الكتاب: العقل والجهل في الكتاب والسنة
المؤلف: محمد الريشهري
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٢١ - ٢٠٠٠ م
المطبعة:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

العقل والجهل
في الكتاب والسنة
محمد الريشهري
تحقيق
دار الحديث للطباعة والنشر والتوزيع
1

بسم الله الرحمن الرحيم
3

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الأولى
1421 ه‍ - 2000 ه‍
بيروت - لبنان - تلفكاس (271630) ص - ب: 240 / 25
4

فهرس المطالب
5

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على عبده المصطفى محمد
وآله الطاهرين وخيار صحابته أجمعين.
أشرنا في مقدمة كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " إلى أن استكمال المباحث
المعروضة فيه يستدعي الرجوع إلى كتاب " العقل والجهل في الكتاب والسنة ". وها هو
الكتاب الخامس من هذه السلسلة يصدر - بعون الله - من بعد صدور الكتاب الأول
بفترة وجيزة.
يقدم هذا الكتاب، من خلال استقرائه للآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، إثارات
جديدة في حقل نظرية المعرفة منسقة على نحو بارع، آملين أن يتبوأ مكانته اللائقة لدى
أرباب العلم والحكمة.
تجدر الإشارة إلى أن القسم الأول من الكتاب أنجز بفضل التعاون الذي أبداه سماحة
الشيخ رضا برنجكار، فيما أنجز القسم الثاني منه بفضل معاضدة سماحة الشيخ عبد الهادي
المسعودي. وأود هنا أن أعبر عن أسمى آيات الشكر والثناء لهذين الأخوين العزيزين،
ولجميع الإخوة الذين ساهموا في تخريج النصوص وتنقيحها، أو كانت لهم أي مساهمة
أخرى لإخراج هذا الكتاب على أبدع صورة، وأسأل الله المزيد من التوفيق لخدمة
تراث أهل البيت (عليهم السلام)، وأدعو لهم بحسن المثوبة.
وفي الختام نذكر موجزا لأسلوبنا في التحقيق:
- حاولنا جمع كافة الروايات المتعلقة بالموضوع من المصادر الروائية الشيعية
والسنية وذلك بالاستعانة بجهاز الحاسوب، ثم استلال أشملها وأوثقها وأقدمها مصدرا.
- حاولنا اجتناب تكرار الروايات إلا في الحالات التالية:
أ - إذا كان هنالك تفاوت ملموس بين النصوص مع تعدد المروي عنه.
ب - عند وجود نقطة مهمة كامنة في تفاوت الألفاظ والمصطلحات.
15

ج - إذا كان هنالك تفاوت في الألفاظ بين النصوص الشيعية والسنية.
د - إذا كان نص الرواية متعلق ببابين بشرط أن لا يزيد على سطر واحد.
- في حالة وجود نصوص أحدها منقول عن النبي (صلى الله عليه وآله)، والآخر عن الأئمة (عليهم السلام)،
فحينئذ نورد حديث النبي (صلى الله عليه وآله) في المتن، وروايات سائر المعصومين (عليهم السلام) في الهامش.
- بعد ذكر آيات الباب، نذكر الروايات الواردة عن المعصومين (عليهم السلام) على التوالي،
ابتداء من الرسول (صلى الله عليه وآله) وانتهاء بالإمام القائم (عج)، إلا أن تكون هناك رواية مفسرة
لآيات الباب، فهي تقدم على سائر الروايات. كما أن في بعض الحالات يؤدي تناسق
الروايات إلى عدم رعاية الترتيب المذكور.
- يأتي في بداية الرواية اسم المعصوم فحسب، إلا إذا كان الراوي ناقلا لفعل
المعصوم، أو كان هناك سؤال وجواب، أو يكون الراوي قد أورد في المتن قولا لا يدخل
ضمن كلام المروي عنه.
- يأتي ذكر مصادر متعددة للروايات في الهامش ويرتب وفقا لدرجة اعتباره.
- عند توفر المصادر الأولية، ينقل الحديث منها مباشرة، ويذكر " بحار الأنوار " و
" كنز العمال " في نهاية المصادر باعتبارهما مصدرين جامعين للأحاديث.
- بعد ذكر المصادر قد تأتي أحيانا إحالة إلى مصادر أخرى أشير إليها بعبارة:
" وراجع "، هذا فيما إذا كان النص المنقول يختلف اختلافا فاحشا عن النص المحال إليه.
- قد تأتي أحيانا إحالات إلى أبواب أخرى من هذا الكتاب، عند وجود
الارتباط بينها.
- يمثل مدخل الكتاب والإستنتاجات الواردة في بعض الفصول والأبواب، رؤية
شاملة لروايات ذلك الكتاب أو ذلك الباب، وأحيانا تذليلا لما قد يكتنف بعض
الأحاديث من غموض.
- النقطة الأكثر أهمية هي أننا حاولنا جهد الإمكان إعطاء نوع من التوثيق
لصدور الحديث عن المعصوم، عن طريق دعم مضمون أحاديث كل باب بالقرائن
العقلية والنقلية.
محمد الريشهري
8 صفر الخير 1419
16

المدخل
التفكير والتعقل عماد الاسلام، وركيزته الأساسية في العقائد والأخلاق
والسلوك، فهذه الشريعة السماوية لا تبيح للإنسان تصديق ما لا يراه العقل صحيحا،
ولا التحلي بما يستهجنه العقل من السجايا، ولا الإتيان بما يستقبحه العقل من
الأعمال.
وانطلاقا من هذه الرؤية جاءت الخطابات القرآنية وأحاديث الرسول (صلى الله عليه وآله)
وأحاديث أهل بيته (عليهم السلام) زاخرة بالمفردات الداعية إلى التفكير والتعقل: كالتفكر
والتذكر والتدبر والتعقل والتعلم والتفقه والذكر واللب والنهى، وجعلت هذه المحاور
مدارا، وأكدت عليها في توجهاتها أكثر من أي شئ آخر، حيث تكررت في القرآن
الكريم كلمة العلم ومشتقاتها 779 مرة، وكلمة الذكر 274 مرة، والعقل 49 مرة،
والفقه 20 مرة، والفكر 18 مرة، واللب 16 مرة، والتدبر 4 مرات.
يرى الاسلام أن العقل أساس الانسان، ومعيار لقيمته ودرجات كماله، وملاك
لتثمين قيمة الأعمال، وميزان للجزاء، وحجة الله الباطنية (1).
العقل أثمن منحة إلهية وهبت للإنسان، وهو أول قاعدة للإسلام، وأهم ركائز
الحياة، وأجمل حلية يتحلى بها الانسان (2).

(1 - 2) راجع ص 49 / قيمة العقل.
17

العقل أثمن ثروة، وأفضل صديق ومرشد، وأحسن معاقل أهل الإيمان (1).
يرى الاسلام أن العلم بحاجة إلى العقل، لأن العلم بلا عقل مضرة، ومن زاد
علمه على عقله كان وبالا عليه (2).
وخلاصة القول هي أن الاسلام يرى أن السبيل الوحيد للتكامل المادي
والمعنوي، وإعمار الحياة الدنيا والآخرة، والوصول إلى مجتمع إنساني أفضل،
وتحقيق الغاية السامية للإنسانية، يكمن في التفكير السليم الصائب، وكل المآسي
والنكبات التي منيت بها البشرية جاءت كنتيجة للجهل وعدم تسخير طاقة الفكر.
ولهذا يعترف أصحاب العقائد الباطلة يوم القيامة عند الحساب بأسباب ما حل بهم
من البلاء، قائلين: * (لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير * فاعترفوا
بذم نبهم فسحقا لأصحاب السعير) * (3).
العقل في اللغة:
أصل العقل في اللغة بمعنى المنع والحجر والنهي والحبس، كعقل البعير بالعقال
لمنعه من الحركة، ولدى الانسان قوة تسمى بالعقل، وهي التي تصونه من الجهل
وتحميه من الإنزلاق فكرا وعملا. ولهذا قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " العقل عقال من
الجهل " (4).
العقل في النصوص الإسلامية:
قال المحدث الكبير الشيخ الحر العاملي رضوان الله تعالى عليه، في نهاية باب
" وجوب طاعة العقل ومخالفة الجهل " حول معاني العقل ما يلي: " العقل يطلق في
كلام العلماء على معان كثيرة (5)، وبالتتبع يعلم أنه يطلق في الأحاديث على معان

(1 - 2) راجع ص 49 / قيمة العقل.
(3) الملك: 10 و 11.
(4) راجع ص 96 / 277.
(5) راجع كتاب نهاية الحكمة، مؤسسة النشر الإسلامي: 305، 308، كشف المراد: 234، 245،
بحار الأنوار: 1 / 99 - 101.
18

ثلاثة:
أحدها: قوة إدراك الخير والشر والتمييز بينهما، ومعرفة أسباب الأمور، ونحو
ذلك، وهذا هو مناط التكليف.
وثانيها: حالة وملكة تدعو إلى اختيار الخير والمنافع واجتناب الشر والمضار.
وثالثها: التعقل بمعنى العلم، ولذا يقابل بالجهل لا بالجنون، وأحاديث هذا
الباب وغيره أكثرها محمول على المعنى الثاني والثالث، والله أعلم " (1).
أقول: يتضح من خلال التتبع والتأمل في الموارد التي استخدمت فيها كلمة
" العقل " ومرادفاتها في النصوص الإسلامية أن هذه الكلمة تطلق على مبدأ إدراكات
الانسان تارة، وتطلق على النتيجة الحاصلة من إدراكاته تارة أخرى. كما وأن لكل
واحد من هذين المعنيين استخدامات مختلفة، منها:
أ: استخدام " العقل " في ما يخص مبدأ الإدراكات:
1 - مبدأ جميع المعارف الانسانية:
وهذا المعنى تشير إليه الأحاديث التي تفسر حقيقة العقل ب‍ " النور " (2)، أو تعتبر
النور كمبدأ لوجود العقل (3)، أو تنظر إليه كهدية إلهية، وتذهب إلى أنه أصل
الانسان (4).
فالانسان - كما يستشف من هذه الأحاديث - يتمتع في وجوده الذاتي بطاقة
نورانية تعتبر بمثابة الحياة للروح. وهذه الطاقة إذا كتب لها النماء والتهذيب يتمكن
الانسان في ظلها من إدراك حقائق الوجود، والتمييز بين الحقائق الحسية والغيبية،

(1) وسائل الشيعة، تحقيق مؤسسة آل البيت (عليهم السلام): 208، 209.
(2) راجع ص 31 حقيقة العقل وص 32 خلق العقل والجهل.
(3) راجع ص 31 حقيقة العقل وص 32 خلق العقل والجهل.
(4) راجع ص 49 هدية من الله وص 50 خير المواهب وص 52 أصل الانسان.
19

واستجلاء الحق من الباطل، وفرز الخير من الشر، ومعرفة الصالح من الطالح. وإذا
أتيح تقوية هذه الطاقة النورانية وهذا الشعور الخفي، يتسنى للإنسان عند ذاك
اكتساب إدراكات تفوق التصور، حتى أنه يصبح قادرا على سبر أغوار عالم الغيب
ببصيرة غيبية، ويتحول الغيب أمامه إلى شهود (1). وهذه المرتبة من العقل هي التي
عبرت عنها النصوص الإسلامية بمرتبة اليقين.
2 - مبدأ التفكير:
الاستخدام الآخر للعقل في النصوص الإسلامية يتمثل في النظر إليه كمبدأ
للتفكير، ويعرف العقل في مثل هذه الموارد كمنشأ للفطنة والفهم والحفظ (2)،
وموضعه الدماغ (3). وتعتبر الآيات والأحاديث التي تحث الانسان على التعقل
والتفكير، وكذا الأحاديث التي تطرح العقل التجريبي وعقل التعلم إلى جانب عقل
الطبع وعقل الموهبة، نماذج لاستخدام كلمة العقل بمعنى مبدأ التفكير.
3 - الوجدان الأخلاقي:
وهو قوة كامنة في أعماق ذات الانسان تحثه على التحلي بالفضائل الأخلاقية
وتردعه عن ركوب الرذائل. أو يمكن القول بعبارة أخرى: إنه شعور بانجذاب فطري
نحو الفضيلة ونفور تلقائي من الرذيلة.
فلو افترض الانسان نفسه في معزل عن جميع المعتقدات والتقاليد والأعراف
الدينية والاجتماعية، فإذا تصور مفاهيم العدل والجور، والخير والشر، والصدق
والكذب، والوفاء بالعهد ونقض العهد، فإن فطرته تحكم بأن العدل والخير والصدق

(1) راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " مبادئ العلم والحكمة: 1 / 3 القلب.
(2) راجع ص 53 / ح 55 وص 287 / ح 287.
(3) راجع ص 40 / موضع العقل: ح 19، 20، 21.
20

والوفاء بالعهد جميل، بينما الظلم والشر والكذب ونقض العهد قبيح (1).
إن الشعور بالميل إلى الفضائل والنفور من الرذائل يعتبر من وجهة نظر القرآن
إلهاما إلهيا، حيث ورد في القرآن الكريم: * (ونفس وما سواها * فألهمها فجورها
وتقواها) * (2).
وهذا الشعور أو هذا الإلهام يشكل الحجر الأساس في الهدية المعرفية التي
وهبها الباري تعالى للإنسان، وقد أطلقت النصوص الإسلامية على مبدئها - الذي
هو ذلك الشعور الخفي الذي يغرس في ذات الانسان ميلا إلى القيم الأخلاقية - اسم
العقل، وكل القيم الأخلاقية الأخرى بمثابة جنود للعقل، أما الرذائل فتعتبر جنودا
للجهل (3).
قضية تسترعي الانتباه:
جاء في بعض كتب الفلسفة حديث ينسب إلى الإمام علي (عليه السلام) في تفسير العقل،
يتطابق مع أحد المعاني التي تذهب إليها الفلسفة في تفسيرها للعقل، ونص الحديث
كالآتي:
قال السائل: يا مولاي، وما العقل؟
قال (عليه السلام): " العقل جوهر دراك محيط بالأشياء من جميع جهاتها، عارف بالشئ
قبل كونه، فهو علة الموجودات ونهاية المطلب " (4).
وعلى الرغم من كثرة التنقيب الذي جرى للعثور على مصدر هذا الحديث في
كتب ومصادر الحديث، لم يعثر على مصدر له.

(1) راجع كتاب " حسن وقبح عقلي ": ص 49 / فصل هفتم: حسن وقبح عقلي از يقينيات است نه از
مشهورات.
(2) الشمس: 7 و 8.
(3) راجع ص 91 / جنود العقل والجهل.
(4) كتاب " اتحاد عاقل به معقول ": 12.
21

ب - استخدامات " العقل " في نتيجة الإدراكات:
1 - معرفة الحقائق:
تستخدم كلمة " العقل " في النصوص الإسلامية - إضافة إلى استعمالها في مبدأ
إدراكات الشعور لدى المدرك - في المدركات العقلية ومعرفة الحقائق المتعلقة
بالمبدأ والمعاد، وأبرز مثال على ذلك هو الأحاديث التي تضع العقل إلى جانب
الأنبياء وتصفه بأنه حجة الله الباطنة (1). كما أن الأحاديث التي تعتبر العقل مما يقبل
التهذيب والتربية، وتصفه بأنه معيار لقيمة الانسان وبه يجازى ويثاب، أو تقسمه إلى
عقل طبع وعقل تجربة، وإلى مطبوع ومسموع، إنما تقصد به عقل الوعي والمعرفة.
2 - العمل بمقتضى العقل:
تستخدم كلمة العقل أحيانا بمعنى العمل بمقتضى القوة العاقلة - من باب
المبالغة مثل: زيد عدل - كالتعريف الذي روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في معنى العقل من
أنه: " العمل بطاعة الله، وإن العمال بطاعة الله هم العقلاء " (2). أو كما روي عن الإمام
علي (عليه السلام) في قوله: " العقل أن تقول ما تعرف، وتعمل بما تنطق به " (3).
واستخدم الجهل أيضا - كاستخدام العقل - بمعنى العمل بمقتضى ما تمليه
طبيعة الجهل، كما ورد في الدعاء " وكل جهل عملته " (4).
حياة العقل:
العقل حياة الروح، إلا أن للعقل أيضا - في نظر النصوص الإسلامية - حياة
وموتا. والتكامل المادي والمعنوي للإنسان رهين بحياة العقل. ويقاس التجسيد

(1) راجع ص 74 / حجية العقل.
(2) راجع ص 106 / ح 361.
(3) راجع ص 107 / ح 370.
(4) مصباح المتهجد: 849.
22

الأساسي للحياة العقلية للإنسان بمدى فاعلية القوة العاقلة لديه بما تعنيه من وازع
أخلاقي. وهذا واحد من الغايات الأساسية الكامنة وراء بعثة الأنبياء. وهذا ما أشار
إليه الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) عند بيانه للحكمة من وراء بعثة الأنبياء في قوله:
" ويثيروا لهم دفائن العقول " (1).
إن الانسان قادر بطبيعته على تفعيل فكره لكشف أسرار الطبيعة، غير أن إحياء
العقل لمعرفة الكمال المطلق والتخطيط في سبيل الانطلاق على مسار الغاية العليا
للإنسانية لا يتيسر إلا للأنبياء.
وكل ما ورد في الكتاب والسنة عن العقل والجهل وعن صفات العقل
وخصائصه وآثاره وأحكامه إنما يختص بهذا المعنى من معاني العقل.
وحينما يبلغ الانسان أسمى مراتب الحياة العقلية في ضوء تعاليم الأنبياء،
تتبلور لديه معرفة وبصيرة لا يجد الخطأ إليها سبيلا، وتبقى ملازمة له إلى حين
بلوغه ذروة الكمال الإنساني. وفي هذا المعنى قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
" قد أحيا عقله، وأمات نفسه، حتى دق جليله، ولطف غليظه، وبرق له لامع
كثير البرق، فأبان له الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة
ومنزل الإقامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة بما استعمل قلبه
وأرضى ربه " (2).
وبناء على هذا، وانطلاقا من التعريف الذي أوردناه في كتاب " العلم والحكمة
في الكتاب والسنة " في معنى العلم الحقيقي والحكمة الحقيقية، يتضح لدينا أن
النصوص الإسلامية طرحت ثلاث مفردات هي: العلم والحكمة والعقل، للتعبير عن
قوة نورانية باطنية بناءة في وجود الانسان. وهذه القوة تسمى ب‍ " نور العلم " من
حيث إنها تقود الانسان إلى التكامل المادي والمعنوي، وتسمى ب‍ " الحكمة الحقيقية "

(1) راجع: ص 79 / ح 201.
(2) راجع ص 137 / ح 608.
23

من حيث ما تتسم به من تماسك وابتعاد عن الخطأ، وتسمى من ناحية أخرى
ب‍ " العقل " من حيث يدفع الانسان إلى فعل الخير ويمنعه عن الانزلاق فكرا وعملا،
ويمكن البرهنة على هذا الزعم بكل جلاء من خلال استقراء مبادئ وصفات وآثار
وآفات وعوائق العلم والحكمة (1) والعقل (2).
العقل النظري والعقل العملي:
هنالك رأيان في تفسير معنى العقل النظري والعقل العملي:
يذهب الرأي الأول إلى أن العقل هو مبدأ الإدراك، ولا يوجد في هذا الصدد أي
فارق بين العقل النظري والعقل العملي، وإنما يكمن الفارق في الهدف، فإذا كان
الهدف من إدراك الشئ هو معرفته لا العمل به، يسمى مبدأ الإدراك حينئذ بالعقل
النظري، من قبيل إدراك حقائق الوجود، أما إذا كان الهدف من الإدراك هو العمل،
فيسمى مبدأ الإدراك عند ذاك بالعقل العملي، من قبيل معرفة حسن العدل وقبح
الجور، وحسن الصبر وقبح الجزع، وما إلى ذلك. وقد نسب هذا الرأي إلى مشاهير
الفلاسفة. ويمثل العقل العملي - وفقا لهذا الرأي - مبدءا للإدراك وليس كمحفز أو
دافع.
ويذهب الرأي الثاني إلى القول بأن التفاوت بين العقل النظري والعقل العملي
تفاوت في الجوهر، أي في طبيعة الأداء الوظيفي لكل منهما، فالعقل النظري هو
عبارة عن مبدأ الإدراك سواء كان الهدف من الإدراك هو المعرفة أم العمل، والعقل
العملي مبدأ للدوافع والمحفزات لا الإدراك، ومهمة العقل العملي هي تنفيذ مدركات
العقل النظري.

(1) راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 45 " مبادئ الإلهام "، ص 157 " حجب العلم
والحكمة "، ص 183 " ما يزيل الحجب " و....
(2) راجع ص 79 " ما يقوي العقل "، ص 91 " علامات العقل "، ص 141 " آفات العقل "، ص 155
" أحكام العاقل ".
24

وأول من قال بهذا الرأي - على الأشهر - هو ابن سينا، ومن بعده قطب الدين
الرازي صاحب المحاكمات، وأخيرا المحقق النراقي صاحب كتاب " جامع
السعادات " (1).
أقول: النظرية الأولى أقرب إلى معنى كلمة العقل، والأصح هو تفسير العقل
العملي بمبدأ الإدراك والحفز، وذلك لأن الشعور الذي يتعاطى مع القيم الأخلاقية
والعملية هو مبدأ الإدراك، وهو في الوقت ذاته مبدأ للدفع والحفز. وقوة الإدراك
هذه هي ذات العنصر الذي سمي من قبل بالوجدان الأخلاقي وسمته النصوص
الإسلامية بعقل الطبع، وهو ما سنوضحه فيما يأتي:
عقل الطبع وعقل التجربة:
وبدلا من تقسيم العقل إلى نظري وعملي وضعت له النصوص الإسلامية
تقسيما من نوع آخر، وصنفته إلى " عقل طبع " و " عقل تجربة " أو " عقل مطبوع "
و " عقل مسموع "، حيث قال الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في هذا المضمار: " العقل
عقلان، عقل الطبع وعقل التجربة، وكلاهما يؤدي المنفعة ". وقال أيضا:
رأيت العقل عقلين * فمطبوع ومسموع
لا ينفع مسموع * إذا لم يك مطبوع
كما لا تنفع الشمس * وضوء العين ممنوع (2).
ومما يسترعي الانتباه في هذا المجال هو ما روي عن الإمام علي (عليه السلام) فيما
يخص هذا التقسيم، حيث روي عنه أنه قال بشأن العلم: " العلم علمان، مطبوع
ومسموع، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع " (3).

(1) جامع السعادات: 1 / 57.
(2) راجع ص 42 / أنواع العقل.
(3) راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة ": 36 / 4.
25

والسؤال الذي يتبادر إلى الأذهان هو: ما العقل والعلم المطبوع؟ وبم يختلف
عن العقل والعلم المسموع؟ ولماذا لا ينفع الانسان عقل التجربة والعلم المسموع إذا
لم يكن العقل والعلم المطبوع؟
والجواب هو: الظاهر أن المراد من العقل والعلم المطبوع هو مجموعة المعارف
التي أودعها الله عز وجل في طبيعة كل انسان، ليعثر بواسطتها على الطريق الذي يقوده إلى
الكمال، ويسير بها على طريق الغاية النهائية لعالم الخلقة. وقد عبر القرآن الكريم
عن هذه المعارف الفطرية بإلهام الفجور والتقوى، وذلك في قوله: * (ونفس وما
سواها * فألهمها فجورها وتقواها) * (1)، وهو ما يسمى اليوم بالوجدان الأخلاقي.
يعتبر عقل الطبع أو الوجدان الأخلاقي مبدأ للإدراك، وفي الوقت ذاته كمبدأ
للحفز، ولو قدر له الانبعاث والتنامي على أساس تعاليم الأنبياء لتسنى للإنسان
الاستفادة من سائر المعارف التي اختزنها عن طريق الدراسة والتجربة، ولتيسر له
تحقيق الحياة الانسانية الطيبة التي يصبو إليها. أما إذا مات عقل الطبع على أثر اتباع
الأهواء النفسية والوساوس الشيطانية، فلا تنفع الانسان عند ذاك أية معرفة في
إيصاله إلى الحياة المنشودة، مثلما ورد في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) الذي شبه فيه عقل
الطبع بالعين، وعقل التجربة بالشمس. ولا شك في أن رؤية الحقائق تستلزم وجود
عين سليمة من جهة، ووجود نور الشمس من جهة أخرى. وكما أن نور الشمس لا
يحول دون زلل الأعمى، فكذلك لا ينفع عقل التجربة في الحيلولة دون زلل
وسقوط من مات لديه عقل الطبع والوجدان الأخلاقي.
الفرق بين العاقل والعالم:
بينا في مدخل كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " أن لكلمة " العلم " في
النصوص الإسلامية استخدامين: يعنى أحدهما بجوهر وحقيقة العلم، فيما يتناول

(1) الشمس: 7 و 8.
26

الآخر قشره الظاهري حسب. في الاستخدام الأول هنالك تلازم بين العقل والعلم
كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " العقل والعلم مقرونان في قرن لا يفترقان
ولا يتباينان " (1). وعلى هذا الأساس لا يوجد ثمة فارق بين العالم والعاقل، وذلك
لأن العاقل عالم، والعالم عاقل، حيث قال تعالى في كتابه الكريم: * (وتلك الأمثال
نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * (2).
أما في الاستخدام الثاني فهنالك تفاوت بين العاقل والعالم، والعلم بحاجة إلى
العقل، فقد يكون هناك عالم ولكنه غير عاقل، وإذا اقترن العلم بالعقل كان ذا فائدة
للعالم وللعالم. أما إذا تجرد من العقل فلا خير فيه، بل ولا يخلو في مثل هذه الحالة
من الضرر والخطر.
خطر العلم بلا عقل:
قال الإمام علي (عليه السلام) في هذا المعنى: " العقل لم يجن على صاحبه قط، والعلم من
غير عقل يجني على صاحبه " (3). وفي عالم اليوم تطور العلم غير أن العقل تناقص.
والمجتمع الحالي يمثل مصداقا لمقولته (عليه السلام) حين يقول: " من زاد علمه على عقله كان
وبالا عليه "، وهو أيضا مصداق لهذا البيت:
إذا كنت ذا علم ولم تك عاقلا * فأنت كذي نعل وليس له رجل (4)
لقد أصبح العلم في العصر الراهن - نتيجة لابتعاده عن العقل - سببا لاضطراب
وفساد وانحطاط المجتمع البشري ماديا ومعنويا، بدلا من أن يكون عاملا
لاستقراره ورفاهه وتقدمه وتكامله على الصعيدين المعنوي والمادي، حيث تحول

(1) راجع ص 96 / ح 275 وص 94 " آثار العقل ".
(2) العنكبوت: 43.
(3) راجع ص 59 / ح 105.
(4) راجع ص 59 / 110.
27

العلم في عالم اليوم إلى أداة لبلوغ المآرب السياسية والاقتصادية واللذائذ المادية
لدى فئة مستكبرة ومرفهة وخاوية من العقل، استغلت هذه الأداة أكثر من أي وقت
آخر، للاستيلاء على الشعوب واستضعافها ودفعها إلى هاوية الانحراف.
طالما بقي العلم بعيدا عن العقل، وما دام العقل لا يواكب العلم في تطوره، لن
يتسنى لبني الانسان أن يذوقوا طعم الاستقرار والسكينة. وأفضل ما جاء في هذا
المعنى هو قول الإمام علي (عليه السلام): " أفضل ما من الله سبحانه به على عباده علم، وعقل،
وملك، وعدل " (1).
وخلاصة القول هي أن عالم اليوم بحاجة إلى العقل أكثر من أي وقت مضى،
وكتاب العقل والجهل الذي بين أيديكم له اليوم تطبيقات ثقافية واجتماعية وسياسية
أكثر من أي وقت مضى.

(1) راجع ص 59 / ح 108.
28

القسم الأول:
العقل
وفيه فصول:
الفصل الأول: معرفة العقل
الفصل الثاني: قيمة العقل
الفصل الثالث: التعقل
الفصل الرابع: أسباب تقوية العقل
الفصل الخامس: علامات العقل
الفصل السادس: آفات العقل
الفصل السابع: أحكام العاقل
29

الفصل الأول
معرفة العقل
1 /
حقيقة العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العقل نور خلقه الله للإنسان، وجعله يضئ على القلب ليعرف
به الفرق بين المشاهدات من المغيبات (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العقل نور في القلب، يفرق به بين الحق والباطل (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): مثل العقل في القلب كمثل السراج في وسط البيت (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: الروح حياة البدن، والعقل حياة
الروح (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): خلق الله تعالى العقل من أربعة أشياء: من العلم، والقدرة،

(1) عوالي اللآلي: 1 / 248 / 4.
(2) إرشاد القلوب: 198، ربيع الأبرار: 3 / 137.
(3) علل الشرايع: 98 / 1 عن عمر بن علي عن أبيه الإمام علي (عليه السلام).
(4) شرح نهج البلاغة: 20 / 278 / 204.
31

والنور، والمشيئة بالأمر، فجعله قائما بالعلم دائما في الملكوت (1).
- عنه (عليه السلام): قوام الانسان وبقاؤه بأربعة: بالنار، والنور، والريح، والماء. فبالنار
يأكل ويشرب، وبالنور يبصر ويعقل... ولولا أن النور في بصره لما أبصر
ولا عقل (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن ضوء الروح العقل (3).
راجع: المدخل ص 19 / " مبدأ جميع المعارف الانسانية ".
ص 98 و 99 / ح 293 و 294.
كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة ": المدخل ص 25 " حقيقة العلم "
ص 35 الفصل الأول / " حقيقة العلم ".
1 /
خلق العقل والجهل
* (ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها) * (4).
* (ولا أقسم بالنفس اللوامة) * (5).
* (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة م بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم) * (6).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تبارك وتعالى خلق العقل من نور مخزون مكنون في
سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب (7).

(1) الاختصاص: 244.
(2) الخصال: 227 / 62 عن المفضل بن عمر.
(3) تحف العقول: 396.
(4) الشمس: 7 و 8.
(5) القيامة: 2.
(6) يوسف: 53.
(7) معاني الأخبار: 313 / 1، الخصال: 427 / 4 كلاهما عن يزيد الكحال عن الإمام الكاظم عن
آبائه (عليهم السلام)، الأمالي للطوسي: 542 / 1164 عن الإمام الصادق عن آبائه عن الإمام علي (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)،
مشكاة الأنوار: 250، روضة الواعظين: 7.
32

- عنه (صلى الله عليه وآله): أول ما خلق الله سبحانه وتعالى العقل (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خلق [الله] العقل فاستنطقه فأجابه، فقال: وعزتي وجلالي ما خلقت
خلقا هو أحب إلي منك، [بك] آخذ وبك أعطي، وعزتي لأكملنك فيمن
أحببت، ولأنقصنك فيمن أبغضت (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب البهائم
شهوة بلا عقل، وركب في بني آدم كليهما، فمن غلب عقله شهوته فهو خير
من الملائكة، ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الروح عن
يمين العرش من نوره، فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل، فقال الله
تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي.
ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال
له: أقبل فلم يقبل، فقال له: استكبرت، فلعنه (4).
- عنه (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: * (فألهمها فجورها وتقواها) * -: بين لها ما تأتي وما
تترك (5).

(1) حلية الأولياء: 7 / 318 عن عائشة، عوالي اللآلي: 4 / 99 / 141، المحجة البيضاء: 5 / 7، سعد
السعود: 202 وفيه " وكان المسلمون قد رووا:... إلخ "، بحار الأنوار: 1 / 97 / 8.
(2) مسند زيد: 409 عن زيد عن أبيه عن جده عن الإمام علي (عليهم السلام)، وراجع: نوادر الأصول: 2 / 60.
(3) علل الشرايع: 4 / 1، مشكاة الأنوار: 251 عن الإمام الصادق (عليه السلام) نحوه، بحار الأنوار: 60 / 299 / 5.
(4) الكافي: 1 / 21 / 14، الخصال: 589 / 13، علل الشرايع: 114 / 10، المحاسن: 1 / 311 / 620،
مشكاة الأنوار: 252 وليس فيه " من البحر الأجاج ظلمانيا " وكلها عن سماعة بن مهران، بحار الأنوار:
1 / 109 / 7.
(5) الكافي: 1 / 163 / 3، التوحيد: 411 / 4، المحاسن: 1 / 430 / 993 كلها عن حمزة بن الطيار،
الاعتقادات: 36، تفسير مجمع البيان: 10 / 755 عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم عن الإمام
الباقر والإمام الصادق (عليهما السلام)، بحار الأنوار: 5 / 196 / 3.
33

- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ونفس وما سواها) * -: خلقها وصورها، وقوله:
* (فألهمها فجورها وتقواها) * أي عرفها وألهمها، ثم خيرها فاختارت (1).
راجع: ص 91 " جنود العقل والجهل " / ح 272.

(1) تفسير القمي: 2 / 424 عن أبي بصير، بحار الأنوار: 24 / 70 / 4.
34

أضواء على خلق العقل والجهل
يمثل خلق العقل والجهل، وكيفية تركيب هذين العنصرين المتضادين،
والحكمة وراء تركيبهما في الانسان على هذا النحو، أوسع موضوعات النظرة
الإسلامية للإنسان شمولا، وأكثر مبادئها التربوية أهمية. وإليك فيما يلي
توضيحات مقتضبة حول هذه القضايا عبر استقراء الأحاديث الواردة في هذا
الباب.
1 - خلق العقل
يمكن القول - في ضوء الأحاديث المذكورة -: إن المراد من خلق العقل هو
إيجاد ذلك الشعور الخفي الذي لا يعلم حقيقته إلا الله. ولهذا لا يتوقع أن تتمكن
البحوث العلمية من استكناه قوة العقل. ولكن يتأتى تعريف هذه الظاهرة عن
طريق خصائصها ومميزاتها التي يعتبر من أهمها ما يلي:
أ - العقل أول مخلوق
أشير إلى هذه الخاصية في عدة أحاديث (1)، ويمكن القول: إن الهوية الحقيقية

(1) راجع ص 32 / ح 9 و 12 وص 91 / ح 272.
35

للإنسان ليست إلا عقله، وهذا ما صرحت به روايات أخرى (1).
والأساس في خلقة الانسان - كما تفيد هذه الأحاديث - هو العقل، وخلقت
بقية الأشياء تبعا له.
ب - مخلوق من نور
وفي ذلك إشارة إلى أن المهمة الأساسية للعقل هي الإنارة (2)، وإعطاء صورة
عن الواقع والنظرة المستقبلية، ووضع الانسان في مسار المعتقد الحق والعمل
الصالح والخلق الفاضل (3)، وباختصار: وضعه على طريق الهداية الموصلة إلى
طريق التكامل.
ج - النزوع إلى الحق
لقوة العقل نزوع إلى التسليم أمام الحق. وإذا كان العقل خالصا لا يخالطه جهل
تجده يتبع الحق ولا يقبل شيئا سواه. " فقال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل،
فأقبل " (4).
2 - خلق الجهل
يبدو من خلال النظرة الابتدائية أن خلق الجهل لا معنى له، وذلك لأن الجهل
معناه عدم العلم، والعدم لا يخلق، وهذا ما يقتضي بطبيعة الحال تأويل الأحاديث
الدالة على خلق الجهل. ولكن يتضح من خلال التأمل في هذه الروايات أن
المراد من خلق الجهل هو إيجاد ذلك الشعور الخفي الذي يكون في مقابل العقل
ويسمى " جهلا " أو " حمقا " من حيث دعوته الانسان إلى فعل ما لا ينبغي له فعله،

(1) راجع ص 52 " أصل الانسان ".
(2) راجع ص 31 " حقيقة العقل " وص 94 " آثار العقل ".
(3) راجع ص 91 " علامات العقل ".
(4) راجع ص 32 " خلق العقل والجهل " ح 12.
36

ويسمى ب‍ " النفس الأمارة بالسوء " من حيث دفعه إلى عمل القبيح، ويسمى
" شهوة " (1) من حيث تزيينه لكل ما هو فاسد. وأما خصائصه فهي كالآتي:
أ - خلق بعد العقل
تشير هذه الخاصية إلى أن وجود الجهل وجود ذيلي، وأنه أودع في كيان
الانسان في أعقاب خلق العقل لحكمة وفلسفة خاصة به.
ب - خلق من الكدورة والظلمة
وفي مقابل قوة العقل المخلوقة من النور خلق الجهل من الكدورة والظلمة.
وفي هذا المعنى إشارة إلى أن مقتضى قوة الجهل يستدعي التغاضي عن
الحقائق، والنزوع إلى المعتقدات الوهمية، وفعل القبيح، أو بكلمة واحدة:
الضلالة والغي (2)، ولا يجنى من ورائه سوى المرارة والخيبة.
ج - النزوع إلى الباطل
وخلافا لما ينزع إليه العقل تميل قوة الجهل إلى الاستسلام للباطل. وإذا كان
الجهل جهلا تاما لا يخالطه شئ من العقل فإنه لا يتبع الحق إطلاقا.
" فقال له: أدبر، فأدبر. ثم قال له: أقبل، فلم يقبل " (3).
3 - تركيب العقل والجهل
أحد الجوانب التي تستلزم التأمل، فيما يخص خلق العقل والجهل هو تركيب
هذين العنصرين في وجود الانسان. قال الإمام علي (عليه السلام) في بيانه لهذا التركيب:
" إن الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل،

(1) راجع ص 32 " خلق العقل والجهل " ح 11.
(2) راجع ص 196 " الزلة ".
(3) راجع ص 32 " خلق العقل والجهل " ح 12.
37

وركب في بني آدم كليهما " (1).
سمي عنصر الجهل في هذا الحديث " شهوة "، فللملائكة عقل فحسب،
وللبهائم عنصر الشهوة فحسب. فالملائكة عقل محض، والبهائم جهل محض.
في حين ينطوي كيان الانسان على مزيج مركب من العقل والجهل، أو العقل
والشهوة، أو العقل والنفس الأمارة.
4 - الحكمة من تركيب العقل والجهل
إن أهم قضية تتعلق بخلق العقل والجهل هي الحكمة الكامنة وراء مزج هذين
العنصرين المتضادين، ولماذا أودع الله الحكيم في كيان الانسان النفس الأمارة؟
ولماذا خلق له شهوة تدفع به نحو حضيض الجاهلية؟ ولماذا لم يخلقه كالملائكة.
مجرد عقل بلا شهوة لكي لا يحوم حول الرذائل؟
الجواب على ذلك: هو أن الخالق الحكيم أراد أن يخلق كائنا له قدرة على
الاختيار، فالحكمة والسر الكامن وراء هذا التركيب الممزوج من العقل والجهل
في الانسان هو خلق موجود حر له قدرة على الاختيار.
فالملائكة بما أنهم مجردون من الشهوة يمتنع صدور القبيح منهم (2)، ولهذا لا
يمكنهم اختيار طريق آخر غير ما يأمر به العقل.
وكذلك البهائم، فبما أنها مجردة من العقل فهي غير قادرة على اختيار طريق
غير الطريق الذي تدعوها إليه شهوتها.
وأما الانسان، فنظرا لكونه مركبا من عقل وشهوة فهو حر ولديه القدرة على
الاختيار، وهذا هو ما يوجب أفضلية الانسان على سائر الموجودات الأخرى،

(1) راجع ص 32 " خلق العقل والجهل " ح 11.
(2) * (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) * التحريم: 6.
38

ولعله لأجل هذه الأفضلية أثنى (1) الباري تعالى على ذاته عند خلقه للإنسان.
وهذا هو مرد الرواية الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " ما من شئ أكرم
على الله من ابن آدم، فقيل: يا رسول الله، ولا الملائكة؟ قال: الملائكة مجبورون
بمنزلة الشمس والقمر " (2).
ومن الطبيعي أن هذه الفضيلة الموجودة في كيان الانسان بالقوة لا تجد
طريقها إلى حيز التطبيق إلا عندما يستثمر الانسان هذه الحرية من أجل تكامل
اختياره. أما إذا أساء استغلالها واندحر العقل في مواجهته للشهوة فحينذاك
تتحول نعمة الحرية إلى نقمة. ولهذا قال الإمام علي (عليه السلام) - ضمن حديثه الذي نقلناه
في بيان تركيب العقل والجهل -: " فمن غلب عقله شهوته فهو خير من الملائكة،
ومن غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم " (3).

(1) * (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين - إلى - فتبارك الله أحسن الخالقين) * المؤمنون: 12 - 14.
(2) شعب الإيمان: 1 / 174 / 153، تاريخ بغداد: 4 / 45 / 1652، الفردوس: 4 / 105 / 6231 وفيه
" مثل " بدل " بمنزلة " كلها عن عبد الله بن عمرو [بن العاص]، كنز العمال: 12 / 192 / 34621.
(3) راجع ص 32 " خلق العقل والجهل " ح 11.
39

1 /
موضع العقل
- الإمام علي (عليه السلام): إن العقل في القلب (1).
- عنه (عليه السلام): القلب وهو أمير الجوارح الذي به تعقل وتفهم وتصدر عن أمره
ورأيه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العقل مسكنه في القلب (3).
- في مناظرة الإمام الصادق (عليه السلام) الطبيب الهندي قال [الطبيب]: أخبرني بم تحتج
في معرفة ربك الذي تصف قدرته وربوبيته، وإنما يعرف القلب الأشياء كلها
بالدلالات الخمس التي وصفت لك؟
[قال (عليه السلام)]: بالعقل الذي في قلبي، والدليل الذي أحتج به في معرفته (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): موضع العقل الدماغ، ألا ترى أن الرجل إذا كان قليل العقل
قيل له: ما أخف دماغك؟! (5)
- ابن عباس: أوحى الله تبارك وتعالى إلى داود (عليه السلام)... أنظر إلى ابنك فاسأله
عن أربع عشرة كلمة، فإن أخبرك فورثه العلم والنبوة... فقال داود
لسليمان (عليه السلام): أخبرني يا بني أين موضع العقل منك؟ قال: الدماغ... (6).
- وهب بن منبه: إنه وجد في التوراة صفة خلق آدم (عليه السلام)... وجعل عقله في

(1) الأدب المفرد: 166 / 547 عن عياض بن خليفة، شرح نهج البلاغة: 20 / 256 / 10.
(2) الفقيه: 2 / 627 / 3215.
(3) الكافي: 8 / 190 / 218، علل الشرايع: 107 / 3 كلاهما عن أبي جميلة عمن ذكره عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(4) بحار الأنوار: 3 / 153 في نقل الخبر المشتهر بتوحيد المفضل.
(5) تفسير القمي: 2 / 239 عن أبي خالد القماط، تحف العقول: 371 وفيه صدره فقط.
(6) تفسير الدر المنثور: 7 / 176، بحار الأنوار: 61 / 331 / 32.
40

دماغه (1).
بيان:
وكما يلاحظ فإن قسما من أحاديث هذا الباب اعتبرت " القلب " كمركز للعقل
والإدراك، في حين صرح قسم آخر منها بأن " الدماغ " هو موضع الإدراكات.
فهل هنالك ثمة تعارض بين هاتين المجموعتين من الروايات؟ أم أن لإدراكات
الانسان مركزين، وأن " القلب " و " الدماغ " مركزان للمعرفة ويقعان في عرض
بعضهما؟ أم يتعامدان مع بعضهما طوليا؟
والجواب: هو أن هاتين المجموعتين من الروايات لا تعارض بينهما، وإنما
تكمن المفارقة في أن كلمة القلب استخدمت في النصوص الإسلامية على أربعة
معان، هي:
1 - مضخة للدم 2 - العقل 3 - مركز للمعرفة الشهودية 4 - الروح (2).
والقلب بالمعنى الرابع هو المبدأ الأساسي لجميع إدراكات الانسان (3)،
والروايات التي اعتبرت القلب مسكنا للعقل تشير إلى هذا المعنى. وفي مثل هذه
الحالة يقع " الدماغ " - كما هو الحال بالنسبة للحواس الخمس - في طول القلب لا
في عرضه. واستنادا إلى هذه الرؤية يمكن القول إن موضع العقل هو الدماغ، لأن
إدراكات الانسان تنتقل إلى الروح عن طريق الدماغ، ويصح القول بأن مسكن
العقل هو القلب، لأن القلب إذا كان بمعنى الروح يكون مبدأ لجميع الإدراكات
الحسية والعقلية والمعارف الشهودية.

(1) علل الشرايع: 110 / 9.
(2) راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 125 و 126.
(3) راجع المصدر السابق ص 122 " المبدأ الأصلي لجميع الإدراكات ".
41

1 /
أنواع العقل
- الإمام علي (عليه السلام): العقل عقلان: عقل الطبع وعقل التجربة، وكلاهما يؤدي
المنفعة (1).
- عنه (عليه السلام):
رأيت العقل عقلين * فمطبوع ومسموع
ولا ينفع مسموع * إذا لم يك مطبوع
كما لا ينفع الشمس * وضوء العين ممنوع (2)
راجع: ص 25 / المدخل " عقل الطبع وعقل التجربة ".
ص 49 / هدية من الله سبحانه.
1 /
زيادة العقل ونقصانه في أدوار الحياة
- الإمام علي (عليه السلام): إذا شاب العاقل شب عقله، إذا شاب الجاهل شب جهله (3).
- عنه (عليه السلام): لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثماني عشرة سنة،
فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه (4).
- عنه (عليه السلام): يثغر (5) الصبي لسبع، ويؤمر بالصلاة لتسع، ويفرق بينهم في

(1) مطالب السؤول: 49.
(2) المفردات: 577، إحياء علوم الدين: 3 / 28، أدب الدنيا والدين: 29.
(3) غرر الحكم: 4169 و 4170.
(4) كنز الفوائد: 1 / 200، كشف الغمة: 3 / 140 عن الإمام الجواد (عليه السلام).
(5) الإثغار: سقوط سن الصبي ونباتها (النهاية: 1 / 213).
42

المضاجع لعشر، ويحتلم لأربع عشرة، وينتهي طوله لإحدى وعشرين سنة
وينتهي عقله لثمان وعشرين إلا التجارب (1).
- عنه (عليه السلام): إن الغلام إنما يثغر في سبع سنين، ويحتلم في أربع عشرة سنة،
ويستكمل طوله في أربع وعشرين سنة، ويستكمل عقله في ثمان
وعشرين سنة، فما كان بعد ذلك فإنما هو بالتجارب (2).
- عنه (عليه السلام): يربى الصبي سبعا ويؤدب سبعا ويستخدم سبعا ومنتهى طوله في
ثلاث وعشرين سنة...، وعقله في خمس وثلاثين (سنة)، وما كان بعد ذلك
فبالتجارب (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الرجل إذا كبر ذهب شر شطريه وبقي خيرهما، ثبت
عقله، واستحكم رأيه، وقل جهله (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يزيد عقل الرجل بعد الأربعين إلى خمسين وستين، ثم
ينقص عقله بعد ذلك (5).
راجع: ص 79 / ما يقوي العقل.

(1) الكافي: 7 / 69 / 8، و ج 6 / 46 / 1، تهذيب الأحكام: 9 / 183 / 738 كلها عن عيسى بن زيد عن
الإمام الصادق (عليه السلام) وفي الثاني من دون إسناده إلى الإمام علي (عليه السلام).
(2) الجعفريات: 213 عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(3) الفقيه: 3 / 493 / 4746.
(4) الفقيه: 3 / 468 / 4621 عن جابر، مكارم الأخلاق: 1 / 494 / 1710.
(5) الاختصاص: 244.
43

بحث في زمن زيادة ونقصان النمو العقلي
من جملة القضايا المهمة في التعليم والتربية هي مراعاة وقتهما وحينهما فلا
شك في أن التعليم والتربية إذا لم يأتيا في أوانهما لا يكتب لهما النجاح.
ولهذا فإن من الضروري إجراء دراسة لمعرفة إلى أية سن تتنامى القوى العقلية
وعند أية سن يتوقف هذا النمو، وذلك لغرض تحديد أفضل فرصة للتربية.
والأحاديث التي نوردها في هذا الباب مكرسة لهذه القضية المهمة.
وقد اهتمت هذه الأحاديث بتعيين المقطع ألزمني الحاسم في حياة الانسان،
وسن توقف النمو العقلي، وبداية اضمحلال العقل، وإمكانية بقاء الفكر بكرا
وحيويا على الدوام.
أ - المقطع ألزمني الحاسم
أشارت الرواية 25 إلى أن المقطع ألزمني الحاسم في حياة الانسان يمتد حتى
سن الثامنة عشرة، ويتحدد مصيره التربوي خلال هذه الفترة، فإما تهيمن عليه
القوى العقلية، وإما يسقط في دوامة الشهوات والرذائل.
وفي أعقاب ذلك يصعب تغيير مسار الحياة.
45

ب - سن توقف النمو العقلي
يتوقف النمو الطبيعي لعقل الانسان - كما تفيد الروايتان 26 و 27 - عند سن
28 سنة. وجاء في الرواية 28 أن هذا النمو يتوقف عند سن 35 سنة.
وأية زيادة أخرى في طاقة العقل إنما تأتي عن طريق كثرة التجارب.
ج - بداية ضمور قوة العقل
تفيد الرواية 30 أن نمو القوى العقلية يستمر لدى الانسان حتى سن الستين،
ليبدأ العقل بعد ذلك بالضمور والاضمحلال. وقد أشار القرآن الكريم إلى
اضمحلال قوة الإدراك لدى الانسان في سن الشيخوخة (1) بدون تحديد زمن ذلك
على وجه الدقة.
د - شباب العقل في الشيخوخة
صرحت الروايتان 24 و 29 بإمكانية بقاء العقل شابا وقويا في سن
الشيخوخة، وأن العاقل لا يشيب عقله. ولا تنتقص منه الشيخوخة شيئا، ليس
هذا فحسب، بل يزداد عقله طاقة وحيوية. ولهذا ورد في رواية أخرى عن الإمام
علي (عليه السلام) أنه قال: " رأي الشيخ أحب إلي من جلد الغلام " (2). وجاء في رواية
أخرى عنه (عليه السلام) أيضا أنه قال: " رأي الشيخ أحب إلي من حيلة الشاب " (3).
وأما الجاهل فالشيخوخة لا تنقص من جهله بل تزيده جهلا على جهله.
وعلى هذا الأساس يتبين أن اضمحلال العقل في مرحلة الشيخوخة لا يأتي إلا
على من لم يوفر أسباب صقل عقله في مرحلة الشباب.

(1) * (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا) * النحل: 70
* (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم من بعد علم شيئا) * الحج: 5.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 86، خصائص الأئمة (عليهم السلام): 95، بحار الأنوار: 74 / 178 / 19.
(3) كنز الفوائد: 1 / 367، بحار الأنوار: 75 / 105 / 39.
46

وفي الختام، هنالك ثمة نقاط تسترعي الانتباه في ما يخص تفسير روايات
هذا الباب وفقا للتبويب الذي وردت فيه، وهي:
1 - الالتفات إلى مفهوم العقل
يفهم عبر التأمل في هذه الروايات أن المراد من العقل ليس أمرا واحدا، وإنما
المراد من العقل في المجموعتين (أ) و (د) هو العقل العملي، في حين يراد منه في
المجموعتين (ب) و (ج) المعنى الأول من معاني العقل، أي القابلية على المعرفة
والتعلم.
2 - اختلاف روايات المجموعة (ب)
ذكرت الروايتان 21 و 22 أن السن الذي يتوقف عندها الرشد الطبيعي للعقل
هو 28 سنة، في حين صرحت الرواية 23 أنه يتوقف عند سن 35. وإذا استطعنا
إثبات أن هذه الروايات صادرة كلها عن الإمام المعصوم، فلا بد من حمل
اختلاف الروايات على اختلاف الأشخاص.
3 - ضرورة الدراسة الميدانية
انطلاقا من أهمية هذا الموضوع، ونظرا لانعدام الاعتبار اللازم لروايات هذا
الباب من حيث السند، فإن الضرورة تقضي بإجراء دراسة ميدانية لإثبات
صدورها عن المعصوم، ولتأييد حمل اختلافها على اختلاف الأشخاص.
أرجو أن يبادر قسم التحقيق في دار الحديث إلى توفير المتطلبات التي
يستدعيها إجراء مثل هذه الدراسة بعون الله.
4 - العوامل الأخرى المؤثرة في زيادة أو نقصان النمو العقلي
يعتبر عامل السن أحد الأسباب التي تؤدي إلى زيادة أو نقصان أو توقف نمو
العقل، وإلى جانبه توجد أيضا عوامل أخرى لها تأثيرها في هذا المضمار سيأتي
47

ذكرها في الفصل الخامس تحت عنوان " أسباب تقوية العقل "، وفي الفصل
السادس تحت عنوان " آفات العقل ".
48

الفصل الثاني
قيمة العقل
2 /
هدية من الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العقل هدية من الله (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العقول مواهب، الآداب مكاسب (2).
- عنه (عليه السلام): العقل ولادة، والعلم إفادة (3).
- عنه (عليه السلام): إذا أراد الله بعبد خيرا منحه عقلا قويما وعملا مستقيما (4).

(1) شعب الإيمان: 5 / 388 / 7040، الفردوس: 3 / 155 / 4419 كلاهما عن عائشة، جامع
الأحاديث للقمي: 101 عن إسماعيل عن أبيه الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) وليس فيه " من
الله "، بحار الأنوار: 77 / 175.
(2) غرر الحكم: 227.
(3) كنز الفوائد: 1 / 56، إرشاد القلوب: 198.
(4) غرر الحكم: 4113.
49

- عنه (عليه السلام): إن من رزقه الله عقلا قويما وعملا مستقيما فقد ظاهر لديه النعمة
وأعظم عليه المنة (1).
- أبو هاشم الجعفري: كنا عند الرضا (عليه السلام) فتذاكرنا العقل... قال: يا أبا هاشم،
العقل حباء من الله... من تكلف العقل لم يزدد بذلك إلا جهلا (2).
- في سنن إدريس (عليه السلام): إن الله لما أحب عباده وهب لهم العقل واختص أنبياءه
وأولياءه بروح القدس (3).
راجع: ص 42 / أنواع العقل.
2 /
خير المواهب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من
سهر الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل. ولا بعث الله نبيا
ولا رسولا حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من جميع عقول أمته.
وما يضمر النبي (صلى الله عليه وآله) في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين، وما أدى العبد
فرائض الله حتى عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ
العاقل، والعقلاء هم أولوا الألباب، الذين قال الله تعالى: * (وما يذكر (4) إلا أولوا
الألباب) * (5) (6).

(1) غرر الحكم: 3545.
(2) الكافي: 1 / 23 / 18، تحف العقول: 448، بحار الأنوار: 78 / 355 نقلا عن كتاب الدر.
(3) سعد السعود: 39 عن إبراهيم بن هلال الصابئ.
(4) في المصدر " يتذكر ".
(5) البقرة: 269.
(6) الكافي: 1 / 12 / 11 عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابه رفعه، المحاسن: 1 / 308 / 609،
غرر الحكم: 9605، بحار الأنوار: 1 / 91 / 22، وراجع تحف العقول: 397.
50

- عنه (صلى الله عليه وآله): تبارك الذي قسم العقل بين عباده أشتاتا، إن الرجلين ليستوي
عملهما وبرهما وصومهما وصلاتهما، ولكنهما يتفاوتان في العقل كالذرة
في جنب أحد، وما قسم الله لخلقه حظا هو أفضل من العقل واليقين (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) أنه قيل له: ما أفضل ما أعطي العبد؟ قال: نحيزة (2) من عقل يولد معه،
قالوا: فإذا أخطأه ذلك؟ قال: فليتعلم عقلا (3).
- سئل أمير المؤمنين (عليه السلام): ما أفضل ما أعطي الانسان؟ قال: غريزة عقل، قيل:
فإن لم يكن؟ قال: فأخ مستشير، قيل: فإن لم يكن؟ قال: فصمت في
المجالس، قيل: فإن لم يكن؟ قال: فموت عاجل (4).
- الإمام علي (عليه السلام): خير المواهب العقل (5).
- عنه (عليه السلام): من كمال النعم وفور العقل (6).
- عنه (عليه السلام): أفضل النعم العقل (7).
- عنه (عليه السلام): أفضل حظ الرجل عقله، إن ذل أعزه، وإن سقط رفعه، وإن ضل
أرشده، وإن تكلم سدده (8).
- عنه (عليه السلام): لا نعمة أفضل من عقل (9).
- الإمام الحسن (عليه السلام): العقل أفضل ما وهبه الله تعالى للعبد، إذ به نجاته في الدنيا

(1) كنز العمال: 3 / 382 / 7053 عن الحكيم عن طاووس.
(2) نحيزة الرجل: طبيعته (ترتيب كتاب العين للخليل: 794).
(3) تاريخ اليعقوبي: 2 / 98.
(4) جامع الأحاديث للقمي: 194.
(5 - 9) غرر الحكم: 4947، 9300، 2881، 3354، 10672.
51

من آفاتها وسلامته في الآخرة من عذابها (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في الديوان المنسوب إليه -:
وأفضل قسم الله للمرء عقله * فليس من الخيرات شئ يقاربه
إذا أكمل الرحمن للمرء عقله * فقد كملت أخلاقه ومآربه (2)
2 /
أصل الانسان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا معشر قريش، إن حسب الرجل دينه، ومروءته خلقه،
وأصله عقله (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أصل الانسان لبه، وعقله دينه، ومروته حيث يجعل نفسه (4).
- عنه (عليه السلام): الكيس أصله عقله، ومروءته خلقه، ودينه حسبه (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، وكرمه تقواه، والناس
في آدم مستوون (6).

(1) إرشاد القلوب: 199.
(2) الديوان المنسوب إلى الإمام علي (عليه السلام): 66.
(3) الكافي: 8 / 181 / 203، الأمالي للطوسي: 147 / 241 كلاهما عن سدير الصيرفي عن الإمام
الباقر (عليه السلام)، روضة الواعظين: 310 عن الإمام الباقر (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(4) روضة الواعظين: 8، الأمالي للصدوق: 312 / 361 عن جميل بن دراج عن الإمام الصادق عنه (عليهما السلام)
وفيه " عقله ودينه " بدل " عقله دينه " والظاهر زيادة الواو وأنها اشتباه من المصحح، إذ أن المستنسخ
وضع ضمة كبيرة على هاء كلمة " عقله " في الطبعة القديمة والحجرية، فظن المصحح أنها واو، وفي
بحار الأنوار: 1 / 82 / 2 نقل الحديث أيضا عن الأمالي من دون واو. راجع في خصوص هذه المسألة
الأحاديث الواردة في: تحف العقول: 217 والفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام): 367 وبحار الأنوار:
75 / 108 / 11.
(5) غرر الحكم: 1739.
(6) كشف الغمة: 2 / 370، إحقاق الحق: 19 / 533 نقلا عن الأنوار القدسية.
52

- الإمام علي (عليه السلام): الانسان عقل وصورة، فمن أخطأه العقل ولزمته الصورة لم
يكن كاملا وكان بمنزلة من لا روح فيه، فمن طلب العقل المتعارف فليعرف
صورة الأصول والفضول، فإن كثيرا من الناس يطلبون [الفضول] (1)
ويضيعون الأصول، من أحرز الأصل اكتفى به عن الفضل (2).
- عنه (عليه السلام): عقل المرء نظامه، وأدبه قوامه، وصدقه إمامه، وشكره تمامه (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): دعامة الانسان العقل، والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ
والعلم، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره (4).
راجع: ص 56 / دعامة المؤمن.
2 /
قيمة الانسان
- ابن عباس رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أفضل الناس أعقل الناس. قال ابن
عباس: وذلك نبيكم (صلى الله عليه وآله) (5).
- الإمام علي (عليه السلام): قيمة كل امرئ عقله (6).
- عنه (عليه السلام): ينبئ عن قيمة كل امرئ علمه وعقله (7).
- عنه (عليه السلام): الانسان بعقله (8).
- عنه (عليه السلام): عنوان فضيلة المرء عقله وحسن خلقه (9).

