الكتاب: بحار الأنوار
المؤلف: العلامة المجلسي
الجزء: ٧٣
الوفاة: ١١١١
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق: السيد إبراهيم الميانجي ، محمد الباقر البهبودي
الطبعة: الثانية المصححة
سنة الطبع: ١٤٠٣ - ١٩٨٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الوفاء - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: دار إحياء التراث العربي

بحار الأنوار
الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار
تأليف
العلم العلامة الحجة فخر الأمة المولى
الشيخ محمد باقر المجلسي
" قدس الله سره "
الجزء الثالث والسبعون
مؤسسة الوفاء
بيروت - لبنان
تعريف الكتاب 1

الطبعة الثانية المصححة
1403 ه‍ - 1983 م
تعريف الكتاب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
(أبواب)
التحية والتسليم والعطاس وما يتعلق بها
97.
(باب)
* " (افشاء السلام والابتداء به وفضله وآدابه وأنواعه وأحكامه) " *
* " (والقول عند الافتراق) " *
الآيات: النساء: وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أوردوها إن الله
كان على كل شئ حسيبا (1).
يونس: وتحيتهم فيها سلام (2).
هود: ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام - إلى قوله
تعالى: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت (3).
إبراهيم: تحيتهم فيها سلام (4).
الحجر: ونبئهم عن ضيف إبراهيم * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما (5).
النحل: يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون (6).

(1) النساء: 86.
(2) يونس: 10.
(3) هود: 68 - 73.
(4) إبراهيم: 23.
(5) الحجر: 51 - 52.
(6) النحل: 32.
1

مريم: قال سلام عليك سأستغفر لك ربي.
وقال تعالى: لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما (1).
النور: فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة
كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون (2).
الفرقان: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.
وقال تعالى: ويلقون فيها تحية وسلاما (3).
الأحزاب: تحيتهم يوم يلقونه سلام (4).
الذاريات: إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام (5).
الواقعة: إلا قيلا سلاما سلاما (6).
1 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام أن رسول
الله صلى الله عليه وآله أمرهم بسبع: عيادة المرضى، واتباع الجنائز، وإبرار القسم، وتسميت
العاطس، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي (7).
أقول: أوردناه باسناد آخر في باب المناهي (8) وقد مضى أخبار كثيرة في
باب جوامع المكارم وباب المنجيات والمهلكات.
2 - معاني الأخبار (9) أمالي الصدوق: العطار، عن سعد، عن ابن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي
عمير، عن البطائني، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها
يسكنها من أمتي من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأفشى السلام، وصلى بالليل
والناس نيام، ثم قال: إفشاء السلام أن لا يبخل بالسلام على أحد من المسلمين (10).

(1) مريم: 47 و 62.
(2) النور: 61.
(3) الفرقان: 63 و 75.
(4) الأحزاب: 44.
(5) الذاريات: 25.
(6) الواقعة: 26.
(7) قرب الإسناد: 48.
(8) مر في باب إجابة الداعي ج 75 ص 447.
(9) معاني الأخبار ص 250.
(10) أمالي الصدوق ص 198.
2

3 - تفسير علي بن إبراهيم: " فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم " في رواية أبي الجارود
عن أبي جعفر عليه السلام قال: يقول: إذا دخل الرجل منكم بيته، فإن كان فيه أحد
يسلم عليهم، وإن لم يكن فيه أحد فليقل: السلام علينا من عند ربنا، يقول الله:
" تحية من عند الله مباركة طيبة " (1).
أقول: وفي بعض النسخ: وقيل: إذا لم ير الداخل بيتا أحدا يقول فيه:
السلام عليكم ورحمة الله، يقصد به الملكين اللذين عليه شهود.
4 - الخصال: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن علي الكوفي، عن
عثمان بن عيسى، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من التواضع
أن تسلم على من لقيت (2).
5 - مجالس المفيد: عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا أنس سلم على من لقيت، يزيد
الله في حسناتك، وسلم في بيتك يزيد الله في بركتك.
6 - الخصال: أبي، عن سعد، عن ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بدأ بالكلام قبل
السلام، فلا تجيبوه، وقال عليه السلام: لا تدع إلى طعامك أحدا حتى يسلم (3).
7 - الخصال: أبي، عن الحميري، عن البرقي، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل
النوفلي، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن خاله محمد بن سليمان، عن رجل
عن ابن المنكدر رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خيركم من أطعم الطعام، وأفشى
السلام، وصلى والناس نيام (4).
المحاسن: القاساني، عمن حدثه، عن عبد الله بن القاسم، عن أبي عبد الله، عن
آبائه، عن النبي صلوات الله عليهم مثله (5).
8 - الخصال: محمد بن عمرو بن علي، عن عبد السلام بن محمد العباسي، عن محمد بن

(1) تفسير القمي ص 462.
(2) الخصال ج 1 ص 9.
(3) الخصال ج 1 ص 13.
(4) الخصال ج 1 ص 45.
(5) المحاسن 387.
3

محمد بن عقبة، عن الخضر بن أبان، عن إبراهيم بن هدبة، عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله يوما: يا أنس أسبغ الوضوء تمر على الصراط مر السحاب، أفش
السلام يكثر خير بيتك، أكثر من صدقة السر فإنها تطفئ غضب الرب عز وجل (1).
9 - الخصال: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين
عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من يضمن لي
أربعة بأربعة أبيات في الجنة: من أنفق ولم يخف فقرا، وأنصف الناس من نفسه
وأفشى السلام في العالم، وترك المراء وإن كان محقا (2).
المحاسن: أبي، عن محمد بن سنان، [مثله] (3).
10 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا دخل أحدكم منزله
فليسلم على أهله يقول: السلام عليكم، فإن لم يكن له أهل فليقل السلام علينا من
ربنا، وقال عليه السلام: إذا قال لك أخوك: حياك الله بالسلام فقل أنت: فحياك الله
بالسلام، وأحلك دار المقام (4).
11 - أمالي الطوسي: المفيد، عن الجعابي، عن محمد بن صالح القاضي، عن مسروق
ابن المرزبان، عن حفص، عن عاصم بن أبي عثمان، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أعجز الناس من عجز من الدعاء، وإن أبخل الناس من
بخل بالسلام (5).
12 - أمالي الطوسي: عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من لقي عشرة من
المسلمين فسلم عليهم كتب الله له عتق رقبة (6).
أقول: أوردناه باسناده في باب جوامع المكارم.
13 - أمالي الطوسي: المفيد، عن ابن قولويه، عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد
ابن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن ابن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر

(1) الخصال ج 1 ص 85.
(2) الخصال ج 1 ص 106.
(3) المحاسن ص 8.
(4) الخصال ج 2 ص 164.
(5) أمالي الطوسي ج 1 ص 87.
(6) أمالي الطوسي ج 1 ص 185.
4

عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح
وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار (1).
14 - أمالي الطوسي: ابن الصلت، عن ابن عقدة، عن عباد بن أحمد القزويني، عن
أبيه، عن جابر، عن الشعبي، عن جابر بن عبد الله البجلي قال: سمعت سلمان
الفارسي يقول لي وللأشعث بن قيس: إن لي عندكما وديعة، فقلنا: ما نعلمها إلا
أن قوما قالوا لنا: أقرؤه عنا السلام، قال: فأي شئ أفضل من السلام، وهي
تحية أهل الجنة (2).
15 - أمالي الطوسي: جماعة: عن أبي المفضل، عن أحمد بن إسحاق بن بهلول، عن
أبيه، عن جده البهلول بن حسان، عن أبي شيبة، عن أبي إسحاق، عن الحارث
الهمداني، عن علي عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن للمسلم على أخيه المسلم
من المعروف ستا: يسلم عليه إذا لقيه، ويعوده إذا مرض، ويسمته إذا عطس
ويشهده إذا مات، ويجيبه إذا دعاه، ويحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما
يكره لنفسه (3).
16 - معاني الأخبار: أبي، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن
أبي الصباح قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل: " فإذا دخلتم بيوتا
فسلموا على أنفسكم " الآية (4) فقال: هو تسليم الرجل أهل البيت حين يدخل
ثم يردون عليه فهو سلامكم على أنفسكم (5).
17 - معاني الأخبار: أبي، عن علي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن معاوية بن وهب
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: البخيل من بخل بالسلام (6).
18 - كشف الغمة: من كتاب الدلائل للحميري، عن إسحاق بن عمار الصيرفي
قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وكنت تركت التسليم على أصحابنا في مسجد

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 219.
(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 356.
(3) أمالي الطوسي ج 2 ص 248.
(4) النور: 61.
(5) معاني الأخبار ص 163.
(6) معاني الأخبار ص 246.
5

الكوفة، وذلك لتقية علينا فيها شديدة، فقال لي أبو عبد الله، يا إسحاق متى أحدثت
هذا الجفاء لاخوانك؟ تمر بهم فلا تسلم عليهم؟ فقلت له: ذلك لتقية كنت فيها
فقال: ليس عليك في التقية ترك السلام وإنما عليك في التقية الإذاعة إن المؤمن
ليمر بالمؤمنين فيسلم عليهم، فترد الملائكة: سلام عليك ورحمة الله وبركاته
أبدا (1).
19 - معاني الأخبار: أبي، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: إن من التواضع أن يرضى الرجل بالمجلس دون
المجلس، وأن يسلم على من يلقى، وأن يترك المراء وإن كان محقا، ولا يحب
أن يحمد على التقوى (2).
20 - تفسير علي بن إبراهيم: قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أتوه يقولون له: أنعم
صباحا وأنعم مساء، وهي تحية أهل الجاهلية فأنزل الله " وإذا جاؤوك حيوك بما
لم يحيك به الله " فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أبد لنا الله بخير من ذلك تحية أهل
الجنة السلام عليكم (3).
21 - علل الشرائع: بالاسناد إلى وهب قال: لما أسجد الله عز وجل الملائكة لآدم عليه السلام
وأبى إبليس أن يسجد، قال له ربه عز وجل: " اخرج منها فإنك رجيم * وإن
عليك لعنتي إلى يوم الدين " ثم قال عز وجل لادم: يا آدم انطلق إلى هؤلاء
الملا من الملائكة فقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فسلم عليهم فقالوا:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، فلما رجع إلى ربه عز وجل قال له ربه
تبارك وتعالى: هذه تحيتك وتحية ذريتك من بعدك، فيما بينهم إلى يوم القيامة (4).
22 - معاني الأخبار: محمد بن هارون الزنجاني، عن علي بن عبد العزيز، عن القاسم
ابن سلام رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا غرار في الصلاة، ولا التسليم.

(1) كشف الغمة ج 2 ص 409.
(2) معاني الأخبار ص 381.
(3) تفسير القمي ص 668، والآيات في المجادلة: 9 وسورة ص 79 - 78.
(4) علل الشرائع ج 1 ص 96.
6

الغرار في التسليم أن يقول الرجل: السلام عليك أو يرده فيقول: وعليك
ولا يقول: وعليكم السلام، ويكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار
وذلك أن الصادق عليه السلام سلم على رجل فقال له الرجل: وعليكم السلام ورحمة
الله وبركاته ومغفرته ورضوانه، فقال: لا تجاوزوا بنا قول الملائكة لأبينا إبراهيم
عليه السلام: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد (1).
23 - الخصال: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن
بشير، عن أبي عيينة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يرد
عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحدا الرجل يعطس فيقال له: يرحمكم الله، فان
معه غيره، والرجل يسلم على الرجل فيقول: السلام عليكم، والرجل يدعوا للرجل
فيقول: عافاكم الله (2).
24 - مكارم الأخلاق: سأل الساباطي أبا عبد الله عليه السلام عن النساء كيف يسلمن إذا دخلن
على القوم؟ قال: المرأة تقول: عليكم السلام، والرجل يقول: السلام عليكم (3).
25 - علل الشرائع: أبي، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن البرقي، عن رجل
عن ابن أسباط، عن عمه رفعه إلى علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا دخل
أحدكم بيته فليسلم فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة الخبر.
26 - أمالي الطوسي: الحفار، عن علي بن أحمد الحلواني، عن محمد بن إسحاق
المقري، عن علي بن حماد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ليسلم الراكب على الماشي
وإذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم (4).
27 - تفسير علي بن إبراهيم: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها إن الله كان
على كل شئ حسيبا " قال: السلام وغيره من البر (5).
28 - قرب الإسناد: ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:

(1) معاني الأخبار ص 283.
(2) الخصال ج 1 ص 62.
(3) مكارم الأخلاق ص 24.
(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 369.
(5) تفسير القمي ص 133.
7

إذا دخلت المسجد والقوم يصلون فلا تسلم عليهم وسلم على النبي صلى الله عليه وآله ثم أقبل
على صلاتك، وإذا دخلت على قوم جلوس يتحدثون فسلم عليهم (1).
29 - قرب الإسناد: أبو البختري، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام أن عليا عليه السلام كان
يكره رد السلام والامام يخطب (2).
30 - قرب الإسناد: محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا، عن سعدان بن مسلم قال:
كنت في الحمام في البيت الأوسط، فدخل أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وعليه
النورة، قال: فقال: السلام عليكم، فرددت عليه وتأخرت، فدخل البيت الذي
فيه الحوض فاغتسلت وخرجت (3).
31 - الخصال: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب رفعه إلى
الصادق عليه السلام قال: ثلاثة لا يسلمون: الماشي مع جنازة، والماشي إلى الجمعة، وفي
بيت حمام (4).
32 - الخصال: ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري رفعه إلى
أمير المؤمنين عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسلم على أربعة: على السكران في
سكره، وعلى من يعمل التماثيل، وعلى من يلعب بالنرد، وعلى من يلعب بالأربعة
عشر، وأنا أزيدكم الخامسة: أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج (5).
33 - الخصال: ابن الوليد، عن الصفار، عن بنان بن محمد، عن أبيه، عن

(1) قرب الإسناد ص 45.
(2) قرب الإسناد ص 69.
(3) قرب الإسناد ص 177.
(4) الخصال ج 1 ص 45.
(5) الخصال ج 1 ص 112، والأربعة عشر لعبة للصبيان وقد يلعب به المقامرون
يخطون على صفحة كصفحة الأرض خطوطا متقاطعة كالجدول ويصفون على متقاطع الخطوط
حصيات فقد يكون الخطوط فيه ثمان والحصيات ستا لكل واحد من المقامرين ثلاث
حصيات، ويقال له سدر وفارسيته سه در وسه پر وقد يكون الخطوط فيه ست عشرة
والحصيات أربعة عشر لكل واحد منهما سبع، روى الكليني في الكافي ج 6 ص 435 باسناده
عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السلام قال: النرد والشطرنج والأربعة عشر بمنزلة
واحدة، وكل ما قومر عليه فهو ميسر.
8

ابن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام
قال: ستة لا يسلم عليهم: اليهودي، والمجوسي، والنصراني، والرجل على غائطه
وعلى موائد الخمر، وعلى الشاعر الذي يقذف المحصنات، وعلى المتفكهين بسب
الأمهات (1).
34 - الخصال: أبي، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف، عن أبي جميلة
عن ابن طريف، عن ابن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ستة لا ينبغي أن يسلم
عليهم: اليهود والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج، وأصحاب الخمر والبربط
والطنبور، والمتفكهون بسب الأمهات والشعراء (2).
السرائر: من كتاب ابن قولويه، عن ابن نباته مثله (3).
35 - الخصال: ماجيلويه، عن عمه، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق
عن أبيه عليهما السلام قال: لا تسلموا على اليهود، ولا على النصارى، ولا على المجوس، ولا
عبدة الأوثان، ولا على موائد شراب الخمر، ولا على صاحب الشطرنج والنرد، ولا
على المخنث، ولا على الشاعر الذي يقذف المحصنات، ولا على المصلي وذلك لان
المصلي لا يستطيع أن يرد السلام لان التسليم من المسلم تطوع والرد عليه فريضة
ولا على آكل الربا، ولا على رجل جالس على غائط، ولا على الذي في الحمام، ولا
على الفاسق المعلن بفسقه (4).
36 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام، عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: إذا قام الرجل من مجلسه فليودع إخوانه بالسلام، فان
أفاضوا في خير كان شريكهم، وإن أفاضوا في باطل كان عليهم دونه (5).
37 - قرب الإسناد: أبو البختري عن الصادق عليه السلام، عن أبيه عليه السلام أن رسول الله
صلى الله عليه وآله قال: لا تبدأوا أهل الكتاب بالسلام، فان سلموا عليكم فقولوا:

(1) الخصال ج 1 ص 158.
(2) الخصال ج 1 ص 160.
(3) السرائر ص 490.
(4) الخصال ج 2 ص 87.
(5) قرب الإسناد ص 23.
9

عليكم (1).
38 - أمالي الصدوق: ابن الوليد، عن الصفار، عن عبد الله بن الصلت، عن يونس، عن
ابن حميد، عن ابن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا
أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا، وحلبي
العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم على الصبيان، لتكون سنة من بعدي (2).
أقول: قد مضى بأسانيد كثيرة في باب مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وآله.
39 - روضة الواعظين: قيل: إذا سلم الرجل على المطيع المتقي كان معناه: الله يكرمك
ويثبتك على طاعتك، وإذا سلم على أهل المعصية كان معناه السلام مطلع عليك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: السلام من أسماء الله فأفشوه بينكم، فان الرجل المسلم إذا
مر بالقوم فسلم عليهم فإن لم يردوا عليه يرد من هو خير منهم وأطيب.
وروي أن اليهود أتت النبي صلى الله عليه وآله فقالوا: السام عليك يا محمد، والسام بلغتهم
الموت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وعليكم فأنزل الله تعالى: " وإذا جاؤوك حيوك بما لم
يحيك به الله " الآية (3).
40 - المحاسن: عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب فقال: يا بني عبد المطلب أفشوا السلام
وصلوا الأرحام، وتهجدوا والناس نيام، وأطعموا الطعام، وأطيبوا الكلام
تدخلوا الجنة بسلام (4).
41 - المحاسن: الحسن بن علي، عن ثعلبة عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
إن الله يحب إطعام الطعام، وإفشاء السلام (5).
42 - فقه الرضا (ع): لا تسلم على شارب الخمر إن مررت به، وإن سلم عليك فلا ترد
عليه السلام بالمساء والصباح، والسلام على اللاهي بالشطرنج كفر.
43 - السرائر: في جامع البزنطي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

(1) قرب الإسناد ص 62.
(2) أمالي الصدوق ص 44.
(3) المجادلة: 8.
(4) المحاسن ص 387.
(5) المحاسن ص 388.
10

السلام على اللاهي بالشطرنج معصية، وكبيرة موبقة، واللاهي بها، والناظر إليها
في حال ما يلهي بها، والسلام على اللاهي بها في حالته تلك في الاثم سواء
أقول تمامه في باب القمار.
44 - تفسير العياشي: عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن علي بن أبي طالب
عليه السلام مر بقوم فسلم عليهم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته
ورضوانه، فقال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: لا تجاوزوا بنا ما قالت الأنبياء لأبينا
إبراهيم عليه السلام إنما قالوا: " رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " (1).
وروى الحسن بن محمد مثله غير أنه قال: ما قالت الملائكة لأبينا (2).
45 - السرائر: عبد الله بن بكير، عن بريد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إذا سلم عليك اليهودي والنصراني والمشرك فقل عليك (3).
46 - جامع الأخبار: قال أبو عبد الله عليه السلام: البادي بالسلام أولى بالله وبرسوله.
عن علي عليه السلام قال: السلام سبعون حسنة تسعة وستون للمبتدئ وواحدة
للراد.
قال أبو عبد الله عليه السلام: من التواضع أن تسلم على من لقيت.
قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال سلام عليكم ورحمة الله، فهي عشرون حسنة.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قام أحدكم من مجلسه فليودعهم بالسلام، وقال
عليه السلام: أفشوا السلام تسلموا.
وقال عليه السلام: إن من موجبات المغفرة بذل السلام وحسن الكلام.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت منزلك فقل بسم الله وبالله وسلم على
أهلك، فإن لم يكن فيه أحد فقل بسم الله وسلام على رسول الله وعلى أهل بيته، والسلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإذا قلت ذلك فر الشيطان من منزلك،
وعنه عليه السلام قال: يسلم الرجل إذا دخل على أهله، وإذا دخل يضرب بنعليه

(1) هود: 73.
(2) تفسير العياشي ج 2 ص 154.
(3) السرائر ص 475.
11

ويتنحنح يصنع ذلك حتى يؤذنهم أنه قد جاء حتى لا يرى شيئا يكرهه.
وقال عليه السلام: السلام تحية لملتنا، وأمان لذمتنا، وقال عليه السلام: السلام للراكب
على الراجل، وللقائم على القاعد، وقال عليه السلام: السلام قبل الكلام (1).
47 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر عليه السلام عن آبائه
عليهم السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن أبخل الناس من بخل بالسلام، وأجود
الناس من جاد بنفسه وماله في سبيل الله.
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أهل خيبر يريدون أن يلقوكم
فلا تبدؤهم بالسلام، فقالوا: يا رسول الله فان سلموا علينا فماذا نرد عليهم؟ قال صلى الله عليه وآله
تقولون: وعليكم (2).
48 - عدة الداعي: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أبخل الناس من بخل
بالسلام، وقال عليه السلام: أبخل الناس رجل يمر بمسلم فلا يسلم عليه.
49 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن
الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الراكب أحق بالسلام.
50 - كتاب الغايات: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بخير أخلاق أهل
الدنيا والآخرة؟ قالوا: بلى يا رسول الله: فقال: إفشاء السلام في العالم.
ومنه: عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أولى
الناس بالله وبرسوله من بدأ بالسلام.
ومنه: عن علي عليه السلام قال: من أحسن الحسنات عيادة المرضى، ومساعدة
الدعاء عند العطاس إجابة.
51 - المجازات النبوة: قال صلى الله عليه وآله وقد أتاه رجل فقال: السلام عليك
يا نبي الله فقال: وعليك ورحمة الله، ثم أتاه آخر فقال: السلام عليك يا نبي
الله ورحمة الله [فقال: وعليك ورحمة الله وبركاته ثم أتاه آخر فقال: السلام عليك

(1) جامع الأخبار ص 103.
(2) نوادر الراوندي ص 20 و 33.
12

يا نبي الله ورحمه الله] ظ وبركاته، فقال: وعليك فقيل له: يا رسول الله لم لم تقل
لهذا كما قلت للذين قبله؟ فقال: إنه تشافها.
فقوله عليه السلام: إنه تشافها استعارة، والمراد استفرغ جميع التحية فلم يدع
منها شيئا يزاد به على لفظه ويرد عليه جوابا عن قوله، والأولان بقيا من
تحيتهما بقية ردت عليهما، وأعيدت إليهما، وأصل ذلك مأخوذ من التشاف وهو
تتبع بقية الاناء والحوض حتى يستنفد جميع ما فيه، وتلك البقية تسمى الشفافة
ومن أمثال العرب ليس الري عن التشاف، يقولون: ليس يروي العطشان تتبع
بقية الماء حتى يستفرغ جميع ما في الاناء (1).
98.
(باب)
* " (الاذن في الدخول، وسلام الاذن) " *
الآيات: النور: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى
تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون * فإن لم تجدوا فيها
أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم
والله بما تعملون عليم * ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتا غير مسكونة فيها متاع
لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون (2).
وقال تعالى: يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين
لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة
ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن طوافون
عليكم بعضكم على بعض كذلك يبين الله لكم آياته والله عليم حكيم (3).
الأحزاب: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم (4).
1 - تفسير علي بن إبراهيم: " يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم " إلى قوله:

(1) المجازات النبوية: 199.
(2) النور: 26 - 28.
(3) النور: 58.
(4) الأحزاب: 53.
13

" ثلث عورات لكم " قال: إن الله تبارك وتعالى نهى أن يدخل أحد في هذه الثلاثة
الأوقات على أحد لا أب ولا أخت ولا أم ولا خادم إلا باذن، والأوقات بعد
طلوع الفجر، ونصف النهار، وبعد عشاء الآخرة، ثم أطلق بعد هذه الثلاثة الأوقات
فقال: " ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن " يعني بعد هذه الثلاثة الأوقات
" طوافون عليكم بعضكم على بعض " (1).
2 - الخصال: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أسباط
عن عمه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الاستيذان ثلاثة أولهن
يسمعون، والثانية يحذرون، والثالثة إن شاؤوا أذنوا وإن شاؤوا لم يفعلوا فيرجع
المستأذن (2).
3 - معاني الأخبار: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم
ومحسن بن أحمد، عن أبان الأحمر، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال: سألت
أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل: " لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا
وتسلموا على أهلها " قال: الاستيناس وقع النعل والتسليم (3).
4 - تفسير علي بن إبراهيم: علي بن الحسين، عن البرقي، عن أبيه، عن أبان، عن عبد الرحمن
مثله.
وقال علي بن إبراهيم في قوله: " وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم
تحية من عند الله مباركة طيبة " (4) قال: هو سلامك على أهل البيت، وردهم
عليك، فهو سلامك على نفسك، ثم رخص الله فقال: " ليس عليكم جناح أن تدخلوا
بيوتا غير مسكونة فيها متاع لكم " قال الصادق عليه السلام: هي الحمامات والخانات
والأرحية تدخلها بغير إذن (5).
5 - كنز الكراجكي: عن محمد بن أحمد بن شاذان، عن محمد بن سعيد الدهقان
عن ابن عقدة، عن محمد بن منصور، عن أحمد بن عيسى العلوي، عن حسين بن علوان

(1) تفسير القمي: 460.
(2) الخصال ج 1: 45.
(3) معاني الأخبار: 163.
(4) النور: 61.
(5) تفسير القمي: 454.
14

عن أبي خالد، عن زيد بن علي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
دخلت على النبي صلى الله عليه وآله وهو في بعض حجراته فاستأذنت عليه فأذن لي فلما دخلت
قال لي: يا علي أما علمت أن بيتي بيتك، فمالك تستأذن علي؟ قال: فقلت:
يا رسول الله أحببت أن أفعل ذلك، قال: يا علي أحببت ما أحب الله، وأخذت بآداب
الله الخبر.
99.
(باب)
* " (نادر فيما قيل في جواب كيف أصبحت؟) " *
1 - جامع الأخبار: قيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال:
أصبحت مطلوبا بثمان خصال: الله تعالى يطلبني بالفرائض، والنبي صلى الله عليه وآله بالسنة
العيال بالقوت، والنفس بالشهوة، والشيطان بالمعصية، والحافظان بصدق العمل
وملك الموت بالروح، والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب (1).
دعوات الراوندي: مثله.
2 - جامع الأخبار: وقيل للحسين بن علي عليهما السلام: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟
فقال: أصبحت ولي رب فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي
وأنا مرتهن بعملي، لا أجد ما أحب، ولا أدفع ما أكره، والأمور بيد غيري، فان
شاء عذبني، وإن شاء عفا، فأي فقير أفقر مني.
قال: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام؟ كيف أصحبت؟ فقال: كيف يصبح من كان
لله عليه حافظان، وعلم أن خطاياه مكتوبة في الديوان، إن لم يرحمه ربه
فمرجعه إلى النيران.
قيل لفاطمة عليها السلام: كيف أصبحت يا ابنت المصطفى؟ قالت: أصبحت عائفة
لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، فأنا بين جهد وكرب بينما فقد
النبي صلى الله عليه وآله وظلم الوصي.

(1) جامع الأخبار ص 105.
15

عن المنهال قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام فقلت: السلام عليكم
كيف أصبحتم رحمكم الله؟ قال: أنت تزعم أنك لنا شيعة وأنت لا تعرف صباحنا
ومساءنا، أصبحت في قومنا بمنزلة بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون الأبناء
ويستحيون النساء، وأصبح خير البرية بعد نبيها صلى الله عليه وآله يلعن على المنابر، ويعطى
الفضل والأموال على شتمه، وأصبح من يحبنا منقوصا بحقه على حبه إيانا
وأصبحت قريش تفضل على جميع العرب بأن محمدا صلى الله عليه وآله منهم يطلبون بحقنا
ولا يعرفون لنا حقا، ادخل فهذا صباحنا ومساؤنا.
وقال جابر بن عبد الله: دخلت على أمير المؤمنين عليه السلام يوما فقلت له: كيف
أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: آكل رزقي، قال جابر: ما تقول في دار الدنيا؟
قال: ما نقول في دار أولها غم، وآخرها الموت، قال: فمن أغبط الناس؟ قال:
جسد تحت التراب، أمن من العقاب، ويرجو الثواب.
وقيل لسلمان الفارسي: كيف أصبحت؟ قال: كيف يصبح من كان الموت
غايته، والقبر منزله، والديدان جواره، وإن لم يغفر له فالنار مسكنه.
قيل لحذيفة بن اليمان: كيف أصبحت؟ قال: كيف يصبح من كان اسمه عبدا
ويدفن غدا في القبر وحدا، ويحشر بين يدي الله فردا.
عن المسيب قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام يوما من البيت فاستقبله سلمان
فقال عليه السلام له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال: أصبحت في غموم أربعة فقال له:
وما هن؟ قال: غم العيال يطلبون الخبز والشهوات، والخالق يطلب الطاعة، والشيطان
يأمر بالمعصية، وملك الموت يطلب الروح فقال: له أبشر يا أبا عبد الله فان لك بكل
خصلة درجات وإني كنت دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله [ذات يوم] فقال: كيف أصبحت
يا علي؟ فقلت: أصبحت وليس في يدي شئ غير الماء، وأنا مغتم لحال فرخي الحسن
والحسين عليهم السلام فقال لي: يا علي غم العيال ستر من النار، وطاعة الخالق أمان من
العذاب، والصبر على الطاعة جهاد، وأفضل من عبادة ستين سنة، وغم الموت كفارة
الذنوب، واعلم يا علي أن أرزاق العباد على الله سبحانه، وغمك لهم لا يضرك ولا
16

ينفع غير أنك توجر عليه، وإن أغم الغم غم العيال (1).
3 - أمالي الطوسي: جماعة، عن أبي المفضل، عن غياث بن مصعب بن عبده، عن محمد
ابن حماد، عن حاتم الأصم، عن شقيق بن إبراهيم البلخي، عمن أخبره من
أهل العلم قال: قيل لعيسى بن مريم عليه السلام: كيف أصبحت يا روح الله؟ قال: أصبحت
وربي تبارك وتعالى من فوقي، والنار أمامي، والموت في طلبي، لا أملك ما أرجو
ولا أطيق دفع ما أكره، فأي فقير أفقر منى.
وقال: وقيل للنبي صلى الله عليه وآله: كيف أصبحت؟ قال: بخير من رجل لم يصبح
صائما، ولم يعد مريضا، ولم يشهد جنازة.
قال: وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: لقيت علي بن أبي طالب عليه السلام ذات
يوم صباحا فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: بنعمة من الله وفضل من
رجل لم يزر أخا، ولم يدخل على مؤمن سرورا، قلت: وما ذلك السرور؟ قال:
يفرج عنه كربا، أو يقضي عنه دينا، أو يكشف عنه فاقة.
قال جابر: ولقيت عليا يوما فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين قال: أصبحنا
وبنا من نعم الله وفضله ما لا نحصيه، مع كثير ما نحصيه، فما ندري أي نعمة
نشكر؟ أجميل ما ينتشر؟ أم قبيح ما يستر؟
وقيل لأبي ذر رضي الله عنه: كيف أصبحت يا صاحب رسول الله؟ قال: أصبحت
بين نعمتين بين ذنب مستور، وثناء من اغتر به فهو المغرور.
وقيل لربيع بن خثيم: كيف أصبحت يا أبا يزيد؟ قال: أصبحت في أجل
منقوص، وعمل محفوظ، والموت في رقابنا، والنار من ورائنا، ثم لا ندري ما
يفعل بنا.
وقيل لأويس بن عامر القرني: كيف أصبحت يا أبا عامر؟ قال: ما ظنكم
بمن يرحل إلى الآخرة كل يوم مرحلة لا يدري إذا انقضى سفره أعلى جنة يرد
أم على نار.

(1) جامع الأخبار ص 106 و 107.
17

قال: وقال عبد الله بن جعفر الطيار: دخلت على عمي علي بن أبي طالب عليه السلام
صباحا وكان مريضا، فقلت: كيف أصبحت يا أمير المؤمنين؟ قال: يا بني كيف أصبح
من يفنى ببقائه، ويسقم بدوائه، ويؤتى من مأمنه.
وقيل لعلي بن الحسين عليهما السلام: كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال: أصبحت
مطلوبا بثمان: الله تعالى يطلبني بالفرايض، والنبي صلى الله عليه وآله بالسنة، والعيال بالقوت
والنفس بالشهوة، والشيطان باتباعه، والحافظان بصدق العمل، وملك الموت بالروح
والقبر بالجسد، فأنا بين هذه الخصال مطلوب.
وقيل لابنه محمد بن علي عليهما السلام: كيف أصبحت؟ قال: أصبحنا غرقى في النعمة
موقورين بالذنوب، يتحبب إلينا إلهنا بالنعم، ونتمقت إليه بالمعاصي، ونحن نفتقر
إليه، وهو غني عنا.
وقيل لبكر بن عبد الله المزني: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت قريبا أجلي
بعيدا أملي، سيئا عملي، ولو كان لذنوبي ريح ما جالستموني.
قال: وقيل لرجل من المعمرين: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت لا رجلا يغدو لحاجته * ولا قعيدة بيت تحسن العملا
وقيل لأبي رجاء العطاردي وقد بلغ عشرين ومائة سنة: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت لا يحمل بعضي بعضا * كأنما كان شبابي قرضا (1)
أقول: نقل من خط الشهيد رحمه الله قال قطب الدين الكيدري: روى معمر، عن
الزهري، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كنا مارين في أزقة المدينة يوما إذ أقبل
علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: السلام عليك يا رسول ورحمة الله وبركاته، فقال:
وعليك السلام يا أمير المؤمنين كيف أصبحت؟ قال: أصبحت ونومي خطرات
ويقظتي فزعات، وفكرتي في يوم الممات، الخبر.
4 - نهج البلاغة: قيل لأمير المؤمنين عليه السلام: كيف تجدك يا أمير المؤمنين؟ فقال:
كيف يكون حال من يفنى ببقائه، ويسقم بصحته، ويؤتى من مأمنه (2).

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 253 و 254.
(2) نهج البلاغة الرقم 115 من الحكم.
18

100.
* (باب) *
* " (المصافحة والمعانقة والتقبيل) " *
1 - أمالي الصدوق: ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن عمران
عن أبيه عمران بن إسماعيل، عن أبي علي الأنصاري، عن محمد بن جعفر التميمي
قال: قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام بينا إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام في جبل
بيت المقدس يطلب مرعى لغنمه إذ سمع صوتا فإذا هو برجل قائم يصلي طوله اثنا
عشر شبرا فقال له: يا عبد الله لمن تصلي؟ قال: لاله السماء، فقال له إبراهيم عليه السلام
هل بقي أحد من قومك غيرك؟ قال: لا، قال: فمن أين تأكل؟ قال: أجتني
من هذا الشجر في الصيف وآكله في الشتاء قال له: فأين منزلك؟ قال: فأومأ بيده
إلى جبل فقال له إبراهيم عليه السلام: هل لك أن تذهب بي معك فأبيت عندك الليلة؟
فقال: إن قدامي ماء لا يخاض، قال: كيف تصنع؟ قال: أمشي عليه. قال: فاذهب
بي معك فلعل الله أن يرزقني ما رزقك.
قال: فأخذ العابد بيده فمضيا جميعا حتى انتهيا إلى الماء، فمشى ومشى
إبراهيم عليه السلام حتى انتهيا إلى منزله فقال له إبراهيم: أي الأيام أعظم؟ فقال له
العابد: يوم الدين يوم يدان الناس بعضهم من بعض، قال: فهل لك أن ترفع يدك
وأرفع يدي فندعو الله عز وجل أن يؤمننا من شر ذلك اليوم؟ فقال: وما تصنع
بدعوتي فوالله إن لي لدعوة منذ ثلاث سنين ما أجبت فيها بشئ، فقال له إبراهيم
عليه السلام: أو لا أخبرك لأي شئ احتبست دعوتك؟ قال: بلى، قال له:
إن الله عز وجل إذا أحب عبدا احتبس دعوته ليناجيه، ويسأله ويطلب إليه
وإذا أبغض عبدا عجل له دعوته أو ألقى في قلبه اليأس منها.
ثم قال له: وما كانت دعوتك؟ قال: مر بي غنم ومعه غلام له ذؤابة، فقلت:
يا غلام لمن هذا الغنم؟ فقال لإبراهيم خليل الرحمن عليه السلام فقلت: اللهم إن
19

كان لك في الأرض خليلا فأرينه، فقال له إبراهيم عليه السلام: فقد استجاب الله لك أنا
إبراهيم خليل الرحمن، فعانقه، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله جاءت المصافحة (1).
2 - الخصال: أبي، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن ابن أبي عمير
عن الحسين بن المختار، عن الحذاء قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إن المؤمن إذا
صافح المؤمن تفرقا من غير ذنب (2).
3 - الخصال: الأربعمائة (3) قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا لقيتم إخوانكم فتصافحوا
وأظهروا لهم البشاشة والبشر، تتفرقوا وما عليكم من الأوزار قد ذهب، وقال
عليه السلام: صافح عدوك وإن كره، فإنه مما أمر الله عز وجل به عباده، يقول:
" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقيها
إلا الذين صبروا وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم " (4).
4 - أمالي الطوسي: المفيد، عن ابن قولويه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن
محمد بن الحسين، عن ابن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تلاقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا
تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار (5).
5 - معاني الأخبار: ابن عبدوس، عن ابن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، عن هشام
ابن أحمد اليربوعي، عن عبد الله بن الفضل، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام
عن جابر الأنصاري قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن المكاعمة، والمكامعة.
فالمكاعمة أن يلثم الرجل الرجل، والمكامعة أن يضاجعه ولا يكون بينهما
ثوب من غير ضرورة (6).
6 - ثواب الأعمال: ابن الوليد، عن الصفار، عن عباد بن سليمان، عن محمد بن سليمان
الديلمي، عن أبيه، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: كنت بالكوفة فيأتيني

(1) أمالي الصدوق: 178.
(2) الخصال: ج 1: 13.
(3) الخصال ج 2: 168.
(4) فصلت: 34.
(5) أمالي الطوسي ج 1: 219.
(6) معاني الأخبار: 300.
20

إخوان كثيرة وكرهت الشهرة فتخوفت أن أشتهر بديني فأمرت غلامي كلما جاءني
رجل منهم يطلبني قال: ليس هو ههنا، قال: فحججت تلك السنة، فلقيت أبا عبد الله
عليه السلام فرأيت منه ثقلا وتغيرا فيما بيني وبينه، قال: قلت: جعلت فداك
ما الذي غيرني عندك؟ قال: الذي غيرك للمؤمنين، قلت: جعلت فداك إنما
تخوفت الشهرة، وقد علم الله شدة حبي لهم، فقال: يا إسحاق لا تمل زيارة
إخوانك، فان المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فقال له: مرحبا، كتب له مرحبا إلى
يوم القيامة، فإذا صافحه أنزل الله فيما بين إبهامهما مائة رحمة: تسعة وتسعين
لأشدهم لصاحبه حبا.
ثم أقبل الله عليهما بوجهه، فكان على أشدهما حبا لصاحبه أشد إقبالا، فإذا
تعانقا غمرتهما الرحمة، فإذا لبثا لا يريدان إلا وجهه لا يريدان غرضا من غرض
الدنيا، قيل لهما: غفر لكما فاستأنفا، فإذا أقبلا على المسألة قالت الملائكة بعضهم
لبعض: تنحوا عنهما، فان لهما سرا، وقد ستره الله عليهما.
قال إسحاق: قلت له: جعلت فداك لا يكتب علينا لفظنا فقد قال الله عز وجل:
" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " (1) قال: فتنفس ابن رسول الله صلى الله عليه وآله
الصعداء قال: ثم بكى حتى خضبت دموعه لحيته. وقال: يا إسحاق إن الله
تبارك وتعالى إنما نادى الملائكة أن يغيبوا عن المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما، فإذا
كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما، فقد يعرفه الحافظ عليهما، عالم
السر وأخفى، يا إسحاق فخف الله كأنك تراه، فان كنت لا تراه فإنه يراك
فان كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم استترت عن
المخلوقين بالمعاصي وبرزت له بها، فقد جعلته في حد أهون الناظرين إليك (2).
رجال الكشي: جعفر بن معروف، عن أبي الحسن الرازي، عن إسماعيل بن مهران
عن سليمان الديلمي، عن إسحاق مثله (3).

(1) ق: 17.
(2) ثواب الأعمال: 132.
(3) رجال الكشي: 349.
21

7 - ثواب الأعمال: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل
عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنتم في تصافحكم في مثل أجور
المجاهدين (1).
8 - ثواب الأعمال: ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن إسحاق بن سعيد، عن بكر
ابن محمد الأزدي، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله لا يقدر
أحد قدره، كذلك لا يقدر أحد قدر نبيه عليه السلام، وكما لا يقدر أحد قدر نبيه فكذلك
لا يقدر أحد قدر المؤمن، إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله لهما، والذنوب تتحات
عن وجوههما، حتى يتفرقا، كما تحت الريح الشديدة الورق عن الشجر (2).
9 - كتاب المسلسلات للشيخ جعفر بن أحمد القمي: حدثنا الحسين بن
جعفر، قال: قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم الطرسوسي بدمشق قال: قال
عمر بن سعيد بن يسار المنبجي قال: قال أحمد بن دهقان: قال: قال خلف بن تميم:
قال: دخلنا على أبي هرمز نعوده فقال: دخلنا على أنس بن مالك نعوده فقال:
صافحت بكفي هذه كف رسول الله صلى الله عليه وآله فما مسست خزا ولا حريرا ألين من كفه
عليه السلام قال أبو هرمز: قلنا لانس بن مالك: صافحنا بالكف التي صافحت
بها رسول الله صلى الله عليه وآله فصافحنا، وقال: السلام عليكم، قال خلف بن تميم: قلت
لأبي هرمز: صافحنا بالكف التي صافحت بها أنس بن مالك فصافحنا وقال:
السلام عليكم، قال أحمد بن دهقان: قلنا لخلف بن تميم: صافحنا بالكف التي
صافحت بها أبا هرمز فصافحنا، وقال: السلام عليكم، قال عمر بن سعيد: قلنا
لأحمد بن دهقان: صافحنا بالكف التي صافحت بها خلف بن تميم فصافحنا وقال:
السلام عليكم، قال محمد بن عيسى بن عبد الكريم قلنا لعمر بن سعيد: صافحنا
بالكف التي صافحت بها أحمد بن دهقان فصافحنا وقال: السلام عليكم، قال
الحسين بن جعفر: قلنا لمحمد بن عيسى: صافحنا بالكف التي صافحت بها عمر
ابن سعيد فصافحنا وقال: السلام عليكم، قال أبو محمد جعفر بن أحمد بن

(1) ثواب الأعمال: 167.
(2) ثواب الأعمال: 170.
22

على الرازي مصنف هذا الكتاب: قلنا للحسين بن جعفر: صافحنا بالكف التي
صافحت بها محمد بن عيسى فصافحنا وقال: السلام عليكم.
10 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن
عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام عن جابر قال: لقيت النبي صلى الله عليه وآله فسلمت
عليه فغمز يدي وقال: غمز الرجل يد أخيه قبلته.
11 - الكافي: عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون
عن يحيى بن زكريا، عن أبي عبيدة قال: كنت زميل أبي جعفر عليه السلام وكنت أبدء
بالركوب ثم يركب هو. فإذا استوينا سلم وسأل مسألة رجل لا عهد له بصاحبه
وصافح، قال: وكان إذا نزل نزل قبلي فإذا استويت أنا وهو على الأرض سلم
وسأل مسألة من لا عهد له بصاحبه، فقلت: يا ابن رسول الله إنك لتفعل شيئا ما
يفعله من قبلنا، وإن فعل مرة فكثير، فقال: أما علمت ما في المصافحة؟ إن
المؤمنين يلتقيان فيصافح أحدهما صاحبه، فما تزال الذنوب تتحات عنهما كما
تتحات الورق عن الشجر، والله ينظر إليهما حتى يفترقا (1).
بيان: قال الفيروزآبادي: الزميل كأمير الرديف، كالزمل بالكسر وزمله
أردفه أو عادله، وقال: المصافحة الاخذ باليد كالتصافح، ويدل على استحباب
إيثار الزميل للركوب أو لا والابتداء بالنزول آخرا، وكأنه لسهولة الامر على
الزميل في الموضعين، فان الركوب أولا في المحمل أسهل لأنه ينحط كثيرا
وكذا النزول أخيرا أسهل لذلك.
قوله عليه السلام " لا عهد له بصاحبه " أي لم يره قبل ذلك قريبا، قال في المصباح:
عهدته بمكان كذا لقيته، وعهدي به قريب أي لقائي، وعهدت الشئ ترددت إليه
وأصلحته، وحقيقته تجديد العهد به، وفي النهاية تحاتت عنه ذنوبه تساقطت، وأقول:
في المعصوم يكون بدل ذلك رفع الدرجات أو تساقط ذنوب شيعتهم ببركتهم، كما

(1) الكافي ج 2 ص 179.
23

ورد عن النبي صلى الله عليه وآله إن الله حملني ذنوب شيعة علي فغفرها لي، أو تسقط ترك الأولى
والمباحات عنهم، ويثبت لهم بدلها الحسنات، فيرجع إلى الأول، ونظر الله إليهما
كناية عن شمول رحمته لهما.
12 - الكافي: عن العدة، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة
عن أبي خالد القماط، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا التقيا وتصافحا
أدخل الله يده بين أيديهما فصافح أشدهما حبا لصاحبه (1).
تبيان: قوله عليه السلام: " بين أيديهما " كأنه أطلق الجمع على التثنية مجازا
وذلك لاستثقالهم اجتماع التثنيتين، قال الشيخ الرضي رضي الله عنه: ثم لفظ الجمع
فيه أي في إضافة الجزئين إلى متضمنيهما - أولى من الافراد كقوله تعالى " فقد صغت
قلوبكما " (2) وذلك لكراهتهم في الإضافة اللفظية الكثيرة الاستعمال اجتماع تثنيتين
مع اتصالها لفظا ومعنى، مع عدم اللبس بترك التثنية فان أدى إلى اللبس لم يجز
إلا التثنية عند الكوفيين وهو الحق كما سيجئ تقول قلعت عينيهما إذا قلعت من
كل واحد عينا وأما قوله تعالى: " فاقطعوا أيديهما " (3) فإنه أراد أيمانهما بالخبر
والاجماع، وفي قراءة ابن مسعود " فاقطعوا أيمانهما " وإنما اختير الجمع على
الافراد لمناسبته التثنية في أنه ضم مفرد إلى شئ آخر، ولذلك قال بعض الأصوليين
إن المثنى جمع إنتهى.
فان قيل: الالتباس هنا حاصل، قلنا: لا التباس لان العرف شاهد بأن التصافح
بيد واحدة، فظهر خطأ بعض الأفاضل حيث قال هنا: يدل الخبر على استحباب
التصافح باليدين مع أن الأنسب حينئذ يديه، ثم إن المراد باليد هنا الرحمة
كما هو الشائع، أو هو استعارة تمثيلية.
13 - الكافي: بالاسناد، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن أيوب، عن
السميدع، عن مالك بن أعين الجهني، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا

(1) الكافي ج 2 ص 179.
(2) التحريم: 4.
(3) المائدة: 42.
24

التقيا فتصافحا أدخل الله عز وجل يده بين أيديهما وأقبل بوجهه على أشدهما حبا
لصاحبه، فإذا أقبل الله عز وجل عليهما تحاتت عنهما الذنوب كما يتحات الورق
عن الشجر (1).
بيان: الشيخ في الرجال عد سميدع الهلالي من أصحاب الصادق عليه السلام وقال:
في التقريب: السميدع بفتح أوله والميم وسكون الياء وفتح الدال هو ابن راهب بن
سوار بن الزهدم الجرمي البصري ثقة في التاسعة، وفي القاموس بفتح السين والميم
وبعدهما ياء مثناة تحتية (2) ولا يضم فإنه خطأ: السيد الشريف السخي واسم
رجل انتهى وإقبال الوجه كناية عن غاية اللطف والرحمة، قوله عليه السلام: " فإذا
أقبل الله عز وجل عليهما " أي إذا كانا متساويين في شدة الحب أو عبر عن الاقبال
بالوجه إلى الأشد كذلك إشعارا بأن الاقبال يكون لهما معا، لكن يكون للأشد
حبا أكثر كما يدل عليه الخبر الآتي.
14 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا أقبل الله
عز وجل عليهما بوجهه، وتساقطت عنهما الذنوب كما تتساقط الورق عن الشجر (3).
15 - الكافي: عن العدة، عن سهل، عن ابن أبي نصر، عن صفوان الجمال
عن أبي عبيدة الحذاء قال: زاملت أبا جعفر عليه السلام في شق محمل من المدينة إلى
مكة، فنزل في بعض الطريق، فلما قضى حاجته عاد وقال: هات يدك يا أبا عبيدة
فناولته يدي فغمزها حتى وجدت الأذى في أصابعي، ثم قال: يا أبا عبيدة ما من
مسلم لقي أخاه المسلم فصافحه وشبك في أصابعه إلا تناثرت عنهما ذنوبهما، كما
يتناثر الورق من الشجر في اليوم الشاتي (4).

(1) الكافي ج 2 ص 179.
(2) في طبعة مصر زاد بعده " ومعجمة مفتوحة " خ ل، وأفاد الشارح أن تلك العبارة
ساقطة من غالب النسخ، فان ظاهر كلام الجوهري وابن سيده والصاغاني اهمال الدال، بل
صرح بعضهم بأن اعجام ذاله خطأ.
(3) الكافي ج 2 ص 180.
(4) الكافي ج 2 ص 180.
25

توضيح: كأن المراد بالتشبيك هنا أخذ أصابعه بأصابعه، فإنهما حينئذ
تشبهان الشبكة لا إدخال الأصابع في الأصابع كما زعم، واليوم الشاتي: الشديد
البرد، أو هو كناية عن يوم الريح للزومه لها غالبا، وعلى التقديرين الوصف لان
تناثر الورق في مثله أكثر، قال في المصباح: شتا اليوم فهو شات من باب قتل إذا
اشتد برده، ويدل الخبر على استحباب الغمز في المصافحة، ولكن ينبغي أن يقيد
بما إذا لم يصل إلى حد اشتمل على الايذاء.
16 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يحيى
الحلبي، عن مالك الجهني قال: أبو جعفر عليه السلام: يا مالك أنتم شيعتنا ألا ترى
أنك تفرط في أمرنا، إنه لا يقدر على صفة الله، فكما لا يقدر على صفة الله كذلك
لا يقدر على صفتنا، وكما لا يقدر على صفتنا كذلك لا يقدر على صفة المؤمن
إن المؤمن ليلقى المؤمن فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب تتحات عن
وجوههما، كما يتحات الورق عن الشجر حتى يفترقا، فكيف يقدر على صفة من
هو كذلك (1).
بيان: " لا ترى " وفي بعض النسخ " ألا ترى " على الاستفهام " أنك تفرط "
على بناء الافعال أو التفعيل فعلى الأولى من النسختين والوجهين ظاهره أنه نهي
في صورة النفي أي لا تظن أنك تفرط وتغلو في أمرنا بما اعتقدت من كمالنا وفضلنا
فإنك كلما بالغت في وصفنا وتعظيمنا ومدحنا فأنت بعد مقصر، أو لا تظن أن
إفراطك في أمرنا أخرجك من التشيع، بل هو دليل على تشيعك، ثم لما كان لقائل
أن يقول: إن الافراط في الامر مذموم فكيف تمدحه به، فأزال ذلك بكلام مستأنف
حاصله أنهم كلما وصفوا به من الكمال، فهو دون مرتبتهم، لأنهم ممن لا يقدر
قدرهم، كما أن الله سبحانه لن يقدر قدره، بل لا يمكنكم معرفة قدر المؤمن من
شيعتنا، فكيف تقدرون على معرفة قدرنا.
وعلى الاستفهام أيضا يرجع إلى ذلك فان المعنى: ألست تزعم أنك تبالغ

(1) الكافي ج 2 ص 180.
26

في أمرنا، لا تزعم ذلك، فإنه لا يقدر، إلى آخر ما مر وعلى الوجهين محمول على
ما إذا لم يبلغ حد الغلو والارتفاع، وإذا كان تفرط على بناء التفعيل فالمعنى لا
تظن أنك تقصر في معرفتنا، فإنها فوق طاقتكم، ولا تقدرون على ذلك، وإنما
كلفتم بقدر عقولكم " ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها " (1) فكما لم تكلفوا كمال
معرفة الله، فكذا لم تكلفوا كمال معرفتنا، والاستفهام أيضا يرجع إلى ذلك كما
عرفت.
17 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمد
ابن الفضيل، عن أبي حمزة قال: زاملت أبا جعفر عليه السلام فحططنا الرحل ثم مشى
قليلا ثم جاء فأخذ بيدي فغمزها غمزة شديدة فقلت: جعلت فداك أو ما كنت معك
في المحمل؟ فقال: أو ما علمت أن المؤمن إذا جال جولة ثم أخذ بيد أخيه نظر
الله إليهما بوجهه، فلم يزل مقبلا عليهما بوجهه، ويقول للذنوب: تحات عنهما
فتتحات يا أبا حمزة كما يتحات الورق عن الشجر، فيفترقان وما عليهما من
ذنب (2).
بيان: في المصباح الرحل كل شئ يعد للرحيل، من وعاء للمتاع، ومركب
للبعير، وجلس ورسن، وجمعه أرحل ورحال، ورحل الشخص مأواه في الحضر
ثم أطاق على أمتعة المسافر لأنها هناك مأواه، وقال: جال الفرس في الميدان
يجول جولة وجولانا قطع جانبه، وجالوا في الحرب جولة جال بعضهم على بعض
وجال في البلاد طاف غير مستقر فيها انتهى، وظاهره أنه يكفي لاستحباب تجديد
المصافحة المشي قليلا والافتراق، وإن لم يغب أحدهما عن الآخر.
18 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن حد المصافحة قال: دور نخلة (3).
بيان: يدل على أنه يكفي لاستحباب تجديد المصافحة غيبة أحدهما عن
صاحبه ولو بنخلة أو شجرة كما سيأتي، ويمكن حمل الخبر السابق أيضا على الغيبة

(1) البقرة: 286.
(2) الكافي ج 2 ص 180.
(3) الكافي ج 2 ص 181.
27

أو يقال يكفي إما غيبة ما أو تباعد ما.
19 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن ابن سنان، عن عمرو الافرق
عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ينبغي للمؤمنين إذا توارى أحدهما عن
صاحبه بشجرة ثم التقيا أن يتصافحا (1).
20 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن بعض أصحابه، عن محمد بن المثنى
عن أبيه، عن عثمان بن زيد، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: إذا لقي أحدكم أخاه فليسلم وليصافحه، فان الله عز وجل
أكرم بذلك الملائكة، فاصنعوا صنع الملائكة (2).
ايضاح: " أكرم بذلك الملائكة " أي إذا لقي بعضهم بعضا يسلمون ويصافحون
أو إذا لقوا المؤمنين فعلوا ذلك والأول أظهر.
21 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن محمد بن علي، عن ابن بقاح، عن
سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح، وإذا تفرقتم فتفرقوا
بالاستغفار (3).
بيان: قوله: " بالاستغفار " بأن يقول: غفر الله لك مثلا.
22 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن موسى بن القاسم، عن جده معاوية
ابن وهب أو غيره عن رزين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان المسلمون إذا غزوا
مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثم مروا بمكان كثير الشجر ثم خرجوا إلى الفضاء نظر بعضهم
إلى بعض فتصافحوا (4).
بيان: " نظر بعضهم إلى بعض " أي بالمودة.
23 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن أبيه، عمن حدثه، عن زيد بن
الجهم الهلالي، عن مالك بن أعين، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا صافح الرجل
صاحبه فالذي يلزم التصافح أعظم أجرا من الذي يدع، ألا وإن الذنوب لتتخات

(1) الكافي ج 2 ص 181.
(2) الكافي ج 2 ص 181.
(3) الكافي ج 2 ص 181.
(4) الكافي ج 2 ص 181.
28

فيما بينهم حتى لا يبقى ذنب (1).
بيان: يدل على استحباب عدم جذب اليد حتى يجذب صاحبه، ولعله محمول
على ما إذا لم يمتد كثيرا فيملا.
24 - الكافي: عن العدة، عن سهل، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة
عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فنظر إلى بوجه قاطب
فقلت: ما الذي غيرك لي؟ قال: الذي غيرك لاخوانك، بلغني يا إسحاق
أنا أقعدت ببابك بوابا يرد عنك فقراء الشيعة؟ فقلت: جعلت فداك إني خفت
الشهرة، قال: أفلا خفت البلية أوما علمت أن المؤمنين إذا التقيا فتصافحا
انزل الله عز وجل الرحمة عليهما، فكانت تسعة وتسعين لأشد هما حبا لصاحبه
فإذا تواقفا غمرتهما الرحمة، وإذا قعدا يتحد ثان قالت الحفظة بعضها لبعض:
اعتزلوا بنا فلعل لهما سرا، وقد ستر الله عليهما،
فقلت: أليس الله عز وجل يقول: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيت عتيد "
فقال: يا إسحاق إن كانت الحفظة لا تسمع، فان عالم السر يسمع ويرى (2).
بيان: في القاموس قطب يقطب قطبا وقطوبا فهو قاطب وقطوب زوى ما بين
عينيه وكلح كقطب، قوله عليه السلام: " فكانت تسعة وتسعين " تسعة اسم كان وكان الأنسب
تسعون كما في بعض نسخ الحديث وفي نسخ الكتاب وتسعين فالواو بمعنى مع
وليس في بعض الروايات " فكانت " فيستقيم من غير تكلف.
وقال تعالى: " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد * إذ يتلقى المتلقيان
عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " (3) قال
الطبرسي قدس سره: حبل الوريد هو عرق يتفرق في البدن أو عرق الحلق أو
عرق متعلق بالقلب، والمتلقيان الملكان يأخذان منه عمله، فيكتبانه كما يكتب
المملى عليه، والمراد بالقعيد الملازم الذي لا يبرح، وقيل: عن اليمين كاتب
الحسنات وعن الشمال كاتب السيئات، وقيل: الحفظة أربعة ملكان بالنهار

(1) الكافي ج 2 ص 181.
(2) الكافي ج 2 ص 181.
(3) سورة ق: 16 - 18.
29

وملكان بالليل " ما يلفظ " أي ما يتكلم بكلام فيلفظه أي يرميه من فيه " إلا لديه "
حافظ حاضر معه والرقيب الحافظ، والعتيد المعد للزوم الامر، يعني الملك
الموكل به، إما صاحب اليمين وإما صاحب الشمال يحفظ عمله لا يغيب عنه، والهاء
في " لديه " تعود إلى القول أو إلى القائل انتهى (1) قوله: " فان عالم السر
يعلم " (2) أي يكفي لصدق الآية اطلاع الرب تعالى، وهو الرقيب على عباده، وقد
قال سبحانه قبل ذلك: " ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ".
25 - الكافي: عن العدة، عن سهل، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن بن محرز
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما صافح رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا قط فنزع يده حتى
يكون هو الذي ينزع يده منه (3).
بيان: يدل على استحباب عدم نزع اليد قبل صاحبه كما مر.
26 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن حماد، عن ربعي، عن زرارة، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الله عز وجل لا يوصف، وكيف يوصف وقال
في كتابه: " وما قدروا الله حق قدره " (4) فلا يوصف بقدر [ة] إلا كان أعظم من
ذلك، وإن النبي صلى الله عليه وآله لا يوصف، وكيف يوصف عبد احتجب الله عز وجل بسبع
وجعل طاعته في الأرض كطاعته في السماء فقال: " وما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا " (5) ومن أطاع هذا فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني
وفوض إليه، وإنا لا نوصف، وكيف يوصف قوم رفع الله عنهم الرجس وهو الشك
والمؤمن لا يوصف وإن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فلا يزال الله ينظر إليهما والذنوب
تتحات عن وجوههما كما يتحات الورق عن الشجر (6).
تبيان: " وما قدروا الله حق قدره " أي ما عظموا الله حق تعظيمه، أوما
عرفوا الله حق معرفته، وما وصفوا الله حق وصفه، كما هو الظاهر من هذا الخبر

(1) مجمع البيان ج 9 ص 144.
(2) كذا ولفظ الحديث يسمع.
(3) الكافي ج 2 ص 182.
(4) الحج: 73.
(5) الحشر: 7.
(6) الكافي ج 2 ص 182.
30

فلا يوصف بقدرة كأنه خص القدرة بالذكر لأنها التي يمكن أن تعقل في الجملة
من صفاته سبحانه، أو هو على المثال ويمكن أن يقرأ بالفتح أي بقدر، وقد
مر هذا الجزء من الخبر في كتاب التوحيد، وفيه " بقدر " وهو أصوب.
قوله عليه السلام: " احتجب الله بسبع " أقول: هذه العبارة تحتمل وجوها شتى
نذكر بعضها الأول ما ذكره بعض العارفين أنه قد ورد في الحديث أن لله سبعين
ألف حجاب من نور وظلمة، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره
وعلى هذا فيحتمل أن يكون معنى قوله عليه السلام " احتجب الله بسبع " أنه صلى الله عليه وآله قد
ارتفع الحجب بينه وبين الله سبحانه حتى بقي من السبعين ألف سبع.
أقول: كأنه قرأ الجلالة بالرفع، وقدر العائد أي احتجب الله عنه بسبع.
الثاني أن يقرأ بالرفع أيضا ويكون تمهيدا لما بعده أي احتجب الله عن الخلق
بسبع سماوات، وجعله خليفته في عباده وناط طاعته بطاعته، وفوض إليه أمور
خلقه بمنزلة ملك جعل بينه وبين رعيته سبعة حجب وأبواب، لم يمكنهم الوصول
إليه بوجه وبعث إليهم وزيرا ونصب عليهم حاكما وكتب إليهم كتابا تضمن وجوب
طاعته، وأن كل من له إليه حاجة فليرجع إليه، فان قوله قولي، وأمره
أمري، وحكمه حكمي فاحتجابه بالسبع كناية عن عدم ظهور وحيه وأمره ونهيه
وتقديراته إلا من فوق سبع سماوات وإنما يظهر لنا جميع ذلك ببيانه صلى الله عليه وآله وهذا
وجه وجيه خطر ببالي القاصر.
الثالث أن يكون سياقه كما مر في الوجه السابق لكن يكون المعنى أنه
حجب ذاته عن الخلق بسبع من الحجب النورانية وهي صفاته الكمالية التي لا تصل
الخلق إليها، أو التنزيهية التي صارت أسبابا لاحتجابه عن عقول الخلق وأحلامهم
وجعله صلى الله عليه وآله معرفا لذاته وصفاته وأوامره ونواهيه لجميع الخلق، وهذا أيضا
مما سنح لي.
الرابع أن يقرأ الجلالة بالنصب أي احتجب مع الله عن الخلق فوق سبع
سماوات أو سبعة حجب بعد السماوات فكلمه الله وناجاه هناك وفيه بعد لفظا.
31

وقال بعضهم: لعل المراد أنه لا يمكن أن يوصف عبد اتخذه الله عز وجل حجابا
في سبع سماوات وسبع أرضين: وجه إليه يستفيض منه ووجه إلى الممكنات يفيض عليها
أو اتخذه حجابا بسبع صفات الذات، لكونه مظهرها وانكشافها له، وهي حجب
نورانية لو انكشف وصف منها لأضاء أنوار الهداية كل ملتبس، فصار صلى الله عليه وآله
بانكشافها له حجابا نورانيا مثلها أو أزال عنه الحجاب بسبع سماوات وسبع أرضين
على أن تكون الهمزة للسلب. فقد ترفع قدره من المجردات الملكوتية، والملائكة
اللاهوتية، وتنزه قلبه من العوائق البشرية، والعلائق الناسوتية ويمكن أن
يكون إشارة إلى ما وصل إليه من حجب المعراج انتهى.
ولا يخفى ما في الجميع من الخبط والتشويش لا سيما في همزة السلب، وقد
مر معنى التفويض في بابه. قوله عليه السلام " وهو الشك " أي لا يعتريهم شك في شئ مما
يسألون أو يقولون بل يعلمون جميع ذلك بعين اليقين، وهذه درجة رفيعة تقصر
العقول عن إدراكها.
27 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن علي بن النعمان، عن فضيل
ابن عثمان، عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إذا التقى المؤمنان
فتصافحا أقبل الله بوجهه عليهما وتتحات الذنوب عن وجوههما حتى يفترقا (1).
28 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة (2).
بيان: السخيمة الضغينة والحقد والموجدة في النفس.
29 - الكافي: عن العدة، عن سهل، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القداح
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لقي النبي صلى الله عليه وآله حذيفة فمد النبي صلى الله عليه وآله يده فكف
حذيفة يده، فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا حذيفة بسطت يدي إليك فكففت يدك عني؟ فقال
حذيفة: يا رسول الله بيدك الرغبة، ولكني كنت جنبا فلم أحب أن تمس يدي يدك
وأنا جنب، فقال النبي صلى الله عليه وآله: أما تعلم أن المسلمين إذا التقيا فتصافحا تحاتت ذنوبهما
كما يتحات ورق الشجر (3).

(1) الكافي ج 2: 182.
(2) الكافي ج 2: 183.
(3) الكافي ج 2: 183.
32

بيان: " بيدك الرغبة " كأن الباء بمعنى " في " أي يرغب جميع الخلق في
مصافحة يدك الكريمة، وقيل: الباء للسببية، والرغبة بمعنى المرغوب أي يحصل
بسبب يدك مرغوب الخلايق، وهو الجنة، وهو تكلف بعيد قوله صلى الله عليه وآله " أما تعلم "
ظاهره أن الجنابة لا تمنع مصافحة المعصومين عليهم السلام. ويمكن أن يكون عذره مقبولا
لكن لما علم صلى الله عليه وآله منه عدم اهتمامه في أمر المصافحة حثه عليها بذلك ويؤيده
ما روي أن أبا بصير دخل جنبا على الصادق عليه السلام فقال: هكذا تدخل بيوت
الأنبياء (1).
30 - الكافي: عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن إسحاق
ابن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن الله عز وجل لا يقدر أحد قدره، وكذلك
لا يقدر قدر نبيه، وكذلك لا يقدر قدر المؤمن إنه ليلقى أخاه فيصافحه فينظر الله إليهما
والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا، كما تتحات الريح الشديدة الورق
عن الشجر (2).
ايضاح: " لا يقدر " على بناء الفاعل كيضرب و " قدره " منصوب، ومفعول
مطلق للنوع أي حق قدره كما مر في قوله تعالى: " ما قدروا الله حق قدره "
قوله عليه السلام " كما تتحات " الظاهر كما تحت كما في ثواب الأعمال (3) فان التحات
لازم إلا أن يتكلف بنصب الريح على الظرفية الزمانية، بتقدير مضاف، أي يوم
الريح، ورفع الورق بالفاعلية في القاموس حته فركه وقشره فانحت وتحات
والورق سقطت كانحتت وتحاتت والشئ حطه.
31 - الكافي: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن رفاعة قال:
سمعته يقول: مصافحة المؤمن أفضل من مصافحة الملائكة (4).
بيان: " مصافحة المؤمن " كأن المعنى مصافحة المؤمنين أفضل من مصافحة
الملكين أو مصافحة المؤمن مع المؤمن أفضل من مصافحته مع الملائكة لو تيسرت
له ويومي إلى أن المؤمن الكامل أفضل من الملك.

