الكتاب: مقام الإمام علي (ع)
المؤلف: نجم الدين العسكري
الجزء:
الوفاة: ١٣٩٠
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة: الرابعة
سنة الطبع:
المطبعة: مطبعة الآداب - النجف الأشرف
الناشر: مطبعة الآداب - النجف الأشرف
ردمك:
ملاحظات:

نجم الدين الشريف العسكري
مقام الإمام
أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام
عند الخلفاء وأولادهم والصحابة الكرام رضي الله عنهم جميعا
يتضمن خمسين حديثا عن النبي
صلى الله عليه وآله في فضائل
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام برواية علماء السنة
ومحدثيهم رضي الله عنهم.
الطبعة الرابعة وفيها إضافات كثيرة مهمة
حقوق الطبع محفوظة للمؤلف
مطبعة الآداب النجف تلفون 898
1

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الأبرار، لا سيما
ابن عمه وزوج ابنته علي بن أبي طالب الكرار، وعلى الصحابة الكرام، البررة
الذين رووا في أمير المؤمنين وسيد الوصيين علي بن أبي طالب عليه السلام، من
المناقب والفضائل التي سمعوها من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ما
لم يرووها في حق غيره من الصحابة الأخيار، رضي الله عنهم جميعا.
(وبعد) فيقول العبد الراجي عفو ربه الرؤف الرحيم الغني، نجم الدين
الشريف العسكري ابن الحجة آية الله المغفور له الشيخ ميرزا محمد العسكري:
هذا بعض ما رواه علماء السنة الشافعية والحنبلية والحنفية والمالكية في مؤلفاتهم
من الفضائل عن كبار الصحابة وأولادهم كأبي بكر وعمر وعثمان وعبد الله بن
عمر وعائشة وغيرهم (رضي الله عنهم) عن النبي صلى الله عليه وآله في
حق الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أرويها عنهم بإجازتي المحصلة منهم المطبوعة
في أول كتابي (الوضوء في الكتاب والسنة) طبع مصر سنة 1379 ه‍، أروي
الأحاديث في هذا المختصر مع تعيين مصادرها كتابا وصفحة وبابا مستعينا بالله
في جميع الأمور فإنه خير معين.
(الحديث الأول)
(الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيتمي الشافعي المولود سنة 909 ه‍
والمتوفى سنة 974 طبع مصر سنة 1308 ه‍، (ص 78) قال روى ابن السمان
أن أبا بكر قال له (أي لعلي عليه السلام) سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز.
3

(قال المؤلف) نقل هذا الحديث بعد نقله من سنن الدارقطني ما هذا
نصه، أن عليا (عليه السلام) قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاما
طويلا من جملته: أنشدكم الله هل فيكم أحد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا علي أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة، غيري؟ قالوا اللهم لا، ومعناه ما رواه
عنترة عن علي الرضا (عليه السلام) أنه صلى الله عليه وسلم، قال له أنت قسيم الجنة
والنار في يوم القيامة تقول للنار: هذا لي وهذا لك (انتهى) وفي الفصل
التاسع عشر ص 234 من المناقب للخوارزمي الحنفي أخرج حديث عنترة بسند
آخر ولفظ آخر، وفيه زيادة وهذا نصه: أخبرني الشيخ الفقيه الحافظ العدل
أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني (حدثني) أبو الحسن محمد بن إسحاق
ابن إبراهيم بن مخلد البافرجي (حدثني) أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن علي
ابن بندار (حدثني) أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان
(حدثني) أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي (قال حدثنا)
أبي أحمد بن عامر بن سليمان (حدثني) أبو الحسن علي بن موسى الرضا
(حدثني) أبي موسى بن جعفر (حدثني) أبي جعفر بن محمد (حدثني)
أبي محمد بن علي (حدثني) أبي علي بن الحسين (حدثني) أبي الحسين بن علي
(حدثني) أبي علي بن أبي طالب (قال) قال رسول الله: يا علي إنك قسيم الجنة
والنار وإنك تقرع باب الجنة فتدخلها بلا حساب.
وفي كتاب ذخائر العقبي (ص 17 طبع مصر سنة 1356 ه‍) تأليف
المحب الطبري الشافعي المولود سنة 615 والمتوفى سنة 694 ه‍ أخرج الحديث
تحت عنوان (ذكر اختصاصه عليه السلام بأنه لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له
علي الجواز) قال عن قيس بن أبي حازم قال: التقي أبو بكر وعلي بن أبي طالب عليه السلام
فتبسم أبو بكر في وجه علي (عليه السلام) فقال له مالك تبسمت؟ قال سمعت
4

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي
الجواز (ثم قال) أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (وفي المناقب ص 222)
للخوارزمي الحنفي (المولود سنة 484 والمتوفى سنة 568 ه‍) طبع إيران سنة 1312 ه‍
وأخرجه أيضا في كتابه الآخر المعروف بمقتل الحسين عليه السلام (ج 2 ص 39 طبع
النجف الأشرف سنة 1367 ه‍) بسند آخر عن الحسن البصري عن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب
على الفردوس وهو جبل قد علا على الجنة وفوقه عرش رب العالمين، ومن
سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان وهو جالس على كرسي من نور
يجري بين يديه التسنيم، فلا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية
أهل بيته يشرف فيدخل محبيه الجنة ومبغضيه النار، (وأخرج) الحديث
إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي المولود سنة 644 والمتوفى سنة 722 ه‍ في
كتابه فرائد السمطين (ج 1) الباب الرابع والخمسين، (وأخرجه) المحب
الطبري الشافعي أيضا في كتابه الآخر المسمى (بالرياض النضرة) في فضائل
العشرة (ج 2 ص 173 وص 177 وص 244 طبع مصر سنة 1327)، وقال
خرجه الحاكمي في الأربعين (وأخرجه) ابن أبي عدسة في تاريخه، وهذا لفظه
قال أبو بكر لعلي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجوز أحد
الصراط إلا من كتبت له الجواز (وأخرجه الشيخ سليمان الحنفي القندوزي
المولود سنة 1220 والمتوفى سنة 1294 في كتابه ينابيع المودة (ص 86 وص 112)
طبع اسلامبول سنة 1301 ه‍ وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في كتابه
المناقب كما في غاية المرام، (وأخرجه) الخطيب البغدادي في تاريخه
(ج 3 / 161) عن ابن عباس والقاضي عياض في (الشفاء) والعلامة السيد أبو بكر
ابن شهاب الدين العلوي الحسيني الشافعي في كتابه (رشفة الصادي من بحور
5

فضائل بني الهادي) طبع مصر سنة 1303 ه‍ (ص 459) والقرشي في شمس
الأخبار (ص 36) والعلامة الشيخ عبد الله الشبراوي الشافعي في (الإتحاف
بحب الأشراف) طبع مصر سنة 1316 ه‍ (ص 15) وفي إسعاف الراغبين
(ص 161) هذا وقد روى الحديث جماعة من الصحابة غير أبي بكر كابن عباس
وابن مسعود.
(الحديث الثاني)
(الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي (ص 108) قال وكان أبو بكر
يكثر النظر إلى وجه علي فسألته عائشة (أي عن سبب كثرة النظر إلى وجه
علي عليه السلام) فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول النظر إلى وجه علي
عبادة (ثم قال) إنه حديث حسن.
(قال المؤلف) أخرج ذلك محب الدين الطبري الشافعي في الرياض
النضرة (ج 2 ص 244) وقال: هذا ما رواه أبو بكر في فضل علي وروي عنه
وأخرجه ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 357) وقال: روي هذا الحديث
من حديث أبي بكر الصديق وعمر وعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل
وعمران بن حصين وأنس وثوبان وعائشة وأبي ذر وجابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
(قال) النظر إلى وجه علي عبادة (قال) وفي حديث عائشة ذكر علي عبادة
(وأخرج) الحديث محب الدين الطبري في ذخائر العقبي (ص 95) عن جمع
من الصحابة عن ابن مسعود وعن عمرو بن العاص وعن جابر وعن أبي هريرة وعن
عائشة (ثم قال) حديث عائشة أخرجه ابن السمان في الموافقة، وحديث ابن
مسعود أخرجه أبو الحسن الحربي، وحديث عمرو بن العاص أخرجه الأبهري،
وحديث جابر وعمران بن حصين ومعاذ وأبي هريرة أخرجه ابن أبي الفرات.
6

(قال المؤلف) أخرج الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 ه‍ حديث
أبي ذر رحمه الله في كفاية الطالب (ص 67) وهذا نصه بحذف السند: قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل علي فيكم - أو قال في هذه الأمة -
كمثل الكعبة المستورة النظر إليها عبادة و الحج إليها فريضة (ثم قال) حديث
أبي ذر رواه أبو سلمان الخطابي، (وأخرج) الحديث جلال الدين السيوطي
الشافعي المولود سنة 849 المتوفى سنة 911 ه‍ في كتابه (تاريخ الخلفاء ج 1
ص 96) وقال أخرجه ابن عساكر من حديث أبي بكر وعثمان بن عفان
ومعاذ بن جبل وأنس وثوبان وجابر بن عبد الله وعائشة (وأخرج) الحديث
الخوارزمي الحنفي في المناقب (ص 251) بسنده عن عمران بن حصين، وهذا
نصه (قال) سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: النظر إلى علي
عبادة (وأخرج) حديث ابن مسعود بسند آخر ولفظه ولفظ ابن كثير في البداية
والنهاية سواء (وفي تاريخ ابن عساكر) الورقة (92) أخرج الحديث بإحدى
وعشرين طريقا وبعبارات مختلفة، في بعضها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
النظر إلى علي عبادة، وفي بعضها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النظر إلى
وجه علي عبادة، وفي بعضها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر علي عبادة
وهذه العبارة الأخيرة مروية عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
(وأخرج) الموفق بن أحمد الحنفي في المناقب (ص 251) عن عمران بن حصين
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول: النظر إلى علي عبادة
(وأخرج) الشيخ سليمان القندوزي الحنفي الحديث في ينابيع المودة (ص 254)
من كتاب مودة القربى للسيد علي الهمداني الشافعي عن أبي ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت
به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة عبادة (ثم قال) رواه
7

أبو نعيم وأخرجه أيضا في (ص 235) عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق
والنظر إليه رأفة ومودته عبادة (ثم قال) رواه الديلمي في فردوس الأخبار
(وأخرج) الحمويني الشافعي إبراهيم بن محمد المتوفى سنة 772 ه‍ الحديث في
فرائد السمطين (وأخرج) القندوزي الحنفي الحديث أيضا في (ص 90) من
ينابيع المودة وقال أخرجه ابن المغازلي الشافعي في المناقب عن عمران بن حصين
وعن واثلة بن الأصقع وعن أبي هريرة، وهذا لفظهم قالوا قال رسول الله صلى الله عليه وآله
النظر إلى وجه علي عبادة (وأخرج) الحديث إبراهيم بن محمد الحمويني الشافعي
أيضا في فرائد السمطين عن أبي سعيد الخدري، وقد أخرج الحديث الخطيب
الموفق بن أحمد الحنفي في المناقب (ص 8) والكنجي الشافعي في كفاية الطالب
(ص 124) في ضمن حديث مفصل فيه فضائل عديدة وهي من جملتها، وإليك
لفظ الكنجي بسنده عن جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) عن علي بن الحسين
عن أبيه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
إن الله جعل لأخي (علي بن أبي طالب) فضائل لا تحصى كثرة فمن ذكر
فضيلة من فضائله مقرا بها غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ومن كتب
فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما بقي لتلك الكتابة رسم ومن
استمع إلى فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ومن
نظر إلى كتاب فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالنظر (ثم قال
صلى الله عليه وآله وسلم) النظر إلى أخي علي عبادة وذكره عبادة، ولا يقبل
الله إيمان عبد إلا بولايته والبراءة من أعدائه.
(قال المؤلف) مجموع من عثرنا عليه من رواة هذا الحديث ثمانية عشر صحابيا وصحابية.
8

(الحديث الثالث)
(الصواعق المحرقة) لابن حجر الهيتمي الشافعي (ص 108) قال أخرج
ابن السمان في كتابه (الموافقة) عن ابن عباس (قال) لما جاء أبو بكر وعلي
لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته بستة أيام، قال علي لأبي بكر تقدم (أي في الدخول
إلى الحجرة التي فيها القبر الشريف) فقال أبو بكر لا أتقدم رجلا سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: علي مني كمنزلتي من ربي.
(قال المؤلف) أخرج الحديث محب الدين الطبري الشافعي في (الرياض
النضرة (ج 2 ص 163) وفي ذخائر العقبي أيضا (ص 64) ولفظه في الكتابين
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول فيه علي مني بمنزلتي
من ربي، وفي الرياض النضرة (ج 2 ص 244) قال تحت (عنوان ما رواه
أبو بكر في فضل علي) قال (ومنها) حديث أنه من النبي صلى الله عليه وسلم
بمنزلة النبي صلى الله عليه وسلم من ربه.
(الحديث الرابع)
(مناقب الخطيب) الموفق بن أحمد الخوارزمي في (ص 97) أخرج
بسنده عن الشعبي قال نظر أبو بكر إلى علي بن أبي طالب مقبلا فقال من سره
أن ينظر إلى أقرب الناس من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأجودهم منزلة
وأعظمهم عند الله عناء، وأعظمهم عليه فلينظر إلى هذا وأشار إلى علي بن أبي طالب، لأني
سمعت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول إنه لرؤف بالناس وإنه لأواه حليم
(قال المؤلف) أخرج علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 393)
الحديث من مستدرك الحاكم وكتاب الأشراف لابن أبي الدنيا ومناقب ابن مردويه
9

مع اختلاف في اللفظ (وأخرجه) محب الدين الطبري الشافعي في الرياض
النضرة (ج 2 ص 163) مختصرا للحديث، وهذا نصه: عن الشعبي أن أبا بكر
نظر إلى علي بن أبي طالب فقال من سره أن ينظر إلى أقرب الناس قرابة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعظمهم عنه عناء وأحظهم عنده منزلة فلينظر
- وأشار إلى علي بن أبي طالب - (خرجه ابن السمان).
(الحديث الخامس)
(مناقب الخطيب) الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي (ص 205) أخرج
بسنده عن حبشي بن جنادة قال كنت جالسا عند أبي بكر فقال: من كان له
عند رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عدة فليقم، فقام رجل فقال إنه
صلى الله عليه وآله وعدني ثلاث حثيات من تمر فأحثها لي، قال فقال
أبو بكر أرسلوا إلى علي فجاء فقال له يا أبا الحسن إن هذا يزعم أن
رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وعده أن يحثي له ثلاث حثيات من
تمر فأحثها له، فلما حثاها قال أبو بكر عدوها فعدوها فوجدوها في كل
حثية ستين تمرة لا تزيد واحدة على الأخرى، فقال أبو بكر صدق الله ورسوله
قال لي رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ليلة الهجرة - ونحن خارجون
من الغار نريد المدينة - يا أبا بكر كفي وكف علي في العدد (العدل خ ل) سواء.
(قال المؤلف) أخرج الحديث جلال الدين السيوطي الشافعي في
(تاريخ الخلفاء ج 1 ص 27) طبع مصر سنة 1305 ه‍ فيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله
كفى وكف علي في العدل سواء، وأخرجه العلامة محمد صالح الحنفي في كتابه
(الكوكب الدري ص 122 طبع باكستان، ولفظه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم
يا أبا بكر كفي وكف علي في العدل سواء، وأخرجه ابن عساكر في تاريخه
10

