الكتاب: بحار الأنوار
المؤلف: العلامة المجلسي
الجزء: ٩٩
الوفاة: ١١١١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان ، السيد إبراهيم الميانجي ، محمد الباقر البهبودي
الطبعة: الثالثة المصححة
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
المطبعة:
الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

بحار الأنوار
الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
تأليف
العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى
الشيخ محمد باقر المجلسي
(قدس الله سره)
الجزء التاسع والتسعون
دار إحياء التراث العربي
بيروت - لبنان
تعريف الكتاب 1

الطبعة الثالثة المصححة
1403 ه‍. 1983 م
دار احياء التراث العربي
بيروت - لبنان - بناية كليوباترا - شارع دكاش - ص. ب 7957 / 11
تلفون المستودع: 274696 - 273032 - 278766 - المنزل 830711 - 830717
برقيا: التراث - تلكس LE / 23644 تراث
تعريف الكتاب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
1 * " (باب) " *
* " (فضل زيارة الامامين الطاهرين المعصومين) " *
" (أبى الحسن موسى بن جعفر وأبى جعفر) "
" (محمد بن علي صلوات الله عليهم ببغداد) "
* " (وفضل مشهدهما) " *
1 - مناقب ابن شهرآشوب: الخطيب في تاريخه باسناده، عن علي بن الخلال قال: ما همني
أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر عليه السلام وتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب (1).
2 - ورأي في بغداد امرأة تهرول فقيل: إلى أين؟ قالت: إلى موسى بن
جعفر، فإنه حبس ابني، فقال لها حنبلي: إنه قد مات في الحبس فقالت: بحق
المقتول في الحبس أن تريني القدرة، فإذا بابنها قد أطلق واخذ ابن المستهزي
بجنايته (2).
3 - مناقب ابن شهرآشوب: ابن سنان، قلت للرضا عليه السلام: ما لمن زار أباك؟ قال: له

(1) تاريخ بغداد: ج 1 ص 120.
(2) مناقب ابن شهرآشوب ص 422 طبع النجف الأشرف.
1

الجنة فزره (1).
4 - زكريا ابن آدم، عن الرضا عليه السلام: إن الله نجى بغداد بمكان قبر أبي
الحسن عليه السلام، وقال عليه السلام:
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات (2)
5 - التهذيب: محمد بن أحمد بن داود، عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن
أبيه، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن ميسر، عن ابن سنان قال: قلت للرضا
عليه السلام: ما لمن زار أباك؟ قال: الجنة فزره (3).
6 - التهذيب: محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن همام، عن أبي جعفر أحمد بن
ما بندار، عن منصور بن العباس، عن جعفر الجوهري، عن زكريا بن آدم القمي
عن الرضا عليه السلام قال: إن الله نجا بغداد لمكان قبور الحسينيين فيها (4).
7 - عيون أخبار الرضا (ع): ماجيلويه، عن محمد العطار، عن حمدان بن سليمان، عن علي بن
محمد الحصيني، عن علي بن محمد بن مروان، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إلى
أبي الحسن الثالث عليه السلام أسأله عن زيارة أبي عبد الله الحسين عليه السلام وعن زيارة
أبي الحسن وأبي جعفر عليهما السلام فكتب إلى: أبو عبد الله عليه السلام المقدم وهذا أجمع
وأعظم أجرا (5).
8 - كامل الزيارة: الكليني، عن محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي مثله (6).
9 - الكافي، التهذيب: محمد بن يحيى، عن حمدان القلانسي، عن علي بن محمد الحصيني
عن علي بن عبد الله بن مروان، عن إبراهيم مثله (7).

(1) المناقب ج 3 ص 442.
(2) المناقب ج 3 ص 442.
(3) التهذيب ج 6 ص 82.
(4) التهذيب ج 6 ص 81.
(5) عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 261.
(6) كامل الزيارات ص 300.
(7) الكافي ج 4 ص 583 والتهذيب ج 6 ص 82.
2

بيان: قوله عليه السلام: أبو عبد الله عليه السلام المقدم أي الحسين عليه السلام أقدم وأفضل
وزيارته فقط أفضل من زيارة كل من المعصومين ومجموع زيارتيهما أجمع و
أفضل. أو المراد أن زيارة الحسين عليه السلام أولى بالتقديم، ثم إن أضيفت إلى زيارته
زيارة الامامين عليهما السلام كان أجمع وأعظم أجرا.
أو المعنى أن زيارتهما أجمع من زيارته عليه السلام وحدها، لان الاعتقاد
بإمامتهما يستلزم الاعتقاد بإمامته دون العكس، فكأن زيارتهما تشتمل على زيارته
ولان زيارتهما مختصة بالخواص من الشيعة كما سيأتي في زيارة الرضا عليه السلام، و
لا يخفى بعد الوجه الأخير.
10 - ثواب الأعمال: أبى، عن سعد، عن البرقي، عن الوشا قال: قلت للرضا عليه السلام:
ما لمن زار قبر أبي الحسن عليه السلام؟ قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام (1)
11 - كامل الزيارة: علي بن الحسين مثله (2).
12 - كامل الزيارة: علي بن الحسين، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشا قال:
سألت الرضا عليه السلام عن زيارة قبر أبى الحسن عليه السلام مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام؟
قال: نعم (3).
13 - كامل الزيارة: الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى مثله (4).
14 - التهذيب: محمد بن أحمد بن داود، عن سلامة بن محمد، عن أحمد بن علي
ابن أبان القمي، عن ابن عيسى مثله (5).
15 - كامل الزيارة: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبي علي الوشا، عن الحسين
ابن يسار الواسطي قال: قلت للرضا عليه السلام: أزور قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد؟ فقال:

(1) ثواب الأعمال ص 89 ذيل حديث.
(2) كامل الزيارات ص 299.
(3) كامل الزيارات ص 298
(4) كامل الزيارات ص 299.
(5) التهذيب ج 6 ص 91.
3

إن كان لا بد منه فمن وراء الحجاب (1).
بيان: الامر بالزيارة خارج الجدار ومن وراء الحجاب للتقية من المخالفين.
16 - كامل الزيارة: محمد بن الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن علي بن
حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا عليه السلام في إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام
قال: صلوا في المساجد حوله (2).
17 - كامل الزيارة: أبي وعلي بن الحسين وابن الوليد جميعا، عن سعد، عن ابن
يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام ما لمن
زار قبر أبيك صلى الله عليه وآله؟ قال: فقال: زوروه، قال: قلت: وأي شئ
فيه من الفضل؟ قال: فقال: فيه من الفضل كفضل من زار والده يعني رسول الله
صلى الله وعليه آله، قلت: فان خفت ولم يمكني الدخول داخلا؟ قال: سلم من
وراء الجدار (3).
18 - التهذيب: محمد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن أحمد بن داود، عن أحمد
ابن جعفر المؤدب، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن ابن يزيد مثله، إلا أن فيه: من وراء الجسر (4).
19 - كامل الزيارة: محمد بن جعفر، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن بزيع، عن الخيبري
عن الحسين بن محمد الأشعري قال: قال الرضا عليه السلام من زار قبر أبي ببغداد كان
كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وقبر أمير المؤمنين عليه السلام إلا أن لرسول الله صلى الله عليه وآله و
أمير المؤمنين عليه السلام فضلهما (5).
20 - كامل الزيارة: الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب مثله (6).

(1) كامل الزيارات ص 298.
(2) كامل الزيارات ص 299.
(3) كامل الزيارات ص 299.
(4) التهذيب ج 6 ص 82
(5) كامل الزيارات ص 299.
(6) كامل الزيارات ص 299.
4

بيان: يعني كونهما أفضل من موسى عليه السلام لا ينافي مساواتهم في فضل
الزيارة، ويحتمل أن يكون المعنى إنهم مشتركون في أن لزيارتهم فضلا عظيما
لكن زيارتهما أفضل لفضلهما، والأول أظهر.
21 - أقول: ورواه في التهذيب، عن محمد بن أحمد بن داود، عن علي
ابن حبشي بن قوني، عن علي بن سليمان الرازي، عن ابن أبي الخطاب مثله (1).
22 - كامل الزيارة: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن أبي نجران قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام عمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله قاصدا؟ قال: له الجنة، ومن
زار قبر أبي الحسن عليه السلام فله الجنة (2).
23 - كامل الزيارة: علي بن الحسين، عن سعد مثله (3).
24 - كامل الزيارة: ابن الوليد، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشا، عن الرضا
عليه السلام قال: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه السلام (4).
25 - كامل الزيارة: ابن الوليد، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أحمد بن عبدوس
عن أبيه رحيم قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام
ببغداد فيها مشقة وإنما نأتيه فنسلم عليه من وراء الحيطان فما لمن زاره من الثواب؟
قال: فقال: له والله مثل ما لمن أتى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله (5).
26 - كامل الزيارة: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم
عن رحيم قال: قلت للرضا عليه السلام: إن زيارة قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد علينا
فيها مشقة فما لمن زاره؟ فقال: له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام من الثواب
قال: ودخل رجل فسلم عليه وجلس، وذكر بغداد ورداءة أهلها وما يتوقع أن
ينزل بهم من الخسف والصيحة والصواعق وعدد من ذلك أشياء قال: فقمت
لأخرج فسمعت أبا الحسن عليه السلام وهو يقول: أما أبو الحسن عليه السلام فلا (6).

(1) التهذيب ج 6 ص 81.
(2) كامل الزيارات ص 299.
(3) نفس المصدر ص 301.
(4) كامل الزيارات ص 300.
(5) كامل الزيارات ص 300.
(6) كامل الزيارات ص 300.
5

بيان: أي لا يصيب قبره الشريف مثل هذه الأمور، أو لا يدع أن يصيب
أهل بغداد شئ من ذلك، فهم ببركة قبره محروسون، والأول أظهر لفظا و
الثاني معنى.
27 - الكتاب العتيق الغروي: أبو علي بن همام، عن الحسن بن محمد بن جمهور العمي قال:
رأيت في سنة ستة وتسعين ومائتين - وهي السنة التي تقلد فيها علي بن محمد بن
موسى بن الفرات وزارة المقتدر - أحمد بن ربيعة الأنباري الكاتب وقد اعتلت يده
العلة الخبيثة وعظم أمرها حتى راحت واسودت وأشار يزيد المتطبب بقطعها ولم
يشك أحد مما رآه في تلفه.
فرأى في منامه مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال له: يا أمير المؤمنين
أما تستوهب لي يدي؟ فقال: أنا مشغول عنك ولكن امض إلى موسى بن جعفر
فإنه يستوهبها لك، فأصبح فقال: ائتوني بمحمل ووطئوا تحتي واحملوني إلى مقابر
قريش، ففعلوا به ذلك بعد أن غسلوه وطيبوه وطرحوا عليه ثوبا، وحملوه
إلى قبر موسى بن جعفر صلوات الله عليه فلاذ به، ودعا وأخذ من تربته وطلى به
يده إلى الكتف وشدها، فلما كان من الغد حلها وقد سقط كل لحم وجلد
عليها حتى بقيت عظاما وعروقا وأعصابا مشبكة، وانقطعت الرايحة، وبلغ
خبره الوزير فحمل إليه حتى نظر إليه، ثم عولج فرجع إلى الديوان وكتب
بها كما كان، ففيه يقول صالح الديلمي:
وموسى قد شفى الكف - من الكاتب إذ زارا
28 - قبس المصباح: أخبرنا الشيخ أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن جندي
عن أبي علي محمد بن همام مثله.
6

2 * " (باب) " *
* " (كيفية زيارتهما صلى الله عليهما) " *
1 - كامل الزيارة: محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره
عن أبي الحسن عليه السلام قال: تقول [ببغداد]: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك
يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من
بدا لله في شأنه، أتيتك زائرا عارفا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند
ربك يا مولاي.
قال: وادع الله واسئل حاجتك، قال وسلم بهذا على أبى جعفر محمد بن علي
وقال: قل: إذا أردت زيارة موسى بن جعفر ومحمد بن علي عليه السلام فاغتسل وتنظف
والبس ثوبيك الطاهرين، وزر قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ومحمد بن علي
بن موسى عليهم السلام وقل حين تصير عند قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الأرض، السلام عليك يامن بدا لله في شأنه، أتيتك زائرا عارفا بحقك
معاديا لأعدائك، مواليا لأوليائك، اشفع لي عند ربك يا مولاي.
ثم سل حاجتك، ثم سلم على أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام بهذه الأحرف
وابدأ بالغسل وقل: الهم صل على محمد بن علي، الامام البر التقي الرضي
المرضي، وحجتك على من فوق الأرضين ومن تحت الثرى، صلاة كثيرة
نامية زاكية مباركة متواصلة مترادفة، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك،
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا نور الله، السلام عليك يا حجة الله،
السلام عليك يا إمام المؤمنين، ووارث النبيين، وسلالة الوصيين، السلام عليك
يا نور الله في ظلمات الأرض، أتيتك زائرا عارفا بحقك، معاديا لأعدائك، مواليا
لأوليائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي.
7

ثم سل حاجتك تقضى إنشاء الله تعالى.
قال: وتقول عند قبر أبي الحسن عليه السلام ببغداد ويجزي في المواطن
كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه
السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن
ذكر الله، السلام على مظاهر أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام
على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين في طاعة الله، السلام على
الادلاء على الله، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد
عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم
فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم
وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم
لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على
محمد وآله.
وهذا يجزي في الزيارات [المشاهد] كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآله
وتسمى واحدا واحدا بأسمائهم وتبرأ إلى الله من أعاديهم، وتخير لنفسك من
الدعاء وللمؤمنين والمؤمنات (1).
2 - بيان: روى في الكافي، عن محمد بن جعفر الرزاز بهذا الاسناد إلى قوله:
وتسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام، ثم قال: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن
هارون بن مسلم، عن علي بن حسان، عن الرضا عليه السلام قال: سئل أبي عن إتيان
قبر الحسين عليه السلام قال: صلوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلها أن تقول:
السلام على أولياء الله وأصفيائه إلى آخر ما مر (2).
3 - ورواه الشيخ في التهذيب: عن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى،
عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن هارون بن مسلم عن علي بن حسان قال:

(1) كامل الزيارات ص 301.
(2) الكافي ج 4 ص 578.
8

سئل الرضا عليه السلام عن إتيان قبر أبي الحسن عليه السلام فقال: صلوا في المساجد حوله
وذكر نحوه (1).
أقول: لعل التكرار في كلام ابن قولويه من جهة اختلاف الأسانيد، قوله
عليه السلام: يا من بدا لله، يمكن أن يكون إشارة إلى ما ورد في بعض الأخبار
أنه كان قدر له عليه السلام أنه القائم بالسيف ثم بدا لله فيه. وأن يكون إشارة إلى البداء
الذي وقع في إسماعيل، فان البداء في إسماعيل يستلزم البداء فيه عليه السلام كما لا يخفى.
لكن إجراؤه في أبي جعفر عليه السلام يحتاج إلى تكلف آخر بأن يقال: إنه لما
تولد بعد يأس الناس منه فكأنما بدا لله فيه أو للوجه الأول الذي تقدم. وفي
بعض النسخ: يا مريد الله في شأنه. من الإرادة، وفي بعضها بدأ لله بالهمز أي أراد الله
إمامته أو بدأ بها قبل خلقه.
4 - أقول: وذكر الشيخ في التهذيب في وداع أبي الحسن موسى عليه السلام:
تقف على القبر كوقوفك أول مرة للزيارة وتقول: السلام عليك يا مولاي يا
أبا الحسن ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله وأقرأ عليك السلام آمنا بالله و
بالرسول وبما جئت به ودللت عليه، اللهم فاكتبنا مع الشاهدين (2).
وقال في وداع أبي جعفر عليه السلام: تقف عليه كوقوفك عليه حين بدأت
بزيارته وتقول: السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته،
أستودعك الله وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبرسوله وبما جئت به ودللت عليه
اللهم اكتبنا مع الشاهدين. ثم تسأله أن لا يجعله آخر العهد منك، وادع بما
شئت وقبل القبر وضع خديك عليه إنشاء الله (3).
5 - أقول: وقال الصدوق - رحمه الله - في الفقيه: إذا وردت بغداد
إن شاء الله فاغتسل وتنظف والبس ثوبيك الطاهرين وزر قبريهما وقل حين
تصير إلى قبر موسى بن جعفر عليه السلام: السلام عليك يا ولي الله إلى آخر ما مر

(1) التهذيب ج 6 ص 82.
(2) التهذيب ج 6 ص 83.
(3) التهذيب ج 6 ص 91.
9

في كلام ابن قولويه من زيارة الامامين عليهما السلام ثم قال: ثم صل في القبة التي فيها
محمد بن علي عليه السلام أربع ركعات ركعتين لزيارة موسى عليه السلام وركعتين لزيارة محمد
ابن علي عليه السلام، ولا تصل عند رأس موسى عليه السلام فإنه يقابل قبور قريش ولا يجوز
اتخاذها قبلة (1).
6 - أقول: وروى مؤلف المزار الكبير، عن محمد بن جعفر الرزاز
بالاسناد المتقدم إلى قوله: وسلم بهذا على أبي جعفر عليه السلام ثم قال: ثم تصلي
صلاة الزيارة فإذا فرغت منها سبحت تسبيح الزهراء عليها السلام وتقول: اللهم إليك
نصبت يدي، وفيما عندك عظمت رغبتي، فاقبل يا سيدي توبتي واغفر لي وارحمني
واجعل لي في كل خير نصيبا وإلى كل خير سبيلا.
اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي، وارحم تضرعي وتذللي و
استكانتي وتوكلي عليك، فأنا لك سلم، لا أرجو نجاحا ولا معافاة ولا تشريفا
إلا بك ومنك، فامنن علي بتبليغي هذا المكان الشريف من قابل، وأنا معافى من
كل مكروه ومحذور، وأعنى على طاعتك وطاعة أوليائك الذين اصطفيتهم
من خلقك.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وسلمني في ديني، وامدد لي في أجلي،
وأصلح لي جسمي، يا من رحمني وأعطاني، وبفضله أغناني، اغفر لي ذنبي و
أتمم لي نعمتك فيما بقي من عمري، حتى توفاني وأنت عني راض، اللهم صل
على محمد وآل محمد ولا تخرجني من ملة الاسلام فاني اعتصمت بحبلك فلا تكلني
إلى غيرك.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعلمني ما ينفعني، وانفعني بما علمتني، واملا
قلبي علما وخوفا من سطواتك ونقماتك، اللهم إني أسئلك مسألة المضطر إليك
المشفق من عذابك، الخائف من عقوبتك، أن تغفر لي وتغمدني وتحنن على
برحمتك وتعود على بمغفرتك، وتؤدي عني فريضتك، وتغنيني بفضلك عن سؤال

(1) الفقيه ج 2 ص 363.
10

أحد من خلقك، وتجيرني من النار برحمتك.
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرج وليك وابن وليك وافتح له فتحا
يسيرا وانصره نصرا عزيزا، اللهم صل على محمد وآل محمد وأظهر حجته بوليك وأحي
سنته بظهوره حتى يستقيم بظهوره جميع عبادك وبلادك، ولا يستخفي أحد بشئ
من الحق.
اللهم إني أرغب إليه في دولته الشريفة الكريمة، التي تعز بها الاسلام وأهله
وتذل بها النفاق وأهله اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعلنا فيها من الداعين
إلى طاعتك، والفائزين في سبيلك، وارزقنا كرامة الدنيا والآخرة.
اللهم ما أنكرنا من الحق فعرفناه، وما قصرنا عنه فبلغناه، اللهم صل
على محمد وآل محمد، واستجب لنا جميع ما دعوناك وأعطنا جميع ما سألناك، واجعلنا
لأنعمك من الشاكرين، ولآلائك من الذاكرين، واغفر لنا يا خير الغافرين، وافعل
بنا وبالمؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الراحمين، ثم اسجد وعفر خديك وامض في
دعة الله (1).
7 - أقول: قال المفيد والشهيد ومؤلف المزار الكبير قدس الله أرواحهم:
إذا وردت إن شاء الله تعالى ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب
الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله
والسلام على أولياء الله، ثم امض حتى تتقبل قبر موسى بن جعفر عليهما السلام فإذا وقفت عليه
فقل: السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا ولي الله،
السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا باب الله، أشهد أنك أقمت الصلاة،
وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق
تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى في جنبه محتسبا، و
عبدته مخلصا حتى أتاك اليقين.
أشهد أنك أولى بالله وبرسوله، وأنك ابن رسول الله حقا، أبرأ إلى الله
من أعدائك، وأتقرب إلى الله بموالاتك. أتيتك يا مولاي عارفا بحقك مواليا

(1) المزار الكبير ص 179.
11

لأوليائك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك.
ثم انكب على القبر وقبله وضع خديك وتحول إلى عند الرأس وقف
وقل: السلام عليك يا ابن رسول الله، أشهد أنك صادق أديت ناصحا، وقلت أمينا
ومضيت شهيدا، لم تؤثر عمى على الهدى، ولم تمل من حق إلى باطل، صلى الله
عليك وعلى آبائك وأبنائك الطاهرين.
ثم قبل القبر وصل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت واسجد وقل: اللهم
إليك اعتمدت، وإليك قصدت، ولفضلك رجوت، وقبر إمامي الذي أوجبت على
طاعته زرت، وبه إليك توسلت، فبحقهم الذي أوجبت على نفسك اغفر لي ولوالدي
وللمؤمنين يا كريم.
ثم اقلب خدك الأيمن وقل: اللهم قد علمت حوائجي فصل على محمد و
آل محمد واقضها.
ثم اقلب خدك الأيسر وقل: اللهم قد علمت حوائجي فصل على محمد و
آل محمد واقضها.
ثم اقلب خدك الأيسر وقل: اللهم قد أحصيت ذنوبي فبحق محمد وآل محمد
صل على محمد وآل محمد واغفرها وتصدق علي بما أنت أهله.
ثم عد إلى السجود وقل: شكرا شكرا مائة مرة، ثم ارفع رأسك وادع
بما شئت لمن شئت وأحببت.
ثم توجه نحو قبر أبي جعفر محمد بن علي الجواد وهو بظهر جده عليهم السلام
فإذا وقفت عليه فقل: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله،
السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام
عليك وعلى آبائك، السلام عليك وعلى أبنائك، السلام عليك وعلى أوليائك
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده، وصبرت على الأذى
في جنبه حتى أتاك اليقين، أتيتك زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك، معاديا
لأعدائك، فاشفع لي عند ربك.
ثم قبل القبر وضع خديك عليه ثم صل ركعتين للزيارة وصل بعدهما ما شئت
12

ثم اسجد وقل: ارحم من أساء واقترف، واستكان واعترف.
ثم اقلب خدك الأيمن وقل: إن كنت بئس العبد، فأنت نعم الرب
ثم اقلب خدك الأيسر وقل: عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك يا
كريم، ثم عد إلى السجود وقل: شكرا شكرا مائة مرة ثم انصرف إنشاء الله (1).
8 - ثم قالوا: زيارة أخرى لهما عليهما السلام جميعا قل:
السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله، السلام عليكما
يا نوري الله في ظلمات الأرض، أشهد أنكما قد بلغتما عن الله ما حملكما،
وحفظتما ما استودعتما، وحللتما حلال الله، وحرمتما حرام الله، وأقمتما
حدود الله، وتلوتما كتاب الله، وصبرتما على الأذى في جنب الله محتسبين، حتى
أتاكما اليقين أبرء إلى الله من أعدائكما، وأتقرب إلى الله بولايتكما أتيتكما زائرا
عارفا بحقكما مواليا لأوليائكما، معاديا لأعدائكما مستبصرا بالهدى الذي أنتما عليه
عارفا بضلالة من خالفكما، فاشفعا لي عند ربكما، فان لكما عند الله جاها عظيما
ومقاما محمودا.
ثم قبل التربة وضع خدك الأيمن عليها وتحول إلى عند الرأس فقل:
السلام عليكما يا حجتي الله في أرضه وسمائه، عبدكما ووليكما زائركما
متقربا إلى الله بزيارتكما، اللهم اجعل لي لسان صدق في أوليائك المصطفين،
وحبب إلى مشاهدهم، واجعلني معهم في الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين.
ثم صل لكل إمام ركعتين للزيارة وادع بما أحببت، فإذا أردت الانصراف
فودعهما عليهما السلام وقل بعد أن وقفت مثل ما وقفت أولا:
السلام عليكما يا وليي الله أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام، آمنا
بالله وبالرسول وبما جئتما به ودللتما عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين، اللهم
لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياهما، وارزقني مرافقتهما واحشرني معهما

(1) المزار الكبير ص 177 ومزار الشهيد ص 58.
13

وانفعني بحبهما، والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته (1).
9 - وقال السيد رضي الله عنه: إذا أردت زيارة الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام
فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدس وعليك السكينة والوقار فإذا أتيته فقف
على بابه وقل: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، الحمد لله على
هدايته لدينه، والتوفيق لما دعا إليه من سبيله، اللهم إنك أكرم مقصود
وأكرم مأتي، وقد أتيتك متقربا إليك بابن بنت نبيك، صلواتك عليه وعلى آبائه
الطاهرين وأبنائه الطيبين، اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تخيب سعيي، ولا تقطع
رجائي واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
ثم تقدم رجلك اليمنى عند الدخول وتقول: بسم الله وبالله وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اللهم اغفر لي ولوالدي ولجميع
المؤمنين والمؤمنات.
فإذا وصلت إلى باب القبة فقف عليه واستأذن تقول: أأدخل يا رسول الله
أأدخل يا نبي الله، أأدخل يا محمد بن عبد الله، أأدخل يا أمير المؤمنين، أأدخل يا
أبا محمد الحسن، أأدخل يا أبا عبد الله الحسين، أأدخل يا أبا محمد علي بن الحسين،
أأدخل يا أبا جعفر محمد بن علي، أأدخل يا أبا عبد الله جعفر بن محمد، أأدخل يا
مولاي يا أبا الحسن موسى بن جعفر، أأدخل يا مولاي يا أبا جعفر، أأدخل يا
مولاي يا محمد بن علي.
فإذا دخلت فكبر الله أربعا، ثم تقف مستقبل القبر بوجهك والقبلة بين
كتفيك وتقول:
السلام عليك يا ولى الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن
حجته السلام عليك يا صفي الله وابن صفيه، السلام عليك يا أمين الله وابن
أمينه، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا إمام الهدى
السلام عليك يا علم الدين والتقى، السلام عليك يا خازن علم النبيين، السلام

(1) المزار الكبير ص 178 ومزار الشهيد ص 59.
14

عليك يا خازن علم المرسلين، السلام عليك يا نائب الأوصياء السابقين، السلام
عليك يا معدن الوحي المبين، السلام عليك يا صاحب العلم اليقين، السلام عليك
يا عيبة علم المرسلين، السلام عليك أيها الامام الصالح، السلام عليك أيها الإمام الزاهد
، السلام عليك أيها الامام العابد، السلام عليك أيها الامام السيد الرشيد
السلام عليك أيها الامام المقتول الشهيد، السلام عليك يا ابن رسول الله وابن وصيه.
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك قد
بلغت عن الله ما حملك، وحفظت ما استودعك، وحللت حلال الله، وحرمت حرام
الله، وأقمت أحكام الله، وتلوت كتاب الله، وصبرت على الأذى في جنب الله، و
جاهدت في الله حق جهاده، حتى أتاك اليقين.
وأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه آباؤك الطاهرون، وأجدادك الطيبون
والأوصياء الهادون، الأئمة المهديون، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق
إلى باطل، وأشهد أنك نصحت لله ولرسوله ولأمير المؤمنين، وأنك أديت الأمانة و
اجتنبت الخيانة، وأقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن
المنكر، وعبدت الله مخلصا مجتهدا محتسبا حتى أتاك اليقين فجزاك الله عن
الاسلام وأهله أفضل الجزاء وأشرف الجزاء.
أتيتك يا ابن رسول الله زائرا عارفا بحقك، مقرا بفضلك، محتملا لعلمك
محتجبا بذمتك، عائذا بقبرك، لائذا بضريحك، مستشفعا بك إلى الله، مواليا
لأوليائك، معاديا لأعدائك، مستبصرا بشأنك، وبالهدى الذي أنت عليه، عالما
بضلالة من خالفك، وبالعمى الذي هم عليه.
بأبي أنت وأمي ونفسي وأهلي ومالي وولدي يا ابن رسول الله، أتيتك متقربا
بزيارتك إلى الله تعالى، ومستشفعا بك إليه، فاشفع لي عند ربك، ليغفر لي ذنوبي
ويعفو عن جرمي، ويتجاوز عن سيئاتي، ويمحو عني خطيئاتي، ويدخلني الجنة، و
يتفضل علي بما هو أهله، ويغفر لي ولآبائي ولإخواني ولجميع المؤمنين والمؤمنات
في مشارق الأرض ومغاربها بفضله وجوده ومنه.
15

ثم تنكب على القبر وتقبله وتعفر خديك عليه وتدعو بما تريد، ثم تتحول
إلى الرأس تقول:
السلام عليك يا مولاي يا موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك
الإمام الهادي، والولي المرشد، وأنك معدن التنزيل وصاحب التأويل، وحامل
التوراة والإنجيل، والعالم العادل، والصادق العامل، يا مولاي أنا أبرء إلى الله
من أعدائك، وأتقرب إلى الله بموالاتك، فصلى الله عليك وعلى آبائك وأجدادك
وأبنائك وشيعتك ومحبيك ورحمة الله وبركاته.
ثم تصلي ركعتين للزيارة تقرء فيهما سورة يس والرحمان أو ما تيسر من
القرآن ثم تدعو بما تريد (1).
10 - زيارة أخرى لمولانا أبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلام تستأذن بما
تقدم، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فإذا دخلت فكبر الله تعالى مائة تكبيرة و
تقف مستقبل الضريح وتقول:
السلام عليك أيها العبد الصالح، السلام عليك أيها النور الساطع، السلام
عليك أيها القمر الطالع، السلام عليك أيها الغيث النافع، السلام عليك أيها
الإمام الكاظم، السلام عليك يا ولي الله وحجته، السلام عليك يا نور الله في الظلمات
السلام عليك يا آل الله، السلام عليك يا باب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك
يا خاصة الله السلام عليك يا سر الله المستودع، السلام عليك يا صراط الله، السلام
عليك يا زين الأبرار، السلام عليك يا سليل الأطهار، السلام عليك يا عنصر الأخيار
السلام عليك يا محنة الخلق، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، السلام عليك
يا وارث علم النبيين، وسلالة الوصيين، وشاهد يوم الدين.
أشهد أنك وآبائك الذين كانوا من قبلك، وأبناءك الذين من بعدك موالي
وأوليائي وأئمتي، أشهد أنكم أصفياء الله وخيرته وحجته البالغة، انتجبكم بعلمه و
جعلكم أنصارا لدينه، وقواما بأمره، وخزانا لحكمه، وحفظة لسره، وأركانا
لتوحيده، ومعادن لكلماته، وتراجمة لوحيه، وشهودا على عباده، استرعاكم

(1) مصباح الزائر ص 198 - 200.
16

خلقه وآتاكم كتابه، وخصكم بكرائم التنزيل، وأعطاكم فضائل التأويل، وجعلكم
تابوت حكمته، وعصا عزه، ومنارا في بلاده، وأعلاما لعباده، وأجرى فيكم من
روحه، وعصمكم من الزلل، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس، وآمنكم
من الفتن.
بكم تمت النعمة واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة، ولكم الطاعة المفترضة
والمودة الواجبة، وأنتم أولياء الله النجباء، وعباده المكرمون، أتيتك يا ابن رسول
الله عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، بأبي أنت
وأمي صلى الله عليك وسلم تسليما (1).
(الصلاة عليه صلى الله عليه) اللهم صل على محمد وأهل بيته وصل على موسى بن
جعفر وصي الأبرار، وإمام الأخيار، وعيبة الأنوار، ووارث السكينة والوقار
والحكم والآثار، الذي كان يحيى الليل بالسهر إلى السحر، بمواصلة الاستغفار
حليف السجدة الطويلة، والدموع الغزيرة، والمناجاة الكثيرة، والضراعات
المتصلة الجميلة، ومقر النهى والعدل، والخير والفضل، والندى والبذل، و
مألف البلوى والصبر، والمضطهد بالظلم، والمقبور بالجور، والمعذب في قعر
السجون وظلم المطامير، ذي الساق المرضوض بحلق القيود، والجنازة المنادى
عليها بذل الاستخفاف، والوارد على جده المصطفى وأبيه المرتضى وأمه سيدة
النساء، بإرث مغصوب، وولاء مسلوب، وأمر مغلوب، ودم مطلوب و
سم مشروب.
اللهم وكما صبر على غليظ المحن، وتجرع (فيك) غصص الكرب، واستسلم
لرضاك، وأخلص الطاعة لك، ومحض الخشوع واستشعر الخضوع، وعادى
البدعة وأهلها، ولم يلحقه في شئ من أوامرك ونواهيك لومة لائم، صل عليه
صلاة نامية منيفة زاكية توجب له بها شفاعة أمم من خلقك، وقرون من براياك
وبلغه عنا تحية وسلاما، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا، ومغفرة و

(1) مصباح الزائر ص 200.
17

رضوانا، إنك ذو الفضل العميم، والتجاوز العظيم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثم تصلي ركعتي الزيارة وتقول عقيبهما وأنت قائم: اللهم إني أسئلك
بحرمة من عاذ بك منك، ولجأ إلى عزك واستظل بفيئك، واعتصم بحبلك،
ولم يثق إلا بك، يا جزيل العطايا، يا فكاك الأسارى، يامن سمى
نفسه من جوده وهابا، أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني من هذا المقام
خائبا، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام، وترجى فيه الرحمة من الكريم
العلام، مقام لا يخيب فيه السائلون، ولا يجبه فيه بالرد الراغبون مقام من لاذ
بمولاه رغبة، وتبتل إليه رهبة، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب العالمين
ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين، ذلك
يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وأزلفت الجنة
للمتقين، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون، لكل أواب حفيظ من خشي الرحمن
بالغيب، وجاء بقلب منيب ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود
اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين، واجعلني من ورثة جنة النعيم،
واغفر لي ولوالدي ولولدي يوم الدين، وألحقني بالصالحين واخلف على أهلي
و ولدي في الغابرين، واجمع بيننا جميعا في مستقر رحمتك يا أرحم الراحمين.
و سلمني من أهوال ما بيني وبين لقائك، حتى تبلغني الدرجة التي فيها
مرافقة أحبائك، الذين عليهم دللت، وبالاقتداء بهم أمرت، واسقني من حوضهم
مشربا رويا سائغا هنيئا، لا أظمأ بعده ولا أحلا عنه أبدا، واحشرني في زمرتهم
وتوفني على ملتهم، واجعلني في حزبهم، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة
فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة، فاجعلهم أئمتي وهداتي وولاتي في الدنيا و
الآخرة، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين يا أرحم الراحمين آمين يا رب العالمين.
وصل ما تختار وادع بما تريد (1).
11 - (زيارة أخرى) يزار بها صلوات الله عليه تستأذن بما تقدم وتقف

(1) مصباح الزائر ص 201 - 202.
18

على ضريحه وتقول:
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا حجة
الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا إمام المتقين، و
وارث علم الأولين والآخرين، السلام عليك يا سلالة الوصيين، السلام عليك يا
شاهد يوم الدين، أشهد أنك وآبائك الذين كانوا من قبلك، وأبناءك الذين
يكونون من بعدك، موالي وأوليائي وأئمتي وقادتي في الدنيا والآخرة.
وأشهد أنكم أصفياء الله وخيرته من خلقه وحجته البالغة، انتجبكم لعلمه
وجعلكم خزنة لسره، وأركانا لتوحيده، وتراجمة لوحيه، ومعادن لكلماته
وشهودا له على عباده، واسترعاكم أمر خلقه، وخصكم بكرائم التنزيل، و
أعطاكم التأويل وجعلكم أبوابا لحكمته، ومنارا في بلاده، وأعلاما لعباده، و
ضرب لكم مثلا من نوره، وعصمكم من الزلل، وطهركم من الدنس، وآمنكم
من الفتن، فبكم تمت النعمة واجتمعت بكم الفرقة، وبكم انتظمت الكلمة، ولكم
الطاعة المفترضة والمودة الواجبة الموظفة، وأنتم أولياء الله النجباء، أحيا بكم
الصدق. فنصحتم لعباده، ودعوتم إلى كتاب الله وطاعته، ونهيتم عن معاصي الله
وذببتم عن دين الله.
أتيتك يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا ابن خاتم النبيين، وابن
سيد الوصيين، وابن سيدة نساء العالمين، عارفا بحقك مستبصرا بشأنك، مصدقا
بوعدك، مواليا لأوليائك، معاديا لأعدائك، فعليك يا مولاي مني أفضل التحية
والسلام.
ثم تقول: اللهم صل على حجتك من خلقك، وأمينك في بلادك، وخليفتك
في عبادك، ولسان حكمتك، ومنهج حقك، ومقصد سبيلك، والسبب إلى
طاعتك، وصراطك المستقيم، وخازنك والطريق إليك، موسى بن جعفر فرط
أنبيائك، وسلالة أصفيائك، داعي الحكمة وخازن الحلم، وكاظم الغيظ، و
صائم القيظ، وإمام المؤمنين، وزين المهتدين، الحاكم الرضي، والامام الزكي
19

الوفي الوصي.
اللهم صل عليه وعلى الأئمة من آبائه وولده، واحشرني في زمرته، و
اجعلني في حزبه، ولا تحرمني مشاهدته، اللهم فكما مننت علي بولايته، وبصرتني
طاعته وهديتني لمودته، ورزقتني البراءة من عدوه، فأسئلك أن تجعلني معه ومع
الأئمة من آبائه وولده برحمتك، ومع من ارتضيت من المؤمنين بولايته يا رب العالمين
وخير الناصرين.
ثم تصلي عليه بما تقدم في الزيارة الثانية، وتصلي صلاة الزيارة وتدعو
بعدها بالدعاء الذي تقدم عقيب صلاة تلك الزيارة، ثم تمضي فتقف عند رجليه
عليه السلام وتقول: اللهم عظم البلاء، وبرح الخفاء، وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض ومنعت
السماء، وأنت يا رب المستعان، وإليك يا رب المشتكى، اللهم صل على محمد
وآله، الذين فرضت طاعتهم، وعرفتنا بذلك منزلتهم، وفرج عنا كربنا قريبا
كلمح البصر أو هو أقرب، يا أبصر الناظرين، ويا أسمع السامعين، ويا أسرع
الحاسبين، ويا أحكم الحاكمين، يا محمد يا علي يا علي يا محمد يا مصطفى يا مرتضى
يا مرتضى يا مصطفى، انصراني فإنكما ناصراي واكفياني فإنكما كافياي، يا صاحب
الزمان، الغوث الغوث الغوث، أدركني أدركني أدركني.
تقول ذلك حتى ينقطع النفس، ثم تسأل حاجتك فإنها تقضى بإذن الله (1).
ثم تقف على قبر الجواد صلوات الله عليه وتقبله وتقول:
السلام عليك يا أبا جعفر محمد بن علي البر التقي، الامام الوفي، السلام
عليك أيها الرضي الزكي، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا نجي
الله، السلام عليك يا سفير الله، السلام عليك يا سر الله، السلام عليك يا ضياء الله
السلام عليك يا سناء الله، السلام عليك يا كلمة الله، السلام عليك يا رحمة الله، السلام عليك أيها النور الساطع، السلام عليك أيها البدر الطالع، السلام

(1) مصباح الزائر ص 202 - 203.
20

عليك أيها الطيب من الطيبين، السلام عليك أيها الطاهر من المطهرين، السلام
عليك أيها الآية العظمى، السلام عليك أيها الحجة الكبرى، السلام عليك أيها
المطهر من الزلات، السلام عليك أيها المنزه عن المعضلات، السلام عليك أيها
العلى عن نقص الأوصاف، السلام عليك أيها الرضي عند الاشراف، السلام عليك
يا عمود الدين، أشهد أنك ولي الله وحجته في أرضه، وأنك جنب الله وخيرة
الله، ومستودع علم الله، وعلم الأنبياء وركن الايمان، وترجمان القرآن.
واشهد أن من اتبعك على الحق والهدى، وأن من أنكرك ونصب لك العداوة
على الضلالة والردى، أبرأ إلى الله وإليك منهم في الدنيا والآخرة، و السلام
عليك ما بقيت وبقي الليل والنهار (1)
(الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم).
اللهم صل على محمد وأهل بيته، وصل على محمد بن علي الزكي التقي، والبر
الوفي، والمهذب الصفي هادي الأمة، ووارث الأئمة، وخازن الرحمة، وينبوع
الحكمة، وقائد البركة، وعديل القرآن في الطاعة، وواحد الأوصياء في الاخلاص
والعبادة، وحجتك العليا، ومثلك الاعلى، وكلمتك الحسنى، الداعي إليك
والدال عليك الذي نصبته علما لعبادك، ومترجما لكتابك، وصادعا بأمرك،
وناصرا لدينك، وحجة على خلقك، ونورا تحرق به الظلم، وقدوة تدرك به الهداية
وشفيعا تنال به الجنة.
اللهم وكما أخذ في خشوعه لك حقه، واستوفى من خشيتك نصيبه، فصل
عليه أضعاف ما صليت على ولي ارتضيت طاعته، وقبلت خدمته، وبلغه منا تحية
وسلاما، وآتنا في موالاته من لدنك فضلا وإحسانا، ومغفرة ورضوانا، إنك ذو المن
القديم، والصفح الجميل.
ثم صل صلاة الزيارة فإذا سلمت فقل:
اللهم أنت الرب وأنا المربوب، وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالك

(1) مصباح الزائر ص 206.
21

وأنا المملوك، وأنت المعطى وأنا السائل، وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت القادر
وأنا العاجز، وأنت القوي وأنا الضعيف، وأنت المغيث وأنا المستغيث، وأنت الدائم
وأنا الزائل، وأنت الكبير وأنا الحقير، وأنت العظيم وأنا الصغير، وأنت المولى وأنا
العبد، وأنت العزيز وأنا الذليل، وأنت الرفيع وأنا الوضيع، وأنت المدبر وأنا
المدبر، وأنت الباقي وأنا الفاني، وأنت الديان وأنا المدان، وأنت الباعث وأنا
المبعوث، وأنت الغني وأنا الفقير، وأنت الحي وأنا الميت، تجد من تعذب يا رب
غيري، ولا أجد من يرحمني غيرك.
اللهم صل على محمد وآل محمد وقرب فرجهم، وارحم ذلي بين يديك وتضرعي
إليك، ووحشتي من الناس، وانسي بك يا كريم، ثم تصدق علي في هذه الساعة
برحمة من عندك تهدئ بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتبيض بها
وجهي، وتكرم بها مقامي، وتحط بها عني وزري، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي
وتعصمني فيما بقي من عمري، وتستعملني في ذلك كله بطاعتك وما يرضيك عني
وتختم عملي بأحسنه، وتجعل لي ثوابه الجنة، وتسلك بي سبيل الصالحين، وتعينني
على صالح ما أعطيتني، كما أعنت الصالحين على صالح ما أعطيتهم، ولا تنزع مني
صالحا أعطيتنيه أبدا، ولا تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، ولا تشمت بي عدوا ولا حاسدا
أبدا ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، ولا أقل من ذلك ولا أكثر يا رب العالمين
اللهم صل على محمد وآل محمد وأرني الحق حقا فأتبعه والباطل باطلا فأجتنبه
ولا تجعله على متشابها فأتبع هواي بغير هدى منك، واجعل هواي تبعا لطاعتك
وخذ رضا نفسك من نفسي، واهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك إنك تهدي
من تشاء إلى صراط مستقيم، ثم ادع بما أحببت (1).
12 - زيارة أخرى له عليه السلام
السلام على الباب الأقصد، والطريق الأرشد، والعالم المؤيد، ينبوع
الحكم، ومصباح الظلم، سيد العرب والعجم، الهادي إلى الرشاد، الموفق
بالتأييد والسداد، مولاي أبي جعفر محمد بن علي الجواد، أشهد يا ولي الله أنك أقمت

(1) مصباح الزائر ص 207 - 208.
22

الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وجاهدت في سبيل
الله حق جهاده، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، فعشت سعيدا ومضيت
شهيدا، يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزا عظيما، ورحمة الله وبركاته.
ثم قبل التربة وضع خدك الأيمن عليها وصل ركعتين للزيارة وادع بعدهما
بما تشاء (1).
13 - زيارة أخرى له صلوات الله عليه.
تقف عليه وأنت مستقبله بوجهك وتقول: السلام عليك يا صفي الله، السلام
عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام
عليك يا نور الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك أيها الإمام ابن الإمام
السلام عليك يا ابن سيد جميع الأنام، السلام عليك أيها المبرء من الآثام، السلام
عليك أيها الداعي إلى الحق والهدى، السلام عليك أيها المزيل للشك والعمى
والردى، السلام عليك أيها الداعي إلى الخير والسداد، السلام عليك أيها
الامام المعروف بأبي جعفر محمد بن علي الجواد، السلام عليك يا ابن خير الأنام،
السلام عليك يا ابن الأئمة الكرام، السلام عليك يا خازن العلم ومعدن الحكمة
السلام عليك أيها المؤيد بالعصمة، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي
ورحمة الله وبركاته.
أشهد أنك يا مولاي أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، و
نهيت عن المنكر، وتلوت الكتاب حق تلاوته، وجاهدت في الله حق جهاده،
وصبرت على الأذى في جنبه، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، أنا أبرأ
إلى الله من أعدائك، وأتقرب إلى الله بموالاتك، أتيتك يا ابن رسول الله زائرا
عارفا بحقك، عائذا بقبرك، مقرا بفضلك، مواليا لمن واليت، معاديا لمن
عاديت، مستبصرا بشأنك، وبضلالة من خالفك، مستشفعا بك إلى الله ليغفر بك
ذنوبي، ويتجاوز عن سيئاتي، فاشفع لي عند ربك.

(1) مصباح الزائر ص 208.
23

ثم تنكب على القبر وتقبله وتدعو بما تريد (1).
(ذكر وداع له وللكاظم عليهما السلام) تقف على قبر محمد بن علي عليه السلام وتقول:
السلام عليك يا ولي الله وابن وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته
السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن
فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن الحسن والحسين، السلام عليك يا ابن الأئمة
الطاهرين، السلام عليك وعلى آبائك المطهرين وعلى أبنائك الطيبين، السلام
عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله وبركاته، السلام عليك سلام مودع لا سئم
ولا قال ورحمة الله وبركاته، أستودعك الله يا مولاي وأسترعيك، وأقرأ عليك
السلام، آمنت بالله وبالرسول وبما جاء به من عند الله.
اللهم صل على محمد وآل محمد واكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله آخر
العهد من زيارتي إياه، وارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني، فان توفيتني فاحشرني
معه وفي زمرته وزمرة آبائه الطيبين الطاهرين، اللهم لا تفرق بيني وبينه
أبدا، ولا تخرجني من هذه القبة الشريفة إلا مغفورا ذنبي، مشكورا سعيي
مقبولا عملي، مبرورا زيارتي، مقضيا حوائجي، قد كشفت جميع البلاء عني.
اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني ممن ينقلب مفلحا منجحا سالما غانما
بأفضل ما ينقلب به أحد من زواره ومواليه ومحبيه بأبي أنت وأمي ونفسي و
أهلي ومالي يا موسى بن جعفر ويا محمد بن علي، اجعلاني في همكما، وصيراني
في حزبكما، وأدخلاني في شفاعتكما، واذكراني عند ربكما صلى الله عليكما
وعلى أهلكما، ولا فرق الله بيني وبينكما ولا قطع عني بركتكما، وغفر لي
ولوالدي ولجميع المؤمنين والمؤمنات إنه حميد مجيد.
ثم تدعو بما تحب ثم تخرج ولا تجعل ظهرك إلى الضريح، وامض كذلك
حتى تغيب عن معاينتك.

(1) مصباح الزائر ص 208 - 209.
24

إلى هذا انتهى ما أورده السيد - ره - من زيارة الامامين صلوات الله عليهما (1)
توضيح: المطامير جمع المطمورة وهي الحفيرة تحت الأرض " قوله "
في الغابرين الغابر الماضي والباقي، والمراد به هنا الثاني، أي حال كونهم في الباقين
بعدي أوفي أمر الباقين بأن تكف عن أهلي أذاهم وتجعلهم مشفقين عليهم، ويقال:
برح الخفاء كسمع إذا وضح الامر، والسفير الرسول المصلح بين القوم
" قوله " يا سر الله أي صاحب سره أو الذي ستر الله جلالته ومنزلته عن الناس.
أقول: زيارتهما عليهما السلام في الأيام الشريفة والأوقات المختصة بهما آكد
وأنسب كيوم ولادة الكاظم عليه السلام وهو سابع صفر، ويوم وفاته عليه السلام وهو الخامس
والعشرون من رجب أو سادسة وقيل خامسه، ويوم إمامته وهو منتصف رجب
أو شوال، ويوم ولادة الجواد عليه السلام وهو عاشر رجب برواية ابن عياش أو سابع
عشر شهر رمضان أو منتصفه، ويوم وفاته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي عشر
منه، ويوم إمامته وهو يوم شهادة أبيه عليهما السلام كما سيأتي.

(1) مصباح الزائر ص 209.
25

3 * " (باب) " *
* " (فضل مسجد براثا والعمل فيه) " *
1 - كشف اليقين: وجدت بخط المحدث الاخباري محمد بن المشهدي باسناده، عن
محمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد، عن مشايخه، عن سليمان الأعمش، عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال: حدثنا أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لما
رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا و
كان بها راهب في قلايته وكان اسمه الحباب فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر
أشرف من قلايته إلى الأرض فنظر إلى عسكر أمير المؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك
فنزل مبادرا، فقال: من هذا؟ ومن رئيس هذا العسكر؟ فقيل له: هذا أمير المؤمنين
وقد رجع من قتال أهل النهروان فجاء الحباب مبادرا يتخطا الناس حتى وقف
على أمير المؤمنين عليه السلام فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا.
فقال: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا، قال له: بذلك أخبرنا
علماؤنا وأحبارنا، فقال له: يا حباب، فقال له الراهب: وما علمك باسمي؟ فقال
أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له الحباب: مد يدك فأنا أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وأنك علي بن أبي طالب وصيه، فقال أمير
المؤمنين عليه السلام: وأين تأوي؟ فقال: أكون في قلاية لي هاهنا، فقال له أمير المؤمنين:
بعد يومك هذا لا تسكن فيها ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه، فبناه رجل
اسمه براثا فسمي المسجد براثا باسم الباني له.
ثم قال: ومن أين تشرب يا حباب؟ فقال: يا أمير المؤمنين من دجلة ههنا
قال: فلم لا تحفر ههنا عينا أو بئرا؟ فقال له: يا أمير المؤمنين، كلما حفرنا بئرا
وجدناها مالحة غير عذبة، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: احفر ههنا بئرا فحفر
فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعوا قلعها فقلعها أمير المؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين
26

أحلى من الشهد وألذ من الزبد، فقال له: يا حباب يكون شربك من هذه العين
أما انه يا حباب ستبنى إلى جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها ويعظم
البلاء. حتى أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام (1).
بيان: قال في النهاية (2) القلاية معرب كلادة من بيوت عبادة النصارى.
أقول: قد مر الحديث بطوله في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام.
2 - أمالي الطوسي: المفيد، عن علي بن بلال، عن إسماعيل بن علي بن عبد الرحمن
عن أبيه، عن عيسى بن حميد، عن أبيه حميد بن قيس: عن علي بن الحسين بن
علي بن الحسين، عن أبيه قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن أمير المؤمنين
عليه السلام لما رجع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء، فقال للناس: إنها الزوراء
فسيروا وجنبوا عنها، فان الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة، فلما أتى
موضعا من أرضها قال: ما هذه الأرض؟ قيل: أرض نجرا فقال: أرض سباخ جنبوا
ويمنوا، فلما أتى يمنة السواد إذا هو براهب في صومعة فقال له: يا راهب انزل
ههنا؟ فقال له الراهب: لا تنزل هذه الأرض بجيشك، قال: ولم؟ قال: لأنه لا ينزلها
إلا نبي أو وصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عز وجل هكذا نجد في كتبنا.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: أنا ذلك، فنزل الراهب إليه فقال: خذ علي
شرايع الاسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وأنك تنزل أرض براثا بيت مريم و
أرض عيسى عليهما السلام فقال أمير المؤمنين: قف ولا تخبرنا بشئ، ثم أتى موضعا فقال
الكزوا هذا فلكزه برجله عليه السلام فانبجست عين خرارة، فقال: هذه عين مريم التي
أنبعت لها.
ثم قال: اكشفوا ههنا على سبعة عشر ذراعا، فكشف فإذا بصخرة بيضاء
فقال عليه السلام: على هذه وضعت مريم عيسى من عاتقها وصلت ههنا، فنصب أمير المؤمنين
عليه السلام الصخرة وصلى إليها وأقام هناك أربعة أيام يتم الصلاة، وجعل الحرام

(1) كشف اليقين ص 156 - 157 للسيد بن طاووس طبع النجف.
(2) النهاية ج 3 ص 309.
27

في خيمة من الموضع على دعوة، ثم قال: أرض براثا هذا بيت مريم عليها السلام هذا
الموضع المقدس صلى فيها الأنبياء، قال أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام ولقد وجدنا أنه
صلى فيه إبراهيم قبل عيسى عليهما السلام (1).
3 - الخرائج: مرسلا عنه عليه السلام مثله (2).
بيان: اللكز الدفع بالكف، والخرير صوت الماء، قوله: على دعوة
أي كان البعد بينهما قدر مد صوت داع ينادي، ثم اعلم أنه يستفاد من هذا الخبر
أن هذا الموضع أيضا من المواضع التي يجوز للمسافر إتمام الصلاة فيها ولم
يقل به أحد.
4 - مناقب ابن شهرآشوب: الحارث الأعور وعمرو بن حريث وأبو أيوب عن أمير المؤمنين
عليه السلام أنه لما رجع من وقعة الخوارج نزل يمنى السواد فقال له راهب: لا
ينزل هاهنا إلا وصي نبي يقاتل في سبيل الله، فقال علي: فأنا سيد الأوصياء وصي
سيد الأنبياء، قال: فإذا أنت أصلع قريش وصي محمد، خذ علي الاسلام، إني وجدت
في الإنجيل نعتك وأنت تنزل مسجد براثا بيت مريم وأرض عيسى.
قال أمير المؤمنين: فاجلس يا حباب، قال: وهذه دلالة أخرى، ثم
قال: فأنزل يا حباب من هذه الصومعة وابن هذا الدير مسجدا، فبنى حباب
الدير مسجدا ولحق أمير المؤمنين إلى الكوفة، فلم يزل بها مقيما حتى قتل
أمير المؤمنين عليه السلام فعاد حباب إلى مسجده ببراثا (3).
5 - وفي رواية أن الراهب قال: قرأت أنه يصلي في هذا الموضع إيليا وصي
البار قليطا محمد نبي الأميين الخاتم لمن سبقه من أنبياء الله ورسله، في كلام كثير
فمن أدركه فليتبع النور الذي جاء به، ألا وإنه يغرس في آخر الأيام بهذه البقعة
شجرة لا يفسد ثمرتها (4).

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 202 طبع النجف الأشرف.
(2) الخرائج لم أعثر عليه في مظانه.
(3) مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 100 طبع النجف الأشرف.
(4) مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 100 طبع النجف الأشرف.
28

6 - وفي رواية زاذان قال أمير المؤمنين عليه السلام: ومن أين شربك؟ قال: من
دجلة قال: ولم لم تحفر عينا تشرب منها؟ قال: قد حفرتها فخرجت مالحة، قال:
فاحتفر الان بئرا أخرى، فاحتفر فخرج ماؤها عذبا، فقال: يا حباب ليكن
شربك من هاهنا، ولا يزال هذا المسجد معمورا، فإذا خربوه وقطعوا نخله
حلت بهم أو قال بالناس داهية (1).
7 - وفي رواية محمد بن القيس: فأتى أمير المؤمنين عليه السلام موضعا من تلك
الملينة فركلها برجله فانبجست عين خرارة فقال: هذه عين مريم، ثم قال: احتفروا
هاهنا سبعة [عشر] ذراعا فاحتفروا فإذا صخرة بيضاء فقال: هاهنا وضعت مريم عيسى
من عاتقها وصلت هاهنا فنصب أمير المؤمنين عليه السلام الصخرة، وصلى إليها وأقام
هناك أربعة أيام (2).
8 - وفي رواية الباقر عليه السلام قال: هذه عين مريم التي أنبعت لها، واكشفوا
هاهنا سبعة عشر ذراعا فكشف فإذا صخرة بيضاء الخبر (3).
9 - وفي رواية: هذا الموضع المقدس صلى فيه الأنبياء وقال أبو جعفر عليه السلام
ولقد وجدنا أنه صلى فيه قبلي عيسى (4).
10 - وفي رواية أخرى: صلى فيه الخليل عليه السلام (5).
11 - وروي أن أمير المؤمنين عليه السلام صاح فقال: يا بئر بالعبراني أقرب
إلى، فلما عبر إلى المسجد وكان فيه عوسج وشوك عظيم، فانتضى سيفه و
كسح ذلك كله، وقال: إن هاهنا قبر نبي من أنبياء الله وأمر الشمس أن ارجعي
فرجعت وكان معه ثلاثة عشر رجلا من أصحابه، فأقام القبلة بخط الاستواء
وصلى إليها (6).
بيان: هذا المسجد الان موجود وهو قريب من وسط الطريق من بغداد
إلى مشهد الكاظمين عليهما السلام، ويستحب الصلاة وطلب الحوائج فيه وذكر بعض
الأصحاب أنه يستحب الصلاة في مسجد شمس خارج الحلة، وهو المسجد الذي

(1) نفس المصدر ج 2 ص 101.
(2) نفس المصدر ج 2 ص 101.
(3) نفس المصدر ج 2 ص 101.
(4) نفس المصدر ج 2 ص 101.
(5) نفس المصدر ج 2 ص 101.
(6) نفس المصدر ج 2 ص 101.
29

رد فيه الشمس على أمير المؤمنين صلوات الله عليه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وهو أيضا
الان معمور ومعروف (1).
وقال الشهيد - رحمه الله - في الذكرى (2) ومن المساجد الشريفة مسجد
براثا في غربي بغداد وباق إلى الان رأيته وصليت فيه، روى الجماعة عن
جابر الأنصاري قال: صلى بنا علي عليه السلام ببراثا بعد رجوعه من قتال الشراة ونحن
زهاء مائة ألف رجل فنزل نصراني من صومعته فقال: أين عميد هذا الجيش؟ فقلنا: هذا
فأقبل إليه وسلم عليه.
ثم قال: يا سيدي أنت نبي؟ قال: لا النبي سيدي قد مات، قال:
أفأنت وصي نبي؟ قال: نعم، فقال: إنما بنيت الصومعة من أجل هذا الموضع
وهو ببراثا وقرأت في الكتب المنزلة أن لا يصلي في هذا الموضع بذا الجمع إلا
نبي أو وصي نبي ثم أسلم، فقال له علي عليه السلام من صلى ههنا؟ قال: عيسى بن مريم
وأمه فقال له علي عليه السلام: والخليل عليه السلام.

(1) لا يزال هذا المسجد الشريف في الحلة على يسار الخارج منها إلى كربلا
متبركا ومقصدا لما وقع فيه من الكرامة المشار إليها.
(2) الذكرى ص 155 طبع إيران ص 1271.
30

4 * " (باب) " *
* " (فضل زيارة امام الإنس والجن أبى الحسن) " *
* " (علي بن موسى الرضا صلوات الله عليه) " *
* " (وفضل مشهده) " *
1 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن جعفر بن
محمد بن عمارة، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستدفن
بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله عز وجل له الجنة و
حرم جسده على النار (1).
[2 - أمالي الصدوق: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال،
عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: إن بخراسان لبقعة يأتي عليها
زمان تصير مختلف الملائكة، فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى
أن ينفخ في الصور فقيل له: يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه؟ قال: هي بأرض طوس
وهي والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله
صلى الله عليه وآله وكتب الله تبارك وتعالى له بذلك ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبوله
وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم القيامة.
ن - القطان والطالقاني والنقاش جميعا عن أحمد الهمداني مثله] (2)

(1) عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 255 طبع قم وأمالي الصدوق ص 62 طبع
الاسلامية.
(2) زيادة من نسخة مخطوطة أشرف عليها المؤلف العلامة مطالعة وعليها بعض الاستدراك
والبيانات بخط يده قدس سره لخزانة كتب الفاضل الخبير البحاث الميرزا فخر الدين
النصيري الأميني حفظه الله، وقد قابلنا المطبوعة هذه وصححناه عند الطباعة على تلك
النسخة الشريفة.
31

2 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن الهروي قال: سمعت
الرضا عليه السلام يقول: والله ما منا إلا مقتول شهيد، فقيل له: فمن يقتلك يا ابن
رسول الله؟ قال: شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم، ثم يدفنني في دار مضيعة
وبلاد غربة، ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد
ومائة ألف صديق، ومائة ألف حاج ومعتمر، ومائة ألف مجاهد، وحشر في
زمرتنا، وجعل في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا (1)
بيان: قال في النهاية (2) في حديث كعب بن مالك ولم يجعلك الله بدار
هوان ولا مضيعة المضيعة بكسر الضاد مفعلة من الضياع الاطراح والهوان كأنه فيه ضايع
فلما كانت عين الكلمة ياء وهي مكسورة نقلت حركتها إلى الضاد فسكنت الياء فصارت
بوزن معيشة، والتقدير فيهما سواء.
3 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن
فضال، عن أبيه، عن الرضا عليه السلام أنه قال له رجل من أهل خراسان: يا ابن رسول
الله رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام كأنه يقول لي؟: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم
بعضي فاستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا عليه السلام: أنا
المدفون في أرضكم، وأنا بضعة من نبيكم، وأنا الوديعة والنجم، ألا فمن
زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي
شفعاؤه يوم القيامة، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين
الجن والإنس.
ولقد حدثني أبي عن جدي، عن أبيه، عن آبائه عليهما السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
من رآني في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد
من أوصيائي، ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين
جزءا من النبوة (3).

(1) عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 256 وأمالي الصدوق ص 63.
(2) النهاية في غريب الحديث ج 3 ص 32.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 257 والأمالي ص 64.
32

4 - ثواب الأعمال، عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق، كامل الزيارة: ابن وليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن البزنطي قال
قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام: أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل
ألف حجة قال: فقلت لأبي جعفر عليه السلام: ألف حجة؟ قال عليه السلام: إي والله ألف ألف
حجة لمن زاره عارفا بحقه (1).
5 - بشارة المصطفى: الحسن بن الحسين ابن بابويه، عن عمه محمد بن الحسن، عن
أبيه الحسن بن الحسين، عن عمه أبي جعفر ابن بابويه، عن محمد بن الحسن بن
الوليد مثله (2).
6 - أمالي الصدوق: أبي، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن البزنطي مثله وفيه: قال:
فقلت لأبي جعفر ابنه عليهما السلام (3).
7 - أمالي الصدوق: بهذا الاسناد عن البزنطي قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: ما زارني
أحد من أوليائي عارفا بحقي إلا تشفعت فيه يوم القيامة (4).
8 - عيون أخبار الرضا (ع): أبي وابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن البزنطي مثله (5).
9 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن عبد الرحمان بن حماد، عن عبد الله
ابن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد، عن الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: يخرج
رجل من ولد ابني موسى اسمه اسم أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيدفن في أرض طوس
وهي بخراسان يقتل فيها بالسم فيدفن فيها غريبا، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل
أجر من أنفق قبل الفتح وقاتل (6).
10 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن اليقطيني، عن محمد بن سليمان

(1) ثواب الأعمال ص 89 طبع بغداد وعيون الأخبار ج 2 ص 257 وأمالي الصدوق
ص 64 وكامل الزيارات ص 306.
(2) بشارة المصطفى ص 24 طبع النجف الأشرف الطبعة الثانية سنة 1383.
(3) أمالي الصدوق ص 119.
(4) أمالي الصدوق ص 119.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 258.
(6) عيون الأخبار ج 2 ص 255 وأمالي الصدوق ص 118.
33

المصري عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي حجر، عن قبيصة، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر
عليه السلام، عن أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب إلا نفس الله كربته
ولا مذنب إلا غفر الله ذنوبه (1).
11 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: الوراق، عن سعد، عن عمران بن موسى، عن الحسن بن علي بن النعمان
عن محمد بن فضيل، عن غزوان الضبي، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد
قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: سيقتل رجل من ولدي بأرض خراسان بالسم ظلما اسمه
اسمى، واسم أبيه اسم ابن عمران موسى عليه السلام، ألا فمن زاره في غربته غفر الله ذنوبه
ما تقدم منها وما تأخر، ولو كانت مثل عدد النجوم وقطر الأمطار وورق الأشجار (2).
12 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: العطار عن سعد عن أيوب بن نوح عن أبي جعفر الثاني عليه السلام قال:
من زار قبر أبي عليه السلام بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإذا كان يوم
القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يفرغ الله من حساب عباده (3).
13 - الخصال، أمالي الصدوق: ابن موسى عن الأسدي عن أحمد بن محمد بن صالح عن حمدان
الديواني قال: قال الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري، أتيته يوم القيامة في ثلاث
مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، عند الصراط
وعند الميزان (4).
14 - عيون أخبار الرضا (ع): الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الأسدي [مثله] (5).
15 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: إني مقتول ومسموم ومدفون بأرض غربة أعلم ذلك بعهد

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 257 وأمالي الصدوق ص 119.
(2) عيون الأخبار ج 2 ص 258 وأمالي الصدوق ص 119.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 259 وأمالي الصدوق ص 120.
(4) الخصال ج 1 ص 109 طبع الاسلامية وأمالي الصدوق ص 121.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 255.
34

عهده إلى أبي، عن أبيه عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله ألا فمن زارني في غربتي كنت أنا
وآبائي شفعاءه يوم القيمة ومن كنا شفعاءه نجى ولو كان عليه مثل وزر الثقلين (1).
16 - عيون أخبار الرضا (ع)، أمالي الصدوق: ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه عن سليمان بن حفص قال:
سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: من زار قبر ولدي على كان له عند الله عز وجل
سبعون حجة مبرورة، قلت: سبعين حجة مبرورة؟ قال: نعم سبعين ألف حجة
قلت: سبعين ألف حجة، قال: فقال: رب حجة لا تقبل من زاره أو بات عنده ليلة
كان كمن زار الله في عرشه، قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم إذا كان يوم القيمة
كان على عرش الله عز وجل أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأولون فنوح
وإبراهيم وموسى وعيسى، وأما الأربعة الآخرون فمحمد وعلي والحسن والحسين، ثم
يمد المطمر فيقعد معنا زوار قبور الأئمة ألا إن أعلاها درجة وأقربهم حبوة زوار
قبر ولدي علي عليه السلام (2).
17 - أمالي الصدوق: ابن ناتانه، عن علي عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يقتل حفدتي بأرض خراسان في مدينة يقال لها طوس من
زاره إليها عارفا بحقه أخذته بيدي يوم القيامة وأدخلته الجنة، وإن كان من
أهل الكباير، قلت: جعلت فداك وما عرفان حقه؟ قال: يعلم أنه مفترض
الطاعة غريب شهيد، من زاره عارفا بحقه أعطاه الله عز وجل أجر سبعين شهيدا
ممن استشهد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله على حقيقة (3).
18 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن ناتانه والمكتب وماجيلويه وابن المتوكل وأحمد بن علي
ابن إبراهيم وعلي بن هبة الله الوراق جميعا عن علي مثله (4).
19 - وفي حديث آخر قال: قال الصادق عليه السلام: يقتل لهذا - وأومأ بيده إلى
مولانا موسى عليه السلام - ولد بطوس لا يزوره من شيعتنا إلا الأندر فالأندر (5).
بيان: قوله على حقيقة أي كائنا على حقيقة الايمان أو شهادة حقيقية.

(1) عيون الأخبار: ج 2 ص 263 والأمالي ص 611.
(2) عيون الأخبار ج 2 ص 295 وأمالي الصدوق ص 120.
(3) أمالي الصدوق ص 121.
(4) عيون الأخبار ج 2 ص 259.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 259.
35

20 - أمالي الصدوق: ابن موسى، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني قال:
سمعت أبا جعفر الثاني عليه السلام يقول: ما زار أبي عليه السلام أحد فأصابه أذى من مطر أو
برد أو حر إلا حرم الله جسده على النار (1).
21 - عيون أخبار الرضا (ع)، الخصال: الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قال
الرضا عليه السلام: لا تشد الرحال إلى شئ من القبور إلا إلى قبورنا، ألا وإني مقتول
بالسم ظلما، ومدفون في موضع غربة، فمن شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه
وغفر له ذنبه (2).
22 - عيون أخبار الرضا (ع): تميم القرشي، عن أبيه، عن الأنصاري، عن الهروي قال:
دخل الرضا عليه السلام القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم خط بيده إلى جانبه ثم
قال: هذه تربتي وفيها أدفن وسيجعل الله هذا المكان مختلف شيعتي وأهل
محبتي، والله ما يزورني منهم زائر ولا يسلم علي منهم مسلم إلا وجب له غفران الله
ورحمته بشفاعتنا أهل البيت، تمام الخبر (3).
23 - عيون أخبار الرضا (ع): ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن الهروي قال: سمعت الرضا
عليه السلام يقول: إني سأقتل بالسم مسموما ومظلوما وأقبر إلى جنب هارون ويجعل
الله عز وجل تربتي مختلف شيعتي وأهل بيتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي
يوم القيامة، والذي أكرم محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة واصطفاه على جميع الخليقة لا
يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه
والذي أكرمنا بعد محمد صلى الله عليه وآله بالإمامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري لأكرم
الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء

(1) الأمالي الصدوق ص 654.
(2) عيون الأخبار ج 2 ص 254 والخصال ج 1 ص 94 طبع الاسلامية وكان الرمز
في المتن (لي) علامة الأمالي ولم يوجد فيها وهو في الخصال لذلك صححنا الرمز تبعا
لصاحب الوسائل حيث روى الحديث عن الخصال والعيون.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 136 ضمن الحديث.
36

إلا حرم الله عز وجل جسده على النار (1).
24 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم
الجعفري قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن بين جبلي طوس قبضة قبضت من
الجنة من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار (2).
25 - عيون أخبار الرضا (ع): ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن عبد العظيم الحسني، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: حتمت لمن زار أبي عليه السلام بطوس عارفا بحقه الجنة على الله
تعالى (3).
26 - عيون أخبار الرضا (ع): بهذا الاسناد، عن عبد العظيم قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام قد
تحيرت بين زيارة قبر أبي عبد الله عليه السلام وبين قبر أبيك عليه السلام بطوس فما ترى؟
فقال لي: مكانك، ثم دخل وخرج ودموعه تسيل على خديه فقال: زوار قبر
أبي عبد الله عليه السلام كثيرون وزوار قبر أبي عليه السلام بطوس قليل (4).
27 - عيون أخبار الرضا (ع): أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن أبي نجران قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام ما تقول: لمن زار أباك؟ قال: الجنة والله (5). 28 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن أسباط قال:
سألت أبا جعفر عليه السلام ما لمن زار والدك بخراسان؟ قال: الجنة والله الجنة والله (6).
29 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن المغيرة، عن جده الحسن، عن الحسين بن يوسف، عن محمد بن
أسلم، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن رجل حج حجة الاسلام
فدخل متمتعا بالعمرة إلى الحج فأعانه الله تعالى على حجة وعمرة، ثم أتى المدينة
فسلم على النبي صلى الله عليه وآله ثم أتى أباك أمير المؤمنين عليه السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة
الله على خلقه وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله عليه السلام فسلم عليه
ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه السلام، ثم انصرف إلى بلاده.
فلما كان في هذا الوقت رزقه الله تعالى ما يحج به فأيهما أفضل هذا الذي

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 256 وفى الثالث ضمنت بدل حتمت.
(2) عيون الأخبار ج 2 ص 256 وفى الثالث ضمنت بدل حتمت.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 256 وفى الثالث ضمنت بدل حتمت.
(4) عيون الأخبار ج 2 ص 256 وفى الثالث ضمنت بدل حتمت.
(5) نفس المصدر ج 2 ص 257
(6) نفس المصدر ج 2 ص 257
37

حج حجة الاسلام يرجع أيضا فيحج أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن
موسى الرضا عليه السلام فيسلم عليه؟ قال: بل يأتي خراسان فيسلم على أبي عليه السلام
أفضل، وليكن ذلك في رجب، ولا ينبغي أن تفعلوا هذا اليوم فان علينا وعليكم
من السلطان شنعة (1).
30 - كامل الزيارة: أبي ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسن جميعا، عن سعد، عن
الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن الحسين بن سيف مثله (2).
31 - عيون أخبار الرضا (ع): السناني، عن الأسدي، عن سهل، عن عبد العظيم الحسني قال:
سمعت علي بن محمد العسكري عليه السلام يقول: أهل قم وأهل آبة المغفور لهم لزيارتهم
لجدي علي بن موسى الرضا عليه السلام بطوس، ألا ومن زاره فأصابه في طريقه قطرة
من السماء حرم الله جسده على النار (3).
32 - عيون أخبار الرضا (ع): الفامي، عن ابن بطة، عن محمد بن علي بن محبوب، عن إبراهيم
ابن هاشم، عن سليمان بن حفص قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
يقول: إن ابني عليا مقتول بالسم ظلما، ومدفون إلى جانب هارون بطوس، من
زاره كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله (4).
33 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن الوشا، قال:
قال الرضا عليه السلام إني سأقتل بالسم مظلوما فمن زارني عارفا بحقي غفر الله ما تقدم
من ذنبه وما تأخر (5).
34 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن ابن معروف، عن ابن
مهزيار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك زيارة الرضا عليه السلام أفضل أم زيارة
أبي عبد الله عليه السلام؟ فقال: زيارة أبي عليه السلام أفضل، وذلك أن أبا عبد الله عليه السلام

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 258.
(2) كامل الزيارات ص 305.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 260.
(4) عيون الأخبار ج 2 ص 260.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 261.
38

يزوره كل الناس وأبي عليه السلام لا يزوره إلا الخواص من الشيعة (1).
35 - كامل الزيارة: الكليني وعلي بن الحسين وغيرهما، عن علي، عن أبيه، عن
ابن مهزيار مثله (2).
بيان: لعل هذا مختص بهذا الزمان، فان الشيعة كانوا لا يرغبون في
زيارته إلا الخواص منهم الذين يعرفون فضل زيارته، فعلى هذا التعليل يكون في
كل زمان يكون إمام من الأئمة أقل زائرا يكون ثواب زيارته أكثر، أو المعنى
أن المخالفين أيضا يزورون الحسين عليه السلام، ولا يزور الرضا إلا الخواص وهم
الشيعة فيكون من بيانية، أو المعنى أن من فرق الشيعة لا يزوره إلا من كان قائلا
بامامة جميع الأئمة، فان من قال بالرضا عليه السلام لا يتوقف فيمن بعده، والمذاهب
النادرة التي حدثت بعده زالت بأسرع زمان ولم يبق لها أثر.
36 - عيون أخبار الرضا (ع): المكتب والوراق معا، عن علي، عن أبيه، عن الهروي، عن
الرضا عليه السلام في خبر دعبل قال عليه السلام: لا تنقضي الأيام والليالي حتى تصير طوس
مختلف شيعتي وزواري ألا فمن زارني في غربتي بطوس، كان معي في درجتي يوم
القيامة مغفورا له، الخبر (3).
37 - كامل الزيارة، ثواب الأعمال: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن علي
ابن مهزيار قال، قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما لمن أتى قبر الرضا عليه السلام؟ قال:
الجنة والله (4).
38 - فرحة الغري: نصير الدين الطوسي عن والده، عن القطب الراوندي، عن
الشيخ المفيد، عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن أحمد
ابن علي الجعفري، عن محمد بن محمد بن الفضل ابن بنت داود الرقي قال: قال

(1) عيون الأخبار: ج 2 ص 261.
(2) كامل الزيارات ص 306.
(3) عيون الأخبار ج 2 ص 264.
(4) ثواب الأعمال ص 89 وكامل الزيارات ص 306.
39

الصادق عليه السلام: أربع بقاع ضجت إلى الله أيام الطوفان: البيت المعمور فرفعه الله
والغري، وكربلا، وطوس (1).
39 - كامل الزيارة: جماعة مشايخي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن داود الصرمي
عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: من زار قبر أبي فله الجنة (2).
40 - كامل الزيارة: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الصرمي
مثله (3).
41 - كامل الزيارة: أبي، عن سعد، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان
الدسوائي قال: دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام فقلت له: ما لمن زار أباك
بطوس؟ فقال عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما
تأخر، قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا أبا الحسين
إني سمعت مولاي أبا جعفر عليه السلام يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر، فقال أيوب، وأزيدك فيه؟ قلت: نعم، فقال: سمعته يقول: - يعني
أبا جعفر عليه السلام - من زار قبر أبي بطوس غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فإذا كان
يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يفرغ الله من حساب
الخلائق (4).
42 - كامل الزيارة: أبي، عن سعد، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن شعيب
ابن عيسى، عن صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال:
قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: من زارني على بعد داري وشطون مزاري أتيته يوم
القيامة في ثلاثة مواطن، حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا
وعند الصراط، وعند الميزان، قال سعد: وسمعته بعد ذلك من صالح بن محمد
الهمداني (5).