(1) ما بين المعقوفتين نقلناه من بحار الأنوار: 78 / 7 / 59، وفيه أيضا " يضعون " بدل " يضيعون ".
(2) مطالب السؤول: 49.
(3) غرر الحكم: 6335.
(4) الكافي: 1 / 25 / 23 عن أحمد بن محمد مرسلا، علل الشرايع: 103 / 2 عن الحسن بن محبوب
عن بعض أصحابه.
(5) تيسير المطالب: 146.
(6 - 9) غرر الحكم: 6763، 11027، 230، 6343.
53

- عنه (عليه السلام): العقل فضيلة الانسان (1).
- عنه (عليه السلام): للإنسان فضيلتان: عقل ومنطق، فبالعقل يستفيد، وبالمنطق يفيد (2).
- عنه (عليه السلام): غاية الفضائل العقل (3).
- عنه (عليه السلام): العقل أشرف مزية (4).
- عنه (عليه السلام): إنما الشرف بالعقل والأدب لا بالمال والحسب (5).
- عنه (عليه السلام): ميزة الرجل عقله، وجماله مروته (6).
2 /
أول قواعد الاسلام
- الإمام علي (عليه السلام): قواعد الاسلام سبعة: فأولها العقل وعليه بني الصبر، والثاني
صون العرض وصدق اللهجة، والثالثة تلاوة القرآن على جهته، والرابعة
الحب في الله والبغض في الله، والخامسة حق آل محمد (صلى الله عليه وآله) ومعرفة
ولايتهم، والسادسة حق الإخوان والمحاماة عليهم، والسابعة مجاورة
الناس بالحسنى (7).
2 /
صديق المرء
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -: يا بني، العقل خليل المرء (8).

(1 - 6) غرر الحكم: 252، 7356، 6376، 976، 3873، 9749.
(7) تحف العقول: 196 عن كميل.
(8) الأمالي للطوسي: 146 / 240 عن أبي وجزة السعدي عن أبيه.
54

- عنه (عليه السلام): المرء صديق ما عقل (1).
- عنه (عليه السلام): العقل صديق مقطوع، الهوى عدو متبوع (2).
- عنه (عليه السلام): العقل صديق محمود (3).
- عنه (عليه السلام): العقل خير صاحب (4).
- الإمام الرضا (عليه السلام): صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله (5).
2 /
خليل المؤمن ودليله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العلم خليل المؤمن، والعقل دليله، والعمل قيمه، والحلم
وزيره، والصبر أمير جنوده، والرفق والده، واللين أخوه (6).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل خليل المؤمن (7).
- عنه (عليه السلام): حسن العقل أفضل رائد (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العقل دليل المؤمن (9).

(1 - 3) غرر الحكم: 424، (324 و 325)، 2218.
(4) شعب الإيمان: 6 / 246 / 8032، تاريخ دمشق: 42 / 509 كلاهما عن إبراهيم.
(5) الكافي: 1 / 11 / 4، المحاسن: 1 / 309 / 610 عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، علل الشرايع: 101 / 2 كلها عن
الحسن بن الجهم، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 258 / 15 عن حمدان الديواني، تحف العقول: 443،
كنز الفوائد: 2 / 32 عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " انسان " بدل " امرئ "، غرر الحكم: 5854.
(6) شعب الإيمان: 4 / 161 / 4659 عن الحسن، نوادر الأصول: 1 / 130 عن ابن عباس، كنز العمال:
10 / 133 / 28663 وص 144 / 28732، تحف العقول: 55، بحار الأنوار: 69 / 367 / 3 نقلا عن
كتاب الشهاب.
(7) تحف العقول: 203، غرر الحكم: 2092.
(8) غرر الحكم: 4826.
(9) الكافي: 1 / 25 / 24، كنز الفوائد: 1 / 199 كلاهما عن إسماعيل بن مهران عن بعض رجاله.
55

2 /
دعامة المؤمن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل شئ دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر عقله تكون
عبادته لربه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن من دعامة البيت أساسه، ودعامة الدين المعرفة بالله تعالى
واليقين بتوحيده والعقل القامع، فقالوا: وما القامع يا رسول الله؟ قال: الكف
عن المعاصي والحرص على طاعة الله والشكر على جميع إحسانه وإنعامه
وحسن بلائه (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن لكل شئ آلة وعدة وآلة المؤمن وعدته العقل، ولكل تاجر
بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة
العقل، ولكل سفر فسطاط يلجؤون إليه وفسطاط المسلمين العقل (3).
- الإمام علي (عليه السلام): المؤمن كيس عاقل (4).
راجع: ص 52 / أصل الانسان.
2 /
أجمل زينة
- الإمام علي (عليه السلام): العقل أجمل زينة، والعلم أشرف مزية (5).

(1) كنز الفوائد: 2 / 31، الفردوس: 3 / 333 / 4999 عن أبي سعيد وزاد فيه " أما سمعتم قول الفاجر
عند ندامته يقول: لو كنا نسمع أو نعقل ".
(2) إرشاد القلوب: 169، وراجع الفردوس: 2 / 222 / 3077.
(3) كنز الفوائد: 1 / 56.
(4 - 5) غرر الحكم: 714، 1940.
56

- عنه (عليه السلام): لا جمال أزين من العقل (1).
- عنه (عليه السلام): العقل أحسن حلية (2).
- عنه (عليه السلام): زينة الرجل عقله (3).
- عنه (عليه السلام): العقل زين، الحمق شين (4).
- عنه (عليه السلام): العقل زين لمن رزقه (5).
- عنه (عليه السلام): العقل ثوب جديد لا يبلى (6).
- عنه (عليه السلام): حسب المرء علمه، وجماله عقله (7).
- عنه (عليه السلام): حسن العقل جمال الظواهر والبواطن (8).
- عنه (عليه السلام): من لم يكن له عقل يزينه لم ينبل (9).
- عنه (عليه السلام): زين الدين العقل (10).
- الإمام العسكري (عليه السلام): حسن الصورة جمال ظاهر، حسن العقل جمال
باطن (11).
- الإمام علي (عليه السلام) - في الديوان المنسوب إليه -:
يعيش الفتى في الناس بالعقل إنه * على العقل يجري علمه وتجاربه
يزين الفتى في الناس صحة عقله * وإن كان محظورا عليه مكاسبه

(1) الكافي: 8 / 19 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، الفقيه: 4 / 406 / 5880، التوحيد:
73 / 27 كلاهما عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عنه (عليه السلام)، تحف العقول: 93
وفيه " أحسن " بدل " أزين "، كنز الفوائد: 1 / 200، غرر الحكم: 10639.
(2) غرر الحكم: 813.
(3) كنز الفوائد: 1 / 199.
(4 - 10) غرر الحكم: 14، 1276، 1235، 4892، 4807، 9002، 5466.
(11) الدرة الباهرة: 43، نزهة الناظر: 145 / 9، أعلام الدين: 313، غرر الحكم: 4805 و 4807 نحوه.
57

يشين الفتى في الناس قلة عقله * وإن كرمت أعراقه ومناصبه (1)
راجع: علامات العقل / ص 101 " مكارم الأخلاق ".
ص 106 " محاسن الأعمال ".
2 /
أغنى الغنى
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا فقر أشد من الجهل، ولا مال أعود من العقل (2).
- الإمام علي (عليه السلام): أغنى الغنى العقل (3).
- عنه (عليه السلام): العقل أغنى الغنى، وغاية الشرف في الآخرة والدنيا (4).
- عنه (عليه السلام): لا غنى أكبر من العقل (5).
- عنه (عليه السلام): لا عدة أنفع من العقل (6).
- عنه (عليه السلام): كفى بالعقل غنى (7).

(1) الديوان المنسوب إلى الإمام علي (عليه السلام): 66.
(2) الكافي: 1 / 25 / 25 عن السري بن خالد عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 4 / 372 / 5762 عن حماد
ابن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، غرر الحكم: 10619
و 10618، الفردوس: 5 / 179 / 7889، كنز العمال: 16 / 120 / 44135 وفيه " لا غنى أعود... "
وكلاهما عن الإمام علي (عليه السلام).
(3) نهج البلاغة: الحكمة 38، غرر الحكم: 2843، مائة كلمة للجاحظ: 99 / 83، سجع الحمام:
86 / 263 نقلا عن الإعجاز والإيجاز، كنز العمال: 16 / 266 / 44388 نقلا عن تاريخ ابن عساكر
عن عقبة بن أبي الصهباء.
(4) غرر الحكم: 1822.
(5) كشف الغمة: 2 / 198.
(6) الإرشاد: 1 / 304، كنز الفوائد: 1 / 199.
(7) غرر الحكم: 7015.
58

- عنه (عليه السلام): لا غنى مثل العقل (1).
- عنه (عليه السلام): لا فقر لعاقل (2).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: أنفس الأعلاق (3) عقل قرن إليه حظ (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا غنى أخصب من العقل، ولا فقر أحط من الحمق (5).
2 /
العلم يحتاج إليه
- الإمام علي (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: العقل لم يجن على صاحبه قط،
والعلم من غير عقل يجني على صاحبه (6).
- عنه (عليه السلام): كل علم لا يؤيده عقل مضلة (7).
- عنه (عليه السلام): من زاد علمه على عقله كان وبالا عليه (8).
- عنه (عليه السلام): أفضل ما من الله سبحانه به على عباده علم وعقل، وملك وعدل (9).
- عنه (عليه السلام): لا شئ أحسن من عقل مع علم، وعلم مع حلم، وحلم مع قدرة (10).
- عنه (عليه السلام) - في الديوان المنسوب إليه -:
إذا كنت ذا علم ولم تك عاقلا * فأنت كذي نعل وليس له رجل
وإن كنت ذا عقل ولم تك عالما * فأنت كذي رجل وليس له نعل

(1) تحف العقول: 201، روضة الواعظين: 8، غرر الحكم: 10472 وفيهما " كالعقل " بدل " مثل العقل ".
(2) غرر الحكم: 10449.
(3) العلق: النفيس من كل شئ، جمعه الأعلاق (لسان العرب: 10 / 268).
(4) شرح نهج البلاغة: 20 / 302 / 448.
(5) الكافي: 1 / 29 / ذيل ح 34 عن حمران وصفوان بن مهران الجمال.
(6) شرح نهج البلاغة: 20 / 323 / 702.
(7 - 10) غرر الحكم: 6869، 8601، 3205، 10909.
59

ألا إنما الانسان غمد لعقله * ولا خير في غمد إذا لم يكن نصل (1)
راجع: ص 94 / آثار العقل / العلم والحكمة.
ص 80 / ما يقوي العقل / العلم.
2 /
النوادر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل خلق العقل من نور مخزون مكنون سابق
علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ولا ملك مقرب، فجعل العلم نفسه
والفهم روحه، والزهد رأسه، والحياء عينيه، والحكمة لسانه، والرأفة
فمه، والرحمة قلبه، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء: باليقين، والإيمان،
والصدق، والسكينة، والإخلاص، والرفق، والعطية، والقنوع، والتسليم،
والشكر (2).
- الإمام علي (عليه السلام): العقول ذخائر، والأعمال كنوز (3).
- عنه (عليه السلام): العقل أقوى أساس (4).
- عنه (عليه السلام): العقل قربة، الحمق غربة (5).
- عنه (عليه السلام): العقل أفضل مرجو (6).

(1) الديوان المنسوب إلى الإمام علي (عليه السلام): 330.
(2) معاني الأخبار: 313 / 1، الخصال: 427 / 4 كلاهما عن يزيد بن الحسين عن الإمام الكاظم عن
آبائه (عليهم السلام)، الأمالي للطوسي: 542 / 1164 عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، روضة الواعظين:
7، إرشاد القلوب: 197 عن الإمام علي (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(3) كنز الفوائد: 2 / 32.
(4 - 6) غرر الحكم: 475، 111، 479.
60

- عنه (عليه السلام): العقل يحسن الروية (1) (2).
- عنه (عليه السلام): العقل شرف كريم لا يبلى (3).
- عنه (عليه السلام): تزكية الرجل عقله (4).
- عنه (عليه السلام): لا يزكو عند الله سبحانه إلا عقل عارف ونفس عزوف (5).
- عنه (عليه السلام): حسب الرجل عقله، ومروءته خلقه (6).
- عنه (عليه السلام): غاية المرء حسن عقله (7).
- عنه (عليه السلام): لكل شئ غاية، وغاية المرء عقله (8).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه يحب العقل القويم والعمل المستقيم (9).
- عنه (عليه السلام): العقل لا ينخدع (10).
- عنه (عليه السلام): العقل شفاء (11).
- عنه (عليه السلام): العقل حسام قاطع (12).
- عنه (عليه السلام): لا عدم أعدم من عدم العقل (13).
- عنه (عليه السلام): الدين لا يصلحه إلا العقل (14).
- عنه (عليه السلام): فقد العقل شقاء (15).
- عنه (عليه السلام): لا مرض أضنى من قلة العقل (16).
- عنه (عليه السلام): لن ينجع الأدب حتى يقارنه العقل (17).

(1) الروية: الفكر والتدبر (المصباح المنير: 247).
(2 - 12) غرر الحكم: 495، 1590، 4474، 10882، 4891، 6366، 7300، 3410، 427، 206، 824.
(13) كشف الغمة: 2 / 10، الأمالي للطوسي: 146 / 240 كلاهما عن أبي وجزة السعدي عن أبيه وفيه
" من العقل " بدل " من عدم العقل ".
(14 - 15) غرر الحكم: 1341، 6534.
(16) مائة كلمة للجاحظ: 46 / 30، سجع الحمام: 323 / 1241 نقلا عن الإعجاز والإيجاز، المناقب
للخوارزمي: 375 / 395، غرر الحكم: 10763.
(17) غرر الحكم: 7412.
61

- الإمام الحسن (عليه السلام): اعلموا أن العقل حرز والحلم زينة (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن لقمان قال لابنه: يا بني، إن
الدنيا بحر عميق، قد غرق فيها عالم كثير، فلتكن سفينتك فيها تقوى الله،
وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل، وقيمها العقل، ودليلها العلم،
وسكانها الصبر (2).

(1) إرشاد القلوب: 199.
(2) الكافي: 1 / 16 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 386.
62

الفصل الثالث
التعقل
3 /
التأكيد على التعقل
* (كذلك يبين الله لكم آياته ى لعلكم تعقلون) * (1).
* (وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار أفلا تعقلون) * (2).
* (كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته ى لعلكم تعقلون) * (3).
* (لقد أنزلنا إليكم كتبا فيه ذكركم أفلا تعقلون) * (4).
راجع: البقرة: 164، الأنعام: 32 و 151، الأعراف: 169، هود: 51، يوسف: 2 و 109،
الرعد: 4، النحل: 12 و 67، الحج: 46، النور: 61، القصص: 60، العنكبوت: 35،
الروم: 24 و 28، يس: 62 و 68، ص: 29، غافر: 67 و 70، الزخرف: 3، الجاثية: 5
و 13، الحديد: 17.

(1) البقرة: 242.
(2) المؤمنون: 80.
(3) البقرة: 73.
(4) الأنبياء: 10.
63

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لم يعبد الله عز وجل بشئ أفضل من العقل (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيد الأعمال في الدارين العقل (3).
- ابن عمر عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه تلا * (تبرك الذي بيده الملك) * حتى بلغ قوله * (أيكم
أحسن عملا) * ثم قال: أيكم أحسن عملا فهو أحسن عقلا، وأورع عن
محارم الله، وأسرعهم في طاعة الله تعالى (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته إلى ابن مسعود -: يا بن مسعود، إذا عملت عملا
فاعمل بعلم وعقل، وإياك وأن تعمل عملا بغير تدبر وعلم، فإنه جل جلاله
يقول: * (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من م بعد قوة أنكاثا) * (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام إذا فقهوا (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): سيد أهل الجنة بعد المرسلين أفضلهم عقلا، وأفضل الناس أعقل
الناس (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): يا علي، إذا اكتسب الناس من أنواع البر ليتقربوا بها إلى ربنا فاكتسب

(1) كنز الفوائد: 2 / 31.
(2) الخصال: 433 / 17 عن سليمان بن خالد، روضة الواعظين: 12 كلاهما عن الإمام الباقر (عليه السلام)، علل
الشرايع: 116 / 11 عن علي الأشعري رفعه، تنبيه الخواطر: 2 / 112، المواعظ العددية: 368
والثلاثة الأخيرة نحوه.
(3) كنز الفوائد: 2 / 31.
(4) تيسير المطالب: 377.
(5) مكارم الأخلاق: 2 / 361 / 2660 عن ابن مسعود.
(6) صحيح البخاري: 3 / 1235 / 3194، صحيح مسلم: 4 / 1958 / 199، مسند ابن حنبل: 3 /
536 / 10300، سنن الدارمي: 1 / 78 / 227 كلها عن أبي هريرة، المستدرك على الصحيحين: 3 /
271 / 5061 عن أم سلمة، الفردوس: 2 / 173 / 2863 عن جابر.
(7) الفردوس: 2 / 325 / 3476 عن ابن عمر.
64

أنت أنواع العقل تسبقهم بالزلف والقربة والدرجات في الدنيا والآخرة (1).
- عطاء: إن ابن عباس دخل على عائشة فقال: يا أم المؤمنين، أرأيت الرجل
يقل قيامه ويكثر رقاده، وآخر يكثر قيامه ويقل رقاده، أيهما أحب إليك؟
قالت: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كما سألتني، فقال: أحسنهما عقلا. فقلت: يا
رسول الله، إنما أسألك عن عبادتهما؟ فقال: يا عائشة، إنما يسألان عن
عقولهما، فمن كان أعقل كان أفضل في الدنيا والآخرة (2).
- أبو أيوب الأنصاري عن النبي (صلى الله عليه وآله): إن الرجلين ليتوجهان إلى المسجد
فيصليان، فينصرف أحدهما وصلاته أوزن من أحد، وينصرف الآخر وما
تعدل صلاته مثقال ذرة. فقال أبو حميد الساعدي: وكيف يكون ذلك يا
رسول الله؟ قال: إذا كان أحسنهما عقلا. قال: وكيف يكون ذلك؟ قال: إذا
كان أورعهما عن محارم الله، وأحرصهما على المسارعة إلى الخير، وإن
كان دونه في التطوع (3).
- في حديث المعراج - قال الله تعالى -: يا أحمد، استعمل عقلك قبل أن
يذهب، فمن استعمل عقله لا يخطئ ولا يطغى (4).
- الإمام علي (عليه السلام): فضل فكر وتفهم أنجع من فضل تكرار ودراسة (5).
- عنه (عليه السلام): استرشد العقل وخالف الهوى تنجح (6).
- عنه (عليه السلام): العقل رقي إلى عليين (7).

(1) الفردوس: 5 / 325 / 8328 عن الإمام علي (عليه السلام).
(2) تاريخ بغداد: 8 / 360.
(3) حلية الأولياء: 1 / 362، الفردوس: 3 / 212 / 4604، المعجم الكبير: 4 / 149 / 3970 وفيهما
إلى " مثقال ذرة ".
(4) إرشاد القلوب: 205 عن الإمام علي (عليه السلام).
(5 - 7) غرر الحكم: 6564، 2310، 1325.
65

- عنه (عليه السلام): مرتبة الرجل بحسن عقله (1).
- عنه (عليه السلام): كمال المرء عقله، وقيمته فضله (2).
- عنه (عليه السلام): كمال الانسان العقل (3).
- عنه (عليه السلام): الجمال في اللسان، والكمال في العقل (4).
- عنه (عليه السلام): يتفاضل الناس بالعلوم والعقول لا بالأموال والأصول (5).
- عنه (عليه السلام): إن الزهد في الجهل بقدر الرغبة في العقل (6).
- عنه (عليه السلام): لا يغش العقل من استنصحه (7).
- عنه (عليه السلام): من استعان بالعقل سدده (8).
- عنه (عليه السلام): من استرفد العقل أرفده (9).
- عنه (عليه السلام): من اعتبر بعقله استبان (10).
- عنه (عليه السلام): من ملك عقله كان حكيما (11).
- عنه (عليه السلام): غطاء العيوب العقل (12).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن الله تبارك وتعالى بشر أهل
العقل والفهم في كتابه فقال: * (فبشر عباد * الذين يستمعون القول فيتبعون
أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب) * (13).
يا هشام إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج بالعقول، ونصر

(1) دستور معالم الحكم: 22.
(2 - 3) غرر الحكم: 7235، 7244.
(4) كنز الفوائد: 1 / 200، كشف الغمة: 3 / 137 عن الإمام الجواد عن آبائه عنه (عليهم السلام).
(5 - 6) غرر الحكم: 11009، 3444.
(7) نهج البلاغة: الحكمة 281، غرر الحكم: 10698 وفيه " انتصحه " بدل " استنصحه ".
(8 - 12) غرر الحكم: 7925، 7756، 8295، 8282، 6434.
(13) الزمر: 17 و 18.
66

النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة، فقال: * (وإلهكم إله واحد لا إله
إلا هو الرحمن الرحيم * إن في خلق السماوات والأرض واختلف الليل
والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما أنزل الله من
السماء من ماء فأحيى به الأرض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف
الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون) * (1).
يا هشام قد جعل الله ذلك دليلا على معرفته بأن لهم مدبرا، فقال:
* (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم مسخرات م بأمره ى إن في
ذلك لآيات لقوم يعقلون) * (2). وقال: * (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم
من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من
يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون) * (3) وقال: واختلاف الليل
والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيى به الأرض بعد موتها
وتصريف الريح والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم
يعقلون (4) وقال: * (يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم
تعقلون) * (5). وقال: * (وجنت من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان
يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم
يعقلون) * (6). وقال: * (ومن آياته ى يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من
السماء ماء فيحيي به الأرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون) * (7).

(1) البقرة: 163 و 164.
(2) النحل: 12.
(3) غافر: 67.
(4) مضمون مأخوذ من الآية 164 من سورة البقرة ومن الآية 5 من سورة الجاثية.
(5) الحديد: 17.
(6) الرعد: 4.
(7) الروم: 24.
67

وقال: * (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا بي شيئا وبالوالدين
إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش
ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصلكم
به ى لعلكم تعقلون) * (1). وقال: * (هل لكم من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما
رزقانكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات
لقوم يعقلون) * (2)...
يا هشام، ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله،
فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا،
وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة (3).
- جابر بن عبد الله: إن النبي (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية * (وتلك الأمثل نضربها للناس وما
يعقلها إلا العالمون) * قال: العالم الذي عقل عن الله عز وجل فعمل بطاعته
واجتنب سخطه (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قسم الله تعالى العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن فيه كمل عقله،
ومن لم يكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة له،
وحسن الصبر على أمره عز وجل (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كم من عاقل عقل عن الله أمره وهو حقير عند الناس ذميم المنظر
ينجو غدا، وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا في
القيامة (6).

(1) الأنعام: 151.
(2) الروم: 28.
(3) الكافي: 1 / 13 / 12 عن هشام بن الحكم.
(4 - 6) تيسير المطالب: 146، 148، 156.
68

- عنه (صلى الله عليه وآله): ما تم دين انسان قط حتى يتم عقله (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): جد الملائكة واجتهدوا في طاعة الله بالعقل، وجد المؤمنون من بني
آدم واجتهدوا في طاعة الله على قدر عقولهم فأعملهم بطاعة الله أوفرهم
عقلا (2). التعقل
- ابن عباس رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قال: أفضل الناس أعقل الناس، قال ابن
عباس: وذلك نبيكم (صلى الله عليه وآله) (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ما أنتم والبراءة، يبرأ بعضكم من بعض! إن المؤمنين
بعضهم أفضل من بعض، وبعضهم أكثر صلاة من بعض، وبعضهم أنفذ بصرا
من بعض، وهي الدرجات (4).
راجع: ص 49 / قيمة العقل.
ص 91 / علامات العقل.
تنبيه:
إن جميع إن جميع الآيات والروايات التي تدعو الناس إلى التفكر والتدبر والتذكر
والتفقه والتبصر تؤكد على التعقل في معرفة وانتخاب المسيرة الصحيحة للحياة.
3 /
التحذير من ترك التعقل
* (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون
بها ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) * (5).

(1 - 3) تيسير المطالب: 164، 313، 146.
(4) الكافي: 2 / 45 / 4 عن الصباح بن سيابة.
(5) الأعراف: 179.
69

* (ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) * (1).
* (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) * (2).
* (أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) * (3).
* (وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير) * (4).
* (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك
نجزى كل كفور * وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صلحا غير الذي كنا نعمل
أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير) * (5).
* (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) * (6).
راجع: البقرة: 44 و 76، آل عمران: 65، يونس: 16، العنكبوت: 35 و 43،
الصافات: 138، فاطر: 37، الجاثية: 23، الأحقاف: 26.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): استرشدوا العقل ترشدوا، ولا تعصوه فتندموا (7).
- الإمام علي (عليه السلام): من عجز عن حاضر لبه فهو عن غائبه أعجز (8).
- عنه (عليه السلام): العاقل يتعظ بالأدب، والبهائم لا ترتدع إلا بالضرب (9).
- عنه (عليه السلام): إن الزهد في الجهل بقدر الرغبة في العقل (10).
- عنه (عليه السلام): من قعد به العقل قام به الجهل (11).
- عنه (عليه السلام): نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل (12).

(1) يونس: 100.
(2) الإسراء: 72.
(3) الأنبياء: 67.
(4) الملك: 10.
(5) فاطر: 36 و 37.
(6) الفرقان: 44.
(7) كنز الفوائد: 2 / 31.
(7 - 11) غرر الحكم: 8209، 10352، 3444، 8701.
(12) نهج البلاغة: الخطبة 224.
70

- عنه (عليه السلام): من لا يعقل يهن، ومن يهن لا يوقر (1). التعقل
- عنه (عليه السلام) - في كلام له -: أيتها النفوس المختلفة، والقلوب المتشتتة، الشاهدة
أبدانهم، والغائبة عنهم عقولهم، أظأركم على الحق وأنتم تنفرون عنه نفور
المعزى من وعوعة الأسد! (2)
- عنه (عليه السلام) - من كلام له لأصحابه -: أيها القوم، الشاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم
عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله
وأنتم تعصونه، وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه! (3)
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أراد الله أن يزيل من عبد نعمة كان أول ما يغير منه
عقله (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن الله تبارك وتعالى أكمل
للناس الحجج بالعقول... ثم وعظ أهل العقل ورغبهم في الآخرة فقال:
* (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتقون أفلا
تعقلون) * (5).
يا هشام، ثم خوف الذين لا يعقلون عقابه فقال تعالى: * (ثم دمرنا
الآخرين * وإنكم لتمرون عليهم مصبحين * وبالليل أفلا تعقلون) * (6). وقال:
* (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما كانوا يفسقون * ولقد

(1) غرر الحكم: 7927.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 131، الإرشاد: 1 / 279، الاحتجاج: 1 / 411 / 89 وفيهما " أيها الشاهدة
أبدانهم، الغائبة عنهم عقولهم " فقط.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 97.
(4) الاختصاص: 245، شرح نهج البلاغة: 20 / 301 / 445 عن الإمام علي (عليه السلام).
(5) الأنعام: 32.
(6) الصافات: 136 - 138.
71

تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون) * (1).
يا هشام، إن العقل مع العلم فقال: * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما
يعقلها إلا العالمون) * (2).
يا هشام، ثم ذم الذين لا يعقلون فقال: * (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله
قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيا ولا
يهتدون) * (3). وقال: * (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء
ونداء صم م بكم عمي فهم لا يعقلون) * (4). وقال: * (ومنهم من يستمعون (5) إليك
أفأنت تسمع الصم ولو كانوا لا يعقلون) * (6). وقال: * (أم تحسب أن أكثرهم
يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا) * (7). وقال: * (لا
يقتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد
تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) * (8). وقال:
* (وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتب أفلا تعقلون) * (9).
يا هشام، ثم ذم الله الكثرة فقال: * (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك
عن سبيل الله) * (10). وقال: * (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض

(1 - 2) العنكبوت: (34 و 35)، 43.
(3 - 4) البقرة: 170، 171.
(5) في المصدر " يستمع " والظاهر أنه تصحيف.
(6) يونس: 42.
(7) الفرقان: 44.
(8) الحشر: 14.
(9) البقرة: 44.
(10) الأنعام: 116.
72

ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) * (1). وقال: * (ولئن سألتهم من
نزل من السماء ماء فأحيى به الأرض من م بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله
بل أكثرهم لا يعقلون) * (2).
يا هشام، ثم مدح القلة فقال: * (وقليل من عبادي الشكور) * (3). وقال:
* (وقليل ما هم) * (4). وقال: * (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه و
أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) * (5). وقال: * (من آمن وما آمن معه وإلا
قليل) * (6). وقال: * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * (7). وقال: * (وأكثرهم لا
يعقلون) * (8) (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام): لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له (10).
- إسحاق بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام): قلت له: جعلت فداك، إن لي جارا كثير
الصلاة كثير الصدقة كثير الحج لا بأس به.
فقال: يا إسحاق، كيف عقله؟
قلت له: جعلت فداك، ليس له عقل.
فقال: لا يرتفع بذلك منه (11).
راجع: ص 179 / ذم الجهل.

(1) لقمان: 25.
(2) العنكبوت: 63.
(3) سبأ: 13.
(4) ص: 24.
(5) غافر: 28.
(6) هود: 40.
(7) الأنعام: 37.
(8) المائدة: 103.
(9) الكافي: 1 / 13 وص 14 / 12 عن هشام بن الحكم.
(10) الكافي: 1 / 27 / 32 عن الحسن بن الجهم.
(11) الكافي: 1 / 24 / 19.
73

3 /
حجية العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كن مع الحق حيث كان، وميز ما اشتبه عليك بعقلك فإن حجة
الله عليك وديعة فيك وبركاته عندك (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل رسول الحق (2).
- عنه (عليه السلام): العقل شرع من داخل، والشرع عقل من خارج (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله
العقل (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن لله على الناس حجتين:
حجة ظاهرة وحجة باطنة فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، وأما
الباطنة فالعقول (5).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: يا هشام، إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس الحجج
بالعقول، ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة (6).
- أبو يعقوب البغدادي: قال ابن السكيت لأبي الحسن (عليه السلام):... تالله ما رأيت
مثلك قط، فما الحجة على الخلق اليوم؟ قال: فقال (عليه السلام): العقل، يعرف به
الصادق على الله فيصدقه والكاذب على الله فيكذبه، قال: فقال ابن

(1) كشف الخفاء: 2 / 135 / 2025، الفردوس: 5 / 318 / 8307 عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " فإنه حجة الله ".
(2) غرر الحكم: 272.
(3) مجمع البحرين: 2 / 1249.
(4) الكافي: 1 / 25 / 22 عن عبد الله بن سنان.
(5) الكافي: 1 / 16 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 386.
(6) الكافي: 1 / 13 / 12، تحف العقول: 384 وفيه " أفضى إليهم " بدل " نصر النبيين ".
74

السكيت: هذا والله هو الجواب (1).
3 /
دور العقل في حساب الأعمال
- الإمام علي (عليه السلام): إن الله عز وجل يحاسب العباد على قدر ما آتاهم من العقول في دار
الدنيا (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في ذكر بعض ما أنزل الله على موسى بن عمران (عليه السلام) -:
فانحط عليه الوحي... فقال له: أنا أؤاخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من
العقل (3).
- عنه (عليه السلام): إنما يداق الله العباد في الحساب يوم القيامة على قدر ما آتاهم من
العقول في الدنيا (4).
- عنه (عليه السلام): إني نظرت في كتاب لعلي (عليه السلام)، فوجدت في الكتاب: إن قيمة كل
امرئ وقدرة معرفته، إن الله تبارك وتعالى يحاسب الناس على قدر ما
آتاهم من العقول في دار الدنيا (5).
راجع: ص 32 / خلق العقل والجهل / ح 10.

(1) الكافي: 1 / 24 وص 25 / 20، علل الشرايع: 122 / 6، تحف العقول: 450، الاحتجاج:
2 / 438 / 309.
(2) الأصول الستة عشر (أصل زيد الزراد): 4.
(3) المحاسن: 1 / 308 / 608 عن عبيد الله بن الوليد الوصافي عن الإمام الباقر (عليه السلام).
(4) الكافي: 1 / 11 / 7، المحاسن: 1 / 310 / 614 كلاهما عن أبي الجارود.
(5) معاني الأخبار: 1 / 2 عن بريد الرزاز عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الأصول الستة عشر (أصل زيد الزراد): 3
عن زيد عن الإمام الصادق (عليه السلام) وفيه " زنة " بدل " قيمة ".
75

3 /
دور العقل في جزاء الأعمال
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا بلغكم عن رجل حسن حال فانظروا في حسن عقله، فإنما
يجازى بعقله (1). التعقل
- عنه (صلى الله عليه وآله): إذا رأيتم الرجل كثير الصلاة كثير الصيام، فلا تباهوا به حتى تنظروا
كيف عقله (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الرجل ليكون من أهل الصلاة والزكاة والحج والعمرة والجهاد،
وما يجزى يوم القيامة إلا بقدر عقله (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الجنة مائة درجة، تسعة وتسعون درجة لأهل العقل، ودرجة لسائر
الناس الذين هم دونهم (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): تعبد رجل في صومعة، فمطرت السماء، فأعشبت الأرض، فرأى
حمارا يرعى، فقال: رب لو كان لك حمار لرعيته مع حماري. فبلغ ذلك
نبيا من أنبياء بني إسرائيل، فأراد أن يدعو عليه، فأوحى الله إليه: إنما
أجازي العباد على قدر عقولهم (5).

(1) الكافي: 1 / 12 / 9 عن السكوني عن الإمام الصادق (عليه السلام)، المحاسن: 1 / 310 / 612 عن السكوني
عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، مشكاة الأنوار: 248 عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)،
الجعفريات: 148 عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(2) الكافي: 1 / 26 / 28 عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(3) المعجم الأوسط: 3 / 251 / 3057، تاريخ بغداد: 13 / 79، و ج 2 / 200 كلاهما نحوه وكلها عن
ابن عمر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، مجمع البيان: 10 / 487 نحوه.
(4) حلية الأولياء: 4 / 139 عن عمر.
(5) شعب الإيمان: 4 / 156 / 4640، تاريخ بغداد: 4 / 13، وص 46 نحوه وكلها عن جابر بن عبد الله،
وراجع الفردوس: 2 / 16 / 2114.
76

- تحف العقول: أثنى قوم بحضرته [(صلى الله عليه وآله)] على رجل حتى ذكروا جميع خصال
الخير فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كيف عقل الرجل؟ فقالوا: يا رسول الله، نخبرك
عنه باجتهاده في العبادة وأصناف الخير تسألنا عن عقله؟! فقال (صلى الله عليه وآله): إن
الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر، وإنما يرتفع العباد غدا في
الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لما وصفوا عنده رجلا بحسن عبادته -: انظروا إلى عقله فإنما
يجزى العباد يوم القيامة على قدر عقولهم (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): كان يرى موسى بن عمران (عليه السلام) رجلا من بني إسرائيل يطول
سجوده ويطول سكوته، فلا يكاد يذهب إلى موضع إلا وهو معه، فبينا هو
يوما من الأيام في بعض حوائجه إذ مر على أرض معشبة تزهو وتهتز.
قال: فتأوه الرجل، فقال له موسى: على ماذا تأوهت؟ قال: تمنيت أن
يكون لربي حمار أرعاه هاهنا، قال: فأكب موسى (عليه السلام) طويلا ببصره على
الأرض اغتماما بما سمع منه. قال: فانحط عليه الوحي، فقال له: ما الذي
أكبرت من مقالة عبدي؟! أنا أؤاخذ عبادي على قدر ما أعطيتهم من
العقل (3).
- سليمان الديلمي: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فلان من عبادته ودينه وفضله [كذا
وكذا] (4)، فقال: كيف عقله؟ قلت: لا أدري، فقال: إن الثواب على قدر
العقل، إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر
خضراء نضرة كثيرة الشجر ظاهرة الماء، وإن ملكا من الملائكة مر به

(1) تحف العقول: 54، مجمع البيان: 10 / 487 عن أنس بن مالك نحوه، ربيع الأبرار: 3 / 137 عن أنس.
(2) إرشاد القلوب: 199.
(3) المحاسن: 1 / 308 / 608 عن عبيد الله بن الوليد الوصافي، وراجع عيون الأخبار لابن قتيبة: 2 / 38.
(4) ما بين المعقوفتين أثبتناه من أمالي الصدوق.
77

فقال: يا رب، أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله (تعالى) ذلك، فاستقله
الملك، فأوحى الله (تعالى) إليه: أن اصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي،
فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد، بلغني مكانك وعبادتك في هذا
المكان فأتيتك لأعبد الله معك. فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح قال له
الملك: إن مكانك لنزه، وما يصلح إلا للعبادة، فقال له العابد: إن لمكاننا
هذا عيبا، فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه
في هذا الموضع، فإن هذا الحشيش يضيع، فقال له (ذلك) الملك: وما
لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش.
فأوحى الله إلى الملك: إنما أثيبه على قدر عقله (1).

(1) الكافي: 1 / 12 / 8، الأمالي للصدوق: 504 / 693 نحوه.
78

الفصل الرابع
أسباب تقوية العقل
4 /
ما يقوي العقل
أ: الوحي
* (يا أيها الناس قد جاءكم برهن من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا) * (1).
* (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم
الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خلدون) * (2).
* (لقد أنزلنا إليكم كتبا فيه ذكركم أفلا تعقلون) * (3).
راجع: البقرة: 242، النور: 61، يوسف: 2، الزخرف: 3
- الإمام علي (عليه السلام): بعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته،

(1) النساء: 174.
(2) البقرة: 257.
(3) الأنبياء: 10.
79

ويذكروهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالتبليغ، ويثيروا لهم دفائن
العقول (1).
- عنه (عليه السلام) - في صفة بعثة النبي (صلى الله عليه وآله) -: بعثه بالحق دالا عليه وهاديا إليه، فهدانا به
من الضلالة، واستنقذنا به من الجهالة (2).
- عنه (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى شرع الاسلام وسهل شرائعه لمن ورده، وأعز
أركانه لمن حاربه، وجعله عزا لمن تولاه وسلما لمن دخله... وفهما لمن
تفطن ويقينا لمن عقل (3).
- عنه (عليه السلام): إلى أن بعث الله سبحانه محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) لإنجاز عدته، وإتمام
نبوته، مأخوذا على النبيين ميثاقه، مشهورة سماته، كريما ميلاده، وأهل
الأرض (الأرضين) يومئذ ملل متفرقة، وأهواء منتشرة، وطرائق (طوائف)
متشتتة، بين مشبه لله بخلقه، أو ملحد في اسمه، أو مشير إلى غيره،
فهداهم به من الضلالة، وأنقذهم بمكانه من الجهالة (4).
راجع: كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 135 أسباب المعارف القلبية / الوحي.
ب: العلم
* (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العلم حياة القلوب من الجهل، وضياء الأبصار من الظلمة،
وقوة الأبدان من الضعف (6).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 1.
(2) بحار الأنوار: 4 / 266 / 14 عن الحارث الأعور.
(3) الكافي: 2 / 49 / 1 عن الأصبغ بن نباتة.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 1، بحار الأنوار: 18 / 216 / 48.
(5) العنكبوت: 43.
(6) الأمالي للطوسي: 488 / 1069 عن محمد بن علي بن الحسين بن زيد عن الإمام الرضا عن
آبائه (عليهم السلام)، الترغيب والترهيب: 1 / 95 / 8 نحوه.
80

- الإمام علي (عليه السلام): إنك موزون بعقلك، فزكه بالعلم (1).
- عنه (عليه السلام): أعون الأشياء على تزكية العقل التعليم (2).
- عنه (عليه السلام): العقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب (3).
- عنه (عليه السلام): العلم يزيد العاقل عقلا (4). أسباب تقوية العقل
- الإمام الصادق (عليه السلام): كثرة النظر في الحكمة تلقح العقل (5).
- عنه (عليه السلام): كثرة النظر في العلم يفتح العقل (6).
- الإمام الرضا (عليه السلام): من أبصر فهم، ومن فهم عقل (7).
راجع: ص 59 / العلم يحتاج إليه.
ص 94 / العلم والحكمة.
ج: الأدب
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسن الأدب زينة العقل (8).
- الإمام علي (عليه السلام): كل شئ يحتاج إلى العقل، والعقل يحتاج إلى الأدب (9).
- عنه (عليه السلام): إن بذوي العقول من الحاجة إلى الأدب كما يظمأ الزرع إلى المطر (10).
- عنه (عليه السلام): نعم قرين العقل الأدب (11).
- عنه (عليه السلام): الأدب صورة العقل (12).

(1 - 3) غرر الحكم: 3812، 3246، 1717.
(4) بحار الأنوار: 78 / 6 / 57.
(5) تحف العقول: 364.
(6) الدعوات: 221 / 603.
(7) بحار الأنوار: 78 / 355.
(8) جامع الأخبار: 337 / 947.
(9 - 11) غرر الحكم: 6911، 3475، 9894.
(12) غرر الحكم: 996، كنز الفوائد: 1 / 199، مائة كلمة للجاحظ: 74 / 159.
81

- عنه (عليه السلام): صلاح العقل الأدب (1).
- عنه (عليه السلام): الأدب هو لقاح العقل وذكاء القلب (2).
- عنه (عليه السلام): لا عقل لمن لا أدب له (3).
- عنه (عليه السلام): ذلك (4) عقلك بالأدب كما تذكي النار بالحطب (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): آداب العلماء زيادة في العقل (6).
راجع: ص 101 / مكارم الأخلاق.
د: التجربة
- الإمام علي (عليه السلام): العقل غريزة تزيد بالعلم والتجارب (7).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: العقل غريزة تربيها التجارب (8).
- عنه (عليه السلام): نعم العون الأدب للنحيزة والتجارب لذي اللب (9).
- عنه (عليه السلام): التجارب لا تنقضي، والعاقل منها في زيادة (10).

(1) غرر الحكم: 5799.
(2) أعلام الدين: 84، إرشاد القلوب: 160.
(3) غرر الحكم: 10769.
(4) ذكي الشخص ذكى... هو سرعة الفهم... الذكاء بالمد: حدة القلب، قال ابن الجوزي في التفسير:
الذكاة في اللغة تمام الشئ، ومنه الذكاء في الفهم إذا كان تام العقل سريع القبول (المصباح المنير: 209).
(5) غرر الحكم: 5200.
(6) الكافي: 1 / 20 / 12، تحف العقول: 390 وفيه " أدب العلماء " وكلاهما عن هشام بن الحكم عن
الإمام الكاظم (عليه السلام).
(7) غرر الحكم: 1717.
(8) شرح نهج البلاغة: 20 / 341 / 907.
(9) الفقيه: 4 / 385 / 5834.
(10) غرر الحكم: 1543.
82

- الإمام الحسين (عليه السلام): طول التجارب زيادة في العقل (1).
راجع: ص 110 / حفظ التجارب.
ص 123 / صفات العقلاء ح 564.
ه‍: السير في الأرض
* (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو أذان يسمعون بها فإنها
لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) * (2).
* (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على
كل شئ قدير) * (3).
* (ولقد تركنا منها آية م بينة لقوم يعقلون) * (4).
* (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا
لغافلون) * (5).
- ابن دينار: أوحى الله إلى موسى (عليه السلام): أن اتخذ نعلين من حديد وعصا، ثم سح
في الأرض، فاطلب الآثار والعبر، حتى تحفو النعلان وتنكسر العصا (6).
- داود (عليه السلام): قل لصاحب العلم يتخذ عصا من حديد ونعلين من حديد، ويطلب
العلم حتى تنكسر العصا وتنخرق النعلان (7).
و: المشورة
- الإمام علي (عليه السلام): من شاور ذوي العقول استضاء بأنوار العقول (8).

(1) أعلام الدين: 298.
(2) الحج: 46.
(3 - 4) العنكبوت: 20، 35.
(5) يونس: 92.
(6) تفسير الدر المنثور: 6 / 61 نقلا عن ابن أبي الدنيا في كتاب التفكر، وراجع ص 395 ح 1686.
(7) سنن الدارمي: 1 / 147 / 571 عن عبد الله بن عبد الرحمن التستري، الفردوس: 1 / 140 / 497
عن أبي بكرة نحوه.
(8) غرر الحكم: 8634.
83

ز: التقوى
- السيد ابن طاووس: وجدت في كتاب... عليه مكتوب " سنن إدريس " وكان
فيه: اعلموا واستيقنوا أن تقوى الله هي الحكمة الكبرى، والنعمة العظمى،
والسبب الداعي إلى الخير، والفاتح لأبواب الخير والفهم والعقل (1).
ح: مجاهدة النفس
- الإمام علي (عليه السلام): جاهد شهوتك وغالب غضبك وخالف سوء عادتك، تزك
نفسك ويكمل عقلك وتستكمل ثواب ربك (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى أصحابه يعظه: أوصيك
ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به، فإن من
اتقى الله، جل وعز وقوي وشبع وروي ورفع عقله عن أهل الدنيا، فبدنه
مع أهل الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة، فأطفأ بضوء قلبه ما أبصرت
عيناه من حب الدنيا فقذر حرامها، وجانب شبهاتها، وأضر والله بالحلال
الصافي، إلا ما لا بد له من كسرة (منه) يشد بها صلبه، وثوب يواري به
عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه، ولم يكن له فيما لا بد له منه ثقة
ولا رجاء، فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الأشياء، فجد واجتهد وأتعب
بدنه حتى بدت الأضلاع وغارت العينان، فأبدل الله له من ذلك قوة في
بدنه وشدة في عقله، وما ذخر له في الآخرة أكثر (3).
ط: ذكر الله
- الإمام علي (عليه السلام): الذكر نور العقل وحياة النفوس وجلاء الصدور (4).
- عنه (عليه السلام): من كثر ذكره استنار لبه (5).

(1) بحار الأنوار: 11 / 283 / 11.
(2) غرر الحكم: 4760.
(3) الكافي: 2 / 136 / 23، مشكاة الأنوار: 267 كلاهما عن أبي جميلة.
(4 - 5) غرر الحكم: 1999، 9123.
84

- عنه (عليه السلام): من ذكر الله سبحانه، أحيا الله قلبه ونور عقله ولبه (1).
- عنه (عليه السلام): الذكر يؤنس اللب وينير القلب ويستنزل الرحمة (2).
- عنه (عليه السلام): الذكر هداية العقول وتبصرة النفوس (3).
ي: الزهد في الدنيا
- الإمام علي (عليه السلام): من سخت نفسه عن مواهب الدنيا فقد استكمل العقل (4).
ك: اتباع الحق
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): وأما طاعة الناصح فيتشعب منها الزيادة في العقل وكمال
اللب (5).
- أعلام الدين: تذاكروا العقل عند معاوية، فقال الحسين (عليه السلام): لا يكمل العقل إلا
باتباع الحق. فقال معاوية: ما في صدوركم إلا شئ واحد (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن لقمان قال لابنه: تواضع للحق تكن أعقل الناس (7).
ل: مجالسة الحكماء
- الإمام علي (عليه السلام): جالس الحكماء يكمل عقلك، وتشرف نفسك، وينتف عنك
جهلك (8).
- عنه (عليه السلام): مجالسة الحكماء حياة العقول وشفاء النفوس (9).
م: رحمة الجهال
- الإمام علي (عليه السلام): من أوكد أسباب العقل رحمة الجهال (10).

(1 - 4) غرر الحكم: 8876، 1858، 1403، 8904.
(5) تحف العقول: 18، علل الشرايع: 113 / 9 عن وهب بن منبه وفيه: " أنه وجد في التوراة... ".
(6) أعلام الدين: 298.
(7) الكافي: 1 / 16 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 386، مشكاة الأنوار: 226 عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، تنبيه الخواطر: 2 / 34 من دون إسناد إلى المعصوم (عليه السلام).
(8 - 10) غرر الحكم: 4787، 9875، 9295.
85

ن: الاستعانة بالله
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): اللهم ارزقني عقلا كاملا وعزما ثاقبا ولبا راجحا
وقلبا ذكيا وعلما كثيرا وأدبا بارعا، واجعل ذلك كله لي ولا تجعله علي
برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
- في المناجاة التي جاء بها جبرئيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله): وامح اللهم رب بالتوبة ما
ثبت من ذنوبي، واغسل بقبولها جميع عيوبي، واجعلها جالية لرين (2)
قلبي، شاحذة (3) لبصيرة لبي (4).
- الإمام المهدي (عليه السلام) - في دعاء علمه لمحمد بن علي العلوي المصري -: إلهي
وأسألك... أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تهدي لي قلبي وتجمع
لي لبي (5).
راجع: كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / مبادئ الإلهام / ص 152 " الدعاء ".
آداب العالم / ص 395 " الاستعانة بالله في زيادة العلم ".
4 /
ما يقوي الدماغ
أ: الدهن
- الإمام علي (عليه السلام): الدهن يلين البشرة، ويزيد في الدماغ (6).

(1) مصباح الكفعمي: 93، مستدرك الوسائل: 10 / 223 / 1 نقلا عن المزار القديم.
(2) الرين: كالصدأ يغشى القلب (لسان العرب: 13 / 192).
(3) شحذت السيف والسكين: إذا حددته بالمسن وغيره (النهاية: 2 / 449).
(4) بحار الأنوار: 94 / 117 / 17.
(5) مهج الدعوات: 342.
(6) الكافي: 6 / 519 / 1 عن أبي بصير عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الخصال: 611 / 10 عن أبي بصير ومحمد
ابن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عنه (عليهم السلام)، تحف العقول: 100، بحار الأنوار: 10 / 90 / 1.
86

- الإمام الصادق (عليه السلام): دهن البنفسج يرزن الدماغ (1).
ب: الدباء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - فيما أوصى به عليا (عليه السلام) -: يا علي، عليك بالدباء فكله، فإنه
يزيد في الدماغ والعقل (2).
- أنس: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يكثر من أكل الدباء، فقلت: يا رسول الله، إنك لتحب
الدباء! فقال: الدباء يكثر الدماغ ويزيد في العقل (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالقرع، فإنه يزيد في العقل ويكبر الدماغ (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كلوا اليقطين فلو علم الله أن شجرة أخف من هذه لأنبتها على أخي
يونس (عليه السلام). إذا اتخذ أحدكم مرقا فليكثر فيه من الدباء، فإنه يزيد في الدماغ
وفي العقل (5).
ج: السفرجل
- الإمام الرضا (عليه السلام): عليكم بالسفرجل، فإنه يزيد في العقل (6).
د: الكرفس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالكرفس، فإنه إن كان شئ يزيد في العقل فهو هو (7).

(1) الكافي: 6 / 522 / 8 عن محمد بن سوقة، بحار الأنوار: 62 / 223 / 8.
(2) الكافي: 6 / 371 / 7 عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن بعض أصحابنا عن الإمام الكاظم (عليه السلام).
(3) كنز العمال: 15 / 455 / 41808 نقلا عن الديلمي.
(4) شعب الإيمان: 5 / 102 / 5947 عن عطاء، وراجع: المعجم الكبير: 22 / 63 / 152.
(5) مكارم الأخلاق: 1 / 383 / 1283 عن الإمام الحسين (عليه السلام)، الفردوس: 3 / 244 / 4719 عن الإمام
الحسين (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(6) مكارم الأخلاق: 1 / 373 / 1236، المحاسن: 2 / 367 / 2282 عن السياري رفعه، وفيه " عليكم
بالسفرجل فكلوه، فإنه يزيد في العقل والمروءة ".
(7) طب النبي (صلى الله عليه وآله): 11.
87

ه‍: اللحم
- الإمام الصادق (عليه السلام): اللحم ينبت اللحم ويزيد في العقل، ومن ترك أكله أياما
فسد عقله (1).
- عنه (عليه السلام): من ترك أكل اللحم أربعين صباحا ساء خلقه وفسد عقله، ومن ساء
خلقه فأذنوا في أذنه بالتثويب (2) (3).
و: اللبان
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم باللبان، فإنه يمسح الحر من القلب كما يمسح الإصبع
العرق عن الجبين، ويشد الظهر، ويزيد في العقل، ويذكي الذهن، ويجلو
البصر، ويذهب النسيان (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أطعموا حبالاكم اللبان، فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان
اشتد قلبه وزيد في عقله (5).
ز: الخل
- الإمام الصادق (عليه السلام): الخل يشد العقل (6).
- محمد بن علي الهمداني: إن رجلا كان عند الرضا (عليه السلام) بخراسان فقدمت إليه
مائدة عليها خل وملح فافتتح (عليه السلام) بالخل، فقال الرجل: جعلت فداك، أمرتنا

(1) طب الأئمة (عليهم السلام): 139.
(2) ثوب الداعي تثويبا: ردد صوته، ومنه التثويب في الأذان (المصباح المنير: 87).
(3) طب الأئمة (عليهم السلام): 139.
(4) بحار الأنوار: 62 / 294، مستدرك الوسائل: 16 / 374 / 20228.
(5) الكافي: 6 / 23 / 6 عن أبي زياد عن الإمام الحسن (عليه السلام)، وراجع بحار ا لأنوار: 66 / 444 / 8.
(6) الكافي: 6 / 329 / 2 عن سليمان بن خالد و ح 5 عن إسماعيل بن جابر، المحاسن: 2 / 282 / 1913
و ح 1914 كلاهما عن سليمان بن خالد.
88

أن نفتتح بالملح؟! فقال: هذا مثل هذا - يعني الخل - وإن الخل يشد الذهن
ويزيد في العقل (1).
ح: السداب (2)
- أبو الحسن (عليه السلام): السداب يزيد في العقل (3).
ط: العسل
- الإمام الكاظم (عليه السلام): في العسل شفاء من كل داء، من لعق لعقة عسل على الريق
يقطع البلغم، ويحسم الصفرة، ويمنع المرة السوداء، ويصفي الذهن،
ويجود الحفظ إذا كان مع اللبان الذكر (4).
ي: الرمان مع شحمه
- الإمام الصادق (عليه السلام): كلوا الرمان بشحمه، فإنه يدبغ المعدة ويزيد في الذهن (5).
ك: الماء
- أبو طيفور المتطبب: دخلت على أبي الحسن الماضي (عليه السلام) فنهيته عن شرب
الماء، فقال (عليه السلام): وما بأس بالماء وهو يدير الطعام في المعدة، ويسكن
الغضب ويزيد في اللب، ويطفي المرار (6).

(1) الكافي: 6 / 329 / 4، المحاسن: 2 / 286 / 1931.
(2) هو بقل، وله خواص وطبائع معروفة في كتب الطب، ومعربه سذاب بالذال المعجمة (تاج العروس: 2 / 69).
(3) الكافي: 6 / 367 / 1، المحاسن: 2 / 322 / 2088 عن يعقوب بن عامر عن رجل.
(4) فقه الرضا (عليه السلام): 346.
(5) الكافي: 6 / 354 / 12 عن صالح بن عقبة، المحاسن: 2 / 356 / 2232 عن النوفلي.
(6) الكافي: 6 / 381 / 2، المحاسن: 2 / 398 / 2391.
89

ل: الحجامة
- رسول الله (عليه السلام): الحجامة تزيد العقل وتزيد الحافظ حفظا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الحجامة على الريق أمثل، وهي تزيد في العقل، وتزيد في الحفظ،
وتزيد الحافظ حفظا (2).
م: الفرفخ
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالفرفخ، فهي المكيسة، فإنه إن كان شئ يزيد في
العقل فهي (3).
ن: الأترج
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): عليكم بالأترج، فإنه ينير الفؤاد ويزيد في الدماغ (4).
س: الباقلي
- الإمام الصادق (عليه السلام): أكل الباقلي يمخخ الساقين ويزيد في الدماغ (5).
راجع: ص 42 / زيادة العقل ونقصانه في أدوار الحياة.

