا أبا اليقظان
بايع وقتل شهيدا، فقلت في نفسي: ما شئ أفضل من الشهادة، فنظر إلي فقال:
لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات (1).
أقول: ما أقلنا: صيغة تعجب. ما أفتيناها: ما نقدر على أكل جميع شاة: والمراد
بالثلاثة: المقداد وسلمان وأبو ذر. أيهات: لغة في هيهات.
768 / 5 - الصدوق باسناده عن المفضل بن قيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال لي: كم شيعتنا بالكوفة؟ قال قلت: خمسون ألفا، فما زال يقول إلى أن قال:
والله لوددت أن يكون بالكوفة خمسة وعشرون رجلا يعرفن أمرنا الذي نحن
عليه ويقولون علينا إلا الحق (2).
أقول: السائل عن عدد الشيعة هو الإمام الصادق عليه السلام ولما سمع العدد لا يزال
يتكرر ويقول: خمسون ألفا وهذه إشارة إلى غاية التعجب.
140 - كتب الله للمؤمن في سقمه ما كتب في صحته
769 / 1 - البرقي، عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عمرو بن
الأشعث، عن عبد الرحمن ابن حماد الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: قال لي: يا جابر يكتب للمؤمن في سقمه من العمل الصالح
ما كان يكتب في صحته، ويكتب للكافر في سقمه من العمل السئ ما كان يكتب
في صحته ثم قال: قال: يا جابر ما أشد هذا من حديث! (3).

(1) الكافي 2 / 244.
(2) صفات الشيعة / 170.
(3) المحاسن 260 / ح 316 ونقل عنه في وسائل الشيعة 1 / 58 طبع آل البيت.
255

770 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله
(قال) رفع رأسه إلى السماء فتبسم، فقيل له: يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى
السماء فتبسمت. قال: نعم عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان
عبدا صالحا مؤمنا في مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته فلم
يجداه في مصلاه فعرجا إلى السماء، فقالا: ربنا عبدك فلان المؤمن التمسناه في
مصلاه لنكتب له عمله ليومه وليلته فلم نصبه فوجدناه في حبالك، فقال الله عز
وجل: اكتبا لعبدي مثل ما كان يعمله في صحته من الخير في يومه وليلته ما دام في
حبالي، فإن علي أن اكتب له أجر ما كان يعمله إذا حبسته عنه (1).
أقول: الرواية موثقة من حيث السند.
771 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يقول الله عز
وجل للملك الموكل بالمؤمن: إذا مرض اكتب له ما كنت تكتب له في صحته فإني
أنا الذي صيرته في حبالي (2).
772 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن
درست قال: سمعت أبا إبراهيم عليه السلام يقول: إذا مرض المؤمن أوحى الله عز وجل
إلى صاحب الشمال لا تكتب على عبدي ما دام في حبسي ووثاقي ذنبا، ويوحي
إلى صاحب اليمين أن اكتب لعبدي ما كنت تكتب له في صحته من الحسنات (3).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
773 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن

(1) الكافي 3 / 113.
(2) الكافي 3 / 113.
(3) الكافي 3 / 114.
256

المفضل بن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام أن النبي صلى الله عليه وآله قال في حديث: إذا
مرض المؤمن وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل له في الخير في
صحته، حتى يرفعه الله ويقبضه (1).
141 - كسوة المؤمن
774 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام (قال): من
كسا مؤمنا كساه الله من الثياب الخضر.
وقال في حديث آخر: لا يزال في ضمان الله ما دام عليه سلك (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. السلك: بالكسر، الخيط يخاط بها.
775 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كان يقول: من
كسا مؤمنا ثوبا من عري كساه الله من إستبرق الجنة، ومن كسا مؤمنا ثوبا من غنى
لم يزل في ستر من الله ما بقي من الثوب خرقة (3).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة.
776 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل
بن دراج عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كسا أخاه كسوة شتاء أو صيف كان حقا
على الله أن يكسوه من ثياب الجنة، وأن يهون عليه سكرات الموت، وأن يوسع
عليه في قبره، وأن يلقى الملائكة إذا خرج من قبره بالبشرى وهو قول الله عز
وجل في كتابه: (وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) (4) (5).

(1) الكافي 3 / 113.
(2) الكافي 2 / 205.
(3) الكافي 2 / 205.
(4) سورة الأنبياء / 103.
(5) الكافي 2 / 204.
257

أقول: ونقلها الصدوق مرسلا في مصادقة الإخوان / 78.
777 / 4 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن محمد
بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان عن فرات بن أحنف قال: قال علي بن
الحسين عليهما السلام: من كان عنده فضل ثوب فعلم أن بحضرته مؤمنا محتاجا إليه فلم
يدفعه إليه أكبه الله عز وجل في النار على منخريه (1).
778 / 5 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من كسا
مؤمنا ثوبا لم يزل في رحمة الله عز وجل ما بقي من الثوب شئ، ومن سقاه شربة
من ماء سقاه الله عز وجل من رحيق مختوم، ومن أشبع جوعته أطعمه الله عز وجل
من ثمار الجنة (2).
أقول: راجع في هذا العنوان وسائل الشيعة 5 / 113 ومستدرك الوسائل
3 / 316 كلاهما من طبع آل البيت وجامع أحاديث الشيعة 8 / 542 إن شئت.
142 - كفر الله سيئات المؤمن
779 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب قال كتب معي بعض أصحابنا إلى أبي الحسن عليه السلام يسأله عن الكبائر كم
هي وما هي؟ فكتب الكبائر: من اجتنب ما وعد الله عليه النار كفر عنه سيئاته إذا
كان مؤمنا، والسبع الموجبات: قتل النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربا،
والتعرب بعد الهجرة، وقذف المحصنات، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
780 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد
بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن

(1) عقاب الأعمال / 298.
(2) المؤمن / 64 ح 164.
(3) الكافي 2 / 276.
258

الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل (إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم
سيئاتكم) (1) قال: من اجتنب ما أوعد الله عليه النار إذا كان مؤمنا كفر عنه
سيئاته (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، ونقلها العياشي في تفسيره 1 / 238 ح
112 عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام.
781 / 3 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن موسى
بن جعفر بن وهب البغدادي، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عمر
الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (إن تجتنبوا كبائر
ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم) (3) قال: من اجتنب ما وعد الله عليه النار إذا
كان مؤمنا كفر الله سيئاته ويدخله مدخلا كريما. والكبائر السبع الموجبات: قتل
النفس الحرام، وعقوق الوالدين، وأكل الربا، والتعرب بعد الهجرة، وقذف
المحصنة، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف (4).
أقول: متنها متحد مع الرواية الأولى، وهي صحيحة ابن محبوب.
143 - كن بالمؤمنين رحيما
782 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام في عهده إلى مالك
الأشتر النخعي: وإذا قمت في صلاتك للناس فلا تكونن منفرا ولا مضيعا، فإن في
الناس من به العلة وله الحاجة، وقد سألت رسول الله صلى الله عليه وآله حين وجهني إلى اليمن
كيف أصلي بهم؟ فقال: (صل بهم كصلاة أضعفهم وكن بالمؤمنين رحيما) (5).
أقول: الرضي رضي الله عنه ذكر هذا العهد في نهج شريفه مرفوعا كما هو دأبه في

(1) سورة النساء / 31.
(2) ثواب الأعمال / 158 ح 2.
(3) سورة النساء / 31.
(4) ثواب الأعمال / 158 ح 1.
(5) نهج البلاغة / 440 كتاب 53.
259

كتابه، ولكن قد روي هذا العهد بسند معتبر لا بأس به نحو سند النجاشي بالعهد.
قال في ترجمة الأصبغ بن نباتة المجاشعي: (كان من خاصة أمير المؤمنين عليه السلام
وعمر بعده، وروى عنه عهد الأشتر ووصيته إلى محمد ابنه. أخبرنا بن الجندي
عن أبي علي بن همام، عن الحميري عن هارون بن مسلم، عن الحسين بن علوان،
عن سعد بن ظريف، عن الأصبغ بالعهد) (1).
وسند الشيخ بالعهد في ترجمة الأصبغ هكذا: (... وروى عهد مالك الأشتر
الذي عهده إليه أمير المؤمنين عليه السلام لما ولاه مصر... أخبرنا بالعهد ابن أبي الجيد،
عن محمد بن الحسن، عن الحميري، عن هارون بن مسلم والحسن بن ظريف
جميعا، عن الحسين بن علوان الكلبي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن
نباته) (2).
144 - كيف وجد المؤمن حلاوة حب الله؟
783 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن
ذكره، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أراد الله بعبد خيرا
زهده في الدنيا وفقهه في الدين وبصره عيوبها، ومن أوتيهن فقد أوتي خير الدنيا
والآخرة وقال: لم يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا، وهو ضد لما
طلب أعداء الحق، قلت جعلت فداك مماذا؟ قال: من الرغبة فيها وقال: إلا من
صبار كريم، فإنما هي أيام قلائل ألا إنه حرام عليكم أن تجدوا طعم الايمان حتى
تزهدوا في الدنيا.
قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: إذا تخلى المؤمن من الدنيا سما ووجد
حلاوة حب الله، وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولها، وإنما خالط القوم حلاوة
حب الله فلم يشتغلوا بغيره. قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا صفا ضاقت به

(1) رجال النجاشي / 8 الرقم 5.
(2) الفهرست / 62.
260

الأرض حتى يسمو (1).
أقول: الضمير في عيوب يرجع إلى الدنيا، وفي أوتيهن يرجع إلى الخصال
الثلاث المذكورة. إلا من صبار كريم: استثناء من الرغبة في الدنيا ظاهرا. سما: من
السمو أي العلو والارتفاع. خولها: فسد عقله.
145 - كيف يكون المؤمن مؤمنا
784 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد، عن محمد بن علي، عن
علي بن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقي الحسن بن علي عليهما السلام
عبد الله بن جعفر فقال له: يا عبد الله كيف يكون المؤمن مؤمنا وهو يسخط قسمه
ويحقر منزلته؟! والحاكم عليه الله وأنا الضامن لمن لم يهجس في قلبه إلا الرضا أن
يدعو الله فيستجاب له (2).
785 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد، عن أبيه، عن ابن سنان،
عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: بأي شئ علم المؤمن أنه مؤمن؟
قال: بالتسليم لله والرضا فيما ورد عليه من سرور أو سخط (3).
146 - لا تعد الرجل مؤمنا حتى....
786 / 1 - محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب،
عن ابن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون
بجميع أمرنا متبعا مريدا، ألا وإن من اتباع أمرنا وإرادته الورع فتزينوا به يرحمكم
الله، وكبدوا أعدائنا (به) ينعشكم الله (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. التكبيد: الشدة والمشقة. وفي نسختنا
المخطوطة من الكافي الشريف كيدوا بالياء، ولعل الصحيح ومعناه: حاربوا أعدائنا

(1) الكافي 2 / 130.
(2) الكافي 2 / 51.
(3) الكافي 2 / 52.
(4) الكافي 2 / 78.
261

بالورع. النعش: الرفع، الإقامة.
147 - لا يتقبل الله إلا من المؤمن
787 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام هل لأحد ما عمل ثواب
على الله موجب إلا المؤمنين؟ قال: لا (1).
أقول الرواية من حيث السند صحيحة.
788 / 2 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عمن ذكره،
عن عبيد بن زرارة، عن محمد بن مارد قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: حديث روي
لنا أنك قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت؟ فقال: قد قلت ذلك، قال: قلت: وإن زنوا
أو سرقوا أو شربوا الخمر فقال لي: إنا لله وإنا إليه راجعون والله ما أنصفونا أن نكون
أخذنا بالعمل ووضع عنهم إنما قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير
وكثيره فإنه يقبل منك (2).
789 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الريان بن
الصلت رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام كثيرا ما يقول في
خطبته: يا أيها الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره،
والسيئة فيه تغفر والحسنة في غيره لا تقبل (3).
790 / 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن
حماد بن أبي طلحة، عن معاذ بن كثير قال: نظرت إلى الموقف والناس فيه كثير
فدنوت إلى أبي عبد الله عليه السلام فقلت له: إن أهل الموقف لكثير قال: فصرف ببصره
فأداره فيهم، ثم قال: ادن مني يا أبا عبد الله غثاء يأتي به الموج من كل مكان، لا
والله ما الحج إلا لكم، لا والله ما يتقبل الله إلا منكم (4).

(1) الكافي 2 / 463.
(2) الكافي 2 / 464.
(3) الكافي 2 / 464.
(4) الكافي 8 / 237 ح 318.
262

791 / 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن
ابن فضال، عن إبراهيم ابن أخي أبي شبل عن أبي شبل قال: قال لي أبو
عبد الله عليه السلام ابتداء امنه: أحببتمونا وأبغضنا الناس وصدقتمونا وكذبنا الناس
ووصلتمونا وجفانا الناس، فجعل الله محياكم محيانا ومماتكم مماتنا، أما والله
ما بين الرجل وبين أن يقر الله عينه إلا أن تبلغ نفسه هذا المكان - وأومأ بيده إلى
حلقه - فمد الجلدة ثم أعاد ذلك فوالله ما رضي حتى حلف لي فقال: والله الذي
لا إله إلا هو لحدثني أبي محمد بن علي عليهما السلام بذلك، يا أبا شبل أما ترضون أن
تصلوا ويصلوا فيقبل منكم ولا يقبل منهم، أما ترضون أن تزكوا ويزكوا فيقبل منكم ولا
يقبل منهم، والله ما تقبل الصلاة إلا منكم ولا الزكاة إلا منكم ولا الحج إلا منكم
فاتقوا الله عز وجل فإنكم في هدنة، وأدوا الأمانة فإذا يميز الناس فعند ذلك ذهب
كل قوم بهواهم وذهبتم بالحق ما أطعتمونا، أليس القضاة والامراء وأصحاب
المسائل منهم؟ قلت: بلى، قال عليه السلام: فاتقوا الله عز وجل فإنكم لا تطيقون الناس
كلهم، إن الناس أخذوا ها هنا وها هنا وإنكم أخذتم حيث أخذ الله عز وجل، إن الله
عز وجل اختار من عباده محمدا صلى الله عليه وآله فاخترتم خيرة الله، فاتقوا اله وأدوا
الأمانات إلى الأسود والأبيض وإن كان حروريا وإن كان شاميا (1).
148 - لا يحاسب الله عليها المؤمن
792 / 1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن
عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي، عن ابن زياد، عن الحلبي قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن: طعام يأكله وثوب
يلبسه وزوجة صالحة تعاونه وتحصن فرجه (2).
أقول: إني أحتمل قويا أن المراد با بن زياد هو محمد بن أبي عمير، لأن اسم

(1) الكافي 8 / 236 ح 316.
(2) الخصال 1 / 80 ح 2.
263

أبي عمير هو زياد بن عيسى، فلذا يصح أن يطلق عليه ابن زياد وقد روى ابن أبي
عمير عن الحلبي وروي عنه الحسن بن علي فعليه الرواية صارت موثقة من حيث
السند، والعلم عند الله تعالى.
149 - لا يسلب الله مؤمنا كريمتيه ثم
793 / 1 قال الصدوق رضي الله عنه: وروي لا يسلب الله عبدا مؤمنا كريمتيه أو
أحدهما ثم يسأله عن ذنب (1).
150 - لا يؤثر عبد مؤمن هوى مولاه على هواه إلا
794 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن العلاء بن رزين، عن ابن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قال الله عز وجل: وعزتي وجلالي وعظمتي وبهائي وعلو ارتفاعي لا يؤثر
عبد مؤمن هواي على هواه في شئ من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه وهمته
في آخرته وضمنت السماوات والأرض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل
تاجر
(2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ونحوها صحيحة أبي عبيدة المروية
في الكافي الشريف 2 / 137.
151 - لسان المؤمن
795 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في خطبة:... إن لسان
المؤمن من وراء قلبه وإن قلب المنافق من وراء لسانه، لأن المؤمن إذا أراد أن
يتكلم بكلام تدبره في نفسه، فإن كان خيرا أثراه وإن كان شرا واراه، وإن المنافق
يتكلم بما أتى على لسانه لا يدري ماذا له وماذا عليه، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(1) ثواب الأعمال / 234.
(2) الكافي 2 / 137.
264

(لا يستقيم ايمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه) فمن استطاع منكم أن يلقى الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم
سليم اللسان من أعراضهم فليفعل (1). 152 - للمؤمن على الله
796 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني محمد بن عبد الله بن مهران قال: حدثني
علي بن الحسين بن عبيد الله اليشكري قال: حدثني محمد بن المثنى الحضرمي،
عن عثمان بن زيد، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: للمؤمن على الله
عز وجل عشرون خصلة يفي له بها، على الله تبارك وتعالى ان لا يفتنه ولا يضله،
وله على الله أن لا يعريه ولا يجوعه، وله على الله أن لا يشمت به عدوه، وله على
الله أن لا يخذله ويعزله، وله على الله أن لا يهتك ستره، وله على الله أن لا يميته
غرقا ولا حرقا، وله على الله أن لا يقع على شئ ولا يقع عليه شئ، وله على الله
أن يقيه مكر الماكرين، وله على الله أن يعيذه من سطوات الجبارين، وله على الله
أن يجعله معنا في الدنيا والآخرة، وله على الله أن لا يسلط عليه من الأدواء
ما يشين خلقته، وله على الله أن يعيذه من البرص والجذام، وله على الله أن لا يميته
على كبيرة، وله على الله أن لا ينسيه مقامه في المعاصي حتى يحدث توبة، وله
على الله أن لا يحجب عنه معرفته بحجته، وله على الله أن لا يعزز في قلبه الباطل،
وله على الله أن يحشره يوم القيامة ونوره يسعى بين يديه، وله على الله أن يوفقه
لكل خير، وله على الله أن لا يسلط عليه عدوه فيذله، وله على الله أن يختم له بالأمن والايمان ويجعله معنا في الرفيق الاعلى. هذه شرائط الله عز وجل
للمؤمنين (2).