(1) فرحة الغري ص 70 طبع النجف الأشرف (الطبعة الثانية).
(2) كامل الزيارات ص 303.
(3) كامل الزيارات ص 303.
(4) كامل الزيارات ص 304.
(5) كامل الزيارات ص 304.
40

بيان: قال الجوهري (1) شطن عنه بعد وبئر شطون بعيدة القعر.
43 - كامل الزيارة: أبي، عن سعد، عن إبراهيم بن الزيات، عن يحيى بن الحسن
الحسيني، عن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده فقال: إن ابني هذا
يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه كان عند الله عز وجل
كشهداء بدر (2).
44 - كامل الزيارة: أبي والكليني معا، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن
إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام أو حكى لي عن رجل، عن أبي جعفر عليه السلام
الشك من علي بن إبراهيم قال: قال أبو جعفر عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال: فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن
نوح فقال لي: قال أبو جعفر عليه السلام: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر، وبنى له منبرا حذاء منبر رسول الله وعلي عليهما السلام حتى يفرغ
الله من حساب الخلائق، فرأيت بعد أيوب بن نوح وقد زار فقال: جئت أطلب
المنبر (3).
45 - كامل الزيارة: أبي وأخي وعلي بن الحسين جميعا، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: من
زار ابني هذا وأومأ بيده إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فله الجنة (4).
46 - كامل الزيارة: الكليني، عن محمد العطار، عن علي بن الحسين النيسابوري،
عن إبراهيم بن محمد، عن عبد الرحمن بن سعد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني
عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام قال: من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين

(1) صحاح الجوهري ج 5 ص 2144.
(2) كامل الزيارات ص 304 وفى المصدر إبراهيم بن ريان بدل (الزيات)
(3) كامل الزيارات ص 305.
(4) كامل الزيارات ص 306 وليس في السند (أخي)
41

حجة مبرورة قال: قلت سبعين حجة؟ قال: نعم وسبعمائة حجة؟ قلت: وسبعمائة
حجة؟ قال: نعم وسبعين ألف حجة، قلت: وسبعين ألف حجة؟ قال: رب حجة
لا تقبل، من زاره وبات عنده ليلة كان كمن زار الله في عرشه.
قلت: كمن زار الله في عرشه؟ قال: نعم إذا كان يوم القيامة كان على عرش
الله أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح
وإبراهيم وموسى وعيسى، وأما الأربعة الذين هم من الآخرين فمحمد وعلي
والحسن والحسين عليهم السلام، ثم يمد المطمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمة عليهم السلام إلا أن
أعلاهم درجة وأقربهم حبوة زوار قبر ولدي علي عليه السلام (1).
47 - كامل الزيارة: أبي عن سعد، عن علي بن الحسين النيشابوري، بهذا
السناد مثله (2).
بيان: قوله ثم يمد المضمار: المضمار ميدان السباق والذي يضمر فيه الخيل
ولعله كناية عن المجلس عبر به عنه لسعته وفي بعض النسخ المطمار والمطمار والمطمر
خيط للبناء يقدر به ويؤيده ما مر سابقا ولعل مده ليدخل فيه من كان من أوليائهم
ويخرج عنه مخالفوهم وفي بعض نسخ الكافي ثم يمد الطعام.
والحبوة العطية، والحبوة أيضا الاحتباء بالثوب بأن يجمع بين ظهره وساقيه
بعمامة ونحوها، وهنا يحتمل المعنيين.
48 - أمالي الصدوق: الطالقاني، عن أحمد الهمداني، عن المنذر بن محمد، عن جعفر بن
سليمان، عن عبد الله بن الفضل قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه رجل
من أهل طوس، فقال له: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسين بن
علي عليه السلام فقال له: يا طوسي من زار قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام وهو
يعلم أنه إمام من الله مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
وقبل شفاعته في سبعين مذنبا، ولم يسأل الله عز وجل عند قبره حاجة إلا

(1) كامل الزيارات ص 307 وفيه (ثم يمد المضمار).
(2) كامل الزيارات ص 308
42

قضاها له.
قال: فدخل موسى بن جعفر عليه السلام فأجلسه على فخذه وأقبل يقبل ما بين عينيه
ثم التفت إليه، فقال له: يا طوسي إنه الامام والخليفة والحجة بعدي، وانه
سيخرج من صلبه رجل يكون رضى لله عز وجل في سمائه ولعباده في أرضه، يقتل
في أرضكم بالسم ظلما وعدوانا ويدفن بها غريبا، ألا فمن زاره في غربته وهو
يعلم أنه إمام بعد أبيه، مفترض الطاعة من الله عز وجل، كان كمن زار
رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
أقول: قد مضى بعض أخبار فضل زيارته عليه السلام في أبواب فضل زيارة
الحسين عليه السلام وسيأتي بعضها في الباب الآتي، ثم اعلم أن زيارته عليه السلام في الأيام
الفاضلة والأوقات الشريفة أفضل لا سيما الأيام التي لها اختصاص به عليه السلام، كيوم
ولادته وهو حادي عشر ذي القعدة، ويوم وفاته وهو آخر شهر صفر، أو السابع
عشر منه، أو الرابع والعشرون من شهر رمضان، ويوم بويع بالخلافة وهو أول
شهر رمضان، أو السادس منه.
وقال السيد ابن طاوس في كتاب الاقبال:
49 - روي أنه يصلى يوم السادس من شهر رمضان ركعتان كل ركعة بالحمد
مرة وبسورة الاخلاص خمسا وعشرين مرة لأجل ما ظهر من حقوق مولانا
الرضا عليه السلام فيه، (2) أقول: فيناسب إيقاع هذه الصلاة في روضته المقدسة
بعد زيارته عليه السلام.
50 - وقال السيد أيضا في كتاب الاقبال: رأيت في بعض تصانيف أصحابنا
العجم رضوان الله عليهم أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا عليه السلام يوم الثالث
والعشرين من ذي القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة، أو بما يكون

(1) أمالي الصدوق ص 587.
(2) الاقبال ص 373.
43

كالزيارة من الرواية بذلك انتهى (1).
أقول: وقد مر استحباب كونها في رجب.
51 - ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال: ذكر في كتاب فصل الخطاب
عن الرضا عليه السلام أنه قال: من شد رحله إلى زيارتي استجيب دعاؤه وغفرت له
ذنوبه، فمن زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله، وكتب الله له
ثواب الف حجة مبرورة والف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاءه يوم
القيامة، وهذه البقعة روضة من رياض الجنة، ومختلف الملائكة، لا يزال فوج
ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور.
5 * " (باب) " *
* " (كيفية زيارته صلوات الله عليه) " *
1 - عيون أخبار الرضا (ع): ذكر شيخنا محمد بن الحسن في جامعه فقال: إذا أردت زيارة
الرضا عليه السلام بطوس فاغتسل عند خروجك من منزلك وقل حين تغتسل: اللهم
طهرني وطهر لي قلبي، واشرح لي صدري، وأجر على لساني مدحتك والثناء
عليك، فإنه لا قوة إلا بك، اللهم اجعله لي طهورا وشفاء.
وتقول حين تخرج، بسم الله وبالله وإلى الله، وإلى ابن رسول الله، حسبي
الله توكلت على الله، اللهم إليك توجهت، وإليك قصدت، وما عندك أردت.
فإذا خرجت فقف على باب دارك وقل: اللهم إليك وجهت وجهي، وعليك
خلفت أهلي ومالي وما خولتني، وبك وثقت فلا تخيبني، يامن لا يخيب من أراده،
ولا يضيع من حفظه، صل على محمد وآل محمد واحفظني بحفظك فإنه لا يضيع من حفظت.
فإذا وافيت سالما فاغتسل وقل حين تغتسل: اللهم طهرني وطهر قلبي واشرح

(1) الاقبال ص 525.
44

لي صدري، وأجر على لساني مدحتك ومحبتك والثناء عليك، فإنه لا قوة الا بك
وقد علمت أن قوة ديني التسليم لأمرك، والاتباع لسنة نبيك، والشهادة على جميع
خلقك، اللهم اجعله لي شفاء ونورا إنك على كل شئ قدير.
والبس أطهر ثيابك وامش حافيا وعليك السكينة والوقار بالتكبير والتهليل
والتسبيح والتمجيد وقصر خطاك.
وقل حين تدخل: بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، اشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن عليا
ولي الله.
وسر حتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك
وقل: اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، واشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأنه
سيد الأولين والآخرين، وأنه سيد الأنبياء والمرسلين، اللهم صل على محمد
عبدك ورسولك ونبيك وسيد خلقك أجمعين، صلاة لا يقوى على احصائها غيرك.
اللهم صل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، عبدك وأخي رسولك الذي
انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت من خلقك، والدليل على من بعثته برسالتك
وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن على ذلك كله
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على فاطمة بنت نبيك، وزوجة وليك، وأم السبطين الحسن
والحسين سيدي شباب أهل الجنة، الطهر الطاهرة المطهرة التقية النقية الرضية
الزكية سيدة نساء العالمين، وأهل الجنة أجمعين، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك.
اللهم صل على الحسن والحسين سبطي نبيك، وسيدي شباب أهل الجنة
القائمين في خلقك، والدليلين على من بعثت برسالتك، ودياني الدين بعدلك
وفصلي قضائك بين خلقك.
اللهم صل على علي بن الحسين، عبدك القائم في خلقك، والدليل على
من بعثت برسالتك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك
45

سيد العابدين.
اللهم صل على محمد بن علي، عبدك وخليفتك في أرضك، باقر علم النبيين.
اللهم صل على جعفر بن محمد الصادق، عبدك وولى دينك، وحجتك على
خلقك أجمعين الصادق البار.
اللهم صل على موسى بن جعفر، عبدك الصالح، ولسانك في خلقك،
الناطق بعلمك، والحجة على بريتك.
اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى، عبدك وولي دينك، القائم
بعدلك، والداعي إلى دينك ودين آبائه الصادقين، صلاة لا يقوى على إحصائها غيرك.
اللهم صل على محمد بن علي، عبدك ووليك. القائم بأمرك، والداعي
إلى سبيلك
اللهم صل على علي بن محمد، عبدك وولي دينك [وحجتك على خلقك أجمعين]
اللهم صل على الحسن بن علي، العامل بأمرك، القائم في خلقك، وحجتك
المؤدى عن نبيك وشاهدك على خلقك، المخصوص بكرامتك، الداعي إلى طاعتك
وطاعة رسولك، صلواتك عليهم أجمعين.
اللهم صل على حجتك ووليك القائم في خلقك صلاة تامة نامية باقية تعجل
بها فرجه وتنصره بها وتجعلنا معه في الدنيا والآخرة.
اللهم إني أتقرب إليك بحبهم، وأوالي وليهم، وأعادي عدوهم، فارزقني
بهم خير الدنيا والآخرة، واصرف عني بهم شر الدنيا والآخرة، وأهوال يوم
القيامة.
ثم تجلس عند رأسه وتقول: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة
الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا عمود الدين
السلام عليك يا وارث آدم صفي الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله، السلام
عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث إسماعيل ذبيح الله، السلام
عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك
يا وارث محمد بن عبد الله، خاتم النبيين، وحبيب رب العالمين رسول الله، السلام عليك
46

يا وارث علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ولى الله، السلام عليك يا وارث فاطمة الزهراء
سيدة نساء العالمين، السلام عليك يا وارث أبي محمد الحسن، السلام عليك يا وارث
أبي عبد الله الحسين، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد العابدين، السلام
عليك يا وارث محمد بن علي، باقر علم الأولين والآخرين، السلام عليك يا وارث
جعفر بن محمد الصادق البار الأمين، السلام عليك يا وارث أبي الحسن موسى بن جعفر
الكاظم الحليم.
السلام عليك أيها الشهيد السعيد المظلوم المقتول، السلام عليك أيها
الصديق الوصي البار التقي، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة وأمرت
بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك
يا أبا الحسن ورحمة الله وبركاته، إنه حميد مجيد، لعن الله أمة قتلتك، لعن الله
أمة ظلمتك، لعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور والبدعة عليكم أهل البيت.
ثم تنكب على القبر وتقول: اللهم إليك صمدت من أرضي، وقطعت البلاد
رجاء رحمتك، فلا تخيبني ولا تردني بغير قضاء حوائجي، وارحم تقلبي على قبر
ابن أخي رسولك صلواتك عليه وآله بأبي أنت وأمي أتيتك زائرا وافدا، عائذا
مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري، فكن لي شافعا إلى الله تعالى يوم حاجتي
وفقري وفاقتي، فلك عند الله مقام محمود وأنت عند الله وجيه.
ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول: اللهم إني أتقرب
إليك بحبهم وولايتهم، أتولى آخرهم بما توليت به أولهم، وأبرأ من كل وليجة
دونهم اللهم العن الذين بدلوا نعمتك واتهموا نبيك وجحدوا آياتك، وسخروا
بإمامك، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد، اللهم إني أتقرب إليك باللعنة
عليهم، والبراءة منهم في الدنيا والآخرة يا رحمان.
ثم تحول عند رجليه وتقول: صلى الله عليك يا أبا الحسن، صلى الله عليك
وعلى روحك وبدنك صبرت على الأذى وأنت الصادق المصدق، قتل الله من قتلك
بالأيدي والألسن. ثم ابتهل في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين وعلى قتلة الحسن
47

والحسين، وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ثم تحول عند رأسه من خلفه
وصل ركعتين تقرأ في إحداهما يس وفي الأخرى الرحمان، وتجهد في الدعاء والتضرع.
وأكثر من الدعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك وأقم عند رأسه ما شئت
ولتكن صلاتك عند القبر (1)
مل - روي عن بعضهم قال: إذا أتيت قبر علي بن موسى عليه السلام بطوس فاغتسل
عند خروجك إلى آخر الزيارة (2).
3 - عيون أخبار الرضا (ع): الوداع فإذا أردت أن تودعه فقل: السلام عليك يا مولاي وابن مولاي
ورحمة الله وبركاته، أنت لنا جنة من العذاب وهذا أوان انصرافي عنك، إن كنت
أذنت لي غير راغب عنك ولا مستبدل بك ولا مؤثر عليك ولا زاهد في قربك، وقد جدت
بنفسي للحدثان، وتركت الأهل والأولاد والأوطان، فكن لي شافعا يوم حاجتي
وفقري وفاقتي يوم لا يغني عنى حميمي ولا قريبي يوم لا يغني عني والدي ولا ولدي
أسأل الله الذي قدر على رحلتي إليك أن ينفس بك كربتي وأسأل الله الذي قدر
علي فراق مكانك أن لا يجعله آخر العهد من رجوعي إليك وأسأل الله الذي أبكى
عليك عيني أن يجعله لي سببا وذخرا، وأسأل الله الذي أراني مكانك وهداني للتسليم
عليك وزيارتي إياك أن يوردني حوضكم ويرزقني مرافقتكم في الجنان.
السلام عليك يا صفوة الله، السلام على أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين
وقائد الغر المحجلين، السلام على الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة،
السلام على الأئمة - وتسميهم واحدا واحدا - ورحمة الله وبركاته، السلام على
ملائكة الله الباقين، السلام على الملائكة المقيمين المسبحين، الذين بأمره يعملون
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتي إياه، فان جعلته فاحشرني معه ومع

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 267 - 270 وأخرج الزيارة بتفاوت يسير صاحب المزار الكبير فيه ص 181 - 182.
(2) كامل الزيارات ص 309.
48

آبائه الماضين، وإن أبقيتني يا رب فارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني إنك على كل
شئ قدير.
وتقول: أستودعك الله وأسترعيك وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبما
دعوت إليه فاكتبنا مع الشاهدين، اللهم فارزقني حبهم ومودتهم أبدا ما أبقيتني
السلام مني أبدا ما بقيت ودائما إذا فنيت، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وإذا خرجت من القبة فلا تول وجهك عنه حتى يغيب عن بصرك إنشاء
الله تعالى (1).
بيان: قوله: اللهم طهرني أي من الذنوب، وطهر لي قلبي أي من
مدانس الأخلاق الذميمة " قوله " ومحبتك أي ما يوجب محبتك إياي أو محبتي
لك أو ما تحبه " قوله " والشهادة على جميع خلقك أي بأنهم عباد الله ومخلوقاته أو
بما لهم من الأوصاف وبما يستحقونه من المدح والذم " قوله " واحتطبت: الاحتطاب
جمع الحطب، وهنا استعير لما يوجب النار من الذنوب والآثام.
4 - عيون أخبار الرضا (ع): المكتب وماجيلويه وأحمد بن علي بن إبراهيم وابن ناتانه
والوراق جميعا عن علي بن إبراهيم [عن أبيه] عن الصقر بن دلف، قال: سمعت سيدي
علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام يقول: من كانت له إلى الله عز وجل حاجة فليزر
قبر جدي الرضا عليه السلام بطوس وهو على غسل وليصل عند رأسه ركعتين وليسأل الله
تعالى حاجته في قنوته، فإنه يستجيب له، ما لم يسأل في مأثم أو قطيعة رحم، فان
موضع قبره لبقعة من بقاع الجنة لا يزورها مؤمن إلا أعتقه الله تعالى من النار
وأدخله دار القرار (2).
5 - أمالي الصدوق: أحمد بن علي بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن الصقر مثله (3).
6 - عيون أخبار الرضا (ع): تميم القرشي عن أبيه عن أحمد الأنصاري عن الهروي قال:

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 270 - 271
(2) نفس المصدر ج 2 ص 262.
(3) أمالي الصدوق ص 588.
49

كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه قوم من أهل قم فسلموا عليه فرد عليهم وقربهم
ثم قال لهم: مرحبا بكم وأهلا فأنتم شيعتنا حقا، وسيأتي عليكم يوم تزورون فيه
تربتي بطوس، ألا فمن زارني وهو على غسل خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه (1).
7 - كامل الزيارة: حكيم بن داود عن سلمة عن عبد الله بن أحمد عن بكر بن
صالح عن عمرو بن هشام عن رجل من أصحابنا عنه قال: إذا أتيت الرضا عليه السلام علي
ابن موسى فقل: اللهم صل على علي بن موسى الرضا المرتضى الامام التقي النقي، وحجتك
على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، الصديق الشهيد صلاة كثيرة تامة زاكية
متواصلة متواترة مترادفة، كأفضل ما صليت على أحد من أوليائك (2).
8 - البلد الأمين: قل بعد الاستيذان إن كانت الزيارة من قرب وأنت على غسل: اللهم
صل إلى آخر ما مر، ثم صل ركعتين وقل في وداعه ما روى عن الصادق عليه السلام
في وداع النبي صلى الله عليه وآله قال: قل: لا جعله الله آخر تسليمي عليك، وإن
شئت قلت:
السلام عليك يا ولي الله، ورحمة الله وبركاته، اللهم لا تجعله آخر العهد من
زيارتي ابن نبيك، وحجتك على خلقك، واجعلني وإياه في جنتك، واحشرني
معه وفي حزبه، مع الشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا وأستودعك الله
وأسترعيك، وأقرأ عليك السلام، آمنا بالله وبالرسول وبما جئت به، ودللت
عليه، فاكتبنا مع الشاهدين (3).
9 - الكتاب العتيق الغروي: إذا خرجت من منزلك تريد أبي الحسن الرضا عليه السلام فقل
ما تقدم ذكره عند التوجه لزيارة صاحب الغري عليه السلام، فإذا وصلت إلى قبره فقل:
السلام عليك أيها العلم الهادي، السلام عليك أيها الوصي الزكي

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 260.
(2) كامل الزيارات ص 308
(3) البلد الأمين ص 283.
50

السلام عليك أيها الامام البر التقي، السلام عليك أيها العلم المطهر من الذنوب
السلام عليك يا وعاء حكم الله، السلام عليك يا عيبة سر الله، السلام عليك أيها
الحافظ لوحي الله، السلام عليك أيها المستوفي في طاعة الله، السلام عليك أيها
المترجم لكتاب الله، السلام عليك أيها الداعي إلى توحيد الله، السلام عليك
أيها المعبر لمراد الله، السلام عليك أيها المحلل لحلال الله، والمحرم لحرام الله
والداعي إلى دين الله، والمعن لاحكام الله، والفاحص عن معرفة الله.
السلام عليك يا أبا الحسن أشهد يا مولاي أنك حجة الله وأمينه، وصفوة
الله وحبيبه، وخيرة الله من خلقه، وحجته على عباده، أشهد أنه من والاك فقد
والى الله، ومن عاداك فقد عادى الله، ومن استمسك بك وبالأئمة من آبائك
وولدك، فقد استمسك بالعروة الوثقى: وأشهد أنكم كلمة التقوى، وأعلام الهدى،
ونور لسائر الورى.
ثم تنكب على قبره وتقبله وتقول: بأبي أنت وأمي أيها الصديق الشهيد
بأبي أنت وأمي يا ابن أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وإمام المسلمين، وحجة الله
على الخلق أجمعين، وتصلي عنده ركعتين، فإذا فرغت وأردت الوداع فقل:
يا مولاي يا أبا الحسن، يا مولاي أيها الرضا أتيتك زائرا، وأشهد أنك خير
مزور بعد آبائك، وأفضل مقصود، وأشهد أن من زارك فقد وصل رسول الله صلى الله عليه وآله
وأبهج فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام، ونال من الله الفوز العظيم، فلا جعله الله
آخر العهد من زيارتك، وإتيان مشهدك، ورزقني العود ثم العود إليك، آمين
رب العالمين.
10 - قال مؤلف المزار الكبير بعد إيراد الزيارة الأولى: زيارة أخرى له صلوات
الله عليه تغتسل وتقف على قبره عليه السلام وتقول: السلام عليك يا ولي الله وابن
وليه، السلام عليك يا حجة الله وابن حجته وأبا حججه، السلام عليك يا إمام
الهدى، والعروة الوثقى، ورحمة الله وبركاته، أشهد أنك مضيت على ما مضى
عليه آباؤك الطاهرون عليهم السلام، لم تؤثر عمى على هدى، ولم تمل من حق إلى
51

باطل، وأنك قد نصحت لله ولرسوله وأديت الأمانة، فجزاك الله عن الاسلام
وأهله خير الجزاء، أتيتك بأبي وأمي زائرا عارفا بحقك، مواليا لأوليائك
معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك عز وجل (1).
أقول: وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا زيارة له عليه السلام، وكانت النسخة
قديمة كان تاريخ كتابتها سنة ست وأربعين وسبعمائة فأوردتها كما وجدتها.
11 - قال: زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه وعلى آبائه وأبنائه
الصلاة والسلام، كل الأوقات صالحة لزيارته، وأفضلها في شهر رجب.
روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد صلوات الله عليه وسلامه وهي:
السلام عليك يا ولى الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الأرض، السلام عليك يا عمود الدين، السلام عليك يا وارث آدم صفوة
الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله

(1) المزار الكبير ص 182 وفي آخر الزيارة زيادة لم يذكرها المؤلف رحمه الله
وهي:
(ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه وتحول إلى الرأس فقل:
السلام عليك يا مولاي يا ابن رسول الله، ورحمة الله وبركاته، اشهد أنك الإمام الهادي
والمولى الراشد، والولي المجاهد، أبرأ إلى الله تعالى من أعدائك، وأتقرب
إلى الله عز وجل بموالاتك، صلى الله عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم صل ركعتين وصل بعدهما ما أحببت، وتحول إلى عند الرجلين وادع بما
شئت وانصرف.
فإذا أردت وداعه عند الانصراف فقل: السلام عليك يا مولاي يا أبا الحسن، السلام
عليك يا ابن رسول الله، ورحمة الله وبركاته، استودعك الله وأقرأ عليك السلام. آمنا بالله
وبما جئت به ودللت عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين.
ثم انكب على القبر فقبله وضع خديك عليه، وادع بما شئت لك وللمؤمنين، وانصرف راشدا إن شاء الله).
52

السلام عليك يا وارث عيسى روح الله،
السلام عليك يا وارث محمد رسول الله، السلام
عليك يا وارث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، السلام عليك يا وارث الحسن و
الحسين سيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك يا وارث علي بن الحسين سيد
العابدين، السلام عليك يا وارث محمد بن علي باقر علم الأولين والآخرين، السلام
عليك يا وارث جعفر بن محمد الصادق البر التقى، السلام عليك يا وارث موسى بن
جعفر العالم الحفي.
السلام عليك أيها الصديق الشهيد، السلام عليك أيها الوصي البر التقي
أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر
وعبدت الله حتى أتاك اليقين، السلام عليك من إمام عصيب، وإمام نجيب، و
بعيد قريب، ومسموم غريب، السلام عليك أيها العالم النبيه، والقدر الوجيه،
النازح عن تربة جده وأبيه، السلام على من أمر أولاده وعياله بالنياحة عليه
قبل وصول القتل إليه، السلام على دياركم الموحشات، كما استوحشت منكم منى
وعرفات، السلام على سادات العبيد وعدة الوعيد، والبئر المعطلة والقصر
المشيد، السلام على غوث اللهفان ومن صارت به أرض خراسان خراسان، السلام على
قليل الزائرين، وقرة عين فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام على البهجة الرضوية
والأخلاق الرضية، والغصون المتفرعة عن الشجرة الأحمدية، السلام على
من انتهى إليه رياسة الملك الأعظم، وعلم كل شئ لتمام الامر المحكم.
السلام على من أسماؤهم وسيلة السائلين، وهياكلهم أمان المخلوقين، و
حججهم إبطال شبه الملحدين، السلام على من كسرت له وسادة والده أمير المؤمنين
حتى خصم أهل الكتب، وثبت قواعد الدين، السلام على علم الاعلام ومن كسر
قلوب شيعته بغربته إلى يوم القيام، السلام على السراج الوهاج، والبحر العجاج
الذي صارت تربته مهبط الاملاك والمعراج، السلام على امراء الاسلام، وملوك
الأديان، وطاهري الولادة ومن أطلعهم الله على علم الغيب والشهادة، وجعلهم أهل
السادة [السعادة ظ] السلام على كهوف الكائنات وظلها، ومن ابتهجت به معالم طوس
53

حيث حل بربعها.
شعر
يا قبر طوس سقاك الله رحمته * ماذا ضمنت من الخيرات يا طوس
طابت بقاعك في الدنيا وطاب بها * شخص ثوى بسناآباد مرموس
شخص عزيز على الاسلام مصرعه * في رحمة الله مغمور ومغموس
يا قبره أنت قبر قد تضمنه * حلم وعلم وتطهير وتقديس
فخرا بأنك مغبوط بجثته * وبالملائكة الأطهار محروس
في كل عصر لنا منكم إمام هدى * فربعه آهل منكم ومأنوس
أمست نجوم سماء الدين آفلة * وظل أسد الشرى قد ضمها الخيس
غابت ثمانية منكم وأربعة * ترجى مطالعها ما حنت العيس
حتى متى يزهر الحق المنير بكم * فالحق في غيركم داج ومطموس (1)
السلام على مفتخر الأبرار، ونائي المزار، وشرط دخول الجنة أو النار
السلام على من لم يقطع الله عنهم صلواته في آناء الساعات، وبهم سكنت السواكن
وتحركت المتحركات، السلام على من جعل الله إمامتهم مميزة بين الفريقين،
كما تعبد بولايتهم أهل الخافقين، السلام على من أحيى الله به دارس حكم النبيين
وتعبدهم بولايته لتمام كلمة الله رب العالمين، السلام على شهور الحول وعد
الساعات، وحروف لا إله إلا الله في الرقوم المسطرات، السلام على إقبال الدنيا
وسعودها، ومن سئلوا عن كلمة التوحيد فقالوا نحن والله من شروطها، السلام
على من يعلل وجود كل مخلوق بلولاهم، ومن خطبت لهم الخطباء:
بسبعة آباء هم ما هم * هم أفضل من يشرب صوب الغمام (2).

(1) هذه الأبيات رويت في المناقب ج 3 ص 468 - 469 منسوبة لعلي بن أحمد
الخوافي، ورويت الخمسة الأولى في عيون الأخبار ج 2 ص 251 ونسبت إلى علي بن أبي
عبد الله الخوافي والظاهر أنه هو السابق.
(2) هذا البيت أنشده عبد الجبار بن سعيد على منبر النبي صلى الله عليه وآله في المدينة المنورة
حين خطب ودعا للمأمون ولولى عهده الإمام علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام ثم أنشد البيت المذكور وذلك في سنة
اخذ البيعة بولاية العهد راجع المناقب ج 3 ص 473 طبع النجف الأشرف.
54

السلام على على مجدهم وبنائهم، ومن أنشد في فخرهم وعلائهم بوجوب
الصلاة عليهم، وطهارة ثيابهم، السلام على قمر الأقمار، المتكلم مع كل لغة
بلسانهم، القائل لشيعته ما كان الله ليولي إماما على أمة حتى يعرفه بلغاتهم،
السلام على فرحة القلوب وفرج المكروب وشريف الاشراف، ومفخر عبد مناف
يا ليتني من الطائفين بعرصته وحضرته، مستشهدا لبهجة مؤانسته:
أطوف ببابكم في كل حين * كأن ببابكم جعل الطواف
السلام على الامام الرؤف، الذي هيج أحزان يوم الطفوف، بالله أقسم
وبآبائك الأطهار وبأبنائك المنتجبين الأبرار، لولا بعد الشقة حيث شطت بكم
الدار، لقضيت بعض واجبكم بتكرار المزار، والسلام عليكم يا حماة الدين، وأولاد النبيين، وسادة المخلوقين، ورحمة الله وبركاته.
ثم صل صلاة الزيارة وسبح واهدها إليه صلوات الله عليه ثم قل: اللهم
إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه، القائم في عزه، المطاع في سلطانه، المتفرد
في كبريائه، المتوحد في ديمومية بقائه، العادل في بريته، العالم في قضيته،
الكريم في تأخير عقوبته، إلهي حاجاتي مصروفة إليك، وآمالي موقوفة لديك
وكلما وفقتني بخير فأنت دليلي عليه، وطريقي إليه، يا قديرا لا تؤوده المطالب
يا مليا يلجأ إليه كل راغب، ما زلت مصحوبا منك بالنعم، جاريا على عادات
الاحسان والكرم.
أسئلك بالقدرة النافذة في جميع الأشياء، وقضائك المبرم الذي تحجبه
بأيسر الدعاء، وبالنظرة التي نظرت بها إلى الجبال فتشامخت، وإلى الأرضين
فتسطحت، وإلى السماوات فارتفعت، وإلى البحار فتفجرت، يا من جل عن
أدوات لحظات البشر، ولطف عن دقائق خطرات الفكر، لا تحمد يا سيدي إلا
بتوفيق منك يقتضى حمدا، ولا تشكر على أصغر منة إلا استوجبت بها شكرا،
55

فمتى تحصى نعماؤك يا إلهي وتجازي آلاؤك يا مولاي، وتكافي صنايعك يا سيدي
ومن نعمك يحمد الحامدون، ومن شكرك يشكر الشاكرون، وأنت المعتمد
للذنوب في عفوك، والناشر على الخاطئين جناح سترك، وأنت الكاشف للضر
بيدك، فكم من سيئة أخفاها حلمك حتى دخلت، وحسنة ضاعفها فضلك حتى
عظمت عليها مجازاتك، جللت أن يخاف منك إلا العدل، وأن يرجى منك
إلا الاحسان والفضل، فامنن علي بما أوجبه فضلك، ولا تخذلني بما يحكم
به عدلك.
سيدي لو علمت الأرض بذنوبي لساخت بي، أو الجبال لهدتني، أو السماوات
لاختطفتني، أو البحار لأغرقتني، سيدي سيدي سيدي، مولاي مولاي مولاي
قد تكرر وقوفي لضيافتك فلا تحرمني ما وعدت المتعرضين لمسئلتك، يا معروف
العارفين، يا معبود العابدين، يا مشكور الشاكرين، يا جليس الذاكرين، يا
محمود من حمده، يا موجود من طلبه، يا موصوف من وحده، يا محبوب من أحبه
يا غوث من أراده، يا مقصود من أناب إليه، يا من لا يعلم الغيب إلا هو، يا من
لا يصرف السوء إلا هو، يا من لا يدبر الامر إلا هو، يا من لا يغفر الذنب إلا هو
يا من لا يخلق الخلق إلا هو، يا من لا ينزل الغيث إلا هو، صل على محمد وآل
محمد واغفر لي يا خير الغافرين.
رب إني أستغفرك استغفار حياء، وأستغفرك استغفار رجاء، وأستغفرك
استغفار إنابة، وأستغفرك استغفار رغبة، وأستغفرك استغفار رهبة، وأستغفرك استغفار
طاعة، وأستغفرك استغفار إيمان، وأستغفرك استغفار إقرار، وأستغفرك استغفار
إخلاص، وأستغفرك استغفار تقوى، وأستغفرك استغفار توكل، وأستغفرك استغفار
ذلة، وأستغفرك استغفار عامل لك، هارب منك إليك، فصل على محمد وآل محمد
وتب علي وعلى والدي بما تبت وتتوب على جميع خلقك، يا أرحم الراحمين.
يا من تسمى بالغفور الرحيم، يا من تسمى بالغفور الرحيم، يا من
تسمى بالغفور الرحيم، صل على محمد وآل محمد واقبل توبتي، وزك عملي و
56

اشكر سعيي، وارحم ضراعتي، ولا تحجب صوتي، ولا تخيب مسئلتي، يا غوث
المستغيثين، وأبلغ أئمتي سلامي ودعائي، وشفعهم في جميع ما سألتك، وأوصل
هديتي إليهم كما ينبغي لهم، وزدهم من ذلك ما ينبغي لك، بأضعاف لا يحصيها
غيرك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله على طيب المرسلين
محمد وآله الطاهرين.
بيان: روي عن الشيخ المفيد قدس الله روحه أنه يستحب أن يدعو بعد
زيارة الرضا عليه السلام بهذا الدعاء، اللهم إني أسئلك يا الله الدائم في ملكه إلى
آخر الدعاء.
قوله: الحفي هو العالم يتعلم باستقصاء، والنبيه الشريف، والقدر بالفتح الغنى
واليسار والقوة، وهنا المضاف محذوف أو ساقط من النساخ أي ذو القدر، والنازح
البعيد (قوله) عليه السلام وعدة الوعيد أي عدة رفع ما أوعد الله من العقاب.
(قوله) والبئر المعطلة إشارة إلى ما مر في أخبار كثيرة أن البئر المعطلة
الامام الغائب، والقصر المشيد الامام الحاضر (قوله عليه السلام:) أرض خراسان
خراسان أي بسبب مرقده الشريف اشتهرت من بين طوايف العالم، وصارت مقصودة
لأصناف الأمم (قوله) على البهجة، أي صاحبها.
(قوله) والغصون أي هو وسائر الأئمة عليهم السلام أو صاحب الغصون، بأن يكون
المراد بالغصون الأخلاق الكريمة والفضائل العظيمة، والعجاج الصياح كناية
عن كثرة مائة وشدة تلاطم أمواجه، والثرى كعلى طريق في سلمى كثيرة الأسد
والخيس بالكسر الشجر الملتف وموضع الأسد، والعيس بالكسر الإبل البيض
يخالط بياضها شقرة، والطموس الدروس والامحاء، والخافقان المشرق والمغرب
أو افقاهما، لان الليل والنهار يختلفان فيهما أو طرفا السماء والأرض، أو منتهاهما
كذا ذكره الفيروزآبادي (1).
(قوله عليه السلام:) وتعبدهم أي الأنبياء أو الناس، والأول أظهر، وكلمة الله

(1) القاموس ج 3 ص 228.
57

وعده أو حكمته أو دينه أو شريعته (قوله) السلام على شهور الحول أي عددهم عليهم السلام
مطابق لعدد شهور الحول، وعدد ساعات كل من الليل والنهار وحروف لا إله إلا الله
وقد يعبر عنهم بكل منها لذلك.
(قوله) بسبعة آباءهم قد مضى شرحه في أبواب تاريخ الرضا عليه السلام (قوله)
ومن أنشد أي نظم في الشعر ما يدل على وجوب الصلاة عليهم وطهارة ثيابهم من
لوث الذنوب، ولعله تصحيف أرشد فيكون إشارة إلى ما بين عليه السلام للمأمون
من فضل الال والعترة وعصمتهم ووجوب الصلاة عليهم، وشطت الدار بالتشديد
بعدت (قوله) لا تؤوده أي لا تثقل عليه (قوله) حتى دخلت أي غابت وذهبت فلم
يطلع عليها أحد أو غفرت ولم يبق لها أثر، أو بكسر الخاء من قولهم دخل أمره
كفرح أي فسد داخله، أو بالحاء المهملة من قولهم دحل عني كمنع أي تباعد
وفر واستتر.
واعلم: ان ظاهر العبارة يدل على أن هذه الزيارة مروية عن الجواد عليه السلام
ويحتمل أن يكون الإشارة في قوله: روي ذلك راجعة إلى كون أفضلها في شهر
رجب، وفي بعض عبارتها ما يوهم كونها غير مروية والله يعلم.
أقول: قد مضى بعض ما يناسب هذا الباب في الباب السابق.
58

6 * " (باب) " *
* " (فضل زيارة الامامين الهمامين أبي الحسن) " *
* " (علي بن محمد النقي الهادي وأبى محمد الحسن) " *
* " (ابن علي الزكي العسكري وآداب زيارتهما) " *
* " (والدعاء في مشهدهما صلوات الله عليهما) " *
1 - التهذيب: محمد بن همام، عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن الحسين بن
روح رضي الله عنه، عن محمد بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: قال لي أبو محمد
الحسن بن علي عليه السلام: قبري بسر من رأى أمان لأهل الجانبين (1).
أقول: قد مرت أخبار فضل زيارتهما في أول الكتاب.
2 - أمالي الطوسي: الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه قال: قلت للإمام علي بن
محمد عليهما السلام: علمني يا سيدي دعاء أتقرب إلى الله عز وجل به، فقال لي هذا دعاء كثيرا
ما أدعو به وقد سألت الله عز وجل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي وهو: يا
عدتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند، ويا واحد يا أحد
ويا قل هو الله أحد، أسئلك اللهم بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في
خلقك مثلهم أحدا، صل على جماعتهم وافعل بي كذا وكذا (2).
3 - عدة الداعي: روي أن رجلا كان له شئ موظف على الخليفة
كل سنة فغضب عليه وقطعه عدة سنوات، فدخل الرجل على مولانا أبي الحسن
الهادي عليه السلام فحكى له صدوده عنه وطلب منه أنه عليه السلام إذا اجتمع به أن
يذكره عنده ويشفع له برد جائزته، ثم خرج الرجل فلما كان الليل بعث إليه
الخليفة يستدعيه فتأهب الرجل وخرج إلى منزل الخليفة، فلم يصل حتى وافاه

(1) التهذيب ج 6 ص 93.
(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 286.
59

عدة رسل كل يقول: أجب أمير المؤمنين، فلما وصل إلى البواب قال له: جاء
علي بن محمد هنا؟ قال البواب: لا.
فلما دخل على الخليفة قربه وأدناه، وأمر له بكل ما انقطع عن جائزته
فلما خرج قال له البواب ويسمى الفتح: قل له: يعلمني الدعاء الذي دعا لك به
ثم فيما بعد دخل الرجل على أبي الحسن عليه السلام فلما بصر به قال: هذا وجه الرضا؟
قال: نعم ولكن قالوا إنك ما جئت إليه.
فقال أبو الحسن عليه السلام: إن الله عودنا أن لا نلجأ في المهمات إلا إليه، ولا
نسأل سواه فخفت أن أغير فيغير ما بي، فقال: يا سيدي الفتح يقول يعلمني الدعاء
الذي دعا لك به، فقال: إن الفتح يوالينا بظاهره دون باطنه، الدعاء لمن دعا به
بشرط أن يوالينا أهل البيت، لكن هذا الدعاء كثيرا ما يدعو به عند الحوائج فتقضى
وقد سألت الله عز وجل أن يدعو به بعدي أحد عند قبري إلا استجيب له،
ثم ذكر الدعاء كما مر (1).
4 - أمالي الطوسي: الفحام قال: حدثني أبو الطيب أحمد بن محمد بن بطة وكان لا
يدخل المشهد ويزور من وراء الشباك، فقال لي: جئت يوم عاشورا نصف نهار
ظهير والشمس تغلي والطريق خال من أحد، وأنا فزع من الدعاة ومن أهل
البلد الجفاة إلى أن بلغت الحائط الذي أمضى منه إلى الشباك، فمددت عيني وإذا
برجل جالس على الباب ظهره إلى كأنه ينظر في دفتر، فقال لي: إلى أين يا أبا
الطيب؟ بصوت يشبه صوت حسين بن علي بن أبي جعفر ابن الرضا، فقلت: هذا
حسين قد جاء يزور أخاه. قلت: يا سيدي أمضي أزور من الشباك وأجيئك فأقضي
حقك، قال: ولم لا تدخل يا أبا الطيب؟ فقلت له: الدار لها مالك لا أدخلها
من غير إذنه.
فقال يا أبا الطيب تكون مولانا رقا وتوالينا حقا ونمنعك تدخل الدار

(1) عدة الداعي ص 41 - 42 ولم يوجد هذا في مطبوعة المزار الأخرى
المطبوعة بتبريز.
60

ادخل يا أبا الطيب، فقلت: أمضي أسلم إليه ولا أقبل منه، فجئت إلى الباب و
ليس عليه أحد فتعسر بي فبادرت إلى عند البصري خادم الموضع ففتح لي الباب
فدخلت. فكنا نقول: أليس كنت لا تدخل الدار؟ فقال: أما أنا فقد أذنوا لي و
بقيتم أنتم (1).
5 - كامل الزيارة: روي عن بعضهم صلوات الله عليهم أنه قال: إذا أردت زيارة قبر
أبي الحسن علي بن محمد وأبي محمد الحسن بن علي عليهم السلام تقول: بعد الغسل
إن وصلت إلى قبريهما، وإلا أومأت بالسلام من عند الباب الذي على الشارع
الشباك تقول:
السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي الله، السلام عليكما
يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما، أتيتكما
زائرا عارفا بحقكما معاديا لأعدائكما، مواليا لأوليائكما مؤمنا بما آمنتما به
كافرا بما كفرتما به، محققا لما حققتما، مبطلا لما أبطلتما، أسئل الله ربي
وربكما، أن يجعل حظي من زيارتكما، الصلاة على محمد وآله، وأن يرزقني
مرافقتكما في الجنان مع آبائكما الصالحين، وأسئله أن يعتق رقبتي من النار
ويرزقني شفاعتكما ومصاحبتكما، ويعرف بيني وبينكما، ولا يسلبني حبكما
وحب آبائكما الصالحين، وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكما، ويحشرني
معكما في الجنة برحمته.
اللهم ارزقني حبهما، وتوفني على ملتهما، اللهم العن ظالمي
آل محمد حقهم وانتقم منهم، اللهم العن الأولين منهم والآخرين، وضاعف عليهم
العذاب، وأبلغ بهم وبأشياعهم ومحبيهم ومتبعيهم أسفل درك من الجحيم إنك
على كل شئ قدير، اللهم عجل فرج وليك وابن وليك، واجعل فرجنا مع
فرجهم يا أرحم الراحمين، وتجتهد في الدعاء لنفسك ولوالديك، وتخير من
الدعاء، فان وصلت إليهما صلوات الله عليهما، فصل عند قبريهما ركعتين، وإذا

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 294.
61

دخلت لمسجد وصليت دعوت الله بما أحببت إنه قريب مجيب، وهذا المسجد إلى
جانب الدار وفيه كان يصليان عليهما السلام (1).
6 - بيان: ذكر الصدوق رحمه الله هذه الزيارة بعينها في الفقيه (2) إلا
أنه أسقط قوله السلام عليكما يا من بدا لله في شأنكما، ثم قال: وتجتهد في
الدعاء لنفسك ولوالديك وصل عندهما لكل زيارة ركعتين ركعتين، وإن لم تصل
إليهما دخلت بعض المساجد وصليت لكل إمام لزيارته ركعتين، وادع الله بما أحببت
إن الله قريب مجيب.
7 - وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه على ما ينسب إليه من كتاب المزار: إذا
وردت مشهدهما صلى الله عليهما فاغتسل للزيارة ثم امض حتى تقف على الباب القبة
واستأذن وادخل مقدما رجلك اليمنى وقف على قبريهما وقل: ثم ذكر الزيارة بعينها
إلا أنه بدل قوله يا من بدا لله في شأنكما بقوله يا أميني الله ثم ذكر الوداع كما
سننقله من التهذيب، ثم قال: ثم اخرج ووجهك إلى القبرين على أعقابك (3).
8 - وقال الشيخ نور الله مرقده في التهذيب: قال الشيخ - رحمه الله - إذا
أتيت سر من رأى فاغتسل قبل أن تأتى المشهد على ساكنه السلام، فإذا أتيته فقف
بظاهر الشباك واجعل وجهك تلقاء القبلة وقل:.
هذا الذي ذكره من المنع من الدخول الدار هو الأحوط والأولى لان
الدار قد ثبت أنها ملك للغير، ولا يجوز لنا أن نتصرف فيها بالدخول فيها ولا غيره
إلا باذن صاحبها، ولم ينقطع العذر لنا باذنهم عليهم السلام في ذلك، فينبغي التوقف في ذلك
والامتناع منه، ولو أن أحدا يدخلها لم يكن مأثوما خاصة إذا تأول في ذلك ما
روي عنهم عليهم السلام من أنهم جعلوا شيعتهم في حل من مالهم وذلك على عمومه، وقد روي
في ذلك أكثر من أن يحصى، وقد أوردنا طرفا منه فيما تقدم في باب الأخماس في

(1) كامل الزيارات ص 313.
(2) الفقيه ج 2 ص 368.
(3) المزار الكبير ص 182 - 183 بتفاوت.
62

هذا الكتاب، إلا أن الأحوط ما قدمناه.
وذكر محمد بن الحسن بن الوليد هذه الزيارة قال: إذا أردت زيارة قبريهما
تغتسل وتتنظف والبس ثوبيك الطاهرين فان وصلت إليهما وإلا أومأت من الباب الذي
على الشارع وتقول:
أقول ثم ذكر الزيارة بعينها ثم قال: وتجتهد أن تصلي عند قبريهما ركعتين
وإلا دخلت بعض المساجد وصليت ودعوت بما أحببت إن الله قريب مجيب.
ثم قال في وداعيهما عليهما السلام تقف كوقوفك في أول دخولك وتقول: السلام عليكما
يا وليي الله، أستودعكما الله وأقرأ عليكما السلام، آمنا بالله وبالرسول وبما
جئتما به ودللتما عليه، اللهم اكتبنا مع الشاهدين. ثم اسئل الله العود إليهما
وادع بما أحببت انشاء الله (1).
أقول: أما البداء في أبي محمد الحسن عليه السلام فقد مضى في باب النص عليه أخبار
كثيرة بأن البدا قد وقع فيه وفي أخيه الذي كان أكبر منه ومات قبله، كما كان في
موسى وإسماعيل، وأما في أبيه عليه السلام فلم نر فيه شيئا يدل على البداء، فلعله وقع فيه
أيضا شئ من هذا القبيل، أو من القيام بالسيف أو غيرهما، أو نسب هذا البداء إلى
الأب أيضا لان التنصيص على الإمامة يتعلق به، وأما الدخول في دار للزيارة
فالأظهر جوازه لما ذكره الشيخ رحمه الله، وللتعليل الذي سبق في خبر أبي الطيب
الدال على عموم الحكم، ولرواية ابن قولويه هذه، ولما سيأتي في الزيارات الجامعة
من الوقوف عند القبر واللصوق به والانكباب عليه، ولعمل قدماء الأصحاب وأرباب
النصوص منهم، وتجويزهم ذلك، والله يعلم.
وقال السيد ابن طاووس نور الله مرقده: إذا وصلت إلى محله الشريف بسر
من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك، وامش على سكينة
ووقار، إلى أن تصل الباب الشريف، فإذا بلغته فاستأذن وقل: أأدخل يا نبي الله، أأدخل
يا أمير المؤمنين، أأدخل يا فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، أأدخل يا مولاي

(1) التهذيب ج 6 ص 94.
63

الحسن بن علي، أأدخل يا مولاي الحسين بن علي، أأدخل يا مولاي علي بن الحسين
أأدخل يا مولاي محمد بن علي، أأدخل يا مولاي جعفر بن محمد، أأدخل يا مولاي
موسى بن جعفر، أأدخل يا مولاي علي بن موسى، أأدخل يا مولاي محمد بن علي، أأدخل
يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، أأدخل يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي، أأدخل
يا ملائكة الله الموكلين بهذا الحرم الشريف.
ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى وتقف على ضريح الامام أبي الحسن الهادي
عليه السلام مستقبل القبر ومستدبر القبلة وتكبر الله مائة تكبيرة (1) وتقول:
السلام عليك يا أبا الحسن علي بن محمد الزكي الراشد، النور الثاقب ورحمة الله
وبركاته، السلام عليك يا صفي الله، السلام عليك يا سر الله، السلام عليك يا أمين الله
عليك يا حبل الله، السلام عليك يا آل الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا
صفوة الله، السلام عليك يا حق الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك
يا نور الأنوار، السلام عليك يا زين الأبرار، السلام عليك يا سليل الأخيار
السلام عليك يا عنصر الأطهار، السلام عليك يا حجة الرحمان، السلام عليك يا
ركن الايمان، السلام عليك يا مولى المؤمنين، السلام عليك يا ولي الصالحين
السلام عليك يا علم الهدى، السلام عليك يا حليف التقى، السلام عليك يا
عمود الدين.
السلام عليك يا ابن خاتم النبيين، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين
السلام عليك يا ابن فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام عليك أيها الأمين الوفي، السلام
عليك أيها العلم الرضي، السلام عليك أيها الزاهد التقي، السلام عليك أيها
الحجة على الخلق أجمعين، السلام عليك أيها التالي للقرآن، السلام عليك
أيها المبين للحلال من الحرام، السلام عليك أيها الولي الناصح، السلام عليك
أيها الطريق الواضح، السلام عليك أيها النجم اللائح
أشهد يا مولاي يا أبا الحسن! أنك حجة الله على خلقه، وخليفته في بريته

(1) مصباح الزائر ص 210.
64

وأمينه في بلاده، وشاهده على عباده، وأشهد أنك كلمة التقوى، وباب الهدى،
والعروة الوثقى، والحجة على من فوق الأرض، ومن تحت الثرى، وأشهد أنك
المطهر من الذنوب، المبرأ من العيوب، والمختص بكرامة الله، والمحبو بحجة
الله، والموهوب له كلمة الله، والركن الذي يلجأ إليه العباد، وتحيى به البلاد.
أشهد يا مولاي أني بك وبآبائك وأبنائك موقن مقر، ولكم تابع في ذات
نفسي وشرائع ديني وخاتمة عملي ومنقلبي ومثواي، وأني ولي لمن والاكم، عدو
لمن عاداكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، وأولكم وآخركم، بأبي أنت وأمي
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (1).
ثم قبل ضريحه وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل: اللهم صل
على محمد وآل محمد، وصل على حجتك الوفي، ووليك الزكي، وأمينك المرتضى
وصفيك الهادي، وصراطك المستقيم، والجادة العظمى، والطريقة الوسطى، ونور
قلوب المؤمنين، وولي المتقين، وصاحب المخلصين.
اللهم صل على سيدنا محمد وأهل بيته، وصل على علي بن محمد الراشد
المعصوم من الزلل، والطاهر من الخلل، والمنقطع إليك بالامل، المبلو بالفتن
والمختبر بالمحن، والممتحن بحسن البلوى، وصبر الشكوى، مرشد عبادك،
وبركة بلادك، ومحل رحمتك، ومستودع حكمتك، والقائد إلى جنتك، العالم
في بريتك، والهادي في خليقتك الذي ارتضيته وانتجبته واخترته لمقام رسولك في
أمته، وألزمته حفظ شريعته فاستقل بأعباء الوصية، ناهضا بها ومضطلعا بحملها، لم
يعثر في مشكل، ولا هفا في معضل، بل كشف الغمة، وسد الفرجة، وأدى
المفترض.
اللهم فكما أقررت ناظر نبيك به فرقه درجته، وأجزل لديك مثوبته
وصل عليه وبلغه منا تحية وسلاما، وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا
ومغفرة ورضوانا انك ذو الفضل العظيم.

(1) مصباح الزائر ص 210 - 211.
65

ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا سلمت فقل: اللهم يا ذا القدرة الجامعة، والرحمة
الواسعة، والمنن المتتابعة، والآلاء المتواترة، والايادي الجليلة، والمواهب
الجزيلة، صل على محمد وآل محمد الصادقين، وأعطني سؤلي، أجمع شملي، ولم
شعثي، وزك عملي، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، ولا تزل قدمي، ولا تكلني إلى
نفسي طرفة عين أبدا، ولا تخيب طمعي، ولا تبد عورتي، ولا تهتك ستري، ولا
توحشني ولا تؤيسني، وكن لي رؤوفا رحيما، واهدني وزكني وطهرني وصفني
واصطفني وخلصني واستخلصني واصنعني واصطنعني، وقربني إليك ولا تباعدني منك
والطف بي ولا تجفني، وأكرمني ولا تهني، وما أسئلك فلا تحرمني، وما لا أسئلك
فاجمعه لي برحمتك يا أرحم الراحمين.
وأسألك بحرمة وجهك الكريم، وبحرمة نبيك محمد صلواتك عليه وآله،
وبحرمة أهل بيت رسولك أمير المؤمنين علي والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر
وموسى وعلى ومحمد وعلي والحسن والخلف الباقي، صلواتك وبركاتك عليهم، أن
تصلي عليهم أجمعين، وتعجل فرج قائمهم بأمرك، وتنصره وتنتصر به لدينك، وتجعلني
في جملة الناجين به، والمخلصين في طاعته، وأسألك بحقهم لما استجبت لي دعوتي
وقضيت حاجتي، وأعطيتني سؤلي وأمنيتي، وكفيتني ما أهمني من أمر دنياي
وآخرتي، يا أرحم الراحمين.
يا نور يا برهان، يا منير يا مبين، يا رب اكفني شر الشرور، وآفات
الدهور، وأسألك النجاة يوم ينفخ في الصور (1).
وادع بما شئت وأكثر من قولك: يا عدتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد
ويا كهفي والسند، يا واحد يا أحد، ويا قل هو الله أحد، أسئلك اللهم بحق
من خلقت من خلقك ولم تجعل في خلقك مثلهم أحدا، صل على جماعتهم وافعل
بي كذا وكذا.
فقد روي عنه صلوات الله عليه أنه قال: إنني دعوت الله عز وجل ألا يخيب

(1) نفس المصدر ص 211 - 212.
66

من دعا به في مشهدي بعدي (1).
ثم قال رضي الله عنه: فإذا أردت زيارة أبي محمد الحسن العسكري صلوات
الله عليه فليكن بعد عمل جميع ما قدمناه في زيارة أبيه الهادي عليه السلام ثم قف على ضريحه
عليه السلام وقل:
السلام عليك يا مولاي يا أبا محمد الحسن العسكري ابن علي الهادي المهتدى
ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا ولي الله وابن أوليائه، السلام عليك يا
حجة الله وابن حججه، السلام عليك يا صفي الله وابن أصفيائه، السلام عليك يا
خليفة الله وابن خلفائه وأبا خليفته، السلام عليك يا ابن خاتم النبيين، السلام
عليك يا ابن خاتم الوصيين، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين، السلام عليك يا ابن
أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن سيد الوصيين، السلام عليك يا ابن سيدة نساء
العالمين، السلام عليك يا ابن الأئمة الهادين، السلام عليك يا بن الأوصياء الراشدين
السلام عليك يا عصمة المتقين، السلام عليك يا إمام الفائزين، السلام عليك يا
ركن المؤمنين السلام عليك يا فرج الملهوفين، السلام عليك يا وارث الأنبياء
المنتجبين، السلام عليك يا خازن علم وصي رسول الله، السلام عليك أيها الداعي
بحكم الله، السلام عليك أيها الناطق بكتاب الله، السلام عليك يا حجة الحجج
السلام عليك يا هادي الأمم، السلام عليك يا ولي النعم، السلام عليك يا عيبة العلم
السلام عليك يا سفينة الحلم، السلام عليك يا أبا الإمام المنتظر، الظاهرة للعاقل
حجته، والثابتة في اليقين معرفته، المحتجب عن أعين الظالمين، والمغيب
عن دولة الفاسقين، والمعيد ربنا به الاسلام جديدا بعد الانطماس، والقرآن غضا
بعد الاندراس.
أشهد يا مولاي أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف،
ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت
الله مخلصا حتى أتاك اليقين، أسأل الله بالشأن الذي لكم عنده، أن يتقبل زيارتي

(1) مصباح الزائر ص 212.
67

لكم، ويشكر سعيى إليكم، ويستجيب دعائي بكم، ويجعلني من أنصار الحق
وأتباعه وأشياعه ومواليه ومحبيه، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (1).
ثم قبل ضريحه وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر وقل: اللهم صل على
سيدنا محمد وأهل بيته، وصل على الحسن بن علي الهادي إلى دينك، والداعي
إلى سبيلك، علم الهدى، ومنار التقى، ومعدن الحجى، ومأوى النهى، وغيث
الورى، وسحاب الحكمة، وبحر الموعظة، ووارث الأئمة، والشهيد على الأمة
المعصوم المهذب، والفاضل المقرب، والمطهر من الرجس، الذي ورثته
علم الكتاب، وألهمته فصل الخطاب، ونصبته علما لأهل قبلتك، وقرنت طاعته
بطاعتك، وفرضت مودته على جميع خليقتك.
اللهم فكما أناب بحسن الأخلاق في توحيدك، وأردى من خاض في
تشبيهك، وحامى عن أهل الايمان بك، فصل يا رب عليه صلاة يلحق بها محل
الخاشعين، ويعلو في الجنة بدرجة جده خاتم النبيين، وبلغه منا تحية وسلاما
وآتنا من لدنك في موالاته فضلا وإحسانا ومغفرة ورضوانا إنك ذو فضل عظيم
ومن جسيم.
ثم تصلي صلاة الزيارة فإذا فرغت فقل: يا دائم يا ديموم يا حي يا قيوم
يا كاشف الكرب والهم، ويا فارج الغم، ويا باعث الرسل، ويا صادق الوعد
ويا حي لا إله إلا أنت، أتوسل إليك بحبيبك محمد، ووصيه علي ابن عمه وصهره
على ابنته، الذي ختمت بهما الشرايع، وفتحت التأويل والطلائع، فصل عليهما
صلاة يشهد بها الأولون والآخرون، وينجو بها الأولياء والصالحون.
وأتوسل إليك بفاطمة الزهراء والدة الأئمة المهديين، وسيدة نساء العالمين
المشفعة في شيعة أولادها الطيبين، فصل عليها صلاة دائمة أبد الآبدين، ودهر الداهرين.
وأتوسل إليك بالحسن الرضي، الطاهر الزكي، والحسين المظلوم المرضى
البر التقى، سيدي شباب أهل الجنة، الامامين الخيرين الطيبين التقيين النقيين الطاهرين

(1) مصباح الزائر ص 212.
68

الشهيدين المظلومين المقتولين، فصل عليهما ما طلعت شمس وما غربت، صلاة
متوالية متتالية.
وأتوسل إليك بعلي بن الحسين، سيد العابدين، المحجوب من خوف
الظالمين، وبمحمد بن علي الباقر الطاهر، النور الزاهر الامامين السيدين
مفتاحي البركات، ومصباحي الظلمات، فصل عليهما ما سرى ليل وما أضاء نهار صلاة تغدو وتروح.
وأتوسل إليك بجعفر بن محمد الصادق عن الله، والناطق في علم الله، و
بموسى بن جعفر العبد الصالح في نفسه، والوصي الناصح، الامامين الهاديين
المهديين الوافيين الكافيين، فصل عليهما ما سبح لك ملك، وتحرك لك فلك،
صلاة تنمي وتزيد، ولا تفنى ولا تبيد.
وأتوسل إليك بعلي بن موسى الرضا وبمحمد بن علي المرتضى
الامامين المطهرين المنتجبين فصل عليهما ما أضاء صبح ودام، صلاة ترقيهما إلى
رضوانك في العليين من جنانك.
وأتوسل إليك بعلي بن محمد الراشد والحسن بن علي الهادي القائمين بأمر
عبادك المختبرين بالمحن الهائلة والصابرين في الإحن المائلة فصل عليهما كفاء
أجر الصابرين، وإزاء ثواب الفائزين، صلاة تمهد لهما الرفعة.
وأتوسل إليك يا رب بإمامنا ومحقق زماننا، اليوم الموعود، والشاهد
المشهود، والنور الأزهر، والضياء الأنور، والمنصور بالرعب، والمظفر
بالسعادة، فصل عليه عدد الثمر وأوراق الشجر، وأجزاء المدر، وعدد الشعر
والوبر، وعدد ما أحاط به علمك، وأحصاه كتابك، صلاة يغبطه بها الأولون
والآخرون.
اللهم واحشرنا في زمرته، واحفظنا على طاعته، واحرسنا بدولته، وأتحفنا
بولايته، وانصرنا على أعدائنا بعزته، واجعلنا يا رب من التوابين يا أرحم
الراحمين.
69

اللهم وإن إبليس المتمرد اللعين قد استنظرك لاغواء خلقك فأنظرته،
واستمهلك لا ضلال عبيدك فأمهلته، بسابق علمك فيه وقد عشش وكثرت جنوده
وازدحمت جيوشه، وانتشرت دعاته في أقطار الأرض، فأضلوا عبادك، وأفسدوا
دينك، وحرفوا الكلم عن مواضعه، وجعلوا عبادك شيعا متفرقين، وأحزابا
متمردين، وقد وعدت نقوض بنيانه وتمزيق شأنه، فأهلك أولاده وجيوشه
وطهر بلادك من اختراعاته واختلافاته، وأرح عبادك من مذاهبه وقياساته،
واجعل دائرة السوء عليهم، وابسط عدلك، وأظهر دينك، وقو أولياءك، وأوهن
أعداءك وأورث ديار إبليس وديار أوليائه أولياءك، وخلدهم في الجحيم وأذقهم
من العذاب الأليم، واجعل لعائنك المستودعة في مناحس الخلقة ومشاويه الفطرة
دائرة عليهم، ومؤكلة بهم، وجارية فيهم كل مساء وصباح، وغدو ورواح
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا برحمتك عذاب النار، يا
أرحم الراحمين.
ثم ادع بما تحب لنفسك ولاخوانك (1).
ثم تزور أم القائم عليهما السلام وقبرها خلف ضريح مولانا الحسن العسكري عليه السلام
فتقول: السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله الصادق الأمين، السلام على مولانا أمير -
المؤمنين، السلام على الأئمة الطاهرين، الحجج الميامين، السلام على والدة
الامام، والمودعة أسرار الملك العلام، والحاملة لاشرف الأنام، السلام عليك
أيها الصديقة المرضية، السلام عليك يا شبيهة أم موسى، وابنة حواري عيسى
السلام عليك أيتها التقية النقية، السلام عليك أيتها الرضية المرضية، السلام عليك
أيتها المنعوتة في الإنجيل، المخطوبة من روح الله الأمين، ومن رغب في وصلتها
محمد سيد المرسلين، والمستودعة أسرار رب العالمين، السلام عليك وعلى آبائك
الحواريين، السلام عليك وعلى بعلك وولدك، السلام عليك وعلى روحك و
بدنك الطاهر، أشهد أنك أحسنت الكفالة، وأديت الأمانة، واجتهدت في

(1) مصباح الزائر ص 213 - 214.
70

مرضاة الله، وصبرت في ذات الله، وحفظت سر الله، وحملت ولي الله، وبالغت
في حفظ حجة الله، ورغبت في وصلة أبناء رسول الله، عارفا بحقهم، مؤمنة
بصدقهم، معترفة بمنزلتهم، مستبصرة بأمرهم، مشفقة عليهم، مؤثرة هواهم.
وأشهد أنك مضيت على بصيرة من أمرك، مقتدية بالصالحين، راضية مرضية
تقية نقية زكية، فرضى الله عنك وأرضاك، وجعل الجنة منزلك ومأواك، فلقد
أولاك من الخيرات ما أولاك، وأعطاك من الشرف ما به أغناك، فهناك الله بما
منحك من الكرامة وأمراك.
ثم ترفع رأسك وتقول: اللهم إياك اعتمدت، ولرضاك طلبت، وبأوليائك
إليك توسلت، وعلى غفرانك وحلمك اتكلت، وبك اعتصمت، وبقبر أم
وليك لذت، فصل على محمد وآل محمد وانفعني بزيارتها، وثبتني على محبتها، و
لا تحرمني شفاعتها وشفاعة ولدها وارزقني مرافقتها واحشرني معها ومع ولدها
كما وفقتني لزيارة ولدها وزيارتها، اللهم إني أتوجه إليك بالأئمة الطاهرين
وأتوسل إليك بالحجج الميامين، من آل طه ويس، أن تصلي على محمد وآل محمد
الطيبين، وأن تجعلني من المطمئنين الفايزين، الفرحين المستبشرين، الذين
لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واجعلني ممن قبلت سعيه، ويسرت أمره، وكشفت
ضره، وآمنت خوفه.
اللهم بحق محمد وآل محمد، صل على محمد وآل محمد، وعجل لهم بانتقامك
ولا تجعله آخر العهد من زيارتي إياها، وارزقني العود إليها أبدا ما أبقيتني،
وإذا توفيتني فاحشرني في زمرتها، وأدخلني في شفاعة ولدها وشفاعتها، واغفر لي
ولوالدي وللمؤمنين والمؤمنات، وآتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة
وقنا برحمتك عذاب النار، والسلام عليكم يا ساداتي ورحمة الله وبركاته.
وقد تقدم في ذكر زيارة فاطمة بنت أسد رضوان الله عليها أكثر هذه الألفاظ
وإنما نقلنا ما وجدناه، والله الموفق لما يرضاه (1).

(1) مصباح الزائر ص 214 - 215.
71

أقول: ذكر المفيد والشهيد (1) وغيرهما في كتبهم زيارة أم القائم عليهما السلام هكذا
وقال مؤلف المزار الكبير: أملاها علي رجل من البحرين سمعته يزور بها ثم ذكر هذه الزيارة بعينها (2).
ثم قال السيد - رحمه الله - في ذكر وداع الامامين العسكريين صلوات الله
عليهما: فإذا فرغت من زيارة أم القائم عليه السلام وأدت وداع العسكريين صلوات الله
عليهما فقف على ضريحهما وقل: السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حجتي
الله، السلام عليكما يا نوري الله، السلام عليكما وعلى آبائكما وعلى أجداد كما
وأولادكما، السلام عليكما وعلى أرواحكما وأجسادكما، السلام عليكما سلام مودع
لا سئم ولا قال ولا مال ورحمة الله وبركاته، السلام عليكما سلام ولي غير راغب
عنكما، ولا مستبدل بكما غير كما، ولا مؤثر عليكما، يا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله
أستودعكما الله وأسترعيكما وأقرأ عليكما السلام آمنت بالله وبالرسول، وبما
جاء به من عند الله.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واكتبنا مع الشاهدين، اللهم لا تجعله
آخر العهد مني، وارددني إليهما، وارزقني العود ثم العود إليهما ما أبقيتني،
فان توفيتني فاحشرني معهما ومع آبائهما الأئمة الراشدين.
اللهم صل على محمد آل محمد، وتقبل عملي واشكر سعيي وعرفني
الإجابة في دعائي، ولا تخيب سعيى، ولا تجعله آخر العهد مني، وارددني
إليهما ببر وتقوى، وعرفني بركة زيارتهما في الدنيا والآخرة، اللهم صل
على محمد وآل محمد، ولا تردني خائبا ولا خاسرا، وارددني مفلحا منجحا
مستجابا دعائي، مرحوما صوتي، مقضيا حوائجي، واحفظني من بين يدي، ومن
خلفي وعن يميني وعن شمالي، واصرف عني شر كل ذي شر، وشر كل دابة
أنت آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، ثم انصرف مرحوما إن شاء الله (3).

(1) مزار الشهيد ص 65.
(2) المزار الكبير ص 217.
(3) مصباح الزائر ص 216.
72

10 - ثم قال السيد - رحمه الله -: زيارة أخرى لهما معا صلوات الله عليهما
إذا أردت ذلك فتستأذن بما تقدم ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى فإذا وقفت على
قبريهما صلوات الله عليهما فقف عندهما واجعل القبلة بين كتفيك، وكبر الله
مائة تكبيرة وقل: السلام عليكما يا وليي الله، السلام عليكما يا حبيبي الله،
السلام عليكما يا حجتي الله، السلام عليكما يا نوري الله في ظلمات الأرض، السلام
عليكما يا أميني الله، السلام عليكما يا سيدي الأمة، السلام عليكما يا حافظي
الشريعة، السلام عليكما يا تاليي كتاب الله، السلام عليكما يا وارثي الأنبياء،
السلام عليكما يا خازني علم الأوصياء، السلام عليكما يا علمي الهدى، السلام
عليكما يا مناري التقى، السلام عليكما يا عروتي الله الوثقى، السلام عليكما يا
محلي معرفة الله، السلام عليكما يا مسكني ذكر الله، السلام عليكما يا حاملي
سر الله، السلام عليكما يا معدني كلمة الله، السلام عليكما يا ابني رسول الله، السلام
عليكما يا ابني وصى رسول الله، السلام عليكما يا قرتي عين فاطمة سيدة نساء
السلام عليكما يا ابني الأئمة المعصومين، السلام عليكما وعلى آبائكما الطاهرين
السلام عليكما وعلى ولدكما الحجة على الخلق أجمعين، السلام عليكما و على
أرواحكما وأجسادكما وأبدانكما ورحمة الله وبركاته.
بأبي أنتما وأمي وأهلي ومالي وولدي يا ابني رسول الله صلى الله عليه وآله أتيتكما
زايرا لكما، عارفا بحقكما، مؤمنا بما آمنتما به، كافرا بما كفرتما به، محققا
لما حققتما، مبطلا لما أبطلتما، مواليا لكما، معاديا لأعدائكما، ومبغضا لهم
سلما لمن سالمتما، محاربا لمن حاربتما، عارفا بفضلكما، محتملا لعلمكما
محتجبا بذمتكما، مؤمنا بإيابكما، مصدقا بدولتكما، مرتقبا لأمركما، معترفا
بشأنكما وبالهدى الذي أنتما عليه، مستبصرا بضلالة من خالفكما وبالعمى الذي
هم عليه، أسأل الله ربي وربكما أن يجعل حظي من زيارتي إياكما، الصلاة
على محمد وآله، وأن يرزقني شفاعتكما، ولا يفرق بيني وبينكما، ولا يسلبني
حبكما وحب آبائكما الصالحين، وأن يحشرني معكما، ويجمع بيني وبينكما
73

في جنته برحمته وفضله.
ثم تنكب على قبر كل واحد منهما فتقبله وتضع خدك الأيمن عليه
والأيسر ثم ترفع رأسك وتقول: اللهم ارزقني حبهم، وتوفني على ولايتهم،
اللهم العن ظالمي آل محمد حقهم، وانتقم منهم، اللهم العن الأولين والآخرين
منهم، وضاعف عليهم العذاب الأليم، إنك على كل شئ قدير، اللهم عجل فرج
وليك وابن نبيك، واجعل فرجنا مقرونا بفرجهم، يا أرحم الراحمين، اللهم
إني قد أتيت لزيارة هؤلاء الأئمة المعصومين، رجاء لجزيل الثواب، وفرارا
من سوء الحساب.
اللهم إني أتوجه إليك بأوليائك، الدالين عليك، في غفران ذنوبي،
وحط سيئاتي، وأتوسل إليك في هذه الساعة، عند أهل بيت نبيك، في
هذه البقة المباركة الشريفة، اللهم فتقبل مني، وجازني على حسن نيتي،
وصالح عقيدتي، وصحة موالاتي، أفضل ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين،
وأدم لي ما خولتني، واستعملني صالحا فيما آتيتني، ولا تجعلني أخسر وارد
إليهم، وأعتق رقبتي من النار، وأوسع على من رزقك الحلال الطيب، واجعلني
من رفقاء محمد وآل محمد، وحل بيني وبين معاصيك حتى لا أعصيك، وأعني
على طاعتك، وطاعة أوليائك، حتى لا تفقدني حيث أمرتني، ولا تراني
حيث نهيتني.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لي وارحمني، واعف عني وعن جميع المؤمنين
والمؤمنات، اللهم صل على محمد وآل محمد وأعذني من هول المطلع ومن فزع
يوم القيامة، ومن شر المنقلب، ومن ظلمة القبر ووحشته، ومن مواقف الخزي
في الدنيا والآخرة، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل جائزتي في موقفي هذا
غفرانك، وتحفتك في مقامي هذا عند أئمتي وموالى صلوات الله عليهم أن تقيل
عثرتي، وتقبل معذرتي، وتتجاوز عن خطيئتي، وتجعل التقوى زادي، وما
عندك خيرا لي في معادي، وتحشرني في زمرة محمد صلى الله عليه وآله، وتغفر لي ولوالدي
74

فإنك خير مرغوب إليه، وأكرم مسؤول اعتمد عليه، ولكل وافد كرامة، و
لكل زائر جايزة، فاجعل جائزتي في موقفي هذا غفرانك، والجنة لي ولجميع
المؤمنين والمؤمنات.
اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنبه، فأسئلك يا الله يا كريم،
بحق محمد وآل محمد، لا تحرمني الأجر والثواب من فضل عطائك، وكريم
تفضلك، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن محمد، ويا مولاي يا أبا محمد الحسن بن
علي، أتيتكما زائرا لكما، أتقرب إلى الله عز وجل وإلى رسوله، وإليكما
وإلى أبيكما وإلى أمكما بذلك، أرجو بزيارتكما فكاك رقبتي من النار، فاشفعا
لي عند ربكما في إجابة دعائي، وغفران ذنوبي، وذنوب والدي وإخواني المؤمنين
وأخواتي المؤمنات. يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله، يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا رحمن يا
رحمن، لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد واستجب دعائي فيما سألتك، وصل بذلك
من بمشارق الأرض ومغاربها، يا الله يا كريم، لا إله إلا أنت الحليم الكريم، لا إله إلا
أنت العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع، وما
فيهن وما بينهن وما تحتهن، ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين، والحمد لله
رب العالمين، والصلاة على محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا.
ثم تصلي عند الضريح أربع ركعات صلاة الزيارة، فإذا فرغت رفعت يديك
إلى السماء ودعوت بما قدمنا ذكره عقيب زيارة الجواد عليه السلام وهو قوله: اللهم
أنت الرب وأنا المربوب (1) بتمامه، ووداع هذه الزيارة قد تقدم في الزيارة
السابقة.
11 - أقول: وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا الدعاء الذي أحاله على ما
سبق بوجه يخالفه فأحببت إيراده وهو هذا: اللهم أنت الرب وأنا المربوب،
وأنت الخالق وأنا المخلوق، وأنت المالك وأنا المملوك، وأنت المعطي وأنا
السائل، وأنت الرازق وأنا المرزوق، وأنت القادر وأنا العاجز، وأنت القوي

(1) مصباح الزائر 257
75

وأنا الضعيف. وأنت المغيث وأنا المستغيث. وأنت الدائم وأنا الزائل، وأنت
الكبير وأنا الحقير، وأنت العظيم وأنا الصغير، وأنت العزيز وأنا الذليل،
وأنت الرفيع وأنا الوضيع، وأنت المدبر وأنا المدبر، وأنت الباقي وأنا
الفاني، وأنت الديان وأنا المدان، وأنت الباعث وأنا المبعوث، وأنت الغني
وأنا الفقير، وأنت الحي وأنا الميت، تجد من تعذب يا رب غيري، ولا أجد
من يرحمني غيرك.
اللهم إني أسئلك بحرمة من عاذ بذمتك، ولجأ إلى عزك، واستظل
بفيئك، واعتصم بحبلك، ولم يثق إلا بك، يا جزيل العطايا، يا فكاك الأسارى
يا من سمي نفسه من جوده الوهاب، أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد ولا تردني
من هذا المقام خائبا، فان هذا مقام تغفر فيه الذنوب العظام، وترجى فيه الرحمة
من الكريم العلام، مقام لا يخيب فيه السائلون، ولا يرد فيه الراغبون، مقام
من لاذ بمولاه رغبة، وتبتل إليه رهبة، مقام الخائف من يوم يقوم فيه الناس لرب
العالمين، ولا تنفع فيه شفاعة الشافعين، إلا من أذن له الرحمن وكان من الفائزين
ذلك يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم، وأزلفت الجنة
للمتقين، وقيل لهم هذا ما كنتم توعدون، لكل أواب حفيظ، من خشي الرحمن
بالغيب وجاء بقلب منيب.
اللهم فاجعلني من المخلصين الفائزين، واجعلني من ورثة جنة النعيم، واغفر لي
ولوالدي وللمؤمنين يوم الدين، وألحقني بالصالحين، واخلف على أهلي وولدي
في الغابرين، واجمع بيننا جميعا في مستقر من رحمتك يا أرحم الراحمين، وسلمني من
أهوال ما بيني وبين لقائك حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أوليائك وأحبائك
الذين عليهم دللت، وبالاقتداء بهم أمرت، واسقني من حوضهم مشربا رويا لا ظمأ
بعده أبدا، واحشرني في زمرتهم، وتوفني على ملتهم، واجعلني في حزبهم
وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة، فاني رضيت بهم أئمة وهداة وولاة، فاجعلهم
أئمتي وهداتي في الدنيا والآخرة، ولا تفرق بيني وبينهم طرفة عين أبدا،
76

يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وارحم ذلي بين يديك، وتضرعي إليك،
ووحشتي من الناس، وانسي بك يا كريم، تصدق علي في هذه الساعة برحمة من
عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتبيض بها وجهي، وتكرم
بها مقامي، وتحط بها عني وزري، وتغفر بها ما مضى من ذنوبي، وتعصمني بها فيما بقي
من عمري، وتوسع لي بها في رزقي، وتمد بها في أجلي، وتستعملني في ذلك
كله بطاعتك، وما يرضيك عني، وتختم لي عملي بأحسنه، وتجعل لي ثوابه
الجنة، وتسلك بي سبيل الصالحين، وتعينني على صالح ما أعطيتني، كما أعنت
الصالحين على صالح ما أعطيتهم، ولا تنزع مني صالح ما أعطيتنيه أبدا، ولا
تردني في سوء استنقذتني منه أبدا، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ابدا، ولا أقل
من ذلك ولا أكثر يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وأرني الحق حقا فأتبعه، والباطل باطلا
فأجتنبه، ولا تجعله علي متشابها، فأتبع هواي بغير هدى منك، واجعل هواي
متبعا لرضاك وطاعتك، وخذ رضا نفسك من نفسي، واهدني لما اختلف فيه من
الحق باذنك، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.
12 - ثم قال السيد - رحمه الله -: زيارة أخرى لهما عليهما السلام على صفة
ما تقدم، تقف عليهما وأنت على غسل وتقول: السلام على رسول الله، السلام
على محمد بن عبد الله، السلام على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، السلام على
الأئمة المعصومين من ولده، المهديين الذين أمروا بطاعة الله، وقربوا أولياء
الله، واجتنبوا معصية الله، وجاهدوا أعداءه، ودحضوا حزب الشيطان الرجيم،
وهدوا إلى صراط المستقيم.
السلام عليكما أيها الإمامان الطاهران الصديقان، اللذان استنقذا المؤمنين
من مخالطة الفاسقين، وحقنا دماء المحبين بمداراة المبغضين، أشهد أنكما حجتا
الله على عباده، وسراجا أرضه وبلاده، وتجرعتما في ربكما غيظ الظالمين،
77

وصبرتما في مرضاته على عناد المعاندين، حتى أقمتما منار الدين، وأبنتما
الشك من اليقين، فلعن الله مانعكما الحق، والباغي عليكما من الخلق.
ثم ضع خدك الأيمن على القبر وقل: اللهم إن هذين الامامين قائداي
وبهما وبآبائهما أرجو الزلفة لديك، يوم قدومي عليك، اللهم إني أشهدك ومن
حضر من ملائكتك أنهما عبدان لك، اصطفيتهما وفضلتهما وتعبدت خلقك
بموالاتهما، وأذقتهما المنية التي كتبت عليهما، وما ذاقا فيك أعظم مما ذاقا
منك، وجمعتني وإياهما في الدنيا على صحة الاعتقاد في طاعتك، فاجمعني وإياهما
في جنتك، يا من حفظ الكنز بإقامة الجدار، وحرس محمدا صلى الله عليه وآله بالغار، ونجى
إبراهيم عليه السلام من النار.
اللهم إني أبرأ إليك ممن اعتقد فيهما اللاهوت، وقدم عليهما الطاغوت،
اللهم العن الناصبة الجاحدين، والمسرفين الغالين، والشاكين المقصرين،
والمفوضين، اللهم إنك تسمع كلامي وترى مقامي، وعلمك محيط بما خلفي
وأمامي، فأجرني من كل سوء يخرج ديني، واكفني كل شبهة تشكك يقيني،
وأشرك في دعائي إخواني ومن أمره يعنيني.
اللهم إن هذا موقف خضت إليه المتالف، وقطعت دونه المخاوف، طلبا
أن تستجيب فيه دعائي، وأن تضاعف فيه حسناتي، وأن تمحو فيه سيئاتي.
اللهم وأعطني فيه وإخواني من آل محمد وشيعتهم وأهل حزانتي وأولادي
وقراباتي، من كل خير مزلف في الدنيا، ومحظ في الآخرة، واصرف عن جمعنا
كل شر يورث في الدنيا عدما، ويحجب غيث السماء، ويعقب في الآخرة ندما،
اللهم صل على محمد وآل محمد، واستجب وصل على محمد وآله أجمعين.
ثم تخرج عنهما ولا تول ظهرك إليهما وامض إلى السرداب فزر صاحب
الامر صلوات الله عليه بما سيأتي.
بيان: اعلم أن زيارتهما صلوات الله عليهما في الأوقات والأيام الشريفة
والأزمان المختصة بهما أفضل وأنسب:
78

كيوم ولادة الهادي وهو النصف من ذي الحجة، وبرواية ابن عياش ثاني
رجب، أو خامسه، وبرواية إبراهيم بن هاشم ثالث عشر رجب، والأول أشهر
ولكن كونه في رجب قد ورد به الخبر، ويوم وفاته وهو ثالث رجب برواية
إبراهيم بن هاشم وغيره، أو ثانية وخامسه على بعض الأقوال، أو لأربع بقين من
جمادى الآخرة برواية الكليني (1)، ويوم إمامته وهو آخر ذي القعدة أو الحادي
عشر منه.
ويوم ولادة العسكري عليه السلام وهو عاشر ربيع الثاني على قول المفيد (2)
والشيخ (3)، أو ثامنه على قول الطبرسي (4)، أو رابعه على قول الشهيد،
ويوم وفاته وهو ثامن ربيع الأول على قول الكليني والشيخ في التهذيب (5)
والطبرسي (6)، والشهيد رحمهم الله، أو أوله على قول الشيخ في المصباح (7)،
ويوم انتقال الخلافة إليه وهو يوم وفاة والده صلوات الله عليهما.
ثم اعلم أن في القبة الشريفة قبرا منسوبا إلى النجيبة الكريمة العالمة
الفاضلة التقية الرضية حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عليهما السلام ولا أدري لم
لم يتعرضوا لزيارتها مع ظهور فضلها وجلالتها، وأنها كانت مخصوصة بالأئمة عليهم السلام
ومودعة أسرارهم، وكانت أم القائم عندها وكانت حاضرة عند ولادته عليه السلام، وكانت
تراه حينا بعد حين في حياة أبي محمد العسكري عليه السلام وكانت من السفراء والأبواب
بعد وفاته، فينبغي زيارتها بما أجرى الله على اللسان مما يناسب فضلها وشأنها

(1) الكافي ج 1 ص 497.
(2) مسار الشيعة ص 24 طبع سنة 1315.
(3) مصباح المتهجد ص 554.
(4) إعلام الورى ص 349.
(5) التهذيب ج 6 ص 92.
(6) إعلام الورى ص 349.
(7) مصباح المتهجد ص 553.
79

والله الموفق.
ولنوضح بعض ما يحتاج إلى التوضيح والبيان في تلك الزيارات السالفة
" قوله " ولا هفا، هفا الرجل زل " قوله " واصنعني أي حسن أخلاقي وأعمالي
كأنك صنعتني مرة أخرى، أو من قولهم صنع الفرس إذا أحسن القيام عليها
وسمنها، واصطنعتك لنفسي أي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه، والاصطناع
افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان، والغض الطري الذي لم
يتغير، والإحن كعنب جمع الإحنة بالكسر وهي الحقد والغضب.
قوله: المائلة أي التي تميل إلى الانتقام والخروج عن الصبر " قوله "
كفاء أجر الصابرين أي ما يكون مكافئا له " قوله " وإزاء ثواب الفائزين أي
ما يكون موازيا له " قوله " مناحس الخلقة أي مشائمها أي اللعائن التي قررتها
للذين في خلقتهم وطينتهم نحوسة ورداءة، وكذا مشاويه الفطرة من الشوه بمعنى
القبح والعيب.
" قوله " من هول المطلع قال الجزري (1) يريد به الموقف يوم القيامة أو
ما يشرف عليه من أمر الآخرة عقيب الموت، فشبه بالمطلع الذي يشرف عليه
من موضع عال " قوله " ومن أمره يعنيني: أي يهمني وأعتني بشأنه، وحزانتك
بالضم عيالك الذي تتحزن لأمرهم و " قوله " مزلف من الزلفى وهو القرب
و " قوله " محظ من الحظوة وهي المكانة والمنزلة.

