الكتاب: بحار الأنوار
المؤلف: العلامة المجلسي
الجزء: ١٠٦
الوفاة: ١١١١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي ، محمد الباقر البهبودي
الطبعة: الثانية المصححة
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي

بحار الأنوار
الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
تأليف
العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى
الشيخ محمد باقر المجلسي
" قدس الله سره "
الجزء السادس بعد المائة
مؤسسة الوفاء
بيروت لبنان
1

الطبعة الثانية المصححة 1403 ه‍ - 1983 م
2

إجازة الشيخ حسن بن الشهيد الثاني للسيد نجم الدين بالإجازة الكبيرة المعروفة
بسم الله الرحمن الرحيم
63.
صورة إجازة)
الشيخ حسن (2) ابن الشهيد الثاني للسيد نجم الدين بن السيد محمد الحسيني
بالإجازة الكبيرة المعروفة.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين، وصلواته على
سيد الأولين والآخرين، محمد المصطفى وعترته الطيبين الطاهرين.
وبعد: فيقول العبد الفقير إلى رحمة الله تعالى حسن بن زين الدين العاملي عامله
الله بلطفه وإحسانه، وحقق حسن رجائه لعفوه وغفرانه: إن إعطاء الحديث حقه

(1) الذريعة ج 1 ص 172 في رقم 864.
(2) هو أبو منصور جمال الدين شيخ المشايخ الجلة ورئيس المذهب والملة الواضع
للطريق والسنن والموضح للفروض والسنن يم العلم الذي يفيد ويفيض وجم الفضل الذي
لا ينضب ولا يغيض المحقق الذي لا يراع له يراع والمدقق الذي راق فضله وراع المتفنن
في جميع الفنون والمفتخر به الآباء والبنون قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرايع وشرح
الصدور بتصنيفه الرايق وتأليفه الرايع فمما برز من قلمه الشريف كتاب منتقى الجمان في
الأحاديث الصحاح والحسان ومعالم الدين وملاذ المجتهدين خرج منه مقدمة في الأصول و
بعض كتاب الطهارة ولم يتمه. والنحرير الطاوسي في تهذيب رجال السيد أحمد بن طاوس
قدس سره ومناسك الحج وشرح ألفية الشهيد ورسالة في عدم جواز تقليد الميت ومشكاة
القول السديد في مسألة الاجتهاد والتقليد، وديوان شعر وتعليقات على كتب الاخبار الأربعة
وعلى المختلف وعلى شرح اللمعة وإجازة طويلة مشتملة على فوائد جزيلة أجاز بها السيد
نجما العاملي وغير ذلك.
وكان نقش خاتمه هذا البيت: (بمحمد والآل معتصم حسن بن زين الدين عبدهم)
ومن اشعاره في المواعظ:
ولقد عجبت وما عجبت * * لكل ذي عين قريرة
وامامه يوم عظيم * * فيه ينكشف السريرة
هذا ولو ذكر ابن آدم * * غمض أجفان الحفيرة
لبكى دما من هول ذلك * * مدة العمر القصيرة
فاجهد لنفسك في الخلاص * * فدونه سبل عسيرة
تلمذ هو وخاله العلامة السيد محمد صاحب المدارك عند المولى أحمد الأردبيلي
رحمه الله وكانا رحمهما الله كفرسي رهان ورضيعي لبان توفى - ره - في قرية جبع في غرة
محرم سنة 1011 في قرب قبره صاحب المدارك وقبرهما مزاران مشهوران إلى الآن.
وفى نخبة المقال:
وابن الشهيد صاحب المعالم * * وبعد حمد قبض ذي مكارم
أمل الآمل ج 1 ص سلافة العصر ص 304 خلاصة الأثر ج 2 ص 21 تكملة ص
فوائد الرضوية ص 99 - لؤلؤة البحرين ص 49.
3

من الرواية والدراية أمر مهم لمن أراد التفقه في الدين إذ مدار أكثر الأحكام الشرعية
عليه، وقد كان للسلف الصالح رضوان الله عليهم مزيد اعتناء بشأنه، وشدة اهتمام
بروايته وعرفاته، فقام بوظيفته منهم في كل عصر من تلك الأعصار بذلوا في رعايته
جهدهم، وأكثروا في ملاحظته كدهم ووكدهم فلله درهم إذ عرفوا من قدره ما عرفوا،
وصرفوا إليه من وجوه الهمم ما صرفوا.
ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا حقه وجهلوا قدره، فاقتصروا من روايته
على أدنى مراتبها وألقوا حبل درايته على غاربها، واستمرت الحال كذلك زمانا
4

عطلت فيه مجالسه ودروسه، وأشفى من طول هجره دروسه.
ثم أتاح الله سبحانه بمقتضى حكمته من عرف قدره، وبذل في خدمته وسعه، فعمر
منه الدارسة وجدد معالمه الطامسة، وأيقظ من مراقد الغفلة رجالا فهمهم أسراره،
وأراهم بعين البصيرة أنواره، فرغبوا في سلوك سبيله، وجهدوا على إحرازه وتحصيله، لكنهم
حيث انقطعت عليهم بتلك الفترة طريق الرواية من غير جهة الإجازة قلت حظوظهم من الدراية
لاحتياجها والحال هذه إلى طول الممارسة، وإكثار المطالعة والمراجعة والمتحملون لهذه
الكلفة أقل قليل، والأكثرون إنما يمرون في معاهده عابري سبيل.
هذا وإن السيد الاجل الفاضل الأوحد الطاهر الورع الناسك خلاصة
العلماء الأبرار، وسلالة النجباء الأطهار السيد نجم (1) بن السيد المرحوم المبرور
السيد محمد الحسيني أدام الله فضله، وأطال بقاءه، وأسبغ عليه نعماءه ممن ولى شطر
هذا المقصد وجه همته، وظفر من مطالبه الجليلة ببغيته.
وقد التمس من هذا الضعيف الإجازة له ولولديه السعيدين الموفقين إن شاء
الله تعالى السيد أبي عبد الله محمد والسيد أبي الصلاح على أمد الله لهما في العمر، و
جعلهما من أهل العمل والعلم فأديت واجب إجابته، وأجزت له ولهما رواية جميع
ما يجوز لي روايته بالطرق المتصلة إلى علمائنا السابقين مصنفي كتب الحديث رضي
الله عنهم وإلى غيرهم من علماء الأصحاب، بل وإلى كثير من علماء من عداهم من الفرق
الاسلامية، على ما اقتضاه رأيهم في الرواية عنهم، وسنذكر أكثر هذه الطرق مفصلة
إنشاء الله تعالى.
وينبغي أن يعلم أن الطرق المذكورة على كثرتها وانتشارها، قد انحصر المهم
منها في ثلاثة مواضع، فصارت ثلاث مراتب:
الأولى: مرتبة المتقدمين على الشيخ أبي جعفر الطوسي - ره - فان الرواية

(1) هو السيد العالم الفاضل الصالح معاصر شيخنا الحر العاملي له تحفة الملوك في
أحكام الشكوك وشرح أرجوزة الشيخ حسين العاملي في النحو ورسالة في الكلام وغير ذلك
فوائد الرضوية ص 692.
5

عنهم بعد انتشارها بسبب تكثرهم عادت إلى الانحصار من حيث أن أكثر الطرق المتصلة
بهم تجتمع في الرواية عن الشيخ ثم تأخذ في التفرق عليهم.
والثانية: مرتبة من تأخر عن الشيخ رحمه الله وتقدم على الشهيد الأول، فان
الحال في انتشارها واجتماعها كالأولى.
الثالثة: مرتبة من تأخر عن الشهيد الأول إلى زمن شيخنا المبرور المقدس
الشهيد الثاني والدي زين الملة والدين، قدس الله نفسه فحالها كحال الأولين، و
نحن نذكر طرق الرواية في كل واحدة من هذه المراتب بانفرادها، زيادة في التفصيل،
ورغبة في التسهيل، فنقول:
أما الطريق إلى الرواية عن رجال المرتبة الأولى فهي أنا نروي بالإجازة عن عدة
من أجلاء الأصحاب منهم شيخنا السيد الجليل الفاضل نور الدين علي ابن السيد
الزاهد العابد السيد حسين بن أبي الحسن الحسيني الموسوي العاملي والشيخ الجليل
عز الدين حسين بن عبد الصمد الجباعي الحارثي والسيد الاجل الناسك نور الدين علي
ابن السيد فخر الدين الهاشمي والشيخ الصالح أحمد بن سليمان العاملي رضي الله
عنهم بحق رواية الجميع إجازة عن والدي السعيد الشهيد رفع الله درجته كما شرف
خاتمته، عن شيخه الفاضل نور الدين علي بن عبد العالي العاملي الميسي، عن الشيخ
شمس الدين محمد بن داود الشهير بابن المؤذن الجزيني، عن الشيخ ضياء الدين علي
ابن الشيخ الجليل السعيد الشهيد شمس الملة والدين محمد بن مكي بن محمد بن حامد
العاملي عن والده المذكور، قدس الله نفسه، عن الشيخ فخر الدين أبي طالب محمد بن
الشيخ العلامة جمال الملة والدين أبي منصور الحسن بن المطهر، عن والده رضي
الله عنه، عن شيخه الامام الجليل المحقق نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن
الحسن بن سعيد، عن السيد السعيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ
سديد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ العماد أبي جعفر محمد بن
أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي الحسن بن الشيخ الامام أبي جعفر محمد بن الحسن
الطوسي، عن والده قدس الله روحه جميع مروياته ومصنفاته التي من جملتها كتاب
6

تهذيب الأحكام وكتاب الاستبصار.
وقد علم أن روايات من تقدم من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين
وساير رواة الحديث من سلفنا الصالحين وعلمائنا المجتهدين، تنتهي بأجمعها إلى
هذا الشيخ رضي الله عنه، فهي كلها داخلة في عموم مروياته، وقد ذكر طرقه إليهم في
الفهرست مفصلة، ونحن نذكر من ذلك المهم، ونحيل معرفة الباقي على المراجعة
عند الحاجة.
فيروي الشيخ - ره - كتاب الكافي للامام الجليل أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني رضي
الله عنه عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد قدس الله نفسه عن
الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه، عن الشيخ أبي جعفر الكليني وكذا ساير
روايات الكليني ومصنفاته، فان الشيخ يرويها بهذا الطريق عنه
ويروي كتاب من لا يحضره الفقيه للشيخ الامام الصدوق الفقيه أبي جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن بابويه القمي رضي الله عنه وكذا جميع رواياته وكتبه التي من جملتها
كتاب مدينة العلم والأمالي وعلل الشرايع والاحكام عن الشيخ المفيد، عن الشيخ
الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه.
ويروي عن الشيخ المفيد والشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضايري
والسيد الاجل المرتضى علم الهدى ذي المجدين علي بن الحسين الموسوي قدس الله
نفسه وأخيه السيد الرضي جميع مصنفاتهم ورواياتهم بلا واسطة.
ويروي عن الشيخ أبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي - ره - بواسطة جماعة
منهم الشيخ المفيد عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن الكشي.
ويروي عن الشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه والد الشيخ الصدوق
بطريقه السابق، عن ولده عنه جميع رواياته وعنه عن الشيخ أبي القاسم سعد بن
عبد الله القمي والشيخ أبي العباس عبد الله بن جعفر الحميري جميع رواياتهما وعن سعد
ابن عبد الله، عن الشيخ أبي جعفر أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري القمي جميع كتبه
ورواياته، وعن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد الأهوازي والحسن بن
7

محبوب الكوفي جميع كتبهما ورواياتهما.
وبالاسناد عن الصدوق، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد القمي جميع
رواياته، وعن ابن الوليد، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الصفار القمي جميع
كتبه ورواياته.
وأما طريق الرواية عن رجال المرتبة الثانية، فنروي بالاسناد عن شيخنا الشهيد
الأول، عن الشيخ الامام المحقق فخر الملة والدين أبي طالب محمد ابن الشيخ الامام جمال
الملة والدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر والسيد الجليل الطاهر
عميد الدين عبد المطلب بن السيد مجد الدين أبي الفوارس محمد بن علي بن الأعرج
الحسيني والسيد الاجل العلامة النسابة النقيب تاج الدين أبي عبد الله محمد بن القاسم
ابن معية الحسني الديباجي والسيد الجليل العريق الأصيل أبي طالب أحمد بن
أبي إبراهيم محمد بن الحسن بن زهرة الحلبي والسيد الكبير الفاضل نجم الدين مهنا
ابن سنان المدني والشيخ الامام العلامة ملك العلماء المحققين قطب الملة
والدين محمد بن محمد الرازي صاحب شرحي المطالع والشمسية، والشيخ
الفاضل العالم الأديب رضي الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ جمال الدين أحمد بن
يحيى المعروف بالمزيدي والشيخ الفاضل أبى الحسن علي بن طراد المطاربادي جميع
كتبهم ورواياتهم.
وعنهم جميعا، عن الشيخ الامام العلامة جمال الاسلام والمسلمين الحسن بن
مطهر جميع مصنفاته ورواياته.
ح: وعن السيد تاج الدين بن معية، عن جم غفير من علمائنا الذين كانوا
في عصره وأسماؤهم مسطورة بخطه في إجازته لشيخنا الشهيد الأول وهي عندي فأنا أورد كلامه فيها بعينه وهذه صورته:
فمن مشايخي الذين يروي عني عنهم مولانا الشيخ الامام الرباني السعيد
جمال الدين أبو منصور الحسن بن المطهر قدس الله روحه والشيخ السعيد صفي الدين
محمد بن سعيد والشيخ السعيد المرحوم نجم الدين أبو القاسم عبد الله بن حملات والسيد
8

الجليل السعيد جمال الدين يوسف بن ناصر بن حماد الحسيني والسيد الجليل السعيد
جلال الدين جعفر بن علي بن صاحب دار الصخر الحسيني وشيخي السعيد المرحوم
علم الدين المرتضى علي بن عبد الحميد بن فخار الموسوي والسيد الجليل السعيد
المرحوم رضي الدين أبو القاسم علي ابن السيد السعيد غياث الدين عبد الكريم
ابن طاوس الحسني ووالدي السيد السعيد أبو جعفر القاسم بن الحسين بن
معية الحسني والقاضي السعيد المرحوم تاج الدين أبو علي محمد بن محفوظ بن وشاح
والسيد السعيد المرحوم صفي الدين محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي والسيد السعيد
المرحوم صفي الدين محمد بن محمد بن أبي الحسن الموسوي والعدل الأمين المرحوم جلال
الدين محمد بن السعيد المرحوم شمس الدين محمد بن أحمد بن الكوفي الهاشمي والسيد
السعيد المرحوم كمال الدين (1) الرضى الحسن بن محمد بن محمد الاوي الحسيني والشيخ
الأمين زين الدين جعفر بن علي بن يوسف بن عروة الحلي والشيخ السعيد مهذب الدين
محمود بن يحيى بن محمود بن سالم الشيباني الحلي والسيد السعيد المرحوم
ناصر الدين عبد المطلب بن بادشاه الحسيني الخزري صاحب التصانيف السايرة والشيخ
الزاهد السعيد المرحوم كمال الدين علي بن الحسين بن حماد الواسطي والسيد السعيد
المرحوم فخر الدين أحمد بن علي بن عرفة الحسيني والسيد الامام السعيد المرحوم
مجد الدين أبو الفوارس محمد ابن شيخنا السعيد المرحوم فخر الدين علي بن محمد بن الأعرج
الحسيني والسيد الامام السعيد المرحوم ضياء الدين عبد الله ابن السيد السعيد مجد الدين
أبي الفوارس محمد بن الأعرج الحسيني والشيخ العالم شمس الدين محمد بن الغزال المضري
الكوفي.
قال: ومن مشايخي الذين استفدت منهم من أراش جناحي وأذكى مصباحي و
حباني نفائس العلوم وأبرء داء نفسي من الكلوم، وهو درة الفخر وفريدة الدهر،

(1) في هامش الأصل: بخط شيخنا الشهيد الأول على هذا الموضع حاشية صورتها:
" يروى هذا كمال الدين عن جده رضي الدين الآوي الزاهد وعن الشيخ نجم الدين بن سعيد
وعن خواجة نصير الدين ". منه قدس سره.
9

مولانا الامام الرباني عميد الملة والحق والدين أبو عبد الله عبد المطلب بن الأعرج
أدام الله شرفه، وخص بالصلاة والسلام سلفه، فهو الذي خرجني ودرجني وإلى ما يسر
الله تعالى من العلوم أرشدني، فالله يجازيه أحسن الجزاء بمنه وكرمه.
ومنهم مولانا الشيخ الامام بقية الفضلاء، أنموذج العلماء، فخر
الملة والحق والدين محمد بن المطهر حرس الله نفسه، وأنمى غرسه،
ومنهم الشيخ الامام العلامة أوحد عصره نصير الملة والحق والدين علي بن محمد بن
علي القاشي والشيخ العالم الفقيه الفاضل الكامل رضي الدين علي بن أحمد بن المزيدي
حرسهم الله.
وممن صاحبته واستفدت منه فرويت عنه وروى عني السيد الجليل الفقيه
العالم عز الدين الحسن بن أبي الفتح بن الدهان الحسني والشيخ السعيد المرحوم
جمال الدين أحمد بن محمد بن الحداد والشيخ العالم الفاضل شمس الدين محمد بن علي
ابن غني والفقيه السعيد المرحوم قوام الدين محمد ابن الفقيه رضي الدين علي بن
مطهر.
وممن رويت عنه من المشايخ أيضا الفقيه السعيد المرحوم ظهير الدين (1) محمد بن
محمد بن مطهر.
ح: وعن الشيخين رضي الدين علي بن المزيدي وأبي الحسن علي بن طراد
عن الشيخ الفقيه الأديب النحوي العروضي تقي الدين الحسن بن علي بن طراد
الحلي صاحب كتاب الرجال جميع كتبه ورواياته، وعنهما عن الشيخ صفي الدين محمد
ابن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد جميع رواياته، وقد مر في عداد مشايخ السيد
تاج الدين أيضا. وعن الشيخ علي بن طراد، عن الشيخ نجم الدين بن حملات وقد مر أيضا
وعن الشيخ رضي الدين، عن الشيخ الصالح شمس الدين محمد بن أحمد بن صالح السيبي

(1) وفي الهامش: هو ولد الشيخ فخر الدين ابن المطهر رحمهما الله في حياة
والده، وفى الكلام اشعار بذلك أيضا، منه سلمه الله.
10

القسيني (1) جميع رواياته وهذا الشيخ يروي عن جماعة من أجلاء الأصحاب و
سنوضح ذلك إنشاء الله.
ويروي شيخنا الشهيد الأول أيضا عن السيد الاجل شمس الدين محمد بن أحمد
ابن أبي المعالي العلوي الموسوي عن الشيخ الامام العلامة الزاهد الورع الحافظ
كمال الدين علي ابن الشيخ شرف الدين الحسين بن حماد الواسطي جميع رواياته وكذا عن
السيد السعيد العلامة أبي عبد الله محمد بن الحسن بن أبي الرضا العلوي وقد ذكرا في عداد
مشايخ السيد تاج الدين بن معية.
ح: وعن العلامة جمال الملة والدين، عن والده الشيخ سديد الدين يوسف
والشيخ المحقق إمام الطائفة وفقيهها نجم الملة والحق والدين أبي القاسم جعفر بن
الحسن بن يحيى بن الحسن بن سعيد الحلي وابن عمه الشيخ نجيب الدين يحيى بن
أحمد بن يحيى بن الحسن بن سعيد والسيدين الامامين السعيدين البدلين رضي الدين
أبي القاسم علي وجمال الدين أبي الفضائل أحمد ابني موسى بن جعفر بن محمد الطاوس
الحسني، والوزير السعيد سلطان العلماء المحققين خواجة نصير الملة والدين محمد بن
محمد بن الحسن الطوسي والشيخ مفيد الدين محمد بن جهيم الأسدي رضي الله عنهم أجمعين
جميع كتبهم ورواياتهم.
وقد ذكر العلامة في بعض إجازاته نبذا من أحوال الجماعة المذكورين أحببنا
إيرادها هنا فقال عند ذكره للمحقق أبي القاسم بن سعيد قدس الله نفسه:
وهذا الشيخ كان أفضل زمانه في الفقه.
قلت: لو ترك التقييد بأهل زمانه لكان أصوب إذ لا أرى في فقهائنا مثله على
الاطلاق رضي الدين عنه.
وقال عند ذكره للشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أنه: كان زاهدا ورعا و
ذكر في شأن السيدين رضي الدين علي وجمال الدين أحمد ابني طاوس ما هذا لفظه:
وهذان السيدان زاهدان عابدان ورعان، وكان رضي الدين علي - ره - صاحب كرامات

(1) كذا بخطه " بخط الشهيد الأول: قسين بلدة ". هكذا جاء في هامش الأصل.
11

حكى لي بعضها وروى لي والدي - رحمة الله عليه - البعض الآخر.
وذكر في موضع آخر أن السيد رضي الدين - ره - كان أزهد أهل زمانه.
وقال: عند ذكره للمحقق نصير الدين الطوسي: كان هذا الشيخ أفضل أهل
عصره في العلوم العقلية والنقلية، وله مصنفات كثيرة في العلوم الحكمية والأحكام الشرعية
على مذهب الإمامية، وكان أشرف من شاهدناه في الأخلاق، نور الله ضريحه
قرأت عليه إلهيات الشفا لأبي علي بن سينا وبعض التذكرة في الهيئة تصنيفه ره ثم أدركه
الموت المحتوم قدس الله روحه.
وذكر في شأن الشيخ مفيد الدين بن جهيم أنه كان فقيها عارفا بالأصولين.
قال: وكان الشيخ الأعظم خواجة نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي قدس الله
روحه وزيرا للسلطان هولاكو فأنفذه إلى العراق، فحضر إلى الحلة فاجتمع عنده فقهاؤها
فأشار إلى الفقيه نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد وقال: من أعلم هؤلاء الجماعة
فقال: كلهم فاضلون علماء إن كان واحدا منهم مبرزا في فن كان الآخر مبرزا في فن
آخر، فقال: من أعلمهم بالأصولين؟ فأشار إلى والدي سديد الدين يوسف بن المطهر
وإلى الفقيه مفيد الدين محمد بن جهيم، فقال: هذان أعلم الجماعة بعلم الكلام وأصول
الفقه، فتكدر الشيخ يحيى بن سعيد وكتب إلى ابن عمه أبي القاسم يعتب عليه و
أورده في مكتوبه أبياتا وهي:
لا تهن من عظيم قدر وإن * كنت مشارا إليه في التعظم
فاللبيب الكريم ينقص قدرا * بالتعدي على اللبيب الكريم
ولع الخمر بالعقول رمى * الخمر بتنجيسها وبالتحريم
كيف ذكرت ابن المطهر وابن جهيم، ولم تذكرني، فكتب إليه يعتذر إليه
ويقول: لو سألك خواجة مسألة في الأصولين، ربما وقفت، وحصل لنا
الحياء.
وعن الشيخ الفاضل تقى الدين بن داود، عن المحقق نجم الدين أبي القاسم بن
سعيد والسيد جمال الدين أحمد بن طاوس وولده السيد السعيد غياث الدين
12

عبد الكريم جميع كتبهم ورواياتهم.
وعن الشيخ كمال الدين علي بن الحسين بن حماد الواسطي، عن السيد غياث الدين
أيضا وعن السيد غياث الدين عن الامام السعيد خواجة نصير الدين وعن الشيخ فخر الدين
ابن المطهر، عن عمه الامام رضي الدين أبي الفوارس وخاله الشيخ رضي الدين
علي بن المطهر، وعن الشيخ رضي الدين بن المطهر عن والده الشيخ سديد الدين يوسف
والشيخ نجم الدين جعفر بن سعيد.
وعن الشيخ رضي الدين علي بن أحمد المزيدي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن
صالح القسيني عن المحقق نجم الدين بن سعيد وعن الشيخ كمال الدين بن حماد
الواسطي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد والشيخ نجم الدين جعفر بن محمد بن
جعفر بن هبة الله بن نما والشيخ العلامة كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني
والشيخ السعيد شمس الدين محفوظ بن وشاح بن محمد والشيخ الفقيه شمس الدين محمد
ابن صالح القسيني وقد مرت رواية الشيخ كمال الدين هذا عن السيد غياث الدين بن
طاوس أيضا.
وعندي بخط شيخنا الشهيد إجازة السيد غياث الدين لهذا الرجل، وكذا
إجازتا الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد والشيخ نجم الدين جعفر بن نماله
وهاتان الإجازتان فيهما استيفاء زايد لطرق الرواية وسننقل منهما المهم في
مواضعه.
وأما إجازة السيد غياث الدين فذكر في أولها ما هذا نصه:
استخرت الله سبحانه وأجزت للأخ في الله تعالى العالم الفاضل الصالح الأوحد
الحافظ المتقن الفقيه المحقق البارع المرتضى كمال الدين فخر الطائفة علي ابن الشيخ
الإمام الزاهد بقية المشيخة شرف الدين الحسين بن حماد بن أبي الخير الليثي نسبا
الواسطي مولدا ومنشئا أن يروي عني ما صح من مقرواتي ومسموعاتي ومروياتي
ومستجازاتي ومناولاتي ومجموعاتي ومصنفاتي وشعري، وكل ماله مدخل
13

في الرواية مما مضى أو يتجدد، بشرطه عند أربابه، فهو موضع ذلك
ومظنته
ثم قال فيها: ومن مشايخي الوزير السعيد نصير الدين الطوسي وكمال الدين
ميثم بن علي بن ميثم البحراني.
وقال أيضا: وليرو عني أدام الله فوائده ما أجازه لي والدي وعمي رضي الدين
علي بن موسى بن طاوس رضي الله عنهما من مروياتهما ومصنفاتهما وخطبهما ونظمهما و
نثرهما وكل ما يصح روايتهم له من جميع العلوم على اختلاف أنواعها فان
مصنفاتهما كثيرة جدا. وديوان شعر والدي فليرو ذلك عني محتاطا في الرواية لي وله
إنشاء الله.
وقد مر أن شيخنا الشهيد الأول يروي عن السيد شمس الدين محمد بن أبي المعالي
الموسوي، عن الشيخ كمال الدين المذكور وعندنا بخط الشهيد - ره - إجازة الشيخ
كمال الدين للسيد المذكور، مشيرا فيها إلى الإجازات الثلاث المذكورة، وأذن له في رواية
ما تضمنته عن المشايخ الثلاثة الذين رواها عنهم وأضاف إلى ذلك الرواية عن المشايخ
الثلاثة الأخر المذكورين آنفا، ولم يتعرض لتفصيل ما رواه عنهم.
ولكن عندنا أيضا إجازة السيد شمس الدين لشيخنا الشهيد بخط السيد وفيها
تفصيل بعض ما أجمل في كلام الشيخ كمال الدين، فذكر أن الشيخ كمال الدين ميثم بن
علي البحراني أجاز للشيخ كمال الدين بن حماد المذكور جميع مصنفاته، وأن
الشيخ شمس الدين محمد بن صالح روى له جميع ما قرأه وسمعه وأجيزت له روايته،
وبقي الاجمال في روايته عن الشيخ شمس الدين محفوظ بن وشاح، ولم أقف على طريق
للرواية عنه سوى هذه.
وكان هذا الشيخ من أعيان علمائنا في عصره، ورأيت بخط الشهيد
الأول في بعض مجاميعه حكاية أمور تتعلق بهذا الشيخ، وفيها تنبيه على
ما قلناه.
14

فمنها أنه كتب إلى الشيخ المحقق نجم الدين بن سعيد أبياتا من جملتها: أغيب عنك وأشواقي تجاذبني * إلى لقائك جذب المغرم العاني
إلى لقاء حبيب شبه بدر دجى * وقد رماه بإعراض وهجران
ومنها: قلبي وشخصك مقرونان في قرن * عند انتباهي وعند النوم يغشاني
حللت مني محل الروح في جسدي * فأنت ذكري في سري وإعلاني
لولا المخافة من كره ومن ملل * لطال نحوك تردادي وإتياني
يا جعفر بن سعيد يا إمام هدى يا أوحد الدهر يا من ما له ثاني
إني بحبك مغرى غير مكترث * بمن يلوم وفي حبيك يلحاني
فأنت سيد أهل الفضل كلهم * لم يختلف أبدا في فضلك اثنان
ومنها: في قلبك العلم مخزون بأجمعه * تهدي به من ضلال كل حيران
وفوك فيه لسان حشوه حكم * تروي به من زلال كل ظمآن
وفخرك الراسخ الراسي وزنت به * رضوى فزاد على رضوى وثهلان
وحسن أخلاقك اللاتي فضلت بها * كل البرية من قاص ومن دان
تغني عن المأثرات الباقيات ومن * يحصى جواهر أجبال وكثبان
يا من على درج العلياء مرتقيا * أنت الكبير العظيم القدر والشان
فاجابه المحقق - ره - بهذه الأبيات:
لقد وافت فضائلك العوالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن فخلت أني * فضضت بهن عن مسك فتيق
وجال الطرف منها في رياض * كسين بناظر الزهر الأنيق
فكم أبصرت من لفظ بديع * يدل به على المعنى الدقيق
وكم شاهدت من علم خفي * يقرب مطلب الفضل السحيق
شربت بها كؤوسا من معاني * غنيت بشربهن عن الرحيق
15

ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن من العقوق
فسر يا با الفضائل بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق
وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أنسب بالصديق
فقد صيرتني لعلاك رقا * ببرك بل أرق من الرقيق
وكتب بعدها نثرا من جملته:
ولست أدري كيف سوغ لنفسه الكريمة مع حنوه على إخوانه، وشفقته على
أوليائه وخلانه إثقال كاهلي بما لا يطيق الرجال حمله، بل تضعف الجبال أن تقله،
حتى صيرني بالعجز عن مجازاته أسيرا، ووقفني في ميدان محاوراته حسيرا، فما أقابل
ذلك البر الوافر، ولا أجازي ذلك الفضل الغامر، وإني لأظن كرم عنصره، وشرف
جوهره، على إفاضة فضله، وإن أصاب به غير أهله.
أو كأنه مع هذه السجية الغراء، والطوية الزهراء استملى بصحيح فكرته و
سليم فطرته الولاء من صفحات وجهي، وفلتات لساني، وقرأ المحبة من لحظات
طرفي، ولمحات شاني، فلم ترض همته العلية عن ذلك الايماء بدون البيان، ولم
يقتنع لنفسه الزكية عن ذلك الخبر إلا بالعيان، فحرك ذلك منه بحرا لا يسمح إلا
بالدرر، وحجرا لا يترشح بغير الفقر، وإنما أستمد من إنعامه الاقتصار على ما يطوع
به من البر حتى أقوم بما وجب علي من الشكر إنشاء الله.
ويروي شيخنا الشهيد الأول ره عن الشيخين الجليلين نجم الدين جعفر و
نجيب الدين يحيى ابني سعيد من طريقين أعلى مما سبق:
أما عن المحقق فذكر والدي قدس سره أن الشهيد - ره - يروي عن الشيخ
الامام البليغ جلال الدين محمد ابن الشيخ الامام ملك الأدباء شمس الدين محمد بن الكوفي
الهاشمي الحايري عن المحقق - ره - بغير واسطة، وأما عن الشيخ يحيى فوجدت
بخط الشيخ جلال الدين أبي محمد الحسن ابن الشيخ نظام الدين أحمد ابن الشيخ الامام
نجيب الدين محمد بن نما الحلي أنه أجاز لشيخنا الشهيد جميع ما أجاز له روايته
الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، فهو يروي عنه بغير واسطة.
16

ويروي العلامة - ره - عن والده والشيخ السعيد نجم الدين أبي القاسم بن سعيد
والسيد الجليل جمال الدين أحمد بن طاوس عن السيد السعيد المرتضى إمام الأدباء
والنسابة والفقهاء شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي جميع تصانيفه (1)
وعن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ المحقق فخر الدين أبي عبد الله محمد بن إدريس
الحلي جميع مصنفاته ورواياته.
ولشيخنا الشهيد الأول طريق إلى السيد فخار (2) أعلى من الطريق المذكور
برواية العلامة، وهو عن الشيخ رضي الدين علي بن المزيدي عن الشيخ شمس الدين
محمد بن صالح القسيني، عن السيد فخار، وعن الشيخ شمس الدين، وعن
الشيخ الامام الفقيه الجليل نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة الله
ابن نماء الحلي جميع رواياته.
وعندي بخط الشيخ شمس الدين محمد بن صالح إجازة للشيخ الفاضل نجم الدين
طومان (3) بن أحمد العاملي وذكر فيها أنه يروي عن السيد فخار والشيخ نجيب الدين

(1) لم يتعرض العلامة في اجازته لبنى زهرة - على ما رأيت - لذكر ما يرويه عن
السيد فخار مع أنه أكثر من الرواية عنه في طرقه إلى من تقدم عليه، ولكنه ذكر في
اجازته للسيد مهنا بن سنان المدني بعد أن أورد اسنادا من جملته الجماعة المذكورون عن
السيد فخار أنه يروى جميع تصانيف من تضمنه الاسناد بذلك الطريق، فتدخل مصنفات السيد
فخار في ذلك العموم.
وأما ما يوجد في بعض الإجازات من أن العلامة يروى عن الجماعة المذكورين عن
السيد فخار جميع كتبه ورواياته، فلم تضح لي وجهه، منه سلمه الله، كذا في هامش
الأصل.
(2) بخط الشهيد رحمه الله نقلا من خط السيد عبد الحميد بن علم الدين المرتضوي:
فخار توفى السيد فخار يوم الخميس سابع عشر شهر رمضان سنة ثلاثين وستمائة كذا في الهامش.
(3) وجدت بخط الشهيد - ره - في غير موضع طومان وبخط الشيخ شمس الدين
المذكور طمان مكررا وكذا في خط جماعة من العلماء، ثم رأيت على ظهر كتاب ما هذه
صورته: " يثق بالله الصمد طومان ابن أحمد " وهو يقتضى ترجيح ما كتبه الشهيد رحمه
الله، ما رحمه الله، كذا في هامش الأصل.
17

ابن نما وجماعة آخرين، وقال عند ذكره للرواية عن السيد فخار أنه قرأ عليه
في سنة ثلاثين وستمائة بداره بالحلة، وأنه روى له عن الفقيه محمد بن إدريس وعن
غيره من مشايخه قال: وهي السنة التي توفي فيها رحمة الله عليه.
وقال عند ذكره للرواية عن الشيخ نجيب الدين بن نما أنه أجاز له جميع
ما قرأه وسمعه وأجيز له وأذن له في روايته في تواريخ آخرها جمادى الأولى سنة
سبع وثلاثين وستمائة.
ومما ذكره في هذه الإجازة أنه قرأ على السيد الفقيه القاضي المعظم الزاهد
رضي الدين محمد بن محمد الآوي العلوي الحسيني وأنه أجاز له في سنة اثنتين وثلاثين و
ستمائة بمشهد السعدي بالحلة وذكر أيضا أن الشيخ الفقيه شمس الدين علي بن ثابت
ابن عصيدة السوراوي روى له ولجماعة في سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
قال: وقرأت على السيد المولى العالم الفقيه النقيب الطاهر سيد الطالبيين
رضي الدين أبي القاسم علي بن موسى بن محمد بن طاوس قدس الله روحه كتابه المسمى
بكتاب الاسرار في ساعات الليل والنهار، وكتاب محاسبة الملائكة الكرام أواخر كل
نهار، من الذنوب والآصار، وسمع بقرائتي جماعة منهم ولدي إبراهيم والفقيه
يوسف بن حاتم الشامي والفقيه أحمد بن محمد العلوي النسابة والنقيب نجم الدين محمد
ابن الموسوي وصفي الدين محمد بن بشير العلوي الحسيني وسألته الإجازة لي ولأولادي
جعفر وإبراهيم وعلي والجماعة السامعين لجميع ما رواه وصنفه وألفه وقرأه وسمعه
وما أجيز له، فأذن في ذلك وكتب بخطه في جمادى الأولى سنة أربع وستين
وستمائة، قال: وهي السنة التي انتقل فيها إلى الله رضوان الله عليه.
وذكر أيضا أن والده أحمد بن صالح روى له في سنة خمس وثلاثين وستمائة
عن الفقيهين راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني، وقوام الدين محمد بن محمد البحراني
والشيخ الفقيه علي بن فرج السوراوي بطرقهم إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي و
18

سنذكرها عند بيان انتهاء رواية أهل هذه المرتبة عن رجال المرتبة السابقة إلى
الشيخ.
وذكر أن الفقيه راشد بن إبراهيم روى لوالده في سنة خمس وستمائة قبل
وفاته بشهور قليلة، وأن قوام الدين روى له في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة.
قال: ورويت عن الفقيه المعظم السعيد شيخ الطائفة نجم الدين جعفر بن سعيد
جميع ما صنفه وألفه ورواه وكنت في زمن قرائتي على شيخنا الفقيه نجيب الدين محمد بن
نما أتردد إليه أواخر كل نهار، وحفظت عليه كتابه المسمى نهج الوصول إلى معرفة
الأصول في أصول الفقه، وشرحه لي، وقرأت كتاب الجامع في الشرايع تصنيف الفقيه السعيد
المعظم شيخ الشيعة في زمانه نجيب الدين أبي زكريا يحيى بن أحمد بن سعيد عليه
أجمع، وسمع بقرائتي جماعة منهم النقيب الطاهر العالم الزاهد جلال الدين محمد بن
علي بن طاوس والفقيه جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي والوزير شرف الدين أبو القاسم
علي بن الوزير المعظم مؤيد الدين محمد بن العلقمي.
قال: وروى لي محمد بن أبي البركات الصنعاني في سنة ست وثلاثين وستمائة
بمعاملة ميسان (1) من بلاد البصرة عن عربي بن مسافر الفقيه وذكر بقية اسناده إلى
الشيخ وسنورده في محله.
ورأيت لهذا الشيخ إجازة أخرى بخط شيخنا الشهيد الأول، وفيها نحو ما
في هذه، وزيادة الرواية عن السيد الجليل جمال الدين أحمد بن طاوس قدس الله نفسه
فذكر ما هذا لفظه: ومن ذلك كتب السيد الفقيه القدوة، أوحد زمانه أبي الفضائل
جمال الدين أحمد بن طاوس رضي الله عنه فإنني سمعت أكثرها عليه ورويتها

(1) كذا وفى القاموس: مشان كسحاب بالبصرة، وذكر أن مسينان بقهستان، قال
في القاموس في باب السين المهملة في فصل الميم بعد أن ذكر ميسان بالمثناة من تحت
والنون آخرا بعد الألف: وكورة معروفة بين البصرة وواسط، وقال أيضا في باب النون
في فصل الميم في م س ن: ومسينان قرية بقهستان فارتفع الشك عما في الإجازة، منه رحمه
الله، كذا في هامش الأصل.
19

عنه رحمه الله.
وقال في هذه الإجازة أيضا: أذن لي السيد شمس الدين فخار بن معد الموسوي
في الرواية عنه سنة ثلاثين وست مائة لأنه جاء إلى بلادنا وخدمناه وكنت أنا
صبي أتولى خدمته، قال: ولما أجاز لي قال لي: ستعلم فيما بعد حلاوة
ما خصصتك به.
ووجدت بخط شيخنا الشهيد في آخر الإجازة السابقة تحت خط الشيخ محمد
ابن صالح (1) كاتبها ما هذا لفظه: أروي جميع هذه عن الشيخ العلامة الأديب رضي
الحق والدين أبي الحسن علي بن المرحوم المغفور العالم الشيخ السعيد جمال الدين
أحمد الحلي المعروف بابن المزيدي عن المجيز المرحوم بلا واسطة قال: وقد أجزت
روايتها ورواية جميع ما صنفته وألفته ورويته لأولادي الثلاثة رضي الدين أبي طالب
محمد، وضياء الدين أبي القاسم علي، وجمال الدين أبي منصور الحسن، أسأل الله جل
جلاله أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يبلغني فيهم أملى من كل خير، وأن
يجعلهم أولياء لله مطيعين له، وأن يجعل لهم ذرية صالحة عالمين عاملين إنه أرحم
الراحمين.
ثم قال: وقد كان والدي جمال الدين أبو محمد مكي - ره - من تلامذة المجاز له
الشيخ العلامة الفاضل نجم الدين طومان والمترددين إليه إلى حين سفره إلى الحجاز
الشريف ووفاته بطيبة في نحو سنة ثمان وعشرين وسبعمائة أو ما قاربها رحمة الله عليهم
أجمعين.
ووجدت بخطه أيضا أن السيد الجليل أبا طالب أحمد بن أبي إبراهيم محمد بن
زهرة الحسيني المتقدم ذكره في جملة مشايخه الذين يروى عنهم أخبره أن عمه

(1) في لفظ الشهيد رحمه الله عن المجيز المرحوم جمال الدين محمد بن صالح،
والموجود في كلام غيره شمس الدين محمد وهو بخطه أيضا في إجازة الشيخ كمال الدين بن
حماد للسيد شمس الدين بن أبي المعالي، فلذلك تركنا كتابة ما ذكره من الاسم هنا. منه
رحمه الله، كذا في هامش الأصل.
20

السيد علاء الدين يروي عن الشيخ الامام نجم الدين طومان بن أحمد العاملي رواية
عامة، وقرء عليه كتاب الارشاد في الفقه.
ولشيخنا الشهيد من السيد أبي طالب المذكور إجازة عامة، وهي عندي أيضا
بخط السيد وروايته فيها عن العلامة جمال الدين بن المطهر وعن عمه السيد
الاجل الامام الطاهر المعظم علاء الملة والدين أبي الحسن علي بن محمد بن زهرة وذكر
أنهما أجازا له إجازة عامة، فيكون لشيخنا الشهيد طريق إلى الشيخ نجم الدين طومان
عن السيد أبي طالب عن عمه، ولكن من حيث أن له إلى المجيز المذكور أعني الشيخ
محمد بن صالح طريقا أعلى من رواية الشيخ طمان عنه لم يتعرض لرواية مضمون الإجازة
المذكورة عن الشيخ طمان.
وفي كلام الشيخ محمد بن صالح دلالة على جلالة قدر الشيخ طمان وصورة لفظه
في صدر الإجازة له هكذا: قرء على الشيخ الأجل العالم الفاضل الفقيه المجتهد نجم الدين
طمان بن أحمد الشامي العاملي كتاب النهاية في الفقه تصنيف شيخنا الفقيه السعيد
المعظم أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قراءة حسنة، تدل على فضله ومعرفته، ثم
قال: وقرء على بعد ذلك كتاب الاستبصار فيما اختلف من الاخبار، وشرحته له و
عرفته ما وصل جهدي إليه من صحيح الاخبار وغيرها، ثم قرء علي بعد ذلك الجزء
الأول من المبسوط والثاني منه وفصولا من الثالث قراءة محقق لما يورده.
ووجدت في عدة مواضع غير هذه الإجازة ثناء على هذا الرجل ومدحا له - ره -.
ويروى شيخنا الشهيد عن السيد الاجل شمس الدين محمد بن أبي المعالي عن
الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجم الدين جعفر بن نما عن
والده الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن نما جميع رواياته.
وبالاسناد عن الشيخ نجيب الدين محمد، عن الشيخ السعيد أبي عبد الله محمد بن جعفر
المشهدي الحايري جميع كتبه ورواياته.
وعن الشيخين العالمين أبي الفرج علي ابن الشيخ الامام قطب الدين أبي الحسين
الراوندي وأبي الحسن علي بن يحيى بن علي الخياط جميع رواياتهما وعن الشيخ
21

أبي الحسن علي بن الخياط (1) عن الشيخ الأجل الفقيه العالم أبي جعفر محمد بن إدريس
العجلي والشيخ أبي الحسين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد بن البطريق
الأسدي والشيخ العالم المقري أبي عبد الله محمد بن هارون المعروف والده بالكال
والشيخ الفقيه العالم عبد الله بن حمزة (2) بن الحسن بن علي بن النصير
الطوسي والشيخ المقري جعفر بن أبي الفضل محمد بن محمد بن شعرة الجامعي جميع
رواياتهم ومصنفاتهم.
وعن الشيخ أبي الفرج علي بن الشيخ قطب الدين الراوندي عن والده والسيد
الامام ضياء الدين فضل الله بن علي الراوندي الحسني والشيخ الامام السعيد جمال الدين
أبي الفتوح الخزاعي الرازي المفسر والشيخ الامام السعيد سديد الدين محمود بن
علي الحمصي والشيخ الامام العلامة أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
جميع كتبهم.
وعن الشيخ أبي عبد الله محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ الزاهد أبي الحسين
ورام بن أبي فراس كتابه المجموع وهو كبير ويعرف بتنبيه الخاطر ونزهة الناظر، وعن
ابن جعفر، عن الشيخ الفقيه أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق جميع رواياته
ومصنفاته التي من جملتها كتاب العمدة وكتاب اتفاق صحاح الأثر في إمامة الاثني عشر،
وكتاب الرد على من أهمل النظر في تصفح أدلة القضاء والقدر، وكتاب نهج العلوم
إلى نفي المعدوم، المعروف بسؤال أهل الحلب وكتاب تصفح الصحيحين في تحليل

(1) هذا يعطى كون رواية الشيخ نجيب الدين بن نما عن ابن إدريس بواسطة الشيخ
علي بن يحيى الخياط، ولكن في جملة الطرق التي ضمها الشيخ نجم الدين بن نما اجازته
للشيخ كمال الدين حماد رواية والده عن نجيب الدين عن ابن إدريس بغير واسطة لكتاب
الجمل والعقود، ولم أقف على رواية له عنه عامة في هذه الإجازة، منه رحمه الله، كذا
في الهامش.
(2) في إجازة الشيخ نجم الدين بن نما أن حمزة هذا أخو الشيخ أبى جعفر الطوسي
رحمه الله، منه رحمه الله، كذا في هامش الأصل.
22

المتعتين، وله كتب أخرى غير هذه، وحكى الشيخ نجم الدين بن نما عن والده أن
الشيخ محمد بن جعفر قرء هذه الكتب المعدودة وكتبا أخرى من تصانيف الشيخ
أبي الحسين بن البطريق عليه وأجاز له جميع رواياته ومؤلفاته.
وبالاسناد أيضا عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ المقري أبي عبد الله
محمد بن هارون المعروف والده بالكال جميع كتبه ورواياته وعد من جملة كتبه مختصر
كتاب التبيان في تفسير القرآن وكتاب متشابه القرآن وكتاب اللحن الجلي واللحن
الخفي.
وعن ابن جعفر، عن الشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن أبي الفضل بن شعرة الجامعاني
جميع رواياته وعن ابن جعفر أيضا عن الشيخ الفقيه أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن ردة
جميع رواياته، وعن ابن جعفر عن الشريف الاجل شرفشاه بن محمد بن زيارة والشيخ
أبي الفضل شاذان بن جبرئيل، عن الشريف محمد المعروف بابن الشريف الجمل
الهجري، عن البصروي كتاب المفيد في التكليف له، وكانت رواية ابن جعفر للكتاب
عن السيد شرفشاه وأبي الفضل شاذان قراءة عليهما في شهر رمضان سنة ثلاث وسبعين
وخمسمائة.
ويروى شيخنا الشهيد أيضا عن السيد شمس الدين بن أبي المعالي، عن الشيخ
كمال الدين علي بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن
السيد السعيد الفقيه محيي الدين أبي حامد محمد بن أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة
الحسيني الحلبي جميع رواياته.
وعن السيد محيي الدين، عن الشيخ محمد بن إدريس والشيخ الامام العالم أبي الفضل
سديد الدين شاذان بن جبرئيل القمي نزيل مهبط وحي الله ودار هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله
والشيخ السعيد رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني جميع
مروياتهم ومصنفاتهم.
وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى في إجازته للشيخ كمال الدين بن حماد أن
السيد محيي الدين بن زهرة المذكور قال: إن الشيخ محمد بن إدريس ناوله من
23

