الكتاب: بحار الأنوار
المؤلف: العلامة المجلسي
الجزء: ١٠٣
الوفاة: ١١١١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: محمد الباقر البهبودي
الطبعة: الثالثة المصححة
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

بحار الأنوار
الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
1

بحار الأنوار
الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
تأليف
العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى
الشيخ محمد باقر المجلسي
(قدس الله سره)
الجزء الثالث بعد المائة
دار إحياء التراث العربي
بيروت - لبنان
3

الطبعة الثالثة المصححة
1403 ه‍ - 1983 م
دار احياء التراث العربي
بيروت - لبنان - بناية كليو باترا - شارع دكاش - ص. ب 7957 / 11
تلفون المستودع: 274696 - 32. 273 - 278766 - المنزل 711 - 83 - 717 - 83
برقيا: التراث - تلكس LS / 23644 تراث
4

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وعترته الطاهرين
واللعنة على أعدائهم أجمعين.
وبعد: فهذا الجزء الذي قدمناه بين يدي القراء الكرام، يحوي بين دفتيه
اثرا خالدا ثمينا من الآثار القيمة النفيسة، وتراثا ذهبيا من تراث العلم والثقافة
وقد كان كنزا اختبي به في زوايا المكتبات (1) لم تصل إليه يد الباحث منذ صدر من يمنى مؤلفه الفذ العبقري البطل، محبي دارس العلوم، ومجدد الآثار والرسوم
مولانا العلامة محمد باقر المجلسي، أسبغ الله عليه شآبيب رحمته، وأسكنه
بحبوحة جنة.
الا وهو الذي أسماه مؤلفه العلامة - فهرس مصنفات الأصحاب - وحقيق ان
نسميه فهرس مآخذ بحار الأنوار، وقد كان هو الأساسي لتدوين هذه المدونة العلمية:
دائرة معارف المذهب والدين.
فقد كان - قدس الله لطيفه - تنبه إلى أن جل مؤلفات أصحابنا الإمامية
- رضوان الله عليهم - في فنون الاخبار وشتى الآثار، غير منتظمة تنظيما يسهل للطالب
ان يعثر منها منها على ما يطبه من دررها الجمان ولا مبوبة أبوابا يردها الباحث الثقافي
فيصدر منها بما يبتغيه من لئاليها الحسان، ولا ذات عناوين فنية (2) يلفت انظار

(1) ولذلك لم يذكر هذا الكتاب القيم الثمين في فهرس مؤلفاته قدس سره.
(2) فبعضها كالأمالي (مجالس الشيخ الطوسي - مجالس المفيد - مجالس الشيخ
الصدوق، الاختصاص...) ليس لأخبارها المتشتتة المنثورة فيها عنوان ابدا، ولا تمتاز
مجالسها المتعددة الشاملة على المواضيع المختلفة العلمية الا بالتاريخ ومكان الانعقاد.
وبعضها كالمسانيد (الاحتجاج - قرب الإسناد - دلائل الإمامة - عيون أخبار
الرضا عليه السلام، نهج البلاغة، تحف العقول، صحيفة الرضا، مستطرفات السرائر...) لا يوجد
لأخبارها المجموعة فيها ترتيب الا من حيث الاسناد إلى امام دون امام.
وبعضها كالتفاسير (- تفسير العياشي - تفسير القمي - تأويل الآيات الباهرة
تفسير فرات،...) إنما تورد الأحاديث ذيل الآيات الكريمة تفسرها تنزيلا أو تأويلا من
دون ان يكون لها نطاق.
وبعضها معمولة على وجه الصناعة (كتاب الخصال) معتمدا في ترتيب أبوابها
وتفصيل عناوينها على الأرقام الهندسية، وهذا وكان في نفسه طريفا، الا انه لا يجدى
للباحث المتفحص عن شتى مواضيع الكتاب.
وبعضها معمولة كالمعاجم اللغوية لترجمة المعاني المفردة تأويلا أو تفسيرا (معاني الأخبار
) من دون ان يراعى في ذلك ما روعي في المعاجم اللغوية من ترتيب الكلمات على
الهجاء.
وهكذا سائر المؤلفات التي عملت لها عناوين وفتحت إلى مطالبها أبواب شارعة،
لا يشفى العليل ولا يروى الغليل: تراهم ينظرون إلى وجه من وجوه الحديث ويقصدون
معنى من معانيه فيوردونه في باب عقدوه لذلك، ويذهلون عن سائر وجوهه ومعانيه، كما أنهم
قد يفتحون بابا ويخرجون فيه شطرا من الأحاديث المناسبة لعنوانه من دون استقصاء
لها، مع أن المتتبع الباحث في حاجة ماسة من استقصائها ودراستها والنظر إليها ولعل ما تركوه
أو غفلوا عنه أوضح وأبين أو أصح وامتن.
5