(1) النهاية ج 3 ص 49.
80

7 * " (باب) " *
* " (زيارة الامام المستتر عن الابصار) " *
* " (الحاضر في قلوب الأخيار المنتظر) " *
* " (في الليل والنهار الحجة بن الحسن) " *
* " (صلوات الله عليهما في السرداب وغيره) " *
1 - الإحتجاج: خرج من الناحية المقدسة إلى محمد الحميري بعد الجواب عن
المسائل التي سألها (بسم الله الرحمن الرحيم) لا لامره تعقلون، ولا من
أوليائه تقلبون، حكمة بالغة فما تغني النذر عن قوم لا يؤمنون، السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين، إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا
كما قال الله تعالى: سلام على آل ياسين، السلام عليك يا داعى الله ورباني
آياته، السلام عليك يا باب الله وديان دينه، السلام عليك يا خليفة الله وناصر
حقه، السلام عليك يا حجة الله ودليل إرادته، السلام عليك يا تالي كتاب الله
وترجمانه، السلام عليك في آناء ليلك وأطراف نهارك، السلام عليك يا بقية الله
في أرضه، السلام عليك يا ميثاق الله الذي أخذه ووكده، السلام عليك يا وعد
الله الذي ضمنه، السلام عليك أيها العلم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث
والرحمة الواسعة، وعدا غير مكذوب، السلام عليك حين تقوم، السلام عليك
حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك حين تصلي وتقنت،
السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تهلل وتكبر، السلام
عليك حين تحمد وتستغفر، السلام عليك حين تصبح وتمسي، السلام
عليك في الليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، السلام عليك أيها الامام
المأمون، السلام عليك أيها المقدم المأمول، السلام عليك بجوامع السلام.
أشهدك يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا
81

عبده ورسوله لا حبيب إلا هو وأهله، وأشهدك يا مولاي أن عليا أمير المؤمنين
حجته، والحسن حجته، والحسين حجته، وعلي بن الحسين حجته، ومحمد بن
علي حجته، وجعفر بن محمد حجته، وموسى بن جعفر حجته، وعلي بن موسى حجته
ومحمد بن علي حجته، وعلي بن محمد حجته، والحسن بن علي حجته، وأشهد
أنك حجة الله، أنتم الأول والاخر، وأن رجعتكم حق لا ريب فيها، يوم
لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، وأن الموت
حق، وأن ناكرا ونكيرا حق.
وأشهد أن النشر والبعث حق، وأن الصراط حق، والمرصاد حق
والميزان حق، والحشر حق، والحساب حق، والجنة والنار حق، والوعد
والوعيد بهما حق، يا مولاي شقي من خالفكم، وسعد من أطاعكم فاشهد على ما
أشهدتك عليه وأنا ولي لك، برئ من عدوك، فالحق ما رضيتموه، والباطل
ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم به، والمنكر ما نهيتم عنه، فنفسي مؤمنة بالله
وحده لا شريك له، وبرسوله وبأمير المؤمنين، وبكم يا مولاي أولكم وآخركم
ونصرتي معدة لكم، ومودتي خالصة لكم آمين آمين.
الدعاء عقيب هذا القول: اللهم إني أسئلك أن تصلي على محمد نبي رحمتك
وكلمة نورك، وأن تملأ قلبي نور اليقين، وصدري نور الايمان، وفكري نور
النيات، وعزمي نور العلم، وقوتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني
نور البصائر من عندك،، وبصري نور الضياء، وسمعي نور الحكمة، ومودتي نور
الموالاة لمحمد وآله عليهم السلام حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك، فتغشيني رحمتك يا ولي يا حميد.
اللهم صل على محمد حجتك في أرضك وخليفتك في بلادك، والداعي
إلى سبيلك، والقائم بقسطك، والثائر بأمرك، ولي المؤمنين، وبوار الكافرين
ومجلي الظلمة، ومنير الحق.
والناطق بالحكمة والصدق، وكلمتك التامة في أرضك، المرتقب الخائف
82

والولي الناصح، سفينة النجاة، وعلم الهدى، ونور أبصار الورى، وخير من
تقمص وارتدى، ومجلي العمى، الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت
ظلما وجورا، إنك على كل شئ قدير.
اللهم صل على وليك وابن أوليائك، الذين فرضت طاعتهم، وأوجبت
حقهم، وأذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا، اللهم انصره وانتصر به لدينك
وانصر به أولياءك وأولياءه وشيعته وأنصاره، واجعلنا منهم، اللهم أعذه من شر
كل باغ وطاغ، ومن شر جميع خلقك، واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن
يمينه وعن شماله، واحرسه وامنعه من أن يوصل إليه بسوء، واحفظ فيه رسولك
وآل رسولك، وأظهر به العدل، وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل
خاذليه، واقصم قاصميه، واقصم به جبابرة الكفر، واقتل به الكفار والمنافقين
وجميع الملحدين، حيث كانوا من مشارق الأرض ومغاربها، برها وبحرها،
واملأ به الأرض عدلا، وأظهر به دين نبيك صلى الله عليه وآله.
واجعلني اللهم من أنصاره وأعوانه وأتباعه وشيعته، وأرني في آل محمد
عليهم السلام ما يأملون، وفي عدوهم ما يحذرون، إله الحق آمين، يا ذا الجلال
والاكرام، يا أرحم الراحمين (1).
2 - قال السيد علي بن طاووس نور الله مرقده: إذا فرغت من زيارة
العسكريين عليهما السلام فامض إلى السرداب المقدس وقف على بابه وقل: إلهي إني
قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه وآله، وقد منعت الناس
من الدخول إلى بيوته إلا باذنه، فقلت: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت
النبي إلا أن يؤذن لكم، اللهم وإني أعتقد حرمة نبيك في غيبته، كما أعتقد
في حضرته وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك يرزقون، فرحين، يرون
مكاني ويسمعون كلامي ويردون سلامي علي، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم
وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم فاني أستأذنك يا رب أولا، وأستأذن رسولك

(1) الاحتجاج ج 2 ص 316 - 318 طبع النجف الأشرف.
83

صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن خليفتك الامام المفترض علي طاعته في الدخول
في ساعتي هذه إلى بيته، وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة المطيعة
لك السامعة، السلام عليكم أيتها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك
ورحمة الله وبركاته.
بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه وإذن هذا الامام وبإذنكم صلوات الله
عليكم أجمعين، أدخل هذا البيت متقربا إلى الله بالله ورسوله محمد وآله الطاهرين
فكونوا ملائكة الله أعواني، وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت، وأدعو
الله بفنون الدعوات، وأعترف لله بالعبودية، ولهذا الامام وآبائه - صلوات الله
عليهم - بالطاعة (1).
ثم تنزل مقدما رجلك اليمنى وتقول: " بسم الله وبالله، وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله " وكبر الله واحمده وسبحه وهلله فإذا استقررت فيه فقف مستقبل
القبلة وقل:
سلام الله وبركاته وتحياته وصلواته على مولاي صاحب الزمان، صاحب
الضياء والنور، والدين المأثور، واللواء المشهور، والكتاب المنشور، و
صاحب الدهور والعصور، وخلف الحسن، الامام المؤتمن، والقائم المعتمد، والمنصور
المؤيد، والكهف والعضد، وعماد الاسلام، وركن الأنام، ومفتاح الكلام،
وولي الاحكام، وشمس الظلام، وبدر التمام، ونضرة الأيام، وصاحب
الصمصام، وفلاق الهام، والبحر القمقام، والسيد الهمام، وحجة الخصام، وباب
المقام ليوم القيام والسلام على مفرج الكربات، وخواض الغمرات، ومنفس
الحسرات، وبقية الله في أرضه، وصاحب فرضه، وحجته على خلقه، وعيبة
علمه، وموضع صدقه، والمنتهى إليه مواريث الأنبياء، ولديه موجود آثار
الأوصياء، وحجة الله وابن رسوله، والقيم مقامه، وولي أمر الله،

(1) مصباح الزائر ص 216.
84

ورحمة الله وبركاته.
اللهم كما انتجبته لعلمك، واصطفيته لحكمك، وخصصته بمعرفتك، و
جللته بكرامتك، وغشيته برحمتك، وربيته بنعمتك، وغذيته بحكمتك، و
اخترته لنفسك، واجتبيته لبأسك، وارتضيته لقدسك، وجعلته هاديا لمن شئت
من خلقك، وديان الدين بعدلك، وفصل القضايا بين عبادك، ووعدته أن تجمع
به الكلم، وتفرج به عن الأمم، وتنير بعدله الظلم، وتطفئ به نيران الظلم،
وتقمع به حر الكفر وآثاره، وتطهر به بلادك، وتشفى به صدور عبادك،
وتجمع به الممالك كلها، قريبها وبعيدها، عزيزها وذليلها، شرقها وغربها،
سهلها وجبلها، صباها ودبورها، شمالها وجنوبها، برها وبحرها، حزونها
ووعورها، يملاها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، وتمكن له فيها، وتنجز
به وعد المؤمنين، حتى لا يشرك بك شيئا، وحتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا
عدل إلا زهر، وحتى لا يستخفي بشئ من الحق، مخافة أحد من الخلق.
اللهم صل عليه صلاة تظهر بها حجته، وتوضح بها بهجته، وترفع بها
درجته، وتؤيد بها سلطانه، وتعظم بها برهانه، وتشرف بها مكانه، وتعلي بها
بنيانه، وتعز بها نصره، وترفع بها قدره، وتسمي بها ذكره، وتظهر بها كلمته
وتكثر بها نصرته، وتعز بها دعوته، وتزيده بها إكراما، وتجعله للمتقين
إماما وتبلغه في هذا المكان، مثل هذا الاوان، وفي كل مكان وأوان، منا تحية
وسلاما، لا يبلى جديده، ولا يفنى عديده.
السلام عليك يا بقية الله في أرضه وبلاده، وحجته على عباده، السلام عليك
يا خلف السلف، السلام عليك يا صاحب الشرف، السلام عليك يا حجة المعبود،
السلام عليك يا كلمة المحمود، السلام عليك يا شمس الشموس، السلام عليك يا مهدي
الأرض، و [مبين] عين الفرض، السلام عليك يا مولاي يا صاحب الزمان والعالي
الشأن، السلام عليك يا خاتم الأوصياء، وابن خاتم الأنبياء، السلام عليك يا معز
الأولياء ومذل الأعداء، السلام عليك أيها الامام الوحيد، والقائم الرشيد،
85

السلام عليك أيها الامام الفريد، السلام عليك أيها الإمام المنتظر، والحق
المشتهر، السلام عليك أيها الامام الولي المجتبى، والحق المنتهى، السلام
عليك أيها الامام المرتجى لإزالة الجور والعدوان، السلام عليك أيها الامام
المبيد، لأهل الفسوق والطغيان، السلام عليك أيها الامام الهادم لبنيان الشرك
والنفاق، والحاصد فروع الغي والشقاق، السلام عليك أيها المدخر لتجديد
الفرائض والسنن، السلام عليك يا طامس آثار الزيغ والأهواء، وقاطع حبائل
الكذب والفتن والامتراء، السلام عليك أيها المؤمل لاحياء الدولة الشريفة
السلام عليك يا جامع الكلمة على التقوى، السلام عليك يا باب الله، السلام عليك
يا ثار الله، السلام عليك يا محيي معالم الدين وأهله، السلام عليك يا قاصم شوكة
المعتدين، السلام عليك يا وجه الله الذي لا يهلك ولا يبلى إلى يوم الدين، السلام
عليك يا ركن الايمان، السلام عليك أيها السبب المتصل بين الأرض والسماء
السلام عليك يا صاحب الفتح وناشر راية الهدى، السلام عليك يا مؤلف شمل الصلاح
والرضا، السلام عليك يا طالب ثار الأنبياء، وأبناء الأنبياء، والثائر بدم المقتول
بكربلاء، السلام عليك أيها المنصور على من اعتدى، السلام عليك أيها المنتظر (1)
المجاب إذا دعا، السلام عليك يا بقية الخلائف، البر التقي الباقي لإزالة الجور
والعدوان.
السلام عليك يا ابن النبي المصطفى، السلام عليك يا ابن علي المرتضى،
السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا ابن خديجة الكبرى، وابن
السادة المقربين، والقادة المتقين، السلام عليك يا ابن النجباء الأكرمين، السلام عليك
يا ابن الأصفياء المهتدين، السلام عليك يا ابن الهداة المهديين، السلام عليك يا ابن
خيرة الخير، السلام عليك يا ابن سادة البشر، السلام عليك يا ابن الغطارفة الأكرمين
والأطائب المطهرين، السلام عليك يا ابن البررة المنتجبين، والخضارمة الأنجبين
السلام عليك يا ابن الحجج المنيرة، والسراج المضيئة، السلام عليك يا ابن الشهب

(1) المضطر خ ل.
86

الثاقبة، السلام عليك يا ابن قواعد العلم، السلام عليك يا ابن معادن الحلم، السلام
عليك يا ابن الكواكب الزاهرة، والنجوم الباهرة، السلام عليك يا ابن الشموس الطالعة
السلام عليك يا ابن الأقمار الساطعة، السلام عليك يا ابن السبل الواضحة والاعلام
اللائحة، السلام عليك يا ابن السنن المشهورة، السلام عليك يا ابن المعالم المأثورة،
السلام عليك يا ابن الشواهد المشهودة والمعجزات الموجودة، السلام عليك يا ابن
الصراط المستقيم، والنبأ العظيم، السلام عليك يا ابن الآيات البينات، والدلائل
الظاهرات، السلام عليك يا ابن البراهين الواضحات، السلام عليك يا ابن الحجج
البالغات، والنعم السابغات، السلام عليك يا ابن طه والمحكمات، وياسين والذاريات
والطور والعاديات.
السلام عليك يا ابن من دنى فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى، واقترب من
العلي الاعلى ليت شعري أين استقرت بك النوى، أم أنت بوادي طوى، عزيز
علي أن ترى الخلق ولا ترى، ولا يسمع لك حسيس ولا نجوى، عزيز علي أن
يرى الخلق ولا ترى، عزيز علي أن تحيط بك الأعداء، بنفسي أنت من مغيب
ما غاب عنا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا، ونحن نقول الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد وآله أجمعين (1).
ثم ترفع يديك وتقول: اللهم أنت كاشف الكرب والبلوى، وإليك
نشكو فقد نبينا، وغيبة إمامنا وابن بنت نبينا، اللهم واملا به الأرض قسطا
وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، اللهم صل على محمد وأهل بيته، وأرنا سيدنا
وصاحبنا وإمامنا ومولانا صاحب الزمان، وملجأ أهل عصرنا، ومنجأ أهل دهرنا
ظاهر المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، منقذا من الجهالة، وأظهر معالمه
وثبت قواعده [وأعز نصره، وأطل عمره، وابسط جاهه، وأحي أمره، وأظهر
نوره، وقرب بعده، وأنجز وعده، وأوف عهده، وزين الأرض بطول بقائه، و
دوام ملكه، وعلو ارتقائه وارتفاعه، وأنر مشاهده، وثبت قواعده، وعظم

(1) مصباح الزائر ص 217 - 219.
87

برهانه وأمد سلطانه، وأعل مكانه، وقو أركانه، وأرنا وجهه، وأوضح بهجته،
وارفع درجته، وأظهر كلمته، وأعز دعوته، وأعطه سؤله، وبلغه يا رب مأموله، و
شرف مقامه] (1)، وعظم إكرامه، وأعز به المؤمنين، وأحي به سنن المرسلين،
وأذل به المنافقين، وأهلك به الجبارين، واكفه بغي الحاسدين، وأعذه من
شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين، وأيده بجنود من الملائكة مسومين
وسلطه على أعداء دينك أجمعين، واقصم به كل جبار عنيد، وأخمد بسيفه كل
نار وقيد، وأنفذ حكمه في كل مكان، وأقم بسلطانه كل سلطان، واقمع به
عبدة الأوثان، وشرف به أهل القرآن والايمان، وأظهر على كل الأديان، و
أكبت من عاداه، وأذل من ناواه، واستأصل من جحد حقه، وأنكر صدقه،
واستهان بأمره، وأراد إخماد ذكره، وسعى في إطفاء نوره.
اللهم نور بنوره كل ظلمة، واكشف به كل غمة، وقدم أمامه الرعب
وثبت به القلب، وأقم به نصرة الحرب، واجعله القائم المؤمل، والوصي
المفضل، والامام المنتظر، والعدل المختبر، واملا به الأرض عدلا وقسطا،
كما ملئت جورا وظلما، وأعنه على ما وليته واستخلفته واسترعيته، حتى يجري
حكمه على كل حكم، ويهدي بحقه كل ضلالة.
واحرسه اللهم بعينك التي لا تنام، واكنفه بركنك الذي لا يرام، وأعزه بعزك
الذي لا يضام، واجعلني يا إلهي من عدده ومدده، وأنصاره وأعوانه وأركانه،
وأشياعه وأتباعه، وأذقني طعم فرحته، وألبسني ثوب بهجته، واحضرني معه
لبيعته، وتأكيد عقده، بين الركن والمقام، عند بيتك الحرام، ووفقني يا
رب للقيام بطاعته، والمثوى في خدمته، والمكث في دولته، واجتناب معصيته،
فان توفيتني اللهم قبل ذلك، فاجعلني يا رب فيمن يكر في رجعته، ويملك في
دولته، ويتمكن في أيامه، ويستظل تحت أعلامه، ويحشر في زمرته، وتقر
عينه برؤيته، بفضلك وإحسانك وكرمك وامتنانك، إنك ذو الفضل العظيم،

(1) ما بين العلامتين زيادة من النسخة المخطوطة التي أوعزنا إليه ص 31.
88

والمن القديم، والاحسام الكريم (1).
ثم صل في مكانك اثنتي عشرة ركعة واقرأ فيها ما شئت، واهدها له عليه السلام،
فإذا سلمت في كل ركعتين فسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وقل: اللهم أنت السلام
ومنك السلام، وإليك يعود السلام، حينا ربنا منك بالسلام، اللهم إن هذه
الركعات هدية مني إلى وليك وابن وليك، وابن أوليائك، الإمام ابن الأئمة
الخلف الصالح الحجة صاحب الزمان، فصل على محمد وآل محمد، وبلغه إياها و
أعطني أفضل أملي، ورجائي فيك وفي رسولك، صلواتك عليه وعلى آله أجمعين.
فإذا فرغت من الصلاة فادع بهذا الدعاء وهو دعاء مشهور يدعى به في غيبة
القائم عليه السلام وهو: اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف رسولك
اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني
حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ظللت عن ديني، اللهم لا تمتني ميتة جاهلية
ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني.
اللهم فكما هديتني بولاية من فرضت علي طاعة من ولاة أمرك بعد رسولك
صلواتك عليه وآله، حتى واليت ولاة أمرك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفرا وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة
القائم المهدي صلواتك عليهم أجمعين.
اللهم فثبتني على دينك، واستعملني بطاعتك، ولين قلبي لولي أمرك، و
عافني مما امتحنت به خلقك، وثبتني على طاعة ولي أمرك، الذي سترته عن
خلقك، وبإذنك غاب عن بريتك، وأمرك ينتظر، وأنت العالم غير المعلم
بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الاذن له باظهار أمره، وكشف سره فصبرني
على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تأخير ما عجلت، ولا كشف ما
سترت، ولا البحث عما كتمت، ولا أنازعك في تدبيرك، ولا أقول لم وكيف، ولا
ما بال ولي الأمر لا يظهر، وقد امتلأت الأرض من الجور، وأفوض أموري

(1) مصباح الزائر ص 218 - 220.
89

كلها إليك
اللهم إني أسألك أن تريني ولي أمرك ظاهرا، نافذ الامر، مع علمي بأن
لك السلطان، والقدرة والبرهان، والحجة والمشية، والحول والقوة، فافعل
بي ذلك وبجميع المؤمنين، حتى ننظر إلى ولي أمرك صلواتك عليه وآله ظاهر
المقالة، واضح الدلالة، هاديا من الضلالة، شافيا من الجهالة، أبرز يا رب مشاهده
وثبت قواعده، واجعلنا ممن تقر عينه برؤيته، وأقمنا بخدمته، وتوفنا على
ملته، واحشرنا في زمرته.
اللهم أعذه من شر جميع خلقت وذرأت وبرأت وأنشأت وصورت،
واحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، بحفظك الذي لا يضيع من
حفظته به، واحفظ فيه رسولك ووصي رسولك عليه وآله السلام، ومد عمره
وزد في أجله، وأعنه على ما وليته واسترعيته، وزد في كرامتك له، فإنه الهادي
المهدي، والقائم المهتدي، والطاهر التقي، الزكي النقي، الرضي المرضى
الصابر الشكور المجتهد.
اللهم ولا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته، وانقطاع خبره عنا، ولا تنسنا
ذكره وانتظاره والايمان به، وقوة اليقين في ظهوره، والدعاء له، والصلاة عليه
حتى لا تقنطنا غيبته من قيامه، ويكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك
صلواتك عليه وآله، وما جاء به من وحيك وتنزيلك، فقو قلوبنا على الايمان به
حتى تسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة الوسطى
وقونا على طاعته، وثبتنا على متابعته، واجعلنا في حزبه وأعوانه وأنصاره
والراضين بفعله، ولا تسلبنا ذلك في حياتنا، ولا عند وفاتنا، حتى تتوفانا و
نحن على ذلك لا شاكين ولا ناكثين ولا مرتابين ولا مكذبين
اللهم عجل فرجه وأيده بالنصر، وانصر ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم
على من نصب له وكذب به، وأظهر به الحق، وأمت به الجور، واستنقذ به
عبادك المؤمنين من الذل، وانعش به البلاد، واقتل به الجبابرة والكفرة، واقصم به
90

رؤوس الضلالة، وذلل به الجبارين والكافرين، وأبر به المنافقين والناكثين وجميع
المخالفين والملحدين، في مشارق الأرض ومغاربها وبرها وسهلها وجبلها، حتى لا تدع
منهم ديارا، ولا تبقى لهم آثارا، طهر منهم بلادك، واشف منهم صدور عبادك، وجدد
به ما امتحى من دينك وأصلح به ما بدل من حكمك، وغير من سنتك، حتى يعود
دينك به وعلى يديه غضا جديدا صحيحا لا عوج فيه، ولا بدعة معه، حتى تطفئ بعدله
نيران الكافرين، فإنه عبدك الذي استخلصته لنفسك، وارتضيته لنصر دينك، و
اصطفيته بعلمك، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب، [وأطلعته على الغيوب]
وأنعمت عليه، وطهرته من الرجس، ونقيته من الدنس.
اللهم فصل عليه وعلى آبائه الأئمة الطاهرين وعلى شيعته المنتجبين، وبلغهم
من أيامهم ما يأملون، واجعل ذلك منا خالصا من كل شك وشبهة ورياء وسمعة، حتى
لا نريد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك.
اللهم إنا نشكو إليك فقد نبينا، وغيبة إمامنا، وشدة الزمان علينا
ووقوع الفتن بنا، وتظاهر الأعداء. وكثرة عدونا، وقلة عددنا، اللهم فافرج
ذلك عنا بفتح منك تعجله، ونصر منك تعزه، وإمام عدل تظهره، إله الحق
آمين.
اللهم إنا نسألك أن تأذن لوليك في إظهار عدلك في عبادك، وقتل أعدائك
في بلادك، حتى لا تدع للجور يا رب دعامة إلا قصمتها، ولا بقية إلا أفنيتها
ولا قوة إلا أوهنتها، ولا ركنا إلا هدمته، ولا حدا إلا فللته، ولا سلاحا إلا أذللته
ولا راية إلا نكستها، ولا شجاعا إلا قتلته، ولا جيشا إلا خذلته، وارمهم يا رب
بحجرك الدامغ، واضربهم بسيفك القاطع، وبأسك الذي لا ترد عن القوم المجرمين
وعذب أعداءك وأعداء وليك وأعداء رسولك صلواتك عليه وآله بيد وليك
وأيدي عبادك المؤمنين.
اللهم اكف وليك وحجتك في أرضك هول عدوه، وكيد من أراده، وامكر
بمن مكر به، واجعل دائرة السوء على من أراد به سوء، واقطع عنه مادتهم،
91

وأرعب له قلوبهم، وزلزل أقدامهم، وخذهم جهرة وبغتة، وشدد عليهم عذابك
وأخزهم في عبادك، والعنهم في بلادك، وأسكنهم أسفل نارك، وأحط بهم أشد عذابك
وأصلهم نارا، واحش قبور موتاهم نارا، وأصلهم حر نارك، فإنهم أضاعوا
الصلوات، واتبعوا الشهوات، وأضلوا عبادك، وأخربوا بلادك.
اللهم وأحي بوليك القرآن، وأرنا نوره سرمدا لا ليل فيه، وأحي به
القلوب الميتة، واشف به الصدور الوغرة، واجمع به الأهواء المختلفة على الحق
وأقم به الحدود المعطلة، والاحكام المهملة، حتى لا يبقى حق إلا ظهر، ولا عدل
إلا زهر، واجعلنا يا رب من أعوانه، ومقوية سلطانه، والمؤتمرين لامره
والراضين بفعله، والمسلمين لاحكامه، وممن لا حاجة به إلى التقية من خلقك.
وأنت يا رب الذي تكشف الضر، وتجيب المضطر إذا دعاك، وتنجي من
الكرب العظيم، فاكشف الضر عن وليك، واجعله خليفة في أرضك، كما
ضمنت له.
اللهم لا تجعلني من خصماء آل محمد عليهم السلام، ولا تجعلني من أعداء آل محمد عليهم السلام
ولا تجعلني من أهل الحنق والغيظ على محمد وآل محمد عليهم السلام، فاني أعوذ بك من ذلك
فأعذني، وأستجير بك فأجرني، اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك فائزا
في الدنيا والآخرة ومن المقربين، آمين يا رب العالمين (1)
زيارة أخرى له صلوات الله عليه وهي المعروفة بالندبة خرجت من الناحية
المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمد بن عبد الله الحميري رحمه الله وأمر أن تتلى
في السرداب المقدس وهي:
بسم الله الرحمن الرحيم لا لأمر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون،
حكمة بالغة فما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون، السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين، سلام على آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين، والله ذو الفضل العظيم
لمن يهديه صراطه المستقيم، قد آتاكم الله يا آل يسين خلافته، وعلم مجاري

(1) مصباح الزائر: ص 220 - 223.
92

أمره فيما قضاه ودبره، ورتبه وأراده في ملكوته، فكشف لكم الغطاء وأنتم خزنته
وشهداؤه وعلماؤه وامناؤه، وساسة العباد، وأركان البلاد، وقضاة الاحكام، وأبواب
الايمان، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ومن
تقديره منايح العطاء بكم إنفاذه محتوما مقرونا، فما شئ منا إلا وأنتم له السبب
وإليه السبيل، خياره لوليكم نعمة، وانتقامه من عدوكم سخطة، فلا نجاة ولا مفزع
إلا أنتم، ولا مذهب عنكم، يا أعين الله الناظرة، وحملة معرفته، ومساكن توحيده
في أرضه وسمائه. وأنت يا مولاي ويا حجة الله وبقيته كمال نعمته، ووارث
أنبيائه وخلفائه، ما بلغناه من دهرنا، وصاحب الرجعة لوعد ربنا، التي فيها دولة
الحق وفرجنا، ونصر الله لنا وعزنا.
السلام عليك أيها العلم المنصوب، والعلم المصبوب، والغوث والرحمة
الواسعة، وعدا غير مكذوب، السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع، الذي
بعين الله مواثيقه، وبيد الله عهوده، وبقدرة الله سلطانه، أنت الحكيم الذي لا تعجله
الغضبة، والكريم الذي لا تبخله الحفيظة، والعالم الذي لا تجهله الحمية،
مجاهدتك في الله ذات مشية الله، ومقارعتك في الله ذات انتقام الله، وصبرك في الله ذو أناة
الله، وشكرك لله ذو مزيد الله ورحمته.
السلام عليك يا محفوظا بالله! الله نور أمامه وورائه ويمينه وشماله،
وفوقه وتحته، السلام عليك يا مخزونا في قدرة الله نور سمعه وبصره، السلام
عليك يا وعد الله الذي ضمنه، ويا ميثاق الله الذي أخذه ووكده، السلام عليك يا
داعي الله وديان دينه، السلام عليك يا خليفة الله وناصر حقه، السلام عليك يا
حجة الله ودليل إرادته، السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه، السلام عليك
في آناء الليل والنهار، السلام عليك يا بقية الله في أرضه، السلام عليك حين
تقوم، السلام عليك حين تقعد، السلام عليك حين تقرأ وتبين، السلام عليك
حين تصلي وتقنت، السلام عليك حين تركع وتسجد، السلام عليك حين تعوذ
وتسبح، السلام عليك حين تهلل وتكبر، السلام عليك حين تحمد وتستغفر،
93

السلام عليك حين تمجد وتمدح، السلام عليك حين تمسي وتصبح.
السلام عليك في الليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، السلام عليك في
الآخرة والأولى، السلام عليكم يا حجج الله ودعاتنا، وهداتنا ورعاتنا، وقادتنا وأئمتنا
وسادتنا وموالينا، السلام عليكم أنتم نورنا، وأنتم جاهنا أوقات صلواتنا، وعصمتنا
بكم لدعائنا وصلاتنا وصيامنا واستغفارنا وسائر أعمالنا، السلام عليك أيها الامام
المأمون، السلام عليك أيها الامام المأمول، السلام عليك بجوامع السلام.
اشهد يا مولاي أني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا
عبده ورسوله، لا حبيب إلا هو وأهله، وأن أمير المؤمنين حجته، وأن الحسن حجته
وأن الحسين حجته، وأن علي بن الحسين حجته، وأن محمد بن علي حجته، وأن
جعفر بن محمد حجته، وأن موسى بن جعفر حجته، وأن علي بن موسى حجته، وأن محمد
ابن علي حجته، وأن علي بن محمد حجته، وأن الحسن بن علي حجته، وأنت حجته
وأن الأنبياء دعاة وهداة رشدكم، أنتم الأول والاخر وخاتمته، وان رجعتكم
حق لا شك فيها، ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها
خيرا، وان الموت حق، وان المنكرا ونكيرا حق، وان النشر حق، والبعث
حق، وان الصراط حق، وان المرصاد حق، وان الميزان حق والحساب
حق، وان الجنة حق، والنار حق، والجزاء بهما، للوعد والوعيد حق
وأنكم للشفاعة حق لا تردون ولا تسبقون، بمشية الله وبأمره تعملون، ولله
الرحمة والكلمة العليا، وبيده الحسنى وحجة الله النعمى، خلق الجن والإنس
لعبادته، أراد من عباده عبادته، فشقي وسعيد، قد شقي من خالفكم، وسعد من
أطاعكم.
وأنت يا مولاي فاشهد بما أشهدتك عليه، تخزنه وتحفظه لي عندك أموت
عليه، وأنشر عليه، وأقف به وليا لك، بريئا من عدوك، ماقتا لمن أبغضكم،
وادا لمن أحببتم، فالحق ما رضيتموه، والباطل ما سخطتموه، والمعروف ما أمرتم
به، والمنكر ما نهيتم عنه، والقضاء المثبت ما استأثرت به مشيتكم، والمحو
94

ما لا استأثرت به سنتكم.
فلا إله إلا الله وحده لا شريك له، ومحمد عبده ورسوله، علي أمير المؤمنين
وحجة، الحسن حجته، الحسين حجته، على حجته، محمد حجته، جعفر
حجته، موسى حجته، علي حجته، محمد حجته، على حجته، الحسن حجته،
وأنت حجته، وأنتم حججه وبراهينه، أنا يا مولاي مستبشر بالبيعة التي أخذ الله
على شرطه، قتالا في سبيله اشترى به أنفس المؤمنين، فنفسي مؤمنة بالله وحده
لا شريك له، وبرسوله وبأمير المؤمنين وبكم يا موالي، أولكم وآخركم، ونصرتي
لكم معدة، ومودتي خالصة لكم، وبراءتي من أعدائكم: أهل الحردة
والجدال ثابتة، لثاركم أنا ولي وحيد، والله إله الحق جعلني بذلك، آمين
آمين، من لي إلا أنت فيما دنت واعتصمت بك فيه، تحرسني فيما تقربت به
إليك، يا وقاية الله وستره وبركته، أغنني أدنني أدركني صلني بك ولا تقطعني.
اللهم بهم إليك توسلي وتقربي، اللهم صل على محمد وآل محمد، وصلني
بهم ولا تقطعني، بحجتك اعصمني، وسلامك على آل يسين، مولاي أنت الجاه
عند الله ربك وربي إنه حميد مجيد، اللهم إني أسئلك باسمك الذي خلقته من
ذلك، واستقر فيك، فلا يخرج منك إلى شئ أبدا، أيا كينون أيا مكون أيا
متعال أيا متقدس أيا مترحم أيا مترئف أيا متحنن، أسئلك كما خلقته غضا
أن تصلي على محمد نبي رحمتك، وكلمة نورك، ووالد هداة رحمتك، واملا قلبي
نور اليقين، وصدري نور الايمان، وفكري نور الثبات، وعزمي نور التوفيق،
وذكائي نور العلم، وقوتي نور العمل، ولساني نور الصدق، وديني نور البصائر
من عندك، وبصري نور الضياء، وسمعي نور وعي الحكمة، ومودتي نور الموالاة
لمحمد وآله عليهم السلام، ونفسي نور قوة البراءة من أعداء محمد وأعداء آل محمد،
حتى ألقاك وقد وفيت بعهدك وميثاقك، فلتسعني رحمتك يا ولي يا حميد، بمرأى
آل محمد ومسمعك يا حجة الله دعائي، فوفني منجزات إجابتي، أعتصم بك، معك
95

معك معك سمعي ورضاي يا كريم (1).
أقول: قال مؤلف المزار الكبير: حدثنا الشيخ الفقيه أبو محمد عربي بن
مسافر رضي الله عنه بداره بالحلة في شهر ربيع الأول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة
وحدثني الشيخ أبو البقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون قالا جميعا: حدثنا
الشيخ الأمين الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال البغدادي - ره - بمشهد
مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، قال: حدثنا الشيخ المفيد
أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور عن والده أبي جعفر
الطوسي رضي الله عنه عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن أشناس البزاز، عن محمد
ابن أحمد بن يحيى القمي، عن محمد بن علي بن زنجويه القمي، عن محمد بن عبد الله
ابن جعفر الحميري.
قال: قال أبو علي الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبيد الله
الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، أخبره وأجاز له جميع
ما رواه أنه خرج إليه من الناحية المقدسة حرسها الله، بعد المسائل والصلاة
والتوجه أوله:
بسم الله الرحمن الرحيم: لا لأمر الله تعقلون، ولا من أوليائه تقبلون،
حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون، والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا
أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلام على
آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين، والله ذو الفضل العظيم، من يهديه
صراطه المستقيم.
التوجه: قد آتاكم الله يا آل ياسين خلافته ومجاري أمره.
أقول: وساق الدعاء إلى آخر ما مر، ثم قال - ره - في المزار الكبير: ذكر
التوجه إلى الحجة صاحب الزمان صلوات الله عليه بالزيارة بعد صلاة اثنتي
عشرة ركعة (2).

(1) مصباح الزائر ص 223 - 225.
(2) المزار الكبير ص 188.
96

قال أبو علي الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد الدعجلي
قال، أخبرنا أبو الحسين حمزة بن الحسن بن شبيب قال: عرفنا أبو -
عبد الله أحمد بن إبراهيم قال: شكوت إلى أبي جعفر محمد بن عثمان شوقي إلى
رؤية مولانا عليه السلام فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟ فقلت له: نعم، فقال لي
شكر الله لك شوقك وأراك وجهه في يسر وعافية، لا تلتمس يا أبا عبد الله أن تراه
فان أيام الغيبة تشتاق إليه ولا تسئل الاجتماع معه إنها عزائم الله والتسليم لها أولى
ولكن توجه إليه بالزيارة، وأما كيف يعمل وما املاه؟ عند محمد بن علي فانسخوه
من عنده، وهو التوجه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة تقرأ
قل هو الله أحد في جميعها ركعتين ركعتين، ثم تصلي على محمد وآله وتقول قول الله جل
اسمه: سلام على آل ياسين، ذلك هو الفضل المبين، من عند الله، والله ذو الفضل
العظيم، إمامه من يهديه صراطه المستقيم، وقد آتاكم الله خلافته يا آل ياسين.
وذكرنا في الزيارة وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين (1).
أقول: ولعله أشار بقوله وذكرنا في الزيارة إلى أنه يتلو بعد ذلك زيارة
الندبة كما مر، فظهر من هذا الخبر أن الصلاة قبل الزيارة وأنها اثنتا
عشرة ركعة.
ثم قال السيد رحمه الله: زيارة أخرى له صلوات الله عليه تصلي ركعتين
وتقول بعدهما: سلام الله الكامل التام، الشامل العام، وصلواته وبركاته
الدائمة، على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده، وخليفته في خلقه وعباده،
وسلالة النبوة، وبقية العترة والصفوة، صاحب الزمان، ومظهر الايمان،
ومعلن أحكام القرآن، ومطهر الأرض، وناشر العدل في الطول والعرض،
والحجة القائم المهدي، الإمام المنتظر المرضي، الطاهر ابن الأئمة المعصومين
السلام عليك يا وارث علم النبيين، ومستودع حكم الوصيين، السلام عليك
يا عصمة الدين، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين، السلام عليك

(1) المزار الكبير ص 194.
97

يا مذل الكافرين المتكبرين.
السلام عليك يا مولاي صاحب الزمان، يا ابن رسول الله، السلام عليك
يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء، سيدة نساء العالمين
السلام عليك يا ابن الأئمة الحجج على الخلق أجمعين، السلام عليك يا مولاي
سلام مخلص لك في الولاء، أشهد أنك الامام المهدى قولا وفعلا، وأنك الذي
تملأ الأرض قسطا وعدلا، عجل الله فرجك، وسهل مخرجك، وقرب زمانك
وكثر أنصارك وأعوانك، وأنجز لك وعدك، فهو أصدق القائلين " ونريد أن نمن
على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " يا مولاي حاجتي
كذا وكذا فاشفع لي إلى ربك في نجاحها، وادع بما أحببت وتنصرف ولا تحول
وجهك حتى تخرج من الباب (1).
أقول: سيأتي سند هذه الزيارة في باب رقاع الحوائج وفيه أنه يقرأ في
الركعة الأولى بعد الفاتحة سورة إنا فتحنا، وفي الثانية إذا جاء نصر الله.
زيارة أخرى له عليه السلام قد تقدم ذكر الاستيذان في أول زيارته عليه السلام فأغنى
ذلك عن الإعادة في كل زيارة، فإذا دخلت بعد الاذن فقل: السلام عليك يا خليفة
الله في أرضه، وخليفة رسوله وآبائه الأئمة المعصومين المهديين، السلام عليك
يا حافظ أسرار رب العالمين، السلام عليك يا وارث علم المرسلين، السلام عليك
يا بقية الله من الصفوة المنتجبين، السلام عليك يا ابن الأنوار الزاهرة، السلام
عليك يا ابن الأشباح الباهرة، السلام عليك يا ابن الصور النيرة الطاهرة، السلام
عليك يا وارث كنز العلوم الإلهية، السلام عليك يا حافظ مكنون الاسرار الربانية
السلام عليك يا من خضعت له الأنوار المجدية، السلام عليك يا باب الله الذي
لا يؤتي إلا منه، السلام عليك يا سبيل الله الذي من سلك غيره هلك، السلام
عليك يا حجاب الله الأزلي القديم، السلام عليك يا ابن شجرة طوبى وسدرة
المنتهى، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى، السلام عليك يا حجة الله التي

(1) مصباح الزائر ص 225 - 226.
98

لا تخفى، السلام عليك يا لسان الله المعبر عنه، السلام عليك يا وجه الله المتقلب
بين أظهر عباده، سلام من عرفك بما تعرفت به إليه، ونعتك ببعض نعوتك التي
أنت أهلها وفوقها.
أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقي، وأن حزبك هم الغالبون،
وأولياءك هم الفائزون، وأعداءك هم الخاسرون، وأنك حائز كل علم، وفاتق
كل رتق، ومحقق كل حق، ومبطل كل باطل، وسابق لا يلحق، رضيت
بك يا مولاي إماما وهاديا، ووليا ومرشدا، لا أبتغي بك بدلا، ولا أتخذ من دونك
وليا، وأنك الحق الثابت الذي لا ريب فيه، لا أرتاب ولا أغتاب لأمد الغيبة،
ولا أتحير لطول المدة، وأن وعد الله بك حق، ونصرته لدينه بك صدق، طوبى
لمن سعد بولايتك، وويل لمن شقى بجحودك، وأنت الشافع المطاع الذي
لا يدافع، ذخرك الله سبحانه لنصرة الدين، وإعزاز المؤمنين، والانتقام من
الجاحدين، الأعمال موقوفة على ولايتك، والأقوال معتبرة بإمامتك، من
جاء بولايتك واعترف بإمامتك قبلت أعماله، وصدقت أقواله، وتضاعف له
الحسنات، وتمحى عنه السيئات، ومن زل عن معرفتك، واستبدل بك غيرك،
أكبه الله على منخريه في النار، ولم يقبل له عملا، ولم يقم له يوم
القيامة وزنا.
أشهد يا مولاي أن مقالي ظاهره كباطنه، وسره كعلانيته، وأنت الشاهد
علي بذلك وهو عهدي إليك، وميثاقي المعهود لديك إذ أنت نظام الدين، وعز
الموحدين، ويعسوب المتقين، وبذلك أمرني فيك رب العالمين.
فلو تطاولت الدهور وتمادت الاعصار، لم أزدد بك إلا يقينا، ولك إلا
حبا، وعليك إلا اعتمادا، ولظهورك إلا توقعا، ومرابطة بنفسي ومالي وجميع
ما أنعم به على ربي، فان أدركت أيامك الزاهرة، وأعلامك الظاهرة، ودولتك
القاهرة، فعبد من عبيدك، معترف بحقك، متصرف بين أمرك ونهيك، أرجو
99

بطاعتك الشهادة بين يديك، وبولايتك السعادة فيما لديك، وإن أدركني الموت
قبل ظهورك فأتوسل بك إلى الله سبحانه أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعل لي
كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لابلغ من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك
فؤادي، يا مولاي وقفت في زيارتي إياك موقف الخاطئين، المستغفرين النادمين
أقول: عملت سوء وظلمت نفسي، وعلى شفاعتك يا مولاي متكلي ومعولي، وأنت
ركني وثقتي، ووسيلتي إلى ربي، وحسبي بك وليا ومولى وشفيعا، والحمد
لله الذي هداني لولايتك، وما كنت لأهتدي لولا أن هداني الله حمدا يقتضى ثبات
النعمة، وشكرا بوجب المزيد من فضله، والسلام عليك يا مولاي وعلى آبائك
موالي الأئمة المهتدين، ورحمة الله وبركاته، وعلي منكم السلام.
ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم بيانها في الزيارة الأولى فإذا فرغت منها
فقل: اللهم صل على محمد وأهل بيته، الهادين المهديين، العلماء الصادقين
الأوصياء المرضيين، دعائم دينك، وأركان توحيدك، وتراجمة وحيك، وحججك
على خلقك، وخلفائك في أرضك، فهم الذين اخترتهم لنفسك، واصطفيتهم على
عبادك، وارتضيتهم لدينك، وخصصتهم بمعرفتك، وجللتهم بكرامتك، وغذيتهم
بحكمتك، وغشيتهم برحمتك، وزينتهم بنعمتك، وألبستهم من نورك ورفعتهم
في ملكوتك، وحففتهم بملائكتك وشرفتهم بنبيك.
اللهم صل على محمد وعليهم صلاة زاكية نامية، كثيرة طيبة دائمة، لا يحيط
بها إلا أنت، ولا يسعها إلا علمك، ولا يحصيها أحد غيرك، اللهم صل على وليك
المحيي لسنتك، القائم بأمرك، الداعي إليك، الدليل عليك، وحجتك على
خلقك، وخليفتك في أرضك، وشاهدك على عبادك.
اللهم أعز نصره، وامدد في عمره، وزين الأرض بطول بقائه، اللهم
اكفه بغي الحاسدين، وأعذه من شر الكائدين، وازجر عنه إرادة الظالمين،
وخلصه من أيدي الجبارين، اللهم أعطه في نفسه وذريته، وشيعته ورعيته، و
100

خاصته وعامته، ومن جميع أهل الدنيا ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وبلغه
أفضل أمله في الدنيا والآخرة إنك على كل شئ قدير. ثم ادع الله بما
أحببت (1).
زيارة أخرى مستحسنة يزار بها صلوات الله عليه وسلامه تقول: السلام على
الحق الجديد، والعالم الذي علمه لا يبيد، السلام على محيي المؤمنين، ومبير
الكافرين، السلام على مهدي الأمم، وجامع الكلم، السلام على خلف السلف،
وصاحب الشرف، السلام على حجة المعبود، وكلمة المحمود، السلام على
معز الأولياء، ومذل الأعداء، السلام على وارث الأنبياء، وخاتم الأوصياء
السلام على القائم المنتظر، والعدل المشتهر، السلام على السيف الشاهر، والقمر
الزاهر، والنور الباهر، السلام على شمس الظلام، وبدر التمام، السلام على
ربيع الأنام، ونضرة الأيام، السلام على صاحب الصمصام، وفلاق الهام، السلام
على صاحب الدين المأثور، والكتاب المسطور، السلام على بقية الله في بلاده،
وحجته على عباده، المنتهى إليه مواريث الأنبياء، ولديه موجود آثار الأصفياء،
المؤتمن على السر، والولي للامر.
السلام على المهدي، الذي وعد الله عز وجل به الأمم، أن يجمع به الكلم
ويلم به الشعث، ويملا به الأرض قسطا وعدلا، ويمكن له، وينجز به وعد
المؤمنين، أشهد يا مولاي أنك والأئمة من آبائك، أئمتي وموالي، في الحياة
الدنيا ويوم يقوم الاشهاد، أسئلك يا مولاي أن تسأل الله تبارك وتعالى في صلاح
شأني، وقضاء حوائجي، وغفران ذنوبي، والاخذ بيدي في ديني ودنياي وآخرتي
لي ولإخواني وأخواتي المؤمنين والمؤمنات كافة، إنه غفور رحيم.
ثم صل صلاة الزيارة بما قدمناه فإذا فرغت فقل: اللهم صل على حجتك
في أرضك، وخليفتك في بلادك، الداعي إلى سبيلك، والقائم بقسطك، والفائز
بأمرك، ولي المؤمنين، ومبير الكافرين ومجلي الظلمة، ومنير الحق،

(1) مصباح الزائر ص 226 - 228.
101

والصادع بالحكمة، والموعظة الحسنة والصدق، وكلمتك وعيبتك وعينك في
أرضك، المترقب الخائف، الولي الناصح، سفينة، النجاة وعلم الهدى، ونور
أبصار الورى، وخير من تقمص وارتدى، والوتر الموتور، ومفرج الكرب،
ومزيل الهم، وكاشف البلوى، صلوات الله عليه وعلى آبائه الأئمة الهادين، و
القادة الميامين، ما طلعت كواكب الأسحار، وأورقت الأشجار، وأينعت الأثمار
واختلف الليل والنهار، وغردت الأطيار.
اللهم انفعنا بحبه، واحشرنا في زمرته، وتحت لوائه، إله الحق آمين
رب العالمين.
(الصلاة عليه صلى الله عليه): اللهم صل على محمد وأهل بيته، وصل على
ولي الحسن ووصيه ووارثه، القائم بأمرك، والغائب في خلقك، والمنتظر
لإذنك.
اللهم صل عليه وقرب بعده، وأنجز وعده، وأوف عهده، واكشف عن
بأسه حجاب الغيبة، وأظهر بظهوره صحائف المحنة، وقدم أمامه الرعب، وثبت
به القلب، وأقم به الحرب، وأيده بجند من الملائكة مسومين، وسلطه على
أعداء دينك أجمعين، وألهمه أن لا يدع منهم ركنا إلا هده، ولا هاما إلا قده
ولا كيد إلا رده، ولا فاسقا إلا حده، ولا فرعون إلا أهلكه، ولا سترا إلا
هتكه، ولا علما إلا نكسه، ولا سلطانا إلا كبسه، ولا رمحا إلا قصفه، ولا
مطردا إلا خرقه، ولا حندا إلا فرقه، ولا منبرا إلا أحرقه، ولا سيفا إلا كسره
ولا صنما إلا رضه ولا دما إلا أراقه، ولا جورا إلا أباده، ولا حصنا إلا هدمه
ولا بابا إلا ردمه، ولا قصرا إلا أخربه، ولا مسكنا إلا فتشه، ولا سهلا إلا
أوطنه، ولا جبلا إلا صعده، ولا كنزا إلا أخرجه، برحمتك يا أرحم
الراحمين (1).
زيارة أخرى يزار بها مولانا صاحب الامر صلوات الله عليه: إذا زرت العسكريين

(1) مصباح الزائر ص 228 - 229.
102

صلوات الله عليهما فأت إلى السرداب وقف ماسكا جانب الباب كالمستأذن وسم،
وانزل وعليك السكينة والوقار، وصل ركعتين في عرصة السرداب وقل:
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر، ولله الحمد، الحمد لله الذي
هدانا لهذا، وعرفنا أولياؤه وأعداءه، ووفقنا لزيارة أئمتنا ولم يجعلنا من المعاندين
الناصبين، ولا من الغلاة المفوضين، ولا من المرتابين المقصرين، السلام على
ولي الله وابن أوليائه، السلام على المدخر لكرامة [أولياء] ظ الله وبوار أعدائه
السلام على نور الذي أراد أهل الكفر إطفاءه، فأبى الله إلا أن يتم نوره بكرههم
وأيده بالحياة حتى يظهر على يده الحق برغمهم، أشهد أن الله اصطفاك صغيرا
وأكمل لك علومه كبيرا، وأنك حي لا تموت حتى تبطل الجبت والطاغوت.
اللهم صل عليه وعلى خدامه وأعوانه، على غيبته ونأيه، واستره سترا
عزيزا واجعل له معقلا حريزا واشدد اللهم وطأتك على معانديه، واحرس مواليه
وزائريه. اللهم كما جعلت قلبي بذكره معمورا، فاجعل سلاحي بنصرته مشهورا
وإن حال بيني وبين لقائه الموت الذي جعلته على عبادك حتما، وأقدرت به على
خليفتك رغما، فابعثني عند خروجه، ظاهرا من حفرتي، مؤتزرا كفني، حتى
أجاهد بين يديه، في الصف الذي أثنيت على أهله في كتابك، فقلت " كأنهم
بنيان مرصوص ".
اللهم طال الانتظار، وشمت بنا الفجار، وصعب علينا الانتصار، اللهم أرنا
وجه وليك الميمون، في حياتنا وبعد المنون، اللهم إني أدين لك بالرجعة،
بين يدي صاحب هذه البقعة، الغوث الغوث الغوث، يا صاحب الزمان، قطعت
في وصلتك الخلان، وهجرت لزيارتك الأوطان، وأخفيت أمري عن أهل البلدان
لتكون شفيعا عند ربك وربي، وإلى آبائك وموالي في حسن التوفيق لي،
وإسباغ النعمة علي، وسوق الاحسان إلى.
اللهم صل على محمد وآل محمد، أصحاب الحق، وقادة الخلق، واستجب
مني ما دعوتك، وأعطني ما لم أنطق به في دعائي، من صلاح ديني ودنياي، إنك
103

حميد مجيد، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
ثم ادخل الصفة فصل ركعتين وقل: اللهم عبدك الزائر في فناء وليك
المزور، الذي فرضت طاعته على العبيد والأحرار، وأنقذت به أولياءك من عذاب
النار، اللهم اجعلها زيارة مقبولة ذات دعاء مستجاب من مصدق بوليك غير مرتاب
اللهم لا تجعله آخر العهد به ولا بزيارته، ولا تقطع أثري من مشهده، وزيارة
أبيه وجده، اللهم أخلف علي نفقتي، وانفعني بما رزقتني، في دنياي وآخرتي
لي ولإخواني وأبوي وجميع عترتي، أستودعك الله أيها الامام الذي تفوز به
المؤمنون، ويهلك على يديه الكافرون المكذبون.
يا مولاي يا ابن الحسن بن علي جئتك زائرا لك ولابيك وجدك متيقنا الفوز
بكم، معتقدا إمامتكم، اللهم اكتب هذه الشهادة والزيارة لي عندك في عليين
وبلغني بلاغ الصالحين، وانفعني بحبهم يا رب العالمين (1).
أقول: أورد محمد بن المشهدي هذه الزيارة في المزار الكبير مثلها سواء (2)
ثم قال السيد رضي الله عنه: ذكر بعض أصحابنا قال: قال محمد بن علي
ابن أبي قرة نقلت من كتاب محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري رضي الله عنه دعاء
الندبة وذكر أنه الدعاء لصاحب الزمان صلوات الله عليه، ويستحب أن يدعى
به في الأعياد الأربعة وهو:
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله وسلم تسليما، اللهم
لك الحمد على ما جرى به قضاؤك في أوليائك، الذين استخلصتهم لنفسك ودينك،
إذ اخترت لهم جزيل ما عندك، من النعيم المقيم، الذي لا زوال له ولا اضمحلال
بعد أن شرطت عليهم الزهد في درجات هذه الدنيا الدنية وزخرفها وزبرجها
فشرطوا لك ذلك، وعلمت منهم الوفاء به، فقبلتهم وقربتهم وقدمت لهم الذكر
العلي، والثناء الجلي، وأهبطت عليهم ملائكتك. وكرمتهم بوحيك، ورفدتهم

(1) مصباح الزائر ص 229 - 230.
(2) المزار الكبير ص 216 - 217.
104

بعلمك، وجعلتهم الذرائع إليك، والوسيلة إلى رضوانك.
فبعض أسكنته جنتك إلى أن أخرجته منها، وبعضهم حملته في فلكك ونجيته
مع من آمن معه من الهلكة برحمتك، وبعض اتخذته لنفسك خليلا، وسألك
لسان صدق في الآخرة فأجبته، وجعلت ذلك عليا، وبعض كلمته من شجرة تكليما
وجعلت له من أخيه ردءا ووزيرا، وبعض أولدته من غير أب، وآتيته البينات
وأيدته بروح القدس، وكل شرعت له شريعة، ونهجت له منهاجا وتخيرت له
أوصياء مستحفظا بعد مستحفظ، من مدة إلى مدة، إقامة لدينك، وحجة على
عبادك، ولئلا يزول الحق عن مقره، ويغلب الباطل على أهله، ولئلا يقول
أحد " لولا أرسلت إلينا رسولا منذرا، وأقمت لنا علما هاديا، فنتبع آياتك من قبل
أن نذل ونخزى ".
إلى أن انتهيت بالامر إلى حبيبك ونجيبك محمد صلى الله عليه وآله، فكان كما انتجبته،
سيد من خلقته، وصفوة من اصطفيته، وأفضل من اجتبيته، وأكرم من اعتمدته
قدمته على أنبيائك، وبعثته إلى الثقلين من عبادك، وأوطأته مشارقك ومغاربك
وسخرت له البراق، وعرجت بروحه إلى سمائك، وأودعته علم ما كان وما يكون
إلى انقضاء خلقك، ثم نصرته بالرعب، وحففته بجبرئيل وميكائيل والمسومين
من ملائكتك، ووعدته أن تظهر دينه على الدين كله، ولو كره المشركون
وذلك بعد أن بوأته مبوأ صدق من أهله، وجعلت له ولهم أول بيت وضع للناس
للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين، فيه آيات بينات مقام إبراهيم، ومن دخله
كان آمنا، وقلت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا.
ثم جعلت أجر محمد صلواتك عليه وآله مودتهم في كتابك، فقلت: لا
أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى، وقلت: ما سألتكم من أجر فهو لكم،
وقلت: ما أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا، فكانوا هم
السبيل إليك، والمسلك إلى رضوانك.
105

فلما انقضت أيامه، قام وليه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهما وعلى
آلهما هاديا، إذ كان هو المنذر ولكل قوم هاد، فقال والملا أمامه: من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره،
واخذل من خذله، وقال: من كنت نبيه فعلي أميره، وقال: أنا وعلي
من شجرة واحدة، وسائر الناس من شجر شتى، وأحله محل هارون من موسى،
فقال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وزوجه ابنته
سيدة نساء العالمين، وأحل له من مسجده ما حل له، وسد الأبواب إلا بابه،
ثم أودعه علمه وحكمته، فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد الحكمة
فليأتها من بابها، ثم قال: أنت أخي ووصيي ووارثي، لحمك لحمي ودمك
دمي، وسلمك سلمي، وحربك حربي، والايمان مخالط لحمك ودمك كما خالط
لحمي ودمي، وأنت غدا على الحوض خليفتي، وأنت تقضي ديني وتنجز عداتي
وشيعتك على منابر من نور، مبيضة وجوههم حولي في الجنة، وهم جيراني
ولولا أنت يا علي لم يعرف المؤمنون بعدي.
وكان بعده هدى من الضلال، ونورا من العمى، وحبل الله المتين،
وصراطه المستقيم، لا يسبق بقرابة في رحم، ولا بسابقة في دين، ولا يلحق في منقبة
يحذو حذو الرسول صلى الله عليهما وآلهما، ويقاتل على التأويل، ولا تأخذه
في الله لومة لائم، قد وتر فيه صناديد العرب، وقتل أبطالهم، وناهش ذؤبانهم،
فأودع قلوبهم أحقادا بدرية وخيبرية وحنينية وغيرهن، فأضبت على عداوته،
وأكبت على منابذته حتى قتل الناكثين والقاسطين والمارقين.
ولما قضى نحبه، وقتله أشقى الآخرين، يتبع أشقى الأولين، لم يمتثل
أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في الهادين بعد الهادين، والأمة مصرة على مقته، مجتمعة
على قطيعة رحمه، وإقصاء ولده إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم، فقتل
من قتل، وسبي من سبي، واقصي من اقصي، وجرى القضاء لهم بما يرجى له
حسن المثوبة، وكانت الأرض لله، يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة للمتقين
106

وسبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، ولن يخلف الله وعده هو
العزيز الحكيم.
فعلى الأطائب من أهل بيت محمد وعلي صلى الله عليهما وآلهما فليبك الباكون
وإياهم فليندب النادبون، ولمثلهم فلتدر الدموع، وليصرخ الصارخون،
ويعج العاجون، أين الحسن، أين الحسين، أين أبناء الحسين، صالح بعد صالح
وصادق بعد صادق، أين السبيل بعد السبيل، أين الخيرة بعد الخيرة، أين
الشموس الطالعة، أين الأقمار المنيرة، أين الأنجم الزاهرة، أين أعلام
الدين، وقواعد العلم.
أين بقية الله التي لا تخلو من العترة الهادية، أين المعد لقطع دابر
الظلمة، أين المنتظر لإقامة الأمت والعوج، أين المرتجى لإزالة الجور والعدوان
أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن، أين المتخير لإعادة الملة والشريعة،
أين المؤمل لاحياء الكتاب وحدوده، أين محيى معالم الدين وأهله، أين قاصم
شوكة المعتدين، أين هادم أبنية الشرك والنفاق، أين مبيد أهل الفسوق و
العصيان والطغيان، أين حاصد فروع الغي والنفاق، أين طامس آثار الزيغ
والأهواء، أين قاطع حبائل الكذب والافتراء، أين مبيد العتاة والمردة، أين
مستأصل أهل العناد والتضليل والالحاد، أين معز الأولياء ومذل الأعداء
أين جامع الكلم على التقوى، أين باب الله الذي منه يؤتى، أين وجه الله الذي
يتوجه إليه الأولياء، أين السبب المتصل بين الأرض والسماء، أين صاحب يوم
الفتح وناشر راية الهدى، أين مؤلف شمل الصلاح والرضا، أين الطالب بذحول
الأنبياء، أين المطالب بكربلا، أين المنصور على من اعتدى عليه وافترى، أين
المضطر الذي يجاب إذا دعى، أين صدر الخلائف ذو البر والتقوى.
أين ابن النبي المصطفى، وابن علي المرتضى، وابن خديجة الغراء
وابن فاطمة الكبرى، بأبي أنت وأمي ونفسي لك الوقاء والحمى، يا ابن السادة
المقربين، يا ابن النجباء الأكرمين يا ابن الهداة المهديين، يا ابن الغطارفة الأنجبين
107

يا ابن الأطائب المستظهرين، يا ابن الخضارمة المنتجبين، يا ابن القماقمة الأكبرين
يا ابن البدور المنيرة، يا ابن السرج المضيئة، يا ابن الشهب الثاقبة يا ابن الأنجم
الزاهرة، يا ابن السبل الواضحة، يا ابن الاعلام اللائحة، يا ابن العلوم الكاملة،
يا ابن السنن المشهورة، يا ابن المعالم المأثورة، يا ابن المعجزات الموجودة، يا ابن
الدلائل المشهودة، يا ابن الصراط المستقيم، يا ابن النباء العظيم، يا ابن من هو في أم الكتاب
لدى الله علي حكيم.
يا ابن الآيات والبينات، يا ابن الدلائل الظاهرات، يا ابن البراهين الباهرات
يا ابن الحجج البالغات، يا ابن النعم السابغات، يا ابن طه والمحكمات، يا ابن يس
والذاريات، يا ابن الطور والعاديات، يا ابن من دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو
أدنى دنوا واقترابا من العلي الاعلى.
ليت شعري أين استقرت بك النوى، بل أي أرض تقلك أو ثرى، أبرضوي
أم غيرها أم ذي طوى عزيز على أن أرى الخلق ولا ترى، ولا أسمع لك حسيسا
ولا نجوى، عزيز علي أن تحيط بك دوني البلوى، ولا ينالك مني ضجيج ولا
شكوى.
بنفسي أنت من مغيب لم يخل منا، بنفسي أنت من نازح ما نزح عنا، بنفسي
أنت أمنية شائق يتمنى، من مؤمن ومؤمنة ذكرا فحنا، بنفسي أنت من عقيد
عز لا يسامى، بنفسي أنت من أثيل مجد لا يجازى، بنفسي أنت من تلاد نعم لا تضاهي
بنفسي أنت من نصيف شرف لا يساوي.
إلى متى أجار فيك يا مولاي وإلى متى؟ وأي خطاب أصف فيك وأي
نجوى، عزيز علي أن أجاب دونك وأناغى، عزيز علي أن أبكيك ويخذلك
الوري، عزيز علي أن يجري عليك دونهم ما جرى.
هل من معين فأطيل معه العويل والبكاء هل من جزوع فأساعد جزعه إذا
خلا، هل قذيت عين فساعدتها عيني على القذى، هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى
هل يتصل يومنا بغده فنحظى، متى نرد مناهلك الروية فنروي، متى ننتفع
108

من عذب مائك فقد طال الصدى، متى نغاديك ونراوحك فنقر منها عينا، متى
ترانا نراك وقد نشرت لواء النصر ترى، أترانا نحف بك وأنت تؤم الملاء و
قد ملأت الأرض عدلا، وأذقت أعداءك هوانا وعقابا، وأبرت العتاة وجحدة
الحق، وقطعت دابر المتكبرين، واجتثثت أصول الظالمين، ونحن نقول الحمد
لله رب العالمين.
اللهم أنت كشاف الكرب والبلوى، وإليك أستعدي فعندك العدوي، وأنت
رب الآخرة والأولى، فأغث يا غياث المستغيثين عبيدك المبتلى، وأره سيده يا
شديد القوى، وأزل عنه به الأسى والجوى، وبرد غليله يامن على العرش استوى
ومن إليه الرجعي والمنتهى.
اللهم ونحن عبيدك الشائقون إلى وليك، المذكر بك وبنبيك، خلقته لنا
عصمة وملاذا، وأقمته لنا قواما ومعاذا، وجعلته للمؤمنين منا إماما، فبلغه منا
تحية وسلاما، وزدنا بذلك يا رب إكراما، واجعل مستقره لنا مستقرا ومقاما
وأتمم نعمتك بتقديمك إياه أمامنا، حتى توردنا جنانك، ومرافقة الشهداء
من خلصائك.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وصل على محمد جده ورسولك، السيد
الأكبر، وعلى أبيه السيد الأصغر، وجدته الصديقة الكبرى، فاطمة بنت محمد
وعلى من اصطفيت من آبائه البررة، وعليه أفضل وأكمل وأتم وأدوم وأكبر
وأوفر ما صليت على أحد من أصفيائك، وخيرتك من خلقك، وصل عليه صلاة
لا غاية لعددها، ولا نهاية لمددها، ولا نفاد لأمدها، اللهم وأقم به الحق
وأدحض به الباطل، وأدل به أولياءك، وأذلل به أعداءك وصل اللهم بيننا
وبينه وصلة تؤدي إلى مرافقة سلفه، واجعلنا ممن يأخذ بحجزتهم، ويمكث
في ظلهم، وأعنا على تأدية حقوقه إليه، والاجتهاد في طاعته، والاجتناب عن
معصيته، وامنن علينا برضاه، وهب لنا رأفته ورحمته ودعاءه وخيره، ما ننال
109

به سعة من رحمتك، وفوزا عندك، واجعل صلاتنا به مقبولة، وذنوبنا به مغفورة
ودعاءنا به مستجابا، واجعل أرزاقنا به مبسوطة، وهمومنا به مكفية وحوائجنا
به مقضية، وأقبل إلينا بوجهك الكريم، واقبل تقربنا إليك، وانظر إلينا نظرة
رحيمة نستكمل بها الكرامة عندك، ثم لا تصرفها عنا بجودك، واسقنا من حوض
جده صلى الله عليه وآله بكأسه وبيده، ريا رويا هنيئا سائغا لا ظمأ بعده، يا أرحم الراحمين.
ثم صل صلاة الزيارة وقد تقدم وصفها ثم تدعو بما أحببت فإنك تجاب
إنشاء الله تعالى (1).
أقول: قال محمد بن المشهدي في المزار الكبير: قال محمد بن علي بن أبي قرة:
نقلت من كتاب أبي جعفر محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري...
أقول: وذكر مثل ما ذكره السيد سواء وأظن أن السيد أخذه منه إلا أنه
لم يذكر الصلاة في آخره (2).
ثم قال السيد رحمه الله: ذكر ما يزار به مولانا صاحب الزمان صلوات الله عليه
كل يوم بعد صلاة الفجر.
اللهم بلغ مولاي صاحب الزمان - صلوات الله عليه - عن جميع المؤمنين
والمؤمنات، في مشارق الأرض ومغاربها، وبرها وبحرها وسهلها وجبلها، حيهم
وميتهم، وعن والدي وولدي، وعني، من الصلوات والتحيات زنة عرش الله،
ومداد كلماته، ومنتهى رضاه، وعدد ما أحصاه كتابه، وأحاط به علمه به، اللهم
أجدد له في هذا اليوم وفي كل يوم، عهدا وعقدا وبيعة له في رقبتي.
اللهم فكما شرفتني بهذا التشريف، وفضلتني بهذه الفضيلة، وخصصتني بهذه
النعمة فصل على مولاي وسيدي صاحب الزمان، واجعلني من أنصاره وأشياعه
والذابين عنه، واجعلني من المستشهدين بين يديه، طائعا غير مكره، في الصف
الذي نعت أهله في كتابك، فقلت " صفا كأنهم بنيان مرصوص " على طاعتك وطاعة

(1) مصباح الزائر ص 230 - 234.
(2) المزار الكبير ص 190 - 194.
110

رسولك وآله عليهم السلام، اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة (1) أقول: وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك ويصفق بيده اليمنى على اليسرى.
ثم قال السيد رضي الله عنه: ذكر العهد المأمور به في زمان الغيبة:
روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: من دعا إلى الله تعالى أربعين
صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فان مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره،
وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة وهو هذا:
اللهم رب النور العظيم، ورب الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور
ومنزل التوراة والإنجيل والزبور، ورب الظل والحرور، ومنزل القرآن
العظيم، ورب الملائكة المقربين، والأنبياء المرسلين، اللهم إني أسئلك بوجهك
الكريم، وبنور وجهك المنير، وملكك القديم، يا حي يا قيوم، أسئلك باسمك
الذي أشرقت به السماوات والأرضون، وباسمك الذي يصلح به الأولون والآخرون
يا حي قبل كل حي، يا حي بعد كل حي حين لا حي يا محيي الموتى ومميت
الاحياء يا حي لا إله إلا أنت، اللهم بلغ مولانا الامام، الهادي المهدي، القائم
بأمرك، صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين، عن جميع المؤمنين والمؤمنات
في مشارق الأرض ومغاربها، سهلها وجبلها، وبرها وبحرها، وعني وعن والدي
من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته وما أحصاه علمه وأحاط به كتابه.
اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي، عهدا وعقدا
وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها ولا أزول أبدا، اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه
والذابين عنه، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه، والمحامين عنه، والسابقين إلى
إرادته، والمستشهدين بين يديه، اللهم إن حال بيني وبينه الموت، الذي جعلته
على عبادك حتما مقضيا، فأخرجني من قبري، مؤتزرا كفنني، شاهرا سيفي،
مجردا قناتي، ملبيا دعوة الداعي، في الحاضر والبادي.
اللهم أرني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، واكحل ناظري بنظرة

(1) مصباح الزائر ص 234.
111

مني إليه، وعجل فرجه، وسهل مخرجه، وأوسع منهجه، وأسلك بي محجته،
وأنفذ أمره، واشدد أزره، واعمر اللهم به بلادك، وأحي به عبادك، فإنك قلت
وقولك الحق " ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس " فأظهر اللهم لنا
وليك، وابن بنت نبيك، المسمى باسم رسولك، حتى لا يظفر بشئ من الباطل
إلا مزقه، ويحق الحق ويحققه، واجعله اللهم مفزعا لمظلوم عبادك، وناصرا
لمن لا يجد له ناصرا غيرك، ومجددا لما عطل من أحكام كتابك، ومشيدا لما ورد
من أعلام دينك، وسنن نبيك صلى الله عليه وآله واجعله اللهم ممن حصنته من بأس المعتدين.
اللهم وسر نبيك محمدا صلى الله عليه وآله برؤيته، ومن تبعه على دعوته، وارحم
استكانتنا بعده، اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بحضوره، وعجل لنا
ظهوره، إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا، برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات وتقول: العجل يا مولاي
يا صاحب الزمان ثلاثا (1).
الكتاب العتيق الغروي: أخبرني السيد عبد الحميد بن فخار بن معد الحسيني قراءة عليه وهو
يعارضني بأصل سماعه الذي بخط والده، قال أخبرني والدي عن الحسن بن علي
بن الدربي، عن محمد بن عبد الله الشيباني، عن أبي محمد الحسن بن علي، عن علي
بن إسماعيل، عن زكريا بن يحيى بن كثير، عن محمد بن علي القرشي، عن
أحمد بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن الربيع بن محمد، عن ابن سليم، عن
أبي عبد الله عليه السلام مثله.
ثم قال السيد رحمه الله: فإذا أردت الانصراف من حرمه الشريف فعد إلى
السرداب المنيف وصل فيه ما شئت، ثم قم مستقبل القبلة وقل: اللهم ادفع عن
وليك وخليفتك وحجتك على خلقك ولسانك المعبر عنك، والناطق بحكمتك
وعينك الناظرة بإذنك، وشاهدك على عبادك، الجحجاح المجاهد، العائذ بك
العائد عندك، وأعذه من شر جميع ما خلقت وبرأت وأنشأت وصورت، واحفظه

(1) مصباح الزائر ص 235 - 236،
112

من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته، بحفظك
الذي لا يضيع من حفظته به، واحفظ فيه رسولك وآباءه السادة، أئمتك
ودعائم دينك
واجعله في وديعتك التي لا تضيع، وفي جوارك الذي لا يخفر، وفي منعك
وعزك الذي لا يقهر، وآمنه بأمانك الوثيق الذي لا يخذل من آمنته به، واجعله
في كنفك الذي لا يرام من كان فيه، وانصره بنصرك العزيز، وأيده بجندك
الغالب، وقوه بقوتك، وأردفه بملائكتك، ووال من والاه، وعاد من عاداه،
وألبسه درعك الحصينة، وحفه بالملائكة حفا، اللهم اشعب به الصدع، وارتق
به الفتق، وأمت به الجور، وأظهر به العدل، وزين بطول بقائه الأرض، وأيده
بالنصر، وانصره بالرعب، وقو ناصريه، واخذل خاذليه، ودمدم على من
نصب له، ودمر على من غشه، واقتل به جبابرة الكفر، وعمده ودعائمه،
واقصم به رؤوس الضلالة، وشارعة البرع، ومميتة السنة، ومقوية الباطل، وذلل
به الجبارين، وأبر به الكافرين، وجميع الملحدين، في مشارق الأرض ومغاربها
وبرها وبحرها وسهلها وجبلها، حتى لا تدع منهم ديارا، ولا تبقي لهم آثارا.
اللهم طهر به بلادك، واشف منهم [صدور] عبادك، وأعز به المؤمنين، وأحي به
سنن المرسلين، ودارس حكم النبيين، وجدد به ما امتحى من دينك، وبدل
من حكمك، حتى تعيد دينك به وعلى يديه جديدا غضا محضا صحيحا،
لا عوج فيه ولا بدعة معه، وحتى تنير بعدله ظلم الجور، وتطفئ به نيران
الكفر، وتوضح به معاقد الحق، ومجهول العدل، فإنه عبدك الذي استخلصته
لنفسك، واصطفيته على غيبك، وعصمته من الذنوب، وبرأته من العيوب،
وطهرته من الرجس، وسلمته من الدنس.
اللهم فانا نشهد له يوم القيامة، ويوم حلول الطامة، أنه لم يذنب ذنبا
ولا أتى حوبا، ولم يرتكب معصية، ولم يضيع لك طاعة، ولم يهتك لك حرمة
ولم يبدل لك فريضة، ولم يغير لك شريعة، وأنه الهادي المهتدي، الطاهر
113

التقي النقي، الرضي المرضى الزكي، اللهم أعطه في نفسه وأهله وذريته
وأمته وجميع رعيته، ما تقر به عينه، وتسر به نفسه، وتجمع له ملك الممالك
قريبها وبعيدها، وعزيزها وذليلها، حتى يجري حكمه على كل حكم، ويغلب
بحقه على كل باطل.
اللهم اسلك بنا على يديه منهاج الهدى، والمحجة العظمى، والطريقة
الوسطى التي يرجع إليها الغالي، ويلحق بها التالي، وقونا على طاعته وثبتنا على
متابعته، وامنن علينا بمبايعته، واجعلنا في حزبه القوامين بأمره، الصابرين
معه، الطالبين رضاك بمناصحته، حتى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره وأعوانه،
ومقوية سلطانه، واجعل ذلك خالصا من كل شك وشبهة، ورياء وسمعة،
حتى لا نعتمد به غيرك، ولا نطلب به إلا وجهك، وحتى تحلنا محله، وتجعلنا
في الجنة معه، وأعذنا من السأمة والكسل والفترة، واجعلنا ممن تنتصر به
لدينك، وتعز به نصر وليك، ولا تستبدل بنا غيرنا فان استبدالك بنا غيرنا عليك
يسير، وهو علينا كبير.
اللهم نور به كل ظلمة، وهد بركنه كل بدعة، واهدم بعزه كل
ضلالة، واقصم به كل جبار، واخمد بسيفه كل نار، وأهلك بعدله جور
كل جائر، وأجر حكمه على كل حاكم، وأذل بسلطانه كل سلطان.
اللهم أذل كل من ناواه وأهلك كل من عاداه وامكر بمن كاده واستأصل
من جحد حقه، واستهان بأمره، وسعى في إطفاء نوره، وأراد إخماد ذكره.
اللهم صل على محمد المصطفى وعلي المرتضى وفاطمة الزهراء (1) والحسن
الرضي والحسين المصفى وجميع الأوصياء مصابيح الدجى وأعلام الهدى ومنار
التقى والعروة الوثقى والحبل المتين والصراط المستقيم وصل على وليك وولاة
عهدك والأئمة من ولده، ومد في أعمارهم، وزد في آجالهم، وبلغهم أقصى آمالهم
دينا ودنيا وآخرة، إنك على كل شئ قدير.

(1) وخديجة الكبرى خ.
114

ثم ادع الله كثيرا وانصرف مسعودا إنشاء الله تعالى (1).
أقول: إلى هذا انتهى ما نقلناه وأخرجناه من كتاب مصباح الزائر.
وقال الكفعمي رحمه الله في مصباحه: روى يونس بن عبد الرحمن عن الرضا
عليه السلام أنه كان يأمر بالدعاء لصاحب الامر عليه السلام بهذا الدعاء " اللهم ادفع
عن وليك وخليفتك " وساق الدعاء مثل ما مر إلى قوله: وهو علينا كبير.
ثم أورد بعده هذه الزيارة: اللهم صل على ولاة عهده، والأئمة من بعده
وبلغهم آمالهم وزد في آجالهم وأعز نصرهم، وتمم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم
وثبت دعائمهم واجعلنا لهم أعوانا وعلى دينك أنصارا، فإنهم معادن كلماتك و
خزان علمك، وأركان توحيدك ودعائم دينك، وولاة أمرك وخالصتك من
عبادك، وصفوتك من خلقك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد نبيك
والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته (2).
وأقول: وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات أصحابنا ما هذا لفظه:
استيذان على السرداب المقدس والأئمة عليهم السلام: اللهم إن هذه بقعة طهرتها
وعقوة شرفتها، ومعالم زكيتها، حيث أظهرت فيها أدلة التوحيد، وأشباح العرش
المجيد، الذين اصطفيتهم ملوكا لحفظ النظام، واخترتهم رؤساء لجميع الأنام
وبعثتهم لقيام القسط في ابتداء الوجود إلى يوم القيامة، ثم مننت عليهم باستنابة
أنبيائك لحفظ شرائعك وأحكامك، فأكملت باستخلافهم رسالة المنذرين كما أوجبت
رياستهم في فطر المكلفين.
فسبحانك من إله ما أرءفك ولا إله إلا أنت من ملك ما أعدلك، حيث
طابق صنعك ما فطرن عليه العقول، ووافق حكمك ما قررته في المعقول والمنقول
فلك الحمد على تقديرك الحسن الجميل، ولك الشكر على قضائك المعلل بأكمل
التعليل، فسبحان من لا يسئل عن فعله ولا ينازع في أمره، وسبحان من كتب على

(1) مصباح الزائر ص 236 - 237.
(2) مصباح الكفعمي ص 548.
115

نفسه الرحمة قبل ابتداء خلقه، والحمد لله الذي من علينا بحكام يقومون مقامه
لو كان حاضرا في المكان، ولا إله إلا الله الذي شرفنا بأوصياء يحفظون الشرائع
في كل الأزمان، والله أكبر الذي أظهر هم لنا بمعجزات يعجز عنها الثقلان، ولا
حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي أجرانا على عوائده الجميلة في
الأمم السالفين.
اللهم فلك الحمد والثناء العلي، كما وجب لوجهك البقاء السرمدي، و
كما جعلت نبينا خير النبيين، وملوكنا أفضل المخلوقين، واخترتهم على علم
على العالمين، وفقنا للسعي إلى أبوابهم العامرة إلى يوم الدين، واجعل أرواحنا
تحن إلى موطن أقدامهم، ونفوسنا تهوى النظر إلى مجالسهم وعرصاتهم، حتى
كأننا نخاطبهم في حضور أشخاصهم.
فصلى الله عليهم من سادة غائبين، ومن سلالة طاهرين، ومن أئمة
معصومين.
اللهم فأذن لنا بدخول هذه العرصات، التي استعبدت بزيارتها أهل الأرضين
والسماوات، وأرسل دموعنا بخشوع المهابة، وذلل جوارحنا بذل العبودية، و
فرض الطاعة، حتى نقر بما يجب لهم من الأوصاف، ونعترف بأنهم شفعاء
الخلايق إذا نصبت الموازين في يوم الأعراف، والحمد لله وسلام على عباده الذين
اصطفى محمد وآله الطاهرين.
ثم قبل العتبة، وادخل خاشعا باكيا، فإنه الاذن، منهم صلوات الله
عليهم أجمعين.
وقال الشيخ المفيد والشهيد (1) ومؤلف المزار الكبير رحمهم الله في وصف
زيارته عليه السلام: فإذا فرغت من زيارة جده وأبيه فقف على باب حرمه فقل:
السلام عليك يا خليفة الله وخليفة آبائه المهديين، السلام عليك يا وصي
الأوصياء الماضين، السلام عليك يا حافظ أسرار رب العالمين، السلام عليك يا

(1) مزار الشهيد ص 62 - 65.
116

بقية الله من الصفوة المنتجبين، السلام عليك يا ابن الأنوار الزاهرة، السلام عليك
يا ابن الاعلام الباهرة، السلام عليك يا ابن العترة الطاهرة، السلام عليك يا معدن
العلوم النبوية، السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه، السلام عليك يا
سبيل الله من سلك غيره هلك، السلام عليك يا ناظر شجرة طوبى، وسدرة
المنتهى، السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفى، السلام عليك يا حجة الله التي
لا تخفى، السلام عليك يا حجة الله على من في الأرض والسماء.
السلام عليك سلام من عرفك بما عرفك به الله، ونعتك ببعض نعوتك التي
أنت أهلها وفوقها، أشهد أنك الحجة على من مضى ومن بقي، وأن حزبك هم
الغالبون، وأولياءك هم الفائزون، وأعداءك هم الخاسرون وأنك خازن كل
علم، وفاتق كل رتق، ومحقق كل حق، ومبطل كل باطل، رضيتك يا
مولاي إماما وهاديا ووليا ومرشدا لا أبتغي بك بدلا، ولا أتخذ من دونك وليا.
أشهد أنك الحق الثابت الذي لا عيب فيه، وأن وعد الله فيك حق لا أرتاب
لطول الغيبة، وبعد الأمد، ولا أتحير مع من جهلك وجهل بك، منتظر متوقع
لأيامك، وأنت الشافع الذي لا تنازع، والولي الذي لا تدافع، ذخرك الله
لنصرة الدين، وإعزاز المؤمنين، والانتقام من الجاحدين المارقين.
أشهد أن بولايتك تقبل الأعمال، وتزكى الافعال، وتضاعف الحسنات
وتمحى السيئات، فمن جاء بولايتك واعترف بإمامتك قبلت أعماله، وصدقت
أقواله وتضاعفت حسناته، ومحيت سيئاته، ومن عدل عن ولايتك، وجهل
معرفتك، واستبدل بك غيرك، كبه الله على منخره في النار، ولم يقبل الله له
عملا ولم يقم له يوم القيامة وزنا.
اشهد الله واشهد ملائكته وأشهدك يا مولاي بهذا، ظاهره كباطنه، وسره
كعلانيته، وأنت الشاهد على ذلك، وهو عهدي إليك، وميثاقي لديك، إذ أنت
نظام الدين، ويعسوب المتقين، وعز الموحدين، وبذلك أمرني رب العالمين،
فلو تطاولت الدهور، وتمادت الاعمار، لم أزدد فيك إلا يقينا، ولك إلا حبا، و
117

عليك إلا متكلا ومعتمدا، ولظهورك إلا متوقعا ومنتظرا، ولجهادي بين يديك
مترقبا، فأبذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك، والتصرف
بين أمرك ونهيك، مولاي!.
فان أدركت أيامك الزاهرة، وأعلامك الباهرة، فها أنا ذا عبدك المتصرف
بين أمرك ونهيك، أرجو به الشهادة بين يديك، والفوز لديك، مولاي فان أدركني
الموت قبل ظهورك، فاني أتوسل بك وبآبائك الطاهرين إلى الله تعالى، وأسأله أن
يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعل لي كرة في ظهورك، ورجعة في أيامك، لابلغ
من طاعتك مرادي، وأشفي من أعدائك فؤادي.
مولاي وقفت في زيارتك موقف
الخاطئين، النادمين الخائفين، من عقاب رب العالمين، وقد اتكلت على شفاعتك،
ورجوت بموالاتك وشفاعتك محو ذنوبي، وستر عيوبي، ومغفرة زللي، فكن لوليك
يا مولاي عند تحقيق أمله، واسأل الله غفران زلله، فقد تعلق بحبلك، وتمسك
بولايتك، وتبرأ من أعدائك.
اللهم صل على محمد وآله، وأنجز لوليك ما وعدته، اللهم أظهر كلمته، و
أعل دعوته، وانصره على عدوه وعدوك يا رب العالمين، اللهم صل على محمد وآل
محمد، وأظهر كلمتك التامة، ومغيبك في أرضك الخائف المترقب، اللهم انصره
نصرا عزيزا، وافتح له فتحا قريبا يسيرا.
اللهم وأعز به الدين بعد الخمول، وأطلع به الحق بعد الأفول، وأجل به
الظلمة واكشف به الغمة اللهم وآمن به البلاد، واهد به العباد، اللهم املا به
الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت ظلما وجورا، إنك سميع مجيب، السلام عليك
يا ولي الله ائذن لوليك في الدخول إلى حرمك، صلوات الله عليك وعلى آبائك
الطاهرين، ورحمة الله وبركاته (1).
ثم ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين، ماسكا جانب الباب بيدك، ثم
تنحنح كالمستأذن وسم وانزل، وعليك السكينة والوقار، وصل ركعتين في عرصة

(1) المزار الكبير ص 194 - 196 ومزار الشهيد ص 62 - 64.
118

السرداب، وقل: الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الحمد لله الذي هدانا لهذا.
أقول: وساقوا الزيارة والصلاة والدعاء مثل ما أوردناه سابقا برواية السيد
إلى قوله. وانفعني بحبهم يا رب العالمين.
ثم قالوا قدس الله أرواحهم: وروي بطريق آخر أن تقول عند نزول
السرداب: السلام على الحق الجديد، وساقوا مثل ما مر إلى قوله، والاخذ
بيدي في ديني ودنياي وآخرتي، لي ولكافة إخواني المؤمنين والمؤمنات، إنه غفور
رحيم، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله، وآله الطاهرين.
ثم تصلي صلاة الزيارة اثنتي عشرة ركعة كل ركعتين بتسليمة، ثم
تدعو بعدها بالدعاء المروي عنه عليه السلام، وهو: اللهم عظم البلاء، وبرح الخفاء
وانكشف الغطاء، وضاقت الأرض، ومنعت السماء، وإليك يا رب المشتكى،
وعليك المعول في الشدة والرخاء، اللهم صل على محمد وآله، الذين فرضت
علينا طاعتهم، فعرفتنا بذلك منزلتهم، فرج عنا بحقهم فرجا عاجلا كلمح
البصر أو هو أقرب من ذلك، يا محمد يا علي يا علي يا محمد، انصراني فإنكما ناصراي
واكفياني فإنكما كافياي، يا مولاي يا صاحب الزمان، الغوث الغوث الغوث، أدركني
أدركني أدركني (1).
ثم قال المفيد والشهيد رحمهما الله: ثم عد إلى العسكريين - صلوات الله
عليهما - فزر أم الحجة وذكراها مثل ما تقدم (2).
ثم اعلم أنه يستحب زيارته صلوات الله عليه في كل مكان وزمان، وفي
السرداب المقدس وعند قبور أجداده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين أفضل،
وفي الأزمنة الشريفة لا سيما ليلة ميلاده وهي النصف من شعبان على الأصح،
وليلة القدر التي تنزل عليه فيها الملائكة والروح أنسب، وقد مر الخبر في
زيارة الامام الموجود في باب زيارة الحسين عليه السلام من البعيد فلا تغفل.