مصنفاته كتاب السرائر الحاوي لتحرير الفتاوى، وأنه أجاز له روايته ورواية جميع
ما ألفه ورواه، وذكر فيها أيضا أن السيد محيي الدين أخبره أن الشيخ شاذان بن
جبرئيل أجاز له رواية جميع مصنفاته بعد أن قرأ عليه منها بدمشق سنة ثلاث و
ثمانين وخمسمائة كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة قال: وقرأت عليه أيضا بدمشق
في سنة أربع وثمانين وخمسمائة كتاب تحفة المؤلف الناظم وعمدة المكلف
الصائم.
وذكر الشيخ نجم الدين بن نما في الإجازة المذكورة سابقا أن والده أجاز له
أن يروي عنه عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي كتاب إزاحة العلة في معرفة القبلة من
ساير الأقاليم تصنيف الشيخ الفقيه أبي الفضل شاذان بن جبرئيل رحمه الله عن مصنفه - ره -
وبالاسناد عن السيد محيي الدين عن عمه السيد الاجل الطاهر عز الدين أبي المكارم
حمزة بن علي بن زهرة الحسيني جميع مصنفاته بعضها بغير واسطة وبعضها بواسطة
والده الشريف أبي القاسم عبد الله بن علي بن زهرة.
قال الشيخ نجيب الدين بن سعيد: أخبرني السيد محيي الدين أنه قرء على
عمه من مصنفاته مسألة في الرد على المنجمين، ومسألة في أن نظر الكامل العقل
على انفراده كاف في تحصيل المعارف العقلية في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة قال:
ثم قرأتهما عليه رحمه الله في سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ومسألة في نفي الرؤية و
اعتقاد الامامية ومخالفيهم ممن ينسب إلى السنة والجماعة، ومسألة في كونه تعالى
حيا والمسألة الشافية في الرد على من زعم أن النظر على انفراده غير كاف في تحصيل
المعرفة به تعالى والجواب عن الكلام الوارد من ناحية الجبل، ومسألة في أن نية
الوضوء عند المضمضة والاستنشاق، والاعتراض على الكلام الوارد من حمص، وكتاب
النكت في النحو قرأت جميع ذلك عليه - ره - في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة، و
مسألة في تحريم الفقاع، قرأتها عليه، وكتاب غنية النزوع إلى علمي الأصول و
الفروع قرأته جميعه على والدي الشريف أبي القاسم عبد الله - ره - ونقض شبه الفلاسفة
ومسألة في الرد على من ذهب إلى أن الوجوب والقبح لا يعلمان إلا سمعا، ومسألة
24

في الرد على من قال في الشريعة بالقياس، وجواب المسائل الواردة من بغداد، ومسألة
في إباحة نكاح المتعة، والجواب عما ذكره مطران نصيبين، وجواب الكتاب الوارد
من حمص قرأت جميع ذلك على والدي - ره - في سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
قال الشيخ نجيب الدين: وذكر السيد محيي الدين أن والده أخبره أنه قرأ
جميع ذلك على أخيه المصنف رحمهما الله تعالى.
وعن السيد محيي الدين أيضا عن والده جميع تصانيفه.
قال الشيخ نجيب الدين: ذكر السيد محيي الدين أنه قرء على والده من مصنفاته
كتاب التجريد لفقه الغنية عن الحجج والأدلة في سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وقرء
عليه أيضا جواب المسائل القاهرة، وجواب سؤال ورد من مصر في النبوة ومسألة في
نفي التحابط، وكتاب التبيين لمسئلتي الشفاعة وعصاة المسلمين، وجواب المسائل
البغدادية، وجواب سؤال ورد من بعض الناس، وجواب سائل سئل عن العقل، و
جواب سؤال ورد من الإسماعيلية، وكتاب تبيين الحجة في كون إجماع الإمامية
حجة ومختصرا في واجبات المتمتع بالعمرة إلى الحج، ومختصرا في سياق عمل المتمتع
بالعمرة إلى الحج، كل ذلك قرأته عليه مرارا كثيرة، وسمعته يقرء عليه - ره -.
ويروى العلامة رحمه الله عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الفضل
شاذان بن جبرئيل جميع مصنفاته ورواياته.
وعن الشيخ شاذان والشيخ محمد بن إدريس، عن السيد أبي المكارم حمزة بن
زهرة الحسيني جميع مصنفاته.
ويروى عن والده، عن الشيخ السعيد سديد الدين سالم بن محفوظ بن عزيزة
السوراوي جميع مصنفاته، وعن والده عن الشيخ مهذب الدين محمد بن يحيى بن كرم
جميع مصنفاته ورواياته.
وعن والده أيضا عن الشيخ علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي جميع ما رواه
عن مشايخه، قال العلامة وهم نجيب الدين بن مذكي الاسترآبادي والفقيه إلياس بن
هشام الحائري والعماد الطبري ومحمد بن طحال المقدادي الحائري.
25

وعن والده أيضا عن الشيخ مهذب الدين الحسين بن رده جميع مصنفاته ورواياته
وعن الشيخ مهذب الدين بن رده، عن الشيخ السعيد العلامة نصير الدين عبد الله بن
حمزة بن الحسن الطوسي جميع مصنفاته ومسموعاته ورواياته.
ويروى العلامة أيضا عن الشيخ الجليل جمال الدين علي بن سليمان البحراني
قدس الله روحه (1) جميع ما صنفه وقرأه ورواه وأجيز له روايته بواسطة ولده
الحسين لا غير، وذكر العلامة في بعض إجازاته عند ذكر هذا الرجل ما هذا لفظه: و
هذا الشيخ كان عالما بالعلوم العقلية عارفا بقواعد الحكماء، له مصنفات حسنة
انتهى، وأنا رأيت من مصنفات هذا الشيخ كتاب مفتاح الخير في شرح ديباجة رسالة الطير
للشيخ أبي علي بن سينا وشرح قصيدة ابن سينا في النفس، وفيهما دلالة واضحة على
ما وصفه به العلامة وزيادة.
ويروى عن والده عن السيد السعيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي قدس
الله روحه جميع ما صنفه ورواه وأنشأه وأملاه.
وذكر والدي في بعض إجازاته أنه يروي باسناده عن السيدين الجليلين رضي
الدين علي وجمال الدين أحمد ابني طاوس والشيخ سديد الدين بن مطهر، عن السيد
صفي الدين محمد بن معد جميع مصنفاته ورواياته، وعن السيد صفي الدين
عن الشيخ الفقيه السعيد برهان الدين محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني نزيل
الري جميع كتبه وروايته، وعن الشيخ برهان الدين، عن الشيخ الامام الحافظ
منتجب الدين (2) أبي الحسن علي بن عبيد الله بن الحسن المدعو حسكا بن الحسين بن الحسن
ابن الحسين بن علي بن الحسين بن بابويه جميع رواياته وما اشتمل عليه فهرسته المتضمن

(1) لفظ العلامة في اجازته لبنى زهرة عند ذكر الشيخ جمال الدين المذكور: " قدس
الله روحه ونور ضريحه ". منه، كذا في الهامش.
(2) إجازة العلامة لبنى زهرة خالية عن ذكر الرواية عن الشيخ منتجب الدين رأسا
ويوجد على ظهر فهرسته حكاية خط للشيخ برهان الدين يقتضى روايته للكتاب عنه لا عموم
الرواية، فينبغي تحقيق المأخذ في العموم، منه سلمه الله كذا في هامش الأصل.
26

لأسماء العلماء المتأخرين عن الشيخ أبي جعفر الطوسي والمعاصرين له.
وذكر أيضا أنه يروي بطريقه عن الشيخ السعيد شمس الدين أبي عبد الله الشهيد
عن السيد تاج الدين بن معية عن السيد رضي الدين علي بن السيد غياث الدين
عبد الكريم بن طاوس، عن والده، عن الوزير السعيد خواجة نصير الدين محمد بن
الحسن الطوسي، عن الشيخ برهان الدين الحمداني، عن الشيخ منتجب الدين جميع
مصنفاته ومروياته.
وأنه يرويها أيضا باسناده عن العلامة، عن والده، عن السيد أحمد بن يوسف
العريضي العلوي، عن الشيخ برهان الدين عن الشيخ منتجب الدين، ويروى بالاسناد
عن الشيخ برهان الدين، عن الشيخ الامام العلامة أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن
الطبرسي والشيخ سديد الدين الحمصي والسيد الجليل فضل الله بن علي الراوندي
الحسني جميع مصنفاتهم.
ويروى العلامة بطريقه إلى السيد صفي الدين عنه عن الشيخ نصير الدين راشد
ابن إبراهيم بن إسحاق البحراني، عن السيد فضل الله، عن الشيخ أبي علي الطبرسي
كتابه مجمع البيان لعلوم القرآن.
ويروى عن والده، عن السيد فخار، عن الشيخ أبي الحسين يحيى بن البطريق
والشيخ الامام الضابط البارع عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب (1) جميع
كتبهما ورواياتهما، وعن والده عن الشيخ مهذب الدين الحسين بن رده، عن القاضي
أحمد بن علي بن عبد الجبار الطوسي، عن الشيخ الفقيه أبي الحسين قطب الدين
الراوندي جميع مصنفاته ورواياته وإجازاته، وعن مهذب الدين بن رده أيضا عن
الحسن بن أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي عن والده جميع مصنفاته.
ويروى أيضا عن السيد السعيد جمال الدين أحمد بن طاوس، عن الشيخ السعيد

(1) ووجدت بخط شيخنا الشهيد الأول ما هذه صورته: أروى مرويات عميد الرؤساء
عن شيخنا رضى الدين علي بن المزيدي عن الشيخ جمال الدين محمد بن صالح عن السيد
فخار عن عميد الرؤساء. منه، كذا في الهامش.
27

سديد الدين أبي على الحسين بن خشرم جميع كتب أصحابنا (1) السالفين ورواياتهم و
إجازاتهم ومصنفاتهم.
ويروى عن والده، عن السيد صفي الدين محمد بن معد الموسوي، عن الشيخ
أبي الحسن علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ محمد بن إدريس الحلي والشيخ شمس الدين
يحيى بن البطريق والشيخ نصير الدين عبد الله بن حمزة بن الحسن الطوسي جميع
مصنفاتهم، وعن أبي الحسن بن الخياط أيضا عن الشيخ المقري محمد بن هارون بن
الكال جميع ما يرويه، قال العلامة: وكان هذا المقرى واسع الرواية عن العامة
والخاصة.
ويروي بطريقه السابق إلى السيد فخار عنه عن أبي الفضل شاذان بن جبرئيل
القمي، عن الفقيه عبد الله بن عمر العمري الطرابلسي، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل
عن الشيخ أبي الصلاح تقي بن نجم الحلي والشيخ أبي الفتح محمد بن عثمان بن علي
الكراجكي جميع مصنفاتهما.
وبالاسناد عن السيد فخار، عن الشيخ شاذان، عن الفقيه عبد الله بن عبد الواحد
عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل، عن القاضي سعد الدين عبد العزيز بن نحرير بن
البراج جميع كتبه.
وعن الشيخ شاذان، عن القاضي أبى الفتح علي بن عبد الجبار الطوسي، عن
السيد أبي تراب بن الداعي (2)، عن الشيخ أبي يعلي سلار بن عبد العزيز الديلمي
جميع مصنفاته ورواياته. ويروي الشيخ محمد بن صالح القسيني عن السيد الفقيه
القاضي المعظم الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الاوي الحسيني، عن والده محمد، عن

(1) هكذا وقعت عبارة العلامة رحمه الله في اجازته لبنى زهرة، منه، في
الهامش.
(2) بخط الشهيد في إجازة العلامة لبنى زهرة: " عن السيد أبى تراب الداعي وأرى
أن ذلك غلط، وأن الصواب ما كتبناه، وهو كذلك في نسخة أخرى لهذه الإجازة بخط
غيره: منه سلمه الله. كذا في الهامش.
28

جده زيد، عن جد أبيه الفقيه الداعي، عن الشيخ أبي الصلاح والقاضي عبد العزيز بن
البراج والشيخ سلار (1).
ويروى شيخنا الشهيد الأول عن السيد شمس الدين محمد بن أبي المعالي، عن
الشيخ كمال الدين علي بن حماد الواسطي، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد،
عن السيد محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة، عن الشيخ سديد الدين شاذان بن جبرئيل
بالاسناد السابق عن أبي الصلاح جميع تصانيفه.
وبالاسناد عن السيد محيي الدين بن زهرة، عن الشريف الفقيه عز الدين أبي الحارث
محمد بن الحسن العلوي البغدادي، عن الشيخ الفقيه قطب الدين أبي الحسين الراوندي
عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، عن القاضي أبي القاسم عبد العزيز بن
نحرير ابن البراج جميع تصانيفه.
وبالاسناد عن السيد محيي الدين أيضا عن الشيخ سديد الدين شاذان، عن الشيخين
أبي محمد عبد الله بن عبد الواحد وأبي محمد عبد الله بن عمر الطرابلسي عن القاضي
عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، عن الشيخ الفقيه أبى الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي
جميع تصانيفه.
قال الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد: وأخبرني السيد محيي الدين بن زهرة
أنه قرء منها كتاب الكر والفر في الإمامة بدمشق في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
على الشيخ سديد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي وأخبرني به
عن الشيخ الفقيه أبي محمد ريحان بن عبد الله الحبشي، عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل
الطرابلسي، عن المصنف.
وبالاسناد عن السيد محيي الدين، عن الشيخ فخر الدين محمد بن إدريس العجلي
عن شيخه عربي بن مسافر العبادي، عن الشيخ إلياس بن هشام الحايري، عن الشيخ

(1) هكذا وقعت عبارة الشيخ محمد بن صالح فلم يبين فيها حال الرواية عن الجماعة
هل هي عامة أو خاصة. ولعل في الاجمال قرينة على العموم، منه سلمه الله، كذا في هامش
الأصل.
29

أبي على الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ أبي يعلى سلار بن عبد العزيز
كتابه المعروف بالرسالة.
وبالاسناد السابق عن الشيخ كمال الدين علي بن حماد، عن الشيخ نجم الدين
جعفر بن نما، عن والده، عن الشيخ أبي الفرج علي بن الشيخ قطب الدين الراوندي
عن الشيخ أبي جعفر الحلبي، عن القاضي عبد العزيز بن البراج جميع كتبه.
وعن أبي الفرج عن والده، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني،
عن الشيخ سلار بن عبد العزيز جميع كتبه.
ويروى الشهيد عن السيد تاج الدين بن معية، عن السيد علم الدين المرتضى
علي بن السيد جلال الدين عبد الحميد بن السيد العلامة شمس الدين أبي علي فخار
الموسوي، عن أبيه، عن جده فخار، عن الشيخ أبي عبد الله محمد بن إدريس الحلي،
عن الشيخ جمال الدين الحسن بن هبة الله بن رطبة السوراوي جميع مصنفاته، وعنه
عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي جميع
مصنفاته ومروياته.
ويروي العلامة عن والده عن السيد أحمد بن يوسف بن أحمد بن العريضي
العلوي الحسيني، عن البرهان محمد بن محمد بن علي الحمداني القزويني، عن السيد
فضل الله بن علي الحسني الراوندي، عن عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد
الحسني، عن الشيخ أبي العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي كتابه في
الرجال.
هذا ما تيسر لنا إيراده من طرق الرواية عن رجال هذه المرتبة، وبقى علينا
بيان انتهاء أكثرها في الرواية عن رجال المرتبة الأولى إلى الشيخ أبي جعفر الطوسي
رضي الله عنه فنقول:
ذكر والدي - ره - أن الشهيد يروي عن شيخه الجليل الفقيه الصالح جلال الدين
الحسن بن أحمد بن الشيخ نجيب الدين محمد بن جعفر بن هبة الله بن نما، عن أبيه، عن
أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن الشيخ أبى عبد الله الحسين بن طحال المقدادي، عن
30

الشيخ أبي علي، عن والده الشيخ أبي جعفر (1).
ويروى عن السيد تاج الدين بن معية، عن السيد المرتضى علي بن السيد
جلال الدين عبد الحميد بن فخار الموسوي، عن أبيه، عن جده فخار، عن شاذان
ابن جبرئيل، عن العماد الطبري، عن الشيخ أبي علي، عن والده.
ويروي عن الشيخين رضي الدين علي بن أحمد المزيدي وزين الدين علي بن
طراد المطارباذي عن الشيخ العلامة تقي الدين الحسن بن داود، عن الشيخ المحقق
نجم الدين جعفر بن الحسن بن يحيى بن سعيد، عن أبيه، عن أبيه يحيى الأكبر،
عن الشيخ عربي بن مسافر العبادي، عن الشيخ إلياس بن هشام الحايري، عن الشيخ
أبي علي، عن والده.
يروي العلامة عن والده، عن الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن الفرج
السوراوي، عن الفقيه الحسين (2) بن هبة الله بن رطبة، عن أبي علي، عن والده
جميع رواياته ومصنفاته وإجازاته.
ويرويها العلامة أيضا عن والده، عن السيد أحمد بن يوسف العريضي العلوي
عن الشيخ برهان الدين محمد بن محمد الحمداني القزويني، عن السيد فضل الله بن علي الراوندي
عن السيد عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ
أبي جعفر.
ويروى أيضا عن السيد السعيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس الحسني،
عن السيد الجليل نجم الاسلام أبي حامد محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني، عن الشيخ

(1) هكذا أطلق والدي عبارته في هذا المقام، والظاهر أن غرضه عموم الرواية
عن الشيخ، وقد كان الأولى التصريح بالتعميم أو بغيره. منه، كذا في الهامش.
(2) قد تقدم في رواية الشهيد: " جمال الدين الحسن بن رطبة " وذكره كذلك
الشيخ منتجب الدين في فهرسته والمذكور في طرق الرواية عن الشيخ رحمه الله " الحسين "
واحتمال التعدد بعيد، ومما يشهد لانتفائه أن الشيخ منتجب الدين لم يذكر في فهرسته إلا
واحدا. منه رحمه الله، كذا في الهامش.
31

أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق الأسدي، عن الفقيه عماد الدين أبي جعفر
محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ أبي علي، عن والده جميع ما اشتمل عليه كتاب
الفهرست له وكذا جميع مصنفاته.
ويروى جميع ذلك أيضا عن والده، عن السيد فخار الموسوي، عن الشيخ شاذان
القمي، عن العماد الطبري، عن أبي علي، عن والده.
ويروى الشيخ محمد بن صالح السيبي القسيني (1)، عن والده أحمد بن صالح
عن الفقيه قوام الدين محمد بن محمد البحراني، عن السيد فضل الله الراوندي، عن
مشايخه (2)، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
ويروى أيضا عن والده، عن الفقيه الأديب المتكلم اللغوي راشد بن إبراهيم
البحراني، عن القاضي جمال الدين علي بن عبد الجبار الطوسي عن والده عن الشيخ
أبي جعفر.
ويروى أيضا عن والده، عن الفقيه علي بن فرج السوراوي، عن الحسين بن
رطبة، عن أبي علي، عن والده.
ويروى أيضا عن الشيخ الفقيه شمس الدين علي بن ثابت بن عصيدة السوراوي
عن الفقيه عربي بن مسافر، عن الحسين بن رطبة (3)، عن أبي على، عن والده، وعن
محمد بن أبي البركات الصنعاني، عن عربي بن مسافر، عن الحسين بن رطبة، عن أبي علي
عن أبيه.

(1) أطلق الشيخ محمد بن صالح كلامه في هذا المقام، والظاهر أن غرضه التعميم
كما قلناه في اطلاق الوالد رحمه الله منه. كذا في الهامش.
(2) هذا لفظ الشيخ محمد بن صالح وقد مر في طرق العلامة رواية السيد فضل الله
عن السيد عماد الدين ذي الفقار، فهو أحد مشايخه، منه، كذا في الهامش.
(3) سيأتي في رواية الشيخ نجم الدين بن نما أنه يروى عن ابن عصيدة عن
ابن رطبة بغير واسطة وقد كان في خط الشيخ محمد بن صالح كذلك، ثم ألحق الواسطة
المذكورة. منه، كذا في الهامش.
32

ويروي أيضا عن السيد الفقيه الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الاوي الحسيني
عن والده، عن جده زيد، عن جد أبيه الداعي، عن الشيخ أبي جعفر.
ويروى السيد غياث الدين عبد الكريم بن طاوس جميع كتب الشيخ عن والده
جمال الدين أحمد وعمه رضي الدين علي ابني موسى الطاوس، كليهما عن السيد
محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني، عن الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن
شهرآشوب، عن جده شهرآشوب، عن الشيخ أبي جعفر.
ويرويها أيضا، عن الوزير العلامة نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن الطوسي
عن والده، عن الامام فضل الله الراوندي الحسيني، عن السيد ذي الفقار بن معبد،
عن الشيخ أبي جعفر.
وذكر والدي أن السيد رضي الدين علي بن طاوس يروى عن الشيخ حسين
ابن أحمد السوراوي، عن محمد بن أبي القاسم الطبري، عن أبي علي، عن والده (1)
وأنه يروى أيضا عن الشيخ علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ عربي بن مسافر، عن محمد
ابن أبي القاسم، عن أبي على، عن والده، وأنه يروي أيضا، عن أسعد بن عبد القاهر
الأصفهاني، عن أبي الفرج علي بن أبي الحسين الراوندي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن
المحسن الحلبي، عن الشيخ أبي جعفر، وعن السيد محيي الدين بن زهرة، عن الشيخ
أبي الحسين يحيى بن الحسن بن البطريق، عن العماد محمد بن أبي القاسم، عن أبي علي
عن والده.

(1) ووجدت بخط الشهيد - ره - أن الشيخ كمال الدين بن حماد يروى عن السيد
غياث الدين بن طاوس والشيخ جمال الدين محمد بن صالح السيبي كليهما عن السيد رضى الدين بن
طاوس عن الشيخ عز الدين حسين بن أحمد السوراوي عن الشيخ عماد الدين محمد بن أبي القاسم
الطبري عن الشيخ أبى على عن والده. وذكر الشهيد أنه نقل هذا الطريق في جملة
طرق أخرى من خط السيد شمس الدين بن أبي المعالي، ورأيت بخطه في موضع آخر ذكر
رواية السيد رضى الدين عن الشيخ عز الدين حسين بسنده إلى الشيخ من غير أن يحكيه عن
أحد. منه سلمه الله. كذا في هامش الأصل.
33

ويروى الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد حسب ما تضمنته إجازته التي أشرنا
إليها سابقا عن السيد محيي الدين بن زهرة، عن الشيخ رشيد الدين بن شهرآشوب،
عن السيد أبي الفضل الداعي بن علي الحسيني والسيد أبي الرضا فضل الله
ابن علي الحسني وعبد الجليل بن عيسى وأبى الفتوح أحمد بن علي الرازي (1) ومحمد
وعلي ابني علي بن عبد الصمد النيسابوري ومحمد بن الحسن السوهاني (2) وأبي علي
محمد بن الفضل الطبرسي وجماعة غيرهم كلهم عن الشيخين أبي علي الحسن وعبد الجبار
المقري، عن الشيخ أبي جعفر جميع كتبه.
ويرويها أيضا عن السيد محيي الدين، عن الشريف الفقيه عز الدين أبي الحارث
محمد بن الحسن بن علي الحسيني، عن الشيخ الفقيه قطب الدين أبي الحسين الراوندي
عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي، عن الشيخ أبي جعفر.
ويرويها أيضا عن السيد محيي الدين، عن الفقيه سديد الدين أبي الفضل شاذان
القمي، عن الفقيهين عماد الدين الطبري وأبي غالب عبد القاهر بن حمويه القمي
والعماد يرويها عن أبي على عن والده، وابن حمويه عن الفقيه حسكة (3) بن بابويه

(1) هكذا في النسخة التي عندي للإجازة المذكورة وهي بخط شيخنا الشهيد الأول
رحمه الله، وليس بواضح فان أبا الفتوح كنية الشيخ جمال الدين الحسين بن علي الخزاعي
الرازي واما أحمد بن علي فغير معروف، وذكر الشيخ منتجب الدين في فهرسته أحمد بن محمد
ابن علي الخزاعي ابن أخي الشيخ جمال الدين المذكور، فيحتمل أن يكون هو المراد،
الا ان المعهود رواية جمال الدين الحسين عن الشيخ عبد الجبار ومن في طبقته لا ابن أخيه،
منه سلمه الله، كذا في هامش الأصل.
(2) هكذا بخط الشهيد وفى فهرست الشيخ منتجب الدين الشيخ العفيف أبو جعفر محمد
ابن الحسين السوهاني نزيل مشهد الرضا عليه وعلى آبائه السلام، فقيه صالح ثقة، منه
رحمه الله، كذا في هامش الأصل.
(3) هكذا بخط الشهيد في إجازة الشيخ يحيى بن سعيد للشيخ كمال الدين بن
حماد في عدة مواضع وعليه في موضع منها بخط الشهيد أن المنقول عن يحيى حسنكا وهو
كذلك في فهرست ابن ابنه الشيخ منتجب الدين، منه قدس سره. كذا في الهامش.
34

القمي، عن الشيخ أبى جعفر.
وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما في إجازته التي مرت الإشارة إليها أنه
يروي جميع كتب الشيخ بالإجازة عن والده، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن
الشيخين الجليلين أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة (1) وأبى البقاء هبة الله بن
نما، فابن رطبة يرويها عن الشيخ أبى علي، عن والده، وأبو البقاء يرويها عن
الحسين بن طحال، عن أبي علي عن والده.
ويرويها أيضا بالإجازة عن والده، عن الشيخ أبى الفرج علي بن الإمام
قطب الدين الراوندي، عن والده، عن الشيخ أبى جعفر بن المحسن الحلبي،
عن الشيخ أبى جعفر، وعن أبي الفرج، عن السيد الإمام ضياء الدين فضل الله بن علي
الحسنى، عن السيد ذي الفقار بن معبد الحسني، عن الشيخ أبى جعفر.
وعن أبي الفرج، عن الشيخ جمال الدين أبى الفتوح الخزاعي الرازي، عن الشيخ
عبد الجبار بن علي المقري، عن الشيخ أبى جعفر، وعن أبي الفرج، عن العماد الطبري،
عن أبي علي، عن والده.
فهذه جملة ما وصل إلينا من طرق الرواية عن الشيخ بطريق التعميم لكتبه أو
رواياته، وبقيت طرق أخرى للرواية عنه لكنها خاصة ببعض كتبه على ما يفيده كلام
الذاكرين لها.
فمنها ما ذكره الشيخ نجم الدين جعفر بن نما في إجازته التي أشرنا إليها سابقا،
فقال أروى كتاب الجمل والعقود بالإجازة عن والدي تغمده الله برحمته، عن شيخه
الفقيه محمد بن إدريس العجلي والشيخ الصالح علي بن ثابت المعروف بابن عصيدة كليهما
عن الشيخ أبى عبد الله الحسين بن رطبة، عن أبي علي، عن والده. وعن والدي، عن
أبيه جعفر، عن أبيه هبة الله، عن إلياس بن هشام الحايري، عن أبي علي، عن
والده.

(1) كذا بخط الشهيد، على ما في هامش الأصل.
35

ومنها ما وجدته بخط شيخنا الشهيد الأول - ره - وهو أن الشيخ المحقق
السعيد نجم الملة والدين أبا القاسم بن سعيد يروى النهاية عن أبيه وعن ابن نما، عن
ابن إدريس وعن الحسن بن الدربي جميعا عن عربي، عن إلياس، وعن السيد
مجد الدين بن العريضي وسديد الدين سالم بن محفوظ، عن ابن المولى، عن ابن
رطبة جميعا، عن أبي علي، عن والده.
ووجدت بخطه في موضع آخر ما هذا نصه: يروي الشيخ جمال الدين أبو جعفر
محمد بن علي القاشي والد شيخنا نصير الحق والدين علي بن محمد القاشي قدس الله روحيهما
النهاية والجمل قراءة على الشيخ العلامة نجم الدين أبى القاسم بن سعيد سنة تسع و
ستين وسبعمائة عنه عن السيد مجد الدين علي بن الحسن بن إبراهيم بن علي بن جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسن بن عيسى بن محمد بن عيسى بن محمد بن علي العريضي ابن
جعفر الصادق عليه السلام عن الحسين بن رطبة، عن أبي على، عن والده المصنف.
ثم إن الشهيد - ره - ذكر أنه نقل هذا الطريق من خط المحقق - ره -
وأشار إلى مخالفته لما كتبه في ذلك الموضع الآخر من توسط ابن المولى بين السيد
مجد الدين وابن رطبة ولم يتعرض لترجيح شئ من الامرين، والظاهر ترجيح عدم
الواسطة أما أولا فلان ترك الواسطة مأخوذ من خط المحقق كما ذكره ولم نعلم
مأخذ إثباتها.
وأما ثانيا فلان الواسطة هناك مذكورة بين الشيخ سديد الدين محفوظ وبين
ابن رطبة أيضا، وسنذكر ما ينافي ذلك نقلا عن خط المحقق.
وأما ثالثا فلان الشهيد - ره - ذكر بعد حكاية الطريق المذكور أن السيد
مجد الدين بن العريضي يروي عن أبي طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن
عن أبي علي، عن والده، وفي هذا قرينة على تقدم روايته، فان ابن شهريار هذا
من طبقة ابن رطبة فيعبد وجود الواسطة حينئذ.
ومنها ما ذكره الشيخ محمد بن صالح القسيني في إجازته للشيخ نجم الدين
طمان وقد مرت الإشارة إليها فقال بعد أن ذكر أنه قرأ عليه كتاب النهاية للشيخ
36

أبي جعفر: وقد أذنت له في روايته عني عن شيخي الفقيه السعيد المعظم شيخ الطائفة
ورئيسها غير مدافع نجيب الدين أبي إبراهيم محمد بن جعفر بن الفقيه أبي البقاء هبة الله
ابن نما عن شيخه الفقيه المعظم فخر الدين محمد بن أحمد بن إدريس قدس الله روحه
عن الفقيه الحسين بن رطبة، عن أبي علي الحسن بن أبي جعفر الطوسي، عن والده
المصنف.
وقد اشتهر في إجازات المتأخرين (1) الرواية في مقام التعميم عن الشيخ
نجيب الدين بن نما، عن الشيخ محمد بن إدريس باسناده إلى الشيخ والحال أنا لم نقف
في شئ من كلام من تقدم على رواية عامة لابن نما عن ابن إدريس، بل جملة ما رأيناه
هذه الطرق الثلاث، وهي مخصوصة بالجمل والعقود والنهاية.
ورأيت في إجازة أخرى للشيخ محمد بن صالح هي عندي بخط الشهيد - ره - أنه
يروى عن الشيخ نجيب الدين بن نما، عن ابن إدريس، عن إلياس بن هشام (2)، عن
الحسين بن رطبة، عن الشيخ أبي علي بن الشيخ أبي جعفر، عن الشيخ سلار كتاب
الرسالة وهذه الرواية الواقعة في هذا الطريق عن ابن نما، عن ابن إدريس خاصة أيضا
كما لا يخفى وليس بالبعيد أن يكون إثبات الرواية المذكورة على جهة العموم توهما
نشأ من الاخذ بظاهر الاسناد من دون ملاحظة لكون متعلقه خاصا أو عاما.

(1) وذكر السيد شمس الدين بن أبي المعالي في اجازته للشهيد أنه يروى الجمل
والعقود للشيخ أبى جعفر عن الشيخ زين الدين بن علي بن أبي العز الحلى عن المحقق نجم الدين
أبى القاسم بن سعيد عن شيخه نجيب الدين بن نما عن محمد بن إدريس عن ابن رطبه عن أبي
على عن والده. وذكر أيضا أنه يروى عن ابن أبي العز المذكور عن المحقق بن سعيد
كتابي الشرايع والمختصر ومختصري كتاب الجمل والعقود وكتاب رسالة سلار للمحقق
نجم الدين منه - ره - كذا في الهامش.
(2) هكذا بخط الشهيد رحمه الله، وفيه نظر لان المعهود رواية ابن إدريس عن عربي
ابن مسافر عن الياس، وقد سلف في كلام ابن صالح وغيره رواية ابن إدريس عن ابن رطبة
بغير واسطة، منه - ره - كذا في الهامش.
37

ومنها ما وجدته بخط الشيخ المحقق السعيد نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر
ابن سعيد في جملة إجازة ذكر فيها أن المجاز له قرء عليه جزء من كتاب المبسوط
للشيخ أبي جعفر ثم قال: وأجزت له رواية ذلك عني عن الفقيه سديد الدين سالم بن
محفوظ بن عزيزة عن أبي علي بن رطبة، عن أبي على الحسن بن محمد، عن والده محمد بن
الحسن الطوسي.
ومنها ما ذكره الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في إجازته التي أشرنا إليها
فيما سلف فقال ذكر السيد محيي الدين محمد بن عبد الله بن زهرة الحلبي أنه قرء من كتب
الشيخ أبي جعفر الطوسي الجزء الأول من كتاب النهاية في الفقه وبعض الثاني على
والده جمال الدين أبي القاسم عبد الله في سنة سبع وتسعين وخمسمائة وأخبره بجميعه
عن أخيه الشريف الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني، و
قرأه أبو المكارم على الشيخ العفيف الزاهد القارى أبي علي الحسن بن الحسين المعروف
بابن الحاجب الحلبي وأخبره أنه قرأه على الشيخ الجليل أبي عبد الله الحسين بن علي
ابن أبي سهل الزينواباذي بمشهد أمير المؤمنين عليه السلام وأخبره أنه سمعه على الشيخ
الفقيه رشيد الدين علي بن زيرك القمي والسيد العالم أبي هاشم المجتبى بن حمزة بن
زيد الحسيني وأخبراه أنهما سمعاه على المفيد عبد الجبار بن عبد الله القارى الرازي
وأخبرهما أنه سمعه على مصنفه.
قال: وذكر لي السيد محيي الدين أن عمه الشريف السيد الطاهر سمعه
أيضا على الفقيه أبي عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين الصعيري وأخبره أنه قرأه
على الشيخ المفيد العالم أبي الفتوح وأخبره أنه قرأه على مصنفه.
وأخبره (1) به إجازة الفقيه محمد بن إدريس الحلي العجلي وأنه قرأه على شيخه

(1) هكذا وقعت عبارة الشيخ نجيب الدين يحيى، وربما يظن منها عود الضمير إلى
عمه السيد محيي الدين، بناء على كونه معطوفا على قوله " سمعه "، وقد سبق أن السيد
محيي الدين يروى عن الشيخ محمد بن إدريس بغير واسطة، فالظاهر أن الضمير عايد إليه،
لا إلى عمه، فيكون معطوفا على قوله " ذكر لي " أو على قوله في أول الكلام " أنه قرأ "
ويرجح هذا الاحتمال ما يأتي من قوله " وأخبره به الفقيه رشيد الدين بن شهرآشوب " فقد
مر أن السيد محيي الدين يروى عنه أيضا بغير واسطة، منه رحمه الله، كذا في الهامش.
38

الفقيه عربي بن مسافر العبادي وأخبره به عن الفقيهين إلياس بن هشام الحايري
والعماد محمد بن أبي القاسم الطبري عن الشيخ أبي علي الحسن، عن والده المصنف.
وأخبره به إجازة الفقيه محمد بن إدريس وقرأه على الفقيه أبي عبد الله الحسين
ابن هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي ورواه له عن شيخه أبي علي الحسن، عن
والده وأخبره به إجازة الفقيه رشيد الدين أبو جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب، عن
جده شهرآشوب، عن المصنف.
قال: وذكر لي السيد محيي الدين أنه قرء منها أيضا جميع كتاب هداية
المسترشد وبصيرة المتعبد على والده الشريف جمال الدين أبي القاسم في سنة تسع وتسعين
وخمسمائة وأخبره به عن أخيه السيد أبي المكارم وأخبره أنه قرأه على السيد الكبير
أبي منصور محمد بن الحسن النقاش وأخبره أنه سمعه على الشيخ أبي علي الحسن بن محمد
وأخبر، أنه سمعه على والده المصنف.
وأخبره به إجازة الفقيه محمد بن إدريس الحلي عن الفقيه عربي عن الفقيهين
إلياس الحايري والعماد الطبري، عن أبي علي، عن والده وأخبرني به أيضا السيد
محيي الدين، عن الفقيه رشيد الدين بن شهرآشوب، عن أبي الفضل الداعي بن علي
الحسيني، عن عبد الجبار المقرى، عن المصنف.
قال: وأخبرني السيد محيي الدين أنه قرء منها كتاب الجمل والعقود على الشيخ
الفقيه رشيد الدين أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب، وأخبره أنه قرأه على السيد
أبي الفضل الداعي وأخبره به عن أبي علي الحسن بن المصنف وعبد الجبار المقرى،
عن المصنف. وأخبرني به السيد محيي الدين المذكور عن الفقيه فخر الدين محمد بن
إدريس، عن شيخه الفقيه عربي بن مسافر، عن الفقيهين إلياس الحايري والعماد الطبري
عن أبي علي، عن والده. وقرأه محمد بن إدريس على أبي عبد الله الحسين بن رطبة ورواه
عن شيخه أبي علي، عن والده.
39

قال: وذكر لي السيد محيي الدين أنه قرء من مسائل الخلاف المجلد
الأول وأكثر الثاني على الفقيه رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب وأجاز له
رواية جميع الكتاب عنه عن أبي الفضل الداعي الحسيني، عن المفيد عبد الجبار المقري
عن المصنف.
وأخبرني السيد محيي الدين المذكور أنه قرء جميع كتاب مصباح المتهجد
على الشيخ يحيى بن الحسن (1) في سنة خمس وتسعين وخمسمائة وأخبره به عن
عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري والفقيه أبي عبد الله الحسين بن هبة الله بن رطبة عن
أبي علي عن والده، وأخبرني به إجازة السيد محيي الدين، عن ابن شهرآشوب، عن
جده شهرآشوب، عن المصنف.
قال: وأخبرني السيد محيي الدين بكتاب التمهيد في أصول الدين والايجاز في
الفرائض عن ابن شهرآشوب، عن جده المذكور، عن مصنفهما.
ومنها ما ذكره والدي - ره - من أن الشهيد يروى الصحيفة الكاملة عن السيد السعيد
تاج الدين بن معية، عن والده أبي جعفر القاسم، عن خاله تاج الدين أبي عبد الله جعفر
ابن محمد بن معية، عن والده السيد مجد الدين محمد بن الحسن بن معية، عن الشيخ
أبي جعفر محمد بن شهرآشوب المازندراني، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد
الحسني، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي بسنده المذكور في أولها.
وعن السيد تاج الدين محمد بن معية أيضا عن السيد كمال الدين الرضي محمد بن
محمد بن السيد رضي الدين الاوي الحسيني (2) عن الامام الوزير نصير الدين محمد بن
الحسن الطوسي، عن والده، عن السيد أبي الرضا فضل الله الحسني، عن السيد أبي -

(1) الظاهر أنه ابن البطريق، منه رحمه الله، كذا في الهامش.
(2) هكذا بخط والدي رحمه الله، وقد تقدم في روايات السيد تاج الدين بن معية
نقلا من خطه: " السيد السعيد كمال الدين الرضى الحسن بن محمد بن محمد الآوي "
ولا ريب أن كلامه في ذلك أولى بالاعتماد، منه رحمه الله - كذا في الهامش بخط المؤلف
رضوان الله عليه.
40

الصمصام، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
ولبعض رجال هذه المرتبة رواية عن رجال المرتبة الأولى من غير جهة الشيخ
أبى جعفر رضي الله عنه:
فمن ذلك ما ذكره العلامة من أنه يروى عن والده والسيد جمال الدين أحمد
ابن طاوس والشيخ نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد جميعا عن السيد فخار العلوي
الموسوي، عن الشيخ شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ أبي عبد الله الدوريستي،
عن الشيخ المفيد رضي الله عنه جميع كتبه ورواياته.
وذكر أيضا أنه يروى جميع مصنفات الشيخ السعيد علي بن بابويه القمي
قدس الله روحه بهذا الاسناد عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر بن محمد الدوريستي،
عن أبيه، عن الشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه، عن أبيه المصنف.
قلت: وعندي في هذا الطريق نظر يتوقف بيان وجهه على إيراد نبذ في معناه
من كلام المتقدمين على العلامة إذ المتأخرون عنه اقتفوا أثره.
فأقول: حكى الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في الإجازة التي قد تكرر
الحديث عنها عن السيد محيي الدين بن زهرة أنه قال: " أخبرني بكتاب الرسالة
المقنعة للشيخ المفيد إجازة الفقيه فخر الدين أبو عبد الله محمد بن إدريس الحلى العجلي
وهو جدي لأمي عن الفقيه عبد الله بن جعفر الدوريستي، عن جده أبى جعفر محمد بن
موسى بن جعفر، عن جده أبى عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي، عن المصنف ".
وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بعد هذا أن السيد محيي الدين ذكر أيضا
أنه " أخبره بكتاب أحكام النساء وكتاب المزار للمفيد - ره - محمد - بن إدريس عن الفقيه
عبد الله بن جعفر الدوريستي " وساق بقية الطريق بعينها.
وقد تبين مما سبق أن الشيخ محمد بن إدريس في طبقة الشيخ شاذان بن جبرئيل
والسيد محيي الدين يروي عنهما، وكذا السيد فخار، فكيف تكون رواية ابن
إدريس، عن الشيخ أبى عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي بواسطتين وهما ابن ابنه
أبو جعفر محمد بن موسى وابن ابنه عبد الله بن جعفر، وتكون رواية شاذان عن الشيخ
41

أبى عبد الله بغير واسطة.
ومما يشهد ببعد ذلك جدا أن الشيخ منتجب الدين بن الشيخ موفق الدين
ابن بابويه من طبقة ابن إدريس وشاذان وذكر في فهرسته الشيخ أبا عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي وقال إنه ثقة عين عدل قرء على المفيد والمرتضى وله تصانيف، ثم قال:
أخبرنا بها الشيخ الامام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن الشيخ
المفيد عبد الجبار المقرى الرازي عنه، فانظر كيف وافقت رواية هذا الشيخ رواية
ابن إدريس في إثبات الواسطتين.
وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما في إجازته التي تكررت الحكاية عنها
أيضا أن والده يروي كتاب تنزيه الأنبياء للسيد المرتضى عن الشيخ أبى الحسن علي
ابن يحيى الخياط، عن عربي بن مسافر، عن عبد الله بن جعفر بن محمد، عن جده
أبى جعفر محمد بن موسى، عن جده أبى عبد الله جعفر بن محمد، عن السيد المرتضى.
وفي هذا الطريق شهادة أخرى بما قلنا، فان عربي بن مسافر عاصر الشيخ
منتجب الدين على ما يظهر من كلامه في الفهرست، وهو أعلى طبقة من ابن إدريس
لأنه يروى عنه، فشاذان إما في طبقته أو دونها، بل ربما يرجح الثاني بأن الشيخ
منتجب الدين لم يذكره في فهرسته، وقد علم أنه ذكر عربي بن مسافر، ورواية
عربي في هذا الطريق عن الشيخ أبى عبد الله بالواسطتين اللتين روى بهما ابن إدريس
كما قد رأيت.
وذكر الشيخ نجم الدين بن نما أيضا أن والده أجاز له أن يروي عنه أمالي الشيخ
أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه عن الشيخ علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ شاذان
ابن جبرئيل، عن الشيخ الفقيه أبي محمد الحسن بن حسولة بن صالحان القمي الخطيب
بالجامع العتيق بها عن الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي
عن أبيه محمد بن أحمد، عن المصنف، وذكر بعد هذا بعدة طرق أن والده أجاز له
أيضا رواية كتاب إكمال الدين وتمام النعمة لابن بابويه عن الشيخ علي بن يحيى
الخياط عن شاذان بن جبرئيل، عن مشايخه ومنهم أبو محمد الحسن بن حسولة، عن
42

الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي، عن أبيه،
عن المصنف.
وفي هذا الطريق مع تكرره قرينة أخرى حيث أثبت فيه الواسطة بين الشيخ
شاذان وبين الشيخ أبي عبد الله الدوريستي.
ثم أقول بعد تمهيد هذه القرائن على عدم اتصال ذلك الطريق، وأن في
البين واسطة متروكة توهما: إن الظاهر كون المتروك أحد الدوريستيين إذ من المستبعد
أن يحصل التوهم في الواسطة من غيرهم، وقد ذكر الشيخ نجم الدين بن نما أن
والده أجاز له رواية جميع كتب الشيخ المفيد عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن
الشيخين الجليلين أبي محمد عبد الله بن جعفر الدوريستي وأبي الفضل شاذان بن جبرئيل
عنهما، عن جده عبد الله، عن جده، عن الشيخ المفيد.
وهذا صريح في الواسطة مبين لها على وفق ما قلناه، فتكون رواية شاذان عن
أبي جعفر محمد بن موسى بن جعفر بن محمد الدوريستي، عن جده الشيخ أبى عبد الله جعفر
ابن محمد، عن الشيخ المفيد، فوقع التوهم من أبى جعفر إلى جعفر ولم يتفق لهذا
التوهم متدبر يكشفه، وقد بان بحمد الله وجه الصواب فيه والله الموفق.
وذكر الشيخ نجم الدين أيضا أنه يروى جميع كتب الشيخ الصدوق أبي جعفر
محمد بن علي بن بابويه، عن والده، عن الشيخ أبي الفرج علي بن الإمام قطب الدين
الراوندي، عن السيد السعيد صفى الدين المرتضى بن الداعي الحسنى، عن
الشيخ أبى عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي، عن أبيه عنه
رضي الله عنهم.
ويرويها أيضا عن والده، عن أبي الفرج، عن الأستاذين السيدين الكبيرين
ناصح الدين أبى جعفر محمد والسعيد أمين الدين أبى القاسم المرزبان ابن الحسين بن محمد
عن الدوريستي عن أبيه عنه رحمه الله.
وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أن السيد محيي الدين بن زهرة
أخبره بكتاب المقنعة للمفيد عن الشيخ محمد بن إدريس، عن شيخه الفقيه عربي بن
43