(1) راجع رجال الكشي: 152.
(2) الكافي ج 2 ص 183.
(3) مر ص 22.
(4) الكافي ج 2 ص 183.
33

32 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي، عن أبي جعفر وأبي عبد الله
عليهما السلام قالا: أيما مؤمن خرج إلى أخيه يزوره عارفا بحقه كتب الله له بكل
خطوة حسنة، ومحيت عنه سيئة، ورفعت له درجة، فإذا طرق الباب فتحت له
أبواب السماء، فإذا التقيا وتصافحا وتعانقا أقبل الله عليهما بوجهه، ثم باهى
بهما الملائكة فيقول: انظروا إلى عبدي تزاورا وتحابا في حق علي ألا أعذبهما
بالنار، بعد ذا الموقف، فإذا انصرف شيعه ملائكة عدد نفسه وخطاه كلامه يحفظونه
عن بلاء الدنيا وبوائق الآخرة إلى مثل تلك الليلة من قابل، فان مات فيما بينهما
أعفي من الحساب، وإن كان المزور يعرف من حق الزاير ما عرفه الزائر من
حق المزور كان له مثل أجره (1).
تبيان: قوله " يزوره " حال مقدرة و " عارفا " حال محققة عن فاعل خرج
وكأن المراد بعرفان حقه أن يعلم فضله، وأن له حق الزيارة، والرعاية والاكرام
فيرجع إلى أنه زاره لذلك، وأن الله جعل له حقا عليه، لا للأغراض الدنيوية
والظاهر أن محو السيئة ليس من جهة الحبط، بل هو تفضل زائد على الحسنة
وقال الجوهري: عانقه إذا جعل يديه على عنقه وضمه إلى نفسه، وتعانقا واعتنقا
فهو عنيقه انتهى وكأنه لا خلاف بيننا في استحباب المعانقة إذا لم يكن فيها غرض
باطل، أو داعي شهوة أو مظنة هيجان ذلك، كالمعانقة مع الأمرد، وكذا
التقبيل.
واستحب المعانقة جماعة من العامة أيضا، وأبو حنيفة كرهها، ومالك رآها
بدعة، وأنكر سفيان قول مالك، واحتج عليه بمعانقته صلى الله عليه وآله جعفرا حين قدم من
الحبشة فقال مالك: هو خاص بجعفر، فقال سفيان: ما يخص جعفرا يعمنا فسكت
مالك، قال الابي: سكوته يدل على ظهور حجة سفيان حتى يقوم دليل على
التخصيص، قال القرطبي: هذا الخلاف إنما هو في معانقة الكبير، وأما معانقة

(1) الكافي ج 2 ص 183.
34

الصغير فلا أعلم خلافا في جوازها، ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله عانق الحسن
رضي الله عنه انتهى.
وفتح أبواب السماء إما كناية عن نزول الرحمة عليه أو استجابة دعائه
وإقباله تعالى عليهما بوجهه كناية عن غاية رضاه عنهما، أو توجيه رحمته البالغة
إليهما " إلى عبدي " على التثنية " عدد نفسه " بالتحريك " وخطاه " بالضم
" وكلامه " أي جمله أو كلماته أو حروفه، قال الجوهري الخطوة بالضم ما بين
القدمين، وجمع القلة خطوات وخطوات، والكثير خطا والخطوة بالفتح المرة
الواحدة، والجمع خطوات بالتحريك وخطاء مثل ركوة وركاء انتهى، والمراد
بعدد جميع ذلك ذهابا وإيابا أو إيابا فقط والأول أظهر، وكأن ذكر الليلة
لان العرب تضبط التواريخ بالليالي أو إيماء إلى أن الزيارة الكاملة هي أن يتم
عنده إلى الليل، وقيل: لأنهم كانوا للتقية يتزاورون بالليل.
33 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا اعتنقا غمرتهما الرحمة فإذا التزما لا
يريدان بذلك إلا وجه الله، ولا يريدان غرضا من أغراض الدنيا، قيل لهما مغفورا
لكما، فاستأنفا، فإذا أقبلا على المسألة قالت الملائكة بعضها لبعض: تنحوا عنهما
فان لهما سرا، وقد ستر الله عليهما
قال إسحاق: فقلت: جعلت فداك فلا يكتب عليهما لفظهما وقد قال الله عز
وجل: " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد " (1) قال: فتنفس أبو عبد الله عليه السلام
الصعداء ثم بكى حتى اخضلت دموعه لحيته، وقال: يا إسحاق إن الله تبارك
وتعالى إنما أمر الملائكة أن تعتزل من المؤمنين إذا التقيا إجلالا لهما، وإنه
وإن كانت الملائكة لا تكتب لفظهما ولا تعرف كلامهما، فإنه يعرفه ويحفظه عليهما
عالم السر وأخفى (2).
تبيين: الالتزام في اللغة الاعتناق، والمراد هنا إما إرادته الاعتناق زمانا

(1) ق: 17.
(2) الكافي ج 2 ص 184.
35

طويلا، أو المراد بالاعتناق جعل كل منهما يديه في عنق الآخر، وبالالتزام
ضمه إلى نفسه، والالتصاق به، كما يسمى المستجار بالملتزم لذلك. قوله " مغفورا
لكما " منصوب بمحذوف أي ارجعا أو كونا، وقيل: هو مفعول به لفعل محذوف
بتقدير اعرفا مغفورا، ونائب الفاعل ضمير مستتر في المغفور و " لكما " ظرف لغو متعلق
بالمغفور فالفاء في قوله " فاستأنفا " للتعقيب أو للتفريع على اعرفا، ومفعوله محذوف
أي استأنفا العمل، ويمكن أن يقدر حرف النداء قبل " مغفورا " أو يكون حالا عن
فاعل فاستأنفا، ويكون الضمير في " لكما " نائبا للفاعل كما هو مذهب البصريين
أو النائب للفاعل الضمير المستتر في المغفور الراجع إلى مصدر المغفور كما هو
مذهب ابن درستويه وأتباعه، أو " لكما " ظرف مستقر نائب للفاعل، كما هو مختار
الكوفيين، والفاء للتفريع على مضمون جملة " فإذا التزما " الخ.
وقال: السر هو التصورات الباطلة التي يلقيها الشيطان في قلب المؤمن
وهو يتأذى بذلك، ولا يضر بآخرته لأنها محض التصور، فيشكو ما يلقى من
ذلك إلى أخيه انتهى، والصعداء منصوب على أنه مفعول مطلق للنوع، قال الجوهري
الصعداء بالمد تنفس ممدود، وقال: أخضلت الشئ فهو مخضل إذا بللته، وقوله
" وإن كانت " يحتمل الوصلية والشرطية " عالم السر وأخفى " إشارة إلى قوله
تعالى " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى " (1) والمشهور بين المفسرين أن
السر ما حدث به غيره خافضا به صوته، وأخفى ما يحدث به نفسه ولا يلفظ به، وقيل
السر ما يضمره الانسان فلم يظهر، وأخفى من ذلك ما وسوس إليه ولم يضمره
وقيل: السر ما تفكرت فيه، وأخفى ما لم يخطر ببالك وعلم الله أن نفسك
تحدث به بعد زمان.
وأقول: يحتمل أن يكون المراد بالسر ما خطر بباله ولم يظهر، وأخفى
ما علم أنه كان في نفسه ولم يعلم هو به، كالرياء الخفي الذي صار باعثا لعمله

(1) طه: 6.
36

وهو يظن أن عمله خالص لله، وكالصفات الذميمة التي يرى الانسان أنه طهر
نفسه منها، ويظهر بعد مجاهدة النفس أنها مملوة منها، وكل ذلك ظاهر لمن
تتبع عيوب نفسه والله الموفق.
34 - الكافي: عن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن
عبيس بن هشام، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن لكم لنورا تعرفون به في الدنيا حتى أن أحدكم إذا لقي أخاه
قبله في موضع النور من جبهته (1).
بيان: قوله عليه السلام: " تعرفون " على بناء المجهول كأنه إشارة إلى قوله
تعالى: " سيماهم في وجوههم من أثر السجود " (2) ولا يلزم أن تكون المعرفة
عامة، بل يعرفهم بذلك الملائكة والأئمة صلوات عليهم كما ورد في قوله
تعالى " إن في ذلك لايات للمتوسمين " (3) أن المتوسمين هم الأئمة عليهم السلام
ويمكن أن يعرفهم بذلك بعض الكمل من المؤمنين أيضا، وإن لم يروا النور
ظاهرا، وتفرس أمثال هذه الأمور قد يحصل لكثير من الناس بمجرد رؤية
سيماهم، بل لبعض الحيوانات أيضا كما أن الشاة إذا رأت الذئب تستنبط من سيماه
العداوة، وإن لم ترها أبدا، ومثل ذلك كثير، وقوله: " حتى أن أحدكم "
يحتمل وجهين الأول أن الله تعالى إنما جعل موضع القبلة المكان الخاص من
الجبهة، لأنه موضع النور، والثاني أن المؤمن إنما يختار هذا الموضع لكونه
موضع النور واقعا، وإن لم ير النور ولم يعرفه، ويدل على أن موضع التقبيل
في الجبهة.
35 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رفاعة بن موسى، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: لا يقبل رأس أحد ولا يده إلا رسول الله صلى الله عليه وآله أو من أريد
به رسول الله صلى الله عليه وآله (4).

(1) الكافي ج 2 ص 185.
(2) الفتح: 29.
(3) الحجر: 75.
(4) الكافي ج 2: 185.
37

تبيان: قوله عليه السلام: " أو من أريد به رسول الله " من الأئمة عليهم السلام إجماعا
وغيرهم من السادات والعلماء على الخلاف، وإن لم أر في كلام أصحابنا تصريحا
بالحرمة، قال بعض المحققين: لعل المراد بمن أريد به رسول الله الأئمة
المعصومون عليهم السلام كما يستفاد من الحديث الآتي، ويحتمل شمول الحكم العلماء
بالله وبأمر الله مع العاملين بعلمهم والهادين للناس ممن وافق قوله فعله، لان
العلماء الحق ورثة الأنبياء فلا يبعد دخولهم فيمن يراد به رسول الله صلى الله عليه وآله.
قال الشهيد قدس الله روحه في قواعده: يجوز تعظيم المؤمن بما جرت به
عادة الزمان وإن لم يكن منقولا عن السلف، لدلالة العمومات عليه قال تعالى:
" ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " (1) وقال تعالى: " ذلك ومن
يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه " (2) ولقول النبي صلى الله عليه وآله: لا تباغضوا ولا
تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانا، فعلى هذا يجوز القيام
والتعظيم بانحناء وشبهه، وربما وجب إذا أدى تركه إلى التباغض والتقاطع أو
إهانة المؤمن، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وآله قام إلى فاطمة عليها السلام وإلى جعفر رضي
الله عنه لما قدم من الحبشة، وقال للأنصار: قوموا إلى سيدكم ونقل أنه صلى الله عليه وآله
قام لعكرمة بن أبي جهل لما قدم من اليمن فرحا بقدومه.
فان قلت: قد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحب أن يتمثل له الناس أو الرجال
قياما فليتبوأ مقعده من النار، ونقل أنه صلى الله عليه وآله كان يكره أن يقام له، فكان إذا
قدم لا يقومون لعلمهم كراهته ذلك، فإذا فارقهم قاموا حتى يدخل منزله لما يلزمهم
من تعظيمه.
قلت: تمثل الرجال قياما هو ما تصنعه الجبابرة من إلزامهم الناس بالقيام
في حال قعودهم إلى أن ينقضي مجلسهم، لا هذا القيام المخصوص القصير زمانه
سلمنا لكن يحمل على من أراد ذلك تجبرا وعلوا على الناس فيؤاخذ من لا يقوم
له بالعقوبة أما من يريده لدفع الإهانة عنه والنقيصة له، فلا حرج عليه لان دفع

(1) الحج: 33.
(2) الحج: 31.
38

الضرر عن النفس واجب، وأما كراهيته صلى الله عليه وآله فتواضع لله وتخفيف على أصحابه
وكذا ينبغي للمؤمن أن لا يحب ذلك، وأن يؤاخذ نفسه بمحبة تركه إذا مالت
إليه، ولان الصحابة كانوا يقومون كما في الحديث، ويبعد عدم علمه صلى الله عليه وآله بهم
مع أن فعلهم يدل على تسويغ ذلك.
وأما المصافحة فثابتة من السنة، وكذا تقبيل موضع السجود وتقبيل اليد
فقد ورد أيضا في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تلاقى الرجلان فتصافحا تحاتت
ذنوبهما، وكان أقربهما إلى الله سبحانه أكثرهما بشرا لصاحبه، وفي الكافي للكليني
رحمه الله في هذه المقامات أخبار كثيرة، وأما المعانقة فجائزة أيضا لما ثبت من
معانقة النبي صلى الله عليه وآله جعفرا واختصاصه به غير معلوم، وفي الحديث أنه قبل بين
عيني جعفر عليه السلام مع المعانقة، وأما تقبيل المحارم على الوجه فجائز ما لم يكن
لريبة أو تلذذ.
36 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي عن
علي بن مزيد صاحب السابري قال دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فتناولت يده
فقبلتها، فقال: أما إنها لا تصلح إلى لنبي أو وصى نبي (1).
بيان: يدل على المنع من تقبيل يد غير المعصومين عليهم السلام لكن الخبر مع
جهالته ليس بصريح في الحرمة بل ظاهره الكرامة.
37 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، عن الحجال، عن يونس بن
يعقوب قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ناولني يدك أقبلها، فأعطانيها، فقلت:
جعلت فداك رأسك، ففعل فقبلته فقلت: جعلت فداك فرجلاك! فقال: أقسمت
أقسمت أقسمت ثلاثا وبقي شئ؟ وبقي شئ؟ وبقي شئ؟ (2).
تبيين: " أقسمت " أقول: يحتمل وجوها الأول أن يكون على صيغة المتكلم
ويكون إخبارا أي حلفت أن لا أعطي رجلي أحدا يقبلها، إما لعدم جوازه أو
عدم رجحانه أو للتقية، وقوله: " بقي شئ " استفهام على الانكار، أي هل بقي

(1) الكافي ج 2: 185.
(2) الكافي ج 2: 185.
39

احتمال الرخصة والتجويز بعد القسم، الثاني أن يكون إنشاء للقسم ومناشدة أي
أقسم عليك أن تترك ذلك للوجوه المذكورة، وهل بقي بعد مناشدتي إياك من
طلبك التقبيل شئ أو لم يبق بعد تقبيل اليد والرأس شئ تطلبه، الثالث ما كان يقوله
بعض الأفاضل رحمه الله: وهو أن يكون المعنى أقسمت قسمة بيني وبين خلفاء
الجور فاخترت اليد والرأس، وجعلت الرجل لهم " بقي شئ " أي ينبغي أن يبقى
لهم شئ لعدم التضرر منهم، الرابع ما قال بعضهم أيضا أنه أقسمت بصيغة الخطاب
على الاستفهام للانكار، أي أأقسمت أن تفعل ذلك فتبالغ فيه، وبقي شئ على الوجه
السابق، والخامس ما ذكره بعض الأفاضل وهو أن أقسمت على صيغة الخطاب
وثلاثا من كلام الإمام عليه السلام أي أقسمت قسما لتقبيل اليد وآخر لتقبيل الرأس وآخر
لتقبيل الرجلين، وفعلت اثنين وبقي الثالث، وهو تقبيل الرجلين فافعل فإنه يجب
عليك، السادس ما قيل: إن أقسمت بصيغة الخطاب من القسم بالكسر، وهو
الحظ والنصيب أي أخذت حظك ونصيبك وليبق شئ مما يجوز أن يقبل للتقية.
وأقول: لا يخفى ما في الوجوه الأخيرة من البعد والركاكة، ثم إنه
يحتمل على بعض الوجوه المتقدمة أن يكون المراد بقوله: " بقي شئ " التعريض
بيونس وأمثاله أي بقي شئ آخر سوى هذه التواضعات الرسمية والتعظيمات الظاهرية
وهو السعي في تصحيح العقائد القلبية. ومتابعتنا في جميع أعمالنا وأقوالنا، وهي
أهم من هذا الذي تهتم به، لأنه عليه السلام كان يعلم أنه سيضل ويصير فطحيا وأما
قوله: " رأسك " فيحتمل الرفع والنصب والأخير أظهر أي ناولني رأسك، وقوله:
" فرجلاك " مبتدأ وخبره محذوف أي أريد أن أقبلهما، أو ما حالهما؟ أي يجوز
لي تقبيلهما؟.
38 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن العمر كي بن علي، عن علي بن جعفر
عن أبي الحسن عليه السلام قال: من قبل للرحم ذا قرابة فليس عليه شئ، وقبلة
الأخ على الخد، وقبله الامام بين عينيه (1).

(1) الكافي ج 2: 185.
40

بيان: " من قبل للرحم " أي لا للشهوة والاغراض الباطلة، و " قبلة الأخ "
أي النسبي أو الايماني و " قبلة الامام " الظاهر أنه إضافة إلى المفعول، وقيل:
إلى الفاعل أي قبلة الامام ذا قرابته بين العينين وكأنه ذهب إلى ذلك لفعل النبي "
صلى الله عليه وآله ذلك بجعفر رضي الله عنه ولا يخفى ما فيه.
39 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن البرقي، عن ابن سنان، عن أبي الصباح
مولى آل سام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس القبلة على الفم، إلا للزوجة والولد
الصغير (1).
بيان: كأن المراد بالزوجة ما يعم ملك اليمين،
40 - المحاسن: ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المؤمنين يلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه
فما يزال الله تبارك وتعالى ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة، وإن الذنوب لتحات
عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا (2)،
41 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: إن المؤمن
إذا لقي أخاه وتصافحا لم تزل الذنوب تتحات عنهما ما داما متصافحين، كتحات
الورق عن الشجر، فإذا افترقا قال ملكاهما: جزاكما الله خيرا عن أنفسكما، فان
التزم كل واحد منهما صاحبه، ناداهما مناد: طوبى لكما وحسن مآب، وطوبى
شجرة في الجنة أصلها في دار أمير المؤمنين عليه السلام وفرعها في منازل أهل الجنة، فإذا
افترقا ناداهما ملكان كريمان: أبشرا يا وليي الله بكرامة الله، والجنة من ورائكما (3).
42 - كشف الغمة: من دلائل الحميري، عن مالك الجهني قال: إني يوما عند
أبي عبد الله عليه السلام وأنا أحدث نفسي بفضل الأئمة من أهل البيت، إذ أقبل علي
أبو عبد الله عليه السلام فقال: يا مالك أنتم والله شيعتنا حقا، لا ترى أنك أفرطت في القول
في فضلنا، يا مالك إنه ليس يقدر على صفة الله وكنه عظمته، ولله المثل الاعلى

(1) الكافي ج 2: 186.
(2) المحاسن: 143 في حديث.
(3) تفسير العياشي ج 2: 212.
41

وكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به، كما أوجب الله له على أخيه
المؤمن، يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فلا يزال
الله ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة، وإن الذنوب لتتحات عن وجوههما حتى
يفترقا، فمن يقدر على صفة من هو هكذا عند الله؟ (1).
وعن أبي حمزة قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وهو متخل، فقعدت
في جانب البيت، فقال لي: إن نفسك لتحدثك بشئ، وتقول لك: إنك مفرط
في حبنا أهل البيت، وليس هو كما تقول، إن المؤمن ليلقى أخاه فيصافحه فيقبل
الله عليهما بوجهه، ويتحات الذنوب عنهما حتى يفترقا (2).
43 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قبل أحدكم ذات محرم قد حاضت: أخته أو عمته أو
خالته فليقبل بين عينيها ورأسها، وليكف عن خدها وعن فيها (3).
44 - أمالي الطوسي: جماعة، عن أبي المفضل، عن عبد الله بن محمد البغوي، عن داود
ابن عمرو الضبي، عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن
زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم بن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: تحياتكم
بينكم بالمصافحة (4).
45 - كتاب زيد النرسي: قال (5) دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فتناولت يده
فقبلتها، فقال: أما إنه لا يصلح إلى لنبي أو من أريد به النبي صلى الله عليه وآله.
46 - عدة الداعي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن المؤمنين إذا التقيا
وتصافحا أدخل الله يده بين أيديهما فيصافح أشدهما حبا لصاحبه.
46 - أربعين الشهيد: باسناده عن السيد المرتضى رضي الله عنه، عن الشيخ
المفيد، عن أبي المفضل الشيباني، عن محمد بن جعفر بن بطة، عن أحمد بن أبي

(1) كشف الغمة ج 2: 404.
(2) كشف الغمة ج 2: 410.
(3) نوادر الراوندي: 19.
(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 253.
(5) لعل القائل علي بن مزيد صاحب السابري كما مر تحت الرقم 36.
42

عبد الله البرقي، عن فضالة عن الحسين بن عثمان، عن ابن بسطام قال: كنت عند
أبي عبد الله عليه السلام فأتى رجل فقال: جعلت فداك إني رجل من أهل الجبل، وربما
لقيت رجلا من إخواني، فالتزمته، فيعيب علي بعض الناس ويقولون: هذه من
فعل الأعاجم وأهل الشرك، فقال عليه السلام: ولم ذاك؟ فقد التزم رسول الله صلى الله عليه وآله
جعفرا وقبل بين عينيه.
101.
* (باب) *
* " (الاصلاح بين الناس) " *
الآيات: النساء: من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ومن يشفع
شفاعة سيئة يكن له كفل منها وكان الله على كل شئ مقيتا (1).
وقال تعالى: لا خير من كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو
إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما (2).
الأنفال: فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم (3).
الحجرات: إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم
ترحمون (4).
1 - أمالي الطوسي: باسناد المجاشعي، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: ما عمل امرؤا عملا بعد إقامة الفرائض خيرا من إصلاح بين
الناس، يقول: خيرا، وينمي خيرا (5).
2 - أمالي الطوسي: بهذا الاسناد قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إصلاح ذات البين أفضل من
عامة الصلاة والصوم (6).

(1) النساء: 87.
(2) النساء: 115.
(3) الأنفال: 1.
(4) الحجرات: 10.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 135.
(6) أمالي الطوسي ج 2 ص 135.
43

قال الشيخ رحمه الله: أقول: إن المعنى في ذلك يكون المراد صلاة التطوع
والصوم.
3 - ثواب الأعمال: ابن المتوكل، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن ابن
محبوب، عن الثمالي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول:
لان أصلح بين اثنين أحب إلي من أن أتصدق بدينارين (1).
4 - مجالس المفيد: الحسن بن حمزة، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن
محمد بن سنان، عن عمر الافرق وحذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس، إذا تفاسدوا، وتقريب بينهم إذا تباعدوا (2).
5 - عدة الداعي: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفضل الصدقة صدقة اللسان، قيل:
يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما صدقة اللسان؟ قال: الشفاعة تفك بها الأسير، وتحقن بها
الدم، وتجر بها المعروف إلى أخيك، وتدفع بها الكريهة.
6 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن حماد
ابن أبي طلحة، عن حبيب الأحول قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: صدقة
يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا، وتقارب بينهم إذا تباعدوا (3).
الكافي: بالاسناد المتقدم، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور، عن
أبي عبد الله عليه السلام مثله (4).
بيان: تقارب أي سعى في تقاربهم أو أصل تقاربهم.
7 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لان أصلح بين اثنين أحب إلي من أن
أتصدق بدينارين (5).
8 - الكافي: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن المفضل
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا رأيت بين اثنين من شيعتنا منازعة فافتدها من

(1) ثواب الأعمال: 133.
(2) مجالس المفيد: 14.
(3) الكافي ج 2: 209.
(4) الكافي ج 2: 209.
(5) الكافي ج 2: 209.
44

مالي (1).
بيان: " فافتدها " كأن الافتداء هنا مجاز فان المال يدفع المنازعة كما
أن الدية تدفع طلب الدم، أو كما أن الأسير ينقذ بالفداء، فكذلك كل منهما
ينقذ من الاخر بالمال، فالاسناد إلى المنازعة على المجاز، في المصباح فدا من الأسير
يفديه فدى مقصور وتفتح الفاء وتكسر إذا استنقذه بمال واسم ذلك المال الفدية
وهو عوض الأسير وفاديته مفاداة وفداء أطلقته وأخذت فديته، وتفادى القوم اتقى
بعضهم ببعض، كأن كل واحد يجعل صاحبه فداه، وفدت المرأة نفسها من زوجها
تفدي وأفدت أعطته مالا حتى تخلصت منه بالطلاق.
9 - الكافي: بالاسناد، عن ابن سنان، عن أبي حنيفة سايق الحاج قال: مر
بنا المفضل وأنا وختني نتشاجر في ميراث، فوقف علينا ساعة ثم قال لنا: تعالوا إلى
المنزل فأتيناه فأصلح بيننا بأربع مائة درهم، فدفعها إلينا من عنده حتى إذا استوثق
كل واحد منا من صاحبه قال: أما إنها ليست من مالي، ولكن أبو عبد الله عليه السلام
أمرني إذا تنازع رجلان من أصحابنا في شئ أن أصلح بينهما وأفتديهما من ماله
فهذا من مال أبي عبد الله عليه السلام (2).
تبيان: أبو حنيفة اسمه سعيد بن بيان، وسابق صححه في الايضاح وغيره
بالباء الموحدة، وفي أكثر النسخ بالياء من السوق، وعلى التقديرين إنما لقب بذلك
لأنه كان يتأخر عن الحاج ثم يعجل ببقية الحاج من الكوفة ويوصلهم إلى عرفة
في تسعة أيام أو في أربعة عشر يوما، وورد لذلك ذمه في الاخبار، لكن وثقه النجاشي
وروى في الفقيه عن أيوب بن أعين قال: سمعت الوليد بن صبيح يقول لأبي عبد الله
عليه السلام: إن أبا حنيفة رأى هلال ذي الحجة بالقادسية، وشهد معنا عرفة، فقال:
ما لهذا صلاة، ما لهذا صلاة (3).
والختن بالتحريك زوج بنت الرجل وزوج أخته أو كل من كان من قبل
المرأة، والتشاجر التنازع " فوقف علينا ساعة " كأن وقوفه كان لاستعلام الامر

(1) الكافي ج 2 ص 209.
(2) الكافي ج 2 ص 209.
(3) الفقيه ج 2: 191.
45

المتنازع فيه، وأنه يمكن إصلاحه بالمال أم لا " حتى إذا استوثق " أي أخذ من
كل منا حجة لرفع الدعوى عن الآخر في القاموس، استوثق أخذ منه الوثيقة.
وأقول: يدل كسابقه على مدح المفضل وأنه كان أمينه عليه السلام واستحباب
بذل المال لرفع التنازع بين المؤمنين، وأن أبا حنيفة كان من الشيعة.
10 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: المصلح ليس بكاذب (1).
بيان: " المصلح ليس بكاذب " أي إذا نقل المصلح كلاما من أحد الجانبين
إلى الآخر لم يقله، وعلم رضاه به، أو ذكر فعلا لم يفعله للاصلاح، ليس من الكذب
المحرم بل هو حسن، وقيل: إنه لا يسمى كذبا اصطلاحا وإن كان كذبا
لغة لان الكذب في الشرع ما لا يطابق الواقع، ويذم قائله، وهذا لا يذم
قائله شرعا.
11 - الكافي: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن إسماعيل
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: " ولا تجعلوا الله
عرضة لايمانكم أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس " (2) قال: إذا دعيت لصلح
بين اثنين، فلا تقل: علي يمين ألا أفعل (3).
تبيين: " ولا تجعلوا الله عرضة " قال البيضاوي: العرضة فعلة بمعنى المفعول
كالقبضة يطلق لما يعرض دون الشئ، وللمعرض للامر، ومعنى الآية على الأول
ولا تجعلوا الله حاجزا لما حلفتم عليه من أنواع الخير. فيكون المراد بالايمان
الأمور المحلوف عليها، كقوله عليه السلام لابن سمرة: إذا حلفت على يمين فرأيت
غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك (4) و " أن " مع صلتها عطف بيان
لها، واللام صلة عرضة، لما فيها من معنى الاعراض، ويجوز أن يكون للتعليل
ويتعلق " أن " بالفعل أو بعرضة أي ولا تجعلوا الله عرضة لان تبروا لأجل أيمانكم

(1) الكافي ج 2: 209.
(3) الكافي ج 2: 209.
(2) البقرة: 224.
(4) تراه في مشكاة المصابيح: 296 وقال: متفق عليه.
46

به، وعلى الثاني ولا تجعلوه معرضا لايمانكم فتبتذلوه بكثرة الحلف به... و " أن
تبروا " علة النهي أي أنهاكم عنه إرادة بركم وتقواكم وإصلاحكم بين الناس
فان الحلاف مجترئ على الله والمجترئ على الله لا يكون برا متقيا ولا موثوقا
به في إصلاح ذات البين (1).
وقال الطبرسي رحمه الله: في معناه ثلاثة أقوال: أحدها أن معناه ولا تجعلوا اليمين
بالله علة مانعة لكم من البر والتقوى من حيث تعتمدونها لتعتلوا بها، وتقولوا:
حلفنا بالله ولم تحلفوا به، والثاني أن عرضة معناه حجة، فكأنه قال: لا تجعلوا
اليمين بالله حجة في المنع من البر والتقوى فإن كان قد سلف منكم يمين ثم ظهر أن
غيرها خير منها فافعلوا الذي هو خير، ولا تحتجوا بما قد سلف من اليمين، والثالث
أن معناه لا تجعلوا اليمين بالله عدة مبتذلة في كل حق وباطل، لان تبروا في
الحلف بها، وتتقوا المأثم فيها، وهو المروي عن أئمتنا عليهم السلام نحو ما روي
عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لا تحلفوا بالله صادقين ولا كاذبين فإنه يقول سبحانه:
" ولا تجعلوا الله عرضة لايمانكم " وتقديره على الوجه الأول والثاني لا تجعلوا الله
مانعا عن البر والتقوى باعتراضك به حالفا. وعلى الثالث لا تجعلوا الله مما تحلف
به دائما باعتراضك بالحلف به في كل حق وباطل (2).
وقوله: " أن تبروا " قيل في معناه أقوال الأول لان تبروا على معنى
الاثبات أي لان تكونوا بررة أتقياء، فان من قلت يمينه كان أقرب إلى البر ممن
كثرت يمينه وقيل: لان تبروا في اليمين، والثاني أن المعنى لدفع أن تبروا
أو لترك أن تبروا، فحذف المضاف، والثالث أن معناه أن لا تبروا فحذف لا
" وتتقوا " أي تتقوا الاثم والمعاصي في الايمان " وتصلحوا بين الناس " أي لا تجعلوا
الحلف بالله علة أو حجة في أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس، أو
لدفع أن تبروا وتتقوا وتصلحوا، وعلى الوجه الثالث لا تجعلوا اليمين بالله
مبتذلة لان تبروا وتتقوا وتصلحوا أي لكي تكونوا من البررة والأتقياء والمصلحين

(1) أنوار التنزيل: 56.
(2) مجمع البيان ج 2: 321.
47

بين الناس، فان من كثرت يمينه لا يوثق بحلفه، ومن قلت يمينه فهو أقرب إلى
التقوى، والاصلاح بين الناس (1).
12 - الكافي: عن العدة، عن البرقي، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب
أو معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: أبلغ عني كذا وكذا في
أشياء أمر بها، قلت: فأبلغهم عنك وأقول عني ما قلت لي وغير الذي قلت؟
قال: نعم إن المصلح ليس بكذاب إنما هو الصلح ليس بكذب (2).
بيان: ذهب بعض الأصحاب إلى وجوب التورية في هذه المقامات ليخرج
عن الكذب، كأن ينوي بقوله: قال كذا: رضي بهذا القول، ومثل ذلك وهو
أحوط.
102.
* (باب) *
* " (التكاتب وآدابه والافتتاح بالتسمية في الكتابة) " *
* " (وفى غيرها من الأمور) " *
الآيات: النمل: إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلوا
على وأتوني مسلمين (3).
القلم: ن والقلم وما يسطرون.
العلق: اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الانسان ما لم
يعلم (4).
1 - قرب الإسناد: ابن عيسى وابن أبي الخطاب معا، عن البزنطي، عن الرضا
عليه السلام قال: كان أبو الحسن عليه السلام يترب الكتاب (5).

(1) مجمع البيان ج 2: 322.
(2) الكافي ج 2: 209.
(3) النمل: 31.
(4) العلق: 3 - 5.
(5) قرب الإسناد ص 226 ط النجف.
48

2 - الخصال: ماجيلويه، عن محمد العطار، عن سهل، عن ابن يزيد، عن محمد بن
إبراهيم النوفلي رفعه، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام كتب
إلى عماله أدقوا أقلامكم، وقاربوا بين سطوركم، واحذفوا عني فضولكم
واقصدوا قصد المعاني، وإياكم والاكثار، فان أموال المسلمين لا تحتمل
الاضرار (1).
3 - الخصال: محمد بن أحمد البغدادي، عن علي بن محمد بن عنبسة، عن دارم بن
قبيصة ونعيم بن صالح، عن الرضا، عن آبائه صلوات الله عليهم قال: قال النبي
صلى الله عليه وآله: باكروا بالحوائج، فإنها ميسرة، وتربوا الكتاب فإنه أنجح
للحاجة، واطلبوا الخير عند حسان الوجوه (2).
4 - علل الشرائع (3) عيون أخبار الرضا (ع): في خبر الشامي إن أمير المؤمنين عليه السلام سئل: لم سمي تبع
تبعا؟ فقال: لأنه كان غلاما كاتبا وكان يكتب لملك كان قبله، فكان إذا كتب كتب
بسم الله الذي خلق صيحا وريحا، فقال الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد
فقال: لا أبدأ إلا باسم إلهي ثم أعطف على حاجتك، فشكر الله عز وجل له ذلك
فأعطاه ملك ذلك الملك، فتابعه الناس على ذلك فسمي تبعا (4).
5 - عيون أخبار الرضا (ع): ابن المتوكل وابن هشام والمكتب والوراق والدقاق جميعا
عن الكليني، عن علي بن إبراهيم العلوي، عن موسى بن محمد المحاربي، عن
رجل قال: استنشد المأمون الرضا عليه السلام بعض الاشعار فلما أنشده قال له المأمون:
إذا أمرت أن تترب الكتاب كيف تقول؟ قال: ترب، قال: فمن السحا، قال:
سح، قال: فمن الطين، قال: طين، فقال المأمون: يا غلام ترب هذا الكتاب
وسحه وطينه، وامض به إلى الفضل بن سهل، وخذ لأبي الحسن ثلاثمائة ألف
درهم (5).

(1) الخصال ج 1 ص 149.
(2) الخصال ج 2 ص 31.
(3) علل الشرائع ج 2 ص 207.
(4) عيون الأخبار ج 1 ص 246.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 174.
49

أقول: قد أوردنا الخبر بتمامه في أبواب تاريخه عليه السلام (1).
6 - تحف العقول: عن داود الصرمي، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام قال: أمرني عليه السلام
بحوائج كثيرة، فقال لي: قل: كيف تقول؟ فلم أحفظ مثل ما قال لي، فمد الدواة
وكتب بسم الله الرحمن الرحيم أذكر إنشاء الله، والامر بيد الله، فتبسمت، فقال:
مالك؟ قلت: خير، فقال: أخبرني، قلت: جعلت فداك ذكرت حديثا حدثني
به رجل من أصحابنا عن جدك الرضا إذا أمر بحاجة كتب بسم الله الرحمن الرحيم
أذكر إنشاء الله، فتبسمت، فقال لي: يا داود لو قلت: إن تارك التسمية كتارك
الصلاة، لكنت صادقا (2).
7 - المحاسن: بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يستدل بكتاب
الرجل على عقله وموضع بصيرته، وبرسوله على فهمه وفطنته (3).
8 - كشف الغمة: قال الحافظ عبد العزيز: روي عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام
أنه قال لمولاه نافد: إذا كتبت رقعة أو كتابا في حاجة فأردت أن تنجح حاجتك التي
تريد فاكتب رأس الرقعة بقلم غير مديد (4) بسم الله الرحمن الرحيم إن الله وعد
الصابرين المخرج مما يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، جعلنا الله
وإياكم من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قال نافد: فكنت أفعل ذلك
فتنجح حوائجي (5).
9 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ
من ينطق عنك (6).
10 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن سعيد
عن الحسن بن عبيد الكندي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله للذي يملي عليه في بعض حوائجه:
ضع القلم على أذنك، فهو أذكى للمملي.

(1) راجع ج 49 ص 108 من هذه الطبعة.
(2) تحف العقول ص 483 ط 511 ط.
(3) المحاسن ص 195.
(4) أي من غير سواد
(5) كشف الغمة ج 2 ص 380.
(6) نهج البلاغة الرقم 301 من الحكم.
50

103.
(باب)
* " (العطاس والتسميت) " *
1 - مكارم الأخلاق: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سمع عطسة فحمد الله وأثنى عليه
وصلى عليه محمد وآل محمد، لم يشتك ضرسه ولا عينه أبدا، ثم قال: وإن سمعها
وبينها وبينه البحر فلا يدع أن يقول ذلك.
عن أبي مريم قال: عطس عاطس عند أبي جعفر عليه السلام فقال أبو جعفر: نعم
الشئ العطاس، فيه راحة للبدن، ويذكر الله عنده، ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله، فقلت:
إن محدثي العراق يحدثون أنه لا يصلى على النبي صلى الله عليه وآله في ثلاث مواضع: عند
العطاس، وعند الذبيحة وعند الجماع، فقال: اللهم إن كانوا كذبوا فلا تنلهم شفاعة
محمد صلى الله عليه وآله.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال إذا سمع عاطسا: الحمد لله على كل
حال، ما كان من أمر الدنيا والآخرة، وصلى الله على محمد وآله: لم. ير في فمه سوءا.
عنه عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من سبق العاطس بالحمد عوفي عن وجع
الضرس والخاصرة.
عن الصادق عليه السلام قال إذا عطس الانسان فقال: الحمد لله، قال الملكان الموكلان
به: رب العالمين كثيرا لا شريك له، فان قالها العبد قال الملكان: وصلى الله على محمد
فان قالها العبد قالا: وعلى آل محمد، فان قالها العبد قال الملكان: رحمك الله.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في خبر طويل: إذا عطس أحدكم
فسمتوه، فان قال: يرحمكم الله فقولوا: يغفر الله لكم ويرحمكم، فان الله
قال: " وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " (1).
عن عبد الله بن أبي يعفور قال: حضرت مجلس أبي عبد الله صلوات الله
وسلامه عليه، وكان إذا عطس رجل في مجلسه فقال أبو عبد الله عليه السلام:

(1) النساء: 86.
51

رحمك الله، قالوا: آمين، فعطس أبو عبد الله عليه السلام فخجلوا ولم يحسنوا أن يردوا
عليه، قال: فقولوا: أعلى الله ذكرك وفي رواية أخرى عنهم عليهم السلام إذا عطس الانسان
ينبغي أن يضع سبابته على قصبة أنفه ويقول: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على
محمد وآله الطاهرين رغم أنفي لله رغما داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستحسر، وإذا
عطس غيره فليسمته وليقل: يرحمك الله مرة أو مرتين أو ثلاثا، فإذا زاد فليقل
شفاك الله، وإذا أراد تسميت المؤمن فليقل: يرحمك الله، وللمرأة: عافاك الله
وللصبي: زرعك الله، وللمريض: شفاك الله وللذمي: هداك الله، وللنبي والامام
صلى الله عليك، وإذا سمته غيره فليرد عليه، وليقل: يغفر الله لنا ولكم.
روى أبو بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كثرة العطاس يأمن صاحبه من
خمسة أشياء أولها الجذام، والثاني الريح الخبيثة التي تنزل في الرأس والوجه
والثالث يأمن من نزول الماء في العين، والرابع يأمن من سدة الخياشيم، والخامس
يأمن من خروج الشعر في العين، قال: وإن أحببت أن تقل عطاسك فاستعط بدهن
المرزنجوش، قلت: مقداركم؟ قال: مقدار دانق، قال: ففعلت خمسة أيام فذهب
عني.
عنه عليه السلام قال: من عطس في مرضه كان له أمان من الموت، في تلك العلة
وقال: التثاؤب من الشيطان، والعطاس من الله عز وجل.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان الرجل يتحدث فعطس
عاطس فهو شاهد حق. وقال صلى الله عليه وآله: العطاس للمريض دليل على العافية، وراحة البدن.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من قال إذا عطس: الحمد لله رب العالمين، على
كل حال [ما كان] لم يجد وجع الاذنين والأضراس.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا عطس الرجل ثلاثا فسمته ثم اتركه بعد ذلك.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن أحدكم ليدع تسميت
أخيه إن عطس، فيطالبه يوم القيامة فيقضى له عليه (1).

(1) مكارم الأخلاق ص 407 - 408، مع تقديم وتأخير.
52

2 - دعوات الراوندي: قالوا عليهم السلام: من قال إذا عطس: الحمد لله رب العالمين
على كل حال، وصلى الله على محمد وآل محمد، لم يشتك شيئا من أضراسه ولا من
اذنيه.
وقال الصادق عليه السلام: من عطس ثم وضع يده على قصبة أنفه ثم قال:
الحمد لله رب العالمين كثيرا كما هو أهله، يستغفر الله له طائر تحت العرش إلى
يوم القيامة.
وقال: إذا عطس في الخلاء أحدكم فليحمد الله في نفسه، وصاحب العطسة يأمن
الموت سبعة أيام، وفي رواية عن صاحب الزمان عليه السلام صاحب العطسة يأمن الموت
ثلاثة أيام.
3 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن
الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: العطسة عند الحديث شاهد.
ومنه: بهذا الاسناد، العطاس للمريض دليل على العافية، وراحة البدن.
4 - أمالي الصدوق: أبي، عن سعد، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا عطس المرء المسلم ثم سكت لعلة تكون
به، قالت الملائكة عنه: الحمد لله رب العالمين، فان قال: الحمد لله رب العالمين قالت
الملائكة: يغفر الله لك (1).
5 - الخرائج: روي، عن السياري، عن نسيم ومارية أنه لما خرج صاحب
الزمان من بطن أمه سقط جاثيا على ركبتيه، رافعا سبابتيه نحو السماء، ثم
عطس وقال: الحمد لله رب العالمين وصلى الله عليه محمد وآله عبدا داخرا لله، غير
مستنكف ولا مستكبر ثم، قال: زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو أذن لنا
في الكلام لزال الشك (2).
6 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام

(1) أمالي الصدوق: 181.
(2) مختار الخرائج: 216.
53

يقول: إذا عطس أحدكم وهو على خلاء فليحمد الله في نفسه (1).
أقول: قد مضى بعض الأخبار في باب التسليم، وفي باب جوامع المكارم، وفي
باب حقوق المؤمن.
7 - الخصال: ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن جعفر بن
بشير، عن أبي عيينة، عن منصور بن خازم، عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: ثلاثة يرد
عليهم الدعاء جماعة وإن كانوا واحدا: الرجل يعطس فيقال له: يرحمكم الله فان
معه غيره. والرجل يسلم على الرجل فيقول: السلام عليكم. والرجل يدعو للرجل
فيقول: عافاكم الله.
قال الصدوق رضوان الله عليه: يقال للعاطس إذا كان مخالفا: يرحمكم الله
والمراد به الملكان الموكلان به فأما المؤمن فإنه يقال له: يرحمك الله إذا عطس (2).
8 - الخصال: أبي، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن وهب، عن الصادق، عن
أبيه عليهما السلام أن عليا عليه السلام قال: يسمت العاطس ثلاثا فما فوقها فهو ريح، وفي حديث
آخر أنه إن زاد العاطس على ثلاث قيل له: شفاك الله، لان ذلك من علة (3).
9 - الخصال: في خبر الأعمش، عن الصادق عليه السلام الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة
في كل المواطن، وعند العطاس، والرياح، وغير ذلك (4).
10 - عيون أخبار الرضا (ع): فيما كتب الرضا عليه السلام للمأمون: والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله واجبة
في كل موطن، وعند العطاس والذبائح وغير ذلك (5).
11 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا عطس أحدكم فسمتوه: قولوا
يرحمكم الله ويقول هو لكم: يغفر الله لكم ويرحمكم، قال الله تبارك وتعالى: " وإذا
حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها " (6).
12 - إكمال الدين: ماجيلويه والعطار معا، عن محمد العطار، عن الحسين بن علي

(1) قرب الإسناد: 36.
(2) الخصال ج 1: 62.
(3) الخصال ج 1: 62.
(4) الخصال: ج 2: 153.
(5) عيون الأخبار ج 2: 124.
(6) الخصال ج 2: 168.
54

النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى عليه السلام، عن السياري، عن
نسيم خادم أبي محمد عليه السلام قالت: قال لي صاحب الزمان عليه السلام وقد دخلت عليه بعد
مولده بليلة فعطست عنده، فقال لي: يرحمك الله، قالت نسيم: ففرحت بذلك، فقال
لي عليه السلام: ألا أبشرك في العطاس؟ فقلت: بلى، قال: هو أمان من الموت ثلاثة
أيام (1).
13 - فقه الرضا (ع): واعلم أن علة العطاس هي أن الله تبارك وتعالى إذا أنعم على
عبده بنعمة فنسي أن يشكر عليها سلط عليه ريحا تدور في بدنه، فتخرج من خياشيمه
فيحمد الله على تلك العطسة، فيجعل ذلك الحمد شكرا لتلك النعمة، وما عطس
عاطس إلا هضم له طعامه، أو يتجشى (2) إلا مرئ طعامه، فإذا عطست فاجعل
سبابتك على قصبة أنفك، ثم قل: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وعلى
آله وسلم، رغم أنفي لله داخرا صاغرا غير مستنكف ولا مستكبر، فإنه من قال
هذه الكلمات عند عطسته خرج من أنفه دابة أكبر من البق وأصغر من الذباب
فلا يزال في الهوى إلى أن يصير تحت العرش ويسبح لصاحبها إلى يوم القيامة.
وإذا عطس أخوك فسمته وقل: يرحمك الله، وإذا سمتك أخوك فرد عليه
وقل: يغفر الله لنا ولك، هذا إذا عطس مرة أو مرتين أو ثلاثا فإذا زاد على ثلاثة
فقل: شفاك الله، فان ذلك من علة وداء في رأسه ودماغه، ومن عطس ولم يسمت
سمته سبعون ألف ملك، فسمت أخاك إذا سمعته يحمد الله ويصلى على النبي صلى الله عليه وآله
فإن لم تستمع ذلك منه فلا تسمته، وإذا سمعت عطسة فاحمد الله، وإن كنت في صلاتك
أو كان بينك وبين العاطس أرض أو بحر، ومن سبق العاطس إلى حمد الله أمن
الصداع، وإذا سمت فقل: يرحمك الله، وللمنافق: يرحمكم الله، تريد بذلك
الملائكة الموكلين به، وتقول للمرأة: عافاك الله، وللمريض: شفاك الله، وللمغموم

(1) كمال الدين ج 2: 104 في حديث.
(2) جشأت نفسه جشوءا: نهضت إليه وارتفعت وثارت للقئ، وجشأ فلان عن
الطعام اتخم، فكره الطعام. وفى نسخة الكمباني " أو يخشى " وهو تصحيف.
55

والمهموم: فرحك الله، وللغلام: زرعك الله، وأنشأك، وللذمي: هداك الله، ولإمام
المسلمين: صلى الله عليك.
ونروي أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول لرسول الله صلى الله عليه وآله إذا عطس: رفع الله
ذكرك، وقد فعل، وكان النبي صلى الله عليه وآله يقول لأمير المؤمنين عليه السلام إذا عطس: أعلا
الله كعبك وقد فعل.
وإن عطست وأنت في الصلاة أو سمعت عطسة فاحمد الله على أي حالة تكون
وصل على النبي وعلى آله.
104.
* (باب) *
* " أدب الجشاء والتنخم والبصاق (1) " *
1 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إذا تجشأ أحدكم فلا يرفع جشاءه إلى السماء ولا إذا بزق، والجشاء نعمة
من الله وجل وعز، فإذا تجشأ أحدكم فليحمد الله (2).
2 - الخصال: الأربعمائة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يتفل المؤمن في القبلة
فان فعل ذلك ناسيا فليستغفر الله عز وجل منه (3).
3 - المحاسن: النوفلي باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تجشأتم فلا ترفعوا
جشاءكم إلى السماء (4).
4 - المحاسن: النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه، عن أبي ذر

(1) الجشأ: انتهاض المعدة وانقباضه اثر الشبع والامتلاء فيخرج بذلك هواء من
المعدة بصوت وريح. وتجشأ: تكلف الجشأ. والتنخم: اخراج شئ من البلغم من صدره
أو أنفه ودفعه إلى الخارج، ويقال للذي أخرجه النخامة والنخاعة.
(2) قرب الإسناد: 32.
(3) الخصال ج 2: 157.
(4) المحاسن: 447.
56

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أطولكم جشاء في الدنيا أطولكم جوعا يوم القيامة.
وفي حديث آخر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا
يتجشأ، فقال: يا عبد الله قصر من جشائك، فان أطول الناس جوعا يوم القيامة
أكثرهم شبعا في الدنيا (1).
5 - دعوات الراوندي: قال أبو عبد الله عليه السلام: الجشأ نعمة من نعم الله، فإذا
تجشأ أحدكم فليحمد الله ولا يرتقي جشاءه.
105.
(باب)
* " (ما يقال عند شرب الماء) " *
1 - مشارق الأنوار: للبرسي، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه
استدعى يوما ماء وعنده أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام فشرب النبي
صلى الله عليه وآله ثم ناوله الحسن عليه السلام فشرب، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: هنيئا
مريئا يا أبا محمد، ثم ناوله الحسين عليه السلام فشرب ثم قال له النبي صلى الله عليه وآله: هنيئا مريئا
ثم ناوله الزهراء عليها السلام فشربت فقال لها النبي صلى الله عليه وآله: هنيئا مريئا يا أم الأبرار
الطاهرين، ثم ناوله عليا عليه السلام.
قال: فلما شرب سجد النبي صلى الله عليه وآله فلما رفع رأسه فقال له بعض أزواجه:
يا رسول الله شربت ثم ناولت الماء للحسن عليه السلام، فلما شرب قلت له: هنيئا مريئا
ثم ناولته الحسين عليه السلام فشرب فقلت له كذلك، ثم ناولته فاطمة فلما شربت
قلت لها ما قلت للحسن والحسين، ثم ناولته عليا فلما شرب سجدت فما ذاك؟
فقال لها: إني لما شربت الماء قال لي جبرئيل والملائكة معه: هنيئا مريئا
يا رسول الله، ولما شرب الحسن قالوا له كذلك، ولما شرب الحسين وفاطمة

(1) المحاسن: 447.
57

قال جبرئيل والملائكة: هنيئا مريئا، فقلت كما قالوا، ولما شرب أمير المؤمنين
قال الله له: هنيئا مريئا يا وليي وحجتي على خلقي فسجدت لله شكرا على ما
أنعم الله علي في أهل بيتي.
106.
* (باب) *
* " (الدعابة والمزاح والضحك) " *
الآيات: التوبة: فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا
يكسبون (1).
1 - أمالي الصدوق: ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن محمد بن سنان، عن
طلحة بن زيد، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كثرة المزاح
تذهب بماء الوجه، وكثرة الضحك تمحو الايمان، وكثرة الكذب تذهب بالبهاء (2).
2 - أمالي الصدوق: أبي، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الدهقان، عن درست، عن ابن
سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تمزح فيذهب نورك، ولا تكذب فيذهب
بهاؤك الخبر (3).
3 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال:
داود لسليمان عليهما السلام: يا بني إياك وكثرة الضحك، فان كثرة الضحك تترك العبد
فقيرا يوم القيامة (4).
4 - الخصال: ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى بن
جعفر البغدادي، عن محمد بن المعلى، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال
ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل: نوم من غير سهر، وضحك من غير عحب
وأكل على الشبع (5).

(1) براءة: 83.
(2) أمالي الصدوق ص 163.
(3) أمالي الصدوق ص 324.
(4) قرب الإسناد: 46.
(5) الخصال ج 1 ص 44.
58

5 - الخصال: أبي، عن سعد، عن حماد بن يعلى، عن أبيه، عن حماد، عن
حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لهو المؤمن في ثلاثة أشياء: التمتع
بالنساء ومفاكهة الاخوان، والصلاة بالليل (1).
6 - معاني الأخبار (2) الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله إلى أبي ذر: عجب لمن أيقن
بالنار لم يضحك؟، وقال صلى الله عليه وآله: إياك وكثرة والضحك فإنه يميت القلب (3).
7 - عيون أخبار الرضا (ع): المفسر، عن أحمد بن الحسن الحسيني، عن أبي محمد، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال الصادق عليه السلام: كم ممن أكثر ضحكه لاعبا يكثر يوم القيامة بكاؤه
وكم ممن أكثر بكاؤه على ذنبه خائفا يكثر يوم القيامة في الجنة سروره وضحكه (4).
8 - أمالي الطوسي: باسناد المجاشعي، عن الصادق، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:
كان ضحك النبي صلى الله عليه وآله التبسم فاجتاز ذات يوم بفتية من الأنصار وإذا هم يتحدثون
ويضحكون بملء أفواههم، فقال: يا هؤلاء من غره منكم أمله وقصر به في الخبر
عمله، فليطلع في القبور، وليعتبر بالنشور، واذكروا الموت فإنه هادم اللذات (5).
9 - المحاسن: أبي، عن الحسن بن علي اليقطيني، عن محمد بن سنان، عن أبي
الجارود، عن أبي هارون العبدي، عن سلمان رضي الله عنه قال: أعجبتني ثلاث
وثلاث أحزنتني فأما اللواتي أعجبتني فطالب الدنيا والموت يطلبه، وغافل لا يغفل
عنه، وضاحك ملء فيه، وجهنم وراء ظهره لم يأته ثقة ببراءته (6).
أقول: أوردناه بسندين في باب أحوال سلمان (7) وباب الخوف.
10 - تحف العقول: عن أبي محمد عليه السلام قال: لا تمار فيذهب بهاؤك، ولا تمازح فيجترأ
عليك، وقال عليه السلام: من الجهل الضحك من غير عجب (8).

(1) الخصال ج 1 ص 77.
(2) معاني الأخبار ص 334.
(3) الخصال ج 2 ص 105.
(4) عيون الأخبار ج 2 ص 3.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 136.
(6) المحاسن ص 4.
(7) راجع ج 22 ص 360.
(8) تحف العقول ص 486 في ط.
59

11 - قصص الأنبياء: الصدوق باسناده إلى ابن أورمة، عن الحسن بن علي، عن الحسن
ابن الجهم، عن الرضا عليه السلام قال: كان عيسى عليه السلام يبكي ويضحك، وكان يحيى
عليه السلام يبكي ولا يضحك، وكان الذي يفعل عيسى أفضل.
12 - المحاسن: بعض أصحابنا، عن صالح بن عقبة، عن عبد الله بن محمد الجعفي
قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن الله يحب المداعب في الجماعة بلا رفث
المتوحد بالفكرة، المتحلي بالبصر، المساهر بالصلاة (1).
13 - السرائر: في جامع البزنطي، عن الفضل بن أبي قرة الكوفي، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: ما من مؤمن إلا وفيه دعابة، قلت: وما الدعابة قال: المزاح (2).
14 - السرائر: من كتاب أبي القاسم ابن قولويه، عن حمران بن أعين قال:
دخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت: أوصني فقال: أوصيك بتقوى الله وإياك والمزاح
فإنه يذهب هيبة الرجل وماء وجهه، وعليك بالدعاء لاخوانك بظهر الغيب، فإنه
يهيل الرزق، يقولها ثلاثا (3).
15 - الاختصاص: قال الصادق عليه السلام: كثرة المزاح تذهب بماء الوجه، وكثرة
الضحك تمحو الايمان محوا (4).
16 - أمالي الطوسي: جماعة، عن أبي المفضل، عن إبراهيم بن جعفر العسكري، عن
عبيد بن الهيثم، عن حسين بن علوان، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: حسن
البشر للناس نصف العقل، والتقدير نصف المعيشة، والمرأة الصالحة أحد
الكاسبين (5).
17 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما مزح رجل مزحة إلا مج من عقله
مجة (6).
وقال عليه السلام في وصيته للحسن عليه السلام: إياك أن تذكر من الكلام ما كان مضحكا

(1) المحاسن ص 293.
(2) مستطرفات السرائر: 465 (3) مستطرفات السرائر: 490.
(4) الاختصاص: 230.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 226.
(6) نهج البلاغة الرقم 450 من الحكم.
60

وإن حكيت ذلك من غيرك (1).
18 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن
سعيد، عن الحسن بن عبيد الكندي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الضحك هلاك.
107 (باب)
" الأبواب التي ينبغي الاختلاف إليها "
" وبعض النوادر "
1 - الخصال: القطان، عن أحمد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضال، عن
أبيه، عن مروان بن مسلم، عن الثمالي، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: كانت الحكماء فيما مضى من الدهر تقول: ينبغي أن يكون
الاختلاف إلى الأبواب لعشرة أوجه، أولها بيت الله عز وجل لقضاء نسكه، والقيام
بحقه، وأداء فرضه، والثاني أبواب الملوك الذين طاعتهم متصلة بطاعة الله عز
وجل، وحقهم واجب، ونفعهم عظيم، وضررهم شديد، والثالث أبواب العلماء
الذين يستفاد منهم علم الدين والدنيا، والرابع أبواب أهل الجود والبذل الذين
ينفقون أموالهم التماس الحمد ورجاء الآخرة، والخامس أبواب السفهاء الذين يحتاج
إليهم في الحوادث، ويفزع إليهم في الحوائج، والسادس أبواب من يتقرب إليه
من الاشراف لالتماس الهيئة والمروة والحاجة، والسابع أبواب من يرتجى عندهم
النفع في الرأي والمشورة وتقوية الحزم وأخذ الأهبة لما يحتاج إليه، والثامن أبواب
الاخوان لما يجب من مواصلتهم، ويلزم من حقوقهم، التاسع أبواب الأعداء التي
تسكن بالمداراة غوائلهم، ويدفع بالحيل والرفق واللطف والزيارة عداوتهم

(1) نهج البلاغة الرقم 31 من قسم الكتب.
61

والعاشر أبواب من ينتفع بغشيانهم، ويستفاد منهم حسن الأدب، ويؤنس
بمحادثتهم (1).
2 - نهج البلاغة: قال عليه السلام: الشفيع جناح الطالب (2).
وقال عليه السلام: فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير أهلها (3).
108 (باب)
* " (ما يجوز من تعظيم الخلق وما لا يجوز) " *
الآيات: البقرة: وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم (4).
آل عمران: ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول
للناس كونوا عبادا لي من دون الله (5).
يوسف: ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا (6).
النمل: وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان
أعمالهم فسد هم عن السبيل وهم لا يهتدون * ألا يسجدوا الله الذي يخرج الخبأ في السماوات
والأرض (7).
1 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال علي عليه السلام في قوله تعالى: " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا " ما سجدت
به من جوارحك لله تعالى فلا تدعو مع الله أحدا (8).
2 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام - وقد لقيه عند مسيره إلى الشام دهاقين

(1) الخصال ج 2 ص 48.
(2) نهج البلاغة الرقم 63 و 66 من الحكم.
(3) نهج البلاغة الرقم 63 و 66 من الحكم.
(4) البقرة: 32.
(5) آل عمران: 79.
(6) يوسف: 100.
(7) النمل: 24 و 25.
(8) نوادر الراوندي: 30.
62

الأنبار فترجلوا له واشتدوا بين يديه: ما هذا الذي صنعتموه؟ فقالوا: خلق منا
نعظم به أمراءنا، فقال عليه السلام: والله ما ينتفع بهذا أمراؤكم، وإنكم لتشقون به على
أنفسكم، وتشقون به في آخرتكم، وما أخسر المشقة وراءها العقاب، وأربح الدعة
معها الأمان من النار (1).
3 - تأويل الآيات الظاهرة: باسناده عن الصدوق، عن عبد الله بن محمد بن
عبد الوهاب، عن أحمد بن محمد الشعراني، عن عبد الباقي، عن عمر بن سنان، عن
حاجب بن سليمان، عن وكيع بن الجراح، عن الأعمش، عن ابن ظبيان، عن
أبي ذر رحمه الله قال: رأيت سلمان وبلالا يقبلان إلى النبي صلى الله عليه وآله إذ
انكب سلمان على قدم رسول الله صلى الله عليه وآله يقبلها فزجره النبي صلى الله عليه وآله عن
ذلك، ثم قال له: يا سلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها أنا عبد من عبيد الله
آكل مما يأكل العبد، وأقعد كما يقعد العبد.
4 - إكمال الدين: حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران
الابي العروضي رحمه الله بمرو، عن زيد بن عبد الله البغدادي، عن علي بن سنان
الموصلي، عن أبيه قال: لما قبض سيدنا أبو محمد العسكري عليه السلام وفد من قم
والجبال وفود بالأموال كانت تحمل على الرسم، فلما أن وصلوا إلى سر من رأى
قيل لهم: إنه قد فقد فطلب جعفر منهم المال ولم يعطوه، فلما خرجوا من البلد
خرج عليهم غلام وناداهم بأسمائهم وقال: أجيبوا مولاكم قالوا: فسرنا معه حتى
دخلنا دار مولانا الحسن بن علي عليهما السلام فإذا ولده القائم عجل الله فرجه قاعد على
سرير كأنه فلقة القمر، عليه ثياب خضر، فسلمنا عليه فرد علينا السلام، فقال:
جملة المال كذا وكذا دينارا حمل فلان كذا، وفلان كذا، ولم يزل يصف حتى
وصف الجميع، ثم وصف ثيابنا ورحالنا، وما كان معنا من الدواب، فخررنا

(1) نهج البلاغة الرقم 37 من الحكم وأصل القصة طويلة تراها في ج 75 ص 356
من هذه الطبعة نقلا عن كتاب صفين لنصر بن مزاحم.
63

سجدا لله عز وجل شكرا لما عرفنا، وقبلنا الأرض بين يديه وسألناه عما أردنا
فأجاب فحملنا إليه الأموال، والخبر طويل أوردناه في كتاب الغيبة (1).
بيان: ظاهره جواز تقبيل الأرض عند الإمام عليه السلام وإن أمكن حمله على أن
التقبيل كان من تتمة سجدة الشكر، وقوله " بين يديه " متعلقا بسجدوا قبلنا معا
لكنه بعيد، وعلى أي حال لا يمكن مقايسة غيرهم عليهم السلام بهم في ذلك.
[تم كتاب العشرة]

(1) كمال الدين ج 2 ص 154 وقد أورده في تاريخ الإمام الثاني عشر عليه السلام
الباب 18 باب ذكر من رآه صلوات الله عليه - تحت الرقم: 34، راجع ج 52 ص 47.
من هذه الطبعة.
64

القسم الثاني
من
المجلد السادس عشر
كتاب الآداب والسنن والأوامر والنواهي
والكبائر والمعاصي والزي والتجمل
65

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين
ثم الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله خاتم النبيين
وعترته الغر الميامين، ما دامت السماوات والأرضين (1).
أما بعد: فهذا هو المجلد السادس عشر من مجلدات كتاب بحار الأنوار
تأليف الغريق في بحار رحمة ربه الوفي، مولانا محمد باقر بن محمد تقي المجلسي
عليهما رضوان الله الملك العلي (2) وهو يحتوي على كتاب الآداب والسنن والأوامر
والنواهي والكبائر والمعاصي
أقول: قد مضى كثير من أخبار هذا الكتاب في مطاوي أبواب (3) كتاب الايمان
والكفر وكتاب العشرة أيضا فلا تغفل عن ذلك.
(أبواب)
* " (آداب التطييب والتنظيف والاكتحال والتدهن) " *
1 (باب)
* " (جوامع آداب النبي صلى الله عليه وآله وسنته) " *
1 - الخصال: ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن
ابن أبي عمير وصفوان معا، عن الحسين بن مصعب، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام

(1) كذا، والصحيح " ما دامت السماوات والأرضون " ولعل منشأه الانس برعاية السجع.
(2) قد أشرنا في مقدمة القسم الأول من الجزء السادس عشر (ج 74 - كتاب العشرة)
أن المؤلف العلامة انتقل إلى بحار رحمة الله قبل أن يخرج هذا المجلد إلى البياض، فاعتنى
تلميذه المرزا عبد الله أفندي بجمع المسودات وجعلها في قسمين وأخرجهما إلى البياض فالخطبة
من منشآت قلمه رضوان الله عليه صدر بها الكتاب حين أخرجه إلى البياض فلا تغفل.
(3) في المطبوعة في مطاوي أهل الايمان والكفر.
66

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس لا أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض
مع العبيد، وركوبي الحمار موكفا، وحلب العنز بيدي، ولبس الصوف، والتسليم
على الصبيان لتكون سنة من بعدي (1).
أقول: وفي خبر آخر عن السكوني عنه عليه السلام وخصفي النعل بيدي (2) وقد
مضى بأسانيد مع الاخبار الأخرى في كتاب الحجة في باب مكارم أخلاقه صلى الله عليه وآله (3).
2 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام: إني لا كره للرجل أن يموت وقد بقيت خلة
من خلال رسول الله صلى الله عليه وآله لم يأت بها (4).
2 * (باب) *
* " (السنن الحنيفية) " *
1 - الخصال: ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن ابن فضال، عن الحسن
ابن الجهم، عن الكاظم عليه السلام قال: خمس من السنن في الرأس، وخمس في الجسد
فأما التي في الرأس فالمسواك، وأخذ الشارب، وفرق الشعر، والمضمضة، والاستنشاق
وأما التي في الجسد فالختان، وحلق العانة، ونتف الإبطين، وتقليم الأظفار
والاستنجاء (5).
فقه الرضا (ع): أما السنن الحنيفية التي قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله: " واتبع ملة
إبراهيم حنيفا " (6) فهي عشرة سنن خمسة في الرأس وخمسة في الجسد وذكر
مثله (7).
2 - الخصال: ابن بندار، عن جعفر بن محمد بن نوح، عن عبد الله بن أحمد بن
حماد، عن الحسن بن علي الحلواني، عن بشير بن عمر، عن مالك بن أنس

(1) الخصال ج 1 ص 130.
(2) الخصال ج 1 ص 130.
(3) راجع ج 16 ص 215 من هذه الطبعة.
(4) مكارم الأخلاق ص 41.
(5) الخصال ج 1 ص 130.
(6) النساء: 125.
(7) فقه الرضا: 1، وفى المطبوعة رمز ما ولم نجده في أمالي الطوسي.
67

عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس
من الفطرة: تقليم الأظفار، وقص الشارب، ونتف الإبط وحلق العانة
والاختتان (1).
3 - تفسير علي بن إبراهيم: أنزل الله على إبراهيم الحنيفية وهي الطهارة وهي عشرة أشياء
خمسة في الرأس وخمسة في البدن وأما التي في الرأس فأخذ الشارب، وإعفاء
اللحى، وطم الشعر، والسواك، والخلال، وأما التي في البدن فحلق الشعر
من البدن، والختان، وقلم الأظفار، والغسل من الجنابة، والطهور بالماء، فهذه
خمسة في البدن وهي الحنيفية الطاهرة التي جاء بها إبراهيم فلم تنسخ ولا تنسخ إلى
يوم القيامة، وهو قوله: " واتبع ملة إبراهيم حنيفا " (2).
4 - تفسير العياشي: عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما أبقت الحنيفية شيئا حتى
أن منها قص الشارب وقلم الأظفار، والختان (3).
5 - تفسير العياشي: عن طلحة بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن آبائه، عن علي عليهم السلام
قال: قال رسول الله: إن الله عز وجل بعث خليله وبالحنيفية وأمره بأخذ الشارب
وقص الأظفار، ونتف الإبط، وحلق العانة، والختان (4).
6 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: كان بين نوح وإبراهيم عليهما السلام ألف سنة
وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد، والاخلاص، وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي
فطر الناس عليها وهي الحنيفية، وأخذ عليه ميثاقه وأن لا يعبد إلا الله، ولا يشرك
به شيئا، قال: وأمره بالصلاة والأمر والنهي ولم يحكم له أحكام فرض المواريث
وزاده في الحنيفية: الختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار
وحلق العانة وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليه السلام.
وعنه عليه السلام قال: قال الله عز وجل لإبراهيم: تطهر! فأخذ شاربه ثم
قال: تطهر، فنتف من إبطه ثم قال: تطهر فقلم أظفاره، ثم قال: تطهر فحلق

(1) الخصال ج 1 ص 49.
(2) تفسير القمي ص 50.
(3) تفسير العياشي ج 1 ص 61.
(4) تفسير العياشي ج 1 ص 388.
68

عانته، ثم قال: تطهر فاختتن (1).
7 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال علي عليه السلام: قيل لإبراهيم عليه السلام: تطهر فأخذ شاربه، ثم قيل له: تطهر
فنتف تحت جناحه، ثم قيل له: تطهر فحلق عانته، ثم قيل له: تطهر فاختتن (2).
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول من اختتن إبراهيم عليه السلام
اختتن بالقدوم على رأس ثمانين سنة (3).
أبواب
آداب الحمام والنورة والسواك وما يتعلق بها
3 * (باب) *
* " (آداب الحمام وفضله واحكامه والأدعية المتعلقة به) " *
* " (والتدلك وغسل الرأس بالطين) " *
1 - أمالي الصدوق: ابن المتوكل، عن سعد، عن عن ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن
القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن أبيه
عن الصادق، عن آبائه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى كره
لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة، ونهاكم عنها إلى أن قال: كره الغسل
تحت السماء بغير مئزر، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر، وقال: في الأنهار عمار
وسكان من الملائكة، وكره دخول الحمامات إلا بمئزر (4).
أقول: تمامه في باب المناهي (5).
2 - أمالي الصدوق: في مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه نهى أن يدخل الرجل حليلته إلى

(1) مكارم الأخلاق: 66.
(2) نوادر الراوندي: 23.
(3) نوادر الراوندي: 23.
(4) أمالي الصدوق: 181.
(5) وتراه في الخصال ج 2: 102.
69

الحمام، وقال: لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر، ونهى عن السواك في
الحمام (1).
3 - أمالي الصدوق: الحسن بن علي الصوفي، عن حمزة بن القاسم، عن الفزاري، عن
محمد بن الحسن الوزان، عن يحيى بن سعيد الأهوازي، عن البزنطي، عن محمد
ابن حمران، عن الصادق عليه السلام قال: إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع
ثيابك " اللهم انزع عني ربقة النفاق، وثبتني على الايمان " فإذا دخلت البيت
الأول (2) فقل: " اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من أذاه "
وإذا دخلت البيت الثاني فقل: " اللهم أذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي
وقلبي " وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك، وصب منه على رجليك وإن
أمكن أن تبلع منه جرعة، فافعل (3) فإنه ينقي المثانة والبث في البيت الثاني
ساعة، فإذا دخلت البيت الثالث فقل " نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة " ترددها
إلى وقت خروجك من البيت الحار، وإياك وشرب الماء البارد، والفقاع في
الحمام، فإنه يفسد المعدة ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن، وصب

(1) أمالي الصدوق ص 253 و 254.
(2) كانوا وضعوا بيوت الحمام طبقا للعناصر والاخلاط الأربعة على أربعة فأولها
بين المسلخ، وينزع فيه الثياب وهو بارد يابس والثاني بيت فيه الماء البارد فهو بارد
رطب، والثالث بيت فيه الماء الحار فهو حار رطب، والرابع بيت ليس فيه ماء وهو مستحم
من تحتها، كانوا يلبثون فيه لاستدرار العرق ونضج الاخلاط الفاسدة وهو حار يابس.
(3) كان المعمول في تلك الحمامات خزانة للماء البارد، وخزانة للماء الحار
لكن المستحمين لم يكونوا ليدخلوا خزانة الماء، وإنما كانوا يغرفون الماء بالمشربة و
يصبون على رؤوسهم، فينفصل الغسالة من أبدانهم جارية إلى بئر هناك معدة لذلك، فالشرب
من تلك الخزانة لا بأس به، وأما خزانة الحمامات المصنوعة اليوم التي يدخلها المستحمون
ويدلكون أبدانهم فيها، مع ما بها من الدرن والأوساخ، فلا يشرب منها، فإنه يورث وباء
الأسنان كما في الخبر.
70

الماء البارد على قدميك إذا خرجت فإنه يسل الداء من جسدك، فإذا لبست ثيابك
فقل: " اللهم ألبسني التقوى، وجنبني الردى " فإذا فعلت ذلك أمنت من
كل داء (1).
4 - قرب الإسناد: محمد بن عيسى وأحمد بن إسحاق معا، عن سعدان بن مسلم قال:
كنت في الحمام في البيت الأوسط فدخل موسى بن جعفر عليه السلام وعليه النورة قال:
فقال: السلام عليكم فرددت عليه وتأخرت فدخل البيت الذي فيه الحوض، فاغتسلت
وخرجت (2).
5 - علل الشرائع: عن ابن الوليد، عن سعد، عن أحمد بن الحسن بن فضال، عن
الحسن بن علي عن ابن بكير، عن ابن أبي يعفور قال: لاحاني زرارة بن أعين
في نتف الإبط وحلقه، فقلت: نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما جميعا، فأتينا
باب أبي عبد الله عليه السلام فطلبنا الاذن عليه فقيل لنا: هو في الحمام فذهبنا إلى الحمام
فخرج عليه السلام علينا وقد أطلى إبطه، فقلت لزرارة: يكفيك؟ قال: لا، لعله إنما
فعله لعلة به، فقال: فيما أتيتما؟ فقلت: لاحاني زرارة بن أعين في نتف الإبط
وحلقه فقلت: نتفه أفضل من حلقه، وطليه أفضل منهما، فقال: أما إنك أصبت
السنة (3) وأخطأها زرارة، أما إن نتفه أفضل من حلقه، وطليه أفضل منهما
ثم قال لنا: أطليا، فقلنا: فعلنا منذ ثلاث، فقال: أعيدا، فان الاطلاء طهور ففعلنا.
فقال لي: تعلم يا ابن أبي يعفور فقلت: جعلت فداك علمني، فقال: إياك
والاضطجاع في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين، وإياك الاستلقاء على القفاء في
الحمام فإنه يورث داء الدبيلة (4) وإياك والتمشط في الحمام فإنه يورث وباء الشعر
وإياك والسواك في الحمام فإنه يورث وباء الأسنان، وإياك أن تغسل رأسك بالطين

(1) أمالي الصدوق ص 219.
(2) قرب الإسناد ص 177، وتراه في الفقيه
ج 1 ص 65، التهذيب ج 1 ص 106، وقد مر في كتاب العشرة ص 8 من هذا المجلد.
(3) يعنى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه كان ينتف ولم يكن حينذاك طلاء النورة.
(4) يعنى قرحة المعدة أو قرحة الاثني عشر.
71

فإنه يسمج الوجه وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزر، فإنه يذهب بماء الوجه (1).
وإياك أن تدلك تحت قدمك بالخزف فإنه يورث البرص، إياك أن تغتسل من
غسالة الحمام ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل
البيت وهو شرهم، فان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب، وإن الناصب
لنا أهل البيت أنجس منه (2). قال الصدوق: رويت في خبر آخر أن هذا الطين
هو طين مصر، وأن هذا الخزف هو خزف الشام (3).
6 - معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه رفعه قال: نظر أبو عبد الله
عليه السلام إلى رجل قد خرج من الحمام مخضوب اليدين فقال له أبو عبد الله
عليه السلام: أيسرك أن يكون الله عز وجل خلق يديك هكذا؟ قال: لا والله
وإنما فعلت ذلك لأنه بلغني عنكم أنه من دخل الحمام فلير عليه أثره يعني
الحناء فقال: ليس حيث ذهبت، معنى ذلك إذا خرج أحدكم من الحمام وقد
سلم فليصل ركعتين شكرا.
قال سعد: وأخبرني أحمد بن أبي عبد الله ورواه نوح بن شعيب رفعه قال:
فليحمد الله عز وجل (4).
7 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا قال لك أخوك وقد خرجت
من الحمام: طاب حمامك وحميمك فقل: أنعم الله بالك، وقال عليه السلام: إذا تعرى
الرجل نظر إليه الشيطان، فطمع فيه فاستتروا (5).
8 - الخصال: عن الخليل، عن محمد بن معاذ، عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس
عن أبي معمر، عن سعيد الغنوي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ومن كان يؤمن بالله
واليوم الآخر، فلا يدع حليلته تخرج إلى الحمام (6).

