الكتاب: موسوعة أحاديث أهل البيت (ع)
المؤلف: الشيخ هادي النجفي
الجزء: ٣
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢٣ – ٢٠٠٢ م
المطبعة: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
الناشر: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان - شارع دكاش - هاتف : ٢٧٢٦٥٢ - ٢٧٢٦٥٥ - ٢٧٢٧٨٢ - فاكس : ٨٥٠٧١٧ - ٨٥٠٦٢٣ - ص . ب : ٧٩٥٧ / ١١

موسوعة
أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)
تأليف
الشيخ هادي النجفي
الجزء الثالث
ح _ خ _ د
دار احياء التراث العربي
بيروت _ لبنان
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1423 ه‍ _ 2002 م
دار احياء التراث العربي
DAR EHIA AL - TOURATH AL - ARABI
للطباعة و النشر و التوزيع
Publishing & amp Distributing
بيروت _ لبنان _ شارع دكاش _ هاتف 272652 _ 272655 _ 272782 فاكس 850717 _ 850623 ص. ب. 7957 / 11
2

باب الحاء
3

الحاجة
[2371] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن أحمد بن راشد، عن أبي هاشم الجعفري،
قال شكوت إلى أبي محمد (عليه السلام) الحاجة، فحك بسوطه الأرض، قال: وأحسبه غطاه
بمنديل وأخرج خمسمائة دينار، فقال: يا أبا هاشم خذ وأعذرنا (1).
[2372] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق قال حدثني
إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
قال: قعدت لأبي محمد (عليه السلام) على ظهر الطريق فلما مر بي شكوت إليه الحاجة وحلفت
له أنه ليس عندي درهم فما فوقها ولا غداء ولا عشاء قال: فقال: تحلف بالله كاذبا
وقد دفنت مأتي دينار وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية، أعطه يا غلام ما معك،
فأعطاني غلامه مائة دينار ثم أقبل علي فقال لي: إنك تحرمها أحوج ما تكون إليها
يعني الدنانير التي دفنت وصدق (عليه السلام) وكان كما قال دفنت مأتي دينار وقلت: يكون
ظهرا وكهفا لنا فاضطررت ضرورة شديدة إلى شيء انفقه وانغلقت علي أبواب الرزق
فنبشت عنها فإذا ابن لي قد عرف موضعها فأخذها وهرب فما قدرت منها على
شيء (2).
[2373] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني، عن القاسم
ابن محمد، عن سليمان بن داود، عن يحيى بن آدم، عن شريك، عن جابر بن يزيد،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مروة الصبر في حال الحاجة والفاقة والتعفف والغنى أكثر من

(1) الكافي: 1 / 507 ح 5.
(2) الكافي: 1 / 509 ح 14.
5

مروة الإعطاء (1).
[2374] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي المغرا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله ولا
يخونه ويحق على المسلمين الاجتهاد في التوأصل والتعاون على التعاطف والمؤاساة
لأهل الحاجة وتعاطف بعضهم على بعض حتى تكونوا كما أمركم الله عز وجل (رحماء
بينكم) متراحمين مغتمين لما غاب عنكم من أمرهم على ما مضى عليه معشر الأنصار
على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
[2375] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل ابن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن
المؤمن لترد عليه الحاجة لأخيه فلا تكون عنده فيهتم بها قلبه، فيدخله الله تبارك
وتعالى بهمه الجنة (3).
[2376] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي، عن بكار بن كردم، عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: يا مفضل
اسمع ما أقول لك واعلم أنه الحق وافعله وأخبر به علية إخوانك، قلت: جعلت فداك
وما علية إخواني؟ قال: الراغبون في قضاء حوائج إخوانهم قال: ثم قال: ومن قضى
لأخيه المؤمن حاجة قضى الله عز وجل له يوم القيامة مائة الف حاجة من ذلك أولها الجنة ومن
ذلك أن يدخل قرابته ومعارفه وإخوانه الجنة بعد أن لا يكونوا نصابا وكان المفضل إذا
سأل الحاجة أخا من إخوانه قال له: أما تشتهي أن تكون من علية الإخوان (4).

(1) الكافي: 2 / 93 ح 22.
(2) الكافي: 2 / 174 ح 15.
(3) الكافي: 2 / 196 ح 14.
(4) الكافي: 2 / 192 ح 1.
6

[2377] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة،
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
تنافسوا في المعروف لإخوانكم وكونوا من أهله، فإن للجنة بابا يقال له: المعروف
لا يدخله إلا من اصطنع المعروف في الحياة الدنيا، فإن العبد ليمشي في حاجة أخيه
المؤمن فيوكل الله عز وجل به ملكين: واحدا عن يمينه وآخر عن شماله، يستغفران له ربه
ويدعوان بقضاء حاجته، ثم قال: والله لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسر بقضاء حاجة المؤمن إذا
وصلت إليه من صاحب الحاجة (1).
[2378] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
الأشعري، عن بعض مشائخه، عن إدريس بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي الحاجة أمانة الله عند خلقه، فمن كتمها على نفسه أعطاه الله ثواب
من صلى ومن كشفها إلى من يقدر أن يفرج عنه ولم يفعل فقد قتله أما انه لم يقتله بسيف
ولا سنان ولا سهم ولكن قتله بما نكى من قلبه (2).
[2379] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
أبان بن عبد الملك قال حدثني بكر الأرقط، عن أبي عبد الله أو عن شعيب، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه دخل عليه واحد، فقال: أصلحك الله اني رجل منقطع إليكم
بمودتي وقد أصابتني حاجة شديدة وقد تقربت بذلك إلى أهل بيتي وقومي فلم يزدني
بذلك منهم إلا بعدا قال: فما آتاك الله خير مما أخذ منك قال: جعلت فداك ادع الله لي
أن يغنيني عن خلقه، قال: ان الله قسم رزق من شاء على يدي من شاء ولكن سل الله
أن يغنيك عن الحاجة التي تضطرك إلى لئام خلقه (3).

(1) الكافي: 2 / 195 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 261 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 266 ح 1.
7

[2380] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن العبد يسأل الله الحاجة
فيكون من شأنه قضاؤها إلى أجل قريب أو إلى وقت بطئ، فيذنب العبد ذنبا فيقول
الله تبارك وتعالى للملك لا تقض حاجته واحرمه إياها، فانه تعرض لسخطي
واستوجب الحرمان مني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2381] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أيوب بن نوح، أو بعض أصحابه، عن
أيوب، عن صفوان بن يحيى قال: حدثني بعض أصحابنا قال قال أبو عبد الله (عليه السلام):
إذا فشا أربعة ظهرت أربعة إذا فشا الزنا ظهرت الزلزلة وإذا فشا الجور في الحكم
احتبس القطر وإذا خفرت الذمة أديل لأهل الشرك من أهل الإسلام وإذا منعت
الزكاة ظهرت الحاجة (2).
[2382] 12 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن
مسلم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي إذا طلب الحاجة
طلبها عند زوال الشمس فإذا أراد ذلك قدم شيئا فتصدق به وشم شيئا من طيب
وراح إلى المسجد ودعا في حاجته بما شاء الله (3).
[2383] 13 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان،
عن عيص بن القاسم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على
ربه وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما
يقدر عليه فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه تقول:
«يا أجود من أعطى ويا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد يا صمد،

(1) الكافي: 2 / 271 ح 14.
(2) الكافي: 2 / 448 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 447 ح 7.
8

يا من لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل
ما يشاء ويحكم ما يريد ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه يا من هو بالمنظر
الأعلى، يا من ليس كمثله شيء يا سميع يا بصير» وأكثر من أسماء الله عز وجل فإن أسماء الله
كثيرة وصل على محمد وآله وقل: «اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما أكف به
وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي في الحج والعمرة»
وقال: ان رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عز وجل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجل
العبد ربه وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عز وجل وصلى على النبي وآله فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعط (1).
[2384] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي كهمس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: دخل رجل المسجد فابتدأ
قبل الثناء على الله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عاجل العبد ربه
ثم دخل آخر فصلى وأثنى على الله عز وجل وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
سل تعطه ثم قال: ان في كتاب علي (عليه السلام): ان الثناء على الله والصلاة على رسوله قبل
المسألة وان أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجة فيجب أن يقول له خيرا قبل أن
يسأله حاجته (2).
[2385] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن
إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ان العبد ليكون له الحاجة إلى الله عز وجل فيبدأ بالثناء على الله والصلاة على محمد وآل محمد
حتى ينسى حاجته فيقضيها الله له من غير أن يسأله إياها (3).

(1) الكافي: 2 / 485 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 485 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 501 ح 2.
9

[2386] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن عروة، عن أبي جميلة، عن أبي بصير قال:
شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) الحاجة وسألته أن يعلمني دعاء في طلب الرزق فعلمني
دعاء ما احتجت منذ دعوت به قال قل في دبر صلاة الليل وأنت ساجد: «يا خير
مدعو ويا خير مسؤول ويا أوسع من أعطى ويا خير مرتجى ارزقني وأوسع علي من
رزقك وسبب لي رزقا من قبلك إنك على كل شيء قدير» (1).
[2387] 17 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي، عن علي
ابن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصير قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن
الرجل يكون له الحاجة إلى المجوسي أو إلى اليهودي أو إلى النصراني أو أن يكون
عاملا أو دهقانا من عظماء أهل أرضه فيكتب إليه الرجل في الحاجة العظيمة أيبدأ
بالعلج ويسلم عليه في كتابه وإنما يصنع ذلك كي تقضى حاجته؟ قال: أما أن تبدأ به
فلا ولكن تسلم عليه في كتابك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كان يكتب إلى كسرى
وقيصر (2).
[2388] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) إذا اعتم وذهب من الليل شطره أخذ جرابا
فيه خبز ولحم والدراهم فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة
فقسمه فيهم ولا يعرفونه فلما مضى أبو عبد الله (عليه السلام) فقدوا ذا فعلموا أنه كان
أبا عبد الله (عليه السلام) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 551 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 651 ح 1.
(3) الكافي: 4 / 8 ح 1.
10

[2389] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن أبي طالب الشعراني، عن سليمان بن معلى بن خنيس، عن أبيه قال:
سأل أبو عبد الله (عليه السلام) عن رجل وأنا عنده فقيل له: أصابته الحاجة قال: فما يصنع
اليوم؟ قيل: في البيت يعبد ربه قال: فمن أين قوته؟ قيل: من عند بعض إخوانه فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): والله للذي يقوته أشد عباده منه (1).
[2390] 20 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن حماد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لجلوس الرجل في دبر صلاة
الفجر إلى طلوع الشمس أنفذ في طلب الرزق من ركوب البحر، فقلت: يكون للرجل
الحاجة يخاف فوتها فقال: يدلج فيها وليذكر الله عز وجل فإنه في تعقيب ما دام على
وضوء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2391] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن
علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الحاجة فقال: تزوج، فتزوج فوسع عليه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2392] 22 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله
الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن المؤمن، عن إسحاق بن عمار قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الحديث الذي يرويه الناس حق أن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فشكا إليه الحاجة فأمره بالتزويج ففعل، ثم أتاه فشكا اليه الحاجة فأمره بالتزويج

(1) الكافي: 5 / 78 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 310 ح 27.
(3) الكافي: 5 / 330 ح 2.
11

حتى أمره ثلاث مرات؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نعم هو حق ثم قال: الرزق مع النساء
والعيال (1).
[2393] 23 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى، عن الوشاء، عن
عبد الكريم بن عمرو، عن عمار بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): إذا رأيت الفاقة والحاجة قد كثرت وأنكر الناس بعضهم بعضا فعند
ذلك فانتظر أمر الله عز وجل قلت: جعلت فداك هذه الفاقة والحاجة قد عرفتهما فما إنكار
الناس بعضهم بعضا؟ قال: يأتي الرجل منكم أخاه فيسأله الحاجة فينظر إليه بغير
الوجه الذي كان ينظر إليه ويكلمه بغير اللسان الذي كان يكلمه به (2).
[2394] 24 - الصدوق رفعه قال أبو جعفر (عليه السلام): ما من عبد يؤثر على الحج حاجة من
حوائج الدنيا إلا نظر إلى المحلقين قد انصرفوا قبل أن تقضى له تلك الحاجة (3).
[2395] 25 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر
إليها فاني سألت ربي عز وجل أن يبارك لأمتي في بكورها (4).
[2396] 26 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: نعم الشيء الهدية أمام الحاجة (5).
[2397] 27 - الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين
السعد آبادي، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن زيد الشحام قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان عند جهده فنفس كربته
وأعانه على نجاح حاجته كان له بذلك عند الله اثنتان وسبعون رحمة من الله يعجل له
منها واحدة يصلح بها معيشته ويدخر له احدى وسبعين رحمة لأفزاع يوم القيامة

(1) الكافي: 5 / 330 ح 4.
(2) الكافي: 8 / 221 ح 276.
(3) الفقيه: 2 / 220 ح 222.
(4) الفقيه: 3 / 157 ح 3574.
(5) الفقيه: 3 / 299 ح 4069.
12

وأهواله (1).
الرواية من حيث السند معتبرة.
[2398] 28 - الصدوق، عن ابن وليد، عن الصفار، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن
محمد الأزدي قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله: علي
ثوابك ولا أرضى لك بدون الجنة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2399] 29 - الصدوق بسنده إلى حديث مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... من كفى ضريرا
حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من
النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ولا يزال يخوض في
رحمة الله عز وجل حتى يرجع... (3).
[2400] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فوت الحاجة خير من طالبها
من غير أهلها (4).
الروايات في هذا العنوان كثيرة جدا فإن شئت راجع أبواب الدعاء من كتب الأخبار
وعنوان قضاء حاجة المؤمن من كتابنا ألف حديث في المؤمن: 249.

(1) ثواب الأعمال: 179.
(2) ثواب الأعمال: 223.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السادس والستون ح 1 / 351.
(4) غرر الحكم: ح 6582.
13

الحب
حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
[2401] 1 - الصدوق باسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حب علي بن
أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب (1).
[2402] 2 - الصدوق، عن أبيه، عن المؤدب، عن أحمد بن علي الأصبهاني، عن الثقفي،
عن جعفر بن الحسن، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن محمد بن علي السلمي،
عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري انه قال: لقد سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن في علي خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا
بها فضلا: «قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كنت مولاه فعلي مولاه» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي مني كهارون
من موسى» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي مني وأنا منه» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي مني كنفسي
طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حرب علي حرب الله وسلم علي
سلم الله» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «ولي علي ولي الله وعدو علي عدو الله» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي
حجة الله وخليفته على عباده» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حب علي إيمان وبغضه كفر»
وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «علي
قسيم الجنة والنار» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من فارق عليا فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق
الله عز وجل» وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): «شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة» (2).

(1) فضائل الشيعة: 12 ح 10.
(2) أمالي الصدوق: المجلس العشرون ح 1 / 81.
14

[2403] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن إبراهيم بن عمروس، عن الحسن بن إسماعيل
القحطبي، عن سعيد بن الحكم بن أبي مريم، عن أبيه، عن الأوزاعي، عن يحيى بن
أبي كثير، عن عبد الله بن مرة، عن سلمة بن قيس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): علي في
السماء السابعة كالشمس بالنهار في الأرض، وفي السماء الدنيا كالقمر بالليل في
الأرض، أعطى الله عليا من الفضل جزءا لو قسم على أهل الأرض لوسعهم وأعطاه
الله من الفهم لو قسم على أهل الأرض لوسعهم، شبهت لينه بلين لوط وخلقه بخلق
يحيى وزهده بزهد أيوب وسخاؤه بسخاء إبراهيم وبهجته ببهجة سليمان بن داود
وقوته بقوة داود وله اسم مكتوب على كل حجاب في الجنة بشرني به ربي وكانت له
البشارة عندي علي محمود عند الحق مزكى عند الملائكة وخاصتي وخالصتي
وظاهرتي ومصباحي وجنتي ورفيقي آنسني به ربي فسألت ربي أن لا يقبضه قبلي
وسألته أن يقبضه شهيدا بعدي، أدخلت الجنة فرأيت حور علي أكثر من ورق الشجر
وقصور علي كعدد البشر، علي مني وأنا من علي، من تولى عليا فقد تولاني، حب
علي نعمة، واتباعه فضيلة، دان به الملائكة وحفت به الجن الصالحون، لم يمش على
الأرض ماش بعدي إلا كان هو أكرم منه عزا وفخرا ومنهاجا، لم يك فضا عجولا ولا
مسترسلا لفساد ولا معندا حملته الأرض فأكرمته، لم يخرج من بطن أنثى بعدي أحد
كان أكرم خروجا منه ولم ينزل منزلا إلا كان ميمونا، أنزل الله عليه الحكمة، ورداه
بالفهم تجالسه الملائكة ولا يراها ولو أوحي إلى أحد بعدي لأوحي إليه، فزين الله به
المحافل، وأكرم به العساكر، وأخصب به البلاد، وأعز به الأجناد، مثله كمثل بيت الله
الحرام يزار ولا يزور، ومثله كمثل القمر إذا طلع أضاء الظلمة، ومثله كمثل الشمس
إذا طلعت أنارت الدنيا وصفه الله في كتابه ومدحه بآياته ووصف فيه آثاره وأجرى
منازله فهو الكريم حيا والشهيد ميتا (1).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الثاني ح 7 / 17.
15

[2404] 4 - الصدوق، عن تميم القرشي، عن أبيه، عن أحمد بن علي الأنصاري،
عن الهروي قال: قال المأمون يوما للرضا (عليه السلام): يا أبا الحسن أخبرني عن جدك
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأي وجه هو قسيم الجنة والنار وبأي معنى فقد
كثر فكري في ذلك؟ فقال له الرضا (عليه السلام): يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك عن آبائه
عن عبد الله بن عباس انه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «حب علي إيمان
وبغضه كفر» فقال: بلى فقال الرضا (عليه السلام): فقسمة الجنة والنار إذا كانت على حبه
وبغضه فهو قسيم الجنة والنار فقال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن أشهد
انك وارث علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال أبو الصلت الهروي: فلما انصرف الرضا إلى
منزله أتيته فقلت له: يا ابن رسول الله ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين فقال لي
الرضا (عليه السلام): إنما كلمته من حيث هو ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه عن علي (عليه السلام) انه
قال: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، تقول
للنار هذا لي وهذا لك» (1).
[2405] 5 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن
السندي، عن علي بن الحكم، عن فضيل بن عثمان، عن أبي الزبير المكي قال: رأيت
جابرا متوكئا على عصاه وهو يدور في سكك الأنصار ومجالسهم وهو يقول: علي
خير البشر فمن أبى فقد كفر يا معشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي (عليه السلام) فمن أبى
فانظروا في شأن أمه (2).
[2406] 6 - الصدوق، عن الحسين بن محمد بن سعيد الهاشمي، عن فرات بن إبراهيم
الكوفي، عن محمد بن علي بن معتمر، عن أحمد بن علي بن محمد الرملي، عن أحمد بن
موسى، عن يعقوب بن إسحاق المروزي، عن عمر بن منصور، عن إسماعيل بن
أبان، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هارون العبدي، عن جابر بن عبد الله

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 86 ح 30.
(2) علل الشرايع: 142 ح 4.
16

الأنصاري قال: كنا بمنى مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ بصرنا برجل ساجد وراكع ومتضرع
فقلنا: يا رسول الله ما أحسن صلاته فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هو الذي أخرج أباكم من الجنة
فمضى إليه علي (عليه السلام) غير مكترث فهزه هزة أدخل أضلاعه اليمنى في اليسرى واليسرى
في اليمنى ثم قال: لأقتلنك إن شاء الله تعالى فقال: لن تقدر على ذلك إلى أجل معلوم
من عند ربي ما لك تريد قتلي فوالله ما أبغضك أحد إلا سبقت نطفتي إلى رحم أمه قبل
نطفة أبيه ولقد شاركت مبغضيك في الأموال والأولاد وهو قول الله عز وجل في محكم كتابه
(وشاركهم في الأموال والأولاد) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): صدق يا علي لا يبغضك من
قريش إلا سفاحي ولا من الأنصار إلا يهودي ولا من العرب إلا دعي ولا من سائر
الناس إلا شقي ولا من النساء إلا سلقلقية وهي التي تحيض من دبرها ثم أطرق مليا ثم
رفع رأسه فقال: معاشر الأنصار أعرضوا أولادكم على محبة علي قال جابر بن
عبد الله: فكنا نعرض حب علي (عليه السلام) على أولادنا فمن أحب عليا علمنا انه من أولادنا
ومن أبغض عليا انتفينا منه (1).
[2407] 7 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن سعيد بن عبد الله
ابن موسى، عن محمد بن عبد الرحمن، عن المعلى بن هلال، عن الكلبي، عن أبي
صالح، عن ابن عباس:... قال: قلت للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصني قال: عليك بمودة علي بن
أبي طالب (عليه السلام) والذي بعثني بالحق نبيا لا يقبل الله من عبد حسنة حتى يسأله عن حب
علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو تعالى أعلم فإن جاءه بولايته قبل عمله على ما كان منه
وإن لم يأت بولايته لم يسأله عن شيء ثم أمر به إلى النار يا بن عباس والذي بعثني
بالحق نبيا ان النار لأشد غضبا على مبغض علي (عليه السلام) منها على من زعم ان لله ولدا يا بن
عباس لو ان الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين اجتمعوا على بغضه ولن يفعلوا
لعذبهم الله بالنار قلت: يا رسول الله وهل يبغضه أحد؟ قال: يا ابن عباس نعم يبغضه

(1) علل الشرايع: 142 ح 7.
17

قوم يذكرون انهم من امتي لم يجعل الله لهم في الإسلام نصيبا، يا بن عباس! ان من
علامة بغضهم له تفضيلهم من هو دونه عليه والذي بعثني بالحق ما بعث الله نبيا أكرم
عليه مني ولا أوصاء أكرم عليه من وصيي علي قال ابن عباس: فلم أزل له كما أمرني
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأوصاني بمودته وإنه لأكبر عملي عندي، الخبر (1).
[2408] 8 - الطوسي، عن ابن حشيش، عن يزيد بن جناح، عن عبد الله بن زيد، عن
عباد بن يعقوب، عن يوسف بن كهيل، عن هارون بن الحسن، عن أبي سلام مولى
قيس قال: خرجت مع مولاي قيس إلى المدائن قال سمعت سعد بن حذيفة يقول:
سمعت أبي حذيفة يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ما من عبد ولا أمة يموت وفي
قلبه مثقال حبة خردل من حب علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلا أدخله الله عز وجل الجنة (2).
[2409] 9 - الطوسي، عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد بن همام، عن علي بن محمد
ابن مسعدة، عن جده مسعدة بن صدقة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: والله لا
يهلك هالك على حب علي إلا رآه في أحب المواطن إليه والله لا يهلك هالك على بغض
علي إلا رآه في أبغض المواطن إليه (3).
[2410] 10 - الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن أبي حاتم، عن محمد
بن الفرات، عن حنان بن سدير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما ثبت الله حب علي (عليه السلام) في
قلب أحد فزلت له قدم إلا ثبتت له قدم اخرى (4).
الروايات في وجوب حب مولانا وإمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
صلوات المصلين فوق حد الإحصاء من طرق الفريقين ذكرنا لك عشرة منها روما
للاختصار وإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار والحمد لله على أول النعم.

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع: ح 15 / 105 الرقم 161.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الحادي عشر ح 107 / 330 الرقم 660.
(3) أمالي الطوسي: المجلس السادس ح 25 / 164 الرقم 273.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الخامس ح 25 / 132 الرقم 212.
18

حب ذرية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
[2411] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن النوفلي، عن
عيسى بن عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من صنع إلى
أحد من أهل بيتي يدا كافيته يوم القيامة (1).
[2412] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بعض
أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني شافع يوم القيامة
لأربعة أصناف ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي ورجل بذل ماله
لذريتي عند المضيق ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب ورجل يسعى في حوائج
ذريتي إذا طردوا أو شردوا (2).
[2413] 3 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها
الخلائق أنصتوا فإن محمدا يكلمهم فتنصت الخلائق فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول:
يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه،
فيقولون: بآبائنا وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا بل اليد والمنة والمعروف
لله ولرسوله على جميع الخلائق فيقول لهم: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو
كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه فيقوم أناس قد فعلوا ذلك فيأتي
النداء من عند الله عز وجل: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافأتهم إليك فأسكنهم من الجنة
حيث شئت قال: فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات
الله عليهم أجمعين (3).

(1) الكافي: 4 / 60 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 60 ح 9.
(3) الفقيه: 2 / 65 ح 1727.
19

في معاني الأخبار: 116 في حديث طويل عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الوسيلة هي
درجتي في الجنة وهي ألف مرقاة. وفي اللغة: الوسيلة والواسلة: المنزلة عند
الملك والدرجة والقربة كما في القاموس.
[2414] 4 - الشيخ الحسن بن محمد القمي، عن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي، عن علي بن معلى، عن هذيل بن حنان، عن أخيه قال: قلت للصادق (عليه السلام)
كان لي عند أحد من آل محمد (عليهم السلام) حق لا يوفيه ويماطلني فيه فأغلظت عليه القول
وأنا نادم مما صنعت فقال الصادق (عليه السلام): أحبب آل محمد (عليهم السلام) وأبرء ذممهم واجعلهم في
حل وبالغ في إكرامهم وإذا خالطت بهم وعاملتهم فلا تغلظ عليهم القول ولا
تسبهم (1).
[2415] 5 - الشيخ الحسن بن محمد القمي قال: رويت عن مشايخ قم: ان الحسين بن
الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (عليه السلام) كان بقم
يشرب علانية فقصد يوما لحاجة إلى باب أحمد بن إسحاق الأشعري وكان وكيلا في
الأوقاف بقم فلم يأذن له فرجع إلى بيته مهموما، فتوجه أحمد بن إسحاق إلى الحج
فلما بلغ سر من رأى فاستأذن على أبي محمد العسكري (عليه السلام) فلم يأذن له فبكى أحمد
طويلا وتضرع حتى أذن له فلما دخل قال: يا بن رسول الله لم منعتني الدخول عليك
وأنا من شيعتك ومواليك قال (عليه السلام): لأنك طردت ابن عمنا عن بابك فبكى أحمد
وحلف بالله انه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لأن يتوب من شرب الخمر قال: صدقت
ولكن لابد من إكرامهم واحترامهم على كل حال وأن لا تحقرهم ولا تستهين بهم
لانتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم وكان
الحسين معهم فلما رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس

(1) كتاب قم: 206، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 400 من طبع الحجري، (12 / 375 طبع
آل البيت (عليهم السلام)).
20

فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه وسأله عن سببه فذكر له ما جرى بينه وبين
العسكري (عليه السلام) في ذلك فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة وتاب منه ورجع إلى أهل
بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها وصار من الأتقياء المتورعين والصلحاء المتقيدين
وكان ملازما للمساجد ومعتكفا فيها حتى أدركه الموت (1).
[2416] 6 - الشيخ الحسن بن محمد القمي، عن يوسف بن الحارث، عن محمد بن جعفر
الأحمر، عن إسماعيل بن عباس، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن
أبي رافع، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال قال رسول (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يحب عترتي
والعرب فهو من احدى الثلاث: اما منافق أو ولد من زنا أو حملته أمه وهي
حائض (2).
[2417] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... نحن شجرة النبوة ومحط
الرسالة ومختلف الملائكة ومعادن العلم وينابيع الحكم ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة،
وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة (3).
[2418] 8 - السروي رفعه إلى هشام بن الحكم قال: كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي
الصادق (عليه السلام) في حجه كل سنة فينزله أبو عبد الله (عليه السلام) في دار من دوره في المدينة وطال
حجه ونزوله فأعطى أبا عبد الله (عليه السلام) عشرة آلاف درهم ليشتري له دارا وخرج إلى
الحج فلما انصرف قال جعلت فداك اشتريت لي الدار قال: نعم وأتى بصك فيه: بسم
الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي (اشترى - خ)
له دارا في الفردوس حدها الأول: رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والحد الثاني أمير المؤمنين (عليه السلام)
والحد الثالث الحسن بن علي والحد الرابع الحسين بن علي (عليهما السلام) فلما قرأ الرجل ذلك

(1) كتاب قم: 211، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 400 (12 / 374).
(2) كتاب قم: 207، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 400 (12 / 376).
(3) نهج البلاغة: الخطبة 109.
21

قال: قد رضيت جعلني الله فداك قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إني أخذت ذلك المال
ففرقته في ولد الحسن والحسين (عليهما السلام) وأرجو أن يتقبل الله ذلك ويثيبك به الجنة قال:
فانصرف الرجل إلى منزله وكان الصك معه ثم اعتل علة الموت فلما حضرته الوفاة
جمع أهله وحلفهم أن يجعلوا الصك معه ففعلوا ذلك فلما أصبح القوم غدوا إلى قبره
فوجدوا الصك على ظهر القبر مكتوب عليه وفى ولي الله جعفر بن محمد (بما قال
خ) (1).
[2419] 9 - وفي صحيفة الرضا (عليه السلام) بإسناده إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) انه قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا
أجازيه غدا إذا لقيتني يوم القيامة (2).
[2420] 10 - وفي التفسير المنسوب إلى الامام العسكري (عليه السلام): قال الحسن بن علي (عليهما السلام)
أن رجلا جاع عياله فخرج يبغي لهم ما يأكلون فكسب درهما فاشترى به خبزا
وأداما فمر برجل وامرأة من قرابات محمد وعلي صلوات الله عليهما فوجدهما جائعين
فقال هؤلاء أحق من قراباتي فأعطاهما إياهما ولم يدر بماذا يجنح في منزله فجعل يمشي
رويدا يتفكر فيما يعتذر به عندهم ويقوله لهم ما فعل بالدرهم إذا لم يجئهم بشيء فبينا
هو في طريقه إذا بفيبح يطلبه فدل عليه فأوصل إليه كتابا من مصر وخمسمأة دينار في
صرة وقال: هذه بقية حملت إليك من مال ابن عمك مات بمصر وخلف مأة ألف دينار
على تجار مكة والمدينة وعقارا كثيرا ومالا بمصر بأضعاف ذلك فأخذ الخمسمأة
دينار فوسع على عياله ونام ليلته فرأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليا (عليه السلام) فقالا: كيف ترى
أغناءنا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك إلى أن ذكر انه وصل اليه من أثمان تلك العقار
ثلاثمأة ألف دينار فصار أغنى أهل المدينة ثم أتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا عبد الله

(1) المناقب: 4 / 233.
(2) صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): 86 ح 200.
22

هذا جزاءك في الدنيا على ايثار قرابتي على قرابتك ولأعطينك في القيامة بكل حبة من
هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من الدنيا مغرز كل إبرة منها خير من الدنيا
وما فيها (1).
يأتي منا عنوان السادة في محلها فراجعها إن شئت.
حب أهل طاعة الله وبغض من عصاه
[2421] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تعلم أن
فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك
خير والله يحبك، وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير
والله يبغضك والمرء مع من أحب (2).
[2422] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن عمه حمزة ابن بزيع قال: كتب أبو جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير:
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد جاءني كتابك تذكر فيه معرفة ما لا ينبغي تركه
وطاعة من رضى الله رضاه، فقلت من ذلك لنفسك ما كانت نفسك مرتهنة لو تركته
تعجب ان رضى الله وطاعته ونصيحته لا تقبل ولا توجد ولا تعرف إلا في عباد
غرباء، أخلاء من الناس قد اتخذهم الناس سخريا لما يرمونهم به من المنكرات وكان
يقال: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون أبغض إلى الناس من جيفة الحمار ولولا أن
يصيبك من البلاء مثل الذي أصابنا فتجعل فتنة الناس كعذاب الله - وأعيذك بالله
وإيانا من ذلك - لقربت على بعد منزلتك. واعلم رحمك الله انه لا تنال محبة الله

(1) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري (عليه السلام): 337، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 2 / 401.
(2) الكافي: 2 / 126 ح 11.
23

إلا ببغض كثير من الناس ولا ولايته إلا بمعاداتهم وفوت ذلك قليل يسير لدرك ذلك
من الله لقوم يعلمون.
يا أخي ان الله عز وجل جعل في كل من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى
الهدى ويصبرون معهم على الأذى يجيبون داعي الله ويدعون إلى الله فأبصرهم رحمك
الله فإنهم في منزلة رفيعة وان أصابتهم في الدنيا وضيعة انهم يحيون بكتاب الله الموتى
ويبصرون بنور الله من العمى كم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من تائه ضال قد
هدوه يبذلون دماءهم دون هلكة العباد وما أحسن أثرهم على العباد وأقبح آثار
العباد عليهم (1).
[2423] 3 - الصدوق، عن أبي محمد جعفر بن نعيم الشاذاني، عن أحمد بن إدريس، عن
إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني، قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من
أحب عاصيا فهو عاص ومن أحب مطيعا فهو مطيع ومن أعان ظالما فهو ظالم ومن
خذل عادلا فهو ظالم انه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلا
بالطاعة ولقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني عبد المطلب: إيتوني بأعمالكم لا بأحسابكم
وأنسابكم، قال الله تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا
يتسائلون فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك
الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) (2) (3).
[2424] 4 - المفيد باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لما حضرته الوفاة:... وواخ
الإخوان في الله وأحب الصالح لصلاحه ودار الفاسق عن دينك وابغضه بقلبك وزايله
بأعمالك لئلا تكون مثله... (4).

(1) الكافي: 8 / 56 ح 17.
(2) سورة المؤمنون: 103 - 101.
(3) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 235.
(4) أمالي المفيد: المجلس السادس والعشرون ح 1 / 222.
24

[2425] 5 - المسعودي رفعه إلى عيسى بن مريم انه قال فيما أمر به الحواريين:... تحببوا
إلى الله ببغض أهل المعاصي والبعد منهم (1).
من أحب الغلاة فقد أبغض الأئمة ومن أبغضهم فقد أحب الأئمة (عليهم السلام)
[2426] 1 - الصدوق، عن الفامي، عن الحميري، عن أبيه، عن إبراهيم بن هاشم، عن
علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرضا (عليه السلام) قال: قلت له: يا ابن رسول الله
ان الناس لينسبوننا إلى القول بالتشبيه والجبر... ثم قال: من قال بالتشبيه والجبر
فهو كافر مشرك ونحن منه براء في الدنيا والآخرة يا ابن خالد إنما وضع الأخبار عنا في
التشبيه والجبر الغلاة الذين صغروا عظمة الله تعالى فمن أحبهم فقد أبغضنا ومن
أبغضهم فقد أحبنا ومن والاهم فقد عادانا ومن عاداهم فقد برنا ومن برهم فقد جفانا
ومن أكرمهم فقد أهاننا ومن أهانهم فقد أكرمنا ومن قبلهم فقد ردنا ومن ردهم فقد
قبلنا ومن أحسن إليهم فقد أساء إلينا ومن أساء إليهم فقد أحسن إلينا ومن صدقهم
فقد كذبنا ومن كذبهم فقد صدقنا ومن أعطاهم فقد حرمنا ومن حرمهم فقد أعطانا،
يا ابن خالد من كان من شيعتنا فلا يتخذن منهم وليا ولا نصيرا (2).
قد ذكرنا الحديث بتمامه في عنوان الجبر فراجعها إن شئت.
حب المؤمنين
[2427] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن المسلمين يلتقيان
فأفضلهما أشدهما حبا لصاحبه (3).

(1) اثبات الوصية: 69.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 142.
(3) الكافي: 2 / 127 ح 14.
25

الرواية موثقة سندا.
[2428] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي
نصر وابن فضال، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما التقى مؤمنان قط
إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لأخيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2429] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى وأحمد بن محمد بن خالد
وعلي بن إبراهيم، عن أبيه وسهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن أبي جعفر محمد بن
النعمان الأحول صاحب الطاق، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ود المؤمن للمؤمن في الله من أعظم شعب الإيمان ألا ومن أحب في
الله وأبغض في الله وأعطى في الله ومنع في الله فهو من أصفياء الله (2).
[2430] 4 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من حب الرجل دينه حبه
أخاه (3).
[2431] 5 - الصوري، رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لبعض أصحابه بعد كلام: ان
المؤمنين من أهل ولايتنا وشيعتنا إذا اتقوا لم يزل الله تعالى مطلا عليهم بوجهه حتى
يتفرقوا ولا يزال الذنوب تتساقط عنهم كما تتساقط الورق ولا يزال يد الله على يد
أشدهما حبا لصاحبه (4).
وفي هذا المجال راجع كتابنا ألف حديث في المؤمن: 166.

(1) الكافي: 2 / 127 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 125 ح 3.
(3) الاختصاص: 31.
(4) قضاء حقوق المؤمنين: 27 ح 35.
26

علة حب المؤمنين بعضهم بعضا
[2432] 1 - الطوسي، عن المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي عمير، عن
حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اني لألقى الرجل لم أره ولم
يرني فيما مضى قبل يومه ذلك فاحبه حبا شديدا، فإذا كلمته وجدته لي على مثل ما أنا
عليه له ويخبرني انه يجد لي مثل الذي أجد له؟
فقال: صدقت يا سدير ان ائتلاف قلوب الأبرار إذا التقوا وإن لم يظهروا على
التودد بألسنتهم كسرعة اختلاط قطر السماء على مياه الأنهار وإن بعد ائتلاف قلوب
الفجار إذا التقوا وإن أظهروا التودد بألسنتهم كبعد البهائم من التعاطف وان طال
اعتلافها على مذود واحد (1).
الرواية معتبرة الإسناد. المذود: معتلف الدابة.
الحب في الله والبغض في الله
[2433] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن
محمد بن خالد، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب،
عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحب لله
وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2434] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع ح 72 / 411 الرقم 924.
(2) الكافي: 2 / 124 ح 1.
27

يقول: إن المتحابين في الله يوم القيامة على منابر من نور، قد أضاء نور وجوههم
ونور أجسادهم ونور منابرهم كل شيء حتى يعرفوا به فيقال: هؤلاء المتحابون
في الله (1).
ونقلها الصدوق بسنده الموثق في ثواب الأعمال: 182.
[2435] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن فضيل
ابن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحب والبغض أمن الإيمان هو؟ فقال: وهل
الإيمان إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآية (حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم
وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون) (2) (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2436] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن النضر بن
سويد، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: إذا
جمع الله عز وجل الأولين والآخرين قام مناد فنادى يسمع الناس فيقول: أين المتحابون في الله
قال: فيقوم عنق من الناس فيقال لهم: اذهبوا إلى الجنة بغير حساب قال: فتلقاهم
الملائكة فيقولون: إلى أين؟ فيقولون: إلى الجنة بغير حساب قال: فيقولون: فأي
ضرب أنتم من الناس؟ فيقولون: نحن المتحابون في الله قال: فيقولون: وأي شيء
كانت أعمالكم؟ قالوا: كنا نحب في الله ونبغض في الله قال: فيقولون: نعم أجر
العاملين (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2437] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن

(1) الكافي: 2 / 125 ح 4.
(2) سورة الحجرات: 7.
(3) الكافي: 2 / 125 ح 5.
(4) الكافي: 2 / 126 ح 8.
28

سالم وحفص بن البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الرجل ليحبكم وما يعرف ما
أنتم عليه فيدخله الله الجنة بحبكم وان الرجل ليبغضكم وما يعرف ما أنتم عليه
فيدخله الله ببغضكم النار (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2438] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
العرزمي، عن أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تعلم ان
فيك خيرا فانظر إلى قلبك فإن كان يحب أهل طاعة الله ويبغض أهل معصيته ففيك
خير والله يحبك وإن كان يبغض أهل طاعة الله ويحب أهل معصيته فليس فيك خير
والله يبغضك والمرء مع من أحب (2).
[2439] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبي علي الواسطي، عن
الحسين بن أبان، عمن ذكره عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لو أن رجلا أحب رجلا لله لأثابه
الله على حبه إياه وإن كان المحبوب في علم الله من أهل النار ولو أن رجلا أبغض لله
لأثابه الله على بغضه إياه وإن كان المبغض في علم الله من أهل الجنة (3).
[2440] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن عمران السبعي، عن عبد الله بن
جبلة، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كل من لم يحب على الدين ولم
يبغض على الدين فلا دين له (4).
[2441] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن صالح بن سهل الهمداني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أحبنا وأبغض
عدونا في الله من غير ترة وترها إياه لشيء من أمر الدنيا ثم مات على ذلك فلقى الله

(1) الكافي: 2 / 126 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 126 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 127 ح 12.
(4) الكافي: 2 / 127 ح 16.
29

وعليه من الذنوب مثل زبد البحر غفرها الله له (1).
[2442] 10 - الطوسي بسنده إلى علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان،
عن أبي شبل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من أحبكم على ما أنتم عليه دخل الجنة وإن
لم يقل كما تقولون (2).
الرواية صحيحة الإسناد إن كان المراد بأبي شبل هنا عبد الله بن سعيد الأسدي الثقة.
والرويات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 124، والوافي:
4 / 481، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 205، وغيرها من كتب الأخبار.
اخبار الرجل أخاه بحبه أثبت للمودة
[2443] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه،
عن محمد بن عمر [بن اذينة] عن أبيه، عن نصر بن قابوس قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أحببت أحدا من إخوانك فأعلمه ذلك فإن إبراهيم (عليه السلام) قال:
(رب أرني كيف تحيى الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن
قلبي) (3) (4).
[2444] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد
بن محمد بن عيسى جميعا، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا أحببت رجلا فأخبره بذلك فانه أثبت للمودة بينكما (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) ثواب الأعمال: 204.
(2) التهذيب: 1 / 468 ح 181.
(3) سورة البقرة: 260.
(4) الكافي: 2 / 644 ح 1.
(5) الكافي: 2 / 644 ح 2.
30

[2445] 3 - البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أحببت رجلا فأخبره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2446] 4 - البرقي، عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده قال: مر رجل
في المسجد وأبو جعفر (عليه السلام) جالس وأبو عبد الله (عليه السلام) فقال له بعض جلسائه: والله اني
لأحب هذا الرجل، قال له أبو جعفر: ألا فأعلمه فانه أبقى للمودة وخير في
الالفة (2).
[2447] 5 - محمد بن محمد الأشعث باسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أحب أحدكم أخاه فليعلمه فانه أصلح لذات البين (3).
الحث على أن يحب الإنسان للناس ما يحب لنفسه
[2448] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يحيى بن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن جده أبي البلاد رفعه قال: جاء أعرابي إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يريد بعض غزواته فأخذ بغرز راحلته فقال: يا رسول الله علمني
عملا أدخل به الجنة، فقال: ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته إليهم وما كرهت أن
يأتيه الناس إليك فلا تأتيه إليهم، خل سبيل الراحلة (4).
الغرز: الركاب من الجلد.
[2449] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن يوسف بن عمران بن ميثم، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

(1) المحاسن: 266.
(2) المحاسن: 266.
(3) الجعفريات: 195.
(4) الكافي: 2 / 146 ح 10.
31

قال: أوحى الله عز وجل إلى آدم (عليه السلام) إني سأجمع لك الكلام في أربع كلمات قال: يا رب وما
هن؟ قال واحدة لي وواحدة لك وواحدة فيما بيني وبينك وواحدة فيما بينك وبين الناس
قال: يا رب بينهن لي حتى أعلمهن قال: أما التي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا وأما
التي لك فأجزيك بعملك أحوج ما تكون إليه. وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء
وعلي الإجابة وأما التي بينك وبين الناس فترضى للناس ما ترضى لنفسك وتكره لهم
ما تكره لنفسك (1).
[2450] 3 - الصدوق بإسناده في خبر الشيخ الشامي قال أمير المؤمنين (عليه السلام):... يا شيخ
ارض للناس ما ترضى لنفسك وائت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك... (2).
[2451] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته للحسن بن علي (عليهما السلام):...
يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك
واكره له ما تكره لها ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم وأحسن كما تحب أن يحسن
إليك واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك وارض من الناس بما ترضاه لهم
من نفسك ولا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم ولا تقل ما لا تحب أن يقال
لك... (3).
[2452] 5 - الكراجكي رفعه إلى لقمان انه قال لابنه في وصيته: يا بني احثك على ست
خصال ليس منها خصلة إلا تقربك إلى الله تعالى - إلى أن قال - والرابعة: تحب للناس
ما تحب لنفسك (4).

(1) الكافي: 2 / 146 ح 13.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الثاني والستون ح 4 / 322.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(4) معدن الجواهر: 55، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 311.
32

التحبب إلى الناس والتودد إليهم
[2453] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه، جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن أعرابيا من بني تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال له: أوصني، فكان مما أوصاه:
تحبب إلى الناس يحبوك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2454] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث يصفين ود المرء لأخيه المسلم:
يلقاه بالبشر إذا لقيه ويوسع له في المجلس إذا جلس إليه ويدعوه بأحب الأسماء
إليه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2455] 3 - وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): التودد إلى الناس نصف العقل (3).
[2456] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن زياد التميمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال الحسن بن علي (عليه السلام): القريب من قربته المودة وان بعد نسبه والبعيد من بعدته
المودة وإن قرب نسبه، لا شئ أقرب إلى شيء من يد إلى جسد وان اليد تغل فتقطع
وتقطع فتحسم (4).
[2457] 5 - المفيد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه ابن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن

(1) الكافي: 2 / 642 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 643 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 463 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 463 ح 7.
33

معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابة،
عن النعمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: من تفقد تفقد ومن لا يعد الصبر لفواجع
الدهر يعجز وإن قرضت الناس قرضوك وان تركتهم لم يتركوك قال: كيف أصنع؟
أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك وفقرك (1).
الروايات في عنوان الحب كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع
الكافي: 2 / 124، والوافي: 4 / 485، والمحجة البيضاء: 3 / 357 و 8 / 4،
وبحار الأنوار: 71 / 181 و 183 و 281، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 198 و
15 / 520 و 16 (230 - 190).

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون: 11 / 185.
34

الحبس
[2458] 1 - الكليني، عن علي بن محمد ومحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن محمد
النخعي قال حدثني أبو هاشم الجعفري، قال شكوت إلى أبي محمد (عليه السلام) ضيق الحبس
وكتل القيد فكتب إلي: أنت تصلي اليوم الظهر في منزلك فأخرجت في وقت الظهر
فصليت في منزلي كما قال (عليه السلام)، وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه دنانير في الكتاب
فاستحييت، فلما صرت إلى منزلي وجه إلي بمائة دينار وكتب إلي إذا كانت لك حاجة
فلا تستحي ولا تحتشم واطلبها فإنك ترى ما تحب إن شاء الله (1).
[2459] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد، جميعا، عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة الغنوي إلي
يسألني أن أكتب إلى أبي جعفر (عليه السلام) في دعاء يعلمه يرجو به الفرج فكتب إلي: أما
ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاء يرجو به الفرج فقل له: يلزم «يا من يكفي من
كل شيء ولا يكفى منه شيء اكفني ما أهمني مما أنا فيه» فإني أرجو أن يكفي ما هو فيه
من الغم إن شاء الله تعالى. فأعلمته ذلك فما أتى عليه إلا قليل حتى خرج من
الحبس (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2460] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن

(1) الكافي: 1 / 508 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 560 ح 14.
35

الحجاج رفعه: ان أمير المؤمنين (عليه السلام) كان لا يرى الحبس إلا في ثلاث: رجل أكل مال
اليتيم أو غصبه أو رجل اؤتمن على أمانة فذهب بها (1).
[2461] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن إسماعيل العلوي قال حبس
أبو محمد عند علي بن نارمش وهو أنصب الناس وأشدهم على آل أبي طالب وقيل
له: افعل به وافعل فما أقام عنده إلا يوما حتى وضع خديه له وكان لا يرفع بصره إليه
إجلالا وإعظاما فخرج من عنده وهو أحسن الناس بصيرة وأحسنهم فيه قولا (2).
[2462] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا يونس من حبس
حق المؤمن أقامه الله عز وجل يوم القيامة خمسمائة عام على رجليه حتى يسيل عرقه أو دمه
وينادي مناد من عند الله: هذا الظالم الذي حبس عن الله حقه قال: فيوبخ أربعين
يوما ثم يؤمر به إلى النار (3).
[2463] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
عبد الحميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا صعد ملكا العبد المريض إلى السماء عند كل
مساء يقول الرب تبارك وتعالى: ماذا كتبتما لعبدي في مرضه فيقولان: الشكاية
فيقول: ما أنصفت عبدي ان حبسته في حبس من حبسي ثم أمنعه الشكاية فيقول:
اكتبا لعبدي مثل ما كنتما تكتبان له من الخير في صحته ولا تكتبا عليه سيئة حتى أطلقه
من حبسي فانه في حبس من حبسي (4).
[2464] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الغريق

(1) الكافي: 7 / 263 ح 21.
(2) الكافي: 1 / 508 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 367 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 114 ح 5.
36

يحبس حتى يتغير ويعلم انه قد مات ثم يغسل ويكفن، قال: وسئل عن المصعوق،
فقال: إذا صعق حبس يومين ثم يغسل ويكفن (1).
الرواية موثقة سندا.
[2465] 8 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن أبي عمير، عن
زياد القندي، قال كتبت إلى أبي الحسن الأول (عليه السلام): علمني دعاء فاني قد بليت بشيء
وكان قد حبس ببغداد حيث اتهم بأموالهم فكتب اليه: إذا صليت فأطل السجود ثم
قل: «يا أحد من لا أحد له» حتى تنقطع النفس قم قل: «يا من لا يزيده كثرة
الدعاء إلا جودا وكرما» حتى تنقطع نفسك ثم قل: «يا رب الأرباب أنت أنت أنت
الذي انقطع الرجاء إلا منك يا علي يا عظيم» قال زياد: فدعوت به ففرج الله عني
وخلى سبيلي (2).
[2466] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله عن أبيه (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما حبس عبد زكاة فزادت في
ماله (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2467] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب،
عن يونس بن عمران بن ميثم، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: ما لك
لا تحج في العام؟ فقلت: معاملة كانت بيني وبين قوم وأشغال وعسى أن يكون ذلك
خيرة، فقال: لا والله ما فعل الله لك في ذلك من خيرة ثم قال: ما حبس عبد عن هذا
البيت إلا بذنب وما يعفو أكثر (4).

(1) الكافي: 3 / 210 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 328 ح 25.
(3) الكافي: 3 / 506 ح 20.
(4) الكافي: 4 / 270 ح 1.
37

[2468] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
حماد بن أبي طلحة بياع السابري ومحمد بن الفضيل وحكم الحناط جميعا، عن
أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد جعفر (عليه السلام) يقول: من حبس مال امرئ مسلم وهو قادر
على أن يعطيه إياه مخافة ان خرج ذلك الحق من يدن أن يفتقر كان الله عز وجل أقدر على أن
يفقره منه على أن يفنى نفسه بحبسه ذلك الحق (1).
[2469] 12 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس
ابن معروف، عن رجل، عن مندل بن علي العنزي، عن محمد بن مطرف، عن
مسمع، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا
غضب الله على أمة لم ينزل بها العذاب غلت أسعارها وقصرت أعمارها ولم تربح
تجارها ولم تزك ثمارها ولم تغزر أنهارها وحبس عنها أمطارها وسلط عليها
شرارها (2).
[2470] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن
يحيى، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قطع رجل السارق بعد
قطع اليد ثم لا يقطع بعد فإن عاد حبس في السجن وانفق عليه من بيت مال
المسلمين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2471] 14 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن أبي البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: من أقر عند تجريد
أو تخويف أو حبس أو تهديد فلا حد عليه (4).

(1) الكافي: 5 / 101 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 317 ح 53.
(3) الكافي: 7 / 223 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 261 ح 7.
38

[2472] 15 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن علي، عن علي بن حماد، عن
حريز، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: اليمين الغموس التي توجب
النار، الرجل يحلف على حق امرئ مسلم على حبس ماله (1).
[2473] 16 - الصدوق، رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: من
حبس نفسه على صلاة فريضة ينتظر وقتها فصلاها في أول وقتها فأتم ركوعها
وسجودها وخشوعها ثم مجد الله عز وجل وعظمه وحمده حتى يدخل وقت صلاة اخرى لم يلغ
بينهما كتب الله له كأجر الحاج والمعتمر وكان من أهل عليين (2).
[2474] 17 - الصدوق قال: وفي رواية أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن علي (عليه السلام) انه قال:
يجب على الامام أن يحبس الفساق من العلماء والجهال من الأطباء والمفاليس من
الأكرياء. وقال (عليه السلام) حبس الإمام بعد الحد ظلم (3).
[2475] 18 - الصدوق بسنده إلى مناهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... من حبس عن أخيه
المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب... (4).
[2476] 19 - الصدوق بسنده إلى عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: على
الامام أن يخرج المحبوسين في الدين يوم الجمعة إلى الجمعة ويوم العيد إلى العيد فيرسل
معهم فإذا قضوا الصلاة والعيد ردهم إلى السجن (5).
الرواية موثقة سندا.
[2477] 20 - الصدوق رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: من حبس ريقه إجلالا لله عز وجل في صلاته
أورثه الله تعالى صحة حتى الممات (6).

(1) الكافي: 7 / 436 ح 8.
(2) الفقيه: 1 / 211 ح 642.
(3) الفقيه: 3 / 31 ح 3266.
(4) الفقيه: 4 / 15.
(5) الفقيه: 3 / 31 ح 3265.
(6) الفقيه: 1 / 278 ح 854.
39

الحبط
[2478] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
حماد بن عثمان، عن عبيد، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل:
(ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله) قال: ترك العمل الذي أقر به من ذلك أن
يترك الصلاة من غير سقم ولا شغل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2479] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ومن يكفر
بالإيمان فقد حبط عمله) فقال: من ترك العمل الذي أقر به قلت: فما موضع ترك
العمل حتى يدعه أجمع قال: منه الذي يدع الصلاة متعمدا لا من سكر ولا من
علة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2480] 3 - الصدوق بسنده إلى جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: أيما امرأة
قالت لزوجها: ما رأيت قط من وجهك خيرا فقد حبط عملها (3).
[2481] 4 - الصدوق بسنده إلى صفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير عن موسى بن

(1) الكافي: 2 / 384 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 387 ح 12.
(3) الفقيه: 3 / 440 ح 4524.
40

بكر، عن زرارة، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: الصنيعة لا تكون صنيعة إلا
عند ذي حسب، أو دين، الصلاة قربان كل تقي، الحج جهاد كل ضعيف، لكل شيء
زكاة وزكاة الجسد الصيام، جهاد المرأة حسن التبعل، استنزلوا الرزق بالصدقة، من
أيقن بالخلف جاد بالعطية، إن الله تبارك وتعالى ينزل المعونة على قدر المؤونة،
حصنوا أموالكم بالزكاة، التقدير نصف العيش، ما عال امرء اقتصد، قلة العيال أحد
اليسارين، الداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، التودد نصف العقل، الهم نصف الهرم،
إن الله تبارك وتعالى ينزل الصبر على قدر المصيبة، من ضرب يده على فخذه عند
المصيبة حبط أجره، من أحزن والديه فقد عقهما (1).
الرواية من حيث السند صحيحة.
[2482] 5 - الصدوق، عن الفامي، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون، عن ابن
زياد، عن الصادق، عن أبيه (عليه السلام) ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سئل في ما النجاة غدا؟ فقال:
إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم فانه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الإيمان
ونفسه يخدع لو يشعر فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمر الله به ثم يريد به
غيره فاتقوا الله واجتنبوا الرياء فانه شرك بالله إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة
أسماء: يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق لك
اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له (2).
نقل الصدوق مثلها بسند معتبر في ثواب الأعمال: 303.
[2483] 6 - الصدوق، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن خالد، عن
سهل بن المرزبان، عن محمد بن منصور، عن عبد الله بن جعفر، عن محمد بن الفيض
ابن المختار، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام)

(1) الفقيه: 4 / 416 ح 5904.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والثمانون ح 22 / 466.
41

قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم وهو راكب وخرج علي (عليه السلام) وهو يمشي فقال له:
يا أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي
إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلا أن يكون حدا من حدود الله لابد لك من القيام
والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها وخصني بالنبوة والرسالة
وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره والذي بعث محمدا بالحق نبيا
ما آمن بي من أنكرك ولا أقر بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك وان فضلك لمن
فضلي وان فضلي لك لفضل الله وهو قول ربي عز وجل: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا هو خير مما يجمعون) ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي
طالب (فبذلك) قال: بالنبوة والولاية (فليفرحوا) يعني الشيعة (هو خير مما
يجمعون) يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا والله يا علي ما خلقت
إلا ليعبد ربك وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دار السبيل ولقد ضل من ضل عنك
ولن يهتدي إلى الله عز وجل من لم يهتد إليك وإلى ولايتك وهو قول ربي عز وجل: (واني لغفار لمن
تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) يعني إلى ولايتك ولقد أمرني ربي تبارك وتعالى
أن أفترض من حقك ما افترضه من حقي وان حقك لمفروض على من آمن بي ولولاك
لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله ومن لم يلقه بولايته لم يلقه بشيء ولقد أنزل الله عز وجل
إلي: (يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك) يعني في ولايتك يا علي (وإن لم
تفعل فما بلغت رسالته) ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي ومن لقى الله عز وجل
بغير ولايتك فقد حبط عمله وعدا ينجز لي وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى وأن
الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك (1).
[2484] 7 - ابن شعبة الحراني قال: روي انه حمل لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) حمل بز له قيمة
كثيرة فسل في الطريق، فكتب إليه الذي حمله يعرفه الخبر، فوقع بخطه: ان أنفسنا

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والسبعون ح 13 / 399.
42

وأموالنا من مواهب الله الهنيئة وعواريه المستودعة يمتع بما متع منها في سرور وغبطة
ويأخذ ما أخذ منها في أجر وحسبه فمن غلب جزعه على صبره حبط أجره نعوذ بالله
من ذلك (1).
[2485] 8 - فرات بن إبراهيم الكوفي، عن جعفر الفزاري معنعنا عن أبي جعفر (عليه السلام) في
قوله تعالى (ومن كفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) (2)
قال: الإيمان في بطن القرآن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فمن كفر بولايته فقد حبط عمله
وهو في الآخرة من الخاسرين (3).
[2486] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ينزل الصبر على قدر المصيبة ومن
ضرب يده على فخذه عند مصيبته حبط عمله (أجره خ ل) (4).
[2487] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة القاصعة انه قال:...
فاعتبروا بما كان من فعل الله بإبليس إذ أحبط عمله الطويل وجهده الجهيد وكان قد
عبد الله ستة آلاف سنة لا يدري أمن سني الدنيا أم من سني الآخرة عن كبر ساعة فمن
ذا بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته؟ كلا ما كان الله سبحانه ليدخل الجنة بشرا
بأمر أخرج به منها ملكا ان حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد وما بين الله وبين
أحد من خلقه هوادة في إباحة حمى حرمه على العالمين... (5).

(1) تحف العقول: 456.
(2) سورة المائدة: 5.
(3) تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: 121 ح 129.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 144.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192.
43

الحج
[2488] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما أمر إبراهيم وإسماعيل (عليهما السلام) ببناء البيت
وتم بناؤه قعد إبراهيم على ركن ثم نادى هلم الحج هلم الحج فلو نادى هلموا إلى الحج
لم يحج إلا من كان يومئذ إنسيا مخلوقا ولكنه نادى هلم الحج فلبى الناس في أصلاب
الرجال لبيك داعي الله لبيك داعي الله عز وجل، فمن لبى عشرا يحج عشرا ومن لبى خمسا يحج
خمسا ومن لبى أكثر من ذلك فبعدد ذلك ومن لبى واحدا حج واحدا ومن لم يلب لم
يحج (1).
الرواية موثقة سندا.
[2489] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين حج حجة الإسلام خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى
الشجرة فصلى بها ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء فأحرم منها وأهل بالحج وساق مائة
بدنة وأحرم الناس كلهم بالحج لا ينوون عمرة ولا يدرون ما المتعة حتى إذا قدم
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة طاف بالبيت وطاف الناس معه ثم صلى ركعتين عند المقام
واستلم الحجر، ثم قال أبدء بما بدء الله عز وجل به فأتى الصفا فبدء بها ثم طاف بين الصفا
والمروة سبعا فلما قضى طوافه عند المروة قام خطيبا فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة

(1) الكافي: 4 / 206 ح 6.
44

وهو شيء أمر الله عز وجل به فأحل الناس وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو كنت استقبلت من أمري
ما استدبرت لفعلت كما أمرتكم ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان
معه إن الله عز وجل يقول: (ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله) فقال: سراقة بن
مالك ابن جعشم الكناني: يا رسول الله علمنا كأنا خلقنا اليوم أرأيت هذا الذي أمرتنا
به لعامنا هذا أو لكل عام؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا بل للأبد الأبد وان رجلا قام
فقال: يا رسول الله نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر؟! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنك لن
تؤمن بهذا أبدا قال: وأقبل علي (عليه السلام) من اليمن حتى وافي الحج فوجد فاطمة سلام الله
عليها قد أحلت ووجد ريح الطيب، فانطلق إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مستفتيا فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي بأي شيء أهللت؟ فقال: أهللت بما أهل به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: لا
تحل أنت فأشركه في الهدي وجعل له سبعا وثلاثين ونحر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثا
وستين فنحرها بيده ثم أخذ من كل بدنة بضعة فجعلها في قدر واحد ثم أمر به فطبخ
فأكل منه وحسا من المرق وقال: قد أكلنا منها الآن جميعا والمتعة خير من القارن
السائق وخير من الحاج المفرد. قال: وسألته أليلا أحرم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أم نهارا؟
فقال: نهارا قلت: أية ساعة؟ قال صلاة الظهر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2490] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ذكر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحج فكتب إلى من بلغه كتابه ممن دخل في الإسلام: أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يريد الحج يؤذنهم بذلك ليحج من أطاق الحج فأقبل الناس فلما نزل
الشجرة أمر الناس ينتف الإبط وحلق العانة والغسل والتجرد في ازار ورداء أو إزار
وعمامة يضعها على عاتقه لمن لم يكن له رداء وذكر انه حيث لبى قال: «لبيك اللهم

(1) الكافي: 4 / 248 ح 6.
45

لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك» وكان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكثر من ذي المعارج وكان يلبي كلما لقي راكبا أو علا أكمة أو هبط
واديا ومن آخر الليل وفي إدبار الصلوات، فلما دخل مكة دخل من أعلاها من العقبة
وخرج حين خرج من ذي طوى فلما انتهى إلى باب المسجد استقبل الكعبة - وذكر ابن
سنان انه باب بني شيبة - فحمد الله وأثنى عليه وصلى على أبيه إبراهيم ثم أتى الحجر
فاستلمه فلما طاف بالبيت صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم (عليه السلام) ودخل زمزم فشرب
منها، ثم قال: «اللهم اني أسألك علما نافعا ورزقا واسعا وشفاء من كل داء وسقم»
فجعل يقول ذلك وهو مستقبل الكعبة ثم قال لأصحابه: ليكن آخر عهد لكم بالكعبة
استلام الحجر، فاستلمه ثم خرج إلى الصفا ثم قال: أبدء بما بدء الله به ثم صعد على
الصفا فقام عليه مقدار ما يقرء الإنسان سورة البقرة (1).
الرواية موثقة سندا.
[2491] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن يحيى بن عمرو بن
كليع، عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني قد وطنت نفسي على لزوم
الحج كل عام بنفسي أو برجل من أهل بيتي بمالي، فقال وقد عزمت على ذلك؟ قال:
قلت: نعم قال: ان فعلت فأبشر بكثرة المال (2).
[2492] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ويذكر الحج
فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هو أحد الجهادين هو جهاد الضعفاء ونحن الضعفاء أما
انه ليس شيء أفضل من الحج إلا الصلاة وفي الحج لههنا صلاة وليس في الصلاة قبلكم
حج، لا تدع الحج وأنت تقدر عليه أما ترى انه يشعث رأسك ويقشف فيه جلدك

(1) الكافي: 4 / 249 ح 7.
(2) الكافي: 4 / 253 ح 5.
46

ويمتنع فيه من النظر إلى النساء وإنا نحن لههنا ونحن قريب ولنا مياه متصله ما نبلغ الحج
حتى يشق علينا فكيف أنتم في بعد البلاد وما من ملك ولا سوقه يصل إلى الحج إلا
بمشقة في تغيير مطعم أو مشرب أو ريح أو شمس لا يستطيع ردها وذلك قوله:
(وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرؤوف
رحيم) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2493] 6 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى،
عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يحالف الفقر والحمى مدمن الحج والعمرة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2494] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن أبي محمد الحجال، عن داود بن
أبي يزيد، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحاج لا يزال عليه نور الحج ما لم يلم
بذنب (4).
[2495] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي محمد
الفراء قال سمعت جعفر بن محمد (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تابعوا بين الحج
والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد (5).
[2496] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن
جعفر بن عمران، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحج والعمرة سوقان من

(1) سورة النحل: 7.
(2) الكافي: 4 / 253 ح 7.
(3) الكافي: 4 / 254 ح 8.
(4) الكافي: 255 ح 11.
(5) الكافي: 4 / 255 ح 12.
47

أسواق الآخرة، اللازم لهما في ضمان الله إن أبقاه أداه إلى عياله وان أماته أدخله
الجنة (1).
[2497] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد المؤمن، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: درهم تنفقه في الحج أفضل من عشرين ألف درهم تنفقها في
حق (2).
[2498] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد المؤمن، عن داود بن أبي سليمان
الجصاص، عن عذافر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يمنعك من الحج في كل سنة؟
قلت: جعلت فداك العيال قال: فقال: إذا مت فمن لعيالك؟ أطعم عيالك الخل
والزيت وحج بهم كل سنة (3).
[2499] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان،
عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: لما أفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تلقاه أعرابي
بالأبطح فقال: يا رسول الله إني خرجت أريد الحج فعاقني وأنا رجل ميل - يعني كثير
المال - فمرني أصنع في مالي ما أبلغ به ما يبلغ به الحاج، قال: فالتفت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
إلى أبي قبيس فقال: لو ان أبا قبيس لك زنته ذهبة حمراء أنفقته في سبيل الله ما بلغت
ما بلغ الحاج (4).
الرواية موثقة سندا.
[2500] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم بن ميمون قال:
قلت: لأبي عبد الله (عليه السلام) اني أحج سنة وشريكي سنة، قال: ما يمنعك من الحج يا

(1) الكافي: 4 / 255 ح 13.
(2) الكافي: 4 / 255 ح 15.
(3) الكافي: 4 / 256 ح 16.
(4) الكافي: 4 / 258 ح 25.
48

إبراهيم؟ قلت: لا أتفرغ لذلك جعلت فداك أتصدق بخمسمائة مكان ذلك؟ قال: الحج
أفضل قلت: الف؟ قال: الحج أفضل قلت: فألف وخمسمائة؟ قال: الحج أفضل،
قلت: ألفين؟ قال: أفي ألفيك طواف البيت؟ قلت: لا قال: أفي ألفيك سعي بين الصفا
والمروة؟ قلت: لا قال: أفي ألفيك وقوف بعرفة؟ قلت: لا قال: أفي ألفيك رمي
الجمار؟ قلت: لا قال: أفي ألفيك المناسك؟ قلت: لا قال: الحج أفضل (1).
[2501] 14 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي أبو عبد
الله: قال لي إبراهيم بن ميمون كنت جالسا عند أبي حنيفة فجاءه رجل فسأله فقال:
ما ترى في رجل قد حج حجة الإسلام، الحج أفضل أم يعتق رقبة؟ فقال: لا بل عتق
رقبة، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كذب والله وأثم لحجة أفضل من عتق رقبة ورقبة ورقبة
حتى عد عشرا ثم قال: ويحه في أي رقبة طواف بالبيت وسعي بين الصفا والمروة
والوقوف بعرفة وحلق الرأس ورمي الجمار لو كان كما قال لعطل الناس الحج ولو
فعلوا كان ينبغي للإمام أن يجبرهم على الحج ان شاؤوا وان أبوا فإن هذا البيت إنما
وضع للحج (2).
الرواية موثقة سندا.
[2502] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
عبد الحميد، عن عبد الله بن جندب، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا
كان الرجل من شأنه الحج كل سنة ثم تخلف سنة فلم يخرج قالت الملائكة الذين على
الأرض للذين على الجبال: لقد فقدنا صوت فلان، فيقولون اطلبوه فيطلبونه فلا
يصيبونه فيقولون: اللهم إن كان حبسه دين فأد عنه أو مرض فاشفه أو فقر فأغنه أو

(1) الكافي: 4 / 259 ح 29.
(2) الكافي: 4 / 259 ح 30.
49

حبس ففرج عنه أو فعل فافعل به والناس يدعون لأنفسهم وهم يدعون لمن
تخلف (1).
[2503] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن عمير، عن عمر بن اذينة
قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) بمسائل بعضها مع ابن بكير وبعضها مع أبي العباس،
فجاء الجواب بإملائه سألت عن قول الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيلا) (2) يعني به الحج والعمرة جميعا لأنهما مفروضان وسألته عن قول الله عز وجل:
(وأتموا الحج والعمرة لله) (3) قال: يعني بتمامهما أدائهما واتقاء ما يتقي المحرم فيهما
وسألته عن قوله تعالى: (الحج الأكبر) (4) ما يعني بالحج الأكبر؟ فقال: الحج
الأكبر الوقوف بعرفة ورمي الجمار والحج الأصغر العمرة (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2504] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له:
أرأيت الرجل التاجر ذا المال حين يسوف الحج كل عام وليس يشغله عنه إلا التجارة
أو الدين فقال: لا عذر له يسوف الحج ان مات وقد ترك الحج فقد ترك شريعة من
شرائع الاسلام.
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) مثله (6).

(1) الكافي: 4 / 264 ح 47.
(2) سورة آل عمران: 97.
(3) سورة البقرة: 196.
(4) سورة التوبة: 3.
(5) الكافي: 4 / 264 ح 1.
(6) الكافي: 4 / 269 ح 4.
50

الرواية صحيحة الإسناد بسنديها.
[2505] 18 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل،
عن إسحاق بن عمار، قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن رجلا استشارني في الحج وكان
ضعيف الحال فأشرت إليه أن لا يحج، فقال: ما أخلقك أن تمرض سنة، قال:
فمرضت سنة (1).
[2506] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري وهشام بن سالم; ومعاوية بن عمار وغيرهم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لو
أن الناس تركوا الحج لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده ولو
تركوا زيارة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لكان على الوالي أن يجبرهم على ذلك وعلى المقام عنده، فإن
لم يكن لهم أموال أنفق عليهم من بيت مال المسلمين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2507] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن
زعلان، عن عبد الله بن المغيرة، عن حماد بن طلحة، عن عيسى بن أبي منصور قال:
قال لي جعفر بن محمد (عليه السلام): يا عيسى اني أحب أن يراك الله عز وجل فيما بين الحج إلى الحج
وأنت تتهيأ للحج (3).
الروايات الواردة في شأن الحج كثيرة جدا تبلغ مجلدات فإن شئت فراجع كتاب
الحج في كتب الأخبار.

(1) الكافي: 4 / 271 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 272 ح 2.
(3) الكافي: 4 / 281 ح 1.
51

الحجاب
[2508] 1 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذاكرت أبا عبد الله (عليه السلام) فيما
يروون من الرؤية فقال: الشمس جزء من سبعين جزءا من نور الكرسي والكرسي
جزء من سبعين جزءا من نور العرش والعرش جزء من سبعين جزءا من نور الحجاب
والحجاب جزء من سبعين جزءا من نور الستر فإن كانوا صادقين فليملأوا أعينهم من
الشمس ليس دونها سحاب (1).
[2509] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن بعض أصحابنا، عن هارون بن
مسلم، عن مسعد بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
لا تختانوا ولاتكم، ولا تغشوا هداتكم، ولا تجهلوا أئمتكم، ولا تصدعوا عن حبلكم
فتفشلوا وتذهب ريحكم، وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم، والزموا هذه الطريقة،
فإنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممن خالف ما قد تدعون إليه، لبدرتم
وخرجتم ولسمعتم ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريبا ما يطرح الحجاب (2).
[2510] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
أحمد بن النضر رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأيدي ثلاث: يد الله العليا ويد
المعطي التي تليها ويد المعطى أسفل الأيدي فاستعفوا عن السؤال ما استطعتم إن

(1) الكافي: 1 / 98 ح 7.
(2) الكافي: 1 / 405 ح 3.
52

الأرزاق دونها حجب فمن شاء قنى حياءه وأخذ رزقه ومن شاء هتك الحجاب وأخذ
رزقه والذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلا ثم يدخل عرض هذا الوادي
فيحتطب حتى لا يلتقي طرفاه ثم يدخل به السوق فيبيعه بمد من تمر ويأخذ ثلثه
ويتصدق بثلثيه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو حرموه (1).
[2511] 4 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن
عنبسة، عن عبادة بن زياد، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي جعفر (عليه السلام) وأحمد بن
محمد العاصمي عمن حدثه عن معلى بن محمد، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن
ابن كثير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في رسالته إلى الحسن (عليه السلام):
إياك ومشاورة النساء فإن رأيهن إلى الأفن وعزمهن إلى الوهن واكفف عليهن من
أبصارهن بحجابك إياهن فإن شدة الحجاب خير لك ولهن من الارتياب وليس
خروجهن بأشد من دخول من لا تثق به عليهن فإن استطعت أن لا يعرفن غيرك من
الرجال فافعل (2).
[2512] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه أتاه قوم من أهل خراسان من وراء النهر فقال لهم:
تصافحون أهل بلادكم وتناكحونهم أما إنكم إذا صافحتموهم انقطعت عروة من
عرى الإسلام وإذا ناكحتموهم انهتك الحجاب بينكم وبين الله عز وجل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2513] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر
ابن اذينة قال: حدثني سعد بن أبي عروة، عن قتادة، عن الحسن البصري أن

(1) الكافي: 4 / 20 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 337 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 352 ح 17.
53

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج امرأة من بني عامر بن صعصعة يقول لها: سنى وكانت من
أجمل أهل زمانها فلما نظرت إليها عائشة وحفصة قالتا: لتغلبنا هذه على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بجمالها فقالتا لها: لا يرى منك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حرصا فلما دخلت
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تناولها بيده فقالت: أعوذ بالله فانقبضت يد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
عنها فطلقها وألحقها بأهلها وتزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة من كندة بنت أبي الجون
فلما مات إبراهيم بن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ابن مارية القبطية قالت: لو كان نبيا ما مات ابنه
فألحقها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأهلها قبل أن يدخل بها فلما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وولى
الناس أبو بكر أتته العامرية والكندية وقد خطبتا فاجتمع أبو بكر وعمر فقالا لهما:
اختارا ان شئتما الحجاب وان شئتما الباه فاختارتا الباه فتزوجتا فجذم أحد الرجلين
وجن الآخر قال عمر بن اذينة: فحدثت بهذا الحديث زرارة والفضيل فرويا عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه قال: ما نهى الله عز وجل عن شيء إلا وقد عصى فيه حتى لقد نكحوا أزواج
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من بعده وذكر هاتين العامرية والكندية ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): لو سألتهم
عن رجل تزوج امرأة فطلقها قبل أن يدخل بها أتحل لابنه؟ لقالوا لا
فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعظم حرمة من آبائهم (1).
[2514] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
معاوية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لقد أسرى ربي بي فأوحى
إلي من وراء الحجاب ما أوحى وشافهني إلى أن قال لي: يا محمد من أذل لي وليا فقد
أرصدني بالمحاربة ومن حاربني حاربته قلت: يا رب ومن وليك هذا فقد علمت أن
من حاربك حاربته قال لي: ذاك من أخذت ميثاقه لك ولوصيك ولذريتكما
بالولاية (2).

(1) الكافي: 5 / 421 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 353 ح 10.
54

الرواية صحيحة الإسناد.
[2515] 8 - الصدوق وروى أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن
حريز، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها
صلاتك وترضي بها ربك وتعجب الملائكة منك وان العبد إذا صلى ثم سجد سجدة
الشكر فتح الرب تبارك وتعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة فيقول يا ملائكتي
انظروا إلى عبدي أدى فرضي وأتم عهدي ثم سجد لي شجرا على ما أنعمت به عليه
ملائكتي ماذا له عندي قال: فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك ثم يقول الرب تبارك
وتعالى: ثم ماذا له فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك ثم يقول الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا
فتقول الملائكة: يا ربنا كفاية مهمه فيقول الرب تبارك وتعالى: ثم ماذا قال ولا يبقى
شيء من الخير إلا قالته الملائكة فيقول الله تبارك وتعالى: يا ملائكتي ثم ماذا فتقول
الملائكة: ربنا لاعلم لنا قال: فيقول الله تبارك وتعالى: اشكر له كما شكر لي وأقبل
إليه بفضلي وأريه وجهي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
قال الصدوق (رحمه الله): من وصف الله تعالى ذكره بالوجه كالوجوه فقد كفر وأشرك
ووجهه أنبياؤه وحججه صلوات الله عليهم وهم الذين يتوجه بهم العباد إلى الله عز وجل وإلى
معرفته ومعرفة دينه والنظر إليهم في يوم القيامة ثواب عظيم يفوق على كل ثواب
وقد قال الله عز وجل: (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)
وقال عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله) يعني فثم التوجه إلى الله ولا يجب أن تنكر
من الأخبار ألفاظ القرآن.
[2516] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله عن محمد
ابن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):

(1) الفقيه: 1 / 333 ح 979.
55

أيما مؤمن كان بينه وبين مؤمن حجاب ضرب الله بينه وبين الجنة سبعين ألف سور بين
كل سور مسيرة ألف عام (1).
[2517] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن موسى
ابن عمران، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن سعد الإسكاف، عن الأصبغ،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: أيما وال احتجب عن حوائج الناس احتجب الله [عنه]
يوم القيامة [و] عن حوائجه وان أخذ هدية كان غلولا وإن أخذ رشوة فهو
مشرك (2).
قد مر منا عنوان الاحتجاب في محله فراجعه إن شئت ويأتي عنوان الستر إن شاء الله
تعالى.

(1) عقاب الأعمال: 285.
(2) عقاب الأعمال: 310.
56

الحجة
أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام
[2518] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: إن
الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2519] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: إن أبا عبد الله (عليه السلام) قال: إن الحجة لا تقوم لله عز وجل
على خلقه إلا بإمام حتى يعرف (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2520] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن خلف بن
حماد، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): الحجة قبل الخلق ومع الخلق
وبعد الخلق (3).
الرواية حسنة سندا.

(1) الكافي: 1 / 177.
(2) الكافي: 1 / 177.
(3) الكافي: 1 / 177.
57

أن الأرض لا تخلو من حجة
[2521] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن أبي عمير، عن الحسين بن أبي العلاء قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): تكون الأرض
ليس فيها إمام؟ قال: لا، قلت: يكون إمامان؟ قال: لا إلا وأحدهما
صامت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2522] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور
ابن يونس وسعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: إن الأرض لا تخلو إلا وفيها إمام، كيما إن زاد المؤمنون شيئا ردهم وان نقصوا
شيئا أتمه لهم (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2523] 3 - الكليني، عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن الحسين بن أبي العلاء،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: تبقى الأرض بغير امام؟ قال: لا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2524] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
مسكان، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: قال: إن الله لم يدع الأرض بغير عالم
ولولا ذلك لم يعرف الحق من الباطل (4).
الرواية موثقة سندا بل صحيحة.
[2525] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال: سألت

(1) - (3) الكافي: 1 / 178.
(4) الكافي: 1 / 178 ح 5.
58

أبا الحسن الرضا (عليه السلام)، هل تبقى الأرض بغير امام؟ قال: لا، قلت: إنا نروي أنها
لا تبقى إلا أن يسخط الله عز وجل على العباد؟ قال: لا تبقى إذا لساخت (1).
الرواية صحيحة الإسناد. والروايات في المقام على حد الاستفاضة بل التواتر كما
لا يخفى على المتتبع البصير.
لو لم يبق في الأرض إلا رجلان لكان أحدهما الحجة
[2526] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن الطيار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لو لم يبق في الأرض إلا اثنان لكان
أحدهما الحجة (2).
[2527] 2 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى جميعا، عن أحمد بن محمد،
عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن سنان، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجة على صاحبه (3).
[2528] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عمن ذكره عن الحسن بن موسى الخشاب، عن
جعفر بن محمد، عن كرام قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لو كان الناس رجلين لكان
أحدهما الإمام وقال: إن آخر من يموت الإمام لئلا يحتج أحد على الله عز وجل أنه تركه بغير
حجة لله عليه (4).

(1) الكافي: 1 / 179 ح 13.
(2) الكافي: 1 / 179 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 179 ح 2.
(4) الكافي: 1 / 180 ح 3.
59

لزوم الحجة على العالم وتشديد الأمر عليه
[2529] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: يا حفص يغفر للجاهل سبعون
ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2530] 2 - وبهذا الإسناد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال عيسى بن مريم على نبينا وآله
وعليه السلام: ويل لعلماء كيف تلظى عليهم النار؟! (2).
[2531] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إذا بلغت النفس ههنا - وأشار بيده إلى حلقه - لم يكن للعالم توبة ثم قرأ (إنما
التوبة على الله للذين يعملون السوء بجاهلة) (3) (4).
الرواية صحيحة الاسناد.
[2532] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن سعيد المكاري، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (فكبكبوا فيها هم والغاوون) (5) قال:
هم قوم وصفوا عدلا بألسنتهم ثم خالفوه إلى غيره (6).

(1) الكافي: 1 / 47.
(2) الكافي: 1 / 47.
(3) سورة النساء: 17.
(4) الكافي: 1 / 47.
(5) سورة الشعراء: 94.
(6) الكافي: 1 / 47 ح 4.
60

لزوم الحجة والبيان والتعريف
[2533] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن
الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن ابن الطيار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله احتج على الناس بما آتاهم وعرفهم (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2534] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد
ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): المعرفة من صنع من
هي؟ قال: من صنع الله، ليس للعباد فيها صنع (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2535] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن ابن بكير، عن حمزة بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن
قول الله عز وجل: (وهديناه النجدين) قال: نجد الخير والشر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2536] 4 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عبد
الأعلى قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أصلحك الله هل جعل في الناس أداة ينالون بها
المعرفة؟ قال: فقال: لا، قلت: فهل كلفوا المعرفة؟ قال: لا، على الله البيان
(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) (ولا يكلف الله نفسا إلا ما آتاها) قال: وسألته
عن قوله (وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون) قال:
حتى يعرفهم ما يرضيه وما يسخطه (4).

(1) الكافي: 1 / 162 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 163 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 163 ح 4.
(4) الكافي: 163 ح 4.
61

الرواية صحيحة الإسناد.
[2537] 5 - الكليني، عن علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن سعدان رفعه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله لم ينعم على عبد نعمة إلا وقد ألزمه فيها الحجة من الله،
فمن من الله عليه فجعله قويا فحجته عليه القيام بما كلفه، واحتمال من هو دونه ممن هو
أضعف منه ومن من الله عليه فجعله موسعا عليه فحجته عليه ماله، ثم تعاهده الفقراء
بعد بنوافله، ومن من الله عليه فجعله شريفا في بيته، جميلا في صورته، فحجته عليه
أن يحمد الله تعالى على ذلك وأن لا يتطاول على غيره فيمنع حقوق الضعفاء لحال
شرفه وجماله (1).
حجج الله على خلقه
[2538] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن أبي شعيب
المحاملي، عن درست بن أبي منصور، عن بريد بن معاوية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ليس لله على خلقه أن يعرفوا وللخلق على الله أن يعرفهم، ولله على الخلق إذا عرفهم
أن يقبلوا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2539] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال،
عن ثعلبة بن ميمون، عبد الأعلى بن أعين قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) من لم يعرف
شيئا هل عليه شيء؟ قال: لا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2540] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،

(1) الكافي: 5 / 163.
(2) - (3) الكافي: 1 / 164.
62

عن داود بن فرقد، عن أبي الحسن زكريا بن يحيى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما
حجب الله عن العباد فهو موضوع عنهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2541] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن أبان الأحمر، عن حمزة بن الطيار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي:
اكتب فأملى علي: إن من قولنا إن الله يحتج على العباد بما آتاهم وعرفهم ثم أرسل إليهم
رسولا وأنزل عليهم الكتاب فأمر فيه ونهى، أمر فيه بالصلاة والصيام فنام رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن الصلاة فقال: أنا أنيمك وأنا أوقظك فإذا قمت فصل ليعلموا إذا أصابهم
ذلك كيف يصنعون، ليس كما يقولون: إذا نام عنها هلك وكذلك الصيام أنا أمرضك
وأنا أصحك فإذا شفيتك فاقضه، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): وكذلك إذا نظرت في جميع
الأشياء لم تجد أحدا في ضيق ولم تجد أحدا إلا ولله عليه الحجة ولله فيه المشيئة ولا
أقول: إنهم ما شاؤوا صنعوا ثم قال: إن الله يهدي ويضل وقال: وما امروا إلا بدون
سعتهم وكل شيء أمر الناس به فهم يسعون له وكل شيء لا يسعون له فهو موضوع
عنهم ولكن الناس لا خير فيهم ثم تلا (عليه السلام) (ليس على الضعفاء ولا على المرضى
ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج) فوضع عنهم (ما على المحسنين من
سبيل والله غفور رحيم ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم) قال: فوضع عنهم
لأنهم لا يجدون (2).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 164.
(2) الكافي: 1 / 164.
63

الحدة
[2542] 1 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا، عن
عبد الله بن سنان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلت فداك اني لأرى بعض أصحابنا
يعتريه النزق والحدة والطيش فاغتم لذلك غما شديدا وأرى من خالفنا فأراه حسن
السمت، قال: لا تقل حسن السمت فإن السمت سمت الطريق ولكن قل حسن
السيماء فإن الله عز وجل يقول: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود) قال: قلت: فأراه
حسن السيماء وله وقار فاغتم لذلك قال: لا تغتم لما رأيت من نزق أصحابك ولما رأيت
من حسن سيماء من خالفك ان الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك
الطينتين، ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين: كونوا خلقا بإذني، فكانوا خلقا
بمنزلة الذر يسعى، وقال لأهل الشمال: كونوا خلقا بإذني فكانوا خلقا بمنزلة الذر
يدرج، ثم رفع لهم نارا فقال: ادخلوها بإذني فكان أول من دخلها محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم
اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم ثم قال لأصحاب الشمال: ادخلوها
بإذني فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا؟ فعصوا فقال لأصحاب اليمين: اخرجوا بإذني من
النار لم تكلم النار منهم كلما ولم تؤثر فيهم أثرا فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا: ربنا
نرى أصحابنا قد سلموا فأقلنا ومرنا بالدخول قال: قد أقلتكم فادخلوها فلما دنوا
وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا، فأمرهم
بالدخول ثلاثا كل ذلك يعصون ويرجعون وأمر أولئك ثلاثا، كل ذلك يطيعون
ويخرجون، فقال لهم: كونوا طينا بإذني فخلق منه آدم، قال: فمن كان من هؤلاء
لا يكون من هؤلاء ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء وما رأيت من نزق
64

أصحابك وخلقهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب الشمال وما رأيت من حسن سيماء من
خالفك ووقارهم فمما أصابهم من لطخ أصحاب اليمين (1).
[2543] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن سيابة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الغيبة أن
تقول في أخيك ما ستره الله عليه واما الأمر الظاهر فيه مثل الحدة والعجلة فلا،
والبهتان أن تقول فيه ما ليس فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2544] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن
ابن أذينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كنا عنده فذكرنا رجلا من أصحابنا فقلنا فيه
حدة فقال: من علامة المؤمن أن تكون فيه حدة قال: فقلنا له: ان عامة أصحابنا
فيهم حدة فقال: ان الله تبارك وتعالى في وقت ما ذراهم أمر أصحاب اليمين وأنتم هم
أن يدخلوا النار فدخلوها فأصابهم وهج فالحدة من ذلك الوهج وأمر أصحاب
الشمال وهم مخالفوهم أن يدخلوا النار فلم يفعلوا فمن ثم لهم سمت ولهم وقار (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2545] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحدة ضرب من الجنون لأن
صاحبها يندم، فإن لم يندم فجنونه مستحكم (4).
[2546] 5 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التثبت رأس العقل والحدة
رأس الحمق (5).