مسافر، عن الفقيه إلياس بن هشام الحايري، عن السيد الموفق أبي طالب بن مهدي
السيلقي العلوي، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي والسيد أبي يعلى الجعفري والشيخ
أبي جعفر الدوريستي (1) عن المصنف.
وحكى الشيخ نجيب الدين عن السيد محيي الدين أنه قال: قرأت المجلد الأول
من كتاب الرسالة المقنعة ومعظم الثاني في سنة أربع وثمانين وخمسمائة، ولم أكن
بلغت عشرين سنة على عمي الشريف السيد الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن
زهرة الحسيني وقد نيف على السبعين.
وأخبرني أنه قرأه جميعه ولم يبلغ العشرين على الشيخ المكين
أبي منصور محمد بن الحسن بن منصور النقاش الموصلي وهو طاعن في السن وأخبره
أنه قرأه على الشريف النقيب أبي الوفاء المحمدي الموصلي في أول عمره والنقيب
طاعن في السن وأخبره أنه قرأه في أول عمره على المؤلف رضي الله عنهم
أجمعين.
وحكى عن السيد محيي الدين أيضا أنه ذكر له أن الشيخ محمد بن إدريس
أخبره إجازة بكتاب الارشاد في معرفة حجج الله على العباد للشيخ المفيد عن الشيخ
عربي بن مسافر، عن الرئيس عميد الرؤسا بن جيا، عن القاضي أحمد بن علي بن قدامة
عن المصنف.
قال: وأخبرني السيد محيي الدين بجميع مصنفات الشيخ المفيد عن الشريف
عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن الحسيني، عن الفقيه قطب الدين أبي الحسين
سعيد بن هبة الله الراوندي، عن السيد أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني
عن المصنف.
وذكر الشيخ نجم الدين ابن نما أنه يروي المقنعة للمفيد بالإجازة عن والده،
عن محمد بن جعفر المشهدي وحكى عن محمد بن جعفر أنه قرأها ولم يبلغ العشرين على
الشيخ المكين أبي منصور محمد بن الحسن بن منصور النقاش الموصلي وهو طاعن في السن

(1) الصواب الشيخ أبى عبد الله جعفر، منه - ره - كذا في الهامش
44

وأخبره أنه قرأها في أول عمره على الشريف النقيب المحمدي بالموصل وهو يومئذ
طاعن في السن وأخبره أنه قرأها في أول عمره على المصنف.
ويروي كتاب الارشاد عن والده عن علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ عربي
ابن مسافر، عن الاجل عميد الرؤسا يحيى بن علي بن جيا، عن القاضي أحمد بن
قدامة، عن الشيخ المفيد.
ومن ذلك ما ذكره العلامة أيضا من أنه يروى بالطريق السابق عن الشيخ
شاذان القمي، عن أحمد بن محمد الموسوي، عن ابن قدامة، عن السيدين الأجلين
المرتضى والرضي جميع مصنفاتهما ورواياتهما وديوان شعر السيد الرضي ونهج البلاغة
من جمعه.
وذكر السيد غياث الدين بن طاوس في إجازته التي أشرنا إليها سابقا أنه يروي
جميع كتب السيد المرتضى عن الوزير العلامة السعيد نصير الدين محمد بن محمد بن الحسن
الطوسي، عن والده، عن السيد فضل الله الراوندي الحسني، عن مكي بن أحمد
المخلطي، عن أبي علي بن أبي غانم العصمي عنه. وأنه يروي نهج البلاغة بحق سماعه (1)
على القاضي عبد الله بن محمود بن بلدجي (2) سنة سبعين وست مائة ببغداد بدرب

(1) وجدت بخط شيخنا الشهيد الأول رحمه الله ما صورته: " أخبرني شيخنا عميد الدين
قدس الله سره أنه يروى عن الشيخ العالم مجد الدين أبى الفضل عبد الله ابن أبي الثنا محمود
ابن مودود بن محمود بن بلدجى أو بعض آل بلدجى - شاك في ذلك - بسبب إجازة استجازها
له من جده فخر الدين بعد أن استجاز لنفسه منه، ويروى هذا القاضي النهج عن كمال الدين
حيدر بن زيد بن محمد بن زيد العلوي الحسيني عن رشيد الدين ابن شهرآشوب عن السيد
المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسني الجرجاني عن أبيه أبى زيد، منه. كذا في
الهامش.
(2) بخط الشهيد رحمه الله نقلا من خط السيد غياث الدين في طريق روايته لنهج
البلاغة عند ذكر القاضي عبد الله بن بلدجى قال: " انه مدرس أبي حنيفة " فكأنه عامي،
منه - كذا في الهامش.
45

السلسلة بقراءة العلامة شمس الدين الكيشي قال: وأجاز لي روايته عن السيد
كمال الدين حيدر بن زيد الحسيني عن محمد بن علي بن شهرآشوب، عن المنتهى
ابن أبي زيد، عن أبيه، عن السيد الرضي.
وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أنه يروي عن السيد محيي الدين
ابن زهرة، عن الشيخ رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني، عن السيد
أبي الصمصام ذي الفقار بن معبد الحسني وأبي عبد الله محمد بن علي الحلواني، عن السيد
المرتضى جميع تصانيفه.
ويروي عن السيد محيي الدين، عن ابن شهرآشوب، عن أبي الصمصام، عن
الحلواني (1)، عن السيد الرضي جميع تصانيفه ويرويها أيضا عن السيد محيي الدين
قال: أخبرني بها إجازة الشريف الفقيه عز الدين أبو الحارث محمد بن الحسن بن علي الحسيني
البغدادي عن الفقيه قطب الدين أبي الحسين الراوندي، عن السيدين المرتضى والمجتبى
ابني الداعي، عن أبي جعفر الدوريستي (2) عن السيد الرضي.
وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما أنه يروي جميع كتب السيدين عن
والده، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ محمد بن علي بن شهرآشوب،

(1) ذكر الشيخ منتجب الدين في فهرسته أن السيد ذا الفقار، روى عن السيد المرتضى
والشيخ أبى جعفر قال: وقد صادفته وكان ابن مائة سنة وخمس عشرة سنة، وقد ذكر معه
الشيخ محمد بن علي الحلواني في الرواية عن المرتضى وجعل روايا عنه في الرواية عن
الرضى كما ترى، وليس ذلك ببعيد لان المرتضى رضي الله عنه عمر بعد موت أخيه زمانا
طويلا، فكأن الحلواني كان أكبر في السن من السيد أبى الصمصام فأدرك الرضى وروى عنه
ثم روى عنه أبو الصمصام واشتركا في الرواية عن المرتضى. منه، كذا في الهامش.
(2) اضطرب كلام الجماعة في رواية السيدين عن الدوريستي، فتارة يقال عن جعفر
وأخرى عن أبي جعفر، وما أكثر وقوع هذا الاشتباه في الدوريستيين كما مرت الإشارة إلى
شئ منه، والذي يترجح في هذا الموضع أن يكون المروى عنه جعفرا لا أبا جعفر، منه،
كذا في الهامش.
46

عن السيد المنتهى بن أبي زيد بن كيابكي الحسني الكجبي الجرجاني، عن أبيه
أبي زيد، عن السيد المرتضى وأخيه الرضي.
وذكر أنه يروي كتاب غرر الفوائد ودرر القلائد للسيد المرتضى عن والده
عن محمد بن جعفر، عن عبد الله بن جعفر الدوريستي، عن جده، عن جده، عن المصنف
ويروي أيضا الجزء الأول منه، عن والده، عن الشيخ أبى الحسن علي بن يحيى
الخياط، عن السيد الاجل الشريف شرفشاه بن محمد بن الحسين بن زيارة الأفطسي
عن شيخه الفقيه جمال الدين أبى الفتوح الحسين بن علي الخزاعي، عن القاضي الفاضل حسن
الاسترآبادي، عن ابن قدامة، عن السيد المرتضى.
ويروي جميع كتب المرتضى أيضا عن والده، عن الشيخ علي بن قطب الدين
الراوندي، عن شيخه وأستاذه الامام أبى الفضل عبد الرحيم بن أحمد بن الاخوة
البغدادي، عن الشيخ أبى غانم العصمي الهروي الشيعي الامامي عنه.
ويروى نهج البلاغة عن والده، عن الشيخ علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ علي بن
نصر بن هارون المعروف جده بالكال (1) الخلي، عن شيخه الحسن بن علي بن عبيدة،
عن أبي السعادات أحمد بن الماصوري العطاردي، عن القاضي أبى المعالي بن قدامة، عن
السيد الرضى.
وذكر الشيخ محمد بن صلاح السيبي أنه يروي عن السيد الفقيه القاضي المعظم
الزاهد رضي الدين محمد بن محمد الآوي الحسيني إجازة في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة
بمشهد السعدي بالحلة عن والده محمد، عن جده زيد، عن جد أبيه الفقيه الداعي
الحسيني، عن السيد المرتضى علم الهدى، قال: وذكر السيد [أن] ظ جده الداعي عمر
عمرا طويلا.
ومن ذلك ما ذكره الشيخ نجم الدين جعفر بن نما من أنه يروي الصحيفة الكاملة
بالإجازة عن والده، عن الشيخ محمد بن جعفر المشهدي بسماعه بقراءة الشريف الاجل

(1) هكذا وجدته مضبوطا بخط الشهيد الأول - ره - في غير موضع منه رحمه الله،
كذا في الهامش.
47

نظام الشرف (1) أبي الحسن بن العريضي العلوي الحسيني في شوال سنة ست وخمسين
وخمسمائة وقرأته أيضا عن والده جعفر بن علي المشهدي وعلى الشيخ الفقيه هبة الله بن
نما والشيخ المقرى جعفر بن أبي الفضل بن شعره والشريف أبي القاسم بن الزكي العلوي
والشريف أبي الفتح بن الجعفرية والشيخ سالم بن قبارويه جميعا، عن السيد بهاء الشرف
بسنده المذكور هناك.
ويرويها أيضا نجم الدين بالإجازة، عن والده، عن الشيخ أبي الحسن علي بن
الخياط، عن الشيخ عربي بن مسافر، عن السيد بهاء الشرف باسناده المعلوم.
فصل
وأما طريق الرواية عن رجال المرتبة الثالثة فنروي عن الجماعة الذين ذكرنا
أسماءهم في أول الكلام عن والدي جميع رواياته وكتبه، ويروي والدي عن شيخه
الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الميسي جميع رواياته وعن شيخه السيد الاجل الفاضل
الطاهر السيد حسن بن السيد جعفر بن السيد فخر الدين بن السيد حسن بن نجم الدين بن
الأعرج الحسيني قدس الله روحه جميع كتبه ورواياته.
ويروي الشيخ علي بن عبد العالي، عن شيخه الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن
جميع رواياته ويروي الشيخ محمد بن المؤذن عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشيخ
السعيد أبي عبد الله الشهيد جميع رواياته، وهو يروي عن والده جميع رواياته
وكتبه.
ويروي الشيخ محمد بن المؤذن أيضا عن الشيخ عز الدين حسن المعروف بابن العشرة
جميع رواياته، ويروي الشيخ عز الدين المذكور، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد
جميع رواياته.
ويروي ابن المؤذن أيضا عن السيد علي بن دقماق، عن الشيخ شمس الدين محمد

(1) هكذا اتفقت عبارة الشيخ نجم الدين المذكور، والظاهر أن المراد بنظام الشرف
بهاء الشرف فيكون رواية ابن جعفر لها من وجهين: السماع والقراءة، فالأول عن السيد
بهاء الشرف بغير واسطة والثاني بواسطة الجماعة المذكورين منه. كذا في الهامش.
48

ابن شجاع القطان، عن الشيخ أبي عبد الله المقداد بن عبد الله السيوري الحلي جميع
كتبه ورواياته.
وذكر والدي أنه يروي باسناده السابق عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن
عن الشيخ أبي القاسم علي بن طي، عن الشيخ شمس الدين العريضي، عن السيد حسن
ابن أيوب الشهير بابن نجم الدين بن الأعرج الحسيني، عن الشهيد جميع كتبه
ورواياته.
وأنه يرويها أيضا بالاسناد عن الشيخ شمس الدين بن المؤذن، عن الشيخ
عز الدين حسن بن العشرة، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد، عن الشيخ
زين الدين علي بن الخازن الحايري، عن الشهيد ره.
وبالاسناد عن ابن العشرة، عن الشيخ شمس الدين محمد بن نجدة الشهير بابن
عبد العالي، عن الشهيد.
ويرويها أيضا بالاسناد عن ابن المؤذن، عن السيد علي بن دقماق الحسني
عن الشيخ شمس الدين محمد بن شجاع القطان، عن الشيخ أبي عبد الله المقداد، عن
الشهيد.
ويرويها أيضا عن جماعة من الأصحاب الأخيار (1)، عن الشيخ الإمام الفاضل
نور الدين علي بن عبد العالي الكركي، عن الشيخ علي بن هلال الجزائري، عن الشيخ
أحمد بن فهد، عن الشيخ علي بن الخازن، عن الشهيد.
ولأهل هذه المرتبة رواية عن رجال المرتبة التي قبلها من دون توسط الشهيد
كما تقدم في رواية أهل تلك المرتبة عن التي قبلها، وذلك من عدة طرق ذكرها
والدي فمنها: أنه يروي عن الشيخ علي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد
الصهيوني، عن الشيخ جمال الدين أحمد المعروف بابن الحاج علي، عن الشيخ
زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد حسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين بن

(1) ذكر في بعض ما ينسب إليه من الحواشي أن من الجماعة المذكورين السيد
حسين بن أبي الحسن والشيخ زين الدين الفقعاني، منه رحمه الله، كذا في الهامش.
49

الأعرج الحسيني، عن السيدين الفقيهين الامامين ضياء الدين عبد الله وعميد الدين
عبد المطلب ابني الأعرج وعن الشيخ الامام فخر الملة والدين أبي طالب محمد ابن الشيخ
العلامة جمال الدين بن المطهر بطرقهم.
ومنها أنه يروي بالاسناد عن الشيخ شمس الدين محمد بن المؤذن، عن الشيخ
ضياء الدين علي بن الشهيد، وبالاسناد عن الشيخ عز الدين بن العشرة، عن الشيخ
أبي طالب محمد بن الشهيد جميعا عن السيد المرتضى النقيب العلامة تاج الدين أبي عبد الله
محمد بن القاسم بن معية الحسني بطرقه المعلومة مما سلف.
وذكر والدي - ره - أنه رأى خط السيد تاج الدين بالإجازة للشهيد - ره - ولولديه محمد
وعلي ولأختهما أم الحسن فاطمة ولجميع المسلمين ممن أدرك جزء من حياته، والذي
وقفت عليه أنا من خط هذا السيد الإجازة للشهيد ولولده محمد.
ومنها أنه يروي بالاسناد عن ابن المؤذن، عن الشيخ عز الدين حسن بن
العشرة، عن الشيخ جمال الدين أحمد بن فهد، عن الشيخ عبد الحميد النيلي، عن السيدين
ضياء الدين وعميد الدين ابني الأعرج والشيخ فخر الدين بن المطهر جميعا عن العلامة
جمال الملة والدين بطرقه.
وبالاسناد عن الشيخ شمس الدين محمد الصهيوني، عن الشيخ عز الدين بن العشرة
عن الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي، عن الشيخ فخر الدين بن المطهر،
عن والده بطرقه.
وبالاسناد عن ابن المؤذن، عن الشيخ زين الدين أبي القاسم علي بن طي، عن
الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن عبد الله العريضي، عن السيد بدر الدين حسن بن
نجم الدين، عن السيدين ضياء الدين وعميد الدين والشيخ فخر الدين جميعا، عن
العلامة بطرقه.
50

فصل
وبقي الكلام في طرق الرواية عن أهل الخلاف وبعض من تقدم من علماء
أصحابنا الذين لم نقف على طريق الرواية عنهم إلا برجال العامة كابن السكيت
فنقول:
يروي العلامة صحيح البخاري عن والده، عن السيد السعيد صفي الدين محمد
ابن معد الموسوي، عن الشيخ نصير الدين (1) راشد بن إبراهيم بن إسحاق البحراني
عن السيد فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسني الرواندي قال: أخبرني بقراءتي
عليه الشيخ أبو المظفر عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن رشيدة السكري بأصفهان في
داره بمحلة شمينكان قال: حدثنا سعيد بن أبي سعيد العيار الاشكابي قال: حدثنا محمد
ابن عمر بن شبويه قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يوسف بن مطر بن صالح الفربري (2)
قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري سنة ثلاث
وخمسين ومأتين.
وعن والده، عن الشيخ علي بن محمد بن أحمد المندائي الواسطي، عن القاضي
أبي بكر محمد بن علي بن أحمد الكتابي المحتسب بواسط عن نور الهدى الزينبي، عن
العالمة الكريمة بنت أحمد بن محمد المروزي، عن أبي الهيثم محمد بن المسكي، عن
أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، عن البخاري.
وعن والده، عن القاضي هبة الله بن سلمان، عن محمد بن أحمد بن خلف القطيعي
عن أبي الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، عن أبي الحسن الداودي، عن أبي محمد
السرخسي، عن أبي عبد الله محمد بن يوسف الفربري، عن محمد بن إسماعيل البخاري.
ويروي صحيح مسلم عن السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس الحسني

(1) هكذا في إجازة العلامة لبنى زهرة والمعروف في غيرها ناصر الدين وسيأتي مكررا
بلفظ نصير، ومرجع الكل إلى هذا الطريق إلى العلامة، روى به كتبا كثيرة، فهو يتكرر
بهذا الاعتبار، منه رحمه الله، كذا في الهامش.
(2) كذا ضبطه الشهيد رحمه الله، منه في الهامش.
51

قدس الله روحه، عن الشيخ السعيد تاج الدين الحسن بن الدربي، عن الشيخ أبي جعفر
محمد بن شهرآشوب، عن أبي عبد الله محمد الفراوي عن أبي الحسين عبد الغفار الفارسي
النيسابوري، عن أبي أحمد الجلودي، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان الفقيه
عن أبي الحسين مسلم.
ويرويه أيضا عن والده، عن السيد صفي الدين بن معد، عن الشيخ راشد بن
إبراهيم البحراني، عن السيد فضل الله الراوندي، عن أبي عبد الله محمد بن الفضل
الفراوي، عن عبد الغفار (1) بن محمد الفارسي، عن أبي أحمد الجلودي، عن إبراهيم
ابن سفيان عنه.
ويروي مسند أحمد بن حنبل عن والده، عن الشيخ علي بن محمد المندائي
الواسطي، عن والده، عن أمين الحضرة هبة الله بن محمد بن عبد الواحد الشيباني، عن
أبي علي بن المذهب، عن أبي بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي، عن
أبي عبد الرحمن بن أحمد بن حنبل، عن أبيه.
ويروي سنن أبي داود بن الأشعث عن والده، عن علي بن المندائي، عن القاضي
أبي علي الحسن بن إبراهيم الفارقي، عن أبي بكر أحمد بن ثابت الخطيب، عن أبي عثمان
القاسم بن جعفر الهاشمي، عن أبي علي اللؤلؤي، عن أبي داود.
ويروي موطأ مالك بن أنس رواية محمد بن الحسن فقيه الكوفة، عن والده،
عن علي بن المندائي، عن القاضي أبي طالب محمد بن علي بن أحمد الكتابي، عن
أبي طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني وأبي الحسن علي بن الحسين بن أيوب الرزاز
إجازة، كلاهما عن أبي طاهر عبد الغفار محمد بن جعفر المؤدب، عن أبي علي محمد بن
أحمد الصواف، عن أبي علي بشر بن موسى الأسدي، عن أبي جعفر أحمد بن محمد بن
مهران النسائي، عن محمد بن الحسن الشيباني، عن مالك بن أنس الأصبحي.
ويروي الجمع بين صحيحي مسلم والبخاري لأبي عبد الله محمد بن أبي نصر

(1) الغافر، خ ل. كذا بخطه. هكذا في الهامش.
52

الحميدي باسناده السابق (1) إلى الشيخ أبي زكريا يحيى بن علي بن البطريق عنه
عن الأمير الاجل أبي الحسن محمد بن الحسن بن علي الوزير أبي العلاء عن الشريف
الخطيب أبي يعلى حيدرة بن بدر الرشيدي الهاشمي الواسطي، عن الحميدي.
وعن أبي زكريا يحيى بن البطريق، عن الشيخ الامام المقري أبي بكر عبد الله
ابن منصور الباقلاني، عن الشيخ الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي السلامي
البغدادي، عن الحميدي.
ويروي الجمع بين الصحاح الستة وهي موطأ مالك وصحيح البخاري وصحيح
مسلم وصحيح الترمذي وصحيح أبي داود السجستاني وهو كتاب السنن وصحيح النسائي
الكبير تصنيف الشيخ أبي الحسن رزين بن معاوية بن عمار العبدري السرقسطي
الأندلسي بالاسناد عن ابن البطريق، عن أبي بكر عبد الله بن منصور الباقلاني
والشيخ أبى جعفر المبارك بن رزيق الحداد الواسطي عن أبي الحسن رزين بن معاوية
الأندلسي.
ويروي كتاب الشهاب في الحكم والآداب (2) من كلام رسول الله صلى الله عليه وآله تأليف
القاضي أبي عبد الله محمد بن سلامة القضاعي المغربي وساير مصنفاته ورواياته عن والده

(1) في الرواية عن ابن البطريق في جملة روايات الأصحاب، منه رحمه الله. كذا
في هامش الأصل.
(2) هذا الكتاب شرحه جماعة من علمائنا منهم الشيخ قطب الدين الراوندي ومنهم
السيد فضل الله الراوندي وشرحه عندي، وهو كتاب جيد، ومنهم الشيخ أفضل الدين الحسن
ابن علي الماهابادي ذكره الشيخ منتجب الدين في فهرسته وقال في ترجمة الشيخ الامام
أفضل الدين الحسن بن علي الماهابادي: " علم في الأدب فقيه صالح ثقة متبحر، له تصانيف
وعد منها شرح الشهاب.
ومنهم الشيخ الإمام أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي الرازي، فذكر في جملة
تصانيفه كتاب روح الأحباب وروح الألباب في شرح الشهاب، ومنهم الشيخ برهان الدين
محمد بن أبي الخير الحمداني. منه قدس سره. كذا في هامش الأصل.
53

رحمه الله، عن السيد فخار بن معد الموسوي، عن القاضي أبي الفتح محمد بن أحمد
المندائي، عن أبي القاسم بن الحصين، عن القاضي أبي عبد الله القضاعي.
وفي إجازة الشيخ نجم الدين جعفر بن نما: أجاز لي رواية صحيح البخاري
العلامة القاضي عماد الدين أبي عمرو زكريا بن محمد القزويني، عن أبي بكر عبد الله بن
إبراهيم الشحاذي، عن محمد الفراوي، عن الحفصي، عن الكشمهني، عن الفربري
عن محمد بن إسماعيل البخاري.
قال: وكذلك صحيح مسلم سمعت نصفه على القاضي عماد الدين المذكور و
أجاز لي جميعه فرواه لي عن أبي بكر الشحاذي، عن أبيه، عن أبي عبد الله الطبري،
عن عبد الغافر الفارسي، عن أبي أحمد الجلودي، عن أبي إسحاق، عن مسلم.
وذكر لرواية كتاب الشهاب عدة طرق.
منها عن والده، عن محمد بن جعفر المشهدي، عن الشيخ الفقيه نجم الدين بن
عبد الله الدوريستي، عن الأمير شميلة بن محمد أمير مكة، عن القاضي حسن الاسترآبادي
عن ابن قدامة، عن القضاعي.
وفي إجازة الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد أنه يروي كتاب الشهاب عن
السيد محيي الدين بن زهرة قال: وأخبرني أنه قرأه على عمه السيد الشريف حمزة
ابن علي الحسيني وأخبره أنه قرأه على الشيخ أبى الحسن علي بن جرادة وأخبره أنه
سمعه من الشريف الفقيه أبى عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى الديباجي وأخبره به عن
القاضي أبى عبد الله الحسين بن مفرج عن مؤلفه، وسمعه من لفظ الشريف النسابة أبى على
محمد بن أسعد الجواني في مجلسين وأخبره عن الشريف شميلة بن أبي هاشم الحسنى
المكي وجماعة آخرين عن المؤلف.
وذكر والدي أنه يروي كتاب التيسير في القراءات السبع للشيخ أبى عمرو
الداني بطرقه السالفة عن الشهيد الأول، عن السيد تاج الدين بن معية، عن الشيخ جمال الدين
يوسف بن حماد عن السيد رضى الدين بن قتادة، عن الشيخ أبى حفص عمر بن معن
الزبري الضرير امام مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله عن الشيخ أبى عبد الله محمد بن عمر بن يوسف
54

القرطبي، عن الشيخ أبى الحسن علي بن محمد بن أحمد الجذامي الضرير المالقي، عن
الشيخ أبى محمد عبد الله بن سهل، عن الشيخ أبى عمرو الداني.
ويرويه أيضا بالاسناد عن الشهيد، عن الشيخ عز الدين أبي البركات خليل بن
يوسف الأنصاري، عن عبد الله بن سليمان الأنصاري الغرناطي، عن أحمد بن علي
ابن الظباع الرعيني، عن عبد الله بن محمد بن مجاهد العبدي، عن أبي خالد يزيد بن
محمد بن رفاعة اللخمي، عن علي بن أحمد بن خلف الأنصاري، عن علي بن الحسين
المرسي، عن أبي عمرو الداني.
ويروي كتاب حرز الأماني المشهور بالشاطبية بالاسناد عن الشهيد، عن الشيخ
جمال الدين أحمد بن الحسين بن محمد بن المؤمن الكوفي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن
الغزال المضري، عن الشيخ زين الدين علي بن يحيى المربعي، عن السيد عز الدين
حسين بن قتادة المديني، عن الشيخ مكين الدين يوسف بن عبد الرزاق الأنصاري،
عن ناظمها.
وعن الشهيد، عن الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي، عن الشيخ محمد
ابن يعقوب المعروف بابن الجرائدي، عن ولد الناظم، عن والده.
ورأيت أنا بخط الشهيد على ظهر نسخة للشاطبية إجازة لولديه محمد وعلي
ذكر فيها أنه رواها لهما عن عدة من المشايخ قراءة وإجازة:
منهم الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن عبد البغدادي، عن ابن الجرائدي
قراءة عليه في مجلس واحد عن الشيخ كمال الدين العباسي، عن الناظم.
ومنهم الشيخ القاري غرس الدين خليل الناقوسي المصدر ببيت المقدس شرفه
الله قراءة مني عليه بحق روايته عن الشيخ تقي الدين محمد بن الصائغ، عن الشيخ
كمال الدين، عن الناظم.
ومنهم قاضي القضاة برهان الدين بن جماعة بحق قرائتي عليه ببيت المقدس
عن جده بدر الدين، عن ابن قاري مصحف الذهب، عن الناظم.
قال: والولدان وفقهما الله تعالى توفيق العارفين، يشاركاني في هذه الرواية
55

عن قاضي القضاة إجازة لهما ولأخيهما أبي منصور الحسن.
وذكر والدي أنه يروي أيضا كتاب الموجز في القراءات والرعاية في التجويد
وباقي كتب مكي بن أبي طالب المقري وكتاب الوقف والابتداء للشيخ شمس الدين محمد
ابن بشار الأنباري وباقي كتبه، وذلك باسناده السابق عن السيد رضي الدين بن قتادة
عن أبي حفص الزبري، عن القاضي بهاء الدين بن رافع بن تميم، عن ضياء الدين
يحيى بن سعدون القرطبي، عن الشيخ أبي محمد عبد الرحمان بن عتاب، عن الامام
أبي محمد مكي بن أبي طالب المقري.
وبهذا الاسناد عن ابن رافع، عن ضياء الدين، عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن
عبد الوهاب، عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمد بن المسلم، عن أبي القاسم إسماعيل
ابن سعيد (1)، عن محمد بن القاسم بن بشار الأنباري.
ويروي كتاب الشيخ جمال الدين أحمد بن موسى بن مجاهد في القراءات السبع
بطريقه إلى العلامة جمال الدين بن المطهر عنه عن والده سديد الدين، عن السيد
صفي الدين محمد بن معد الموسوي، عن الشيخ نصير الدين راشد بن إبراهيم البحراني
عن السيد فضل الله الراوندي الحسني، عن أبي الفتح بن أبي الفضل الأخشيدي، عن
أبي الحسن علي بن القاسم بن إبراهيم الخياط، عن أبي حفص عمر بن إبراهيم الكناني
عن مصنفه.
وذكر الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد في إجازته أنه يروي عن السيد
محيي الدين بن زهرة جميع كتب الشيخ مكي بن محمد بن مختار القيسي القيرواني
وقال: أخبرني السيد محيي الدين أنه قرء منها كتاب مشكل إعراب القرآن على الشيخ
أبي الحسن علي بن قاسم بن محمد بن الزقاق الأندلسي في مدة آخرها السابع عشر من
ذي القعدة سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

(1) هكذا بخط والدي رحمه الله، وسيأتي في الرواية عن ابن السكيت " إسماعيل بن
أسعد " وهو كذلك هناك بخطه أيضا وبخط الشهيد رحمه الله، فلعله الصواب، منه رحمه
الله، كذا في هامش الأصل.
56

قال: وقرأت على السيد محيي الدين منها كتاب الناسخ والمنسوخ وأخبرني
به وبجميع تصانيف مصنفه، عن أبي الحسن علي بن الزقاق، عن أبيه أبي محمد قاسم
ابن محمد، عن جماعة منهم الفقيه الخطيب أبو الحسن شريح والفقيه المقرى أبو علي الحافظ
كلاهما عن أبي عبد الله محمد بن شريح، عن الشيخ مكي.
ومنهم الفقيه المقرى شعيب الأشجعي، عن خاله أبي القاسم خلف بن سعيد
القيسي، عن مكي.
ومنهم الفقيه الوزير اللغوي أبو عبد الله جعفر بن محمد بن مكي، عن أبيه، عن
جده مكي.
ومنهم الفقيه أبو الحسن بن الصفار عن ابن شعيب المقرى، عن مكي.
ومنهم المقرى أبو داود سليمان بن يحيى، عن ابن التبان، عن مكي.
وذكر طرقا أخرى ثم قال: وقرء منها أيضا كتاب التبصرة فيما اختلف فيه
القراء السبعة على الشيخ أبى الحسن بن الزقاق هذا في مدة آخرها الرابع عشر من
شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وأخبره أنه قرأه على أبيه قاسم وقد تقدم
ذكر جملة من طرقه وأنه قرأه أيضا على الشيخ الحافظ المقري الحسن بن سهل الختني
في شهر رمضان سنة تسع وخمسين وخمسمائة وأخبره به عن الشيخ الفقيه أبي محمد
عبد الرحمان بن عتاب، عن مكي.
قال: وقرء منها كتاب الرعاية في تجويد القراءة على الشيخ أبي الحسن الزقاق
في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وهو يرويه بطرقه المذكورة، وسمعه أيضا في سنة أربع
وستمائة على القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع وأخبره أنه قرأه على
القرطبي وسمعه القرطبي عن الفقيه أبي محمد ابن عتاب وأخبره به عن مكي.
ويروي جميع تصانيف أبي عمر وعثمان بن سعيد بن عثمان القرطبي الداني
التي من جملتها كتاب التيسير عن السيد محيي الدين بطرقه إلى المصنف.
فأما طريق كتاب التيسير فحكي عن السيد محيي الدين أنه قرأه على الشيخ
الامام المقري أبي الفتح محمد بن يوسف بن محمد بن العليمي في مدة آخرها النصف من
57

شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة، وأخبره به عن الشيخ المقري أبي عبد الله
محمد بن عبد الرحمان بن اقبال، عن الشيخ الفقيه المقري أبي عمرو الخضر بن عبد الرحمان
ابن سعيد القيسي عن الشيخ المقري أبي داود سليمان بن نجاح عن أبي عمرو الداني
المصنف.
وأخبره به أيضا أبو الفتوح بن العليمي عن الفقيه المقري أبي الحسن علي
ابن فاضل بن سعيد بن حمدون، عن القاضي الفقيه أبي الفضل عبد الرحمان بن يحيى بن
إسماعيل العثماني الديباجي، عن أبي الوليد بن اللقاط عن أبي داود المقري، عن
المصنف.
ويرويه أبو الفضل الديباجي أيضا عن الشيخ أبي البهاء عبد الكريم الصيقلي،
عن أحمد بن محمد بن عباد عن المصنف.
وأما طريق رواية ساير كتبه فذكر أن السيد محيي الدين يرويها عن الشيخ
أبي الفتح بن العليمي، عن ابن حمدون عن الامام أبي عبد الله محمد بن سعيد بن زرقون
عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، عن المصنف.
وذكر أنه يروي التيسير أيضا بهذا الطريق وأنه قرءه أيضا وقرأ به القرآن
العظيم على الشيخ المقري أبي الحسن علي بن قاسم بن محمد الزقاق وأخبره أنه قرأه و
قرأ به القرآن على أبيه قاسم وأخبره أنه قرأه وقرأ به القرآن على شعيب بن علي بن
جابر الأشجعي وأخبره به عن المقرى أبي بكر محمد بن المفرج بن محمد بن الربوتكة
البطليوسي، عن مؤلفه.
وأخبره به أبوه قاسم أيضا عن الشيخ أبي الحسن شريح القاضي بإشبيلية عن
أبيه أبي عبد الله محمد بن شريح الرعيني، عن مؤلفه أبي عمرو.
وأخبره أبوه أيضا عن أبي عبد الله محمد بن فاتر بن عبد الرحمان العسكي بجامع
مالقة عن المقري محمد بن حبيب الضرير، عن المغافي، عن المؤلف.
قال: وأجاز له أيضا الشيخ أبو الحسن بن الزقاق أنه يروي عنه جميع تصانيف
أبي عمرو الداني، عن أبيه، عن الشيخ أبي الحسن علي بن محمد بن لب القيسي، عن
58

أبي عبد الله محمد بن عيسى بن فرج بن أبي العباس المقري المغافي، عن أبي عمرو
الداني.
وذكر أنه يروي عن السيد محيي الدين أيضا كتاب التهذيب في القراءات السبع
تأليف الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الواحد القنسريني وحكى عن السيد أنه قرأه
على عمه الشريف الطاهر عز الدين أبي المكارم حمزة بن علي بن زهرة وأخبره أنه
قرأه على الشيخ أبي الحسن علي بن عبد الله بن جرادة وأخبره أنه قرأه على والده
الشيخ أبي المجد عبد الله وأخبره أنه قرأه على شيخه الشيخ أبي عبد الله المصنف.
ويروي كتاب التذكار في قراءة أئمة الأمصار السبعة المشهورين ويعقوب تأليف
الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الله المقري المعروف بابن البناء عن السيد
محيي الدين أيضا وهو قرأه في سنة ثمان وتسعين وخمسمائة على الشيخ المقرى علم
الدين أبي الفتح بن العليمي وقرء عليه بما تضمنه من رواية حفص عن عاصم ختمتين
كاملتين، وبقراءة عاصم من طريقيه المذكورين فيه ختمة كاملة، وبقراءة ابن كثير من
جميع طرقه المذكورة فيه ختمة كاملة، وبقراءة نافع من جميع طرقه المذكورة فيه
ختمة كاملة، وبقراءة حمزة من جميع طرقه المعينة فيه من أول الختمة إلى رأس
الجزء، في سورة يس.
وأخبره أنه قرأه وقرء به القرآن على الشيخ أبي الحسن علي بن بركات بن
خليفة الحداد وأخبره أنه قرأه وقرأ به القرآن على الشيخ الخطيب أبي الفضل
عبد الواحد بن علي بن أبي السرايا وأخبره أنه قرأه وقرء به على مؤلفه.
ويروي كتاب التذكير في قراءا السبعة تأليف الشيخ أبي عبد الله محمد بن شريح،
عن السيد محيي الدين وحكى عنه أنه قرأه على الشيخ أبي الحسن علي بن الزقاق
في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وأخبره به عن والده، عن أبي الحسن شريح، عن
أبيه المصنف.
ويروي كتاب التلخيص في القراءات الثمان تأليف أبي معشر عبد الكريم بن
عبد الصمد المقري الطبري، عن السيد محيي الدين أيضا وهو قرأه على أبي الفتح بن العليمي
59

وأخبره أنه قرأه بدمياط على الشيخ جلال الدولة عبد الرحمن بن محمد بن خيار المالكي
وأخبره أنه قرأه على الشيخ الامام أبي علي الحسن بن عبد الله بن عمر القيرواني وأخبره أنه
قرأه على والده وقرأه والده على المصنف.
وحكى عن السيد محيي الدين أنه أخبره به أيضا إجازة القاضي بهاء الدين
أبو المحاسن يوسف بن رافع بن تميم عن الشيخ أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي و
قرأه القرطبي وقرء به بثغر الإسكندرية على أبي علي الحسن بن خلف بن عبد الله المقري
القيرواني، وأخبره به عن المصنف.
وأخبره به إجازة أيضا أبو الحسن بن الزقاق عن أبيه، عن أبي علي الحافظ
عن مصنفه أبي معشر.
ويروي كتاب المنهج في القراءات السبع المكملة بقراءة ابن محيصن والأعمش
وخلف ويعقوب تأليف الشيخ أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقري البغدادي عن
السيد محيي الدين أيضا وهو قرأه على الشيخ أبي الحرم مكي بن ريان بن شبه المالسي
بحلب وأخبره أنه سمعه على الشيخ أبي محمد عبد الرحمن بن علي البغدادي المعروف
بابن سقف الاتون وقرء به القرآن وأخبره أنه قرأه وقرأ به القرآن على مؤلفه.
قال: وأخبرني به إجازة السيد محيي الدين المذكور، عن الشيخ الامام
تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن بن زيد الكندي، عن مؤلفه الشيخ أبي محمد.
وذكر الشيخ نجم الدين بن نما أنه يروي كتاب التيسير، عن والده إجازة،
عن الشيخ أبي الحسن علي بن يحيى الخياط، عن الشيخ العالم المقري محمد بن عبد الله
ابن عبد الودود الأندلسي قال قرأته على أبي عبد الله محمد بن أحمد الإشبيلي وأخبرني
به عن أبي عبد الله أحمد بن محمد الخولاني، عن أبي عمرو الداني مصنف
الكتاب.
ويروى أيضا كتاب الوقف والابتداء لأبي عمرو بالاسناد عن الشيخ محمد بن
عبد الودود قال قرأته على المقرى أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن بعيش الغساني وأخبرني
به عن أبي الحسن علي بن عبد الله بن ثابت الخزرجي، عن أبي داود سليمان بن أبي القاسم
60

عن أبي عمرو.
ويروي أيضا كتاب طبقات القراء والمقرين ومن تصدر للاقراء من عهد
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى سنة خمس وثلاثين وأربع مائة لأبي عمرو أيضا بالاسناد عن
ابن عبد الودود قال: قرأته على المقرى أبي محمد عبد الصمد بن محمد بن بعيش الغساني
قال: سمعته على المقرى النحوي أبي القاسم عبد الرحيم بن محمد الخزرجي قال:
سمعته على أبي داود سليمان بن أبي القاسم قال: سمعته على مصنفه.
ويروى العلامة كتاب الصحاح في اللغة لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري
عن والده، عن الشيخ مهذب الدين الحسين بن ردة، عن محمد بن الحسين بن علي بن
محمد بن أبي الحسن علي بن عبد الصمد التميمي، عن أبيه، عن جد أبيه، عن الأديب
أبي منصور بن أبي القاسم البيشكي، عن الجوهري.
ويروي كتاب الجمهرة في اللغة لأبي بكر بن دريد وساير مصنفاته ورواياته
وإجازاته عن والده، عن السيد فخار، عن أبي الفتح محمد بن المندائي (1)، عن أبي
منصور موهوب بن أحمد بن الخضر الجواليقي، عن الخطيب أبى زكريا التبريزي
عن أبي محمد الحسن بن علي الجوهري، عن أبي بكر بن الجراح، عن ابن دريد.
ويروى كتاب إصلاح المنطق لأبي يوسف يعقوب بن السكيت وساير مصنفاته
ورواياته وإجازاته بالاسناد المتقدم عن أبي الفتح بن المندائي، عن الرئيس أبى عبد الله
الحسين بن محمد بن عبد الوهاب المعروف بالبارع عن محمد بن أحمد بن المسلم العدل،
عن أبي القاسم إسماعيل بن أسعد بن إسماعيل بن سويد، عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار
الأنباري، عن أبيه القاسم، عن عبد الله بن محمد الرستمي، عن يعقوب.

(1) هكذا وجدت ضبطه في خط الشهيد رحمه الله لكنه في موضعين آخرين ضبطه
" الميداني " أحدهما في رواية كتاب الشهاب في الحكم والآداب، وقد سبق، والثاني في
رواية كتاب غريب القرآن للعزيزي، وسيجئ عن قريب، وحينئذ فأحد الضبطين وهم،
وسيأتي في رواية العزيزي وصفه بالواسطي، وقد تقدم مكررا " المندائي الواسطي " بضبط
الشهيد رحمه الله فلا يبعد ترجيحه، وكون الوهم في خلافه، منه رحمه الله، كذا في هامش
الأصل.
61

ويروي كتاب الفصيح لأبي العباس أحمد بن يحيى المشهور بثعلب وساير مصنفاته
عن والده، عن السيد فخار، عن عميد الرؤساء أبى منصور هبة الله بن أيوب، عن ابن
العصار (1) عن أبي الحسن سعد الخير بن محمد الأندلسي، عن أبي سعيد محمد بن محمد
المطري، عن أحمد بن عبد الله الأصفهاني، عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن كيسان النحوي،
عن أبي العباس ثعلب.
ويروي كتاب مجمل اللغة لأبي الحسين أحمد بن فارس وساير مصنفاته، عن والده
عن الشيخ مهذب الدين محمد بن يحيى بن كرم، عن أبي الفرج بن الجوزي، عن ابن
الجواليقي، عن الخطيب التبريزي، عن الفقيه أبى الفتح سليمان بن أيوب الرازي
الشافعي، عن أحمد بن فارس.
ويروي كتاب الغريبين لأبي عبيد أحمد بن محمد الهروي ساير مصنفاته عن
والده عن السيد فخار، عن أبي الفرج بن الجوزي، عن ابن الجواليقي، عن الخطيب
التبريزي، عن الوزير أبى القاسم المغربي، عن الهروي.
ويروى كتاب غريب القرآن المعروف بالعزيزي لأبي بكر محمد بن عزيز
السجستاني وساير مصنفاته، عن والده عن السيد فخار، عن أبي الفتح المندائي
الواسطي، عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، عن أبي الحسن
عبد الباقي بن فارس المقري، عن أبي أحمد عبد الباقي بن الحسين بن حسنون (2)
عن أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني.