(1) سمج الوجه سماجة: قبح وصار دسما خبيثا، والمراد بماء الوجه بريقه ولمعانه
وطراوته لا معناه الكنائي أعني الوجاهة عند الناس.
(2) وتراه في الكافي ج 6 ص 508 (3) علل الشرائع ج 1 ص 276.
(4) معاني الأخبار ص 254.
(5) الخصال ج 2: 169.
(6) الخصال ج 1 ص 78 في حديث، وإنما نهى عن رواح النساء إلى الحمامات لان بعضهن
لا يسترن عورتهن فيها والدخول في الحمام يستلزم نظر بعض إلى بعض، مع ما قبل
بوجوب ستر أبدانهن عن نساء أهل الكتاب من اليهود والنصارى، وكان المتداول دخولهن
إلى الحمام مع المسلمين.
72

9 - قرب الإسناد: ابن عيسى عن البزنطي قال: قلت للرضا عليه السلام: إن أهل المصر
يزعمون أن بلادهم مقدسة؟ قال: وكيف ذلك: قلت: جعلت فداك يزعمون أنه
يحشر من جبلهم (1) سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، قال: لا لعمري ما ذاك
كذلك، وما غضب الله على بني إسرائيل إلا أدخلهم مصر، ولا رضي عنهم إلا
أخرجهم منها إلى غيرها، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تغسلوا رؤوسكم بطينها
ولا تأكلوا في فخارها، فإنه يورث الذلة، ويذهب بالغيرة، قلنا له: قد قال ذلك
رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: نعم (2).
أقول: قد أوردناه بتمامه في باب أخبار موسى عليه السلام وسيأتي في باب الطيب
عن الرضا عليه السلام استحموا يوم الأربعاء.
10 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري عن موسى بن عمر، عن
ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة يسمن وثلاثة
يهزلن، فأما التي يسمن فادمان الحمام، وشم الرايحة الطيبة، ولبس الثياب
اللينة، وأما التي يهزلن فادمان أكل البيض، والسمك، والطلع.
قال الصدوق: يعني بادمان الحمام أن يدخله يوم ويوم لا، فإنه إن دخله كل
يوم نقص من لحمه (3).
أقول: سيأتي خبر جابر الجعفي عن الباقر عليه السلام: في بيان ما يخص النساء من
الاحكام وفي بعض نسخ الخصال: ولا يجوز للمرأة أن تدخل الحمام فان ذلك
محرم عليها.
11 - تفسير علي بن إبراهيم: عن أبي، عن ابن أسباط، عن الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا تغسلوا رؤوسكم بطين مصر ولا تشربوا في فخارها، فإنه يورث الذلة ويذهب

(1) جيلهم خ ل.
(2) قرب الإسناد ص 220.
(3) الخصال ج 1 ص 74.
73

بالغيرة (1).
قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن
ابن أسباط مثله (2).
تفسير العياشي: عن ابن أسباط مثله (3).
12 - الخصال: عن حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن
السكوني، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: سبعة لا يقرؤن
القرآن: الراكع، والساجد، وفي الكنيف، وفي الحمام، والجنب، والنفساء
والحائض.
قال الصدوق رحمه الله: هذا على الكراهة لا على النهي، وقد جاء الاطلاق للرجل
في قراءة القرآن في الحمام ما لم يرد به الصوت إذا كان عليه مئزر (4).
13 - الخصال: عن سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين عليه السلام: قال: البول في الحمام
يورث الفقر. (5).
14 - ثواب الأعمال: عن ابن البرقي، عن أبيه، عن جده، عن أبيه محمد بن خالد
عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن الصادق عليه السلام قال: من دخل الحمام بمئزر
ستره الله بستره (6).
15 - ثواب الأعمال: عن ماجيلويه، عن محمد بن أبي القاسم، عن البرقي، عن محمد
ابن علي الأنصاري، عن عبد الله بن محمد، عن عبد الله بن سنان، عن الصادق عليه السلام
قال: من دخل الحمام فغض طرفه عن النظر إلى عورة أخيه آمنه الله من الحميم
يوم القيامة (7).
16 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق رحمه الله، باسناده عن ابن محبوب، عن داود

(1) تفسير القمي ص 608 في حديث.
(2) تراه في ج 60 ص 209 من هذه الطبعة.
(3) تفسير العياشي ج 1 ص 304.
(4) الخصال ج 2 ص 10.
(5) الخصال ج 2 ص 93.
(6) ثواب الأعمال ص 19.
(7) ثواب الأعمال ص 19.
74

الرقي، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: ما أحب أن اغسل رأسي من طين مصر
مخافة أن تورثني تربتها الذل، وتذهب بغيرتي (1).
تفسير العياشي: عن داود مثله (2).
17 - كامل الزيارة: أبو سمينة، عن محمد بن أسلم، عن علي، عن أبان بن تغلب، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك نسافر فلا يكون معنا نخالة فنتدلك
بالدقيق؟ قال: لا بأس بذلك إنما يكون الفساد فيما أضر بالبدن وأتلف المال
فأما ما أصلح البدن فإنه ليس بفساد، وإني ربما أمرت غلامي يلت لي النقي
بالزيت، ثم أتدلك به (3).
18 - فقه الرضا (ع): إن اغتسلت من ماء الحمام ولم يكن معك ما تغرف به، ويداك
قذرتان، فاضرب يدك بالماء، وقل: بسم الله، وهذا مما قال الله تبارك وتعالى:
" وما جعل عليكم في الدين من حرج " وإن اجتمع مسلم مع ذمي في الحمام اغتسل
المسلم من الحوض قبل الذمي وماء الحمام سبيله سبيل الماء الجاري إذا كانت له مادة
وإياك والتمشط في الحمام فإنه يورف الوباء في الشعر، إياك السواك في الحمام
فإنه يورث الوباء في الأسنان، وإياك أن تدلك رأسك ووجهك بمئزرك الذي في
وسطك فإنه يذهب بماء الوجه، وإياك أن تغسل رأسك بالطين فإنه يسمج الوجه
وإياك أن تدلك تحت قدميك بالخزف، فإنه يورث البرص، وإياك أن تضطجع
في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين وإياك والاستلقاء فإنه يورث الدبيلة، ولا بأس
بقراءة القران في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر وإياك أن تدخل
الحمام بغير مئزر، فإنه من الايمان، وغض بصرك عن عورة الناس، واستر عورتك
من أن ينظر إليه فإنه أروي أن الناظر والمنظور إليه ملعون، وبالله العصمة (4).
19 - المحاسن: روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث يهد من البدن، وربما

(1) تراه في ج 60 ص 210 من هذه الطبعة في حديث.
(2) تفسير العياشي ج 1 ص 305.
(3) تراه في المحاسن 312.
(4) فقه الرضا ص 4.
75

قتلن: أكل القديد الغاب، ودخول الحمام على البطنة، ونكاح العجايز (1).
20 - طب الأئمة: عن جعفر بن عمر، عن القاسم بن محمد، عن إسماعيل بن أبي الحسن
عن حفص بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: خير ما تداويتم به الحجامة والسعوط
والحمام الحقنة.
وعن أبي جعفر الباقر عليه السلام: طب العرب في سبعة: شرطة الحجامة، والحقنة
والحمام، والسعوط، والقئ وشربة عسل، وآخر الدواء الكي وربما يزاد فيه
النورة.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: طب العرب في خمسة شرطة الحجامة، والحقنة
والسعوط، والقي، والحمام، وآخر الدواء الكي.
وعن الباقر عليه السلام: أنه خير ما تداويتم به الحقنة والسعوط والحجامة
والحمام.
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: من دخل الحمام على الريق أنقى البلغم
وإن دخلته بعد الاكل أنقى المرة (2) وإن أردت تزيد في لحمك فادخل
الحمام على شبعتك وإن أردت أن ينقص لحمك فادخله على الريق.
21 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا غسل رأسه ولحيته غسلهما بالسدر (3).
ومن كتاب من لا يحضره الفقيه (4) عن محمد بن حمران قال: قال الصادق عليه السلام:
إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع ثيابك " اللهم انزع عني ربقة النفاق
وثبتني على الايمان " وإذا دخلت البيت الأول فقل: " اللهم إني أعوذ بك من شر
نفسي وأستعيذ بك من أذاه " وإذا دخلت البيت الثاني فقل " اللهم أذهب عنى الرجس
النجس وطهر جسدي وقلبي " وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه
على رجليك وإن أمكن أن تبلع منه جرعة فافعل فإنه ينقي المثانة، والبث في

(1) المحاسن: 463، والقديد: لحم مقدد يذر عليه الملح ثم يجفف في الظل
أو الشمس، والغاب: اللحم البائت، وكأنه اللحم المطبوخ البائت.
(2) يعنى الصفراء غير الطبيعية.
(3) مكارم الأخلاق ص 34.
(4) مكارم الأخلاق ص 56، نقلا من الفقيه ج 1 باب غسل يوم الجمعة وقد مر مثله.
76

البيت الثاني ساعة، وإذا دخلت البيت الثالث فقل " نعوذ بالله من النار، ونسأله الجنة "
ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار، وإياك وشرب الماء البارد والفقاع
في الحمام، فإنه يفسد المعدة، ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن
وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت، فإنه يسل الداء من جسدك، فإذا
خرجت من الحمام ولبست ثيابك فقل " اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى "
فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء، ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد
به الصوت إذا كان عليك مئزر.
وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليه السلام فقال: أكان أمير المؤمنين عليه السلام ينهى
عن قراءة القرآن في الحمام؟ فقال: لا، إنما نهى أن يقرء الرجل وهو عريان
فإذا كان عليه إزار فلا بأس.
وقال علي بن يقطين للكاظم عليه السلام: أقرأ في الحمام وأنكح؟ قال: لا بأس.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: نعم البيت الحمام تذكر فيه النار، ويذهب
بالدرن، وقال عليه السلام: بئس البيت الحمام يهتك الستر، ويذهب بالحياء.
وقال الصادق عليه والسلام: بئس البيت الحمام يهتك الستر ويبدئ العورة، ونعم
البيت الحمام يذكر حر جهنم. ومن الأدب أن لا يدخل الرجل ولده معه
الحمام فينظر إلى عورته.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبعث
بحليلته إلى الحمام، وقال عليه السلام: أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام.
وقال الكاظم عليه السلام: لا تدخل الحمام على الريق، لا تدخلوه حتى تطعموا شيئا.
من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تدخل الحمام إلا وفي
جوفك شئ يطفئ عنك وهج المعدة (1) وهو أقوى للبدن، ولا تدخله وأنت ممتلئ
من الطعام.
وعنه عليه السلام قال: لا بأس للرجل أن يقرء القرآن في الحمام إذا كان يريد به

(1) الوهج - محركة - اشتداد الحرارة.
77

وجه الله، ولا يريد أن ينظر كيف صوته.
عن ابن أبي يعفور قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام فقلت: أيتجرد الرجل عند
صب الماء يرى عورته إذ يصب عليه الماء أو يرى هو عورة الناس؟ قال: كان أبي
عليه السلام يكره ذلك من كل أحد.
وقال الصادق عليه السلام: لا يستلقين أحدكم في الحمام، فإنه يذيب شحم
الكليتين، وقال بعضهم: خرج الصادق عليه السلام من الحمام فتلبس وتعمم قال: فما
تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء والصيف.
وقال موسى بن جعفر عليه السلام: الحمام يوم ويوم لا، يكثر اللحم، وإدمانه
كل يوم يذيب شحم الكليتين.
قال عبد الرحمن بن مسلم: كنت في الحمام في البيت الأوسط فدخل أبو الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام وعليه إزار فوق النورة فقال: السلام عليكم فرددت عليه
ودخلت البيت الذي فيه حوض فاغتسلت وخرجت.
وعن الرضا عليه السلام قال: من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام، فلا بأس
وإن لم يغسلهما فلا بأس.
وخرج الحسن بن علي عليهما السلام من الحمام فقال له رجل: طاب استحمامك
فقال: يا لكع وما تصنع بالاست (1) هنا؟ قال: فطاب حمامك، قال: إذا طاب الحمام
فما راحة البدن؟ قال: فطاب حميمك، قال: ويحك أما علمت أن الحميم العرق؟
قال: فكيف أقول؟ قال: قل: طاب ما طهر منك، وطهر ما طاب منك.
وقال الصادق عليه السلام: إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام: طاب حمامك
فقل له: أنعم الله بالك.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الداء ثلاثة والدواء ثلاثة فأما الداء فالدم والمرة
والبلغم، فدواء الدم الحجامة، ودواء البلغم الحمام، ودواء المرة المشي.
قال الصادق عليه السلام: ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن، فأما التي يسمن فادمان
الحمام، وشم الرائحة الطيبة، ولبس الثياب اللينة، وأما التي يهزلن فادمان

(1) يعنى حروف الاست (ا س ت) من لفظ الاستحمام.
78

أكل البيض، والسمك، والطلع (1) يعنى إدمان الحمام يوم ويوم لا، فإنه إن دخل
كل يوم نقص لحمه.
عن الباقر عليه السلام قال: ماء الحمام لا بأس به إذا كان له مادة.
عن داود بن سرحان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في ماء الحمام؟
قال: هو بمنزلة الماء الجاري.
عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره
أغتسل من مائه؟ قال: نعم لا بأس أن يغتسل منه الجنب ولقد اغتسلت فيه ثم جئت
فغسلت رجلي، وما غسلتهما إلا مما لزق بهما من التراب.
عن زرارة قال: رأيت الباقر عليه السلام يخرج من الحمام فيمضي كما هو لا يغسل
رجله حتى يصلي.
وعن الصادق عليه السلام قال: اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فإنه
يذهب بالشقيقة (2) وإذا خرجت فتعمم.
عن محمد بن موسى، عن الباقر والصادق عليهما السلام قال: خرجا من الحمام متعممين
شتاء كان أو صيفا وكانا يقولان: هو أمان من الصداع.
وروي: إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد
ليسكن به الحرارة.
ومن كتاب طب الأئمة، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلموا أظفاركم يوم
الثلاثاء، واحتجموا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحمام حاجتكم يوم الخميس
وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.
من كتاب الخصال (3) عن أبي الحسن عليه السلام قال: قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء
واستحموا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيبوا بأطيب
طيبكم يوم الجمعة.
ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال: دخل علينا أبو الحسن الأول

(1) يعنى طلع النخل.
(2) وجع نصف الرأس والوجه.
(3) الخصال ج 1 ص 30.
79

عليه السلام الحمام ونحن فيه فسلم قال: فقمت أنا فاغتسلت وخرجت.
عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام
المدينة فإذا رجل في المسلخ فقال: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل العراق قال: من أي
العراق؟ فقلنا: من أهل الكوفة قال: مرحبا وأهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار
دون الدثار، ثم قال: ما يمنعكم من الإزار، فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال: عورة المسلم
على المسلم حرام؟ قال: فبعث عمي إلى كرباسة فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منا
واحدة فلما خرجنا من الحمام سألنا من الشيخ فإذا هو علي بن الحسين وابنه محمد
الباقر عليهما السلام معه.
من كتاب من لا يحضره الفقيه (1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر، ونهى صلى الله عليه وآله عن دخول الأنهار إلا
بمئزر، وقال: إن للماء أهلا وسكانا.
عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إذا تعرى
أحدكم نظر إليه الشيطان، فيطمع فيه، فاستتروا، عنه عليه السلام قال: نهى أن يدخل
الرجل الحمام إلا بمئزر وعن الباقر عليه السلام عن أبيه، عن علي عليهما السلام قال: قيل له:
إن سعيد بن عبد الملك يدخل بجواريه الحمام، قال: وما بأس به؟ إذا كان عليه
وعليهن الإزار، ولا يكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض؟
وروي عن الصادق عليه السلام أنه قال: إنما كره النظر إلى عورة المسلم فأما
النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار، وعنه عليه السلام قال: لا
ينظر الرجل إلى عورة أخيه، فإذا كان مخالفا له فلا شئ عليه في الحمام، وعنه عليه السلام
قال: الفخذ ليس بعورة وعن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يغتسل الرجل
بارزا؟ فقال: إذا لم يره أحد فلا بأس
من تهذيب الأحكام (2) عن حذيفة بن منصور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
شئ يقوله الناس: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ فقال: ليس حيث يذهبون

(1) الفقيه ج 1 ص 60.
(2) تهذيب الأحكام ج 1 ص 106.
80

إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة أو يتكلم بشئ يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيره
به يوما.
عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام من عورة المؤمن أهي حرام؟
قال: نعم قلت: أعني سفليه؟ فقال: ليس حيث تذهب، إنما هو إذاعة سره.
عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله عليه السلام في عورة المؤمن على المؤمن حرام
قال: ليس أن يكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تزري عليه أو تعيبه (1).
22 - مكارم الأخلاق: من كتاب من لا يحضره الفقيه (2) عن علي عليه السلام قال: لا يستلقين
أحدكم في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين، ولا يدلكن رجله بالخزف فإنه
يورث الجذام.
وقال الصادق عليه السلام: لا تتدلك بالخزف فإنه يورث البرص، ولا تمسح
وجهك بالإزار، فإنه يذهب بماء الوجه، وروي أن ذلك طين مصر وخزف الشام.
وقال عليه السلام: إياكم والخزف فإنه يبلي الجسد، عليكم بالخرق.
عن الرضا عليه السلام قال: لا بأس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق
والنخالة، ولا بأس أن يتدلك بالدقيق الملتوب بالزيت، وليس فيما ينفع البدن
إسراف، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن.
وقال الصادق عليه السلام: لا بأس أن يمس الرجل الخلوق في الحمام. يمسح
به يده شقاق يداويه، ولا يستحب إدمانه ولا أن يرى أثره عليه.
ومن كتاب اللباس عن أبي الحسن عليه السلام في الرجل يطلي بالنورة في الحمام
فنتدلك بالزيت والدقيق قال: لا بأس.
عن أبي السفاتج، عن بعض أصحابنا أنه سأل أبا عبد الله عليه السلام فقال: إنا
نكون في طريق مكة فنريد الاحرام، فلا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة
فنتدلك بالدقيق فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم، قال: مخافة الاسراف؟ قلت:
نعم، قلت: ليس فيما أصلح البدن إسراف، أنا ربما أمرت بالنقي فيلت بالزيت

(1) مكارم الأخلاق ص 57 - 62.
(2) الفقيه ج 1 باب غسل الجمعة.
81

فأتدلك به، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن، قلت: فما الاقتار؟
قال: أكل الخبز والملح، وأنت تقدر على غيره، قلت: فالقصد؟ قال: الخبز
واللحم واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا.
عن أبي الحسن عليه السلام في الرجل يطلي بالنورة، فيجعل الدقيق يلته به يتمسح
به بعد النورة، ليقطع ريحها، قال: لا باس به (1).
4 * (باب) *
* " (الحلق وجز شعر الرأس والفرق وتربيته وتنظيف الرأس) " *
* " (والجسد بالماء ودفع الروائح الكريهة وغسل الثوب) " *
1 - مكارم الأخلاق: من كتاب من لا يحضره الفقيه (2) قال رسول الله صلى الله عليه وآله لرجل:
احلق فإنه يزيد في جمالك، وقال الصادق عليه السلام: حلق الرأس في غير حج ولا عمرة
مثلة لأعدائكم وجمال لكم [ومعنى هذا في قول النبي صلى الله عليه وآله: حين وصف الخوارج
فقال] (3) إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، وعلامتهم التسبيد (4)
- وهو الحلق - وترك التدهن.
ومن كتاب نوادر الحكمة عن الصادق عليه السلام عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:
لا تحلقوا الصبيان القزع.
ومن تهذيب الأحكام عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتي النبي صلى الله عليه وآله بصبي يدعو
له، وله قنازع، فأبى أن يدعو له، وأمر بحلق رأسه.
قال النوفلي: القزع أن تحلق موضعا وتترك موضعا.

(1) مكارم الأخلاق ص 62 - 63.
(2) الفقيه ج 1 ص 72.
(3) زيادة أضفناها من الفقيه.
(4) التسبيد: التشعيث كما في اللسان، وهو أن يسرح شعره ويبله ثم يتركه من
دون أن يرجله ويمشطه فيكون الشعر كالشكوك، ومثله إذا حلق رأسه فنبت شعره كالشوك.
82

وروي أنه إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدء من الناصية إلى العظمين وليقل:
" بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة "
وإذا فرغ فليقل: " اللهم زيني بالتقوى وجنبني الردى ".
ومن كتاب طب الأئمة عن الصادق عليه السلام قال: التنظيف بالموسى في كل
سبع، وبالنورة في كل خمسة عشر يوما.
ومن كتاب اللباس قال الرضا عليه السلام: ثلاث من عرفهن لم يدعهن: إحفاء
الشعر، ونكاح الإماء، وتشمير الثوب.
عنه عليه السلام قال: ثلاث من سنن المرسلين: التعطر، وإحفاء الشعر، وكثرة
الطروقة، يعني الجماع.
عن عمرو بن عثمان، عمن حدثه، عن الرضا عليه السلام قال: قلنا له: إن
الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة، فقال: سبحان الله كان أبو الحسن
يعني أباه يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه، فلا يدخل المدينة حتى يحلق
رأسه (1).
وعن الصادق عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: الشعر الحسن من كسوة الله
فأكرموه، وعن الصادق عليه السلام قال: من اتخذ شعرا فليحسن ولايته أو ليجزه، وعنه
عليه السلام قال: من اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله بمنشار من نار، وكان شعر
رسول الله صلى الله عليه وآله وفرة لم يبلغ الفرق، وعن الصادق عليه السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه
يحسن (2).
ومن كتاب اللباس عن أيوب بن هارون قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يفرق شعره؟ قال: لا، وكان شعر رسول الله صلى الله عليه وآله إذا طال طال
إلى شحمة أذنه.
عن عمرو بن ثابت، عن الصادق عليه السلام قال: إنهم يروون أن الفرق من
السنة؟ قال: ما هو من السنة. قلت: يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله فرق، قال: ما

(1) مكارم الأخلاق 63 - 65.
(2) في بعض النسخ " نجس ".
83

فرق النبي صلى الله عليه وآله وما كانت الأنبياء تمسك الشعر. (1).
2 - كتاب زيد النرسي: عن أبي الحسن عليه السلام قال: إذا أخذت من شعر
رأسك فابدأ بالناصية ومقدم رأسك والصدغين إلى القفا، فكذلك السنة، وقل:
" بسم الله وبالله وعلى ملة إبراهيم وسنة محمد وآل محمد حنيفا مسلما وما أنا من
المشركين اللهم أعطني بكل شعرة وطاقة في الدنيا نورا يوم القيمة اللهم
أبدلني مكانه شعرا لا يعصيك تجعله زينة لي ووقار في الدنيا، ونورا ساطعا يوم القيامة "
ثم تجمع شعرك وتدفنه وتقول: " اللهم اجعله إلى الجنة ولا تجعله إلى النار
وقدس عليه ولا تسخط عليه وطهره حتى تجعله كفارة وذنوبا تناثرت عني بعدده
وما تبدله مكانه فاجعله طيبا وزينة ووقارا ونورا في القيامة منيرا يا أرحم الراحمين
اللهم زيني بالتقوى وجنبني وجنب شعري وبشري المعاصي وجنبني الردى
فلا يملك ذلك أحد سواك ".
3 - قرب الإسناد: عن اليقطيني، عن القداح، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: احتبس
الوحي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: فقيل: احتبس عنك الوحي يا رسول الله؟! قال:
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف لا يحبس عني الوحي وأنتم لا تقلمون أظفاركم
ولا تنقون روائحكم (2).
4 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كفى بالماء طيبا (3).
5 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: غسل الرأس يذهب بالدرن
وينقي القذا، وقال عليه السلام: غسل الثياب يذهب بالهم والحزن، وهو طهور للصلاة
وقال عليه السلام تنظفوا بالماء من الريح المنتن الذي يتأدى به وتعهدوا أنفسكم فان الله
يبغض من عباده القاذورة الذي يتأنف به من جلس إليه وقال عليه السلام: اتخذوا الماء
طيبا (4).

(1) مكارم الأخلاق ص 78.
(2) قرب الإسناد ص 18 والصحيح رواجبكم.
(3) قرب الإسناد ص 45.
(4) الخصال ج 2 ص 156 و 160.
84

أقول: قد أوردنا بعض الأخبار في باب الطيب.
6 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
من اتخذ ثوبا فليستنظفه، ومن اتخذ دابة فليستفرهها، ومن اتخذ امرأة فليكرمها
فإنما امرأة أحدكم لعبة فمن اتخذها فلا يضيعها ومن اتخذ شعرا فلم يفرقه فرقه الله
يوم القيامة بمنشار من النار (1).
أقول: قد مضى الفرق في باب السنن الحنيفية.
7 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن
ابن أبي عمير، عن محمد بن أبي حمزة، عن إسحاق قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام
استأصل شعرك تقل دوابه ودرنه ووسخه، وتغلظ رقبتك، ويجلو بصرك (2).
8 - فقه الرضا (ع): إياك أن تدع الفرق إن كان لك شعر، فقد روي عن أبي عبد الله
صلوات الله عليه أنه قال: من لم يفرق شعره فرقه الله بمنشار من النار
في النار.
9 - فقه الرضا (ع): وإذا أردت أن تأخذ شعرك فابدأ بالناصية فإنها من السنة وقل
بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله وسنته حنيفا مسلما وما أنا من المشركين
اللهم أعطني بكل شعرة نورا ساطعا يوم القيامة، فإذا فرغت فقل: " اللهم زيني بالتقى
وجنبني الردى وجنب شعري وبشري المعاصي وجميع ما تكره مني فاني لا أملك
لنفسي نفعا ولا ضرا " واستقبل القبلة وابتدء بالناصية واحلق إلى العظمين النابتين
الدانيين للأذنين (3).
10 - السرائر: من جامع البزنطي، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبيه
عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: سمعته يقول: إن الشعر على الرأس إذا طال
أضعف البصر، وذهب بضوء نوره، وطم الشعر يجلي البصر، ويزيد في ضوء
نوره (4).

(1) قرب الإسناد: 47.
(2) ثواب الأعمال: 22.
(3) فقه الرضا عليه السلام ص 1.
(4) السرائر ص 469.
85

11 - السرائر: محمد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي، عن النوفلي، عن
السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام: أنه نهى عن القنازع والقصص ونقش
الخضاب قال: وإنما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل القصص ونقش الخضاب (1).
12 - السرائر: من كتاب أبي القاسم ابن قولويه روى جابر أن حلق الرأس مثلة
بالشاب ووقار بالشيخ (2).
5 * (باب) *
* " (غسل الرأس بالخطمى والسدر وغيرهما) " *
1 - ثواب الأعمال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن
محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
غسل الرأس بالخطمي أمان من الصداع، وبراءة من الفقر، وطهور للرأس
من الحزازة (3).
2 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن أبي أيوب
المديني، عن ابن أبي عمير، عن سفيان بن السمط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
غسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر، ويزيد في الرزق، وقال: هو نشرة (4).
3 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن
إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي الحسن عليه السلام قال: غسل الرأس بالخطمي
يجلب الرزق جلبا (5).
4 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن عيسى، عن النوفلي، عن عيسى بن

(1) السرائر ص 469.
(2) السرائر ص 490.
(3) ثواب الأعمال: 19 والحزازة: الهبرية في الرأس وهي القشرة التي تتساقط
من الرأس كالنخالة قال في الأقرب: ومنه " الخطمي يذهب بحزاز الرأس ".
(4) ثواب الأعمال: 19.
(5) ثواب الأعمال: 19.
86

عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وآله اغتم فأمره جبرئيل عليه السلام
أن يغسل رأسه بالسدر (1).
5 - مكارم الأخلاق:... وكان ذلك سدرا من سدرة المنتهى (2).
6 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي
عن بعض أصحابه قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يغسل
رأسه بالسدر، ويقول: اغسلوا رؤوسكم بورق السدر، ونقوا، فإنه قدسه كل ملك
مقرب، وكل نبي مرسل، ومن غسل رأسه بورق السدر صرف الله عنه وسوسة
الشيطان سبعين يوما ومن صرف الله عنه وسوسة الشيطان سبعين يوما لم يعص الله ومن
لم يعص دخل الجنة (3).
7 - طب الأئمة: عن ابن الحريري، عن محمد بن إسماعيل، عن الوليد بن أبان
عن النعمان بن يعلى قال: حدثنا جابر الجعفي قال: شكوت إلى أبي جعفر عليه السلام
وسخا كثيرا يوسخ ثيابي، فقال: دق الآس، واستخرج ماءه واضربه على خل
خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد ثم اغسل رأسك ولحيتك به بكل
قوة ثم أدهنه بعد ذلك بدهن شيرج طري فإنه يقلعه بإذن الله تعالى.
8 - مكارم الأخلاق: من كتاب من لا يحضره الفقيه (4) قال الصادق عليه السلام: غسل الرأس
بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون، وقال أمير المؤمنين عليه السلام: غسل
الرأس بالخطمي يذهب بالدرن وينفي الأقذار، وقال أبو الحسن موسى بن جعفر
عليه السلام: غسل الرأس بالسدر يجلب الرزق جلبا.
من تهذيب الأحكام (5) من أخذ شاربه وقلم أظفاره وغسل رأسه بالخطمي
يوم الجمعة كان كمن أعتق نسمة.
ومن طب الأئمة قال أمير المؤمنين في وصيته لأصحابه: غسل الرأس بالخطمي

(1) ثواب الأعمال: 20.
(2) مكارم الأخلاق: 66.
(3) ثواب الأعمال: 19.
(4) الفقيه ج 1 ص 71.
(5) التهذيب ج 1 ص 321.
87

يذهب بالدرن وينقي الدواب، عن جابر الجعفي قال: شكوت إلى أبي جعفر
عليه السلام حزازا في رأسي، فقال عليه السلام: دق الاس (1) واستخرج ماءه واضربه بخل
خمر أجود ما تقدر عليه ضربا شديدا حتى يزبد ثم اغسل به رأسك ولحيتك بكل
قوة لك ثم أدهنه بعد ذلك بدهن شيرج طري تبرء إنشاء الله (2).
9 - كتاب زيد النرسي: قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: غسل الرأس
بالخطمي يوم الجمعة من السنة، يدر الرزق، ويصرف الفقر، ويحسن الشعر
والبشر، وهو أمان من الصداع.
ومنه: عن بعض أصحابنا قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كان رسول
الله صلى الله عليه وآله يغسل رأسه بالسدر ويقول: من غسل رأسه بالسدر صرف الله عنه وسوسة
الشيطان، ومن صرف عنه وسوسة الشيطان لم يعص، ومن لم يعص دخل الجنة.
6 * (باب) *
* " (الاطلاء بالنورة) " *
" (وآدابه وإزالة شعرة الإبط والعانة وغيرها) "
أقول: قد أوردنا بعض الأخبار في باب الحمام وفي باب السنن الحنيفية.
1 - علل الشرائع: عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني
عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يطولن أحدكم شاربه ولا
عانته ولا شعر إبطه، فان الشيطان يتخذها مخابي يستتر فيها (3).
2 - الخصال: عن ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن إبراهيم
ابن إسحاق، عن القاسم، عن جده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، عن أبيه
عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: توقوا الحجامة يوم الأربعاء، والنورة، فان

(1) الاس شجر معروف يقال له بالفارسية مورد.
(2) مكارم الأخلاق 66 - 67.
(3) علل الشرائع ج 2 ص 206.
88

يوم الأربعاء يوم نحس مستمر وفيه خلقت جهنم (1).
3 - الخصال: عن أبيه وابن الوليد معا، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن أبي
عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السنة في النورة في كل
خمسة عشر يوما، فمن أتت عليه أحد وعشرون يوما ولم يتنور فليستدن على الله
عز وجل وليتنور، ومن أتت عليه أربعون يوما ولم يتنور فليس بمؤمن ولا
مسلم ولا كرامة (2).
4 - الخصال: عن ماجيلويه، عن عمه، عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق
عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك
حلق عانته فوق أربعين يوما فإن لم يجد فليستقرض بعد الأربعين ولا يؤخر (3).
5 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: النورة نشرة وطهور للجسد
وقال عليه السلام: أحب للمؤمن أن يطلي في كل خمسة عشر يوما من النورة، وقال:
توقوا الحجامة والنورة يوم الأربعاء فان يوم الأربعاء يوم نحسن مستمر وفيه خلقت
جهنم (4).
6 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال أمير -
المؤمنين عليه السلام: الحنا بعد النورة أمان من الجذام والبرص (5).
صحيفة الرضا (ع): عنه عليه السلام مثله (6).
7 - ثواب الأعمال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن النهاوندي، عن إسحاق
ابن إسماعيل الصوفي، عن العباس بن أبي العباس، عن عبدوس بن إبراهيم رفع
الحديث إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: الحناء يذهب بالسهك (7) ويزيد في ماء الوجه

(1) الخصال ج 2 ص 28.
(2) الخصال ج 2 ص 93.
(3) الخصال ج 2 ص 111.
(4) الخصال ج 2 ص 156 و 170.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 48.
(6) صحيفة الرضا: 27.
(7) السهك - محركة - الريح الكريهة تجدها ممن عرق، وخبث رائحة اللحم
الخنز، وريح السمك.
89

ويطيب النكهة، ويحسن الولد، وقال: من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه
إلى قدمه نفي عنه الفقر (1).
8 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن أبيه، عن الحسن بن موسى
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أطلى واختضب
بالحناء أمنه الله من ثلاث خصال: الجذام والبرص والاكلة، إلى طلية مثلها (2).
9 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن الحميري، عن محمد بن القاسم، عن جده، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: النورة نشرة وطهور
للجسد (3).
10 - بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد، عن الأهوازي، عن ابن أبي عمير، عن سالم
مولى علي بن يقطين، عن علي بن يقطين قال: أردت أن أكتب إليه أسأله يتنور
الرجل وهو جنب؟ قال: فكتب إلي ابتداء: النورة تزيد الجنب نظافة، ولكن لا
يجامع الرجل مختضبا، ولا تجامع المرأة مختضبة (4).
11 - المحاسن: عن منصور بن العباس، عن محمد بن عبد الله، عن أبي أيوب المكي
عن محمد بن البختري، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث لا يؤكلن
ويسمن، وثلاث يؤكلن ويهزلن: فأما اللواتي يؤكلن ويهزلن: فالطلع والكسب
والجوز، وأما اللواتي لا يؤكلن ويسمن، فالنورة والطيب ولبس الكتان (5).
المحاسن: عن بعض أصحابنا رفعه عن أبي عبد الله عليه السلام مثله، وفيه استشعار
والكتان (6).

(1) ثواب الأعمال: 21.
(2) ثواب الأعمال: 21.
(3) ثواب الأعمال: 21.
(4) بصائر الدرجات: 251.
(5) المحاسن: 450. والطلع من النخل شئ يخرج كأنه نعلان مطبقان والحمل
بينهما منضود والطرف محدد والكسب بالضم عصارة الدهن ودرديه أو هو عصارة دهن السمسم خاصة
يقال له بالفارسية كسبه (كنجاره)، والجوز معروف وفى بعض نسخ الحديث الجزر.
(6) المحاسن: 463.
90

12 - السرائر: من جامع البزنطي، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أبيه، عن
أبي الحسن الأول قال: سمعته يقول: شعر الجسد إذا طال قطع ماء الصلب، وأرخى
المفاصل، وأورث الضعف والكسل، وإن النورة تزيد ماء الصلب، وتقوي البدن
وتزيد في شحم الكليتين، وسمن البدن (1).
13 - مكارم الأخلاق: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يطلي فيطليه من يطليه حتى إذا بلغ ما تحت
الإزار تولاه بنفسه (2).
14 - مكارم الأخلاق: سئل الصادق عليه السلام: عن إطالة الشعر قال: كان أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وآله مقصرين يعني الطم.
وعنه عليه السلام قال: أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه.
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك عانته فوق
أربعين يوما، ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تدع ذلك منها فوق
عشرين يوما، وفي رواية عن الصادق عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يترك، عانته أكثر من أسبوع، ولا يترك النورة أكثر من شهر، فمن ترك
أكثر منه فلا صلاة له، وقال النبي صلى الله عليه وآله: احلقوا شعر البطن الذكر والأنثى.
عن الصادق عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى قال لإبراهيم عليه السلام: تطهر
فحلق عانته، وكان عليه السلام يطلي إبطيه في الحمام ويقول: نتف الإبط يضعف المنكبين
ويوهي ويضعف البصر، وقال: حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه، وفي
رواية زرارة عنه عليه السلام قال: نتفه أفضل من حلقه، وطليه أفضل منهما، وقال
علي عليه السلام: نتف الإبط ينفي الرائحة المكروهة، وهي طهور وسنة مما أمر به
الطيب أبو القاسم عليه وعلى أهل بيته السلام.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يطولن أحدكم شعر إبطه، فان الشيطان يتخذه
مخبأ يستتر به، والجنب لا بأس أن يطلي لان النورة تزيده نظافة.
عن الصادق عليه السلام قال: كان بين نوح وإبراهيم عليهما السلام ألف سنة وكان شريعة

(1) السرائر: 469.
(2) مكارم الأخلاق: 36.
91

إبراهيم بالتوحيد والاخلاص، وخلع الأنداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها
وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه وأن لا يبعد إلا الله ولا يشرك به شيئا، قال: وأمره
بالصلاة والأمر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث، وزاده في الحنيفية
الختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وحلق العانة، وأمره
ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليه السلام.
وعنه عليه السلام قال: قال الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام: تطهر! فأخذ شاربه ثم قال:
تطهر فنتف من إبطه، ثم قال: تطهر فقلم أظفاره، ثم قال: تطهر فحلق عانته، ثم
قال: تطهر، فاختتن (1).
من كتاب من لا يحضره الفقيه (2) قال الصادق عليه السلام: من أراد أن يتنور
فليأخذ من النورة ويجعله على طرف أنفه ويقول: " اللهم ارحم سليمان بن داود
كما أمرنا بالنورة " فإنه لا تحرقه النورة إنشاء الله وروي أن من جلس وهو متنور
خيف عليه الفتق.
من كتاب المحاسن عن الحكم بن عتيبة قال: رأيت أبا جعفر وقد أخذ الحناء
وجعله على أظافيره فقال: يا حكم ما تقول في هذا؟ فقلت: ما عسيت أن أقول
فيه، وأنت تفعله؟ وإنما عندنا يفعله الشباب فقال: يا حكم إن الأظافير إذا
أصابتها النورة غيرتها حتى تشبه أظافير الموتى فلا بأس بتغييرها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أطلى واختضب بالحناء آمنه الله من ثلاث خصال
الجذام والبرص والاكلة إلى طلية مثلها، وقال أمير المؤمنين عليه السلام ينبغي للرجل
أن يتوقى النورة يوم الأربعاء فإنه نحس مستمر وتجوز النورة في سائر الأيام
وروي أنها في يوم الجمعة تورث البرص.
عن الرضا عليه السلام: من تنور يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلا نفسه.
وقال الصادق عليه السلام: الحناء على أثر النورة أمان من الجذام والبرص.
من الروضة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خمس خصال يورث البرص: النورة يوم

(1) مكارم الأخلاق: 65 و 66.
(2) الفقيه ج 1 ص 67.
92

الجمعة، ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي يسخنه الشمس، والاكل
على الجنابة، وغشيان المرأة في حيضها، والاكل على الشبع.
عن الرضا عليه السلام قال: ألقوا الشعر عنكم فإنه يحسن (1).
من كتاب المحاسن: وروي أن من أطلى فتدلك بالحناء من قرنه إلى قدمه
نقى الله عنه الفقر.
من كتاب اللباس عن الصادق عليه السلام أنه كان يطلي في الحمام، فإذا بلغ موضع
العانة قال للذي يطلي: تنح ثم طلا هو ذلك الموضع.
وعنه عليه السلام أنه كان يدخل فيطلي إبطه وحده إذا احتاج إلى ذلك ثم يخرج
وعنه عليه السلام أيضا ربما طلى بعض مواليه جسده كله.
روى الأرقط عنه عليه السلام قال: أتيته في حاجة فأصبته في الحمام يطلي فذكرت
له حاجتي، فقال: ألا تطلي؟ قلت: إنما عهدي به أول من أمس، قال: أطل فإنما
النورة طهور، وعنه عليه السلام قال: كان علي عليه السلام إذا طلى تولى عانته بيده.
عن ليث المرادي قال: سألت الصادق عليه السلام عن الجنب يطلي؟ قال: لا بأس به.
عن الرضا عليه السلام قال: أربع من أخلاق الأنبياء: التطيب، والتنظيف بالموسى
وحلق الجسد بالنورة، وكثرة الطروقة (2).
15 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يطولن أحدكم شاربه ولا عانته ولا شعر جناحه، فان
الشيطان يتخذها مخابي يستتر بها، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يترك
عانته فوق أربعين يوما (3).

(1) نجس خ ل.
(2) مكارم الأخلاق: 67 - 69.
(3) نوادر الراوندي: 24.
93

7.
* (باب) *
* " (الاكتحال وآدابه) " *
1 - الخصال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن
سنان، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكحل ينبت الشعر، ويجفف
الدمعة، ويعذب الريق، ويجلو البصر (1).
ثواب الأعمال: عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن سهل، عن ابن سنان، عن
حماد مثله (2).
2 - الخصال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن حمدان بن سليمان، عن
علي بن الحسن بن فضال ومحمد بن أحمد الادمي، عن أحمد بن محمد بن مسلمة
عن زياد بن بندار، عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أربع يضئن
الوجه: النظر إلى الوجه الحسن، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الخضرة
والكحل عند النوم (3).
3 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن ابن يزيد، عن ابن فضال، عن علي بن
عقبة، عن يونس بن يعقوب، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الإثمد
يجلو البصر، ويقطع الدمعة، وينبت الشعر (4).
4 - ثواب الأعمال: عن أحمد بن علي، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبد الله بن
مقاتل، عن الرضا عليه السلام قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكتحل (5).
5 - ثواب الأعمال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن موسى بن جعفر، عن
موسى بن عمر، عن حمزة بن بزيع، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: الكحل عند النوم أمان من الماء (6).

(1) الخصال ج 1 ص 16.
(2) ثواب الأعمال: 22.
(3) الخصال ج 1 ص 113.
(4) ثواب الأعمال: 22.
(5) ثواب الأعمال: 22.
(6) ثواب الأعمال: 22.
94

دعوات الراوندي: مرسلا مثله.
6 - فقه الرضا (ع): إذا أردت أن تكتحل فخذ الميل بيدك اليمنى، واضربه في المكحلة
وقل: " بسم الله " فإذا جعلت الميل في عينيك فقل: " اللهم نور بصري واجعله
فيه نورا أبصر به حقك، واهدني إلى طريق الحق وأرشدني إلى سبيل الرشاد
اللهم نور على دنياي وآخرتي " (1).
7 - طب الأئمة (2) عن جابر بن أيوب الجرجاني، عن محمد بن عيسى، عن ابن المفضل
عن عبد الرحمن ابن زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله أعرابي يقال
له: قليب وكان رطب العينين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أرى عينيك رطبتين يا قليب؟
قال: نعم يا رسول الله هما كما ترى ضعيفتان، قال: عليك بالإثمد، فإنه سرجين العين.
8 - طب الأئمة: عن منصور بن محمد، عن أبيه، عن أبي صالح الأحول، عن علي
ابن موسى الرضا عليه السلام قال: من أصابه ضعف في بصره فليكتحل بسبعة مراود عند
منامه من الإثمد. وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكحل بالليل يطيب الفم.
9 - طب الأئمة: عن جابر، عن خداش، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله
عن أبيه عليهما السلام قال: كان للنبي صلى الله عليه وآله مكحلة يكتحل منها في كل ليلة ثلاث مراود
في كل عين عند منامه.
10 - طب الأئمة: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكحل يزيد في ضوء البصر، وينبت
الأشفار.
11 - مكارم الأخلاق: عن الرضا عليه السلام قال: عليك بالإثمد فإنه يجلو البصر، وينبت
الأشفار ويطيب النكهة، ويزيد في الباه.
عنه عليه السلام قال: من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبع مراود عند منامه
من الإثمد: أربعة في اليمنى، وثلاثة في اليسرى.
وعن الصادق عليه السلام قال: الكحل ينبت الشعر. ويجفف الدمعة، ويعذب
الريق، ويجلو البصر عنه عليه السلام قال: الكحل يزيد في المباضعة عنه عليه السلام
قال: الكحل يعذب الفم عنه عليه السلام قال: الكحل بالليل يطيب الفم، ومنفعته إلى

(1) فقه الرضا: باب الآداب، وفى المطبوعة ما رمز الأمالي وهو تصحيف.
(2) طب الأئمة: 93.
95

أربعين صباحا وعنه عليه السلام أنه كان أكثر كحله بالليل، وكان يكتحل ثلاثة أفراد
في كل عين وعنه عليه السلام قال: الكحل عند النوم أمان من الماء الذي ينزل
في العين.
ومن كتاب اللباس عن الصادق عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكتحل
بالإثمد إذا أراد أن يأوى إلى فراشه.
عن ابن فضال، عن الحسن بن جهم قال: أراني [أبو الحسن عليه السلام] ميلا من
حديد فقال: كان هذا لأبي الحسن فاكتحل به، فاكتحلت.
عن نادر الخادم عنه عليه السلام أنه قال لبعض من معه: اكتحل. فعرض أنه لا يحب
الزينة في منزله فقال: اتق الله واكتحل، ولا تدع الكحل. قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فليس عليه شئ.
عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من اكتحل
فليوتر ومن تجمر فليوتر، ومن استنجى فليوتر، ومن استخار الله فليوتر.
وعنه عليه السلام قال: عليكم بالكحل فإنه يطيب الفم، وعليكم بالسواك فإنه
يجلو البصر، قال: قلت: كيف هذا؟ قال: لأنه إذا استاك نزل البلغم فجلا البصر
وإذا اكتحل ذهب البلغم فطيب الفم.
الدعاء عند الكحل: " اللهم إني أسئلك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على
محمد وآل محمد، وأن تجعل النور في بصري، والبصيرة في ديني، واليقين في قلبي
والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي، والسعة في رزقي، والشكر لك أبدا ما
أبقيتني " (1).
من كتاب من لا يحضره الفقيه عن الباقر عليه السلام قال: الاكتحال بالإثمد
ينبت الأشفار، ويحد البصر، ويعين على طول السجود (2).
وعن الصادق عليه السلام قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله أعرابي يقال له: قليب رطب
العينين فقال له النبي صلى الله عليه وآله: إني أرى عينيك رطبتين يا قليب، عليك بالإثمد فإنه

(1) مكارم الأخلاق: 48 - 50.
(2) السهر خ ل.
96

سرجين العين (1).
12 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله: يكتحل في عينه اليمنى ثلاثا وفي اليسرى
ثنتين، وقال: من شاء اكتحل ثلاثا وكل حين، ومن فعل دون ذلك أو فوقه فلا
حرج، وربما اكتحل وهو صائم، وكانت له مكحلة يكتحل بها بالليل، وكان
كحله الإثمد (2).
8.
* (باب) *
* " (الخضاب للرجال والنساء) " *
1 - الخصال: عن ابن المتوكل، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن
طلحة بن زيد، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أربع من سنن المرسلين: العطر، والنساء، والسواك، والحنا (3).
2 - ثواب الأعمال (4) الخصال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن إبراهيم بن
إسحاق النهاوندي، عن محمد بن علي البغدادي، عن أبيه، عن عبد الله بن المبارك
عن عبد الله بن زيد رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: درهم في الخضاب
أفضل من نفقة ألف درهم في سبيل الله، وفيه أربع عشرة خصلة: يطرد الريح من
الاذنين، ويجلو الغشاوة عن البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد
اللثة، ويذهب بالضنى (5)، ويقل وسوسة الشيطان، وتفرح به الملائكة، ويستبشر
به المؤمن، ويغيظ به الكافر، وهو زينة، وطيب، وبراءة في قبره، ويستحيي منه

(1) مكارم الأخلاق: 48 وفيه سراج العين وعلى ما في الصلب لعل المراد أن الإثمد يفعل بالعين
ما يفعله السرجين بالنبات من التقوية والتنمية، ويحتمل أن يكون مصحفا، وكان في الأصل
" مسرجة " يعنى أن الإثمد سبب تنوير العين وجلائه ولمعانه، فيجعله كالسراج المتلألئ.
(2) مكارم الأخلاق: 35.
(3) الخصال ج 1 ص 115.
(4) ثواب الأعمال: 21.
(5) الضنى: الهزال وسوء الحال، وفى ثواب الأعمال الصنان وهو الريح الكريهة.
97

منكر ونكير (1).
الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله: إلى علي عليه السلام مثله (2).
3 - الخصال: عن ابن بندار، عن مسعدة بن أسمع، عن أحمد بن خازم، عن محمد بن
كنانة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
غيروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود (3).
4 - الخصال: عن محمد بن عبد الله الشافعي، عن محمد بن جعفر بن الأشعث، عن محمد بن
إدريس، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن محمد بن عمر بن علقمة، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: غيروا الشيب ولا تتشبهوا باليهود والنصارى.
قال الصدوق رضوان الله عليه: إنما أوردت هذين الخبرين في الخضاب أحدهما
من الزبير والاخر عن أبي هريرة لان أهل النصب ينكرون على الشيعة استعمال
الخضاب ولا يقدرون على دفع ما يصح عنهما وفيهما حجة لنا عليهم (4).
5 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن زياد، عن الصادق عليه السلام قال: اختضب الحسين
وأبي بالحناء والكتم (5).
6 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق عليه السلام قال: لا بأس بالخلوق
في الحمام، يمسح يديه ورجليه من الشقاق، بمنزلة الدواء، وما أحب إدمانه.
أقول: قد مضى مرفوعة البرقي في باب الحمام والأعلى مرجوحية اختضاب
الرجل باليد والرجل (6).
7 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن ظريف بن
ناصح، عن عمرو بن خليفة، عن المثنى اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب
خضابكم إلى الله الحالك (7).
8 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن علي بن هاشم، عن محمد بن
علي الأنصاري، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده قال: بلغ رسول

(1) الخصال ج 2 ص 90.
(2) الخصال ج 2 ص 90.
(3) الخصال ج 2 ص 90.
(4) الخصال ج 2 ص 90.
(5) قرب الإسناد: 54 و 55.
(6) قرب الإسناد: 54 و 55.
(7) ثواب الأعمال ص 20 والحالك: الشديد السواد.
98

الله صلى الله عليه وآله أن قوما من أصحابه صفروا لحاهم، فقال: هذا خضاب الاسلام إني لأحب
أن أراهم، قال علي عليه السلام: فمررت عليهم فأخبرتهم فأتوه فلما رآهم قال: هذا خضاب
الاسلام، قال: فلما سمعوا ذلك منه رغبوا فأقنوا قال: فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله
قال: هذا خضاب الايمان إني لأحب أن أراهم قال علي عليه السلام: فمررت عليهم
فأخبرتهم فأتوه فلما رآهم قال: هذا خضاب الايمان، فلما سمعوا ذلك منه بقوا
عليه حتى ماتوا (1).
أقول: أوردنا بعض الأخبار في باب النورة.
9 - مكارم الأخلاق: من كتاب من لا يحضره الفقيه (2) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
اختضبوا بالحناء فإنه يجلي البصر، وينبت الشعر، ويطيب الريح، ويسكن
الزوجة.
وقال الصادق عليه السلام: الحناء يذهب بالسهك، ويزيد في ماء الوجه، ويطيب
النكهة، ويحسن الولد. وقال أمير المؤمنين عليه السلام الخضاب هدي محمد صلى الله عليه وآله وهو من
السنة وقال الصادق عليه السلام: لا بأس بالخضاب كله، وعنه عليه السلام أن رجلا دخل على
رسول الله صلى الله عليه وآله وقد صفر لحيته، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: ما أحسن هذا ثم دخل عليه
بعد ذلك وقد أقنى بالحناء، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: هذا أحسن من ذلك
ثم دخل عليه بعد ذلك وقد خضب بالسواد فضحك إليه، فقال: هذا أحسن من
ذاك وذاك [من ذلك].
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي: يا علي درهم في الخضاب أفضل من ألف درهم
في غيره في سبيل الله، وفيه أربعة عشرة خصلة: يطرد الريح من الاذنين، ويجلو
البصر، ويلين الخياشيم، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، ويذهب بالضنى، ويقل
وسوسة الشيطان، وتفرح الملائكة، ويستبشر المؤمن، ويغيظ الكافر، وهو زينة
وطيب، ويستحي منه منكر ونكير، وهو براءة له في قبره.

(1) ثواب الأعمال: 20، والقنأ والقنى: اشتداد الحمرة.
(2) الفقيه ج 1 باب غسل الجمعة.
99

عن المثنى اليماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب خضابكم إلى الله الحالك.
من كتاب اللباس عن ذروان المدائني قال: دخلت على أبي الحسن الثاني فإذا
هو قد اختضب فقلت: جعلت فداك قد اختضبت؟ فقال: نعم إن في الخضاب لأجرا أما
علمت أن التهيئة تزيد في عفة النساء أيسرك أنك دخلت على أهلك فرأيتها على
مثل ما تراك عليه إذ لم تكن على تهيئة؟ قال: قلت: لا، قال: هو ذاك، قال: ولقد
كان لسليمان عليه السلام ألف امرأة في قصر ثلاثمائة مهيرة وسبعمائة سرية (1) وكان
يطيف بهن في كل يوم وليلة.
من كتاب اللباس لأبي النضر العياشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وآله فنظر إلى الشيب في لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وآله نور، من شاب شيبة
في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة، قال: فخضب الرجل بالحناء، ثم جاء
إلى النبي صلى الله عليه وآله فلما رأى الخضاب قال: نور وإسلام، فخضب الرجل بالسواد
فقال النبي صلى الله عليه وآله نور وإسلام وإيمان، ومحبة إلى نسائكم، ورهبة في قلوب
عدوكم.
عن ابن فضال: عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن عليه السلام
وهو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسواد؟ قال: إن في الخضاب
أجرا، إن الخضاب والنهيئة مما يزيد في عفة النساء ولقد ترك النساء العفة لترك
أزواجهن التهيئة لهن.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الحسين عليه السلام يخضب رأسه بالوسمة، وكان
يصدع رأسه، وعندنا لفاقة رأسه التي كان يلف بها رأسه.
عنه عليه السلام قال: الخضاب بالسواد مهابة للعدو وانس للنساء.
عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: دخل قوم على علي بن الحسين عليه السلام
فرأوه مختضبا بالسواد فسألوه عن ذلك فمد عليه السلام يده إلى لحيته ثم قال: أمر

(1) المهيرة: الحرة الغالية المهر والسرية - كذرية - الأمة التي تسريتها وأصله
تسررت من السرور فأبدلوا من إحدى الراءات ياء كما قالوا تقضى من تقضض.
100

رسول الله صلى الله عليه وآله أصحابه في غزوة غزاها أن يختضبوا بالسواد، ليقووا به على المشركين.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: النساء يحببن أن يرين الرجال في مثل ما يحب
الرجال أن يرى فيه النساء من الزينة.
من كتاب اللباس عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن خضاب الشعر، فقال:
خضب رسول الله صلى الله عليه وآله والحسين وأبو جعفر بالكتم (1).
عن معاوية بن عمار قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام مختضبا بالحناء.
عن أبي الصباح قال: رأيت أثر الحناء في يد أبي جعفر عليه السلام.
عن أبي محمد المؤذن قال: كان أبو عبد الله يصفر لحيته بالخطمي والحناء
عنه عليه السلام قال: الحناء يكسر الشيب، ويزيد في ماء الوجه.
عن عبد الله بن مسكان، عن الحسن الزيات قال: كان يجلس إلى رجل من
أهل البصرة فلم أزل به حتى دخل في هذا الامر، قال: وكنت أصف له أبا جعفر عليه السلام ثم
إنا خرجنا إلى مكة فلما قضينا النسك أخذنا إلى المدينة، فاستأذنا على أبي جعفر عليه السلام
فأذن لنا فدخلنا عليه في بيت منجد، وعليه ملحفة وردية (2) وقد اختضب واكتحل
وحف لحيته، فجعل صاحبي ينظر إليه، وينظر إلى البيت، ويعرض على قلبه
فلما قمنا قال: يا حسن إذا كان غدا إنشاء الله فعد أنت وصاحبك إلي فلما كان
من الغد قلت لصاحبي: اذهب بنا إلى أبي جعفر عليه السلام فقال: اذهب ودعني، قلت:
سبحان الله أليس قد قال: عد أنت وصاحبك؟ قال: اذهب أنت ودعني، فوالله إن
زلت به حتى أمضيت به، فدخلنا عليه فإذا هو في بيت ليس فيه إلا حصا، فبرز
وعليه، قميص غليظ وهو شعث، فمال علينا، فقال: دخلتم علي أمس في البيت الذي

(1) الكتم: محركة - من نبات الجبال ورقه كورق الاس يخضب به مدقوقا، وله
ثمر كثمر الفلفل ويسود إذا نضج، وقيل الكتم بفتح وسكون أصله فارسي يقال له وسمة
وقيل: الكتم نبات يخلط بالوسمة ويختضب به فيزيد في لون الوسمة.
(2) المنجد: المزين، والوردية ما كان أحمر بلون الورد وحف اللحية، الاخذ
منها واصلاحها.
101

رأيتم وهو بيت المرأة، وليس هو بيتي وكان أمس يومها فتزينت، وكان علي
أن أتزين لها كما تزينت لي، وهذا بيتي فلا يعرض في قلبك يا أخا البصرة فقال:
جعلت فداك قد كان عرض فأما الان فقد أذهب الله به.
من كتاب المحاسن: عن إسماعيل بن يوشع قال: قلت للرضا عليه السلام: إن لي
فتاة قد ارتفعت علتها قال: اخضب رأسها بالحنا فان الحيض سيعود إليها قال: ففعلت
ذلك فعاد إليها الحيض.
عن أبي الحسن عليه السلام قال: في الخضاب ثلاث خصال: مهيبة في الحرب، ومحبة
إلى النساء، ويزيد في الباه.
عن الحسن بن الجهم قال: قلت لعلي بن موسى عليه السلام خضبت؟ قال: نعم
بالحناء والكتم، أما علمت أن في ذلك لأجرا؟ إنها تحب أن ترى منك مثل الذي
تحب أن ترى منها يعنى المرأة في التهيئة ولقد خرجن نساء من العفاف إلى الفجور
ما أخرجهن إلا قلة تهيئة أزواجهن.
عن علي بن موسى عليه السلام قال: أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام أن نساء
بني إسرائيل خرجن من العفاف إلى الفجور، ما أخرجهن إلا قلة تهيئة أزواجهن
وقال: إنها تشتهي منك مثل الذي تشتهي منها.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خضاب الرأس واللحية من السنة.
عن محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام قال: لا ينبغي للمرأة أن تدع يدها من
الخضاب ولو تمسحها بالحناء مسحا، ولو كانت مسنة.
عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وآله للمرأة أن تخضب
رأسها بالسواد، قال: وأمر رسول الله صلى الله عليه وآله النساء بالخضاب ذات البعل وغير ذات البعل
أما ذات البعل فتزين لزوجها وأما غير ذات البعل فلا تشبه يدها يد الرجال.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تختضب النفساء.
عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن علي عليهم السلام أنه نهى عن القنازع والقصص
ونقش الخضاب (1).