(1) مكارم الأخلاق: 1 / 174 / 518، الفردوس: 2 / 154 / 2781 عن ابن عمر.
(2) سنن ابن ماجة: 2 / 1154 / 3488 عن ابن عمر.
(3) المحاسن: 2 / 323 / 2094 عن حماد بن زكريا النخعي، مكارم الأخلاق: 1 / 390 / 1314
كلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام) وليس فيه " فهي المكيسة ".
(4) طب النبي (صلى الله عليه وآله): 8، بحار الأنوار: 62 / 297، مستدرك الوسائل: 16 / 407 / 20357.
(5) الكافي: 6 / 344 / 1، المحاسن: 2 / 309 / 2028 كلاهما عن محمد بن عبد الله.
90

الفصل الخامس
علامات العقل
5 /
جنود العقل والجهل
- سماعة بن مهران: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) وعنده جماعة من مواليه، فجرى
ذكر العقل والجهل، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): اعرفوا العقل وجنده والجهل
وجنده تهتدوا.
قال سماعة: فقلت: جعلت فداك، لا نعرف إلا ما عرفتنا، فقال أبو
عبد الله (عليه السلام): إن الله عز وجل خلق العقل وهو أول خلق من الروحانيين عن يمين
العرش من نوره، فقال له: أدبر فأدبر، ثم قال له: أقبل فأقبل (1)، فقال الله

(1) شرح هذا الحديث المولى محمد صالح المازندراني بما يلي: (فقال له: أدبر فأدبر): أمره بالهبوط من
عالم الملكوت والنور إلى عالم الظلمات والشرور والتوجه إلى ما يلايمه من المشتهيات والنظر إلى ما
فيه هواه من المستلذات، فهبط لما في ذلك من مصلحة وهي ابتلاء العباد ونظام البلاد وعمارة الأرض،
إذ لولا ذلك لكان الناس بمنزلة الملائكة عارين عن حلية التناكح والتناسل والزراعة وتعمير الأرض،
وبطل الغرض المطلوب من هذا النوع من الخلق، وبطل خلافة الأرض، ولزم من ذلك بطلان الثواب
والعقاب وعدم انكشاف صفات الباري وانجلاء حقايقها وآثارها، مثل العدالة والانتقام والجبارية
والقهارية والعفو والغفران وغيرها. (ثم قال له: أقبل فلم يقبل): أمره بعد الإدبار بالإقبال إليه تعالى
والرجوع إلى ما لديه من المقامات العلية والكرامات الرفيعة التي لا يتيسر الوصول إليها إلا بالانتقال
من طور أخس إلى طور أشرف، ومن حالة أدنى إلى حالة أعلى، ومن نشأة فانية إلى نشأة باقية، وهكذا
من حال إلى حال ومن كمال إلى كمال حتى يبلغ إلى غاية مشاهدة جلال الله ونهاية ملاحظة أنوار الله
ويرتع في جنة عالية قطوفها دانية، فأبى السلوك في سبيل الرشاد والتقيد بربقة الانقياد والتمسك
بلوازم الوعظ والنصيحة والانقلاع عن الأفعال القبيحة، كل ذلك لشدة احتجابه بحجاب الظلمات
وانغماسه في بحار ذمائم الصفات، لتوهمه أن تلك الذمائم الخاسرة والصفات الظاهرة والمشتهيات
الحاضرة كمال له، فاغتر بها أو افتخر وأخذها بضاعة له واستكبر. (شرح أصول الكافي، كتاب العقل
والجهل: 268).
وصدر أخيرا عن مؤسسة التنظيم والنشر لآثار الإمام الخميني (قدس سره) في هذا المجال كتاب " شرح
حديث جنود العقل والجهل " للسيد الإمام (قدس سره) فراجع.
91

تبارك وتعالى: خلقتك خلقا عظيما وكرمتك على جميع خلقي.
قال: ثم خلق الجهل من البحر الأجاج ظلمانيا فقال له: أدبر فأدبر، ثم
قال له: أقبل فلم يقبل، فقال له: استكبرت، فلعنه.
ثم جعل للعقل خمسة وسبعين جندا، فلما رأى الجهل ما أكرم الله به
العقل وما أعطاه، أضمر له العداوة.
فقال الجهل: يا رب، هذا خلق مثلي خلقته وكرمته وقويته وأنا ضده
ولا قوة لي به فأعطني من الجند مثل ما أعطيته، فقال: نعم، فإن عصيت
بعد ذلك أخرجتك وجندك من رحمتي، قال: قد رضيت، فأعطاه خمسة
وسبعين جندا. فكان مما أعطى العقل من الخمسة والسبعين الجند:
الخير وهو وزير العقل وجعل ضده الشر وهو وزير الجهل، والإيمان
وضده الكفر، والتصديق وضده الجحود، والرجاء وضده القنوط، والعدل
وضده الجور، والرضا وضده السخط، والشكر وضده الكفران، والطمع
92

وضده اليأس، والتوكل وضده الحرص، والرأفة وضدها القسوة، والرحمة
وضدها الغضب، والعلم وضده الجهل، والفهم وضده الحمق، والعفة
وضدها التهتك، والزهد وضده الرغبة، والرفق وضده الخرق، والرهبة
وضده الجرأة، والتواضع وضده الكبر، والتؤدة وضدها التسرع، والحلم
وضدها السفه، والصمت وضده الهذر، والاستسلام وضده الاستكبار،
والتسليم وضده الشك، والصبر وضده الجزع، والصفح وضده الانتقام،
والغنى وضده الفقر، والتذكر وضده السهو، والحفظ وضده النسيان،
والتعطف وضده القطيعة، والقنوع وضده الحرص، والمؤاساة وضدها
المنع، والمودة وضدها العداوة، والوفاء وضده الغدر، والطاعة وضدها
المعصية، والخضوع وضده التطاول، والسلامة وضدها البلاء، والحب
وضده البغض، والصدق وضده الكذب، والحق وضده الباطل، والأمانة
وضدها الخيانة، والإخلاص وضده الشوب، والشهامة وضدها البلادة،
والفهم وضده الغباوة، والمعرفة وضدها الانكار، والمداراة وضدها
المكاشفة، وسلامة الغيب وضدها المماكرة، والكتمان وضده الإفشاء،
والصلاة وضدها الإضاعة، والصوم وضده الإفطار، والجهاد وضده
النكول، والحج وضده نبذ الميثاق، وصون الحديث وضده النميمة، وبر
الوالدين وضده العقوق، والحقيقة وضدها الرياء، والمعروف وضده
المنكر، والستر وضده التبرج، والتقية وضدها الإذاعة، والإنصاف وضده
الحمية، والتهيئة وضدها البغي، والنظافة وضدها القذر، والحياء وضدها
الجلع، والقصد وضده العدوان، والراحة وضدها التعب، والسهولة وضدها
الصعوبة، والبركة وضدها المحق، والعافية وضدها البلاء، والقوام وضده
المكاثرة، والحكمة وضدها الهوى، والوقار وضده الخفة، والسعادة
93

وضدها الشقاوة، والتوبة وضدها الإصرار، والاستغفار وضده الاغترار،
والمحافظة وضدها التهاون، والدعاء وضده الاستنكاف، والنشاط وضده
الكسل، والفرح وضده الحزن، والإلفة وضدها الفرقة، والسخاء وضده
البخل.
فلا تجتمع هذه الخصال كلها من أجناد العقل إلا في نبي أو وصي نبي،
أو مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان، وأما سائر ذلك من موالينا فإن أحدهم
لا يخلو من أن يكون فيه بعض هذه الجنود حتى يستكمل وينقى من جنود
الجهل، فعند ذلك يكون في الدرجة العليا مع الأنبياء والأوصياء، وإنما
يدرك ذلك بمعرفة العقل وجنوده، وبمجانبة الجهل وجنوده، وفقنا الله
وإياكم لطاعته ومرضاته (1).
5 /
آثار العقل
أ: العلم والحكمة
* (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولوا
الألباب) * (2).
* (إن في ذلك لذكرى لمن كان له وقلب أو ألقى السمع وهو شهيد) * (3).
راجع: آل عمران: 7، الرعد: 19، إبراهيم: 52، سورة ص: 29 و 43، الزمر: 9 و 21، غافر: 54.
- سليمان بن خالد: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله: * (ومن يؤت الحكمة فقد
أوتي خيرا كثيرا) * فقال: إن الحكمة المعرفة والتفقه في الدين، فمن فقه

(1) الكافي: 1 / 21 / 14، علل الشرايع: 113 / 10، تحف العقول: 400 كلاهما نحوه.
(2) البقرة: 269.
(3) ق: 37.
94

منكم فهو حكيم (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في وصيته لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن الله تعالى يقول
في كتابه: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له وقلب) * (2) يعني: عقل: وقال: * (ولقد
آتينا لقمان الحكمة) * (3). قال: الفهم والعقل...
يا هشام، ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله،
فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا،
وأكملهم عقلا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة...
يا هشام، كيف يزكو (4) عند الله عملك، وأنت قد شغلت قلبك عن أمر
ربك وأطعت هواك على غلبة عقلك؟!...
يا هشام، نصب الحق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم،
والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد، ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة
العلم بالعقل...
إنه لم يخف الله من لم يعقل عن الله، ومن لم يعقل عن الله (5) لم يعقد قلبه
على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه، ولا يكون أحد كذلك إلا
من كان قوله لفعله مصدقا، وسره لعلانيته موافقا، لأن الله تبارك اسمه لم

(1) تفسير العياشي: 1 / 151 / 498.
(2) ق: 37.
(3) لقمان: 12.
(4) الزكاة تكون بمعنى النمو وبمعنى الطهارة، وهنا يحتملهما (هامش المصدر).
(5) قال العلامة المجلسي: عقل عن الله، أي حصل له معرفة ذاته وصفاته وأحكامه وشرايعه، أو أعطاه
الله العقل، أو علم الأمور بعلم ينتهي إلى الله بأن أخذه عن أنبيائه وحججه (عليهم السلام)، إما بلا واسطة أو
بواسطة، أو بلغ عقله إلى درجة يفيض الله علومه عليه بغير تعليم بشر (مرآة العقول: 1 / 58). وقال
الطريحي: عقل عن الله: أي عرف عنه، كأن أخذ العلم من كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله)، ومنه: " من عقل عن
الله اعتزل عن أهل الدنيا " الكافي: 1 / 17 / 12 (مجمع البحرين: 2 / 1250).
95

يدل على الباطن الخفي من العقل إلا بظاهر منه، وناطق عنه (1).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: يا هشام، إن العقل مع العلم، فقال: * (وتلك الأمثال نضربها
للناس وما يعقلها إلا العالمون) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل والعلم مقرونان في قرن لا يفترقان ولا يتباينان (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العقل عقال من الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب، فإن لم
تعقل حارت، فالعقل عقال من الجهل (4).
- الإمام علي (عليه السلام): من عقل فهم (5).
- عنه (عليه السلام): العقل أصل العلم وداعية الفهم (6).
- عنه (عليه السلام): بالعقول تنال ذروة العلوم (7).
- عنه (عليه السلام): العقل مركب العلم، العلم مركب الحلم (8).
- عنه (عليه السلام): العلم عنوان العقل (9).
- عنه (عليه السلام): العلم يدل على العقل، فمن علم عقل (10).
- عنه (عليه السلام): بالعقل استخرج غور الحكمة، وبالحكمة استخرج غور العقل (11).
- عنه (عليه السلام): الحكمة روضة العقلاء ونزهة النبلاء (12).
- عنه (عليه السلام): من ملك عقله كان حكيما (13).

(1) الكافي: 1 / 16 / 12، تحف العقول: 388.
(2) الكافي: 1 / 14 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 384، بحار الأنوار: 1 / 134 / 30.
(3) غرر الحكم: 1783.
(4) تحف العقول: 15، بحار الأنوار: 1 / 117 / 11.
(5) غرر الحكم: 7644.
(6) غرر الحكم: 1959 و 473 وفيه " العقل داعي الفهم ".
(7 - 10) غرر الحكم: 4275، (816 و 817)، 828، 1735.
(11) الكافي: 1 / 28 / 34 عن الإمام الصادق (عليه السلام)، غرر الحكم: 4208 وفيه صدر الحديث.
(12 - 13) غرر الحكم: 1715 و 8282.
96

- الإمام الصادق (عليه السلام): دعامة الانسان العقل، والعقل منه الفطنة والفهم والحفظ
والعلم، وبالعقل يكمل، وهو دليله ومبصره ومفتاح أمره، فإذا كان تأييد
عقله من النور كان عالما حافظا ذاكرا فطنا فهما، فعلم بذلك كيف ولم
وحيث، وعرف من نصحه ومن غشه، فإذا عرف ذلك عرف مجراه
وموصوله ومفصوله، وأخلص الوحدانية لله والإقرار بالطاعة، فإذا فعل
ذلك كان مستدركا لما فات، وواردا على ما هو آت، يعرف ما هو فيه ولأي
شئ هو هاهنا، ومن أين يأتيه، وإلى ما هو صائر، وذلك كله من تأييد
العقل (1).
- عنه (عليه السلام) - في بيان جنود العقل والجهل -: الحكمة وضدها الهوى (2).
راجع: ص 59 / العلم يحتاج إليه.
ص 80 / العلم.
ص 193 / عداوة العلم والعالم.
ب: معرفة الله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قسم الله تعالى العقل على ثلاثة أجزاء، فمن كن فيه كمل
عقله، ومن لم يكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة له،
وحسن الصبر على أمره عز وجل (3).
- تحف العقول: قدم المدينة رجل نصراني من أهل نجران، وكان فيه بيان وله

(1) الكافي: 1 / 25 / 23 عن أحمد بن محمد مرسلا، علل الشرايع: 103 / 2 عن الحسن بن محبوب
عن بعض أصحابه.
(2) الكافي: 1 / 22 / 14، الخصال: 591 / 13 كلاهما عن سماعة بن مهران، تحف العقول: 402 عن
الإمام الكاظم (عليه السلام).
(3) تيسير المطالب: 148.
97

وقار وهيبة، فقيل: يا رسول الله، ما أعقل هذا النصراني؟! فزجر القائل
وقال: مه! إن العاقل من وحد الله وعمل بطاعته (1).
- الإمام علي (عليه السلام): بصنع الله يستدل عليه، وبالعقول تعتقد معرفته، وبالفكرة تثبت
حجته (2).
- عنه (عليه السلام): الحمد لله... الذي بطن من خفيات الأمور، وظهر في العقول بما يرى
في خلقه من علامات التدبير، الذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا
ببعض، بل وصفته بفعاله ودلت عليه بآياته، لا تستطيع عقول المتفكرين
جحده، لأن من كانت السماوات والأرض فطرته وما فيهن وما بينهن وهو
الصانع لهن، فلا مدفع لقدرته (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها - التي لا ينتفع
شئ إلا به - العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم، فبالعقل عرف
العباد خالقهم وأنهم مخلوقون، وأنه المدبر لهم وأنهم المدبرون، وأنه
الباقي وهم الفانون، واستدلوا بعقولهم على ما رأوا من خلقه، من سمائه
وأرضه، وشمسه وقمره، وليله ونهاره، وبأن له ولهم خالقا ومدبرا لم يزل
ولا يزول، وعرفوا به الحسن من القبيح، وأن الظلمة في الجهل، وأن النور
في العلم، فهذا ما دلهم عليه العقل.
قيل له: فهل يكتفي العباد بالعقل دون غيره؟ قال: إن العاقل لدلالة عقله

(1) تحف العقول: 54.
(2) تحف العقول: 62، الأمالي للمفيد: 254 عن محمد بن زيد الطبري، التوحيد: 35 / 2 عن محمد بن
يحيى بن عمر بن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، الاحتجاج: 2 / 360 / 283 والثلاثة الأخيرة عن الإمام
الرضا (عليه السلام) وفيها " بالفطرة " بدل " بالفكرة "، بحار الأنوار: 3 / 55 / 28 نقلا عن جامع الأخبار.
(3) الكافي: 1 / 141 / 7، التوحيد: 31 / 1 وفيه " بنقص " بدل " ببعض " و " بأفعاله " بدل " بفعاله "
وكلاهما عن الحارث الأعور.
98

الذي جعله الله قوامه وزينته وهدايته علم أن الله هو الحق، وأنه هو ربه،
وعلم أن لخالقه محبة، وأن له كراهية، وأن له طاعة، وأن له معصية، فلم
يجد عقله يدله على ذلك، وعلم أنه لا يوصل إليه إلا بالعلم وطلبه، وأنه
لا ينتفع بعقله إن لم يصب ذلك بعلمه، فوجب على العاقل طلب العلم
والأدب الذي لا قوام له إلا به (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في وصيته لهشام -: يا هشام، إن ضوء الجسد في عينه،
فإن كان البصر مضيئا استضاء الجسد كله. وإن ضوء الروح العقل، فإذا كان
العبد عاقلا كان عالما بربه، وإذا كان عالما بربه أبصر دينه. وإن كان جاهلا
بربه لم يقم له دين. وكما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية فكذلك لا يقوم
الدين إلا بالنية الصادقة، ولا تثبت النية الصادقة إلا بالعقل (2).
- الإمام الرضا (عليه السلام): بالعقول يعتقد التصديق بالله (3).
ج: الدين
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا دين لمن لا عقل له (4).
- الإمام علي (عليه السلام): هبط جبرئيل على آدم (عليه السلام) فقال: يا آدم، إني أمرت أن أخيرك
واحدة من ثلاث، فاخترها ودع اثنتين، فقال له آدم: يا جبرئيل، وما
الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين، فقال آدم: إني قد اخترت العقل،
فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه، فقالا: يا جبرئيل، إنا أمرنا أن

(1) الكافي: 1 / 29 / 34 عن الحسن بن عمار.
(2) تحف العقول: 396.
(3) التوحيد: 40 / 2 عن محمد بن يحيى، الاحتجاج: 2 / 364، وراجع ص 123 / صفات العاقل.
(4) تحف العقول: 54، روضة الواعظين: 9، غرر الحكم: 10768 عن الإمام علي (عليه السلام)، بحار الأنوار:
1 / 94 / 19، شعب الإيمان: 4 / 157 / 4644 عن جابر، كنز العمال: 3 / 379 / 7034.
99

نكون مع العقل حيث كان، قال: فشأنكما، وعرج (1).
- عنه (عليه السلام): ما آمن المؤمن حتى عقل (2).
- عنه (عليه السلام): الدين والأدب نتيجة العقل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كان عاقلا كان له دين، ومن كان له دين دخل الجنة (4).
- إرشاد القلوب: في توراة موسى (عليه السلام): لا عقل كالدين (5).
راجع: ص 69 / التحذير من ترك التعقل.
د: كمال الدين
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما تم دين انسان قط حتى يتم عقله (6).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يعجبنك إسلام امرئ حتى تنظر ما معقول عقله (7).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا يعجبكم إسلام رجل حتى تعلموا كنه عقله (8).
- الإمام علي (عليه السلام): ثلاث من كن فيه كمل إيمانه: العقل، والحلم، والعلم (9).
- عنه (عليه السلام): على قدر العقل يكون الدين، على قدر الدين تكون قوة اليقين (10).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): كما لا يقوم الجسد إلا بالنفس الحية فكذلك لا يقوم الدين
إلا بالنية الصادقة، ولا تثبت النية الصادقة إلا بالعقل (11).

(1) الكافي: 1 / 10 / 2، الفقيه: 4 / 416 / 5906، الخصال: 102 / 59، الأمالي للصدوق: 770 / 1043
كلها عن الأصبغ بن نباتة، روضة الواعظين: 7، كنز الفوائد: 1 / 56، وراجع: الاختصاص: 245.
(2 - 3) غرر الحكم: 9553، 1693.
(4) الكافي: 1 / 11 / 6، ثواب الأعمال: 29 / 2 كلاهما عن إسحاق بن عمار.
(5) إرشاد القلوب: 74.
(6) تيسير المطالب: 164.
(7) جامع الأحاديث للقمي: 136.
(8) مسند الشهاب: 2 / 88 / 942.
(9 - 10) غرر الحكم: 4658، (6183 و 6184).
(11) تحف العقول: 396 عن هشام بن الحكم.
100

ه‍: مكارم الأخلاق
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - لمن قال له: أخبرني عن العقل ما هو؟ وكيف هو؟ وما
يتشعب منه وما لا يتشعب؟ وصف لي طوائفه كلها -: إن العقل عقال من
الجهل، والنفس مثل أخبث الدواب، فإن لم تعقل حارت، فالعقل عقال
من الجهل، وإن الله خلق العقل فقال له: أقبل فأقبل، وقال له: أدبر فأدبر،
فقال الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي، ما خلقت خلقا أعظم منك ولا
أطوع منك، بك أبدء وبك أعيد، لك الثواب وعليك العقاب. فتشعب من
العقل الحلم، ومن الحلم العلم، ومن العلم الرشد. ومن الرشد العفاف، ومن
العفاف الصيانة، ومن الصيانة الحياء، ومن الحياء الرزانة، ومن الرزانة
المداومة على الخير، ومن المداومة على الخير كراهية الشر، ومن كراهية
الشر طاعة الناصح (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): التودد إلى الناس نصف العقل (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): حسن الأدب دليل على صحة العقل (3).
- الإمام علي (عليه السلام): فساد الأخلاق معاشرة السفهاء، وصلاح الأخلاق معاشرة
العقلاء (4).

(1) تحف العقول: 15.
(2) الكافي: 2 / 643 / 4 عن السكوني عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفقيه: 4 / 416 / 5904 عن زرارة عن
الإمام الصادق (عليه السلام)، نهج البلاغة: الحكمة 142، تحف العقول: 443 عن الإمام الرضا (عليه السلام)، حلية
الأولياء: 3 / 195 عن الأصمعي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الفردوس: 2 / 75 / 2421 عن الإمام
علي (عليه السلام)، مسند الشهاب: 1 / 55 / 33 عن ابن عمر.
(3) إرشاد القلوب: 199.
(4) كنز الفوائد: 1 / 199، كشف الغمة: 3 / 139 وفيه " بمعاشرة السفهاء... بمنافسة العقلاء "، بحار
الأنوار: 1 / 160 / 45.
101

- عنه (عليه السلام): الأدب في الانسان كشجرة أصلها العقل (1).
- عنه (عليه السلام): إن الأدب حجة العقل، والعلم حجة القلب (2).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل الأدب (3).
- عنه (عليه السلام): حد العقل النظر في العواقب، والرضا بما يجري به القضاء (4).
- عنه (عليه السلام): للحازم من عقله عن كل دنية زاجر (5).
- عنه (عليه السلام): ما ذل من أحسن الفكر (6).
- عنه (عليه السلام): بالعقل كمال النفس (7).
- عنه (عليه السلام): الخلق المحمود من ثمار العقل (8).
- عنه (عليه السلام): ما جمل الفضائل كاللب (9).
- عنه (عليه السلام): من اتقى الله عقل (10).
- عنه (عليه السلام): العقل شجرة ثمرها السخاء والحياء (11).
- عنه (عليه السلام): العقل شجرة أصلها التقى، وفرعها الحياء، وثمرتها الورع. فالتقوى
تدعو إلى خصال ثلاث: إلى الفقه في الدين، والزهد في الدنيا، والانقطاع
إلى الله تعالى. والحياء يدعو إلى ثلاث خصال: إلى اليقين، وحسن الخلق،
والتواضع. والورع يدعو إلى خصال ثلاث: إلى صدق اللسان، والمسارعة
إلى البر، وترك الشبهات (12).

(1) غرر الحكم: 2004.
(2) أعلام الدين: 96.
(3 - 9) غرر الحكم: 2947، 4901، 7350، 9458، 4318، 1280، 9473.
(10) الكافي: 8 / 241 / 331، تنبيه الخواطر: 2 / 152 كلاهما عن جويرية بن مسهر.
(11) غرر الحكم: 1254.
(12) المواعظ العددية: 160.
102

- عنه (عليه السلام): كسب العقل الاعتبار والاستظهار، وكسب الجهل الغفلة والاغترار (1).
- عنه (عليه السلام): يستدل على عقل الرجل بالتحلي بالعفة والقناعة (2).
- عنه (عليه السلام): عليك بالسخاء فإنه ثمرة العقل (3).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء عقلا أن يجمل في مطالبه (4).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل مداراة الناس (5).
- عنه (عليه السلام): عنوان العقل مداراة الناس (6).
- عنه (عليه السلام): لا عقل كالتجاهل (7).
- عنه (عليه السلام): العقل حيث كان آلف مألوف (8).
- عنه (عليه السلام): الاحتمال برهان العقل وعنوان الفضل (9).
- عنه (عليه السلام): ذو العقل لا ينكشف إلا عن احتمال وإجمال وإفضال (10).
- عنه (عليه السلام): لكل شئ زكاة، وزكاة العقل احتمال الجهال (11).
- عنه (عليه السلام): مروة الرجل على قدر عقله (12).
- عنه (عليه السلام): جهاد النفس بالعلم عنوان العقل (13).
- عنه (عليه السلام): إنما العقل التجنب من الإثم، والنظر في العواقب، والأخذ بالحزم (14).
- عنه (عليه السلام): العقل يوجب الحذر (15).
- عنه (عليه السلام):... ومن عقله [أي المؤمن] إنصافه من نفسه، وتركه الغضب عند
مخالفته، وقبوله الحق إذا بان له (16).
- عنه (عليه السلام): الحلم نور جوهره العقل (17).

(1 - 15) غرر الحكم: 7227، 10956، 6083، 7041، 4629، 6321، 10503، 1251، 1602،
5179، 7301، 9777، 4772، 3887، (814 و 1028).
(16) أعلام الدين: 127.
(17) غرر الحكم: 1185.
103

- عنه (عليه السلام): مع العقل يتوفر الحلم (1).
- عنه (عليه السلام): بوفور العقل يتوفر الحلم (2).
- عنه (عليه السلام): العقل أنك تقتصد فلا تسرف، وتعد فلا تخلف، وإذا غضبت
حلمت (3).
- عنه (عليه السلام): السكينة عنوان العقل (4).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل لزوم الحق (5).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل الصدق (6).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل مقت الدنيا وقمع الهوى (7).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل الاستقامة (8).
- عنه (عليه السلام): من عقل سمح (9).
- عنه (عليه السلام): إن أصل العقل العفاف، وثمرته البراءة من الآثام (10).
- عنه (عليه السلام): من عقل فهم، من عقل عف (11).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: لا ترضين قول أحد حتى ترضى فعله،
ولا ترض فعله حتى ترضى عقله، ولا ترض عقله حتى ترضى حياءه، فإن
الانسان مطبوع على كرم ولؤم، فإن قوي الحياء عنده قوي الكرم، وإن
ضعف الحياء قوي اللؤم (12).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: إن ملاك العقل ومكارم الأخلاق: صون
العرض، والجزاء بالفرض، والأخذ بالفضل، والوفاء بالعهد، والانجاز
للوعد (13). علامات العقل

(1 - 9) غرر الحكم: 9741، 4274، 2130، 785، 4602، 4643، 4654، 4589، 7695.
(10) مطالب السؤول: 50.
(11) غرر الحكم: 7644 و 7646.
(12 - 13) شرح نهج البلاغة: 20 / 310 / 554 وص 267 / 99.
104

- الإمام الحسن (عليه السلام): لا أدب لمن لا عقل له (1).
- عنه (عليه السلام) - لما سئل عن العقل -: التجرع للغصة حتى تنال الفرصة (2).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - لما سئل عن العقل -: التجرع للغصة ومداهنة الأعداء (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): مجاملة الناس ثلث العقل (4).
- عنه (عليه السلام): لا يعد العاقل عاقلا حتى يستكمل ثلاثا: إعطاء الحق من نفسه على
حال الرضا والغضب، وأن يرضى للناس ما يرضى لنفسه، واستعمال الحلم
عند العثرة (5).
- عنه (عليه السلام): لم يقسم بين العباد أقل من خمس: اليقين، والقنوع، والصبر،
والشكر، والذي يكمل له هذا كله العقل (6).
راجع: ص 158 / ما ينبغي للعاقل.
ص 123 / صفات العقلاء.
ص 131 / صفات أولي النهى.
ص 133 / صفات أولي الألباب.
ص 194 / مساوئ الأخلاق.

(1) كشف الغمة: 2 / 197.
(2) معاني الأخبار: 240 / 1 عن محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه.
(3) معاني الأخبار: 380 / 7، الأمالي للصدوق: 770 / 1042 عن أبي سعيد عقيصا، وذكره أيضا في:
358 / 441 عن الحسين بن خالد عن الإمام الرضا (عليه السلام) وزاد فيه " ومداراة الأصدقاء "، المحاسن:
1 / 310 / 616 عن الإمام الحسن (عليه السلام)، روضة الواعظين: 8 عن الإمام الرضا (عليه السلام) وأيضا عن الإمام
الحسن (عليه السلام).
(4) الكافي: 2 / 643 / 2 عن سماعة.
(5) تحف العقول: 318.
(6) الخصال: 285 / 36، المحاسن: 1 / 306 / 601 وفيه " لم يقسم الله بين الناس شيئا " بدل " لم يقسم
بين العباد " وكلاهما عن عبد الله بن مسكان، روضة الواعظين: 7.
105

و: محاسن الأعمال
* (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب * (1).
* (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق) * (2).
* (والذين يصلون ما أمر الله به ى أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): جد الملائكة واجتهدوا في طاعة الله بالعقل، وجد المؤمنون
من بني آدم واجتهدوا في طاعة الله على قدر عقولهم، فأعملهم بطاعة الله
أوفرهم عقلا (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن العقل -: العمل بطاعة الله، وإن العمال بطاعة الله هم
العقلاء (5).
- جابر بن عبد الله: إن النبي (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية: * (وتلك الأمثال نضربها للناس وما
يعقلها إلا العالمون) * قال: العالم الذي عقل عن الله عز وجل فعمل بطاعته
واجتنب سخطه (6).
- سويد بن غفلة: إن أبا بكر خرج ذات يوم فاستقبله النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: بم بعثت
يا رسول الله؟ قال: بالعقل، قال: فكيف لنا بالعقل؟ فقال النبي (صلى عليه وآله): إن
العقل لا غاية له، ولكن من أحل حلال الله وحرم حرامه سمي عاقلا، فإن
اجتهد بعد ذلك سمي عابدا، فإن اجتهد بعد ذلك سمي جوادا. فمن اجتهد
في العبادة وسمح في نوائب المعروف بلا حظ من عقل يدله على اتباع أمر
الله عز وجل واجتناب ما نهى الله عنه، فأولئك هم الأخسرون أعمالا، الذين ضل

(1 - 3) الرعد: 19، 20، 21.
(4) تيسير المطالب: 313.
(5) روضة الواعظين: 8.
(6) تيسير المطالب: 146.
106

سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العقول أئمة الأفكار، والأفكار أئمة القلوب، والقلوب أئمة
الحواس، والحواس أئمة الأعضاء (2).
- عنه (عليه السلام): على قدر العقل تكون الطاعة (3).
- عنه (عليه السلام): من كمل عقله حسن عمله (4).
- عنه (عليه السلام): من قدم عقله على هواه حسنت مساعيه (5).
- عنه (عليه السلام): من علامات العقل العمل بسنة العدل (6).
- عنه (عليه السلام): غريزة العقل تحدو على استعمال العدل (7).
- عنه (عليه السلام): العقل أن تقول ما تعرف وتعمل بما تنطق به (8).
- عنه (عليه السلام): من قوم لسانه زان عقله (9).
- عنه (عليه السلام): المعذرة برهان العقل (10).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل صحبة الأخيار (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل طبائع العقل العبادة، وأوثق الحديث له العلم،
وأجزل حظوظه الحكمة، وأفضل ذخائره الحسنات (12).
راجع: ص 117 / الفعل.
ص 123 / صفات العقلاء.
ص 131 / صفات أولي النهى.
ص 133 / صفات أولي الألباب.

(1) حلية الأولياء: 1 / 21.
(2) كنز الفوائد: 1 / 200، بحار الأنوار: 1 / 96 / 40.
(3) غرر الحكم: 6178.
(4) الخصال: 633 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
(5 - 11) غرر الحكم: 8270، 9430، 6392، 2141، 8381، 497، 4616.
(12) الاختصاص: 244.
107

ز: وضع الأشياء مواضعها
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من وضع الأشياء مواضعها، والجاهل ضد ذلك (1).
- عنه (عليه السلام) أنه قيل له: صف لنا العاقل، فقال (عليه السلام): هو الذي يضع الشئ مواضعه،
فقيل: فصف لنا الجاهل، فقال: قد فعلت (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أحسن صنائعه، ووضع سعيه في مواضعه (3).
- عنه (عليه السلام): ليس على العاقل اعتراض المقادير، إنما عليه وضع الشئ في
حقه (4).
فائدة:
وكما يلاحظ فإن أحد آثار العقل " وضع الأشياء مواضعها ". ومن جهة
أخرى ورد هذا المعنى نفسه في تعريف العدل (5). والنتيجة التي يمكن
استخلاصها من مقارنة هاتين المجموعتين من الأحاديث هي أن من
جملة آثار العقل رعاية العدل، وأن العاقل يعمل بالعدل. وهذه النتيجة
صرحت بها أحاديث أخرى أيضا (6).
ح: اختيار الأصلح
- الإمام علي (عليه السلام): العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل (7).

(1) غرر الحكم: 1911.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 235.
(3) غرر الحكم: 1798.
(4) كنز الفوائد: 1 / 200.
(5) " العدل يضع الأمور مواضعها " نهج البلاغة: الحكمة 437.
(6) راجع ص 107 " علامات العقل "، محاسن الأعمال: ح 368 و 369، غرر الحكم: 9430 و 6392.
(7) نثر الدر: 1 / 285.
108

- عنه (عليه السلام): من لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة (1).
- عنه (عليه السلام): ليس العاقل من يعرف الخير من الشر، ولكن العاقل من يعرف خير
الشرين (2).
ط: اغتنام العمر
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من لا يضيع له نفسا فيما لا ينفعه، ولا يقتني ما
لا يصحبه (3).
- عنه (عليه السلام): لو صح العقل لاغتنم كل امرئ مهله (4).
راجع: ص 112 / ترك الفضول.
ي: صواب القول
- الإمام علي (عليه السلام): من دلائل العقل النطق بالصواب (5).
- عنه (عليه السلام): جميل القول دليل وفور العقل (6).
- عنه (عليه السلام): يستدل على عقل الرجل بحسن مقاله، وعلى طهارة أصله بجميل
أفعاله (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق وفاجر. فالعاقل إن كلم
أجاب، وإن نطق أصاب، وإن سمع وعى. والأحمق إن تكلم عجل، وإن
حدث ذهل، وإن حمل على القبيح فعل. والفاجر إن ائتمنته خانك، وإن

(1) الكافي: 8 / 24 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تحف العقول: 99، الفقيه: 4 / 407 / 5880،
التوحيد: 74 / 27 كلاهما عن جابر بن يزيد الجعفي عن الإمام الباقر عن آبائه (عليهم السلام) عنه (عليه السلام) وفيهما
" البهم " بدل " البهيمة ".
(2) مطالب السؤول: 49.
(3 - 7) غرر الحكم: 2163، 7579، 9416، 4776، 10961.
109

حدثته شانك (1).
راجع: ص 118 و 119 / الكلام، السكوت.
ص 123 / صفات العقلاء.
ك: حفظ التجارب
- الإمام علي (عليه السلام): العقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك (2).
- عنه (عليه السلام): حفظ التجارب رأس العقل (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام) - لما سأله أبوه (عليه السلام) عن العقل -: حفظ قلبك ما استودعته (4).
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من وعظته التجارب (5).
راجع: ص 82 / التجربة.
ل: حسن التدبير
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: لا عقل كالتدبير (6).

(1) تحف العقول: 323.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 31، تحف العقول: 80، غرر الحكم: 673 إلى قوله: " التجارب "، كنز العمال:
16 / 177 / 44215 نقلا عن وكيع والعسكري في المواعظ.
(3) غرر الحكم: 4916.
(4) معاني الأخبار: 401 / 62 عن شريح بن هانئ، بحار الأنوار: 1 / 116 / 10.
(5) الفقيه: 4 / 388 / 5834، تحف العقول: 85، كنز الفوائد: 1 / 199، تنبيه الخواطر: 1 / 63، غرر
الحكم: 1189 و 3863.
(6) الفقيه: 4 / 372 / 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا عن الإمام الصادق
عن آبائه (عليهم السلام)، التوحيد: 376 / 20 عن وهب بن وهب بن هشام، المحاسن: 1 / 80 / 47 عن السري بن
خالد وكلاهما عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، معاني الأخبار: 335 / 1 عن أبي ذر في وصية
رسول الله (صلى الله عليه وآله) له، الكافي: 8 / 20 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر عن الإمام علي (عليهما السلام)، نهج البلاغة:
الحكمة 113، المعجم الكبير: 2 / 157 / 1651 عن أبي ذر عنه (صلى الله عليه وآله).
110

- الإمام علي (عليه السلام): أدل شئ على غزارة (1) العقل حسن التدبير (2).
- عنه (عليه السلام): من العقل مجانبة التبذير وحسن التدبير (3).
م: إصابة الظن
- الإمام علي (عليه السلام): ظن العاقل كهانة (4).
- عنه (عليه السلام): الظن الصواب من شيم أولي الألباب (5).
- عنه (عليه السلام): ظن العاقل أصح من يقين الجاهل (6).
- عنه (عليه السلام): ظن ذوي النهى والألباب أقرب شئ من الصواب (7).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: العقل الإصابة بالظن ومعرفة ما لم يكن
بما كان (8).
راجع: ص 119 / الرأي ح 466 و 467.
ن: الزهد في الدنيا
- الإمام علي (عليه السلام): حد العقل الانفصال عن الفاني والاتصال بالباقي (9).
- عنه (عليه السلام): فضيلة العقل الزهادة (10).
- عنه (عليه السلام): ردع النفس عن زخارف الدنيا ثمرة العقل (11).
- عنه (عليه السلام): من عقل قنع (12).

(1) الغزارة: الكثرة (الصحاح: 2 / 770).
(2 - 3) غرر الحكم: 3151، 9320.
(4) مائة كلمة للجاحظ: 70 / 54، سجع الحمام: 232 / 865 نقلا عن الإعجاز والإيجاز.
(5 - 7) غرر الحكم: 1386، 6040، 6074.
(8) شرح نهج البلاغة: 20 / 331 / 803.
(9 - 12) غرر الحكم: 4905، 6560، 5399، 7724.
111

- عنه (عليه السلام): العاقل من زهد في دنيا فانية دنية، ورغب في جنة سنية خالدة
عالية (1).
راجع: ص 148 / حب الدنيا.
س: ترك الفضول
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب! وترك الدنيا
من الفضل، وترك الذنوب من الفرض (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا قلت العقول كثر الفضول (3).
- عنه (عليه السلام): من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول (4).
- عنه (عليه السلام): العاقل من رفض الباطل (5).
راجع: ص 109 / اغتنام العمر.
ع: التزود للآخرة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في خطبة له يوم الجمعة -: ألا وإن من علامات العقل:
التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والتزود لسكنى القبور،
والتأهب ليوم النشور (6).
- الإمام علي (عليه السلام): من العقل التزود ليوم المعاد (7).

(1) غرر الحكم: 1868.
(2) الكافي: 1 / 17 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 387.
(3) غرر الحكم: 4043.
(4) الكافي: 8 / 22 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تحف العقول: 97، غرر الحكم: 8513.
(5) الدرة الباهرة: 21، بحار الأنوار: 1 / 159 / 31.
(6) أعلام الدين: 333 عن أبي الدرداء، إرشاد القلوب: 45.
(7) غرر الحكم: 9371.
112

- عنه (عليه السلام): من عمر دار إقامته فهو العاقل (1).
- عنه (عليه السلام): العاقل من هجر شهوته وباع دنياه بآخرته (2).
- عنه (عليه السلام): ما العاقل إلا من عقل عن الله وعمل للدار الآخرة (3).
- عنه (عليه السلام): العاقل من غلب هواه ولم يبع آخرته بدنياه (4).
- عنه (عليه السلام): من عقل تيقظ من غفلته، وتأهب لرحلته، وعمر دار إقامته (5).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العقلاء زهدوا في الدنيا ورغبوا في الآخرة، لأنهم علموا
أن الدنيا طالبة مطلوبة، والآخرة طالبة ومطلوبة، فمن طلب الآخرة طلبته
الدنيا حتى يستوفي منها رزقه، ومن طلب الدنيا طلبته الآخرة، فيأتيه
الموت فيفسد عليه دنياه وآخرته (6).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل نظر إلى الدنيا وإلى أهلها فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة،
ونظر إلى الآخرة فعلم أنها لا تنال إلا بالمشقة، فطلب بالمشقة أبقاهما (7).
- سويد بن غفلة: دخلت على أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد ما بويع بالخلافة وهو
جالس على حصير صغير ليس في البيت غيره، فقلت: يا أمير المؤمنين،
بيدك بيت المال ولست أرى في بيتك شيئا مما يحتاج إليه البيت! فقال (عليه السلام):
يا بن غفلة، إن اللبيب (8)، لا يتأثث في دار النقلة، ولنا دار أمن قد نقلنا إليها
خير متاعنا، وإنا عن قليل إليها صائرون (9).
راجع: ص 111 / الزهد في الدنيا.

(1 - 2) غرر الحكم: 8298، 1727.
(3) تحف العقول: 100.
(4 - 5) غرر الحكم: 1983، 8918.
(6) الكافي: 1 / 18 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 387.
(7) الكافي: 1 / 18 / 12 عن هشام بن الحكم.
(8) في المصدر: البيت [العاقل] والصحيح ما في بحار الأنوار: 70 / 321 / 38 كما أثبتناه.
(9) عدة الداعي: 109.
113

ف: النجاة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما استودع الله امرأ عقلا إلا استنقذه به يوما (1).
- التاريخ الكبير: أتى قرة بن هبيرة النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: إنه كانت لنا أرباب تعبد
من دون الله، فبعثك الله، فدعوناهن فلم يجبن وسألناهن فلم يعطين،
وجئناك فهدانا الله، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد أفلح من رزق لبا، قال: يا
رسول الله، أكسني ثوبين من ثيابك قد لبستهما، فكساه. فلما كان بالموقف
في عرفات قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعد علي مقالتك، فأعاد عليه، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفلح من رزق لبا (2).
- الإمام علي (عليه السلام): العقل يهدي وينجي، والجهل يغوي ويردي (3).
- عنه (عليه السلام): زيادة العقل تنجي (4).
- عنه (عليه السلام): ثمرة العقل العمل للنجاة (5).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: إذا خلي عنان العقل ولم يحبس
على هوى نفس أو عادة دين أو عصبية لسلف، ورد بصاحبه على
النجاة (6).
- عنه (عليه السلام): رأي العاقل ينجي (7).
- عنه (عليه السلام): أصل العقل الفكر، وثمرته السلامة (8).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 407، أمالي الطوسي: 56 / 79 عن داود بن سليمان الغازي عن الإمام
الرضا (عليه السلام)، نثر الدر: 1 / 168، الفردوس: 4 / 90 / 6279 عن أنس بن مالك، ربيع الأبرار: 3 / 137.
(2) التاريخ الكبير: 7 / 181 / 810.
(3 - 5) غرر الحكم: 2151، 5484، 4626.
(6) شرح نهج البلاغة: 20 / 343 / 950.
(7 - 8) غرر الحكم: 5424، 3093.
114

ص: الختم بالجنة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: العقل ما اكتسبت به الجنة وطلب به
رضا الرحمن (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): كم من عاقل عقل عن الله أمره وهو حقير عند الناس ذميم المنظر
ينجو غدا! وكم من ظريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا في
القيامة! (2)
- أنس: قيل: يا رسول الله، الرجل يكون حسن العقل كثير الذنوب؟ قال: ما
من آدمي إلا وله ذنوب وخطايا يقترفها، فمن كانت سجيته العقل وغريزته
اليقين لم تضره ذنوبه. قيل: كيف ذلك يا رسول الله؟ قال: لأنه كلما أخطأ
لم يلبث أن تدارك ذلك بتوبة وندامة على ما كان منه، فيمحو ذنوبه، ويبقى
له فضل يدخل به الجنة (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس لا صوما
ولا صلاة ولا حجا ولا اعتمارا، ولكنهم عقلوا عن الله مواعظه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من كان عاقلا ختم له بالجنة إن شاء الله (5).
- محمد بن عبد الجبار عن بعض أصحابنا رفعه إلى الإمام الصادق (عليه السلام) قال:
قلت له: ما العقل؟ قال: ما عبد به الرحمن واكتسب به الجنان. قال: قلت:

(1) الفقيه: 4 / 369 / 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا عن الإمام الصادق
عن آبائه (عليهم السلام).
(2) تيسير المطالب: 156.
(3) ربيع الأبرار: 3 / 137، تنبيه الخواطر: 1 / 62 وليس فيه " ويبقى له فضل... "، تيسير المطالب:
147 نحوه.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 213، الفردوس: 4 / 360 / 7035.
(5) ثواب الأعمال: 29 / 1 عن الفضل بن عثمان.
115

فالذي كان في معاوية؟ فقال: تلك النكراء، تلك الشيطنة، وهي شبيهة
بالعقل وليست بالعقل (1).
ق: صلاح كل أمر
- الإمام علي (عليه السلام): بالعقل صلاح كل أمر (2).
- عنه (عليه السلام): العقل مصلح كل أمر (3).
ر: خير الدنيا والآخرة
- الإمام علي (عليه السلام): العقل ينبوع الخير (4).
- عنه (عليه السلام): بالعقل تنال الخيرات (5).
- عنه (عليه السلام): كل نجدة تحتاج إلى العقل (6).
- عنه (عليه السلام): العقل منفعة، والعلم مرفعة، والصبر مدفعة (7).
- عنه (عليه السلام): اعقل تدرك (8).
- الإمام الحسن (عليه السلام): بالعقل تدرك الداران جميعا، ومن حرم من العقل حرمهما
جميعا (9).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): العقل قائد الخير (10).
- عبد الله بن عجلان السكوني: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إني ربما قسمت الشئ
بين أصحابي أصلهم به، فكيف أعطيهم؟ فقال: أعطهم على الهجرة في

(1) الكافي: 1 / 11 / 3، معاني الأخبار: 239 / 1، المحاسن: 1 / 310 / 613.
(2 - 5) غرر الحكم: 4320، 404، 657، 4212.
(6) مطالب السؤول: 50.
(7 - 8) غرر الحكم: 2041، 2254.
(9) كشف الغمة: 2 / 197.
(10) أعلام الدين: 96.
116

الدين والعقل والفقه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن أول الأمور ومبدأها وقوتها وعمارتها التي لا ينتفع
شئ إلا به: العقل الذي جعله الله زينة لخلقه ونورا لهم (2).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): يا هشام، من أراد الغنى بلا مال، وراحة القلب من الحسد،
والسلامة في الدين، فليتضرع إلى الله عز وجل في مسألته بأن يكمل عقله، فمن
عقل قنع بما يكفيه، ومن قنع بما يكفيه استغنى (3).
5 /
ما يختبر به العقل
أ: الفعل
- الإمام علي (عليه السلام): كيفية الفعل تدل على كمية العقل، فأحسن له الاختيار وأكثر
عليه الاستظهار (4).
- عنه (عليه السلام): كن حسن المقال، جميل الأفعال، فإن مقال الرجل برهان فضله،
وفعاله عنوان عقله (5).
- عنه (عليه السلام): من أحسن أفعاله أعرب عن وفور عقله (6).
- عنه (عليه السلام): العاقل من صدق أقواله أفعاله (7).
راجع: ص 106 / محاسن الأعمال.
ص 121 / جوامع ما يختبر به العقل.

(1) الكافي: 3 / 549 / 1، الفقيه: 2 / 35 / 1631.
(2) الكافي: 1 / 29 / 34 عن الحسن بن عمار.
(3) الكافي: 1 / 18 / 12، تحف العقول: 388 كلاهما عن هشام بن الحكم.
(4 - 7) غرر الحكم: 7226، 7176، 8418، 1390.
117

ب: الكلام
- الإمام علي (عليه السلام): كلام الرجل ميزان عقله (1).
- عنه (عليه السلام): عند بديهة المقال تختبر عقول الرجال (2).
- عنه (عليه السلام): ينبئ عن عقل كل امرئ ما ينطق به لسانه (3).
- عنه (عليه السلام): ينبئ عن عقل كل امرئ لسانه، ويدل على فضله بيانه (4).
- عنه (عليه السلام): اللسان معيار أرجحه العقل وأطاشه الجهل (5).
- عنه (عليه السلام): إياك والكلام فيما لا تعرف طريقته ولا تعلم حقيقته، فإن قولك يدل
على عقلك، وعبارتك تنبئ عن معرفتك (6).
- عنه (عليه السلام): يستدل على عقل كل امرئ بما يجري على لسانه (7).
- عنه (عليه السلام): دليل عقل الرجل قوله، دليل أصل المرء فعله (8).
- عنه (عليه السلام): من أطلق لسانه أبان عن سخفه (9) (10).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوحى الله لموسى (عليه السلام): لا تكونن مكثارا بالمنطق مهذارا (11)، إن
كثرة المنطق تشين العلماء، وتبدي مساوئ السخفاء، ولكن عليك بذي
اقتصاد، فإن ذلك من التوفيق والسداد (12).
راجع: ص 109 / صواب القول.
ص 122 / جوامع ما يختبر به العقل ح 484.
ص 136 / علامات كمال العقل ح 601.

(1 - 8) غرر الحكم: 7234، 6221، 11008، 11046، 1970، 2735، 10957، (5101 و 5102).
(9) السخف: رقة العقل... وثوب سخيف: رقيق النسج بين السخافة، ولا يكادون يقولون: السخف إلا
في العقل خاصة، والسخافة عام في كل شئ (العين للخليل: 366).
(10) غرر الحكم: 9175.
(11) في المصدر " مهدارا " وما أثبتناه هو الصحيح.
(12) المعجم الأوسط: 7 / 79 / 6908، البداية والنهاية: 1 / 329 وفيه " لا تكن مكثارا للعلم " وكلاهما
عن عمر بن الخطاب، منية المريد: 140.
118

ج: السكوت
- الإمام علي (عليه السلام): الصمت آية النبل وثمرة العقل (1).
- عنه (عليه السلام): من عقل صمت (2).
- عنه (عليه السلام): من أمسك عن فضول المقال شهدت بعقله الرجال (3).
- عنه (عليه السلام): من عقل الرجل أن لا يتكلم بجميع ما أحاط به علمه (4).
- عنه (عليه السلام): العاقل من عقل لسانه إلا عن ذكر الله (5).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يتكلم إلا بحاجته أو حجته (6).
راجع: ص 109 / صواب القول.
ص 123 / صفات العقلاء ح 505.
ص 136 / علامات كمال العقل ح 601.
د: الرأي
- الإمام علي (عليه السلام): رأي الرجل ميزان عقله (7).
- عنه (عليه السلام): ظن الانسان ميزان عقله، وفعله أصدق شاهد على أصله (8).
- عنه (عليه السلام): ظن الرجل على قدر عقله (9).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل من عقله في إرشاد، ومن رأيه في ازدياد، فلذلك رأيه
سديد وفعله حميد (10).
راجع: ص 111 / إصابة الظن.
ص 122 / جوامع ما يختبر به العقل ح 484.

(1 - 4) غرر الحكم: 1343، 7745، 8504، 9327.
(5) غرر الحكم: 1741، وأيضا: 1591 و 502 وليس فيهما " إلا عن ذكر الله ".
(6 - 10) غرر الحكم: 1732، 5422، 6039، 6038، 3547.
119

ه‍: الرسول
- الإمام علي (عليه السلام): رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ ما ينطق
عنك (1).
- عنه (عليه السلام): رسولك ترجمان عقلك، واحتمالك دليل حلمك (2).
- عنه (عليه السلام): بعقل الرسول وأدبه يستدل على عقل المرسل (3).
راجع: ص 121 و 122 / جوامع ما يختبر به العقل ح 477 و 483.
و: الكتاب
- الإمام علي (عليه السلام): كتاب الرجل عنوان عقله وبرهان فضله (4).
- عنه (عليه السلام): إذا كتبت كتابا فأعد فيه النظر قبل ختمه، فإنما تختم على عقلك (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يستدل بكتاب الرجل على عقله وموضع بصيرته،
وبرسوله على فهمه وفطنته (6).
راجع: ص 121 و 122 / جوامع ما يختبر به العقل ح 477 و 483.
ز: التصديق والإنكار
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا أردت أن تختبر عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه
في خلال حديثك بما لا يكون، فإن أنكره فهو عاقل، وإن صدقه فهو
أحمق (7).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 301، كنز الفوائد: 1 / 199 وفيه صدره، غرر الحكم: 5431 نحوه، مطالب
السؤول: 57.
(2 - 5) غرر الحكم: 5436، 4312، 7260، 4167.
(6) المحاسن: 1 / 311 / 618، بحار الأنوار: 1 / 130 / 15.
(7) الاختصاص: 245.
120

ح: الخليل
- الإمام علي (عليه السلام): خليل المرء دليل على عقله، وكلامه برهان فضله (1).
راجع: ص 121 / جوامع ما يختبر به العقل ح 479.
5 /
جوامع ما يختبر به العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): سبعة أشياء تدل على عقول أصحابها: المال يكشف عن
مقدار عقل صاحبه، والحاجة تدل على عقل صاحبها، والمصيبة تدل على
عقل صاحبها إذا نزلت به، والغضب يدل على عقل صاحبه، والكتاب يدل
على عقل صاحبه، والرسول يدل على عقل من أرسله، والهدية تدل على
مقدار عقل مهديها (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): اعتبروا عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وكنيته، ونقش فص
خاتمه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): ستة تختبر بها عقول الرجال: المصاحبة، والمعاملة،
والولاية، والعزل، والغنى، والفقر (4).

(1) غرر الحكم: 5088.
(2) معدن الجواهر: 60، تنبيه الخواطر: 2 / 111 عن الإمام الكاظم (عليه السلام) نحوه، وراجع تحف العقول: 323.
(3) الفردوس: 1 / 89 / 287 عن عمرو بن العاص، الخصال: 103 / 60 عن عبد الأعلى مولى آل سام،
مكارم الأخلاق: 1 / 159 / 435 كلاهما عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) غرر الحكم: 5600.
121

- عنه (عليه السلام): ستة تختبر بها عقول الناس: الحلم عند الغضب، والصبر عند الرهب،
والقصد عند الرغب، وتقوى الله في كل حال، وحسن المداراة، وقلة
المماراة (1).
- عنه (عليه السلام): ثلاث يمتحن بها عقول الرجال، هن: المال، والولاية، والمصيبة (2).
- عنه (عليه السلام): المرء يتغير في ثلاث: القرب من الملوك، والولايات، والغناء من
الفقر. فمن لم يتغير في هذه فهو ذو عقل قويم وخلق مستقيم (3).
- عنه (عليه السلام): ثلاثة تدل على عقول أربابها: الرسول، والكتاب، والهدية (4).
- عنه (عليه السلام): إن من علامة العاقل أن يكون فيه ثلاث خصال: يجيب إذا سئل،
وينطق إذا عجز القوم عن الكلام، ويشير بالرأي الذي يكون فيه صلاح
أهله، فمن لم يكن فيه من هذه الخصال الثلاث شئ فهو أحمق (5).
- عنه (عليه السلام): يستدل على عقل الرجل بكثرة وقاره وحسن احتماله، وعلى كرم
أصله بحسن أفعاله (6).
- عنه (عليه السلام): عند غرور الأطماع والآمال تنخدع عقول الجهال، وتختبر ألباب
الرجال (7).
- عنه (عليه السلام): رزانة العقل تختبر في الرضا والحزن (8).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: العقل يظهر بالمعاملة، وشيم الرجال
تعرف بالولاية (9).

(1 - 3) غرر الحكم: 5608، 4664، 2133.
(4) غرر الحكم: 4681، شرح نهج البلاغة: 20 / 340 / 887 وفيه " ثلاثة أشياء " مع تقديم وتأخير.
(5) الكافي: 1 / 19 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 389 كلاهما عن الإمام الكاظم (عليه السلام)،
بحار الأنوار: 71 / 298.
(6 - 8) غرر الحكم: 10975، 6222، 5439.
(9) شرح نهج البلاغة: 20 / 297 / 401.
122

5 /
صفات العقلاء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): صفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه، ويتجاوز عمن ظلمه،
ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من فوقه في طلب البر، وإذا أراد أن يتكلم
تدبر فإن كان خيرا تكلم فغنم، وإن كان شرا سكت فسلم، وإذا عرضت له
فتنة استعصم بالله وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى فضيلة انتهز بها، لا يفارقه
الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف بها العاقل (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في بيان ما يتشعب من العقل -: أما الرزانة فيتشعب منها: اللطف
والحزم، وأداء الأمانة وترك الخيانة، وصدق اللسان، وتحصين الفرج،
واستصلاح المال، والاستعداد للعدو، والنهي عن المنكر، وترك السفه،
فهذا ما أصاب العاقل بالرزانة. فطوبى لمن توقر، ولمن لم تكن له خفة ولا
جاهلية، وعفا وصفح (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إنما العاقل من عقل عن الله أمره ونهيه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العاقل يستريح في وحدته إلى عقله، والجاهل يتوحش من نفسه،
لأن صديق كل انسان عقله، وعدوه جهله (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): العاقل لا يكشف إلا عن فضل وإن كان عييا مهينا عند الناس (5).

(1) تحف العقول: 28، معدن الجواهر: 70 نحوه، وراجع تنبيه الخواطر: 2 / 246.
(2) تحف العقول: 17.
(3) حلية الأولياء: 9 / 387 عن ذي النون المصري، الفردوس: 3 / 86 / 4242 عن ابن عمر، وليس
فيه " ونهيه ".
(4) كنز الفوائد: 2 / 32.
(5) تاريخ بغداد: 13 / 223، المطالب العالية: 3 / 216 / 3300 نقلا عن مسند الحارث وكلاهما عن
أبي الدرداء.
123

- عنه (صلى الله عليه وآله): العاقل كثير الوجل، قليل الأماني والأمل (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: العاقل إذا تكلم بكلمة أتبعها
حكمة ومثلا، والأحمق إذا تكلم بكلمة أتبعها حلفا (2).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: العاقل ينافس الصالحين ليلحق بهم، ويحبهم ليشاركهم
بمحبته وإن قصر عن مثل عملهم (3).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: العاقل بخشونة العيش مع العقلاء آنس منه بلين العيش مع
السفهاء (4).
- عنه (عليه السلام): العاقل من اتعظ بغيره (5).
- عنه (عليه السلام): العاقل يطلب الكمال، الجاهل يطلب المال (6).
- عنه (عليه السلام): العاقل من وقف حيث عرف (7).
- عنه (عليه السلام): العاقل إذا علم عمل، وإذا عمل أخلص، وإذا أخلص اعتزل (8).
- عنه (عليه السلام): العاقل من اتهم رأيه ولم يثق بكل ما تسول له نفسه (9).
- عنه (عليه السلام): العاقل من يملك نفسه إذا غضب وإذا رغب وإذا رهب (10).
- عنه (عليه السلام): العاقل من صان لسانه عن الغيبة (11).
- عنه (عليه السلام): العاقل إذا سكت فكر، وإذا نطق ذكر، وإذا نظر اعتبر (12).
- عنه (عليه السلام): العاقل عدو لذته، الجاهل عبد شهوته (13).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أمات شهوته (14).
- عنه (عليه السلام): العاقل من غلب نوازع أهويته (15).
- عنه (عليه السلام): العاقل من قمع هواه بعقله (16).

(1) تنبيه الخواطر: 2 / 118.
(2 - 4) شرح نهج البلاغة: 20 / 289 / 306، وص 320 / 670 وص 340 / 895.
(5 - 16) غرر الحكم: 1284، 579، 1391، 1936، 1851، 2015، 1955، 1813، (448 و 449)،
1194، 2181، 2198.
124

- عنه (عليه السلام): العاقل يعتمد على عمله، الجاهل يعتمد على أمله (1).
- عنه (عليه السلام): العاقل يألف مثله، الجاهل يميل إلى شكله (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل من يزهد فيما يرغب فيه الجاهل (3).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يفرط به عنف، ولا يقعد به ضعف (4).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أحرز أمره (5).
- عنه (عليه السلام): العاقل يجتهد في عمله ويقصر من أمله (6).
- عنه (عليه السلام): العاقل يتقاضى نفسه بما يجب عليه، ولا يتقاضى لنفسه بما يجب
له (7).
- عنه (عليه السلام): العاقل من تغمد الذنوب بالغفران (8).
- عنه (عليه السلام): العاقل من سلم إلى القضاء وعمل بالحزم (9).
- عنه (عليه السلام): العاقل من بذل نداه (10).
- عنه (عليه السلام): العاقل يضع نفسه فيرتفع (11).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل يتعظ بالآداب، والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب (12).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل من نظر في يومه لغده، وسعى في فكاك نفسه، وعمل لما
لا بد له منه ولا محيص له عنه (13).
- عنه (عليه السلام): إن العاقل لا ينخدع للطمع (14).
- عنه (عليه السلام): كل عاقل محزون (15).
- عنه (عليه السلام): العاقل مهموم مغموم (16).
- عنه (عليه السلام): كل عاقل مغموم (17).

(1 - 11) غرر الحكم: 1240، (326 و 327)، 1523، 1995، 1113، 1966، 2066، 1697، 2195،
1262، 677.
(12) نهج البلاغة: الكتاب 31، غرر الحكم: 3560.
(13 - 17) غرر الحكم: 3570، 3424، 6846، 959، 6826.
125

- عنه (عليه السلام): للعاقل في كل عمل إحسان، للجاهل في كل حالة خسران (1).
- عنه (عليه السلام): ردع الهوى شيمة العقلاء (2).
- عنه (عليه السلام): شيمة العقلاء قلة الشهوة وقلة الغفلة (3).
- عنه (عليه السلام): ثروة العاقل في علمه وعمله، ثروة الجاهل في ماله وأمله (4).
- عنه (عليه السلام): ضالة العاقل الحكمة، فهو أحق بها حيث كانت (5).
- عنه (عليه السلام): رغبة العاقل في الحكمة، وهمة الجاهل في الحماقة (6).
- عنه (عليه السلام): غنى العاقل بحكمته، وعزه بقناعته (7).
- عنه (عليه السلام): غنى العاقل بعلمه (8).
- عنه (عليه السلام): صدر العاقل صندوق سره (9).
- عنه (عليه السلام): لسان العاقل وراء قلبه، وقلب الأحمق وراء لسانه (10).
- عنه (عليه السلام): قلب الأحمق في فيه، ولسان العاقل في قلبه (11).
- عنه (عليه السلام): كلام العاقل قوت، وجواب الجاهل سكوت (12).
- عنه (عليه السلام): غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله (13).
- عنه (عليه السلام): قطيعة العاقل لك بعد نفاذ الحيلة فيك (14).
- عنه (عليه السلام): مروة العاقل دينه، وحسبه أدبه (15).

(1 - 8) غرر الحكم: (7328 و 7329)، 5402، 5776، (4708 و 4709)، 5896، 5420، 6422، 6381.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 6، غرر الحكم: 5875، روضة الواعظين: 8.
(10) نهج البلاغة: الحكمة 40، غرر الحكم: 7610، المناقب للخوارزمي: 377 / 395 نقلا عن الجاحظ
عن الإمام علي (عليه السلام).
(11) نهج البلاغة: الحكمة 41، غرر الحكم: 6774، المناقب للخوارزمي: 376 / 395 نقلا عن الجاحظ
عن الإمام علي (عليه السلام).
(12) غرر الحكم: 7224.
(13) كنز الفوائد: 1 / 199.
(14 - 15) غرر الحكم: 6788، 9779.
126

- عنه (عليه السلام): سلطان العاقل ينشر مناقبه (1).
- عنه (عليه السلام): لا يحلم عن السفيه إلا العاقل (2).
- عنه (عليه السلام): نصف العاقل احتمال، ونصفه تغافل (3).
- عنه (عليه السلام): احتمل ما يمر عليك، فإن الاحتمال ستر العيوب، وإن العاقل نصفه
احتمال ونصفه تغافل (4).
- عنه (عليه السلام): ما حقر نفسه إلا عاقل، ما نقص نفسه إلا كامل، ما أعجب برأيه إلا
جاهل (5).
- عنه (عليه السلام): لا تعاتب الجاهل فيمقتك، وعاتب العاقل يحببك (6).
- عنه (عليه السلام): كن بعدوك العاقل أوثق منك بصديقك الجاهل (7).
- عنه (عليه السلام): عداوة العاقل خير من صداقة الجاهل (8).
- عنه (عليه السلام): أدرك الناس لحاجته ذو العقل المترفق (9).
- عنه (عليه السلام): عليك بالصبر، فبه يأخذ العاقل وإليه يرجع الجاهل (10).
- عنه (عليه السلام): تلويح زلة العاقل له من أمض عتابه (11).
- عنه (عليه السلام): إذا لوحت للعاقل فقد أوجعته عتابا (12).
- عنه (عليه السلام): عقوبة العقلاء التلويح (13).
- عنه (عليه السلام): التعريض للعاقل أشد عتابه (14).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: من صفة العاقل أن لا يتحدث بما
يستطاع تكذيبه فيه (15).
- عنه (عليه السلام): كل الدنيا على العاقل، والأحمق خفيف الظهر (16).