(1) الكافي: 2 / 11 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 358 ح 7.
(3) علل الشرايع: 85.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 255.
(5) كنز الفوائد: 1 / 199 طبع بيروت.
65

[2547] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: دع الحدة وتفكر في الحجة وتحفظ
من الخطل تأمن الزلل (1).
[2548] 7 - أبو القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي، عن علي بن الحسن، عن محمد
بن الحسين الكوفي، عن محمد بن محمود، عن أحمد بن عبد الله الذهلي، عن
أبي حفص الأعشى، عن عنبسة بن الأزهر، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن نعمان
قال: كنت عند الحسين (عليه السلام) إذ دخل عليه رجل من العرب متلثما أسمر شديد السمرة
فسلم فرد عليه الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول الله مسألة فقال: هات قال: كم بين
الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع قال: كيف؟ قال: الإيمان ما سمعناه واليقين ما رأيناه
وبين السمع والبصر أربع أصابع قال: فكم بين السماء والأرض؟ قال: دعوة مستجابة
قال: فكم بين المشرق والمغرب؟ قال: مسيرة يوم للشمس قال: فما عز المرء؟ قال:
استغناؤه عن الناس قال: فما أقبح شيء؟ قال: الفسق في الشيخ قبيح والحدة في
السلطان قبيحة والكذب في ذي الحسب قبيح والبخل في ذي الغناء والحرص في العالم
قال: صدقت يا ابن رسول الله فأخبرني عن عدد الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: اثنا
عشر عدد نقباء بني إسرائيل قال: فسمهم لي؟ قال: فأطرق الحسين (عليه السلام) ثم رفع
رأسه فقال: نعم أخبرك يا أخا العرب إن الإمام والخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أبي
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسن وأنا وتسعة من ولدي منهم علي ابني
وبعده محمد ابنه وبعده جعفر ابنه وبعده موسى ابنه وبعده علي ابنه وبعده محمد ابنه
وبعده علي ابنه وبعده الحسن ابنه وبعده الخلف المهدي هو التاسع من ولدي يقوم
بالدين في آخر الزمان قال: فقام الأعرابي وهو يقول:
مسح النبي جبينه * فله بريق في الخدود
أبواه من أعلا قريش * وجده خير الجدود (2)

(1) غرر الحكم: ح 5136.
(2) كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر: 232.
66

الحدود
[2549] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، وأحمد بن محمد، عن
محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
ان الحسين بن علي (عليهما السلام) لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت
الحسين (عليها السلام) فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين (عليهما السلام) مبطونا
معهم لا يرون إلا انه لما به فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين (عليه السلام) ثم صار والله
ذلك الكتاب إلينا يا زياد قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟ قال: فيه
والله ما يحتاج اليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا والله ان فيه الحدود حتى
ان فيه أرش الخدش (1).
[2550] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وعدة
من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن
مروان جميعا، عن أبان بن عثمان، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك
وتعالى أعطى محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) شرائع نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (عليهم السلام): التوحيد
والإخلاص وخلع الأنداد والفطرة الحنيفية السمحة ولا رهبانية ولا سياحة أحل
فيها الطيبات وحرم فيها الخبائث ووضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ثم
افترض عليه فيها الصلاة والزكاة والصيام والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
والحلال والحرام والمواريث والحدود والفرائض والجهاد في سبيل الله وزاده الوضوء

(1) الكافي: 1 / 303 ح 1.
67

وفضله بفاتحة الكتاب وبخواتيم سورة البقرة والمفصل وأحل له المغنم والفىء ونصره
بالرعب وجعل له الأرض مسجدا وطهورا وأرسله كافة إلى الأبيض والأسود والجن
والإنس وأعطاه الجزية وأسر المشركين وفداهم ثم كلف ما لم يكلف أحد من الأنبياء
وأنزل عليه سيف من السماء في غير غمد وقيل له: (قاتل في سبيل الله لا تكلف إلا
نفسك) (1) (2).
[2551] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن محمد بن فضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قيل
لأمير المؤمنين (عليه السلام): من شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان مؤمنا؟
قال: فأين فرائض الله؟ قال: وسمعته يقول: كان علي (عليه السلام) يقول: لو كان الإيمان كلاما
لم ينزل فيه صوم ولا صلاة ولا حلال ولا حرام قال: وقلت: لأبي جعفر (عليه السلام) ان عندنا
قوما يقولون: إذا شهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مؤمن قال:
فلم يضربون الحدود ولم تقطع أيديهم؟! وما خلق الله عز وجل خلقا أكرم على الله عز وجل من المؤمن
لأن الملائكة خدام المؤمنين وأن جوار الله للمؤمنين وأن الجنة للمؤمنين وأن الحور
العين للمؤمنين ثم قال: فما بال من جحد الفرائض كان كافرا؟ (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2552] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن،
عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا تكون الصداقة إلا بحدودها فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه
إلى الصداقة ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة فأولها أن
تكون سريرته وعلانيته لك واحدة والثاني أن يرى زينك زينه وشينك شينه والثالثة

(1) سورة النساء: 84.
(2) الكافي: 2 / 17 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 33 ح 2.
68

أن لا تغيره عليك ولاية ولا مال والرابعة أن لا يمنعك شيئا تناله مقدرته والخامسة
وهي تجمع هذه الخصال أن لا يسلمك عند النكبات (1).
[2553] 5 - الكليني، عن علي، عن علي بن شيرة، عن محمد بن سليمان، عن حسين
الحرشوش، عن هشام بن سالم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن الناس يكلمونا
ويردون علينا قولنا انه لا يصلي على الطفل لأنه لم يصل فيقولون لا يصلى إلا على من
صلى فنقول: نعم فيقولون: أرأيتم لو ان رجلا نصرانيا أو يهوديا أسلم ثم مات من
ساعته فما الجواب فيه؟ فقال: قولوا لهم أرأيت لو ان هذا الذي أسلم الساعة ثم افترى
على انسان ما كان يجب عليه في فريته فإنهم سيقولون يجب عليه الحد فإذا قالوا هذا
قيل لهم فلو ان هذا الصبي الذي لم يصل افترى على انسان هل كان يجب عليه الحد
فإنهم سيقولون لا فيقال لهم: صدقتم إنما يجب أن يصلى على من وجب عليه الصلاة
والحدود ولا يصلى على من لم تجب عليه الصلاة ولا الحدود (2).
[2554] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي،
عن أبي جميلة، عن ابن دبيس الكوفي، عن عمرو بن قيس قال قال أبو عبد الله (عليه السلام):
يا عمرو بن قيس أشعرت أن الله عز وجل أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل
ما يحتاج إليه وجعل له دليلا يدل عليه وجعل لكل شيء حدا ولمن جاوز الحد حدا؟
قال: قلت: أرسل رسولا وأنزل عليه كتابا وأنزل في الكتاب كل ما يحتاج إليه وجعل
عليه دليلا وجعل لكل شيء حدا قال: نعم قلت: وكيف جعل لمن جاوز الحد حدا؟
قال قال ان الله عز وجل حد في الأموال أن لا تؤخذ إلا من حلها فمن أخذها من غير حلها
قطعت يده حدا لمجاوزة الحد وان الله عز وجل حد أن لا ينكح النكاح إلا من حله ومن فعل غير
ذلك إن كان عزبا حد وإن كان محصنا رجم لمجاوزته الحد (3).

(1) الكافي: 2 / 639 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 209 ح 8.
(3) الكافي: 7 / 175 ح 7.
69

[2555] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): حد يقام
في الأرض أزكى فيها من مطر أربعين ليلة وأيامها (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2556] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن
عثمان، عن علي بن [الحسن بن علي بن] رباط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لسعد بن عبادة: إن الله جعل لكل شيء حدا وجعل على كل من تعدى
حدا من حدود الله عز وجل وجعل ما دون الأربعة شهداء مستورا على المسلمين (2).
[2557] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن لكل شيء حدا ومن تعدى ذلك
الحد كان له حد (3).
الرواية موثقة سندا.
[2558] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن أبان بن
عثمان، عن سليمان ابن أخي حسان العجلي قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما خلق
الله حلالا ولا حراما إلا وله حدود كحدود داري هذه ما كان من الطريق فهو من
الطريق وما كان من الدار فهو من الدار حتى أرش الخدش فما سواه والجلدة ونصف
الجلدة (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب الحدود من كتب
الأخبار.

(1) الكافي: 7 / 174 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 174 ح 4.
(3) و (4) الكافي: 7 / 175 ح 6 و 9.
70

الحديث
فضل الحديث وكيفية نقله
[2559] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد
الحجال، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تذاكروا وتلاقوا
وتحدثوا فإن الحديث جلاء للقلوب، إن القلوب لترين كما يرين السيف جلاؤها
الحديث (1).
[2560] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد
الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب، ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله
خير الدنيا والآخرة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2561] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) قول الله جل ثناؤه (الذين
يستمعون القول فيتبعون أحسنه) قال: هو الرجل يسمع الحديث فيحدث به كما
سمعه لا يزيد فيه ولا ينقص منه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 41 ح 8.
(2) الكافي: 1 / 46 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 51 ح 1.
71

[2562] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن
ابن اذينة، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أسمع الحديث منك فأزيد
وأنقص؟ قال: إن كنت تريد معانيه فلا بأس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2563] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه
عنك؟ قال: سواء إلا إنك ترويه عن أبي أحب إلي، وقال أبو عبد الله (عليه السلام) لجميل:
ما سمعت مني فاروه عن أبي (2).
[2564] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما بال
أقوام يروون عن فلان وفلان عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يتهمون بالكذب فيجيء منكم
خلافه؟ قال: إن الحديث ينسخ كما ينسخ القرآن (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2565] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن علي بن عقبة، عن أيوب بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما لم يوافق من
الحديث القرآن فهو زخرف (4).
[2566] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن
عمران الزعفراني، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: من بلغه

(1) الكافي: 1 / 51 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 51 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 64 ح 2.
(4) الكافي: 1 / 69 ح 4.
72

ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه وإن لم يكن
الحديث كما بلغه (1).
[2567] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز،
عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سمعته يقول: إن مما خص الله عز وجل به المؤمن أن يعرفه
بر إخوانه وان قل وليس البر بالكثرة وذلك ان الله عز وجل يقول في كتابه: (ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) [ثم قال] (ومن يوق شح نفسه فأولئك هم
المفلحون) (2) ومن عرفه الله عز وجل بذلك أحبه الله ومن أحبه الله تبارك وتعالى وفاه أجره
يوم القيامة بغير حساب ثم قال: يا جميل أرو هذا الحديث لاخوانك فانه ترغيب في
البر (3).
[2568] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن عبد الله بن أبي يعفور قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: التقية ترس المؤمن والتقية حرز المؤمن ولا إيمان لمن
لا تقية له ان العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيدين الله عز وجل به فيما بينه وبينه فيكون له
عزا في الدنيا ونورا في الآخرة وان العبد ليقع إليه الحديث من حديثنا فيذيعه فيكون
له ذلا في الدنيا وينزع الله عز وجل ذلك النور منه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2569] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن أبي عبيدة الحذاء قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: والله ان أحب
أصحابي إلي أورعهم وأفقههم وأكتمهم لحديثنا وان أسوأهم عندي حالا وأمقتهم

(1) الكافي: 2 / 87 ح 2.
(2) سورة الممتحنة: 10.
(3) الكافي: 2 / 206 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 221 ح 23.
73

للذي إذا سمع الحديث ينسب إلينا ويروى عنا فلم يقبله اشماز منه وجحده وكفر من
دان به وهو لا يدري لعل الحديث من عندنا خرج وإلينا أسند فيكون بذلك خارجا
عن ولايتنا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2570] 12 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد
جميعا، عن الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي الحسن السواق، عن أبان بن
تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يا أبان إذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث من شهد
أن لا إله إلا الله مخلصا وجبت له الجنة قال: قلت له: إنه يأتيني من كل صنف من
الأصناف أفأروي لهم هذا الحديث؟ قال: نعم يا أبان انه إذا كان يوم القيامة وجمع الله
الأولين والآخرين فتسلب لا اله إلا الله منهم إلا من كان على هذا الأمر (2).
[2571] 13 - النعماني، عن عبد الواحد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن رباح، عن
محمد بن العباس الحسني، عن البطائني، عن الحسن بن السري قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام) اني لأحدث الرجل الحديث فينطلق فيحدث به عني كما سمعه فاستحل به
لعنه والبراءة منه (3).
قال النعماني: يريد (عليه السلام) بذلك أن يحدث به من لا يحتمله ولا يصلح أن يسمعه.
[2572] 14 - الصدوق، عن أبيه، وابن الوليد، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن
النضر بن شعيب، عن عبد الغفار الجازي، قال حدثني من سأله - يعني
الصادق (عليه السلام) - هل يكون كفر لا يبلغ الشرك؟ قال: ان الكفر هو الشرك، ثم قام
فدخل المسجد فالتفت إلي وقال: نعم الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه

(1) الكافي: 2 / 223 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 520 ح 1.
(3) الغيبة: 36 ح 7، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 79 ح 75.
74

فيرده عليه فهي نعمة كفرها ولم يبلغ الشرك (1).
[2573] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن سهل، عن جعفر بن
محمد الكوفي، عن عبد الله الدهقان، عن درست، عن ابن عبد الحميد، عن
أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا هل عسى رجل يكذبني وهو على
حشاياه متكئ قالوا: يا رسول الله ومن الذي يكذبك؟ قال الذي يبلغه الحديث
فيقول ما قال هذا رسول الله قط فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما
أتاكم عني من حديث لا يوافق الحق فلم أقله ولن أقول إلا الحق (2).
[2574] 16 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن سليمان بن
سلمة، عن ابن غزوان، وعيسى بن أبي منصور، عن ابن تغلب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: نفس المهموم لظلمنا تسبيح وهمه لنا عبادة وكتمان سرنا جهاد في سبيل الله ثم
قال أبو عبد الله (عليه السلام): يجب أن يكتب هذا الحديث بماء الذهب (3).
[2575] 17 - المفيد، عن الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن القطان،
عن الأودي، عن إسماعيل بن أبان، عن علي بن هاشم بن بريد، عن أبيه، عن
عبد الرزاق بن قيس الرحبي قال: كنت جالسا مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) على باب
القصر حتى ألجأته الشمس إلى حائط القصر فوثب ليدخل، فقام رجل من همدان
فتعلق بثوبه وقال: يا أمير المؤمنين حدثني حديثا جامعا ينفعني الله به قال: أولم يكن
في حديث كثير؟ قال: بلى حدثني حديثا جامعا [ينفعني الله به] قال: حدثني
خليلي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إني أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم
ويرد عدونا ظماء مظمئين، مسودة وجوههم. خذها إليك قصيرة من طويلة، أنت

(1) معاني الأخبار: 137.
(2) معاني الأخبار: 390 ح 30.
(3) أمالي المفيد: المجلس الأربعون ح 3 / 338.
75

مع من أحببت ولك ما اكتسبت، أرسلني يا أخا همدان ثم دخل القصر (1).
[2576] 18 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تزاوروا وتذاكروا الحديث
إ [ن] لا تفعلوا يدرس (2).
[2577] 19 - الطوسي، نقل عن محمد بن قولويه، عن سعد، عن محمد بن عبد الله
المسمعي، عن ابن أسباط، عن محمد بن سنان، عن داود بن سرحان قال سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لأحدث الرجل الحديث وأنهاه عن الجدال والمراء في دين
الله وأنهاه عن القياس فيخرج من عندي فياول حديثي على غير تأويله إني أمرت
قوما أن يتكلموا ونهيت قوما فكل يأول لنفسه يريد المعصية لله ولرسوله فلو سمعوا
وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبي أصحابه إن أصحاب أبي كانوا زينا أحياءا وأمواتا،
الحديث (3).
[2578] 20 - غياث الدين عبد الكريم بن طاووس عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن
أبي البركات، عن إبراهيم الصنعاني، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي، عن شيخ
الطائفة، عن المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمد الرازي، عن
أبي محمد بن المغيرة، عن الحسين بن محمد بن مالك، عن أخيه جعفر، عن رجاله
يرفعه قال: كنت عند الصادق (عليه السلام) وقد ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا ابن مارد من
زار جدي عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة، يا ابن
مارد والله ما يطعم الله النار قدما تغبرت في زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) ماشيا كان أو
راكبا، يا ابن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب (4).

(1) أمالي المفيد: المجلس الأربعون ح 4 / 338.
(2) كنز الفوائد: 2 / 32 طبع بيروت.
(3) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 170 ح 287، ونقل عنه في بحار الأنوار:
2 / 309 ح 3.
(4) فرحة الغري: 75، ونقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 147 ح 17.
76

كتابة الحديث
[2579] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، باسناده، عن أحمد بن عمر الحلال قال: قلت
لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): الرجل من أصحابنا يعطيني الكتاب ولا يقول: اروه عني
يجوز لي أن أرويه عنه؟ قال: فقال: إذا علمت أن الكتاب له فاروه عنه (1).
[2580] 2 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبي أيوب
المدني، عن ابن عمير، عن حسين الأحمسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: القلب يتكل
على الكتابة (2).
[2581] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اكتبوا
فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2582] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي بن فضال، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2583] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي،
عن بعض أصحابه، عن أبي سعيد الخيبري، عن المفضل بن عمر قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): اكتب وبث علمك في إخوانك فإن مت فأورث كتبك بنيك، فانه
يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم (5).

(1) الكافي: 1 / 52 ح 6.
(2) الكافي: 1 / 52 ح 8.
(3) - (5) الكافي: 1 / 52 ح 9 و 10 و 11.
77

[2584] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن جميل بن دراج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): أعربوا حديثنا فإنا
قوم فصحاء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2585] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن بن
أبي خالد شينوله قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك إن مشايخنا رووا عن
أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما السلام) وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهم فلما
ماتوا صارت الكتب إلينا فقال: حدثوا بها فإنها حق (2).
[2586] 8 - عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير قال دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال:
دخل علي أناس من أهل البصرة فسئلوني عن أحاديث فكتبوها، فما يمنعكم من
الكتاب أما إنكم لن تحفظوا حتى تكتبوا الخبر (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2587] 9 - الصدوق بسنده إلى أنس قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): المؤمن إذا مات وترك
ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار وأعطاه
الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات، وما
من مؤمن يقعد ساعة عند العالم إلا ناداه ربه عز وجل جلست إلى حبيبي وعزتي وجلالي
لأسكننك الجنة معه ولا أبالي (4).

(1) الكافي: 1 / 52 ح 13.
(2) الكافي: 1 / 53 ح 15.
(3) كتاب عاصم بن حميد: 33.
(4) أمالي الصدوق: المجلس العاشر ح 3 / 40، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 107 طبع الكمباني
2 / 144 طبع الحروفي.
78

[2588] 10 - النجاشي قال: قال شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان في كتابه
مصابيح النور أخبرني الصدوق جعفر بن محمد بن قولويه، عن علي بن الحسين بن
بابويه، عن عبد الله بن جعفر، عن داود بن القاسم الجعفري قال: عرضت على
أبي محمد صاحب العسكر (عليه السلام) كتاب يوم وليلة ليونس فقال لي: تصنيف من هذا؟
فقلت: تصنيف يونس مولى آل يقطين فقال أعطاه الله بكل حرف نورا يوم
القيامة (1).
[2589] 11 - ثاني الشهيدين رفعه إلى النبي (عليه السلام) انه قال: قيدوا العلم، قيل وما تقييده؟
قال: كتابته (2).
[2590] 12 - قال ثاني الشهيدين: وروي ان رجلا من الأنصار كان يجلس إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسمع منه الحديث فيعجبه ولا يحفظه فشكى ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): استعن بيمينك وأومأ بيده أي خط (3).
[2591] 13 - ثاني الشهيدين رفعه إلى الحسن بن علي (عليه السلام) انه دعا بنيه وبني أخيه فقال:
إنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين فتعلموا العلم فمن لم يستطع منكم
أن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته (4).
[2592] 14 - الأحسائي رفعه إلى حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق بن عبود
ابن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت: يا رسول الله أكتب كل ما أسمع منك؟
قال: نعم، قلت: في الرضا والغضب؟ قال: نعم فإني لا أقول في ذلك كله إلا
الحق (5).

(1) رجال النجاشي: 447 الرقم 1208.
(2) منية المريد: 340.
(3) منية المريد: 340.
(5) عوالي اللآلي: 1 / 68 ح 120، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 108 طبع الكمباني.
79

من حفظ أربعين حديثا
[2593] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن محمد بن
عامر، عن معلى، عن محمد بن جمهور العمى، عن ابن أبي نجران، عن ابن حميد، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: من حفظ من شيعتنا أربعين حديثا
بعثه الله عز وجل يوم القيامة عالما فقيها ولم يعذبه (1).
[2594] 2 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن عبد الله
الدهقان، عن إبراهيم بن موسى المروزي، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من حفظ من أمتي أربعين حديثا مما يحتاجون إليه من أمر دينهم بعثه
الله يوم القيامة فقيها عالما (2).
ونقل نحوها في ثواب الأعمال: 162.
[2595] 3 - الصدوق، عن طاهر بن محمد، عن محمد بن عثمان الهروي، عن جعفر بن
محمد بن سوار، عن علي بن حجر السعدي، عن سعيد بن نجيح، عن ابن جريح، عن
عطاء، عن ابن عباس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من حفظ من أمتي أربعين حديثا من
السنة كنت له شفيعا يوم القيامة (3).
[2596] 4 - الصدوق بالاسناد المتقدم عن ابن سوار، عن عيسى بن أحمد العسقلاني، عن
عروة بن مروان البرقي، عن ربيع بن بدر، عن أبان، عن أنس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من حفظ عني من أمتي أربعين حديثا في أمر دينه يريد به وجه الله عز وجل
والدار الآخرة بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما (4).

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخمسون ح 13 / 251.
(2) الخصال: 2 / 541 ح 15.
(3) الخصال: 2 / 541 ح 16.
(4) الخصال: 2 / 542 ح 17.
80

[2597] 5 - الصدوق، عن العجلي والصائغ والوراق جميعا، عن حمزة العلوي، عن ابن
متيل، عن علي الساوي، عن علي بن يوسف، عن حنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: من حفظ عني أربعين حديثا من أحاديثنا في الحلال والحرام بعثه الله يوم
القيامة فقيها عالما ولم يعذبه (1).
[2598] 6 - الصدوق، عن الدقاق والمكتب والسناني، عن الأسدي، عن النخعي، عن
عمه النوفلي، عن ابن الفضل الهاشمي، والسكوني جميعا، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن أبيه، عن أبيه الحسين بن علي (عليهم السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى إلى
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكان فيما أوصى به أن قال له: يا علي من حفظ من
أمتي أربعين حديثا يطلب بذلك وجه الله عز وجل والدار الآخرة حشره الله يوم القيامة مع
النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله أخبرني ما هذه الأحاديث فقال: أن تؤمن بالله وحده
لا شريك له، وتعبده ولا تعبد غيره وتقيم الصلاة بوضوء سابغ في مواقيتها ولا
تؤخرها فإن في تأخيرها من غير علة غضب الله عز وجل وتؤدي الزكاة وتصوم شهر رمضان
وتحج البيت إذا كان لك مال وكنت مستطيعا وأن لا تعق والديك ولا تأكل مال اليتيم
ظلما ولا تأكل الربا ولا تشرب الخمر ولا شيئا من الأشربة المسكرة ولا تزني ولا
تلوط ولا تمشي بالنميمة ولا تحلف بالله كاذبا ولا تسرق ولا تشهد شهادة الزور لأحد
قريبا كان أو بعيدا وأن تقبل الحق ممن جاء به صغيرا كان أو كبيرا وأن لا تركن إلى
ظالم وإن كان حميما قريبا وأن لا تعمل بالهوى ولا تقذف المحصنة ولا ترائي فإن أيسر
الرياء شرك بالله عز وجل وأن لا تقول لقصير: يا قصير ولا لطويل: يا طويل تريد
بذلك عيبه وأن لا تسخر من أحد من خلق الله وأن تصبر على البلاء والمصيبة وأن
تشكر نعم الله التي أنعم بها عليك وأن لا تأمن عقاب الله على ذنب تصيبه وأن لا تقنط

(1) الخصال: 2 / 542 ح 18.
81

من رحمة الله وأن تتوب إلى الله عز وجل من ذنوبك فإن التائب من ذنوبه كمن لا ذنب له وأن
لا تصر على الذنوب مع الاستغفار فتكون كالمستهزىء بالله وآياته ورسله وأن تعلم
أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وان ما أخطاك لم يكن ليصيبك وأن لا تطلب سخط
الخالق برضى المخلوق وأن لا تؤثر الدنيا على الآخرة لأن الدنيا فانية والآخرة باقية
وأن لا تبخل على إخوانك بما تقدر عليه وأن تكون سريرتك كعلانيتك وأن لا تكون
علانيتك حسنة وسريرتك قبيحة فإن فعلت ذلك كنت من المنافقين وأن لا تكذب
وأن لا تخالط الكذابين وأن لا تغضب إذا سمعت حقا وأن تؤدب نفسك وأهلك وولدك
وجيرانك على حسب الطاقة وأن تعمل بما علمت ولا تعاملن أحدا من خلق الله عز وجل إلا
بالحق وأن تكون سهلا للقريب والبعيد وأن لا تكون جبارا عنيدا وأن تكثر من
التسبيح والتهليل والدعاء وذكر الموت وما بعده من القيامة والجنة والنار وأن تكثر
من قراءة القرآن وتعمل بما فيه وأن تستغنم البر والكرامة بالمؤمنين والمؤمنات وأن
تنظر إلى كل ما لا ترضى فعله لنفسك فلا تفعله بأحد من المؤمنين ولا تمل من فعل
الخير وأن لا تثقل على أحد وأن لا تمن على أحد إذا أنعمت عليه وأن تكون الدنيا
عندك سجنا حتى يجعل الله لك الجنة فهذه أربعون حديثا من استقام عليها وحفظها
عني من أمتي دخل الجنة برحمة الله وكان من أفضل الناس وأحبهم إلى الله عز وجل بعد النبيين
والوصيين وحشره الله يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن اولئك رفيقا (1).
[2599] 7 - المفيد، عن ابن قولويه، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى، عن محمد
بن جمهور، عن ابن أبي نجران، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
حفظ من أحاديثنا أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة عالما فقيها (2).

(1) الخصال: 2 / 543 ح 19.
(2) الاختصاص: 2.
82

[2600] 8 - وفي صحيفة الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من حفظ
على أمتي أربعين حديثا ينتفعون بها بعثه الله تعالى يوم القيامة فقيها عالما (1).
[2601] 9 - الأحسائي قال: روى معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من حفظ على
أمتي أربعين حديثا من أمر دينها بعثه الله تعالى يوم القيامة في زمرة الفقهاء
والعلماء (2).
[2602] 10 - الأحسائي رفعه: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): من حفظ على أمتي أربعين حديثا
ينتفعون بها في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما (3).
هذا المضمون مستفيض بين الفريقين بل قيل بتواتره كما اعترف به العلامة
المجلسي (4) قدس سره القدوسي.
إن الحديث صعب مستصعب
[2603] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان، عن جابر قال قال أبو جعفر (عليه السلام): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن حديث
آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن به إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله
قلبه للإيمان، فما ورد عليكم من حديث آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فلانت له قلوبكم وعرفتموه
فاقبلوه، وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من
آل محمد وإنما الهالك أن يحدث أحدكم بشيء منه لا يحتمله فيقول: والله ما كان هذا
والله ما كان هذا والإنكار هو الكفر (5).

(1) صحيفة الامام الرضا (عليه السلام): 65 الرقم 114.
(2) عوالي اللآلي: 1 / 95 ح 1.
(3) عوالي اللآلي: 4 / 79 ح 77.
(4) راجع بحار الأنوار: 1 / 111 طبع الكمباني.
(5) الكافي: 1 / 401 ح 1.
83

[2604] 2 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن عمران بن موسى، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكرت التقية يوما عند علي
بن الحسين (عليه السلام) فقال: والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بينهما، فما ظنكم بسائر الخلق، ان علم العلماء صعب مستصعب
لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان فقال وإنما
صار سلمان من العلماء لأنه امرء منا أهل البيت فلذلك نسبته إلى العلماء (1).
[2605] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن البرقي، عن ابن سنان أو غيره
رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن حديثنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا صدور
منيرة أو قلوب سليمة أو اخلاق حسنة، ان الله أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على
بني آدم (ألست بربكم) فمن وفى لنا وفى الله له بالجنة ومن أبغضنا ولم يؤد إلينا حقنا
ففي النار خالدا مخلدا (2).
[2606] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، وغيره، عن محمد بن أحمد، عن بعض
أصحابنا قال: كتبت إلى أبي الحسن صاحب العسكر (عليه السلام) جعلت فداك ما معنى قول
الصادق (عليه السلام): حديثنا لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه
للإيمان فجاء الجواب إنما معنى قول الصادق (عليه السلام) - أي: لا يحتمله ملك ولا نبي ولا
مؤمن - أن الملك لا يحتمله حتى يخرجه إلى ملك غيره والنبي لا يحتمله حتى يخرجه إلى
نبي غيره والمؤمن لا يحتمله حتى يخرجه إلى مؤمن غيره فهذا معنى قول جدي (عليه السلام) (3).
[2607] 5 - الكليني، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن منصور بن
العباس، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن عبد الخالق

(1) الكافي: 1 / 401 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 401 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 401 ح 4.
84

وأبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا أبا محمد ان عندنا والله سرا من سر الله،
وعلما من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله
قلبه للإيمان والله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا وان عندنا
سرا من سر الله وعلما من علم الله أمرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا
بتبليغه فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما
خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته (عليهم السلام) ومن نور خلق الله منه محمدا
وذريته وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته، فبلغنا عن الله ما
أمرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه وبلغهم ذكرنا
فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا، فلولا أنهم خلقوا من هذا لما كانوا كذلك، لا والله
ما احتملوه ثم قال: إن الله خلق أقواما لجهنم والنار، فأمرنا أن نبلغهم كما بلغناهم
واشمأزوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه وكذبوا به وقالوا ساحر
كذاب فطبع الله على قلوبهم وأنساهم ذلك ثم أطلق الله لسانهم ببعض الحق، فهم
ينطقون به وقلوبهم منكره ليكون ذلك دفعا عن أوليائه وأهل طاعته ولولا ذلك ما
عبد الله في أرضه، فأمرنا بالكف عنهم والستر والكتمان فاكتموا عمن أمر الله بالكف
عنه واستروا عمن أمر الله بالستر والكتمان عنه قال: ثم رفع يده وبكى وقال: اللهم ان
هؤلاء لشرذمة قليلون فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك
فتفجعنا بهم فإنك إن أفجعتنا بهم لم تعبد أبدا في أرضك وصلى الله على محمد وآله
وسلم تسليما (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع
بصائر الدرجات: 20، وبحار الأنوار: 1 / 117 من طبع الكمباني و 2 / 182 من
طبع الحروفي.

(1) الكافي: 1 / 402 ح 5.
85

اختلاف الحديث
[2608] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، قال قلت
لأمير المؤمنين (عليه السلام): إني سمعت من سلمان والمقداد وأبي ذر شيئا من تفسير القرآن
وأحاديث عن نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غير ما في أيدي الناس ثم سمعت منك تصديق ما سمعت
منهم ورأيت في أيدي الناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن ومن الأحاديث عن
نبي الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنتم تخالفونهم فيها، وتزعمون أن ذلك كله باطل أفترى الناس يكذبون
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدين، ويفسرون القرآن بآرائهم؟ قال: فأقبل علي فقال:
قد سألت فافهم الجواب:
إن في أيدي الناس حقا وباطلا وصدقا وكذبا، وناسخا ومنسوخا، وعاما
وخاصا، ومحكما ومتشابها، وحفظا ووهما، وقد كذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على
عهده حتى قام خطيبا فقال: أيها الناس قد كثرت علي الكذابة فمن كذب علي متعمدا
فليتبوء مقعده من النار، ثم كذب عليه من بعده، وإنما أتاكم الحديث من أربعة ليس
لهم خامس: رجل مناف يظهر الإيمان متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج أن يكذب
على رسول الله متعمدا فلو علم الناس انه منافق كذاب، لم يقبلوا منه ولم يصدقوه،
ولكنهم قالوا هذا قد صحب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورآه وسمع منه، وأخذوا عنه وهم
لا يعرفون حاله، وقد أخبره الله عن المنافقين بما أخبره ووصفهم بما وصفهم فقال عز وجل:
(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم) ثم بقوا بعده فتقربوا
إلى أئمة الضلالة والدعاه إلى النار بالزور والكذب والبهتان فولوهم الأعمال وحملوهم
على رقاب الناس وأكلوا بهم الدنيا، وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله
فهذا أحد الأربعة.
ورجل سمع من رسول الله شيئا لم يحمله على وجهه ووهم فيه ولم يتعمد كذبا فهو
86

في يده، يقول به ويعمل به ويرويه فيقول: أنا سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلو علم
المسلمون انه وهم لم يقبلوه ولو علم هو انه وهم لرفضه.
ورجل ثالث سمع من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا أمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم، أو
سمعه ينهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم، فحفظ منسوخه ولم يحفظ الناسخ، ولو
علم انه منسوخ لرفضه ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه.
وآخر رابع لم يكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مبغض للكذب خوفا من الله وتعظيما
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سمع لم يزد فيه ولم
ينقص منه، وعلم الناسخ من المنسوخ، فعمل بالناسخ ورفض المنسوخ فإن أمر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مثل القرآن ناسخ ومنسوخ وخاص وعام ومحكم ومتشابه قد كان يكون
من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الكلام له وجهان كلام عام وكلام خاص مثل القرآن وقال
الله عز وجل في كتابه: (ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) فيشتبه على
من لم يعرف ولم يدر ما عنى الله به ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس كل أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
كان يسأله عن الشيء فيفهم وكان منهم من يسأله ولا يستفهمه حتى ان كانوا ليحبون
أن يجئ الأعرابي والطارى فيسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى يسمعوا وقد كنت ادخل
على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كل يوم دخله وكل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث
دار، وقد علم أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه لم يصنع ذلك بأحد من الناس غيري فربما
كان في بيتي يأتيني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر ذلك في بيتي وكنت إذا دخلت عليه بعض
منازله أخلاني وأقام عني نسائه فلا يبقى عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي
لم تقم عني فاطمة ولا أحد من بني وكنت إذا سألته أجابني وإذا سكت عنه وفنيت
مسائلي ابتدأني فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي
فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها
وخاصها وعامها ودعا الله أن يعطيني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب الله ولا
87

علما أملاه علي وكتبته منذ دعا الله لي بما دعا، وما ترك شيئا علمه الله من حلال ولا
حرام ولا أمر ولا نهي كان أو يكون ولا كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو
معصية إلا علمنيه وحفظته فلم أنس حرفا واحدا ثم وضع يده على صدري ودعا الله
لي أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي منذ دعوت
الله لي بما دعوت لم أنس شيئا ولم يفتني شيء لم أكتبه أفتتخوف علي النسيان فيما بعد؟
فقال: لا لست أتخوف عليك النسيان والجهل (1).
سند الرواية لا بأس به.
[2609] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن داود
ابن فرقد، عن المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إذا جاء حديث عن
أولكم وحديث عن آخركم بأيهما نأخذ؟ فقال: خذوا به حتى يبلغكم عن الحي، فإن
بلغكم عن الحي فخذوا بقوله، قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنا والله لا ندخلكم إلا فيما
يسعكم. وفي حديث آخر خذوا بالأحدث (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2610] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان بن يحيى، عن داود بن الحصين، عن عمر بن حنظلة قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى
السلطان وإلى القضاة أيحل ذلك؟ قال: من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى
الطاغوت، وما يحكم له فإنما يأخذ سحتا، وإن كان حقا ثابتا له; لأنه أخذه بحكم
الطاغوت، وقد أمر الله أن يكفر به قال الله تعالى: (يريدون أن يتحاكموا إلى

(1) الكافي: 1 / 62 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 67 ح 9.
88

الطاغوت وقد امروا أن يكفروا به) (1) قلت فكيف يصنعان؟ قال: ينظران إلى من
كان منكم ممن قد روى حديثنا ونظر في حلالنا وحرامنا وعرف أحكامنا فليرضوا به
حكما فاني قد جعلته عليكم حاكما فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف
بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله.
قلت: فإن كان كل رجل اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في
حقهما واختلفا فيما حكما وكلاهما اختلفا في حديثكم؟
قال: الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما ولا
يلتفت إلى ما يحكم به الآخر،
قال: قلت: فإنهما عدلان مرضيان عند أصحابنا لا يفضل واحد منهما على
الآخر؟ قال: فقال ينظر إلى ما كان من روايتهم عنا في ذلك الذي حكما به المجمع عليه
من أصحابك فيؤخذ به من حكمنا ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن
المجمع عليه لا ريب فيه; وإنما الامور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع; وأمر بين غيه
فيجتنب، وأمر مشكل يرد علمه إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حلال
بين وحرام بين وشبهات بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ
بالشهبات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم.
قلت: فإن كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم؟
قال: ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنة وخالف العامة فيؤخذ به ويترك
ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة ووافق العامة.
قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة
ووجدنا أحد الخبرين موافقا للعامة والآخر مخالفا لهم بأي الخبرين يؤخذ؟
قال: ما خالف العامة ففيه الرشاد.

(1) سورة النساء: 60.
89

فقلت: جعلت فداك فإن وافقهما الخبران جميعا؟
قال: ينظر إلى ما هم إليه أميل حكامهم وقضاتهم فيترك ويؤخذ بالآخر.
قلت: فإن وافق حكامهم الخبرين جميعا؟
قال: إذا كان ذلك فارجه حتى تلقى إمامك فإن الوقوف عند الشبهات خير من
الاقتحام في الهلكات (1).
الرواية من حيث السند مقبولة.
[2611] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما بالي أسألك عن المسألة
فتجيبني فيها بالجواب ثم يجيئك غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال: إنا نجيب
الناس على الزيادة والنقصان قال: قلت: فأخبرني عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
صدقوا على محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أم كذبوا؟ قال: بل صدقوا، قال قلت: فما بالهم
اختلفوا؟ فقال: أما تعلم أن الرجل كان يأتي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فيسأله عن مسألة
فيجيبه فيها بالجواب ثم يجيبه بعد ذلك ما ينسخ ذلك الجواب، فنسخت الأحاديث
بعضها بعضا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2612] 5 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن
علي، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن
مسألة فأجابني ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ثم جاء رجل
آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن
رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما

(1) الكافي: 1 / 67 ح 10.
(2) الكافي: 1 / 65 ح 3.
90

بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يا زرارة إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم ولو اجتمعتم
على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.
قال: ثم قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار
لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين قال: فأجابني بمثل جواب أبيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد، والروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من
هذا فراجع الكافي: 1 / 62، وبحار الأنوار: 1 / 137 من طبع الكمباني و 2 / 219
من طبع الحروفي.

(1) الكافي: 1 / 65 ح 5.
91

الحذر
[2613] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس،
عن الهيثم بن واقد، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على
رجل من أصحابه وهو يجود بنفسه فقال: يا ملك الموت ارفق بصاحبي فانه مؤمن،
فقال: أبشر يا محمد فاني بكل مؤمن رفيق، واعلم يا محمد اني أقبض روح ابن آدم
فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فأقول: ما هذا الجزع فوالله ما تعجلناه قبل
أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا وإن تجزعوا تأثموا
وتوزروا واعلموا ان لنا فيكم عودة ثم عودة فالحذر الحذر انه ليس في شرقها ولا في
غربها أهل بيت مدر ولا وبر إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات ولأنا أعلم
بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتى
يأمرني ربي بها فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما يتصفحهم في مواقيت الصلاة فإن كان ممن
يواظب عليها عند مواقيتها لقنه شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ونحى عنه ملك الموت إبليس (1).
[2614] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن المفضل بن
صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلا من الأنصار
وكانت له حالة حسنة عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فحضره عند موته فنظر إلى ملك الموت
عند رأسه فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ارفق بصاحبي فانه مؤمن فقال له ملك الموت:

(1) الكافي: 3 / 136 ح 2.
92

يا محمد طب نفسا وقر عينا فاني بكل مؤمن رفيق شفيق، واعلم يا محمد اني لأحضر
ابن آدم عند قبض روحه فإذا قبضته صرخ صارخ من أهله عند ذلك فأتنحى في
جانب الدار ومعي روحه فأقول لهم: والله ما ظلمناه ولا سبقنا به أجله ولا استعجلنا
به قدره وما كان لنا في قبض روحه من ذنب فإن ترضوا بما صنع الله به وتصبروا
تؤجروا وتحمدوا وإن تجزعوا وتسخطوا تأثموا وتوزروا وما لكم عندنا من عتبى وإن
لنا عندكم أيضا لبقية وعودة فالحذر الحذر فما من أهل بيت مدر ولا شعر في بر ولا بحر
إلا وأنا أتصفحهم في كل يوم خمس مرات عند مواقيت الصلاة حتى لأنا أعلم منهم
بأنفسهم ولو أني يا محمد أردت قبض نفس بعوضة ما قدرت على قبضها حتى يكون
الله عز وجل هو الآمر بقبضها واني لملقن المؤمن عند موته شهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2615] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن
إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة
قال:... كان الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا تكلم في الزهد ووعظ أبكى من
بحضرته، قال أبو حمزة: وقرأت صحيفة فيها كلام زهد من علي بن الحسين وكتبت ما
فيها ثم أتيت علي بن الحسين صلوات الله عليه فعرضت ما فيها عليه فعرفه وصححه
وكان ما فيها: بسم الله الرحمن الرحيم كفانا الله وإياكم كيد الظالمين... فالحذر الحذر
من قبل الندامة والحسرة والقدوم على الله والوقوف بين يديه وتالله ما صدر قوم قط
عن معصية الله إلا إلى عذابه وما آثر قوم قط الدنيا على الآخرة إلا ساء منقلبهم وساء
مصيرهم (2).

(1) الكافي: 3 / 136 ح 3.
(2) الكافي: 8 / 14 ح 2.
93

[2616] 4 - الصدوق، عن محمد بن موسى البرقي، عن علي بن محمد ماجيلويه، عن
البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعجب ما في
الإنسان قلبه وله مواد من الحكمة واضداد من خلافها فإن سنح له الرجاء أذله الطمع
وإن هاج به الطمع أهلكه الحرص وإن ملكه اليأس قتله الأسف وإن عرض له الغضب
اشتد به الغيظ وإن سعد بالرضا نسي التحفظ وإن ناله الخوف شغله الحذر وإن اتسع له
الأمن استلبته الغرة وإن جددت له النعمة أخذته العزة وإن أصابته مصيبة فضحه
الجزع وإن استفاد مالا أطغاه الغنى وإن عضته فاقة شغله البلاء وإن جهده الجوع قعد
به الضعف وإن أفرط في الشبع كظته البطنة فكل تقصير به مضر وكل افراط به
مفسد (1).
ونقل نظيرها في نهج البلاغة: الحكمة 108.
[2617] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبته في ذم النساء:... فاتقوا
شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن
في المنكر (2).
[2618] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واذكر قبرك فإن عليه ممرك
وكما تدين تدان وكما تزرع تحصد وما قدمت اليوم تقدم عليه غدا، فأمهد لقدمك
وقدم ليومك فالحذر الحذر أيها المستمع، والجد الجد أيها الغافل (ولا ينبئك مثل
خبير)... (3).
[2619] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ألا فالحذر الحذر من طاعة
ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن حسبهم وترفعوا فوق نسبهم والقوا الهجينة

(1) علل الشرايع: 109 ح 7، ونقل عنه في بحار الأنوار: 67 / 52 ح 13.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 80.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 153.
94

على ربهم وجاحدوا الله على ما صنع بهم مكابرة لقضائه ومغالبة لآلائه فإنهم قواعد
أساس العصبية ودعائم أركان الفتنة وسيوف إعتزاء الجاهلية... (1).
[2620] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:... ولا
تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضى فإن في الصلح دعة لجنودك وراحة من
همومك وأمنا لبلادك ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه فإن العدو ربما
قارب ليتغفل فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن... (2).
لهذا العهد الشريف سند معتبر كما مر منا مرارا للنجاشي والشيخ الطوسي (قدس سرهما).
[2621] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحذر الحذر فوالله لقد ستر حتى
كأنه قد غفر (3).
[2622] 10 - القطب الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: إن الحذر لا ينجي من
القدر ولكن ينجي من القدر الدعاء فتقدموا في الدعاء قبل أن ينزل بكم البلاء ان الله
يدفع بالدعاء ما نزل من البلاء وما لم ينزل (4).
الروايات في هذا المجال متعددة اكتفينا بهذه العشرة روما للاختصار والحمد الله
رب العالمين.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) نهج البلاغة: الكتاب: 53.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 30.
(4) الدعوات: 284، ونقل عنه في بحار الأنوار: 90 / 300 ح 37.
95

الحرام
[2623] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن حريز، عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحلال والحرام، فقال: حلال
محمد حلال أبدا إلى يوم القيامة، وحرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة، لا يكون غيره
ولا يجيء غيره، وقال قال علي (عليه السلام): ما أحد ابتدع بدعة إلا ترك بها سنة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2624] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
ربيع بن محمد المسلى، عن عبد الله بن سليمان العامري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ما زالت الأرض إلا ولله فيها الحجة، يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل
الله (2).
[2625] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن
أبي العلاء قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما الوقوف علينا في الحلال والحرام فأما النبوة
فلا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2626] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن

(1) الكافي: 1 / 58 ح 19.
(2) الكافي: 1 / 178 ح 3.
(3) الكافي: 1 / 268 ح 2.
96

علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحارث بن المغيرة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نحن في الأمر والفهم
والحلال والحرام نجري مجرى واحدا، فأما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي (عليه السلام) فلهما
فضلهما (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2627] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن مفضل بن عمر قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكرنا الأعمال فقلت: أنا
ما أضعف عملي فقال: مه، استغفر الله ثم قال لي ان قليل العمل مع التقوى خير من
كثير العمل بلا تقوى قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال: نعم مثل الرجل يطعم
طعامه ويرفق جيرانه ويوطىء رحله فإذا ارتفع له الباب من الحرام دخل فيه، فهذا
العمل بلا تقوى ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل
فيه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2628] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عمن ذكره، عن داود الصرمي قال: قال
أبو الحسن (عليه السلام): يا داود ان الحرام لا ينمى وان نمى لا يبارك له فيه وما أنفقه لم يؤجر
عليه وما خلفه كان زاده إلى النار (3).
[2629] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله (وقدمنا إلى
ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) (4) قال: أما والله إن كانت أعمالهم أشد

(1) الكافي: 1 / 275 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 76 ح 7.
(3) الكافي: 5 / 125 ح 7.
(4) سورة الفرقان: 23.
97

بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2630] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن أبي بصير قال: سمعت رجلا وهو يقول لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت
فداك اني رجل قد أسننت وقد تزوجت امرأة بكرا صغيرة ولم أدخل بها وأنا أخاف
إذا أدخل بها على فراشي أن تكرهني لخضابي وكبري فقال أبو جعفر (عليه السلام): إذا دخلت
فمرهم قبل أن تصل إليك أن تكون متوضئة، ثم أنت لا تصل إليها حتى تتوضأ وتصلي
ركعتين ثم مجد الله وصل على محمد وآل محمد، ثم ادع الله ومر من معها أن يؤمنوا على
دعائك وقل: «اللهم ارزقني إلفها و ودها ورضاها ورضني بها، ثم اجمع بيننا بأحسن
اجتماع وأسر ائتلاف فإنك تحب الحلال وتكره الحرام» ثم قال: واعلم ان الإلف من الله
والفرك من الشيطان ليكره ما أحل الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2631] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى رجل أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال: إني كسبت مالا
أغمضت في مطالبه حلالا وحراما وقد أردت التوبة ولا أدري الحلال منه والحرام
وقد اختلط علي، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): تصدق بخمس مالك فإن الله جل اسمه
رضي من الأشياء بالخمس وسائر الأموال لك حلال (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2632] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمد القاساني، عن

(1) الكافي: 2 / 81 ح 5.
(2) الكافي: 3 / 481 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 125 ح 5.
98

رجل سماه، عن عبد الله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال تشوفت الدنيا
لقوم حلالا محضا فلم يريدوها فدرجوا ثم تشوفت لقوم حلالا وشبهة فقالوا: لا
حاجة لنا في الشبهة وتوسعوا من الحلال ثم تشوفت لقوم آخرين حراما وشبهة
فقالوا: لا حاجة لنا في الحرام وتوسعوا في الشبهة ثم تشوفت لقوم حراما محضا
فيطلبونها فلا يجدونها والمؤمن في الدنيا يأكل بمنزلة المضطر (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا لك عشرة منها روما للاختصار فعليك
بمراجعة كتب الأخبار إن شئت.

(1) الكافي: 5 / 125 ح 6.
99

الحرب
[2633] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن سعيد بن قيس الهمداني قال: نظرت يوما في
الحرب إلى رجل عليه ثوبان فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت له:
يا أمير المؤمنين في مثل هذا الموضع فقال: نعم يا سعيد بن قيس انه ليس من عبد إلا
وله من الله حافظ وواقيه معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في
بئر فإذا نزل القضاء خليا بينه وبين كل شيء (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2634] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حفص
ابن غياث قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن مدينة من مدائن أهل الحرب هل يجوز أن
يرسل عليهم الماء وتحرق بالنار أو ترمى بالمجانيق حتى يقتلوا وفيهم النساء والصبيان
والشيخ الكبير والأسارى من المسلمين والتجار فقال: يفعل ذلك بهم لا يمسك عنهم
لهؤلاء ولا دية عليهم للمسلمين ولا كفارة وسألته عن النساء كيف سقطت الجزية
عنهن ورفعت عنهن؟ فقال: لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى عن قتال النساء والولدان في
دار الحرب، إلا أن يقاتلوا فإن قاتلت أيضا فأمسك عنها ما أمكنك ولم تخف خللا فلما
نهى عن قتلهن في دار الحرب كان في دار الاسلام أولى ولو امتنعت أن تؤدي الجزية لم
يمكن قتلها فلما لم يمكن قتلها رفعت الجزية عنها ولو امتنع الرجال أن يؤدوا الجزية

(1) الكافي: 2 / 58 ح 8.
100

كانوا ناقضين للعهد وحلت دماؤهم وقتلهم لأن قتل الرجال مباح في دار الشرك
وكذلك المقعد من أهل الذمة والأعمى والشيخ الفاني والمرأة والولدان في أرض
الحرب فمن أجل ذلك رفعت عنهم الجزية (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2635] 3 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن ابن جمهور، عن أبيه، عن محمد بن
سنان، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وعن عبد الله بن عبد الرحمن
الأصم، عن حريز، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه لأصحابه: إذا لقيتم عدوكم في الحرب فأقلوا الكلام واذكروا الله عز وجل ولا
تولوهم الأدبار فتسخطوا الله تبارك وتعالى وتستوجبوا غضبه وإذا رأيتم من
إخوانكم المجروح ومن قد نكل به أو من قد طمع عدوكم فيه فقوه بأنفسكم (2).
[2636] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جيشا إلى خثعم فلما غشيهم استعصموا
بالسجود فقتل بعضهم فبلغ ذلك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: أعطوا الورثة نصف العقل
بصلاتهم وقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا إني بريء من كل مسلم نزل مع مشرك في دار
الحرب (3).
[2637] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن محمد بن
الحسين جميعا، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج بالنساء في الحرب حتى يداوين الجرحى ولم يقسم لهن من
الفيىء شيئا ولكنه نفلهن (4).

(1) الكافي: 5 / 28 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 42 ح 5.
(3) الكافي: 5 / 43 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 45 ح 8.
101

الرواية صحيحة الإسناد.
[2638] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان، عن عدة من أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يصبح المؤمن أو يمسي على ثكل خير له من أن يصبح أو يمسي على
حرب فنعوذ بالله من الحرب (1).
[2639] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سيف، عن
إسحاق بن عمار رفعه قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أراد الحرب دعا نساءه
فاستشارهن ثم خالفهن (2).
[2640] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يلبس الرجل الحرير
والديباج إلا في الحرب (3).
[2641] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يلبس القلانس اليمنية والبيضاء والمضربة
وذات الاذنين في الحرب وكانت عمامته السحاب وكان له برنس يتبرنس به (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2642] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: حدثني شيخ من ولد عدي بن حاتم، عن أبيه، عن جده عدي وكان مع
أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه ان أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في يوم التقى هو ومعاوية بصفين
ورفع بها صوته ليسمع أصحابه: والله لأقتلن معاوية وأصحابه ثم يقول في آخر قوله:

(1) الكافي: 5 / 72 ح 12.
(2) الكافي: 5 / 518 ح 11.
(3) الكافي: 6 / 453 ح 1.
(4) الكافي: 6 / 461 ح 1.
102

إن شاء الله - يخفض بها صوته - وكنت قريبا منه فقلت: يا أمير المؤمنين إنك حلفت
على ما فعلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال لي: ان الحرب خدعة وأنا عند
المؤمنين غير كذوب فأردت أن احرض أصحابي عليهم كيلا يفشلوا وكي يطمعوا
فيهم فأفقههم ينتفع بها بعد اليوم إن شاء الله واعلم ان الله جل ثناؤه قال لموسى (عليه السلام)
حيث أرسله إلى فرعون: (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) (1) وقد علم
انه لا يتذكر ولا يخشى ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى (عليه السلام) على الذهاب (2).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع كتب الأخبار.

(1) سورة طه: 44.
(2) الكافي: 7 / 460 ح 1.
103

الحرس
[2643] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد
الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه جلس إلى حائط
مائل يقضي بين الناس، فقال بعضهم: لا تقعد تحت هذا الحائط، فانه معور فقال
أمير المؤمنين صلوات الله عليه: حرس امرءا أجله فلما قام سقط الحائط قال: وكان
أمير المؤمنين (عليه السلام) مما يفعل هذا وأشباهه، وهذا اليقين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2644] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد رفعه قال: شكا رجل إلى
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قطع عليه الطريق فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): هلا تختمت بالعقيق فانه يحرس من كل
سوء (2).
[2645] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ديك
أبيض أفرق يحرس دويرة أهله وسبع دويرات حوله (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[2646] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سليمان بن

(1) الكافي: 2 / 58 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 471 ح 8.
(3) الكافي: 6 / 549 ح 1.
104

رشيد، عن القاسم بن عبد الرحمن الهاشمي، عن محمد بن مخلد الأهوازي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ديك ابيض أفرق يحرس دويرته وسبع دويرات حوله. ولنفضة
من حمام منمره أفضل من سبع ديوك فرق بيض (1).
[2647] 5 - محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي والبرقي،
عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن عمران الحلبي، عن محمد الحلبي قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لما أتى بعلي بن الحسين (عليه السلام) يزيد بن معاوية ومن معه جعلوه في
بيت فقال بعضهم: إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا فراطن الحرس فقالوا:
انظروا إلى هؤلاء يخافون أن تقع عليهم البيت وإنما يخرجون غدا فيقتلون قال علي بن
الحسين: لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة غيري والرطانة عند أهل المدينة
الرومية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2648] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:... وعن ذلك
ما حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزكوات ومجاهدة الصيام في الأيام
المفروضات تسكينا لأطرافهم وتخشيعا لأبصارهم وتذليلا لنفوسهم وتخفيضا
لقلوبهم وإذهابا للخيلاء عنهم ولما في ذلك من تعفير عتاق الوجوه بالتراب
تواضعا... (3).
[2649] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
إياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة والتغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون فانه
مأخوذ منك لغيرك وعما قليل تنكشف عنك أغطية الامور وينتصف منك للمظلوم،

(1) الكافي: 6 / 549 ح 2.
(2) بصائر الدرجات: 357 ح 1، ونقل عنه في بحار الأنوار: 45 / 77 ح 25.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
105

املك حمية أنفك وسورة حدك وسطوة يدك وغرب لسانك واحترس من كل ذلك
بكف البادرة وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار ولن تحكم ذلك من
نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك (1).
قد مر منا مرارا ان للشيخ والنجاشي سند معتبر بهذا العهد الشريف.
[2650] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لكميل بن زياد النخعي:...
يا كميل العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال والمال تنقصه النفقة
والعلم يزكو على الانفاق وصنيع المال يزول بزواله (2).
[2651] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفى بالأجل حارسا (3).
[2652] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الجود حارس الأعراض (4).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 147.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 306.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 211.
106

الحرص
[2653] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن
أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار
والحسد، فأما الحرص فإن آدم (عليه السلام) حين نهي عن الشجرة، حمله الحرص على أن أكل
منها وأما الاستكبار فإبليس حيث أمر بالسجود لآدم فأبى، وأما الحسد فابنا آدم
حيث قتل أحدهما صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2654] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من علامات الشقاء جمود العين وقسوة
القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2655] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما فتح الله على عبد بابا من أمر الدنيا إلا فتح الله عليه
من الحرص مثله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2656] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه وعلي بن محمد القاساني، جميعا، عن القاسم بن

(1) الكافي: 2 / 289 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 290 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 319 ح 12.
107

محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن عبد الرزاق بن همام، عن معمر بن راشد،
عن الزهري محمد بن مسلم بن شهاب قال: سئل علي بن الحسين (عليه السلام) أي الأعمال
أفضل عند الله عز وجل فقال: ما من عمل بعد معرفة الله عز وجل ومعرفة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) أفضل
من بغض الدنيا فإن لذلك لشعبا كثيرة وللمعاصي شعبا فأول ما عصى الله به الكبر
وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر وكان من الكافرين، ثم الحرص وهي معصية
آدم وحوا حين قال الله عز وجل لهما: (كلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
فتكونا من الظالمين) (1) فأخذا ما لا حاجة بهما اليه فدخل ذلك على ذريتهما إلى
يوم القيامة وذلك أن أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه، ثم الحسد وهي معصية
ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله، فتشعب من ذلك حب النساء وحب الدنيا وحب
الرئاسة وحب الراحة وحب الكلام وحب العلو والثروة، فصرن سبع خصال
فاجتمعن كلهن في حب الدنيا فقال الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك: حب الدنيا رأس
كل خطيئة والدنيا دنيا آن دنيا بلاغ ودنيا ملعونة (2).
[2657] 5 - الكليني بسنده إلى الخطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والحرص
علامة الفقر... (3).
[2658] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ان علامة الراغب في
ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا، اما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه
مما قسم الله عز وجل له فيها وان زهد، وإن حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا
لا يزيده فيها وان حرص فالمغبون من حرم حظه من الآخرة (4).

(1) سورة البقرة: 35.
(2) الكافي: 2 / 316 ح 8.
(3) الكافي: 8 / 23.
(4) الكافي: 2 / 129 ح 6.
108

الرواية صحيحة الإسناد.
[2659] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا
كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما،
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه: يا بني ان الناس قد جمعوا
قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولم يبق من جمعوا له، وإنما أنت عبد مستأجر قد
أمرت بعمل ووعدت عليه أجرا فأوف عملك واستوف أجرك ولا تكن في هذه الدنيا
بمنزلة شاة وقعت في ذرع أخضر فأكلت حتى سمن فكان حتفها عند سمنها ولكن
اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر
أخربنا ولا تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها.
واعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع: شبابك فيما أبليته
وعمرك فيما أفنيته، ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته فتأهب لذلك واعد له جوابا ولا
تأس على ما فاتك من الدنيا فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه،
فخذ حذرك، وجد في أمرك، واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك
وجدد التوبة في قلبك واكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك ويقضي قضاؤك ويحال
بينك وبين ما تريد (1).
[2660] 8 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله القمي، عن أبي فضال عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع ودون طلب الحريص
الراضي بدنياه المطمئن إليها ولكن أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف ترفع
نفسك عن منزلة الواهن الضعيف وتكتسب ما لابد منه ان الذين أعطوا المال ثم لم
يشكروا لا مال لهم (2).

(1) الكافي: 2 / 134 ح 20.
(2) الكافي: 5 / 81 ح 8.
109

[2661] 9 - الصدوق باسناده في خبر الشيخ الشامي انه سئل أمير المؤمنين أي ذل أذل؟
قال: الحرص على الدنيا (1).
[2662] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسن بن علي، عن
أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط نوح من
السفينة أتاه إبليس فقال له: ما في الأرض رجل أعظم منه على منك دعوت الله على
هؤلاء الفساق فارحتني منهم ألا أعلمك خصلتين إياك والحسد فهو الذي عمل بي ما
عمل وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل (2).
[2663] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن مرار، عن يونس رفعه
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال كان فيما أوصى به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام): يا علي أنهاك عن
ثلاث خصال عظام: الحسد والحرص والكذب يا علي سيد الأعمال ثلاث خصال:
إنصافك الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله عز وجل وذكرك الله تبارك وتعالى على كل
حال يا علي ثلاث فرحات للمؤمن في الدنيا: لقى الإخوان والإفطار من الصيام
والتهجد من آخر الليل يا علي ثلاثة من لم تكن فيه لم يقم له عمل: ورع يحجزه عن
معاصي الله عز وجل وخلق يداري به الناس وحلم يرد به جهل الجاهل يا علي ثلاث من
حقائق الإيمان: الإنفاق من الاقتار وإنصاف الناس من نفسك وبذل العلم للمتعلم
يا علي ثلاث خصال من مكارم الأخلاق: تعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعفو
عمن ظلمك (3).
[2664] 12 - الصدوق، عن ابن بندار، عن سعيد بن أحمد، عن يحيى بن الفضل، عن
قتيبة ابن سعيد، عن أبي عوانة، عن قتادة، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يهرم
ابن آدم ويشب منه اثنان الحرص على المال والحرص على العمر (4).

(1) معاني الأخبار: 198.
(2) الخصال: 1 / 50 ح 61.
(3) الخصال: 1 / 124 ح 121.
(4) الخصال: 1 / 73 ح 112.
110

[2665] 13 - الصدوق، عن الخليل، عن محمد بن معاذ، عن الحسين بن الحسن، عن
عبد الله بن المبارك، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: يهلك أو
قال: يهرم ابن آدم ويبقى منه اثنتان الحرص والأمل (1).
[2666] 14 - الصدوق باسناده عن سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال:...
إظهار الحرص يورث الفقر... (2).
[2667] 15 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي رفعه إلى ابن طريف، عن ابن
نباتة، عن الحارث الأعور قال: كان فيما سأل عنه أمير المؤمنين ابنه الحسن (عليه السلام) انه
قال له: ما الفقر؟ قال: الحرص والشره (3).
الشره: شدة الميل إلى الشيء.
[2668] 16 - الصدوق، عن محمد بن الفضل بن زيدويه، عن إبراهيم، بن عمروس
الهمداني، عن الحسن بن إسماعيل، عن سعيد بن الحكم، عن أبيه، عن
الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من رزقه الله حب الأئمة من أهل بيتي فقد أصاب خير الدنيا
والآخرة فلا يشكن أحد انه في الجنة فإن في حب أهل بيتي عشرين خصلة عشر منها
في الدنيا وعشر في الآخرة أما في الدنيا فالزهد والحرص على العمل والورع في الدين
والرغبة في العبادة والتوبة قبل الموت والنشاط في قيام الليل واليأس مما في أيدي
الناس والحفظ لأمر الله ونهيه عز وجل والتاسعة بغض الدنيا والعاشرة السخاء واما في
الآخرة فلا ينشر له ديوان ولا ينصب له ميزان ويعطى كتابه بيمينه ويكتب له براءة
من النار ويبيض وجهه ويكسى من حلل الجنة ويشفع في مائة من أهل بيته وينظر
الله عز وجل إليه بالرحمة ويتوج من تيجان الجنة والعاشرة يدخل الجنة بغير حساب

(1) الخصال: 1 / 73 ح 113.
(2) الخصال: 2 / 505 ح 2.
(3) معاني الأخبار: 244 ح 1.
111

فطوبى لمحبي أهل بيتي (1).
[2669] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا، عن سهل،
عن محمد بن الحسن بن زيد، عن عمرو بن عثمان، عن ثابت بن دينار، عن ابن
طريف، عن ابن نباتة قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: الصدق أمانة والكذب
خيانة والأدب رياسة والحزم كياسة والسرف مثواة والقصد مثراة والحرص مفقرة
والدناءة محقرة والسفاء قربة واللوم غربة والدقة استكانة والعجز مهانة والهوى ميل
والوفاء كيل والعجب هلاك والصبر ملاك (2).
[2670] 18 - الصدوق، عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن
أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: حرم الحريص
خصلتين ولزمته خصلتان: حرم القناعة فافتقد الراحة وحرم الرضا فافتقد
اليقين (3).
[2671] 19 - الكراجكي قال: روي انه سئل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الحرص ما هو؟
فقال: هو طلب القليل بإضاعة الكثير (4).
[2672] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الرزق مقسوم والحريص
محروم (5).
الروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع الكافي: 2 / 314، والمحجة
البيضاء: 6 / 50، وبحار الأنوار: 70 / 160، ووسائل الشيعة: 11 / 318،
ومستدرك الوسائل: 12 / 58، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 29، وغيرها.

(1) الخصال: 2 / 515 ح 1.
(2) الخصال: 2 / 505 ح 3.
(3) الخصال: 1 / 69 ح 104.
(4) كنز الفوائد: 194.
(5) غرر الحكم: ح 95.
112

الحرف
[2673] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن محبوب، عن محمد
ابن الفضيل، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عز وجل: (يريدون
ليطفئوا نور الله بأفواههم) قال: يريدون ليطفئوا ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام)
بأفواههم، قلت: (والله متم نوره) (1) قال: والله متم الإمامة لقوله عز وجل: الذين (آمنوا
بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) (2) فالنور هو الإمام قلت: (هو الذي أرسل
رسوله بالهدى ودين الحق) قال: هو الذي أمر رسوله بالولاية لوصيه والولاية
هي دين الحق قلت: (ليظهره على الدين كله) قال: يظهره على جميع الأديان عند
قيام القائم قال: يقول الله: (والله متم نوره) ولاية القائم (ولو كره
الكافرون) (3) بولاة علي قلت: هذا تنزيل؟ قال: نعم اما هذا الحرف فتنزيل وأما
غيره فتأويل قلت: (ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا) (4) قال: إن الله تبارك وتعالى سمى
من لم يتبع رسوله في ولاية وصيه منافقين وجعل من جحد وصيه إمامته كمن جحد
محمدا، الحديث (5).
[2674] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم،

(1) سورة الصف: 8.
(2) سورة التغابن: 8. والآية هكذا: (فآمنوا...).
(3) سورة الصف: 9.
(4) سورة المنافقون: 3.
(5) الكافي: 1 / 432 ح 91.
113

عن محمد بن الفضيل قال: أخبرني شريس الوابشي، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ان اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وإنما كان عند آصف منها حرف
واحد فتكلم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده
ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان
وسبعون حرفا، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1).
[2675] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
ومحمد بن خالد، عن زكريا بن عمران القمي، عن هارون بن الجهم، عن رجل من
أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) لم أحفظ اسمه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن عيسى
ابن مريم (عليه السلام) أعطي حرفين كان يعمل بهما وأعطي موسى أربعة أحرف وأعطي
إبراهيم ثمانية أحرف وأعطي نوح خمسة عشر حرفا وأعطي آدم خمسة وعشرين
حرفا، وإن الله تعالى جمع ذلك كله لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وان اسم الله الأعظم ثلاثة وسبعون
حرفا أعطي محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرف واحد (2).
[2676] 4 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عليا (عليه السلام) ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف (3).
[2677] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان في ذؤابة سيف
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صحيفة صغيرة فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شيء كان في تلك

(1) الكافي: 1 / 230 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 230 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 296 ح 5.
114

الصحيفة قال: هي الأحرف التي يفتح كل حرف ألف حرف. قال: أبو بصير قال أبو
عبد الله (عليه السلام) فما خرج منها حرفان حتى الساعة (1).
[2678] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن
بكير، عن ضريس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا
وهم مشركون) (2) قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة وعن قوله عز وجل (ومن
الناس من يعبد الله على حرف) (3) قال: إن الآية تنزل في الرجل ثم تكون في أتباعه
ثم قلت: كل من نصب دونكم شيئا فهو ممن يعبد الله على حرف؟ فقال: نعم وقد
يكون محضا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2679] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد، وعلي
ابن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن معاذ بن
مسلم، عن عبد الله بن سليمان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ القرآن قائما في صلاته
كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ومن قرأه في صلاته جالسا كتب الله له بكل حرف
خمسين حسنة ومن قرأه في غير صلاته كتب الله له بكل حرف عشر حسنات.
قال ابن محبوب: وقد سمعته عن معاذ على نحو مما رواه ابن سنان (5).
لا بأس بسند الرواية.
[2680] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينه، عن الفضيل بن يسار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) ان الناس يقولون: ان القرآن

(1) الكافي: 1 / 296 ح 6.
(2) سورة يوسف: 106.
(3) سورة الحج: 11.
(4) الكافي: 2 / 397 ح 4.
(5) الكافي: 2 / 611 ح 1.
115

نزل على سبعة أحرف، فقال: كذبوا أعداء الله ولكنه نزل على حرف واحد من عند
الواحد (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2681] 9 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن
عبد الله بن حماد، عن أبي بكر بن أبي سماك قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قمت بالليل
فاستك فإن الملك يأتيك فيضع فاه على فيك وليس من حرف تتلوه وتنطق به إلا صعد
به إلى السماء فليكن فوك طيب الريح (2).
[2682] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن
الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أشرفت المرأة على مناسكها وهي حائض فلتغتسل
ولتحتش بالكرسف ولتقف هي ونسوة خلفها فيؤمن على دعائها وتقول: «اللهم إني
أسألك بكل اسم هو لك أو تسميت به لأحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب
عندك وأسألك باسمك الأعظم الأعظم وبكل حرف أنزلته على موسى وبكل حرف
أنزلته على عيسى وبكل حرف أنزلته على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلا أذهبت عني هذا الدم» وإذا
أرادت أن تدخل المسجد الحرام أو مسجد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فعلت مثل ذلك، قال:
وتأتي مقام جبرئيل (عليه السلام) وهو تحت الميزاب فانه كان مكانه إذا استأذن على نبي الله (عليه السلام)
قال: فذلك مقام لا تدعوا الله فيه حائض تستقبل القبلة وتدعو بدعاء الدم إلا رأت
الطهر إن شاء الله (3).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 630 ح 13.
(2) الكافي: 3 / 23 ح 7.
(3) الكافي: 4 / 452 ح 1.
116

الحرفة
[2683] 1 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان
ابن يحيى، عن ابن مسكان، عن محمد بن علي الحلبي، قال: شكى رجل إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) الفاقة والحرفة في التجارة بعد يسار قد كان فيه ما يتوجه في حاجة إلا
ضاقت عليه المعيشة فأمره أبو عبد الله (عليه السلام) أن يأتي مقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين القبر
والمنبر فيصلي ركعتين ويقول مائة مرة: «اللهم إني أسألك بقوتك وقدرتك وبعزتك
وما أحاط به علمك أن تيسر لي من التجارة أوسعها رزقا وأعمها فضلا وخيرها
عاقبة» قال الرجل: ففعلت ما أمرني به فما توجهت بعد ذلك في وجه إلا رزقني
الله (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2684] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن
عثمان، عن محمد بن عذافر، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شكا
رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحرفة فقال: انظر بيوعا فاشترها ثم بعها فما ربحت فيه
فالزمه (2).
[2685] 3 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل له ثمانمائة درهم ولابن

(1) الكافي: 3 / 473 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 168 ح 1.
117

له مائتا درهم وله عشر من العيال وهو يقوتهم فيها قوتا شديدا وليس له حرفة بيده
وإنما يستبضعها فتغيب عنه الأشهر ثم يأكل من فضلها أترى له إذا حضرت الزكاة أن
يخرجها من ماله فيعود بها على عياله يسبغ عليهم بها النفقة؟ قال: نعم ولكن يخرج
منها الشيء الدرهم (1).
الرواية موثقة سندا.
[2686] 4 - قال الصدوق: وروى العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في
قول الله عز وجل: (فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا) قال: الخير أن يشهد أن لا اله إلا الله
وأن محمدا رسول الله ويكون بيده عمل يكتسب به أو يكون له حرفة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2687] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن معاوية بن حكيم، عن علي بن الحسن
ابن رباط، عن العلاء، عن محمد أو غيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: تحل الزكاة لمن
له سبعمائة درهم إذا لم يكن له حرفة ويخرج زكاتها منها ويشتري منها بالبعض قوتا
لعياله ويعطي البقية أصحابه ولا تحل الزكاة لمن له خمسون ردهما وله حرفة يقوت بها
عياله (3).
[2688] 6 - قال المفيد: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ان الذين تراهم لك أصدقاء إذا بلوتهم
وجدتهم على طبقات شتى فمنهم كالأسد في عظم الأكل وشدة الصولة ومنهم كالذئب
في المضرة ومنهم كالكلب في البصبصة ومنهم كالثعلب في الروغان والسرقة صورهم
مختلفة والحرفة واحدة ما تصنع غدا إذا تركت فردا وحيدا لا أهل لك ولا ولد إلا الله
رب العالمين (4).

(1) الكافي: 3 / 561 ح 8.
(2) الفقيه: 3 / 132 ح 3491.
(3) علل الشرايع: 370.
(4) الاختصاص: 252.
118

[2689] 7 - زيد النرسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله بعض أصحابنا عن طلب الصيد
وقال له: اني رجل الهو بطلب الصيد وضرب الصوالج والهو بلعب الشطرنج قال: فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): أما الصيد فانه مبتغى باطل وإنما أحل الله الصيد لمن اضطر إلى الصيد
فليس المضطر إلى طلبه سعيه فيه باطلا ويجب عليه التقصير في الصلاة والصيام جميعا
إذا كان مضطرا إلى أكله وإن كان ممن يطلبه للتجارة وليست له حرفة إلا من طلب
الصيد فإن سعيه حق وعليه التمام في الصلاة والصيام لأن ذلك تجارته فهو بمنزلة
صاحب الدور الذي يدور الأسواق في طلب التجارة أو كالمكاري والملاح ومن طلبه
لاهيا وأشرا وبطرا فإن سعيه ذلك سعي باطل وسفر باطل وعليه التمام في الصلاة
والصيام وان المؤمن لفي شغل عن ذلك شغله طلب الآخرة عن الملاهي واما الشطرنج
فهي الذي قال الله عز وجل: (اجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور) فقول
الزور الغنا وان المؤمن عن جميع ذلك لفي شغل ما له والملاهي فإن الملاهي تورث
قساوة القلب وتورث النفاق واما ضربك بالصوالج فإن الشيطان معك يركض
والملائكة تنفر عنك وإن أصابك شيء لم تؤجر ومن عثر به دابته فمات دخل
النار (1).
[2690] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله الحسن (عليه السلام):...
والحرفة مع العفة خير من الغنى مع الفجور (2).
[2691] 9 - قال المجلسي: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): تعرضوا للتجارة فإن فيها غنى عما في
أيدي الناس، فإن الله يحب المحترف الأمين (3).
[2692] 10 - قال المجلسي: روى ابن عباس قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا نظر
إلى

(1) كتاب زيد النرسي: 50.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) بحار الأنوار: 10 / 100 ح 103.
119

الرجل فأعجبه فقال: هل له حرفة؟ فإن قالوا: لا قال: سقط من عيني، قيل: وكيف ذاك
يا رسول الله؟ قال: لأن المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه (1).

(1) بحار الأنوار: 100 / 9 ح 38.
120

الحركة
[2693] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن صفوان بن
يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لم يزل الله عز وجل
ربنا والعلم ذاته ولا معلوم والسمع ذاته ولا مسموع والبصر ذاته ولا مبصر والقدرة
ذاته ولا مقدور فلما أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم والسمع
على المسموع والبصر على المبصر والقدرة على المقدور قال قلت: فلم يزل الله
متحركا قال: فقال: تعالى الله عن ذلك ان الحركة صفة محدثة بالفعل قال قلت: فلم
يزل الله متكلما؟ قال: فقال: ان الكلام صفة محدثة ليست بأزلية كان الله عز وجل ولا
متكلم (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[2694] 2 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي
ابن عباس الخراذيني، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر الجعفري، عن
أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: ذكر عنده قوم يزعمون ان الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء
الدنيا فقال: ان الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنما منظره في القرب والبعد سواء لم
يبعد منه قريب ولم يقرب منه بعيد ولم يحتج إلى شيء بل يحتاج اليه وهو ذو الطول لا
اله إلا هو العزيز الحكيم، أما قول الواصفين: إنه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك
من ينسبه إلى نقص أو زيادة وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به، فمن ظن

(1) الكافي: 1 / 107 ح 1.
121

بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة
أو تحريك أو تحرك أو زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود فإن الله جل وعز عن صفة
الواصفين ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين
تقوم وتقلبك في الساجدين (1).
[2695] 3 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، رفعه عن الحسن بن راشد، عن يعقوب
ابن جعفر، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) انه قال: لا أقول: انه قائم فأزيله عن مكانه، ولا
أحده بمكان يكون فيه ولا أحده أن يتحرك في شيء من الأركان والجوارح، ولا أحده
بلفظ شق فم، ولكن كما قال الله تبارك وتعالى: (كن فيكون) بمشيئته من غير تردد
في نفس، صمدا فردا لم يحتج إلى شريك يذكر له ملكه، ولا يفتح له أبواب علمه (2).
[2696] 4 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن إسماعيل، عن داود بن
عبد الله، عن عمرو بن محمد، عن عيسى بن يونس قال: قال ابن أبي العوجاء
لأبي عبد الله (عليه السلام) في بعض ما كان يحاوره: ذكرت الله فاحلت على غائب، فقال
أبو عبد الله: ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد، وإليهم أقرب من حبل
الوريد يسمع كلامهم ويرى أشخاصهم، ويعلم أسرارهم؟ فقال ابن أبي العوجاء:
أهو في كل مكان أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض؟ وإذا كان في الأرض
كيف يكون في السماء؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إنما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن
مكان اشتغل به مكان وخلا منه مكان فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما يحدث في
المكان الذي كان فيه، فأما الله العظيم الشأن الملك الديان فلا يخلوا منه مكان، ولا
يشتغل به مكان، ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان (3).

(1) الكافي: 1 / 125 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 125 ح 2. والآية في آخر سورة يس.
(3) الكافي: 1 / 125 ح 3.
122

[2697] 5 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى قال:
كتبت إلى أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام): جعلني الله فداك يا سيدي قد روي لنا: أن الله
في موضع دون موضع على العرش استوى وإنه ينزل كل ليلة في النصف الأخير من
الليل إلى السماء الدنيا وروي: انه ينزل عشية عرفة ثم يرجع إلى موضعه، فقال بعض
مواليك في ذلك: إذا كان في موضع دون موضع، فقد يلاقيه الهواء ويتكنف عليه
والهواء جسم رقيم يتكنف على كل شيء بقدره فكيف يتكنف عليه جل ثناؤه على
هذا المثال؟ فوقع (عليه السلام): علم ذلك عنده وهو المقدر له بما هو أحسن تقديرا واعلم انه
إذا كان في السماء الدنيا فهو كما هو على العرش، والأشياء كلها له سواء علما وقدرة
وملكا وإحاطة.
وعنه عن محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن عيسى مثله (1).
[2698] 6 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة تموت ويتحرك الولد في بطنها
أيشق بطنها ويستخرج ولدها؟ قال: نعم وفي رواية ابن أبي عمير زاد فيه يخرج الولد
ويخاط بطنها (2).
[2699] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
ابن وهب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إذا ماتت المرأة وفي بطنها
ولد يتحرك شق بطنها ويخرج الولد وقال: في المرأة تموت في بطنها الولد فيتخوف
عليها قال: لا بأس أن يدخل الرجل يده فيقطعه ويخرجه (3).
[2700] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد وأبي داود جميعا، عن الحسين بن

(1) الكافي: 1 / 126 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 155 ح 2.
(3) الكافي: 3 / 155 ح 3.
123

سعيد، عن علي بن أبي جهمة، عن جهم بن حميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
أبي (عليه السلام) يقول: كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما إذا قام في الصلاة كأنه ساق
شجر لا يتحرك منه شيء إلا ما حركه الريح منه (1).
[2701] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن إسماعيل، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: الحركة في وادي محسر مائة خطوة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2702] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم،
عن أبان، عن سلمة أبي حفص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عليا صلوات الله عليه
كان يقول في صيد السمكة إذا أدركها الرجل وهي تضطرب وتضرب بيديها ويتحرك
ذنبها وتطرف بعينها فهي ذكاتها (3).

(1) الكافي: 3 / 300 ح 4.
(2) الكافي: 4 / 471 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 217 ح 7.
124

الحرية
[2703] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: إن الحر حر على جميع أحواله ان نابته نائبة صبر لها وان تداكت عليه المصائب
لم تكسره وان أسر وقهر واستبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق الأمين
صلوات الله عليه لم يضرر حريته أن استعبد وقهر واسر ولم تضرره ظلمة الجب
ووحشته وما ناله أن من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد إذ كان له مالكا
فأرسله ورحم به أمه وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا أنفسكم على الصبر
تؤجروا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2704] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سنان، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان إذا صلى على المرأة والرجل قدم المرأة
وأخر الرجل وإذا صلى على العبد والحر قدم العبد وأخر الحر وإذا صلى على الكبير
والصغير قدم الصغير وأخر الكبير (2).
[2705] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن الحسين بن علي بن
مروان، عن عدة من أصحابنا، عن أبي حمزة الثمالي، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام) في
المسجد الحرام: لأي شيء سماه الله العتيق؟ فقال: انه ليس من بيت وضعه الله على

(1) الكافي: 2 / 89 ح 6.
(2) الكافي: 3 / 175 ح 3.
125

وجه الأرض إلا له رب وسكان يسكنونه غير هذا البيت فانه لا رب له إلا الله
وهو الحر ثم قال: ان الله عز وجل خلقه قبل الأرض ثم خلق الأرض من بعده فدحاها
من تحته (1).
[2706] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الحر يتزوج الأمة قال: لا بأس إذا
اضطر إليها (2).
الرواية موثقة سندا.
[2707] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، وأحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن الحكم بن مسكين، عن جميل بن دراج، قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن الحر يتزوج الأمة أو عبد يتزوج حرة؟ قال فقال لي: ليس
يسترق الولد إذا كان أحد أبويه حرا انه يلحق بالحر منهما أيهما كان أبا كان أو أما (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2708] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الحر بينه وبين المملوكة لعان فقال: نعم
وبين المملوك والحرة وبين العبد والأمة وبين المسلم واليهودية والنصرانية ولا
يتوارثان ولا يتوارث الحر والمملوكة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2709] 7 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن أبي حمزة، عن علي
بن يقطين، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: سألته عن رجل تزوج غلامه جارية حرة

(1) الكافي: 4 / 189 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 359 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 492 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 164 ح 7.
126

فقال: الطلاق بيد الغلام، قال: وسألته عن رجل زوج أمته رجلا حرا فقال: الطلاق
بيد الحر وسألته عن رجل زوج غلامه جاريته فقال: الطلاق بيد المولى وسألته عن
رجل اشترى جارية ولها زوج عبد فقال: بيعها طلاقها (1).
[2710] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل،
عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي حنيفة:
يا أبا حنيفة ما تقول في بيت سقط على قوم وبقي منهم صبيان أحدهما حر والآخر
مملوك لصاحبه فلم يعرف الحر من المملوك؟ فقال أبو حنيفة: يعتق نصف هذا ويعتق
نصف هذا ويقسم المال بينهما فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ليس كذلك ولكنه يقرع بينهما فمن
أصابته القرعة فهو حر ويعتق هذا فيجعل مولى له (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2711] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
الحارث بن الأحول، عن بريد، عن أبي جعفر (عليه السلام) في الأمة تزني، قال: تجلد نصف
حد الحر كان لها زوج أو لم يكن (3).
[2712] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
والحمد لله رب الأحرار.