(1) هكذا وجدته مضبوطا بخط الشهيد رحمه الله في موضعين، ويوجد في بعض
المواضع القصار، ولعله تصحيف، وعلى كل حال فلم أقف على ذكر لاسمه، ولا بيان لنسبه
بأكثر من هذا القدر مع التتبع بقدر الوسع، منه رحمه الله. كذا في هامش الأصل.
أقول: راجع في ذلك ج 107 ص 81.
(2) سيأتي في حكاية رواية عميد الرؤساء " عبد الله بن الحسين بن حسنون " وقد
نبه على هذا الاختلاف أيضا الشهيد الأول رحمه الله، منه رحمه الله، كذا في هامش
الأصل.
62

ويروى جميع مصنفات أبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي عن والده، عن
السيد فخار، عن عميد الرؤساء، عن ابن العصار، عن أبي منصور محمد بن محمد بن دلال
الشيباني، عن أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، عن أبي الحسن أحمد بن
محمد بن أحمد بن محمد بن عبدوس، عن أبي على الحسن بن عبد الغفار النحوي، عن أبي
بكر محمد بن السرى، عن أبي سعيد الحسن بن الحسين السكري، عن أبي إسحاق
الزيادي، عن الأصمعي، وكذلك جميع رواياته من اللغة والشعر والنحو والفقه و
ساير العلوم.
ويروى جميع كتب ابن قتيبة ورواياته، عن والده عن السيد فخار، عن عميد الرؤساء
عن ابن العصار، عن أبي الحسن سعد الخير، عن أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار،
عن أبي طاهر محمد بن علي بن عبد الله السماك، عن أبي عبد الله الحسين بن المظفر، عن
أبي محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي، عن أبي محمد عبد الله بن قتيبة.
ويروي جميع مصنفات الشيخ أبي محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب النحوي
اللغوي المقري وجميع رواياته ومقرواته من كتب الأدب والتفاسير والأحاديث
وغيرها عن السيد الجليل رضي الدين علي بن طاوس الحسني، عن الشيخ السعيد
تاج الدين الحسن بن الدربي، عن الموفق أبي عبد الله أحمد بن شهريار الخازن، عن
ابن الخشاب.
ويروي جميع كتب أبي العلاء بن سليمان المعرى ورواياته وما ينسب إليه عن
والده، عن السيد فخار بن معد الموسوي، عن ابن المندائي (1) عن ابن الجواليقي
عن الخطيب التبريزي عن المعرى.
ويروى عن والده عن الشيخ مهذب الدين بن كرم، عن أبي الفرج بن الجوزي،
عن أبي منصور بن الجواليقي، عن الخطيب أبي زكريا التبريزي، عن أبي العلاء المعرى
وأبي القاسم عمر بن ثابت الثمانيني وأبي الحسن بن عبد الوارث جميع كتبهم.
وبالاسناد عن الثمانيني، عن أبي الفتح ابن جني، جميع مصنفاته وعن

(1) هكذا وجدته مضبوطا بخط الشهيد، كذا في الهامش.
63

ابن جنى بهذا الاسناد عن أبي علي الفارسي جميع كتبه، وعن أبي علي الفارسي
بهذا الاسناد عن أبي بكر بن السراج جميع كتبه، وعن ابن السراج بهذا الاسناد عن
الزجاج جميع كتبه، وعن الزجاج، عن أبي العباس المبرد جميع كتبه، وعن المبرد
عن أبي عثمان المازني جميع كتبه، وعن المازني، عن الجرمي جميع كتبه وكذا
عن أبي الحسن الأخفش وعن الأخفش، عن سيبويه جميع كتبه وعن سيبويه، عن
الخليل بن أحمد رحمه الله جميع كتبه.
ويروى كتاب الكشاف للزمخشري، عن الشيخ عبد الله بن جعفر بن الصباغ
الكوفي، عن نور الدين محمد بن محمود بن محمد، عن علاء الدين أبى الفضائل محمد بن
محمود الترجماني وأبى محمد حسين بن سعد بن حسين البارع، عن برهان الدين أبي المكارم
ناصر بن أبي المكارم المطرزي، عن أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي، عن أبي القاسم
محمود بن عمر الزمخشري.
ويروى مصنفات ابن الحاجب، عن الشيخ جمال الدين حسين بن أياز النحوي
عن شيخه سعد الدين أحمد بن أحمد المغربي البياني، عن المصنف.
ويروى كتب الحسن بن بابشاذ النحوي، عن والده، عن مهذب الدين بن كرم
عن أبي الفرج بن الجوزي، عن العلا بن المحتسب،، عن أبي الحسن بن بابشاذ.
ويروى عن جماعة من معاصريه جميع مصنفاتهم ورواياتهم:
فمنهم الشيخ نجم الدين علي عمر الكاتبي القزويني ويعرف بدبيران ذكر
أنه يروى عنه جميع ما صنفه وقرأه ورواه وأجيز له روايته، قال: وكان هذا الشيخ
من فضلاء العصر وأعلمهم بالمنطق، وله تصانيف كثيرة قرأت عليه شرح الكشف إلا
ما شذ وكان ذا خلق حسن، ومناظرات جيدة.
ومنهم الشيخ برهان الدين النسفي فذكر أنه يروى عنه جميع ما صنفه ورواه
وأجيز له روايته، قال: وكان هذا الشيخ عظيم الشأن ذا مصنفات في الجدل،
استخرج مسائل مشكلة، قرأت عليه بعض مصنفاته في الجدل، وله في غير ذلك مصنفات
متعددة.
64

ومنهم الشيخ عز الدين الفاروقي الواسطي ذكر أنه يروى عنه جميع ما رواه
وقرأه وأجيز له قال: وهذا الشيخ كان رجلا صالحا من فقهاء المخالفين وعلمائهم.
ومنهم الشيخ تقي الدين عبد الله بن جعفر بن علي بن الصباغ الكوفي ذكر أنه
يروي عنه جميع رواياته ومقرواته ومسموعاته وما أجيز له روايته، قال: وهذا الشيخ
كان صالحا من فقهاء الحنفية بالكوفة.
ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد الكيشي فذكر أنه يروي عنه
جميع ما صنفه في العلوم العقلية والنقلية، وما قرأه ورواه وأجيز له روايته، قال: و
هذا الشيخ كان من أفضل علماء الشافعية، وكان من أنصف الناس في البحث، كنت
أقرء عليه وأورد عليه اعتراضات في بعض الأوقات فيفكر ثم يجيب تارة وتارة أخرى
يقول حتى نفكر في هذا عاودني هذا السؤال، فأعاوده يوما ويومين وثلاثة فتارة يجيب
وتارة يقول: هذا قد عجزت عن جوابه.
وذكر أنه يروي عن نجم الدين الكاتبي عن أثير الدين الفضل بن عمر الأبهري
جميع مصنفاته وكذا عن أفضل الدين الخونجي.
ويروي بالاسناد عن أثير الدين وأفضل الدين كليهما، عن الشيخ فخر الدين محمد بن
الخطيب الرازي جميع مصنفاته.
وذكر الشيخ نجم الدين جعفر بن نما أنه يروي صحاح الجوهري إجازة عن والده
تغمده الله برحمته عن الشيخ عميد الرؤساء هبة الله بن أيوب، عن الشيخ علي بن
عبد الرحيم بن عبد الملك بن الحسن السليمي، عن الشيخ الموفق أبي الحجاج يوسف
ابن محمد بن الحسين بن الخلال صاحب ديوان الانشاء بمصر في سنة سبع وخمسين وخمسمائة
وأخبر أنه سمع الكتاب أجمع بقراءته وقراءة غيره على أبي القاسم علي بن جعفر بن
القطاع اللغوي بمصر عن الشيخ أبي بكر محمد بن علي بن البراء الغوثي بصقلية وأخبره
أنه سمعه من أبي محمد إسماعيل بن محمد بن عبدوس النيسابوري بقراءته وقراءة غيره
على مصنفه أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري.
ويرويه أيضا عن والده، عن عميد الرؤساء، عن الشيخ العالم ناصر الدين أبي -
65

إبراهيم راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن محمد البحراني، عن السيد أبي الرضا فضل الله
ابن علي الحسني، عن الشيخ أبي الفضل عبد الرحيم بن الاخوة البغدادي، عن
أبي الفضل محمد بن يحيى الناتكي قال: أخبرنا به أبو نصر عبد الكريم بن محمد الأطروش
سبط بشر، عن أبي علي الحسين بن محمد الاروني، عن الشيخ أبي نصر إسماعيل بن
حماد الفارابي الجوهري المصنف.
ويرويه أيضا عن والده، عن الشيخ أبي الفرج علي بن قطب الدين الراوندي،
عن عبد الرحيم بن الاخوة ببقية الطريق السالف، عن مصنفه.
ويروي كتاب الجمهرة بالإجازة عن والده، عن عميد الرؤساء، عن الشيخ
راشد، عن السيد أبي الرضا، عن أبي القاسم علي بن طلحة (1) بن كردان النحوي
الملقب بالسحنائي، عن علي بن عيسى الرماني، عن ابن دريد.
ويروي كتاب إصلاح المنطق عن والده إجازة عن عميد الرؤساء، عن الشيخ علي
ابن عبد الرحيم السلمي بحق روايته عن الشيخين أبي منصور الجواليقي وأبي الحسن
سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري وروياه عن شيخهما أبي زكريا يحيى بن علي
التبريزي، عن أبي الحسن هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابي الكاتب، عن أبي بكر
أحمد بن محمد بن الجراح، عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري، عن أبيه
عن أبي محمد عبد الله بن رستم، عن يعقوب بن إسحاق السكيت اللغوي.
ويرويه أيضا مع ساير كتب مصنفه بالطريق السالف، عن السيد أبي الرضا عن
أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الرحيم بن دينار، عن ابن مقسم، عن أبي الحسن العبدي
عن يعقوب.
ويروي كتاب الفصيح بالإجازة عن والده، عن أبي الفرج بن الراوندي، عن
عبد الرحيم بن الاخوة، عن عبد الله بن محمد الآبنوسي، عن أبي محمد الجوهري، عن
ابن كيسان، عن ثعلب.

(1) في طريق آخر بخط الشهيد رحمه الله: (علي بن أبي طلحة) منه رحمه الله
كذا بخطه قدس سره في الهامش.
66

ويروي كتاب مجمل اللغة بالطريق عن أبي الفرج بن الراوندي، عن أبي الفتح
إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن الأخشيد السراج، عن أبي الفتح علي بن محمد
ابن عبد الصمد بن محمد الدكيكي، عن أبي الحسين أحمد بن فارس بن زكريا بن حبيب
القزويني مصنف الكتاب.
ويرويه أيضا بالطريق السالف، عن السيد أبي الرضا، عن أبي الفتح بساير
الطريق.
ويروي كتاب الغريبين بالاسناد عن أبي الرضا، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر
الشحام النيسابوري، عن أبي عمرو المليحي، عن مصنفه أبي عبيد الهروي.
ويرويه أيضا بالطريق السالف عن أبي الفرج بن الراوندي، عن أبي القاسم
زاهر ببقية الطريق.
ويروى كتاب غريب القرآن لابن عزيز بالإجازة عن والده، عن الشيخ علي
ابن يحيى الخياط، عن الشيخ علي بن نصر بن هارون المعروف جده بالكال الخلي (1)
عن الشيخ العالم كمال الدين عبد الرحمان بن محمد بن سعيد الأنباري، عن الشيخ سعد
الخير بن محمد بن سهل الأنصاري، عن أبي عبد الله الحميدي، عن عبد الباقي بن فارس
المقري، عن ابن حسنون، عن ابن عزيز.
وبالاسناد عن الشيخ علي بن نصر، عن الحسن بن علي بن عبيدة، عن شيخه
أبي الفضل محمد بن الحسن بن محمد الإسكاف، عن أبي بكر الخياط، عن ابن سمعان
الرزاز، عن مصنفه.
ويروي جميع كتب الأصمعي بالطريق السالف، عن السيد أبي الرضا، عن
أبي الحسين علي بن محمد بن دينار، عن أبي سعيد السيرافي، وأبي علي الفارسي، عن
ابن دريد، عن أبي حاتم، عن الأصمعي.

(1) ضبطه بالخاء المعجمة، وجدته مكررا في خط الشهيد الأول رحمه الله، فيبقى
(فينتفى) النظر فيه، منه رحمه الله، كذا في هامش الأصل.
67

قلت: هذا الطريق وجدته بالصورة التي أثبتها مكررا في كلام الشيخ نجم الدين
وعندي فيه نظر وفي معناه الطريق السابق لرواية كتب ابن السكيت، وغير مستبعد أن
يكون في أثنائهما وسائط غفل عنها عند إيرادهما، ولم يتيسر لي مراجعتهما في المظان
فليكن الحال معلوما وقد رأيت في تضاعيف الطرق التي أوردها هذا الشيخ أغلاطا كثيرة
عدلت عن بعضها وتركت ما لم أجد عنه بدلا.
ويروي كتاب تهذيب اللغة لأبي منصور الأزهري الهروي عن والده إجازة
عن الشيخ أبى الفرج بن الراوندي، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الأرغياني، عن أبي
الحسن علي بن أحمد الواحدي، عن أبي الفضل أحمد بن عبد ربه الصفار، عن
الأزهري.
ويرويه أيضا عن والده، عن عميد الرؤساء، عن الشيخ راشد البحراني، عن
السيد أبى الرضا فضل الله الحسنى قال: أخبرني به محمد بن عبد الله بن أحمد
الأرغياني قال: أخبرني أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، عن الشيخ أبى الفضل
أحمد بن محمد بن عبد ربه الصفار، عن أبي منصور محمد بن أحمد بن الأزهر
الهروي المصنف.
قلت: أرى أن في الطريق الأول خللا فان والده يروي فيه عن ابن الأرغياني
بواسطة أبى الفرج فقط، وفي الثاني بثلاث وسائط وهو أمر مستبعد.
ويروي جميع كتب أبى عثمان عمرو بن بحر الجاحظ بالاسناد عن أبي الفرج
الراوندي، عن أبي القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، عن أبي غالب
أحمد بن سهل، عن ابن دينار، عن أبي طالب الأنباري، عن يموت بن المزرع، عن خاله
أبى عثمان الجاحظ.
ويروي كتب الزمخشري بالاسناد عن الشيخ أبي الفرج الراوندي، عن
الزمخشري.
ويروي جميع كتب الشيخ أبي منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي بالاسناد
عن أبي الفرج، عن أبي الفتح الخشاب المروزي، عن أبيه، عن الثعالبي.
68

ووجدت بخط شيخنا الشهيد الأول في بعض مجاميعه ما هذه صورته: قرأ سديد الدين
ابن المطهر على محمد بن يحيى بن كرم الجزء الأول من غريبي الهروي إلى حرف
الصاد مع الواو في جمادى الأولى سنة تسع عشرة وستمائة، ورواه له عن عبد الرحمان
ابن الجوزي، عن ابن الجواليقي، عن أبي زكريا يحيى الخطيب التبريزي، عن الوزير
أبي القاسم المغربي، عن الهروي.
وبخطه أيضا ما هذا نصه: وجدت بخط عميد الرؤساء هبة الله بن حامد بن
أحمد بن أيوب على كتاب العزيزي بخط الشيخ الفقيه محمد بن إدريس ما حكايته:
قرء علي كتاب تفسير غريب القرآن لأبي بكر محمد بن عزيز السجستاني النحوي أجمع
الرئيس الاجل الفقيه العالم أبو عبد الله محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس وفقه الله
لطاعته قراءة صحيحة مرضية أخبرني به قاضي القضاة أبو جعفر عبد الواحد بن أحمد بن
محمد الثقفي الكوفي قراءة عليه من أصله الذي قرأه، وذلك في منزله بمدينة السلام في
شهر ربيع الأول من سنة أربع وخمسين وخمسمائة، قال: أخبرني به الشيخ العدل
أبو سعيد عبد الجليل بن محمد الساوي سادس ذي القعدة من سنة اثنتين وتسعين وأربع مائة
بالكوفة في المسجد الجامع بها.
وأخبرني أيضا أبو طالب المبارك بن علي بن محمد بن خضير الصيرفي البغدادي قراءة
عليه في سنة إحدى وستين وخمسمائة قال: أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن
عمر السمرقندي في سنة ثمان وعشرين وخمسمائة قالا جميعا: أخبرنا أبو الحسن
عبد الباقي بن فارس المقري المعروف بابن أبي الفتح قراءة عليه بالفسطاط في جامع
عمر (1) قال: أخبرنا أبو أحمد عبد الله بن الحسين بن حسنون المقري البغدادي قراءة
عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عزيز السجستاني المصنف النحوي. وكتب
هبة الله بن حامد بن (2) أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب في شهر رمضان المبارك

(1) كذا بخطه على ما في الهامش.
(2) ذكر شيخنا الشهيد رحمه الله أن كلمة " ابن " من قوله " ابن أحمد " وقعت في
أول السطر بخط عميد الرؤساء ولم يكتب لها ألفا، منه رحمه الله، كذا في هامش الأصل.
69

من سنة سبعين وخمسمائة وصلى الله على سيد الأنبياء وخاتمهم محمد وعلى آله
الطاهرين.
ووجدت بخط الشهيد أيضا حكاية صورة استدعاء الإجازة بخط السيد الجليل
جمال الملة والدين أحمد بن طاوس له ولولده السعيد غياث الدين عبد الكريم من الشيخ
الفاضل العلامة رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد الصنعاني وبعدها صورة الإجازة
لهما من خط الصنعاني وهي هذه.
قد أجزت لمفخر السادة، ولولده جوهر السيادة، جميع مسموعاتي ومؤلفاتي و
منشآتي، وكتب الصنعاني.
وذكر السيد غياث الدين في إجازته التي أسلفنا الحديث عنها أن رضي الدين
الحسن بن محمد بن الحسن بن حيدر بن علي بن إسماعيل الصنعاني الحنفي اللغوي أجاز
له رواية مسموعاته ومؤلفاته ومنشآته.
ووجدت بخط الشهيد أيضا ما حكايته: يروي شيخنا جمال الدين بن المطهر
عن رضي الدين الحسن بن علي الصنعاني اللغوي جميع ما يجوز روايته عنه.
وبخطه أيضا أروى الكشاف عاليا عن القاضي ابن جماعة، عن أحمد بن
عساكر، عن أم المؤيد زينب بنت الشعرى، عن الزمخشري وأرويه، عن الشيخ
رضي الدين يعني المزيدي، عن ابن صالح، عن ابن نما، عن أبي الفرج، عن ابن -
الراوندي، عن الزمخشري.
ووجدت بخطه أيضا ما صورته: قال العبد الفقير إلى الله محمد بن مكي أعانه الله
على طاعته: أنه قد أجاز لي في يوم السبت الثاني والعشرين من ذي الحجة سنة أربع و
خمسين وسبعمائة بطيبة مدينة الرسول على ساكنها أفضل الصلاة والسلام إجازة عامة
بجميع معقوله ومنقوله، تلفظ بها مولانا الأعظم قاضى قضاة الديار المصرية عز الدين
عبد العزيز بن قاضي القضاة بمصر بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة بن علي
ابن جماعة بن حازم بن صخر الكناني الشافعي وهو يروي عن جماعة كثيرة.
منهم الشيخان العالمان مسندا وقتهما أبو الفضل أحمد بن هبة الله بن أحمد بن
70

محمد بن عساكر وأم محمد زينب ابنة كندى ابن عمر بن كندي الدمشقيان وممن أجاز لهما
أم المؤيد زينب وتدعى حرة ابنة أبي القاسم عبد الرحمان بن الحسن بن أحمد بن
سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد (1) بن عبدوس الجرجاني الأصل النيسابوري الدار
الصوفي المعروف بالشعري وممن أجاز لها الإمام أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن
عمر الزمخشري.
وممن كتب إلى القاضي عز الدين المذكور من بغداد الشيخ المعمر الفاضل
عماد الدين أبو البركات إسماعيل بن علي بن أحمد بن إسماعيل الارجي المعروف
بابن الطبال سمع من عمر بن كرم جميع جامع أبي عيسى الترمذي بإجازته من
الكروخي بسنده.
وكذلك في التاريخ المذكور بالمدينة المشرفة أجاز لي المولى المسند العلامة
المورخ عفيف الدين عبد الله بن محمد بن أحمد بن خلف بن عيسى بن عساس (2) بن
يوسف بن بدر بن علي من ولد قيس بن سعد بن عبادة الخزرجي المدني المعروف
بالمطري نسبة إلى المطرية من ظاهر قاهرة الديار المصرية، وهي متنزه أهلها ومحل
فواكهها، جميع ما ألفه ورواه إجازة تلفظ بها.
فممن روى عنه سماعا مسند الشام بهاء الدين القاسم بن مظفر بن محمود بن
عساكر، وشمس الدين محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن جميل الدمشقيان وهما يرويان
عن الشيخ صاحب العوارف شهاب الدين السهروردي.
وممن أجاز له الحافظ الناقد النسابة شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدمياطي
وشهاب الدين أحمد بن إسحاق الاترفوهي وشيوخه تنيف على مائتي شيخ، كذا ذكره
كل ذلك كتابة في التاريخ المذكور.
وأجازا في ذلك التاريخ لمولانا السيد العلامة الحسيب النسيب تاج الدين
أبي عبد الله بن معية ولمولانا السيد الفقيه العلامة جمال الدين بن أبي طالب محمد ابن

(1) كذا بخطه، راجع هامش الأصل.
(2) بخط الشهيد رحمه الله على قوله (عساس) ينظر، راجع هامش الأصل.
71

شيخنا عميد الدين ولثمانية أنفس آخرين.
ووجدت بخط السيد تاج الدين بن معية تحت خط شيخنا الشهيد ما هذه
صورته (ما ذكره مولانا المولى الشيخ الامام العالم الفاضل الكامل المحقق العلامة
شمس الملة والحق والدين صحيح وورد علينا خط هذين الشيخين العالمين المذكورين
بتاريخ المحرم سنة خمس وخمسين وسبعمائة، وقد كتبا بذلك من المدينة شرفها الله
تعالى بالتاريخ المذكور، وذكر القاضي الأعظم عز الدين بن جماعة في خطه أن مولده
في المحرم سنة أربع وتسعين وستمائة.
وذكر شيخنا الشهيد الأول في بعض الإجازات المنسوبة إليه أنه يروي مصنفات
العامة ومروياتهم عن نحو من أربعين شيخا من علمائهم بمكة والمدينة وبغداد ومصر
ودمشق وبيت المقدس ومقام الخليل، ومن جملة من يروى عنه منهم الشيخ الجليل العالم
الكبير جمال الدين أبو أحمد عبد الصمد بن الخليل البغدادي شيخ دار الحديث بها، وقد
رأيت إجازته له بخط المجيز، وهو من الجودة والحسن في الغاية، وكان هذا الشيخ جليل
القدر، واسع الرواية، فأحببت إيراد نبذة من كلامه فيها قال بعد الحمد والصلاة:
يقول العبد الفقير المحتاج إلى الرحمة، عبد الصمد بن إبراهيم بن الخليل بن
إبراهيم بن الخليل قاري الحديث النبوي ببغداد قد أجزت للشيخ الامام العلامة
الفقيه البارع الورع الفاضل الناسك الزاهد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن مكي بن محمد
كاتب الاستدعاء بخطه الشريف زاده الله تعالى توفيقا ونهج له إلى محجة الفوز طريقا
أن يروي عني جميع ما يجوز لي وعني روايته مما قرأته أو سمعته يقرأه أو نوولته أو
أجيزت لي روايته أو كتب به إلى أو وجدته أو صنفته من كتاب أو نظمته من شعر أو
أنشائة من خطبة أو رسالة أو فصل وعظي أو مقامة، وكلما صح ويصح عنده أنه مما
يجوز روايته عني فله روايته عنى وقد تلفظت له بذلك.
ومما صنفته الأكسير في التفسير وهو مختصر رموز الكنوز وعيون العين في
الأربعين وكمال الآمال في بيان حال المآل وزين القصص في تفسير أحسن القصص
فسرت فيه سورة يوسف باستقصاء، وأخفياء الأصفياء، والرعاية بحال الرواية في
72

علوم الحديث - وعد جملة من تصانيفه ثم قال: ونظمت في مدح النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوا من
سبعين قصيدة منها ما يزيد على مائة بيت وأخذ في ذكر طرقه إلى أن قال:
وأجاز لي جمع كثير من أهل بلدنا وأهل دمشق وأهل الكوفة وغيرهم، ومن
أجل مشايخي الشيخ العلامة نادرة الزمان سيبويه العصر أثير الدين أبو حيان محمد بن
يوسف بن حيان الأندلسي نزيل مصر لقيته بمنى الشريفة، وسمعت من لفظه شيئا
من مصنفاته، وسمعت شيئا منها يقرأ عليه، وقرأت أنا عليه شيئا من مصنفاته،
وقصيدا من نظمه في مديح النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجزء ابن عرفة بسماعه على أصحاب
ابن كليب، وأجاز لي أن أروي عنه ما يجوز عنه روايته بلفظه، وكتب لي بذلك
خطه في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة ثم قال: ولو ذكرت كل من أجاز لي بنسبته مستوفى
وما سمعته بطرقه لطال الخطب.
ووجدت بخط والدي قدس الله سره في بعض مجاميعه حكاية صورة هذه
الإجازة، وحكى في أثرها عن الشيخ أبي حيان أنه ذكر في إجازته لهذا الشيخ أنه
أجاز له جميع ما رواه بجزيرة الأندلس وبلاد إفريقية وديار مصر والحجاز والشام
والعراق وأن من مصنفاته البحر المحيط أخذ فيه عن الزمخشري وفخر الدين الرازي وابن
عطية في كتابه المسمى بالوجيز، وعن أبي البقاء في إعرابه وغيرهم، وكتاب ارتشاف
الضرب من لسان العرب وعد جملة من كتبه إلى أن قال: ومن غريب ما صنفته كتاب
الادراك للسان الأتراك، وكتاب منطق الخرس للسان الفرس، وزهو الملك في نحو
الترك.
ثم قال: ومما تفردت بروايته في هذه البلاد كتاب سيبويه قرأته على الامام
شهاب الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر الحلبي عرف بابن النحاس قرأته
عليه جميعه قال: قرأته على الامام أبي محمد القاسم بن أحمد بن الموفق قال: قرأته
على تاج الدين أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي بسنده.
قال: وقد قرأت بلفظي الجزء الذي خرجته عن جماعة من شيوخي بالمغرب وغيره
وقصيدي الذي في مديح رسول الله صلى الله عليه وآله المسمى بالمورد العذب في عروض قصيد كعب،
73

فسمع ذلك الشيخ الامام العالم جمال الدين عبد الصمد بن إبراهيم بن خليل وسمع على
جميع جزء ابن عرفة، وقرء الشيخ جمال الدين عبد الصمد علي وعلى معتقتي أم حيان
زمرد جميع الجزء الذي خرجته لها عن شيوخها، وجميع ما تضمنه الجزء سماع
لي عن شيوخها وكان هذا الفراغ والقراءة بمنى في أرض الحجاز يوم السبت الثالث
لذي حجة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة.
ويروى والدي قدس الله نفسه عن جمع من العامة أيضا قراءة وسماعا وإجازة،
وقد رأيت بعض إجازاتهم له، وكان أكثرها مجموعا في كتاب مفرد ذكره في فهرست
كتب خزائنه، وكأنه أخذ في جملة الكتب التي انتهبها بعض الأعداء في حياته ره
ولم أره، ولكني وجدت بخطه ذكر من روى عنه منهم إجمالا، ورأيت في بعض
مجاميعه تفصيلا لروايته عن بعضهم، فأنا أورد من ذلك ما وجدته مقتصرا فيما
فصله على المهم.
فمن جملتهم الشيخ محمد بن طولون الدمشقي الصالحي الحنفي ذكر أنه قرء عليه
جملة من الصحيحين وأجاز له روايتهما مع ما يجوز به روايته في شهر ربيع الأول سنة
اثنين وأربعين وتسعمائة، وإجازة هذا الشيخ موجودة عندنا بخطه وقد عني فيها
بذكر الطرق إلى رواية الصحيحين، وأورد في هذا المعنى فنونا غريبة يشهد باتساعه
في الرواية وحسن ضبطه وفي التعرض لذكرها تحمل لكلفة التطويل من غير طائل، نعم
لا بأس بايراد طريق منها يؤنس بروايتهم المتأخرة.
فمما ذكره في طرق رواية صحيح البخاري أنه يرويه عن شيخه أبي عمر يوسف
ابن حسن العمري سماعا قال: أخبرنا به عاليا أبو عبد الله محمد بن أحمد الخطيب في
كتابه إلى من القاهرة وأم عبد الرزاق خديجة بنت عبد الكريم الأرنوي بقرائتي
عليها لثلاثياته وجملة أخرى منه، ومشافهة لسايره، قالا أخبرتنا أم محمد بنت عبد الهادي
قالت: أخبرنا أبو العباس الحجار الحنفي قال: أخبرنا أبو عبد الله بن الزبيدي الحنبلي
قال: أخبرنا أبو الوقت السجزي قراءة عليه ونحن نسمع، قال: أخبرنا أبو الحسن
الداودي قال، أخبرنا أبو محمد السرخسي قال: أخبرنا أبو عبد الله الفربري قال: أخبرنا
74

أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري.
ومما ذكره في طرق رواية صحيح مسلم أنه يرويه عن أبي بكر محمد بن أبي بكر
ابن أبي عمر سماعا قال: أخبرنا أبو الحسن بن عروة بقراءتي عليه قال: أخبرنا
أبو زكريا الرحبي قال: أخبرنا الحافظ أبو الحجاج المزي قال: أخبرنا المشايخ
الخمسة أبو حامد الصابوني وأبو محمد بن غنيمة وأبو بكر بن يونس والرشيد العامري
سماعا عليهم والتاج بن أبي عصرون بقرائتي عليه، قال الصابوني وابن غنيمة وابن أبي
عصرون قال: أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي قال: ابن غنيمة قراءة عليه
وأنا أسمع وقال الآخران: في كتابه إلينا منها، وقال ابن يونس والعامري وأبو حامد
أيضا أخبرنا أبو القاسم الحرستاني قراءة عليه ونحن نسمع قال الطوسي والحرستاني:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي أما الطوسي فقراءة عليه وهو يسمع وأما الآخر
ففي كتابه إليه من نيسابور، قال الفراوي: أخبرنا أبو الحسين الفارسي قال: أخبرنا
أبو أحمد الجلودي قال: أخبرنا أبو إسحاق الفقيه قال: حدثنا الحافظ أبو الحجاج
مسلم بكتابه.
ووجدت بخط والدي على أثر إجازة هذا الشيخ ذكر جملة من طرق روايته
لكثير من كتب السلف فأحببت إيراد شئ منها بصورة ما وجدته وهي هكذا:
يروى الشيخ شمس الدين بن طولون التيسير عن جماعة منهم أبو الفتح محمد بن محمد
المزي، عن أبي العباس أحمد بن علي بن حجر، عن أبي إسحاق إبراهيم بن أحمد
التنوخي، عن أبي عبد الله محمد بن جابر الواداشي، عن أبي العباس أحمد بن محمد بن الغماز
عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن سلمون.
ح: قال ابن حجر: وأنبأنا به عاليا أبو العباس أحمد بن أبي بكر الحنبلي عن
الفخر عثمان بن محمد البوذري، عن أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن رشيق، عن أبي عبد الله
محمد بن زرقون المغربي، عن أبي العباس أحمد بن محمد الخولاني، عن المولف.
وذكر طريقا آخر إلى رواية هذا الكتاب ثم قال: وأعلى منه عن الشيخ
أبي الفتح محمد بن محمد المزي، عن أبي الخير محمد بن محمد الجزري، عن أبي العباس
75

أحمد بن أبي عبد الله الحسين بن سليمان بن فزاره الحنفي، عن والده به.
ثم قال: قال الشيخ شمس الدين وهذه الطريق أعلى إسناد يوجد اليوم في الدنيا
متصلا بهذا الكتاب.
ويروي الشاطبية عن جماعة منهم أبو زكريا يحيى بن عبد الله الصالحي، عن
أبي حفص عمر بن يعقوب الصالحي، عن الزين عمر بن أبي المعالي محمد بن محمد اللبان
عن والده وأبي محمد عبد الوهاب بن يوسف بن السلار وأبي عبد الله محمد بن أحمد العسقلاني
إمام جامع طولون والبرهان إبراهيم بن أحمد الشامي.
قال ابن يعقوب: وأنبأنا بها عاليا أبو العباس أحمد بن أبي بكر السرمساحي، عن
الشيخ غرس الدين أبي الصفا خليل أن الشيخ شمس الدين محمد بن الناظم أنبأه ومنهم
الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان القبيباتي الضرير، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن
النجار، عن المعمر زين الدين طاهر، عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الخالق
الشهير بالصائغ.
ومنهم أبو البقاء محمد بن أبي بكر بن أبي عمر عن أحمد بن حجر، عن البرهان
إبراهيم بن أحمد الشامي.
ومنهم وهو أعلى من الجميع عن العلامة فتح الدين محمد بن محمد الآفاقي، عن
أبي الخير محمد بن محمد بن محمد الدمشقي، عن التقي أبي محمد عبد الرحمان بن أحمد البغدادي
عن التقي محمد بن أحمد الصائغ وقرأ بها على أبي الحسن علي بن شجاع العباسي الضرير
صهر الشاطبي وقرأ بها هو والسخاوي على ناظمها.
قال الشيخ شمس الدين: وهذه الطريق لا يوجد اليوم لهذا الكتاب في الدنيا
أعلى منه، هكذا مسلسل إلى الناظم لمشايخ الأقراء قرء الناظم بكتاب التيسير على
أبى الحسن علي بن محمد بن هذيل وقرء به على أبي داود سليمان بن نجاح المقرى و
قرء به هو وابن البيان على مؤلف التيسير أبي عمرو عثمان بن سعيد الداني.
ويروي صحاح الجوهري، عن أبي بكر محمد بن أبي بكر بن أبي عمر بقراءته
عليه لبعضه وشفاها لبقيته عن أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر، عن أبي الخير أحمد
76

ابن أبي سعيد العلائي، عن الرضى إبراهيم بن محمد الطبري، عن أبي الحسن علي بن
هبة الله بن سلامة، عن أبي محمد عبد الله بن برى النحوي، عن أبي يعلى محمد بن حمزة
ابن الغزي، عن أبي القاسم علي بن جعفر بن القطاع، عن أبي بكر محمد بن عبد البر
التميمي، عن أبي عبد الله محمد بن إسماعيل النيسابوري، عن أبي نصر إسماعيل بن
حماد الجوهري.
ويروى كتاب مجمل اللغة لابن فارس عن أبي الفتح محمد بن محمد المزي، عن
الشهاب أحمد بن علي الكناني، عن أبي يعلى الحسن بن أحمد الفاضلي، عن الشرف
يونس بن إبراهيم الدبوسي، عن أبي الحسن علي بن الحسين بن المقير، عن أبي الفضل
محمد بن ناصر الحافظ، عن أبي القاسم عبد الوهاب بن محمد بن منده عن مؤلفه، وكذا جميع
تصانيفه.
ويرويه أيضا عاليا عن شيخه يحيى بن محمد الحنفي، عن عائشة ابنة محمد الصالحي
عن الشرف يونس بن إبراهيم ببقية الاسناد.
ويروي كتاب فقه اللغة وسر العربية لأبي منصور الثعالبي، عن أبي بكر محمد
ابن أبي بكر بن أبي عمر، عن الشهاب أحمد بن علي الكناني، عن أبي علي الحسن بن
أحمد الفاضلي.
ح: وعاليا عن يحيى بن محمد الحنفي، عن عن أم عبد الله عائشة ابنة محمد العمري
كليهما، عن الشرف يونس بن أبي إسحاق الدبوسي، عن أبي القاسم عبد الرحمن بن
مكي سبط السلفي، عن جده أبي طاهر أحمد بن محمد بن سلفه، عن أبي عبد الله محمد بن
بركات الزاهد، عن أبي عمر الحسين بن محمد النيسابوري، عن مؤلفه.
ويروي كتاب الغريبين للهروي، عن الفتحي محمد بن الشمس العاتكي، عن
أبي العباس أحمد بن عثمان المصري، عن العز عبد العزيز بن محمد بن جماعة، عن
أبي الفرج عبد الرحمان بن عبد اللطيف الحراني، عن أبي محمد عبد الوهاب بن
سكينة الزاهد، عن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي، عن أبي عثمان إسماعيل
ابن عبد الرحمان الصابوني وأبي عمر عبد الواحد بن أحمد المليحي، عن مؤلفه.
77

ويروي كتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب للجمال عبد الله بن يوسف بن
هشام النحوي، عن أبي المحاسن يوسف بن حسن المقدسي، عن أبي العباس أحمد بن
هلال الأزدي، عن أبي بكر بن الحسين المدني، عن مؤلفه.
ومن جملة من يروى الوالد - ره - عنه، الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي الخير
الغزي ذكر أنه اجتمع به بغزة وأجاز له إجازة عامة.
ومنهم الشيخ شهاب الدين أحمد الرملي الشافعي ذكر أنه قرأ عليه وسمع
كتبا كثيرة وأجاز له إجازة عامة بما يجوز له روايته في سنة ثلاث وأربعين و
تسعمائة بمصر.
ومنهم الشيخ شهاب الدين بن النجار الحنبلي ذكر أنه قرء عليه جملة من
الكتب وسمع عليه كثيرا أيضا ومما سمعه الصحيحان وأنه أجاز له جميع ما قرأه
وسمعه وما يجوز له روايته في السنة المذكورة، وهذه الإجازة عندنا أيضا بخط
المجيز.
ومنهم الشيخ الفاضل الكامل عبد الحميد السمهوري ذكر أنه قرء عليه جملة
صالحة من مغني اللبيب لابن هشام وسمع عليه جملة من الفنون وأجاز له إجازة
عامة.
ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر الفرضي الشافعي ذكر أنه قرء عليه
كتبا كثيرة في الحساب والفرايض وأجاز له إجازة عامة.
ومنهم الشيخ شمس الدين محمد بن أبي النجا النحاس ذكر أنه قرأ عليه الشاطبية في
القراءات والقرآن العزيز للأئمة السبعة وأنه شرع ثانيا يقرء للعشرة ولم يكمل
الختم بها.
ومنهم الشيخ المحقق ناصر الدين اللقاني المالكي ذكر أنه سمع عليه جملة
من الفنون وقال: أنه محقق ذلك الوقت وفاضل تلك البلد، وأنه لم ير بالديار
المصرية أفضل منه.
78

وعد جماعة آخرين قرء عليهم وسمع ولم يذكر أن له منهم إجازة، فلم نر
في ذكرهم هنا كثير فائدة، وكل هؤلاء المذكورين بعد الرملي مصريون أيضا.
ومن جملة من يروي عنه من أهل الخلاف السيد الجليل الفاضل عبد الرحيم
العباسي وجدت بخطه في بعض مجاميعه ما صورته: أروي القاموس عن السيد عبد الرحيم
العباسي القاطن بمدينة قسطنطينية سنة اثنتين وخمسين وتسعمائة عن العلامة شيخ
الاسلام محب الدين الشحنة الحنفي إجازة سنة ثمان وسبعين وثمانمائة سماعه
له من الحافظ البرهان المحدث بحق سماعه له من المؤلف، وذكر له عنه رواية
أخرى لغير هذا الكتاب ليست بمهمة فلم أذكرها ولم أقف له على رواية عامة عنه.
وكان هذا السيد من أجلاء أهل عصره، وله في الأدب قدم راسخ، رأيت من
تصانيفه قطعة من شرحه لأبيات تلخيص المفتاح في المعاني والبيان، وهي شاهدة بما
ذكرناه، وله نظم رائق رأيت منه جملة بخط الوالد وجملة بخطه هو كانت عند الوالد
قدس سره وكان اجتماعه به في قسطنطينية ورأيت له كتابة إلى الوالد تدل على كثرة
مودته له، ومزيد اعتنائه بشأنه، وعلى هذا القدر يقطع الكلام، وإن كان للزيادة
بعد مجال فان فيه كفاية إنشاء الله، والحمد لله رب العالمين وصلواته على سيدنا محمد
المصطفى وعترته الطاهرين.
وكتب بخطه العبد الضعيف الفقير إلى رحمة الله سبحانه وعفوه حسن بن
زين الدين بن علي بن أحمد بن جمال الدين بن تقي الدين بن صالح بن شرف العاملي
عامله الله بفضله ورأفته وأوزعه شكر نعمته حامدا لله على آلائه مصليا على أشرف الأنبياء
وآله، مسلما مستغفرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أقول: وجدت هذه الإجازة بخط مؤلفها قدس الله روحه وعرضتها عليها
مرارا فصحت حسب الجهد والطاقة.
79

64.
صورة إجازة (1)
الشيخ علي بن هلال الكركي (2) ثم الأصفهاني للمولى المحقق مولانا ملك
محمد (3) بن سلطان حسين الأصفهاني قدس الله روحهما.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المتعالى عن صفات المخلوقين، المنزه عن
نعوت الناعتين، المبرء مما لا يليق بوحدانيته، المرتفع عن الزوال والفناء بوجوب
إلهيته، والصلاة والسلام على أشرف خليقته، وأفضل بريته، محمد سيد المرسلين وعلى
آله الطاهرين وأطائب عترته صلاة تتعاقب عليهم تعاقب الأزمان وتترادف كل حين
وأوان.
وبعد فان أعز الاخوان على وأجلهم لدي الفاضل الوحيد الكامل الفريد
النادر في الفنون العلمية من فقهية وحكمية، الأرشد الأسعد مولانا معز الدنيا
والدين، ملك شمس الدين محمد الأصفهاني المحتد والمولد زاد الله في ارتقاه، وبلغه
مآربه في أولاه واخراه، قد تردد إلى عند هذا الفقير الكاتب الحقير مدة من الزمان
وبرهة من الاوان، بعد أن استفاد من العلماء الأعلام من الفنون العلمية وجملة من

(1) الذريعة ج 1 ص 223 في رقم 1168
(2) هو الشيخ الجليل والعالم النبيل والفقيه النبيه الشيخ علي بن هلال الكركي
الأصفهاني المتوفى بعد سنة 984 قال صاحب الروضات: هو الشيخ العالم الأمين والحبر
العامل الرزين زين الملة والحق والدين أبو الحسن علي بن هلال الجزايري مولدا والعراقي
أصلا ومحتدا هو من جملة مشايخ إجازتنا المعروفين وأعاظم علمائنا المحمودين المسعودين
وأساتيذ قراءة المحقق الشيخ على ويروى عنه جماعة مثل الشيخ محمد بن أبي جمهور
الأحسائي ومن في طبقته. الروضات ص 401 - فوائد الرضوية ص 340.
(3) هو المولى المحقق معز الدين ملك محمد بن سلطان حسين الأصفهاني كما ذكره
صاحب الروضات في ضمن ترجمة علي بن هلال الجزايري المذكور.
80

الاحكام، مكتسبا للفوائد مقتنصا للفرائد مكبا على تحصيل ذلك، وتحقيق ما أشكل
من المسائل هنالك.
فلعمري لقد وجدته حريا بتنقيح كل ما يلقى عليه، بصيرا بدراية ما يتلى عليه
ففي خلال ذلك قرأ ويسمع بقراءة غيره جملة من بعض الكتب الأصولية والفروعية
كالكتاب المعتبر النبيه المسمى بمن لا يحضره الفقيه فإنه قد قرأه من أوله مع الاجلاء
من القوم إلى مباحث الصوم قراءة بحث وإتقان، وتدقيق وتبيان، يشهد بجزيل فضله
وكمال إدراكه، وغزارة علمه ونبله، وكتاب قواعد الأحكام وشرحها لشيخنا العلامة
الفهامة أعلى الله درجته في دار الجنان، وجملة من حواشيه المدونة على غير الكتاب.
وقد طلب من هذا الفقير الإباحة له فيما قراه، والإجازة فيما حققه ودراه
جريا على منوال القوم، ولم أزل مسوفا ذلك من يوم إلى يوم حتى جد في الطلب،
ولم يسعني التقاعد عن ذلك في ولاء المجتنب، فأجبته إلى ما سأل وبلغة ما أمل، وكتبت
هذه السطور المنهية عند شمسة من طرق المأمول المذكور، حيث كنت مرخصا في ذلك
من مشايخي رضوان الله عليهم وأرضاهم، وأسكنهم في جنانه من منازلها العالية منيتهم
ومناهم.
أولهم السيد الأيد الفائق على أقرانه، والمتبحر في العلوم بين أهل زمانه،
الورع الزاهد الدائب العابد الحسيب الأفخر السيد تاج الدين حسن بن السيد
جعفر الأطراوي العاملي برد الله مضجعه، ورفع في الجنان مقامه وموضعه فاني أنقل
عنه بلا واسطة.
وثانيهم وثالثهم الشيخان الأمجدان الأفضلان الأعلمان الأكملان الأورعان:
الشيخ أحمد البيضاوي النباطي والشيخ أحمد بن خاتون العيناثي العاملي، جمع الله لهما
بين كرامتي الدنيا والآخرة، بمحمد وآله والعترة الطاهرة، فاني أنقل عنهما أيضا
بدون واسطة.
والرابع الشيخ الفاضل الورع البهي النقي الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي
فان اتصالي إليه بالإجازة الصادرة منه لهذا الفقير في جميع مؤلفاته ومجازاته بطرقه
81

إلى مشايخه المضبوطة في أماكنها المثبتة في مظانها.
وخامسهم أصلهم وأنسبهم وأنفسهم وأكسبهم وأجلهم وأكملهم وأعلمهم وأعملهم
بل شيخ المشايخ على الاطلاق، والرحلة في جميع الآفاق، مرجع الأفاضل بالاستحقاق
الذي يقصر عن بيان قليل كمالاته لساني، ويعجز عن نشر شرذمة من مدائحه بياني
العلي العالي زين الملة والدنيا والدين علي بن عبد العالي تغمده الله بغفرانه، وأسكنه
بحابح جنانه، مع النبي المختار والأئمة الأطهار والهداة الأبرار صلوات الله وسلامه
عليهم أجمعين فإنما أنقل عنه مشافهة دون واسطة بها.
وها أنا قد أجزت جميع ما أجيز لي عنهم خصوصا عن شيخي المتأخر الأكمل
المتبحر، وهذه عبارته في إجازته لي، وبها يستفاد الطريق إلى المشايخ المؤلفين
بالتحقيق، بعد أن شرح وبين المقرو من مؤلفات العلامة المحقق الفهامة، والسعيد
السديد الشيخ الشهيد رحمهم الله تعالى.
قال: وقد أجزت له رواية ذلك كله عني ورواية ما يجوز لي وعني روايته
بالأسانيد الثابتة إلى المشايخ، فأما الألفية فاني أرويها مع ساير مصنفات مصنفها
عن الشيخ الأجل المعمر الرحلة شيخ الاسلام، ملحق الأحفاد بالأجداد، علامة
المتأخرين، زين الدين أبي الحسن علي بن هلال نور الله مضجعه وطهر مرقده، عن
شيخه الشيخ الأجل الزاهد العابد الفقيه الأوحد أبي العباس جمال الدين أحمد بن فهد
الحلي قدس الله لطيفه عن الشيخ السعيد الفقيه الاجل أبي الحسن زين الدين علي بن
الخازن الحائري رفع الله في محل القدس مكانه عن الشيخ السعيد الشهيد تغمده الله
برضوانه.
وبهذا الاسناد جميع مصنفات الشيخ الامام الأوحد الحبر البحر جمال الدين
أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر برواية شيخنا السعيد الشهيد لها من شيخيه
الامامين السعيدين الأجلين الفقيهين فخر الدين أبي طالب محمد بن المطهر وعميد الدين
أبي عبد الله عبد المطلب بن الأعرج الحسيني عن الامام المصنف قدس الله أرواحهم
الطاهرة أجمعين.
82

وبهذا الاسناد جميع مصنفات الشيخ الامام السعيد المحقق شيخ الاسلام
نجم الدين أبي القاسم جعفر بن سعيد الحلي قدس الله روحه ونور ضريحه، بحق رواية
الامام جمال الدين لها عنه بلا واسطة.
وأجزت له رواية ما صنفته وألفته والعمل بما وضح وصحت نسبته إلى من
الفتاوي، خصوصا ما استقر عليه رأيي مما تضمنته المختصرات التي جرى بها قلمي،
وشرح القواعد وغيرها، فليروها كما شاء وأحب محتاطا وفقنا الله جميعا لما يحب
ويرضى.
وكتب ذلك بيده الفانية الفقير الضعيف المستغفر من ذنوبه علي بن عبد العالي
بالمشهد المقدس الغروي على مشرفه الصلاة والسلام والتحية والاكرام لاثني عشرة إن
بقيت من شهر شعبان المبارك سنة أربع وثلاثين وتسع مائة.
وكتب الفقير الحقير الدايب التقصير علي بن هلال الكركي، عامله الله بلطفه
الخفي بمحمد وعلى صلوات الله عليهما وعلى آلهما الطاهرين في العشر الثاني من صفر
ختم بالخير والظفر من سنة أربع وثمانين وتسعمائة في بلدة إصفهان.
83

65.
صورة إجازة (1)
من الشيخ عبد العالي (2) بن الشيخ علي الكركي للسيد الأمير محمد باقر الداماد
رضي الله عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هو أهله ومستحقه، والصلاة والسلام
على خير خلقه محمد وعترته الطاهرين.
وبعد فان الولد الأعز الحسيب النسيب، سلالة السادات الأطهار، جامع

(1) الذريعة ج 1 ص 202 في رقم 11055.
(2) هو الشيخ عبد العالي بن نور الدين بن علي بن عبد العالي الكركي كان فاضلا
فقيها محدثا متكلما عابدا من المشايخ الاجلاء يروى عن والده وغيره من معاصريه له رسالة
في القبلة عموما وفى قبلة خراسان خصوصا.
وذكره السيد مصطفى في كتابه (نقد الرجال) جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن
نقى الكلام كثير الحفظ كان من تلاميذ أبيه قدس الله سره ورفع في الجنان قدره قد تشرفت
بخدمته رضي الله عنه.
وفى رياض العلماء: هو العالم الفاضل الجليل وقد كان ظهر الشيعة وظهيرها بعد أبيه
ورأس الامامية اثر والده قال وكان معاصرا لاميرزا مخدوم الشريفي السنى صاحب كتاب
نواقض الروافض وبينهما مناظرات ومباحثات في الإمامة وغيرها.
وفى تاريخ عالم آراء ما معناه: ان الشيخ عبد العالي المجتهد كان من علماء دولة السلطان
شاه طهماسب وبقى بعده أيضا وكان في العلوم العقلية والعقلية رئيس أهل عصره وكان حسن
النظر جيد المحاورة وصاحب الأخلاق الحسنة وجلس على مسند الاجتهاد بالاستقلال وكان أغلب
اقامته بكاشان ويشتغل فيها بالتدريس وإفادة العلوم ويعين جماعة لفصل القضايا الشرعية
والاصلاح بين الناس ويتوجه بنفسه أحيانا لذلك وإذا جاء إلى معسكر الشاه طهماسب
يبالغ في تعظيمه وتكريمه وكان بابه قدس سره مرجعا للفضلاء والعلماء وأكثر علماء عصره
أذعن لاجتهاده ويعمل على قوله في الفروع والأصول وهو في الحقيقة زينة لبلاد إيران
توفى - ره - في سنة 993 في أصفهان وانتقل منه إلى المشهد المقدس ودفن في
دار السيادة. فوائد الرضوية ص 232 - لؤلؤة البحرين ص 134 - نقد الرجال
ص 188.
84

الفضائل والكمالات، صاحب الفهم الثاقب، والحدس الصائب السيد محمد باقر (1) ولد
المرحوم المبرور المغفور السيد محمد الاسترآبادي قد اطلعت على حاله وأنه مع حداثة
سنه قد اطلع على كثير من المباحث، وله فيها تحقيقات حسنة، وتصرفات قوية،

(1) هو السيد العلامة الأمير محمد باقر بن محمد الحسيني الاسترآبادي الشهير
بالداماد والعالم النقاد ذو الطبع الوقاد الذي حلى بعقود نظمه وجواهر نثره عواطل
الأجياد وسبق بجواد فهمه الصافنات الجياد بلغه الله أقصى المراد يوم التناد.
ذكره أكثر أرباب المعاجم وأطروه واثنوا عليه وممن ترجم له ترجمة مفصلة السيد
الخوانساري في روضات الجنات وشيخنا الحر العاملي والمحدث النوري وصاحب سلافة
العصر (السيد علي خان) ومما قال في اطرائه والله ان الزمان بمثله لعقيم وان مكارمه لا يتسع
لبثها صدر رقيم وانا برئ من المبالغة في هذا المقال وبرقمي يشهد به كل وامق
وقال:
وإذا خفيت على الغبي فعاذر * ان لا تراني مقلة عمياء
ان عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدى به، أو الآداب فهو مؤملها الذي يتعلق
بأهدابه إلى أن قال: أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الأسود في الأجم، أو الرياسة
فهو كبيرها الذي تسلطه سلطان العجم وكان الشاه عباس الصفوي اضمر له السوء مرارا
وامر له حبل غيلته امرارا خوفا من خروجه عليه وفرقا من توجه قلوب الناس إليه فحال دونه
ذو القوة والحول وأبى الا ان يتم عليه المنة والطول ولم يزل موفور العز والجاه مالكا سبل
الفوز والنجاة.
توفى - ره - في سنة 1041 في ذي الكفل وحمل إلى النجف الأشرف ودفن في
جوار جده أمير المؤمنين عليه السلام وقال صاحب نخبة المقال في رثائه وتاريخ وفاته:
والسيد الداماد سبط الكركي * مقبضه الراضي (1042) عجيب المسلك
وقال ملا عبد الله كرماني:
فغان از جور أين دهر جفا كيش * كز أو گردد دل هر شاد ناشاد
ز أولاد نبي داناى عصري * كه مثلش مادر أيام كم زاد
محمد باقر داماد كز وى * عروس فضل ودانش بود دلشاد
خرد از ما تمش گريان شد وگفت * عروس علم ودين را مرده داماد
له تصنيفات رشيقة وتأليفات دقيقة منها قبسات، صراط المستقيم، حبل المتين،
شارع النجاة، عيون المسائل، نبراس الضياء، خلسة الملوك، تقويم الايمان، الأفق المبين
الرواشح السماوية، السبع الشداد، ضوابط الرضاع، سدرة المنتهى وغيرها وله اشعار رشيقة
بفارسية وعربية ومنها في مدح علي عليه السلام:
كالدر ولدت بايما الشرف * في الكعبة واتخذتها كالصدف
فاستقبلت الوجوه شطر الكعبة * والكعبة وجهها تجاه النجف
ومنه
در كعبه قل تعالوا از مام كه زاد * از بازوى باب حطه خيبر كه گشاد
بر ناقة (لا يؤدى الا) كه نشست * بر دوش شرف پاى كراسي كه نهاد
وله أيضا:
أي ختم رسل دو كون پيرايه تست * أفلاك يكى منبر نه پايه تست
گر شخص تو را سايه نيفتد چه عجب * تو نوري وآفتاب خود سايه تست
أمل الآمل ص 65 روضات الجنات ص 114 - 116 سلافة العصر ص 485 -
فوائد الرضوية ص 418 مستدرك الوسائل ج 3 ص 418 - لؤلؤة البحرين ص 132.
85

وإني أجزته أن ينقل ما وصل إليه وظهر لديه أنه من أقوالي وأن يعمل به وأن
يروي مصنفات والدي المرحوم المغفور علي بن عبد العالي وأن يروى جميع مالي
رواية عن مشايخي الاعلام مراعيا لي وله طريق الاحتياط مواظبا على محافظة
الشرائط بين أهل العلم، وكتب عبد العالي بن علي بن عبد العالي حامدا مصليا مسلما
والحمد لله وحده. [موضع مهر]
86

66.
صورة إجازة (1)
من الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي للأمير محمد باقر الداماد قدس
سره أيضا.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كثيرا على نعمه وإفضاله، وصلاته وسلامه
على سيدنا محمد النبي الأمي وآله.
وبعد فان الولد الأعز الأمجد الأكمل الأرشد السيد السند
الأوحد السيد محمد باقر ابن السيد الجليل النبيل الأصيل شمس الدين محمد الاسترآبادي
نور الله تربته ممن قد صرف جملة من عمره على تحصيل فنون العلم، وفاق على أقرانه
بجميل الفهم وتميز في سلوكه في شعب العلم وفنونه مع صغر سنه وغضاضة غصونه،
وقد التمس مني الإجازة لما أرويه من الأحاديث مع ضيق المجال، وتشتت الحال
وأجبت ملتمسه تقربا إلى آبائه الطاهرين، وجعلت ذلك ذخرا لي يوم الدين وأجزت
له رواية ما يجوز لي روايته من أحاديث أئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين
بطرقي المقررة إذا صحت لديه، أفاض الله تعالى عليه فليرو ذلك كما شاء لمن شاء
وأحب محتاطا.
قال ذلك بلسانه ورقمه ببنانه، مفتقر رحمة ربه الأوحد حسين بن عبد الصمد
في شهر رجب الفرد سنة ثلاث وثمانين وتسعمائة.