(1) مكارم الأخلاق: 87 - 92، والقنازع جمع القنزعة وهي الشعر حوالي الرأس والخصلة من الشعر تترك على رأس الصبي، وقيل: هي ما ارتفع من الشعر وطال، وقد
يطلق على الطرة التي تتخذها المرأة على رأسها مرتفعة من سائر شعراتها. والقصص:
جمع القصة بالضم وهي شعر الناصية تقص حذاء الجبهة وعبارة اللسان: القصة تتخذها
المرأة في مقدم رأسها تقص ناحيتها عدا جبينها.
102

10 - مكارم الأخلاق: عن حنان بن سدير، عن أبيه قال: دخلت أنا وأبي وجدي
وعمي حمام المدينة، فإذا رجل في المسلخ فقال: ممن القوم؟ فقلنا: من أهل
العراق، فقال: من أي العراق؟ قلت: من الكوفة، قال: مرحبا بكم وأهلا
يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار، ثم قال: ما يمنعكم من الإزار؟ فان رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: عورة المسلم على المسلم حرام، قال: فبعث عمي إلى كرباسة
فشقها بأربعة ثم أخذ كل واحد منهم واحدة، ثم دخلنا فيها. فلما كنا في البيت
الحار صمد لجدي فقال: يا كهل ما يمنعك من الخضاب؟ فقال له جدي: أدركت
من هو خير منك ومني ولا يختضب قال: فغضب لذلك، حتى عرفنا غضبه [في
الحمام] (1) ثم قال: ومن ذلك الذي هو خير مني ومنك؟ قال: أدركت علي بن
أبي طالب عليه السلام وهو لا يختضب، قال: فنكس عليه السلام رأسه وتصاب عرقا وقال: صدقت
وبررت ثم قال: يا كهل إن تختضب فان رسول الله صلى الله عليه وآله قد خضب، وهو خير من
علي، وإن تترك فلك بعلي أسوة، فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الشيخ فإذا
هو علي بن الحسين ومعه ابنه محمد عليهما السلام.
وعن سليمان بن هارون العجلي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام أخضب رسول
الله صلى الله عليه وآله: قال: لا، ولا علي ولكن خضب أبي وجدي، فان خضبت فحسن، وإن
تركت فحسن.
عن جرير بن محمد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن الخضاب، فقال: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله يختضب، وهذا شعره عندنا.
عن حفص الأعور قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الخضاب - خضاب
اللحية والرأس - فقال: من السنة، قال: قلت: فأمير المؤمنين عليه السلام لم يختضب؟

(1) الزيادة من الكافي ج 6 ص 498.
103

قال: إنما منع أمير المؤمنين قول رسول الله صلى الله عليه وآله " ستخضب هذه من هذه ".
عنه عليه السلام قال: ترك الخضاب بؤس (1).
11 - فهرست النجاشي: أحمد بن علي بن نوح، عن الحسين بن إبراهيم، عن محمد بن
هارون الهاشمي، عن محمد بن الحسين بن الحسين وعيسى بن عبد الله الطيالسي، عن
محمد بن سعيد الأصفهاني، عن شريك، عن جابر، عن عمرو بن حريث، عن عبيد الله بن
الحر أنه سأل الحسين بن علي عليه السلام عن خضابه، فقال: أما إنه ليس كما ترون
إنما هو حناء وكتم (2).
12 - نهج البلاغة: سئل عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله: " غيروا الشيب ولا تتشبهوا
باليهود " فقال: إنما قال صلى الله عليه وآله ذلك والدين قل فأما الان وقد اتسع نطاقه وضرب
بجرانه فامرء وما اختار (3).
بيان: " قل " أي قليل والنطاق شقة تلبسه المرأة وتشد وسطها ثم ترسل
الاعلى على الأسفل إلى الركبة، والأسفل ينجر على الأرض، وجران البعير
مقدم عنقه، والساق والنطاق للاسلام كناية عن كثرة المسلمين، وضربه بجرانه
عن ثباته واستقراره أي ليس اليوم سنة مؤكدة.
13 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
رسول الله صلى الله عليه وآله: ثلاث يطفين نور العبد: من قطع أوداء أبيه، وغير شيبته [بسواد]
قال ورفع بصره في الحجرات من غير أن يؤذن له.
وبهذا الاسناد قال: قال علي عليه السلام: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالخضاب [ذات
بعل وغير] ذات بعل (4).
14 - نهج البلاغة: قيل له عليه السلام: لو غيرت شيبك يا أمير المؤمنين، فقال عليه السلام:
الخضاب زينة، ونحن قوم في مصيبة. يريد برسول الله صلى الله عليه وآله (5).

(1) مكارم الأخلاق: 93 - 94.
(2) رجال النجاشي: 7.
(3) نهج البلاغة الرقم 16 من الحكم.
(4) نوادر الراوندي: 10.
(5) النهج قسم الحكم الرقم 473.
104

15 - كتاب الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي: عن عبد الله بن أبي شيبة
عن شريك، عن سدير، عن أبيه، عن حكيم بن صميت قال: رأيت عليا عليه السلام
أبيض الرأس واللحية، وعن ابن أبي شيبة، عن وكيع، عن سوادة بن حنظلة قال:
رأيت عليا عليه السلام أصفر اللحية.
16 - العلل، لمحمد بن علي بن إبراهيم: العلة في خضاب النبي صلى الله عليه وآله.
مرة (3) واحدة لكي يقتدوا به، ثم لم يختضب بعد ذلك والعلة في ترك أمير -
المؤمنين عليه السلام الخضاب لقول رسول الله صلى الله عليه وآله تخضب يا علي هذه - يعني لحيته - من هذه
- يعني من رأسه - فأحب عليه السلام أن يخضبها بالدم.
9.
(باب)
* " (وصل الشعر والقصص في الرأس) " *
1 - مكارم الأخلاق: عن سليمان بن خالد، قال: قلت له: المرأة تجعل في
رأسها القرامل؟ قال: يصلح لها الصوف، وما كان من شعر المرأة نفسها وكره أن
توصل المرأة من شعر غيرها، فان وصلت بشعرها الصوف أو شعر نفسها فلا بأس
به (1).
عن عمار الساباطي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الناس يروون أن
رسول الله صلى الله عليه وآله لعن الواصلة والموصولة، قال: فقال: نعم، قلت: التي تمشط وتجعل
في الشعر القرامل؟ قال: فقال لي: ليس بهذا بأس، قلت: فما الواصلة والموصولة؟
قال الفاجرة والقوادة.
عن أبي بصير قال: سألته عن قص النواصي تريد به المرأة الزينة لزوجها وعن
الحف (2) والقرامل والصوف وما أشبه ذلك، قال: لا بأس بذلك كله.

(1) قال في اللسان: في الحديث " انه رخص في القرامل " هي ضفائر من شعر أو
صوف أو إبريسم تصل به المرأة شعرها.
(2) يقال: حفت المرأة وجهها حفا وحفافا: أزالت الشعر عنه بالموسى وغيره.
105

قال محمد: قال يونس: يعني لا بأس بالقرامل إذا كانت من صوف، وأما الشعر
فلا يوصل الشعر بالشعر، لان الشعر ميت.
عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا يحل لامرأة إذا هي حاضت أن تتخذ قصة ولاجمة (1).
10.
(باب)
* " (الشيب وعلته وجزه ونتفه) " *
1 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن الطيالسي، عن عبد الرحمن بن عون، عن
أبي نجران التميمي، عن ابن حميد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاثة
لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: الناتف شيبه
والناكح نفسه، والمنكوح في دبره (2).
2 - عيون أخبار الرضا (ع) (3) الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن علي بن محمد، عن أبي
أيوب المديني، عن سليمان الجعفري، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: الشيب في مقدم الرأس يمن، وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب
شجاعة، وفي القفاء شوم (4).
3 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: لا تنتفوا الشيب فإنه
نور المسلم، ومن شاب شيبة في الاسلام كان له نورا يوم القيامة (5).
4 - علل الشرائع: عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن ابن
البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم عليه السلام
شيبا في لحيته فقال: يا رب ما هذا؟ فقال: هذا وقار، فقال: رب زدني

(1) مكارم الأخلاق 94 - 95، والجمة بالضم مجتمع شعر الرأس.
(2) الخصال ج 1 ص 52.
(3) عيون الأخبار ج 1 ص 83.
(4) الخصال ج 1 ص 112.
(5) الخصال ج 2 ص 156.
106

وقارا (1).
5 - علل الشرائع: عن علي بن حاتم، عن جعفر بن محمد، عن يزيد بن هارون، عن
عثمان الزنجاني، عن جعفر بن الزمان، عن الحسن بن الحسين، عن خالد بن
إسماعيل بن أيوب المخزومي، عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه سمع أبا الطفيل يحدث
أن عليا عليه السلام يقول: كان الرجل يموت وقد بلغ الهرم، ولم يشب، فكان الرجل
يأتي النادي فيه الرجل وبنوه فلا يعرف الأب من الابن، فيقول: أيكم أبوكم
فلما كان زمان إبراهيم قال " اللهم اجعل لي شيئا اعرف به " قال: فشاب وابيض
رأسه ولحيته (2).
6 - مكارم الأخلاق: من كتاب اللباس قال النبي صلى الله عليه وآله: الشيب في مقدم الرأس يمن
وفي العارضين سخاء، وفي الذوائب شجاعة، وفي القفاء شؤم.
وعن الصادق عليه السلام قال: جاء رجل إلى النبي فنظر إلى الشيب في لحيته
فقال النبي صلى الله عليه وآله: نور، من شاب شيبة في الاسلام كانت له نورا يوم القيامة.
قال الباقر عليه السلام: أصبح إبراهيم فرأى في لحيته شعرة بيضاء، فقال: الحمد
لله الذي بلغني هذا المبلغ، ولم أعص الله طرفة عين.
عن الصادق عليه السلام قال: كان الناس لا يشيبون فأبصر إبراهيم عليه السلام شيبا في
لحيته فقال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا وقار، قال: يا رب زدني وقارا.
وعنه عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: الشيب نور فلا تنتفوه.
عنه عليه السلام عن علي عليه السلام أنه كان لا يرى بأسا بجز الشيب ويكره نتفه.
من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا بأس بجز الشمط (3) ونتفه
وجزه أحب إلى من نتفه (4).

(1) علل الشرايع ج 1 ص 97.
(2) علل الشرايع ج 1 ص 98.
(3) الشمط بياض الرأس يخالط سواده والرجل أشمط والمرأة شمطاء.
(4) مكارم الأخلاق: 75 - 76.
107

7 - مجالس الشيخ: عن الحسين بن عبيد الله، عن التلعكبري، عن محمد بن همام
عن عبد الله الحميري، عن محمد الطيالسي، عن رزيق الخلقاني قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام [يقول:] ما رأيت شيئا أسرع إلى شئ من الشيب إلى المؤمن
وإنه وقار للمؤمن في الدنيا. ونور ساطع يوم القيامة، به وقر الله تعالى خليله
إبراهيم عليه السلام فقال: ما هذا يا رب قال له: هذا وقال، فقال: يا رب زدني وقارا
قال أبو عبد الله عليه السلام: فمن إجلال الله إجلال شيبة المؤمن (1).
11.
* (باب) *
* " (اللعب بشعر اللحية وأكله وفت الطين) " *
1 - علل الشرائع: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن موسى بن عمر
عن يحيى بن عمر، عن صفوان الجمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لا تكثر وضع
يدك في لحيتك فان ذلك يشين الوجه (2).
2 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام: يا علي ثلاثة من
الوسواس: أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية (3).
3 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول قال: أربعة من الوسواس: أكل
الطين، وفت الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية (4).

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 310.
(2) علل الشرائع ج 2 ص 246.
(3) الخصال ج 1 ص 62.
(4) الخصال ج 1: 105.
108

12.
* (باب) *
* " (نتف شعر الانف) " *
1 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: ليأخذ أحدكم من شاربه والشعر الذي في أنفه، وليتعاهد
نفسه، فان ذلك يزيد في جماله (1).
2 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه (2).
13.
(باب)
* " (اللحية والشارب) " *
أقول: سيجئ بعض الأخبار في باب الطيب وقد سبق بعضها في باب السنن
الحنيفية، وسيأتي بعضها في باب تقليم الأظفار أيضا.
1 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: ليأخذ أحدكم من شاربه والشعر الذي في أنفه، وليتعاهد
نفسه، فان ذلك يزيد في جماله (3).
2 - قرب الإسناد: عن علي، عن أخيه عليه السلام قال: سألته عن أخذ الشارب أسنة هو؟
قال: نعم، وسألته عن الرجل له أن يأخذ من لحيته؟ قال: أما من عارضيه فلا
بأس، وأما من مقدمه فلا (4).
3 - السرائر: في جامع البزنطي مثله (5).

(1) قرب الإسناد: 45.
(2) مكارم الأخلاق: 65.
(3) قرب الإسناد: 45.
(4) قرب الإسناد: 164.
(5) السرائر: 465.
109

4 - الخصال: عن أحمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن
حفص بن البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقليم الأظفار وأخذ الشارب من
الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام (1).
5 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن ابن أبي الخطاب، عن صالح بن عقبة، عن
أبي كهمش قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: علمني دعاء أستنزل به الرزق، فقال لي:
خذ من شاربك وأظفارك، وليكن ذلك في يوم الجمعة (2).
ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن سعد [مثله] (3).
6 - ثواب الأعمال (4) الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن أبي أيوب المديني
عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقليم الأظفار
يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى وإن لم تحتج فحكها حكا وقال
أبو عبد الله عليه السلام: من قلم أظفاره، وقص شاربه، في كل جمعة ثم قال: بسم الله وعلى
سنة محمد وآل محمد أعطي بكل قلامة وجزازة عتق رقبة من ولد إسماعيل (5).
7 - الخصال: عن ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن
حسان، عن أبي محمد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق، عن أبيه
عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظفاره يوم السبت، ويوم
الخميس، وأخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس ووجع العين (6).
ثواب الأعمال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي مثله (7).
8 - علل الشرائع: عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لما تاب الله على آدم أتاه
جبرئيل فقال: إني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول: يا آدم حياك الله
وبياك قال: أما حياك الله فأعرفه فما بياك؟ قال: أضحك، قال: فسجد آدم
عليه السلام فرفع رأسه إلى السماء وقال: يا رب زدني جمالا فأصبح وله لحية

(1) الخصال ج 1 ص 21.
(2) الخصال ج 2 ص 30.
(3) ثواب الأعمال: 23.
(4) ثواب الأعمال: 23.
(5) الخصال ج 2 ص 30.
(6) الخصال ج 2 ص 31.
(7) ثواب الأعمال ص 22.
110

سوداء كالحمم فضرب بيده إليها فقال: يا رب ما هذه؟ فقال: هذه اللحية، زينتك
بها أنت وذكور ولدك إلى يوم القيامة (1).
9 - علل الشرائع: عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني
عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يطولن أحدكم شاربه
ولا عانته ولا شعر إبطه، فان الشيطان يتخذها مخابي يستتر بها (2).
10 - معاني الأخبار: عن المكتب، عن الأسدي، عن النخعي، عن النوفلي، عن
علي بن غراب قال: حدثني خير الجعافر جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن
أبيه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حفوا الشوارب واعفوا اللحى، ولا تتشبهوا
بالمجوس.
قال الكسائي: قوله: " تعفى " (3) يعني توفر وتكثر، قال أبو عبيدة:
يقال فيه قد عفى الشعر وغيره - إذا كثر - يعفو فهو عاف وقد عفوته وأعفيته لغتان
إذا فعلت ذلك به، قال الله عز وجل: " حتى عفوا " (4) يعني كثروا، ويقال
في غير هذا الموضع: قد عفى الشئ إذا درس وامتحى قال لبيد بن ربيعة العامري:
عفت الديار محلها فمقامها * بمنى تأبد غولها ورجامها
وعفى أيضا إذا أتى الرجل الرجل يطلب حاجة أو رفدا فقد عفاه وهو يعفو
وهو عاف. ومنه الحديث المرفوع " من أحيا أرضا ميتة فهي له، وما أصابت
العافية منها فهو له صدقة " والعافية ههنا كل طالب رزقا من إنسان أو دابة أو طائر
أو غير ذلك، وجمع العافي عفاة، وقال الأعشى:
تطوف العفاة بأبوابه * كطوف النصارى ببيت الوثن
قال: والمعتفي مثل العافي (5).

(1) علل الشرائع ج 2 ص 68 في حديث. والحمم كصرد جمع الحمة: الفحم.
(2) علل الشرائع ج 2 ص 206.
(3) قاله في الحديث ولفظه: " أمر أن تحفى
الشوارب وتعفى اللحى ".
(4) الأعراف: 95.
(5) معاني الأخبار: 291 - 292.
111

11 - إكمال الدين: عن علي بن أحمد الدقاق، عن الكليني، عن علي بن محمد، عن
محمد بن إسماعيل بن موسى، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيى المعروف
ببرد، عن محمد بن خداهي، عن عبد الله بن أيوب، عن عبد الله بن هشام، عن عبد الكريم
ابن عمر الجعفي، عن حبابة الوالبية قال: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس
ومعه درة يضرب بها بياعي الجري والمار ما هي والزمير والطافي، ويقول لهم:
يا بياعي مسوخ بني إسرائيل وجند بني مروان! فقام إليه فرات بن أحنف فقال
له: يا أمير المؤمنين وما جند بني مروان؟ فقال: أقوام حلقوا اللحى وفتلوا
الشوارب (1).
12 - طب الأئمة: عن أحمد بن نصير، عن زياد بن مروان القندي، عن محمد بن
سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أخذ الشارب من الجمعة
إلى الجمعة أمان من الجذام (2).
13 - السرائر: عن البزنطي، عن علي، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
سألته عن إطالة الشعر فقال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله مشعرين يعني الطم (3).
14 - مكارم الأخلاق: من كتاب من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: أخذ الشارب
من الجمعة إلى الجمعة أمان من الجذام وقال النبي صلى الله عليه وآله: لا يطولن أحدكم
شاربه، فان الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به وقال عليه السلام: من لم يأخذ شاربه
فليس منا وقال عليه السلام: احفوا الشوارب واعفوا اللحى ولا تتشبهوا باليهود
وقال صلى الله عليه وآله: إن المجوس جزوا لحاهم ووفروا شواربهم، وإنا نحن نجز الشوارب
ونعفي اللحى، وهي الفطرة.
وإذا أخذ الشارب يقول: " بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله ".
من كتاب المحاسن عن الصادق عليه السلام قال: حلق الشارب من السنة عن السكوني
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من السنة أن يأخذ الشارب حتى يبلغ الإطار عن عبد الله

(1) كمال الدين ج 2 ص 218.
(2) ورواه الصدوق في الأمالي: 183.
(3) مستطرفات السرائر: 465.
112

ابن عثمان أنه رأى أبا عبد الله عليه السلام أحفى شاربه حتى ألزقه العسيب (1).
نظر النبي صلى الله عليه وآله إلى رجل طويل اللحية فقال: ما كان لهذا (2) لو هيأ من لحيته
فبلغ الرجل ذلك فهيأ لحيته بين اللحيتين ثم دخل على النبي صلى الله عليه وآله فلما رآه
قال: هكذا فافعلوا.
عن محمد بن مسلم قال: رأيت الباقر عليه السلام يأخذ من لحيته، فقال: دورها.
وقال الصادق عليه السلام: تقبض بيدك على اللحية وتجز ما فضل.
من كتاب المحاسن: عن علي بن جعفر قال: سألت أخي عن الرجل يأخذ
من لحيته قال: أما من عارضيه فلا بأس، وأما من مقدمها فلا يأخذ.
عن سدير الصيرفي قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام يأخذ من عارضيه، ويبطح لحيته.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما زاد من اللحية عن القبضة ففي النار.
وعنه عليه السلام من سعادة المرء خفة لحيته.
قال الصادق عليه السلام: يعتبر عقل الرجل في ثلاث: في طول لحيته، وفي نقش
خاتمه، وفي كنيته.
عن أبي أيوب، عن محمد قال: رأيت أبا جعفر عليه السلام والحجام يأخذ من لحيته
فقال: أدرها (3).
14.
* (باب) *
* " (تسريح الرأس واللحية وآدابه) " *
* " (وأنواع الأمشاط) " *
15 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: لا تتسرح في الحمام فإنه يرق الشعر.
عن يزيد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: المشط ينفي الفقر ويذهب الداء.

(1) العسيب: مبت الشعر، والإطار: حرف الشفة الاعلى الذي يحول بين منابت الشعر والشفة.
(2) ما ضر هذا، خ.
(3) مكارم الأخلاق: 74 - 75.
113

عنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المشط يذهب بالوباء، والدهن
يذهب بالبؤس.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: إمرار المشط على صدرك يذهب بالهم.
عن أبي عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن العاج قال: لا بأس
به، وإن لي منه لمشطا.
عن القاسم بن الوليد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن عظام الفيل مداهنها
وأمشاطها قال: لا بأس وعنه عليه السلام أنه كره أن يدهن في مدهنة فضة أو مدهن
مفضض، والمشط كذلك.
عن محمد بن عيسى، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن آنية الذهب
والفضة فكرههما، فقلت: روى بعض أصحابنا أنه كان لأبي الحسن مرآة ملبسة
فضة؟ فقال: لا، والحمد لله، إنما كانت لها حلقة فضة وقال: إن العباس لما عذر (1).
جعل له عود ملبس فضة نحو من عشرة دراهم فأمر به [أبو الحسن عليه السلام] فكسر.
عنه عليه السلام قال: لا بأس أن يشرب الرجل في القدح المفضض واعزل فمك
عن موضع الفضة وعن الصادق عليه السلام من كتاب النجاة قال: إذا أراد أحدكم
الامتشاط فليأخذ المشط بيده اليمنى وهو جالس، وليضعه على أم رأسه ثم يسرح
مقدم رأسه ويقول: " اللهم حسن شعري وبشري وطيبهما واصرف عنى الوباء "
ثم يسرح مؤخر رأسه ثم يقول: " اللهم لا تردني على عقبي واصرف عني كيد
الشيطان ولا تمكنه من قيادي فيردني على عقبي " ثم يسرح على حاجبيه ويقول:
" اللهم زيني بزينة الهدى " ثم يسرح الشعر من فوق ثم يمر المشط على صدره
ويقول في الحالين معا: " اللهم سرح عني الغموم والهموم، ووحشة الصدور
ووسوسة الشيطان " ثم يشتغل بتسريح الشعر، ويبتدئ به من أسفل ويقرء " إنا
أنزلناه في ليلة القدر " (2).

(1) أي اختتن، والعباس أخو الرضا عليه السلام راجع عيون الأخبار ج 2 ص 19.
المحاسن 583، الكافي ج 6 ص 267.
(2) مكارم الأخلاق: 78 - 79.
114

جمال الأسبوع: مرسلا مثله وزاد في آخره: وروي يقرء والعاديات أيضا (1).
16 - مكارم الأخلاق: عن يحيى بن حماد، عن سليمان بن يحيى قال: تلبس الرضا عليه السلام
يوما للركوب إلى باب المأمون وكنت في حرسه فدعا بالمشط وجعل يمشط ثم
قال: يا سليمان أخبرني أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال:
من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا.
من طب الأئمة روي عن أبي الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: التسريح
بمشط العاج ينبت الشعر في الرأس، ويطرد الدود من الدماغ، ويطفئ المرار
وينقي اللثة والعمور (2).
عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: لا تمتشط من قيام، فإنه يورث الضعف في
القلب، وامتشط وأنت جالس فإنه يقوي القلب ويمخج الجلدة (3).
عن الصادق عليه السلام قال: تسريح الرأس يقطع البلغم، وتسريح الحاجبين
أمان من الجذام، وتسريح العارضين يشد الأضراس، وسئل عن حلق الرأس قال:
حسن وروي أنه قال: إذا سرحت لحيتك فاضرب بالمشط من تحت إلى فوق
أربعين مرة، واقرأ " إنا أنزلناه في ليلة القدر " ومن فوق إلى تحت سبع مرات
واقرأ " والعاديات ضبحا " ثم قال: " اللهم سرح عني الهموم والغموم، ووحشة
الصدور، ووسوسة، الشيطان (4).
وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه نهى عن الترجيل مرتين يوم،
وعن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يرجل شعره، وأكثر ما كان يرجله بالماء (5).

(1) وتراه في أمان الاخطار: 23.
(2) المرار جمع المرة - بالكسر - وهي الصفراء غير الطبيعية، والعمور جمع العمر
- بالضم - والمراد لحم ما بين الأسنان، وقيل لحم اللثة.
(3) يقال: تمخج الماء: حركه وتمخج الدلو: خضخضها، وقيل: جذب بها
ونهزها حتى تمتلئ، ولعل المراد تحريكها وتدليكها وجذب الدم إلى سطحها لتجهز للانبات.
(4) مكارم الأخلاق ص 78 - 81.
(5) مكارم الأخلاق ص 76.
115

17 - أمان الأخطار (1) من لا يحضره الفقيه: روي أنه يقول عند تسريح لحيته: " اللهم صل على محمد
وآل محمد، وألبسني جمالا في خلقك، وزينة في عبادك، وحسن شعري وبشري
ولا تبتليني بالنفاق، وارزقني المهابة بين بريتك، والرحمة من عبادك يا أرحم
الراحمين " (2).
18 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن هارون بن موسى، عن محمد بن علي، عن
محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن ابن فضال، عن الصادق، عن أبيه، عن
آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الشعر الحسن من كسوة الله فأكرموه.
15 (باب)
* " (التمشط وآدابه وهو من الباب الأول) " *
1 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قوله تعالى:
" خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: هو المشط عند كل صلاة فريضة ونافلة (3).
2 - تفسير العياشي: عن عمار النوفلي، عن أبيه قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول:
المشط يذهب بالوباء، قال: وكان لأبي عبد الله عليه السلام مشط في المسجد يتمشط به
إذا فرغ من صلاته (4).
3 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله يتمشط ويرجل رأسه بالمدرى وترجله نساؤه
وتتفقد نساؤه تسريحه إذا سرح رأسه ولحيته، فيأخذن المشاطة فيقال: إن
الشعر الذي في أيدي الناس من تلك المشاطات، فأما ما حلق في حجته وعمرته فان
جبرئيل كان ينزل فيأخذه فيعرج به إلى السماء، ولربما سرح لحيته في اليوم مرتين
وكان صلى الله عليه وآله يضع المشط تحت وسادته إذا امتشط به، ويقول: إن المشط يذهب
بالوباء، وكان صلى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة، ومن فوقها سبع مرات

(1) أمان الاخطار ص 23 (2) لم نجده في مظانه من الفقيه.
(3) تفسير العياشي ج 2 ص 13.
(4) تفسير العياشي ج 2 ص 13.
116

ويقول: إنه يزيد في الذهن، ويقطع البلغم،
وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته
وصدره سبع مرات لم يقاربه داء أبدا (1).
4 - مكارم الأخلاق: قال الصادق عليه السلام: في قوله عز وجل: " خذوا زينتكم عند كل
مسجد " قال: تمشطوا فان المشط يجلب الرزق، ويحسن الشعر، وينجز الحاجة
ويزيد في الصلب، ويقطع البلغم.
وقال الصادق عليه السلام: مشط الرأس يذهب بالوباء، ومشط اللحية يشد
الأضراس.
قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام: إذا سرحت لحيتك ورأسك فأمر
المشط على صدرك، فإنه يذهب بالهم والوباء وقال الصادق عليه السلام: من سرح
لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين يوما.
من روضة الواعظين: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يسرح تحت لحيته أربعين مرة
ومن فوقها سبع مرات، ويقول: إنه يزيد في الذهن، ويقطع البلغم.
وفي رواية عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: من أمر المشط على رأسه ولحيته وصدره
سبع مرات لم يقاربه الداء أبدا وقال صلى الله عليه وآله: من امتشط قائما ركبته الدين.
عن الكاظم عليه السلام قال: تمشطوا بالعاج، فإنه يذهب بالوباء وقال الصادق
عليه السلام: المشط يذهب بالوباء، وهو الحمى، وقال: لا بأس بأمشاط العاج
المكاحل والمداهن منه (2).
5 - الخصال: عن سعيد بن، علاقة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: التمشط من
قيام يورث الفقر (3).
6 - الخصال: عن إسماعيل بن منصور بن أحمد القصار، عن محمد بن القاسم بن
محمد العلوي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن البرقي، عن ابن فضال، عن

(1) مكارم الأخلاق ص 34 - 35.
(2) مكارم الأخلاق ص 77 - 78.
(3) الخصال ج 2 ص 93.
117

ثعلبة، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل
" خذوا زينتكم عند كل مسجد " قال: المشط يجلب الرزق، ويحسن الشعر
وينجز الحاجة، ويزيد في ماء الصلب، ويقطع البلغم، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله
يسرح تحت لحيته أربعين مرة ومن فوقها سبع مرات ويقول: إنه يزيد في
الذهن ويقطع البلغم (1).
7 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن نصر بن إسحاق
عن عنبسة بن سعيد رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تسريح الرأس يذهب بالوباء
ويجلب الرزق، ويزيد في الجماع (2).
8 - ثواب الأعمال: عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن سهل، عن إبراهيم
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن محمد بن الهمداني، عن حسن بن عطية، عن
إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سرح لحيته سبعين مرة وعدها
مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين صباحا (3).
9 - طب الأئمة: عن تميم بن أحمد الصيرفي، عن محمد بن خالد البرقي، عن
علي بن النعمان، عن داود بن فرقد والمعلى بن خنيس قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
تسريح العارضين يشد الأضراس، وتسريح اللحية يذهب بالوباء، وتسريح
الذؤابتين يذهب ببلابل الصدر، وتسريح الرأس يقطع البلغم (4).
10 - طب الأئمة: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كثرة التمشط تذهب بالبلغم، وتسريح
الرأس يقطع الرطوبة، ويذهب بأصله (5).
11 - فقه الرضا (ع): وإذا أردت أن تمشط لحيتك، فخذ المشط بيدك اليمنى وقل:
" بسم الله " وضع المشط على أم رأسك ثم تسرح مقدم رأسك وقل " اللهم " أحسن
شعري وبشري وطيب عيشي، وافرق عني السوء " ثم تسرح مؤخر رأسك وقل:
" اللهم لا تردني على عقبي، واصرف عني كيد الشيطان ولا تمكنه مني " ثم

(1) الخصال ج 1 ص 129.
(2) ثواب الأعمال ص 22.
(3) ثواب الأعمال ص 22.
(4) طب الأئمة ص 37.
(5) طب الأئمة ص 37.
118

سرح على حاجبيك وقل: " اللهم زيني بزينة أهل التقوى " ثم تسرح لحيتك
من فوق وقل: " اللهم أسرح عني الغموم والهموم ووسوسة الصدور " ثم أمر المشط
على صدغيك ثم امسح وجهك بماء ورد، فأبي روى عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء ورد لم يرهق، ويقضى حاجته
ولا يصيبه قتر ولا ذلة.
16 * (باب) *
* " (قص الأظفار) " *
أقول: قد مضى بعض الأخبار في باب اللحية والشارب، وباب السنن الحنيفية
وسيجئ في باب الطيب أيضا.
1 - قرب الإسناد: عن اليقطيني، عن القداح، عن الصادق عليه السلام عن أبيه عليهما السلام
قال: احتبس الوحي على النبي صلى الله عليه وآله قال: فقيل: احتبس عنك الوحي يا رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وكيف لا يحتبس عني الوحي وأنتم لا تقلمون
أظفاركم ولا تنفون روائحكم (1).
2 -، ثواب الأعمال، الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: تقليم الأظفار يمنع الداء
الأعظم، ويدر الرزق ويورده (2).

(1) قرب الإسناد ص 13 ط وص 18 في ط والحديث مروية بهذا السند في الكافي
ج 6 ص 492، وفيه: " ولا تنقون رواجبكم " وهو الصحيح والرواجب جمع راجبة ورجبة
كظلمة وهي مفاصل أصول الأصابع أو بواطن مفاصلها أو هي قصب الأصابع، أو مفاصلها أو
ظهور السلاميات - وهي جمع سلامي عظام صغار طول أصبع أو أقل في اليد والرجل - أو ما بين
البراجم من السلاميات أو المفاصل التي تلى الأنامل، قاله الفيروزآبادي وقال في النهاية:
فيه: " ألا تنقون رواجبكم " هي ما بين عقد الأصابع.
(2) ثواب الأعمال ص 22، الخصال ج 2 ص 156 إلى قوله يد الرزق، وهكذا
في الكافي ج 6 ص 490.
119

3 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن حسان، عن
أبي محمد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظفاره يوم الجمعة أخرج الله من أنامله الداء وأدخل
فيها الدواء، وروي أنه لا يصيبه جنون ولا جذام ولا برص (1).
أقول: قد مضى في باب الطيب عن الرضا عليه السلام: قلموا أظفاركم يوم
الثلاثاء.
4 - أمالي الصدوق: في خبر مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه نهى عن تقليم الأظافير بالأسنان (2).
5 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام: يا علي ثلاثة من الوسواس
أكل الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان وأكل اللحية (3).
6 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن الدهان، عن درست، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: أربعة من الوسواس:
أكل الطين، وفت الطين، وتقليم الأظفار بالأسنان، وأكل اللحية (4).
7 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظفاره يوم الجمعة
أخرج الله عز وجل من أنامله الداء وأدخل فيها الدواء (5).
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ومن قلم أظفاره يوم السبت أو يوم
الخميس، وأخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس ووجع العين (6).
8 - ثواب الأعمال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن الجاموراني
عن محمد بن عبد الله، عن إبراهيم بن عقبة، عن زكريا، عن أبيه، عن يحيى قال:

(1) الخصال ج 2 ص 30.
(2) أمالي الصدوق ص 253.
(3) الخصال ج 1 ص 62.
(4) الخصال ج 1 ص 105.
(5) ثواب الأعمال ص 22، وفى المطبوعة رمز الخصال.
(6) المصدر نفسه، وتراه في الخصال ج 2 ص 32 عن ابن الوليد، عن ابن إدريس
عن الأشعري، عن ابن حسان، عن أبي محمد الرازي عن النوفلي مثله.
120

قال أبو عبد الله عليه السلام: من قص أظافيره يوم الخميس، وترك واحدة ليوم الجمعة نفى
الله عنه الفقر (1).
الخصال: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري [مثله] (2).
9 -: قال الصدوق رحمه الله: قال أبي رضي الله عنه في وصيته إلي: قلم
أظفارك، وخذ من شاربك، وابدء بخنصرك من يدك اليسرى، واختم بخنصرك
من يدك اليمنى، وقل حين تريد قلمها أوجز شاربك: " بسم الله وبالله وعلى ملة
رسول الله " فإنه من فعل ذلك كتب الله له بكل قلامة وجزارة عتق نسمة، ولم
يمرض إلا مرضه الذي يموت فيه (3).
دعوات الراوندي: روي عنهم عليهم السلام: قلم أظفارك إلى قوله يموت فيه.
10 - طب الأئمة: عن أحمد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن أبي الحسن قال:
قال أبو عبد الله عليه السلام: من أخذ أظفاره كل خميس لم ترمد عيناه، ومن أخذها كل
جمعة خرج من تحت كل ظفر داء.
وعنه عليه السلام أنه كان يقلم أظفاره كل خميس يبدء بالخنصر الأيمن ثم يبدء
بالأيسر، وقال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أمانا من الرمد.
11 - طب الأئمة: عن محمد بن جعفر البرسي، عن محمد بن يحيى الأرمني، عن محمد بن
سنان، عن المفضل، عن ابن ظبيان، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام عن
أبيه، عن جده، عن أمير المؤمنين عليهما السلام قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة قبل الصلاة
يمنع الداء الأعظم وعنه عليه السلام أنه قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يمنع كل
داء، وتقليمه يوم الخميس يدر الرزق درا.
12 - مكارم الأخلاق: من كتاب اللباس روى سليمان بن خالد قال: قلت لأبي عبد الله
عليه السلام: أقص من أظفاري كل جمعة؟ فقال: إن طالب. وعن موسى بن

(1) ثواب الأعمال ص 22.
(2) الخصال ج 2 ص 29، وفى المطبوعة رمز ثواب الأعمال.
(3) ثواب الأعمال ص 23، تراه في الكافي ج 6 ص 491.
121

بكر قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: إن أصحابنا يقولون: [إنما] أخذ الشارب
والأظافير يوم الجمعة؟ فقال: سبحان الله خذها إن شئت في يوم الجمعة وإن شئت
في سائر الأيام.
عن الصادق عليه السلام قال: تقليم الأظفار والاخذ من الشارب وغسل الرأس
بالخطمي ينفي الفقر، ويزيد في الرزق.
عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قلم أظفاره يوم الجمعة
أخرج الله من أنامله داء، وأدخل فيه شفاء.
عنه عليه السلام: تقليم الأظفار والاخذ من الشارب من الجمعة إلى الجمعة
أمان من الجذام وعنه عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله من قلم أظفاره يوم الجمعة لم تسعف
أنامله (1) عنه عليه السلام أيضا قال: خذ من أظفارك ومن شاربك كل جمعة، فإذا
كانت قصارا فحكها فإنه لا يصيبك جذام ولا برص.
من كتاب المحاسن عن الحسن بن العلا قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما ثواب
من أخذ شاربه وقلم أظفاره في كل جمعة؟ قال: لا يزال مطهرا إلى الجمعة
الأخرى.
عن أبي كهمش، عن رجل قال: قلت لعبد الله بن الحسن: علمني شيئا في
طلب الرزق، قال: قل: " اللهم تول أمري، ولا توله غيرك " قال: فأعلمت بذلك
أبا عبد الله عليه السلام قال: ألا أعلمك في الرزق ما هو أنفع لك من ذلك؟ قال: قلت: بلى
قال: خذ من شاربك وأظفارك في كل جمعة.
عن خلف قال: رآني أبو الحسن عليه السلام وأنا أشتكي عيني فقال: ألا أدلك
على شئ إذا فعلته لم تشتك عينك؟ قلت: بلى، قال: خذ من أظفارك في كل خميس
قال: ففعلت فلم أشتك عيني.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظفاره يوم السبت
ويوم الخميس، وأخذ من شاربه عوفي من وجع الأضراس ووجع العينين.

(1) يقال تسعفت أظفاره: تشققت وتشعثت.
122

عن أبي جعفر عليه السلام: من أخذ أظفاره وشاربه كل جمعة وقال حين يأخذه:
" بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد " لم يسقط منه قلامة ولا جزازة إلا كتب
الله له بها عتق رقبة، ولم يمرض إلا المرضة التي يموت فيها.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال للرجال: قصوا أظافيركم وللنساء: اتركن فإنه
أزين لكن.
ومن طب الأئمة عنه عليه السلام قال: من قلم أظافيره يوم الأربعاء فبدء بالخنصر
الأيمن وختم بالخنصر الأيسر كان له أمانا من الرمد وعن الباقر عليه السلام أن
من يقلم أظفاره يوم الجمعة يبدء بخنصره من يده اليسرى ويختم بخنصره من يده
اليمنى وقال الصادق عليه السلام: من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدا ليوم
الجمعة نفى الله عنه الفقر وفي رواية في الفردوس قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من
أراد أن يأمن الفقر وشكاة العين والبرص والجنون فليقلم أظفاره يوم الخميس
وليبدأ بخنصره من اليسار.
من كتاب المحاسن عن الصادق عليه السلام قال: احتبس الوحي عن النبي صلى الله عليه وآله
فقيل: احتبس الوحي عنك يا رسول الله؟ قال: وكيف لا يحتبس عني وأنتم لا تقلمون
أظفاركم ولا تنقون رائحتكم (1).
وقال الباقر عليه السلام: إنما قصت الأظفار لأنها مقيل الشيطان، ومنه يكون
النسيان قال رسول الله صلى الله عليه وآله [للرجال]: قصوا أظافيركم وللنساء: اتركن
من أظافير كن فإنه أزين لكن.
قال الصادق عليه السلام: يدفن الرجل شعره وأظافيره إذا أخذ منها وهي سنة
وفي كتاب المحاسن وهي سنة واجبة، وروي أن من السنة دفن الشعر والظفر
والدم.
عن أبي الحسن الثالث عليه السلام وقد سئل عن الرجل يأخذ شعره وأظفاره ثم
يقوم إلى الصلاة من غير أن ينفضه من ثوبه، فقال: لا بأس.

(1) قد مر ان الصحيح لا تنقون رواجبكم
123

عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قص أظفاره وقص شاربه في يوم الجمعة ثم قال:
" بسم الله وبالله وعلى سنة محمد وآل محمد " أعطي بكل قلامة عتق رقبة من ولد إسماعيل،
قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا حلق رأسه بمنى أمر أن يدفن شعره (1).
13 - جامع الأخبار: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظفاره يوم السبت دفعت عنه (2).
الاكلة في أصابعه، ومن قلم أظفاره يوم الأحد ذهبت البركة منه، ومن قلم أظفاره
يوم الاثنين يصير حافظا وكاتبا وقارئا، ومن قلم أظفاره يوم الثلاثاء يخاف الهلاك
عليه، ومن قلم أظفاره يوم الأربعاء يصير سيئ الخلق، ومن قلم أظفاره يوم الخميس
يخرج منه الداء، ويدخل فيه الشفاء، ومن قلم أظفاره يوم الجمعة يزيد في عمره
وماله.
ومن قلم أظفاره يبدء باليمنى بالسبابة ثم بالخنصر ثم بالابهام ثم بالوسطى
ثم بالبنصر، ويبدء في اليسر بالبنصر ثم بالوسطى ثم بالابهام ثم بالخنصر ثم
بالسبابة.
قال الصادق عليه السلام: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والجنون
والبرص والعمى، فإن لم يحتج يحكها حكا وفي خبر آخر فإن لم يحتج فأمر
عليه السكين أو المقراض.
وروي عن الصادق عليه السلام قال: تقليم الأظفار وأخذ الشارب من الجمعة إلى
الجمعة أمان من الجذام.
عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله من قلم أظافيره يوم الجمعة وأخذ من
شاربه واستاك وأفرغ على رأسه من الماء حين يروح إلى الجمعة، شيعه سبعون
ألف ملك كلهم يستغفرون له ويشفعون له (2).
14 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظافيره يوم الجمعة لم تشعث أنامله.
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قلم أظافيره يوم الجمعة أخرج

(1) مكارم الأخلاق: ص 70 - 73 في المصدر: وقعت عليه.
(2) جامع الأخبار: 141.
124

الله تعالى من أنامله داء وأدخل فيه شفاء.
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا معشر الرجال قصوا أظافيركم
وقال للنساء: طولن أظافيركن فإنه أزين لكن (1).
15 - دعوات الراوندي: قال أبو عبد الله عليه السلام: تقليم الأظفار يوم الجمعة
يؤمن من الجذام والبرص والعمى، فإن لم تحتج فحكها حكا.
17 * (باب) *
* " (دفن الشعر والظفر وغيرهما من فضول الجسد) " *
1 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن أبي إسحاق إبراهيم بن
هاشم، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: أمرنا رسول
الله صلى الله عليه وآله بدفن أربعة: الشعر، والسن، والظفر، والدم (2).
2 - الخصال: عن ابن بندار، عن مسعدة بن أسمع، عن أحمد بن إسحاق الهروي
عن الفضل بن عبد الله الهروي، عن مالك بن سليمان، عن داود بن عبد الرحمن
عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يأمر بدفن سبعة
أشياء من الانسان: الشعر، والدم، والظفر، والحيض، والمشيمة، والسن
والعلقة (3).
3 - معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حماد بن
عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام: أنه نظر إلى المقابر فقال: يا حماد! هذه كفات
الأموات، ونظر إلى البيوت فقال: هذه كفات الاحياء ثم تلا " ألم نجعل الأرض
كفاتا * أحياء وأمواتا " (4) وروي أنه دفن الشعر والظفر (5).

(1) نوادر الراوندي: 23 و 24.
(2) الخصال ج 1 ص 120 (3) الخصال ج 2 ص 1.
(4) المرسلات: 25 و 26، والكفات: الموضع يكفت فيه الشئ ويجمع، وقال
أبو عبيدة: الكفات اسم جمع غير مشتق وهو كفت بمعنى الوعاء، فالكفات: بمعنى الأوعية.
(5) معاني الأخبار ص 342.
125

18 - * (باب) *
* " (السواك والحث عليه وفوائده وأنواعه وأحكامه) " *
1 - أمالي الصدوق: عن ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان
عن المفضل، عن الصادق عليه السلام قال: عليكم بالسواك، فإنها مطهرة، وسنة
حسنة (1).
أقول: تمامه في باب جوامع المكارم (2).
2 - أمالي الصدوق: في مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك
حتى ظننت أنه سيجعله فريضة (3).
أقول: قد مضت الاخبار في باب الحمام في النهي عن السواك في الحمام
وأنه يورث وباء الأسنان.
3 - علل الشرائع: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن القداح، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك مع كل
صلاة (4).
المحاسن: جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله (5).
4 - علل الشرائع: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عمن ذكره، عن عبد الله بن حماد
عن أبي بكر بن أبي سمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا قمت بالليل فاستك فان
الملك يأتيك فيضع فاه على فيك، فليس من حرف تتلوه وتنطق به إلا صعد به
إلى السماء فليكن فوك طيب الريح (6).

(1) أمالي الصدوق ص 216.
(2) راجع ج 69 ص 370.
(3) أمالي الصدوق ص 257.
(4) علل الشرائع ج 1 ص 277.
(5) المحاسن ص 561.
(6) علل الشرائع ج 1 ص 277.
126

5 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن حسان الرازي
عن محمد بن يزيد الرازي، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله، لما دخل الناس في الدين أفواجا: أتتهم الأزد أرقها قلوبا
وأعذبها أفواها، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه أرقها قلوبا عرفناه، فلم صارت
أعذبها أفواها؟ قال: لأنها كانت تستاك، قال: وقال جعفر عليه السلام: لكل شئ
طهور، وطهور الفم السواك (1).
6 - قرب الإسناد: عن علي، عن أخيه عليه السلام قال: سألته عن الرجل يستاك بيده إذا
قام في الصلاة صلاة الليل، وهو يقدر على السواك؟ قال: إذا خاف الصبح
فلا بأس (6).
7 - علل الشرائع: عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن ابن جبلة، عن إسحاق
عن مسلم مولى لأبي عبد الله عليه السلام قال: إنه ترك السواك قبل أن يقبض بسنتين
وذلك أن أسنانه ضعفت (3).
8 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام: يا علي ثلاث يزدن في
الحفظ، ويذهبن السقم: اللبان، والسواك، وقراءة القرآن (4).
9 - الخصال: عن ابن المتوكل، عن علي، عن أخيه، عن محمد بن يحيى، عن
طلحة بن زيد، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أربع من سنن
المرسلين: العطر، والنساء، والسواك، والحناء (5).
10 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البزنطي، عن رجل من
خزاعة، عن أسلمي [سليمان]، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تعلموا العربية
فإنها كلام الله الذي يكلم به خلقه، ونظفوا الماضغين، وبلغوا بالخواتيم (6).
11 - أقول: قد مضى في باب جوامع المساوي وغيره أنه قيل لأبي عبد الله

(1) علل الشرائع ج 1 ص 278.
(2) قرب الإسناد ص 125.
(3) علل الشرائع ج 1 ص 278.
(4) الخصال ج 1 ص 62 واللبان: الكندر.
(5) الخصال ج 1 ص 115.
(6) الخصال ج 1 ص 124، وبعده: قال محمد بن علي بن الحسين مصنف
هذا الكتاب رضي الله عنه: قد روى هذا الحديث أبو سعيد الآدمي وقال في آخره:
" بلغوا بالخواتيم ": أي اجعلوا الخواتيم في آخر الأصابع، ولا تجعلوها في أطرافها، فإنه
يروى أنه من عمل قوم لوط، ولذلك أورده الشيخ الحر العاملي قدس سره في باب
استحباب التبليغ بالخواتيم آخر الأصابع، والظاهر أن المراد تبليغ القراءة إلى آخر
السورة أو إلى آخر كل قصة ومطلب من مطالب القرآن، بقرينة أن الحديث من صدره
إلى ذيله متعلق باحكام القرآن وقراءته: أمر عليه السلام أولا بتعليم العربية ليكون القراءة على
الوجه الصحيح " بلسان عربي مبين " ثم قال: " ونظفوا الماضغين " والماضغان كالماضغتان:
الحنكان لمضغهما المأكول، بما فيهما من الأسنان الماضغة، والمراد الاستياك كما مر في
غير حديث أنه يستحب السواك لقراءة القرآن وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " نظفوا
طريق القرآن " قيل: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم، قيل: بماذا؟
قال: بالسواك، رواه في المحاسن: 558 لكن العبارة مصحفة في كتب الحديث فقد طبع
في الوسائل تارة " ونطق به للماضين " (ب 30 من أبواب قراءة القرآن) وتارة " نطقوا به
الماضين " (ب 50 من أبواب أحكام الملابس) وفى الخصال: " نطقوا الماضغين " وفى غلطنا مج
نسخة الكمباني " نطقوا به الماضغين " والصحيح ما في الصلب كما أثبتناه، ولولا ذلك
لم يناسب باب السواك،
127

عليه السلام: أترى هذا الخلق كله من الناس؟ فقال: ألق منهم التارك للسواك
إلى آخر ما قال (1).
12 - الخصال: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن اللؤلؤي
عن الحسن بن علي بن يوسف، عن معاذ الجوهري، عن عمرو بن جميع باسناده
رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: السواك فيه عشر خصال: مطهرة للفم، مرضاة للرب
يضاعف الحسنات سبعين ضعفا، وهو من السنة، ويذهب بالحفر (2) ويبيض

(1) راجع ج 72 ص 190 نقلا من الخصال ج 2 ص 39.
(2) الحفر محركة - سلاق في أصول الأسنان، أو صفرة تلعوها، ولعل المراد
آكلة الأسنان التي تحفر السن كالبئر.
128

الأسنان، ويشد اللثة، ويقطع البلغم، ويذهب بغشاوة البصر، ويشهي
الطعام (1).
13 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن اللؤلؤي، عن
الحسن بن علي بن يوسف، عن معاذ الجوهري، عن عمرو بن جميع يرفعه إلى
النبي صلى الله عليه وآله قال: في السواك اثنتا عشرة خصلة: مطهرة للفم، ومرضاة للرب
ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويقلل البلغم، ويشهي الطعام، ويضاعف
الحسنات، وتصاب به السنة، وتحضره الملائكة، ويشد اللثة، وهو يمر بطريقة
القرآن، وركعتين بسواك أحب إلى الله عز وجل من سبعين ركعة بغير سواك (2).
14 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن إبراهيم بن
إسحاق، عن اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة، وهو مطهرة للفم
ومجلاة للبصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر، ويشد
اللثة ويشهي الطعام، ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف الحسنات
ويفرح الملائكة (3).
ثواب الأعمال: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري مثله (4).
الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام مثله (5).
دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي في السواك اثنتا عشرة خصلة
وذكر مثله.
15 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: السواك من مرضاة الله عز
وجل، وسنة للنبي صلى الله عليه وآله، ومطيبة للفم (6).

(1) الخصال ج 2 ص 60.
(2) الخصال ج 2 ص 80.
(3) الخصال ج 2 ص 80.
(4) ثواب الأعمال ص 18.
(5) الخصال ج 2 ص 80.
(6) الخصال ج 2 ص 155.
129

16 - تفسير علي بن إبراهيم: قال الصادق عليه السلام: لما بنى إبراهيم البيت، وحج البيت شكت
الكعبة إلى الله تبارك وتعالى ما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله إليها فري
كعبة فاني أبعث في آخر الزمان قوما يتنظفون بقضبان الشجر، ويتخللون (1).
17 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو
ابن سعيد، عن مصدق، عن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أبو جعفر
عليه السلام: لو يعلم الناس ما في السواك لأباتوه معهم في لحاف (2).
18 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن الحميري، عن ابن أبي الخطاب، عن صفوان، عن
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه يحيى، عن أبي جعفر عليه السلام قال: السواك يذهب
بالبلغم، يزيد في الحفظ (3).
19 - صحيفة الرضا (ع): عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أفواهكم
طرق من طرق ربكم فنظفوها (4)،
20 - المحاسن: عن منصور بن العباس، عن عمرو بن سعيد المدايني، عن
عبد الوهاب، عن الصباح، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام
قال: شكت الكعبة إلى الله ما تلقى من أنفاس المشركين، فأوحى الله إليها أن قري
كعبة فاني أبدلك بهم قوما يتخللون (5) بقضبان الشجر، فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله
أوحى إليه مع جبرئيل بالسواك والخلال (6).
21 - المحاسن: عن ابن فضال، عن أبي جميلة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
نزل جبرئيل بالسواك والخلال والحجامة (7).
22 - المحاسن: عن أبي سمينة، عن إسماعيل بن أبان الحناط، عن أبي عبد الله

(1) تفسير القمي ص 50.
(2) ثواب الأعمال: 18.
(3) ثواب الأعمال: 18.
(4) صحيفة الرضا عليه السلام ص 11.
(5) كذا، وفى الفقيه ج 1 ص 34 " يتنطفون بقضبان الأشجار " كما سيأتي عن
مكارم الأخلاق وكما عن تفسير القمي، وزاد بعده " ويتخللون ".
(6) المحاسن ص 558.
(7) المحاسن ص 558.
130

عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نظفوا طريق القرآن، قيل: يا رسول
الله صلى الله عليه وآله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم، قيل: بماذا؟ قال: بالسواك (1).
23 - المحاسن: عن ابن الحكم، عن عيسى بن عبد الله رفعه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أفواهكم طريق من طرق ربكم فأحبها إلى الله أطيبها ريحا
فطيبوها بما قدرتم عليه (2).
24 - المحاسن: عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن إسحاق بن
عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إني لا حب للرجل إذا قام بالليل أن يستاك وأن
يشم الطيب، فان الملك يأتي الرجل إذا قام بالليل حتى يضع فاه على فيه، فما خرج
من القرآن من شئ دخل جوف ذلك الملك (3).
25 - المحاسن: عن أبيه، عن القاسم بن عروة، عن إسحاق بن عمار، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من أخلاق الأنبياء السواك (4).
26 - المحاسن: عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن آبائه
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى
خشيت أن أدرد أو أحفى (5).
27 - المحاسن: عن أبي أيوب، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم وجميل، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما زال جبرئيل يوصيني بالسواك حتى
خفت على سني (6).

(1) المحاسن ص 558.
(2) المحاسن ص 558.
(3) المحاسن ص 559.
(4) المحاسن ص 560، قال في النهاية: فيه: لزمت السواك حتى خشيت أن
يدردنى. أي يذهب بأسناني والدرد سقوط الأسنان وقال: فيه: لزمت السواك حتى كدت
أحفى فمي: أي استقصى على أسناني فأذهبها بالتسوك.
أقول: ولعل المراد رقة الأسنان يقال: حفى الرجل حفا من باب علم: رقت
قدمه من كثرة المشي، وهنا لما أكثر من الاستياك رقت أسنانه.
(5) تقدم آنفا تحت رقم 4.
(6) المحاسن ص 560.
131

28 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير وجميل بن دراج، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوصاني جبرئيل بالسواك حتى خفت
على أسناني (1).
29 - المحاسن: عن علي بن الحكم، عن المرزبان، عن النعمان رفعه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: مالي أراكم تدخلون على قلحا مرغا (2) مالكم
لا تستاكون (3).
30 - المحاسن: عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن الصنعاني رفعه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي في وصيته: عليك بالسواك عند كل وضوء، وقال بعضهم:
لكل صلاة (4).
31 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن عمرو بن مروان، عن أبي جعفر عليه السلام في
وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: عليك بالسواك لكل صلاة (5).
32 - المحاسن: عن أبيه، عن صفوان، عن معلى أبي عثمان، عن معلى بن خنيس
قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن السواك بعد الوضوء فقال: الاستياك قبل أن يتوضأ
قلت: أرأيت إن نسي حتى يتوضأ قال: يستاك ثم يتمضمض ثلاث مرات (6).
33 - المحاسن: عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا توضأ الرجل وسوك ثم قام فصلى، وضع الملك
فاه على فيه، فلم يلفظ شيئا إلا التقمه.
وزاد فيه بعضهم: فإن لم يستك قام الملك جانبا يستمع إلى قرائته (7).

(1) المحاسن ص 560.
(2) القلح جمع الأقلح: هو الرجل الذي بأسنانه قلح: أي تغيرت أسنانه وركبتها
صفرة أو خضرة، ويقال للجعل: الأقلح لقذر فمه، صفة غالبة، والمرغ أيضا جمع أمرغ
وهو الرجل ذو شعر مرغ (كما في التاج) أي متشعث يحتاج إلى الدهن أو دنس من كثرة
الدهن قال في الأساس: مرغته تمريغا إذا أشبعت رأسه وجسده دهنا.
(3) المحاسن ص 561.
(4) المحاسن ص 561.
(5) المحاسن ص 561.
(6) المحاسن ص 561.
(7) المحاسن ص 561.
132

34 - المحاسن: عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن آبائه
عليهم السلام: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ركعتان بسواك أفضل من سبعين ركعة
بغير سواك (1).
35 - المحاسن: عن ابن فضال، عن غالب، عن رفاعة، عن أبي عبد الله، عن آبائه
عليهم السلام قال: صلاة ركعتين بسواك أفضل من أربع ركعات بغير سواك (2).
36 - المحاسن: عن جعفر بن محمد، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله، عن آبائه
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب (3).
37 - المحاسن: عن القاسم بن يحيى، عن جده، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: السواك مرضاة الله، وسنة النبي
صلى الله عليه وآله ومطهرة للفم (4).
38 - المحاسن: عن محمد بن عيسى، عن الحسن بن يحيى، عن مهزم الأسدي
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: في السواك عشر خصال: مطهرة للفم، ومرضاة
للرب، ومفرحة للملائكة، وهو من السنة، ويشد اللثة ويجلو البصر
ويذهب بالبلغم، ويذهب بالحفر (5).
39 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن أبيه وعيثمة جميعا
عن أبي جعفر عليه السلام قال: السواك يجلو البصر، وهو منقاة للبلغم (6).
40 - المحاسن: عن أبي القاسم وأبي يوسف، عن القندي، عن ابن سنان وأبي
البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: السواك وقراءة القرآن مقطعة للبلغم (7).
41 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: السواك يجلو البصر (8).
42 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن ابن فضال، عن حماد بن عيسى، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: السواك يذهب بالدمعة، ويجلو البصر (9).

(1) المحاسن ص 561.
(2) المحاسن ص 562.
(3) المحاسن ص 562.
(4) المحاسن ص 562.
(5) المحاسن ص 562.
(6) المحاسن ص 563.
(7) المحاسن ص 563.
(8) المحاسن ص 563.
(9) المحاسن ص 563.
133

43 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن أحمد بن المحسن الميثمي عن زكريا
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عليكم بالسواك فإنه يجلو البصر (1).
44 - المحاسن: عن أبيه، عن زكريا، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكثر من السواك، وليس بواجب، ولا يضرك
فرطه فرط الأيام (2).
[بيان: فرطه فرط الأيام أي] تركه في فرط الأيام وهو من ثلاثة إلى
خمسة عشرة يوما.
المحاسن: عن أبيه عن حماد بن عيسى، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام مثله (3).
45 - المحاسن: عن بعض من رواه عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من استاك
فليتمضمض (4).
46 - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: قال النبي صلى الله عليه وآله: السواك مطهرة للفم ومرضاة
للرب، وجعلها من السنة المؤكدة، وفيها منافع للظاهر والباطن ما لا يحصى
لمن عقل، فكما تزيل ما يكون من [تلوث] أسنانك من مطعمك ومأكلك بالسواك
كذلك فأزل نجاسة ذنوبك بالتضرع والخشوع والتهجد والاستغفار بالاسحار
وطهر ظاهرك من النجاسات، وباطنك من كدورات الخالفات، وركوب المناهي
كلها خالصا لله، فان النبي صلى الله عليه وآله أراد باستعماله مثلا لأهل التنبه واليقظة، وهو
أن السواك نبات لطيف نظيف. وغصن شجر عذب مبارك، والأسنان خلق خلقه الله
تعالى في الحلق (5) آلة للاكل وأداة للمضغ، وسببا لاشتهاء الطعام، وإصلاح المعدة
وهي جوهرة صافية تتلوث بصحبة تمضيغ الطعام فتتغير بها رائحة الفم، ويتولد
منها الفساد في الدماغ.
فإذا استاك المؤمن الفطن بالنبات اللطيف، ومسحها على الجوهرة الصافية
زال عنها الفساد والتغيير، وعادت إلى أصلها، كذلك خلق الله القلب طاهرا صافيا
وجعل غذاه الذكر والفكر والهيبة، والتعظيم وإذا شيب القلب الصافي بتغذيته بالغفلة

(1) المحاسن ص 563.
(2) المحاسن ص 563.
(3) المحاسن ص 563.
(4) المحاسن ص 563.
(5) في المصدر: في الفم.
134

والكدر، صقل بمصقلة التوبة، ونظف بماء الإنابة، ليعود إلى حالته الأولة
وجوهرته الأصلية الصافية، قال الله عز وجل: " إن الله يحب التوابين ويحب
المتطهرين " (1) وقال النبي صلى الله عليه وآله: عليكم بالسواك، فالنبي أمرنا بالسواك ظاهر
الأسنان وأراد بهذا المعنى المثل، ومن أناخ تفكره على باب عيبة العبرة في
استخراج مثل هذه الأمثال في الأصل والفرع، فتح الله له عيون الحكمة، والمزيد
من فضل الله " والله لا يضيع أجر المحسنين " (2).
47 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله إذا استاك استاك عرضا، وكان يستاك كل ليلة
ثلاث مرات: مرة قبل نومه، ومرة إذا قام من نومه إلى ورده، ومرة قبل
خروجه إلى صلاة الصبح، وكان يستاك بالأراك أمره بذلك جبرئيل (3).
48 - مكارم الأخلاق: (4) قال موسى بن جعفر عليهما السلام: أكل الأشنان يذيب البدن
والتدلك بالخزف يبلى الجسد، والسواك في الخلاء يورث البخر (5).
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: السواك يزيد الرجل فصاحة.
وقال صلى الله عليه وآله: إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي، فإنه
ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة.
وقال صلى الله عليه وآله: نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة، ويذهب بالحفر، وهو
سواكي وسواك الأنبياء قبلي.
وقال عليه السلام: أربع من سنن المرسلين: الختان والتعطر، والنكاح، والسواك.
وقال الصادق عليه السلام: أربع من سنن المرسلين: التعطر، والسواك، والنساء
والحناء (6).
من كتاب روضة الواعظين قال أبو الحسن موسى عليه السلام: لا يستغني شيعتنا عن

(1) البقرة: 222.
(2) مصباح الشريعة ص 7 و 8.
(3) مكارم الأخلاق ص 41.
(4) مكارم الأخلاق ص 52.
(5) البخر بالتحريك: نتن الفم.
(6) الختن خ ل.
135

أربع: عن خمرة (1) يصلي عليها، وخاتم ويتختم به، وسواك يستاك به، وسبحة
من طين قبر الحسين عليه السلام فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب الله له
بكل حبة أربعين حسنة، وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة.
قال النبي صلى الله عليه وآله في وصيته لعلي عليه السلام: يا علي عليك بالسواك عند كل وضوء.
وقال صلى الله عليه وآله: السواك شطر الوضوء.
وقال الصادق عليه السلام: لما دخل الناس في الدين أفواجا [قال رسول الله
صلى الله عليه وآله:] (2) أتتهم الأزد أرقها قلوبا وأعذبها أفواها فقيل: يا
رسول الله! هذا أرقها قلوبا عرفناه فلم صارت أعذبها أفواها؟ قال صلى الله عليه وآله: إنها كانت
تستاك في الجاهلية.
وقال عليه السلام: لكل شئ طهور، وطهور الفم السواك.
وقال أبو جعفر عليه السلام: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يكثر السواك، وليس بواجب
ولا يضرك تركه في فرط الأيام.
ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء ولا بأس بالسواك
للمحرم، ويكره السواك في الحمام لأنه يورث وباء الأسنان.

(1) الخمرة: حصيرة صغيرة تعمل من سعف النخل، وترمل بالخيوط، وكان أصل
استعمالها خمرة أي سترة وغطاءا لرأس الكوز والأواني، ولما كانت مما أنبتت الأرض وكانت
سهل التناول اتخذها رسول الله مسجدا لجبهته الشريفة فصارت السجدة على الأرض فريضة
وعلى الخمرة سنة، وليس للخمرة التي تعمل من سعف النخل خصوصية بالسنة بل السنة
تعم كل ما أنبتت الأرض، نعم للخمرة مزية فما قيل في ترجمة الخمرة أنها سجادة تعمل من
سعف النخل، ليس على معناها الأولى، كما لو اتخذ المسلمون المراوح المعمولة من سعف
النخل بإيران مسجدا لجبهتهم وصارت سنة لم يصح تعريف تلك المراوح بأنها سجادة تعمل من
سعف النخل.
(2) النسخة المطبوعة ومكارم الأخلاق وهكذا نسخة الفقيه ج 1 ص 33 خالية عن
هذه الزيادة، وإنما أضفناها بقرينة السياق، طبقا لما مر تحت الرقم: 5.
136

وقال الباقر عليه السلام والصادق عليه السلام: صلاة ركعتين بالسواك أفضل من سبعين
ركعة بغير. سواك وقال الباقر عليه السلام: السواك لا تدعه في كل ثلاثة أيام
ولو أن تمره مرة واحدة.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: اكتحلوا وترا، واستاكوا عرضا.
وترك الصادق السواك قبل أن يقبض بسنتين وذلك أن أسنانه ضعفت.
وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهما السلام عن الرجل يستاك بيده إذا
قام إلى صلاة الليل، وهو يقدر على السواك، قال: إذا خاف الصبح فلا بأس به.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند وضوء
كل صلاة.
وروي أن الكعبة شكت إلى الله عز وجل ما تلقى من أنفاس المشركين
فأوحى الله تبارك وتعالى إليها قري كعبة فاني مبدلك بهم قوما يتنظفون بقضبان
الشجر، فما بعث الله عز وجل نبيه محمدا صلى الله عليه وآله نزل عليه الروح الأمين جبرئيل
بالسواك والخلال.
وقال الصادق عليه السلام: في السواك اثنتا عشرة خصلة: هو من السنة، ومطهرة
للفم، ومجلاة للبصر، ويرضي الرحمن، ويبيض الأسنان، ويذهب بالحفر
ويشد اللثة، ويشهي الطعام. ويذهب بالبلغم، ويزيد في الحفظ، ويضاعف
الحسنات، وتفرح به الملائكة.
وكان للرضا عليه السلام خريطة فيها خمسة مساويك مكتوب على كل واحد منها
اسم صلاة من الصلوات الخمس يستاك به عند كل تلك الصلوات.
ومن كتاب طب الأئمة عنه عليه السلام قال: السواك يجلو البصر، وينبت الشعر
ويذهب بالدمعة.
وفي وصية النبي صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين عليه السلام: يا علي عليك بالسواك، وإن
استطعت أن لا تقل منه فافعل، فان كل صلاة تصليها بالسواك تفضل على التي
تصليها بغير سواك أربعين يوما.
137

ومن كتاب اللباس لأبي النضر العياشي عن أبي جميلة، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: نزل جبرئيل عليه السلام بالخلال والسواك والحجامة.
وعنه، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نظفوا طريق
القرآن قالوا: يا رسول الله وما طريق القرآن؟ قال: أفواهكم قالوا: بماذا؟ قال:
بالسواك، وقال صلى الله عليه وآله: طهروا أفواهكم فإنها مسالك التسبيح.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أكل الأشنان يذيب البدن، والتدلك بالخزف
يبلي الجسد، والسواك بالخلا يورث البخر عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: السواك
مرضاة الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وآله ومطيبة للفم * عن أبي عبد الله عليه السلام السواك على
المقعدة يورث البخر * عن الصادق عليه السلام عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ثلاث
يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ: السواك، والصوم، وقراءة القرآن (1).
49 - جامع الأخبار: عن أمير المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من استاك كل يوم مرة
رضي الله عنه وله الجنة، ومن استاك كل يوم مرتين فقد أدام سنة الأنبياء عليهم السلام
وكتب الله له بكل صلاة يصليها ثواب مائة ركعة، واستغنى عن الفقر، وتطيب
نكهته، ويزيد في حفظه، ويشتد له فهمه، ويمرئ طعامه، ويذهب أوجاع أضراسه
ويدفع عنه السقم وتصافحه الملائكة، لما يرون عليه من النور، وينقى أسنانه
وتشيعه الملائكة عند خروجه من البيت، وتستغفره حملة العرش والكروبيون
وكتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة ثواب ألف سنة، ورفع الله له ألف درجة، وفتح
الله له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء، وأعطاه الله كتابه بيمينه، وحاسبه حسابا
يسيرا، وفتح عليه أبواب الرحمة، ولا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة
وقد اقتدى الأنبياء، ودخل معهم الجنة.
ومن استاك كل يوم فلا يخرج من الدنيا حتى يرى إبراهيم عليه السلام في المنام
وكان يوم القيامة في عدد الأنبياء، وقضى الله له كل حاجة له في أمر الدنيا
والآخرة، ويكون يوم القيامة في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله، ويكون في
.