(1 - 14) غرر الحكم: 5577، 10734، 9968، 2378، (9469 و 9470 و 9471)، 10215، 7178،
6295، 3325، 6138، 4497، 4103، 6328، 1161.
(15) شرح نهج البلاغة: 20 / 289 / 302.
(16) نثر الدر: 1 / 280.
127

- عنه (عليه السلام): الرجال ثلاثة: عاقل وأحمق وفاجر. فالعاقل الدين شريعته،
والحلم طبيعته، والرأي سجيته، إن سئل أجاب، وإن تكلم أصاب، وإن
سمع وعى، وإن حدث صدق، وإن اطمأن إليه أحد وفى. والأحمق إن
استنبه بجميل غفل، وإن استنزل عن حسن نزل، وإن حمل على جهل
جهل، وإن حدث كذب، لا يفقه، وإن فقه لا يتفقه. والفاجر إن ائتمنته
خانك، وإن صاحبته شانك وإن وثقت به لم ينصحك (1).
- الإمام الحسن (عليه السلام): لا يغش العاقل من استنصحه (2).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس، أنا أخبركم عن أخ لي كان من أعظم الناس في عيني،
وكان رأس ما عظم به في عيني صغر الدنيا في عينه... كان خارجا من
سلطان الجهالة، فلا يمد يده إلا على ثقة لمنفعة (3).
- الإمام الحسين (عليه السلام): إذا وردت على العاقل ملمة قمع الحزن بالحزم، وقرع
العقل للاحتيال (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): العاقل غفور، والجاهل ختور (5).
- عنه (عليه السلام): صاحب الفقه والعقل ذو كآبة وحزن وسهر (6).

(1) الخصال: 116 / 96 عن ثعلبة بن ميمون عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(2) تحف العقول: 236.
(3) الكافي: 2 / 237 / 26، تحف العقول: 235، مشكاة الأنوار: 240 وفيه " من كلام أمير المؤمنين
خطب به الحسن (عليهما السلام) "، بحار الأنوار: 69 / 294 / 24.
(4) إحقاق الحق: 19 / 422 نقلا عن التذكرة الحمدونية.
(5) الكافي: 1 / 27 / 29 عن مفضل بن عمر، تحف العقول: 356.
(6) الكافي: 1 / 49 / 5 عن علي بن إبراهيم رفعه، الخصال: 194 / 269 عن سعيد بن علاقة، روضة
الواعظين: 14 كلاهما عن الإمام علي (عليه السلام) وفيهما "... تراه ذا كآبة وحزن " بدل " ذو كآبة وحزن وسهر ".
128

- عنه (عليه السلام): لا يلسع العاقل من جحر مرتين (1).
- عنه (عليه السلام) - فيما نسب إليه في مصباح الشريعة -: العاقل من كان ذلولا عند
إجابة الحق، منصفا بقوله، جموحا عند الباطل، خصيما بقوله، يترك دنياه
ولا يترك دينه (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل لا يستخف بأحد (3).
- عنه (عليه السلام) - فيما نسب إليه في مصباح الشريعة -: العاقل لا يحدث بما ينكره
العقول، ولا يتعرض للتهمة، ولا يدع مداراة من ابتلي به (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن العاقل رضي بالدون من
الدنيا مع الحكمة ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا، فلذلك ربحت
تجارتهم.
يا هشام، إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف الذنوب! وترك الدنيا من
الفضل، وترك الذنوب من الفرض...
يا هشام، إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه...
يا هشام، إن العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه ولا يسأل من يخاف
منعه، ولا يعد ما لا يقدر عليه، ولا يرجو ما يعنف برجائه، ولا يقدم على
ما يخاف فوته بالعجز عنه (5).

(1) الاختصاص: 245، راجع ص 207 ح 1021.
(2) مصباح الشريعة: 222.
(3) تحف العقول: 320.
(4) مصباح الشريعة: 223.
(5) الكافي: 1 / 17 / 12، تحف العقول: 383 كلاهما عن هشام بن الحكم.
129

- عنه (عليه السلام) - أيضا -: يا هشام، لكل شئ دليل، ودليل العاقل التفكر، ودليل
التفكر الصمت. ولكل شئ مطية، ومطية العاقل التواضع، وكفى بك جهلا
أن تركب ما نهيت عنه.
يا هشام، لو كان في يدك جوزة وقال الناس (في يدك) لؤلؤة ما كان
ينفعك وأنت تعلم أنها جوزة، ولو كان في يدك لؤلؤة وقال الناس: إنها
جوزة ما ضرك وأنت تعلم أنها لؤلؤة.
يا هشام، ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله،
فأحسنهم استجابة أحسنهم معرفة لله، وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلا،
وأعقلهم أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة.
يا هشام، ما من عبد إلا وملك آخذ بناصيته، فلا يتواضع إلا رفعه الله
ولا يتعاظم إلا وضعه الله.
يا هشام، إن لله على الناس حجتين حجة ظاهرة وحجة باطنة، فأما
الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة، وأما الباطنة فالعقول.
يا هشام، إن العاقل الذي لا يشغل الحلال شكره ولا يغلب الحرام
صبره.
يا هشام، من سلط ثلاثا على ثلاث فكأنما أعان هواه على هدم عقله:
من أظلم نور فكره بطول أمله، ومحا طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ
نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم
عقله أفسد عليه دينه ودنياه.
يا هشام، كيف يزكو عند الله عملك وأنت قد شغلت عقلك عن أمر ربك
130

وأطعت هواك على غلبة عقلك؟!
يا هشام، الصبر على الوحدة علامة قوة العقل، فمن عقل عن الله تبارك
وتعالى اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربه [وكان الله]
آنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزه في غير
عشيرة.
يا هشام، نصب الخلق لطاعة الله، ولا نجاة إلا بالطاعة، والطاعة بالعلم،
والعلم بالتعلم، والتعلم بالعقل يعتقد، ولا علم إلا من عالم رباني، ومعرفة
العالم بالعقل.
يا هشام، قليل العمل من العاقل مقبول مضاعف، وكثير العمل من أهل
الهوى والجهل مردود (1).
5 /
صفات أولي النهى (2)
* (الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به ى
أزواجا من نبات شتى * كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * (3).
* (أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في مسكنهم إن في ذلك لآيات لأولي
النهى) * (4).

(1) تحف العقول: 386، الكافي 1 / 16 / 12 نحوه وفيه " دليل العقل " بدل " دليل العاقل " و " قليل العمل
من العالم " بدل " قليل العمل من العاقل " وكلاهما عن هشام بن الحكم.
(2) النهى: هي العقول والألباب، واحدتها نهية، بالضم، سميت بذلك لأنها تنهى صاحبها عن
القبيح (النهاية: 5 / 139).
(3) طه: 53 و 54.
(4) طه: 128.
131

- الإمام الباقر (عليه السلام): قال النبي (صلى الله عليه وآله): إن خياركم أولوا النهى، قيل: يا رسول الله،
ومن أولوا النهى؟ قال: هم أولوا الأخلاق الحسنة والأحلام الرزينة وصلة
الأرحام، والبررة بالأمهات والآباء، والمتعاهدين للفقراء والجيران
واليتامى، ويطعمون الطعام، ويفشون السلام في العالم، ويصلون والناس
نيام غافلون (1).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): خياركم أولوا النهى، قيل: يا رسول الله، ومن أولوا النهى؟ فقال:
أولوا النهى، أولوا الأحلام الصادقة والأخلاق الطاهرة، المطعمون الطعام،
والمفشون السلام، والمتهجدون بالليل والناس نيام (2).
- الإمام علي (عليه السلام): في تصاريف القضاء عبرة لأولي الألباب والنهى (3).
- عنه (عليه السلام): شيمة ذوي الألباب والنهى الإقبال على دار البقاء والإعراض عن
دار الفناء، والتوله بجنة المأوى (4).
- عنه (عليه السلام): حب العلم وحسن الحلم ولزوم الثواب من فضائل أولي النهى
والألباب (5).
- عنه (عليه السلام): في إخلاص الأعمال تنافس أولي النهى والألباب (6).
- عنه (عليه السلام): ضروب الأمثال تضرب لأولي النهى والألباب (7).
- عنه (عليه السلام): من استشار ذوي النهى والألباب فاز بالحزم والسداد (8).
- عنه (عليه السلام): من شاور ذوي النهى والألباب فاز بالنجح والصواب (9).

(1) الكافي: 2 / 240 / 32 عن سليمان عمن ذكره.
(2) جامع الأحاديث للقمي: 215، بحار الأنوار: 61 / 190 / 57.
(3 - 9) غرر الحكم: 6467، 5791، 4879، 6494، 5908، 8913، 8641.
132

5 /
صفات أولي الألباب (1)
* (إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين
يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا
ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) * (2).
* (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا
الألباب) * (3).
* (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) * (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): اللبيب من اشتغل بدينه عن كل أحد (5).
- الإمام علي (عليه السلام): الرفق مفتاح الصواب وشيمة ذوي الألباب (6).
- عنه (عليه السلام): لا أشجع من لبيب (7).
- عنه (عليه السلام): لا تكمل المروة إلا للبيب (8).
- عنه (عليه السلام): ناظر قلب اللبيب به يبصر أمده، ويعرف غوره ونجده (9).
- عنه (عليه السلام): من استعان بذوي الألباب سلك سبيل الرشاد (10).
- عنه (عليه السلام): ألا وإن اللبيب من استقبل وجوه الآراء بفكر صائب ونظر في
العواقب (11).

(1) اللب من كل شئ خالصه، ولذلك سمي العقل لبا. ورجل لبيب، أي عاقل (معجم مقاييس اللغة: 5 / 200).
(2) آل عمران: 190 و 191.
(3) الزمر: 18.
(4) يوسف: 111.
(5) تنبيه الخواطر: 2 / 118.
(6 - 8) غرر الحكم: 1746، 10591، 10609.
(9) نهج البلاغة: الخطبة 154، غرر الحكم: 9986 وفيه " رشده " بدل " أمده ".
(10 - 11) غرر الحكم: 8912، 2778.
133

- عنه (عليه السلام): إنما اللبيب من استسل الأحقاد (1).
- عنه (عليه السلام): عجبت لمن يرغب في التكثر من الأصحاب كيف لا يصحب العلماء
الألباء الأتقياء، الذين يغنم فضائلهم، وتهديه علومهم، وتزينه صحبتهم! (2)
- عنه (عليه السلام): صحبة الولي اللبيب حياة الروح (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): يا جابر... انزل الدنيا كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه... لأنها
عند أهل اللب والعلم بالله كفئ الظلال (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنما أولوا الألباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه
حب الله (5).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إن العاقل اللبيب من ترك ما
لا طاقة له به (6).
5 /
علامات كمال العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قسم الله العقل ثلاثة أجزاء، فمن كن فيه كمل عقله، ومن لم
يكن فلا عقل له: حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة لله، وحسن الصبر
على أمر الله (7).

(1 - 3) غرر الحكم: 3868، 6277، 5842.
(4) الكافي: 2 / 133 / 16، الأمالي للطوسي: 296 / 582 نحوه وكلاهما عن جابر.
(5) مختصر بصائر الدرجات: 122، كفاية الأثر: 253 كلاهما عن يونس بن ظبيان.
(6) تحف العقول: 399.
(7) تحف العقول: 54، كنز الفوائد: 1 / 56، تنبيه الخواطر: 2 / 26، روضة الواعظين: 7، جامع
الأخبار: 520 / 1480 نحوه، حلية الأولياء: 1 / 21، الفردوس: 3 / 209 / 4592 كلاهما عن أبي
سعيد.
134

- عنه (صلى الله عليه وآله): لم يعبد الله عز وجل بشئ أفضل من العقل، ولا يكون المؤمن عاقلا حتى
يجتمع فيه عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر
قليل الخير من غيره، ويستقل كثير الخير من نفسه، ولا يسأم من طلب
العلم طول عمره، ولا يتبرم بطلاب الحوائج قبله، الذل أحب إليه من العز،
والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من الدنيا القوت، والعاشرة وما العاشرة:
لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى. إنما الناس رجلان فرجل هو
خير منه وأتقى وآخر هو شر منه وأدنى، فإذا رأى من هو خير منه وأتقى
تواضع له ليلحق به، وإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى قال: عسى خير هذا
باطن، وشره ظاهر، وعسى أن يختم له بخير، فإذا فعل ذلك فقد علا مجده
وساد أهل زمانه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ما عبد الله بشئ أفضل من العقل، وما تم عقل امرئ حتى
يكون فيه خصال شتى: الكفر والشر منه مأمونان، والرشد والخير منه
مأمولان، وفضل ماله مبذول، وفضل قوله مكفوف، ونصيبه من الدنيا
القوت، لا يشبع من العلم دهره، الذل أحب إليه مع الله من العز مع غيره،
والتواضع أحب إليه من الشرف، يستكثر قليل المعروف من غيره،
ويستقل كثير المعروف من نفسه، ويرى الناس كلهم خيرا منه، وإنه شرهم
في نفسه، وهو تمام الأمر (2).

(1) الخصال: 433 / 17 عن سليمان بن خالد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، علل الشرايع: 115 / 11 عن علي
الأشعري رفعه، تحف العقول: 443 عن الإمام الرضا (عليه السلام) من دون إسناد وكلاهما نحوه، روضة
الواعظين: 12 عن الإمام الباقر (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، بحار الأنوار: 1 / 108 / 4.
(2) الكافي: 1 / 18 / 12، تحف العقول: 388 كلاهما عن هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم (عليه السلام).
135

- عنه (عليه السلام): من كمال عقلك استظهارك على عقلك (1).
- عنه (عليه السلام): من قوي عقله أكثر الاعتبار (2).
- عنه (عليه السلام): من كمل عقله حسن عمله ونظره إلى دينه (3).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: مثل الانسان الحصيف (4) مثل الجسم
الصلب الكثيف، يسخن بطيئا، وتبرد تلك السخونة بأطول من ذلك
الزمان (5).
- عنه (عليه السلام): من كمل عقله استهان بالشهوات (6).
- عنه (عليه السلام): إذا كمل العقل نقصت الشهوة (7).
- عنه (عليه السلام): إذا تم العقل نقص الكلام (8).
- عنه (عليه السلام): العقل الكامل قاهر للطبع السوء (9).
- عنه (عليه السلام): كلما ازداد عقل الرجل قوي إيمانه بالقدر واستخف بالغير (10).
- عنه (عليه السلام): إزراء الرجل على نفسه برهان رزانة عقله وعنوان وفور فضله (11).
- عنه (عليه السلام): غاية العقل الاعتراف بالجهل (12).
- عنه (عليه السلام): تمام العقل استكماله (13).

(1 - 2) غرر الحكم: 9421، 8303.
(3) الخصال: 633 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
(4) الحصيف: الرجل المحكم العقل (لسان العرب: 9 / 48).
(5) شرح نهج البلاغة: 20 / 275 / 181.
(6 - 7) غرر الحكم: 8226، 4054.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 71، مطالب السؤول: 57، مائة كلمة للجاحظ: 54 / 38.
(9) مطالب السؤول: 49.
(10 - 13) غرر الحكم: 7202، 2006، 6375، 4464.
136

- عنه (عليه السلام): بترك ما لا يعنيك يتم لك العقل (1).
- عنه (عليه السلام) - في وصف السالك الطريق إلى الله سبحانه -: قد أحيا عقله، وأمات
نفسه، حتى دق جليله، ولطف غليظه وبرق له لامع كثير البرق، فأبان له
الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة، ودار
الإقامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة، بما استعمل
قلبه، وأرضى ربه (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): كف الأذى من كمال العقل (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): كمال العقل في ثلاثة: التواضع لله، وحسن اليقين،
والصمت إلا من خير (4).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، الصبر على الوحدة علامة
قوة العقل، فمن عقل عن الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما
عند الله، وكان الله آنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في
العيلة، ومعزه من غير عشيرة (5).
5 /
أعقل الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته (6).

(1) غرر الحكم: 4291.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 220.
(3) الكافي: 1 / 20 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 390 كلاهما عن الإمام الكاظم (عليه السلام).
(4) الاختصاص: 244.
(5) الكافي: 1 / 17 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 387.
(6) تاريخ بغداد: 13 / 40 / 6997 عن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام).
137

- عنه (صلى الله عليه وآله): أكمل الناس عقلا أخوفهم لله وأطوعهم له (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أحسنكم عقلا أورعكم عن محارم الله وأعلمكم بطاعة الله (2).
- تنبيه الخواطر: قال (صلى الله عليه وآله): إن لله تعالى خواصا من خلقه يسكنهم الرفيع الأعلى
من الجنان لأنهم كانوا أعقلهم في الدنيا. قيل: وكيف كانوا؟ قال: كانت
همتهم المسارعة إلى ربهم فيما يرضيه، فهانت الدنيا عليهم ولم يرغبوا في
فضولها، فصبروا قليلا واستراحوا طويلا (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا وإن أعقل الناس عبد عرف ربه فأطاعه، وعرف عدوه
فعصاه، وعرف دار إقامته فأصلحها، وعرف سرعة رحيله فتزود لها (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أعقل الناس محسن خائف، وأجهلهم مسئ آمن (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أعقل الناس أشدهم مداراة للناس (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أعقل الناس أحياهم (7).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أطوعهم لله سبحانه (8).

(1) تحف العقول: 50.
(2) تفسير الدر المنثور: 4 / 404 نقلا عن الحاكم في التاريخ عن ابن عمر.
(3) تنبيه الخواطر: 2 / 214، إرشاد القلوب: 15، تيسير المطالب: 366 نحوه، حلية الأولياء: 1 / 17
عن البراء بن عازب نحوه.
(4) أعلام الدين: 337 / 15 عن ابن عمر، بحار الأنوار: 77 / 179 / 15.
(5) عوالي اللآلي: 1 / 292 / 171، غرر الحكم: 2937 و 2938 عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " الانسان "
بدل " الناس " و " أجهل الناس " بدل " أجهلهم " و " مستأنف " بدل " آمن ".
(6) الفقيه: 4 / 395 / 5840 عن يونس بن ظبيان عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، معاني الأخبار:
196 / 1 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام).
138

- عنه (عليه السلام): أعقلكم أطوعكم (1).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من أطاع العقلاء (2).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أقربهم من الله (3).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من ذل للحق فأعطاه من نفسه، وعز بالحق فلم يهن
إقامته وحسن العمل به (4).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أبعدهم عن كل دنية (5).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من غلب جده هزله، واستظهر على هواه بعقله (6).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من لا يتجاوز الصمت في عقوبة الجهال (7).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أنظرهم في العواقب (8).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس من كان بعيبه بصيرا، وعن عيب غيره ضريرا (9).
- عنه (عليه السلام): أعقل الناس أعذرهم للناس (10).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل معرفة الحق بنفسه (11).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل مجانبة اللهو (12).
- عنه (عليه السلام): أفضل الناس عقلا أحسنهم تقديرا لمعاشه، وأشدهم اهتماما
بإصلاح معاده (13).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل الرشاد (14).
- عنه (عليه السلام): أفضل العقل معرفة الانسان نفسه، فمن عرف نفسه عقل، ومن
جهلها ضل (15).

(7 - 2) غرر الحكم: 2900، 3147، 2830، 2861.
(1 - 10) غرر الحكم: 3228، 3356، 3073، 3355، 3313، 3367، 3233، 2988.
(11) مطالب السؤول: 50.
(12 - 15) غرر الحكم: 3001، 3340، 2864، 3220.
139

- عنه (عليه السلام): أفضل العقل الاعتبار، وأفضل الحزم الاستظهار، وأكبر الحمق
الاغترار (1).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: أرجح الناس عقلا وأكملهم فضلا: من
صحب أيامه بالموادعة، وإخوانه بالمسالمة، وقبل من الزمان عفوه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا (3).
- عنه (عليه السلام): أفضل طبائع العقل العبادة، وأوثق الحديث له العلم، وأجزل
حظوظه الحكمة، وأفضل ذخائره الحسنات (4).
- وهب بن منبه: قال لقمان لابنه: يا بني، اعقل عن الله، فإن أعقل الناس عن
الله أحسنهم عقلا، وإن الشيطان ليفر من العاقل وما يستطيع أن يكايده (5).
راجع: ص 134 / علامات كمال العقل.

(1) غرر الحكم: 3273.
(2) شرح نهج البلاغة: 20 / 317 / 648.
(3) الكافي: 1 / 23 / 17 عن إبراهيم بن عبد الحميد.
(4) الاختصاص: 244.
(5) حلية الأولياء: 4 / 35.
140

الفصل السادس
آفات العقل
6 /
الهوى
* (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل
على بصره ى غشوة فمن يهديه من م بعد الله أفلا تذكرون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): آفة العقل الهوى (2).
- عنه (عليه السلام): الهوى آفة الألباب (3).
- عنه (عليه السلام): يسير الهوى يفسد العقل (4).
- عنه (عليه السلام): طاعة الهوى تفسد العقل (5).
- عنه (عليه السلام): غلبة الهوى تفسد الدين والعقل (6).
- عنه (عليه السلام): الهوى عدو العقل (7).

(1) الجاثية: 23.
(2 - 7) غرر الحكم: 3925، 314، 10985، 5983، 6414، 266.
141

- عنه (عليه السلام): ما ضاد العقل كالهوى (1).
- عنه (عليه السلام): لا عقل مع هوى (2).
- عنه (عليه السلام): حفظ العقل بمخالفة الهوى والعزوف عن الدنيا (3).
- عنه (عليه السلام): من غلب شهوته ظهر عقله (4).
- عنه (عليه السلام): من غلب هواه عقله افتضح (5).
- عنه (عليه السلام): من غلب هواه على عقله ظهرت عليه الفضائح (6).
- عنه (عليه السلام): قرين الشهوة مريض النفس معلول العقل (7).
- عنه (عليه السلام): كم من عقل أسير تحت هوى أمير (8).
- عنه (عليه السلام): صل عجلتك بتأنيك، وسطوتك برفقك، وشرك بخيرك، وانصر العقل
على الهوى، تملك النهى (9).
- عنه (عليه السلام): العقل صاحب جيش الرحمن، والهوى قائد جيش الشيطان،
والنفس متجاذبة بينهما، فأيهما غلب كانت في حيزه (10).
- عنه (عليه السلام): العقل والشهوة ضدان، ومؤيد العقل العلم، ومزين الشهوة الهوى،
والنفس متنازعة بينهما، فأيهما قهر كانت في جانبه (11).
- عنه (عليه السلام): حرام على كل عقل مغلول بالشهوة أن ينتفع بالحكمة (12).
- عنه (عليه السلام): من جانب هواه صح عقله (13).
- عنه (عليه السلام) - من كتابه لشريح بن الحارث قاضيه لما بلغه أنه ابتاع دارا بثمانين
دينارا وكتب لها كتابا وأشهد فيه شهودا، بعد تقريعه وتوبيخه -: شهد على

(1 - 7) غرر الحكم: 9475، 10541، 4921، 7953، 8358، 8698، 6790.
(8) نهج البلاغة: الحكمة 211، غرر الحكم: 6923 وفيه " عند " بدل " تحت ".
(9 - 12) غرر الحكم: 5849، 2099، 2100، 4902.
(13) كنز الفوائد: 1 / 199.
142

ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى وسلم من علائق الدنيا (1).
- عنه (عليه السلام): من عشق شيئا أعشى (أعمى) بصره وأمرض قلبه، فهو ينظر بعين
غير صحيحة، ويسمع بأذن غير سميعة، قد خرقت الشهوات عقله،
وأماتت الدنيا قلبه (2).
- عنه (عليه السلام): العقل غطاء ستير، والفضل جمال ظاهر، فاستر خلل خلقك
بفضلك، وقاتل هواك بعقلك، تسلم لك المودة، وتظهر لك المحبة (3).
- عنه (عليه السلام): ذهاب العقل بين الهوى والشهوة (4).
- عنه (عليه السلام): لا يجتمع العقل والهوى (5).
- عنه (عليه السلام): لا عقل مع شهوة (6).
- عنه (عليه السلام): من لم يملك شهوته لم يملك عقله (7).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لا عقل كمخالفة الهوى (8).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الهوى يقظان والعقل نائم (9).
6 /
الذنب آفات العقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قارف ذنبا فارقه عقل لا يرجع إليه أبدا (10).
راجع: ص 157 / ما يحرم على العاقل.

(1) نهج البلاغة: الكتاب 3، الأمالي للصدوق: 389 / 501، روضة الواعظين: 489 كلاهما عن شريح
القاضي إلى قوله " الهوى ".
(2) نهج البلاغة: الخطبة 109.
(3) الكافي: 1 / 20 / 13 عن سهل بن زياد رفعه.
(4 - 7) غرر الحكم: 5180، 10574، 10526، 8995.
(8) تحف العقول: 286.
(9) الدرة الباهرة: 31، نزهة الناظر: 113 / 48، بحار الأنوار: 78 / 228 / 105.
(10) المحجة البيضاء: 8 / 160.
143

6 /
طبع القلب
* (الذين يجادلون فئ آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا
كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) * (1).
* (ثم بعثنا من بعده رسلا إلى قومهم فجاؤوهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا
به من قبل كذلك نطبع على قلوب المعتدين) * (2).
* (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) * (3).
* (تلك القرى نقص عليك من أ نبائها ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما
كذبوا من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين) * (4).
راجع: النساء: 155، النحل: 108.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الطابع معلق بقائمة العرش، فإذا انتهكت الحرمة وعمل
بالمعاصي واجترئ على الله بعث الله الطابع فيطبع الله على قلبه فلا يعقل
بعد ذلك شيئا (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إياكم واستشعار الطمع، فإنه يشوب القلب شدة الحرص، ويختم
على القلوب بطبائع حب الدنيا (6).
- الإمام الحسين (عليه السلام) - لما عبأ عمر بن سعد أصحابه لمحاربته (عليه السلام) وأحاطوا
به من كل جانب حتى جعلوه في مثل الحلقة فخرج (عليه السلام) حتى أتى الناس

(1) غافر: 35.
(2) يونس: 74.
(3) الروم: 59.
(4) الأعراف: 101.
(5) كنز العمال: 4 / 214 / 10213 نقلا عن شعب الإيمان عن ابن عمر.
(6) أعلام الدين: 340 / 24 عن أبي هريرة، بحار الأنوار: 77 / 182 / 24.
144

فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتى قال لهم -: ويلكم ما عليكم أن تنصتوا
إلي فتسمعوا قولي، وإنما أدعوكم إلى سبيل الرشاد... وكلكم عاص لأمري
غير مستمع قولي، فقد ملئت بطونكم من الحرام وطبع على قلوبكم (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (لهم قلوب لا يفقهون بها) * -: طبع الله عليها
فلا تعقل (2).
6 /
الأمل
- الإمام علي (عليه السلام): اعلموا أن الأمل يسهي العقل، وينسي الذكر (3).
- عنه (عليه السلام): إن الأمل يذهب العقل، ويكذب الوعد، ويحث على الغفلة، ويورث
الحسرة (4).
- عنه (عليه السلام): ما عقل من أطال أمله (5).
راجع: ص 201 / ح 958 و 959، وص 203 / ح 980 و 984
6 /
الكبر
- الإمام علي (عليه السلام): شر آفات العقل الكبر (6).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما دخل قلب امرئ شئ من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما

(1) بحار الأنوار: 45 / 8 نقلا عن المناقب.
(2) تفسير القمي: 1 / 249 عن أبي الجارود، بحار الأنوار: 5 / 197 / 13.
(3) نهج البلاغة: الخطبة 86.
(4) تحف العقول: 152.
(5 - 6) غرر الحكم: 9513، 5752.
145

دخله من ذلك، قل ذلك أو كثر (1).
6 /
الغرور
- الإمام علي (عليه السلام): فساد العقل الاغترار بالخدع (2).
- عنه (عليه السلام): لا يلفى (3) العاقل مغرورا (4).
- عنه (عليه السلام): اتقوا الله عباد الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه... ولم تفتله فاتلات
الغرور (5).
6 /
الغضب
- الإمام علي (عليه السلام): الغضب يفسد الألباب ويبعد من الصواب (6).
- عنه (عليه السلام): لا ينبغي أن يعد عاقلا من يغلبه الغضب والشهوة (7).
- عنه (عليه السلام): أملك حمية نفسك وسورة غضبك وسطوة يدك وغرب لسانك،
واحترس في ذلك كله بتأخير البادرة، وكف السطوة حتى يسكن غضبك
ويثوب إليك عقلك (8).

(1) حلية الأولياء: 3 / 180 عن عمر مولى عفرة، كشف الغمة: 2 / 359.
(2) غرر الحكم: 6552.
(3) في طبعة بيروت وطهران: " لا يلقى ".
(4) غرر الحكم: 10563.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 83، بحار الأنوار: 77 / 426 / 44 نقلا عن كتاب عيون الحكم والمواعظ،
وليس فيه " عباد الله ".
(6 - 8) غرر الحكم: 1356، 10898، 2414.
146

- عنه (عليه السلام): غير منتفع بالحكمة عقل معلول بالغضب والشهوة (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من لم يملك غضبه لم يملك عقله (2).
6 /
الطمع
- الإمام علي (عليه السلام): أكثر مصارع العقول تحت بروق المطامع (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، إياك والطمع، وعليك باليأس
مما في أيدي الناس، وأمت الطمع من المخلوقين، فإن الطمع مفتاح للذل،
واختلاس العقل، واختلاق المروات، وتدنيس العرض، والذهاب
بالعلم (4).
6 /
العجب
- الإمام علي (عليه السلام): عجب المرء بنفسه أحد حساد عقله (5).
- عنه (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله (6).
- عنه (عليه السلام): إعجاب المرء بنفسه برهان نقصه وعنوان ضعف عقله (7).

(1) غرر الحكم: 6397.
(2) الكافي: 2 / 305 / 13 عن أحمد بن أبي عبد الله عن بعض أصحابه رفعه، تحف العقول: 371.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 219، نزهة الناظر: 63 / 47، تنبيه الخواطر: 1 / 49 وفيهما " الأطماع " بدل
" المطامع "، غرر الحكم: 3175، بحار الأنوار: 73 / 170 / 7.
(4) تحف العقول: 399.
(5) نهج البلاغة: الحكمة 212، مطالب السؤول: 55.
(6) الكافي: 1 / 27 / 31 عن ميمون بن علي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تحف العقول: 90، كنز الفوائد: 1 / 200.
(7) غرر الحكم: 2007.
147

- عنه (عليه السلام): العجب يفسد العقل (1).
- عنه (عليه السلام): آفة اللب العجب (2).
- عنه (عليه السلام): إن الإعجاب ضد الصواب وآفة الألباب (3).
- عنه (عليه السلام): المعجب لا عقل له (4).
- عنه (عليه السلام): رضا المرء عن نفسه برهان سخافة عقله (5).
- عنه (عليه السلام): من أعجب بفعله أصيب بعقله (6).
- عنه (عليه السلام): من أعجبه قوله فقد غرب عقله (7).
- عنه (عليه السلام): رضاك عن نفسك من فساد عقلك (8).
6 /
الاستغناء بالعقل
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسين (عليه السلام) -: من استغنى بعقله ضل (9).
- عنه (عليه السلام): اتهموا عقولكم، فإنه من الثقة بها يكون الخطاء (10).
راجع: ص 124 / صفات العقلاء ح 502.
6 /
حب الدنيا
- الإمام علي (عليه السلام): سبب فساد العقل حب الدنيا (11).

(1 - 2) غرر الحكم: 726، 3956.
(3) نهج البلاغة: الكتاب 31، تحف العقول: 74، كشف المحجة: 227 نقلا عن محمد بن يعقوب
الكليني في كتاب الرسائل بإسناده عن عمر بن أبي المقدام عن الإمام الباقر (عليه السلام)، غرر الحكم: 1357.
(4 - 8) غرر الحكم: 1008، 5441، 8380، 8382، 5412.
(9) تحف العقول: 88، كنز الفوائد: 1 / 200، العدد القوية: 359 / 22.
(10 - 11) غرر الحكم: 2570، 5543.
148

- عنه (عليه السلام): حب الدنيا يفسد العقل، ويهم القلب عن سماع الحكمة، ويوجب
أليم العقاب (1).
- عنه (عليه السلام): زخارف الدنيا تفسد العقول الضعيفة (2).
- عنه (عليه السلام): الدنيا مصرع العقول (3).
- عنه (عليه السلام): اهربوا من الدنيا، واصرفوا قلوبكم عنها، فإنها سجن المؤمن، حظه
منها قليل، وعقله بها عليل، وناظره فيها كليل (4).
- عنه (عليه السلام) - في صفة أهل الدنيا -: نعم معقلة (مغفلة)، وأخرى مهملة، قد
أضلت عقولها، وركبت مجهولها (5).
- عنه (عليه السلام) - لأصحابه -: أف لكم! لقد سئمت عتابكم! أرضيتم بالحياة الدنيا من
الآخرة عوضا؟! وبالذل من العز خلفا؟! إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم
دارت أعينكم، كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة، يرتج
عليكم حواري فتعمهون، وكأن قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون! (6)
- عبد الله بن سلام: يقول الله في التوراة: إن القلوب المتعلقة بحب الدنيا
محجوبة العقول عني (7).
- الاختصاص: قال الله لداود: يا داود، احذر القلوب المعلقة بشهوات الدنيا،
عقولها محجوبة عني (8).
راجع: ص 85 / الزهد في الدنيا.

(1 - 4) غرر الحكم: 4878، 5494، 921، 2551.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 31، تحف العقول: 76، كشف المحجة: 229 نقلا عن محمد بن يعقوب
الكليني في كتاب الرسائل بإسناده عن عمر بن أبي المقدام عن الإمام الباقر (عليه السلام)، تنبيه الخواطر: 1 / 77.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 34، مطالب السؤول: 59 نحوه وفيه " ويرخ عليكم جواري " بدل " يرتج عليكم
حواري ".
(7) تنبيه الخواطر: 2 / 229.
(8) الاختصاص: 335.
149

6 /
شرب الخمر
- الإمام علي (عليه السلام): فرض الله... ترك شرب الخمر تحصينا للعقل (1).
- الإمام الرضا (عليه السلام): حرم الله الخمر لما فيها من الفساد، ومن تغييرها عقول
شاربيها، وحملها إياهم على إنكار الله عز وجل والفرية عليه وعلى رسله، وسائر
ما يكون منهم من الفساد والقتل (2).
6 /
السكرات الخمس
- الإمام علي (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يحترس من سكر المال وسكر القدرة وسكر
العلم وسكر المدح وسكر الشباب، فإن لكل ذلك رياحا خبيثة تسلب
العقل وتستخف الوقار (3).
6 /
كثرة اللهو
- الإمام علي (عليه السلام): من كثر لهوه قل عقله (4).
- عنه (عليه السلام): لم يعقل من وله باللعب واستهتر باللهو والطرب (5).
- عنه (عليه السلام): لا يثوب العقل مع اللعب (6).

(1) نهج البلاغة: الحكمة 252، المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 377، غرر الحكم: 6608.
(2) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 98 / 2، علل الشرايع: 475 / 1 كلاهما عن محمد بن سنان، وراجع فقه
الرضا (عليه السلام): 282.
(3 - 6) غرر الحكم: 10948، 8426، 7568، 10544.
150

- عنه (عليه السلام): من غلب عليه الهزل (1) فسد عقله (2).
- عنه (عليه السلام): من كثر هزله كثر سخفه (3).
6 /
البطالة
- الإمام الصادق (عليه السلام): ترك التجارة ينقص العقل (4).
- عنه (عليه السلام): ترك التجارة مذهبة للعقل (5).
- فضيل الأعور: شهدت معاذ بن كثير قال لأبي عبد الله (عليه السلام): إن أيسرت
فأدع التجارة؟ فقال: إنك إن فعلت قل عقلك - أو نحوه - (6).
- معاذ بياع الأكسية: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): يا معاذ، أضعفت التجارة أم
زهدت فيها؟ قلت: ما ضعفت عنها ولا زهدت فيها، قال: فما لك؟ قلت:
كنت أنتظر أمرك وذلك حين قتل الوليد وعندي مال كثير وهو في يدي
وليس لأحد عندي شئ ولا أراني آكله حتى أموت، فقال: لا تتركها، فإن
تركها مذهبة للعقل، أسع على عيالك، وإياك أن يكونوا هم السعاة عليك (7).
- أسباط بن سالم بياع الزطي: سأل أبو عبد الله (عليه السلام) يوما وأنا عنده عن معاذ بياع
الكرابيس، فقيل: ترك التجارة، فقال: عمل الشيطان عمل الشيطان، إن
من ترك التجارة ذهب ثلثا عقله، أما علم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قدمت عير من

(1) الهزل: ضد الجد (الصحاح: 5 / 1850)، وهزل في كلامه هزلا من باب ضرب ومزح (المصباح المنير: 638).
(2 - 3) غرر الحكم: 8429، 8964.
(4) الكافي: 5 / 148 / 1 عن حماد بن عثمان، تهذيب الأحكام: 7 / 2 / 1 عن الحلبي.
(5) الفقيه: 3 / 192 / 3718، تهذيب الأحكام: 7 / 3 / 3 عن معاذ بياع الأكسية.
(6) الكافي: 5 / 148 / 4، تهذيب الأحكام: 7 / 2 / 2.
(7) تهذيب الأحكام: 7 / 2 / 3، الكافي: 5 / 148 / 6 نحوه.
151

الشام فاشترى منها واتجر فربح فيها ما قضى دينه (1).
6 /
طلب الفضول
- الإمام علي (عليه السلام): ضياع العقول في طلب الفضول (2).
6 /
صحبة الجاهل
- الإمام علي (عليه السلام): من صحب جاهلا نقص من عقله (3).
- عنه (عليه السلام): من عدم العقل مصاحبة ذوي الجهل (4).
6 /
التجاوز عن الحد
- الإمام علي (عليه السلام): لا عقل لمن يتجاوز حده وقدره (5).
- عنه (عليه السلام): ما عقل من عدا طوره (6).
6 /
مماراة السفيه
- الإمام علي (عليه السلام): من ماري السفيه فلا عقل له (7).

(1) تهذيب الأحكام: 7 / 4 / 11.
(2) غرر الحكم: 5901.
(3) كنز الفوائد: 1 / 199.
(4 - 7) غرر الحكم: 9299، 10677، 9516، 9072.
152

6 /
ترك الاستماع من العاقل
- الإمام علي (عليه السلام): من ترك الاستماع من ذوي العقول مات عقله (1).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، من سلط ثلاثا على ثلاث
فكأنما أعان على هدم عقله: من أظلم نور تفكره بطول أمله، ومحا
طرائف حكمته بفضول كلامه، وأطفأ نور عبرته بشهوات نفسه، فكأنما
أعان هواه على هدم عقله، ومن هدم عقله أفسد عليه دينه ودنياه (2).
6 /
كثرة أكل لحم الوحش والبقر
- الإمام الرضا (عليه السلام): الإكثار من أكل لحوم الوحش والبقر يورث تغير العقل
وتحير الفهم وتبلد الذهن وكثرة النسيان (3).
راجع: ص 157 / ما يحرم على العاقل.
ص 164 / ما لا ينبغي للعاقل.

(1) كنز الفوائد: 1 / 199.
(2) الكافي: 1 / 17 / 12، تحف العقول: 386، تنبيه الخواطر: 2 / 34 كلها عن هشام بن الحكم.
(3) بحار الأنوار: 62 / 322 نقلا عن الرسالة الذهبية.
153

الفصل السابع
أحكام العاقل
7 /
ما يجب على العاقل
* (فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون) * (1).
* (فاتقوا الله يا أولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا) * (2).
- تحف العقول: قال (صلى الله عليه وآله): أربعة تلزم كل ذي حجى وعقل من أمتي، قيل:
يا رسول الله، ما هن؟ قال: استماع العلم، وحفظه، ونشره، والعمل به (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن العاقل من أطاع الله وإن كان ذميم المنظر حقير الخطر (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لما سئل عن العقل -: العمل بطاعة الله، وإن العمال بطاعة الله هم

(1) المائدة: 100.
(2) الطلاق: 10.
(3) تحف العقول: 57، نوادر الراوندي: 18 عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله) وفيه " حجر " بدل
" حجى "، دعائم الاسلام: 1 / 79.
(4) كنز الفوائد: 1 / 56.
155

العقلاء (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه تسمى جاهلا (2).
- الإمام علي (عليه السلام): العاقل من عصى هواه في طاعة ربه (3).
- عنه (عليه السلام): لو لم يرغب الله سبحانه في طاعته لوجب أن يطاع رجاء رحمته (4).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: يجب على العاقل أن يكون بما أحيا
عقله من الحكمة أكلف منه بما أحيا جسمه من الغذاء (5).
- عنه (عليه السلام): اتقوا الله عباد الله تقية ذي لب شغل التفكر قلبه، وأنصب الخوف
بدنه، وأسهر التهجد غرار نومه، وأظمأ الرجاء هواجر يومه، وظلف الزهد
شهواته، وأوجف الذكر بلسانه، وقدم الخوف لأمانه، وتنكب المخالج عن
وضح السبيل، وسلك أقصد المسالك إلى النهج المطلوب، ولم تفتله
فاتلات الغرور، ولم تعم عليه مشتبهات الأمور، ظافرا بفرحة البشرى
وراحة النعمى، في أنعم نومه وآمن يومه.
وقد عبر معبر العاجلة حميدا، وقدم زاد الآجلة سعيدا، وبادر من
وجل، وأكمش في مهل، ورغب في طلب، وذهب عن هرب، وراقب في
يومه غده، ونظر قدما أمامه.
فكفى بالجنة ثوابا ونوالا! وكفى بالنار عقابا ووبالا! وكفى بالله منتقما
ونصيرا! وكفى بالكتاب حجيجا وخصيما! (6)

(1) روضة الواعظين: 8.
(2) حلية الأولياء: 6 / 345 عن أبي سعيد، الفردوس: 5 / 282 / 8190 كلاهما عن أبي هريرة.
(3 - 4) غرر الحكم: 1747، 7594.
(5) شرح نهج البلاغة: 20 / 322 / 690.
(6) نهج البلاغة: الخطبة 83.
156

7 /
ما يحرم على العاقل
* (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به ى شيا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا
أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا
تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصلكم به ى لعلكم تعقلون) * (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لو لم ينه الله سبحانه عن محارمه لوجب أن يجتنبها العاقل (2).
- عنه (عليه السلام): لو لم يتوعد الله على معصيته لكان يجب أن لا يعصى شكرا لنعمه (3).
- عنه (عليه السلام): أقل ما يجب للمنعم أن لا يعصى بنعمته (4).
- عنه (عليه السلام): الانقباض عن المحارم من شيم العقلاء وسجية الأكارم (5).
- عنه (عليه السلام): العاقل من تورع عن الذنوب، وتنزه عن العيوب (6).
- عنه (عليه السلام): همة العاقل ترك الذنوب وإصلاح العيوب (7).
- عنه (عليه السلام): العقل منزه عن المنكر، آمر بالمعروف (8).
- عنه (عليه السلام): ما كذب عاقل، ولا زنى مؤمن (9).
- عنه (عليه السلام): غريزة العقل تأبى ذميم الفعل (10).
- عنه (عليه السلام): من العقل مجانبة التبذير وحسن التدبير (11).
- عنه (عليه السلام): للحازم من عقله عن كل دنية زاجر (12).

(1) الأنعام: 151.
(2) غرر الحكم: 7595.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 290، بحار الأنوار: 73 / 364 / 96.
(4 - 6) غرر الحكم: 3268، 2001، 1737.
(7) كنز الفوائد: 1 / 200.
(8 - 12) غرر الحكم: 1250، 9531، 6393، 9320، 7350.
157

- عنه (عليه السلام): أصل العقل العفاف، وثمرته البراءة من الآثام (1).
- عنه (عليه السلام): للقلوب خواطر سوء، والعقول تزجر عنها (2).
- عنه (عليه السلام): النفوس طلقة، لكن أيدي العقول تمسك أعنتها عن النحوس (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): إن العاقل لا يكذب وإن كان فيه هواه (4).
راجع: ص 206 / ركوب المناهي.
7 /
ما ينبغي للعاقل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ينبغي للعاقل إذا كان عاقلا أن يكون له أربع ساعات من
النهار: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يأتي
أهل العلم الذين يبصرونه أمر دينه وينصحونه، وساعة يخلي بين نفسه
ولذتها من أمر الدنيا فيما يحل ويجمل (5).
- أبو ذر الغفاري: قلت: يا رسول الله، ما كان في صحف إبراهيم؟ قال: كان
فيها أمثال وعبر: ينبغي للعاقل ما لم يكن مغلوبا في عقله أن يكون حافظا
للسانه، عارفا بزمانه، مقبلا على شأنه، فإنه من حسب كلامه من عمله قل
كلامه إلا فيما يعنيه (6).

(1) مطالب السؤول: 50، بحار الأنوار: 78 / 7 / 59.
(2) غرر الحكم: 7340 و 3433 وفيه " تزجر منها " بدل " تزجر عنها ".
(3) غرر الحكم: 2048.
(4) الكافي: 1 / 19 / 12 عن هشام بن الحكم.
(5) روضة الواعظين: 8 عن الإمام علي (عليه السلام)، الزهد لابن المبارك: 105 / 313 نحوه.
(6) تنبيه الغافلين: 216 / 275، الصمت لابن أبي الدنيا: 45 / 31 وفيه " حق على العاقل أن يكون
عارفا بزمانه حافظا للسانه، مقبلا على شأنه " فقط.
158

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ينبغي للعاقل أن لا يكون شاخصا إلا في ثلاث: طلب
لمعاش، أو خطوة لمعاد، أو لذة في غير محرم (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لعلي (عليه السلام) -: يا علي، لا ينبغي للعاقل أن يكون
ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أو لذة في غير
محرم (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): على العاقل أن يكون بصيرا بزمانه (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -: يا بني، إنه لا بد للعاقل من أن
ينظر في شأنه، فليحفظ لسانه وليعرف أهل زمانه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): في حكمة آل داود: على العاقل أن يكون عارفا بزمانه،
مقبلا على شأنه، حافظا للسانه (5).

(1) تاريخ بغداد: 1 / 338 / 250 عن الحارث الأعور، الفردوس: 5 / 501 / 8888 كلاهما عن الإمام
علي (عليه السلام)، كنز العمال: 15 / 856 / 43408، تحف العقول: 203 عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " مرمة " بدل
" طلب "، وراجع تنبيه الغافلين: 216 / 276.
(2) الفقيه: 4 / 356 / 5762 عن الإمام الباقر عن جده عن الإمام علي (عليهم السلام)، الكافي: 5 / 87 / 1 عن
محمد بن مروان عن الإمام الصادق (عليه السلام)، نهج البلاغة: الحكمة 390، المحاسن: 2 / 80 / 1205 عن
الأصبغ بن نباتة عن الإمام علي (عليه السلام) وكلاهما نحوه.
(3) الخصال: 525 / 13، معاني الأخبار: 334 / 1، عوالي اللآلي: 1 / 93 / 26 كلها عن أبي ذر،
الترغيب والترهيب: 3 / 189 / 24 وص 531 / 28 عن أبي ذر.
(4) الأمالي للطوسي: 146 / 240 عن أبي وجزة السعدي عن أبيه، تحف العقول: 203 وفيه "... للعاقل
من ثلاث: أن... ".
(5) الكافي: 2 / 116 / 20 عن منصور بن يونس، الفقيه: 4 / 416 / 5903 عن حماد بن عثمان مع
تقديم وتأخير، معاني الأخبار: 334 / 1 عن أبي ذر عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفيه أنه من صحف إبراهيم (عليه السلام)،
الصمت لابن أبي الدنيا: 45 / 31، عيون الأخبار لابن قتيبة: 1 / 280 كلاهما عن وهب بن منبه،
تفسير الدر المنثور: 8 / 489 نقلا عن عبد بن حميد وابن مردويه وابن عساكر عن أبي ذر عن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وفيه أنه من صحف إبراهيم (عليه السلام) وفيه " بصيرا " بدل " عارفا ".
159

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل الحياء الخلق (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل التحبب إلى الناس (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل بر
وفاجر (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأس العقل المداراة (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس في غير ترك حق (5).
- الإمام علي (عليه السلام): التثبت رأس العقل، والحدة رأس الحمق (6).
- الإمام الحسن (عليه السلام): رأس العقل معاشرة الناس بالجميل (7).
- الإمام علي (عليه السلام): رأس العقل مجاهدة الهوى (8).
- عنه (عليه السلام): ضادوا الهوى بالعقل (9).
- عنه (عليه السلام): من غلب عقله هواه أفلح (10).

(1) الفردوس: 2 / 270 / 3257 عن أنس، كنز العمال: 3 / 121 / 5775.
(2) الخصال: 15 / 55 عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، روضة الواعظين:
7، المعجم الأوسط: 5 / 120 / 4847 عن الحسين بن زيد عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)
و ج 6 / 156 / 6070 عن أبي هريرة، السنن الكبرى: 10 / 187 / 20306 عن سعيد بن المسيب
وفيهما " التودد " بدل " التحبب ".
(3) شعب الإيمان: 6 / 256 / 8062 عن عبد الله بن أحمد بن عامر عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام)،
صحيفة الرضا (عليه السلام): 105 / 54 عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، جامع الأحاديث للقمي: 80 عن
علي بن صدقة الرقي عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، بحار الأنوار: 74 / 409 / 13.
(4) شعب الإيمان: 6 / 344 / 8446 عن أبي هريرة.
(5) تحف العقول: 42، الفقيه: 4 / 387 / 5834 عن الإمام علي (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية
وليس فيه ذيله، قضاء الحوائج: 32 / 17 عن سعيد بن المسيب وليس فيه ذيله.
(6) كنز الفوائد: 1 / 199.
(7) كشف الغمة: 2 / 197.
(8 - 10) غرر الحكم: 5263، 5922، 8357.
160

- عنه (عليه السلام): من غلب عقله شهوته وحلمه غضبه كان جديرا بحسن السيرة (1).
- عنه (عليه السلام): داووا الغضب بالصمت، والشهوة بالعقل (2).
- عنه (عليه السلام): قاتل هواك بعقلك تملك رشدك (3).
- عنه (عليه السلام): الحلم غطاء ساتر، والعقل حسام قاطع، فاستر خلل خلقك بحلمك،
وقاتل هواك بعقلك (4).
- عنه (عليه السلام): الحذر الحذر أيها المستمع! والجد الجد أيها العاقل! ولا ينبئك مثل
خبير (5).
- عنه (عليه السلام): لقد أخطأ العاقل اللاهي الرشد، وأصابه ذو الاجتهاد والجد (6).
- عنه (عليه السلام): حق على العاقل العمل للمعاد والاستكثار من الزاد (7).
- عنه (عليه السلام): حق على العاقل أن يستديم الاسترشاد ويترك الاستبداد (8).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن لا يخلو في كل حالة عن طاعة ربه ومجاهدة
نفسه (9).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يكتسب بماله المحمدة، ويصون نفسه عن
المسألة (10).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يكثر من صحبة العلماء والأبرار، ويجتنب مقارنة
الأشرار والفجار (11).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل إذا علم أن لا يعنف، وإذا علم أن لا يأنف (12).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يخاطب الجاهل مخاطبة الطبيب المريض (13).

(1 - 3) غرر الحكم: 8887، 5155، 6737.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 424، روضة الواعظين: 460 وفيه " العقل حسام قاطع، قاتل هواك بعقلك " فقط.
(5 - 13) غرر الحكم: 2610، 7401، 4924، 4923، 10922، 10942، 10949، 10954،
10944.
161

- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يلمح وجهه في المرآة، فإن كان حسنا فلا يخلطه
بعمل القبيح فيجمع بين الحسن والقبيح (1)، وإن كان قبيحا فلا يعمل قبيحا
فيكون قد جمع بين القبيحين (2).
- عنه (عليه السلام): ينبغي للعاقل إذا أصابته نكبة أن ينام لها حتى تنقضي مدتها، فإن في
رفعها قبل انقضاء مدتها زيادة في مكروهها (3).
- عنه (عليه السلام): ينبغي أن يكون علم الرجل زائدا على نطقه، وعقله غالبا على
لسانه (4).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: ينبغي للعاقل أن يستعمل فيما يلتمسه
الرفق ومجانبة الهذر (5).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء (6).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: ينبغي للعاقل أن يمنع معروفه الجاهل واللئيم والسفيه. أما
الجاهل فلا يعرف المعروف ولا يشكر عليه، وأما اللئيم فأرض سبخة لا
تنبت، وأما السفيه فيقول: إنما أعطاني فرقا من لساني (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ينبغي للعاقل أن يكون صدوقا ليؤمن على حديثه،
وشكورا ليستوجب الزيادة (8).
- الإمام علي (عليه السلام): للعاقل في كل عمل إحسان، للجاهل في كل حالة خسران (9).

(1) في المصدر " القبح " والصحيح ما أثبتناه عن مستدرك الوسائل: 1 / 443 / 22.
(2) عوالي اللآلي: 4 / 57 / 204.
(3) الصواعق المحرقة: 131، ينابيع المودة: 2 / 417 / 155 وفيه زيادة " اشتغل " بعد " فإن "، كنز العمال:
3 / 752 / 8657 نقلا عن ابن عساكر عن الأحنف بن قيس.
(4) غرر الحكم: 10946.
(5 - 7) شرح نهج البلاغة: 20 / 337 / 868 وص 272 / 149 وص 301 / 442.
(8) تحف العقول: 364.
(9) غرر الحكم: 7328 و 7329.
162

- عنه (عليه السلام): للعاقل في كل عمل ارتياض (1).
- عنه (عليه السلام): للعاقل في كل كلمة نبل (2).
- عنه (عليه السلام): على العاقل أن يحصي على نفسه مساويها في الدين والرأي
والأخلاق والأدب، فيجمع ذلك في صدره أو في كتاب ويعمل في
إزالتها (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): على العاقل طلب العلم والأدب الذي لا قوام له إلا به (4).
- عنه (عليه السلام) - في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) -: اللهم إني أشهد أن هذا قبر ابن حبيبك
وصفوتك من خلقك، وأنه الفائز بكرامتك، أكرمته بكتابك، وخصصته
وائتمنته على وحيك، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على
خلقك، فأعذر في الدعاء، وبذل مهجته فيك، ليستنقذ عبادك من الضلالة
والجهالة والعمى والشك والارتياب إلى باب الهدى من الردى (5).
- عنه (عليه السلام) - في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) يوم الأربعين -: اللهم إني أشهد أنه
وليك وابن وليك، وصفيك وابن صفيك، الفائز بكرامتك، أكرمته بالشهادة،
وحبوته بالسعادة، واجتبيته بطيب الولادة، وجعلته سيدا من السادة وقائدا
من القادة وذائدا من الذادة، وأعطيته مواريث الأنبياء، وجعلته حجة على
خلقك من الأوصياء، فأعذر في الدعاء، ومنح النصح، وبذل مهجته فيك،
ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة (6).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): ينبغي للعاقل إذا عمل عملا أن يستحيي من الله، وإذا تفرد له

(1 - 2) غرر الحكم: 7339، 7334.
(3) مطالب السؤول: 49.
(4) الكافي: 1 / 29 ذيل الحديث 34 عن الحسن بن عمار.
(5) كامل الزيارات: 400 / 639 عن أبي حمزة الثمالي، بحار الأنوار: 101 / 177.
(6) مصباح المتهجد: 788 عن صفوان بن مهران.
163

بالنعم أن يشارك في عمله أحدا غيره (1).
- الإمام الرضا (عليه السلام): ينبغي لمن عقل عن الله أن لا يتهم الله في قضائه ولا يستبطئه
في رزقه (2).
7 /
ما لا ينبغي للعاقل
- الإمام علي (عليه السلام): لا ينبغي للعاقل أن يظهر سرورا برجاء، لأن الرجاء غرور (3).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: ليس ينبغي للعاقل أن يطلب طاعة غيره
وطاعة نفسه عليه ممتنعة (4).
- عنه (عليه السلام): لا ينبغي للعاقل أن يقيم على الخوف إذا وجد إلى الأمن سبيلا (5).
- عنه (عليه السلام): عجبا للعاقل كيف ينظر إلى شهوة يعقبه النظر إليها حسرة! (6)
- عنه (عليه السلام) - من كتابه لشريح بن الحارث -: بلغني أنك ابتعت دارا بثمانين
دينارا، وكتبت لها كتابا، وأشهدت فيه شهودا.
يا شريح، أما إنه سيأتيك من لا ينظر في كتابك ولا يسألك عن بينتك،
حتى يخرجك منها شاخصا ويسلمك إلى قبرك خالصا. فانظر يا شريح
لا تكون ابتعت هذه الدار من غير مالك، أو نقدت الثمن من غير حلالك،

(1) تحف العقول: 398.
(2) الكافي: 2 / 59 / 9 عن علي بن أسباط وص 61 / 5 عن صفوان الجمال عن الإمام الكاظم (عليه السلام)،
تهذيب الأحكام: 9 / 277 / 1001 عن علي بن أسباط عنه (عليه السلام)، قرب الإسناد: 375 / 1330 عن
البزنطي عنه (عليه السلام).
(3) نثر الدر: 1 / 322.
(4) شرح نهج البلاغة: 20 / 342 / 929.
(5) غرر الحكم: 10832.
(6) كنز الفوائد: 1 / 200.
164

فإذا أنت قد خسرت دار الدنيا ودار الآخرة! أما إنك لو كنت أتيتني عند
شرائك ما اشتريت لكتبت لك كتابا على هذه النسخة فلم ترغب في شراء
هذه الدار بدرهم فما فوق!
والنسخة هذه: " هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج للرحيل،
اشترى منه دارا من دار الغرور، من جانب الفانين وخطة الهالكين. وتجمع
هذه الدار حدود أربعة: الحد الأول ينتهي إلى دواعي الآفات، والحد الثاني
ينتهي إلى دواعي المصيبات، والحد الثالث ينتهي إلى الهوى المردي،
والحد الرابع ينتهي إلى الشيطان المغوي، وفيه يشرع باب هذه الدار.
اشترى هذا المغتر بالأمل من هذا المزعج بالأجل هذه الدار بالخروج من
عز القناعة والدخول في ذل الطلب والضراعة، فما أدرك هذا المشتري
فيما اشترى منه من درك فعلى مبلبل أجسام الملوك، وسالب نفوس
الجبابرة، ومزيل ملك الفراعنة، مثل كسرى وقيصر، وتبع وحمير، ومن
جمع المال على المال فأكثر، ومن بنى وشيد، وزخرف ونجد، وادخر
واعتقد، ونظر بزعمه للولد، إشخاصهم جميعا إلى موقف العرض
والحساب وموضع الثواب والعقاب: إذا وقع الأمر بفصل القضاء * (وخسر
هنالك المبطلون) * (1)، شهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى، وسلم
من علائق الدنيا " (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): ثلاثة أشياء لا ينبغي للعاقل أن ينساهن على كل حال:
فناء الدنيا، وتصرف الأحوال، والآفات التي لا أمان لها (3).

(1) غافر: 78.
(2) نهج البلاغة: الكتاب 3.
(3) تحف العقول: 324.
165

القسم الثاني:
الجهل
وفيه فصول:
الفصل الأول: معنى الجهل
الفصل الثاني: التحذير من الجهل
الفصل الثالث: أصناف الجهال
الفصل الرابع: علامات الجهل
الفصل الخامس: أحكام الجاهل
الفصل السادس: الجاهلية الأولى
الفصل السابع: الجاهلية الأخرى
الفصل الثامن: ختام الجاهلية
167

الفصل الأول
معنى الجهل
- الإمام الحسن (عليه السلام) - في جواب أبيه لما سأله عن تفسير الجهل -: سرعة
الوثوب على الفرصة قبل الاستمكان منها، والامتناع عن الجواب (1).
- الإمام علي (عليه السلام): رغبتك في المستحيل جهل (2).
- عنه (عليه السلام): الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل (3).
- عنه (عليه السلام): طلب المراتب والدرجات بغير عمل جهل (4).
- عيسى (عليه السلام) - للحواريين -: اعلموا أن فيكم خصلتين من الجهل: الضحك من
غير عجب، والصبحة (5) من غير سهر (6).