(1) الكافي: 6 / 168 ح 5.
(2) الكافي: 7 / 138 ح 7.
(3) الكافي: 7 / 234 ح 4.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
127

الحزم
[2713] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر والحسن بن علي بن فضال، عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: الحزم في القلب والرحمة والغلظة في الكبد والحياء في الرية (1).
[2714] 2 - الكليني، عن بعض أصحابنا رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال:... الحزم مسائة الظن... (2).
[2715] 3 - الصدوق، عن الطالقاني، عن البزوفري، عن إبراهيم بن هيثم، عن أبيه،
عن جده، عن المعافا بن عمران، عن إسرائيل، عن المقدام بن شريح بن هاني، عن
أبي السرد قال: سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) ابنه الحسن بن علي فقال: يا بني ما العقل؟
قال: حفظ قلبك ما استودعه. قال: فما الحزم؟ قال: أن تنتظر فرصتك وتعاجل ما
أمكنك. قال: فما المجد؟ قال: حمل الغارم وابتناء المكارم. قال: فما السماحة؟ قال:
إجابة السائل وبذل النائل. قال: فما الشح؟ قال: أن ترى القليل سرفا وما أنفقت
تلفا قال: فما السرقة؟ قال طلب اليسير ومنع الحقير. قال: فما الكلفة؟ قال: التمسك
بمن لا يؤمنك والنظر فيما لا يعنيك. قال: فما الجهل؟ قال: سرعة الوثوب على الفرصة
قبل الاستمكان منها والامتناع عن الجواب ونعم العوان الصمت في مواطن كثيرة وان
كنت فصيحا، ثم أقبل على الحسين ابنه (عليه السلام) فقال له: يا بني ما السؤدد؟ قال:

(1) الكافي: 8 / 190 ح 218.
(2) الكافي: 1 / 27.
128

احشاش العشيرة واحتمال الجريرة. قال: فما الغنى؟ قال قلة أمانيك والرضا بما
يكفيك. قال: فما الفقر؟ قال: الطمع وشدة القنوط. قال: فما اللؤم؟ قال: احراز المرء
نفسه وإسلامه عرسه. قال: فما الخرق؟ قال: معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك
ونفعك ثم التفت إلى الحارث الأعور فقال: يا حارث علموا هذه الحكم أولادكم فإنها
زيادة في العقل والحزم والرأي (1).
[2716] 4 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... والحزم كياسة... (2).
[2717] 5 - البرقي عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام)
قال: قيل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما الحزم؟ قال: مشاورة ذوي الرأي واتباعهم (3).
[2718] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: الحزم في ثلاثة: الاستخدام
للسلطان والطاعة للوالد والخضوع للمولى (4).
[2719] 7 - المفيد، عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف،
عن ابن مهزيار قال: أخبرني أبو إسحاق الخراساني صاحب كان لنا قال: كان
أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: لا ترتابوا فتشكوا ولا تشكوا فتكفروا ولا ترخصوا
لأنفسكم فتدهنوا ولا تداهنوا في الحق فتخسروا وان من الحزم أن تتفقهوا ومن الفقه
أن لا تغتروا وان أنصحكم لنفسه أطوعكم لربه وان أغشكم لنفسه أعصاكم لربه من
يطع الله يأمن ويرشد ومن يعصه يخب ويندم واسألوا الله اليقين وارغبوا إليه في العافية
وخير ما دار في القلب اليقين أيها الناس إياكم والكذب فإن كل راج طالب وكل
خائف هارب (5).

(1) معاني الأخبار: / 401 ح 62.
(2) الخصال: 2 / 505 ح 3.
(3) المحاسن: 600.
(4) تحف العقول: 318.
(5) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 38 / 206.
129

[2720] 8 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال (عليه السلام): اللجاجة تسلب الرأي
والطمأنينة قبل الحزم [ضد الحزم] والتدبير قبل العمل يؤمنك الندم ومن تحرى
القصد خفت عليه المؤن ومن كابد الامور عطب ولولا التجارب عميت المذاهب وفي
التجارب علم مستأنف وفي التواني والعجز أنتجت الهلكة.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): من لم يعرف لؤم ظفر الأيام لم يحترس من سطوات الدهر
ولم يتحفظ من فلتات الزلل ولم يتعاظمه ذنب وإن عظم (1).
[2721] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الظفر بالحزم والحزم بإجالة الرأي
والرأي بتحصين الأسرار.
وقال (عليه السلام): ثمرة التفريط الندامة وثمرة الحزم السلامة (2).
[2722] 10 - الشهيد رفعه قال الصادق (عليه السلام): من كان الحزم حارسه والصدق جليسه
عظمت بهجته وتمت مروته ومن كان الهوى مالكه والعجز راحته عاقاه عن السلامة
وأسلماه إلى الهلكة (3).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع بحار الأنوار: 68 / 338.

(1) كنز الفوائد: 1 / 367 و 2 / 32، ونقل عنه في بحار الأنوار: 68 / 341 ح 15.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 48 و 181.
(3) الدرة الباهرة: 30، ونقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 228 ح 102.
130

الحزن
[2723] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى، عن الحسن بن علي الوشاء، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط، وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله ولا يلومهم على ما لم يؤته الله
فإن الرزق لا يسوقه حرص حريص ولا يرده كراهية كاره ولو أن أحدكم فر من رزقه
كما يفر من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت، ثم قال: إن الله بعدله وقسطه جعل
الروح والراحة في اليقين والرضا وجعل الهم والحزن في الشك والسخط (1).
الرواية موثقة سندا، بل صحيحة.
[2724] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان، عن
سعيد بن يسار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا صليت المغرب فأمر يدك على جبهتك
وقل: «بسم الله الذي لا اله إلا هو عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم اللهم أذهب
عني الهم والغم والحزن» ثلاث مرات (2).
[2725] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار،
عن الحسن بن محمد بن مهزيار، عن قتيبة الاعشي، قال أتيت أبا عبد الله (عليه السلام) أعود
ابنا له فوجدته على الباب فإذا هو مهتم حزين فقلت: جعلت فداك كيف الصبي؟

(1) الكافي: 2 / 57 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 549 ح 10.
131

فقال: والله انه لما به ثم دخل فمكث ساعة ثم خرج إلينا وقد أسفر وجهه وذهب التغير
والحزن قال: فطمعت أن يكون قد صلح الصبي فقلت: كيف الصبي جعلت فداك؟
فقال: وقد مضى لسبيله فقلت: جعلت فداك لقد كنت وهو حي مهتما حزينا وقد
رأيت حالك الساعة وقد مات غير تلك الحال فكيف هذا؟ فقال: إنا أهل البيت إنما
نجزع قبل المصيبة فإذا وقع أمر الله رضينا بقضائه وسلمنا لأمره (1).
[2726] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن مهران بن محمد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الميت إذا مات بعث الله ملكا
إلى أوجع أهله فمسح على قلبه فأنساه لوعة الحزن ولولا ذلك لم تعمر الدنيا (2).
[2727] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى،
عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): النظيف من الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة (3).
[2728] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد،
عن عبد الله بن القاسم، عن عيسى شلقان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
أمير المؤمنين (عليه السلام) له خؤولة في بني مخزوم وان شابا منهم أتاه فقال: يا خالي ان أخي
مات وقد حزنت عليه حزنا شديدا قال: فقال له: تشتهي أن تراه قال: بلى قال:
فأرني قبره قال: فخرج ومعه بردة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متزرا بها فلما انتهى إلى القبر
تلملمت شفتاه ثم ركضه برجله فخرج من قبره وهو يقول بلسان الفرس فقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ألم تمت وأنت رجل من العرب قال: بلى ولكنا متنا على سنة فلان
وفلان فانقلبت ألسنتنا (4).

(1) الكافي: 3 / 225 ح 11.
(2) الكافي: 3 / 227 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 444 ج 14.
(4) الكافي: 1 / 456 ح 7.
132

[2729] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن فضالة بن
أيوب، عن عمر بن أبان، عن جابر الجعفري قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر (عليه السلام)
فقلت: جعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف
ذلك أهلي في وجهي وصديقي فقال: نعم يا جابر إن الله عز وجل خلق المؤمنين من
طينة الجنان وأجرى فيهم من ريح روحه فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه فإذا
أصاب روحا من تلك الأرواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2730] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال:
سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله عز وجل وكان تحته كنز لهما كان
فيه: بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح وعجبت لمن أيقن
بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف يركن إليها وينبغي لمن
عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه فقلت: جعلت فداك اريد
أن أكتبه قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين يدي فتناولت يده فقبلتها
وأخذت الدواة فكتبته (2).
الرواية معتبرة الإسناد، بل صحيحة.
[2731] 9 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
أبي البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: يحزن عبدي المؤمن ان
قترت عليه وذلك أقرب له مني ويفرح عبدي المؤمن إن وسعت عليه وذلك أبعد له
مني (3).

(1) الكافي: 2 / 166 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 59 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 141 ح 5.
133

[2732] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد،
عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) امرأة حين مات عثمان بن
مظعون وهي تقول: هنيئا لك يا أبا السائب الجنة فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): وما علمك
حسبك أن تقولي كان يحب الله عز وجل ورسوله فلما مات إبراهيم ابن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
هملت عين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالدموع ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): تدمع العين ويحزن القلب
ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ثم رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في قبره خللا
فسواه بيده ثم قال: إذا عمل أحدكم عملا فليتقن ثم قال: الحق بسلفك الصالح عثمان
ابن مظعون (1).
[2733] 11 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن جعفر بن محمد بن مالك،
عن أحمد بن مدين من ولد مالك بن الحارث الأشتر، عن محمد بن عمار، عن أبيه،
عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله ومعي رجل من أصحابنا فقلت له:
جعلت فداك يا ابن رسول الله اني لأغتم وأحزن من غير أن أعرف لذلك سببا فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): إن ذلك الحزن والفرح يصل إليكم منا إذا دخل علينا حزن أو سرور
كان ذلك داخلا عليكم لأنا وإياكم من نور الله عز وجل فجعلنا وطينتنا وطينتكم واحدة
ولو تركت طينتكم كما اخذت لكنا وأنتم سواء ولكن مزجت طينتكم بطينة أعدائكم
فلو لا ذلك ما أذنبتم ذنبا أبدا قال: قلت: جعلت فداك فتعود طينتنا ونورنا كما بدا
فقال: أي والله يا عبد الله أخبرني عن هذا الشعاع الزاجر من القرص إذا طلع أهو
متصل به أو بائن منه فقلت له: جعلت فداك بل هو بائن منه فقال: أفليس إذا غابت
الشمس وسقط القرص عاد إليه فاتصل به كما بدا منه فقلت له: نعم فقال: كذلك والله
شيعتنا من نور الله خلقوا وإليه يعودون والله إنكم لملحقون بنا يوم القيامة وانا لنشفع
فنشفع ووالله انكم لتشفعون فتشفعون وما من رجل منكم إلا وسترفع له نار عن شماله

(1) الكافي: 3 / 262 ح 45.
134

وجنة عن يمينه فيدخل أحباءه الجنة وأعداءه النار (1).
[2734] 12 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة (عليها السلام) قبة من نور وأقبل الحسين
صلوات الله عليه رأسه في يده فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا
نبي مرسل ولا عبد مؤمن إلا بكى لها فيمثل الله عز وجل رجلا لها في أحسن صورة وهو
يخاصم قتلته بلا رأس فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في قتله فيقتلهم
حتى أتى على آخرهم ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم ينشرون فيقتلهم
الحسن (عليه السلام) ثم ينشرون فيقتلهم الحسين (عليه السلام) ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا
قتلهم قتلة فعند ذلك يكشف الله الغيظ وينسى الحزن ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): رحم الله
شيعتنا، شيعتنا والله هم المؤمنون فقد والله شركونا في المصيبة بطول الحزن
والحسرة (2).
[2735] 13 - المفيد، عن الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد
الجبار، عن القاسم بن محمد الرازي، عن علي بن محمد الهرمرازي، عن علي بن
الحسين، عن أبيه الحسين (عليه السلام) قال: لما مرضت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوصت
إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) أن يكتم أمرها ويخفي خبرها ولا يؤذن أحدا بمرضها ففعل
ذلك وكان يمرضها بنفسه وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله على استسرار
بذلك كما أوصت به فلما حضرتها الوفاة أوصت أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يتولى أمرها
ويدفنها ليلا ويعفى قبرها فتولى ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) ودفنها وعفى موضع قبرها فلما
نفض يده من تراب القبر هاج به الحزن فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى

(1) علل الشرايع: 93 ح 2.
(2) عقاب الأعمال: 257 ح 3.
135

قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك من ابنتك
وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقيعك المختار الله لها سرعة اللحاق
بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وضعف عن سيدة النساء تجلدي ألا ان في
التأسي لي بسنتك والحزن الذي حل بي لفراقك موضع التعزي ولقد وسدتك في
ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري وغمضتك بيدي وتوليت أمرك
بنفسي نعم وفي كتاب الله أنعم القبول انا لله وإنا اليه راجعون قد استرجعت الوديعة
واخذت الرهينة واختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله أما حزني
فسرمد وأما ليلي فمسهد لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها أنت
مقيم كمد مقيح وهم مهيج سرعان ما فرق الله بيننا وإلى الله أشكو وستنبئك ابنتك
بتظاهر أمتك علي وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال فكم من غليل معتلج
بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين سلام عليك
يا رسول الله سلام مودع لا سئم ولا قال فإن أنصرف فلا عن ملالة وإن أقم فلا عن
سوء ظني بما وعد الله الصابرين الصبر أيمن وأجمل ولولا غلبة المستولين علينا لجعلت
المقام عند قبرك لزاما والتلبث عنده معكوفا ولا عولت اعوال الثكلى على جليل
الرزية فبعين الله تدفن بنتك سرا ويهتضم حقها قهرا ويمنع ارثها جهرا ولم يطل العهد
ولم يخلق منك الذكر فإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك أجمل العزاء فصلوات الله
عليها وعليك ورحمة الله وبركاته (1).
[2736] 14 - الطوسي، عن المفيد، عن الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن
أبي الخطاب، عن ابن أسباط، عن البطائني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: أوحى الله إلى عيسى بن مريم (عليه السلام): يا عيسى هب لي من عينيك الدموع ومن
قلبك الخشوع واكحل عينيك بميل الحزن إذا ضحك البطالون وقم على قبور الأموات

(1) أمالي المفيد: المجلس الثالث والثلاثون ح 7 / 281.
136

فنادهم بالصوت الرفيع لعلك تأخذ موعظتك منهم وقل اني لاحق في اللاحقين (1).
[2737] 15 - فرات بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى الدهقان معنعنا عن أبي سعيد
الخدري (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي: يا علي أبشر وبشر فليس على
شيعتك حسرة عند الموت ولا وحشة في القبور ولا حزن يوم النشور ولكأني بهم
يخرجون من جدث القبور ينفضون التراب عن رؤوسهم ولحاهم يقولون: (الحمد
لله الذي أذهب عنا الحزن ان ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله
لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب) (2) (3).
[2738] 16 - العياشي، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان يعقوب أتى
ملكا بناحيتكم يسأله الحاجة فقال له الملك: أنت إبراهيم قال: لا قال: وأنت
إسحاق بن إبراهيم قال: لا قال: فمن أنت قال: أنا يعقوب بن إسحاق قال: فما بلغ بك
ما أرى مع حداثة السن قال: الحزن على يوسف قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل
مبلغ فقال: إنا معشر الأنبياء أسرع شيء البلاء إلينا ثم الأمثل فالأمثل من الناس
فقضى حاجته فلما جاوز بابه هبط عليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب ربك يقرؤك
السلام ويقول لك شكوتني إلى الناس فعفر وجهه في التراب وقال: يا رب زلة أقلنيها
فلا أعود بعد هذا أبدا ثم عاد إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ارفع رأسك ربك يقرؤك
السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي فما رئى ناطقا بكلمة مما كان
فيه حتى أتاه بنوه فصرف وجهه إلى الحائط وقال: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله
وأعلم من الله ما لا تعلمون) (4) (5).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الأول ح 15 / 12 الرقم 15.
(2) سورة فاطر: 34.
(3) تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي: 348 ح 475، ونقل عنه في بحار الأنوار: 7 / 198.
(4) سورة يوسف: 86.
(5) تفسير العياشي: 2 / 189، ونقل عنه في بحار الأنوار: 12 / 311.
137

[2739] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واسمعوا دعوة الموت إذ انكم
قبل أن يدعى بكم ان الزاهدين في الدنيا تبكى قلوبهم وان ضحكوا ويشتد حزنهم
وإن فرحوا... ما بالكم تفرحون باليسير من الدنيا تدركونه ولا يحزنكم الكثير من
الآخرة تحرمونه... (1).
[2740] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد عزى الأشعث بن قيس عن ابن له:
يا أشعث ان تحزن على ابنك فقد استحقت منك ذلك الرحم وإن تصبر ففي الله من كل
مصيبة خلف... يا أشعث ابنك سرك وهو بلاء وفتنة وحزنك وهو ثواب ورحمة (2).
[2741] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ومن رضي برزق الله لم يحزن
على ما فاته... (3).
[2742] 20 - الراوندي بالاسناد عن الصدوق، عن ما جيلويه، عن عمه، عن البرقي،
عن البزنطي، عن أبان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان آدم (عليه السلام) لما هبط هبط بالهند ثم
رمي إليه بالحجر الأسود وكان ياقوتة حمراء بفناء العرش فلما رأى عرفه فأكب عليه
وقبله ثم أقبل به فحمله إلى مكة فربما أعيا من ثقله فحمله جبرئيل عنه وكان إذا لم
يأته جبرئيل (عليه السلام) اغتم وحزن فشكا ذلك إلى جبرئيل فقال إذا وجدت شيئا من الحزن
فقل: «لا حول ولا قوة إلا بالله» (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع إلى كتب
الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 291.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 349.
(4) قصص الأنبياء: 49 ح 18، ونقل عنه في بحار الأنوار: 11 / 210 ح 14.
138

الحساب
[2743] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
علي بن يقطين، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إنما
يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من العقول في
الدنيا (1).
[2744] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن صلة الرحم والبر ليهونان
الحساب ويعصمان من الذنوب فصلوا أرحامكم وبروا بإخوانكم ولو بحسن السلام
ورد الجواب (2).
الرواية موثقة سندا.
[2745] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليه السلام)
قالا: أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل خطوة حسنة
ومحيت عنه سيئة ورفعت له درجة وإذا طرق الباب فتحت له أبواب السماء فإذا التقيا
وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه ثم باهى بهما الملائكة فيقول انظروا إلى عبدي
تزاورا وتحابا في حق علي ألا أعذبهما بالنار بعد هذا الموقف فإذا انصرف شيعه

(1) الكافي: 1 / 11 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 157 ح 31.
139

الملائكة عدد نفسه وخطاه وكلامه يحفظونه من بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل
تلك الليلة من قابل فإن مات فيما بينهما أعفي من الحساب وإن كان المزور يعرف من
حق الزائر ما عرفه الزائر من حق المزور كان له مثل أجره (1).
[2746] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أرأيت الميت إذا مات لم تجعل معه الجريدة؟
قال: يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطبا، قال: والعذاب كله في يوم
واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم وإنما جعلت السعفتان لذلك
فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما إن شاء الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2747] 5 - الكليني، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن أبي جرير
الرواسي قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) وهو يقول: «اللهم اني أسألك الراحة عند
الموت والعفو عند الحساب» يرددها (3).
[2748] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
مسكان، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (سيطوقون
ما بخلوا به يوم القيامة) (4) فقال: يا محمد ما من أحد يمنع من زكاة ماله شيئا إلا
جعل الله عز وجل ذلك يوم القيامة ثعبانا من نار مطوقا في عنقه ينهش من لحمه حتى يفرغ
من الحساب ثم قال: هو قول الله عز وجل: (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) يعني ما
بخلوا به من الزكاة (5)

(1) الكافي: 2 / 183 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 152 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 323 ح 10.
(4) سورة آل عمران: 176.
(5) الكافي: 3 / 502 ح 1.
140

الرواية صحيحة الإسناد.
[2749] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن ميمون الصائغ قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أتقبل العمل فيه الصياغة
وفيه النقش فأشارط النقاش على شرط فإذا بلغ الحساب بيني وبينه استوضعته من
الشرط قال: فبطيب نفس منه؟ قلت: نعم قال: لا بأس (1).
[2750] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله،
عن رجل، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول من الله عز وجل على الناس
برهم وفاجرهم بالكتاب والحساب ولولا ذلك لتغالطوا (2).
[2751] 9 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن
علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن إسحاق، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام)
قال: إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنة فقير في
الدنيا وغني في الدنيا فيقول الفقير: يا رب على ما أوقف فوعزتك انك لتعلم انك لم
تولني ولاية فأعدل فيها أو أجور ولم ترزقني مالا فأؤدي منه حقا أو أمنع ولا كان
رزقي يأتيني منها إلا كفافا على ما علمت وقدرت لي فيقول الله جل جلاله صدق
عبدي خلوا عنه يدخل الجنة ويبقى الآخر حتى يسيل منه من العرق ما لو شربه
أربعون بعيرا لكفاها ثم يدخل الجنة فيقول له الفقير ما حبسك فيقول طول الحساب
ما زال الشيء يجيئني بعد الشيء يغفر لي ثم أسأل عن شيء آخر حتى تغمدني الله عز وجل
منه برحمة وألحقني بالتائبين فمن أنت فيقول: أنا الفقير الذي كنت معك آنفا فيقول لقد
غيرك النعيم بعدي (3).

(1) الكافي: 5 / 274 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 155 ح 1.
(3) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 11 / 294، ونقل عنه في بحار الأنوار: 7 / 259 ح 4.
141

الرواية موثقة سندا.
[2752] 10 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن أبيه،
عن محمد بن يحيى، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال لرجل: يا فلان
مالك ولأخيك؟ قال: جعلت فداك كان لي عليه شيء فاستقصيت في حقي فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن قول الله عز وجل (ويخافون سوء الحساب) (1) أتريهم خافوا
أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا ولكنهم خافوا الاستقصاء والمداقة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2753] 11 - الصدوق باسناده إلى الرضا (عليه السلام) قال: إن الله يحاسب كل خلق إلا من أشرك
بالله فانه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار (3).
[2754] 12 - الطوسي، عن المفيد، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري، عن عمه علي
ابن سليمان، عن الطيالسي، عن العلاء، عن محمد قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول
الله عز وجل: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) (4) فقال (عليه السلام):
يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب فيكون الله تعالى هو الذي
يتولى حسابه لا يطلع على حسابه أحدا من الناس فيعرفه ذنوبه حتى إذا أقر بسيئاته
قال الله عز وجل للكتبة: بدلوها حسنات وأظهروها للناس فيقول الناس حينئذ ما كان
لهذا العبد سيئة واحدة ثم يأمر الله به إلى الجنة فهذا تأويل الآية وهي في المذنبين من
شيعتنا خاصة (5).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) سورة الرعد: 21.
(2) معاني الأخبار: 246 ح 1.
(3) عيون اخبار الرضا (عليه السلام) 2 / 34 ح 66.
(4) سورة الفرقان: 70.
(5) أمالي الطوسي: المجلس الثالث ح 14 / 72 الرقم 105.
142

[2755] 13 - الشيخ باسناده إلى الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن
سماعة، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان أول ما يحاسب به العبد
الصلاة فإن قبلت قبل ما سواها، وإن الصلاة إذا ارتفعت في وقتها رجعت إلى صاحبها
وهي بيضاء مشرقة تقول: حفظتني حفظك الله وإذا ارتفعت في غير وقتها بغير
حدودها رجعت إلى صاحبها وهي سوداء مظلمة تقول: ضيعتني ضيعك الله (1).
الرواية موثقة سندا.
[2756] 14 - الطوسي باسناده إلى إبراهيم الأحمري، عن عبد الرحمن بن أحمد التميمي،
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب
شيعتنا فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لكم وما كان لنا فهو لهم ثم قرأ
أبو عبد الله (عليه السلام) (ان إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم) (2) (3).
[2757] 15 - الطوسي باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا كان
يوم القيامة وفرغ الله من حساب الخلائق دفع الخالق عز وجل مفاتيح الجنة والنار إلي فأدفعها
إليك فيقول لك احكم قال علي (عليه السلام): والله إن للجنة أحدا وسبعين بابا يدخل من
سبعين منها شيعتي وأهل بيتي ومن باب واحد سائر الناس (4).
[2758] 16 - العياشي رفعه عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى
(ويخافون سوء الحساب) (5) قال: الاستقصاء والمداقة وقال: يحسب عليهم
السيئات ولا يحسب لهم الحسنات (6).

(1) التهذيب: 2 / 239 ح 15.
(2) سورة الغاشية: 26 و 25.
(3) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 59 / 406 الرقم 911.
(4) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 35 / 368 الرقم 784.
(5) سورة الرعد: 21.
(6) تفسير العياشي: 2 / 210 ح 39، ونقل عنه في بحار الأنوار: 7 / 266 ح 27.
143

[2759] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإن اليوم عمل ولا حساب
وغدا حساب ولا عمل (1).
[2760] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: طوبى لمن ذكر المعاد وعمل
للحساب وقنع بالكفاف ورضي عن الله (2).
[2761] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم صفة الدنيا: ما أصف من
دار أولها عناء وآخرها فناء، في حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها
فتن ومن افتقر فيها حزن ومن ساعاها فاتته ومن قعد عنها واتته ومن أبصر بها
بصرته ومن أبصر إليها أعمته (3).
[2762] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحساب قبل العقاب، الثواب
بعد الحساب (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع إلى كتب الأخبار منها:
بحار الأنوار: 3 / 264 من طبع الكمباني، و 7 / 253 من طبع الحروفي،
والحمد لله.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 42.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 44.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 82.
(4) غرر الحكم ح 379.
144

الحسب
[2763] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة الحسب الافتخار والعجب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2764] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد
ابن إسماعيل، عن حنان، عن عقبة بن بشير الأسدي قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أنا
عقبة بن بشير الأسدي وأنا في الحسب الضخم من قومي قال: فقال: ما تمن علينا
بحسبك ان الله رفع بالإيمان من كان الناس يسمونه وضيعا إذا كان مؤمنا ووضع بالكفر
من كان الناس يسمونه شريفا إذا كان كافرا فليس لأحد فضل على أحد إلا
بالتقوى (2).
[2765] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
عمرو بن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن هارون بن الجهم، عن الأرقط قال: قال
لي أبو عبد الله (عليه السلام): لا تكونن دوارا في الأسواق ولا تلي دقائق الأشياء بنفسك فانه
لا ينبغي للمرء المسلم ذي الحسب والدين أن يلي شراء دقائق الأشياء بنفسه ما خلا
ثلاثة أشياء فانه ينبغي لذي الدين والحسب أن يليها بنفسه: العقار والرقيق
والإبل (3).

(1) الكافي: 2 / 328 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 328 ح 3.
(3) الكافي: 5 / 91 ح 2.
145

[2766] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن مطر بن أرقم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
إن عبد العزيز بن عمر الوالي بعث إلي فاتيته وبين يديه رجلان قد تناول أحدهما
صاحبه فمرش وجهه وقال: ما تقول يا أبا عبد الله في هذين الرجلين قلت: وما قالا؟
قال: قال أحدهما: ليس لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فضل على أحد من بني أمية في الحسب
وقال الآخر: له الفضل على الناس كلهم في كل حين وغضب الذي نصر
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فصنع بوجهه ما ترى فهل عليه شيء فقلت له: إني أظنك قد سألت
من حولك فأخبروك فقال: أقسمت عليك لما قلت فقلت له: كان ينبغي للذي زعم
ان أحد مثل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الفضل أن يقتل ولا يستحيى قال فقال: أو ما الحسب
بواحد فقلت: إن الحسب ليس النسب، ألا ترى لو نزلت برجل من بعض هذه
الأجناس فقراك فقلت: إن هذا الحسب لجاز ذلك فقال أو ما النسب بواحد قلت: إذا
اجتمعا إلى آدم (عليه السلام) فإن النسب واحد ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم يخلطه شرك ولا بغي فأمر
به الوالي فقتل (1).
[2767] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعدة من
أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إني رجل من بجيلة وأنا أدين الله عز وجل بأنكم موالي وقد يسألني
بعض من لا يعرفني فيقول لي: ممن الرجل فأقول له: أنا رجل من العرب ثم من بجيلة
فعلي في هذا اثم حيث لم أقل إني مولى لبني هاشم، فقال: لا أليس قلبك وهواك منعقدا
على أنك من موالينا؟ فقلت: بلى والله فقال: ليس عليك في أن تقول أنا من العرب إنما
أنت من العرب في النسب والعطاء والعدد والحسب فأنت في الدين وما حوى الدين بما
تدين الله عز وجل به من طاعتنا والأخذ به منا من موالينا ومنا وإلينا (2).

(1) الكافي: 7 / 269 ح 42.
(2) الكافي: 8 / 268 ح 395.
146

الرواية صحيحة الإسناد.
[2768] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد والحميري، جميعا، عن هارون بن مسلم، عن
مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): آفة
الحديث الكذب وآفة العلم النسيان وآفة الحلم السفه وآفة العبادة الفترة وآفة الظرف
الصلف وآفة الشجاعة البغيى وآفة السخاء المن وآفة الجمال الخيلاء وآفة الحسب
الفخر (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2769] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن الحميري، عن محمد بن الحسين، عن ابن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن الوليد بن عباس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
الحسب الفعال والشرف المال والكرم التقوى (2).
[2770] 8 - المفيد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن الأدب ينوب عن الحسب (3).
[2771] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أبطأ به عمله لم يسرع به
نسبه.
وفي رواية اخرى: من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب آبائه (4).
[2772] 10 - ابن إدريس رفعه عن السياري، عن محمد بن جمهور، عن بشير الدهان،
عن السكوني قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يحبنا من العرب والعجم وغيرهم من
الناس إلا أهل البيوتات والشرف والمعادن والحسب الصحيح ولا يبغضنا من هؤلاء
إلا كل دنس ملصق (5).

(1) الخصال: 2 / 416 ح 7.
(2) معاني الأخبار: 405 ح 67.
(3) الارشاد: 1 / 298.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 389.
(5) السرائر: 3 / 571، ونقل عنه في بحار الأنوار: 27 / 149 ح 16.
147

الحسد
[2773] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن
أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار
والحسد فأما الحرص فإن آدم (عليه السلام) حين نهى عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل
منها وأما الاستكبار فإبليس حيث أمر بالسجود لآدم فأبى وأما الحسد فابنا آدم
حيث قتل أحدهما صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2774] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء
بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن الرجل ليأتي بأي بادرة
فيكفر وإن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2775] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كاد الفقر أن يكون كفرا وكاد الحسد أن
يغلب القدر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 289 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 306 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 307 ح 4.
148

[2776] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية
ابن وهب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): آفة الدين الحسد والعجب والفخر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2777] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: يقول إبليس لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي فإنهما يعدلان
عند الله الشرك (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2778] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن محمد بن أحمد النهدي رفعه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وضع عن أمتي تسع خصال: الخطاء
والنسيان وما لا يعلمون وما لا يطيقون وما اضطروا إليه وما استكرهوا عليه والطيرة
والوسوسة في التفكر في الخلق والحسد ما لم يظهر بلسان أو يد (3).
[2779] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
الحسن، عن يوسف بن حماد، عمن ذكره عن جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): غيرة
النساء الحسد والحسد هو أصل الكفر ان النساء إذا غرن غضبن وإذا غضبن كفرن إلا
المسلمات منهن (4).
[2780] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي مالك الحضرمي،
عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاثة لم ينج منها نبي فمن دونه: التفكر
في الوسوسة في الخلق والطيرة والحسد إلا أن المؤمن لا يستعمل حسده (5).

(1) الكافي: 2 / 307 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 327 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 463 ح 2.
(4) الكافي: 5 / 505 ح 4.
(5) الكافي: 8 / 108 ح 86.
149

[2781] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن
القاسم بن عروة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الرؤيا لا تقص إلا على مؤمن خلا من الحسد والبغي (1).
[2782] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، عن داود الرقي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله ولا يحسد
بعضكم بعضا ان عيسى بن مريم كان من شرايعه السيح في البلاد فخرج في بعض
سيحه ومعه رجل من أصحابه قصير وكان كثير اللزوم لعيسى (عليه السلام) فلما انتهى عيسى
إلى البحر قال: بسم الله بصحة يقين منه فمشى على ظهر الماء فقال الرجل القصير حين
نظر إلى عيسى (عليه السلام) جازه: بسم الله بصحة يقين منه فمشى على الماء ولحق بعيسى (عليه السلام)
فدخله العجب بنفسه فقال: هذا عيسى روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء
فما فضله علي، قال: فرمس في الماء فاستغاث بعيسى فتناوله من الماء فأخرجه ثم قال
له: ما قلت يا قصير؟ قال قلت: هذا روح الله يمشي على الماء وأنا أمشي على الماء
فدخلني من ذلك عجب فقال له عيسى: لقد وضعت نفسك في غير الموضع الذي
وضعك الله فيه فمقتك الله على ما قلت فتب إلى الله عز وجل مما قلت قال: فتاب الرجل وعاد إلى
مرتبته التي وضعه الله فيها فاتقوا الله ولا يحسدن بعضكم بعضا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2783] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن داود
الرقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل لموسى بن
عمران (عليه السلام): يا ابن عمران لا تحسدن الناس على ما آتيتهم من فضلي ولا تمدن عينيك
إلى ذلك ولا تتبعه نفسك فإن الحاسد ساخط لنعمي، صاد لقسمي الذي قسمت بين

(1) الكافي: 8 / 336 ح 530.
(2) الكافي: 2 / 306 ح 3.
150

عبادي، ومن يك كذلك فلست منه وليس مني (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2784] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن
المنقري، عن الفضيل بن عياض، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان المؤمن يغبط ولا
يحسد والمنافق يحسد ولا يغبط (2).
[2785] 13 - الصدوق بسنده إلى ابن أبي عمير، عن يحيى بن عمران، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الشجاعة في أهل خراسان والباه في أهل بربر والسخاء والحسد
في العرب فتخيروا لنطفكم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2786] 14 - الصدوق، عن ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن
الهروي، قال قلت للرضا (عليه السلام): يا ابن رسول الله أخبرني عن الشجرة التي أكل منها
آدم وحواء ما كانت فقد اختلف الناس فيها فمنهم من يروي أنها الحنطة ومنهم من
يروي أنها العنب ومنهم من يروي أنها شجرة الحسد فقال: كل ذلك حق قلت: فما
معنى هذه الوجوه على اختلافها؟ فقال: يا أبا الصلت ان شجر الجنة تحمل أنواعا
فكانت شجرة الحنطة وفيها عنب وليست كشجر الدنيا وان آدم (عليه السلام) لما أكرمه الله
تعالى ذكره بإسجاد ملائكته له وبإدخاله الجنة قال في نفسه: هل خلق الله بشرا
أفضل مني فعلم الله عز وجل ما وقع في نفسه فناداه ارفع رأسك يا آدم فانظر إلى ساق
عرشي فرفع آدم رأسه فنظر إلى ساق العرش فوجد عليه مكتوبا لا اله إلا الله محمدا
رسول الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وزوجه فاطمة سيدة نساء العالمين والحسن

(1) الكافي: 2 / 307 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 307 ح 7.
(3) الفقيه: 3 / 472 ح 4648.
151

والحسين سيدا شباب أهل الجنة فقال آدم (عليه السلام): يا رب من هؤلاء فقال عز وجل: من ذريتك
وهم خير منك ومن جميع خلقي ولولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة والنار ولا السماء
والأرض فإياك أن تنظر إليهم بعين الحسد فأخرجك عن جواري فنظر إليهم بعين
الحسد وتمنى منزلتهم فتسلط الشيطان عليه حتى أكل من الشجرة التي نهي عنها
وتسلط على حواء لنظرها إلى فاطمة (عليها السلام) بعين الحسد حتى أكلت من الشجرة كما أكل
آدم فأخرجهما الله عز وجل عن جنته وأهبطهما عن جواره إلى الأرض (1).
[2787] 15 - الصدوق، بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عن آبائه عن علي بن الحسين (عليه السلام)
قال: أخذ الناس ثلاثة من ثلاثة: أخذوا الصبر عن أيوب والشكر عن نوح والحسد
عن بني يعقوب (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2788] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسن بن علي، عن
عمر، عن أبان بن عثمان، عن العلاء بن سيابة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما هبط نوح
من السفينة أتاه إبليس فقال له: ما في الأرض رجل أعظم منه على منك دعوت الله
على هؤلاء الفساق فارحتني منهم ألا أعلمك خصلتين: إياك والحسد فهو الذي عمل
بي ما عمل وإياك والحرص فهو الذي عمل بآدم ما عمل (3).
[2789] 17 - البرقي قال: روي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ستة لا تكون في مؤمن قيل وما
هي؟ قال: العسر والنكد واللجاجة والكذب والحسد والبغي وقال: لا يكون المؤمن
محاربا [مجازفا] (4).

(1) معاني الأخبار: 124.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 45 ح 164.
(3) الخصال: 1 / 50 ح 61.
(4) المحاسن: 158.
152

[2790] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... حسد الصديق من سقم
المودة (1).
[2791] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صحة الجسد من قلة
الحسد (2).
[2792] 20 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق
والتقصير عن الاستحقاق عي أو حسد (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع ارشاد القلوب:
129، والوافي: 5 / 859، والمحجة البيضاء: 5 / 325، وبحار الأنوار:
70 / 237، ووسائل الشيعة: 11 / 292، ومستدرك الوسائل: 12 / 15،
وجامع أحاديث الشيعة: 13 / 481.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 218.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 256.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 347.
153

الحسرة
[2793] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
المفضل الجعفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الحسرة والندامة والويل كله لمن لم ينتفع
بما أبصره ولم يدر ما الأمر الذي هو عليه مقيم أنفع له أم ضر قلت له: فبم يعرف
الناجي من هؤلاء جعلت فداك؟ قال: من كان فعله لقوله موافقا فاثبت له الشهادة
بالنجاة ومن لم يكن فعله لقوله موافقا فإنما ذلك مستودع (1).
[2794] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، رفعه
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلام له خطب به على المنبر: أيها الناس إذا علمتم
فاعملوا بما علمتم لعلكم تهتدون، إن العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الذي
لا يستفيق عن جهله، بل قد رأيت أن الحجة عليه أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم
المنسلخ من علمه، منها على هذا الجاهل المتحير في جهله وكلاهما حائر بائر،
لا ترتابوا فتشكوا ولا تشكوا فتكفروا ولا ترخصوا لأنفسكم فتدهنوا ولا تدهنوا في
الحق فتخسروا وان من الحق أن تفقهوا ومن الفقه أن لا تغتروا وإن أنصحكم لنفسه
أطوعكم لربه وأغشكم لنفسه أعصاكم لربه ومن يطع الله يأمن ويستبشر ومن يعص
الله يخب ويندم (2).
[2795] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد بن
عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال:

(1) الكافي: 2 / 419 ح 1.
(2) الكافي: 1 / 45 ح 6.
154

سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يحدث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال في كلام له: العلماء رجلان:
رجل عالم آخذ بعلمه فهذا ناج، وعالم تارك لعلمه فهذا هالك، وان أهل النار ليتاذون
من ريح العالم التارك لعلمه وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا عبدا إلى الله
فاستجاب له وقبل منه فأطاع الله فأدخله الله الجنة وأدخل الداعي النار بتركه علمه
واتباعه الهوى وطول الأمل أما اتباع الهوى فيصد عن الحق وطول الأمل ينسي
الآخرة (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[2796] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان، عن
خيثمة قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) أودعه فقال: يا خيثمة أبلغ من ترى من
موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يعود غنيهم على فقيرهم وقويهم على
ضعيفهم وان يشهد حيهم جنازة ميتهم وأن يتلاقوا في بيوتهم فإن لقيا بعضهم بعضا
حياة لأمرنا، رحم الله عبدا أحيا أمرنا، يا خيثمة أبلغ موالينا انا لا نغني عنهم من الله
شيئا إلا بعمل وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بالورع وان أشد الناس حسرة يوم القيامة
من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (2).
الرواية من حيث السند لا بأس به.
[2797] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن يوسف
البزاز، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن من أشد الناس حسرة
يوم القيامة من وصف عدلا ثم عمل بغيره (3).
[2798] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من أعظم الناس حسرة يوم

(1) الكافي: 1 / 44 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 175 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 299 ح 1.
155

القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2799] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
خلف بن حماد، عن ربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي، عن الفضيل بن يسار قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من مجلس يجتمع فيه أبرار وفجار فيقومون على غير ذلك الله عز وجل
إلا كان حسرة عليهم يوم القيامة (2).
[2800] 8 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن حسين بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من
قوم اجتمعوا في مجلس فلم يذكروا اسم الله عز وجل ولم يصلوا على نبيهم إلا كان ذلك
المجلس حسرة ووبالا عليهم (3).
[2801] 9 - الكليني، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) قال: هو
الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه بطاعة الله أو
في معصية الله فإن عمل به في طاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد كان المال له
وإن كان عمل به في معصية الله قواه بذلك المال حتى عمل به في معصية الله عز وجل (4).
[2802] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي
ابن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: النظر سهم من سهام
إبليس مسموم وكم من نظرة أورثت حسرة طويلة (5).

(1) الكافي: 2 / 300 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 496 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 497 ح 5.
(4) الكافي: 4 / 42 ح 2.
(5) الكافي: 5 / 559 ح 12.
156

حسن البشر
[2803] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
الحسن بن الحسين قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا بني
عبد المطلب إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فالقوهم بطلاقة الوجه وحسن
البشر (1).
ورواه عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إلا
أنه قال: يا بني هاشم.
[2804] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن فضيل قال: صنائع
المعروف وحسن البشر يكسبان المحبة ويدخلان الجنة والبخل وعبوس الوجه
يبعدان من الله ويدخلان النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد، ولكن مضمرة.
[2805] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): حسن البشر
يذهب بالسخيمة (3).
الرواية موثقة سندا. السخيمة: الحقد في النفس.
[2806] 4 - الكليني، عن العدة، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن

(1) الكافي: 2 / 103 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 103 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 103 ح 6.
157

أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ثلاث من أتى الله بواحدة منهن أوجب الله له الجنة: الإنفاق من
إقتار والبشر لجميع العالم، والإنصاف من نفسه (1).
الرواية موثقة سندا.
[2807] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن
سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فقال:
يا رسول الله أوصني، فكان فيما أوصاه أن قال: ألق أخاك بوجه منبسط (2).
[2808] 6 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض أصحابه، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: ما حد حسن الخلق؟ قال تلين جناحك وتطيب
كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن (3).
[2809] 7 - الطوسي، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن إبراهيم بن جعفر العسكري،
عن عبيد بن الهيثم، عن حسين بن علوان، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السلام) قال: حسن
البشر للناس نصف العقل والتقدير نصف المعيشة والمرأة الصالحة أحد الكاسبين (4).
[2810] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن البشر أول العطاء وأسهل
السخاء (5).
[2811] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن البشر أحد البشارتين (6).
[2812] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن البشر من علائم
النجاح (7).

(1) الكافي: 2 / 103 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 103 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 103 ح 4.
(4) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 5 / 614 الرقم 1269.
(5) غرر الحكم: ح 4835.
(6) غرر الحكم: ح 4849.
(7) غرر الحكم: ح 4866.
158

حسن الخلق
[2813] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وغير واحد، عن الحسين
بن الحسن جميعا، عن محمد بن أورمة، عن محمد بن علي، عن إسماعيل بن يسار،
عن عثمان بن يوسف قال: أخبرني عبد الله بن كيسان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: جعلت فداك أنا مولاك، عبد الله بن كيسان قال: أما النسب فأعرفه واما أنت
فلست أعرفك، قال: قلت له: إني ولدت بالجبل ونشأت في أرض فارس وانني
أخالط الناس في التجارات وغير ذلك، فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت
وحسن الخلق وكثرة أمانة، ثم أفتشه فأتبينه عن عداوتكم وأخالط الرجل فأرى
منه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة ثم أفتشه فأتبينه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟
فقال لي: أما علمت يا بن كيسان أن الله عز وجل أخذ طينة من الجنة وطينة من النار فخلطهما
جميعا، ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه فما رأيت من أولئك من الأمانة وحسن
الخلق وحسن السمت فمما مستهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه وما
رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة وسوء الخلق والزعارة فمما مستهم من طينة النار وهم
يعودون إلى ما خلقوا منه (1).
[2814] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل خص رسله
بمكارم الأخلاق فامتحنوا أنفسكم فإن كانت فيكم فاحمدوا الله واعلموا أن ذلك من

(1) الكافي: 2 / 4 ح 5.
159

خير وإن لا تكن فيكم فاسألوا الله وارغبوا إليه فيها، قال: فذكرها عشرة: اليقين
والقناعة والصبر والشكر والحلم وحسن الخلق والسخاء والغيرة والشجاعة والمروة
قال: وروى بعضهم بعد هذه الخصال العشرة وزاد فيها الصدق وأداء الأمانة (1).
الرواية موثقة سندا.
[2815] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل ارتضى لكم الإسلام
دينا فأحسنوا صحبته بالسخاء وحسن الخلق (2).
[2816] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
عبد الله بن سنان، عن رجل من بني هاشم قال: أربع من كن فيه كمل إسلامه ولو كان
من قرنه إلى قدمه خطايا لم تنقصه: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر (3).
[2817] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن أبي اسامة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليك بتقوى الله والورع
والاجتهاد وصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق وحسن الجوار وكونوا دعاة
إلى أنفسكم بغير ألسنتكم وكونوا زينا ولا تكونوا شينا وعليكم بطول الركوع
والسجود فإن أحدكم إذا طال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه وقال: يا ويله
أطاع وعصيت وسجد وأبيت (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2818] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله
ابن سنان، عن رجل من أهل المدينة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال

(1) الكافي: 2 / 56 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 56 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 77 ح 9.
160

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما يوضع في ميزان امرئ يوم القيامة أفضل من حسن الخلق (1).
[2819] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي ولاد الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربع من كن فيه كمل إيمانه وإن كان من
قرنه إلى قدمه ذنوبا لم ينقصه ذلك قال: وهو الصدق وأداء الأمانة والحياء وحسن
الخلق (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2820] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أكثر ما تلج به أمتي الجنة تقوى الله وحسن
الخلق (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2821] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: البر وحسن الخلق يعمران الديار ويزيدان في الأعمار (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2822] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن
عبد الله بن إبراهيم، عن علي بن أبي علي اللهبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله
تبارك وتعالى ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي المجاهد في سبيل
الله، يغدو عليه ويروح (5).
[2823] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن

(1) الكافي: 2 / 99 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 99 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 100 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 100 ح 8.
(5) الكافي: 2 / 101 ح 12.
161

حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن بحر السقا قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام):
يا بحر حسن الخلق يسر ثم قال: ألا أخبرك بحديث ما هو في يدي أحد من أهل
المدينة قلت: بلى قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت
جارية لبعض الأنصار وهو قائم فأخذت بطرف ثوبه فقام لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلم تقل
شيئا ولم يقل لها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) شيئا حتى فعلت ذلك ثلاث مرات فقام لها النبي في الرابعة
وهي خلفه فأخذت هدبة من ثوبه ثم رجعت فقال لها الناس: فعل الله بك وفعل
حبست رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاث مرات، لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا ما
كانت حاجتك اليه؟ قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه يستشفى
بها فلما أردت أخذها رآني فقام فاستحييت منه أن آخذها وهو يراني وأكره أن
أستأمره في أخذها فأخذتها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2824] 12 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان حسن الخلق يبلغ بصاحبه درجة الصائم
القائم (2).
الرواية موثقة سندا.
[2825] 13 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي اسامة زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال لي: يا زيد اصبر على أعداء النعم، فإنك تكافي من عصى الله فيك بأفضل
من أن تطيع الله فيه يا زيد ان الله اصطفى الإسلام واختاره، فأحسنوا صحبته بالسخاء
وحسن الخلق (3).

(1) الكافي: 2 / 102 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 103 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 110 ح 8.
162

[2826] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من الإيمان حسن الخلق وإطعام الطعام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2827] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي
الآخرة حسنة) رضوان الله والجنة في الآخرة والمعاش وحسن الخلق في الدنيا (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2828] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد
جميعا، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن
صاحبتي هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: انظر أين تضع
نفسك ومن تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك فإن كنت لابد فاعلا فبكرا
تنسب إلى الخير وإلى حسن الخلق، واعلم أنهن كما قال:
ألا ان النساء خلقن شتى * فمنهن الغنيمة والغرام
ومنهن الهلال إذا تجلى * لصاحبه ومنهن الظلام
فمن يظفر بصالحهن يسعد * ومن يغبن فليس له انتقام
وهن ثلاث: فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه وآخرته ولا تعين
الدهر عليه، وامرأة عقيمة لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها على خير، وامرأة
صخابة ولاجة همازة تستقل الكثير ولا تقبل اليسير (3).
الرواية حسنة سندا.

(1) الكافي: 4 / 50 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 71 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 323 ح 3.
163

[2829] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن جميل بن صالح، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2830] 18 - الكليني، عن عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، عن عنبسة العابد قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): ما يقدم المؤمن على الله عز وجل
بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله تعالى من أن يسع الناس بخلقه (2).
[2831] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين
الأحمسي وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال إن الخلق الحسن يميث الخطيئة
كما تميث الشمس الجليد (3).
الرواية موثقة سندا. يميث: أي يذيب. الجليد: ما يسقط على الأرض من الندى
فيجمد.
[2832] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: هلك رجل على عهد
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأتي الحفارين فإذا بهم لم يحفروا شيئا وشكوا ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقالوا: يا رسول الله ما يعمل حديدنا في الأرض فكأنما نضرب به في الصفا، فقال: لم
إن كان صاحبكم لحسن الخلق، ايتوني بقدح من ماء فأتوه به، فأدخل يده فيه ثم
رشه على الأرض رشا ثم قال: احفروا قال: فحفر الحفارون فكأنما كان رملا يتهايل
عليهم (4).

(1) الكافي: 2 / 99 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 100 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 100 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 101 ح 10.
164

الرواية موثقة سندا. الصفا: جمع الصفاة وهي الصخرة الملساء.
[2833] 21 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الخلق منيحة يمنحها الله عز وجل خلقه فمنه سجية ومنه نية، فقلت
فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية هو مجبول لا يستطيع غيره وصاحب النية
يصبر على الطاعة تصبرا فهو أفضلهما (1).
المنحة: العطية. سجية: جبلة وطبيعة. نية: أي من قصد واكتساب وتعمد.
[2834] 22 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله الحجال، عن أبي عثمان
القابوسي، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى أعار أعداءه
أخلاقا من أخلاق أوليائه ليعيش أولياؤه مع أعدائه في دولاتهم.
وفي رواية اخرى: ولولا ذلك لما تركوا وليا لله إلا قتلوه (2).
[2835] 23 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين
ابن المختار، عن العلاء بن كامل قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا خالطت الناس فإن
استطعت أن لا تخالط أحدا من الناس إلا كانت يدك العليا عليه فافعل فإن العبد يكون
فيه بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق، فيبلغه الله ب‍ [حسن] خلقه
درجة الصائم القائم (3).
[2836] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حبيب
الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أفاضلكم أحسنكم
أخلاقا الموطؤون أكنافا الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم (4).
الموطؤون أكنافا: يعني: الذين جوانبهم وطيئة يتمكن منها من يصاحبهم ولا يتأذى.

(1) الكافي: 2 / 101 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 101 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 101 ح 14.
(4) الكافي: 2 / 102 ح 16.
165

[2837] 25 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن
محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): المؤمن مألوف ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (1).
[2838] 26 - الكليني، عن بعض أصحابنا، رفعه عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال:... وحسن الخلق مجلبة للمودة... (2).
[2839] 27 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن
سالم قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لحمران بن أعين:... ولا عيش أهنأ من حسن
الخلق... (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2840] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وأكرم الحسب حسن
الخلق... (4).
[2841] 29 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا قرين كحسن الخلق... (5).
[2842] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كفى بالقناعة ملكا وبحسن الخلق
نعيما... (6).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا نبذة منها وإن شئت أكثر من هذا فعليك
بمراجعة كتب الأخبار نحو بحار الأنوار: 68 / 372، وفيه ثمانون رواية.

(1) الكافي: 2 / 102 ح 17.
(2) الكافي: 1 / 27.
(3) الكافي: 8 / 244 ح 338.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 38.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 229.
166

حسن الظن
[2843] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
داود بن كثير، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
قال الله تبارك وتعالى: لا يتكل العاملون على أعمالهم التي يعملونها لثوابي فإنهم لو
اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم أعمارهم في عبادتي كانوا مقصرين غير بالغين في عبادتهم
كنه عبادتي فيما يطلبون عندي من كرامتي والنعيم في جناتي ورفيع الدرجات العلى في
جواري ولكن برحمتي فليثقوا وفضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا فإن
رحمتي عند ذلك تدركهم ومني يبلغهم رضواني، ومغفرتي تلبسهم عفوي فإني أنا الله
الرحمن الرحيم وبذلك تسميت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2844] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حسن الظن بالله أن لا ترجوا
إلا الله ولا تخاف إلا ذنبك (2).
[2845] 3 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن أحمد بن الجهم
الخزاز، عن محمد بن عمر بن يزيد، عن بعض أصحابه قال: كنت وراء أبي الحسن
موسى (عليه السلام) على الصفا أو على المروة وهو لا يزيد على حرفين «اللهم إني أسألك حسن

(1) الكافي: 2 / 71 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 72 ح 4.
167

الظن بك في كل حال وصدق النية في التوكل عليك» (1).
[2846] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: وجدنا في كتاب
علي (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: - وهو على منبره - والذي لا اله إلا هو ما أعطي
مؤمن قط خير الدنيا والآخرة إلا بحسن ظنه بالله ورجائه له وحسن خلقه والكف عن
اغتياب المؤمنين والذي لا اله إلا هو لا يعذب الله مؤمنا بعد التوبة والاستغفار إلا
بسوء ظنه بالله وتقصيره من رجائه وسوء خلقه واغتيابه للمؤمنين والذي لا اله إلا هو
لا يحسن ظن عبد مؤمن بالله إلا كان الله عند ظن عبده المؤمن، لأن الله كريم بيده
الخيرات يستحيي أن يكون عبده المؤمن قد أحسن به الظن ثم يخلف ظنه ورجاءه
فأحسنوا بالله الظن وارغبوا إليه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2847] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: أحسن الظن بالله فإن الله عز وجل يقول: أنا
عند ظن عبدي المؤمن بي إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2848] 6 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن أحمد بن عمر قال: دخلت على
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنا وحسين بن ثوير بن أبي فاختة فقلت له: جعلت فداك إنا
كنا في سعة من الرزق وغضارة من العيش فتغيرت الحال بعض التغيير فادع الله عز وجل أن
يرد ذلك إلينا، فقال: أي شيء تريدون تكونون ملوكا؟ أيسرك أن تكون

(1) الكافي: 4 / 433 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 71 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 72 ح 3.
168

مثل طاهر وهرثمة وأنك على خلاف ما أنت عليه؟ قلت: لا والله ما يسرني أن لي
الدنيا بما فيها ذهبا وفضة وأني على خلاف ما أنا عليه. قال فقال: فمن
أيسر منكم فليشكر الله، ان الله عز وجل يقول: (لئن شكرتم لأزيدنكم) (1) وقال سبحانه
وتعالى: (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور) (2) وأحسنوا الظن بالله
فإن أبا عبد الله (عليه السلام) كان يقول: من حسن ظنه بالله كان الله عند ظنه به ومن رضي
بالقليل من الرزق قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت
مؤونته وتنعم أهله وبصره الله داء الدنيا ودواءها وأخرجه منها سالما إلى
دار السلام... (3).
طاهر بن الحسين الملقب بذي اليمينين وهرثمة بن أعين كلاهما من قواد المأمون
وخدامه والأول ينسب إلى التشيع والثاني شيعي وذكرهما في الحديث بجهة ميل
الدنيا إليهما لا خلافهما لمذهب الحق كما هو واضح.
[2849] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد
ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن آخر عبد
يؤمر به إلى النار يلتفت فيقول الله عز وجل: اعجلوه فإذا أتي به قال له: عبدي لم التفت؟
فيقول: يا رب ما كان ظني بك هذا، فيقول جل جلاله: عبدي وما كان ظنك بي؟
فيقول: يا رب كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي وتسكنني جنتك فيقول الله: ملائكتي
وعزتي وجلالي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني ما ظن بي هذا ساعة من حياته خيرا
قط ولو ظن بي ساعة من حياته خيرا ما روعته بالنار أجيزوا له كذبه وادخلوه الجنة
ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما ظن عبد بالله خيرا إلا كان الله عند ظنه به ولا ظن به سوءا

(1) سورة إبراهيم: 7.
(2) سورة سبأ: 12.
(3) الكافي: 8 / 346 ح 546.
169

إلا كان الله عند ظنه به وذلك قوله عز وجل: (وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم
فأصبحتم من الخاسرين) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2850] 8 - الصدوق باسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال:... ورأيت رجلا من أمتي
على الصراط يرتعد كما ترتعد السعفة في يوم ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله
فسكن رعدته، الخبر (3).
[2851] 9 - البرقي، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
يؤتى بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله: ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟
فيقول: بلى يا رب ولكن غلبت علي شهوتي فإن تعذبني فبذنبي لم تظلمني فيأمر الله به
إلى النار فيقول: ما كان هذا ظني بك فيقول ما كان ظنك بي؟ قال: كان ظني بك
أحسن الظن فيأمر الله به إلى الجنة فيقول الله تبارك وتعالى: لقد نفعك حسن ظنك بي
الساعة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2852] 10 - الحسين بن سعيد، عن مالك الجهني قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) وقد
حدثت نفسي بأشياء فقال لي: يا مالك: أحسن الظن بالله ولا تظن انك مفرط في
أمرك، الحديث (5).
[2853] 11 - الطوسي، عن الحفار، عن محمد بن إبراهيم بن كثير، عن الحسن بن
هانىء، عن هانىء بن حماد بن سلمة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس قال: قال

(1) سورة فصلت: 23.
(2) ثواب الأعمال: 206.
(3) أمالي الصدوق: المجلس الحادي والأربعون ح 1 / 192، فضائل الأشهر الثلاثة: 113.
(4) المحاسن: 25.
(5) المؤمن: 30 ح 56.
170

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يموتن أحدكم حتى يحسن ظنه بالله عز وجل فإن حسن الظن بالله عز وجل
ثمن الجنة (1).
[2854] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... واعلم انه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه
إليهم وتخفيفه المؤونات عليهم وترك استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم فليكن
منك في ذلك أمر يجتمع لك به حسن الظن برعيتك فإن حسن الظن يقطع عنك نصبا
طويلا وإن أحق من حسن ظنك به لمن حسن بلاؤك عنده وإن أحق من ساء ظنك به
لمن ساء بلاؤك عنده... (2).
قد مر منا مرارا إن لهذا العهد سند معتبر.
[2855] 13 - الديلمي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الثقة بالله وحسن الظن به
حصن لا يتحصن به إلا كل مؤمن والتوكل عليه نجاة من كل سوء وحرز من كل
عدو (3).
[2856] 14 - القطب الراوندي رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: يقول الله أنا عند ظن عبدي
بي فليظن ما شاء (4).
[2857] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من حسن ظنه بالله فاز
بالجنة (5).
[2858] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن الظن أن تخلص العمل
وترجوا من الله أن يعفو عن الزلل (6).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 65 / 379 الرقم 814.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) ارشاد القلوب: 109.
(4) لب اللباب: ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 11 / 252.
(5) غرر الحكم: ح 8841.
(6) غرر الحكم: ح 4836.
171

[2859] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: حسن الظن راحة القلب
وسلامة الدين (1).
[2860] 18 - الشهيد رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حسن الظن بالله من عبادة
الله (2).
[2861] 19 - الأحسائي باسناده إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: حب الدنيا رأس كل خطيئة
ورأس العبادة حسن الظن بالله (3).
[2862] 20 - سبط الطبرسي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: بعث عيسى بن مريم
رجلين من أصحابه في حاجة فرجع أحدهما مثل الشن البالي والآخر شحما وسمينا
فقال للذي مثل الشن: ما بلغ منك ما أرى؟ قال: الخوف من الله، وقال للآخر
السمين: ما بلغ بك ما أرى؟ فقال حسن الظن بالله (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع الوافي: 4 / 295،
وبحار الأنوار: 67 / 323، ووسائل الشيعة: 11 / 180 ومستدرك الوسائل:
11 / 248 وغيرها من كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 4816.
(2) الدرة الباهرة: 18.
(3) عوالي اللآلي: 1 / 27 ح 9، ونقل عنه في بحار الأنوار: 51 / 258 ح 5.
(4) مشكاة الأنوار: 36، ونقل عنه في بحار الأنوار: 67 / 400 ح 74.
172

الحسنة
[2863] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن
اورمه، ومحمد بن عبد الله، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): دخل أبو عبد الله الجدلي على أمير المؤمنين
فقال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ألا أخبرك بقول الله عز وجل: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم
من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا
ما كنتم تعملون) (1) قال: بلى يا أمير المؤمنين جعلت فداك فقال: الحسنة معرفة
الولاية وحبنا أهل البيت والسيئة إنكار الولاية وبغضنا أهل البيت ثم قرأ عليه هذه
الآية (2).
[2864] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: أوحى الله عز وجل إلى داود (عليه السلام) أن العبد من
عبادي ليأتيني بالحسنة فأبيحه جنتي فقال داود: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال:
يدخل على عبدي المؤمن سرورا ولو بتمرة قال داود: يا رب حق لمن عرفك أن
لا يقطع رجاءه منك (3).
الرواية موثقة سندا.

(1) سورة النمل: 91 - 92.
(2) الكافي: 1 / 185 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 189 ح 5.
173

[2865] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي علي
صاحب الشعير، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى
موسى (عليه السلام) أن من عبادي من يتقرب إلي بالحسنة فأحكمه في الجنة فقال موسى:
يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن في قضاء حاجته قضيت أو لم
تقض (1).
[2866] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما
صبروا) قال: بما صبروا على التقية (ويدرؤن بالحسنة السيئة) (2) قال:
الحسنة التقية والسيئة الإذاعة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2867] 5 - الكليني، عن العدة، عن البرقي، عن علي بن حفص العوسي، عن علي بن
السائح، عن عبد الله بن موسى بن جعفر، عن أبيه قال: سألته عن الملكين هل يعلمان
بالذنب إذا أراد العبد أن يفعله أو الحسنة؟ فقال: ريح الكنيف وريح الطيب سواء؟
قلت: لا قال: إن العبد إذا هم بالحسنة خرج نفسه طيب الريح فقال صاحب اليمين
لصاحب الشمال: قم فانه قد هم بالحسنة فإذا فعلها كان لسانه قلمه وريقه مداده
فأثبتها له وإذا هم بالسيئة خرج نفسه منتن الريح فيقول صاحب الشمال لصاحب
اليمين: قف فانه قد هم بالسيئة فإذا هو فعلها كان لسان قلمه وريقه مداده وأثبتها
عليه (4).

(1) الكافي: 2 / 195 ح 12.
(2) سورة القصص: 54.
(3) الكافي: 2 / 217 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 429 ح 3.
174

[2868] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن حمزة بن حمران، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: إن الله عز وجل إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم فإن لم
يفعل ذلك له ابتلاه بالحاجة فإن لم يفعل به ذلك شدد عليه الموت ليكافيه بذلك
الذنب قال: وإذا كان من أمره أن يهين عبدا وله عنده حسنة صحح بدنه، فإن لم
يفعل به ذلك وسع عليه في رزقه فإن هو لم يفعل ذلك به هون عليه الموت ليكافيه
بتلك الحسنة (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2869] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الريان بن الصلت رفعه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرا ما يقول في خطبته: يا أيها
الناس دينكم دينكم فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره والسيئة فيه تغفر
والحسنة في غيره لاتقبل (2).
[2870] 8 - الكليني، عن علي بن محمد ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد
ابن محمد، عن المفضل بن صالح، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت
له: قول الله عز وجل: (فاسعوا إلى ذكر الله) (3) قال: اعملوا وعجلوا فانه يوم مضيق على
المسلمين فيه وثواب أعمال المسلمين فيه على قدر ما ضيق عليهم والحسنة والسيئة
تضاعف فيه قال وقال أبو جعفر (عليه السلام): والله لقد بلغني أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كانوا
يتجهزون للجمعة يوم الخميس لأنه يوم مضيق على المسلمين (4).

(1) الكافي: 2 / 444 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 464 ح 6.
(3) سورة الجمعة: 9.
(4) الكافي: 3 / 415 ح 10.
175

[2871] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل أصاب مالا من عمل
بني أمية وهو يتصدق منه ويصل منه قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب وهو يقول: إن
الحسنات يذهبن السيئات فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الخطيئة لا تكفر الخطيئة ولكن
الحسنة تحط الخطيئة ثم قال: إن كان خلط الحلال بالحرام فاختلطا جميعا فلا يعرف
الحلال من الحرام فلا بأس (1).
الرواية موثقة سندا.
[2872] 10 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن، عن جعفر بن سماعة، عن آدم
بياع اللؤلؤ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا بلغ الغلام ثلاث
عشرة سنة كتبت له الحسنة وكتبت عليه السيئة وعوقب وإذا بلغ الجارية تسع سنين
فكذلك وذلك انها تحيض لتسع سنين (2).
[2873] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن علي بن عيسى رفعه
قال: إن موسى (عليه السلام) ناجاه الله تبارك وتعالى فقال: يا موسى ان الحسنة عشرة أضعاف
ومن السيئة الواحدة الهلاك لا تشرك بي لا يحل لك أن تشرك بي قارب وسدد وادع
دعاء الطامع الراغب فيما عندي النادم على ما قدمت يداه فإن سواد الليل يمحوه النهار
وكذلك السيئة تمحوها الحسنة وعشوة الليل تأتي على ضوء النهار وكذلك السيئة تأتي
على الحسنة الجليلة فتسودها (3).
[2874] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن أسباط عنهم (عليهم السلام) قال: فيما وعظ
الله عز وجل به عيسى (عليه السلام):... يا عيسى ذل لأهل الحسنة وشاركهم فيها وكن عليهم

(1) الكافي: 5 / 126 ح 9.
(2) الكافي: 7 / 68 ح 6.
(3) الكافي: 8 / 49.
176

شهيدا... (1).
[2875] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن
أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين
صلوات الله عليهما يقول: ويل لمن غلبت آحاده أعشاره. فقلت له: وكيف هذا؟
فقال: أما سمعت الله عز وجل يقول: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء
بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها) (2) فالحسنة الواحدة إذا عملها كتبت له عشرا
والسيئة الواحدة إذا عملها كتبت له واحدة فتعوذ بالله ممن يرتكب في يوم واحد عشر
سيئات ولا تكون له حسنة واحدة فتغلب حسناته سيئاته (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2876] 14 - الصدوق، عن ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي
عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن ظبيان
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): اعلم ان الصلاة حجزة الله في الأرض فمن أحب أن يعلم ما
أدرك من نفع صلاته فلينظر فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنما
أدرك من نفعها بقدر ما احتجز ومن أحب أن يعلم ماله عند الله فليعلم ما لله عنده ومن
خلا بعمل فلينظر فيه فإن كان حسنا جميلا فليمض عليه وإن كان سيئا قبيحا
فليجتنبه فإن الله عز وجل أولى بالوفاء والزيادة ومن عمل سيئة في السر فليعمل حسنة في
السر ومن عمل سيئة في العلانية فليعمل حسنة في العلانية (4).
[2877] 15 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن

(1) الكافي: 8 / 139.
(2) سورة الأنعام: 160.
(3) معاني الأخبار: 248.
(4) معاني الأخبار: 236.
177

الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما أحسن الحسنات بعد السيئات
وما أقبح السيئات بعد الحسنات (1).
[2878] 16 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق التاجر،
عن علي بن مهزيار، عمن رواه عن الحارث الأحول صاحب الطاق، عن جميل بن
صالح قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك
[من] دونهم ولا تقطع النهار بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك ولم أر شيئا قط
أشد طلبا ولا أسرع دركا من الحسنة للذنب القديم ولا تصغر شيئا من الخير فإنك
تراه غدا حيث يسرك ولا تصغر شيئا من الشر فإنك تراه غدا حيث يسوؤك إن الله عز وجل
يقول: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) (2) (3).
[2879] 17 - الصدوق، عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن
عباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: المستتر بالحسنة تعدل
سبعين حسنة والمذيع بالسيئة مخذول والمستتر بالسيئة مغفور له (4).
[2880] 18 - المفيد باسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال في حديث:... وأحسن لم أر شيئا
أسرع دركا ولا أشد طلبا من حسنة لذنب قديم (5).
[2881] 19 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن ابن حماد،
عن أبي جميلة، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر محمد الباقر، عن أبيه (عليهما السلام) قال: إن

(1) أمالي الصدوق: المجلس الرابع والأربعون ح 1 / 209.
(2) سورة هود: 114.
(3) ثواب الأعمال: 162.
(4) ثواب الأعمال: 213.
(5) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 5 / 182.
178

الملك الموكل بالعبد يكتب في صحيفته أعماله فأملوا [في] أولها [خيرا] و [في]
آخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك (1).
[2882] 20 - الطوسي باسناده إلى أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اتق الله
حيث ما كنت وخالق الناس بخلق حسن وإذا عملت سيئة فاعمل حسنة تمحوها (2).
خالق الناس: عاشرهم.
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع الوافي: 4 / 437،
وبحار الأنوار: 68 / 241 و 245، ووسائل الشيعة: 11 / 383،
ومستدرك الوسائل: 12 / 157، وغيرها من كتب الأخبار والحمد لله تعالى.

(1) أمالي المفيد: المجلس الأول ح 1 / 1.
(2) أمالي الطوسي: المجلس السابع ح 14 / 186 الرقم 312.
179

الحظ
[2883] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
علي، عن أحمد بن عمرو بن سليمان البجلي، عن إسماعيل بن الحسن بن إسماعيل بن
شعيب بن ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف
الأزدي قال: أتى أمير المؤمنين صلوات الله عليه رهط من الشيعة فقالوا:
يا أمير المؤمنين لو أخرجت هذه الأموال ففرقتها في هؤلاء الرؤساء والأشراف
وفضلتهم علينا حتى إذا استوسقت الامور عدت إلى أفضل ما عودك الله من القسم
بالسوية والعدل في الرعية؟ فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): أتأمروني ويحكم أن أطلب
النصر بالظلم والجور فيمن وليت عليه من أهل الإسلام لا والله لا يكون ذلك ما سمر
السمير وما رأيت في السماء نجما والله لو كانت أموالهم مالي لساويت بينهم فكيف وإنما
هي أموالهم قال: ثم أزم ساكتا طويلا ثم رفع رأسه فقال: من كان فيكم له مال فإياه
والفساد فإن إعطاءه في غير حقه تبذير وإسراف وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس
ويضعه عند الله ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم
وكان لغيره ودهم فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريه النصح فإنما ذلك
ملق منه وكذب فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافاتهم فألأم
خليل وشر خدين ولم يضع امرء ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم يكن له من
الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار ما دام عليه منعما مفضلا ومقالة الجاهل ما
أجوده وهو عند الله بخيل فأي حظ أبور وأخسر من هذا الحظ وأي فائدة معروف
180

أقل من هذا المعروف فمن كان منكم له مال فليصل به القرابة وليحسن منه الضيافة
وليفك به العاني والأسير وابن السبيل فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف
الآخرة (1).
[2884] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن إسماعيل بن محمد المكي، عن علي بن
الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن الحسين بن خالد، عمن ذكره عن أبي الربيع
الشامي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): لا تشتر من السودان أحدا فإن كان لابد فمن
النوبة فإنهم الذين قال الله عز وجل: (ومن الذين قالوا انا نصارى أخذنا ميثاقهم
فنسوا حظا مما ذكروا به) (2) أما انهم سيذكرون ذلك الحظ وسيخرج مع القائم (عليه السلام)
منا عصابة منهم ولا تنكحوا من الأكراد أحدا فإنهم جنس من الجن كشف عنهم
الغطاء (3).
[2885] 3 - الكليني، باسناده إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة وفيها:...
واعلموا انه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته فاختار
أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة
ولذاتها وكرامة أهلها ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم واسوء حالهم عند
ربهم يوم القيامة (4).
[2886] 4 - في التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام) في حديث قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن العبد إذا خرج في طلب العلم ناداه الله عز وجل من فوق العرش:
مرحبا بك يا عبدي أتدري أي منزلة تطلب وأي درجة تروم تضاهي ملائكتي
المقربين لتكون لهم قرينا لأبلغنك مرادك ولأوصلنك بحاجتك فقيل لعلي بن

(1) الكافي: 4 / 31 ح 3.
(2) سورة المائدة: 14.
(3) الكافي: 5 / 352 ح 2.
(4) الكافي: 8 / 4.
181

الحسين (عليه السلام): ما معنى مضاهاة ملائكة الله عز وجل المقربين ليكون لهم قرينا قال: أما
سمعت قول الله عز وجل: (شهد الله انه لا اله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا
اله إلا هو العزيز الحكيم) (1) فبدأ بنفسه وثنى بملائكته وثلث باولي العلم الذين هم
قرناء ملائكته وسيدهم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وثانيهم علي (عليه السلام) وثالثهم أهله وأحقهم بمرتبته
بعده قال علي بن الحسين (عليه السلام): ثم أنتم معاشر الشيعة العلماء بعلمنا تأولون مقرونون
بنا وبملائكة الله المقربين شهداء لله بتوحيده وعدله وكرمه وجوده قاطعون لمعاذير
المعاندين من إمائه وعبيده فنعم الرأي لأنفسكم رأيتم ونعم الحظ الجزيل اخترتم
وبأشرف السعادة سعدتم حين بمحمد وآله الطيبين (عليهم السلام) قرنتم وعدول الله في أرضه
شاهرين بتوحيده وتمجيده جعلتم وهنيئا لكم ان محمدا لسيد الأولين والآخرين وان
أصحاب محمد الموالين أولياء محمد وعلي صلى الله عليهما والمتبرئين من أعدائهما
أفضل أمم المرسلين وأن الله لا يقبل من أحد عملا إلا بهذا الاعتقاد ولا يغفر له ذنبا
ولا يقبل له حسنة ولا يرفع له درجة إلا به (2).
[2887] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الغراء:... اولي الأبصار
والاسماع والعافية والمتاع هل من مناص أو خلاص أو معاذ أو ملاذ أو فرار أو محار أم
لا؟ فأنى تؤفكون؟ أم أين تصرفون؟ أم بماذا تغترون، وإنما حظ أحدكم من الأرض
ذات الطول والأرض قيد قده متعفرا على خده، الآن يا عباد الله والخناق مهمل
والروح مرسل... (3).
[2888] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: شاركوا الذي قد أقبل عليه الرزق
فانه أخلق للغنى وأجدر بإقبال الحظ عليه (4).

(1) سورة آل عمران: 18.
(2) التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري (عليه السلام): 625، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 180 ح 68.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 83.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 230.
182

[2889] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: زهدك في راغب فيك نقصان حظ
ورغبتك في زاهد فيك ذل نفس (1).
[2890] 8 - ابن طاووس قال: بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويه (رحمه الله) عن إبراهيم بن محمد
ابن الحارث النوفلي قال: حدثني أبي وكان خادما لمحمد بن علي بن موسى الجواد (عليه السلام)
لما زوج المأمون أبا جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) ابنته كتب إليه إن لكل
زوجة صداقا من مال زوجها وقد جعل الله أموالنا في الآخرة مؤجلة مذخورة هناك
كما جعل أموالكم معجلة في الدنيا وكنزها ههنا وقد أمهرت ابنتك الوسائل إلى
المسائل وهي مناجاة دفعها إلي أبي قال: دفعها إلي أبي جعفر (عليه السلام) قال: دفعها إلي
محمد أبي قال دفعها إلى علي بن الحسين (عليه السلام) أبي قال: دفعها إلى الحسين أبي قال:
دفعها إلى الحسن (عليه السلام) أخي قال: دفعها إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال:
دفعها إلي رسول الله قال: دفعها إلي جبرئيل (عليه السلام) قال: يا محمد رب العزة يقرئك
السلام ويقول لك: هذه مفاتيح كنوز الدنيا والآخرة فاجعلها وسائلك إلى مسائلك
تصل إلى بغيتك فتنجح في طلبتك فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتبخس بها الحظ من
آخرتك وهي عشر وسائل إلى عشرة مسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح
وتطلب بها الحاجات فتنجح وهذه نسختها ثم ذكر الأدعية... (2).
[2891] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحظ يسعى إلى من لا يخطبه (3).
[2892] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحظ للانسان في الاذن لنفسه
وفي اللسان لغيره (4).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 451.
(2) مهج الدعوات: 309 طبع بيروت، ونقل عنه في بحار الأنوار: 50 / 73.
(3) غرر الحكم: ح 1407.
(4) غرر الحكم: ح 1749.
183

الحفظ
[2893] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد مرسلا قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): دعامة الإنسان العقل والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ والعلم;
وبالعقل يكمل وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره، فإذا كان تأييد عقله من النور كان
عالما حافظا ذاكرا فطنا فهما فعلم بذلك كيف ولم وحيث وعرف من نصحه ومن
غشه، فإذا عرف ذلك عرف مجراه وموصوله ومفصوله وأخلص الوحدانية لله
والإقرار بالطاعة فإذا فعل ذلك كان مستدركا لما فات وواردا على ما هو آت، يعرف
ما هو فيه، ولأي شيء هو ههنا ومن أين يأتيه وإلى ما هو صائر، وذلك كله من
تأييد العقل (1).
[2894] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال:
جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله ما العلم؟ قال: الإنصات، قال: ثم
مه؟ قال: الاستماع قال: ثم مه؟ قال: الحفظ قال: ثم مه؟ قال: العمل به قال: ثم مه
يا رسول الله؟ قال: نشره (2).
[2895] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن القاسم، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لم يعط أمتي أقل

(1) الكافي: 1 / 25 ح 23.
(2) الكافي: 1 / 48 ح 4.
184

من ثلاث: الجمال والصوت الحسن والحفظ (1).
[2896] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله
الدهقان، عن درست، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: في السواك اثنتا
عشر خصلة هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضى الرب ويذهب بالبلغم
ويزيد في الحفظ ويبيض الأسنان ويضاعف الحسنات ويذهب بالحفر ويشد اللثة
ويشهي الطعام وتفرح به الملائكة (2).
[2897] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أبعد ما يكون العبد من الله أن يكون الرجل يواخي
الرجل وهو يحفظ عليه زلاته ليعيره بها يوما ما (3).
الرواية موثقة سندا.
[2898] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا
أبا النعمان لا يغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم ولا تقطع نهارك
بكذا وكذا فإن معك من يحفظ عليك عملك وأحسن فاني لم أر شيئا أحسن دركا ولا
أسرع طلبا من حسنة محدثة لذنب قديم (4).
[2899] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن موسى بن القاسم،
عن صباح الحذاء قال: قال أبو الحسن (عليه السلام): إذا أردت السفر فقف على باب دارك
واقرأ فاتحة الكتاب أمامك وعن يمينك وعن شمالك و «قل هو الله أحد» أمامك وعن

(1) الكافي: 2 / 615 ح 7.
(2) الكافي: 6 / 495 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 355 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 454 ح 3.
185

يمينك وعن شمالك و «قل أعوذ برب الناس» و «قل أعوذ برب الفلق» أمامك وعن
يمينك وعن شمالك ثم قل «اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني
وبلغ ما معي بلاغا حسنا» ثم قال: أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه ويسلم
ولا يسلم ما معه ويبلغ ولا يبلغ ما معه (1).
[2900] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس، عمن ذكره
عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله جل ذكره ليحفظ من يحفظ
صديقه (2).
[2901] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن
الحسن بن علي الوشاء، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: لكل مؤمن حافظ وسائب قلت: وما الحافظ وما السايب يا
أبا جعفر؟ قال: الحافظ من الله تبارك وتعالى حافظ من الولاية يحفظ به المؤمن أينما
كان واما السايب فبشارة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يبشر الله تبارك وتعالى بها المؤمن أينما كان
وحيثما كان (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2902] 10 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه قال:... يا علي ثلاثة
يزدن في الحفظ ويذهبن البلغم: اللبان والسواك وقراءة القرآن... (4).
اللبان بالضم يقال له بالفارسية كندر.
[2903] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله

(1) الكافي: 2 / 543 ح 9.
(2) الكافي: 8 / 162 ح 166.
(3) الكافي: 8 / 176 ح 195.
(4) الفقيه: 4 / 365.
186

الحسن (عليه السلام):... وحفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يدي غيرك ومرارة
اليأس خير من الطلب إلى الناس... (1).
[2904] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عليك بحفظ كل أمر لا تعذر
بإضاعته (2).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) غرر الحكم: ح 6111.
187

الحقد
[2905] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري،
عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن علي بن حديد، عن سماعة بن مهران قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه فجرى ذكر العقل والجهل فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده والجهل وجنده تهتدوا... العفو وضده
الحقد... (1).
الرواية موثقة سندا.
[2906] 2 - المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن محمد بن أحمد بن خاقان، عن سليم
الخادم، عن إبراهيم بن عقبة، عن جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: ان صاحب الدين فكر
فعلته السكينة واستكان فتواضع وقنع فاستغنى ورضي بما أعطى وانفرد فكفي
الأحزان ورفض الشهوات فصار حرا وخلع الدنيا فتحامى الشرور وأطرح الحسد
[الحقد] فظهرت المحبة ولم يخف الناس فلم يخفهم ولم يذنب إليهم فسلم منهم وسخط
نفسه عن كل شيء ففاز واستكمل الفضل وابصر العاقبة فأمن الندامة (2).
في أمالي المفيد المطبوع ضبط الحسد ولكن نقل عنه في بحار الأنوار: 2 / 53 ح
23 الحقد والله العالم.
[2907] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الكاظم (عليه السلام) في وصيته لهشام في ذكر جنود العقل

(1) الخصال: 2 / 590 ح 13.
(2) أمالي المفيد: المجلس السادس ح 14 / 52.
188

والجهل:... العفو والحقد... (1).
[2908] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
أطق عن الناس عقده كل حقد واقطع عنك سبب كل وتر (2).
قد مر منا مرارا أن لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[2909] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... [عباد الله] فاطفئوا ما كمن
في قلوبكم من نيران العصبية وأحقاد الجاهلية فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من
خطرات الشيطان ونخواته ونزعاته ونفثاته... (3).
[2910] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذم الدنيا وأهلها:... حلماء قد
ذهبت أضغانهم وجهلاء قد ماتت أحقادهم... (4).
[2911] 7 - ابن إدريس الحلي نقلا من كتاب أبي القاسم بن قولويه، عن عبد الله بن سنان
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): حقد المؤمن مقامه ثم يفارق أخاه فلا يجد عليه شيئا وحقد
الكافر دهره (5).
[2912] 8 - الديلمي رفعه إلى الامام الهادي (عليه السلام) انه قال: العتاب مفتاح المقال والعتاب
خير من الحقد (6).
[2913] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحقد ألام العيوب (7).
[2914] 10 - وعنه (عليه السلام): الحقود لا راحة له (8).

(1) تحف العقول: 401.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 111.
(5) السرائر: 3 / 634.
(6) اعلام الدين: 311.
(7) غرر الحكم: ح 966.
(8) غرر الحكم: ح 1007.
189

[2915] 11 - وعنه (عليه السلام): الدنيا أصغر وأحقر وأنزر من أن تطاع فيها الأحقاد (1).
[2916] 12 - وعنه (عليه السلام): رأس العيوب الحقد (2).
[2917] 13 - وعنه (عليه السلام): سبب الفتن الحقد (3).
[2918] 14 - وعنه (عليه السلام): سلاح الشر الحقد (4).
[2919] 15 - وعنه (عليه السلام): شر ما سكن القلب الحقد (5).
[2920] 16 - وعنه (عليه السلام): من كثر حقده قل عتابه (6).
[2921] 17 - وعنه (عليه السلام): ليس لحقود اخوة (7).
[2922] 18 - وعنه (عليه السلام): ما أنكد عيش الحقود (8).
[2923] 19 - وعنه (عليه السلام): لا مودة لحقود (9).
[2924] 20 - وعنه (عليه السلام): لا يكون الكريم حقودا (10).