(1) المزار الكبير ص 196 ومزار الشهيد ص 64 - 65.
(2) مزار الشهيد ص 65.
119

الكتاب العتيق الغروي: زيارة مولانا الخلف الصالح صاحب الزمان عليه السلام: السلام عليك
يا خليفة الله، وساق الزيارة نحوا مما مر إلى قوله: ورحمة الله وبركاته.
ولنوضح بعض ما يحتاج من الزيارات والأدعية السابقة إلى البيان والله المستعان.
" قوله " بدر التمام كذا في النسخ بدون اللام من قبيل إضافة الموصوف
إلى الصفة بتقدير، أي بدر النور التمام، يقال: قمر تمام بكسر التاء وفتحها
والكسر أفصح: إذا لم يكن فيه نقص، والصمصام السيف القاطع الذي لا ينثني،
والهام جمع الهامة هي الرأس.
والقمقام بالفتح وقد يضم السيد والبحر والعدد الكثير، والهمام، كغراب
الملك العظيم الهمة، والسيد الشجاع السخى، وخاض الغمرات أي اقتحمها
ودخلها مبادرا، وغمرة الشئ شدته ومزدحمه ومن الناس جماعتهم أي الدخال بين
الجماعات الكثيرة للقتال من غير مبالاة أو في الشدايد وعظائم الأمور، والحزون
جمع الحزن كالوعور جمع الوعر وهما ما غلظ من الأرض فيهما ليسا على سياق
ما سبق " قوله " حتى لا يشرك لعل فاعله محذوف أي أحد.
والغطارفة بالغين المعجمة والطاء المهملة جمع الغطريف بالكسر، وهو
السيد الشريف، والخضارمة بالخاء والضاد المعجمتين جمع خضرم بكسر
الخاء والراء، وهو البئر الكثيرة الماء والبحر الغطمطم، والكثير من كل
شئ والواسع والجواد المعطاء والسيد الحمول. والثاقبة المضيئة والنوى الدار
والتحول من مكان إلى آخر.
ورضوى كسكرى جبل بالمدينة، يروى أنه عليه السلام قد يكون هناك، وطوى
بالضم والكسر وقدينون واد بالشام، وذو طوى مثلثة الطاء وقدينون
أيضا موضع قرب مكة، والحسيس الصوت الخفي، والوقيد المتوقد المشتعل.
ودوائر الدهر صروفه التي تدور وتحيط بالانسان، ودائرة السوء ما يدور
عليه ويسوؤه، والبغتة المفاجأة، والجهرة العلانية، والوغر بالغين المعجمة
الحقد والضغن والعداوة والتوقد من الغيظ.
120

قوله: لا لأمر الله تعقلون، يتوهم من كلامه أن هذه الفقرات من أجزاء
الزيارة، لا سيما وقد سقط من النسخ ما مر في رواية الاحتجاج من قوله
عليه السلام إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى والينا فقولوا كما قال الله تعالى: سلام
على آل يسين فقوله: سلام على آل ياسين أول الزيارة أو ما بعده، فيكون ذكر
الآية للاستشهاد، لا لان تذكر في الزيارة وإنما أعدنا هاهنا للاختلاف
الكثير بينهما.
" قوله " عليه السلام ومن تقديره منائح العطاء، المنائح جمع المنيحة وهي العطية
وتطلق غالبا في منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحتلبها ثم يردها
عليك، فيكون المراد بها الفوائد الدنيوية لكونها عارية، والتعميم أظهر.
و " قوله " منايح إما منصوب بمفعولية التقدير، فقوله: إنفاذه مبتدأ ومن
تقديره خبره، وبكم متعلق بانفاذه، والمعنى أن من جملة ما قدر الله تعالى في
عطاياه أن جعل إنفاذها محتوما مقرونا بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم و
وسيلتكم، فما شئ منه إلا أنتم سببه، وإفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء
أو مرفوع فيحتمل وجوها:
" الأول " أن يكون منائح العطاء مبتدأ ومن تقديره خبره، وقوله بكم
إنفاذه جملة مستأنفة فكان سائلا سأل كيف قدره فقال: بكم إنفاذه.
" الثاني " أن يكون إنفاذه بدل اشتمال لقوله، منائح العطاء، والمعنى من
تقديره إنفاذ منائح العطاء بكم.
" الثالث " أن يكون قوله منائح العطاء مبتدأ وقوله بكم إنفاذه خبره، و
يكون الجملة مع الظرف المتقدم جملة أي من تقديره هذا الحكم وهذه القضية.
قوله: خياره لوليكم نعمة، أي كل ما اختاره لوليكم من الراحة والبلايا
والمصائب فهو نعمة له، بخلاف المصائب التي ترد على أعدائكم فإنها انتقام وسخط
" قوله عليه السلام " يا صاحب المرأى والمسمع أي الذي يرى الخلائق ويسمع
كلامهم من غير أن يروه " قوله " بعين الله أي بعلمه أو بحفظه وحراسته، قال
121

الفيروزآبادي: (1) أنت على عيني إي في الاكرام والحفظ جميعا وصنع ذلك على
عين وعينين، وعمد عينين أي تعمده بجد ويقين، وها هو عرض عين: أي قريب
وقال: (2) الحفيظة الحمية والغضب والذب عن المحارم.
" قوله عليه السلام " وخاتمته أي خاتمه الاخر أو خاتمة أمر الإمامة والخلافة.
" قوله عليه السلام " ما استأثرت به مشيتكم أي اختارته يقال: استأثر بالشئ أي
استبد به وخص به نفسه، وفي بعض النسخ المصححة القديمة والمحو ما استأثرت
به سنتكم بدون حرف النفي، فالمعنى أن قدركم في الواقع بلغ إلى درجة يجري
القضاء على وفق مشيتكم، وجهل قدركم في الناس بحيث يمحون ويتركون ما
جرت به سنتكم.
والحرد القصد وحرد يحرد حرودا أي تنحى عن قومه ونزل منفردا ولم
يخالطهم والحرد أيضا الغضب. قوله عليه السلام فيما دنت أي اعتقدت وجعلته ديني أو
عبدت الله به " قوله عليه السلام " أنت الجاه أي ذو الجاه والقدر والمنزلة.
" قوله عليه السلام ": أسألك باسمك الذي خلقته أي القائم عليه السلام وهو الاسم
الذي استأثر به ولم يخبر به أحدا من خلقه كما مر في باب الأسماء من كتاب التوحيد
ولا يبعد أن يكون في الأصل من ذاتك، فيكون الضمير راجعا إلى الاسم، أو يكون
خلقت بدون الضمير أي خلقت الأشياء من ذلك الاسم.
" قوله " يا ابن شجرة طوبى وسدرة المنتهى قال الكفعمي - رحمه الله -
قلت يريد أنه عليه السلام صاحبهما والعالم بهما والمرتقى فضله عليهما، ومن سنة العرب
إضافة العظيم إلى العظيم إذا أرادوا المدح، فيقولون الكعبة بيت الله، والحجاج
وفد الله، وأهل القرآن هم أهل الله، والسلطان ظل الله في الأرض، ويقولون للرجل
الجلد: ابن الأيام، وللسيد: ابن جلا، وابن أقوال هو المنطيق المقتدر على الكلام

(1) القاموس ج 4 ص 252.
(2) القاموس ج 2 ص 395.
122

وابن مدينتها وابن بلدتها وابن نجدتها العالم بها انتهى كلامه - رحمه الله - (1).
وأينع الثمر حان قطافه ونضج، وغرد الطائر كفرح وغرد تغريدا وأغرد
وتغرد رفع صوته وطرب به، والهد الهدم الشديد والكسر، والقد القطع
المستأصل أو المستطيل أو الشق طولا، والقصف الكسر، والمطرد كمنبر رمح
صغير، والتخريق لا يناسبه ولعل فيه تصحيفا، وقال الجزري: (2) الوطئ
في الأصل الدوس بالقدم فسمي به الغزو والقتل لان من يطأ على الشئ برجله
فقد استقصى في هلاكه وإهانته ومنه الحديث، اللهم اشدد وطأتك على مضر أي
خذهم أخذا شديدا انتهى، والمنون الموت، وزخرف الدنيا زينتها وأصله الذهب
ثم اطلق على كل مزين، والزبرج بالكسر: الزينة من وشي أو جوهر والذهب
والردء: بالكسر العون، والصناديد جمع الصنديد بالكسر وهو السيد الشجاع
والابطال جمع البطل بالتحريك وهو الشجاع.
" قوله عليه السلام " وناهش ذؤبانهم في بعض النسخ ناوش يقال: نهشه أي عضه
أو أخذه بأضراسه والمناوشة المناولة في القتال، والذؤبان بالهمز جمع الذئب
وذؤبان العرب صعاليكهم ولصوصهم " قوله عليه السلام " فأضبت على عداوته، يقال:
أضب على الشئ إذا أمسكه، وفي بعض النسخ بالصاد المهملة والنون، يقال:
أصن على الامر إذا أصر فيه وأكب على الامر أقبل ولزم، والمنابذة المحاربة
وأقصاه أبعده، وندب الميت كنصر بكاه وعدد محاسنه.
" قوله " فلتدر الدموع الدر السيلان، وفي كثير من النسخ فلتذرف من
قولهم ذرف الدمع أي سال، والعج رفع الصوت، والأمت الانخفاض والارتفاع
والاختلاف في الشئ. والذحل طلب المكافاة بالجناية " قوله عليه السلام " وافترى في
بعض النسخ القديمة على من اعتدى وانتزى، والانتزاء الوثوب إلى الشر " قوله "
من عقيد عز أي الذي عقد وشد عليه العز فلا يفارقه أو عز معقود، ومنه ما ورد

(1) مصباح الكفعمي ص 495.
(2) النهاية ج 4 ص 231.
123

في الدعاء: أسألك بمعاقد العز من عرشك، أو المعنى حليف العز ومعاهده كما
يقال فلان عقيد الكرم أي لا يفارقه كأنه وقعت المعاقدة بينهما، والأثيل المتأصل
أي ذو مجد أصيل، والمساماة المفاخرة والمغالبة في السمو والرفعة.
" قوله " لا يجازى، كذا في النسخ والأظهر لا يحاذي بالحاء المهملة والذال
المعجمة أي لا يحاذيه ويماثله مجدا، أو بالجيم والراء المهملة من المجاراة في
الكلام والمسابقة ولعله أظهر، والتلاد القديم، والمضاهاة المشابهة " قوله عليه السلام " من
نصيف شرف أي سهيم شرف مأخوذ من النصف كأنه نصف الشرف وساير الخلق نصفه
والنصيف أيضا العمامة، فيمكن أن يكون على الاستعارة أي أنه مزين الشرف
وقال الجوهري (1) المناغاة المغازلة والمرأة تناغي الصبي أي تكلمه بما يعجبه
ويسره، وقال: (2) القذى في العين والشراب ما يسقط فيه، وقذيت عينه تقذى
إذا سقطت في عينه قذاة.
" قوله عليه السلام " هل يتصل يومنا منك بغده: أي نراك يوما بعد يوم، أو المراد
باليوم أيام الفراق وبالغد أيام الوصال و " قوله " فنحظى من الحظوة وهي القدر
والمنزلة من باب علم، ونقع بالماء كمنع روي وأنقعه الماء أرواه، والصدى
بالتحريك العطش " قوله " دابر المتكبرين أي آخر من يبقى منهم كناية عن
استيصالهم، والجث القطع وانتزاع الشجر من أصله، ويقال: استعداه أي
استعانه واستنصره، والعدوي النصرة، والاسى بالفتح مقصورا الحزن، و
الجوى كذلك المرض وداء الجوف إذا تطاول، والغليل شدة العطش وحرارة
الجوف.
" قوله ": والتائقون أي المشتاقون وأدحضه أبطله، والإدالة الغلبة،
وقال في النهاية (3) في الحديث إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن أي اعتصمت

(1) الصحاح ج 6 ص 2513.
(2) الصحاح ج 6 ص 2460.
(3) النهاية ج 1 ص 236 وفيه والنبي آخذ بحجزة الله بدل يا ليتني.
124

به والتجأت إليه مستجيرة، وأصل الحجزة موضع شد الإزار، ثم قيل للازار
حجزة للمجاورة فاستعاره للاعتصام والالتجاء والتمسك بالشئ والتعلق به، و
منه الحديث الاخر يا ليتني آخذ بحجزة الله أي بسبب منه.
" قوله عليه السلام ": والغرة الحميدة قال الكفعمي (1) أي البيضاء المحمودة
والأغر الأبيض المشرق، ومنه سمي النجم بالغرار لبياضه وإشراقه، والغرة
ابيضاض في جبهة الفرس والغرة الحسن.
" قوله عليه السلام " وأكحل ناظري في بعض النسخ وأكحل مرهي، يقال: مرهت
العين مرها إذا فسدت لترك الكحل، فاسناد الاكحال إليه مجاز، والازر الشدة
والقوة والظهر، ودمدم القوم طحنهم فأهلكهم والتدمير الاهلاك، والحوب
بالضم والفتح الاثم.
" قوله " والأئمة من بعده قال الكفعمي في الحاشية (2): أي صل عليه
أولا ثم صل عليهم ثانيا من بعد أن تصلي عليه، ويريد بالأئمة من بعده أولاده
لأنهم علماء أشراف، والعالم إمام من اقتدى به، ويدل عليه قوله: والأئمة من
ولده في الدعاء المروي عن المهدي عليه السلام انتهى.
أقول: على المعنى الذي ذكره لقوله: من بعده، يحتمل أن يكون المراد
بالأئمة آباءه الطاهرين أي بعد أن صليت عليه صل على آبائه الطاهرين، و
يحتمل أن يكون المراد بالأئمة بعده الأئمة الذين يرجعون إلى الدنيا بعد ظهوره
وكثير من الاخبار يدل على وجودهم بعده أيضا، وقد سبق القول فيه في
كتاب الغيبة.

(1) مصباح الكفعمي ص 551.
(2) مصباح الكفعمي ص 550.
125

8 * " (باب) " *
* " (الزيارات الجامعة التي يزار بها كل امام) " *
* " (صلوات الله عليهم وفيه عدة زيارات) " *
(الزيارة الأولى):
1 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن حسان قال: سئل الرضا عليه السلام
عن إتيان أبي الحسن موسى عليه السلام فقال: صلوا في المساجد حوله، ويجزي في
المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله
وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام
على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى
الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين في طاعة الله،
السلام على الادلاء على الله، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن
عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن
اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله.
اشهد الله أني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم و
علانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس
من الأولين والآخرين، وأبرأ إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
هذا يجزي في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآله، وتسمي
واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم، وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك
والمؤمنين والمؤمنات (1).
2 - كامل الزيارة: محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن الأشعري، عن هارون بن

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 271.
126

مسلم، عن علي بن حسان مثله (1).
3 - الكافي: محمد بن يحيى، عن الأشعري مثله (2).
بيان: قوله على الممحصين بالحاء المشددة المفتوحة من التمحيص وهو
تخليص الذهب وغيره عما يشوبه ويستعمل بمعنى الاختبار والامتحان أي الذين
صفاهم الله من الرياء والشرك ومدانس الأخلاق والافعال بسبب طاعته، ويمكن
أن يقرأ بصيغة اسم الفاعل وقرأ الكفعمي - رحمه الله (3) بالضاد المعجمة
وقال: أي المخلصين في طاعة الله فلا يعتريهم فيها رياء ولا سمعة، والمحض
الشئ الخالص من لبن أو ود أو نسب انتهى. والأول هو الموافق للنسخ المعتبرة
وفي بعض النسخ المخلصين بفتح اللام وكسرها.
(الزيارة الثانية)
4 - عيون أخبار الرضا (ع): الدقاق والسناني والوراق والمكتب جميعا عن الأسدي، عن البرمكي
عن النخعي قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليهم: علمني يا ابن رسول الله قولا
أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد
الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر الله أكبر
ثلاثين مرة، ثم امش قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك، ثم قف
وكبر الله عز وجل ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام
مائة تكبيرة ثم قل:
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة
ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، وأصول الكرم
وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد،

(1) كامل الزيارات ص 315.
(2) الكافي ج 4 ص 578 - 579.
(3) مصباح الكفعمي س 505.
127

وأركان البلاد، وأبواب الايمان، وامناء الرحمن، وسلالة النبيين، وصفوة
المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ورحمة الله وبركاته.
السلام على أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأعلام التقى، وذوي النهى
وأولي الحجى، وكهف الورى، وورثة الأنبياء، والمثل الاعلى، والدعوة الحسنى
وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى، ورحمة الله وبركاته، السلام على
محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وحفظة سر الله، و
حملة كتاب الله، وأوصياء نبي الله، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، ورحمة
الله وبركاته.
السلام على الدعاة إلى الله، والأدلاء على مرضاة الله، والمستوفرين
في أمر الله، والتامين في محبة الله، والمخلصين في توحيد الله، والمظهرين لأمر
الله ونهيه، وعباده المكرمين، الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، و
رحمة الله وبركاته.
السلام على الأئمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة
الحماة، وأهل الذكر، وأولي الأمر، وبقية الله وخيرته، وحزبه وعيبة علمه
وحجته وصراطه، ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته.
أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، كما شهد الله لنفسه، وشهدت
له ملائكته، وأولو العلم من خلقه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمدا
عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين
كله ولو كره المشركون.
وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون، المعصومون المكرمون
المقربون المتقون، الصادقون المصطفون، المطيعون لله، القوامون بأمره،
العاملون بإرادته، الفائزون بكرامته، إصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه،
128

واختاركم لسره، واجتباكم بقدرته، وأعزكم بهداه، وخصكم ببرهانه،
وانتجبكم لنوره، وأيدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججا على بريته،
وأنصارا لدينه، وحفظة لسره، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، وتراجمة
لوحيه، وأركانا لتوحيده، وشهداء على خلقه، وأعلاما لعباده، ومنارا في بلاده
وأدلاء على صراطه، عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهركم من
الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا.
فعظمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجدتم كرمه، وأدمتم ذكره، ووكدتم
ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السر والعلانية، ودعوتم إلى
سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على
ما أصابكم في جنبه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، و
نهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده، حتى أعلنتم دعوته، وبينتم فرائضه
وأقمتم حدوده، ونشرتم (1) شرايع أحكامه، وسننتم سنته، وصرتم في ذلك منه إلى
الرضا، وسلمتم له القضاء، وصدقتم من رسله من مضى.
فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصر في حقكم زاهق
والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه، وميراث النبوة عندكم
وإياب الخلق إليكم، وحسابهم عليكم، وفصل الخطاب عندكم، وآيات الله
لديكم، وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم.
من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبكم فقد
أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله، أنتم
السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، و
الرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة المحفوظة، والباب المبتلى
به الناس.
من أتاكم [فقد] نجى، ومن لم يأتكم [فقد] هلك * إلى الله تدعون، وعليه

(1) فسرتم خ ل.
129

تدلون وبه تؤمنون، وله تسلمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون، وبقوله
تحكمون، سعد [والله] من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضل
من فارقكم، وفاز من تمسك بكم، وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدقكم
وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه،
ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم في أسفل درك
من الجحيم.
أشهد أن هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأن أرواحكم
ونوركم وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم الله أنوارا
فجعلكم بعرشه محدقين، حتى من علينا بكم، فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع
ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا (1) عليكم، وما خصنا به من ولايتكم، طيبا
لخلقنا وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفارة لذنوبنا، فكنا عنده مسلمين (2)
بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إياكم.
فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، وأعلى منازل المقربين، وأرفع
درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فايق، ولا يسبقه سابق،
ولا يطمع في إدراكه طامع، حتى لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا
صديق ولا شهيد ولا عالم، ولا جاهل، ولا دني ولا فاضل، ولا مؤمن صالح
ولا فاجر طالح، ولا جبار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد
إلا عرفهم جلالة أمركم، وعظم خطركم، وكبر شأنكم، وتمام نوركم، و
صدق مقاعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلكم، ومنزلتكم عنده، وكرامتكم
عليه، وخاصتكم لديه، وقرب منزلتكم منه.
بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي، اشهد الله وأشهدكم أني مؤمن
بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم، وبضلالة

(1) صلاتنا خ ل.
(2) مسمين خ ل.
130

من خالفكم موال لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم ومعاد لهم، سلم لمن سالمكم و
حرب لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم
مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم، مؤمن بإيابكم، مصدق
برجعتكم، منتظر لامركم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم، عامل بأمركم مستجير
بكم، زائر لكم، عائذ بكم، لائذ بقبوركم، مستشفع إلى الله عز وجل بكم، ومتقرب
بكم إليه، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي، في كل أحوالي وأموري.
مؤمن بسركم وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، وأولكم وآخركم،
ومفوض في ذلك كله إليكم، ومسلم فيه معكم، وقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم تبع
ونصرتي لكم معدة، حتى يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه، ويظهركم
لعدله، ويمكنكم في أرضه.
فمعكم معكم لا مع عدوكم، آمنت بكم، وتوليت آخركم بما توليت به
أولكم، وبرئت إلى الله عز وجل من أعدائكم، ومن الجبت والطاغوت والشياطين
وحزبهم الظالمين لكم، والجاحدين لحقكم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين
لإرثكم، والشاكين فيكم، والمنحرفين عنكم، ومن كل وليجة دونكم، وكل
مطاع سواكم، ومن الأئمة الذين يدعون إلى النار.
فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم، ومحبتكم ودينكم، ووفقني
لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين لما دعوتم إليه
وجعلني ممن يقتص آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في
زمرتكم، ويكر في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف في عافيتكم، ويمكن في
أيامكم، وتقر عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد الله بدأ بكم، ومن وحده
قبل عنكم، ومن قصده توجه بكم، موالي لا احصي ثناءكم، ولا أبلغ من المدح
كنهكم، ومن الوصف قدركم، وأنتم نور الأخيار، وهداة الأبرار، وحجج
الجبار، بكم فتح الله وبكم يختم، وبكم ينزل الغيث، وبكم يمسك السماء أن
131

تقع على الأرض إلا باذنه، وبكم ينفس الهم، وبكم يكشف الضر، وعندكم ما
نزلت به رسله، وهبطت به ملائكته، وإلى جدكم بعث الروح الأمين.
وإن كانت الزيارة لأمير المؤمنين فقل: " وإلى أخيك بعث الروح الأمين "
آتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين، طأطأ كل شريف لشرفكم، وبخع (1)
كل متكبر لطاعتكم، وخضع كل جبار لفضلكم، وذل كل شئ لكم، وأشرقت
الأرض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من
جحد ولايتكم غضب الرحمان.
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم
في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في
النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم، وأكرم
أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجل خطركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم.
كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم
الاحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق والصدق والرفق، وقولكم حكم و
حتم، ورأيكم علم وحلم وحزم، إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه
ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأمي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم
وبكم أخرجنا الله من الذل، وفرج عنا غمرات الكروب، وأنقذنا بكم من
شفا جرف الهلكات ومن النار.
بأبي أنتم وأمي ونفسي، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، وأصلح ما كان
فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، و
بموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودة الواجبة، والدرجات الرفيعة
والمقام المحمود، والمكان المعلوم عند الله عز وجل، والجاه العظيم، والشأن
الكبير، والشفاعة المقبولة.

(1) نخع خ ل نجع خ ل.
132

ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، سبحان ربنا
إن كان وعد ربنا لمفعولا.
يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا (1) رضاكم، فبحق
من ائتمنكم على سره، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته، لما
استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فاني لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع الله، ومن
عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله.
اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة
الأبرار، لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك، أسألك أن تدخلني
في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنك أرحم
الراحمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا، وحسبنا الله
ونعم الوكيل (2).
(الوداع) إذا أردت الانصراف فقل: السلام عليكم سلام مودع، لا سئم
ولا قال ولا مال، ورحمة الله وبركاته عليكم يا أهل بيت النبوة إنه حميد مجيد، سلام
ولي غير راغب عنكم، ولا مستبدل بكم ولا مؤثر عليكم، ولا منحرف عنكم، ولا
زاهد في قربكم، لا جعله الله آخر العهد من زيارة قبوركم، وإتيان مشاهدكم
والسلام عليكم، وحشرني الله في زمرتكم، وأوردني حوضكم، وجعلني من حزبكم
وأرضاكم عني، ومكنني من دولتكم، وأحياني في رجعتكم، وملكني في أيامكم
وشكر سعي بكم، وغفر ذنبي بشفاعتكم، وأقال عثرتي بمحبتكم (3) وأعلى كعبي
بموالاتكم، وشرفني بطاعتكم، وأعزني بهداكم، وجعلني ممن أنقلب مفلحا
منجحا، غانما سالما، معافا غنيا، فائزا برضوان الله وفضله وكفايته، بأفضل ما

(1) الا رضى الله ورضاكم خ.
(2) عيون الأخبار ج 2 ص 272 - 277.
(3) بحبكم خ ل.
133

ينقلب به أحد من زواركم ومواليكم ومحبيكم وشيعتكم، ورزقني الله العود ثم
العود أبدا ما أبقاني ربي، بنية صادقة، وإيمان وتقوى وإخبات، ورزق واسع
حلال طيب.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارتهم وذكرهم، والصلاة عليهم، وأوجب
لي المغفرة والرحمة والخير والبركة والتقوى والفوز والنور والايمان، و
حسن الإجابة، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقهم، الموجبين طاعتهم، والراغبين
في زيارتهم المتقربين إليك وإليهم.
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي، اجعلوني في همكم، وصيروني
في حزبكم، وأدخلوني في شفاعتكم، واذكروني عند ربكم، اللهم صل على محمد
وآل محمد، وأبلغ أرواحهم وأجسادهم مني السلام، والسلام عليه وعليهم
ورحمة الله وبركاته، وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا، وحسبنا الله ونعم
الوكيل (1).
بيان: " قوله عليه السلام ": وعليك السكينة أي اطمينان القلب بذكر الله و
تذكر عظمته وعظمة أوليائه، والوقار اطمينان البدن، وقيل بالعكس ومقاربة
الخطا إما لكثرة الثواب أو للوقار، وموضع الرسالة أي مخزن علم جميع
رسل الله عليهم الصلاة والسلام أو القوم الذين جعل الله الرسول منهم، والأول أظهر.
ومختلف الملائكة أي محل نزولهم وعروجهم، ومهبط الوحي، بفتح
الباء وكسرها إما باعتبار هبوطه على الرسول صلى الله عليه وآله في بيوتهم أو عليهم لغير الشرايع
والاحكام كالمغيبات أو الأعم في ليلة القدر وغيرها، فيكون في الشرايع للتأكيد
والتبيين، وقد مر القول فيه في كتاب الإمامة، ومعدن الرحمة، بكسر الدال
لان الرحمات الخاصة والعامة، إنما تنزل على القوابل بسببهم كما مر تحقيقه.
وخزان العلم فان جميع العلوم التي نزلت من السماء في الكتب الإلهية

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 277 - 278.
134

أوجرت على ألسنة الأنبياء مخزونة عندهم مع ما نزلت أو تنزل عليهم في ليلة القدر
وغيرها كما سبق بيانه، ومنتهى الحلم: أي محل نهاية الحلم، أو ذا نهايته
أو نهايته مبالغة، والحلم: إما بمعنى الأناة وكظم الغيظ، أو العقل، و
الأول أظهر.
وأصول الكرم الكريم الجواد المعطي أو الجامع لأنواع الخير والشرف
والفضايل، والمعنيان وكمالهما فيهم ظاهران، أو المراد أنهم أسباب كرم الله
تعالى على العباد في الدنيا والآخرة.
وقادة الأمم أي طوايف هذه الأمة إلى معرفة الله وطاعته في الدنيا بالهداية
وإلى درجات الجنان في الآخرة بالشفاعة، أو قادة مؤمني جميع الأمم في الآخرة
فان لهم الشفاعة الكبرى، بل في الدنيا أيضا، لان بالتوسل إلى أنوارهم المقدسة
اهتدى الأنبياء وأممهم.
وأولياء النعم أي النعم الظاهرة والباطنة، فان بهم تنزل البركات وبهم
يفوز الخلق بالسعادات، وعناصر الأبرار: بكسر الصاد جمع عنصر بضمتين، وقد
يفتح الصاد: وهو الأصل والحسب، أي هم أصول الأبرار لانتسابهم إليهم و
اهتدائهم بهم، أو لأنهم إنما وجدوا ببركتهم، أو لأنه خلف كل منهم خلفا
وهو سيد الأبرار.
ودعائم الأخيار جمع دعامة بكسر الدال وهي عماد البيت، وهم سادة الأخيار
وبهم استنادهم، وعليهم اعتمادهم، وساسة العباد: جمع السائس أي ملوك العباد
وخلفاء الله عليهم.
وأركان البلاد فإن نظام العالم بوجود الامام، وأبواب الايمان أي لا يعرف
الايمان إلا منهم، أو لا يحصل بدون ولايتهم، والسلالة بالضم ما انسل من
الشئ، والولد، والصفوة مثلثة الفاء الخلاصة والنقاوة، والخيرة بكسر الخاء
وسكون الياء وفتحها المختار، على أئمة الهدى: أي الهدى يلزمهم ويتبعهم
فهم أئمته، أو هم أئمة الناس في الهداية وهذا أظهر، والدجى جمع الدجية
135

بالضم فيهما وهي الظلمة.
وأعلام التقى الاعلام جمع علم وهو العلامة والمنار والجبل، أي إنهم
معروفون عند كل أحد بالتقوى، ولا يعرف التقوى إلا منهم، والنهى بالضم
العقل وجمع نهية أيضا وهي العقل، والحجى كإلى العقل والفطنة، وكهف
الورى أي ملجأ الخلايق في الدين والآخرة والدنيا، وورثة الأنبياء أي ورثوا
علوم الأنبياء وآثارهم كالتابوت، والعصا، وخاتم سليمان، وعمامة هارون،
وغيرها كما مر في كتاب الإمامة.
والمثل الاعلى أي مثل الله نوره تعالى بهم في آية النور، والافراد لأنه
مثل بجميعهم مع أن نورهم واحد، والمثل أيضا يكون بمعنى الحجة والصفة،
فهم حجج الله والمتصفون بصفاته، كأنهم صفاته على المبالغة، والدعوة الحسنى
الحمل على المبالغة أي أهل الدعوة الحسنى، فإنهم يدعون الناس إلى طريق
النجاة، أو المراد أنهم الذين فيهم الدعوة الحسنى من إبراهيم عليه السلام حيث قال " فاجعل
أفئدة من الناس تهوى إليهم " (1) وقال " ومن ذريتي " (2) كما قال النبي صلى الله عليه وآله:
أنا دعوة أبي إبراهيم، والآخرة والأولى: الأولى تأكيد للدنيا أو المراد بأهل
الآخرة أهل الملة الآخرة، وكذا الأولى.
وحملة كتاب الله أي عندهم تمام الكتاب على ما نزل، من غير نقص وتغيير
ومعناه وتأويله وبطونه. وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله شمل أمير المؤمنين عليه السلام تغليبا،
أو هذه الفقرة مختصة بغيره عليه السلام وسيأتي في الجامعة الكبيرة وورثة
رسول الله صلى الله عليه، واله فلا يحتاج إلى تكلف، والمستقرين في أمر الله: أي في أوامره عاملين بها
أو في أمر الخلافة.
وفي بعض النسخ المستوفرين أي الذين يعملون بأوامر الله أكثر من سائر
الخلق، والتامين في محبة الله في بعض النسخ القديمة والنامين بالنون من

(1) إبراهيم: 37.
(2) البقرة: 124.
136

النمو أي نشأوا في بدو سنهم في محبته، أو في كل آن وزمان يزدادون في
حبه، والذادة الحماة: الذود الطرد والدفع أي يدفعون عن دين الله ما يبطله
ويحمون عباد الله عما يهلكهم ويضلهم.
وبقية الله أي بقية خلفاء الله في الأرض من الأنبياء والأوصياء، إشارة إلى
قوله تعالى " بقية الله خير لكم إن كنتم تعلمون " أو الذين بهم أبقى الله على العباد
ورحمهم فالحمل للمبالغة فيكون إشارة إلى قوله تعالى " أولوا بقية " (1) والأول أظهر.
والعيبة الصندوق، ونوره أي الذين نوروا العالم بعلم الله وهدايته، أو
بنور الوجود أيضا، لأنهم علل غائية له، والعزيز الغالب القاهر الذي لا يصل
أحد إلى كبريائه والحكيم المحكم لأفعاله العالم بالحكم والمصالح، القوامون
بأمره أي الإمامة أو الأعم أو المقيمون لغيرهم على الطاعة بأمره.
اصطفاكم بعلمه أي عالما بأنكم مستأهلون لذلك الاصطفاء، أو لان يجعلكم
خزان علمه أو بأن جعلكم كذلك.
وارتضاكم لغيبه إشارة إلى قوله تعالى " فلا يظهر على غيبه أحد إلا من
ارتضى من رسول " (2) إما بكون الرسول في الآية شاملا لهم على التغليب أو بكون
المراد به معنى آخر أعم من المعنى المصطلح، ويحتمل أن لا يكون إشارة إليها
ويكون المقصود في الآية، حصر علم الغيب بلا واسطة في الرسل، وأما علمهم
عليهم السلام فإنما هو بتوسط الرسول صلى الله عليه وآله، ويظهر من كثير من الروايات أن لفظة
من في الآية ليست بيانية، وأن المراد بالموصول أمير المؤمنين أو مع سائر
الأئمة عليهم السلام، فإنهم المرتضى من الرسول أي ارتضاهم بأمر الله للوصاية
والخلافة فلا يحتاج إلى تكلف.
واجتباكم بقدرته إشارة إلى علو مرتبة اجتبائهم، حيث نسبه إلى قدرته
مؤميا إلى أن مثل ذلك من غرايب قدرته أو لاظهار قدرته، ويحتمل أن يكون
المراد أعطاكم قدرته وأظهر منكم الأمور التي هي فوق طاقة البشر بقدرته،

(1) هود: 86 و 116.
(2) الجن: 27.
137

كما قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه، ما قلعت باب خيبر بقوة جسمانية بل
بقوة ربانية.
وخصكم ببرهانه أي بالحجج والدلائل، أو المعجزات، أو القرآن، أو
الأعم من الجميع وهو أظهر.
وأيدكم بروحه أي الروح الذي اختاره، وهو روح القدس الذي هو معهم
يسددهم كما مر، وتراجمة لوحيه التراجمة بكسر الجيم جمع الترجمان بالضم
والفتح، وهو الذي يفسر الكلام بلسان آخر والمراد هنا مفسر القرآن وسائر
ما أوحي إلى نبينا وساير الأنبياء صلوات الله عليه وعليهم.
وأركانا لتوحيده: أي لا يقبل التوحيد من أحد إلا إذا كان مقرونا بالاعتقاد
بولايتهم، كما ورد في أخبار كثيرة أن مخالفيهم مشركون، وأن كلمة التوحيد
في القيامة تسلب من غير الشيعة، أو أنهم لو لم يكونوا لم يتبين توحيده فهم
أركانه، أو المعنى أن الله جعلهم أركان الأرض ليوحده الناس وفيه بعد.
وشهداء على خلقه كما قال تعالى " لتكونوا شهداء على الناس " وقد سبق
في الأخبار الكثيرة، أن أعمال العباد تعرض عليهم، ومنارا في بلاده أي يهتدي
بهم أهل البلاد، وأدلاء على صراطه: أي دينه القويم في الدنيا، والصراط
المعروف في الآخرة.
وآمنكم من الفتن أي في الدين، وأذهب عنكم الرجس أي الشرك والشك
والمعاصي كلها، ووكدتم ميثاقه أي الميثاق المأخوذ على الأرواح، أو الأعم
منه ومما أخذ النبي صلى الله عليه وآله من الخلق، على ما أصابكم في جنبه أي في طاعته وحقه
أو قربه وجواره، كما قالوا في قوله تعالى " على ما فرطت في جنب الله " وصرتم
في ذلك أي في الجهاد أو في كل من الأمور المتقدمة، وكلمة في تحتمل السببية.
منه إلى الرضا: أي رضا الله عنكم أو رضاكم عن الله.
فالراغب عنكم مارق أي خارج من الدين، واللازم لكم لاحق، أي بكم
أو بالدرجات العالية، ويقال: زهق الباطل أي اضمحل وزهق السهم إذا جاوز
138

الهدف، وإليكم أي كل حق يرجع إليكم بالآخرة فإنكم الباعث لوصوله إلى الخلق
أو في القيامة يرجع إليكم فأن حسابهم عليكم. وإياب الخلق إليكم، الإياب
بالكسر الرجوع أي رجوع الخلق في الدنيا لجميع أمورهم إليهم وإلى كلامهم
وإلى مشاهدهم، أو في القيامة للحساب وهو أظهر. فالمراد بقوله تعالى " إن
إلينا إيابهم " أي إلى أوليائنا كما دلت عليه أخبار كثيرة.
وفصل الخطاب عندكم أي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل، وآيات
الله لديكم أي آيات القرآن أو معجزات الأنبياء.
وعزائمه فيكم أي الجد والاهتمام في التبليغ والصبر على المكاره والصدع
بالحق، فيكم وردت، وعليكم وجبت، أو الواجبات اللازمة التي لم يرخص
في تركها إنما وجب على العباد لكم كوجوب متابعتكم والاعتقاد بإمامتكم
وجلالتكم وعصمتكم، أو ما أقسم الله به في القرآن كالشمس والقمر والضحى
أنتم المقصودون بها، أو القسم بها إنما هو لكم، وقيل أي كنتم آخذين بالعزائم
دون الرخص، أو السور العزائم، أو ساير الآيات نزلت فيكم، أو قبول
الواجبات اللازمة إنما هو بمتابعتكم، أو الوفاء بالمواثيق والعهود الإلهية
في متابعتكم.
وأمره إليكم أي أمر الإمامة وظاهره يومي إلى التفويض (1) والرحمة

(1) كان الأنسب من شيخنا المؤلف رحمه الله التعبير بيوهم بدل يومى فان قوله عليه
السلام في الزيارة: وأمره إليكم لا يومى إلى التفويض بعد أن كان التفويض مما نبرأ منه
تبعا لائمتنا عليهم السلام وقد أمرونا في كثير من الأحاديث بلعن المفوضة وحتى قرنوهم
بالغلاة ونعتوهم بالكفر والشرك.
وقد سبق من شيخنا المؤلف رحمه الله في الجزء السابع ص 295 ط (كمباني)
نقلا عن عيون أخبار الرضا (ع) رواية حديث أبي هاشم الجعفري حين سأل الإمام الرضا
عليه السلام عن الغلاة والمفوضة فقال: الغلاة كفار والمفوضة مشركون، من جالسهم أو
خالطهم أو واكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج إليهم أو أمنهم أو ائتمنهم
على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل وولاية
رسول الله صلى الله عليه وآله وولايتنا أهل البيت.
وكذلك خبر يزيد بن عمير المروى في العيون أيضا وقال فيه: دخلت على على
ابن موسى الرضا (ع) بمرو فقلت له يا ابن رسول الله روى لنا عن الصادق جعفر بن محمد
عليه السلام أنه قال: لا جبر ولا تفويض أمر بين أمرين فما معناه؟ فقال: من زعم أن الله
عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه (ع) فقد قال بالتفويض، والقائل بالجبر
كافر والقائل بالتفويض مشرك.
ونحو هذين الخبرين مما أوضح معنى تفويض أمر الخلق إلى الأئمة وأبطل قول
المفوضة وأوجب لعنهم ومقاطعتهم. فكل ما ورد في هذه الزيارة الجامعة - وغيرها مما
يوهم ظاهره التفويض ولا يومى إلى ذلك، فإنما هو محمول على رعايتهم عليهم السلام لأمر
خلقه عز وجل وقيامهم بينهم باعلاء دينه إذ أنهم (ع) حججه على خلقه وأنهم عباد مكرمون
لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
ويزيد ما قلناه ايضاحا ما جاء في آخر الزيارة المذكورة من قوله (ع) واسترعاكم
أمر خلقه أي جعلكم رعاة لأمرهم وولاة عليهم وأين هذا من التفويض المنهى عنه
والملعون قائله؟
139

الموصولة أي الغير المنقطعة فإن كل إمام بعده إمام، كما فسر قوله تعالى
" ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون " بذلك في بعض الأخبار، أو الموصولة
بين الله وبين خلقه.
والآية المخزونة أي هم علامة قدرة الله تعالى وعظمته، لكن معرفة ذلك
كما ينبغي مخزونة إلا عن خواص أوليائهم، وفيه إشارة إلى أن الآيات في
بطون الآيات هم الأئمة عليهم السلام كما مر في الاخبار، وقد قال أمير المؤمنين
صلوات الله عليه: ما لله آية أكبر منى.
والأمانة المحفوظة أي يجب على العالمين حفظهم وبذل أنفسهم وأموالهم
في حراستهم، أو المراد ذو الأمانة بمعنى أن ولايتهم الأمانة المحفوظة المعروضة *
140

على السماوات والأرض، وقد مر أخبار كثيرة في أن الأمانة المعروضة هي
الولاية ولا يبعد أن يكون في الأصل المعروضة.
والباب المبتلى به الناس: إشارة إلى قول النبي صلى الله عليه وآله: مثل أهل بيتي
مثل باب حطة، أشهد أن هذا: اسم الإشارة راجع إلى وجوب المتابعة، أو إلى
كل من المذكورات، سابق لكم فيما مضى أي جار لكم فيما مضى من الأئمة
ويحتمل الأزمنة السالفة والكتب المتقدمة، والأول أظهر، فجعلكم بعرشه
محدقين أي مطيفين.
فجعلكم في بيوت إشارة إلى أن الآيات التي بعد آية النور أيضا نزلت
فيهم، كما أن الآيات التي بعدها نزلت في أعدائهم، وقد تقدمت الأخبار الكثيرة
في ذلك، فالمراد بالبيوت، إما البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم
والحكمة وغيرهما من الكمالات والذكر فيها كناية عن استفاضة تلك الأنوار
منهم، أو البيوت الصورية التي هي بيوت النبي والأئمة صلوات الله عليه
وعليهم في حياتهم، ومشاهدهم بعد وفاتهم، طيبا لخلقنا بالفتح إشارة إلى ما مر
في الروايات أن ولايتهم وحبهم علامة طيب الولادة، أو بالضم أي جعل
صلاتنا عليكم وولايتنا لكم سببا لتزكية أخلاقنا واتصافنا بالأخلاق الحسنة.
وكنا عنده مسلمين بفضلكم إشارة إلى ما ورد في أخبار الطينة، والأخبار الدالة
على أن عندهم كتابا فيه أسماء شيعتهم وأسماء آبائهم، وفي بعض النسخ
مسمين ولعله أظهر، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد أي عالم أو حاضر، وخطر
الرجل بالتحريك قدره ومنزلته، والشأن بالهمز: الامر والحال، وقال
البيضاوي (1) في قوله تعالى " في مقعد صدق " أي مقام مرضي.
وثبات مقامكم أي قيامكم في طاعة الله ومرضاته ومعرفته، والأسرة بالضم
من الرجل الرهط الأدنون، والسلم بالكسر المصالحة والانقياد. محتمل
لعلمكم أي لا أرد ما ورد عنكم وإن لم يبلغ إليه فهمي، محتجب بذمتكم أي

(1) تفسير البيضاوي ص 705 طبع اسلامبول سنة 1305 بهامش القرآن الكريم.
141

مستتر عن المهالك بدخولي في ذمتكم وأمانكم.
مؤمن بإيابكم أي برجعتكم في الدنيا لاعلاء الدين والانتقام من الكافرين
والمنافقين قبل القيامة، والفقرة التالية مفسرة لها، وهما تدلان على رجعة جميع
الأئمة وقد مر بيانها في كتاب الغيبة والارتقاب الانتظار ويقال: لاذ به إذا
التجأ به واستغاث، مؤمن بسركم وعلانيتكم أي بالامام المختفى والظاهر منكم
أو بما ظهر من كمالاتكم وبما استتر عن أكثر الخلق من غرائب أحوالكم،
وهذا أظهر.
ومفوض في ذلك كله إليكم: أي لا أعترض عليكم في شئ من أموركم،
وأعلم أن كلما تأتون به فهو بأمره تعالى، أو أسلم جميع أموري إليكم لكي تصلحوا
خللها حيا وميتا والأول أظهر، ومسلم فيه أي لا أعترض على الله تعالى في
عدم استيلائكم وغيبتكم وغير ذلك بل أسلم وأرضى بقضائه معكم، أي كما
سلمتم ورضيتم، وقلبي لكم مسلم أي منقاد لا يختلج فيه شئ لشئ من أفعالكم
وأقوالكم وأحوالكم، ورأيي لكم تبع أي تابع لرأيكم.
ويردكم في أيامه: إشارة إلى الرجعة، وإلى ما ورد في الاخبار أن
المراد بالأيام في قوله تعالى (وذكرهم بأيام الله) هي أيام قيام القائم عليه السلام،
ومن الجبت والطاغوت أي الأول والثاني، والشياطين سائر خلفاء الجور.
والوليجة الدخيلة وخاصتك من الرجال، أو من تتخذه معتمدا عليه
من غير أهلك، والرجل يكون في القوم وليس منهم أي لا أتخذ من غيرهم
من أعتمد عليه في ديني وسائرا مورى، أو أبرأ من كل من أدخلوه معكم في
الإمامة والخلافة، وليس منكم، وفيه إشارة إلى أن المؤمنين في قوله تعالى
" ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " هم الأئمة عليهم السلام وقال
بعض المفسرين فيها أي دخلا وبطانة من المشركين يخالطونهم ويودونهم. واقتص
أثره أي تتبعه.
والزمرة بالضم الفوج والجماعة، ويكر في رجعتكم: الكر الرجوع
142

يقال كره وكر بنفسه يتعدى ولا يتعدى ذكره الجوهري (1) وهذا يدل على
رجوع خواص الشيعة أيضا في رجعتهم، من أراد الله بدأ بكم أي من لم يبدأ
بكم فلم يرد الله بل أراد الشيطان، ومن وحده قبل عنكم أي من لم يقبل
عنكم فليس بموحد، بل هو مشرك وإن أظهر التوحيد.
بكم فتح الله أي في الوجود أو الخلافة أو جميع الخيرات، والباء تحتمل
السببية والصلة، وبكم يختم أي دولتكم آخر الدول والدولة في الآخرة
أيضا لكم، إلا باذنه: أي عند قيام الساعة أو في كل وقت يريد، ويقال
طأطأ رأسه أي طامنه وخفضه، وبخع كل متكبر لطاعتكم: بخع بالحق بخوعا
أقربه وخضع به كنجع بالكسر نجاعة وفي بعض النسخ بالنون يقال نخع لي
بحقي كمنع أي أقر.
ذكركم في الذاكرين أي وإن كان ذكر كم في الظاهر مذكورا من بين
الذاكرين ولكن لا نسبة بين ذكركم وذكر غيركم، فما أحلى أسماءكم وكذا
البواقي، ويمكن تطبيق الفقرات بأدنى تكلف مع أنه لا حاجة إليه، إذ مجموع
تلك الفقرات في مقابلة مجموع الفقرات الاخر، ومنتهاه أي كل خير يرجع
بالآخرة إليكم لأنكم سببه، أو الخيرات الكاملة النازلة من الله ينتهى إليكم
وينزل عليكم. جميل بلائكم أي نعمتكم، والبلاء تكون منحة ومحنة، وغمرة
الشئ شدته ومزدحمه، من شفا جرف الهلكات شفا كل شئ حرفه وجانبه، والجرف بالضم وبضمتين ما تجرفته السيول وأكلته من الأرض قاله الجوهري (2).
وبموالاتكم تمت الكلمة أي كلمة التوحيد أو الايمان إشارة إلى قوله تعالى
" اليوم أكملت لكم دينكم " والمفترضة على بناء المفعول يقال افترضه الله أي
أوجبه، ولكم المودة الواجبة أي في قوله تعالى (قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا
المودة في القربى).

(1) صحاح الجوهري ج 2 ص 805.
(2) الصحاح ج 4 ص 1336.
143

والمقام المحمود هو مقام الشفاعة الكبرى كما قال تعالى (عسى أن يبعثك
ربك مقاما محمودا) والمقام المعلوم أي في القرب والكمال إشارة إلى قوله تعالى
(وما منا إلا له مقام معلوم) في بطن الآية كما مر، لا تزغ قلوبنا أي لا تملها إلى
الباطل " أن كان " أن مخففة من المثقلة " وعد ربنا لمفعولا " أي ما وعده لنا من
إجابة الدعوات وتضعيف المثوبات.
لا يأتي عليها إلا رضاكم أي لا يذهبها ولا يمحوها إلا رضاكم عنا وشفاعتكم
لنا، يقال أتى عليه الدهر أي أهلكه، لما استوهبتم كلمة لما إيجابية بمعنى
إلا أي أسئلكم وأقسم عليكم في جميع الأحوال إلا حال الاستيهاب الذي هو وقت
حصول المطلوب، ولا قال أي مبغض، ولا مال من الملال، وأعلا كعبي بموالاتكم
أي غلبني على أعدائي بأن يجعلهم تحت قدمي، أو المراد مطلق العلو والرفعة،
وقال الجزري (1) في حديث قيلة والله لا يزال كعبك عاليا، هو دعاء لها
بالشرف والعلو انتهى.
والاخبات الخضوع، اجعلوني في همكم أي فيمن تهتمون لأمورهم،
ولكم العناية في شأنهم بالشفاعة لهم في الدنيا والآخرة.
أقول: إنما بسطت الكلام في شرح تلك الزيارة قليلا وإن لم أستوف حقها
حذرا من الإطالة لأنها أصح الزيارات سندا، وأعمها موردا، وأفصحها لفظا
وأبلغها معنى، وأعلاها شأنا (2).

(1) النهاية ج 4 ص 23.
(2) لقد عكف كثير من الاعلام على شرح هذه الزيارة اهتماما بها فشرحوا بعض
ما ورد فيها مما يوجب الايهام وأوضحوا بعض ألفاظها ومعانيها المغلقة دفعا للاعتراض
وردا للانتقاد وقد ذكر جملة منهم شيخنا الحجة الرازي دام ظله في كتابه الذريعة والى
القارئ أسماء من ذكرهم في خصوص ج 13 - وهم.
1 - الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي المتوفى 1243 أو 41 وشرحه
مطبوع وعندي منه نسخة مخطوطة كتبت في حياة المؤلف في سنة 1238 بعد تأليفه
بثمان سنين.
2 - المولى محمد تقي المجلسي والد شيخنا الباقر مؤلف كتابنا هذا - البحار -
3 - السيد حسين بن محمد تقي الهمداني واسم شرحه الشموس الطالعة.
4 - السيد عبد الله شبر الحسيني واسم شرحه الأنوار اللامعة وهو مطبوع.
5 - السيد ميرزا على نقى بن المجاهد الطباطبائي الحائري.
6 - الميرزا محمد علي بن محمد نصير الچهاردهي الرشتي
7 - السيد محمد بن محمد باقر الحسيني النائيني المختاري.
8 - السيد محمد بن عبد الكريم الطباطبائي البروجردي واسم شرحه الاعلام اللامعة
وغيرهم ممن لا يسمعنا الوقت باستقرائهم.
144

أقول: رأيت من بعض تأليفات أصحابنا نسخة قديمة ذكر فيها هذه الزيارة
وقدم قبلها دعاء الاذن، فقال: إذا دخلت المشهد فقف على الباب مستقبل
القبلة وقل:
اللهم إني قد وقفت على باب بيت من بيوت نبيك محمد صلواتك عليه
وآله، وقد منعت الناس الدخول إلى بيوته إلا باذن نبيك، فقلت " يا أيها
الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا يؤذن لكم " اللهم وإني أعتقد حرمة
نبيك في غيبته، كما أعتقد في حضرته، وأعلم أن رسلك وخلفاءك أحياء عندك
يرزقون، يرون مكاني في وقتي هذا وزماني، ويسمعون كلامي، ويردون
علي سلامي، وأنك حجبت عن سمعي كلامهم، وفتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم
وإني أستأذنك يا رب أولا وأستأذن رسولك صلواتك عليه وآله ثانيا وأستأذن
خليفتك الامام المفروض علي طاعته، في الدخول في ساعتي هذه إلى بيته
وأستأذن ملائكتك الموكلين بهذه البقعة المباركة، المطيعة لك السامعة
السلام عليكم أيها الملائكة الموكلون بهذا المشهد الشريف المبارك ورحمة
الله وبركاته.
بإذن الله وإذن رسوله وإذن خلفائه، وإذن هذا الامام وبإذنكم صلوات
145

الله عليكم أجمعين، أدخل إلى هذا البيت متقربا إلى الله تعالى برسوله محمد وبآله
الطاهرين، فكونوا ملائكة الله أعواني وكونوا أنصاري حتى أدخل هذا البيت
وأدعو الله بفنون الدعوات، وأعترف لله بالعبودية، ولهذا الامام وآبائه صلوات
الله عليهم بالطاعة.
ثم ادخل مقدما رجلك اليمنى وقل: بسم الله وبالله وفي سبيل الله، وعلى
ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله.
ثم قل: الله أكبر مائة مرة وقف مستقبل الضريح واجعل القبلة بين كتفيك
وقل: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وذكر مثل ما مر سواء إلا أنه قال بعد
قوله عليه السلام: إن كان وعد ربنا لمفعولا، ثم انكب على القبر وقل: يا ولي الله
إلى آخر الزيارة.
5 - ثم اعلم أني لما رأيت تلك الزيارة أيضا في أصل مصحح قديم من تأليفات
قدماء أصحابنا سميناه في أول كتابنا بالكتاب العتيق أبسط مما أوردنا، مع
اختلاف في ألفاظها فأحببت إيرادها وجعلتها -
(الزيارة الثالثة).
قال: إذا وصلت إليهم فقل: الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، الذي
ليس كمثله شئ وهو السميع العليم، ولا إله إلا الله الملك الحق المبين، وسبحان الله
رب العرش العظيم، صلوات الله وتحياته ورأفته ومغفرته ورضوانه وفضله وكرامته
ورحمته وبركاته وصلوات ملائكته المقربين، وأنبيائه المرسلين، والشهداء والصديقين
وعباده الصالحين، ومن سبح لرب العالمين من الأولين والآخرين، ملء السماوات
والأرضين، وملء كل شئ، وعدد كل شئ، وزنة كل شئ أبدا، ومثل
الأبد، وبعد الأبد مثل الأبد، وأضعاف ذلك كله، في مثل ذلك كله سرمدا
دائما مع دوام ملك الله وبقاء وجهه الكريم، على سيد المرسلين، وخاتم النبيين
146

وإمام المتقين، وولي المؤمنين، وملاذ العالمين، وسراج الناظرين، وأمان
الخائفين، وتالي الايمان، وصاحب القرآن، ونور الأنوار، وهادي الأبرار،
ودعامة الجبار، وحجته على العالمين، وخيرته من الأولين والآخرين، محمد
ابن عبد الله نبيه ورسوله وحبيبه وصفيه وخاصته وخالصته ورحمته ونوره و
سفيره وأمينه وحجابه وعينه وذكره ووليه وجنبه وصراطه، وعروته الوثقى،
وحبله المتين، وبرهانه المبين، ومثله الاعلى، ودعوته الحسنى، وآيته
الكبرى، وحجته العظمى، ورسوله الكريم، الرؤف الرحيم، القوى العزيز الشفيع
المطاع، وعلى الأئمة عليهم جميعا السلام:
أمير المؤمنين علي، والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى
وعلي ومحمد وعلي والحسن، والخلف المهدي عليه وعليهم السلام و
الرحمة، الطيبين الطاهرين المطيعين المقربين، وعليه وعليهم أفضل سلام الله،
وأوفر رحمته، وأزكى تحياته، وأشرف صلواته، وأعظم بركاته أبدا من جميع
المؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والأموات، ومني ومن والدي وأهلي وولدي
وإخوتي وأخواتي وأهلي وقراباتي، في حياتي ما بقيت، وبعد وفاتي، وما
طلعت شمس أو غربت، عليهم سلام الله في الأولين، وعليهم سلام الله في الآخرين
وعليهم سلام الله يوم يقوم الناس لرب العالمين.
سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، سلام عليك يا رسول الله!
سلام عليك يا خيرة الله من خلقه، وصفوته من بريته، السلام عليك يا أمين الله
عن رسالته، وعزائم أمره، الخاتم لما سبق، والفاتح لما غلق (1) والمهيمن على
ذلك كله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا سيد المرسلين، السلام عليك
يا خاتم النبيين، السلام عليك يا امام المتقين، السلام عليك يا ولي المؤمنين
السلام عليك يا مولى المسلمين، السلام عليك يا حجة الله على العالمين، السلام
عليك يا خالصة الله وخليله وحبيبه وصفيه من الأولين والآخرين، السلام

(1) انغلق خ ل.
147

عليك يا أيها البشير النذير، السلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك يا أبا
القاسم وعلى آلك ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة،
ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، ومأوى السكينة، وخزان العلم، ومنتهى
الحلم، وأصول الكرم، وقادة الأمم، وأولياء النعم، وعناصر الأبرار، ودعائم
الجبار، وساسة العباد، وأركان البلاد، وأبواب الايمان، وامناء الرحمن، و
سلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وآل يس، وعترة خيرة رب العالمين، ورحمة
الله وبركاته، السلام عليكم أئمة الهدى، ومصابيح الدجى، وأهل التقوى،
وأعلام التقى، وذوي النهى، وأولي الحجى، وسادة الورى، وبدور الدنيا
وورثة الأنبياء، والمثل الاعلى، والدعوة الحسنى والحجة على من في الأرض
والسماء، والآخرة والأولى، ورحمة الله وبركاته.
السلام على محال معرفة الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله،
وخزنة علم الله، وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله، وورثة رسول الله، ورحمة
الله وبركاته، السلام على الدعاة إلى الله، والأدلاء على الله، والمؤذنين عن الله
والقائمين بحق الله، والناطقين عن الله، والمستوفرين في أمر الله، والمخلصين
في طاعة الله (1)، والصادعين بدين الله، والتامين في محبة الله، وعباده المكرمين
الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون، ورحمة الله وبركاته.
السلام على الأئمة الدعاة، والقادة الهداة، والسادة الولاة، والذادة
الحماة، والآساد السقاة، وأهل الذكر، وأولي الأمر، وبقية الله وخيرته
وصفوته وحزبه وعينه وحجته وجنبه وصراطه ونوره، ورحمة الله وبركاته.
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه، وشهدت له
ملائكته، وأولو العلم من خلقه، لا إله إلا الله العزيز الحكيم، وأن محمدا صلى الله عليه وآله
عبده ورسوله المجتبى، ونبيه المرتجى، وحبيبه المصطفى، وأمينه المرتضى، أرسله

(1) توحيد الله خ.
148

نذيرا في الأولين، ورسولا في الآخرين بالهدى ودين الحق، ليظهره على الدين
كله، ولو كره المشركون، فصدع صلى الله عليه وآله بما أمر به، وبلغ ما حمل، و
نصح لامته، وجاهد في سبيل ربه، ودعا إليه بالحكمة والموعظة الحسنة،
وصبر على ما أصابه في جنبه، وعبده صادقا مصدقا صابرا محتسبا لا وانيا ولا
مقصرا، حتى أتاه اليقين.
وأشهد أن الدين كما شرع، والكتاب كما تلا، والحلال ما أحل، و
الحرام ما حرم، والفصل ما قضى، والحق ما قال، والرشد ما أمر، وأن
الذين كذبوه وخالفوه، وكذبوا عليه، وجحدوا حقه، وأنكروا فضله
واتهموه، وظلموا وصيه واعتدوا عليه، وغصبوه خلافته، ونقضوا عهده فيه،
وحلوا عقده له، وأسسوا الجور والظلم والعدوان على آله، وقتلوهم وتولوا
غيرهم، ذائقوا العذاب الأليم، في أسفل درك من الجحيم، لا يخفف عنهم من عذابها
وهم فيه مبلسون، ملعونون ناكسوا رؤسهم. فعاينوا الندامة والخزي الطويل، مع
الأرذلين الأشرار، قد كبوا على وجوههم في النار، وأن الذين آمنوا به و
صدقوه ونصروه ووقروه وأجابوه وعزروه واتبعوه، واتبعوا النور الذي انزل
معه، أولئك هم المفلحون، في جنات النعيم، والفوز العظيم، والغبطة والسرور
والملك الكبير والثواب المقيم في المقام الكريم.
فجزاه عنا أحسن الجزاء وخير ما جزى نبيا عن أمته، ورسولا عمن
ارسل إليه، وخصه بأفضل قسم الفضائل، وبلغه أعلى شرف المكرمين، من
الدرجات العلى في أعلى عليين، في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر
وأعطاه حتى يرضى، وزاده بعد الرضا، وجعله أقرب الخلق منه مجلسا، و
أدناهم إليه منزلا، وأعظمهم عنده جاها، وأعلاهم لديه كعبا، وأحسنهم عليه
ثناء، وأول المتكلمين كلاما، وأكثر النبيين أتباعا، وأوفر الخلق نصيبا
وأجز لهم حظا في كل خير هو قاسمه بينهم، وأحسن جزاءه عن جميع المؤمنين
من الأولين والآخرين
149

وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون
المتقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره، العاملون بإرادته، الفائزون
بكرامته.
اصطفاكم بعلمه، واصطنعكم لنفسه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم
لسره، واجتباكم بقدرته، وأعزكم بهداه، وخصكم ببراهينه وانتجبكم لنوره
وأيدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وجعلكم حججا على بريته، وأنصارا
لدينه، وحفظة لحكمه، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، وتراجمة لوحيه،
وأركانا لتوحيده، وسفراء عنه، وشهداء على خلقه، وأسبابا إليه، وأعلاما لعباده
ومنارا في بلاده، وسبلا إلى جنته، وأدلاء على صراطه.
عصمكم الله من الذنوب، وبرأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب، و
جنبكم الآفات، ووقاكم السيئات، وطهركم من الدنس والزيغ، ونزهكم
من الزلل والخطاء، وأذهب عنكم الرجس، وآمنكم من الفتن، واسترعاكم
الأنام، وفوض إليكم الأمور، وجعل لكم التدبير، وعرفكم الأسباب، وأورثكم
الكتاب، وأعطاكم المقاليد، سخر لكم ما خلق، فعظمتم جلاله، وأكبرتم شأنه
وهبتم عظمته، ومجدتم كرمه، وأدمنتم ذكره، ووكدتم ميثاقه، وأحكمتم
عقد عرى طاعته، ونصحتم له في السر والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة
والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه
وصدعتم بأمره، وتلوتم كتابه، وحذرتم بأسه، وذكرتم أيامه، ووفيتم بعهده
وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، و
جاهدتم في الله حق جهاده، وجادلتم بالتي هي أحسن، حتى أعلنتم دعوته، و
قمعتم عدوه وأظهرتم دينه، وبينتم فرايضه، وأقمتم حدوده، وشرعتم أحكامه،
وسننتم سنته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلمتم له القضاء، وصدقتم من رسله
من مضى.
الراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصر عنكم زاهق، و
150

الحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم
وإياب الخلق إليكم وحسابهم عليكم وفصل الخطاب عندكم وآياته لديكم وعزائمه
فيكم، ونوره معكم، وبرهانه منكم، وأمره إليكم من والاكم فقد والى الله
ومن أطاعكم فقد أطاع الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن اعتصم بكم فقد
اعتصم بالله.
أنتم يا موالي ونعم الموالي السبيل الأعظم، والصراط الأقوم، وشهداء
دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والآية المخزونة، والأمانة
المحفوظة، والباب المبتلى به الناس، من أتاكم نجا، ومن أباكم هوى، إلى
الله تدعون، وبه تؤمنون، وله تسلمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون
وبقوله تحكمون، وإليه تنيبون، وإياه تعظمون، سعد من والاكم، وهلك
من عاداكم، وخاب من جهلكم، وضل من فارقكم، وفاز من تمسك بكم،
وأمن من لجأ إليكم، وسلم من صدقكم، وهدي من اعتصم بكم.
من اتبعكم فالجنة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم
كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم ففي أسفل درك الجحيم، أشهد أن
هذا سابق لكم فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأن أنواركم وأجسادكم (1)
وأشباحكم وظلالكم وأرواحكم وطينتكم واحدة، جلت وعظمت وبوركت
وقدست وطابت وطهرت بعضا من بعض، لم تزالوا بعين الله وعنده، وفي ملكوته
تأمرون، وله تخلفون، وإياه تسبحون، وبعرشه محدقون، وبه حافون، حتى
مر بكم علينا.
فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، يسبح له فيها بالغدو
والآصال رجال تولى عز ذكره تطهيرها، وأمر خلقه بتعظيمها، فرفعها على كل
بيت قدسه في الأرض، وأعلاها على كل بيت طهره في السماء، لا يوازيها خطر
ولا يسمو إلى سمكها البصر، ولا يطمع إلى أرضها (2) النظر، ولا يقع على كنهها

(1) وأسماءكم خ ل.
(2) لا يطمح إلى عرضها خ ل.
151

الفكر، ولا يعادل سكانها البشر، يتمنى كل أحد أنه منكم، ولا تتمنون أنكم
من غيركم، إليكم انتهت المكارم والشرف، ومنكم استقرت الأنوار والعزة
والمجد والسودد، فما فوقكم أحد إلا الله الكبير المتعال، ولا أقرب إليه ولا
أخص لديه ولا أكرم عليه منكم.
أنتم سكن البلاد، ونور العباد، وعليكم الاعتماد يوم التناد، كل ما غاب
منكم حجة أو أفل منكم نجم، أطلع الله لخلقه عقبه خلفا، إماما هاديا، وبرهانا
مبينا، وعلما نيرا، واع عن واع، وهاد بعد هاد، حزنة حفظة، لا يغيض
عنكم غزره، ولا ينقطع مواده ولا يسلب منكم إرثه، سببا موصولا من الله إليكم،
ورحمة منه علينا، ونورا منه لنا، وحجة منه علينا، ترشدوننا إليه، وتقربوننا
منه وتزلفوننا لديه، وجعل صلواتنا عليكم، وذكرنا لكم، وما خصنا به من
ولايتكم، وعرفنا من فضلكم، طيبا لخلقنا، وطهارة لأنفسنا، وبركة فينا،
إذ كنا عنده موسومين [فيكم]، معترفين بفضلكم، معروفين بتصديقنا إياكم،
مذكورين بطاعتنا لكم، ومشهورين بايماننا بكم.
فبلغ الله بكم أفضل شرف محل المكرمين، وأعلى منازل المقربين، و
أرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فائق، ولا يسبقه
سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع، حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل
ولا صديق ولا شهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح
ولا فاجر طالح، ولا جبار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شاهد
ما هنالك، إلا عرفه جلالة أمركم وعظم خطركم، وكبير (1) شأنكم، وجلالة
قدركم، وتمام نوركم، وصدق مقعدكم، وثبات مقامكم، وشرف محلكم،
ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصتكم لديه، وقرب مجلسكم منه.
ثم جعل خاصة الصلوات وأفضلها، ونامي (2) البركات وأشرفها، وزاكي
التحيات وأتمها، منه ومن ملائكته المقربين، ورسله وأنبيائه المنتجبين،

(1) كبر خ ل.
(2) وافى خ ل
152

والشهداء والصالحين، من عباده المخلصين، كما هو أهله، وأنتم أهله، أبدا
عليكم أجمعين.
اشهد الله وأشهدكم يا موالي، بأبي أنتم وأمي ونفسي أني عبدكم، و
طوب لي إن قبلتموني عبدا، وأني مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوكم وبما
كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، موال لكم محب لأوليائكم
ومعاد لأعدائكم، لاعن لهم، متبرئ منهم، مبغض لهم، سلم لمن سألكم، حرب
لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما أبطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم،
مقر بفضلكم، مقتد بكم، مسلم لقولكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم
موقن بإيابكم مصدق برجعتكم، منتظر لأيامكم، مرتقب لدولتكم، آخذ بقولكم
عامل بأمركم، مستجير بكم، معتصم بحبلكم، محترس بكم، زائر لكم، لائذ
بقبوركم، عائذ بكم، مستشفع إلى الله بكم، ومتوسل بكم إليه.
وأنتم عدتي للقائه، وحسبي بكم، ومتقرب بكم إليه، ومقدمكم أمام
طلبتي وحوائجي وإرادتي في كل أحوالي وأموري، في دنياي وديني وآخرتي
ومنقلبي ومثواي، ومؤمن بسركم، وعلانيتكم، وشاهدكم وغائبكم، و
أولكم وآخركم، ومفوض في ذلك كله إليكم، ومسلم فيه لكم، ورأيي لكم
متبع، ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله دينه بكم، ويظهركم لعدله، فيردكم
في أيامه، ويقيمكم لخلقه، ثم يملككم في أرضه.
فمعكم معكم لا مع غيركم، وإليكم إليكم لا إلى عدوكم، آمنت بكم
وتوليت آخركم، بما توليت به أولكم، وبرئت إلى الله من أعدائكم، الجبت
والطاغوت، والأبالسة والشياطين، ومن حزبهم وأتباعهم، ومحبيهم وذويهم
والراضين بهم وبفعلهم، الصادين عنكم، الظالمين لكم، الجاحدين حقكم،
المفارقين لكم، الغاصبين إرثكم، والشاقين (1) فيكم، والمنحرفين عنكم، ومن كل
وليجة دونكم.

(1) والشاكين ظ.
153

وثبتني الله أبدا ما حييت وبعد وفاتي على موالاتكم، ومحبتكم ودينكم
ووفقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم.
وجعلني من خيار مواليكم، التابعين ما دعوتم إليه، ممن يقفو آثاركم،
ويسلك سبيلكم، ويقتدي (1) بهداكم، ويقتص منهاجكم، ويكون من حزبكم،
ويتعلق بحجزتكم، ويحشر في زمرتكم، ويكرر في رجعتكم، ويملك في دولتكم
ويشرف في عافيتكم، ويمكن في أيامكم، وتقر عينه غدا برؤيتكم.
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي، من أراد الله بدأ بكم، ومن أحبه
اتبعكم، ومن وحده قبل عنكم، ومن قصده توجه بكم، لا احصى يا موالي
فضلكم، ولا أعد ثناءكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف
قدركم.
أنتم نور الأنوار، وهداة الأبرار، وأئمة الأخيار، وأصفياء الجبار، بكم
فتح الله، وبكم يختم، وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه،
وبكم ينزل الغيث، وينفس الهم، ويكشف السوء، ويدفع الضر ويغني العديم
ويشفي السقيم، بمنطقكم نطق كل لسان، وبكم سبح السبوح القدوس، و
بتسبيحكم جرت الألسن بالتسبيح، فيكم نزلت رسله وعليكم هبطت ملائكته
وإليكم بعث الروح الأمين، وآتاكم الله ما لم يؤت أحدا من العالمين.
طأطأ كل شريف لشرفكم، وبخع كل متكبر لطاعتكم، وخضع كل
جبار لفضلكم، وذل كل شئ لكم، وأشرقت الأرض بنوركم، ففاز الفائزون
بكم، وبكم يسلك إلى الرضوان، وعلى من يجحد ولايتكم يغضب الرحمن.
بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم
في الأسماء، وأجسادكم في الأجساد، وأرواحكم في الأرواح، وأنفسكم في
النفوس، فما أحلى أسماءكم، وأكرم نفوسكم، وأعظم شأنكم، وأجل أخطاركم
وأعلى أقداركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم.

(1) يهتدى خ ل.
154

كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم تقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم
الاحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق، ورأيكم علم وحزم، إن ذكر
الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه، ومأواه ومنتهاه.
بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم
وبكم أخرجنا الله من الذل، وأطلق عنا رهائن الغل، ووضع عنا الاصار، و
فرج عنا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا حفرة من النار، بموالاتكم أظهر الله
معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة، وعظمت
النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، وأعظم بها طاعة
ولكم المودة الواجبة، وأكرم بها مودة، لكم الدرجات الرفيعة والأنوار الزاهرة
والمقام المعلوم عند الله، والجاه العظيم، والقدر الجليل، والشأن الكبير،
والشفاعة المقبولة.
ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ
قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، ربنا إننا
سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا.
لبيك اللهم لبيك مجابا، ومسمعا جليلا، ومناديا عظيما، لبيك وسعديك
تباركت وتعاليت، وتجاللت وتكبرت، وتعظمت وتقدست لبيك ربنا وسعديك
إقرارا بربوبيتك، وإيقانا بك، وتصديقا بكتابك، ووفاء بعهدك، ها أنا ذا عبدك
بين يديك، لبيك اللهم لبيك، تلبية الخائف منك، الراجي لك، المستجير بك
رضينا وأحببنا وسمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير، وأنت إلهنا ومولانا.
لبيك داعي الله إن كان لم يجبك بدني، ولم أدرك نصرتك، فها أنا ذا عبدك
وزائرك وزائر آلك وعترتك، والمحل بساحتكم (1) قد أجابكم قلبي ونفسي و
روحي وسمعي وبصري بالتسليم والايمان بك وبأخيك ووصيك أمير المؤمنين،
وسيد الوصيين، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وسبطيك الحسن والحسين

(1) والوافد إليكم خ.
155

سيدي شباب أهل الجنان، وبالأدلاء على الله، الأئمة من عترتك وذريتك الطاهرين
ونصرتي لكم معدة، حتى يحكم الله باذنه، وهو خير الحاكمين.
لبيك يا رسول الله سعيا إليك وإقبالا، لبيك يا نبي الله تعلقا بحبلك
واعتصاما، لبيك يا حبيب الله تعوذا بك ولواذا، لبيك يا نور الله، يا محمد بن
عبد الله، يا خيرة الله، يا أبا القاسم، تذللا لعزتك، وطاعة لأمرك، وقبولا لقولك
ودخولا في نورك، وإيمانا بك وبأخيك ووصيك أمير المؤمنين وآلك وعترتك
الطاهرين وتصديقا بما جئتنا به من عند ربك، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا، وكفر عنا
سيئاتنا، وتوفنا مع الأبرار.
ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك، ولا تخزنا يوم القيامة، إنك لا تخلف
الميعاد، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا برحمتك عذاب النار
سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا، سبحان ربك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
اللهم إني أشهدك أن هذه قبور أوليائك ومشاهدهم وآثارهم، ومغيبهم
ومعارجهم، الفائزين بكرامتك، المفضلين على خلقك، الذين عرفتهم تبيان
كل شئ، وحبوتهم بمواريث الأنبياء، وجعلتهم حججك على بريتك، وأمناءك
على وحيك، وخزانك على وحيك.
اللهم فبلغ أرواحهم وأجسادهم في هذه الساعة وفي كل وقت وأوان وحين
وزمان منا السلام واردد علينا منهم السلام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشهد أنكم تسمعون الكلام، وتردون السلام، اللهم إنك قلت على لسان نبيك
صلواتك عليه وعلى آله، وقولك الحق فبشر الذين آمنوا أن لهم قدم صدق
عند ربهم.
اللهم إني قد آمنت بك وبهم، وصدقت وسمعت وأطعت وأسلمت، فلا
توقفني أبدا مواقف الخزي في الدنيا والآخرة، وأعطني سؤلي، واجعل صلواتي
بهم مقبولة، ودعائي بهم مستجابا، وسعيي بهم مشكورا، وذنبي بهم مغفورا، و
156

ذكرى بهم رفيعا، وكعبي بهم عاليا، ويقيني بهم ثابتا، وروحي بهم سليمة، و
جسمي بهم معافا مرزوقا، سعيدا رشيدا، تقيا عالما، زاهدا متواضعا، حافظا زكيا
فقيها موفقا، معصوما مؤيدا قويا عزيزا، ولا تقطع بي عنهم، ولا تفرق بيني
وبينهم، في الدنيا والآخرة، آمين رب العالمين.
" الوداع "
فإذا أردت وداعهم فقل: سلام الله وتحياته ورحمته وبركاته على -
خيرة الله وأصفيائه وأحبائه وحججه وأوليائه محمد رسوله وآله، أمير المؤمنين
علي، الحسن، الحسين، علي، محمد، جعفر، موسى، علي، محمد، علي، الحسن، الخلف
الصالح عليه وعليهم جميعا السلام والرحمة، السلام على خالصة الله من خلقه،
وصفوته من بريته، وامنائه على وحيه، وحججه على عباده، وخزانه على
علمه، وعليهم من الله دائم الصلوات، وزاكي البركات، ونامي التحيات
السلام عليكم موالي أئمتي وقادتي، ونعم الموالي والأئمة والقادة أنتم، والسلام
عليكم والسلام لكم مني قليل، السلام عليكم آل ياسين، سلاما كثيرا طيبا مباركا
متتابعا سرمدا، دائما أبدا، كما أنتم أهله مني ومن والدي وأهلي وولدي، و
إخوتي وأخواتي، ومن جميع المؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم والأموات،
ورحمة الله وبركاته.
السلام عليكم سلام مودع لا سئم ولا قال، ولا غال (1) ورحمة الله
الله وبركاته، عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، غير راغب عنكم، ولا منحرف
عنكم، ولا مؤثر عليكم، ولا زاهد في قربكم، ولا أبتغي بكم بدلا، ولا عنكم
حولا، ولا أتخذ بينكم سبلا، ولا أشترى بكم ثمنا، لا جعله الله آخر العهد
من زيارتكم، وتعظيم ذكركم، وتفخيم أسمائكم، وإتيان مشاهدكم وآثاركم
والصلاة لكم والتسليم عليكم، بل جعله الله مثابة لنا وأمنا في دنيانا وآخرتنا
وذكرا ونورا لمعادنا، وأمانا وإيمانا لمنقلبنا ومثوانا.