(1) نهج البلاغة / 253 خطبة 176.
(2) الخصال 2 / 516 ح 2.
265

797 / 2 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثني محمد بن جعفر الأسدي قال: حدثني موسى بن عمران عن الحسين بن
يزيد، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله
تعالى ضمن للمؤمن ضمانا قال: قلت: وما هو؟ قال: ضمن له إن أقر له بالربوبية
ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولعلي عليه السلام بالإمامة وأدى ما افترض (الله) عليه أن يسكنه
في جواره ولم يحتجب عنه قال: قلت: فهذه والله الكرامة التي لا يشبهها كرامة
الآدميين قال: ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: اعملوا قليلا تنعموا كثيرا (1).
153 - لم سمي المؤمن مؤمنا؟
798 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن
عبيد، عن رفاعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال: أتدري يا رفاعة لم سمي المؤمن
مؤمنا؟ قال: قلت: لا أدري، قال: لأنه يؤمن على الله عز وجل فيجيز (الله) له أمانه
(2).
قال الفيض في شرحه: (يعني إن له منزلة عند الله وقدرا بحيث كلما ضمن على
الله أمان أحد من آفة أو عذاب أجاز له أمانه، ودفع عن المضمون له تلك الآفة
أو العذاب) (3).
أقول: وقد نقلها الصدوق في العلل / 523 والبرقي في المحاسن / 329
والمجلسي في البحار 64 / 60 عنهما. ونقل نظيرها الطوسي في أماليه المجلس
الثاني ح 26 / 47 الرقم 26.
799 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من أكرم أخاه المؤمن بكلمة يلطفه بها أو قضى له حاجة أو فرج

(1) ثواب الأعمال / 30.
(2) الكافي 8 / 160 الرقم 161.
(3) الوافي 5 / 733.
266

عنه كربة لم تزل الرحمة ظلا عليه ممدودا ما كان في ذلك من النظر في حاجته، ثم
قال: ألا أنبئكم لم سمي المؤمن مؤمنا؟ لايمانه الناس على أنفسهم وأموالهم. ألا
أنبئكم من المسلم؟ من سلم الناس يده ولسانه، الحديث.. (1).
800 / 3 الصوري رفعه وقال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام: لم سمي المؤمن
مؤمنا؟ قال: لأنه اشتق للمؤمن اسما من أسمائه تعالى فسماه مؤمنا، وإنما سمي
المؤمن لأنه يؤمن من عذاب الله تعالى ويؤمن على الله يوم القيامة فيجيز له ذلك، الحديث
(2).
801 / 4 - سبط الطبرسي رفعه إلى المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقال
للمؤمن يوم القيامة تصفح وجوه الناس فمن كان سقاك شربة أو أطعمك أكلة أو
فعل بك كذا وكذا فخذ بيده فأدخله الجنة، قال: فإنه ليمر على الصراط ومعه بشر
كثير فيقول الملائكة: يا ولي الله إلى أين يا عبد الله؟ فيقول جل ثناؤه: أجيزوا
لعبدي فأجازوا وإنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يجيز على الله فيجيز أمانه (3).
802 / 5 - سبط الطبرسي رفعه إلى جابر بن يزيد الجعفي قال: قال لي أبو
جعفر عليه السلام: إن المؤمن ليفوض الله إليه يوم القيامة فيصنع ما يشاء، قلت: حدثني
في كتاب الله أين قال؟ قال: قوله (لهم ما يشاؤن فيها ولدينا مزيد) (4) فمشية الله
مفوضة إليه والمزيد من الله ما لا يحصى، ثم قال: يا جابر ولا تستعن بعدو لنا في
حاجة ولا تستطعمه ولا تسأله شربة، أما إنه ليخلد في النار فيمر به المؤمن فيقول:
يا مؤمن ألست فعلت كذا وكذا؟ فيستحي منه فيستنقذه من النار، وإنما سمي
المؤمن مؤمنا، لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه (5).

(1) علل الشرائع / 523.
(2) قضاء حقوق المؤمن / 33 ح 47 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 63 ح 7.
(3) مشكاة الأنوار / 99 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 70 ح 31.
(4) سورة ق / 35.
(5) مشكاة الأنوار / 99 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 70 ح 32.
267

154 - لم يأخذ المؤمن دينه من رأيه 803 / 1 - الكليني، عن عمن أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
بعض أصحابنا رفعه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لأنسبن الاسلام نسبة لا ينسبه
أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي إلا بمثل ذلك: إن الاسلام هو التسليم والتسليم هو
اليقين واليقين هو التصديق والتصديق هو الاقرار والاقرار هو العمل والعمل هو
الأداء، إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه، إن المؤمن
يرى يقينه في عمله والكافر يرى إنكاره في عمله، فوالذي نفسي بيده ما عرفوا
أمرهم فاعتبروا إنكار الكافرين والمنافقين بأعمالهم الخبيثة (1).
155 - لهو المؤمن
804 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال:
حدثني حماد بن يعلى بن حماد: عن أبيه، عن حماد بن عيسى الجهني، عن حريز
بن عبد الله، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة
أشياء: التمتع بالنساء ومفاكهة الاخوان والصلاة بالليل (2).
156 - ما تذهب بهاء المؤمن
805 / 1 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثني
محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن
محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن درست بن أبي
منصور الواسطي، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سرعة
المشي تذهب بهاء المؤمن (3).

(1) الكافي 2 / 45.
(2) الخصال 1 / 161 الرقم 210.
(3) الخصال 1 / 9 الرقم / 30.
268

157 - ما يخرج المؤمن من الدنيا إلا برضا منه
806 / 1 - الصدوق رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: ما يخرج مؤمن من الدنيا
إلا برضا منه، وذلك أن الله يكشف له الغطاء حتى ينظر إلى مكانه من الجنة وما
أعد الله له فيها وتنصب له الدنيا كأحسن ما كانت له، ثم يخير فيختار ما عند الله
ويقول: ما أصنع بالدنيا وبلائها، فلقنوا موتاكم كلمات الفرج (1).
158 - ما يدفع الله بالمؤمن
807 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن التيمي، عن
محمد بن عبد الله بن زرارة، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: إن الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء (2).
أقول: الفناء: أي العذاب.
808 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لا يصيب
قرية عذاب وفيها سبعة من المؤمنين (3).
809 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير
واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قيل له في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين؟
قال: نعم، ولكن يخلصون بعده (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، لدخول ثقة واحد في غير واحد من
مشايخ ابن أبي عمير. يخلصون بعده: أي بعد الموت، ويحتمل رجوع الضمير إلى
العذاب يعني يخلصون المؤمنون بعد العذاب أي نجوا منه، ولا يصيبهم العذاب
ولكن يصيب بالقوم.
810 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن

(1) الفقيه 1 / 134 الرقم 355.
(2) الكافي 2 / 247.
(3) الكافي 2 / 247.
(4) الكافي 2 / 247.
269

عبد الله بن القاسم، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله (ل‍)
يدفع بمن يصلي من شيعتنا عمن لا يصلي من شيعتنا، ولو أجمعوا على ترك
الصلاة لهلكوا وإن الله ليدفع بمن يزكي من شيعتنا عمن لا يزكي، ولو أجمعوا على
ترك الزكاة لهلكوا، وإن الله ليدفع بمن يحج من شيعتنا عمن لا يحج، ولو أجمعوا
على ترك الحج لهلكوا وهو قول الله عز وجل: (ولولا دفع الله الناس بعضهم
ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) (1) فوالله ما نزلت إلا
فيكم ولا عني بها غيركم (2).
811 / 5 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر، عن هارون
بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: قال أبي عليه السلام قال
أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله جل جلاله إذا رأي أهل قرية قد
أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاثة نفر من المؤمنين ناداهم جل جلاله وتقدست
أسماؤه: يا أهل معصيتي لولا ما فيكم من المؤمنين المتحابين بجلالي العامرين
بصلاتهم أرضي ومساجدي المستغفرين بالاسحار خوفا مني لأنزلت بكم عذابي
ثم لا أبالي (3).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
812 / 6 - المفيد رفعه إلى ربعي، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: ما عذب الله قرية فيها سبعة من المؤمنين (4).
813 / 7 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يعذب الله أهل
قرية وفيها مائة من المؤمنين، لا يعذب الله أهل قرية وفيها خمسون من المؤمنين،
لا يعذب الله أهل قرية وفيها عشرة من المؤمنين، لا يعذب الله أهل قرية وفيها

(1) سورة البقرة / 252.
(2) الكافي 2 / 451.
(3) علل الشرائع / 522 ح 3.
(4) الاختصاص / 30.
270

خمسة من المؤمنين، لا يعذب الله أهل قرية وفيها رجل واحد من المؤمنين (1).
159 - ما يلحق بالمؤمن بعد وفاته
814 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن محمد بن شعيب، عن أبي كهمس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ستة تلحق المؤمن بعد موته: ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه،
وقليب يحفره، وصدقة يجريها، وسنة يؤخذ بها من بعده (2).
160 - مثل المؤمن
815 / 1 - الصدوق بسنده عن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: مثل المؤمن عند الله عز وجل كمثل ملك مقرب وإن المؤمن عند الله
أعظم من ذلك، وليس شئ أحب إلى الله من مؤمن تائب أو مؤمنة تائبة (3).
أقول: وقد وردت هذه الرواية في صحيفة الإمام الرضا عليه السلام / 46 ح 26.
161 - محاسبة نفس المؤمن
816 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الحسن الماضي صلوات الله عليه قال: ليس منا
من لم يحاسب نفسه في كل يوم فإن عمل حسنا استزاد الله وإن عمل شيئا استغفر
الله منه وتاب إليه (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
817 / 2 - ابن طاووس قال: روينا في الحديث النبوي المشهور: حاسبوا

(1) مشكاة الأنوار / 78 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 71 ح 38.
(2) الكافي 7 / 57.
(3) عيون الأخبار الرضا عليه السلام 2 / 29 ح 33.
(4) الكافي 2 / 453.
271

قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا وتجهزوا للعرض الأكبر (1).
818 / 3 - ابن طاووس قال: روى يحيى بن الحسن بن هارون الحسيني في
أماليه، بإسناده إلى الحسن بن علي عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يكون العبد
مؤمنا حتى يحاسب نفسه أشد من محاسبة الشريك شريكه والسيد عبده الحديث
(2).
162 - مرض المؤمن
819 / 1 - الصدوق، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن
إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن محمد بن سنان، عن الرضا عليه السلام
قال بالمؤمن حتى لا يكون عليه ذنب (3).
820 / 2 - الصدوق باسناده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إن المؤمن إذا حم
حماة واحدة تناثرت الذنوب منه كورق الشجر، فإن صار على فراشه فأنينه
تسبيح وصياحه تهليل، وتقلبه على فراشه كمن يضرب بسيفه في سبيل الله، فإن
أقبل يعبد الله بين إخوانه وأصحابه كان مغفورا له، فطوبى له إن تاب وويل له إن
عاد والعافية أحب إلينا (4).
821 / 3 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن
محبوب، عن عبد الله، عن عبد الله بن سنان، عن محمد بن المنكدر، عن عون بن
عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه تبسم فقلت له: مالك
يا رسول الله تبسمت؟ قال: عجبت من المؤمن وجزعه من السقم، ولو يعلم ماله في

(1) محاسبة النفس / 122.
(2) محاسبة النفس / 122.
(3) ثواب الأعمال / 229.
(4) ثواب الأعمال / 228.
272

السقم من الثواب لأحب أن لا يزال سقيما حتى يلقى ربه عز وجل (1).
822 / 4 - الحسين بن بسطام وأخوه أبو عتاب، عن محمد بن خلف، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أخيه محمد، عن جعفر بن محمد
الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، عن علي عليه السلام أنه عاد سلمان الفارسي فقال له:
يا سلمان ما من أحد من شيعتنا يصيبه وجع إلا بذنب قد سبق منه وذلك الوجع
تطهير له، قال سلمان: فليس لنا في شئ من ذلك أجر خلا التطهير؟ قال علي عليه السلام:
يا سلمان لكم الأجر بالصبر عليه والتضرع إلى الله والدعاء له، بهما تكتب لكم
الحسنات وترفع بكم الدرجات، فأما الوجع خاصة فهو تطهير وكفارة
(2).
823 / 5 - وعنهما، بهذا الاسناد، عن جعفر بن محمد عليهما السلام قال: سهر ليلة في
العلة التي تصيب المؤمن عبادة سنة (3).
163 - المشي في حاجة المؤمن
824 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن إبراهيم الخارقي قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مشى في
حاجة أخيه المؤمن يطلب بذلك ما عند الله حتى تقضى له كتب الله عز وجل له
بذلك مثل أجر حجة وعمرة مبرورتين وصوم شهرين من أشهر الحرم واعتكافهما
في المسجد الحرام، ومن مشى فيها بنية ولم تقض كتب الله له بذلك مثل حجة
مبرورة فارغبوا في الخير (4).
825 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
أورمة، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو
عبد الله عليه السلام: تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة بابا

(1) أمالي الصدوق / 405 ح 14.
(2) طب الأئمة / 15.
(3) طب الأئمة / 16.
(4) الكافي 2 / 194.
273

يقال له المعروف لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، فإن العبد
ليمشي في حاجة أخيه المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين واحدا عن يمينه
وآخر عن شماله يستغفران له ربه ويدعوان بقضاء حاجته ثم قال: والله،
لرسول الله صلى الله عليه وآله أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا وصلت إليه من صاحب الحاجة (1).
826 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي
علي صاحب الشعير، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: أوحى الله عز
وجل إلى موسى عليه السلام أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأكمله في الجنة،
فقال موسى: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء
حاجته قضيت أو لم تقضى (2).
827 / 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن محم بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مشي الرجل في حاجة
أخيه المؤمن يكتب له عشر حسنات ويمحا عنه عشر سيئات ويرفع له عشر
درجات قال: ولا أعلمه إلا قال: ويعدل عشر رقاب، وأفضل من اعتكاف شهر في
المسجد الحرام (3).
أقول: الظاهر مراد الراوي ب‍ (لا أعلمه): أي لا أظنه.
828 / 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أيما مؤمن مشى
في حاجة أخيه فلم يناصحه فقد خان الله ورسوله (4).
أقول: الرواية من حيث السند موثقة ونظيرها موثقة أخرى لسماعة المروية في الكافي 2 / 363.
829 / 6 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من ذهب مع أخيه في

(1) الكافي 2 / 195.
(2) الكافي 2 / 195.
(3) الكافي / 2 / 196.
(4) الكافي 2 / 362.
274

حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله (1).
830 / 7 - الصدوق رفعه إلى أبي علي الحراني قال قال: أبو عبد الله عليه السلام من
ذهب مع أخيه في حاجة قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله عمره، فقال له
رجل: أخرج مع أخي في حاجة واقطع الطواف، فقال: نعم (2).
831 / 8 - الصدوق، رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: مشي المسلم في
حاجة أخيه المسلم خير من سبعين طوافا بالبيت (3).
أقول: الروايات الواردة في شأن حاجة المؤمن كثيرة جدا، وقد ذكرنا لك
نبذة منها في بعض العناوين السابقة نحو: (اختيار قضاء حاجة المؤمن على غيرها
من القربات) و (السعي في حاجة المؤمن) و (وقضاء حاجة المؤمن) ويأتي إن شاء الله
تعالى في هذا المجال عنوان (المؤمن رحمة على المؤمن).
164 - مصادقة المؤمن
832 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا
التقيا فتصافحا أقبل الله عز وجل عليهما بوجهه وتساقطت عنهما الذنوب كما
يتساقط الورق من الشجر (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
833 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام
يقول إذا التقى المؤمنان فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن

(1) مصادقة الإخوان / 52.
(2) مصادقة الإخوان / 68.
(3) مصادقة الإخوان / 66.
(4) الكافي 2 / 180.
275

وجوههما حتى يفترقا (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
834 / 3 - الكليني، عن الحسين ين محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن
محمد، عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل لا يقدر
أحد قدره وكذلك لا يقدر قدر نبيه وكذلك لا يقدر قدر المؤمن، إنه ليلقى أخاه
فيصافحه فينظر الله إليهما والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا كما تتحات
الريح الشديدة الورق عن الشجر (2).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
835 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن
زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله لا يوصف، وكيف يوصف
وقال في كتابه (وما قدروا الله حق قدره) (3) فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من
ذلك، وإن النبي صلى الله عليه وآله لا يوصف وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع،
وجعل طاعته في الأرض كطاعته (في السماء) فقال: ما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا) (4) ومن أطاع هذا فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني،
وفوض إليه، وإنا لا نوصف وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك،
والمؤمن لا يوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما
والذنوب تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق من الشجر (5).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. ولعل المراد باحتجب الله بسبع. أن
الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله خرق جميع حجب الله تعالى وانكشف له إلا سبع حجاب
وهذا البيع لا ينكشف لأحد من المخلوقين. والضمير في إنا لا نوصف راجع إلى

(1) الكافي 2 / 182.
(2) الكافي 2 / 183.
(3) سورة الحج / 74.
(4) سورة الحشر / 7.
(5) الكافي 2 / 182.
276

الأئمة المعصومين عليهم السلام. والله سبحانه هو العالم.
836 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة (1).
أقول: الرواية معتبرة الاسناد. السخيمة: الحقد والحسد.
837 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس
عن رفاعة قال: سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد، ولكنها مضمرة.
838 / 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن حد المصافحة، فقال: دور
نخلة (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
839 / 8 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن مختار، عن أبي
عبيدة الحذاء قال قال أبو جعفر عليه السلام: إن المؤمن إذا صافح المؤمن تفرقا عن غير
ذنب (4).
أقول: الرواية معتبرة سندا.
840 / 9 - الصدوق، قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضل، عن أبي حمزة، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: أنتم في تصافحكم في مثل أجور المجاهدين (4).
أقول: الظاهر إما زيادة كلمة (في) الثانية أو حذف كلمة واحده نحو (الله)
وهو العالم.