الباحثين إلى ما أو دع فيها من العلوم الفاخرة، من تراث أهل بيت الوحي الذهبي الخالد.
فاخذ - ولله دره وعليه جزاؤه - في ترتيب فهرس عام يهدى الباحث المثقف
إلى بغيته ومنيته في كل فن يبحث عنها في المجتمع الديني الثقافي.
فتفكر أولا في ابداع عناوين الكتب وأبوابها فجال بنظرته الثاقبة النافذة حتى
6

استوعب شتى نواحي الفنون فرسم لكل علم كتابا ولكل فن من فنونه أبوابا جامعة
لا تشذ عنها اي شاذ.
فمع انها ذات نظم وترتيب حسن، متسقة الأبواب والفصول، منتظمة المقاصد و
المطالب، سهل الموارد والمصادر، يشتمل على بديع كتب ابتدعها مؤلفه العلامة - رضوان
الله عليه - بحسن فكرته وثاقب نظرته، وهي كتاب العدل والمعاد، كتاب السماء
والعالم، كتاب الفتن، إلى غير ذلك من الفوائد الطريفة والعوائد الثمينة.
مقايسة بين البحار وهذا الفهرس:
فإذا نظر المتتبع المتضلع إلى عناوين هذه الكتب المتنوعة ومواضيع الأبواب
المتناسقة، ثم راجع فهرس البحار قابل بينهما، لا يرى اختلافا بارزا الا بالقديم
والتأخير والجمع والتفصيل: ففي هذا الفهرس العام يقع كتاب السماء والعالم بعد
كتاب المعاد خامس الكتب وفي الكتاب الكبير بحار الأنوار صار مجلدا واسعا
متسع النطاق (المجلد الرابع عشر).
وهكذا كتاب الإمامة بعد ما كان في هذا الفهرس القيم مندرجا في كتاب أحوال
أمير المؤمنين (عليه السلام) كالمقدمة له، صار في كتابه بحار الأنوار مجلدا كبيرا برأسه (المجلد
السابع) وهكذا كتاب أحوال الصحابة والتابعين من هذا الفهرس الحق في البحار
بكتاب أحوال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (المجلد السادس) ومثله احتجاجات الأئمة (عليهم السلام)
بعد ما كان في هذا الفهرس كالمقدمة لكتاب أحوال أمير المؤمنين (عليه السلام) صار في بحار الأنوار
مجلدا برأسه (المجلد الرابع) وغير ذلك مما سنشير إليها في الفهرس آخر الكتاب.
سيرته في ترتيب الفهرس:
لكنه - رضوان الله عليه - عمد أولا إلى المصادر المعتبرة التي لم تكن تقصر
عنده من الصحاح فاختار من كل واحدة منها نسخة مصححة مهذبة (1) وابتدع
لكل كتاب منها رمزا ورقم أبوابها وفصولها بالأرقام الهندسية، وهكذا رقم
أحاديثها بابا على حدة، ثم اخذ يطالع كل كتاب بدقة ويسبر كل حديث بتأمل