(1) معاني الأخبار: 401 / 62 عن شريح بن هانئ.
(2) غرر الحكم: 5384.
(3) نهج البلاغة: الحكمة 384، مطالب السؤول: 57.
(4) غرر الحكم: 5997.
(5) الصبحة: النوم أول النهار، لأنه وقت الذكر ثم وقت طلب الكسب (النهاية: 3 / 7).
(6) الزهد لابن المبارك: 96 / 283 عن عمران الكوفي، البداية والنهاية: 2 / 91 عن عكرمة، وراجع
حلية الأولياء: 5 / 73.
169

- الإمام علي (عليه السلام): إن من الجهل النوم من غير سهر (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن من الجهل الضحك من غير عجب (2).
- عنه (عليه السلام): الجهل في ثلاث: في تبدل الإخوان، والمنابذة بغير بيان،
والتجسس عما لا يعني (3).
- عنه (عليه السلام) - فيما نسب إليه في مصباح الشريعة -: الجهل صورة ركبت في بني
آدم، إقبالها ظلمة وإدبارها نور، والعبد متقلب معها كتقلب الظل مع
الشمس، ألا ترى إلى الانسان تارة تجده جاهلا بخصال نفسه حامدا لها،
عارفا بعيبها في غيره ساخطا لها! وتارة تجده عالما بطباعه ساخطا لها،
حامدا لها في غيره! فهو منه متقلب بين العصمة والخذلان، فإن قابلته
العصمة أصاب، وإن قابله الخذلان أخطأ.
ومفتاح الجهل الرضا والاعتقاد به، ومفتاح العلم الاستبدال مع إصابة
موافقة التوفيق. وأدنى صفة الجاهل دعواه العلم بلا استحقاق، وأوسطه
الجهل بالجهل، وأقصاه جحوده. وليس شئ إثباته حقيقة نفيه إلا الجهل
والدنيا والحرص، فالكل منهم كواحد، والواحد منهم كالكل (4).

(1) الجعفريات: 237 عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(2) الكافي: 2 / 664 / 7 عن السكوني، تحف العقول: 487 عن الإمام العسكري (عليه السلام)، وراجع
ص 207 / ح 814.
(3) تحف العقول: 317.
(4) بحار الأنوار: 1 / 93 / 15 نقلا عن مصباح الشريعة: 425.
قال المجلسي (رحمه الله) بعد نقله للحديث:
بيان: " كتقلب الظل مع الشمس " أي كما أن شعاع الشمس قد يغلب على الظل ويضئ مكانه، وقد
يكون بالعكس، فكذلك العلم والعقل قد يستوليان على النفس فيظهر له عيوب نفسه، ويؤول بعقله
عيوب غيره ما أمكنه، وقد يستولي الجهل فيرى محاسن غيره مساوئ، ومساوئ نفسه محاسن.
ومفتاح الجهل الرضا بالجهل والاعتقاد به، وبأنه كمال لا ينبغي مفارقته، ومفتاح العلم طلب
تحصيل العلم بدلا عن الجهل، والكمال بدلا عن النقص، وينبغي أن يعلم أن سعيه مع عدم مساعدة
التوفيق لا ينفع فيتوسل بجنابه تعالى ليوفقه.
قوله (عليه السلام): " إثباته " أي عرفانه، قال الفيروز آبادي: أثبته: عرفه حق المعرفة. وظاهر أن معرفة تلك
الأمور كما هي مستلزمة لتركها ونفيها، أو المعنى أن كل من أقر بثبوت تلك الأشياء لا محالة ينفيها عن
نفسه، فالمراد بالدنيا حبها. وقوله (عليه السلام): " فالكل كواحد " لعل معناه أن هذه الخصال كخصلة واحدة
لتشابه مبادئها وانبعاث بعضها عن بعض، وتقوي بعضها ببعض، كما لا يخفى.
170

دراسة في بيان معنى الجهل
يستخلص مما طرحه الاسلام في شتى أبواب نظرية المعرفة أن هذا الدين
الإلهي قد أعار - قبل كل شئ وفوق كل شئ - أهمية قصوى للفكر والوعي
والمعرفة من أجل بناء المجتمع الفاضل الذي يصبو إليه، وحذر من مغبة الجهل
وتعطيل الفكر.
فالإسلام يرى في الجهل آفة تهدد ازدهار الانسانية، ومصدرا لكل المفاسد
الفردية والاجتماعية (1)، وما لم تستأصل هذه الآفة لا يتسنى للفضيلة أن تسود،
ولا يتحقق المجتمع الإنساني المنشود.
فهذا الدين يعتبر الجهل سبب كل شر، وأنه أكبر وبال، وأفتك الأمراض،

(1) راجع ص 192 / ب: الشرور.
171

وأعدى الأعداء، وأن الجاهل شر الدواب، بل هو ميت بين الأحياء.
ومن أجل الاستيعاب الصحيح لمعاني الآيات والأحاديث الواردة في ذم
الجهل والجاهل وصفاته وأحكامه وضرورة القضاء على الجهل، لا بد - ابتداء -
من معرفة المعنى المراد منه.
وهل كل جهل - في رأي الاسلام - مذموم وخطير، أم الجهل بمعناه الخاص؟
وإذا كان الشق الثاني من السؤال هو الصحيح، فلا بد من تحديد طبيعة ذلك
الجهل.
فأي جهل يعتبر مصدرا لكل الشرور؟
وأي جهل يعد الوبال الأكبر؟
وأي جهل ذاك الذي يحتسب كأفتك الأمراض وأعتاها؟
وأي جهل هو الفقر الأكبر؟
وأي جهل هو أعدى الأعداء؟
وأي جاهل ذاك الذي نعته القرآن الكريم ب‍ " شر الدواب " ووصفه الإمام
علي (عليه السلام) ب‍ " الميت بين الأحياء ".
مفاهيم الجهل
هنالك أربعة معان للجهل المذموم، هي:
أولا: مطلق الجهل.
ثانيا: الجهل بعموم العلوم والمعارف المفيدة والبناءة.
ثالثا: الجهل بأهم المعارف الضرورية للإنسان.
رابعا: الجهل كقوة مقابلة للعقل.
وإليك في ما يلي توضيحا لهذه المعاني:
172

1 - مطلق الجهل
على الرغم مما يتبادر إلى الذهن في الوهلة الأولى من أن مطلق الجهل ضار
ومذموم، لكن يتضح من خلال التأمل أنه ليس كل جهل مذموما ولا كل علم
محمودا، بل إن العلم شطر منه نافع وبناء، وشطر منه ضار مهلك، ولهذا السبب
حرم الاسلام السعي لاستكناه بعض الأمور والخفايا.
وقد ورد مزيد من الإيضاحات لهذا الموضوع في الأحاديث المنقولة في باب
" أحكام الجاهل " في هذا الفصل، وفي الفقرة (ج: ما يحرم تعلمه) من أحكام
التعلم (1)، وكذا في الباب الرابع من أبواب آداب السؤال من كتاب " العلم والحكمة
في الكتاب والسنة " (2).
2 - الجهل بالمعارف المفيدة
لا ريب في أن الاسلام ينظر بعين الاحترام إلى جميع العلوم والمعارف المفيدة
ويدعو إلى تعلمها، بل ويوجب ذلك فيما إذا كان المجتمع بحاجة إليها ولم يوجد
من به الكفاية لأدائها (3).
إلا أن هذا لا يعني بطبيعة الحال أن الجهل بكل هذه العلوم مذموم بالنسبة
للجميع.
وبعبارة أخرى، تدخل الآداب، والصرف، والنحو، والمنطق، والكلام،
والفلسفة، والرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، وسائر العلوم والفنون الأخرى
في خدمة الانسان، وتحظى باحترام الدين الإسلامي، بيد أنه لا يمكن النظر إلى
الجهل بكل هذه العلوم كمصدر لجميع الشرور، واعتباره أشد المصائب، وأدوى

(1) راجع كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة ": ص 294 و 301.
(2) المصدر السابق: ص 270 / السؤال عما قد يضر جوابه.
(3) المصدر السابق: ص 299 / توضيح حول أحكام التعلم.
173

الداء، وألد الأعداء، وأكبر صور الإملاق، وأن كل من يجهل هذه العلوم أو بعضها
هو شر الدواب، وميت بين الأحياء.
3 - الجهل بالمعارف الضرورية للإنسان
المعارف والعلوم التي تهيئ للإنسان معرفة بدايته وغايته وتكشف له عن
سبيل بلوغ الحكمة من وجوده، تدخل في إطار أهم المعارف الضرورية لحياته.
فالانسان لا بد له أن يعرف كيف ظهر إلى الوجود؟ وما هي الغاية من خلقه؟
وكيف له العمل حتى يصل إلى الحكمة المرجوة من وجوده؟ وما هو مصيره؟ وما
هي المخاطر التي تهدده؟
والمعارف التي تتكفل بالإجابة عن هذه الاستفسارات هي تراث الأنبياء، هذه
المعارف مبدأ لكل خير، وتمهد السبيل لازدهار العقل العملي وجوهر العلم.
والجهل بهذه المعارف يوقع المجتمع الإنساني في أشد المصائب والمحن. ومن
الطبيعي أن تعلم مثل هذه المعارف لا يجدي نفعا بمفرده، وإنما تكون ذات فاعلية
فيما لو كبح العقل جماح المفهوم الرابع للجهل، وهو ما نبينه فيما يأتي.
4 - القوة المقابلة للعقل
تطرح النصوص الإسلامية للجهل مفهوما رابعا، وهو - خلافا للمعاني
السابقة - أمر وجودي لا عدمي، وذلك هو الشعور الخفي الذي يقع في مقابل
العقل، وهو بطبيعة الحال - شأنه كشأن العقل - مخلوق من قبل الباري تعالى (1)،
وله آثار ومقتضيات تسمى ب‍ " جنود الجهل " تقع في مقابل " جنود العقل " (2). أما
سبب تسمية هذه القوة بالجهل فلوقوعها في مقابل العقل تماما. ولهذه القوة

(1) راجع ص 32 / خلق العقل والجهل.
(2) راجع ص 91 / جنود العقل والجهل.
174

تسميات أخرى أيضا مر بيانها في مبحث خلق العقل.
وكما جاء في الباب الأول من " علامات العقل " فقد اعتبرت جميع أنواع
الحسن والجمال الاعتقادي والأخلاقي والعملي، كالخير، والعلم، والمعرفة،
والحكمة، والإيمان، والعدل، والإنصاف، والإلفة، والرحمة، والمودة، والرأفة،
والبركة، والقناعة والسخاء، والأمانة، والشهامة، والحياء، والنظافة، والرجاء،
والوفاء، والصدق، والحلم، والصبر، والتواضع، والغنى، والنشاط، من جنود
العقل.
وفي مقابل هذا اعتبرت جميع القبائح الاعتقادية والأخلاقية والعملية، كالشر
والجهل (1)، والحمق، والكفر، والجور، والفرقة، والقسوة، والقطيعة، والعداوة،
والبغض، والغضب، والمحق، والحرص، والبخل، والخيانة، والبلادة، والجلع،
والتهتك، والقذر، واليأس، والغدر، والكذب، والسفه، والجزع، والتكبر،
والفقر، والكسل، من جنود الجهل.
والإنسان حر في اختيار واتباع وتنمية أية واحدة من هاتين القوتين.
فهو قادر على اتباع قوة العقل، ويمكنه بإحيائها إماتة الجهل والشهوة والنفس
الأمارة (2)، وباستطاعته أن يبلغ الغاية العليا للإنسانية ويصبح خليفة لله عن طريق
تنمية جنود العقل ومقتضياته، كما ويتسنى له عبر الانقياد لقوة الجهل وتنمية
جنود الجهل ومقتضياته السقوط في أسفل سافلين (3).
تتجلى مما سبق ذكره نقطتان تسترعيان الاهتمام، وهما:

(1) المراد به الجهل المتفرع عن الجهل الأصلي، ويدخل في عداد جنوده، ويكون في مقابل العلم، بينما
الجهل الأول - أو الأصلي - يكون في مقابل العقل.
(2) راجع ص 137 / علامات كمال العقل ح 608.
(3) * (ثم رددناه أسفل سافلين) *، التين: 5.
175

1 - أخطر الجهل
النقطة الأولى هي أن الاسلام على الرغم من شدة محاربته للجهل وخاصة
بمفهومه الثالث، إلا أنه يعتبر أخطر أنواعه هو نوعه الرابع، أي اختيار واتباع
السبيل الذي تدعو قوى الجهل الانسان إليه، لأن الانسان إذا سلك النهج الذي
يرسمه له العقل فسيحظى من غير شك بالتسديد والهداية من العلم والحكمة
وسائر جنود العقل لبلوغ مبدأ الانسانية وغايتها، واكتساب جميع المعارف
المفيدة والبناءة، ويصل على قدر استعداده وجهده إلى الحكمة من وراء خلقه.
أما إذا اختار الانسان طريقا من الطرق التي يقتضيها الجهل، وأغلق جنود
الجهل أمام وجهه سبيل إدراك المعارف البناءة والحقائق السامية التي تبصره
بالغاية العليا للإنسانية، فإنه في مثل هذه الحالة سيهلك بمرض الجهل حتى لو
كان أعلم العلماء على وجه الأرض، وسوف لن ينفعه علمه في هدايته * (وأضله
الله على علم) * (1).
وعلى هذا الأساس، حينما يطرح موضوع " الجهل " على بساط البحث،
يتركز محور الحديث عادة حول مفهومه الرابع، ثم تتدرج من بعده سائر مفاهيم
الجهل الأخرى وفقا لأهمية كل منها.
2 - المواجهة بين العقل والجهل
القضية المهمة الأخرى هي إيضاح السر الكامن وراء المجابهة بين العقل
والجهل في النصوص الإسلامية.
والسؤال الذي يثار في هذا الصدد يستهدف معرفة السبب الذي جعل
النصوص الإسلامية - ومن جملتها كتب الحديث - تضع الجهل في مقابل العقل،

(1) الجاثية: 23.
176

خلافا للنهج المتعارف الذي يضع الجهل كعنصر مقابل للعلم.
فأنت حينما تراجع كتب الحديث لا تجد فيها عنوان " العلم والجهل "، خلافا
لعنوان " العقل والجهل " الذي تجده عادة في معظم أو كل الكتابات التفصيلية.
والسر الكامن وراء ذلك هو أن الاسلام يعتبر الجهل بمفهومه الرابع - وهو أمر
وجودي ويقف في مقابل العقل - أخطر من الجهل بمفهوميه الثاني والثالث، وهو
أمر عدمي ويقف في مقابل العلم.
وبعبارة أخرى: تدلل المواجهة بين العقل والجهل في النصوص الإسلامية
على أن الجهل الذي يكون في مواجهة العقل أخطر من الجهل الذي يكون في
مواجهة العلم، وما لم تستأصل جذور هذا الجهل من المجتمع لا يغنيه شيئا
اقتلاع جذور الجهل المقابل للعلم، وهذه نقطة في غاية الظرافة والدقة، فافهم
واغتنم.
177

الفصل الثاني
التحذير من الجهل
2 /
ذم الجهل
* (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها
وحملها الانسان إنه وكان ظلوما جهولا) * (1).
أ: أعظم المصائب
- الإمام علي (عليه السلام): أعظم المصائب الجهل (2).
- عنه (عليه السلام): من أشد المصائب غلبة الجهل (3).
- عنه (عليه السلام): شر المصائب الجهل (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا مصيبة أعظم من الجهل (5).

(1) الأحزاب: 72.
(2 - 4) غرر الحكم: 2844، 9301، 5680.
(5) الاختصاص: 246، غرر الحكم: 10673 وفيه " أشد " بدل " أعظم ".
179

ب: أسوأ السقم
- الإمام علي (عليه السلام): أسوأ السقم الجهل (1).
- عنه (عليه السلام): الجهل أدوأ الداء (2).
- عنه (عليه السلام): لا داء أعيى من الجهل (3).
- عنه (عليه السلام): الجهل داء وعياء (4).
- عنه (عليه السلام): الجهل في الانسان أضر من الآكلة في البدن (5).
ج: أشد الفقر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، لا فقر أشد من الجهل (6).
- الإمام علي (عليه السلام): لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل (7).
- عنه (عليه السلام): لا غنى لجاهل (8).
د: أضر الأعداء
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله (9).

(1 - 2) غرر الحكم: 2882، 820.
(3) مائة كلمة للجاحظ: 45 / 29.
(4 - 5) غرر الحكم: 689، 1830.
(6) الكافي: 1 / 25 / 25 عن السري بن خالد عن الإمام الصادق (عليه السلام) و ج 8 / 20 / 4 عن جابر بن يزيد
عن الإمام الباقر عن الإمام علي (عليهما السلام)، تحف العقول: 6 وص 10 وص 94 وص 201 والأخيران عن
الإمام علي (عليه السلام)، الأمالي للطوسي: 146 / 240 عن أبي وجزة السعدي عن أبيه عن الإمام علي (عليه السلام)،
المعجم الكبير: 3 / 69 / 2688 عن الحارث، شعب الإيمان: 4 / 157 / 4647 عن عاصم بن ضمرة
وكلاهما عن الإمام علي (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(7) نهج البلاغة: الحكمة 54، غرر الحكم: 10472 و 10473.
(8) غرر الحكم: 10450.
(9) المحاسن: 1 / 309 / 610 عن الحسن بن جهم عن الإمام الرضا (عليه السلام)، الكافي: 1 / 11 / 4،
عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 24 / 1، علل الشرايع: 101 / 2 كلها عن الحسن بن الجهم عن الإمام
الرضا (عليه السلام)، تحف العقول: 443.
180

- عنه (صلى الله عليه وآله): من لم ينفعه فقهه ضره جهله (1).
- الإمام علي (عليه السلام): لا عدو أضر من الجهل (2).
- عنه (عليه السلام): الجهل أنكى عدو (3).
- الإمام العسكري (عليه السلام): الجهل خصم، والحلم حكم (4).
ه‍: أشين سوءة
- الإمام علي (عليه السلام): لا سوءة أشين من الجهل (5).
- عنه (عليه السلام): كفى بالجهل ذما أن يبرأ منه من هو فيه! (6)
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: ما أقبح بالصبيح الوجه أن يكون
جاهلا! كدار حسنة البناء وساكنها شر، وكجنة يعمرها بوم، أو صرمة
يحرسها ذئب (7).
2 /
ذم الجاهل
* (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) * (8).

(1) الفردوس: 2 / 269 / 4251 عن عبد الله بن عمرو، كنز العمال: 10 / 191 / 29004 نقلا عن
المعجم الكبير عن ابن عمر وفيه " علمه " بدل " فقهه ".
(2) الإرشاد: 1 / 304، كنز الفوائد: 1 / 199، حلية الأولياء: 3 / 196 عن عائذ بن حبيب عن الإمام
الصادق (عليه السلام).
(3) غرر الحكم: 480.
(4) الدرة الباهرة: 44، أعلام الدين: 313، بحار الأنوار: 78 / 377 / 3.
(5) غرر الحكم: 10640.
(6) منية المريد: 110، وراجع المحاسن والمساوئ: 399.
(7) شرح نهج البلاغة: 20 / 306 / 507.
(8) الأنفال: 22.
181

- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما استرذل الله تعالى عبدا إلا حظر عليه العلم والأدب (1).
- الإمام علي (عليه السلام): إذا أرذل الله عبدا حظر عليه العلم (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قلب ليس فيه شئ من الحكمة كبيت خرب، فتعلموا
وعلموا، وتفقهوا ولا تموتوا جهالا، فإن الله لا يعذر على الجهل (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الزاهد الجاهل مسخرة الشيطان (4).
- الإمام علي (عليه السلام): عظم الجسد وطوله لا ينفع إذا كان القلب خاويا (5).
- عنه (عليه السلام): أبغض الخلائق إلى الله تعالى الجاهل، لأنه حرمه ما من به على خلقه
وهو العقل (6).
- عنه (عليه السلام): عمل الجاهل وبال، وعلمه ضلال (7).
- عنه (عليه السلام): أشقى الناس الجاهل (8).
- عنه (عليه السلام): الجاهل ميت بين الأحياء (9).
- عنه (عليه السلام): الجاهل صغير وإن كان شيخا، والعالم كبير وإن كان حدثا (10).
- عنه (عليه السلام): الجاهل صخرة لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر عودها، وأرض لا
يظهر عشبها (11).
- عنه (عليه السلام): للجاهل في كل حالة خسران (12).

(1) كنز العمال: 10 / 157 / 28806 نقلا عن ابن النجار عن أبي هريرة.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 288.
(3) كنز العمال: 10 / 147 / 28750 نقلا عن ابن السني عن ابن عمر.
(4) عوالي اللآلي: 1 / 272 / 93.
(5 - 8) غرر الحكم: 6309، 3359، 6327، 2894.
(9) غرر الحكم: 2118، راجع ص 193 / د: موت النفس.
(10) كنز الفوائد: 1 / 318، شرح نهج البلاغة: 20 / 327 / 750.
(11 - 12) غرر الحكم: 2081، 7329.
182

- عنه (عليه السلام): كل جاهل مفتون (1).
- عنه (عليه السلام): الجاهل حيران (2).
- عنه (عليه السلام): سلطان الجاهل يبدي معايبه (3).
- عنه (عليه السلام): نعمة الجاهل كروضة على مزبلة (4).
- عنه (عليه السلام): كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحا فيها (5).
- عنه (عليه السلام): دولة الجاهل كالغريب المتحرك إلى النقلة (6).
- عنه (عليه السلام): من لا عقل له لا ترتجيه (7).
- عنه (عليه السلام): لسان البر يأبى سفه الجهال (8).
- عنه (عليه السلام): لا يردع الجهول إلا حد الحسام (9).
- عنه (عليه السلام) - في ذم أهل البصرة بعد وقعة الجمل -: أرضكم قريبة من الماء،
بعيدة من السماء، خفت عقولكم، وسفهت حلومكم، فأنتم غرض لنابل،
وأكلة لآكل، وفريسة لصائل (10).
- عنه (عليه السلام):
لا تصحب أخا الجهل * وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى * حليما حين آخاه (11)
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن قلبا ليس فيه شئ من العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر

(1 - 3) غرر الحكم: 6845، 198، 5578.
(4) تنبيه الخواطر: 2 / 17، غرر الحكم: 9956 وفيه " نعم الجهال "، ينابيع المودة: 2 / 414 / 117،
مائة كلمة للجاحظ: 57 / 41.
(5) غرر الحكم: 7198، شرح نهج البلاغة: 20 / 343 / 943.
(6 - 9) غرر الحكم: 5108، 8088، 7637، 10816.
(10) نهج البلاغة: الخطبة 14، بحار الأنوار: 32 / 246 / 194.
(11) كنز العمال: 9 / 179 / 25592 نقلا عن الشعبي.
183

له (1).
- الإمام العسكري (عليه السلام): رياضة الجاهل ورد المعتاد عن عادته كالمعجز (2).
- لقمان (عليه السلام): لأن يضربك الحكيم فيؤذيك خير من أن يدهنك الجاهل بدهن
طيب (3).
راجع: ص 69 / التحذير من ترك التعقل.
2 /
النوادر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما أعز الله بجهل قط، ولا أذل بحلم قط (4).
- الإمام علي (عليه السلام): الجهل بالفضائل من أقبح الرذائل (5).
- عنه (عليه السلام): الجهل والبخل مساءة ومضرة (6).
- عنه (عليه السلام): لا قرين شر من الجهل (7).
- عنه (عليه السلام): الجهل وبال (8).
- عنه (عليه السلام): لا يزكو مع الجهل مذهب (9).
- عنه (عليه السلام): إنكم لن تحصلوا بالجهل أربا، ولن تبلغوا به من الخير سببا، ولن
تدركوا به من الآخرة مطلبا (10).
- عنه (عليه السلام): إن الزهد في الجهل بقدر الرغبة في العقل (11).

(1) الأمالي للطوسي: 543 / 1165 عن مسعدة بن زياد الربعي عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(2) تحف العقول: 489، بحار الأنوار: 78 / 374 / 30.
(3) تنبيه الخواطر: 2 / 26، بحار الأنوار: 13 / 426 / 21.
(4) الكافي: 2 / 112 / 5 عن علي بن حفص العوسي الكوفي رفعه إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، مشكاة الأنوار:
216 عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، كنز العمال: 3 / 132 / 5830 نقلا عن ابن شاهين عن ابن مسعود.
(5 - 6) غرر الحكم: 2054، 1585.
(7) تحف العقول: 93، كنز الفوائد: 1 / 319 وفيه " سوء شر " بدل " شر ".
(8 - 11) غرر الحكم: 237، 10542، 3856، 3444.
184

الفصل الثالث
أصناف الجهال
- الإمام علي (عليه السلام): الرجال أربعة: رجل يدري ويدري أنه يدري فذاك عالم
فاسألوه، ورجل لا يدري ويدري أنه لا يدري فذاك مسترشد فأرشدوه،
ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذاك جاهل فارفضوه، ورجل
يدري ولا يدري أنه يدري فذاك نائم فأنبهوه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم
فتعلموا منه، ورجل يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فأنبهوه، ورجل لا
يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا
يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه (2).

(1) معدن الجواهر: 41.
(2) أخبار الحمقى والمغفلين: 46، عوالي اللآلي: 4 / 79 / 74 عن بعضهم (عليهم السلام) نحوه، بحار الأنوار:
1 / 195 / 15.
185

توضيح حول أنواع الجهل
وكما أشارت الرواية الأخيرة فإن للإنسان في معرفة الحقائق أربع
حالات، لكل واحدة منها أحكامها وتكاليفها الخاصة على الفرد والمجتمع.
وهذه الحالات هي:
1 - العلم
الحالة الأولى هي العلم، فمن يعلم ويعلم أنه يعلم يقال له: عالم. وجدير بمثل
هذا الشخص أن يكون معلما لغيره، وواجبه أن يكون معلما، وعلى الآخرين أن
يتعلموا منه ويسألوه، * (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * (1).
2 - الغفلة
وهي الحالة الثانية. والغافل هو من يعلم ولا يعلم أنه يعلم. وهنا يجب على الواعين
إيقاظه من نومة الغفلة، " فذاك نائم فأنبهوه "، * (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * (2).
3 - الجهل البسيط
وهو الحالة الثالثة. والجاهل هو من لا يعلم شيئا، سواء كان يعلم أنه لا يعلم أو

(1) الأنبياء: 7.
(2) الذاريات: 55.
187

لا يعلم أنه لا يعلم. وعلى كل الأحوال فإن على العالم تعليمه، وعليه التعلم.
وتشمله الآية الكريمة * (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) *.
4 - الجهل المركب
الحالة الرابعة هي الجهل المركب الذي يتألف من جهلين هما: عدم العلم،
وتوهم العلم. والجاهل المصاب بهذا الجهل لا يعلم ويتوهم أنه يعلم، ويبدو أنه
المقصود بالجملة القائلة: " لا يعلم، ولا يعلم أنه لا يعلم "، وكذلك " لا يدري،
ولا يدري أنه لا يدري " الواردة في روايتي هذا الفصل. ولهذا صرح الإمام
علي (عليه السلام) أن واجب الآخرين إزاء مثل هذا الجاهل هو الرفض " فذاك جاهل
فارفضوه "، وأمر الإمام الصادق (عليه السلام) الناس باجتنابه بقوله: " فذاك أحمق
فاجتنبوه ".
داء بلا دواء (1)
السؤال الذي يثار هنا يرمي إلى تقصي السبب الذي جعل الأحاديث - الواردة
في هذا الباب بشأن التعامل مع أصناف الجهال - توجب على الواعين من أبناء
المجتمع تنبيه الغافل والجاهل البسيط، في حين لا توجب عليهم شيئا إزاء
المصاب بالجهل المركب، بل وتحثهم على رفضه واجتنابه؟
وجواب ذلك: هو أن الجهل المركب أخطر أنواع الجهل، وهو في الحقيقة داء لا
دواء له. فالشخص الذي لا يعلم ويتصور أنه يعلم مصاب ببلاء خطير هو الشعور
بأنه يعلم. ومثل هذا المرض إذا اتخذ طابع المرض المزمن يتعذر علاجه.
قال الإمام الصادق (عليه السلام) في هذا المضمار: " من أعجب بنفسه هلك، ومن أعجب

(1) من جملة الأشعار الواردة في هذا الباب، قول الشاعر:
لكل داء دواء يستطب به * إلا الحماقة أعيت من يداويها
188

برأيه هلك، وإن عيسى بن مريم (عليه السلام) قال: داويت المرضى فشفيتهم بإذن
الله، وأبرأت الأكمه والأبرص بإذن الله، وعالجت الموتى فأحييتهم بإذن الله،
وعالجت الأحمق فلم أقدر على إصلاحه.
فقيل: يا روح الله، وما الأحمق؟
قال: المعجب برأيه ونفسه، الذي يرى الفضل كله له لا عليه، ويوجب الحق
كله لنفسه ولا يوجب عليها حقا، فذاك الأحمق الذي لا حيلة في مداواته " (1).
يتضح في ضوء هذا التفسير أن الأحمق الحقيقي ليس المصاب بعاهة في
دماغه ويعجز عن إدراك الأمور بسبب مرض جسدي، لأن مثل هذا المريض
حتى وإن استعصى علاجه بالطرق الطبيعية للمداواة، يمكن معالجته بطرق
الإعجاز.
وإنما الأحمق الحقيقي هو من يتمتع بدماغ سالم، إلا أن مرض العجب
والإحساس بأنه يعلم هو الذي يفسد عليه عقله، ويحل موته العقلي نتيجة عدم
استجابته لدعوة العقل العملي. وميت كهذا يستحيل علاجه، وحتى النبي
عيسى (عليه السلام) بإعجازه عيي عن مداواته. كان (عليه السلام) يعالج أنواع الأمراض البدنية بإذن
الله وبدون أدوات ومواد طبية، وفوق ذلك كان يعالج الميتة أجسامهم بالإحياء،
لكنه عجز عن إحياء العقل الميت، وما من نبي له مثل هذه المقدرة. وقد خاطب
القرآن الكريم خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله) بقوله: * (إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع
الصم الدعاء) * (2).
فالفكر عندما يموت لا يعود المرء يدرك شيئا من الدنيا إلا ظاهرها، ويتوهم
أن ما يفهمه منها هو الصحيح لا غير: * (يعلمون ظهرا من الحياة الدنيا وهم عن
الآخرة هم غافلون) * (3).

(1) الاختصاص: 221.
(2 - 3) الروم: 52، 7.
189

وهنا لا تكون لتعليم الميت أية جدوى، ومن يصاب بموت الفكر يستحيل إلى
أخطر كائن حي، أو كما وصفه القرآن الكريم: * (إن شر الدواب عند الله الصم
البكم الذين لا يعقلون) *. ليس هذا فحسب بل سيكون الاقتراب منه أيضا مؤديا
إلى حالة تنطوي على خطورة، وذلك لأن مرض الفكر سريع العدوي ويحتمل أن
يسري إلى الآخرين. ومعنى هذا أن الناس يصبحون ملزمين باجتناب مثل هؤلاء
الأشخاص والإعراض عنهم، كما قال سبحانه وتعالى: * (فأعرض عن من تولى
عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا) * (1).

(1) النجم: 29.
190

الفصل الرابع
علامات الجهل
4 /
آثار الجهل
أ: الكفر
* (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم
لا يعقلون شيا ولا يهتدون) * (1).
* (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء صم م بكم عمي فهم
لا يعقلون) * (2).
* (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما يدرك الخير كله بالعقل، ولا دين لمن لا عقل له (4).

(1 - 2) البقرة: 170، 171.
(3) المائدة: 58.
(4) تحف العقول: 54، غرر الحكم: 10768 وفيه ذيله، الفردوس: 2 / 150 / 2764 عن عمر مجمع بن
حارثة، حلية الأولياء: 3 / 220 عن أبي هريرة وفيه ذيله.
191

- عنه (صلى الله عليه وآله): قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): دين المرء عقله، ومن لا عقل له لا دين له (2).
- الإمام علي (عليه السلام): ما كفر الكافر حتى جهل (3).
- عنه (عليه السلام): الكافر خب (4)، لئيم، خؤون، مغرور، بجهله مغبون (5).
- عنه (عليه السلام): الكافر فاجر جاهل (6).
- عنه (عليه السلام): الجاهل إذا جمد وجد، وإذا وجد ألحد (7).
- علي بن أسباط عنهم (عليهم السلام) - فيما وعظ الله عز وجل به عيسى (عليه السلام: يا عيسى،
لا تشرك بي شيئا... كن مع الحق حيثما كان وإن قطعت وأحرقت بالنار،
فلا تكفر بي بعد المعرفة، فلا تكونن من الجاهلين (8).
راجع: ص 97 / معرفة الله.
ص 99 / الدين.
ص 214 / الوقوف عند الشبهة.
ب: الشرور
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الجهل رأس الشر كله (9).
- الإمام علي (عليه السلام): الجهل أصل كل شر (10).

(1) شعب الإيمان: 4 / 157 / 4644، الفردوس: 3 / 217 / 4629 كلاهما عن جابر بن عبد الله،
كنز الفوائد: 2 / 31، روضة الواعظين: 9.
(2) الجامع الصغير: 1 / 652 / 4242 نقلا عن أبي الشيخ في الثواب، وابن النجار عن جابر.
(3) غرر الحكم: 9554.
(4) الخب - بالفتح -: الخداع الذي يسعى بين الناس بالفساد (النهاية: 2 / 4).
(5 - 7) غرر الحكم: 1900، 715، 1534 (وفي نسخة: الجاهل إذا جحد وحد، وإذا وحد ألحد).
(8) الكافي: 8 / 141 / 103، تحف العقول: 500 نحوه من دون إسناد.
(9) جامع الأحاديث للقمي: 102 عن إسماعيل عن أبيه الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام)، بحار الأنوار:
77 / 175 / 9 نقلا عن الإمامة والتبصرة.
(10) غرر الحكم: 819.
192

- عنه (عليه السلام): الجهل فساد كل أمر (1).
- عنه (عليه السلام): بالجهل يستثار، كل شر (2).
- عنه (عليه السلام): الجهل معدن الشر (3).
ج: عداوة العلم والعالم
- الإمام علي (عليه السلام): الناس أعداء ما جهلوا (4).
- عنه (عليه السلام): من جهل شيئا عاداه (5).
- عنه (عليه السلام): من جهل شيئا عابه (6).
- عنه (عليه السلام): من قصر عن معرفة شئ عابه (7).
- عنه (عليه السلام): ما ضاد العلماء كالجهال (8).
- عنه (عليه السلام): لا تعادوا ما تجهلون، فإن أكثر العلم فيما لا تعرفون (9).
راجع: ص 219 / إنكار ما يجهل.
ص 94 / العلم والحكمة.
د: موت النفس
- الإمام علي (عليه السلام): الجهل مميت الأحياء ومخلد الشقاء (10).

(1 - 3) غرر الحكم: 930، 4321، 658.
(4) نهج البلاغة: الحكمة 172 و 438، خصائص الأئمة (عليهم السلام): 110، الاختصاص: 245، غرر الحكم:
288، المناقب للخوارزمي: 375 / 395 عن الجاحظ وفيه " المرء عدو ما جهله "، ينابيع المودة:
2 / 414 / 113 وفيه " المرء عدو لما جهل ".
(5) كنز الفوائد: 2 / 182، تحف العقول: 406 عن الإمام الكاظم (عليه السلام)، وفيه " أمرا " بدل " شيئا ".
(6) كشف الغمة: 3 / 137 عن الإمام الجواد عن آبائه (عليهم السلام)، بحار الأنوار: 78 / 79 / 61.
(7) الإرشاد: 1 / 301، الدرة الباهرة: 33 عن الإمام الصادق (عليه السلام)، وليس فيه " معرفة "، بحار الأنوار:
78 / 228 / 106.
(8 - 10) غرر الحكم: 9612، 10246، 1464.
193

- عنه (عليه السلام): الجهل موت، التواني فوت (1).
- عنه (عليه السلام): الجاهل ميت وإن كان حيا (2).
- عنه (عليه السلام): العالم حي بين الموتى، الجاهل ميت بين الأحياء (3).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: الجهل بالفضائل عدل الموت (4).
- عنه (عليه السلام): من استحكمت لي فيه خصلة من خصال الخير احتملته عليها
واغتفرت فقد ما سواها، ولا أغتفر فقد عقل ولا دين، لأن مفارقة الدين
مفارقة الأمن، فلا يتهنأ بحياة مع مخافة، وفقد العقل فقد الحياة، ولا يقاس
إلا بالأموات (5).
ه‍: مساوئ الأخلاق
- صالح بن مسمار: بلغني أن النبي (صلى الله عليه وآله) تلا هذه الآية * (يا أيها الانسان ما غرك
بربك الكريم) * (6) ثم قال: جهله (7).
- الإمام علي (عليه السلام): الحرص والشره والبخل نتيجة الجهل (8).
- عنه (عليه السلام): رأس الجهل الخرق (9).
- عنه (عليه السلام) - في دعائه -: أنا الجاهل، عصيتك بجهلي، وارتكبت الذنوب
بجهلي، وألهتني الدنيا بجهلي، وسهوت عن ذكرك بجهلي، وركنت (إلى)
الدنيا بجهلي (10).

(1 - 3) غرر الحكم: (47 و 48)، 1125، (2117 و 2118).
(4) شرح نهج البلاغة: 20 / 258 / 23.
(5) الكافي: 1 / 27 / 30 عن محمد بن يحيى رفعه، تحف العقول: 219، غرر الحكم: 3785 كلاهما
نحوه.
(6) الانفطار: 6.
(7) تفسير الدر المنثور: 8 / 439، تفسير مجمع البيان: 10 / 682 نحوه.
(8 - 9) غرر الحكم: 1694، 5225.
(10) الدروع الواقية: 249.
194

- الإمام الصادق (عليه السلام): الجهل في ثلاث: الكبر، وشدة المراء، والجهل بالله،
فأولئك هم الخاسرون (1).
- الإمام علي (عليه السلام): ما عقل من بخل بإحسانه (2).
راجع: ص 101 / مكارم الأخلاق.
و: الفرقة
* (لا يقتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر بأسهم بينهم شديد تحسبهم
جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون) * (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لو سكت الجاهل ما اختلف الناس (4).
- عنه (عليه السلام) - من كلامه لأهل الكوفة -: أيها القوم، الشاهدة أبدانهم، الغائبة عنهم
عقولهم، المختلفة أهواؤهم، المبتلى بهم أمراؤهم، صاحبكم يطيع الله
وأنتم تعصونه! وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه! (5)
- عنه (عليه السلام): أيتها النفوس المختلفة، والقلوب المتشتتة، الشاهدة أبدانهم،
والغائبة عنهم عقولهم، أظأركم على الحق وأنتم تنفرون عنه نفور المعزى
من وعوعة الأسد! (6)

(1) الاختصاص: 244.
(2) غرر الحكم: 9588.
(3) الحشر: 14.
(4) كشف الغمة: 3 / 139 عن الإمام الجواد عن آبائه (عليهم السلام)، بحار الأنوار: 78 / 81 / 75.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 97، الإرشاد: 1 / 279، الاحتجاج: 1 / 411 / 89 كلاهما إلى قوله:
" أهواؤهم ".
(6) نهج البلاغة: الخطبة 131، بحار الأنوار: 77 / 295 / 3، تذكرة الخواص: 120 عن عبد الله بن
صالح العجلي وفيه " الغائبة عقولهم، كم أدلكم على الحق " بدل " الغائبة عنهم عقولهم، أظأركم على
الحق ".
195

ز: الزلة
- الإمام علي (عليه السلام): من جهل موضع قدمه زل (1).
- عنه (عليه السلام): الجهل يزل القدم ويورث الندم (2).
- عنه (عليه السلام): الجهل مطية شموس (3)، من ركبها زل ومن صحبها ضل (4).
- عنه (عليه السلام): الجاهل كزلة العالم صوابه (5).
- عنه (عليه السلام): صواب الجاهل كالزلة من العاقل (6).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: موقع الصواب من الجهال مثل موقع
الخطأ من العلماء (7).
ح: الذلة
- الإمام علي (عليه السلام): من فاته العقل لم يعده الذل (8).
- عنه (عليه السلام): كم من عزيز أذله جهله! (9)
- عنه (عليه السلام): ذلة الجهل أعظم ذلة (10).
- عنه (عليه السلام): كفى بالجهل ضعة! (11)
- عنه (عليه السلام): الجاهل يرفع نفسه فيتضع (12).
- عنه (عليه السلام): جهل الغني يضعه، وعلم الفقير يرفعه (13).
- الإمام الصادق (عليه السلام): الجهل ذل (14).

(1) غرر الحكم: 7920.
(2) غرر الحكم: 1339 و 485 وفيه " الجهل يزل القدم " فقط.
(3) شمس الفرس شموسا: أي منع ظهره (الصحاح: 3 / 940).
(4 - 6) غرر الحكم: 1969، 1162، 5821.
(7) شرح نهج البلاغة: 20 / 271 / 130.
(8 - 13) غرر الحكم: 8700، 6922، 5935، 7012، 678، 4765.
(14) الكافي: 1 / 26 / 29 عن مفضل بن عمر.
196

ط: الإفراط والتفريط
- الإمام علي (عليه السلام): لا يرى الجاهل إلا مفرطا (1).
- عنه (عليه السلام): لا ترى الجاهل إلا مفرطا أو مفرطا (2).
ي: شر الدنيا والآخرة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): شر الدنيا والآخرة مع الجهل (3).
- الإمام علي (عليه السلام): الجهل يفسد المعاد (4).
ك: النوادر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من قال: " أنا عالم " فهو جاهل (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الجهل ضلالة (6).
- الإمام علي (عليه السلام): الحمق من ثمار الجهل (7).
- عنه (عليه السلام): سلاح الجهل السفه (8).
- عنه (عليه السلام): من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق (9).
- عنه (عليه السلام): من جهل أهمل (10).

(1) غرر الحكم: 10697.
(2) نهج البلاغة: الحكمة 70، بحار الأنوار: 1 / 159 / 35.
(3) روضة الواعظين: 17.
(4) غرر الحكم: 848.
(5) المعجم الأوسط: 7 / 59 / 6846 عن ابن عمر، كنز العمال: 10 / 243 / 29290، منية المريد: 137.
(6) جامع الأحاديث للقمي: 70 عن موسى بن إبراهيم عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام)، الفردوس:
3 / 155 / 4419 عن عائشة.
(7 - 8) غرر الحكم: 1197، 5552.
(9) نهج البلاغة: الحكمة 31.
(10) غرر الحكم: 7687.
197

- عنه (عليه السلام): الجهل يجلب الغرر (1).
- عنه (عليه السلام): من ضيع عاقلا دل على ضعف عقله (2).
- عنه (عليه السلام): من قل عقله ساء خطابه (3).
- عنه (عليه السلام): من قل عقله كثر هزله (4).
- عنه (عليه السلام): الطمأنينة إلى كل أحد قبل الاختبار من قصور العقل (5).
- عنه (عليه السلام): من واد السخيف أعرب عن سخفه (6).
- عنه (عليه السلام): طالب الخير بعمل الشر فاسد العقل والحس (7).
- عنه (عليه السلام): العقل يهدي وينجي، والجهل يغوي ويردي (8).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): رأيت أن طلب المحتاج إلى المحتاج سفه من رأيه
وضلة من عقله (9).
- الإمام الباقر (عليه السلام): المروة أن لا تطمع فتذل، وتسأل فتقل، ولا تبخل فتشتم،
ولا تجهل فتخصم (10).
- محمد بن خالد عن بعض أصحابنا عن الإمام الصادق (عليه السلام): ليس بين الإيمان
والكفر إلا قلة العقل، قيل: وكيف ذاك يا بن رسول الله؟ قال: إن العبد يرفع
رغبته إلى مخلوق، فلو أخلص نيته لله لأتاه الذي يريد في أسرع من ذلك (11).
- الإمام الصادق (عليه السلام): يا مفضل، لا يفلح من لا يعقل، ولا يعقل من لا يعلم (12).
- الإمام الجواد (عليه السلام): من لم يعرف الموارد أعيته المصادر (13).

(1 - 8) غرر الحكم: 815، 8240، 7985، 8556، 1980، 8229، 5996، 2151.
(9) الصحيفة السجادية: 117 / الدعاء 28.
(10) تحف العقول: 293.
(11) الكافي: 1 / 28 / 33 عن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا.
(12) الكافي: 1 / 26 / 29 عن مفضل بن عمر.
(13) الدرة الباهرة: 39، أعلام الدين: 309، بحار الأنوار: 78 / 364 / 4.
198

4 /
صفات الجهال
* (وإذ قال موسى لقومه ى إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ
بالله أن أكون من الجاهلين) * (1).
* (قال ينوح إنه وليس من أهلك إنه وعمل غير صلح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني
أعظك أن تكون من الجاهلين) * (2).
* (قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا تصرف عنى كيدهن أصب إليهن وأكن
من الجاهلين) * (3).
راجع: البقرة: 170 و 171، المائدة: 58، الحشر: 14.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه تسمى جاهلا (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الجاهل من عصى الله وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - لمن سأله عن أعلام الجاهل -: إن صحبته عناك (6) وإن اعتزلته
شتمك، وإن أعطاك من عليك، وإن أعطيته كفرك، وإن أسررت إليه خانك،

(1) البقرة: 67.
(2) هود: 46، النهي عن السؤال بغير علم لا يستلزم تحقق السؤال... لأن النهي عن الشئ لا يستلزم
الارتكاب قبلا... ومن الدليل عليه قول نوح (عليه السلام): * (رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم) * في
الآية التالية، ولو كان سأل شيئا لقال: أعوذ بك من سؤالي ذلك، ليفيد المصدر المضاف إلى المفعول
التحقق والارتكاب، راجع تفسير الميزان: 10 / 236 و 237.
(3) يوسف: 33.
(4) حلية الأولياء: 6 / 345 عن أبي هريرة وأبي سعيد، إتحاف السادة: 1 / 452 نقلا عن الخطيب.
(5) كنز الفوائد: 1 / 56.
(6) يقال: لقيت من فلان عنية وعناء: أي تعبا. (لسان العرب: 15 / 104).
199

وإن أسر إليك اتهمك، وإن استغنى بطر وكان فظا غليظا، وإن افتقر جحد
نعمة الله ولم يتحرج، وإن فرح أسرف وطغى، وإن حزن أيس، وإن ضحك
فهق (1)، وإن بكى خار (2)، يقع في الأبرار، ولا يحب الله ولا يراقبه، ولا
يستحيي من الله ولا يذكره، وإن أرضيته مدحك وقال فيك من الحسنة ما
ليس فيك، وإن سخط عليك ذهبت مدحته ووقع من السوء ما ليس فيك،
فهذا مجرى الجاهل (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الدنيا دار من لا دار له، ومال من لا مال له، ولها يجمع من لا عقل له،
وشهواتها يطلب من لا فهم له، وعليها يعادي من لا علم له، وعليها يحسد
من لا فقه له، ولها يسعى من لا يقين له (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): صفة الجاهل: أن يظلم من خالطه، ويتعدى على من هو دونه،
ويتطاول على من هو فوقه، كلامه بغير تدبر، إن تكلم أثم، وإن سكت سها،
وإن عرضت له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض وأبطأ
عنها، لا يخاف ذنوبه القديمة ولا يرتدع فيما بقي من عمره من الذنوب،
يتوانى عن البر ويبطئ عنه، غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه. فتلك
عشر خصال من صفة الجاهل الذي حرم العقل (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): ست خصال يعرف في الجاهل: الغضب من غير شر، والكلام من
غير نفع، والعطية في غير موضعها، وإفشاء السر، والثقة بكل أحد،

(1) الفهق: الامتلاء (الصحاح: 4 / 1545) والمراد به هنا أنه فتح فاه وامتلأ من الضحك.
(2) خار الحر والرجل يخور خؤورة: ضعف وانكسر، خار الثور يخور خوارا: صاح (الصحاح: 2 / 651).
(3) تحف العقول: 18.
(4) روضة الواعظين: 491، بحار الأنوار: 73 / 122.
(5) تحف العقول: 29.
200

لا يعرف صديقه من عدوه (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الجاهل لا يكشف إلا عن سوءة وإن كان حصيفا (2) ظريفا عند
الناس (3).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي (4).
- عنه (عليه السلام): الجاهل من أطاع هواه في معصية ربه (5).
- عنه (عليه السلام): الجاهل لا يرعوي (6).
- عنه (عليه السلام): الجاهل من انخدع لهواه وغروره (7).
- عنه (عليه السلام): الجاهل من خدعته المطالب (8).
- عنه (عليه السلام): إنما الجاهل من استعبدته المطالب (9).
- عنه (عليه السلام): غرور الجاهل بمحالات الباطل (10).
- عنه (عليه السلام): العاقل يعتمد على عمله، الجاهل يعتمد على أمله (11).
- عنه (عليه السلام): الجاهل يعتمد على أمله، ويقصر في عمله (12).
- عنه (عليه السلام): الجاهل يميل إلى شكله (13).
- عنه (عليه السلام): العاقل يطلب الكمال، الجاهل يطلب المال (14).
- عنه (عليه السلام): الجاهل يستوحش مما يأنس به الحكيم (15).
- عنه (عليه السلام): اللسان معيار أطاشه (16) الجهل وأرجحه العقل (17).

(1) معدن الجواهر: 53، شرح نهج البلاغة: 20 / 302 / 453 عن الإمام علي (عليه السلام) وفيه " شئ " بدل
" شر " وص 277 / 193 نحوه.
(2) الحصيف: المحكم العقل (الصحاح: 4 / 1344).
(3) المطالب العالية: 3 / 17 / 2758، تاريخ بغداد: 13 / 223 كلاهما عن أبي الدرداء وفيه " سوء " بدل
" سوءة " و " خصيفا " بدل " حصيفا " والظاهر أن الأخير تصحيف.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 53، خصائص الأئمة (عليهم السلام): 123.
(5 - 15) غرر الحكم: 1748، 640، 1285، 1190، 3864، 391، 1240، 1967، 327، 579، 1772.
(16) الطيش: الخفة (النهاية: 3 / 153).
(17) تحف العقول: 207، ربيع الأبرار: 4 / 253.
201

- عنه (عليه السلام): الجاهل من استغش النصيح (1).
- عنه (عليه السلام): قد جهل من استنصح أعداءه (2).
- عنه (عليه السلام): طاعة الجهول تدل على الجهل (3).
- عنه (عليه السلام): طاعة الجهول وكثرة الفضول تدلان على الجهل (4).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: إثبات الحجة على الجاهل سهل، ولكن
إقراره بها صعب (5).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: يمنع الجاهل أن يجد ألم الحمق المستقر في قلبه ما يمنع
السكران أن يجد مس الشوكة في يده (6).
- عنه (عليه السلام): معاداة الرجال من شيم الجهال (7).
- عنه (عليه السلام): الجاهل لا يعرف تقصيره، ولا يقبل من النصيح له (8).
- عنه (عليه السلام): الجاهل لا يعرف العالم، لأنه لم يكن قبل عالما (9).
- عنه (عليه السلام): الجاهل لا يرتدع، وبالمواعظ لا ينتفع (10).
- عنه (عليه السلام): فكر الجاهل غواية (11).
- عنه (عليه السلام): العالم ينظر بقلبه وخاطره، الجاهل ينظر بعينه وناظره (12).
- عنه (عليه السلام): غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله (13).

(1 - 4) غرر الحكم: 1394، 6663، 5988، 5998.
(5 - 6) شرح نهج البلاغة: 20 / 294 / 362 وص 333 / 822.
(7) غرر الحكم: 9785، وراجع ص 207 ح 1025 و 1026 / أجهل الناس.
(8) غرر الحكم: 1809.
(9) غرر الحكم: 1780، شرح نهج البلاغة: 20 / 332 / 813.
(10 - 12) غرر الحكم: 1729، 6531، 1241.
(13) كنز الفوائد: 1 / 199.
202

- عنه (عليه السلام): رأي الجاهل يردي (1).
- عنه (عليه السلام): ضالة الجاهل غير موجودة (2).
- عنه (عليه السلام): زهدك في راغب فيك نقصان عقل، ورغبتك في زاهد فيك ذل
نفس (3).
- عنه (عليه السلام): من عدم العقل مصاحبة ذوي الجهل (4).
- عنه (عليه السلام): كثرة الأماني من فساد العقل (5).
- عنه (عليه السلام): غنى العاقل بعلمه، غنى الجاهل بماله (6).
- عنه (عليه السلام): ثروة الجاهل في ماله وأمله (7).
- عنه (عليه السلام): إن الجاهل من جهله في إغواء، ومن هواه في إغراء، فقوله سقيم
وفعله ذميم (8).
- عنه (عليه السلام): إن قلوب الجهال تستفزها الأطماع، وترتهنها المنى، وتستعلقها
الخدائع (9).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس، اعلموا أنه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، ولا
بحكيم من رضي بثناء الجاهل عليه، الناس أبناء ما يحسنون، وقدر كل
امرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين أقداركم (10).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: الجاهل يذم الدنيا ولا يسخو باخراج
أقلها، يمدح الجود ويبخل بالبذل، يتمنى التوبة بطول الأمل ولا يعجلها

(1 - 2) غرر الحكم: 5425، 5898.
(3) بحار الأنوار: 74 / 164 / 28، نهج البلاغة: الحكمة 451 وفيه " نقصان حظ " بدل " نقصان عقل ".
(4 - 8) غرر الحكم: 9299، 7093، (6381 و 6382)، 4709، 3548.
(9) الكافي: 1 / 23 / 16 عن السكوني عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام)، تحف العقول: 219،
الجعفريات: 240 وفيه " تشتغل بالخدايع " عن الإمام الصادق عن آبائه عنه (عليهم السلام).
(10) الكافي: 1 / 50 / 14، الاختصاص: 1 كلاهما عن ابن عائشة البصري رفعه، تحف العقول: 208.
203

لخوف حلول الأجل، يرجو ثواب عمل لم يعمل به، ويفر من الناس
ليطلب، ويخفي شخصه ليشتهر، ويذم نفسه ليمدح، وينهى عن مدحه وهو
يحب أن لا ينتهى من الثناء عليه (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع، والمعارضة
قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل غفور، والجاهل ختور (3) (4).
- عنه (عليه السلام) - فيما نسب إليه في مصباح الشريعة -: أدنى صفة الجاهل دعواه
بالعلم بلا استحقاق، وأوسطه الجهل بالجهل، وأقصاه جحوده (5).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): تعجب الجاهل من العاقل أكثر من تعجب العاقل من
الجاهل (6).
- الإمام الهادي (عليه السلام): الجاهل أسير لسانه (7).
- عنه (عليه السلام): الهزء فكاهة السفهاء، وصناعة الجهال (8).
- عيسى (عليه السلام): بحق أقول لكم، إن الحكيم يعتبر بالجاهل، والجاهل يعتبر
بهواه (9).

(1) شرح نهج البلاغة: 20 / 320 / 670.
(2) الدرة الباهرة: 31، أعلام الدين: 303.
(3) الختر: شبيه بالغدر والخديعة، وقيل: هو الخديعة بعينها (لسان العرب: 4 / 229).
(4) الكافي: 1 / 27 / 29 عن مفضل بن عمر.
(5) مصباح الشريعة: 427.
(6) تحف العقول: 414، بحار الأنوار: 78 / 326 / 33.
(7) الدرة الباهرة: 41، أعلام الدين: 311.
(8) الدرة الباهرة: 42، أعلام الدين: 311 وفيه " الهزل " بدل " الهزء ".
(9) تحف العقول: 511، وراجع ص 203 / ح 983.
204

4 /
كفى بذلك جهلا
أ: الإعجاب بالرأي
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء فقها إذا عبد الله، وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب
برأيه (1).
- الإمام علي (عليه السلام): حسبك من العلم أن تخشى الله، وحسبك من الجهل أن تعجب
بعلمك (2).
ب: الرضا عن النفس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالمرء علما أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلا أن يعجب
بنفسه (3).
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يرضى عن نفسه (4).
ج: الجهل بعيوب النفس
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يجهل عيوب نفسه، ويطعن على الناس
بما لا يستطيع التحول عنه (5).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يجهل عيبه (6).

(1) المعجم الأوسط: 8 / 302 / 8698، حلية الأولياء: 5 / 174، الفردوس: 3 / 284 / 4855 كلها
عن عبد الله بن عمرو، جامع الأحاديث للقمي: 110 عن موسى بن إسماعيل عن الإمام الكاظم عن
آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(2) الأمالي للطوسي: 56 / 78 عن سليمان الغازي عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، تنبيه الخواطر:
2 / 78 وفيه " بعقلك، أو قال: بعلمك ".
(3) كنز العمال: 3 / 142 / 5880 عن مسروق، جامع بيان العلم: 1 / 21 عن عبد الله بن عمرو نحوه وفيه
" إذا أعجب برأيه ".
(4 - 6) غرر الحكم: 7049، 7071، 7061.
205

د: الجهل بقدر النفس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): العالم من عرف قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا يعرف قدره (1).
- الإمام علي (عليه السلام): العالم من عرف قدره، الجاهل من جهل أمره (2).
- عنه (عليه السلام): العاقل من أحرز أمره، الجاهل من جهل قدره (3).
- عنه (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يجهل قدره (4).
- عنه (عليه السلام) - في بيان الصفات اللازمة لكاتب الوالي -: لا يجهل مبلغ قدر نفسه
في الأمور، فإن الجاهل بقدر نفسه يكون بقدر غيره أجهل (5).
- عنه (عليه السلام): من جهل قدره عدا طوره (6).
راجع: ص 207 / أجهل الناس.
ه‍: منافاة العلم والعمل
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالعالم جهلا أن ينافي علمه عمله (7).
و: إنكار ما يأتي مثله
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن ينكر على الناس ما يأتي مثله (8).
- لقمان (عليه السلام): كفى بك جهلا أن تنهى عما تركب، وكفى بك عقلا أن يسلم الناس
من شرك (9).
ز: ركوب المناهي (10)
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يرتكب ما نهي عنه (11).

(1) نهج البلاغة: الخطبة 103، إرشاد القلوب: 35.
(2 - 4) غرر الحكم: (1238 و 1239)، (1113 و 1114)، 7054.
(5) نهج البلاغة: الكتاب 53، تحف العقول: 139.
(6 - 8) غرر الحكم: 7964، 7063، 7073.
(9) حلية الأولياء: 6 / 6 عن كعب.
(10) يمكن دمج هذا العنوان تحت العنوان السابق إن لم يقرأ " نهي " مجهولا.
(11) مطالب السؤول: 55، بحار الأنوار: 78 / 8 / 64.
206

- الإمام الكاظم (عليه السلام): كفى بك جهلا أن تركب ما نهيت عنه (1).
ح: إظهار كل ما يعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): حسبك من الكذب أن تحدث بكل ما سمعت، [و] من الجهل
أن تظهر كل ما علمت (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تتكلم بكل ما تعلم، فكفى بذلك جهلا (3).
ط: رد كل ما يسمع
- الإمام علي (عليه السلام): لا ترد على الناس كل ما حدثوك به، فكفى بذلك جهلا (4).
ي: الاغترار بالله
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كفى بالاغترار بالله جهلا (5).
ك: الضحك من غير عجب
- الإمام علي (عليه السلام): كفى بالمرء جهلا أن يضحك من غير عجب (6).
راجع: ص 170 ح 814
4 /
أجهل الناس
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أنقص الناس عقلا أخوفهم للسلطان وأطوعهم له (7).

(1) الكافي: 1 / 16 / 12 عن هشام بن الحكم، تحف العقول: 386.
(2) تنبيه الخواطر: 2 / 122، مصباح الشريعة: 425 عن الإمام الصادق (عليه السلام) وليس فيه صدره.
(3) غرر الحكم: 10187.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 69، غرر الحكم: 10251 وفيه " حمقا " بدل " جهلا ".
(5) شعب الإيمان: 1 / 472 / 746 عن عبد الله، تحف العقول: 364، إرشاد القلوب: 106 كلاهما عن
الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير القمي: 2 / 146 عن حفص بن غياث.
(6) غرر الحكم: 7051.
(7) تحف العقول: 50.
207

- عنه (صلى الله عليه وآله): أنقص الناس عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم بطاعته (1).
- الإمام الصادق (عليه السلام): أنقص الناس عقلا من ظلم دونه ولم يصفح عمن اعتذر
إليه (2).
- الإمام علي (عليه السلام): إن أجهل الناس من لم يعرف قدره، وكفى بالمرء جهلا أن لا
يعرف قدره (3).
- عنه (عليه السلام): أعظم الجهل جهل الانسان أمر نفسه (4).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: أجهل الجهال من عثر بحجر مرتين (5).
- عنه (عليه السلام): أجهل الناس مسئ مستأنف (6).
- عنه (عليه السلام): أجهل الناس المغتر بقول مادح متملق، يحسن له القبيح ويبغض إليه
النصيح (7).
- عنه (عليه السلام): غاية الجهل تبجح (8) المرء بجهله (9).
- عنه (عليه السلام): أعظم الجهل معاداة القادر، ومصادقة الفاجر، والثقة بالغادر (10).
- عنه (عليه السلام): رأس الجهل معاداة الناس (11).
- عنه (عليه السلام): تكثرك بما لا يبقى لك ولا تبقى له من أعظم الجهل (12).
- عنه (عليه السلام): من ادعى من العلم غايته فقد أظهر من جهله نهايته (13).