(1) غرر الحكم: ح 1804.
(2) غرر الحكم: ح 5243.
(3) غرر الحكم: ح 5522.
(4) غرر الحكم: ح 5555.
(5) غرر الحكم: ح 5679.
(6) غرر الحكم: ح 7984.
(7) غرر الحكم: ح 7483.
(8) غرر الحكم: ح 9480.
(9) غرر الحكم: ح 10436.
(10) غرر الحكم: ح 10564.
190

الحقوق
[2925] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض
أصحابه، عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: فيما ناجى الله عز وجل به
موسى (عليه السلام) يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أبا وأما،
يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذا لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها، يا موسى
نافس في الخير أهله واستبقهم إليه فإن الخير كاسمه واترك من الدنيا ما بك الغنى عنه
ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه واعلم ان كل فتنة بدؤها حب
الدنيا ولا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب الحقوق ولا
تغبطن أحدا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله راض عنه ولا تغبطن مخلوقا بطاعة
الناس فإن طاعة الناس له واتباعهم إياه على غير الحق هلاك له ولمن اتبعه (1).
[2926] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عبد الله الكاهلي قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إن امرأتي وامرأة ابن مارد تخرجان في
المأتم فأنهاهما فتقول لي امرأتي: إن كان حراما فانهنا عنه حتى نتركه وإن لم يكن
حراما فلأي شيء تمنعناه فإذا مات لنا ميت لم يجئنا أحد، قال: فقال أبو الحسن (عليه السلام):
عن الحقوق تسألني كان أبي (عليه السلام) يبعث امي وأم فروة تقضيان حقوق أهل المدينة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 135 ح 21.
(2) الكافي: 3 / 217 ح 5.
191

[2927] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا (عليه السلام) شيئا فقال: اصبر فاني أرجو أن يصنع الله
لك إن شاء الله ثم قال: فوالله ما أخر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له مما عجل له
فيها; ثم صغر الدنيا وقال: أي شيء هي؟ ثم قال: إن صاحب النعمة على خطر انه
يجب عليه حقوق الله فيها والله انه لتكون على النعم من الله عز وجل فما أزال منها على وجل
- وحرك يده - حتى أخرج من الحقوق التي تجب لله علي فيها فقلت: جعلت فداك أنت
في قدرك تخاف هذا؟ قال: نعم فأحمد ربي على ما من به علي (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2928] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن الحسن بن علي الجرجاني، عمن حدثه عن أحدهما (عليهما السلام) قال: لا توجب على
نفسك الحقوق واصبر على النوائب ولا تدخل في شيء مضرته عليك أعظم من
منفعته لأخيك (2).
[2929] 5 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان وأبي علي الأشعري،
عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال: المطلقة
تحج وتشهد الحقوق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2930] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن
إسماعيل، عن أبان عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألت عن المتوفي
عنها زوجها؟ فقال: لا تكتحل للزينة ولا تطيب ولا تلبس ثوبا مصبوغا ولا تبيت عن

(1) الكافي: 3 / 502 ح 19.
(2) الكافي: 4 / 33 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 92 ح 13.
192

بيتها وتقضي الحقوق وتمتشط بغسله وتحج وإن كانت في عدتها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2931] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن من الحقوق الواجبات
للمؤمن أن تجاب دعوته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2932] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن بريد بن معاوية، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن القسامة؟ فقال:
الحقوق كلها البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه إلا في الدم خاصة فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بينما هو بخيبر إذ فقدت الأنصار رجلا منهم فوجوده قتيلا فقالت
الأنصار إن فلان اليهودي قتل صاحبنا فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للطالبين: أقيموا
رجلين عدلين من غيركم أقيدوه برمته فإن لم تجدوا شاهدين فأقيموا قسامة خمسين
رجلا أقيدوه برمته فقالوا: يا رسول الله ما عندنا شاهدان من غيرنا وإنا لنكره أن
نقسم على ما لم نره فوداه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من عنده وقال إنما حقن دماء المسلمين
بالقسامة لكي إذ رأى الفاجر الفاسق فرصة من عدوه حجزه مخافة القسامة أن يقتل
يه فكف عن قتله وإلا حلف المدعى عليه قسامة خمسين رجلا ما قتلنا ولا علمنا
قاتلا وإلا أغرموا الدية إذا وجدوا قتيلا بين أظهرهم إذا لم يقسم المدعون (3).
الرواية صحيحه الإسناد.
[2933] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،

(1) الكافي: 6 / 116 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 274 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 361 ح 4.
193

عن جميل، عن مرازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما عبد الله بشيء أفضل من أداء
حق المؤمن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2934] 10 - الصدوق بسنده إلى إسماعيل بن الفضل، عن ثابت بن دينار، عن سيد
العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: حق الله الأكبر عليك أن
تعبده ولا تشرك به شيئا فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسك أن يكفيك
أمر الدنيا والآخرة، وحق نفسك عليك أن تستعملها بطاعة الله، وحق اللسان
إكرامه عن الخنى وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها، والبر بالناس،
وحسن القول فيهم، وحق السمع تنزيهه عن سماع الغيبة وسماع ما لا يحل سماعه،
وحق البصر أن تغضه عما لا يحل لك وتعتبر بالنظر به وحق يدك أن لا تبسطها إلى ما
لا يحل لك، وحق رجليك أن لا تمشي بهما إلى ما لا يحل لك فبهما تقف على الصراط
فانظر أن لا تزلا بك فتردى في النار، وحق بطنك أن لا تجعله وعاء للحرام ولا تزيد
على الشبع، وحق فرجك أن تحصنه عن الزنا وتحفظه من أن ينظر إليه، وحق الصلاة
أن تعلم انها وفادة إلى الله عز وجل وأنت فيها قائم بين يدي الله عز وجل فإذا علمت ذلك قمت مقام
العبد الذليل الحقير الراغب الراهب الراجي الخائف المستكين المتضرع المعظم لمن كان
بين يديه بالسكون والوقار وتقبل عليها بقلبك وتقيمها بحدودها وحقوقها، وحق
الحج أن تعلم انه وفادة إلى ربك وفرار إليه من ذنوبك وفيه قبول توبتك وقضاء
الفرض الذي أوجبه الله تعالى عليك، وحق الصوم أن تعلم انه حجاب ضربه الله عز وجل على
لسانك وسمعك وبصرك وبطنك وفرجك ليسترك به من النار فإن تركت الصوم
خرقت ستر الله عليك، وحق الصدقة أن تعلم انها ذخرك عند ربك ووديعتك التي
لا تحتاج إلى الإشهاد عليها وكنت لما تستودعه سرا أوثق منك بما تستودعه علانية

(1) الكافي: 2 / 170 ح 4.
194

وتعلم انها تدفع عنك البلايا والإسقام في الدنيا وتدفع عنك النار في الآخرة، وحق
الهدى أن تريد به الله عز وجل ولا تريد به خلقه ولا تريد به إلا التعرض لرحمة الله ونجاة
روحك يوم تلقاه، وحق السلطان أن تعلم انك جعلت له فتنة وإنه مبتلى فيك بما جعله
الله عز وجل له عليك من السلطان وان عليك أن لا تتعرض لسخطه فتلقى بيدك إلى التهلكة
وتكون شريكا له فيما يأتي إليك من سوء، وحق سائسك بالعلم التعظيم له والتوقير
لمجلسه وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه وأن لاترفع عليه صوتك ولا تجيب أحدا
يسأله عن شيء حتى يكون هو الذي يجيب ولا تحدث في مجلسه أحدا ولا تغتاب
عنده أحدا وان تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء وأن تستر عيوبه وتظهر مناقبه ولا
تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا فإذا فعلت ذلك شهدت لك ملائكة الله عز وجل بأنك
قصدته وتعلمت علمه لله جل وعز اسمه لا للناس واما حق سائسك بالملك فان تعطيه
ولا تعصيه إلا فيما يسخط الله عز وجل فانه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، واما حق
رعيتك بالسلطان فان تعلم انهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم
وتكون لهم كالوالد الرحيم وتغفر لهم جهلهم ولا تعاجلهم بالعقوبة وتشكر الله عز وجل
على ما آتاك من القوة عليهم، واما حق رعيتك بالعلم فأن تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك
قيما لهم فيما آتاك من العلم وفتح لك من خزائنه فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق
بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله وان أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم
عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهاءه ويسقط من القلوب
محلك، وأما حق الزوجة فأن تعلم ان الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم أن ذلك
نعمة من الله عز وجل عليك فتكرمها وترفق بها وإن كان حقك عليها أوجب فإن لها
عليك أن ترحمها لأنها أسيرك وتطعمها وتكسوها وإذا جهلت عفوت عنها، واما حق
مملوكك فأن تعلم انه خلق ربك وابن أبيك وأمك ولحمك ودمك لم تملكه لأنك صنعته
دون الله ولا خلقت شيئا من جوارحه ولا أخرجت له رزقا ولكن الله عز وجل كفاك ذلك
195

ثم سخره لك وائتمنك عليه واستودعك إياه ليحفظ لك ما تأتيه من خير إليه فأحسن
إليه كما أحسن الله إليك وإن كرهته استبدلت به ولم تعذب خلق الله عز وجل ولا قوة إلا
بالله، واما حق امك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا وأعطتك من ثمرة
قلبها ما لا يعطي أحد أحدا ووقتك بجميع جوارحها ولم تبال أن تجوع وتطعمك
وتعطش وتسقيك وتعرى وتكسوك وتضحي وتظلك وتهجر النوم لأجلك ووقتك
الحر والبرد لتكون لها فإنك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه، واما حق أبيك فأن
تعلم انه أصلك فإنك لولاه لم تكن فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك
أصل النعمة عليك فيه فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله، واما حق
ولدك فأن تعلم انه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره وإنك مسؤول عما
وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه عز وجل والمعونة على طاعته فاعمل في أمره
عمل من يعلم انه مثاب على الإحسان إليه معاقب على الإساءة إليه، وأما حق أخيك
فأن تعلم انه يدك وعزك وقوتك فلا تتخذه سلاحا على معصية الله ولا عدة للظلم
لخلق الله ولا تدع نصرته على عدوه والنصيحة له فإن أطاع الله تعالى وإلا فليكن الله
أكرم عليك منه ولا قوة إلا بالله، وأما حق مولاك المنعم عليك فأن تعلم انه أنفق فيك
ماله وأخرجك من ذل الرق ووحشته إلى عز الحرية وأنسها فاطلقك من أسر الملكة
وفك عنك قيد العبودية وأخرجك من السجن وملكك نفسك وفرغك لعبادة ربك
وتعلم انه أولى الخلق بك في حياتك وموتك وإن نصرته عليك واجبة بنفسك وما
احتاج إليه منك ولا قوة إلا بالله، وأما حق مولاك الذي أنعمت عليه فأن تعلم أن الله عز وجل
جعل عتقك له وسيلة إليه وحجابا لك من النار وإن ثوابك في العاجل ميراثه إذا لم يكن
له رحم مكافاة لما أنفقت من مالك وفي الآجل الجنة، واما حق ذي المعروف عليك
فأن تشكره وتذكر معروفه وتكسبه الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل فإذا
فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية ثم إن قدرت على مكافاته يوما
196

كافئته، واما حق المؤذن فأن تعلم أنه مذكر لك ربك عز وجل وداع لك إلى حظك
وعونك على قضاء فرض الله عليك فاشكر على ذلك شكرك للمحسن إليك، وأما
حق إمامك في صلاتك فأن تعلم انه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عز وجل وتكلم عنك ولم
تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول المقام بين يدي الله عز وجل فإن كان نقص كان عليه
دونك وإن كان تماما كنت شريكه ولم يكن له عليك فضل فوقى نفسك بنفسه وصلاتك
بصلاته فتشكر له على قدر ذلك، واما حق جليسك فأن تلين له جانبك وتنصفه في
مجازاة اللفظ ولا تقوم من مجلسك إلا باذنه ومن تجلس إليه يجوز له القيام عنك بغير
إذنك وتنسى زلاته وتحفظ خيراته ولا تسمعه إلا خيرا، وأما حق جارك فحفظه
غائبا وإكرامه شاهدا ونصرته إذ كان مظلوما ولا تتبع له عورة فإن علمت عليه سوءا
سترته عليه وإن علمت انه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه ولا تسلمه عند
شديدة وتقيل عثرته وتغفر ذنبه وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة إلا بالله، واما حق
الصاحب فأن تصحبه بالتفضل والإنصاف وتكرمه كما يكرمك ولا تدعه يسبق إلى
مكرمة فإن سبق كافئته وتوده كما يودك وتزجره عما يهم به من معصية وكن عليه
رحمة ولا تكن عليه عذابا ولا قوة إلا بالله، وأما حق الشريك فإن غاب كفيته وإن
حضر رعيته ولا تحكم دون حكمه ولا برأيك دون مناظرته وتحفظ عليه ماله ولا تخنه
فيما عز أو هان من أمر فإن يد الله تبارك وتعالى على الشريكين ما لم يتخاونا ولا قوة إلا
بالله، وأما حق مالك فأن لا تأخذه إلا من حله ولا تنفقه إلا في وجهه ولا تؤثر على
نفسك من لا يحمدك فاعمل به بطاعة ربك ولا تبخل به فتبوء بالحسرة والندامة مع
التبعة ولا قوة إلا بالله، وأما حق غريمك الذي يطالبك فإن كنت موسرا أعطيته وإن
كنت معسرا أرضيته بحسن القول ورددته عن نفسك ردا لطيفا، وأما حق الخليط أن
لاتغره ولا تغشه ولا تخدعه وتتقي الله تبارك وتعالى في أمره، واما حق الخصم المدعى
عليك فإن كان ما يدعي عليك حقا كنت شاهده على نفسك ولم تظلمه وأوفيته حقه
وإن كان ما يدعي باطلا رفقت به ولم تأت في أمره غير الرفق ولم تسخط ربك في أمره
197

ولا قوة إلا بالله، واما حق خصمك الذي تدعي عليه فإن كنت محقا في دعواك أجملت
مقاولته ولم تجحد حقه وإن كنت مبطلا في دعواك اتقيت الله عز وجل وتبت إليه وتركت
الدعوى، وأما حق المستشير فإن علمت ان له رأيا حسنا أشرت عليه وإن لم تعلم له
أرشدته إلى من يعلم وحق المشير عليك أن لا تتهمه فيما لا يوافقك من رأيه وان وافقك
حمدت الله عز وجل، وحق المستنصح أن تؤدي إليه النصيحة وليكن مذهبك الرحمة له
والرفق به، وحق الناصح أن تلين له جناحك وتصغي إليه بسمعك فإن أتى بالصواب
حمدت الله عز وجل وإن لم يوافق رحمته ولم تتهمه وعلمت انه أخطأ ولم تؤاخذه بذلك إلا أن
يكون مستحقا للتهمة فلا تعبأ بشيء من أمره على حال ولا قوة إلا بالله، وحق الكبير
توقيره لسنه وإجلاله لتقدمه في الإسلام قبلك وترك مقابلته عند الخصام ولا تسبقه
إلى الطريق ولا تتقدمه ولا تستعجله وان جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الإسلام
وحرمته، وحق الصغير رحمته في تعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به والمعونة
له، وحق السائل اعطاؤه على قدر حاجته وحق المسؤول إن اعطي فاقبل منه
بالشكر والمعرفة بفضله وإن منع فاقبل عذره، وحق من سرك لله تعالى أن تحمد الله
تعالى أولا ثم تشكره وحق من أساءك أن تعفو عنه وان علمت ان العفو يضر انتصرت
قال الله تبارك وتعالى: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) (1)،
وحق أهل ملتك إضمار السلامة والرحمة لهم والرفق بمسيئهم وتالفهم واستصلاحهم
وشكر محسنهم وكف الأذى عنهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك
وأن يكون شيوخهم بمنزلة أبيك وشبانهم بمنزلة إخوتك وعجائزهم بمنزلة امك
والصغار بمنزلة أولادك، وحق الذمة أن تقبل منهم ما قبل الله عز وجل منهم ولا تظلمهم ما
وفوا لله عز وجل بعهده (2).

(1) سورة الشورى: 41.
(2) الفقيه: 2 / 618 ح 3214.
198

الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت راجع الكافي: 2 / 169،
والفقيه: 4 / 398، وتحف العقول: 255، ومكارم الأخلاق: 213 و 419،
واعلام الدين: 254 و 268 و 321، والوافي: 5 / 713، والمحجة البيضاء:
3 / 354، وبحار الأنوار: 71 / 2 و 221، ووسائل الشيعة: 11 / 131،
ومستدرك الوسائل: 11 / 154، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 101، وكتابنا
ألف حديث في المؤمن: 173.
199

الحكمة
[2935] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبيد الله
الدهقان، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن يحيى بن عمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: بالعقل استخرج غور الحكمة وبالحكمة استخرج غور
العقل وبحسن السياسة يكون الأدب الصالح قال: وكان يقول: التفكر حياة قلب
البصير كما يمشي الماشي في الظلمات بالنور بحسن التخلص وقلة التربص (1).
[2936] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن
البختري رفعه قال كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: روحوا أنفسكم ببديع الحكمة فإنها
تكل كما تكل الأبدان (2).
[2937] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن
عبد الله بن محمد، عن الخشاب قال: حدثنا بعض أصحابنا، عن خيثمة قال قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): يا خيثمة نحن شجرة النبوة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن
العلم وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده
ونحن حرم الله الأكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفى بعهدنا فقد وفى بعهد الله ومن
خفرها فقد خفر ذمة الله وعهده (3).

(1) الكافي: 1 / 28 ح 34.
(2) الكافي: 1 / 48 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 221 ح 3.
200

[2938] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان
ابن عيينة، عن السندي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ما أخلص العبد الإيمان بالله عز وجل
أربعين يوما - أو قال: ما أجمل عبد ذكر الله عز وجل أربعين يوما - إلا زهده الله عز وجل في
الدنيا وبصره داءها ودواؤها فأثبت الحكمة في قلبه وانطق بها لسانه ثم تلا (ان الذين
اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي
المفترين) (1) فلا ترى صاحب بدعة إلا ذليلا ومفتريا على الله عز وجل وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وعلى أهل بيته (عليهم السلام) إلا ذليلا (2).
[2939] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من علامات الفقه الحلم والعلم
والصمت; إن الصمت باب من أبواب الحكمة، إن الصمت يكسب المحبة إنه دليل على
كل خير (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2940] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن الهيثم بن واقد الحريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا
أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها
وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2941] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن

(1) سورة الأعراف: 151.
(2) الكافي: 2 / 16 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 113 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 128 ح 1.
201

جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أكل سفرجلة أنطق الله عز وجل الحكمة على
لسانه أربعين صباحا (1).
الرواية موثقة سندا.
[2942] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن ابن سنان،
عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحكمة ضالة المؤمن فحيثما
وجد أحدكم ضالته فليأخذها (2).
[2943] 9 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: رأس الحكمة مخافة الله عز وجل (3).
[2944] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: خذ الحكمة أنى كانت فإن
الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في
صدر المؤمن (4).
تلجلج: بحذف احدى التائين تخفيفا أي تتحرك.

(1) الكافي: 6 / 357 ح 5.
(2) الكافي: 8 / 167 ح 186.
(3) الفقيه: 4 / 376 ح 5766.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 79.
202

الحلال
[2945] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن
عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مكتوب في
التوراة: ابن آدم كن كيف شئت كما تدين تدان، من رضي من الله بالقليل من الرزق
قبل الله منه اليسير من العمل ومن رضي باليسير من الحلال خفت مؤنته وزكت
مكسبته وخرج من حد الفجور (1).
[2946] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
عيص بن القاسم قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إذا طلب أحدكم الحاجة فليثن على ربه
وليمدحه فإن الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيأ له من الكلام أحسن ما يقدر
عليه فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله العزيز الجبار وامدحوه وأثنوا عليه تقول: «يا
أجود من أعطى، ويا خير من سئل، يا أرحم من استرحم، يا أحد يا صمد، يا من لم
يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، يا من لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، يا من يفعل ما
يشاء، ويحكم ما يريد، ويقضي ما أحب، يا من يحول بين المرء وقلبه، يا من هو
بالمنظر الأعلى، يامن ليس كمثله شيء، يا سميع يا بصير» وأكثر من أسماء الله عز وجل
فإن أسماء الله كثيرة وصل على محمد وآله وقل، «اللهم أوسع علي من رزقك الحلال ما
أكف به وجهي وأؤدي به عن أمانتي وأصل به رحمي ويكون عونا لي في الحج

(1) الكافي: 2 / 138 ح 4.
203

والعمرة» وقال: إن رجلا دخل المسجد فصلى ركعتين ثم سأل الله عز وجل فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجل العبد ربه وجاء آخر فصلى ركعتين ثم أثنى على الله عز وجل وصلى
على النبي وآله فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعط (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2947] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
خالد والحسين بن سعيد جميعا، عن القاسم بن عروة، عن أبي جميلة، عن معاوية بن
عمار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) أن يعلمني دعاء للرزق، فعلمني دعاء ما رأيت
أجلب منه للرزق قال: قل: «اللهم ارزقني من فضلك الواسع الحلال الطيب، رزقا
واسعا حلالا طيبا بلاغا للدنيا والآخرة صبا صبا هنيئا مريئا من غير كد ولا من من
أحد خلقك إلا سعة من فضلك الواسع فإنك قلت: (واسألوا الله من فضله) (2) فمن
فضلك أسأل ومن عطيتك أسأل ومن يديك الملاء أسأل» (3).
[2948] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: نظر أبو جعفر (عليه السلام) إلى رجل وهو يقول: «اللهم إني
أسألك من رزقك الحلال» فقال أبو جعفر (عليه السلام): سألت قوت النبيين قل: «اللهم اني
أسألك رزقا حلالا واسعا طيبا من رزقك» (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2949] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: قلت للرضا (عليه السلام): جعلت فداك ادع الله عز وجل أن يرزقني الحلال

(1) الكافي: 2 / 485 ح 6.
(2) سورة النساء: 31.
(3) الكافي: 2 / 550 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 552 ح 8.
204

فقال: أتدري ما الحلال؟ قلت: الذي عندنا الكسب الطيب فقال: كان علي بن
الحسين (عليه السلام) يقول: الحلال هو قوت المصطفين ثم قال: قل: «أسألك من رزقك
الواسع» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2950] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا أصبح خرج غاديا في
طلب الرزق فقيل له: يا ابن رسول الله أين تذهب؟ فقال: أتصدق لعيالي قيل له:
أتتصدق؟ قال: من طلب الحلال فهو من الله عز وجل صدقة عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2951] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إني لأعمل في بعض ضياعي حتى أعرق وإن لي من يكفيني
ليعلم الله عز وجل أني أطلب الرزق الحلال (3).
[2952] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي خالد الكوفي رفعه إلى أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العبادة سبعون
جزءا أفضلها طلب الحلال (4).
[2953] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ليس من

(1) الكافي: 2 / 552 ح 9.
(2) الكافي: 4 / 12 ح 11.
(3) الكافي: 5 / 77 ح 15.
(4) الكافي: 5 / 78 ح 6.
205

نفس إلا وقد فرض الله عز وجل لها رزقها حلالا يأتيها في عافية وعرض لها بالحرام من وجه
آخر فإن هي تناولت شيئا من الحرام قاصها به من الحلال الذي فرض لها وعند الله
سواهما فضل كثير وهو قوله عز وجل (واسألوا الله من فضله) (1) (2).
[2954] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن أحمد بن
النضر، عن أبي جعفر الزاري قال: دعا أبو عبد الله (عليه السلام) مولى له يقال له مصادف
فأعطاه ألف دينار وقال له: تجهز حتى تخرج إلى مصر فإن عيالي قد كثروا قال:
فتجهز بمتاع وخرج مع التجار إلى مصر فلما دنوا من مصر استقبلتهم قافلة خارجة
من مصر فسألوهم عن المتاع الذي معهم ما حاله في المدينة وكان متاع العامة
فأخبروهم أنه ليس بمصر منه شيء فتحالفوا وتعاقدوا على أن لا ينقصوا متاعهم من
ربح الدينار دينارا فلما قبضوا أموالهم وانصرفوا إلى المدينة فدخل مصادف على
أبي عبد الله (عليه السلام) ومعه كيسان في كل واحد الف دينار فقال: جعلت فداك هذا رأس
المال وهذا الآخر ربح فقال: ان هذا ربح كثير ولكن ما صنعته في المتاع فحدثه كيف
صنعوا وكيف تحالفوا فقال: سبحان الله تحلفون على قوم مسلمين ألا تبيعوهم إلا ربح
الدينار دينارا ثم أخذ أحد الكيسين فقال: هذا رأس مالي ولا حاجة لنا في هذا الربح
ثم قال: يا مصادف مجادلة السيوف أهون من طلب الحلال (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة فعليك بمراجعة كتب الأخبار.

(1) سورة النساء: 31.
(2) الكافي: 5 / 80 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 161 ح 1.
206

الحلف
[2955] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب،
عن أبي أيوب، عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا صام أحدكم
الثلاثة أيام من الشهر فلا يجادلن أحدا ولا يجهل ولا يسرع إلى الحلف والإيمان بالله
فإن جهل عليه أحد فليتحمل (1).
[2956] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من باع واشترى فليحفظ خمس خصال
وإلا فلا يشترين ولا يبيعن الربا والحلف وكتمان العيب والحمد إذا باع والذم إذا
اشترى (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2957] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
الحسن زعلان، عن أبي إسماعيل رفعه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كان يقول: إياكم
والحلف فانه ينفق السلعة ويمحق البركة (3).
[2958] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله فأما قول الرجل
«لا بل شانئك» فانه من قول أهل الجاهلية ولو حلف الرجل بهذا وأشباهه لترك

(1) الكافي: 4 / 88 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 150 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 162 ح 4.
207

الحلف بالله فأما قول الرجل: «يا هياه ويا هناه» فإنما ذلك لطلب الاسم ولا أرى به
بأسا وأما قوله: «لعمر الله» وقوله: «لا هاه» فإنما ذلك بالله عز وجل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2959] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن يحيى بن
إبراهيم، عن أبيه، عن أبي سلام المتعبد أنه سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لسدير: يا سدير
من حلف بالله كاذبا كفر، ومن حلف بالله صادقا أثم ان الله عز وجل يقول: (ولا تجعلوا الله
عرضة لأيمانكم) (2) (3).
[2960] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
ثعلبة بن ميمون، عن يعقوب الأحمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من حلف على يمين
وهو يعلم انه كاذب فقد بارز الله عز وجل (4).
[2961] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تحلفوا
إلا بالله ومن حلف بالله فليصدق، ومن حلف له بالله فليرض، ومن حلف له بالله فلم
يرض فليس من الله عز وجل (5).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2962] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن سعد
الأشعري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سألته عن رجل حلف في قطيعة رحم
فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا نذر في معصية ولا يمين في قطيعة رحم قال: وسألته

(1) الكافي: 7 / 449 ح 2.
(2) سورة البقرة: 224.
(3) الكافي: 7 / 434 ح 4.
(4) الكافي: 7 / 435 ح 1.
(5) الكافي: 7 / 438 ح 1.
208

عن رجل أحلفه السلطان بالطلاق وغير ذلك فحلف قال: لا جناح عليه وسألته عن
رجل يخاف على ماله من السلطان فيحلف لينجو به منه قال: لا جناح عليه وسألته
هل يحلف الرجل على مال أخيه كما على ماله قال: نعم (1).
[2963] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عمرو بن البراء قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) وانا أسمع عن رجل جعل عليه المشي إلى
بيت الله والهدي قال: وحلف بكل يمين غليظ ألا أكلم أبي أبدا ولا أشهد له خيرا ولا
يأكل معي على الخوان أبدا ولا يأويني وإياه سقف بيت أبدا قال: ثم سكت فقال:
أبو عبد الله (عليه السلام): أبقي شيء؟ قال: لا جعلت فداك قال: كل قطيعة رحم فليس
بشيء (2).
[2964] 10 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إذا حلف الرجل على شيء والذي حلف عليه إتيانه خير من تركه فليأت الذي
هو خير ولا كفارة عليه وإنما ذلك من خطوات الشيطان (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال كثيرة فإن شئت راجع إلى عنوان اليمين في محله وإلى
كتاب الأيمان من كتب الأخبار نحو الكافي: 7 / 434، وبحار الأنوار: 101 / 205
من طبع بيروت.

(1) الكافي: 7 / 440 ح 4.
(2) الكافي: 7 / 440 ح 5.
(3) الكافي: 7 / 443 ح 1.
209

الحلم
[2965] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد
ابن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): نعم وزير الإيمان العلم ونعم وزير العلم الحلم ونعم وزير الحلم
الرفق ونعم وزير الرفق الصبر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2966] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر، عن محمد بن عبيد الله قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: لا يكون
الرجل عابدا حتى يكون حليما وإن الرجل كان إذا تعبد في بني إسرائيل لم يعد عابدا
حتى يصمت قبل ذلك عشر سنين (2).
[2967] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كفى بالحلم ناصرا وقال: إذا لم تكن حليما فتحلم (3).
[2968] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل يحب
الحيى الحليم (4).

(1) الكافي: 1 / 48 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 111 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 112 ح 6.
(4) الكافي: 2 / 112 ح 4.
210

[2969] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يحب
الحيى الحليم العفيف المتعفف (1).
[2970] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن علي بن محبوب، عن أيوب بن
نوح، عن عباس بن عامر، عن ربيع بن محمد المسلي، عن أبي محمد، عن عمران،
عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا وقع بين رجلين منازعة نزل ملكان
فيقولان للسفيه منهما: قلت وقلت وأنت أهل لما قلت، ستجزى بما قلت ويقولان
للحليم منهما: صبرت وحلمت سيغفر الله لك ان أتممت ذلك، قال: فإن رد الحليم
عليه ارتفع الملكان (2).
[2971] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال،
عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
انه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه (3).
الرواية موثقة سندا.
[2972] 8 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن حفص العوسي
الكوفي رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أعز الله بجهل قط ولا
أذل بحلم قط (4).
[2973] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله
الحجال، عن حفص بن أبي عائشة قال: بعث أبو عبد الله (عليه السلام) غلاما له في حاجة
فأبطأ فخرج أبو عبد الله على أثره لما أبطأ فوجده نائما، فجلس عند رأسه يروحه

(1) الكافي: 2 / 112 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 112 ح 9.
(3) الكافي: 2 / 112 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 112 ح 5.
211

حتى انتبه، فلما تنبه قال له أبو عبد الله (عليه السلام): يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل
والنهار، لك الليل ولنا منك النهار (1).
[2974] 10 - سبط الطبرسي نقلا من كتاب المحاسن رفعه، قال أمير المؤمنين (عليه السلام)
للحسين (عليه السلام): يا بني ما الحلم؟ قال: كظم الغيظ وملك النفس (2).
الروايات الواردة في المقام كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
منها: الكافي: 2 / 111، والمحجة البيضاء: 5 / 310، وبحار الأنوار:
68 / 397، ووسائل الشيعة: 11 / 210، ومستدرك الوسائل: 11 / 287،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 235.

(1) الكافي: 2 / 112 ح 7.
(2) مشكاة الأنوار: 216.
212

الحمام
[2975] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن ياسر قال: لما خرج المأمون من خراسان
يريد بغداد وخرج الفضل ذو الرياستين وخرجنا مع أبي الحسن (عليه السلام) ورد على الفضل
ابن سهل ذي الرياستين كتاب من أخيه الحسن بن سهل ونحن في بعض المنازل: أني
نظرت في تحويل السنة في حساب النجوم فوجدت فيه أنك تذوق في شهر كذا وكذا
يوم الأربعاء حر الحديد وحر النار وأرى أن تدخل أنت وأمير المؤمنين والرضا الحمام
في هذا اليوم وتحتجم فيه وتصب على يديك الدم ليزول عنك نحسه، فكتب ذو
الرياستين إلى المأمون بذلك وسأله أن يسأل أبا الحسن ذلك، فكتب المأمون إلى
أبي الحسن يسأله ذلك فكتب إليه أبو الحسن: لست بداخل الحمام غدا ولا أرى لك
ولا للفضل أن تدخلا الحمام غدا فأعاد عليه الرقعة مرتين، فكتب إليه أبو الحسن
يا أمير المؤمنين لست بداخل غدا الحمام فإني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذه الليلة في
النوم فقال لي: «يا علي لا تدخل الحمام غدا» ولا أرى لك ولا للفضل أن تدخلا
الحمام غدا فكتب اليه المأمون صدقت يا سيدي وصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لست بداخل
الحمام غدا والفضل أعلم قال: فقال ياسر: فلما أمسينا وغابت الشمس قال لنا
الرضا (عليه السلام): قولوا نعوذ بالله من شر ما ينزل في هذه الليلة، فلم نزل نقول ذلك، فلما
صلى الرضا (عليه السلام) الصبح قال لي: اصعد على السطح فاستمع هل تسمع شيئا؟ فلما
صعدت سمعت الضجة والتحمت وكثرت فإذا نحن بالمأمون قد دخل من الباب الذي
كان إلى داره من دار أبي الحسن وهو يقول: يا سيدي يا أبا الحسن آجرك الله في الفضل
فانه قد أبى وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم بالسيوف فقتلوه وأخذ ممن دخل عليه
213

ثلاث نفر كان أحدهم ابن خالة الفضل ابن ذي القلمين قال: فاجتمع الجند والقواد
ومن كان من رجال الفضل على باب المأمون فقالوا: هذا اغتاله وقتله - يعنون
المأمون - ولنطلبن بدمه وجاؤوا بالنيران ليحرقوا الباب فقال المأمون
لأبي الحسن (عليه السلام): يا سيدي ترى أن تخرج إليهم وتفرقهم قال: فقال ياسر: فركب
أبو الحسن وقال لي: اركب فركبت فلما خرجنا من باب الدار نظر إلى الناس وقد
تزاحموا فقال لهم بيده تفرقوا تفرقوا قال ياسر: فأقبل الناس والله يقع بعضهم على
بعض وما أشار إلى أحد إلا ركض ومر (1).
[2976] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، قال حدثني شيخ من أصحابنا يقال
له: عبد الله بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) - وكان
أبو جعفر (عليه السلام) يجيىء في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن ويصير إلى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسلم عليه ويرجع إلى بيت فاطمة (عليها السلام) فيخلع نعليه ويقوم فيصلي
فوسوس إلي الشيطان فقال: إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه
فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا، فلما أن كان وقت الزوال أقبل (عليه السلام) على حمار
له فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه وجاء حتى نزل على الصخرة التي على باب
المسجد ثم دخل فسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي
فيه ففعل هذا أياما فقلت: إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه
بقدميه، فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ثم دخل فسلم على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه فصلى في نعليه ولم يخلعهما
حتى فعل ذلك أياما فقلت في نفسي: لم يتهيأ لي ههنا ولكن أذهب إلى باب الحمام فإذا
دخل إلى الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه فسألت عن الحمام الذي يدخله،
فقيل لي: إنه يدخل حماما بالبقيع لرجل من ولد طلحة فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه

(1) الكافي: 1 / 490 ح 8.
214

الحمام وصرت إلى باب الحمام وجلست إلى الطلحي أحدثه وأنا أنتظر مجيئه (عليه السلام) فقال
الطلحي: إن أردت دخول الحمام فقم فادخل فانه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة، قلت
ولم؟ قال: لأن ابن الرضا يريد دخول الحمام قال: قلت: ومن ابن الرضا؟ قال: رجل
من آل محمد له صلاح وورع، قلت له: ولا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره؟ قال:
نخلي له الحمام إذا جاء قال: فبينا أنا كذلك إذ أقبل (عليه السلام) ومعه غلمان له وبين يديه غلام
معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه ووافى فسلم ودخل الحجرة على حماره ودخل
المسلخ ونزل على الحصير فقلت للطلحي: هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح
والورع؟! فقال: يا هذا لا والله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم فقلت في نفسي: هذا
من عملي أنا جنيته ثم قلت: أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج، فلما
خرج وتلبس دعا بالحمار فادخل المسلخ وركب من فوق الحصير وخرج (عليه السلام) فقلت
في نفسي: قد والله آذيته ولا أعود ولا أروم ما رمت منه أبدا وصح عزمي على ذلك،
فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان
ينزل فيه في الصحن فدخل وسلم على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وجاء إلى الموضع الذي كان
يصلي فيه في بيت فاطمة (عليها السلام) وخلع نعليه وقام يصلي (1).
[2977] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين رفعه قال: كان
أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: ثلاثة لا يسلمون: الماشي مع الجنازة والماشي إلى الجمعة وفي
بيت الحمام (2).
[2978] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن بكر بن حبيب، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ماء الحمام لا بأس به إذا كانت له مادة (3).

(1) الكافي: 1 / 493 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 645 ح 11.
(3) الكافي: 3 / 14 ح 2.
215

الرواية معتبرة الإسناد.
[2979] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن عبد الله بن عامر، عن علي بن مهزيار،
عن محمد بن إسماعيل، عن حنان قال: سمعت رجلا يقول لأبي عبد الله (عليه السلام): إني
أدخل الحمام في السحر وفيه الجنب وغير ذلك فأقوم فاغتسل فينتضح على بعد ما
أفرغ من مائهم، قال: أليس هو جار؟ قلت: بلى، قال: لا بأس (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2980] 6 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن ابن البرقي، عن أبيه، عن
عبد الله بن الفضل، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: عشرة مواضع لا يصلى
فيها: الطين والماء والحمام والقبور ومسان الطريق وقرى النمل ومعاطن الإبل ومجرى
الماء والسبخ والثلج (2).
[2981] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه سئل عن الرجل يدخل
الحمام وهو صائم، فقال: لا بأس ما لم يخش ضعفا (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2982] 8 - الكليني، عن بعض أصحابنا، عن ابن جمهور، عن محمد بن القاسم، عن
عبد الله بن أبي يعفور قال: كنا بالمدينة فلاحاني زرارة في نتف الإبط وحلقه فقلت:
حلقه أفضل وقال زرارة: نتفه أفضل، فاستأذنا على أبي عبد الله (عليه السلام) فأذن لنا وهو في
الحمام يطلي وقد أطلى إبطيه فقلت لزرارة: يكفيك؟ قال: لا لعله فعل هذا لما لا يجوز
لي أن أفعله؟ فقال: فيما أنتما؟ فقلت: إن زرارة لاحاني في نتف الإبط وحلقه، قلت:

(1) الكافي: 3 / 14 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 390 ح 12.
(3) الكافي: 4 / 109 ح 3.
216

حلقه أفضل وقال زرارة: نتفه أفضل فقال: أصبت السنة وأخطأها زرارة حلقه
أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه ثم قال لنا: اطليا فقلنا: فعلنا منذ ثلاث فقال:
أعيدا فإن الإطلاء طهور (1).
[2983] 9 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، أو
غيره، عن محمد بن اسلم الجبلي رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) قال: أمير المؤمنين
صلوات الله عليه: نعم البيت الحمام يذكر النار ويذهب بالدرن وقال عمر: بئس
البيت الحمام يبدي العورة ويهتك الستر قال: ونسب الناس قول أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى
عمر وقول عمر إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) (2).
[2984] 10 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم وعلي
ابن حسان، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: الحمام يوم ويوم لا، يكثر
اللحم وإدمانه في كل يوم يذيب شحم الكليتين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2985] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة بن
موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان يؤمن بالله واليوم
الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2986] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن محمد
الحجال، عن سليمان الجعفري قال: مرضت حتى ذهب لحمي فدخلت على الرضا
صلوات الله عليه فقال: أيسرك أن يعود إليك لحمك؟ قلت: بلى قال: الزم الحمام غبا

(1) الكافي: 4 / 327 ح 6.
(2) الكافي: 6 / 496 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 496 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 497 ح 3.
217

فإنه يعود إليك لحمك وإياك ان تدمنه فإن إدمانه يورث السل (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2987] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
المثنى بن الوليد الحناط، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا تدخل الحمام إلا
وفي جوفك شيء يطفئ به عنك وهج المعدة وهو أقوى للبدن ولا تدخله وأنت ممتلئ
من الطعام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2988] 14 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
رفاعة بن موسى، عمن أخبره عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه كان إذا أراد دخول الحمام
تناول شيئا فأكله قال قلت له: إن الناس عندنا يقولون: إنه على الريق أجود
ما يكون قال: لا بل يؤكل شيء قبله يطفئ المرارة ويسكن حرارة الجوف (3).
[2989] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن أحمد بن
اشيم، عن سليمان الجعفري قال: من أراد أن يحمل لحما فليدخل الحمام يوما ويغب
يوما ومن أراد أن يضمر وكان كثير اللحم فليدخل الحمام كل يوم (4).
الرواية مضمرة.
[2990] 16 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع جميعا، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال:
دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حماما بالمدينة فإذا رجل في بيت المسلخ فقال لنا: ممن
القوم؟ فقلنا: من أهل العراق فقال: وأي العراق؟ قلنا: كوفيون فقال: مرحبا بكم يا

(1) الكافي: 6 / 497 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 497 ح 5.
(3) الكافي: 6 / 497 ح 6.
(4) الكافي: 6 / 499 ح 11.
218

أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار ثم قال: ما يمنعكم من الأزر فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
قال: عورة المؤمن على المؤمن حرام قال: فبعث إلى أبي كرباسة فشقها بأربعة ثم أخذ
كل واحد منا واحدا ثم دخلنا فيها فلما كنا في البيت الحار صمد لجدي فقال: يا كهل
ما يمنعك من الخضاب؟ فقال له جدي: أدركت من هو خير مني ومنك لا يختضب
قال: فغضب لذلك حتى عرفنا غضبه في الحمام قال: ومن ذلك الذي هو خير مني؟
فقال: أدركت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو لا يختضب قال: فنكس رأسه وتصاب
عرقا فقال: صدقت وبررت ثم قال: يا كهل ان تختضب فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد
خضب وهو خير من علي (عليه السلام) وان تترك فلك بعلي سنة قال: فلما خرجنا من الحمام
سألنا عن الرجل فإذا هو علي بن الحسين (عليه السلام) ومعه ابنه محمد بن علي (عليهما السلام) (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2991] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي
ابن الحكم، عن علي بن أبي حمزة قال: دخلت مع أبي بصير الحمام فنظرت إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قد أطلى وأطلى إبطيه بالنورة قال: فخبرت أبا بصير فقال: أرشدني
إليه لأسأله عنه فقلت: قد رأيته أنا فقال: أنت قد رأيته وأنا لم أره ارشدني إليه قال:
فأرشدته إليه فقال له: جعلت فداك أخبرني قائدي أنك قد أطليت وطليت إبطيك
بالنورة؟ قال: نعم يا أبا محمد ان نتف الإبطين يضعف البصر أطل يا أبا محمد قال:
فقال: أطليت منذ أيام فقال: أطل فإنه طهور (2).
[2992] 18 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن إسماعيل بن يسار، عن عثمان بن عفان السدوسي، عن بشير النبال، قال: سألت
أبا جعفر (عليه السلام) عن الحمام فقال: تريد الحمام؟ فقلت: نعم قال: فأمر بإسخان الحمام ثم

(1) الكافي: 6 / 497 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 498، 9.
219

دخل فاتزر بإزار وغطى ركبتيه وسرته ثم أمر صاحب الحمام فطلى ما كان خارجا
من الإزار ثم قال: أخرج عني ثم طلى هو ما تحته بيده ثم قال هكذا فافعل (1).
[2993] 19 - الكليني، عن العدة، عن سهل رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا يدخل
الرجل مع ابنه الحمام فينظر إلى عورته (2).
[2994] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يرسل حليلته إلى الحمام (3).
الرواية موثقة سندا.
والروايات في هذا المقام متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار منها: الكافي:
6 / 496 وغيرها.

(1) الكافي: 6 / 501 ح 22.
(2) الكافي: 6 / 501 ح 23.
(3) الكافي: 6 / 502 ح 30.
220

الحمد
[2995] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن محمد بن هشام عن ميسر، عن أبي عبد الله قال: شكر النعمة اجتناب
المحارم وتمام الشكر قول الرجل: الحمد لله رب العالمين (1).
[2996] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن
خلاد قال: سمعت أبا الحسن صلوات الله عليه يقول: من حمد الله على النعمة فقد
شكره وكان الحمد أفضل من تلك النعمة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2997] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن صفوان
الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال لي: ما أنعم الله على عبد بنعمة صغرت أو
كبرت فقال: الحمد لله إلا أدى شكرها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[2998] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن
عمر بن يزيد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني سألت الله عز وجل أن يرزقني مالا فرزقني
وإني سألت الله أن يرزقني ولدا فرزقني ولدا وسألته أن يرزقني دارا فرزقني وقد

(1) الكافي: 2 / 95 ح 10.
(2) الكافي: 2 / 96 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 96 ح 14.
221

خفت أن يكون ذلك استدراجا، فقال: أما - والله - مع الحمد فلا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[2999] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن حماد
ابن عثمان قال: خرج أبو عبد الله (عليه السلام) من المسجد وقد ضاعت دابته فقال: لئن ردها
الله علي لأشكرن الله حق شكره، قال: فما لبث أن أتي بها فقال: الحمد لله فقال له
قائل: جعلت فداك أليس قلت لأشكرن الله حق شكره؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ألم
تسمعني قلت: الحمد لله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3000] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المثنى الحناط، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ورد عليه أمر يسره قال: الحمد لله على كل حال (3).
[3001] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تقول ثلاث مرات إذا نظرت إلى
المبتلى من غير أن تسمعه: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، ولو شاء فعل» قال:
من قال ذلك لم يصبه ذلك البلاء أبدا (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3002] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن
الأنباري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة
مرة وستين مرة عدد عروق الجسد يقول: الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل
حال (5).

(1) - (4) الكافي: 2 / 97 ح 17 و 18 و 19 و 20.
(5) الكافي: 2 / 503 ح 3.
222

[3003] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن حسان، عن بعض
أصحابه قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ما أدنى ما يجزى من التحميد؟ قال: تقول:
«الحمد لله الذي علا فقهر والحمد لله الذي ملك فقدر والحمد لله الذي بطن فخبر
والحمد لله الذي يميت الأحياء ويحيي الموتى وهو على كل شيء قدير» (1).
[3004] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه رفعه قال: تقول بعد الفجر: «اللهم لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك ولك
الحمد حمدا لا منتهى له دون رضاك ولك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيئتك ولك
الحمد حمدا لا جزاء لقائله إلا رضاك، اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت
المستعان، اللهم لك الحمد كما أنت أهله، الحمد لله بمحامده كلها على نعمائه كلها حتى
ينتهي الحمد إلى حيث ما يحب ربي ويرضى» وتقول بعد الفجر قبل أن تتكلم:
«الحمد لله ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش وسبحان الله ملء الميزان ومنتهى
الرضا وزنة العرش والله أكبر ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش ولا اله إلا الله
ملء الميزان ومنتهى الرضا وزنة العرش» تعيد ذلك أربع مرات ثم تقول: «اللهم
أسألك مسألة العبد الذليل أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تغفر لنا ذنوبنا وتقضي
لنا حوائجنا في الدنيا والآخرة في يسر منك وعافية» (2).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت راجع كتب الأخبار منها:
الكافي: 2 / 503، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 75، وغيرهما.

(1) الكافي: 2 / 504 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 547 ح 5.
223

الحمق
[3005] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن بعض أصحابه، عن ابن أبي عمير، عن
النضر بن سويد، عن حمران وصفوان بن مهران الجمال قالا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: لا غنى أخصب من العقل ولا فقر أحط من الحمق ولا استظهار في أمر بأكثر
من المشورة فيه (1).
[3006] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابنا رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحياء حياءان حياء عقل وحياء حمق
فحياء العقل هو العلم وحياء الحمق هو الجهل (2).
[3007] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا
تسترضعوا الحمقاء فإن اللبن يعدى وان الغلام ينزع إلى اللبن يعني إلى الظئر في
الرعونة والحمق (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3008] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن أحمد بن
عديس، عن أبان بن عثمان، عن أبي الصباح قال: سمعت كلاما يروى عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن علي (عليه السلام) وعن ابن مسعود فعرضته على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: هذا

(1) الكافي: 1 / 29 ح 26.
(2) الكافي: 2 / 106 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 43 ح 8.
224

قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرفه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الشقي من شقى في بطن امه
والسعيد من وعظ بغيره وأكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور وشر الروى روي
الكذب، الحديث (1).
[3009] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن محمد بن يوسف، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا ينبغي للمسلم
أن يواخي الفاجر ولا الأحمق ولا الكذاب (2).
[3010] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن حسين بن
الحسن، عن محمد بن سنان، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا عليك أن تصحب ذا العقل وإن لم تحمد كرمه ولكن انتفع بعقله
واحترس من سيىء أخلاقه ولا تدعن صحبة الكريم وإن لم تنتفع بعقله ولكن انتفع
بكرمه بعقلك وافرر كل الفرار من اللئيم الأحمق (3).
[3011] 7 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحجال، عن
علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبد
الله (عليه السلام): إياك ومصادقة الأحمق فإنك أسر ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى
مساءتك (4).
[3012] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن
حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: زوجوا الأحمق ولا تزوجوا الحمقاء فإن الأحمق
ينجب والحمقاء لا تنجب (5).

(1) الكافي: 8 / 81 ح 39.
(2) الكافي: 2 / 375 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 638 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 642 ح 11.
(5) الكافي: 5 / 354 ح 4.
225

[3013] 9 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، وأبي علي الأشعري،
عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن زرارة قال:
سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (أو التابعين غير اولي الإربة من الرجال) إلى
آخر الآية قال: الأحمق الذي لا يأتي النساء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3014] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا أحب أحدكم أخاه المسلم فليسأله
عن اسمه واسم أبيه واسم قبيلته وعشيرته فإن من حقه الواجب وصدق الإخاء أن
يسأله عن ذلك وإلا فإنها معرفة حمق (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3015] 11 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما خلق الله عز وجل شيئا أبغض إليه من
الأحمق لأنه سلبه أحب الأشياء إليه وهو عقله (3).
[3016] 12 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الحميري، عن هارون، عن ابن صدقة،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع يمتن القلوب: الذنب
على الذنب وكثرة مناقشة النساء يعني محادثتهن ومماراة الأحمق تقول ويقول ولا
يرجع إلى خير [أبدا] ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله وما الموتى؟ قال: كل
غني مترف (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 523 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 671 ح 3.
(3) علل الشرايع: 101.
(4) الخصال: 1 / 228 ح 65.
226

[3017] 13 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي،
عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق وفاجر فالعاقل الدين شريعته
والحلم طبيعته والرأي سجيته إن سئل أجاب وإن تكلم أصاب وإن سمع وعى وإن
حدث صدق وإن اطمأن إليه أحد وفى، والأحمق إن استنبه بجميل غفل وإن استنزل
عن حسن ترك وإن حمل على جهل جهل وإن حدث كذب لا يفقه وإن فقه لم يفقه،
والفاجر إن ائتمنته خانك وإن صاحبته شانك وإن وثقت به لم ينصحك (1).
الرواية موثقة سندا.
[3018] 14 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن سعد، عن اليقطيني، عن القاسم بن
يوسف، عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لا تقارن ولا تواخ
أربعة: الأحمق والبخيل والجبان والكذاب، أما الأحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك،
وأما البخيل فانه يأخذ منك ولا يعطيك، وأما الجبان فانه يهرب عنك وعن والديه،
وأما الكذاب فانه يصدق ولا يصدق (2).
[3019] 15 - المفيد، عن الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن
البزنطي، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن الله وأبرأت الأكمه
والأبرص بإذن الله وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله وعالجت الأحمق فلم أقدر على
إصلاحه فقيل: يا روح الله وما الأحمق؟ قال: المعجب برأيه ونفسه الذي يرى الفضل
كله له لا عليه ويوجب الحق كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا فذلك الأحمق الذي
لا حيلة في مداواته (3).

(1) الخصال: 1 / 116 ح 96.
(2) الخصال: 1 / 244 ح 100.
(3) الاختصاص: 221.
227

[3020] 16 - المفيد، عن محمد بن المظفر البزاز، عن عبد الملك بن علي الدهان،
عن علي ابن الحسن، عن الحسن بن بشر، عن أسد بن سعيد، عن جابر قال: سمع
أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يرد عليه فناداه أمير المؤمنين (عليه السلام):
مهلا يا قنبر دع شاتمك مهانا ترضي الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك فوالذي
فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ولا أسخط الشيطان بمثل
الصمت ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه (1).
[3021] 17 - المفيد، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن رجاء بن يحيى، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام) قال: أردت سفرا
فأوصى أبي علي بن الحسين (عليه السلام) فقال في وصيته: إياك يا بني أن تصاحب الأحمق أو
تخالطه واهجره ولا تجادله فإن الأحمق هجنه عين غائبا كان أو حاضرا إن تكلم
فضحه حمقه وإن سكت قصر به عيه وإن عمل أفسد وإن استرعى أضاع لا علمه من
نفسه يغنيه ولا علم غيره ينفعه ولا يطيع ناصحه ولا يستريح مقارنه تود امه ثكلته
وامرأته انها فقدته وجاره بعد داره وجليسه الوحدة من مجالسته إن كان أصغر من في
المجلس أعيى من فوقه وإن كان أكبرهم أفسد من دونه (2).
[3022] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لابنه الحسن (عليه السلام): يا بني احفظ
عني أربعا وأربعا لا يضرك ما عملت معهن: إن أغنى الغنى العقل وأكبر الفقر الحمق
وأوحش الوحشة العجب وأكرم الحسب حسن الخلق، يا بني إياك ومصادقة الأحمق
فانه يريد أن ينفعك فيضرك وإياك ومصادقة البخيل فانه يقعد عنك أحوج ما تكون
إليه وإياك ومصادقة الفاجر فانه يبيعك بالتافه وإياك ومصادقة الكذاب فانه
كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب (3).

(1) أمالي المفيد: المجلس الرابع عشر ح 2 / 118.
(2) أمالي الطوسي: المجلس التاسع والعشرون ح 4 / 613 الرقم 1268.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 38.
228

[3023] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لسان العاقل وراء قلبه وقلب
الأحمق وراء لسانه (1).
للرضي رضي الله عنه شرح لهذا الحديث فراجعه فانه لطيف.
[3024] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تعرف حماقة الرجل في ثلاث:
كلامه في ما لا يعنيه وجوابه عما لا يسئل عنه وتهوره في الامور (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فعليك بمراجعة كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 40.
(2) غرر الحكم: ح 4542.
229

حمى الله تعالى
[3025] 1 - الصدوق رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه خطب فقال: إن الله حد حدودا فلا
تعتدوها، وفرض فرائض فلا تنقصوها وسكت عن أشياء لم يسكت عنها نسيانا لها
فلا تكلفوها، رحمة من الله لكم فاقبلوها، ثم قال (عليه السلام): حلال بين وحرام بين،
وشبهات بين ذلك، فمن ترك ما اشتبه عليه من الإثم فهو لما استبان له أترك والمعاصي
حمى الله، فمن يرتع حولها يوشك أن يدخلها (1).
[3026] 2 - الطوسي، عن علي بن أحمد بن الحمامي، عن أحمد بن محمد القطان، عن
إسماعيل بن محمد بن أبي كثير، عن مكي بن إبراهيم، عن السري بن عامر قال: صعد
النعمان بن بشير على منبر الكوفة، فحمد الله وأثنى عليه وقال: سمعت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن لكل ملك حمى وإن حمى الله حلاله وحرامه والمشتبهات
بين ذلك، كما لو أن راعيا رعى إلى جانب الحمى لم تثبت غنمه أن تقع في وسطه،
فدعوا المشتبهات، الحديث (2).
[3027] 3 - الكراجكي، عن محمد بن علي بن طالب البلدي، عن محمد بن إبراهيم بن
جعفر النعماني، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، عن شيوخه الأربعة، عن
الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير، عن
أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: قال جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيها الناس حلالي حلال إلى

(1) الفقيه: 4 / 74 ح 5149.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 69 / 381 الرقم 818.
230

يوم القيامة وحرامي حرام إلى يوم القيامة، ألا وقد بينهما الله عز وجل في الكتاب وبينتهما لكم
في سنتي وسيرتي، وبينهما شبهات من الشيطان وبدع بعدي، من تركها صلح له أمر
دينه، وصلحت له مروته وعرضه، ومن تلبس بها وقع فيها واتبعها، كان كمن رعى
غنمه قرب الحمى، ومن رعى ماشيته قرب الحمى، نازعته نفسه إلى أن يرعاها في
الحمى، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله عز وجل محارمه، فتوقوا حمى الله
ومحارمه، الحديث (1).
[3028] 4 - الشيخ جعفر بن أحمد القمي بإسناده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ظهر المؤمن
حمى إلا من حد (2)
[3029] 5 - محمد بن محمد بن الأشعث بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن
علي (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ظهر المؤمن حمى إلا من حد (3).
[3030] 6 - القاضي نعمان رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ظهر المؤمن حمى، إلا من
حد (4).
[3031] 7 - القاضي النعمان رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى رفاعة: دارىء عن
المؤمن ما استطعت، فإن ظهره حمى الله، ونفسه كريمة على الله، وله يكون ثواب الله
وظالمه خصم الله، فلا يكون خصمك (5).
[3032] 8 - الطبرسي قال: وفي الحديث: إن لكل ملك حمى وحمى الله محارمه، فمن رتع
حول الحمى أوشك أن يقع فيه (6).

(1) كنز الفوائد: 1 / 164.
(2) جامع الأحاديث: 98.
(3) الجعفريات: 133.
(4) دعائم الإسلام: 2 / 444 ح 1550.
(5) دعائم الإسلام: 2 / 445 ح 1553.
(6) تفسير جوامع الجامع: 35، ونقل عنه في وسائل الشيعة: 27 / 167 ح 44.
231

[3033] 9 - الأحسائي رفعه عن النعمان بن بشير قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول:
حلال بين، وحرام بين، وبينهما شبهات لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات
فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي حول
الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا إن لكل ملك حمى، وإن حمى الله تعالى محارمه (1).
[3034] 10 - الأحسائي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ألا إن لكل ملك حمى وإن حمى
الله محارمه، فمن رتع حول الحمى أوشك أن تقع فيه (2).
في هذا المجال إن شئت راجع وسائل الشيعة: 27 / 154 ومستدرك الوسائل:
17 / 321، وجامع أحاديث الشيعة: 1 / 387 من الطبعة الحديثة.

(1) عوالي اللآلي: 1 / 89.
(2) عوالي اللآلي: 2 / 83.
232

الحمية (1)
[3035] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمن
بن حماد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن الفيض قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
يمرض منا المريض فيأمره المعالجون بالحمية، فقال: لكنا أهل بيت لا نحتمي إلا من
التمر ونتداوى بالتفاح والماء البارد، قلت: ولم تحتمون من التمر؟ قال: لأن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حمى عليا (عليه السلام) منه في مرضه (2).
[3036] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب،
عن الحلبي، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا تنفع الحمية لمريض بعد سبعة
أيام (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3037] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: ليس الحمية أن تدع
الشيء أصلا لا تأكله ولكن الحمية أن تأكل من الشيء وتخفف (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[3038] 4 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن الحسن بن علي العدوي، عن

(1) الحمية: بكسر الأول وسكون الثاني ما حمى من الشيء، ومنع المريض عما يضره.
(2) الكافي: 8 / 291 ح 441.
(3) الكافي: 8 / 291 ح 442.
(4) الكافي: 8 / 291 ح 443.
233

عباد بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن الربيع صاحب المنصور قال: حضر
أبو عبد الله (عليه السلام) مجلس المنصور يوما وعنده رجل من الهند يقرأ كتب الطب فجعل
أبو عبد الله (عليه السلام) ينص لقراءته فلما فرغ الهندي قال له: يا أبا عبد الله أتريد مما معي
شيئا؟ قال: لا فإن معي ما هو خير مما معك قال: وما هو؟ قال: أداوي الحار بالبارد
والبارد بالحار والرطب باليابس واليابس بالرطب، وأرد الأمر كله إلى الله عز وجل
وأستعمل ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأعلم أن المعدة بيت الداء والحمية هي الدواء
وأعود البدن ما اعتاد، فقال الهندي: وهل الطب إلا هذا، فقال الصادق (عليه السلام): أفتراني
من كتب الطب أخذت؟ قال: نعم قال: لا والله ما أخذت إلا عن الله سبحانه،
الحديث (1).
[3039] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن أحمد، عن إسماعيل الخراساني، عن
الرضا (عليه السلام) قال: ليس الحمية من الشيء تركه إنما الحمية من الشيء الإقلال
منه (2).
[3040] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمد، عن
إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد، عن علي بن جعفر بن الزبير، عن جعفر بن إسماعيل،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته كم يحمى المريض؟ فقال: دبقا، فلم أدر
كم دبقا؟ قال: عشرة أيام.
وفي حديث آخر: احدى عشر دبقا، ودبق: صباح بكلام الروم، أعني أحد
عشر صباحا (3).

(1) الخصال: 2 / 511 ح 3.
(2) معاني الأخبار: 238.
(3) معاني الأخبار: 238.
234

[3041] 7 - نجل الطبرسي رفعه عن العالم (عليه السلام) انه قال: الحمية رأس الدواء، والمعدة بيت
الداء، وعود بدنا ما تعود (1).
[3042] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تنال الصحة إلا بالحمية (2).
[3043] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صلاح البدن الحمية (3).
[3044] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يصبر على مضض الحمية
طال سقمه (4).
وفي هذا المجال راجع ان شئت وسائل الشيعة: 25 / 228، ومستدرك الوسائل:
16 / 450 وغيرهما من كتب الأخبار.

(1) مكارم الأخلاق: 362.
(2) غرر الحكم: ح 10605.
(3) - (4) غرر الحكم: ح 5793 و 9210، ونقلتهما عنه بواسطة هداية العلم في تنظيم غرر الحكم:
169.
235

الحمية (1)
[3045] 1 - الكليني بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل:...
الانصاف وضده الحمية... (2).
[3046] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد بن محمد بن أبي
نصر، عن صفوان بن مهران، عن عامر بن السمط، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
علي بن الحسين (عليه السلام) قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب وذلك
حين أسلم غضبا للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث السلا الذي ألقي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
[3047] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن موسى بن
جعفر البغدادي، عن علي بن معبد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يتعوذ في كل يوم من ست من الشك
والشرك والحمية والغضب والبغي والحسد (4).
[3048] 4 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن يحيى
الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): لا أقيم على أحد حدا بأرض العدو حتى يخرج منها لئلا تلحقه

(1) الحمية: بفتح الأول وكسر الثاني وتشديد الثالث: الأنفة والإباء. المروءة والنخوة.
(2) الكافي: 1 / 22.
(3) الكافي: 2 / 308 ح 5.
(4) الخصال: 1 / 329 ح 24.
236

الحمية فيلحق بالعدو (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3049] 5 - الطوسي باسناده إلى الحسين بن سعيد، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن
إبراهيم، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام) انه قال: لا أقيم على رجل حدا بأرض
العدو حتى يخرج منها مخافة أن تحمله الحمية فيلحق بالعدو (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3050] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:... فسجد
الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس اعترضته الحمية فافتخر على آدم بخلقه وتعصب على
أصله... فأطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية وإحقاد الجاهلية فإنما تلك
الحمية تكون في مسلم من خطرات الشيطان ونخواته نزعاته ونفثاته... فالله الله في
كبر الحمية وفخر الجاهلية فانه ملاقح الشنان ومنافخ الشيطان... (3).
[3051] 7 - الرضي، رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
املك حمية أنفك وسورة حدك وسطوة يدك وغرب لسانك واحترس من كل ذلك
بكف البادرة وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار ولن تحكم ذلك من
نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك (4).
قد مر منا مرارا ان لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[3052] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: السجود الجسماني: وضع عتائق
الوجوه على التراب واستقبال الأرض بالراحتين والركبتين، وأطراف القدمين مع
خشوع القلب وإخلاص النية.

(1) علل الشرايع: 544.
(2) التهذيب: 10 / 40 ح 139.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53.
237

السجود النفساني: فراغ القلب من الفانيات والاقبال بكنه الهمة على الباقيات،
وخلع الكبر والحمية وقطع العلائق الدنيوية، والتحلي بالأخلاق النبوية (1).
[3053] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: على قدر الحمية تكون الغيرة (2).
[3054] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا حمية لمن لا أنفة له (3).

(1) غرر الحكم: ح 2234 و 2235، ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 4 / 486 ح 9.
(2) - (3) غرر الحكم: ح 6594 و 10787، نقلتهما عنه بواسطة هداية العلم في تنظيم غرر الحكم:
169.
238

الحياء
[3055] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الإسلام عريان فلباسه الحياء، وزينته الوقار ومروءته العمل
الصالح وعماده الورع ولكل شيء أساس وأساس الإسلام حبنا أهل البيت (1).
[3056] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الهيثم بن
أبي مسروق، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسين بن عطية، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: المكارم عشر فإن استطعت أن تكون فيك فلتكن فإنها تكون في الرجل ولا
تكون في ولده وتكون في الولد ولا تكون في أبيه وتكون في العبد ولا تكون في الحر
قيل وما هن؟ قال: صدق اليأس وصدق اللسان وأداء الأمانة وصلة الرحم وإقراء
الضيف وإطعام السائل والمكافاة على الصنايع والتذمم للجار والتذمم للصاحب
ورأسهن الحياء (2).
[3057] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن
جعفر بن محمد الهاشمي، عن إسماعيل بن عباد قال بكر وأظنني قد سمعته من
إسماعيل، عن عبد الله بن بكير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنا لنحب من كان عاقلا
فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا، إن الله عز وجل خص الأنبياء بمكارم

(1) الكافي: 2 / 46 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 55 ح 1.
239

الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فيتضرع إلى الله عز وجل
وليسأله إياها قال قلت جعلت فداك وما هن؟ قال: هن الورع والقناعة والصبر
والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة والبر وصدق الحديث وأداء
الأمانة (1).
[3058] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسين بن علي، عن
عبد الله بن سنان، عن رجل من بني هاشم قال: أربع من كن فيه كمل إسلامه ولو كان
من قرنه إلى قدمه خطايا لم تنقصه: الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر (2).
[3059] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الحياء من الإيمان
والإيمان في الجنة (3).
[3060] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): الحياء والعفاف والعي
- أعني عي اللسان لا عي القلب - من الإيمان (4).
[3061] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن يحيى
أخي دارم، عن معاذ بن كثير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: الحياء والإيمان مقرونان في
قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه (5).
[3062] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض
أصحابنا، رفعه قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الحياء حياءان: حياء عقل وحياء حمق،

(1) الكافي: 2 / 56 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 56 ح 6.
(3) الكافي: 2 / 106 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 106 ح 2.
(5) الكافي: 2 / 106 ح 4.
240

فحياء العقل هو العلم وحياء الحمق هو الجهل (1).
[3063] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن منصور بن العباس،
عن علي بن أسباط رفعه إلى سلمان قال: إذا أراد الله عز وجل هلاك عبد نزع منه الحياء، فإذا
نزع منه الحياء لم تلقه إلا خائنا مخونا فإذا كان خائنا مخونا نزعت منه الأمانة فإذا
نزعت منه الأمانة، لم تلقه إلا فظا غليظا، فإذا كان فظا غليظا نزعت منه ربقة
الإيمان، فإذا نزعت منه ربقة الإيمان لم تلقه إلا شيطانا ملعونا (2).
[3064] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان
ابن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس، عن
أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله حرم الجنة على كل فحاش
بذىء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال ولا ما قيل له فإنك إن فتشته لم تجده إلا لغية أو
شرك شيطان، فقيل: يا رسول الله وفي الناس شرك شيطان؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
أما تقرأ قول الله عز وجل: (وشاركهم في الأموال والأولاد) (3) قال: وسأل رجل فقيها هل
في الناس من لا يبالي ما قيل له؟ قال: من تعرض للناس يشتمهم وهو يعلم أنهم
لا يتركونه، فذلك الذي لا يبالي ما قال ولا ما قيل فيه (4).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[3065] 11 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: سمعت أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: لا تذهب الحشمة بينك وبين أخيك
أبق منها فإن ذهابها ذهاب الحياء (5).

(1) الكافي: 2 / 106 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 291 ح 10.
(3) سورة الإسراء: 64.
(4) الكافي: 2 / 323 ح 3.
(5) الكافي: 2 / 672 ح 5.
241

الرواية موثقة سندا.
[3066] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: خير نسائكم التي إذا خلت مع زوجها خلعت له درع الحياء وإذا لبست لبست
معه درع الحياء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3067] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): خلق الله الشهوة عشرة اجزاء فجعل تسعة أجزاء في النساء
وجزءا واحدا في الرجال ولولا ما جعل الله فيهن من الحياء على قدر أجزاء الشهوة
لكان لكل رجل تسع نسوة متعلقات به (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3068] 14 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى أو غيره، عن
أبي داود المسترق قال: من ضرب في بيته بربط أربعين يوما سلط الله عليه شيطانا
يقال له القفندر فلا يبقى عضوا من أعضائه إلا قعد عليه فإذا كان كان كذلك نزع منه
الحياء ولم يبال ما قال ولا ما قيل فيه (3).
[3069] 15 - الصدوق قال: وروى عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول
الله عز وجل وان (طلقتموهن من قبل أن تمسوهن فما لكم عليهن من عدة تعتدونها
فمتعوهن وسرحوهن سراحا جميلا) (4) قال: متعوهن أي جملوهن بما قدرتم

(1) الكافي: 5 / 324 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 338 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 434 ح 17.
(4) سورة الأحزاب: 49.
242

عليه من معروف فإنهن يرجعن بكآبة ووحشة وهم عظيم وشماتة من أعدائهن فإن الله عز وجل
كريم يستحيى ويحب أهل الحياء أن أكرمكم أشدكم إكراما لحلائلهم (1).
[3070] 16 - الصدوق بسنده إلى سماعة، عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول:
فضلت المرأة على الرجل بتسعة وتسعين من اللذة ولكن الله عز وجل ألقى عليها الحياء (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3071] 17 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الحياء خير كله (3).
[3072] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من لم يستحيى من الناس لم
يستحيى من الله سبحانه (4).
[3073] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يستحيين أحد إذا سئل عما
لا يعلم أن يقول لا أعلم (5).
[3074] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الحياء يصد عن فعل القبيح (6).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي:
2 / 106، وإرشاد القلوب: 111، والوافي: 4 / 435، وبحار الأنوار:
68 / 337، وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 280، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الفقيه: 3 / 506 ح 4774.
(2) الفقيه: 3 / 559 ح 4920.
(3) الفقيه: 4 / 379 ح 5800.
(4) غرر الحكم: ح 9081.
(5) غرر الحكم: ح 10241.
(6) غرر الحكم: ح 1393.
243

الحياة
[3075] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، رفعه قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من
استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها ولا
أغتفر فقد عقل ولا دين لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنا بحياة مع مخافة وفقد
العقل فقد الحياة ولا يقاس إلا بالأموات (1).
[3076] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
حمزة بن حمران قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ان مما حفظ من خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
انه قال: يا أيها الناس ان لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وان لكم نهاية فانتهوا إلى
نهايتكم إلا أن المؤمن بعمل بين مخافتين بين أجل قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه
وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه فليأخذ العبد المؤمن من نفسه لنفسه ومن
دنياه لآخرته وفي الشيبة قبل الكبر وفي الحياة قبل الممات فوالذي نفس محمد بيده ما
بعد الدنيا مستعتب وما بعدها من دار إلا الجنة أو النار (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3077] 3 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن علامة الراغب في
ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا لا ينقصه
مما قسم الله عز وجل له فيها وان زهد; وان حرص الحريص على عاجل زهرة الحياة الدنيا

(1) الكافي: 1 / 27 ح 30.
(2) الكافي: 2 / 70 ح 9.
244

لا يزيده فيها وإن حرص، فالمغبون من حرم حظه من الآخرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3078] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
حسان، عن زيد الشحام قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): خذ لنفسك من نفسك، خذ منها
في الصحة قبل السقم، وفي القوة قبل الضعف، وفي الحياة قبل الممات (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3079] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن فضالة، عن موسى بن بكر، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الحياة والموت خلقان من خلق الله فإذا جاء الموت فدخل في
الإنسان لم يدخل في شيء إلا وقد خرجت منه الحياة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3080] 6 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن الميثمي، عن علي
ابن أسباط، عن عبد الصمد بن بندار، عن الحسين بن علوان قال: سأل رجل
أبا عبد الله (عليه السلام) عن طعم الماء؟ فقال سل تفقها ولا تسال تعنتا طعم الماء طعم
الحياة (4).
[3081] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن محبوب، عن أبي جعفر
الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل خلق الجنة قبل أن
يخلق النار وخلق الطاعة قبل أن يخلق المعصية وخلق الرحمة قبل الغضب وخلق
الخير قبل الشر وخلق الأرض قبل السماء وخلق الحياة قبل الموت وخلق الشمس
قبل القمر وخلق النور قبل الظلمة (5).

(1) الكافي: 2 / 129 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 455 ح 11.
(3) الكافي: 3 / 259 ح 34.
(4) الكافي: 6 / 381 ح 7.
(5) الكافي: 8 / 145 ح 116.
245

[3082] 8 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الحميد، عن
يونس، عن شعيب العقرقوقي قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): شيء يروى عن أبي ذر (رحمه الله)
أنه كان يقول: ثلاث يبغضها الناس وأنا أحبها: أحب الموت وأحب الفقر وأحب
البلاء فقال: إن هذا ليس على ما يروون إنما عنى الموت في طاعة الله وأحب إلي من
الحياة في معصية الله والبلاء في طاعة الله أحب إلي من الصحة في معصية الله والفقر في
طاعة الله أحب إلي من الغنى في معصية الله (1).
[3083] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إسحاق بن يزيد،
عن مهران، عن أبان بن تغلب وعدة قالوا: كنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) جلوسا فقال (عليه السلام):
لا يستحق عبد حقيقة الإيمان حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة ويكون المرض
أحب إليه من الصحة ويكون الفقر أحب إليه من الغنى فأنتم كذا فقالوا: لا والله جعلنا
الله فداك وسقط في أيديهم ووقع اليأس في قلوبهم فلما رأى ما داخلهم من ذلك قال:
أيسر أحدكم انه عمر ما عمر ثم يموت على غير هذا الأمر أو يموت على ما هو عليه
قالوا: بل يموت على ما هو عليه الساعة قال فأرى الموت أحب إليكم من الحياة ثم
قال: أيسر أحدكم أن بقي ما بقي لا يصيبه شيء من هذه الأمراض والأوجاع حتى
يموت على غير هذا الأمر؟ قالوا: لا يا ابن رسول الله قال: فأرى المرض أحب إليكم
من الصحة ثم قال أيسر أحدكم أن له ما طلعت عليه الشمس وهو على غير هذا
الأمر؟ قالوا: لا يا بن رسول الله قال: فأرى الفقر أحب إليكم من الغنى (2).
[3084] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلموا انه ليس من شيء
إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله إلا الحياة فانه لا يجد في الموت راحة... (3).
الروايات في المقام متعددة فراجع كتب الأخبار إن شئت.

(1) الكافي: 8 / 222 ح 279.
(2) الكافي: 8 / 253 ح 357.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 133.
246

الحيلة
[3085] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله
البرقي وأبي طالب، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «اللهم أنت ثقتي في
كل كربة وأنت رجائي في كل شدة وأنت لي في كل أمر نزل بي ثقة وعدة، كم من كرب
يضعف عنه الفؤاد وتقل فيه الحيلة ويخذل عنه القريب والبعيد ويشمت به العدو
وتعنيني فيه الامور أنزلته بك وشكوته إليك، راغبا فيه عمن سواك ففرجته وكشفته
وكفيتنيه فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حاجة ومنتهى كل رغبة فلك الحمد كثيرا
ولك المن فاضلا» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3086] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إسحاق بن عمار قال:
قلت لأبي الحسن موسى (عليه السلام): رجل تزوج امرأة متعة ثم وثب عليها أهلها فزوجوها
بغير إذنها علانية والمرأة امرأة صدق كيف الحيلة؟ قال: لا تمكن زوجها من نفسها
حتى ينقضي شرطها وعدتها قلت: إن شرطها سنة ولا يصبر لها زوجها ولا أهلها
سنة؟ قال: فليتق الله زوجها الأول وليتصدق عليها بالأيام فإنها قد ابتليت والدار
دار هدنة والمؤمنون في تقية قلت: فانه تصدق عليها بأيامها وانقضت عدتها كيف
تصنع؟ قال: إذا خلا الرجل فلتقل هي: يا هذا إن أهلي وثبوا علي فزوجوني منك

(1) الكافي: 2 / 578 ح 5.
247

بغير أمري ولم يستأمروني وإني الآن قد رضيت فاستأنف أنت الآن فتزوجني تزويجا
صحيحا فيما بيني وبينك (1).
[3087] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن سليم مولى طربال، قال حدثني هشام، عن حمزة بن الطيار قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): الناس على ستة أصناف قال: قلت: أتأذن لي أن أكتبها؟ قال: نعم
قلت: ما أكتب؟ قال: اكتب أهل الوعيد من أهل الجنة وأهل النار واكتب
(وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا) (2) قال: قلت:
من هؤلاء قال: وحشى منهم قال: واكتب (وآخرون مرجون لأمر الله اما يعذبهم
واما يتوب عليهم) (3) قال: واكتب (إلا المستضعفين من الرجال والنساء
والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا) (4) لا يستطيعون حيلة إلى الكفر
ولا يهتدون سبيلا إلى الإيمان (فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم) (5) قال: واكتب
أصحاب الأعراف قال: قلت: وما أصحاب الأعراف؟ قال: قوم استوت حسناتهم
وسيئاتهم فإن أدخلهم النار فبذنوبهم وإن أدخلهم الجنة فبرحمته (6).
[3088] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض
أصحابه، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف؟ فقال: هو الذي
لا يهتدي حيلة إلى الكفر فيكفر ولا يهتدي سبيلا إلى الإيمان، لا يستطيع أن يؤمن ولا
يستطيع أن يكفر، فهم الصبيان، ومن كان من الرجال والنساء على مثل عقول

(1) الكافي: 5 / 466 ح 6.
(2) سورة التوبة: 102.
(3) سورة التوبة: 106.
(4) سورة النساء: 98.
(5) سورة النساء: 99.
(6) الكافي: 2 / 381 ح 1.
248

الصبيان مرفوع عنهم القلم (1).
[3089] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن ربيع بن محمد المسلي، عن عبد الله بن سليمان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: ان الله تعالى وسع في أرزاق الحمقاء ليعتبر العقلاء ويعلموا ان الدنيا ليس ينال
ما فيها بعمل ولا حيلة (2).
[3090] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: حيلة الرجل في باب مكسبه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3091] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب قال: كتبت
إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وسألته عن الرجل يعتق غلاما صغيرا أو شيخا كبيرا أو
من به زمانه ومن لا حيلة له فقال: من أعتق مملوكا لا حيلة له فإن عليه أن يعوله حتى
يستغني عنه وكذلك كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يفعل إذا أعتق الصغار ومن لا حيلة له (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3092] 8 - الطوسي بسنده إلى الحسن بن محبوب، عن أحمد بن الحسن بن علي، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) سئل عن
عمل السلطان يخرج فيه الرجل قال: لا إلا أن لا يقدر على شيء ولا يأكل ولا يشرب
ولا يقدر على حيلة فإن فعل فصار في يده شيء فليبعث بخمسه إلى أهل
البيت (5).

(1) الكافي: 2 / 404 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 82 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 307 ح 12.
(4) الكافي: 6 / 181 ح 1.
(5) التهذيب: 6 / 330 ح 36.
249

[3093] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: رب محتال صرعته
حيلته (1).
[3094] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: التلطف في الحيلة أجدى من
الوسيلة (2).

(1) غرر الحكم: ح 5338.
(2) غرر الحكم: ح 2025.
250

باب الخاء
251

الخاتمة
[3095] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما استخلف رجل على
أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفر يقول: «اللهم إني
أستودعك نفسي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي وخاتمة عملي» إلا
أعطاه الله ما سأل (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3096] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد، عن
ابن القداح، عن أبيه ميمون، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان إذا أراد
القتال قال هذه الدعوات: «اللهم إنك أعلمت سبيلا من سبلك جعلت فيه رضاك
وندبت إليه أولياءك وجعلته أشرف سبلك عندك ثوابا وأكرمها لديك مآبا وأحبها
إليك مسلكا، ثم اشتريت فيه من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في
سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليك حقا، فاجعلني ممن اشترى فيه منك نفسه ثم
وفي لك ببيعه الذي بايعك عليه غير ناكث ولا ناقض عهدا ولا مبدلا تبديلا بل
استيجابا لمحبتك وتقربا به إليك فاجعله خاتمة عملي وصير فيه فناء عمري وارزقني
فيه لك وبه مشهدا توجب لي به منك الرضا وتحط به عني الخطايا وتجعلني في الأحياء
المرزوقين بأيدي العداة والعصاة تحت لواء الحق وراية الهدى ماضيا على

(1) الكافي: 4 / 283 ح 1.
253

نصرتهم قدما غير مولي دبرا ولا محدث شكا اللهم وأعوذ بك عند ذلك من الجبن عند موارد
الأهوال ومن الضعف عند مساورة الأبطال ومن الذنب المحبط للأعمال فاحجم من
شك أو مضى بغير يقين فيكون سعيي في تباب وعملي غير مقبول» (1).
[3097] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما استخلف عبد على أهله بخلافة أفضل من
الركعتين يركعهما إذا أراد سفرا يقول: «اللهم اني استودعك نفسي وأهلي ومالي وديني
ودنياي وآخرتي وأمانتي وخواتيم عملي» إلا أعطاه الله ما سأل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3098] 4 - الصدوق رفعه عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا ودع مسافرا
أخذ بيده ثم قال: أحسن الله لك الصحابة وأكمل لك المعونة وسهل لك الحزونة
وقرب لك البعيد وكفاك المهم وحفظ لك دينك وأمانتك وخواتيم عملك ووجهك لكل
خير عليك بتقوى الله استودع الله نفسك سر على بركة الله عز وجل (3).
[3099] 5 - الصدوق قال: وروى لي محمد بن إبراهيم بن إسحاق (رضي الله عنه) عن أحمد بن محمد
ابن سعيد الهمداني، قال: حدثني الحسن بن القاسم قراءه، قال: حدثنا علي بن
إبراهيم بن المعلى، قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن
بكر المرادي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسين، عن
أبيه (عليهم السلام) قال: بينا أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم جالس مع أصحابه يعبيهم للحرب إذا
أتاه شيخ عليه شحبة السفر فقال: أين أمير المؤمنين؟ فقيل: هو ذا فسلم عليه ثم
قال: يا أمير المؤمنين أنى أتيتك من ناحية الشام وأنا شيخ كبير قد سمعت فيك من

(1) الكافي: 5 / 46 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 480 ح 1.
(3) الفقيه: 2 / 276 ح 2430.
254

الفضل ما لا أحصي وإني أظنك ستغتال فعلمني مما علمك الله قال: نعم يا شيخ من
اعتدل يوماه فهو مغبون، ومن كانت الدنيا همته اشتدت حسرته عند فراقها، ومن
كان غده شر يوميه فهو محروم، ومن لم يبال بما رزى من آخرته إذا سلمت له دنياه فهو
هالك، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى، ومن كان في نقص فالموت
خير له، يا شيخ ارض للناس ما ترضى لنفسك وائت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك
ثم أقبل على أصحابه فقال: أيها الناس أما ترون إلى أهل الدنيا يمسون ويصبحون
على أحوال شتى فبين صريع يتلوى وبين عائد ومعود وآخر بنفسه يجود وآخر
لا يرجى وآخر مسجى وطالب الدنيا والموت يطلبه وغافل وليس بمغفول عنه وعلى
أثر الماضي يصير الباقي فقال له زيد بن صوحان العبدي: يا أمير المؤمنين أي سلطان
أغلب وأقوى؟ قال: الهوى قال: فأي ذل أذل؟ قال: الحرص على الدنيا قال: فأي
فقر أشد؟ قال: الكفر بعد الإيمان قال: فأي دعوة أضل؟ قال: الداعي بما لا يكون
قال: فأي عمل أفضل؟ قال: التقوى قال: فأي عمل أنجح؟ قال: طلب ما عند الله عز وجل
قال: فأي صاحب لك شر؟ قال: المزين لك معصية الله عز وجل قال: فأي الخلق
أشقى؟ قال: من باع دينه بدنيا غيره قال: فأي الخلق أقوى؟ قال: الحليم قال: فأي
الخلق أشح؟ قال: من أخذ المال من غير حله فجعله في غير حقه قال: فأي الناس
أكيس؟ قال: من أبصر رشده من غيه فمال إلى رشده قال: فمن أحلم الناس؟ قال:
الذي لا يغضب قال: فأي الناس أثبت رأيا؟ قال: من لم يغره الناس من نفسه ومن لم
تغره الدنيا بتشوقها قال: فأي الناس أحمق؟ قال: المغتر بالدنيا وهو يرى ما فيها من
تقلب أحوالها قال: فأي الناس أشد حسرة؟ قال: الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو
الخسران المبين قال: فأي الخلق أعمى؟ قال: الذي عمل لغير الله يطلب بعمله
الثواب من عند الله عز وجل قال: فأي القنوع أفضل؟ قال: القانع بما أعطاه الله عز وجل قال: فأي
المصائب أشد؟ قال: المصيبة بالدين قال: فأي الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ قال:
255

انتظار الفرج قال: فأي الناس خير عند الله؟ قال: أخوفهم لله وأعملهم بالتقوى
وأزهدهم في الدنيا قال: فأي الكلام أفضل عند الله عز وجل؟ قال: كثرة ذكره والتضرع إليه
بالدعاء قال: فأي القول أصدق؟ قال: شهادة أن لا اله إلا الله قال: فأي الأعمال
أعظم عند الله عز وجل؟ قال: التسليم والورع قال: فأي الناس أصدق؟ قال: من صدق في
المواطن، ثم أقبل (عليه السلام) على الشيخ فقال: يا شيخ إن الله عز وجل خلق خلقا ضيق الدنيا عليهم
نظرا لهم فزهدهم فيها وفي حطامها فرغبوا في دار السلام التي دعاهم إليها وصبروا
على ضيق المعيشة وصبروا على المكروه واشتاقوا إلى ما عند الله عز وجل من الكرامة فبذلوا
أنفسهم ابتغاء رضوان الله وكانت خاتمة أعمالهم الشهادة فلقوا الله عز وجل وهو عنهم راض
وعلموا أن الموت سبيل من مضى ومن بقي فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة
ولبسوا الخشن وصبروا على البلوى وقدموا الفضل وأحبوا في الله وأبغضوا في الله عز وجل
أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة والسلام.
قال الشيخ: فأين أذهب وأدع الجنة وأنا أراها وأرى أهلها معك يا أمير المؤمنين
جهزني بقوة أتقوى بها على عدوك فأعطاه أمير المؤمنين (عليه السلام) سلاحا وحمله وكان في
الحرب بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام) يضرب قدما وأمير المؤمنين (عليه السلام) يعجب مما يصنع
فلما اشتد الحرب أقدم فرسه حتى قتل رحمة الله عليه واتبعه رجل من أصحاب
أمير المؤمنين (عليه السلام) فوجده صريعا ووجد دابته ووجد سيفه في ذراعه فلما انقضت
الحرب أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) بدابته وسلاحه وصلى عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال هذا
والله السعيد حقا فترحموا على أخيكم (1).
يأتي في هذا المجال عنوان العاقبة في محله فانتظر والحمد لله.