(1) الكافي 2 / 183.
(2) الكافي 2 / 183.
(3) الكافي 2 / 181.
(4) الخصال 1 / 21 ج 75.
(5) ثواب الأعمال / 218.
277

841 / 10 - محمد بن محمد الأشعث، باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تصافحوا فإن المصافحة تزيد في المودة والهدة تذهب
بالغل (1).
أقول: الروايات الوارد في هذا المجال كثيرة جدا، ذكرنا لك عشرة منها
وأكثرها من صحاحها، وإن أردت الاطلاع على جملة أخرى منها فعليك بمراجعة
الكتب التالية: الكافي 2 / 179 ووسائل الشيعة 12 / 218 و 223 طبع آل البيت
ومستدرك الوسائل 2 / 97 (9 / 57 / 63) وجامع أحاديث الشيعة 15 / 572.
165 - مناولة المؤمن اللقمة والماء
842 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن
محمد بن الفضيل رفعه عنهم عليهم السلام قالوا: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا أكل لقم من بين عينيه،
إذا شرب سقى من على يمينه (2).
843 / 2 - الصدوق، عن محمد بن علي ماجيلويه، عن محمد بن يحيى
العطار، عن محمد بن أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي
عثمان، عن محمد بن سليمان البصري، عن داود الرقي، عن الرباب امرأته قالت:
اتخذت خبيصا فأدخلته إلى أبي عبد الله عليه السلام وهو يأكل، فوضعت الخبيص بين
يديه وكان يلقم أصحابه، فسمعته يقول: من لقم مؤمنا لقمة حلاوة صرف الله بها
عنه مرارة يوم القيامة (3).
844 / 3 - الشيخ أبو العباس المستغفري، رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
من ألقم في وجه أخيه المؤمن لقمه حلو لا يرجو بها رشوة ولا يخاف بها من شره
ولا يريد إلا وجهه صرف الله عنه بها حرارة الموقف يوم القيامة (4).

(1) الجعفريات / 153.
(2) الكافي 6 / 299.
(3) ثواب الأعمال / 181.
(4) طب النبي / 26.
278

166 - منجيات المؤمن
835 / 1 - ابن شعبة الحراني، رفعه إلى علي بن الحسين عليهما السلام أنه قال: ثلاث
منجيات للمؤمن: كف لسانه عن الناس واغتيابهم، وإشغاله نفسه بما ينفعه لاخرته
ودنياه، وطول البكاء على خطيئته (1).
167 - من أضمر في قلبه على مؤمن سوءا
846 / 1 - في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام: ونروي: ما من عبد أسر
خيرا فتذهب الأيام حتى يظهر الله له خيرا، وما من عبد أسر شرا فتذهب الأيام
حتى يظهر الله له شرا وقال عليه السلام: وأروي: لا يقبل الله عمل عبد وهو يضمر في
قلبه على مؤمن سوء (2).
168 - من حمل مؤمنا على شسع نعله
847 / 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن
حسان، عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت أمشي مع أبي عبد الله عليه السلام فانقطع
شسع نعله، فأخرجت من كمي شسعا فأصلح به نعله، ثم ضرب يده على كتفي
الأيسر وقال: يا عبد الرحمن كثير من حمل مؤمنا على شسع نعله حمله الله عز
وجل على ناقة دمكاء حين يخرج من قبره حتى يقرع باب الجنة (3).
أقول: دمكاء: كناية عن سرعة السير. أي السريعة.
169 - من روع مؤمنا بسلطان
848 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني أحمد بن إدريس، عن محمد
بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن إسحاق الخفاف، عن بعض الكوفيين، عن

(1) تحف العقول / 282.
(2) فقه الرضا عليه السلام / 52 باب الرياء (3) الكافي 6 / 426 ح 13.
279

أبي عبد الله عليه السلام قال: من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فلم يصبه فهو
في النار، ومن روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروها فأصابه فهو مع فرعون وآل
فرعون في النار (1).
أقول: قد مر منا هذا الحديث في عنوان (إخافة المؤمن وضربه) بسند
الكليني في الكافي الشريف 2 / 368 والمفيد مرسلا في الاختصاص / 238.
170 - من شبع وبحضرته مؤمن جائع
849 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد
بن أبي عبد الله البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن فرات
بن أحنف قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام: من بات شبعانا وبحضرته مؤمن جائع
طاو قال الله عز وجل: ملائكتي أشهدكم على هذا العبد أنني أمرته فعصاني وأطاع
غيري وكلته إلى عمله، وعزتي وجلالي لا غفرت له أبدا (2).
أقول: طاو: أي جاع ولم يأكل شيئا.
850 / 2 - الصدوق، رفعه إلى حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: ما آمن بي من بات شبعان وأخوه المسلم
طاو (3).
171 - من عال أهل بيت من المؤمنين
851 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن خلف بن حماد، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: والله لأن
أحج حجة أحب إلي من أن أعتق رقبة ورقبة (ورقبة) ومثلها ومثلها حتى بلغ
عشرا، ومثلها حتى بلغ السبعين، ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أسد

(1) عقاب الأعمال / 305.
(2) عقاب الأعمال / 298.
(3) عقاب الأعمال / 298.
280

جوعتهم وأكسو عورتهم فأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة
وحجة (وحجة) ومثلها ومثلها حتى بلغ عشرا، ومثلها ومثلها حتى بلغ السبعين (1).
أقول: الرواية مرسلة بهذا السند، ولكن ذكرها الصدوق قدس سره في ثواب الأعمال
/ 170 بسنده المتصل عن أبي جعفر عليه السلام.
852 / 2 - الشيخ بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله
أنه قال: من عال أهل بيت من المسلمين يومهم وليلتهم غفر الله له ذنوبه (2)
172 - من عمل بما أمر الله به فهو مؤمن
853 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما الاسلام؟ فقال: دين الله اسمه الاسلام، وهو دين الله
قيل أن تكونوا حيث كنتم وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم، ومن عمل
بما أمر الله عز وجل به فهو مؤمن (3).
173 - من قال في مؤمن
854 / 1 - المفيد، رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: من قال في مؤمن ما رأته
عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل: (إن الذين يحبون أن تشيع
الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم) (5) (6).
174 - من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن
855 / 1 - الصدوق قال: حدثني محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:

(1) الكافي 2 / 195.
(2) أمالي الطوسي المجلس الخامس والعشرون ح 2 / 586 الرقم 1213.
(3) الكافي 2 / 38 ح 4.
(4) سورة النور / 19.
(5) الاختصاص / 227.
281

حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن مالك بن عطية، عن منهال القصاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من
قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله مع السفرة
الكرام البررة، وكان القرآن حجيزا عنه يوم القيامة ويقول: يا رب إن كل عامل قد
أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به كريم عطاياك، فيكسوه الله عز وجل حلتين
من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة، ثم يقال: هل أرضيناك فيه؟ فيقول
القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا، قال: فيعطى الأمن بيمينه
والخلد بيساره، ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ آية واصعد درجة، ثم يقال له: بلغنا
به وأرضيناك فيه، فيقول: اللهم نعم. قال: ومن قرأه كثيرا وتعاهده (بمشقة) من
شدة حفظه أعطاه الله أجر هذا مرتين (1).
175 - من منع مؤمنا سكنى داره
856 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن أبي القاسم، عن
محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال قال أبو
عبد الله رضي الله عنه: من كان له دار واحتاج مؤمن إلى سكناها فمنعه إياها قال الله عز
وجل: يا ملائكتي عبدي بخل على عبدي بسكنى الدنيا وعزتي لا يسكن جناني أبدا (2).
أقول: روى البرقي مثله في المحاسن / 101 والكليني في الكافي 2 / 367
باسنادهما المتصل.
176 - من منع مؤمنا شيئا
857 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وأبي علي

(1) ثواب الأعمال / 126.
(2) عقاب الأعمال / 287.
282

الأشعري، عن محمد بن حسان جميعا، عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان،
عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن منع مؤمنا شيئا مما
يحتاج إليه وهو يقدر عليه من عنده أو من عند غيره أقامه الله يوم القيامة مسودا
وجهه مزرقة عيناه مغلولة يداه إلى عنقه، فيقال: هذا الخائن الذي خان الله ورسوله
ثم يؤمر به إلى النار (1).
أقول: ونقلها الصدوق، بسنده المتصل، عن فرات في عقاب الأعمال / 286.
الزرقة: أبغض ألوان العين عند العرب وقيل كني بها عن العمى.
858 / 2 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه، عن محمد بن أبي
القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن حبس مؤمنا عن ماله وهو محتاج إليه لم يذق والله
من طعام الجنة ولا يشرب من الرحيق المختوم (2).
859 / 3 - الشيخ، باسناده المتصل، عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا تخيب
راجيك فيمقتك الله ويعاديك (3).
860 / 4 - الصوري، رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال لرفاعة بن موسى وقد
دخل عليه: يا رفاعة ألا أخبركم بأكثر الناس وزرا؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال:
من أعان على مؤمن بفضل كلمة، ثم قال: ألا أخبركم بأقلهم أجرا؟ قلت: بلى
جعلت فداك قال: من ادخر عن أخيه شيئا مما يحتاج إليه في أمر آخرته ودنياه،
ثم قال: ألا أخبر كم بأوفرهم نصيبا من الإثم؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من
عاب شيئا من قوله أو فعله أو رد عليه احتقار لله له أو تكبرا عليه، ثم قال: أزيدك
حرفا آخر يا رفاعة، ما آمن بالله ولا بمحمد ولا بعلي من إذا أتاه أخوه المؤمن في
حاجة لم يضحك في وجهه، فإن كانت حاجته عنده سارع إلى قضائها، وإن لم

(1) الكافي 2 / 367.
(2) عقاب الأعمال / 286.
(3) أمالي الطوسي المجلس الحادي عشر ح 36 / 299 الرقم 589.
283

يكن عنده تكلف من عند غيره حتى يقضيها له، فإذا كان بخلاف ما وصفته فلا
ولاية بيننا وبيته (1).
أقول: قد مر منا قطعة من هذا الحديث في عنوان (تعيير المؤمن) وذكرنا لك
هنا تمامه
861 / 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: عجبت لرجل يأتيه
أخوه المسلم في حاجة فيمتنع عن قضائها ولا يرى نفسه للخير أهلا، فهب أنه لا
ثواب يرجى ولا عقاب يتقي، أفتزهدون في مكارم الأخلاق! (2).
أقول: الروايات الواردة في هذا الشأن كثيرة، وإن شئت أكثر من هذا فراجع
كتب الاخبار نحو: الكافي 2 / 367 وبحار الأنوار 72 / 173 ووسائل الشيعة
11 / 599 (16 / 387 طبع آل البيت) ومستدرك الوسائل 12 / 434.
177 - من نفس عن مؤمن كربة
862 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن نعيم، عن مسمع كردين قال سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول: من نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه كرب الآخرة، وخرج من
قبره وهو ثلج الفؤاد، ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقاه
شربة (ماء) سقاه الله من الرحيق المختوم (3).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
863 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثني محمد بن يحيى، عن أحمد
بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن ذريح، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: أيما مؤمن نفس عن مؤمن كربة نفس الله عنه سبعين كربة من

(1) قضاء حقوق المؤمنين / 20 ح 17 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 176 ونقل البحار في مستدرك الوسائل 12 / 434.
(2) غرر الحكم 2 / 496 ح 30.
(3) ثواب الأعمال / 179.
284

كرب الدنيا وكرب يوم القيامة. وقال: من يسر على مؤمن وهو معسر يسر الله له
حوائجه في الدنيا والآخرة قال: ومن ستر على مؤمن عورة يخافها ستر الله عليه
سبعين عورة من عوراته التي يخافها في الدنيا والآخرة، قال: وإن الله عز وجل في
عون المؤمن ما كان المؤمن في عون أخيه المؤمن، فانتفعوا بالعظة وارغبوا في الخير (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
178 - من هو المؤمن حقا؟
864 / 1 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد
بن أبي عبد الله، عن عبد الرحمن بن حماد، عن عبد الله بن محمد الغفاري، عن
جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من واسى الفقير وأنصف الناس من نفسه فذلك المؤمن حقا (2).
865 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن صفوان بن يحيى،
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وآله يوما حارثة بن
النعمان الأنصاري فقال له: كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت يا رسول الله
مؤمنا حقا. قال: إن لكل إيمان حقيقة فما حقيقة ايمانك؟ قال: عزفت نفسي عن
الدنيا وأسهرت ليلي وأظمأت نهاري، فكأني بعرش ربي وقد قرب للحساب،
وكأني بأهل الجنة فيها يتراودون وأهل النار فيها يعذبون. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أنت مؤمن نور الله الايمان في قلبك، فأثبت ثبتك الله. فقال له: يا رسول الله ما أنا
على نفسي من شئ أخوف مني عليها من بصري. فدعا له رسول الله صلى الله عليه وآله فذهب

(1) ثواب العمال / 163.
(2) الخصال 1 / 47 ح 48 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 227 (15 / 286 طبع آل البيت)
285

بصره (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. عزفت: أي زهدت. 866 / 3 - الصدوق، عن عبد الواحد بن محمد بن عبدوس، عن علي بن
محمد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السلام قال: من أقر بالتوحيد ونفى
التشبيه عنه ونزهه عما لا يليق به وأقر بأن له الحول والقوة والإرادة والمشيئة
والخلق والامر والقضاء والقدر، وأن أفعال العباد مخلوقة خلق تقدير لا خلق
تكوين، وشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله، وأن عليا والأئمة بعده حجج الله ووالى
أولياء هم وعادى أعداءهم واجتنب الكبائر، وأقر بالرجعة والمتعتين والمسألة
في القبر وبالحوض والشفاعة، وخلق الجنة والنار والصراط والميزان والبعث
والنشور والجزاء والحساب فهو مؤمن حقا وهو في شفاعتنا أهل البيت (2).
867 / 4 إبراهيم بن محمد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد،
عن عبد الله بن الحسن، عن عباية قال: كتب أمير المؤمنين عليه السلام إلى محمد بن أبي
بكر وأهل مصر وذكر الكتاب وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: من سرته حسناته وساءته
سيئاته فذلك المؤمن حقا (3).
179 - موت المؤمن
868 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر والحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن جابر، عن
أبي جعفر عليه السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن موت الفجأة تخفيف عن المؤمن
وأخذه أسف عن الكافر (4).

(1) معاني الأخبار / 187 ح 5.
(2) صفات الشيعة 28 ونقل عنه مختصرا في وسائل الشيعة 11 / 251 (15 / 317).
(3) الغارات 1 / 248 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 1 / 143 ح 2 طبع آل البيت.
(4) الكافي 3 / 112.
286

869 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان،
عن معاوية بن عمار، عن ناحية قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن المؤمن يبتلى بكل
بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه (1).
870 / 3 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد، عن وهيب بن
حفص، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن ميتة المؤمن فقال: يموت
المؤمن بكل ميتة يموت غرقا ويموت بالهدم ويبتلي بالسبع ويموت بالصاعقة ولا
تصيب ذاكرا تعالى (2).
871 / 4 - الصدوق رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: أعقل ما يكون المؤمن
عند موته (3).
872 / 5 - الصدوق رفعه إلي أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إن آية المؤمن إذا
حضره الموت أن يبيض وجهه أشد من بياض لونه ويرشح جبينه ويسيل من عينه
كهيئة الدموع، فيكون ذلك آية خروج روحه وأن الكافر يخرج روحه سلا من
شدته كزبد البعير كما تخرج نفس الحمار (4).
873 / 6 - القطب الرواندي، رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: إذا مات
المؤمن ثلم في الاسلام ثلمة لا يسد مكانها شئ وبكت عليه بقاع الأرض التي
كان يعبد الله فيها (5).
180 - موت ولد المؤمن
874 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل،
عن الفضل بن شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: ثواب المؤمن من ولده إذا مات الجنة صبر أو ولم يصبر (6).

(1) الكافي 3 / 112.
(2) الكافي 3 / 112.
(3) الفقيه 1 / 132 الرقم 346.
(4) الفقيه 1 / 135 الرقم 363.
(5) الدعوات / 108.
(6) الكافي 3 / 219.
287

أقول: الرواية من حيث السند موثقة.
875 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قبض ولد المؤمن -
والله أعلم بما قال العبد - قال الله تبارك وتعالى لملائكته: قبضتم ولد فلان؟
فيقولون: نعم ربنا، قال: فيقول: فما قال عبدي؟ قالوا: حمدك واسترجع، فيقول الله
تبارك وتعالى: أخذتم ثمرة قلبه وقرة عينه فحمدني واسترجع ابنوا له بيتا في
الجنة وسموه بيت الحمد (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
876 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمد بن
يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن مهران قال: كتب رجل إلى
أبي جعفر الثاني عليه السلام يشكو إليه مصابه بولده وشدة ما دخله، فكتب إليه: أما علمت
أن الله عز وجل يختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه، ليؤجره على ذلك (2).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
877 / 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أبي علي الأشعري، عن محمد
بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خديجة حين مات القاسم ابنها وهي تبكى فقال
لها: ما يبكيك؟ فقالت: درت دريرة فبكيت فقال: يا خديجة أما ترضين إذا كان
يوم القيامة أن تجيئي إلى باب الجنة وهو قائم فيأخذ بيدك ويدخلك الجنة وينزلك
أفضلها؟ وذلك لكل مؤمن، إن الله عز وجل أحكم وأكرم أن يسلب المؤمن ثمرة
فؤاده ثم يعذبه بعدها أبدا (3).