(1) ولا مال ظ.
157

جعلني الله ممن أنقلب عن زيارتكم وذكركم، والصلاة لكم، والتسليم
عليكم، مفلحا منجحا، غانما سالما معافا غنيا فائزا برضوان الله ورحمته،
وفضله وكفايته، ونصره وأمنه، ومغفرته ونوره، وهداه وحفظه وكلاءته
وتوفيقه وعصمته، ورزقني العود ثم العود أبدا ما أبقاني ربي إليكم بنية وإيمان
وتقوى وإخبات، ونور وإيقان، وأرزاق من فضله واسعة، طيبة دارة، هنيئة
مريئة، سليمة من غير كد، ولا من من أحد، ونعمة سابغة، وعافية سالمة،
وأوجب لي من الحياة والكرامة والبركة، والصلاح والايمان، والمغفرة و
الرضوان، مثل ما أوجب لأوليائه وصالحي عباده من زوارهم ووافديهم، ومواليهم
ومحبيهم، وحزبهم وشيعتهم، العارفين حقهم الموجبين طاعتهم، المدمنين ذكرهم
الراغبين في زيارتهم، المنتظرين أيامهم، المطيعين لهم، المتقربين بذلك إليك
وإليهم.
اللهم أنت خير من وفدت إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، وصرفت
نحوه الآمال، وارتجى للرغائب والافضال، وأنت يا سيدي أكرم مأتي وأكرم
مزور، وقد جعلت لكل زائر كرامة، ولكل وافد تحفة، ولكل سائل عطية، ولكل راج
ثوابا ولكل ملتمس ما عندك جزاء، ولكل راغب إليك هبة، ولكل من فزع إليك
رحمة، ولكل متضرع إليك إجابة، ولكل متوسل إليك عفوا، وقد جئتك
زائرا لقبور أحبائك وأوليائك، وخيرتك من عبادك، وافدا إليهم، نازلا بفنائهم
قاصدا لحرمهم، راغبا في شفاعتهم، ملتمسا ما عندهم، راجيا لهم، متوسلا إليك
بهم، وحق عليك ألا تخيب سائلهم ووافدهم، والنازل بفنائهم، والمنيخ بساحتهم
من حزبهم وأشياعهم.
ووقفت بهذا المقام الشريف، رجاء ما عندك لزوارهم، والمطيعين لهم، من
الرحمة والمغفرة، والفضل والانعام، فلا تجعلني من أخيب وفدك ووفدهم،
وأكرمني بالجنة، ومن علي بالمغفرة، وجملني بالعافية، وأجرني بالعتق من
النار، وأوسع علي رزقك الحلال، وفضلك الواسع الجزيل، وادرأ عني ابدا
158

شر كل ذي شر، من الجن والإنس.
بأبي أنتم وأمي يا سادتي، أتقرب بكم إلى الله، وأتوجه بكم إلى الله،
وأطلب بكم حاجتي من الله، جعلني الله بكم وجيها في الدنيا والآخرة ومن
المقربين.
بأبي أنتم وأمي ونفسي، تحننوا علي وارحموني واجعلوني من همكم
واذكروني عند ربكم، كونوا عصمتي وصيروني من حزبكم، وشرفوني
بشفاعتكم، ومكنوني في دولتكم، واحشروني في زمرتكم، وأوردوني حوضكم
وأكرموني برضاكم، وأسعدوني بطاعتكم، وخصوني بفضلكم، واحفظوني من مكاره
الدنيا والآخرة، وشر الإنس والجن، وكل ذي شر بقدرتكم.
فبذمة الله وذمتكم، وجلال الله، وكبرياء الله، وملك الله، وسلطان الله،
وعظمة الله، وعز الله، وكلماته المباركات، أمتنع وأحترس وأستجير وأستغيث
وأحترز، وأهلي وولدي ومالي وإخواني المؤمنين ابدا في الدنيا والآخرة، من
كل سوء، وبكم أرجو النجاة، وأطلب الصلاح، وآمل النجاح، وأستشفي
من كل داء وسقم، وإليكم مفري من كل خوف، وعليكم معولي عند كل
شدة ورخاء.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما أنت وهم أهله، وأدخلني في كل
خير دعوا إليه، ودلوا عليه، وأمروا به، ورضوا به، قولا وفعلا، ونجني بهم
من كل مكروه، وأخرجني من كل سوء، واعصمني من كل مانهوا عنه
وأنكروه، وخوفوا منه وحذروه، وعجل فرجهم وفرجنا بهم، وأهلك عدوهم
من الإنس والجن، وبلغ أرواحهم وأجسادهم ابدا منى السلام، واردد علينا
منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.
بيان: لما غلق: وفي بعض النسخ لما انغلق أي لما اشتبه من أمر التوحيد
والمعارف والحكم والعلوم، وقيل لما انغلق من أمر الجاهلية، والآساد جمع
الأسد ولا يبعد أن يكون السقاة تصحيف السعادة، ويقال ونى يني ونيا إذا قصر
159

وفتر، وكبه قلبه وصرعه، والتعزير التعظيم والتوقير، وقال الفيروزآبادي (1)
اصطنعتك لنفسي اخترتك لخاصة أمر أستكفيكه، وقال الجزري (2) الاصطناع
افتعال من الصنيعة وهي العطية والكرامة والاحسان، وأفل كنصر وضرب غاب
وغاض الماء قل ونقص، والغزر بالفتح والضم الكثرة.
قوله: والشاقين فيكم أي الذين يشقون ويفرقون الناس في ولايتكم، والأصوب
أنه تصحيف الشاكين كما مر.
" قوله " وأعظم بها طاعة على صيغة التعجب، والضمير راجع إلى
الموالاة، أي ما أعظم تلك الموالاة من جهة الطاعة، والحاصل أنها مع كونها
شرطا لقبول الطاعات هي في نفسها أعظمها، وكذا قوله أكرم بها مودة " قوله "
والسلام لكم مني قليل، أي سلامي لا يليق بجنابكم، بل اللايق بكم مني فوق
السلام، كبذل الحياة وإفداء النفس فيكم.
(الزيارة الرابعة):
6 - كامل الزيارة: أبي وجماعة مشايخي عن محمد العطار، وحدثني محمد بن الحسين بن مت
الجوهري جميعا عن الأشعري، عن علي بن حسان، عن عروة ابن أخي شعيب
العقرقوفي، عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول إذا أتيت قبر الحسين
ابن علي عليه السلام، ويجزيك عند قبر كل إمام عليه السلام:
السلام عليك من الله، السلام على محمد أمين الله على رسله، وعزائم أمره
الخاتم لما سبق، والفاتح لما استقبل، اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، الذي
انتجبته بعلمك، وجعلته هاديا لمن شئت منن خلقك، والدليل على من بعثت
برسالاتك، وكتبك، وديان الدين بعدلك، وفصل قضائك بين خلقك، والمهيمن
على ذلك كله، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
وتقول في زيارة أمير المؤمنين عليه السلام اللهم صل على علي أمير المؤمنين

(1) القاموس ج 3 ص 53.
(2) النهاية ج 3 ص 3.
160

عبدك وأخي رسولك إلى آخره، وفي زيارة فاطمة أمتك وبنت رسولك، وفي سائر
الأئمة أبناء رسولك على ما قلت في النبي صلى الله عليه وآله، في أول مرة حتى تنتهي إلى
صاحبك ثم تقول:
أشهد أنكم كلمة التقوى، وباب الهدى، والعروة الوثقى، والحجة البالغة
على من فيها ومن تحت الثرى، وأشهد أن أرواحكم وطينتكم من طينة واحدة،
طابت وطهرت من نور الله ومن رحمته، واشهد الله وأشهدكم أني لكم تبع بذات
نفسي وشرائع ديني، وخواتيم عملي اللهم فأتمم لي ذلك برحمتك.
السلام عليك يا أبا عبد الله، أشهد أنك قد بلغت عن الله ما أمرت به، وقمت
بحقه، غير واهن ولا موهن، فجزاك الله من صديق خيرا عن رعيتك، أشهد أن
الجهاد معك جهاد، وأن الحق معك ولك، وأنت معدنه، وميراث النبوة عندك
وعند أهل بيتك، أشهد أنك قد أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف
ونهيت عن المنكر، ودعوت إلى سبيل ربك، بالحكمة والموعظة الحسنة، وعبدت
ربك حتى أتاك اليقين.
وتقول: السلام على ملائكة الله المسومين، السلام على ملائكة الله المنزلين.
السلام على ملائكة الله المردفين، السلام على ملائكة الله الذين هم في هذا الحرم
بإذن الله مقيمون.
ثم تقول: اللهم العن اللذين بدلا نعمتك، وخالفا كتابك، وجحدا آياتك
واتهما رسولك احش قبورهما وأجوافهما نارا، وأعد لهما عذابا أليما، واحشرهما
وأشياعهما إلى جهنم زرقا، احشرهما وأشياعهما، وأتباعهما يوم القيامة على
وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا.
اللهم لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر ابن نبيك، وابعثه مقاما محمودا
تنتصر به لدينك وتقتل به عدوك، فإنك وعدته وأنت الرب الذي لا تخلف
الميعاد.
وكذلك تقول عند قبور كل الأئمة عليهم السلام.
161

وتقول عند كل إمام زرته إنشاء الله.
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله
في ظلمات الأرض، السلام عليك يا إمام المؤمنين، ووارث علم النبيين، وسلالة
الوصيين، والشهيد يوم الدين، أشهد أنك وآبائك الذين كانوا من قبلك، و
أبناءك الذين من بعدك، موالي وأوليائي وأئمتي.
وأشهد أنكم أصفياء الله وخزنته، وحجته البالغة، انتجبكم بعلمه أنصارا
لدينه، وقواما بأمره، وخزانا لعلمه، وحفظة لسره، وتراجمة لوحيه، و
معدنا لكلماته، وأركانا لتوحيده، وشهودا على عباده، استودعكم خلقه، وأورثكم
كتابه، وخصكم بكرائم التنزيل، وأعطاكم التأويل، وجعلكم تابوت حكمته
ومنارا في بلاده، وضرب لكم مثلا من نوره، وأجرى فيكم من علمه، وعصمكم
من الزلل، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس، فبكم تمت النعمة
واجتمعت الفرقة، وائتلفت الكلمة ولزمت الطاعة المفترضة، والمودة الواجبة
وأنتم أولياؤه النجباء، وعباده المكرمون.
أتيتك يا ابن رسول الله عارفا بحقك، مستبصرا بشأنك، معاديا لأعدائك،
مواليا لأوليائك، بأبي أنت وأمي صلى الله عليك وسلم تسليما، أتيتك وافدا زائرا
عائذا، مستجيرا مما جنيت على نفسي، واحتطبت على ظهري، فكن لي شفيعا
فان لك عند الله مقاما معلوما، وأنت عند الله وجيه. آمنت بالله وبما انزل عليكم
وأتولى آخركم بما توليت به أولكم، وأبرء من كل وليجة دونكم، وكفرت
بالجبت والطاغوت، واللات والعزى (1).
الزيارة الخامسة.
رواها السيد ومؤلف المزار الكبير رحمهما الله قالا: هي مروية عن الأئمة
عليهم السلام إذا أردت ذلك فليكن من قولك عند العقد على العزم والنية: اللهم
صل عزمي بالتحقيق، ونيتي بالتوفيق، ورجائي بالتصديق، وتول أمري، و

(1) كامل الزيارات ص 316
162

لا تكلني إلى نفسي، فأحل عقدة الخيرة (1) وأتخلف عن حضور المشاهد المقدسة.
وصل ركعتين قبل خروجك وقل بعقبهما: اللهم إني أستودعك ديني ونفسي
وجميع حزانتي، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال
والولد، اللهم أني أعوذ بك من سوء الصحبة، وإخفاق الأوبة، اللهم سهل لنا
حزن ما نتغول (2)، ويسر علينا مستغزر ما نروح ونغدو له، إنك على كل
شئ قدير.
وإذا سلكت على طريقك فليكن همك لما سلكت له، ولتقلل من حال تغض
منك، ولتحسن الصحبة لمن صحبك، وأكثر من الثناء على الله تعالى ذكره والصلاة
على رسوله، فإذا أردت الغسل للزيارة فقل وأنت تغتسل: بسم الله وبالله، وفي
سبيل الله، وعلى ملة رسول الله، اللهم اغسل عنى درن الذنوب، ووسخ العيوب
وطهرني بماء التوبة، وألبسني رداء العصمة، وأيدني بلطف منك يوفقني لصالح
الأعمال، إنك ذو الفضل العظيم.
فإذا دنوت من باب المشهد فقل: الحمد لله الذي وفقني لقصد وليه، وزيارة
حجته، وأوردني حرمه، ولم يبخسني حظي من زيارة قبره، والنزول بعقوة
مغيبه وساحة تربته، الحمد لله الذي لم يسمني بحرمان ما أملته، ولا صرف عني
ما رجوته، ولا قطع رجائي فيما توقعته، بل ألبسني عافيته، وأفادني نعمته،
وآتاني كرامته.
فإذا دخلت المشهد، فقف على الضريح الطاهر وقل: السلام عليكم
أئمة المؤمنين، وسادة المتقين، وكبراء الصديقين، وامراء الصالحين،
وقادة المحسنين، وأعلام المهتدين، وأنوار العارفين، وورثة الأنبياء، وصفوة
الأوصياء، وشموس الأتقياء، وبدور الخلفاء، وعباد الرحمن، وشركاء القرآن
ومنهج الايمان، ومعادن الحقايق، وشفعاء الخلايق، ورحمة الله وبركاته
أشهد أنكم أبواب الله، ومفاتيح رحمته، ومقاليد مغفرته، وسحائب

(1) الحيرة خ ل.
(2) ما نتوغل فيه خ ل.
163

رضوانه، ومصابيح جنانه، وحملة فرقانه، وخزنة علمه، وحفظة سره، ومهبط
وحيه، وأمانات النبوة، وودايع الرسالة، أنتم أمناء الله وأحباؤه، وعباده و
أصفياؤه، وأنصار توحيده وأركان تمجيده، ودعاته إلى كتبه وحرسه خلائقه
وحفظة ودائعه، لا يسبقكم ثناء الملائكة في الاخلاص والخشوع، ولا يضادكم
ذو ابتهال وخضوع.
أني ولكم القلوب التي تولى الله رياضتها بالخوف والرجاء، وجعلها
أوعية للشكر والثناء، وآمنها من عوارض الغفلة، وصفاها من شواغل الفترة
بل يتقرب أهل السماء بحبكم، وبالبراءة من أعدائكم، وتواتر البكاء على
مصابكم، والاستغفار لشيعتكم ومحبيكم.
فأنا اشهد الله خالقي، واشهد ملائكته وأنبياءه، وأشهدكم يا موالي، أني
مؤمن بولايتكم، معتقد لإمامتكم، مقر بخلافتكم، عارف بمنزلتكم، موقن
بعصمتكم، خاضع لولايتكم، متقرب إلى الله بحبكم، وبالبراءة من أعدائكم
عالم بأن الله قد طهركم من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، ومن كل ريبة
ونجاسة، ودنية ورجاسة، ومنحكم راية الحق التي من تقدمها ضل، ومن تأخر
عنها زل، وفرض طاعتكم على كل أسود وأبيض.
وأشهد أنكم قد وفيتم بعهد الله وذمته، وبكل ما اشترط عليكم في كتابه،
ودعوتم إلى سبيله، وأنفذتم طاقتكم في مرضاته، وحملتم الخلائق على منهاج النبوة
ومسالك الرسالة، وسرتم فيه بسيرة الأنبياء، ومذاهب الأوصياء، فلم يطع
لكم أمر، ولم تصغ إليكم اذن، فصلوات الله على أرواحكم وأجسادكم (1).
ثم تنكب على القبر وتقول: بأبي أنت وأمي يا حجة الله لقد أرضعت بثدي
الايمان، وفطمت بنور الاسلام، وغذيت ببرد اليقين وألبست حلل العصمة
واصطفيت وورثت علم الكتاب، ولقنت فصل الخطاب، وأوضح بمكانك معارف
التنزيل، وغوامض التأويل، وسلمت إليك راية الحق، وكلفت هداية الخلق

(1) المزار الكبير ص 93 - 94 ومصباح الزائر ص 237 - 239
164

ونبذ إليك عهد الإمامة، وألزمت حفظ الشريعة.
وأشهد يا مولاي أنك وفيت بشرائط الوصية، وقضيت ما لزمك من حد
الطاعة، ونهضت بأعباء الإمامة، واحتذيت مثال النبوة، في الصبر والاجتهاد
والنصيحة للعباد، وكظم الغيظ، والعفو عن الناس، وعزمت على العدل في
البرية، والنصفة في القضية، ووكدت الحجج على الأمة بالدلائل الصادقة
والشواهد الناطقة، ودعوت إلى الله بالحكمة البالغة، والموعظة الحسنة.
فمنعت من تقويم الزيغ، وسد الثلم، وإصلاح الفاسد، وكسر المعاند
وإحياء السنن، وإماتة البدع، حتى فارقت الدنيا وأنت شهيد، ولقيت رسول
الله صلى الله عليه وآله وأنت حميد، صلوات الله عليك تترادف وتزيد.
ثم صر إلى عند الرجلين وقل:
يا سادتي يا آل رسول الله إني بكم أتقرب إلى الله جل وعلا، بالخلاف
على الذين غدروا بكم، ونكثوا بيعتكم، وجحدوا ولايتكم، وأنكروا منزلتكم
وخلعوا ربقة طاعتكم، وهجروا أسباب مودتكم، وتقربوا إلى فراعنتهم بالبراءة
منكم، والاعراض عنكم، ومنعوكم من إقامة الحدود، واستئصال الجحود،
وشعب الصدع، ولم الشعث، وسد الخلل، وتثقيف الأود، وإمضاء الاحكام
وتهذيب الاسلام، وقمع الآثام، وأرهجوا عليكم نقع الحروب والفتن، وأنحوا
عليكم سيوف الأحقاد، وهتكوا منكم الستور وابتاعوا بخمسكم الخمور، وصرفوا
صدقات المساكين إلى المضحكين والساخرين.
وذلك بما طرقت لهم الفسقة الغواة، والحسدة البغاة، أهل النكث والغدر
والخلاف والمكر، والقلوب المنتنة من قذر الشرك، والأجساد المشحنة من درن
الكفر، أضبوا على النفاق، وأكبوا على علائق الشقاق.
فلما مضى المصطفى صلوات الله عليه وآله، اختطفوا الغرة (1) وانتهزوا
الفرصة، وانتهكوا الحرمة، وغادروه على فراش الوفاة، وأسرعوا لنقض البيعة

(1) العترة خ ل.
165

ومخالفة المواثيق المؤكدة، وخيانة الأمانة المعروضة على الجبال الراسية،
وأبت أن تحملها وحملها الانسان الظلوم الجهول، ذو الشقاق والعزة بالآثام المؤلمة،
والانفة عن الانقياد لحميد العاقبة.
فحشر سفلة الاعراب، وبقايا الأحزاب، إلى دار النبوة والرسالة، و
مهبط الوحي والملائكة، ومستقر سلطان الولاية، ومعدن الوصية والخلافة و
الإمامة، حتى نقضوا عهد المصطفى، في أخيه علم الهدى، والمبين طريق النجاة
من طرق الردى، وجرحوا كبد خير الورى، في ظلم ابنته، واضطهاد حبيبته،
واهتضام عزيزته، بضعة لحمه وفلذة كبده، وخذلوا بعلها، وصغروا قدره، واستحلوا
محارمه، وقطعوا رحمه، وأنكروا اخوته، وهجروا مودته، ونقضوا طاعته،
وجحدوا ولايته وأطعموا العبيد في خلافته.
وقادوه إلى بيعتهم، مصلتة سيوفها، مقذعة أسنتها، وهو ساخط القلب
هائج الغضب، شديد الصبر، كاظم الغيظ، يدعونه إلى بيعتهم التي عم شومها الاسلام
وزرعت في قلوب أهلها الآثام، وعقت سلمانها، وطردت مقدادها، ونفت جندبها
وفتقت بطن عمارها، وحرفت القرآن، وبدلت الاحكام، وغيرت المقام، و
أباحت الخمس للطلقاء، وسلطت أولاد اللعناء على الفروج، وخلطت الحلال
بالحرام، واستخفت بالايمان والاسلام، وهدمت الكعبة، وأغارت على دار
الهجرة يوم الحرة، وأبرزت بنات المهاجرين والأنصار للنكال والسورة (1) وألبستهن
ثوب العار والفضيحة، ورخصت لأهل الشبهة، في قتل أهل بيت الصفوة وإبادة
نسله، واستيصال شافعته، وسبي حرمه، وقتل أنصاره، وكسر منبره، وقلب مفخره
وإخفاء دينه، وقطع ذكره.
يا موالي فلو عاينكم المصطفى وسهام الأمة معرقة (2) في أكبادكم، ورماحهم
مشرعة في نحوركم، وسيوفها مولعة في دمائكم، يشفى أبناء العواهر غليل الفسق من
ورعكم، وغيظ الكفر من إيمانكم، وأنتم بين صريع في المحراب، قد فلق السيف هامته

(1) والسوءة خ ل.
(2) مغرقة خ ل.
166

وشهيد فوق الجنازة، قد شكت أكفانه بالسهام، وقتيل بالعراء قد رفع فوق
القناة رأسه، ومكبل في السجن قد رضت بالحديد أعضاؤه، ومسموم قد قطعت بجرع
السم أمعاؤه، وشملكم عباديد تفنيهم العبيد وأبناء العبيد، فهل المحن يا سادتي
إلا التي لزمتكم، والمصائب إلا التي عمتكم، والفجايع إلا التي خصتكم،
والقوارع إلا التي طرقتكم، صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وأجسادكم، و
رحمة الله وبركاته (1).
ثم قبله وقل: بأبي وأمي يا آل المصطفى، إنا لا نملك إلا أن نطوف
حول مشاهدكم، ونعزي فيها أرواحكم، على هذه المصائب العظيمة الحالة بفنائكم
والرزايا الجليلة النازلة بساحتكم، التي أثبتت في قلوب شيعتكم القروح، وأورثت
أكبادهم الجروح، وزرعت في صدورهم الغصص.
فنحن نشهد الله أنا قد شاركنا أولياءكم وأنصاركم المتقدمين، في إراقة
دماء الناكثين والقاسطين والمارقين، وقتلة أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة
يوم كربلا، بالنيات والقلوب، والتأسف على فوت تلك المواقف، التي حضروا
لنصرتكم، وعليكم منا السلام، ورحمة الله وبركاته.
ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة وقل، اللهم يا ذا القدرة التي صدر عنها
العالم مكونا مبروءا عليها، مفطورا تحت ظل العظمة، فنطقت شواهد صنعك فيه
بأنك أنت الله لا إله إلا أنت، مكونه وبارئه، وفاطره، ابتدعته لا من شئ،
ولا على شئ، ولا في شئ، ولا لوحشة دخلت عليك إذ لا غيرك، ولا حاجة
بدت لك في تكوينه، ولا لاستعانة منك على ما تخلق بعده، بل أنشأته ليكون دليلا
عليك، بأنك بائن من الصنع، فلا يطيق المنصف لعقله إنكارك، والموسوم
بصحة المعرفة جحودك.
أسئلك بشرف الاخلاص في توحيدك، وحرمة التعلق بكتابك، وأهل بيت
نبيك، أن تصلي على آدم بديع فطرتك، وبكر حجتك، ولسان قدرتك، و

(1) المزار الكبير ص 94 - 66 ومصباح الزائر ص 239 - 241
167

الخليفة في بسيطتك، وعلى محمد الخالص من صفوتك، والفاحص عن معرفتك،
والغائص المأمون على مكنون سريرتك، بما أوليته من نعمتك بمعونتك، وعلى
على من بينهما من النبيين والمكرمين والأوصياء والصديقين، وأن تهبني
لإمامي هذا (1).
وضع خدك على سطح القبر وقل: اللهم بمحل هذا السيد من طاعتك،
وبمنزلته عندك، لا تمتني فجأة، ولا تحرمني توبة، وارزقني الورع عن محارمك
دينا ودنيا، واشغلني بالآخرة عن طلب الأولى، ووفقني لما تحب وترضى، و
جنبني اتباع الهوى، والاغترار بالأباطيل والمنى.
اللهم اجعل السداد في قولي، والصواب في فعلى، والصدق والوفاء في
ضماني ووعدي، والحفظ والإيناس مقرونين بعهدي وعقدي، والبر والاحسان
من شأني وخلقي، واجعل السلامة لي شاملة، والعافية بي محيطة ملتفة، ولطيف
صنعك وعونك مصروفا إلى، وحسن توفيقك ويسرك موفورا علي، وأحيني يا
رب سعيدا، وتوفني شهيدا، وطهرني للموت وما بعده.
اللهم واجعل الصحة والنور في سمعي وبصري، والجدة والخير في
طرقي، والهدى والبصيرة في ديني، ومذهبي، والميزان أبدا نصب عيني، و
الذكر والموعظة شعاري ودثاري، والفكرة والعبرة انسى وعمادي، ومكن
اليقين في قلبي، واجعله أوثق الأشياء في نفسي، وأغلبه على رائى وعزمي، و
اجعل الارشاد في عملي، والتسليم لأمرك مهادي وسندي، والرضا بقضائك وقدرك أقصى
عزمي ونهايتي، وأبعد همي وغايتي، حتى لا أتقي أحدا من خلقك بديني، ولا أطلب به
غير آخرتي، ولا أستدعي منه إطرائي ومدحي، واجعل خير العواقب عاقبتي،
وخير المصاير مصيري، وأنعم العيش عيشي، وأفضل الهدى هداي، وأوفر
الحظوظ حظي، وأجزل الأقسام قسمي ونصيبي، وكن لي يا رب من كل سوء
وليا، وإلى كل خير دليلا وقائدا، ومن كل باغ وحسود ظهيرا ومانعا،

(1) مصباح الزائر ص 241 والمزار الكبير ص 96 - 97.
168

اللهم بك اعتدادي وعصمتي، وثقتي وتوفيقي، وحولي وقوتي، ولك
محياي ومماتي، وفي قبضتك سكوني وحركتي، وإن بعروتك الوثقى استمساكي
ووصلتي، وعليك في الأمور كلها اعتمادي وتوكلي، ومن عذاب جهنم ومس سقر
نجاتي وخلاصي، وفي دار أمنك وكرامتك مثواي ومنقلبي، وعلى أيدي ساداتي
وموالي آل المصطفى فوزي وفرجي.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين
والمسلمات، واغفر لي ولوالدي وما ولدا وأهل بيتي وجيراني، ولكل من
قلدني يدا من المؤمنين والمؤمنات، إنك ذو فضل عظيم، والسلام عليك، ورحمة
الله وبركاته (1).
ثم قال السيد رحمه الله، دعاء يدعى به عقيب الزيارة لسائر الأئمة عليهم السلام:
اللهم إني زرت هذا الامام مقرا بإمامته، معتقدا لفرض طاعته، فقصدت
مشهده بذنوبي وعيوبي، وموبقات آثامي، وكثرة سيئاتي وخطاياي، وما تعرفه
مني، مستجيرا بعفوك، مستعيذا بحلمك، راجيا رحمتك، لاجيا إلى ركنك، عائذا
برأفتك، مستشفعا بوليك وابن أوليائك، وصفيك وابن أصفيائك، وأمينك وابن
امنائك، وخليفتك وابن خلفائك، الذين جعلتهم الوسيلة إلى رحمتك ورضوانك
والذريعة إلى رأفتك وغفرانك.
اللهم وأول حاجتي إليك أن تغفر لي ما سلف من ذنوبي على كثرتها، و
تعصمني فيما بقي من عمري، وتطهر ديني مما يدنسه ويشينه ويزري به، وتحميه
من الريب والشك، والفساد والشرك، وتثبتني على طاعتك وطاعة
رسولك، وذريته النجباء السعداء، صلواتك عليهم ورحمتك وسلامك وبركاتك
وتحييني ما أحييتني على طاعتهم، وتميتني إذا أمتني على طاعتهم، وأن لا تمحو
من قلبي مودتهم ومحبتهم وبغض أعدائهم، ومرافقة أوليائهم، وبرهم.
وأسألك يا رب أن تقبل ذلك مني، وتحبب إلى عبادتك، والمواظبة

(1) مصباح الزائر ص 241 - 242.
169

عليها، وتنشطني لها، وتبغض إلى معاصيك ومحارمك، وتدفعني عنها وتجنبني
التقصير في صلاتي والاستهانة بها، والتراخي عنها، وتوفقني لتأديتها كما فرضت
وأمرت به، على سنة رسولك صلواتك عليه وآله، ورحمتك وبركاتك، خضوعا
وخشوعا، وتشرح صدري لايتاء الزكاة، وإعطاء الصدقات، وبذل المعروف
والاحسان، إلى شيعة آل محمد عليهم السلام ومواساتهم، ولا تتوفاني إلا بعد أن ترزقني
حج بيتك الحرام، وزيارة قبر نبيك عليه السلام، وقبور الأئمة عليهم السلام.
وأسئلك يا رب توبة نصوحا ترضاها، ونية تحمدها، وعملا صالحا تقبله
وأن تغفر لي وترحمني إذا توفيتني، وتهون علي سكرات الموت، وتحشرني
في زمرة محمد وآله صلوات الله عليه وعليهم، وتدخلني الجنة برحمتك، وتجعل
دمعي غزيرا في طاعتك، وعبرتي جارية فيما يقربني منك، وقلبي عطوفا على
أوليائك، وتصونني في هذه الدنيا من العاهات والآفات، والأمراض الشديدة،
والاسقام المزمنة، وجميع أنواع البلاء (1) والحوادث، وتصرف قلبي عن الحرام
وتبغض إلى معاصيك، وتحبب إلى الحلال، وتفتح إلي أبوابه، وتثبت نيتي
وفعلي عليه، وتمد في عمري، وتغلق أبواب المحن عني، ولا تسلبني ما مننت به
علي ولا تسترد شيئا مما أحسنت به إلى، ولا تنزع مني النعم التي أنعمت بها
على وتزيد فيما خولتني، وتضاعفه أضعافا مضاعفة، وترزقني مالا كثيرا
واسعا سائغا، هنيئا ناميا وافيا، وعزا باقيا كافيا، وجاها عريضا منيعا، ونعمة
سابغة عامة، وتغنيني بذلك عن المطالب المنكدة، والموارد الصعبة، وتخلصني
منها معافا في ديني ونفسي وولدي، وما أعطيتني ومنحتني، وتحفظ علي مالي
وجميع ما خولتني، وتقبض عني أيدي الجبابرة، وتردني إلى وطني، و
تبلغني نهاية أملي في دنياي وآخرتي، وتجعل عاقبة أمري محمودة حسنة سليمة
وتجعلني رحيب الصدر، واسع الحال، حسن الخلق، بعيدا من البخل والمنع والنفاق
والكذب والبهت، وقول الزور، وترسخ في قلبي محبة محمد وآل محمد وشيعتهم

(1) البلايا خ ل.
170

وتحرسني يا رب في نفسي وأهلي ومالي وولدي وأهل حزانتي وإخواني وأهل
مودتي وذريتي برحمتك وجودك.
اللهم هذه حاجاتي عندك، وقد استكثرتها للؤمي وشحي، وهي عندك صغيرة
حقيرة، وعليك سهلة يسيرة، فأسألك بجاه محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام عندك، و
بحقهم عليك وبما أوجبت لهم، وبسائر أنبيائك ورسلك وأصفيائك، وأوليائك
المخلصين من عبادك، وباسمك الأعظم الأعظم لما قضيتها كلها، وأسعفتني بها، ولم
تخيب أملى ورجائي، وشفع صاحب هذا القبر في.
يا سيدي يا ولي الله، يا أمين الله، أسألك أن تشفع لي إلى الله عز وجل في
هذه الحاجات كلها، بحق آبائك الطاهرين، وبحق أولادك المنتجبين، فان
لك عند الله تقدست أسماؤه المنزلة الشريفة، والمرتبة الجليلة، والجاه العريض.
اللهم لو عرفت من هو أوجه عندك من هذا الامام ومن آبائه وأبنائه الطاهرين
عليهم السلام والصلاة لجعلتهم شفعائي، وقدمتهم أمام حاجتي وطلباتي هذه، فاسمع
مني واستجب لي، وافعل بي ما أنت أهله يا أرحم الراحمين، اللهم وما قصرت عنه
مسئلتي (1) ولم تبلغه فطنتي، من صالح ديني ودنياي وآخرتي، فامنن به علي واحفظني
واحرسني وهب لي واغفر لي، ومن أرادني بسوء أو مكروه من شيطان مريد، أو
سلطان عنيد، أو مخالف في دين، ومنازع في دنيا، أو حاسد على نعمة، أو ظالم أو
باغ، فاقبض عني يده، واصرف عني كيده واشغله بنفسه، واكفني شره وشر
أتباعه وشياطينه، وأجرني من كل ما يضرني ويجحف بي، وأعطني جميع الخير
كله، مما أعلم ومما لا أعلم.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر لي ولوالدي، ولإخواني وأخواتي، و
أعمامي وعماتي، وأخوالي وخالاتي، وأجدادي وجداتي، وأولادهم وذراريهم
وأزواجي وذرياتي، وأقربائي وأصدقائي، وجيراني وإخواني فيك، من أهل
الشرق والغرب ولجميع أهل مودتي من المؤمنين والمؤمنات، الاحياء منهم

(1) وعجزت عنه قوتي خ.
171

والأموات، ولجميع من علمني خيرا أو تعلم مني علما.
اللهم أشركهم في صالح دعائي، وزيارتي لمشهد حجتك ووليك، وأشركني
في صالح أدعيتهم، برحمتك يا أرحم الراحمين، وبلغ وليك منهم السلام، والسلام
عليك ورحمة الله وبركاته يا سيدي ومولاي - يا فلان بن فلان - صلى الله عليك، وعلى
روحك وبدنك، أنت وسيلتي إلى الله، وذريعتي إليه، ولي حق موالاتي وتأميلي
فكن شفيعي إلى الله عز وجل في الوقوف على قصتي هذه، وصرفي عن موقفي هذا
بالنجح، وبما سألته كله، برحمته وقدرته، اللهم ارزقني عقلا كاملا ولبا راجحا
وعزا باقيا، وقلبا زكيا، وعملا كثيرا، وأدبا بارعا، واجعل ذلك كله لي، ولا
تجعله علي، برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
ويستحب أن يدعى بهذا الدعاء أيضا عقيب الزيارة لهم عليهم السلام: اللهم إن
كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي عندك، وحجبت دعائي عنك، وحالت بيني وبينك
فأسألك أن تقبل على بوجهك الكريم، وتنشر علي رحمتك، وتنزل علي بركاتك.
وإن كانت قد منعت أن ترفع لي إليك صوتا، أو تغفر لي ذنبا، أو تتجاوز عن
خطيئة مهلكة فها أنا ذا مستجير بكرم وجهك وعز جلالك، متوسل إليك، متقرب إليك
بأحب خلقك إليك، وأكرمهم عليك وأولاهم بك، وأطوعهم لك، وأعظمهم منزلة
ومكانا عندك، محمد وبعترته الطاهرين الأئمة الهداة المهديين، الذين فرضت على
خلقك طاعتهم، وأمرت بمودتهم وجعلتهم ولاة الامر من بعد رسولك صلى الله عليه وآله.
يا مذل كل جبار عنيد، ويا معز المؤمنين، بلغ مجهودي فهب لي نفسي
الساعة، ورحمة منك تمن بها على يا أرحم الراحمين.
ثم قبل الضريح ومرغ خديك عليه وقل: اللهم إن هذا مشهد لا يرجو من
فاتته فيه رحمتك، أن ينالها في غيره، ولا أحد أشقى من امرء، قصده مؤملا فآب
عنه خائبا، اللهم إني أعوذ بك من شر الإياب (2) وخيبة المنقلب، والمناقشة عند

(1) مصباح الزائر ص 242 - 244.
(2) سوء الإياب خ ل.
172

الحساب، وحاشاك يا رب أن تقرن طاعة وليك بطاعتك، وموالاته بموالاتك،
ومعصيته بمعصيتك، ثم تؤيس زائره، والمتحمل من بعد البلاد إلى قبره،
وعزتك لا ينعقد على ذلك ضميري، إذ كانت القلوب إليك بالجميل تشير (1).
ثم صل صلاة الزيارة فإذا أردت الوداع والانصراف فقل: السلام عليكم
يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، سلام مودع لا سئم ولا قال، ورحمة الله
وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد
أقول: وساق الوداع إلى آخر ما مر في الجامعة الثانية (2)
وقال الشيخ المفيد قدس الله روحه في كتاب المزار: يستحب أن يدعى بهذا
الدعاء عقيب الزيارة لهم عليهم السلام وهو: اللهم إن كانت ذنوبي قد أخلقت وجهي
عندك. وساق إلى قوله إليك بالجميل تشير ثم قال ثم قل:
يا ولي الله! إن بيني وبين الله عزو جل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاك،
فبحق من ائتمنك على سره، واسترعاك أمر خلقه، وقرن طاعتك بطاعته، وموالاتك
بموالاته، تول صلاح حالي مع الله عز وجل واجعل حظي من زيارتك، تخليطي
بخالصي زوارك، الذين تسأل الله عز وجل في عتق رقابهم، وترغب إليه في حسن
ثوابهم.
وها أنا اليوم بقبرك لائذ، وبحسن دفاعك عني عائذ، فتلافني يا مولاي
وأدركني، واسأل الله عز وجل في أمري، فان لك عند الله مقاما كريما، وجاها
عظيما، صلى الله عليك وسلم تسليما.
ثم قال رحمه الله في الكتاب المذكور: دعاء آخر يدعى به عقيب الزيارة لسائر
الأئمة عليهم السلام وهو: اللهم إني زرت هذا الامام مقرا بإمامته وساق الدعاء إلى
قوله ولا تجعله علي برحمتك يا أرحم الراحمين.
أقول: ورأيت أيضا في بعض مؤلفات أصحابنا دعاء آخر يستحب أن يدعى به

(1) مصباح الزائر ص 244 - 245.
(2) مصباح الزائر: ص 245.
173

عقيب زيارة أمير المؤمنين أو أحد الأئمة عليهم السلام وهو اللهم بمحل هذا السيد من
طاعتك، وساق إلى قوله إنك ذو فضل عظيم والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
أقول: فإذا دعا الزائر لكل إمام عقيب أي زيارة كانت بكل من هذه الأدعية
كان حسنا.
بيان: قوله وإخفاق الأوبة يقال: طلب حاجة فأخفق أي لم يدركها (قوله)
ما نتغول قال في النهاية (1) المغاولة المبادرة في السير وفي بعض النسخ ما نتوغل فيه
وهو أظهر. قال الفيروزآبادي (2) وغل في الشئ يغل وغولا دخل وتوارى أو بعد
وذهب، وأوغل في البلاد والعلم ذهب وبالغ وأبعد كتوغل.
(قوله) مستغزر ما نروح في أكثر النسخ بتقديم المعجمة على المهملة، قال
الفيروزآبادي (3) المستغزر الذي يطلب أكثر مما يعطي، وفي بعضها بالعكس، و
لعله من غزر الشئ في الشئ أي إخفاؤه فيه، والأول أظهر أي المطالب الكثيرة
وقال الجوهري (4) غض منه يغض بالضم أي وضع ونقص من قدره.
ويقال بخسه حقه كمنعه نقصه، والعقوة ما حول الدار والمحلة ويقال سمته
خسفا إذا أوليته إياه وأوردته عليه، والثلمة بالضم فرجة المكسور والمهدوم، والثلم
محركة أن ينثلم حرف الوادي، وقال الجزري (5) فيه وأقام أوده بثقافه الثقاف ما
يقوم به الرماح يريد أنه سوى عوج المسلمين، وقال الفيروزآبادي. أرهج أثار
الغبار (6)، وقال: النقع الغبار (7).

(1) النهاية ج 3 ص 190.
(2) القاموس ج 4 ص 65 - 66
(3) القاموس ج 2 ص 102 بتفاوت.
(4) الصحاح ج 1 ص 155.
(5) النهاية ج 1 ص 155.
(6) القاموس ج 1 ص 191.
(7) القاموس ج 3 ص 90.
174

" قوله " وأنحوا بالحاء المهملة، يقال: أنحى عليه ضربا إذا أقبل، وأنحى
له السلاح ضربه بها ذكره الفيروزآبادي (1) وشحنه وأشحنه ملاه وأضب فلانا لزمه
فلم يفارقه وعليه أمسك " قوله " وأكبوا يقال: أكب عليه إذا أقبل ولزم، وفي
بعض النسخ وألبوا يقال ألب على كذا إذا لم يفارقه، والاختطاف استلاب الشئ
وأخذه بسرعة، أي اغتنموا غفلة الناس وأخذوها لتحصيل مرادهم.
" قوله " وخيانة الأمانة المعروضة، فيه إشارة إلى ما ورد في الاخبار في
قوله تعالى (إنا عرضنا الأمانة) الآية، أن الأمانة هي الخلافة، والانسان الذي
حملها هو أبو بكر " قوله عليه السلام " ذو الشقاق والعزة إشارة إلى قوله تعالى " بل الذين
كفروا في عزة وشقاق " والعزة استكبار عن الحق، والشقاق المخالفة لله ولرسوله
واهتضمه ظلمه وغصبه، وأصلت السيف جرده من غمده.
" قوله عليه السلام " مقذعة أسنتها في بعض النسخ بالدال المهملة، وفي بعضها
بالمعجمة قال الفيروزآبادي: (2) قدعه كمنعه كفه كأقدعه، والشئ أمضاه،
وقال (3): قذعه كمنعه رماه بالفحش وسوء القول كأقذعه، وبالعصا ضربه، وفي
المزار الكبير مشرعة وهو الظاهر.
" قوله " وعقت من العقوق خلاف البر ولا يبعد أن يكون في الأصل عنفت
من التعنيف، والسورة السطوة والاعتداء، ويمكن أن يكون تصحيف السوءة
ويوم الحرة مشهور وقد سبق ذكره في أحوال سيد الساجدين عليه السلام، وقال
الفيروزآبادي (4) الشأفة قرحة تخرج في أصل القدم فتكوى فتذهب، وإذا
قطعت مات صاحبها، والأصل واستأصل الله شأفته أذهبه كما تذهب تلك القرحة
أو معناه أزاله من أصله انتهى.

(1) القاموس ج 4 ص 394.
(2) القاموس ج 3 ص 65.
(3) القاموس ج 3 ص 65.
(4) القاموس ج 3 ص 156.
175

" قوله " معرقة من أعرق الشجرة: إذا اشتدت عروقه في الأرض، وفي بعض
النسخ بالغين المعجمة على بناء المفعول، وأشرعت الرمح نحوه سددت " قوله "
مولغة من ولوغ الكلب، يقال: أولغ الرجل الكلب إذا حمله على
الولوغ قال الشاعر:
ما مر يوم إلا وعندهما * لحم رجال أو يولغان دما
والجنازة بالكسر وقد يفتح وقيل بالكسر الميت وبالفتح السرير.
" قوله " شكت قال الجزري (1) فيه أن رجلا دخل بيته فوجد حية
فشكها بالرمح أي خرقها فانتظمها به انتهى، وفي بعض النسخ بالسين المهملة
والسك تضبيب الباب بالحديد، والعراء الفضاء لا يستر فيه بشئ، والقناة الرمح
والكبل القيد، وكبله حبسه في سجن أو غيره، والرض الدق، والشمل
الاجتماع، والعباديد الفرق من الناس، والخيل الذاهبون في كل وجه،
والقوارع الدواهي.
" قوله " ثم اجعل القبر بينك وبين القبلة أي قف خلف القبر مستقبلا للقبلة
" قوله " نجاتي أي أطلبها وعطفه على الأمور بعيد، وكذا ما بعده، وقال الجوهري
(2) نكد عيشهم اشتد، ورجل نكد أي عسر، وناكده فلان وهما يتناكدان
إذا تعاسرا، واللؤم بالضم مهموزا الشح، ويقال: أجحف به إذا ذهب به، ويطلق
على الضرر العظيم، ويقال: برع أي فاق أصحابه في العلم وغيره أو تم في كل
فضيلة وجمال.
" الزيارة السادسة "
رواها السيد رضي الله عنه أيضا في مصباح الزائر وقد مرت بأسانيد قال:
يروى عن الباقر صلوات الله عليه أنه قال: ما قالها أحد من شيعتنا عند قبر أمير
المؤمنين، أو أحد من الأئمة عليهم السلام إلا وقع في درج نور، وطبع عليه بطابع محمد صلى الله عليه وآله

(1) النهاية ج 2 ص 253.
(2) صحاح الجوهري ج 1 ص 542.
176

حتى يسلم إلى القائم عليه السلام، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة
وهذه الزيارة:
السلام عليك يا أمين الله في أرضه، وحجته على عباده، السلام عليك يا مولاي
أشهد أنك جاهدت في الله، حق جهاده، وعملت بكتابه، واتبعت سنن نبيه، صلى الله
عليه وآله، حتى دعاك الله إلى جواره، وقبضك إليه باختياره، وألزم أعداءك الحجة
مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه.
اللهم فاجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك
ودعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول
بلائك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوى ليوم جزائك، مستنة (1) بسنن
أوليائك، مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك.
ثم يضع خده على القبر ويقول:
اللهم إن قلوب المخبتين إليك والهة، وسبل الراغبين إليك شارعة، واعلام
القاصدين إليك واضحة، وأفئدة العارفين منك فازعة، وأصوات الداعين إليك
صاعدة، وأبواب الإجابة لهم مفتحة، ودعوة من ناجاك مستجابة، وتوبة من
أناب إليك مقبولة، وعبرة من بكى من خوفك مرحومة، والإعانة لمن استعان
بك موجودة، والإغاثة لمن استغاث بك مبذولة، وعداتك لعبادك منجزة، وزلل
من استقالك مقالة، وأعمال العاملين لديك محفوظة، وأرزاقك من لدنك إلى الخلائق
نازلة، وعوائد المزيد إليهم واصلة، وذنوب المستغفرين مغفورة، وحوائج خلقك
عندك مقضية، وجوائز السائلين عندك موفرة، وعوائد المزيد متواترة، وموائد
المستطعمين معدة، ومناهل الظماء مترعة، اللهم فاستجب دعائي، واقبل ثنائي
واجمع بيني وبين أوليائي، بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين، إنك ولي
نعمائي ومنتها مناي، وغاية رجائي، في منقلبي ومثواي (2).

(1) مستسنة خ ل.
(2) مصباح الزائر ص 245 - 246.
177

" الزيارة السابعة " قال السيد - ره -: هي مروية عن أبي الحسن الثالث صلوات الله عليه تستأذن
بما قدمناه في زيارة صاحب الامر عليه السلام، ثم تدخل مقدما رجلك اليمنى
على اليسرى وتقول:
بسم الله وبالله، وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم تسليما.
ثم تستقبل الضريح بوجهك وتجعل القبلة خلفك وتكبر الله مائة
تكبيرة وتقول:
بسم الله الرحمن الرحيم أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد
الله لنفسه، وشهدت له ملائكته وأولوا العلم من خلقه، لا إله إلا هو العزيز الحكيم
وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق،
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
اللهم اجعل أفضل صلواتك وأكملها، وأنمى بركاتك وأعمها، وأزكى
تحياتك وأتمها، على سيدنا محمد عبدك ورسولك، ونجيك ووليك ورضيك
وصفيك وخيرتك وخاصتك وخالصتك وأمينك الشاهد لك، والدال عليك،
والصادع بأمرك، والناصح لك، المجاهد في سبيلك، والذاب عن دينك،
والموضح لبراهينك، والمهدي (1) إلى طاعتك، والمرشد إلى مرضاتك، والواعي
لوحيك، والحافظ لعهدك، والماضي على إنفاذ أمرك، المؤيد بالنور المضئ
والمسدد بالامر المرضى، المعصوم من كل خطأ وزلل.
المنزه من كل دنس وخطل، والمبعوث بخير الأديان والملل، مقوم
الميل والعوج، ومقيم البينات والحجج، المخصوص بظهور الفلج، وإيضاح
المنهج، المظهر من توحيدك ما استتر، والمحيي من عبادتك ما دثر، والخاتم
لما سبق، والفاتح لما انغلق، المجتبى من خلائقك، والمعتام لكشف حقائقك

(1) المهدى - بفتح الدال وضم الميم - خ ل.
178

والموضحة به أشراط الهدى، والمجلو به غربيب العمى.
دامغ جيشات الأباطيل، ودافع صولات الأضاليل، المختار من طينة
الكرم، وسلالة المجد الأقدم، ومغرس الفخار المعرق، وفرع العلاء المثمر
المورق، المنتجب من شجرة الأصفياء، ومشكاة الضياء، وذوابة العلياء، وسرة
البطحاء، بعيثك بالحق، وبرهانك على جميع الخلق، خاتم أنبيائك، وحجتك
البالغة في أرضك وسمائك.
اللهم صل عليه صلاة ينغمر في جنب انتفاعه بها قدر الانتفاع، ويحوز من
بركة التعلق بسببها ما يفوق قدر المتعلقين بسببه، وزده بعد ذلك [به] من الاكرام
والاجلال، ما يتقاصر عنه فسيح الآمال، حتى يعلو من كرمك أعلى محال
المراتب، ويرقى من نعمك أسنى منازل المواهب، وخذله اللهم بحقه وواجبه،
من ظالميه وظالمي الصفوة من أقاربه.
اللهم وصل على وليك، وديان دينك، والقائم بالقسط من بعد نبيك
علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وسيد الوصيين، ويعسوب
الدين، وقائد الغر المحجلين، وقبلة العارفين، وعلم المهتدين، وعروتك
الوثقى، وحبلك المتين، وخليفة رسولك على الناس أجمعين، ووصيه في
الدنيا والدين.
الصديق الأكبر في الأنام، والفاروق الأزهر بين الحلال والحرام،
ناصر الاسلام، ومكسر الأصنام، معز الدين وحاميه، وواقي الرسول وكافيه
الخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء، ومن هو منه بمنزلة هارون من موسى، خامس
أصحاب الكساء، وبعل سيدة النساء، المؤثر بالقوت بعد ضر الطوى،
والمشكور سعيه في هل أتى، مصباح الهدى، ومأوى التقى، ومحل الحجى،
وطود النهى، الداعي إلى المحجة العظمى، والظاعن (1) إلى الغاية القصوى،
والسامي إلى المجد والعلى، والعالم بالتأويل والذكرى، الذي أخدمته خواص

(1) الطاعن خ ل.
179

ملائكتك بالطاس والمنديل، حتى توضأ، ورددت عليه الشمس بعد دنو
غروبها، حتى أدى في أول الوقت لك فرضا، وأطعمته من طعام أهل الجنة،
حين منح المقداد قرضا، وباهيت به خواص ملائكتك، إذ شرى نفسه ابتغاء
مرضاتك لترضى، وجعلت ولايته إحدى فرائضك.
فالشقي من أقر ببعض وأنكر بعضا، عنصر الأبرار، ومعدن الفخار،
وقسيم الجنة والنار، صاحب الأعراف، وأبي الأئمة الاشراف، المظلوم المغتصب
والصابر المحتسب، والموتور في نفسه وعترته، المقصود (1) في رهطه وأعزته،
صلاة لا انقطاع لمزيدها، ولا اتضاع لمشيدها، اللهم ألبسه حلل الانعام، و
توجه تاج الاكرام، وارفعه إلى أعلا مرتبة ومقام، حتى يلحق نبيك عليه
وعلى آله السلام، واحكم له اللهم على ظالميه، إنك العدل فيما تقضيه.
اللهم وصلى على الطاهرة البتول، الزهراء ابنة الرسول، أم الأئمة
الهادين، سيدة نساء العالمين، وارثة خير الأنبياء، وقرينة خير الأوصياء
القادمة عليك متألمة من مصابها بأبيها، متظلمة مما حل بها من غاصبيها، ساخطة
على أمة لم ترع حقك في نصرتها، بدليل دفنها ليلا في حفرتها، المغتصبة حقها
المغصصة بريقها، صلاة لا غاية لأمدها، ولا نهاية لمددها، ولا انقضاء
لعددها.
اللهم فتكفل لها عن مكاره دار الفناء، في دار البقاء، بأنفس الأعواض
وأنلها ممن عاندها نهاية الآمال، وغاية الأغراض، حتى لا يبقى لها ولى ساخط
لسخطها إلا وهو راض، إنك أعز من أجار المظلومين، وأعدل قاض، اللهم ألحقها
في الاكرام ببعلها وأبيها، وخذ لها الحق من ظالميها.
اللهم وصل على الأئمة الراشدين، والقادة الهادين، والسادة المعصومين
والأتقياء الأبرار، مأوى السكينة والوقار، وخزان العلم، ومنتهى الحلم والفخار
ساسة العباد، وأركان البلاد، وأدلة الرشاد، الألباء الأمجاد، العلماء بشرعك

(1) المقهور، ظ.
180

الزهاد، ومصابيح الظلم وينابيع الحكم، وأولياء النعم، وعصم الأمم، قرناء
التنزيل وآياته، وامناء التأويل وولاته، وتراجمة الوحي ودلالاته، أئمة الهدى
ومنار الدجى، وأعلام التقى، وكهوف الورى، وحفظه الاسلام، وحججك
على جميع الأنام الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة، وسبطي نبي الرحمة
وعلي بن الحسين السجاد زين العابدين، ومحمد بن علي باقر علم الدين، وجعفر
ابن محمد الصادق الأمين، وموسى بن جعفر الكاظم الحليم، وعلي بن موسي الرضا
الوفي، ومحمد بن علي البر التقى، وعلي بن محمد المنتجب الزكي، والحسن بن
علي الهادي الرضي، والحجة بن الحسن صاحب العصر والزمان، وصي
الأوصياء وبقية الأنبياء، المستتر عن خلقك، والمؤمل لا ظهار حقك، المهدي
المنتظر، والقائم الذي به ينتصر.
اللهم صل عليهم أجمعين، صلاة باقية في العالمين، تبلغهم بها أفضل محل
المكرمين، اللهم ألحقهم في الاكرام بجدهم وأبيهم، وخذلهم الحق من
ظالميهم.
أشهد يا مولاي (1) أنكم المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بإرادته،
الفائزون بكرامته، اصطفاكم بعلمه، واجتباكم لغيبه، واختاركم بسره، و
أعزكم بهداه، وخصكم ببراهينه، وأيدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه
ودعاة إلى حقه، وشهداء على خلقه، وأنصارا لدينه، وحججا على بريته،
وتراجمة لوحيه، وخزنة لعلمه، ومستودعا لحكمته، عصمكم الله من الذنوب
وبرأكم من العيوب، وائتمنكم على الغيوب.
زرتكم يا موالي عارفا بحقكم، مستبصرا بشأنكم، مهتديا بهداكم، مقتفيا
لأثركم، متبعا لسنتكم، متمسكا بولايتكم، معتصما بحبلكم، مطيعا لامركم
مواليا لأوليائكم، معاديا لأعدائكم، عالما بأن الحق فيكم ومعكم، متوسلا
إلى الله بكم مستشفعا إليه بجاهكم، وحق عليه أن لا يخيب سائله، والراجي

(1) يا موالي خ ل.
181

ما عنده لزواركم، المطيعين لامركم.
اللهم فكما وفقتني للايمان بنبيك، والتصديق لدعوته، ومننت علي بطاعته
واتباع ملته، وهديتني إلى معرفته، ومعرفة الأئمة من ذريته، وأكملت بمعرفتهم
الايمان، وقبلت بولايتهم وطاعتهم الأعمال، واستعبدت بالصلاة عليهم عبادك، و
جعلتهم (1) مفتاحا للدعاء، وسببا للإجابة، فصل عليهم أجمعين، واجعلني بهم عندك
وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين.
اللهم اجعل ذنوبنا بهم مغفورة، وعيوبنا مستورة، وفرايضنا مشكورة
ونوافلنا مبرورة، وقلوبنا بذكرك معمورة، وأنفسنا بطاعتك مسرورة، وجوارحنا
على خدمتك مقهورة، وأسماءنا في خواصك مشهورة، وأرزاقنا من لدنك مدرورة
وحوائجنا لديك ميسورة برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم أنجز لهم وعدك، وطهر بسيف قائمهم أرضك، وأقم به حدودك
المعطلة، وأحكامك المهملة والمبدلة، وأحي به القلوب الميتة، واجمع به
الأهواء المتفرقة، وأجل به صداء الجور عن طريقتك، حتى يظهر الحق على
يديه في أحسن صورته، ويهلك الباطل وأهله بنور دولته، ولا يستخفي لشئ من
الحق، مخافة أحد من الخلق.
اللهم عجل فرجهم، وأظهر فلجهم، واسلك بنا منهجهم، وأمتنا على
ولايتهم، واحشرنا في زمرتهم، وتحت لوائهم، وأوردنا حوضهم، واسقنا بكأسهم،
ولا تفرق بيننا وبينهم، ولا تحرمنا شفاعتهم، حتى نظفر بعفوك وغفرانك، ونصير
إلى رحمتك ورضوانك، إله الحق رب العالمين، يا قريب الرحمة من المؤمنين،
ونحن أولئك (2) حقا لا ارتيابا، يا من إذا أوحشنا التعرض لغضبه، آنسنا حسن الظن به
فنحن واثقون (3) بين رغبة ورهبة ارتقابا، قد أقبلنا لعفوك ومغفرتك طلابا، فأذللنا
لقدرتك، وعزتك رقابا، فصل على محمد وآل محمد الطاهرين، واجعل دعاءنا بهم مستجابا
وولاءنا لهم من النار حجابا.

(1) وجعلتها خ ل.
(2) أولياءك خ ل.
(3) واقفون خ ل.
182

اللهم بصرنا قصد السبيل لنعتمده، ومورد الرشد لنرده، وبدل خطايانا
صوابا، ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة، يامن تسمى
جوده وكرمه وهابا، وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب
النار، إن حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين (1).
ثم تعود وتقف على الضريح وتقول: يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل
ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاه (2) فبحق من ائتمنك على سره، واسترعاك أمر خلقه
وقرن طاعتك بطاعته، وموالاتك بموالاته، تول صلاح حالي مع الله عز وجل
واجعل حظي من زيارتك، تخليطي بخالصي زوارك، الذين تسأل الله عز
وجل في عتق رقابهم، وترغب إليهم في حسن ثوابهم، وها أنا اليوم بقبرك لائذ
وبحسن دفاعك عني عائذ، فتلافني يا مولاي، وأدركني، واسئل الله عز وجل
في أمري، فان لك عند الله مقاما كريما، صلى الله عليك وسلم تسليما.
ثم قبل الضريح وتوجه إلى القبلة وارفع يديك وقل:
اللهم إنك لما فرضت علي طاعته، وأكرمتني بموالاته، علمت أن ذلك
لجليل مرتبته عندك، ونفيس حظه لديك، ولقرب منزلته منك، فلذلك لذت
بقبره، لواذ من يعلم أنك لا ترد له شفاعة، فبقديم علمك فيه، وحسن رضاك
عنه، ارض عني وعن والدي، ولا تجعل للنار علي سبيلا ولا سلطانا، برحمتك
يا أرحم الراحمين (3).
ثم تتحول من موضعك وتقف وراء القبر، فاجعله بين يديك وارفع
يديك وقل:
اللهم لو وجدت شفيعا أقرب إليك من محمد وأهل بيته الأخيار، الأتقياء
الأبرار، عليه وعليهم السلام، لاستشفعت بهم إليك، وهذا قبر ولي من أوليائك

(1) مصباح الزائر ص 246 - 250.
(2) رضاك خ ل.
(3) مصباح الزائر ص 250.
183

وسيد من أصفيائك، ومن فرضت على الخلق طاعته، قد جعلته بين يدي،
أسئلك يا رب بحرمته عندك، وبحقه عليك، لما نظرت إلي نظرة رحيمة من
نظراتك، تلم بها شعثي، وتصلح بها حالي، في الدنيا والآخرة، فإنك على
كل شئ قدير.
اللهم إن ذنوبي، لما فاتت العدد وجازت الأمد، علمت أن شفاعة كل
شافع دون أوليائك تقصر عنها، فوصلت المسير من بلدي، قاصدا وليك بالبشرى
ومتعلقا منه بالعروة الوثقى، وها أنا يا مولاي قد استشفعت به إليك، وأقسمت
به عليك، فارحم غربتي، واقبل توبتي.
اللهم إني لا أعول على صالحة سلفت مني، ولا أثق بحسنة تقوم بالحجة
عني، ولو أني قدمت حسنات جميع خلقك، ثم خالفت طاعة أوليائك، لكانت
تلك الحسنات مزعجة لي عن جوارك، غير حائلة بيني وبين نارك، فلذلك علمت
أن أفضل طاعتك طاعة أوليائك.
اللهم ارحم توجهي بمن توجهت به إليك، فلقد علمت أني غير واجد
أعظم مقدارا منهم، لمكانهم منك يا أرحم الراحمين، اللهم إنك بالانعام موصوف
ووليك بالشفاعة لمن أتاه معروف، فإذا شفع في متفضلا، كان وجهك علي
مقبلا، وإذا كان وجهك علي مقبلا أصبت من الجنة منزلا.
اللهم فكما أتوسل به إليك، أن تمن علي بالرضا والنعم، اللهم أرضه
عنا ولا تسخطه علينا، واهدنا به ولا تضلنا فيه، واجعلنا فيه على السبيل الذي
تختاره، وأضف طاعتي إلى خالص نيتي في تحيتي (1) يا أرحم الراحمين.
اللهم صل على خيار خلقك محمد وآله، كما انتجبتهم على العالمين،
واخترتهم على علم من الأولين، اللهم وصل على حجتك، وصفوتك من بريتك
التالي لنبيك، المقيم لأمرك علي بن أبي طالب، وصل على فاطمة الزهراء
سيدة نساء العالمين، وصل على الحسن والحسين شنفي عرشك، ودليلي خلقك

(1) محبتي خ ل.
184

عليك، ودعاتهم إليك.
اللهم وصل على علي ومحمد وجعفر وموسى وعلى ومحمد وعلي والحسن والخلف
الصالح الباقي، مصابيح الظلام، وحججك على جميع الأنام، خزنة العلم أن
يعدم، وحماة الدين أن يسقم، صلاة يكون الجزاء عليها أتم رضوانك،
ونوامي بركاتك، وكرائم إحسانك، اللهم العن أعداءهم، من الجن والإنس
أجمعين، وضاعف عليهم العذاب الأليم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم تدعو هاهنا بدعاء العهد المأمور به في حال الغيبة وقد تقدم في زيارة
القائم عليه السلام ثم تقول أيضا:
اللهم اجعل نفسي مطمئنة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك ودعائك
محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك وسمائك، صابرة على نزول بلائك
مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزودة التقوي ليوم جزائك، مستسنة بسنن أوليائك
مفارقة لأخلاق أعدائك، مشغولة عن الدنيا بحمدك وثنائك (1).
توضيح: قال الجزري (2) اعتام الشئ يعتامه: اختاره، وقال (3)
الغربيب الشديد السواد، وقال في حديث علي عليه السلام، في صفة النبي صلى الله عليه وآله: دامغ
جيشات الأباطيل، هي جمع جيشة وهي مرة من جاش إذا ارتفع (4) انتهى،
والأضاليل جمع الأضلولة وهي ضد الهدى، والسلالة بالضم ما انسل من الشئ،
والذؤابة بالضم مهموزة من العز والشرف وكل شئ أعلاه.
والعلياء بالفتح السماء ورأس الجبل والمكان العالي وكل ما علا من
شئ، كل ذلك ذكره الفيروزآبادي (5).

(1) مصباح الزائر ص 250 - 251.
(2) النهاية ج 3 ص 163.
(3) النهاية ج 3 ص 173.
(4) النهاية ج 1 ص 224.
(5) القاموس ج 4 ص 365.
185

" قوله " عليه السلام، وسرة البطحاء أي أشرف من نشأ ببطحاء مكة، فان
السرة في وسط الانسان، وخير الأمور أوسطها، والطوى خلاء البطن والجوع
والطود بالفتح الجبل العظيم، والظاعن السائر، وبالطاء المهملة في هذا المقام
أنسب كما في بعض النسخ، يقال: طعن في السن أي كبر وطعن في المفازة
ذهب كثيرا.
" قوله " المقصود في رهطه، أي الذي يقصده الناس لكشف مشكلاتهم من
بين رهطه، أو يقصده رهطه، ولعله تصحيف المقهور، والألباء جمع اللبيب وهو
العاقل وصدء الحديد بالتحريك وسخه الذي يعلوه، والشنف من حلى الاذن وما
يعلق في أعلاها.
" قوله " أن يعدم كلمة أن تحتمل أن تكون بالكسر أي هم يخزنون العلم إذا
عدم بين الناس وارتفع، أو بالفتح بتضمين أي يحرسونه من الانعدام أو بتقدير
أي كراهة أن يعدم كما قيل في قوله تعالى " أن تقولوا يوم القيامة كنا عن هذا
غافلين " ومثله كثير في القرآن، وهذا أظهر، وكذا الاحتمالان جاريان في
الفقرة الأخيرة مع ظهور الأخير.
أقول: قال مؤلف المزار الكبير زيارة جامعة لساير المشاهد على أصحابها
أفضل السلام أملاها علينا الشريف الجليل العالم أبو المكارم حمزة بن علي بن
زهرة أدام الله عزه من فلق فيه قال: إذا أردت زيارة أحد من الأئمة عليهم
الصلاة والسلام فقف على بابه وقل: اللهم إني قد وقفت على باب بيت من
بيوت نبيك.
أقول ثم ذكر دعاء الاستيذان الذي مر مرارا، ثم ذكر الزيارة المتقدمة
كما أورده السيد إلى قوله إن حقت علينا اكتسابا برحمتك يا أرحم الراحمين
وأنت حسبنا ونعم الوكيل، ثم ذكر الوداع كما مر في الجامعة الثانية (1).
ورأيت في بعض مؤلفات أصحابنا انه ذكر عن ابن عياش أنه يستحب بعد

(1) المزار الكبير ص 183 - 187.
186

زيارة كل إمام أن يصلي صلاة الزيارة ثم يعود ويقف على الضريح ويقول: يا ولي
الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاك، وساق مثل ما مر
إلى قوله وضاعف عليهم العذاب الأليم، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
أقول: فظهر أن ما أورده السيد - ره - ليس رواية واحدة بل ألف
بين الروايات.
الزيارة الثامنة.
ذكرها السيد - ره - وقال: إنها من كلام الرضا عليه السلام، وظني أنه - ره -
ألفه من الخبر الذي رواه عبد العزيز بن مسلم عن الرضا عليه السلام في فضل الامام
وصفاته، وقد قدمنا ذكره في كتاب الإمامة، ولكن لم يؤلفه كما ينبغي،
قال رضي الله عنه: إذا أردت زيارة أحدهم عليهم السلام، فقف على ضريحه وقل:
السلام على القائمين مقام الأنبياء، الوارثين علوم الأصفياء (1) السلام على
خلفاء الله وخلفاء رسوله.
السلام عليكم يا من هم زمام الدين، ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعدة
المؤمنين، السلام عليكم يا أصل الاسلام النامي، وفرعه السامي، السلام عليكم
يا من بهم تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وتوفر الفئ والصدقات
وإمضاء الحدود المسميات، والاحكام المبينات.
السلام عليكم يا من بهم تمنع الثغور والأطراف، وتجري أمور الخلق
بإمامتهم على القصد والانصاف، السلام عليكم أيها المحللون حلال الله، والمحرمون
حرام الله، والمقيمون حدود الله، والذابون عن دين الله، والداعون إلى سبيل
الله، بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجة البالغة.
السلام عليكم يا من فضلهم كالشمس المضيئة الطالعة، المجللة بنورها
العالم، وهي في الأفق بحيث لا تنالها الأيدي والابصار.
السلام عليكم أيها البدور المنيرة، والسرج الزاهرة، والأنوار الساطعة

(1) الأوصياء خ ل.
187

والنجوم الهادية، في غياهب الدجا، وطرق البلد القفر، ولجج البحار، السلام
عليكم يا من حبهم كالماء العذب على الظماء، والغذاء المرئ النافع على الطوى
الدالون على الهدى، والمنجون من الردى، والنار على اليفاع لمن اهتدى
واصطلى، السلام على الادلاء في المهالك، المفارق لهم هالك، واللازم
لهم لاحق.
السلام على من علومهم كالسحاب الهاطل، والغيث الماطر، والسماء
الظليلة، والأرض البسيطة، والعين الغزيرة، والغدير والروضة، السلام عليكم
يا من هم كالأمين الرفيق، والوالد الشفيق، والام البرة بالولد الصغير، السلام
عليكم يا فرج العباد في الداهية، وحجتهم الواضحة الشافية.
السلام عليكم يا أمناء الله في خلقه، وحجته على عباده، وخلفاءه في أرضه
السلام عليكم أيها الدعاة إلى الله، الذابون عن حريم الله، السلام على المطهرين
من الذنوب، المبرئين من العيوب، السلام على المخصوصين بالعلم المهموم (1)،
والحلم المعلوم والفضل كله، وأهل الخير والبذل، السلام عليكم يا نظام الدين
وعز المسلمين، وغيظ المنافقين، وبوار الكافرين، السلام على من لا يدانيهم
في فضلهم أحد، ولا يوجد في ولايتهم بدل.
السلام على السادة الميامين، ومن عجزت عن ذكر فضلهم البلغاء، وقصرت
عن إدراكهم الفصحاء، وتحيرت في نعت فضلهم الخطباء، ولم تنته إليه الحكماء
وتصاغرت عن قدرهم العظماء، السلام على من هم كالنجوم من يد المتناول، السلام
على العلماء الذين لا يجهلون، والدعاة الذين لا ينكلون، السلام على معدن
القدس والطهارة، والنسك والزهادة، والعلم والعبادة، السلام على المخصوصين
بدعوة الرسول، ونسل الطهر البتول.
السلام على من لا يسبقهم أحد في نسب، ولا يدانيهم في حسب، البيت من قريش
والذروة من هاشم، والعترة من الرسول صلى الله عليه وآله، والرضا من الله عز وجل

(1) المفهوم ط.
188

شرف الاشراف، والفرع من بني عبد مناف، السلام على المصطفين بالإمامة، العلماء
بالسياسة، المفترضين الطاعة، السلام على من اختارهم الله تعالى للإمامة، وشرح
صدورهم لذلك، وأودع قلوبهم ينابيع الحكمة، فلم يعيوا بجواب، ولم يقصروا عن
صواب.
السلام عليكم أيها السادة المعصومون المؤيدون، والموفقون المسددون،
السلام عليكم يا من أمنوا العثار والزلل، والخطأ والخطل، الشهداء على الخلق
والامناء على الحق، السلام عليكم وعلى آبائكم الأكرمين، الذين آتاهم الله
فضله، وهدى بهم سبله، وأوضح بهم من الدين منهجه، وافتتح بهم مقفله ومرتجه
ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، ورحمة الله وبركاته.
ثم قبل الضريح وصل صلاة الزيارة وما بدا لك من الصلوات، ثم ادع الله بما
أحببت وقل:
يا شامخا في بعده، يا رؤوفا في رحمته، يا مخرج النبات، يا محيي الأموات، يا
ظهر اللاجين، يا جار المستجيرين، يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا صريخ
المستصرخين، يا عماد من لا عماد له، يا سند من لا سند له، يا ذخر من لا ذخر له، يا
حرز الضعفاء (1)، يا كنز الفقراء، يا عظيم الرجاء، يا منقذ الغرقى، يا محيي الموتى
يا أمان الخائفين، يا إله العالمين، يا صانع كل مصنوع، يا جابر كل كسير، يا
صاحب كل غريب، يا مؤنس كل وحيد، يا قريبا غير بعيد، يا شاهد كل غايب، يا
غالبا غير مغلوب، يا حي حين لا حي، يا محيي الموتى، يا حي لا إله إلا أنت، بديع
السماوات والأرض، أنت القائم على كل نفس بما كسبت ثم ادع بما شئت (2).
ذكر الوداع تقف كوقوفك في الزيارة وتقول:
السلام عليكم يا أمناء الله في أرضه، وحججه على خلقه، وخزان علمه، وموضع
سره، وباب نهيه وأمره، وصراطه المستقيم، سلام مودع لا سئم ولا قال ولا مال

(1) في طبعة الكمپاني: يا حرز من لا حرز له.
(2) مصباح الزائر ص 251 - 253.
189

ورحمة الله وبركاته، اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل غدونا إليك مقرونا بالتوكل
عليك، ورواحنا عنك موصولا بالنجاح منك، ودعاءنا لك مقرونا بحسن الإجابة، و
خضوعنا بين يديك داعيا إلى رحمتك، واعترافنا بذنوبنا شفيعا إلى عفوك، و
انقطاعنا إليك سببا إلى غفرانك، وزيارتنا لأوليائك مشفوعة بالقبول منك، ومرجعنا
من هذا الحرم الشريف إلى خير مرجع، إلى جناب ممرع، وسعة ودعة، وحفظ
وأمان (1) وسلامة شاملة للنفس والاهل والمال والولد والدين والاخوان.
اللهم لا تجعله آخر العهد منا لزيارة ساداتنا وأئمتنا، المفروض علينا
طاعتهم ومعرفتهم، والرجوع إليهم، والكون معهم، اللهم فاشهد بأنا قد أجبنا
داعيك، ولبينا مناديك، وامتثلنا أمره، واقتفينا أثره، اللهم فاكتبنا مع
الشاهدين.
اللهم لا تجعله آخر العهد منا لزيارتهم وذكرهم، والصلاة عليهم، وارزقنا
ذلك أعواما كثيرة، فإذا توفيتنا فاشهد بأنا سامعون، مطيعون، مؤمنون،
مصدقون غير مكذبين، مقرون غير جاحدين، ولأمرك مسلمون، وبحبلك
معتصمون، ولأئمتنا طائعون، ولأمرهم وحكمهم خاضعون، لا مستكبرين ولا
متكبرين، وبما رضيت لنا راضون، ولما أعطيتنا آخذون، ولأنعمك شاكرون
وزدنا من فضلك إلينا، وألهمنا شكرك لما أنعمت به علينا، آمين رب العالمين،
والصلاة والسلام عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد، ورحمة الله وبركاته وتحياته
ما هطل غمام، وهتف حمام، وتعاقبت الليالي والأيام.
ثم ادع كثيرا وانصرف مرحوما إنشاء الله (2).
بيان: قوله: الماء العذب على الظما، يحتمل أن يكون على فعال جمع
ظامي وأن يكون مصدرا قال في النهاية (3) الظمأ شدة العطش يقال ظمئت أظمأ

(1) وخفض وأمان خ ل.
(2) مصباح الزائر ص 253 - 254.
(3) النهاية ج 3 ص 63.
190

ظماء فأنا ظامئ وقوم ظماء والاسم الظموء انتهى، واليفاع ما ارتفع من الأرض
والاصطلاء افتعال من صلى النار والتسخن بها، والهطل المطر الضعيف الدائم، و
تتابع المطر المتفرق العظيم القطر.
" قوله ": ومرتجه على بناء المفعول من باب الافعال، وفي بعض النسخ
بتائين، قال الجوهري (1) أرتجت الباب أغلقته وارتج على القارى - على ما لم
يسم فاعله - إذا لم يقدر على القراءة كأنه أطبق عليه كما يرتج الباب، وكذلك
ارتتج عليه، ولا تقل ارتج عليه بالتشديد انتهى، والجناب الفناء والناحية
ويقال أمرع الوادي إذا كثر فيه الكلاء، ويضرب به المثل لا تساع الامر
والاستغناء.
(الزيارة التاسعة).
ذكرها السيد قدس الله روحه، قال: تقف على ضريح الامام المزور صلوات
عليه وتقول:
اللهم إني أسئلك يا رافع السماوات المبنيات، ويا ساطح الأرضين
المدحوات، ويا ممكن الجبال والراسيات، يا مخرج النبات، يا من لا تتشابه عليه
الأصوات، أن تبلغ اللهم سلامي إلى النور المخترع من الأنوار، والمبتدع من
شعاع عناصر الأبرار، ومالك الجنة والنار، محمد الرسول المختار، سيد مضر و
نزار، وصاحب الفضايل والمناقب والفخار، ومن انتجبه واصطفاه عالم العلانية
والاسرار، سلالة إبراهيم الخليل، وعنصر الذبيح إسماعيل، المخدوم بجبرئيل
صاحب الآيات في الآفاق، المحمول على البراق، صلى الله عليه وآله.
السلام على الإمام العادل، والصيب الهاطل، صاحب المعجزات والفضائل
والبراهين والدلائل، السيد الحلاحل، والبطل المنازل. واليعسوب للدين، و
من هو للأحكام فاصل، وللركوع مواصل، وللمارقة من الدين قاتل، الامام

(1) صحاح الجوهري ج 1 ص 317.
191

البطين الأصلع، والبطل الأورع، والهمام المشفع، الذي هو عن الشرك أنزع، صاحب
أحد وحنين، وأبي شبر وشبير، المهذب الأنساب الذي لم يلحقه عمه (1) الجاهلية، ولم
يطعن في صميمه بشائبة مشاب، حليف المحراب، المكنى بأبي تراب، المودع بأرض
النجف، العالي النسب والشرف مولاي أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب عليه
مني أفضل السلام.
السلام على الطاهرة الحميدة، والبرة التقية الرشيدة، التقية من الأرجاس
المبرأة من الأدناس، الزكية المفضلة على نساء العالمين، السعيدة المطلوبة
بالأحقاد، المفجوعة بالأولاد، الحورية الزهراء، المهذبة من الخناء، المشفعة
يوم اللقاء، ابنة نبيك، وزوجة وليك، وأم شهيدك، فاطمة الانفطام، مربية
الأيتام، العارفة بالشرايع والاحكام، عليها من وليها أفضل السلام.
السلام على الامام المعصوم، والسبط المظلوم، والمضطهد المسموم، بدر
النجوم، والمودع بالبقيع، ذي الشرف الرفيع، السيد الزكي، والمهذب
التقي، أبي محمد الحسن ابن علي عليهما السلام.
السلام على الامام القتيل والسيد النبيل الذي هو للرسول نجل وسليل
والذي طهره الجليل، والذي نطق بفضله التنزيل، وناغاه جبرئيل، سيد كل
قتيل الذي فنده أهل التحريف والتبديل، الذين زخرفوا دينهم بالأباطيل، ولم
يفرقوا بين التحريم والتحليل، أشباه أهل الفيل، عليهم لعائن الله جيلا بعد جيل
وقبيلا بعد قبيل، قتيل الطغاة، وجديل الغواة، الظلمة البغاة، المستودع بأرض
كربلا الذي صلت عليه وتولت دفنه ملائكة السماء الحسين بن علي عليهما السلام
السلام على النور الساطع، والبرق اللامع، والعالم البارع، سليل النبوة
وفطيم الوصية خدن التأويل والزناد القادح، والضياء اللائح والمتجر الرابح
وبرج البروج. ذي الثفنات راهب العرب السجاد زين العابدين البكاء علي بن
الحسين عليهما السلام.

(1) عهر خ ل.
192

السلام على الإمام الصادق المقال، المتكرم المفضال، المجيب عن كل
سؤال، المخبر عن الله بالأرزاق والآجال الذي لا يعرف الكذب ولا الانتحال، البعيد
الشبيه والمثال الامام المعصوم محمد بن علي باقر العلوم عليهما السلام.
السلام على الإمام الصادق مبين المشكلات، ومظهر الحقايق، المفحم بحجته
كل ناطق، مخرس ألسنة أهل الجدال مسكن الشقاشق، العليم عند أهل المغارب
والمشارق، جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام.
السلام على الامام التقي والمخلص الصفي والنور الأحمدي والشهاب
المضي عروة الله الوثقى، التي من تمسك بها نجى ومن تخلف عنها هوى النور
الأنوار والضياء الأزهر موسى بن جعفر عليهما السلام.
السلام على الامام الرضي والشيخ العلوي المحكم في إمضاء حكمه في
النفوس، المستودع بأرض طوس، علي بن موسى الرضا عليهما السلام.
السلام على الباب الأقصد، والطريق الأرشد، والعالم المؤيد، ينبوع
الحكم، ومصباح الظلم، سيد العرب والعجم، الهادي إلى الرشاد، الموفق
بالتأييد والسداد، محمد بن علي الجواد عليهما السلام.
السلام على الامام منحة الجبار، المختار من المهديين الأبرار، المخبر عما
غبر من الاخبار، الذي كان له القرآن دثارا وشعارا، سيد الوري علي بن محمد
المولود بالعسكر، الذي حذر بمواعظه وأنذر عليه السلام.
السلام على الامام المنزه عن المآثم، المطهر من المظالم، الحبر العالم
الذي لم تأخذه في الله لومة لائم، العالم بالأحكام، المغيب ولده عن عيون
الأنام، البدر التمام، التقي النقي، الطاهر الزكي، أبي محمد الحسن بن علي
العسكري عليهما السلام.
السلام على الامام العالم، الغائب عن الابصار، والحاضر في الأمصار، و
الغائب عن العيون، والحاضر في الأفكار، بقية الأخيار، الوارث ذا الفقار،
الذي يظهر في بيت الله الحرام ذي الأستار، وينادي بشعار يا ثارات الحسين أنا
193

الطالب بالأوتار، أنا قاصم كل جبار، القائم المنتظر، ابن الحسن عليه وآله
أفضل السلام.
اللهم عجل فرجه، وسهل مخرجه، وأوسع منهجه، واجعلنا من أنصاره
وأعوانه، الذابين عنه، المجاهدين في سبيله، والمستشهدين بين يده، اللهم صل
على محمد وآل محمد، وتقبل منا الأعمال، وبلغنا برحمتك جميع الآمال، و
أفسح الآجال، اللهم إنا نسألك الرضا، والعفو عما مضى، والتوفيق لما
تحب وترضى.
ثم تقبل التربة وتنصرف مغبوطا إنشاء الله (1).
الكتاب العتيق الغروي: مثله وفي آخره: ثم تقبل التربة وتنصرف بعد أن تصلي ركعتي
الزيارة.
توضيح: قال الجوهري (2) الصوب نزول المطر، والطيب السحاب ذو
الصوب، والهاطل الماطر بالمطر المتتابع، والحلاحل بالضم السيد الشجاع
أو الضخم الكثير المروة، والرزين في نجابة، والبطل بالتحريك الشجاع تبطل
جراحته فلا يكترث لها، وتبطل عنده دماء الاقران، والمنازلة المقابلة والمبارزة
في القتال، والصلع انحسار شعر مقدم الرأس والأروع من يعجبك بحسنه و
جهارة منظره أو بشجاعته، والهمام بالضم الملك العظيم الهمة والسيد الشجاع
السخي.
" قوله " في صميمه أي نسبه الخالص " قوله " فاطمة الانفطام كذا في النسخ
والصواب فاطمة الافطام، جمع جمع للفطيم أي تفطم محبيها من النار، والنجل
الولد، ويقال: ناغت الام صبيها أي لاطفته وشاغلته بالمحادثة والملاعبة، و
الفند الخطأ في القول والكذب، والزخرف من القول حسنه بترقيش الكذب

(1) مصباح الزائر ص 254 - 256.
(2) صحاح الجوهري ج 1 ص 164.
194

والجيل بالكسر الصنف من الناس.
وجدلته أي رميته وصرعته، والخدن بالكسر الصاحب، ومن يخادنك في
كل أمر ظاهر وباطن، وقد مر تفسير ذي الثفنات، وأنه إنما سمي عليه السلام بذلك
لكثرة سجوده، إذ كان في جبهته عليه السلام مثل ثفنة البعير. وقال الجزري (1) في حديث
علي عليه السلام إن كثيرا من الخطب من شقاشق الشيطان، الشقشقة الجلدة الحمراء
التي يخرجها الجمل العربي من جوفه ينفخ فيها فتظهر من شدقه، شبه الفصيح
المنطيق بالفحل الهادر، ولسانه بشقشقته ونسبها إلى الشيطان لما يدخله من
الكذب والباطل.
أقول: هذه الزيارة لعلها من مؤلفاته رحمه الله، أو من أمثاله كما
يشهد به نظامه.
(الزيارة العاشرة).
رواها الشيخ في المصباح والسيد في الاقبال والمزار وغيرهما، قال الشيخ
قال ابن عياش حدثني خير بن عبد الله عن مولاه يعني أبا القاسم الحسين بن روح
رضي الله عنه قال: زر أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول إذا دخلت:
الحمد لله الذي أشهدنا مشهد أوليائه في رجب، وأوجب علينا من حقهم ما قد
وجب، وصلى الله على محمد المنتجب، وعلى أوصيائه الحجب، اللهم فكما أشهدتنا
مشهدهم، فأنجز لنا موعدهم، وأوردنا موردهم، غير محلئين عن ورد في دار المقامة
والخلد، والسلام عليكم، إني قصدتكم واعتمدتكم بمسألتي وحاجتي، و
هي فكاك رقبتي من النار والمقر معكم في دار القرار، مع شيعتكم الأبرار، و
السلام عليكم بما صبرتم، فنعم عقبى الدار، أنا سائلكم وآملكم، فيما إليكم فيه
التفويض وعليكم (2) التعويض، فبكم يجبر المهيض، ويشفى المريض، وعندكم ما تزداد
الأرحام وما تغيض.