(1) تاريخ بغداد: 13 / 40 عن زيد بن علي عن أبيه عن جده عن الإمام علي (عليهم السلام).
(2) الدرة الباهرة: 31، أعلام الدين: 303.
(3) تاريخ دمشق: 42 / 505 عن طليق، نهج البلاغة: الخطبة 16 و 103، الإرشاد: 1 / 231، الأمالي
للطوسي: 235 / 416 عن خالد بن طليق، دعائم الاسلام: 1 / 97، تنبيه الخواطر: 2 / 115 وفيها ذيله.
(4) غرر الحكم: 2936.
(5) شرح نهج البلاغة: 20 / 332 / 811.
(6 - 7) غرر الحكم: 2938، 3262.
(8) يتبجح: أي يتعظم ويفتخر (النهاية: 1 / 96).
(9 - 13) غرر الحكم: 6371، 3358، 5247، 4576، 9193.
208

- عنه (عليه السلام): من اصطنع (1) جاهلا برهن عن وفور جهله (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم ير أن لله عنده نعمة إلا في مطعم ومشرب، قل علمه
وكثر جهله (3).
- الإمام علي (عليه السلام): كثرة الخطأ تنذر بوفور الجهل (4).
- عنه (عليه السلام): رأس الجهل الجور (5).
- عنه (عليه السلام): رأس السخف العنف (6).
راجع: ص 137 / أعقل الناس.
ص 205 / كفى بذلك جهلا.

(1) اصطنعه: اتخذه، وقوله تعالى: * (واصطنعتك لنفسي) * تأويله: اخترتك لإقامة حجتي وجعلتك بيني
وبين خلقي. وقال الأزهري: أي ربيتك لخاصة أمري، اصطنعت عند فلان صنيعة، واصطنعت فلانا
لنفسي، وهو صنيعتي، إذا اصطنعته وخرجته (لسان العرب: 8 / 209، الصحاح: 3 / 1246).
(2) غرر الحكم: 8241.
(3) أعلام الدين: 294، بحار الأنوار: 77 / 172 / 8 وفيه " قل عمله وكبر " بدل " قل علمه وكثر "،
وراجع تحف العقول: 52، مشكاة الأنوار: 268.
(4 - 6) غرر الحكم: 7092، 5238، 5240.
209

الفصل الخامس
أحكام الجاهل
5 /
ما يجب على الجاهل
أ: التعلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يصبر على ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل أبدا (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا ينبغي للعالم أن يسكت على علمه، ولا ينبغي للجاهل أن يسكت
على جهله، قال الله جل ذكره: * (فسلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): قال رجل: يا رسول الله، ما ينفي عني حجة الجهل؟ قال:
العلم، قال: فما ينفي عني حجة العلم؟ قال: العمل (3).
- عنه (عليه السلام): اعلموا أيها الناس أنه من لم يملك لسانه يندم، ومن لا يتعلم يجهل،

(1) عوالي اللآلي: 1 / 285 / 135، غرر الحكم: 8971 وفيه " مضض التعليم " بدل " ذل التعلم ساعة ".
(2) المعجم الأوسط: 5 / 298 / 5365، الفردوس: 5 / 139 / 7748 كلاهما عن جابر بن عبد الله.
(3) كنز العمال: 10 / 254 / 29361 نقلا عن الخطيب في الجامع عن عبد الله بن خراش.
211

ومن لا يتحلم لا يحلم (1).
- عنه (عليه السلام): من لم يتعلم لم يعلم (2).
- عنه (عليه السلام): لا يستحي الجاهل إذا لم يعلم أن يتعلم (3).
- عنه (عليه السلام): لا يستنكفن من لم يكن يعلم أن يتعلم (4).
- عنه (عليه السلام): علة الجهل تعرض على العالم (5).
- عنه (عليه السلام): لولا خمس خصال لصار الناس كلهم صالحين: أولها القناعة
بالجهل، والحرص على الدنيا، والشح بالفضل، والرياء في العمل،
والإعجاب بالرأي (6).
- ابن جريج: كان محمد بن الحنفية (رضي الله عنه) يحمل راية أبيه (عليه السلام) يوم الجمل، ورأى
منه بعض النكوص (7) فأخذ الراية منه، قال محمد (رضي الله عنه): فأدركته وعالجته
على أن يردها فأبى علي طويلا، ثم ردها وقال: خذها وأحسن حملها
وتوسط أصحابك ولا تخفض عاليها، واجعلها مستشرفة يراها أصحابك.
ففعلت ما قال لي، فقال عمار بن ياسر: يا أبا القاسم، ما أحسن ما حملت

(1) تحف العقول: 94، الكافي: 8 / 20 / 4 عن جابر بن يزيد عن الإمام الباقر (عليه السلام)، وفيه " لا يعلم " بدل " لا
يتعلم ".
(2) غرر الحكم: 8184.
(3) المحاسن: 1 / 358 / 764 عن ابن القداح عن الإمام الصادق عن أبيه (عليهما السلام)، نهج البلاغة: الحكمة 82
وفيه " لا يستحين أحد " بدل " لا يستحي الجاهل "، الخصال: 315 / 96 عن الشعبي وفيه " لا
يستحيي العالم " بدل " لا يستحي الجاهل "، صحيفة الرضا (عليه السلام): 254 / 178، قرب الإسناد: 156 /
572 كلاهما عن الإمام الباقر عنه (عليهما السلام) نحوه.
(4) غرر الحكم: 10242.
(5) جامع الأخبار: 383 / 1072.
(6) المواعظ العددية: 263.
(7) النكوص: الإحجام والانقداع عن الشئ (لسان العرب: 7 / 101).
212

الراية اليوم! فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): " بعد ماذا!! ". فقال عمار: ما العلم
إلا بالتعلم (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن الله أوحى إلى دانيال: عبدي دانيال... إن أحب
عبيدي إلي التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء، التابع للحكماء،
القابل عن الحكماء، وإني خلقت عامة الناس من جهل (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في خطبة أبي ذر -: يا جاهل تعلم، فإن قلبا ليس فيه شئ
من العلم كالبيت الخراب الذي لا عامر له (3).
- منية المريد: في الإنجيل قال الله تعالى في السورة السابعة عشرة منه: ويل
لمن سمع بالعلم ولم يطلبه كيف يحشر مع الجهال إلى النار؟! اطلبوا العلم
وتعلموه، فإن العلم إن لم يسعدكم لم يشقكم، وإن لم يرفعكم لم يضعكم،
وإن لم يغنكم لم يفقركم، وإن لم ينفعكم لم يضركم (4).
راجع: كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 203 / وجوب التعلم.
ب: التوبة
- الإمام علي (عليه السلام): من لم يرتدع يجهل (5).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - في دعائه -: اللهم صل على محمد وآل محمد،
واجعلنا من الذين اشتغلوا بالذكر عن الشهوات، وخالفوا دواعي العزة
بواضحات المعرفة، وقطعوا أستار نار الشهوات بنضح ماء التوبة، وغسلوا

(1) الجمل: 361.
(2) جامع الأحاديث للقمي: 198.
(3) الأمالي للطوسي: 543 / 1165 عن مسعدة بن زياد الربعي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، المحاسن:
1 / 357 / 759 عن أبي بصير، تنبيه الخواطر: 2 / 69.
(4) منية المريد: 120.
(5) غرر الحكم: 8187.
213

أوعية الجهل بصفو ماء الحياة (1).
ج: التقوى
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله عز وجل يقي بالتقوى عن العبد ما عزب عنه عقله، ويجلي
بالتقوى عنه عماه وجهله (2).
د: الوقوف عند الشبهة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، من صفات المؤمن أن يكون... بريا من المحرمات،
واقفا عند الشبهات (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أصل الحزم الوقوف عند الشبهة (4).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: أفضل العبادة الإمساك عن المعصية
والوقوف عند الشبهة (5).
- عنه (عليه السلام): لا ورع كالوقوف عند الشبهة (6).
- عنه (عليه السلام): أفضل الحق وقوف الرجل عند علمه (7).
- عنه (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) عند الوفاة -: أوصيك يا بني بالصلاة عند
وقتها، والزكاة في أهلها عند محلها، والصمت عند الشبهة (8).
- عنه (عليه السلام): لو أن العباد حين جهلوا وقفوا لم يكفروا ولم يضلوا (9).

(1) بحار الأنوار: 94 / 127 / 19 نقلا عن الكتاب العتيق للغروي.
(2) الكافي: 8 / 52 / 16 عن يزيد بن عبد الله عمن حدثه.
(3) التمحيص: 74 / 171.
(4) تحف العقول: 214.
(5) شرح نهج البلاغة: 20 / 336 / 849.
(6) نهج البلاغة: الحكمة 113.
(7) مطالب السؤول: 50.
(8) الأمالي للمفيد: 221 / 1.
(9) غرر الحكم: 7582.
214

- الإمام الصادق (عليه السلام): لو أن العباد إذا جهلوا وقفوا ولم يجحدوا لم يكفروا (1).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن وضح لك أمر فاقبله، وإلا فاسكت تسلم، ورد
علمه إلى الله، فإنك في أوسع مما بين السماء والأرض (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك
حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه (3).
- عنه (عليه السلام): إن الله عز وجل أحل حلالا، وحرم حراما، وفرض فرائض، وضرب
أمثالا، وسن سننا... فإن كنت على بينة من ربك ويقين من أمرك وتبيان
من شأنك، فشأنك، وإلا فلا ترومن (4) أمرا أنت منه في شك وشبهة (5).
- زرارة بن أعين: سألت أبا جعفر (عليه السلام): ما حق الله على العباد؟ قال: أن يقولوا ما
يعلمون، ويقفوا عندما لا يعلمون (6).
- هشام بن سالم: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ما حق الله على خلقه؟ فقال: أن يقولوا
ما يعلمون، ويكفوا عما لا يعلمون، فإذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله حقه (7).

(1) الكافي: 2 / 388 / 19، المحاسن: 1 / 340 / 700 عن الإمام الباقر (عليه السلام) وفيه "... وقفوا، لم
يجحدوا ولم يكفروا " وكلاهما عن زرارة.
(2) كتاب سليم بن قيس: 2 / 561 عن أبان بن أبي عياش.
(3) الكافي: 1 / 50 / 9، المحاسن: 1 / 340 / 699 عن أحدهما (عليهما السلام) وكلاهما عن أبي سعيد الزهري،
تفسير العياشي: 2 / 115 / 150 عن عبد الأعلى عن الإمام الصادق (عليه السلام) وفيه " لم تحفظ " بدل " لم
تروه "، الفقيه: 3 / 11 / 3233، الاحتجاج: 2 / 263 / 232 كلاهما عن عمر بن حنظلة عن الإمام
الصادق (عليه السلام)، الزهد للحسين بن سعيد: 19 / 41 عن أبي شيبة عن أحدهما (عليهما السلام) وفي الثلاثة الأخيرة
صدره، بحار الأنوار: 2 / 259 / 7.
(4) رام الشئ: طلبه (لسان العرب: 12 / 258).
(5) الكافي: 1 / 357 / 16 عن موسى بن بكر بن داب عمن حدثه.
(6) الكافي: 1 / 43 / 7، منية المريد: 215، التوحيد: 459 / 27 وفيه " ما حجة الله على العباد " بدل " ما
حق الله على العباد ".
(7) الكافي: 1 / 50 / 12، وراجع ص 43 / 7، التوحيد: 459 / 27، منية المريد: 215 وص 282.
215

- الإمام الصادق (عليه السلام): الصمت كنز وافر، وزين الحليم، وستر الجاهل (1).
ه‍: الاعتراف بالجهل
- الإمام علي (عليه السلام): غاية العقل الاعتراف بالجهل (2).
- عنه (عليه السلام): إن الدنيا لم تكن لتستقر إلا على ما جعلها الله عليه من النعماء
والابتلاء والجزاء في المعاد أو ما شاء مما لا تعلم، فإن أشكل عليك شئ
من ذلك فاحمله على جهالتك، فإنك أول ما خلقت به (3) جاهلا ثم علمت.
وما أكثر ما تجهل من الأمر (الأمور) ويتحير فيه رأيك ويضل فيه بصرك
ثم تبصره بعد ذلك! (4)
- عنه (عليه السلام): إعلم أن الراسخين في العلم هم الذين أغناهم عن اقتحام السدد
المضروبة دون الغيوب الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره من الغيب
المحجوب، فمدح الله تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به
علما، وسمى تركهم التعمق فيما لم يكلفهم البحث عن كنهه رسوخا (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: " الله أعلم " (6).
و: الاعتذار من الجهل
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): اللهم إني أعتذر إليك من جهلي، وأستوهبك سوء

(1) الفقيه: 4 / 396 / 5843، الاختصاص: 232 عن داود الرقي.
(2) غرر الحكم: 6375.
(3) الظاهر زيادة " به " كما في تحف العقول: 72.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31.
(5) نهج البلاغة: الخطبة 91، تفسير العياشي: 1 / 163 / 5 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عن
أبيه عنه (عليهم السلام)، التوحيد: 55 / 13 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عنه (عليهما السلام)، وفيهما " من الغيب
المحجوب فقالوا: آمنا به كل من عند ربنا... ".
(6) الكافي: 1 / 42 / 4، المحاسن: 1 / 327 / 660 كلاهما عن زياد بن أبي رجاء، منية المريد: 215.
216

فعلي (1).
ز: الاستعاذة من الجهل
- أم سلمة: إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان إذا خرج من بيته قال: بسم الله، رب أعوذ بك من
أن أزل، أو أضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في دعائه يوم الهرير بصفين -: اللهم إني... أعوذ بك من
الجهل والهزل، ومن شر القول والفعل (3).
- عنه (عليه السلام): إلهي... أعوذ بك من قوتي، وألوذ بك من جرأتي، وأستجير بك من
جهلي، وأتعلق بعرى أسبابك من ذنبي (4).
- عنه (عليه السلام): أعوذ بك ربي أن أشتري الجهل بالعلم كما اشترى غيري، أو السفه
بالحلم (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في دعاء الصباح والمساء -: اللهم بك نمسي وبك نصبح،
وبك نحيا، وبك نموت، وإليك نصير، وأعوذ بك من أن أذل أو أذل، أو
أضل أو أضل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي (6).
- عبد الرحمن بن سيابة: أعطاني أبو عبد الله (عليه السلام) هذا الدعاء: " الحمد لله ولي
الحمد وأهله ومنتهاه ومحله... وأعوذ بك من أن أشتري الجهل بالعلم،
والجفاء بالحلم، والجور بالعدل، والقطيعة بالبر، والجزع بالصبر (7).

(1) الصحيفة السجادية: 126 / الدعاء 31.
(2) سنن النسائي: 8 / 268، سنن ابن ماجة: 2 / 1278 / 3884، مسند ابن حنبل: 10 / 220 / 26766.
(3) مهج الدعوات: 132 عن محمد بن النعمان الأحول عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(4) بحار الأنوار: 87 / 246 / 56 نقلا عن كتاب اختيار ابن الباقي.
(5) مهج الدعوات: 126، مستدرك الوسائل: 11 / 111 / 12556.
(6) الفقيه: 1 / 337 / 982 عن عمار بن موسى.
(7) الكافي: 2 / 590 وص 592 / 31، وراجع مصباح المتهجد: 277.
217

ح: الاستغفار من الجهل
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - أنه كان يدعو -: اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في
أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطاياي
وعمدي. وكل ذلك عندي (1).
5 /
ما يحرم علي الجاهل
أ: القول بغير علم
* (وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به ى علم) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر مما
يصلحه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أفتى الناس بغير علم وهو لا يعلم الناسخ من المنسوخ والمحكم
من المتشابه فقد هلك وأهلك (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والأرض (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أفتي بفتيا غير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه (6).

(1) صحيح البخاري: 5 / 2350 / 6036 عن أبي موسى الأشعري.
(2) النور: 15.
(3) عوالي اللآلي: 4 / 65 / 22، بحار الأنوار: 2 / 121 / 35.
(4) الكافي: 1 / 43 / 9 عن ابن شرمة عن الإمام الصادق (عليه السلام) عن أبيه عن جده (عليهم السلام)، بحار الأنوار:
2 / 121 / 36.
(5) صحيفة الرضا (عليه السلام): 83 / 7 عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، وسائل الشيعة: 18 / 140 / 37 نقلا عن
الخصال ولم نعثر عليه، كنز العمال: 10 / 193 / 29018 نقلا عن ابن عساكر عن الإمام علي (عليه السلام).
(6) سنن ابن ماجة: 1 / 20 / 53 عن أبي هريرة، كنز العمال: 10 / 193 / 29019، منية المريد: 281
نحوه.
218

- الإمام علي (عليه السلام): لا تخبر بما لم تحط به علما (1).
- عنه (عليه السلام): لا تقولوا بما لا تعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): اللهم إني أعوذ بك من... أن نعضد ظالما... أو نقول
في العلم بغير علم (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام): من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله لعنته ملائكة
الرحمة وملائكة العذاب، ولحقه وزر من عمل بفتياه (4).
ب: إنكار ما يجهل
* (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ى) * (5).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصيته لابنه الحسن (عليه السلام) -: إن الجاهل من عد نفسه بما
جهل من معرفة العلم عالما وبرأيه مكتفيا، فما يزال للعلماء مباعدا وعليهم
زاريا، ولمن خالفه مخطئا، ولما لم يعرف من الأمور مضللا، فإذا ورد عليه
من الأمور ما لم يعرفه أنكره وكذب به وقال بجهالته: ما أعرف هذا، وما
أراه كان، وما أظن أن يكون، وأنى كان؟ وذلك لثقته برأيه وقلة معرفته
بجهالته.
فما ينفك بما يرى مما يلتبس عليه رأيه مما لا يعرف للجهل مستفيدا،
وللحق منكرا، وفي الجهالة متحيرا، وعن طلب العلم مستكبرا (6).

(1) غرر الحكم: 10179.
(2) نهج البلاغة: الخطبة 87.
(3) الصحيفة السجادية: 45 / الدعاء 8.
(4) الكافي: 7 / 409 / 2 عن أبي عبيدة.
(5) يونس: 39.
(6) تحف العقول: 73، بحار الأنوار: 77 / 203 / 1 نقلا عن كتاب الرسائل للكليني، وفيه " وفي
اللجاجة متجريا " بدل " وفي الجهالة متحيرا ".
219

- عنه (عليه السلام): من جهل شيئا عاداه (1).
- عنه (عليه السلام): قلت أربعا أنزل الله تعالى تصديقي بها في كتابه: قلت: المرء مخبوء تحت
لسانه فإذا تكلم ظهر، فأنزل الله تعالى * (ولتعرفنهم في لحن القول) * (2)، قلت:
من جهل شيئا عاداه، فأنزل الله * (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ى ولما يأتهم
تأويله و) *، قلت: قدر - أو قال: - قيمة كل امرئ ما يحسن، فأنزل الله في
قصة طالوت * (إن الله اصطفاه عليكم وزاده وبسطة في العلم والجسم) * (3)،
قلت: القتل يقل القتل، فأنزل الله * (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب) * (4).
- عنه (عليه السلام): لو حدثتكم ما سمعت من فم أبي القاسم (صلى الله عليه وآله) لخرجتم من عندي وأنتم
تقولون: إن عليا من أكذب الكذابين وأفسق الفاسقين، قال تعالى: * (بل
كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ى) * (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن الله خص عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى
يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، وقال عز وجل: * (ألم يؤخذ عليهم ميثاق
الكتب أن لا يقولوا على الله إلا الحق) * (6) وقال: * (بل كذبوا بما لم يحيطوا
بعلمه ى ولما يأتهم تأويله و) * (7).
راجع: ص 193 / عداوة العلم والعالم.

(1) كنز الفوائد: 2 / 182.
(2) محمد: 30.
(3) البقرة: 247.
(4) الأمالي للطوسي: 494 / 1082 عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني الرازي عن الإمام الجواد عن
آبائه (عليهم السلام).
(5) ينابيع المودة: 3 / 203.
(6) الأعراف: 169.
(7) الكافي: 1 / 43 / 8، الأمالي للصدوق: 506 / 702 كلاهما عن أبي يعقوب بن إسحاق بن عبد الله
وفيه " عير " بدل " خص "، تفسير العياشي: 2 / 123 / 22 عن إسحاق بن عبد العزيز، منية المريد:
216، بصائر الدرجات: 537 / 2 عن أبي يعقوب بن إسحاق بن عبد الله وفيه " حصر " بدل " خص "،
بحار الأنوار: 2 / 113 / 3.
220

5 /
ما مدح من الجهل
- الإمام علي (عليه السلام): رب جاهل نجاته جهله (1).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: اثنان يهون عليهما كل شئ: عالم عرف
العواقب، وجاهل يجهل ما هو فيه (2).
- عنه (عليه السلام) - أيضا -: إذا كان العقل تسعة أجزاء احتاج إلى جزء من جهل ليقدم به
صاحبه على الأمور، فإن العاقل أبدا متوان (3) مترقب متخوف (4).
- عنه (عليه السلام): رب جهل أنفع من حلم (5).
- إبراهيم بن محمد بن عرفة: أنشدني أحمد بن يحيى ثعلب، وذكر أنه لعلي
ابن أبي طالب (عليه السلام):
لئن كنت محتاجا إلى الحكم إنني * إلى الجهل في بعض الأحايين أحوج
وما كنت أرضى الجهل خدنا وصاحبا * ولكنني أرضى به حين أحوج
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم * ولي فرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي فإني مقوم * ومن شاء تعويجي فإني معوج (6)

(1) غرر الحكم: 5301.
(2) شرح نهج البلاغة: 20 / 291 / 333.
(3) متوان: أي غير مهتم ولا محتفل (المصباح المنير: 673).
(4) شرح نهج البلاغة: 20 / 295 / 375.
(5) غرر الحكم: 5319.
(6) تاريخ دمشق: 42 / 529.
221

- الإمام الحسين (عليه السلام): لو عقل الناس وتصوروا الموت بصورته لخربت الدنيا (1).
- الإمام العسكري (عليه السلام): لو عقل أهل الدنيا خربت (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - للمفضل بن عمر -: تأمل الآن يا مفضل ما ستر عن
الانسان علمه من مدة حياته، فإنه لو عرف مقدار عمره وكان قصير العمر
لم يتهنأ بالعيش مع ترقب الموت وتوقعه لوقت قد عرفه، بل كان يكون
بمنزلة من قد فني ماله أو قارب الفناء فقد استشعر الفقر والوجل من فناء
ماله وخوف الفقر، على أن الذي يدخل على الانسان من فناء العمر أعظم
مما يدخل عليه من فناء المال، لأن من يقل ماله يأمل أن يستخلف منه
فيسكن إلى ذلك، ومن أيقن بفناء العمر استحكم عليه اليأس. وإن كان
طويل العمر ثم عرف ذلك وثق بالبقاء وانهمك في اللذات والمعاصي،
وعمل على أنه يبلغ من ذلك شهوته ثم يتوب في آخر عمره، وهذا مذهب
لا يرضاه الله من عباده ولا يقبله...
فإن قلت: أو ليس قد يقيم الانسان على المعصية حينا ثم يتوب فتقبل
توبته؟!
قلنا: إن ذلك شئ يكون من الانسان لغلبة الشهوات وتركه مخالفتها
من غير أن يقدرها في نفسه ويبني عليه أمره فيصفح الله عنه ويتفضل عليه
بالمغفرة، فأما من قدر أمره على أن يعصي ما بدا له ثم يتوب آخر ذلك
فإنما يحاول خديعة من لا يخادع بأن يتسلف التلذذ في العاجل ويعد
ويمني نفسه التوبة في الآجل، ولأنه لا يفي بما يعد من ذلك فإن النزوع من
الترفه والتلذذ ومعاناة التوبة - ولا سيما عند الكبر وضعف البدن - أمر

(1) محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء: 2 / 458، إحقاق الحق: 11 / 592.
(2) الدرة الباهرة: 43، نزهة الناظر: 145 / 6، أعلام الدين: 313، غرر الحكم: 7574 عن الإمام علي (عليه السلام).
222

صعب، ولا يؤمن على الانسان مع مدافعته بالتوبة أن يرهقه الموت فيخرج
من الدنيا غير تائب، كما قد يكون على الواحد دين إلى أجل وقد يقدر
على قضائه، فلا يزال يدافع بذلك حتى يحل الأجل وقد نفد المال
فيبقى الدين قائما عليه. فكان خير الأشياء للإنسان أن يستر عنه مبلغ
عمره، فيكون طول عمره يترقب الموت، فيترك المعاصي ويؤثر العمل
الصالح.
فإن قلت: وها هو الآن قد ستر عنه مقدار حياته، وصار يترقب الموت
في كل ساعة، يقارف الفواحش وينتهك المحارم!
قلنا: إن وجه التدبير في هذا الباب هو الذي جرى عليه الأمر فيه، فإن
كان الانسان مع ذلك لا يرعوي ولا ينصرف عن المساوي فإنما ذلك من
مرحه ومن قساوة قلبه لا من خطأ في التدبير، كما أن الطبيب قد يصف
للمريض ما ينتفع به، فإن كان المريض مخالفا لقول الطبيب لا يعمل بما
يأمره ولا ينتهي عما ينهاه عنه لم ينتفع بصفته، ولم يكن الإساءة في ذلك
للطبيب بل للمريض حيث لم يقبل منه. ولئن كان الانسان مع ترقبه للموت
كل ساعة لا يمتنع عن المعاصي فإنه لو وثق بطول البقاء كان أحرى بأن
يخرج إلى الكبائر الفظيعة، فترقب الموت على كل حال خير له من الثقة
بالبقاء. ثم إن ترقب الموت وإن كان صنف من الناس يلهون عنه ولا
يتعظون به فقد يتعظ به صنف آخر منهم، وينزعون عن المعاصي،
ويؤثرون العمل الصالح، ويجودون بالأموال والعقائل النفيسة في الصدقة
على الفقراء والمساكين، فلم يكن من العدل أن يحرم هؤلاء الانتفاع بهذه
الخصلة لتضييع أولئك حظهم منها (1).
راجع: كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 270 / السؤال عما قد يضر جوابه.

(1) بحار الأنوار: 3 / 83 في نقل الخبر المشتهر بتوحيد المفضل بن عمر.
223

5 /
ما ينبغي في معاشرة الجاهل
أ: السلام عند المخاطبة
* (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا
سلما) * (1).
* (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعملنا ولكم أعملكم سلام عليكم لا نبتغي
الجاهلين) * (2).
- النعمان بن مقرن: سب رجل رجلا عنده [(صلى الله عليه وآله)] فجعل الرجل المسبوب
يقول: عليك السلام، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما إن ملكا بينكما يذب عنك كلما
يشتمك هذا، قال له: بل أنت، وأنت أحق به، وإذا قال له: عليك السلام
قال: لا، بل لك، أنت أحق به (3).
- الإمام علي (عليه السلام) - في وصف أصحابه -: لو رأيتهم في نهارهم إذا لرأيت قوما
* (يمشون على الأرض هونا) * ويقولون للناس حسنا، * (وإذا خاطبهم
الجاهلون قالوا سلما) *، * (وإذا مروا باللغو مروا كراما) * (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - في وصف الشيعة -: إن خاطبهم جاهل سلموا، وإن لجأ
إليهم ذو الحاجة منهم رحموا، وعند الموت هم لا يحزنون (5).
- الأغاني: كان إبراهيم (6) شديد الانحراف عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فحدث

(1) الفرقان: 63.
(2) القصص: 55.
(3) مسند ابن حنبل: 9 / 191 / 23806.
(4) صفات الشيعة: 120 / 63 عن محمد بن الحنفية، بحار الأنوار: 7 / 220 / 132.
(5) تحف العقول: 378، مشكاة الأنوار: 62 وفيه " لا يجزعون " بدل " يحزنون " مع تقديم وتأخير.
(6) هو إبراهيم بن المهدي الخليفة العباسي. المكنى بأبي إسحاق (الأغاني: 10 / 119).
224

المأمون يوما أنه رأى عليا في النوم، فقال له: من أنت؟ فأخبره أنه علي
ابن أبي طالب. فمشينا حتى جئنا قنطرة، فذهب يتقدمني لعبورها
فأمسكته وقلت له: إنما أنت رجل تدعي هذا الأمر بإمرة ونحن أحق به
منك! فما رأيت له في الجواب بلاغة كما يوصف عنه. فقال: وأي شئ
قال لك؟ فقال: ما زادني على أن قال: سلاما سلاما.
فقال له المأمون: قد والله أجابك أبلغ جواب. قال: وكيف؟! قال:
عرفك أنك جاهل لا يجاوب مثلك، قال الله عز وجل: * (وإذا خاطبهم الجاهلون
قالوا سلما) *. فخجل إبراهيم وقال: ليتني لم أحدثك بهذا الحديث (1).
راجع: ص 123 / ح 489 وص 127 / ح 543.
ب: السكوت عند المنازعة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن موسى (عليه السلام) لقي الخضر (عليه السلام) فقال: أوصني، فقال الخضر:
يا طالب العلم... يا موسى، تفرغ للعلم إن كنت تريده، فإنما العلم لمن
تفرغ له... وأعرض عن الجهال، واحلم عن السفهاء، فإن ذلك فضل
الحلماء وزين العلماء، إذا شتمك الجاهل فاسكت عنه سلما وجانبه
حزما، فإن ما بقي من جهله عليك وشتمه إياك أكثر (2).
- الإمام علي (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: لا تنازع جاهلا (3).
- عنه (عليه السلام): لا تنازع السفهاء ولا تستهتر بالنساء، فإن ذلك يزري بالعقلاء (4).

(1) الأغاني: 10 / 157، المناقب لابن شهرآشوب: 3 / 270.
(2) منية المريد: 140، بحار الأنوار: 1 / 226 / 18، المعجم الأوسط: 7 / 78 / 6908 وفيه " فضل
الحكماء " بدل " فضل الحلماء "، تاريخ دمشق: 16 / 414، البداية والنهاية: 1 / 329 كلاهما نحوه
وكلها عن عمر بن الخطاب، وراجع كنز العمال: 16 / 143 / 44176.
(3) شرح نهج البلاغة: 20 / 259 / 39.
(4) غرر الحكم: 10422.
225

- الإمام الباقر (عليه السلام): الناس رجلان: مؤمن وجاهل، فلا تؤذ المؤمن، ولا تجهل
الجاهل فتكون مثله (1).
ج: الحلم
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث من لم يكن فيه لم يتم له عمل: ورع يحجزه عن معاصي
الله، وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل (2).
- الإمام علي (عليه السلام): لا تفضحوا أنفسكم لتشفوا غيظكم، وإن جهل عليكم جاهل
فليسعه حلمكم (3).
- عنه (عليه السلام) - من وصيته للحسن (عليه السلام) -: أوصيك بمغفرة الذنب، وكظم الغيظ،
وصلة الرحم، والحلم عند الجاهل (4).
- عنه (عليه السلام): احتمال الجاهل صدقة (5).
- عنه (عليه السلام): المؤمن حليم لا يجهل، وإن جهل عليه يحلم (6).
- موسى بن محمد المحاربي عن رجل: إن المأمون قال له [أي الإمام
الرضا (عليه السلام)]: هل رويت من الشعر شيئا؟ فقال: قد رويت منه الكثير. فقال:

(1) الخصال: 49 / 57 عن أبي حمزة الثمالي.
(2) الكافي: 2 / 116 / 1، المحاسن: 1 / 66 / 13 كلاهما عن السكوني عن الإمام الصادق (عليه السلام) وفيه " لم يقم "
بدل " لم يتم "، الفقيه: 4 / 360 / 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا عن الإمام
الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، بحار الأنوار: 71 / 422 / 59، وراجع شعب الإيمان: 6 / 339 / 8423.
(3) غرر الحكم: 10240.
(4) تحف العقول: 222، شرح الأخبار: 2 / 443 / 794 عن محمد بن حنيف، البداية والنهاية:
7 / 328 وليس فيه صدره، المناقب للخوارزمي: 384 عن محمد بن الحنفية.
(5) بحار الأنوار: 57 / 345 / 36، مدينة المعاجز: 1 / 547 / 350 نقلا عن كتاب عيون المعجزات
للسيد المرتضى (رحمه الله) وكلاهما عن ميثم.
(6) الكافي: 2 / 235 / 17 عن إبراهيم الأعجمي عن بعض أصحابنا وص 229 / 1 عن عبد الله بن
يونس عن الإمام الصادق عن الإمام علي (عليهما السلام)، تنبيه الخواطر: 2 / 202، أعلام الدين: 110 عن
إبراهيم العجمي عن بعض أصحابنا عنه (عليه السلام).
226

أنشدني أحسن ما رويته في الحلم. فقال (عليه السلام):
إذا كان دوني من بليت بجهله * أبيت لنفسي أن تقابل بالجهل
وإن كان مثلي في محلي من النهى * أخذت بحلمي كي أجل عن المثل
وإن كنت أدنى منه في الفضل والحجى * عرفت له حق التقدم والفضل
فقال له المأمون: ما أحسن هذا، من قاله؟! فقال: بعض فتياننا (1).
راجع: كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 379 / الحلم.
د: التعليم
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - لهشام بن الحكم -: يا هشام، تعلم من العلم ما جهلت،
وعلم الجاهل مما علمت. عظم العالم لعلمه ودع منازعته، وصغر الجاهل
لجهله ولا تطرده ولكن قربه وعلمه (2).
- الإمام الصادق (عليه السلام): قرأت في كتاب علي (عليه السلام): إن الله لم يأخذ على الجهال عهدا
بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهال، لأن العلم كان
قبل الجهل (3).
راجع: كتاب " العلم والحكمة في الكتاب والسنة " / ص 305 / وجوب التعليم
وص 311 / فضل التعليم.
ه‍: عدم الوثوق
- الإمام علي (عليه السلام): كن بعدوك العاقل أوثق منك بصديقك الجاهل (4).
- عنه (عليه السلام): لا يوثق بعهد من لا عقل له (5).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 174 / 1 عن موسى بن محمد المحاربي عن رجل، العدد القوية: 293 / 21.
(2) تحف العقول: 394 وص 502 عن عيسى (عليه السلام) نحوه.
(3) الكافي: 1 / 41 / 1 عن طلحة بن زيد، الأمالي للمفيد: 66 / 12 عن محمد بن أبي عمير العبدي عن
الإمام علي (عليه السلام) نحوه، منية المريد: 185.
(4 - 5) غرر الحكم: 7178، 10804.
227

و: العصيان
- الإمام علي (عليه السلام): أعص الجاهل تسلم (1).
ز: الإعراض
* (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): أحكم الناس من فر من جهال الناس (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إنما الناس رجلان: مؤمن وجاهل، فلا تؤذ المؤمن، ولا تجاور
الجاهل (4).
- الإمام علي (عليه السلام) - من وصيته للحسن (عليه السلام) -: كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل
شؤم (5).
- عنه (عليه السلام) - في الحكم المنسوبة إليه -: لا يؤمننك من شر جاهل قرابة ولا
جوار، فإن أخوف ما تكون لحريق النار أقرب ما تكون إليها (6).
- عنه (عليه السلام): لا تصحب من فاته العقل، ولا تصطنع من خانه الأصل، فإن من لا
عقل له يضرك من حيث يرى أنه ينفعك، ومن لا أصل له يسيئ إلى من
يحسن إليه (7).

(1) غرر الحكم: 2264.
(2) الأعراف: 199.
(3) الفقيه: 4 / 395 / 5840، الأمالي للصدوق: 73 / 41 كلاهما عن يونس بن ظبيان عن الإمام
الصادق عن آبائه (عليهم السلام) وفيه " أحلم " بدل " أحكم "، معاني الأخبار: 196 / 1 عن أبي حمزة الثمالي عن
الإمام الصادق عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، مشكاة الأنوار: 137.
(4) المعجم الأوسط: 8 / 302 / 8698، حلية الأولياء: 5 / 174 كلاهما عن عبد الله بن عمرو.
(5) تحف العقول: 80.
(6) شرح نهج البلاغة: 20 / 305 / 498.
(7) غرر الحكم: 10383.
228

- عنه (عليه السلام): لا تنتصح بمن فاته العقل، ولا تثق بمن خانه الأصل، فإن من فاته
العقل يغش من حيث ينصح، ومن خانه الأصل يفسد من حيث يصلح (1).
- عنه (عليه السلام): شر من صاحبت الجاهل (2).
- عنه (عليه السلام): شر الأصحاب الجاهل (3).
- عنه (عليه السلام): قطيعة الجاهل تعدل صلة العاقل (4).
- عنه (عليه السلام): إحذر العاقل إذا أغضبته، والكريم إذا أهنته، والنذل إذا أكرمته،
والجاهل إذا صاحبته (5).
- عنه (عليه السلام): صديق الجاهل معرض للعطب (6).
- عنه (عليه السلام): صديق الجاهل متعوب منكوب (7).
- الإمام العسكري (عليه السلام): صديق الجاهل تعب (8).
- الإمام الكاظم (عليه السلام): محادثة العالم على المزابل خير من محادثة الجاهل على
الزرابي (9).
- الإمام الرضا (عليه السلام) - في كتابه إلى محمد بن سنان -: حرم الله عز وجل التعرب بعد
الهجرة للرجوع عن الدين وترك المؤازرة للأنبياء والحجج (عليهم السلام)، وما في

(1) غرر الحكم: 10399، وفي طبعة النجف: ص 341 " لا تنصح ".
(2 - 3) غرر الحكم: 5691، 5709.
(4) نهج البلاغة: الكتاب 31، خصائص الأئمة (عليهم السلام): 117، الدرة الباهرة: 20، غرر الحكم: 6786.
(5) كنز الفوائد: 1 / 368.
(6 - 7) غرر الحكم: 5856، 5829.
(8) تحف العقول: 489، العدد القوية: 300 عن الإمام الرضا (عليه السلام) وفيه " في تعب "، بحار الأنوار:
78 / 355 نقلا عن كتاب الدر.
(9) الكافي: 1 / 39 / 2 عن إبراهيم بن عبد الحميد.
229

ذلك من الفساد وإبطال حق كل ذي حق، [لا] لعلة سكنى البدو، ولذلك لو
عرف الرجل الدين كاملا لم يجز له مساكنة أهل الجهل، والخوف عليه لأنه
لا يؤمن أن يقع منه ترك العلم والدخول مع أهل الجهل والتمادي في
ذلك (1).
راجع: ص 225 / السكوت عند المنازعة ح 1101.

(1) الفقيه: 3 / 566 / 4934، عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 92 / 1، علل الشرايع: 481 / 1.
230

الفصل السادس
الجاهلية الأولى
6 /
معنى الجاهلية
* (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) * (1).
* (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير) * (2).
* (وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من
قبلك لعلهم يتذكرون) * (3).
راجع: المائدة: 19، السجدة: 3.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنما سميت الجاهلية لضعف أعمالها، وجهالة أهلها...، إن
أهل الجاهلية عبدوا غير الله، ولهم أجل ينتهون إلى مدته ويصيرون إلى
نهايته، مؤخر عنهم العقاب إلى يوم الحساب، أمهلهم الله بقدرته وجلاله

(1) الأحزاب: 33.
(2) سبأ: 44.
(3) القصص: 46.
231

وعزته، فغلب الأعز الأذل، وأكل الكبير فيها الأقل (1).
- جعفر بن أبي طالب - فيما وصف به قومه للنجاشي ملك الحبشة -: أيها
الملك، كنا قوما أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي
الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسئ الجوار، يأكل القوي منا الضعيف،
فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا، نعرف نسبه وصدقه، وأمانته
وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا (نعبد) (2) نحن وآباؤنا
من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة،
وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن
الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد
الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فصدقناه،
وآمنا به، واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا،
وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا فعذبونا
وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما
كنا نستحل من الخبائث (3).
- الإمام علي (عليه السلام): أما بعد، فإن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) وليس أحد من العرب
يقرأ كتابا، ولا يدعي نبوة ولا وحيا (4).

(1) تاريخ المدينة: 2 / 558 عن الشعبي، وراجع المفصل في تاريخ العرب: 1 / 37، بلوغ الإرب: 1 / 15.
(2) سقط ما بين القوسين من الطبع وأثبتناه من طبعة أخرى.
(3) مسند ابن حنبل: 1 / 432 / 1740، السيرة النبوية لابن هشام: 1 / 359، وراجع دلائل النبوة
للبيهقي: 2 / 302، تاريخ اليعقوبي: 2 / 29، تفسير القمي: 1 / 177.
(4) نهج البلاغة: الخطبة 104 و 33، الإرشاد: 1 / 248 عن ابن عباس وليس فيهما " ولا وحيا ".
وفي بحار الأنوار: 18 / 220 / 52، في صدد بيان قوله (عليه السلام): " وليس أحد من العرب يقرأ كتابا " أي في
زمانه (صلى الله عليه وآله) وما قاربه، فلا ينافي بعثة هود وصالح وشعيب (عليهم السلام) في العرب، وأما خالد بن سنان فلو ثبت
بعثته فلم يكن يقرأ كتابا ويدعي شريعة، وإنما نبوته كانت مشابهة لنبوة جماعة من أنبياء بني إسرائيل
لم يكن لهم كتب ولا شرائع، مع أنه يمكن أن يكون المراد الزمان الذي بعده.
232

- عنه (عليه السلام): أرسله على حين فترة من الرسل، وهفوة عن العمل، وغباوة من
الأمم (1).
- عنه (عليه السلام): أشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله وأعلام الهدى دارسة،
ومناهج الدين طامسة، فصدع بالحق، ونصح للخلق (2).
- عنه (عليه السلام): بعثه حين لا علم قائم، ولا منار ساطع، ولا منهج واضح (3).
- عنه (عليه السلام): إن الله سبحانه بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق حين دنا من الدنيا الانقطاع،
وأقبل من الآخرة الاطلاع، وأظلمت بهجتها بعد إشراق، وقامت بأهلها
على ساق، وخشن منها مهاد، وأزف (4) منها قياد، في انقطاع من مدتها،
واقتراب من أشراطها، وتصرم (5) من أهلها، وانفصام من حلقتها، وانتشار
من سببها، وعفاء (6) من أعلامها، وتكشف من عوراتها، وقصر من
طولها (7).
- عنه (عليه السلام): بعثه والناس ضلال في حيرة، وحاطبون في فتنة، قد استهوتهم
الأهواء، واستزلتهم الكبرياء، واستخفتهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في
زلزال من الأمر وبلاء من الجهل، فبالغ (صلى الله عليه وآله) في النصيحة، ومضى على
الطريقة، ودعا إلى الحكمة والموعظة الحسنة (8).
- عنه (عليه السلام): أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسل إليكم الرسول (صلى الله عليه وآله) وأنزل إليه
الكتاب بالحق وأنتم أميون عن الكتاب ومن أنزله، وعن الرسول ومن
أرسله، على حين فترة من الرسل، وطول هجعة (9) من الأمم، وانبساط من

(1 - 3) نهج البلاغة: الخطبة 94 و 195 و 196.
(4) أي دنا وقرب (النهاية: 1 / 45).
(5) الانصرام: الانقطاع (مجمع البحرين: 2 / 1028).
(6) العفاء: الدروس والهلاك (مجمع البحرين: 2 / 1239).
(7 - 8) نهج البلاغة: الخطبة 198 و 95.
(9) أي على طول مدة من بعد الأمم السالفة، والهجعة قد يراد بها: الغفلة والجهل والموت (مجمع البحرين: 3 / 1862).
233

الجهل، واعتراض من الفتنة، وانتقاض من المبرم (1)، وعمى عن الحق،
واعتساف (2) من الجور، وامتحاق من الدين، وتلظ (- ي) من الحروب، على
حين اصفرار من رياض جنات الدنيا، ويبس من أغصانها، وانتثار من
ورقها، ويأس من ثمرها، واغورار من مائها، قد درست أعلام الهدى،
فظهرت أعلام الردى.
فالدنيا متهجمة في وجوه أهلها مكفهرة (3)، مدبرة غير مقبلة، ثمرتها
الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها الخوف، ودثارها السيف، مزقتم كل
ممزق وقد أعمت عيون أهلها، وأظلمت عليها أيامها، قد قطعوا أرحامهم،
وسفكوا دماءهم، ودفنوا في التراب الموؤودة بينهم من أولادهم، يجتاز
دونهم طيب العيش ورفاهية خفوض الدنيا. لا يرجون من الله ثوابا، ولا
يخافون والله منه عقابا. حيهم أعمى نجس، وميتهم في النار مبلس (4)،
فجاءهم بنسخة ما في الصحف الأولى، وتصديق الذي بين يديه، وتفصيل
الحلال من ريب الحرام (5).
- عنه (عليه السلام): أشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالدين المشهور... والناس
في فتن انجذم فيها حبل الدين، وتزعزعت سواري (6) اليقين، واختلف
النجر (7)، وتشتت الأمر، وضاق المخرج، وعمي المصدر، فالهدى خامل،

(1) أبرم الأمر: أي أحكمه، ومنه القضاء المبرم (مجمع البحرين: 1 / 145).
(2) العسف: الأخذ على غير الطريق، والظلم (مجمع البحرين: 2 / 1215).
(3) مكفهر: أي عابس قطوب (النهاية: 4 / 193).
(4) المبلس: الساكت من الحزن أو الخوف (النهاية: 1 / 152).
(5) الكافي: 1 / 60 / 7 عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير القمي: 1 / 2، وراجع نهج
البلاغة: الخطبة 89.
(6) السارية: الأسطوانة والجمع سوار (مجمع البحرين: 2 / 843).
(7) النجر: الطبع والأصل (النهاية: 5 / 21).
234

والعمى شامل. عصي الرحمن، ونصر الشيطان، وخذل الإيمان، فانهارت
دعائمه، وتنكرت معالمه، ودرست سبله، وعفت شركه. أطاعوا الشيطان
فسلكوا مسالكه، ووردوا مناهله، بهم سارت أعلامه، وقام لواؤه، في فتن
داستهم بأخفافها، ووطئتهم بأظلافها، وقامت على سنابكها (1). فهم فيها
تائهون حائرون جاهلون مفتونون، في خير دار وشر جيران. نومهم سهود
وكحلهم دموع، بأرض عالمها ملجم وجاهلها مكرم (2).
- عنه (عليه السلام): أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونجيبه
وصفوته. لا يؤازى فضله، ولا يجبر فقده. أضاءت به البلاد بعد الضلالة
المظلمة، والجهالة الغالبة، والجفوة الجافية، والناس يستحلون الحريم
ويستذلون الحكيم، يحيون على فترة ويموتون على كفرة (3).
- عنه (عليه السلام): [إن الله تعالى] بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) وأنتم معاشر العرب على شر حال،
يغذو أحدكم كلبه، ويقتل ولده، ويغير على غيره فيرجع وقد أغير عليه،
تأكلون العلهز (4) والهبيد (5) والميتة والدم، تنيخون على أحجار خشن
وأوثان مضلة، وتأكلون الطعام الجشب، وتشربون الماء الآجن،
تسافكون دماءكم ويسبي بعضكم بعضا (6).
- عنه (عليه السلام) - من رسالته إلى أصحابه بعد مقتل محمد بن أبي بكر -: إن الله بعث
محمدا (صلى الله عليه وآله) نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل، وشهيدا على هذه الأمة،

(1) السنبك: طرف مقدم الحافر، الجمع سنابك (مجمع البحرين: 2 / 889).
(2 - 3) نهج البلاغة: الخطبة 2 و 151.
(4) العلهز: يتخذونه في سني المجاعة، يخلطون الدم بأوبار الإبل ثم يشوونه بالنار ويأكلونه (النهاية: 3 / 293).
(5) الهبيد: الحنظل يكسر ويستخرج حبه وينقع لتذهب مرارته ويتخذ منه طبيخ يؤكل عند الضرورة
(النهاية: 5 / 239).
(6) كشف المحجة: 236 نقلا عن الكليني في الرسائل عن علي بن إبراهيم بإسناده.
235

وأنتم يا معشر العرب يومئذ على شر دين وفي شر دار، منيخون على
حجارة خشن وحيات صم وشوك مبثوث في البلاد، تشربون الماء
الخبيث، وتأكلون الطعام الجشيب، وتسفكون دماءكم، وتقتلون أولادكم،
وتقطعون أرحامكم، وتأكلون أموالكم (بينكم) بالباطل، سبلكم خائفة،
والأصنام فيكم منصوبة، (والآثام بكم معصوبة)، ولا يؤمن أكثرهم بالله إلا
وهم مشركون (1).
- عنه (عليه السلام) - في الاعتبار بالأمم السابقة وتحذير العصاة المتكبرين -: اعتبروا
بحال ولد إسماعيل وبني إسحاق وبني إسرائيل عليهم السلام. فما أشد
اعتدال الأحوال، وأقرب اشتباه الأمثال! تأملوا أمرهم في حال تشتتهم
وتفرقهم، ليالي كانت الأكاسرة والقياصرة أربابا لهم، يحتازونهم (2) عن
ريف الآفاق، وبحر العراق، وخضرة الدنيا، إلى منابت الشيح (3)، ومهافي
الريح، ونكد (4) المعاش، فتركوهم عالة مساكين إخوان دبر ووبر (5)، أذل
الأمم دارا، وأجدبهم قرارا، لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها، ولا
إلى ظل ألفة يعتمدون على عزها، فالأحوال مضطربة، والأيدي مختلفة،
والكثرة متفرقة، في بلاء أزل وأطباق جهل! من بنات موؤودة، وأصنام
معبودة، وأرحام مقطوعة، وغارات مشنونة.
فانظروا إلى مواقع نعم الله عليهم حين بعث إليهم رسولا - فعقد بملته
طاعتهم، وجمع على دعوته ألفتهم - كيف نشرت النعمة عليهم جناح

(1) الغارات: 1 / 303 عن جندب، نهج البلاغة: الخطبة 26 نحوه.
(2) الحوز: السير الشديد والرويد، وقيل: الحوز والحيز: السوق اللين (لسان العرب: 5 / 339).
(3) نبات سهلي يتخذ من بعضه المكانس، وهو من الأمرار، له رائحة طيبة وطعم مر (لسان العرب: 2 / 502).
(4) عيش نكد: أي قليل عسر (مجمع البحرين: 3 / 1831).
(5) وبر الرجل: تشرد فصار مع الوبر [حيوان] في التوحش (لسان العرب: 5 / 272).
236

كرامتها، وأسالت لهم جداول نعيمها، والتفت الملة بهم في عوائد بركتها،
فأصبحوا في نعمتها غرقين، وفي خضرة عيشها فكهين.
قد تربعت الأمور بهم في ظل سلطان قاهر، وآوتهم الحال إلى كنف عز
غالب، وتعطفت الأمور عليهم في ذرى (1) ملك ثابت. فهم حكام على
العالمين، وملوك في أطراف الأرضين. يملكون الأمور على من كان
يملكها عليهم، ويمضون الأحكام فيمن كان يمضيها فيهم! لا تغمز (2) لهم
قناة (3)، ولا تقرع لهم صفاة (4) ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة،
وثلمتم حصن الله المضروب عليكم، بأحكام الجاهلية (5).
- فاطمة (عليها السلام) - في خطابها للمسلمين بعد أبيها -: كنتم على شفا حفرة من النار
مذقة الشارب، ونهزة (6) الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام،
تشربون الطرق (7)، وتقتاتون القد (8)، أذلة خاسئين (صاغرين)، تخافون أن
يتخطفكم الناس من حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد (صلى الله عليه وآله) (9).
- الإمام الهادي (عليه السلام) - في خطبته -: الحمد لله العالم بما هو كائن من قبل أن يدين
له من خلقه دائن... وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى ووليه المرتضى

(1) الذرى: جمع ذروة: وهي أعلى سنام البعير (لسان العرب: 14 / 284).
(2) أغمز في الرجل: استضعفه وعابه وصغر شأنه، والمغامز: المعايب (لسان العرب: 5 / 389 و 390).
(3) القناة: الرمح (لسان العرب: 15 / 203).
(4) لا تقرع لهم صفاة: أي لا ينالهم أحد بسوء (النهاية: 3 / 41).
(5) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(6) النهزة: الفرصة، وانتهزتها: اغتنمتها (النهاية: 5 / 135).
(7) الطرق: الماء الذي خاضته الإبل وبالت فيه وبعرت (النهاية: 3 / 123).
(8) هو جلد السخلة في الجدب (النهاية: 4 / 21).
(9) الاحتجاج: 1 / 260 / 49 عن عبد الله بن الحسن عن آبائه (عليهم السلام)، شرح الأخبار: 3 / 35 / 974 عن
محمد بن سلام بإسناده، الشافي: 4 / 72 عن ابن عائشة، دلائل الإمامة: 114 / 36 عن زيد بن علي
عن آبائه (عليهم السلام) نحوه، بلاغات النساء: 24 عن زيد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) نحوه.
237

وبعيثه بالهدى، أرسله على حين فترة من الرسل، واختلاف من الملل،
وانقطاع من السبل، ودروس من الحكمة، وطموس من أعلام الهدى
والبينات، فبلغ رسالة ربه، وصدع بأمره، وأدى الحق الذي عليه، وتوفي
فقيدا محمودا (صلى الله عليه وآله) (1).
راجع: الإسراء: 31 - 35، الأنعام: 152، الممتحنة: 12.

(1) الكافي: 5 / 372 / 6 عن عبد العظيم بن عبد الله [الحسني].
238

كلام حول الجاهلية
القرآن يسمي عهد العرب المتصل بظهور الاسلام بالجاهلية، وليس إلا إشارة
منه إلى أن الحاكم فيهم يومئذ الجهل دون العلم، والمسيطر عليهم في كل شئ
الباطل، وسفر الرأي دون الحق، وكذلك كانوا على ما يقصه القرآن من شؤونهم.
قال تعالى: * (يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية) * (1)، وقال: * (أفحكم الجاهلية
يبغون) * (2)، وقال: * (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) * (3)،
وقال: * (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) * (4).
كانت العرب يومئذ تجاور في جنوبها الحبشة وهي نصرانية، وفي مغربها
إمبراطورية الروم وهي نصرانية، وفي شمالها الفرس وهم مجوس، وفي غير
ذلك الهند ومصر وهما وثنيتان وفي أرضهم طوائف من اليهود، وهم - أعني
العرب - مع ذلك وثنيون يعيش أغلبهم عيشة القبائل، وهذا كله هو الذي أوجد

(1) آل عمران: 154.
(2) المائدة: 50.
(3) الفتح: 26.
(4) الأحزاب: 33.
239

لهم اجتماعا همجيا بدويا فيه أخلاط من رسوم اليهودية والنصرانية والمجوسية،
وهم سكارى جهالتهم، قال تعالى: * (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن
سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون) * (1).
وقد كانت العشائر وهم البدو على ما لهم من خساسة العيش ودناءته يعيشون
بالغزوات، وشن الغارات، واختطاف كل ما في أيدي آخرين من متاع أو عرض،
فلا أمن بينهم ولا أمانة، ولا سلم ولا سلامة، والأمر إلى من غلب، والملك لمن
وضع عليه يده.
أما الرجال فالفضيلة بينهم سفك الدماء، والحمية الجاهلية، والكبر، والغرور،
واتباع الظالمين، وهضم حقوق المظلومين، والتعادي، والتنافس، والقمار،
وشرب الخمر، والزنا، وأكل الميتة والدم وحشف (2) التمر.
وأما النساء فقد كن محرومات من مزايا المجتمع الإنساني، لا يملكن من
أنفسهن إرادة، ولا من أعمالهن عملا ولا يملكن ميراثا، ويتزوج بهن الرجال من
غير تحديد بحد كما عند اليهود وبعض الوثنية، ومع ذلك فقد كن يتبرجن بالزينة،
ويدعون من أحببن إلى أنفسهن، وفشا فيهن الزنا والسفاح حتى في المحصنات
المزوجات منهن، ومن عجيب بروزهن أنهن ربما كن يأتين بالحج عاريات.
وأما الأولاد فكانوا ينسبون إلى الآباء لكنهم لا يورثون صغارا، ويذهب
الكبار بالميراث، ومن الميراث زوجة المتوفى، ويحرم الصغار ذكورا وإناثا
والنساء، غير أن المتوفى لو ترك صغيرا ورثه، لكن الأقوياء يتولون أمر اليتيم
ويأكلون ماله، ولو كان اليتيم بنتا تزوجوها وأكلوا مالها ثم طلقوها وخلوا

(1) الأنعام: 116.
(2) الحشف: اليابس الفاسد من التمر، وقيل: الضعيف الذي لا نوى له كالشيص (النهاية: 1 / 391).
240

سبيلها، فلا مال تقتات به ولا راغب في نكاحها ينفق عليها، والابتلاء بأمر
الأيتام من أكثر الحوادث المبتلى بها بينهم لمكان دوام الحروب والغزوات
والغارات، فبالطبع كان القتل شائعا بينهم.
وكان من شقاء أولادهم أن بلادهم الخربة وأراضيهم القفرة البائرة كان يسرع
الجدب والقحط إليها، فكان الرجل يقتل أولاده خشية الإملاق (1)، وكانوا يئدون
البنات (2)، وكان من أبغض الأشياء عند الرجل أن يبشر بالأنثى (3).
وأما وضع الحكومة بينهم فأطراف شبه الجزيرة وإن كانت ربما ملك فيها
ملوك تحت حماية أقوى الجيران وأقربها، كإيران لنواحي الشمال، والروم
لنواحي الغرب، والحبشة لنواحي الجنوب، إلا أن قرى الأوساط كمكة ويثرب
والطائف وغيرها كانت تعيش في وضع أشبه بالجمهورية وليس بها، والعشائر
في البدو بل حتى في داخل القرى كانت تدار بحكومة رؤسائها وشيوخها وربما
تبدل الوضع بالسلطنة.
فهذا هو الهرج العجيب الذي كان يبرز في كل عدة معدودة منهم بلون، ويظهر
في كل ناحية من أرض شبه الجزيرة في شكل مع الرسوم العجيبة والاعتقادات
الخرافية الدائرة بينهم، وأضف إلى ذلك بلاء الأمية وفقدان التعليم والتعلم في
بلادهم فضلا عن العشائر والقبائل.
وجميع ما ذكرناه من أحوالهم وأعمالهم والعادات والرسوم الدائرة بينهم مما
يستفاد من سياق الآيات القرآنية والخطابات التي تخاطبهم بها أوضح استفادة،
فتدبر في المقاصد التي ترومها الآيات والبيانات التي تلقيها إليهم بمكة أولا، ثم

(1) إشارة إلى الآية 151 من سورة الأنعام.
(2) إشارة إلى الآية 8 من سورة التكوير.
(3) إشارة إلى الآية 17 من سورة الزخرف.
241

بعد ظهور الاسلام وقوته بالمدينة ثانيا، وفي الأوصاف التي تصفهم بها، والأمور
التي تذمها منهم وتلومهم عليها، والنواهي المتوجهة إليهم في شدتها وضعفها.
إذا تأملت كل ذلك تجد صحة ما تلوناه عليك، على أن التاريخ يذكر جميع
ذلك ويتعرض من تفاصيلها ما لم نذكره لإجمال الآيات الكريمة وإيجازها القول
فيه.
وأوجز كلمة وأوفاها لإفادة جمل هذه المعاني ما سمى القرآن هذا العهد بعهد
الجاهلية فقد أجمل في معناها جميع هذه التفاصيل. هذا حال عالم العرب ذلك
اليوم (1).