الكبير الورقة (95) قال قال أبو بكر قال (النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
(يا أبا بكر) كفي وكف علي في العدل سواء.
(الحديث السادس)
(كفاية الطالب ص 127) للكنجي الشافعي أخرج بسنده عن عمر بن الخطاب
قال حدثني أبو بكر قال سمعت أبا هريرة يقول جئت إلى النبي صلى الله عليه وآله وبين
يديه تمر فسلمت عليه فرد علي وناولني من التمر ملء كفه، فعددته
ثلاثا وسبعين تمرة، ثم مضيت من عنده إلى عند علي بن أبي طالب وبين يديه
تمر فسلمت عليه فرد علي وضحك إلي وناولني من التمر ملء كفه فعددته
فإذا هو ثلاث وسبعون تمرة فكثر تعجبي من ذلك فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله
فقلت يا رسول الله جئتك وبين يديك تمر فناولتني ملء كفك فعددته ثلاثا
وسبعين تمرة ثم مضيت إلى عند علي بن أبي طالب وبين يديه تمر فناولني ملء
كفه فعددته ثلاثا وسبعين تمرة فتعجبت من ذلك، فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وقال
يا أبا هريرة أما علمت أن يدي ويد علي في العدل سواء؟ (ثم قال) قلت
ذكره محدث الشام في كتابه (أي تاريخ ابن عساكر) عن محدث العراق كما
أخرجناه سواء، وهو نوع عزيز الوجود وقد سماه بعضهم برواية الاقران
وبعضهم برواية الأكابر عن الأصاغر، وقد عنى جماعة وقد من الحفاظ بجمع هذا
النوع من الأحاديث والأخبار منهم (مؤلف هذا الكتاب في هذا المختصر).
(الحديث السابع)
(مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي) ص 206 أخرج
بسنده عن يونس بن سليمان التميمي عن أبيه عن زيد بن يثيع قال سمعت أبا بكر
11

يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم خيم خيمة وهو متكئ على
قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
يا معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل هذه الخيمة وحرب لمن حاربهم وولي
لمن والاهم وعدو لمن عاداهم لا يحبهم إلا سعيد الجد، طيب المولد، ولا يبغضهم
إلا شقي الجد ردي الولادة، قال فقال رجل لزيد يا زيد أنت سمعت أبا بكر
يقول هذا قال إي ورب الكعبة، وقد أخرج الحديث عبيد الله الحنفي في كتابه
(أرجح المطالب ص 309) وقال أخرجه المحب الطبري الشافعي في الرياض
النضرة.
(قال المؤلف) هذا الحديث يسمى بحديث الكساء وقد روي بألفاظ
مختلفة عن جماعة من علماء السنة والشافعية والحنفية وغيرهما، وقد أخرجنا
بعض ألفاظه في كتابنا (الدرة البيضاء في تاريخ فاطمة الزهراء) الذي سيمثل
للطبع.
(الحديث الثامن)
(مناقب الخطيب) الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي (ص 59) أخرج
بسنده عن جابر قال قال عمر كانت لأصحاب محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم
ثماني عشرة سابقة فخص منها علي بثلاث عشرة سابقة وشركناه في خمس.
(قال المؤلف) أخرج الخوارزمي الحنفي الحديث في كتابه الآخر
المعروف بمقتل الحسين عليه السلام (ج 1 ص 45) ولفظاهما سواء، وأخرج ابن حجر
في الصواعق (ص 78) الحديث عن ابن عباس وهذا نصه: الطبراني عنه قال
كانت لعلي ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة، وأخرج الحديث
جلال الدين السيوطي الشافعي في (تاريخ الخلفاء ج 1 ص 66 عن ابن عباس ولفظه ولفظ
12

ابن حجر سواء، وليس فيه الجملة الأخيرة (فخص منها بثلاث عشرة وشركناه
في خمس) وعليه فهذه الجملة دخيلة ومن زيادات المحرفين.
(الحديث التاسع)
(الرياض النضرة ج 2 ص 163) تحت عنوان (ذكر اختصاصه بأنه
من النبي صلى الله عليه وسلم بمنزلة هارون من موسى) فذكر حديث المنزلة
عن جمع من الصحابة والتابعين، وقال في آخر العنوان: وعن عمر - وقد سمع
رجلا يسب عليا - فقال إني لأظنك من المنافقين سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول
لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي خرجه ابن السمان.
(قال المؤلف) هذا الحديث الذي رواه عمر بن الخطاب حديث مشهور بل
متواتر وقد ألف فيه كتب خاصة، فقد ألف السيد مير حامد حسين الهندي رحمه الله
مجلدا ضخما في هذا الحديث، وهو من الأحاديث التي تثبت وصاية الأمير عليه السلام
وخلافته من بعده، وهذا المختصر لا يناسبه ذكر هذا الحديث ومن رواه.
(الحديث العاشر)
(الرياض النضرة ج 2 ص 163) قال: وعن عمر بن الخطاب قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لعلي ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة
منهن، بينا أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
إذ ضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكب علي فقال: يا علي أنت أول المؤمنين
إيمانا، وأول المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزله هارون من موسى، خرجه
ابن السمان.
(قال المؤلف) أخرج هذا الحديث جماعة من علماء السنة الحنفية
13

والشافعية، ففي ذخائر العقبي لمحب الدين الطبري الشافعي (ص 58) قال
- تحت عنوان ذكر أنه عليه السلام أول من أسلم) - (عن عمر رضي الله عنه قال
كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة إذ ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم
منكب علي بن أبي طالب فقال يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا، وأنت أول
المسلمين اسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى.
(وقد أخرج) الخطيب الموفق بن أحمد الحنفي الحديث في المناقب
(ص 32) وأخرجه ابن خلكان في وفيات الأعيان (ج 2 ص 104) وأخرجه
علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 395) نقلا من كتب عديدة
كتاريخ بغداد لابن النجار، وكتاب الألقاب للشيرازي، وكتاب الكنى
للحاكم، وكتاب حسن بن بدر وهو كتاب جمع فيه ما رواه الخلفاء.
(الحديث الحادي عشر)
(ذخائر العقبي ص 100) أخرج بسنده عن عمر بن الخطاب أنه قال
أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم لسمعته وهو يقول: لو أن السماوات
السبع والأرضين السبع وضعت في كفة ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان
علي (أخرجه ابن السمان في الموافقة) والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية
وأخرجه المحب الطبري الشافعي أيضا في كتابه الآخر (الرياض النضرة ج 2
ص 226) ولفظه في الكتابين سواء.
(قال المؤلف) هذا الحديث أخرجه جماعة من السنة الشافعية والحنفية
وغيرهما، (منهم) الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في الينابيع (ص 254)
وهذا لفظه، عن عبد الله جويشفة بن مرة العيري عن جده (قال) أتى
عمر بن الخطاب رجلان فسألاه عن طلاق الأمة فانتهى إلى حلقة فيها رجل أصلع
14

فقال يا أصلع ما ترى في طلاق الأمة؟ فأشار بالسبابة والتي يليها، فالتفت ابن
الخطاب إليهما وقال: اثنان فقال لهما عمر هذا علي بن أبي طالب، أشهد أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لو أن إيمان أهل السماوات والأرض وضع في كفة
ووضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب (أخرجه السيد علي الهمداني
الشافعي في المودة السابعة من مودة القربى (ومنهم الخطيب الموفق بن أحمد
الخوارزمي الحنفي أخرجه في المناقب (ص 78) وهذا لفظه بحذف السند عن
صبرة عن أبيه عن جده قال جاء رجلان إلى عمر فقالا له ما ترى في طلاق الأمة
فقام إلى حلقة فيها رجل أصلع فقال له ما ترى في طلاق الأمة؟ فقال
اثنتان بيده فالتفت عمر إليهما فقال اثنتان، فقال له أحدهما جئناك وأنت الخليفة
فسألناك عن طلاق الأمة فجئت إلى رجل فسألته فوالله ما كلمك، فقال له
عمر ويلك أتدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب، إني سمعت رسول الله صلى عليه وآله
يقول لو أن السماوات والأرض وضعت في كفة ميزان ووزن إيمان علي لرجح
إيمان علي على السماوات والأرض، وأخرجه بسند آخر ولفظ آخر، وهذا نصه بحذف
السند عن مصقلة العبدي عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: أشهد على رسول الله
صلى الله عليه (وآله) وسلم سمعته وهو يقول لو أن السماوات السبع والأرضين
السبع وضعت في كفة ميزان ووضع إيمان علي بن أبي طالب في كفة ميزان
لرجح إيمان علي، (ومنهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 156)
غير أنه نقله من فردوس الإخبار للديلمي عن ابن عمر لا من عمر، وهذا لفظه
(قال صلى الله عليه وآله وسلم) لو أن السماوات والأرض موضوعتان في كفة
وإيمان علي في كفة لرجح إيمان علي (ومنهم) الكنجي الشافعي في كفاية
الطالب ص 129) وهذا لفظه بحذف السند: عن عبد الله بن ضبيعة العبدي عن
أبيه عن جده قال أتى عمر بن الخطاب رجلان سألاه عن طلاق الأمة فقام
15

معهما فمشى حتى أتى حلقة في المسجد فيها رجل أصلع فقال أيها الأصلع ما
ترى في طلاق الأمة؟ فرفع رأسه إليه ثم أومأ إليه بالسبابة والوسطى فقال
لهما عمر تطليقتان، فقال أحدهما سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين
فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فسألته فرضيت منه إن أومأ إليك
فقال لهما تدريان من هذا؟ قالا لا، قال هذا علي بن أبي طالب أشهد على رسول الله
صلى الله عليه (وآله) وسلم لسمعته وهو يقول، إن السماوات السبع والأرضين
السبع لو وضعتا في كفة ثم وضع إيمان علي في كفة لرجح إيمان علي بن أبي طالب
(ثم قال) هذا حديث حسن ثابت، رواه الجوهري في كتاب فضائل علي عليه السلام
عن شيخ أهل الحديث الدارقطني، وأخرجه محدث الشام في تاريخه في ترجمة
علي عليه السلام كما أخرجناه سواء.
(قال المؤلف) وجدناه في تاريخ ابن عساكر الورقة (88) في الجزء
الذي هو مختص بترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والنسخة
موجودة في مكتبة الإمام أمير المؤمنين عليه السلم في النجف الأشرف مأخوذة
بالفوتغراف (ومنهم) الصفوري الشافعي المتوفى سنة 658 ه‍ في كتابه نزهة
المجالس (ج 2 ص 240 طبع مصر سنة 1320 ه‍).
(الحديث الثاني عشر)
(مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي ص 232) أخرج
بسنده عن عمر بن الخطاب أنه قال لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن
تكون لي واحدة منهن أحب إلي من أن أعطى حمر النعم، قيل وما هي يا أمير المؤمنين
قال تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم وسكناه المسجد مع
رسول الله صلى الله عليه وآله يحل له فيه ما يحل له وإعطاؤه الراية يوم خيبر.
16

(قال المؤلف) والتمثيل بحمر النعم لأنها كانت من أعز أموال العرب
وقد أخرج هذا الحديث جماعة من علماء السنة الحنفية والشافعية وغيرهما (منهم)
عبيد الله آمر تسرى الحنفي في أرجح المطالب (ومنهم) جلال الدين السيوطي
الشافعي في تاريخ الخلفاء (ج 1 ص 66) وهذا لفظه: عن أبي هريرة قال قال
عمر بن الخطاب لقد أعطي علي ثلاث خصال لأن يكون لي خصلة منها أحب
إلي من أن أعطى حمر النعم فسئل ما هي قال تزويجه فاطمة بنت محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يحل له
فيه ما يحل له، وإعطاؤه الراية يوم خيبر (ومنهم) الحاكم الشافعي في مستدرك
الصحيحين (ج 3 ص 125) بسنده عن أبي هريرة، ولفظه ولفظ السيوطي سواء
وقال هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه أي البخاري ومسلم (ومنهم) ابن
حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق (ص 78) ولفظه ولفظ السيوطي سواء (ثم
قال) رواه أحمد بن حنبل بسند صحيح عن ابن عمر (ومنهم ابن كثير) الدمشقي
في البداية والنهاية (ج 7 ص 341) عن عمر، ولفظه ولفظ السيوطي سواء
(ومنهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 393) في الحديث المرقم
ب‍ (6013) من مسند ابن أبي شيبة، ولفظه ولفظ الخوارزمي سواء، وفي
الحديث المرقم ب‍ (6014) والحديث المرقم ب‍ (6015)
(الحديث الثالث عشر)
(كنز العمال ج 6 ص 393) الحديث المرقم ب‍ (6015) حدثني
أمير المؤمنين المأمون، حدثني الرشيد، حدثني المهدي، حدثني المنصور، حدثني
أبي، حدثني عبد الله بن عباس (قال) سمعت عمر بن الخطاب يقول كفوا عن
ذكر علي بن أبي طالب فلقد رأيت من رسول الله فيه خصالا لأن تكون لي
17

واحدة في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر
وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إلى باب
أم سلمة وعلي قائم على الباب فقلنا أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يخرج إليكم، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فثرنا إليه فاتكأ على علي
ابن أبي طالب ثم ضرب بيده على منكبه (ثم قال) إنك مخاصم تخاصم، أنت أول
المؤمنين إيمانا، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم
بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل
شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافرا وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود
عن حوضي (ثم قال ابن عباس) ولقد فاز علي بصهر رسول الله صلى عليه
وسلم، وبسطة في العشيرة، وبذلا للماعون، وعلما بالتنزيل، وفقها للتأويل
ونيلا للاقران.
(قال المؤلف) وردت بمضمون هذا الحديث أحاديث كثيرة مجتمعة
ومتفرقة، وقد أخرجه الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في المناقب
(ص 32) مختصرا، وهذا لفظه بحذف السند (قال حدثني) أمير المؤمنين
الرشيد عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس (قال) سمعت عمر بن الخطاب
وعنده جماعة فتذاكروا السابقين إلى الإسلام، فقال عمر أما علي فسمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول فيه ثلاث خصال وددت لو أن لي واحدة منهن كان أحب إلي
مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ
ضرب النبي صلى الله عليه وآله بيده على منكب علي فقال يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا
وأول المسلمين اسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى (وأخرج) محدث
الشام ابن عساكر الحديث في تاريخه الكبير في ورقة (16) مختصرا عن عمر بن
الخطاب، هذا وقد أخرج الحديث علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6
18

ص 395) وفيه زيادة لم تكن في غيره، وهذا نصه: من مسند عمر عن ابن
عباس (قال) قال عمر بن الخطاب كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي
واحدة منهن أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة
ابن الجراح ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي متكئ على
علي بن أبي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال أنت يا علي أول المؤمنين
إيمانا وأولهم إسلاما (ثم قال) أنت مني بمنزلة هارون من موسى وكذب علي
من زعم أنه يحبني ويبغضك، وخرجه الإسكافي في كتابه نقض عثمانية الجاحظ
ص 21 طبع مصر، وفيه زيادات نافعة فراجعه.
(الحديث الرابع عشر)
(ينابيع المودة ص 249) من مودة القربى للسيد علي الهمداني الحنفي
بسنده عن عمر بن الخطاب رفعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لو أن البحر مداد
والرياض أقلام، والإنس كتاب، والجن حساب، ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن
(قال المؤلف) أخرج الخطيب الموفق بن أحمد الحنفي في المناقب
(ص 18) والكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 123) عن مجاهد عن ابن
عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لو أن الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن
حساب، والإنس كتاب، ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب.
(الحديث الخامس عشر)
(ينابيع المودة ص 249) من مودة القربى أيضا بسنده عن عمر بن الخطاب
قال نصب رسول الله صلى الله عليه وآله عليا علما فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم
19