(1) مكارم الأخلاق ص 55 وما بين النجمين سقط عن المصدر المطبوع
138

الجنة رفيق إبراهيم عليه السلام ورفيق جميع الأنبياء.
وقال عليه السلام: ركعتان بسواك أحب إلى الله تعالى من سبعين ركعة بغير
سواك (1).
50 - تحف العقول: عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يا علي عليك بالسواك فان في السواك
مطهرة للفم، ومرضاة للرب، ومجلاة للعين، والخلال يحببك إلى الملائكة
فان الملائكة تتأذى بريح من لا يتخلل بعد الطعام (2).
51 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: أتاني جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد كيف ننزل عليكم وأنتم لا تستاكون
ولا تستنجون بالماء، ولا تغسلون براجمكم.
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: السواك مطيبة للفم، مرضاة
للرب، وما أتاني صاحبي جبرئيل عليه السلام: إلا أوصاني بالسواك حتى خشيت أن
أحفي مقاديم في (3).
52 - أمالي الطوسي: عن الحسين بن إبراهيم، عن محمد بن وهبان، عن علي بن حبش، عن
العباس بن محمد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى، عن الحسين
ابن أبي غندر، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: عليكم بالسواك فإنه يذهب
وسوسة الصدر (4).
53 - دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله: استاكوا عرضا ولا تستاكوا طولا
وقال: التشويص بالابهام والمسبحة عند الوضوء السواك، والدعاء عند السواك " اللهم
ارزقني حلاوة نعمتك وأذقني برد روحك، وأطلق لساني بمناجاتك، وقربني منك
مجلسا، وارفع ذكري في الأولين اللهم يا خير من سئل ويا أجود من أعطى
حولنا مما تكره إلى ما تحب وترضى وإن كانت القلوب قاسية وإن كانت الأعين

(1) جامع الأخبار ص 68:
(2) تحف العقول ص 15.
(3) نوادر الراوندي: 40.
(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 279.
139

جامدة، وإن كنا أولى بالعذاب فأنت أولى بالمغفرة اللهم أحيني في عافية وأمتني
في عافية.
54 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن، عن محمد
ابن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: السواك شطر
الوضوء والوضوء شطر الايمان.
* (أبواب الطيب) *
19 * (باب) *
* " (الطيب وفضله واصله) " *
1 - قرب الإسناد: عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن ابن
رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الريح الطيبة تشد القلب
وتزيد في الجماع (1).
2 - عيون أخبار الرضا (ع): عن أبيه وابن الوليد معا، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا
عن الأشعري، عن البرقي، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفري قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء، واستحموا يوم الأربعاء
وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة (2).
الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، مثله (3).
3 - عيون أخبار الرضا (ع): عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن معاوية بن حكيم، عن
معمر بن خلاد، عن الرضا عليه السلام قال: لا ينبغي للرجال أن يدع الطيب في كل
يوم فإن لم يقدر عليه فيوم ويوم لا، فإن لم يقدر ففي كل جمعة، ولا يدع ذلك (4).
الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، مثله (5).

(1) قرب الإسناد ص 102.
(2) عيون الأخبار ج 1 ص 279.
(3) الخصال ج 2 ص 30.
(4) عيون الأخبار ج 1 ص 279.
(5) الخصال ج 2 ص 30.
140

4 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: الطيب
نشرة، والعسل نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة (1)،
5 - أمالي الطوسي: عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث
عن آبائه قال: قال الصادق عليه السلام: إن الله تعالى يحب الجمال والتجمل، ويكره
البؤس والتباؤس، فان الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها
قيل: وكيف ذلك؟ قال: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره، ويكنس
أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزد في الرزق (2).
6 - الخصال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم
رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث من سنن المرسلين: العطر، وإحفاء الشعر
وكثرة الطروقة (3).
7 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى بن عمر، عن
ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ثلاث يسمن وثلاث
يهزلن، فأما التي يسمن فادمان الحمام، وشم الرائحة الطيبة، ولبس الثياب
اللينة، وأما التي يهزلن فادمان أكل البيض، والسمك، والطلع (4).
8 - الخصال: عن ابن بندار، عن أبي العباس الحمادي، عن صالح بن محمد
عن علي بن الجعد، عن سلام بن المنذر، عن ثابت البناني، عن أنس، عن
النبي صلى الله عليه وآله قال: حب إلى من الدنيا ثلاث: النساء، والطيب، وقرة عيني
في الصلاة (5).
9 - الخصال: عن الحسن بن علي بن محمد القطان، عن محمد بن أحمد بن مصعب
عن أحمد بن محمد بن إسحاق، عن أحمد بن محمد بن غالب، عن يسار مولى أنس
عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: حبب إلي من دنياكم: النساء، والطيب، وجعل

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 40.
(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 281.
(3) الخصال ج 1 ص 46.
(4) الخصال ج 1 ص 74.
(5) الخصال ج 1 ص 79.
141

قرة عيني في الصلاة (1).
10 - الخصال: عن ابن المتوكل، عن أبيه، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن
طلحة بن زيد، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من
سنن المرسلين: العطر، والنساء، والسواك، والحناء (2).
11 - الخصال: عن أبيه، عن الأشعري، عن البرقي، عن محمد بن موسى بن
الفرات، عن علي بن مطر، عن السكن الخزاز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لله
حق على كل محتلم في كل جمعة: أخذ شاربه وأظفاره ومس شئ من الطيب (3).
20.
* (باب) *
* " (المسك والعنبر والغالية) " *
1 - قرب الإسناد: عن أبي البختري، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: إن رسول
الله صلى الله عليه وآله كان يتطيب بالمسك حتى يرى وبيصه في مفارقه (4).
2 - عيون أخبار الرضا (ع): عن البيهقي، عن الصولي، عن أم أبيه قالت: كان الرضا عليه السلام
يتبخر بالعود الهندي النئ، يستعمل بعده ماء ورد ومسكا (5).
3 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله يتطيب بذكور الطيب، وهو المسك والعنبر
وكان صلى الله عليه وآله يتطيب بالغالية تطيبه بها نساؤه بأيديهن (6).

(1) الخصال ج 1 ص 79.
(2) الخصال ج 1 ص 115.
(3) الخصال ج 2 ص 30.
(4) قرب الإسناد ص 92، وقوله " وبيصه " أي بريقه ولمعانه.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 179، والعود الهندي نوع من الخشب يتبخر به
والنئ الطري وفى بعض النسخ " السنى " يعنى النوع العالي منه.
(6) مكارم الأخلاق ص 35، وذكور الطيب مالا لون له يصح لتطييب الرجال واناثها
كالزعفران، وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: طيب النساء
ما ظهر لونه وخفى ريحه، وطيب الرجال ما خفى لونه وظهر ريحه.
142

21.
* (باب) *
* " (أنواع البخور) " *
أقول: قد مر في باب المسك [ما يتعلق به].
1 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله يستجمر بالعود القماري (1).
ومن مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
عليكم بهذا العود الهندي فان فيه سبعة أشفية، وأطيب الطيب المسك.
وعن مرازم قال: دخلت مع أبي الحسن الحمام فلما خرج إلى المسلخ دعا
بمجمر فتجمر ثم قال: جمروا مرازما، قال: قلت: من أراد أن يأخذ نصيبه
يأخذ؟ قال: نعم.
عن أبي عبد الله قال: ينبغي للرجل أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر.
عن عمير بن مأمون - وكانت ابنة عمير تحت الحسن عليه السلام - قال: قالت: دعا
ابن الزبير الحسن عليه السلام إلى وليمة فنهض الحسن عليه السلام وكان صائما فقال له ابن الزبير:
كما أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم فدهن لحيته وجمر ثيابه، قال الحسن عليه السلام
وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوابها (2).
2 - أمان الأخطار: روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول عند بخوره " الحمد لله الذي بنعمته
تتم الصالحات، اللهم طيب عرفنا، وزك روائحنا، وأحسن منقلبنا، واجعل التقوى
زادنا والجنة معادنا، ولا تفرق بيننا وبين عافيتنا إيانا وكرامتك لنا إنك على كل
شئ قدير " وفي رواية أنه يقول الانسان عند تبخره وتعطره: " الحمد لله رب
العالمين اللهم أمتعني بما رزقتني، ولا تسلبني ما خولتني، واجعل ذلك رحمة
ولا تجعله وبالا علي. اللهم ذكرني بين خلقك كما طيبت بشري، ونشوري بفضل
نعمتك عندي ".

(1) مكارم الأخلاق ص 35، وقمار كقطام موضع يجلب منه العود القماري.
(2) مكارم الأخلاق: 45 - 46.
143

22.
(باب)
* " (ماء الورد) " *
أقول: قد مر في باب المسك [ما يتعلق به].
1 - فقه الرضا (ع): إذا تمشطت فامسح وجهك بماء ورد، فاني أروي عن أبي
عبد الله عليه السلام أنه قال: من أراد أن يذهب في حاجة له ومسح وجهه بماء ورد لم
يرهق، وتقضى حاجته، ولا تصيبه قتر ولا ذلة.
2 - مكارم الأخلاق: روي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: إن ماء الورد يزيد في ماء الوجه
وينفي الفقر.
وروى الثمالي عنه عليه السلام أنه قال: من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في
ذلك اليوم بؤس ولا فقر، ومن أراد التمسح بماء الورد فليمسح به وجهه ويديه
وليحمد ربه، وليصل على النبي صلى الله عليه وآله (1).
3 - أمان الأخطار: روينا في كتاب المضمار في عمل أول يوم من شهر رمضان عن
أبي عبد الله عليه السلام أن من ضرب وجهه بكف من ماء الورد أمن ذلك اليوم من الذلة
والفقر، ومن وضع على رأسه من ماء ورد أمن تلك السنة من البرسام.
4 - الاقبال: رويت من كتاب جعفر بن سليمان عن أبي عبد الله عليه السلام مثله
وزاد في آخره: فلا تدعوا ما نوصيكم به (2).

(1) مكارم الأخلاق: 47.
(2) الاقبال ص 146.
144

23.
(باب) *
* " (التدهن وفضل تدهين المؤمن) " *
1 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن أحمد بن محمد
رفعه، عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من دهن مسلما كرامة له
كتب الله عز وجل له بكل شعره نورا يوم القيامة (1).
2 - نوادر الراوندي: باسناده، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: فضلنا أهل البيت على سائر الناس كفضل دهن البنفسج على سائر
الادهان (2).
3 - دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله: ادهنوا بالبنفسج فإنه بارد في
الصيف، وحار في الشتاء، وقال عليه السلام: فضل البنفسج على الادهان كفضل الاسلام
على سائر الأديان.
وعن الصادق عليه السلام إذا أردت أن تأخذ دهنا تدهن به فقل: " اللهم إني
أسألك الزينة والدين، وأعوذ بك من الشين والشنآن ".

(1) ثواب الأعمال ص 137.
(2) نوادر الراوندي: 16.
145

أبواب الرياحين
24.
* (باب الورد) *
1 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا عليه السلام عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال:
حياني رسول الله صلى الله عليه وآله بالورد بكلتا يديه، فلما أدنيته إلى أنفي قال: أما إنه
سيد ريحان الجنة بعد الاس (1).
صحيفة الرضا (ع): عنه عليه السلام مثله (2).
2 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الصفار ولم يحفظ اسناده قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء سقط من عرقي فنبت منه الورد
فوقع في البحر فذهب السمك ليأخذها وذهب الدعموص ليأخذها، فقالت السمكة:
هي لي، وقال الدعموص: هي لي. فبعث الله عز وجل إليهما ملكا يحكم بينهما
فجعل نصفها للسمكة، وجعل نصفها للدعموص (3).
ثم قال أبي رضوان الله عليه: وترى أوراق الورد تحت جلنارة وهي خمسة
اثنتان منها على صفة السمك، واثنتان منها على صفة الدعموص وواحدة منها نصفها
على صفة السمك ونصفها على صفة الدعموص (4).
3 - مكارم الأخلاق: من كتاب طب الأئمة، عن الحسن بن المنذر يرفعه قال: لما
أسري بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء حزنت الأرض لفقده وأنبتت الكبر (5) فلما

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 41.
(2) صحيفة الرضا عليه السلام ص 18.
(3) الدعموص بالضم دويبة - أو دودة - سوداء تكون في الغدران إذا نشت، وقيل:
دودة لها رأسان تراها في الماء إذا قل.
(4) علل الشرائع ج 2 ص 289 وجلنار معرب گلنار ورد الرمان، والمراد هنا
الغلاف الذي ينشق عن الورد.
(5) الكبر - محركة - شجر الاصف أو هو أصل، قبل هو لغة عبرية.
146

رجع إلى الأرض فرحت وأنبتت الورد، فمن أراد أن يشم رائحة النبي صلى الله عليه وآله
فليشم الورد.
في حديث آخر: لما عرج بالنبي صلى الله عليه وآله عرق فتقطر عرقه إلى الأرض فأنبتت
من العرق الورد الأحمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد أن يشم رائحتي فليشم
الورد الأحمر.
عن الفردوس، عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: الورد الأبيض
خلق من عرقي ليلة المعراج، والورد الأحمر خلق من جبرئيل، والورد الأصفر
من براق (1).
25.
(باب)
* " (النرجس والمرز نجوش والاس وساير الرياحين) " *
أقول: قد مر خبر الرضا عليه السلام في باب الورد.
1 - مكارم الأخلاق: روى الحسن بن المنذر رفعه قال: للنرجس فضائل كثيرة في شمه
ودهنه، ولما أضرمت النار لإبراهيم صلوات الله عليه فجعلها الله عز وجل بردا
وسلاما أنبت الله تبارك وتعالى في تلك النار النرجس، فأصل النرجس مما أنتبه الله
تعالى في ذلك الزمان.
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالمرزنجوش فشموه فإنه
جيد للخشام.
عنه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان إذا رفع إليه الريحان شمه ورده إلا
المرزنجوش فإنه كان لا يرده.
عن الكاظم عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: نعم الريحان المرزنجوش
ينبت تحت ساقي العرش وماؤه شفاء العين (2).

(1) مكارم الأخلاق ص 47.
(2) مكارم الأخلاق ص 47 - 48.
147

أبواب
المساكن وما يتعلق بها
26.
* (باب) *
* " (سعة الدار وبركتها وشؤمها وحدها) " *
* " (وذم من بناها رياء وسمعة) " *
الآيات: النحل: والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود
الانعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم إلى قوله: والله جعل لكم مما
خلق ضلالا وجعل لكم من الجبال أكنانا (1).
الشعراء: أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم
تخلدون إلى قوله تعالى: أتتركون فيما هيهنا آمين * في جنات وعيون *
وزروع ونخل طلعها هضيم * وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين * فاتقوا الله
وأطيعون (2).
1 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي العيش في ثلاثة: دار
قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء (3).
2 - الخصال: عن أبيه، عن محمد بن علي بن الصلت، عن البرقي، عن منصور بن
العباس، عن سعيد بن جناح، عن مطرف مولى معن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ثلاثة للمؤمن فيهن راحة: دار واسعة تواري عورته وسوء حاله من الناس، وامرأة

(1) النحل: 80 و 81.
(2) الشعراء: 127 - 150.
(3) الخصال ج 1 ص 62، والقوراء أي الواسعة مؤنث الاقور، والقباء مؤنث الاقب
وهو من الخيل: الدقيق الخصر الضامر البطن، وقال الصدوق رحمه الله: الفرس القباء:
الضامر البطن، يقال فرس أقب، وقباء، لان الفرس يذكر ويؤنث، ويقال للأنثى قباء لاغير.
148

صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة، وابنت أو أخت يخرجها من منزله بموت
أو بتزويج (1).
المحاسن: عن منصور بن العباس مثله (2).
3 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده، والمرأة الجملاء
ذات دين، والمركب الهني، والمسكن الواسع (3).
أقول: سيجئ بعض الأخبار في باب آداب الركوب والمراكب.
4 - أمالي الصدوق: في خبر المناهي قال النبي صلى الله عليه وآله: من بنى بنيانا رياء وسمعة حمله
يوم القيامة من الأرض السابعة، وهو نار تشتعل، ثم يطوق في عنقه ويلقى في
النار، فلا يحبسه شئ منها دون قعرها إلا أن يتوب، قيل: يا رسول الله كيف يبنى
رياء وسمعة؟ قال: يبنى فضلا على ما يكفيه، استطالة منه على جيرانه، ومباهاة
لاخوانه (4).
5 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن عيسى
عن أبي عبد الله محمد الأنصاري، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
شكا إليه رجل عبث أهل الأرض بأهل بيته وبعياله، فقال: كم سمك بيتك؟ قال:
عشرة أذرع، فقال: أذرع ثمانية أدرع كما تدور البيت، واكتب عليه آية الكرسي
فان كل بيت سمكه أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر: يحضره الجن ويسكنونه (5).
المحاسن: عن محمد بن عيسى مثله (6).
6 - الخصال (7) معاني الأخبار (8) أمالي الصدوق: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن سهل، عن
عثمان بن عيسى، عن خالد بن نجيح، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: تذكروا

(1) الخصال ج 1 ص 76.
(2) المحاسن ص 610.
(3) قرب الإسناد ص 51.
(4) أمالي الصدوق ص 256.
(5) الخصال ج 2 ص 39.
(6) المحاسن ص 609.
(7) الخصال ج 1 ص 49.
(8) معاني الأخبار ص 152.
149

الشوم عنده، فقال: الشوم في ثلاثة: في المرأة والدابة والدار، فأما شوم المرأة
فكثرة مهرها وعقوق زوجها، وأما الدابة فسوء خلقها ومنعها ظهرها، وأما الدار
فضيق ساحتها وشر جيرانها وكثرة عيوبها (1).
7 - معاني الأخبار: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن القداح، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الشؤم في ثلاثة أشياء: في الدابة والمرأة والدار...
فأما الدار فشومها ضيقها وخبث جيرانها الخبر (2).
8 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من كسب مالا من غير حله سلط عليه البناء، والطين، والماء (3).
9 - المحاسن: عن ابن يزيد، عن سليمان بن أبي شيخ يرفعه قال: قام أمير المؤمنين
عليه السلام بباب رجل قد بناه من آجر فقال: لمن هذا الباب؟ قيل: لمغرور
الفلاني ثم مر بباب آخر قد بناه صاحبه بالآجر قال: هذا مغرور آخر (4).
10 - المحاسن: عن أبيه، عن صفوان، عن أبي جميلة، عن حميد الصيرفي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه يوم القيامة.
ورواه بعضهم بفساد (5).
11 - المحاسن: عن أبيه، عن أبي يوسف، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من بنى فوق مسكنه كلف حمله يوم القيامة (6).
12 - المحاسن: عن ابن أبي عمير، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
من بنى فاقتصد في بنائه لم يوجر (7).
13 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن زياد بن عمرو
الجعفي، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله وكل ملكا بالبناء
يقول لمن رفع سقفا فوق ثمانية أذرع: أين تريد يا فاسق (8).
14 - المحاسن: عن ابن شمون، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا

(1) أمالي الصدوق ص 145.
(2) معاني الأخبار: 152.
(3) المحاسن ص 608.
(4) المحاسن ص 608.
(5) المحاسن ص 608.
(6) المحاسن ص 608.
(7) المحاسن ص 608.
(8) المحاسن ص 608.
150

بنى الرجل فوق ثمانية أذرع نودي: يا أفسق الفاسقين أين تريد (1).
15 - المحاسن: عن النوفلي، عن أبيه، عن بعض الصادقين عليهم السلام أنه قال: ما وقع
من السقف فوق ثمانية أذرع فهو مسكون (2).
16 - س: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان سمك البيت فوق سبعة - أو قال: ثمانية - أذرع كان
ما فوق السبع - أو قال: الثماني - الأذرع محتضرا أو قال: مسكونا (3).
17 - المحاسن: عن أبيه، عن محسن بن أحمد وعلي بن الحكم، عن أبان بن
عثمان الأحمر، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمك البيت
سبعة أذرع أو ثمانية أذرع فما فوق ذلك فمحتضر. ذكره سبعة أذرع ولم يذكر
ثماني (4).
18 - المحاسن: عن أبيه، عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
في سمك البيت إذا رفع فوق ثماني أذرع صار مسكونا فإذا زاد على ثماني أذرع
فيكتب على رأس الثمان آية الكرسي (5).
19 - المحاسن: علي بن الحكم ومحسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن
محمد بن إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان البيت فوق ثماني أذرع فاكتب
عليه آية الكرسي (6).
20 - المحاسن: عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة
قال: رأيت مكتوبا في بيت أبي عبد الله عليه السلام آية الكرسي قد أديرت بالبيت
ورأيت في قبلة مسجده مكتوبا آية الكرسي (7).
21 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن ابن سنان، عن حمزة بن حمران، عن
رجل قال: شكا رجل إلى أبي جعفر عليه السلام فقال: أخرجنا الجن، يعني عمار
منازلهم، قال: اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع، واجعلوا الحمام في أكناف
الدار، قال الرجل: ففعلنا ذلك فما رأينا شيئا نكرهه بعد ذلك (8).

(1) المحاسن: 608.
(2) المحاسن: 608.
(3) المحاسن ص 609.
(4) المحاسن ص 609.
(5) المحاسن ص 609.
(6) المحاسن ص 609.
(7) المحاسن ص 609.
(8) المحاسن ص 609.
151

22 - المحاسن: عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سعادة المرء أن يتسع منزله (1).
23 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: من السعادة سعة المنزل (2).
24 - المحاسن: عن علي بن محمد، عن محمد بن سماعة، عن محمد بن مروان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: من سعادة الرجل سعة منزله (3).
25 - المحاسن: عن أبيه مرسلا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من سعادة المسلم المسكن الواسع.
النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه، عن النبي صلى الله عليه وآله
مثله (4).
26 - المحاسن: عن نوح بن شعيب النيسابوري، عن سعيد بن جناح، عن نصر
الكوسج، عن مطرف مولى معن، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: للمؤمن راحة في
سعة المنزل (5).
27 - المحاسن: عن سعيد بن جناح، عن غير واحد أن أبا الحسن عليه السلام سئل
عن أفضل عيش الدنيا، فقال: سعة المنزل وكثرة المحبين (6).
28 - المحاسن: عن نوح بن شعيب، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير
قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: العيش السعة في المنزل، والفضل في الخادم
وبشير هذا هو ابن حذام رجل صدق ذكره (7). -:
29 - المحاسن: عن سليمان، عن أبيه، عن المفضل أن أبا الحسن عليه السلام كان
يثني عليه وقال بشير: كان أبو الحسن عليه السلام في المسجد الحرام في حلقة بني هاشم
وفيها العباس بن محمد وغيره، فتذاكروا عيش الدنيا فذكر كل واحد منهم معنى
فسئل أبو الحسن عليه السلام فقال: سعة في المنزل وفضل في الخادم (8).
30 - المحاسن: عن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: إن أبا الحسن عليه السلام

(1) المحاسن ص 610.
(2) المحاسن ص 610.
(3) المحاسن ص 610.
(4) المحاسن ص 611.
(5) المحاسن ص 611.
(6) المحاسن ص 611.
(7) المحاسن ص 611.
(8) المحاسن ص 611.
152

اشترى دارا وأمر مولى له يتحول إليها، وقال: إن منزلك ضيق، فقال: أجزأت
هذه الدار لأبي، فقال أبو الحسن عليه السلام: إن كان أبوك أحمق ينبغي أن تكون
مثله (1).
31 - المحاسن: عن محمد بن إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن المغيرة
عن أبي جعفر عليه السلام قال: من شقاء العيش ضيق المنزل. ورواه يحيى بن إبراهيم
عن أبيه (2).
32 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان قال: رأيت
أبا الحسن موسى بن جعفر عليه السلام وقد بنى بنيانا ثم هدمه (3).
33 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام أن رجلا
من الأنصار سأل النبي صلى الله عليه وآله أن الدور قد اكتنفته فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ارفع
ما استطعت، واسأل الله أن يوسع عليك (4).
34 - مكارم الأخلاق: عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من السعادة
سعة المنزل.
عنه عليه السلام قال: للمؤمن راحة في سعة المنزل.
سئل أبو الحسن عليه السلام عن عيش الدنيا قال: سعة المنزل وكثرة المحبين.
عنه عليه السلام أيضا قال: العيش السعة في المنزل والفضل في الخدم.
عن معمر بن خلاد قال: إن أبا الحسن عليه السلام اشترى دارا وأمر مولى له
يتحول إليها وقال له: إن منزلك ضيق (5) فقال له المولى: قد أجزأت هذه الدار
لأبي فقال أبو الحسن عليه السلام: إن كان أبوك أحمق فينبغي أن تكون مثله.
عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله:

(1) المحاسن: 611.
(2) المحاسن: 611.
(3) المحاسن: 623.
(4) المحاسن: 610 وفى نسخة الكافي ارفع صوتك ما استطعت، راجع ج 6 ص 526.
(5) في المصدر: انه منزلك! فقال له المولى قد أجزت هذه الدار لي، وفى نسخة
الكافي ج 6 ص 525: قد أحدث هذه الدار أبى.
153

من سعادة المرء المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب البهي، والولد
الصالح.
عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: إن للدار شرفا وشرفها
الساحة الواسعة، والخلطاء الصالحون وإن لها بركة وبركتها جودة موضعها
وسعة ساحتها وحسن جوار جيرانها.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربع من السعادة وأربع من الشقاوة فالأربع التي من
السعادة: المرأة الصالحة، والمسكن الواسع، والجار الصالح، والمركب البهي
والأربع التي من الشقاوة: الجار السوء، والمرأة السوء، والمسكن الضيق
والمركب السوء.
قال النبي صلى الله عليه وآله: لا يؤمن عبد حتى يأمن جاره بوائقه.
وقال صلى الله عليه وآله: حرمة الجار على الانسان كحرمة أمه.
في مقدار سمك البيت: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: يا
محمد أبن بيتك سبعة أذرع، فما كان فوق ذلك سكنته الشياطين إن الشيطان ليس
في السماء ولا في الأرض، إنما يسكنون الهواء.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمك البيت سبعة أذرع أو ثمانية أذرع فما فوق
ذلك فمحتضر.
عنه عليه السلام أيضا قال: كل شئ يرفع من سمك البيوت على تسعة أذرع فهو
مسكون.
عن الصادق عليه السلام قال: إذا كان سمك البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب فيه
آية الكرسي.
عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: كل شئ فوق السبع
يعني سمك البيت [فما زاد على السبع] فهو مسكون، يعني البيوت أو ما كان سمكها
فوق التسع فما كان فوق التسع مسكون.
عنه، عن آبائه عليهم السلام أن رجلا من الأنصار شكى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أن
154

الدور قد اكتنفته فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: ارفع ما استطعت، واسأل الله أن يوسع
عليك.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كل بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه.
وعنه عليه السلام قال: من كسب مالا من غير حله سلط عليه البناء والطين (1).
35 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سعادة المرء المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع
والمركب البهي، والولد الصالح.
36 - نهج البلاغة: من كلام له عليه السلام بالبصرة وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي
يعوده وهو من أصحابه فلما رأى سعة داره قال: ما كنت تصنع بسعة هذه الدار
في الدنيا؟ أما أنت إليها في الآخرة كنت أحوج، بلى إن شئت بلغت بها الآخرة
تقري فيها الضيف، وتصل فيها الرحم، وتطلع منها الحقوق مطالعها، فإذا أنت قد
بلغت بها الآخرة (2).
وقال في وصيته للحسن عليهما السلام: سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار
قبل الدار (3).
37 - عدة الداعي: روي أن النبي صلى الله عليه وآله رأى رجلا من أصحابه يبني بيتا
بجص وآجر، فقال: الامر أعجل من هذا.

(1) مكارم الأخلاق 143 - 145 و 146.
(2) نهج البلاغة الرقم 207 من الخطب، وقال ابن أبي الحديد في شرحه ج 3 ص 11.
أن الصحيح ربيع بن زياد الحارثي فراجع.
(3) النهج الرقم 31 من الرسائل.
155

27 - * (باب) *
* " (ما ورد في سكنى الأمصار والقرى) " *
1 - جامع الأخبار: أوصى النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي لا تسكن الرستاق، فان
شيوخهم جهلة، وشبابهم عرمة، ونسوانهم كشفة، والعالم بينهم كالجيفة بين الكلاب.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: من لم يتورع في دين الله ابتلاه الله تعالى بثلاث خصال
إما أن يميته شابا، أو يوقعه في خدمة السلطان، أو يسكنه في الرساتيق.
نقل عن سديد الدين محمود الحمصي أنه قال: في البلدة شيئان والرساتيق
كذلك، أما اللذان في البلدة العلم والظلم، وأما اللذان في الرساتيق الجهل والدخل
أما الظلم فقد يسري إلى الرساتيق، والدخل قد يذهب به إلى البلد فيبقى في
البلد العلم والدخل، ويبقى في الرساتيق الجهل والظلم.
وقال صلى الله عليه وآله: ستة يدخلون النار قبل الحساب بستة: قيل: من هم يا رسول
الله؟ قال: والامراء بالجور، والعرب بالعصبية، والدهاقين بالكبر، والتجار
بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهالة، والعلماء بالحسد (1).
2 - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنين عليه السلام فيما كتب إلى الحارث الهمداني: واسكن
الأمصار العظام، فإنها جماع المسلمين، واحذر منازل الغفلة والجفا (2).

(1) جامع الأخبار 163.
(2) نهج البلاغة الرقم 69 من الرسائل.
156

28.
(باب)
* " (النزول في البيت الخراب والمبيت في دار ليس له باب) " *
* " (والخروج بالليل) " *
1 - قرب الإسناد: عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام أنه كره
أن يبيت الرجل في بيت ليس له باب ولا ستر (1).
2 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين رفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ثلاثة لا يتقبل الله عز وجل لهم بالحفظ: رجل نزل في
بيت خرب، ورجل صلى على قارعة الطريق، ورجل أرسل راحلته ولم يستوثق
منها (2).
3 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن البرقي، عن رجل
عن ابن أسباط، عن عمه رفعه إلى علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتقوا
الخروج بعد نومة، فان الله دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون (3).
29 * (باب) *
* " (ما يستحب عند شراء الدار وبنائه) " *
1 - معاني الأخبار (4) الخصال: عن ماجيلويه، عن عمه، عن البرقي، عن ابن أبي عثمان، عن
موسى بن بكر قال: قال أبو الحسن الأول عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا
وليمة إلا في خمس: في عرس أو خرس أو عذار أو وكار أو ركاز.
فأما العرس التزويج، والخرس النفاس بالولد، والعذار الختان، والوكار

(1) قرب الإسناد: 90.
(2) الخصال ج 1: 69.
(3) علل الشرائع ج 2 ص 370.
(4) معاني الأخبار: 272.
157

الرجل يشتري الدار، والوكاز الذي يقدم من مكة (1).
2 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله إلى علي عليه السلام مثله (2).
قال الصدوق رحمه الله: سمعت بعض أهل اللغة يقول في معنى الوكار: يقال
للطعام الذي يدعى إليه الناس عند بناء الدار وشرائها الوكيرة، والوكار منه
والطعام الذي يتخذ للقدوم من السفر يقال له: النقيعة ويقال له: الوكار أيضا
والركاز الغنيمة كأنه يريد أن في اتخاذ الطعام للقدوم من مكة غنيمة لصاحبه من
الثواب الجزيل، ومنه قول النبي صلى الله عليه وآله: الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة، وقال
أهل العراق: الركاز المعادن كلها وقال أهل الحجاز: الركاز المال المدفون خاصة
مما كنزه بنو آدم قبل الاسلام كذلك ذكره أبو عبيد ولا قوة إلا بالله.
أخبرنا بذلك أبو الحسن محمد بن هارون الزنجاني فيما كتب إلى عن علي بن
عبد العزيز عن أبي عبيد القاسم بن سلام (3).
3 - معاني الأخبار: عن محمد بن هارون الزنجاني، عن علي بن عبد العزيز، عن القاسم
ابن سلام رفعه قال: نهى رسول الله عليه وآله عن ذبائح الجن.
وذبائح الجن أن يشترى الدار أو يستخرج العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له
ذبيحة للطيرة، قال أبو عبيدة: معناه أنهم كانوا يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة
إن لم يذبحوا ويطعموا أن يصيبهم فيها شئ من الجن فأبطل النبي صلى الله عليه وآله هذا
ونهى عنه (4).
4 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن
الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بنى مسكنا فذبح كبشا
سمينا وأطعم لحمه المساكين ثم قال: " اللهم ادحر عني مردة الجن والإنس
والشياطين، وبارك لي في بنائي " أعطي ما سأل (5).

(1) الخصال ج 1: 151.
(2) الخصال ج 1: 151.
(3) معاني الأخبار: 272.
(4) معاني الأخبار: 282.
(5) ثواب الأعمال: 169.
158

30.
* (باب) *
* " (تزويق البيوت وتصويرها واتخاذ الكلب فيها) " *
1 - المحاسن: عن أبيه، عن النضر، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تبنوا على القبور، ولا تصوروا سقوف البيوت، فان
رسول الله صلى الله عليه وآله كره ذلك.
ورواه عن يوسف بن عقيل، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر عليه السلام (1).
2 - المحاسن: عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن جبرئيل أتاني فقال: يا محمد!
إن ربك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت، قال أبو بصير: قلت: وما
التزويق؟ قال: تصاوير التماثيل (2).
3 - المحاسن: عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن جبرئيل عليه السلام قال: إنا لا ندخل بيتا فيه
كلب ولا صورة إنسان ولا بيتا فيه تمثال (3).
4 - المحاسن: عن علي بن محمد، عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن
مسكان، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن
جبرئيل أتاني فقال: إنا معشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تمثال جسد، ولا
إناء يبال فيه (4).
5 - المحاسن: عن أبيه، عن الحسن بن مخلد، عن أبان، عن عمرو بن خلاد
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال جبرئيل عليه السلام: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إنا لا ندخل
بيتا فيه صورة إنسان، ولا بيتا يبال فيه، ولا بيتا فيه كلب (5).

(1) المحاسن: 612.
(2) المحاسن: 614.
(3) المحاسن: 614.
(4) المحاسن: 615.
(5) المحاسن: 615.
159

6 - المحاسن: عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
عبد الله بن يحيى الكندي، عن أبيه وكان صاحب مطهرة علي، عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إن جبرئيل أتاني البارحة فسلم على من الباب
فقلت: ادخل فقال: إنا لا ندخل بيتا فيه ما في هذا البيت، فصدقته وما علمت
ما في البيت شيئا فضربت بيدي فإذا جرو كلب كان للحسين بن علي يلب به بالأمس
فلما كان الليل دخل تحت السرير فنبذته من البيت، ودخل، فقلت: يا جبرئيل
وما تدخلون بيتا فيه كلب؟ قال: لا، ولا جنب ولا تمثال لا يوطأ (1).
7 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن المثنى، عن أبي عبد الله عليه السلام أن
عليا عليه السلام كره الصورة في البيوت، ورواه، عن محمد بن علي، عن ابن فضال
عن المثنى (2).
المحاسن: عن ابن العرزمي، عن حاتم بن إسماعيل المديني، عن جعفر، عن
أبيه أن عليا عليه السلام وذكره مثله (3).
8 - المحاسن: عن علي بن الحكم ومحسن بن أحمد، عن أبان الأحمر، عن
يحيى بن العلا، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه كره الصور في البيوت (4).
9 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن العلا، عن محمد، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت رؤسها وترك ما سوى ذلك (5).
10 - المحاسن: عن أبيه، عن فضالة وصفوان، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر
عليه السلام قال: قال رجل: رحمك الله ما هذه التماثيل التي أراها في بيوتكم؟
فقال: هذه للنساء أو بيوت النساء، وحدث به، عن ابن محبوب، عن العلا، عن
محمد (6).
11 - مكارم الأخلاق: عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تماثيل الشجر

(1) المحاسن: 615.
(2) المحاسن: 616.
(3) المحاسن: 617.
(4) المحاسن: 617.
(5) المحاسن: 619.
(6) المحاسن: 621.
160

والشمس والقمر قال: لا بأس ما لم يكن فيه شئ من الحيوان.
عن أبي العباس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته، عن قول الله سبحانه
وتعالى: " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " (1) ما التماثيل التي كانوا
يعملون؟ قال: أما والله ما هي التماثيل التي تشبه الناس، ولكن تماثيل الشجر
ونحوه (2).
12 - كتاب الإمامة والتبصرة: عن سهل بن أحمد، عن محمد بن محمد بن الأشعث
عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: رخص لأهل القاصية في كلب يتخذونه.
31.
* (باب) *
* " (اتخاذ المسجد في الدار) " *
الآيات: يونس: وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا
واجعلوا بيوتكم قبلة وأقيموا الصلاة (3)
1 - المحاسن: عن اليقطيني، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: كان لعلي عليه السلام بيت ليس فيه شئ إلا فراش وسيف ومصحف
وكان يصلي فيه - أو قال: كان يقيل فيه (4).
2 - المحاسن: عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كان علي عليه السلام قد جعل بيتا في داره ليس بالصغير ولا بالكبير
لصلاته، وكان إذا كان الليل ذهب معه بصبي ليبيت معه فيصلي فيه (5).

(1) سبأ: 12.
(2) مكارم الأخلاق: 153.
(3) يونس: 87.
(4) المحاسن: 612.
(5) المحاسن: 612.
161

3 - المحاسن: عن علي بن الحكم، عن أبان، عن مسمع قال: كتب إلي
أبو عبد الله عليه السلام أني أحب لك أن تتخذ في دارك مسجدا في بعض بيوتك، ثم
تلبس ثوبين طمرين غليظين، ثم تسأل الله أن يعتقك من النار وأن يدخلك الجنة
ولا تتكلم بكلمة باطل ولا بكلمة بغي (1).
32.
* (باب) *
* " (اتخاذ الدواجن (2) في البيوت) " *
1 - مكارم الأخلاق: عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتى رجل (3) فشكا إليه قال: أخرجتنا
الجن من منازلنا، يعني عمار منازلهم، فقال: اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع
واجعلوا الحمام في اكناف الدار، قال الرجل: ففعلنا فما رأينا شيئا نكرهه.
عن داود الرقي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: رأيت حماما خرج من تحت
سريره فقلت له: جعلت فداك! أهدي لك طيورا عندنا بلقا تقرقر؟ فقال
أبو عبد الله عليه السلام: تلك مسوخ من الطير، إذا كنت متخذا فاتخذ مثل هذه فإنها
بقية حمام إسماعيل عليه السلام.
من كتاب من لا يحضره الفقيه: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله الوحشة فأمره
باتخاذ زوج حمام.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إن حفيف أجنحة الحمام ليطرد الشيطان.
وقال عليه السلام: اتقوا الله فيما خولكم وفي العجم من أموالكم فقيل: ما العجم
من أموالنا؟ قال: الشاة والهر والحمام وأشباه ذلك.

(1) المحاسن ص 612.
(2) الدواجن جمع الداجنة، وهي الأهلية من الحيوانات التي ألفت البيوت
واستأنست بها كالحمام والشاة والفرس.
(3) في المصدر: أنه أتاه رجل.
162

عن أبي عبد الله عليه السلام: ما من مؤمن يكون في منزله عنز حلوب إلا قدس
أهل ذلك المنزل، وبورك عليهم، فان كانت اثنتين قدسوا كل يوم مرتين، فقال
رجل: كيف يقدسون؟ قال: يقال لهم: بورك عليكم، وطبتم ما طاب إدامكم.
وعنه عليه السلام قال: إن امرأة عذبت في هرة ربطتها حتى ماتت عطشا.
قال البني صلى الله عليه وآله: لا تمنعوا الخطاطيف أن تسكن في بيوتكم، وقال عليه السلام:
لا تطرقوا الطير في أوكارها فان الليل أمان لها، وذلك لما جعله الله عليه من الرحمة.
من كتاب طب الأئمة قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتخذوا في بيوتكم الدواجن
يتشاغل بها الشيطان عن صبيانكم.
عن أبي جعفر عليه السلام: من أحبنا أهل البيت أحب الحمام.
قال أبو الحسن عليه السلام: لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة وهن عمار
البيت: الهر والحمام والديك، فإن كان مع الديك أنيسة [وإلا] فلا بأس لمن
لا يقدرها.
روى الجعفري قال: رأيت أبا الحسن عليه السلام في بيته زوج حمام، أما الذكر
فأخضر، وأما الأنثى فسوداء، ورأيته عليه السلام يفت لهما الخبز ويقول: يتحر كان من
الليل فيؤنسان، وما من انتفاضة ينتفضانها من الليل إلا اتقي من دخل البيت من
عرمة الأرض (1).
عن أبي عبد الله عليه السلام: قال: ليس من بيت نبي إلا وفيه حمام، لان سفهاء
الجن يعبثون بصبيان البيت، فإذا كان فيه حمام عبثوا بالحمام وتركوا الناس (2).

(1) لعل المراد من عرمة الأرض هدتها وخسفها كما في حديث آخر رواه في
الكافي ج 6 ص 547، هذا إذا كان مصدرا وإذا كان جمع عارم فالمراد هوام الأرض
المؤذية. وفى نسخة الكافي: الا نفر الله بها من دخل البيت من عزمة أهل الأرض.
(2) مكارم الأخلاق 147 - 150 وفى نسخة الكافي " وليس من بيت فيه حمام الا
لم تصب أهل ذلك البيت آفة من الجن، ان سفهاء الجن الخ.
163

33.
باب
* " (الاسراج وآدابه) " *
1 - عيون أخبار الرضا (ع): بالاسناد إلى دارم، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: أطفئوا المصابيح بالليل لا تجرها الفويسقة فتحرق البيت
وما فيه (1).
2 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن عبد الحميد
عن يونس بن يعقوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام عن جابر
الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: أطفئوا سرجكم فان الفويسقة تضرم البيت على
أهله، الخبر (2).
3 - الخصال: عن أبيه، عن الكمنداني، عن ابن عيسى، عن علي بن الحكم رفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: أربعة يذهبن ضياعا: البذر في السبخة، والسراج في القمر
والاكل على الشبع، والمعروف إلى من ليس بأهله (3).
الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام مثله (4).
4 - أمالي الطوسي: عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث
عن آبائه، عن علي عليهم السلام قال: خمس تذهب ضياعا: سراج تقده في شمس: الدهن

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 74، والفويسقة: مصغر الفاسقة، وهي الفارة لخروجها
من جحرها على الناس للسرقة والضيعة، روى أبو داود باسناده عن ابن عباس قال: جاعت
فارة تجر الفتيلة فألقتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله على الخمرة التي كان قاعدا عليها
فأحرقت منها مثل موضع الدرهم، فقال: إذا نمتم فأطفؤا سرجكم فان الشيطان يدل مثل هذه
على هذا فيحرقكم راجع مشكاة المصابيح ص 372.
(2) علل الشرايع ج 2 ص 269.
(3) الخصال ج 1 ص 126.
(4) الخصال ج 1 ص 126.
164

يذهب والضوء لا ينتفع به، ومطر جود (1) على أرض سبخة، المطر يضيع والأرض
لا ينتفع بها، وطعام يحكمه طاهية يقدم إلى شعبان فلا ينتفع به، وامرأة حسناء
تزف إلى عنين فلا ينتفع بها، ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره (2).
5 - أمالي الطوسي: بهذا الاسناد عنه، عن آبائه، عن الصادق عليه السلام قال: السراج قبل
مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق (3).
6 - أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن
القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن أبيه
عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله كره لكم أربعا
وعشرين خصلة ونهاكم عنها وعدها إلى أن قال: وكره أن يدخل الرجل البيت
المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار (4).
الخصال: عن أبيه، عن سعد مثله (5).
أقول: تمامه في باب المناهي.
7 - مكارم الأخلاق: قال الصادق عليه السلام: إذا ادخل عليك المصباح فقل: " اللهم اجعل
لنا نورا نمشي به في الناس ولا تحرمنا نورك يوم نلقاك، واجعل لنا نورا إنك نورا
لا إله إلا أنت " وإذا انطفي السراج فقل: " اللهم أخرجنا من الظلمات إلى
النور " (6).

(1) الجود: المطر الغزير، وقد يأتي وصفا فيقال: هاجت لنا سماء جود
ومطرنا مطرا جودا.
(2) أمالي الطوسي ج 1: 291، والطاهية: الطباخة.
(3) أمالي الطوسي ج 1 ص 281.
(4) أمالي الصدوق: 181.
(5) الخصال ج 2: 102.
(6) مكارم الأخلاق: 333.
165

34.
(باب)
* " (آداب دخول الدار والخروج منها) " *
الآيات: البقرة: ليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى
وأتوا البيوت من أبوابها (1).
1 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا دخل أحدكم منزله فليسلم
على أهله يقول: " السلام عليكم " فإن لم يكن له أهل فليقل: " السلام علينا من
ربنا " وليقرأ " قل هو الله أحد " حين يدخل منزله فإنه ينفي الفقر.
وقال عليه السلام: وليقرأ إذا خرج من بيته الآيات من آخر آل عمران، وآية
الكرسي، وإنا أنزلناه وأم الكتاب فان فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة (2).
أقول: قد مضى بعض الأخبار في باب آداب الدار!؟ ثم أقول: وستأتي الأدعية
في كتاب الدعاء.
2 - تفسير العياشي: عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال:
إذا طلبتم الحوائج فاطلبوها بالنهار، فان الله جعل الحياء في العينين، وإذا تزوجتم
فتزوجوا بالليل فان الله جعل الليل سكنا (3).
3 - تفسير العياشي: عن علي بن عقبة، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تزوجوا
بالليل فان الله جعله سكنا، ولا تطلبوا الحوائج بالليل فإنه مظلم (4).
4 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن ابن محبوب
عن ابن رئاب، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ضمنت لمن يخرج من بيته
معتما أن يرجع إليه سالما (5).

(1) البقرة: 189.
(2) الخصال ج 2: 164 و 162.
(3) تفسير العياشي ج 1 ص 370 و 371 في آية الانعام: 96.
(4) تفسير العياشي ج 1 ص 370 و 371 في آية الانعام: 96.
(5) ثواب الأعمال: 170.
166

5 - المحاسن: عن بعض أصحابنا، عن ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه
إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: اتقوا الخروج بعد نومة، فان
لله دوارا يبثها يفعلون ما يؤمرون (1).
6 - فقه الرضا (ع): وإذا أردت الخروج من منزلك فقل: " بسم الله ولا حول ولا قوة
إلا بالله توكلت على الله " فإنك إذا قلت هكذا نادى ملك في قولك " بسم الله " هديت
أيها العبد وفي قولك: " لا حول ولا قوة إلا بالله " وقيت، وفي قولك " توكلت
على الله " كفيت، فيقول الشيطان حينئذ: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي؟
واقرء قل هو الله أحد مرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، ومرة من خلفك ومرة
من بين يديك، ومرة من فوقك، ومرة من تحتك، فإنك تكون في يومك كله
في أمان الله. وإذا دخلت منزلك فسلم على أهلك، فإن لم يكن فيه أحد فقل:
" بسم الله وبالله والسلام على رسول الله والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ".
واتق في جميع أمورك، وأحسن خلقك، وأجمل معاشرتك مع الصغير
والكبير، وتواضع مع العلماء وأهل الدين، وارفق بما ملكت يمينك، وتعاهد
إخوانك، وتسارع في قضاء حوائجهم، وإياك والغيبة والنميمة وسوء الخلق مع أهلك
وعيالك، وأحسن مجاورة من جاورك، فان الله يسألك عن الجار وقد روي عن
رسول الله صلى الله عليه وآله أن الله تبارك وتعالى أوصاني في الجار حتى ظننت أنه يرثني، وبالله
التوفيق.
7 - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: إذا خرجت من منزلك فاخرج خروج من
لا يعود، ولا يكن خروجك إلا لطاعة، أو في سبب من أسباب الدين، والزم السكينة
والوقار، واذكر الله سرا وجهرا.
سأل بعض أصحاب أبي ذر أهل داره عنه فقالت: خرج فقال: يعود؟ قالت:
متى يرجع من روحه بيد غيره، ولا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا.
واعتبر بخلق الله برهم وفاجرهم أين ما مضيت، واسأل الله أن يجعلك من

(1) المحاسن: 347 والظاهر: " دوابا " بدل: " دوارا ".
167

خواص عباده، وأن يجعلك من الصالحين، ويلحقك بالماضين منهم، ويحشرك في
زمرتهم، واحمده واشكره على ما عصمك من الشهوات، وجنبك من قبيح أفعال
المجرمين، وغض بصرك من الشهوات، ومواضع النهي، واقصد في مشيك، وراقب
الله في كل خطوة كأنك على الصراط جايز، ولا تكن لفاتا، وأفش السلام
بأهله مبتدئا ومجيبا، وأعن من استعان بك في حق، وأرشد الضال، وأعرض
عن الجاهلين، وإذا رجعت ودخلت منزلك فادخل دخول الميت في قبره حيث
ليس له همة إلا رحمة الله تعالى وعفوه (1).
8 - مكارم الأخلاق: من أراد الخروج من بيته فليقل عند خروجه " بسم الله وبالله ولا
حول ولا قوة إلا بالله توكلت على الله " ويقرء الحمد، والمعوذتين، وقل هو
الله أحد، وآية الكرسي: من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره وفوقه
وتحته، وإذا أراد الرجوع إلى بيته فليقل حين يدخل " بسم الله وبالله أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " ثم يسلم على أهله
إن كان في البيت أهل فإن لم يكن في البيت أحد فليقل بعد الشهادتين السلام على
محمد بن عبد الله خاتم النبيين السلام على الأئمة الهادين المهديين السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين (2).
9 - عدة الداعي: عن عمرو بن يزيد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قرء قل
هو الله أحد حين يخرج من منزله عشر مرات أمن الله وكان في حفظه وكلائه حتى
يرجع إلى منزله.
10 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام أن
النبي صلى الله عليه وآله: قال: إذا خرج الرجل من بيته فقال: " بسم الله " قالت الملائكة له: سلمت
فإذا قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " قالت الملائكة له: " كفيت " فإذا قال: " توكلت
على الله " قالت الملائكة له: وقيت (3).

(1) مصباح الشريعة: 9.
(2) مكارم الأخلاق: 398.
(3) قرب الإسناد: 45.
168

11 - قرب الإسناد: عن ابن عيسى، عن ابن أسباط، عن الرضا عليه السلام قال: إذا
خرجت من منزلك فقل: " بسم الله آمنت بالله توكلت على الله لا حول ولا قوة
إلا بالله " فان الملائكة تضرب وجوه الشياطين وتقول: قد سمى الله وآمن بالله
وتوكل على الله وقال: لا حول ولا قوة إلا بالله (1).
أقول: كان يحتمل البزنطي مكان ابن أسباط.
12 - أمالي الصدوق: عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن أبي عمير، عن أبان
ابن عثمان، عن محمد بن سعيد، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي
صلى الله عليه وآله قال: من قال: إذا خرج من بيته " بسم الله " قال الملكان: " هديت "
فان قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " قالا: " وقيت " فان قال: " توكلت على الله "
قالا " كفيت " فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي (2).
ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير
مثله (3).
13 - عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن ابن عيسى، عن محمد بن سنان
عن الرضا عليه السلام قال: كان أبي عليه السلام إذا خرج من منزله قال: " بسم الله الرحمن
الرحيم خرجت، بحول الله وقوته لا بحولي وقوتي، بل بحولك وقوتك
يا رب متعرضا لرزقك فأتني به في عافية " (4).
14 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة عن الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس وليقرأ
إذا خرج من منزله آخر سورة آل عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه في ليلة
القدر، وأم الكتاب فان فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة (5).

(1) قرب الإسناد ص 219.
(2) أمالي الصدوق: 345.
(3) ثواب الأعمال: 148.
(4) عيون الأخبار ج 2: 6.
(5) عيون الأخبار ج 2 ص 40.
169

صحيفة الرضا (ع): عنه مثله (1).
15 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا دخل أحدكم منزله فليسلم
على أهله يقول: " السلام عليكم " فإن لم يكن له أهل فليقل: " السلام علينا من
ربنا " وليقرأ " قل هو الله أحد " حين يدخل منزله فإنه ينفي الفقر (2) ".
وقال إذا أراد أحدكم حاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس، فان رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: " اللهم بارك لامتي في بكورها يوم الخميس " وليقرأ إذا خرج من
بيته الآيات من آخر آل عمران وآية الكرسي وإنا أنزلناه وأم الكتاب فان فيها
قضاء حوائج الدنيا والآخرة (3).
16 - أمالي الطوسي: باسناد أخي دعبل، عن الرضا، عن أبيه، عن الصادق عليه السلام قال:
إذا خرجت من منزلك فقل: " بسم الله توكلت على الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله
اللهم إني أسئلك خير ما خرجت له وأعوذ بك من شر ما خرجت إليه اللهم أوسع
على من فضلك وأتم علي نعمتك، واستعملني في طاعتك، واجعلني راغبا فيما عندك
وتوفني في سبيلك وعلى ملتك وملة رسولك صلى الله عليه وآله (4).
المحاسن: عن ابن محبوب، عن معاوية بن عمار، عن الصادق عليه السلام مثله (5).
17 - المحاسن: عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن
أبي جعفر عليه السلام قال: من قال حين يخرج من باب داره " أعوذ بما عاذت به ملائكة
الله ورسوله من شر هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم تعد، ومن شر نفسي ومن
شر غيري، ومن شر الشياطين ومن شر من نصب لأولياء الله، من شر الجن والإنس
، ومن شر السباع والهوام، ومن شر ركوب المحارم كلها، أجير نفسي
من الله من كل سوء " غفر الله له وتاب عليه وكفاه المهم وحجزه عن السوء
وعصمه من الشر (6).

(1) صحيفة الرضا: 15.
(2) الخصال ج 2 ص 164.
(3) الخصال ج 2 ص 162، وقد مر هذا الحديث تحت الرقم 1.
(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 381. * * (5) المحاسن: 351.
(6) المحاسن: 350.
170

18 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن، عن أبي خديجة قال: كان
أبو عبد الله عليه السلام إذا خرج يقول: " اللهم بك خرجت وبك أسلمت وبك آمنت
وعليك توكلت اللهم بارك لي في يومي هذا وارزقني قوته ونصره وفتحه وطهوره
وهداه وبركته، واصرف عني شره وشر ما فيه بسم الله والله أكبر والحمد لله
رب العالمين اللهم إني خرجت فبارك لي في خروجي وانفعني به " وإذا دخل
منزله يقول مثل ذلك (1).
19 - المحاسن: عن أحمد بن محمد، عن أبان الأحمر، عن الحلبي، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: كان أبو جعفر عليه السلام إذا خرج من بيته يقول: " بسم الله خرجت
وبسم الله ولجت وعلى الله توكلت، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".
قال محمد بن سنان: وكان أبو الحسن الرضا عليه السلام يقول ذلك إذا خرج من
منزله (2).
20 - المحاسن: عن عثمان بن عيسى، عن الثمالي قال: استأذنت على أبي جعفر
عليه السلام فخرج علي وشفتاه تتحركان، فقلت: جعلت فداك خرجت وشفتاك
تتحركان فقال: والهمنا ذلك يا ثمالي فقلت: نعم، فأخبرني به، فقال: نعم
يا ثمالي، من قال حين يخرج من منزله: " بسم الله حسبي الله توكلت على الله اللهم
إني أسألك خير أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " كفاه
الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته (3).
21 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن محمد بن سنان، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: كان أبي يقول إذا خرج من منزله: بسم الله الرحمن الرحيم خرجت
بحول الله وقوته لا بحول مني وقوة، بل بحولك وقوتك يا رب متعرضا
لرزقك فأتني به في عافية " (4).
22 - فقه الرضا (ع): إذا أردت الخروج من منزلك فقل: " بسم الله ولا حول ولا قوة
إلا بالله توكلت على الله " فإنك إذا قلت هكذا نادى ملك في قولك: " بسم الله ".

(1) المحاسن: 351.
(2) المحاسن: 351.
(3) المحاسن: 352.
(4) المحاسن: 352.
171

هديت أيها العبد وفي قولك: " لا حول ولا قوة إلا بالله " وقيت وفي قولك:
" توكلت على الله " كفيت، فيقول الشيطان حينئذ: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي.
واقرأ قل هو الله أحد مرة عن يمينك، ومرة عن يسارك، ومرة من خلفك
ومرة من بين يديك، ومرة من فوقك، ومرة من تحتك، فإنك تكون في يومك
كله في أمان الله (1).
23 - مكارم الأخلاق: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من خرج من بيته وقلب خاتمه إلى بطن
كفيه وقرء إنا أنزلناه ثم قال: " آمنت بالله وحده لا شريك له آمنت بسر آل محمد
وعلانيتهم " لم ير في يومه ذلك شيئا يكرهه (2).
35.
* (باب) *
* " (الدعاء عند دخول السوق وفيه وعند حصول مال) " *
* " (ولحفظ المال) " *
1 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: أكثروا ذكر الله عز وجل إذا
دخلتم الأسواق، وفي عند اشتغال الناس، فإنه كفارة للذنوب، وزيادة في الحسنات
ولا تكتبوا في الغافلين. وقال عليه السلام: إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق
فقولوا حين تدخلون الأسواق: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة، ويمين فاجرة، وأعوذ
بك من بوار الأيم " (3).
2 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من قال حين يدخل السوق: " سبحان الله والحمد لله ولا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت

(1) قد مر تحت الرقم 6 أيضا.
(2) مكارم الأخلاق: 374.
(3) الخصال ج 2 ص 157 و 169 والأيم التي لأزوج لها، وبوارها كساد سوقها
فبقيت في بيتها لا تخطب، والمراد هنا كساد المتاع كناية وتشبيها.
172

بيده الخير وهو على كل شئ قدير " أعطي من الاجر عدد ما خلق الله إلى يوم القيامة (1).
3 - أمالي الطوسي: عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن عبد الله بن أحمد بن
مستورد، عن عبد الله بن يحيى، عن محمد بن عثمان بن زيد بن بكار بن الوليد الجهني
قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: من دخل سوقا فقال: أشهد أن
لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم ".
كتب الله له من الحسنات عدد من فيها من فصيح وأعجم (2).
4 - المحاسن: عن علي بن الحكم وعلي بن حديد، عن ابن عميرة، عن سعد
الخفاف، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من دخل السوق فنظر إلى حلوها ومرها
وحامضها فليقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله
اللهم إني أسألك من فضلك وأستجير بك من الظلم والغرم والمأثم " (3).
5 - المحاسن: عن أبي أيوب المدايني، عن ابن أبي عمير، عن سعد بن أبي
خلف، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: من قال في السوق
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " كتب الله
له ألف ألف حسنة (4).
6 - المحاسن: عن علي بن الحكم، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: من دخل سوق جماعة ومسجد أهل نصب فقال مرة واحدة:
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، والله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا
وسبحان الله بكرة وأصيلا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد وآله
وأهل بيته " عدلت حجة مبرورة (5).
7 - فقه الرضا (ع): وإذا اشتريت متاعا أو سلعة أو جارية أو دابة فقل: " اللهم إني
اشتريت ألتمس فيه من رزقك فاجعل لي فيه رزقا، اللهم إني ألتمس فيه فضلك
فاجعل لي فيه فضلا، اللهم إني ألتمس فيه من خيرك وبركتك وسة رزقك فاجعل

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 31.
(2) أمالي الطوسي ج 1 ص 144.
(3) المحاسن: 4.
(4) المحاسن: 4.
(5) المحاسن: 4.
173

لي فيها رزقا واسعا وربحا طيبا هنيئا مريئا " تقولها ثلاث مرات.
8 - فقه الرضا (ع): وإذا أصبت بمال فقل: " اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك
وفي قبضتك ناصيتي بيدك تحكم في ما تشاء وتفعل ما تريد اللهم فلك الحمد
على حسن قضائك وبلائك اللهم هو مالك ورزقك وأنا عبدك خولتني حين رزقتني
اللهم فألهمني شكرك فيه والصبر عليه حين أصبت وأخذت اللهم أنت أعطيت فأنت
أصبت اللهم لا تحرمني ثوابه ولا تنسني من خلفه في دنياي وآخرتي إنك على
ذلك قادر اللهم أنا لك وبك وإليك ومنك، لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا " وإذا
أردت أن تحرز متاعك فاقرأ آية الكرسي واكتبها وضعها في وسطه واكتب أيضا
وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، لا ضيعة
على ما حفظه الله فان تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب
العرش العظيم، فإنك قد أحرزته إنشاء الله فلا يصل إليه سوء بإذن الله.
36.
(باب)
* " (كنس الدار وتنظيفها، وجوامع مصالحها) " *
1 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن عبد الحميد
عن يونس بن يعقوب، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه، عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أجيفوا أبوابكم وخمروا آنيتكم
وأوكؤا أسقيتكم، فان الشيطان لا يكشف غطاء، ولا يحل وكاء، وأطفؤا سرجكم
فان الفويسقة تضرم البيت على أهله، واحبسوا مواشيكم وأهليكم من حين تجب
الشمس إلى أن تذهب فحمة العشاء (1).
2 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن البرقي، عن

(1) علل الشرايع ج 2 ص 269، واجافة الباب: رده وتخمير الآنية تغطيتها وايكاء
القربة والسقاء: شد رأسها بالوكاء أي الرباط.
174

رجل، عن ابن أسباط، عن عمه رفعه إلى أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله في كلام كثير: لا تؤووا منديل اللحم في البيت، فإنه مربض
الشيطان، ولا تؤووا التراب خلف الباب، فإنه مأوى الشيطان، وإذا خلع أحدكم
ثيابه فليسم لئلا تلبسها الجن، فإنه إن لم يسم عليها لبستها الجن حتى يصبح ولا تتبعوا
الصيد فإنكم على غرة وإذا بلغ أحدكم باب حجرته فليسم فإنه ينفر الشيطان، وإذا
دخل أحدكم بيته فليسلم فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة، ولا يرتدف ثلاثة على
دابة، فان أحدهم ملعون وهو المقدم (1) ولا تسموا الطريق السكة فإنه لا سكة إلا
سكك الجنة، ولا تسموا أولادكم الحكم ولا أبا الحكم فان الله هو الحكم، ولا تذكروا
الأخرى إلا بخير فان الله هو الأخرى (2) ولا تسموا العنب الكرم، فان المؤمن هو
الكرم واتقوا الخروج بعد نومة، فان لله دوابا يبثها يفعلون ما يؤمرون، وإذا
سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير، فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم، فإنها يرون ولا
ترون، فافعلوا ما تؤمرون، ونعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة (3).
3 - قرب الإسناد: عن اليقطيني، عن القداح، عن الصادق عليه السلام عن أبيه، عن أمير -
المؤمنين عليه السلام قال: نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت، فان تركه في البيت
يورث الفقر (4)
4 - أمالي الصدوق: في مناهي النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: لا تبيتوا القمامة في بيوتكم
وأخرجوها نهارا فإنها مقعد الشيطان (5).
5 - أمالي الطوسي: عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث

(1) أي الذي أقدم على ارداف الآخرين، أو هو الذي يكون على مقدم ظهره، فيلقى
ثقله على كاهل الدابة فيؤذيها ويتعبها أكثر من غيره.
(2) قال في هامش المصدر المطبوع: كذا في أكثر النسخ وفى نسخة " الآخرة "
وفى الأخرى " الاخر " والأخيرة أقرب، قال الله تعالى: هو الأول والاخر.
(3) علل الشرائع ج 2 ص 270.
(4) قرب الإسناد: 35.
(5) أمالي الصدوق: 254، والقمامة: الكناسة.
175

عن آبائه عليهم السلام قال: قال الصادق عليه السلام: إن الله تعالى يحب الجمال والتجمل
ويكره البؤس والتباؤس، فان الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى
عليه أثرها، قيل: وكيف ذلك؟ قال: ينظف ثوبه، ويطيب ريحه، ويحسن داره
ويكنس أفنيته، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر، ويزيد في
الرزق (1).
6 - الخصال: عن سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ترك نسج العنكبوت
في البيت يورث الفقر، وترك القمامة في البيت يورث الفقر، وقال عليه السلام: كسح
الفناء يزيد في الرزق (2).
7 - الخصال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن اليقطيني، عن محمد بن
إسحاق، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: غسل الإناء وكسح الفناء
مجلبة للرزق (3).
8 - المحاسن: عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب
رفعه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تذروا منديل الغمر
في البيت فإنه مربض للشيطان (4).
9 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن أبي خديجة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: لا تدعوا آنيتكم بغير غطاء، فان الشيطان إذا لم تغط
آنية بزق فيها وأخذ مما فيها ما شاء (5).
10 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان قال: رأيت
أبا الحسن الرضا عليه السلام قال: كنس الفناء يجلب الرزق، وروى بعض أصحابنا قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود (6).

(1) أمالي الطوسي ج 1 ص 281.
(2) الخصال ج 2 ص 93.
(3) الخصال ج 1 ص 28.
(4) المحاسن ص 448.
(5) المحاسن ص 584.
(6) المحاسن ص 624.
176

11 - المحاسن: عن بعض من ذكره رفعه إلى أبي جعفر عليه السلام قال: كنس البيت
ينفي الفقر (1).
12 - المحاسن: عن جابر بن الخليل القرشي، عن عبد الله بن ميمون القداح
عن جعفر، عن أبيه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: نظفوا أفنيتكم من حوك العنكبوت
فان تركه في البيوت يورث الفقر (2).
13 - المحاسن: عن عدة من أصحابنا، عن ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن
سالم رفعه إلى علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تؤوا التراب خلف الباب
فإنه مأوى الشيطان (3).
14 - مجالس المفيد: عن أحمد بن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن ابن معروف
عن ابن مهزيار، عن ابن فضال، عن يونس بن يعقوب، عن أبي مريم، عن أبي عبد الله
أو عن أبي جعفر صلوات الله عليهما عن جابر بن عبد الله قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله:
خمروا آنيتكم، وأوكؤا أسقيتكم، وأجيفوا أبوابكم، واحبسوا مواشيكم
وأهاليكم من حيث تجب الشمس إلى أن تذهب فحمة العشاء، إن الشيطان لا يكشف
غطاء ولا يحل وكاء، وإن الشياطين ترسل من حيث تجب الشمس، وأطفؤا
سرجكم فان الفويسقة تضرم البيت على أهله (4).
15 - مكارم الأخلاق: عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله أو أبى الحسن عليهما السلام أنه
سئل من إغلاق الأبواب وإكفاء الاناء وإطفاء السراج، قال: أغلق بابك فان
الشيطان لا يفتح بابا، وأطفئ سراجك من الفويسقة وهي الفارة لا تحرق بيتك
وأكفئ إناءك فان الشيطان لا يرفع إناء مكفأ.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا خرج من البيت في
الصيف خرج يوم الخميس وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.
وفي رواية عن ابن عباس قال: إن النبي صلى الله عليه وآله كان يخرج إذا دخل
الصيف ليلة الجمعة وإذا دخل الشتاء دخل ليلة الجمعة (5).

(1) المحاسن ص 624.
(2) المحاسن ص 624.
(3) المحاسن ص 624.
(4) مكارم الأخلاق: 147 و 146.
(5) مجالس المفيد ص 120.
177

أبواب
آداب السهر والنوم وأحوالهما
37.
* (باب) *
* " (ما ينبغي السهر فيه وما لا ينبغي وكراهة الحديث) " *
* " (بعد العشاء الآخرة وفيه بعض النوادر) " *
1 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
لا بأس بالسهر في الفقه (1).
2 - الخصال (2) أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الحسين
ابن الحسن القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن
زيد، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله
كره لكم أربعا وعشرين خصلة، ونهاكم عنها، فقال: وكره النوم قبل العشاء
الآخرة، وكره الحديث بعد العشاء الآخرة، وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر
وقال: من نام على سطح غير محجر فبرئت منه الذمة، وكره أن ينام الرجل في
بيت وحده (3).
أقول: تمامه في باب المناهي.
3 - الخصال: عن جعفر بن علي بن الحسن الكوفي، عن جده الحسن بن علي
عن جده عبد الله ابن المغيرة، عن جده، عن السكوني، عن الصادق، عن أبيه
عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا سهر إلا في ثلاث: متهجد بالقرآن
وفي طلب العلم، أو عروس تهدى إلى زوجها (4).