(1) راجع تعريف تلك النسخ في مقدمة البحار الفصل الأول والثاني.
7

ويتدبر في وجوه معانيها ويلحق كل حديث بموضعه المناسب أو مواضعه المتناسبة
من هذا الفهرس القيم الذي تناهى رقم كتبها إلى ارفع وأربعين كتابا وأرقام
أبوابها إلى 2848 بابا.
فقد كان - قدس الله لطيفه - يتحمل أعباء هذا الثقل الفادح بنفسه الشريف،
ويستمر على مطالعة الكتب وترقيم أبوابها وأحاديثها، وتكميل هذا الفهرس
القيم البديع لها، مع ماله من المشاغل الكثيرة التي تنوء بالعصبة اولي القوة، حتى
تم له الشراف على عشرة من مصنفات أصحابنا رضوان الله عليهم أجمعين - على ما
ياره المطالع البصير في طي هذا الجزء.
شروعه في تأليف البحار:
وبعد ما تم له ذلك، بداله - قدس سره - ان الأحسن الأليق مع مقاساة هذه
المتاعب والشدائد وبعد هذا التتبع التام في تحصيل المصادر وسبرها ومطالعتها،
تأليف جامع ديني علمي واسع النطاق، حسب ما ابتدع في هذا الفهرس القيم البديع
بان يخرج في كل باب من هذه الأبواب لفظ الحديث ليكون النفع أتم، وبركاته
أعم وأشمل، والفوائد أكمل وأجزل (1) فشمر عن ساق الجد والاجتهاد، و

(1) وذلك لان هذا الفهرس البديع مع نفاسته ومسيس الحاجة التامة إليه، لم يكن
لينتفع به الا به الا الخواص من العلماء المتتبعين، بل ولا ينتفعون به الا بعد تحصيل هذه النسخ
الكثيرة المختلفة، وترقيم أبوابها وفصولها حسب ما رقمه المصنف العلامة المجلسي في
فهرسه هذا، ليسهل لهم المراجعة إليها.
وهذا العمل في تلك الآونة لم تكن صنعة الطباعة دائرة، وإنما يتداولون الكتب
باستنساخها واحدة واحدة كان يعسر على المتتبعين الباحثين، كيف وعلى عامة العلماء و
الطلاب والمذكرين الذين يضيق صدرهم من تحمل أقل قليل من هذه المتاعب في سبيل
الثقافة والعلم.
8

استكتب من خلصاء تلامذته كتابا لانجاز هذه العزمة القويمة (1) واختار من خلصائه
أعوانا يمدونه بمواد من العلوم والفنون، ويحصلون له المصادر من شتى الآفاق
حتى تمكن واتسع في هذا النطاق.
ثم صدر كل باب بما يناسبه من آيات الله البينات (2) مع تفسير موجز لها
يكشف عن وجه مرادها النقاب، وذيل كل حديث بما يوضح مشكلاته ويبين
معضلاته أو يفسر غرائب ألفاظه وعباراته، وأحيانا الحق بالأبواب مباحث علمية:
فلسفية أو كلامية، لاغنى للباحث الطالب من مطالعتها والتدبر فيها.
نتيجة الكلام:
ولعلك بعد ما أحطت خبرا بما بلوناه عليك، ثم أشرفت على هذا الفهرس
القيم وسبرت ما فيه، لا تكاد ترتاب في أن حامل هذا اللواء الثقافي الأعظم والجاهد
في سبيل هذا المشروع المقدس أعني اخراج هذه الموسوعة الكبرى دائرة معارف
المذهب بحار الأنوار الجامعة لدرر اخبار الأئمة الأطهار كان هو نفسه القدوسي
وان أعوانه وكتابه من العلماء والفضلاء إنما كانوا أكرة يعاونونه في اجراء هذه
الفكرة الصالحة ورفع بنيانه القويم (3).

(1) وقد كانت الكتاب يستخرجون الأحاديث من بلك المصادر العشرة المفهرسة طبقا
لما رتبه العلامة المؤلف في هذا الفهرس ويكتبون رمز الفهرس هامش النسخة ليسهل لهم مراجعة المصادر حين المقابلة والتصحيح، وكثيرا ما كنت أرى في هامش النسخة ليسهل لهم
مراجعة المصادر حين المقابلة والتصحيح، وكثيرا ما كنت أرى في هامش النسخ الأصلية
التي نقابل طبعتنا من بحار الأنوار عليها، رموزا من هذا الفهرس بالحروف الا بجدية ورغم
جهدي الجاهد لا اهتدى إلى كشفها والظفر بالمراد منها.
(2) ولو جمع هذه الآيات الكريمة تحت عناوين أبوابها وطبع مجلدا على حدة لكان
أحسن جامع الف في تفصيل الآيات وتبويب آي الذكر الحكيم.
(3) قد مضى شطر من هذا البحث في ج 105 ص 30 - 33 باقتضاء المقام راجعه
ان شئت.
9