وال من والاه، وعاد من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، اللهم
أنت شهيد عليهم، قال عمر بن الخطاب يا رسول الله وكان في جنبي شاب حسن
الوجه طيب الريح قال لي يا عمر لقد عقد رسول الله صلى الله عليه وآله عقدا لا يحله إلا منافق
فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال: يا عمر إنه ليس من ولد آدم لكنه جبرئيل
أراد أن يؤكد عليكم ما قلت (قلته) في علي،
(قال المؤلف) أخرج الحديث جماعة من علماء السنة الحنفية والشافعية
(منهم) جلال الدين السيوطي الشافعي في (تاريخ الخلفاء ج 1 ص 56) مع
اختلاف في بعض ألفاظه، وقال أخرجه أحمد بن حنبل عن علي (عليه السلام) وأبي أيوب
الأنصاري وزيد بن أرقم وعمر وذي مرة وأبي يعلى وأبي هريرة (وأخرجه)
الطبراني عن ابن عمر ومالك بن الحويرث وحبشي بن جنادة وجرير وسعد بن أبي
وقاص وأبي سعيد وأنس وابن عباس وعمارة وبريدة مع اختلاف في اللفظ وفي بعضها
زيادة (ومنهم) محمد صالح الترمذي الحنفي في كتابه (الكوكب الدري ص 131)
وهذا لفظه: المنقبة ال‍ (154) روي عن عمر بن الخطاب قال نصب رسول الله
صلى الله عليه وآله عليا علما فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد
من عاداه، واخذل من خذله، وانصر من نصره، اللهم أنت شهيد عليهم، فقال
كان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الريح، فقال يا عمر لقد عقد رسول الله
عقدا لا يحله كذا وكذا إلا منافق فاحذر أن تحله فقال قلت يا رسول الله إنك
حيث قلت في علي كان في جنبي شاب حسن الوجه طيب الرائحة فقال كذا
وكذا؟ قال نعم يا عمر إنه ليس من ولد آدم ولكنه جبرئيل أراد أن يؤكد
عليكم ما قلته في علي.
(قال المؤلف) لا يخفى على أهل العلم أن هذه القضية كانت في يوم الغدير
وحديث عمر يشير إلى حديث الغدير وهو حديث مشهور ألف فيه علماء السنة
20

وعلماء الإمامية رضي الله عنهم كتبا خاصة، والحجة آية الله السيد مير حامد
حسين الهندي قدس الله سره ألف مجلدا ضخما في سند حديث الغدير ومجلدا آخر
ضخما في ألفاظ حديث الغدير راجع كتاب عبقات الأنوار طبع الهند.
(الحديث السادس عشر)
(ذخائر العقبي ص 89) للمحب الطبري الشافعي أخرج تحت عنوان
(ذكر أنه عليه السلام يدخل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيث يدخل) قال: عن عمر أنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي عليه السلام: يا علي يدك في يدي
تدخل معي يوم القيامة حيث أدخل (أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي)
وأخرجه علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 159) من تاريخ ابن عساكر
ومن فضائل الصحابة لأبي نعيم، وأبو بكر الشافعي في (الغيلانيات).
(قال المؤلف) أخرج هذا الحديث وما بمعناه جماعة من علماء السنة
الشافعية والحنفية وغيرهما (منهم) الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب ص 76)
وهذا لفظه بحذف السند: عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله يؤتى يوم القيامة
بناقة من نوق الجنة يا علي فتركبها وركبتك مع ركبتي وفخذك مع فخذي
حتى تدخل الجنة (ثم قال): قلت هكذا رواه الحافظ في فضائله، وأخرج
حديثا آخر بعد هذا الحديث عن عمر أيضا، وهذا نصه بحذف السند: عن سالم
عن ابن عمر قال لما طعن عمر وأمر بالشورى قال ما عسى أن يقولوا في علي؟
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يا علي يدك في يدي يوم القيامة حتى تدخل حيث
أدخل (ثم قال) قلت هذا حديث حسن عال فيه فضيلة سامية ورتبة عالية
لعلي عليه السلم.
(وقال المؤلف) وردت أحاديث كثيرة بطرق علماء السنة في أن عليا عليه السلام
21

مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الجنة (منها) ما في ذخائر العقبي
(ص 89) عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت معي
في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي ثم تلا (إخوانا على سرر متقابلين) (أخرجه
أحمد في المناقب) وفي ذخائر العقبي (ص 90) عن عبد الله (بن مسعود) قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أنك معي في الجنة والحسن
والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا وأشياعنا عن أيماننا
وعن شمائلنا (أخرجه أحمد في المناقب) وفي ذخائر العقبي (ص 91) أخرج
ما تقدم نقله من أن عليا عليه السلام يركب ناقة من نوق الجنة وركبته مع ركبة النبي
حتى يدخلوا الجنة، وقال أخرجه أحمد في المناقب، وفي الرياض النضرة
(ج 2 ص 211) أخرج نحوه عن أنس وقال خرجه أحمد في المناقب.
(الحديث السابع عشر)
(الكوكب الدري ص 134) تأليف السيد محمد صالح الترمذي الحنفي
قال روي عن عمر أنه قال: لما عقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المواخاة
بين أصحابه قال هذا علي أخي في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهلي، ووصيي
في أمتي ووارث علمي، وقاضي ديني، ماله مني مالي منه، نفعه نفعي، وضره
ضري، من أحبه فقد أحبني، ومن أبغضه فقد أبغضني. (وفي ينابيع المودة
ص 251 أخرج نحوه).
(قال المؤلف) إن عمر اعترف بأن عليا وصي رسول الله في أمته وخليفته
في أهله وقد روي بمضمون هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أحاديث كثيرة تزيد على المائتين وقد جمعنا كثيرا منها في كتابنا (علي والوصية)
المطبوع في النجف الأشرف.
22

(الحديث الثامن عشر)
(الكوكب الدري ص 133) قال المنقبة ال‍ (158) عن عمر قال مر
سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلا ونحن جلوس في حلقة وفينا رجل
قال لو شئتم لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها وأفضل من هذين الرجلين
أبي بكر وعمر، فقام سلمان ثم مضى، قيل له يا أبا عبد الله ما قلت (قال) دخلت
على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو في غمرات الموت فقلت يا رسول الله
هل أوصيت؟ قال يا سلمان أتدري من الأوصياء؟ قلت الله ورسوله أعلم (قال)
فإن آدم أوصى إلى شيث وكان أفضل من تركه بعده من ولده، ووصى نوح
(إلى) سام وكان أفضل من تركه بعده، ووصى موسى (إلى) يوشع وكان
أفضل من تركه بعده، ووصى سليمان (إلى) آصف (بن) برخيا وكان أفضل
من تركه بعده، ووصى عيسى (إلى) شمعون بن برخبا وكان أفضل من
تركه بعده، وإني وصيت عليا وهو أفضل من أتركه بعدي.
(قال المؤلف) ورد مضمون هذا الحديث في أحاديث عديدة مروية في
كتب علماء السنة عن عمر وعن ابن عمر (ففي ينابيع المودة ص 253) نقلا
عن مودة القربى للسيد علي الهمداني الشافعي في المودة السابعة قال روي عن ابن عمر
(رض) قال مر سلمان الفارسي وهو يريد أن يعود رجلا ونحن في حلقة وفينا
رجل. يقول: لو شئت لأنبأتكم بأفضل هذه الأمة بعد نبيها وأفضل من هذين
الرجلين أبي بكر وعمر، فسئل سلمان فقال أما والله لو شئت لأنبأتكم بأفضل
هذه الأمة بعد نبيها وأفضل من هذين الرجلين أبي بكر وعمر ثم مضى سلمان
فقيل له يا أبا عبد الله ما قلت؟ قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في غمرات الموت فقلت يا رسول الله هل أوصيت؟ (قال) يا سلمان أتدري
23

من الأوصياء؟ قلت الله ورسوله أعلم (قال) فإن آدم كان وصيه شيث وكان أفضل
من تركه من بعده من ولده، وكان وصي نوح سام وكان أفضل من تركه بعده،
وكان وصي موسى يوشع وكان أفضل من تركه بعده، وكان وصي عيسى شمعون
ابن فرخيا وكان أفضل من تركه بعده، وإني أوصيت إلى علي وهو أفضل من
أتركه من بعدي.
(قال المؤلف) حيث أن مضمون هذا الحديث وألفاظه يخالف ما مر
نقله من (الكوكب الدري) أخرجناه ليكون المعنى المقصود أسهل معرفة،
هذا ويعرف من هذا الحديث أن كل نبي من الأنبياء السلف كان له وصي
ولم يمت من دون تعيين وصيه وكذلك نبينا صلى الله عليه وآله وسلم عرف
سلمان وغيره أن تعيين الوصي للأنبياء كان لازما ولذلك عينوا أوصياءهم بأمر
الله تعالى لا من عند أنفسهم لأن النبي والوصي والإمام لا يجوز اختياره لأحد
لعدم معرفتهم بحقائق الأشخاص فاختيار النبي والوصي والخليفة والإمام بيد
الله لا بيد غيره قال تعالى (ما كان لهم الخيرة).
(الحديث التاسع عشر)
(الرياض النضرة ج 2 ص 214) (وذخائر العقبي ص 61) للمحب
الطبري الشافعي أخرج تحت عنوان (ذكر أنه ما اكتسب مكسب مثل فضله)
(قال عن عمر بن الخطاب (رض) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي يهدي صاحبه إلى الهدى ويرده عن الردى
(أخرجه الطبراني).
(قال المؤلف) وحيث أنه لم يكتسب مكتسب ما اكتسبه أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام لم يرو من المناقب والفضائل ما روي لأمير المؤمنين عليه السلام
24

ولم يكن لأحد من الصحابة الكرام ما يكون لأمير المؤمنين عليه السلم من المناقب
والفضائل، وقد صرح جمع من علماء السنة أنه لم يذكر لأحد من الصحابة
الكرام ما ذكر لأمير المؤمنين عليه السلام وقد صرح بهذا المطلب جلال الدين السيوطي
الشافعي في كتابه (تاريخ الخلفاء) (ج 1 ص 65) قال قال أحمد بن حنبل
ما روي وما ورد لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفضائل ما روي
وما ورد لعلي رضي الله عنه، وأخرج الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 107)
بسنده عن محمد بن منصور الطوسي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما جاء
لأحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الفضائل ما جاء
لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه (وأخرج) ابن عبد البر في الإستيعاب (ج 2
ص 479) طبع حيدر آباد سنة 1319، قال قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن
إسحاق القاضي لم يرو في فضائل أحد من الصحابة با لأسانيد الحسان ما روي
في فضائل علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأخرجه الثعالبي أو الثعلبي في تفسيره
عند تفسير الآية المباركة (إنما وليكم الله ورسوله، الآية) وقد عثرنا
على هذا التفسير في مكتبة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام عند تشرفنا لزيارته
سنة 1366 ه‍، وأخرجه الخطيب الموفق بن أحمد الحنفي في المناقب (ص 20)
والذهبي في تلخيص المستدرك المطبوع في ذيل المستدرك (ج 3 ص 107).
(الحديث العشرون)
(مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي ص 230) أخرج
بسنده عن حماد بن ثابت البناني عن عبيد بن عمر الليثي عن عثمان بن عفان
عن عمر بن الخطاب أن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب
(قال المؤلف) أخرج علماء السنة في كتبهم أحاديث عديدة بمعنى
25

هذا الحديث (منها) ما أخرجه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 51)
وهذا نصه بحذف السند: عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
مررت ليلة أسري بي إلى السماء فإذا أنا بملك جالس على منبر من نور
والملائكة تحدق به، فقلت يا جبرئيل من هذا الملك، قال ادن منه وسلم عليه
فدنوت منه وسلمت عليه فإذا بأخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فقلت
يا جبرئيل سبقني علي إلى السماء الرابعة؟ فقال لي يا محمد لا ولكن الملائكة
شكت حبها لعلي فخلق الله تعالى هذا الملك من نوره على صورة علي فالملائكة
تزوره في كل ليلة جمعة ويوم جمعة سبعين ألف مرة يسبحون الله ويقدسونه
ويهدون ثوابه لمحب علي (ثم قال) قلت هذا حديث حسن عال.
(الحديث الحادي والعشرون)
(الصواعق المحرقة لابن حجر الشافعي ص 78) في الفصل الذي ذكر
فيه ثناء الصحابة لعلي عليه السلام (قال): أخرج ابن سعد (أي في الطبقات)
بسنده عن أبي هريرة قال قال عمر بن الخطاب، علي أقضانا، وفي الرياض
النضرة ج 2 (ص 198): عن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) قال أقضانا
علي بن أبي طالب.
(قال المؤلف) أخرج جلال الدين السيوطي الشافعي في (تاريخ الخلفاء
ج 1 ص 66) نحوه في الباب الذي ذكر فيه فضائل علي عليه السلام وقال: أخرج
ابن سعد عن علي أنه قيل له مالك أنت أكثر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله حديثا
(قال) إني كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني (ثم قال) وأخرج عن
أبي هريرة قال قال عمر بن الخطاب، علي أقضانا، وأخرج الحاكم عن ابن مسعود
قال كنا نتحدث أن اقضي أهل المدينة علي (قال) عن سعيد بن المسيب قال
26

كان عمر بن الخطاب يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.
(قال المؤلف) إن تعوذ عمر (رض) بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن
علي بن أبي طالب عليه السلام ذكره جمع كثير من علماء السنة الشافعية والحنفية
(منهم) ابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 484) حيث أخرج عن سعيد
ابن المسيب أنه قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن (ومنهم)
محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 82) فإنه قال بعد ذكره
مراجعة عمر إلى علي عليه السلام في حكم المرأة التي ولدت لستة أشهر (قال) وعن
سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبو الحسن (أخرجه
أحمد بن حنبل وأبو عمر) (ومنهم) أبو المظفر يوسف بن قزاغلي الحنفي في
كتابه (تذكرة خواص الأئمة ص 87) طبع إيران (قال) قال عمر في فضية
المرأة التي ولدت لستة أشهر فأمر برجمها فمنعهم من ذلك علي بن أبي طالب عليه السلام
بعد ما بين سببه، قال عمر اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها ابن أبي طالب (ومنهم
علي المتقي الحنفي) في كنز العمال (ج 3 ص 53) فإنه أخرج ما بمعناه،
وهذا نصه قال عمر: اللهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي (ومنهم)
محب الدين الطبري فإنه أخرج في ذخائر العقبي (ص 82) مراجعة عمر إلى
علي عليه السلام في قضاياه المشكلة وقوله اللهم لا تنزلن بي شديدة إلا وأبو الحسن إلى
جنبي، وذكر أيضا عن يحيى بن عقيل قال كان عمر يقول لعلي إذا سأله ففرج
عنه: لا أبقاني الله بعدك يا علي (قال) وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع عمر
يقول لعلي وقد سأله عن شئ فأجابه، أعوذ بالله أن أعيش في يوم لست
فيه يا أبا الحسن.
(وقال المؤلف) إن لعمر مع علي عليه السلام عندما كان يفرج عنه كلمات
عديدة بعبارات مختلفة، وقد جمعنا بعضها في كتابنا) علي والخلفاء ص 114
27