(1) تفسير الميزان: 4 / 151.
242

6 /
دين الجاهلية
أ: عبادة غير الله
* (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيا وهم يخلقون ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا
نفعا ولا يملكون موتا ولا حياة ولا نشورا) * (1).
راجع: الأعراف: 191 - 195، سبأ: 22.
ب: جعل الولد لله
* (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا * ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من
أفواههم إن يقولون إلا كذبا) * (2) (3).
* (ويجعلون لله البنت سبحانه ولهم ما يشتهون) * (4).
* (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما) * (5).
* (أم له البنت ولكم البنون) * (6).
* (أفرءيتم اللت والعزى * ومناة الثالثة الأخرى * ألكم الذكر وله الأنثى * تلك إذا قسمة

(1) الفرقان: 3.
(2) الكهف: 4 و 5.
(3) قوله تعالى: * (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) * وهم عامة الوثنيين القائلين بأن الملائكة أبناء أو بنات
له، وربما قالوا بذلك في الجن والمصلحين من البشر، والنصارى القائلين بأن المسيح ابن الله، وقد
نسب القرآن إلى اليهود أنهم قالوا: عزير ابن الله. تفسير الميزان: 13 / 238، وراجع: تفسير القمي:
2 / 30، تفسير الطبري: 9 / الجزء 15 / 193، تفسير الدر المنثور: 3 / 334.
(4) النحل: 57.
(5) الإسراء: 40.
(6) الطور: 39.
243

ضيزى) * (1) (2).
راجع: الأنعام: 100 و 101، الصافات: 149 - 154، الزخرف: 16.
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له
ذلك. فأما تكذيبه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، وأما شتمه
إياي فقوله: " لي ولد "، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا (3).
- مجاهد: قال كفار قريش: الملائكة بنات الله، وأمهاتهم بنات سروات (4)
الجن (5).
- ابن عباس - في تفسير قوله تعالى: * (ويجعلون لله البنت...) * الآية -: يجعلون
لله البنات، ترضونهن لي ولا ترضونهن لأنفسكم. وذلك أنهم كانوا في
الجاهلية إذا ولد للرجل منهم جارية أمسكها على هون أو دسها في التراب
وهي حية (6).

(1) النجم: 19 - 22.
(2) قال الكلبي في كتاب الأصنام: كانت قريش تطوف بالكعبة وتقول:
واللات والعزى * ومناة الثالثة الأخرى!
فإنهن الغرانيق العلى * وإن شفاعتهن لترتجى!
كانوا يقولون: بنات الله (عز وجل عن ذلك!) وهن يشفعن إليه. فلما بعث الله رسوله أنزل عليه:
* (أفرأيتم... إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) *. (الأصنام: 34، وراجع: تفسير
القمي: 2 / 338). والغرانيق: الأصنام، وهي في الأصل الذكور من طير الماء (النهاية: 3 / 364).
(3) صحيح البخاري: 4 / 1629 / 4212 عن ابن عباس وص 1903 / 4690، سنن النسائي: 4 /
112، مسند ابن حنبل: 3 / 199 / 8227 وص 264 / 8618 كلها عن أبي هريرة نحوه.
(4) سروات الجن: أي أشرافهم (النهاية: 2 / 363).
(5) صحيح البخاري: 3 / 1200، وراجع تفسير الطبري: 12 / الجزء 23 / 108.
(6) تفسير الطبري: 8 / الجزء 14 / 123، تفسير الدر المنثور: 5 / 138 وفيه " يرضونهن له ولا
يرضونهن لأنفسهم ".
244

ج: جعل الجن شركاء لله
* (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له وبنين وبنت م بغير علم سبحانه و
وتعالى عما يصفون) * (1).
* (ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون * قالوا سبحانك
أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون) * (2).
د: جعل النسب بين الله والجن
* (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة إنهم لمحضرون) * (3) (4).
ه‍: تحريم بعض الأنعام
* (قل أرءيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحللا قل أألله أذن لكم أم على
الله تفترون) * (5).
* (فكلوا مما رزقكم الله حللا طيبا واشكروا نعمت الله إن كنتم إياه تعبدون إنما حرم
عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به ى فمن اضطر غير باغ ولا عاد
فإن الله غفور رحيم * ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا حرام

(1) الأنعام: 100.
(2) سبأ: 40 و 41.
(3) الصافات: 158.
(4) اختلفت أقوال المفسرين في تعيين هذا النسب، فابن عباس يذهب إلى أنها تختص بثلاثة أحياء من
قريش وهم: سليم، وخزاعة، وجهينة، حيث يقولون: صاهر إلى كرام الجن. ونقل عن ابن عباس
أيضا: زعم أعداء الله أنه تبارك وتعالى وإبليس أخوان. وطبقا لنقل بعض المفسرين أن جماعة من
العرب يعتبرون الجن ملائكة، وأن الملائكة هم بنات الله! لكن الذي يقوى في النظر هو أن الآية عامة
وهي تشمل كل العلاقات حتى العلاقة النسبية، راجع: تفسير الدر المنثور: 7 / 133، تفسير الطبري:
12 / الجزء 23 / 108، تفسير الميزان: 17 / 173، تفسير نمونه: 19 / 174 وص 222 ح 1129.
(5) يونس: 59.
245

لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون) * (1).
* (وقالوا هذه ى أنعم وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعم حرمت ظهورها
وأنعم لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون * وقالوا ما
في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا وإن يكن ميتة فهم فيه
شركاء سيجزيهم وصفهم إنه وحكيم عليم) * (2).
* (ما جعل الله من م بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام ولكن الذين كفروا يفترون على
الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون) * (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): البحيرة إذا ولدت وولد ولدها بحرت (4).
- عنه (عليه السلام) - في قول الله تعالى: * (ما جعل الله من م بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا
حام) * -: إن أهل الجاهلية كانوا إذا ولدت الناقة ولدين في بطن واحد قالوا:
وصلت، فلا يستحلون ذبحها ولا أكلها، وإذا ولدت عشرا جعلوها سائبة،
ولا يستحلون ظهرها ولا أكلها، والحام: فحل الإبل لم يكونوا يستحلونه،
فأنزل الله عز وجل: أنه لم يحرم شيئا من ذلك (5) (6).

(1) النحل: 114 - 116.
(2) الأنعام: 138 و 139.
(3) المائدة: 103.
(4) تفسير العياشي: 1 / 348 / 215 عن عمار بن أبي الأحوص.
(5) معاني الأخبار: 148 / 1، تفسير العياشي: 1 / 347 / 213 كلاهما عن محمد بن مسلم، وراجع
تفسير مجمع البيان: 3 / 390، تفسير التبيان: 4 / 41، تفسير القمي: 1 / 188.
(6) قال الشيخ الصدوق في معاني الأخبار بعد ذكره للحديث الشريف: " وقد روي أن البحيرة الناقة إذا
أنتجت خمسة أبطن، فإن كان الخامس ذكرا نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان الخامس أنثى
بحروا أذنها أي شقوه، وكانت حراما على النساء والرجال لحمها ولبنها، وإذا مات حلت للنساء.
والسائبة البعير يسيب بنذر يكون على الرجل إن سلمه الله عز وجل من مرض أو بلغه منزله أن يفعل
ذلك. والوصيلة من الغنم كانوا إذا ولدت الشاة سبعة أبطن، فإن كان السابع ذكرا ذبح فأكل منه الرجال
والنساء، وإن كانت أنثى تركت في الغنم، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها فلم تذبح، وكان
لحومها حراما على النساء إلا أن يكون يموت منها شئ فيحل أكلها للرجال والنساء. والحام الفحل
إذا ركب ولد ولده قالوا: قد حمى ظهره. وقد يروى أن الحام هو من الإبل إذا أنتج عشرة أبطن، قالوا:
قد حمى ظهره فلا يركب ولا يمنع من كلاء ولا ماء (معاني الأخبار: 148 / 1).
246

بيان:
كان الجهل المطبق الذي خيم على العرب قبل الاسلام قد مهد الأجواء
لشيوخهم ورؤسائهم لاستغلال تلك الظروف، فانتهزوا تلك الفترة من الرسل
وسخروا عواطف ومشاعر الناس الصادقة وسنوا أحكاما وعادات اجتماعية
تعود عليهم بالمنفعة، وابتدعوا الكثير من البدع. وكان من جملة هؤلاء شخص
اسمه عمر بن لحي، وكان هذا الشخص قد استحوذ حينذاك على واحدة من أهم
ثروات العرب، ألا وهي الإبل، وابتدع لها سننا وأضفى عليها طابعا قدسيا قيد
بموجبه سبل الاستفادة والانتفاع من أربعة أنواع من الإبل كانت تسمى:
البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامي. وكانت لها دلالات متباينة ولكنها على
نحو متقارب (1). وتشترك جميعها في نقطة واحدة هي إضفاء نوع من الحرمة على
هذه الإبل وتحريم لبنها ولحمها وصوفها وظهرها على الكثير من الناس، فيما
أباحها للبعض الآخر كسدنة بيوت الأصنام وخدامها.
اقترنت هذه البدعة بنظرة الاستخفاف التي كان العرب يعاملون بها المرأة،
فنجم عن ذلك تشديد هذا الحكم على النساء، فكان لا يحق لهن أكل لحم هذه
الإبل إلا بعد موتها.
وكان من نتيجة هذا التقليد أن السدنة وخدمة الأصنام أبيحت لهم الاستفادة
من المراعي والعيون والآبار على ندرتها في الجزيرة العربية، ونجم عن ذلك
أيضا أنهم صاروا ينذرون الإبل للأصنام وسدنتها من باب الشكر أو لقضاء حاجة

(1) وردت بعض معاني هذه الكلمات في النص وفي الهوامش، وللاطلاع على مزيد من المعاني راجع
كتب التفسير، ومنها: تفسير مجمع البيان: 3 / 390، تفسير التبيان: 4 / 41، تفسير القمي: 1 / 188،
تفسير الميزان: 6 / 156، تفسير الطبري: 5 / الجزء 7 / 86، تفسير الدر المنثور: 3 / 211 وأيضا:
السيرة النبوية لابن هشام: 1 / 91.
247

معينة. إلا أن القرآن انبرى لمحاربة هذه البدعة الجاهلية بأربع آيات بينات،
واعتبر - في سياق مكافحته لعبادة الأصنام والسنن البالية المرتبطة بها - هذه
الادعاءات افتراءات محضة، وفضح حقيقة سدنة وعبدة الآلهة والأصنام، وأعلن
أن تحريم وتحليل الإبل منوط بحكم الله سبحانه وتعالى الذي لم يحرم هذه
الأنواع الأربعة من الإبل، وإنما حرم - وخلافا لمعتقدات العرب في الجاهلية -
الميتة وما أهل لغير الله به.
و: تقسيم الحرث والأنعام بين الله والأصنام
* (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا
فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما
يحكمون) * (1).
* (وقالوا هذه ى أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم وأنعم حرمت ظهورها
وأنعم لا يذكرون اسم الله عليها افتراء عليه سيجزيهم بما كانوا يفترون) * (2).
* (ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسئلن عما كنتم تفترون) * (3).
بيان:
المعتقدات الجاهلية التي كانت تسود أوساط المجتمع العربي الجاهلي دفعت
العرب - باعتبارهم يؤمنون بوجود شركاء لله (الأصنام) - إلى بناء بيوت للآلهة
والأصنام وتوفير المعاش لسدنتها وإشراكهم في حياتهم وأرزاقهم وممتلكاتهم
من الزرع والماشية وتعيين سهم لهم إلى جانب سهم الله، وجعلوا سهم الله،
للنفقات العامة كإطعام الضيف وابن السبيل، في حين جعلوا سهم الأصنام تحت
تصرف السدنة.
وكان السدنة الطماعون كلما أصابت الزرع آفة أو أعطى محصولا أقل أو

(1 - 2) الأنعام: 136، 138.
(3) النحل: 56.
248

اختلط سهمهم بسهم الله، يتذرعون بخدعة مفادها " إن الله غني "، فيستوفون
سهمهم كاملا غير منقوص، ويعوضون نقص أسهمهم من سهم الله، ولا يعوضون
بأي حال من الأحوال سهم الله من سهم الأصنام.
ربما كانت الزيادة والنقصان في المحصول تقع أحيانا نتيجة لأساليب التحايل
التي سبقت الإشارة إليها، وهي أن الماء كان إذا انساب عند السقي من الأرض
التي زرع فيها سهم الله إلى الأرض التي فيها سهم الأصنام لم يكونوا يحولون
دونه، وإذا حصل العكس كانوا يمنعونه.
هذه السنة البالية كانت سائدة أيضا في المشاركة في الماشية وتقسيمها، وهو
ما أشير إليه في الفصل السابق.
راجع: تفسير مجمع البيان: 4 / 571، تفسير القمي: 1 / 217، تفسير الطبري: 5 / الجزء 8 / 40،
تفسير الدر المنثور: 3 / 362، المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام: 6 / 193.
ز: الطواف عريا
- الإمام الصادق (عليه السلام): كانت العرب في الجاهلية على فرقتين: الحل
والحمس، فكانت الحمس قريشا، وكانت الحل سائر العرب، فلم يكن
أحد من الحل إلا وله حرمي من الحمس، ومن لم يكن له حرمي من
الحمس لم يترك أن يطوف بالبيت إلا عريانا.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرميا لعياض بن حمار المجاشعي، وكان عياض
رجلا عظيم الخطر، وكان قاضيا لأهل عكاظ في الجاهلية، فكان عياض
إذا دخل مكة ألقى عنه ثياب الذنوب والرجاسة وأخذ ثياب رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لطهرها فلبسها وطاف بالبيت، ثم يردها عليه إذا فرغ من طوافه. فلما أن
ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتاه عياض بهدية فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقبلها وقال: يا
عياض، لو أسلمت لقبلت هديتك، إن الله عز وجل أبى لي زبد (1) المشركين. ثم

(1) الزبد: الرفد والعطاء (النهاية: 2 / 293).
249

إن عياضا بعد ذلك أسلم وحسن إسلامه فأهدى إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) هدية
فقبلها منه (1).
- عنه (عليه السلام): كان سنة في العرب في الحج أنه من دخل مكة وطاف بالبيت في
ثيابه لم يحل له إمساكها، وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف،
وكان من وافى مكة يستعير ثوبا ويطوف فيه ثم يرده، ومن لم يجد عارية
اكترى ثيابا، ومن لم يجد عارية ولا كراء ولم يكن له إلا ثوب واحد طاف
بالبيت عريانا. فجاءت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوبا عارية
أو كراء فلم تجده، فقالوا لها: إن طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها،
فقالت: وكيف أتصدق بها وليس لي غيرها؟! فطافت بالبيت عريانة،
وأشرف عليها الناس فوضعت إحدى يديها على قبلها والأخرى على
دبرها، فقالت مرتجزة:
اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله
فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: إن لي زوجا (2).
ح: إنكار المعاد
* (وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين * وإذا
قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندرى ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما
نحن بمستيقنين * وبدا لهم سيات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به ى يستهزءون *
وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين *
ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا
هم يستعتبون) * (3).

(1) الكافي: 5 / 142 / 3 عن أبي بكر الحضرمي، وراجع تفسير الدر المنثور: 3 / 440.
(2) تفسير القمي: 1 / 281 عن أبي الصباح الكناني، وراجع أخبار مكة للأزرقي: 1 / 181 و 182.
(3) الجاثية: 31 - 35.
250

تحقيق حول عقائد أهل الجاهلية
عاش العرب في زمن الجاهلية فترة طالت فيها مدة انقطاع الأنبياء ونزول
الوحي من السماء، فكان ذلك سببا لتيههم في وادي الضلالة، وبقوا حيارى
يتخبطون في غياهب الجهالة والضياع الفكري والعقائدي. ونقدم للقارئ فيما
يلي نبذة مختصرة عما كانوا عليه من نحل ومذاهب:
1 - لم يكونوا يعتقدون بالله واليوم الآخر، وكانوا يرون أن الحياة محدودة في
هذه الدنيا، ويقولون: * (ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر) * (1).
2 - لم يكونوا يؤمنون بالمعاد، كما يفهم من الآية الشريفة: * (وإذا قيل إن وعد
الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن
بمستيقنين) * (2)، وتنبئ الآية الشريفة: * (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه وقال من يحيي
العظم وهي رميم * قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) * (3) أنهم كانوا يؤمنون بالنشأة
الأولى، أو - حسب التعبير الحديث - كانوا يعترفون بوجود الله، ولكنهم

(1 - 2) الجاثية: 24، 32.
(3) يس: 78 و 79.
251

لا يرجون من الله ثوابا ولا يخافون منه عقابا (1).
3 - كانوا يؤمنون بوجود شركاء لله من الملائكة والجن تارة، ومن الأصنام
والشياطين تارة أخرى، وهؤلاء الشركاء قد يكون لهم دور في أصل الخلقة
حينا، أو يكون لهم مثل هذا الدور في تدبير الأمور حينا آخر، أو أنهم كانوا
يشبهونه بموجودات مادية، أو يعبدون أحد هذه الموجودات المادية بصفتها ربا
لهذا العالم، من قبيل الكواكب أو الحيوانات أو الأشجار. وأصحاب هذه
العقيدة - الذين يشتركون في بعض الأوجه مع أصحاب العقيدة الآنف ذكرها -
أكثر ما كانوا يقطنون الجزيرة العربية * (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم
مشركون) * (2).
4 - كانت توجد في بعض بقاع جزيرة العرب طائفتان من أهل الكتاب هم
اليهود والنصارى.
ومن جملة المؤشرات التاريخية الدالة على وجود علماء وناس مسيحيين في
نجران (إلى الجنوب من المدينة) هي آية المباهلة (3)، وكذلك المعارك الكبرى
التي وقعت في صدر الاسلام وكان لليهود فيها دور أساسي، كغزوة الأحزاب
(الخندق)، وما أعقبها من صراعات مع بني قينقاع وبني قريظة حتى معركة
خيبر.
5 - كان هناك أيضا أشخاص مجوس وصابئة، إلا أن عددهم لم يكن مما يعتد
به.
6 - كانت هناك إلى جانب هذه الفئات مجموعة تدين بدين إبراهيم الحنيف،

(1) راجع: الكافي: 1 / 61 / 7.
(2) الغارات: 1 / 303.
(3) آل عمران: 61.
252

وكان عددهم قليلا، ونورد فيما يلي مسردا بأسمائهم.
- أبو طالب (عم الرسول (صلى الله عليه وآله)). - عامر بن الضرب العدواني.
- أبو قيس صرمة بن أبي أنس. - عبد الطانجة بن ثعلب بن وبرة بن قضاعة.
- أرباب بن رئاب - عبد الله القضاعي.
- أسعد أبو كرب الحميري. - عبد الله (والد الرسول (صلى الله عليه وآله)).
- أمية بن أبي الصلت. - عبد المطلب (جد الرسول (صلى الله عليه وآله)).
- بحيرا الراهب. - عبيد بن الأبرص الأسدي.
- خالد بن سنان العبسي. - علاف بن شهاب التميمي.
- زهير بن أبي سلمى. - عمير بن جندب الجهني.
- زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى. - كعب بن لؤي بن غالب.
- سويد بن عامر المصطلقي. - ملتمس بن أمية الكناني.
- سيف بن ذي يزن. - وكيع بن زهير الأيادي.
راجع: المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام: 6 / 59 - 61 وص 406 و 449 - 511، المحبر:
ص 171، مروج الذهب: 2 / 126، الأسطورة عند العرب: 114، شرح نهج البلاغة لابن
أبي الحديد: 1 / 117، شرح نهج البلاغة لابن ميثم: 1 / 205، تفسير الطبري: 14 / الجزء
29 / 99، تفسير القمي: 2 / 387، تفسير الميزان: 4 / 47 و ج 18 / 181.
6 /
أخلاق الجاهلية
* (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) * (1).
* (أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين) * (2).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان في قلبه حبة من خردل من عصبية بعثه الله يوم القيامة

(1) الفتح: 26.
(2) الماعون: 1 - 3، وقال علي بن إبراهيم في تفسيره: نزلت في أبي جهل وكفار قريش (تفسير القمي: 2 / 444).
253

مع أعراب الجاهلية (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من قاتل تحت راية عمية (2) يغضب لعصبة، أو يدعو إلى عصبة، أو
ينصر عصبة، فقتل، فقتلة جاهلية (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن الله أذهب نخوة الجاهلية وتكبرها بآبائها، كلكم لآدم وحواء
كطف (4) الصاع بالصاع، وإن أكرمكم عند الله أتقاكم، فمن أتاكم ترضون
دينه وأمانته فزوجوه (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر يوم فتح مكة فقال: أيها الناس، إن
الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها. ألا إنكم من آدم (عليه السلام)
وآدم من طين، ألا إن خير عباد الله عبد اتقاه، إن العربية ليست بأب والد
ولكنها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه (6).
- الإمام علي (عليه السلام): أطفئوا ما كمن في قلوبكم من نيران العصبية وأحقاد

(1) الكافي: 2 / 308 / 3، ثواب الأعمال: 264 / 5، الأمالي للصدوق: 704 / 966 كلها عن إسماعيل
ابن أبي زياد " السكوني " عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، الجعفريات: 163 عن الإمام الكاظم عن
آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله).
(2) العمية: قيل: هو فعيلة، من العماء: الضلالة، وحكى بعضهم فيها ضم العين (النهاية: 3 / 304).
(3) صحيح مسلم: 3 / 1476 / 53، سنن ابن ماجة: 2 / 1302 / 3948، مسند ابن حنبل: 3 / 174 / 8067،
سنن النسائي: 7 / 123 كلها عن أبي هريرة نحوه، المجازات النبوية: 333 / 257.
(4) طف الصاع: أي قريب بعضكم من بعض، والمعنى: كلكم في الانتساب إلى أب واحد بمنزلة واحدة
(النهاية: 3 / 129).
(5) تفسير الدر المنثور: 7 / 579 نقلا عن البيهقي عن أبي أمامة.
(6) الكافي: 8 / 246 / 342، معاني الأخبار: 207 / 1 كلاهما عن حنان عن أبيه، الفقيه: 4 / 363 / 5762
عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، الزهد للحسين
ابن سعيد: 56 / 150 عن أبي عبيدة الحذاء عن الإمام الباقر (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، تفسير القمي: 2 / 322
والثلاثة الأخيرة نحوه، كنز العمال: 1 / 257 و 402.
254

الجاهلية، فإنما تلك الحمية تكون في المسلم من خطرات الشيطان
ونخواته ونزغاته ونفثاته (1) (2).
- عنه (عليه السلام): إياكم والتحاسد والأحقاد، فإنهما من فعل الجاهلية * (ولتنظر نفس ما
قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون) * (3) (4).
- عنه (عليه السلام): الله الله في كبر الحمية وفخر الجاهلية! فإنه ملاقح الشنآن ومنافخ
الشيطان التي خدع بها الأمم الماضية والقرون الخالية. حتى أعنقوا في
حنادس (5) جهالته ومهاوي ضلالته، ذللا عن سياقه، سلسا في قياده.
أمرا تشابهت القلوب فيه، وتتابعت القرون عليه، وكبرا تضايقت الصدور
به.
ألا فالحذر الحذر من طاعة ساداتكم وكبرائكم الذين تكبروا عن
حسبهم، وترفعوا فوق نسبهم، وألقوا الهجينة (6) على ربهم، وجاحدوا الله
على ما صنع بهم، مكابرة لقضائه، ومغالبة لآلائه! فإنهم قواعد أساس
العصبية، ودعائم أركان الفتنة، وسيوف اعتزاء (7) الجاهلية (8).
- عنه (عليه السلام): ليتأس صغيركم بكبيركم، وليرأف كبيركم بصغيركم، ولا تكونوا

(1) نفث الشيطان: هو ما يلقيه في قلب الانسان ويوقعه في باله مما يصطاده به (مجمع البحرين: 3 / 1808).
(2) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(3) الحشر: 18.
(4) تحف العقول: 155.
(5) ليلة ظلماء حندس: أي شديدة الظلمة والجمع حنادس (مجمع البحرين: 1 / 465).
(6) الهجين: مأخوذ من الهجنة وهي الغلظ، وتهجين الأمر: تقبيحه (لسان العرب: 13 / 433 و 434).
(7) التعزي: الانتماء والانتساب إلى القوم (النهاية: 3 / 233).
(8) نهج البلاغة: الخطبة 192.
255

كجفاة الجاهلية: لا في الدين يتفقهون، ولا عن الله يعقلون، كقيض (1) بيض
في أداح (2) يكون كسرها وزرا، ويخرج حضانها شرا (3).
- محمد القصري عن الإمام الصادق (عليه السلام): سألته عن الصدقة، فقال: اقسمها
فيمن قال الله، ولا يعطى من سهم الغارمين الذين يغرمون في مهور النساء،
ولا الذين ينادون بنداء الجاهلية. قلت: وما نداء الجاهلية؟ قال: الرجل
يقول: يا آل بني فلان، فيقع بينهم القتل! ولا يؤدى ذلك من سهم الغارمين،
والذين لا يبالون ما صنعوا بأموال الناس (4).
- جابر: اقتتل غلامان، غلام من المهاجرين وغلام من الأنصار، فنادى
المهاجر أو المهاجرون: يا للمهاجرين! ونادى الأنصاري: يا للأنصار!
فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: ما هذا دعوى أهل الجاهلية؟ قالوا: لا يا رسول
الله، إلا أن غلامين اقتتلا فكسع أحدهما الآخر، قال: فلا بأس، ولينصر
الرجل أخاه ظالما أو مظلوما، إن كان ظالما فلينهه، فإنه له نصر، وإن كان
مظلوما فلينصره (5).
- علي بن إبراهيم: كان أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) يأتون رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيسألونه
أن يسأل الله لهم، وكانوا يسألون ما لا يحل لهم، فأنزل الله * (ويتانجون
بالإثم والعدوان ومعصية الرسول) * وقولهم له إذا أتوه: أنعم صباحا، وأنعم
مساء، وهي تحية أهل الجاهلية، فأنزل الله * (وإذا جاؤوك حيوك بما لم

(1) القيض: قشر البيض (النهاية: 4 / 132).
(2) الأداحي جمع الأدحي: وهو الموضع الذي تبيض فيه النعامة وتفرخ (النهاية: 2 / 106).
(3) نهج البلاغة: الخطبة 166.
(4) تفسير العياشي: 2 / 94 / 80.
(5) صحيح مسلم: 4 / 1998 / 62.
256

يحيك به الله) * فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): وقد أبدلنا الله بخير من ذلك تحية
أهل الجنة " السلام عليكم " (1).
6 /
أعمال الجاهلية
أ: وأد البنات
* (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم * يتوارى من القوم من سوء ما
بشر به ى أيمسكه وعلى هون أم يدسه وفي التراب ألا ساء ما يحكمون) * (2).
* (وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت) * (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله حرم عليكم: عقوق الأمهات، ووأد البنات، ومنع
وهات (4)، وكره لكم: قيل وقال: وكثرة السؤال، وإضاعة المال (5).
- الإمام الصادق (عليه السلام): جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إني قد ولدت بنتا وربيتها
حتى إذا بلغت فألبستها وحليتها، ثم جئت بها إلى قليب (6) فدفعتها في

(1) تفسير القمي: 2 / 354.
(2) النحل: 58 و 59.
(3) التكوير: 8 و 9.
قال ابن شهرآشوب نقلا عن ابن الحريري البصري في درة الغواص وابن فياض في شرح الأخبار:
إن الصحابة قد اختلفوا في " الموؤودة " فقال لهم علي (عليه السلام): إنها لا تكون موؤودة حتى يأتي عليها
الثارات السبع، فقال له عمر: صدقت أطال الله بقاك، أراد بذلك المبينة في قوله: * (ولقد خلقنا الانسان
من سلالة...) * الآية، المؤمنون: 12 - 14، فأشار أنه إذا استهل بعد الولادة ثم دفن فقد وئد، المناقب
لابن شهرآشوب: 2 / 49، بحار الأنوار: 40 / 164 وفيه " التارات " بدل " الثارات ".
(4) أي: منع الواجبات من الحقوق وأخذ ما لا يحل لكم من الأموال أو طلب ما ليس لكم فيه حق (هامش
المصدر).
(5) صحيح البخاري: 2 / 848 / 2277 و ج 5 / 2229 / 5630، صحيح مسلم: 3 / 1341 / 12،
السنن الكبرى: 6 / 103 / 11340 كلها عن المغيرة، وراجع معاني الأخبار: 279 و 280.
(6) القليب: البئر التي لم تطو (النهاية: 4 / 98).
257

جوفه، وكان آخر ما سمعت منها وهي تقول: يا أبتاه، فما كفارة ذلك؟
قال: ألك أم حية؟ قال: لا، قال: فلك خالة حية؟ قال: نعم، قال: فابررها
فإنها بمنزلة الأم يكفر عنك ما صنعت.
قال أبو خديجة: فقلت لأبي عبد الله (عليه السلام): متى كان هذا؟ فقال: كان في
الجاهلية، وكانوا يقتلون البنات مخافة أن يسبين فيلدن في قوم آخرين (1).
راجع: ص 233 / ح 1139، وص 235 / ح 1142 و 1143.
ب: قتل الأولاد
* (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم
دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون) * (2).
* (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا ما رزقهم الله افتراء على الله قد
ضلوا وما كانوا مهتدين) * (3).
* (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيا ولا يسرقن
ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه وبين أيديهن وأرجلهن
ولا يعصينك في معروف فبايعهن واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم) * (4).
* (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأ كبيرا) * (5) (6).

(1) الكافي: 2 / 162 / 18 عن أبي خديجة.
(2 - 3) الأنعام: 137، 140.
(4) الممتحنة: 12.
(5) الإسراء: 31، وراجع: الأنعام: 151.
(6) روى الطبري في تفسيره: 9 / الجزء 15 / 78 عن ابن عباس أن الإملاق الفقر، وروي: قتلوا أولادهم
خشية الفقر، ونحوه عن قتادة والسدي وابن جريج والضحاك. وفي تفسير الدر المنثور: 5 / 278
روي ذلك عن قتادة وقال: كان أهل الجاهلية يقتلون البنات خشية الفاقة. وقال في تفسير مجمع
البيان: 6 / 637: أي بناتكم، خوف فقر وعجز عن النفقة عليهن، وراجع ص 235 ح 1143.
258

ج: الفحشاء
* (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر
بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون) * (1).
* (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا
بالله ما لم ينزل به ى سلطنا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) * (2).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام) - لما سئل عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن -: ما
ظهر: نكاح امرأة الأب، وما بطن: الزنا (3).
- الإمام الكاظم (عليه السلام) - في قول الله عز وجل: * (قل إنما حرم ربي الفواحش ظهر منها وما
بطن والإثم والبغي بغير الحق) * -: فأما قوله * (ما ظهر منها) * يعني الزنا
المعلن، ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفواحش في
الجاهلية، وأما قوله عز وجل: * (وما بطن) * يعني ما نكح من الآباء، لأن
الناس كانوا قبل أن يبعث النبي (صلى الله عليه وآله) إذا كان للرجل زوجة ومات عنها
تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن أمه، فحرم الله عز وجل ذلك (4).
راجع: ص 232 / ح 1132.
د: إكراه الفتيات على البغاء
* (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن
يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) * (5).

(1) الأعراف: 28.
(2) الأعراف: 33، وراجع: الأنعام: 151.
(3) الكافي: 5 / 567 / 47، تهذيب الأحكام: 7 / 472 / 1894، تفسير العياشي: 1 / 383 / 124 كلها
عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه.
(4) الكافي: 6 / 406 / 1، تفسير العياشي: 2 / 17 / 38 كلاهما عن علي بن يقطين.
(5) النور: 33.
259

- الإمام الباقر (عليه السلام): كانت العرب وقريش يشترون الإماء، ويجعلون عليهن
الضريبة الثقيلة، ويقولون: إذهبن وازنين واكتسبن، فنهاهم الله عز وجل عن
ذلك (1).
ه‍: الخمر والميسر والأنصاب والأزلام
* (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان
فاجتنبوه لعلكم تفلحون) * (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): لما أنزل الله عز وجل على رسول الله (صلى الله وآله): * (يا أيها الذين آمنوا إنما
الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه) *
قيل: يا رسول الله، ما الميسر؟ فقال: كل ما تقومر به حتى الكعاب
والجوز. قيل: فما الأنصاب؟ قال: ما ذبحوه لآلهتهم. قيل: فما الأزلام؟
قال: قداحهم التي يستقسمون بها (3).
- عنه (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) * -:... أما
الأنصاب فالأوثان التي كانوا يعبدونها المشركون، وأما الأزلام فالأقداح
التي كانت تستقسم بها مشركو العرب في الجاهلية (4).
و: لطخ المولود بالدم
- أسماء بنت عميس - في بيان ولادة الإمام الحسن (عليه السلام) -: لما كان يوم سابعه
عق النبي (صلى الله عليه وآله) عنه بكبشين أملحين، وأعطى القابلة فخذا ودينارا، ثم حلق

(1) تفسير القمي: 2 / 102 عن أبي الجارود.
(2) المائدة: 90، وراجع: الآية 3.
(3) الكافي: 5 / 122 / 2، الفقيه: 3 / 160 / 3587، تهذيب الأحكام: 6 / 371 / 1075 وفيه " يقتمر "
بدل " تقومر " وكلها عن جابر.
(4) تفسير القمي: 1 / 181 عن أبي الجارود.
260

رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا، وطلى رأسه بالخلوق ثم قال: يا أسماء،
الدم فعل الجاهلية (1).
- عاصم الكوزي: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يذكر عن أبيه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عق عن
الحسن (عليه السلام) بكبش وعن الحسين (عليه السلام) بكبش، وأعطى القابلة شيئا، وحلق
رؤوسهما يوم سابعهما، ووزن شعرهما فتصدق بوزنه فضة.
قال [عاصم الكوزي]: فقلت له: يؤخذ الدم فيلطخ به رأس الصبي؟
فقال: ذاك شرك، فقلت: سبحان الله! شرك؟ فقال: لو لم يكن ذاك شركا
فإنه كان يعمل في الجاهلية ونهي عنه في الاسلام (2).
ز: الطيرة
- أبو حسان: إن رجلا قال لعائشة: إن أبا هريرة يحدث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قال: إن الطيرة في المرأة والدار والدابة، فغضبت غضبا شديدا فطارت
شقة منها في السماء وشقة في الأرض، فقالت: إنما كان أهل الجاهلية
يتطيرون من ذلك (3).
- عائشة: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: إنما الطيرة في
المرأة والدابة والدار، ثم قرأت: * (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في
أنفسكم إلا في كتب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير) * (4) (5).

(1) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 25 / 5 عن عبد الله بن أحمد بن عامر وأحمد بن عبد الله الهروي وداود بن
سليمان الفرا، صحيفة الرضا (عليه السلام): 241 / 146 كلاهما عن الإمام الرضا عن آبائه عن الإمام زين
العابدين (عليهم السلام)، روضة الواعظين: 170، المناقب لابن شهرآشوب: 4 / 26، ذخائر العقبى: 207.
(2) الكافي: 6 / 33 / 3.
(3) مسند ابن حنبل: 9 / 487 / 25223 و ج 10 / 83 / 26093، مسند إسحاق بن راهويه:
3 / 751 / 1365 كلاهما نحوه.
(4) الحديد: 22.
(5) المستدرك على الصحيحين: 2 / 521 / 3788، مسند ابن حنبل: 10 / 93 / 26147، السنن
الكبرى: 8 / 241 / 16525.
261

ح: الاستعاذة بالجن
* (وأنه وكان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا) * (1).
- زرارة: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله: * (أنه وكان رجال من الإنس يعوذون
برجال من الجن فزادوهم رهقا) * قال: الرجل ينطلق إلى الكاهن الذي كان
يوحي إليه الشيطان فيقول: قل لشيطانك: إن فلانا فقد عاذ بك (2).
ط: الذبح للجن
- الإمام علي (عليه السلام): إن رسول الله نهى عن ذبائح الجن، قيل: يا رسول الله، وما
ذبائح الجن؟ قال (صلى الله عليه وآله): يتخوف القوم من سكان الدار فيذبحون لهم
الذبيحة (3).
ي: التول
- القاضي النعمان: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نهى عن التمائم والتول (4)، فالتمائم ما
يعلق من الكتب والخرز وغير ذلك، والتول ما تتحبب به النساء إلى
أزواجهن كالكهانة وأشباهها، ونهى عن السحر (5).

(1) الجن: 6.
(2) تفسير القمي: 2 / 389.
(3) الجعفريات: 72 عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام)، وراجع معاني الأخبار: 282، السنن الكبرى:
9 / 527 / 19352.
(4) التمائم: جمع تميمة، وهي خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم يتقون بها العين في زعمهم،
فأبطلها الاسلام... وإنما جعلها شركا لأنهم أرادوا بها دفع المقادير المكتوبة عليهم، فطلبوا دفع الأذى
من غير الله الذي هو دافعه. وفي حديث عبد الله " التولة من الشرك " التولة - بكسر التاء وفتح الواو -:
ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره، جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف
ما قدره الله تعالى (النهاية: 1 / 197 و 198 و 200).
وقال الفيروز آبادي: التولة - كهمزة -: السحر أو شبهه، وخرز تتحبب معها المرأة إلى زوجها
(القاموس المحيط: 3 / 341).
(5) دعائم الاسلام: 2 / 142 / 497.
262

ك: النياحة
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): النياحة من عمل الجاهلية (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من أمر الجاهلية النياحة، وتبرؤ امرئ من ابنه، وفخره على
الناس (2).
- أنس: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ على النساء حين بايعهن أن لا ينحن، فقلن:
يا رسول الله، إن نساء أسعدننا في الجاهلية أفنسعدهن؟ فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): لا إسعاد في الاسلام (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): * (ولا يعصينك في معروف) * (4) قال: النوح (5).
ل: الحلف بغير الله
- زرارة عن الإمام الباقر (عليه السلام): سألته عن قوله: * (فاذكروا الله كذكركم آباءكم
أو أشد ذكرا) * (6) قال: إن أهل الجاهلية كان من قولهم: كلا وأبيك، بلى
وأبيك، فأمروا أن يقولوا: لا والله، وبلى والله (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): لا أرى أن يحلف الرجل إلا بالله، فأما قول الرجل: " لا بل

(1) الفقيه: 4 / 376 / 5769، تفسير القمي: 1 / 291، الاختصاص: 343، سنن ابن ماجة: 1 / 504 / 1581
عن أبي مالك الأشعري و ح 1582 عن ابن عباس وفيهما " أمر " بدل " عمل "، التاريخ الكبير:
2 / 233 / 2298 عن جنادة الأزدي عن أبيه عن جده نحوه، وراجع أمور من الجاهلية لن يدعها
المسلمون.
(2) مسند إسحاق بن راهويه: 1 / 371 / 382 عن أبي هريرة.
(3) سنن النسائي: 4 / 16، مسند ابن حنبل: 4 / 392 / 13031، مصنف عبد الرزاق: 3 / 560 / 6690.
(4) الممتحنة: 12.
(5) سنن ابن ماجة: 1 / 503 / 1579، مسند ابن حنبل: 10 / 223 / 36782 كلاهما عن أم سلمة،
الفردوس: 4 / 417 / 7210 عن ابن المليح.
(6) البقرة: 200.
(7) تفسير العياشي: 1 / 98 / 272.
263

شانئك " فإنه من قول أهل الجاهلية، ولو حلف الرجل بهذا وأشباهه لترك
الحلف بالله (1).
6 /
محق الاسلام لعادات الجاهلية
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله عز وجل بعثني رحمة للعالمين، ولأمحق المعازف
والمزامير، وأمور الجاهلية، والأوثان (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الاسلام سنة
الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - من خطبته في عرفة -: ألا كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي
موضوع (4)، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن
ربيعة بن الحارث - كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل - وربا
الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبد المطلب فإنه

(1) الكافي: 7 / 449 / 2 عن الحلبي وص 450 / 3، تهذيب الأحكام: 8 / 278 / 1011 كلاهما عن
سماعة و ح 1010، الفقيه: 3 / 363 / 4288 كلاهما عن الحلبي.
(2) الكافي: 6 / 396 / 1 عن أبي الربيع الشامي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الأمالي للصدوق: 502 / 688
عن محمد بن مسلم عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)، روضة الواعظين: 509، مسند ابن حنبل:
8 / 307 / 22370، المعجم الكبير: 8 / 197 / 7803 كلاهما عن أبي أمامة نحوه، شعب الإيمان:
5 / 243 / 6529 عن أنس.
(3) صحيح البخاري: 6 / 2523 / 6488، السنن الكبرى: 8 / 51 / 15902 كلاهما عن ابن عباس،
عوالي اللآلي: 1 / 176 / 216.
(4) قال الشريف الرضي (رحمه الله) في المجازات النبوية: 135 / 102 بعد نقله لهذا الحديث: هذا القول مجاز،
والمراد به إذلال أمر الجاهلية، وحط أعلامها ونقض أحكامها، كما يستذل الشئ الموطوء الذي
تدوسه الأخامص الساعية والأقدام الواطئة، فلا يبقى منه مرفوع إلا وضع ولا قائم إلا صرع.
264

موضوع كله (1).
- أبو عبيدة: كان من مآثر يشكر في الجاهلية أن النبي (صلى الله عليه وآله) خطب يوم الفتح
فقال: ألا إن كل مكرمة كانت في الجاهلية فقد جعلتها تحت قدمي إلا
السقاية والسدانة (2). فقام إليه الأسود بن ربيعة بن أبي الأسود بن مالك بن
ربيعة بن جميل بن ثعلبة بن عمرو بن عثمان بن حبيب بن يشكر فقال: يا
رسول الله، إن أبي كان تصدق بمال من ماله على ابن السبيل في الجاهلية،
فإن تكن لي تكرمة تركتها، وإن لا تكن لي مكرمة فأنا أحق بها. فقال: بل
هي لك مكرمة فتقبلها (3).
- علي بن إبراهيم: حج رسول الله (صلى الله عليه وآله) حجة الوداع لتمام عشر حجج من مقدمه
المدينة، فكان من قوله بمنى أن حمد الله وأثنى عليه ثم قال:... ألا وكل
مأثرة أو بدعة كانت في الجاهلية أو دم أو مال فهو تحت قدمي هاتين،
ليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم
اشهد. ثم قال: ألا وكل ربا كان في الجاهلية فهو موضوع، وأول موضوع
منه ربا العباس بن عبد المطلب، ألا وكل دم كان في الجاهلية فهو
موضوع، وأول موضوع دم ربيعة، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم
اشهد (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - من خطبته في حجة الوداع -: إن ربا الجاهلية موضوع وإن

(1) صحيح مسلم: 2 / 889 / 147، سنن أبي داود: 2 / 185 / 1905، سنن ابن ماجة:
2 / 1025 / 3074، سنن الدارمي: 1 / 476 / 1793 كلها عن حاتم بن إسماعيل عن الإمام الصادق
عن أبيه (عليهما السلام) عن جابر بن عبد الله.
(2) سدانة الكعبة: خدمتها وتولي أمرها وفتح بابها وإغلاقه (تاج العروس: 18 / 276).
(3) الإصابة: 1 / 225 / 158، وراجع أسد الغابة: 1 / 228 / 141.
(4) تفسير القمي: 1 / 171.
265

أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية موضوعة
وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وإن
مآثر (1) الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قود وشبه العمد
ما قتل بالعصا والحجر وفيه مائة بعير، فمن ازداد فهو من الجاهلية (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): صعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المنبر يوم فتح مكة فقال: أيها الناس، إن
الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتفاخرها بآبائها. ألا إنكم من آدم (عليه السلام)
وآدم من طين. ألا إن خير عباد الله عبد اتقاه، إن العربية ليست بأب والد
ولكنها لسان ناطق، فمن قصر به عمله لم يبلغه حسبه. ألا إن كل دم كان
في الجاهلية أو إحنة - والإحنة: الشحناء - فهي تحت قدمي هذه إلى يوم
القيامة (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفا، وشرف
بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعا، وأعز بالإسلام من كان في
الجاهلية ذليلا، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهلية وتفاخرها
بعشائرها وباسق أنسابها. فالناس اليوم كلهم - أبيضهم وأسودهم،
وقرشيهم وعربيهم وعجميهم - من آدم، وإن آدم خلقه الله من طين، وإن
أحب الناس إلى الله عز وجل يوم القيامة أطوعهم له وأتقاهم (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إنما أفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلاف أهل الجاهلية كانوا

(1) مآثر العرب: مكارمها ومفاخرها التي تؤثر عنها وتروى (النهاية: 4 / 288).
(2) تحف العقول: 31.
(3) الكافي: 8 / 246 / 342، معاني الأخبار: 207 / 1 كلاهما عن حنان بن سدير عن أبيه، الزهد
للحسين بن سعيد: 56 / 150 عن أبي عبيدة الحذاء نحوه، دعائم الاسلام: 2 / 198 / 729.
(4) الكافي: 5 / 340 / 1 عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر (عليه السلام).
266

يفيضون بإيجاف (1) الخيل وإيضاع الإبل، فأفاض رسول الله (صلى الله عليه وآله) خلاف
ذلك بالسكينة والوقار والدعة، فأفض بذكر الله والاستغفار وحرك به
لسانك، فإذا مررت بوادي محسر - وهو واد عظيم بين جمع ومنى وهو
إلى منى أقرب - فاسع فيه حتى تجاوزه (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): قال [رسول الله (صلى الله عليه وآله)] لعلي (عليه السلام): يا علي ائت بني خزيمة من
بني المصطلق فأرضهم مما صنع خالد بن الوليد. ثم رفع (صلى الله عليه وآله) قدميه فقال:
يا علي، اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك. فأتاهم علي (عليه السلام)، فلما
انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله عز وجل. فلما رجع إلى النبي (صلى الله عليه وآله قال: يا علي،
أخبرني بما صنعت... (3).
- عنه (عليه السلام): دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: يا علي، أخرج إلى
هؤلاء القوم [يعني بني جذيمة] فانظر في أمرهم، واجعل أمر الجاهلية
تحت قدميك. فخرج علي حتى جاءهم ومعه مال قد بعث به
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فودى لهم الدماء وما أصيب لهم من الأموال حتى إنه ليدي
لهم ميلغة الكلب (4).
- الإمام زين العابدين (عليه السلام): إن الله عز وجل رفع بالإسلام الخسيسة، والناقصة،
وأكرم به اللؤم، فلا لؤم على المسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية (5).

(1) الإيجاف: سرعة السير، إيضاع الإبل: حملها على سرعة السير (النهاية: 5 / 157 وص 196).
(2) تهذيب الأحكام: 5 / 192 / 637، علل الشرايع: 444 / 1 نحوه وكلاهما عن معاوية بن عمار،
وراجع ص 249 / الفصل السادس: الجاهلية الأولى / دين الجاهلية / الطواف عريا.
(3) علل الشرايع: 474 / 35، الأمالي للصدوق: 238 / 252 وفيه " بني جذيمة " بدل " بني
خزيمة " وكلاهما عن محمد بن مسلم.
(4) السيرة النبوية لابن هشام: 4 / 72 عن حكيم بن حكيم.
(5) الكافي: 5 / 344 / 3، الزهد للحسين بن سعيد: 59 / 158 كلاهما عن زرارة بن أعين عن الإمام
الباقر (عليه السلام)، تهذيب الأحكام: 7 / 397 / 1587 عن محمد بن مسلم عن أحدهما (عليهما السلام)، دعائم الاسلام:
2 / 198 / 728 عن الإمام الباقر (عليه السلام).
267

- الإمام الصادق (عليه السلام): الأكل عند أهل المصيبة من عمل أهل الجاهلية، والسنة
البعث إليهم بالطعام كما أمر به النبي (صلى الله عليه وآله) في آل جعفر بن أبي طالب لما جاء
نعيه (1).
6 /
ما أبرم من محاسن السنن
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في وصيته لمعاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن -: أمت أمر
الجاهلية إلا ما سنه الاسلام، وأظهر أمر الاسلام كله صغيره وكبيره (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله) - أيضا -: أمت أمر الجاهلية إلا ما حسن (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن عبد المطلب (عليه السلام) سن في الجاهلية خمس سنن أجراها الله عز وجل في
الاسلام: حرم نساء الآباء على الأبناء، فأنزل الله عز وجل * (ولا تنكحوا ما نكح
آباؤكم من النساء) * (4)، ووجد كنزا فأخرج منه الخمس وتصدق به، فأنزل
الله عز وجل * (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول... الآية) * (5)
ولما حفر بئر زمزم سماها سقاية الحاج، فأنزل الله تبارك وتعالى * (أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الأخر...

(1) الفقيه: 1 / 182 / 548.
(2) تحف العقول: 25.
(3) المجازات النبوية: 188 / 147 قال الشريف الرضي (رحمه الله) بعد ذكره للحديث: هذه استعارة، والمراد
توصيته بأن يحيل أمر الجاهلية بنقض أحكامها وخفض أعلامها، حتى ينسى ذكرها ويعفو أثرها،
فتكون كالميت الذي نسي ذكره وانقطع خبره، مختصر تاريخ دمشق: 24 / 371 / 321 عن عبيد بن
صخر، كنز العمال: 15 / 871 / 43464 وفيهما " ما حسنه الاسلام ".
(4) النساء: 22.
(5) الأنفال: 41.
268

الآية) * (1)، وسن في القتل مائة من الإبل، فأجرى الله عز وجل ذلك في الاسلام،
ولم يكن للطواف عدد عند قريش فسن لهم عبد المطلب سبعة أشواط،
فأجرى الله عز وجل ذلك في الاسلام (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا حلف في الاسلام، وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام
إلا شدة (3).
- عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: جلس النبي (صلى الله عليه وآله) عام الفتح على درج
الكعبة، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: من كان له حلف في الجاهلية لم
يزده الاسلام إلا شدة (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل قسم قسم في الجاهلية فهو على ما قسم (له)، وكل قسم
أدركه الاسلام فهو على قسم الاسلام (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): أيما دار أو أرض قسمت في الجاهلية فهي على قسم الجاهلية،
وأيما دار أو أرض أدركها الاسلام ولم تقسم فهي على قسم الاسلام (6).

(1) التوبة: 19.
(2) الفقيه: 4 / 365 / 5762 عن حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا عن الإمام الصادق عن
آبائه (عليهم السلام)، الخصال: 312 / 90 عن أنس بن محمد عن أبيه عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام) عنه (صلى الله عليه وآله)،
وراجع عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 1 / 212 / 1.
(3) صحيح مسلم: 4 / 1961 / 206، سنن أبي داود: 3 / 129 / 2925، مسند ابن حنبل:
5 / 620 / 16761 كلها عن جبير بن مطعم و ج 2 / 653 / 6934 عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده، سنن الدارمي: 2 / 693 / 2431 عن ابن عباس وكلاهما نحوه، الأمالي للطوسي: 263 / 481
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده.
(4) الأدب المفرد: 173 / 570، مسند ابن حنبل: 2 / 672 / 7032 نحوه.
(5) سنن أبي داود: 3 / 126 / 2914، سنن ابن ماجة: 2 / 831 / 2485، السنن الكبرى: 9 / 205 / 18286
كلها عن ابن عباس.
(6) الموطأ: 2 / 746 / 35، السنن الكبرى: 9 / 205 / 18285 كلاهما عن ثور بن زيد الديلي.
269

- عنه (صلى الله عليه وآله): ما كان من ميراث قسم في الجاهلية فهو على قسمة الجاهلية، وما
كان من ميراث أدركه الاسلام، فهو على قسمة الاسلام (1).
- ابن عباس: كانت القسامة في الجاهلية حجازا بين الناس، وكان من حلف
على يمين صبر أثم فيها أري عقوبة من الله ينكل بها من الجرأة على
المحارم، فكانوا يتورعون عن أيمان الصبر ويخافونها، فلما بعث الله
محمدا (صلى الله عليه وآله) أقر القسامة (2).
- فضيل بن عياض: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أفيعتد بشئ من أمر الجاهلية؟
فقال: إن أهل الجاهلية ضيعوا كل شئ من دين (3) إبراهيم (عليه السلام) إلا الختان
والتزويج والحج، فإنهم تمسكوا بها ولم يضيعوها (4).
- عبد الله بن عمر: إن عمر قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن
أعتكف ليلة في المسجد الحرام.
قال: فأوف بنذرك (5).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا إن رجبا شهر الله الأصم، وهو شهر عظيم، وإنما سمي
الأصم لأنه لا يقارنه شهر من الشهور عند الله عز وجل حرمة وفضلا، وكان أهل
الجاهلية يعظمونه في جاهليتها، فلما جاء الاسلام لم يزدد إلا تعظيما
وفضلا (6).

(1) سنن ابن ماجة: 2 / 918 / 2749 عن عبد الله بن عمر، مصنف عبد الرزاق: 7 / 167 / 12638 عن
نافع نحوه.
(2) المعجم الكبير: 10 / 304 / 10737.
(3) في المصدر " من دون "، والصحيح ما أثبتناه كما في بحار الأنوار: 99 / 91 / 9.
(4) علل الشرايع: 414 / 3، وراجع المفصل في تاريخ العرب: 6 / 451.
(5) صحيح البخاري: 6 / 2464 / 6319 و ج 2 / 714 / 1927 وص 718 / 1937، صحيح مسلم:
3 / 1277 / 27، مسند ابن حنبل: 1 / 87 / 255، السنن الكبرى: 4 / 522 / 8586.
(6) فضائل الأشهر الثلاثة: 24 / 12، ثواب الأعمال: 78 / 4 كلاهما عن أبي سعيد الخدري، روضة
الواعظين: 435، وراجع المفصل في تاريخ العرب: 6 / 199.
270

- مجاهد: [إن] السائب بن عبد الله قال: جئ بي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يوم فتح مكة،
جاء بي عثمان بن عفان وزهير، فجعلوا يثنون عليه، فقال لهم
رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا تعلموني به قد كان صاحبي في الجاهلية. قال: قال: نعم
يا رسول الله، فنعم الصاحب كنت، قال: فقال: يا سائب، أنظر أخلاقك
التي كنت تصنعها في الجاهلية فاجعلها في الاسلام، أقر الضيف، وأكرم
اليتيم، وأحسن إلى جارك (1).
- زرارة: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): الناس يروون عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
أشرفكم في الجاهلية أشرفكم في الاسلام، فقال (عليه السلام): صدقوا، وليس
حيث تذهبون، كان أشرفهم في الجاهلية أسخاهم نفسا، وأحسنهم خلقا،
وأحسنهم جوارا، وأكفهم أذى، فذلك الذي إذا أسلم لم يزده إسلامه إلا
خيرا (2).
- علقمة بن يزيد بن سويد الأزدي: قال سويد بن الحارث: وفدت على
رسول الله (صلى الله عليه وآله) سابع سبعة من قومي، فأعجبه ما رأى من سمتنا وزينا،
فقال: ما أنتم؟ قلنا: مؤمنون، فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: إن لكل قول
حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قال سويد: قلنا: خمس عشرة خصلة،
خمس منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها، وخمس أمرتنا رسلك أن نعمل
بها، وخمس منها تخلقنا بها في الجاهلية فنحن عليها إلا أن تكره منها
شيئا.
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما الخمس التي أمركم رسلي أن تؤمنوا بها؟ قلنا:

(1) مسند ابن حنبل: 5 / 280 / 15500، أسد الغابة: 2 / 395 / 1913، الفردوس: 5 / 403 / 8559
وفيه السائب بن يزيد وفيه ذيله.
(2) الزهد للحسين بن سعيد: 59 / 157، مستدرك الوسائل: 8 / 395 / 9781 نقلا عن الكوفي في
كتاب الأخلاق.
271

أن نؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت. قال: وما
الخمس التي أمرتكم رسلي أن تعملوا بها؟ قلنا: نقول: لا إله إلا الله
ومحمد رسول الله، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، ونحج البيت، ونصوم
رمضان. قال: وما الخمس التي تخلقتم بها في الجاهلية؟ قلنا: الشكر عند
الرخاء، والصبر عند البلاء، والصبر في مواطن اللقاء، والرضا بمر القضاء،
والصبر عند شماتة الأعداء. فقال النبي (صلى الله عليه وآله): حلماء علماء، كادوا من
صدقهم أن يكونوا أنبياء (1).

(1) أسد الغابة: 2 / 593 / 2344، تاريخ دمشق: 41 / 201 / 8235.
272

الفصل السابع
الجاهلية الأخرى
7 /
الانقلاب إلى الأعقاب
* (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن
ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيا وسيجزي الله الشاكرين) * (1).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - في قوله تعالى: * (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى) * (2) -: أي
سيكون جاهلية أخرى (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): بعثت بين جاهليتين، لأخراهما شر من أولاهما (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم (5).

(1) آل عمران: 144.
(2) الأحزاب: 33.
(3) تفسير القمي: 2 / 193 عن طلحة بن زيد عن الإمام الصادق (عليه السلام)، تفسير الدر المنثور: 6 / 601 نقلا
عن ابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(4) الأمالي الخميسية: 2 / 277 عن حصين بن مخارق عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
(5) صحيح البخاري: 1 / 350 / 989، مسند ابن حنبل: 3 / 68 / 7491 كلاهما عن أبي هريرة.
273

- عنه (صلى الله عليه وآله): من أشراط الساعة أن يقل العلم، ويظهر الجهل (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم، ويثبت الجهل (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): إن بين يدي الساعة لأياما ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم (3).
- الإمام علي (عليه السلام): ألا وإنكم قد نفضتم أيديكم من حبل الطاعة، وثلمتم حصن
الله المضروب عليكم بأحكام الجاهلية، فإن الله سبحانه قد امتن على
جماعة هذه الأمة فيما عقد بينهم من حبل هذه الألفة التي ينتقلون في
ظلها، ويأوون إلى كنفها، بنعمة لا يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة،
لأنها أرجح من كل ثمن، وأجل من كل خطر، واعلموا أنكم صرتم بعد
الهجرة أعرابا، وبعد الموالاة أحزابا، ما تتعلقون من الاسلام إلا باسمه،
ولا تعرفون من الإيمان إلا رسمه (4).
7 /
ما يوجب الرجعة إلى الجاهلية
أ: عدم معرفة الإمام
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية (5).

(1) صحيح البخاري: 1 / 43 / 81 و ج 5 / 2120 / 5255 كلاهما عن أنس.
(2) صحيح البخاري: 1 / 43 / 80، صحيح مسلم: 4 / 2056 / 8، سنن ابن ماجة: 2 / 1343 / 4045
وفيه " يظهر " بدل " يثبت "، مسند ابن حنبل: 4 / 302 / 12529 كلها عن أنس.
(3) صحيح البخاري: 6 / 2590 / 6653، صحيح مسلم: 4 / 2056 / 10، مسند ابن حنبل:
2 / 37 / 3695 وص 165 / 4306 وفيه " قبل " بدل " إن بين يدي " وكلها عن عبد الله وأبي موسى،
سنن ابن ماجة: 2 / 1345 / 4050 عن عبد الله و ح 4051 عن أبي موسى وفيه " من ورائكم " بدل
" بين يدي الساعة ".
(4) نهج البلاغة: الخطبة 192.
(5) مسند ابن حنبل: 6 / 22 / 16876، المعجم الكبير: 19 / 388 / 910، كلاهما عن معاوية، مسند
أبي داود الطيالسي: 259 / 1913 عن ابن عمر، الملاحم والفتن: 327 / 475 عن معاوية،
تفسير العياشي: 2 / 303 / 119 عن عمار الساباطي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، الاختصاص: 268 عن
عمر بن يزيد عن الإمام الكاظم (عليه السلام).
274

- عنه (صلى الله عليه وآله): من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية، ويؤخذ بما
عمل في الجاهلية والإسلام (4).
- الإمام علي (عليه السلام): لا يخرج المسلم في الجهاد مع من لا يؤمن على الحكم ولا
ينفذ في الفئ أمر الله عز وجل، فإن مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس
حقوقنا والإشاطة بدمائنا، وميتته ميتة جاهلية (5).
راجع: كتاب " أهل البيت في الكتاب والسنة " / ص 103 / الفصل الثالث: التحذير من عدم معرفتهم.
ب: شرب المسكر
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما من أحد يشربها [أي الخمر] فيقبل الله له صلاة أربعين
ليلة، ولا يموت وفي مثانته منها شئ إلا حرمت عليه بها الجنة، فإن مات

(1) الكافي: 1 / 397 / 1 عن سالم بن أبي حفصة عن الإمام الباقر (عليه السلام)، و ج 8 / 146 / 123 عن بشير
الكناسي عن الإمام الصادق (عليه السلام)، المعجم الأوسط: 6 / 70 / 5820، مسند أبي يعلى: 13 / 366 / 7375
كلاهما عن معاوية، المعجم الكبير: 10 / 289 / 1687 عن ابن عباس.
(2) الكافي: 2 / 20 / 6، المحاسن: 1 / 252 / 475، ثواب الأعمال: 244 / 1 كلها عن عيسى بن
السري عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(3) صحيح مسلم: 3 / 1478 / 58، السنن الكبرى: 8 / 270 / 16612 كلاهما عن عبد الله بن عمر،
المعجم الكبير: 19 / 334 / 769 عن معاوية.
(4) عيون أخبار الرضا (عليه السلام): 2 / 58 / 214 عن الحسن بن عبد الله الرازي التميمي، كنز الفوائد: 1 / 327
عن الحسن بن محمد بن عبد الله الرازي وكلاهما عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام).
(5) الخصال: 625 / 10 عن أبي بصير ومحمد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه (عليهم السلام)، تحف العقول: 114.
275

في أربعين ليلة مات ميتة جاهلية (1).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الخمر أم الفواحش والكبائر (2).
- عنه (صلى الله عليه وآله): الخمر جماع الإثم، وأم الخبائث، ومفتاح الشر (3).
- عنه (صلى الله عليه وآله): مدمن الخمر يلقى الله عز وجل كعابد وثن (4).
- عنه (صلى الله عليه وآله): شارب الخمر كعابد وثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعزى (5).
- عنه (صلى الله عليه وآله): من شرب الخمر مساء أصبح مشركا، ومن شرب صباحا أمسى
مشركا (6).
- أبو الحسن (عليه السلام): شارب الخمر كافر (7).
- الإمام الصادق (عليه السلام): من شرب مسكرا فأذهب عقله، خرج منه روح الإيمان (8).