(1) النهاية ج 2 ص 249.
(2) فيه خ.
195

إني بسركم مؤمن، ولقولكم مسلم، وعلى الله بكم مقسم في رجعتي
بحوائجي وقضائها وإمضائها، وإنجاحها وإبراحها (1) وبشئوني لديكم
وصلاحها.
والسلام عليكم سلام مودع، ولكم حوائجه مودع، يسأل الله إليكم المرجع
وسعيه إليكم غير منقطع، وأن يرجعني من حضرتكم خير مرجع، إلى جناب ممرع
وخفض موسع، ودعة ومهل، إلى حين الاجل، وخير مصير ومحل، في النعيم
الأزل، والعيش المقتبل، ودوام الاكل، وشرب الرحيق والسلسل، وعل
ونهل، لا سأم منه ولا ملل، ورحمة الله وبركاته وتحياته حتى العود إلى
حضرتكم، والفوز في كرتكم، والحشر في زمرتكم، والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته وصلواته وتحياته، وهو حسبنا الله ونعم الوكيل (2).
بيان: قوله عليه السلام غير محلئين عن ورد بالحاء المهملة وفتح اللام المشددة
مهموزا قال الجزري (3) في الحديث يرد علي يوم القيامة رهط فيحلؤن عن الحوض
أي يصدون عنه، ويمنعون من وروده، والورد بالكسر الماء الذي ترد عليه، و
المهيض العظم المكسور " قوله " عليه السلام وما تزداد الأرحام معطوف على قوله يجبر
وما مصدرية أو موصولة والأول أقل تكلفا.
وفي بعض النسخ وعندكم ما تزداد، وهو أظهر، ثم المراد به إما ازدياد
مدة الحمل، أو عدد الأولاد، أو دم الحيض وما تغيض أي ما تنقص " قوله " عليه السلام
وإبراحها في أكثر النسخ بالباء الموحدة والحاء المهملة أي إظهارها من برح
الامر إذا ظهر، ويقال: أبرحه أي أعجبه وأكرمه وعظمه، وفي بعضها إيزاحها
بالياء المثناة التحتانية والزاء المعجمة والحاء المهملة ولم نجد له معنى.
" قوله " عليه السلام: وبشؤوني لديكم معطوف على قوله بحوائجي، وقوله:

(1) ايزاحها خ.
(2) مصباح الطوسي ص 572 والاقبال ص 111.
(3) النهاية ج 1 ص 281.
196

وصلاحها عطف تفسير له أي رجعتي بصلاح شؤوني المتعلقة بكم من محبتكم ومودتكم
والقرب عندكم وطاعتكم، وفي بعض النسخ ولشؤني باللام فهو معطوف على
قوله في رجعتي.
" قوله عليه السلام: " ولكم حوائجه مودع قوله مودع إما مجرور بالعطف على مودع
أو مرفوع ليكون مع الظرف جملة حالية " قوله " وسعيه بنصبه بالعطف على المرجع
ونصب الغير على الحالية، أو برفعهما ليكون جملة حالية عن المضمر في المرجع
والجناب الفناء، والرحل والناحية، ويقال أمرع الوادي إذا صار ذا كلاء
في المثل أمرع واديه وأجني حلبه، يضرب لمن اتسع أمره واستغنى، والخفض
الدعة والراحة ويقال عيش خافض، ويقال: أوسع أي صار ذا سعة، وأوسع الله
عليه أغناه، والدعة السعة في العيش، والمهمل بالفتح وبالتحريك السكينة والرفق
وبالتحريك التقدم في الخير أيضا.
" قوله عليه السلام ": وخير مصير كأنه معطوف على قوله إليكم المرجع، و
عطفه على خير مرجع بعيد، ويحتمل عطفه على الجمل السابقة بتقدير أي نسأل
أو مثله، ويحتمل جره بالعطف على الاجل وهو أيضا بعيد، والأزل بالتحريك
القدم، ولعل المراد به هنا الدوام في الأبد مجازا، ويقال اقتبل أمره أي استأنفه
والسلسل كجعفر الماء العذب أو البارد، ومن الخمر اللينة، والعل بالفتح الشربة
الثانية، أو الشرب بعد الشرب تباعا، والنهل بالتحريك أول الشرب " قوله "
حتى العود إما غاية للتسليم أو للنعم المذكورة قبله في البرزخ، أو لأمر مقدر
بقرينة ما سبق، أي أسئل الكون في تلك النعم حتى العود.
(الزيارة الحادية عشرة).
زيارة المصافقة وجدت في نسخة قديمة من تأليفات أصحابنا ما هذا لفظه: روى
غير واحد أن زيارة ساداتنا عليهم السلام إنما هي تجديد العهد والميثاق المأخوذ في رقاب
العباد، وسبيل الزاير أن يقول عند زيارتهم عليهم السلام:
197

جئتك يا مولاي زائرا لك، ومسلما عليك، ولائذا بك، وقاصدا إليك
اجدد ما أخذه الله عز وجل لكم في رقبتي، من العهد والبيعة، والميثاق بالولاية
لكم، والبراءة من أعدائكم، معترفا بالمفروض من طاعتكم.
ثم تضع يدك اليمنى على القبر وتقول:
هذه يدي مصافقة لك على البيعة الواجبة علينا، فاقبل ذلك مني يا إمامي،
فقد زرتك وأنا معترف بحقك، مع ما ألزم الله سبحانه من نصرتك، وهذه يدي
على ما أمر الله عز وجل به من موالاتكم، والاقرار بالمفترض من طاعتكم، و
البراءة من أعدائكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم قبل الضريح الشريف وقل:
يا سيدي ومولاي وإمامي والمفترض علي طاعته، أشهد أنك بقيت على
الوفاء بالوعد، والدوام على العهد، وقد سلف من جميل وعدك، لمن زار
قبرك ما أنت المرجو للوفاء به، والمؤمل لتمامه، وقد قصدتك من بلدي، و
جعلتك عند الله معتمدي، فحقق ظني، ومخيلتي فيك، صلوات الله عليك وسلم
تسليما كثيرا.
اللهم إني أتقرب إليك بزيارتي إياه، وأرجو منك النجاة من النار،
وبآبائه وأبنائه صلوات الله عليهم، رضينا بهم أئمة وسادة وقادة، اللهم أدخلني
في كل خير أدخلتهم فيه، وأخرجني من كل سوء أخرجتهم منه، واجعلني معهم
في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين يا رب العالمين.
ثم تصلي ركعات الزيارة عند كل إمام ركعتين وتنصرف فإذا فعلت ذلك
كانت الزيارة مثل العهد المجدد.
أقول: ورواها بعض أصحابنا المتأخرين عن الشيخ المفيد قدس الله روحه
بهذه العبارة بعينها.
(الزيارة الثانية عشرة).
زيارة وجدتها أيضا في الكتاب المذكور والمظنون أنها من المؤلفات غير مروية
198

عن الأئمة الهداة وهي هذه:
السلام على كافة الأنبياء والمرسلين، السلام على حجج الله على العالمين،
السلام على محمد بن عبد الله خاتم النبيين، السلام على الرسول الصادق الأمين
السلام على البشير النذير، السلام على القمر الزاهر المنير، السلام على العلم
الظاهر، السلام على البدر الباهر، السلام على قرة عين المؤمنين، السلام على من
أرسله الله رحمة العالمين.
السلام على من أصفاه الله واصطفاه، السلام على من اختاره الله واجتباه،
السلام على صفوة الله الخالق، السلام على حجة الله على أهل المغارب والمشارق
السلام على الصادع بالرسالة، السلام على واضح الحجة والدلالة، السلام على
الحاكم العادل، السلام على الحبر الفاضل، السلام على السراج المنير، السلام
على شفيع يوم النشور، السلام على الرؤف الرحيم، السلام على السخى الكريم،
السلام على شريف الاشراف، السلام على طاهر الاباء والاسلاف.
السلام على المخصوص بالرسالة من خير قبيل، السلام على المؤيد بالوحي
والتنزيل، السلام على الشفيع المشفع، السلام على الرفيع الا رفع، السلام على
النبي الأمي، السلام على الرسول العربي، السلام على خطيب الأنبياء، وزين
الأرض والسماء، ورحمة الله وبركاته.
السلام على أمير المؤمنين حقا، السلام على أمين الله إخلاصا وصدقا،
السلام على خاتم الوصيين، السلام على سيد المستخلفين، السلام على خيرة رب
العالمين.
السلام على وصي سيد المرسلين، السلام على الامام الولي، السلام على
الخليفة المكي، السلام على حجة الله العلي، السلام على الحق الجلي، السلام
على ذي الجود والبذل، السلام على مفقود النظير والمثل، السلام على من سلم
الأعداء لفضله، السلام على من عقم النساء أن يلدن بمثله.
السلام على سيد الأئمة، السلام على رباني الأمة، السلام على الصديق
199

الأكبر، السلام على الفاروق بين الحق والمنكر، السلام على الراسخ في العلوم
السلام على ناصر المظلوم، السلام على أخي الرسول، السلام على بعل البتول،
السلام على العلم الأشهر، السلام على الفاروق الأزهر، السلام على النباء العظيم
السلام على الصراط المستقيم، السلام على أبي السبطين، السلام على المصلي إلى
القبلتين.
السلام على ناصر الاسلام، السلام على مكسر الأصنام، السلام على
موضح المشكلات، السلام على كاشف الشبهات، السلام على المفزع في الملمات
السلام على مجلي الكربات.
السلام على إمام الأبرار، السلام على قسيم الجنة والنار، السلام على مبير
الكفار، السلام على غيظ الفجار، السلام على صاحب المعجزات، السلام على
من كان لله أكبر الآيات، السلام على العلم الهادي، السلام على الحق البادي
السلام على والى الأحرار، السلام على أبي الأئمة الأبرار، السلام على
وارث النبيين.
السلام على قائد الغر المحجلين، السلام على يعسوب الدين، السلام على
قدوة المؤمنين، السلام على العالم بالكتاب، السلام على الناطق بالصواب،
السلام على ذي الحكمة وفصل الخطاب، السلام على العالم بالأنساب و
الأسباب، السلام على داحي باب خيبر، السلام على أبي شبير وشبر، ورحمة الله
وبركاته.
السلام على الصديقة الطاهرة، السلام على النبعة النبوية الناضرة، السلام
على الزكية العارفة، السلام على المظلومة الصابرة، السلام على خصيمة الفجرة
السلام على أم الأئمة البررة، السلام على البضعة النبوية، السلام على الدرة
الأحمدية.
السلام على فاطمة البتول، السلام على الزهراء ابنة الرسول، السلام على
المطهرة من الأرجاس، السلام على المبرأة من الأدناس، السلام على المحروسة
200

من الوسواس، السلام على المفضلة على كافة نساء الناس، السلام على مريم
الكبرى.
السلام على الانسية الحوراء، السلام على من والدها النبي، السلام
على من بعلها الوصي، السلام على من بوركت وبورك نسلها، السلام على من
الأئمة من ذريتها وولدها، السلام على الشجرة الزيتونة، المباركة الميمونة
ورحمة الله وبركاته.
السلام على ريحانتي الرسول، السلام على قرتي عين البتول، السلام على
حجتي الله المنان، السلام على حليفي الكرم والاحسان، السلام على المذكورين
في سورة الرحمن، السلام على المعبر عنهما باللؤلؤ والمرجان، السلام على
المجاهدين في الله الشهيدين، السلام على المظلومين المهتضمين، السلام على
الصابرين المحتسبين، السلام على النجمين الزاهرين، السلام على السيدين الفاضلين
السلام على السبطين الريحانتين، السلام على القدوتين الهاديين، السلام على
الأمينين الصفوتين، السلام على الزكيين الخيرتين، السلام على الطاهرين
الوليين، السلام على الرضيين العالمين، السلام على الامامين الأخوين، السلام
على الصنوين الخليفتين، السلام على الحسن والحسين الطاهرين، ورحمة الله
وبركاته.
السلام على سيد المسلمين، السلام على ولي الله الأمين، السلام على ربيع
الأرامل والمساكين، السلام على الإمام علي بن الحسين زين العابدين، ورحمة الله
وبركاته.
السلام على حجة الله الطاهر، السلام على بحر العلوم الزاخر، السلام على
ذي المناقب والمفاخر، السلام على الإمام محمد بن علي الباقر ورحمة الله وبركاته.
السلام على حجة الله على الخلائق، السلام على محقق الحقايق
السلام على ذي المكارم والسوابق. السلام على الإمام جعفر بن محمد الصادق ورحمة
الله وبركاته.
201

السلام على حجة الله على العوالم، السلام على الوصي الرضي العالم
السلام على الحق الناجم، السلام على الإمام موسى بن جعفر النور الكاظم
ورحمة الله وبركاته.
السلام على حجة الله المرتضى، السلام على سيف الله المنتضى، السلام
على العادل في القضاء، السلام على الإمام علي بن موسى الرضا ورحمة الله
وبركاته.
السلام على حجة الله على العباد، السلام على أمين الله في البلاد، السلام
على المخصوص بالتوفيق والسداد، السلام على الإمام محمد بن علي الجواد، و
رحمة الله وبركاته.
السلام على حجة الله على كل رائح وغادي، السلام على سيد الحضار
والبوادي، السلام على النور البادي، السلام على الإمام علي بن محمد الهادي، ورحمة الله
وبركاته.
السلام على حجة الله السري، السلام على العز القعسري، السلام على الزناد
الورى، السلام على الإمام الحسن بن علي العسكري، ورحمة الله وبركاته.
السلام على حجة الله على الإنس والجان، السلام على من وعده الله بالنصر
والامكان، السلام على مظهر العدل والايمان، السلام على من به يعبد الرحمان في
كل مكان، السلام على من به يظهر الله دينه على الأديان، السلام على مولانا
وسيدنا الامام، القائم بأمر الله صاحب الزمان، ورحمة الله وبركاته.
السلام على العترة الطيبين، السلام على الأسرة الطاهرين، السلام على من
نص الله على إمامتهم في التوراة والإنجيل، السلام عليكم يا آل الله وأنصاره
وظلال الله وأنواره، وخلفاء الله وأمراءه، لأبذلن لكم يا سادتي مودتي و
محبتي ومواساتي، فإنها مذخورة لكم، ونصرتي لكم معدة، فان أمرتموني
يا سادتي أطعت، وإن نهيتموني يا قادتي انتهيت، وإن استنصرتموني يا حماتي
نصرت، فلا مذهب لي عنكم، ولابد لي منكم، ولا وفادة لي إلا إليكم، لأنكم
202

أوجه الله الحاضرة، وعيونه الناظرة، وأياديه الباسطة، مسلم إليكم سلطان الدنيا
ومملكة الآخرة.
السلام على تيجان الأوصياء، وخلفاء الأصفياء، ووارثي علوم الأنبياء
السلام على رؤساء الصديقين، والعترة الطاهرة من آل طه ويس، السلام على
علماء الاعلام، والهادين إلى دار السلام، الناطقين عن الله بأصدق الحديث وأطيب
الكلام، صلى الله عليهم أوتاد الكائنات، وأعلام الهدايات، وغاية الموجودات
ما سكنت السواكن وتحركت المتحركات، إنه حميد مجيد، والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
اللهم إني أشهد بحقائق الايمان وصدق اليقين، أنهم خلفاؤك في أرضك،
وحججك على عبادك، والوسائل إليك، وأبواب رحمتك، فصل عليهم أجمعين،
واجعل حظي من دعائك إجابته، ولا تجعل حظي منه تلاوته.
اللهم اجعل مقامي في هذا المشهد المقدس المطهر، مقام إجابة واستعطاف
ولا تجعله مقام إهانة واستخفاف، فقد عرفناك يا رب معطيا قبل السؤال، فكيف
لا نرجوك عند الضراعة والابتهال، لا سيما قد وعدتنا بالإجابة حين أمرتنا بالدعاء
وضمنت لنا بلوغ الرجاء، وأنت أوفى الضامنين، وأرحم الراحمين، إلهي
عصيتك في بعض الأوقات، وآمنت بك في كل الأوقات، فكيف يغلب بعض عمري
مذنبا كل عمري مؤمنا.
إلهي وعزتك لو كان لي صبر على عذابك، أو جلد على احتمال عقابك، لما
سألتك العفو عني، ولصبرت على انتقامك مني، سخطا على نفسي، كيف
عصتك، ومقتا لها كيف أقبلت عليها و أدبرت معرضة عنك، إلهي كيف آيس
من رحمتك وأنت أرحم الراحمين، وكيف أرجع بالخيبة وأنت أكرم الأكرمين.
إلهي أسئلك بأسمائك التي كتبتها على قلوب أصفيائك، محمد وآله امنائك،
فعرفوا ما عرفتهم، وفهموا ما فهمتهم، وعقلوا ما أوحيت إليهم من خصائصك
203

وعزائمك، وضربت أمثالهم، وأنرت برهانهم، وقرنت باسمك (1) أسماءهم، إلا
ما خلصتني من كل سوء أنا فيه، ومن جميع الشدائد ومن أهوال يوم القيامة.
إلهي كيف أفرح وقد عصيتك، وكيف أحزن وقد عرفتك، وكيف
أدعوك وأنا عاص، وكيف لا أدعوك وأنت كريم، اللهم صل على محمد وآل محمد
ولا تجعل لي في هذا المقام الشريف ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا سقما
إلا شفيته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا عافيته، ولا غائبا إلا حفظته
ورددته، ولا عدوا إلا قصمته، ولا جبارا إلا كسرته ورددته، ولا حاجة
من حوائج الدنيا والآخرة لك يا رب فيها رضا ولي فيها صلاح إلا قضيتها
يا رب العالمين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بيان: الحبر بالكسر وقد يفتح العالم أو الصالح " قوله " اخلاصا وصدقا
متعلقان بالتسليم أو علتان للأمانة " قوله " على النبعة إما مصدر بمعنى الفاعل
أي العين النابعة من العلوم والحكم، أو شجر يتخذ منه القسي أي غصن شجرة
النبوة وتفرعت منها الأئمة، وزخر البحر تملأ وارتفع، والناجم الطالع الظاهر
والسري كغني الشريف ذو المروة، والقعسرة التقوى على الشئ والصلابة والشدة
والقعسر القديم والقعسري الضخم الشديد، والمراد هنا الشدة والصلابة في
الدين أو القدم في المجد والكرم، والزناد ما يقدح به النار، ووريه هنا كناية
عن كثرة اقتباس العلوم منه عليه السلام.
(الزيارة الثالثة عشرة)
مأخوذة أيضا من الكتاب المذكور قال: وداع لساير الأئمة صلوات الله عليهم:
السلام عليكم يا سادة المؤمنين، وأئمة المتقين، وأعلام المهتدين، وورثه
النبيين، وسلالة المرسلين، وقدوة الصالحين، وحجج الله على العالمين، قد
آن لكم مني الوداع، وحان التعجيل له والاسراع، لا من سأم لكم، ولا ملل
للمقام عندكم، لكن لأسباب مانعة، وملمات عن الإقامة دافعة، يتضح لها

(1) بأسمائك خ.
204

الاعتذار، ويتعذر معها اللبث والقرار.
فأستودعكم الله، وأسأله بكم رضاه، وداع عازم على العود إليكم، متأسف
لتعذر المقام لديكم، وكيف لا يتأسف على فراق مشاهدكم الشريفة المعظمة،
وبقاع قبوركم المباركة المكرمة، وفيها يستجاب الدعاء، ويصرف السوء
والبلاء، ويمحى الشقاء، ويشفى الداء، وبكم يؤمن العذاب، وتهون الصعاب
وينجح الطلاب، ويرجح الثواب، وبكم تتم النعمة، ونعم الرحمة، وتندفع
النقمة، وتنكشف الغمة، وتقبل التوبة، وتغفر الحوبة، وتزكو الأعمال،
وتنال الآمال، ويتحقق الرجاء، وتبلغ السراء، وتدفع الضراء، وتهدى
الآراء وترشد الأهواء، وتحصل السيادة، وتكمل السعادة، ويقبل الايمان
ويدرك الأمان، وتدخل الجنان، وعنكم يسأل الإنس والجان.
فوا أسفا لمفارقة جنابكم، ووا شوقاه إلى تقبيل أعتابكم، والولوج بإذنكم
لأبوابكم، وتعفير الخد على أريج ترابكم، واللياذ بعرصاتكم، ومحال أبدانكم
وأشخاصكم، المحفوفة بالملائكة الكرام، والمتحوفة من الله بالرحمة والسلام
وددت أن (1) كنت لها سادنا، وفي جوارها قاطنا، لا يزعجني عنها الرحيل، ولا يفوتني
بها المقيل، ليكثر بها إلمامي، واستلامي لها وسلامي.
فأسأل الله الذي هداني لمعرفتكم، وأكرمني بمحبتكم، وتعبدني بولايتكم
وندبني إلى زيارتكم، العود ما أبقاني إلى حضرتكم، والبشارة إذا توفاني
بمرافقتكم، والحشر في زمرتكم، والدخول في شفاعتكم، فياليت شعري يا سادتي
كيف حالي في رحلتي، أمغفورة ذنوبي، ومستورة عيوبي، ومقضية حاجتي،
ومنجحة طلبتي، فذاك الذي أملته، وفي كرمكم توسمته، فما أسعدني بكم،
وأعظم فوزي بحبكم، أم راحل بوزري، مثقل به ظهري، محجوبا دعائي،
خائبا رجائي.
فيا شقوتاه إن كانت هذه حالي، ويا خيبة آمالي، يأبى ذلك بركم و

(1) لو كنت خ ل.
205

إحسانكم، وجميل وعدكم لزائركم وضمانكم، وتأبى مكارم أخلاقكم وطهارة
شيمكم، وأعراقكم، وكرمكم على ربكم، وعنايتكم بزائركم ومحبكم، أن يرد
سؤاله، أو يخيب لديه (1) آماله، ويأبى الله إلا تصديق وعدكم، وتحقيق الرجاء
بقصد كم، إسعافا وإكراما لقاصدكم، وإتحافا بالخيرات لزائركم، وكذلك
الظن بكم، والمرجو من فضله لشيعتكم.
واشهد الله وأعهد عليه، واشهد كم أني على ما عاهدته عليه من الاقرار
بولايتكم، والاعتقاد لفرض طاعتكم، والاعتراف بفضلكم، والقيام بنصركم، والتقرب
إلى الله بحبكم، والطاعة له بالكون معكم، وهذه يدي على ما أمر الله به من
الوفاء بعهدكم، والبيعة الواجبة لكم، لا أبغي بذلك بدلا، ولا أريد عنه
تحويلا.
وأشهد أن ذلك من الله أمر عازم وحتم على الأمة لازم، لا حجة لمن جهله
ولا عذر لمن أهمله، أدين الله بذلك في السر والاعلان، والذكر والنسيان، وفي
الممات والمحيا والآخرة والأولى، وعلى بعد الدار، وقرب المزار، اللهم
فصل على محمد وآل محمد، وثبتني على ذلك حتى ألقاك، ووفقني لطاعتك ورضاك
وانفعني بما علمتني، وزدني من الخير ما ألهمتني، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني،
فلك الحمد على ما أوليتني.
فأسألك يا من لا تحصى نعمه، ولا يوازى كرمه، أن تصلي على محمد وآل
محمد، ولا تجعله آخر العهد مني لزيارة أوليائك، والالمام بمشاهد حججك و
أصفيائك، وألهمني بها شكر آلائك، والالحاح بمسألتك ودعائك، واستجب لي
ما دعوتك، وأعطني بفضلك كل ما سألتك، واغفر لي مغفرة وازعة وارحمني
بجودك رحمة واسعة يؤمنني بها من سخطك والنار وتسكنني بفضلك بها دار القرار
مع الأئمة الأطهار، وشيعة آل محمد الأبرار.
واجعلني ممن يسرت حسابه، وأحسنت إليك مآبه، ومحوت سيئاته، وضاعفت

(1) لديكم خ ل.
206

حسناته، وحشرته في زمرة محمد وآل محمد الطاهرين، صلواتك عليهم أجمعين، واغفر
لوالدي وللمؤمنين برحمتك يا أرحم الراحمين.
توضيح الأرج والأريج توهج ريح الطيب، واللوذ واللواذ واللياذ بالشئ
الاستتار والاحتصان به، والسادن الخادم والامام النزول، والشيمة بالكسر الطبيعة
(قوله) وأعراقكم أي أصولكم وآبائكم (قوله) أمر عازم، لعله بمعنى المفعول أي
معزوم عليه، أو أسند العزم إليه مجازا (قوله) وازعة أي كافة عن العقاب أو عن المعاودة في الاثم.
(الزيارة الرابعة عشرة):
منقولة من الكتاب المذكور قال: زيارة جامعة لسائر الأئمة والمشاهد على
ساكنيها السلام تستأذن بما تقدم وتقول:
السلام عليكم يا محال معرفة الله، السلام عليكم يا مساكن بركة الله، السلام
عليكم يا أوعية تقديس الله، السلام عليكم يا حفظة سر الله، السلام عليكم يا من
انتجبهم الله لخلقه أعلاما، ولدينه أنصارا، ولعلمه وسره خزانا، ورثكم كتابه
وخصكم بكرائم التنزيل، وضرب لكم مثلا من نوره، وأجرى فيكم من روحه
فصلى الله عليكم يا ساداتي وموالي.
السلام عليك يا محمد المصطفى، السلام عليك يا علي المرتضى، السلام عليك
يا فاطمة الزهراء، السلام عليكما أيها السيدان الحسن والحسين، السلام عليك
يا علي بن الحسين، السلام عليك يا محمد بن علي، السلام عليك أيها الصادق جعفر
ابن محمد، السلام عليك يا موسى بن جعفر، السلام عليك يا علي بن موسى، السلام
عليك يا محمد بن علي، السلام عليك يا علي بن محمد، السلام عليك يا حسن بن علي،
السلام عليك يا حجة الله المنتظر.
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومختلف الملائكة، السلام عليكم أيها الدعائم والأركان، المخصوصون بالإمامة، أنا وليكم وزائركم
207

المقرب إلى الله بحبكم، أوالي وليكم، وأبرأ إلى الله بكم من عدوكم،
وأستشفع إلى الله عز وجل، وأسأله أن يصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وعليكم
صلاة دائمة كثيرة متصلة لا انقطاع لها ولا زوال، وأسأله بكم، وأقدمكم أمام
حوائجي، فكونوا لي شفعاء يا سادتي في فكاك رقبتي من النار، وأن يقضي لي
بكم حوائجي كلها للآخرة والدنيا، وأن يكفيني وأهلي وولدي، والمؤمنين
والمؤمنات، شر كل ذي شر، من الجن والإنس، من صغير أو كبير، فقد
رجوت أن لا أنصرف من مشهدك يا مولاي، صلوات الله عليك، إلا بقضاء حوائجي
وما فزعت إليك فيه، ورجوته من حسن معونته وبركته بزيارتك (1) صلوات الله
عليك وعلى الأئمة من آبائك، الأئمة من ولدك، ورحمة الله وبركاته.
ثم قبل الضريح وقل: السلام عليكم يا آل محمد، يا آل الله وأنصاره،
وضلال الله وأنواره، لأبذلن لكم مودتي ومهجتي، ومواساتي ومالي، فإنها
لكم مذخورة، ونصرتي لكم معدة، حتى يأذن الله لكم، فان أمرتموني يا موالي
أطعت، وإن نهيتموني يا سادتي كففت، وإن استنصرتموني يا قادتي نصرت، وإن
استعنتموني يا سادتي أعنت، وإن استنجدتموني يا هداتي أنجدت، وإن استعبدتموني
يا ولاتي تعبدت.
فلكم يا أئمتي عبوديتي بعد الله تعالى طوعا سرمدا، وعليكم سلامي وتحياتي
سلاما مجددا، وصلوات الله عليكم ورحمة الله وبركاته.
فإذا أردت الوداع فقل: قد قضيت يا مولاي بعض الإرب من زيارتك، ولو
فعلت يا مولاي ما يجب علي، لجعلت عرصتك دار إقامة، ولكنني من أبناء الدنيا
أكدح فيها كما جرت عادة من مضى، فأسأل الله البار الرحيم، أن يصلي
على محمد وآل محمد وأن لا يجعله آخر العهد من زيارتكم، وجميع المؤمنين، إنه
أرحم الراحمين، وهو على كل شئ قدير.
ثم ادع الله كثيرا بما أردت انشاء الله تعالى.

(1) بركة زيارتك خ ل.
208

أقول: أوردت في هذا الكتاب من الجوامع بعدد المعصومين صلوات الله عليهم
أجمعين، لكن أفضلها وأوثقها الثانية، ثم الأولى والرابعة والخامسة والسادسة
والسابعة، ثم العاشرة والثالثة.
ورأيت في بعض الكتب زيارات جامعة أخرى تركتها إما لعدم الوثوق بها
أو لتكرر مضامينها مع ما نقلناه، وقد ذكر الكفعمي أيضا جامعة كبيرة في البلد
الأمين أوردتها في أعمال يوم الجمعة (1) وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى
(ومرت جامعة في باب زيارة النبي صلى الله عليه وآله من البعيد) (2).

(1) وسننقلها في آخر الكتاب لمزيد الفائدة إن شاء الله تعالى.
(2) كذا في هامش النسخة المخطوطة بخط يده الشريف، والجامعة التي مرت هي
في ج 100 ص 189 تحت الرقم 12، راجعة.
209

9 * " (باب) " *
* " (آخر في زيارتهم عليهم السلام في) " *
* " (أيام الأسبوع) " *
والصلاة والسلام عليهم مفصلا
1 - فلاح السائل (1): بالاسناد إلى الصدوق، عن ابن المتوكل، عن علي بن إبراهيم
عن عبد الرحمن بن أحمد الموصلي، عن الصقر بن أبي دلف قال: لما حمل
المتوكل سيدنا أبا الحسن صلى الله عليه جئت أسأل عن خبره قال: فنظر الزرافي
إلي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه، فأدخلت إليه، فقال: يا صقر
ما شأنك؟ فقلت خير أيها الأستاذ فقل: اقعد، فأخذني ما تقدم وما تأخر
وقلت أخطأت في المجئ، قال: فزجر الناس عنه، ثم قال لي: شأنك وفيم جئت
قلت: لخير ما، قال: لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك، فقلت له ومن مولاي؟ مولاي
أمير المؤمنين، قال: اسكت مولاك هو الحق لا تحتشمني فاني على مذهبك،
فقلت: الحمد لله فقال: أتحب أن تراه؟ قلت: نعم، قال: اجلس حتى يخرج
صاحب البريد من عنده.
قال: فجلست، فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة
- وأومى إلى بيت - فدخلت فإذا هو جالس على صدر حصير وبحذائه قبر محفور
قال: فسلمت فرد ثم أمرني بالجلوس، ثم قال لي: يا صقر فما أتى بك؟ قلت:

(1) جمال الأسبوع ص 25 وكان الرمز (تم) وهو رمز فلاح السائل ولما لم أعثر
على الحديث في المطبوع منه وكانت الرواية في جمال الأسبوع وكان رمزه عند المؤلف (جم)
فمن المظنون قويا ان قلم الناسخ سها في ذلك فكتب (تم) بدل (جم) وفيه (عصائب)
بدل (عصابة).
210

جئت أتعرف خبرك، قال: ثم نظرت إلى القبر فبكيت، فنظر إلي فقال:
يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء، فقلت: الحمد لله.
ثم قلت: يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه وآله لا أعرف معناه، قال:
وما هو؟ قلت قوله: لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه؟ فقال: نعم الأيام نحن
ما قامت السماوات والأرض، فالسبت اسم رسول الله صلى الله عليه وآله، والاحد أمير المؤمنين
والاثنين الحسن والحسين عليهم السلام والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر
ابن محمد، والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا، والخميس
ابني الحسن والجمعة ابن ابني، وإليه تجمع عصائب الحق، فهذا معنى
الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال: ودع واخرج فلا
آمن عليك.
(ذكر زيارة النبي صلوات الله عليه وآله وسلم في يومه وهو يوم السبت).
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنك رسوله، وأنك محمد
ابن عبد الله، وأشهد أنك قد بلغت رسالات ربك، ونصحت لأمتك، وجاهدت
في سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأديت الذي عليك من الحق، وأنك
قد رؤفت بالمؤمنين، وغلظت على الكافرين، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين
فبلغ الله بك أشرف محل المكرمين، الحمد لله الذي استنقذنا بك من الشرك
والضلال.
اللهم صل على محمد وآله، واجعل صلواتك وصلوات ملائكتك المقربين
وأنبيائك المرسلين، وعبادك الصالحين، وأهل السماوات والأرضين، ومن سبح
لك يا رب العالمين من الأولين والآخرين، على محمد عبدك ورسولك ونبيك
وأمينك ونجيك وحبيبك وصفيك وصفوتك وخاصتك وخالصتك وخيرتك
من خلقك، وأعطه الفضل والفضيلة والوسيلة والدرجة الرفيعة، وابعثه مقاما
محمودا يغبطه به الأولون والآخرون، اللهم إنك قلت " ولو أنهم إذ ظلموا
211

أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما " إلهي
فقد أتيتك منيبا مستغفرا تائبا من ذنوبي، فصل على محمد وآله، واغفرها لي، يا
سيدنا، أتوجه بك وبأهل بيت نبيك إلى الله تعالى ربك وربي ليغفر لي.
ثم استرجع ثلاثا وقل:
أصبنا بك يا حبيب قلوبنا، فما أعظم المصيبة بك حيث انقطع عنا الوحي،
وحيث فقدناك فانا لله وإنا إليه راجعون، يا سيدنا يا رسول الله، صلوات الله
عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين هذا يوم السبت وهو يومك، وأنا فيه
ضيفك وجارك، فأضفني وأجرني، فإنك كريم تحب الضيافة، ومأمور بالإجارة
فأضفني وأحسن ضيافتي، وأجرنا وأحسن إجارتنا، بمنزلة الله عندك، وعند آل
بيتك، وبمنزلتهم عنده، وبما استودعكم الله من علمه، فإنه أكرم الأكرمين.
(زيارة أمير المؤمنين عليه السلام).
برواية من شاهد صاحب الزمان عليه السلام وهو يزور بها في اليقظة لا في النوم
يوم الأحد وهو يوم أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
السلام على الشجرة النبوية، والدوحة الهاشمية المضيئة، المثمرة
بالنبوة، المونعة بالإمامة، السلام عليك وعلى ضجيعيك آدم ونوح، السلام عليك
وعلى أهل بيتك الطيبين الطاهرين، السلام عليك وعلى الملائكة المحدقين
بك، والحافين بقبرك، يا مولاي يا أمير المؤمنين، هذا يوم الأحد وهو يومك
وباسمك، وأنا ضيفك فيه وجارك، فأضفني يا مولاي وأجرني، فإنك كريم
تحب الضيافة، ومأمور (1) بالإجارة، فافعل ما رغبت إليك فيه، ورجوته منك بمنزلتك
وآل بيتك عند الله وبمنزلته عندكم، وبحق ابن عمك رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وعليكم أجمعين.
(زيارة الزهراء عليها السلام).
السلام عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك، فوجدك لما امتحنك صابرة

(1) مأمول خ ل.
212

أنا لك مصدق، صابر على ما أتى به أبوك ووصيه صلوات الله عليهما، وأنا أسألك
إن كنت صدقتك إلا ألحقتني بتصديقي لهما، لتسر نفسي، فاشهدي أني طاهر
بولايتك وولاية آل نبيك محمد صلى الله عليه وآله.
أقول: ووجدت في هذه الزيارة زيادة برواية أخرى وهي: السلام عليك
يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك، وكنت لما امتحنك به صابرة
ونحن لك أولياء مصدقون، ولكل ما أتى به أبوك صلى الله عليه وآله، وأتى به وصيه عليه السلام
مسلمون، ونحن نسألك اللهم إذ كنا مصدقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا بالدرجة
العالية، لنبشر (1) أنفسنا، بأنا قد طهرنا بولايتهم عليهم السلام.
(يوم الاثنين وهو باسم الحسن والحسين صلوات الله عليهما).
(زيارة أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام).
من كتاب الشيخ محمد بن علي الطرازي:
السلام عليك يا ابن رسول رب العالمين، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين السلام
عليك يا ابن فاطمة الزهراء، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام
عليك يا أمين الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله، السلام عليك يا
صراط الله، السلام عليك يا بيان حكم الله، السلام عليك يا ناصر دين الله، السلام
عليك أيها السيد الزكي، السلام عليك أيها البر الوفي، السلام عليك أيها
القائم الأمين، السلام عليك أيها العالم بالتأويل، السلام عليك أيها الهادي المهدي
السلام عليك أيها الطاهر الزكي، السلام عليك أيها التقي النقي، السلام عليك أيها
الحق الحقيق، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك يا أبا محمد الحسن
ابن علي، ورحمة الله وبركاته.
(زيارة الحسين بن علي عليه السلام من غير كتاب الطرازي).
السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا ابن أمير المؤمنين، السلام عليك
يا ابن سيدة نساء العالمين، أشهد أنك أقمت الصلاة، وآتيت الزكاة، وأمرت

(1) لتبشر خ ل.
213

بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا، وجاهدت في الله حق جهاده
حتى أتاك اليقين، فعليك السلام مني، ما بقيت وبقي الليل والنهار، وعلى
آل بيتك الطيبين، أنا يا مولاي مولى لك ولآل بيتك، سلم لمن سالمكم، و
حرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وجهركم، وظاهركم وباطنكم، لعن الله
أعداءكم من الأولين والآخرين، وأنا أبرا إلى الله تعالى منهم.
يا مولاي يا أبا محمد، يا مولاي يا أبا عبد الله، هذا يوم الاثنين وهو يومكما
وباسمكما، وأنا فيه ضيفكما فأضيفاني، فأحسنا ضيافتي، فنعم من استضيف به
أنتما، وأنا فيه من (1) جواركما فأجيراني، فإنكما مأموران بالضيافة والإجارة
فصلى الله عليكما وآلكما الطيبين.
(يوم الثلثا) وهو با سم علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد
صلوات الله عليهم أجمعين (زيارتهم عليهم السلام).
السلام عليكم يا خزان علم الله، السلام عليكم يا تراجمة وحي الله، السلام
عليكم يا أئمة الهدى، السلام عليكم يا أعلام التقى، السلام عليكم يا أولاد رسول
الله، أنا عارف بحقكم، مستبصر بشأنكم، معاد لأعدائكم، موال لأوليائكم،
بأبي أنتم وأمي صلوات الله عليكم، اللهم إني أتوالى آخرهم كما تواليت أولهم
وأبرء من كل وليجة دونهم، وأكفر بالجبت والطاغوت واللات والعزى
صلوات الله عليكم يا موالي، ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا سيد العابدين
وسلالة الوصيين، السلام عليك يا باقر علم النبيين، السلام عليك يا صادقا مصدقا
في القول والفعل.
يا موالي هذا يومكم، وهو يوم الثلاثاء، وأنا فيه ضيف لكم، ومستجير
بكم، فأضيفوني وأجيروني، بمنزلة الله عندكم وآل بيتكم الطيبين الطاهرين.
(يوم الأربعاء) وهو باسم موسى بن جعفر، وعلي بن موسى، ومحمد بن
علي، وعلي بن محمد صلوات الله عليهم أجمعين.

(1) في جواركما خ ل.
214

(زيارتهم عليهم السلام).
السلام عليكم يا أولياء الله، السلام عليكم يا حجج الله، السلام عليكم يا نور
الله في ظلمات الأرض، السلام عليكم صلوات الله عليكم وعلى آل بيتكم الطيبين
الطاهرين، بأبي أنتم وأمي لقد عبدتم الله مخلصين، وجاهدتم في الله حق جهاده
حتى أتاكم اليقين، فلعن الله أعداءكم من الجن والإنس أجمعين، وأنا أبرأ إلى
الله وإليكم منهم، يا مولاي يا أبا إبراهيم موسى بن جعفر، يا مولاي يا أبا الحسن
علي بن موسى، يا مولاي يا أبا جعفر محمد بن علي، يا مولاي يا أبا الحسن علي بن
محمد، أنا مولى لكم، مؤمن بسركم وجهركم، متضيف بكم في يومكم هذا، و
هو يوم الأربعاء، ومستجير بكم فأضيفوني وأجيروني، بآل بيتكم الطيبين
الطاهرين.
(يوم الخميس) وهو يوم الحسن بن علي صاحب العسكر صلوات الله
عليهم وسلم: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله وخالصته، السلام عليك
يا إمام المؤمنين، ووارث المرسلين، وحجة رب العالمين، صلى الله عليك وعلى
آل بيتك الطيبين الطاهرين، يا مولاي يا أبا محمد الحسن بن علي، أنا مولى لك و
لآل بيتك، وهذا يومك وهو يوم الخميس، وأنا ضيفك فيه ومستجير بك فأحسن
ضيافتي وإجارتي، بحق آل بيتك الطيبين الطاهرين.
(يوم الجمعة) وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه وهو اليوم
الذي يظهر فيه عجله الله.
(زيارته عليه السلام).
السلام عليك يا حجة الله في أرضه، السلام عليك يا عين الله في خلقه، السلام
عليك يا نور الله الذي به يهتدي المهتدون، ويفرج به عن المؤمنين، السلام عليك
أيها المهذب الخائف، السلام عليك أيها الولي الناصح، السلام عليك يا سفينة النجاة
السلام عليك يا عين الحياة، السلام عليك صلى الله عليك وعلى آل بيتك الطيبين الطاهرين
215

السلام عليك عجل الله لك ما وعدك من النصر وظهور الامر، السلام عليك يا مولاي
أنا مولاك، عارف بأولاك وأخراك، أتقرب إلى الله تعالى بك وبآل بيتك وأنتظر
ظهورك و ظهور الحق على يدك، وأسأل الله أن يصلي على محمد وآل محمد، وأن يجعلني
من المنتظرين لك، والتابعين والناصرين لك على أعدائك، والمستشهدين بين يديك
في جملة أوليائك.
يا مولاي يا صاحب الزمان، صلوات الله عليك وعلى آل بيتك، هذا يوم
الجمعة، وهو يومك المتوقع فيه ظهورك والفرج فيه للمؤمنين على يدك، وقتل
الكافرين بسيفك، وأنا يا مولاي فيه ضيفك وجارك، وأنت يا مولاي كريم من أولاد
الكرام، ومأمور بالإجارة فأضفني وأجرني، صلوات الله عليك، وعلى أهل بيتك
الطاهرين.
بيان: قوله: المونعة من قولهم أينع الثمر إذا حان قطافه.
الكتاب العتيق الغروي: ذكر السلام والصلاة على النبي وأمير المؤمنين والأئمة من ولده
عليهم أفضل التحية والسلام، فأول ذلك على رسول الله صلى الله عليه وآله: السلام على رسول الله وعلى رسول الله السلام، السلا م على أنبياء الله والمرسلين،
السلام على حجج الله في العالمين، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا حجة الله
السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا محمد بن عبد الله، السلام عليك يا أكرم
المرسلين، وخاتم النبيين، وسيد الأولين والآخرين.
اللهم إنك دعوتنا لتشهدنا على أنفسنا أنك ربنا وسيدنا ومولانا، فأجبناك
بالاقرار لك، وأشهدتنا بذلك على أنفسنا، فقلت في كتابك المنزل، على نبيك
المرسل " وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرياتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست
بربكم قالوا بلى " (1).
ثم أشهدتنا على أنفسنا أن محمدا صلواتك عليه رسولك، خاتم النبيين وسيد
المرسلين، وإمام المتقين، وأن علي بن أبي طالب، سيد العرب أمير المؤمنين

(1) الأعراف: 172.
216

ووصي رسول رب العالمين، ثم أمرتنا بالطاعة فقلت " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول، وأولي الأمر منكم " (1) فأخذت بذلك علينا العهد والمواثيق
لئلا نقول إنا كنا عن هذا غافلين.
ثم أمرتنا بالصلاة والسلام على محمد نبيك وعلى أهل بيته حججك على خلقك
المباركين الأخيار، الأئمة العادلين الطاهرين [الأخيار] الأبرار، الذين أذهبت
عنهم الرجس، وطهرتهم تطهيرا، فدللتنا على رضاك من القول والعمل في ذلك شرفا
وتعظيما لنبيك صلواتك عليه وتكريما فقلت: إن الله وملائكته يصلون على النبي
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " (2) لبيك اللهم لبيك، لبيك اللهم
ربنا وسعديك، تلبية الضعيف بين يديك، تلبية الخائف الفقير إليك، سمعنا لك
وأطعنا، ربنا وسيدنا ومولانا.
اللهم اجعل شرائف صلواتك وتحياتك ورأفتك ورحمتك وتحيتك، على
محمد عبدك، ورسولك إلى خير خلقك، وصفيك وخليلك لنفسك، ونجيك لعلمك
وأمينك على سرك، وخازنك على غيبك ومؤدي عهدك، ومنجز وعدك، والداعي
إليك وحدك، خاتم النبيين، وسيد المرسلين، البشير النذير، السراج المنير
الطهر الطاهر، العلم الزاهر، المبعوث بالرسالة، والهادي من الضلالة، الذي
جعلته رحمة للعالمين، ونورا يستضيئ به المؤمنون، وبشيرا بجزيل ثوابك، ونذيرا
بالأليم من عقابك.
وأشهد أنه قد جاء بالحق من عندك، وبلغ رسالاتك، وتلي آياتك، وأمر
بطاعتك، ونهى عن معصيتك، فبين أمرك، وأظهر دينك، وأعلى الدعوة لك، و
جاهد في سبيلك، وعبدك حتى أتاه اليقين من قولك.
فصل اللهم أنت عليه كما هديتنا به من الضلالات، وخلصتنا به من الغمرات
وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات، وأدخلتنا به في الصالحات، وأعطيتنا به الحسنات

(1) النساء: 59.
(2) الأحزاب: 56.
217

وأذهبت به عنا السيئات، ورفعت لنا به الدرجات، اللهم فاجزه عنا أفضل و
أعظم وأشرف جزاء النبيين، وخير ما جازيت نبيا عن أمته.
اللهم وصل عليه أنت وملائكتك المقربون، وأنبياؤك ورسلك المصطفون
وأولياؤك وعبادك المؤمنون، وأهل طاعتك أجمعون، من أهل السماوات وأهل
الأرضين، اللهم وابعثه المقام المحمود، الذي وعدته في الموقف المشهود، تبيض
به وجهه، ويغبط به الأولون والآخرون، مقاما تفلج به حجته، وتقيل به عثرته
وتقبل به شفاعته، وتكرم به مرافقته، وتلحق به ذرياته، وتورد عليه عترته، و
تقر عينه بشيعته، وتعظم برهانه، وترفع شأنه، وتعلي مكانه.
اللهم فاجعله أقرب النبيين منك منزلا، وأدناهم منك محلا، وأفضلهم عندك
نزلا، وأعظمهم لديك حبا وشرفا، وأعلاهم مكانا وزلفى، وأرفعهم عندك درجة
وغرفا، وسيد المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين، وولي المؤمنين،
ونبى رحمة وسيد الأمة، ومفتاح البركة، والمنقذ من الهلكة، ورسول رب
العالمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واستعملنا بطاعتك وسنته، وتوفنا على
ملته، وابعثنا في شيعته، واحشرنا في زمرته، ولا تحجبنا عن رؤيته، ولا تحرمنا
مرافقته، واجعلنا ممن تبعثنا معه حتى تسكنا غرفه، وتوردنا حوضه، وتخلدنا
في جواره.
اللهم إنا نؤمن به وبحبه، فأحببنا لذلك، ولا تفرق بيننا وبينه، آمين
رب العالمين، اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغ محمدا عنا أفضل التحية
والسلام، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على أبي الأئمة عليه أفضل السلام والرحمة).
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا وصي
رسول الله، السلام عليك يا وارث النبيين، وأفضل الوصيين، ووصي خير المرسلين
السلام عليك يا معز المؤمنين، ورحمة الله وبركاته.
218

اللهم صل على علي بن أبي طالب، الوصي المرتضى، الخليفة المجتبى،
والداعي إليك وإلى دار السلام، صديقك الأكبر، وفاروقك بين الحلال والحرام
ونورك الظاهر الجميل، ولسانك الناطق بأمرك الحق المبين، وعينك على الخلق
أجمعين، ويدك العليا اليمين، وحبلك المتين، وعروتك الوثقى، وكلمتك العليا
ووصي رسولك المرتضى، وعلم الدين، ومنار المتقين، وخاتم الوصيين، وسيد
المؤمنين، وإمام المتقين، بعد النبي محمد الأمين، وقائد الغر المحجلين، صلاة
ترفع بها ذكره، وتحسن بها أمره، وتشرف بها نفسه، وتظهر بها دعوته، و
تنصر بها ذريته، وتفلج حجته، وتعز بها نصره، وتكرم بها صحبته، سيد
المؤمنين ومعلن الحق بالحق، ودافع (1) جيوش الأباطيل، وناصر الله ورسوله.
اللهم كما استعملته على خلقك فعمل فيهم بأمرك، وعدل في الرعية، وقسم
بالسوية، وجاهد عدو نبيك، وذب عن حريم الاسلام، وحجز بين الحلال و
الحرام، مستبصرا في رضوانك، داعيا إلى إيمانك، غير نأكل عن حزم، ولا منثن
عن عزم، حافظا لعهدك، قاضيا بنفاد وعدك، هاديا لدينك، مقرا بربوبيتك، و
مصدقا لرسولك، ومجاهدا في سبيلك، وراضيا بقولك، فهو أمينك المأمون،
وخازن علمك المكنون، وشاهد (2) يوم الدين، ووليك في العالمين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وافسح له فسحا عندك، وأعطه الرضا
من ثوابك الجزيل، وعظيم جزائك الجليل، اللهم واجعلنا له سامعين مطيعين،
وجندا غالبين، وحزبا مسلمين، وأتباعا مصدقين، وشيعة متألفين، وصحبا مؤازرين،
وأولياء مخلصين، ووزراء مناصحين، ورفقاء مصاحبين، آمين رب العالمين، اللهم
اجزه أفضل جزاء المكرمين، وأعطه سؤله يا رب العالمين.
وأشهد أنه قد ناصح لرسولك، وهدى إلى سبيلك، وجاهد حق الجهاد
ودعا إلى سبيل الرشاد، وقام بحقك في خلقك، وصدع بأمرك، وأنه لم يجر في

(1) دامغ خ ل ظ.
(2) مشاهد خ.
219

حكم، ولا دخل في ظلم، ولم يسع في إثم، وأنه أخو رسولك، وأول من
آمن به وصدقه برسالاته ونصره، وأنه وصيه، ووارث علمه، وموضع سره و
أحب الخلق إليه، وأنه قرينه في الدنيا والآخرة، وأبو سيدي شباب أهل
الجنة، الحسن والحسين.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وأبلغه عنا التحية والسلام، واردد علينا
منه التحية والسلام، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على السيدة فاطمة الزهراء الرشيدة) السلام على سيدة
نساء العالمين، وبنت سيد النبيين، وأم الأئمة الطاهرين، فاطمة بنت محمد
الأكرم، وشقيقة البتول مريم، أطهر النساء، وبنت خير الأنبياء، السلام عليك
ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على السيدة المفقودة، الكريمة المحمودة، الشهيدة العالية
الرشيدة أم الأئمة، وسيدة نساء الأمة، بنت نبيك، صاحبة وليك، سيدة
النساء، ووارثه سيد الأنبياء، وقرينة سيد الأوصياء، المعصومة من كل
سوء، صلاة طيبة مباركة، مرفوعة مذكورة، ترفع بها ذكرها في محل الأبرار
الأخيار، في أشرف شرف النبيين، في أعلا عليين، في الدرجات العلى، في
الرفيع الاعلى.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وأعل كعبها، وأكرم مآبها، وأجزل ثوابها
وأدن منك مجلسها، وشرف لديك مكانها ومثواها، وانتقم لها من عدوها، وضاعف
العذاب على من ظلمها، والنقمة على من غصبها، وخذ لها يا رب بحقها،
انك على كل شئ قدير، اللهم صل على محمد و. وعلى آل محمد، وأبلغها منا
التحية، واردد علينا منها التحية، والسلام عليها ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على السبط الأكبر ابن أمير المؤمنين علي المطهر).
السلام على السبط الثقة المرتضى، وابن الوصي المرضي، المقتول
المسموم، والزكي المظلوم، وسبط الرسول، وابن البتول، السلام عليك
220

يا سيدي، يا حجة الله وابن حجته وأخا حجته، السلام على الحسن بن علي ورحمة
الله وبركاته.
اللهم صل على الامام الثقة المرتضى، وداعي الأمة المجتبي، الحسن
ابن علي، خليفة الصادق، والأمين السابق، العامل بالحق، والقائل للصدق
والامام المقدم، والولي المكرم، وجوز البلاد، وغيث العباد، أطيب وأفضل
وأحسن وأكمل وأزكى وأنمى ما صليت على أحد من أوليائك وأصفيائك وأحبائك
صلاة تبيض بها وجهه، وتطيب بها روحه، وتكرم بها شأنه، وتعلي بها مكانه،
وتعظم بها شرفه، وتزين بها غرفه، وتشرف بها منزلته، في دار القرار، في
أعلا عليين، في محل الأبرار، مع آبائه الصادقين الأخيار، فقد عمل بطاعتك
ونهى عن معصيتك، وفارق الغدر، ونهى عن الشر، وأحب المؤمنين، وأبعد الفاسقين
وكان له أمد، ولم يكن معه أحد، ولم يتم له عدد، فلزم عن أبيه الوصية
ودفع عن الاسلام البلية.
فلما خاف على المؤمنين الفتن، ركن إلى الذي إليه ركن، وكان بما
أتى عالما، وعن دينه غير نائم، فعبدك بالاجتهاد، ولم يقنع بالاقتصاد، فأثبت
الدين، ومضى على اليقين.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، واجزه عنا أفضل جزاء الصادقين،
الدعاة المجتهدين، القادة المعلمين، صلى الله عليهم في الأولين والآخرين،
وأبلغهم عنا السلام، واردد علينا منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة
الله وبركاته.
(السلام والصلاة على السيد الثاني، أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام:
السلام على السيد (1) الشهيد، والسبط السعيد، أبي الأئمة، وابن
خير نساء الأمة، السلام عليك يا سيدي يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، اللهم

(1) زاد في هامش طبعة الكمباني [الكريم].
221

صلى على الامام المظلوم المقتول، السيد سبط الرسول، وابن البتول، البشير
النذير، ابن الوصي الوزير، الحسين بن علي، الزاكي الولي، سيد شباب
أهل الجنة، وإمام الهدى وأهل السنة، القائد الرائد، والعابد الزاهد،
والراشد المجاهد، كما عمل بطاعتك، ونهى عن معصيتك، وبالغ في رضوانك
وأقبل على إيمانك:
قاتل فيك عدوك علانية وسرا، يدعو العباد إليك، ويدلهم عليك، قائما
بين يديك، يهدم الجور بالصواب، ويحيي السنة والكتاب، فعاش في رضوانك
مكدودا، ومات في أوليائك محمودا، ومضى إليك شهيدا، لم يعصك في ليل ولا نهار
وجاهد فيك المنافقين والكفار.
فاجزه اللهم عن الاسلام وأهله خير الجزاء، وضاعف لقاتله العذاب،
وشر المأوى، فقد قاتل كريما، وقتل مظلوما، ومضى مرحوما، يقول: أنا
ابن رسول الله محمد، وابن من زكى وعبد، فقتلوه بالعمد المتعمد، وقاتلوه على
الايمان، وأطاعوا في قتله الشيطان، ولم يراقبوا فيه الرحمن، فصل عليه
اللهم صلوات تشرف بها مقامه، وتضاعف بها إكرامه، وتعظم بها أمره،
وتعجل بها نصره.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وخصه بأفضل قسم الفضائل، وبلغه
أشرف المنازل، وأعطه شرف المكرمين، وارفعه برحمتك في المقربين، في الرفيع
الاعلى، في أعلى عليين، وبلغه الدرجة الكبيرة، والمنزلة الرفيعة (1) الخطيرة
والمنزلة الفضيلة، والكرامة الجليلة، واجزه عنا خير ما جازيت إماما عن رعيته
ورسولا عن أمته، وبلغه منا أفضل التحية والسلام، واردد علينا التحية والسلام
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على سيد العابدين السجاد ذي الثفنات علي بن الحسين):
السلام على زين العابدين، وقرة عين الناظرين، علي بن الحسين،
الامام المرضي، وابن الأئمة المرضيين، السلام عليك يا سيدي ومولاي ورحمة

(1) والرفعة الخطيرة خ.
222

الله وبركاته، اللهم صل على الإمام العدل الأمين، علي بن الحسين، إمام
المتقين، وولي المؤمنين، ووصي الوصيين، وخازن وصايا المرسلين، ووارث
علم النبيين، وحجة الله العليا، ومثل الله الاعلى، وكلمة الوثقى.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، واخصصه بين أوليائك من شرائف
صلواتك، وكرائم تحياتك، فقد ناصح في عبادك، ونصح في عبادتك، ونصح
في طاعتك، وسارع في رضوانك، وانتصب لأعدائك، وبشر أولياءك، بالعظيم
من جزائك، وعبدك حق عبادك، وأطاعك حق طاعتك، وقضى ما كان عليه في دولته، حتى انقضت دولته، وفنيت مدته، وأزفت منيته، وكان رؤوفا بشيعته،
رحيما برعيته، مفزعا لأهل الهدى، ومنقذا لهم من جميع الردى، ودليلا لأهل
الاسلام، على الحلال والحرام، وعماد الدين، ومنار المسلمين، وحجة الله
على العالمين (1).
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وأبلغه منا التحية واردد علينا منه التحية
والسلام، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على أبي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام):
السلام على سمي نبي الهدى، وباقر علم الورى، محمد بن علي، سيد
الوصيين، ووارث علم النبيين، السلام عليك يا مولاي يا أبا جعفر ورحمة الله
اللهم صل على محمد الباقر، الطهر الطاهر، فإنه قد أظهر الدين
وبركاته.
إظهارا، وكان للاسلام منارا، محمد بن علي، وليك وابن وليك، والصادع
بالحق والناطق بالصدق، والباقر للدين بقرا، والناثر العلم نثرا، لم تأخذه
فيك لومة لائم، وكان لأمرك غير مكاتم، ولعدوك مراغما، فقضى الحق الذي كان
عليه، وأدى الامر الذي صار إليه، وأخرج من دخل في ولاية عبادك إلى ولايتك
وأدخل من خرج عن عبادتك إلى عبادة غيرك في عبادتك، وأمر بطاعتك، ونهى

(1) على خلقه خ.
223

عن معصيتك، فأحيي القلوب بالهدى، وأخرجها من الظلمة والعمى، حتى انقضت دولته، وانقطعت مدته، ومضى بدين ربه مجاهرا، وللعلم في خلقه باقرا
سمي جده رسول الله صلى الله عليه وآله، وشبيهه في فعله، دواء لأهل الانتفاع، وهدى لمن
أناب وأطاع، ومنهلا للوارد والصادر، ومطلبا للعلم منه يمتار.
اللهم كما جعلته نورا يستضئ به المؤمنون، وإماما يهتدي به المتقون
حتى أظهر دينك، وأعلن أمرك، وأعلى الدعوة لك، ونطق بأمرك، ودعا إلى
جنتك، فعز به وليك، وذل به عدوك، اللهم فصل عليه أنت وملائكتك
وأنبياؤك ورسلك وأولياؤك، وعبادك من أهل طاعتك.
اللهم فأعطه سؤله، وبلغه أمله، وشرف بنيانه، وأعل مكانه، وارفع
ذكره، وأعز نصره، وشرفه في الشرف الاعلى، مع آبائه المقربين، الأخيار
السابقين، الأبرار المطهرين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، واجزه
عن الاسلام وأهله خير جزاء المجزيين، يا أرحم الراحمين، اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد، وبلغه منا التحية والسلام، واردد علينا منه التحية والسلام
والسلام عليه ورحمه الله وبركاته.
(السلام والصلاة على جعفر بن محمد، عليه صلوات الله الواحد الاحد).
السلام على الصادق ابن الصادقين، حجة الله وابن حجته على
العالمين الصادق جعفر بن محمد، خليفة من مضى، وأبى سادة الأوصياء، وكني سبط
نبي الهدى، السلام عليك يا مولاي، يا أبا عبد الله ورحمة الله وبركاته، اللهم
صل على الإمام المهدي، والراعي المؤدي، وصي الأوصياء، وإمام الأتقياء
علم الدين، الناطق بالحق اليقين، وغياث المسلمين، وأبى اليتامى والمساكين
جعفر بن محمد، الامام العالم، والقاضي الحاكم، العارف المرتضى، والداعي
إلى الهدى، من أطاعه اهتدى، ومن صد عنه غوي.
اللهم فصل عليه كما عمل برضاك، ونصح لأوليائك، ورؤف بالمؤمنين
وغلظ على الكافرين والمنافقين، وعبدك حتى أتاه اليقين، شرع في أوليائك السنن
224

وأظهر فيهم العلم وأعلن، وعطل البدع، وأحيى الدين ونفع، اللهم فصل
عليه واجزه عنا أفضل الجزاء، بما أحيى من سنتك، وأقام من دينك، وسارع
إلى رضاك، وعمل بتقواك، وأخرجنا من الظلمات إلى النور، خير جزاء المجزيين
وأبلغه أفضل درجات العلى، في مقام آبائه الاعلى، وضاعف له الرضا. وحيه
منا بالتحية والسلام، والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على موسى الأمين، العبد الصالح المكين).
السلام على سمي كليم رب العلى، وابن خير الأوصياء، وابن سيدة
النساء، ووارث علم الأنبياء، السلام على نور الله في الأرض والسماء، السلام على
خازن علم نبي الهدى، والمحنة العظمى، الأمين الرضا المرتضى، وأبي الإمام الرضا
موسى بن جعفر، خليفة الرحمن، وإمام أهل القرآن، وصاحب التأويل و
التنزيل، السلام عليك يا سيدي يا أبا إبراهيم، ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على الوصي الأمين ومفتاح باب الدين، والعلم الواضح المبين
وابن رسول رب العالمين، موسى بن جعفر عليه السلام، خليفة الله على المؤمنين،
صاحب العدل، والحق اليقين، وخازن بقايا علم النبيين، وعيبة علم المرسلين
ومعدن وحى النبيين، ووارث السابقين، ووعاء مواريث الأئمة الماضين، العالم
بما انزل من عند الله بما كان أو يكون، إمام الهدى، ووارث من مضى من الأولياء
وسيد أهل الدنيا، فأظهر به دينه على الدين كله ولو كره المشركون وبالوصي
من ولده وذريته.
(السلام والصلاة على الإمام علي بن موسى الرضا، صلوات الله عليه).
السلام على الرضا المرتضى، سمى سيد الوصيين، وإمام المتقين (1)، خليفة
الرحمن، وإمام أهل القرآن، وصاحب التأويل، ومعدن الفرقان، وحامل
التوراة والإنجيل، وإفناء (2) الخبيثات والأباطيل، والقائل الفاعل، والحاكم

(1) امام المؤمنين خ.
(2) مجتنب ظ.
225

العادل، والصادق البر، والحائز الفخر، جده سيد النبيين، وأبوه سيد الوصيين
وإليه مآب الأولين والآخرين، السلام عليك يا أبا الحسن علي بن موسى الرضا
ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وكما أكرمته بمحمد رسولك، و
جعلته في الحق دليلك، فدعا إلى سبيلك بالحكمة والموعظة الحسنة، فأكمل له
العهد، وتمم له الوعد، وأيده وذريته وأولياءه بالنصر والجند، ليخلص الدين
بالجد، فيعمل في ذلك بالجهد، ويصير لك الدين خالصا، والحمد تاما، اللهم
صل عليه حيا وميتا، وعجل فرجنا به، وبالوصي من بعده، وانصره على
أهل طاعة الشيطان، وأعزز به الايمان، وأذلل به الشيطان.
(السلام والصلاة على الإمام محمد بن علي الجواد صلوات الله عليه):
السلام على الإمام ابن الإمام، وابن السيد الأنام، هادي العباد، وشافع
يوم التناد، محمد بن علي الجواد، السلام عليك يا ابن سيد المرسلين، وابن خير
الوصيين، وسمي نبي رب العالمين، والامام المجتبى، وابن الخليفة الرضا
اللهم صل عليه في الملاء الاعلى، وبلغه الدرجات العلى، واجزه عنا خير
جزاء المحسنين، وشفعه فينا يوم الدين، وأبلغه منا التحية والسلام، واردد
علينا منه التحية والسلام والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام):
السلام عليك يا سيدي يا أبا الحسن علي بن محمد، ورحمة الله وبركاته،
اللهم صل على الإمام ابن محمد الامام، ابن خير الأنام، وابن الأوصياء الكرام
الدال عليك، والداعي إليك، المظهر للدين، والمنتقم من الظالمين، على
ابن محمد، وارث الأئمة، وخازن الحكمة، العالم بالتأويل، ابن سيد النبيين،
وأمه سيدة نساء العالمين، صلى الله عليهم أجمعين، من الملاء الاعلى، وفي
الآخرة والأولى.
اللهم كما خصصته بجده النبي المصطفى، وبعلي المرتضى، وبفاطمة
226

الزهراء، سيدة النساء، فعظم درجته، وأعل منزلته، وأكرم أولياءه، آمين
رب العالمين، وأبلغه منا التحية والسلام، واردد علينا منه التحية والسلام،
والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على الامام المنتجب، الحسن بن علي الثقة المنتخب).
السلام عليك أيها الامام التقي، وابن الخلف الرضي، سمي سبط نبي الهدى
ووارث من مضى من الأوصياء، والمنقذ من الردى، السراج الأزهر، والقمر
الأنور، السلام عليك يا سيدي يا أبا محمد الحسن بن علي ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على الإمام الهادي، والصادع الداعي، الحاكم بالعدل، و
القائم بما على محمد انزل، الحسن بن علي ابن سيد المرسلين، وأعنه على ما
استرعيته، وادفع عنه واحفظ شيعته، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وأبلغه
منا التحية والسلام، واردد علينا منه التحية والسلام، والسلام عليه ورحمة الله
وبركاته.
(السلام والصلاة على الامام الخلف، القائم بالحق ابن أفضل السلف).
السلام عليك يا حجة الله في عباده، وخليفته في بلاده، ونوره في
سمائه وأرضه، والداعي إلى سنته وفرضه، مبدل الجور عدلا، ومفني الكفار قتلا
ودافع الباطل بظهوره، ومظهر الحق بكلامه، ومعيش العباد بفنائه، الإمام المنتظر
والعدل المختبر، السلام عليك أيها الإمام المهدي، الثقة النقي، وقاتل كل
خبث ردي، السلام عليك من عبدك، والمنتظر لظهور عدلك، السلام عليك يا
مولاي وابن مولاي، وسيدي وابن سادتي، وعلى اولي عهدك، والقوام بالامر
من بعدك، السلام عليك وعليهم وعلى الأئمة أجمعين، ورحمة الله وبركاته.
اللهم صل على إمامنا وابن أئمتنا، وسيدنا وابن سادتنا، الوصي الزكي
التقي النقي الامام الباقي، ابن الماضي حجتك في الأرض على العباد، وغيبك
الحافظ في البلاد، والسفير فيما بينك وبين خلقك، والقائم فيهم بحقك، أفضل
227

صلواتك، وبارك عليهم وعليه أفضل بركاتك.
اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعله القائم المؤمل، والعدل المعجل
وحفه بملائكتك المقربين، وأيده منك بروح القدس، يا رب العالمين، واجعله
الداعي إلى كتابك، والقائم بدينك، واستخلفه في الأرض كما استخلفت الذين
من قبله، ومكن له دينه الذي ارتضيته له، وأبدله من بعد خوفه أمنا، يعبدك
لا يشرك بك شيئا، وانتصر به وانصره نصرا عزيزا، وافتح له فتحا مبينا يسيرا
واجعل له من لدنك على عدوك وعدوه سلطانا نصيرا، وأظهر به لدينك، وسنة
نبيك، آمين حتى لا يستخفي بشئ من الحق، مخافة أحد من المخلوقين، وسلم
عليه أفضل السلام وأطيبه وأنماه، واردد علينا منه التحية والسلام، والسلام عليه
وعلى الأئمة أجمعين، ورحمة الله وبركاته.
(السلام والصلاة على ولاة عهد الحجة، وعلى الأئمة من ولده،
والدعاة لهم):
السلام على ولاة عهده، وعلى الأئمة من ولده، اللهم صل عليهم وبلغهم
آمالهم، وزد في آجالهم، وأعز نصرهم، تمم لهم ما أسندت من أمرك إليهم،
واجعلنا لهم أعوانا، وعلى دينك أنصارا، فإنهم معادن كلماتك، وخزائن علمك
وأركان توحيدك، ودعائم دينك، وولاة أمرك، وخلصاؤك من عبادك، وصفوتك
من خلفك، وأولياؤك وسلائل أوليائك، وصفوة أولاد أصفيائك، وبلغهم منا
التحية والسلام، واردد علينا منهم التحية والسلام، والسلام عليهم ورحمة الله
وبركاته.
بيان: قوله جوز البلاد أي أشرف أهل البلاد، قال الفيروزآبادي (1) جوز
الشئ وسطه ومعظمه، والرائد الذي يرسل في طلب الكلاء، والمراد هنا الشفيع.
اعلم أن النسخة كانت سقيمة وكان قد محي وسقط من السلام على الرضا والجواد

(1) القاموس ج 2 ص 170.
228

والهادي عليهم السلام أشياء، ولعل المراد بولاة عهد القائم خلفاؤه في زمانه عليه السلام، في
أقطار الأرض والله يعلم.
2 - المصباحين: روي عنهم عليهما السلام أنه يصلي العبد في يوم الجمعة ثمان ركعات أربعا
تهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأربعا تهدى إلى فاطمة عليها السلام، ويوم السبت أربع ركعات
تهدى إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وكذلك كل يوم إلى واحد من الأئمة عليهم السلام
إلى يوم الخميس أربع ركعات تهدى إلى جعفر بن محمد عليه السلام، ثم يوم الجمعة أيضا
ثمان ركعات أربعا تهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، وأربع ركعات تهدى إلى فاطمة عليها السلام
ثم يوم السبت أربع ركعات تهدى إلى موسى بن جعفر عليه السلام، ثم كذلك إلى يوم
الخميس تهدى إلى صاحب الزمان عليه السلام.
الدعاء بين كل ركعتين منها: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك
يعود السلام، حينا ربنا منك بالسلام، اللهم إن هذه الركعات هدية مني إلى
وليك - فلان - فصل على محمد وآله، وبلغه إياها، وأعطني أفضل أملي
ورجائي فيك، وفي رسولك صلواتك عليه وآله وفيه، ثم تدعو بما أحببت
إنشاء الله (1).
3 - الكافي: علي بن إبراهيم عن أحمد بن أبي عبد الله، عن زياد القندي، عن
عبد الرحيم القصير قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني
اخترعت دعاء قال: دعني من اختراعك، إذا نزل بك فافزع إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وصل ركعتين تهديهما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، قلت: كيف أصنع؟ قال، تغتسل
وتصلي ركعتين تستفتح فيهما استفتاح الفريضة، وتشهد تشهد الفريضة، فإذا فرغت من
التشهد وسلمت قلت:
اللهم أنت السلام، ومنك السلام، وإليك يرجع السلام، اللهم صل على
محمد وآل محمد، وبلغ روح محمد مني السلام، وأرواح الأئمة الصادقين سلامي
واردد علي منهم السلام، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته، اللهم إن هاتين

(1) مصباح الطوسي ص 225.
229

الركعتين هدية مني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله، فأثبني عليهما ما أملت ورجوت،
فيك وفي رسولك يا ولي المؤمنين.
ثم تخر ساجدا وتقول: يا حي يا قيوم، يا حي لا يموت، يا حي لا إله إلا أنت
يا ذا الجلال والاكرام يا أرحم الراحمين، أربعين مرة، ثم ضع خدك الأيسر
فتقولها أربعين مرة، ثم ضع خدك الأيمن فتقولها أربعين مرة، ثم ترفع رأسك
وتمد يدك فتقول أربعين مرة، ثم ترد يدك إلى رقبتك وتلوذ بسبابتك وتقول
ذلك أربعين مرة.
ثم خذ لحيتك بيد اليسرى وابك أو تباك وقل: يا محمد يا رسول الله! أشكو
إلى الله وإليك حاجتي، وأشكو إلى أهل بيتك الراشدين حاجتي، وبكم أتوجه
إلى الله في حاجتي.
ثم تسجد وتقول: يا الله يا الله - حتى ينقطع نفسك - صل على محمد وآل
محمد، وافعل بي كذا وكذا، قال أبو عبد الله عليه السلام: فأنا الضامن على الله عز وجل
أن لا تبرح حتى تقضي حاجتك (1).

(1) الكافي ج 3 ص 476.
230

10 * " (باب) " *
* " (كتابة الرقاع للحوايج إلى الأئمة صلوات الله) " *
* " (عليهم والتوسل والاستشفاع بهم في روضاتهم) " *
* " (المقدسة وغيرها) " *
1 - مصباح الزائر: عن محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال: سمعت أبا العباس بن
كشمرد في داره ببغداد وسأله شيخنا أبو علي محمد بن همام بن سهيل الكاتب - ره -
أن يذكر لنا حاله، إذا كان عند الهجري بالأنبار (1) حدثنا أبو العباس أنه كان
ممن أسر بالهيت مع أبي الهيجاء بن حمدان قال: وكان أبو طاهر سليمان مكرما
لأبي الهيجاء برا به، وكان يستدعيه إلى طعامه فيأكل معه، ويستدعيه أيضا بالليل
للحديث معه.
فلما كان ذات ليلة سألت أبا الهيجاء أن يجري ذكري عند سليمان بن الحسن
ويسأله إطلاقي، فأجابني إلى ذلك ومضى إلى أبي طاهر في تلك الليلة على رسمه وعاد من عنده ولم يأتني، وكان من عادته أن يغشاني، ورفيقي في كل ليلة عند
عوده من عند سليمان، فتسكن نفوسنا، ويعرفنا أخبار الدنيا، فلما لم يعاودنا
في تلك الليلة مع سؤالي إياه الخطاب في أمري، استوحشت لذلك، فصرت إليه إلى
منزله المرسوم به.
وكان أبو الهيجاء مبرزا في دينه، مخلصا في ولاية سادته، متوفرا على إخوانه
فلما وقع طرفه علي بكى بكاء شديدا، وقال: والله يا أبا العباس لقد تمنيت
أن مرضت سنة ولم أجر ذكرك، قلت: ولم؟ قال: لأني لما ذكرتك له اشتد
غضبه وغيظه، وحلف بالذي يحلف بمثله ليأمرن بضرب رقبتك غدا عند طلوع

(1) بالأحساء خ ل.
231

الشمس، ولقد اجتهدت والله في إزالة ما عنده بكل حيلة وأوردت عليه كل لطيفة
وهو مصر على قوله، وأعاد يمينه بما خبرتك عنه.
قال: ثم جعل أبو الهيجاء يطيب نفسي، وقال، يا أخي لولا أني ظننت أن
لك وصية أو حالا تحتاج إلى ذكرها، لطويت عنك، ما أطلعتك عليه من نيته
وسترت ما أخبرتك به عنه، ومع هذا فثق بالله تعالى وارجع فيما يهمك من
هذه الحالة الغليظة إليه، فإنه جل ذكره يجير ولا يجار عليه، وتوجه إلى الله تعالى
بالعدة والذخيرة للشدائد والأمور العظيمة، بمحمد وعلي وآلهما الأئمة
الهادين صلوات الله عليهم أجمعين.
قال أبو العباس: فانصرفت إلى موضعي الذي أنزلت فيه في حالة عظيمة من
الإياس من الحياة، واستشعار الهلكة، فاغتسلت ولبست ثيابا جعلتها كفني، و
أقبلت على القبلة، فجعلت أصلي وأناجي إلى ربي، وأتضرع إليه، وأعترف له
بذنوبي، وأتوب منها ذنبا ذنبا، وتوجهت إلى الله تعالى بمحمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن
والحجة لله في أرضه، المأمول لاحياء دينه، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين
قال: ولم أزل في المحراب قائما أتضرع إلى أمير المؤمنين عليه السلام وأستغيث به و
أقول: يا أمير المؤمنين أتوجه بك إلى الله تعالى ربي وربك فيما دهمني
وأظلني.
ولم أزل أقول هذا وشبهه من الكلام، إلى أن انتصف الليل، وجاء وقت
الصلاة والدعاء، وأنا أستغيث إلى الله، وأتوسل إليه بأمير المؤمنين صلوات الله
عليه، إذ نعست عيني فرقدت، فرأيت أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي: يا ابن كشمرد!
قلت: لبيك يا أمير المؤمنين فقال: ما لي أراك على هذه الحالة؟ فقلت: يا مولاي
أما يحق لمن يقتل صباح هذه الليلة غريبا عن أهله وولده، بغير وصية يسندها إلى
متكفل بها، أن يشتد قلقه وجزعه، فقال: تحول كفاية الله ودفاعه بينك وبين
الذي توعدك، فيما أرصدك به من سطواته، اكتب:
232

بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل - فلان بن فلان - إلى المولى
الجليل الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، وسلام على آل يس، ومحمد وعلي وفاطمة
والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن وحجتك
يا رب على خلقك، اللهم إني لمسلم، وإني أشهد أنك الله إلهي، وإله الأولين
والآخرين، لا إله غيرك، وأتوجه إليك بحق هذه الأسماء التي إذا دعيت بها
أجبت، وإذا سئلت بها أعطيت، لما صليت عليهم وهونت علي خروجي، وكنت
لي قبل ذلك عياذا (1) ومجيرا، ممن أراد أن يفرط علي، أو يطغى.
واقرأ سورة يس، وادع بعدها بما أحببت، يسمع الله منك ويجب، ويكشف
همك وكربك، ثم قال لي مولاي: اجعل الرقعة في كتلة من طين وارم بها في البحر
فقلت: يا مولاي البحر بعيد مني، وأنا محبوس ممنوع من التصرف فيما ألتمس،
فقال ارم بها في البئر، وفيما دنا منك من منابع الماء.
قال ابن كشمرد: فانتهبت وقمت ففعلت ما أمرني به أمير المؤمنين عليه السلام،
وأنا مع ذلك قلق، غير ساكن النفس، لعظيم الجرم، وضعف اليقين من الآدميين
فلما أصبحنا وطلعت الشمس، استدعيت فلم أشك أن ذلك لما وعدت به من القتل
فلما دخلت على أبي طاهر وهو جالس في صدر مجلس كبير على كرسي، وعن
يمينه رجلان على كرسيين، وعلى يساره أبو الهيجا على كرسي وإذا كرسي آخر
إلى جانب أبي الهيجا ليس عليه أحد.
فلما بصر بي أبو طاهر استدناني حتى وصلت إلى الكرسي، فأمرني
بالجلوس عليه، فقلت في نفسي: ليس عقيب هذا إلا خير، ثم أقبل علي فقال:
قد كنا عزمنا في أمرك على ما بلغك، ثم رأينا بعد ذلك أن نفرج عنك، وأن
نخيرك أحد أمرين إما أن تجلس (2) فنحسن إليك، وإما أن تنصرف إلى عيالك
فنحسن إجازتك، فقلت له: في المقام عند السيد النفع والشرف، وفي الانصراف

(1) غياثا خ ل.
(2) تخدمنا خ ل.
233

إلى عيالي، ووالدتي عجوز كبيرة الثواب والاجر، فقال: افعل ما شئت فالامر
مردود إليك.
فخرجت منصرفا من بين يديه، فناداني فرددت إليه، فقال لي من تكون
من علي بن أبي طالب؟ فقلت: لست نسيبا له ولكني وليه، فقال، تمسك بولايته
فهو أمرنا باطلاقك والافراج عنك، فلم يمكنا المخالفة لامره، ثم أمسك، فجهزت
وأصحبني من أوصلني مكرما إلى مأمني فلك الحمد (1).
2 - مصباح الكفعمي: من رقاع الاستغاثات في الأمور المخوفات القصة الكشمردية تكتب
الحمد وآية الكرسي وآية العرش ثم تكتب: بسم الله الرحمن الرحيم من
العبد الذليل..
أقول: وساقها إلى قوله أو يطغى ثم قال: ثم تدعو بما تختار، وتكتب هذه
القصة في قرطاس، ثم تضع في بندقة طين طاهر نظيف: ثم تقرأ عليها سورة يس
ثم ترمي في بئر عميقة، أو نهر أو عين ماء عميقة تنجح إنشاء الله تعالى.
ثم قال: ومنها استغاثة المهدي عليه السلام تكتب ما سنذكره في رقعة وتطرحها
على قبر من قبور الأئمة عليهم السلام أو فشدها واختمها واعجن طينا نظيفا واجعلها فيه
واطرحها في نهر، أو بئر عميقة، أو غدير ماء، فإنها تصل إلى صاحب الامر عليه السلام
وهو يتولى قضاء حاجتك بنفسه تكتب:
بسم الله الرحمان الرحيم، كتبت يا مولاي صلوات الله عليك مستغيثا، و
شكوت ما نزل بي مستجيرا بالله عز وجل ثم بك، من أمر قد دهمني، وأشغل
قلبي، وأطال فكري، وسلبني بعض لبي، وغير خطير نعمة الله عندي، أسلمني عند
تخيل وروده الخليل، وتبرأ مني عند ترائي إقباله إلى الحميم، وعجزت عن
دفاعه حيلتي، وخانني في تحمله صبري، وقوتي، فلجأت فيه إليك، وتوكلت في
المسألة لله جل ثناؤه عليه وعليك، في دفاعه عني، علما بمكانك من الله رب
العالمين، ولى التدبير، ومالك الأمور، واثقا بك في المسارعة في الشفاعة إليه جل

(1) مصباح الزائر ص 272 - 273.
234

ثناؤه في أمري، متيقنا لاجابته تبارك وتعالى إياك باعطاء سؤلي، وأنت يا مولاي
جدير بتحقيق ظني، وتصديق أملي فيك في أمر - كذا وكذا - فيما لا طاقة لي
بحمله، ولا صبر لي عليه، وإن كنت مستحقا له ولأضعافه، بقبيح أفعالي، و
تفريطي في الواجبات التي لله عز وجل فأغثني يا مولاي صلوات الله عليك عند اللهف
وقدم المسألة لله عز وجل في أمري قبل حلول التلف، وشماتة الأعداء، فبك بسطت
النعمة علي.
واسأل الله جل جلاله لي نصرا عزيزا، وفتحا قريبا، فيه بلوغ الآمال
وخير المبادي وخواتيم الأعمال، والامن من المخاوف كلها في كل حال، إنه جل
ثناؤه لما يشاء فعال، وهو حسبي ونعم الوكيل في المبدأ والمال.
ثم تصعد النهر أو الغدير وتعمد بعض الأبواب إما عثمان بن سعيد العمروي
أو ولده محمد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو علي بن محمد السمري، فهؤلاء
كانوا أبواب المهدي عليه السلام فتنادي بأحدهم: يا فلان بن فلان، سلام عليك أشهد أن
وفاتك في سبيل الله، وأنك حي عند الله مرزوق، وقد خاطبتك في حياتك التي لك
عند الله عز وجل، وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولانا عليه السلام فسلمها إليه، فأنت
الثقة الأمين، ثم ارمها في النهر أو البئر أو الغدير، تقضى حاجتك إنشاء الله (1).
بيان: الكتلة بالضم من التمر والطين وغيره ما جمع ذكره الفيروزآبادي (2)
وآية العرش لعلها آية السخرة كما صرح به في البلد الأمين، وذكر فيه هاتين
الرقعتين مثل ما ذكرنا، وقد أسلفناهما في كتاب الدعاء في أبواب أدعية الحاجات
بأسانيد مع تفسيرات وزيادات مع ساير رقاع الاستغاثات.
3 - ثم قال رحمه الله في البلد الأمين: عن الصادق عليه السلام إذا كان لك حاجة إلى الله
تعالى أو خفت شيئا فاكتب في بياض بعد البسملة: اللهم إني أتوجه إليك بأحب
الأسماء إليك، وأعظمها لديك، وأتقرب وأتوسل إليك، بمن أوجبت حقه

(1) مصباح الكفعمي ص 405 والبلد الأمين ص 157.
(2) القاموس ج 4 ص 43.
235

عليك، بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام - وتسميهم -
اكفني كذا وكذا، ثم تطوي الرقعة وتجعلها في بندقة طين، وتطرحها في
ماء جار أو بئر فإنه تعالى يفرج عنك (1).
ثم قال: وروى عن الصادق عليه السلام، أنه قال: من قل عليه رزقه أو ضاقت
معيشته أو كانت له حاجة مهمة من أمر دنياه وآخرته، فليكتب في رقعة بيضاء
ويطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشمس، وتكون الأسماء في سطر واحد.
بسم الله الرحمن الرحيم، الملك الحق المبين، من العبد الذليل، إلى
المولى الجليل، سلام على محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر
وموسى وعلي ومحمد وعلي والحسن والقائم سيدنا ومولانا صلوات الله عليهم أجمعين
رب مسني الضر والخوف، فاكشف ضري، وآمن خوفي، بحق محمد وآل محمد
وأسئلك بكل نبي ووصي وصديق وشهيد، أن تصلي على محمد وآل محمد، يا أرحم
الراحمين.
اشفعوا لي يا ساداتي بالشأن الذي لكم عند الله، فإن لكم عند الله
لشأنا من الشأن، فقد مسني الضر يا ساداتي والله أرحم الراحمين، فافعل بي
يا رب كذا وكذا (2).
ثم قال: ومنها ما يكتب أيضا على كاغذ ويرسل في الماء.
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل إلى المولى الجليل، رب
إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، بحق محمد وآله، صل على محمد وآله
واكشف همي وفرج عني غمي، برحمتك يا أرحم الراحمين (3).
4 - الكتاب العتيق الغروي: نسخة رقعة تكتب ويوجه بها إلى مشهد مولانا أمير المؤمنين علي
ابن أبي طالب عليه أفضل السلام:

(1) لم أعثر على هذه الرقعة في مظانها في البلد الأمين ووجدتها في المصباح ص 403
بزيادة في آخرها فليراجع.
(2) البلد الأمين ص 157
(3) البلد الأمين ص 157
236