(1) الفقيه: 4 / 381 ح 5833.
256

الخبر
[3100] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن مسافر قال: أمر
أبو إبراهيم (عليه السلام) حين أخرج به أبا الحسن (عليه السلام) أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ما كان
حيا إلى أن يأتيه خبره قال: فكنا في كل ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي
بعد العشاء فينام فإذا أصبح انصرف إلى منزله، قال: فمكث على هذه الحال أربع
سنين، فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عنا وفرش له فلم يأت كما كان يأتي فاستوحش
العيال وذعروا ودخلنا أمر عظيم من إبطائه فلما كان من الغد أتى الدار ودخل إلى
العيال وقصد إلى أم أحمد فقال لها: هات التي أودعك أبي، فصرخت ولطمت وجهها
وشقت جيبها وقالت: مات والله سيدي فكفها وقال لها: لا تكلمي بشيء ولا تظهريه
حتى يجيء الخبر إلى الوالي فأخرجت إليه سفطا وألفي دينار أو أربعة آلاف دينار،
فدفعت ذلك أجمع إليه دون غيره وقالت: إنه قال لي فيما بيني وبينه وكانت اثيره عنده:
احتفظي بهذه الوديعة عندك، لا تطلعي عليها أحدا حتى أموت، فإذا مضيت فمن
أتاك من ولدي فطلبها منك فادفعيها إليه واعلمي أني قدمت وقد جاءني والله علامة
سيدي فقبض ذلك منها وأمرهم بالإمساك جميعا إلى أن ورد الخبر، وانصرف فلم
يعد لشيء من المبيت كما كان يفعل، فما لبثنا إلا أياما يسيرة حتى جاءت الخريطة
بنعيه فعددنا الأيام وتفقدنا الوقت فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبو
الحسن (عليه السلام) ما فعل من تخلفه عن المبيت وقبضه لما قبض (1).

(1) الكافي: 1 / 381 ح 6.
257

[3101] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: بينا النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في المسجد الحرام وعليه ثياب له
جدد فألقى المشركون عليه سلا ناقة فملؤوا ثيابه بها فدخله من ذلك ما شاء الله فذهب
إلى أبي طالب فقال له: يا عم كيف ترى حسبي فيكم؟ فقال له: وما ذاك يا ابن أخي؟
فأخبره الخبر فدعا أبو طالب حمزة وأخذ السيف وقال لحمزة: خذ السلا ثم توجه إلى
القوم والنبي معه فأتى قريشا وهم حول الكعبة فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه ثم قال
لحمزة: أمر السلا على سبالهم ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم، ثم التفت أبو طالب
إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا ابن أخي هذا حسبك فينا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3102] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن سمرة بن جندب كان له
عذب في حائط لرجل من الأنصار وكان منزل الأنصاري بباب البستان وكان يمر به
إلى نخلته ولا يستأذن فكلمه الأنصاري أن يستأذن إذا جاء فأبى سمرة فلما تأبى جاء
الأنصاري إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه وخبره الخبر فأرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وخبره بقول الأنصاري وما شكا وقال: إن أردت الدخول فاستأذن فأبى فلما أبى
ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله فأبى أن يبيع فقال: لك بها عذب يمد لك في الجنة
فأبى أن يقبل فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصاري: اذهب فاقلعها وارم بها إليه فانه لا
ضرر ولا ضرار (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3103] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن

(1) الكافي: 1 / 449 ح 30.
(2) الكافي: 5 / 292 ح 2.
258

هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن أبا بكر وعمر أتيا ام سلمة فقالا لها: يا
ام سلمة إنك قد كنت عند رجل قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكيف رسول الله من ذاك في
الخلوة، فقالت: ما هو إلا كسائر الرجال ثم خرجا عنها وأقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقامت إليه
مبادرة فرقا أن ينزل أمر من السماء فأخبرته الخبر فغضب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى تربد
وجهه والتوى عرق الغضب بين عينيه وخرج وهو يجر رداؤه حتى صعد المنبر
وبادرت الأنصار بالسلاح وأمر بخيلهم أن تحضر فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: أيها الناس ما بال أقوام يتبعون عيبي ويسألون عن غيبي والله إني لأكرمكم
حسبا وأطهركم مولدا وأنصحكم لله في الغيب ولا يسألني أحد منكم عن أبيه إلا
أخبرته فقام إليه رجل فقال: من أبي؟ فقال: فلان الراعي فقام إليه آخر فقال: من
أبي؟ فقال: غلامكم الأسود وقام إليه الثالث فقال: من أبي؟ فقال: الذي تنسب إليه
فقالت الأنصار: يا رسول الله اعف عنا عفا الله عنك فإن الله بعثك رحمة فاعف عنا عفا
الله عنك وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كلم استحيى وعرق وغض طرفه عن الناس حياء حين
كلموه فنزل، فلما كان في السحر هبط عليه جبرئيل (عليه السلام) بصفحة من الجنة فيها هريسة
فقال: يا محمد هذه عملها لك الحور العين فكلها أنت وعلي وذريتكما فانه لا يصلح أن
يأكلها غيركم فجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فأكلوا
فأعطى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في المباضعة من تلك الأكلة قوة أربعين رجلا فكان إذا شاء
غشي نساءه كلهن في ليلة واحدة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3104] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) انه قال في
الغائب عنها زوجها إذا توفي قال: المتوفي عنها زوجها تعتد من يوم يأتيها الخبر لأنها

(1) الكافي: 5 / 565 ح 41.
259

تحد عليه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3105] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن مات عنها زوجها يعني وهو
غائب فقامت البينة على موته فعدتها من يوم يأتيها الخبر أربعة أشهر وعشرا لأن
عليها أن تحد عليه في الموت أربعة أشهر وعشرا فتمسك عن الكحل والطيب
والإصباغ (2).
[3106] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن أحمد، عن علي بن
الحسن، عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان في بني إسرائيل رجل عابد وكان محارفا لا يتوجه في شيء
فيصيب فيه شيئا فأنفقت عليه امرأته حتى لم يبق عندها شيء فجاعوا يوما من الأيام
فدفعت إليه نصلا من غزل وقالت له: ما عندي غيره انطلق فبعه واشتر لنا شيئا
نأكله، فانطلق بالنصل الغزل ليبيعه فوجد السوق قد غلقت ووجد المشترين قد
قاموا وانصرفوا، فقال: لو أتيت هذا الماء فتوضأت منه وصببت علي منه وانصرفت
فجاء إلى البحر وإذا هو بصياد قد ألقى شبكته فأخرجها وليس فيها إلا سمكة ردية قد
مكثت عنده حتى صارت رخوة منتنة فقال له: بعني هذه السمكة وأعطيك هذا الغزل
تنتفع به في شبكتك قال: نعم فأخذ السمكة ودفع إليه الغزل وانصرف بالسمكة إلى
منزله فأخبر زوجته الخبر فأخذت السمكة لتصلحها فلما شقتها بدت من جوفها
لؤلؤة فدعت زوجها فأرته إياها فأخذها فانطلق بها إلى السوق فباعها بعشرين ألف
درهم وانصرف إلى منزله بالمال فوضعه فإذا سائل يدق الباب ويقول: يا أهل الدار

(1) الكافي: 6 / 112 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 112 ح 6.
260

تصدقوا رحمكم الله على المسكين فقال له الرجل: ادخل فدخل فقال له: خذ احدى
الكيسين فأخذ إحديهما وانطلق فقالت له امرأته: سبحان الله بينما نحن مياسير إذ
ذهبت بنصف يسارنا فلم يكن ذلك بأسرع من أن دق السائل الباب فقال له الرجل:
ادخل فدخل فوضع الكيس في مكانه ثم قال كل هنيئا مريئا إنما أنا ملك من ملائكة
ربك إنما أراد ربك أن يبلوك فوجدك شاكرا ثم ذهب (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[3107] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اعقلوا الخبر إذا سمعتموه عقل
رعاية لا عقل رواية فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل (2).
[3108] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تخبرن إلا عن ثقة فتكون كذابا
وإن أخبرت عن غيره، فإن الكذب مهانة وذل (3).
[3109] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لن يصدق الخبر حتى يتحقق
العيان (4).
الروايات في هذا المقام كثيرة جدا فإن شئت راجع إلى كتب الأخبار.

(1) الكافي: 8 / 385 ح 585.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 98.
(3) غرر الحكم: ح 10429.
(4) غرر الحكم: ح 8418.
261

الخبرة
[3110] 1 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الوسيلة:...
والطمأنينة قبل الخبرة ضد الحزم (1).
[3111] 2 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الحسن بن علي (عليهما السلام) انه قال لبعض ولده: يا بني
لا تواخ أحدا حتى تعرف موارده ومصادره فإذا استنبطت الخبرة ورضيت العثرة
فآخه على إقالة العثرة والمواساة في العسرة (2).
[3112] 3 - الديلمي رفعه إلى محمد بن علي الجواد (عليه السلام) انه قال: من هجر المداراة قارنه
المكروه ومن لم يعرف الموارد أعيته المصادر ومن انقاد إلى الطمأنينة قبل الخبرة فقد
عرض نفسه للهلكة وللعاقبة المتعبة (3).
[3113] 4 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الأعمال بالخبرة (4).

(1) تحف العقول: 100.
(2) تحف العقول: 233 ح 3.
(3) أعلام الدين: 309.
(4) غرر الحكم: ح 37.
262

الخبيث
[3114] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن
مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول الله
هلكت، فقال له (عليه السلام): أتاك الخبيث فقال لك: من خلقك؟ فقلت: الله، فقال لك: الله
من خلقه؟ فقال: إي والذي بعثك بالحق لكان كذا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ذاك والله
محض الإيمان.
قال ابن أبي عمير: فحدثت بذلك عبد الرحمن بن الحجاج فقال: حدثني أبي عن
أبي عبد الله (عليه السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما عنى بقوله «هذا والله محض الإيمان» خوفه أن
يكون قد هلك حيث عرض له ذلك في قلبه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3115] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية
ابن عمار، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا دخلت المخرج فقل: «بسم الله اللهم
إني أعوذ بك من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم» فإذا خرجت
فقل: «بسم الله الحمد لله الذي عافاني من الخبيث المخبث وأماط عني الأذى» وإذا
توضأت فقل: «اشهد أن لا اله إلا الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من
المتطهرين والحمد لله رب العالمين» (2).

(1) الكافي: 2 / 425 ح 3.
(2) الكافي: 3 / 16 ح 1.
263

الرواية صحيحة الإسناد.
[3116] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن
أبي هاشم، عن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما من موضع قبر إلا وهو ينطق كل
يوم ثلاث مرات: أنا بيت التراب، أنا بيت البلاء، أنا بيت الدود، قال: فإذا دخله
عبد مؤمن قال: مرحبا وأهلا أما والله لقد كنت أحبك وأنت تمشي على ظهري فكيف
إذا دخلت بطني فستري ذلك قال: فيفسح له مد البصر ويفتح له باب يرى مقعده من
الجنة قال: ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا قط أحسن منه فيقول: يا عبد الله ما
رأيت شيئا قط أحسن منك فيقول: أنا رأيك الحسن الذي كنت عليه وعملك الصالح
الذي كنت تعمله قال: ثم تؤخذ روحه فتوضع في الجنة حيث رأى منزله ثم يقال له:
نم قرير العين فلا يزال نفحه من الجنة تصيب جسده يجد لذتها وطيبها حتى يبعث،
قال: وإذا دخل الكافر قال: لا مرحبا بك ولا أهلا أما والله لقد كنت أبغضك وأنت
تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك قال: فتضم عليه فتجعله رميما
ويعاد كما كان ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار ثم قال: ثم إنه يخرج منه
رجل أقبح من رأى قط قال: فيقول: يا عبد الله من أنت؟ ما رأيت شيئا أقبح منك
قال: فيقول: أنا عملك السييء الذي كنت تعمله ورأيك الخبيث قال: ثم تؤخذ
روحه فتوضع حيث رأى مقعده من النار ثم لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد
ألمها وحرها في جسده إلى يوم يبعث ويسلط الله على روحه تسعة وتسعين تنينا
تنهشه ليس فيها تنين ينفخ على ظهر الأرض فتنبت شيئا (1).
[3117] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة،
وأبي بصير قالا: قلنا له: الرجل يشك كثيرا في صلاته حتى لا يدري كم صلى ولا

(1) الكافي: 3 / 242 ح 1.
264

ما بقي عليه؟ قال: يعيد قلنا له: فانه يكثر عليه ذلك كلما عاد شك؟ قال: يمضي في
شكه ثم قالا: تعودوا الخبيث من أنفسكم بنقض الصلاة فتطمعوه فإن الشيطان خبيث
يعتاد لما عود فليمض أحدكم في الوهم ولا يكثرن نقض الصلاة فانه إذا فعل ذلك
مرات لم يعد إليه الشك قال زرارة: ثم قال: إنما يريد الخبيث أن يطاع فإذا عصى لم يعد
إلى أحدكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3118] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم قال قال أبو شاكر الديصاني: إن في القرآن آية هي قولنا قلت: ما هي؟ فقال:
(وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله)، فلم أدر بما أجيبه فحججت فخبرت
أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: هذا كلام زنديق خبيث إذا رجعت إليه فقل له ما اسمك
بالكوفة؟ فإنه يقول فلان فقل له: ما اسمك بالبصرة؟ فانه يقول فلان، فقل كذلك الله
ربنا، في السماء اله، وفي الأرض اله، وفي البحار اله، وفي القفار اله، وفي كل مكان
اله، قال: فقدمت فأتيت أبا شاكر فأخبرته فقال: هذه نقلت من الحجاز (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3119] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل بن بزيع، عن حنان بن سدير قال قال أبو الصباح الكناني لأبي عبد الله (عليه السلام):
ما نلقى من الناس فيك؟! فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وما الذي تلقى من الناس في فقال:
لا يزال يكون بيننا وبين الرجل الكلام فيقول: جعفري خبيث فقال: يعيركم الناس
بي؟ فقال له أبو الصباح: نعم قال فقال: ما أقل والله من يتبع جعفرا منكم، إنما
أصحابي من اشتد ورعه وعمل لخالقه ورجا ثوابه فهؤلاء أصحابي (3).

(1) الكافي: 3 / 358 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 128 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 77 ح 6.
265

الرواية معتبرة الإسناد.
[3120] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه عمن
ذكره، عن مفضل الجعفي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما أقبح بالرجل من أن يرى
بالمكان المعور فيدخل ذلك علينا وعلى صالحي أصحابنا، يا مفضل أتدري لم قيل:
من يزن يوما يزن به؟ قلت: لا جعلت فداك، قال: إنها كانت بغي في بني إسرائيل
وكان في بني إسرائيل رجل يكثر الاختلاف إليها فلما كان في آخر ما أتاها أجرى الله
على لسانها اما انك سترجع إلى أهلك فتجد معها رجلا قال: فخرج وهو خبيث
النفس فدخل منزله غير الحال التي كان يدخل بها قبل ذلك اليوم وكان يدخل بإذن
فدخل يومئذ بغير إذن فوجد على فراشه رجلا فارتفعا إلى موسى (عليه السلام) فنزل
جبرئيل (عليه السلام) على موسى (عليه السلام) فقال يا موسى من يزن يوما يزن به فنظر إليهما فقال عفوا
تعف نساؤكم (1).
[3121] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا قال الرجل للرجل أنت خبيث وأنت خنزير فليس فيه حد
ولكن فيه موعظة وبعض العقوبة (2).
[3122] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء
بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من تخلى على قبر أو بال قائما
أو بال في ماء قائما أو مشى في حذاء واحد أو شرب قائما أو خلا في بيت وحده وبات
على غمر فأصابه شيء من الشيطان لم يدعه إلا أن يشاء الله وأسرع ما يكون الشيطان
إلى الإنسان وهو على بعض هذه الحالات فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج

(1) الكافي: 5 / 553 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 241 ح 6.
266

في سرية فأتى وادي مجنة فنادى أصحابه ألا ليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه ولا يدخلن رجل
وحده ولا يمضي رجل وحده قال: فتقدم رجل وحده فانتهى إليه وقد صرع فأخبر
بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فأخذ بإبهامه فغمزها ثم قال: بسم الله اخرج خبيث أنا رسول
الله قال: فقام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3123] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... واعلم أن لكل ظاهر باطنا
على مثاله فما طاب ظاهره طاب باطنه وما خبث ظاهره خبث باطنه وقد قال الرسول
الصادق (صلى الله عليه وآله وسلم): ان الله يحب العبد ويبغض عمله ويحب العمل ويبغض بدنه. واعلم
أن لكل عمل نباتا وكل نبات لا غنى به عن الماء والمياه مختلفة فما طاب سقيه طاب
غرسه وحلت ثمرته وما خبث سقيه خبث غرسه وأمرت ثمرته (2).

(1) الكافي: 6 / 533 ح 2.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 154.
267

الخدعة
[3124] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،
عن أحمد بن معمر قال: أخبرني أبو الحسن العرني، قال: حدثني إسماعيل بن
إبراهيم، عن مهاجر، عن رجل من ثقيف قال: استعملني علي بن أبي طالب (عليه السلام) على
بانقيا وسواد من سواد الكوفة فقال لي والناس حضور: انظر خراجك فجد فيه ولا
تترك منه درهما فإذا أردت أن تتوجه إلى عملك فمر بي قال: فأتيته فقال لي: إن الذي
سمعت مني خدعة إياك أن تضرب مسلما أو يهوديا أو نصرانيا في درهم خراج أو
تبيع دابة عمل في درهم فإنما أمرنا أن نأخذ منهم العفو (1).
[3125] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن
إسماعيل بن جابر قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل نظر إلى امرأة فأعجبته فسأل
عنها فقيل هي ابنة فلان فأتى أباها فقال: زوجني ابنتك فزوجه غيرها فولدت منه
فعلم انها غير ابنته وأنها أمة فقال: يرد الوليدة على مولاها والولد للرجل وعلى الذي
زوجه قيمة ثمن الولد يعطيه موالى الوليدة كما غر الرجل وخدعه (2).
[3126] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة قال: حدثني شيخ من ولد عدي بن حاتم، عن أبيه، عن جده عدي وكان مع
أمير المؤمنين (عليه السلام) في حروبه أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال في يوم التقى هو ومعاوية بصفين

(1) الكافي: 3 / 540 ح 8.
(2) الكافي: 5 / 408 ح 13.
268

ورفع بها صوته ليسمع أصحابه: والله لأقتلن معاوية وأصحابه ثم يقول في آخر قوله
إن شاء الله يخفض بها صوته وكنت قريبا منه فقلت: يا أمير المؤمنين أنك حلفت على
ما فعلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟ فقال لي: إن الحرب خدعة وأنا عند المؤمنين
غير كذوب فأردت أن احرض أصحابي عليهم كيلا يفشلوا وكي يطمعوا فيهم
فأفقههم ينتفع بها بعد اليوم إن شاء الله واعلم أن الله جل ثناؤه قال لموسى (عليه السلام) حيث
أرسله إلى فرعون (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) (1) وقد علم انه
لا يتذكر ولا يخشى ولكن ليكون ذلك أحرص لموسى (عليه السلام) على الذهاب (2).
[3127] 4 - علي بن إبراهيم، عن هارون، عن ابن صدقة، عن رجل من ولد عدي بن
حاتم، عن أبيه، عن جده عدي بن حاتم وكان مع علي صلوات الله عليه في حروبه أن
عليا (عليه السلام) قال ليلة الهرير بصفين حين التقى مع معاوية رافعا صوته يسمع أصحابه:
لأقتلن معاوية وأصحابه ثم قال في آخر قوله انشاء الله يخفض به صوته وكنت منه
قريبا فقلت: يا أمير المؤمنين انك حلفت على ما قلت ثم استثنيت فما أردت بذلك؟
فقال (عليه السلام): إن الحرب خدعة وأنا عند أصحابي صدوق فأردت أن أطمع أصحابي في
قولي كيلا يفشلوا ولا يفروا فافهم فإنك تنفع بها بعد إن شاء الله (3).
[3128] 5 - الحميري، بهذا الإسناد عن علي (عليه السلام) أنه قال: الحرب خدعة إذا حدثتكم عن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حديثا فوالله لئن أخر من السماء أو تخطفني الطير أحب إلي من أن
أكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإذا حدثتكم عني فإنما الحرب خدعة فإن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بلغه أن بني قريظة بعثوا إلى أبي سفيان أنكم إذا التقيتم أنتم
ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أمددناكم وأعناكم فقام النبي (عليه السلام) فخطبنا فقال: إن بني قريظة بعثوا إلينا

(1) سورة طه: 44.
(2) الكافي: 7 / 460 ح 1.
(3) تفسير القمي: 419، ونقل عنه في بحار الأنوار: 68 / 9 ح 16.
269

أنا إذا التقينا نحن وأبو سفيان أمددونا وأعانونا فبلغ ذلك أبا سفيان فقال: غدرت
يهود فارتحل عنهم (1).
[3129] 6 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: الحرب خدعة (2).
[3130] 7 - الطوسي بسنده إلى محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن موسى
الخشاب، عن غياث بن كلوب، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السلام) أن
عليا (عليه السلام) كان يقول: لأن تخطفني الطير أحب إلي من أن أقول على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
ما لم يقل، سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول في يوم الخندق: الحرب خدعة يقول:
تكلموا بما أردتم (3).
[3131] 8 - الطوسي، عن أبي عمر، عن أحمد، عن أحمد بن يحيى، عن عبد الرحمن،
عن أبيه، عن هشام بن عروة، عن أبيه انه قال: كان رجل نماما فذكر له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
حديثا فقال له: لا تذكره لأحد وكان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحب أن يذكره فلما أدبر قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الحرب خدعة، فانطلق الرجل فأفشاه وكاد الله لنبيه في بني قريظة (4).
[3132] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الحازم من لا يغتر بالخدع (5).
[3133] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لادين لخداع (6).

(1) قرب الاسناد: 133 ح 465.
(2) الفقيه: 4 / 378 ح 5794.
(3) التهذيب: 6 / 162 ح 1.
(4) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 12 / 261 الرقم 474.
(5) غرر الحكم: ح 3423.
(6) غرر الحكم: ح 10723.
270

الخدمة
[3134] 1 - الكليني، عن الحسن بن خفيف، عن أبيه، قال: بعث بخدم إلى مدينة
الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعهم خادمان وكتب إلى خفيف أن يخرج معهم فخرج معهم فلما
وصلوا إلى الكوفة شرب أحد الخادمين مسكرا فما خرجوا من الكوفة حتى ورد
كتاب من العسكر برد الخادم الذي شرب المسكر وعزل عن الخدمة (1).
فاعل بعث هو الحجة المنتظر المهدي روحي لتراب مقدمه الفداء.
[3135] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي جميلة، عن معلى بن
خنيس قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر عن رجل تزوج امرأة على جارية له
مدبرة قد عرفتها المرأة وتقدمت على ذلك ثم طلقها قبل أن يدخل بها، قال فقال:
أرى ان للمرأة نصف خدمة المدبرة يكون للمرأة من المدبرة يوم في الخدمة ويكون
لسيدها الذي كان دبرها يوم في الخدمة قيل له فإن ماتت المدبرة قبل المرأة والسيد لمن
يكون الميراث قال: يكون نصف ما تركت للمرأة والنصف الآخر لسيدها الذي
دبرها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3136] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك

(1) الكافي: 1 / 523 ح 21.
(2) الكافي: 5 / 380 ح 3.
271

ابن عطية، عن أبي بصير قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل أعتق نصف جاريته ثم
إنه كاتبها على النصف الآخر بعد ذلك، قال فقال: فليشترط عليها أنها إن عجزت
عن نجومها فإنها ترد في الرق في نصف رقبتها قال: فإن شاء كان له في الخدمة يوم ولها
يوم وإن لم يكاتبها قلت: فلها أن تتزوج في تلك الحال؟ قال: لا حتى تؤدي جميع ما
عليها في نصف رقبتها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3137] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط،
عن محمد بن عبد الله بن زرارة، عن بعض آل أعين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من
كان مؤمنا فقد عتق بعد سبع سنين اعتقه صاحبه أم لم يعتقه ولا تحل خدمة من كان
مؤمنا بعد سبع سنين (2).
[3138] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
أبي عبد الله، عن رجل، عن جميل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعت يقول: المؤمنون
خدم بعضهم لبعض قلت: وكيف يكونون خدما بعضهم لبعض؟ قال: يفيد بعضهم
بعضا، الحديث (3).
ونقلها الصدوق في مصادقة الاخوان: 48.
[3139] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن نصر
ابن إسحاق، عن الحارث بن النعمان، عن الهيثم بن حماد، عن أبي داود، عن زيد بن
أرقم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما في امتي عبد ألطف أخاه في الله بشيء من لطف إلا
أخدمه الله من خدم الجنة (4).

(1) الكافي: 6 / 188 ح 14.
(2) الكافي: 6 / 196 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 167 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 206 ح 4.
272

[3140] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي، عن إسماعيل بن أبان، عن صالح بن أبي الأسود رفعه إلى أبي المعتمر قال:
سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أيما مسلم خدم قوما من
المسلمين إلا أعطاه الله مثل عددهم خداما في الجنة (1).
[3141] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (ومن يرد فيه بالحاد بظلم) (2) قال: كل ظلم
الحاد وضرب الخادم في غير ذنب من ذلك الإلحاد (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3142] 9 - الصدوق باسناده عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المرتدة عن
الإسلام قال: لا تقتل وتستخدم خدمة شديدة وتمنع عن الطعام والشراب إلا ما تمسك
به نفسها وتلبس أخشن الثياب وتضرب على الصلوات (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3143] 10 - المفيد رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال: أخدم أخاك فإن استخدمك فلا ولا
كرامة (5).
[3144] 11 - أبو القاسم الكوفي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: خدمة المؤمن لأخيه
المؤمن درجة لا يدرك فضلها إلا بمثلها (6).
[3145] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وان شئت قلت في عيسى

(1) الكافي: 2 / 207 ح 1.
(2) سورة الحج: 24.
(3) الكافي: 4 / 227 ح 2.
(4) الفقيه: 3 / 150 ح 3548.
(5) الاختصاص: 243.
(6) كتاب الاخلاق: ونقل عنه في مستدرك الوسائل: 12 / 428.
273

ابن مريم (عليه السلام) فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب وكان ادامه
الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها وفاكهته
وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته
ولا طمع يذله، دابته رجلاه وخادمه يداه... (1).
[3146] 13 - الحميري، عن السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله، عن
أبيه (عليه السلام) قال تقاضى علي وفاطمة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الخدمة فقضى على فاطمة
بخدمه ما دون الباب وقضى على علي بما خلفه، قال فقالت فاطمة: فلا يعلم
ما داخلني من السرور إلا الله باكفائي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحمل رقاب الرجال (2).
[3147] 14 - السروي رفعه: قال الباقر (عليه السلام): إن الله تعالى أعطى المؤمن البدن الصحيح
واللسان الفصيح والقلب الصريح وكلف كل عضو منها طاعة لذاته ولنبيه ولخلفائه
فمن البدن الخدمة له ولهم، ومن اللسان الشهادة به وبهم، ومن القلب الطمأنينة بذكره
وبذكرهم، فمن شهد باللسان واطمأن بالجنان وخدم بالأركان أنزله الله الجنان (3).
[3148] 15 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اضرب خادمك إذا عصى الله
واعف عنه إذا عصاك (4).
إن شئت في هذا المجال راجع وسائل الشيعة: 11 / 593، ومستدرك الوسائل:
12 / 427، وجامع أحاديث الشيعة: 16 / 178، وكتابنا ألف حديث في المؤمن:
178 وغير ذلك من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 160.
(2) قرب الاسناد: 52 ح 170.
(3) المناقب: 4 / 196، الطبعة الثانية.
(4) غرر الحكم: ح 3350.
274

الخذلان
[3149] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه رفعه
قال يقول بعد العشائين: «اللهم بيدك مقادير الليل والنهار ومقادير الدنيا والآخرة
ومقادير الموت والحياة ومقادير الشمس والقمر ومقادير النصر والخذلان ومقادير
الغنى والفقر، اللهم بارك لي في ديني ودنياي وفي جسدي وأهلي وولدي، اللهم ادرأ
عني شر فسقة العرب والعجم والجن والإنس واجعل منقلبي إلى خير دائم ونعيم
لا يزول» (1).
[3150] 2 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد،
ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن
أبي جعفر الثاني قال قال أبو عبد الله:... لعمري ما في الأرض ولا في السماء ولي لله
عز ذكره إلا وهو مؤيد ومن أيد لم يخط وما في الأرض عدو لله عز ذكره إلا وهو مخذول
ومن خذل لم يصب (2).
[3151] 3 - قال الصدوق: وروى المعلى بن محمد البصري، عن جعفر بن سليمان، عن
عبد الله بن الحكم، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال قال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عليا وصيي وخليفتي وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي
والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ولداي، من والاهم فقد والاني ومن

(1) الكافي: 2 / 545 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 246.
275

عاداهم فقد عاداني ومن ناواهم فقد ناواني ومن جفاهم فقد جفاني ومن برهم فقد
برني وصل الله من وصلهم وقطع الله من قطعهم ونصر الله من أعانهم وخذل الله من
خذلهم، اللهم من كان له من أنبيائك ورسلك ثقل وأهل بيت فعلي وفاطمة والحسن
والحسين أهل بيتي وثقلي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا (1).
[3152] 4 - الصدوق، عن جعفر بن نعيم الشاذاني، عن أحمد بن إدريس، عن إبراهيم بن
هاشم، عن إبراهيم بن محمد الهمداني قال سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: من أحب عاصيا
فهو عاص ومن أحب مطيعا فهو مطيع ومن أعان ظالما فهو ظالم ومن خذل عادلا فهو
خاذل أنه ليس بين الله وبين أحد قرابة ولا ينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة ولقد قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبني عبد المطلب: ائتوني بأعمالكم لا بأنسابكم وأحسابكم قال الله
تعالى: (فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون فمن ثقلت
موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم
في جهنم خالدون) (2) (3).
[3153] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن ابن مهران، عن ابن
البطائني، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من مضت به ثلاثة أيام لم يقرأ فيها «قل هو الله أحد» فقد خذل
ونزع ربقة الإيمان من عنقه فإن مات في هذه الثلاثة الأيام كان كافرا بالله العظيم (4).
[3154] 6 - الصدوق، عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن الأزدي،
عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي بن أبي طالب ذات يوم وهو في مسجد قبا والأنصار مجتمعون:

(1) الفقيه: 4 / 179 ح 5404.
(2) سورة المؤمنون: 101 - 103.
(3) عيون اخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 235 ح 7.
(4) عقاب الأعمال: 282.
276

يا علي أنت أخي وأنا أخوك يا علي أنت وصيي وخليفتي وإمام امتي بعدي وإلى الله
من والاك وعادى الله من عاداك وأبغض الله من أبغضك ونصر من نصرك وخذل من
خذلك، يا علي أنت زوج ابنتي وأبو ولدي، يا علي انه لما عرج بي إلى السماء عهد إلى
ربي فيك ثلاث كلمات فقال: يا محمد قلت لبيك ربي وسعديك تباركت وتعاليت
فقال: إن عليا إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين (1).
[3155] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن ابن
فضال، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما
من مؤمن يخذل أخاه وهو يقدر على نصرته إلا خذله الله في الدنيا والآخرة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3156] 8 - المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن
فضال، عن عاصم بن حميد، عن الثمالي، عن احنش بن المعتمر قال: دخلت على
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وهو في الرحبة متكئ فقلت: السلام عليك
يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته كيف أصبحت؟ قال: فرفع رأسه ورد علي وقال:
أصبحت محبا لمحبنا مبغضا لمن يبغضنا، إن محبنا ينتظر الروح والفرج في كل يوم وليلة
وإن مبغضنا بنى بناء فأسس بنيانه على شفا جرف هار فكان بنيانه هار فانهار به في
نار جهنم. يا أبا المعتمر ان محبنا لا يستطيع أن يبغضنا قال: ومبغضنا لا يستطيع أن
يحبنا ان الله تبارك وتعالى جبل قلوب العباد على حبنا وخذل من يبغضنا فلن يستطيع
محبنا يبغضنا ولن يستطيع مبغضنا يحبنا ولن يجتمع حبنا وحب عدونا في قلب أحد
ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه يحب بهذا قوما ويحب بالآخر أعداءهم (3).

(1) أمالي الصدوق: المجلس السادس والخمسون ح 7 / 288.
(2) عقاب الأعمال: 284.
(3) أمالي المفيد: المجلس السابع والعشرون: ح 4 / 232.
277

[3157] 9 - المفيد قال: من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قدم الكوفة من البصرة بعد حمد
الله تعالى والثناء عليه: أما بعد فالحمد لله الذي نصر وليه وخذل عدوه وأعز الصادق
المحق وأذل الكاذب المبطل عليكم، يا أهل هذا المصر بتقوى الله وطاعة من أطاع الله
من أهل بيت نبيكم الذين هم أولى بطاعتكم من المنتحلين المدعين القائلين إلينا
يتفضلون بفضلنا ويجاحدونا أمرنا وينازعونا حقنا ويدفعونا عنه وقد ذاقوا وبال ما
اجترحوا فسوف يلقون غيا قد قعد عن نصرتي منكم رجال وأنا عليهم عاتب زار
فاهجروهم واسمعوهم ما يكرهون حتى يعتبونا ونرى منهم ما نحب (1).
[3158] 10 - الطوسي، عن ابن عمر، عن أحمد، عن أحمد، عن عبد الرحمن، عن أبيه،
عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لعلي بن أبي طالب (عليه السلام) في غزوة تبوك: أخلفني في أهلي. فقال علي: يا رسول الله إني
أكره أن يقول العرب، خذل ابن عمه وتخلف عنه؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى قال: فاخلفني (2).

(1) الارشاد: 1 / 259.
(2) أمالي الطوسي: المجلس العاشر ح 13 / 261 الرقم 475.
278

الخرق
[3159] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن معاوية بن وهب، عن معاذ بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الرفق يمن والخرق شوم (1).
الرواية صحيحة الإسناد. الخرق: الجهل والحمق.
[3160] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه، عمن
حدثه، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قسم له
الخرق حجب عنه الإيمان (2).
[3161] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
النعمان، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لو كان الخرق خلقا يرى ما كان شيء مما خلق الله أقبح منه (3).
[3162] 4 - الصدوق بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سأل نجله الحسن بن
علي (عليهما السلام):... فما الخرق؟ قال: معاداتك أميرك ومن يقدر على ضرك ونفعك (4).
[3163] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الوسيلة:...
رأس العلم الرفق وآفته الخرق... (5).

(1) الكافي: 2 / 119 ح 4.
(2) و (3) الكافي: 2 / 321 ح 1 و 2.
(4) معاني الأخبار: 401 ح 62.
(5) تحف العقول: 100.
279

[3164] 6 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى موسى بن جعفر (عليه السلام) انه قال في حكمه:...
والعجلة هي الخرق... (1).
[3165] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من الخرق المعاجلة قبل الإمكان
والأناة بعد الفرصة (2).
[3166] 8 - الراوندي بسنده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ما وضع الرفق على شيء إلا
زانه ولا وضع الخرق على شيء إلا شانه فمن اعطي الرفق أعطي خير الدنيا والآخرة
ومن حرمه حرم خير الدنيا والآخرة (3).
[3167] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الخرق معاداة الآراء ومعاداة من
يقدر على الضراء (4).
[3168] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كم من رفيع وضعه قبح
خرقه (5).
في هذا المجال إن شئت راجع الكافي: 2 / 321، والوافي: 5 / 887، ووسائل
الشيعة: 11 / 323، ومستدرك الوسائل: 12 / 72، وجامع أحاديث الشيعة:
14 / 235، وغيرها من كتب الأخبار والحمد لله تعالى.

(1) تحف العقول: 403.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 363.
(3) النوادر: 4.
(4) غرر الحكم: ح 1807.
(5) غرر الحكم: ح 6973.
280

الخزي
[3169] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن أبي حمزة قال: استأذنت على أبي جعفر (عليه السلام) فخرج إلي وشفتاه تتحركان فقلت له
فقال: أفطنت لذلك يا ثمالي؟ قلت: نعم جعلت فداك قال: إني والله تكلمت بكلام ما
تكلم به أحد قط إلا كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته قال: قلت له: أخبرني به
قال: نعم من قال: حين يخرج من منزله «بسم الله حسبي الله توكلت على الله، اللهم
اني أسألك خير أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة» كفاه الله
ما أهمه من أمر دنياه وآخرته (1).
[3170] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قل: اللهم إني أسألك من كل خير أحاط به
علمك وأعوذ بك من كل سوء أحاط به علمك، اللهم اني أسألك عافيتك في أموري
كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3171] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمار بن موسى قال:
وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار وحب الفجار للأبرار
فضيلة للأبرار وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار وبغض الأبرار للفجار خزي على
الفجار (3).

(1) الكافي: 2 / 541 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 578 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 640 ح 6.
281

الرواية موثقة سندا.
[3172] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أقل ما يجزئك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول: «اللهم إني
أسألك من كل خير أحاط به علمك وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك، اللهم إني
أسألك عافيتك في أموري كلها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3173] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن
خالد، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: كان على خاتم علي بن الحسين (عليه السلام) خزى وشقى قاتل
الحسين بن علي (عليه السلام) (2).
[3174] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن
إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، عن معاوية
بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك وأحمد
الله واثن عليه وصل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واسأل الله أن يتقبل منك ثم استلم الحجر وقبله
فإن لم تستطع أن تقبله فاستلمه بيدك فإن لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل:
«اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة، اللهم تصديقا بكتابك
وعلى سنة نبيك أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله
آمنت بالله وكفرت بالجبت والطاغوت وباللات والعزى وعبادة الشيطان وعبادة كل
ند يدعى من دون الله» فإن لم تستطع أن تقول هذا كله فبعضه وقل: «اللهم إليك
بسطت يدي وفيما عندك عظمت رغبتي فاقبل سيحتي واغفر لي وارحمني، اللهم إني
أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة» (3).

(1) الكافي: 3 / 431 ح 16.
(2) الكافي: 6 / 473 ح 6.
(3) الكافي: 4 / 402 ح 1.
282

الرواية صحيحة الإسناد.
[3175] 7 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الامام العسكري (عليه السلام) انه كتب إلى إسحاق بن
إسماعيل النيسابوري:... فأين يتاه بكم وأين تذهبون كالأنعام على وجوهكم عن
الحق تصدفون وبالباطل تؤمنون وبنعمة الله تكفرون أو تكونون ممن يؤمن ببعض
الكتاب ويكفر ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم ومن غيركم إلا خزي في الحياة
الدنيا وطول عذاب في الآخرة الباقية وذلك والله الخزي العظيم... (1).
[3176] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله وقد بعثه على
الصدقة:... ومن استهان بالأمانة ورتع في الخيانة ولم ينزه نفسه ودينه عنها فقد
أحل بنفسه الذل والخزي في الدنيا وهو في الآخرة أذل وأخزى، وإن أعظم الخيانة
خيانة الامة وأفظع الغش غش الأئمة والسلام (2).
[3177] 9 - ثاني الشهيدين رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: استعيذوا بالله من جب
الخزي قيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: واد في جهنم أعد للمرائين (3).
[3178] 10 - أبو منصور الطبرسي رفعه إلى سعد بن عبد الله قال: سألت القائم (عليه السلام) فقلت
أخبرني عن الفاحشة المبينة التي إذا فعلت المرأة ذلك يجوز لبعلها أن يخرجها من بيته
في أيام عدتها؟ فقال تلك الفاحشة السحق وليست بالزنا فإنها إذا زنت يقام عليها
الحد وليس لمن أراد تزويجها أن يمتنع من العقد عليها لأجل الحد الذي أقيم عليها وأما
إذا ساحقت فيجب عليها الرجم والرجم هو الخزي ومن أمر الله برجمها فقد أخزاها
فليس لأحد أن يقربها، الخبر (4).

(1) تحف العقول: 485.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 26.
(3) منية المريد: 318.
(4) الاحتجاج: 2 / 463.
283

الخسران
[3179] 1 - الكليني، بسنده إلى الخطبة الوسيلة لأمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... رب
طمع خائب وأمل كاذب ورجاء يؤدي إلى الحرمان وتجارة تؤول إلى الخسران (1).
[3180] 2 - الكليني، بسنده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه خطب بعد العصر فقال:... من
يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ونال ثوابا جزيلا ومن يعصي الله ورسوله فقد
خسر خسرانا مبينا واستحق عذابا أليما... (2).
[3181] 3 - الصدوق باسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين سئل عنه:... قال: فأي الناس
أشد حسرة؟ قال: الذي حرم الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران
المبين... (3).
[3182] 4 - الطوسي، عن الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن أحمد بن علي
الخزاز، عن أبي سهل الدقاق، عن عبد الرزاق وقال الدعبلي: وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم الديري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله
بن عتبة بن مسعود، عن ابن عباس قال: دخلت نسوة من المهاجرين والأنصار على
فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعدنها في علتها فقلن: السلام عليك يا بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف أصبحت؟ فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكن قالية

(1) الكافي: 8 / 19.
(2) الكافي: 1 / 142.
(3) الفقيه: 4 / 383.
284

لرجالكن لفظتهم بعد إذ عجمتهم وسئمتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لأفون الرأي وخطل
القول وخور القناه ولبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم
خالدون لا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها وشننت عليهم غارها فجدعا ورغما للقوم
الظالمين ويحهم أنى زحزحوها عن أبي الحسن ما نقموا والله منه إلا نكيرا سيفه ونكال
وقعه وتنمره في ذات الله وتالله لو تكافوا عليه عن زمان نبذه إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
لاعتلقه ثم لسار بهم سيرة سجحا فانه قواعد الرسالة ورواسي النبوة ومهبط الروح
الأمين والطبين بأمر الدين والدنيا والآخرة ألا ذلك هو الخسران المبين والله لا يكتلم
خشاشه ولا يتعتع راكبه ولأوردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفته ولأصدرهم
بطانا فدخثر بهم الري غير متحل بطائل إلا تغمر الناس وردع سوره سغب ولفتحت
عليهم بركات من السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون فهلم فاسمع فما
عشت أراك الدهر عجبا وإن تعجب بعد الحادث فما بالهم بأي سند استندوا أم بأية
عروة تمسكوا لبئس المولى ولبئس العشير وبئس للظالمين بدلا استبدلوا الذنابى
بالقوادم والحرون بالقاحم والعجز بالكاهل فتعسا لقوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا
ألا أنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن
لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون لقحت فنظرة ريث ما تنتج ثم احتلبوا طلاع
القعب دما عبيطا وذعافا ممضا هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غب ما أسكن
الأولون ثم طيبوا بعد ذلك عن أنفسكم لفتنها ثم اطمئنوا للفتنة جاشا وأبشروا بسيف
صارم وهرج دائم شامل واستبداد من الظالمين فزرع فيئكم زهيدا وجمعكم حصيدا
فيا حسرة لهم وقد عميت عليهم الأنباء أنلزمكموها وأنتم لها كارهون (1).
[3183] 5 - الطوسي، عن حمويه، الطوسي، عن حمويه، عن أبي الحسين، عن أبي
خليفة، عن أبي الوليد وأبي كثير معا، عن شعبة، عن الحكم، عن الحسن بن مسلم،

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثالث عشر ح 55 / 374 الرقم 804.
285

عن ابن عباس قال: ما ظهر البغي قط في قوم إلا ظهر فيهم الموتان ولا ظهر البخس في
الميزان إلا وظهر فيهم الخسران والفقر، قال: أبو خليفة عن أبي كثير: إلا ابتلوا
بالسنة ولا ظهر نقض العهد في قوم إلا اديل عليهم عدوهم (1).
الرواية مقطوعة.
[3184] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى مصقلة بن هبيرة الشيباني وهو
عامله على اردشير خرة:... فلا تستهن بحق ربك ولا تصلح دنياك بمحق دينك
فتكون من الأخسرين أعمالا... (2).
[3185] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال وقد لقيه عند مسيره إلى الشام
دهاقين الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه فقال (عليه السلام): ما هذا الذي صنعتموه؟
فقالوا: خلق منا نعظم امراء فقال: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم وإنكم لتشقون على
أنفسكم في دنياكم وتشقون به في آخرتكم وما أخسر المشقة وراءها العقاب وأربح
الدعة معها الأمان من النار (3).
[3186] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: احذر أن يراك الله عند معصيته
ويفقدك عند طاعته فتكون من الخاسرين وإذا قويت فاقو على طاعة الله وإذا ضعفت
فاضعف عن معصية الله (4).
[3187] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن أخسر الناس صفقة وأخيبهم
سعيا رجل أخلق بدنه في طلب ماله ولم تساعده المقادير على ارادته فخرج من الدنيا
بحسرته وقدم على الآخرة بتبعته (5).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الرابع عشر ح 48 / 403 الرقم 900.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 43.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 37.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 383.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 430.
286

[3188] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى شريح بن الحارث حين
اشترى على عهده دارا: يا شريح اما انه سيأتيك من لا ينظر إلى كتابك ولا يسألك
عن بينتك حتى يخرجك منها شاخصا ويسلمك إلى قبرك خالصا، فانظر يا شريح
لا تكون ابتعت هذه الدار من غير مالك أو نقدت الثمن من غير حلالك فإذا أنت
خسرت دار الدنيا ودار الآخرة... (1).
فانظر إلى تمام الكتاب في النهج الشريف فانه من لطائف الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 3.
287

الخشوع
[3189] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: تصلي على
الجنازة في كل ساعة أنها ليست بصلاة ركوع ولا سجود وإنما تكره الصلاة عند طلوع
الشمس وعند غروبها التي فيها الخشوع والركوع والسجود لأنها تغرب بين قرني
شيطان وتطلع بين قرني شيطان (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3190] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل
ابن شاذان جميعا، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دخلت المسجد الحرام فأدخله حافيا على السكينة والوقار
والخشوع وقال: ومن دخله بخشوع غفر الله له إن شاء الله قلت: ما الخشوع؟ قال:
السكينة لا تدخله بتكبر فإذا انتهيت إلى باب المسجد فقم وقل: «السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته بسم الله وبالله ومن الله وما شاء الله والسلام على أنبياء الله
ورسله والسلام على رسول الله والسلام على إبراهيم والحمد لله رب العالمين» فإذا
دخلت المسجد فارفع يديك واستقبل البيت وقل: «اللهم اني أسألك في مقامي هذا
في أول مناسكي أن تقبل توبتي وأن تجاوز عن خطيئتي وتضع عني وزري، الحمد لله
الذي بلغني بيته الحرام، اللهم إني أشهد أن هذا بيتك الحرام الذي جعلته مثابة

(1) الكافي: 3 / 180 ح 2.
288

للناس وأمنا مباركا وهدى للعالمين اللهم إني عبدك والبلد بلدك والبيت بيتك
جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك، مطيعا لأمرك، راضيا بقدرك، أسألك مسألة
المضطر إليك الخائف لعقوبتك، اللهم افتح لي أبواب رحمتك واستعملني بطاعتك
ومرضاتك» (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3191] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن حماد بن
عيسى عن حريز، عن زرارة وعلي إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن
زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا أردت أن تركع فقل وأنت منتصب: «الله أكبر» ثم
اركع وقل: «اللهم لك ركعت ولك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وأنت ربي
خشع لك قلبي وسمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي ومخي وعظامي
وعصبي وما أقلته قدماي غير مستنكف ولا مستكبر ولا مستحسر سبحان ربي
العظيم وبحمده» ثلاث مرات في ترتيل وتصف في ركوعك بين قدميك تجعل بينهما قدر
شبر وتمكن راحتيك من ركبتيك وتضع يدك اليمنى على ركبتيك اليمنى قبل اليسرى
وبلع بأطراف أصابعك عين الركبة وفرج أصابعك إذا وضعتها على ركبتيك وأقم
صلبك ومد عنقك وليكن نظرك بين قدميك ثم قل: «سمع الله لمن حمده» وأنت
منتصب قائم «الحمد لله رب العالمين أهل الجبروت والكبرياء والعظمة لله رب
العالمين» تجهر بها صوتك ثم ترفع يديك بالتكبير وتخر ساجدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3192] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كنت دخلت في صلاتك فعليك بالتخشع

(1) الكافي: 4 / 401 ح 1.
(2) الكافي: 3 / 319 ح 1.
289

والإقبال على صلاتك فإن الله عز وجل يقول: (الذين هم في صلاتهم
خاشعون) (1) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3193] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا استقبلت القبلة بوجهك فلا تقلب وجهك عن القبلة
فتفسد صلاتك فإن الله عز وجل قال لنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الفريضة: (فول وجهك شطر المسجد
الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره) (3) واخشع ببصرك ولا ترفعه إلى
السماء وليكن حذاء وجهك في موضع سجودك (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3194] 6 - قال الصدوق: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يدعو بهذا الدعاء في شهر رمضان:
«اللهم هذا شهر رمضان الذي أنزلت فيه القرآن وهذا شهر الصيام وهذا شهر الإنابة
وهذا شهر التوبة وهذا شهر المغفرة والرحمة وهذا شهر العتق من النار والفوز بالجنة.
اللهم فسلمه لي وتسلمه مني وأعني عليه بأفضل عونك ووفقني فيه لطاعتك وفرغني
فيه لعبادتك ودعائك وتلاوة كتابك وأعظم لي فيه البركة وأحسن لي فيه العافية
وصحح لي فيه بدني وأوسع فيه رزقي واكفني فيه ما أهمني واستجب فيه دعائي وبلغني
فيه رجائي، اللهم أذهب عني فيه النعاس والكسل والسامه والفترة والقسوة والغفلة
والغرة، اللهم جنبني فيه العلل والأسقام والهموم والأحزان والأعراض والأمراض
والخطايا والذنوب واصرف عني فيه السوء والفحشاء والجهد والبلاء والتعب والعناء

(1) سورة المؤمنون: 3.
(2) الكافي: 3 / 300 ح 3.
(3) سورة البقرة: 140.
(4) الكافي: 3 / 300 ح 6.
290

انك سميع الدعاء. اللهم أعذني فيه من الشيطان الرجيم وهمزه ولمزه ونفثه ونفخه
ووسواسه وكيده ومكره وختله وأمانيه وخدعه وغروره وفتنته وخيله ورجله
وشركائه وأحزابه وأعوانه وأتباعه واخدانه وأشياعه وأوليائه وجميع كيدهم. اللهم
ارزقني فيه تمام صيامه وبلوغ الأمل في قيامه واستكال ما يرضيك عني صبرا وإيمانا
ويقينا واحتسابا ثم تقبل ذلك مني بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم. اللهم ارزقني
فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة والتوبة والرغبة والرهبة والجزع
والخشوع والرقة وصدق اللسان والوجل منك والرجاء لك والتوكل عليك والثقة بك
والورع عن محارمك مع صالح القول ومقبول السعي واستكمال ما يرضيك فيه عني
صبرا ويقينا وإيمانا واحتسابا ثم تقبل ذلك مني بالأضعاف الكثيرة والأجر العظيم.
اللهم ارزقني فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط والإنابة والتوبة والرغبة والرهبة
والجزع والرقة ومرفوع العمل ومستجاب الدعاء ولا تحل بيني وبين شيء من ذلك
بعرض ولا مرض ولا هم برحمتك يا أرحم الراحمين» (1).
[3195] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حين رئي عليه إزار خلق مرقوع فقيل له في
ذلك، فقال: يخشع له القلب وتذل به النفس ويقتدي به المؤمنون. إن الدنيا والآخرة
عدوان متفاوتان وسبيلان مختلفان فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها
وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما كلما قرب من واحد بعد من الآخر وهما بعد
ضرتان (2).
[3196] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف المتقين: فمن علامة
أحدهم... وخشوعا في عبادة... (3).

(1) الفقيه: 2 / 104 ح 1894.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 103.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 193.
291

[3197] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة القاصعة:... ولكن الله
سبحانه أراد أن يكون الاتباع لرسله والتصديق بكتبه والخشوع لوجهه والاستكانة
لأمره والاستسلام لطاعته امورا له خاصة لا تشوبها من غيرها شائبة وكلما كانت
البلوى والاختبار أعظم كانت المثوبة والجزاء أجزل... (1).
[3198] 10 - الديلمي قال: وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى رجلا يعبث بلحيته فقال: لو
خشع قلبه لخشعت جوارحه (2).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(2) ارشاد القلوب: 115.
292

الخشية
[3199] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري،
عن سفيان بن عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ليبلوكم أيكم أحسن
عملا) (1) قال: ليس يعني أكثر عملا ولكن أصوبكم عملا وإنما الإصابة خشية الله
والنية الصادقة والحسنة ثم قال: الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل
والعمل الخالص: الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل والنية أفضل من
العمل ألا وإن النية هي العمل ثم تلا قوله عز وجل: (قل كل يعمل على شاكلته) (2) يعني
على نيته (3).
[3200] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل عين باكية يوم القيامة غير ثلاث عين سهرت
في سبيل الله وعين فاضت من خشية الله وعين غضت عن محارم الله (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3201] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله
عليه: أخشوا الله خشية ليست بتعدير واعملوا لله في غير رياء ولا سمعة فإنه من عمل

(1) سورة الملك: 2.
(2) سورة الإسراء: 84.
(3) الكافي: 2 / 16 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 80 ح 2.
293

لغير الله وكله الله إلى عمله (1).
[3202] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، ومنصور بن يونس، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما
من عين إلا وهي باكية يوم القيامة إلا عينا بكت من خوف الله وما اغرورقت عين
بمائها من خشية الله عز وجل إلا حرم الله عز وجل سائر جسده على النار ولا فاضت على خده
فرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة وما من شيء إلا وله كيل ووزن إلا الدمعة فإن الله عز وجل
يطفئ باليسير منها البحار من النار فلو أن عبدا بكى في امة لرحم الله عز وجل تلك الامة ببكاء
ذلك العبد (2).
[3203] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن
يونس، عن صالح بن رزين، ومحمد بن مروان وغيرهما، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
كل عين باكية يوم القيامة إلا ثلاثة عين غضت عن محارم الله وعين سهرت في طاعة
الله وعين بكت في جوف الليل من خشية الله (3).
[3204] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد، عن علي بن الحكم، عن عبد الرحمن
بن العرزمي، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: يقتل المحرم كل ما خشيه
على نفسه (4).
[3205] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن هلال بن عطيه، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال كان يقول:
إن أحبكم إلى الله عز وجل أحسنكم عملا وإن أعظمكم عند الله عملا أعظمكم فيما عند الله
رغبة وإن أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله وإن أقربكم من الله أوسعكم خلقا

(1) الكافي: 2 / 297 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 482 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 482 ح 4.
(4) الكافي: 4 / 364 ح 10.
294

وإن أرضاكم عند الله أسبغكم على عياله وإن أكرمكم على الله أتقاكم لله (1).
[3206] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: احذروا من الله كنه ما حذركم من
نفسه واخشوه خشية يحجزكم عما يسخطه (2).
[3207] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: أعلم الناس بالله أكثرهم خشية
له (3).
[3208] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: نعم العبادة الخشية (4).

(1) الكافي: 8 / 68 ح 24.
(2) غرر الحكم: ح 2622.
(3) غرر الحكم: ح 3157.
(4) غرر الحكم: ح 9885.
295

الخصال المحرمة والمكروهة
[3209] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن
أبي بصير قال أبو عبد الله (عليه السلام): أصول الكفر ثلاثة: الحرص والاستكبار والحسد
فأما الحرص فإن آدم (عليه السلام) حين نهي عن الشجرة حمله الحرص على أن أكل منها وأما
الاستكبار فإبليس حيث أمر بالسجود لآدم فأبى وأما الحسد فابنا آدم حيث قتل
أحدهما صاحبه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3210] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): أركان الكفر أربعة: الرغبة والرهبة والسخط
والغضب (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3211] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن
شعيب، عن عبد الله الدهقان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أول ما عصي الله عز وجل به ست: حب الدنيا وحب الرئاسة وحب
الطعام وحب النوم وحب الراحة وحب النساء (3).

(1) الكافي: 2 / 289 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 289 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 289 ح 3.
296

[3212] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من علامات الشقاء جمود العين وقسوة
القلب وشدة الحرص في طلب الدنيا والإصرار على الذنب (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3213] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن عبد الله بن
سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاث من كن فيه كان منافقا
وان صام وصلى وزعم انه مسلم: من إذا ائتمن خان وإذا حدث كذب وإذا وعد
أخلف، إن الله عز وجل قال في كتابه: (إن الله لا يحب الخائنين) (2) وقال: (ان لعنة الله
عليه إن كان من الكاذبين) (3) وفي قوله: (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان
صادق الوعد وكان رسولا نبيا) (4) (5).
[3214] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا اخبركم بأبعدكم مني
شبها قالوا: بلى يا رسول الله قال: الفاحش المتفحش البذىء البخيل المختال الحقود
الحسود القاسي القلب البعيد من كل خير يرجى غير المأمون من كل شر يتقى (6).
[3215] 7 - الكليني، عن العدة، عن سهل، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعا، عن
ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي حمزة، عن جابر بن عبد الله قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ألا أخبركم بشرار رجالكم؟ قلنا: بلى يا رسول الله فقال: إن من

(1) الكافي: 2 / 290 ح 6.
(2) سورة الأنفال: 58.
(3) سورة النور: 7.
(4) سورة مريم: 54.
(5) الكافي: 2 / 290 ح 8.
(6) الكافي: 2 / 291 ح 9.
297

شرار رجالكم البهات الجرىء الفحاش، الآكل وحده، والمانع رفده، والضارب
عبده، والملجىء عياله إلى غيره (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3216] 8 - ابن الأشعث بإسناده إلى جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثلاثة لا ينظر الله إليهم: المنان بالفعل وعاق والديه ومدمن
الخمر (2).
[3217] 9 - ابن الأشعث بإسناده إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: تسعة أشياء من تسعة
أنفسهن منهن أقبح من غيرهن: ضيق الذرع من الملوك والبخل من الأغنياء وسرعة
الغضب من العلماء والصبا من الكهول والقطيعة والكذب من القضاة والزمانة من
الأطباء والبذاء من النساء والبطش من السلطان (3).
[3218] 10 - عاصم بن حميد الحناط، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: صعد
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنبر فقال: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم: شيخ
زان وملك جبار ومقل مختال (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع
وسائل الشيعة: 11 / 269، ومستدرك الوسائل: 11 / 369، وجامع أحاديث
الشيعة: 13 / 363، وغيرها من كتب الأخبار والحمد لله.

(1) الكافي: 2 / 292 ح 13.
(2) الجعفريات: 187.
(3) الجعفريات: 234.
(4) أصل عاصم بن حميد: 27.
298

الخصومة
[3219] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إياكم والمراء والخصومة فإنهما
يمرضان القلوب على الإخوان وينبت عليهما النفاق (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3220] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن عنبسة العابد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إياكم والخصومة فإنها تشغل القلب
وتورث النفاق وتكسب الضغائن (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3221] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن شراء النخل والكرم والثمار ثلاث
سنين أو أربع سنين، قال: لا بأس به يقول: إن لم يخرج في هذه السنة اخرج في قابل
وإن اشتريته في سنة واحدة فلا تشتره حتى يبلغ فإن اشتريته ثلاث سنين قبل أن يبلغ
فلا بأس وسئل عن الرجل يشتري الثمرة المسماة من أرض فهلك ثمرة تلك الأرض كلها
فقال: قد اختصموا في ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فكانوا يذكرون ذلك فلما رآهم
لا يدعون الخصومة نهاهم عن ذلك البيع حتى تبلغ الثمرة ولم يحرمه ولكن فعل ذلك من

(1) الكافي: 2 / 300 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 301 ح 8.
299

أجل خصومتهم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3222] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن
شعيب، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يرد من الشهود فقال: الظنين
والمتهم والخصم قال: قلت الفاسق والخائن قال: كل هذا يدخل في الظنين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3223] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: ان رجلا نزل بأمير المؤمنين (عليه السلام) فمكث عنده أياما ثم تقدم إليه في خصومة لم
يذكرها لأمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: أخصم أنت؟ قال: نعم قال: تحول عنا أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى أن يضاف الخصم إلا ومعه خصمه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3224] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من نصب الله غرضا للخصومات أوشك أن يكثر
الانتقال (4).
الرواية معتبرة الإسناد. والمراد بالانتقال من الحق إلى الباطل.
[3225] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية، عن
عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما كاد جبرئيل (عليه السلام)
يأتيني إلا قال: يا محمد اتق شحناء الرجال وعداوتهم (5).

(1) الكافي: 5 / 175 ح 2.
(2) الكافي: 7 / 395 ح 3.
(3) الكافي: 7 / 413 ح 4.
(4) الكافي: 2 / 301 ح 3.
(5) الكافي: 2 / 301 ح 5 و 9.
300

الرواية صحيحة الإسناد. الشحناء: البغضاء والعداوة.
[3226] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
مهران، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
ما أتاني جبرئيل (عليه السلام) قط إلا وعظني فآخر قوله لي: إياك ومشارة الناس فإنها تكشف
العورة وتذهب بالعز (1).
المشارة: المخاصمة.
[3227] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن للخصومة قحما (2).
قال الرضي (رحمه الله): يريد بالقحم المهالك لأنها تقحم أصحابها في المهالك والمتالف
في الأكثر.
[3228] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من بالغ في الخصومة أثم ومن
قصر فيها ظلم ولا يستطيع أن يتقى الله من خاصم (3).

(1) الكافي: 2 / 302 ح 10.
(2) نهج البلاغة: غريب كلامه 3.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 298.
301

الخضوع
[3229] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (فما استكانوا لربهم وما
يتضرعون) فقال: الاستكانة هو الخضوع والتضرع هو رفع اليدين والتضرع
بهما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3230] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
حديد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: اتقوا الله وصونوا دينكم بالورع وقووه
بالتقية والاستغناء بالله عز وجل انه من خضع لصاحب سلطان ولمن يخالفه على دينه طلبا لما في
يديه من دنياه أخمله الله عز وجل ومقته عليه وكله إليه فإن هو غلب على شيء من دنيا فصار
إليه منه شيء نزع الله جل وعز اسمه البركة منه ولم يأجره على شيء ينفقه في حج ولا
عتق رقبة ولا بر (2).
[3231] 3 - قال الصدوق: وكتب أبو الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى محمد بن سنان
فيما كتب من جواب مسائله: إن علة الوضوء التي من أجلها صار على العبد غسل
الوجه والذراعين ومسح الرأس والقدمين فلقيامه بين يدي الله تعالى واستقباله إياه
بجوارحه الظاهرة وملاقاته بها الكرام الكاتبين فيغسل الوجه للسجود والخضوع

(1) الكافي: 2 / 479 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 105 ح 3.
302

ويغسل اليدين ليقلبهما ويرغب بهما ويرهب ويتبتل ويمسح الرأس والقدمين لأنهما
ظاهران مكشوفان يستقبل بهما كل حالاته وليس فيهما من الخضوع والتبتل ما في
الوجه والذراعين (1).
[3232] 4 - قال الصدوق: كتب الرضا علي بن موسى (عليه السلام) إلى محمد بن سنان فيما كتب من
جواب مسائله: ان علة الصلاة أنها إقرار بالربوبية لله عز وجل وخلع الأنداد وقيام بين يدي
الجبار جل جلاله بالذل والمسكنة والخضوع والاعتراف والطلب للإقالة من سالف
الذنوب ووضع الوجه على الأرض كل يوم إعظاما لله جل جلاله وأن يكون ذاكرا
غير ناس ولا بطر ويكون خاشعا متذللا راغبا طالبا للزيادة في الدين والدنيا مع
ما فيه من الإيجاب والمداومة على ذكر الله عز وجل بالليل والنهار لئلا ينسى العبد سيده ومدبره
وخالقه فيبطر ويطغى ويكون ذلك في ذكره لربه جل وعز وقيامه بين يديه زاجرا له
عن المعاصي ومانعا له من أنواع الفساد (2).
[3233] 5 - قال الصدوق بإسناده قال هشام بن الحكم لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عما
يجوز السجود عليه وعما لا يجوز؟ قال: السجود لا يجوز إلا على الأرض أو على ما
أنبتت الأرض إلا ما أكل أو لبس فقال له: جعلت فداك ما العلة في ذلك؟ قال: لأن
السجود خضوع لله عز وجل فلا ينبغي أن يكون على ما يؤكل أو يلبس لأن أبناء الدنيا عبيد ما
يأكلون ويلبسون والساجد في سجوده في عبادة الله عز وجل فلا ينبغي أن يضع جبهته في
سجوده على معبود أبناء الدنيا الذين اغتروا بغرورها والسجود على الأرض أفضل
لأنه أبلغ في التواضع والخضوع لله عز وجل (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الفقيه: 1 / 56 ح 128.
(2) الفقيه: 1 / 214 ح 645.
(3) الفقيه: 1 / 272 ح 843.
303

[3234] 6 - قال الصدوق: وفي العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان (رحمه الله) عن الرضا (عليه السلام)
قال: وإنما جعلت للكسوف صلاة لأنه من آيات الله تبارك وتعالى لا يدري ألرحمة
ظهرت أم لعذاب فأحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تفزع أمته إلى خالقها وراحمها عند ذلك
ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس (عليه السلام) حين تضرعوا
إلى الله عز وجل وإنما جعلت عشر ركعات لأن أصل الصلاة التي نزل فرضها من السماء أولا في
اليوم والليلة إنما هي عشر ركعات فجمعت تلك الركعات ههنا وإنما جعل فيها السجود
لأنه لا تكون صلاة فيها ركوع إلا وفيها سجود ولأن يختموا صلاتهم أيضا بالسجود
والخضوع وإنما جعلت أربع سجدات لأن كل صلاة نقص سجودها من أربع سجدات
لا تكون صلاة لان أقل الفرض من السجود في الصلاة لا يكون إلا أربع سجدات وإنما
لم يجعل بدل الركوع سجود لأن الصلاة قائما أفضل من الصلاة قاعدا ولأن القائم يرى
الكسوف والأعلى والساجد لا يرى وإنما غيرت عن أصل الصلاة التي افترضها الله عز وجل
لأنه تصلى لعله تغير أمر من الامور وهو الكسوف فلما تغيرت العلة تغير
المعلول (1).
[3235] 7 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان،
عن المفضل قال: سمعت مولاي الصادق (عليه السلام) يقول: كان فيما ناجى الله عز وجل به موسى بن
عمران (عليه السلام) أن قال له: يا ابن عمران كذب من زعم انه يحبني فإذا جنه الليل نام عني
أليس كل محب يحب خلوة حبيبه ها أنا ذا يا ابن عمران مطلع على أحبائي إذا جنهم
الليل حولت أبصارهم من قلوبهم ومثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة
ويكلموني عن الحضور، يا ابن عمران هب لي من قلبك الخشوع ومن بدنك الخضوع
ومن عينيك الدموع في ظلم الليل وادعني فإنك تجدني قريبا مجيبا (2).

(1) الفقيه: 1 / 541 ح 1510.
(2) أمالي الصدوق: المجلس السابع والخمسون ح 1 / 292، ونقل عنه في بحار الأنوار: 13 / 329 ح 7.
304

[3236] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى نجله
الحسن (عليه السلام):... واعلم يا بني أن الرزق رزقان: رزق تطلبه ورزق يطلبك فإن أنت
لم تأته أتاك، ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى... (1).
[3237] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من خضع لعظمة الله ذلت له
الرقاب (2).
[3238] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الخضوع دنائة (3).
المراد به ان الخضوع للناس بغير جهة دنائة.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) غرر الحكم: ح 8919.
(3) غرر الحكم: ح 129.
305

الخط
[3239] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن إسحاق قال: دخلت على
أبي محمد (عليه السلام) فسألته أن يكتب لأنظر إلى خطه فأعرفه إذا ورد، فقال: نعم ثم قال:
يا أحمد إن الخط سيختلف عليك من بين القلم الغليظ إلى القلم الدقيق فلا تشكن ثم
دعا بالدواة فكتب وجعل يستمد إلى مجرى الدواة فقلت في نفسي وهو يكتب:
أستوهبه القلم الذي كتب به فلما فرغ من الكتابة أقبل يحدثني وهو يمسح القلم بمنديل
الدواة ساعة ثم قال: هاك يا أحمد فناولنيه، فقلت: جعلت فداك إني مغتم لشيء
يصيبني في نفسي وقد أردت أن أسأل أباك فلم يقض لي ذلك فقال: وما هو يا أحمد؟
فقلت: يا سيدي روي لنا عن آبائك أن نوم الأنبياء على أقفيتهم ونوم المؤمنين على
أيمانهم ونوم المنافقين على شمائلهم ونوم الشياطين على وجوههم، فقال (عليه السلام): كذلك
هو فقلت: يا سيدي فإني أجهد أن أنام على يميني فما يمكنني ولا يأخذني النوم عليها
فسكت ساعة ثم قال: يا أحمد ادن مني فدنوت منه فقال: أدخل يدك تحت ثيابك
فأدخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه وأدخلها تحت ثيابي فمسح بيده اليمنى على جانبي
الأيسر وبيده اليسري على جانبي الأيمن ثلاث مرات، فقال أحمد: فما أقدر أن أنام
على يساري منذ فعل ذلك بي (عليه السلام) وما يأخذني نوم عليها أصلا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3240] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن

(1) الكافي: 1 / 513 ح 27.
306

الربيع بن محمد المسلى، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
الإمام ليسمع في بطن امه فإذا ولد خط بين كتفيه (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا
لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم) (1) فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من
نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة (2).
[3241] 3 - الكليني رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: خط إبراهيم بمكة ما بين الحزورة
إلى المسعى فذلك الذي خط إبراهيم (عليه السلام) يعني المسجد (3).
[3242] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن الحسن بن علي الكوفي، عن
عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لما دخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المدينة خط دورها برجله ثم قال: اللهم من باع رباعه فلا
تبارك له (4).
[3243] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، ومحمد بن عيسى
بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، جميعا، عن صفوان أو قال عن عمر بن اذينة،
عن محمد بن مسلم قال: اقراني أبو جعفر (عليه السلام) صحيفة كتاب الفرائض التي هي إملاء
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخط علي (عليه السلام) بيده فوجدت فيها رجل ترك ابنته وأمه للابنة النصف
ثلاثة أسهم وللأم السدس سهم يقسم المال على أربعة أسهم فما أصاب ثلاثة أسهم
فللابنة وما أصاب سهما فهو للأم قال: وقرأت فيها رجل ترك ابنته وأباه فللابنة
النصف ثلاثة أسهم وللأب السدس سهم يقسم المال على أربعة أسهم فما أصاب ثلاثة
أسهم فللابنة وما أصاب سهما فللام قال محمد: ووجدت فيها رجل ترك أبويه
وابنته فللابنة النصف ثلاثة أسهم وللأبوين لكل واحد منهما السدس لكل

(1) سورة الانعام: 115.
(2) الكافي: 1 / 387 ح 4.
(3) الكافي: 4 / 210 ح 12.
(4) الكافي: 5 / 92 ح 7.
307

واحد منهما سهم يقسم المال على خمسة أسهم فما أصاب ثلاثة فللابنة وما أصاب سهمين
فللأبوين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3244] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب،
عن محمد بن مسلم قال: نشر أبو عبد الله (عليه السلام) صحيفة فأول ما تلقاني فيها ابن أخر
وجد المال بينهما نصفان فقلت: جعلت فداك أن القضاة عندنا لا يقضون لابن الأخ مع
الجد بشيء فقال: إن هذا الكتاب خط علي (عليه السلام) وإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3245] 7 - الصدوق قال: روى عبد الصمد بن محمد، عن حنان بن سدير، عن أبيه،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: دخلت على محمد بن علي ابن الحنفية وقد اعتقل لسانه
فأمرته بالوصية فلم يجب قال: فأمرت بطست فجعلت فيه الرمل فوضع فقلت له
خط بيدك فخط وصيته بيده في الرمل ونسخت أنا في صحيفة (3).
[3246] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة في التحكيم بعد سماعه لأمر
الحكمين: إنا لم نحكم الرجال وإنما حكمنا القرآن هذا القرآن إنما هو خط مستور بين
الدفتين لا ينطق بلسان ولابد له من ترجمان وإنما ينطق عنه الرجال... (4).
[3247] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال لكاتبه عبيد الله بن أبي رافع: الق
دواتك وأطل جلفة قلمك وفرج بين السطور وقرمط بين الحروف فإن ذلك أجدر
بصباحة الخط (5).

(1) الكافي: 7 / 93 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 112 ح 1.
(3) الفقيه: 4 / 197 ح 5454.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 125.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 315.
308

[3248] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصف الزمان المقبل:... وإنه
سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل...
كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب إمامهم فلم يبق عندهم منه إلا اسمه ولا يعرفون إلا
خطه وزبره و... (1).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 147.
309

الخطبة
[3249] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن النضر، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الساعة التي يستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة ما بين
فراغ الإمام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف وساعة اخرى من آخر
النهار إلى غروب الشمس (1).
الرواية موثقة سندا.
[3250] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن زرارة
قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) يقول: لا تكون الخطبة والجمعة وصلاة ركعتين على أقل من
خمسة رهط الإمام وأربعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3251] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عمن لم يدرك الخطبة يوم الجمعة،
قال: يصلي ركعتين فإن فاتته الصلاة فلم يدركها فليصل أربعا وقال: إذا أدركت
الإمام قبل أن يركع الأخيرة فقد أدركت الصلاة وإن كنت أدركته بعد ما ركع فهي
الظهر أربع (3).

(1) الكافي: 3 / 414 ح 4.
(2) الكافي: 3 / 419 ح 4.
(3) الكافي: 3 / 427 ح 1.
310

الرواية صحيحة الإسناد.
[3252] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن معاوية
قال: سألته عن صلاة العيدين فقال: ركعتان ليس قبلهما ولا بعدهما شيء وليس
فيهما أذان ولا إقامة يكبر فيهما اثنتي عشر تكبيرة يبدء فيكبر ويفتتح الصلاة ثم يقرء
«فاتحة الكتاب» ثم يقرء «والشمس وضحيها» ثم يكبر خمس تكبيرات ثم يكبر
ويركع فيكون يركع بالسابعة ثم يسجد سجدتين ثم يقوم فيقرء «فاتحة الكتاب» و
«هل اتيك حديث الغاشية» ثم يكبر أربع تكبيرات ويسجد سجدتين ويتشهد
ويسلم قال: وكذلك صنع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والخطبة بعد الصلاة إنما أحدث الخطبة
قبل الصلاة عثمان وإذا خطب الإمام فليقعد بين الخطبتين قليلا وينبغي للإمام أن يلبس
يوم العيدين بردا ويعتم شاتيا كان أو قايظا ويخرج إلى البر حيث ينظر إلى آفاق السماء
ولا يصلي على حصير ولا يسجد عليه وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يخرج إلى البقيع
فيصلي بالناس (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3253] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد، عن إسماعيل بن مهران قال: حدثنا
عبد الملك بن أبي الحارث، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب
أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الخطبة فقال: الحمد لله أحمده وأستعينه وأستغفره وأستهديه
وأومن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن
محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله دليلا
عليه وداعيا إليه فهدم أركان الكفر وأنار مصابيح الإيمان من يطع الله ورسوله يكن
سبيل الرشاد سبيله ونور التقوى دليله ومن يعص الله ورسوله يخطئ السداد كله ولن
يضر إلا نفسه أوصيكم عباد الله بتقوى الله وصية من ناصح وموعظة من أبلغ واجتهد

(1) الكافي: 3 / 460 ح 3.
311

أما بعد فإن الله عز وجل جعل الإسلام صراطا منيرا الأعلام، مشرق المنار، فيه تأتلف
القلوب وعليه تأخى الإخوان والذي بيننا وبينكم من ذلك ثابت وده وقديم عهده،
معرفة من كل لكل لجميع الذي نحن عليه يغفر الله لنا ولكم والسلام عليكم ورحمة الله
وبركاته (1).
[3254] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبد العظيم
بن عبد الله قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يخطب بهذه الخطبة: الحمد لله العالم بما هو كائن
من قبل أن يدين له من خلقه دائن فاطر السماوات والأرض مؤلف الأسباب بما جرت
به الأقلام ومضت به الأحتام من سابق علمه ومقدر حكمه، أحمده على نعمه وأعوذ
به من نقمه، وأستهدي الله الهدى وأعوذ به من الضلالة والردى، من يهده الله فقد
اهتدى وسلك الطريقة المثلى وغنم الغنيمة العظمى ومن يضلل الله فقد حار عن الهدى
وهوى إلى الردى، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
المصطفى ووليه المرتضى وبعيثه بالهدى أرسله على حين فترة من الرسل واختلاف من
الملل وانقطاع من السبل ودروس من الحكمة وطموس من أعلام الهدى والبينات
فبلغ رسالة ربه وصدع بأمره وأدى الحق الذي عليه وتوفي فقيدا محمودا (صلى الله عليه وآله وسلم).
ثم إن هذه الامور كلها بيد الله تجري إلى أسبابها ومقاديرها فامر الله يجري إلى قدره
وقدره يجري إلى أجله وأجله يجري إلى كتابه ولكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء
ويثبت وعنده ام الكتاب أما بعد فإن الله جل وعز جعل الصهر مألفة للقلوب ونسبة
المنسوب أوشج به الأرحام وجعله رأفة ورحمة ان في ذلك لآيات للعالمين وقال في
محكم كتابه: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) (2) وقال:

(1) الكافي: 5 / 371 ح 3.
(2) سورة الفرقان: 56.
312

(وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم) (1) وإن فلان بن فلان
ممن قد عرفتم منصبه في الحسب ومذهبه في الأدب وقد رغب في مشاركتكم وأحب
مصاهرتكم وأتاكم خاطبا فتاتكم فلانة بنت فلان وقد بذل لها من الصداق كذا
وكذا، العاجل منه كذا والآجل منه كذا، فشفعوا شافعنا وانكحوا خاطبنا وردوا ردا
جميلا وقولوا قولا حسنا واستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3255] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن معاوية بن حكيم قال خطب
الرضا (عليه السلام) هذه الخطبة: الحمد لله الذي حمد في الكتاب نفسه وافتتح بالحمد كتابه
وجعل الحمد أول جزاء محل نعمته وآخر دعوى أهل جنته، وأشهد أن لا اله إلا الله
وحده لا شريك له، شهادة أخلصها له وأدخرها عنده، وصلى الله على محمد خاتم
النبوة وخير البرية وعلى آله آل الرحمة وشجرة النعمة ومعده الرسالة ومختلف
الملائكة والحمد لله الذي كان في علمه السابق وكتابه الناطق وبيانه الصادق إن أحق
الأسباب بالصلة والأثرة وأولى الامور بالرغبة فيه سبب أوجب سببا وأمر أعقب
غنى فقال جل وعز: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان
ربك قديرا) وقال: (وانكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن
يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم) ولو لم يكن في المناكحة
والمصاهرة آية محكمة ولا سنة متبعة ولا أثر مستفيض لكان فيما جعل الله من بر
القريب وتقريب البعيد وتأليف القلوب وتشبيك الحقوق وتكثير العدد وتوفير الولد
لنوائب الدهر وحوادث الامور ما يرغب في دونه العاقل اللبيب ويسارع إليه الموفق
المصيب ويحرص عليه الأديب الأريب فأولى الناس بالله من اتبع أمره وأنفذ حكمه

(1) سورة النور: 32.
(2) الكافي: 5 / 372 ح 6.
313

وأمضى قضاءه ورجا جزاءه وفلان بن فلان من قد عرفتم حاله وجلاله دعاه رضا
نفسه وأتاكم إيثارا لكم واختيارا لخطبة فلانة بنت فلان كريمتكم وبذل لها من
الصداق كذا وكذا فتلقوه بالإجابة وأجيبوه بالرغبة واستخيروا الله في أموركم يعزم
لكم على رشدكم إن شاء الله نسأل الله أن يلحم ما بينكم بالبر والتقوى ويؤلفه بالمحبة
والهوى ويختمه بالموافقة والرضا انه سميع الدعاء لطيف لما يشاء (1).
بعض أصحابنا، عن علي بن الحسن بن فضال، عن إسماعيل بن مهران، عن أحمد
بن محمد بن أبي نصر قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: ثم ذكر الخطبة كما ذكر
معاوية بن حكيم مثلها.
الرواية صحيحة الإسناد.
[3256] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ولقد كذب على
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على عهده حتى قام خطيبا فقال: من كذب علي متعمدا فليتبوء
مقعده من النار... (2).
[3257] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة علم فيها الصلاة على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم):... اللهم افسح له مفسحا في ظلك واجزه مضاعف الخير من فضلك
اللهم واعل على بناء البانين بناءه وأكرم لديك منزلته وأتمم له نوره واجزه من ابتعاثك
له مقبول الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق عدل، وخطة فصل، اللهم اجمع بيننا وبينه
في برد العيش وقرار النعمة ومنى الشهوات وأهواء اللذات ورخاء الدعة ومنتهى
الطمأنينة وتحف الكرامة (3).

(1) الكافي: 5 / 373 ح 7.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 210.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 72.
314

[3258] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: هذا الخطيب الشحشح (1).
قال الرضي: يريد الماهر بالخطبة الماضي فيها وكل ماض في كلام أو سير فهو
شحشح والشحشح في غير هذا الموضع: البخيل الممسك.
الروايات في خطب الأئمة (عليهم السلام) فوق حد الإحصاء فعليك بمراجعة كتب الأخبار
والحمد لله تعالى.