(1) قرب الإسناد ص 48.
(2) الخصال ج 2 ص 102.
(3) أمالي الصدوق ص 181.
(4) الخصال ج 1 ص 55.
178

4 - الخصال: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن موسى بن
جعفر البغدادي، عن عبيد الله بن عروة، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله
عليه السلام: قال خمسة لا ينامون: الهام بدم يسفكه، وذو المال الكثير لا أمين
له، والقائل في الناس الزور والبهتان عن عرض من الدنيا يناله، والمأخوذ بالمال
الكثير ولا مال له، والمحب حبيبا يتوقع فراقه (1).
5 - الخصال: عن الخليل، عن أبي العباس السراج، عن عبد الله بن عمر، عن
وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن منصور، عن خيثمة، عن عبد الله، عن رسول
الله صلى الله عليه وآله قال: لا سهر بعد العشاء الآخرة إلا لاحد رجلين: مصل
أو مسافر (2).
38.
* (باب) *
* " (ذم كثرة النوم) " *.
1 - أمالي الصدوق: في خبر الشيخ الشامي، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: يا شيخ من
خاف البيات قل نومه (3).
2 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن صالح يرفعه
باسناده قال: أربعة القليل منها كثير: النار القليل منها كثير، والنوم القليل منه كثير
والمرض القليل منه كثير، والعداوة القليل منها كثير (4).
3 - أمالي الصدوق (5) الخصال: عن الأسدي، عن محمد بن أبي أيوب النهروي، عن جعفر
ابن سنيد، عن أبيه، عن يوسف بن محمد بن المكندر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: قالت أم سليمان بن داود لسليمان عليه السلام: إياك

(1) الخصال ج 1 ص 142.
(2) الخصال ج 1 ص 39.
(3) أمالي ص 237.
(4) الخصال ج 1 ص 113.
(5) أمالي الصدوق ص 140.
179

وكثرة النوم بالليل فان كثرة النوم تدع الرجل فقيرا يوم القيامة (1).
4 - الخصال: عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى بن
جعفر البغدادي، عن محمد بن المعلى، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
ثلاث فيهن المقت من الله عز وجل: نوم من غير سهر، وضحك من غير عجب
وأكل عن الشبع (2).
5 - الخصال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن ابن معبد، عن عبد الله بن القاسم
عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أول ما
عصي الله تبارك وتعالى بست خصال: حب الدنيا، وحب الرياسة، وحب
الطعام، وحب النساء، وحب النوم، وحب الراحة (3).
6 - معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال رفعه إلى
أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن لإبليس كحلا ولعوقا وسعوطا
فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر (4).
7 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: السكر أربع سكرات: سكر
الشراب، وسكر المال، وسكر النوم، وسكر الملك (5).
8 - قصص الأنبياء: قال أبو جعفر عليه السلام: قال موسى عليه السلام: يا رب أي عبادك أبغض
إليك؟ قال: جيفة بالليل، بطال بالنهار.
9 - تفسير العياشي: عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن عليه السلام قال: لا تعود عينيك
كثرة النوم فإنها أقل شئ في الجسد شكرا (6).
10 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: إن الله يبغض كثرة النوم، وكثرة
الفراغ، وقال أيضا: كثرة النوم مذهبة للدين والدنيا (7).
11 - الاختصاص: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم وكثرة النوم، فان كثرة النوم
يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة (8).

(1) الخصال ج 1 ص 16.
(2) الخصال ج 1 ص 44.
(3) الخصال ج 1 ص 106.
(4) معاني الأخبار ص 138.
(5) الخصال ج 2 ص 170.
(6) تفسير العياشي ج 2 ص 115.
(7) مكارم الأخلاق ص 333.
(8) الاختصاص: 218.
180

39.
(باب)
* " (فضل الطهارة عند النوم) " *
1 - أمالي الصدوق (1) معاني الأخبار: عن العطار، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن نوح بن شعيب، عن
الدهقان، عن عروة: ابن أخي شعيب، عن شعيب، عن أبي بصير، عن الصادق عليه السلام
عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وآله يوما لأصحابه: أيكم يصوم
الدهر؟ قال سلمان رحمة الله عليه: أنا يا رسول الله قال صلى الله عليه وآله: فأيكم يحيي الليل؟
قال: سلمان أنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: فأيكم يختم القرآن في كل يوم؟
فقال سلمان: أنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله فغضب بعض أصحابه فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله
إن سلمان رجل من الفرس يريد أن يفتخر علينا معاشر قريش، قلت: أيكم يصوم
الدهر؟ فقال: أنا وهو أكثر أيامه يأكل، وقلت: أيكم يحيى الليل؟ فقال:
أنا وهو أكثر ليله نائم، وقلت: أيكم يختم القرآن في كل يوم؟ فقال: أنا
وهو أكثر نهاره صامت.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: مه يا فلان أنى لك بمثل لقمان الحكيم سله فإنه ينبئك
فقال الرجل لسلمان: يا أبا عبد الله أليس زعمت أنك تصوم الدهر؟ فقال: نعم
فقال: رأيتك في أكثر نهارك تأكل؟ فقال: ليس حيث تذهب إني أصوم الثلاثة
في الشهر. وقال الله عز وجل: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " وأصل شعبان
بشهر رمضان فذلك صوم الدهر، فقال: أليس زعمت أنك تحيي الليل؟ فقال:
نعم، فقال: أنت أكثر ليلك نائم فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي
رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: " من بات على طهر فكأنما أحيا الليل كله " فأنا أبيت على
طهر فقال: أليس زعمت أنك تختم القرآن في كل يوم؟ قال: نعم، قال:
فأنت أكثر أيامك صامت فقال: ليس حيث تذهب ولكني سمعت حبيبي رسول الله

(1) أمالي الصدوق ص 21.
181

صلى الله عليه وآله يقول لعلي: يا أبا الحسن مثلك في أمتي مثل قل هو الله أحد، فمن
قرءها مرة فقد قرء ثلث القرآن، ومن قرأها مرتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن
قرءها ثلاثا فقد ختم القرآن، فمن أحبك بلسانه فقد كمل له ثلث الايمان، ومن
أحبك بلسانه وقلبه فقد كمل له ثلثا الايمان، ومن أحبك بلسانه وقلبه ونصرك
بيده فقد استكمل الايمان، والذي بعثني بالحق يا علي لو أحبك أهل الأرض
كمحبة أهل السماء لك، لما عذب أحد بالنار، وأنا أقرء قل هو الله أحد في كل
يوم ثلاث مرات، فقام وكأنه قد ألقم حجرا (1).
2 - الخصال: الأربعمائة، قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ينام المسلم وهو جنب
ولا ينام إلا على طهور، فإن لم يجد الماء فليتيمم بالصعيد، فان روح المؤمن
ترفع إلى الله تبارك وتعالى فيقبلها ويبارك عليها، فإن كان أجلها قد حضر جعلها
في كنوز رحمته، وإن لم يكن أجلها قد حضر بعث بها مع امنائه من ملائكته
فيردونها في جسدها (2).
3 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن السندي بن الربيع
عن محمد بن كردوس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات
وفراشه كمسجده (3).
4 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن محمد بن كردوس
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من بات على وضوء بات وفراشه مسجده فان تخفف
وصلى ثم ذكر الله لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه (4).
5 - المحاسن: في رواية حفص بن غياث، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أوى
إلى فراشه فذكر أنه على غير طهر وتيمم من دثار ثيابه [كائنا ما كان] كان في صلاة
ما ذكر الله (5).
6 - مكارم الأخلاق: قال الصادق عليه السلام: من تطهر ثم أوى إلى فراشه بات وفراشه

(1) معاني الأخبار: 234.
(2) الخصال ج 2 ص 156.
(3) ثواب الأعمال: 18.
(4) ثواب الأعمال: 22.
(5) المحاسن ص 47.
182

كمسجده فان ذكر أنه على غير وضوء فليتيمم من دثاره كائنا ما كان، فان فعل
ذلك لم يزل في الصلاة وذكر الله عز وجل (1).
7 - دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله: من نام على الوضوء إن أدركه
الموت في ليله فهو عند الله شهيد.
40.
(باب)
* " (كراهة استقبال الشمس والجلوس) " *
* " (والنوم وغيرهما) " *
1 - الخصال: عن ابن الوليد، عن الحميري، عن ابن عيسى، عن أبي يحيى
الواسطي رفعه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: لا تستقبلوا الشمس فإنها مبخرة تشحب
اللون، وتبلي الثوب، وتظهر الداء الدفين (2).
2 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى بن جعفر
البغدادي، عن عبيد الله بن عبد الله، عن موسى بن إبراهيم المروزي، عن موسى بن
جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الشمس أربع خصال: تغير اللون، تنتن
الريح، وتخلق الثياب، وتورث الداء (4).
3 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا جلس أحدكم في الشمس
فليستدبرها بظهره فإنها تظهر الداء الدفين (5).

(1) مكارم الأخلاق ص 333.
(2) الخصال ج 1 ص 48، والمبخرة - بالفتح -
مجلبة البخر، وهو نتن الفم، كما يقال: إياكم ونومة الغداة فإنها مبخرة. وشحوبة اللون
تغيره واغبراره.
(3) الخصال ج 1 ص 119.
(4) الخصال ج 2 ص 159.
183

41.
* (باب) *
* " (الأوقات المكروهة للنوم) " *
1 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن ابن هاشم، عن
الحسن بن أبي الحسين الفارسي، عن سليمان بن حفص البصري، عن جعفر بن
محمد عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما عجت الأرض إلى ربها عز وجل كعجيجها
من ثلاثة: من دم حرام يسفك عليها، أو اغتسال من زنا، أو النوم عليها قبل طلوع
الشمس (1).
أقول: قد مر في باب السهر بالاسناد عن النبي صلى الله عليه وآله أن الله كره النوم
قبل العشاء الآخرة.
2 - الخصال: عن سعيد بن علاقة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: النوم بين العشائين
يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر (2).
3 - أمالي الطوسي: عن الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن أبي الحسن الثالث
عن آبائه، عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: " تتجافى جنوبهم عن المضاجع " (3)
قال: كانوا لا ينامون حتى يصلوا العتمة (4).
4 - أمالي الطوسي: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن إسحاق بن محمد بن مروان
عن أبيه، عن يحيى بن سالم الفراء، عن حماد بن عثمان، عن الصادق، عن آبائه
عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة
فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر، يرى باطنه من ظاهره لضيائه ونوره، وفيه
قبتان من در وزبرجد، فقلت: يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ قال: هو لمن أطاب
الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجد بالليل والناس نيام، قال علي عليه السلام:

(1) الخصال ج 1 ص 69.
(2) الخصال ج 2 ص 93.
(3) السجدة: 16.
(4) أمالي الطوسي ج 1 ص 30.
184

فقلت: يا رسول الله وفي أمتك من يطيق هذا؟ فقال: أتدري ما إطابة الكلام؟ فقلت:
الله ورسوله أعلم قال: من قال " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " أتدري
ما إدامة الصيام؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: من صام شهر رمضان ولم يفطر منه
يوما، أتدري ما إطعام الطعام؟ قلت: الله ورسله أعلم قال: من طلب لعياله ما يكف
به وجوههم عن الناس، أتدري ما التهجد بالليل والناس نيام؟ قلت: الله ورسوله
أعلم قال: من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة والناس من اليهود والنصارى وغيرهم
من المشركين نيام بينهما (1).
5 - بصائر الدرجات: عن محمد بن عبد الجبار، عن اللؤلؤي، عن أحمد الميثمي، عن
صالح، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: يا أبا حمزة لا تنامن قبل
طلوع الشمس فاني أكرهها لك، إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى
أيدينا يجريها (2).
6 - مكارم الأخلاق: قال الصادق عليه السلام قال: رسول الله صلى الله عليه وآله: النوم من أول النهار خرق
والقائلة نعمة والنوم. بعد العصر حمق، وبين العشائين يحرم الرزق (3).
42.
(باب القيلولة)
1 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: إن
أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني كنت رجلا ذكورا فصرت
نسيا فقال له النبي صلى الله عليه وآله: لعلك اعتدت القائلة فتركتها؟ فقال: أجل، فقال له
النبي صلى الله عليه وآله: فعد يرجع إليك حفظك إنشاء الله (4).

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 74.
(2) بصائر الدرجات: 343.
(3) مكارم الأخلاق ص 333، والخرق: البلادة وأن لا يحسن الرجل العمل
والتصرف في الأمور، ونومة الخرق نومة الضحى قيل لها ذلك، لدلالتها على بلادة النائم،
(4) قرب الإسناد ص 48.
185

2 - دعوات الراوندي: عن زين العابدين عليه السلام أنه كان يصلي صلاة الغداة
ثم يعقب في مصلاه حتى تطلع الشمس ثم يقوم فيصلي صلاة طويلة ثم يرقد رقدة
ثم يستيقظ فيدعو بالسواك فيستن ثم يدعو بالغداة.
43.
(باب)
* " (أنواع النوم وما يستحب منها وآدابه) " *
* " (ومعالجة من يفزع في المنام) " *
1 - الخصال: الأربعمائة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا ينام الرجل على المحجة
وقال: لا ينام الرجل على وجهه ومن رأيتموه نائما على وجهه فأنبهوه ولا تدعوه.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده
الأيمن، فإنه لا يدري أينتبه من رقدته أم لا (1).
2 - علل الشرائع: عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني
عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إذا أوى أحدكم إلى فراشه
فليمسحه بطرف إزاره فإنه لا يدري ما يحدث عليه ثم ليقل " اللهم إن أمسكت نفسي
في منامي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " (2).
3 - قرب الإسناد: عن اليقطيني، عن القداح، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
النبي صلى الله عليه وآله: إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليمسحه بصنيفة (3) إزاره فإنه لا يدري
ما حدث عليه بعده (4).
4 - الخصال، عيون أخبار الرضا (ع)، علل الشرائع: في خبر الشامي أنه سأل أمير المؤمنين عليه السلام عن النوم على
كم وجه هو؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: النوم على أربعة أصناف: الأنبياء تنام على
أقفيتها مستلقية وأعينها لا تنام متوقعة لوحي ربها عز وجل، والمؤمن ينام على

(1) الخصال ج 2 ص 156 و 170.
(2) علل الشرائع ج 2 ص 276.
(3) الصنفة: حاشية الثوب وطرته.
(4) قرب الإسناد ص 17.
186

يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها على شمائلها ليستمرؤا ما يأكلون، وإبليس
وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين (1).
5 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن اليقطيني
عن الدهقان، عن درست، عن ابن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: لعن
رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة: الاكل زاده وحده، والراكب في الفلاة وحده، والنائم في
البيت وحده (2).
6 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي ثلاثة يتخوف منهن
الجنون: التغوط بين القبور، والمشي في خف واحد، والرجل ينام وحده (3).
7 - الخصال (4) أمالي الصدوق: بالاسناد المتقدم في باب السهر عن النبي صلى الله عليه وآله: أن الله كره
النوم في سطح ليس بمحجر، وقال: من نام علي سطح غير محجر فقد برئت منه
الذمة، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده (5).
8 - الخصال: عن ابن موسى، عن ابن زكريا، عن ابن حبيب، عن عثمان بن
سعيد، عن هدبة بن خالد، عن مبارك بن فضالة، عن ابن نباتة قال: قال أمير المؤمنين
للحسن ابنه عليهما السلام: يا بني ألا أعلمك أربع خصال تستغني بها عن الطب؟ فقال: بلى
يا أمير المؤمنين، قال: لا تجلس على الطعام إلا وأنت جائع، ولا تقم عن الطعام
إلا وأنت تشتهيه، وجود المضغ، وإذا نمت فاعرض نفسك على الخلا، فإذا استعملت
هذه استغنيت عن الطب (6).
9 - أمالي الصدوق: في خبر المناهي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يبيتن أحدكم ويده غمرة
فان فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه (7).
10 - عيون أخبار الرضا (ع): بالاسناد إلى دارم، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله

(1) الخصال ج 1 ص 126، عيون الأخبار ج 1 ص 246، علل الشرائع ج 2
ص 284، في حديث واستمراء الطعام: وجدانه هنيئا مريئا سائغا.
(2) الخصال ج 1 ص 46.
(3) الخصال ج 1 ص 62.
(4) الخصال ج 2 ص 102.
(5) أمالي الصدوق ص 181.
(6) الخصال ج 1 ص 109.
(7) أمالي الصدوق ص 254.
187

صلى الله عليه وآله: اغسلوا صبيانكم من الغمر فان الشيطان يشم الغمر فيفزع الصبي
في رقاده ويتأدى به الكاتبان (1).
علل الشرائع: عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن القاسم، عن جده، عن أبي
بصير، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين عليه السلام مثله (2).
11 - المحاسن: عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه، عن محمد بن المثنى
عن رجل من بني نوفل بن عبد المطلب، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البائت في البيت وحده، والسائر وحده شيطانان، والاثنان،
لمة والثلاثة إنس (3).
12 - المحاسن: عن أبيه، عن صفوان، عن العيص قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن
السطح ينام على بغير حجرة؟ فقال: نهي النبي صلى الله عليه وآله عنه، فسألته عن ثلاثة حيطان
فقال: لا إلا أربع، فقلت: كم طول الحائط قال: أقصره ذراع أو شبر (4).
13 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يبات على سطح غير محجر (5).
14 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن الحجال، عن ابن بكير، عن ابن مسلم، عن
أبي عبد الله عليه السلام أنه كره أن يبيت الرجل على سطح ليست عليه حجرة، والرجل
والمرأة في ذلك سواء (6).
15 - المحاسن: عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن ابن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام
أنه كان يكره البيتوتة للجرل على سطح وحده أو على سطح ليست على حجرة
والرجل والمرأة فيه بمنزلة (7).
16 - المحاسن: عن ابن فضال، عن أبي أحمد، عن محمد بن أبي حمزة وغيره
عن أبي عبد الله عليه السلام في السطح يبات عليه غير محجر؟ فقال: يجزيه أن يكون مقدار
ارتفاع الحائط ذراعين (8).

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 69.
(2) علل الشرائع ج 2 ص 243.
(3) المحاسن ص 356.
(4) المحاسن ص 621 - 622.
(5) المحاسن ص 621 - 622.
(6) المحاسن ص 621 - 622.
(7) المحاسن ص 621 - 622.
(8) المحاسن ص 621 - 622.
188

17 - المحاسن: عن ابن فضال، عن علي بن إسحاق، عن سهل بن اليسع، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من بات على سطح غير محجر فأصابه
شئ فلا يلومن إلا نفسه (1).
18 - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: ونم نومة المتعبدين، ولا تنم نومة الغافلين
فان المتعبدين الأكياس ينامون استرواحا، وأما الغافلون ينامون استبطارا قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: تنام عيني ولا ينام قلبي. وانو بنومك تخفيف مؤنتك على الملائكة
واعتزال النفس من شهواتها، واختبر بها نفسك معرفة بأنك عاجز ضعيف لا تقدر
على شئ من حركاتك وسكونك، إلا بحكم الله وتقديره فان النوم أخ الموت
فاستدلل به على الموت الذي لا تجد السبيل إلى الانتباه فيه، والرجوع إلى إصلاح
ما فات عنك، ومن نام عن فريضة أو سنة أو نافلة أو فاته بسببها شئ فذلك نوم الغافلين
وسيرة الخاسرين، وصاحبه مغبون، ومن نام بعد فراغه من أداء الفرائض والسنن
والواجبات من الحقوق، فذلك نوم محمود.
وإني لا أعلم لأهل زماننا هذا شيئا إذا أتوا بهذه الخصال أسلم من النوم، لان
الخلق تركوا مراعاة دينهم، ومراقبة أحوالهم، وأخذوا شمال الطريق والعبد
إن اجتهد أن لا يتكلم، كيف يمكنه أن لا يستمع إلى ما هو مانع له عن ذلك، وإن
النوم من إحدى تلك الآلات، قال الله عز وجل: " إن السمع والبصر والفؤاد كل
أولئك كان عنه مسؤولا " وإن في كثرته آفات وإن كان على سبيل ما ذكرناه. وكثرة
النوم يتولد من كثرة الشرب، وكثرة الشرب يتولد من كثرة الشبع وهما يثقلان
النفس عن الطاعة، ويقسيان القلب عن التفكر والخشوع.
واجعل كل نومك آخر عهدك من الدنيا، واذكر الله بقلبك ولسانك وخف
اطلاعه على سرك، واعتقد بقلبك ومستعينا به في القيام إلى الصلاة، فإذا انتبهت فان
الشيطان يقول لك: نم فان عليك بعد ليلا طويلا، يريد تفويت وقت مناجاتك وعرض
حالك على ربك، ولا تغفل عن الاستغفار بالاسحار فان للقانتين فيه أشواقا (2).

(1) المحاسن ص 622.
(2) مصباح الشريعة ص 29.
189

19 - طب الأئمة: عن جعفر بن حنان الطائي، عن محمد بن عبد الله بن مسعود، عن
ابن مسكان، عن الحلبي قال: قال أبو عبد الله عليه السلام لرجل من أوليائه وقد سأله
الرجل فقال: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله إن لي بنية وأرق لها وأشفق عليها، فإنها
تفزع كثيرا ليلا ونهارا، فان رأيت أن تدعو الله لها بالواقية، قال: فدعا لها ثم
قال: مرها بالفصد، فإنها تنتفع بذلك.
20 - طب الأئمة: أبو عبيدة بن محمد بن عبيد، عن أبيه، عن النصر، عن ميسر، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رجلا قال له: يا ابن رسول الله إن لي جارية يكثر
فزعها في المنام، وربما اشتد بها الحال، فلا تهدأ ويأخذها خدر في عضدها
وقد رآها بعض من يعالج فقال: إن بها مس من أهل الأرض، وليس يمكن علاجها
فقال عليه السلام: بردها بالفصد، وخذ لها ماء الشبيت المطبوخ بالعسل، ويسقى ثلاثة
أيام، قال: ففعلت ذلك فعوفيت بإذن الله عز وجل.
21 - دعوات الراوندي: روى ابن بابويه رحمه الله عن أحمد بن إسحاق الوكيل
القمي رضي الله عنه قال: دخلت على أبي محمد عليه السلام فقلت: جعلت فداك إني مغتم بشئ
يصيبني في نفسي، وقد أردت أن أسأل أباك فلم يتفق لي ذلك، فقال: ما هو؟ فقلت:
يا سيدي روي لنا عن آبائك عليهم السلام أن نوم الأنبياء على أقفيتهم، ونوم المؤمنين
على أيمانهم، ونوم المنافقين على شمائلهم، ونوم الشياطين على وجوههم، فقال:
كذلك، فقلت: يا سيدي فاني أجهد أن أنام على يميني فلا يمكنني ولا يأخذني النوم
عليها، فسكت ساعة ثم قال: يا أحمد ادن مني فدنوت منه، فقال: يا أحمد أدخل
يدك تحت ثيابك، فأدخلتها فأخرج يده من تحت ثيابه، وأدخلها تحت ثيابي، ومسح
بيده اليمنى على جانبي الأيسر، وبيده اليسرى على جانبي الأيمن، ثلاث مرات
قال أحمد: فما أقدر أن أنام على يساري منذ فعل عليه السلام ذلك بي (1).
وقال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أويت إلى فراشك فانظر ما سلكت في بطنك، وما
كسبت في يومك، واذكر أنك ميت وأن لك معادا.

(1) رواه في الكافي ج 1 ص 513.
190

44.
* (باب) *
* " (القراءة والدعاء عند النوم والانتباه) " *
1 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا انتبه أحدكم من نومه
فليقل " لا إله إلا الله الحليم الكريم الحي القيوم وهو على كل شئ قدير
سبحان رب النبيين وإله المرسلين رب السماوات السبع وما فيهن ورب الأرضين
السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين " فإذا
جلس من نومه فليقل قبل أن يقوم: " حسبي الله حسبي الرب من العباد حسبي
الله الذي هو حسبي منذ كنت حسبي الله ونعم الوكيل ".
إذا قام أحدكم من الليل فلينظر إلى أكناف السماء وليقرأ: " إن في خلق
السماوات والأرض " إلى قوله: " إنك لا تخلف الميعاد " (1).
وقال عليه السلام: إذا أراد أحدكم النوم فلا يضعن جنبيه على الأرض حتى
يقول: أعيذ نفسي وديني وأهلي ومالي وخواتيم عملي وما رزقني ربي وخولني
بعزة الله، وعظمة الله، وجبروت الله، وسلطان الله، ورحمة الله، ورأفة الله
وغفران الله، وقوة الله، وقدرة الله، وجلال الله، وبصنع الله، وأركان الله
وبجمع الله، وبرسول الله، وبقدرة الله، على ما يشاء من شر السامة والهامة
ومن شر الجن والإنس، ومن شر ما يدب في الأرض، وما يخرج منها، وما
ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر كل دابة ربي آخذ بناصيتها إن
ربي على صراط مستقيم، وهو على كل شئ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم " فان رسول الله كان يعوذ بها الحسن والحسين عليهما السلام، وبذلك أمر
رسول الله صلى الله عليه وآله (2).
وقال عليه السلام: إذا أراد أحدكم النوم فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن

(1) الخصال ج 2 ص 163.
(2) الخصال ج 2 ص 162.
191

وليقل: " بسم الله وضعت جنبي لله على ملة إبراهيم ودين محمد وولاية من افترض
الله طاعته ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن " فمن قال ذلك عند منامه حفظ من
اللص والمغير والهدم، واستغفرت له الملائكة، ومن قرء " قل هو الله أحد " حين
يأخذ مضجعه، وكل الله عز وجل به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته (1).
2 - التوحيد (2) أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد
بن هلال، عن عيسى بن عبد الله، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: من قرء قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة (3)
ثواب الأعمال: عن محمد العطار، عن الأشعري مثله إلا أن فيه من قرء قل هو الله أحد
مائة مرة حين يأخذ (4).
3 - ثواب الأعمال (5) الخصال (6) أمالي الصدوق: عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الحسين
ابن يوسف، عن سلام بن غانم، عن الصادق عليه السلام قال: من قال حين يأوي إلى
فراشه " لا إله إلا الله " مائة مرة بنى الله له بيتا في الجنة، ومن استغفر الله حين يأوي
إلى فراشه مأة مرة تحاتت ذنوبه كما يسقط ورق الشجر (7).
4 - قرب الإسناد: عن ابن سعد، عن الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال:
حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات: " الحمد لله الذي علا فقهر والحمد لله الذي بطن
فخبر والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيي الموتى وهو على كل
شئ قدير " قال عليه السلام: خرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمة (8).
ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن محمد بن بكر
مثله، وفيه يحيي الموتى ويميت الاحياء (9).

(1) الخصال ج 2 ص 162.
(2) التوحيد: 81.
(3) أمالي الصدوق، 10.
(4) ثواب الأعمال: 115.
(5) ثواب الأعمال: 5.
(6) الخصال ج 2 ص 146.
(7) أمالي الصدوق:
(8) قرب الإسناد: 25.
(9) ثواب الأعمال: 138.
192

5 - عيون أخبار الرضا (ع): في خبر رجاء بن ضحاك فيما كان يعمل الرضا عليه السلام في طريق
خراسان قال: فإذا كان الثلث الأخير من الليل قام عن فراشه بالتسبيح
والتحميد والتكبير والتهليل والاستغفار وقال: كان يكثر بالليل في فراشه
من تلاوة القرآن فإذا مر بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى وسأل الله الجنة وتعوذ به
من النار (1).
6 - علل الشرائع: عن القطان، عن السكري، عن الحكم بن أسلم، عن ابن
عيينة، عن الحريري، عن أبي الورد بن ثمامة، عن علي عليه السلام أنه قال لرجل
من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة عليها السلام إنها كانت عندي - وكانت من
أحب أهله إليه - وإنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى
حتى مجلت يداها (2) وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت النار تحت
القدر حتى دكنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضرر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك
فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، فأتت النبي صلى الله عليه وآله فوجدت
عنده حداثا فاستحت وانصرفت، قال: فعلم النبي صلى الله عليه وآله أنها جاءت لحاجة.
قال: فغدا علينا ونحن في لفاعنا (3) فقال: السلام عليكم، فسكتنا واستحيينا
لمكاننا ثم قال: السلام عليكم فسكتنا ثم قال: السلام عليكم فخشينا إن لم نرد
عليه ينصرف وقد كان يفعل ذلك يسلم ثلاثا فان اذن له، وإلا انصرف، فقلت:
وعليك السلام يا رسول الله ادخل! فلم يعد صلى الله عليه وآله أن جلس عند رؤوسنا، فقال: يا
فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ قال: فخشيت إن لم نجبه أن يقوم قال:
فأخرجت رأسي فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 181 و 182.
(2) مجلت اليد: نفطت من العمل فمرنت، وقيل: المجل أن يكون بين الجلد
واللحم ماء من كثرة العمل، وقيل: قشر رقيق يجتمع فيه ماء من أثر العمل، أقول
يقال له بالفارسية: تأول.
(3) اللفاع: كل ما يجلل به الجسد كساء كان أو غيره.
193

أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى
اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك
فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل، قال: أفلا أعلمكما ما هو
خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا
وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين، قال: فأخرجت عليهما السلام رأسها فقالت: رضيت عن
الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله ورسوله (1).
7 - علل الشرائع: عن أبيه، عن سعد، عن ابن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني
عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: إذا أوى أحدكم إلى فراشه
فليمسحه بطرف إزاره فإنه لا يدري ما يحدث عليه ثم ليقل: " اللهم إن أمسكت
نفسي في منامي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين " (2).
8 - طب الأئمة: عوذة للصبي إذا كثر بكاؤه، ولمن يفزع بالليل وللمرأة إذا
سهرت من وجع " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا * ثم بعثناهم لنعلم أي
الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا " حدثنا أبو المغرا الواسطي عن محمد بن سليمان، عن
مروان بن الحكم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام مأثورة، عن
أمير المؤمنين عليه السلام أنه قالت ذلك.
9 - طب الأئمة: عن إبراهيم الحزام الحريري، عن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة
عن عبد الرحيم بن عبد المجيد القصير، عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قال: من أصابه
ضعف في قلبه أو بدنه، فليأكل لحم الضأن باللبن فإنه يخرج من أوصاله كل داء
وغائلة ويقوي جسمه ويشد متنه. ويقول: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له
يحيى ويميت ويميت ويحيى، وهو حي لا يموت " يرددها عشر مرات قبل نومه
ويسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ويقرأ آية الكرسي وقل هو الله أحد.
10 - طب الأئمة: عن إبراهيم بن عيسى الزعفراني، عن محمد بن حبيب الحارثي
وكان من أعلم أهل زمانه وأتقاهم، عن ابن سنان، عن المفضل عن عمر قال: قال

(1) علل الشرائع ج 2 ص 54.
(2) علل الشرائع ج 2 ص 276.
194

أبو عبد الله عليه السلام: إن استطعت أن لا تبيت حتى تتعوذ بالإحدى عشر حرفا فافعل
فقلت: أخبرني بها يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: " أعوذ بعزة الله، أعوذ بقدرة الله
أعوذ بجلال الله، أعوذ بجمال الله، أعوذ بسلطان الله، أعوذ بدفع الله، أعوذ بمن الله
أعوذ بجمع الله، أعوذ بملك الله، أعوذ بتمام رحمة الله، أعوذ برسول الله صلى الله عليه
وعلى أهل بيته، من شر ما خلق وذرء وبرء " وتتعوذ به مما شئت فإنه لا يضرك
هوام ولا جن ولا إنس ولا شيطان إنشاء الله تعالى.
11 - تفسير العياشي: قال الحسن بن راشد: إذا استيقظت من منامك فقل الكلمات
التي تلقى بها آدم من ربه " سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتك
غضبك لا إله إلا أنت إني ظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنك أنت التواب الرحيم
الغفور " (1).
12 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: إذا ادخل عليك المصباح فقال: " اللهم
اجعل لنا نورا نمشي به في الناس، ولا تحرمنا نورك يوم نلقاك، واجعل لنا نورا إنك
نور لا إله إلا أنت " وإذا انطفئ السراج فقل: " اللهم أخرجنا من الظلمات إلى
النور ".
عن محمد بن مسلم قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: إذا توسد الرجل يمينه
فليقل: " بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك، وفوضت
أمري إليك وألجأت ظهري إليك، توكلت عليك رهبة منك، ورغبة إليك، لا
ملجا ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبرسولك الذي
أرسلت " ويسبح تسبيح فاطمة عليها السلام. ومن أصابه فزع عند منامه فليقرء إذا أوى إلى
فراشه المعوذتين وآية الكرسي.
عن الصادق عليه السلام قال: اقرأ: قل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون عن
منامك فإنها براءة من الشرك. وقل هو الله أحد نسبة الرب عز وجل.
روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: سمعت نبيكم على أعواد المنبر وهو

(1) تفسير العياشي ج 1 ص 41.
195

يقول: من قرء آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة
إلا الموت، ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد، ومن قرأها إذا أخذ مضجعه آمنه
الله على نفسه وجاره وجار جاره والابيات حوله.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرء قل هو الله أحد حين يأخذ مضجعه غفر الله له
ذنوب خمسين سنة.
عن محمد بن مسلم، عن أحدهما قال: لا يدع الرجل أن يقول عند منامه: " أعيذ
نفسي وذريتي وأهل بيتي ومالي بكلمات الله التامات من كل شيطان رجيم ومن كل
شيطان هامة ومن كل عين لامة " (1) فذلك الذي عوذ به جبرئيل الحسن والحسين عليهما السلام:
وقال الصادق عليه السلام: من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث مرات: " الحمد لله
الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله الذي ملك فقدر، والحمد
لله الذي يحيى الموتى ويميت الاحياء، وهو على كل شئ قدير " خرج من
الذنوب كيوم ولدته أمه.
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قرء ألهاكم التكاثر عند منامه وقي فتنه القبر.
في الفزع: وإن فزعت من الليل فقل عشر مرات: " أعوذ بكلمات الله من
غضبه، ومن عقابه، ومن شر عباده، ومن همزات الشياطين، وأعوذ بك رب
أن يحضرون " فان النبي صلى الله عليه وآله كان يأمر، به واقرء آية الكرسي " وإذ يغشيكم
النعاس أمنة منه " " وجعلنا نومكم سباتا " (2).
في من خاف من اللصوص: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا أراد أحدكم النوم
فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، وليقل: " بسم الله وضعت جنبي الله، على ملة
إبراهيم عليه السلام ودين محمد صلى الله عليه وآله وولاية من افترض الله طاعته ما شاء الله كان وما لم يشأ

(1) الهامة: ما له سم يقتل كالحية أو لا يقتل كسائر الحشرات المؤذية، وفى الصحاح:
لا يقع هذا الاسم الا على المخوف من الاحناش، واللامة: العين التي تصيب الانسان بسوء
عندما تعجب منه يقال منه بالفارسية: چشم زخم.
(2) الأنفال: 11، والنبأ: 9.
196

لم يكن أشهد أن الله على كل شئ قدير " فان من قال ذلك عند منامه حفظ من اللص
والهدم، وتستغفر له الملائكة، ومن قرء قل هو الله أحد عند مضجعه وكل الله به
خمسين ملكا يحرسونه ليلته.
روي أن من خاف اللصوص فليقرء عند منامه: " قل ادعوا الله أو ادعوا
الرحمن " (1) إلى آخر السورة.
في الاحتلام: عن الصادق عليه السلام قال: إذا خفت الجنابة فقل في فراشك: " اللهم
إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن سوء الأحلام، ومن أن يتلاعب بي الشيطان في
اليقظة والمنام ".
ومن خاف الأرق: فإذا خفت الأرق فقل عند منامك: " سبحان الله ذي
الشأن، دائم السلطان، عظيم البرهان، كل يوم هو في شان " ثم يقول: " يا مشبع
البطون الجائعة، يا كاسي الجنوب العارية، يا مسكن العروق الضاربة، يا منوم العيون
الساهرة، سكن عروقي الضاربة، وائذن لعيني نوما عاجلا ".
آخر: اقرأ آية الكرسي: " وإذ يغشيكم النعاس أمنة منه " " وجعلنا نومكم
سباتا ".
في الهدم: فإذا خفت الهدم عند الزلزلة، فاقرأ عند منامك " إن الله يمسك
السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان
حليما غفورا " (2)،
للنعاس: " ولما جاء موسى لميقاتنا " إلى قومه " أول المؤمنين " (3) يقرء
على الماء ويمسح به رأسه ووجهه وذراعيه.
لمن بال في النوم (4) أو فزع فيه " بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول
الله النبي الأمي العربي الهاشمي القرشي المدني، الأبطحي، التهامي إلى

(1) أسرى: 110.
(2) فاطر: 39، راجع مكارم الأخلاق ص 333 - 336.
(3) الأعراف: 139 و 140، راجع مكارم الأخلاق ص 444.
(4) في المطبوع من المصدر اختلاف راجعه.
197

من حضر الدار من العمار، أما بعد فان لنا ولكم في الحق سعة فان يكن فاجرا
مقتحما، أو داعي حق مبطلا، أو من يؤذي الولدان ويفزع الصبيان ويبكيهم
ويبولهم في الفراش فلتمضوا إلى أصحاب الأصنام، وإلى عبدة الأوثان ولتخلوا
عن أصحاب القرآن في جوار الرحمن، ومخاري الشيطان، وعن أيمانهم القرآن "
وصلى الله على محمد النبي (1).
للفزع أيضا: شهد الله (2) الآية وآية الكرسي و " قل ادعوا الله " (3) إلى آخر
السورة " وإن ربكم الله " الآية (4) " لقد جاءكم رسول من أنفسكم " إلى آخر السورة (5)
" قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن " (6) من السباع والجن والسحرة
" قل الله [خالق كل شئ وهو] الواحد القهار (7) " " اليوم تجزى كل نفس
بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب " (8) لمن الملك اليوم لله الواحد
القهار " (9).
13 - تفسير علي بن إبراهيم: (10) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: في قوله تعالى " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس
بضارهم شيئا إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون " إن فاطمة عليها السلام رأت
في منامها أن رسول الله صلى الله عليه وآله هم أن يخرج وفاطمة وعلي والحسن والحسين
صلوات الله عليهم من المدينة فخرجوا حتى جاوزوا من حيطان المدينة فتعرض لهم
طريقان فأخذ رسول الله ذات اليمين حتى انتهى بهم إلى موضع فيه نخل وماء
فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله شاة كبرا وهي التي في أحد اذنيها نقط بيض، فأمر بذبحها
فلما أكلوا ماتوا في مكانهم، فانتبهت فاطمة باكية ذعرة، فلم تخبر رسول الله صلى الله عليه وآله
بذلك.

(1) مكارم الأخلاق ص 469.
(2) آل عمران: 16.
(3) اسرى: 110 و 111.
(4) يونس: 3.
(5) براءة: 129 و 130.
(6) الأنبياء: 42.
(7) الرعد: 16.
(8) غافر: 16 و 17.
(9) مكارم الأخلاق ص 470.
(10) في المطبوعة رمز سن المحاسن وهو مصحف، لا يوجد في المحاسن، والآية في المجادلة: 10.
198

فلما أصبحت جاء رسول الله صلى الله عليه وآله بحمار فأركب عليه فاطمة عليها السلام وأمر أن
يخرج أمير المؤمنين والحسن والحسين من المدينة كما رأت فاطمة عليها السلام في نومها
فلما خرجوا من حيطان المدينة عرض له طريقان فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله ذات اليمين
كما رأت فاطمة عليها السلام حتى انتهوا إلى موضع فيه نخل وماء فاشترى رسول الله صلى الله عليه وآله
شاة كما رأت فاطمة عليها السلام فأمر بذبحها فذبحت وشويت فلما أرادوا أكلها قامت
فاطمة وتنحت ناحية منهم تبكي مخافة أن يموتوا، فطلبها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى
وقع عليها وهي تبكي فقال عليه السلام: ما شأنك يا بنية؟ قالت: يا رسول الله رأيت
البارحة كذا وكذا في نومي وقد فعلت أنت كما رأيته، فتنحيت عنكم لئلا أراكم
تموتون.
فقام رسول الله صلى الله عليه وآله فصلى ركعتين: ثم ناجى ربه فنزل عليه جبرئيل
فقال: يا محمد هذا شيطان يقال لها: الدها، وهو الذي أرى فاطمة هذه الرؤيا
ويؤذي المؤمنين في نومهم ما يغتمون به فأمر جبرئيل به فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال له: أنت أريت فاطمة هذه الرؤيا؟ فقال: نعم يا محمد فبزق عليه ثلاث بزقات
وشجه في ثلاث مواضع، ثم قال جبرئيل لمحمد: قل يا محمد إذا رأيت في منامك
شيئا تكرهه أو رأى أحد من المؤمنين فليقل " أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون
وأنبياء الله المرسلون، وعباد الصالحون، من شر ما رأيت من رؤياي " ويقرأ
الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد، ويتفل عن يساره ثلاث تفلات فإنه لا يضره
ما رأى، وأنزل الله على رسوله " إنما النجوى من الشيطان " الآية (1).

(1) تفسير القمي 668، ونقله المؤلف العلامة في شرح كتاب الروضة من الكافي
ذيل الحديث الذي يأتي تحت الرقم 28، وهكذا أخرجه في المجلد الرايع عشر باب
حقيقة الرؤيا وتعبيرها ص 440 من طبعة الكمباني وقال بعده:
بيان: ما رأيت الكبراء بهذا المعنى فيما عندنا من كتب اللغة، وتعرض الشيطان
لفاطمة عليها السلام وكون منامها المضاهي للوحي شيطانيا وإن كان بعيدا، لكن باعتبار
عدم بقاء الشبهة وزوالها سريعا وترتب المعجز من الرسول صلى الله عليه وآله في
ذلك والمنفعة المستمرة للأمة ببركتها يقل الاستبعاد، والحديث مشهور متكرر في الأصول
والله يعلم.
أقول: وبعد ذلك يبقى تنحى فاطمة عليها السلام ناحية تبكى، من دون أن تبادر
بقصة الرؤيا ومنعهم من شراء الشاة، ثم ذبحها ثم شوائها، ثم التهيئة لاكلها! حتى يسألها
رسول الله صلى الله عليه وآله فتأمل.
199

14 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
علي، عن الحسن بن الجهم، عن إبراهيم بن مهزم، عن رجل، عن الرضا عليه السلام
قال: من قرء آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج (1).
أقول: قد مضى في فضائل السور (2) مسندا عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال:
ما من عبد يقرء: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي " إلى آخر السورة إلا كان له
نورا (3) من مضجعه إلى بيت الله الحرام، فإن كان من أهل بيت الله الحرام كان له
نورا إلى بيت المقدس (4).
وعن الصادق عليه السلام قال: من قرء: يس في ليلته قبل أن ينام وكل الله به ألف
ملك يحفظونه من كل شيطان رجيم ومن كل آفة (5).
وعن الباقر عليه السلام قال: من قرء الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي الله
عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر (6).

(1) ثواب الأعمال ص 95.
(2) أبواب فضائل السور من كتاب فضل القرآن إنما تأتى في المجلد التاسع عشر
حسب تجزءة الأصل.
(3) وزاد في بعض الروايات كما في الدر المنثور ج 4 ص 257: " حشو ذلك النور
ملائكة تستغفرون له حتى يصبح " وهكذا تفسير الكشاف ذيل الآية الشريفة.
(4) راجع ج 19 ص 70، طبعة الكمباني ثواب الأعمال ص 97.
(5) ثواب الأعمال ص 100، البحار ج 19 ص 71.
(6) ثواب الأعمال ص 106، البحار ج 19 ص 75.
200

وعنه عليه السلام قال: من قرء المسبحات كلها قبل أن ينام لم يمت حتى يدرك
القائم، وإن مات كان في جوار النبي صلى الله عليه وآله (1).
وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من قرأ: " ألهيكم التكاثر " عند
النوم وقي من فتنة القبر (2).
15 - ثواب الأعمال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن النهدي، عن رجل
عن فضيل بن عثمان، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أوى إلى فراشه
فقرأ: قل هو الله أحد إحدى عشر مرة حفظه الله في داره ودويرات حوله (3).
16 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عباس بن
هلال الشامي، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام، عن أبيه عليهما السلام قال: لم يقل أحد قط
إذا أراد أن ينام: " إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن
أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " (4) فسقط عليه البيت (5).
17 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن الحسن بن علي، عن عبيس بن هشام، عن
سلام الخياط، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال أستغفر الله مائة مرة حين ينام بات
وقد تحاتت الذنوب كلها عنه، كما تتحات الورق من الشجر، ويصبح وليس عليه
ذنب (6).
18 - المحاسن: عن بكر بن صالح، عن الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال: من
بات في بيت وحده أو في دار أو في قرية وحده فليقل " اللهم آنس وحشتي وأعني
على وحدتي " (7).
19 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله ينام على الحصير ليس تحته شئ غيره، وكان

(1) البحار ج 19 ص 76، ثواب الأعمال ص 107.
(2) ثواب الأعمال ص 113، البحار ج 19 ص 82.
(3) ثواب الأعمال ص 116.
(4) فاطر: 41.
(5) ثواب الأعمال ص 137.
(6) ثواب الأعمال ص 149.
(7) المحاسن ص 370.
201

يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه، وكان إذا أوى إلى فراشه اضطجع على
شقه الأيمن، ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ثم يقول: " اللهم قني
عذابك يوم تبعث عبادك ".
في دعائه عنده مضجعه: وكان له أصناف من الأقاويل يقولها إذا أخذ مضجعه
فمنها أنه كان يقول: " اللهم إني أعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ برضاك
من سخطك، وأعوذ بك منك اللهم إني لا أستطيع أن أبلغ في الثناء عليك، ولو
حرصت، أنت كما أثنيت على نفسك " وكان عليه السلام يقول عند منامه: " بسم الله
أموت وأحيا وإلى الله المصير، اللهم آمن روعتي، واستر عورتي، وأدعني أمانتي ".
ما يقول عند نومه: كان صلى الله عليه وآله يقرء آية الكرسي عند منامه ويقول: أتاني
جبرئيل فقال: يا محمد إن عفريتا من الجن يكيدك في منامك فعليك بآية الكرسي.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله من نوم قط إلا خر لله
عز وجل ساجدا.
وروي أنه لا ينام إلا والسواك عند رأسه، فإذا نهض بدء بالسواك، وقال صلى الله عليه وآله:
لقد أمرت بالسواك حتى خشت أن يكتب علي.
وكان صلى الله عليه وآله مما يقول إذا استيقظ: " الحمد لله الذي أحياني بعد موتي
إن ربي لغفور شكور " وكان يقول صلى الله عليه وآله: " اللهم إني أسألك خير هذا اليوم
ونوره وهداه وبركته وطهوره ومعافاته اللهم إني أسألك خيره وخير ما فيه
وأعوذ بك من شره وشر ما بعده (1).
20 - مكارم الأخلاق: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما من عبد يقرء آخر الكهف: " قل
إنما أنا بشر مثلكم " حين ينام إلا استيقظ في الساعة التي يريد.
في من أراد الانتباه للصلاة: عن الصادق عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من
أراد قيام الليل وأخذ مضجعه فليقل " اللهم لا تؤمني مكرك، ولا تنسني ذكرك
ولا تجعلني من الغافلين " أقوم ساعة كذا وكذا، فإنه يوكل الله به ملكا ينبهه

(1) مكارم الأخلاق ص 40 و 41.
202

تلك الساعة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يستاك إذا أراد أن ينام ويأخذ مضجعه، وكان
صلى الله عليه وآله إذا أوى إلى فراشه اضطجع على شقه الأيمن، ووضع يده
اليمنى تحت خده الأيمن.
وعن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أوى أحدكم إلى فراشه
فليمسحه بصنفة (1) إزاره فإنه لا يدري ما حدث عليه ثم ليقل " اللهم إن أمسكت
نفسي في منامي فاغفر لها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
في الدعاء وقت الانتباه: وكان أبو عبد الله عليه السلام إذا قام آخر الليل رفع صوته
حتى يسمع أهل الدار يقول: " اللهم أعني على هول المطلع، ووسع علي
المضطجع، وارزقني خير ما قبل الموت، وارزقني خير ما بعد الموت ".
عنه عليه السلام: ما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله من نوم إلا خر لله عز وجل ساجدا
وكان صلى الله عليه وآله إذا نام تنام عيناه ولا ينام قلبه ويقول: إن قلبي ينتظر الوحي، وكان صلى الله عليه وآله
إذا راعه شئ في منامه قال: " هو الله لا شريك له " وكان صلى الله عليه وآله كثير الرؤيا ولا يرى
رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح.
وكان صلى الله عليه وآله إذا استيقظ من نومه يقول: " سبحان الذي يحيى الموتى
وهو على كل شئ قدير " وإذا قام للصلاة قال: الحمد لله نور السماوات والأرض
والحمد لله قيوم السماوات والأرض، والحمد لله رب السماوات والأرض
ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق ولقاؤك الحق والجنة حق والنار
حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك
أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما
أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت " ثم يستاك قبل الوضوء.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقول حين يستيقظ من منامه
" الحمد لله الذي بعثني من مرقدي هذا، ولو شاء لجعله إلى يوم القيامة، الحمد لله الذي

(1) صنفة الإزار طرته وحاشيته، وهي جانبه الذي لا هدب له، ويقال: هي حاشية
الثوب من أي جانب كان، يقال: " مسحه بصنفة ثوبه ".
203

جعل الليل والنهار خلفة لم أراد أن يذكر أو أراد شكورا، الحمد لله الذي
جعل الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا، لا إله إلا أنت سبحانك إني
كنت من الظالمين، الحمد لله الذي لا تجن منه النجوم، ولا تكن به الستور، ولا
يخفى عله ما في الصدور ".
عن الصادق عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا انتبه أحدكم من نومه
فليقل " لا إله إلا الله " الحي القيوم، وهو على كل شئ قدير سبحان رب النبيين وإله
المرسلين سبحان رب السماوات السبع وما فيهن ورب العرش العظيم، والحمد لله رب
العالمين " فإذا جلس فليقل قبل أن يقوم: " حسبي الرب من العباد حسبي الذي هو
حسبي منذ قط، حسبي الله ونعم الوكيل ".
دعاء آخر: الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني وإليه النشور، الحمد لله
الذي رد علي روحي لأحمده وأعبده (1).
21 - مكارم الأخلاق: الدعاء في الوحدة: " يا أرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك
وشر ما فيك، ومن شر ما خلق فيك، ومن شر ما يحاذر عليك، أعوذ بالله من
شر كل أسد وأسود وحية وعقرب من ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد
أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها إليه
يرجعون الحمد لله بنعمته وحسن بلائه علينا اللهم صاحبنا في السفر وأفضل علينا
فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله " ثم تقرء: ألهيكم التكاثر إلى آخره فإنه لا يؤذيك
شئ من السباع والهوام والحيات والعقارب إذا قرأت ذلك، ولو بت على الحية
بإذن الله عز وجل (2).
22 - جامع الأخبار: روي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: من قال حين يأوي إلى فراشه:
" أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه " ثلاث مرات، غفر الله
ذنوبه، وإن كان مثل زبد البحر وإن كانت عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل

(1) مكارم الأخلاق: 337 - 338.
(2) مكارم الأخلاق: 407.
204

عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا (1).
23 - فلاح السائل: إذا أردت النوم فتطهر طهورك للصلاة ثم قم إلى فراشك، أو
موضع منامك، وقل حين تأوي إلى فراشك، ما رويناه باسنادنا، عن علي بن محمد
القمي، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن ابن عيسى
عن عثمان بن عيسى. عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تقول حين
تأوي إلى فراشك " أعوذ بعزة الله، وأعوذ بقدرة الله، وأعوذ بكمال الله، أعوذ
بسلطان الله، وأعوذ بجبروت الله، وأعوذ بدفع الله، وأعوذ بجمع الله، وأعوذ
بملك الله، وأعوذ برحمة الله، وأعوذ برسول الله صلى الله عليه وآله من شر ما خلق وذرء
وبرء ومن شر العامة السامة (2) ومن شر فسقة الجن والإنس، ومن شر فسقة
العرب والعجم، ومن شر كل دابة في الليل والنهار، أنت آخذ بناصيتها إن ربي
على صراط مستقيم " وتعوذ من شئت (3).
أقول: ورويت عن محمد بن النجار من كتاب التذييل في ترجمة حمزة بن
علي بن عثمان القرشي المخزومي باسناده قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا غزا أو
سافر فأدركه الليل قال: يا أرض! ربي وربك الله، أعوذ بالله من شرك، ومن
شر ما فيك، ومن شر ما خلق فيك، ومن شر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر
كل أسد وأسود وحية وعقرب، من ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد (4).
أقول: وليكن من عمله إذا أوى إلى فراشه ما رواه محمد بن الحسن بن
أحمد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى
عن الحسين القلانسي، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من قرء
قل هو الله أحد عشر مرة حين يأوي إلى فراشه غفر له ذنبه، وشفع في جيرانه
فان قرأها مائة مرة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة
وتقول إذا أويت إلى فراشك أيضا: ما رواه هارون بن موسى رحمه الله عن

(1) جامع الأخبار: 215.
(2) يعنى العامة والخاصة أو ذوي القرابة، راجع معاني الأخبار ص 173.
(3) فلاح السائل: 374.
(4) هذه القطعة سقطت من المطبوعة.
205

جعفر بن سليمان القمي، عن إسماعيل بن محمد الزيتوني، عن محمد بن جعفر الأسدي
عن علي بن إبراهيم، عن علي الخياط، عن يحيى بن محمد، عن علي بن عثمان
عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال إذا أوى إلى فراشه: اللهم إني
أشهدك أنك افترضت على طاعة علي بن أبي طالب والأئمة من ولده، ويسميهم
واحدا واحدا حتى ينتهي إلى الامام الذي في عصره، ثم مات في تلك الليلة دخل
الجنة.
ذكر حال العبد إذا نام بين يدي مولاه: فإذا قلت ما ذكرناه عند الجلوس
في فراشك أو موضع منامك، فاذكر أنك عبد مملوك حقير تريد أن تنام، وتمد
رجليك، وتنبسط في الحركات والسكنات بين يدي مالك عظيم كبير، فتأدب قولا
وفعلا، فمهما تأدبت وتذللت كان مولاك له أهلا، وكنت أصغر وأحقر محلا
واضطجع على شقك الأيمن بالاستسلام والتفويض والتوكل، وكل ما يليق بذلك
المقام.
وقل: ما رويناه باسنادنا عن أحمد بن علي الكوفي، عن ابن عقدة، عن
يحيى بن زكريا بن شيبان من كتابه في المحرم سنة سبع وستين ومأتين، عن ابن
البطائني، عن أبيه وحسين بن أبي العلا الزندجي جميعا، عن أبي بصير قال: إذا
أويت إلى فراشك فاضطجع على شقك الأيمن، وقل: " بسم الله وبالله وفي سبيل الله
وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك
وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجا ولا منجا منك
إلا إليك، اللهم آمنت بكل كتاب أنزلته وبكل رسول أرسلته ثم تقرء: قل هو الله
أحد والمعوذتين وآية الكرسي ثلاث مرات وآية السخرة، وشهد الله، وإنا أنزلناه
في ليلة القدر إحدى عشر مرة ثم تكبر أربعا وثلاثين مرة وتسبح ثلاثا وثلاثين
مرة وتحمد ثلاثا وثلاثين مرة، وهو تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام الذي علمها
رسول الله صلى الله عليه وآله.
ثم قل: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى.
206

ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير وهو على كل شئ قدير " ثم تقول:
" أعوذ بالله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا باذنه، من شر ما خلق
ذرء وبرء وأنشأ وصور، ومن شر الشيطان وشركه وقومه، ومن شر شياطين
الإنس والجن، أعوذ بكلمات الله التامة من شر السامة والهامة واللامة والحاصة (1).
ومن شر ما ينزل من السماء، وما يعرج فيها، ومن شر طوارق الليل والنهار
إلا طارقا يطرق بخير، بالله وبالرحمن أستغيث وعليه توكلت حسبي الله ونعم
الوكيل ".
ثم تتوسد يمينك، وتقول ما رويناه باسنادنا عن أبي هارون بن موسى
رضوان الله عليه، عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن ابن
عيسى، عن أبيه، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر عليه السلام:
إذا توسد الرجل يمينه فليقل: " بسم الله اللهم إني أسلمت نفسي إليك، ووجهت
وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، وتوكلت عليك
رهبة ورغبة إليك، لا ملجا ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت
ورسولك الذي أرسلت " ثم يسبح تسبيح فاطمة عليها السلام. وقد قدمنا نحو هذا عند
الاضطجاع على شقه الأيمن وفي ذلك زيادة وهذا مختص بوقت توسده على يمينه.
وتقول أيضا حين تأخذ مضجعك: ما رواه الصفار، عن أحمد بن إسحاق
عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من قال حين يأخذ مضجعه ثلاث
مرات: " الحمد لله الذي علا فقهر، والحمد لله الذي بطن فخبر، والحمد لله
الذي ملك فقدر، والحمد لله الذي يحيى الموتى، وهو على كل شئ قدير " كان

(1) السامة: كل ذات سم من الحيوانات المؤذية، والهامة: ما له سم يقتل أولا
واللامة: كل ما يلم الانسان ويصيبه بسوء كالعين اللامة، والحاصة: كل ما يحرق الشئ
ويذهب به كالحاسة، وداء يتناثر منه الشعر، ومنه " ان امرأة أتته صلى الله عليه وآله
فقالت إن ابنتي عريس وتمعط شعرها وأمروني أن أرجلها بالخمر، فقال: ان فعلت ذلك
فألقى الله في رأسها الحاصة " ولكن في المطبوع من المصدر " الخاصة ".
207

يخرج من الذنوب كهيئة يوم ولدته أمه.
أقول: إن شئت فكن كمملوك أعرفه من مماليك الله إذا نام بالاذن من الله
والأدب مع الله، واستقبل القبلة بوجهه إلى الله، وتوسد يمينه على صفات الثكلى
الواضعة يدها على خدها فإنه قد ثكل كثيرا مما يقربه إلى الله، ويقصد بتلك
النومة أن يتقوى بها في اليقظة على طاعة الله، وعلى ما يراد في تلك الحال من
العبودية والذلة لله، وكأن جبل ذنوب قلبه قد رفع على رأسه، ليسقط عليه من
يد غضب الله كما جرى لبني إسرائيل، حيث قال جل جلاله: " وإذا نتقنا الجبل
فوقهم كأنه ظلة " (1) فان أولئك ذلوا واستسلموا لذلك، خوفا من سقوط الجبل
على الحياة الفانية، وجبل الذنوب يخاف صاحبه أن يسقط عليه، فيهلك جميع
حياته وسعادته الفانية والباقية.
وإن هذا المملوك إذا توسد يمينه قرأ: الحمد ثلاث مرات ثم قرء: قل
هو الله أحد إحدى عشر مرة ثم قرء: سورة ألهيكم التكاثر مرة، ثم قرء: قل
يا أيها الكافرون ثلاث مرات.
ثم قل: أعوذ برب الفلق ثلاث مرات ثم قل أعوذ برب الناس، ثلاث مرات
ثم قرء: آية الكرسي مرة ثم قرء " شهد الله أنه لا إله إلا هو " (2) إلى آخر
الآية، ثم قرء: آخر الحشر من قوله: " لو أنزلنا " ثم قرء ": إن الله يمسك
السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان
حليما غفورا " (3) ثم قرء: آية السخرة (4) ثم قرء " آمن الرسول " إلى آخر سورة
البقرة (5) ثم قرأ أو اخر الكهف: " قل إنما أنا بشر مثلكم " إلى آخر السورة
ثم قال: " اللهم لا تؤمني مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تول عني وجهك
ولا تهتك عني سترك، ولا تؤاخذني على تمردي، ولا تجعلني من الغافلين
وأيقظني من رقدتي وسهل القيام في هذه الليلة في أحب الأوقات إليك، وارزقني

(1) الأعراف: 171.
(2) آل عمران: 18.
(3) فاطر: 39.
(4) الزخرف: 13.
(5) البقرة: 285.
208

فيها ذكرك والصلاة والشكر والدعاء حتى أسألك فتعطيني وأدعوك فتستجيب لي
وأستغفرك فتغفر لي، إنك أنت الغفور الرحيم ".
ثم قال للخوف من الاحتلام: " اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن
شر الأحلام، وأن يلعب بي الشيطان في اليقظة والمنام " ثم قرء لذلك: " قل من
يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن " (1) الآية ثم يقرء آخر بني إسرائيل: " قل
ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر بصلاتك
ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم
يكن لم شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ".
ثم يسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وهو آخر ما يقوله عند المنام.
وقد روى في كل شئ من ذلك رواية في فضل أعتمد عليه، ثم رتبه كما
هداه الله جل جلاله إليه، ولكل شئ مما قرأه فوائد عظيمة يطول الكتاب
بايرادها وتعدادها، وقد روينا فيما ختم به هذا المملوك عمله عند المنام من تسبيح
الزهراء فاطمة عليها السلام ما رويته عن جدي أبي جعفر الطوسي، عن علي بن أبي
جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الشيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في
كتاب ثواب الأعمال قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أوى أحدكم إلى فراشه
ابتدره ملك كريم وشيطان مريد، فيقول له الملك: اختم يومك بخير وافتح ليلك
بخير، ويقول له الشيطان: اختم يومك باثم وافتح ليلك باثم، قال: فان أطاع
الملك الكريم وختم يومه بذكر الله، وفتح ليله بذكر الله إذا أخذ مضجعه وكبر
الله أربعا وثلاثين مرة، وحمد الله ثلاثا وثلاثين مرة، وسبح الله ثلاثا وثلاثين
مرة زجر الملك الشيطان، فتنحى وكلاه الملك حتى ينتبه من رقدته، فإذا انتبه
ابتدره شيطانه فقال له: مثل مقالته قبل أن يرقد ويقول له الملك مثل ما قال له
قبل أن يرقد، فان ذكر الله عز وجل العبد بمثل ما ذكره أولا طرد الملك
شيطانه فتنحى وكتب الله عز وجل له بذلك قنوت ليلة.

(1) الأنبياء: 42.
209

ذكر رواية عن الهادي عليه السلام بما يقول أهل البيت عليهم السلام عند المنام
حدث الحسين بن سعيد المخزومي، عن الحسين بن أحمد البوشنجي، عن عبد الله
ابن علي السلامي قال: سمعت إسحاق بن محمد الزنجاني يقول: سمعت الحسن بن
علي العلوي يقول: سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: لنا أهل البيت عند
نومنا عشر خصال: الطهارة، وتوسد اليمين، وتسبيح الله ثلاثا وثلاثين، وتحميده
ثلاثا وثلاثين، تكبيره أربعا وثلاثين، ونستقبل القبلة بوجهنا، ونقرء فاتحة
الكتاب، وآية الكرسي، وشهد الله أنه لا إله إلا هو إلى آخر الآية فمن فعل
ذلك فقد أخذ بحظه من ليلته.
يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه العلامة رضي الدين ركن الاسلام
جمال العارفين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس: هكذا
وجدت هذا الحديث فان الراوي ذكر عشر خصال ثم عدد تسبع خصال، فلعله
سها في الجملة، أو التفصيل، والظاهر أنه في التفصيل لان خصالهم عند النوم أكثر
من تسع كما رويناه، ولعله قد وقع السهو عن ذكر قراءة قل هو الله أحد أو قراءة
إنا أنزلناه.
ذكر تفصيل فضائل بعض ما أجملناه، قد قدمنا فضل قراءة قل هو الله أحد
إحدى عشر مرة، ومائة مرة كما رويناه وأما قراءة إنا أنزلناه إحدى عشر
مرة فقد روى أبو محمد هارون بن موسى رضوان الله عليه، عن ابن عقدة، عن أحمد بن ميثم
ويحيى بن زكريا بن شيبان، عن الطيالسي وأخبرنا ابن الطيب عبد الغفار بن
عبيد بن السري المقري، عن محمد بن همام، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن
حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن ابن البطائني، عن أبي المغرا، عن أبي بصير
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: من قرأ سورة إنا أنزلناه في ليلة القدر
إحدى عشر مرة عند منامه، وكل الله به أحد عشر ملكا يحفظونه من كل شيطان
رجيم حتى يصبح.
ذكر فضيلة قراءة ألهيكم التكاثر: روي أبو محمد هارون بن موسى رضوان الله عليه
210

عن محمد بن يعقوب، عن الحسن بن علي، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد بن
بشار، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: من قرء ألهيكم التكاثر عند النوم وقي فتنة القبر.
ذكر فضيلة الآية " إن الله يمسك السماوات " روى أبو المفضل، عن العياشي
عن علي بن محمد عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى، عن العباس بن هليل، عن أبي الحسن
الرضا، عن أبيه عليهما السلام قال: لم يقل أحد قط إذا أراد أن ينام " إن الله يمسك السماوات
والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا "
فسقط عليه البيت.
ذكر فضيلة قراءة آية الكرسي والمعوذتين: حدث أبو محمد هارون بن
موسى رضوان الله عليه عن محمد بن همام، عن الحسين بن هارون بن حدور المدائني، عن
إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي بن مهزيار، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
صالح، عن الوليد بن صبيح قال: قال لي شهاب بن عبد ربه: أقرئ أبا عبد الله
عليه السلام مني السلام وأخبره أنني يصيبني فزع في منامي، فقلت له ذلك: فقال:
قل له: إذا أوى إلى فراشه فليقرء: المعوذتين وآية الكرسي، وآية الكرسي
أفضل من كل شئ.
رواية أخرى لمن كان يتفزع: من كتاب المشيخة عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
إذا كان يتفزع يقول عند النوم: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يحيى ويميت
ويميت ويحيى وهو حي لا يموت " عشر مرات، ويسبح تسبيح الزهراء فإنه
يزول ذلك.
ذكر فضيلة لآخر سورة بني إسرائيل وآخر سورة الكهف: حدث أبو محمد
هارون بن موسى رضي الله عنه عن جعفر بن محمد بن نعيم، عن العياشي، عن محمد بن نصر
عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسين علي بن يحيى، عن الحسين بن علوان رفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: أمان لامتي من السرق " قل ادعوا الله أو دعوا الرحمن أياما
تدعوا فله الأسماء الحسني ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك
211

سبيلا * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم
يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ".
ومن قرأ هذه الآية عند منامه: " قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما
إلهكم إله واحد فمن كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة
ربه أحدا " سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له
حتى يصبح.
رواية الأمان من الاحتلام: حدث أبو المفضل محمد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن أبيه علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسى
عن القداح، عن أبي عبد الله عن أبيه، عن علي صلوات الله عليهم أنه قال: يقول:
" اللهم إني أعوذ بك من الاحتلام، ومن شر الأحلام، وأن يلعب بي الشيطان
في اليقظة والمنام.
رواية في الأمان من اللصوص: حدث أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه
عن محمد بن همام، عن الحميري، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن بكر، عن
أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: والذي بعث محمدا
بالحق وأكرم أهل بيته، ما من شئ تطلبونه من حرز من حرق أو غرق أو شرق
أو سرق أو إتلاف دابة من صاحبها أو ضالة من الآبق إلا وهي في كتاب الله تعالى
فمن أراد علم ذلك فليسألني عنه، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن
السرق فإنه لا يزال قد سرق لي الشئ بعد الشئ ليلا، فقال: إذا أويت إلى فراشك
فاقرء: " قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى ولا تجهر
بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ
ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا ".
رواية في الأمان من السيف (1) حدث أبو المفضل، عن ابن العياشي، عن
محمد بن نصر، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن علي بن يحيى، عن الحسين بن

(1) في المصدر المطبوع: من السرقة، في الموضعين وهو الظاهر من الاخبار.
212

علوان رفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله قال: أمان لامتي من السيف قل ادعوا الله أو ادعوا
الرحمن، وقرأ آية الكرسي (1).
ذكر ما يحتاج إليه الانسان إذا أراد النوم في حال دون حال: فمن ذلك إذا
كان يريد النوم وقد منع من ذلك لغير العافية: حدث أبو محمد هارون بن موسى
رضي الله عنه عن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن أبي الحسن
الصائغ، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن محمد بن أبي حمزة، عن معاوية بن
عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أصابك الأرق فقل: " سبحان الله ذي الشأن
دائم السلطان، عظيم البرهان كل يوم هو في شان ".
رواية أخرى في زوال الأرق واستجلاب النوم: حدث أبو المفضل محمد بن
عبد الله رحمه الله قال: كتب إلي محمد بن محمد بن الأشعث الوفي من مصر عن موسى
ابن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن أبيه، عن علي عليهم السلام أن فاطمة
شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله الأرق فقال لها: قولي يا بنية " ما مشبع البطون الجايعة
ويا كاسي الجسوم العارية، ويا ساكن العروق الضاربة، ويا منوم العيون
الساهرة، سكن عروقي الضاربة، وأذن لعيني نوما عاجلا " قال: فقالته فذهب
عنها ما كانت تجده.
رواية أخرى في زوال الأرق واستجلاب النوم: حدث أسد بن إبراهيم السلمي
عن يحيى بن سعيد العطار الحراني، عن محمد بن أحمد بن أبي شيخ الرايقي، عن علي بن
عبد الحميد، عن طاهر بن موسى، عن محمد بن عبيد الله، عن مسعود بن علقمة بن
زيد عن عبد الرحمن بن سابط قال: أصاب خالد بن الوليد أرق فقال النبي صلى الله عليه وآله:
ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت؟ قال: بلى، قال: قل: " اللهم رب السماوات
السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت
كن حرزي من خلقك جميعا أن يفرط على أحدهم أو أن يطغى، عز جارك ولا
إله غيرك.