(1) الكافي 3 / 218.
(2) الكافي 3 / 218.
(3) الكافي / 3 / 218.
288

181 - المؤمن أشد في دينه من الجبال الراسية
878 / 1 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري،
عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة الربعي، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه عليهما السلام قال: قيل له: ما بال المؤمن أحد شئ؟ قال: لأن عز القرآن في قلبه
ومحض الايمان عن صدره وهو لعبد مطيع لله ولرسوله مصدق. قيل: فما بال
المؤمن قد يكون أشح شئ؟ قال: لأنه يكسب الرزق من حله ومطلب الحلال
عزيز فلا يحب أن يفارقه شيئه لما يعلم من عسر مطلبه، وإن هو سخت نفسه لم
يضعه إلا في موضعه. قيل له: فما بال المؤمن قد يكون أنكح شئ؟ قال: لحفظه
فرجه عن فروج ما لا يحل له، ولكن لا تميل به شهوته هكذا ولا هكذا فإذا ظفر
بالحلال اكتفى به واستغنى به واستغنى به عن غيره. قال عليه السلام: إن قوة المؤمن في قلبه ألا ترون
أنه قد تجدونه ضعيف البدن نحيف الجسم وهو يقوم الليل ويصوم النهار، وقال:
المؤمن أشد في دينه من الجبال الراسية وذلك أن الجبل قد ينحت منه والمؤمن لا
يقدر أحد على أن ينحت من دينه شيئا وذلك لضنه بدينه وشحه عليه (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
182 - المؤمن الضعيف
879 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة
بن صدقة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال النبي صلى الله عليه وآله: إن الله عز وجل ليبغض
المؤمن الضعيف الذي لا دين له، فقيل له: وما المؤمن الذي لا دين له؟ قال: الذي
لا ينهى عن المنكر (2).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.

(1) علل الشرائع / 557.
(2) الكافي 5 / 59.
289

880 / 2 - محمد بن محمد الأشعث قال: حدثني موسى، عن أبيه، عن جده،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي
طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله ليبغض المؤمن الضعيف
الذي لا رفق له (1).
183 - المؤمن العاقل
881 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن عبد الله بن المغيرة، عن سليمان بن خالد،
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لم يعبد الله عز وجل بشئ أفضل
من العقل ولا يكون المؤمن عاقلا حتى يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول
والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا
يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله، الذل أحب إليه من
العز والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة؟
لا يرى أحدا إلا قال هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان: فرجل هو خير منه
وأتقى وآخر هو شر منه وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق
به، وإذا لقى الذي هو شر منه وأدنى قال: عسى خير هذا باطن وشره ظاهر وعسى
أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده وساد أهل زمانه (2).
184 - المؤمن بين خوف ورجاء
882 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
حديد، عن منصور بن يونس، عن الحارث بن المغيرة أو أبيه، عن أبي

الجعفريات / 150.
(2) الخصال 2 / 1437 الرقم 17.
290

عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب وكان
أعجب ما كان فيها أن قال لابنه: خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك،
وارج الله رجاء لو جئته بذنوب الثقلين لرحمك، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: كان أبي
يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا (و) في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن
هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على هذا (1).
883 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
النعمان، عن حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن مما حفظ من
خطب النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم
نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، ألا إن المؤمن يعمل بين مخافتين: بين أجل قد مضى لا
يدري ما الله صانع فيه وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد
المؤمن من نفسه لنفسه ومن دنياه لاخرته وفي الشيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل
الممات، فوالذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من مستعتب وما بعدها من دار إلا
الجنة أو النار (2).
أقول: المستعتب: موضع الاستعتاب أي طلب الرضا.
884 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان،
عن ابن مسكان، عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا
يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون
عاملا لما يخاف ويرجوه (3).
885 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن بين
مخافتين ذنب قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقي لا يدري ما يكتب
فيه من المهالك، فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف (4).

(1) الكافي 2 / 67.
(2) الكافي 2 / 70.
(3) الكافي 2 / 71.
(4) الكافي 2 / 71.
291

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
886 / 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
بعض أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام يقول: إنه ليس من عبد
مؤمن إلا (و) في قلبه نوران: نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا
ولو وزن هذا لم يزد على هذا (1).
887 / 6 - المفيد باسناده عن الحسن بن أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله
جعفر بن محمد صلوات الله عليهما يقول: لا يكون (المؤمن) مؤمنا حتى يكون
خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو (2).
أقول: ذكرها ابن شعبة الحراني مرسلا في كتابه تحف العقول / 275.
185 - المؤمن بين نعمة وخطيئة
888 / 1 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المؤمن بين نعمة
وخطيئة لا يصلحهما إلا الشكر والاستغفار (2).
186 - المؤمن حليم
889 / 1 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أرومة، عن
أبي إبراهيم الأعجمي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن
حليم ولا يجهل وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر (4).
890 / 2 - أبو القاسم الكوفي، رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يكمل
المؤمن في ايمانه حتى تكون فيه ثلاث خصال: حلم يردعه عن الجهل وورع

(1) الكافي 2 / 71.
(2) أمالي المفيد / 195 - المجلس الثالث والعشرين ح / 27.
(3) غرر الحكم 1 / 71 ح 1801.
(4) الكافي 2 / 235.
292

يحجزه عن المعاصي وكرم يحسن به صحبته (1).
891 / 3 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: المؤمن
ليدرك بالحلم واللين درجة العابد المجتهد (2).
187 - المؤمن رحمة على المؤمن
892 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن هارون بن الجهم، عن إسماعيل بن عمار الصيرفي قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: جعلت فداك المؤمن رحمة على المؤمن؟ قال: نعم قلت: وكيف ذاك
؟ قال: أيما مؤمن أتى أخاه في حاجة فإنما ذلك رحمة من الله ساقها إليه وسببها
له، فإن قضى حاجته كان قد قبل الرحمة بقبولها وإن رده عن حاجته وهو يقدر
على قضائها فإنما رد عن نفسه رحمة من الله جل وعز ساقها إليه وسببها له، وذخر
الله عز وجل تلك الرحمة إلى يوم القيامة حتى يكون المردود عن حاجته هو
الحاكم فيها إن شاء صرفها إلى نفسه وإن شاء صرفها إلى غيره، يا إسماعيل فإذا
كان يوم القيامة وهو الحاكم في رحمة من الله قد شرعت له فإلى من ترى يصرفها
؟ قلت: لا أظن يصرفها عن نفسه قال: لا تظن ولكن استيقن فإنه لن يردها عن
نفسه، يا إسماعيل من أتاه أخوه في حاجة يقدر على قضائها فلم يقضها له سلط
الله عليه شجاعا ينهش إبهامه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له أو معذبا (3).
893 / 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن
محمد بن عبد الله، عن علي بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: من أتاه
أخوه المؤمن في حاجة فإنما هي رحمة من الله تبارك وتعالى ساقها إليه، فإن قبل

(1) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 11 / 288.
(2) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 11 / 288.
(3) الكافي 2 / 193.
293

ذلك فقد وصله بولايتنا وهو موصول بولاية الله، وإن رده عن حاجته وهو يقدر
على قضائها سلط الله عليه شجاعا من نار ينهشه في قبره إلى يوم القيامة مغفورا له
أو معذبا، فإن عذره الطالب كان أسوء حالا (1).
أقول: ونقل الكليني قدس سره هذا الحديث بهذا السند مرة أخرى في الكافي
الشريف 2 / 367 وهي إضافة وهي: (قال: وسمعته يقول: من قصد إليه رجل من
إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه فقد قطع ولاية الله
تبارك وتعالى).
894 / 3 - ابن فهد الحلي، رفعه إلى إسماعيل بن عمار قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام المؤمن رحمة؟ قال: نعم وأيما مؤمن أتاه أخوه في حاجته فإنما ذلك
رحمة ساقها الله إليه وسيبها له، فإن قضاها كان قد قبل الرحمة بقبولها، وإن رده
وهو يقدر على قضائها فإنما رد عن نفسه الرحمة التي ساقها الله إليه وسيبها له
وذخرت الرحمة للمردود عن حاجته، ومن مشى في حاجة أخيه ولم يناصحه
بكل جهده فقد خان الله ورسوله والمؤمنين وأيما رجل من شيعتنا أتاه رجل من
إخوانه واستعان به في حاجته فلم يعنه وهو يقدر ابتلاه الله تعالى بقضاء حوائج
أعدائنا ليعذبه بها، ومن حقر مؤمنا فقيرا واستخف به واحتقره لقلة ذات يده وفقره
شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، ولا يزال ماقتا له، ومن اغتيب
عنده أخوه المؤمن فنصره وأعانه نصره الله في الدنيا والآخرة، ومن لم ينصره ولم
يدفع عنه وهو يقدر خذله الله وحقره في الدنيا والآخرة (2).
188 - المؤمن زعيم أهل بيته
895 / 1 - سبط الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن زعيم أهل

(1) الكافي 2 / 169.
(2) عدة الداعي / 177 ونقل عنه في بحار الأنوار 72 / 177 ح 15.
294

بيته، شاهد عليهم ولايتهم (1).
189 - المؤمن صنفان
896 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
إسماعيل بن مهران، عن يونس بن يعقوب، عن أبي مريم الأنصاري، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: قام رجل بالبصرة إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا أمير
المؤمنين أخبرنا عن الاخوان فقال: الاخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان
المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم الكف والجناح والأهل والمال، فإذا كنت من
أخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك وصاف من صافاه وعاد من عاداه
واكتم سره وعيبه وأظهر منه الحسن، واعلم أيها السائل أنهم أقل من الكبريت
الأحمر، وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب لذتك منهم فلا تقطعن ذلك منهم ولا
تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. المكاشرة من الكشر: وهو ظهور
الأسنان في الضحك، وكاشره إذا ضحك في وجهه وباسط. صاف من صافاه:
أخلص الود لمن أخلص له الود.
897 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن
عبد الله، عن خالد العمي، عن خضر بن عمرو، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته
يقول: المؤمن مؤمنان: مؤمن وفي لله بشروطه التي شرطها عليه فذلك مع النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وذلك من يشفع ولا يشفع
له، وذلك ممن لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، ومؤمن زلت به قدم فذلك
كخامة الزرع كيفما كفئته الريح انكفأ وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا والآخرة

مشكاة الأنوار / 99 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 71 ح 33.
(2) الكافي 2 / 248.
295

ويشفع له وهو على خير (1).
أقول: انكفأ: رجع ولونه تغير. خامة الزرع: أول ما ينبت على ساق الزرع أو
اللطافة الغضة منه.
898 / 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
سنان، عن نصير أبي الحكم الخثعمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن مؤمنان
فمؤمن صدق بعهد الله ووفى بشرطه وذلك قول الله عز وجل: (رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه) (2) فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة،
وذلك ممن يشفع ولا يشفع له ومؤمن كخامة الزرع توج أحيانا وتقوم أحيانا فذلك
ممن تصيبه أهوال الدنيا وأهوال الآخرة، وذلك ممن يشفع له ولا يشفع (3).
190 - المؤمن علوي هاشمي
899 / 1 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن
بن علي السكوني قال: حدثنا محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن
محمد بن عمارة، عن أبيه قال سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: المؤمن
علوي لأنه علا في المعرفة، والمؤمن هاشمي لأنه هشم الضلالة، والمؤمن قرشي
لأنه أقر بالشئ المأخوذ عنا، والمؤمن عجمي لأنه استعجم عليه أبواب الشر،
والمؤمن عربي لان نبيه صلى الله عليه وآله عربي وكتابه المنزل بلسان عربي مبين، والمؤمن
نبطي لأنه استنبط العلم، والمؤمن مهاجري لأنه هجر السيئات، والمؤمن أنصاري
لأنه نصر رسوله صلى الله عليه وآله وأهل بيت رسول الله عليهم السلام، والمؤمن مجاهد لأنه يجاهد
أعداء الله تعالى في دولة الباطل بالتقية وفي دولة الحق بالسيف (4).
900 / 2 - المفيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: المؤمن هاشمي لأنه هشم

(1) الكافي 2 / 248.
(2) سورة الأحزاب / 23.
(3) الكافي 2 / 248.
(4) علل الشرائع / 467 ح 22.
296

الضلال والكفر والنفاق، والمؤمن قرشي لأنه أقر للشئ ونحن الشئ، وأنكر
اللاشئ الدلام وأتباعه، والمؤمن نبطي لأنه استنبط الأشياء فعرف الخبيث من
الطيب، والمؤمن عربي لأنه أعرب عنا أهل البيت والمؤمن أعجمي لأنه أعجم عن
الدلام فلم يذكره بخير والمؤمن فارسي لأنه يفرس في الايمان لو كان الايمان
منوطا بالثريا لتناوله أبناء فارس يعنى به المتفرس فاختار منها أفضلها وأعتصم
بأشرفها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله (1).
191 - المؤمن عند موته
901 / 1 - الصدوق قال: وروى العباس بن بكار الضبي قال: حدثنا محمد بن
سليمان الكوفي البزاز قال: حدثنا عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن أبيه علي
بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليهم السلام قال: من مات يوم الخميس بعد زوال الشمس إلى يوم الجمعة وقت
الزوال وكان مؤمنا أعاذه الله عز وجل من ضغطة القبر وقبل شفاعته في مثل ربيعة
ومضر، ومن مات يوم السبت من المؤمنين لم يجمع الله عز وجل بينه وبين اليهود
في النار أبدا، ومن مات يوم الأحد من المؤمنين لم يجمع الله عز وجل بينه وبين
النصارى في النار أبدا، ومن مات يوم الاثنين من المؤمنين لم يجمع الله عز وجل
بينه وبين أعدائنا من بني أمية في النار أبدا، ومن مات يوم الثلاثاء من المؤمنين
حشره الله عز وجل معنا في الرفيق الأعلى، ومن مات يوم الأربعاء من المؤمنين
وقاه الله نحس يوم القيامة وأسعده بمجاورته وأحله دار المقامة من فضله لا يمسه
فيها نصب ولا يمسه فيها لغوب، ثم قال عليه السلام: المؤمن على أي الحالات مات وفي
أي يوم وساعة قبض فهو صديق شهيد، ولقد سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول:
لو أن المؤمن خرج من الدنيا وعليه مثل ذنوب الأرض لكان الموت كفارة لتلك

(1) الاختصاص / 143.
297

الذنوب، ثم قال عليه السلام: من قال لا إله إلا الله باخلاص فهو برئ من الشرك ومن
خرج من الدنيا لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ثم تلا هذه الآية: (إن الله لا يغفر أن
يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) (1) من شيعتك ومحبيك يا علي، قال: أمير
المؤمنين عليه السلام: فقلت يا رسول الله هذا لشيعتي؟ قال: إي وربي إنه لشيعتك وإنهم
ليخرجون يوم القيامة من قبورهم وهم يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله،
علي بن أبي طالب حجة الله فيؤتون بحلل خضر من الجنة وأكاليل من الجنة وتيجان
من الجنة ونجايب من الجنة فيلبس كل واحد منهم حلة خضراء ويوضع على
رأسه تاج الملك وإكليل الكرامة، ثم يركبون النجايب فتطير بهم إلى الجنة (لا
يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون) (2) (3).
902 / 2 - الصدوق قال: أبي قدس سره قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن سدير الصيرفي قال: كنت عند
أبي عبد الله عليه السلام فذكروا عنده المؤمن فالتفت إلي فقال: يا أبا الفضل ألا أحدثك
بحال المؤمن عند الله؟ قلت: بلى فحدثني قال: إذا قبض الله روح المؤمن صعد
ملكاه إلى السماء فقالا: ربنا عبدك فلان ونعم العبد كان لك سريعا في طاعتك
بطيئا في معصيتك وقد قبضته إليك فماذا تأمرنا من بعده؟ قال: فيقول الله لهما:
اهبطا إلى الدنيا وكونا عند قبر عبدي فاحمداني وسبحاني وهللاني وكبراني واكتبا
ذلك لعبدي حتى أبعثه من قبره، ثم قال ألا أزيدك؟ فقلت: بلى فزدني فقال: إذا
بعث الله المؤمن من قبره خرج معه مثال يقدمه أمامه فكلما رأى المؤمن هولا من
أهوال القيامة قال له المثال لا تحزن ولا تفزع وأبشر بالسرور والكرامة من الله عز
وجل، فما زال يبشره بالسرور والكرامة من الله عز وجل حتى يقف بين يدي الله
جل جلاله فيحاسبه حسابا يسيرا ويأمر به إلى الجنة والمثال أمامه، فيقول له

(1) سورة النساء / 48.
(2) سورة الأنبياء / 103.
(3) الفقيه 4 / 411 الرقم 5896.
298