وص 118 وص 126 وص 127) راجع الكتاب لكي تعرف أن عليا عليه السلام كان
مقدرا عند معاصريه من الخلفاء وغيرهم، وأنه عليه السلام مع أنه كان جليس
داره كان هو المرجع في حل مشكلات المسلمين، وقد ذكرنا في كتابنا
المشار إليه ما يقرب من (140) قضية مشكلة راجعوا فيها أمير المؤمنين عليه السلام
فحلها عليه السلام حلا مرضيا.
(وقال المؤلف) ومن جملة علماء الشافعية الذين ذكروا قول عمر في
حق علي عليه السلم (علي أقضانا) الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 130)
(قال) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس عن عمر قال، علي أقضانا، (ثم
قال عمر) أخذت ذلك من رسول الله فلا أتركه أبدا.
(قال المؤلف) قول عمر أخذا ذلك من رسول الله أشار به إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال، علي أقضاكم، يقول فإني أخذت قولي في علي، علي أقضانا، من قول ابن عمه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخرجه أيضا ابن الصباغ المالكي في كتابه
(الفصول المهمة (ص 17) وخرج الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 104)
بعد أن قال كان علي أعلم الصحابة قال ويدل على أن عليا كان أعلم الصحابة
وجوه، (الأول) قوله صلى الله عليه وآله وسلم، أقضاكم علي، والقاضي
محتاج إلى جميع أنواع العلوم فلما رجحه (صلى الله عليه وآله وسلم) على الكل
في القضاء لزم ترجيحه عليهم في العلوم، أما ساير الصحابة فقد رجح
كل واحد منهم على غيره في علم واحد كقوله صلى الله عليه وآله أفرضكم زيد
وأقرأكم أبي، (قال) فلما ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم
لكل واحد فضيلة وأراد أن يجمعها لابن عمه علي بن أبي طالب (عليه السلام)
بلفظ واحد كما ذكر لأولئك ذكره بلفظ يتضمن جميع ما ذكره في حقهم
وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم (أقضاكم علي) انتهى باختصار، وفي الرياض
28

النضرة ج 2 ص 198) عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أقضى
أمتي علي، أخرجه في المصابيح.
(الحديث الثاني والعشرون)
(الرياض النضرة ج 2 ص 244) قال: ومما رواه عمر في علي وروي
عنه مختصرا قوله في علي أنه مولاي وإحالته في المسألة عليه غير مرة
في القضاء عليه.
(قال المؤلف) تفصيل هذا الاجمال وذكر المورد الذي قال فيه عمر (علي
مولاي) يعرف مما ذكره محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 68)
قال وعن عمر (رض) وقد جاء أعرابيان يختصمان فقال عمر لعلي إقض
بينهما يا أبا الحسن فقضى علي بينهما فقال أحدهما هذا يقضي بيننا فوثب عمر
وأخذ بتلبيبه وقال ويحك ما تدري من هذا، هذا مولاي ومولى كل مؤمن
ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن، أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة، هذا
وقد أخرج الموفق بن أحمد الحنفي الحديث في المناقب، وأخرج حديثا آخر
بمعناه قي قضية أخرى وسيمر عليك ذلك إن شاء الله تعالى.
(قال المؤلف) أخبر عمر (رض) في هذه القضية الرجل الذي أهان
أمير المؤمنين عليه السلام بما روي عن النبي صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام، وهو ما أخرجه المحب
الطبري في الذخائر (ص 68) تحت عنوان (ذكر أنه عليه السلام من النبي صلى الله عليه وآله
وأنه ولي كل مؤمن بعده) قال: عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي، وقد أخرج هذا الحديث
الترمذي في صحيحه (ج 2 ص 460) طبع الهند سنة 1310 ه‍، وأخرج محب
الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 68) حديثا آخر بمعنى حديث
29

عمر، وهذا لفظه (قال): وعن بريدة أنه كان يبغض عليا فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم، تبغض عليا؟ قال نعم (قال) لا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد
له حبا (قال) فما كان أحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب
إلي من علي (قال) وفي رواية أنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم لا تقع في علي
فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (خرجهما أحمد)، وفي البداية والنهاية
(ج 7 ص 345) ومسند أبي داود الطيالسي طبع حيدر آباد سنة 1321 ه‍ (ج 11
ص 306) أخرجا حديثا بمعنى الحديث الذي في ذخائر العقبي، وأخرج ذلك
أحمد بن حنبل في مسنده (ج 2 ص 460) وأخرج الموفق بن أحمد الخوارزمي
الحنفي في المناقب (ص 35) عن أبي حديثا فيه فضيلتان لأمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب، الأولى فتح خيبر على يده، والثانية أنه صلى الله عليه وآله أوقفه يوم غدير خم
فأعلم الناس أنه ولي كل مؤمن ومؤمنة، وهذا لفظه بحذف السند: عن عبد الرحمان
ابن أبي ليلى (قال) قال أبي دفع النبي صلى الله عليه وآله الراية يوم خيبر إلى علي بن
أبي طالب ففتح الله تعالى على يده، وأوقفه يوم غدير خم فاعلم الناس أنه ولي
كل مؤمن ومؤمنة.
(الحديث الثالث والعشرون)
(الرياض النضرة ج 2 ص 244) قال ومما رواه عمر في علي (عليه السلام)
حديث الراية يوم خيبر، وحديث ثلاث خصال، وحديث أنه صلى الله عليه وسلم قال في علي
ثلاث خصال لوددت أن لي واحدة منهن، وحديث أنت مني بمنزلة هارون من
موسى، وحديث رجحان إيمانه بالسماوات السبع والأرضين، وحديث من
كنت مولاه فعلي مولاه، وقوله ما أحببت الإمارة إلا يومئذ لما قال لعلي لأبعثنه
إلى كذا وكذا، وقوله أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة، وقوله علي مولى
30

من النبي صلى الله عليه وآله مولاه، وقوله في علي أنه مولاي، وإحالته في المسألة عليه غير
مرة في القضاء عليه، وقوله أقضانا علي، ورجوعه إلى قوله في مسائل كثيرة.
(قال المؤلف) ذكرنا بعض الأحاديث التي رواها عمر في فضل أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وبقي بعضها وسنوردها إن شاء الله تعالى، ومنها قضية
اعطائه الراية يوم خيبر، وتفصيل ذلك مذكور في كتب الحديث والتاريخ لعلماء
السنة والإمامية رضي الله عنهم (ففي كنز العمال (ج 6 ص 395) عن ابن عمر
عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غير فرار يفتح الله عليه، جبرئيل
عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فبات الناس متشوفين فلما أصبح قال أين علي؟
قالوا يا رسول الله ما يبصر (قال) إيتوني به، فلما أتي به قال النبي أدن مني
فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده، فقام علي من بين يديه كأنه لم يرمد (قط
خط في رواة مالك كر) أي أخرجه الدارقطني في سننه والخطيب البغدادي
في تاريخه في رواة مالك وابن عساكر في تاريخه.
(قال المؤلف) قضية فتح خيبر على يد علي عليه السلام قضية مشهورة بل
متواترة معنى، وإليك بعض من ذكرها من علماء السنة (فمنهم) البخاري
في صحيحه (ج 13 ص 301) طبع الهند سنة 1282 ه‍، ومسلم في صحيحه (ج 2
ص 102) والبغوي في مصباح السنة (ج 1 ص 201) والترمذي في جامعه
(ج 2 ص 461) وأحمد بن حنبل في مسنده في موارد عديدة في (ج 1 ص 99
وص 133) وفي (ج 3 ص 16) وفي (ج 4 ص 128) وفي (ج 5 ص 358)
والحاكم النيسابوري في المستدرك (ج 3 ص 108) وأبو نعيم في حلية الأولياء
(ج 1 ص 62) وابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 336) وعلي المتقي
في كنز العمال وفي منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد (ج 4 ص 130)
31

قال مرحب وقال ما قال، فقال علي
أنا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال فقلع (علي عليه السلام) رأس مرحب بالسيف وكان الفتح بيده.
(الحديث الرابع والعشرون)
(الرياض النضرة ج 2 ص 244) قال عمر لعلي عليه السلام أصبحت مولى
كل مؤمن ومؤمنة.
(قال المؤلف) تفصيل إجمال قوله عمر لعلي عليه السلام أصبحت مولى كل
مؤمن ومؤمنة يعرف بالمراجعة إلى ما ألفه علماء السنة وغيرهم في حديث
الغدير، وإليك ما ذكره ابن كثير الحنبلي في كتابه (البداية والنهاية ج 8
ص 349) قال روى جماعة من الصحابة حديث الغدير فعدد أسماءهم، قال ومن
جملتهم عمر بن الخطاب، وهذا لفظه: عن البراء قال خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزلنا غدير خم بعث مناديا ينادي فلما اجتمعنا
(قال) ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قلنا بلى يا رسول الله (قال) ألست أولى
بكم من أمهاتكم قلنا بلى يا رسول الله (قال) ألست أولى بكم من آبائكم؟
قلنا بلى يا رسول الله (قال) ألست ألست ألست؟ قلنا بلى يا رسول الله (قال) من كنت
مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) فقال عمر بن الخطاب
هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت اليوم ولي كل مؤمن (قال) وكذا رواه
ابن ماجة القزويني في سننه من حديث حماد بن سلمة عن علي بن زيد وأبي هارون
العبدي عن عدي بن ثابت عن البراء به، وقد روى هذا الحديث عن سعد الوقاص
وطلحة بن عبيد الله، وجابر بن عبد الله وله طرق عنه وأبي سعيد الخدري
32

وحبشي بن جنادة بن، وجرير عبد الله، وعمر بن الخطاب، وأبي هريرة.
(قال المؤلف) رواة حديث الغدير جمع غفير لا يمكن إحصاؤهم في هذا
المختصر، وقد كتب مؤلف خاص في رواة حديث الغدير، ومؤلف خاص في
لفظ حديث الغدير، وقد طبعا في الهند وإيران، هذا وقد أخرج ابن الصباغ
المالكي قول (عمر بن الخطاب يوم الغدير لعلي عليه السلام في الفصول المهمة وهذا
نصه (قال) فلقيه (أي لقي علي بن أبي طالب) عمر بن الخطاب بعد ذلك
(أي بعد ما خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخطبة المتقدم نقلها من
البداية والنهاية) فقال هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل
مؤمن ومؤمنة، ومن راجع كتاب الغدير للعلامة الحجة الشيخ عبد الحسين الأميني
حفظه الله عرف ما روي في حديث الغدير ومن رواه.
(الحديث الخامس والعشرون
الرياض النضرة (ج 2 ص 244) قال ومما رواه عمر في علي (عليه السلام)
حديث أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
(قال المؤلف) أشار محب الدين الطبري الشافعي في كلامه هذا إلى حديث
المنزلة، وهو حديث معروف رواه جمع كثير من الصحابة الكرام عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، منهم
عمر بن الخطاب، وقد عدوه من رواة هذا الحديث كما يظهر من كلام
ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 340) قال: في مسند أحمد (بن حنبل)
عن عائشة بنت سعد عن أبيها أن عليا خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى جاء ثنية الوداع وعلي يبكي يقول تخلفني مع الخوالف (فقال) أوما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟ (ثم قال) هذا
33

إسناد صحيح أيضا ولم يخرجوه، وقد رواه غير واحد عن عايشة بنت سعد عن
أبيها، (قال الحافظ ابن عساكر) قد روى هذا الحديث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، وعلي وابن عباس
وعبد الله بن جعفر، ومعاوية، وجابر بن عبد الله، وجابر بن سمرة، وأبو سعيد
والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم، وزيد بن أبي أوفى، وثبيط بن شريط
وحبشي بن جنادة، ومالك بن الحويرث، وأنس بن مالك، وأبو الفضل، وأم
سلمة، وأسماء بنت عميس، وفاطمة بنت حمزة، (قال) وقد تقصى الحافظ ابن عساكر
هذه الأحاديث في ترجمة علي في تاريخه فأجاد وأفاد، وبرز على النظراء والأشباه والأنداد
(قال المؤلف) أخرج ابن كثير في البداية والنهاية حديث المنزلة عن
سعد بن أبي وقاص وقال إسناده صحيح ولم يخرجاه (أي البخاري ومسلم)
فعلى ما ذكر من رواة حديث المنزلة يكون عددهم عشرين راويا، أولهم
عمر بن الخطاب، وآخرهم سعد بن أبي وقاص والد قاتل الحسين عليه السلام عمر بن سعد
(وقال الكنجي) الشافعي في كفاية الطالب (ص 151) رواة حديث المنزلة
جماعة من الصحابة، منهم عمر بن الخطاب، وسعد، وأبو هريرة، وجماعة آخرون
وقد تقدمت أسماؤهم، ولا يخفى على المتتبع الخبير أن حديث المنزلة من الأحاديث
الصحيحة عند علماء السنة وعلماء الإمامية عليهم الرحمة، وقد أخرجه البخاري
في صحيحه أيضا (ج 14 ص 386) طبع الهند سنة 1272 ه‍ وخرجه في مورد آخر من
صحيحه أيضا (ج 17 ص 475) وخرجه مسلم في صحيحه (ج 2 ص 323 وص 324) طبع
مصر سنة 1322 ه‍ وخرجه الحاكم النيسابوري الشافعي في المستدرك للصحيحين (ج 3
ص 109 وص 132) أيضا بأسانيد عديدة وخرجه الترمذي في جامعه المعروف بصحيح
الترمذي (ج 2 ص 460) طبع الهند سنة 1310 ه‍، وخرجه ابن ماجة القزويني في
سننه وهو من الكتب الصحاح الستة في (ج 1 ص 28) طبع مصر سنة 1313 ه‍
34

وخرجه النسائي في كتابه المعروف بالخصائص في موارد عديدة (ص 7 وص 8
وص 23 وص 32)، وخرجه الذهبي في تلخيص المستدرك للصحيحين (ج 3
ص 134) في ذيل المستدرك للحاكم (طبع حيدر آباد سنة 1341 ه‍)، وخرجه
البغوي في مصابيح السنة (ج 2 ص 201) طبع مصر سنة 1318، وخرجه
أبو داود الطيالسي في مسنده (ج 1 ص 29) طبع حيدر آباد سنة 1321 وهو
الحديث ال‍ (209)، وخرجه أحمد بن حنبل في مسنده طبع مصر سنة 1313
(ج 1 ص 170) وص 173 وص 175 وص 177 وص 179 و 182 و 184
و 331، وفي ج 3 ص 32 و 338 و 369 وفي ج 6 ص 369 وفي غير هذه الموارد أيضا
وخرجه ابن الأثير الجزري الشافعي المتوفى سنة 630 ه‍ في تاريخه الكبير
(ج 2 ص 106) طبع مصر سنة 1303 ه‍، وخرجه ابن عساكر كما في
مختصره (ج 4 ص 196) طبع مصر سنة 1333 ه‍ وخرجه علي المتقي الحنفي في
كنز العمال (ج 6 ص 153) وموارد أخرى، وخرجه المحب الطبري في
(ذخائر العقبي ص 58 وص 63) وفي كتابه الآخر الرياض النضرة (ج 2
ص 157)، وخرجه الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في المناقب (ص 32)
وخرجه ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (ص 30 وص 74) وخرجه
ابن خلكان في وفيات الأعيان (ج 2 ص 104) وخرجه ابن حجر العسقلاني
في الإصابة (ج 2 ص 507)، وخرجه الشبلنجي الشافعي في نور الأبصار (ص 68)
وخرجه جلال الدين السيوطي الشافعي في تاريخ الخلفاء (ج 1 ص 65)،
وخرجه ابن عبد ربه في العقد الفريد (ج 2 ص 194) طبع بولاق سنة 1302 وخرجه
ابن عبد البر القرطبي في الاستيعاب طبع حيدر آباد سنة 1318 ه‍، (وخرجه الكنجي
الشافعي في كفاية الطالب (ص 148) و 151) إلى 154) في حديث مفصل، هذا
نصه بحذف السند: عن الحرث بن مالك قال أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص
35