عبدك يا أمير المؤمنين - فلان بن فلان - بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد
لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله، وصلى الله على السادة الطيبين الطاهرين
محمد نبيه وآله الصادقين الفاضلين، وسلم تسليما، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل، أقوى معين، وأهدى دليل، يا مولاي وإمامي
يا أمير المؤمنين، صلى الله عليك وعلى أخيك رسوله ونبيه، وابنيك السبطين
الفاضلين، سيدي شباب أهل الجنة ممن خلق الله، وعرسك البتول الطاهرة
الزكية، سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، عليكم السلام.
أشكو إليك يا مولاي يا أمير المؤمنين، ما أنا فيه - من كذا وكذا - وأسئلك
بحق مولاك عليك، وبحق أخيك محمد نبيه، صلى الله عليكما، وبحقك وموضعك
من الله، وبحق أبنائك أئمة الهدى، صلوات الله عليكم أجمعين، وبحق الزهراء
الطاهرة، أن تشفع لي إلى الله الكريم، في كشف ذلك، وتفريجه وإغنائي عن
- كذا وكذا - وردي إلى كذا وكذا، وأن يبارك لي في نفسي وولدي وأخي
وأختي وزوجتي، وما تحويه يدي، وأن يرحمني ويغفر لي، ويرضى عني
ويلحقني بكم، ولا يفرق بيني وبينكم، ويميتني على طاعتكم، وموالاتي إياكم
ويخرج أولادي مؤمنين قائلين بكم، وأن يبلغني محابي في نفسي، وجميع إخواني
وأن يرحمني ووالدي وأهلي وولدي، ويرضى عني وعنهم، ويدخل علي وليهم
في قبورنا الضياء والنور، والفسحة والسرور، وأن يبتدى في كلما دعوت لنفسي
والمؤمنين والمؤمنات.
سمع الله ذلك منك في وليك، وشفعك فيه، وحشره معك، ولا فرق بينك
وبينه، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، توكلت
على الحي الدائم.
أشهدك أني أوالي من والاك، وأبرأ إلى الله من أعدائك، وممن ظلمك
وابتزك حقك، وقدم غيرك عليك ومن قتلك، اللهم فاكتب لي هذه الشهادة
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، أهل البيت المبارك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
237

5 - الكتاب العتيق الغروي: يروى عن عبد الله بن جعفر الحميري قال: كنت عند مولاي أبي محمد
الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه إذ وردت إليه رقعة من الحبس من بعض مواليه
يذكر فيها ثقل الحديد وسوء الحال وتحامل السلطان وكتب إليه، يا عبد الله إن
الله عز وجل يمتحن عباده ليختبر صبرهم، فيثيبهم على ذلك ثواب الصالحين
فعليك بالصبر، واكتب إلى الله عز وجل رقعة وأنفذها إلى مشهد الحسين بن علي
صلوات الله عليه وارفعها عنده إلى الله عز وجل، وادفعها حيث لا يراك أحد واكتب
في الرقعة:
إلى الله الملك الديان، المتحنن المنان، ذي الجلال والاكرام، وذي المنن
العظام، والايادي الجسام، وعالم الخفيات، ومجيب الدعوات، وراحم العبرات
الذي لا تشغله اللغات، ولا تحيره الأصوات، ولا تأخذه السنات، من عبده الذليل
البائس الفقير، المسكين الضعيف المستجير، اللهم أنت السلام، ومنك السلام
وإليك يرجع السلام، تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام، والمنن العظام
والايادي الجسام، إلهي مسني وأهلي الضر، وأنت أرحم الراحمين، وأرأف
الأرأفين، وأجود الأجودين، وأحكم الحاكمين، وأعدل الفاصلين.
اللهم إني قصدت بابك، ونزلت بفنائك واعتصمت بحبلك، واستغثت بك
واستجرت بك، يا غياث المستغيثين أغثني، يا جار المستجيرين، أجرني، يا
إله العالمين خذ بيدي، إنه قد علا الجبابرة في أرضك، وظهروا في بلادك، واتخذوا
أهل دينك خولا، واستأثروا بفئ المسلمين، ومنعوا ذوي الحقوق حقوقهم التي
جعلتها لهم، وصرفوها في الملاهي والمعازف واستصغروا آلاءك وكذبوا أولياءك
وتسلطوا بجبريتهم ليعزوا من أذللت، ويذلوا من أعززت، واحتجبوا عمن يسألهم
حاجة، أو من ينتجع منهم فائدة، وأنت مولاي سامع كل دعوة، وراحم كل عبرة
ومقيل كل عثرة، سامع كل نجوى، وموضع كل شكوى، لا يخفى عليك ما في
السماوات العلى، والأرضين السفلى، وما بينهما وما تحت الثرى.
238

اللهم إني عبدك ابن أمتك، ذليل بين بريتك، مسرع إلى رحمتك،
راج لثوابك، اللهم إن كل من أتيته فعليك يدلني، وإليك يرشدني، وفيما
عندك يرغبني، مولاي وقد أتيتك راجيا، سيدي وقد قصدتك مؤملا، يا خير
مأمول، ويا أكرم مقصود، صل على محمد وعلى آل محمد، ولا تخيب أملي،
ولا تقطع رجائي، واستجب دعائي، وارحم تضرعي، يا غياث المستغيثين أغثني
يا جار المستجيرين أجرني، يا إله العالمين خذ بيدي، أنقذني واستنقذني،
ووفقني واكفني.
اللهم إني قصدتك بأمل فسيح، وأملتك برجاء منبسط، فلا تخيب أملي
ولا تقطع رجائي، اللهم إنه لا يخيب منك سائل، ولا ينقصك نائل، يا رباه
يا سيداه يا مولاه يا عماداه يا كهفاه يا حصناه يا حرزاه يا لجآه.
اللهم إياك أملت يا سيدي، ولك أسلمت مولاي، ولبابك قرعت، فصل
على محمد وآل محمد، ولا تردني بالخيبة محزونا (1) واجعلني ممن تفضلت عليه
بإحسانك، وأنعمت عليه بتفضلك، وجدت عليه بنعمتك، وأسبغت عليه آلاءك
اللهم أنت غياثي وعمادي، وأنت عصمتي ورجائي، مالي أمل سواك، ولا رجاء
غيرك.
اللهم فصل على محمد وآل محمد، وجد علي بفضلك، وامنن علي
باحسانك، وافعل بي ما أنت أهله، ولا تفعل بي ما أنا أهله، يا أهل التقوى
وأهل المغفرة، وأنت خير لي من أبي وأمي ومن الخلق أجمعين.
اللهم إن هذه قصتي إليك لا إلى المخلوقين، ومسئلتي لك إذ كنت خير
مسؤول وأعز مأمول، اللهم صل على محمد وآل محمد، وتعطف علي باحسانك
ومن علي بعفوك وعافيتك، وحصن ديني بالغنى، واحرز أمانتي بالكفاية، واشغل
قلبي بطاعتك، ولساني بذكرك، وجوارحي بما يقربني منك.
اللهم ارزقني قلبا خاشعا، ولسانا ذاكرا، وطرفا غاضا، ويقينا صحيحا

(1) محروما خ ل.
239

حتى لا أحب تعجيل ما أخرت، ولا تقديم ما أجلت، يا رب العالمين، ويا أرحم
الراحمين، صل على محمد وآل محمد، واستجب دعائي، وارحم تضرعي، وكف
عني البلاء، ولا تشمت بي الأعداء، ولا حاسدا ولا تسلبني نعمة ألبستنيها، ولا تكلني
إلى نفسي طرفة عين أبدا، يا رب العالمين، وصل على محمد النبي وآله
وسلم تسليما.
6 - الكتاب العتيق الغروي: دعاء يدعى به في المهمات والشدائد بعد صلاة الليل مع رقعة تكتب
وشرح الحال في ذلك: تخلص النية وتزيل عنك الشك في الطوية وتعمل على
أن تصلي فريضة العشاء الآخرة، ثم تصلي الركعتين وأنت جالس تقرأ في
الأولى الفاتحة وسورة الواقعة، وفي الثانية الحمد وقل هو الله أحد، وتدع
الكلام والحديث، ولا تتشاغل بشئ من (1) التسبيح والذكر، فإذا دخلت في فراشك
تسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم تضطجع على جانبك الأيمن وأنت تذكر الله، إلى
أن يغشاك النوم، وكلما استيقظت ذكرت الله عز وجل بالتقديس والتعظيم، و
ما يحضرك من الذكر.
فإذا كان الثلث الأخير قمت فأسبغت الوضوء وصليت ثمان ركعات متصلات
تقرأ في ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة، ثم تصلي اثنتين
تقرأ في الأولى الحمد وسبح اسم ربك الاعلى، وفي الثانية الحمد وقل يا أيها
الكافرون، فإذا فرغت منهما قمت فصليت ركعة الوتر تقرأ فيها الحمد وقل هو الله
أحد، وتدعو بدعاء الوتر، وتطيل القنوت بخشوع وتضرع واستكانة.
فإذا فرغت من الوتر وسلمت، قمت قياما فرفعت يدك اليمنى برقعة كتبتها
بخطك على ما أشرح لك، وكشفت رأسك واعتمدت باليد اليسرى على ظهرك
وتقول: يا رب - حتى ينقطع النفس منك، يا سيدي - كذلك - يا مولاي -
كذلك - هذا مقام العائذ الضارع، الذليل الخاشع، البائس الفقير، المسكين الحقير
المستكين المستجير الذي لا يحد لكشف ما به غيرك، ولا يرجع فيما قد أحاط به

(1) سوى ظ
240

إلى سواك، سيدي أنا من قد علمت، وفى ما عرفت من ضعفي عن عبادتك إلا
بتوفيقك، وتقصيري عن شكرك إلا بعونك، أقر بذنبي في ذلك، وأعترف بجرمي
وأسئل الصفح عني، فصل على محمد وآله، وأبلغهم الساعة الساعة الساعة،
عني أفضل التحية والسلام، واقبلني بهم اللهم على ما كان مني، وارحم
ضعف ركني، واستجب دعائي برحمتك يا أرحم الراحمين.
ثم تبكي أو تباكى ثم تمسك عن الدعاء وأنت بطرف خاشع، ويدك
بالرقعة مرفوعة نحو السماء، ولتكن في ذلك خاليا وحدك، وبحيث لا يراك أحد
إن استطعت، وكن كذلك إلى أن يلوح الفجر إن أطقت، وإن نكلت (1) عن ذلك
وأعييت وقل صبرك، فاسجد وعفر خديك، وارفع سبابتك اليمنى، وخدك
على الأرض، واستجر بربك واستغث به، وقل:
سيدي أوبقتني الذنوب، وحيرتني الخطوب، وأحدقت به (2) الكروب،
وانقطع رجائي في كشف ذلك إلا منك، وثقتي لمن تنصرف عنك، إلهي وسيدي فانظر
بعين رأفتك إلى، وجد بجودك وإحسانك علي، وأجرني في ليلتي، واقبل قصتي
واقض حاجتي، واستجب دعوتي، واكشف حيرتي، وأزل الفقر والفاقة عني
وأعذني من شماتة الأعداء، ودرك الشقاء، وأعطني سؤلي ومسئلتي بجودك و
كرمك يا مولاي، إنك قريب مجيب.
وانو ترك شئ مما أنت عليه بنية مقلع منيب، فان الله عز وجل أكرم
مدعو، وأقرب مجيب.
(نسخة الرقعة).
بسم الله الرحمن الرحيم، من العبد الذليل، الحقير الفقير، المذنب الجاني
على نفسه، المنقطع به، السائل المستكين، المقر بذنوبه، الظالم لنفسه، المستجير
بربه، إلى المولى الكريم العظيم، العلي الاعلى، رب السماوات والأرضين،

(1) كللت خ ل.
(2) بي خ ل ظ.
241

مالك الأمور، وعلام الغيوب، من لا ضد له، ولا ند له، ولا صاحبة ولا ولد له
الاحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.
أقول بخضوع وخشوع، رب علمت سوءا وظلمت نفسي، فصل على محمد
وآله، واعف عني، واغفر خطائي واصفح عن زللي وخذ بيدي بجودك ومجدك
ثم أقول يا أكرم الأكرمين يا غاية الطالبين يا مجيب دعوة المضطرين، يا منفس
عن المكروبين، يا أرحم الراحمين.
إلهي وسيدي أنا عبدك ابن عبدك ابن أمتك - فلان بن فلان - أنشأتني
وكنت صغيرا، وأغنيتني وكنت فقيرا، ورفعتني وكنت حقيرا، وجبرتني و
كنت كسيرا، ومننت على بما أنت أهله وأعلم به مني، نئشتني وعزتك وجلالك
من المحنة تكرما، ونعشتني بعد قلة، وأسبغت علي النعمة، وأوجبت علي
المنة، وبلغتني فوق الأمنية لتبلوني فتعرف شكري، ومقدار سعيي وطاعتي و
إقراري وإنابتي، أخذا بالفضل علي وتأكيدا للحجة فيما لدي، فجحدت حق
نعمتك، ونسيت ما عندي من مننك، وقادني الجهل والعمى إلى ركوب الزلل
والخطاء، حتى وقعت في غواية الردى، وتبدلت بالتقصير والعمى، وركبت
طريق من حار وطغى، وركبت فحل بي ما كنت أخفتني وبرح مني الخفاة،
وصرت إلى حال البؤس والضراء، بعد إحسانك الكامل، ونعمتك المترادفة
وسترك الجميل، وصيانتك التامة.
إلهي وسيدي ومولاي، فقد تغير بالزلل حالي، وكسف بالي، وظهر
اختلالي، وشاعت فاقتي، وشهر فقري، وانقطعت من المخلوقين آمالي، وأنت
العائد على العاصين بالنعم، والاخذ على المسيئين بالاحسان والمنن، فضلا منك
وطولا، وجودا ومجدا، وولي باتمام ما ابتدأت في أمري مني، ورب ما أسديت
من معروفك عندي، فقد ظلمت نفسي، وفرطت في أمري، وقصرت في حقك
عندي، وأنا عائذ منك بك، هاربا إليك عنك، من الحرمان وسوء القضاء
متوسل بك إليك في قبولي والصفح عني، وإتمام ما أنعمت به علي وإصلاحه لي،
242

وكشف الضر والفقر والفاقة عني، والاخلال والبلوى حتى يجري حالي على
أجمل حال، وأسبغ نعمة كانت علي في وقت من الأوقات.
يا رب إن كانت ذنوبي أخلقت وجهي (1) عندك، وغيرت حالي فاني أسئلك
وأتوجه إليك، وأتوسل إليك، وأتقرب إليك، وأستشفع إليك، وأقسم عليك
يامن لا مسؤول غيره ولا رب سواه، بجاه سيدنا محمد رسولك، وبجاه أوليائك
وخيرتك وأصفيائك، وأحبائك من خلقك، علي أمير المؤمنين وفاطمة، والحسن
والحسين، وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر
وعلي بن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف
الصدق الصالح صاحب زمانك، والقائم بحجتك وأمرك، وعينك في عبادك من
ولد نبيك صلواتك عليهم أجمعين، وسلامك ورحمتك وبركاتك خالصا.
وأسئلك بحقك عليهم وبالحق الذي جعلته لهم عليك، وعلى جميع خلقك
أن تصلي عليهم أجمعين، وتبلغهم سلامي الساعة الساعة، وتكشف بهم ضري،
وتفرج بهم همي، وتخرجني بهم عن حيرتي، إلى روحك وفرجك وخلاصك
وعافيتك، وأن تغفر ذنوبي التي أصارتني إلى ما أنا فيه، وأن تأخذ بيدي وتعفو
عني عفوا ألقاك به وأنت مني راض، وتتم ما ابتدأت به من أمري إحسانا إلي،
وتكميلا للنعمة عندي، وحراسة لي ما أبقيتني، وتفتح ما انغلق من أسبابي
فترزقني الساعة الساعة الساعة منك رزقا واسعا، واسعا واسعا، صبا صبا صبا
حلالا طيبا من غير كد ولا كدر، ولا منة من أحد من خلقك، إلا سعة من عطاياك
السابغة، وخزائنك العظيمة في سمائك وأرضك.
فمن فضلك أسئل، فصل على محمد وآله وعجل ذلك علي في يسر منك
وعافية ونعمة وسلامة وحميد عاقبة، وسهل لي قضاء ديوني كلها، وصلاح شؤوني كلها
عاجلا عاجلا غير آجل، وخذ بناصيتي إلى العمل بطاعتك، وطاعة محمد وآله
صلواتك عليهم، فيما تهبه لي، واحرسه علي وعندي ما أبقيتني، واقبل علي

(1) جاهى خ ل.
243

بصباح يكون لي فيه كامل الفلاح والصلاح والنجاح، وتعجيل السراح، يامن
بيده خزائن كل مفتاح، فإنك على كل شئ قدير، وما تشاء من أمر يكون
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والصلاة على رسوله وآله الطاهرين
الأخيار الأبرار، وعلى جبرائيل وميكائيل، وجميع الملائكة المقربين، والأنبياء
والمرسلين والأئمة الطاهرين، صلوات الله عليهم، وما شاء الله كان وهو خير
الغافرين وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ثم تأخذ الرقعة فترمي بها في بحر أو في نهر جار يقضي الله حوائجك ويفرج
عنك إنشاء الله عز وجل.
7 - الكتاب العتيق الغروي: نسخة رقعة تكتب إلى الله سبحانه عند المهمات.
روي عن أبي جعفر الأول عليه السلام أنه قال: إذا دهمك أمر يهمك أو عرض
لك حاجة يعلم الله سبحانه حقيقتها، وصدق القول فيها، فهو عالم بالغيوب، و
خفيات الأمور، فكن طاهرا، وصم يوم الخميس، أصبح يوم الجمعة فاكتب
في رقعة ما أنا ذاكره لك بمداد أو بحبر، واطو الورقة، واعمد إلى وسط البحر
فاستقبل القبلة، وسم الله عز وجل جلاله، صل على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى
آله الأبرار، وقل: الله لكل شئ، وارم بها في البحر، فان الله جلت عظمته يقضي
حاجتك، ويكفيك بقدرته.
تكتب سورة الحمد وآية الكرسي - إلى قوله - هم فيها خالدون، والم
الله لا إله إلا هو الحي القيوم - إلى قوله - وقودها النار، وقل اللهم مالك
الملك - إلى قوله - بغير حساب، وإن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض
- إلى قوله - قريب من المحسنين، ولقد جائكم رسول من أنفسكم - إلى قوله -
رب العرش العظيم، وقل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن - إلى قوله -: وكبره
تكبيرا.
ثم تكتب الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد رب
العالمين، وطه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى - إلى قوله - له الأسماء الحسنى، يا الله
244

يا الله يا الله، يا كهفي إذا ضاقت علي مذاهبي، وعظمت همومي، وقل صبري، و
ضعفت حيلتي، وكثرت فاقتي وساءت ظنوني، وقنطت نفسي، وعجزت عن تدبير
حالي، وتحيرت في أمري، خلقتني كيف شئت، وكنت عن خلقي غنيا، فصل
على محمد وآل محمد وفرج همومي، واكشف غمومي، وأزل عذاب قلبي، وغير ما ترى
من سوء حالي، وآمن خوفي، ويسر ما قد تعسر من أمري، واجعل لي من
أمري مخرجا وارزقني من حيث لا أحتسب إنك تقدر على ذلك، يا محيي العظام
وهي رميم.
ثم تكتب: من العبد الذليل إلى المولى الجليل، الله الذي لا إله إلا هو الحي
القيوم، الدائم الديموم، القديم الأزلي الأبدي،، بديع السماوات والأرض، و
فاطرهما ونورهما، ذو الجلال والاكرام، والأسماء العظام، وسلام على آل ياسين
في العالمين محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين وعلي ومحمد وجعفر وموسى وعلي و
محمد وعلي والحسن وحجتك يا رب على خلقك.
اللهم إني أسألك يا رب لأنك أنت إلهي وخالقي، وإله الأولين والآخرين لا
إله غيرك، ولا معبود سواك، أتوجه إليك بحق هذه الأسماء التي إذا دعيت بها أجبت
وإذا سئلت بها أعطيت، إلا صليت عليهم أجمعين، وفعلت بي كذا وكذا - وتكتب
ذكر حاجتك في الورقة - وتصلي على محمد وآل محمد، ورحمة الله وبركاته على أهل
البيت، وعلى أصحاب محمد المنتجبين الأخيار الذين لا غيروا ولا بدلوا، ولا حول
ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
بيان الحبر بالكسر الذي يكتب به، ولعل الترديد من الراوي.
8 - قبس المصباح: سمعت الشيخ أبا عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه رضي الله عنه
بالري سنة أربعين وأربعمائة يروي عن عمه أبي جعفر محمد بن علي ابن بابويه
رحمه الله، قال: حدثني بعض مشايخي القميين قال: كربني أمر ضقت به ذرعا ولم
يسهل في نفسي أن أفشيه لاحد من أهلي وإخواني، فنمت وأنا به مغموم فرأيت في
النوم رجلا جميل الوجه حسن اللباس، طيب الرايحة، خلته بعض مشايخنا القميين
245

الذين كنت أقرأ عليهم، فقلت في نفسي إلى متى أكابد همي وغمي ولا أفشيه لاحد
من إخواني، وهذا شيخ من مشايخنا العلماء أذكر له ذلك، فلعلي أجد لي عنده
فرجا فابتدأني وقال: ارجع فيما أنت بسبيله إلى الله تعالى، واستعن بصاحب
الزمان عليه السلام واتخذه لك مفزعا، فإنه نعم المعين، وهو عصمة أوليائه
المؤمنين، ثم أخذ بيده اليمنى وقال: زره وسلم عليه، ورسله أن يشفع لك إلى الله
تعالى في حاجتك.
فقلت له: علمني كيف أقول فقد أنساني همي بما أنا فيه كل زيارة ودعاء،
فتنفس الصعداء وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ومسح صدري بيده وقال:
حسبك الله لا بأس عليك تطهر وصل ركعتين ثم قم وأنت مستقبل القبلة تحت
السماء وقل: سلام الله الكامل التام، الشامل العام، وصلواته الدائمة، وبركاته القائمة
على حجة الله ووليه في أرضه وبلاده، وخليفته على خلقه وعباده، وسلالة
النبوة، وبقية العترة والصفوة، صاحب الزمان، ومظهر الايمان، ومعلن
أحكام القرآن، مطهر الأرض، وناشر العدل في الطول والعرض، الحجة القائم
المهدي، والامام المنتظر المرضي، الطاهر ابن الأئمة الطاهرين، الوصي ابن
الأوصياء المرضيين، الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين، السلام عليك يا إمام
المسلمين والمؤمنين، السلام عليك يا وارث علم النبيين، ومستودع حكمة
الوصيين، السلام عليك يا عصمة الدين، السلام عليك يا معز المؤمنين المستضعفين
السلام عليك يا مذل الكافرين المتكبرين الظالمين، السلام عليك يا مولاي يا صاحب
الزمان، يا ابن أمير المؤمنين، وابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، السلام
عليك يا ابن الأئمة الحجج على الخلق أجمعين، السلام عليك يا مولاي، سلام مخلص
لك في الولاء، أشهد أنك الإمام المهدي قولا وفعلا وأنك الذي تملاء الأرض
قسطا وعدلا، فعجل الله فرجك، وسهل الله ومخرجك، وقرب زمانك، وكثر
أنصارك، وأعوانك، وأنجز لك موعدك، وهو أصدق القائلين " ونريد أن نمن
246

على الذين استضعفوا في الأرض، ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين " يا مولاي
حاجتي - كذا وكذا - فاشفع لي في نجاحها، وتدعو بما أحببت.
قال: فانتبهت وأنا موقن بالروح والفرج، وكان على بقية من ليلي
واسعة فبادرت وكتبت ما علمنيه خوفا أن أنساه، ثم تطهرت وبرزت تحت السماء
وصليت ركعتين قرأت في الأولى بعد الحمد كما عين لي إنا فتحنا لك فتحا مبينا
وفي الثانية بعد الحمد إذا جاء نصر الله والفتح، فلما سلمت قمت وأنا مستقبل
القبلة وزرت، ثم دعوت حاجتي واستغثت بمولاي صاحب الزمان، ثم سجدت
سجدة الشكر وأطلت فيها الدعاء حتى خفت فوات صلاة الليل، ثم قمت وصليت
وردي، وعقبت بعد صلاة الفجر، وجلست في محرابي أدعو.
فلا والله ما طلعت الشمس حتى جاءني الفرج مما كنت فيه، ولم يعد إلى
مثل ذلك بقية عمري، ولم يعلم أحد من الناس ما كان ذلك الامر الذي أهمني
إلى يوم هذا، والمنة لله وله الحمد كثيرا.
البلد الأمين: استغاثة إلى المهدي عليه السلام، وهي بعد الغسل وصلاة ركعتين تحت السماء
تقرأ في الأولى بالحمد، والفتح، وفي الثانية بالحمد والنصر، فإذا سلمت فقم و
قل: سلام الله الكامل إلى آخر الزيارة (1).
أقول: وجدت في نسخة قديمة من مؤلفات بعض أصحابنا رضي الله عنهم ما
هذا لفظه: هذا الدعاء رواه محمد بن بابويه رحمه الله عن الأئمة عليهم السلام وقال: ما دعوت
في أمر إلا رأيت سرعة الإجابة وهو: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة
محمد صلى الله عليه وآله يا أبا القاسم يا رسول الله يا إمام الرحمة، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا
واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله
اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين، يا علي بن أبي طالب، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله وقدمناك بين يدي

(1) البلد الأمين ص 158.
247

حاجاتنا يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا فاطمة الزهراء يا بنت محمد يا قرة عين الرسول، يا سيدتنا ومولاتنا،
إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيهة
عند الله اشفعي لنا عند الله.
يا أبا محمد يا حسن بن علي أيها المجتبى، يا ابن رسول الله، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي
حاجاتنا يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله
يا أبا عبد الله، يا حسين بن علي أيها الشهيد، يا ابن رسول الله يا حجة الله على
خلقه، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك
بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن يا علي بن الحسين يا زين العابدين، يا ابن رسول الله، يا حجة الله
على خلقه، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، و
قدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا جعفر يا محمد بن علي، أيها الباقر يا ابن رسول الله، يا حجة الله على
خلقه، يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين
يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله
يا أبا عبد الله يا جعفر بن محمد أيها الصادق، يا ابن رسول الله يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين يدي
حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله
يا أبا الحسن، يا موسى بن جعفر، أيها الكاظم، يا ابن رسول الله، يا حجة
الله على خلقه، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله
وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا الحسن يا علي بن موسى أيها الرضا يا ابن رسول الله، يا حجة الله على
248

خلقه، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك
بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا أبا جعفر يا محمد بن علي أيها الجواد، يا ابن رسول الله، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين
يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله
يا أبا الحسن يا علي بن محمد أيها الهادي النقي، يا ابن رسول الله، يا حجة الله على خلقه
يا سيدنا ومولانا إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا بك إلى الله، وقدمناك بين
يدي حاجاتنا يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
يا أبا محمد، يا حسن بن علي، أيها المجتبى، يا ابن رسول الله، يا حجة الله
على خلقه، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا، وتوسلنا بك إلى الله،
وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
يا وصي الحسن، والخلف الحجة، أيها القائم المنتظر، يا ابن رسول الله
يا حجة الله على خلقه، يا سيدنا ومولانا، إنا توجهنا واستشفعنا وتوسلنا
بك إلى الله، وقدمناك بين يدي حاجاتنا، يا وجيها عند الله، اشفع لنا عند الله.
ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إنشاء الله تعالى.
9 - الكتاب العتيق الغروي: روى مثله إلا أنه روي في الكل بصيغة المتكلم وحده وزاد في آخره: يا سادتي وموالي إني توجهت بكم أئمتي وعدتي، ليوم فقري وحاجتي إلى الله،
وتوسلت بكم إلى الله، واستشفعت بكم إلى الله، فاشفعوا لي عند الله، واستنقذوني
من ذنوبي عند الله، فإنكم وسيلتي إلى الله، وبحبكم وبقربكم أرجو نجاة من
الله، فكونوا عند الله رجائي، يا سادتي، يا أولياء الله، صلى الله عليهم أجمعين
ولعن الله أعداء الله ظالميهم، من الأولين والآخرين، آمين رب العالمين.
10 - الكتاب العتيق الغروي: أبو القاسم عبيد الله بن عبد الواحد الدارمي الكاتبي النصيبي قال: وجدت
بخط أبي علي محمد بن أحمد بن الجنيد - رحمه الله - على ظهر جزء من كتبه بعد
249

وفاته، حدثني أبو الوفا الشيرازي قال: كنت محبوسا في حبس أبي إلياس بكرمان
على حال ضيقة، فأكثرت الشكوى إلى الله عز وجل والاستغاثة بموالينا، قال:
ونمت فرأيت في النوم مولانا رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال لي: لا تستشفع بي وبولدي
هذين يعني الحسن والحسين صلوات الله عليهما لأمر من أمر الدنيا، وهذا أبو حسن
ينتقم لك من أعدائي، قال: قلت: يا رسول الله وكيف ينتقم لي من أعدائي وقد لبب
بحبل في عنقه فلم ينتصر، وغصب حقه فلم يقتدر؟
قال: فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وآله متعجبا وقال: ذلك لعهد عهدته إليه و
قد وفى به.
وأما الحسن فلكذا، وأما الحسين فلكذا، ولم يزل صلى الله عليه وآله يسمى واحدا
واحدا من الأئمة صلوات الله عليهم، ويذكر ما يستشفى به له مما غاب عن أبي
القاسم في الوقت، وهو مسطور في الرواية إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان صلوات
الله عليه فقال: وأما صاحب الزمان فإذا بلغ السكين منك هكذا وأوما بيده إلى
حلقه فقل: يا صاحب الزمان أغثني، يا صاحب الزمان أدركني، قال: فصحت
في نومي، يا صاحب الزمان أغثني، يا صاحب الزمان أدركني، فانتبهت والموكلون
يأخذون قيودي.
تمام رواية أبى القاسم الدارمي مما وجده بخط ابن الجنيد، وأما علي بن
الحسين فللنجاة من السلاطين ومعرة الشياطين، وأما محمد بن علي وجعفر بن محمد
فللآخرة وما تبتغيه من طاعة الله ورضوانه، وأما أبو إبراهيم موسى فالتمس به
العافية من الله عز وجل، وأما أبو الحسن الرضا فاطلب به السلامة في الاسفار، وفي
البراري والبحار، وأما أبو جعفر الجواد فاستنزل به الرزق من الله عز وجل.
وأما علي بن محمد فللنوافل وبر الاخوان وما تبتغيه من طاعة الله عز وجل
وأما الحسن فللآخرة، وأما صاحب الزمان فإذا بلغ منك السيف المذبح فاستغث
به، وتمام الحديث قد تقدم في الرواية.
250

الدعاء المتضمن للتوسل بكل واحد من الأئمة عليهم السلام لما جعل له.
اللهم صل على محمد وأهل بيته، وأسئلك اللهم بحق محمد وابنته وابنيها
الحسن والحسين عليهم السلام إلا أعنتني بهم على طاعتك ورضوانك، وبلغتني
بهم أفضل ما بلغته أحدا من أوليائهم في ذلك،
وأسئلك بحق وليك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، إلا انتقمت لي به
ممن ظلمني، وكفيتني به مؤنة من يريدني بظلم أبدا ما أبقيتني.
وأسئلك بحق وليك علي بن الحسين عليهما السلام، إلا كفيتني به، ونجيتني
من جور السلاطين، ونفث الشياطين.
وأسئلك اللهم بحق ولييك محمد بن علي، وجعفر بن محمد عليهما السلام، إلا أعنتني
بهما على أمر آخرتي بطاعتك.
وأسئلك اللهم بحق وليك العبد الصالح، موسى بن جعفر الكاظم بغيظه
عليه السلام، إلا عافيتني به مما أخافه وأحذره على بصري، وجميع ساير جسدي، وجوارح بدني، ما ظهر منها وما بطن، من جميع الأسقام والأمراض، والاعلال
والأوجاع، بقدرتك يا أرحم الراحمين.
وأسئلك اللهم بحق وليك علي بن موسى الرضا عليه السلام، إلا أنجيتني به
وسلمتني مما أخافه وأحذره، في جميع أسفاري، في البراري والقفار، والأودية
والغياض والبحار.
وأسئلك اللهم بحق وليك أبي جعفر الجواد عليه السلام، إلا جدت علي به
من فضلك، وتفضلت علي به من وسعك، ما أستغني به عما في أيدي خلقك،
وخاصة يا رب لئامهم، وبارك لي فيه، وفيما لك عندي من نعمك وفضلك ورزقك
إلهي انقطع الرجاء إلا منك، وخابت الآمال إلا فيك، يا ذا الجلال والاكرام،
أسئلك بحق من حقه عليك واجب، وأن تصلي على محمد وأهل بيته، وأن تبسط
علي ما حظرته من رزقك، وأن تسهل ذلك وتيسره في خير منك وعافية، وأنا في
251

خفض عيش ودعة، يا أرحم الراحمين.
وأسئلك اللهم بحق وليك علي بن محمد عليه السلام، إلا أعنتني به على قضاء
نوافلي وبر إخواني وكمال طاعتك.
وأسئلك اللهم بحق وليك الحسن بن علي عليه السلام، الهادي الأمين، الكريم
الناصح، الثقة العالم، إلا أعنتني به على أمر آخرتي.
وأسئلك اللهم بحق وليك وحجتك على عبادك، وبقيتك في أرضك المنتقم
لك من أعدائك، وأعداء رسولك، بقية آبائه الطاهرين، ووارث أسلافه الصالحين
صاحب الزمان، صلى الله عليه وعلى آبائه الكرام، المتقدمين الأخيار، إلا
تداركتني به، ونجيتني من كل كرب وهم، وحفظت علي قديم إحسانك إلي
وحديثه، وأدررت علي جميل عوائدك عندي، يا رب أعني به، ونجني من
المخافة، ومن كل شدة وعظيمة، وهول ونازلة، وغم ودين، ومرض وسقم،
وآفة وظلم، وجور وفتنة، في ديني ودنياي وآخرتي، بمنك ورأفتك ورحمتك
وكرمك وتفضلك وتعطفك.
يا كافي موسى عليه السلام فرعون، ويا كافي محمد صلوات الله عليه وآله ما أهمه،
ويا كافي علي عليه السلام ما أهمه يوم صفين، ويا كافي علي بن الحسين عليه السلام يوم
الحرة، ويا كافي جعفر بن محمد أبا الدوانيق، صل على محمد وآله واكفني ما أهمني
في دار الدنيا، وكل هول دون الجنة، برحمتك يا أرحم الراحمين.
يا قاضي الحوائج، يا وهاب الرغائب، يا معطي الجزيل، يا فكاك العناة.
اللهم إنك تعلم أني أعلم أنك قادر على قضاء حوائجي، فصل على محمد
وآله وعجل يا رب فرج وليك، وابن بنت نبيك، واقض يا الله حوائج أهل
بيت محمد، واقض لي يا رب بمحمد وأهل بيته حوائج الدنيا والآخرة، صغيرها
وكبيرها، في يسر منك وعافية، وتمم علي، وهنئني بهم كرامتك وألبسني
بهم عافيتك، وتفضل علي بعفوك، وكن لي بحق محمد وأهل بيته، في جميع أموري
252

وليا وحافظا، وناصرا وكالئا، وراعيا وساترا ورازقا، ما شاء الله كان، وما لم يشأ
لم يكن، لا يعجز الله شئ طلبه في الأرض ولا في السماء، هو كائن هو كائن إنشاء الله.
أقول: رويته سالفا في أبواب أدعية الحوائج في كتاب الدعاء من كتاب
قبس المصباح بتغيير في المتن والسند.
11 - البلد الأمين: قصة مروية عن أبي الحسن العسكري عليه السلام، يكتب: بسم الله الرحمن
الرحيم، إلى الله الملك الديان، الرؤف المنان، الاحد الصمد، من
عبده الذليل البائس المستكين - فلان بن فلان - اللهم أنت السلام، ومنك السلام،
وإليك يعود السلام تباركت وتعاليت يا ذا الجلال والاكرام، وصلوات الله على محمد وآله وبركاته وسلامه.
أما بعد فان من يحضرنا من أهل الأموال والجاه قد استعدوا من أموالهم
وتقدموا بسعة جاههم في مصالحهم، ولم شؤونهم، وتأخر المستضعفون المقلون
من تنجز حوائجهم، لأبواب الملوك ومطالبهم، فيا من بيده نواصي العباد أجمعين
ويا مقرا بولايته للمؤمنين، ومذل العتاة الجبارين، أنت ثقتي ورجائي، وإليك مهربي
وملجأي، وعليك توكلي، وبك اعتصامي وعياذي، فألن يا رب صعبه، وسخر لي قلبه،
ورد عني نافره، واكفني ما تعيه (1) فان مقادير الأمور بيدك، وأنت الفعال لما تشاء،
لك الحمد، وإليك يصعد الحمد، لا إله إلا أنت، سبحانك وبحمدك، تمحو ما تشاء
وتثبت، وعندك أم الكتاب، وصلى الله على محمد وآله الطيبين، والسلام عليهم ورحمة
الله وبركاته.
فإنه روى أن بعض موالي العسكري عليه السلام، يعلمه ما هو فيه من البلاء وكان
في حبس المتوكل، وكان المتوكل قد جهر يستوعده بالعقوبة، فاستعد له أهل
الثروة بالتحف، ولم يكن عند الرجل شئ فأمره الهادي عليه السلام، بكتابة هذه القصة
فكتبها ليلا في ثلاث رقاع، وأخفاها في ثلاثة أماكن، فما كان إلا عند انبساط
الشمس، حتى فرج الله عز وجل عنه بمنه ولطفه (2).

(1) بوائقه خ ل.
(2) البلد الأمين ص 159.
253

12 - قبس المصباح: روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كانت لك حاجة
إلى الله وضقت بها ذرعا، فصل ركعتين فإذا سلمت كبر الله ثلاثا، وسبح تسبيح
فاطمة عليها السلام، ثم اسجد وقل مائة مرة: يا مولاتي فاطمة أغيثيني، ثم ضع خدك
الأيمن على الأرض، وقل مثل ذلك، ثم عد إلى السجود وقل ذلك مائة مرة
وعشر مرات واذكر حاجتك فإن الله يقضيها.
13 - البلد الأمين: تصلي ركعتين فإذا سلمت فكبر الله ثلاثا وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام واسجد وقل مائة مرة: يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني، ثم ضع خدك الأيمن وقل
كذلك، ثم عد إلى السجود وقل كذلك، ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل
كذلك، ثم عد إلى السجود وقل كذلك مائة مرة وعشر مرات، واذكر حاجتك
تقضى (1).

(1) البلد الأمين ص 159.
254

11 * " (باب) " *
* " (الزيارة بالنيابة عن الأئمة عليهم) " *
* " (السلام وغيرهم) " *
1 - الكافي، التهذيب: محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن بعض أصحابنا، عن
علي بن محمد بن الأشعث، عن علي بن إبراهيم الحضرمي، عن أبيه قال: رجعت من
مكة فأتيت أبا الحسن موسى عليه السلام في المسجد، وهو قاعد فيما بين القبر والمنبر
فقلت له: يا ابن رسول الله إني إذا خرجت إلى مكة ربما قال لي الرجل طف عني
أسبوعا وصل ركعتين فربما شغلت عن ذلك، فإذا رجعت لم أدر ما أقول له.
قال: إذا أتيت مكة فقضيت نسكك فطف أسبوعا وصل ركعتين وقل:
اللهم إن هذا الطواف وهاتين الركعتين عن أبي وأمي وعن زوجتي وعن ولدي وعن
حامتي وعن جميع أهل بلدي، حرهم وعبدهم، وأبيضهم وأسودهم، فلا تشاء
أن تقول للرجل: إني قد طفت عنك وصليت عنك ركعتين إلا كنت صادقا.
فإذا أتيت قبر النبي صلى الله عليه وآله، فقضيت ما يجب عليك، فصل ركعتين ثم قف
عند رأس النبي صلى الله عليه وآله، ثم قل: السلام عليك يا نبي الله من أبي وأمي وزوجتي وولدي
وحامتي ومن جميع أهل بلدي، حرهم وعبدهم، أبيضهم وأسودهم، فلا تشاء
أن تقول للرجل: إني قد أقرأت رسول الله صلى الله عليه وآله عنك السلام، إلا كنت
صادقا (1).
التهذيب: من خرج زائرا عن أخ له بأجر فليقل عند فراغه من عمل الزيارة:
اللهم ما أصابني من تعب أو نصب أو شعث أو لغوب فأجر - فلان بن فلان - فيه
وأجرني في قضائي عنه، فإذا سلم على الامام فليقل في آخر التسليم: السلام عليك

(1) الكافي ج 4 ص 316 والتهذيب ج 6 ص 109.
255

يا مولاي عن - فلان بن فلان - أتيتك زائرا عنه فاشفع له عند ربك، ثم يدعو
له بما أحب انشاء الله (1).
3 - التهذيب: محمد بن أحمد بن داود عن محمد بن الحسن عن عبد الله عن أحمد
ابن محمد عن داود الصرمي قال قلت له - يعني أبا الحسن العسكري عليه السلام -: إني
زرت أباك وجعلت ذلك لك (2) فقال: لك من الله أجر وثواب عظيم ومنا المحمدة (3).
4 - التهذيب: يقول الزائر إذا ناب عن غيره: اللهم إن - فلان بن فلان -
أوفدني إلى مواليه وموالي لأزور عنه رجاء لجزيل الثواب، وفرارا من سوء
الحساب، اللهم إنه يتوجه إليك بأوليائك، الدالين عليك، في غفرانك ذنوبه
وحط سيئاته، ويتوسل إليك بهم، عند مشهد إمامه صلوات الله عليه، اللهم فتقبل
منه، واقبل شفاعة أوليائه صلوات الله عليهم فيه.
اللهم جازه على حسن نيته، وصحيح عقيدته، وصحة موالاته، أحسن
ما جازيت أحدا من عبيدك المؤمنين، وأدم له ما خولته، واستعمله صالحا فيما آتيته
ولا تجعلني آخر وافد له يوفده، اللهم أعتق رقبته من النار، وأوسع عليه من رزقك الحلال الطيب واجعله من رفقاء محمد وآل محمد، وبارك له في ولده، وماله
وأهله وما ملكت يمينه.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وحل بينه وبين معاصيك، حتى لا يعصيك
وأعنه على طاعتك وطاعة أوليائك، حتى لا تفقده حيث أمرته، ولا تراه حيث نهيته
اللهم صل على محمد وآل محمد، واغفر له وارحمه، واعف عنه وعن جميع المؤمنين
والمؤمنات.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وأعذه من هول المطلع، ومن فزع يوم القيامة
وسوء المنقلب، ومن ظلمة القبر ووحشته، ومن مواقف الخزي في الدنيا والآخرة.

(1) التهذيب ج 6 ص 105 وفيه من عمل الزيارة الخ.
(2) لهم خ ل.
(3) التهذيب ج 6 ص 110.
256

اللهم صل على محمد وآل محمد، واجعل جائزته في موقفي هذا غفرانك، وتحفته
في مقامي هذا عند إمامي صلى الله عليه أن تقيل عثرته، وتقبل معذرته، وتتجاوز
عن خطيئته، وتجعل التقوى زاده، وما عندك خيرا له في معاده، وتحشره في
زمرة محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله وتغفر له ولوالديه، فإنك خير مرغوب إليه، وأكرم
مسؤول اعتمد العباد عليه، اللهم ولكل موفد جائزة، ولكل زائر كرامة، فاجعل
جائزته في موقفي هذا غفرانك، والجنة له (1) ولجميع المؤمنين والمؤمنات.
اللهم وأنا عبدك الخاطئ المذنب المقر بذنوبه، فأسألك يا الله بحق
محمد وآل محمد أن لا تحرمني بعد ذلك الأجر والثواب، من فضل عطائك وكرم
تفضلك.
ثم ترفع يديك إلى السماء مستقبل القبلة عند المشهد وتقول: يا مولاي
يا إمامي عبدك - فلان بن فلان - أوفدني زائرا لمشهدك، يتقرب إلى الله عز وجل
بذلك وإلى رسوله وإليك، يرجو بذلك فكاك رقبته من النار من العقوبة، فاغفر
له ولجميع المؤمنين والمؤمنات، يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله،
لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، أسئلك أن تصلي على
محمد وآل محمد، وتستجيب لي فيه وفي جميع إخواني وأخواتي وولدي وأهلي بجودك
وكرمك يا أرحم الراحمين (2).
أقول: قال مؤلف المزار الكبير روى أصحابنا جمعا أن أبا عبد الله عليه السلام
أرسل إلى بعض الشيعة فقال: خذ هذه الدراهم فحج عن ابني إسماعيل يكن لك
تسعة أسهم من الثواب ولإسماعيل سهم واحد، وقد أنفذ أبو الحسن العسكري
عليه السلام زائرا عنه إلى مشهد أبي عبد الله عليه السلام فقال، إن لله مواطن يحب أن
يدعى فيها فيجيب، وإن حاير الحسين عليه السلام من تلك المواطن (3).

(1) ولى خ.
(2) التهذيب ج 6 ص 116.
(3) المزار الكبير ص 196.
257

فإذا خرجت زائرا عن أخ لك أو حاجا بأجرة، فصل ركعتين بالموضع
الذي تقصده، فإذا فرغت منهما فسبح ثم قل:
اللهم إن فلانا أوفدني إليك لعلمه بحسن ثوابك، معتقدا أنك تسمع و
تجيب، وتعاقب وتثيب، اللهم فاجعل خطواتي عنه كفارة لما سلف من ذنوبه
وصلواتي (1) عنه شاهده له بصدق الايمان، مثبتة له في ديوان الغفران، اللهم
ما أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر - فلان بن فلان - فيه و
أجرني عليه.
وكذلك تقول عند النبي صلى الله عليه وآله وعند الأئمة عليهم السلام.
ثم تقول: عقيب الكلام:
السلام عليك يا مولاي من - فلان بن فلان - فاني أتيتك زائرا عنه فاشفع
لي وله عند ربك، اللهم أوصل عليه من رحمتك ما يستغنى به عن رحمة من سواك
وإن كان ميتا، قال بعد ذلك: اللهم جاف الأرض عن جنبيه، واجعل رحمتك
واصلة إليه، واجعل ما أفعله من المناسك شاهدا له، برحمتك يا أرحم الراحمين.
وإذا زرت عن أخيك أو أمك أو أبيك فسلم على الإمام عليه السلام على نسق
التسليم ثم قل: اللهم كن لفلان ابن فلان عونا ومعينا وناصرا وكالئا وراعيا حيث كان
بمحمد وآله الطاهرين.
ثم صل ركعتين فإذا سلمت منهما فاسجد وقل في سجودك: اللهم لك
صليت ولك ركعت ولك سجدت، لأنه لا تنبغي الصلاة إلا لك، اللهم قد جعلت
ثواب صلاتي وسلامي وزيارتي هدية مني إلى - فلان بن فلان - فتقبل ذلك
له منى وأجرني عليه خير الجزاء برحمتك.
وأفضل ما يقال: اللهم إن - فلان بن فلان - أوفدني إلى مولاه ومولاي لأزور
عنه رجاء لجزيل الثواب، وساق الدعاء إلى آخر ما ذكره الشيخ رحمهما الله (2).

(1) صلاتي خ ل.
(2) المزار الكبير ص 196 - 198.
258

6 - ثم قال: وروي عن بعض العلماء الصادقين عليهم السلام أنه سئل عن الرجل
يصلي ركعتين أو يصوم يوما أو يحج أو يعتمر أو يزور رسول الله صلى الله عليه وآله أو أحد
الأئمة، ويجعل ثواب ذلك لوالديه أو لأخ له في الدين، أو يكون له على ذلك
ثواب؟ فقال: إن ثواب ذلك يصل إلى من جعل له من غير أن ينقص من أجره
شئ (1).
7 - مصباح الزائر: صفة من ينوب عن غيره: إذا عزمت على ذلك من منزلك وكنت
مستأجرا للنيابة فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أعوذ بك أن نبيع
الدين بالدنيا، أو نستبدل الظلمة بالضياء، أو نختار الأعداء على الأولياء،
اللهم فاجعلنا مع محمد وآل محمد في الدنيا والآخرة، واجمع الدنيا والآخرة لنا
برحمتك، فقد علمت قلة صبرنا على الفقر، وتغتسل في منزلك وتصلي ركعتين
فإنه روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: ما استخلف عبد على أهله خلافة أفضل
من ركعتين يركعهما إذا أراد سفرا ويقول:
اللهم إني أريد زيارة ولي الله عن - فلان بن فلان ويذكره باسمه
ونسبه - وأنت تعلم يا رب أن الفقر والفاقة حملني علي أن أزور عنه غير بائع
منه ديني، ولا مؤثر حاله على طاعتي لك، ولولا أنك بفضل رحمتك أذنت أن
أزور عنه لما زرت عن سواي، ولصبرت على الفقر والفاقة والمسكنة، اللهم
فتقبل ذلك منه، وحقق ظنه، وأجرني في زيارتي عنه، ولا تخيب رجاءه في.
وحقق أمله، فإنه إنما وجهني في هذا الوجه، طلبا لمرضاتك، وتقربا إليك.
اللهم فأعطه سؤله، وبلغني ما توجهت له، وأستودعك اليوم نفسي وديني
وخواتيم عملي وولدي ووالدي، الشاهد منا والغائب، وجميع أهلي حزانتي
وما ملكتنيه، اللهم احفظنا واحفظ علينا، واجعلني وإياهم في ودائعك التي لا
تضيع، واصرف عني وعن رفقائي في طريقي كل محذور، حتى تردني إلى
وطني ظافرا بما أتوقعه في هذا القصد من قبولك زيارتي عن - فلان بن فلان -

(1) المزار الكبير ص 198.
259

وإعطائك إياه.
ثم تختار من الأدعية ما أحببت، فإذا سلمك الله وبلغت موضع الاخذ في
الزيارة، وأردت الاغتسال لها فقل عند الغسل: اللهم إني اغتسلت هذا الغسل
عن - فلان بن فلان - فاجعله له نورا وطهورا وحرزا وشفاء عن كل داء وسقم
ومن كل آفة وعاهة، ومن شر ما يخاف ويحذر، وطهر قلبه وجوارحه و
عظامه ولحمه ودمه وشعره وبشره ومخه، وما أقلت الأرض منه، واجعله
له شاهدا يوم فقره إليه وحاجته، وأجرني على ذلك، وطهرني من الذنوب يا
أرحم الراحمين.
ثم البس أطهر ثيابك، ويستحب أن يكون الثياب لمن تزور عنه،
وامش بسكينة وتأنية، وأكثر من التهليل والتحميد، فإذا دنوت من باب
المشهد فقل: اللهم هذا باب يشرع إلى قبر فيه باب من أبوابك، اللهم فكما فتحته على
- فلان - ورزقته إنفاذي إليه، فلا تغلقن أبواب توبتك عنه، واعصمه من الذنوب
اللهم وإن لك في كل يوم إلى زوار هذا المكان لحظات تنيلهم فيها رحمتك،
فبحقك على نفسك، وبحق أوليائك عليك، صل على محمد وآل محمد، واجعل
- فلان بن فلان - كالشاهد لهذا المكان في نيل بركاتك ورحمتك.
ثم ادخل المشهد وقل: الحمد لله الذي جعلني من عمار مساجده، اللهم
صل على محمد وآل محمد، واختم عمل - فلان بن فلان - بأحسنه، ولا تزغ قلبه
بعد إذ هديته، وهب له من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
ثم ادع لنفسك بما أحببت (1) ثم مل إلى القبلة وتسبح تسبيح الزهراء
عليها السلام وقل:
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله

(1) مصباح الزائر ص 265 - 266.
260

وأشهد أن عليا عليه السلام عبد الله وأخو رسوله، اللهم صل على محمد وآل محمد.
ثم ادخل وقف عند الرأس وقل: اللهم إني أشهدك، واشهد ملائكتك
أني أسلم على أهل بيت النبوة عن - فلان بن فلان - فإنه وجهني إلى هذا الموضع
الشريف، عن غير استكبار منه، لقصده والتسليم عليه، وتقليب وجهه على هذه
التربة، إلا أن أشغالا صدته، وعوائق منعته، فوجهني لاسلم عليه وعلى جميع
الأئمة المرضيين.
اللهم أنت عالم أن - فلان بن فلان - يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عليا أمير المؤمنين والأئمة من
ولده أئمته وسادته، يتولاهم ويتبرأ من أعدائهم، وقل: اللهم إني أسلم عن
- فلان بن فلان - على وليك، فبلغه عنه السلام، يا ولى الله إني أسلم عليك
السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك
يا إمام المؤمنين، ووارث علم النبيين، آدم ومن دونه من الأنبياء والأوصياء
والمؤمنين.
ثم تنكب على القبر وتقول: أتيتك بأبي أنت وأمي زائرا وافدا إليك
عن - فلان بن فلان - متوجها بك إلى الله، فاشفع له عند الله، فقد قصدك هاربا
من ذنوبه راجيا الخلاص من عقوبة ربه تعالى، يا ولي الله كن - لفلان بن فلان -
شافعا واقض حاجته في دينه وعقباه.
ثم ترفع رأسك وتصلي عند الرأس ركعتين وتقول: اللهم إني أسئلك بحق
نبيك المصطفى، وعلي المرتضى، وفاطمة الزهراء، وبحق الحسن والحسين
وعلي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وموسى بن جعفر، وعلي
ابن موسى، ومحمد بن علي، وعلي بن محمد، والحسن بن علي، والخلف الصالح
سمي نبيك، احفظ - فلان بن فلان - من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن
شماله، واصرف الاسواء عنه، وأعطه أمنيته، وخاصة الحاجة التي يريد قضاءها
منك في زيارتي هذه قبر وليك، يا أرحم الراحمين.
261

فإذا أردت الوداع فاغتسل وزر بزيارته ثم قل: اللهم إني أشهدك وكفى
بك شهيدا، واشهد هذا الامام صلواتك عليه أن - فلان بن فلان - ائتمنني وسألني
أن أزور عنه قبر مولاه ومولاي، وأدعو له عند قبره، فأشهدك أني أديت الأمانة
وبذلت المجهود، وزرت عند قبر وليك، ولم أشرك في زيارتي عنه أحدا من خلقك
فاقبل ذلك منه، واحشره في زمرة محمد وآل محمد، وأورده حوضهم، واجعله
من حزبهم، ومكنه في دولتهم، وأفلج حجته، وأنجح طلبته، اللهم صل على
محمد وآل محمد، وبلغ أرواحهم وأجسادهم عن - فلان بن فلان - السلام في هذه
الساعة، وأجرني في زيارتي عنه، يا أرحم الراحمين.
وتقول: اللهم إن فلان بن فلان - أوفدني إلى مولاه ومولاي لأزور
عنه، رجاء لجزيل الثواب، وفرارا من سوء الحساب (1).
أقول: وساق الدعاء إلى آخر ما أخرجناه من التهذيب سواء.
ثم قال السيد - رحمه الله - وغيره: إذا أردت أن تزور عن أخيك أو أبيك
أو أمك أو ذي سبب أو نسب أو غيرهم تطوعا، فسلم على الإمام عليه السلام على نسق
التسليم المأمور به، فإذا فرغت فصل ركعتين، فإذا سلمت منهما فقل: اللهم
لك صليت، ولك ركعت ولك سجدت، لأنه لا ينبغي الصلاة إلا لك، اللهم
وقد جعلت ثواب زيارتي وصلاتي هاتين الركعتين هدية مني إلى مولاي فلان
بن فلان عليه السلام عن - فلان بن فلان - فتقبل ذلك مني، وأجرني عليه، إنك على
كل شئ قدير.
وإن أردت أن تزور عن جميع إخوانك المؤمنين، وعن جميع من يوصيك
بالزيارة عنه والدعاء له تطوعا، فزر الامام الذي تكون عنده، واقصد بها النيابة
وصل ركعتين ثم قل:
اللهم إني زرت هذه الزيارة، وصليت هذه الصلاة، وهاتين الركعتين

(1) مصباح الزائر ص 266 - 267.
262

وجعلت ثوابهما، هدية مني إلى مولاي - فلان بن فلان - عن جميع إخواني
المؤمنين والمؤمنات، وعن جميع من أوصاني بالزيارة والدعاء له، اللهم تقبل
ذلك مني ومنهم، برحمتك يا أرحم الراحمين.
فإنك إذا قلت لأحدهم: إني قد صليت وزرت وسلمت على الامام عنك كنت
صادقا في قولك.
وإن كنت نائبا عن غيرك فقل بعد الزيارة والصلاة والدعاء: اللهم ما
أصابني من تعب أو نصب أو سغب أو لغوب فأجر - فلان بن فلان - عنه وأجرني
في نيابتي عنه، السلام عليك يا مولاي عن - فلان بن فلان - أتيتك زائرا عنه،
فاشفع لي عند ربك، وتدعو له ولجميع المؤمنين، وكذلك تفعل في الوداع (1).
الكتاب العتيق الغروي: إذا لم يكن خروجك لقبورهم زائرا لنفسك بل مستأجرا عن أخ من
إخوانك فقل:
اللهم صل على محمد وآل محمد الطاهرين، واجعل ثواب وأجر جميع ما
نالني وينالني في سفري هذا، في بدئي ومرجعي من تعب ونصب ووصب ومصيبة
في مال ونفقة، وكل غم وهم وكد وغير ذلك، مما يكسب الثواب، ويوجب
الحسنات، ويحط الأوزار والسيئات والخطايا، إلى أن بلغت هذا المشهد الذي
شرفته وعظمت حرمته - لفلان بن فلان - الذي أوفدني له وعنه وبماله ونفقته
إنك رؤوف رحيم وعلى كل شئ قدير، وأنت أرحم الراحمين، وصلى الله على
محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين الطاهرين (1).

(1) مصباح الزائر ص 265.
263

12 * (باب) *
* " تزوير الميت وتقريبه إلى المشاهد المقدسة (1) " *
1 - الكافي: علي عن أبيه، عن بكر بن صالح والعدة، عن ابن زياد، عن محمد بن
سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر
عليه السلام يقول: لما حضر الحسن بن علي عليه السلام الوفاة قال للحسين عليه السلام: يا
أخي إني أوصيك فاحفظها، إذا أنامت فهيئني ووجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي عليها السلام ثم ردني فادفني بالبقيع (2).
2 - الكافي: محمد بن الحسن وعلي بن محمد، عن سهل بن زياد مثله (3).
أقول: قد مضى مثله بأسانيد في باب شهادته عليه السلام، ويمكن أن يستدل به
على استحباب تقريب الموتى إلى المشاهد المشرفة والضرايح المقدسة كما هو
المتعارف لعموم الناس.

(1) لم يوجد هذا الباب في مطبوعة تبريز.
(2) الكافي ج 1 ص 300.
(3) الكافي ج 1 ص 302.
264

* ((أبواب)) *
* " (زيارات أولاد الأئمة عليهم السلام وأصحابهم) " *
* " (وخواصهم وساير المؤمنين، وذكر) " *
* " (ساير الأماكن الشريفة) " *
1 * " (باب) " *
* " (زيارة فاطمة بنت موسى عليهما السلام بقم) " *
1 - ثواب الأعمال، عيون أخبار الرضا (ع): أبي وابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن سعد بن سعد
قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليها السلام فقال عليه السلام:
من زارها فله الجنة (1).
2 - كامل الزيارة: علي بن بابويه عن علي عن أبيه مثله (2).
3 - كامل الزيارة: أبي وأخي والجماعة عن أحمد بن إدريس وغيره عن العمركي
عمن ذكره عن ابن الرضا عليه السلام قال: من زار قبر عمتي بقم فله الجنة (3).
4 - أقول: رأيت في بعض كتب الزيارات حدث علي بن إبراهيم عن أبيه

(1) ثواب الأعمال ص 89 وعيون الأخبار ج 2 ص 267.
(2) كامل الزيارات ص 324.
(3) كامل الزيارات ص 324.
265

عن سعد عن علي بن موسى الرضا عليه السلام، قال قال، يا سعد عندكم لنا قبر، قلت:
جعلت فداك قبر فاطمة بنت موسى عليهما السلام؟ قال: نعم، من زارها عارفا بحقها فله
الجنة، فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبل القبلة، وكبر أربعا وثلاثين تكبيرة،
وسبح ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمد ثلاثا وثلاثين تحميدة ثم قل:
السلام على آدم صفوة الله، السلام على نوح نبي الله، السلام على إبراهيم
خليل الله، السلام على موسى كليم الله، السلام على عيسى روح الله، السلام عليك
يا رسول الله، السلام عليك يا خير خلق الله، السلام عليك يا صفي الله، السلام
عليك يا محمد بن عبد الله، خاتم النبيين، السلام عليك يا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب، وصي رسول الله، السلام عليك يا فاطمة سيدة نساء العالمين، السلام
عليكما يا سبطي نبي الرحمة، وسيدي شباب أهل الجنة، السلام عليك يا علي بن
الحسين سيد العابدين، وقرة عين الناظرين، السلام عليك يا محمد بن علي، باقر
العلم بعد النبي، السلام عليك يا جعفر بن محمد الصادق البار الأمين، السلام
عليك يا موسى بن جعفر الطاهر الطهر، السلام عليك يا علي بن موسى الرضا
المرتضى، السلام عليك يا محمد بن علي التقي، السلام عليك يا علي بن محمد، النقي
الناصح الأمين، السلام عليك يا حسن بن علي، السلام على الوصي من بعده،
اللهم صل على نورك وسراجك، وولي وليك، ووصي وصيك، وحجتك
على خلقك.
السلام عليك يا بنت رسول الله، السلام عليك يا بنت فاطمة وخديجة، السلام
عليك يا بنت أمير المؤمنين، السلام عليك يا بنت الحسن والحسين، السلام عليك
يا بنت ولي الله، السلام عليك يا أخت ولي الله، السلام عليك يا عمة ولي الله.
السلام عليك يا بنت موسى بن جعفر، ورحمة الله وبركاته، السلام عليك
عرف الله بيننا وبينكم في الجنة وحشرنا في زمرتكم وأوردنا حوض نبيكم وسقانا
بكأس جدكم من يد علي بن أبي طالب صلوات الله عليكم، أسأل الله أن يرينا
فيكم السرور والفرج، وأن يجمعنا وإياكم في زمرة جدكم محمد صلى الله عليه وآله، وأن
266

لا يسلبنا معرفتكم إنه ولي قدير.
أتقرب إلى الله بحبكم، والبراءة من أعدائكم، والتسليم إلى الله، راضيا به غير منكر ولا مستكبر، وعلى يقين ما أتى به محمد وبه راض، نطلب بذلك وجهك
يا سيدي، اللهم ورضاك والدار الآخرة، يا فاطمة اشفعي لي في الجنة، فان
لك عند الله شأنا من الشأن.
اللهم إني أسألك أن تختم لي بالسعادة، فلا تسلب مني ما أنا فيه،
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللهم استجب لنا وتقبله بكرمك وعزتك
وبرحمتك وعافيتك، وصلى الله على محمد وآله أجمعين، وسلم تسليما يا أرحم
الراحمين.
5 - تاريخ قم: للحسين بن محمد القمي باسناده عن الصادق عليه السلام قال:
إن لله حرما وهو مكة، ولرسوله حرما وهو المدينة، ولأمير المؤمنين حرما
وهو الكوفة، ولنا حرما وهو قم، وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة
من زارها وجبت له الجنة قال عليه السلام ذلك ولم تحمل بموسى أمه (1).
6 - وبسند آخر عنه عليه السلام أن زيارتها تعدل الجنة (2).

(1) تاريخ قم (الترجمة الفارسية) 215 طبع إيران سنة 1353.
(2) تاريخ قم (الترجمة الفارسية) 215 طبع إيران سنة 1353.
267

2 * " (باب) " *
* " (فضل زيارة عبد العظيم بن عبد الله) " *
* " (الحسنى رضي الله عنه) " *
1 - ثواب الأعمال: علي بن أحمد عن حمزة بن القاسم عن محمد العطار عن رجل
عن الحسن أبي الحسن العسكري عليه السلام، قال: دخلت عليه فقال: أين كنت؟ فقلت:
زرت الحسين عليه السلام، قال: أما لو أنك زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن
زار الحسين بن علي صلوات الله عليهما (1).
2 - كامل الزيارة: علي بن بابويه عن محمد العطار عن بعض أهل الري عن أبي
الحسن العسكري عليه السلام، مثله (2).
3 - فهرست النجاشي: الحسين بن عبد الله عن جعفر بن محمد عن علي بن الحسين السعد -
آبادي عن البرقي قال: كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان وسكن
سربا في دار رجل من الشيعة في سك الموالي، وكان يعبد الله في ذلك السرب،
ويصوم نهاره ويقوم ليله، وكان يخرج مستترا يزور القبر المقابل قبره، وبينهما
الطريق، ويقول: هو رجل من ولد موسى بن جعفر عليه السلام، فلم يزل يأوى إلى
ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه وعليهم
السلام، حتى عرفه أكثرهم.
فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلى الله عليه وآله، قال له: إن رجلا من

(1) ثواب الأعمال ص 89.
(2) كامل الزيارات ص 324.
268

ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باب (1) عبد الجبار بن
عبد الوهاب - وأشار إلى المكان الذي دفن فيه - فذهب الرجل ليشترى شجرة الرجل
ومكانها من صاحبها، فقال له: لأي شئ تطلب الشجرة ومكانها؟ فأخبره بالرؤيا، فذكر
صاحب الشجرة أنه كان رأى مثل هذه الرؤيا، وأنه قد جعل موضع الشجرة مع جميع
الباغ وقفا على الشريف والشيعة، يدفنون فيه فمرض عبد العظيم ومات رحمه الله
فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه، فإذا فيها: أنا أبو القاسم
عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب عليه السلام (2).

(1) في المصدر: باغ عبد الجبار.
(2) رجال النجاشي ص 173 طبع بمبئي.
269

3 - * " (باب) " *
* " (فضل بيت المقدس) " *
الآيات: اسرى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام) إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله.
1 - أمالي الطوسي: باسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام، قال:
أربعة من قصور الجنة في الدنيا: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله، ومسجد
بيت المقدس، ومسجد الكوفة (1).
2 - ثواب الأعمال: أبي عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن حسان، عن
أبي محمد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: صلاة في بيت المقدس ألف صلاة، وصلاة في المسجد الأعظم مائة (ألف) صلاة
وصلاة في مسجد القبيلة خمس وعشرون صلاة، وصلاة في مسجد السوق اثنتا عشرة
صلاة، وصلاة الرجل في بيته وحده صلاة واحدة (2).
المحاسن: عن النوفلي مثله (3).
بيان: في بعض النسخ في المسجد الأعظم مائة ألف صلاة، فالمراد المسجد
الحرام، وفي بعضها مائة صلاة فالمراد جامع البلد، والأخير أظهر.
3 - تفسير العياشي: عن جابر الجعفي قال: قال محمد بن علي: يا جابر ما أعظم فرية
أهل الشام على الله يزعمون أن الله تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 379.
(2) ثواب الأعمال ص 29.
(3) المحاسن ج 1 ص 55 وص 57 في أحاديث متفرقة.
270

قدمه على صخرة بيت المقدس، ولقد وضع عبد من عباد الله قدمه على حجر فأمرنا
الله تبارك وتعالى أن نتخذها مصلى.
يا جابر إن الله تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه، تعالى عن صفة الواصفين، وجل عن أوهام المتوهمين، واحتجب عن عين الناظرين، لا يزول مع الزائلين
ولا يفل مع الآفلين، ليس كمثله شئ، وهو السميع العليم (1).
بيان: الظاهر أن المراد بالعبد النبي صلى الله عليه وآله، حيث وضع قدمه الشريف
عليه ليلة المعراج (2) وعرج منه كما هو المشهور، ويحتمل غيره من الأنبياء
والأوصياء عليهم السلام، وعلى أي حال يدل على استحباب الصلاة عليه.

(1) تفسير العياشي ج 1 ص 59.
(2) بل الظاهر من الحجر أن المراد به مقام إبراهيم وبه أثر قدمه الشريف وقد
أمرنا الله عز وجل بقوله " واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى " أن نتخذه مصلى.
271

4 * " (باب) " *
* " (آداب زيارة أولاد الأئمة عليهم السلام) " *
قال السيد علي بن طاووس - قدس الله روحه -: ذكر زيارة قبور أولاد
الأئمة صلوات الله عليهم وسلامه.
إذا أردت زيارة أحد منهم، كالقاسم بن الكاظم عليه السلام أو العباس بن
أمير المؤمنين عليه السلام، أو علي بن الحسين عليه السلام المقتول بالطف، ومن جرى في
الحكم مجراهم، تقف على قبر المزور منهم صلوات الله عليهم فقل:
السلام عليك أيها السيد الزكي، الطاهر الولي، والداعي الحفي،
أشهد أنك قلت حقا، ونطقت حقا وصدقا، ودعوت إلى مولاي ومولاك علانية وسرا
فاز متبعك (1) ونجا مصدقك، وخاب وخسر مكذبك، والمتخلف عنك، اشهد لي
بهذه الشهادة لاكون من الفائزين بمعرفتك، وطاعتك، وتصديقك واتباعك،
والسلام عليك يا سيدي وابن سيدي، أنت باب الله المؤتى منه، والمأخوذ عنه
أتيتك زائرا، وحاجاتي لك مستودعا، وها أنا ذا أستودعك ديني وأمانتي، وخواتيم، عملي، وجوامع أملي، إلى منتهى أجلي، والسلام عليك ورحمة الله
وبركاته (2).
(زيارة أخرى) يزارون بها أيضا سلام الله عليهم تقول:
السلام على جدك المصطفى، السلام على أبيك المرتضى الرضا، السلام على
السيدين الحسن والحسين، السلام على خديجة سيدة نساء العالمين، السلام

(1) فاز مسعدك خ.
(2) مصباح الزائر ص 260.
272

على فاطمة أم الأئمة الطاهرين، السلام على النفوس الفاخرة، بحور العلوم الزاخرة، شفعائي في الآخرة، وأوليائي عند عود الروح إلى العظام
الناخرة أئمة الخلق وولاة الحق، السلام عليك أيها الشخص الشريف الطاهر
الكريم أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ومصطفاه، وأن عليا وليه ومجتباه
وأن الإمامة في ولده إلى يوم الدين، نعلم ذلك علم اليقين، ونحن لذلك معتقدون
وفي نصرهم مجتهدون (1).
بيان: أقول ذكر المفيد رحمه الله في المزار الزيارة الأولى لأولاد الأئمة
عليهم السلام، ثم اعلم أن المشاهد المنسوبة إلى أولاد الأئمة الهادية والعترة
الطاهرة وأقاربهم صلوات الله عليهم، يستحب زيارتها والالمام بها، فان في تعظيمهم
تعظيم الأئمة وتكريمهم، والأصل فيهم الايمان والصلاح، إلى أن يعلم
منهم خلافهما، كجعفر الكذاب وأضرابه، لكن المعلوم حاله
من بينهم بالجلالة، والمعروف بالنبالة جعفر بن أبي طالب عليه السلام المدفون بموتة، و
فاطمة بنت موسى عليهما السلام المدفونة بقم، وعبد العظيم الحسنى المقبور بالري رضي الله
عنه، وقد مر فضل زيارتهما، وعلي بن جعفر عليه السلام المدفون بقم وجلالته، أشهر من أن يحتاج إلى البيان، وأما كونه مدفونا في قم فغير مذكور في الكتب المعتبرة، لكن أثر قبره الشريف موجود قديم وعليه اسمه مكتوب.
وأما غيرهم فبعضهم يظن فضلهم بما يظهر من حالهم من الاخبار، وبعضهم
يظن سوء رأيهم وفعلهم من تتبع الآثار كأولاد الحسن عليه السلام الذين خرجوا وادعوا
ظاهرا ما ليس لهم، مثل محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وغيرهما (6) وكبعض

(1) مصباح الزائر ص 261.
(2) من الغريب من المصنف أن يذهب إلى هذا الرأي في الثائرين من أبناء الأئمة
عليهم السلام وخصوصا من ذكرهم بعد ما سبق منه في تاريخ الإمام الصادق (ع) في باب
أحوال أقربائه وعشائره فقد روى عن الاقبال جميع ما ذكره السيد ابن طاووس قدس
سره ورواه من الأحاديث الدالة على مدح أولئك السادة ومعرفتهم بالحق وانهم مضوا
وهم مرضيون للأئمة عليهم السلام.
وقد احتمل السيد ابن طاووس في، توجيه ما ورد في بعض الكتب من مفارقتهم
للصادقين (ع) أنه محمول على التقية لئلا ينسب اظهارهم لانكار المنكر وثورتهم على
الحاكمين الجائرين إلى الأئمة الطاهرين (ع) فيؤخذون بجرائر القوم، وقد أطال السيد
الكلام في تنزيههم من ص 51 إلى ص 53 ونقله عنه المؤلف برمته في ج 48 من ص 298
إلى ص 304 فراجع.
وان الباحث المتتبع في تاريخ أولئك العلويين الثائرين يجد أكثر من دليل على
أنهم كانوا دعاة إلى بيعة الرضا من آل محمد صلى الله عليه وآله وإنما لم يشيروا إلى امام بعينه حفظا
له عن نقمة السلطات الحاكمة وتفاديا له عن القتل، وقد ذكرنا في مقدمة الرسالة
الذهبية (طب الإمام الرضا (ع)) المطبوعة في النجف الأشرف سنة 1385 جانبا من تاريخ
أولئك ما يسلط الأضواء على حسن نيتهم في الثورة وجميل سرائرهم في الدعوة فحرى
بالقراء مراجعة ذلك.
273

أولاد موسى عليه السلام الذين وثبوا على الرضا عليه السلام وأحضروه عند القاضي، وكموسى
المبرقع ابن الجواد عليه السلام المدفون بقم، وقد ورد بعض الأخبار في ذمه كما مر.
لكن لا يقدح فيهم بمجرد الاخبار النادرة مع أنه ورد في الخبر النهي عن القدح
فيهم والتعرض لهم (1).

(1) لقد روى شيخنا المجلسي في مرآة العقول ج 1 ص 262 نقلا عن الصدوق
باسناده قول الإمام الصادق عليه السلام لبعض أهل مجلسه وقد أراد أن يتناول زيد بن علي
عليه السلام فنهره عليه السلام فقال: مهلا ليس لكم أن تدخلوا فيما بيننا الا بسبيل خير
انه لم تمت نفس منا الا وتدركه السعادة قبل أن تخرج نفسه ولو بفواق ناقة.
ولذلك شواهد كثيرة في الاخبار منها حديث المفضل المروى في العياشي ج 1 ص 283
قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله (وان من أهل الكتاب الا ليؤمنن به قبل موته) فقال
هذه نزلت فينا خاصة: انه ليس برجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر
للامام بإمامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا (تالله لقد آثرك الله
علينا).
وروى ذلك الفيض في تفسيره الصافي ج 1 ص 411 وعقبه بقوله: يعنى ان ولد فاطمة هم المعنيون باهل الكتاب هنا وذلك لقوله سبحانه (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا) فإنهم المرادون بالمصطفين هناك اه‍.
وذكر الطبرسي في مجمعه ج 9 ص 409 عن ميسر بن عبد العزيز عن الصادق عليه
السلام أنه قال: الظالم لنفسه هنا من لا يعرف حق الامام، والمقتصد منا العارف بحق الامام
والسابق بالخيرات هو الامام، وهؤلاء كلهم مغفور لهم.
وعن زياد بن المنذر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اما الظالم لنفسه منا فمن عمل
صالحا وآخر سيئا، واما المقتصد فهو المتعبد المجتهد، واما السابق بالخيرات فعلى والحسن
والحسين ومن قتل من آل محمد صلى الله عليه وآله شهيدا.
وورد في الخرايج للراوندي في باب معجزات الإمام الباقر عليه السلام ص 31 طبع
الهند نهى الإمام الصادق عليه السلام للحسن بن راشد عن تناول زيد بن علي وتنقصه ثم قال
عليه السلام: يا حسن ان فاطمة لعظمها عند الله حرم ذريتها على النار وفيهم أنزلت (ثم
أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات) فاما الظالم لنفسه الذي لا يعرف، والمقتصد العارف بحق الامام، يا حسن لا يخرج أحدنا من الدنيا حتى يقر لكل ذي فضل فضله اه‍.
وقد روى الأمير الزاهد الشيخ ورام في آخر كتابه تنبيه الخواطر ج 2 ص 522 طبع النجف الأشرف شاهدا على ذلك قصة الشريف عمر بن حمزة أعرضنا عن ذكرها لطولها، إلى
غير ذلك مما يقطع ألسنة المعادين وسبيل المعتدين عن تناول أبناء الزهراء (ع) والدخول فيما
بينهم الا بسبيل خير كما سبق في الخبر الأول ولا يعزب عن بال القارى ما ورد في التوقيع الخارج
من الناحية المقدسة من قوله عليه السلام: واما سبيل عمى جعفر وولده فسبيل أخوة
يوسف.
274

وقد مر بسط القول في ذلك في باب أحوال زيد بن علي عليهما السلام (1).

(1) مر الكلام في ج 46 ص 198 وما بعدها وص 205 من هذه الطبعة الاسلامية.
275

وتقدم ذكر ما يظهر من حال كل منهم من الاخبار في أبواب تاريخ الأئمة
الأخيار عليهم السلام، فلا نعيده ههنا حذرا من التكرار.
والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد قبره قريب من الغري ومعروف (1).

(1) لقد سبق أنا ذكرنا في هامش ص 283 ج 48 من البحار (الطبعة الاسلامية)
في باب أحوال أولاد الإمام موسى بن جعفر عليه السلام شيئا من ترجمة القاسم ابن الإمام
موسى بن جعفر (ع) وذكرنا أن قبره قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية وهو مزار متبرك
به يقصده الناس للزيارة وطلب البركة، ثم ذكرنا قول ياقوت في معجمه والبغدادي في
مراصده: أن بشوشه - قرية بأرض بابل أسفل من حلة بنى مزيد - قبر القاسم بن موسى
ابن جعفر.
ولم يكن ذكرنا لقول ياقوت وابن عبد الحق البغدادي اختيارا منا لقولهما، بل
ذكرنا أولا اختيارنا وذكرنا قولهما ثانيا إحاطة للقاري بما ذهب إليه هذان في كتابيهما،
ولكن مع الأسف الشديد أن يتوهم بعض المعلقين المحدثين أن ذكرنا لقول ياقوت
وصاحبه اختيار منا لذلك فنسبه إلينا وهذا الوهم من سوء الفهم ونسأله التسديد
والعصمة.
ولا يعزب عن ذهن القارئ ان ما ذهب إليه شيخنا المؤلف في تعيين قبر القاسم
المذكور حيث قال: وقبره قريب من الغري، إنما هو مبنى على ظنه أو انه من سهو القلم
والعصمة لله وحده، واحتمال ان يكون مراده قربه من الغري بالنسبة إلى بعده عن بلده
أصفهان كما احتمله بعضهم بعيد غايته.
وقد اشتهر عن الرضا عليه السلام أنه قال: من لم يزرني فليزر أخي القاسم، ولم أقف على
مصدر لهذا الحديث الا أنه مستفيض حتى نظمه بعض الشعراء ومنهم السيد علي بن يحيى بن
حديد الحسيني من أعلام القرن الحادي عشر وقد ترجمه صاحب نشوة السلافة، فقد
نظم السيد المذكور الحديث المشهور بقوله مخاطبا القاسم (ع) كما في البابليات ج 1
ص 162:
أيها السيد الذي جاء فيه * قول صدق ثقاتنا ترويه
بصحيح الاسناد قد جاء حقا عن أخيه لامه وأبيه
انني قد ضمنت جنات عدن للذي زارني بلا تمويه
وإذا لم يطق زيارة قبري حيث لم يستطع وصولا إليه
فليزر في العراق قبر أخي القاسم وليحسن الثناء عليه
276

وأما كيفية زيارتهم فلم يرد فيها خبر على الخصوص، ويجوز زيارتهم بما ورد في
زيارة ساير المؤمنين، ويجوز تخصيصهم بالخطاب بما جرى على اللسان، من
ذكر فضلهم، والتوسل والاستشفاع بهم، وبآبائهم الطاهرين عليهم السلام.
وكذا يستحب زيارة المراقد المنسوبة إلى الأنبياء عليهم السلام كإبراهيم وإسحاق
ويعقوب (1) وذي الكفل (2) ويونس (3) وغيرهم، صلوات الله عليهم أجمعين.

(1) قبورهم عليهم السلام في موضع واحد يسمى اليوم بالخليل - نسبة إلى إبراهيم خليل
الرحمن (ع) - بقرب بيت المقدس بينهما مسيرة يوم كما في معجم البلدان، واسمه
الأصلي حبرون وقيل حبرى، وذكر ياقوت عن الهروي أنه قال: دخلت القدس في
سنة 670 ه‍ واجتمعت فيه وفى مدينة الخليل بمشايخ حدثوني أنه في سنة 513 ه‍ في
أيام الملك بردويل انخسف موضع في مغارة الخليل فدخل إليها جماعة من الفرنج باذن
الملك فوجدوا فيها إبراهيم الخليل وإسحاق ويعقوب عليهم السلام وقد بليت أكفانهم
وهم مستندون إلى حائط، وعلى رؤوسهم قناديل، مكشوفة فجدد الملك أكفانهم
ثم سد الموضع.
(2) وهو حزقيل النبي وقبره في برملاحة - موضع في أرض بابل قرب حلة دبيس
ابن مزيد شرقي قرية يقال لها القسونات - وكذا فيه قبر باروخ أستاذ حزقيل وقبر يوسف
الريان، وقبر يوشع وليس يوشع بن نون، وقبر عزرة وليس عزرة الكاتب كما في معجم البلدان
وتعرف اليوم الناحية باسم الكفل نسبة إليه يمر بها المارة تقع في منتصف الطريق بين
الكوفة والحلة.
(2) قبره في نينوى من الموصل كما دلت على ذلك اخبار وآثار وهو المشهور
أيضا، الا أن المرحوم العلامة السيد مهدى القزويني ذكر في كتابه فلك النجاة ص 335
ذلك وقال: والأصح أنه عن الغري ستة عشر فرسخا، ولم يعين جهته، ولم نعرف
بقرب الغري موضعا ينسب إليه سوى المقام الذي على شاطئ الفرات وهو المكان الذي
ألقته فيه الحوت وقد أشار إلى ذلك أيضا السيد القزويني رحمه الله فراجع.
277

وكذا يستحب زيارة كل من يعلم فضله وعلو شأنه ومرقده ورمسه من أفاضل
صحابة النبي صلى الله عليه وآله كسلمان (1)....