(1) نهج البلاغة: غريب كلامه 2.
315

الخطر
[3259] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن علي بن محمد القاساني
قال: أخبرني بعض أصحابنا انه حمل إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام) مالا له خطر فلم أره
سر به قال: فاغتممت لذلك وقلت في نفسي قد حملت هذا المال ولم يسر به فقال:
يا غلام الطست والماء قال: فقعد على كرسي وقال بيده وقال للغلام: صب علي الماء
قال: فجعل يسيل من بين أصابعه في الطست ذهب ثم التفت إلي فقال لي من كان
هكذا لا يبالي بالذي حملته إليه (1).
[3260] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عن مسألة فأبى وأمسك ثم قال: لو أعطيناك
كلما تريدون كان شرا لكم وأخذ برقبة صاحب هذا الأمر قال أبو جعفر (عليه السلام): ولاية
الله أسرها إلى جبرئيل (عليه السلام) وأسرها جبرئيل إلى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأسرها محمد إلى علي
وأسرها علي إلى من شاء الله ثم أنتم تذيعون ذلك من الذي أمسك حرفا سمعه قال
أبو جعفر (عليه السلام): في حكمة آل داود ينبغي للمسلم أن لا يكون مالكا لنفسه مقبلا على
شأنه عارفا بأهل زمانه فاتقوا الله ولا تذيعوا حديثنا فلو لا ان الله يدافع عن أوليائه
وينتقم لأوليائه من أعدائه أما رأيت ما صنع الله بآل برمك وما انتقم الله
لأبي الحسن (عليه السلام) وقد كان بنو الأشعث على خطر عظيم فدفع الله عنهم بولايتهم
لأبي الحسن وأنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة وما أمهل الله لهم فعليكم

(1) الكافي: 1 / 491 ح 10.
316

بتقوى الله ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا تغتروا بمن قد أمهل له فكان الأمر قد وصل
إليكم (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3261] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن
محمد بن أبي نصر قال: ذكرت للرضا (عليه السلام) شيئا فقال: اصبر فاني أرجو أن يصنع الله
لك إن شاء الله ثم قال: فوالله ما أخر الله عن المؤمن من هذه الدنيا خير له مما عجل له
فيها ثم صغر الدنيا وقال: أي شيء هي؟ ثم قال: إن صاحب النعمة على خطر انه يجب
عليه حقوق الله فيها والله إنه لتكون على النعم من الله عز وجل فما أزال منها على وجل وحرك
يده حتى أخرج من الحقوق التي تجب لله علي فيها فقلت جعلت فداك أنت في قدرك
تخاف هذا قال: نعم فأحمد ربي على ما من به علي (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3262] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إنما
المرأة قلادة فانظر إلى ما تقلده قال: وسمعته يقول: ليس للمرأة خطر لا لصالحتهن ولا
لطالحتهن أما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة بل هي خير من الذهب
والفضة واما طالحتهن فليس التراب خطرها بل التراب خير منها (3).
[3263] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
حماد بن عثمان، عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إنا قد روينا عن
أبي جعفر (عليه السلام) في قول يوسف (عليه السلام): (أيتها العير إنكم لسارقون) (4)؟ فقال: والله

(1) الكافي: 2 / 224 ح 10.
(2) الكافي: 3 / 502 ح 19.
(3) الكافي: 5 / 332 ح 1.
(4) سورة يوسف: 70.
317

ما سرقوا وما كذب وقال إبراهيم (عليه السلام): (بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا
ينطقون) (1)؟ فقال: والله ما فعلوا وما كذب قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما عندكم
فيها يا صيقل؟ قال: فقلت: ما عندنا فيها إلا التسليم قال: فقال: ان الله أحب اثنين
وأبغض اثنين أحب الخطر فيما بين الصفين وأحب الكذب في الإصلاح وأبغض الخطر
في الطرقات وأبغض الكذب في غير الإصلاح إن إبراهيم (عليه السلام) إنما قال: بل فعله
كبيرهم هذا إرادة الإصلاح ودلالة على أنهم لا يفعلون وقال يوسف (عليه السلام) إرادة
الإصلاح (2).
[3264] 6 - الكليني، بسنده إلى رسالة أبي عبد الله (عليه السلام) إلى جماعة الشيعة وفيها:...
واعلموا انه بئس الحظ الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته فاختار
أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زائلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة
ولذاتها وكرامة أهلها ويل لأولئك ما أخيب حظهم وأخسر كرتهم وأسوء حالهم عند
ربهم يوم القيامة استجيروا الله أن يجيركم في مثالهم أبدا وأن يبتليكم بما ابتلاهم به ولا
قوة لنا ولكم إلا به... (3).
[3265] 7 - الصدوق، عن ما جيليوه، عمه، عن الكوفي، عن موسى بن سعدان الحناط،
عن عبد الله بن القاسم، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا
عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (يعلم السر وأخفى) (4) قال: السر ما كتمته في نفسك
وأخفى ما خطر ببالك ثم انسيته (5).
[3266] 8 - الصدوق، عن الوراق، عن ابن مهرويه، عن داود بن سليمان الغازي، عن

(1) سورة الأنبياء: 63.
(2) الكافي: 2 / 341 ح 17.
(3) الكافي: 8 / 4.
(4) سورة طه: 7.
(5) معاني الأخبار: 1 / 143.
318

أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) انه
قال: الدنيا كلها جهل إلا مواضع العلم والعلم كله حجة إلا ما عمل به والعمل كله
رياء إلا ما كان مخلصا والإخلاص على خطر حتى ينظر العبد بما يختم له (1).
[3267] 9 - الكراجكي رفعه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن العاقل من أطاع الله وإن كان ذميم
المنظر حقير الخطر وان الجاهل من عصى الله وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر،
أفضل الناس اعقل الناس (2).
[3268] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المخاطر متهجم على
الغرر (3).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 281 ح 25.
(2) كنز الفوائد: 1 / 56، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 160 ح 39.
(3) غرر الحكم: ح 1271.
319

الخطيئة
[3269] 1 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أقبح الفقر بعد الغنى وأقبح الخطيئة بعد المسكنة وأقبح
من ذلك العابد لله ثم يدع عبادته (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3270] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين
الأحمسي وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الخلق الحسن يميث
الخطيئة كما تميث الشمس الجليد (2).
الرواية صحيحة سندا.
[3271] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: ما من شيء
أفسد للقلب من خطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فما تزال به حتى تغلب عليه فيصير
أعلاه أسفله (3).
[3272] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن بعض أصحابه، عن أبي العباس البقباق قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): ترك الخطيئة أيسر من طلب التوبة وكم من شهوة ساعة أورثت

(1) الكافي: 2 / 84 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 100 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 268 ح 1.
320

حزنا طويلا والموت فضح الدنيا، فلم يترك لذي لب فرحا (1).
[3273] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن فضال، عن بعض
أصحابه، عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل لموسى: اجعل لسانك من وراء
قلبك تسلم وأكثر ذكري بالليل والنهار ولا تتبع الخطيئة في معدنها فتندم فإن الخطيئة
موعد أهل النار (2).
[3274] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي أيوب، عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل أصاب مالا من عمل بني
أمية وهو يتصدق منه ويصل منه قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب وهو يقول: إن
الحسنات يذهبن السيئات، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن الخطيئة لا تكفر الخطيئة ولكن
الحسنة تحط الخطيئة ثم قال: إن كان خلط الحلال بالحرام فاختلطا جميعا فلا يعرف
الحلال من الحرام فلا بأس (3).
الرواية موثقة سندا.
[3275] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن درست بن
أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وهشام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
رأس كل خطيئة حب الدنيا (4).
[3276] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله عز وجل
: وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا اريد أن أرحمه حتى أستوفي منه
كل خطيئة عملها إما بسقم في جسده وإما بضيق في رزقه وإما بخوف في دنياه فإن

(1) الكافي: 2 / 451 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 498 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 126 ح 9.
(4) الكافي: 2 / 315 ح 1.
321

بقيت عليه بقية شددت عليه عند الموت وعزتي وجلالي لا اخرج عبدا من الدنيا وأنا
اريد أن أعذبه حتى أوفيه كل حسنة عملها إما بسعة في رزقه وإما بصحة في جسمه
وإما بأمن في دنياه فإن بقيت عليه بقية هونت عليه بها الموت (1).
[3277] 9 - الصدوق رفعه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربع من كن فيه كان في نور الله عز وجل
الأعظم: من كان عصمة أمره شهادة أن لا اله إلا الله وأني رسول الله، ومن إذا أصابته
مصيبة قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، ومن إذا أصاب خيرا قال الحمد لله رب
العالمين، ومن إذا أصاب خطيئة قال أستغفر الله وأتوب إليه (2).
[3278] 10 - الصدوق رفعه: وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن أفضل ما يتوسل به
المتوسلون الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيل الله وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة
واقام الصلاة فإنها الملة وإيتاء الزكاة فإنها من فرائض الله عز وجل والصوم فانه جنة من عذابه
وحج البيت فانه منفاة للفقر ومدحضة للذنب وصلة الرحم فإنها مثراة في المال
ومنساة في الأجل وصدقة السر فإنها تطفئ الخطيئة وتطفىء غضب الله عز وجل وصنايع
المعروف فإنها تدفع ميتة السوء وتقي مصارع الهوان ألا فاصدقوا فإن الله مع الصادقين
وجانبوا الكذب فانه يجانب الإيمان ألا أن الصادق على شفا منجاة وكرامة ألا إن
الكاذب على شفا مخزاة وهلكة ألا وقولوا خيرا تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله
وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم وصلوا أرحام من قطعكم وعودوا بالفضل على من
حرمكم (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا لك عشرة منها وإن شئت أكثر من هذا
فراجع كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 444 ح 3.
(2) الفقيه: 1 / 175 ح 514.
(3) الفقيه: 1 / 205 ح 613.
322

الخفة
[3279] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ابن
بكير، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من بركة المرأة خفة مؤونتها
وتيسير ولادتها ومن شومها شدة مؤونتها وتعسير ولادتها (1).
الرواية موثقة الإسناد.
[3280] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن
عبد الله، عن ابن مسعود، عن عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال: سمعت إسحاق بن
جعفر يقول: سمعت أبي يقول: الأوصياء إذا حملت بهم أمهاتهم أصابها فترة شبه
الغشية فأقامت في ذلك يومها ذلك إن كان نهارا، أو ليلتها إن كان ليلا، ثم ترى في
منامها رجلا يبشرها بغلام عليم حليم فتفرح لذلك ثم تنتبه من نومها فتسمع من
جانبها الأيمن في جانب البيت صوتا يقول: حملت بخير وتصيرين إلى خير وجئت
بخير، أبشري بغلام حليم عليم وتجد خفه في بدنها ثم لم تجد بعد ذلك امتناعا من
جنبيها وبطنها فإذا كان لتسع من شهرها سمعت في البيت حسا شديدا فإذا كانت الليلة
التي تلد فيها ظهر لها في البيت نور تراه لا يراه غيرها إلا أبوه فإذا ولدته ولدته قاعدا
وتفتحت له حتى يخرج متربعا يستدير بعد وقوعه إلى الأرض، فلا يخطئ القبلة
حيث كانت بوجهه، ثم يعطس ثلاثا يشير بإصبعه بالتحميد ويقع مسرورا مختونا
ورباعيتاه من فوق وأسفل وناباه وضاحكاه ومن بين يديه مثل سبيكة الذهب نور

(1) الكافي: 5 / 564 ح 37.
323

ويقيم يومه وليلته تسيل يداه ذهبا وكذلك الأنبياء إذا ولدوا وإنما الأوصياء أعلاق من
الأنبياء (1).
[3281] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وسهل بن زياد، عن
ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إذا احصر الرجل
بعث بهدية فإذا أفاق ووجد من نفسه خفة فليمض أن ظن أنه يدرك الناس فإن قدم
مكة قبل أن ينحر الهدي فليقم على إحرامه حتى يفرغ من جميع المناسك ولينحر هديه
ولا شيء عليه وإن قدم مكة وقد نحر هديه فإن عليه الحج من قابل أو العمرة قلت فإن
مات وهو محرم قبل أن ينتهي إلى مكة قال: حج عنه إن كانت حجة الإسلام ويعتمر
إنما هو شيء عليه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3282] 4 - الكليني، باسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث جنود العقل والجهل عد الخفة
من جنود الجهل وقال:... الوقار وضده الخفة... (3).
[3283] 5 - الصدوق رفعه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء
وليجود الحذاء وليخفف الرداء وليقل مجامعة النساء قيل يا رسول الله وما خفة الرداء؟
قال: قلة الدين (4).
[3284] 6 - الصدوق، عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن علي بن إبراهيم
المنقري أو غيره رفعه قال: قيل للصادق (عليه السلام): إن من سعادة المرء خفة عارضه،
فقال: وما في هذا من السعادة إنما السعادة خفة ماضغيه بالتسبيح (5).

(1) الكافي: 1 / 387 ح 5.
(2) الكافي: 4 / 370 ح 4.
(3) الكافي: 1 / 22.
(4) الفقيه: 3 / 555 ح 4902.
(5) معاني الأخبار: 183.
324

الماضغان: الحنكان والظاهر أن المراد بخفتهما بالتسبيح سهولة الذكر والتسبيح
عليهما.
[3285] 7 - الطوسي، عن الحسين بن إبراهيم، عن محمد بن وهبان، عن علي بن حبشي،
عن العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بين يحيى وجعفر بن عيسى،
عن الحسين بن أبي غندر، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... قال: خففوا الدين فإن
في خفة الدين زيادة العمر... (1).
[3286] 8 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته إلى الحسن (عليه السلام):...
واعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ومشقة شديدة وإنه لاغنى بك فيه عن حسن
الارتياد وقدر بلاغك من الزاد مع خفة الظهر فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك
فيكون ثقل ذلك وبالا عليك وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم
القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه... (2).
[3287] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
واعلم انه ليس شيء بأدعى إلى حسن ظن راع برعيته من إحسانه إليهم وتخفيفه
المؤونات عليهم وترك استكراهه إياهم على ما ليس له قبلهم... (3).
قد مر منا مرارا في الكتاب ان لهذا العهد سند معتبر.
[3288] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: في خفة الظهر راحة السر
وتحصين القدر (4).

(1) أمالي الطوسي: المجلس السادس والثلاثون ح 3 / 667 الرقم 1396.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(4) غرر الحكم: ح 6476.
325

الخلاف
[3289] 1 - الكليني، عن محمد بن أبي عبد الله، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد،
ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الحريش، عن
أبي جعفر الثاني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه
يقول: (انا أنزلناه في ليلة القدر) صدق الله عز وجل أنزل الله القرآن في ليلة القدر (وما
أدراك ما ليلة القدر) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا أدري، قال الله عز وجل: (ليلة القدر خير
من ألف شهر) ليس فيها ليلة القدر قال لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): وهل تدري لم هي خير
من ألف شهر؟ قال: لا قال: لأنها تنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر
وإذا أذن الله عز وجل بشيء فقد رضيه (سلام هي حتى مطلع الفجر) يقول: تسلم عليك يا
محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر.
ثم قال في بعض كتابه: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) (1)
في (انا أنزلناه في ليلة القدر) وقال في بعض كتابه: (وما محمد إلا رسول قد
خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه
فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) (2) يقول في الآية الأولى: ان محمدا
حين يموت يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهذه
فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم لأنهم إن قالوا: لم تذهب، فلابد أن
يكون

(1) سورة الأنفال: 25.
(2) سورة آل عمران: 138.
326

لله عز وجل فيها أمر، وإذا أقروا بالأمر لم يكن له من صاحب بد (1).
[3290] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا حسن إذا نزلت بك
نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ولكن اذكرها لبعض إخوانك فإنك لن تعدم
خصلة من أربع خصال: إما كفاية بمال وإما معونة بجاه أو دعوة فتستجاب أو مشورة
برأي (2).
[3291] 3 - الصدوق، عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عمن ذكره عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: واعلم
أن مروة المرء المسلم مروتان: مروة في حضر ومروة في سفر أما مروة الحضر فقراءة
القرآن ومجالسة العلماء والنظر في الفقه والمحافظة على الصلاة في الجماعات وأما مروة
السفر فبذل الزاد وقلة الخلاف على من صحبك وكثرة ذكر الله عز وجل في كل مصعد ومهبط
ونزول وقيام وقعود (3).
[3292] 4 - علي بن إبراهيم القمي، عن أبيه، عن البزنطي، عن الرضا (عليه السلام) قال: قال لي:
يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام بن الحكم في التوحيد؟ فقلت: جعلت
فداك قلنا نحن بالصورة للحديث الذي روى أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رأى ربه في صورة
شاب فقال: هشام بن الحكم بالنفي بالجسم فقال: يا أحمد أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما
أسري به إلى السماء وبلغ عند سدرة المنتهى خرق له في الحجب مثل سم الإبرة فرأى
من نور العظمة ما شاء الله أن يرى وأردتم أنتم التشبيه، دع هذا يا أحمد لا ينفتح عليك
منه أمر عظيم (4).

(1) الكافي: 1 / 248 ح 4.
(2) الكافي: 8 / 170 ح 192.
(3) الخصال: 1 / 54 ح 71.
(4) تفسير القمي: 1 / 20، ونقل عنه في بحار الأنوار: 3 / 307.
327

الرواية صحيحة الإسناد.
[3293] 5 - ابن شعبة الحراني رفعه عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) انه قال: ان أكل البطيخ
يورث الجذام فقيل له: أليس قد أمن المؤمن إذا أتى عليه أربعين سنة من الجنون
والجذام والبرص؟ قال: نعم ولكن إذا خالف المؤمن ما أمر به ممن آمنه لم يأمن أن
تصيبه عقوبة الخلاف (1).
[3294] 6 - البرقي، عن الجاموراني، عن علي بن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن صندل،
عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: استشر
العاقل من الرجال الورع فانه لا يأمر إلا بخير وإياك والخلاف فإن خلاف الورع
العاقل مفسدة في الدين والدنيا (2).
[3295] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الخلاف يهدم الرأي (3).
[3296] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الامور المنتظمة يفسدها
الخلاف (4).
[3297] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كثرة الخلاف شقاق (5).
[3298] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ليس مع الخلاف إيتلاف (6).

(1) تحف العقول: 483.
(2) المحاسن: 602.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 215.
(4) غرر الحكم: ح 1174.
(5) غرر الحكم: ح 7084.
(6) غرر الحكم: ح 509.
328

الخلافة
[3299] 1 - الكليني، عن الحسين بن محمد بن عامر الأشعري، عن معلى بن محمد قال:
حدثني الحسن بن علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن ابن اذينه، عن بريد العجلي
قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى
الأمر منكم) (1) فكان جوابه: (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون
بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا)
يقولون لأئمة الضلالة والدعاة إلى النار: هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا (أولئك
الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا * أم لهم نصيب من الملك) يعني
الإمامة والخلافة (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا) نحن الناس الذين عنى الله والنقير
النقطة التي في وسط النواة (أم يحسدون الناس على ما آتاهم من فضله) نحن
الناس المحسودون على ما آتانا الله من الإمامة دون خلق الله أجمعين (فقد آتينا آل
إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) يقول: جعلنا منهم الرسل
والأنبياء والأئمة فكيف يقرون به في آل إبراهيم (عليه السلام) وينكرونه في آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
(فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا * إن الذين كفروا
بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا
العذاب إن الله كان عزيزا حكيما) (2) (3).

(1) سورة النساء: 59.
(2) سورة النساء: (51 - 56).
(3) الكافي: 1 / 205 ح 1.
329

الرواية صحيحة الإسناد.
[3300] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابه، عن الخشاب رفعه
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لا والله لا يرجع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر وعمر أبدا
ولا إلى بني أمية أبدا ولا في ولد طلحة والزبير أبدا وذلك أنهم نبذوا القرآن وأبطلوا
السنن وعطلوا الأحكام وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): القرآن هدى من الضلال وتبيان من
العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وضياء من الأحداث وعصمة من الهلكة
ورشد من الغوايه وبيان من الفتن وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة وفيه كمال دينكم وما
عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار (1).
[3301] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة على ولده
من بعده وقال: حسن الصدقة يقضي الدين ويخلف على البركة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3302] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن علي بن الحسين، عن علي بن أبي حمزة، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو
رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما
كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة ان الله بكل شيء عليم) (3) قال: نزلت هذه
الآية في فلان وفلان وأبي عبيدة الجراح وعبد الرحمن بن عوف وسالم مولى على
حذيفة والمغيرة بن شعبة حيث كتبوا الكتاب بينهم وتعاهدوا وتوافقوا لئن مضى محمد
لا تكون الخلافة في بني هاشم ولا النبوة أبدا فأنزل الله عز وجل فيهم هذه الآية قال: قلت

(1) الكافي: 2 / 600 ح 8.
(2) الكافي: 4 / 10 ح 5.
(3) سورة المجادلة: 7.
330

قوله (أم أبرموا أمرا فإنا مبرمون أم يحسبون انا لا نسمع سرهم
ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون) (1) قال: وهاتان الآيتان نزلتا فيهم ذلك
اليوم، الحديث (2).
[3303] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام بن سالم، عن شهاب بن عبد ربه قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا شهاب يكثر
القتل في أهل بيت من قريش حتى يدعى الرجل منهم إلى الخلافة فيأباها، ثم قال:
يا شهاب ولا تقل إني عنيت بني عمي هؤلاء قال شهاب: أشهد انه قد عناهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد، والمراد بني الحسن كما هو الظاهر.
[3304] 6 - الصدوق، عن إسماعيل بن منصور القصار، عن محمد بن القاسم بن محمد بن
عبد الله العلوي، عن سليمان بن عبد الله الدمشقي، عن أحمد بن أبان، عن عبد العزيز
بن محمد، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ام هاني بنت أبي طالب
قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أظهر الله تبارك وتعالى الإسلام على يدي وأنزل
الفرقان علي وفتح الكعبة على يدي وفضلني على جميع خلقه وجعلني في الدينا سيد
ولد آدم وفي الآخرة زين القيامة وحرم دخول الجنة على الأنبياء حتى أدخلها أنا
وحرمها على أممهم حتى تدخلها امتي وجعل الخلافة في أهل بيتي من بعدي إلى النفخ
في الصور، فمن كفر بما أقول فقد كفر بالله العظيم (4).
[3305] 7 - المفيد قال: لما اتصل بأمير المؤمنين صلوات الله عليه مسير عائشة وطلحة
والزبير من مكة إلى البصرة حمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد سارت عائشة وطلحة

(1) سورة الزخرف: 79 و 80.
(2) الكافي: 8 / 179 ح 202.
(3) الكافي: 8 / 295 ح 453.
(4) الخصال: 2 / 413 ح 1.
331

والزبير كل منهما يدعي الخلافة دون صاحبه ولا يدعي طلحة الخلافة إلا انه ابن عم
عائشة ولا يدعيها الزبير إلا انه صهر أبيها والله لئن ظفرا بما يريدان ليضربن الزبير
عنق طلحة وليضربن طلحة عنق الزبير ينازع هذا على الملك هذا ولقد علمت والله ان
الراكبة الجمل لا تحل عقدة ولا تسير عقبة ولا تنزل منزلة إلا إلى معصية الله حتى تورد
نفسها ومن معها موردا يقتل ثلثهم ويهرب ثلثهم ويرجع ثلثهم والله إن طلحة والزبير
ليعلمان انهما مخطئان وما يجهلان ولرب عالم قتله جهله وعلمه معه لا ينفعه والله
لتنبحنها كلاب الحوأب فهل يعتبر معتبر ويتفكر متفكر لقد قامت الفئة الباغية فأين
المحسنون (1).
[3306] 8 - سليم بن قيس الهلالي قال: قلت لسلمان: أدخلوا على فاطمة بغير إذن؟ قال:
أي والله وما عليها خمار فنادت: يا أبتاه يا رسول الله فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر
عيناك لم تتفقأ في قبرك - تنادى بأعلى صوتها -... (2).
[3307] 9 - سليم بن قيس الهلالي قال: صعد أمير المؤمنين (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى
عليه... ثم قال: سلوني عما شئتم قبل أن تفقدوني فوالله إني بطرق السماء أعلم مني
بطرق الأرض أنا خاتم الوصيين ووارث النبيين وخليفة رب العالمين أنا ديان الناس
يوم القيامة وقسيم الله بين أهل الجنة والنار وأنا الصديق الأكبر والفاروق الذي أفرق
بين الحق والباطل وان عندي علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وما من آية نزلت إلا
وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت... (3).
[3308] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في الخطبة الشقشقية: أما والله لقد
تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحا ينحدر عني السيل ولا

(1) الارشاد: 1 / 246.
(2) كتاب سليم بن قيس: 39، ونحوها في ص 37.
(3) كتاب سليم بن قيس: 119.
332

يرقى إلي الطير... فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا حتى
مضى الأول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ثم تمثل بقول الأعشي:
شتان ما يومي على كورها * ويوم حيان أخي جابر
فيا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطر
صرعيها... (1).
وفي هذا المجال الروايات متعددة وفوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا
فراجع كتب الأخبار نحو كتاب سليم بن قيس الهلالي من أوله إلى آخره،
وبحار الأنوار كتاب الإمامة وغيرها، وقد كتبنا حول هذا الموضوع رسالة مستقلة
بالفارسية في سابق الزمان وقد طبع بقم المقدسة باسم «ولايت وإمامت» فراجعها
إن شئت والحمد لله على أول النعم.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 3.
333

الخلقة
[3309] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن حفص، عن إسماعيل
ابن دبيس عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا خلق الله العبد في أصل الخلقة
كافرا لم يمت حتى يحبب الله إليه الشر فيقرب منه فابتلاه بالكبر والجبرية فقسا قلبه
وساء خلقه وغلظ وجهه وظهر فحشه وقل حياؤه وكشف الله ستره وركب المحارم فلم
ينزع عنها ثم ركب معاصي الله وأبغض طاعته ووثب على الناس لا يشبع من
الخصومات فاسألوا الله العافية واطلبوها منه (1).
[3310] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن السياري قال: قال روي عن ابن
أبي ليلى أنه قدم إليه رجل خصما له فقال: إن هذا باعني هذه الجارية فلم أجد على
ركبها حين كشفتها شعرا وزعمك انه لم يكن لها قط قال: فقال له ابن أبي ليلى: إن
الناس ليحتالون لهذا بالحيل حتى يذهبوا به فما الذي كرهت قال: أيها القاضي إن كان
عيبا فاقض لي به؟ قال: حتى أخرج إليك فإني أجد أذى في بطني ثم دخل وخرج من
باب آخر فأتى محمد بن مسلم الثقفي فقال له: أي شيء تروون عن أبي جعفر (عليه السلام) في
المرأة لا يكون على ركبها شعرا ويكون ذلك عيبا؟ فقال له محمد بن مسلم: أما هذا
نصا فلا أعرفه ولكن حدثني أبو جعفر عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) انه
قال: كل ما كان في أصل الخلقة فزاد أو نقص فهو عيب فقال له ابن أبي ليلى: حسبك
ثم رجع إلى القوم فقضى لهم بالعيب (2).

(1) الكافي: 2 / 330 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 215 ح 12.
334

[3311] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابنا، عن محمد بن سنان، عمن حدثه قال كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا بشر
بالولد لم يسأل أذكر هو أم أنثى حتى يقول: أسوي فإن كان سويا قال: الحمد لله الذي
لم يخلق مني شيئا مشوها (1).
[3312] 4 - الصدوق، عن محمد بن إبراهيم الطالقاني، عن عبد العزيز بن يحيى
الجلودي، عن محمد بن زكريا الجوهري، عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه
قال: سألت الصادق (عليه السلام) فقلت له: لم خلق الله الخلق؟ فقال: ان الله تبارك وتعالى لم
يخلق خلقه عبثا ولم يتركهم سدى بل خلقهم لإظهار قدرته وليكلفهم طاعته
فيستوجبوا بذلك رضوانه وما خلقهم ليجلب منهم منفعة ولا ليدفع بهم مضرة بل
خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد (2).
[3313] 5 - الصدوق، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن
مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: قال رجل لجعفر بن محمد: يا أبا عبد الله إنا
خلقنا للعجب؟ قال: وما ذاك لله أنت قال: خلقنا للفناء؟ فقال مه يا بن أخ خلقنا
للبقاء وكيف تفنى جنة لا تبيد ونار لا تخمد ولكن قل: إنما نتحرك من دار إلى
دار (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[3314] 6 - الصدوق، عن محمد بن أحمد الشيباني، عن محمد بن أبي عبد الله الكوفي، عن
موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن
أبيه، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (وما خلقت

(1) الكافي: 6 / 21 ح 1.
(2) علل الشرايع: 9 ح 2.
(3) علل الشرايع: 11 ح 5.
335

الجن والإنس إلا ليعبدون) (1) قال: خلقهم ليأمرهم بالعبادة قال: وسألته عن قول الله عز وجل:
(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) (2) ولذلك خلقهم؟ قال: خلقهم ليفعلوا ما
يستوجبون به رحمته فيرحمهم (3).
[3315] 7 - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن أحمد بن وليد، عن الصفار، عن البرقي،
عن النهيكي، عن علي بن الحسن الطاطري، عن درست بن أبي منصور، عن جميل
بن دراج قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) جعلت فداك ما معنى قول الله عز وجل (وما خلقت الجن
والإنس إلا ليعبدون)؟ فقال: خلقهم للعبادة (4).
الرواية موثقة سندا.
[3316] 8 - الصدوق، عن الطالقاني، عن أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، عن علي بن
الحسين بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال قلت له: لم خلق
الله سبحانه وتعالى الخلق على أنواع شتى ولم يخلقهم نوعا واحدا؟ فقال: لئلا يقع في
الأوهام انه عاجز ولا يقع صورة في وهم ملحد إلا وقد خلق الله عز وجل عليها خلقا
لئلا يقول قائل: هل يقدر الله عز وجل على أن يخلق صورة كذا وكذا لأنه لا يقول من ذلك شيئا
إلا وهو موجود في خلقه تبارك وتعالى فيعلم بالنظر إلى أنواع خلقه انه على كل شيء
قدير (5).
[3317] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم
ويتكلم بلحم ويسمع بعظم ويتنفس من خرم (6).

(1) سورة الذاريات: 56.
(2) سورة هود: 119.
(3) علل الشرايع: 13 ح 10.
(4) علل الشرايع: 13 ح 11.
(5) علل الشرايع: 14 ح 13.
(6) غرر الحكم: ح 2566.
336

[3318] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما أعظم اللهم ما نرى من خلقك
وما أصغر عظيمه في جنب ما غاب عنا من قدرتك (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فراجع إن شئت كتب الأخبار سيما الخطبة الأولى
من النهج الشريف وفهمها يحتاج إلى علم لدني والخبر المشتهر بتوحيد المفضل
المروية في بحار الأنوار: 3 / 57، وغيرها.

(1) غرر الحكم: ح 9646.
337

الخلوة
[3319] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد جميعا، عن النضر بن
سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
ليستأذن الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات كما أمركم الله عز وجل
ومن بلغ الحلم فلا يلج على أمة ولا على أخته ولا على خالته ولا على سوى
ذلك إلا بإذن فلا تأذنوا حتى يسلم والسلام طاعة لله عز وجل قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام):
ليستأذن عليك خادمك إذا بلغ الحلم في ثلاث عورات: إذا دخل في شيء منهن ولو
كان بيته في بيتك قال: وليستأذن عليك بعد العشاء التي تسمى العتمة وحين تصبح
وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة إنما أمر الله عز وجل بذلك للخلوة فإنها ساعة غرة
وخلوة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3320] 2 - الصدوق، عن عبد الله بن النضر، عن جعفر بن محمد المكي، عن عبد الله بن
محمد بن عمر، عن صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني، عن
عبد الله بن معن الأزدي، عن عمران بن سليمان، عن الطاووس بن اليمان قال: سمعت
علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: علامات المؤمن خمس قلت وما هن يا ابن رسول الله؟

(1) الكافي: 5 / 529 ح 1.
338

قال: الورع في الخلوة والصدقة في القلة والصبر عند المصيبة والحلم عند الغضب
والصدق عند الخوف (1).
[3321] 3 - المفيد، عن المراغي، عن ثوابه بن يزيد، عن أحمد بن علي بن المثنى، عن
محمد بن المثنى، عن شبابة بن سوار، عن المبارك بن سعيد، عن خليل الفراء، عن
أبي المجبر قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة مفسدة للقلوب: الخلوة بالنساء والاستماع
منهن والأخذ برأيهن ومجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله وما مجالسة الموتى؟ قال:
مجالسة كل ضال عن الإيمان وجائر في الأحكام (2).
[3322] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: يعلم عجيج الوحوش في الفلوات
ومعاصي العباد في الخلوات واختلاف النينان في البحار الغامرات وتلاطم الماء
بالرياح العاصفات... (3).
[3323] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... إن الله سبحانه وتعالى لا يخفى
عليه ما لعباد مقترفون في ليلهم ونهارهم لطف به خبرا وأحاط به علما أعضاؤكم
شهوده وجوارحكم جنوده وضمائركم عيونه وخلواتكم عيانه (4).
[3324] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اتقوا معاصي الله في الخلوات فإن
الشاهد هو الحاكم (5).
[3325] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أفضل الورع أن لا تبدي في
خلوتك ما تستحيي من إظهاره في علانيتك (6).

(1) الخصال: 1 / 269 ح 4.
(2) أمالي المفيد: المجلس السابع والثلاثون ح 6 / 315.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 198.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 199.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 324.
(6) غرر الحكم: ح 9342.
339

[3326] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: كن في الملاء وقورا وكن في الخلاء
ذكورا (1).
[3327] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ملازمة الخلوة دأب
الصلحاء (2).
[3328] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سبب الفجور الخلوة (3).

(1) غرر الحكم: ح 7145.
(2) غرر الحكم: ح 9758.
(3) غرر الحكم: ح 5532.
340

الخمار
[3329] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
محبوب، عن جميل بن دراج، عن الفضيل بن يسار قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن
الذراعين من المرأة أهما من الزينة التي قال الله تبارك وتعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا
لبعولتهن)؟ قال: نعم وما دون الخمار من الزينة وما دون السوارين (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3330] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن
عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قرأ أن يضعن ثيابهن قال: الخمار
والجلباب قلت: بين يدي من كان فقال: بين يدي من كان غير متبرجة بزينة فإن لم
تفعل فهو خير لها والزينة التي يبدين لهن شيء في الآية الاخرى (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3331] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن
عبد الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قرأ أن يضعن من ثيابهن قال: الجلباب والخمار إذا
كانت المرأة مسنة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3332] 4 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد،

(1) الكافي: 5 / 520 ح 1.
(2) و (3) الكافي: 5 / 522 ح 1 و 4.
341

عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) في كم
تكفن المرأة؟ قال: تكفن في خمسة أثواب أحدها الخمار (1).
[3333] 5 - قال الصدوق: وسأل يونس بن يعقوب أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يصلى في
ثوب واحد، قال: نعم قال: قلت: فالمرأة قال لا ولا يصلح للحرة إذا حاضت إلا
الخمار إلا أن لا تجده (2).
[3334] 6 - الصدوق بسنده إلى محمد بن مسلم قال: وسألته عن الأمة إذا ولدت عليها
الخمار؟ قال: لو كان عليها لكان عليها إذا هي حاضت وليس عليها التقنع في
الصلاة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3335] 7 - الصدوق، عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن جعفر بن محمد بن
عمارة، عن أبيه، عن جابر الجعفي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ليس على النساء
أذان ولا إقامة ولا جمعة ولا جماعة ولا عيادة المريض ولا اتباع الجنازة ولا إجهار
بالتلبية ولا الهرولة بين الصفا والمروة ولا استلام الحجر الأسود ولا دخول الكعبة ولا
الحلق إنما يقصرن من شعورهن ولا تولي المرأة القضاء ولا تولي الإمارة ولا تستشار
ولا تذبح إلا من الاضطرار وتبدأ في الوضوء بباطن الذراع والرجل بظاهره ولا تمسح
كما يمسح الرجال بل عليها أن تلقي الخمار عن موضع مسح رأسها في صلاة الغداة
والمغرب وتمسح عليها وفي سائر الصلوات تدخل إصبعها وتمسح على رأسها من غير
أن تلقي عنها خمارها، الحديث (4).
[3336] 8 - الطوسي بسنده إلى الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن

(1) الكافي: 3 / 146 ح 1.
(2) الفقيه: 1 / 373 ح 1082.
(3) الفقيه: 1 / 373 ح 1086.
(4) الخصال: 2 / 585 ح 12.
342

أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: على الصبي إذا احتلم الصيام
وعلى الجارية إذا حاضت الصيام والخمار إلا أن تكن مملوكة فانه ليس عليها خمار إلا
أن تحب أن تختمر وعليها الصيام (1).
[3337] 9 - الطوسي بسنده إلى صفوان بن يحيى، عن عبد الله، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي جعفر (عليه السلام) (والمطلقات متاع بالمعروف حقا على المتقين) (2) ما أدنى ذلك
المتاع إذا كان الرجل معسرا لا يجد؟ قال: الخمار وشبهه (3)
[3338] 10 - علي بن جعفر، عن أخيه موسى (عليه السلام) قال سألته عن المرأة هل يصلح لها أن
تمسح على الخمار؟ قال لا يصلح حتى تمسح على رأسها (4).

(1) التهذيب: 4 / 281 ح 24.
(2) سورة البقرة: 241.
(3) التهذيب: 8 / 140 ح 85.
(4) كتاب علي بن جعفر: 110 ح 22، ونقل عنه في بحار الأنوار: 80 / 367 ح 9.
343

الخمر
تحريم الخمر في الكتاب
[3339] 1 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه جميعا، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن علي بن يقطين قال: سأل
المهدي أبا الحسن (عليه السلام) عن الخمر هل هي محرمة في كتاب الله عز وجل فإن الناس إنما يعرفون
النهي عنها ولا يعرفون التحريم لها؟ فقال له أبو الحسن (عليه السلام): بل هي محرمة في كتاب
الله عز وجل يا أمير المؤمنين فقال له: في أي موضع هي محرمة في كتاب الله جل اسمه يا أبا
الحسن؟ فقال: قول الله عز وجل (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم
والبغي بغير الحق) (1) فاما قوله: «ما ظهر منها» يعني الزنا المعلن ونصب الرايات
التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في الجاهلية وأما قوله: «وما بطن» يعني ما نكح
من الآباء لأن الناس كانوا قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها
تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن امه فحرم الله عز وجل ذلك وأما «الإثم» فإنها الخمرة بعينها
وقد قال الله عز وجل في موضع آخر: (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير
ومنافع للناس) فأما «الإثم» في كتاب الله فهي الخمرة والميسر واثمهما أكبر كما قال
الله تعالى قال: فقال المهدي: يا علي بن يقطين هذه والله فتوى هاشمية قال: قلت له:
صدقت والله يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل البيت قال:
فوالله ما صبر المهدي أن قال لي: صدقت يا رافضي (2).

(1) سورة الأعراف: 33.
(2) الكافي: 6 / 406 ح 1.
344

[3340] 2 - الكليني، عن بعض أصحابنا مرسلا قال: إن أول ما نزل في تحريم الخمر قول
الله عز وجل: (يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس واثمهما
أكبر من نفعهما) (1) فلما نزلت هذه الآية أحس القوم بتحريمها وتحريم الميسر
وعلموا أن الإثم مما ينبغي اجتنابه ولا يحمل الله عز وجل عليهم من كل طريق لأنه قال:
«ومنافع للناس» ثم أنزل الله عز وجل آية اخرى (إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) (2) فكانت هذه الآية أشد من
الاولى وأغلظ في التحريم ثم ثلث بآية اخرى فكانت أغلظ من الآية الاولى والثانية
وأشد فقال عز وجل: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر
والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) (3) فأمر عز وجل
باجتنابها وفسر عللها التي لها ومن أجلها حرمها ثم بين الله عز وجل تحريمها وكشفه في الآية
الرابعة مع ما دل عليه في هذه الآي المذكورة المتقدمة بقوله: (قل إنما حرم ربي
الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق) وقال في الآية الاولى:
(يسئلونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كير ومنافع للناس) ثم قال عز وجل في الآية
الرابعة (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم) فخبر الله عز وجل أن
الإثم في الخمر وغيرها وأنه حرام وذلك أن الله عز وجل إذا أراد أن يفترض فريضة أنزلها شيئا
بعد شيء حتى يوطن الناس أنفسهم عليها ويسكنوا إلى أمر الله عز وجل ونهيه فيها وكان ذلك
من فعل الله عز وجل على وجه التدبير فيهم أصوب وأقرب لهم إلى الأخذ بها وأقل لنفارهم
منها (4).

(1) سورة البقرة: 219.
(2) سورة المائدة: 91.
(3) سورة المائدة: 92.
(4) الكافي: 6 / 406 ح 2.
345

أصل تحريم الخمر
[3341] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن أحمد بن
محمد، وسهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع
الشامي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن أصل الخمر كيف كان بدء حلالها وحرامها
ومتى اتخذ الخمر؟ فقال: ان آدم (عليه السلام) لما هبط من الجنة اشتهى من ثمارها فانزل الله عز وجل
عليه قضيبين من عنب فغرسهما فلما أن أورقا وأثمرا وبلغا جاء إبليس لعنه الله فحاط
عليهما حائطا فقال آدم (عليه السلام): ما حالك يا ملعون؟ فقال إبليس: إنهما لي فقال له:
كذبت فرضيا بينهما بروح القدس فلما انتهيا إليه قص عليه آدم (عليه السلام) قصته وأخذ روح
القدس ضغثا من نار ورمى به عليهما والعنب في أغصانهما حتى ظن آدم (عليه السلام) انه لم يبق
منهما شيء وظن إبليس لعنه الله مثل ذلك قال: فدخلت النار حيث دخلت وقد ذهب
منهما ثلثاهما وبقي الثلث فقال الروح: أما ما ذهب منهما فحظ إبليس لعنه الله وما بقي
فلك يا آدم (1).
الحسن بن محبوب، عن خالد بن نافع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله.
[3342] 2 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن الحسين بن يزيد،
عن علي بن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل لما أهبط
آدم (عليه السلام) أمره بالحرث والزرع وطرح إليه غرسا من غروس الجنة فأعطاه النخل
والعنب والزيتون والرمان فغرسها ليكون لعقبه وذريته فأكل هو من ثمارها فقال له
إبليس لعنه الله: يا آدم ما هذا الغرس الذي لم أكن أعرفه في الأرض وقد كنت فيها
قبلك إئذن لي آكل منها شيئا فأبى آدم (عليه السلام) أن يدعه فجاء إبليس عند آخر عمر
آدم (عليه السلام) وقال لحواء: إنه قد أجهدني الجوع والعطش فقالت له حواء: فما الذي تريد
قال: اريد أن تذيقيني من هذه الثمار فقالت حواء: إن آدم (عليه السلام) عهد إلي أن لا أطعمك

(1) الكافي: 6 / 393 ح 1.
346

شيئا من هذا الغرس لأنه من الجنة ولا ينبغي لك أن تأكل منه شيئا فقال لها:
فاعصري في كفي شيئا منه فأبت عليه فقال: ذريني أمصه ولا آكله فأخذت عنقودا
من عنب فأعطته فمصه ولم يأكل منه لما كانت حواء قد أكدت عليه، فلما ذهب يعض
عليه جذبته حواء من فيه فأوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم (عليه السلام) ان العنب قد مصه
عدوي وعدوك إبليس وقد حرمت عليك من عصيره الخمر ما خالطه نفس إبليس
فحرمت الخمر لأن عدو الله إبليس مكر بحواء حتى مص العنب ولو أكلها لحرمت
الكرمة من أولها إلى آخرها وجميع ثمرها وما يخرج منها ثم انه قال لحواء: فلو
أمصصتني شيئا من هذا التمر كما أمصصتني من العنب فأعطته تمرة فمصها وكانت العنب
والتمرة أشد رائحة وأزكى من المسك الأذفر وأحلى من العسل فلما مصهما عدو الله
إبليس - لعنه الله - ذهبت رائحتهما وانتقصت حلاوتهما قال أبو عبد الله (عليه السلام): ثم إن
إبليس لعنه الله ذهب بعد وفاة آدم (عليه السلام) فبال في أصله الكرمة والنخلة فجرى الماء على
عروقهما من بول عدو الله فمن يختمر العنب والتمر فحرم الله عز وجل على ذرية آدم (عليه السلام) كل
مسكر لأن الماء جرى ببول عدو الله في النخلة والعنب وصار كل مختمر خمرا لأن الماء
اختمر في النخلة والكرمة من رائحة بول عدو الله إبليس لعنه الله (1).
الخمر لم تزل محرمة
[3343] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم،
ابن عمر اليماني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: ما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا وفي علم الله عز وجل انه إذا
أكمل له دينه كان فيه تحريم الخمر ولم تزل الخمر حراما، إن الدين إنما يحول من خصلة
إلى اخرى فلو كان ذلك جملة قطع بهم دون الدين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 393 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 395.
347

[3344] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: ما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا وفي علم الله تبارك وتعالى أنه إذا أكمل له دينه كان فيه
تحريم الخمر ولم تزل الخمر حراما إنما الدين يحول من خصلة إلى اخرى ولو كان ذلك
جمله قطع بهم دون الدين (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3345] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما بعث الله عز وجل نبيا قط إلا وفي علم الله انه إذا أكمل دينه
كان فيه تحريم الخمر ولم تزل الخمر حراما وإنما ينقلون من خصلة إلى خصلة ولو حمل
ذلك عليهم جملة لقطع بهم دون الدين قال: وقال أبو جعفر (عليه السلام): ليس أحد أرفق من
الله عز وجل فمن رفقه تبارك وتعالى انه نقلهم من خصلة إلى خصلة ولو حمل عليهم جملة
لهلكوا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
ان الخمر رأس كل اثم وشر
[3346] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن
بشار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سأله رجل فقال له: أصلحك الله شرب الخمر شر
أم ترك الصلاة؟ فقال: شرب الخمر ثم قال: أو تدري لم ذاك؟ قال: لا قال: لأنه
يصير في حال لا يعرف معها ربه (3).
[3347] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن حسان، عن محمد بن علي،

(1) الكافي: 6 / 395 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 395 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 402 ح 1.
348

عن أبي جميلة، عن الحلبي وزرارة ومحمد بن مسلم وحمران بن أعين، عن أبي جعفر
وأبي عبد الله (عليهما السلام) قالا: إن الخمر رأس كل إثم (1).
[3348] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن العباس بن عامر،
عن أبي جميلة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن
الخمر رأس كل إثم (2).
[3349] 4 - الكليني، عن العدة، عن سهل، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة، عن
أبي اسامة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الشرب مفتاح كل شر ومدمن الخمر كعابد وثن
وإن الخمر رأس كل إثم وشاربها مكذب بكتاب الله تعالى، لو صدق كتاب الله حرم
حرامه (3).
[3350] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، ومحمد
ابن عيسى، عن النضر بن سويد، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي بصير، عن
أحدهما (عليهما السلام) قال: إن الله عز وجل جعل للمعصية بيتا، ثم جعل للبيت بابا ثم جعل للباب غلقا
ثم جعل للغلق مفتاحا فمفتاح المعصية الخمر (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3351] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
إبراهيم، بن أبي البلاد، عن أبيه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: ما عصى الله عز وجل بشيء أشد
من شرب الخمر إن أحدهم ليدع الصلاة الفريضة ويثب على أمه وأخته وابنته وهو
لا يعقل (5).

(1) الكافي: 6 / 402 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 402 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 403 ح 4.
(4) الكافي: 6 / 403 ح 6.
(5) الكافي: 6 / 403 ح 7.
349

الرواية معتبرة الإسناد.
[3352] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين رفعه قال: قيل
لأمير المؤمنين (عليه السلام) إنك تزعم ان شرب الخمر أشد من الزنا والسرقة فقال (عليه السلام): نعم
إن صاحب الزنا لعله لا يعدوه إلى غيره وإن شارب الخمر إذا شرب الخمر زنى وسرق
وقتل النفس التي حرم الله عز وجل وترك الصلاة (1).
[3353] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: شرب الخمر مفتاح كل شر (2).
شارب الخمر
[3354] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، جميعا، عن ابن محبوب، عن خالد
ابن جرير، عن أبي الربيع الشامي، قال سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن الخمر؟ فقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل بعثني رحمة للعالمين ولأمحق المعازف والمزامير وأمور
الجاهلية والأوثان وقال: أقسم ربي أن لا يشرب عبد لي في الدنيا خمرا إلا سقيته مثل
ما شرب منها من الحميم يوم القيامة معذبا أو مغفورا له ولا يسقيها عبد لي صبيا
صغيرا أو مملوكا إلا سقيته مثل ما سقاه من الحميم يوم القيامة معذبا بعد أو مغفورا
له (3).
[3355] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن
أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرب الخمر
بعد ما حرمها الله عز وجل على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب ولا يشفع إذا شفع

(1) الكافي: 6 / 403 ح 8.
(2) الكافي: 6 / 403 ح 9.
(3) الكافي: 6 / 396 ح 1.
350

ولا يصدق إذا حدث ولا يؤتمن على أمانة فمن ائتمنه بعد علمه فيه، فليس للذي
ائتمنه على الله عز وجل ضمان ولا له أجر ولا خلف (1).
[3356] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان،
عن الحسين بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يؤتى شارب الخمر يوم
القيامة مسودا وجهه مدلعا لسانه يسيل لعابه على صدره وحق على الله عز وجل أن يسقيه من
طينة خبال - أو قال من بئر خبال - قال: قلت: وما بئر خبال؟ قال: بئر يسيل فيها
صديد الزناة (2).
[3357] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شارب الخمر ولا يعاد إذا
مرض ولا يشهد له جنازة ولا تزكوه إذا شهد ولا تزوجوه إذا خطب ولا تأتمنوه على
أمانة (3).
[3358] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن بشير الهذلي، عن عجلان أبي صالح قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): المولود يولد فنسقيه من الخمر، فقال: من سقى مولودا خمرا أو
قال: مسكرا سقاه الله عز وجل من الحميم وإن غفر له (4).
[3359] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شارب الخمر يوم القيامة يأتي مسودا وجهه
مائلا شقه مدلعا لسانه ينادي العطش العطش (5).
[3360] 7 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن غير

(1) الكافي: 6 / 396 ح 2.
(2) - (3) الكافي: 6 / 396.
(4) الكافي: 6 / 397 ح 6.
(5) الكافي: 6 / 397 ح 8.
351

واحد، عن أبان بن عثمان، عن حماد بن بشير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من شرب الخمر بعد أن حرمها الله تعالى على لساني فليس بأهل
أن يزوج إذا خطب ولا يصدق إذا حدث ولا يشفع إذا شفع ولا يؤتمن على أمانة فمن
ائتمنه على أمانة فأكلها أو ضيعها فليس للذي ائتمنه على الله عز وجل أن يأجره ولا يخلف
عليه وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إني أردت أن أستبضع بضاعة إلى اليمن فأتيت
أبا جعفر (عليه السلام) فقلت له: إنني اريد أن أستبضع فلانا بضاعة فقال لي: أما علمت أنه
يشرب الخمر فقلت قد بلغني من المؤمنين انهم يقولون ذلك فقال لي: صدقهم فإن الله عز وجل
يقول يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين; ثم قال: إنك إن استبضعته فهلكت أو ضاعت
فليس لك على الله عز وجل أن يأجرك ولا يخلف عليك فاستبضعته فضيعها فدعوت
الله عز وجل أن يأجرني فقال: يا بني مه ليس لك على الله أن يأجرك ولا يخلف عليك قال:
قلت له: ولم فقال لي: إن الله عز وجل يقول: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل
الله لكم قياما) (1) فهل تعرف سفيها أسفه من شارب الخمر قال ثم قال (عليه السلام): لا يزال
العبد في فسحة من الله عز وجل حتى يشرب الخمر فإذا شربها خرق الله عز وجل عنه
سرباله وكان وليه واخوه إبليس لعنه الله وسمعه وبصره ويده ورجله يسوقه إلى كل
ضلال ويصرفه عن كل خير (2).
[3361] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زيد بن علي، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الخمر وعاصرها ومعتصرها وبايعها ومشتريها
وساقيها وآكل منها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه (3).
[3362] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن

(1) سورة النساء: 5.
(2) الكافي: 6 / 397 ح 9.
(3) الكافي: 6 / 398 ح 10.
352

العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: من شرب من الخمر شربة لم
يقبل الله منه صلاته أربعين يوما (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3363] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي نصر، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام): إنا روينا عن
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من شرب الخمر لم تحتسب له صلاته أربعين يوما؟ قال فقال:
صدقوا قلت: وكيف لا تحتسب صلاته أربعين صباحا لا أقل من ذلك ولا أكثر؟
فقال: إن الله عز وجل قدر خلق الإنسان فصيره نطفة أربعين يوما ثم نقلها فصيرها علقة
أربعين يوما ثم نقلها فصيرها مضغة أربعين يوما فهو إذا شرب الخمر بقيت في مشاشه
أربعين يوما على قدر انتقال خلقته، قال ثم قال (عليه السلام): وكذلك جميع غذائه أكله وشربه
يبقى في مشاشه أربعين يوما (2).
الروايات في هذا المجال متعددة فراجع الكافي: 6 / (402 - 396) إن شئت.
مدمن الخمر
[3364] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن العباس بن عامر،
عن أبي جميلة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مدمن الخمر يلقى الله عز وجل كعابد وثن (3).
[3365] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال قال: مدمن الخمر يلقى الله عز وجل حين
يلقاه كعابد وثن (4).

(1) الكافي: 6 / 401 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 402 ح 12.
(3) الكافي: 6 / 404 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 404 ح 3.
353

الرواية صحيحة الإسناد.
[3366] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي
الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مدمن
الخمر يلقى الله عز وجل يوم يلقاه كافرا (1).
الرواية موثقة سندا.
[3367] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن
عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
مدمن الخمر كعابد وثن إذا مات وهو مدمن عليه يلقى الله عز وجل حين يلقاه كعابد وثن (2).
الرواية موثقة سندا.
[3368] 5 - الكليني، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن عبد الحميد، عن سيف بن
عميرة، عن منصور بن حازم قال: حدثني أبو بصير، وابن أبي يعفور قالا: سمعنا
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ليس مدمن الخمر الذي يشربها كل يوم ولكن الذي يوطن
نفسه أنه إذا وجدها شربها (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
الخمر حرمت لفعلها فما فعل فعل الخمر فهو خمر
[3369] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي بن
يقطين، عن يعقوب بن يقطين، عن أخيه علي بن يقطين، عن أبي إبراهيم (عليه السلام) قال: إن
الله تبارك وتعالى لم يحرم الخمر لاسمها ولكن حرمها لعاقبتها فما فعل فعل الخمر فهو
خمر (4).

(1) الكافي: 6 / 404 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 405 ح 9.
(3) الكافي: 6 / 405 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 412 ح 1.
354

[3370] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي بن
يقطين، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، عن أبيه علي بن يقطين، عن أبي الحسن
الماضي (عليه السلام) قال: ان الله عز وجل لم يحرم الخمر لاسمها ولكنه حرمها لعاقبتها فما كان عاقبته
عاقبة الخمر فهو خمر (1).
[3371] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعلي بن إبراهيم، عن
أبيه، جميعا عن عمرو بن عثمان، عن محمد بن عبد الله، عن بعض أصحابنا قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): لم حرم الله الخمر؟ فقال: حرمها لفعلها وما تؤثر من فسادها (2).
[3372] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم،
عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي الجارود قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) لم حرم الله
الخمر؟ فقال: حرمها لفعلها وفسادها (3).
حد شارب الخمر وإنه يقتل في الثالثة
[3373] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن المعلى،
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أتى بشارب الخمر
ضربه ثم إن أتي به ثانية ضربه، ثم إن أتي به ثالثة ضرب عنقه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3374] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
منصور بن حازم، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من شرب الخمر
فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه (5).

(1) الكافي: 6 / 412 ح 2.
(2) الكافي: 6 / 412 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 412 ح 4.
(4) الكافي: 7 / 218 ح 1.
(5) الكافي: 7 / 218 ح 2.
355

الرواية صحيحة الإسناد.
[3375] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد فاجلدوه فإن عاد الثالثة فاقتلوه (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3376] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، وابن
أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال في شارب الخمر إذا
شرب: ضرب فإن عاد ضرب فإن عاد قتل في الثالثة، قال جميل: وروى بعض
أصحابنا انه يقتل في الرابعة، قال ابن أبي عمير: كان المعنى أن يقتل في الثالثة ومن
كان إنما يؤتى به يقتل في الرابعة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3377] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: من شرب الخمر فاجلدوه
فإن عاد فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3378] 6 - الكليني، عن محمد، عن أحمد بن محمد، عن صفوان، عن يونس، عن
أبي الحسن الماضي (عليه السلام) قال: أصحاب الكبائر كلها إذا أقيم عليهم الحدود مرتين قتلوا
في الثالثة (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 7 / 218 ح 3.
(2) الكافي: 7 / 218 ح 4.
(3) الكافي: 7 / 218 ح 5.
(4) الكافي: 7 / 219 ح 6.
356

من شرب الخمر بجهالة وهو لا يعلم أنها محرمة
[3379] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس،
عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): رجل دعوناه
إلى جملة ما نحن عليه من جملة الإسلام فأقر به ثم شرب الخمر وزنى وأكل الربا ولم
يتبين له شيء من الحلال والحرام أقيم عليه الحد إذا جهله؟ قال: لا إلا أن تقوم عليه
بينة انه قد كان أقر بتحريمها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3380] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن أبي عبيدة
الحذاء قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): لو وجدت رجلا من العجم أقر بجملة الإسلام لم يأته
شيء من التفسير زنى أو سرق أو شرب الخمر لم أقم عليه الحد إذا جهله إلا أن تقوم
عليه بينة أنه قد أقر بذلك وعرفه (2).
[3381] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عمرو بن
عثمان، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال لقد قضى
أمير المؤمنين صلوات الله عليه بقضية ما قضى بها أحد كان قبله وكانت أول قضية
قضى بها بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك أنه لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأفضى الأمر إلى
أبي بكر أتي برجل قد شرب الخمر فقال له أبو بكر: أشربت الخمر؟ فقال الرجل:
نعم فقال: ولم شربتها وهي محرمة؟ فقال: إنني لما أسلمت ومنزلي بين ظهراني قوم
يشربون الخمر ويستحلونها ولو أعلم انها حرام فأجتنبها قال: فالتفت أبو بكر إلى
عمر فقال: ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل؟ فقال: معظلة وأبو الحسن لها

(1) الكافي: 7 / 248 ح 1.
(2) الكافي: 7 / 249 ح 2.
357

فقال أبو بكر: يا غلام ادع لنا عليا قال عمر: بل يؤتى الحكم في منزله فأتوه ومعه
سلمان الفارسي فأخبره بقصة الرجل فاقتص عليه قصته؟ فقال علي (عليه السلام) لأبي بكر:
ابعث معه من يدور به على مجالس المهاجرين والأنصار فمن كان تلا عليه آية التحريم
فليشهد عليه فإن لم يكن تلا عليه آية التحريم فلا شيء عليه ففعل أبو بكر بالرجل
ما قال علي (عليه السلام) فلم يشهد عليه أحد فخلى سبيله فقال سلمان لعلي (عليه السلام): لقد أرشدتهم
فقال علي (عليه السلام): إنما أردت أن أجدد تأكيد هذه الآية في وفيهم (أفمن يهدي إلى الحق
أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون) (1) (2).
[3382] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل، عن بعض
أصحابه، عن أحدهما (عليهما السلام): في رجل دخل في الإسلام فشرب خمرا وهو جاهل
قال: لم أكن أقيم عليه الحد إذا كان جاهلا ولكن أخبره بذلك وأعلمه فإن عاد أقمت
عليه الحد (3).
نكاح شارب الخمر
[3383] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): من زوج كريمته من شارب الخمر فقد قطع رحمها (4).
[3384] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شارب الخمر لا يزوج إذا
خطب (5).

(1) سورة يونس: 35.
(2) الكافي: 7 / 249 ح 4.
(3) الكافي: 7 / 249.
(4) الكافي: 5 / 347.
(5) الكافي: 5 / 348.
358

[3385] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب،
عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
من شرب الخمر بعد ما حرمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوج إذا خطب (1).
[3386] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شارب الخمر لا يعاد إذا مرض
ولا يشهد له جنازة ولا تزكوه إذا شهد ولا تزوجوه إذا خطب ولا تأتمنوه على أمانة (2).
[3387] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
العلاء، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): شارب
الخمر ان مرض فلا تعودوه وان مات فلا تحضروه وان شهد فلا تزكوه وان خطب فلا
تزوجوه وان سألكم أمانة فلا تأتمنوه (3).
حرمة الأكل على مائدة يشرب عليها الخمر
[3388] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن هارون بن الجهم قال: كنا مع أبي عبد الله (عليه السلام) بالحيرة حين قدم على أبي جعفر
المنصور فختن بعض القواد ابنا له وصنع طعاما ودعا الناس وكان أبو عبد الله (عليه السلام)
فيمن دعي فبينا هو على المائدة يأكل ومعه عدة على المائدة فاستسقى رجل منهم ماء
فأتي بقدح فيه شراب لهم فلما أن صار القدح في يد الرجل قام أبو عبد الله (عليه السلام) عن
المائدة فسئل عن قيامه فقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ملعون من جلس على مائدة
يشرب عليها الخمر وفي رواية اخرى ملعون ملعون من جلس طائعا على مائدة
يشرب عليها الخمر (4).

(1) الكافي: 5 / 348.
(2) الكافي: 6 / 396.
(3) الكافي: 6 / 397.
(4) الكافي: 6 / 268.
359

الرواية صحيحة الإسناد.
[3389] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يأكل
على مائدة يشرب عليها الخمر (1).
ما يتخذ منه الخمر
[3390] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان جميعا، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخمر من خمسة: العصير من الكرم، والنقيع من
الزبيب، والبتع من العسل، والمزر من الشعير، والنبيذ من التمر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3391] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن
الحضرمي، عمن أخبره عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: الخمر من خمسة أشياء من التمر
والزبيب والحنطة والشعير والعسل (3).
محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن ابن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن
عامر بن السمط، عن علي بن الحسين (عليه السلام) مثله.
[3392] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان
ابن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن علي بن جعفر بن إسحاق الهاشمي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الخمر من خمسة العصير من الكرم
والنقيع من الزبيب والبتع من العسل والمزر من الشعير والنبيذ من التمر (4).

(1) الكافي: 6 / 268.
(2) - (4) الكافي: 6 / 392.
360

الأواني يكون فيها الخمر
[3393] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن
عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمار بن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن الدن يكون فيه الخمر هل يصلح أن يكون فيه خل أو ماء أو كامخ أو
زيتون؟ قال: إذا غسل فلا بأس وعن الإبريق وغيره يكون فيه الخمر أيصلح أن
يكون فيه ماء؟ قال: إذا غسل فلا بأس وقال: في قدح أو اناء يشرب فيه الخمر قال:
تغسله ثلاث مرات سئل أيجزيه أن يصب الماء فيه قال: لا يجزيه حتى يدلكه بيده
ويغسله ثلاث مرات (1).
الرواية من حيث السند موثقة.
[3394] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، ومحمد
ابن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن الحجال، عن ثعلبة، عن حفص الأعور
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الدن تكون فيه الخمر ثم يجفف يجعل فيه الخل؟
قال: نعم (2).
الخمر تجعل خلا
[3395] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن بكير، عن
أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الخمر يصنع فيها الشيء حتى تحمض؟ قال:
إذا كان الذي صنع فيها هو الغالب على ما صنع فيه فلا بأس به (3).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 6 / 427.
(2) الكافي: 6 / 428.
(3) الكافي: 6 / 428.
361

[3396] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج وابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سألته عن الخمر العقيقة تجعل
خلا قال لا بأس (1).
الرواية صحيحة سندا.
[3397] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين
ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سألت
أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يأخذ الخمر فيجعلها خلا؟ قال: لا بأس (2).
الرواية موثقة سندا.
[3398] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة
ابن أيوب، عن عبد الله بن بكير، عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الخمر
تجعل خلا؟ قال: لا بأس إذا لم يجعل فيها ما يغلبها (3).
من اضطر إلى الخمر للدواء أو للعطش أو للتقية
[3399] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن زرارة،
عن غير واحد قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): في المسح على الخفين تقية؟ قال: لا يتقى في
ثلاثة قلت: وما هن؟ قال: شرب الخمر أو قال: شرب المسكر والمسح على الخفين
ومتعة الحج (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3400] 2 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن

(1) الكافي: 6 / 428.
(2) الكافي: 6 / 428.
(3) الكافي: 6 / 428.
(4) الكافي: 6 / 415 ح 12.
362

يحيى، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن دواء عجن
بالخمر، فقال: لا والله ما أحب أن أنظر إليه فكيف أتداوى به إنه بمنزلة شحم الخنزير
أو لحم الخنزير وإن أناسا ليتداوون به (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3401] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن يعقوب يزيد، عن
محمد بن الحسن الميثمي، عن معاوية بن عمار قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن
دواء عجن بالخمر نكتحل منها؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام): ما جعل الله عز وجل فيما حرم
شفاء (2).
[3402] 4 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن
خالد، عن عبد الله بن وضاح، عن أبي بصير قال: دخلت ام خالد العبدية على
أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا عنده فقالت: جعلت فداك إنه يعتريني قراقر في بطني فسألته عن
أعلال النساء وقالت: وقد وصف لي أطباء العراق النبيذ بالسويق وقد وقفت
وعرفت كراهتك له فأحببت أن أسألك عن ذلك، فقال لها: وما يمنعك عن شربه؟
قالت: قد قلدتك ديني فألقى الله عز وجل حين ألقاء فأخبره أن جعفر بن محمد (عليه السلام) أمرني
ونهاني فقال: يا أبا محمد ألا تسمع إلى هذه المرأة وهذه المسائل لا والله لا آذن لك في
قطرة منه ولا تذوقي منه قطرة فإنما تندمين إذا بلغت نفسك ههنا - وأومأ بيده إلى
حنجرته - يقولها ثلاثا: أفهمت؟ قالت: نعم ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما يبل الميل
ينجس حبا من ماء يقولها ثلاثا (3).
[3403] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن

(1) الكافي: 6 / 414 ح 4.
(2) الكافي: 6 / 414 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 413.
363

اذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن الرجل يبعث له الدواء من ريح
البواسير فيشربه بقدر أسكرجة من نبيذ صلب ليس يريد به اللذة وإنما يريد به
الدواء، فقال: لا ولا جرعة ثم قال: إن الله عز وجل لم يجعل في شيء مما حرم شفاء ولا
دواء (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3404] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط
قال: أخبرني أبي قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له رجل: إن بي جعلت فداك
أرياح البواسير وليس يوافقني إلا شرب النبيذ قال: فقال له: ما لك ولما حرم الله عز وجل
ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) - يقول له ذلك ثلاثا - عليك بهذا المريس الذي تمرسه بالعشي وتشربه
بالغداة وتمرسه بالغداة وتشربه بالعشي؟ فقال له: هذا ينفخ البطن قال له: فأدلك
على ما هو أنفع لك من هذا عليك بالدعاء فانه شفاء من كل داء قال: فقلنا له: فقليله
وكثيره حرام؟ فقال: نعم قليله وكثيره حرام (2).
[3405] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد، عن
رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من اكتحل بميل من مسكر كحله الله عز وجل بميل
من نار (3).
[3406] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن الحسين بن عبد الله الأرجاني، عن مالك المسمعي، عن قايد
ابن طلحة انه سأل أبا عبد الله (عليه السلام) عن النبيذ يجعل في الدواء، فقال: لا [ليس]
ينبغي لأحد أن يستشفي بالحرام (4).

(1) الكافي: 6 / 413.
(2) الكافي: 6 / 413.
(3) الكافي: 6 / 414 ح 7.
(4) الكافي: 6 / 414 ح 8.
364

[3407] 9 - الكليني، عن علي بن محمد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عدة من
أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام) قال:
سألته عن الكحل يعجب بالنبيذ أيصلح ذلك؟ فقال: لا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3408] 10 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب،
عن الحلبي قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن دواء يعجن بخمر، فقال: ما أحب أن أنظر
إليه ولا أشمه فكيف أتداوى به؟ (2).
بيع الخمر
[3409] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن يونس
ابن يعقوب، عن منصور قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لي على رجل ذمي دراهم فيبيع
الخمر والخنزير وأنا حاضر فيحل لي أخذها؟ فقال: إنما لك عليه دراهم فقضاك
دراهمك (3).
الرواية موثقة سندا.
[3410] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد بن
عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن بيع العصير
فيصير خمرا قبل أن يقبض الثمن، قال: فقال: لو باع ثمرته ممن يعلم انه يجعله حراما لم
يكن بذلك بأس فأما إذا كان عصيرا فلا يباع إلا بالنقد (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 6 / 414 ح 9.
(2) الكافي: 6 / 414 ح 10.
(3) الكافي: 5 / 232 ح 10.
(4) الكافي: 5 / 230 ح 1.
365

[3411] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في رجل ترك غلاما له في كرم له يبيعه عنبا
أو عصيرا فانطلق الغلام فعصر خمرا ثم باعه قال: لا يصلح ثمنه ثم قال: ان رجلا من
ثقيف أهدى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) راويتين من خمر فأمر بهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاهريقتا
وقال: إن الذي حرم شربها حرم ثمنها، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن أفضل خصال هذه
التي باعها الغلام أن يتصدق بثمنها (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3412] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام)
عن ثمن العصير قبل أن يغلى لمن يبتاعه ليطبخه أو يجعله خمرا، قال: إذا بعته قبل أن
يكون خمرا وهو حلال فلا بأس (2).
[3413] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي،
عن أبان، عن أبي أيوب قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): رجل أمر غلامه أن يبيع كرمه
عصيرا فباعه خمرا ثم أتاه بثمنه؟ فقال: إن أحب الأشياء إلي أن يتصدق بثمنه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3414] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينه، قال كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن رجل له كرم أيبيع العنب والتمر ممن
يعلم انه يجعله خمرا أو سكرا؟ فقال: إنما باعه حلالا في الإبان الذي يحل شربه أو أكله
فلا بأس ببيعه (4).

(1) الكافي: 5 / 230 ح 2.
(2) الكافي: 5 / 231.
(3) الكافي: 5 / 231.
(4) الكافي: 5 / 231.
366

الرواية صحيحة الإسناد.
[3415] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في رجل كانت له على رجل دراهم فباع خمرا أو
خنازير وهو ينظر فقضاه، فقال: لا بأس به أما للمقتضي فحلال واما للبائع
فحرام (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3416] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينه،
عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يكون لي عليه الدراهم فيبيع بها خمرا
وخنزيرا ثم يقضي عنها؟ قال: لا بأس أو قال: خذها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3417] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
حنان، عن أبي كهمس قال سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن العصير فقال لي كرم وأنا
أعصره كل سنة واجعله في الدنان وأبيعه قبل أن يغلي، قال: لا بأس به فإن غلى فلا
يحل بيعه ثم قال: هو ذا نحن نبيع تمرنا ممن نعلم أنه يصنعه خمرا (3).
[3418] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس
في مجوسي باع خمرا أو خنازير إلى اجل مسمى ثم أسلم قبل أن يحل المال، قال له:
دراهمه وقال: إن أسلم رجل وله خمر وخنازير ثم مات وهي في ملكه وعليه دين،
قال: يبيع ديانه أو ولي له غير مسلم خمره وخنازيره ويقضى دينه وليس له أن يبيعه
وهو حي ولا يمسكه (4).

(1) الكافي: 5 / 231.
(2) الكافي: 5 / 232.
(3) الكافي: 5 / 232.
(4) الكافي: 5 / 232.
367

شاة تشرب الخمر
[3419] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن أبي
جميلة، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في شاة تشرب خمرا حتى سكت ثم
ذبحت على تلك الحال قال: لا يؤكل ما في بطنها (1).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا لك نبذة منها فإن شئت أكثر من هذا
فراجع إلى كتاب الأطعمة والأشربة من كتب الأخبار والحمد لله رب العالمين.

(1) الكافي: 6 / 251 ح 4.
368

الخمس
[3420] 1 - الكليني، عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن محمد بن الريان قال: كتبت إلى العسكري (عليه السلام) جعلت فداك روي لنا أن ليس
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الدنيا إلا الخمس، فجاء الجواب: أن الدنيا وما عليها
لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
[3421] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام)
يقول: نحن والله الذين عنى الله بذى القربى، الذين قرنهم الله بنفسه ونبيه (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى
واليتامى والمساكين) (2) منا خاصة ولم يجعل لنا سهما في الصدقة، أكرم الله نبيه
وأكرمنا أن يطعمنا أوساخ ما في أيدي الناس (3).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[3422] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: (واعلموا أنما غنمتم من
شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى) (4) قال: هم قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) الكافي: 1 / 409 ح 6.
(2) سورة الحشر: 7.
(3) الكافي: 1 / 539 ح 1.
(4) سورة الأنفال: 42.
369

والخمس لله وللرسول ولنا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3423] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن
عثمان، عن سماعة قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن الخمس فقال: في كل ما أفاد الناس
من قليل وكثير (2).
[3424] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر قال:
كتبت إلى أبي جعفر (عليه السلام) الخمس اخرجه قبل المؤونة أو بعد المؤونة؟ فكتب: بعد
المؤونة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3425] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
صباح الأزرق، عن محمد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: إن أشد ما فيه الناس
يوم القيامة أن يقوم صاحب الخمس فيقول: يا رب خمسي وقد طيبنا ذلك لشيعتنا
لتطيب ولادتهم ولتزكو ولادتهم (4).
[3426] 7 - الكليني، عن محمد بن الحسين، وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن
محمد بن عيسى، عن علي بن الحسين بن عبد ربه قال: سرح الرضا (عليه السلام) بصلة إلى
أبي، فكتب إليه أبي: هل علي فيما سرحت إلي خمس؟ فكتب إليه: لا خمس عليك فيما
سرح به صاحب الخمس (5).

(1) الكافي: 1 / 539 ح 2.
(2) الكافي: 1 / 545 ح 11.
(3) الكافي: 1 / 545 ح 13.
(4) الكافي: 1 / 546 ح 20.
(5) الكافي: 1 / 547 ح 23.
370

[3427] 8 - الكليني، عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد، عن سهل، عن إبراهيم بن
محمد الهمداني قال: كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أقراني علي بن مهزيار كتاب أبيك (عليه السلام)
فيما أوجبه على أصحاب الضياع ونصف السدس بعد المؤونة وإنه ليس على من لم تقم
ضيعته بمؤونته نصف السدس ولا غير ذلك فاختلف من قبلنا في ذلك، فقالوا: يجب
على الضياع الخمس بعد المؤونة، مؤونة الضيعة وخراجها لا مؤونة الرجل وعياله،
فكتب (عليه السلام): بعد مؤونته ومؤونة عياله وبعد خراج السلطان (1).
[3428] 9 - الكليني، عن محمد بن الحسين وعلي بن محمد، عن سهل، عن أحمد بن المثنى
قال: حدثني محمد بن زيد الطبري، قال: كتب رجل من تجار فارس من بعض موالي
أبي الحسن الرضا (عليه السلام) يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم إن الله واسع كريم ضمن على العمل الثواب وعلى الضيق
الهم، لا يحل مال إلا من وجه أحله الله وإن الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالاتنا
وعلى موالينا وما نبذله ونشتري من أعرضنا ممن نخاف سطوته، فلا تزووه عنا ولا
تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فإن إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص
ذنوبكم، وما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم والمسلم من يفي لله بما عهد إليه وليس
المسلم من أجاب باللسان وخالف بالقلب، والسلام (2).
[3429] 10 - وبهذا الاسناد عن محمد بن زيد قال: قدم قوم من خراسان على أبي الحسن
الرضا (عليه السلام) فسألوه أن يجعلهم في حل من الخمس فقال: ما أمحل هذا تمحضونا بالمودة
بألسنتكم وتزوون عنا حقا جعله الله لنا وجعلنا له وهو الخمس لا نجعل لا نجعل
لا نجعل لأحد منكم في حل (3).
[3430] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال كنت عند أبي جعفر الثاني (عليه السلام)

(1) - (2) الكافي: 1 / 547 ح 24 و 25.
(3) الكافي: 1 / 548 ح 26.
371

إذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل وكان يتولى له الوقف بقم فقال: يا سيدي
اجعلني من عشرة آلاف في حل فاني أنفقتها، فقال له: أنت في حل، فلما خرج صالح
قال أبو جعفر (عليه السلام): أحدهم يثب على أموال حق آل محمد وأيتامهم ومساكينهم
وفقرائهم وأبناء سبيلهم فيأخذه ثم يجئ فيقول: اجعلني في حل، أتراه ظن أني أقول
لا أفعل، والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3431] 12 - محمد بن الحسن الصفار، عن أبي محمد، عن عمران بن موسى، عن ابن
أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قرأت عليه آية
الخمس، فقال: ما كان لله فهو لرسوله وما كان لرسوله فهو لنا ثم قال: والله لقد يسر
الله على المؤمنين انه رزقهم خمسة دراهم وجعلوا لربهم واحدا وأكلوا أربعة حلالا ثم
قال: هذا من حديثنا صعب مستصعب لا يعمل به ولا يصبر عليه إلا ممتحن قلبه
للإيمان (2).
[3432] 13 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن النوفلي، عن
اليعقوبي عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده جعفر، عن أبيه محمد بن
علي (عليه السلام) قال: إن الله الذي لا إله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس
فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة والكرامة لنا حلال (3).
[3433] 14 - العياشي رفعه عن زرارة، ومحمد بن مسلم، وأبي بصير أنهم قالوا له:
ما حق الإمام في أموال الناس؟ قال: الفىء والأنفال والخمس وكل ما دخل منه فيىء
أو أنفال أو خمس أو غنيمة فإن لهم خمسه فإن الله يقول (واعلموا ان ما غنمتم من

(1) الكافي: 1 / 548 ح 27.
(2) بصائر الدرجات: 49 ح 5، ونقل عنه في بحار الأنوار: 93 / 191.
(3) الخصال: / 290 ح 52، ونقل عنه في بحار الأنوار: 93 / 199 ح 6.
372

شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين) (1) وكل شيء
في الدنيا فإن لهم فيه نصيبا فمن وصلهم بشيء فما يدعون له أكثر مما يأخذون
منه (2).
[3434] 15 - الطوسي بإسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن
عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الله بن سنان، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): على
كل امرئ غنم أو اكتسب الخمس مما أصاب لفاطمة (عليها السلام) ولمن يلي أمرها من بعدها
من ذريتها الحجج على الناس فذاك لهم خاصة يضعونه حيث شاؤوا إذ حرم عليهم
الصدقة حتى الخياط ليخيط قميصا بخمسة دوانيق فلنا منها دانق إلا من أحللنا من
شيعتنا لتطيب لهم به الولادة أنه ليس من شيء عند الله يوم القيامة أعظم من الزنا انه
ليقوم صاحب الخمس فيقول: يا رب سل هؤلاء بما أبيحوا (3).
[3435] 16 - الطوسي باسناده إلى محمد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمد، عن
الحسين، عن القاسم، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته
يقول: من اشترى شيئا من الخمس لم يعذره الله اشترى ما لا يحل له (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3436] 17 - الطوسي بسنده إلى سعد بن عبد الله، عن أبي جعفر، عن علي بن مهزيار،
عن محمد بن الحسن الأشعري قال: كتب بعض أصحابنا إلى أبي جعفر الثاني (عليه السلام)
أخبرني عن الخمس أعلى جميع ما يستفيد الرجل من قليل وكثير من جميع الضروب
وعلى الصناع وكيف ذلك؟ فكتب بخطه: الخمس بعد المؤنة (5).

(1) سورة الأنفال: 41.
(2) تفسير العياشي: 2 / 61 ح 53، ونقل عنه في بحار الأنوار: 93 / 200 ح 12.
(3) التهذيب: 4 / 122 ح 5.
(4) التهذيب: 4 / 136 ح 3.
(5) التهذيب: 4 / 123 ح 9.
373

[3437] 18 - الطوسي بسنده إلى علي بن مهزيار قال: قال لي أبو علي بن راشد: قلت له
أمرتني بالقيام بأمرك وأخذ حقك فأعلمت مواليك ذلك فقال لي بعضهم: وأي شيء
حقه؟ فلم أدر ما أجيبه، فقال: يجب عليهم الخمس فقلت: ففي أي شيء؟ فقال: في
أمتعتهم وضياعهم قال: والتاجر عليه والصانع بيده؟ فقال: ذلك إذا أمكنهم بعد
مؤنتهم (1).
[3438] 19 - الطوسي بسنده إلى سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن
جعفر، عن الحكم بن بهلول، عن أبي همام، عن الحسن بن زياد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن رجلا أتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: يا أمير المؤمنين إني أصبت مالا لا أعرف
حلاله من حرامه؟ فقال: أخرج الخمس من ذلك المال فإن الله تعالى قد رضي من
المال بالخمس واجتنب ما كان صاحبه يعمل (2).
[3439] 20 - الطوسي بسنده إلى الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن الحكم
ابن علباء الأسدي قال: وليت البحرين فأصبت بها مالا كثيرا فأنفقت واشتريت
ضياعا كثيرة واشتريت رقيقا وأمهات أولاد وولد لي ثم خرجت إلى مكة فحملت
عيالي وأمهات أولادي ونسائي وحملت خمس ذلك المال فدخلت على أبي جعفر (عليه السلام)
فقلت له: إني وليت البحرين فأصبت بها مالا كثيرا واشتريت متاعا واشتريت رقيقا
واشتريت أمهات أولاد وولد لي وأنفقت وهذا خمس ذلك المال وهؤلاء أمهات
أولادي ونسائي قد أتيتك به، فقال: أما انه كله لنا وقد قبلت ما جئت به وقد حللتك
من أمهات أولادك ونسائك وما أنفقت وضمنت لك علي وعلى أبي الجنة (3).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتاب الخمس من
كتب الأخبار والحمد لله.

(1) التهذيب: 4 / 123 ح 10.
(2) التهذيب: 4 / 124 ح 15.
(3) التهذيب: 4 / 137 ح 7.
374

الخمول
[3440] 1 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الامام علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية
والثناء انه قال: لا يتم عقل امرء مسلم حتى تكون فيه عشر خصال: الخير منه
مأمول والشر منه مأمون يستكثر قليل الخير من غيره ويستقل كثير الخير من نفسه
لا يسأم من طلب الحوائج إليه ولا يمل من طلب العلم طول دهره الفقر في الله أحب إليه
من الغنى والذل في الله أحب إليه من العز في عدوه والخمول أشهى إليه من الشهرة، ثم
قال (عليه السلام): العاشرة وما العاشرة، قيل له ما هي؟ قال (عليه السلام): لا يرى أحدا إلا قال هو
خير مني وأتقى إنما الناس رجلان رجل خير منه واتقى ورجل شر منه وأدنى فإذا لقي
الذي شر منه وأدنى قال لعل خير هذا باطن وهو خير له وخيري ظاهر وهو شر لي
وإذا رأى الذي هو خير منه وأتقى تواضع له ليلحق به فإذا فعل ذلك فقد علا مجده
وطاب خيره وحسن ذكره وساد أهل زمانه (1).
[3441] 2 - المجلسي رفعه قال: سفيان الثوري سمعت جعفر الصادق (عليه السلام) يقول: عزت
السلامة حتى لقد خفى مطلبها فإن يكن في شيء فيوشك أن يكون في الخمول فإن
طلبت في خمول فلم توجد فيوشك أن تكون في الصمت فإن طلبت في الصمت فلم
توجد فيوشك أن تكون في التخلي فإن طلبت في التخلي فلم توجد فيوشك أن تكون
في كلام السلف الصالح والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشغل بها (2).
في هذا المجال إن شئت راجع المحجة البيضاء: 6 / 109.

(1) تحف العقول: 443.
(2) بحار الأنوار: 75 / 202 ح 35.
375

الخوارج
[3442] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي يحيى
الواسطي، عن هشام بن سالم قال: كنا بالمدينة بعد وفات أبي عبد الله (عليه السلام) أنا
وصاحب الطاق والناس مجتمعون على عبد الله بن جعفر أنه صاحب الأمر بعد أبيه،
فدخلنا عليه أنا وصاحب الطاق والناس عنده وذلك أنهم رووا عن أبي عبد الله (عليه السلام)
أنه قال: إن الأمر في الكبير ما لم تكن به عاهة، فدخلنا عليه نسأله عما كنا نسأل عنه
أباه فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال: في مائتين خمسة، فقلنا ففي مائة؟ فقال:
درهمان ونصف فقلنا: والله ما تقول المرجئة هذا، قال: فرفع يده إلى السماء فقال:
والله ما أدري ما تقول المرجئة قال: فخرجنا من عنده ضلالا لا ندري إلى اين نتوجه
أنا وأبو جعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين حيارى لا ندري إلى أين
نتوجه ولا من نقصد؟ ونقول إلى المرجئة؟ إلى القدرية؟ إلى الزيدية؟ إلى المعتزلة؟
إلى الخوارج؟ فنحن كذلك إذ رأيت رجلا شيخا لا أعرفه يؤمى إلي بيده فخفت أن
يكون عينا من عيون أبي جعفر المنصور وذلك أنه كان له بالمدينة جواسيس ينظرون
إلى من اتفقت شيعة جعفر (عليه السلام) عليه، فيضربون عنقه، فخفت أن يكون منهم فقلت
للاحول: تنح فإني خائف على نفسي وعليك وإنما يريدني لا يريدك، فتنح عني
لا تهلك وتعين على نفسك، فتنحى غير بعيد وتبعت الشيخ وذلك أني ظننت أني
لا أقدر على التخلص منه فما زلت أتبعه وقد عزمت على الموت حتى ورد بي على باب
أبي الحسن (عليه السلام) ثم خلاني ومضى، فإذا خادم بالباب فقال لي: ادخل رحمك الله
فدخلت فإذا أبو الحسن موسى (عليه السلام) فقال لي ابتداء منه: لا إلى المرجئة ولا إلى القدرية
376

ولا إلى الزيدية ولا إلى المعتزلة ولا إلى الخوارج إلي إلي فقلت جعلت فداك مضى
أبوك؟ قال: نعم قلت: مضى موتا؟ قال: نعم قلت: فمن لنا من بعده؟ فقال: ان شاء
الله أن يهديك هداك، قلت: جعلت فداك إن عبد الله يزعم أنه من بعد أبيه، قال:
يريد عبد الله أن لا يعبد الله، قال قلت: جعلت فداك فمن لنا من بعده؟ قال: إن شاء
الله أن يهديك هداك قال: قلت: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: لا، ما أقول ذلك،
قال: فقلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة ثم قلت له: جعلت فداك عليك إمام؟
قال: لا فداخلني شيء لا يعلم إلا الله عز وجل إعظاما له وهيبه أكثر مما كان يحل بي من أبيه إذا
دخلت عليه ثم قلت له: جعلت فداك أسألك عما كنت أسأل أباك؟ فقال: سل تخبر
ولا تذع فإن أذعت فهو الذبح، فسألته فإذا هو بحر لا ينزف قلت: جعلت فداك
شيعتك وشيعة أبيك ضلال فألقي إليهم وادعوهم إليك؟ وقد أخذت على الكتمان؟
قال: من آنست منه رشدا فالق إليه وخذ عليه الكتمان فإن أذاعوا فهو الذبح - وأشار
بيده إلى حلقه - قال: فخرجت من عنده فلقيت أبا جعفر الأحول فقال لي: ما وراءك
قلت: الهدى فحدثته بالقصة قال ثم لقينا الفضيل وأبا بصير فدخلا عليه وسمعا كلامه
وساءلاه وقطعا عليه بالإمامة ثم لقينا الناس أفواجا فكل من دخل عليه قطع إلا
طائفة عمار وأصحابه وبقي عبد الله لا يدخل إليه إلا قليل من الناس، فلما رأى ذلك
قال: ما حال الناس؟ فأخبر أن هشاما صد عنك الناس; قال: هشام فأقعد لي
بالمدينة غير واحد ليضربوني (1).
[3443] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى،
عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الدين الذي لا يسع العباد جهله؟
فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم قلت: جعلت فداك
فأحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى فقلت: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد

(1) الكافي: 1 / 351 ح 7.
377

أن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن
ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم فقال: ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن
عليه، قلت: فهل سلم أحد لا يعرف هذا الأمر؟ فقال: لا إلا المستضعفين قلت: من
هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم ثم قال: أرأيت ام أيمن فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما
كانت تعرف ما أنتم عليه (1).
[3444] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد، عن
رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لعن الله القدرية، لعن الله الخوارج، لعن الله المرجئة،
لعن الله المرجئة قال قلت: لعنت هؤلاء مرة مرة ولعنت هؤلاء مرتين؟! قال: إن
هؤلاء يقولون: ان قتلتنا مؤمنون فدماؤنا متلطخة بثيابهم إلى يوم القيامة، إن الله
حكى عن قوم في كتابه: (لن نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد
جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين)
قال: كان بين القاتلين والقائلين خمسمائة عام فألزمهم الله القتل برضاهم ما فعلوا (2).
[3445] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كنا
عنده وعنده حمران إذ دخل عليه مولى له فقال: جعلت فداك هذا عكرمة في الموت
وكان يرى رأي الخوارج وكان منقطعا إلى أبي جعفر (عليه السلام) فقال لنا أبو جعفر (عليه السلام):
أنظروني حتى أرجع إليكم فقلنا: نعم فما لبث أن رجع فقال: أما إني لو أدركت
عكرمة قبل أن تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها ولكني أدركته وقد وقعت
النفس موقعها قلت: جعلت فداك وما ذاك الكلام؟ قال: هو والله ما أنتم عليه فلقنوا
موتاكم عند الموت شهادة أن لا اله إلا الله والولاية (3).