(1) في المصدر المطبوع: وقرأ الآية.
213

ومن ذلك رواية فيما يقال عند النوم لطلب الرزق والأمان من الهوام:
حدث محمد بن علي الغلابي عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله
عن ابن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن خالد، عن رجل، عن محمد بن
المفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: من قال
إذا أوى إلى فراشه: " اللهم أنت الأول فلا شئ قبلك، وأنت الظاهر فلا شئ
فوقك، وأنت الباطن فلا شئ دونك، وأنت الاخر فلا شئ بعدك، اللهم رب
السماوات السبع ورب الأرضين السبع ورب التوراة والإنجيل والزبور والفرقان
الحكيم، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إنك على صراط مستقيم ".
نفي الله عنه الفقر وصرف عنه كل دابة.
ومن ذلك إذا أردت رؤية رسول الله صلى الله عليه وآله في منامك: حدث الشريف أبو القاسم
الحسين بن الحسن بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن
علي بن أبي طالب العلوي ابن أخي الكوكبي، عن إسماعيل بن محمد رحمه الله عن
إسماعيل بن علي بن قدامة، عن أحمد بن عبدان البردعي، عن سهل بن صغير
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من أراد أن يرى سيدنا رسول الله في منامه
فليصل العشاء الآخرة، وليغتسل غسلا نظيفا، وليصل أربع ركعات بأربع
مرة (1) آية الكرسي وليصل على محمد وآله عليه وعليهم السلام ألف مرة
وليبت على ثوب نظيف لم يجامع عليه حلالا ولا حراما، وليضع يده اليمنى
تحت خده الأيمن وليسبح مائة مرة سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله وليقل مائة مرة: ما شاء الله فإنه يرى النبي
صلى الله عليه وآله في منامه.
ومن ذلك إذا أردت أن يبلغ إلى النبي صلى الله عليه وآله سلامك عليه وبشرك كالتسليم
عليك فقل: ما رويناه في الجزء الثالث من كتاب التجمل في ترجمة علي بن محمد بن
علي بن قورجة باسناده قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله يقول: من أوى إلى فراشه ثم

(1) في المصدر المطبوع بأربع مائة.
214

قرء: " تبارك الذي بيده الملك " ثم قال: " اللهم رب الحل والحرم، بلغ روح
محمد عني تحية وسلاما، أربع مرات، وكل الله به ملكين حتى يأتيا محمدا فيقولان
يا محمد إن فلان بن فلان يقرأ عليك السلام ورحمة الله فيقول صلى الله عليه وآله: وعلى فلان
ابن فلان السلام ورحمة الله وبركاته (1).
ومن ذلك إذا أردت رؤيا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه
في منامك، فقل عند مضجعك: " اللهم إني أسألك يا من له لطف خفي وأياديه باسطة
لا تنقضي، أسألك بلطفك الخفي الذي ما لطفت به لعبد إلا كفي، أن تريني مولاي
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في منامي ".
ومن ذلك إذا أراد رؤيا ميته في منامه: حدث أبو محمد هارون بن موسى رضي
الله عنه قال: حدثنا محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن محمد بن حسين الصائغ
عن أحمد بن الحسن وأعطانيه في رقعة، عن محمد بن بكر الطحان، عن أبيه، عن
بعضهم عليهم السلام قال: إذا أردت أن ترى ميتك فبت على طهر، وانضجع على يمينك
وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم قل: " اللهم أنت الحد الذي لا يوصف، والايمان
يعرف منه، منك بدت الأشياء، وإليك تعود، فما أقبل منها كنت ملجأة، ومنجاه
وما أدبر منها لم يكن له ملجاء ولا منجا منك إلا إليك، فأسألك بلا إله إلا أنت
وأسألك ببسم الله الرحمن الرحيم وبحق محمد سيد النبيين، وبحق علي خير
الوصيين، وبحق فاطمة سيدة نساء العالمين، وبحق الحسن والحسين اللذين
جعلتهما سيدي شباب أهل الجنة عليهم أجمعين السلام أن تصلي على محمد وأهل بيته
وأن تريني ميتي في الحال التي هو فيها " فإنك تراه إنشاء الله.
ومن ذلك إذا كنت تريد الانتباه على كل حال أو للدعاء والاستغفار أو لصلاة
الليل وفيه روايات فمن الروايات للانتباه على كل حال ما حدث به أبو المفضل
محمد بن عبد الله رحمه الله عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد بن معروف
عن العمركي بن علي، عن عبد الله بن الوليد النخعي، عن فضيل بياع الملا، عن

(1) هذه القطعة لا يوجد في فلاح المسائل.
215

أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: ما نوى عبد أن يقوم أية ساعة نوى
يعلم الله ذلك منه إلا وكل الله به ملكين يحركانه تلك الساعة.
ومن الروايات للانتباه على كل حال ما رواه أبو المفضل، عن محمد بن عبد الله
ابن جعفر الحميري، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن محمد بن الوليد، عن أبان بن
عثمان، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة قال: ما من عبد يقرء آخر الكهف حين
يأوي إلى فراشه إلا استيقظ في الساعة التي يريد.
ومن الروايات للانتباه للدعاء والاستغفار حدث محمد بن علي بن شاذان، عن
أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن
علي الأرجاني، عن حماد بن عيسى، عن أبي الحسن أو عمن ذكره، عن أبي
الحسن الأول عليه السلام قال: من أحب أن ينتبه بالليل فليقل عند النوم: " اللهم
لا تنسني ذكرك، ولا تؤمني مكرك، ولا تجعلني من الغافلين وانبهني لأحب
الساعات إليك أدعوك فيها فتستجيب لي وأسألك فتعطيني وأستغفرك فتغفر لي إنه
لا يغفر الذنوب إلا أنت يا أرحم الراحمين " قال: ثم يبعث الله تعالى إليه ملكين
ينبهانه فان انتبه وإلا أمر أن يستغفرا له، فان مات في تلك الليلة مات شهيدا
وإذا انتبه لم يسأل الله تعالى شيئا في ذلك الموقف إلا أعطاه (1).
الكتاب العتيق الغروي: عن أبي الحسن عليه السلام مثله.
24 - فلاح السائل: ومن الروايات للانتباه لقيام الليل ما حدث به أبو المفضل محمد بن
عبد الله، عن محمد بن محمد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل بن موسى، عن أبيه
عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد شيئا من قيام الليل فأخذ مضجعه فليقل: " اللهم لا تؤمني
مكرك، ولا تنسني ذكرك، ولا تجعلني من الغافلين، أقوم إنشاء الله ساعة كذا
وكذا " فإنه يوكل الله به ملكا ينبهه تلك الساعة.
ومن الروايات للانتباه للصلاة ما حدث به أبو محمد هارون بن موسى رضي الله عنه

(1) فلاح السائل: 274 - 287.
216

عن ابن عقدة، عن محمد بن المفضل بن قيس بن رمانة الأشعري، عن صفوان بن
يحيى قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: من أراد أن يقوم من
ليله للصلاة فلا يذهب به النوم فليقل حين يأوي إلى فراشه: " اللهم لا تؤمني مكرك
ولا تنسني ذكرك، ولا تول عني وجهك، ولا تهتك عني سترك، ولا تأخذني
على تمردي، ولا تجعلني من الغافلين، وأيقظني من رقدتي، وسهل لي القيام
في هذه الليلة، في أحب الأوقات إليك، وارزقني فيها الصلاة والشكر والدعاء
حتى أسألك فتعطيني، وأدعوك فتستجيب لي وأستغفرك فتغفر لي، إنك أنت
الغفور الرحيم ".
ذكر ما يقوله بعد النوم إذا انقلب على فراشه ولم يجلس: حدث محمد بن
الحسن، عن الصفار، عن ابن المغيرة، عن العباس بن عامر القصباني، عمن ذكره
عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى: " كانوا قليلا من الليل
ما يهجعون " (1) قال: كان القوم ينامون، ولكن كلما تقلب أحدهم قال: الحمد
لله والله أكبر.
ومن الروايات فيما يقوله عنه تقلبه على فراشه: ما حدث به علي بن محمد
ابن يوسف، عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن القاسم بن محمد بن علي بن إبراهيم
الهمداني، عن أبيه، عن جده، عن أحمد بن عبد ربه بن خانبه الكرخي في كتابه
[مملياته] وقد قدمنا إسناد كتاب ابن خانبه ونعيده الآن حيث قد تباعد ما بين
الموضعين، حدث أبو محمد هارون بن موسى رحمه الله عن أبي علي الأشعري وكان
قائدا من القواد، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: قال لي أحمد بن خانبه:
أنه عرض كتابه على أبى الحسن علي بن محمد صاحب العسكر الأخير عليه السلام، فوقف
عليه وقال: صحيح فاعملوا به، والذي رويناه هناك أن الراوي لعرض كتاب
أحمد بن خانبه على مولانا الهادي غير أحمد بن خانبه في الكتاب المشار إليه.
فإذا انتبهت من منامك وتقلبت على الفراش فقل: " لا إله إلا الله، الحي القيوم

(1) الذاريات: 17.
217

وهو على كل شئ قدير، سبحان الله رب العالمين، وإله المرسلين، وسبحان
الله رب السماوات السبع وما فيهن، ورب الأرضين السبع وما فيهن، ورب
العرش العظيم، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين ".
ذكر ما يفعله ويقوله إذا رأى في منامه ما يكره: حدث ابن عقدة عن ابن
فضال، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي
عبد الله عليه السلام قال: إذا رأى الرجل في منامه ما يكره فليتحول عن شقه الذي
كان عليه نائما وليقل " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم
شيئا إلا بإذن الله " ثم ليقل: " أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون، وأنبياء الله
المرسلون، وعباد الله الصالحون، من شر ما رأيت ومن شر الشيطان الرجيم.
رواية ثانية في دفع رؤيا مكروهة: حدث هارون بن موسى، عن علي بن محمد
ابن يعقوب العجلي، عن علي بن الحسن التيملي، عن محمد بن الوليد، عن أبان بن
عثمان، عن عبد الله وسليمان، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليها السلام قالا: شكت
فاطمة عليها السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ما تلقاه في المنام فقال لها: إذا رأيت شيئا من ذلك
فقولي: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون وأنبياء الله المرسلون، وعباد الله
الصالحون من شر رؤياي التي رأيت أن تضرني في ديني ودنياي " واتفلي على
يسارك ثلاثا.
رواية ثالثة لدفع ما يكره من الرؤيا فيها زيادة كلمات حدث محمد بن أحمد
ابن علي البزاز، عن ابن عقدة، عن يحيى بن زكريا بن شيبان، عن ابن البطائني
عن أبيه وحسين بن أبي العلا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: فان رأيت
في منامك شيئا تكرهه فقل حين تستيقظ: " أعوذ بما عاذت به ملائكة الله المقربون
وأنبياء الله المرسلون وعباد الله الصالحون، والأئمة الراشدون المهديون
من شر ما رأيت ومن شر رؤياي أن تضرني ومن الشيطان الرجيم " ثم اتفل
على يسارك ثلاثا (1).
52 - ثواب الأعمال: في حديث حذيفة أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا أوى إلى فراشه قال:

(1) فلاح السائل 287 - 290.
218

" باسمك اللهم أموت وأحيا " وإذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا
وإليه النشور ".
26 - محاسبة النفس: للسيد علي بن طاووس باسناده إلى الصادق عليه السلام
أنه قال: ما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وآله من نومه قط إلا خر لله ساجدا.
ومنه: نقلا من تاريخ نيشابور للحاكم في ترجمة محمد بن محمد بن سعيد بن
عبد بن المهدي العامري قال: إن النبي صلى الله عليه وآله ما قام من النوم إلا خر ساجدا.
شكرا لله عز وجل.
27 - من خط الشهيد: عن ابن أسباط قال: أصاب خالد بن الوليد أرق فقال
له النبي صلى الله عليه وآله ألا أعلمك كلمات إذا أنت قلتهن نمت؟ قل: " اللهم رب السماوات
وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت كن جاري
من بين خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو يبغي، عز جارك، ولا
إله غيرك ".
ومنه: عن ابن الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن العبد إذا دخل
بيته وأوى إلى فراشه ابتدره ملكه وشيطانه، يقول الشيطان: اختم بشر، ويقول
الملك: اختم بخير، فان ذكر الله وحمده طرد الملك الشيطان، وظل يكلؤه، وإن
هو انتبه من منامه ابتدره ملكه وشيطانه يقول الشيطان: افتح بشر، ويقول الملك
افتح بخير، فان هو قال: " الحمد لله الذي رد إلي نفسي بعد موتها، ولم يمتها في
منامها، الحمد لله الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما
من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا " وقال: " الحمد لله الذي يمسك السماء أن
تقع على الأرض إلا باذنه إن الله بالناس لرؤف رحيم " فان خرج من فراشه فمات
كان شهيدا وإن قام يصلي صلى في فضائل.
28 - الكافي: علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا رأى الرجل ما يكره في منامه فليتحول عن شقه الذي
كان عليه نائما وليقل " إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم
219

شيئا إلا بإذن الله " ثم ليقل " عذت بما عاذت به ملائكة الله المقربون
وأنبياؤه المرسلون، وعباده الصالحون، من شر ما رأيت، ومن شر الشيطان
الرجيم " (1).
29 - الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه
جميعا، عن ابن محبوب، عن هارون بن منصور العبدي، عن أبي الورد، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة عليها السلام في رؤياها التي رأتها: قولي: " أعوذ
بما عاذت به ملائكة الله المقربون، وأنبياؤه المرسلون، وعباده الصالحون، من شر
ما رأيت في ليلتي هذه أن يصيبني منه سوء أو شئ أكرهه " ثم اتفلي عن يسارك
ثلاث مرات (2).
30 - عدة الداعي: لدفع عاقبة الرؤيا المكروهة: تسجد عقيب ما تستيقظ منها
بلا فصل وتثني على الله بما تيسر لك من الثناء، ثم تصلي على محمد وآله، وتتضرع
إلى الله وتسأله كفايتها، وسلامة عاقبتها، فإنك لا ترى لها أثرا بفضل الله ورحمته.
وروى أبو قتادة الحارث بن ربعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: الرؤيا
الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما لا يحب فلا يحدث بها أحدا فإنها لن تضره.
وعنه عليه السلام الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، وعنه عليه السلام الرؤيا الحسنة
من الرجل الصالح جزؤ من ستة وأربعين جزءا من النبوة.
31 - دعوات الراوندي: عن الحسن بن علي العسكري، عن أبيه عليهما السلام
قال: جاء رجل إلى محمد بن علي بن موسى عليهم السلام فقال: يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله
إن أبي مات وكان له مال، فقال: جاءه الموت ولست أقف على ماله ولي عيال كثير
وأنا من مواليكم فأغثني فقال له أبو جعفر عليه السلام: إذا صليت العشاء الآخرة، فصل
على محمد وآله مائة مرة، فان أباك يأتيك ويخبرك بأمر المال، ففعل الرجل ذلك
فأتاه أبوه في منامه فأخبره به، فذهب الرجل وأخذ المال (3).
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: دعاني النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا علي إذا أخذت

(1) الكافي ج 8 ص 142.
(2) الكافي ج 8 ص 142.
(3) وتراه في الخرائج: 237.
220

مضجعك فعليك بالاستغفار، والصلاة علي، وقل: " سبحان الله والحمد لله ولا
إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " وأكثر من قراءة
" قل هو الله أحد " فإنها نورا القرآن، وعليك بقراءة آية الكرسي فان في كل
حرف منها ألف بركة وألف رحمة.
أبواب
آداب السفر
أقول: قد أوردنا أكثر ما يتعلق بهذه الأبواب في كتاب الحج وكتاب
المزار أيضا فلا تغفل.
45.
* (باب) *
* " (ذم السفر [ومدحه] وما ينبغي منه) " *
1 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن الأصبهاني، عن المنقري، عن غير واحد
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: مكتوب في حكمة آل داود عليه السلام لا يظعن الرجل إلا
في ثلاث: زاد لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم، ثم قال: من أحب
الحياة ذل (1).
2 - المحاسن: عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار، عن أبي عبد الله، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سافروا تصحوا، سافروا تغنموا (2).
3 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: سافروا تصحوا، وجاهدوا تغنموا، وحجوا تستغنوا (3).
4 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن جعفر بن بشير، عن إبراهيم بن الفضل، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا سبب الله للعبد الرزق في أرض جعل له فيها حاجة (4).

(1) الخصال ج 1 ص 59.
(2) المحاسن: 345.
(3) المحاسن: 345.
(4) المحاسن: 345.
221

5 - المحاسن: عن بعض أصحابنا بلغ به سعد بن طريف، عن ابن نباته قال: قال
أمير المؤمنين عليه السلام للحسن ابنه عليه السلام: ليس للعاقل أن يكون شاخصا إلا في ثلاثة:
مرمة لمعاش، أو خطوة لمعاد، أو لذة في غير محرم (1).
نهج البلاغة: عنه عليه السلام مثله (2).
6 - المحاسن: عن ابن بزيع، عن منصور بن يونس، عن عمرو بن أبي المقدام
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في حكمة آل داود عليه السلام أن على العاقل أن لا يكون
ظاعنا إلا في تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو طلب لذة في غير محرم (3).
7 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
السفر قطعة من العذاب، وإذا قضى أحدكم سفره فليسرع الإياب إلا أهله (4).
كتاب الإمامة والتبصرة: عن أحمد بن علي، عن محمد بن الحسن الصفار
عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي مثله إلا أن فيه الإنابة إلى أهله.
8 - السرائر: عن ابن محبوب، عن العلا وأبي أيوب وابن بكير كلهم، عن
محمد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرجل يقيم في البلاد الأشهر، وليس
فيها ماء إنما يقيم لمكان المرعى، وصلاح الإبل قال: لا (5).
السرائر: عن محمد بن علي بن محبوب، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن
العلا، عن محمد، عن أحدهما عليهما السلام مثله (6).
9 - السرائر: عن محمد بن علي بن محبوب، عن اليقطيني، عن حماد، عن
حريز، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل يجنب في السفر
فلا يجد إلا الثلج أو ماء جامدا قال: هو بمنزلة الضرورة، ولا أرى أن يعود
إلى هذه الأرض التي توبق دينه (7).

(1) المحاسن ص 345.
(2) نهج البلاغة الرقم 390 من الحكم.
(3) المحاسن ص 345.
(4) المحاسن ص 377.
(5) السرائر ص 478.
(6) السرائر ص 478.
(7) السرائر ص 478.
222

46.
(باب)
* " (الأوقات المحمودة والمذمومة للسفر) " *
* " (وما يتشاءم به المسافر) " *
1 - قرب الإسناد: عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسافر يوم الاثنين والخميس ويعقد فيهما الألوية (1).
2 - قرب الإسناد: عن علي بن جعفر قال: جاء رجل إلى أخي موسى عليه السلام فقال له:
جعلت فداك إني أريد الخروج فادع الله لي قال: ومتى تخرج؟ قال: يوم الاثنين
فقال له: ولم تخرج يوم الاثنين؟ قال: أطلب فيه البركة لان رسول الله صلى الله عليه وآله
ولد يوم الاثنين فقال: كذبوا ولد رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الجمعة، وما من يوم أعظم
شوما من يوم الاثنين، يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وانقطع فيه وحي السماء، وظلمنا
فيه حقنا، ألا أدلك على يوم سهل لين ألان الله تبارك وتعالى لداود عليه السلام فيه الحديد؟
فقال الرجل: بلى جعلت فداك، قال: اخرج يوم الثلاثاء (2).
الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن البجلي، عن علي بن جعفر
مثله (3).
3 - قرب الإسناد: عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا في سرية ثم بدت له إليه حاجة فأرسل إليه المقداد بن
الأسود فقال: لا تصح به من خلفه، ولا عن يمينه، ولا عن شماله، ولكن جزه
ثم استقبله بوجهك، فقل له: يقول لك رسول الله كذا وكذا (4).
4 - الخصال، علل الشرائع، عيون أخبار الرضا (ع): في خبر الشامي قال أمير المؤمنين عليه السلام: يوم الاثنين يوم

(1) قرب الإسناد ص 76.
(2) قرب الإسناد ص 165.
(3) الخصال ج 2 ص 26.
(4) قرب الإسناد ص 76.
223

سفر وطلب (1).
قال الصدوق رحمه الله: يوم الاثنين يوم سفر إلى موضع الاستسقاء والطلب
للمطر (2).
5 - الخصال: عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن ابن معروف
عن ابن أبي عمير، عن أبي حمزة، عن عقبة بن بشير، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
لا تصم في يوم الاثنين، ولا تسافر فيه (3).
6 - الخصال: عن ابن الوليد، عن سعد، عن الأصبهاني. عن المنقري، عن حفص
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من كان مسافرا فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا
زال عن حجر يوم السبت، لرده الله تعالى إلى مكانه، ومن تعذرت عليه الحوائج
فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام (4).
الخصال: عن أبيه، عن سعد إلى قوله: مكانه (5).
المحاسن: عن الأصبهاني مثله (6).
7 - الخصال: عن ابن الوليد، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن السياري
عن محمد بن أحمد الدقاق قال: كتبت إلى الرضا عليه السلام أسأله عن الخروج يوم
الأربعاء لا يدور، فكتب عليه السلام: من خرج يوم الأربعاء لا يدور، خلافا على أهل
الطيرة وقي من كل آفة، وعوفي من كل عاهة، وقضى الله له حاجته (7).
8 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن
ابن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة
بكرة من أجل الصلاة فأما بعد الصلاة فجائز يتبرك به (8).

(1) علل الشرائع ج 2 ص 285، عيون الأخبار ج 1 ص 248.
(2) الخصال ج 2 ص 25.
(3) الخصال ج 2 ص 26 في حديث
(4) الخصال ج 2 ص 27 و 31.
(5) الخصال ج 2 ص 27 و 31.
(6) المحاسن ص 345.
(7) الخصال ج 2 ص 27 في حديث والأربعاء لا يدور: آخر أربعاء من الشهر.
(8) الخصال ج 2 ص 31.
224

أقول: قد سبق الاخبار في أبواب الأيام والساعات (1).
8 - الخصال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن بكر بن صالح
عن سليمان الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الشؤم في خمسة للمسافر:
الغراب الناعق عن يمينه، والناشر لذنبه، والذئب العاوي الذي يعوي في وجه
الرجل، وهو مقع على ذنبه، يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا، والظبي السانح
من يمين إلى شمال، والبومة الصارخة، والمرأة الشمطاء تلقي فرجها، والأتان العضباء
فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: " اعتصمت بك يا رب من شر ما أجد
في نفسي فاعصمني من ذلك " (2).
المحاسن: عن بكر بن صالح مثله (3).
9 - المحاسن: عن أبي عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن عبد الرحمن بن عمران
عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تسافر يوم الاثنين ولا تطلب فيه حاجة (4).
10 - المحاسن: عن القاسم بن محمد، عن جميل بن صالح، عن محمد بن أبي الكرام
قال: تهيأت للخروج إلى العراق فأتيت أبا عبد الله عليه السلام لأسلم عليه وأودعه
فقال: أين تريد؟ قلت: أريد الخروج إلى العراق فقال لي: في هذا اليوم؟ وكان
يوم الاثنين، فقلت: إن هذا اليوم يقول الناس: إنه يوم مبارك، فيه ولد النبي
صلى الله عليه وآله فقال: والله ما يعلمون أي يوم ولد فيه النبي صلى الله عليه وآله وإنه ليوم
مشوم فيه قبض النبي صلى الله عليه وآله وانقطع الوحي، ولكن أحب لك أن تخرج يوم
الخميس، وهو اليوم الذي كان يخرج فيه إذا غزى (5).

(1) راجع ج 59 باب ما روى في سعادة أيام الأسبوع ونحوستها ص 18 - 31.
من هذه الطبعة.
(2) الخصال ج 1 ص 131، ولهذا الحديث بيان مستوفى ج 58 ص 342 من
هذه الطبعة الحديثة.
(3) المحاسن ص 348، (4) المحاسن ص 346.
(5) المحاسن ص 347.
225

11 - المحاسن: عن عثمان بن عيسى، عن أبي أيوب الخزاز قال: أردنا أن
نخرج فجئنا نسلم على أبي عبد الله عليه السلام فقال: كأنكم طلبتم بركة يوم الاثنين؟
فقلنا: نعم، قال: وأي يوم أعظم شؤما من يوم الاثنين، يوم فقدنا فيه نبينا، وارتفع
فيه الوحي، لا تخرجوا وأخرجوا يوم الثلاثاء (1).
12 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن إبراهيم
ابن يحيى المدائني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا بأس بالخروج في السفر ليلة
الجمعة (2)،
13 - المحاسن: عن بعض أصحابنا، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن محمد بن
حمران، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من سافر أو تزوج والقمر في العقرب
لم ير الحسنى (3).
14 - طب الأئمة: عن حريز قال: قال جعفر بن محمد عليهما السلام: سافر أي يوم شئت
وتصدق بصدقة.
15 - مكارم الأخلاق: عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يسافر يوم الخميس
وقال: يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته (4).
16 - أمان الأخطار: باسنادنا، عن الصدوق باسناده، عن أبي جعفر عليه السلام مثله.
وعنه باسناده، عن إبراهيم بن أبي يحيى المديني، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: لا بأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة.
17 - مكارم الأخلاق: وسأل أبو أيوب الخزاز أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل:
" فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " فقال: الصلاة يوم
الجمعة، والانتشار يوم السبت.
وعنه عليه السلام قال: واتق الخروج إلى السفر اليوم الثالث من الشهر والحادي
والعشرين منه، والخامس والعشرين منه، فإنها أيام منحوسة مروية عن الصادق
عليه السلام.

(1) المحاسن ص 347.
(2) المحاسن ص 347.
(3) المحاسن ص 347.
(4) مكارم الأخلاق ص 276.
226

وعنه عليه السلام قال: لا تسافروا يوم الاثنين ولا يطلب فيه حاجة (1).
18 - أمان الأخطار: وأما الأيام المكروهة في الشهر للسفر، ففي بعض الروايات
اليوم الثالث منه، والرابع منه، والخامس والثالث عشر، والسادس عشر، والعشرون
والحادي والعشرون، والرابع والعشرون، والخامس والعشرون، والسادس
والعشرون، وفي بعض الروايات أن اليوم الرابع من الشهر واليوم الحادي
والعشرين صالحان للأسفار، وفي رواية أن ثامن الشهر والثالث والعشرين منه
مكروهان للسفر (2).
19 - دعوات الراوندي: قال الصادق عليه السلام: سافروا يوم الثلاثاء واطلبوا الحوائج
فيه، فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد لداود عليه السلام.
وقال كان النبي صلى الله عليه وآله: يغزي بأصحابه في يوم الخميس، فإذا اضطررت في
غيرها فاستخر الله واسأله العافية وتصدق بشئ وأخرج على اسم الله.
20 - جمال الأسبوع: باسناده إلى أبي على الطبرسي فيما رواه عن الأئمة
المهديين عليهم السلام أنهم قالوا: سافر يوم الثلاثاء فإنه اليوم الذي ألان الله فيه الحديد
لداود عليه السلام.
47.
(باب)
* " (الرفيق وعددهم، وحكم من خرج وحده) " *
1 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن اليقطيني
عن الدهقان، عن درست، عن ابن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: لعن
رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة: الآكل زاده وحده، والراكب في الفلاة وحده، والنائم في
بيت وحده (3).

(1) مكارم الأخلاق ص 276.
(2) أمان الاخطار ص 19.
(3) الخصال ج 1 ص 46.
227

2 - الخصال: عن العطار، عن سعد، عن البرقي، عن الحسين، عن أخيه علي
عن أبيه سيف بن عميرة، عن محمد بن موسى، عن رجل من بني نوفل، عن أبيه
عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب الصحابة إلى الله عز وجل
أربعة وما زاد قوم على سبعة إلا زاد لغطهم (1).
كتاب الغايات: عن أبي جعفر عليه السلام وذكر مثله سواء إلا أن فيه " كثر "
مكان " زاد ".
3 - الخصال: عن العسكري، عن عبد الله بن محمد، عن عبدان العسكري، عن
محمد بن سليمان، عن حنان بن علي، عن عقيل، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خير الصحابة أربعة، وخير السرايا
أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يهزم اثنا عشر ألف من قلة إذا صبروا
وصدقوا (2).
4 - المحاسن: عن بكر بن صالح، عن سليمان بن جعفر، عن أبي الحسن موسى
ابن جعفر عليه السلام قال: من خرج وحده في سفر فليقل: ما شاء الله لا حول ولا قوة
إلا بالله اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي وأد غيبتي (3).
5 - المحاسن: عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي الحسن موسى، عن أبيه، عن
جده قال: في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام يا علي: لا تخرج في سفر وحدك
فان الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، يا علي إن الرجل إذا سافر
وحده فهو غاو، والاثنان غاويان، والثلاثة النفر، وروى بعضهم سفر (4).
6 - المحاسن: عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن
إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثة
أحدهم راكب الفلاة وحده (5).
7 - المحاسن: عن بكر بن صالح، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال:

(1) الخصال ج 1 ص 113.
(2) الخصال ج 1 ص 94.
(3) المحاسن ص 355 و 370.
(4) المحاسن ص 356.
(5) المحاسن ص 356.
228

كنت عند أبي عبد الله عليه السلام بمكة إذ جاءه رسول من المدينة فقال له: من صحبك؟
فقال: ما صحبت أحدا فقال له أبو عبد الله عليه السلام: أما لو كنت تقدمت إليك لأحسنت
أدبك ثم قال: واحد شيطان، واثنان شيطانان، وثلاثة صحب، وأربعة رفقاء (1).
8 - المحاسن: عن الحسين بن سيف، عن أخيه علي، عن أبيه، عن محمد بن مثنى
عن رجل من بني نوفل بن عبد المطلب، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: البائت في البيت وحده شيطان، والاثنان لمة، والثلاثة
إنس (2).
9 - المحاسن: عن ابن أسباط، عن عبد الملك بن مسلمة، عن السندي بن خالد
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا أنبئكم بشر الناس؟ قالوا:
بلى يا رسول الله فقال: من سافر وحده، ومنع رفده، وضرب عبده (3).
10 - نهج البلاغة: قال عليه السلام في وصيته للحسن عليه السلام: سل عن الرفيق قبل الطريق
وعن الجار قبل الدار (4).
48.
* (باب) *
* " (حمل العصا وإدارة الحنك وسائر آداب الخروج) " *
* " (من الصدقة والدعاء والصلاة وسائر الأدعية المتعلقة بالسفر) " *
1 - ثواب الأعمال: عن ابن إدريس، عن أبيه، عن الأشعري، عن ابن هاشم، عن
عبد الجبار وإسماعيل والريان جميعا، عن يونس، عن عدة من أصحاب أبي عبد الله
عليه السلام قال: حدثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر، وتلا هذه الآية " ولما توجه
تلقاء مدين " إلى قوله: " والله على ما نقول وكيل " (5) آمنه الله من كل سبع

(1) المحاسن ص 356.
(2) المحاسن ص 356.
(3) المحاسن ص 356.
(4) نهج البلاغة الرقم 31 من قسم الرسائل.
(5) القصص: 22.
229

ضار، وكل لص عاد، وكل ذات حمة حتى يرجع إلى أهله ومنزله، وكان معه
سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع ويضعها.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله [حمل العصا] تنفي الفقر ولا يجاوره شيطان.
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنه مرض آدم مرضا شديدا أصابته فيه وحشة
فشكى ذلك إلى جبرئيل عليه السلام فقال له: اقطع واحدة منه وضمها إلى صدرك، ففعل
فأذهب الله عنه الوحشة، وقال: من أراد أن تطوى له الأرض فليتخذ النقد (1) من
العصا والنقد عصا لوز مر (2).
2 - أمان الأخطار: روي عن الأئمة عليهم السلام أنهم قالوا: إذا أراد أن يسافر أحدكم
فليصحب معه في سفره عصا من شجر اللوز المر وليكتب هذه الأحرف في رق ويحفر
العصا ويجعل الرق فيها. وهي سلمحلس وه به لهون بإذن الله ناويه صاف 5 يقسامه ه‍.
3 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن معروف، عن ابن محبوب
عن ابن رئاب، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ضمنت لمن يخرج من بيته معتما أن
يرجع إليهم سالما (3).
4 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن الحميري، عن محمد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست
عن إبراهيم، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: أنا الضامن لمن خرج من بيته يريد سفرا
معتما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق والغرق والحرق (4).
5 - قصص الأنبياء: بالاسناد إلى الصدوق باسناده إلى وهب قال: كان أحبار بني
إسرائيل الصغير منهم والكبير يمشون بالعصا مخافة أن يختال أحد في مشيته (5).

(1) ما يوجد في معاجم اللغة أن النقد محركة وبضمتين ضرب من الشجر واحدته
نقدة ولعل الصدوق رحمه الله إنما فسره بعصا لو زمر، فإنه قرء النقد على وزن كتف، والنقد
المؤتكل المتقشر، يقال نقد الجذع نقدا: أرض، فهو نقد، إذا أكلته الأرضة، وعلتها
القشور شبه البثرة، وعصا اللوز هكذا يكون
(2) ثواب الأعمال ص 170.
(3) ثواب الأعمال ص 170.
(4) ثواب الأعمال ص 170.
(5) قصص الأنبياء مخطوط وأخرجه المؤلف العلامة في باب نوادر أخبار بني إسرائيل
من كتاب النبوة تحت الرقم 16 راجع ج 14 ص 494 من هذه الطبعة وأخرجه الجزائري
في قصصه ص 252، وفى المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو ظاهر، وقد أخرجه
الصدوق رحمه الله في الفقيه مرسلا ج 2 ص 176 ولفظه كما يأتي عن مكارم الأخلاق تحت
الرقم 14.
230

6 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام: أيكره السفر في شئ من الأيام المكروهة الأربعاء وغيره؟ فقال:
افتح سفرك بالصدقة واقرأ آية الكرسي إذا بدا لك (1).
7 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قال أبو -
عبد الله عليه السلام: تصدق وأخرج أي يوم شئت (2).
8 - الكتاب العتيق الغروي: عوذة العصا: بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد النبي وآله
أئمة الهدى رب نجني من القوم الظالمين. ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي
أن يهديني سواء السبيل، كتاب الله كله بين يدي وعن خلفي وعن يميني وعن
شمالي ومن فوقي ومن تحتي ومحيطا بي، بسم الله الرحمن الرحيم يا موسى أقبل
ولا تخف إنك من الآمنين حامل كتابي هذا أقبل، الله الأعظم ياه ياه بالله بالله
بالله بالله بالله بالله يا منشئ الحساب الثقال وصلى الله على محمد النبي وآله.
9 - المحاسن: عن عثمان بن عيسى، عن ابن خارجة، عن محمد بن مسلم، عن أبي
جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليه السلام إذا أراد الخروج إلى بعض أمواله اشترى
السلامة من الله عز وجل بما تيسر، ويكون ذلك إذا وضع رجله في الركاب، وإذا
سلمه الله وانصرف حمد الله وشكره أيضا بما تيسر له.
ورواه محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير قال:
كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ أتاه رجل من الشيعة ليودعه بالخروج إلى العراق
فأخذ أبو جعفر عليه السلام بيده ثم حدثه عن أبيه بما كان يصنع، قال: فودعه الرجل
ومضى فأتاه الخبر بأنه قطع عليه فأخبرت بذلك أبا جعفر عليه السلام، فقال: سبحان الله
أولم أعظه؟ فقلت بلى، ثم قلت: جعلت فداك فإذا أنا فعلت ذلك أعتد به من

(1) المحاسن من 348.
(2) المحاسن من 348.
231

الزكاة؟ فقال: لا، ولكن إن شئت أن يكون ذلك من الحق المعلوم (1).
10 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن سفيان بن عمر
قال: كنت أنظر في النجوم فأعرفها، وأعرف الطالع، فيدخلني من ذلك [شئ]
فشكوت ذلك إلى أبي عبد الله عليه السلام فقال: إذا وقع في نفسك شئ فتصدق على أول
مسكين ثم امض فان الله عز وجل يدفع عنك (2).
11 - المحاسن: عن الحسن بن علي بن يقطين، عن يونس، عن عبد الله بن سليمان
عن أحدهما عليه السلام قال: كان أبي إذا خرج يوم الأربعاء من آخر الشهر أو في يوم
يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة ثم خرج (3).
12 - المحاسن: عن اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن
عبد الحميد قال: قال أبو الحسن عليه السلام: أنا ضامن لمن خرج يريد سفرا معتما تحت
حنكه، ثلاثا: لا يصيبه السرق والغرق والحرق (4).
13 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله لا يفارقه في أسفاره قارورة الدين، والمكحلة
والمقراض والمرآة، والمسواك، والمشط، وفي رواية يكون معه الخيوط والإبرة
المخصف والسيور فيخيط ثيابه ويخصف نعله (5).
14 - مكارم الأخلاق: عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: تصدق
وأخرج أي يوم شئت.
عن حماد بن عثمان قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يكره السفر في شئ من
الأيام المكروهة، مثل يوم الأربعا وغيره؟ فقال: افتح سفرك بالصدقة وأخرج إذا
بدا لك، واقرء آية الكرسي واحتجم إذا بدا لك.

(1) المحاسن ص 348، ويعنى بالحق المعلوم ما في قوله تعالى " وفى أموالهم حق
معلوم للسائل والمحروم ".
(2) المحاسن ص 349.
(3) المحاسن ص 349.
(4) المحاسن ص 373.
(5) مكارم الأخلاق ص 36.
232

عن ابن أبي عمير (1) قال: كنت أنظر في النجوم وأعرف الطالع فيدخلني
من ذلك شئ فشكوت ذلك إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام فقال: إذا
وقع في نفسك شئ، فتصدق على أول مسكين ثم امض فان الله عز وجل
يدفع عنك.
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس
ذلك اليوم.
من كتاب المحاسن عن عبد الله بن سليمان عن أحدهما قال: كان أبي عليه السلام
إذا خرج يوم الأربعا أو في يوم يكرهه الناس من محاق أو غيره تصدق بصدقة
ثم خرج.
عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين إذا أراد الخروج
إلى بعض أمواله اشترى السلامة من الله عز وجل بما تيسر له ويكون ذلك إذا وضع رجله
في الركاب، وإذا سلمه الله وانصرف حمد الله عز وجل وشكره، وتصدق بما تيسر له.
عنه عليه السلام قال: إذا أردت سفرا فاشتر سلامتك من ربك بما طابت به نفسك
ثم تخرج ذلك وتقول: اللهم إني أريد سفر كذا وكذا وإني قد اشتريت سلامتي
في سفري هذا بهذا، وتضعه حيث يصلح، وتفعل مثل ذلك إذا وصلت شكرا.
من كتاب الفردوس عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أيعجز
أحدكم أن يتخذ في يده عصا في أسفله عكاز (2) يدعم عليها إذا أعيى، و

(1) هكذا في المصدر، ولعله نقل عن الفقيه كما تراه في ج 2 ص 175 وهكذا نقله
ابن طاوس في فرج المهموم ص 123 نقلا عن الفقيه، وعن كتاب التجمل عن محمد بن
أذينة عن ابن أبي عمير، ثم استدل على جواز العمل بالنجوم وقال: لو لم يكن في الشيعة عارفا
بالنجوم الا محمد بن أبي عمير لكان حجة في صحتها واباحتها لأنه من خواص الأئمة عليهم السلام
ولكن الظاهر أن الصحيح من السند ما نقله البرقي في المحاسن كما مر تحت الرقم 10 فلا حجة.
(2) العكاز بالضم والتشديد وهكذا العكازة كتفاح وتفاحة: هي الحديدة المسنونة
كنصل السهم تنصب في أسفل الرمح ليسهل تعكيزه وتركيزه في الأرض، وتجعل في أسفل
العصا لئلا يزلق بصاحبها ويقال لها الزج أيضا، ومنه قول الفيروزآبادي: عكز الرمح
تعكيزا: " أثبت فيه العكاز ". ثم غلب لفظ العكاز والعكازة على العصا إذا كانت ذات زج كما
فسرهما اللغويون ومنه قول صاحب الأقرب العكاز: عصا ذات زج في أسفلها يتوكأ عليها الرجل
والعكازة: العكاز وهي أخص منه.
233

يجش بها الماء (1) ويميط بها الأذى عن الطريق ويقتل بها الهوام، ويقاتل بها
السباع ويتخذها قبلة بأرض فلاة.
وعنه عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حمل العصا علامة المؤمن، وسنة
الأنبياء عليهم السلام.
عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المشي مع العصا من التواضع ويكتب
له بكل خطوة ألف حسنة ويرفع له ألف درجة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر وتلا هذه
الآية " ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربي أن يهديني سواء السبيل " إلى
قوله " والله على ما نقول وكيل " آمنه الله من كل سبع ضار، ومن كل لص
عاد، ومن كل دات حمة (2) حتى يرجع إلى أهله ومنزله، وكان معه سبعة وسبعون
من المعقبات يستغفرون له حتى يرجع ويضعها.
وقال عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حمل العصا ينفي الفقر ولا يجاوره شيطان.
وقال عليه السلام: من أراد أن تطوى له الأرض فليتخذ النقد من العصا، والنقد
عصا لوز مر.
وقال عليه السلام: تعصوا فإنها من سنن إخواني النبيين وكانت بنو إسرائيل
الصغار والكبار يمشون على العصا حتى لا يختالوا في مشيتهم (3).
15 - الخصال: الأربعمائة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا خرج أحدكم في سفر
فليقل: " اللهم أنت الصاحب في السفر، والحامل على الظهر، والخليفة في

(1) أي يستخرجه، من حبش الباكي دمعه: امتراه.
(2) الحمة: السم أوهى إبرة الحيوانات اللساعة.
(3) مكارم الأخلاق ص 278 - 280.
234

الأهل والمال والولد " وإذا نزلتم منزلا فقولوا " اللهم أنزلنا منزلا مباركا
وأنت خير المنزلين " (1).
وقال عليه السلام: من ضل منكم في سفر أو خاف على نفسه فليناد: يا صالح أغثني
فان في إخوانكم من الجن جنيا يسمى صالحا يسبح في البلاد لمكانكم محتبسا
نفسه لكم، فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم وحبس عليه دابته.
وقال عليه السلام: من خاف منكم الأسد على نفسه وغنمه فليخط عليها خطة وليقل:
" اللهم رب دانيال والجب ورب كل أسد مستأسد، احفظني واحفظ غنمي ".
ومن خالف منكم العقرب فليقرء هذه الآيات " سلام على نوح في العالمين *
إنا كذلك نجزي المحسنين * إنه من عبادنا المؤمنين " (2).
16 - قرب الإسناد: عن علي بن جعفر قال: أتى أخي موسى عليه السلام رجل فقال له:
جعلت فداك أريد وجه كذا وكذا فعلمني استخارة إن كان ذلك الوجه خيرة أن
ييسره الله لي وإن كان شرا صرفه الله عني، فقال له: ويجب أن تخرج في ذلك
الوجه؟ قال له الرجل: نعم، قال: قل: " اللهم قدر لي كذا وكذا واجعله
خيرا لي فإنك تقدر على ذلك " (3).
17 - فقه الرضا (ع): إذا أردت سفرا فاجمع أهلك وصل ركعتين وقل: " اللهم إني
استودعك ديني ونفسي وأهلي وولدي وعيالي ".
18 - مكارم الأخلاق: كان النبي صلى الله عليه وآله: إذا سافر يحمل مع نفسه المشط والسواك
والمكحلة (4).
19 - أمان الأخطار: روي أن الانسان يستحب له إذا أراد السفر أن يغتسل ويقول
عند الغسل: " بسم الله وبالله ولا حول ولا قوة إلا بالله وعلى ملة رسول الله والصادقين
عن الله صلوات الله عليهم أجمعين اللهم طهر قلبي واشرح به صدري، ونور به
قبري، اللهم اجعله لي نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كل داء وآفة وعاهة

(1) الخصال ج 2 ص 168.
(2) الخصال ج 2 ص 159 - 160.
(3) قرب الإسناد ص 165.
(4) مكارم الأخلاق ص 288.
235

وسوء مما أخاف وأحذر، وطهر قلبي وجوارحي وعظامي ودمي وشعري وبشري
ومخي وعصبي وما أقلت الأرض مني اللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري
وفاقتي إليك يا رب العالمين إنك على كل شئ قدير " (1).
20 - أمان الأخطار: مما رأيناه في المنقول أنه يقال عند الصدقة قبل السفر: اللهم إني
اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري وما معي فسلمني وسلم ما معي وبلغني
وبلغ ما معي ببلاغك الحسن والجميل " ويقول أيضا بعد الصدقة من المنقول:
" لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات
السبع، ورب الأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، ورب العرش العظيم وسلام
على المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
اللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد، ومن كل شيطان مريد، بسم الله دخلت
وبسم الله خرجت اللهم إني أقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله وما شاء الله
في سفري هذا ذكرته أم نسيته، اللهم أنت المستعان على الأمور كلها وأنت الصاحب
في السفر والخليفة في الأهل اللهم هون علينا سفرنا، واطولنا الأرض، وسيرنا
فيها بطاعتك وطاعة رسولك، اللهم أصلح لنا ظهرنا، وبارك لنا في ما رزقنا، وقنا
عذاب النار، اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في
الأهل والمال الولد، اللهم أنت عضدي وناصري اللهم اقطع عني بعده ومشقته
واصحبني واخلفني في أهلي بخير، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ".
فإذا أراد الخروج يصلي ركعتين، يقرأ في الأولى الحمد مرة وقل هو الله
أحد مرة، وفي الثانية الحمد مرة وإنا أنزلناه في ليلة القدر مرة وربما قرء
سورة الفتح أو بعضها مع ما يقرء في الأولى وسورة النصر مع ما يقرأه في الثانية
ويقنت بالدعاء للسلامة، فإذا فرغ سبح تسبيح الزهراء عليها السلام ودعا بهذه الأدعية
المنقولة " اللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي ومن كان مني
بسبيل الايمان الشاهد منهم والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا، اللهم اجمعنا في

(1) أمان الاخطار ص 20.
236

رحمتك ولا تسلبنا فضلك إنا إليك راغبون اللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة
المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد في الدنيا والآخرة اللهم إني
أتوجه إليك هذا التوجه طلبا لمرضاتك، وتقربا إليك اللهم فبلغني ما أؤمله
وأرجوه فيك وفي أوليائك يا أرحم الراحمين ".
وإن شئت فقل أيضا " اللهم خرجت في وجهي هذا بلا ثقة مني لغيرك، ولا رجاء
يأوي بي إلا إليك، ولا قوة أتكل عليها، ولا حيلة ألجأ إليها إلا طلب رضاك
وابتغاء رحمتك، وتعرضا لثوابك، وسكونا إلى حسن عائدتك، وأنت أعلم بما
سبق لي في علمك في وجهي مما أحب وأكره اللهم فاصرف عني مقادير كل بلاء
ومقضي كل لاواء، وابسط علي كنفا من رحمتك، ولطفا من عفوك، وسعة من
رزقك، وتماما من نعمتك، وجماعا من معافاتك، ووفق لي فيه يا رب جميعا
قضائك على موافقة هواي، وحقيقة آمالي، وادفع عني ما أحذر وما لا أحذر
على نفسي مما أنت أعلم به مني، واجعل ذلك خيرا لي لآخرتي ودنياي، مع
ما أسئلك أن تخلفني فيمن خلفت ورائي من ولدي وأهلي ومالي وإخواني وجميع
حزانتي بأفضل ما تخلف به غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة وحفظ كل
محذور، وصرف كل مكروه، وكمال ما يجمع لي به الرضا والسرور في الدنيا
والآخرة ثم ارزقني ذكرك وشكرك وطاعتك وعبادتك حتى ترضى وبعد الرضا
اللهم إني أستودعك اليوم ديني ونفسي ومالي وأهلي وذريتي وجميع إخواني
اللهم احفظ الشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك ولا
تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا من نعمة وعافية وفضل ".
وروي أنك إذا أردت التوجه في وقت يكره فيه السفر فقدم أمام توجهك
قراءة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي وسورة القدر وآخر آل عمران من قوله
تعالى " إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب *
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات
والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار * ربنا إنك من تدخل
237

النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار * ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان
أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع
الأبرار * ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف
الميعاد * فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم
من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم واذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا
لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من
عند الله والله عنده حسن الثواب * لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل
مأواهم جهنم وبئس المهاد * لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها
الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار * وإن من أهل
الكتاب لمن يؤمن بالله وما انزل إليكم وما انزل إليهم خاشعين لله لا يشترون بآيات
الله ثمنا قليلا أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب * يا أيها الذين آمنوا
اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ".
ثم قل: " اللهم بك يصول الصائل، وبك يطول الطائل، ولا حول لكل
ذي حول إلا بك، ولا قوة بمثارها ذو القوة إلا منك، وأسئلك بصفوتك من خلقك
وخيرتك من بريتك، محمد نبيك، وعترته وسلالته، عليهم السلام صل عليه
وعليهم، واكفني شر هذا اليوم وضره، وارزقني خيره ويمنه، واقض لي في
منصر في بحسن العافية وبلوغ المحبة والظفر بالأمنية، وكفاية الطاغية الغوية
وكل ذي قدرة لي على أذية، حتى أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة
وأبدلني فيه من المخلوق أمنا ومن العوائق فيه يسرا حتى لا يصدني صاد عن
المراد، ولا يحل لي طارق أذى العباد، إنك على كل شئ قدير، والأمور
إليك تصير، يا من ليس كمثله شئ، وهو السميع البصير ".
رواية أخرى بالصلاة عند توديع العيال بأربع ركعات وابتهال كنا ذكرنا
هذه الرواية في الجزء الثاني من كتاب التراجم فيما نذكره عن الحاكم باسناده
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: إني أريد سفرا وقد كتبت وصيتي فإلى
238

أي الثلاث تأمرني أن أدفع: إلى أبي أو ابني أو أخي؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما
استخلف العبد في أهله من خليفة إذا هو شد ثياب سفره خيرا من أربع ركعات
يضعهن في بيته، يقرء في كل ركعة منهن بفاتحة الكتاب، وقل هو الله أحد
ويقول: اللهم إني أتقرب بهن إليك فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي، وهو خليفته
في أهله، وماله، وداره وبعد دخول داره حتى يرجع إلى أهله (1).
21 - أمان الأخطار: ذكر صاحب عوارف المعارف حديثا أسنده أن النبي صلى الله عليه وآله كان
إذا سافر حمل معه خمسة أشياء: المرآة، والمكحلة، والمذرى، والسواك، والمشط
وفي رواية أخرى والمقراض (2).
إذا توجهت إلى السفر فقل ثلاث مرات: " بالله أخرج، وبالله أدخل، وعلى
الله أتوكل، اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير، واختم لي بخير، وقني شر كل
دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " فان من قاله بالاخلاص
يوشك أن يكون من أهل الاختصاص، وهو داخل في ضمان السلامة من الندامة.
فإذا وصلت إلى باب دارك فقل: ما رويناه باسنادنا إلى صباح الحذاء
قال: سمعت موسى بن جعفر عليه السلام يقول: لو كان الرجل منكم إذا أراد سفرا قام
على باب داره تلقاء الوجه الذي يتوجه إليه فقرأ فاتحة الكتاب أمامه وعن يمينه
وعن شماله، وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله، ثم قال: " اللهم
احفظني واحفظ ما معي، وسلمني وسلم ما معي، وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن "
لحفظه الله وحفظ ما معه وسلمه وسلم ما معه، ثم قال: يا صباح أما رأيت الرجل
يحفظ ولا يحفظ ما معه، ويسلم ولا يسلم ما معه، ويبلغ ولا يبلغ ما معه، قلت:

(1) أمان الاخطار ص 30.
(2) أمان الاخطار ص 41، والمدرى بالمهملة: المشط، وبالمعجمة كما في هذا
المورد: خشبة ذات أطراف كالأصابع يذرى بها الطعام وتنقى بها الأكداس، ويقال له
بالفارسية: چار شاخ والكلمة إذا لم تكن مصحفة من " المدية " وهي الشفرة، أمكن تطبيقها
على ما هو المعروف اليوم به " چنگال " عند الفرس، فتأمل.
239

بلى جعلت فداك.
أقول: وروينا باسنادنا إلى علي بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام
قال: قال: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: " بسم الله آمنت بالله توكلت
على الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة
وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه، وقد سمى الله وآمن به وتوكل عليه، وقال:
ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله.
أقول: وروينا باسنادنا عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال:
قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا خرج يقول: " اللهم خرجت إليك ولك أسلمت وبك
أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم بارك لي في يومي هذا وارزقني قوته ونصره
وفتحه وظهوره وهداه وبركته، واصرف عني شره وشر ما فيه بسم الله
والله أكبر والحمد لله رب العالمين اللهم إني خرجت فبارك لي في خروجي وانفعني
به وإذا دخل منزله قال مثل ذلك.
أقول: روينا باسنادنا عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قال حين
يخرج من باب داره: " أعوذ بما عاذت به ملائكة الله من شر هذا اليوم الجديد
الذي إذا غابت شمسه لم يعد، من شر نفسي ومن شر غيري ومن شر الشياطين
ومن شر من نصب لأولياء الله ومن شر الجن والإنس، ومن شر السباع والهوام
وشر ركوب المحارم كلها، أجير نفسي بالله، من كل سوء " إلا غفر الله له، وتاب
عليه وكفاه المهم وحجزه عن السوء وعصمه من الشر.
أقول: وروينا باسنادنا إلى معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام:
إذا خرجت من منزلك فقل: " بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم إني أسئلك خير ما خرجت له أعوذ بك من شر ما خرجت له اللهم أوسع
على [من فضلك وأتمم علي] نعمتك واستعملني في طاعتك، واجعل رغبتي فيما
عندك، وتوفني على ملتك وملة رسولك صلى الله عليه وآله ".
أقول: وفي حديث آخر عن الثمالي، عن أبي جعفر الباقر عليه السلام من قال
240

حين يخرج من منزله: " بسم الله حسبي الله توكلت على الله اللهم إني أسئلك خير
أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة " كفاه الله ما أهمه من
أمر دنياه وآخرته.
أقول: وروي أنه إذا وقف على باب داره سبح تسبيح الزهراء عليها السلام وقرء
الحمد وآية الكرسي كما قدمناه وقال: " اللهم إليك وجهت وجهي وعليك
خلفت أهلي ومالي وما خولتني وقد وثقت بك فلا تخيبني يا من لا يخيب من
أراده، ولا يضيع من حفظه، اللهم صل على محمد وآل محمد واحفظني فيما غبت
عنه، ولا تكلني إلى نفسي يا أرحم الراحمين، اللهم بلغني ما توجهت له، وسبب
لي المراد، وسخر لي عبادك وبلادك، وارزقني زيارة نبيك ووليك أمير المؤمنين
عليه السلام والأئمة من ولده وجميع أهل بيته عليه وعليهم السلام، ومدني
منك بالمعونة في جمع أحوالي، ولا تكلني إلى نفسي، ولا إلى غيري، فأكل
وأعطب، وزودني التقوى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم اجعلني أوجه من
توجه إليك.
ويقول أيضا: " بسم الله وبالله وتوكلت على الله واستعنت بالله، وألجأت
ظهري إلى الله، وفوضت أمري إلى الله، رب آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك
الذي أرسلت، لأنه لا يأتي بالخير إلهي إلا أنت، ولا يصرف السوء إلا أنت
عز جارك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، وعظمت آلاؤك، ولا إله غيرك "
فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا ودعا بهذا الدعاء لم يطرقه بلاء حتى يمسي
ويؤب إلى منزله، وكذلك من خرج في المساء ودعا به لم يطرقه بلاء حتى يصبح
ويؤب إلى منزله.
أقول: وقد اقتصرنا على بعض ما رويناه في هذه الحالة فقل: منه ما يحمله
حالك ووقتك، فالناس تختلف حالهم في الاهتمام والاهمال.
22 - دعوات الراوندي: عن الصادق عليه السلام: ضمنت لمن خرج من بيته معتما
أن يرجع إليهم [سالما].
241

وعن النبي صلى الله عليه وآله عن جبرئيل عليه السلام من أراد سفرا فأخذ بعضادتي باب منزله
فقرأ إحدى عشر مرة قل هو الله أحد، كان الله له حارسا حتى يرجع.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا ركب الرجل الدابة فسمى الله ردفه ملك يحفظه
حتى ينزله، فان ركب ولم يسم ردفه شيطان.
وقال الصادق عليه السلام: إذا أردت سفرا فلا تضع رجلك في الركاب حتى تقدم
بين يديك صدقة قل أم كثر قال المعلى بن خنيس قلت: يا ابن رسول الله كم القليل
وكم الكثير؟ قال: ما بين الرغيف فصاعدا، وكلما أكثرت صدقتك كان أقصى
لحاجتك.
وقالوا عليهم السلام: إذا أردت سفرا فتوضأ وضوء الصلاة، واجمع أهلك، وصل
ركعتين، فإذا سلمت فقل: " اللهم إني أستودعك الساعة نفسي وأهلي اللهم أنت
الصاحب وأنت الخليفة " وإذا وضعت رجلك على بابك فقل: " بسم الله آمنت بالله
توكلت على الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله ".
23 - نهج البلاغة: من كلام له عليه السلام عند عزمه على المسير إلى الشام " اللهم إني أعوذ
بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في النفس والأهل والمال والولد
اللهم أنت الصاحب في السفر، وأنت الخليفة في الأهل، لا يجمعهما غيرك، لان
المستخلف لا يكون مستصحبا، والمستصحب لا يكون مستخلفا ".
قال السيد رضي الله عنه: وابتداء هذا الكلام مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقد
قفاه عليه السلام بأبلغ كلام وتممه بأحسن تمام من قوله: لا يجمعهما غيرك إلى آخر
الفصل (1).
24 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا خرج أحدكم في سفر
فليقل: " اللهم أنت الصاحب في السفر، والحامل على الظهر، والخليفة في الأهل
والمال والولد " وإذا نزلتم منزلا فقولوا: " اللهم أنزلنا منزلا مباركا وأنت
خير المنزلين " (2).