فقلت له هل سمعت لعلي منقبة؟ قال قد شهدت له أربعا لأن تكون لي واحدة
منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها عمر نوح، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي
اتبع أبا بكر فخذها وبلغها فرد علي أبا بكر فرجع يبكي، فقال يا رسول الله
أنزل في شئ؟ قال لا إلا خيرا، إلا أنه لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني
(أو قال أهل بيتي)، قال وكنا مع النبي في المسجد فنودي فينا ليلا الخروج من
المسجد إلا آل الرسول وآل علي (قال) فخرجنا نجر نعالنا فلما أصبحنا
أتى العباس النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله أخرجت أعمامك
وأصحابك وأسكنت هذا الغلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما
أنا أمرت بإخراجكم ولا اسكان هذا الغلام، إن الله أمر به (قال والثالثة)
إن نبي الله بعث عمر وسعدا إلى خيبر فجرح سعد ورجع عمر فقال لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله في ثناء كثير أخشى أن أحصي، فدعا
عليا عليه السلام فقالوا أرمد فجئ به يقاد، فقال له افتح عينيك فقال لا أستطيع،
قال فتفل في عينيه من ريقه ودلكهما بإبهامه، وأعطاه الراية (قال والرابعة) يوم
غدير خم قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلغ، ثم قال أيها الناس
ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ ثلاث مرات، قالوا بلى (ثم قال) أدن
يا علي فرفع يده ورفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده حتى نظرت إلى
بياض إبطه (فقال) من كنت مولاه فعلي مولاه حتى قالها ثلاثا (قال
والخامسة) من مناقبه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ركب على ناقته
الحمراء وخلف عليا فنفست ذلك عليه قريش قالوا إنما خلفه أنه استثقله
وكره صحبته فبلغ ذلك عليا، قال فجاء حتى أخذ بغرزة الناقة فقال علي
زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وكرهت صحبتي قال وبكى علي
36

(قال) فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الناس فاجتمعوا (ثم قال)
أيها الناس أمنكم أحد إلا وله حاسد؟ ألا ترضى يا بن أبي طالب أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ فقال رضيت عن الله ورسوله
(ثم قال الكنجي) هذا حديث حسن وأطرافه صحيحة، أما طرفه الأول فرواه
إمام أهل الحديث أحمد بن حنبل وهو بعثة أبي بكر ببراءة وتابعه الطبراني،
(قال المؤلف) حديث عزل أبي بكر من تبليغ آيات براءة حديث معروف
مشهور رواه جماعة من علماء السنة الشافعية والحنفية وغيرهما في مؤلفاتهم
المعتبرة في التفسير والتاريخ (منهم) أبو الفداء إسماعيل بن عمر الدمشقي المتوفى
سنة 774 ه‍ في كتابه (البداية والنهاية ج 7 ص 357) (ومنهم) ابن حجر
الهيتمي الشافعي في الصواعق المحرقة (ص 19) (ومنهم) ابن حجر العسقلاني
الشافعي في (الإصابة ج 2 ص 509) (ومنهم) الحاكم النيسابوري الشافعي
في المستدرك للصحيحين (ج 2 ص 51) (ومنهم) الترمذي أبو عيسى محمد
ابن عيسى في صحيحه (ج 2 ص 461) (ومنهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال
(ج 1 ص 246 - ص 249) (ومنهم) إمام الحنابلة أحمد بن حنبل في المسند
(ج 1 ص 3 وج‍ 3 ص 283) وج‍ 4 ص 164 ص 165) (ومنهم) محب
الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي ص 69) وذكره غير هؤلاء من علماء
الشافعية والحنفية وغيرهما.
(وأما حديث) سد الأبواب التي كانت شارعة إلى المسجد النبوي وهي
أبواب الحجر التي كانت دار سكنى للمهاجرين (رض) فرواه جماعة كثيرة
من علماء السنة الشافعية والحنفية وغيرهما (منهم) الترمذي فإنه رواه في
صحيحه (ج 2 ص 462) و (منهم) أحمد بن حنبل فإنه خرجه في مسنده
(ج 1 ص 175) و (منهم) المحب الطبري فقد خرجه في ذخائر العقبي
37

ص 76) و (منهم) الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي فقد خرجه في المناقب
و (منهم) ابن المغازلي الشافعي فإنه خرج حديث سد الأبواب في المناقب
و (منهم) الشيخ سليمان القندوزي الحنفي فقد خرجه في ينابيع المودة (ص 87)
و (منهم) جلال الدين السيوطي الشافعي فقد خرجه في الدر المنثور (ج 6
ص 123) طبع مصر سنة 1314 ه‍ (قال الكنجي الشافعي) وأما الطرف الثالث
(أي حديث فتح خيبر) فخرجه مسلم في صحيحه (ج 2 ص 102) و 324)
و 325).
(قال المؤلف) إن حديث فتح خيبر على يد أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب عليه السلام خرجه جمع كثير من علماء السنة والإمامية عليهم الرحمة (منهم)
الحاكم النيسابوري الشافعي في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 108 وص 133)
(ومنهم) البخاري في صحيحه (ج 12 ص 301 وص 304) وفي (ج 14 ص
358) وفي (ج 17 ص 336) (ومنهم) أبو الفداء في البداية والنهاية (ج 7
ص 336) و (منهم) أبو نعيم الاصفهاني في حلية الأولياء (ج 1 ص 62) و (منهم)
البغوي في مصابيح السنة (ج 2 ص 201) و (منهم) الترمذي في صحيحه (ج 2
ص 461) و (منهم) ابن ماجة القزويني في سننه، وهو من الصحاح الستة (ج 1
ص 30) و (منهم) ابن الأثير الجزري في أسد الغابة (ج 4 ص 21) عند
ترجمة أحوال أمير المؤمنين عليه السلام (وأما الطرف الرابع) فرواه ابن ماجة والترمذي
عن محمد بن بشار عن محمد بن جعفر (قال الكنجي) (والخامسة من مناقبه)
(عليه السلام) فقد أخرجه جماعة من علماء السنة والإمامية رضوان الله عليهم، فحديث
المنزلة حديث مشهور معروف كتب فيه كتب خاصة من أهل السنة والإمامية (ره)
ومن جملتها كتاب عبقات الأنوار الجزء الذي هو مختص بحديث المنزلة فإنه مجلد ضخم
طبع في الهند ففي مطالعته غنى وكفاية لمن أراد معرفة الحق ومعرفة ذويه
38

ومعرفه من الحق معه وهو مع الحق.
(الحديث السادس والعشرون)
(ينابيع المودة ص 251) فإنه خرج عن السيد علي الهمداني الشافعي
عن عمر بن الخطاب قال قال النبي صلى الله عليه وآله لو اجتمع الناس على حب علي بن
أبي طالب لما خلق الله النار.
(قال المؤلف) أخرج هذا الحديث عن عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة
الكرام جماعة من علماء السنة الشافعية والحنفية (منهم) الموفق بن أحمد
الخوارزمي الحنفي في كتابه تاريخ مقتل الحسين عليه السلم (ج 1 ص 38) فإنه خرج
الحديث بسنده عن ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لو اجتمع الناس على
حب علي بن أبي طالب لما خلق الله النار، و (منهم) العلامة السيد محمد صالح
الحنفي فإنه خرج الحديث في كتابه (الكوكب الدري) ص 122 طبع باكستان
عن عمر بن الخطاب قال قال النبي صلى الله عليه وآله لو اجتمع الناس على حب علي بن
أبي طالب لما خلق الله النار.
(الحديث السابع والعشرون)
(الكوكب الدري ص 125) طبع باكستان تأليف السيد محمد صالح
الحنفي قال روي عن عمر بن الخطاب قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من أحبك
يا علي كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة، ومن مات يبغضك فلا يبالي مات
يهوديا أو نصرانيا.
(قال المؤلف) قد روي عن النبي صلى الله عليه وآله أحاديث كثيرة ذكر فيها فوائد حب
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ومضار بغضه في أرجح المطالب ص 319 تأليف
39

عبيد الله الحنفي قال روى ابن مسعود أنه صلى الله عليه وآله قال حب آل محمد يوما خير
من عبادة سنة، ومن مات عليه دخل الجنة، وفي كنز العمال لعلي المتقي الحنفي
(ج 6 ص 154) قال نقلا من المعجم الكبير للطبراني والتاريخ الكبير لابن
عساكر عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله أوصي من أمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه
تولاني، ومن تولاني فقد تولى الله، ومن أحبه أحبني، ومن أحبني فقد أحب
الله، ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل.
(الحديث الثامن والعشرون)
(تاريخ ابن عساكر الورقة (90) أخرج بسنده عن ابن عباس قال
بينما أنا مع عمر بن الخطاب في بعض طرق المدينة يده في يدي إذ قال يا بن
عباس ما أحسب صاحبك (يريد ابن عمه أمير المؤمنين عليا عليه السلام) إلا مظلوما
فقلت فرد إليه ظلامته يا أمير المؤمنين، قال فانتزع يده من يدي ونفر مني يهمهم
ثم وقف حتى لحقته، فقال يا بن عباس ما أحسب القوم إلا استصغروا صاحبك
قال فقلت والله ما استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أرسله وأمره
أن يأخذ براءة من أبي بكر فيقرأها على الناس.
(قال المؤلف) إن هذه القضية أخرجها جماعة من علماء السنة مع
اختلاف وزيادات، ومن جملة من خرجها علي المتقي الحنفي في كنز العمال
(ج 6 ص 391) عن ابن عباس قال مشيت وعمر بن الخطاب في بعض طرق
المدينة (أو في بعض أزقة المدينة) فقال يا بن عباس استصغروا صاحبكم إذ لم
يولوه أموركم، فقلت والله ما استصغره رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ اختاره
لسورة براءة يقرأها على أهل مكة، فقال لي (عمر) الصواب تقول والله لسمعت
40

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب من أحبك أحبني ومن
أحبني أحب الله ومن أحب الله أدخله الجنة مدلا.
(قال المؤلف) روي مضمون حديث عمر عن رسول الله بألفاظ مختلفة
وعن جماعة من الصحابة الكرام، ففي كنز العمال (ج 6 ص 391) عن ابن عباس
قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم قابضا على يد علي فقال: ألا من أبغض
هذا فقد أبغض الله ورسوله، ومن أحب هذا فقد أحب الله ورسوله، وفي كنز
العمال (ج 6 ص 152) نقلا من مستدرك الصحيحين للحاكم أنه أخرج بسنده
عن سلمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب عليا فقد أحبني
ومن أبغض عليا فقد أبغضني.
(الحديث التاسع والعشرون)
(قال عمر بن الخطاب رض): أعلم لعلي ثلاث خصال لو تكون لي
واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، زوجه (أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم)
ابنته فولدت له (سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهما السلام) وسد
الأبواب إلا بابه (أي الأبواب التي كانت في مسجد النبي للمهاجرين كأبي بكر
وعمر وغيرهما) وأعطاه الحربة يوم خيبر.
(قال المؤلف): إن قول عمر هذا أخرجه جماعة من علماء السنة بالإجمال
والتفصيل، والذي أخرجه بالإجمال المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2
ص 244) قال: ومما رواه عمر في علي وروى عنه (لعلي) ثلاث خصال لأن
يكون لي واحدة منهن. والذي خرجه بالتفصيل علي المتقي الحنفي في كنز
العمال (ج 6 ص 391) قال: في مسند ابن أبي شيبة عن عبد الله بن عمر قال قال
عمر بن الخطاب (أو قال أبي) والله أعلم لعلي ثلاث خصال لو تكون لي واحدة
41

منهن أحب إلي من حمر النعم، زوجه ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه
وأعطاه الحربة يوم خيبر (انتهى) ثم لا يخفى على أهل الفضل والعلم أن هذه
الخصال مروية لابن عم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بطرق عديدة عن
الصحابة غير عمر، وفيما رويناه عن عمر كفاية وذكر الزيادة عليه لا يناسب هذا المختصر
(الحديث الثلاثون)
(قال عمر رض): إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لأدفعن
اللواء غدا إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله به، قال عمر: ما تمنيت الإمرة
إلا يومئذ، فلما أن كان الغد تطاولت لها، فقال: يا علي قم اذهب فقاتل ولا
تلتفت حتى يفتح الله عليك، فلما قفى كره أن يلتفت فقال: يا رسول الله على
ما أقاتلهم؟ قال: حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت دماؤهم
وأموالهم إلا بحقها.
(قال المؤلف): إن قضية فتح خيبر على يد علي أمير المؤمنين عليه السلام
قضية متواترة معنى ورواتها جمع كثير من الصحابة والتابعين، وأما قول عمر
وروايته فقد أخرجه جماعة من علماء السنة بالإجمال والتفصيل، وممن ذكرها
مجملا المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 244) حيث قال: ومما رواه
عمر في علي قوله: " ما أحببت الإمارة إلا يومئذ لما قال لعلي لأبعثنه إلى كذا
كذا " وأما من أخرجه بالتفصيل فجماعة (منهم) أحمد بن حنبل فقد أخرج
الحديث في مسنده في مسند أبي هريرة وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه (قال عمر)
فأحببت الإمارة يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي فلما كان
الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال: قاتل ولا تلتفت حتى يفتح عليك، فسار قريبا
42

ثم نادى: يا رسول الله على ما أقاتل؟ قال: حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وحسابهم على الله.
(وقد خرج) القضية البخاري ومسلم في صحيحيهما وقد تقدم الإشارة
إليه، ولنذكر ذلك هنا إجمالا فقد ذكره البخاري في صحيحه في (ج 12 ص 301
و 304، وفي ج 14 ص 385، وفي ج 16 ص 450) وأما مسلم فقد خرجه في صحيحه
(ج 2 ص 102 و 323 و 324) وخرجه في (ج 2 ص 325) بسند آخر.
وخرجه علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 393) وخرج ذلك جماعة
آخرون من علماء السنة والإمامية عليهم الرحمة.
(الحديث الحادي والثلاثون)
(قال عمر رضي الله عنه): قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي:
أنت مني وأنا منك.
(قال المؤلف): أخرج رواية عمر هذه في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام البخاري في صحيحه (ج 14 ص 375) في باب مناقب علي (عليه السلام)
قال: نقل عن عمر أنه قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض
(يعني عن علي بن أبي طالب)، وقال: قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنت مني وأنا منك.
(وقد روى) أيضا هذا الحديث في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام جماعة من علماء السنة الشافعية والحنفية بأسانيدهم عن الصحابة
الكرام والتابعين العظام: (منهم) سبط ابن الجوزي الحنفي في كتابه تذكرة
خواص الأئمة (ص 43) طبع إيران، فإنه قال: قال رسول الله صلى الله
43