المؤمن: رحمك الله نعم الخارج خرجت معي من قبري ما زلت تبشرني بالسرور
والكرامة من الله عز وجل حتى رأيت ذلك فمن أنت؟ فيقول له المثال: أنا السرور
الذي كنت تدخله على أخيك المؤمن في الدنيا خلقني الله لأبشرك (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة وقد نقلت بعضها في عنوان. (ادخال
السرور على المؤمن).
903 / 3 - المفيد قال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عيسى قال:
حدثني سعيد بن جناح، عن عوف بن عبد الله الأزدي، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أراد الله تبارك وتعالى قبض روح
المؤمن قال: يا ملك الموت انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي، فطالما نصب نفسه من
أجلي فأتني بروحه لأريحه عندي، فيأتيه ملك الموت بوجه حسن وثياب طاهرة
وريح طيبه فيقوم بالباب فلا يستأذن بوابا ولا يهتك حجابا ولا يكسر بابا معه
خمسمائة ملك أعوان معهم طنان (2) الريحان والحرير الأبيض والمسك الأزفر
فيقولون: السلام عليك يا ولي الله أبشر فإن الرب يقرئك السلام أما إنه عنك راض
غير غضبان وأبشر بروح وريحان وجنة نعيم.
قال: أما الروح فراحة من الدنيا وبلائها والريحان من كل طيب في الجنة
فيوضع على ذقنه فيصل ريحه إلى روحه فلا يزال في راحة حتى يخرج نفسه، ثم
يأتيه رضوان خازن الجنة فيسقيه شربة من الجنة لا يعطش في قبره ولا في القيامة
حتى يدخل الجنة ريانا فيقول: يا ملك الموت رد روحي حتى يثني على جسدي
وجسدي علي روحي، قال: فيقول ملك الموت: ليثن كل واحد منكما على
صاحبه، فيقول الروح جزاك الله من جسد خير الجزاء، لقد كنت في طاعته
مسرعا وعن معاصيه مبطئا، فجزاك الله عنى من جسد خير الجزاء فعليك السلام

(1) ثواب الأعمال / 238.
(2) طنان جمع الطن: حزمة القصب ومدن الانسان
299

أي يوم القيامة، ويقول الجسد للروح مثل ذلك.
قال: فيصبح ملك الموت بالروح أيتها الروح الطيبة أخرجي من الدنيا مؤمنة
مرحومة مغتبطة، قال: فرقت به الملائكة وفرجت عنه الشدائد، وسهلت له الموارد،
وصار لحيوان الخلد.
قال: ثم يبعث الله صفين من الملائكة غير القابضين لروحه، فيقومون
سماطين (1) ما بين منزله إلى قبره، يستغفرون له ويشفعون له، قال: فيعلله ملك
الموت ويمنيه ويبشره عن الله بالكرامة والخير كما تخادع الصبي أمه تمرخه
بالدهن والريحان (2) وبقاء النفس وتفديه بالنفس والوالدين.
قال: فإذا بلغت الحلقوم قال الحافظان اللذان معه: يا ملك الموت إرأف
بصاحبنا وارفق، فنعم الأخ كان ونعم الجليس، لم يمل علينا ما يسخط الله قط، فإذا
خرجت روحه خرجت كنخلة بيضاء وضعت في مسكة بيضاء ومن كل ريحان في
الجنة فأدرجت إدراجا وعرج بها القابضون إلى السماء الدنيا، قال: فيفتح له أبواب
السماء ويقول لها البوابون: حياها الله من جسد كانت فيه، لقد كان يمر له علينا
عمل صالح ونسمع حلاوة صوته بالقرآن قال: فبكى له أبواب السماء والبوابون
لفقدها، ويقول: يا رب قد كان لعبدك هذا عمل صالح وكنا نسمع حلاوة صوته
بالذكر للقرآن، ويقولون: اللهم ابعث لها مكانه عبدا يسمعنا ما كان يسمعنا ويصنع
الله ما يشاء فيصعد به إلى عيش رحبت به ملائكة السماء كلهم أجمعون ويشفعون
له ويستغفرون له ويقول الله تبارك وتعالى: رحمتي عليه من روح، ويتلقاه أرواح
المؤمنين كما يتلقى الغائب غائبه، فيقول بعضهم لبعض: ذروا هذه الروح حتى
تفيق (3) فقد خرجت من كرب عظيم وإذا هو استراح أقبلوا عليه يسائلونه

(1) أي صفين منظمين.
(2) مرخت الرجل بالدهن: إذا ادهنته به ثم دلكته.
(3) من الإفاقة.
300

ويقولون: ما فعل فلان وفلان؟ فإن كان قد مات بكوا واسترجعوا ويقولون: ذهبت
به أمه الهاوية فإنا لله وإنا إليه راجعون.
قال: فيقول الله: ردوها عليه، فمنها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنا أخرجهم تارة
أخرى، قال: فإذا حمل سريره حملت نعشه الملائكة واندفعوا به اندفاعا
والشياطين سماطين ينظرون من بعيد ليس لهم عليه سلطان ولا سبيل فإذا بلغوا به
القبر توثبت إليه بقاع الأرض كالرياض الخضر، فقالت كل بقعة منها: اللهم اجعله
في بطني، قال: فيجاء به حتى يوضع في الحفرة التي قضاها الله له، فإذا وضع في
لحده مثل له أبوه وأمه وزوجته وولده وإخوانه قال: فيقول لزوجته: ما يبكيك؟
قال: فتقول: لفقدك تركتنا معولين.
قال: فتجئ صورة حسنة، قال: فيقول: ما أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح أنا
لك اليوم حصن حصين وجنة وسلاح بأمر الله، قال: فيقول: أما والله لو علمت أنك
في هذا المكان لنصبت نفسي لك وما غرني مالي وولدي، قال: فيقول: يا ولي الله
أبشر بالخير، فوالله إنه ليسمع خفق نعال القوم إذا رجعوا ونفضهم أيديهم من
التراب إذا فرغوا قد رد عليه روحه وما علموا، قال: فيقول له الأرض: مرحبا
يا ولي الله مرحبا بك أما والله لقد كنت أحبك وأنت على متني فأنا لك اليوم أشد
حبا إذا أنت في بطني، أما وعزة ربي لأحسنن جوارك، ولا بردن مضجعك،
ولا وسعن مدخلك، إنما أنا روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.
قال: ثم يبعث الله إليه ملكا فيضرب بجناحيه عن يمينه وعن شماله ومن بين
يديه ومن خلفه فيوسع له من كل طريقة أربعين نورا، فإذا قبره مستدير بالنور.
قال: ثم يدخل عليه منكر ونكير وهما ملكان أسودان يبحثان القبر بأنيابهما
ويطئان في شعورهما، حدقتاهما مثل قدر النحاس، وأصواتهما، كالرعد القاصف،
301

أبصارهما مثل البرق اللامع، فينتهرانه (1) ويصيحان به ويقولان: من ربك؟ ومن
نبيك؟ وما دينك؟ ومن إمامك؟ فإن المؤمن ليغضب حتى ينتقض من الادلال (2)
توكلا على الله من غير قرابة ولا نسب، فيقول: ربي وربكم ورب كل شئ الله،
ونبيي ونبيكم محمد خاتم النبيين، وديني الإسلام الذي لا يقبل الله معه دينا،
وإمامي القرآن مهيمنا على الكتب (3) وهو القرآن العظيم، فيقولان: صدقت ووفقت
وفقك الله وهداك، انظر ما ترى عند رجليك فإذا هو بباب من نار، فيقول: إنا لله وإنا
إليه راجعون ما كان هذا ظني برب العالمين، قال: فيقولان له: يا ولي الله لا تحزن
ولا تخش وأبشر واستبشر فليس هذا لك ولا أنت له إنما أراد الله تبارك وتعالى أن
يريك من أي شئ نجاك ويذيقك برد عفوه قد أغلق هذا الباب عنك ولا تدخل
النار أبدا، انظر ما ترى عند رأسك فإذا هو بمنازله من الجنة وأزواجه من الحور
العين، قال: فيثب وثبة لمعانقة الحور العين الزوجة من أزواجه، فيقولان له: يا ولي
الله إن لك إخوة وأخوات لم يلحقوا فنم قرير العين كعاشق في حجلته إلى يوم
الدين، قال: فيفرش له ويبسط ويلحد، قال، فوالله ما صبي قد نام مدللا بين يدي
أمه وأبيه بأثقل نومة منه. قال: فإذا كان يوم القيامة يجيئه عنق من النار فتطيف به،
فإذا كان مدمنا على (4) (تنزيل - السجدة -) و (تبارك الذي بيده الملك وهو على
كل شئ قدير) وقفت عند (تبارك) وانطلقت (تنزيل - السجدة -) فقالت: أنا
آت بشفاعة رب العالمين، قال: فتجئ عنق من العذاب من قبل يمينه فتقول
الصلاة: إليك عن ولي الله (5) فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فيأتيه من قبل يساره فتقول الزكاة: إليك عن ولي الله، فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فيأتيه من قبل رأسه

(1) أي يزجرانه.
(2) الادلال: الانبساط والوثوب بمحبة الغير.
(3) المهيمن الذي يقوم بأمر جماعة. ويأتي بمعنى الشاهد والمؤتمن أيضا.
(4) أدمن الشئ: أدامه ومدمن الشئ مداومه.
(5) أي أبعد.
302

فيقول القرآن: إليك عن ولي الله، فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فقد وعاني في قلبه وفي اللسان الذي كان يوحد به ربه فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فتخرج عنق من
النار مغضبا فيقول: دونكما ولي الله، وليكما (1) قال: فيقول الصبر وهو في ناحية
القبر: أما والله ما منعني أن ألي من ولي الله اليوم، إلا أني نظرت ما عندكم فلما أن
جزتم (2) عن ولي الله عذاب القبر ومؤونته فأنا لولي الله ذخر وحصن عند الميزان
وجسر جهنم والعرض عند الله.
فقال علي أمير المؤمنين عليه السلام: يفتح لولي الله من منزله من الجنة إلى قبره
تسعة وتسعون بابا، يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ولذتها ونورها إلى يوم
القيامة، فليس شئ أحب إليه من لقاء الله، قال: فيقول: يا رب عجل على قيام
الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي، فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره
مستورة عورته، مسكنة روعته قد أعطي الأمن والأمان، وبشر بالرضوان، والروح
والريحان، والخيرات الحسان، فيستقبله الملكان اللذان كانا معه في الحياة الدنيا
فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه ولا يفارقانه، ويبشرانه ويمنيانه ويفرجانه
كلما راعه شئ من أهوال القيامة قالا له: يا ولى الله لا خوف عليك اليوم ولا
حزن، نحن الذين ولينا عملك في الحياة الدنيا ونحن أولياؤك اليوم في الآخرة،
انظر تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون، قال: فيقام في ظل العرش فيدنيه
الرب تبارك وتعالى حتى يكون بينه وبينه حجاب من نور فيقول له: مرحبا، فمنها
يبيض وجهه ويسر قلبه ويطول سبعون ذراعا من فرحته فوجهه كالقمر وطوله
طول آدم وصورته صورة يوسف ولسانه لسان محمد صلى الله عليه وآله وقلبه قلب أيوب، كلما
غفر له ذنب سجد، فيقول: عبدي اقرأ كتابك فيصطك فرائصه شفقا وفرقا (3)، قال:
فيقول الجبار: هل زدنا عليك سيئاتك ونقصنا عليك من حسناتك؟
قال: فيقول:

(1) الظاهر أن مرجع الضمير إلى السورتين (2) كذا.
(2) أي خوفا.
303

يا سيدي بل أنت قائم بالقسط وأنت خير الفاصلين.
قال: فيقول: عبدي أما استحييت ولا راقبتني ولا خشيتني، قال: فيقول:
يا سيدي قد أسأت فلا تفضحني، فإن الخلايق ينظرون إلي، قال: فيقول الجبار:
وعزتي يا مسئ لا أفضحك اليوم قال: فالسيئات فيما بينه وبين الله مستورة
والحسنات بارزة للخلائق، قال: فكلما كان عيره بذنب قال: سيدي لتبعثني إلى
النار أحب إلي من أن تعيرني، قال: فيضحك الجبار (1) تبارك وتعالى لا شريك له
ليقر بعينه (2)، قال: فيقول: أتذكر يوم كذا وكذا أطعمت جائعا ووصلت أخا مؤمنا،
كسوت يوما أعطيت سعيا حججت في الصحاري تدعوني محرما، أرسلت عينيك
فرقا، سهرت ليلة شفقا، غضضت طرفك مني فرقا، فذا بذا وأما اما أحسنت
فمشكور، وأما ما أسأت فمغفور، حول بوجهك، فإذا حوله رأى الجبار فعند ذلك
ابيض وجهه وسر قلبه ووضع التاج على رأسه وعلى يديه الحلي والحلل.
ثم يقول: يا جبرئيل انطلق بعبدي فأره كرامتي فيخرج من عند الله قد أخذ
كتابه بيمينه فيدحو به مد البصر فيبسط صحيفته للمؤمنين والمؤمنات وهو ينادي
(هاؤم اقرؤا كتابيه * إني ظننت أني ملاق حسابيه * فهو في عيشة راضية) فإذا
انتهى إلى باب الجنة قيل له: هات الجواز، قال: هذا جوازي مكتوب فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا جواز جائز من الله العزيز الحكيم لفلان بن فلان
من رب العالمين، فينادي مناد يسمع أهل الجمع كلهم: ألا إن فلان بن فلان قد سعد
سعادة لا يشقى بعدها أبدا، قال: فيدخل فإذا هو بشجرة ذات ظل ممدود، وماء
مسكوب، وثمار مهدلة تسمى رضوان، يخرج من ساقها عينان تجريان، فينطلق
إلى إحداهما وكلما مر بذلك فيغتسل منها فيخرج وعليه نضرة النعيم، ثم يشرب

(1) قال العلامة المجلسي قدس الله سره: الضحك كناية عن اظهار ما يدل على رضاء عنهم من خلق صوت يشبه الضحك أو غيره، والله تعالى يعلم وحججه صلوات الله عليهم أجمعين.
(2) في بعض النسخ (لتفريعه) وفى بعضها (لتفزيعه).
304

من الأخرى فلا تكن في بطنه مغص (1) ولا مرض ولا داء أبدا وذلك قوله تعالى:
(وسقاهم ربهم شرابا طهورا) (2) ثم تستقبله الملائكة فتقول له: طبت فأدخلها مع
الداخلين (3)، فيدخل فإذا هو بسماطين من شجر أغصانها اللؤلؤ، وفروعها الحلي
والحلل، ثمارها مثل ثدي الجواري الأبكار، فتستقبله الملائكة معهم النوق
والبراذين والحلي والحلل، فيقولون: يا ولي الله اركب ما شئت، والبس ما شئت،
وسل ما شئت، قال: فيركب ما اشتهى ويلبس ما اشتهى وهو على ناقة أو برذون من
نور: وثيابه من نور، وحليته من نور، يسير في دار النور، معه ملائكة من نور
وغلمان من نور، ووصايف من نور حتى تهابه الملائكة مما يرون من النور فيقول
بعضهم لبعض تنحوا فقد جاء وفد الحليم الغفور.
قال: فينظر إلى أول قصر له من فضة مشرقا بالدر والياقوت (4)، فتشرف عليه
أزواجه، فيقلن مرحبا مرحبا انزل بنا فيهم أن ينزل بقصره، قال: فتقول الملائكة:
سر يا ولي الله فإن هذا لك وغيره.
حتى ينتهي إلى قصر من ذهب مكلل بالدر والياقوت فتشرف عليه أزواجه
فيقلن: مرحبا مرحبا يا ولي الله انزل بنا، فيهم أن ينزل بهن فتقول له الملائكة: سر
يا ولي الله فإن هذا لك وغيره.
قال: ثم ينتهي إلى قصر مكلل بالدر والياقوت فيهم أن ينزل بقصره فتقول له
الملائكة: سر يا ولي الله فإن هذا لك وغيره.
قال: ثم يأتي قصرا من ياقوت أحمر مكللا بالدر والياقوت فيهم بالنزول
بقصره فتقول له الملائكة: سر يا ولي الله فإن هذا لك وغيره.