(1) الذريعة ج 1 ص 185 - في رقم 960.
87

67.
صورة إجازة (1)
الشيخ أحمد (2) بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي للمولى عبد الله (3) بن
حسين التستري - ره -.
بسم الله الرحمن الرحيم قال إني عبد الله آتاني الكتاب.
الحمد لله مبين طريق الحق وموضح دليله، وموفق من اختار من العباد لمعرفة

(1) الذريعة ج 1 ص 146 في رقم 684
(2) هو الشيخ العالم الزاهد الفاضل العابد الشاعر الأديب صاحب قيود وحواشي
ومؤلفات منها مقتل الحسين عليه السلام قرأ عليه مولانا الأردبيلي واستجاز منه فاجازه.
وفى الامل: الشيخ أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي يروى عنه الشهيد الثاني
كان عالما فاضلا صالحا له كتاب مقتل الحسين: أمل الآمل ص 7 - فوائد الرضوية
ص 41.
(3) هو الشيخ عبد الله بن الحسين التستري عز الدين الشيخ الأجل مروج الملة والدين
ومربي الفقهاء والمحدثين وتاج الزهاد والناسكين جامع المعقول والمنقول مجتهد في
الفروع والأصول أعلى الله مقامه وضاعف اكرامه.
وفى الامل، مولانا عبد الله بن الحسين التستري كان من أعيان العلماء والفضلاء و
الثقات روى عن الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي عن الشيخ علي بن
عبد العالي الكركي مات سنة 1002.
وذكره السيد مصطفى التفريشي في رجاله وقال: عبد الله بن الحسين التستري مد ظله
العالي شيخنا واستاذنا الامام العلامة المحقق المدقق جليل القدر عظيم المنزلة دقيق الفطنة
كثير الحفظ وحيد عصره وفريد دهره وأورع أهل زمانه ما رأيت أحدا أوثق منه لا يحصى
مناقبه وفضائله قائم الليل صائم النهار وأكثر هذا الكتاب من تحقيقاته جزاه الله تعالى عنى
أفضل جزاء المحسنين له كتب منها شرح قواعد الحلى.
وذكره المولى محمد تقي المجلسي في شرح الفقيه وأثنى عليه وقال في وصفه: الشيخ
الجليل والامام النبيل ذو الأخلاق الطاهرة الزكية والنفس الزاهرة الملكية.
توفى رحمه الله في 26 محرم الحرام سنة 1021 في أصفهان وانتقل جسده الشريف
بعد سنة صحيحا طريا طيبا إلى كربلا ودفن في جوار مولانا المظلوم الامام أبى عبد الله
الحسين الشهيد (ع) وشيعه أكثر من مائة ألف نفر من المسلمين وصلى عليه العلامة الأمير
محمد باقر الداماد الحسيني - ره -.
أمل الآمل ص 49 - روضات الجنات ص 365 - الذريعة ج 5 ص 65 تحت عنوان
جامع الفوائد في شرح القواعد و ج 14 ص 19 تحت عنوان شرح قواعد الأحكام - فوائد
الرضوية - ص 245 لؤلؤة البحرين ص 141 نقد الرجال ص 197.
88

جمله وتفاصيله، والصلاة والسلام على المبعوث بالدين الحسن الصحيح في فروعه و
أصوله، المنعوت بالخلق العظيم من ربه عز وجل في تنزيله، وعلى آله الموثوق بهم
في تحرير قواعد شرعه وبيان سبيله، الحافظين له من درس دروسه وضعف فصوله،
ما دار فلك وأخلص ملك في تكبيره وتهليله.
وبعد فان العلوم سيما الشرعية، وما يتوقف عليه، من أكمل الرغايب، و
أفضل المطالب، وأشرف المناقب، وأنفس ما أنفقت فيه الأيام وتوجهت إليه همم
الأنام، ولما كان الأخ الأعز الاجل الأوحد المحقق المدقق، إنسان عين
الأصحاب المتقين، وعين إنسان الأحباب على اليقين مولانا الملا عبد الله بن حسين
التستري رفع الله قدره، وأجزل ذكره ممن حصل منها أوفر سهم وأولاه، وحصل
على أكبر قسم وأعلاه.
بعد أن ذاق مرارة الاغتراب عن وطنه، وخاض غمرات الأهوال في سفره حزنه
وسهله، ومن الله عليه بحج بيته الحرام، وزيارة قبر رسوله، عليه وآله الصلاة والسلام
والحلول ببلدتنا عيناثا حرسها الله من قرى الشام، التمس من أخيه ومحبه الفقير
الحقير، المعترف بالقصور والتقصير، أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي
89

أن أجيز له ما أجيز لي روايته.
فامتثلت أمره طاعة وبرا، وإن كان أدام الله ظلاله أرفع رتبة وأجل قدرا،
وأجزت له أن يروى عني جميع ما يجوز لي عني روايته من أصول وفروع، ومعقول
مشروع، مما صنفه علماؤنا السابقون، وسلفنا الصالحون رحمهم الله على اختلاف
أنواعها، وتعدد أنحائها.
فمن ذلك كتب الشيخ الأجل الامام شيخ الاسلام مقتدى الأنام، الشيخ
أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه الطاهرة، ورفع قدره في الدنيا
والآخرة بحق روايتي لها عن جمع من الأخيار أجلهم الشيخ الأجل الفرد العلم
الوالد الشيخ نعمة الله خرق الله العادة بطول عمره عن والده الشيخ الامام الرحلة القدوة
عمدة المخلصين وزبدة المحصلين الشيخ شهاب الدين أحمد عن والده الامام البحر القمقام
علامة أبناء عصره في البيان والمعاني، فهامة رؤساء دهره في الألفاظ والمعاني، شمس -
الدين محمد قدس الله روحهما ونور ضريحهما عن الشيخ الأجل جمال الدين أحمد بن
الحاجي علي العيناثي، عن الشيخ زين الدين جعفر بن الحسام، عن السيد الاجل
الحسن بن أيوب الشهير بابن نجم الدين، عن الامام العلامة السعيد الشهيد محمد بن
مكي، عن شيخيه الامامين الأعلمين الشيخ محيي الدين والسيد عميد الدين، عن
شيخهما بل شيخ الاسلام وعميد الفقهاء الاعلام الشيخ الأعرف الأشهر جمال الدين
الحسن بن المطهر، عن والده الامام سديد الدين يوسف، عن شيخه الامام نجيب الدين
ابن نما الحلي، عن الشيخ الأجل الأوحد المحقق المنقب شمس الدين محمد بن إدريس
عن عربي بن مسافر العبادي، عن إلياس بن هشام الحايري، عن أبي على المفيد، عن
والده أبي جعفر المصنف رحمهم الله تعالى.
وأعلى من ذلك عن ابن إدريس، عن الامام جمال الدين هبة الله بن رطبة السوراوي
عن المفيد أبي علي، عن والده.
ويرويها الامام الشهيد أيضا عن الامام السعيد جلال الدين أبي محمد الحسن بن
نما، عن الشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد، عن السيد الإمام المرتضى محيي الدين
90

أبي حامد محمد بن زهرة الحسيني الحلبي الإسحاقي طاب ثراه، عن الامام رشيد الدين
أبي جعفر محمد بن علي بن شهرآشوب المازندراني، عن أبي الفضل الداعي والسيد ضياء الدين
أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني والشيخ أبي الفتوح أحمد بن علي الرازي والشيخ
الامام أبي عبد الله محمد وأخيه أبي الحسن علي ابني علي بن عبد الصمد النيسابوري و
أبي علي محمد بن الفضل الطبرسي جميعا، عن الشيخين أبي علي الحسن المفيد وأبي الوفاء
عبد الجبار كليهما، عن الشيخ أبي جعفر الطوسي.
وبهذه الأسانيد جميع مصنفات الشيخ العلم الأوحد المفيد محمد بن محمد بن
النعمان أحدر الله إليه مياه الرضوان، عن الشيخ أبي جعفر عنه رضي الله عنهما. وبها
جميع مصنفات السيدين السندين علم الهدى ذي المجدين المرتضى وأخيه السعيد ملك
الأدباء علامة الفضلاء الرضي جامع نهج البلاغة من كلام العالم الرباني وارث علم
رسول الله صلى الله عليه وآله وخليفته أبي الحسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و
على ابن عمه وعترته الطاهرين عن الشيخ أبي جعفر عنهما رضي الله عنهم.
وبالاسناد إلى ابن شهرآشوب المتقدم عن السيد الإمام أبي الصمصام ذي الفقار
ابن معبد الحسني المروزي، عن السيدين رحمهما الله تعالى بواسطة أبي عبد الله محمد
ابن علي الحلواني رحمه الله.
ومن ذلك كتب الشيخ الأجل المحدث الرحلة أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه
بالأسانيد السابقة إلى المفيد عنه - ره - وجميع مصنفات والده علي المذكور عن الولد
المذكور عنه - ره - وبالاسناد إلى علي بن بابويه جميع مصنفات الشيخ الأجل الأوحد
محمد بن يعقوب الكليني التي من جملتها الكافي في الحديث عن ابن قولويه، عن المصنف
المذكور، وبه جميع مرويات الكليني، عن الأئمة عليهم الصلاة والسلام بواسطة
من روى عنه.
ومن ذلك مصنفات الامام الحبر المدقق القاضي عز الدين عبد العزيز بن
البراج خليفة الشيخ أبي جعفر - ره - في البلاد الشامية بالطريق المذكور إلى السيد
محيي الدين بن زهرة، عن الشريف عز الدين أبي الحارث محمد بن الحسن الطبري
91

البغدادي، عن الشيخ الامام السعيد قطب الدين أبي الحسن الراوندي، عن الشيخ
أبي جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي، عن القاضي ابن البراج - ره -.
ومن ذلك مصنفات الشيخ الامام السعيد خليفة المرتضى في علومه أبي الصلاح
تقي الدين بن نجم الحلبي عن الشيخ أبي الفضل شاذان بواسطة محيي الدين بن زهرة
والسيد فخار بحق رواية شاذان عن الشيخ أبي محمد عبد الله بن محمد بن عمر الطرابلسي،
عن القاضي عبد العزيز بن أبي كامل الطرابلسي، عن الشيخ أبي الصلاح.
ومن ذلك مصنفات الامام الحبر العلامة عماد المذهب أبي الفتح محمد بن علي
الكراجكي نزيل الرملة البيضاء - ره - عن شاذان - ره -، عن الشيخ الفقيه أبي محمد ريحان
ابن عبد الله الحبشي، عن القاضي عبد العزيز، عن الكراجكي المذكور.
ومن ذلك مصنفات الامامين الأعلمين فقيه أهل البيت في زمانه نجم الدين
أبي القاسم جعفر بن سعيد وابن عمه نجيب الدين يحيى، ومصنفات السيدين السندين
رضي الدين أبي القاسم علي وجمال الدين أبي الفضائل أحمد ابني طاوس الحسنيين سقى الله
ضريحيهما صوب الغمام ونفعنا ببركاتهما وبركات أسلافهما الكرام، عن الامام جمال الدين
الحسن بن المطهر عنهم رحمهم الله.
وعن الامام الشهيد محمد بن مكي عن الشيخ الامام ملك الأدباء والعلماء
رضي الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ السعيد جمال الدين أحمد المزيدي، عن شيخه
الامام جمال الدين محمد بن صالح عنهم.
ومن ذلك مصنفات الامام جمال الدين أحمد بن فهد عن الجد المذكور سابقا
عن شيخنا الامام العلامة الشيخ علي بن عبد العالي، عن شيخه أبي الحسن علي بن هلال
الجزايري، عن الامام المصنف المذكور.
ومصنفات الشيخ الجليل المقداد بن عبد الله السيوري نور الله ضريحه عن الجد
عن شيخه الحسين بن الحسام، عن أخيه ظهير الدين، عن المصنف وعن شيخنا علي
ابن عبد العالي، عن شيخه ابن هلال، عن المصنف، وعن الجد عن والده الشمس
عن ابن الحاج على، عن الشيخ زين علي التولبي، عن المصنف.
92

وأما مصنفات الشيخ السعيد محمد بن إدريس وشيخ المذهب مفتي الفرق
جمال الدين حسن ووالده سديد الدين يوسف وولده فخر المحققين محمد والسعيد
الشهيد محمد بن مكي رحمهم الله فليروها الملا عبد الله - حرسه الله - عني عنهم بالطريق
المذكور إلى الشيخ أبي جعفر - ره - وغيرها من الطرق التي لي إليهم وكذا كتب غيرهم
من أصحابنا رضي الله عنهم وهي كثيرة مدونة فمتى عثر الأخ على شئ منها فهو مسلط
على روايته.
وكذا أجزت له أدام الله توفيقه رواية ما أملاه قلمي القاصر وذهني الفاتر من
القيود والحواشي والمؤلفات على نزارتها، فليرو ذلك كله كما شاء وأحب متى شاء
وأحب لمن شاء وأحب، بشرايط الرواية عند أهل الدراية، مأخوذا ما أخذه الله على
من ملازمة التقوى والاحتياط في الفتوى، ومراقبته على الوجه الذي يرجى، وأن
يكون من المفلحين، وأن يذكرني في خلواته عقيب صلواته خصوصا في المشاهد
الشريفة والأماكن المنيعة، صلوات الله على ساكنيها ومشرفيها، وأن يقبل عذري
في التقصير فان ذلك قليل من كثير، وافراد من جم غفير، وشواهد الحال من اختلال
الأحوال وعموم الفتن والأهوال، وتشويش البال، يولد المسامحة وقبول الاعتذار
إن شاء الله تعالى، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته، وكتب ذلك بيده الفانية الجانية
أحمد بن نعمة الله بن أحمد بن خاتون تجاوز الله عن سيئاتهم وحشرهم في زمرة
مواليهم وساداتهم يوم الجمعة المبارك سابع عشر شهر محرم الحرام فاتحة سنة ثمان و
ثمانين وتسعمائة من الهجرة الطاهرة والنقلة الفاخرة، صلوات الله على مشرفها
حامدا لله تعالى على آلائه، شاكرا له على نعمائه، مصليا على نبيه صلى الله عليه وآله مستغفرا من
ذنوبه، سائلا ستر عيوبه انشاء الله تعالى.
93

68.
صورة إجازة (1)
الشيخ نعمة الله بن خاتون (2) والد الشيخ أحمد المذكور للملا عبد الله الشوشتري
المزبور أيضا:
بسم الله الرحمن الرحيم إن أول حديث قديم أو حديث جرى به لسان الأقلام
في ميدان العرفان، وأسنى دراية درت به الألبان من أمهات الايقان، حمد
موجود علم الانسان علمه البيان وهداه النجدين، ونصب أعلام الهداية يختص طرق
الغواية بالدلائل الصحاح والحسان، والصلاة والسلام على من خص بعموم الارشاد إلى
الإنس والجان، المؤيد ببقاء شريعته وحقيقته بآياته ومعجزاته التي من جملتها
السنة والقرآن، المنقولان بطريق التواتر وبأبواب مدينة علمه وراقمي علمه الحافظين
لها من خلط حلاله بحرامه، الأئمة الأبرار والمصطفين الاخبار عليه وعليهم من
الله مزيد الصلاة والرضوان.
وبعد فيقول أفقر عباد مولاه إلى كرم الله العلي، نعمة الله علي بن أحمد بن
محمد بن خاتون العاملي، عامله الله بالصفح عن زلله، والعفو عن خطائه، إن أنفس

(1) الذريعة ج 1 ص 259 تحت رقم 1361.
(2) هو الشيخ نعمة الله بن أحمد بن البحر القمقام شمس الدين محمد بن خاتون
العاملي العيناثي العالم الفاضل الجليل الأديب الشاعر الفقيه من تلامذة المحقق الكركي
ومن أجلة العلماء الامامية وهو أحد من الفقهاء المعروفين بابن خاتون وهو وأبوه وجده وولده
أحمد وغيرهم من سلسلته من أهل بيت العلم والفقاهة.
وفى الامل: الشيخ نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون العاملي العيناثي كان
عالما فاضلا جليلا أديبا شاعرا من تلامذة الشيخ علي بن عبد العالي الكركي.
أمل الآمل ص 312 فوائد الرضوية ص 602.
94

الرغايب وأعلى المطالب، هو الوصول إلى معرفة شريعة الحي القيوم، وهو مما
يتعذر بدون الرواية كما هو مقرر عند أهل الدراية.
وكان من جملة من هاجر إلى الله في تحصيل هذا المعنى، وتاجر الله حتى جل
لدينا في المعنى، المولى الفاضل والأولى الكامل، ذو المناقب والفواضل الجامع
بحسن أخلاقه الخليقة بين الشريعة والحقيقة، مولانا ملا عبد الله بن عز الدين حسين
التستري أصلح الله أحواله وكثر في العلماء أمثاله، فشرف الاسماع برايق لفظه، وشرق
الأصقاع بحلو القول ووعظه.
وطلب من هذا العبد الضعيف والجرم النحيف أن يجيزه بما وصل إليه، وعول في
الرواية عليه، من كتب العلماء الأعلام وروايات البررة الكرام، فقدمت قدما وأخرت
أخرى بيد أن جانب إجابته أحرى، فأقول:
إني أروى عن شيخي إمام الأمة وأكمل الأئمة، وسراج الملة، الامام ذي
المآثر والمفاخر والفضائل والفواضل والمعالي، أبي الحسن علي بن عبد العالي، والفقيه
النبيه البدل الصالح الدين أبي العباس أحمد بن خاتون قدس الله روحيهما ونور
ضريحيهما بمحمد وآله، وهما يرويان عن الجد الأسعد الأكمل الأفضل المحقق
المدقق شمس الدين محمد بن خواتون روض الله مرقده، وينفرد كل منهما بطرق
أخرى مدونة بخطوطهما، وهي كثيرة منتشرة بعضها مما رزقناه بحمد الله أعلى و
بعضها سافل.
وقد ضبط الولد البر الصالح الكامل، ذو الأخلاق السنية والأعراق
القدسية رفع الله في العالمين قدره، ونشر في العالمين ذكره، وطول عمره وبشر
أجره بحق محمد وآله الطاهرين، قبل هذه الكتابة (1) نبذة هي غرة جبهة الرواية،
ودرة طريق الدراية والهداية، فلهذا أعرضنا عن ذكرها لأنه كالتكرار المذموم،
عند ذوي الاعتبار.

(1) يعنى ما مر في الإجازة السابقة تحت الرقم 67، فان هذه الإجازة كانت
مسطورة ذيلها.
95

فالمولى المومى إليه سهل الله مطالبه، وحصل مآربه، مسلط على روايتها
عني عن الشيخين الكبيرين المذكورين عاليا عمن أسندا إليه إلى آخر ما عد
آنفا في خط الولد سلمه الله تعالى إلى أن ينتهي إلى أئمة الهدى ومصابيح الدجى،
صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ونقلها إلى من شاء وأحب موفقا مسددا مراعيا
شرايط الرواية عند أهل الدراية، وعليه أن يذكرني والمشايخ قدست أرواحهم في
خلواته وجلواته.
وكتب العبد نعمة الله بن أحمد بن محمد بن خاتون في أواسط شهر محرم الحرام
افتتاح سنة ثمان وثمانين وتسعمائة هجرية نبوية على مشرفها الصلاة والسلام والتحية
حامدا مصليا مسلما عودا على بدء.
96

69.
صورة إجازة
الشيخ محمد الشافعي للشيخ بهاء الدين محمد وللشيخ برهان الدين ولدى الشيخ
عز الدين أبي المحامد وهؤلاء كلهم من علماء العامة وهما قد كانا من أولاد أبي -
حامد الغزالي.
بسم الله الرحمن الرحيم حمدا لمن أعلى أعلام المصطفين الأخيار، وجعل منهم
الربانيين والعلماء والأحبار، ونصب لهم على الوصول إلى مقاصد السنة والكتاب
أشرف منار، وحللهم بحلية البيان والبديع فانجلت بهم المعاني وتجلت لهم الاسرار
ألمع لهم من برهان بهاء الدين المحمدي لوامع الأنوار، وأطلع بهم في برهان
التحقيق سوابق السبق بذلك المضمار، كشف لمن اتخذه سندا منهم عن كل معنى
غريب، فصار عزيزا مشهورا بالأقطار، وجعل من انقطع عما سواه واتصل بمن سواه
موضوعا على الرؤس مرفوعا له المقدار.
وشهادة لله سبحانه بأنه الواحد الماجد العزيز الغفار، ولرسوله الفرد الجامع
الوتر الشافع بأنه المرسل بجليل الآثار وجميل الابشار، صلى الله عليه وعلى آله
وصحبه من المهاجرين والأنصار.
أما بعد فان الله سبحانه إذا أراد بعبد خيرا نقش في ديباجة نسخة وجوده
نقوش العلم والحكمة، وسطر في صفاح صحاف برودة من سور سير العرفان ما يقرأ
الأكمه، وبلغ به إلى شاو المعالي ورتب الأعالي وأتم عليه النعمة، فنظمه في
سلك سلسلة الاسناد التي هي من خصايص هذه الأمة -
وإن ممن سبق في مضمار أولئك ويسبق طلع فضله فوضعت له أجنحتها الملائك،
الامامين العالمين الأوحدين، والهمامين النحريرين الأمجدين، جليلي الفضلاء
الاعلام وسليلي علماء الاسلام، مولانا أبا الفضائل بهاء الدين محمدا ومولانا أبا الحق
برهان الدين ولدي الإمام الفاضل العليم مولانا عز الملة والدين أبي المحامد
97

المنتسب إلى حجة الاسلام أبي حامد لا زال طلع إفضالهما نضيدا، وبحر كمالهما
بسيطا مديدا.
ولما وفدا لزيارة البيت المقدس، ووردا مناهل ذلك المقام الأقدس، وفاز
الفقير بشهادة ذاتهما والاقتباس من أنوار بركاتهما، التمسا مني أن يرويا عني
فأبرزت ما سبكته يد البيان من إبريز الإجازة، وسلكت من عموم الاذن لهما في
حقيقة الرواية مجازه، فأجزتهما بجميع ما يجوز لي وعني روايته ما صحت نسبته
إلى ودرايته من مقروء ومسموع، ومعقول ومشروع، وأصول وفروع، ومنظوم و
منثور، وحديث مأثور، بشرطه المضبوط وصيغه المشروط، وذلك بعد أن قرأ الأول
منهما بمسمع من الثاني حديثا أو حديثين من أول كل من الصحيحين.
وقد رويت صحيح البخاري عن أئمة أعلام منهم والدي شيخ المشايخ أعلى الله
نزله في دار السلام، وهو يرويه عن طرق عديدة منها روايته بالطريق المحمدي، عن
شيخه شيخ الاسلام علم حفاظ الأنام أبي المعالي كمال الدين محمد بن أبي شريف
المقدسي، عن العلامة أبي الفتح محمد بن أبي بكر بن الحسين المراغي، عن العلامة
أبي عبد الله محمد بن إسماعيل القزويني، عن البدر أبي عبد الله محمد بن سيف الدين فليح
ابن كيكلدي العلالي، عن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن المسلم بن محمد بن مالك
الحنبلي أنا الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد، أنا الحافظ أبو عبد الله
محمد بن عبد الواحد المقدسي أنا محمد بن محمد بن أبي القاسم القطان أنا محمد بن محمد بن
الجنيد أنا محمد بن طاهر المقدسي أنا الحافظ أبو طاهر محمد بن عبد الواحد البزاز أنا محمد
ابن أحمد بن حمدان أنا محمد بن الهيثم أنا محمد بن يوسف الفربوري حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري.
ورويت صحيح مسلم عن والدي، عن والده، عن جده لامه شيخ الاسلام
تقي الدين القرشندي، عن خال والده العلامة المسند شهاب الدين أحمد ابن الإمام
الكبير والحافظ الشهير أبي سعيد العلائي قال: أخبرنا به العلامة شيخ الاسلام
الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمان الشافعي أنا به أبو العباس أحمد بن
98

عبد الدائم بن نعمة المقدسي أنا محمد بن علي بن صدقة الحراني أنا أبو عبد الله محمد بن
الفضيل بن أحمد الصاعدي الفراوي أخبرنا أبو الحسن عبد الفاخر بن محمد الفارسي
أنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن عمرويه الجلودي أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
سفيان، عن مسلم.
وقد أجزتهما أن يرويا عني تفسيري الامامين الكبيرين قاضي القضاة ناصر -
الدين عبد الله بن عمر البيضاوي والأستاذ أبي القاسم محمود بن عمر الزمخشري وقد
رويت تفسير البيضاوي عن أئمة من أهل التفسير منهم الامام الهمام شيخ مشايخ
الاسلام والدي قراءة عليه وسماعا بل رويت ساير مصنفات القاضي عنه عن شيخيه
شيخي الاسلام زكريا بن محمد الأنصاري المصري والكمال محمد بن أبي شريف المقدسي
قالا: أخبرنا حافظ العصر الأستاذ أبو الفضل بن حجر العسقلاني عن المسند أبي هريرة
ابن الحافظ الذهبي، عن عمر بن إلياس المراغي، عن المؤلف.
ورويت الكشاف عن جماعة منهم والدي، عن شيخيه المذكورين زكريا وابن
أبي شريف، عن الحافظ ابن حجر المذكور أنا إبراهيم بن أحمد التنوخي، عن أبي حيان
محمد بن يوسف الجياني أنا أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن زبير، عن أبي الخطاب محمد
ابن أحمد السكوني، عن أبي البركات الخشوعي، عن المؤلف.
وأجزت أيضا بالحديث المسلسل بالمحمدين ورويت عن شيخي الاسلام
علمي الاعلام والدي أبي البركات البدر بن محمد بن الرضي المقري ثم الدمشقي تغمدهم
الله برضوانه قال الوالد: أخبرني به والدي عن الحافظ محمد بن أبي الخير السخاوي
المصري، عن الحافظ أبي الفضل محمد بن محمد بن الهاشمي المكي وقال البدر بن الرضي
أخبرني به والدي أبو الفضل رضي الدين محمد عن والده أبي البركات رضي الدين محمد، عن
قاضي القضاة الشمس محمد القابائي قال أبو الفضل الهاشمي والحسن القابائي: أخبرنا به
العلامة المجد أبو الطاهر محمد بن يعقوب الرازي يعني صاحب القاموس
ثنا محمد بن محمد الأندلسي، ثنا محمد بن محمد اللساني، ثنا قاضي الجماعة أبو القاسم
محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحسني، ثنا محمد بن محمد الخضار، ثنا محمد بن يوسف
99

الدمشقي، ثنا محمد بن أبي الحسين الصوفي، ثنا محمد بن عبد الله بن محمود الطائي، ثنا
الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد الدقاق، ثنا محمد بن علي الكراني الثرابي، ثنا
الحافظ أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى العبدي، ثنا أبو منصور محمد بن سعيد
الباوردي، ثنا محمد بن عبد الله بن المثنى، ثنا محمد بن بشير، ثنا محمد بن عمرو، ثنا محمد
ابن شيرين عن أبي كثير مولى محمد بن جحش ويقال: إن اسمه محمد أيضا عن محمد بن
جحش، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله أنه مر في السوق على رجل وفخذاه مكشوفتان
فقال له: عط فخذيك إن الفخذين عورة.
هذا وإن عد مروياتي على اختلاف أنواعها وتشعب طرقها واتساعها يضيق
عن ذكرها هذا المقام ويقف على نشر عشرها ألسن الأقلام، والمرجو من مديد مزيد
كرمهما، ووافر وافي نعمهما أن يعظماني في مسلك دعواتهما، ومسمط تورداتهما، فاني
فقير إلى ذلك سلك الله بي وبهما أقوم المسالك، وختم لنا بالحسنى، وجمعنا في قصر
رحمته الأسنى آمين.
قال ذلك وكتب: الفقير محمد بن محمد بن محمد بن أبي اللطيف بن علي بن منصور
ابن زين العرب القرشي المقدسي الشافعي الأشعري حفيد ابن الحنفية وسبط أبي الحسن
أصلح الله منه ما ظهر وبطن في جمادى الأولى سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، وصلى الله
على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
100

70.
صورة إجازة (1)
الشيخ الجليل محمد (2) بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي للسيد السند
العلامة ظهير الدين ميرزا إبراهيم (3) بن الحسين الحسني الهمداني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لوليه ومستحقه، والصلاة على أشرف أنبيائه
وخلقه، وآله الأئمة البررة، سالكي مناهجه وطرقه.
وبعد فلما كان تكميل النفوس البشرية ومحضية خيرية الوجود في حاق

(1) الذريعة ج 1 ص 231.
(2) هو الشيخ محمد بن الشيخ شهاب الدين أحمد بن نعمت الله بن خاتون العاملي
أحد من بنى خاتون الذين هم من بيت العلم والفقهاء وهي بيت جليل نجيب في جبل عامل
وقل ما يوجد من أمثالهم بعد بيت أو بيتين من تلك الديار وان خاتون الذي هو أبو هذه
القبيلة الجليلة كأنه من معاصري طبقة العلامة والمحقق كما لا يخفى واحتمال التعدد أيضا
في مثله من أهل قرية واحدة من ناحية واحدة بعيد في الغاية عند البصير.. الروضات
ص 22.
(3) هو السيد إبراهيم بن الحسين الحسيني الهمداني كان سيدا عالما نحريرا
مدققا خبيرا مبرزا في فنون العلم والحكمة والفضل له حواشي على الهيات الشفا
وغيره.
وفى الروضات: السيد السند الفاضل النبيل ظهير الدين الميرزا إبراهيم بن الا ميرزا
حسن الحسيني الهمداني كما في السلافه والأمل أو الحسني كما في مناقب الفضلاء كان
من النحارير الفحول وأساتيذ المعقول والمنقول وقد رأيت له إجازة الشيخ محمد بن
أحمد بن نعمت الله بن خاتون العاملي من أبلغ ما يكون في وصفه وثنائه وتفخيمه واجلاله
إلى آخر ما اثنى عليه. توفى ره سنة 1026 - أمل الآمل ص 32 - الروضات ص 10
فوائد الرضوية ص 5.
101

حقيقة الحق وسريرة القضية الخفية، ليس إلا بما يختصها من قرينيها العلمية
والعملية وناهيك أيها الطالب لرقي أوج الكمالين ببلوغ مراتبها الثمان، ويا لها
نعمة ربانية.
ثم لما من الله سبحانه وله الحمد بلطفه وكرمه على عبده الجاني، معترفا
بقصوره وتقصيره على أداء شكر قطرة من قمقام بحر جوده ونعمه في أشرف الأماكن
والبقاع وأفضل الأرضين والأصقاع مكة المشرفة، أنعم الله بنيل بركاتها وعامل
مجاوريها والعالمين باستجابة دعواتها بطائل نعمة الاجتماع على أجمل الأحوال
وأحمد الأوضاع، بالجناب الا رفع الجليل العالي، واللباب الأنفع النبيل الغالي
مبرز حكم الاحكام من لغز الاحكام بواضح البرهان، مغرز مطالب الحكماء والعلماء
الاعلام بما يوشك أن لا تنال الافهام أذكياء الأذهان، فاشكال تقريرات معارفه في
الحقيقة بديهية الانتاج، ونفحات بركات دواء معالمه لداء الجهل في الطريقة أنفع
علاج، مخرج الحقايق بوقاد فكره من كنوز الدقايق، مهذب معاني قوالب المباني
بنظره الثاقب على أنهج أبهج الطرائق سابق مسابق السباق، في حلية الكمال بالاطلاق
مستحق سبقها وقصب سبقها بالالتزام والاتفاق.
سيدنا ومولانا وعزيزنا العلامة الفهامة الأثيل، سمي خليل الملك الجليل
ميرزا إبراهيم ذي الحسب المنيف، والنسب الباذخ الشريف، أدام الله ظله
العالي محروسا بعين الصمدية عن صروف الليالي، ولا زالت بركات شرف محض خيرية
وجوده في العالمين باقية، وأيادي فضله وجوده في طالبي مراتب الكمالين سارية، و
نفع بيمن آثاره ونتايج أفكاره الطلاب، ونور بضياء معالمه وعوارفه حلل أفئدة
الجاهلين من كل باب.
فلعمري لقد تشنف سمعي بمونق عباراته وتقريراته واس أساس نفعي بغرائب
نفايس توجيهاته وتحقيقاته، وما كنت إخال أن مثل هذا الزمان يسمح قرونته بمثل
كمال هذا الانسان.
فلقد رأيته وإن كنت معترفا بقصوري عن إدراك لطيفة فضائله جامعا من العلوم
102

الأدبية والحكمية والعقلية والسمعية ما تفخر به أواخر الزمان على أوائله، فلله
دره ما أفضله، بل ولله در أبيه، وهيهات أن يسع مسطور طروس الكمال ما جمع
فيه، ولقد آنس محبه عبد الفقراء ومخلصه بلا مراء، تمام عام سبعة بعد ألف فيا لله
ما أسعد أيام رؤيته، وألذ القول في خدمته، وناهيك به من إلف.
ورأيته دام ظله - وخرقت له العادة بطول البقاء - قطب فلك العليا ولب أهلية
المحبة والاصطفاء للإخاء، مركز دائرة الفضلاء والعلماء، وخريدة عقد ذوي الهمم
العالية بلا مراء، أحببت أن أكون أيام مهلتي بل ودوام نقلتي داخلا في ربقة إخاه
واختصاصه، وأن أتشرف بمحبته وإرادته ومودته وإخلاصه، راجيا أن تهب على
نفحه من نفحات زاكيات دعواته، وأن لا ينسى المملوك المقصر في خدمته من عطف
لطفه وشفقاته.
وأن أجيزه معترفا بأني لم أعد في طبقاته أن يعمل بما لعله يجده بحدسه
الصائب وذوقه الثاقب على نهج الصواب، مما ألفه الخاطر الفاتر من قيد أو حاشية
أو كتاب، وكذلك بما ألفه الفضلاء والفقهاء الإماميون، بل كل ما جمع وصنفه علماء
الاسلام المؤالفون والمخالفون، عملا ورواية كما شاء وأحب متى شاء وأحب لمن
شاء وأحب بالطرق التي لي إليهم بحق القراءة أو السماع، أو المناولة والإجازة
وهي عديدة، وربما يتوسل باليسير منها إلى الكثير، فمتى علم صحة المصنف وطريق
مصنفه إليه تسلط عليهما نقلا ورواية وعملا.
ثم لا يخفى مشاهير علمائنا المنتفع بمصنفاتهم والطرق إليها واستخراج شعبها
بعد الوقوف على ما تتشعب عنه، ولنذكر الطريق إلى شيخ الطائفة الفاضل العلامة
العمدة الرحلة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس سره لايصالها إلى أسانيد من
تأخر عنه، وأسانيد من تقدمه، كشيخ الطائفة ومفيدها، وعمدتها وعميدها، الشيخ
محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد، والإمامين الفاضلين الكاملين الصدوقين القميين
أبي جعفر محمد ووالده علي بن الحسين بن بابويه والسيدين الأجلين الأوحدين
الأعظمين الشريف المرتضى علم الهدى ذي المجدين أبي القاسم علي وأخيه السيد
103

الرضي المرضي أبي الحسن محمد، والامام العمدة الحافظ الرحلة الناقد الجهبذ محمد بن
يعقوب الكليني ومن جرى مجرى هؤلاء يحصل حينئذ بملاحظة ما أودع في كتبه
كالتهذيب والاستبصار والفهرست وكتاب الرجال وينتهى إلى أئمة الهدى ومصابيح
الدجى عليهم صلوات رب السماوات العلى.
يقول: قد روينا جميع مصنفات ومقروات ومسموعات ومجازات ومرويات
شيخ الطائفة وعميدها الفاضل الرحلة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس سره بعضها
بحق القراءة، وبعضها بغيرها من سماع وإجازة ومناولة، على والدي المحقق المدقق
الزاهد العابد شهاب الدين أحمد وجدي الفاضل العلامة الفهامة فقيه أهل
البيت عليهم السلام الشيخ نعمة الله بن علي بن خاتون عن الامام الاجل الأفضل خلاصة المجتهدين
وعمدة الفقهاء المحدثين الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي عن شيخه الفاضل الكامل
الشيخ زين الدين أبي الحسن علي بن هلال الجزائري، عن جماعة من أجلاء
الأصحاب.
منهم الشيخ الفاضل الزاهد العابد شهاب الدين أحمد بن فهد الحلي عن الشيخ
الجليل المعظم علي بن عبد الحميد النيلي، عن المولى الاجل الأكمل الأعلم الأعمل
فقيه أهل البيت عليهم السلام في زمانه، شمس الدين محمد بن مكي السعيد الشهيد، عن جمع من
الفضلاء الاجلاء منه شيخاه الفاضلان الكاملان الفخران المعتمدان أبو طالب محمد بن
المطهر الشهير بفخر الدين والسيد عميد الدين بن الأعرج الحسيني، عن الشيخ الفاضل
الكامل العلامة أبي منصور الحسن بن المطهر، عن والده الفاضل المحقق سديد الدين
يوسف بن المطهر والشيخ أبي القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد والسيد جمال الدين
أحمد بن طاوس جميعا، عن السيد فخار الموسوي، عن الفقيه شاذان بن جبرئيل القمي
عن الشيخ أبي عبد الله الدوريستي، عن المصنف أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس
سره ويرويها الشيخ سديد الدين بن المطهر، عن الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن
أبي الفرج السوراوي، عن الفقيه الحسين بن هبة الله بن رطبة، عن المفيد الشيخ أبي علي
عن والده المصنف.
104

ويروي كتاب ورام بن عيسى بن أبي النجم بن ورام بن جملات بن خولان بن
إبراهيم قاتل عبيد الله بن زياد ابن مالك الأشتر باسنادنا إلى شيخنا الشهيد محمد بن مكي
عن السيد تاج الدين الحسن بن معية، عن السيد علي بن السيد غياث الدين عبد الكريم
ابن طاوس، عن محمد بن محمد الحمداني القزويني، عن الشيخ الامام الحافظ علي بن
عبيد الله بن الحسن المدعو بحسكا عن الشيخ الامام الجليل ورام بن أبي الفراس المالكي
الاشتري قدس الله أرواحهم.
وبهذا الاسناد إلى ورام بن أبي فراس يروي الصحيفة الكاملة من كلام الامام المعصوم
ذي الثفنات سيد الأوتاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام بحق
قرائتي لها على الامام الاجل عبد الله بن جعفر بن محمد الدوريستي، عن السيد الإمام
ضياء الدين أبي الرضا فضل الله بن علي الحسني الراوندي، عن مكي بن أحمد
المخاطي، عن أبي نصر محمد بن علي بن الحسين بن شجيل بن الصفار، عن أبي الحسن
مهلهل بن عبد العزيز بن عبد العزيز بن عبد الله الخوارزمي، عن أبيه، عن أبي جعفر
أحمد بن الفياض بن منصور بن زياد البابي، عن علي بن حماد بن العلاء، عن عمر
ابن المتوكل البلخي، عن أبيه المتوكل بن مروان، عن الامام المعصوم الصادق جعفر
ابن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب عليهم السلام.
ولنذكر حديثا مسندا إلى النبي صلى الله عليه وآله تيمنا وتبركا فنقول:
روينا بالاسناد إلى الامام جمال الدين الحسن بن المطهر عن والده سديد الدين
عن ابن نما، عن محمد بن إدريس، عن عربي بن مسافر العبادي، عن إلياس بن هشام
الحايري، عن أبي علي المفيد، عن والده أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن الشيخ
المفيد محمد بن محمد بن النعمان، عن أبي جعفر محمد بن بابويه الصدوق، عن الشيخ
أبي عبد الله الحسن بن محمد الرازي قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن
سليمان القاري، عن الامام المرتضى أبي الحسن علي بن موسى الرضا، عن أبيه الإمام الكاظم
، عن أبيه الإمام الصادق، عن أبيه الإمام الباقر، عن أبيه الإمام زين العابدين
105

عن أبيه الامام الشهيد أبي عبد الله الحسين، عن أبيه سيد الأوصياء أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من
ركبها نجى ومن تخلف عنها زج في النار.
وأما مصنفات العامة فانا نرويها بالاسناد إلى الشيخ السعيد أبي عبد الله الشهيد
محمد بن مكي وله إليها طرق عدة خصوصا إلى صحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند
أبي داود وجامع الترمذي ومسند أحمد وموطأ مالك ومسند الدار القطني ومسند
ابن ماجة والمستدرك على الصحيحين للحاكم أبي عبد الله النيسابوري لا نطيل
بذكرها.
ويروى الشاطبية بحق القراءة على قاضي القضاة بمصر برهان الدين بن جماعة
عن جده بدر الدين، عن ابن قاري مصحف الذهب، عن الشاطبي الناظم وبحق قرائته
لها على الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله البغدادي، وهو يرويها عن الجزائري، عن
الشيخ كمال الدين العباسي، عن الناظم.
ويروي كتاب نهج البلاغة الذي هو من معجزات الامام المفترض الطاعة أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام بالاسناد إلى الشيخ الشهيد عن جماعة منهم الشيخ رضي الدين
المزيدي، عن شيخه الامام فخر الدين بن البوقي بسنده المشهور.
وبالاسناد عن الامام الشهيد السعيد محمد بن مكي كتاب الكشاف
لجار الله العلامة أبي القاسم محمود الزمخشري، عن جماعة منهم الشيخ عز الدين بن
عبد العزيز بن جماعة، عن ابن عساكر الدمشقي، عن أبيه المؤيد عن
الزمخشري.
ونروي مجمع البيان في تفسير القرآن للامام الأفضل الأكمل أمين الدين
أبي الفضل الطبرسي وهو كتاب لم يعمل مثله في التفسير بالاسناد إلى الشيخ الشهيد،
عن الشيخ فخر الدين والسيد عميد الدين بن الأعرج الحسيني، عن الشيخ جمال الدين
ابن المطهر بسنده إليه.
ولقد أبرزت في هذه الكتابة ما لعلة كان كافيا وافيا باستخراج المفصل، وهو
106