(1) الكافي: 2 / 405 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 409 ح 1.
(3) الكافي: 3 / 123 ح 5.
378

[3446] 5 - الكليني، عن الحسين بن الحسن الهاشمي، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر،
وعلي بن محمد بن بندار، عن السياري، عن بعض البغداديين، عن علي بن بلال
قال: لقى هشام بن الحكم بعض الخوارج فقال: يا هشام ما تقول في العجم يجوز أن
يتزوجوا في العرب؟ قال: نعم قال: فالعرب يتزوجوا من قريش؟ قال: نعم قال:
فقريش يتزوج في بني هاشم؟ قال: نعم قال: عمن أخذت هذا؟ قال: عن جعفر بن
محمد سمعته يقول: أتتكافا دمائكم ولا تتكافأ فروجكم قال: فخرج الخارجي حتى
أتى أبا عبد الله (عليه السلام) فقال: إني لقيت هشاما فسألته عن كذا فأخبرني بكذا وكذا وذكر
انه سمعه منك قال: نعم قد قلت ذلك فقال الخارجي: فها أنا ذا قد جئتك خاطبا فقال
له أبو عبد الله (عليه السلام): إنك لكفو في دمك وحسبك في قومك ولكن الله عز وجل صاننا عن الصدقة
وهي أوساخ أيدي الناس فنكره أن نشرك فيما فضلنا الله به من لم يجعل الله له مثل ما
جعل الله لنا فقام الخارجي وهو يقول: تالله ما رأيت رجلا مثله قط ردني والله أقبح
رد وما خرج من قول صاحبه (1).
[3447] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عيسى،
عن صفوان، عن يوسف بن إبراهيم، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وعلي جبه
خز وطيلسان خز فنظر إلي فقلت: جعلت فداك علي جبة خز وطيلسان خز فما تقول
فيه؟ فقال: وما بأس بالخز قلت: وسداه إبريسم قال: وما بأس بأبريسم فقد أصيب
الحسين (عليه السلام) وعليه جبة خز ثم قال: إن عبد الله بن عباس لما بعثه أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى
الخوارج فواقفهم لبس أفضل ثيابه وتطيب بأفضل طيبه وركب أفضل مراكبه فخرج
فواقفهم فقالوا: يا ابن عباس بينا أنت أفضل الناس إذا أتيتنا في لباس الجبابرة
ومراكبهم فتلا عليهم هذه الآية (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات

(1) الكافي: 5 / 345 ح 5.
379

من الرزق) (1) فالبس وتجمل فإن الله جميل يحب الجمال وليكن من حلال (2).
[3448] 7 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن
أبي حمزة، عن أبي بصير قال: حدثني أبو جعفر (عليه السلام) أن أباه كانت عنده امرأة من
الخوارج أظنه قال: من بني حنيفة فقال له مولى له: يا ابن رسول الله إن عندك امرأة
تبرأ من جدك فقضى لأبي انه طلقها فادعت عليه صداقها فجاءت به إلى أمير المدينة
تستعديه فقال له أمير المدينة: يا علي إما أن تحلف وإما أن تعطيها حقها فقال لي: قم
يا بني فأعطها أربعمائة دينار فقلت له: يا أبه جعلت فداك ألست محقا قال: بلى يا بني
ولكني أجللت الله أن أحلف به يمين صبر (3).
[3449] 8 - قال الصدوق: وسأل سليمان بن جعفر الجعفري العبد الصالح موسى بن
جعفر (عليهم السلام) عن الرجل يأتي السوق فيشتري جبة فراء لا يدري أذكية هي أم غير ذكية
أيصلي فيها؟ فقال: نعم ليس عليكم المسئلة إن أبا جعفر (عليه السلام) كان يقول: إن الخوارج
ضيقوا على أنفسهم بجهالتهم، إن الدين أوسع من ذلك (4).
[3450] 9 - المفيد قال: عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن هارون بن
الجهم، عن سعد الخفاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بينا أمير المؤمنين يوما جالس في
المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته فقال: يا أمير المؤمنين إن الله يعلم أني
أدينه بحبك في السر كما أدينه بحبك في العلانية وأتولاك في السر كما أتولاك في العلانية
فقال أمير المؤمنين: صدقت أما فاتخذ للفقر جلبابا فإن الفقر أسرع إلى شيعتنا من
السيل إلى قرار الوادي قال: فولى الرجل وهو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنين (عليه السلام):

(1) سورة الأعراف: 32.
(2) الكافي: 6 / 442 ح 7.
(3) الكافي: 7 / 435 ح 5.
(4) الفقيه: 1 / 257 ح 791.
380

«صدقت» قال رجل من الخوارج يحدث صاحبا له قريبا من أمير المؤمنين فقال
أحدهما لصاحبه: تالله إن رأيت كاليوم قط إنه أتاه رجل فقال له صدقت فقال له
الآخر: انا ما أنكرت من ذلك لم يجد بدا من أن إذا قيل له أحبك أن يقول له صدقت؟
أتعلم إني أنا أحبه قال: لا قال: فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل
ما رد عليه قال: فقام الرجل فقال له مثل مقالة الأول فنظر إليه مليا ثم قال له: كذبت
لا والله ما تحبني ولا أحبك قال: فبكى الخارجي فقال يا أمير المؤمنين تستقبلني بهذا
ولقد علم الله خلافه ابسط يديك أبايعك فقال علي ماذا؟ قال: على ما عمل أبو بكر
وعمر قال فمد يده وقال له: اصفق لعن الله الاثنين والله لكأني بك قد قتلت على ضلال
ووطئت وجهك دواب العراق ولا يعرفك قومك قال: فلم يلبث أن خرج أهل
النهروان وأن خرج الرجل معهم فقتل (1).
[3451] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا تقاتلوا الخوارج بعدي فليس
من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه (2).
قال الشريف الرضي: يعني معاوية وأصحابه. عليه وعليهم الهاوية.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار
والسير والتاريخ.

(1) الاختصاص: 312.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 61.
381

الخوف من الله
[3452] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن صالح بن حمزة رفعه قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العبادة شدة
الخوف من الله عز وجل يقول الله: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (1) وقال جل ثناؤه:
(فلا تخشوا الناس واخشون) (2) وقال تبارك وتعالى: (ومن يتق الله يجعل له
مخرجا) (3) قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب
الخائف الراهب (4).
[3453] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن
الحسين، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد المكاري، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي
ابن الحسين صلوات الله عليهما قال: قال: إن رجلا ركب البحر بأهله فكسر بهم فلم
ينج ممن كان في السفينة إلا امرأة الرجل فإنها نجت على لوح من ألواح السفينة حتى
الجات على جزيرة من جزائر البحر وكان في تلك الجزيرة رجل يقطع الطريق ولم يدع
لله حرمة إلا انتهكها فلم يعلم إلا والمرأة قائمة على رأسه، فرفع رأسه إليها فقال:
انسية أم جنية؟ فقالت: انسية فلم يكلمها كلمة حتى جلس منها مجلس الرجل من
أهله فلما أن هم بها اضطربت فقال لها: مالك تضطربين؟ فقالت: أفرق من هذا

(1) سورة فاطر: 28.
(2) سورة المائدة: 44.
(3) سورة الطلاق: 2.
(4) الكافي: 2 / 69 ح 7.
382

- وأومأت بيدها إلى السماء - قال: فصنعت من هذا شيئا؟ قالت: لا وعزته قال:
فأنت تفرقين منه هذا الفرق ولم تصنعي من هذا شيئا وإنما استكرهك استكراها فانا
والله أولى بهذا الفرق والخوف وأحق منك قال: فقام ولم يحدث شيئا ورجع إلى أهله
وليست له همة إلا التوبة والمراجعة فبينا هو يمشي إذ صادفه راهب يمشي في الطريق
فحميت عليهما الشمس فقال الراهب للشاب: ادع الله يظلنا بغمامة فقد حميت علينا
الشمس فقال الشاب: ما أعلم أن لي عند ربي حسنة فأتجاسر على أن أسأله شيئا،
قال: فأدعو أنا وتؤمن أنت؟ قال: نعم فأقبل الراهب يدعو والشاب يؤمن فما كان
بأسرع من أن أظلتهما غمامة، فمشيا تحتها مليا من النهار ثم تفرقت الجادة جادتين
فأخذ الشاب في واحدة وأخذ الراهب في واحدة فإذا السحابة مع الشاب فقال
الراهب: أنت خير مني لك استجيب ولم يستجب لي فأخبرني ما قصتك؟ فأخبره
بخبر المرأة فقال: غفر لك ما مضى حيث دخلك الخوف فانظر كيف تكون فيما
تستقبل (1).
[3454] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن فضيل
ابن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: المؤمن بين مخافتين ذنب
قد مضى لا يدري ما صنع الله فيه وعمر قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك،
فهو لا يصبح إلا خائفا ولا يصلحه إلا الخوف (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3455] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن بن علي، عن محمد
ابن الوليد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: إن أحدكم ليكثر به
الخوف من السلطان وما ذلك إلا بالذنوب فتوقوها ما استطعتم ولا تمادوا فيها (3).

(1) الكافي: 2 / 69 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 71 ح 12.
(3) الكافي: 2 / 275 ح 27.
383

المراد بالسلطان هو السلطان الأبدي الأزلي.
[3456] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن الحكم، عن الحسن بن
الحسين الأنباري، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة
استأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه أذكر أني أخاف على خبط
عنقي وأن السلطان يقول لي: إنك رافضي ولسنا نشك في أنك تركت العمل للسلطان
للرفض فكتب إلي أبو الحسن (عليه السلام): قد فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على
نفسك فإن كنت تعلم أنك إذا وليت عملت في عملك بما أمر به رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم
تصير أعوانك وكتابك أهل ملتك فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتى
تكون واحدا منهم كان ذا بذا وإلا فلا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3457] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن
معاوية بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول كان في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)
أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني، ثم قال اللهم أعنه: أما
الأولى فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا والثانية الورع ولا تجترىء على خيانة
أبدا والثالثة الخوف من الله عز ذكره كأنك تراه والرابعة كثرة البكاء من خشية الله يبنى
لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك والسادسة
الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي أما الصلاة فالخمسون ركعة وأما الصيام
فثلاثة أيام في الشهر، الخميس في أوله والأربعاء في وسطه والخميس في آخره وأما
الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة
الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بتلاوة القرآن على كل حال
وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما وعليك بالسواك عند كل وضوء وعليك

(1) الكافي: 5 / 111 ح 4.
384

بمحاسن الأخلاق فاركبها ومساوىء الأخلاق فاجتنبها فإن لم تفعل فلا تلومن إلا
نفسك (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3458] 7 - الكليني، عن محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن
عبد الله بن جبله، عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا إسحاق خف الله
كأنك تراه وان كنت لا تراه فانه يراك فإن كنت ترى أنه لايراك فقد كفرت وإن كنت
تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية فقد جعلته من أهون الناظرين عليك (2).
[3459] 8 - الصدوق، عن علي بن عبد الله الأسواري، عن أحمد بن محمد بن قيس، عن
أبي يعقوب، عن علي بن خشرم، عن عيسى، عن أبي عبيدة، عن محمد بن كعب
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إنما أتخوف على أمتي من بعدي ثلاث خصال: أن يتأولوا
القرآن على غير تأويله أو يتبعوا زلة العالم أو يظهر فيهم المال حتى يطغوا ويبطروا
وسأنبئكم المخرج من ذلك أما القرآن فاعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وأما العالم
فانتظروا فيئه ولا تتبعوا زلته وأما المال فإن المخرج منه شكر النعمة وأداء
حقه (3).
[3460] 9 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لأمير المؤمنين (عليه السلام):... يا علي من
خاف الله عز وجل خاف منه كل شيء ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شيء (4).
[3461] 10 - وفيها:... يا علي... وثلاث منجيات... واما المنجيات: فخوف الله في
السر والعلانية والقصد في الغنى والفقر وكلمة العدل في الرضا والسخط... (5).

(1) الكافي: 8 / 79 ح 33.
(2) الكافي: 2 / 67 ح 2.
(3) الخصال: 1 / 164 ح 216.
(4) الفقيه: 4 / 357.
(5) الفقيه: 4 / 360.
385

[3462] 11 - الصدوق رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: رأس الحكمة مخافة الله عز وجل (1).
[3463] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
علي بن محمد القاساني، عمن ذكره عن عبد الله بن القاسم الجعفي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: الخائف من لم يدع له الرهبة لسانا ينطق به (2).
الرهبة: أي الخوف.
[3464] 13 - الصدوق، عن خليل بن أحمد، عن أبي معاذ، عن الحسين المروزي، عن
عبد الله، عن عون، عن الحسن قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تبارك وتعالى:
وعزتي وجلالي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له آمنين فإذا آمنني في الدنيا
أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا آمنته يوم القيامة (3).
[3465] 14 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن
العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن
سالم، عن حبيب السجستاني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن في التوراة مكتوبا فيما
ناجى الله تعالى به موسى (عليه السلام) أن قال له: يا موسى خفني في سر أمورك أحفظك من
وراء عورتك واذكرني في خلواتك وعند سرور لذتك أذكرك عند غفلاتك،
الحديث (4).
الرواية حسنة سندا.
[3466] 15 - المفيد باسناده إلى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) للحسن (عليه السلام):... وأوصيك

(1) الفقيه: 4 / 376 ح 5766.
(2) معاني الأخبار: 238.
(3) الخصال: 1 / 79 ح 127.
(4) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 46 / 210.
(5) أمالي المفيد: المجلس السادس والعشرون ح 1 / 221.
386

بخشية الله في سر أمورك وعلانيته وأنهاك عن التسرع بالقول والفعل... (5)
[3467] 16 - الطوسي، عن المفيد، عن الجعابي، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد
ابن إسماعيل بن إبراهيم، عن عم أبي الحسين بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه
جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين قال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): إن المؤمن لا يصبح إلا خائفا وإن كان محسنا ولا يمسي إلا خائفا
وإن كان محسنا لأنه بين أمرين: بين وقت قد مضى لا يدري ما الله صانع به وبين أجل
قد اقترب لا يدري ما يصيبه من الهلكات. ألا وقولوا خيرا تعرفوا به واعملوا به
تكونوا من أهله، صلوا أرحامكم وان قطعوكم وعودوا بالفضل على من حرمكم
وأدوا الأمانة إلى من ائتمنكم وأوفوا بالعهد من عاهدتم وإذا حكمتم
فاعدلوا (1).
[3468] 17 - زيد النرسي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من عرف الله خافه ومن خاف الله
حثه الخوف من الله على العمل بطاعته والأخذ بتأديبه، فبشر المطيعين المتأدبين
بأدب الله والآخذين عن الله، انه حق على الله أن ينجيهم من مضلات الفتن (2).
[3469] 18 - الكراجكي رفعه وقال: روى عن الأئمة (عليهم السلام): أن أصل كل خير في الدنيا
والآخرة شيء واحد وهو الخوف من الله تعالى (3).
[3470] 19 - أبو يعلى الجعفري رفعه إلى علي بن الحسين (عليه السلام) انه قال: اشحنوا
قلوبكم من خوف الله تعالى فإن لم تسخطوا شيئا من صنع الله يلم بكم، فاسألوا
ما شئتم (4).

(1) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 7 / 208 الرقم 307.
(2) أصل زيد النرسي: 50.
(3) معدن الجواهر: 22.
(4) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر: 46.
387

[3471] 20 - سبط الطبرسي نقلا من المحاسن عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: المؤمن لا يخاف
غير الله ولا يقول عليه إلا الحق (1).
الروايات في هذا المقام كثيرة جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار منها: وسائل الشيعة 11 / 171، ومستدرك الوسائل: 11 / 228،
وجامع أحاديث الشيعة: 14 / 155 وغيرها.

(1) مشكاة الأنوار: 117.
388

الخوف والرجاء
[3472] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن
منصور بن يونس، عن الحارث بن المغيرة، أو أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت
له: ما كان في وصية لقمان؟ قال: كان فيها الأعاجيب وكان أعجب ما كان فيها أن قال
لابنه: خف الله عز وجل خيفة لو جئته ببر الثقلين لعذبك وارج الله رجاء لو جئته بذنوب
الثقلين لرحمك ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): كان أبي يقول: أنه ليس من عبد مؤمن إلا وفي
قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء، لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد على
هذا (1).
[3473] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض
أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) يقول: إنه ليس من عبد مؤمن إلا
وفي قلبه نوران نور خيفة ونور رجاء لو وزن هذا لم يزد على هذا ولو وزن هذا لم يزد
على هذا (2).
[3474] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن ابن
مسكان، عن الحسن بن أبي ساره قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لا يكون المؤمن
حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف
ويرجو (3).

(1) الكافي: 2 / 67 ح 1.
(2) - (3) الكافي: 2 / 71 ح 13 و 11.
389

[3475] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن أبي نجران، عمن ذكره
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: قوم يعملون بالمعاصي ويقولون نرجو فلا يزالون
كذلك حتى يأتيهم الموت فقال: هؤلاء قوم يترجحون في الأماني، كذبوا ليسوا
براجين، إن من رجا شيئا طلبه ومن خاف من شيء هرب منه (1).
[3476] 5 - الكليني قال ورواه علي بن محمد رفعه قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن قوما من
مواليك يلمون بالمعاصي ويقولون نرجو، فقال: كذبوا ليسوا لنا بموال، اولئك قوم
ترجحت بهم الأماني من رجا شيئا عمل له ومن خاف من شيء هرب منه (2).
[3477] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض
أصحابه، عن صالح بن حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن من العبادة شدة
الخوف من الله عز وجل يقول الله (إنما يخشى الله من عباده العلماء) (3) وقال جل ثناؤه
(فلا تخشوا الناس واخشون) (4) وقال تبارك وتعالى (ومن يتق الله يجعل له
مخرجا) (5) قال وقال أبو عبد الله (عليه السلام): إن حب الشرف والذكر لا يكونان في قلب
الخائف الراهب (6).
[3478] 7 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن محمد القاساني، عن سليمان بن داود
المنقري، عن حماد بن عيسى، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: كان فيما أوصى به
لقمان ابنه ناتان أن قال له: يا بني ليكن مما تتسلح به على عدوك فتصرعه المماسحة
واعلان الرضا عنه ولا تزاوله بالمجانبة فيبدو له ما في نفسك فيتأهب لك، يا بني خف
الله خوفا لو وافيته ببر الثقلين خفت أن يعذبك الله وارج الله رجاء لو وافيته بذنوب

(1) - (2) الكافي: 2 / 68 ح 5 و 6.
(3) سورة فاطر: 28.
(4) سورة المائدة: 44.
(5) سورة الطلاق: 2.
(6) الكافي: 2 / 69 ح 7.
390

الثقلين رجوت أن يغفر الله لك، يا بني حملت الجندل والحديد وكل حمل ثقيل فلم
أحمل شيئا أثقل من جار السوء وذقت المرارات كلها فلم أذق شيئا أمر من الفقر (1).
[3479] 8 - الصدوق، عن علي بن أحمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن
أبيه، عن جده أحمد بن أبي عبد الله، عن حمزة بن عبد الله الجعفري، عن جميل بن
دراج، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال الصادق (عليه السلام): ارج الله رجاء لا يجرئك على
معاصيه وخف الله خوفا لا يؤسيك من رحمته (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3480] 9 - المفيد، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار،
عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن سنان، عن الحسن بن
أبي سارة قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليهما يقول: لا يكون
[المؤمن] مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا
لما يخاف ويرجو (3).
[3481] 10 - المفيد بالإسناد إلى علي بن مهزيار، عن القاسم بن محمد، عن علي قال:
سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة) (4)
قال: من شفقتهم ورجائهم يخافون أن ترد إليهم أعمالهم إذا لم يطيعوا وهم يرجون أن
يتقبل منهم (5).
[3482] 11 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال في وصيته لعبد الله بن
جندب:... يا بن جندب ليهلك المتكل على عمله ولا ينجو المجترى على الذنوب

(1) أمالي الصدوق: المجلس الخامس والستون ح 5 / 531.
(2) أمالي الصدوق: المجلس الرابع ح 5 / 22.
(3) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 27 / 195.
(4) سورة المؤمنون: 60.
(5) أمالي المفيد: المجلس الثالث والعشرون ح 28 / 196.
391

الواثق برحمة الله قلت: فمن ينجو؟ قال: الذين هم بين الخوف والرجاء، كان قلوبهم
في مخلب طائر شوقا إلى الثواب وخوفا من العذاب (1).
[3483] 12 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنما السعيد من خاف العقاب
فأمن ورجا الثواب فأحسن واشتاق إلى الجنة فأدلج (2).
أدلج القوم: إذا ساروا الليل كله.
الروايات في هذا المجال كثيرة وان شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 67،
وارشاد القلوب: / 105 و 107، وأعلام الدين: 246، والوافي: 4 / 287،
والمحجة البيضاء: 7 / 248، وبحار الأنوار: 67 / 323، ووسائل الشيعة:
11 / 169، ومستدرك الوسائل: 11 / 224، وجامع أحاديث الشيعة:
14 / 155، وكتابنا ألف حديث في المؤمن: 290، وغير ذلك من كتب الأخبار.

(1) تحف العقول: 222.
(2) غرر الحكم: 1 / 302 ح 4.
392

الخياطة
[3484] 1 - قال الصدوق: وفي رواية جميل بن دراج، عن بعض أصحابنا، عن
أحدهما (عليهما السلام) في الرجل يشتري الثوب من الرجل أو المتاع فيجد به عيبا قال: إن كان
الثوب قائما بعينه رده على صاحبه وأخذ الثمن وإن كان خاط الثوب أو صبغه أو قطعه
رجع بنقصان العيب (1).
[3485] 2 - الصدوق قال: وروى يونس بن يعقوب، عن أبي مريم، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: أتت امرأة أمير المؤمنين (عليه السلام) فقالت: إني قد فجرت فأعرض بوجهه عنها
فتحولت حتى استقبلت وجهه فقالت: إني قد فجرت فأعرض عنها بوجهه ثم
استقبلته فقالت: إني قد فجرت فأعرض عنها ثم استقبلته فقالت: إني قد فجرت
فأمر بها فحبست وكانت حاملا فتربص بها حتى وضعت ثم أمر بها بعد ذلك فحفر لها
حفيرة في الرحبة وخاط عليها ثوبا جديدا وأدخلها الحفرة إلى الحقو وموضع الثديين
وأغلق باب الرحبة ورماها بحجر وقال: بسم الله اللهم على تصديق كتابك وسنة
نبيك ثم أمر قنبر فرماها بحجر ثم دخل منزله وقال: يا قنبر ائذن لأصحاب
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخلوا فرموها بحجر حجر ثم قاموا لا يدرون أيعيدون حجارتهم أو
يرمون بحجارة غيرها وبها رمق فقالوا: يا قنبر أخبره أنا قد رميناها بحجارتنا وبها
رمق فكيف نصنع فقال: عودوا في حجارتكم فعادوا حتى قضيت فقالوا له: فقد
ماتت فكيف نصنع بها؟ قال: فادفعوها إلى أوليائها ومروهم أن يصنعوا بها كما

(1) الفقيه: 3 / 217 ح 3803.
393

يصنعون بموتاهم (1).
[3486] 3 - ابن شعبة الحراني رفعه إلى الصادق (عليه السلام) انه قال:... واما تفسير الصناعات
فكل ما يتعلم العباد أو يعلمون غيرهم من صنوف الصناعات مثل الكتابة والحساب
والتجارة والصباغة والسراجة والبناء والحياكة والقصارة والخياطة وصنعة صنوف
التصاوير ما لم يكن مثل الروحاني وأنواع صنوف الآلات التي يحتاج إليه العباد التي
منها منافعهم وبها قوامهم وفيها بلغة جميع حوائجهم فحلال فعله وتعليمه والعمل به
وفيه لنفسه أو لغيره... (2).
[3487] 4 - العياشي رفعه، عن ابن عمر، عن بعض أصحابنا، عن رجل حدثه عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رفع عيسى بن مريم (عليه السلام) بمدرعة صوف من غزل مريم ومن نسج
مريم ومن خياطة مريم فلما انتهى إلى السماء نودي يا عيسى ألق عنك زينة الدنيا (3).
[3488] 5 - صاحب جامع الأخبار رفعه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عشرون خصلة تورث
الفقر: أولها القيام من الفراش للبول عريانا وأكل الطعام جنبا وترك غسل اليدين
عند الأكل وإهانة الكسرة من الخبز وإحراق قشر الثوم والبصل والقعود على اسكفة
البيت وكنس البيت بالليل وبالثوب وغسل الأعضاء في موضع الاستنجاء ومسح
الأعضاء المغسولة بالذيل والكم ووضع القصاع والأواني غير مغسولة ووضع أواني
الماء غير مغطاة الرؤوس وترك بيوت العنكبوت في المنزل والاستخفاف بالصلاة
وتعجيل الخروج من المسجد والبكور إلى السوق وتأخير الرجوع عنه إلى العشي
وشراء الخبز من الفقراء واللعن على الأولاد والكذب وخياطة الثوب على البدن
وإطفاء السراج بالنفس (4).

(1) الفقيه: 4 / 30 ح 5016.
(2) تحف العقول: 335.
(3) تفسير العياشي: 1 / 175، ونقل عنه في بحار الأنوار: 14 / 338 ح 9.
(4) جامع الأخبار: 343.
394

الخيانة
[3489] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن أسباط، عن عمه
يعقوب بن سالم، عن أبي الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة
قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ذات يوم وهو يخطب على المنبر بالكوفة: يا أيها الناس
لولا كراهية الغدر كنت من أدهى الناس ألا أن لكل غدرة فجرة ولكل فجرة كفرة ألا
وأن الغدر والفجور والخيانة في النار (1).
[3490] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة، عن يحيى بن عقيل، عن حسن قال:
خطب أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وقال: أما بعد فإنه إنما هلك من كان
قبلكم حيث ما عملوا من المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك وإنهم لما
تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار عن ذلك نزلت بهم العقوبات فأمروا
بالمعروف وانهوا عن المنكر واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يقربا أجلا
ولم يقطعا رزقا إن الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر إلى كل نفس بما قدر الله
لها من زيادة أو نقصان فإن أصاب أحدكم مصيبة في أهل أو مال أو نفس ورأى عند
أخيه غفيرة في أهل أو مال أو نفس فلا تكونن عليه فتنة فإن المرء المسلم لبريء من
الخيانة ما لم يغش دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغري بها لئام الناس كان كالفالج
الياسر الذي ينتظر أول فوزة من قداحه توجب له المغنم ويدفع بها عنه المغرم وكذلك

(1) الكافي: 2 / 338 ح 6.
395

المرء المسلم البرىء من الخيانة ينتظر من الله تعالى إحدى الحسنيين إما داعي الله فما
عند الله خير له وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل ومال ومعه دينه وحسبه، إن المال
والبنين حرث الدنيا والعمل الصالح حرث الآخرة وقد يجمعهما الله لأقوام، فاحذروا
من الله ما حذركم من نفسه واخشوه خشية ليست بتعذير واعلموا في غير رياء ولا
سمعة فإنه من يعمل لغير الله يكله الله إلى من عمل له، نسأل الله منازل الشهداء
ومعائشة السعداء ومرافقة الأنبياء (1).
[3491] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن عيسى الفراء، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أربعة لا يجزن في
أربع: الخيانة والغلول والسرقة والربا، لا يجزن في حج ولا عمرة ولا جهاد ولا
صدقة (2).
[3492] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليس منا من أخلف بالأمانة، وقال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3493] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد،
جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال: سألت أحدهما (عليهما السلام) عن
شراء الخيانة والسرقة فقال: لا إلا أن يكن قد اختلط معه غيره فأما السرقة بعينها
فلا إلا أن تكون من متاع السلطان فلا بأس بذلك (4)
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 57 ح 6.
(2) الكافي: 5 / 124 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 133 ح 7.
(4) الكافي: 5 / 228 ح 1.
396

[3494] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن
النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: لا يصلح شراء السرقة والخيانة إذا عرفت (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3495] 7 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن أحمد بن حماد
قال: أخبرني محمد بن مرازم، عن أبيه أو عمه قال: شهدت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو
يحاسب وكيلا له والوكيل يكثر أن يقول: والله ما خنت، والله ما خنت، فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا خيانتك وتضييعك علي مالي سواء لأن الخيانة شرها عليك ثم
قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لو ان أحدكم هرب من رزقه لتبعه حتى يدركه كما أنه إن
هرب من أجله تبعه حتى يدركه من خان خيانة حسبت عليه من رزقه وكتب عليه
وزرها (2).
ذكرها الكليني أيضا في الكافي: 5 / 304 ح 2.
[3496] 8 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن
شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن معاوية بن عمار قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): الرجل يكون لي عليه الحق فيجحدنيه ثم يستودعني مالا ألي
أن آخذ مالي عنده؟ قال: لا هذه خيانة (3).
الرواية موثقة سندا.
[3497] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن محبوب،
عن أبي جميلة، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: مر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) الكافي: 5 / 228 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 304 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 98 ح 2.
397

في سوق المدينة بطعام فقال لصاحبه: ما أرى طعامك إلا طيبا وسأله عن سعره فأوحى الله عز وجل
إليه أن يدس يديه في الطعام ففعل فأخرج طعاما رديا فقال لصاحبه: ما أراك إلا وقد
جمعت خيانة وغشا للمسلمين (1).
[3498] 10 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن
علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن أبي جميلة، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: من عرف من عبد من عبيد الله كذبا إذا حدث وخلفا إذا وعد وخيانة إذا ائتمن
ثم ائتمنه على أمانة كان حقا على الله تعالى أن يبتليه فيها ثم لا يخلف عليه ولا
يأجره (2).
[3499] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أربعة لا قطع عليهم: المختلس والغلول
ومن سرق من الغنيمة وسرقة الأجير فإنها خيانة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3500] 12 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
موسى بن بكر، عن علي بن سعيد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل اكترى حمارا
ثم أقبل به إلى أصحاب الثياب فابتاع منهم ثوبا أو ثوبين وترك الحمار، فقال: يرد
الحمار على صاحبه ويتبع الذي ذهب بالثوبين وليس عليه قطع إنما هي خيانة (4).
[3501] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن
معاوية بن عمار قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: كان في وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)
أن قال: يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني ثم قال اللهم أعنه:

(1) الكافي: 5 / 161 ح 7.
(2) الكافي: 5 / 299 ح 5.
(3) الكافي: 7 / 226 ح 6.
(4) الكافي: 7 / 227، ح 2.
398

اما الأولى فالصدق ولا تخرجن من فيك كذبة أبدا والثانية الورع ولا تجترىء على خيانة أبدا،
الحديث (1).
الرواية موثقة سندا.
[3502] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن
أبي عبد الله الرازي، عن ابن أبي عثمان، عن أحمد بن عمر الحلال، عن يحيى بن
عمران الحلبي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول سبعة يفسدون أعمالهم: الرجل الحليم
ذو العلم الكثير لا يعرف بذلك ولا يذكر به، والحكيم الذي يدين ماله كل كاذب منكر
لما يؤتى إليه والرجل الذي يأمن ذا المكر والخيانة، والسيد الفظ الذي لا رحمة له،
والأم التي لا تكتم عن الولد السر وتفشي عليه، والسريع إلى لائمة إخوانه، والذي
يجادل أخاه مخاصما له (2).
[3503] 15 - الصدوق، عن الدقاق، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني،
عن أبي الحسن العسكري (عليه السلام) قال: لما كلم الله عز وجل موسى بن عمران (عليه السلام) قال موسى:
الهي ما جزاء من شهد أني رسولك ونبيك وأنك كلمتني؟ قال: يا موسى تأتيه
ملائكتي فتبشره بجنتي قال موسى: الهي فما جزاء من قام بين يديك يصلي؟ قال: يا
موسى أباهي به ملائكتي راكعا وساجدا وقائما وقاعدا ومن باهيت به ملائكتي لم
أعذبه، قال موسى: إلهي فما جزاء من أطعم مسكينا ابتغاء وجهك؟ قال: يا موسى
آمر مناديا ينادي يوم القيامة على رؤوس الخلائق ان فلان بن فلان من عتقاء الله من
النار، قال موسى: إلهي فما جزاء من وصل رحمه؟ قال: يا موسى انسى له أجله
وأهون عليه سكرات الموت ويناديه خزنة الجنة هلم إلينا فأدخل من أي أبوابها
شئت، قال موسى: إلهي فما جزاء من كف أذاه عن الناس وبذل معروفه لهم؟

(1) الكافي: 8 / 79 ح 33.
(2) الخصال: 2 / 348 ح 22.
399

قال: يا موسى يناديه النار يوم القيامة لا سبيل لي عليك، قال: إلهي فما جزاء من
ذكرك بلسانه وقلبه؟ قال: يا موسى أظله يوم القيامة بظل عرشي واجعله في كنفي،
قال: إلهي فما جزاء من تلا حكمتك سرا وجهرا؟ قال: يا موسى يمر على الصراط
كالبرق، قال: إلهي فما جزاء من صبر على أذى الناس وشتمهم فيك؟ قال: أعينه
على أهوال يوم القيامة، قال: إلهي فما جزاء من دمعت عيناه من خشيتك؟ قال:
يا موسى أقي وجهه من حر النار واومنه يوم الفزع الأكبر، قال: إلهي فما جزاء من ترك
الخيانة حياء منك؟ قال: يا موسى له الأمان يوم القيامة، قال: إلهي فما جزاء من
أحب أهل طاعتك؟ قال: يا موسى أحرمه على ناري، قال: إلهي فما جزاء من قتل
مؤمنا متعمدا؟ قال: لا أنظر إليه يوم القيامة ولا أقيل عثرته، قال: إلهي فما جزاء من
دعا نفسا كافرة إلى الإسلام؟ قال: يا موسى آذن له في الشفاعة يوم القيامة لمن يريد،
قال: إلهي فما جزاء من صلى الصلوات لوقتها؟ قال: أعطيه سؤله وأبيحه جنتي،
قال: فما جزاء من أتم الوضوء من خشيتك؟ قال: أبعثه يوم القيامة وله نور بين عينيه
يتلألأ، قال: إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟ قال: يا موسى أقيمه
يوم القيامة مقاما لا يخاف فيه، قال: إلهي فما جزاء من صام شهر رمضان يريد به
الناس؟ قال: يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه (1).
[3504] 16 - الصدوق، عن العطار، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان،
عن أبي الجارود، عن حبيب بن سنان، عن زاذان قال سمعت عليا (عليه السلام) يقول: لولا
إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن المكر والخديعة والخيانة في النار لكنت أمكر
العرب (2).
[3505] 17 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن

(1) أمالي الصدوق: المجلس السابع والثلاثون ح 8 / 173، ونقل عنه في بحار الأنوار: 13 / 327.
(2) عقاب الأعمال: 320 ح 3.
400

السكوني، عن الصادق (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أربعة لا تدخل بيتا واحدة
منهن إلا خرب ولم يعمر بالبركة: الخيانة والسرقة وشرب الخمر والزنا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3506] 18 - الصدوق، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن
اسلم البجلي بإسناده يرفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن الله عز وجل يعذب ستة بستة:
العرب بالعصبية والدهاقنة بالكبر والأمراء بالجور والفقهاء بالحسد والتجار بالخيانة
وأهل الرستاق بالجهل (2).
[3507] 19 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله وقد بعثه على
الصدقة:... ومن استهان بالأمانة ورتع بالخيانة ولم ينزه نفسه ودينه عنها فقد أحل
بنفسه الذل والخزي في الدنيا وهو في الآخرة أذل وأخزى وإن أعظم الخيانة خيانة
الامة وأفظع الغش غش الأئمة والسلام (3).
[3508] 20 - سبط الطبرسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: ليس منا من خان
بالأمانة (4).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا راجع كتب الأخبار منها
بحار الأنوار: 72 / 170 وغيرها، والحمد لله.

(1) عقاب الأعمال: 289.
(2) الخصال: 1 / 325 ح 14.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 26.
(4) مشكاة الأنوار: 52.
401

الخير
[3509] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من استحكمت
لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها ولا أغتفر فقد
عقل ولا دين، لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنأ بحياة مع مخافة وفقد العقل
فقد الحياة ولا يقاس إلا بالأموات (1).
[3510] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن
محبوب، وعلي بن الحكم، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن
مما أوحى الله إلى موسى (عليه السلام) وانزل عليه في التوراة: إني أنا الله لا اله إلا أنا، خلقت
الخلق وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب، فطوبى لمن أجريته على يديه وأنا
الله لا اله إلا أنا، خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريده، فويل لمن
أجريته على يديه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3511] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن
أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:
إن في بعض ما أنزل الله من كتبه أني أنا الله لا اله إلا أنا، خلقت الخير وخلقت الشر،
فطوبى لمن أجريت على يديه الخير وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن
يقول: كيف ذا وكيف ذا (3).

(1) الكافي: 1 / 27 ح 30.
(2) الكافي: 1 / 154 ح 1.
(3) الكافي: 1 / 154 ح 2.
402

[3512] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن بكار
ابن كردم، عن مفضل بن عمر وعبد المؤمن الأنصاري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال الله عز وجل: أنا الله لا اله إلا أنا، خالق الخير والشر فطوبى لمن أجريت على يديه الخير
وويل لمن أجريت على يديه الشر وويل لمن يقول كيف ذا وكيف هذا; قال يونس:
يعني من ينكر هذا الأمر بتفقه فيه (1).
[3513] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الحسين بن علي
الوشاء، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله قال: من زعم ان الله يأمر
بالفحشاء فقد كذب على الله ومن زعم أن الخير والشر إليه فقد كذب على الله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3514] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن ابن بكير، عن حمزه بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن
قول الله عز وجل: (وهديناه النجدين) قال: نجد الخير والشر (3).
[3515] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن
عبد الرحمن، عن حماد، عن عبد الأعلى قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: السمع
والطاعة أبواب الخير، السامع المطيع لا حجة عليه والسامع العاصي لا حجة له وإمام
المسلمين تمت حجته واحتجاجه يوم يلقى الله عز وجل ثم قال: يقول الله تبارك وتعالى: (يوم
ندعو كل أناس بامامهم) (4) (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 1 / 154 ح 3.
(2) الكافي: 1 / 156 ح 2.
(3) الكافي: 1 / 163 ح 4.
(4) سورة الاسراء: 74.
(5) الكافي: 1 / 189 ح 17.
403

[3516] 8 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض
أصحابه، عن أبان، عن عمرو بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: يا معشر الشيعة
شيعة آل محمد كونوا النمرقة الوسطى يرجع إليكم الغالي ويلحق بكم التالي فقال له
رجل من الأنصار يقال له سعد: جعلت فداك ما الغالي؟ قال: قوم يقولون فينا ما
لا نقوله في أنفسنا فليس أولئك منا ولسنا منهم قال: فما التالي؟ قال: المرتاد يريد
الخير يبلغه الخير يؤجر عليه ثم أقبل علينا فقال: والله ما معنا من الله براءة ولا بيننا
وبين الله قرابة ولا لنا على الله حجة ولا نتقرب إلى الله إلا بالطاعة، فمن كان منكم
مطيعا لله تنفعه ولايتنا ومن كان منكم عاصيا لله لم تنفعه ولايتنا، ويحكم لا تغتروا
ويحكم لا تغتروا (1).
[3517] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن العلاء،
عن ابن أبي يعفور قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم ليروا
منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير فإن ذلك داعيه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3518] 10 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن العبد المؤمن
الفقير ليقول: يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير فإذا
علم الله عز وجل ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الأجر مثل ما كتب له لو عمله إن الله واسع
كريم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 75 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 78 ح 14.
(3) الكافي: 2 / 85 ح 3.
404

[3519] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن عمرو بن
أبي المقدام رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن في الرفق الزيادة والبركة ومن يحرم الرفق
يحرم الخير (1).
[3520] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عمن ذكره، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما زوي الرفق عن أهل بيت إلا زوى عنهم الخير (2).
[3521] 13 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني، جميعا
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في
الدينا ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتى لا يبالي
من أكل الدنيا ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان حتى
تزهد في الدنيا (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3522] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينه،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله يحب من الخير ما
يعجل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3523] 15 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن
الحكم، عن أبان بن عثمان، عن بشير بن يسار، عن أبي عبد الله قال: إذا أردت شيئا

(1) الكافي: 2 / 119 ح 7.
(2) الكافي: 2 / 119 ح 8.
(3) الكافي: 2 / 128 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 142 ح 4.
405

من الخير فلا تؤخره فإن العبد يصوم اليوم الحار يريد ما عند الله فيعتقه الله به من النار
ولا تستقل من يتقرب به إلى الله عز وجل ولو شق تمرة (1).
[3524] 16 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا هممت بشيء من الخير فلا تؤخره، فإن الله عز وجل ربما اطلع على
العبد وهو على شيء من الطاعة فيقول: وعزتي وجلالي لا أعذبك بعدها أبدا وإذا
هممت بسيئة فلا تعملها، فانه ربما اطلع الله على العبد وهو على شيء من المعصية
فيقول: وعزتي وجلالي لا أغفر لك بعدها أبدا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3525] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط،
عن العلاء، عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله ثقل الخير على
أهل الدنيا كثقله في موازينهم يوم القيامة وإن الله عز وجل خفف الشر على أهل الدنيا كخفته في
موازينهم يوم القيامة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3526] 18 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن
عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين صلوات الله عليهما قال:
رأيت الخير كله قد اجتمع في قطع الطمع عما في أيدي الناس ومن لم يرج الناس في
شيء ورد أمره إلى الله عز وجل في جميع اموره استجاب الله عز وجل له في كل شيء (4).
[3527] 19 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد

(1) الكافي: 2 / 142 ح 5.
(2) الكافي: 2 / 143 ح 7.
(3) الكافي: 2 / 143 ح 10.
(4) الكافي: 2 / 148 ح 3.
406

الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن أعجل الخير ثوابا صلة الرحم (1).
[3528] 20 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
هشام الكندي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم أن تعملوا عملا يعيرونا به
فإن ولد السوء يعير والده بعمله، كونوا لمن انقطعتم إليه زينا ولا تكونوا عليه شينا
صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم ولا يسبقونكم إلى شيء من
الخير فأنتم أولى به منهم والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء قلت وما الخبء؟
قال: التقية (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3529] 21 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال،
عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: المؤمن يصمت
ليسلم وينطق ليغنم، لا يحدث أمانته الأصدقاء ولا يكتم شهادته من البعداء ولا
يعمل شيئا من الخير رياء ولا يتركه حياء، إن زكى خاف مما يقولون ويستغفر الله لما
لا يعلمون، لا يغره قول من جهله ويخاف إحصاء ما عمله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3530] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم
ابن عمر اليماني، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: شيعتنا أهل الهدى وأهل التقى
وأهل الخير وأهل الإيمان وأهل الفتح والظفر (4).

(1) الكافي: 2 / 152 ح 15.
(2) الكافي: 2 / 219 ح 11.
(3) الكافي: 2 / 231 ح 3.
(4) الكافي: 2 / 233 ح 8.
407

[3531] 23 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: لا تستكثروا كثير الخير ولا تستقلوا
قليل الذنوب فإن قليل الذنوب يجتمع حتى يكون كثيرا وخافوا الله في السر حتى
تعطوا من أنفسكم النصف (1).
الرواية موثقة سندا.
[3532] 24 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير
فيراه إنسان فيسره ذلك؟ فقال: لا بأس، ما من أحد إلا وهو يحب أن يظهر له في
الناس الخير، إذا لم يكن صنع ذلك لذلك (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3533] 25 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن
أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: القلوب ثلاثة: قلب منكوس لا يعي شيئا
من الخير وهو قلب الكافر وقلب فيه نكتة سوداء فالخير والشر فيه يعتلجان فأيهما
كانت منه غلب عليه; وقلب مفتوح فيه مصابيح تزهر، ولا يطفأ نوره إلى يوم القيامة
وهو قلب المؤمن (3).
[3534] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد، جميعا، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن أسرع الخير ثوابا البر وإن أسرع الشر عقوبة البغي، وكفى
بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمى عنه من نفسه أو يعير الناس بما لا يستطيع

(1) الكافي: 2 / 287 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 297 ح 18.
(3) الكافي: 2 / 423 ح 3.
408

تركه أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3535] 27 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عمن ذكره عن عبيد بن زرارة، عن محمد بن مارد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
حديث روي لنا أنك قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت؟ فقال: قد قلت ذلك قال:
قلت وان زنوا أو سرقوا أو شربوا الخمر فقال لي: إنا لله وإنا إليه راجعون، والله
ما أنصفونا أن نكون أخذنا بالعمل ووضع عنهم، إنما قلت: إذا عرفت فاعمل ما
شئت من قليل الخير وكثيره فانه يقبل منك (2).
[3536] 28 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل
ابن صالح، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن المسلم إذا غلبه
ضعف الكبر أمر الله عز وجل الملك أن يكتب له في حاله تلك مثل ما كان يعمل وهو شاب
نشيط صحيح ومثل ذلك إذا مرض وكل الله به ملكا يكتب له في سقمه ما كان يعمل
من الخير في صحته حتى يرفعه الله ويقبضه وكذلك الكافر إذا اشتغل بسقم في جسده
كتب الله له ما كان يعمل من الشر في صحته (3).
[3537] 29 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن زرارة قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أصلحك الله وقت كل صلاة أول الوقت
أفضل أو أوسطه أو آخره؟ فقال: أوله، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: إن الله عز وجل يحب من
الخير ما يعجل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 459 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 464 ح 5.
(3) الكافي: 3 / 113 ح 2.
(4) الكافي: 3 / 274 ح 5.
409

[3538] 30 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الحسن بن
صالح قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين
فأتم ركوعهما وسجودهما ثم جلس فأثنى على الله عز وجل وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم سأل
الله حاجته فقد طلب الخير في مظانه ومن طلب الخير في مظانه لم يخب (1).
الروايات في هذا المجال فوق حد الاحصاء وإن شئت راجع كتب الأخبار والحمد
لله رب العالمين.

(1) الكافي: 3 / 478 ح 5.
410

باب الدال
411

الداء
[3539] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد رفعه قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: إنك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء وعرفت آية
الصحة ودللت على الدواء فانظر كيف قيامك على نفسك (1).
[3540] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي، عن هشام الجواليقي، عن أبي عبد الله (عليه السلام): يا منزل الشفاء ومذهب الداء أنزل
على ما بي من داء شفاء (2).
[3541] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عمن حدثه، عن
سعد بن طريف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كان الناس يعتبطون اعتباطا فلما كان زمان
إبراهيم (عليه السلام) قال: يا رب اجعل للموت علة يؤجر بها الميت ويسلى بها عن المصاب،
قال: فأنزل الله عز وجل الموم وهو البرسام ثم أنزل بعده الداء (3).
[3542] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله لا اله إلا هو ليدفع بالصدقة
الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله وسلم) سبعين بابا من السوء (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 454 ح 6.
(2) الكافي: 2 / 567 ح 14.
(3) الكافي: 3 / 111 ح 1.
(4) الكافي: 4 / 5 ح 2.
413

[3543] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن فضالة، عن موسى بن بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أيما رجل
اشترى شيئا وبه عيب أو عوار ولم يتبرء إليه ولم يتبين له فأحدث فيه بعد ما قبضه
شيئا ثم علم بذلك العوار أو بذلك الداء انه يمضي عليه البيع ويرد عليه بقدر ما ينقص
من ذلك الداء والعيب من ثمن ذلك لو لم يكن به (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3544] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قضى أمير المؤمنين (عليه السلام) في رجل اشترى
جارية فوطئها ثم وجد فيها عيبا قال: تقوم وهي صحيحة وتقوم وبها الداء ثم يرد
البائع على المبتاع فضل ما بين الصحة والداء (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3545] 7 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن الخشاب، عن علي
ابن حسان، عن بعض أصحابنا، قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): اطعموا المبطون خبز
الأرز فما دخل جوف المبطون شيء أنفع منه اما انه يدبغ المعدة ويسل الداء سلا (3).
[3546] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان،
عن موسى بن بكر قال: سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: اللحم ينبت اللحم ومن أدخل
في جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء (4).
[3547] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الهاشمي، عن
أبيه، عن محمد بن الفضل النيسابوري، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:

(1) الكافي: 5 / 207 ح 3.
(2) الكافي: 5 / 214 ح 4.
(3) الكافي: 6 / 305 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 311 ح 4.
414

سأله رجل عن الجبن، فقال: داء لا دواء فيه فلما كان بالعشي دخل الرجل على
أبي عبد الله (عليه السلام) فنظر إلى الجبن على الخوان فقال: جعلت فداك سألتك بالغداة عن
الجبن فقلت لي انه هو الداء الذي لا دواء له والساعة أراه على الخوان، قال فقال لي:
هو ضار بالغداة نافع بالعشي ويزيد في ماء الظهر، وروي أن مضرة الجبن في
قشره (1).
[3548] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن يعقوب بن يزيد،
عن زياد القندي قال: دخلت على أبي الحسن الأول (عليه السلام) وبين يدين تور ماء فيه
اجاص أسود في إبانة فقال: انه هاجت بي حرارة وان الاجاص الطري يطفئ الحرارة
ويسكن الصفراء وان اليابس منه يسكن الدم ويسل الداء الدوي (2).
[3549] 11 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الله بن علي بن
عامر، عن إبراهيم بن الفضل، عن جعفر بن يحيى، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: كلوا الباذنجان فانه يذهب الداء ولا داء له (3).
[3550] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن سعيد بن جناح،
عن أحمد بن عمر الحلبي قال قال أبو عبد الله (عليه السلام) وهو يوصي رجلا، فقال له: أقلل
من شرب الماء فانه يمد كل داء واجتنب الدواء ما احتمل بدنك الداء (4).
[3551] 13 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن
يحيى، عن جده الحسن بن راشد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تقليم الأظفار يمنع الداء
الأعظم ويدر الرزق (5).

(1) الكافي: 6 / 340 ح 3.
(2) الكافي: 6 / 359 ح 1.
(3) الكافي: 6 / 373 ح 2.
(4) الكافي: 6 / 382 ح 2.
(5) الكافي: 6 / 490 ح 1.
415

[3552] 14 - الكليني، عن محمد، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن
أبي الحلال، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال موسى (عليه السلام): يا رب من أين الداء؟ قال:
مني قال: فالشفاء؟ قال: مني قال: فما يصنع عبادك بالمعالج؟ قال: يطيب بأنفسهم
فيومئذ سمي المعالج الطبيب (1).
[3553] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الزكام جند من جنود الله عز وجل يبعثه الله عز وجل على الداء فيزيله (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3554] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن عبد
الحميد، بإسناده رفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من أحد من
ولد آدم إلا وفيه عرقان: عرق في رأسه يهيج الجذام وعرق في بدنه يهيج البرص فإذا
هاج العرق الذي في الرأس سلط الله عز وجل الزكام حتى يسيل ما فيه من الداء وإذا
هاج العرق الذي في الجسد سلط الله عليه الدماميل حتى يسيل ما فيه من الداء فإذا
رأى أحدكم به زكاما ودماميل فليحمد الله عز وجل على العافية وقال: الزكام فضول
في الرأس (3).
[3555] 17 - الصدوق رفعه قال الصادق (عليه السلام): عليكم بصلاة الليل فإنها سنة نبيكم
وأدب الصالحين قبلكم ومطردة الداء عن أجسادكم (4).
[3556] 18 - الصدوق رفعه قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عجبت لمن يحتمي من الطعام مخافة

(1) الكافي: 8 / 88 ح 52.
(2) الكافي: 8 / 382 ح 578.
(3) الكافي: 8 / 382 ح 579.
(4) الفقيه: 1 / 472 ح 1363.
416

الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار (1).
[3557] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: امش بدائك ما مشى
بك (2).
[3558] 20 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا شفاء لمن كتم طبيبه
داءه (3).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب
الأخبار منها طب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وطب الأئمة (عليهم السلام) والرسالة الذهبية للإمام الهمام
علي بن موسى الرضا عليه آلاف التحية والثناء وقد يعرف بطب الرضا (عليه السلام) وإلى
المجلد الرابع عشر من بحار الأنوار: 502 من طبع الكمباني، و 59 / 62 من طبع
بيروت و 62 / 62 من طبع إيران، وفي هذا المجال يأتي عنوان الدواء إن شاء الله
فراجعه إن شئت والحمد لله رب العالمين.

(1) الفقيه: 3 / 359 ح 4272.
(2) غرر الحكم: ح 2317.
(3) غرر الحكم: ح 10516.
417

الدراسة
[3559] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن منصور الصيقل قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام)
يقول: تذاكر العلم دراسة والدراسة صلاة حسنة (1).
[3560] 2 - القمي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
إن الله تبارك وتعالى غضب على ملك من الملائكة فقطع جناحه وألقاه في جزيرة من
جزائر البحر فبقى ما شاء الله في ذلك البحر فلما بعث الله إدريس (عليه السلام) جاء ذلك الملك
إليه فقال: يا نبي الله ادع الله أن يرضى عني ويرد علي جناحي قال: نعم فدعا إدريس
ربه فرد الله عليه جناحه ورضي عنه قال الملك لإدريس: ألك إلي حاجة قال: نعم
أحب أن ترفعني إلى السماء حتى أنظر إلى ملك الموت فانه لا تعيش لي مع ذكره فأخذه
الملك إلى جناحه حتى انتهى به إلى السماء الرابعة فإذا ملك الموت جالس يحرك رأسه
تعجبا فسلم إدريس على ملك الموت وقال له: مالك تحرك رأسك قال: إن رب العزة
أمرني أن أقبض روحك بين السماء الرابعة والخامسة فقلت: رب كيف يكون هذا
وغلظ السماء الرابعة مسيرة خمسمائة عام ومن السماء الرابعة إلى السماء الثالثة مسيرة
خمسمائة عام ومن السماء الثالثة إلى الثانية مسيرة خمسمائة عام وكل سماء وما بينهما
كذلك فكيف يكون هذا ثم قبض روحه بين السماء الرابعة والخامسة وهو قوله
(ورفعناه مكانا عليا) (2) قال وسمي إدريس لكثرة دراسة الكتب (3).

(1) الكافي: 1 / 41 ح 9.
(2) سورة مريم: 57.
(3) تفسير القمي: 2 / 51، ونقل عنه في بحار الأنوار: 11 / 227 ح 3.
418

[3561] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده الشريف للأشتر
النخعي:... وأكثر مدارسة العلماء ومناقشة الحكماء... (1).
لهذا العهد الشريف سند معتبر.
[3562] 4 - الديلمي رفعه إلى الحسين بن علي (عليه السلام) انه قال: دراسة العلم لقاح المعرفة (2).
[3563] 5 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لن يحرز العلم إلا من يطيل
درسه (3).
[3564] 6 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لقاح المعرفة دراسة العلم (4).
[3565] 7 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من أكثر مدارسة العلم لم ينس ما
علم واستفاد ما لم يعلم (5).
[3566] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: مدارسة العلم لذة العلماء (6).
[3567] 9 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا فقه لمن لا يديم الدرس (7).
[3568] 10 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا يحرز العلم إلا من يطيل
درسه (8).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) اعلام الدين: 298 بدون كلمة دراسة ولكن نقل عنه في بحار الأنوار: 75 / 127 معها ولذا ضبطناها.
(3) غرر الحكم: ح 7422.
(4) غرر الحكم: ح 7622.
(5) غرر الحكم: ح 8916.
(6) غرر الحكم: ح 9755.
(7) غرر الحكم: ح 10552.
(8) غرر الحكم: ح 10758.
419

الدراية
[3569] 1 - الصدوق، عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير، عن بريد الرزاز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يا بني
اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم فإن المعرفة هي الدراية للرواية
وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الإيمان، إني نظرت في كتاب
لعلي (عليه السلام) فوجدت في الكتاب إن قيمة كل امرئ وقدره معرفته، إن الله تبارك وتعالى
يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا (1).
[3570] 2 - الصدوق، عن جعفر بن محمد بن سرور، عن الحسين بن محمد بن عامر،
عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) انه قال: حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه ولا يكون الرجل
منكم فقيها حتى يعرف معاريض كلامنا وإن الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين
وجها لنا من جميعها المخرج (2).
[3571] 3 - الحسن بن محمد بن الحسن القمي بسنده إلى سهل بن زياد، عن علي بن
إبراهيم الجعفري، عن محمد بن الفضيل، عن عدة من أصحابه، عن الصادق جعفر
ابن محمد (عليه السلام) قال: إن لعلى قم ملكا رفرف عليها بجناحيه لا يريدها جبار بسوء إلا
أذابه الله كذوب الملح في الماء، ثم أشار إلى عيسى بن عبد الله فقال: سلام الله على أهل

(1) معاني الأخبار: 1 ح 2.
(2) معاني الأخبار: 2 ح 3.
420

قم يسقى الله بلادهم الغيث وينزل الله عليهم البركات ويبدل الله سيئاتهم حسنات،
هم أهل ركوع وسجود وقيام وقعود، هم الفقهاء العلماء الفهماء، هم أهل الدراية
والرواية وحسن العبادة (1).
[3572] 4 - الكراجكي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: عليكم بالدرايات لا
بالروايات وقال (عليه السلام): همة السفهاء الرواية وهمة العلماء الدراية (2).
[3573] 5 - ثاني الشهيدين رفعه عن طلحة بن زيد قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): رواة
الكتاب كثير ورعاته قليل فكم مستنسخ للحديث مستغش للكتاب والعلماء تجزيهم
الدراية والجهال تجزيهم الرواية (3).

(1) تاريخ قم: ونقل عنه في بحار الأنوار: 14 / 339، من طبع الكمباني و 57 / 217 ح 46 من طبع
بيروت.
(2) كنز الفوائد: 2 / 31، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 112 من طبع الكمباني و 2 / 160 من طبع
الحروفي.
(3) منية المريد: 370، ونقل عنه في بحار الأنوار: 1 / 112 من طبع الكمباني و 2 / 160 من طبع
الحروفي.
421

الدعاء
فضل الدعاء
[3574] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن
عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) (1) قال: هو الدعاء وأفضل العبادة الدعاء
قلت: إن (إبراهيم لأواه حليم) (2) قال: الأواه هو الدعاء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3575] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ادع ولا تقل قد فرغ من الأمر فإن الدعاء هو
العبادة إن الله عز وجل يقول: (ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم
داخرين) وقال: (ادعوني أستجب لكم) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3576] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أحب
الأعمال إلى الله عز وجل في الأرض الدعاء وأفضل العبادة العفاف قال وكان

(1) سورة المؤمن: 60.
(2) سورة التوبة: 115.
(3) الكافي: 2 / 466 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 467 ح 5.
422

أمير المؤمنين (عليه السلام) رجلا دعاء (1).
[3577] 4 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن
ميسر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال لي: يا ميسر ادع ولا تقل إن الأمر
قد فرغ منه، إن عند الله عز وجل منزله لا تنال إلا بمسألة ولو ان عبد أسد فاه ولم يسأل لم يعط
شيئا فسل تعط يا ميسر أنه ليس من باب يقرع إلا يوشك أن يفتح لصاحبه (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3578] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن
أبي نجران، عن سيف التمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: عليكم بالدعاء فإنكم
لا تقربون بمثله ولا تتركوا صغيرة لصغرها أن تدعوا بها أن صاحب الصغار هو
صاحب الكبار (3).
الدعاء سلاح المؤمن
[3579] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
فضالة بن أيوب، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
الدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض (4).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3580] 2 - الكليني بهذا الإسناد قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدعاء مفاتيح النجاح
ومقاليد الفلاح وخير الدعاء ما صدر عن صدر نقي وقلب تقي وفي المناجاة سبب
النجاة وبالإخلاص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلى الله المفزع (5).

(1) الكافي: 2 / 467 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 466 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 467 ح 6.
(4) و (5) الكافي: 2 / 468.
423

[3581] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الدعاء
ترس المؤمن ومتى تكثر قرع الباب يفتح لك (1).
[3582] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
بعض أصحابنا، عن الرضا (عليه السلام) انه كان يقول لأصحابه: عليكم بسلاح الأنبياء،
فقيل: وما سلاح الأنبياء؟ قال: الدعاء (2).
[3583] 5 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدعاء أنفذ من السنان الحديد (3).
الرواية صحيحة سندا.
الدعاء يرد البلاء والقضاء
[3584] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد
ابن عثمان قال: سمعته يقول: إن الدعاء يرد القضاء ينقضه كما ينقض السلك وقد أبرم
إبراما (4).
الرواية صحيحة الإسناد، وإضمارها لا يضر بعد أن مضمره حماد.
[3585] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عيسى، عن أبي همام إسماعيل بن
همام، عن الرضا (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين (عليه السلام): إن الدعاء والبلاء ليترافقان إلى
يوم القيامة، إن الدعاء ليرد البلاء وقد أبرم إبراما (5).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) و (2) الكافي: 2 / 468.
(3) الكافي: 2 / 469 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 469.
(5) الكافي: 2 / 469.
424

[3586] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال لي: ألا أدلك على شيء لم يستثن فيه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ قلت بلى قال: الدعاء يرد القضاء وقد أبرم إبراما وضم
أصابعه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3587] 4 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن عبد الله
ابن سنان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: الدعاء يرد القضاء بعد ما أبرم إبراما
فأكثر من الدعاء فانه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله عز وجل إلا
بالدعاء وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه (2).
الرواية موثقة سندا.
[3588] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن أبي ولاد قال قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): عليكم بالدعاء فإن الدعاء لله والطلب
إلى الله يرد البلاء وقد قدر وقضى ولم يبق إلا امضاؤه فإذا دعي الله عز وجل وسئل صرف
البلاء صرفة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
الدعاء شفاء من كل داء
[3589] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أسباط بن
سالم، عن علاء بن كامل قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): عليك بالدعاء فانه شفاء من
كل داء (4).

(1) - (3) الكافي: 2 / 470 ح 6 و 7 و 8.
(4) الكافي: 2 / 470.
425

من دعا استجيب له
[3590] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدعاء كهف الإجابة
كما أن السحاب كهف المطر (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3591] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أبرز عبد يده إلى الله العزيز
الجبار إلا استحيا الله عز وجل أن يردها صفرا حتى يجعل فيها من فضل رحمته ما يشاء، فإذا
دعا أحدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه (2).
الهام الدعاء
[3592] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): هل تعرفون طول البلاء من قصره؟ قلنا: لا قال: إذا
ألهم أحد [كم] الدعاء عند البلاء فاعلموا أن البلاء قصير (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3593] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب،
عن أبي ولاد قال: قال أبو الحسن موسى (عليه السلام): ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن
فيلهمه الله عز وجل الدعاء إلا كان كشف ذلك البلاء وشيكا وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن
فيمسك عن الدعاء إلا كان ذلك البلاء طويلا فإذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء
والتضرع إلى الله عز وجل (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) - (3) الكافي: 2 / 471.
(4) الكافي: 2 / 471.
426

التقدم في الدعاء
[3594] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تقدم في الدعاء استجيب له
إذا نزل به البلاء وقالت الملائكة: صوت معروف ولم يحجب عن السماء ومن لم يتقدم في
الدعاء لم يستجب له إذا نزل به البلاء وقالت الملائكة إن ذا الصوت لا نعرفه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3595] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن منصور بن يونس، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن الدعاء في الرخاء يستخرج الحوائج في البلاء (2).
[3596] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): من سره أن يستجاب له في الشدة فليكثر الدعاء في
الرخاء (3).
الرواية موثقة سندا.
[3597] 4 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبيد الله
ابن يحيى، عن رجل، عن عبد الحميد بن غواص الطائي، عن محمد بن مسلم، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان جدي يقول: تقدموا في الدعاء فإن العبد إذا كان دعاء فنزل
به البلاء فدعا، قيل: صوت معروف وإذا لم يكن دعاء فنزل به بلاء فدعا، قيل: أين
كنت قبل اليوم (4).
[3598] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عمن حدثه
عن أبي الحسن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عمن حدثه عن

(1) - (4) الكافي: 2 / 472.
427

أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليه السلام) يقول: الدعاء بعد ما ينزل البلاء
لا ينتفع [به] (1).
[3599] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابن سنان،
عن عنبسة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من تخوف [من] بلاء يصيبه فتقدم فيه
بالدعاء لم يره الله عز وجل ذلك البلاء أبدا (2).
اليقين في الدعاء
[3600] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سليم الفراء،
عمن حدثه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا دعوت فظن أن حاجتك بالباب (3).
الإقبال على الدعاء
[3601] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يقبل
الله عز وجل دعاء قلب لاه وكان علي (عليه السلام) يقول: إذا دعا أحدكم للميت فلا يدعو له ولبه لاه
عنه ولكنه ليجتهد له في الدعاء (4).
[3602] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن
عميرة، عن سليمان بن عمرو قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل لا يستجيب
دعاء بظهر قلب ساه فإذا دعوت فاقبل بقلبك ثم استيقن بالإجابة (5).
[3603] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لما استسقى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسقى الناس حتى
قالوا: إنه الغرق - وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده وردها: اللهم حوالينا ولا علينا قال

(1) - (2) الكافي: 2 / 472.
(3) - (5) الكافي: 2 / 473.
428

فتفرق السحاب - فقالوا: يا رسول الله استسقيت لنا فلم نسق ثم استسقيت لنا
فسقينا؟ قال: إني دعوت وليس لي في ذلك نية ثم دعوت ولي في ذلك نية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الإلحاح في الدعاء
[3604] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رحم الله
عبدا طلب من الله عز وجل حاجة فألح في الدعاء استجيب له أو لم يستجب له وتلا هذه الآية
(وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا) (2) (3).
[3605] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
سيف بن عميرة، عن محمد بن مروان، عن الوليد بن عقبة الهجري قال: سمعت
أبا جعفر (عليه السلام) يقول: والله لا يلح عبد مؤمن على الله عز وجل في حاجته إلا قضاها له (4).
[3606] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال،
عن حسان، عن أبي الصباح، عن أبي عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل كره إلحاح الناس
بعضهم على بعض في المسألة وأحب ذلك لنفسه، إن الله عز وجل يحب أن يسأل ويطلب
ما عنده (5).
[3607] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن
رجل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا والله لا يلح عبد على الله عز وجل إلا استجاب الله له (6).

(1) الكافي: 2 / 474.
(2) سورة مريم: 48.
(3) الكافي: 2 / 475 ح 6.
(4) - (5) الكافي: 2 / 475.
(6) الكافي: 2 / 475.
429

تسمية الحاجة في الدعاء
[3608] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي عبد الله
الفراء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه،
ولكنه يحب أن تبث إليه الحوائج فإذا دعوت فسم حاجتك.
وفي حديث آخر قال: إن الله عز وجل يعلم حاجتك وما تريد ولكن يحب أن تبث إليه
الحوائج (1).
إخفاء الدعاء
[3609] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام
إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: دعوة العبد سرا دعوة واحدة
تعدل سبعين دعوة علانية.
وفي رواية اخرى: دعوة تخفيها أفضل عند الله من سبعين دعوة تظهرها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
الثناء قبل الدعاء
[3610] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عمن حدثه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت آيتان في كتاب الله عز وجل أطلبهما فلا أجدهما قال: وما هما؟
قلت: قول الله عز وجل: (ادعوني أستجب لكم) (3) فندعوه ولا نرى إجابة قال: أفترى
الله عز وجل أخلف وعده؟ قلت: لا قال: فمم ذلك؟ قلت: لا أدري قال: لكني أخبرك
من أطاع الله عز وجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه قلت: وما جهة الدعاء؟ قال:
تبدأ فتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثم تشكره ثم تصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)

(1) - (2) الكافي: 2 / 476.
(3) سورة المؤمن: 60.
430

ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستعيذ منها فهذا جهة الدعاء ثم قال: وما الآية الاخرى
قلت: قول الله عز وجل: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) (1) وإني
أنفق ولا أرى خلفا قال: أفترى الله عز وجل أخلف وعده؟ قلت: لا قال: فمم ذلك؟ قلت: لا
أدري قال: لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفقه في حله لم ينفق درهما إلا أخلف
عليه (2).
[3611] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن
ابن سنان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما هي المدحة ثم الثناء ثم
الإقرار بالذنب ثم المسألة انه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار (3).
[3612] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن
معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله، إلا أنه قال: ثم الثناء ثم الاعتراف
بالذنب (4).
الرواية موثقة سندا.
[3613] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن أبي كهمس قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: دخل رجل المسجد فابتدأ
قبل الثناء على الله والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عاجل العبد ربه،
ثم دخل آخر فصلى وأثنى على الله عز وجل وصلى على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سل تعطه، ثم قال: إن في كتاب علي (عليه السلام) أن الثناء على الله والصلاة
على رسوله قبل المسألة وأن أحدكم ليأتي الرجل يطلب الحاجة يحب أن يقول له
خيرا قبل أن يسأله حاجته (5).

(1) سورة الزمر: 39.
(2) الكافي: 2 / 486 ح 8.
(3) - (4) الكافي: 2 / 484.
(5) الكافي: 2 / 485 ح 7.
431

[3614] 5 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن الحارث بن المغيرة قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إياكم إذا أراد أحدكم
أن يسأل من ربه شيئا من حوائج الدنيا والآخرة حتى يبدأ بالثناء على الله عز وجل والمدح له
والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم يسأل الله حوائجه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
الاجتماع في الدعاء
[3615] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبيد الله
ابن عبد الله الواسطي، عن درست بن أبي منصور، عن أبي خالد، قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): ما من رهط أربعين رجلا اجتمعوا فدعوا الله عز وجل في أمر إلا استجاب الله
لهم فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عز وجل عشر مرات إلا استجاب الله لهم فإن لم
يكونوا أربعة فواحد يدعو الله أربعين مرة يستجيب الله العزيز الجبار له (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3616] 2 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن
علي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما اجتمع
أربعة رهط قط على أمر واحد فدعوا الله إلا تفرقوا عن إجابة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3617] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن ثعلبة، عن علي
ابن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان أبي (عليه السلام) إذا أحزنه أمر جمع
النساء والصبيان ثم دعا وأمنوا (4).

(1) الكافي: 2 / 484 ح 1.
(2) - (4) الكافي: 2 / 487.
432

العموم في الدعاء
[3618] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا دعا
أحدكم فليعم فإنه أوجب للدعاء (1).
الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) في الدعاء
[3619] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل
محمد (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3620] 2 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من دعا ولم يذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفرف الدعاء على رأسه فإذا ذكر
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رفع الدعاء (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3621] 3 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
لاتجعلوني كقدح الراكب فإن الراكب يملأ قدحه فيشربه إذا شاء، اجعلوني في أول
الدعاء وفي آخره وفي وسطه (4).

(1) الكافي: 2 / 487.
(2) الكافي: 2 / 491 ح 1.
(3) الكافي: 2 / 491 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 492 ح 5.
433

[3622] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محسن بن أحمد،
عن أبان الأحمر، عن عبد السلام بن نعيم قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني دخلت
البيت ولم يحضرني شيء من الدعاء إلا الصلاة على محمد وآل محمد، فقال: أما انه لم
يخرج أحد بأفضل مما خرجت منه (1).
[3623] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سيف عن أبي اسامة، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) ما معنى اجعل
صلواتي كلها لك؟ فقال: يقدمه بين يدي كل حاجة فلا يسأل الله عز وجل شيئا حتى يبدأ
بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيصلي عليه ثم يسأل الله حوائجه (2).
الدعاء للإخوان بظهر الغيب
[3624] 1 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبيد الله
ابن عبد الله الواسطي، عن درست بن أبي منصور، عن أبي خالد القماط قال: قال
أبو جعفر (عليه السلام): أسرع الدعاء نجحا للإجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب يبدء
بالدعاء لأخيه فيقول له ملك موكل به آمين ولك مثلاه (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3625] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المعزا،
عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء
لأخيه بظهر الغيب (4).
[3626] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن

(1) الكافي: 2 / 494 ح 17.
(2) الكافي: 2 / 492 ح 4.
(3) الكافي: 2 / 507.
(4) الكافي: 2 / 507.
434

محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دعاء المرء لأخيه بظهر
الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه (1).
الرواية صحيحة سندا.
[3627] 4 - الكليني، عن علي، عن أبيه قال: رأيت عبد الله بن جندب في الموقف فلم أر
موقفا أحسن من موقفه ما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى
تبلغ الأرض فلما صدر الناس قلت له: يا أبا محمد ما رأيت موقفا قط أحسن من
موقفك قال: والله ما دعوت إلا لإخواني وذلك أن أبا الحسن موسى (عليه السلام) أخبرني: إن
من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش ولك مائة ألف ضعف فكرهت أن أدع
مائة ألف مضمونة لواحدة لا أدري تستجاب أم لا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3628] 5 - الكليني، عن العدة، عن سهل، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن
محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن ثوير قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام)
يقول: إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب أو يذكره بخير
قالوا: نعم الأخ أنت لأخيك تدعو له بالخير وهو غائب عنك وتذكره بخير قد أعطاك عز وجل
مثلي ما سألت له وأثنى عليك مثلى ما أثنيت عليه ولك الفضل عليه وإذا سمعوه يذكر
أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له: بئس الأخ أنت لأخيك كف أيها المستر على ذنوبه
وعورته وأربع على نفسك وأحمد الله الذي ستر عليك واعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده
منك (3).
الرواية حسنة سندا. اربع على نفسك: أي اقتصر عليها.

(1) الكافي: 2 / 507.
(2) الكافي: 2 / 508.
(3) الكافي: 2 / 508.
435

الدعاء على العدو
[3629] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك،
عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق بن عمار قال: شكوت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) جارا لي
وما ألقى منه، قال فقال لي: ادع عليه قال: ففعلت فلم أر شيئا فعدت إليه فشكوت
إليه فقال لي: ادع عليه قال: فقلت: جعلت فداك قد فعلت فلم أر شيئا، فقال: كيف
دعوت عليه؟ فقلت: إذا لقيته دعوت عليه قال فقال: ادع عليه إذا أدبر وإذا استدبر
ففعلت فلم ألبث حتى أراح الله منه (1).
[3630] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن لي
جارا من قريش من آل محرز قد نوه باسمي وشهرني كلما مررت به قال: هذا الرافضي
يحمل الأموال إلى جعفر بن محمد، قال فقال لي: فادع الله عليه إذا كنت في صلاة الليل
وأنت ساجد في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين فاحمد الله عز وجل ومجده وقل:
«اللهم إن فلان بن فلان قد شهرني ونوه بي وغاظني وعرضني للمكاره، اللهم اضربه
بسهم عاجل تشغله به عني الهم وقرب أجله واقطع أثره وعجل ذلك يا رب الساعة
الساعة» قال: فلما قدمنا الكوفة قدمنا ليلا فسألت أهلنا عنه قلت: ما فعل فلان؟
فقالوا: هو مريض، فما انقضى آخر كلامي حتى سمعت الصياح من منزله وقالوا قد
مات (2).
[3631] 3 - الكليني، عن أحمد بن محمد بن الكوفي، عن علي بن الحسن التيمي، عن علي
ابن أسباط عن يعقوب بن سالم قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال له العلاء بن
كامل: إن فلانا يفعل بي ويفعل فإن رأيت أن تدعو الله عز وجل فقال: هذا ضعف بك قل:

(1) الكافي: 2 / 511 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 512.
436

«اللهم إنك تكفى من كل شيء ولا يكفى منك شيء فاكفني أمر فلان بم شئت وكيف
شئت ومن حيث شئت وأنى شئت» (1).
[3632] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نجران،
عن حماد بن عثمان، عن المسمعي قال: لما قتل داود بن علي المعلى بن خنيس قال
أبو عبد الله (عليه السلام): لأدعون الله على من قتل مولاي وأخذ مالي، فقال له داود بن علي:
إنك لتهددني بدعائك؟ قال حماد: قال المسمعي: فحدثني معتب: أن أبا عبد الله (عليه السلام) لم
يزل ليلته راكعا وساجدا فلما كان في السحر سمعته يقول وهو ساجد: «اللهم إني
أسألك بقوتك القوية وبجلالك الشديد الذي كل خلقك له ذليل أن تصلي على محمد
وأهل بيته وأن تأخذه الساعة الساعة» فما رفع رأسه حتى سمعنا الصيحة في دار داود
بن علي فرفع أبو عبد الله (عليه السلام) رأسه وقال: اني دعوت الله بدعوة بعث الله عز وجل عليه ملكا
فضرب رأسه بمرزنة من حديد انشقت منها مثانته فمات (2).
[3633] 5 - الكليني، قال: وروي عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: إذا دعا أحدكم على أحد
قال: اللهم أطرقه ببلية لا أخت لها وأبح حريمه (3).
الدعاء للرزق
[3634] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
أبان، عن أبي سعيد المكاري وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: علم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
هذا الدعاء: «يا رازق المقلين يا راحم المساكين يا ولي المؤمنين يا ذا القوة المتين صل
على محمد وأهل بيته وارزقني وعافني واكفني ما أهمني» (4).

(1) الكافي: 2 / 512.
(2) الكافي: 2 / 513.
(3) الكافي: 2 / 512 ح 2.
(4) الكافي: 2 / 552.
437

[3635] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد، عن
أبي الحسن (عليه السلام) قال: سمعته يقول: نظر أبو جعفر (عليه السلام) إلى رجل وهو يقول: «اللهم إني
أسألك من رزقك الحلال» فقال أبو جعفر (عليه السلام): سألت قوت النبيين قل: «اللهم إني
سألتك رزقا [حلالا] واسعا طيبا من رزقك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3636] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن
أبي نصر قال: قلت للرضا (عليه السلام) جعلت فداك ادع الله عز وجل أن يرزقني الحلال فقال: أتدري
ما الحلال؟ قلت: الذي عندنا الكسب الطيب فقال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول:
الحلال هو قوت المصطفين ثم قال: أسألك من رزقك الواسع (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3637] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن
يونس، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لقد استبطأت الرزق، فغضب ثم
قال لي: اللهم إنك تكفلت برزقي ورزق كل دابة يا خير مدعو ويا خير من اعطي ويا
خير من سئل ويا أفضل مرتجى افعل بي كذا وكذا (3).
الرواية موثقة سندا.
[3638] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن
عمر اليماني، عن زيد الشحام، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ادع في طلب الرزق في
المكتوبة وأنت ساجد: يا خير المسؤولين ويا خير المعطين ارزقني وارزق عيالي من
فضلك الواسع فإنك ذو الفضل العظيم (4).

(1) الكافي: 2 / 552.
(2) الكافي: 2 / 552.
(3) الكافي: 2 / 551.
(4) الكافي: 2 / 551.
438

الرواية صحيحة الإسناد.
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا، بل فوق حد الإحصاء، فإن شئت أكثر من هذا
فراجع كتاب الدعاء من كتب الأخبار منها: الكافي 2 / 466، ومكارم الأخلاق:
268، وبحار الأنوار: 90 / 286 طبع بيروت، ووسائل الشيعة: 7 / 23،
ومستدرك الوسائل: 5 / 159 (كلاهما من طبع آل البيت) وجامع أحاديث
الشيعة: 15 / 184 وغير ذلك من كتب الأخبار والحمد لله تعالى.
439

دعائم الاسلام
[3639] 1 - الكليني، حدثني الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد الزيادي،
عن الحسن بن علي الوشاء قال حدثنا أبان بن عثمان، عن فضيل، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني الإسلام على خمس على الصلاة والزكاة والصوم والحج
والولاية ولم يناد بشيء كما نودي بالولاية (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3640] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعبد الله بن الصلت جميعا، عن
حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: بني
الإسلام على خمسة أشياء على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية قال زرارة
فقلت: وأي شيء من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل لأنها مفتاحهن والوالي هو
الدليل عليهن قلت: ثم يلي ذلك في الفضل فقال: الصلاة إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
الصلاة عمود دينكم قال قلت: ثم الذي يليها في الفضل قال: الزكاة لأنه قرنها بها
وبدا بالصلاة قبلها وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الزكاة تذهب الذنوب قلت والذي يليها في
الفضل قال: الحج قال الله عز وجل: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه
سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين) (2) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لحجة
مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة ومن طاف بهذا البيت طوافا أحصى فيه أسبوعه

(1) الكافي: 2 / 18 ح 1.
(2) سورة آل عمران: 97.
440

وأحسن ركعتيه غفر الله له وقال: في يوم عرفة ويوم المزدلفة ما قال: قلت: فماذا
يتبعه؟ قال: الصوم قلت: وما بال الصوم صار آخر ذلك أجمع؟ قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصوم جنة من النار قال: ثم قال: إن أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم
تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه بعينه إن الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس
يقع شيء مكانها دون أدائها وإن الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت
مكانه أياما غيرها وجزيت ذلك الذنب بصدقة ولا قضاء عليك وليس من تلك
الأربعة شيء يجزيك مكانه غيره قال: ثم قال ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب
الأشياء ورضا الرحمن الطاعة للإمام بعد معرفته، إن الله عز وجل يقول: (من يطع الرسول
فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) (1) أما لو ان رجلا قام ليله
وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه
ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من
أهل الإيمان ثم قال: أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3641] 3 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن
عيسى بن السرى أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الإسلام
التي لا يسع أحدا التقصير عن معرفة شيء منها، الذي من قصر عن معرفة شيء منها
فسد دينه ولم يقبل الله منه عمله ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه عمله
ولم يضق به مما هو فيه لجهل شيء من الامور جهله؟ فقال: شهادة أن لا اله إلا الله
والإيمان بأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء به من عند الله وحق في الأموال
الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها: ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: فقلت له: هل في

(1) سورة النساء: 8.
(2) الكافي: 2 / 18 ح 5.
441

الولاية شيء دون شيء فضل يعرف لمن أخذ به؟ قال: نعم قال الله عز وجل: (يا أيها
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (1) وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
وكان عليا (عليه السلام) وقال الآخرون: كان معاوية، ثم كان الحسن (عليه السلام) ثم كان الحسين (عليه السلام)
وقال الآخرون يزيد بن معاوية وحسين بن علي ولا سواء ولا سواء قال: ثم سكت ثم
قال: أزيدك؟ فقال له حكم الأعور: نعم جعلت فداك قال: ثم كان علي بن الحسين ثم
كان محمد بن علي أبا جعفر وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون
مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك
حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون
إلى الناس وهكذا يكون الأمر والأرض لا تكون إلا بإمام ومن مات لا يعرف امامه
مات ميتة جاهلية وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذ بلغت نفسك هذه - واهوى
بيده إلى حلقه - وانقطعت عنك الدنيا تقول: لقد كنت على أمر حسن.
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن عيسى بن السري
أبي اليسع، عن أبي عبد الله (عليه السلام) مثله (2).
الرواية صحيحة بسنديها.
[3642] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد
ابن عثمان، عن عيسى بن السري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): حدثني عما بنيت عليه
دعائم الإسلام إذا أنا أخذت بها زكى عملي ولم يضرني جهل ما جهلت بعده، فقال:
شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء به من عند الله
وحق في الأموال من الزكاة والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فإن

(1) سورة النساء: 59.
(2) الكافي: 2 / 19 ح 6.
442

رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية قال الله عز وجل:
(أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) فكان علي (عليه السلام)، ثم صار من
بعده حسن ثم من بعده حسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي ثم
هكذا يكون الأمر، إن الأرض لا تصلح إلا بإمام ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة
جاهلية وأحوج ما يكون أحدكم إلى معرفته إذا بلغت نفسه ههنا - قال وأهوى بيده
إلى صدره - يقول: حينئذ لقد كنت على أمر حسن (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3643] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: ألا أخبرك بالإسلام
أصله وفرعه وذروة سنامه؟ قلت: بلى جعلت فداك قال: أما أصله فالصلاة وفرعه
الزكاة وذروة سنامه الجهاد ثم قال: إن شئت أخبرتك بأبواب الخير؟ قلت: نعم
جعلت فداك قال: الصوم جنة من النار، والصدقة تذهب بالخطيئة، وقيام الرجل في
جوف الليل بذكر الله، ثم قرأ (عليه السلام) (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) (2) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
والروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 2 / 18،
وبحار الأنوار: 65 / 329 إلى آخر المجلد، ووسائل الشيعة: 1 / 13،
ومستدرك الوسائل: 1 / 69 كلاهما من طبع آل البيت، وجامع أحاديث الشيعة:
1 / 540 من الطبعة الحديثة، وغيرها من كتب الأخبار.

(1) الكافي: 2 / 21 ح 9.
(2) سورة السجدة: 16.
(3) الكافي: 2 / 23 ح 15.
443

الدعابة
[3644] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن شريف بن
سابق، عن الفضل بن أبي قره، عن أبي عبد الله قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة
قلت: وما الدعابة؟ قال: المزاح (1).
[3645] 2 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن علي، عن يحيى
ابن سلام، عن يوسف بن يعقوب، عن صالح بن عقبة، عن يونس الشيباني قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): كيف مداعبة بعضكم بعضا؟ قلت: قليل، قال: فلا تفعلوا
فإن المداعبة من حسن الخلق وإنك لتدخل بها السرور على أخيك ولقد كان
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يداعب الرجل يريد أن يسره (2).
[3646] 3 - الكليني، بالاسناد إلى صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي قال:
سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: إن الله عز وجل يحب المداعبة في الجماعة بلا رفث (3).
[3647] 4 - الصدوق رفعه وقال أبو جعفر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى يحب المداعب في
الجماعة بلا رفث المتوحد بالفكر المتخلي بالعبر الساهر بالصلاة (4).
[3648] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في ذكر عمرو بن العاص: عجبا
لابن النابغة يزعم لأهل الشام أن في دعابة وأنى امرؤ تلعابة: أعافس وأمارس لقد
قال باطلا ونطق آثما أما وشر القول الكذب وأنه ليقول فيكذب ويعد فيخلف ويسأل

(1) - (3) الكافي 2 / 663 ح 2 و 3 و 4.
(4) الفقيه: 1 / 474 ح 1372.
444

فيبخل ويسأل فيحلف ويخون العهد ويقطع الإل فإذا كان عند الحرب فأي زاجر
وآمر هو ما لم تأخذ السيوف مآخذها فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم
سبته أما والله اني ليمنعني من اللعب ذكر الموت وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان
الآخرة انه لم يبايع معاوية حتى شرط أن يؤتيه آتية ويرضخ له على ترك الدين
رضيخة (1).
يأتي في هذا المجال عنواني الضحك والمزاح في محلهما إن شاء الله تعالى
فراجعها إن شئت.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 84.
445

الدماء
[3649] 1 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن محبوب، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل أوحى إلى نبي من أنبيائه في مملكة
جبار من الجبارين: ان ائت هذا الجبار فقل له إنني لم استعملك على سفك الدماء
واتخاذ الأموال وإنما استعملتك لتكف عني أصوات المظلومين فإني لم أدع ظلامتهم وإن
كانوا كفارا (1).
الرواية معتبرة سندا.
[3650] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى يحب
إهراق الدماء وإطعام الطعام (2).
إهراق دم الذبيحة كما هو الواضح.
[3651] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أحمد بن
محمد وابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز وجل
يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3652] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بدر، عن
محمد بن مروان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من قرأ «قل هو الله أحد» مرة بورك عليه

(1) الكافي: 2 / 333 ح 14.
(2) - (3) الكافي: 4 / 51 ح 6 و 8.
446

ومن قرأها مرتين بورك عليه وعلى أهله ومن قرأها ثلاث مرات بورك عليه وعلى
أهله وعلى جيرانه ومن قرأها اثني عشر مرة بنى الله له اثنى عشر قصرا في الجنة
فيقول الحفظة: اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها ومن قرأها مائة مرة
غفرت له ذنوب خمسة وعشرين سنة ما خلا الدماء والأموال ومن قرأها أربعمائة مرة
كان له أجر أربعمائة شهيد كلهم قد عقر جواده وأريق دمه ومن قرأها ألف مرة في يوم
وليلة لم يمت حتى يرى مقعده في الجنة أو يرى له (1).
[3653] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
سيف بن عميرة، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: استقبل شاب من
الأنصار امرأة بالمدينة وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن فنظر إليها وهي مقبلة فلما
جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سماه ببني فلان فجعل ينظر خلفها واعترض
وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه فلما مضت المرأة نظر فإذا الدماء تسيل
على صدره وثوبه فقال: والله لأتين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولأخبرنه قال: فأتاه فلما رآه
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال له: ما هذا؟ فأخبره فهبط جبرئيل (عليه السلام) بهذه الآية (قل
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما
يصنعون) (2) (3).
[3654] 6 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن الجبار، عن صفوان، عن
عبد الله بن بكير قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فجاءه رسول عمه عبد الله بن علي
فقال له: يقول لك عمك: انا طلبنا العقيقة فلم نجدها فما ترى نتصدق بثمنها؟ فقال:
لا إن الله يحب إطعام الطعام وإراقة الدماء (4).