(1) النضرة: البهجة. والمغص: وجع وتقطيع في الأمعاء.
(2) الانسان: 21.
(3) في بعض النسخ (مع الخالدون).
(4) وفي بعض النسخ (مشرفا بالدر) بالفاء وقال العلامة المجلسي رضي الله عنه: أي جعل شرفه من الدر.
305

قال: فيسير حتى يأتي تمام ألف قصر، كل ذلك ينفذ فيه بصره ويسير في ملكه
أسرع من طرفة العين، فإذا انتهى إلى أقصاها قصرا نكس رأسه فتقول الملائكة:
مالك يا ولي الله؟ قال: فيقول: والله لقد كاد بصري أن يختطف، فيقولون، يا ولي الله
أبشر فإن الجنة ليس فيها عمى ولا صمم، فيأتي قصرا يرى باطنه من ظاهره
وظاهره من باطنه لبنة من فضة ولبنة من ذهب ولبنة من ياقوت ولبنة در، ملاطه
المسك قد شرف بشرف من نور يتلألأ، ويرى الرجل وجهه في الحائط وذا قوله:
(ختامه مسك) يعني ختام الشراب.
ثم ذكر النبي صلى الله عليه وآله الحور العين، فقالت أم سلمة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله
أمالنا فضل عليهن؟ قال: بلى بصلاتكن وعبادتكن لله بمنزلة الظاهرة
على الباطنة (1)، وحدث أن الحور العين خلقهن الله في الجناة مع شجرها وحبسهن
على أزواجهن في الدنيا، على كل واحد منهن سبعون حلة يرى بياض سوقهن من
وراء الحلل السبعين كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء وكالسلك
الأبيض في الياقوت الأحمر، يجامعها في قوة مائة رجل في شهوة مقدار أربعين
سنة وهن أتراب أبكار عذارى، كلما نكحت صارت عذراء، (لم يطمثهن إنس
قبلهم ولا جان)، يقول: لم يمسهن إنسي ولا جني قط (فيهن خيرات حسان)
يعني خيرات الأخلاق حسان الوجوه (كأنهن الياقوت والمرجان) يعني صفاء
الياقوت وبياض اللؤلؤ.
قال: وإن في الجنة لنهرا حافتاه الجواري، قال: فيوحي إليهن الرب تبارك
وتعالى: أسمعن عبادي تمجيدي وتسبيحي وتحميدي فيرفعن أصواتهن بألحان
وترجيع لم يسمع الخلائق مثلها قط، فتطرب أهل الجنة وإنه لتشرف على ولي الله
المرأة ليست من نسائه من السجف (2) فتملأ قصوره ومنازله ضوء ونورا. فيظن

(1) قال العلامة المجلسي رضي الله عنه: لعل المراد بالظاهرة والباطنة من الثوب لأنهن لباس.
(2) السجف - بالفتح وقد يكسر - الستر.
306

ولي الله أن ربه أشرف عليه أو ملك من ملائكته فيرفع رأسه فإذا هو بزوجة قد
كادت يذهب نورها نور عينيه قال: فتناديه قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة، قال
فيقول لها: ومن أنت؟ قال: فتقول: أنا ممن ذكر الله في القرآن: (لهم ما يشاؤون
فيها ولدينا مزيد) فيجامعها في قوة مائة شاب ويعانقها سبعين سنة من أعمار
الأولين، وما يدري أينظر إلى وجهها أم إلى خلفها أم إلى ساقها، فما من شئ ينظر
إليه منها إلا رأى وجهه من ذلك المكان من شدة نورها وصفائها، ثم تشرف عليه
أخرى أحسن وجها وأطيب ريحا من الأولى فتناديه فتقول: قد آن لنا أن تكون لنا
منك دولة، قال: فيقول لها: ومن أنت؟ فتقول: أنا ممن ذكر الله في القرآن: (فلا
تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون)، قال: وما من أحد
يدخل الجنة إلا كان له من الأزواج خمسمائة حوراء، مع كل حوراء سبعون غلاما
وسبعون جارية كأنهم اللؤلؤ المنثور، وكأنهن اللؤلؤ المكنون - وتفسير المكنون
بمنزلة اللؤلؤ في الصدف لم تمسه الأيدي ولم تره الأعين، وأما المنثور فيعني في
الكثرة، وله سبع قصور في كل قصر سبعون بيتا، وفي كل بيت سبعون سريرا، على
كل سرير سبعون فراشا عليها زوجة من الحور العين (تجري من تحتهم الأنهار)
من ماء غير آسن صاف ليس بالكدر (وأنهار من لبن لم يتغير طعمه) لم يخرج
من ضرع المواشي (وأنهار من عسل مصفى) لم يخرج من بطون النحل (وأنهار
من خمر لذة للشاربين) لم يعصره الرجال بأقدامهم، فإذا اشتهوا الطعام جاء بهم
طيور بيض يرفعن أجنحتهن، فيأكلون من أي الألوان اشتهوا جلوسا إن شاؤوا أو
متكئين، وإن اشتهوا الفاكهة تسعبت (1) إليهم أغصان فأكلوا من أيها اشتهوا، قال:
(والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى
الدار) فبينا هم كذلك إذ يسمعون صوتا من تحت العرش: يا أهل الجنة كيف ترون

(1) أي تمددت.
307

منقلبكم؟ فيقولون: خير المنقلب منقلبنا وخير الثواب ثوابنا، قد سمعنا الصوت
واشتهينا النظر إلى أنوار جلالك وهو أعظم ثوابنا وقد وعدته ولا تخلف الميعاد،
فيأمر الله الحجب، فيقوم سبعون ألف حجاب، فيركبون على النوق والبراذين،
عليهم الحلي والحلل فيسيرون في ظل الشجر حتى ينتهوا إلى دار السلام وهي دار
الله دار البهاء والنور والسرور والكرامة، فيسمعون الصوت، فيقولون: يا سيدنا
سمعنا لذاذة منطقك فأرنا نور وجهك فيتجلى لهم سبحانه وتعالى حتى ينظرون إلى
نور وجهه تبارك وتعالى المكنون من عين كل ناظر، فلا يتمالكون حتى يخروا
على وجوههم سجدا، فيقولون: سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا عظيم (1)، قال:
فيقول: عبادي! ارفعوا رؤوسكم ليس هذه بدار عمل إنما هي دار كرامة ومسألة
ونعيم، قد ذهبت عنكم اللغوب (2) والنصب، فإذا رفعوها رفعوها وقد أشرقت
وجوههم من نور وجهه سبعين ضعفا.
ثم يقول تبارك وتعالى: يا ملائكتي أطعموهم واسقوهم، فيؤتون بألوان
الأطعمة لم ير مثلها قط في طعم الشهد وبياض الثلج ولين الزبد، فإذا أكلوه قال
بعضهم لبعض كان طعامنا الذي خلفناه في الجنة عند هذا حلما.
قال: ثم يقول الجبار تبارك وتعالى: يا ملائكتي اسقوهم قال: فيؤتون بأشربة،
فيقبضها ولى الله فيشرب شربة لم يشرب مثلها قط.
قال: ثم يقول: يا ملائكتي طيبوهم، فتأتيهم ريح من تحت العرض بمسك أشد
بياضا من الثلج تغير (3) وجوههم وجباههم وجنوبهم يسمى المثيرة فيستمكنون
من النظر إلى نور وجهه فيقولون: يا سيدنا حسبنا لذاذة منطقك والنظر إلى نور

(1) قال العلامة المجلسي رضي الله عنه: المراد من الرواية إما مشاهدة نور أنواره المخلوقة له، أو
النبي وأهل بيته الذين جعل رؤيتهم بمنزلة رؤيته، أو غاية المعرفة التي يعبر عنها بالرؤية،
والأول أنسب بهذا المقام.
(2) اللغوب: والتعب والاعياء.
(3) في بعض النسخ (تعبر) وفى بعضها (تغر).
308

وجهك لا نريد به بدلا ولا نبتغي به حولا، فيقول الرب تبارك وتعالى: إني أعلم
أنكم إلى أزواجكم مشتاقون وأن أزواجكم إليكم مشتاقات، فيقولون: يا سيدنا
ما أعلمك بما في نفوس عبادك؟ فيقول: كيف لا أعلم وأنا خلقتكم وأسكنت
أرواحكم في أبدانكم، ثم رددتها عليكم بعد الوفاة، فقلت: اسكني في عبادي خير
مسكن ارجعوا إلى أزواجكم، قال: فيقولون: يا سيدنا اجعل لنا شرطا، قال: فإن
لكم كل جمعة زورة ما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة آلاف سنة مما تعدون.
قال: فينصرفون فيعطى كل رجل منهم رمانة خضراء، في كل رمانة سبعون
حله لم يرها الناظرون المخلوقون، فيسيرون فيتقدمهم بعض الولدان حتى يبشروا
أزواجهم وهن قيام على أبواب الجنان، قال: فلما دنا منها نظرت إلى وجهه
فأنكرته من غير سوء، فقالت: حبيبي لقد خرجت من عندي وما أنت هكذا، قال:
فيقول: حبيبتي تلوميني أن أكون هكذا؟ وقد نظرت إلى وجه ربي تبارك
وتعالى فأشرق وجهي من نور وجهه، ثم يعرض عنها فينظر إليها نظرة، فيقول:
حبيبتي لقد خرجت من عندك وما كنت هكذا؟ فيقول: حبيبي تلومني أن أكون
هكذا وقد نظرت إلى وجه الناظر إلى نور وجه ربي فأشرق وجهي من وجه الناظر
إلى نور وجه ربي سبعين ضعفا، فتعانقه من باب الخيمة والرب تبارك وتعالى
يضحك إليهم، فينادون بأصواتهم: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور.
قال: ثم إن الرب تبارك وتعالى يأذن للنبيين فيخرج رجل في موكب فصفت
به الملائكة والنور أمامهم فينظر إليه أهل الجنة فيمدون أعناقهم إليه، فيقولون: من
هذا إنه لكريم على الله؟ قال، فتقول الملائكة: هذا المخلوق بيده والمنفوخ فيه من
روحه والمعلم للأسماء هذا آدم قد اذن له على الله.
قال: ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها والنور
أمامهم، قال: فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون: من هذا؟ فتقول الملائكة: هذا
309

الخليل إبراهيم قد اذن له على الله.
قال: ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها والنور
أمامهم، قال: فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون: من هذا؟ فتقول الملائكة:
هذا موسى بن عمران الذي كلم الله تكليما، قد اذن له على الله.
قال: ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها والنور
أمامهم، فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم فيقولون: من هذا الذي قد اذن له على الله؟
فتقول الملائكة: هذا روح الله وكلمته، هذا عيسى ابن مريم.
قال: ثم يخرج رجل في موكب في مثل جميع مواكب من كان قبله سبعين
ضعفا حوله الملائكة قد صفت أجنحتها والنور أمامهم، فيمد إليه أهل الجنة
أعناقهم، فيقولون: من هذا الذي قد اذن له على الله؟ فتقول الملائكة: هذا
المصطفى بالوحي، المؤتمن على الرسالة، سيد ولد آدم، هذا النبي محمد صلى الله عليه وآله
كثيرا قد أذن له على الله.
قال: ثم يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفت أجنحتها والنور
أمامهم فيمد إليه أهل الجنة أعناقهم، فيقولون: من هذا؟ فتقول الملائكة: هذا أخو
رسول الله في الدنيا والآخرة.
قال: ثم يؤذن للنبيين والصديقين والشهداء، فيوضع للنبيين منابر من نور،
وللصديقين سرير من نور، وللشهداء كراسي من نور، ثم يقول الرب تبارك
وتعالى: مرحبا بوفدي وزواري وجيراني، يا ملائكتي أطعموهم فطالما أكل الناس
وجاعوا، وطالما روى الناس وعطشوا، وطالما نام الناس وقاموا، وطالما أمن
الناس وخافوا، قال: فيوضع لهم أطعمة لم يروا مثلها قط على طعم الشهد ولين
الزبد وبياض الثلج، ثم يقول: يا ملائكتي فكهوهم فتفكهونهم بألوان من الفاكهة لم
310

يروا مثلها قط ورطب عذب دسم (1) على بياض الثلج ولين الزبد.
قال: ثم قال النبي صلى الله عليه وآله: إنه لتقع الحبة من الرمان فتستر وجوه الرجال بعضهم
عن بعض، ثم يقول: يا ملائكتي اكسوهم، قال: فينطلقون إلى شجر في الجنة
فيجنون منها حللا مصقولة بنور الرحمن، ثم يقول: طيبوهم، فتأتيهم ريح من تحت
العرش تسمى المثيرة أشد بياضا من الثلج تغير وجوههم وجباههم وجنوبهم ثم
يتجلى تبارك وتعالى سبحانه حتى ينظروا إلى نور وجهه المكنون من عين كل
ناظر فيقولون سبحانك ما عبدناك حق عبادتك يا عظيم، ثم يقول الرب سبحانه
تبارك وتعالى لا إله غيره: لكم كل جمعة زورة ما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة
آلاف سنة مما تعدون (2).
904 / 4 - الحسن بن محمد الديلمي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: إن المؤمن
إذا حضره الموت جاءت إليه ملائكة الرحمن بجريدة بيضاء فيقولون لنفسه
أخرجي راضية مرضية إلى روح وريحان ورب غير غضبان فتخرج كالطيب من
المسك، حتى يتناولها بعض من بعض فينتهي بها إلى باب السماء، فيقول سكانها:
ما أطيب رائحة هذه النفس، وكلما صعدوا بها من سماء إلى سماء قال أهلها مثل
ذلك، حتى يؤتى بها إلى الجنة مع أرواح المؤمنين فتستريح من غم الدنيا وأما
الكافر فتأتيه ملائكة العذاب فيقولون لنفسه: أخرجي كارهة مكروهة إلى عذاب
الله ونكاله ورب عليك غضبان، قال النبي صلى الله عليه وآله: أما ترون المحتضر يشخص
ببصره؟ قالوا: بلى، قال: يتبع بصره نفسه (3).
192 - المؤمن في صلب الكافر
905 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
علي بن يقطين، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قلت له: إني قد أشفقت من دعوة

(1) الدسم بالتحريك: الورك من لحم أو شحم.
(2) الاختصاص / 345.
(3) ارشاد القلوب / 62.
311

أبي عبد الله عليه السلام علي بن يقطين وما ولد فقال: يا أبا الحسن ليس حيث تذهب، إنما
المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة يجئ المطر فيغسل اللبنة ولا
يضر الحصاة شيئا (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
906 / 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن
بن علي الوشاء، عن علي بن ميسرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن نطفة المؤمن
لتكون في صلب المشرك فلا يصيبه من الشر شئ حتى إذا صار في رحم المشركة
لم يصبها من الشر شئ حتى تضعه فإذا وضعته لم يصبه من الشر شئ حتى
يجري القلم (2).
193 - المؤمن لا يحسد
907 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن الفضيل بن عياض، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن يغبط ولا
يحسد والمنافق يحسد ولا يغبط (3).
908 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي
مالك الحضرمي، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة لم ينج
منها نبي فمن دونه: التفكر في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد، إلا أن المؤمن
لا يستعمل حسده (4).
909 / 3 - المفيد قال: أخبرني أبو نصر محمد بن الحسين البصير قال: حدثنا
علي بن أحمد بن سيابه قال: حدثنا عمر بن عبد الجبار قال: حدثنا أبي قال:
حدثنا علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن

(1) الكافي 2 / 13.
(2) الكافي 2 / 13.
(3) الكافي 2 / 307 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 293 (15 / 366 طبع آل البيت).
(4) الكافي 8 / 108 ح 86 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 293 (15 / 366 طبع آل البيت).
312

محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم لأصحابه: ألا
إنه قد دب إليكم داء الأمم من قبلكم وهو الحسد ليس بحالق الشعر لكحه حالق
الدين، وينجي منه أن يكف الانسان يده ويخزن لسانه ولا يكون ذا غمز على
أخيه المؤمن (1).
910 / 4 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى عبد الله بن جندب قال: قال
الصادق عليه السلام: إن أبغضكم إلي المترئسون المشاؤون بالنمائم الحسدة لا خوانهم
ليسوا مني ولا أنا منهم... ثم قال: والله لو قدم أحدكم ملء الأرض ذهبا على الله
ثم حسد مؤمنا لكان ذلك الذهب مما يكون به في النار، الحديث (2).
911 / 5 - محمد بن محمد الأشعث، باسناده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال: ليس من أخلاق المؤمن التملق والحسد إلا في طلب العلم (3).
194 - المؤمن لا يخرج من بيته حتى يطعم
912 / 1 - البرقي، عن إبراهيم بن هاشم، عمن ذكره، عن حسين بن نعيم، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: ينبغي للمؤمن أن لا يخرج من بيته حتى يطعم فإنه أعز له (4).
195 - المؤمن لا يظلم
913 / 1 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: المؤمن لا يظلم ولا
يتأثم (5).
196 - المؤمن لا يلسع من جحر مرتين
914 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر
بن بشير، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن حسن المعونة

(1) أمالي المفيد / 344 - المجلس الأربعين ح 8.
(2) تحف العقول / 228.
(3) الجعفريات / 235.
(4) المحاسن / 397.
(5) غرر الحكم 1 / 50 ح 1424.
313

خفيف المؤونة جيد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرتين (1).
أقول: وفي رواية (لا يلدغ) واللسع واللدغ سواء. الجحر: ثقب الحية.
197 - المؤمن مستضعف في آخر الزمان
915 / 1 - صاحب جامع الأخبار رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: يأتي
على الناس زمان وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين كأمثال
الذئاب الضواري سفاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم
ارتابوك، وان حدثتهم كذبوك، وان تواريت عنهم اغتابوك، السنة فيهم بدعة
والبدعة فيهم سنة، والحليم بينهم غادر والغادر بينهم حليم، والمؤمن بينهم
مستضعف والفاسق فيما بينهم مشرف، صبيانهم عارم ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا
يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي والاعتذار بهم ذل،
وطلب ما في أيديهم فقر، فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه وينزله في
غير أوانه ويسلط عليهم شرارهم، فيسومونهم سوء العذاب ويذبحون أبناءهم
ويستحيون نساءهم، فيدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم (2).
أقول: العارم: الخبيث الشرير. الشاطر. الذي أعيا أهله خبثا.
198 - المؤمن مشغول عن الملاهي
916 / 1 - زيد النرسي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله بعض أصحابنا عن
طلب الصيد - إلى أن قال -: قال عليه السلام: وإن المؤمن لفي شغل عن ذلك، شغله
طلب الآخرة عن الملاهي (3).