حفظه الله تعالى أورع وأكمل أن أشترط عليه ما اشترط على أشياخي الذين عاصرتهم،
وحضرت دروسهم، واستفدت من أنفاسهم، واقتبست من نور علومهم، رضوان الله عليهم أجمعين
ما قرره علماء دراية الرواية، والحمد لله رب العالمين، صلى الله على سيدنا محمد و
آله الطاهرين.
وكتب الفقير إلى عفو الله تعالى محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي
بمكة المشرفة سنة 1008 في يوم الجمعة رابع عشر محرم الحرام حامدا مصليا مسلما
مستغفرا.
107

26.
فائدة
في ذكر أسامي جماعة من العلماء ملتقطة من كتاب سلافة العصر لمحاسن أعيان علماء
العصر، تأليف السيد علي خان بن ميرزا أحمد بن امراء الهند وهو إلى الان في الحياة
ومقيم ببلاد الهند.
الشيخ (1) العلامة بهاء الدين محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي
الهمداني علم الأئمة الاعلام وسيد علماء الاسلام وبحر العلم المتلاطمة بالفضائل
أمواجه، وفحل الفضل الناتجة لديه أفراده وأزواجه، وطود المعارف الراسخ، وفضاؤها
الذي لا تحد له فراسخ، وجوادها الذي لا يؤمل له لحاق، وبدرها الذي لا يعتريه محاق
الرحلة الذي ضربت إليه أكباد الإبل، والقبلة التي فطر كل قلب على حبها وجبل.
فهو علامة البشر ومجدد دين الأمة على رأس القرن الحادي عشر، إليه انتهت
رياسة المذهب والملة، وبه قامت قواطع البراهين والأدلة، جمع فنون العلم فانعقد
عليه الاجماع، وتفرد بصنوف الفضل فبهر النواظر والاسماع، فما من فن إلا وله
فيه القدح المعلى، والمورد العذب المحلى، إن قال لم يدع قولا لقائل، أو طال لم يأت
غيره بطائل، وما مثله ومن تقدمه من الأفاضل والأعيان، إلا كالملة المحمدية
المتأخرة عن الملل والأديان: جاءت آخرا ففاقت مفاخر، وكل وصف قلت في غيره
فإنه تجربة الخاطر.
مولده بعلبك عند غروب الشمس يوم الأربعاء لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة
الحرام سنة ثلاث وخمسين وتسع مائة، وانتقل به والده وهو صغير إلى الديار العجمية
فنشأ في حجرة بتلك الأقطار المحمية، وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ حتى أذعن
له كل مناضل ومنابذ.
فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله، ولي بها شيخ الاسلام، وفوضت

(1) سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر ص 289 لؤلؤه البحرين ص 16.
108

إليه أمور الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام.
ثم رغب في الفقر والسياحة، واستهب من مهاب التوفيق رياحه، فترك تلك
المناصب، ومال لما هو لحاله مناسب، فقصد حج بيت الله الحرام، وزيارة النبي و
أهل بيته الكرام، عليهم أفضل الصلاة والتحية والسلام.
ثم أخذ في السياحة فساح ثلاثين سنة، وأوتي في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
واجتمع في أثناء ذلك بكثير من أرباب الفضل والحال، ونال من فيض صحبتهم ما تعذر
على غيره واستحال.
ثم عاد وقطن بأرض العجم، وهناك همي غيث فضله وانسجم، فألف وصنف
وقرط المسامع وشنف، وقصدته علماء الأمصار، واتفقت على فضله الاسماع
والابصار، وغالت تلك الدولة في قيمته، واستمطرت غيث الفضل من ديمته، فوضعته
في مفرقها تاجا، وأطلعته في مشرقها سراجا وهاجا، وتبسمت به دولة سلطانها الشاه
عباس، واستنارت بشموس آرائه عند اعتكار حنادس الباس، فكان لا يفارقه سفرا و
حضرا، ولا يعدل عنه سماعا ونظرا، إلى أخلاق لو مزج بها البحر لعذب طمعا، وآراء
لو كحلت به الجفون لم يلف أعمى، وشيم هي في المكارم غرر وأوضاح، وكرم بارق
جوده لشائمه لامع وضاح، تتفجر ينابيع السماح من نواله، ويضحك ربيع الافضال
من بكاء عيون أمواله.
وكانت له دار مشيدة البناء، رحيبة الفناء، يلجأ إليها الأيتام والأرامل، و
يفد عليها الراجي والآمل، فكم مهد بها وضع، وكم طفل بها رضع، وهو يقم
بنفقتهم بكرة وعشيا، ويوسعهم من جاهه جنابا مغشيا، مع تمسكه من التقى بالعروة
الوثقى، وايثار الآخرة على الدنيا، والآخرة خير وأبقى.
ولم يزل آنفا من الانحياش إلى السلطان، راغبا في الغربة عازفا عن الأوطان
يؤمل العود إلى السياحة، ويرجو الاقلاع عن تلك الساحة، فلم يقدر له حتى وافاه
حمامه، وترنم عل أفنان الجنان حمامه.
وأخبرني بعض ثقات الأصحاب أن الشيخ - ره - قصد قبيل وفاته زيارة
109

المقابر، في جميع من الاجلاء الأكابر، فما استقر بهم الجلوس حتى قال لمن معه:
إني سمعت شيئا فهل منكم من سمعه؟ فأنكروا سؤاله، واستغربوا مقاله، وسألوه عما
سمعه فأوهم، وعمي في جوابه وأبهم، ثم رجع إلى داره فأغلق بابه ولم يلبث أن اهاب
به داعي الردي فأجابه.
وكانت وفاته لاثنتي عشرة خلون من شوال المبارك سنة إحدى وثلاثين وألف
بإصبهان، ونقل قبل دفنه إلى طوس فدفن بها في داره قريبا من الحضرة الرضوية
على صاحبها أفضل الصلاة والسلام والتحية.
ومن مصنفاته التفسير المسمى بالعروة الوثقى، والتفسير المسمى بعين الحياة،
والحبل المتين، ومشرق الشمسين، وشرح الأربعين، والجامع العباسي فارسي
ومفتاح الفلاح، والزبدة في الأصول، والرسالة الهلالية، والاثنى عشريات
الخمس، وخلاصة الحساب، والمخلاة، والكشكول، وتشريح الأفلاك، والرسالة
الاصطرلابية، وحواشي الكشاف، وحاشية على البيضاوي، وحاشية على خلاصة
الرجال، ودراية الحديث، والفوائد الصمدية في علم العربية، والتهذيب في النحو
وحاشية الفقيه وغير ذلك من الرسائل المختصرة والفوائد المحررة.
واما أدبه فالروض المتارج أنفاسه، المتضوع بنثره ونظمه ورده وآسه، المستعذب
قطافه وجناه، والمستظرف لفظه ومعناه، وها أنا مثبت من غرره ما هو مصداق " خلق
الانسان علمه البيان " ومورد من درره ما يزدري بأطواق الذهب وقلائد العقيان، فمن
نثره هذه الرسالة الغريبة لفظا ومعنى، البديعة ربعا ومغنى وهي: المعاني تسافر من مدينة القلب الانساني، إلى قرية الإقليم اللساني، فتلبس
هناك ملابس الحروف، وتتوجه تلقاء مدين الاعلام من الطريق المعروف، وسيرها
على نوعين إما كسليمان عليه السلام فتسير على التموجات الهوائية بأفواه المتكلمين و
لهوات المترنمين إلى أمصار صماخ السامعين، وإما كالخضر عليه السلام في ظلمات المداد، لابسة
للسواد، فتسير في مراحل أنامل الكاتبين إلى مداد عين الناظرين، وإذا وصلت بالسير
الأول إلى سباء بلقيس السامعة، وانتهت بالسير الثاني إلى عين حياة الباصرة، عطفت
110

عنان التوجه من عوالم الظهور والانجلاء، بنية العود إلى مكامن الكمون والخفاء،
حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين، وحلت في مأنوسات مشاعر الناظرين،
نزعت ملابسها الحرفية، فتجردت عن ملابسها الهيولانية، وسكنت في مواطنها القلبية
ورجعت بعد قطع تلك المسالك إلى ما كانت عليه قبل ذلك، " كما بدأكم تعودون "
وإلى ما كنتم عليه تؤوبون:
انزل مقامك فهو أول موطن * سافرت منه إلى جهات العالم
ومنه قوله سانحة
قد تهب من عالم القدس، نفحة من نفحات الانس، على قلوب أصحاب
العلائق الدنية، والعوائق الدنيوية، فتقطر بذلك مشام أرواحهم، وتجري روح
الحقيقة في رميم أشباحهم، فيدركون قبح الانغماس في الأدناس الجسمانية، ويذعنون
بخساسة الانتكاس في مهاوي القيود الهيولانية، فيميلون إلى سلوك مسالك الرشاد، ويتنبهون
من نوم الغفلة عن المبدء والمعاد.
لكن هذا التنبه سريع الزوال، وحي الاضمحلال، فيا ليته يبقى إلى حصول
جذبة إلهية تميط عنهم أدناس عالم الزور، وتطهرهم من أرجاس دار الغرور.
ثم إنهم عند زوال تلك النفحة القدسية، وانقضاء هاتيك النسمة الانسية،
يعودون إلى الانتكاس في تلك الأدناس، فيتأسفون على ذلك الحال الرفيع المنال، و
ينادي لسان حالهم بهذا المقال، إن كانوا من أصحاب الكمال:
تيري زدى وزخم دل آسوده شد ازآن * هان أي طبيب خسته دلان مرهم دگر
وقوله سانحة
قد جرى ذكرى يوما من الأيام في بعض المجالس العالية، والمحافل السامية
فبلغني أن بعض الحضار، ممن يدعى الوفاق وعادته النفاق، ويظهر الوداد ودأبه
العناد، جرى في مضمار البغي والعدوان، وأطلق لسانه في الغيبة، والبهتان، ونسب
إلى من العيوب ما لم تزل فيه، ونسي قوله تعالى " أيحب أحدكم أن يأكل لحم
أخيه ".
111

فلما علم أني علمت بذلك ووقفت على سلوكه في تلك المسالك، كتب إلى
رقعة طويل الذيل، مشحونة بالندم والويل، ويطلب فيها الرضا، ويلتمس الاغماض
عما مضى.
فكتبت إليه في الجواب: " جزاك الله خيرا فيما أهديت إلى من الثواب، و
ثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب، فقد روينا عن سيد البشر والشفيع المشفع
في المحشر، أنه قال: " يجاء بالعبد يوم القيامة فيوضع حسناته في كفة وسيئاته في
كفة فترجح السيئات، فتجئ بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها، فيقول:
يا رب ما هذه البطاقة؟ فيقول عز وجل: هذا ما قيل فيك وأنت منه برئ ".
فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه على، أن أشكر ما أسديته من النعم إلى، فكثر الله خيرك وأجزل ميرك، مع إني لو فرضت أنك شافهتني بالسفاهة والبهتان، وواجهتني
بالوقاحة والعدوان، ولم تزل مصرا على إشاعة شناعتك ليلا ونهارا، مقيما على سوء
صناعتك سرا وجهارا ما كنت أقابلك إلا بالصفح والصفا، ولا أعاملك إلا بالمودة
والوفاء، فان ذلك من أحسن العادات، وأتم السعادات، وإن بقية مدة الحياة
أعز من أن تصرف في غير تدارك ما فات، وتتمة هذا العمر القصير لا تسع مؤاخذة أحد
على التقصير.
السيد نور الدين (1) علي بن أبي الحسن الحسيني الشامي العاملي.
طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف،
الباهر بالرواية والدراية، والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه

(1) سلافة العصر ص 302 - وفى الامل ص 21 قال: السيد نور الدين علي بن علي
ابن الحسين بن أبي الحسين الموسوي العاملي الجبعي، كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشيا
جليل القدر عظيم الشأن قرء على أبيه وأخويه السيد محمد صاحب المدارك وهو أخوه لأبيه
والشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وهو أخوه لامه وله كتاب شرح المختصر النافع أطال فيه
المقال والاستدلال لم يتم وكتاب الفوائد المكية وشرح الاثني عشرية في الصلاة للشيخ البهائي وغير ذلك من الرسائل وقد ذكره السيد علي بن ميرزا أحمد في سلافة العصر إلى أن قال وأورد
له شعرا كثيرا منه قوله من قصيدة:
يا من مضوا بفؤادي عندما رحلوا * من بعد ما بسويد القلب قد نزلوا
جاروا على مهجتي ظلما بلا سبب * يا ليت شعري إلى من بالهوى عدلوا
في أي شرع دماء العاشقين غدت * هدرا وليس لهم ثار إذا قتلوا
وقوله مادحا بعض الامراء من قصيدة:
لك المجد والاجلال والجود العطاء * لك الفضل والنعماء لك الشكر واجب
سموت على هام المجرة رفعة * ودارت على عليا علاك الكواكب
أقول: وقد رأيت في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن و
رأيته بمكة أيضا أياما وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة ولما مات رثيته بقصيدة طويلة
ستة وسبعين بيتا نظمتها في يوم واحد وأولها:
على مثلها شقت حشا وقلوب * إذا شققت عند المصاب جيوب
لحى الله قلبا لا يذوب لفادح * تكاد له صم الصخور تذوب
جرى كل دمع يوم ذاك مرخما * وضاق فضاء الأرض وهو رحيب
على السيد المولى الجليل المعظم * النبيل بعيد قد بكا وقريب
جنا نور دين الله فارتد ظلمة * إذا اغتاله بعد الطلوع مغيب
فكل جليل بعد ذاك محقر * وكل جميل بعد ذاك معيب
إلى آخر القصيدة - لؤلؤة البحرين ص 40.
112

مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى
بها جيد الزمن العاطل، وصيت حل من حسن السمعة بين السحر والنحر:
فسار مسير الشمس في كل بلدة * وهب هبوب الريح في البر والبحر
حتى كان رائد المجد لم ينتجع سوى جنابه، ويريد الفضل لم يقعقع سوى
حلقة بابه.
وكان له في مبدء أمره بالشام، مجال لا يكذبه بارق العز إذا شام، بين اعزاز و
تمكين، ومكان في جانب صاحبها مكين، ثم انثنى عاطفا عنانه وثانيه، فقطن بمكة
113

شرفها الله تعالى وهو كعبتها الثانية، تستلم أركانه كما تستلم أركان البيت العتيق، و
وتستسنم أخلاقه كما يستسنم المسك الفتيق، يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا
وينشد بحضرته تمام الحج أن تقف المطايا.
ولقد رأيته بها وقد أناف على التسعين، والناس تستعين به ولا يستعين، والنور
يسطع من أسارير جبهته، والعز يرتع في ميادين جلهته، ولم يزل بها إلى أن دعى
فأجاب، وكأنه الغمام أمرع البلاد فانجاب، وكان وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة
الحرام سنة ثمان وستين وألف - ره -.
الشيخ حسن (1) بن الشيخ زين الدين الشهيد الشامي العاملي.
شيخ المشايخ الجلة ورئيس المذهب والملة، الواضح الطريق والسنن،
والموضح الفروض والسنن، يم العلم الذي يفيد ويفيض، وجم الفضل الذي لا ينضب ولا
يغيض المحقق الذي لا يراع له يراع، والمدقق الذي راق فضله وراع، المتفنن في جميع
الفنون، والمفتخر به الآباء والبنون، قام مقام والده في تمهيد قواعد الشرايع وشرح
الصدور بتصنيفه الرائق وتأليفه الرائع، فنشر للفضائل حللا مطرزة الأكمام، وماط
عن مباسم أزهار العلوم لثام الأكمام، وشنف المسامع بفرائد الفوائد، وعاد على
الطلاب بالصلات والعوائد.

(1) سلافة العصر 304 وقد ترجمه صاحب السلافة ترجمة مفصلة وذكر كثيرا
من شعره منه قوله وهو من محاسن شعره من قصيدة في ستة عشر بيتا أولها:
فؤادي ظاعن أثر النباق * وجسمي قاطن أرض العراق
ومن عجب الزمان حياة شخص * ترحل بعضه والبعض باق
وحل السقم في بدني فأمسى * له ليل النوى ليل المحاق
وصبري راحل عما قليل * لشدة لوعتي ولظى اشتياقي
وترجم له أيضا المحبي في خلاصة الأثر في القرن الحادي عشر ج 2 ص 21 - لؤلؤة
البحرين ص 45.
114

وأما الأدب فهو روضه الأريض، ومالك زمام السجع منه والقريض، والناظم
لقلائده وعقوده، والمميز عروضه من نقوده، وسأثبت منه ما يزدهيك إحسانه، و
تطيبك خرائده وحسانه، وأخبرني من أثق به أن والده السعيد لما ناداه داعي الاجل
على يد الشقي العنيد، فألقى السمع وهو شهيد، كان للشيخ المذكور من العمر
اثنتي عشرة سنة، وذلك في سنة خمس وستين وتسعمائة، وتوفي - ره - سنة إحدى
عشرة وألف.
ومن مصنفاته كتاب منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان، وكتاب
المعالم، والاثنى عشرية، ومنسك الحج، وغير ذلك.
سبط الشيخ زين الدين (1) الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن زين الدين الشامي العاملي.
زين الأئمة، وفاضل الأمة، وملث غمام الفضل وكاشف الغمة، شرح الله
صدره للعلوم شرحا وبنى له من رفيع الذكر في الدارين صرحا، إلى زهد أسس بنيانه
على التقوى، وصلاح أهيل به ربعه فما أقوى، وآداب تحمر خدود الورود من
أنفاسها خجلا، وشيم أوضح بها غوامض مكارم الأخلاق وجلا.
رأيته بمكة شرفها الله تعالى، والفلاح يشرق من محياه، وطيب الاعراق
يفوح من نشر رياه، وما طالت مجاورته بها حتى وافاه الاجل، وانتقل من جوار
حرم الله إلى جوار الله عز وجل، فتوفي سنة اثنتين وستين وألف رحمه الله.
*
الشيخ محمد بن (2) علي بن أحمد الحرفوشي الحريري الشامي العاملي.
منار العلم السامي، وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامي، ومشكاة الفضائل ومصباحها
المنير به مساؤها وصباحها، خاتمة أئمة العربية شرقا وغربا والمرهف من كهام

(1) سلافة العصر ص 308 - أمل الآمل ص 22 - خلاصة الأثر ج 2 ص 191
مستدرك الوسائل ج 3 ص 390 - لؤلؤة البحرين ص 80.
(2) سلافة العصر ص 315 وقال شيخنا الحر ره في الامل ص 27 - الشيخ محمد
ابن علي بن محمد الحرفوشي الحريري العاملي الكركي الشامي كان عالما فاضلا أديبا
ماهرا محققا مدققا شاعرا أديبا منشيا حافظا اعرف أهل عصره بعلوم العربية قرء على
السيد نور الدين علي بن علي بن الحسين الموسوي العاملي في مكة جملة من كتب الخاصة
والعامة له كتب كثيرة الفوائد منها كتاب اللئالي السنية في شرح الأجرومية مجلدان وكتاب
مختلف النجاة لم يتم وشرح الزبدة وشرح التهذيب في النحو وشرح الصمدية في النحو و
شرح شرح القطر للفاكهي وشرح شرح الكافچي على قواعد الاعراب وكتاب طرائف النظام
إلى أن قال: رأيته في بلادنا مدة سافر إلى أصفهان ولما توفى رثيته بقصيدة طويلة منها:
أقم مأتما للمجد قد ذهب المجد * وجد بقلب السود والحزن والوجد
وبانت عن الدنيا المحاسن كلها * وحال بها لون الضحى فهو مسود
إلى آخرها:
115

الكلام شبا وغربا، ماط عن المشكلات نقابها وذلل صعابها، وملك رقابها، وحلل
للعقول عقالها، وأوضح للفهوم قيلها وقالها، فتدفق بحر فوائده وفاض، وملاء
بفرائده الوطاب والوفاض، وألف بتأليفه شتات الفنون، وصنف بتصانيفه الدر
المكنون.
إلى زهد فاق به خشوعا وأخباتا، ووقار لا توازيه الرواسي ثباتا، وتأله ليس
لابن أدهم غرره وأوضاحه، وتقدس ليس للسرى سره وإيضاحه، وهو شيخ
شيوخنا الذي عادت علينا بركات أنفاسه، واستضأنا بواسطة من ضياء نبراسه، وكان
قد انتقل من الشام إلى ديار العجم، وقطن بها إلى أن وفد عليه المنون وهجم، فتوفي
بها في شهر ربيع الثاني سنة تسع وخمسين وألف.
ومن مصنفاته (1) شرح الزبدة في الأصول، واللئالي السنية في شرح الأجرومية
وشرح التهذيب في النحو، وشرح شرح الفاكهي على القطر، وشرح شرح الكافيجي
على قواعد ابن هشام، والمختلف في النحو، وطرائف النظام ولطائف الانسجام في

(1) وله أيضا شرح القواعد الشهيدية، وشرحه هذا موجود في أصفهان أيضا فتأمل.
كذا في هامش الأصل.
116

محاسن الاشعار، وغير ذلك، وله الأدب الذي أينعت ثمار رياضه، وتبسمت أزهار
حدائقه وغياضه، فحلا جناها لأذواق الافهام، وانتشق عرفها كل ذي فهم
فهام
شيخنا العلامة محمد (1) بن علي بن محمود بن يوسف بن محمد بن إبراهيم الشامي العاملي.
البحر الغطمطم الزخار، والبدر المشرق في سماء المجد بسناء الفخار،
الهمام البعيد الهمة، المجلوة بأنوار علومه ظلم الجهل المدلهمة، اللابس من مطارف
الكمال أطرف حلة، والحال من منازل الجلال في أشرف حلة، فضل تغلغل في شعاب
العلم زلاله، وتسلسل حديث قديمه فطاب لراويه عذبه وسلساله، ومحل رقى من
أوج الشرف أبعد مراقيه، وحل من شخص المعالي بين جوانحه وتراقيه.
شاد مدارس العلوم بعد دروسها، وسقى بصيب فضله حدائق غروسها، وأنعش
جدودها من عثارها وأخذ من أحزاب الجهل بثأرها، ففوائده في سماء الإفادة أقمار
ونجوم، وشهب لشياطين الإنس والجن رجوم، إن نطق صفد المعاني عن أمم، و
أسمعت كلماته من به صمم، وإن كتب، كبت الحساد عن كثب، فجاء بما شاء على الاقتراح
وترك أكباد أعدائه دامية الجراح.
ومتى احتبى مفيدا في صدر ناديه، وجثت بين يديه طلاب فوائده وأياديه،
رأيت دماء العلم تقذف درر المعارف غواربه، وقمر الفضل أشرقت بيضاء عوارفه
مشارقه ومغاربه: فيملا أصداف الاسماع درا فاخرا، ويبهر الابصار والبصائر
محاسن ومفاخرا.

(1) سلافة العصر ص 323 - أمل الآمل ص 29 - وفيه ذكر له شعرا كثيرا من
جملته قوله:
لا يتهمني العاذلون على البكا * كم عبرة موهنها ببناني
آليت لا فتق العذول مسامعي * يوما ولا خاط الكرى أجفاني
سلبت أساليب الصبابة من يدي * صبري وأغرت ناجزي ببناني
117

وأما الأدب فعليه مداره، وإليه إيراده وإصداره، ينشر منه ما هو أذكى من
النشر في خلال النواسم، بل أحلى من الظلم يترقرق في ثنايا المباسم، وما الدر النظيم
إلا ما انتظم من جواهر كلامه، ولا السحر العظيم إلا ما نفثت به سواحر أقلامه، و
أقسم أني لم أسمع بعد شعر مهيار والرضي، أحسن من شعره المشرق الوضي، إن ذكرت
الرقة فهو سوق رقيقها، أو الجزالة فهو سفح عقيقها، أو الانسجام فهو غيثه الصيب
أو السهولة فهو نهجها الذي تنكبه أبو الطيب، وسأثبت منه ما يقوم ببينة هذه الدعوى،
وتهوى إليه أفئدة أولى الألباب وتهوى، وإن صدف عن هذا المذهب ذاهب،
فللناس فيما يعشقون مذاهب، وها أنا أعتذر إليه من الايجاز في الثناء عليه فما سطرته
لمحة مما له أقفوه:
ويا عجبا مني أحاول وصفه * وقد فنيت فيه القراطيس والصحف
وله على من الحقوق الواجب شكرها، ما يكل شبا يراعتي وبراعتي ذكرها
وهو شيخي الذي أخذت عنه في بدء حالي، وأنضيت إلى موائد فرائده يعملات رحالي،
واشتغلت عليه فاشتغل بي، وكان دأبه تأديب أدبي، ووهبني من فضله ما لا يضيع،
وحنا على حنو الظئر على الرضيع، ففرش لي حجر علومه، وألقمني ثدي معلومه،
حتى شحذ من طبعي مرهفا، وبرى من نبعي مثقفا، فما يسفح به قلمي إنما هو من
فيض بحاره، وما ينفح به كلمي إنما هو من نسيم أسحاره.
ومن منائح مولانا مدايحه * لان من زنده قدحي وإيرائي
هذا ولو جعلت أنبوبة القلم سادسة خمسي، وأفرغت في بياض الأرقام سواد
نفسي، ورمت القيام له بأداء شكره، لاستهدفت لملام التقصير ونكره، فأنا أتوسل إلى
رب الثواب والجزاء، أن يجعل نصيبه من رضوانه أوفى الأنصباء والاجزاء.
وأما خبر ظهوره من الشام وخروجه، وتنقله في البلاد تنقل القمر في بروجه
فإنه هاجر إلى الديار العجمية بعد إبدار هلاله، وانسجام وسمى فضله وانهلاله، فأقام
بها برهة من الدهر، محمود السيرة والسريرة في السر والجهر، عاكفا على بث العلم
118

ونشره مؤرجا الارجاء بطيبه ونشره.
ولما تلت الألسن سور أوصافه، واجتلت الاسماع صور اتسامه بالفضل واتصافه
استدعاه أعظم وزراء مولانا السلطان إلى حضرته، وأحله من كنفه في بهجة العيش
ونضرته، ثم رغب الوالد في انحيازه إلى جنابه، فاتصل به المحبوب بعد اجتنابه،
فأقبل عليه إقبال الوامق الودود، وأظله بسرادق جاهه الممدود، فانتظم في سلك
ندمائه، وطلع عطاردا في نجم سمائه، حتى قصد الحج فحج، وقضى مناسكه العج
والثج، وأقام بمكة سنتين ثم عاد، فاستقبله ثانيا بالاسعاف والاسعاد.
وكنت قد رأيته حال عوده ببندر المخا، ثم رأيته بحضرة الوالد وبينهما من
المودة ما يربي على الإخاء، فأمرنا بالاشتغال عليه، والاكتساب مما لديه، فقرأت
عليه الفقه والنحو والبيان والحساب، وتخرجت عليه في النظم والنثر وفنون الآداب
وما زال يشنف آذاني بفرائده، ويملا أرداني بفوائده، حتى حسدنا عليه الدهر
الحسود، وجرى على سجيته في تبديل الأيام البيض بالليالي السود، فقضى الله
علينا بفراقه، لأمور أوجبت نكس الامل بعد إفراقه، وهو اليوم يتحلى بفضل تشد
إليه الرحال، ويتحلى بأدب يروى به الامحال، وينيف برتبة يقصر عنها كل متطاول
وترجع أيدي الناس دون منالها * وأين الثريا من يد المتناول
الشيخ حسين بن شهاب الدين (1) بن حسين بن محمد بن حسين بن جاندار
الشامي الكركي العاملي.
طودرسي في مقر العلم ورسخ، ونسخ خطة الجهل بما خط ونسخ، علا به من
حديث الفضل إسناده، وأقوى به من الأدب إقواؤه وسناده، رأيته فرأيت منه فردا
في الفضائل وحيدا، وكاملا لا يجد الكمال عنه محيدا، تحل له الحبي وتعقد عليه

(1) سلافة العصر ص 347 أمل الآمل ص 12 - وفيه الشيخ حسين بن شهاب الدين
ابن حسين بن محمد بن حيدر العاملي الكركي الحكيم كان عالما فاضلا ماهرا أديبا
شاعرا منشيا من المعاصرين له كتب منها شرح نهج البلاغة كبير وعقود الدرر في حل
أبيات المطول والمختصر وغيرها من الكتب والحواشي وله اشعار غير ما ذكره السيد على
في السلافة وعندي من شعره كثير بخطه في مدح أهل البيت عليهم السلام فمنه قوله من
قصيدة:
فخاض أمير المؤمنين بسيفه * لظاها واملاك السماء له جند
وصاح عليهم صيحة هاشمية * تكاد لها شم الشوامخ تنهد
غمام من الأعناق تهطل بالدماء * ومن سيفه برق ومن صوته رعد
وصى رسول الله وارث علمه * ومن كان في خم له الحل والعقد
لقد ضل من قاس الوصي بضده * وذو العرش يأبى ان يكون له ند
وقوله من قصيدة:
ولعمري لا أعذل ابن صهاك * ان بدت منه ذنبة أو بذاء
هل عجبت خبث البنين إذا ما * خبث الأمهات والاباء
وقوله من قصيدة:
رضيت لنفسي حب آل محمد * طريقة حق لم يضع من يدينها
وحب على منقذي حين يحتوى * لدى الحشر نفس لا يفادى رهينها
119

الخناصر، أو في علي من قبله وبفضله اعترف المعاصر، يستوعب قماطر العلم حفظا بين
مقروء ومسموع، ويجمع شوارد الفضل جمعا هو في الحقيقة منتهى الجموع، حتى
لم ير مثله في الجد على نشر العلم وإحياء مواته، وحرصه على جمع أسبابه وتحصيل
أدواته.
كتب بخطه ما يكل لسان القلم عن ضبطه، واشتغل بعمل الطب في أواخر
عمره، فتحكم في الأرواح والأجساد بنهيه وأمره، غير أنه كان فيه كثير الدعوى،
قليل العائدة والجدوى، لا تزال سهام آرائه فيه طائشة عن الغرض، وإن أصابت
فلا تخطي نفوس أولى المرض، فكم عليل ذهب ولم يلف لديه فرج، فأنشد: أنا القتيل
بلا إثم ولا حرج.
الناس يلحون الطبيب وإنما * غلط الطبيب إصابة المقدور
120

ومع ذلك فقد طوى أديمه من الأدب على أغزر ديمه، ومتى انقهقت لهات
قاله بالشعر، أرخص من عقود اللئالي كل غالي السعر، إلى ظرف شيم وشمائل،
تطيب بأنفاسها الصبا والشمائل، وإلمام بنوادر المجون، يحلى به حديثه والحديث
شجون.
ولم يزل ينتقل في البلاد ويتقلب حتى قدم على الوالد قدوم أخي العرب على
آل المهلب، وذلك في سنة أربع وسبعين، فأحله الوالد لديه، محلا عقد فيه نواصي
الآمال بين يديه، وأمطره سحايب جوده وكرمه، ورد شباب أمله بعد هرمه، فأقام
بحضرته بين خير وخير، وتقدم ما شان شأنه تأخير، حتى خوى من أفق الحياة
طالعه، وأدرجت بأفول عمره مطالعه، فتوفي يوم الاثنين لاحدى عشرة بقيت من
صفر سنة ست وسبعين وألف عن أربع وستين سنة تقريبا - ره -.
ومن مصنفاته شرح نهج البلاغة، وعقود الدرر في حل أبيات المطول والمختصر
وهداية الأبرار في أصول الدين، ومختصر الأغاني، والاسعاف وغير ذلك.
الشيخ محمد (1) بن الحسن بن علي بن محمد الحر الشامي العاملي.
علم علم لا تباريه الاعلام، وهضبة فضل لا يفصح عن وصفها الكلام، أرجت
أنفاس فوائده أرجاء الأقطار، وأحيت كل أرض نزلت بها فكأنها لبقاع الأرض
أمطار، تصانيفه في جبهات الأيام غرر، وكلماته في عقود السطور درر، وهو الان قاطن
بأرض العجم، ينشد لسان حاله:

(1) سلافة العصر ص 359 - أمل الآمل ص 24 - خلاصة الأثر ج 3 ص 432 -
لؤلؤة البحرين ص 76 فوائد الرضوية ص 473.
أقول: هذا هو الشيخ العالم الفاضل المحقق المدقق المتبحر الجامع الكامل الصالح
الورع الثقة الفقيه النبيه المحدث الحافظ الشاعر الأديب الاريب جليل القدر عظيم الشأن
أبو المكارم والفضائل شيخنا الحر العاملي صاحب الوسائل الذي من على جميع أهل العلم
بتأليف هذا الكتاب الشريف والجامع المنيف الذي هو كالبحر لا يساحل يشتمل على جميع
أحاديث الأحكام الشرعية الموجودة في الكتب الأربعة وساير الكتب المعتمدة أكثر من
سبعين كتابا فبهذا السفر القيم يستغنى كل فقيه ومحدث من الكتب الفقهية والحديثية.
وحيث إن الفاضل الرباني الشيرازي ترجمه في الجزء الأول من الوسائل المطبوعة
الحديثة في مطبعة الاسلامية التي وفقنا الله تعالى بحسن توفيقه وعنايته بتعليقات على شطر
منها من كتاب العتق إلى آخرها (من الجزء السادس عشر إلى الجزء العشرين أمسكنا هنا من
ترجمته الشريفة واكتفينا تيمنا به بعض أبياته في مدح أهل البيت عليهم السلام ومن محاسن
شعره من قصيدة:
انا الحر لكن برهم يسترقني * وبالبر والاحسان يستعبد الحر
وقوله من قصيدة فيهم عليهم السلام:
أنا حر عبد لهم فإذا ما * شرفوني بالعتق عدت رقيقا
أنا عبد لهم فلو أعتقوني * ألف عتق ما صرت يوما (عتيقا)
وقوله من أخرى:
وانى له عبد وعبد لعبده * وحاشاه ان تنسى غدا عبده الحر
وله أيضا في نظم الحديث العلوي (ع) كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو فان
موسى بن عمران عليه السلام خرج يقبس نارا لأهله فكلمه الله ورجع نبيا وخرجت ملكة
سبأ فأسلمت مع سليمان عليه السلام وخرجت سحرة فرعون يطلبون العز لفرعون فرجعوا
مؤمنين:
أيها العبد كن لما ليس ترجو * راجيا مثل ما به أنت راج
ان موسى مضى ليقبس نارا * من شهاب رآه والليل داج
فاتى أهله وقد كلم الله * وناجاه وهو خير ناج
هذا العبد كلما جائه الكر * ب جاء الاله بالانفراج
121

أنا ابن الذي لم يخزني في حياته * ولم أخزه لما تغيب في الرجم
ويحيى بفضله مآثر أسلافه، وينتشي مصطبحا ومغتبقا برحيق الأدب
وسلافه.
122

الشيخ محمد بن علي الحر الأديب الشامي العامي (1).
حر رقيق الشعر عتيق سلافة الأدب، ينتدب له عصى الكلام طائعا إذا دعاه
وندب، له شعر يستلب نهى العقول بسحره، ويحل من البيان بين سحره ونحره،
فهو أرق من خصر هيفاء مجدولة وأدق، وأصفى من صهباء بشعشعها أغن ذو مقلة
مكحولة الحدق.
*
الأمير محمد باقر (2) بن محمد الشهير بالداماد الحسيني.
طراز العصابة، وجواز الفضل وسهم الإصابة، الرافع بأحاسن الصفا أعلامه،
فسيد وسند وعلم وعلامة، إكليل جبين الشرف وقلادة جيده، الناطقة ألسن الدهور
بتعظيمه وتمجيده، باقر العلم ونحريره، الشاهد بفضله تقريره وتحريره، ووالله إن
الزمان بمثله لعقيم، وإن مكارمه لا يتسع لبثها صدر رقيم، وأنا برئ من المبالغة
في هذا المقال، وبر قسمي يشهد به كل وامق وقال:
وإذا خفيت على الغبي فعاذر * أن لا تراني مقلة عمياء
إن عدت الفنون فهو منارها الذي يهتدى به، أو الآداب فهو موئلها الذي

(1) سلافة العصر ص 360 أمل الآمل ص 26 وفيه الشيخ محمد بن الحسين الحر
العاملي المشغري جد والد المؤلف كان فاضلا عالما فقيها جليل القدر عظيم المنزلة
كان أفضل أهل عصره في الشرعيات وكان ولده الشيخ محمد بن الحر أفضل أهل
عصره في العقليات تزوج الشهيد الثاني بنته وقرء عند الشهيد الثاني وله منه إجازة ذكره
ابن العودي في تلامذته.
(2) سلافة العصر ص 477 - روضات الجنات ص 114 - 116 - أمل الآمل
ص 60 فوائد الرضوية ص 418 إلى ص 425 - خلاصة الأثر ج 4 ص 301 - اللؤلؤة
ص 132 - مستدرك الوسائل ج 3 ص 418.
أقول: وقد أشرنا إلى ترجمته الشريف اجمالا.
123

يتعلق بأهدابه، أو الكرم فهو بحره المستعذب النهل والعلل، أو الشيم فهو حميدها
الذي يدب منه نسيم البرء في العلل، أو السياسة فهو أميرها الذي تجم منه الأسود
في الأجم، أو الرياسة فهو كبيرها الذي هاب تسلطه سلطان العجم.
وكان الشاه عباس أضمر له السوء مرارا، وأمر حبل غيلته إمرارا، خوفا
من خروجه عليه، وفرقا من توجه قلوب الناس إليه، فحال دونه ذو القوة والحول،
وأبى إلا أن يتم عليه المنة والطول.
ولم يزل موفور العز والجاه، سالكا سبيل الفوز والنجاة، حتى استأثر به
ذو المنة، وتلايا: يا أيتها النفس المطمئنة، فتوفي في سنة إحدى وأربعين و
ألف - ره -.
ومن مصنفاته في الحكمة القبسات، والصراط المستقيم والحبل المتين، وفي
الفقه شارع النجاة، وله حواش على الكافي والفقيه والصحيفة الكاملة وغير ذلك ومن
إنشائه البديع الأسلوب، الاخذ بمجامع القلوب، ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين محمد
مراجعا رحمهما الله تعالى.
لقد هبت ريح الانس، من سمت القدس، فأتتني بصحيفة منيفة كأنها بفيوضها
بروق العقل بوموضها، وكأنها بمطاويها، أطباق الأفلاك بدراريها، وكأن أرقامها
باحكامها، أطباق الملك والملكوت بنظامها، وكأن ألفاظها برطوباتها، أنهار العلوم
بعذوباتها، وكأن معانيها بأفواجها، بحار الحق بأمواجها.
وأيم الله إن طباعها من تنعيم، وإن مزاجها من تسنيم، وإن نسيمها لمن
جنان الومضوت، وإن رحيقها لمن دنان الملكوت، فاستقبلتها القوى الروحية، و
برزت إليها القوة العقلية، ومدت إليها قطنة صوامع السر أعناقها من كوى الحواس
وروازن المدارك وشبابيك المشاعر، وكادت حمامة النفس تطير من وكرها شعفا
واهتزازا، وتستطار إلى عالمها شوقا وهزازا، ولعمري قد ترويت، ولكني لفرط ظمائي
ما ارتويت:
شربت الحب كأسا بعد كأس * فما نفد الشراب ولا رويت
124

فلا زالت مراحمكم الجلية، مدركة للطالبين، بأضواء الأعطاف العلية، و
مروية للظامئين بجرع الأعطاف الخفية والجلية.
ثم إن صورة مراتب الشوق والاخلاص التي هي وراء ما يتناهى بما لا يتناهى، أظنها
هي المنطبعة كما هي عليها، في خاطركم الأقدس الأنور الذي هو لأسرار عوالم
الوجود كمرآة مجلوة، ولغوامض أفانين العلوم ومعضلاتها كمصفاة مطحوة.
وإنكم لأنتم بمزيد فضلكم المؤملون لا مرار المخلص على حواشي الضمير،
المقدس المستنير، عند صوالح الدعوات السانحات في مئنة الاستجابة، ومظنة الإجابة
بسط الله ظلالكم، وخلد مجدكم وجلاكم، والسلام على جنابكم الا رفع الأبهى،
وعلى من يلوذ ببابكم الا رفع الأسمى، ويعكف بفنائكم الأوسع الأسنى، ورحمة
الله وبركاته أبدا سرمدا.
ومن غريب رسائله رسالته الخلعية، وهي مما يدل على تأله سريرته،
وتقدس سيرته، وصورتها:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد كله لله رب العالمين، وصلواته على سيدنا
محمد وآله الطاهرين، كنت ذات يوم من أيام شهرنا هذا، وقد كان يوم الجمعة سادس
عشر شهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شعبان المكرم لعام ثلاث وعشرين وألف من هجرته المقدسة
في بعض خلواتي، أذكر ربي في تضاعيف أذكاري وأورادي، باسمه الغني فأكرر
" يا غني يا مغني " مشدوها بذلك عن كل شئ إلا عن التوغل في حريم سره، و
الامتحاء في شعاع نوره، وكأن خاطفة قدسية قد ابتدرت إلى، فاجتذبتني من
الوكر الجسماني، ففككت حلق شبكة الحس، وحللت عقد حبالة الطبيعة، وأخذت
أطير بجناح الروع في جو ملكوت الحقيقة، وكأني قد خلعت بدني، ورفضت
عدني ومقوت خلدي، ونضوت جسدي، وطويت إقليم الزمان وصرت إلى عالم
الدهر.
فإذا أنا بمصر الوجود بجماجم أمم النظام الجملي من الابداعيات والتكوينيات
والإلهيات والطبيعيات والقدسيات والهيولانيات والدهريات والزمنيات، وأقوام
125

الكفر والايمان، وأرهاط الجاهلية والاسلام، من الدارجين والدارجات، والغابرين
والغابرات، والسالفين والسالفات، والعاقبين والعاقبات، في الآزال والآباد، وبالجملة
آحاد مجامع الامكان، وذوات عوالم الأكوان بقضها وقضيضها، وصغيرها وكبيرها
باثباتها وبابدائها حالياتها وإنياتها.
وإذ الجمع زفة زفة، وزمرة، زمرة، بحزبهم قاطعة معا، مولون وجوه (1)
مهياتهم شطر بابه سبحانه، شاخصون بأبصار إنياتهم تلقاء جنابه، جل سلطانه من
حيث هم لا يعلمون، وهم جميعا بألسنة فقر ذواتهم الفاقرة، وألسن فاقة هوياتهم
الهالكة، في ضجيج الضراعة وصراخ الابتهال، ذاكروه وداعوه ومستصرخوه ومنادوه
بيا غني يا مغني، من حيث هم لا يشعرون.
فطفقت في تلك الضجة العقلية، والصرخة الغيبية، أخر مغشيا على، وكدت
من شدة الوله والدهش أنسى جوهر ذاتي العاقلة، وأغيب عن بصر نفسي المجردة،
وأهاجر ساهرة أرض الكون، وأخرج من صقع قطر الوجود رأسا، إذ قد ودعتني
تلك الخلسة الخالسة شيقا حنونا إليها، وخلفتني تلك الخطفة الخاطفة تائقا لهوفا
عليها، فرجعت إلى أرض التبار، وكورة البوار، وبقعة الزور، وقرية الغرور
تارة أخرى.
هذا منتهى الرسالة المذكورة، والله سبحانه أعلم.
الميرزا إبراهيم (2) بن ميرزا الهمداني.
برهان العلم القاطع، وقمر الفضل الساطع، ومنار الشريعة ومنير جمالها، ومحقق
الحقيقة ومفصل إجمالها، وجامع شمل العلوم وناسق نظامها، ومعلى كلمة الحق ومضاعف
اعظامها، المقتني نفائس جواهرها، والمجتني أزاهر بواطنها وظواهرها، ملك أعنة
الفضائل وتصرف، وبين غوامض المسائل فأفهم وعرف، وأجرى ينابيع الحكمة وفجر،

(1) في المصدر المطبوع تحريف وتصحيف، راجعه.
(2) سلافة العصر ص 480.
126

وبكر إلى نيل الزلفى لدي ربه وهجر.
وزاد به الدين الحنيفي رفعة * وشاد دروس العلم بعد دروسها
وأحيا موات العلم منه بهمة * يلوح على الاسلام نور شموسها
إلى تأله وتنسك، وتعلق بأسباب العرفان وتمسك، وعفة وزهادة، وصلاح
وطد به مهاده، وعمل زان به علمه، ووقار حلى به حلمه، وبلاغة وبراعة ثقف بهما
لسانه ويراعه.
أخبرني غير واحد أن سلطان العجم الشاه عباس قصد يوما زيارة الشيخ بهاء الدين
محمد فرأى بين يديه من الكتب ما ينوف على الألوف، فقال له السلطان: هل في العالم
عالم يحفظ جميع ما في هذه الكتب؟ فقال: لا، وإن يكن فهو الميرزا إبراهيم، و
ناهيك بها شهادة بفضله، واعترافا بسمو مقداره ونبله، وكانت وفاته سنة ست وعشرين
وألف.
ومن إنشائه الذي بلغ من البلاغة الإرب، وعجزت عن الحوك على منواله مداره
العرب، ما كتبه إلى الشيخ بهاء الدين المذكور وهو:
الاتحاد الحقيقي يقتضي سماحة توشيح مفتتح الخطاب، وترشيح مبتدء الكتاب
بما استقر عليه العرف العام، واستمر عليه الرسم بين الأنام، من ذكر المحامد
والألقاب، ونشر المزايا في كل باب، مع أن ذلك أمر كفت شهرته مؤنة التصدي
لتحريره، وأغنى ارتكازه في الأذهان عن شرحه وتقريره.
فلو أطلقت عنان القلم في هذا المضمار، وأجريت فلك التبيان في ذلك البحر الزخار
كنت كمن يصف الشمس بالضياء، ويثني على حاتم بالسخاء، فلذلك ضربت صفحا عن
ذلك، وطويت كشحا عن سلوك تلك المسالك، واقتصرت على الايماء إلى نبذة من
هموم مد يده، سلم برهان السلم عدم انحصارها، وشر ذمة من غموم عديده، لا ينطبق
دليل التطبيق على عشر معشارها، واكتفيت عن الاطناب في هذا الباب، بما تضمنه
قول بعض ذوي الألباب (1).