عليه (وآله) وسلم: علي مني وأنا منه، وفي يوم أحد (قال) لما قصد صاحب
لواء المشركين يوم أحد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فداه علي عليه السلام
بنفسه وحمل على صاحب اللواء فقتله، فنزل جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد إن هذه
لهي المواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: علي مني وأنا منه
فقال جبرئيل: وأنا منكما. و (منهم) محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر
العقبي (ص 68). و (منهم) الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 142)
و (منهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 400) وخرجه غير
هؤلاء راجع كتابنا (علي والوصية) فقد ذكرنا فيه جماعة من علماء السنة
خرجوا هذا الحديث غير من أشرنا إليهم.
(الحديث الثاني والثلاثون)
(قال عمر رضي الله عنه): اعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي،
(قال المؤلف): قول عمر هذا خرجه في الصواعق المحرقة لابن حجر
الهيتمي الشافعي (ص 109) وهذا نصه: قال أخرج ابن عبد البر في الاستيعاب
عن ابن المسيب قال: قال عمر: تحببوا إلى الأشراف وتوددوا، اتقوا على
أعراضكم من السفلة، واعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي.
وقد أخذ عمر كلامه هذا من قول رسول الله صلى الله عليه وآله في الحديث المشهور
الذي أخرجه جماعة من علماء السنة الشافعية والحنفية وغيرهما: (منهم) العلامة
عبيد الله آمر تسرى الحنفي في كتابه أرجح المطالب (ص 320). و (منهم)
الحمويني الشافعي في فرائد السمطين (ج 2 باب 49). (ومنهم) العلامة
الزمخشري في تفسيره المعروف بالكشاف (ج 2 ص 339) واللفظ للزمخشري
أخرج بسنده وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات على حب آل محمد
44

مات شهيدا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفورا له، ألا ومن مات
على حب آل محمد مات تائبا، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل
الإيمان، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر
ونكير، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى
بيت زوجها، ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة
ألا ومن مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة. الحديث
مفصل وقد ذكرنا بعضه.
وهل يتصور شرف فوق شرف محبي محمد وآل محمد؟ وهل يتم شرف بغير
محبة محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله؟ فقول عمر يطابق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله من آثار حب
آل محمد وعلي أشرفهم وأفضلهم بتصريح النبي صلى الله عليه وآله في أحاديث عديدة.
(الحديث الثالث والثلاثون)
(قال عمر رضي الله عنه): قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله خلق من نور
وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون ويقدسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه
ومحبي ولده.
(قال المؤلف): هذا حديث آخر رواه عمر في فضل أمير المؤمنين عليه السلام
غير ما تقدم لما فيه من زيادة، وقد أخرج هذا الحديث جماعة من علماء السنة.
(منهم) الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في كتابه المعروف بتاريخ
مقتل الحسين عليه السلام طبع النجف الأشرف (ج 1 ص 97) فإنه أخرجه مسندا
عن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن (قال) سمعت عثمان بن عفان (قال)
سمعت عمر بن الخطاب (قال): سمعت أبا بكر بن أبي قحافة (قال): سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يقول): إن الله خلق من نور وجه
45

علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون (الله) ويقدسون (الله) ويكتبون ثواب
ذلك لمحبيه ومحبي ولده.
(الحديث الرابع والثلاثون)
(كفاية الطالب ص 198) أخرج بسنده عن نافع عن ابن عمر قال قال
رسول الله صلى الله عليه وآله الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
وأبوهما خير منهما (ثم قال) هذا حديث حسن ثابت رزقناه عاليا بحمد الله
(قال) وجمع إمام أهل الحديث أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة الحسن عليه السلام
طرقه عن غير واحد من الصحابة (منهم) عمر بن الخطاب (ومنهم علي بن أبي طالب
وفي روايته زيادة (ومنهم) حذيفة، وهذا لفظه: عن زر عن حذيفة (قال)
رأينا في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم السرور يوما من الأيام، فقلنا
يا رسول الله رأينا في وجهك تباشير السرور، (قال) وكيف لا أسر وقد أتاني
جبرئيل فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما
(ثم قال الكنجي) انضمام هذه الأسانيد بعضها إلى بعض دليل صحته.
(قال المؤلف) على قول الطبراني في المعجم الكبير يكون هذا الحديث
من الأحاديث التي رواها عمر بن الخطاب في فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
وقد أخرج هذا الحديث، جماعة من علماء السنة غير الكنجي الشافعي والطبراني
(منهم) محب الدين الطبري الشافعي في ذخائر العقبي (ص 129) تحت عنوان
(ذكر أنهما سيدا شباب أهل الجنة) قال عن حذيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وآله
فصليت معه المغرب فصلى حتى صلى العشاء ثم انفتل فتبعته فسمع صوتي فقال
من هذا حذيفة؟ قلت نعم (قال) إن هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه
الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وأن
46

الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، خرجه أحمد والترمذي، وخرج
أبو حاتم معناه (وعنه) قال رأينا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتباشر
بالسرور وقال مالي لا أسر وقد أتاني جبرئيل فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا
شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما، وخرجه أبو علي بن شاذان، وعن
ابن عمر نحوه إلا أنه قال وأبوهما خير منهما، وخرج ذلك علي المتقي في
كنز العمال (ج 6 ص 222) من المعجم الكبير للطبراني عن حذيفة، ولفظه
ولفظ الكنجي في الحديث سواء.
(الحديث الخامس والثلاثون)
(ينابيع المودة ص 247) عن مودة القربى للسيد علي الهمداني الشافعي
بسنده عن ابن عمر رفعه (أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال) خير
رجالكم علي بن أبي طالب، وخير شبابكم الحسن والحسين، وخير نسائكم
فاطمة بنت محمد.
(قال المؤلف) أخرج علماء السنة هذا الحديث أو ما بمعناه في كتبهم
(منها) ما أخرجه علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 159) عن
ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم علي خير البشر
و (منها) ما أخرجه الكنجي الشافعي في (كفاية الطالب ص 118) عن
جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل علي بن
أبي طالب فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أتاكم أخي ثم التفت إلى
الكعبة فضربها بيده (وقال) والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته هم الفائزون
يوم القيامة (ثم قال) إنه أولكم إيمانا وأوفاكم بعهد الله، وأقومكم بأمر الله
وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند الله مزية، (قال)
47

ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) (قال) وكان
أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذا أقبل علي عليه السلام، قالوا قد جاء خير
البرية (قال) الكنجي الشافعي: هكذا رواه محدث الشام (ابن عساكر) في
كتابه (المعروف بتاريخ ابن عساكر) بطرق شتى، وذكر محدث العراق
ومؤرخها عن زر عن عبد الله عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
من لم يقل علي خير الناس كفر، وفي رواية عن حذيفة قال سمعت النبي
صلى الله عليه وآله وسلم يقول علي خير البشر من أبى فقد كفر، هكذا رواه
الحافظ الدمشقي في كتاب التاريخ عن الخطيب الحافظ، وزاد في رواية عن جابر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، علي خير البشر فمن أبى فقد
كفر، وفي رواية محدث الشام لا يبغضه إلا كافر، وفي رواية لعائشة عن عطاء
قال سألت عائشة عن علي فقالت ذاك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر (ثم قال)
قلت هكذا ذكره الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلام في تاريخه في المجلد
الخمسين لأن كتابه مائة مجلد فذكر منها ثلاث مجلدات في مناقب علي عليه السلام (1)
(ومنها) ما في ذخائر العقبي ص 96 و (منها) ما في ينابيع
المودة (ص 246) فإنه أخرج حديث عائشة المتقدم وحديث علي عليه السلام وحديث
حذيفة (قال) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي خير البشر ومن

(1) يوجد الجزء الذي يختص بترجمة حياة الإمام أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام من تاريخ ابن عساكر الكبير في (مكتبة الإمام
أمير المؤمنين عليه السلام) في النجف الأشرف يحتوي على (160) ورقة كل ورقة
صفحتان، أخذ صورتها الفوتغرافية بعض السادات من أفاضل النجف الأشرف
عن النسخة المخطوطة في المكتبة الظاهرية في دمشق، وذلك في سنة 1383 ه‍
فجزاه الله خير الجزاء وكثر في رجال العلم والعمل أمثاله.
48

أبي فقد كفر، وخرج أحاديث أخرى بمعناه عن جابر، (ومنها) ما في
كنوز الحقائق المطبوع بهامش الجامع الصغير (ج 2 ص 21) (ومنها) ما في
مسند أحمد بن حنبل (ج 5 ص 28 وص 31) (ومنها) ما في نزهة المجالس
للصفوري الشافعي (ج 2 ص 183) طبع مصر سنة 1320 ه‍ (ومنها) ما في
مناقب الخوارزمي الحنفي ص 63 خرج بسند عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أنه قال خير من يمشي على الأرض بعدي علي بن أبي طالب.
(الحديث السادس والثلاثون)
(ينابيع المودة ص 253) عن مودة القربى للسيد علي الهمداني الشافعي
أخرج بسنده عن أبي وائل عن ابن عمر قال: كنا إذا أعددنا أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قلنا أبو بكر وعمر وعثمان، فقال رجل يا أبا عبد الرحمن
فعلي ما هو؟ (قال) علي من أهل بيت لا يقاس به أحد هو مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في درجته إن الله يقول (الذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم
بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم) ففاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
درجته وعلي معهما.
(قال المؤلف) إن لقول ابن عمر: علي من أهل بيت لا يقاس به أحد
شواهد ومؤيدات كثيرة من كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن كلام
غيره من علماء السنة والإمامية عليهم الرحمة (منها) ما في ذخائر العقبي للمحب
الطبري الشافعي (ص 17) فإنه قال تحت عنوان (إنهم لا يقاس بهم أحد) قال
وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أهل بيت لا يقاس بنا
أحد، وقد أخرج هذا الحديث عبيد الله الحنفي في كتابه (أرجح المطالب ص 330)
أخرج حديثا نحو ما في (ذخائر العقبي) غير أنه قال: أخرجه ابن مردويه
49

في المناقب (وفيه أيضا ص 330) قال: قال علي (عليه السلام) على المنبر: نحن
أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا يقاس بنا أحد. أخرجه الديلمي في فردوس
الأخبار، وفي ينابيع المودة (ص 253) بعد نقله الحديث المنقول عن ابن عمر
قال: سأل عبد الله بن أحمد حنبل (أباه) عن التفضيل فقال: أبو بكر وعمر
وعثمان، ثم سكت، قال عبد الله: قلت: يا أبة أين علي بن أبي طالب؟ قال:
هو من أهل بيت لا يقاس به هؤلاء. وأخرج الحديث علي المتقي الحنفي في
كنز العمال (ج 6 ص 218) من فردوس الأخبار للديلمي قال: نحن أهل
بيت لا يقاس بنا أحد.
(الحديث السابع والثلاثون)
(ينابيع المودة ص 253) عن السيد علي الهمداني الشافعي في مودة
القربى أخرج بسنده عن ابن عمر قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وآله فالتفت فقال
أيها الناس هذا وليكم بعدي في الدنيا والآخرة فاحفظوه يعني عليا.
(قال المؤلف) أخرج هذا الحديث أو بمعناه جماعة من علماء الشافعية
والحنبلية والإمامية عليهم الرحمة في كتبهم المعتبرة، ومن جملة علماء السنة الذين
رووا الحديث ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 344) فإنه أخرج بسنده
عن عمران بن حصين أنه قال: شكوا عليا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأقبل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم وقد تغير وجهه من الغضب فقال: دعوا عليا
دعوا عليا دعوا عليا، إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (انتهى)
باختصار (وفيه أيضا ج 7 ص 345) أخرج بسنده عن وهب بن حمزة قال:
- ما مختصره - سافرت مع علي فلما رجعت ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر عليا فنلت منه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولن هذا
50

لعلي فإن عليا وليكم بعدي، (وأخرج) المحب الطبري في ذخائر العقبي
والترمذي في صحيحه (ج 2 ص 460) بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال في علي (عليه السلم): إنه ولي كل مؤمن من بعدي. (وخرج) عبيد الله
الحنفي في كتابه (أرجح المطالب ص 452) بسنده عن عمران بن حصين قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل علي بن أبي طالب فمضى
والسرية فأصاب جارية فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا: إن لقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنشكو إليه
وأخبرناه بما صنع، وكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدأوا برسول الله
صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم، فلما قدمت السرية
فسلموا على النبي صلى الله عليه وسلم قام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله ألم
تر إلى علي صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام
الثاني فقال مثل ذلك، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، ثم قام الرابع فقال
مثل ما قالوا، فأقبل عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه
فقال: ما تريدون من علي (ثلاثا) إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن
بعدي. (وأخرج) ذلك أيضا أبو داود الطيالسي في سننه (ج 11 ص 360)
وخرجه أحمد في مسنده (ج 2 ص 460) أنه صلى الله عليه وسلم قال لبريدة:
لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.
(الحديث الثامن والثلاثون)
(ذخائر العقبي ص 66) أخرج بسنده عن ابن عمر قال: آخى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بين أصحابه فجاء علي فقال: يا رسول الله آخيت بين أصحابك
ولم تؤاخ بيني وبين أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت أخي في
الدنيا والآخرة.
51

(قال المؤلف) روي هذا الحديث عن عمر بن الخطاب وعن عبد الله بن عمر
وحديث ابن عمر أخرجه جماعة من أعلام علماء السنة: (منهم) الترمذي في صحيحه
(ج 2 ص 461) وقال: حديث حسن. و (منهم) البغوي في مصابيح السنة (ج 2
ص 202). و (منهم) ابن كثير في البداية والنهاية (ج 7 ص 335). و (منهم)
علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 122) و 152) و 153) و 159
و 390) و 394) و 399) 400) و 402) و 404)، وفي موارد غيرها
نقلها من مؤلفات عديدة لعلماء الحنفية والشافعية (ومنهم) ابن الأثير الجزري
في أسد الغابة (ج 4 ص 16) (ومنهم) الموفق بن أحمد الحنفي في المناقب
(ص (82) و (83) و (91) و (92) و (95) (ومنهم) أحمد بن حنبل في
مسنده في موارد عديدة منها (ج 1 ص 230) (ومنهم) إبراهيم بن محمد
الحمويني الشافعي في فرائد السمطين (ج 1 باب 21) حيث أخرج حديث
المؤاخاة بطرق عديدة (ومنهم) المناوي في كنوز الحقايق بهامش الجامع
الصغير للسيوطي الشافعي (ج 2 ص 70) ورواه جمع كثير غير هؤلاء من علماء
السنة، وقد ألفت فيه مؤلفات خاصة، راجع غاية المرام للعلامة الحجة السيد
هاشم البحراني المطبوع بإيران.
(الحديث التاسع والثلاثون)
(مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي ص 62) فإنه
أخرج بسنده عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم من
فارق عليا فارقني ومن فارقني فارق الله عز وجل.
(قال المؤلف) أخرج هذا الحديث أو بمعناه جماعة من علماء السنة في
كتبهم (منهم) علي المتقي الحنفي في (كنز العمال ج 6 ص 156) فإنه أخرج
52