(1) هو أبو عبد الله وقيل في كنيته أيضا أبو الحسن وأبو إسحاق كما في الكشي،
أسلم عند قدوم النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة، وكان قبل ذلك قرأ الكتب في طلب الدين،
وكان عبدا لقوم من بني قريظة فكاتبهم فأدى النبي صلى الله عليه وآله كتابته وعتق، وأول مشاهده مع
النبي صلى الله عليه وآله الخندق وقيل في حفره أنه كان برأي منه.
وقد وردت أخبار كثيرة في فضله كقوله صلى الله عليه وآله سلمان منا أهل البيت، وكقوله صلى الله عليه وآله
أمرني ربى بحب أربعة قالوا أصحابه: ومن هم يا رسول الله؟ قال: علي بن أبي
طالب (ع) والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان.
وقد كتب في أخباره وما ورد في فضله جماعة من المؤلفين، وأوفى من كتب
هو خاتمة المحدثين الشيخ النوري رحمه الله، فإنه كتب كتابا سماه (نفس الرحمان
في فضائل سلمان) جمع فيه فأوعى.
توفى سلمان رضى الله بالمدائن في سنة 34 ه‍ عن عمر طويل قيل بلغ ثلاثمائة
سنة وقيل غير ذلك وتولى غسله وتجهيزه الامام أمير المؤمنين (ع) جاءه من المدينة إلى
المدائن وذلك أمر مستفيض ثابت اشتهر حتى نظمه الشعراء.
ومما يستطرف نقله في المقام ما رواه القاضي المرعشي في مجالس المؤمنين ج 1
ص 507 أن الخليفة المستنصر بالله العباسي خرج يوما إلى زيارة قبر سلمان سلام الله عليه
ومعه السيد عز الدين ابن الأقساسي فقال له الخليفة في الطريق: ان من الأكاذيب ما
يرويه غلاة الشيعة من مجئ علي بن أبي طالب (ع) من المدينة إلى المدائن لما توفى
سلمان وتغسيله إياه ومراجعته في ليلته إلى المدينة، فأجابه ابن الأقساسي بالبديهة
بقوله:
أنكرت ليلة إذ صار الوصي إلى ارض المدائن لما أن لها طلبا
وغسل الطهر سلمانا وعاد إلى عراص يثرب والاصباح ما وجبا
وقلت ذلك من قول الغلاة وما ذنب الغلاة إذا لم يوردوا كذبا
فآصف قبل رد الطرف من سبأ بعرش بلقيس وافى يخرق الحجبا
فأنت في آصف لم تغل فيه بلى في (حيدر) أنا غال ان ذا عجبا
إن كان (أحمد) خير المرسلين فذا خير الوصيين أو كل الحديث هبا
وقد وردت الأبيات بتغيير وتفاوت في مناقب آل أبي طالب للحافظ ابن شهرآشوب
السروي في ج 2 ص 131 ونسبت إلى أبى الفضل التميمي وبناءا على ذلك فيكون الشريف
الأقساسي استشهد بها ولم تكن له اذان وفاة الحافظ ابن شهرآشوب سنة 588 قبل ولادة
المستنصر بسنة فلاحظ.
278

وأبي ذر (1).

(1) اسمه جندب بن جنادة كما هو مشهور وقيل في اسم أبيه غير ذلك، صحابي
جليل مشهود من السابقين إلى الاسلام هاجر بعد وقعة بدر، وفيه قال النبي صلى الله عليه وآله: ما
أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، يعيش وحده، ويموت
وحده، ويبعث وحده، ويدخل الجنة وحده. وله مواقف جليلة في الاسلام، نفاه
عثمان بن عفان من المدينة إلى الشام حين ثقل عليه وجوده لامره بالمعروف و
انكاره المنكر.
ولما حل بالشام ازداد في دعوته فثقل على معاوية ذلك لما كان يلمسه من استجابة
الناس لأبي ذر فكتب إلى عثمان يطلب ابعاده عن الشام فأجابه بحمله على أصعب مركب،
فسيره مع من يغذ به السير بعنف على قتب بغير وطاء، فأجهده ذلك فما وصل المدينة الا
وقد تهرى لهم فخذيه وبلغ منه الجهد.
فجرى بينه وبين عثمان كلام أغضبه فحاول استمالة أبي ذر بالأموال فلم يفلح فنفاه
إلى الربذة وهي قرية تبعد عن المدينة بثلاثة أيام قريبة من ذات عرق فعاش هناك وحيدا
ثم مات وحيدا وكان ذلك سنة 32 ه‍.
279

والمقداد (1) وعمار (2) وحذيفة (3) وجابر الأنصاري (4).
وكذا أفاضل أصحاب كل من الأئمة عليهم السلام المعلوم حالهم من كتب رجال
الشيعة، كميثم التمار (5)..

(1) هو ابن عمرو البهراني وإنما نسب إلى الأسود لأنه حالفه في الجاهلية فتبناه
فنسب إليه حتى نزل قوله تعالى (ادعوهم لآبائهم) وهو من السابقين إلى الاسلام هاجر
إلى الحبشة الهجرة الثانية فهو عليه الصحابة وهو أول من عدا به فرسه في سبيل الله
لأنه لم يكن فرس مع غيره في يوم بدر، زوجه النبي صلى الله عليه وآله ضباعة بنت الزبير بن
عبد المطلب.
(2) هو أبو اليقظان صحابي جليل مشهور من السابقين الأولين وممن عذب في سبيل
الله، شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وكان ممن هاجر إلى الحبشة ثم المدينة،
وشهد مع الامام أمير المؤمنين الجمل وصفين، وكان ينادى في صفين الرواح الرواح إلى
الجنة، اليوم ألقى الأحبة محمدا وحزبه، فقتلته الفئة الباغية كما أخبره النبي الصادق
الأمين صلى الله عليه وآله حين قال له: وتقتلك الفئة الباغية، استشهد بصفين سنة 37 ه‍.
(3) صحابي جليل وابن صحابي جليل وكان أبوه اليمان العبسي ممن استشهد بأحد
وصح عن النبي صلى الله عليه وآله أنه أعلم حذيفة بما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة كما في
صحيح مسلم وغيره، مات حذيفة بالمدائن سنة 36 ه‍ وكان قبره وقبر عبد الله الأنصاري
على ضفة نهر دجلة، ونتيجة ما حصل في الضفة من التأكل بسبب مياه الفيضان فقد خشيت
الحكومة العراقية على قبريهما من الانهيار فنقلت بقايا رفاتيهما إلى مشهد سلمان فدفنا
هناك وكان ذلك في سنة 1350 ه‍.
(4) صحابي وابن صحابي شهد بدرا وثماني عشر غزوة مع النبي صلى الله عليه وآله، وهو من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين (ع)، وعرف بانقطاعه إلى أهل البيت بقي حتى أدرك
أيام الباقر (ع) ومات بالمدينة سنة 78 عن أربع وتسعين سنة.
(5) من وجوه صحابة الامام أمير المؤمنين (ع) وحواريه وأصفيائه وحملة أسراره
وحاله في الجلالة وعظيم المنزلة أشهر من أن يذكر، صلبه الدعي ابن الدعي عبيد الله بن زياد
عام 61 ه‍ قبل ان يرد الحسين (ع) إلى العراق بعشرة أيام في السبخة خارج مسجد الكوفة
عند دار عمرو بن الحريث وقبره اليوم ظاهر مشيد يؤمه الناس بالزيارة والتبرك.
280

ورشيد الهجري (1) وقنبر (2) وحجر بن عدي (3)..

(1) بضم الراء من علية أصحاب الإمام أمير المؤمنين (ع) والحسن والحسين (ع)
وهو ممن القى إليه علم المنايا والبلايا حتى كان يسميه الامام رشيد البلايا لأنه ما زال
يلفى الرجل بعد الرجل فيقول: أنت تموت بكذا وأنت تموت بكذا، قتله ابن مرجانة عبيد الله بن زياد
بعد أن قطع يديه ورجليه وثم لسانه ودفن بباب النخيلة من الكوفة، وقبره اليوم بقرب
جسر العباسيات بقرب قرية ذي الكفل وعليه قبة.
(2) هو مولى أمير المؤمنين (ع) وخادمه الخاص وقد كان ممن يحمل اسرار الإمام عليه السلام
ذبحه الحجاج بن يوسف الثقفي ظلما وجريمته تفانيه في حب مولاه، و
كان ذلك في الكوفة وقيل: ان قبره بحمص وليس ذلك بمعتمد ولعله لواحد من
ذريته.
(3) من سادات الصحابة وفد على النبي صلى الله عليه وآله هو وأخوه هاني بن عدي، وقد
شهد القادسية مع المسلمين وأبلى بلاءا حسنا ثم صحب الامام أمير المؤمنين عليه السلام فكان
من وجوه أصحابه وذوي الرأي والإشارة والتدبير شهد معه الجمل والصفين
أخذه الدعي زياد بن أبيه مع جماعة من شيعة وأرسلهم مكبلين بالحديد إلى معاوية
بالشام، وكانت عدتهم أربعة عشر رجلا فعرض عليهم البراءة من الامام أمير المؤمنين عليه
السلام فلم يفعلوا فأمر معاوية بقتل ثمانية منهم وترك ستة فكان حجر بن عدي ممن قتل في
ذلك اليوم وكانت حادثة حجر وأصحابه إحدى بوائق معاوية وقد استنكرها عليه سادات
المسلمين ووجوه الصحابة لاحظ ابن الطبري وابن الأثير حوادث سنة 51 ه‍
ودفن حجر وأصحابه بمرج عذراء وقد بنيت عليهم قبة جدد تعميرها قبل أعوام و
قد طلب منى المرحوم شيخ العراقين بيات أن أكتب له مختصرا في ترجمة أولئك الشهداء
ليكتب على جدران القبة في الكتيبة فكتب في ذلك الوقت ما تيسر عن تراجمهم وأسباب
قتلهم ونقمة المسلمين على معاوية في فعلته النكراء فيا ويله من حجر وأصحاب حجر، فلقد
روى ابن سيرين قال بلغنا أن معاوية لما حضرته الوفاة جعل يقول: يومى منك يا حجر
طويل.
281

وزرارة (1) ومحمد بن مسلم (2) وبريد (3)..

(1) اسمه عبد ربه ولقبه زرارة يكنى بأبي على وأبى الحسن من عيون أصحاب الإمامين
الصادقين وأكابر رجال الشيعة فقها وحديثا ومعرفة بالكلام، وردت في مدحه روايات دلت
على سمو مكانته وجلالة شأنه عند الأئمة عليهم السلام أغنت عن الاطناب في مدحه
له كتب رواها عنه جماعة من أصحابنا وله أولاد منهم الحسن والحسين ورومي و
عبيد وعبد الله ويحيى وله أخوة منهم عمران وبكير وعبد الرحمان وعبد الملك، ولهم أولاد لهم
جميعا روايات كثيرة وأصول وتصانيف، وبيتهم من بيوت الشيعة الشامخة رفيع العماد كثير
الأوتاد، توفى زرارة سنة 150 بعد وفاة الإمام الصادق (ع) (عن شرح مشيخة الفقيه ص 9 بقلم
سماحة السيد الوالد دام ظله)
(2) هو أبو جعفر الأوقص الطحان الأعور السمان الطائفي الكوفي القصير الحداج
الثقفي مولاهم من أصحاب الصادقين والكاظم عليهم السلام، وجه أصحابنا بالكوفة، فقيه
ورع محدث.
وكان من أوثق الناس وممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه ومن جملة حواري
الإمام الباقر عليه السلام ومن أوتاد الأرض وأعلام الدين كما في خبر جميل بن دراج، ومن
القوامين بالقسط والقوامين بالصدق وأحب الناس أحياءا وأمواتا إلى الصادق عليه السلام
كما في خبر داود بن سرحان وخبر البقباق وخبر عمر بن يزيد والجميع مروى في الكشي،
كما فيه من الأخبار الدالة على جلالة قدره ورفيع منزلته ما يغنينا عن الاطناب في مدحه
سمع عن الباقر عليه السلام ثلاثين ألف حديث ومن الصادق عليه السلام ستة عشر ألف حديث
روى عنه خلق كثير، له كتاب يسمى الأربعمائة مسأله في أبواب الحلال والحرام رواه
العلا بن رزين مات سنة (150) عن شرح مشيخة الفقيه ص 6 - 7 باقتضاب)
(3) وجه من وجوه الشيعة ومحدث فقيه من فقهاء أصحاب الأئمة له مكانة محترمة عند
الأئمة عليهم السلام وذكره الكشي ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وممن اتفقت على
تصديقه وانقادوا له بالفقه وهو من أوتاد الأرض واعلام الدين كما في خبر جميل عن الصادق (ع)
282

وأبي بصير (1) والفضيل بن يسار (2) وأمثالهم مع العلم بموضع قبرهم.
وكذا المشاهير من محدثي الشيعة وعلمائهم، الحافظين لاثارهم الأئمة الطاهرين
وعلومهم، كالمفيد (3)..

(1) الظاهر مراد المولف هو ليث بن البختري المرادي الكوفي لأنه من أوتاد الأرض وأعلام
الدين كما في خبر جميل عن الصادق (ع) روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام ورد في
مدحه من الحديث ما يدل على جلالته وعظيم مكانته، روى ذلك الكشي في رجاله وربما عد
ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم والاقرار لهم بالفقه وهو أحد المخبتين الذين
بشرهم الإمام الصادق عليه السلام بالجنة (شرح المشيخة ص 18)
(2) هو أبو القاسم النهدي عربي صميم ثقة جليل القدر روى عن الصادقين عليهما السلام
ومات في أيام الصادق عليه السلام أصله كوفي نزل البصرة، ورد في مدحه من الروايات ما يغنى
عن الاطناب في مدحه واطرائه
خصوصا ما رواه الشيخ الصدوق في مشيخة الفقيه ص 32 حيث ذكر عن ربعي بن عبد الله
عن غاسل الفضيل بن يسار أنه قال إني لاغتسل الفضيل وأن يده لتسبقني إلى عورته قال
فخبرت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال: رحم الله الفضيل بن يسار هو منا أهل البيت.
(3) هو محمد بن محمد بن النعمان الحارثي عربي صميم يكنى بأبي عبد الله ويعرف
بابن المعلم ويلقب بالمفيد، ولد في 11 شهر ذي القعدة سنة 336 أو سنة 338 في سويقة
ابن البصري بعكبراء - على عشرة فراسخ من بغداد في ناحية الدجيل (وكان ربعة نحيفا
أسمر، خشن اللباس كثير الصدقات عظيم الخشوع كثير الصلاة والصيام دقيق الفطنة ماضي
الخاطر حسن اللسان والجدل صبورا على الخصم، جميل العلانية.
ما كان ينام من الليل الا هجعة ثم يقوم يصلى أو يطالع أو يدرس أو يتلو القرآن
تخرج في العلم على عدة مشايخ أذعن لهم الخاصة والعامة بالفضل، أنها هم سيدنا الوالد
دام ظله فترجمته في مقدمة التهذيب ص 11 - 14 - إلى 61 شيخا.
كما أنه تخرج عليه جماعة من أئمة أهل العلم والفضل ذكر أعيانهم سيدنا الوالد
أيضا في ترجمته ص 14 - 16 - وفيهم أمثال الشريف المرتضى وأخيه الرضى
وشيخ الطائفة الطوسي - رحمهم الله - والنجاشي وسلار والكراجكي وعضد الدولة
البويهي.
خلف من الآثار العلمية مكتبة ضخمة، غذت الفكر الاسلامي في مختلف الفنون وقد
ذكرها سيدنا الوالد دام ظله في ترجمته من ص 22 إلى ص 30 وأنهاها إلى 194 مؤلفا
كما ذكر جميل الثناء عليه من أقطاب المسلمين وكلهم ألسنة ثناء وتقدير، توفى رحمه
الله في ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان المبارك سنة 413 وعمره 75 سنة
أو 77 سنة.
وكانت وفاته ببغداد فشيعه من الشيعة بما يقدر بثمانين الف سوى غيرهم من سائر
المذاهب والفرق، ووضعت جنازته بميدان الأشنان - وكان واسعا - للصلاة عليه، فصلى
عليه تلميذه الشريف المرتضى وصلى الناس خلفه، ثم حمل إلى داره فدفن فيها وبقى أربع
سنين ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مقابر قريش فدفن إلى جانب شيخه أبى القاسم جعفر بن
محمد بن قولويه - صاحب كامل الزيارات - عند رجلي الامامين الكاظمين، وهو مزار
معروف متبرك به.
(باقتضاب عن مقدمة التهذيب الاحكام سماحة سيدنا الوالد دام ظله)
283

والشيخ الطوسي (1)...

(1) هو أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي شيخ الطائفة وزعيمها، ولد في شهر
رمضان سنة 385، قدم بغداد من طوس سنة 408 وهو ابن ثلاثة وعشرين سنة، حضر
على الشيخ المفيد نحوا من خمس سنين ولازمة حتى توفى رحمة الله فاختص بعده بالشريف
المرتضى طيلة 13 سنة.
جعل له الخليفة القائم بأمر الله العباسي كرسي الكلام والإفادة، ولم يكونوا
يسمحوا به الا لوحيد عصره. استقل بزعامة الطائفة بعد موت شيخه الشريف المرتضى في
سنة 436 وبقى في بغداد طيلة اثنى عشر عاما، ثم غادرها إلى النجف الأشرف سنة 448
ليضع حجر الزاوية للهيئة العلمية النجفية، فهو مؤسسها وباني مجدها واليه يرجع
الفضل في اختيارها وتشييد جامعتها العلمية، توفى سنة 460 في محرم الحرام عن خمسة
وسبعين عاما ودفن في داره التي حولت بعده مسجدا حسب وصيته، وقبره اليوم أحد
المزارات المقصودة لطلب الخير والبركة. خلف من الآثار العلمية أكثر من خمسين كتابا
في فنون الاسلام، ولقد من الله على أن وفقني للقيام ببعض الخدمات في نشر كتابيه
الاستبصار والتهذيب اللذين تولى تحقيقهما سماحة سيدنا الوالد دام ظله وطبعا في
النجف الأشرف.
284

والسيد بن الجليلين المرتضى (1) والرضي (2)...

(1) هو الشريف ذو المجدين علم الهدى أبو القاسم علي بن الشريف النقيب أبى
احمد الحسين بن موسى بن محمد بن موسى بن إبراهيم ابن الإمام موسى الكاظم (ع)
مفخرة الشيعة الإمامية وبطل من ابطال العلم أوحد أهل زمانه علما وعملا، انتهت إليه
الرئاسة في المجد والشرف وفى العلم والدين حتى لقب بذى المجدين وكان إماما في
علم الكلام والفقه والأدب والشعر.
ولد في رجب سنة 355 ه‍ وخلف من الآثار العلمية مؤلفات قيمة اشتهر منها كتاب
الغرر والدرر المطبوع مكررا وكتاب الشافي في الإمامة وكتاب تنزيه الأنبياء
وغيرها.
توفى في 25 ربيع الأول سنة 436 ه‍ وتولى غسله أبو الحسين النجاشي والشريف
أبو يعلى الجعفري والفقيه سالار بن عبد العزيز الديلمي، وصلى عليه ولده ودفن في
داره ببغداد أولا ثم نقل إلى جوار جده الحسين (ع) فدفن مع أبيه وأخيه قدس الله
أرواحهم.
(2) هو الشريف ذو الحسبين أبو الحسن محمد بن أبي أحمد الحسين الموسوي كان
نابغة عصره وامام مصره أشعر الطالبيين تولى نقابة الاشراف والنظر في المظالم وامارة
الحاج في سنة 388 وأبوه حي وكان الهمة رفيع المنزلة، بلغ من اعتداده بشرفه واعتماده على كفائته أن كتب إلى القادر العباسي قصيدة يقول فيها:
عطفا أمير المؤمنين فإننا في دوحة العلياء لا نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت أبدا كلانا في المعالي معرق
الا الخلافة ميزتك فإنني أنا عاطل منها وأنت مطوق
ولد ببغداد سنة 359 ه‍ ونشأ بها، خلف من الآثار القيمة والمؤلفات الممتعة ما
لا تزال غرة المكتبة الاسلامية ومعنيها الذي لا ينضب وفي مقدمتها تفسيره حقائق التأويل
وتلخيص البيان والمجازات النبوية وكتاب نهج البلاغة الكتاب الذي قيل فيه انه دون
كلام الخالق وفوق كلام المخلوق إلى غير ذلك.
توفى ببغداد يوم الأحد سادس محرم سنة 406 ه‍ وحضر حين وفاته الوزير فخر
الملك في داره مع سائر الوزراء والأعيان والقضاة والاشراف وهم حفاة مشاة وصلى
عليه الوزير المذكور ودفن في داره في محلة الكرخ بخط مسجد الأنباريين ثم نقل بعد
ذلك إلى كربلاء فدفن عند جده الحسين (ع).
285

والعلامة الحلي (1) وغيرهم رضي الله عنهم.

(1) هو الامام الشيخ الأوحد آية الله على الاطلاق جمال الدين أبو منصور الحسن
ابن سديد الدين يوسف بن زين الدين علي بن المطهر الحلي ولد في 29 شهر رمضان سنة
648 ه‍ وكان من أعاظم فقهاء الطائفة جامعا لشتى العلوم مكثرا للتصانيف مجيدا فيها
تضلع في الكلام والفقه والأصول مع قوة عارضة وكمال حجة وبليغ بيان، له تأليفات
قيمة تزيد على مائة مصنف، وقيل إنه وجد بخطه رحمه الله خمسمائة مجلد من مصنفاته
غير ما وجد بخط غيره.
وهو الذي ناظر علماء السنة فأفحمهم وظهر عليهم، وحديث نصرته لمذهب الحق
في بلاط السلطان محمد الجايتو خان الملقب بشاه خدا بنده في سنة 708 مشهور وسببه
تشيع السلطان المذكور ومن حينه انتشر المذهب في إيران وأمر السلطان بتغيير الخطبة
في تمام ممالكه وتغيير نقوش السكة ونقش الأسامي المباركة عليها والاذان بحي على خير
العمل وكل ذلك ببركة العلامة الحلي رحمه الله.
توفى يوم السبت 21 محرم الحرام سنة 726 ه‍ ونقل إلى النجف الأشرف ودفن
في الحجرة التي إلى جنب المنارة الشمالية من حرم الامام أمير المؤمنين (ع). وقبره
اليوم ظاهر مزار للمؤمنين في مدخل البهو على يمين الداخل إلى حرم العلوي على صاحبه
السلام (وقد كتبت له ترجمة ضيافة في مقدمة كتابه الألفين الطبعة الثانية التي ستصدر
قريبا إن شاء الله في النجف الأشرف من المطبعة الحيدرية).
286

ومقابر قم مملوة من الأفاضل والمحدثين، وتعظيمهم من تعظيم الدين، و
إكرامهم من إكرام الأئمة الطاهرين، صلوات الله عليهم أجمعين.
5 * " (باب) " *
* " زيارة سلمان الفارسي رضي الله عنه وسفراء " *
* " (القائم عليه السلام) " *
1 - قال السيد قدس الله روحه: إذ أردت زيارته تقف على قبره وتستقبل
القبلة وتقول: السلام على رسول الله، محمد بن عبد الله خاتم النبيين، السلام على
أمير المؤمنين وسيد الوصيين، السلام على الأئمة المعصومين الراشدين، السلام
على الملائكة المقربين، السلام عليك يا صاحب رسول الله الأمين، السلام عليك يا
ولي أمير المؤمنين، السلام عليك يا مودع أسرار السادة الميامين، السلام عليك يا
بقية الله من البررة الماضين، السلام عليك يا أبا عبد الله، ورحمة الله وبركاته
أشهد أنك أطعت الله كما أمرك، واتبعت الرسول كما ندبك، وتوليت
خليفته كما ألزمك، ودعوت إلى الاهتمام بذريته كما وقفك، وعلمت الحق يقينا
287

واعتمدته (1) كما أمرك، وأشهد أنك باب وصي المصطفى، وطريق حجة الله
المرتضى وأمين الله فيما استودعت من علوم الأصفياء.
أشهد أنك من أهل بيت النبي النجباء، المختارين لنصرة الوصي، أشهد
أنك صاحب العاشرة، والبراهين والدلايل القاهرة، وأقمت الصلاة وآتيت
الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وأديت الأمانة، ونصحت لله و
لرسوله، وصبرت على الأذى في جنبه، حتى أتاك اليقين.
لعن الله من جحدك حقك، وحط من قدرك، لعن الله من أذاك في مواليك
لعن الله من أعنتك في أهل نبيك، لعن الله من لامك في ساداتك، لعن الله عدو آل محمد
من الجن والإنس من الأولين والآخرين، وضاعف عليهم العذاب الأليم.
صلى الله عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله
وعليك يا مولى أمير المؤمنين، وصلى الله على روحك الطيبة، وجسدك الطاهر،
وألحقنا بمنه ورأفته إذا توفانا بك، وبمحل السادة الميامين، وجعلنا معهم بجوارهم
في جنات النعيم.
صلى الله عليك يا أبا عبد الله، وصلى الله على إخوانك الشيعة البررة، من
السلف الميامين، وأدخل الروح والرضوان على الخلف من المؤمنين، وألحقنا
وإياهم بمن تولاه من العترة الطاهرين، وعليك وعليهم السلام ورحمة الله وبركاته.
ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات، ثم صل مندوبا ما بدا لك، فإذا
أردت وداعه رحمة الله عليه، فليكن ذلك بالوداع الذي نذكره عقيب ما يأتي من
زياراته رضوان الله عليه (2).
أقول: وجدت هذه الزيارة نقلا عن خط علي بن السكون قدس الله روحه،
وزاد بعد قوله على الملائكة المقربين: ثم ضع يدك اليسرى عليه وقل:

(1) اعتقدته كما ألهمك خ ل.
(2) مصباح الزائر ص 261.
288

2 - ثم قال السيد رحمة الله عليه:
(زيارة أخرى) لسلمان الفارسي رضوان الله عليه ثانية تقول:
السلام على سيدنا محمد (1) خاتم النبيين، وعلى آله الأئمة الطاهرين، السلام
على أنبياء الله أجمعين وملائكته المقربين، وعباده الصالحين، السلام عليك أيها
العبد الصالح، والمؤمن المخلص الناصح، السلام عليك يا من خلطه إيمانه بأهل
البيت الطاهرين، وباعده إسلامه من جملة الكفار والمشركين.
السلام عليك يا أبا عبد الله ووصيه (2) وصاحب رسوله وصفيه، السلام عليك
أيها الطائع العابد الخاشع الزاهد، السلام عليك يا سلمان، ورحمة الله وبركاته.
أشهد أنك عشت حميدا، ومضيت سعيدا، لم تنكث عهدا، ولا حللت من الشرع
عقدا، ولا رضيت منكرا، ولا أنكرت معروفا، ولا واليت مخالفا، ولا خالفت
مؤالفا، ولا بعت دينك بدنياك، ولا آثرت على ما يبقى ما يفنى.
وأشهد أنك مضيت على سنة خاتم النبيين، وولاية أمير المؤمنين، وأهل
البيت الطاهرين، وأنك صرت إلى أحمد جوار، وأسعد قرار، فهنأك الله إنعامه
المؤبد، وإكرامه المجدد، وجعلك في زمرة مواليك الطاهرين، وأئمتك
الأكرمين، ونفعني بزيارتك، وإخلاصي في محبتك، وجمع بيننا في مستقر الرحمة
ومحل النعمة إنه على ذلك قدير.
اللهم إني أسئلك بحق محمد، وأهل بيته الطاهرين الهادين، أن تصلي
عليهم أجمعين، وأن تضاعف اكرامك وإنعامك وترادف إحسانك وامتنانك، على
عبدك سلمان، الذي شرفته بالاسلام والايمان، والقرب من نبيك ووصيه عليهما السلام
وأن تجعل زيارتي له كفارة لذنوبي، وممحصة (3) لعيوبي، وزيادة في يقيني
ومؤكدة لايماني، وأن تحمدني عاقبة أمري في دنياي وديني، وتغفر لي ولوالدي
وأهلي، إنك على كل شئ قدير، وحسبي الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

(1) النبي خ.
(2) ووليه خ ل.
(3) تمحصة خ ل.
289

ثم تقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر. وتصلي ركعتين وتدعو بما أحببت فإنه
مرجو الإجابة، إن شاء الله تعالى (1). (زيارة ثالثة) لسلمان رحمه الله.
السلام عليك أيها الولي المؤتمن، والصفي المختزن، وصاحب (2) الحق على
طول الزمن، مدرك علم الأولين، ومسر علم الآخرين، المدلول على الرسول
بالآيات والنعت، والصفات والوقت، حتى أتاه بالبشارة، عند محتضر النذارة
فأدى إليه بشارة المسلمين به، ودلالتهم عليه، ورأي خاتم النبوة بين كتفيه، ومقاليد الدنيا والآخرة في يديه، وبأوصيائه من بعده، القائمين بعهده، لما علمه من
الاخبار، على سالف الاعصار، فجعلك النبي صلى الله عليه وآله من أهل بيته وقرابته، تفضيلا
لك على صحابته، إذ كنت أولهم إلى معرفته قدما، وآخرهم به نطقا، وأدعاهم إليه
حقا (3) فقد أتيناك زائرين، ولآلاء الله ذاكرين، تعرضا لرحمته، واعترافا بنعمته.
فأسئل الله الذي خصك بصدق الدين، ومتابعة الخيرين الفاضلين، أن
يحييني حياتك، ويميتني مماتك، على إنكار ما أنكرت، والرد على من خالفت
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (4).
(زيارة رابعة) لسلمان رضي الله عنه وأرضاه:
السلام عليك يا أبا عبد الله سلمان، السلام عليك يا تابع صفوة الرحمن،
السلام عليك يا من تميز من أهل الايمان، السلام عليك يا من خالف حزب الشيطان
السلام عليك يا من نطق بالحق، ولم يخف صولة السلطان، السلام عليك يا من
نابذ عبدة الأوثان، السلام عليك يا خير من تابع الوصي، زوج سيدة النسوان.
السلام عليك يا من جاهد في الله غير مرتاب مع النبي، والوصي

(1) مصباح الزائر ص 262.
(2) طالب خ ل.
(3) أرعاهم له حقا خ.
(4) مصباح الزائر ص 262.
290

أبي السبطين (1) [السلام عليك يا من صدق فكذبه أقوام]. السلام عليك
يا من قال له سيد الخلق من الإنس والجان، أنت منا أهل البيت لا يدانيك
إنسان، السلام عليك يا من تولى أمره عند وفاته أبو الحسنان (2) السلام عليك
يا من جوزيت عنه بكل إحسان، السلام عليك فقد كنت على خير أديان، السلام
عليك ورحمة الله وبركاته.
أتيتك يا أبا عبد الله زائرا قاضيا فيك حق الامام، وشاكرا لبلائك في الاسلام
فأسأل الله الذي خصك بصدق الدين، ومتابعة الخيرين الفاضلين، أن يحييني
حياتك، وأن يميتني مماتك، ويحشرني محشرك، على إنكار ما أنكرت، ومنابذة
من نابذت، والرد على من خالفت، ألا لعنة الله على الظالمين، من الأولين
والآخرين، فكن لي يا أبا عبد الله شاهدا بهذه الدعوة والزيارة، عند إمامي
وإمامك صلى الله عليه وآله، وجمع الله بيني وبينك وبينهم في مستقر من رحمته، وجعلنا
وإياهم وجميع المؤمنين والمؤمنات، في جنات النعيم، بمنه وجوده.
ثم صل صلاة الزيارة وما بدالك، وادع الله كثيرا لنفسك وللمؤمنين،
فإذا عزمت على الانصراف عن زيارته فقف عليه للوداع وقل:
السلام عليك يا أبا عبد الله أنت باب الله المؤتى منه، والمأخوذ عنه، أشهد أنك
قلت حقا، ودعوت صدقا، ودعوت إلى مولاي مولاك علانية وسرا، أتيتك زائرا، وحاجاتي لك مستودعا، وها أنا ذا مودعك أستودعك ديني وأمانتي، وخواتيم
عملي وجوامع أملي إلى منتهى أجلي، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، وصلى
الله على محمد وآله الأخيار، ثم ادع كثيرا وانصرف إنشاء الله تعالى (3).
بيان: قوله: صاحب العاشرة أي الدرجة العاشرة من الايمان.
لما روى بأسانيد عن الصادق عليه السلام: إن الايمان عشر درجات، فالمقداد

(1) أبى السبطان خ ل.
(2) أبو الحسنين خ ل.
(3) مصباح الزائر ص 263.
291

في الثامنة، وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة (1).
" قوله " يا من تميز، من أهل الايمان في بعض النسخ المصححة، يا من
لم يتميز، فالمراد بأهل الايمان أهل البيت عليهم السلام، " قوله " أبو البسطان هذا
على سبيل الحكاية كأبو الحسنان.
ثم قال السيد رحمة الله عليه: زيارة أبواب الحجة صلوات الله عليه منسوبة
إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه: تسلم على رسول الله صلى الله عليه وآله،
وعلى أمير المؤمنين عليه السلام بعده، وعلى خديجة الكبرى، وعلى فاطمة الزهراء
وعلى الحسن والحسين، وعلى الأئمة عليهم السلام، إلى صاحب الزمان صلوات الله
عليه ثم تقول:
السلام عليك يا فلان بن فلان، أشهد أنك باب الولي أديت عنه وأديت
إليه، ما خالفته ولا خالفت عليه، قمت خاصا، وانصرفت سابقا، جئتك عارفا بالحق
الذي أنت عليه، وأنك ما خنت في التأدية والسفارة، السلام عليك من باب
ما أوسعك، ومن سفير ما آمنك، ومن ثقة ما أمكنك.
أشهد أن الله اختصك بنوره، حتى عاينت الشخص، فأديت عنه
وأديت إليه.
ثم ترجع فتبتدئ بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صاحب الزمان، وتقول
بعد ذلك: جئتك مخلصا بتوحيد الله، وموالاة أوليائه، والبراءة من أعدائهم،
ومن الذين خالفوك يا حجة المولى، وبك اللهم (2) توجهي، وبهم إليك توسلي.
ثم تدعو وتسأل الله ما تحب تجب إن شاء الله تعالى (3).
أقول: وجدت في بعض النسخ القديمة من مؤلفات أصحابنا زيارة مولانا أبي

(1) ورد ذلك في خصال الصدوق ج 2 ص 213 - 214 - طبع الاسلامية وفى
روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 213 - 214 طبع الحيدرية سنة 1386 ه‍
(2) وبك إليهم توجهي إلى الله وتوسلي خ ل.
(3) مصباح الزائر ص 264.
292

محمد عثمان بن سعيد العمروي الأسدي:
السلام عليك أيها العبد الصالح، الناصح لله ولرسوله ولأوليائه، المجد في
خدمة ملوك الخلائق، أمناء الله وأصفيائه، السلام عليك أيها الباب الأعظم، والصراط الأقوم، والولي الأكرم، السلام عليك أيها المتوج بالأنوار الامامية
المتسربل بالجلابيب المهدية، المخصوص بالاسرار الأحمدية والشهب العلوية،
والمواليد الفاطمية، السلام عليك يا قرة العيون، والسر المكنون، السلام عليك
يا فرج القلوب، ونهاية المطلوب، السلام عليك يا شمس المؤمنين، وركن
الأشياع المنقطعين، السلام على ولي الأيتام، وعميد الجحاجحة الكرام،
السلام على الوسيلة إلى سر الله في الخلائق، وخليفة ولي الله الفاتق الراتق.
السلام عليك يا نائب قوام الاسلام، وبهاء الأيام، وحجة الله الملك العلام على
الخاص والعام، الفاروق بين الحلال والحرام، والنور الزاهر، والمجد الباهر في
كل موقف ومقام.
السلام عليك يا ولي بقية الأنبياء، وخيرة إله السماء، المختص
بأعلى مراتب الملك العظيم، المنجي من متالف العطب العميم، ذي اللواء المنصور
والعلم المنشور، والعلم المستور، المحجة العظمى، والحجة الكبرى، سلالة
المقدسين، وذرية المرسلين، وابن خاتم النبيين، وبهجة العابدين، وركن
الموحدين، ووارث الخيرة الطاهرين، صلى الله عليهم صلاة لا تنفد وإن نفد
الدهر، ولا تحول وإن حال الزمن والعصر.
اللهم إني أقدم بين يدي سؤالي، الاعتراف لك بالوحدانية، ولمحمد
بالنبوة، ولعلي بالإمامة، ولذريتهما بالعصمة وفرض الطاعة، وبهذا الولي
الرشيد، والمولى السديد، أبي محمد عثمان بن سعيد أتوسل إلى الله بالشفاعة
إليه، ليشفع إلى شفعائه، وأهل مودته وخلصائه، أن يستنقذوني من مكاره
الدنيا والآخرة.
اللهم إني أتوسل إليك بعبدك عثمان بن سعيد، واقدمه بين يدي حوائجي
293

أن تصلي على محمد وآل محمد وشيعته وأوليائه، وأن تغفر لي الحوب والخطايا،
وتستر علي الزلل والسيئات، وترزقني السلامة من الرزايا، فكن لي يا ولي
الله شافعا نافعا، وركنا منيعا دافعا، فقد ألقيت إليك بالآمال، ووثقت منك بتخفيف الأثقال، وقرعت بك يا سيدي باب الحاجة، ورجوت منك جميل سفارتك
وحصول الفلاح بمقام غياث أعتمد عليه وأقصد إليه، وأطرح نفسي بين يديه،
والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ثم صل صلاة الزيارة واهدها له ولشركائه في النيابة صلى الله عليهم أجمعين
ثم ودعه مستقبلا له إن شاء الله تعالى.
294

6 * " (باب) " *
* " (زيارة المؤمنين وآدابها) " *
1 - كامل الزيارة: محمد بن جعفر الرزاز عن خاله محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
عمرو بن عثمان الرازي قال: سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول: من لم
يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا، يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم يقدر
على صلتنا فليصل صالحي موالينا، يكتب له ثواب صلتنا (1).
2 - كامل الزيارة: ابن الوليد، عن ابن متيل، عن محمد بن عبد الله بن مهران
عن عمرو بن عثمان، عن الرضا عليه السلام مثله (2).
3 - كامل الزيارة: أبي والكليني وجماعة مشايخي، عن محمد بن يحيى، عن الأشعري
قال: كنت بفيد فمشيت مع علي بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع قال: فقال
لي علي بن بلال: قال لي صاحب هذا القبر، عن الرضا عليه السلام، قال: من أتى
قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات
أمن يوم الفزع الأكبر، أو يوم الفزع (3).
4 - كامل الزيارة: محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن الأشعري مثله، إلا أن
فيه واستقبل القبلة ووضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر سبع مرات
أمن من الفزع الأكبر (4).
5 - كامل الزيارة: عنه، عن الأشعري، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو
عن أبان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام، كيف
أضع يدي على قبور المسلمين (5)؟ فأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مقابل
القبلة (6).

(1) كامل الزيارات ص 319.
(2) كامل الزيارات ص 319.
(3) كامل الزيارات ص 319.
(4) كامل الزيارات: 320.
(5) المؤمنين خ ل.
(6) كامل الزيارات: 320.
295

6 - دعوات الراوندي: عن داود الرقي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام
يقوم الرجل على قبر أبيه وقريبه وغير قريبه هل ينفعه ذلك؟ قال؟ نعم إن
ذلك يدخل عليه كما يدخل على أحدكم الهدية، يفرح بها.
7 - وقيل لأمير المؤمنين عليه السلام: ما شأنك جاورت المقبرة؟ فقال: إني
أجدهم جيران صدق يكفون السيئة، ويذكرون الآخرة.
8 - وقال ابن عباس: إن رجلا ضرب خباءه على قبر ولم يعلم أنه قبر من؟
فقرأ تبارك الذي بيده الملك، فسمع صائحا يقول: هي المنجية، فذكر ذلك
للنبي صلى الله عليه وآله، فقال: هي المنجية من عذاب القبر.
9 - كامل الزيارة: عنه، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن عبد الله الحجال
عن صفوان الجمال، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
يخرج في ملا من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول: السلام عليكم أهل الديار - ثلاثا - رحمكم الله - ثلاثا - ثم يلتفت إلى أصحابه
فيقول: هؤلاء خير منكم، فيقولون يا رسول الله ولم؟ آمنوا وآمنا، وجاهدوا
وجاهدنا؟ فيقول: إن هؤلاء آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم، ومضوا على ذلك
وأنا لهم على ذلك شهيد، وأنتم تبقون بعدي، ولا أدري ما تحدثون بعدي (1).
10 - كامل الزيارة: محمد الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
زياد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام، قال: دخل علي
أمير المؤمنين مقبرة ومعه أصحابه فنادى: يا أهل التربة، ويا أهل الغربة، ويا أهل الخمود،
ويا أهل الهمود أما أخبار ما عندنا فأموالكم قد قسمت، ونساؤكم قد نكحت،
ودوركم قد سكنت فما خبر ما عندكم؟ ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما والله لو يؤذن لهم
في الكلام لقالوا: لم يتزود مثل التقوى زاد (2).
بيان: خمود النار سكون لهبها، ويقال أخمد إذا سكن وسكت، والهمود

(1) كامل الزيارات ص 320.
(2) كامل الزيارات ص 320.
296

الموت، وطفؤا النار أو ذهاب حرارتها، والهامد البالي المسود المتغير.
11 - النوادر: لعلي بن أسباط، عن عثمان بن عيسى، عن رجل، عن
أبي عبد الله عليه السلام، قال: إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم
وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم (1).
12 - كامل الزيارة: الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن جده
محمد بن عيسى، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، قال: قلت لأبي
عبد الله عليه السلام: كيف أسلم على أهل القبور؟ قال: نعم تقول: السلام على أهل الديار
من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا فرط، ونحن إنشاء الله بكم لاحقون (2).
13 - كامل الزيارة: أبي، عن ابن أبان، عن ابن اورمه، عن ابن أبي نجران،
عن عبد الله بن سنان مثله (3).
14 - كامل الزيارة: الحسن بن عبد الله، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن ابن أبي
المقدام، عن أبيه قال: مررت مع أبي جعفر عليه السلام بالبقيع، فمررنا بقبر رجل
من أهل الكوفة من الشيعة، فقلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك هذا قبر رجل
من الشيعة، قال: فوقف عليه وقال: اللهم ارحم غربته، وصل وحدته، وآنس
وحشته، وآمن روعته، وأسكن إليه من رحمتك ما يستغنى بها عن رحمة من سواك
وألحقه بمن كان يتولاه (4).
15 - كامل الزيارة: أبي، عن ابن أبان، عن الأهوازي، عن النضر، عن القاسم
ابن سليمان، عن جراح المدائني قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام كيف التسليم
على أهل القبور؟ قال: تقول: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين،
رحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، وإنا إنشاء الله بكم لاحقون (5).

(1) نوادر علي بن أسباط الأصول الستة عشر ص 126 ولم يوجد هذا الخبر في
مطبوعة تبريز وكذا ما روى عن دعوات الراوندي.
(2) كامل الزيارات ص 321
(3) كامل الزيارات ص 321
(4) كامل الزيارات ص 321
(5) كامل الزيارات ص 321
297

16 - ورواه البرقي، عن أبيه، عن النضر مثله (1).
17 - كامل الزيارة: وجدت في بعض الكتب: محمد بن سنان، عن المفضل (*) قال: من
قرأ إنا أنزلناه عند قبر مؤمن سبع مرات بعث الله إليه ملكا يعبد الله عند قبره،
ويكتب للميت ثواب ما يعمل ذلك الملك، فإذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول
إلا صرفه الله عنه بذلك الملك، حتى يدخله الله به الجنة، ويقرأ مع إنا أنزلناه
سورة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة،
وإنا أنزلناه سبع مرات (2).
18 - مصباح الزائر: عن المفضل مثله (3).
19 - كامل الزيارة: أبي، عن سعد، عن ابن أبان، عن ابن اورمه، عن النضر
عن ابن حميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله إذا مر بالقبور قال: السلام عليكم من ديار قوم مؤمنين،
وإنا إنشاء الله بكم لاحقون (4).
20 - وبهذا الاسناد عن ابن أورمة عن علي بن الحكم عن ابن عجلان قال: قام
أبو جعفر عليه السلام على قبر رجل فقال: اللهم صل وحدته، وآنس وحشته، وأسكن
إليه من رحمتك ورأفتك، ما يستغني عن رحمة من سواك (5)
21 - كامل الزيارة: محمد الحميري، عن أبيه، عن البرقي، عن الوشا، عن علي بن أبي حمزة
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام كيف نسلم على أهل القبور؟ قال: تقول: السلام على أهل
الديار من المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، أنتم لنا فرط وإنا بكم
إنشاء الله لاحقون (6)

(1) كامل الزيارات ص 322 وفى نسخة في الحديث الثاني هكذا (وتقرأ بعد
الحمد انا أنزلناه سبعا والمعوذتين وقل هو الله أحد وآية الكرسي ثلاثا ثلاثا)
* الفضيل خ ل.
(2) تقدم آنفا تحت رقم 1.
(3) مصباح الزائر ص 264 وفيه الفضيل بدل المفضل ولعله من تصحيف النساخ.
(4) كامل الزيارات ص 322.
(5) كامل الزيارات ص 322.
(6) كامل الزيارات ص 322.
298

كامل الزيارة: أبي وعلي بن الحسين وغيرهما عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن
هارون بن الجهم، عن المفضل بن صالح، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: مر أمير المؤمنين
عليه السلام على القبور فأخذ في الجادة ثم قال عن يمينه: السلام عليكم يا أهل القبور
من أهل القصور، أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون،
ثم التفت عن يساره وقال: مثل ذلك (1).
23 - كامل الزيارة: ابن الوليد عمن ذكره عن البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم
عن البطائني، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يخرج أحدكم إلى القبور فيسلم
فيقول: السلام على أهل القبور، السلام على من كان فيها من المسلمين والمؤمنين،
أنتم لنا فرط، ونحن لكم تبع، وإنا بكم لاحقون، وإنا إليه راجعون
يا أهل القبور بعد سكنى القصور، يا أهل القبور بعد النعمة والسرور، صرة إلى
القبور يا أهل القبور كيف وجدتم طعم الموت؟ ثم تقول: ويل لمن صار إلى النار،
فيهريق دمعته ثم ينصرف (2).
24 - وعنه باسناده عن البرقي، عن بعض أصحابه، عن عباس بن عامر القضباني
عن يقطين، عن المسلى قال: كان أبو عبد الله عليه السلام يقول إذا دخل الجبانة: السلام
على أهل الجنة (3).
25 - مصباح الزائر: إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس، وإلا ففي
أي وقت شئت، وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول: اللهم ارحم
غربته، وصل وحدته، وآنس وحشته، وآمن روعته، وأسكن إليه من رحمتك رحمة
يستغنى بها عن رحمة من سواك وألحقه بمن كان يتولاه. ثم اقرأ إنا أنزلناه في ليلة

(1) كامل الزيارات ص 323 والمسلى في الحديث الأخير نسبة إلى المسلية قبيلة
من مذحج وذكر في هامش المطبوعة نقلا عن المير مصطفى - التفريشي - أنه قال: كان
اسمه محمد بن عبد الله ويطلق على ربيع بن محمد بن عمر أيضا ويحتمل أن يطلق على
إسماعيل بن علي وبحر الكوفي وخباب الكوفي وخلاد بن عامر أيضا.
(2) تقدم تحت رقم 1.
(3) تقدم تحت رقم 1.
299

القدر سبع مرات (1).
29 - وروي في صفة زيارتهم رواية أخرى عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: نزور الموتى؟ فقال: نعم قلت: فيعلمون بنا إذا أتيناهم قال: إي والله ليعلمون
بكم ويفرحون بكم، ويستأنسون إليكم، قال: قلت: فأي شئ نقول: إذا أتيناهم قال:
قل: اللهم جاف الأرض عن جنوبهم، وصاعد إليك أرواحهم، ولقهم منك رضوانا
وأسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم، وتونس [به] وحشتهم، إنك على كل
شئ قدير.
وإذا كنت بين القبور فاقرأ قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، وأهد ذلك
لهم، فقد روى أن الله يثيبه على عدد الأموات. (2).
27 - من لا يحضره الفقيه: كانت فاطمة عليها السلام تأتي قبور الشهداء كل غداة سبت
فتأتي قبر حمزة فتترحم عليه وتستغفر له (3).
28 - وقال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: إذا دخلت المقابر فطأ القبور
فمن كان مؤمنا استروح إلى ذلك، ومن كان منافقا وجد ألمه (4).
29 - أقول: وجدت في بعض مؤلفات أصحابنا ناقلا عن المفيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ آية من كتاب الله في مقبرة من مقابر المسلمين أعطاه
الله ثواب سبعين نبيا، ومن ترحم على أهل المقابر نجى من النار، ودخل الجنة
وهو يضحك.
30 - وعنه صلى الله عليه وآله قال: إذا قرأ المؤمن آية الكرسي وجعل ثواب قراءته لأهل
القبور، أدخله الله تعالى قبر كل ميت، ويرفع الله للقارئ درجة ستين نبيا
وخلق الله من كل حرف ملكا يسبح له إلى يوم القيامة.
31 - وروى عن الحسين بن علي عليه السلام، قال: من دخل المقابر فقال:

(1) مصباح الزيارات ص 264.
(2) مصباح الزيارات ص 264.
(3) من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 114.
(4) نفس المصدر ج 1 ص 115.
300

اللهم رب هذه الأرواح الفانية، والأجساد البالية، والعظام النخرة التي خرجت
من الدنيا وهي بك مؤمنة، أدخل عليهم روحا منك وسلاما مني. كتب الله له بعدد
الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات.
وهذا دعاء علي عليه السلام لأهل القبور: بسم الله الرحمن الرحيم السلام على
أهل لا إله إلا الله من أهل لا إله إلا الله، يا أهل لا إله إلا الله، بحق لا إله إلا
الله كيف وجدتم قول لا إله إلا الله، من لا إله إلا الله، يا لا إله إلا الله، بحق
لا إله إلا الله، اغفر لمن قال لا إله إلا الله، واحشرنا في زمرة من قال لا إله إلا
الله، محمد رسول الله، علي ولي الله.
فقال علي عليه السلام: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله، يقول: من قرأ هذا الدعاء
أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة، وكفر عنه سيئات خمسين سنة
ولأبويه أيضا.
32 - وروى أن أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليه أن تقف وتقول:
اللهم ولهم ما تولوا، واحشرهم مع من أحبوا.
33 - وقال في كتاب العدة روى عن النبي صلى الله عليه وآله: من دخل المقابر فقرأ سورة
يس خفف الله عنه يومئذ، وكان له بعدد من فيها حسنات (1).
أقول: قد تقدم ساير الأخبار المروية في فضل زيارة المؤمنين وآدابها في
أبواب الجنائز من كتاب الطهارة.

(1) عدة الداعي ص 105.
تم والحمد لله على توفيقه ما أردناه من التعليق على كتاب المزار من هذه الموسوعة
القيمة - بحار الأنوار - ونسأله تعالى أن يتم توفيقه لنا ويكمل احسانه علينا بانجاز باقي
هذه الموسوعة تحقيقا وتعليقا انه ولى ذلك وحده، والحمد لله بدءا وختاما، وأنا الأقل:
محمد مهدى السيد حسن الموسوي الخرسان.
301

7 * (باب) *
* " (نادر في اكرام القادم من الزيارة) " *
1 - روى في بعض مؤلفات أصحابنا رحمهم الله تعالى، عن معلى بن خنيس
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إذا انصرف الرجل من إخوانكم من
زيارتنا أو زيارة قبورنا فاستقبلوه، وسلموا عليه، وهنؤوه بما وهب الله له، فان
لكم مثل ثوابه، ويغشاكم ثواب مثل ثوابه، من رحمة الله، وإنه مامن رجل يزورنا
أو يزور قبورنا إلا غشيته الرحمة وغفرت له ذنوبه:
[صورة خط المؤلف رحمة الله عليه:]
والحمد لله الذي وفقني لاتمام هذا المجلد من كتاب بحار الأنوار في المشهد
المقدس المنور الغروي على مشرفه وأخيه وزوجته وأولاده الطاهرين ألف
ألف ألف صلاة وتحية وسلام بعد انصرافي عن حج بيت الله الحرام، وزيارة قبر
النبي صلى الله عليه وآله، والأئمة الكرام المقبورين في جواره عليهم الصلاة
والسلام، وكان ذلك في ليلة مبعث النبي صلى الله عليه وآله، السابع والعشرين من شهر
رجب الأصب، من شهور سنة إحدى وثمانين بعد الألف، من الهجرة المقدسة
النبوية.
ثم الحمد لله أولا وآخرا، والصلاة على سيد المرسلين، وفخر
العالمين محمد وعترته الأكرمين، الغر الميامين، فالمرجو من إخواني المؤمنين،
الناظرين في هذا الكتاب، والزائرين بما أودعته فيه، أن يترحموا علي، ويدعوا
لي بالغفران، والرحمة والرضوان، في روضات أئمتي ومشاهدهم عليهم السلام، في
حياتي وبعد وفاتي، وهل الدعاء إلا لمثلي، لكثرة زلاتي وهفواتي، غفر الله
لي ولوالدي وسائر المؤمنين، بحق أئمتي وسادتي.
302

* ملحق بهذا الجزء *
303

قد وعدنا في ذيل الصفحة 209 أن ننقل ما أورده المؤلف في باب أعمال يوم
الجمعة من صلوات الجامعة على الرسول والأئمة عليهم السلام فنقول:
قال المؤلف قدس الله روحه:
من أصل قديم من مؤلفات قدمائنا: فإذا صليت الفجر يوم الجمعة، فابتدئ
بهذه الشهادة، ثم بالصلاة على محمد وآله وهي هذه:
اللهم أنت ربي ورب كل شئ، [وخالقي] وخالق كل شئ، آمنت
بك وبملائكتك وكتبك ورسلك، وبالساعة والبعث والنشور، وبلقائك والحساب
ووعدك ووعيدك، وبالمغفرة والعذاب، وقدرك وقضائك، ورضيت بك ربا،
وبالاسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وآله نبيا، وبالقرآن كتابا وحكما، وبالكعبة قبلة
وبحججك على خلقك حججا وأئمة، وبالمؤمنين إخوانا، وكفرت بالجبت والطاغوت
وباللات والعزى، وبجميع ما يعبد دونك، واستمسكت بالعروة الوثقى لا انفصام
لها والله سميع عليم.
وأشهد أن كل معبود من لدن عرشك إلى قرار الأرضين السابعة سواك
باطل، لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، كنت قبل الأيام والليالي، وقبل
الأزمان والدهور، وقبل كل شئ، إذ أنت حي قبل كل حي، وحي بعد كل
حي، تباركت وتعاليت في عليائك، وتقدست في أسمائك، لا إله غيرك ولا رب
سواك، وأنت حي قيوم ملك قدوس متعال أبدا لا نفاد لك ولا فناء، ولا زوال، ولا
غاية، ولا منتهى.
لا إله في السماوات والأرضين إلا أنت، تعظمت حميدا، وتحمدت كريما
وتكبرت رحيما، وكنت عزيزا قديما، قديرا مجيدا، تعاليت قدوسا رحيما
قديرا، وتوحدت إلها جبارا قويا عليا عليما عظيما كبيرا، وتفردت بخلق
الخلق كلهم، فما خالق بارئ مصور متقن غيرك، وتعاليت قاهرا معبودا مبدئا
معيدا منعما مفضلا جوادا ماجدا رحيما كريما.
فأنت الرب الرحيم الذي لم تزل ولا تزال وتضرب بك الأمثال، ولا يغيرك
305

الدهور، ولا يفنيك الزمان ولا تداولك الأيام، ولا يختلف عليك الليالي
ولا تحاولك الاقدار (1) ولا تبلغك الآجال، لا زوال لملكك ولا فناء لسلطانك
ولا انقطاع لذكرك، ولا تبديل لكلماتك، ولا تحويل لسنتك، ولا خلف لوعدك
ولا تأخذك سنة ولا نوم ولا يمسك نصب ولا لغوب.
فأنت الجليل القديم الأول الاخر الباطن الظاهر القدوس، عزت أسماؤك
وجل ثناؤك، ولا إله سواك، وصفت نفسك أحدا صمدا فردا لم يتخذ صاحبة
ولا ولدا، لم تلد ولم تولد ولم يكن لك كفوا أحد.
أنت الدائم في غير وصب (2) ولا نصب، لم تشغلك رحمتك عن عذابك، ولا عذابك
عن رحمتك، خلقت خلقك من غير وحشة بك إليهم ولا انس بهم، وابتدعتهم لا من
شئ كان ولا بشئ شبهتهم.
لا يرام عزك، ولا يستضعف أمرك، لا عز لمن أذللت، ولا ذل لمن أعززت
أسمعت من دعوتك وأجبت من دعاك.
اللهم اكتب شهادتي هذه واجعلها عهدا عندك توفنيه يوم تسأل الصادقين
عن صدقهم، وذلك قولك " لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا ".
اللهم إني أتوجه إليك بمحمد نبيك صلى الله عليه وآله، وبايماني به، وبطاعتي له
وتصديقي بما جاء به من عندك، فنزل به الروح الأمين من وحيك على محمد نبي
الرحمة، القائد إلى الرحمة، الذي بطاعته تنال الرحمة، وبمعصيته تهتك
العصمة صلى الله عليه وآله ورحم وكرم يا داحي المدحوات (3) ويا باني

(1) لا تحاولك الاقدار: أي لا تقصدك ولا تريدك التقديرات كالعباد يتوجه إليهم
قضاياك وتقديراتك.
(2) الوصب: المرض.
(3) داحي المدحوات: أي باسط المبسوطات، والدحو: البسط أراد بها الأرضين
المبسوطة كالأرض التي نسكنها، والمراد بالبسط أن تكون صالحة للاستقرار كالفراش كما
قال عز وجل " الذي جعل لكم الأرض فراشا ".
306

المسموكات (1) ويا مرسي المرسيات (2) ويا جبار السماوات وخالق القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها، وباسط الرحمة للمتقين.
اجعل شرايف صلواتك، ونوامي بركاتك (3)، ورأفته تحننك
وعواطف زواكي رحمتك، على محمد عبدك ورسولك، الفاتح لما أغلق، والخاتم
لما سبق، ومظهر الحق بالحق (4) ودامغ الباطل كما حملته فاضطلع بأمرك، محتملا
لطاعتك، مستوفزا (5) في مرضاتك، غير نأكل في قدم (6) ولا واهن في عزم،
حافظا لعهدك، ماضيا على نفاذ أمرك، حتى أورى قبس القابس (7) وبه هديت القلوب بعد خوضات الفتن، وأقام موضحات الاعلام، ومنيرات الاسلام ونائرات
الاحكام.

(1) المسموكات: المرفوعات وفي النهج " وداعم المسموكات " وفي كتاب الغارات
" وبارئ المسموكات " والداعم الحافظ المقيم من أن ينهدم ويخر.
(2) المرسيات: الجبال الثوابت الرواسخ، يقال: أرسى الشئ ارساء إذا أثبته. و
أرسى الوتد في الأرض: أثبته واحكمه. وكان القياس أن يقال المرسوات كالمدحوات.
(3) الشرائف جمع شريفة كالنوامي جمع نامية.
(4) يعني أنه أظهر كلمة الحق بنفس الحق ورفع علم الحق على القناة الحق، فهو حق
في حق وأما الناس الذين يريدون اظهار كلمة الحق بالباطل ورفع علمه بدعامة الباطل، فقد
حاولوا إحقاق الحق بالباطل، والباطل لا يثبت الا الباطل.
(5) مستوفزا: أي مهتما مستعجلا، والوفز العجلة، واستوفز في قعدته: انتصب
فيها غير مطمئن وقد تهيأ للثوب، وتوفز للشئ تهيأ.
(6) في النهاية: في حديث علي عليه السلام " غير نأكل في قدم " آي في تقدم،
ويقال رجل قدم إذا كان شجاعا، وقد يكون القدم بمعنى التقدم.
(7) قال في النهاية: ورى الزند: إذا خرجت ناره، وأوراه غيره إذا استخرجه
ومنه حديث علي (ع) " حتى أورى قبسا لقابس " أي أظهر نورا من الحق لطالب الهدى.
307

فهو أمينك المأمون، وخازن علمك المخزون، وشهيدك يوم الدين،
وبعيثك (1) نعمة ورسولك رحمة، فافسح له مفسحا في عدلك، واجزه مضعفات الخير
من فضلك، مهنآت غير مكدرات من فوز فوائدك المحلول (2) وجزيل عطائك
الموصول.
اللهم أعل على بناء البانين بناءه، وأكرم لديك نزله ومثواه (3) وأتمم
له نوره، وأرناه بابتعاثك إياه مرضى المقالة، مقبول الشهادة، ذا منطق عدل،
وخطة (4) فصل وحجة وبرهان عظيم الجزاء.
اللهم اجعلنا شافعين مخلصين وأولياء مطيعين، ورفقاء مصاحبين، أبلغه منا
السلام، وأوردنا عليه وأورد عليه منا السلام.
اللهم إني أشهد والشهادة حظى والحق على، أن محمدا عبدك ورسولك
ونبيك وصفيك ونجيك وأمينك ونجيبك وحبيبك، وصفوتك من خلقك، وخليلك
وخاصك وخالصتك، وخيرتك من بريتك، النبي الذي هديتنا به من الضلالة
وعلمتنا به من الجهالة، وبصرتنا به من العمى، وأقمتنا به على المحجة العظمى،
وسبيل التقوى، وأخرجتنا به من الغمرات، وأنقذتنا به من شفا جرف الهلكات.
أمينك على وحيك، ومستودع سرك وحكمتك، ورسولك إلى خلقك،
وحجتك على عبادك، ومبلغ وحيك، ومؤدي عهدك، وجعلته رحمة للعالمين،
ونورا يستضئ به المؤمنون، يبشر بالجزيل من ثوابك، وينذر بالأليم من عقابك.

(1) البعيث بمعنى مبعوث: فعيل بمعنى مفعول، وقد مر في الكتاب شرح بعض هذه
الفقرات عند الزيارة من الزيارات الجامعة.
(2) المحلول صفة للفوز أو للفوائد، وذكر بتأويل لرعاية السجع، وهو بمعنى
الحال أو المحلل ولعل فيه تصحيفا.
(3) في المطبوعة: " سؤله ومثويه " وهو تصحيف.
(4) في النهاية: فيه: أن يفصل الخطة: أي إذا نزل به أمر مشكل فصله برأيه.
الخطة الحال والامر والخطب.
308

فأشهد أنه قد جاء بالحق من عندك، وعبدك حتى أتاه اليقين من وعدك،
وأنه لسانك في خلقك، وعينك والشاهد لك، والدليل عليك، والداعي إليك
والحجة على بريتك، والسبب فيما بينك وبينهم.
وأنه قد صدع بأمرك، وبلغ رسالتك، وتلا آياتك، وحذر أيامك (1)
وأحل حلالك، وحرم حرامك، وبين فرائضك، وأقام حدودك وأحكامك،
وحض على عبادتك، وأمر بطاعتك، وائتمر بها ونهى عن معصيتك، وانتهى عنها
ودل على حسن الأخلاق وأخذ بها، ونهى عن مساوى الأخلاق واجتنبها، ووالى
أولياءك قولا وعملا، وعادى أعداءك قولا وعملا، ودعا إلى سبيلك بالحكمة
والموعظة الحسنة.
وأشهد أنه لم يكن ساحرا ولا مسحورا، ولا شاعرا ولا مجنونا، ولا كاهنا
ولا أفاكا (2) ولا جاحدا ولا كذابا ولا شاكا ولا مرتابا وأنه رسولك وخاتم
النبيين، وجاء بالوحي من عندك، وصدق المرسلين.
وأشهد أن الذين كذبوه ذائقوا العذاب الأليم، وأن الذين آمنوا به
واتبعوا النور الذي انزل معه أولئك هم المتقون.
اللهم صل على محمد وآله أفضل وأشرف وأكمل وأكبر وأطيب وأطهر وأتم
وأعم وأزكى وأنمى وأحسن وأجمل وأكثر ما صليت على أحد من الأولين
والآخرين إنك حميد مجيد.
اللهم صل على محمد حيا وصل على محمد ميتا، وصل على محمد مبعوثا، وصل على
روحه في الأرواح الطيبة، وصل على جسده في الأجساد الزاكية.
اللهم شرف بنيانه، وكرم مقامه، وأضئ نوره، وأبلغه الدرجة الوسيلة
عندك في الرفعة والفضيلة، وأعطه حتى يرضى وزده بعد الرضى، وابعثه مقاما
محمودا، اللهم صل عليه بكل منقبة من مناقبه، وموقف من موافقه، وحال من

(1) أي الأيام التي تنزل فيها العقوبات على المجرمين في الدنيا والآخرة.
(2) الأفاك: الكذاب، والإفك: الكذب المختلق.
309

أحواله رأيته لك فيها ناصرا، وعلى مكروه بلائه صابرا، صلاة تعطيه بها خصائص
من عطائك، وفضائل من حبائك، وتكرم بها وجهه، وتعظم بها خطره، وتنمي بها
ذكره، وتفلج بها حجته، وتظهر بها عذره، حتى تبلغ به أفضل ما وعدته من
جزيل جزائك، وأعددت له من كريم حبائك، وذخرت له من واسع عطائك.
اللهم شرف في القيامة مقامه، وقرب منك مثواه، واعطه أعظم الوسائل
وأشرف المنازل، وعظم حوضه، وأكرم وارديه، وكثرهم، وتقبل في أمته شفاعته
وفيمن سواهم من الأمم، وأعطه سؤله في خاصته وعامته، وبلغه في الشرف والتفضيل
أفضل ما بلغت أحدا من المرسلين، الذين قاموا بحقك، وذبوا عن حرمك، وأفشوا
في الخلق إعذارك وإنذارك، وعبدوك حتى أتاهم اليقين.
اللهم اجعل محمدا أفضل خلقك منك زلفى، وأعظمهم عندك شرفا، وأرفعهم
منزلا وأقربهم مكانا، وأوجههم عندك جاها وأكثرهم تبعا، وأمكنهم شفاعة
وأجزلهم عطية.
اللهم صلى على محمد وآله صلاة يثمر سناها، و يسمو أعلاها، وتشرق أولاها
وتنمى اخراها، نبي الرحمة والقائد إلى الرحمة، الذي بطاعته تنال الرحمة،
وبمعصيته تهتك العصمة وسلم عليه سلاما غزيرا يوجب كثيرا ويؤمن ثبورا أبدا
إلى يوم الدين.
وعلى آله مصابيح الظلام ومرابيع (1) الأنام، ودعائم الاسلام الذين
إذا قالوا صدقوا، وإذا خرس المغتابون نطقوا، آثروا رضاك، وأخلصوا حبك
واستشعروا خشيتك، ووجلوا منك، وخافوا مقامك، وفزعوا من وعيدك، ورجوا
أيامك، وهابوا عظمتك، ومجدوا كرمك، وكبروا شأنك، ووكدوا ميثاقك
وأحكموا عرى طاعتك، واستبشروا بنعمتك، وانتظروا روحك، وعظموا جلالك
وسددوا عقود حقك بموالاتهم من والاك، ومعاداتهم من عاداك، وصبرهم على
ما أصابهم في محبتك، ودعائهم بالحكمة والموعظة الحسنة إلى سبيلك، ومجادلتهم

(1) المرابيع: الأمطار التي تجئ في أول الربيع.
310

بالتي هي أحسن من عاند، وتحليلهم حلالك، وتحريمهم حرامك، حتى أظهروا
دعوتك، وأعلنوا دينك، وأقاموا حدودك، واتبعوا فرائضك، فبلغوا في ذلك
منك الرضى، وسلموا لك القضاء، وصدقوا من رسلك من مضى، ودعوا إلى سبيل
كل مرتضى.
الذين من اتخذهم مآبا سلم، ومن استتر بهم جنة عصم، ومن دعاهم إلى
المضلات لبوه، ومن استعطاهم الخير آتوه، صلاة كثيرة طيبة زاكية نامية مباركة
صلاة لا تحد ولا تبلغ، ولا يدرك حدودها، ولا يوصف كنهها، ولا يحصى عددها
وسلام عليهم بانجاز وعدهم، وسعادة جدهم، وإسناء رفدهم، كما قلت " السلام
على آل ياسين * إنا كذلك نجزي المحسنين ".
اللهم اخلف فيهم محمدا أحسن ما خلفت أحدا من المرسلين في خلفائهم،
والأئمة من بعدهم، حتى تبلغ برسولك وبهم، كمال ما تقربه أعينهم في
الدنيا والآخرة، مما لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء
بما كانوا يعملون، واجعلهم في مزيد كرامتك، وجزيل جزائك، ومما لا
عين رأت، ولا اذن سمعت، وأعطهم ما يتمنون، وزدهم بعد ما يرضون، وعرف
جميع خلقك فضل محمد وآل محمد ومنزلتهم منك حتى يقروا بفضلك بفضلهم و
شرفهم، ويعرفوا لهم حقهم الذي أوجبت عليهم، من فرض طاعتهم ومحبتهم،
واتباع أمرهم، واجعلنا سامعين لهم مطيعين، ولسنتهم تابعين، وعلى عدوهم من
الناصرين، وفيما دعوا إليه ودلوا عليه من المصدقين.
اللهم فانا قد أقررنا لهم بذلك، وبما أمرتنا به على ألسنتهم، ونشهد أن
ذلك من عندك، فبرضاهم نرجوا رضاك، وبسخطهم نخشى سخطك.
اللهم فتوفنا على ملتهم واحشرنا في زمرتهم، واجعلنا ممن تقر عينه غدا
برؤيتهم، وأوردنا حوضهم، واسقنا بكأسهم، وأدخلنا في كل خير أدخلتهم فيه
وأخرجنا من كل سوء أخرجتهم منه، حتى نستوجب ثوابك، وننجو من عقابك
ونلقاك وأنت عنا راض، ونحن لك مرضيون، صلوات الله ربنا الرؤف الرحيم
311

على نبينا وآله أجمعين.
اللهم إنا نسألك بمحمد وآل محمد الموصوفين، بمعرفتك، تقربا إليك بالمسألة
وهربا منك إليك، غير بالغ في مسئلتي لهم معشار ما برحمتك أعتقد لهم، إلا التماس
المناصحة لهم، وثواب موعودك، والتوجه إليهم بهم والشفاعة لنا منهم.
اللهم إني أسألك لآل محمد الماضين من أئمة الهدى أفضل المنازل عندك، و
أحبها إليك من الشرف الاعلى، والمكان الرفيع من الدرجات العلى، يا شديد
القوى، نفحة من عطائك التي لا من فيها ولا أذى، خصهم منك بالفوز العظيم في النضرة
والنعيم، والثواب الدائم المقيم الذي لا نصب فيه ولا يريم (1).
اللهم أسكنهم الغرف المبنية على الفرش المرفوعة (2) والسرر المصفوفة
متكئين عليها متقابلين، لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما (3) إلا قيلا سلاما سلاما (4)
يا رب العالمين.
اللهم ارفع محمدا في أعلى عليين، فوق منازل المرسلين، وملائكتك المقربين
وجميع النبيين. وصفوتك من خلقك أجمعين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم
اجزهم بشكر نعمتك، وتعظيم حرمتك، جزاء لا جزاء فوقه، وعطاء لا عطاء مثله
وخلودا لا خلود يشاكله، ولا يطمع أحد في مثله، ولا يقدر أحد قدره، ولا
تهتدي الألباب إلى طلبه، نعمة لما شكروا من أياديك وإرصادا (5) لما صبروا على
الأذى فيك.

(1) أي لا يبرح ولا يزول.
(2) أي الرفيعة القدر أو المنضدة المرتفعة. وقيل: هي النساء.
(3) لغوا: أي باطلا، ولا تأثيما أي نسبة إلى اثم، أي لا يقال لهم أثيم.
(4) أي قولا سلاما سلاما، وسلاما بدل من قليلا كقوله تعالى، " لا يسمعون فيها
لغوا الا سلاما " أو صفة له أو مفعوله بمعنى الا أن يقولوا سلاما، أو مصدر، والتكرير
للدلالة على فشو السلام بينهم.
(5) الأرصاد: الاعداد.
312

اللهم وعلى الباقي منهم فترحم، وما وعدتهم من نصرك فتمم، وأشياعهم
من كل سوء فسلم، وبهم يا رب العالمين جناح الكفر فحطم (1) وأموال الظلمة
وليك فغنم، وكن لهم وليا وحافظا وناصرا، واجعلهم والمؤمنين أكثر نفيرا (2)
وأنزل عليهم من السماء ملائكة أنصارا، وابعث لهم من أنفسهم لدماء أسلافهم ثارا،
ولا تدع على الأرض من الكافرين ديارا، ولا تزد الظالمين إلا خسارا.
اللهم مد لآل محمد وأشياعهم في الآجال، وخصهم بصالح الأعمال، ولا
تجعلنا ممن يستبدل بهم الابدال (3) يا ذا الجود والفعال (4).
اللهم خص آل محمد بالوسيلة (5)، وأعطهم أفضل الفضيلة، واقض لهم في
الدنيا بأحسن القضية، واحكم بينهم وبين عدوهم بالعدل والوفا، واجعلنا يا رب
لهم أعوانا ووزراء، ولا تشمت بنا وبهم الأعداء.
اللهم احفظ محمدا وآل محمد، وأتباعهم وأوليائهم بالليل والنهار من أهل
الجحد والانكار، واكفهم حسد كل حاسد متكبر جبار، وسلطهم على كل ناكث
ختار (6) حتى يقضوا من عدوك وعدوهم الأوطار (7)، واجعل عدوهم
مع الأذلين والأشرار، وكبهم رب على وجوههم في النار، إنك الواحد

(1) التحطيم: التكسير.
(2) النفير: من ينفر مع الرجل من قومه، وقيل: هو جمع نفر، وهم المجتمعون
للذهاب إلى العدو.
(3) أي تذهب بنا لعدم قابليتنا لنصرة الحق، وتأتى بغيرنا لذلك، ومنه الدعاء " و
لا تستبدل بي غيري ".
(4) الفعال - كسحاب - اسم الفعل الحسن والكرم أو يكون في الخير والشر
قاله الفيروزآبادي.
(5) الوسيلة درجة للنبي صلى الله عليه وآله في القيامة تختص به، وقد مر شرحها في أبواب
المعاد.
(6) الختار: الغدار.
(7) الأوطار جمع الوطر: الحاجة.
313

القهار.
اللهم وكن لوليك في خلقك وليا وحافظا وقائدا وناصرا حتى تسكنه أرضك
طوعا، وتمتعه فيها طولا، وتجعله وذريته فيها الأئمة الوارثين، واجمع له شمله (1)
وأكمل له أمره، وأصلح له رعيته، وثبت ركنه، وافرغ الصبر منك عليه (2)
حتى ينتقم فيشتفي (3) ويشفي حزازات قلوب نغلة، وحرارات صدوره وغرة (4)
وحسرات أنفس ترحة (5) من دماء مسفوكة، وأرحام مقطوعة [وطاعة] مجهولة (6)
قد أحسنت إليه البلاء، ووسعت عليه الآلاء، وأتممت عليه النعماء في حسن الحفظ
منك له.
اللهم اكفه هول عدوه، وأنسهم ذكره، وأرد من أراده، وكد من كاده، و
امكر بمن مكر به، واجعل دائرة السوء (7) عليهم، اللهم فض جمعهم، وفل حدهم،

(1) يقال: جمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم.
(2) قال الراغب في المفردات: أفرغت الدلو: صببت ما فيه، ومنه استعير:
" أفرغ علينا صبرا ".
(3) الاشتفاء والتشفي: زوال ما في القلب من الغيظ، وشفاء الغيظ: ازالته،
(4) الحزازة وجع في القلب من غيظ ونحوه، قاله الجوهري، وقال، نغل قلبه
على: أي ضغن، وقال: الوغرة شدة توقد الحر، ومنه قيل: في صدره على وغر - بالتسكين -
أي ضغن وعداوة وتوقد من الغيظ.
(5) الترح: ضد الفرح قاله الجوهري.
(6) أي جهلهم بوجوب طاعتهم.
(7) الدائرة: عبارة عن الخط المحيط، ثم عبر بها عن الحادثة، والدورة
والدائرة في المكروه، كما يقال دولة في المحبوب، قال تعالى: " نخشى ان تصيبنا
دائرة " وقوله عز وجل: " ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء " أي يحيط بهم
السوء إحاطة دائرة بمن فيها، فلا سبيل لهم إلى الانفكاك منه بوجه. قاله الراغب في
المفردات.
314

وأرعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم، واصدع شعبهم (1)، وشتت أمرهم، فإنهم أضاعوا
الصلاة، واتبعوا الشهوات، وعملوا السيئات، واجتنبوا الحسنات، فخذهم بالمثلات (2)
وأرهم الحسرات، إنك على كل شئ قدير.
اللهم صل على جميع المرسلين والنبيين، الذين بلغوا عنك الهدى، واعتقدوا
لك المواثيق بالطاعة، ودعوا العباد بالنصيحة، وصبروا على ما لقوا في جنبك (3)
من الأذى، والتكذيب، صل على أزواجهم وذراريهم، وجميع أتباعهم من
المسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، والسلام عليهم جميعا ورحمة الله
وبركاته.
اللهم صل على ملائكتك المقربين، وأهل طاعتك أجمعين، صلاة زاكية
نامية طيبة، وخص آل نبينا الطيبين، السامعين لك المطيعين، القوامين بأمرك،
الذين أذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا وارتضيتهم لدينك أنصارا، وجعلتهم
حفظة لسرك، ومستودعا لحكمتك، وتراجمة لوحيك، وشهداء على خلقك،
وأعلاما لعبادك، ومنارا في بلادك (4) فإنهم عبادك المكرمون، الذين لا يسبقونك
بالقول، وهم بأمرك يعملون، يخافون بالغيب (5) وهم من الساعة مشفقون،

(1) الشعب، الصدع في الشئ، واصلاحه أيضا، وشعبت الشئ فرقته، و
شعبته: جمعته، وهو من الأضداد، تقول التأم شعبهم: إذا اجتمعوا بعد التفرق، وتفرق
شعبهم: إذا تفرقوا بعد الاجتماع، قاله الجوهري.
(2) المثلة - بفتح الميم وضم الثاء - العقوبة، والجمع: المثلات:
(3) أي في طاعتك وقربك.
(4) الاعلام، جمع العلم، وهو العلامة يهتدى بها في الطريق، والمنار أيضا علم
الطريق والموضع المرتفع توقد في أعلاه النار ليهتدى به من ضل الطريق، واستعير
لهم لاهتداء الخلق بهم عليهم السلام.
(5) حال عن الفاعل أو المفعول: أي حال كونهم غائبين عن الخلق أو عن ربهم، أو
حال كون ربهم غائبا عنهم، أو المراد بالغيب، القلب، فالباء للالة.
315

بصلوات (1) كثيرة طيبة زاكية مباركة نامية بجودك وسعة رحمتك من جزيل ما
عندك في الأولين والآخرين (2) واخلف عليهم في الغابرين (3).
اللهم أقصص بنا آثارهم، واسلك بنا سبلهم، وأحينا على دينهم، وتوفنا
على ملتهم، وأعنا على قضاء حقهم الذي أوجبته علينا لهم، وتمم لنا ما عرفتنا
من حقهم، والولاية لأوليائهم، والبراءة من أعدائهم، والحب لمن أحبوا، والبغض لمن أبغضوا، والعمل بما رضوا، والترك لما كرهوا، كما جعلتهم
السبب إليك، والسبيل إلى طاعتك، والوسيلة إلى جنتك، والأدلاء على طرقك.
اللهم صل على محمد وآل محمد، وعجل فرجهم - تقوله ألف مرة إن قدرت
عليه - وصلى الله على محمد وآل محمد وسلم، اللهم اجعل فرجي معهم يا أرحم الراحمين.
ثم قل مائة مرة: صلوات الله وملائكته ورسله وجميع خلقه على محمد النبي و
آل محمد، والسلام عليه وعليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته (4).

(1) قوله: بصلوات متعلق بخص.
(2) في الأولين أي خصهم بذلك من بين الأولين والآخرين أو اجعل ذلك في الأولين
منهم والآخرين.
(3) أي كن خليفة محمد صلى الله عليه وآله أو من مضى من الأئمة في الغابرين أي
في الباقين منهم.
(4) ما مر من التذييل كان باقتباس من بتانات المؤلف قدس سره.
316

كلمة المحقق: -
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين وكفى، والصلاة والسلام على محمد المصطفى، وآله
الامناء الخلفاء واللعنة على أعدائهم من أهل الجفاء.
وبعد فهذا هو القسم الثالث من الجزء الثاني والعشرين من الموسوعة
الاسلامية الكبرى (بحار الأنوار) يتضمن بقية كتاب المزار، وقد تم والحمد لله
تحقيقه بمراجعة نصوصه على غالب المصادر المنقول عنها بعد مقارنة نسختنا - مطبوعة
الكمباني - مع طبعة تبريز، وقد أشرت في الهامش إلى بعض ما وجدته زائدا في
طبعة تبريز ولم يكن في نسختنا، كما أشرت إلى ما امتازت به نسختنا من إضافات
ذكرت في الهامش ولم أجدها في طبعة تبريز.
اما التعليق عليه فلم ارغب في التوسع والاطناب، وتسويد الهوامش بكل
ماله صلة واكتفيت بذكر التخريج وشئ يسير مما لابد من التنبيه عليه، وسطور
من تراجم اعلام أغنت شهرتهم عن التوسع في سرد حياتهم، وتفصيل تاريخهم،
اعتمادا على ما سبق من شيخنا المؤلف رحمه الله في سالف أجزائه حيث ذكر تراجم
كثير منهم، اما غير هؤلاء ممن لم يسبق له ذكر فقد نبهت على بعض جوانب عظمتهم
أداء لبعض حقوقهم، وتقديرا لخدماتهم الاسلامية، وتنبيها للقارئ في الاستزادة
من المصدر المذكور آخر الترجمة.
وقد استفدت كثيرا في هذا الجزء بأقسامه الثلاثة من ارشادات سماحة سيدي
الوالد دام ظله وتوجيهاته التي كانت لي خير عون، كما اعتمدت في هذا القسم خاصة
على ما كتبه دام ظله في مقدمة تهذيب الأحكام ومقدمة من لا يحضره الفقيه وشروحه
لمشيختي التهذيبين والفقيه فجزاه الله خيرا، وحفظه لنا ملاذا وذخرا.
320

والحمد لله على تمام نعمته حيث وفقني للقيام بهذه الخدمة الدينية مشاركة
مني مع سيادة الناشر المحترم جناب الموفق الأخ الحاج سيد إسماعيل كتابچي دام
توفيقه ومجده، وسعد اقباله وجده.
فاسأله تعالى ان يحالفنا توفيقه بكرمه لمواصلة العمل في انجاز بقية أجزاء
هذه الموسوعة العظيمة، والاسراع بتقديم تلك الأجزاء إلى أيدي القراء الكرام
في وقت قريب، انه ولي التوفيق وهو سميع مجيب، والحمد لله بدءا وختاما.
النجف الأشرف - 15 شوال المكرم سنة 1388 ه‍.
محمد مهدي السيد حسن الموسوي الخرسان
321

بسمه تعالى
انتهى الجزء الآخر من المجلد الثاني والعشرين
من كتاب بحار الأنوار، وهو الجزء التاسع والتسعون
يحتوى على 19 بابا من أبواب الزيارات.
وقد بذلنا جهدنا في تصحيحه طبقا للنسخة التي
صححها الفاضل الخبير السيد محمد مهدي الموسوي الخرسان
بما فيها من التعليق والتنميق والله ولي التوفيق.
ولقد أتاح الله لنا عند مقابلة أوراق الطباعة وتصحيحها
نسخة مخطوطة ثمينة، وعلى هامش عدة من صفحاتها خط
المؤلف العلامة (كما سيأتي صورها الفتوغرافية بعد ذلك)
وكانت فيها زيادات قد أدرجنا ما يتعلق بهذا المجلد ص 31
وص 88 وص 209، وفيما يلي نستدرك زياداتها الأخرى
مزيدا للفائدة، وبالله العصمة.
السيد إبراهيم الميانجي محمد الباقر البهبودي
322