(1) جفاى چرخ وغم دهر آنچنانم كرد * كه از دوكس بودم حسرت ازجگر خارى
يكى بر آنكه ز رآه عدم بملك وجود * نيامد وخبرش نيست زين گرفتارى
دگر بر آنكه درين خاكدان غم پرور * بخواب رفت ونكرد آرزوى بيدارى
127

نسأل الله سبحانه فتح أبواب السرور، بقطع علائق عالم الزور، وحسم عوائق
دار الغرور، وتبديل الأصدقاء المجازيين، بالأخلاء الروحانيين، والانزواء في
زاوية العزلة، والانفراد عن جلساء السوء والذلة، وصرف الأوقات في تلافي ما فات، و
إعداد الزاد ليوم المعاد، فان ذلك أعظم المقاصد وأعلاها، وأهم المطالب وأولاها، وهذه
لمعة من كثير، وجرعة من غدير، وفي القلب أشياء كثيرة لا سبيل إلى تقريرها، ولا طريق
إلى تحريرها.
هذا ولقد أوجع قلبي وأزعج لبي ما شرحتم من حكاية السقطة التي آلمت قدم
قدوة المتألهين، وأوهنت رجل سلطان المتولهين، لكن ألقى هاتف الغيب في بالي أن
السقوط مبشر بالارتقاء، والهبوط مخبر عن غاية الاعتلاء، فان القطرة لما هبطت
صارت لؤلؤة، والحبة لما سقطت على الأرض صارت سنبلة، مع أن المصيبة
والابتلاء موكل بالأنبياء ثم الأولياء، فيجب الشكر على التشبه بهم، والتهنية
بالانخراط في سلكهم.
ثم نسأل الله تعالى التوفيق لانتظام الأحوال وتحقيق الآمال، هذا وإبلاغ
السلام إلى ثمرات دوحة السيادة والنقابة، وأغصان شجرة الإمامة والنجابة، بلغهم
الله أرفع معارج الكمال مأمول ومسئول، والسلام عليكم أولا وآخرا، وباطنا
وظاهرا.
128

قال مؤلف الكتاب عفى الله تعالى عنه: أعيان العجم وأفاضلهم الذين هم من
أهل هذه المائة كثيرون العدد، متوفرون المدد، غير أن أكثرهم لم يتعاط نظم الشعر
العربي، اهتماما بما هو أهم منه، ولعل لهم ترسلا وإنشاء بالعربية، ولكني
لم أقف عليه، فلهذا لم أذكر منهم إلا من ذكرت، فمن أعاظم فضلائهم وأكابر نبلائهم
الذين لم أترجم لهم في هذا الكتاب للعذر المذكور:
جدي الأمير نظام الدين (1) أحمد بن إبراهيم بن سلام الله بن عماد الدين مسعود
ابن صدر الدين محمد بن غياث الدين منصور الحسيني كان يلقب بسلطان الحكماء،
وسيد العلماء توفي - ره - عام خمس عشرة وألف وله مصنفات جليلة منها إثبات
الواجب، وهو ثلاث نسخ كبير وصغير ووسط وغير ذلك.
ومنهم أخوه الأمير نصير الدين (2) حسن المتوفى سنة ثلاث وعشرين وألف
وكانا يشبهان بالشريفين المرتضى والرضي.
ومنهم السيد تقي الدين (3) محمد النسابة المتوفى سنة تسع عشرة
وألف.
المولى عبد الله (4) بن الحسين اليزدي أستاذ الشيخ بهاء الدين محمد المقدم
الذكر، كان علامة من غير نزاع، ولم يدانه أحد في جلالة القدر وعلو المنزلة،
وكثرة الورع، وله مؤلفات مفيدة كشرح القواعد في الفقه، وشرح العجالة، والتهذيب
في المنطق، وغير ذلك.

(1) سلافة العصر ص 490 وفيه (الأمير محمد معصوم) بن إبراهيم بن سلام الله
أمل الآمل ص 32 - فوائد الرضوية ص 5 - روضات الجنات ص 10 أقول وقد تقدم
ترجمته الشريفة اجمالا.
(2) سلافة العصر ص 490 أمل الآمل ص 32.
(3) سلافة العصر ص 490 أمل الآمل ص 69.
(4) سلافة العصر ص 490 أمل الآمل ص 42 فوائد الرضوية ص 249 - روضات الجنات
ص 363.
129

ومنهم ابنه (1) المولى حسن على خلفه الصالح وقدوة كل فالح توفي سنة تسع
وستين وألف - ره -.
ومنهم الميرزا محمد (2) بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي صاحب كتب الرجال
الثلاثة المشهورة نزيل مكة المشرفة، توفي بها لثلاث عشرة خلون من ذي القعدة
الحرام سنة ثمان وعشرين وألف، وله شرح آيات الاحكام ورسائل مفيدة - ره -.
ومنهم صهره المولى محمد أمين الجرجاني (3) صاحب الفوائد المدنية جاور
بمكة المشرفة، وتوفي بها سنة ست وثلاثين وألف - ره -.
ومنهم السيد حسين الشهير بخليفة سلطان صهر سلطان العجم توفي سنة ست
وستين وألف.
ومنهم المولى صدر الدين (4) محمد بن إبراهيم الشيرازي الشهير بالملا صدرا كان

(1) سلافة العصر ص 490.
(2) سلافة العصر ص 491 - أمل الآمل ص 65 فوائد الرضوية ص 554 -
روضات الجنات ص 526 اللؤلؤة ص 119.
(3) سلافة العصر ص 491 لؤلؤة البحرين ص 117 روضات الجنات ص 33.
(4) سلافة العصر ص 491 - أمل الآمل ص 58 لؤلؤة البحرين ص 131
روضات الجنات ص 331.
أقول وترجمه بعض أرباب المعاجم فقال: الحكيم المتأله الفاضل محمد بن إبراهيم
الشيرازي الشهير بملا صدرا محقق مطالب الحكمة ومروج دعاوى الصوفية بما لا مزيد عليه
صاحب التصانيف الشايعة التي عكف عليها من صدقه في آرائه وأقواله، ونسج على منواله
وقد أكثر فيها من الطعن على الفقهاء وحملة الدين وتجهيلهم وخروجهم من زمرة العلماء
وعكس الامر في حال ابن العربي صاحب (الفتوحات) فمدحه ووصفه في كلماته بأوصاف
لا ينبغي الا للأوحدي من العلماء الراسخين.. الخ).
وله مؤلفات في الحكمة والفلسفة كثيرة أشهرها كتاب الاسفار الأربعة وهو مطبوع
بإيران عكف على مطالعته وتدريسه العلماء وبعده في الشهرة شرح حكمة الاشراق، وأكثر
مؤلفاته مطبوعة بإيران وغيرها وهو رحمه الله صهر العلامة المحدث المولى محمد محسن
الفيض الكاشاني رحمه الله الآتي ذكره.
130

أعلم أهل زمانه بالحكمة، ومتقنا لساير الفنون، له تصانيف كثيرة عظيمة الشأن في
الحكمة وغيرها منها شرح الكافي في المجلدين توفي بالبصرة وهو متوجه للحج في العشر
الخامس من هذه المائة.
ومنهم المولى العلامة محمد (1) بن المرتضى الشهير بملا محسن القاشاني له

(1) سلافة العصر ص 491 أمل الآمل ص 68 فوائد الرضوية ص 633 -
روضات الجنات 542 إلى ص 549 - أقول قال المحدث القمي ره محمد بن مرتضى المدعو
بمحسن الكاشاني عالم رباني وفاضل صمداني ومحدث ماهر أديب أريب شاعر محقق حكيم
متأله متكلم عارف أمره في الفضل والفهم وطول الباع وكثرة الاطلاعات على الفروع والأصول
والإحاطة بمراتب المعقول والمنقول وكثرة التصنيف وجودة الترصيف أشهر من أن يخفى
على أحد - وكان هو وأبوه وولده محمد الملقب بعلم الهدى صاحب الخطب والرسائل والحواشي
على الوافي وكتاب في الأصول والفروع والأخلاق وأخوه الفاضل الفقيه المشهور بالمولى
عبد الغفور بن شاه مرتضى وولده الفاضل المولى محمد مؤمن المدرس في مدينة الأشرف
من بلاد مازندران من أهل العلم والفضل.
وله ابن أخ يسمى بمحمد بن مرتضى المدعو بهادي والمعروف بنور الدين فاضل زكى
ألمعي انتخب كتاب بحار الأنوار في حياة العلامة المجلسي وأسقط المكررات والأسانيد
واقتصر من الكتب والروايات على أصحها وأوثقها وكلما ذكر في البيانات كلام العلامة
المجلسي قال: قال سلمه الله وقد طبع بعض مجلداته وله أيضا تفسير وجيز رأيته في المشهد
الرضوي سلام الله على من شرفه وشرح على مفاتيح عمه.
وبالجملة فقد كان بيته الجليل المرتفع قدره إلى ذروة الأفلاك من كبار بيوتات
العلم والعمل والفضل والادراك وهو رحمه الله أفضلهم وأعلمهم وكان له حظ عظيم في جودة
التصنيف وتطبيق الظواهر بالبواطن ومشربه قريب من مشرب الغزالي وقد ذهب إلى شيراز
للتتلمذ عند السيد ماجد بعد التفال بالقرآن وبالديوان المبارك ومجئ (آية النفر) والابيات
الديوانية المصدرة بقوله:
(تغرب عن الأوطان في طلب العلى * فسافر ففي الاسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة ماجد
فتلمذ على السيد المذكور كما أنه تلمذ في المعقول والمنقول على المولى صدر الدين
الشيرازي وكان ختنا له الخ.
وقد ترجمه وبيته الجليلة العلامة الكبرى والآية العظمى الفقيه المتتبع الرجالي سيدنا
الأستاذ شهاب الدين المرعشي النجفي مد ظله في رسالة مستقلة في مقدمة كتاب معادن الحكمة
في مكاتيب الأئمة عليهم السلام.
131

كتب ومصنفات جليلة في الفقه والحديث والكلام والحكمة، وهو من أهل العصر
الموجودين الان.
ومنهم الملا خليل (1) بن غازي القزويني وهو ومن أهل العصر أيضا، له شرحان
على الكافي عربي وفارسي، وشرح العدة في أصول الفقه ومؤلفات اخر.
ومنهم الميرزا رفيع الدين (2) محمد الشهير بالميرزا رفيعا، كان أفضل أهل
عصره توفي سنة ثمانين وألف - رحمه الله - وله تعليقه جليلة على الكافي وغيرها من
المصنفات.

(1) سلافة العصر ص 491 أمل الآمل ص 44 وفيه: خليل بن الغازي القزويني
فاضل عالم علامة حكيم محقق مدقق فقيه محدث ثقة ثقة جامع الفضائل ماهر معاصر له مؤلفات
منها شرح الكافي فارسي وشرح عربي وشرح لعدة الأصول ورسالة الجمعة وحاشية مجمع
البيان والرسالة النجفية والرسالة القمية والجمل في النحو ورموز التفاسير الواقعة في
الكافي والروضة وغير ذلك رأيته بمكة في الحجة الأولى وكان مجاورا بها مشغولا بتأليف
حاشية مجمع البيان توفى - ره - سنة 1089 - روضات الجنات ص 267 - فوائد الرضوية
ص 172.
(2) سلافة العصر ص 491 فوائد الرضوية ص 184 - وص 535 - لؤلؤة البحرين
ص 90.
أقول وفي تذييل لؤلؤة البحرين ص 90 هو رفيع الدين بن فرخ - بالفاء بعدها
الراء المشددة ثم الخاء المعجمة - الجيلاني الرشتي نزيل طوس ترجم له صاحب اللؤلؤة
في اجازته للسيد محمد مهدي بحر العلوم رحمه الله كما ترجم له السيد عبد الله الجزايري
في اجازته الكبيرة لبعض علماء الحويزة وقال فيها: " كان علامة محققا متكلما فصيحا متقنا لم أر في قوة فضله وايمانه فيمن رأيت من
فضلاء العرب والعجم متواضعا منصفا كريم الأخلاق، حضرت درسه أوقات إقامتي في المشهد
في المسجد وفي المدرسة الصغيرة المجاورة للقبة المقدسة (إلى أن قال) عبد النبي القزويني
في تتميم أمل الآمل - والأفندي في رياض العلماء والعلامة المحدث النوري في (الفيض القدسي)
في حياة المحدث المجلسي صاحب البحار رحمه الله.
132

ومنهم الميرزا محمد هادي (1) بن معين الدين محمد وزير فارس بن غياث الدين
الشيرازي كان فاضلا متفننا آية في الذكاء والأدب والمحاضرة، توفي سنة إحدى و
ثمانين وألف - ره.
ومنهم الأمير محمد زمان (2) بن محمد جعفر الرضوي المشهدي كان من عظماء
علماء عصره توفي سنة إحدى وأربعين وألف.
ومنهم الآغا (3) حسين الخونساري علامة هذا العصر الذي عليه المدار، وإمامه
الذي تخضع لمقداره الاقدار.

(1) سلافة العصر ص 491 أمل الآمل ص 69 - فوائد الرضوية ص 656.
(2) سلافة العصر ص 491 أمل الآمل ص 64 - فوائد الرضوية ص 538.
(3) سلافة العصر ص 491 أمل الآمل ص 42 - فوائد الرضوية ص 83 - لؤلؤة البحرين
ص 91 روضات الجنات ص 196 - أقول قال شيخنا الحر - ره -: في الامل - المولى
الاجل الحسين بن جمال الدين محمد الخونساري فاضل عالم حكيم متكلم محقق مدقق ثقة ثقة
جليل القدر عظيم الشأن علامة العلماء فريد العصر له مؤلفات منها شرح الدروس حسن
لم يتم وعدة كتب في الكلام والحكمة وترجمة القرآن الكريم وترجمة الصحيفة
وغير ذلك... الخ
133

ومنهم المولى محمد باقر (1) الخراساني أحد المجتهدين في علوم الدين وغيرها من
فنون العلوم وأصناف المنطوق والمفهوم ورد مكة المشرفة عام ثلاث وستين، وجاور
بها سنة، فتشرفت برؤيته، ولم يتفق لي الاخذ عنه إلا أني حضرت مجلسه ومباحثته
مرارا، ثم عاد إلى العجم وهو الآن بها.
*
وخلائق آخرون بعدت عنا أرضهم وسماؤهم، فلم يبلغنا إلا أسماؤهم، هم نجوم
الأرض، وشموس السنة والفرض، يعترف لسان القلم عن حصرهم بالحصر والوجوم
ومتى حصرت نجوم السماء حصرت هذه النجوم والله أعلم.

(1) سلافة العصر ص 491 أمل الآمل ص 61 - فوائد الرضوية 415 - روضات
الجنات ص 116 قال المحدث القمي في الفوائد - محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني
السبزواري فاضل محقق حكيم متكلم فقيه محدث جليل القدر عالم نقاد صاحب ذخيرة المعاد
في شرح الارشاد وهو كتاب تنبئ عن علمه والكفاية أيضا في الفقه ومفاتيح النجاة في
الدعوات وهو كتاب كبير رأيته في خزانة كتب شيخي الجليل المحدث النوري نور الله
مرقده وروضة الأنوار في آداب الملوك ورسائل في تحريم الغناء وفى الصلاة والصوم وفى
الغسل. وفى تحديد النهار وفى صلاة الجمعة بعضها بالعربية وبعضها بالفارسية.
توفى - ره - في سنة 1090 في أصفهان وحمل جسده إلى المشهد الرضوي ودفن
في مدرسة الميرزا جعفر الواقع في صحن الشريف في جنب قبر شيخنا الحر العاملي - ره -
تلمذ عند شيخنا البهائي وكان من أكابر تلاميذه وهو زوج أخت الآقا حسين الخونساري
وسكن في أصفهان وكان له منصب شيخ الاسلامي وامامة الجمعة والجماعة إلى أن
توفى - ره -.
134

السيد أبو علي (1) ماجد بن هاشم بن علي بن المرتضى بن علي بن ماجد الحسيني
البحراني - ره -.
هو أكبر من أن يفي بوصفه قول، وأعظم من أن يقاس بفضله طول، نسب يؤل إلى
النبي، وحسب يذل له الابي، وشرف ينطح النجوم، وكرم يفضح الغيث السجوم،
وعز يقلقل الاجبال، وعزم يروع الأشبال، وعلم يخجل البحار، وخلق يفوق

(1) سلافة العصر ص 492 أمل الآمل ص 57 - فوائد الرضوية ص 369 - روضات
الجنات ص 540 لؤلؤة البحرين ص 135 - إلى ص 138 - أنوار البدرين ص 85.
أقول: هذا السيد الجليل هو الذي تلمذ عنده المولى المحدث العلامة الحكيم
المتأله الفيض الكاشاني صاحب الوافي والصافي وغيره وحكى أنه - ره - لما أراد أن يرحل
إلى شيراز واستفاد من هذا السيد ره تفأل بالقرآن المجيد فجاء آية النفر وتفال بالديوان
المنسوب إلى أمير المؤمنين (ع) فجاء هذه الأبيات:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى * فسافر ففي الاسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة * وعلم وآداب وصحبة (ماجد)
وهذا من غريب الاتفاقات وفيه من الكرامة لأولياء الله مالا يخفى ومن شعره القصيدة
المعروفة في هلاك بعض أعداء الله:
يا نعمة اسدت يد الدهر * جلت صنيعتها عن الشكر
إلى أن قال:
اليوم قرت عين فاطمة * وسرى لها روح إلى القبر
بقر الكتاب لها فأعقبه * بقر فكان البقر بالبقر
توفى رحمه الله في ليلة 21 من شهر رمضان (ليلة شهادة جده علي عليه السلام) في
شيراز في سنة 1028 ودفن في مشهد سيدة السادة الأعظم أحمد بن الإمام موسى الكاظم عليهما السلام
المشهور بشاه چراغ فعطلت له المدارس وأصبحت ربوع الفضل وهي دوارس سقى الله تربته
ينابيع الرضوان، وأسكنه أعالي غرفات الجنان.
135

نسايم الأسحار.
إلى ذات مقدسة، ونفس على التقوى مؤسسة، وإخبات ووقار، وعفاف يرجع
من التقى بأوقار، به أحيا الله الفضل بعد اندراسه، ورد غريبه إلى مسقط رأسه،
فجمع شمله بعد الشتات، ووصل حبله بعد البتات.
شفع شرف العلم بظرف الأدب، وبادر إلى حوز الكمال وانتدب، فملك للبيان
عنانا، وهصر من فنونه أفنانا، فنظمه منظوم العقود، ونثره منثور الروض المعهود،
ومما يسطر من مناقبه الفاخرة، الشاهدة بفضله في الدنيا والآخرة، أنه ره كان قد
أصابته في صغره عين، ذهبت من حواسه الشريفة بعين، فرأى والده النبي صلى الله عليه وآله في منامه
فقال له: إن اخذ بصره فقد اعطى بصيرته.
ولقد صدق وبر صلى الله عليه وآله فإنه نشأ بالبحرين فكان لهما ثالثا، وأصبح
للفضل والعلم حارثا ووارثا، وولي بها القضاء، فشرف الحكم والامضاء، ثم انتقل
منها إلى شيراز، فطالت به على العراق والحجاز، وتقلد بها الإمامة والخطابة، ونشر
حبر فضائله المستطابة، فتاهت به المنابر، وباهت به الأكابر، وفاهت بفضله ألسن
الأقلام وأفواه المحابر.
ولم يزل بها حتى أتاه اليقين، وانتقل إلى جنة عرضها السماوات والأرض
أعدت للمتقين، فتوفي سنة ثمان وعشرين وألف - ره - وهذا محل نبذة من شعره،
ونفثة من بيان سحره، ولا أراني أثبت منه غير اللؤلؤ البحراني.
أخبرني بعض الأصحاب أنه كان أنشأ في يوم جمعة خطبة أبدعها، وأودعها من
نفايس البراعة ما أودعها، فلما ارتقى ذروة المنبر، أنسي ما كان أنشأ وحبر، فاستأنف
لوقته خطبة أخرى، وختمها بهذه الأبيات: التي كست فنون القريض فخرا (1).

(1) راجع سلافة العصر ص 493.
136

السيد أبو محمد حسين (1) بن حسن بن أحمد بن سليمان الحسيني الغريفي
البحراني.
ذو نسب يضاهي الصبح عموده، وحسب أورق بالمكرمات عوده، وناهيك بمن ينتهى
إلى النبي في الانتماء، وغصن شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء، وهو بحر علم تدفقت منه
العلوم أنهارا، وبدر فضل عاد به ليل الفضائل نهارا، شب في العلم واكتهل، وهمي صيب فضله
واستهل، فجري في ميدانه طلق عنانه، وجنى من رياض فنونه أزهار افتنانه، إلا أن الفقه
كان أشهر علومه، وأكثر مفهومه ومعلومه، عنه تقتبس أنواره، ومنه يقتطف ثمره
ونواره، وكان بالبحرين إمامها الذي لا يباريه مبار، وهمامها الذي يصدق خبره
الاختبار، مع سجايا تستمد منها المكارم، ومزايا تستهدي محاسنها الأكارم، وله
نظم كثيرا ما يمده بالفخر، وكأنما يقده من الصخر، وكانت وفاته سنة إحدي وألف.
السيد عبد الله (2) بن محمد البحراني.
أديب قام مقام والده وسد ولا عجب للشبل أن يخلف الأسد، فهو نفحة ذلك
الطيب وأريجه، ونهر ذلك البحر وخليجه، المنشد لسان محتده، وهل ينبت الخطي
إلا وشيجه، أثمرت أغصان أقلامه اليانعة بثمرات البيان، وضم هوامل الكلام لقمة النهج
وغني وراءها الحاديان، فنثره الورود، ولكن في رياض النفوس لا الغروس، ونظمه
العقود لكن في ترائب الطروس لا العروس.
وهو أحد من خدم الوالد ومدحه وأورى زند فكره لشكره وقدحه ولم يزل
في فيض فضله وسعته، بين خفض العيش ودعته، حتى صدرت منه هفوة بعد هفوة
كدرت من مورد اقباله صفوه، فلما علم سقوط منزلته لديه وعرف، ودع حضرته
السامية وانصرف.

(1) سلافة العصر ص 496 أمل الآمل ص 41 - فوائد الرضوية ص 132.
(2) سلافة العصر ص 505 أمل الآمل ص 49 - فوائد الرضوية ص 255.
137

السيد ناصر بن سليمان القاروني (1) البحراني.
هو من قوم لم يجنح المجد من خطتهم إلى التخطي، وفيهم يقول شاعر
البحرين جعفر بن محمد الخطي:
آل قارون لا كبا بكم الدهر * ولا زلتم رؤس الرؤس
وهذا السيد ناصر عزهم، وناشر بزهم، وصفوة مجدهم، وربوة نجدهم، وفرقد
سمائهم، وأوحد عظمائهم، ورأس رؤوسهم، وباسق غروسهم، الخطيب الشاعر
الرحيب المشاعر، نثر فأكثر، ونظم فأعظم، وصاب فأصاب، وجاد فأجاد، وقضى و
شرع، ونضا وأشرع. ففرع وبرع، وفنن وتفنن، فنظمه وشح الزمان، ونثره
نجح الأمان، يفضل زهر المروج، بل يفضح زهر البروج، ويفوق سجع الحمام، بل
يخجل سفح الغمام، وقد أثبت من كلامه، وزهرات أقلامه، ما تنافح به القماري،
وتصادح به القماري.
أخبرني شيخنا العلامة جعفر بن كمال الدين البحراني قال: كنت ذات يوم
جالسا في مسجد السدرة أحد مساجد القرية المعمورة المسماة بجد حفص إحدى قرى
البحرين، وهو مدرسة العلم، ومجمع أولى الفضل والحلم، وكان عميد البلاد وكبيرها
وقاضيها القائم به تدبيرها، والسيد الحسين بن عبد الرؤف جالسا في ذلك المجلس وإلى
جنبه السيد ناصر المذكور، وأحد المدرسين يقرء كتاب القواعد المشهور، فجاء ابن
أخ للسيد حسين المشار إليه نافجا بكمه، وزحزح السيد ناصر عن مكانه وجلس
بجنب عمه.
فغضب السيد ناصر وعتب، وتناول القلم مسرعا وكتب: لا تعجبن من تقدم
ذي البنان الخاضب، على ذي البيان الخاطب، وذي الطرف الفتون، على ذي الظرف
والفنون، وذي الجسم الفاضل، على ذي الجسم الفاضل، وذي الطول

(1) سلافة العصر ص 514 أمل الآمل ص 72 - فوائد الرضوية ص 691.
138

على ذي الطول، فان الزمان طبع على هذه الشيمة، منذ كان في المشيمة، وكتب
ناصر بن سليمان البحراني، ورمى بالبطاقة وقام، وأقام على المعنى من البلاء
ما أقام.
السيد عبد الرضا بن عبد الصمد الولي البحراني (1)
الرضي المرتضى، والحسام المنتضى، الصحيح النسب، الصريح الحسب، مجمع
البحرين: بحر العلم وبحر العمل، ومقلد النحرين: نحر الأدب ونحر الامل، ثنى إلى
الفضل أزمة رحاله، فأصبح في الأفاضل علما فردا وأنشد لسان حاله:
ليس الجمال بمئزر * فاعلم وإن رديت بردا
إلى أدب مستفاض، وبيان واسع فضفاض، ومع ذلك فطبقة شعره وسطى، وإن
مدله من مديد القول بسطا، وقد وقفت عنه على ما لم يهز الاستحسان لأكثره عطفه
ولا كساه الاحسان رقته ولطفه.
أخوه السيد أحمد بن عبد الصمد البحراني (2)
هو للعلم علم، وللفضل ركن ومستلم، مديد في الأدب باعه، جليد كريم خيمه
وطباعه، خلد في صفحات الدهر محاسن آثاره، وقلد جيد الزمن قلائد نظامه ونثاره
فهو إذا قال صال، وعنت لشبا لسانه النصال.

(1) سلافة العصر ص 517 أمل الآمل ص 47 فوائد الرضوية ص 230.
(2) سلافة العصر ص 519 أمل الآمل ص 33.
139

السيد عبد الله بن السيد حسين البحراني (1).
أديب من أفراد الأعيان الممثلين فرائد البيان للعيان، ينظم شعرا جزلا
فيجيد جدا وهزلا، ويزيل به عن المسامع أزلا، ونثره أحسن مغنى، وأتقن لفظا و
معنى، وكان قد صحبني سنينا وما زلت بفراقه ضنينا، حتى فرق الدهر بيننا، وقدر
القضاء بيننا.
تبجل ساحة رافع قواعدها ساطع آيات الكمال، وتقبل راحة جامع فوائدها
بالغ غايات الفضيلة والافضال، ومن نيط بهمته الرفيعة نياط النجوم، فمتى يشاكل
أو يماثل، وميط بعزمته المنيعة بساط الهموم، فمتى يساحل أو يساجل، الحائز
قصبات السبق فلا يدرك شاوه وإن أرخى العنان، الفائز بوصلات الحق فاستنارت
آراؤه بشموس التبيان
المحدد لجهات مكارم الأخلاق، المجدد لسمات المفاخر على الاطلاق،
الحاوي لعلوم آبائه الأكابر، وراثة كابر عن كابر، برج سعادة الاقبال، أوج سيادة الأقيال مطلع
شمسي العلوم والمعارف، مجمع بحري العلوم والعوارف من أوقفت نفسي بأعتابه موقف
الأرقاء، فارتقيت عن حضيض الامتهان غاية الارتقاء، كيف لا؟ وهي كهف اللائذ،
ورقيم العائذ، وصفا الصفاء، ومروة المروة والوفاء، وعرفات العرفان، ومنى المنى
ومظنة الاحسان، لا زالت منهلا للواردين، ولا برحت مؤملا للقاصدين، حمية
الذمار، أبية عن الوصم والعار، ولا فتئت كعبتها معمورة ومحروسة، وندوة أنديتها
بالفيض مغمورة ومأنوسة، بمنه وإحسانه وكرمه وامتنانه.

(1) سلافة العصر ص 520 أمل الآمل ص 49.
140

الشيخ داود بن أبي شافير البحراني (1)
البحر العجاج، إلا أنه العذب لا الأجاج، والبدر الوهاج، إلا أنه الأسد
المهاج، رتبته في الإنافة شهيرة، ورفعته أسمى من شمس الظهيرة، ولم يكن في مصره
وعصره، من يدانيه في مده وقصره وهو في العلم فاضل لا يسامى، وفي الأدب فاصل
لم يكل الدهر له حساما، إن شهر طبق، وإن نشر عبق، وشعره أبهى من شف
البرود، وأشهى من رشف الثغر البرود، وموشحاته الوشاح المفصل، بل الصباح
التي فرع حسنها وأصل.
أبو البحر جعفر بن محمد بن حسن بن علي بن ناصر بن عبد الامام الشهير بالخطي
البحراني العبدي أحد بني عبد القيس بن شن بن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد
ابن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان رحمه الله تعالى (2).
ناهج طرق البلاغة والفصاحة، الزاخر الباحة الرحيب المساحة، البديع الأثر
والعيان، الحكيم الشعر الساحر البيان، ثقف بالبراعة قداحه، وأدار على السامع
كؤوسه وأقداحه، فأتى بكل مبتدع مطرب، ومخترع في حسنه مغرب، ومع قرب
عهده فقد بلغ ديوان شعره من الشهرة المدى، وسار به من لا يسير مشمرا، وغنى به
من لا يغني مفردا، وقد وقفت على فوائده التي لمعت، فرأيت ما لا عين رأت ولا
اذن سمعت، وكان قد دخل الديار العجمية فقطن منها بفارس، ولم يزل بها وهو
لرياض الآداب جان وغارس، حتى اختطفته أيدي المنون، فغرس بفناء الغناء وخلد
عرايس الغنون.
وكانت وفاته سنة ثمان وعشرين وألف رحمه الله تعالى، ولما دخل إصبهان
اجتمع بالشيخ بهاء الدين محمد العاملي رحمه الله تعالى، وعرض عليه أدبه، فاقترح عليه
معارضة قصيدته الرائية المشهورة.

(1) سلافة العصر ص 521 أمل الآمل ص 44.
(2) سلافة العصر ص 524 أمل الآمل ص 37 فوائد الرضوية ص 81.
141

السيد علي بن خلف بن مطلب بن حيدر المشعشعي ملك الحويزة
في هذا العصر (1)
أخبرني بعض الوافدين علينا من تلك الديار، قال: كانت بينه وبين السيد
حسن الشهير بخليفة سلطان رابطة محبة، فلما بلغه أنه ولي الوزارة لسلطان العجم
قال شعرا: (2).
السيد أبو الغنايم محمد الحلي (3)
فرع من ذؤابة عبد مناف، ودوحة علم مخضرة الأكناف، له في منهل الفضل
إيراد وإصدار، ومورد لم يشب صفوه للنقص إكدار، وكان قد دخل الهند فخدم ملكها
أكبر شاه، ولبس من برود الجاه ما طرزه العز ووشاه، ولم يزل في خدمته محمود الجناب
راسخ الأوتاد مشدود الاطناب، حتى وسوس الشيطان للسلطان، فادعى الربوبية في
تلك الأوطان، واستكبر واستعلى، وقال: (أنا ربكم الاعلى) وزعم أن كل من
أذن وكبر، إنما يعنيه بقوله الله أكبر، فأكبر السيد هذه المقالة، واستقاله من خدمته
فأقاله، فانفصل عنه غيرة على الاسلام، وأنفة لشريعة جده عليه السلام، وقد وقفت
له على أبيات هي في سور البلاغة آيات (4).

(1) سلافة العصر ص 537 أمل الآمل ص 52.
(2) وفى سلافة - أنشد بديهة:
بشرت بالخير يا بشيري * جئت على الوقف من ضميري
لواحد طار من سرور * لطرت من شدة السرور
(3) سلافة العصر ص 537.
(4) وهي:
انا الذي شهدت بالمعجزات له * أقلامه وحروف الخط والنقط
اخذت في كل فن من عجائبه * حتى تعجب منى الفن والنمط
يسطو على البحر سطر من تموجه * للناظرين وبدر ليس يلتقط
يفوح زهر حديثي عن شذا أدبى * كما يفوح بريا عطره السفط
لكنكم معشر لادر درهم * سيان عندهم التصحيح والغلط
خابت قوافل آمالي بساحتكم * كما يخيب برأس الأقرع المشط
أمل الآمل ص 64.
142

السيد حسين بن كمال الدين الأبرز الحسيني الحلي (1)
سيد ساد بالجد والجد، وجد في اكتساب المعالي فقطع طمع اللاحق به
وجد، وسعى إلى نيل غايات الفضايل ودأب، وأنشد لسان حاله:
وما سودتني هاشم من وراثة * أبي الله أن أسمو بأم ولا أب
وهو في الأدب عمدة أربابه، ومنار الا حبه ولجة عبابه، وقفت له على رسالة
في علم البديع سماها درر الكلام، ويواقيت النظام، وأثبت فيها من نثره في باب
الملايمة قوله فيمن ألف الرسالة باسمه " مكي الحرم، برمكي الكرم، هاشمي
الفصاحة، حاتمي السماحة، يوسفي الخلق، محمدي الخلق، خلد الله ملكه، وأجرى في
بحار الاقتدار فلكه ".
الشيخ عبد علي بن ناصر بن رحمة الحويزي (2)
فاضل قال من الفضل بظل وريف، وكامل حل من الكمال بين خصب وريف
فالاسماع من زهرات أدبه في ربيع، ومن ثمرات فضله في خريف، إن أنشأ ينشئ
أبدى من فنون السجع ضرائب، أو طفق ينظم أهدى الشنوف للاسماع والعقود للترائب
ومؤلفاته في الأدب، أحلى من رشف الضرب، بل أجدى من نيل الإرب، ومتى جاراه
قوم في كلام العرب، كان المنبع وكانوا القرب.

(1) سلافة العصر ص 537.
(2) سلافة العصر ص 537.
143

واتصل بحكام البصرة وولاتها، فوصلته بأسنى إفضالها وأهنى صلاتها، وهبت
عليه من قبلهم رخاء الاقبال، وعاش في كنفهم بين نضرة العيش ورخاء البال، ولم يزل
بها حتى انصرمت من الحياة أيامه، وقوضت من هذه الدار الفانية خيامه.
ومن مؤلفاته المعول في شرح شواهد المطول، وقطر الغمام في شرح كلام
الملوك ملوك الكلام، وغير ذلك، وله ديوان شعر بالعربية وانتخب منه نبذة سماها
مجلي الأفاضل، وله أشعار بالفارسية والتركية، إلا أنها عند العارفين بها متروكة
منسية، ومن إنشائه ما كتبه إلى القاضي تاج الدين المالكي.
طبقات صحايف الأوراق، وإن كانت السبع الطباق، وأعلام الأقلام، وإن
كانت عدد الآجام، وبحار المداد، وإن سفحت على الأطواد، ليست بمستقلة بالإحاطة
بيسير من كثير الاشتياق، وليس ضرب الصفح وطي الكشح عن اعلامه من مكارم -
الأخلاق، فرقمت هذه الصحيفة عن سويداء القلب بسواد الأحداق، أنموذجا يستدل
به الاخوان على الأحزان، بما جرى من الشأن عن الشأن، محيلة ما تجده القلوب عليها
مرجعة ما يطلب منها إليها.
جمال الدين محمد بن عواد الحلي الشهير بالهيكلي (1)
شاعر متقعر في الكلام، يقرع السمع من حوشي ألفاظه ما يربي على قوارع
الملام، دخل الديار الهندية فمدح عظماءها بمدايح، نال بجوايزها المنى
والمنايح.
الشيخ عيسى بن حسن بن شجاع (2)
أحد من عاني الشعر ونظم، وخضم فيه الكلام وقضم، له أشعار لم يعن بتنقيحها

(1) سلافة العصر ص 558.
(2) سلافة العصر ص 559.
144

وتهذيبها، وكأنه لم يسمع قول القايل:
وإذا عرضت الشعر غير مهذب * عدوه منك وساوسا تهذى بها
وكان قد قصد الوالد بالديار الهندية، مستنشقا روايح منايحه الندية، فوافق
طالعه أن كان أول شاعر وفد على عتبة داره، وهي لم تحتو بعد على المصاقع و
والمداره، ورغبة الوالد في الأدب إذ ذاك وافرة، وبدور مكارمه لسراة ليله سافره، فوقع
عنده موقعا جميلا، وراح لطوله بقوله مستميلا، وكانت بينهما في النظم مراسلات
طويلة الذيل، ولكن أين تباشير الصبح من نواشي الليل.
ولما حصل من أمله على مراده، وقضى أربه من أشجاع مراده، ثنى ثنى عنانه
للقصد إلى أوطانه، فركب البحر قاصدا وطنه عن يقين، فحال بينهما الموج فكان
من المغرقين.
145

71.
صورة إجازة (1)
الشيخ الأجل البهائي قدس الله روحه للمولى صفي الدين (2) محمد القمي
رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله سبحانه على نعمه الغامرة، والصلاة
على سيدنا محمد وعترته الطاهرة، فقد أجزت للأخ الأعز الأمجد الفاضل الألمعي،
ذي الطبع النقاد، والذهن الوقاد، والنفس الزكية، والسمات المرضية، صفيا
للإفادة والإفاضة والاخوة والمجد والدنيا والدين، محمدا رقاه الله أرفع معارج
الكمال، وبلغه جميع الأماني والآمال، أن يروى عني الأصول الأربعة التي عليها
المدار في هذه الاعصار، أعني الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار، كما رويتها عن
والدي وأستاذي، ومن إليه في العلوم الشرعية استنادي الحسين بن عبد الصمد حارثي
العاملي قدس الله تربته ورفع في الخلد رتبته عن شيخيه الأجلين الأفضلين، قدوتي
الاسلام، وفقيهي أهل البيت عليهم السلام: السيد حسن بن جعفر الكركي والشهيد
الثاني زين الملة والدين العاملي أعلى الله قدرهما، وأنار في سماء الرضوان بدرهما،
عن الشيخ الفاضل الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، عن الشيخ شمس الدين محمد بن داود
الجزيني، عن الشيخ ضياء الدين علي عن والده الاجل الجامع في معارج السعادة بين
رتبة العلم ودرجة الشهادة، الشيخ محمد بن مكي، عن الشيخ المدقق فخر الدين
أبي طالب محمد، عن والده العلامة آية الله في العالمين جمال الحق والملة والدين الحسن
ابن المطهر الحلي، عن شيخه رئيس المحققين نجم الملة والدين أبي القاسم جعفر بن
الحسن بن سعيد، عن السيد الاجل فخار بن معد الموسوي، عن الشيخ الأوحد
شاذان بن جبرئيل القمي، عن الشيخ الفاضل محمد بن أبي القاسم الطبري، عن الشيخ

(1) الذريعة ج 1 ص 239 في رقم 1261.
(2) ما وجدت ترجمته.
146

الجليل أبي علي الحسن، عن والده قدوة الفرقة شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن
الطوسي.
وله طاب ثراه طرق عديدة إلى ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني منها عن
رئيس الفقهاء والمتكلمين محمد بن محمد بن النعمان المفيد، عن الشيخ الأفضل أبي القاسم
جعفر بن قولويه عنه، وكذلك له إلى رئيس المحدثين الصدوق محمد بن علي بن بابويه
طرق كثيرة منها عن الشيخ المفيد عنه.
فليرو الأخ الاجل المشار إليه وفقه الله سبحانه لارتقاء أوج السعادتين، جميع
تلك الأصول التي هي العمد بين الفرقة الناجية بما تضمنته من الأسانيد المتصلة
بأصحاب العصمة سلام الله عليهم، ويبذل ذلك لمن هو أهل لسلوك تلك المسالك من
إخوان الدين، وطلاب الحق واليقين، وألتمس منه أبدت أيام فضايله أن يجريني
على خاطره الشريف بصوالح سوانح الدعوات المعطرة مشام الإجابة، البالغة أرفع
مدارج الاستجابة.
وكتب هذه الأحرف بيده الفانية الجانية أقل الأنام وأحوجهم إلى عفو الله
الغني محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي وفقه الله للعمل في يومه لغده، قبل أن يخرج
الامر من يده، في أوائل العشر الثاني من الشهر الأخير من السنة الخامسة من العشر
الثاني بعد الألف من هجرة سيد البشر صلى الله عليه وآله بدار المؤمنين قم المحروسة
والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.
147

صورة إجازة (1)
الشيخ بهاء الدين محمد العاملي للسيد الاجل السيد ماجد البحراني رضي
الله عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد حمد الله سبحانه (2).
72 صورة إجازة (3)
الشيخ البهائي قدس سره للشيخ لطف الله العاملي (4) الأصفهاني ولولده الشيخ
جعفر أيضا.
بسم الله الرحمن الرحيم. نحمدك يا من من علينا بالانتظام في سلك أصحاب
الرواية، ونصلي على نبيك محمد المرسل للارشاد والهداية، وآله أشرف أهل الولاية
المنقذين من الضلالة والغواية.
وبعد فان الأخ الأعز الأمجد، صدر صحيفة الفقهاء العظام، وديباجة جريدة
الفضلاء الكرام، ونتيجة أعاظم العلماء الأعلام، مرتقي ذروة المجد والمعالي، ممتطي

(1) الذريعة ج 1 ص 238 - في رقم 1259.
(2) بياض في الأصل.
(3) الذريعة ج 1 ص 238 - في رقم 1258.
(4) وقد تقدم ذكره وترجمته وهو صاحب المسجد والمدرسة المعروفة بأصبهان في
ميدان الشاه جهان.
148

صهوة الفخر بين الأفاخم والأعالي، جامع أسباب الفضايل العلمية والعملية، حاوي
أشتات المزايا الصورية والمعنوية، شمس سماء الإفادة والإفاضة والورع والتقى
والاقبال، الشيخ لطف الله العاملي وفقه الله لارتقاء أرفع معارج الكمال، وبلغه جميع
الأماني والآمال.
وقد التمس مني تلطفا منه وتعطفا من لدنه إجازة ما يجوز لي روايته، ويعزى إلى
درايته فقابلت التماسه سلمه الله بالامتثال، وقاربت إشارته بمزيد التوقير والاجلال، وأجزت
له أدام الله فضله وإفضاله، وكثر في علماء الفرقة الناجية أمثاله، أن يروى عني جميع
ما يحق لي أن أرويه من المعقول والمنقول، والفروع والأصول سيما الأصول الأربعة
لمشايخنا المحمدين الثلاثة قدس الله أسرارهم، وأعلى في الخلد قرارهم بأسانيدي
الواصلة إليهم المنتهية إلى أصحاب العصمة سلام الله عليهم، كما تضمنه سند الحديث
الأول والسابع من الأحاديث الأربعين التي شرحتها بعون الله وتوفيقه.
وكذلك أجزت جميع ذلك لقرة عيني وعينه أعني الولد الأعز الفاضل النقي
الزكي الذكي، ذا الذهن الوقاد، والطبع النقاد، والفطرة الألمعية، والفطنة
اللوذعية أنموذج السلف، وزبدة الخلف، ثمرة شجرة الفضائل والعز والعلى، وغصن دوحة
المكارم والعلم والتقى، الشيخ قوام الدين جعفر (1) طول الله عمره في ظل والده، وهناه
بطارف الفضل وتالده.
وكذلك أجزت لهما دامت معاليهما أن يفيدا جميع مؤلفاتي في ساير الفنون
للطالبين، سيما العروة الوثقى والحبل المتين، ومشرق الشمسين وشرح الأربعين،
والتمست منهما أن يجرياني على صفحتي خاطريهما الشريفين في محال الإجابة والإثابة
لسوانح الدعوات، لكيما تهب نسمات القبول على رياض المأمولات.
وكتب هذه الأحرف بيده الفانية الجانية أقل الأنام محمد المشتهر ببهاء الدين
العاملي، وفقه الله للعمل في يومه لغده، قبل أن يخرج الامر من يده. في أوايل العشر
الأخير من شوال سنة ألف وعشرين والحمد لله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.

(1) هو الشيخ قوام الدين جعفر بن الشيخ لطف الله بن الشيخ عبد الكريم بن إبراهيم
ابن علي بن عبد العالي العاملي الميسي - ره -.
149

73.
صورة إجازة (1)
الشيخ بهاء الدين العاملي للمولى شريف الدين محمد الرويدشتي (2) المعروف بشريفا
اژيى قدس الله روحهما.
بسم الله الرحمن الرحيم قرأ على الأخ الأعز زبدة الأفاضل وخلاصة الأماثل
الزكي الذكي الألمعي اللوذعي، حاوي مزايا الكمال، جامع محامد الخصال، البالغ
درجة الاستدلال، شرفا للإفادة والإفاضة والتقوى والدين، شريفا محمدا وفقه الله سبحانه
للارتقاء إلى أرفع الدرجات، نبذة من المطالب الدينية، وقراءة تنبئ عن طبع
نقاد وذهن وقاد.
وقد أجزت له سلمه الله أن يروى عنى الأصول الأربعة التي عليها مدار الفرقة
الناجية في هذه الاعصار أعني الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار لمشايخنا المحمدين
الثلاثة أعني ثقة الاسلام محمد بن يعقوب الكليني ورئيس المحدثين محمد بن بابويه القمي
وشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي قدس الله أسرارهم وأعلى في عليين قرارهم بأسانيدي
المنتهية إليهم الواصلة إلى أصحاب العصمة سلام الله عليهم.
وكذلك أجزت له أدام الله توفيقه، ويسر إلى أرفع الآمال طريقه، أن يروى
جميع كتب أعلام علمائنا الذين وشحت صدر سند الحديث الأول من الأحاديث
الأربعين بأسمائهم بطريقي إليهم نور الله مراقدهم.
وأجزت له أيضا أن يروى جميع تأليفاتي، وهي وإن لم يكن من هذه الدرج
لكنه قد ينظم مع اللؤلؤ السبج، كالتفسير الموسوم بالعروة الوثقى، وكتاب الحبل

(1) الذريعة ج 1 ص 238 في رقم 1260.
(2) هو الشيخ الجليل والعالم النبيل شريف الدين محمد الرويدشتي من أفاضل تلامذة
شيخنا البهائي - ره - ذكره المحدث القمي في الفوائد ص 537.
150

المتين، وكتاب مشرق الشمسين، وشرح الأحاديث الأربعين، وحواشي القواعد
الشهيدية، وحواشي تفسير البيضاوي، والاثنى عشريات الثلاث وغيرها فليرو جميع
ذلك لكل من هو أهل له من الطلاب.
وكتب هذه الأحرف بيده الفانية الجانية أقل الأنام محمد المشتهر ببهاء الدين
العاملي، تجاوز الله عن سيئاته في العشر الأخير من جمادى الأولى سنة ألف واثنتين و
عشرين حامدا مصليا مسلما.
74.
صورة إجازة (1)
الشيخ البهائي للسيد أمير شرف الدين حسين وقد كتبها على ظهر إجازة الشهيد
الثاني لوالده الشيخ حسين عبد الصمد بعد إجازة والده المذكور له ولأخيه الشيخ
أبي تراب عبد الصمد قدس سرهم.
أما بعد الحمد والصلاة، فقد استخرت الله سبحانه وأجزت لسيدنا الاجل
الأفضل صاحب الحسب الفاخر، والنسب الطاهر، والتحقيق الفائق، والتدقيق الرائق
جامع محامد الخصال، ومحاسن الخلال، المتخلي عن ربقة التقليد، والمتحلي
بحلية الاستدلال، شرفا للسيادة والنقابة، والإفادة والإفاضة، حسينا أدام الله تعالى
إفضاله، وكثر في علماء الفرقة الناجية أمثاله، جميع ما انطوت عليه هذه الإجازة
التي أجازها شيخنا الأعظم زين المجتهدين قدس الله تربته لوالدي وأستاذي رفع الله
رتبته، حسبما أجاز لي بما هو المكتوب في صدر هذه الصفحة بخط سيدنا المشار
إليه.
وكتب هذه الأحرف الفقير إلى الله سبحانه محمد المشتهر ببهاء الدين العاملي في
سنة ثلاثين وألف.