الحديث بلفظ مختلف عن كتب عديدة، أخرجه من المعجم الكبير للطبراني عن
ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فارق عليا فارقني ومن فارقني فارق
الله، وأخرجه أيضا من المعجم الكبير وقال: عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من فارقك يا علي فقد فارقني ومن فارقني فقد فارق الله
وأخرجه أيضا من المستدرك للصحيحين للحاكم النيسابوري عن أبي ذر، ولفظه
ولفظ الطبراني في المعجم سواء.
(الحديث الأربعون)
(كنز العمال ج 6 ص 391) أخرج علي المتقي الحنفي بسنده عن
ابن النجار في تاريخه عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال مخاطبا
لابن عمه علي بن أبي طالب عليه السلام: يا علي أنت في الجنة.
(قال المؤلف) روي في كتب علماء السنة أحاديث كثيرة توافق هذا
الحديث لفظا ومعنى بعبارات مختلفة عن ابن عمر وغيره (منها) ما في تاريخ
ابن عساكر (ج 4 ص 318) عن علي أنه قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
حسد الناس إياي فقال: يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن
والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا، قال علي فقلت
يا رسول الله فأين شيعتنا، فقال شيعتكم من ورائكم (ومنها) ما في الصواعق
المحرقة لابن حجر الهيتمي ص 98، فإنه أخرج الحديث الذي أخرجه ابن
عساكر وزاد في آخره وشيعتنا في أيماننا وشمائلنا (ومنها) ما خرجه
النيسابوري في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الطبري (ج 25 ض 31)، فإنه
أخرج الحديث مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه (ومنها) ما أخرجه إبراهيم
ابن محمد الحمويني الشافعي في فرائد السمطين (ج 2 باب 9) فإنه أخرج الحديث
53

وفيه زيادة في اللفظ والمعنى (ومنها) ما أخرجه علي المتقي في كنز العمال
(ج 6 ص 212) (ومنها) ما أخرجه الشيخ سليمان القندوزي الحنفي في
ينابيع المودة ص 269)، فإنه أخرج الحديث عن علي (عليه السلام) وعن ابن مسعود
وعن أبي رافع رضي الله عنهما، أما لفظ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
فهذا نصه: عن علي كرم الله وجهه قال شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
حسد الناس فقال لي أما ترضى أن تكون رابع أربعة؟ أول من يدخل الجنة
أنا وأنت والحسن والحسين وأزواجنا عن أيماننا وشمائلنا وذرياتنا خلف
أزواجنا، أخرجه الثعلبي، وأخرجه أحمد في المناقب، وذكره سبط ابن الجوزي
وأما لفظ ابن مسعود فهذا نصه: قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي:
أما ترضى أنك معي تدخل الجنة والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا
وأزواجنا خلف ذرياتنا، وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا، أخرجه أحمد في
المناقب، وأما لفظ أبي رافع فهذا نصه: قال إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال: يا علي إن أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرياتنا
خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا، أخرجه
الطبراني في المعجم الكبير (انتهى).
(قال المؤلف) أخرجنا في كتابنا (علي والشيعة) قسما وافرا من هذه
الأحاديث فراجعها.
(الحديث الحادي والأربعون)
(كنز العمال ج 6 ص 156) أخرج بسنده عن ابن عمر قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لو أن السماوات والأرضين موضوعتان في كفة وإيمان
علي في كفة لرجح إيمان علي (أخرجه الديلمي في فردوس الأخبار).
54

(قال المؤلف) تقدم حديث بمعناه عن عمر بن الخطاب، ولاختلاف
الراوي واللفظ أخرجنا الحديث ثانيا إثباتا للمطلوب.
(الحديث الثاني والأربعون)
(مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي ص 187) أخرج
بسنده عن عبد الله بن عمر قال: ثلاث لعلي وددت أن تكون لي واحدة منهن
كانت أحب إلي من حمر النعم، تزوجه بفاطمة، وإعطاؤه الراية يوم خيبر، وآية
النجوى.
(قال المؤلف) تقدم حديث نحوه في أمرين والأمر الثالث قضية النجوى
وهي قضية مشهورة معروفة، وهي من خصائص الإمام عليه السلام لا يشاركه فيها
أحد من الصحابة وقد اتفق المحدثون والمفسرون على ذلك، ففي كفاية الطالب
للكنجي الشافعي (ص 52) قال: (الباب التاسع والعشرون في أن آية
النجوى عمل بها علي عليه السلام دون ساير الصحابة ثم نسخت فلم يعمل بها أحد)،
ثم روى بسنده عن علي بن علقمة الأنماري عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال لما
نزلت (يا آيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة) دعاني رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فقال لي ما ترى دينارا
فقلت لا يطيقونه، قال: كم قلت حبة أو شعيرة (من ذهب) قال إنك لزهيد
فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم، الآية) قال علي عليه السلام فبي
خفف الله عن هذه الأمة ولم تنزل في أحد قبلي، ولا نزلت في أحد بعدي، ولا
عمل بها أحد غيري، قال ابن عمر كان لعلي بن أبي طالب ثلاث لو كان لي
واحدة منهن كانت أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، تزويجه فاطمة، وإعطاؤه
الراية، وآية النجوى، قال مجاهد، نهوا (أي الصحابة) عن مناجاة
55

النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا علي بن أبي طالب
قدم دينارا فتصدق به ثم نزلت الرخصة فكانت الصدقة عند النجوى فريضة من
الله، فهذه الآية من كتاب الله لم يعمل بها غير علي عليه السلام (ثم قال الكنجي)
قلت وفي ذلك خصيصة وفضيلة لا تخفى على أولي الألباب، وشهرته عند أئمة
الحديث تغني عن الكلام عن سنده، قال ابن جرير الطبري أجمع المفسرون على
أنه لم يعمل بها غير علي (انتهى).
وقد تقدم شطر قليل في معنى الآية ففيما ذكرناه كفاية، وإليك الإشارة إلى
بعض من أخرج هذه القضية من علماء الحنفية والشافعية (فمنهم) العلامة
جار الله محمود بن عمر الحنفي في الكشاف (ج 2 ص 443) طبع مصر سنة 1308
(ومنهم) أبو جعفر الطبري صاحب مذهب الطبرية في تفسيره المعروف بتفسير
الطبري (ج 28 ص 14) طبع مصر سنة 1321 ه‍ (ومنهم) محمد بن السائب
الكلبي في تفسيره (ج 4 ص 105) طبع مصر 1355 ه‍ (ومنهم) السيوطي
الشافعي في تفسيره الدر المنثور (ج 6 ص 185) (ومنهم) علاء الدين المعروف
بالخازن في تفسيره المعروف بتفسير الخازن، واسمه (لباب التأويل ومعاني
التنزيل) (ج 4 ص 242) (ومنهم) إبراهيم بن معقل النسفي الحنفي في
تفسيره المطبوع بهامش تفسير الخازن (ج 4 ص 242) واسم تفسير النسفي
(مدارك التنزيل وحقائق التأويل) وفي هذا التفسير خاصة ذكر تفصيل قضية
النجوى وبما تصدق به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبما سأل عنه وهي
عشرة مطالب مهمة تقدم بيانها، وقال في آخر كلامه: فلما فرغ أمير المؤمنين عليه السلام
من أسئلته نزل نسخها (أي نسخ الآية).
56

(الحديث الثالث والأربعون)
(مناقب الخطيب الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي ص 43) أخرج
بسنده عن نافع عن ابن عمر، قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب عليا قبل
الله منه صلاته وصيامه وقيامه واستجاب دعاءه، ومن أحب عليا أعطاه الله بكل
عرق في بدنه مدينة في الجنة، ألا ومن أحب آل محمد أمن الحساب والميزان
والصراط، ألا ومن مات على حب آل محمد فأنا كفيله بالجنة مع الأنبياء،
ألا ومن أبعض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله.
(قال المؤلف) لا نحتاج إلى إثبات محبوبية علي عليه السلام أو آل محمد صلى الله عليه وآله
بعد أن أوجب الله حبهم وفرضه على البشر في القرآن الكريم بقوله (قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فالذي يليق بالذكر بيان آثار حبهم
وبغضهم بما روي في ذلك من النبي الكريم صلى الله عليه وآله، ومنها الحديث المتقدم نقله
من الخوارزمي الحنفي، وقد روي بمضمونه أحاديث كثيرة (منها) الحديث
المتقدم نقله في الحديث الثاني والثلاثين وبه وبما تقدم نقله كفاية فإن فيهما
الغاية القصوى.
وأحسن حديث وألطفه - وهو حديث مختصر بين فيه الرسول الأكرم
نتيجة محبة آل محمد في الدنيا والآخرة - هو الحديث الذي أخرجه العلامة
عبيد الله الحنفي في كتابه أرجح المطالب (ص 319) قال: وروي عن ابن
مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: حب آل محمد يوما خير من عبادة سنة ومن
مات عليه دخل الجنة.
57

(الحديث الرابع والأربعون)
(مناقب الخطيب) إلى الموفق بن أحمد الخوارزمي الحنفي (ص 47) وفي كتابه
الآخر المعروف بمقتل الحسين عليه السلام (ج 1 ص 42) طبع النجف الأشرف
أخرج بسنده عن عبد الله بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، وقد سئل بأي
لغة خاطبك ربك ليلة المعراج، فقال خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فألهمني
أن قلت يا رب خاطبتني أنت أم علي، فقال يا أحمد أنا شئ لا كالأشياء لا أقاس
بالناس ولا أوصف بالأشياء، خلقتك من نوري، وخلقت عليا من نورك،
فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد إلى قلبك أحب من علي بن أبي طالب فخاطبتك
بلسانه كيما يطمئن قلبك.
(قال المؤلف) هذا لفظ الخوارزمي في المناقب، وأما لفظه في التاريخ
المعروف بمقتل الحسين عليه السلام فهذا نصه بحذف السند، عن عبد الله بن عمر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسئل بأي لغة خاطبك ربك قال خاطبني بلغة
علي بن أبي طالب فألهمت أن قلت يا رب خاطبتني أم علي؟ فقال عز وجل:
يا أحمد أنا شئ لا كالأشياء لا أقاس بالناس، ولا أوصف بالشبهات، خلقتك من
نوري، وخلقت عليا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك
أحب إليك من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك.
(قال المؤلف) بالتأمل في اللفظين تعرف الاختلاف الموجود بينهما،
هذا والأخبار الواردة في أنهما صلى الله عليهما وعلى آلهما خلقا من نور الله
وأن نورهما واحد فكثيرة، أخرجها علماء السنة الشافعية منهم والحنفية وعلماء
الإمامية رضوان الله عليهم جميعا (فمنهم) العلامة عبيد الله الحنفي في كتابه
أرجح المطالب (ص 459) فإنه أخرج بسنده عن الحسين بن علي (عليهما السلام)
58

عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله، كنت أنا وعلي بين يدي الله تعالى من قبل
أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلما خلق الله تعالى آدم سلك ذلك النور
في صلبه، فلم يزل الله تعالى ينقله من صلب إلى صلب حتى أقره في صلب
عبد المطلب فقسمه نصفين فسما في صلب عبد الله وقسما في صلب أبي طالب، فعلي
مني وأنا منه، لحمه لحمي ودمه دمي، فمن أحبه فبحبي أحبه، ومن أبغضه
فببغضي أبغضه، أخرجه ابن مردويه في المناقب، والخوارزمي، وشهاب الدين
أحمد، والمطرزي، والعاصمي، (وفيه أيضا ص 459) قال وفي رواية أبي الفتح
محمد بن علي بن إبراهيم النصيري في (الخصائص العلوية) عن سلمان قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول خلقت أنا وعلي من نور عن يمين
العرش نسبح الله ونقدسه من قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بأربعة عشر ألف
سنة فلما خلق الله آدم نقلنا إلى أصلاب الرجال وأرحام النساء الطاهرات، ثم
نقلنا إلى صلب عبد المطلب وقسمنا نصفين فجعل النصف في صلب عبد الله،
وجعل النصف الآخر في صلب أبي طالب، فخلقت من ذلك النصف وخلق علي
من النصف الآخر واشتق لنا من أسمائه أسماء، فالله محمود وأنا محمد، والله
الأعلى وأخي علي، والله فاطر وابنتي فاطمة والله محسن وابناي الحسن والحسين
فكان اسمي في الرسالة وكان اسمه في الخلافة والشجاعة فإنا رسول الله وعلي
سيف الله.
(قال المؤلف) أخرجنا أحاديث عديدة في النور الذي خلق منه النبي
صلى الله عليه وآله وابن عمه علي عليه السلم في كتابنا (علي والوصية) المطبوع فراجعه.
وقد نظم ذلك الشاعر الشهير الشيخ علي الشفهيني الحلي (1) المتوفى

(1) ترجم له الشيخ الحر العاملي رحمه الله في كتابه (أمل الآمل)
فقال: فاضل شاعر أديب له مدائح كثيرة في أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام
وأورد شطرا من قصيدته الدالية في مدح الإمام أمير المؤمنين عليه السلام التي منها
يا صاحب النص في خم ومن رفع * النبي منه على رغم العدى عضدا
أنت الذي اختارك الهادي البشير أخا * وما سواك ارتضى من بينهم أحدا
أنت الذي عجبت منك الملائك في * بدر ومن بعدها إذ شاهدوا أحدا
59

حدود سنة 700 في قصيدته الكبيرة التي مدح بها الإمام أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام، يقول فيها:
خلقا وما خلق الوجود كلاهما * نوران من نور العلي تفضلا
في علمه المخزون مجتمعان لن * يفترقا أبدا ولن يتحولا
فاسأل عن النور الذي تجدنه * في النور مسطورا وسائل من تلا
ثم اجتباه فأودعا في صلبه * شرفا له وتكرما وتبجلا
وتقلبا في الساجدين وأودعا * في أطهر الأرحام ثم تنقلا
حتى استقر النور نورا واحدا * في شيبة الحمد ابن هاشم يجتلى
قسما لحكم ارتضاه فكان ذا * نعم الوصي وذاك أشرف مرسلا
فعلي نفس محمد ووصيه * وأمينه وسواه مأمون فلا
وشقيق نبعته وخير من اقتفى * منهاجه وبه اقتدى وله تلا
(الحديث الخامس والأربعون)
(كنز العمال ج 6 ص 155) نقلا عن المعجم الكبير للطبراني، وهو
كتاب جمع فيه الأحاديث الصحيحة باصطلاحه واصطلاح المحدثين، ومن
جملتها حديث أخرجه بسنده عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي ألا
أرضيك يا علي أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي وتبرئ ذمتي،
فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه، ومن أحبك في حياة منك بعدي
60

ختم الله له بالأمن والإيمان، ومن أحبك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان
وآمنه يوم الفزع، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة جاهلية يحاسبه
الله بما عمل في الإسلام.
(قال المؤلف) هذا حديث صحيح لا شك فيه بتصريح الطبراني وغيره
حيث أنه في المعجم الكبير، ولهذا الحديث شواهد منقولة في كتب علماء السنة
الشافعية والحنفية (منهم) أبو نعيم الأصبهاني في كتاب (حلة الأولياء ج 1
ص 86)، (ومنهم) علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 155) نقله
عن المعجم الكبير للطبراني وعن المستدرك للصحيحين البخاري ومسلم، ومن
فضائل الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني أيضا، وهذا لفظه بسنده عن زيد بن أرقم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي
ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فإن ربي عز وجل غرس قضبانها بيده
فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة
(قال المؤلف) أخرج علي المتقي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 155) حديثا
آخر بمعنى الحديث المذكور مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه، نقلا من
كتب عديدة عن مطير، والباوردي، وابن شاهين، وابن مندة في مؤلفاتهم
بأسانيدهم عن زياد بن مطرف، وهذا نصه: قال قال رسول الله صلى الله عليه
(وآله) وسلم: من أحب أن يحيى حياتي، ويموت ميتتي، ويدخل الجنة التي
وعدني ربي قضبانا من قضبانها غرسه بيده وهي جنة الخلد فليتول عليا
وذريته من بعده، فإنهم لن يخرجوكم من باب هدى ولن يدخلوكم في باب
ضلالة (وخرج) السيد محمد صالح الحنفي في كتابه (الكوكب الدري) ص 111
من كتاب (خلاصة المناقب) بسنده عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أحب أن
يحيى حياتي ويموت موتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي فليتول علي
61