(1) الكافي: 2 / 619 ح 1.
(2) سورة النور: 30.
(3) الكافي: 5 / 521 ح 5.
(4) الكافي: 6 / 25 ح 6.
447

الرواية موثقة سندا.
[3655] 7 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس وابن
أبي عمير جميعا، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم قال: ولد لأبي جعفر (عليه السلام)
غلامان جميعا فأمر زيد بن علي أن يشتري له جزورين للعقيقة وكان زمن غلاء
فاشترى له واحدة وعسرت عليه الاخرى فقال لأبي جعفر (عليه السلام) قد عسرت علي
الاخرى فتصدق بثمنها؟ فقال: لا أطلبها حتى تقدر عليها فإن الله عز وجل يحب إهراق الدماء
وإطعام الطعام (1).
[3656] 8 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن المفضل بن صالح، عن
جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أول ما يحكم الله فيه
يوم القيامة الدماء فيوقف ابني آدم فيفصل بينهما ثم الذين يلونهما من أصحاب الدماء
حتى لا يبقى منهم أحد ثم الناس بعد ذلك حتى يأتي المقتول بقاتله فيتشخب في دمه
وجهه فيقول هذا قتلني فيقول أنت قتلته فلا يستطيع أن يكتم الله حديثا (2).
[3657] 9 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن
أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يغرنكم
رحب الذراعين بالدم فإن له عند الله عز وجل قاتلا لا يموت. قالوا: يا رسول الله وما قاتل
لا يموت؟ فقال: النار (3).
الرواية صحيحة الإسناد. رحب الذراعين: كناية عن القوي الشديد.
[3658] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن عبد الله بن محمد، عن ابن أبي عمير، عن
هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب
دما حراما وقال: لا يوفق قاتل المؤمن متعمدا للتوبة (4).

(1) الكافي: 6 / 25 ح 8.
(2) الكافي: 7 / 271 ح 2.
(3) الكافي: 7 / 272 ح 4.
(4) الكافي: 7 / 272 ح 7.
448

الرواية صحيحة الإسناد.
[3659] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الرجل ليأتي يوم
القيامة ومعه قدر محجمة من دم فيقول: والله ما قتلت ولا شركت في دم قال: بلى
ذكرت عبدي فلانا فترقى ذلك حتى قتل فأصابك من دمه (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3660] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي اسامة زيد
الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقف بمنى حتى قضى مناسكها
في حجة الوداع فقال: أيها الناس اسمعوا ما أقول لكم واعقلوه عني فإني لا أدري لعلي
لا ألقاكم في هذا الموقف بعد عامنا هذا ثم قال: أي يوم أعظم حرمة؟ قالوا: هذا
اليوم. قال فأي شهر أعظم حرمة؟ قالوا: هذا الشهر قال: فأي بلد أعظم حرمة؟
قالوا: هذا البلد قال: فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في
شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه فيسألكم عن أموالكم، ألا هل بلغت؟
قالوا: نعم قال: اللهم اشهد، ألا من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها
فانه لا يحل دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه ولا تظلموا أنفسكم ولا ترجعوا
بعدي كفارا (2).
الرواية صحيحة الإسناد، ومثلها موثقة سماعة المروية في الكافي الشريف:
7 / 274 ح 5.
[3661] 13 - الصدوق، عن ابن المتوكل، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن
الحسين بن سعيد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن محمد بن سنان، عن أبي

(1) الكافي: 7 / 273 ح 10.
(2) الكافي: 7 / 273 ح 12.
449

الجارود، عن محمد بن علي (عليهما السلام) قال: ما من نفس تقتل برة ولا فاجرة إلا وهي تحشر
يوم القيامة متعلقا بقاتله بيده اليمنى ورأسه بيده اليسرى وأوداجه تشخب دما يقول:
يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فإن كان قتله في طاعة الله عز وجل أثيب القاتل الجنة وذهب
المقتول إلى النار وإن كان في طاعة فلان قيل له: اقتله كما قتلك، ثم يفعل الله فيهما بعد
مشيته (1).
[3662] 14 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسين
ابن سعيد، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة قال: أتى
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له: يا رسول الله قتيل في مسجد جهينة، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
يمشي حتى انتهى إلى مسجدهم قال: وتسامع الناس فأتوه فقال: من قتل ذا؟ فقالوا:
يا رسول الله ما ندري من قتله، فقال: قتيل بين المسلمين بين ظهراني المسلمين
لا يدرى من قتله، والله الذي بعثني بالحق لو أن أهل السماوات والأرض شركوا في دم
امرء مسلم أو رضوا به لأكبهم على مناخرهم في النار - أو قال على وجوههم - (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3663] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فمن استطاع منكم أن يلقى
الله تعالى وهو نقي الراحة من دماء المسلمين وأموالهم، سليم اللسان من أعراضهم
فليفعل... (3).
[3664] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في وصيته للحسن والحسين (عليهما السلام)
لما ضربه ابن ملجم لعنه الله:... يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء
المسلمين خوضا تقولون: قتل أمير المؤمنين، أن لا تقتلن بي إلا قاتلي... (4).

(1) عقاب الأعمال: 327 ح 5.
(2) عقاب الأعمال: 328 ح 1.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 47.
450

[3665] 17 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده إلى الأشتر
النخعي:... إياك والدماء وسفكها بغير حلها فانه ليس شيء أدنى لنقمة ولا أعظم
لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها، والله سبحانه
مبتدىء بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة فلا تقوين سلطانك
بسفك دم حرام فإن ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله ولا عذر لك عند الله ولا
عندي في قتل العمد لأن فيه قود البدن وإن ابتليت بخطاء وافرط عليك سوطك أو
سيفك أو يدك بالعقوبة فإن في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك
عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقهم... (1).
أقول: قد مر منا مرارا ان لهذا العهد سند معتبر.
[3666] 18 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: فرض الله الإيمان تطهيرا من
الشرك و... القصاص حقنا للدماء... (2).
[3667] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: سفك الدماء بغير حقها يدعو
إلى حلول النقمة وزوال النعمة (3).
[3668] 20 - المجلسي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: أول ما يقضى يوم القيامة
الدماء (4).
الروايات في هذا المجال كثيرة جدا ذكرنا لك نبذة منها، ويأتي عنوان القتل في
محله إن شاء الله.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 252.
(3) غرر الحكم: ح 5628.
(4) بحار الأنوار: 101 / 382 ح 71.
451

الدنيا
[3669] 1 - الكليني، عن أبي عبد الله الأشعري، عن بعض أصحابنا، رفعه عن هشام بن
الحكم قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام):... يا هشام إن لقمان قال لابنه:...
يا بني إن الدنيا بحر عميق قد غرق فيها عالم كثير فلتكن سفينتك فيها تقوى الله
وحشوها الإيمان وشراعها التوكل وقيمها العقل ودليلها العلم وسكانها الصبر...
يا هشام إن العاقل رضى بالدون من الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من الحكمة مع
الدنيا فلذلك ربحت تجارتهم يا هشام ان العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب
وترك الدنيا من الفضل وترك الذنوب من الفرض يا هشام إن العاقل نظر إلى الدنيا
وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة ونظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة
فطلب بالمشقة إبقاهما يا هشام إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة لأنهم
علموا أن الدنيا طالبة مطلوبة والآخرة طالبة ومطلوبة فمن طلب الآخرة طلبته الدنيا
حتى يستوفي منها رزقه ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة فيأتيه الموت فيفسد عليه
دنياه وآخرته... (1).
[3670] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن إبراهيم،
عن أبيه جميعا، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن اذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن
سليم بن قيس قال سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): منهومان لا
يشبعان طالب دنيا وطالب علم فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل الله له سلم ومن

(1) الكافي: 1 / 13 ح 12.
452

تناولها من غير حلها هلك إلا أن يتوب أو يراجع ومن أخذ العلم من أهله وعمل
بعلمه نجا ومن أراد به الدنيا فهي حظه (1).
الرواية من حيث السند لا بأس بها.
[3671] 3 - الكليني، عن الحسين بن محمد بن عامر، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن
علي الوشاء، عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أراد
الحديث لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب ومن أراد به خير الآخرة أعطاه الله
خير الدنيا والآخرة (2).
[3672] 4 - الكليني، عن علي بن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الفقهاء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا قيل:
يا رسول الله وما دخولهم في الدنيا؟ قال: اتباع السلطان فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم
على دينكم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3673] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل
ابن مهران، عن أبي سعيد القماط وصالح بن سعيد، عن أبان بن تغلب، عن
أبي جعفر (عليه السلام) انه سئل عن مسألة فأجاب فيها، قال: فقال الرجل: إن الفقهاء
لا يقولون هذا فقال: يا ويحك وهل رأيت فقيها قط إن الفقيه حق الفقيه الزاهد في
الدنيا الراغب في الآخرة المستمسك بسنة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3674] 6 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن علي بن أسباط قال:
سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السلام) يقول: كان في الكنز الذي قال الله عز وجل: (وكان تحته

(1) - (3) الكافي: 1 / 46 ح 1 و 2 و 5.
(4) الكافي: 1 / 70 ح 8.
453

كنز لهما): كان فيه بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح
وعجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن وعجبت لمن رأى الدنيا وتقلبها بأهلها كيف
يركن إليها وينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتم الله في قضائه ولا يستبطئه في رزقه،
فقلت: جعلت فداك أريد أن أكتبه، قال: فضرب والله يده إلى الدواة ليضعها بين
يدي فتناولت يده فقبلتها وأخذت الدواة فكتبته (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3675] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن أبي جميلة قال قال
أبو عبد الله (عليه السلام): قال الله تبارك وتعالى: يا عبادي الصديقين تنعموا بعبادتي في الدنيا
فإنكم تتنعمون بها في الآخرة (2).
[3676] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن
الحكم، عن عبد الله بن بكير، عن حمزة بن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: الجنة
محفوفة بالمكاره والصبر، فمن صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة وجهنم محفوفة
باللذات والشهوات فمن أعطى نفسه لذتها وشهوتها دخل النار (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3677] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
محبوب، عن الهيثم بن واقد الحريري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من زهد في الدنيا
أثبت الله الحكمة في قلبه وأنطق بها لسانه وبصره عيوب الدنيا داءها ودواءها
وأخرجه من الدنيا سالما إلى دار السلام (4).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 59 ح 9.
(2) الكافي: 2 / 83 ح 2.
(3) الكافي: 2 / 89 ح 7.
(4) الكافي: 2 / 128 ح 1.
454

[3678] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمد القاساني جميعا،
عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في
الدنيا، ثم قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يجد الرجل حلاوة الإيمان في قلبه حتى لا يبالي
من أكل الدنيا، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): حرام على قلوبكم أن تعرف حلاوة الإيمان
حتى تزهد في الدنيا (1).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3679] 11 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن
من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3680] 12 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن
محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن علامة الراغب
في ثواب الآخرة زهده في عاجل زهرة الدنيا، أما إن زهد الزاهد في هذه الدنيا
لا ينقصه مما قسم الله عز وجل له فيها وإن زهد، وإن حرص على عاجل زهرة الحياة الدنيا
لا يزيده فيها وإن حرص فالمغبون من حرم حظه من الآخرة (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3681] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم
ابن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو محزون فأتاه ملك معه مفاتيح خزائن الأرض فقال:

(1) - (2) الكافي: 2 / 128 ح 2 و 3.
(3) الكافي: 2 / 129 ح 6.
455

يا محمد هذه مفاتيح خزائن الأرض يقول لك ربك: افتح وخذ منها ما شئت من غير
أن تنقص شيئا عندي، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدنيا دار من لا دار له ولها يجمع من
لا عقل له فقال الملك: والذي بعثك بالحق نبيا لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقوله في
السماء الرابعة حين أعطيت المفاتيح (1).
[3682] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن
عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا أراد الله بعبد خيرا زهده في الدنيا
وفقهه في الدين وبصره عيوبها ومن اوتيهن فقد أوتي خير الدنيا والآخرة وقال: لم
يطلب أحد الحق بباب أفضل من الزهد في الدنيا وهو ضد لما طلب أعداء الحق،
قلت: جعلت فداك مما ذا؟ قال: من الرغبة فيها وقال: الا من صبار كريم فإنما هي
أيام قلائل إلا أنه حرام عليكم أن تجدا طعم الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا.
قال: وسمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إذا تخلى المؤن من الدنيا سما ووجد حلاوة
حب الله وكان عند أهل الدنيا كأنه قد خولط وإنما خالط القوم حلاوة حب الله فلم
يشتغلوا بغيره قال: وسمعته يقول: إن القلب إذا صفا ضاقت به الأرض حتى
يسمو (2).
[3683] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن كثير،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن في طلب الدنيا إضرارا بالآخرة
وفي طلب الآخرة إضرارا بالدنيا فأضروا بالدنيا فإنها أولى بالإضرار (3).
الرواية موثقة سندا.
[3684] 16 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن

(1) الكافي: 2 / 129 ح 8.
(2) الكافي: 2 / 130 ح 10.
(3) الكافي: 2 / 131 ح 12.
456

الحكم، عن أبي أيوب الخزاز، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام):
حدثني بما انتفع به فقال: يا أبا عبيدة أكثر ذكر الموت فانه لم يكثر إنسان ذكر الموت إلا
زهد في الدنيا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3685] 17 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
عمر بن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال علي بن الحسين صلوات الله
عليهما: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل واحدة منهما
بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا ألا وكونوا من الزاهدين في
الدنيا الراغبين في الآخرة ألا إن الزاهدين في الدنيا اتخذوا الأرض بساطا والتراب
فراشا والماء طيبا وقرضوا من الدنيا تقريضا ألا ومن اشتاق إلى الجنة سلا عن
الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن المحرمات ومن زهد في الدنيا هانت عليه
المصائب.
ألا إن لله عبادا كمن رأى أهل الجنة في الجنة مخلدين وكمن رأى أهل النار في النار
معذبين، شرورهم مأمونة، وقلوبهم محزونة، أنفسهم عفيفة، وحوائجهم خفيفة،
صبروا أياما قليلة، فصاروا بعقبى راحة طويلة، أما الليل لصافون أقدامهم تجرى
دموعهم على خدودهم وهم يجأرون إلى ربهم، يسعون في فكاك رقابهم وأما النهار
فحلماء علماء بررة أتقياء كأنهم القداح قد براهم الخوف من العبادة ينظر إليهم الناظر
فيقول: مرضى - وما بالقوم من مرض - أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم من ذكر
النار وما فيها (2).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 131 ح 13.
(2) الكافي: 2 / 131 ح 15.
457

[3686] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن
أبي عبد الله المؤمن، عن جابر قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقال: يا جابر والله إني
لمحزون وإني لمشغول القلب قلت: جعلت فداك وما شغلك؟ وما حزن قلبك؟ فقال:
يا جابر إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله شغل قلبه عما سواه، يا جابر ما الدنيا
وما عسى أن تكون الدنيا هل هي إلا طعام أكلته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها؟!
يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا ببقائهم فيها ولم يأمنوا قدومهم الآخرة;
يا جابر الآخرة دار قرار والدنيا دار فناء وزوال ولكن أهل الدنيا أهل غفلة وكان
المؤمنين هم الفقهاء أهل فكرة وعبرة لم يصمهم عن ذكر الله جل اسمه ما سمعوا بآذانهم
ولم يعمهم عن ذكر الله ما رأوا من الزينة بأعينهم ففازوا بثواب الآخرة كما فازوا بذلك
العلم.
واعلم يا جابر أن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤونة وأكثرهم لك معونة تذكر
فيعينونك وان نسيت ذكروك قوالون بأمر الله قوامون على أمر الله قطعوا محبتهم بمحبة
ربهم ووحشوا الدنيا لطاعة مليكهم ونظروا إلى الله عز وجل وإلى محبته بقلوبهم وعلموا أن ذلك
هو المنظور إليه لعظيم شأنه فأنزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه أو كمال وجدته
في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء [إني] إنما ضربت لك هذا مثلا لأنها عند
أهل اللب والعلم بالله كفيىء الظلال يا جابر فاحفظ ما استرعاك الله جل وعز من دينه
وحكمته ولا تسألن عما لك عنده إلا ما له عند نفسك، فإن تكن الدنيا على غير ما
وصفت لك فتحول إلى دار المستعتب فلعمري لرب حريص على أمر قد شقي به حين
أتاه ولرب كاره لأمر قد سعد به حين أتاه وذلك قول الله عز وجل (وليمحص الله الذين آمنوا
ويمحق الكافرين) (1) (2).

(1) سورة آل عمران: 141.
(2) الكافي: 2 / 132 ح 16.
458

الرواية صحيحة الإسناد.
[3687] 19 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يحيى بن عقبة
الأزدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): مثل الحريص على الدنيا
كمثل دودة القز كلما ازدادت على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما
قال: وقال أبو عبد الله (عليه السلام): كان فيما وعظ به لقمان ابنه: يا بني ان الناس قد جمعوا
قبلك لأولادهم فلم يبق ما جمعوا ولم يبق من جمعوا له وإنما أنت عبد مستأجر قد
أمرت بعمل ووعدت عليه أجرا فأوف عملك واستوف أجرك ولا تكن في هذه الدنيا
بمنزلة شاه وقعت في ذرع أخضر فأكلت حتى سمن فكان حتفها عند سمنها ولكن
اجعل الدنيا بمنزلة قنطرة على نهر جزت عليها وتركتها ولم ترجع إليها آخر الدهر
أخربها ولا تعمرها فإنك لم تؤمر بعمارتها.
واعلم أنك ستسأل غدا إذا وقفت بين يدي الله عز وجل عن أربع شبابك فيما أبليته، وعمرك
فيما أفنيته، ومالك مما اكتسبته وفيما أنفقته، فتأهب لذلك وأعد له جوابا، ولا تأس
على ما فاتك من الدنيا فإن قليل الدنيا لا يدوم بقاؤه وكثيرها لا يؤمن بلاؤه فخذ
حذرك وجد في أمرك واكشف الغطاء عن وجهك وتعرض لمعروف ربك وجدد التوبة
في قلبك واكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك ويقضي قضاؤك ويحال بينك وبين
ما تريد (1).
[3688] 20 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن بعض
أصحابه، عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: فيما ناجى الله عز وجل به
موسى (عليه السلام) يا موسى لا تركن إلى الدنيا ركون الظالمين وركون من اتخذها أبا وأما
يا موسى لو وكلتك إلى نفسك لتنظر لها إذا لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها، يا موسى
نافس في الخير أهله واستبقهم إليه، فإن الخير كاسمه واترك من الدنيا ما بك الغنى

(1) الكافي: 2 / 134 ح 20.
459

عنه ولا تنظر عينك إلى كل مفتون بها وموكل إلى نفسه واعلم أن كل فتنة بدؤها حب
الدنيا ولا تغبط أحدا بكثرة المال فإن مع كثرة المال تكثر الذنوب لواجب الحقوق
ولا تغبطن أحدا برضى الناس عنه حتى تعلم أن الله راض عنه ولا تغبطن مخلوقا
بطاعة الناس له، فإن طاعة الناس له واتباعهم إياه على غير الحق هلاك له ولمن
اتبعه (1).
[3689] 21 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن غياث
ابن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن في كتاب علي صلوات الله عليه: إنما مثل
الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع، يحذرها الرجل العاقل ويهوى
إليها الصبي الجاهل (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3690] 22 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى بعض أصحابه
يعظه: أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به فإن
من اتقى الله جل وعز وقوي وشبع وروي ورفع عقله عن أهل الدنيا فبدنه مع أهل
الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت عيناه من حب الدنيا
فقذر حرامها وجانب شبهاتها وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لابد له من كسرة منه
يشد بها صلبه وثوب يواري به عورته، من أغلظ ما يجد وأخشنه ولم يكن له فيما لابد
له منه ثقة ولا رجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء فجد واجتهد وأتعب
بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه وشدة في
عقله وما ذخر له في الآخرة أكثر فارفض الدنيا فإن حب الدنيا يعمي ويصم ويبكم
ويذل الرقاب فتدارك ما بقي من عمرك ولا تقل غدا أو بعد غد فإنما هلك من كان

(1) الكافي: 2 / 135 ح 21.
(2) الكافي: 2 / 136 ح 22.
460

قبلك بإقامتهم على الأماني والتسويف حتى أتاهم أمر الله بغتة وهم غافلون، فنقلوا
على أعوادهم إلى قبورهم المظلمة الضيقة وقد أسلمهم الأولاد والأهلون فانقطع إلى
الله بقلب منيب، من رفض الدنيا وعزم ليس فيه انكسار ولا انخزال أعاننا الله وإياك
على طاعته ووفقنا الله وإياك لمرضاته (1).
[3691] 23 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة وغيره، عن
طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: مثل الدنيا كمثل ماء البحر كلما شرب منه
العطشان ازداد عطشا حتى يقتله (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3692] 24 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء قال سمعت
الرضا (عليه السلام) يقول: قال عيسى بن مريم صلوات الله عليه للحواريين: يا بني إسرائيل لا
تأسوا على ما فاتكم من الدنيا كما لا يأسى أهل الدنيا على ما فاتهم من دينهم إذا
أصابوا دنياهم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3693] 25 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن
إسماعيل بن جابر، عن يونس بن ظبيان قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله عز وجل يقول: ويل للذين يختلون الدنيا بالدين وويل للذين
يقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس، وويل للذين يسير المؤمن فيهم بالتقية،
أبي يغترون أم علي يجترؤون فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تترك الحليم منهم
حيران (4).

(1) الكافي: 2 / 136 ح 23.
(2) الكافي: 2 / 136 ح 24.
(3) الكافي: 2 / 137 ح 25.
(4) الكافي: 2 / 299 ح 1.
461

[3694] 26 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن درست بن
أبي منصور، عن رجل، عن أبي عبد الله وهشام عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: رأس كل
خطيئة حب الدنيا (1).
[3695] 27 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن
أبي اسامة زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من لم يتعز بعزاء الله
تقطعت نفسه حسرات على الدنيا ومن أتبع بصره ما في أيدي الناس كثر همه ولم
يشف غيظه ومن لم ير لله عز وجل عليه نعمة إلا في مطعم أو مشرب أو ملبس فقد قصر عمله
ودنا عذابه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3696] 28 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن
سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما فتح الله على عبد بابا من أمر الدنيا إلا فتح الله عليه
من الحرص مثله (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3697] 29 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان وعبد العزيز العبدي، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: من أصبح وأمسى والدنيا أكبر همه جعل الله تعالى الفقر بين عينيه وشتت أمره
ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم الله له ومن أصبح وأمسى والآخرة أكبر همه جعل الله
الغنى في قلبه وجمع له أمره (4).
الرواية موثقة سندا.

(1) الكافي: 2 / 315 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 315 ح 5.
(3) - (4) الكافي: 2 / 319 ح 12 و 15.
462

[3698] 30 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه سمع رجلا يذم الدنيا وقال له: أيها
الذام للدنيا المغتر بغرورها المجذوع بأباطيلها تغتر بالدنيا ثم تذمها؟ أنت المتجرم
عليها أم هي المتجرمة عليك... إن الدنيا دار صدق لمن صدقها ودار عافية لمن فهم
عنها ودار غنى لمن تزود منها ودار موعظة لمن اتعظ بها، مسجد أحباء الله ومصلى
ملائكة الله ومهبط وحي الله ومتجر أولياء الله اكتسبوا فيها الرحمة وربحوا فيها
الجنة... (1).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي:
2 / 128 و 315، ونهج البلاغة في مختلف صفحاته، وغرر الحكم: 7 / 105،
وإرشاد القلوب: 21 و 23 و 38، والوافي: 5 / 847 و 889، والمحجة البيضاء:
5 / 351 و 6 / 3، وبحار الأنوار: 70 / 1 طبع بيروت في أكثر من مأة صفحة،
ووسائل الشيعة: 11 / 308، ومستدرك الوسائل: 12 / 36، وجامع أحاديث
الشيعة: 14 / 1، وفيه أكثر من أربعين رواية وغير ذلك من كتب الأخبار.

(1) نهج البلاغة: الحكمة 131.
463

الدنية
[3699] 1 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن
ذكره عن الحسين ابن أبي العلاء قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): رحم الله عبدا عف وتعفف
وكف عن المسألة فانه يتعجل الدنية في الدنيا ولا يغنى الناس عنه شيئا قال: ثم تمثل
أبو عبد الله (عليه السلام) ببيت حاتم:
إذا ما عرفت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر (1)
[3700] 2 - الكليني، بإسناده إلى الخطبة الوسيلة:... أيها الناس إن المنية قبل الدنية
والتجلد قبل التلبد والحساب قبل العقاب والقبر خير من الفقر وغض البصر خير من
كثير من النظر والدهر يوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر
فبكليهما تمتحن - وفي نسخة وكلاهما سيخبر -... (2).
[3701] 3 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال في خطبة له في ذكر المكائيل
والموازين: عباد الله إنكم وما تأملون من هذه الدنيا أثوياء مؤجلون ومدينون
مقتضون أجل منقوص وعمل محفوظ، فرب دائب مضيع ورب كادح خاسر قد
أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا والشر فيه إلا إقبالا والشيطان في هلاك
الناس إلا طمعا فهذا أوان قويت عدته وعمت مكيته وأمكنت فريسته اضرب
بطرفك حيث شئت من الناس فهل تبصر إلا فقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدل نعمة الله
كفرا أو بخيلا اتخذ البخل بحق الله وفرا أو متمردا كان بإذنه عن سمع المواعظ وقرأ

(1) الكافي: 4 / 21 ح 6.
(2) الكافي: 8 / 21.
464

أين خياركم وصلحاؤكم وأين أحراركم وسمحاؤكم وأين المتورعون في مكاسبهم
والمتنزهون في مذاهبهم أليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدنيا الدنية والعاجلة المنقضية
وهل خلفتم إلا في حثالة لا تلتقي بذمهم الشفتان استصغارا لقدرهم وذهابا عن
ذكرهم فإنا لله وإنا إليه راجعون ظهر الفساد فلا منكر مغير ولا زاجر مزدجر أفبهذا
تريدون أن تجاوروا الله في دار قدسه وتكونوا أعز أوليائه عنده هيهات لا يخدع الله عن
جنته ولا تنال مرضاته إلا بطاعته لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له والناهين عن
المنكر العاملين به (1).
[3702] 4 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فإن المرء المسلم ما لم يغش
دناءة تظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغرى بها لئام الناس كان كالفالج الياسر الذي ينتظر
أول فوزة من قداحة توجب له المغنم ويرفع بها عنه المغرم وكذلك المرء المسلم البرىء
من الخيانة ينتظر من الله إحدى الحسنين: إما داعي الله فما عند الله خير له وإما رزق
الله فإذا هو ذو أهل ومال ومعه دينه وحسبه... (2).
[3703] 5 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ثم إنكم معشر العرب
أغراض بلايا قد اقتربت فاتقوا سكرات النعمة واحذروا بوائق النقمة وتثبتوا في قتام
العشوة واعوجاج الفتنة عند طلوع جنينها وظهور كمينها وانتصاب قطبها ومدار
رحاها تبدأ في مدارج خفية وتؤول إلى فظاعة جلية شبابها كشباب الغلام وآثارها
كآثار السلام يتوارثها الظلمة بالعهود أولهم قائد لآخرهم وآخرهم مقتد بأولهم
يتنافسون في دنيا دنية ويتكالبون على جيفة مريحة وعن قليل يتبرأ التابع من المتبوع
والقائد من المقود فيتزايلون بالبغضاء ويتلاعنون عند اللقاء (3).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 129.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 23.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 151.
465

[3704] 6 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته للحسن نجله (عليه السلام):...
وأكرم نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلى الرغائب فإنك لن تعتاض بما تبذل من
نفسك عوضا... (1).
[3705] 7 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المنية ولا الدنية والتقلل ولا
التوسل... (2).
[3706] 8 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: النفس الدنية لا تنفك عن
الدناءات (3).
[3707] 9 - وعنه (عليه السلام): اعقل الناس أبعدهم عن كل دنية (4).
[3708] 10 - وعنه (عليه السلام) أكرم نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلى الرغائب... (5).
[3709] 11 - وعنه (عليه السلام) المؤمن من طهر قلبه من الدنية (6).
[3710] 12 - وعنه (عليه السلام): لا تلاح الدني فيجترىء عليك (7).
[3711] 13 - وعنه (عليه السلام): نزه نفسك عن كل دنية وان ساقتك إلى الرغائب (8).
[3712] 14 - وعنه (عليه السلام): نزه عن كل دنية نفسك وابذل في المكارم جهدك تخلص من المآثم
وتحرز المكارم (9).
[3713] 15 - وعنه (عليه السلام): لا تؤثر دنيا على شريف (10).

(1) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 396.
(3) غرر الحكم: ح 1557.
(4) غرر الحكم: ح 3073.
(5) غرر الحكم: ح 3428.
(6) غرر الحكم: ح 1956.
(7) غرر الحكم: ح 10221.
(8) غرر الحكم: ح 9962.
(9) غرر الحكم: ح 9989.
(10) غرر الحكم: ح 10160.
466

[3714] 16 - وعنه (عليه السلام): ورع المرء ينزهه عن كل دنية (1).
[3715] 17 - وعنه (عليه السلام): مباينة الدنايا تكبت العدو (2).
[3716] 18 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المنية لا الدنية والتجلد لا التبلد
والدهر يومان فيوم لك ويوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فلا تحزن
فبكليهما ستختبر (3).
[3717] 19 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: اصطنعوا المعروف تكسبوا
الحمد واستشعروا الحمد يؤنس بكم العقلاء ودعوا الفضول يجانبكم السفهاء وأكرموا
الجليس تعمر ناديكم وحاموا عن الخليط يرغب في جواركم وانصفوا الناس من
أنفسكم يوثق بكم وعليكم بمكارم الأخلاق فإنها رفعة وإياكم والأخلاق الدنية فإنها
تضع الشريف وتهدم المجد (4).
[3718] 20 - المجلسي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: المنية ولا الدنية والتقلل ولا
التوسل ومن لم يعط قاعدا لم يعط قائما والدهر يومان يوم لك ويوم عليك فإذا كان لك
فلا تبطر وإذا كان عليك فاصبر (5).

(1) غرر الحكم: ح 10081.
(2) غرر الحكم: ح 9774.
(3) بحار الأنوار: 75 / 44 ح 42.
(4) بحار الأنوار: 75 / 53 ح 89.
(5) بحار الأنوار: 75 / 84 ح 89.
467

الدهر
[3719] 1 - الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن بعض
أصحابه، عن أبان، عن عبد الرحمن بن سيابه، عن أبي النعمان، عن أبي عبد الله أو
أبي جعفر (عليهما السلام) قال: من لا يعد الصبر لنوائب الدهر يعجز (1).
[3720] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن
زياد جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، عن علي بن
الحسين (عليه السلام) قال: كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إنما الدهر ثلاثة أيام أنت فيما بينهن
مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبدا فإن كنت عملت فيه خيرا لم تحزن لذهابه وفرحت بما
استقبلته منه وإن كانت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه وتفريطك فيه وأنت
في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة ولا تدري لعلك لا تبلغه وإن بلغته لعل
حظك فيه في التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك فيوم من الثلاثة قد مضى
أنت فيه مفرط ويوم تنتظره لست أنت منه على يقين من ترك التفريط وإنما هو يومك
الذي أصبحت فيه وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت فيما فرطت في الأمس الماضي مما
فاتك فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ومن سيئات ألا تكون أقصرت عنها وأنت
مع هذا مع استقبال غد على غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة
أو مرتدع عن سيئة محبطة فأنت من يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي
استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته

(1) الكافي: 2 / 93 ح 24.
468

فاعمل أو دع والله المعين على ذلك (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3721] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رجل،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال الخضر لموسى (عليه السلام): يا موسى إن أصلح يوميك الذي هو
أمامك فانظر أي يوم هو وأعد له الجواب فإنك موقوف ومسؤول وخذ موعظتك من
الدهر فإن الدهر طويل قصير فاعمل كأنك ترى ثواب عملك ليكون أطمع لك في
الآخرة فإنما هو آت من الدنيا كما هو قد ولى منها (2).
[3722] 4 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن
الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) انه سئل عن الصوم في الحضر، فقال: ثلاثة أيام في كل
شهر الخميس من جمعة والأربعاء من جمعة والخميس من جمعة اخرى، وقال: قال
أمير المؤمنين (عليه السلام): صيام شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن ببلابل الصدور
وصيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر ان الله عز وجل يقول: (من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3723] 5 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن زرارة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن صوم الدهر، فقال: لم نزل نكرهه (4).
الرواية صحيحة الإسناد، والمراد بصوم الدهر: هنا صيام جميع أيام السنة كما
تدل عليه موثقة سماعة الآتية، وأما صوم الدهر المعروف قد ورد استحبابه،
فكراهته (عليه السلام) له تحمل على عدم وجوبه والله سبحانه هو العالم.

(1) الكافي: 2 / 453 ح 1.
(2) الكافي: 2 / 459 ح 22.
(3) الكافي: 4 / 92 ح 6.
(4) الكافي: 4 / 96 ح 4.
469

[3724] 6 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن سماعة قال: سألته عن صوم الدهر فكرهه وقال: لا بأس أن يصوم يوما ويفطر
يوما (1).
الرواية موثقة سندا.
[3725] 7 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن صاحبتي
هلكت وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج، فقال لي: انظر أين تضع نفسك ومن
تشركه في مالك وتطلعه على دينك وسرك فإن كنت لابد فاعلا فبكرا تنسب إلى
الخير وإلى حسن الخلق واعلم أنهن كما قال إلا أن النساء خلقن شتى فمنهن الغنيمة
والغرام ومنهن الحلال إذا تجلى لصاحبه ومنهن الظلام فمن يظفر بصالحهن يسعد ومن
يغبن فليس له انتقام وهن ثلاث فامرأة ولود ودود تعين زوجها على دهره لدنياه
وآخرته ولا تعين الدهر عليه وامرأة عقيمة لا ذات جمال ولا خلق ولا تعين زوجها
على خير وامرأة صخابة ولاجة همازة تستقل الكثير ولا تقبل اليسير (2).
الرواية حسنة سندا.
[3726] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى،
عن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني أعامل التجار فأتهيأ للناس
كراهة أن يروا بي خصاصة فأتخذ الغالية؟ فقال: يا إسحاق إن القليل من الغالية
يجزئ وكثيرها سواء من اتخذ من الغالية قليلا دائما أجزءه ذلك قال إسحاق: وأنا
اشتري منها في السنة بعشرة دراهم فاكتفي بها وريحها ثابت طول الدهر (3).

(1) الكافي: 4 / 96 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 323 ح 3.
(3) الكافي: 6 / 516 ح 1.
470

الرواية معتبرة سندا. والغالية: نوع من الطيب مركب من مسك وكافور وعنب
ودهن وهي معروفة.
[3727] 9 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس
ابن عبد الرحمن، عن علي بن منصور قال لي هشام بن الحكم: كان بمصر زنديق تبلغه
عن أبي عبد الله (عليه السلام) أشياء فخرج إلى المدينة ليناظره... ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): يا
أخا أهل مصر إن الذي تذهبون إليه وتظنون أنه الدهر إن كان الدهر يذهب بهم لم
لا يردهم وإن كان يردهم لم لا يذهب بهم؟ (1).
[3728] 10 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... عباد الله إن الدهر يجي
بالباقين كجريه بالماضين لا يعود ما قد ولى منه ولا يبقى سرمدا ما فيه. آخر فعاله
كأوله، متشابهة اموره... (2).
[3729] 11 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى معاوية عليه الهاوية:...
فيا عجبا للدهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي ولم تكن له كسابقتي التي لا يدلى
أحد بمثلها إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه ولا أظن الله يعرفه والحمد لله على كل
حال... (3).
[3730] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عثمان بن حنيف
الأنصاري:... أ أقنع من نفسي بأن يقال هذا أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره
الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش... (4).
[3731] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى عبد الله بن العباس: أما بعد
فإنك لست بسابق أجلك ولا مرزوق ما ليس لك واعلم بأن الدهر يومان يوم لك

(1) الكافي: 1 / 72 ح 1.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 157.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 9.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 45.
471

ويوم عليك وان الدنيا دار دول فما كان منها لك أتاك على ضعفك وما كان منها عليك لم
تدفعه بقوتك (1).
[3732] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الدهر يخلق الأبدان ويجدد
الآمال ويقرب المنية ويباعد الأمنية من ظفر به نصب ومن فاته تعب (2).
[3733] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ما قال الناس لشيء طوبى له إلا
وقد خبأ له الدهر يوم سوء (3).
[3734] 16 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الدهر يومان: يوم لك ويوم
عليك فإذا كان لك فلا تبطر وإذا كان عليك فاصطبر (4).
[3735] 17 - وعنه (عليه السلام): الدهر ذو حالتين إبادة وإفادة فما أباده فلا رجعة له وما أفاده فلا
بقاء له (5).
[3736] 18 - وعنه (عليه السلام): ان الدهر لخصم غير مخصوم ومحتكم غير ظلوم ومحارب غير
محروب (6).
[3737] 19 - وعنه (عليه السلام): كم من ذي ثروة خطير صيره الدهر فقيرا حقيرا (7).
[3738] 20 - وعنه (عليه السلام): من عتب على الدهر طال معتبه (8).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت راجع كتب الأخبار، والحمد لله.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 72.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 72.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 286.
(4) - (8) غرر الحكم: ح 1917 - 2199 - 3628 - 6924 - 8570.
472

الدهقان
[3739] 1 - الكليني، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي، عن علي
ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم، عن أبي بصير قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) عن
الرجل يكون له الحاجة إلى المجوسي أو إلى اليهودي أو إلى النصراني أو أن يكون
عاملا أو دهقانا من عظماء أهل أرضه فيكتب إليه الرجل في الحاجة العظيمة أيبدأ
بالعلج ويسلم عليه في كتابه وإنما يصنع ذلك لكي تقضى حاجته؟ قال: أما إن تبدأ به
فلا ولكن تسلم عليه في كتابك فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كان يكتب إلى كسرى
وقيصر (1).
[3740] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن السياري، عن محمد
ابن جمهور قال: كان النجاشي وهو رجل من الدهاقين عاملا على الأهواز وفارس
فقال بعض أهل عمله لأبي عبد الله (عليه السلام): إن في ديوان النجاشي علي خراجا وهو مؤمن
يدين بطاعتك فإن رأيت أن تكتب لي إليه كتابا قال فكتب إليه أبو عبد الله (عليه السلام):
«بسم الله الرحمن الرحيم سر أخاك يسرك الله» قال: فلما ورد الكتاب عليه دخل
عليه وهو في مجلسه فلما خلا ناوله الكتاب وقال: هذا كتاب أبي عبد الله (عليه السلام) فقبله
ووضعه على عينيه وقال له: ما حاجتك؟ قال: خراج علي في ديوانك فقال له: وكم
هو؟ قال: عشرة آلاف درهم فدعا كاتبه وأمره بأدائها عنه ثم أخرجه منها وأمر أن
يثبتها له لقابل ثم قال له: سررتك؟ فقال: نعم جعلت فداك، ثم أمر له بمركب

(1) الكافي: 2 / 651 ح 1.
473

وجارية وغلام وأمر له بتخت ثياب في كل ذلك يقول له: هل سررتك؟ فيقول: نعم
جعلت فداك، فكلما قال نعم زاده حتى فرغ ثم قال له: احمل فرش هذا البيت الذي
كنت جالسا فيه حين دفعت إلي كتاب مولاي الذي ناولتني فيه وارفع إلي حوائجك
قال: ففعل وخرج الرجل فصار إلى أبي عبد الله (عليه السلام) بعد ذلك فحدثه الرجل بالحديث
على جهته فجعل يسر بما فعل، فقال الرجل: يا ابن رسول الله كأنه قد سرك ما فعل
بي؟ فقال: أي والله لقد سر الله ورسوله (1).
[3741] 3 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حد الجزية على أهل الكتاب وهل عليهم
في ذلك شيء موظف لا ينبغي أن يجوزوا إلى غيره؟ فقال: ذاك إلى الامام أن يأخذ من
كل إنسان منهم ما شاء على قدر ماله بما يطيق إنما هم قوم فدوا أنفسهم من أن
يستعبدوا أو يقتلوا فالجزية تؤخذ منهم على قدر ما يطيقون له أن يأخذهم به حتى
يسلموا فإن الله تبارك وتعالى قال: (حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون) (2) وكيف يكون صاغرا وهو لا يكترث لما يؤخذ منه حتى يجد ذلا لما
أخذ منه فيألم لذلك فيسلم قال وقال ابن مسلم: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أرأيت ما
يأخذ هؤلاء من هذا الخمس من أرض الجزية ويأخذ من الدهاقين جزية رؤوسهم
أما عليهم في ذلك موظف؟ فقال: كان عليهم ما أجازوا على أنفسهم وليس للإمام
أكثر من الجزية إن شاء الإمام وضع ذلك على رؤوسهم وليس على أموالهم شيء وإن
شاء فعلى أموالهم وليس على رؤوسهم شيء فقلت: فهذا الخمس؟ فقال: إنما هذا
شيء كان صالحهم عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 190 ح 9.
(2) سورة التوبة: 29.
(3) الكافي: 3 / 566 ح 1.
474

[3742] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: سألته عن الرجل يتقبل الأرض بطيبة نفس أهلها على شرط يشارطهم
عليه وإن هو رم فيها مرمة أو جدد فيها بناء فإن له أجر بيوتها إلا الذي كان في أيدي
دهاقينها أولا قال: إذا كان قد دخل في قبالة الأرض على أمر معلوم فلا يعرض لما في
أيدي دهاقينها إلا أن يكون قد اشترط على أصحاب الأرض ما في أيدي
الدهاقين (1).
الرواية موثقة سندا.
[3743] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد جميعا،
عن ابن محبوب، عن خالد بن جرير، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سألته عن الرجل يتقبل الأرض من الدهاقين فيؤاجرها بأكثر مما يتقبلها ويقوم
فيها بحظ السلطان، قال: لا بأس به إن الأرض ليست مثل الأجير ولا مثل البيت إن
فضل الأجير والبيت حرام (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3744] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز،
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) وعن الساباطي وعن زرارة عن أبي عبد الله (عليه السلام)
انهم سألوهما عن شراء أرض الدهاقين من أرض الجزية، فقال: إنه إذا كان ذلك
انتزعت منك أو تؤدي عنها ما عليها من الخراج، قال عمار: ثم أقبل علي فقال:
اشترها فإن لك من الحق ما هو أكثر من ذلك (3).
الرواية صحيحة الإسناد.

(1) الكافي: 5 / 269 ح 4.
(2) الكافي: 5 / 271 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 282 ح 3.
475

[3745] 7 - الكليني، عن العدة، عن سهل بن زياد، عن إبراهيم بن عقبة، عن سيابة بن
أيوب، ومحمد بن الوليد، وعلي بن أسباط يرفعونه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: ان الله
يعذب الستة بالستة: العرب بالمعصية، والدهاقين بالكبر، والأمراء بالجور،
والفقهاء بالحسد، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل (1).
[3746] 8 - الصدوق قال: روي عن مصعب بن يزيد الأنصاري قال: استعملني
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) على أربعة رساتيق المداين: البهقباذات،
وبهر سير، ونهر جوبر، ونهر الملك وأمرني أن أضع على كل جريب زرع غليظ
درهما ونصفا وعلى كل جريب وسط درهما وعلى كل جريب زرع رقيق ثلثي درهم
وعلى كل جريب كرم عشرة دراهم وعلى كل جريب نخل عشرة دراهم وعلى كل
جريب البساتين التي تجمع النخل والشجرة عشرة دراهم وأمرني أن ألقي كل نخل شاذ
عن القرى لمارة الطريق وأبناء السبيل ولا آخذ منه شيئا وأمرني أن أضع على
الدهاقين الذين يركبون البراذين ويتختمون بالذهب على كل رجل منهم ثمانية
وأربعين درهما وعلى أوساطهم والتجار منهم على كل رجل أربعة وعشرين درهما
وعلى سفلتهم وفقرائهم على كل انسان منهم اثني عشر درهما قال فجبيتها ثمانية
عشرة ألف ألف درهم في سنة (2).
[3747] 9 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب إلى بعض عماله: أما بعد فإن
دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارا وجفوة ونظرت فلم أرهم أهلا
لأن يدنوا لشركهم ولا أن يقصوا ويجفوا لعهدهم فألبس لهم جلبابا من اللين تشوبه
بطرف من الشدة داول لهم بين القسوة والرأفة وامزج لهم بين التقريب والإدناء
والإبعاد والاقصاء إن شاء الله (3).

(1) الكافي: 8 / 162 ح 170.
(2) الفقيه: 2 / 48 ح 1667.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 19.
476

[3748] 10 - غياث الدين عبد الكريم بن طاووس نقلا من محمد بن علي بن الحسن
العلوي في كتاب فضل الكوفة بإسناد رفعه إلى عقبة بن علقمة أبي الجنوب قال:
اشترى أمير المؤمنين (عليه السلام) ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة وفي حديث ما بين
النجف إلى الحيرة إلى الكوفة من الدهاقين بأربعين ألف درهم وأشهد على شرائه
قال: فقيل له: يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس ينبت حظا؟ فقال:
سمعت من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: كوفان يرد أولها على آخرها يحشر من ظهرها
سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فاشتهيت أن يحشروا من ملكي (1).
الدهقان معرب يطلق على رئيس القرية وعلى التاجر وعلى من له مال وعقار.
والروايات في هذا المقام متعددة فإن شئت أكثر من هذا فعليك بمراجعة كتب
الأخبار.

(1) فرحة الغري: 29. ونقل عنه في بحار الأنوار: 97 / 231 ح 21.
477

الدواء
[3749] 1 - الكليني، عن بعض أصحابنا، عن محمد بن علي قال: أخبرني زيد بن علي بن
الحسين بن زيد قال: مرضت فدخل الطبيب علي ليلا فوصف لي دواء بليل آخذه كذا
وكذا يوما فلم يمكني فلم يخرج الطبيب من الباب حتى ورد علي نصر بقارورة فيها
ذلك الدواء بعينه فقال لي: أبو الحسن يقرئك السلام ويقول لك: خذ هذا الدواء كذا
وكذا يوما فأخذته فشربته فبرئت. قال محمد بن علي: قال لي زيد بن علي: يأبى
الطاعن أين الغلاة عن هذا الحديث (1).
[3750] 2 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي، عن علي بن جعفر، عن أخيه
موسى (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل هل يصلح له أن يستدخل الدواء ثم يصلي وهو
معه أينقض الوضوء؟ قال: لا ينقض الوضوء ولا يصلي حتى يطرحه (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3751] 3 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن
يحيى، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الصائم يشتكي أذنه
يصب فيها الدواء، قال: لا بأس به (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3752] 4 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن علي بن جعفر، عن

(1) الكافي: 1 / 502 ح 9.
(2) الكافي: 3 / 36 ح 7.
(3) الكافي: 4 / 110 ح 1.
478

أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: سألته عن الرجل والمرأة هل يصلح لهما أن يستدخلا
الدواء وهما صائمان؟ قال: لا بأس (1).
الرواية صحيحة الاسناد.
[3753] 5 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان بن
إسحاق قال: كان لي ابن وكان تصيبه الحصاة فقيل لي: ليس له علاج إلا أن تبطه
فبططته فمات، فقالت الشيعة: شركت في دم ابنك قال: فكتبت إلى أبي الحسن
العسكري (عليه السلام) فوقع (عليه السلام): يا أحمد ليس عليك فيما فعلت شيء إنما التمست الدواء وكان
أجله فيما فعلت (2).
الحصاة: اشتداد البول في المثانة حتى يصير كالحصاة. البط: شق الدمل
والخراج ونحوهما.
[3754] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس،
عن هشام بن الحكم، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: التمر البرني يشبع ويهنىء
ويمرىء وهو الدواء ولا داء له يذهب بالعياء ومع كل تمرة حسنة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3755] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة قال: كتبت إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن الرجل يبعث له الدواء من ريح
البواسير فيشربه بقدر اسكرجه من نبيذ صلب ليس يريد به اللذة وإنما يريد به
الدواء؟ فقال: لا ولا جرعة ثم قال: إن الله عز وجل لم يجعل في شيء مما حرم شفاء ولا
دواء (4).

(1) الكافي: 4 / 110 ح 5.
(2) الكافي: 6 / 53 ح 6.
(3) الكافي: 6 / 346 ح 7.
(4) الكافي: 6 / 413 ح 2.
479

المكاتبة صحيحة الإسناد.
[3756] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي، عن أبي سلمة، عن معتب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الدواء أربعة: السعوط
والحجامة والنورة والحقنة (1).
[3757] 9 - الصدوق بسنده قال: وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر (عليه السلام) عن الرجل يعالج
الدواء للناس فيأخذ عليه جعلا، قال: لا بأس به (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3758] 10 - الصدوق بسنده قال: وروى الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن
محمد بن أبي حمزة وحسين الرواسي، عن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن (عليه السلام):
المرأة تخاف الحبل فتشرب الدواء فتلقي ما في بطنها؟ فقال: لا فقلت: إنما هو نطفة،
قال: إن أول ما يخلق نطفة (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3759] 11 - الصدوق، عن محمد بن القاسم المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن
الحسن بن علي، عن علي بن محمد (عليه السلام) قال: قيل لمحمد بن علي بن موسى صلوات الله
عليه: ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟ قال: لأنهم جهلوه فكرهوه ولو
عرفوه وكانوا من أولياء الله لأحبوه ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا، ثم
قال (عليه السلام): يا أبا عبد الله ما بال الصبي والمجنون يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي
للألم عنه؟ قال: لجهلهم بنفع الدواء قال: والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن من استعد
للموت حق الاستعداد فهو أنفع له من هذا الدواء لهذا المتعالج أما إنهم لو عرفوا

(1) الكافي: 8 / 192 ح 226.
(2) الفقيه: 3 / 175 ح 3660.
(3) الفقيه: 4 / 171 ح 5394.
480

ما يؤدي إليه الموت من النعيم لاستدعوه وأحبوه أشد ما يستدعى العاقل الحازم
الدواء لدفع الآفات واجتلاب السلامات (1).
[3760] 12 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي
بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان يسمى الطبيب المعالج فقال موسى بن
عمران: يا رب ممن الداء؟ قال: مني قال: فممن الدواء؟ قال: مني قال: فما يصنع
الناس بالمعالج؟ قال: يطيب بذلك أنفسهم فسمي الطبيب لذلك (2).
[3761] 13 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... ذلك القرآن فاستنطقوه ولن
ينطق ولكن أخبركم عنه ألا ان فيه علم ما يأتي والحديث عن الماضي ودواء دائكم
ونظم ما بينكم... (3).
[3762] 14 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... وإذا لم أجد بدا فآخر الدواء
الكي (4).
الكي: القتل والموت.
[3763] 15 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الصدقة دواء منجح (5).
[3764] 16 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن كلام الحكماء إذا كان صوابا
كان دواء وإذا كان خطاء كان داء (6).
[3765] 17 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: ربما كان الدواء داء (7).

(1) معاني الأخبار: 290 ح 8، ونقل عنه في بحار الأنوار: 6 / 156.
(2) علل الشرايع: 525.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 158.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 168.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 7.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 265.
(7) غرر الحكم: ح 5369.
481

[3766] 18 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: من كثرت ادواؤه لم يعرف
شفاؤه (1).
[3767] 19 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: لا دواء لمشغوف بدائه (2).
[3768] 20 - الراوندي رفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تداووا فإن الذي أنزل الداء أنزل
الدواء (3).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء فإن شئت أكثر من هذا فراجع
بحار الأنوار: 59 / 62 من طبع بيروت، وقد مر منا عنوان الداء آنفا في محله
فراجعه.

(1) غرر الحكم: ح 8138.
(2) غرر الحكم: ح 10515.
(3) الدعوات: 180 ح 498، ونقل عنه في بحار الأنوار: 59 / 68 ح 20.
482

الدولة
[3769] 1 - الكليني، عن علي بن الحسن المؤدب، عن أحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن
محمد، عن علي بن الحسن التيمي، جميعا عن إسماعيل بن مهران قال: حدثني
عبد الله بن الحارث، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: خطب أمير المؤمنين (عليه السلام)
الناس بصفين فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم قال: أما بعد فقد
جعل الله تعالى لي عليكم حقا بولاية أمركم ومنزلتي التي أنزلني الله عز ذكره بها
منكم ولكم علي من الحق مثل الذي لي عليكم والحق أجمل الأشياء في التواصف
وأوسعها في التناصف لا يجري لأحد إلا جرى عليه ولا يجري عليه إلا جرى له ولو
كان لأحد أن يجري ذلك له ولا يجري عليه لكان ذلك لله عز وجل خالصا دون خلقه لقدرته
على عباده ولعدله في كل ما جرت عليه ضروب قضائه ولكن جعل حقه على العباد
أن يطيعوه وجعل كفارتهم عليه بحسن الثواب تفضلا منه وتطولا بكرمه وتوسعا بما
هو من المزيد له أهلا، ثم جعل من حقوقه حقوقا فرضها لبعض الناس على بعض
فجعلها تتكافى في وجوهها ويوجب بعضها بعضا ولا يستوجب بعضها إلا ببعض
فأعظم مما افترض الله تبارك وتعالى من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق
الرعية على الوالي فريضة فرضها الله عز وجل لكل على كل فجعلها نظام ألفتهم وعزا لدينهم
وقواما لسنن الحق فيهم فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا تصلح الولاة إلا
باستقامة الرعية، فإذا أدت الرعية إلى الوالي حقه وأدى إليها الوالي
كذلك عز الحق بينهم فقامت مناهج الدين واعتدلت معالم العدل وجرت على أذلالها
483

السنن فصلح بذلك الزمان وطاب به العيش وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع
الأعداء، الحديث (1).
[3770] 2 - الكليني، عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن علي بن
مرداس، عن صفوان بن يحيى والحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار
الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيما أفضل العبادة في السر مع الإمام منكم
المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟
فقال: يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية وكذلك والله
عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة
الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عز وجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في
دولة الحق وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق
واعلموا أن من صلى منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستتر بها من عدوه في وقتها
فأتمها كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة، ومن صلى منكم صلاة فريضة
وحده مستترا بها من عدوه في وقتها فأتمها كتب الله عز وجل بها له خمسا وعشرين صلاة
فريضة وحدانية، ومن صلى منكم صلاة نافلة لوقتها فأتمها كتب الله له بها عشر
صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة كتب الله عز وجل له بها عشرين حسنة ويضاعف الله عز وجل
حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله، ودان بالتقية على دينه وإمامه ونفسه
وأمسك من لسانه أضعافا مضاعفة إن الله عز وجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحثثتني عليه ولكن أحب أن أعلم
كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق
ونحن على دين واحد؟ فقال: إنكم سبقتموهم إلى الدخول في دين الله عز وجل وإلى

(1) الكافي: 8 / 352 ح 550.
484

الصلاة والصوم والحج وإلى كل خير وفقه وإلى عبادة الله عز ذكره سرا من عدوكم مع
إمامكم المستتر، مطيعين له، صابرين معه، منتظرين لدولة الحق خائفين على إمامكم
وأنفسكم من الملوك الظلمة، تنتظرون إلى حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة،
قد منعوكم ذلك واضطروكم إلى حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر على دينكم
وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف مع عدوكم فبذلك ضاعف الله عز وجل لكم الأعمال
فهنيئا لكم.
قلت: جعلت فداك فما ترى إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن
اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟ فقال:
سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالى الحق والعدل في البلاد ويجمع الله
الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله عز وجل في أرضه وتقام حدوده في
خلقه ويرد الله الحق إلى أهله فيظهر حتى لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من
الخلق أما والله يا عمار لا يموت منكم ميت على الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند
الله من كثير من شهداء بدر واحد فأبشروا (1).
[3771] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن نوح بن شعيب
وأبي إسحاق الخفاف، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ليس لمصاص شيعتنا في
دولة الباطل إلا القوت شرقوا إن شئتم أو غربوا لن ترزقوا إلا القوت (2).
المصاص: خالص كل شيء.
[3772] 4 - الكليني، عن علي بن محمد، عن صالح بن أبي حماد، عن رجل من الكوفيين،
عن أبي خالد الكابلي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: إن الله عز وجل جعل
الدين دولتين دولة آدم وهي دولة الله ودولة إبليس فإذا أراد الله أن يعبد علانية كانت

(1) الكافي: 1 / 333 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 261 ح 7.
485

دولة آدم وإذا أراد الله أن يعبد في السر كانت دولة إبليس والمذيع لما أراد الله ستره
مارق من الدين (1).
[3773] 5 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
أبي الصباح الكناني قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه شيخ فقال: يا
أبا عبد الله أشكو إليك ولدي وعقوقهم وإخواني وجفاهم عند كبر سني، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): يا هذا إن للحق دولة وللباطل دولة وكل واحد منهما في دولة صاحبه
ذليل وان أدنى ما يصيب المؤمن في دولة الباطل العقوق من ولده والجفاء من إخوانه
وما من مؤمن يصيبه شيئا من الرفاهية في دولة الباطل إلا ابتلي قبل موته إما في بدنه
وإما في ولده وإما في ماله حتى يخلصه الله مما اكتسب في دولة الباطل ويوفر له حظه في
دولة الحق فاصبر وأبشر (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3774] 6 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس،
عن أبي بكر الحضرمي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: لسيرة علي (عليه السلام) في أهل
البصرة كانت خيرا لشيعته مما طلعت عليه الشمس إنه علم أن للقوم دولة فلو سباهم
لسبيت شيعته قلت: فأخبرني عن القائم (عليه السلام) يسير بسيرته؟ قال: لا إن عليا (عليه السلام) سار
فيهم بالمن للعلم من دولتهم وإن القائم عجل الله فرجه يسير فيهم بخلاف تلك السيرة
لأنه لا دولة لهم (3).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3775] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر، عن

(1) الكافي: 2 / 372 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 447 ح 12.
(3) الكافي: 5 / 33 ح 4.
486

عنبسة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله عز ذكره إذا أراد فناء دولة قوم أمر
الفلك فأسرع السير فكانت على مقدار ما يريد (1).
[3776] 8 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن
عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لم تزل دولة الباطل طويلة ودولة الحق
قصيرة (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3777] 9 - الكليني، عن الحسين بن محمد، ومحمد بن يحيى جميعا، عن محمد بن سالم بن
أبي سلمة، عن الحسن بن شاذان الواسطي قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
أشكوا جفاء أهل واسط وحملهم علي وكانت عصابة من العثمانية تؤذيني، فوقع بخطه:
إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق أوليائنا على الصبر في دولة الباطل فاصبر لحكم ربك
فلو قد قام سيد الخلق لقالوا: (يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن
وصدق المرسلون) (3) (4).
[3778] 10 - الكليني، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس، وعن
عبد العزيز بن المهتدي، عن رجل، عن أبي الحسن الماضي (عليه السلام) في قوله تعالى: (من
ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم) (5) قال: صلة الإمام
في دولة الفسقة (6).
[3779] 11 - الصدوق باسناده إلى وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) انه قال:... يا علي والله

(1) الكافي: 8 / 159 ح 157.
(2) الكافي: 8 / 224 ح 284.
(3) سورة يس: 51.
(4) الكافي: 8 / 247 ح 346.
(5) سورة الحديد: 11.
(6) الكافي: 8 / 302 ح 461.
487

لو أن الوضيع في قعر بئر لبعث الله عز وجل إليه ريحا ترفعه فوق الأخيار في دولة
الأشرار... (1).
[3780] 12 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: صواب الرأي بالدول يقبل
بإقبالها ويذهب بذهابها (2).
[3781] 13 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: دولة الأوغاد مبنية على الجور
والفساد (3).
[3782] 14 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: الدولة ترد خطأ صاحبها
صوابا وصواب ضده خطاء (4).
[3783] 15 - وعنه (عليه السلام): لكل دولة برهة (5).
[3784] 16 - وعنه (عليه السلام): من لم يحسن في دولته خذل في نكبته (6).
[3785] 17 - وعنه (عليه السلام): من أعود الغنائم دولة الأكارم (7).
[3786] 18 - وعنه (عليه السلام): مجاملة أعداء الله في دولتهم تقية من عذاب الله وحذر من معارك
البلاء في الدنيا (8).
[3787] 19 - وعنه (عليه السلام): مجاهدة الأعداء في دولتهم ومناضلتهم مع قدرتهم ترك لأمر الله
وتعرض لبلاء الدنيا (9).

(1) الفقيه: 4 / 362.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 339.
(3) غرر الحكم: ح 5118.
(4) غرر الحكم: ح 1806.
(5) غرر الحكم: ح 7285.
(6) غرر الحكم: ح 9107.
(7) غرر الحكم: ح 9381.
(8) غرر الحكم: ح 9846.
(9) غرر الحكم: ح 9847.
488

[3788] 20 - وعنه (عليه السلام): يستدل على إدبار الدول بأربع: تضيع الاصول والتمسك بالغرور
وتقديم الأراذل وتأخير الأفاضل (1).
الروايات في هذا المجال متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع كتب الأخبار.

(1) غرر الحكم: ح 10965.
489

الدين
[3789] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى رفعه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من استحكمت
لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها واغتفرت فقد ما سواها ولا اغتفر فقد
عقل ولا دين، لأن مفارقة الدين مفارقة الأمن فلا يتهنأ بحياة مع مخافة، وفقد العقل
فقد الحياة ولا يقاس إلا بالأموات (1).
[3790] 2 - الكليني، عن علي بن محمد وغيره، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن
أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة،
عن أبي إسحاق السبيعي، عمن حدثه قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: أيها
الناس اعلموا أن كمال الدين طلب العلم والعمل به، ألا وإن طلب العلم أوجب
عليكم من طلب، المال إن المال مقسوم مضمون لكم، قد قسمه عادل بينكم، وضمنه
وسيفي لكم والعلم مخزون عند أهله وقد أمرتم بطلبه من أهله فاطلبوه (2).
[3791] 3 - الكليني، عن علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
عثمان بن عيسى، عن علي بن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: تفقهوا في
الدين فانه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي إن الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا في
الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون) (3) (4).

(1) الكافي: 1 / 27 ح 30.
(2) الكافي: 1 / 30 ح 4.
(3) سورة التوبة: 122.
(4) الكافي: 1 / 31 ح 6.
490

[3792] 4 - الكليني، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير،
عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مجالسة أهل
الدين شرف الدنيا والآخرة (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3793] 5 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن مروك بن عبيد، عن محمد بن
زيد الطبري قال: كنت قائما على رأس الرضا (عليه السلام) بخراسان وعنده عدة من بني هاشم
وفيهم إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي فقال: يا إسحاق بلغني أن الناس يقولون
إنا نزعم أن الناس عبيد لنا، لا وقرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما قلته قط ولا سمعته من
آبائي قاله ولا بلغني عن أحد من آبائي قاله: ولكني أقول: الناس عبيد لنا في الطاعة،
موال لنا في الدين فليبلغ الشاهد الغائب (2).
[3794] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن معمر بن خلاد قال:
سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول: (ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم
لا يفتنون) (3) ثم قال لي: ما الفتنة؟ قلت: جعلت فداك الذي عندنا الفتنة في الدين
فقال: يفتنون كما يفتن الذهب. ثم قال: يخلصون كما يخلص الذهب (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3795] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير،
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعته يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له:
جعلت فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل على العباد، ما لا يسعهم جهله
ولا يقبل منهم غيره ما هو؟ فقال: أعد علي فأعاد عليه فقال: شهادة أن لا اله إلا الله

(1) الكافي: 1 / 39 ح 4.
(2) الكافي: 1 / 187 ح 10.
(3) سورة العنكبوت: 3.
(4) الكافي: 1 / 370 ح 4.
491

وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت من استطاع إليه
سبيلا وصوم شهر رمضان ثم سكت قليلا ثم قال: والولاية - مرتين - ثم قال: هذا
الذي فرض الله على العباد ولا يسأل الرب العباد يوم القيامة فيقول ألا زدتني على
ما افترضت عليك؟ ولكن من زاد زاده الله، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) سن سننا حسنة
جميلة ينبغي للناس الأخذ بها (1).
[3796] 8 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان،
عن إسماعيل الجعفي قال: دخل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) ومعه صحيفة فقال له
أبو جعفر (عليه السلام): هذه صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل فقال:
رحمك الله هذا الذي أريد، فقال أبو جعفر (عليه السلام): شهادة أن لا اله إلا الله وحده لا شريك
له وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) عبده ورسوله وتقر بما جاء من عند الله والولاية لنا أهل البيت
والبراءة من عدونا والتسليم لأمرنا والورع والتواضع وانتظار قائمنا فإن لنا دولة إذا
شاء الله جاء بها (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3797] 9 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذا
الدين متين فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباد الله، فتكونوا كالراكب
المنبت الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى (3).
[3798] 10 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
أبي أيوب الخزاز، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن

(1) الكافي: 2 / 22 ح 11.
(2) الكافي: 2 / 22 ح 13.
(3) الكافي: 2 / 86 ح 1.
492

من أعون الأخلاق على الدين الزهد في الدنيا (1).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3799] 11 - الكليني، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله،
عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سلامة الدين وصحة البدن خير من
المال والمال زينة من زينة الدنيا حسنة (2).
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حماد، عن ربعي، عن الفضيل،
عن أبي جعفر (عليه السلام) مثله.
الرواية صحيحة بسنديها.
[3800] 12 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لأهل
الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث وأداء الأمانة ووفاء بالعهد وصلة
الأرحام ورحمة الضعفاء وقلة المراقبة للنساء - أو قال قلة المواتاة للنساء - وبذل
المعروف وحسن الخلق وسعة الخلق واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل زلفى، طوبى لهم
وحسن مآب - وطوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس من مؤمن
إلا وفي داره غصن منها - لا يخطر على قلبه شهوة شيء إلا أتاه به ذلك ولو ان راكبا
مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى
يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا، إن المؤمن من نفسه في شغل والناس منه في راحة إذا
جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه يناجي الذي خلقه في فكاك
رقبته، ألا فهكذا كونوا (3).
[3801] 13 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط،

(1) الكافي: 2 / 128 ح 3.
(2) الكافي: 2 / 216 ح 3.
(3) الكافي: 2 / 239 ح 30.
493

عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: الفقر الموت الأحمر، فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
الفقر من الدينار والدرهم؟ فقال: لا ولكن من الدين (1).
[3802] 14 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن
معاوية بن وهب قال قال أبو عبد الله (عليه السلام): آفة الدين الحسد والعجب والفخر (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3803] 15 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن
اذينة، عن مسمع بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في
حديث: ألا إن في التباغض الحالقة، لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3804] 16 - الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن
مثنى، عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الدين الذي لا يسع العباد
جهله فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت:
جعلت فداك فأحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى فقلت: أشهد أن لا اله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والإقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من
عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئا هو
والله الذي نحن عليه قلت: فهل سلم أحد لا يعرف هذا الأمر؟ فقال: لا إلا
المستضعفين، قلت: من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم ثم قال: أرأيت ام أيمن؟ فإني
أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه (4).
الرواية معتبرة الإسناد.

(1) الكافي: 2 / 266 ح 2.
(2) الكافي: 2 / 307 ح 5.
(3) الكافي: 2 / 346 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 405 ح 6.
494

[3805] 17 - الكليني، باسناده عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يا ابن
رسول الله هل تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم؟ قال: فقال: نعم
قال: فقلت فإني أسألك مسألة تجيبني فيها فإني مكفوف البصر قليل المشي ولا
أستطيع زيارتكم كل حين قال: هات حاجتك، قلت: أخبرني بدينك الذي تدين الله عز وجل
به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل به قال: إن كنت أقصرت الخطبة فقد أعظمت
المسألة والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين الله عز وجل به، شهادة أن لا اله إلا الله وأن
محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والإقرار بما جاء به من عند الله والولاية لولينا والبراءة من
عدونا والتسليم لأمرنا وانتظار قائمنا والاجتهاد والورع (1).
[3806] 18 - الصدوق، عن الدقاق والوراق معا، عن الصوفي، عن الروياني، عن
عبد العظيم الحسني قال: دخلت على سيدي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) فلما بصر بي قال لي: مرحبا بك
يا أبا القاسم أنت ولينا حقا قال: فقلت له: يا ابن رسول الله إني اريد أن أعرض
عليك ديني فإن كان مرضيا ثبتت عليه حتى ألقى الله عز وجل فقال: هاتها أبا القاسم
فقلت: إني أقول أن الله تبارك وتعالى واحد ليس كمثله شيىء خارج من الحدين حد
الإبطال وحد التشبيه وإنه ليس بجسم ولا صورة ولا عرض ولا جوهر بل هو مجسم
الأجسام ومصور الصور وخالق الأعراض والجواهر ورب كل شيء ومالكه وجاعله
ومحدثه، وأن محمدا عبده ورسوله خاتم النبيين فلا نبي بعده إلى يوم القيامة وأقول إن
الإمام والخليفة وولي الأمر بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين
ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن
موسى ثم محمد بن علي ثم أنت يا مولاي، فقال (عليه السلام): ومن بعدي الحسن ابني فكيف
للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: وكيف ذلك يا مولاي؟ قال: لأنه لا يرى

(1) الكافي: 2 / 21 ح 10.
495

شخصه ولا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا قال فقلت: أقررت وأقول: إن وليهم ولي الله وعدوهم عدو الله، طاعتهم
طاعة الله، ومعصيتهم معصية الله وأقول: إن المعراج حق والمسائلة في القبر حق وأن
الجنة والنار حق والصراط حق والميزان حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله
يبعث من في القبور وأقول: إن الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم
والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال علي بن محمد (عليه السلام): يا
أبا القاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في
الحياة الدنيا وفي الآخرة (1).
[3807] 19 - الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن
سنان، عن حمزة ومحمد ابني حمران قالا: اجتمعنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) في جماعة
من أجلة مواليه وفينا حمران بن أعين فخضنا في المناظرة وحمران ساكت فقال له
أبو عبد الله (عليه السلام): مالك لا تتكلم يا حمران؟ فقال: يا سيدي آليت على نفسي أن لا
أتكلم في مجلس تكون فيه فقال أبو عبد الله (عليه السلام): إني قد أذنت لك في الكلام فتكلم
فقال حمران: أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له لم يتخذ صاحبة ولا ولدا،
خارج من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه وأن الحق القول بين القولين لاجبر ولا
تفويض وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
ولو كره المشركون وأشهد أن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث بعد الموت حق
وأشهد أن عليا حجة الله على خلقه لا يسع الناس جهله وأن حسنا بعده وأن حسينا
من بعده ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت يا سيدي من بعدهم فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): التر تر حمران ثم قال: يا حمران مد المطمر بينك وبين العالم، قلت:
يا سيدي وما المطمر؟ فقال: أنتم تسمونه خيط البناء فمن خالفك على هذا الأمر فهو

(1) التوحيد: 81 ح 37.
496

زنديق فقال حمران: وإن كان علويا فاطميا فقال أبو عبد الله (عليه السلام): وإن كان محمديا
علويا فاطميا (1).
[3808] 20 - الطوسي باسناده عن جعفر بن أحمد بن أيوب، عن صفوان، عن عمرو بن
حريث، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: دخلت عليه وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمد
فقلت له: جعلت فداك ما حق لك إلى هذا المنزل؟ قال طلب النزهة قال قلت:
جعلت فداك ألا أقص عليك ديني الذي أدين الله به قال: بلى يا عمرو قلت: إني أدين
الله بشهادة أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن
الله يبعث من في القبور وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت من
استطاع إليه سبيلا والولاية لعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين بعد رسول الله والولاية
للحسن والحسين والولاية لعلي بن الحسين والولاية لمحمد بن علي من بعده وأنتم
أئمتي، عليه أحيى وعليه أموت وأدين الله به. قال: يا عمرو هذا والله ديني ودين
آبائي الذي ندين الله به في السر والعلانية فاتق الله وكف لسانك إلا من خير ولا تقل
إني هديت نفسي بل هداك الله فاشكر ما أنعم الله عليك ولا تكن ممن إذا أقبل طعن في
عينيه وإذا أدبر طعن في قفاه ولا تحمل الناس على كاهلك فإنه يوشك أن حملت الناس
على كاهلك أن يصدعوا شعب كاهلك (2).
رواه الكليني (3)، عن علي، عن أبيه، وأبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد
الجبار جميعا، عن صفوان مثله. وسند الكليني صحيح.
[3809] 21 - الطوسي باسناده عن جعفر بن أحمد، عن جعفر بن بشير، عن أبي سلمة
الجمال قال: دخل خالد البجلي على أبي عبد الله (عليه السلام) وأنا عنده فقال له: جعلت فداك
إني اريد أن أصف لك ديني الذي أدين الله به وقد قال له قبل ذلك: إني أريد أن

(1) معاني الأخبار: 212.
(2) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 356.
(3) الكافي: 2 / 23 ح 14.
497

أسألك فقال له: سلني فوالله لا تسألني عن شيء إلا حدثتك به على حده لا أكتمه
قال: إن أول ما أبدى إني أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ليس اله غيره قال:
فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كذلك ربنا ليس معه اله غيره ثم قال: وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله قال فقال أبو عبد الله (عليه السلام): كذلك محمد عبد الله مقر له بالعبودية ورسوله إلى
خلقه ثم قال: وأشهد أن عليا كان له من الطاعة المفروضة على العباد مثل ما كان
لمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على الناس فقال: كذلك كان علي (عليه السلام) قال: وأشهد انه كان للحسن بن
علي (عليه السلام) من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لمحمد وعلي (عليهما السلام) قال: فقال:
كذلك كان الحسن قال: وأشهد انه كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد
الحسن ما كان لمحمد وعلي والحسن قال: فكذلك كان الحسين قال: وأشهد أن علي بن
الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق كما كان للحسين (عليه السلام): قال:
فكذلك كان علي بن الحسين قال: وأشهد أن محمد بن علي (عليه السلام) كان له من الطاعة
الواجبة على الخلق مثل ما كان لعلي بن الحسين قال: فقال: كذلك كان محمد بن علي
قال: وأشهد أنك أورثك الله ذلك كله قال فقال أبو عبد الله: حسبك اسكت الآن فقد
قلت حقا فسكت فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ما بعث الله نبيا له عقب وذرية إلا
أجرى لآخرهم مثل ما أجرى لأولهم وإنا نحن ذرية محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد أجرى لآخرنا
مثل ما أجرى لأولنا ونحن على منهاج نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) لنا مثل ما له من الطاعة
الواجبة (1).
[3810] 22 - الطوسي باسناده عن جعفر بن أحمد بن الحسين، عن داود، عن يوسف
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أصف لك ديني الذي أدين الله به فإن أكن على حق
فثبتني وإن أكن على غير الحق فردني إلى الحق، قال: هات، قال: قلت: أشهد أن لا
اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عليا كان إمامي وأن

(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 359.
498

الحسن كان إمامي وأن الحسين كان إمامي وأن علي بن الحسين كان إمامي وأن محمد
ابن علي كان إمامي وأنت جعلت فداك على منهاج آبائك قال فقال عند ذلك مرارا:
رحمك الله ثم قال: هذا والله دين الله ودين ملائكته وديني ودين آبائي الذي لا يقبل الله
غيره (1).
[3811] 23 - الطوسي عن المفيد، عن الحسين بن أحمد بن المغيرة، عن حيدر بن محمد،
عن الكشي، عن جعفر بن محمد، عن أيوب بن نوح، عن نوح بن دراج، عن
إبراهيم المخارقي قال: وصفت لأبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) ديني فقلت: أشهد أن
لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) رسول الله وأن عليا إمام عدل بعده ثم
الحسن والحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم أنت. فقال: رحمك الله ثم قال:
اتقوا الله اتقوا الله اتقوا الله عليكم بالورع وصدق الحديث وأداء الأمانة وعفة البطن
والفرج تكونوا معنا بالرفيق الأعلى (2).
[3812] 24 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) في الخطبة الأولى انه قال:... أول الدين
معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده
الاخلاص له... (3).
[3813] 25 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)
من هذه الامة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا هم أساس الدين وعماد
اليقين إليهم يفىء الغالي وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية وفيهم الوصية
والوراثة الان إذ رجع الحق إلى أهله ونقل إلى منتقله (4).
[3814] 26 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:... فإياكم والتلون في دين الله

(1) اختيار معرفة الرجال المعروف برجال الكشي: 360.
(2) أمالي الطوسي: المجلس الثامن ح 34 / 222 الرقم 384.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 3.
499

فإن جماعة فيما تكرهون من الحق خير من فرقة فيما تحبون من الباطل وان الله سبحانه لم
يعط أحدا بفرقة خيرا ممن مضى ولا ممن بقي... (1).
[3815] 27 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في وصيته لنجله
الحسن (عليه السلام):... وليس طالب الدين من خبط أو خلط والإمساك عن ذلك أمثل
فتفهم يا بني وصيتي... (2).
[3816] 28 - الرضي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه كتب في عهده للأشتر النخعي:...
فإن هذا الدين قد كان أسيرا في أيدي الأشرار، يعمل فيه بالهوى وتطلب به
الدنيا... (3).
قد مر منا مرارا أن لهذا العهد سند معتبر.
[3817] 29 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إنما المستحفظون لدين الله هم
الذين أقاموا الدين ونصروه وحاطوه من جميع جوانبه وحفظوه على عباد الله
ورعوه (4).
[3818] 30 - الآمدي رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) انه قال: إن جعلت دينك تبعا لدنياك
أهلكت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الخاسرين، إن جعلت دنياك تبعا لدينك
أحرزت دينك ودنياك وكنت في الآخرة من الفائزين (5).
الروايات في هذا المجال فوق حد الإحصاء جدا فإن شئت أكثر من هذا فراجع
الكافي: 2 / 18 و 168 و 214 و 215، وبحار الأنوار: 66 / 1 وغير ذلك من كتب
الأخبار والحمد لله رب العالمين.

(1) نهج البلاغة: الخطبة 176.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 53.
(4) غرر الحكم: ح 3912.
(5) غرر الحكم: ح 3750 و 3751.
500

الدين
[3819] 1 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن
غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن الصدقة تقضي الدين وتخلف
بالبركة (1).
الرواية معتبرة سندا.
[3820] 2 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة على ولده
من بعده وقال: حسن الصدقة يقضي الدين ويخلف على البركة (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3821] 3 - الكليني، عن العدة، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي همام قال: قلت
للرضا (عليه السلام): الرجل يكون عليه الدين ويحضره الشيء أيقضي دينه أو يحج؟ قال:
يقضى ببعض ويحج ببعض قلت: فإنه لا يكون إلا بقدر نفقة الحج فقال: يقضي سنة
ويحج سنة فقلت: اعطي المال من ناحية السلطان، قال لا بأس عليكم (3).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3822] 4 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن

(1) الكافي: 4 / 9 ح 1.
(2) الكافي: 4 / 10 ح 5.
(3) الكافي: 4 / 279 ح 4.
501

عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال تعوذوا بالله من غلبة الدين وغلبة
الرجال وبوار الإيم (1).
الأيم: التي لازوج لها. بوارها: كسادها وقد يقال: انه من جهة الفساد والعاهة وهو
ظاهر وبه رواية.
[3823] 5 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حنان بن
سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله إلا الدين
لا كفارة له إلا أداؤه أو يقضى صاحبه أو يعفو الذي له الحق (2).
الرواية معتبرة الإسناد.
[3824] 6 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه، عن علي (عليه السلام) قال: إياكم
والدين فانه مذلة بالنهار ومهمة بالليل وقضاء في الدنيا وقضاء في الآخرة (3).
[3825] 7 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لاتباع الدار ولا الجارية في الدين وذلك لأنه لابد للرجل
من ظل يسكنه وخادم يخدمه (4).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3826] 8 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه،
عن خلف بن حماد، عن محرز، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدين ثلاثة: رجل كان له فانظر وإذا كان عليه فأعطى ولم يمطل

(1) الكافي: 5 / 92 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 94 ح 6.
(3) الكافي: 5 / 95 ح 11.
(4) الكافي: 5 / 96 ح 3.
502

فذاك له ولا عليه، ورجل إذا كان له استوفي وإذا كان عليه أوفي فذاك لا له ولا عليه،
ورجل إذا كان له استوفى وإذا كان عليه مطل فذاك عليه ولا له (1).
[3827] 9 - الكليني، عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن بعض
أصحابه، عن خلف بن حماد، عن إسماعيل بن أبي قرة، عن أبي بصير قال: قال لي
أبو عبد الله (عليه السلام): إذا مات الرجل حل ماله وما عليه من الدين (2).
[3828] 10 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب،
عن إبراهيم بن مهزم، عن طلحة بن يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا يباع الدين بالدين (3).
[3829] 11 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن
محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن رجل كان له على رجل
دين فجاءه رجل فاشتراه منه بعرض ثم انطلق إلى الذي عليه الدين فقال له: أعطني
ما لفلان عليك فإني قد اشتريته منه كيف يكون القضاء في ذلك؟ فقال أبو جعفر (عليه السلام):
يرد عليه الرجل الذي عليه الدين ماله الذي اشتراه به من الرجل الذي له الدين (4).
الرواية موثقة سندا أو صحيحة.
[3830] 12 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارون بن مسلم،
عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا وجع إلا
وجع العين ولا هم إلا هم الدين (5).
[3831] 13 - الكليني، بهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الدين ربقة الله في

(1) الكافي: 5 / 97 ح 9.
(2) الكافي: 5 / 99 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 100 ح 1.
(4) الكافي: 5 / 100 ح 2.
(5) الكافي: 5 / 101 ح 4.
503

الأرض فإذا أراد الله أن يذل عبدا وضعه في عنقه (1).
[3832] 14 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن
سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن معاوية بن وهب قال: قلت
لأبي عبد الله (عليه السلام): إنه ذكر لنا أن رجلا من الأنصار مات وعليه ديناران دينا فلم يصل
عليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: صلوا على صاحبكم حتى ضمنهما عنه بعض قرابته، فقال
أبو عبد الله (عليه السلام): ذلك الحق ثم قال: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إنما فعل ذلك ليتعظوا وليرد
بعضهم على بعض ولئلا يستخفوا بالدين وقد مات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه دين ومات
الحسن (عليه السلام) وعليه دين وقتل الحسين (عليه السلام) وعليه دين (2).
الرواية صحيحة الإسناد.
[3833] 15 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن حمدان بن إبراهيم
الهمداني، رفعه إلى بعض الصادقين (عليه السلام) قال: إني لأحب للرجل أن يكون عليه دين
ينوى قضاءه (3).
[3834] 16 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن
عيسى، عن عثمان بن سعيد، عن عبد الكريم من أهل همدان عن أبي تمامة قال: قلت
لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): إني أريد أن الزم مكة أو المدينة وعلي دين فما تقول؟ فقال:
ارجع فأده إلى مؤدى دينك وانظر أن تلقى الله تعالى وليس عليك دين، ان المؤمن
لا يخون (4).
[3835] 17 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد الرحمن بن
أبي نجران، عن الحسن بن علي بن رباط قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: من كان

(1) الكافي: 5 / 101 ح 5.
(2) الكافي: 5 / 93 ح 2.
(3) الكافي: 5 / 93 ح 4.
(4) الكافي: 5 / 94 ح 9.
504

عليه دين فينوي قضاءه كان معه من الله عز وجل حافظان يعينانه على الأداء عن أمانته فإن
قصرت نيته عن الأداء قصرا عنه من المعونة بقدر ما قصر من نيته (1).
[3836] 18 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب،
عن عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن رجل مات وعليه دين
قال: إن كان أتي على يديه من غير فساد لم يؤاخذه الله عليه إذا علم بنيته الأداء إلا من
كان لا يريد أن يؤدي عن أمانته فهو بمنزلة السارق وكذلك الزكاة أيضا وكذلك من
استحل أن يذهب بمهور النساء (2).
[3837] 19 - الكليني، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد،
عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
انه كره أن ينزل الرجل على الرجل وله عليه دين وإن كان قد صرها له إلا ثلاثة
أيام (3).
[3838] 20 - الكليني، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد
جميعا، عن ابن محبوب، عن جميل بن دراج، عن وليد بن صبيح قال: شكوت إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) دينا لي على أناس فقال: قل: «اللهم لحظة من لحظاتك تيسر على
غرمائي بها القضاء وتيسر لي بها الاقتضاء إنك على كل شيء قدير» (4).
الرواية صحيحة الإسناد، وهكذا نقل الكليني هذه الموثقة الآتية في الكافي
الشريف: 2 / 554 ح 2.
عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسن بن علي الوشاء
عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) رجل فقال: يا نبي الله

(1) الكافي: 5 / 95 ح 1.
(2) الكافي: 5 / 99 ح 1.
(3) الكافي: 5 / 102 ح 1.
(4) الكافي: 2 / 554 ح 2.
505

الغالب على الدين ووسوسة الصدر فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): قل: «توكلت على الحي
الذي لا يموت، الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم
يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا» قال: فصبر الرجل ما شاء الله، ثم مر على
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهتف به فقال: ما صنعت؟ فقال: أدمنت ما قلت لي يا رسول الله فقضى
الله ديني واذهب وسوسة صدري.
الروايات في هذا المقام متعددة فإن شئت أكثر من هذا فراجع الكافي: 5 / 92 و
2 / 554 وغير ذلك من كتب الأخبار والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد
وآله الطاهرين المعصومين.
506