(1) الذريعة ج 1 ص 237 - في رقم 1252.
151

75.
صورة إجازة (1)
السيد الداماد - قدس سره - للأمير السيد (2) أحمد العاملي صهره رضي الله عنه.
بسم الله الرحمن الرحيم، والاعتصام بحبل فضله العظيم، بعد الحمد كل
الحمد لربنا رب العاقلات العالية، والسافلات البالية، والصلاة صفو الصلاة منه على
سيدنا سيد الصافات من النفوس الزاكية، وقرم القادسات من العقول الهادية، و
سادتنا الأوصياء الأطهرين من العترة الأنجبين، ما دامت أنهار العلوم جارية، وجبال
الحقائق راسية.
فان الولد الروحاني والحميم العقلاني، السيد السند الأيد المؤيد الألمعي
اليلمعي اللوذعي، الفريد الوحيد، العلم العالم، العامل الفاضل الكامل ذا النسب الطاهر،
والحسب الظاهر والشرف الباهر، والفضل الزاهر، نظاما للشرف والمجد والعقل والدين والحق
والحقيقة أحمدا حسينيا أفاض الله تعالى عليه رشائح التوفيق، ومراشح التحقيق، قد انسلك
فيمن يختلف إلى شطرا من العمر لاقتناص العلوم، ويحتفل بين يدي ملاوة الدهر
لاقتناء الحقايق، فصاحبني ولازمني، وارتاد واصطاد، واستفاد واستعاد، وقرء وسمع
وأمعن وأتقن، واجتنى واقتنى.
وإني قد صادفته منذ ما فافهني وففهته على أمد بعيد في سلامة الفطرة الناقدة،
وباع طويل من صراحة الغريزة الواقدة، فما ألقيت إلى ذهنه من غامضات هي مهمات

(1) الذريعة ج 1 ص 159 في رقم 790.
(2) هو السيد الجليل والعالم المتكلم النبيل والمحقق المدقق أحمد بن السيد
زين العابدين الحسيني العاملي من تلامذة المحقق الداماد وشيخنا البهائي رحمهم الله جميعا
أمل الآمل ص 6 - فوائد الرضوية ص 17.
152

العقول لم ين وسع قريحته في حمل أعبائه، وما أفرغت على قلبه من عويصات هي
متيمات الفحول لم يعي وجد شكيمته بأخذ أضنائه، ولقد ناه بنيل ما تاهت في مهامه
سبله المدارك، وما فاه إلا بما أماهه العقل الصريح الحائر بالمسالك والمعارك.
وقد قرء على فيما قد قرء في العلوم العقلية من تصانيف الشركاء الذين سبقونا
برياسة الصناعة قراءة يعبا بها لا قراءة لا يؤبه لها، الفن الثالث عشر من كتاب الشفاء
وهو الإلهي منه أعني حكمة ما فوق الطبيعة، وهو اليوم مشتغل بقراءة فن قاطيغورياس
منه، وأخذ سماعا فيمن يقرأ ويسمع النمطين الأول والثالث من كتاب الإشارات
والتنبيهات للشيخ الرئيس ضوعف قدره، وشرحه لخاتم المحققين نور سره، ومن
كتبي وصحفي كتاب الأفق المبين الذي هو دستور الحق وفرجار اليقين، وكتاب
الايماضات والشريقات الذي هو الصحيفة الملكوتية، وكتاب التقديسات الذي فيه
في سبيل التمجيد والتوحيد آيات بينات كل ذلك قراءة فاحصة، واستفادة باحثة.
وفي العلوم الشرعية كتاب الطهارة من كتاب قواعد الأحكام لشيخنا العلامة
جمال الملة والدين الحلي وشرحه لجدي الامام المحقق القمقام أعلى الله مقامهما،
وطرفا من الكشاف للامام العلامة الزمخشري، وحاشيته الشريفة الشريفية وهو
مشتغل هذه الاوان بقواعد شيخنا المحقق الشهيد قدس الله لطيفه وإني أجزت له أن
يروى عني جميع ذلك لمن شاء وأحب متحفظا محتاطا محافظا على مراعاة الشرايط
المعتبرة عند أرباب الدراية والرواية.
وأوصيه أولا بتقوى الله سبحانه وخشيته في السر والعلن، إن تقوى القلب
أعظم مقاليد تأهب السر لاصطباب الفيوض الإلهية، والاستضاءة بالأنوار العقلية
القدسية.
وليكن مستديما لاستذكار قول مولانا الصادق جعفر بن محمد الباقر عليه السلام " استحي
من الله بقدر قربه منك، وخفه بقدر قدرته عليك " مواظبا على الالظاظ بالأدعية
والأذكار والاكثار من تلاوة القرآن الكريم، ولا سيما سورة التوحيد التي مثلها
منه ومكانتها فيه مثل القرآن الناطق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه صلوات الله
153

التامات من كتاب الوجود، ومكانته فيه، فمهما استحكمت علاقة عالم التحميد
والتسبيح، أوشك أن ترسخ ملكة رفض السجن الجسداني، ونضو الجلباب
الهيولاني.
وثانيا بصون أسرار عالم القدس التي مستودعها كتبي وكلماتي عمن أخفرني
وخرج عن ذمامي في عهد سبق لي.
ووصية سلفت مني في كتاب الصراط المستقيم فكل ميسر لما خلق له، و
من يك ذا فم مر مريض * يجد مرا به الماء الزلالا
وثالثا بتكرار تذكاري في صوالح الدعوات المصادفة مئنة الاستجابات، ومظنة
الإجابات، والله سبحانه ولي الفضل والطول وإليه يرجع الامر كله.
وكتب أحوج المربوبين إلى الرب الغني محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني
ختم الله له بالحسنى في منتصف شهر جمادى الأولى لعام سنة 1017 من الهجرة المقدسة
النبوية، مسؤولا حامدا مصليا مسلما مستغفرا والحمد لله رب العالمين، والصلاة
على رسوله وآله الطاهرين أولا وآخرا.
154

76.
صورة الإجازة الثانية (1)
من السيد الداماد للأمير السيد أحمد العاملي المزبور.
بسم الله الرحمن الرحيم، والثقة بالعزيز العليم، الحمد كله لله رب العالمين،
ذي السلطان الساطع، والبرهان اللامع، والعز الناقع، والمجد الناصع، والصلاة
أفضلها على السان الصادع بالرسالة والشارع الماصع بالجلالة، سيدنا ونبينا محمد
صفو المكرمين، وسيد المرسلين، وموالينا الأكرمين، وسادتنا الأطهرين من
عترته الأنجبين، وحامته الأقربين، مفاتيح الفضل والرحمة، ومصابيح العلم
والحكمة.
وبعد فان السيد الأيد المؤيد، المتمهر المتبحر الفاخر الذاخر، العالم العامل
الفاضل الكامل، الراسخ الشامخ، الفهامة الكرامة، أفضل الأولاد الروحانيين، وأكرم
العشاير العقلانيين، قرة عين القلب، وفلذة كبد العقل، نظاما للعلم والحكمة، والإفادة
والإفاضة، والحق والحقيقة، أحمد الحسيني العاملي حفه الله تعالى بأنوار الفضل
والايقان، وخصه بأسرار العلم والعرفان، قد قرأ على أثولوطيقا الثانية وهي فن
البرهان من حكمة الميزان من كتاب الشفاء، لسهيمنا السالف، وشريكنا الدارج
الشيخ الرئيس أبي علي الحسين بن عبد الله بن سينا رفع الله درجته وأعلى منزلته، قراءة
بحث وفحص، وتدقيق وتحقيق، فلم يدع شاردة من الشوارد إلا وقد اصطادها،
ولا فائدة من الفوائد إلا وقد استفادها، وإني قد أجزت له أن يروى عني ما أخذ
وضبط، واختطف والتقط، لمن شاء كيف شاء، ولمن أحب كيف أحب.
ثم عزمت عليه أن لا يكون إلا ملقيا أرواق الهمة وشراشر النهمة، على
ملازمة كتبي وصحفي، ومعلقاتي ومحققاتي، ومطالعتها ومدارستها، على ما قد قرأ
ودرى، وسمع ووعى، مفيضا لأنوارها، موضحا لأسرارها، شارحا لدقايق خفياتها
ذابا عن حقايق خبياتها، سالكا بعقول المتعلمين إلى سبيل ما في مطاويها من مر

(1) الذريعة ج 1 ص 160.
155

الحق، ومخ الحكمة الحقة، راجما لشياطين الأوهام العامية، وأبالسة المدارك
القاصرة السوداوية عن استراق السمع لما فيها ببوارق شهبها القدسية.
ولا سيما في شاهقات عقلية من أصول الحكمة محوجة جدا إلى محوضة
عقلية النفس، وشدة ارتفاعها عن هاوية الوهم، وصدق مرافضتها ضريبة الحس، و
بعد مهاجرتها إقليم الطبيعة، كمباحث الدهر والسرمد، وحدوث العالم جملة من
بعد العدم الصريح في الدهر، وتسبيع أنواع التقدم والتأخر وتربيع أنحاء الاعتبارات في
الماهية، وتثليث أنواع الحدوث ثم تثليث أقسام النوع الثالث، وهو الحدوث الزماني، وتثنية
الجنس الأقصى لمقولات الجائزات، وغوامض مباحث التوحيد، وعلم الواحد الاحد
الحق بكل شئ، إلى غير ذلك من غامضات مسائل الحكمة.
والمأمول أن لا ينساني من صوالح دعواته الصادقة، مآن الإجابات، ومظان
الاستجابات، كتب مسؤولا أحوج المربوبين إلى الرب الغني، محمد بن محمد يدعى باقر
الداماد الحسيني، ختم الله له بالحسنى، حامدا مصليا مسلما مستغفرا في عام سنة 1019
من الهجرة المقدسة المباركة، والحمد لله وحده.
27.
فائدة
في إيراد ما كتب السيد الداماد أيضا على بعض تصانيف الأمير السيد أحمد
المذكور - رحمه الله.
بسم الله الرحمن الرحيم. لقد أصبحت قرير العين بحقائق تحقيقات هذه
التعليقة، ودقايق تدقيقاتها أدام الله تعالى إفاضات مصنفها، السيد السند المحقق
المدقق المتبحر المتمهر، السالك سبيل العلم على سنة البرهان، الناهج نهج الحكمة
من شريعة العرفان، وكتب أفقر المفتاقين، وأحوج المربوبين إلى رحمة الله الحميد
الغني محمد بن محمد يدعى باقر الداماد الحسيني، ختم الله له بالحسنى، حامدا مصليا
مسلما، والحمد لله وحده حق حمده.
156

77.
صورة إجازة (1)
من الشيخ بهاء الدين محمد العاملي للأمير السيد أحمد المشار إليه أيضا.
بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد الحمد والصلاة، فقد أجزت للسيد الاجل
الفاضل، التقي الزكي الذكي الصفي الوفي الألمعي اللوذعي، شمس سماء السيادة
والإفادة والاقبال، وغرة سيماء النقابة والنجابة والكمال، سيدنا السند كمال الدين
أحمد العلوي العاملي وفقه الله سبحانه لارتقاء أرفع المعارج في العلم والعمل، و
بلغه غاية المقصد والمراد والأمل، أن يروى عنى الأصول الأربعة التي عليها مدار
محدثي الفرقة الناجية الامامية، رضوان الله عليهم، أعني الكافي لثقة الاسلام محمد بن
يعقوب الكليني، والفقيه لرئيس المحدثين محمد بن بابويه القمي، والتهذيب و
الاستبصار لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي، قدس الله أسرارهم، وأعلى في الخلد
قرارهم، بأسانيدي المحررة في كتاب الأربعين، الواصلة إلى أصحاب العصمة سلام
الله عليهم أجمعين.
وكذا أجزت له سلمه الله وأبقاه أن يروي عني جميع ما أفرغته في قالب التأليف
سيما التفسير الموسوم بالعروة الوثقى، وكتاب الحبل المتين، وكتاب مشرق الشمسين
وكتاب الأربعين، وكتاب مفتاح الفلاح، والرسالة الاثني عشرية، وشرح الصحيفة
الكاملة، وزبدة الأصول، فليرو ذلك لمن له أهلية الرواية، عصمنا الله وإياه عن اقتحام
مناهج الغواية.
وكتب هذه الأحرف بيده الجانية الفانية أقل العباد محمد المشتهر ببهاء الدين
العاملي تجاوز الله عنه في شهر الرابع من السنة الثامنة عشر بعد الألف حامدا مصليا
مسلما مستغفرا، والحمد لله على نعمائه أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.

(1) الذريعة ج 1 ص 237 في رقم 1246.
157

28.
صورة رواية
الأمير السيد أحمد المذكور للكتب الأربعة في الحديث.
بدان وفقك الله تعالى كه أين فقير أصول أربعة را كه عبارت از كليني، ومن
لا يحضره الفقيه، وتهذيب، واستبصار است روايت ميكنم از سيد أجل أفخم أعظم قدوة
العلماء المتبحرين، أسوة الفضلاء والمجتهدين، استادي، واستاد الكل في
الكل، ثالث المعلمين أمير محمد باقر الداماد الحسيني طاب ثراه، وجعل
الجنة مثواه.
واو روايت مى كند از شيخ جليل شيخ حسين بن عبد الصمد حارثي عاملي
قدس الله روحه، واو روايت ميكند از سيد اجل افخم سيد حسن بن جعفر كركي،
واز شيخ جليل كبير زين المتأخرين شيخ زين الدين العاملي أعلى الله قدرهما و
ايشان روايت كرده اند از شيخ فاضل كامل شيخ علي بن عبد العالي عاملي ميسي، واو
از شيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود الشهير بابن المؤذن، واو از شيخ ضياء الدين على،
واواز والد ماجد خود شيخ شمس الدين محمد بن مكي، واو از شيخ المدققين شيخ فخر الدين
محمد، واو از والد خود علامة العلماء جمال الملة والدين حسن بن يوسف بن علي
ابن مطهر حلي، واو از شيخ كامل شيخ نجم الدين أبو القاسم جعفر بن الحسن بن
سعيد، واو از سيد جليل أبو علي فخار بن معد موسوي، واو از شيخ جليل
أبو الفضل شاذان بن جبرئيل قمي، واو از شيخ فقيه فاضل عماد الدين أبو جعفر محمد
ابن أبي القاسم الطبري، واو از شيخ اجل أبو علي حسن بن محمد، واو از والد ماجد
خود أسوة الفرقة الناجية، شيخ الطائفة الحقة أبو جعفر محمد بن حسن الطوسي قدس
الله تعالى روحه.
158

واو را برئيس المحدثين محمد بن يعقوب كلينى چند طريق است بعضي از آنها
آن است كه روايت كرده است از أسوة الفقهاء والعلماء أبو عبد الله محمد بن محمد بن نعمان
شيخ مفيد، واو روايت كرده است از شيخ جليل أبو القاسم جعفر بن قولويه، واو از
رئيس المحدثين محمد بن يعقوب كليني نور الله رمسه.
وهم چنين شيخ الطائفة رابثقة الاسلام محمد بن علي بن بابويه چند طريق است
بعضي از آن طرق آنست كه روايت كرده است از شيخ مفيد واو روايت كرده است از
محمد بن علي بن بابويه رحمه الله تعالى.
أين است طريق تاب مؤلفان أصول أربعة كه در أين زمان مدار برآنست وطرق
أين أصحاب ثلاثة بأصحاب عصمت وخازنان وحي إلهي در مشيخه ايشان مبين شده
است، الحمد لله رب العالمين حق حمده.
159

29.
صورة
ما كتبه المولى شريف الدين بن المولى شمس الدين (1) محمد المقارب لهذا
العصر على ظهر كتاب التهذيب للشيخ الطوسي.
بسم الله الرحمن الرحيم. ثم بلغ مقابلة بعون الله تعالى ومنه أواسط شهر ربيع
الأول من شهور سنة إحدى وعشرين وألف مع نسخ متعددة معتمد عليها.
منها ما كان مكتوبا في هذا المقام ما هذا صورته " وكان مكتوبا في آخر بعض
النسخ المقابل بها بخط الشهيد الثاني - ره - ما صورته " أنهاه أحسن الله توفيقه، وسهل
إلى درك التحقيق طريقه، قراءة محررة وضبطا وتحقيقا في مجالس آخرها يوم
الثلثا وهو الرابع والعشرون من ذي الحجة يوم المباهلة الشريفة خاتم عام ثلاث و
خمسين وتسعمائة، وأنا الفقير إلى الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد الشامي
العاملي حامد الله تعالى مصليا مسلما " وأيضا كان مكتوبا في آخر تلك النسخة ما صورته
" بلغت مقابلة هذا الجزء بنسخة مصححة مكتوب في آخرها بخط كاتبها ما هذا لفظه " قوبل
هذه النسخة من أولها إلى آخرها بنسخة الأصل " انتهى.
ومنها نسخة مولانا ومقتدانا وأستاذنا واستنادنا أفضل المتأخرين وأكمل
المتبحرين الأيد المؤيد مولانا عبد الله الشوشتري قدس الله تعالى روحه الموشحة بتعليقاته
الأنيقة وأنا أفقر العبيد وأحوجهم إلى رحمة الله الملك اللطيف، ابن شمس الدين محمد
شريف، عاملهما الله بفضله بالنبي والوصي.

(1) ما وجدت ترجمة هذا الرجل العالم الفاضل الا انه كان معاصرا لشيخنا البهائي
والأمير محمد باقر الداماد ومعاصريهم وكان من تلاميذ مولانا الشيخ عبد الله الشوشتري
رحمه الله.
160

30.
صورة
استجازة السيد حسين (1) بن السيد حيدر الكركي عن مشايخ عصره مع ذكر
بعض طريقه إلى ابن جمهور الأحساوي.
الحمد لله الذي شرح صدور العلماء كشفا، وأودع في قلوبهم حقايق التبيان لطفا،
وجعلهم امناء الاسلام وعلماء الأنام مرحمة وعطفا، وصيرهم للعلوم وعاء وللفهوم ظرفا،
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تحفظ من كلامنا زيفا ونشهد أن محمدا
عبده ورسوله وحبيبه الذي كان على الكفار سيفا، صلى الله عليه وآله كلما ذكره
الذاكرون، وكلما غفل عن ذكره الغافلون.
وبعد فالمسؤول من علماء الاسلام والامناء الاعلام، مد الله ظلالهم، وأبد
إرشادهم، وكثر أمثالهم، أن ينعموا ويجيزوا لنا رواية الأحاديث والتفاسير والفقه
وأصول الدين، ولتكون لنا سعادة عظيمة، وسيادة رفيعة، والفوز المبين حسبة لله
تعالى، وطلبا لمرضاته، وأنا العبد الفقير حسين بن حيدر الحسيني الكركي عفي عنه.
يروى عن الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله، عن السيد محمد مهدي، عن والده السيد
محسن الرضوي المشهدي، عن الفاضل ابن جمهور بطرقه المذكورة إجازة لفظا
صريحا لا كناية.
أقول: ثم أورد الطرق السبعة التي أوردها الشيخ ابن جمهور في كتاب غوالي
اللآلي كما قد مر ذكرها سابقا، فلا نعيدها حذرا من التكرار.

(1) هو السيد عز الدين أبو عبد الله حسين بن السيد حيدر بن قمر الحسيني الكركي
العاملي المعروف بالمجتهد ومرة بالمفتى وثالثة بالمفتى بأصفهان صاحب كتاب الإجازات
والرسائل المتفرقة في مسائل شتى يروى عنه صاحب الذخيرة والكفاية مولانا الشيخ محمد
باقر السبزواري وكذا المولى محمد تقي المجلسي كما في إجازة سبط ولده الأمير محمد
حسين بن المير محمد صالح الخاتون آبادي للشيخ زين الدين بن عين على الخونساري وهي
إجازة كبيرة سماها مناقب الفضلاء... وقد تحقق صاحب الروضات في ترجمته تحقيقا مفصلا
لا مزيد عليه... الروضات ص 190.
161

78.
صورة إجازة (1)
الشيخ نجيب الدين ابن محمد (2) بن مكي بن عيسى بن الحسن بن عيسى العاملي
للسيد عز الدين حسين بن حيدر الحسيني الكركي المذكور على وفق الإجازة الكبيرة
السابقة من الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله أهل الكبرياء والكرم، وصلى الله على
سيدنا محمد النبي وآله وسلم، وبعد فقد أمرني السيد الحسيب النسيب، العريق الأصيل
الجليل النبيل، الحاوي محاسن الأخلاق والشيم، سلالة خير الخلق من بني آدم،

(1) الذريعة ج 1 ص 221 - في رقم 1161.
(2) هو الشيخ علي بن محمد بن مكي بن عيسى بن الحسن بن جمال الدين بن
عيسى العاملي الجبعي الجبيلي نجيب الدين كان عالما فاضلا فقيها محدثا مدققا متكلما
شاعرا أديبا منشئا جليل القدر تلميذ الصاحب المدارك والمعالم وشيخنا البهائي شرح كتاب
الاثني عشرية لأستاذه الشيخ حسن وجمع ديوانه وألف رسالة في حساب الخطائين يروى عن
أبيه عن جده عن الشهيد الثاني.
قال صاحب سلافة العصر في حقه: نجيب أعرق فضله وانجب وكماله في العلم
معجب وأدبه أعجب سقى روض آدابه صيب البيان فجنت منه أزهار الكلام اسماع الأعيان
فهو للإحسان داع ومجيب وليس ذلك بعجيب من نجيب وله مؤلفات أبان فيها عن طول
باعه واقتفائه لاثار الفضل واتباعه وكان قد ساح في الأرض وطوى منها الطول والعرض
فدخل الحجاز واليمن والهند والعجم والعراق ونظم في ذلك رحلة أودعها من بديع نظمه
مارق وراق إلى أن قال واصطفيت منها لهذا الكتاب ما هو ارق من لطيف العتاب. فمنه
قوله:
علة شيبي قبل ابانه * هجر حبيبي في المقال الصحيح
ويجعل العلة في هجره * شيبي وفى ذلك دور صريح
وقال في مدح الأمير عليه الصلاة والسلام:
يا أمير المؤمنين المرتضى * لم أزل ارغب في أن أمدحك
غير انى لا أرى لي فسحة * بعد أن رب البرايا مدحك
وقال أيضا:
يا رب مالي عمل صالح * به أنال الفوز في الآخرة
الا ولائي لبنى هاشم * آل النبي العترة الطاهرة
الذريعة ج 1 ص 221 - أمل الآمل ص 22 - سلافة العصر ص 310 -
فوائد الرضوية ص 328.
162

سيدنا الاجل الأوحد، الكامل الأمجد الأفضل المعتمد، شرف العترة النبوية
جمال الأسوة العلوية، والمترقي بعلى همته عن حضيض التقليد، السامي بصحيح
فكرته وسليم فطرته إلى الحالة التي ليس عليها مزيد مولانا السيد الكبير الأعظم
عز الملة والدنيا والدين، الحسين ابن السيد السعيد المرحوم المغفور حيدر الكركي
الحسيني أدام الله سبحانه تعالى إفضاله، وكثر في العلماء أمثاله، وأكمل له سعادة
الدنيا بسعادة الآخرة، بمحمد وعترته الطاهرة، أن أجيز له ما يجوز لي روايته،
مع اعترافي بالقصور والتقصير، عن الدخول في أمثال هذا الامر الخطير، إلا أنه لما
كان واجب إجابته يمنع من ارتكاب مخالفته، قابلته، بالسمع والطاعة، لأنه في اللزوم
كفرض من الاستطاعة.
وأجزت له أدام الله أيامه، وأعلى في الدارين مقامه، أن يروي عني
كل ما يجوز لي روايته، عني عن الشيخ الأجل الأوحد جمال الملة
والحق والدين، أبي منصور الحسن مصنف الإجازة التي أولها في باطن
الورقة بطرقه المثبتة فيها أدام الله أيامه، وعن السيد الجليل الأمجد شمس
الملة والدين محمد بن أبي الحسن الحسيني الموسوي قدس الله روحه بطرق
الإجازة المذكورة لاشتراكهما فيها، وعني عن أبي، عن أبيه، عن الشيخ إبراهيم
الميسي، عن أبيه الشيخ علي بطرقه، وعني عن أبي، عن أبيه، عن الشيخ أحمد بن
163

محمد بن خاتون بطرقه، وعني عن أبي، عن جدي لأمي الشيخ الأوحد محيي الدين
الميسي، عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي بطرقه، وعني عن أبي، عن السيد العابد
نور الدين عبد الحميد الكركي، عن الشهيد الثاني، لكن لا يحضرني الان صورة هذه
الإجازة من عموم أو خصوص، فليرو ذلك كذلك.
وكتب العبد الجاني علي نجيب الدين بن محمد بن مكي بن عيسى بن حسن بن
عيسى العاملي سامحه الله في آخر نهار الخميس ثامن عشر محرم الحرام عام عشرة بعد
الألف من الهجرة.
164

79.
صورة إجازة (1)
السيد الأمير حيدر (2) بن السيد علاء الدين بن علي بن الحسن الحسيني البيروي
قدس الله سره للسيد الجليل الأمير السيد حسين المجتهد ابن السيد حيدر الحسيني
الكركي المذكور رحمه الله.
الحمد لله على نعمه وإفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله،
وبعد فقد صدر الامر من الأخ في الله المحبوب لوجه الله، المولى الجليل،
والسيد النبيل، الحسيب النجيب النسيب الجامع بين مكارم الأخلاق وطيب الاعراق
الحاوي بين صفاء الذات وجميل الصفات السيد الفاضل العالم العامل إلى كل خير راغب
خلاصة آل أبي طالب أبي عبد الله كمال الدين حسين ابن السيد الاجل الورع التقي
الزكي السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي، عامله الله وإيانا بلطفه في الدنيا
والآخرة بإجازة متضمنة لكتب وروايات أصحابنا الإمامية رضوان الله عليهم، من
هذا العبد الضعيف المحتاج إلى عفو الله الغني حيدر بن علاء الدين بن علي بن حسن
الحسني الحسيني البيروي عفى الله عنه، له أدام الله تأييده.
فأجزت للسيد المشار إليه جميع ما تضمنته الإجازة التي أجازها الشيخ الامام
العلامة محيى ما درس من سنن المرسلين، فقيه أهل البيت الطاهرين، صلوات الله عليهم
أجمعين، الشهيد الثاني زين الدنيا والدين ابن علي بن أحمد العاملي رضي الله عنه

(1) الذريعة ج 1 ص 190 في رقم 986.
(2) هو السيد الجليل والعالم الكامل النبيل السيد حيدر بن علاء الدين بن
علي بن الحسن الحسيني البيروي (التبريزي) كان معاصرا لشيخنا البهائي وسيد الداماد
ومن عاصره.
165

وأرضاه، للشيخ الإمام الزاهد العابد العالم العامل، زبدة فضلاء الأنام، وخلاصة الفقهاء
العظام فقيه أهل البيت عليهم السلام، عضد الاسلام والمسلمين، عز الدنيا والدين، حسين
ابن الشيخ العالم العامل خلاصة الأخيار، وزين الأبرار الشيخ عبد الصمد ابن الشيخ
الامام شمس الدين محمد الجباعي الحارثي الهمداني رضي الله عنهم وأرضاهم، فإنها
إجازة مباركة كثيرة الجدوى مشتملة على المهم من كتب الأصحاب وأكثر علماء
الاسلام، من الحديث والتفسير والفقه اللغة، فليرو ذلك عني عن شيخي المذكور
الصمداني الهمداني الحارثي رضي الله عنه وأرضاه، وجزاه عني وعن الاسلام أفضل
جزاء المحسنين، شارطا عليه الاخذ بالاحتياط واتباع ما هو المقرر عند أهل الرواية
والدراية من الاشتراط.
166

80.
صورة إجازة (1)
الشيخ أبي محمد (2) بن عناية الله الشهير ببا يزيد البسطامي الثاني المعاصر للشيخ
البهائي للسيد حسين بن السيد حيدر الكركي المذكور.
الحمد لله الذي أسلكنا سبيل الهدى، ووفقنا للميز بين طريق الصواب و
الخطأ، والصلاة والسلام على محمد المصطفى، وأهل بيته وعترته مصابيح الدجى.
أما بعد فقد طلب مني السيد الاجل الأفضل الأورع زبدة أولاد سيد المرسلين
خلاصة أحفاد خير النبيين السيد حسين بن السيد حيدر الكركي إبقاء الله تعالى، و
وفقه لمرضاته، إجارة رواية ما صح لي روايته من الأحاديث المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
والأئمة المعصومين، التي جمعها أصحابنا رضوان الله عليهم من الكتب المعتبرة،
بالطرق المعروفة.
فاستخرت الله تعالى وأجزت له لفظا ورواية وكتابة رواية ما رويتها من ذلك،
لا سيما عن الفقيه الجليل النبيه الشهيد الثالث تغمده الله بغفرانه، مولانا عبد الله بن
محمود الشوشتري. وعن الشيخ الأجل الأفقه الأورع، أسكنه الله أعلى غرف
جنانه الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي، وغيرهما من العلماء الموثوق بهم،
بالطرق المحفوظة عند السيد المشار إليه على التفصيل إلى العلماء المصنفين، للكتب
المعمولة في الحديث، لا سيما الأصول الأربعة: التهذيب، والاستبصار، وكتاب
الكافي، ومن لا يحضره الفقيه.
وكذلك أجزت له رواية ما ألفه وصنفه هذا الضعيف مثل كتاب معارج التحقيق
في الفقه، وكتاب الانصاف في معرفة الأسلاف، فيما يتعلق بمبحث الإمامة وغيرهما،

(1) الذريعة ج 1 ص 139 في رقم 653.
(2) كان معاصرا لشيخنا البهائي والسيد الداماد وأستاذ الإجازة للسيد حسين بن
السيد حيدر الكركي المعروف بالمجتهد والمفتى.
167

فليرو جميع ذلك كيف شاء محتاطا مراعيا للشرايط المحفوظة في الأصول والمرجو أن
يذكرني في صالح دعواته، ويخطرني بالبال في بعض خلواته.
وكتب هذه الكلمات بيده الجانية على طريق الاستعجال، في وقت الترحال
العبد الأقل أبو محمد بن عناية الله الشهير ببا يزيد البسطامي عفى الله عنهما في تاريخ أواسط
شهر محرم الحرام سنة ألف وأربع.
31.
صورة (1)
رواية السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي المذكور عن جماعة من
أفاضل عصره عن مشايخهم.
حدثني السيد السند العلامة صدر أفاضل العلماء الأمير أبو الولي بن شاه محمود
الأنجو الحسيني الشيرازي أدام تعالى أيامه، وأبقاه إلى ظهور صاحب الامر صلوات الله
عليه، صباح يوم الاثنين ثالث شهر جمادى الأولى سنة ألف وخمس، تجاه ضريح
المعصومة صلوات الله عليها وعلى آبائها الطاهرين، في بلدة قم، عن السيد السند
الجليل الأمير صفي الدين محمد ابن السيد العلامة السيد جمال الدين الاسترآبادي،
صاحب شرح تهذيب الأصول عن قطب المحققين وقدوة المدققين، خاتم المجتهدين
الشيخ علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه، باسناده المذكور في صورة
الإجازات عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجى
ومن تخلف عنها زج في النار.
وأجازني رواية هذا الحديث وغيره من أصول الأصحاب سيما الأربعة بل و
جميع مروياته ومجازاته من ساير العلوم.
وحدثني أيضا بحديث الاستغفار ثلاثا عقيب صلاة الصبح وأجازني أيضا في
التاريخ المذكور في الروضة المذكورة رواية جميع كتب أصحابنا ورواياتهم، سيما
الأصول الأربعة إجازة لفظا صريحا لا كناية، وكتب الفقير إلى الله الغني الحسين
168

ابن حيدر الحسيني الكركي عفى عنه.
وحدثني بكاشان يوم الثلثا عاشر جمادى الأولى سنة ألف وخمس المولى الجليل
النبيل ضياء الملة والدين محمد بن محمود القاشاني إجازة لفظا بجميع كتاب تهذيب الأحكام
عن المولى الفاضل المتهجد الورع التقي البدل المولى أحمد الأردبيلي عن
السيد السند السيد علي بن الصائغ العاملي قدس الله أرواحهم عن الشهيد الثاني نور
الله ضريحه.
وحدثني أيضا إجازة المولى المحقق الفقيه النبيه مولانا شاه مرتضى القاشاني في
التاريخ المذكور بأحاديث أصحابنا خصوصا الأربعين المنسوب إلى الشهيد عن مولانا
فتح الله القاشاني، عن الحافظ الزواري، عن الشيخ المحقق الشيخ علي بن عبد العالي
الكركي وعنه عن المولى ضياء الدين محمد المذكور التهذيب بالطريق المذكور. وكتب
الحسين بن حيدر الحسيني.
وحدثني الشيخ بهاء الملة والدين سلمه الله تعالى بحديث الجبن والجوز
المسلسل وألقمني منهما لقمة في يوم الخميس أواخر شهر ربيع الثاني سنة ألف وعشر
في قرية حوالي سمنان، وسمعت بقراءة بعض الاخوان لديه في بلدة سمنان فصل
الزايادات من آخر أحكام الموتى من كتاب تهذيب الحديث في التاريخ.
انتهى كلام السيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي المذكور.
169

32.
فائدة
في إيراد بعض أسانيد السيد حسين بن حيدر الحسيني المذكور المفتي بإصبهان
ومشايخه.
وهو يروى عن جماعة كثيرة جدا عن مشايخ غفيرة جليلة أيضا، ومنها عن
المولى الجليل مولانا معاني عن شيخيه الحسين بن عبد الصمد الحارثي والشيخ عبد العالي
ابن علي الكركي بأسانيدها، وعن المولى أبي محمد بن عناية الله الشهير بأبي يزيد
البسطامي عن الشهيد الثالث مولانا عبد الله بن محمود التستري والشيخ محمد بن عبد الصمد
الحارثي عن مشايخهما.
وقال - ره -: أروي عن السيد شجاع الدين محمود بن علي الحسيني المازندراني
وميرزا تاج الدين حسين الصاعدي ومولانا محمد علي بن عناية الله التبريزي والسيد حيدر
ابن علاء الحسيني التبريزي والشيخ حسام الدين بن عذاقة النجفي والمولى
معاني التبريزي والشيخ عبد الصمد والشيخ أبي محمد الشهير بأبي يزيد البسطامي والشيخ محمد
ابن أحمد الأردكاني وحبيب الله بن علي الطوسي قرء على والده وعلى شيخنا الشيخ
عبد العالي. ثم فصل رحمه الله طرقه إليهم فقال:
أما السيد نور الدين النسابة فقد روى عن جمع منهم شيخنا الشيخ عبد العالي
والسيد السند الأمير محمد مهدي عن والده، عن الشيخ محمد بن جمهور بجميع رواياته
ومصنفاته.
وأما السيد شجاع الدين فيروي عن جماعة منهم الشيخ حسين بن عبد الحميد
ومولانا كريم الدين الشيرازي، عن الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي والمولى المحقق
مولانا محمود الجابلقي عن الشيخ علي بن عبد العالي، وكذلك عن السيد عبد الحي
الاسترآبادي، عن علي بن عبد العالي.
وأما السيد حيدر الحسيني فإنه يروى عن الشيخ حسين بن عبد الصمد.
170

وأما الشيخ محمد بن أحمد الأردكاني عن جماعة منهم الشيخ عبد العالي والسيد
علي الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن والشيخ حسين بن روح جميعا عن الشهيد
الثاني
وأما الشيخ أبو محمد الشهير بأبي يزيد البسطامي يروي عن الشيخ حسين بن
عبد الصمد والشهيد الثالث مولانا عبد الله بن محمود الشوشتري
وأما الشاه مرتضى القاشي فهو يروي عن الحافظ الزواري عن الشيخ عبيد بن الشيخ
علي بن عبد العالي
وأما ميرزا تاج الدين حسين فهو يروى عن جماعة، عن السيد حسين بن حسن
والشيخ حسين بن عبد الصمد والشهيد الثالث مولانا عبد الله والشيخ منصور الراست كوى
شارح تهذيب الأصول والشيخ منصور يروى عن الشيخ شرف الدين عبد المهيمن، عن
والده الشيخ معين الدين جنيد، عن جده وسميه، عن الشيخ المحقق فخر الدين
محمد ابن العلامة الحلي.
وأما مولانا معاني التبريزي فهو يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والشيخ
عبد العالي.
وأما السيد رحمة الله بن عبد الله النجفي فاني أروى عنه جميع مصنفاته و
مرويات أصحابنا وهو يروي عن الشهيد الثاني.
وأما مولانا غياث الدين علي فاني أروى منه بالإجازة جميع مروياته عن الشهيد
الثالث.
171

33.
فائدة أخرى
في بيان إجازة أخرى من بعض مشايخ السيد حين المذكور له
أيضا
اعلم أنه قد أجازه أيضا الشيخ نجيب الدين (1) علي بن محمد بن مكي بن عيسى
ابن الحسن بن عيسى العاملي، عن أبيه، عن جده، عن الشيخ إبراهيم الميسي،
عن أبيه الشيخ علي. وقال: وعني عن أبي، عن أبيه، عن الشيخ أحمد بن محمد بن
خاتون بطرقه، وعني عن أبي، عن جدي لأمي الشيخ محيي الدين الميسي، عن
الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وعني عن أبي، عن السيد نور الدين عبد الحميد
الكركي، عن الشهيد الثاني رضي الله عنهم

(1) الذريعة ج 1 ص 221 في رقم 1161
172

34.
فائدة أخرى
أيضا في ذكر بعض مشايخ السيد حسين المذكور
قال السيد حسين المفتي المذكور أيضا حدثني السيد العلامة الأمير أبو الولي
ابن شاه محمود الأنجو الحسيني الشيرازي عن الأمير صفي الدين محمد بن السيد
جمال الدين الاسترآبادي صاحب شرح تهذيب الأصول عن خاتم المجتهدين الشيخ علي
ابن عبد العالي الكركي
قال: وحدثني بقاشان ضياء الملة والدين محمد بن محمود القاشاني عن مولانا
أحمد الأردبيلي، عن السيد علي بن الصائغ، عن الشهيد الثاني.
وحدثني أيضا إجازة مولانا شاه مرتضى القاشاني لجميع الروايات خصوصا
الأربعين المنسوب إلى الشهيد عن مولانا فتح الله القاساني، عن الحافظ الزواري، عن
الشيخ علي بن عبد العالي الكركي.
وقال السيد حسين المفتي المذكور - ره -: أروي عن الشيخ نور الدين محمد بن
حبيب الله، عن السيد محمد مهدي، عن والده السيد محسن الرضوي المشهدي، عن
الشيخ الفاضل محمد بن علي بن إبراهيم بن جمهور الأحساوي بسنده المذكور في غوالي
اللآلي على ما ذكره في إجازته التي كتبها للسيد محسن.
173

35.
فائدة
من كلام السيد حسين بن السيد حيدر العاملي المذكور، في طريق روايته
لبعض الكتب وفي إيراد مشايخه ومشايخ مشايخه.
قال السيد حسين بن حيدر الحسيني العاملي قدس الله سره المعروف بالسيد
حسين المجتهد: وأروى أربعين الحديث الذي ألفه السيد جمال الدين ابن المحدث
عن الشيخ نور الدين النسابة عن ولد الجامع، عن المصنف. وأروى الرسالة الجعفرية
بالقراءة على الشيخ عبد العلي بن أحمد بن كليب النجفي وهو يروي عن مصنفه وأروى
بالأصالة عن القاضي صفي الدين محمد بن علي الدراري، عن المصنف. وعن الشيخ
الواعظ أبي البركات الواعظ الأصفهاني، عن المصنف. وأروى المنسك الكبير للشهيد
الثاني عن محمد بن علية الجناني، عن الشهيد الثاني. وأروى شرح تهذيب الأصول
للسيد الجليل السيد حسن العميدي النجفي، عن مولانا محمد الطالقاني، عن
المصنف.
وأروى شرح التهذيب تصنيف الشيخ الجليل الشيخ عبد النبي مع ساير
مصنفاته، عن الشيخ الجليل الشيخ عبد الله بن قنديل شيخ الاسلام في الكاظمين مكة
المعظمة إصفهان قاشان قم قزوين سمنان مشهد الرضا عليه السلام الهرات شرقي
بغداد غربي الكاظمين سامرة الحلة مشهد الحسين صلوات الله عليه النجف الأشرف
بسطام مشهد عبد العظيم: السيد شجاع الدين محمود بن علي الحسيني المازندراني
وميرزا تاج الدين حسين الصاعدي ومولانا محمد علي بن عناية الله التبريزي والسيد
حيدر بن علاء الدين الحسيني التبريزي والشيخ حسام الدين ابن عذاقة النجفي
ومولانا معاني التبريزي والشيخ عبد الصمد الشيخ أبو محمد الشهير ببا يزيد البسطامي
والشيخ محمد بن أحمد الأردكاني.
وحبيب الله بن علي الطوسي قرأ على والده وعلى شيخنا الشيخ عبد العالي
174

وعلى المولى المحقق مولانا أبي الحسن مولانا أحمد القاييني خصوصا مصنفاته
وقرأت عليه روض الجنان وأجازني جميع مصنفات المولى المذكور وجمع مروياته
عن والده وعن شيخنا الشيخ عبد العالي.
وأما الشيخ نور الدين والنسابة فقد روى عن جمع منهم شيخنا الشيخ
عبد العالي والسيد السند الأمير محمد مهدي عن والده، عن الشيخ محمد بن جمهور بجميع
رواياته ومصنفاته.
وأما السيد شجاع الدين فيروي عن جماعة منهم الشيخ حسين بن عبد الحميد
ومولانا كريم الدين الشيرازي عن الشيخ إبراهيم بن سليمان القطيفي والمولى المحقق
مولانا محمود الجابلقي عن الشيخ علي بن عبد العالي وكذلك، عن السيد عبد الحي
الاسترآبادي، عن علي بن عبد العالي.
وأما السيد حيدر الحسيني النيروبي الحسني فإنه يروى عن الشيخ حسين بن
عبد الصمد، وأما الشيخ محمد بن أحمد الأردكاني فهو يروى عن جماعة منهم الشيخ
عبد العالي والسيد على الصائغ والسيد علي بن أبي الحسن والشيخ حسين بن روح النجفي
جميعا عن الشهيد الثاني.
وأما الشيخ أبو محمد الشهير ببا يزيد البسطامي يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد
والشهيد الثالث مولانا عبد الله بن محمود الشوشتري وأما الشاه مرتضى القاشي يروي
عن الحافظ الزواري عن الشيخ عبيد بن الشيخ علي بن عبد العالي، وأما ميرزا تاج الدين
حسين يروي عن جماعة، عن السيد حسين بن الحسن والشيخ حسين بن عبد الصمد
والشهيد الثالث مولانا عبد الله المذكور والشيخ منصور الراست گوي شارح تهذيب
الأصول.
وأما مولانا معاني التبريزي فهو يروي عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والشيخ
عبد العالي وأما السيد رحمة الله بن عبد الله بن فغان الامامي النجفي فاني أروى عنه
بالإجازة جميع مصنفاته ومرويات أصحابنا لفظا صريحا، وهو يروى كذلك عن
الشهيد الثاني
175

وأما مولانا غياث الدين على فاني أروى عنه بالإجازة جميع مرويات أصحابنا
وهو يروى كذلك عن الشهيد الثالث مولانا عبد الله والشيخ بهاء الدين محمد والسيد
أبو الولي الانجوئي الشيرازي، الشيخ لطف الله والسيد حسين بن الحسن الشيخ عبد العالي
الشيخ محمد بن خاتون الأمير محمد باقر الشيخ محمد بن الحسن ين الشهيد الثاني مولانا
محمد علي بن عناية الله التبريزي السيد حيدر النيروبي الشيخ عبد العلي بن كليب النجفي
القاضي حبيب الله بن علي الطوسي القاضي صفي الدين الزواري السيد شجاع الدين
محمود المازندراني الأصفهاني الشيخ محمد بن أحمد الأردكاني الشيخ أبو محمد البسطامي
السيد رحمة الله بن الإمام النجفي تاج الدين حسين الصاعدي مولانا شاه مرتضى القاشاني
والشيخ حسام الدين ابن عذاقة النجفي مولانا معاني التبريزي الشيخ عبد الصمد العاملي
الشيخ نور الدين محمد النسابة الأصفهاني الشيخ عبد الله بن قنديل عن الشيخ عبد النبي
مولانا حسين بن مولانا سعد الدين الكاشي مولانا غياث الدين علي الأصفهاني والشيخ
عبد اللطيف العاملي الشيخ نجيب الدين العاملي الشيخ محمد بن علي الحسائي مولانا محمد
الدامقاني مولانا محمد الطالقاني
وأخبرني شيخنا الجليل أحمد بن الشيخ عبد الصمد سلمه الله تعالى بجميع
مرويات ومجازات ومؤلفات والده الشيخ الجليل المرحوم الشيخ حسين - ره - إجازة في
عصر نهار الأربعاء سادس عشر محرم الحرام سنة ألف وإحدى عشرة في بلدة هرات
المحروسة.
وكتب الفقير إلى رحمة ربه الغني الحسين بن حيدر الحسيني العاملي.
176

تذكرة
يتشرف القارئ الكريم في الصفحات التالية على الشطر الثالث من نسخة
كتاب الإجازات الأصلية، مطبوعا بصورتها الفتوغرافية (الافست).
ففي الصفحة الأولى، ترى عنوان الكتاب (الجزء الثاني من كتاب الإجازات)
بخط العالم الجليل مجد الدين محمد النصيري الأميني المتوفى 1390 ه‍ ق طاب
ثراه، والصفحات الثلاث بعدها، بخط الفاضل المزبور أيضا، أوعز فيها أن شطرا
من إجازات العلماء مندرجة في هذا المجلد بخطوطهم ثم عينها بالأرقام وسنشير
إليها في الجزء التالي (107) ونعينها بالأرقام التي رقمناها في طبعتنا هذه
انشاء الله تعالى.
وفي الصفحة الخامسة عنوان المجلد الثاني بخط العلامة المتبحر المرزا عبد الله
الأفندي جامع مسودات العلامة المجلسي، ويليه تعرفة بذلك عن مجد الدين
النصيري بخطه رحمه الله.
وهكذا ترى في الصفحات 6 - 10 فهرست المجلد الثاني من كتاب الإجازات
بخط العلامة الأفندي المزبور قدس سره كما رأيت في فهرست المجلد الأول
(ج 102 ص 38).
وأما سائر الصفحات: فعناوين الإجازات والفوائد كلها بخط العلامة الملا
عبد الله الأفندي أيضا، ومتون الإجازات والفوائد بخطوط الفضلاء والعلماء وبعض
كتاب المؤلف العلامة المجلسي قدس سره، لا نعرف أشخاصهم وأسماءهم، وفيها
أيضا بعض صفحات أضرب عليها العلامة الأفندي المزبور، بعد ما ألحقها بمواضعها
المناسبة لها من حيث التاريخ.
محمد الباقر البهبودي
177

بسمه تعالى
يحتوي هذا الجزء - وهو الجزء السادس بعد المئة -
حسب تجزئتنا لكتاب البحار، على ثمانية عشر إجازة
وعشرة فوائد متفرقة من كتاب الإجازات.
وقد قابلناه على نسخة المؤلف العلامة، فصححنا
ما كان في مطبوعة الكمباني من السقطات الكثيرة والتحريفات
والتصحيفات غير اليسيرة، اللهم الا ما زاغ عنه البصر
وكل عنه النظر، والله هو الموفق للصواب.
السيد إبراهيم الميانجي محمد الباقر البهبودي
178