(1) المستدرك على الصحيحين: 4 / 163 / 7236، المعجم الأوسط: 1 / 117 / 363 كلاهما عن
عبد الله بن عمر.
(2) كنز العمال: 5 / 349 / 13181 نقلا عن الطبراني عن ابن عباس.
(3) بحار الأنوار: 79 / 149 / 64 نقلا عن جامع الأخبار.
(4) الكافي: 6 / 404 / 2 عن زيد الشحام عن الإمام الصادق (عليه السلام).
(5) الجامع الصغير: 2 / 74 / 4853، الفردوس: 2 / 367 / 3636 عن أنس وفيه المقطع الأخير فقط.
(6) جامع الأخبار: 427 / 1193.
(7) الكافي: 6 / 405 / 9 عن محمد بن داذويه.
(8) دعائم الاسلام: 2 / 133 / 467.
276

تحقيق فيما يوجب الرجعة إلى الجاهلية
يصرح القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أن عهد بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) هو عهد
حاكمية العقل والعلم، وما سبقه جاهلية. أما الحكمة من هذه التسمية فهي أن
الفترة التي سبقت نبوته حصل فيها تحريف للأديان السماوية أو صدت على
الناس أبواب إدراك حقائق الوجود، وحرمتهم من وجود نهج صحيح للحياة.
وكل ما عرض على الناس آنذاك باسم الدين كان مزيجا بالأوهام والخرافات،
وكانت الأديان المحرفة أدوات بيد الحكومات ولصالح النفعيين والانتهازيين
والمرفهين الذين لا يستشعرون آلام الناس.
كانت بعثة الرسول (صلى الله عليه وآله) بداية لعصر العلم، فكانت أكبر مسؤولية اضطلع بحملها
هي تبيان الحقائق للناس، وتعليمهم النهج الصحيح في الحياة، ومحاربة ما لحق
بالأديان السابقة من تحريف وما الصق بها من أوهام كانت تقدم للمجتمع باسم
الدين.
كان صلوات الله عليه يرى في نفسه أبا عطوفا للناس ومعلما حريصا عليهم،
فكان يقول لهم: " أنا لكم مثل الوالد، أعلمكم " (1).

(1) مسند ابن حنبل: 3 / 53 / 7413، سنن النسائي: 1 / 38، سنن ابن ماجة: 1 / 114 / 313.
277

كانت نبوته والتعاليم التي جاء بها من قبل الله تعالى لتنظيم شؤون الحياة تطابق
الموازين العقلية والمعايير العلمية، وحتى إن العلماء لو عن لهم تقصي حقائقها
لثبت لهم بكل جلاء صدق ارتباطه بمبدأ الوجود: * (ويرى الذين أوتوا العلم الذي
أنزل إليك من ربك هو الحق ويهدي إلى صراط العزيز الحميد) * (1).
وانطلاقا من هذه الرؤية، كان يحذر الناس بشدة من اتباع ما لا علم لهم به
ويتلو عليهم الآية الكريمة: * (ولا تقف ما ليس لك به ى علم إن السمع والبصر
والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) * (2).
تحذير قرآني
كثيرا ما يؤكد القرآن على ضرورة استمرار نهضة الاسلام العلمية والثقافية
ويحذر المسلمين لئلا يعودوا بعد الرسول إلى ما كانوا عليه في عهد الجاهلية،
بقوله: * (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على
أعقابكم) * (3).
وتعني هذه الآية، وكذلك الآية 33 من سورة الأحزاب: * (ولا تبرجن تبرج
الجاهلية الأولى) * وفقا لتفسير الإمام الباقر (عليه السلام): " أي سيكون جاهلية أخرى "
إشارة إلى عودة الجهل في تاريخ الاسلام، حتى إنه صلوات الله عليه قال في هذا
الصدد: " بعثت بين جاهليتين، لأخراهما شر من أولاهما " (4).
أسباب النكوص
توجد ثمة قضية ذات أهمية ولا بد من تسليط الأضواء عليها، وتلك هي
معرفة أسباب النكوص إلى عهد الجاهلية، وهو ما عبر عنه القرآن بالانقلاب

(1) سبأ: 6.
(2) الإسراء: 36.
(3) آل عمران: 144.
(4) الأمالي الخميسية: 2 / 277 عن حصين بن مخارق عن الإمام الكاظم عن آبائه (عليهم السلام).
278

على الأعقاب. ويمكن إجمالا تقسيم عوامل النكوص إلى مجموعتين: فردية،
واجتماعية.
أ - الأسباب الفردية للنكوص
كل ما ذكر تحت عنوان " حجب العلم والحكمة " في كتاب " العلم والحكمة
في الكتاب والسنة " (1) وما ذكر في هذا الكتاب تحت عنوان " آفات العقل " (2) يعد
من أسباب انقلاب أفراد المجتمع على أعقابهم إلى الجاهلية الأولى التي وضع
الرسول (صلى الله عليه وآله) حدا لها عبر محاربته لهذه العوامل. وهذه الآفات العقلية إذا ما وجدت
لدى شخص ما بأية نسبة كانت فهي تقوده نحو الجاهلية بنفس تلك النسبة.
وثمة روايات أخرى أكدت على دخول شرب الخمر وتناول المسكر (3) في
عداد العوامل الفردية لمثل هذا الانقلاب، وعللت الروايات اللاحقة لها هذه
الظاهرة معتبرة الخمر أم الفواحش ومفتاح كل شر، فالإدمان على المسكرات
والمخدرات يمهد الأجواء لتكريس كل حجب المعرفة ويجعل الانسان عرضة
للوقوع في مهاوي المعتقدات والأخلاق والأعمال الجاهلية.
ب - العوامل الاجتماعية للنكوص
أما العوامل الاجتماعية لمثل هذا الرجوع القهقري، فهي نفس الأمراض
التي تهدد أساس النظام الإسلامي، ومن أبرزها الاختلاف الذي قال فيه رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " ما اختلفت أمة بعد نبيها إلا ظهر أهل باطلها على أهل حقها " (4).
ومن العوامل الأخرى للعودة إلى الجاهلية - وهو أخطرها طبعا - زعامة أئمة
الضلال، وهو ما قال فيه الرسول (صلى الله عليه وآله): " إن أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة

(1) القسم الرابع / الفصل الأول ص 157 - 179.
(2) القسم الأول / الفصل السادس ص 141 - 154.
(3) راجع ص 275 / ما يوجب الرجعة إلى الجاهلية / شرب المسكر.
(4) كنز العمال: 1 / 183 / 929. ورد هذا المضمون أيضا في نهج البلاغة: الخطبة 192.
279

المضلون " (1).
وورد أيضا أن عمر بن الخطاب سأل كعبا: إني أسألك عن أمر فلا تكتمني،
قال: لا والله، لا أكتمك شيئا أعلمه، قال: ما أخوف شئ تخافه على أمة محمد (صلى الله عليه وآله)؟
قال: أئمة مضلين، قال عمر: صدقت، قد أسر إلي ذلك وأعلمنيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) " (2).
إن لأئمة الضلال خطرا على الاسلام ودورا في إعادة المسلمين إلى عصر
الجاهلية إلى الحد الذي جعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يؤكد في حديث معتبر ومتفق عليه
بين المسلمين أنه: " من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ". ومعنى هذا أن في
وجود أئمة العدل والحق ضمانا لاستمرار عصر العلم، أي عصر الاسلام
الحقيقي، وبانعدام تلك الزعامة ينقلب المجتمع الإسلامي إلى ما كان عليه في
الجاهلية الأولى.
لقد تحققت هذه الواقعة المريرة في تاريخ الاسلام، وأضحت المجتمعات
الإسلامية، بل مجتمعات العالم بأسرها، تتخبط في مستنقع الجاهلية الحديثة
على الرغم مما أحرزته من تقدم باهر في مجال العلوم التجريبية (3).
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قدم البشرى لبني الانسان في أن لهذا العهد نهاية أيضا، إذ
ستنمحي كل مخلفات الجاهلية من العالم بأسره عند قيام إمام من آل محمد (صلى الله عليه وآله)،
وهو المهدي الذي سيضاء العالم كله بنور العلم الحقيقي بفضل زعامته وهدايته،
ويطوى بساط الفساد من وجه المعمورة، وتسود العدالة كل الكون. وقد
خصصنا الفصل الثامن من هذا الكتاب لبيان هذه البشائر.
نأمل أن يكون انبعاث الاسلام من جديد في إيران من جملة إرهاصات تحقق
هذا الحلم.

(1 - 2) كنز العمال: 10 / 188 / 28986 و ج 5 / 756 / 14293.
(3) أنظر كتاب العلم والحكمة / المدخل.
280

الفصل الثامن
ختام الجاهلية
- رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في ذكر الأئمة (عليهم السلام) -: تاسعهم القائم الذي يملأ الله عز وجل به
الأرض نورا بعد ظلمتها، وعدلا بعد جورها، وعلما بعد جهلها (1).
- الإمام علي (عليه السلام) - بعد بيان الملاحم والفتن -: فكذلك حتى يبعث الله رجلا في
آخر الزمان، وكلب (2) من الدهر، وجهل من الناس، يؤيده الله بملائكته،
ويعصم أنصاره، وينصره بآياته، ويظهره على أهل الأرض حتى يدينوا
طوعا وكرها، يملأ الأرض قسطا وعدلا ونورا وبرهانا، يدين له عرض
البلاد وطولها، لا يبقى كافر إلا آمن به ولا طالح إلا صلح، وتصطلح في
ملكه السباع، وتخرج الأرض نبتها، وتنزل السماء بركتها، وتظهر له
الكنوز، يملك ما بين الخافقين أربعين عاما. فطوبى لمن أدرك أيامه
وسمع كلامه (3).

(1) كمال الدين: 259 / 5، إعلام الورى: 378 كلاهما عن الأصبغ بن نباتة عن الإمام علي (عليه السلام).
(2) كلب الدهر على أهله: إذا ألح عليهم واشتد (النهاية: 4 / 195).
(3) الاحتجاج: 2 / 70 / 158 عن زيد بن وهب الجهني عن الإمام الحسن (عليه السلام).
281

- عنه (عليه السلام) - في خطبة له يومئ فيها إلى الملاحم -: وأخذوا يمينا وشمالا ظعنا
(طعنا) في مسالك الغي وتركا لمذاهب الرشد. فلا تستعجلوا ما هو
كائن مرصد، ولا تستبطئوا ما يجئ به الغد. فكم من مستعجل بما إن
أدركه ود أنه لم يدركه! وما أقرب اليوم من تباشير غد! يا قوم، هذا إبان
(إيان) ورود كل موعود، ودنو من طلعة ما لا تعرفون. ألا وإن من أدركها
منا يسري فيها بسراج منير، ويحذو فيها على مثال الصالحين، ليحل فيها
ربقا، ويعتق فيها رقا، ويصدع شعبا (1) ويشعب صدعا في سترة عن الناس،
لا يبصر القائف أثره ولو تابع نظره. ثم ليشحذن فيها قوم شحذ القين (2)
النصل (3)، تجلى بالتنزيل أبصارهم، ويرمى بالتفسير في مسامعهم،
ويغبقون (4) كأس الحكمة بعد الصبوح (5).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إذا قام قائمنا وضع الله يده على رؤوس العباد فجمع بها
عقولهم وكملت به أحلامهم (6).
- الفضيل بن يسار: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: إن قائمنا إذا قام استقبل من
جهل الناس أشد مما استقبله رسول الله (صلى الله عليه وآله) من جهال الجاهلية. قلت:
وكيف ذاك؟ قال: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى الناس وهم يعبدون الحجارة

(1) الشعب: الإصلاح والإفساد، وهو من الأضداد (النهاية: 2 / 477).
(2) القين: الحداد (لسان العرب: 13 / 350).
(3) النصل: حديدة السهم والرمح (لسان العرب: 11 / 662).
(4) الغبوق: شرب آخر النهار مقابل الصبوح (النهاية: 3 / 341).
(5) نهج البلاغة: الخطبة 150.
(6) الكافي: 1 / 25 / 21، كمال الدين: 675 / 30 كلاهما عن ابن أبي يعفور عن مولى لبني شيبان،
مختصر بصائر الدرجات: 117، الخرائج والجرائح: 2 / 840 / 57 وفيه " أخلاقهم " بدل " أحلامهم "
وكلاهما عن أبي خالد الكابلي وليس فيها " الله ".
282

والصخور والعيدان والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتى الناس
وكلهم يتأول عليه كتاب الله يحتج عليه به، ثم قال: أما والله ليدخلن عليهم
عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقر! (1)
- الإمام الصادق (عليه السلام): العلم سبعة وعشرون حرفا، فجميع ما جاءت به الرسل
حرفان، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين، فإذا قام القائم (عليه السلام)
أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس، وضم إليها الحرفين حتى
يبثها سبعة وعشرين حرفا (2).
- عنه (عليه السلام) - حينما ذكر الكوفة -: ستخلو كوفة من المؤمنين ويأرز عنها العلم
كما تأرز الحية في جحرها. ثم يظهر العلم ببلدة يقال لها: قم، وتصير معدنا
للعلم والفضل حتى لا يبقى في الأرض مستضعف في الدين حتى
المخدرات في الحجال (3)، وذلك عند قرب ظهور قائمنا، فيجعل الله قم
وأهله قائمين مقام الحجة، ولولا ذلك لساخت الأرض بأهلها ولم يبق في
الأرض حجة، فيفيض العلم منه إلى سائر البلاد في المشرق والمغرب،
فيتم حجة الله على الخلق حتى لا يبقى أحد على الأرض لم يبلغ إليه الدين
والعلم، ثم يظهر القائم (عليه السلام) ويصير (4) سببا لنقمة الله وسخطه على العباد، لأن
الله لا ينتقم من العباد إلا بعد إنكارهم حجة (5).
- السيد ابن طاووس - في زيارة الإمام المهدي عجل الله فرجه -: اللهم صل

(1) الغيبة للنعماني: 296 / 1.
(2) مختصر بصائر الدرجات: 117، الخرائج والجرائح: 2 / 841 / 59 وفيه " جزء " بدل " حرف " في
جميع المواضع وكلاهما عن أبان.
(3) الحجلة: بيت كالقبة يستر بالثياب وتكون له أزرار كبار، وتجمع على حجال (النهاية: 1 / 346).
(4) في المصدر " يسير " وما أثبتناه هو الصحيح.
(5) بحار الأنوار: 60 / 213 / 23 نقلا عن تاريخ قم للحسن بن محمد بن الحسن القمي.
283

على محمد وأهل بيته، وأرنا سيدنا وصاحبنا وإمامنا ومولانا صاحب
الزمان، وملجأ أهل عصرنا، ومنجى أهل دهرنا، ظاهر المقالة، واضح
الدلالة، هاديا من الضلالة، منقذا من الجهالة (1).
اللهم إني أعتذر إليك من جهلي.
اللهم إني أستجير بك من جهلي.
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج قائمهم واملأ به الأرض نورا بعد ظلمتها وعلما بعد جهلها،
وارزقنا عقلا كاملا، وعزما ثاقبا، ولبا راجحا، وقلبا ذكيا، وعلما كثيرا، وأدبا بارعا،
واجعل ذلك كله لنا، ولا تجعله علينا.
اللهم صل على محمد وآله، وتقبل منا، يا مبدل السيئات بالحسنات، بفضلك ورحمتك يا أرحم
الراحمين.
18 ربيع الآخر 1420
10 / 5 / 1378
1 / 8 / 1999

(1) بحار الأنوار: 102 / 87 / 2.
284

الفهارس
285

فهرس الآيات
البقرة
* (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون...) * 44 - 72
* (وإذ قال موسى لقومه ى إن الله يأمركم أن تذبحوا...) * 67 - 199
* (فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى...) * 73 - 63
* (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) * 163 - 67
* (إن في خلق السماوات والأرض واختلف الليل...) * 164 - 67
* (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما...) * 170 - 72، 191
* (ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا...) * 171 - 72، 191
* (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) * 179 - 220
* (فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم...) * 200 - 263
* (كذلك يبين الله لكم آياته ى لعلكم تعقلون) * 242 - 63
* (وقال لهم نبيهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا...) * 247 - 220
* (الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى...) * 257 - 79
287

* (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد...) * 269 - 50، 94
آل عمران
* (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن...) * 144 - 273، 278
* (ثم أنزل عليكم من م بعد الغم أمنة نعاسا يغشى...) * 154 - 239
* (إن في خلق السماوات والأرض واختلف الليل...) * 190 - 133
* (الذين يذكرون الله قيما وقعودا وعلى جنوبهم...) * 191 - 133
النساء
* (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف...) * 22 - 268
* (يا أيها الناس قد جاءكم برهن من ربكم وأنزلنا...) * 74 - 791
المائدة
* (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما...) * 50 - 239
* (وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذ لك...) * 58 - 191
* (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب...) * 90 - 260
* (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة...) * 100 - 155
* (ما جعل الله من م بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة...) * 103 - 73، 246
الأنعام
* (وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو وللدار الآخرة خير...) * 32 - 71
* (وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه ى قل إن الله قادر...) * 37 - 73
288

* (وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له وبنين...) * 100 - 245
* (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله...) * 116 - 72، 240
* (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا...) * 136 - 248
* (وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم...) * 137 - 258
* (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر لا يطعمها إلا من...) * 138 - 246، 248
* (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا...) * 139 - 246
* (قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم وحرموا...) * 140 - 258
* (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به...) * 151 - 68، 157
الأعراف
* (وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله...) * 28 - 259
* (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن...) * 33 - 259
* (تلك القرى نقص عليك من أنبائها ولقد جاءتهم...) * 101 - 144
* (فخلف من م بعدهم خلف ورثوا الكتب يأخذون...) * 169 - 220
* (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب...) * 179 - 69، 145
* (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) * 199 - 228
الأنفال
* (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) * 22 - 181، 190
* (واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه و...) * 41 - 268
289

التوبة
* (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن...) * 19 - 268
يونس
* (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ى ولما يأتهم تأويله و...) * 39 - 219، 220
* (ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصم ولو...) * 42 - 72
* (قل أرءيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه...) * 59 - 245
* (ثم بعثنا من بعده ى رسلا إلى قومهم فجاؤوهم...) * 74 - 144
* (فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا...) * 92 - 83
* (وما كان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل...) * 100 - 69
هود
* (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام...) * 7 - 64
* (حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من...) * 40 - 73
* (قال ينوح إنه وليس من أهلك إنه وعمل غير صلح...) * 46 - 199
يوسف
* (قال رب السجن أحب إلى مما يدعوننى إليه وإلا...) * 33 - 199
* (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة م بالسوء إلا ما رحم...) * 53 - 32
* (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) * 106 - 252
* (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان...) * 111 - 133
290

الرعد
* (وفى الأرض قطع متجاورات وجنت من أعناب وزرع...) * 4 - 67
* (أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو...) * 19 - 106
* (الذين يوفون بعهد الله ولا ينقضون الميثاق) * 20 - 106
* (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون...) * 21 - 106
النحل
* (وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر والنجوم...) * 12 - 67
* (ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله...) * 56 - 248
* (ويجعلون لله البنت سبحانه ولهم ما يشتهون) * 57 - 243، 244
* (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم) * 58 - 257
* (يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على...) * 59 - 257
* (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل...) * 70 - 46
* (والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين...) * 71
* (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من م بعد قوة أنكاثا...) * 92 - 64
* (فكلوا مما رزقكم الله حللا طيبا واشكروا نعمت الله...) * 114 - 245
* (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل...) * 115 - 245
* (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلل وهذا...) * 116 - 245
الإسراء
* (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم...) * 31 - 258
291

* (ولا تقف ما ليس لك به ى علم إن السمع والبصر والفؤاد...) * 36 - 278
* (أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم...) * 40 - 243
* (ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل...) * 72 - 70
الكهف
* (وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا) * 4 - 243
* (ما لهم به ى من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من...) * 5 - 243
طه
* (الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل...) * 53 - 131
* (كلوا وارعوا أنعامكم إن في ذلك لآيات لأولي النهى) * 54 - 131
* (أفلم يهد لهم كم أهلكنا قبلهم من القرون يمشون في...) * 128 - 131
الأنبياء
* (وما أرسلنا قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر...) * 7 - 187، 188، 211
* (لقد أنزلنا إليكم كتبا فيه ذكركم أفلا تعقلون) * 10 - 63، 79
* (أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) * 67 - 70
الحج
* (يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من...) * 5 - 46
* (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها...) * 46 - 83
292

المؤمنون
* (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين) * 12 - 39، 257
* (ثم جعلنه نطفة في قرار مكين) * 13 - 39، 257
* (ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا...) * 14 - 39، 257
* (وهو الذي يحيي ويميت وله اختلاف الليل والنهار...) * 80 - 63
النور
* (إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم...) * 15 - 218
* (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من...) * 33 - 259
الفرقان
* (واتخذوا من دونه آلهة لا يخلقون شيا وهم يخلقون...) * 3 - 243
* (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا...) * 44 - 70، 72
* (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا...) * 63 - 224، 225
* (والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما) * 72 - 224
القصص
* (وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك...) * 46 - 231
* (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعملنا...) * 55 - 224
العنكبوت
* (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله...) * 20 - 83
293

* (إنا منزلون على أهل هذه القرية رجزا من السماء بما...) * 34 - 72
* (ولقد تركنا منها آية بينة لقوم يعقلون) * 35 - 72، 83
* (وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون) * 43 - 68، 72، 80، 96، 106
* (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيى به...) * 63 - 73
الروم
* (يعلمون ظهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم...) * 7 - 189
* (ومن آياته يريكم البرق خوفا وطمعا وينزل من...) * 24 - 67
* (ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم من ما ملكت...) * 28 - 68
* (فإنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا...) * 52 - 189
* (كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون) * 59 - 144
لقمان
* (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر...) * 12 - 95
* (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن...) * 25 - 72
الأحزاب
* (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية...) * 33 - 231، 239،
273، 278
* (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال...) * 72 - 179
سبأ
* (ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربك...) * 6 - 278
294

* (يعملون له وما يشاء من محاريب وتمثيل وجفان...) * 13 - 73
* (ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم...) * 40 - 245
* (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون...) * 41 - 245
* (وما آتيناهم من كتب يدرسونها وما أرسلنا إليهم...) * 44 - 231
فاطر
* (والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا...) * 36 - 70
* (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صلحا...) * 37 - 70
يس
* (وضرب لنا مثلا ونسي خلقه وقال من يحيي العظام...) * 78 - 251
* (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم) * 79 - 251
الصافات
* (ثم دمرنا الآخرين) * 136 - 71
* (وإنكم لتمرون عليهم مصبحين) * 137 - 71
* (وبالليل أفلا تعقلون) * 138 - 71
* (وجعلوا بينه وبين الجنة نسبا ولقد علمت الجنة...) * 158 - 245
ص
* (قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا...) * 24 - 73
295

الزمر
* (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنابوا إلى...) * 17 - 66
* (الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأولئك الذين...) * 18 - 66، 133
غافر
* (وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون...) * 28 - 73
* (الذين يجادلون فئ آيات الله بغير سلطان أتاهم كبر...) * 35 - 144
* (هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم...) * 67 - 67
* (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك...) * 78 - 165
الجاثية
* (واختلف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من...) * 5 - 67
* (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم...) * 23 - 141، 176
* (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا...) * 24 - 251
* (وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم...) * 31 - 250
* (وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم...) * 32 - 250، 251
* (وبدا لهم سيات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به ى يستهزءون) * 33 - 250
* (وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا...) * 34 - 250
* (ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزوا وغرتكم الحياة...) * 35 - 250
محمد
* (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم...) * 30 - 220
296

الفتح
* (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية...) * 26 - 239، 253
ق
* (إن في ذلك لذكرى لمن كان له وقلب أو ألقى السمع...) * 37 - 94، 95
الذاريات
* (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) * 55 - 187
الطور
* (أم له البنت ولكم البنون) * 39 - 243
النجم
* (أفرءيتم اللت والعزى) * 19 - 244
* (ومناة الثالثة الأخرى) * 20 - 244
* (ألكم الذكر وله الأنثى) * 21 - 244
* (تلك إذا قسمة ضيزى) * 22 - 244
* (فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا) * 29 - 190
الحديد
* (اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم...) * 17 - 67
* (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا...) * 22 - 261
297

المجادلة
* (ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا...) * 8 - 256
الحشر
* (لا يقتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء...) * 14 - 72، 195
* (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت...) * 18 - 255
الممتحنة
* (يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن...) * 12 - 258، 263
الطلاق
* (أعد الله لهم عذابا شديدا فاتقوا الله يا أولي الألباب...) * 10 - 155
التحريم
* (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها...) * 6 - 38
الملك
* (تبرك الذي بيده الملك وهو على كل شئ قدير) * 1 - 64
* (قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من...) * 10 - 70
الجن
* (وأنه وكان رجال من الإنس يعوذون برجال من...) * 6 - 262
298

القيامة
* (ولا أقسم بالنفس اللوامة) * 2 - 32
التكوير
* (وإذا الموءودة سللت) * 8 - 257
* (بأي ذنب قتلت) * 9 - 257
الانفطار
* (يا أيها الانسان ما غرك بربك الكريم) * 6 - 194
الشمس
* (ونفس وما سواها) * 7 - 32، 34
* (فألهمها فجورها وتقولها) * 8 - 32، 33، 34
التين
* (ثم رددناه أسفل سافلين) * 5 - 175
الماعون
* (أرأيت الذي يكذب بالدين) * 1 - 253
* (فذلك الذي يدع اليتيم) * 2 - 253
* (ولا يحض على طعام المسكين) * 3 - 253
299

فهرس المصادر والمنابع
حرف الألف - الاحتجاج على أهل اللجاج. لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي
(ت 620 ه‍. ق)، تحقيق: إبراهيم البهادري ومحمد هادي به، دار الأسوة - طهران، الطبعة الأولى
1413 ه‍. ق.
- إحقاق الحق وإزهاق الباطل، للشهيد القاضي نور الله بن السيد شريف الشوشتري (ت 1019 ه‍. ق)
مع تعليقات السيد شهاب الدين المرعشي، مكتبة آية الله المرعشي - قم.
- إحياء علوم الدين. لأبي حامد محمد بن محمد الغزالي (ت 505 ه‍. ق)، دار الهادي - بيروت،
الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
- أخبار الحمقى والمغفلين. لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي القرشي البغدادي المعروف بابن
الجوزي (ت 597 ه‍. ق)، دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1994 م.
- أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار، لأبي الوليد محمد بن عبد الله الأزرقي (ت 250 ه‍. ق)،
تحقيق: رشدي الصالح ملحس، دار الأندلس - بيروت، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
- الاختصاص. لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ
المفيد (ت 413 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
301

- أدب الدنيا والدين. لأبي الحسن علي بن محمد الماوردي (ت 450 ه‍. ق)، تحقيق: ياسين
محمد السواس، دار ابن كثير - بيروت، دمشق، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- الأدب المفرد. لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه‍. ق)، تحقيق: محمد
عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
- الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد. لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان
العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
- قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- إرشاد القلوب. لأبي محمد الحسن بن محمد الديلمي، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة
الرابعة 1398 ه‍. ق.
- أسد الغابة في معرفة الصحابة. لأبي الحسن عز الدين علي بن محمد بن محمد بن عبد الكريم
الشيباني المعروف بابن الأثير (ت 630 ه‍. ق)، تحقيق: علي محمد معوض وعادل أحمد،
دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
- الإصابة في تمييز الصحابة. لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت 852 ه‍. ق)،
تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
- الأصنام. لأبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت 204 ق)، تحقيق: أحمد زكي
باشا، المطبعة الأميرية - القاهرة، الطبعة الأولى 1332 ه‍. ق.
- الأصول الستة عشر. عدة من الرواة، دار الشبستري - قم، الطبعة الثانية 1405 ه‍. ق.
- أعلام الدين في صفات المؤمنين. للحسن بن أبي الحسن الديلمي (ت 711 ه‍. ق)، تحقيق
ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
- الأغاني. لأبي الفرج علي بن الحسين الإصفهاني (ت 356 ه‍. ق)، الشرح: علي مهنا،
دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثانية 1407 ه‍. ق.
302

- الأمالي. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق
(ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: مؤسسة البعثة - قم، الطبعة الأولى 1417 ه‍. ق.
- الأمالي. لأبي جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه‍. ق)، تحقيق:
مؤسسة البعثة، دار الثقافة - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
- الأمالي. لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي المعروف بالشيخ المفيد
(ت 413 ه‍. ق)، تحقيق: حسين أستاد ولي وعلي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي -
قم، 1403 ه‍. ق.
- أمالي الشجري (الأمالي الخميسية). ليحيى بن الحسين الشجري (ت 499 ه‍. ق)، عالم
الكتب - بيروت، الطبعة الثالثة 1403 ه‍. ق.
حرف الباء
- بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار (عليهم السلام). للعلامة محمد باقر بن محمد تقي
المجلسي (ت 1110 ه‍. ق)، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة الثالثة 1403 ه‍. ق.
- البداية والنهاية. لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي (ت 774 ه‍. ق)، تحقيق
ونشر: مكتبة ا لمعارف - بيروت، 1410 ه‍. ق.
- بصائر الدرجات في فضائل آل محمد (صلى الله عليه وآله). لأبي جعفر محمد بن الحسن الصفار القمي (ت 290
ه‍. ق)، تحقيق: ميرزا محسن كوچه باغي التبريزي، مكتبة آية الله المرعشي - قم، الطبعة
الأولى 1404 ه‍. ق.
- بلاغات النساء. لأبي الفضل أحمد بن أبي طاهر المعروف بابن طيفور (ت 280 ه‍. ق)،
منشورات الشريف الرضي - قم.
- بلوغ الإرب في معرفة أحوال العرب. لأبي المعالي محمود شكري الآلوسي (ت 1342 ه‍. ق)،
الشرح: محمد بهجة الأثري، دار الشرق العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1314 ه‍. ق.
303

حرف التاء - تاج العروس من جواهر القاموس. للسيد محمد بن محمد مرتضى الحسيني الزبيدي (ت
1205 ه‍. ق)، تحقيق: علي شيري، دار الفكر - بيروت، 1414 ه‍. ق.
- تاريخ بغداد. لأبي بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي (ت 463 ه‍. ق)، المكتبة السلفية -
المدينة المنورة.
تاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي (عليه السلام)) = ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ مدينة
دمشق.
- التاريخ الكبير. لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت.
- تاريخ المدينة المنورة. لأبي زيد عمر بن شبة النميري (ت 262 ه‍. ق)، تحقيق: فهيم محمد
شلتوت، دار التراث - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
- تاريخ اليعقوبي. لأحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح المعروف باليعقوبي (ت
بعد 292 ه‍. ق)، دار صادر - بيروت.
- التبيان (تفسير التبيان). لأبي جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه‍.
ق)، تحقيق: أحمد حبيب قصير العاملي، مكتبة الأمين.
- تحف العقول عن آل الرسول (صلى الله عليه وآله). لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحراني
(ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الثانية
1404 ه‍. ق.
- تذكرة الخواص. ليوسف بن فرغلي بن عبد الله البغدادي سبط الحافظ عبد الرحمن ابن الجوزي
(654 ه‍. ق)، مكتبة نينوى الحديثة - طهران.
- ترتيب كتاب العين. للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه‍. ق)، إعداد: محمد حسن بكائي،
مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الأولى 1414 ه‍. ق.
304

- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تاريخ مدينة دمشق. لأبي القاسم علي بن الحسن بن
هبة الله المعروف بابن عساكر (ت 571 ه‍. ق)، تحقيق: علي شيري، دار الفكر - بيروت،
1415 ه‍. ق.
- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف. لعبد العظيم بن عبد القوي المنذري الشامي (ت 656
ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى محمد عمارة، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة الثالثة 1388 ه‍. ق.
- تفسير الطبري (جامع البيان في تفسير القرآن). لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري (310 ه‍. ق)،
دار الفكر - بيروت، 1408 ه‍. ق.
تفسير علي بن إبراهيم = تفسير القمي.
- تفسير العياشي. لأبي النضر محمد بن مسعود بن عياش السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي
(ت 320 ه‍. ق)، تحقيق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية - طهران
1380 ه‍. ق.
- تفسير القمي. لأبي الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمي (القرن الرابع الهجري)، تحقيق:
السيد طيب الموسوي الجزائري، مؤسسة دار الكتاب - قم، الطبعة الثالثة 1404 ه‍. ق.
تفسير مجمع البيان = مجمع البيان في تفسير القرآن.
تفسير الميزان = الميزان في تفسير القرآن.
- تفسير نمونه. آية الله مكارم شيرازي (معاصر)، دار الكتب الإسلامية - طهران، الطبعة الثامنة
1372 ه‍. ش.
تفسير نور الثقلين = نور الثقلين.
- التمحيص. لأبي علي محمد بن همام الإسكافي (ت 336 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام
المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى 1404 ه‍. ق.
- تنبيه الخواطر ونزهة النواظر (مجموعة ورام). لأبي الحسين ورام بن أبي فراس (ت 605 ه‍. ق)،
دار التعارف ودار صعب - بيروت.
305

- تنبيه الغافلين. لأبي الليث نصر بن محمد السمرقندي (ت 373 ه‍. ق)، دار ابن كثير - بيروت،
الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- تهذيب الأحكام. لأبي جعفر محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي (ت 460 ه‍. ق)،
تحقيق: السيد حسن الموسوي الخرسان، دار التعارف ودار صعب - بيروت، 1401 ه‍. ق.
- التوحيد. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
381 ه‍. ق)، تحقيق: السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي - قم.
- تيسير المطالب في أمالي الإمام أبي طالب، ليحيى بن الحسين بن هارون (ت 424 ه‍. ق)،
منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت.
حرف الثاء
- ثواب الأعمال وعقاب الأعمال. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي
المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، نشر الكتبي النجفي -
قم ومكتبة الصدوق - طهران.
حرف الجيم
- جامع الأحاديث. لأبي محمد جعفر بن أحمد بن علي القمي المعروف بابن الرازي (القرن الرابع
الهجري)، تحقيق: السيد محمد الحسيني النيشابوري، مؤسسة الطبع والنشر التابعة للحضرة
الرضوية المقدسة - مشهد، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- جامع الأخبار أو معارج اليقين في أصول الدين. لمحمد بن محمد السبزواري (القرن السابع
الهجري)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
- جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي المعروف بابن عبد البر
(ت 463 ه‍. ق)، تحقيق إدارة الطباعة المنيرية، دار الكتب العلمية - بيروت.
306

- الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي
(ت 911 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت.
- الجعفريات (الأشعثيات). لأبي علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي (القرن الرابع الهجري)،
مكتبة نينوى الحديثة - طهران، طبع مع قرب الإسناد في جلد واحد.
- الجمل والنصرة لسيد العترة في حرب البصرة. لأبي عبد الله محمد بن النعمان العكبري
البغدادي المعروف بالشيخ المفيد (ت 413 ه‍. ق)، تحقيق: السيد علي مير شريفي، المؤتمر
العالمي بمناسبة الذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
حرف الحاء
- حلية الأولياء وطبقات الأصفياء. لأبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (ت 430 ه‍. ق)،
دار الكتاب العربي - بيروت، الطبعة الثانية 1387 ه‍. ق.
حرف الخاء
- الخرائج والجرائح. لأبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي المعروف بقطب الدين الراوندي
(ت 573 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى 1409 ه‍. ق.
- الخصال. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق
(ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، 1403 ه‍. ق.
- خصائص الأئمة (عليهم السلام) خصائص أمير المؤمنين (عليه السلام). لأبي الحسن الشريف الرضي محمد بن
الحسين بن موسى الموسوي (ت 406 ه‍. ق)، تحقيق: محمد هادي الأميني، مؤسسة الطبع
والنشر التابعة للحضرة الرضوية المقدسة - مشهد، 1406 ه‍. ق.
حرف الدال
- الدر المنثور في التفسير المأثور. لجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه‍. ق)،
دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1403 ه‍. ق.
307

- الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة. لأبي عبد الله محمد بن مكي العاملي الجزيني المعروف
بالشهيد الأول (ت 786 ه‍. ق)، تحقيق: داود الصابري، مؤسسة الطبع والنشر التابعة للحضرة
الرضوية المقدسة - مشهد، 1365 ه‍. ش.
- الدروع الواقية. لرضي الدين علي بن موسى بن جعفر الحلي المعروف بابن طاووس (ت 664
ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
- دستور معالم الحكم ومأثور مكارم الشيم من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام). لأبي عبد الله محمد بن
سلامة القضاعي (ت 454 ه‍. ق)، دار الكتاب العربي - بيروت، 1401 ه‍. ق.
- دعائم الاسلام وذكر الحلال والحرام والقضايا والأحكام. لأبي حنيفة النعمان بن محمد بن
منصور التميمي المغربي (ت 363 ه‍. ق)، تحقيق: آصف بن علي أصغر فيضي، دار المعارف -
مصر، الطبعة الثالثة 1383 ه‍. ق.
- الدعوات (سلوة الحزين). لأبي الحسين سعيد بن هبة الله الراوندي المعروف بقطب الدين
الراوندي (ت 573 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى
1407 ه‍. ق.
- دلائل الإمامة. لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري الصغير (ت 310 ه‍. ق)، تحقيق ونشر:
مؤسسة البعثة - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة. لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه‍. ق)،
تحقيق: عبد المعطي قلعجي، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1405 ه‍. ق.
حرف الذال
- ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى. لأبي العباس أحمد بن عبد الله الطبري المكي (ت 694
ه‍. ق)، تحقيق: أكرم البوشي ومحمود الأرناؤوط، مكتبة الصحابة - جدة، 1415 ه‍. ق.
308

حرف الراء - ربيع الأبرار ونصوص الأخبار. لأبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري (ت 538 ه‍. ق)،
منشورات الرضي - قم، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
- روضة الواعظين. لمحمد بن الحسن بن علي المعروف بالفتال النيسابوري (ت 508 ه‍. ق)،
مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
- الزهد. لأبي عبد الرحمن بن عبد الله بن المبارك الحنظلي المروزي (ت 181 ه‍. ق)، تحقيق:
حبيب الرحمن الأعظمي، دار الكتب العلمية - بيروت.
- الزهد. لأبي محمد الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي (ت 250 ه‍. ق)، تحقيق: غلام رضا
عرفانيان، حسينيان - قم، الطبعة الثانية 1402 ه‍. ق.
حرف السين
- سجع الحمام في حكم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). لعلي الجندي (معاصر)، مكتبة الأنجلو
المصرية - القاهرة.
- سعد السعود. لرضي الدين علي بن موسى بن جعفر الحلي المعروف بابن طاووس (ت 664 ه‍. ق)،
منشورات الرضي - قم، الطبعة الأولى 1363 ه‍. ش.
- سنن ابن ماجة. لأبي عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني (ت 275 ه‍. ق)، تحقيق: محمد
فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث - بيروت، 1395 ه‍. ق.
- سنن الدارمي. لأبي محمد عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام الدارمي (ت 255 ه‍. ق)،
تحقيق: مصطفى ديب البغا، دار القلم - دمشق، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
- السنن الكبرى. لأبي بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي (ت 458 ه‍. ق)، تحقيق: محمد
عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
- سنن النسائي. لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (ت 303 ه‍. ق)، دار الفكر - بيروت،
الطبعة الأولى 1348 ه‍. ق.
309

- سيرة ابن هشام (السيرة النبوية). لأبي محمد عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري (ت 218
ه. ق)، تحقيق: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري، مطبعة المصطفى وأولاده - مصر، 1355 ه‍. ق.
حرف الشين
- الشافي في الإمامة. لأبي القاسم علي بن الحسين الموسوي المعروف بالسيد المرتضى
(ت 436 ه‍. ق)، تحقيق: عبد الزهراء الحسيني الخطيب، مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) - طهران،
الطبعة الثانية 1410 ه‍. ق.
- شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار. لأبي حنيفة القاضي النعمان بن محمد المصري (ت
363 ه‍. ق)، تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة
الأولى 1412 ه‍. ق.
- شرح نهج البلاغة. لعز الدين أبو حامد بن هبة الله بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المعتزلي
المعروف بابن أبي الحديد (ت 656 ه‍. ق)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء
التراث - بيروت، الطبعة الثانية 1385 ه‍. ق.
- شعب الإيمان. لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه‍. ق)، تحقيق: أبو هاجر محمد
السعيد ابن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
حرف الصاد
- الصحاح. لإسماعيل بن حماد الجوهري (ت 393 ه‍. ق)، تحقيق: أحمد عبد الغفور عطار،
دار العلم للملايين - بيروت، الطبعة الرابعة 1990 م.
- صحيح البخاري. لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (ت 256 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى
ديب البغا، اليمامة ودار ابن كثير - دمشق، الطبعة الرابعة 1410 ه‍. ق.
- صحيح مسلم. لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (ت 261 ه‍. ق)، تحقيق:
محمد فؤاد عبد الباقي، دار الحديث - القاهرة، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
310

- صحيفة الإمام الرضا (عليه السلام). المنسوبة إلى الإمام الرضا (عليه السلام)، تحقيق ونشر: مدرسة الإمام
المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
- الصحيفة السجادية الكاملة. أدعية مأثورة عن الإمام زين العابدين (عليه السلام)، تحقيق: علي
أنصاريان، المستشارية الثقافية الإيرانية - دمشق.
- صفات الشيعة. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق ونشر: مؤسسة الإمام المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى
1410 ه‍. ق.
- الصمت وآداب اللسان. لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (ت 281 ه‍. ق)،
تحقيق: نجم عبد الرحمن خلف، دار الغرب العربي - بيروت، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
- الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة. لأحمد بن حجر الهيثمي الكوفي
(ت 974 ه‍. ق)، إعداد: عبد الوهاب بن عبد اللطيف، مكتبة القاهرة - مصر، الطبعة الثانية
1385 ه‍. ق.
حرف الطاء
- طب الأئمة (عليهم السلام). لأبي عتاب عبد الله بن سابور الزيات والحسين ابني بسطام النيسابوريين،
المكتبة الحيدرية - النجف 1385 ه‍. ق.
- طب النبي. لأبي العباس جعفر بن محمد المستغفري (ت 432 ه‍. ق)، مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) -
بيروت، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
حرف العين
- العدد القوية لدفع المخاوف اليومية. لأبي منصور الحسن بن يوسف الحلي (ت 726 ه‍. ق)،
تحقيق: السيد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله المرعشي - قم، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
311

- عدة الداعي ونجاح الساعي. لأبي العباس أحمد بن محمد بن فهد الحلي الأسدي (ت 841 ه‍. ق)،
تحقيق: أحمد الموحدي القمي، مكتبة الوجداني - قم.
- علل الشرايع. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق
(ت 381 ه‍. ق)، دار إحياء التراث - بيروت، الطبعة الثانية 1385 ه‍. ق.
- العلم والحكمة في الكتاب والسنة. لمحمدي الريشهري (معاصر)، مؤسسة دار الحديث
الثقافية - قم، الطبعة الأولى 1376 ش.
- عوالي اللآلي العزيزية في الأحاديث الدينية. لمحمد بن علي بن إبراهيم الإحسائي المعروف
بابن أبي جمهور (ت 940 ه‍. ق)، تحقيق: مجتبى العراقي، مطبعة سيد الشهداء (عليه السلام) - قم،
الطبعة الأولى 1405 ه‍. ق.
- عيون أخبار الرضا (عليه السلام). لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: السيد مهدي الحسيني اللاجوردي، مكتبة جهان - طهران.
العين = ترتيب كتاب العين للخليل الفراهيدي.
- عيون الأخبار. لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه‍. ق)، منشورات
الشريف الرضي - قم، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
حرف الغين
- الغارات. لأبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سعيد المعروف بابن هلال الثقفي (ت 283 ه‍. ق)،
تحقيق: السيد جلال الدين المحدث، أنجمن آثار ملي - طهران.
- غرر الحكم ودرر الكلم. عبد الواحد الآمدي التميمي (القرن السادس الهجري)، تحقيق: السيد
جلال الدين المحدث، جامعة طهران، الطبعة الثالثة 1360 ه‍. ش.
حرف الفاء
- الفردوس بمأثور الخطاب. لأبي شجاع شيرويه بن شهردار الديلمي الهمداني (ت 509 ه‍. ق)،
تحقيق: السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
312

- فضائل الأشهر الثلاثة. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: غلام رضا عرفانيان، مطبعة الآداب - النجف الأشرف،
الطبعة الأولى 1396 ه‍. ق.
- فقه الرضا (الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام)). تحقيق: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)، المؤتمر
العالمي للإمام الرضا (عليه السلام) - مشهد، الطبعة الأولى 1406 ه‍. ق.
- الفقيه (من لا يحضره الفقيه). لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف
بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم،
الطبعة الثانية.
حرف القاف
- القاموس المحيط. لمجد الدين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي (ت 817 ه‍. ق)، دار الفكر -
بيروت، الطبعة الأولى 1403 ه‍. ق.
- قرب الإسناد. لأبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري القمي (القرن الثالث الهجري)، تحقيق
ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- قضاء الحوائج. لأبي بكر عبد الله بن محمد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا (ت 281 ه‍. ق)،
تحقيق: إبراهيم مجدي، مكتبة القرآن - القاهرة.
حرف الكاف - الكافي. لأبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت 329 ه‍. ق)، تحقيق: علي
أكبر الغفاري، دار الكتب الإسلامية - طهران، الطبعة الثالثة 1388 ه‍. ق.
- كامل الزيارات. لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي (ت 368 ه‍. ق)، تحقيق: جواد
القيومي، مؤسسة نشر الفقاهة - قم، الطبعة الأولى 1417 ه‍. ق.
313

- كتاب سليم بن قيس. لسليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، تحقيق: الشيخ محمد باقر
الأنصاري، نشر الهادي - قم، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
- كشف الخفاء ومزيل الإلباس. لأبي الفداء إسماعيل بن محمد العجلوني (ت 1162 ه‍. ق)،
الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الثالثة 1408 ه‍. ق.
- كشف الغمة في معرفة الأئمة. لأبي الحسن علي بن عيسى الإربلي (ت 687 ه‍. ق)، تصحيح:
السيد هاشم الرسولي المحلاتي، دار الكتاب الإسلامي - بيروت، 1401 ه‍. ق.
- كشف المحجة لثمرة المهجة. لرضي الدين علي بن موسى بن جعفر الحلي المعروف بابن
طاووس (ت 664 ه‍. ق)، تحقيق: محمد الحسون، مكتب الإعلام الإسلامي - قم، الطبعة الأولى
1412 ه‍. ق.
- كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثني عشر. لأبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي
(القرن الرابع الهجري)، تحقيق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري، نشر بيدار - قم،
1401 ه‍. ق.
- كمال الدين وتمام النعمة. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف
بالشيخ الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم،
1405 ه‍. ق.
- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال. لعلاء الدين علي المتقي ابن حسام الدين الهندي
(ت 975 ه‍. ق)، ضبط: بكري حياني، وتصحيح: صفوة السقا، مكتبة التراث الإسلامي -
بيروت، الطبعة الأولى 1395 ه‍. ق.
- كنز الفوائد. لأبي الفتح الشيخ محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449 ه‍. ق)،
إعداد: عبد الله نعمة، دار الذخائر - قم، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
حرف اللام
- لسان العرب. لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المصري (ت 711 ه‍. ق)، دار
صادر - بيروت، الطبعة الأولى 1410 ه‍. ق.
314

حرف الميم - مائة كلمة للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). لأبي بكر عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ (ت 255 ه‍. ق)،
تحقيق: رياض مصطفى العبد الله، دار المختار العربية - بيروت، الطبعة الأولى 1416 ه‍. ق.
- المجازات النبوية. لأبي الحسن الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى الموسوي (ت 406
ه‍. ق)، تحقيق: طه محمد الزيني، مكتبة بصيرتي - قم.
- مجمع البحرين. لفخر الدين الطريحي (ت 1085 ه‍. ق)، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية
في مؤسسة البعثة - قم، الطبعة الأولى 1415 ه‍. ق.
- مجمع البيان في تفسير القرآن. لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي (القرن السادس الهجري)،
تحقيق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي والسيد فضل الله اليزدي الطباطبائي، دار المعرفة -
بيروت، الطبعة الثانية 1408 ه‍. ق.
- المحاسن. لأبي جعفر أحمد بن محمد بن خالد البرقي (ت 280 ه‍. ق)، تحقيق: السيد مهدي
الرجائي، المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- المحاسن والمساوئ، لإبراهيم بن محمد البيهقي (ت 320 ه‍. ق)، دار صادر - بيروت، 1390 ه‍. ق.
- محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء. لأبي القاسم الحسين بن محمد الراغب
الإصفهاني (ت 502 ه‍. ق)، المكتبة الحيدرية - قم، الطبعة الأولى 1416 ه‍. ق.
- المحجة البيضاء في تهذيب الإحياء. لمحمد بن المرتضى المدعو بالمولى محسن الفيض
الكاشاني (ت 1091 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة
الثانية.
- مختصر بصائر الدرجات. للحسن بن سليمان الحلي (القرن التاسع الهجري)، انتشارات
الرسول المصطفى (صلى الله عليه وآله) - قم.
- مدينة المعاجز. للشيخ هاشم بن سليمان الحسيني البحراني (ت 1107 ه‍. ق)، تحقيق: لجنة
التحقيق في مؤسسة المعارف الإسلامية - قم، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
315

- مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول. للعلامة محمد باقر المجلسي (ت 1111 ه‍. ق)،
تحقيق: السيد هاشم الرسولي، دار الكتب الإسلامية - طهران، الطبعة الثالثة 1370 ه‍. ش.
- المستدرك على الصحيحين. لأبي عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405 ه‍. ق)،
تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
- مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل. للحاج الميرزا حسين النوري (ت 1320 ه‍. ق)،
تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) - قم، الطبعة الأولى 1407 ه‍. ق.
- مسند ابن حنبل. لأحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241 ه‍. ق)، تحقيق: صدقي محمد
جميل العطار، دار الفكر - بيروت، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
- مسند أبي يعلى. لأبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي (ت 307 ه‍. ق)، تحقيق: إرشاد
الحق الأثري، دار القبلة - جده، وعلوم القرآن - بيروت، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
- مسند أبي داود الطيالسي، لسليمان بن داود بن الجارود البصري المعروف بأبي داود الطيالسي
(ت 204 ه‍. ق)، دار المعرفة - بيروت.
- مسند إسحاق بن راهويه. لأبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المروزي (ت 238 ه‍. ق)،
تحقيق: عبد الغفور البلوشي، مكتبة الإيمان - المدينة المنورة، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
- مسند الإمام زيد. المنسوب إلى زيد بن علي بن الحسين (عليهما السلام) (القرن الثاني الهجري)، دار
مكتبة الحياة، الطبعة الأولى 1966 م.
- مسند الشهاب. لأبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي (ت 454 ه‍. ق)، تحقيق: حمدي
عبد المجيد السلفي، مؤسسة الرسالة - بيروت، الطبعة الأولى 1405 ه‍. ق.
- مشكاة الأنوار في غرر الأخبار. لأبي الفضل علي الطبرسي (القرن السابع الهجري)، المكتبة
الحيدرية - النجف الأشرف، الطبعة الثانية 1385 ه‍. ق.
- مصباح الشريعة ومفتاح الحقيقة. المنسوب إلى الإمام الصادق (عليه السلام)، مع شرح فارسي لعبد
الرزاق الگيلاني وتصحيح السيد جلال الدين الأرموي، نشر: مكتبة الصدوق، الطبعة الثالثة
1366 ه‍. ش.
316

- مصباح المتهجد. لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المشتهر بالشيخ الطوسي (ت 460 ه‍. ق)،
تحقيق: علي أصغر مرواريد - مؤسسة فقه الشيعة - بيروت، الطبعة الأولى 1411 ه‍. ق.
- المصباح المنير في غريب الشرح الكبير للرافعي. لأحمد بن محمد المقري الفيومي
(ت 770 ه‍. ق)، دار الهجرة - قم، الطبعة الثانية 1414 ه‍. ق.
- المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات. لتقي الدين إبراهيم بن زين الدين الحارثي
الهمداني المعروف بالكفعمي (ت 900 ه‍. ق)، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الأولى
1414 ه‍. ق.
- المصنف. لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني (ت 211 ه‍. ق)، تحقيق: حبيب الرحمن
الأعظمي، منشورات المجلس العلمي - بيروت.
- مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (صلى الله عليه وآله). لكمال الدين محمد بن طلحة الشافعي (ت 654 ه‍. ق)،
النسخة المخطوطة في مكتبة آية الله المرعشي - قم.
- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. لأبي الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
(ت 825 ه‍. ق)، تحقيق: حبيب الرحمن الأعظمي، المطبعة العصرية - الكويت، الطبعة الأولى
1393 ه‍. ق.
- معاني الأخبار. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ
الصدوق (ت 381 ه‍. ق)، تحقيق: علي أكبر الغفاري، مؤسسة النشر الإسلامي - قم،
1361 ه‍. ش.
- المعجم الأوسط. لأبي القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍. ق)، تحقيق:
طارق بن عوض وعبد المحسن الحسيني، دار الحرمين - القاهرة، 1415 ه‍. ق.
- المعجم الكبير. لأبي القاسم سليمان بن أحمد اللخمي الطبراني (ت 360 ه‍. ق)، تحقيق:
حمدي عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث العربي - بيروت، الطبعة الثانية.
- معجم مقاييس اللغة. لأبي الحسين أحمد بن فارس الرازي (ت 395 ه‍. ق)، تحقيق:
عبد السلام محمد هارون، مطبعة المصطفى وأولاده - مصر، الطبعة الثانية 1389 ه‍. ق.
317

- معدن الجواهر ورياضة الخواطر. لأبي الفتح محمد بن علي الكراجكي (ت 449 ه‍. ق)،
تحقيق: السيد أحمد الحسيني، مطبعة مهر استوار - قم، 1394 ه‍. ق.
- مفردات ألفاظ القرآن. لأبي القاسم الحسين بن محمد الراغب الأصفهاني (ت 502 ه‍. ق)،
تحقيق: صفوان عدنان داودي، دار القلم - دمشق، الطبعة الأولى 1412 ه‍. ق.
- المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام. لجواد علي (معاصر)، دار العلم للملايين - بيروت،
الطبعة الأولى 1976 م.
- المقنع. لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف بالشيخ الصدوق (ت
381 ه‍. ق)، تحقيق: مؤسسة الإمام الهادي (عليه السلام) - قم، 1415 ه‍. ق.
- مكارم الأخلاق. لأبي نصر الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي (القرن السادس الهجري)،
تحقيق: علاء آل جعفر، مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
- الملاحم والفتن (التشريف بالمنن في التعريف بالفتن). لأبي القاسم علي بن موسى الحلي
المعروف بابن طاووس (ت 664 ه‍. ق)، تحقيق: مؤسسة صاحب الأمر (عج) - قم، الطبعة
الأولى 1416 ه‍. ق.
- المناقب. لموفق بن أحمد الخوارزمي المكي (ت 568 ه‍. ق)، تحقيق: مالك المحمودي،
مؤسسة النشر الإسلامي - قم، الطبعة الثانية 1411 ه‍. ق.
- مناقب آل أبي طالب (مناقب ابن شهرآشوب). لأبي جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني (ت 588 ه‍. ق) المطبعة العلمية - قم.
- منية المريد في أدب المفيد والمستفيد. للشيخ زين الدين بن علي الجبعي العاملي المعروف
بالشهيد الثاني (ت 965 ه‍. ق)، تحقيق: رضا المختاري، مكتب الإعلام الإسلامي - قم،
الطبعة الأولى 1409 ه‍. ق.
- مهج الدعوات ومنهج العبادات. لرضي الدين علي بن موسى بن جعفر الحلي المعروف بابن
طاووس (ت 664 ه‍. ق)، مؤسسة الأعلمي - بيروت، الطبعة الأولى 1414 ه‍. ق.
318

- المواعظ العددية. لمحمد بن الحسن الحسيني، تحرير: الميرزا علي المشكيني الأردبيلي،
الهادي - قم، الطبعة الخامسة 1414 ه‍. ق.
- الموطأ. لمالك بن أنس (ت 179 ه‍. ق)، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث
العربي - بيروت 1406، ه‍. ق.
- الميزان في تفسير القرآن. للعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي (ت 1140 ه‍. ق)، مؤسسة
إسماعيليان - قم، الطبعة الثالثة 1393 ه‍. ق.
حرف النون
- نثر الدر. لأبي سعد منصور بن الحسين الآبي (ت 421 ه‍. ق)، تحقيق: محمد بن علي قرنة،
الهيئة المصرية العامة للكتاب.
- نزهة الناظر وتنبيه الخاطر. للحسين بن محمد بن الحسن بن نصر الحلواني (القرن الخامس
الهجري)، تحقيق: مدرسة الإمام المهدي (عج) - قم، الطبعة الأولى 1408 ه‍. ق.
- النهاية في غريب الحديث والأثر. لمجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري
المعروف بابن الأثير (ت 606 ه‍. ق)، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي، إسماعيليان - قم، 1367 ه‍. ش.
- نهج البلاغة. ما اختاره أبو الحسن الشريف الرضي محمد بن الحسين بن موسى الموسوي من
كلام الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (ت 406 ه‍. ق)، تحقيق: السيد كاظم المحمدي ومحمد
الدشتي، دار نشر الإمام علي (عليه السلام) - قم، الطبعة الثانية 1369 ه‍. ش.
- نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول. لأبي عبد الله محمد بن علي الترمذي المشهور
بالحكيم الترمذي (ت 320 ه‍. ق)، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية -
بيروت، الطبعة الأولى 1413 ه‍. ق.
- نوادر الراوندي. لفضل الله بن علي الحسني الراوندي (ت حدود 1 57 ه‍. ق)، المطبعة
الحيدرية - النجف الأشرف، الطبعة الأولى 1370 ه‍. ق.
319

حرف الواو - وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة. للشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104
ه‍. ق)، تحقيق: الشيخ عبد الرحيم الرباني الشيرازي، دار إحياء التراث العربي - بيروت،
الطبعة الخامسة 1403 ه‍. ق.
حرف الياء
- ينابيع المودة لذوي القربى. لسليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (1294 ه‍. ق)، تحقيق:
علي جمال أشرف الحسيني، دار الأسوة - طهران، الطبعة الأولى 1416 ه‍. ق.
320