(1) الكافي 2 / 241.
(2) جامع الأخبار / 355.
(3) أصل زيد النرسي / 50 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 1 / 121 ح 4 طبع آل البيت.
314

199 - المؤمن معقب ما دام على
وضوئه
917 / 1 - الصدوق رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: المؤمن معقب ما دام على
وضوئه (5).
أقول: المعقب: أي في حال قراءة التعقيب بعد الصلاة.
918 / 2 - الصدوق قال: وقد روي أن المؤمن معقب ما دام على وضوئه (2).
919 / 3 - الطوسي، بسنده، عن أحمد بن محمد، عن العباس، عن علي بن
مهزيار، عن أبي داود المسترق، عن هشام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إني أخرج
في الحاجة وأحب أن أكون معقبا، فقال: إن كنت على وضوء فأنت معقب (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، ونقل نحوها الشيخ الصدوق بسنده
الصحيح إلى هشام بن سالم في الفقيه 1 / 329 الرقم 964.
200 - المؤمن مكفر
920 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحجال، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمن مكفر (4).
قال الكليني: وفي رواية أخرى: وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينشر في
الناس والكافر مشكور.
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة. المكفر: كمعظم، المجحود النعمة مع
إحسانه وهو ضد للمشكور. وللعلامة المجلسي بيان لطيف في ذيل الحديث
فراجع بحار الأنوار 64 / 260 إن شئت.
921 / 2 - الصدوق قال: أبي رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن
النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال

(1) الفقيه 1 / 568 الرقم 1572.
(2) الهداية / 40.
(3) التهذيب 2 / 320.
(4) الكافي 2 / 251.
315

رسول الله صلى الله عليه وآله: يد الله تعالى فوق رؤوس المكفرين ترفرف بالرحمة (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
922 / 3 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، باسناده
يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن المؤمن مكفر وذلك أن معروفه يصعد إلى
الله تعالى فلا ينتشر في الناس والكافر مشهور وذلك أن معروفه للناس ينتشر في
الناس ولا يصعد إلى السماء (2).
923 / 4 - الصدوق قال: أخبرني علي بن حاتم قال: حدثنا أحمد بن محمد
قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثني الحسين بن موسى، عن أبيه، عن
موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن
أبي طالب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله مكفرا لا يشكر معروفه، ولقد كان
معروفه على القرشي والعربي والعجمي، ومن كان أعظم معروفا من
رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون لا يشكروننا
وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم (3).
201 - المؤمن والصلاة
924 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة خطبها وكان يوصي
بها أصحابه فقال عليه السلام: تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها
وتقربوا بها فإنها (كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) (4) ألا تسمعون إلى جواب
أهل النار حين سئلوا (ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين) (5) وإنها

(1) علل الشرائع / 560.
(2) علل الشرائع / 560.
(3) علل الشرائع / 560.
(4) سورة النساء / 103.
(سورة المدثر 42 و 43.
316

لتحت الذنوب حت الورق وتطلقها إطلاق الربق، وشبهها رسول الله صلى الله عليه وآله بالحمة
تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات، فما عسى
أن يبقى عله من الدرن؟ وقد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم
عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال يقول الله سبحانه: (رجال لا تلهيهم
تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة) (1) وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
نصيبا بالصلاة بعد التبشير له بالجنة لقول الله سبحانه: (وامر أهلك بالصلاة
واصطبر عليها) (2) فكان يأمر بها أهله ويصبر عليها نفسه (3).
أقول: الروايات الواردة في باب الصلاة كثيرة جدا ذكرنا لك هذه الرواية فقط
لأن: كلام علي، علي الكلام، وما قاله المرتضى مرتضى. وقد كتبنا في سالف
الزمان رسالة مستقلة في الصلاة ومعانيها وآدابها باللغة الفارسية وإن شاء الله تطبع
وتعم نفعها سيما للشباب والمحصلين والمثقفين والحمد لله على جميع النعم
والشكر له.
202 - المؤمن والعجب
925 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
ابن محبوب، عن داود الرقي، عن أبي عبيدة الحذاء، عن ابن جعفر عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله قال الله عز وجل: إن من عبادي المؤمن عبادا لا يصلح لهم أمر
دينهم إلا بالغنى واسعة والصحة في البدن فأبلوهم بالغنى والسعة وصحة البدن
فيصلح عليهم أمر دينهم، وإن من عبادي المؤمنين لعبادا لا يصلح لهم أمر دينهم
إلا بالفاقة والمسكنة والسقم في أبدانهم فأبلوهم بالفاقة والمسكنة والسقم فيصلح
عليهم أمر دينهم، وأنا أعلم بما يصلح عليه أمر دين عبادي المؤمنين، وإن من

(1) سورة النور / 37.
(2) سورة طه / 132.
(3) نهج البلاغة / 316 خطبة 199.
317

عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيتهجد لي
الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فأضر به بالنعاس الليلة والليلتين نظرا مني له
وابقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت لنفسه زارئ عليها، ولو أخلي بينه
وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصيره العجب إلى الفتنة بأعماله،
فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه بأعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن أنه قد فاق
العابدين وجاز في عبادته حد التقصير، فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن أنه يتقرب
إلي، فلا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو اجتهدوا
وأتعبوا أنفسهم وأفنوا أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم
كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع درجاتي
العلى في جواري، ولكن فبرحمتي فليثقوا وبفضلي فليفرحوا وإلى حسن الظن بي
فليطمئنوا، فإن رحمتي عند ذلك تداركهم ومني يبلغهم رضواني ومغفرتي تلبسهم
عفوي فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت (1).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة ومتنها واضح.
926 / 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن أسباط، عن رجل من أصحابنا من أهل خراسان من ولد إبراهيم بن سيار
يرفعه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله علم أن الذنب خير للمؤمن من العجب
ولولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب أبدا (2).
927 / 3 - الصدوق قال: أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن
حياة الفقيه فيما أجازه لي ببلخ قال: حدثنا محمد بن عثمان الهروي قال: حدثنا
أبو محمد الحسن بن مهاجر قال حدثنا هشام بن خالد قال: حدثنا الحسن بن
يحيى قال: حدثنا صدقة بن عبد الله، عن هشام، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله، عن
جبرئيل عليه السلام قال: قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة،

(1) الكافي 2 / 60 ح 4.
(2) الكافي 2 / 313 ح 1.
318

ما ترددت في شئ أنا فاعله مثل ترددي في قبض نفس المؤمن، يكره الموت
وأكره مساءته ولا بدله، وما يتقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا
يزال عبدي يبتهل إلي حتى أحبه ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا وموئلا، إن
دعاني أجبته وأن سألني أعطيته، وإن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من
العبادة فاكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده، وإن من عبادي المؤمنين لمن لم
يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا
يصلح ايمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وإن من عبادي المؤمنين لمن لا
يصلح ايمانه إلا بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك، وإن من عبادي
المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، إني ادبر عبادي
بعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير (1).
928 / 4 - الطوسي، بسنده المتصل إلى الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أن الذنب خير للمؤمن من العجب ما خلى الله عز وجل
بين عبده المؤمن وبين ذنب أبدا (2).
203 - المؤمن واليتيم
929 / 1 - الصدوق رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: إذا بكى اليتيم اهتز له
العرش فيقول الله تبارك وتعالى: من هذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في
صغره؟ فوعزتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لا يسكته عبد مؤمن إلا وجبت له
الجنة (3).
930 / 2 - الصدوق رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ما من عبد مؤمن
يمسح يده على رأس يتيم رحمة له إلا أعطاه الله بكل شعرة نورا يوم القيامة (4).

(1) علل الشرائع / 12 ح 7 والتوحيد / 398 ح 1.
(2) أمالي الطوسي المجلس الثاني والعشرون ح 10 / 571 الرقم 1184.
(3) الفقيه 1 / 188 الرقم 573.
(4) المقنع / 22.
319

931 / 3 - الصدوق بسنده المتصل إلى جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه،
عن أمير المؤمنين علي عليهم السلام قال: مامن مؤمن ولا مؤمنة يضع يده على رأس يتيم
ترحما به إلا كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة (1).
204 - المؤمن يجاهد نفسه
932 / 1 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى جابر الجعفي، عن الباقر عليه السلام أنه قال
في حديث:... إن المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليبلغها على هواها، فمرة يقيم أودها
ويخالف هواها في محبة الله، ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها فينعشه الله فينتعش،
ويقبل الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد
فيه من الخوف - إلى أن قال - ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى (2).
أقول: الأود: الاعوجاج كما في لسان العرب 3 / 75.
205 - المؤمن يحتاج إلى ثلاث خصال
933 / 1 - سبط الطبرسي، نقلا عن كتاب المحاسن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال: توفيق من الله،
وواعظ من نفسه، وقبول ممن ينصحه (3).
206 - المؤمن يستريح بوطى قبره
934 / 1 - الصدوق، رفعه إلى أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال: إذا
دخلت المقابر فطأ القبور، فمن كان مؤمنا استروح إلى ذلك ومن كان منافقا وجد
ألمه (4).

(1) ثواب الأعمال / 237.
(2) تحف العقول / 207 و 208.
(3) مشكاة الأنوار / 332 عن المحاسن / 604 ح 33.
(4) الفقيه 1 / 180 الرقم 539.
320

207 - المؤمن يعرف في السماء
935 / 1 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: مثل المؤمن كمثل
ملك مقرب وان المؤمن أعظم حرمة عند الله وأكرم عليه من ملك مقرب، وليس
شئ أحب إلى الله من مؤمن تائب ومؤمنة تائبة، وإن المؤمن يعرف في السماء
كما يعرف الرجل أهله وولده (1).
أقول: قد مر صدر هذا الحديث عن شيخنا الصدوق قدس سره في عنوان (مثل
المؤمن).
208 - المؤمن ينكر المنكر بقلبه
936 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
يحيى الطويل صاحب المنقري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حسب المؤمن عزا إذا
رأى المنكر أن يعلم الله عز وجل من قلبه إنكاره (2).
209 - المؤمن يوصي
937 - الصدوق، باسناده، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو
جعفر عليه السلام: الوصية حق وقد أوصى رسول الله عليه السلام فينبغي للمؤمن أن يوصي (3).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة، والظاهر اتحادها مع صحيحة محمد
بن مسلم المروية في الكافي 7 / 3 إلا أن فيها المسلم بدل المؤمن.
210 - المؤمنون على سبع درجات
938 / 1 - الصدوق قال: حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه،
عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى

(1) مشكاة الأنوار / 78 ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 72 ح 41.
(2) الكافي 5 / 60.
(3) الفقيه 4 / 181 الرقم 5412.
321

أبي عبد الله عليه السلام قال: المؤمنون على سبع درجات: صاحب درجة منهم في مزيد
من الله عز وجل لا يخرجه ذلك المزيد من درجته إلى درجة غيره، ومنهم شهداء
الله على خلقه، ومنهم النجباء، ومنهم الممتحنة، ومنهم النجداء، ومنهم أهل الصبر،
ومنهم أهل التقوى، ومنهم أهل المغفرة (1).
211 - ميثاق المؤمن
939 / 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
علي بن النعمان، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أخذ الله ميثاق
المؤمن على أن لا تصدق مقالته ولا ينتصف من عدوه، وما من مؤمن يشفي نفسه
إلا بفضيحتها لأن كل مؤمن ملجم (2).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة والضمير في فضيحتها راجع إلى
النفس، لأن الغالب في الانتقام من العدو مع عدم القدرة عليه يوجب الفضيحة
والمذلة ومزيد الإهانة.
ونظيرها مرفوعة محمد بن سنان المروية في الخصال 1 / 229 الرقم 69.
940 / 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن
محمد بن سالم بن أبي سلمة، عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي
الحسن الرضا عليه السلام أشكو جفاء أهل واسط وحملهم علي وكانت عصابة من
العثمانية تؤذيني فوقع بخطه: إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر
في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: (يا ويلنا من بعثنا
من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون) (3) (4).
أقول: المراد بسيد الخلق هو المهدي المنتظر روحي وأرواح العالمين لتراب

(1) الخصال 2 / 352 ح 31.
(2) الكافي 2 / 249.
(3) سورة يس / 51.
(4) الكافي 8 / 247 الرقم 346.
322

مقدمه الفداء والرواية تدل على الرجعة في ظهوره عليه السلام. وعدة من الروايات تدل
على رجعة المؤمنين في ظهوره عجل الله تعالى فرجه نحو خبر مفضل بن عمر
المروي في غيبة الشيخ / 276 قال: ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات من أصحابنا
تنتظره، فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام: إذا قام أتي المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا إنه
قد ظهر صاحبك فإن تشاء أن تلحق به فالحق وإن تشاء أن تقيم في كرامة ربك
فأقم (1).
212 - نفس المؤمن
941 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:... واعلموا عباد الله
أن المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زاريا عليها
ومستزيدا لها، فكونوا كالسابقين قبلكم والماضين أمامكم، قوضوا من الدنيا
تقويض الراحل وطووها طي المنازل (2).
أقول: ظنون: الضعيف والقليل الحيلة. زاريا: أي عائبا. التقويض: نزع أعمدة
الخيمة وأطنابها يعني أنهم ذهبوا بمساكنهم وطووا مدة الحياة كما يطوي المسافر
منازل سفره.
942 / 2 - الشيخ الطوسي، باسناده إلى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أبا ذر إن نفس المؤمن أشد تقلبا وخيفة من العصفور حين
يقذف به في شرك (3).
أقول: الشرك: حبائل الصياد التي ينصبها لصيد الطيور.
213 - نفع المؤمن
943 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن

(1) وفي هذا المجال راجع كتابنا (الأربعون حديثا في من يملأ الأرض قسطا وعدلا) / 78.
(2) نهج البلاغة / 251 خطبة 176.
(3) أمالي الطوسي المجلس التاسع عشر ح 1 / 582 الرقم 1162.
323

السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الخلق عيال الله فأحب
الخلق إلى الله من نفع عيال الله وأدخل على أهل بيت سرورا (1).
أقول: الرواية من حيث السند معتبرة.
944 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة قال حدثني من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول:
سئل رسول الله صلى الله عليه وآله من أحب الناس إلى الله؟ قال أنفع الناس للناس (2).
945 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن
المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في قول الله
عز وجل: (وجعلني مباركا أينما كنت) (3) قال: نفاعا (4).
946 / 4 - الصدوق، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن جعفر الأسدي، عن
موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن
يونس بن ظبيان، عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الناس من انتفع
به الناس (5).
947 / 5 - الشيخ بسنده المتصل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان وصل
لأخيه بشفاعة في دفع مغرم أو جر مغنم ثبت الله عز وجل قدميه يوم تزل فيه
الأقدام (6).
948 / 6 - الحميري، عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن

(1) الكافي 2 / 164.
(2) الكافي 2 / 164.
(3) سورة مريم / 31.
(4) الكافي 2 / 165.
(5) أمالي الصدوق / 21 المجلس السادس ح 4.
(6) أمالي الطوسي المجلى الرابع ح 5 / 99 الرقم 151 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 564 (16 / 342 من طبع آل البيت).
324

جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى وآله: الخلق كلهم
عيال الله فأحبهم إلى الله عز وجل أنفعهم لعياله (1).
949 / 7 - الحسن بن علي بن شعبة الحراني رفعه إلى الإمام الحسن
العسكري عليه السلام أنه قال: خصلتان ليس فوقهما شئ: الايمان بالله ونفع
الاخوان
(2).
950 / 8 - جعفر بن أحمد القمي، رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: خير
الناس من نفع ووصل وأعان (3).
951 / 9 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: خصلتان
وليس فوقهما خير منهما: الايمان بالله والنفع لعباد الله قال: وخصلتان ليس فوقهما
شر الشرك بالله والاضرار لعباد الله (4).
952 / 10 - أبو علي الإسكافي رفعه إلى صفوان أنه قال: ذكر عند أبي عبد
الله عليه السلام ضعفاء أصحابنا ومحاويجهم فقال: إني لأحب نفعهم وأحب من نفعهم (5).
214 - نصرة المؤمن
953 / 1 - الصدوق قال: أبي قدس سره قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن يعين مؤمنا مظلوما إلا كان أفضل من صيام شهر
واعتكافه في المسجد الحرام، وما من مؤمن ينصره أخاه وهو يقدر على نصرته إلا
ونصره الله في الدنيا والآخرة، وما من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا
خذله الله في الدنيا والآخرة (6).

(1) قرب الإسناد / 57.
(2) تحف العقول / 368.
(3) كتاب الغايات / 89 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 390 ح 8.
(4) كتاب الأخلاق / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 390 ح 10.
(5) التمحيص / 47 ح 71.
(6) ثواب الأعمال / 177.
325

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
954 / 2 - الصدوق قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال:
حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي
عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبد الله بن وهب، عن الصادق جعفر بن
محمد عليه السلام قال: حسب المؤمن من الله نصرة أن يرى عدوه يعمل بمعاصي الله عز وجل
(1).
أقول: ونقل هذه الرواية شيخنا الصدوق بسند صحيح في الخصال 1 / 27 ح
96.
955 / 3 - الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر،
عن أبيه عليهما السلام قال: لا يحضرن أحدكم رجلا يضر به سلطان جائر ظلما وعدوانا
ولا مقتولا ولا مظلوما إذا لم ينصره، لأن نصرة المؤمن على المؤمن فريضة واجبة
إذا هو حضره والعافية أوسع ما لم يلزمك الحجة الظاهرة (2).
215 - نصيحة المؤمن
956 / 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
الحكم، عن عمر بن ابان، عن عيسى بن أبي منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
يجب للمؤمن على المؤمن أن يناصحه (3).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
957 / 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يجب للمؤمن على المؤمن النصيحة له
في المشهد والمغيب (4).

(1) أمالي الصدوق / 38 المجلس العاشر ح 5.
(2) قرب الإسناد / 26.
(3) الكافي 2 / 208.
(4) الكافي 2 / 208
326

أقول: الرواية صحيحة الاسناد. المشهد والمغيب: يعني الحضور والغياب
958 / 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيده الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يجب للمؤمن على المؤمن
النصيحة (1).
أقول: الرواية صحيحة من حيث السند.
959 / 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن
السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أعظم الناس منزلة
عند الله يوم القيامة أمشاهم في أرضه بالنصيحة لخلقه (2).
أقول: الرواية معتبرة من حيث السند.
960 / 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لينصح
الرجل منكم أخاه كنصيحته لنفسه (19).
961 / 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عليكم بالنصح
في خلقه فلن تلقاه بعمل أفضل منه (4).
962 / 7 - الطوسي، بسنده المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: الدين نصيحة
قيل: لمن يا رسول الله؟ قال لله ولرسوله ولكتابه وللأئمة في الدين ولجماعة
المسلمين (5).