ابن أبي طالب وذريته الطاهرين أئمة الهدى ومصابيح الدجى من بعده فإنهم لن
يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة.
(وأخرج) علي المقتي الحنفي في كنز العمال (ج 6 ص 117) حديثا
آخر بمعناه عن ابن عباس وفيه زيادات مهمة نقلا عن المعجم الكبير للطبراني
قال: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: من سره أن يحيى حياتي
ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن غرسها ربي، فليوال عليا من بعدي وليوال
وليه وليقتد بأهل بيتي من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، ورزقوا
فهمي وعلمي، فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم
الله شفاعتي.
(قال المؤلف) إن النبي صلى الله عليه وآله في هذا الحديث الشريف إضافة إلى الأمر
بمحبة أهل بيته عليهم السلام يأمر أمته بالاقتداء بهم في أمور دنياهم ودينهم
ويذكر سبب أمره بذلك، وهو قوله (صلى الله عليه وآله): " رزقوا فهمي وعلمي " فيثبت
صلى الله عليه وآله أنهم عليهم السلام لائقون للاتباع والاقتداء بهم لما هم حاوون له من فهم
الرسول وعلمه لا لأنهم عترته فحسب، فهذا الحديث كالأحاديث المعروفة بحديث
الثقلين وحديث السفينة اللذين صرح فيهما النبي صلى الله عليه وآله بأن النجاة من الهلكات
في الدنيا والآخرة يتوقف على التمسك بهم وركوب سفينة النجاة باتباعهم لأنهم
عليهم السلام خزان علمه وورثة حلمه وساير ما يحتاج إليه الخليفة والإمام
فالنبي الأكرم صلى الله عليه وآله بين لأصحابه كي يبينوا للمسلمين ما ذكره لهم من طريق
الرشاد والفوز بالحسنات، بين لهم ما يصلح شؤونهم الإسلامية ويقوي إسلامهم
بعبارات عديدة مختلفة (منها) ما تقدم، (ومنها) ما خرجه علي المتقي الحنفي
في كنز العمال (ج 6 ص 218) نقلا عن تاريخ محدث الشام العلامة ابن عساكر
وإليك ما في كنز العمال (ج 6 ص 218) فإنه أخرج بسند عن علي عليه السلم قال
62

قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: يا علي إن الإسلام عريان لباسه
التقوى، ورياشه الهدى، وزينته الحياء، وعماده الورع، وملاكه العمل الصالح
وأساس الإسلام حبي وحب أهل بيتي.
(الحديث السادس والأربعون)
(الصواعق المحرقة لابن حجر الهيتمي الشافعي ص 75) وفي كنز العمال
لعلي المتقي الحنفي (ج 1 ص 157) وفي كفاية الطالب الكنجي الشافعي
(ص 91) وفي ينابيع المودة للشيخ سليمان القندوزي الحنفي (ص 247)
واللفظ لعلي المتقي خرج بسنده عن عائشة قالت: قال رسول الله: يا عائشة إذا
سرك أن تنظري إلى سيد العرب فانظري إلى علي بن أبي طالب، قالت: قلت
يا نبي الله ألست سيد العرب؟ قال: أنا إمام المسلمين وسيد المتقين.
(قال المؤلف) إن هذا الحديث رواه جماعة من الصحابة بعبارات مختلفة
ومن جملتها ما رواه الكنجي الشافعي في كفاية الطالب (ص 91) حيث خرج
بسنده عن ليث عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
يا أنس انطلق فادع لي سيد العرب (يعني عليا) فقالت عائشة: ألست سيد
العرب؟ قال: أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب، قال: فلما جاء علي أرسل
رسول الله صلى الله عليه وآله إلى الأنصار فأتوه، فقال لهم: يا معشر الأنصار ألا أدلكم على
ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي
فأحبوه لحبي، وأكرموه لكرامتي، فإن جبرئيل أمرني بالذي قلت لكم عن
الله تبارك وتعالى، ثم قال الكنجي: قلت: هذا حديث ثابت صحيح إذ أودعه إمام
أهل الحديث سليمان بن أحمد الطبراني في معجمه الكبير في هذه الترجمة كما
أخرجناه، ثم أخرج حديثا آخر بمعناه بسند آخر عن ابن أبي ليلى
63

عن الحسين بن علي عليهما السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أنس إن عليا
سيد العرب فقالوا: ألست سيد العرب؟ الحديث كما تقدم نقله عن الإمام الحسن
ابن علي عليهما السلام، ثم قال الكنجي: هذا حديث عال، وفي كنز العمال
(ج 6 ص 400) عن عائشة قالت: قلت: يا رسول الله أنت سيد العرب؟ قال
أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (وفيه) خرج الحديث المتقدم عن الحسن
ابن علي عليهما السلام من مسند الحسن عليه السلم ومن حلية الأولياء لأبي نعيم
الأصبهاني، ولفظه يساوي لفظ الكنجي الشافعي إلا أنه قال: ألا أدلكم ما إن
تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: هذا علي
فأحبوه بحبي (الحديث).
(الحديث السابع والأربعون)
(كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص 119) خرج بسنده عن عطاء
قال: سألت عائشة عن علي فقالت: ذلك خير البشر لا يشك فيه إلا كافر
هكذا ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة علي عليه السلم في تاريخه الكبير.
(قال المؤلف) وحدث هذا الحديث في التاريخ الكبير لابن عساكر
(الموجود في مكتبة أمير المؤمنين عليه السلم) وحديث عائشة هذا خرجه الشيخ
سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة (ص 246) وخرج الكنجي الشافعي
في كفاية الطالب هذا الحديث عن طرق عديدة، وعن جماعة من الصحابة غير
عائشة: (منهم) أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (ومنهم) جابر
وحذيفة وغيرهما، وألفاظهم في الحديث مختلفة، فلفظ الأمير عليه السلام: " من لم
يقل علي خير البشر فقد كفر) ولفظ حذيفة: فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
يقول: " علي خير البشر من أبى فقد كفر " وكذلك لفظ جابر يساوي لفظ
64

حذيفة إلا في حرف واحد، وهذا نصه: عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" علي خير البشر فمن أبى فقد كفر " ولفظ جابر في رواية محدث الشام ابن
عساكر عن سالم عن جابر قال: سئل عن علي (عليه السلام) فقال: " ذاك خير البرية
لا يبغضه إلا كافر " وخرج الحديث المناوي في كتابه (كنوز الحقائق) المطبوع
بهامش الجامع الصغير للسيوطي الشافعي (ج 2 ص 20 و 21) من سنن أبي يعلى
عن النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أنه قال: " علي خير البشر من شك فيه
كفر) وخرج بعد ذلك الحديث من تاريخ الخطيب البغدادي، وهذا لفظه:
" علي خير البشر فمن أبى فقد كفر " وخرج علي المتقي في كنز العمال
(ج 6 ص 159) الحديث عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام
وعن ابن عباس وعن ابن مسعود وعن جابر، فأما لفظ جابر فيساوي ما نقلناه
من كنوز الحقايق للمناوي، ولفظ أمير المؤمنين عليه السلام وابن مسعود وابن عباس
يساوي ما نقلناه من كفاية الطالب، هذا وقد جمع بعض علماء الإمامية ألفاظ
هذا الحديث في كتاب خاص وسماه (نوادر الأثر في علي خير البشر) وقد
طبع في طهران سنة 1369 ه‍.
(الحديث الثامن والأربعون)
(كفاية الطالب ص 184) خرج بسنده عن شريح بن هاني عن أبيه
عن عائشة قالت: ما خلق الله خلقا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من علي بن
أبي طالب. ثم قال: هذا حديث حسن رواه ابن جرير في مناقبه، وأخرجه
ابن عساكر في ترجمته.
(قال المؤلف) خرج الحاكم النيسابوري في مستدرك الصحيحين (ج 2
ص 154) حديثا بمعناه وفيه زيادة، وهذا نصه بحذف السند: عن جميع بن
65

ابن عمير قال: دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهو تسئل عن
علي فقالت: تسألني عن رجل، والله ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه وآله من علي، ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من امرأته
(فاطمة عليها السلام) ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (أي
البخاري ومسلم). وخرج محب الدين الطبري في ذخائر العقبي (ص 35) حديثا
بمعناه وهذا نصه: عن عائشة أنها سئلت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قالت فاطمة: فقيل من الرجال قالت زوجها، إن كان
ما علمت صواما قواما، خرجه الترمذي في صحيحه (ج 2 ص 475) وخرجه
ابن عبيد وزاد بعد قوله قواما جديرا بقول الحق، وعن بريدة قال: كان
أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن الرجال علي، خرجه
أبو عمر (انتهى ما ذكره محب الدين الطبري في الذخائر) وقد خرج الحديث
الحاكم في مستدرك الصحيحين في مورد آخر (ج 3 ص 157) وخرجه ابن
الأثير في أسد الغابة (ج 3 ص 522) وابن عبد البر في الاستيعاب (ج 2 ص 772)
والترمذي في صحيحه (ج 2 ص 471) في مناقب أسامة، وخرجه الخوارزمي
الحنفي في تاريخ مقتل الحسين عليه السلم (ج 1 ص 57) وعلي المتقي الحنفي في
كنز العمال (ج 6 ص 450) نقلا من كتب عديدة لعلماء السنة.
(الحديث التاسع والأربعون)
(كفاية الطالب ص 133) خرج بسنده عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: وهو في بيتها لما حضره الموت ادعوا لي حبيبي فدعوت له أبا بكر
فنظر إليه ثم وضع رأسه، ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فدعوت له عمر، فلما نظر
إليه وضع رأسه ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فقلت: ويلكم ادعوا له عليا فوالله
66

ما يريد غيره، فلما رآه أفرج الثوب الذي كان عليه ثم أدخله منه فلم يزل
محتضنه حتى قبض ويده عليه (أي يد رسول الله صلى الله عليه وآله على علي عليه السلام).
(قال المؤلف): خرج الكنجي هذا الحديث لإثبات أن عليا عليه السلام كان
أقرب الناس إلى الرسول الله صلى الله عليه وآله عهدا حين توفي. ثم قال الكنجي: والذي
يدل على أن عليا كان أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وآله ما ذكره أبو يعلى
الموصلي في مسنده والإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ثم خرج) بسنده عن
أم سلمة قالت: والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله
صلى الله عليه وآله، قالت: عدنا (غدا خ ل) رسول الله صلى الله عليه وآله غداة بعد غداة يقول: جاء
علي مرارا، قالت فاطمة: كان يبعثه في حاجة فجاء علي بعد فظننت أن له
إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب فكنت من أدناهم من الباب
فأكب عليه علي فجعل يساره ويناجيه ثم نهض من يومه ذلك فكان أقرب
الناس عهدا، قال الكنجي: قلت: هكذا أخرجه أحمد في مسنده (ج 6 ص 300)
والموصلي سواء، غير أن الموصلي قال في مسنده: فأكب على علي، وأخرج
المحب الطبري في ذخائر العقبى (ص 72) حديث أم سلمة وعائشة وقال:
أخرجه أحمد في مسنده، ولفظ المحب الطبري والكنجي سواء إلا في بعض الكلمات.
(الحديث الخمسون)
(كنز العمال ج 6 ص 152) خرج بسند عن فردوس الأخبار للديلمي
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم: " النظر إلى
وجه علي عبادة ".
(قال المؤلف): تقدم في الحديث الثاني - وهو ما رواه أبو بكر في أن
رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " النظر إلى وجه علي عبادة " - نقلنا الحديث من البداية
67

والنهاية (ج 7 ص 357) وذكرنا أنه - أي ابن كثير - قال: رواة هذا
الحديث جماعة من الصحابة فعدهم فقال: ومنهم عائشة بنت أبي بكر، وقال
جلال الدين السيوطي الشافعي في تاريخ الخلفاء (ج 1 ص 96) أخرج الحديث
(أي حديث أن النظر إلى وجه علي عبادة) ابن عساكر من حديث أبي بكر
وعثمان بن عفان ومعاذ بن جبل وأنس وثوبان وجابر بن عبد الله وعائشة
وفي ذخائر العقبى (ص 95) أخرج الحديث عن عائشة وعن ابن مسعود وعن
عمرو بن العاس وعن جابر وعن أبي هريرة، ثم قال: وحديث عائشة أخرجه
ابن السمان في الموافقة، وفي ذخائر العقبى (ص 95) أيضا أخرج تحت
عنوان (ذكر أن النظر إلى وجه علي عبادة) عن عائشة (رض) قالت رأيت أبا بكر يكثر
النظر إلى وجه علي، فقلت يا أبت رأيتك تكثر النظر إلى وجه علي، فقال:
يا بنية سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول (النظر إلى وجه علي عبادة) أخرجه ابن
السمان في الموافقة، (قال) وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله (النظر
إلى وجه علي عبادة) أخرجه أبو الحسن الحربي (قال) وعن عمرو بن العاص
(روى) مثله، أخرجه الأبهري (قال) وعن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلي عد عمران بن الحصين فإنه مريض فأتاه (علي عليه السلام) وعنده معاذ وأبو
هريرة فأقبل عمران يحد النظر إلى علي فقال له معاذ لم تحد النظر إليه؟
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول (النظر إلى وجه علي عبادة) فقال معاذ وأنا
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله، وقال أبو هريرة وأنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله
أخرجه ابن أبي الفرات، وفي التاريخ الكبير لابن عساكر - الموجود في مكتبة
الإمام أمير المؤمنين عليه السلام في النجف الأشرف - في الورقة التاسعة عشرة منه:
أخرج بسنده عن ابن عباس قال رجع عثمان إلى علي فسأله المصير إليه فصار
إليه فجعل يحد النظر إليه فقال له علي مالك يا عثمان تحد النظر إلي قال سمعت
68

رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: (النظر إلى علي عبادة).
(قال المؤلف): نختم هذا المختصر بحديث النظر إلى علي عليه السلام المروي
عن جماعة من الصحابة الكرام، أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ثم ابن
عباس، ثم أبو بكر، وعمر، وعثمان، وثوبان، وعمران بن حصين، وعمرو بن
العاص، وأنس بن مالك، وجابر بن عبد الله، وأبو ذر، وأبو هريرة وأبو
الدرداء وأبو سعيد الخدري، وواثلة بن الأصقع، ومعاذ بن جبل، و عبد الله
ابن مسعود، وعائشة، فراجع الحديث الثاني والحديث الخمسين هذا تجد أسماء
هؤلاء وأنهم من رواة الحديث بلا شك ولا ريب، والحمد لله أولا وآخر، ونصلي
ونسلم على نبيه الأكرم محمد المصطفى صلى الله عليه وآله الهداة وصحبة الكرام
البررة الذين حفظوا لنا ما سمعوه من النبي صلى الله عليه وآله وأدوه إلى التابعين وائتمروا
بأوامره وانتهوا عن نواهيه وأولئك هم المفلحون.
تم الكتاب
69