تعريف بالنسخة الشريفة:
الصفحات الثلاث من أولها بخط العالم الفاضل والمرحوم المغفور مجد الدين
محمد النصيري الأميني المتوفى 1390 ه‍ ق، كتبها تعريفا وتذكرة حول النسخة
الكريمة حين تشرف بتملكها، وهكذا في الصفحة الآخرة من خاتمة الكتاب، ترى
في الهامش أربعة أسطر بالفارسية بخطه رحمة الله عليه، وفي ذيله سطران آخران
بخط خلفه الصالح الفاضل المكرم الحبر المعظم فخر الدين النصيري الا ميني، وفقه الله لحفظ كتب السلف عن الضياع والتلف، كتبها حين وفق لتملك هذه
النسخة الكريمة.
وهذا الحبر الموفق، قد أحدث - بتوفيق الله العظيم - مكتبة شريفة عامرة
بالنسخ الثمينة التي شطر كبير منها من نسخ الأصل بخط مؤلفيها، وقد وفق أخيرا
- دام أفضاله - لجمع عدة من اجزاء نسخ البحار الأصلية التي كانت بخط يد العلامة
المجلسي قدس الله سره، استلمناها من سماحته لمقابلة طبعتنا هذه بحار الأنوار الحديثة
ترى صورها الفتوغرافية في صدر تلكم الاجزاء.
وقد كانت هذه النسخ الأصيلة أكبر عون لنا في تصحيح تلك الأجزاء المطبوعة
وسد ما في طبعة الكمباني من خلل وتصحيف وسقط، وسيأتي انشاء الله تعالى في آخر اجزاء البحار (الجزء 110) كلام لنا نعرف لكم تلك النسخ الأصيلة التي
قوبل عليها اجزاء هذه الطبعة الحديثة طرا من أول الاجزاء إلى آخرها، ليكون
تذكرة للباحثين المتتبعين.
واما الان، فنسخة هذا الفهرس القيم البديع - فهرس مصنفات الأصحاب -
محفوظة في مكتبة دانشكاه بطهران (1) تحت الرقم 1848، وقد تفضل بالإشارة إلى
وجود هذا التراث الذهبي الخالد، وأعاننا في تحصيل صورتها الفتوكپية الفاضل
المعزز آقا محمد الشيرواني مدير خزانة المكتبة فله الشكر والثناء.

(1) قدمها الفاضل الموفق فخر الدين النصيري الأميني إلى المكتبة بعد تأسيسها لانتفاع
العامة، وله الشكر.
10

واما الصفحة الرابعة منها فهي بخط تلميذ المؤلف العلامة الكبير المرزا
عبد الله الأفندي صاحب رياض العلماء وقد كان خصيصا به، تكفل - جزاه الله خيرا -
لاخراج مسودات أستاذه المجلسي، وبعنايته وتحت اشرافه تخرج تسع من مجلدات
البحار التي بقيت بعد رحلة العلامة المؤلف مسودة في الكراسات والجزوات، على
ما عرفت ذلك مرارا وأشرنا إليه في مقدمة الاجزاء المطبوعة تحت اشرافنا (1).
فكما أشرنا في مقدمة ج 105، كان الأفندي رحمة الله عليه يفهرس أبواب الكتب
التي يتولى اخراجها إلى البياض، ولذلك فهرس كتاب الإجازات ورقم أبوابها و
فوائدها وصدر إجازاتها بالأرقام الهندسية على ما مر في ج 105 ص 1 - 6 من الأصل
وسيأتي في ج 109 ص 6 - 10.
وهكذا كتب فهرس هذا الفهرس القيم في صفحة بخطه على ما كان سيرته
رضوان الله عليه، لكنه ذكر رقم الأوراق المخطوطة، ولذلك فهرسنا مطبوعتنا هذه
طبقا لأرقام الصفحات المطبوعة بالأفست ليسهل المراجعة إلى أبوابها، وقد جعلناه
خاتمة الكتاب طبقا لسائر اجزاء البحار المطبوعة والله هو الموفق والمعين.
محمد الباقر البهبودي

(1) راجع ج 74 و ج 79 المقدمة.
11