(1) الكافي 2 / 208.
(2) الكافي 2 / 208.
(3) الكافي 2 / 208.
(4) الكافي 2 / 208.
(5) أمالي الطوسي المجلس الثالث ح 34 / 84 الرقم 125 ونقل عنه في وسائل الشيعة 11 / 595 (16 / 382 طبع آل البيت).
327

963 / 8 - الحسين بن سعيد رفعه إلى الصادق عليه السلام أنه قال: المؤمن أخو
المؤمن يحق عليه نصيحته (1). 964 / 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: النصح ثمرة المحبة
(2).
965 / 10 - الديلمي رفعه إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاثة
رفع الله عنهم العذاب يوم القيامة: الراضي بقضاء الله والناصح للمسلمين والدال
على الخير (3).
216 - النظر إلى المؤمن
966 / 1 - الشيخ، بسنده المتصل إلى الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: النظر إلى العالم عبادة، والنظر إلى الامام المقسط
عبادة، والنظر
إلى الوالدين برأفة ورحمة عبادة، والنظر إلى أخ توده في الله عز وجل عبادة (4).
967 / 2 - محمد بن محمد الأشعث باسناده، عن علي بن أبي طالب عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نظر المؤمن في وجه أخية المؤمن حبا له عبادة (5)
أقول: ونحوه في نوادر الراوندي / 8 ونقل عنه في بحار الأنوار 71 / 280.
968 / 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى علي بن الحسين عليه السلام أنه قال: نظر
المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة له عبادة (6).
217 - نظر المؤمن
969 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: يا أيها الناس متاع

(1) المؤمن / 42 ح 96.
(2) غرر الحكم 1 / 23 ح 665 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 12 / 429.
(3) ارشاد القلوب / 196.
(4) أمالي الطوسي المجلس السادس عشر ح 21 / 454 الرقم 1015.
(5) الجعفريات / 194.
(6) تحف العقول / 282.
328

الدنيا حطام موبئ فتجنبوا مرعاه - إلى أن قال -: وإنما ينظر المؤمن إلى بعين الاعتبار ويقتات منها ببطن الاضطرار ويسمع فيها باذن المقت والأبعاض،
إن قيل: أثرى، قيل: أكدى، وإن فرح له بالبقاء حزن له بالفناء، هذا ولم يأتهم يوم
فيه يبلسون (1).
أقول: الحطام: ما تكسر من يبس النبات. موبئ: ذو وباء مهلك. مرعاه: محل
رعيه والتناول منه. الاعتبار: أخذ العبرة والعظة. يقتات: يأخذ من القوت. بطن
الاضطرار: يعني ما يزيل الضرورة. المقت: السخط والكره. أثرى: استغنى. أكدى:
افتقر. أبلس: يئس وتحير أي يوم الحيرة يوم القيامة.
218 - نور المؤمن
970 / 1 - الحسين بن سعيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن المؤمن
ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر نجوم السماء لأهل الأرض (2).
971 / 2 الصدوق، باسناده، عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه
سئل عن أهل السماء هل يرون أهل الأرض؟ قال: لا يرون إلا المؤمنين، لأن
المؤمن من نور كنوز الكواكب قيل: فهم يرون أهل الأرض؟ قال: لا يرون نوره
حيث ما توجه ثم قال: لكل مؤمن خمس ساعات يوم القيامة يشفع فيها (3).
219 - نوم المؤمن عبادة
972 / 1 - الصدوق، بإسناده، عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد، عن أبيه
جميعا، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام قال: يا علي
أنين المؤمن تسبيح وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة
وتقلبه من جنب

(1) نهج البلاغة / 539 حكمة 367.
(2) المؤمن / 29 ح 54، ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 64 ح 11.
(3) صفات الشيعة / 181، ونقل عنه في بحار الأنوار 64 / 63 ح 6.
329

إلى جنب جهاد في سبيل الله، فإن عوفي مشي في الناس وما عليه من ذنب (1).
973 / 2 - الصدوق، عن الحسين بن إبراهيم بن ناتانه، عن علي بن إبراهيم،
عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبان بن تغلب قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: إن المؤمن ليهول عليه في منامه فتغفر له ذنوبه وإنه ليمتهن في
بدنه فتغفر له ذنوبه (2).
أقول: قد ورد توثيق رجال السند إلا:
1 - إبراهيم بن هاشم، ولكنه من المشايخ العظام وأول من نشر حديث
الكوفيين بقم وهو فوق حد الوثاقة.
2 - الحسين بن إبراهيم بن ناتانه (تاتانه) من مشايخ الصدوق وقد ترضى
عليه، ولكن لم يرد توثيقه.
220 - نية الذنب يحرم الرزق
974 / 1 - الصدوق قال: حدثني محمد بن الحسن رضي الله عنه قال: حدثني محمد
بن الحسن الصفار، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله، عن بكر بن محمد الآزري،
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمن لينوي الذنب فيحرم رزقه (3).
221 - نية المؤمن
975 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن مالك
بن عطية، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال: لا عمل إلا
بنية (4).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة

(1) الفقيه 4 / 236 الرقم 824 ونقل عنه في وسائل الشيعة 2 / 400 ح 11 (طبع آل البيت).
(2) آمالي الصدوق / 404 ح 12 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 53 (طبع آل البيت).
(3) عقاب الأعمال / 228.
(4) الكافي 2 / 84.
330

976 / 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نية المؤمن خير من عمله ونية الكافر شر
من عمله، وكل عامل يعمل على نيته (3).
أقول: الرواية معتبرة الاسناد، وذكرها محمد بن محمد الأشعث في
الجعفريات / 169.
977 / 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن العبد
المؤمن الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير، فإذا
علم الله عز وجل ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله
إن الله واسع كريم (4).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
978 / 4 - الصدوق قال: أبي قدس سره قال حدثنا حبيب بن الحسين الكوفي قال:
حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا أحمد بن صبيح الأسدي،
عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام إني سمعتك تقول: نية المؤمن خير
من عمله، فكيف تكون النية خيرا من العمل؟ قال: لأن العمل ربما كان رياء
للمخلوقين والنية خالصة لرب العالمين، فيعطي تعالى على النية مالا يعطي على
العمل.
قال أبو عبد الله عليه السلام: إن العبد لينوي من نهاره أن يصلي بالليل فتغلبه عينه
فينام فيثبت الله له صلاته ويكتب نفسه تسبيحا ويجعل نومه عليه صدقة (5).
979 / 5 - الصدوق قال: أبي قدس سره قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن
محمد بن أحمد قال: حدثنا عمران بن موسى، عن الحسن بن علي بن النعمان،

(1) الكافي 2 / 84.
(2) الكافي 2 / 85.
(3) علل الشرايع / 524.
331

عن الحسن بن الحسين الأنصاري، عن بعض رجاله، عن أبي جعفر عليه السلام أنه كان
يقول: نية المؤمن أفضل من عمله وذلك لأنه ينوي من الخير ما لا يدركه ونية
الكافر شر من عمله وذلك لأن الكافر ينوي الشر ويأمل من الشر ما لا يدركه (1).
980 / 6 - الطوسي، بسنده المتصل، عن أبي جعفر، عن آبائه عليهم السلام أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: نية المؤمن أبلغ من عمله وكذلك الفاجر (2).
980 / 7 - علي بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى: (قل كل يعمل على
شاكلته) (3) أي على نيته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا، فإنه حدثني أبي عن
جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة أوقف
المؤمن بين يديه فيكون هو الذي يلي حسابه فيعرض عليه عمله - إلى أن قال:
ثم يقول الله للملائكة: هلموا الصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها قال:
فيقرؤونها فيقولون: وعزتك إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئا فيقول: صدقتم،
نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها (4).
982 / 8 - وفي الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا عليه السلام: وأروي عنه: نية
المؤمن خير من عمله فسألته عن معنى ذلك فقال: العمل يدخله الرياء والنية لا
يدخلها الرياء وسألت العالم عن تفسير: نية المؤمن خير من عمله؟ قال: إنه ربما
انتهت بالانسان حالة من مرض أو خوف فتفارقه الأعمال ومعه نيته، فلذلك
الوقت نية المؤمن خير من عمله. وفي وجه آخر أنه لا يفارقه عقله أو نفسه
والأعمال قد تفارقه قبل مفارقة العقل والنفس (5).
983 / 9 - القاضي القضاعي رفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: نية المؤمن

(1) علل الشرايع / 524.
(2) أمالي الطوسي المجلس السادس عشر 19 / 454 الرقم 1013.
(3) سورة الإسراء / 84.
(4) تفسير القمي 2 / 26.
(5) فقه الرضا عليه السلام / 51 باب النيات.
332

أبلغ من عمله (1).
984 / 10 - جعفر بن محمد بن شريح قال: حدثني حميد بن شعيب، عن
جابر قال: سمعته يقول: إن المؤمن يتمنى الحسنة أن يعملها فإن لم يعمل كتبت له
حسنة وإن عملها كتبت له عشرة، ويهم بالسيئة فلا يكتب عليه شئ وإن عملها
كتبت له سيئة (2).
222 - وعد المؤمن
985 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فليف إذا وعد (3).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد.
986 / 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: عدة المؤمن أخاه نذر لا كفارة
له فمن أخلف فبخلف الله بدأ ولمقته تعرض وذلك قوله (يا أيها الذين آمنوا لم
تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) (4) (5).
أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
987 / 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنما سمي إسماعيل صادق الوعد لأنه وعد رجلا
في مكان فانتظره في ذلك المكان سنة فسماه الله عز وجل صادق الوعد ثم قال:
إن الرجل أتاه بعد ذلك فقال له إسماعيل: ما زلت منتظرا لك (6).

(1) شرح شهاب الاخبار / 52 ح 124.
(2) كتاب جعفر بن محمد / 68 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 1 / 94 ح 12 طبع آل البيت.
(3) الكافي 2 / 364.
(4) سورة الصنف / 2 و 3.
(5) الكافي 2 / 363.
(6) الكافي 2 / 105.
333

أقول: الرواية من حيث السند صحيحة.
988 / 4 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
يعقوب بن يزيد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن سليمان الجعفري، عن أبي
الحسن الرضا عليه السلام قال: أتدري لم سمي إسماعيل صادق الوعد؟ قال: قلت: لا
أدري فقال: وعد رجلا فجلس له حولا ينتظره (1).
989 / 5 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن محمد بن أحمد بن عمران الأشعري، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن
سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله وعد رجلا إلى صخرة فقال: إني لك هاهنا حتى تأتى
قال: فاشتدت الشمس عليه فقال أصحابه: يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل
قال: قد وعدته إلى هاهنا وإن لم يجئ كان منه لمحشر (2).
223 - هجر المؤمن
990 / 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن
أذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الشيطان يغري بين المؤمنين ما لم
يرجع أحدهم عن دينه فإذا فعلوا ذلك استلقى على قفاه وتمدد ثم قال: فزت
فرحم الله امرء ألف بين وليين لنا يا معشر المؤمنين تآلفوا وتعاطفوا (3).
أقول: الرواية صحيحة الاسناد. أغرى بينهم العداوة: ألقاها. التمدد:
الاستراحة واظهار الفراغ من العمل.
991 / 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن
حديد، عن عمه مرازم بن حكيم قال: كان عند أبي عبد الله رجل من أصحابنا

(1) عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 79 ح 9.
(2) علل الشرائع / 78 ح 4.
(3) الكافي 2 / 345.
334

يلقب شلقان وكان قد صيره في نفقته وكان سئ الخلق فهجره فقال لي يوما:
يا مرازم (و) تكلم عيسى، فقلت: نعم، فقال: أصبت، لا خير في المهاجرة (1).
أقول: رجال السند كلهم ثقات إلا علي بن حديد لم يرد توثيقه، بل ضعفه
الشيخ في التهذيب والاستبصار (2) شلقان: بفتح الشين وسكون اللام لقب لعيسى
بن أبي منصور قيل: لقب بذلك لسوء خلقه من الشلق وهو الضرب بالسوط
وغيره. وقد وردت أخبار كثيرة في مدحه وإنه ثقة من أصحابنا روى عن أبي
عبد الله عليه السلام.
كان قد صيره في نفقته: أي تحمل نفقته وجعله في عياله، وقيل: وكل إليه نفقة
العيال وجعله قيما عليها. فهجره: أي بسبب سوء خلقه مع أصحاب أبي عبد الله
الذين كان مرازم منهم هجر مرازم عيسى فعبر عنه ابن حديد هكذا.
تكلم: عطف على مقدر أي أتواصل وتكلم وصفحه بعض وجعله نكلم بصيغة
المتكلم مع الضمير. ويمكن جعله بصيغة الأمر وهو الأظهر. والله سبحانه هو العالم.
992 / 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام عليهم السلام
أقول: الرواية صحيحة الاسناد. وتدل على حرمة الهجرة أكثر من ثلاثة أيام
بن المؤمنين.
993 / 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن علي بن محمد بن سعيد، عن
محمد بن مسلم، عن محمد بن محفوظ، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يزال إبليس فرحا ما اهتجر المسلمان، فإذا

(1) الكافي 2 / 344.
(2) راجع في هذا المجال معجم رجال الحديث 11 / 304.
(3) الكافي 2 / 344.
335

التقيا اصطكت ركبتاه وتخلعت أوصاله ونادى يا ويله ما لقي من الثبور (1). أقول: اصطكاك الركبتين: اضطرا بهما وتأثير أحدهما على الاخر. التخلع:
التفكك. الأوصال: المفاصل. الثبور: بالضم الهلاك.
994 / 5 - الصدوق قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال:
حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن
حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر الباقر عليهما السلام أنه قال: ما من مؤمنين اهتجرا فوق
ثلاث إلا وبرئت منهما في الثالثة، فقيل له: يا ابن رسول الله هذا حال الظالم فما بال
المظلوم؟ فقال عليه السلام ما بال المظلوم لا يصير إلى الظالم فيقول: أنا الظالم حتى
يصطلحا (2).
995 / 6 - الصدوق رفعه إلى داود بن كثير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
قال أبي قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيما مسلمين تهاجرا فمكثا ثلاثا لا يصطلحان إلا
كانا خارجين من الاسلام ولم يكن بينهما ولاية فأيهما سبق إلى كلام أخيه كان
السابق إلى الجنة يوم الحساب (3).
996 / 7 - المفيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: المؤمن هدية الله عز
وجل إلى أخيه المؤمن فإن سره ووصله فقد قبل من الله عز وجل هديته وإن قطعه
وهجره فقد رد على الله عز وجل هديته (4).
997 / 8 - الشيخ، بسنده المتصل إلى وصية النبي صلى الله عليه وآله لأبي ذر: يا أبا ذر إياك
والهجران لأخيك المؤمن فإن العمل لا يتقبل مع الهجران (5).
998 / 9 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى المفضل بن عمر أنه قال في وصيته
لجماعة من الشيعة... وإياكم والتصارم وإياكم والهجران فإني سمعت أبا

(1) الكافي 2 / 346.
(2) الخصال 1 / 183 الرقم 251.
(3) مصادقة الإخوان / 48.
(4) الروضة / ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 102 (9 / 97).
(5) أمالي الطوسي المجلس التاسع عشر ح 1 / 538 الرقم 1162.
336

عبد الله عليه السلام يقول: والله لا يفترق رجلان من شيعتنا على الهجران إلا برئت من
أحدهما ولعنته وأكثر ما أفعل ذلك بكليهما، فقال له معتب: جعلت فداك هذا الظالم
فما بال المظلوم؟ قال: لأنه لا يدعو أخاه إلى صلته سمعت أبي وهو يقول: إذا
تنازع اثنان من شيعتنا ففارق أحدهما الاخر فليرجع المظلوم إلى صاحبه حتى
يقول يا أخي أنا الظالم حتى ينقطع الهجران فيما بينهما إن الله تعالى حكم وعدل
يأخذ للمظلوم من الظالم (1).
999 / 10 - ابن أبي جمهور الأحسائي رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا يحل
لأحد يؤمن بالله أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام يلتقيان فيعرض هذا عن وجه هذا،
وهذا عن وجه هذا فخيرهما الذي يبدأ بالسلام (2).
أقول: الروايات الواردة في هذا المقام كثيرة فراجع إن شئت الكافي 2 / 344
وبحار الأنوار 72 / 184 ووسائل الشيعة 12 / 260 طبع آل البيت ومستدرك
الوسائل 2 / 102 (9 / 97) وجامع أحاديث الشيعة 16 / 300.
224 - يا علي، لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق
1000 / 1 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: لو ضربت خيشوم
المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ولو صببت الدنيا بجماتها على
المنافق على أن يحبني ما أحبني، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي
الأمي صلى الله عليه وآله أنه قال: يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق (3).
أقول، الخيشوم أصل الانف الجمات جمع جمه وهو من السفينة تجتمع
الماء المترشح من ألواحها والمراد لو كفأت عليهم الدنيا بجليلها وحقيرها.

(1) تحف العقول / 390 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 102 (9 / 98.
(2) عوالي اللئالي 1 / 266 ح 64 ونقل عنه في مستدرك الوسائل 2 / 102 (9 / 98).
(3) نهج البلاغة / 477 حكمة 45.
337