(1) نهج البلاغة الرقم 46 من الخطب.
(2) الخصال ج 2 ص 168.
242

وقال عليه السلام: من ضل منكم في سفر أو خاف على نفسه فليناد: يا صالح أغثني
فان في إخوانكم من الجن جنيا يسمى صالح يسيح في البلاد لمكانكم محتسبا نفسه
لكم فإذا سمع الصوت أجاب وأرشد الضال منكم وحبس عليه دابته (1).
وقال عليه السلام: من خاف منكم الغرق فليقرأ " بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي
لغفور رحيم بسم الله الملك الحق ما قدروا الله حق قدره، والأرض جميعا قبضته
يوم القيامة، والسماوات مطويات بيمينه، سبحانه وتعالى عما يشركون " (2).
25 - قرب الإسناد: عن ابن عيسى، عن ابن أسباط قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام:
ما ترى أخرج برا أو بحرا، فان طريقنا مخوف شديد الخطر؟ قال: اخرج برا
ثم قال: ولا عليك أن تأتي مسجدا رسول الله صلى الله عليه وآله فتصلي ركعتين في غير وقت
فريضة، ثم تستخير الله مائة مرة، فان خرج لك على البحر فقل الذي قال الله
تبارك وتعالى: " اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم " (3)
فان اضطرب فقل: " بسم الله أسكن بسكينة الله وقر بوقار الله، واهدأ بإذن الله
ولا حول ولا قوة إلا بإذن الله " [كذا].
قلنا له: أصلحك الله ما السكينة؟ قال: ريح تخرج من الجنة، لها صورة
كصورة الانسان، ورائحة طيبة، وهي التي أنزلت على إبراهيم صلوات الله عليه
فأقبلت تدور حول أركان البيت، وهو يضع الأساطين، قلنا: هي من التي قال:
" فيه سكينة من ربكم وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة؟ " (4)
قال: تلك السكينة كانت في التابوت، وكانت فيها طست يغسل فيها قلوب الأنبياء
وكانت التابوت يدور في بني إسرائيل مع الأنبياء عليهم السلام ثم أقبل علينا فقال: فما
تابوتكم؟ قلنا: السلاح، قال: صدقتم هو تابوتكم.
ثم قال: فان خرجت برا فقل الذي قال الله: " سبحان الذي سخر لنا

(1) الخصال ج 2 ص 159.
(2) الخصال ج 2 ص 160.
(3) هود: 41.
(4) البقرة: 248.
243

هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " قانه ليس عبد يقول (1) عند ركوبه
فيقع من بعير أو دابة فيضره شئ بإذن الله، وقال: فإذا خرجت من منزلك
فقل: " بسم الله آمنت بالله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله " فان
الملائكة تضرب وجوه الشياطين، وتقول: قد سمى الله وآمن بالله وتوكل على الله وقال:
لا حول ولا قوة إلا بالله (2).
أقول: قد مضى الخبر في باب الآداب (3) برواية علي بن إبراهيم، عن أبيه
عن ابن أسباط وفيه فإذا عزمت على شئ وركبت البر فإذا استويت على راحلتك
فقل: " سبحان الذي " الخ وإن ركبت بحرا فقل حين تركب " بسم الله مجراها
ومرسيها " فإذا ضربت بك الأمواج فاتك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك
وقل: " أسكن بسكينة الله، وقر بقرار الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله ".
قال ابن أسباط: فركبت البحر وكان إذا هاج الموج قلت كما أمرني
أبو الحسن عليه السلام فيتنفس الموج ولا يصيبنا منه شئ (4).
26 - المحاسن: عن ابن فضال، عن محمد بن سعيد، عن السكوني، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: من هبط واديا فقال: " لا إله إلا الله والله أكبر "
ملا الله الوادي حسنات، فليعظم الوادي بعدا وليصغر (5).
27 - المحاسن: عن النوفلي باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما استخلف رجل
على أهله بخلافة أفضل من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفره يقول:
" اللهم إني أستودعك نفي وأهلي ومالي وذريتي ودنياي وآخرتي وأمانتي
وخاتمة عملي " إلا أعطاه الله ما سأل (6).
28 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن الحارث بن محمد، عن أبي جعفر الأحول
عن بريد بن معاوية قال: كان أبو جعفر عليه السلام إذا أراد سفرا جمع عياله في بيت ثم

(1) الزخرف: 13.
(2) قرب الإسناد ص 218.
(3) بل يأتي في الباب 50 باب آداب السير تحت الرقم: 4.
(4) تفسير القمي ج 2 ص 608.
(5) المحاسن ص 33.
(6) المحاسن ص 349.
244

قال: " اللهم إني أستودعك الغداة نفسي ومالي وذريتي ودنياي وأهلي وولدي
والشاهد منا والغائب اللهم احفظنا واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك اللهم لا
تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا من عافيتك وفضلك " (1).
29 - المحاسن: عن موسى بن القاسم، عن الصباح الحذاء: قال: سمعت أبا الحسن
موسى بن جعفر عليه السلام يقول: لو كان الرجل منكم إذا أراد سفرا قام على باب داره تلقاء
وجهه الذي يتوجه له، فقرأ فاتحة الكتاب أمامه وعن يمينه وعن شماله وآية الكرسي
أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم قال: اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم
ما معي، وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل " لحفظه الله وحفظ ما عليه
وحفظ ما معه وسلمه الله وسلم ما معه وبلغه الله وبلغ ما معه قال: ثم قال لي:
يا صباح أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه، ويبلغ ولا يبلغ ما معه؟ قلت:
بلى جعلت فداك (2).
30 - المحاسن: عن الحسن بن الحسين أو غيره، عن محمد بن سنان رفعه قال: كان
أبو عبد الله عليه السلام إذا أراد سفرا قال: " اللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا وأعظم
عافيتنا " (3).
31 - المحاسن: عن عدة من أصحابنا، عن ابن أسباط، عن أبي الحسن الرضا
عليه السلام قال: قال لي: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: " بسم الله
آمنت بالله، توكلت على الله، وما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله " فيلقاك
الشيطان فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمى الله وآمن
به وتوكل على الله وقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
ورواه ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن الرضا عليه السلام إلا أنه قال
لا حول ولا قوة إلا بالله (4).
32 - المحاسن: عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: صحبت
أبا عبد الله عليه السلام وهو متوجه إلى مكة فلما صلى قال: " اللهم خل سبيلنا وأحسن

(1) المحاسن ص 350.
(2) المحاسن ص 350.
(3) المحاسن ص 350.
(4) المحاسن ص 350.
245

تسييرنا وأحسن عافيتنا " وكلما صعد إلى أكمة قال: " اللهم لك الشرف على كل
شرف " (1).
33 - المحاسن: عن ابن يزيد رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: والذي نفس أبي القاسم بيده ما أهل مهلل ولا كبر مكبر
عند شرف من الاشراف إلا أهل ما بين يديه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره
حتى يقطع منقطع التراب (2).
34 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى أخوان رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: إنا نريد الشام في
تجارة فعلمنا ما نقول: قال: نعم إذا أويتما إلى المنزل فصليتما العشاء الآخرة، فإذا
وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة فليسبح تسبيح فاطمة عليها السلام ثم ليقرء
آية الكرسي، فإنه محفوظ من كل شئ حتى يصبح.
وإن لصوصا تبعوهم حتى إذا نزلا بعثوا غلاما لهم لينظر كيف حالهما؟ ناما
أم مستيقظين، فانتهى الغلام إليهما وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرء
آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام قال: فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء
الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا حائطين مبنيين، [فرجع إلى أصحابه فقال
لا والله ما رأيت إلا حائطين مبنيين] فقالوا له: أخزاك الله لقد كذبت بل
ضعفت وجبنت، فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلا حائطين، فداروا بالحائطين فلم
يسمعوا ولم يروا إنسانا، فانصرفوا إلى منازلهم فلما كان من الغد جاؤوا إليهم
فقالوا: أين كنتم؟ فقالا: ما كنا إلا ههنا وما برحنا، فقالوا: والله لقد جئنا وما
رأينا إلا حائطين مبنيين، فحدثونا ما قصتكم؟ قالوا: إنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله
فسألناه أن يعلمنا فعلمنا آية الكرسي وتسبيح فاطمة عليها السلام، فقلنا، فقالوا: انطلقوا
لا والله ما نتبعكم أبدا ولا يقدر عليكم لص أبدا بعد هذا الكلام (3).
35 - المحاسن: عن أبيه، عن عبيد الله بن الحسين الزرندي، عن علي بن أبي
حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا ضللت في الطريق فناد: يا صالح

(1) المحاسن ص 353.
(2) المحاسن ص 353.
(3) المحاسن ص 368.
246

يا با صالح أرشدونا إلى الطريق رحمكم الله، قال عبيد الله: فأصابنا ذلك فأمرنا
بعض من معنا أن يتنحى وينادي كذلك قال: فتنحى فنادى ثم أتانا فأخبرنا
أنه سمع صوتا يرد دقيقا يقول: الطريق يمنة أو قال: يسرة، فوجدناه كما قال.
وحدثني به أبي أنهم حادوا عن الطريق بالبادية، ففعلنا فأرشدونا
وقال صاحبنا: سمعت صوتا دقيقا يقول: الطريق يمنة، فما سرنا إلا قليلا حتى
عارضنا الطريق (1).
36 - المحاسن: عن أبيه، عن محمد بن أبي القاسم، عن علي بن سليمان بن رشيد
عن علي بن الحسين القلانسي، عن محمد بن سنان، عن عمر بن يزيد قال: ضللنا
سنة من السنين، ونحن في طريق مكة، فأقمنا ثلاثة أيام نطلب الطريق فلم نجده
فلما أن كان في اليوم الثالث وقد نفد ما كان معنا من الماء، عمدنا إلى ما كان معنا
من ثياب الاحرام ومن الحنوط، فتحنطنا وتكفنا بازار إحرامنا فقام رجل من
أصحابنا فنادى: " يا صالح يا أبا الحسين " فأجابه مجيب من بعد، فقلنا له: من أنت
يرحمك الله؟ فقال: أنا من النفر الذين قال الله عز وجل في كتابه: " وإذ صرفنا
إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن " إلى آخر الآية، ولم يبق منهم غيري فأنا
مرشد الضال إلى الطريق، قال: فلم نزل نتبع الصوت حتى خرجنا إلى الطريق (2).
37 - المحاسن: عن أبي عبد الله، عن حماد، عن حريز، عن إبراهيم بن نعيم
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا دخلت مدخلا تخافه فاقرء هذه الآية: " رب
أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ".
فإذا عاينت الذي تخافه فاقرأ آية الكرسي (3).
38 - المحاسن: عن موسى بن القاسم، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطية
عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من نزل منزلا يتخوف عليه السبع، فقال: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك

(1) المحاسن ص 362 وفيه: عن أبي عبد الله عليه السلام.
(2) المحاسن ص 379.
(3) المحاسن ص 367.
247

له، له الملك وله الحمد، بيده الخير وهو على كل شئ قدير اللهم إني أعوذ بك
من شر كل سبع " إلا أمن من شر ذلك السبع، حتى يرحل من ذلك المنزل، بإذن الله
إنشاء الله (1).
39 - المحاسن: عن بكر بن صالح، عن الجعفري، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
من خرج وحده في سفر فليقل: " ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم آنس
وحشتي، وأعني على وحدتي، وأد غيبتي "، قال: ومن بات في بيت وحده أو
في دار أو في قرية وحده، فليقل: " اللهم آنس وحشتي وأعني على وحدتي " قال:
وقال له قائل: إني صاحب صيد سبع وأبيت بالليل في الخرابات والمكان الوحش
فقال: إذا دخلت فقل: بسم الله، وأدخل رجلك اليمنى وإذا خرجت فأخرج
رجلك اليسرى، وقل: بسم الله، فإنك لا ترى مكروها إنشاء الله (2).
40 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن قاسم الصيرفي، عن حفص بن
القاسم قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن على ذروة كل جسر شيطانا فإذا
انتهيت إليه فقل: بسم الله يرحل عنك (3).
41 - المحاسن: عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
عن أبيه، عن جده قال: كان في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي
إذا أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها: " اللهم إني أسئلك خيرها وأعوذ بك
من شرها، اللهم أطعمنا من جناها وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب
صالحي أهلها إلينا " (4).
42 - المحاسن: بهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا علي إذا نزلت منزلا
فقل: " اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " (5).
43 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان،، عن رجل، عن علي
ابن المغيرة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا سافرت فدخلت المدينة التي تريدها
فقل حين تشرف عليها وتراها: " اللهم رب السماوات السبع وما أظلت، ورب

(1) المحاسن ص 367.
(2) المحاسن ص 370.
(3) المحاسن ص 373.
(4) المحاسن ص 374.
(5) المحاسن ص 374.
248

الأرضين السبع وما أقلت، ورب الرياح وما ذرت، ورب الشياطين وما أضلت
أسئلك أن تصلي على محمد وآله محمد، وأسألك من خير هذه القرية وما فيها، وأعوذ
بك من شرها وشر ما فيها " (1).
44 - المحاسن: عن العباس بن عامر القصباني، عن ابن بكير، عن زرارة قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن العفاريت من أولاد الأبالسة تتخلل وتدخل بين
محامل المؤمنين، فتنفر عليهم إبلهم، فتعاهدوا ذلك بآية الكرسي (2).
45 - طب الأئمة: عن علي بن عروة الأهوازي، عن الديلمي، عن داود الرقي
عن موسى بن جعفر عليه السلام قال: من كان في سفر وخاف اللصوص والسبع، فليكتب
على عرف دابته " لا تخاف دركا ولا تخشى " فإنه يأمن بإذن الله عز وجل
قال داود الرقي: فحججت فلما كنا بالبادية جاء قوم من الاعراب فقطعوا على
القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف جملي " لا تخاف دركا ولا تخشى " فوالذي
بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصه بالرسالة، وشرف أمير المؤمنين بالإمامة، ما
نازعني أحد منهم، أعماهم الله عني (3).
46 - مكارم الأخلاق: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما استخلف رجل على أهله بخلافة أفضل
من ركعتين يركعهما إذا أراد الخروج إلى سفره ويقول عند التوديع: " اللهم
إني أستودعك اليوم ديني ونفسي ومالي وأهلي وولدي وجيراني وأهل حزانتي
الشاهد منا والغائب وجميع ما أنعمت به علي اللهم اجعلنا في كنفك ومنعتك وعيادك
وعزك، عز جارك، وجل ثناؤك، وامتنع عائذك، ولا إله غيرك، توكلت على
الحي الذي لا يموت الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك
ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا
وسبحان الله بكرة وأصيلا ".
وكان أبو جعفر عليه السلام إذا أراد السفر جمع عياله في بيت ثم قال: " اللهم إني

(1) المحاسن ص 374.
(2) المحاسن ص 380.
(3) طب الأئمة ص 36 ط النجف.
249

أستودعك " إلى آخره.
وعن صباح الحذاء قال: سمعت موسى بن جعفر عليهما السلام يقول: لو كان الرجل
منكم إذا أراد سفرا قام على باب داره تلقاء الوجه الذي يتوجه إليه، فقرء فاتحة
الكتاب أمامه وعن يمينه وعن شماله، وآية الكرسي أمامه وعن يمينه وعن شماله ثم
قال: " اللهم احفظني واحفظ ما معي وسلمني وسلم ما معي وبلغني وبلغ ما معي
ببلاغك الحسن الجميل " لحفظه الله وحفظ ما معه وسلمه الله وسلم ما معه، وبلغه الله وبلغ
ما معه قال: ثم قال: يا صباح أما رأيت الرجل يحفظ ولا يحفظ ما معه، ويسلم ولا
يسلم ما معه، ويبلغ ولا يبلغ ما معه؟ قلت: بلى جعلت فداك.
وكان الصادق عليه السلام إذا أراد سفرا قال: " اللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا
وأعظم عافيتنا ".
عن الرضا عليه السلام قال: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل " بسم الله
آمنت بالله توكلت على الله ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله " فيتلقاه الشياطين
فتضرب الملائكة وجوهها وتقول: ما سبيلكم عليه، وقد سمى الله وآمن به وتوكل
عليه، وقال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
عن أبي جعفر عليه السلام قال: من قال حين خرج من داره " أعوذ بالله مما عاذت
منه ملائكة الله، من شر هذا اليوم، ومن شر الشياطين، ومن شر من نصب لأولياء
الله، ومن شر الجن والإنس، ومن شر السباع والهوام ومن شر ركوب المحارم
كلها أجير نفسي بالله من شر كل شئ " غفر الله له وتاب عليه، وكفاه المهم، وحجزه
عن السوء، وعصمه من الشر.
عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله لم يرد سفرا إلا قال حين
ينهض من مجلسه أو من جلوسه: " اللهم بك انتشرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت
أنت ثقتي ورجائي اللهم اكفني ما أهمني وما لا أهم له وما أنت أعلم به مني اللهم
زودني النقوي واغفر لي ووجهني إلى الخير حيثما توجهت " ثم يخرج.
قال: وكان أبو عبد الله عليه السلام يقول إذا خرج في سفره " اللهم احفظني
250

واحفظ ما معي وبلغني وبلغ ما معي ببلاغك الحسن، بالله أستفتح وبالله أستنجح
وبمحمد صلى الله عليه وآله أتوجه اللهم سهل لي كل حزونة، وذلل لي كل صعوبة، وأعطني
من الخير كله أكثر مما أرجو، واصرف عنى من الشر أكثر مما أحذر في عافية
يا أرحم الراحمين ".
أيضا كان يقول: " أسأل الله الذي بيده ما دق وجل، وبيده أقوات
الملائكة، أن يهب لنا في سفرنا أمنة وإيمانا وسلامة وإسلاما وفقها وتوفيقا وبركة
وهدى وشكرا وعافية ومغفرة وعزما لا يغادر ذنبا ".
وعنه عليه السلام قال: من قال حين يخرج من منزله " الله أكبر الله أكبر الله أكبر
بسم الله دخلت، بسم الله خرجت، وعلى الله توكلت، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم، وصلى الله على محمد وآله. اللهم افتح لي في وجهي هذا بخير اللهم إني
أعوذ بك من شر نفسي ومن شر غيري ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي
على صراط مستقيم " كان في ضمان الله حتى يرجع إلى منزله قال: ثم يقول: " توكلت
على الله ما شاء الله لا قوة إلا بالله، اللهم إني أسئلك خير ما خرجت له، وأعوذ بك
من شرما خرجت له، اللهم أوسع علي من فضلك وأتمم علي من نعمتك، واجعل
رغبتي فيما عندك، وتوفني في سبيلك على ملتك وملة رسولك " ثم اقرأ آية
الكرسي والمعوذتين ثم اقرأ سورة الاخلاص بين يديك ثلاث مرات ومن فوقك مرة
ومن تحتك مرة، ومن خلفك ثلاث مرات وعن يمينك ثلاث مرات، وعن
شمالك ثلاث مرات وتوكل على الله.
عوذة كان يتعوذ بها رسول الله صلى الله عليه وآله إذا سافر وأقبل الليل: " يا أرض
ربي وربك الله، وأعوذ بالله من شرك وشر ما فيك، وسوء ما خلق فيك
وسوء ما يدب عليك، وأعوذ بالله من أسد وأسود من شر الحية والعقرب، ومن
شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد اللهم رب السماوات السبع وما أظللن
ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الرياح وما ذرين، ورب الشياطين
وما أضللن أسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأسئلك خير هذه الليلة، وخير
251

هذا اليوم، وخير هذا الشهر، وخير هذه السنة، وخير هذا البلد وأهله، وخير
هذه القرية وأهلها وخير ما فيها، وأعوذ بالله من شرها وشر ما فيها ومن شر
كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم " (1).
47 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: من قرء آية الكرسي في السفر في كل
ليلة سلم وسلم ما معه، ويقول: " اللهم اجعل مسيري عبرا، وصمتي تفكرا
وكلامي ذكرا ".
ومن مسموعات السيد الإمام ناصح الدين أبي البركات المشهدي رحمة الله
عليه عن محمد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إلي أبو الحسن الرضا عليه السلام من خراسان
ثياب رزم وكان بين ذلك طين، فقلت للرسول: ما هذا؟ قال: طين قبر الحسين
عليه السلام ما يكاد يوجه شيئا من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين، وكان
يقول: أمان بإذن الله تعالى.
عنه عليه السلام قال: أتى أخوان رسول الله صلى الله عليه وآله فقالا: يا رسول الله إنا نريد
الشام في تجارة فعلمنا ما نقول؟ قال صلى الله عليه وآله: بعد إذ أويتما إلى منزل فصليا العشاء
الآخرة، فإذا وضع أحد كما جنبه على فراشه بعد الصلاة فليسبح تسبيح فاطمة عليها السلام
ثم ليقرء آية الكرسي فإنه محفوظ من كل شئ يهابه، وإن لصوصا تبعوهم حتى
إذا نزلوا بعثوا غلاما لهم ينظر كيف حالهم ناموا أم هم مستيقظون، فانتهى الغلام
إليهم وقد وضع أحدهما جنبه على فراشه وقرأ آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة
عليها السلام قال: فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار
لم ير إلا حائطين.
فرجع إلى أصحابه فقال: لا والله ما رأيت إلا حائطين مبنيين، فقالوا
أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت، فقاموا ونظروا فلم يجدوا إلا حائطين
مبنيين فداروا بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفوا إلى موضعهم، فلما كان من الغد
جاؤوا إليهما فقالوا: أين كنتما؟ فقالا: ما كنا إلا ههنا ما برحنا، فقالوا: لقد

(1) مكارم الأخلاق: 281 - 283.
252

جئنا فما رأينا إلا حائطين مبنيين فحدثانا ما قصتكما فقالا: أتينا رسول الله صلى الله عليه وآله
فعلمنا آية الكرسي وتسبيح فاطمة عليها السلام، ففعلنا فقالوا: انطلقوا فوالله لا نتبعكم أبدا
ولا يقدر عليكم لص بعد هذا الكلام (1).
48 - مكارم الأخلاق: في دعاء الضلال عن الصادق عليه السلام قال: إذا ضللت الطريق
فناد: يا صالح ويا با صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم الله.
وروي أن البر موكل به صالح، والبحر موكل به حمزة.
عنه عليه السلام قال: إذا تغولت لكم الغول فأذنوا (2).
عن أبي عبيدة الحذاء قال: كنت مع الباقر عليه السلام فضل بعيري فقال: صل
ركعتين ثم قل كما أقول: اللهم راد الضالة هاديا من الضلالة رد علي ضالتي
فإنها من فضلك وعطائك، [ففعلت] ثم قال: يا أبا عبيدة تعال فاركب، فركبت مع
أبي جعفر عليه السلام فلما سرنا إذا سواد على الطريق فقال: يا أبا عبيدة هذا بعيرك، فإذا
هو بعيري.
في الدعاء عند نزول المنزل: قال النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي إذا نزلت
منزلا فقل: " اللهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " وفي رواية " وأيدني
كما أيدت به الصالحين، وهب لي السلامة والعافية في كل وقت وحين، أعوذ
بكلمات الله التامات كلها، من شر ما خلق وذرء وبرء " ثم صل ركعتين وقل
" اللهم ارزقنا خير هذه البقعة، وأعذنا من شرها اللهم أطعمنا من جناها وأعذنا من
وباها، وحببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا " وإذا أردت الرحيل فصل
ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة، وودع الموضع وأهله فان لكل موضع أهلا
من الملائكة، " وقل " السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا وعلى عباد الله
الصاحين ورحمة الله وبركاته.
في الدعاء عند الرجوع من السفر: روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لما رجع من
خبير: " آئبون تائبون إنشاء الله عابدون راكعون ساجدون لربنا حامدون اللهم
لك الحمد على حفظك إياي في سفري وحضري، اللهم اجعل أوبتي هذه مباركة

(1) مكارم الأخلاق: 292.
(2) أي ظهرت وتجسمت في أعينكم.
253

ميمونة مقرونة بتوبة نصوح توجب لي بها السعادة يا أرحم الراحمين ".
في الدعاء عند دخول مدينة أو قرية: قال البني صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: يا علي إذا
أردت مدينة أو قرية فقل حين تعاينها " اللهم إني أسئلك خيرها وأعوذ بك من شرها
اللهم حببنا إلى أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا ".
في الدعاء في المسير: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله في سفره إذا
هبط سبح وإذا صعد كبر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفس أبي القاسم بيده
وما هلل مهلل وما كبر مكبر على شرف من الاشراف إلا هلل ما خلفه وكبر
ما بين يديه بتهليله وتكبيره، حتى يبلغ مقطع التراب.
في ركوب السفينة: بسم الله الملك الرحمن، وما قدروا الله حق قدره " (1)
الآية " بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم ".
في الدعاء على الجسر: إذا بلغت جسرا فقل حين تضع قدمك عليه " بسم الله
اللهم ادحر عني الشيطان الرجيم ".
عن الصادق عليه السلام قال: إن على ذروة كل جسر شيطانا فإذا انتهيت إليه فقل
" بسم الله " يرحل عنك.
قال الصادق عليه السلام إذا كنت في سفر أو مفازة فخفت جنيا أو آدميا فضع
يمينك على أم رأسك واقرء برفيع صوتك " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من
في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه ترجعون " (2).
49 - أمان الأخطار: روى ابن بابويه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله
في سفره إذا هبط سبح، وإذا صعد كبر وروي في لفظ التكبير إذا علوت تلعة
أو أكمة أو قنطرة " الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر، والحمد لله رب
العالمين اللهم لك الشرف على كل شرف " ثم تقول: " خرجت بحول الله وقوته بغير
حول مني ولا قوة لكن بحول الله وقوته برئت إليك يا رب من الحول والقوة
اللهم إني أسئلك بركة سفري هذا وبركة أهله، اللهم إني أسئلك من فضلك الواسع

(1) الزمر: 67.
(2) مكارم الأخلاق ص 297 - 299.
254

رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي وأنا خائض في عافية، بقوتك وقدرتك، اللهم
سرت في سفري هذا بلا ثقة مني لغيرك، ولا رجاء لسواك، فارزقني من ذلك
شكرك وعافيتك، ووفقني لطاعتك وعبادتك، حتى ترضى وبعد الرضا ".
50 - أمان الأخطار: روينا أنه إذا ركب في السفينة فليكبر الله جل جلاله مائة
تكبيرة ويصلي على محمد وآل محمد صلوات الله عليه وعليهم مائة مرة، ويلعن
ظالمي آل محمد عليهم السلام مائة مرة، ويقول: " بسم الله وبالله والصلاة على رسول
الله وعلى الصادقين عليهم السلام، اللهم أحسن مسيرنا، وأعظم أجورنا، اللهم بك
انتشرنا، وإليك توجهنا، بك آمنا، وبحبلك اعتصمنا، وعليك توكلنا، اللهم
أنت ثقتنا ورجاؤنا وناصرنا لا تحل بنا ما لا تحب اللهم بك نحل وبك نسير اللهم
خل سبيلنا، وأعظم عافيتنا، أنت الخليفة في الأهل والمال وأنت الحامل في الماء
وعلى الظهر، وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرسيها إن ربي لغفور رحيم
وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات
بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون اللهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت
إليه الرحال، فأنت سيدي أكرم مزور وأكرم مقصود، وقد جعلت لكل زائر
كرامة، ولكل وافد تحفة، فأسئلك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار
واشكر سعيي، وارحم مسيري من أهلي بغير من مني عليك، بل لك المنة علي
إذ جعلت لي سبيلا إلى زيادة وليك، وعرفتني فضله، وحفظتني في ليلي ونهاري
حتى بلغتني هذا المكان، وقد رجوتك فلا تقطع رجائي. وأملتك فلا تخيب أملي
واجعل مسيري هذا كفارة لذنوبي، يا أرحم الراحمين ".
قال السيد رحمه الله: وإن كان قصده بركوب السفينة غير الزيارة فيغير اللفظ
بما يليق بسفره من العبارة، ثم قال: وحدثني أبو الفخر بن قوة رحمه الله وكان
رجلا صالحا أنه ركب في بعض مراكب البحار، فأشرف أهل المركب على الاخطار
لقوة الرياح، وكان معهم رجل صالح فاستغاثوا به فكتب في رقعة لطيفة شيئا ورماه
في البحر فسكن الهواء، وزال الابتلاء، فاجتهدنا أن يعرفنا ما كتبه، فامتنع من
255

ذلك، وخرجنا من المركب وتبعته من بلد إلى بلد، ليعرفني ما كتب فلما
ألححت عليه قال: والله ما كتبت غير سورة قل هو الله أحد.
أقول أنا: ولا ريب أنه كتبها بالاخلاص، فكانت سبب الخلاص، ولو كتب
اسم الله الأعظم الأرحم لكفى في النجاة، والظفر بالعز والجاه.
ورأيت في المجلد السابع من معجم البلدان للحموي في ترجمة محمد بن السائب
قال: كنت يوما بالحيرة، فوثب إلى رجل فقال: أنت الكلبي قال: قلت: نعم
قال: مفسر القرآن؟ قلت: نعم، قال: فأخبرني عن قول الله عز وجل " وإذا
قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا " (1) ما ذلك
القرآن الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قرء حجب عن عدوه من الجن والإنس؟
قال: قلت: لا أدري قال: فتفسر القرآن وأنت لا تعلمه؟ قلت: أخبرني قال:
آية من الكهف، وآية من الجاثية، وآية في النحل، قلت: الآيات في هذه السورة
كثيرة فقال: قوله تعالى: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم
على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون " (2)
وقوله عز وجل " ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت
يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى
الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا " (3) وقوله تعالى: " أولئك الذين طبع الله على قلوبهم
وسمعهم وأبصارهم وأولئك هم الغافلون " (4) ثم التفت فلم أره فكأنما ابتلعته
الأرض، فصرت إلى مجلس من مجالسي فتحدثت بهذا الحديث، فلما كان بعد
مدة صار إلى رجل ممن حضر مجلسي فقال لي: خرجت من الكوفة أريد بغداد
وخرجت معي سفائن سن وكانت سفينتي السابعة، فقرأت هذه الآيات في سفينتي
فنجوت وقطع الست.
قال: وضرب الدهر من ضرباته وأتاني رجل بعد سنين كثير فسلم علي

(1) أسرى: 45.
(2) الجاثية: 23.
(3) الكهف: 57.
(4) النحل: 108.
256

وقال: أنا عتيقك ومولاك، قال: قلت: كيف يكون كذلك وأنت رجل من العرب؟
قال: غزوت الديلم فأسرت فكنت في أيديهم عشر سنين فذكرت الآيات فقرأتها فخرجت
أرسف في قيودي، ومررت على المؤكلة بنا من السجانين وغيرهم فما عرض إلي
منهم حتى سرت إلى بلاد الاسلام وأنا عتيقك ومولاك.
وعن مولانا علي عليه السلام أنه يقرء عند خوف الغرق فيسلم مما يخاف، يقرء:
" إن وليي الله الذي نزل الكتاب بالحق وهو يتولى الصالحين * وما قدروا
الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيمة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه
وتعالى عما يشركون ".
51 - أمان الأخطار: رأيت بخط جدي المسعود ورام بن أبي فراس قدس الله جل
جلاله روحه ونور ضريحه، في المعنى الذي ذكرناه ما هذا لفظ ما وجدناه، وروى
محمد بن علي الباقر عليه السلام أن قوما خرجوا في سفر وتوسطوا مفازة في يوم قائظ
فهجر عليهم النار وقد نفد الماء والزاد فأشرفوا على الهلكة عطشا فنقبوا أصول
الشجر فإذا رجل عليه بياض الثياب وقف عليهم فقال: سلام، فقالوا: سلام، قال:
ما حالكم؟ قالوا: ما ترى، قال: بشروا بالسلامة، فإني رجل من الجن
أسلمت على يد أبي القاسم محمد صلى الله عليه وآله فسمعته يقول: " المؤمن عينه ودليله " فما كنتم
لتهلكوا بحضرتي، اتلوني، فتلوناه فأوردنا على ماء وكلاء فأخذنا حاجتنا ومضينا.
أقول أنا: وهذا من معجزاته صلى الله عليه وآله وكراماته.
52 - أمان الأخطار: فيما نذكره إذا خاف في طريقه من الأعداء واللصوص وهو من
أدعية السر المنصوص " يا آخذا بنواصي خلقه، والسافع بها إلى قدرته (1) والمنفذ
فيها حكمه، وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا، إني مكيد بضعفي، بقوتك على
من كادني تعرضت، فان حلت بيني وبينهم فذلك ما أرجو، وإن أسلمتني إليهم غيروا
ما بي من نعمتك، يا خير المنعمين، لا تجعل أحدا مغيرا نعمك التي أنعمت بها
على سواك، ولا تغيرها أنت ربي، وقد ترى الذي نزل بي، فحل بيني وبين
شرهم بحق ما تستجيب به الدعاء يا الله رب العالمين ".

(1) راجع ص 265 فيما يلي.
257

وتقول أيضا: " بسم الله، وبالله، ومن الله، وإلى الله، وفي سبيل الله
اللهم إليك أسلمت نفسي، وإليك وجهت وجهي، وإليك فوضت أمري فاحفظني
بحفظ الايمان من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي
ومن تحتي، وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم " فقد روي عن زين العابدين عليه السلام أنه قال: ما أبالي إن قلت هذا الكلمات
لو اجتمع على الجن والإنس.
ذكر آيات يحتجب الانسان بها من أهل العداوات: تومئ بيدك اليمنى إلى
من تحاف شره وتقول: " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم
فهم لا يبصرون * إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن
تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا * أولئك الذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم
وأبصارهم وأولئك هم الغافلون * أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم
وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا
تذكرون * وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لا يؤمنون بالآخرة
حجابا مستورا * وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإذا
ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا ".
ورأيت في كتاب المستغيثين باسناده إلى رجل وهو أبو معلى من الأنصار لقيه
لص فأراد أخذه فسأله أن يصلي أربع ركعات فتركه فصلاها وسجد وقال في
سجوده: " يا ودود يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما تريد، أسئلك بعزتك التي
لا ترام، وملكك التي لا يضام، وبنورك الذي ملا أركان عرشك، أن تكفيني
شر هذا اللص يا مغيث أغثني " وكرر هذا الدعاء ثلاث مرات فإذا بفارس قد أقبل
بيده حربة فقتل اللص وقال له: أنا ملك من السماء الرابعة، وإن من صنع
كما صنعت استجيب له مكروبا كان أو غير مكروب.
ومن الكتاب المذكور باسناده عن زيد بن حارثة أنه ظفر به لص وأراد قتله
فقال له: دعني أصلي ركعتين فخلاه، فلما فرغ منهما قال: " يا أرحم الراحمين "
258

فسمع اللص قائلا يقول: لا تقتله فعاد فقال: يا أرحم الراحمين فسمع اللص قائلا
يقول لا تقتله فقال مرة ثالثة يا أرحم الراحمين وإذا بفارس بيده حربة في رأسها شعلة
نار فقتل اللص ثم قال للمأخوذ: لما قلت يا أرحم الراحمين كنت في السماء الرابعة
فلما قلت: ثانية كنت في السماء الدنيا فلما قلت ثالثة يا أرحم الراحمين أتيتك.
ورأيت في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم والأحزان تأليف أحمد بن
داود النعماني قال ابن عباس: قلت لأمير المؤمنين عليه السلام ليلة صفين: أما ترى الأعداء
قد أحد قوا بنا؟ فقال: وقد راعك هذا؟ قلت: نعم، فقال: " اللهم إني أعوذ
بك أن أضل في هداك اللهم إني أعوذ بك أن أفتقر في غناك اللهم إني أعوذ بك أن
أضيع في سلامتك، اللهم إني أعوذ بك أن أغلب والامر لك ".
أقول أنا: فكفاه الله جل جلاله أمرهم.
53 - أمان الأخطار: فيما نذكره إذا خاف من المطر في سفره، وكيف يسلم من
ضرره، وإذا عطش كيف يغاث ويأمن خطره: روينا باسنادنا إلى عبد الله بن جعفر
الحميري في كتاب دلائل الرضا عليه السلام باسناد الحميري إلى سليمان الجعفري إلى
أبي الحسن الرضا صلوات الله عليه قال: كنت معه وهو يريد بعض أمواله فأمر
غلاما له يحمل له قباء فعجبت من ذلك وقلت: ما يصنع به؟ فلما صرنا في بعض
الطريق نزلنا إلى الصلاة، وأقبلت السماء، فألقوا القبا علي وعليه وخر ساجدا
فسجدت معه، ثم رفعت رأسي وبقي ساجدا فسمعته يقول: يا رسول الله فكف المطر.
قلت: وأنا كنت مرة قد توجهت من بغداد إلى الحلة على طريق المدائن
فلما حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم والرعود واستوى الغمام
والمطر، وعجزنا عن احتماله، فألهمني الله جل جلاله أنني أقول: يا من يمسك
السماوات والأرض أن تزولا أمسك عنا مطره وخطره، وكدره وضرره، وبقدرتك
القاهرة، وقوتك الباهرة، وكررت ذلك وأمثاله كثيرا وهو متماسك بالله جل
جلاله حتى وصلنا إلى قرية فيها مسجد فدخلته وجاء الغيث شيئا عظيما في اللحظة
التي دخلت فيها المسجد وسلمنا منه، وكان ذلك قبل أن أقف على هذا الحديث.
259

أقول: وتوجهت مرة في الشتاء بعيالي من مشهد الحسين صلوات الله عليه
إلى بغداد في السفن فتغيمت الدنيا وأرعدت، وبدا المطر فألهمت أنني قلت
ما معناه: اللهم إن هذا المطر تنزله لمصلحة العباد، وما يحتاجون إليه من عمارة
البلاد، فهو كالعبد لنا أن يضر بنا، فأجرنا على عوائد العناية الإلهية والرعاية الربانية
وأجر المطر على عوائد العبودية، واصرفه عنا إلى المواضع النافعة لعبادك، وعمارة
بلادك، برحمتك يا أرحم الراحمين، فسكن في الحال.
ووجدت في حديث حذفت أسناده: إن الحاج تعذر عليهم وجود الماء حتى
أشرفوا على الموت والفناء، فغشي على أحدهم فوقع على الأرض مغشيا عليه فرأى
في حال غشيته مولانا عليا صلوات الله عليه يقول له: ما أغفلك عن كلمة النجاة؟
فقال له: وما كلمة النجاة؟ فقال عليه السلام قل: أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي
وأنا علي بن أبي طالب، فجلس من غشيته ودعا بها فأنشأ الله جل جلاله غماما
في غير زمانه، ورمى غيثا عاش به الحاج على عوايد عفوه وجوده إحسانه.
ومن كتاب نية الداعي عن النبي صلى الله عليه وآله قال: يا علي أمان لامتي من السرق
" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن - إلى قوله: وكبره تكبيرا ".
54 - أمان الأخطار: فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذا أشرف على بلد أو قرية أو
بعض المنازل: روينا من عدة طرق ونذكر لفظ ما نقلنا، وبعض ما ذكرناه من كتاب
مصباح الزائر وجناح المسافر، فليقل: اللهم رب السماوات السبع وما أظلت
ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت ورب الرياح وما
ذرت، والبحار وما جرت، إني أسئلك خير هذه القرية وخير ما فيها، وأعوذ
بك من شرها وشر ما فيها، اللهم يسر لي ما كان فيها من يسر وأعني على قضاء
حاجتي يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، أدخلني مدخل صدق وأخرجني
مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.
55 - غوالي اللئالي: في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله إذا كان في سفر قبل الليل، قال:
يا أرض! ربي وربك الله، أعوذ بالله من شر ما فيك، وشر ما يدب عليك، وأعوذ
260

بالله من شر كل أسد وأسود من الحية والعقرب، ومن ساكن البلد، ومن والد
وما ولد.
أمان الأخطار: من كتاب التذييل لمحمد بن النجار قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا
غزا أو سافر فأدركه الليل قال: يا أرض! وذكر مثله.
56 - أمان الأخطار: روي أن المسافر إذا نزل ببعض المنازل يقول: " اللهم أنزلني
منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " ويصلي ركعتين بالحمد وما يشاء من السور
القصار، ويقول: " اللهم ارزقنا خير هذه البقعة، وأعذنا من شرها اللهم أطعمنا
من جناها، وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا "
ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وأن عليا أمير المؤمنين والأئمة من ولده أئمة أتولاهم وأبرء من أعدائهم
اللهم إني أسئلك خير هذه البقعة، وأعوذ بك من شرها، اللهم اجعل أول
دخولنا هذا صلاحا، وأوسطه فلاحا، وآخره نجاحا.
وإذا خفت في منزلك شيئا من هوام الأرض فقل في المكان الذي تخاف
ذلك فيه، وهو من أدعية السر: " يا ذارئ من في الأرض كلها لعلمك بما يكون
مما ذرأت، لك السلطان على كل من دونك، إني أعوذ بقدرتك على كل شئ
يضر من الضر في بدني من سبع أو هامة أو عارض من سائر الدواب يا خالقها بفطرته
ادرأها عني، واحجزها، ولا تسلطها على، وعافني من بأسها، يا الله العلي العظيم
احفظني بحفظك، وأجنني بسترك الواقي من مخاوفي يا رحيم.
وقال الطبرسي رحمه الله في كتاب الآداب الدينية: وإذا أردت الرحيل
فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة، وودع الموضع وأهله، فان لكل
موضع أهلا من الملائكة، وقل: السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين، ورحمة الله وبركاته.
57 - من المزار الكبير: فإذا أجمع رأيك على الخروج وأردته فأسبغ الوضوء
وأجمع أهلك، ثم قم إلى مصلاك فصل ركعتين تقرء فيهما ما شئت من القرآن
فإذا فرغت منهما وسلمت فقل: " اللهم إني أستودعك نفسي وأهلي ومالي وولدي
261

ودنياي وآخرتي وخاتمة عملي اللهم احفظ الشاهد منا والغائب، اللهم احفظنا
واحفظ علينا اللهم اجعلنا في جوارك، اللهم لا تسلبنا نعمتك، ولا تغير ما بنا
من عافيتك وفضلك.
وتقول أيضا ما روي عن مولانا الباقر محمد بن علي عليهما السلام أنه قال: إذا
عزمت على السفر فتوضأ وصل ركعتين الأولة بالحمد وسورة الرحمن، والثانية
بالحمد وسورة الواقعة، أو تبارك، فإن لم يتأت لك ذلك فاقرء من السور ما شئت
حسب العجلة، ثم ادع بهذا الدعاء " اللهم إني خرجت في سفري هذا بلا ثقة مني
بغيرك، ولا رجاء يأوي إلا إليك، ولا قوة أتكل عليها، ولا حيلة ألجأ إليها
إلا طلب فضلك. وابتغاء رزقك، وتعرضا لرحمتك، وسكونا إلى حسن عبادتك
وأنت يا إلهي أعلم بما سبق لي في سفري هذا مما أحب وأكره، ولما أوقعت علي
فيه قدرك ومحمود بلائك، فأنت يا إلهي تمحو ما تشاء وتثبت، وعندك أم الكتاب
اللهم صل على محمد وآل محمد، واصرف عني في سفري هذا كل مقدور من البلاء
وادفع عني كل محذور، وأسبل علي فيه كنف عزك، ولطف عفوك ورحمتك
وحقيقة حفظك، وسعة رزقك، وتمام نعمتك، وافتح لي فيه أبواب جميع فضلك
وعطائك وإحسانك، وأغلق عني أبواب المخاوف كلها، وجميع ما أكره وأحذر
وأخاف على نفسي وأهلي وذريتي، وافتح لي أبواب الامن كلها، واصرف عني
الهلع والجزع، وارزقني الصبر والقوة، والمحمدة لك، والنجاة من كل محذور
ومقدور، بما أنت أعلم به مني، واجعل ذلك خيرة لي في آخرتي ودنياي وأسئلك
يا رب أن تحفظني فيما خلفت ورأي، من أهلي ومالي ومعيشتي، وصنوف
حوائجي، يامن ليس فوقه خالق يرجى، يامن ليس دونه رب يناجى، يامن ليس
غيره إله يدعا يامن ليس له وزير يؤتى، يامن ليس له حاجب يغشى، يامن
ليس له بواب يرشى، يامن ليس له كاتب يدارى، يامن ليس له ترجمان ينادى
يامن لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا، صل على محمد وآل محمد، واجعل
لي من أمري فرجا ومخرجا، وارزقني في سفري هذا الامن من المخاوف كلها
والغنيمة والظفر بكل غرض، وبلغني جميع أملي ومقصودي.
262

اللهم وكل من قضيت علي بلقائه من أحد من خلقك الذين جعلت لي إليهم
حاجة وشغلا، فسخره لي، واعطف بقلبه علي، ووفقه لما أريده، وأبتغيه
وآمله، واحرسه عن قصدي والوقوف في حاجتي، وامنعه عن ظلمي وأذاي برحمتك
يا أرحم الراحمين " ثم اسجد وادع بما أحببت، ثم ارفع رأسك وقل: " أشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم فاطر
السماوات والأرض صل على محمد وآل محمد، وافعل بي ما أنت أهله، وأدخلني في
كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد، وأخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد
وامنعني من أن يوصل إلى سوء أبدا، ولا تغير ما أنعمت علي أبدا يا أرحم الراحمين ".
وتقول أيضا ما روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: جائني جبرئيل عليه السلام
فقال: ربك يقرئك السلام ويقول لك: يا محمد! من أراد من أمتك أن أحفظه في سفره
وأؤديه سالما، فليقل " بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله مخرجي وباذنه خرجت وقد
علم قبل أن أخرج خروجي وأحصى بعلمه ما في مخرجي ومرجعي توكلت على الا له
الأكبر توكل مفوض إليه أموره، مستعين به على شؤونه، مستزيد من فضله
مبرئ نفسه من كل حول وقوة إلا به، خرجت خروج ضرير خرج بضره إلى
من يكشفه، خروج فقير خرج بفقره إلى من يسده، خروج عائل خرج بعيلته إلى
من يغنيها خروج من ربه أكبر ثقته، وأعظم رجائه وأفضل أمنيته، الله ثقتي في
جميع أموري كلها وبه أستعين ولا شئ إلا ما أراد، أسئل الله خير المخرج والمدخل، لا
إله إلا هو، عليه توكلت وإليه المصير.
فإذا وضعت رجلك على بابك للخروج فقل " بسم الله آمنت بالله، توكلت
على الله ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، ثم قم على الباب فاقرء فاتحة الكتاب أمامك وعن
يمينك وشمالك، ثم قل " اللهم احفظني واحفظ ما معي، وسلمني وسلم ما معي وبلغني
وبلغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل، يا أرحم الراحمين " فإذا أردت الركوب فقل حين
تركب " الحمد لله الذي هدانا للاسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد لله
رب العالمين " فإذا أردت السير فليكن في طرفي النهار، وانزل في وسطه، وسر في
263

آخر الليل، ولا تسر في أوله، فإنه روي عن الصادق عليه السلام أن الأرض تطوى في آخر
الليل، وقال الصادق عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: اتق الخروج بعد نومة، فان
لله دواب يبثها يفعلون ما يؤمرون، ثم سر وقل في مسيرك " اللهم خل سبيلنا
وأحسن تسييرنا، وأحسن عافيتنا " وأكثر من التكبير والتحميد والتسبيح والاستغفار
وإذا صعدت أكمة أو علوت تلعة أو أشرفت على قنطرة فقل " الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله والله أكبر، والحمد لله رب العالمين، اللهم إن لك الشرف على كل
شرف " فإذا بلغت إلى جسر فقل حين تضع قدمك عليه " بسم الله اللهم ادحر عني
الشيطان الرجيم " وإذا أشرفت على قرية تريد دخولها فقل " اللهم رب السماوات السبع
وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، ورب الرياح
وما ذرت، ورب البحار وما جرت، إني أسئلك خير هذه القرية، وخير ما فيها، وأعوذ
بك من شرها وشر ما فيها، اللهم يسر لي ما كان فيها من وجه، ووفق لي ما كان
فيها من يسر، وأعني على حاجتي يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، وأدخلني
مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا ".
الدعاء عند خوف السبع والهوام الشياطين والأعداء واللصوص: وإذا
خفت سبعا فقل: " أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
بيده الخير وهو على كل شئ قدير، اللهم يا ذارئ ما في الأرض كلها بعلمه
والسلطان القاهر على كل شئ دونه، يا عزيز يا منيع، أعوذ بقدرتك من كل
شئ يضر، من سبع أو هامة أو عارض أو سائر الدواب يا خالقها بفطرته ادرأها عني
واحجزها ولا تسلطها علي، وعافني من شرها يا الله يا عظيم، احفظني بحفظك من
مخاوفي، يا رحيم ".
وإذا خفت سلطانا فقل: " يا الله الذي لا إله إلا هو الأكبر القائم على
جميع عباده، والممضي مشيته بسابق قدره، الذي عنت الوجوه لعظمته، أنت
تكلؤ عبادك وجميع خلقك، من شر ما يطرق بالليل والنهار، من ظاهر وخفي
من عتاة مردة خلقك حيلهم عندك، لا يدفع أحد من نفسه سوءا دونك
264

ولا يحول أحد دون ما تريد من الخير، وكل ما يراد وما لا يراد في قبضتك، وقد
جعلت قبائل الجن والشياطين يرونا ولا نراهم، وأنا لكيدهم خائف وجل
فآمني من شرهم وبأسهم، بحق سلطانك يا عزيز يا منيع ".
وإذا خفت عدوا أو لصا فقل: " يا آخذا بنواصي خلقه، والسافع (1) بها
إلى قدرته، المنفذ فيها حكمه، وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا، وكلهم
ضعيف عند غلبته، وثقت بك يا سيدي عند قوتهم لضعفي، وبقوتك على من كادني
فسلمني منهم، اللهم فان حلت بيني وبينهم فذاك أرجو، وإن أسلمتني إليهم
غيروا ما بي من نعمتك يا خير المنعمين صل على محمد وآل محمد، ولا تجعل تغير
نعمتك على يد أحد سواك، ولا تغيرها أنت، فقد ترى الذي يراد بي، فحل بيني
وبين شرهم بحق ما به تستجيب، يا الله رب العالمين.
فإذا أردت النزول في موضع فاختر من بقاع الأرض أحسنها لونا وألينها
تربة، وأكثرها عشبا، ولا تنزل ظهر الطريق، وبطون الأودية. فإنها
مأوى الحيات ومدارج السباع، فإذا أردت النزول فقل حين تنزل: " اللهم
أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين " ثم تصلي ركعتين تنوي مندوبا قربة إلى
الله، وقل: " اللهم ارزقنا خير هذه البقعة، وأعذنا من شرها ".
وإذا أردت الرحيل من المنزل فصل ركعتين مندوبا أيضا وادع الله عز
وجل بالحفظ والكلاءة، وودع الموضع وأهله، فان لكل موضع أهلا من
الملائكة وقل: السلام على ملائكة الله الحافظين، السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين، ورحمة الله وبركاته.

(1) يقال: سفع بناصيته: أي قيض عليها فاجتذبها بشدة فهو سافع.
265

49.
* (باب) *
* " (حسن الخلق وحسن الصحابة وساير آداب السفر) " *
الآيات: النحل: وجعل لكم من جلود الانعام بيوتا تستخفونها يوم
ظعنكم ويوم إقامتكم (1).
1 - الخصال: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عمن ذكره
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية:
واعلم أنه مروة المرء المسلم مروتان مروة في حضر ومروة في سفر، وأما مروة
الحضر فقراءة القرآن، ومجالسة العلماء، والنظر في الفقه، والمحافظة على الصلاة
في الجماعات، وأما مروة السفر فبذل الزاد، وقلة الخلاف على من صحبك
وكثرة ذكر الله عز وجل في كل مصعد ومهبط ونزول وقيام وقعود (2).
2 - الخصال: عن أحمد بن إبراهيم الخوزي، عن محمد بن زيد البغدادي، عن
عبد الله بن أحمد بن عام، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: ست من المروة: ثلاث منها في الحضر، وثلاث منها في السفر: فأما
التي في الحضر فتلاوة كتاب الله عز وجل، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الاخوان
في الله عز وجل، وأما التي في السفر فبذل الزاد، وحسن الخلق والمزاح في
غير المعاصي، الخبر (3).
3 - أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي عن البرقي، عن أبيه، عن
أبي قتادة القمي، عن عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر، عن الصادق عليه السلام قال:
المروة في السفر كثرة الزاد، وطيبه، وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم
سرهم بعد مفارقتك إياهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عز وجل (4).

(1) النحل: 80.
(2) الخصال ج 1 ص 28.
(3) الخصال ج 1 ص 157.
(4) أمالي الصدوق ص 329.
266

أقول: قد سبق تمام الخبرين وغيرهما في باب المروة وغيره.
4 - الخصال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن ابن يزيد، عن عدة من
أصحابنا رفعوا الحديث قال: حق المسافر أن يقيم عليه أصحابه إذا مرض ثلاثا (1).
المحاسن: عن ابن يزيد مثله (2).
5 - قرب الإسناد: عن أبي البختري، عن الصادق، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كنتم في سفر فمرض أحدكم فأقيموا عليه ثلاثة أيام (3).
6 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن الحسين رفعه
إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ثلاثة لا يتقبل الله عز وجل لهم بالحفظ: رجل نزل
في بيت خرب، ورجل صلى على قارعة الطريق، ورجل أرسل راحلته ولم يستوثق
منها (4).
7 - المحاسن: عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حفص قال: سمعت أبا عبد الله
عليه السلام يقول: ليس من المروة أن يحدث الرجل بما يلقى في سفره من خير
أو شر (5).
8 - المحاسن: عن النوفلي باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الرفيق ثم الطريق.
وباسناده قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تصحبن في سفر من لا يرى
لك الفضل عليه كما ترى له الفضل عليك (6).
9 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن سنان، عن إسحاق بن جرير، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال لي: من صحبت؟ فأخبرته فقال: كيف طابت نفس أبيك يدعك
مع غيره؟ فخبرته فقال: كيف كان يقال: " أصحب من تتزين به ولا تصحب من
يتزين بك " (7).
10 - المحاسن: عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عمن ذكره، عن أبي جعفر

(1) الخصال ج 1 ص 49.
(2) المحاسن ص 358.
(3) قرب الإسناد ص 84.
(4) الخصال ج 1 ص 69.
(5) المحاسن ص 358.
(6) المحاسن ص 357.
(7) المحاسن ص 357.
267

عليه السلام قال: إذا صحبت فاصحب نحوك ولا تصحب من يكفيك فان ذلك
مذلة للمؤمن (1).
11 - المحاسن: عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمد بن سنان، عن حذيفة
ابن منصور، عن شهاب بن عبد ربه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: قد عرفت حالي
وسعة يدي وتوسعي على إخواني فأصحب النفر منهم في طريق مكة فأتوسع
عليهم؟ قال: لا تفعل، يا شهاب إن بسطت وبسطوا أجحفت بهم، وإن هم أمسكوا
أذللتم، فاصحب نظراءك اصحب نظراءك (2).
12 - المحاسن: عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي محمد الحلبي قال: سألت أبا جعفر
عليه السلام عن القوم يصطحبون فيكون فيهم الموسر وغيره، أينفق عليهم الموسر؟
قال: إن طابت بذلك أنفسهم فلا بأس به، قلت: فإن لم تطب أنفسهم، قال:
يصير معهم، يأكل من الخبز، ويدع أن يستثني من الهرات (3).
13 - المحاسن: عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص، عن أبي الربيع
الشامي قال: كنا عند أبي عبد الله عليه السلام والبيت غاص بأهله فقال: ليس منا من لم
يكن يحسن صحبة من صحبه، ومرافقة من رافقه، وممالحة من مالحه، ومخالقة
من خالقه (4).
14 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما اصطحب اثنان إلا كان أعظمهما أجرا وأحبهما
إلى الله أرفقهما بصاحبه (5).
15 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: زاد المسافر الحدا والشعر، ما كان منه ليس فيه جفاء (6).
كتاب الإمامة والتبصرة: عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن جعفر الرزاز

(1) المحاسن ص 357.
(2) المحاسن ص 357.
(3) المصدر نفسه، والهرات: اللحم المطبوخ البالغ في طبخه حتى نضج وتهر أو تفسخ.
(4) المحاسن ص 357.
(5) المحاسن ص 357.
(6) المحاسن ص 358.
268

عن خاله علي بن محمد، عن عمرو بن عثمان الخزاز، عن النوفلي، عن السكوني
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مثله إلا
أن فيه خناء (1).
16 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من السنة إذا خرج القوم في سفر أن يخرجوا نفقتهم، فان ذلك أطيب لأنفسهم
وأحسن لأخلاقهم (2).
17 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من نفقة أحب إلى الله من نفقة قصد
ويبغض الاسراف إلا في حج أو عمرة (3).
18 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم، عن أبي عبد الله
عليه السلام أنه كان يكره للرجل أن يصحب من يتفضل عليه، وقال: اصحب
مثلك (4).
19 - المحاسن: عن علي بن الحكم، عن البطائني، عن أبي بصير قال: قلت
لأبي عبد الله عليه السلام يخرج الرجل مع قوم مياسير وهو أقلهم شيئا، فيخرج القوم نفقتهم
ولا يقدر هو أن يخرج مثل ما أخرجوا، فقال: ما أحب أن يذل نفسه، ليخرج
مع من هو مثله (5).
20 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن موسى بن سعدان، عن حسين بن أبي العلا
قال: خرجنا إلى مكة نيف وعشرون رجلا فكنت أذبح لهم في كل منزل شاة
فلما أردت أن أدخل على أبي عبد الله عليه السلام قال لي: يا حسين وتذل المؤمنين؟ قلت
أعوذ بالله من ذلك، فقال: بلغني أنك كنت تذبح لهم في كل منزل شاة؟ قلت:
ما أردت إلا الله، فقال: أما كنت ترى أن فيهم من يحب أن يفعل فعالك فلا يبلغ
مقدرته ذلك، فتتقاصر إليه نفسه؟ قلت: أستغفر الله ولا أعود (6).
21 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن

(1) الخنى الفحش من الكلام والاشعار الهجائية.
(2) المحاسن ص 359.
(3) المحاسن ص 359.
(4) المحاسن ص 359.
(5) المحاسن ص 359.
(6) المحاسن ص 359.
269

آبائه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من شرف الرجل أن يطيب
زاده إذا خرج في سفر (1).
22 - المحاسن: عن بعض أصحابنا قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا سافرتم فاتخذوا
سفرة وتنوقوا فيها (2).
23 - المحاسن، عن أبيه، عمن ذكره، عن شهاب بن عبد ربه، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: كان علي بن الحسين إذا سافر إلى مكة للحج والعمرة، تزود من أطيب
الزاد من اللوز والسكر والسويق والمحمض، والمحلى.
قال: وحدثني به ابن يزيد، عن محمد بن سنان، وابن أبي عمير، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام (3).
24 - المحاسن: عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تبرك بأن تحمل
الخبز في سفرتك وزادك (4).
25 - المحاسن: عن البزنطي، عن صفوان الجمال قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:
إن معي أهلي وأنا أريد الحج أشد نفقتي في حقوي؟ قال: نعم إن أبي كان يقول:
من فقه المسافر حفظ نفقته (5).
26 - المحاسن: عن الأصبهاني، عن المنقري، عن حماد بن عيسى، عن أبي
عبد الله عليه السلام في وصية لقمان لابنه: يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك
وسقائك وأبرتك وخيوطك ومخرزك، وتزود معك الأدوية تنتفع بها أنت ومن
معك، وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله، وزاد فيه بعضهم: وقوسك (6).
27 - المحاسن: عن أبي عبد الله، عن صفوان، عن معاوية بن عمار قال: قال
أبو عبد الله عليه السلام: إنك ستصحب أقواما فلا تقولن أنزلوا ههنا ولا تنزلوا ههنا فان
فيهم من يكفيك (7).
28 - المحاسن: عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن حماد بن عثمان، أو ابن

(1) المحاسن ص 360.
(2) المحاسن ص 360.
(3) المحاسن ص 360.
(4) المحاسن ص 360.
(5) المحاسن ص 358.
(6) المحاسن ص 360.
(7) المحاسن ص 364.
270

عيسى، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لقمان لابنه: إذا سافرت مع قوم فأكثر
استشارتهم في أمرك وأمرهم، وأكثر التبسم في وجوههم، وكن كريما على زادك
بينهم، وإذا دعوك فأجبهم، وإذا استعانوك فأعنهم، وأغلبهم بثلاث: طول الصمت
وكثرة الصلاة، وسخاء النفس بما معك من دابة أو مال أو زاد، وإذا استشهدوك
على الحق فاشهد لهم، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك، ولا تعزم حتى تثبت
وتنظر، ولا تجب في مشورة حتى تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت
مستعمل فكرتك وحكمتك في مشورته، فان من لم يمحض النصحية لمن استشاره
سلبه الله رأيه، ونزع عنه الأمانة.
وإذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم، وإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم
وإذا تصدقوا وأعطوا قرضا فأعط معهم، واسمع ممن هو أكبر منك سنا، وإذا
أمروك بأمر وسألوك فتبرع لهم، وقل نعم، ولا تقل لا، فان " لا " عي ولؤم، وإذا
تحيرتم في طريقكم فانزلوا، وإن شككم في القصد فقفوا، وتوامروا، وإذا
رأيتم شخصا واحدا فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فان الشخص الواحد في
الفلات مريب، لعله أن يكون عينا للصوص أو أن يكون هو الشيطان الذي حيركم
واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لا أرى فان العاقل إذا نظر بعينيه شيئا عرف
الحق منه، والشاهد يرى ما لا يرى الغايب.
يا بني وإذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشئ، وصلها واسترح منها
فإنها دين وصل في جماعة ولو على رأس زج، ولا تنامن على دابتك، فان ذلك
سريع في دبرها، وليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك
التمدد لاسترخاء المفاصل.
وإذا قربت من المنزل فأنزل عن دابتك فإنها تعينك، وابدأ بعلفها قبل
نفسك، وإذا أردتم النزول فعليكم من بقاع الأرضين بأحسنها لونا وألينها تربة
وأكثرها عشبا، وإذا نزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس وإذا أردت قضاء حاجة
فأبعد المذهب في الأرض، وإذا ارتحلت فصل ركعتين، ثم ودع الأرض التي
271

حللت بها، وسلم عليها وعلى أهلها، فان لكل بقعة أهلا من الملائكة وإن استطعت
أن لا تأكل طعاما حتى تبدء فتصدق منه فافعل، وعليك بقراءة القرآن (1) ما دمت
راكبا، وعليك بالتسبيح ما دامت عاملا عملا، وعليك بالدعاء ما دمت خاليا
وإياك والسير من أول الليل، وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلى
آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك (2).
29 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام عن
جابر الأنصاري قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يطرق الرجل أهله ليلا إذا جاء من
الغيبة حتى يؤذنهم (3).
30 - المحاسن: عن محمد بن أحمد، عن محمد بن الحسن، عن ابن سنان، عن داود
الرقي قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام إلى ينبع قال: وخرج علي وعليه خف
أحمر، قال: قلت: جعلت فداك ما هذا الخف الذي أراه عليك قال: خف
اتخذته للسفر، وهو أبقى على الطين والمطر، قال: قلت: فأتخذها وألبسها؟
فقال: أما للسفر فنعم، وأما الخفوف فلا تعدل بالسود شيئا (4).
31 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: ليس من المروة أن يحدث الرجل
بما يلقى في السفر من خير أو شر.
عن عمار بن مروان قال: أوصاني أبو عبد الله عليه السلام فقال: أوصيك بتقوى الله
وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الصحابة لمن صحبك، ولا قوة إلا بالله.
وعن أبي جعفر عليه السلام قال: من خالطت فان استطعت أن تكون يدك العليا
عليه فافعل.
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: الرفيق ثم السفر.

(1) هكذا في بعض نسخ المحاسن، وفى بعضها: " وعليك بقراءة كتاب الله عز وجل "
وهو الظاهر فإنها من وصايا لقمان النبي عليه السلام.
(2) المحاسن ص 375.
(3) المحاسن ص 377.
(4) المحاسن ص 378.
272

وقال الصادق عليه السلام: حق المسافر أن يقيم عليه إخوانه إذا مرض ثلاثا.
وقال النبي صلى الله عليه وآله في سفر خرج فيه حاجا: من كان سيئ الخلق والجوار
فلا يصحبنا.
عن الحلبي قال: سألت الصادق عليه السلام عن القوم يصطحبون، فيكون فيه
الموسر وغيره، أينفق عليهم الموسر؟ قال: إن طابت بذلك أنفسهم.
وقال صلى الله عليه وآله: سيد القوم خادمهم في السفر.
ومن كتاب شرف النبي صلى الله عليه وآله: روي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه أمر أصحابه بذبح شاة في
سفر فقال رجل من القوم على ذبحها، وقال الآخر: على سلخها وقال آخر: علي قطعها
وقال آخر: علي طبخها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: علي أن القط لكم الحطب، فقالوا:
يا رسول الله لا تتعبن بآبائنا وأمهاتنا أنت، نحن نكفيك، قال: عرفت أنكم
تكفوني، ولكن الله عز وجل يكره من عبده إذا كان مع أصحابه أن ينفرد من
بينهم، فقام صلى الله عليه وآله: يلقط الحطب لهم (1).
وقال لقمان لابنه: يا بني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وخبائك وسقائك
وخيوطك ومخرزك، وتزود معك من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك
وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله عز وجل، وفي رواية بعضهم وقوسك.
تذاكر الناس عند الصادق عليه السلام أمر الفتوة فقال: تظنون أن الفتوة بالفسق
والفجور؟ إنما الفتوة والمروة طعام موضوع ونائل مبذول، ونشر معروف وأذى
مكفوف، فأما تلك فشطارة وفسق ثم قال: ما المروة؟ فقال الناس: ما نعلم، قال:
المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروة مروتان مروة في السفر
ومروة في الحضر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن، ولزوم المساجد، والمشي
مع الاخوان في الحوائج، والنعمة ترى على الخادم فإنها تسر الصديق وتكبت العدو
وأما التي في السفر فكثرة الزاد وطيبه وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم
أمرهم بعد مفارقتك إياهم، وكثرة المزاح في غير ما يسخط الله عز وجل، ثم

(1) مكارم الأخلاق ص 286 - 288.
273

قال عليه السلام: والذي بعث جدي محمدا صلى الله عليه وآله بالحق إن الله عز وجل ليرزق العبد على
قدر المروة فان المعونة تنزل على قدر المؤنة، وإن الصبر ينزل على قدر شدة البلاء (1).
من كتاب المحاسن ذكر عند النبي صلى الله عليه وآله رجل فقيل له خير قالوا: يا رسول
الله خرج معنا حاجا فإذا نزلنا لم يزل يهلل الله حتى نرتحل فإذا ارتحلنا لم يزل
يذكر الله حتى ننزل فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: فمن كان يكفيه علف دابته، ويصنع
طعامه؟ قالوا: كلنا قال: كلكم خير منه (2).
وقال صلى الله عليه وآله: من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاثا وسبعين كربة
وأجاره في الدنيا من الغم والهم ونفس عنه كربه العظيم يوم يغص الناس بأنفاسهم.
عن يعقوب بن سالم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: تكون معي الدراهم فيها
تماثيل وأنا محرم، فأجعلها في همياني وأشده في وسطي؟ قال: لا بأس هي
نفقتك، وعليها اعتمادك بعد الله عز وجل.
عنه عليه السلام قال: إذا سافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها (3).
عن نصر الخادم قال: نظر العبد الصالح أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلام
إلى سفرة عليها حلق صفر فقال: انزعوا هذه، واجعلوا مكانها حديدا، فإنه لا
يقذر شيئا مما فيها من الهوام.
عن النبي صلى الله عليه وآله قال: زاد المسافر الحداء والشعر ما كان منه ليس
فيه خنى (4).
29 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام
قال، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أربعة لا عذر لهم: رجل عليه، دين محارف بلاده
لا عذر له حتى يهاجر في الأرض يلتمس ما يقضي دينه، ورجل أصاب على بطن
امرأته رجلا لا عذر له حتى يطلق لئلا يشركه في الولد غيره، ورجل له مملوك

(1) مكارم الأخلاق ص 291.
(2) مكارم الأخلاق ص 304.
(3) أي تجودوا، واجعلوا زادكم طيبا حسنا.
(4) الخنى: الفحش
من الكلام، ولعل المراد انشاد الاشعار الهجائية، راجع مكارم الأخلاق ص 306.
274

سوء فهو يعذبه لا عذر له إلا أن يبيع وإما أن يعتق، ورجلان اصطحبا في
السفر هما يتلاعنان لا عذر لهما حتى يفترقا (1).
30 - أمالي الطوسي: عن المفيد، عن علي بن بلال، عن علي بن سليمان، عن جعفر
ابن محمد بن مالك رفعه إلى المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام
فقال: من صحبك؟ قلت: رجل من إخواني، قال، فما فعل؟ قلت: منذ دخلت
المدينة لم أعرف مكانه، فقال لي: أما علمت أن من صحب مؤمنا أربعين خطوة سأله
الله عنه يوم القيامة؟
وقال المفيد: وجدت في بعض الأصول حديثا لم يحضرني الان إسناده عن
الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: من صحب أخاه المؤمن في طريق فتقدمه فيه بقدر
ما يغيب عنه بصره فقد ظلمه (2).
31 - دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله في سفر: من كان يسئ الجوار
فلا يصاحبنا، وقال صلى الله عليه وآله: احتمل الأذى عمن هو أكبر منك وأصغر منك وخير
منك وشر منك، فإنك إن كنت كذلك تلقى الله جل جلاله يباهي بك الملائكة.
وقال لقمان لابنه: تزود معك الأدوية فتنتفع بها أنت ومن معك، وكن
لأصحابك موافقا إلا في معصية الله.
32 - كتاب صفين: قال: لما توجه علي عليه السلام إلى صفين انتهى إلى
ساباط ثم إلى مدينة بهرسير وإذا رجل من أصحابه يقال له حريز بن سهم من
بني ربيعة ينظر إلى آثار كسرى وهو يتمثل بقول ابن يعفر التميمي:
جرت الرياح على مكان ديارهم * فكأنما كانوا على ميعاد
فقال علي عليه السلام أفلا قلت: " كم تركوا من جنات وعيون * وزروع ومقام
كريم * ونعمة كانوا فيها فاكهين * كذلك وأورثناها قوما آخرين * فما بكت عليهم

(1) نوادر الراوندي: 27، والمحارف ضد المبارك وهو المحروم يطلب ولا يرزق.
(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 27.
275

السماء والأرض وما كانوا منظرين " إن هؤلاء كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، إن
هؤلاء لم يشكروا النعمة فسلبوا دنياهم بالمعصية، إياكم وكفر النعم لا تحل
بكم النقم (1).
50.
* (باب) *
* " (آداب السير في السفر وهو من الباب السابق أيضا) " *
1 - المحاسن: عن جعفر بن محمد، عن القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام
أن قوما مشاة أدركهم النبي صلى الله عليه وآله فشكوا إليه شدة المشي، فقال لهم: استعينوا
بالنسل (2).
2 - المحاسن: عن ابن بزيع، عن منذر بن جعفر، عن يحيى بن طلحة النهدي
قال: قال لنا أبو عبد الله عليه السلام: سيروا وانسلوا، فإنه أخف عليكم (3).
3 - المحاسن: عن ابن فضال، عن القداح، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام أن
رسول الله صلى الله عليه وآله رأى قوما قد جهدهم المشي، فقال: اخببوا انسلوا ففعلوا فذهب
عنهم الاعياء (4).
4 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
جاءت المشاة إلى النبي صلى الله عليه وآله فشكوا إليه الاعياء، فقال: عليكم بالنسلان، ففعلوا
فأذهب عنهم الاعياء، وكأنما نشطوا من عقال.
المحاسن: عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله إلا
أنه قال: عليكم بالنسلان فإنه يذهب بالاعياء ويقطع الطريق (5).
5 - المحاسن: عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن إبراهيم بن

(1) راجع ج 71 ص 327 من هذه الطبعة.
(2) المحاسن: 377. والنسلان: سرعة المشي شبه العدو، ومثله الخبب: تقع إحدى القدمين على الأرض بعد رفع الأخرى وكأنه الهرولة.
(3) تقدم آنفا تحت رقم 2.
(4) تقدم آنفا تحت رقم 2.
(5) تقدم آنفا تحت رقم 2.
276

أبي يحيى المدني، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: راح رسول الله صلى الله عليه وآله من كراع
الغميم فصف له المشاة وقالوا: نتعرض لدعوته، فقال صلى الله عليه وآله: اللهم أعطهم
أجرهم وقوهم، ثم قال: لو استعنتم بالنسلان لخفف أجسامكم، وقطعتم الطريق
ففعلوا فخفف أجسامهم (1).
6 - المحاسن: عن الحجال، عن أبي إسحاق المكي قال: تعرضت المشاة للنبي
صلى الله عليه وآله بكراع الغميم ليدعوا لهم فدعا لهم، وقال خيرا وقال: عليكم
بالنسلان والبكور وشئ من الدلج فان الأرض تطوى بالليل (2).
7 - مكارم الأخلاق: قال الصادق عليه السلام: سير المنازل يفني الزاد ويسيئ الأخلاق
ويخلق الثياب، والسير ثمانية عشر.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا أعيا أحدكم فليهرول.
وقال الصادق عليه السلام: إذا ضللتم الطريق فتيامنوا (3).
8 - دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: عليكم بالبكر وإن بارت
والجادة وإن دارت، وبالمدينة وإن جارت.
وقالوا عليهم السلام: إذا أردت السير فليكن مسيرك في طرفي النهار، وانزل وسطه
وسر في آخر الليل ولا تسر في أوله.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: اتق الخروج بعد نومة فان لله دوابا يبثها يفعلون
ما يؤمرون.
وقالوا عليهم السلام: تقول في مسيرك: " اللهم خل سبيلنا، وأحسن تسييرنا
وأحسن عافيتنا " وأكثر من التكبير والتحميد والتسبيح والاستغفار، فان السفر
قطعة من العذاب.
9 - المحاسن: عن ابن بزيع، عن منذر بن حفص، عن هشام بن سالم قال: سمعت
أبا عبد الله عليه السلام يقول: سيروا البردين، قلت: إنا نتخوف الهوام، فقال: إن

(1) المحاسن: 378.
(2) المحاسن: 378.
(3) مكارم الأخلاق ص 305.
277

أصابكم شئ فهو خير لكم مع أنكم مضمونون (1).
10 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عليكم بالسير بالليل لان الأرض تطوى بالليل (2).
11 - المحاسن: عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان أمير -
المؤمنين عليه السلام إذا أراد سفرا أدلج قال: ومن ذلك حديث الطائر والخف
والحية (3).
12 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: إن الأرض تطوى من آخر الليل (4).
المحاسن: عن جميل بن دراج مثله (5).
13 - المحاسن: عن إسماعيل بن مهران، عن ابن عميرة، عن بشير النبال، عن
حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: يقول الناس: تطوى لنا الأرض
بالليل كيف تطوى؟ قال هكذا: ثم عطف ثوبه (6).
14 - المحاسن: عن بعض أصحابنا، عن ابن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم
رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا نزلتم فسطاطا أو خباء فلا
تخرجوا فإنكم على غرة (7).
15 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والتعريس على ظهر الطريق، وبطون الأودية
فإنها مدارج السباع، ومأوى الحيات (8).
16 - المحاسن: عن بعض أصحابنا، عن ابن أسباط، عن عمه يعقوب رفعه قال:
قال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تنزلوا الأودية فإنها مأوى السباع

(1) المحاسن ص 346.
(2) المحاسن ص 346.
(3) المحاسن ص 346.
(4) المحاسن ص 346.
(5) المحاسن ص 346.
(6) المحاسن ص 346.
(7) المحاسن ص 347، وكأنه صلى الله عليه وآله أراد الخروج بعد نومة. وفى
نصف الليل.
(8) المحاسن ص 364.
278

والحيات (1).
17 - المحاسن: عن أبيه، عمن ذكره، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن
أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا سافرت فلا تنزل الأودية
فإنها مأوى الحيات والسباع (2).
18 - المحاسن: عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن المفضل
ابن عمر قال: سرت مع أبي عبد الله عليه السلام إلى مكة فسرنا إلى بعض الأودية فقال:
أنزلوا في هذا الموضع، ولا تدخلوا الوادي، فنزلنا فما لبثنا أن أظلتنا سحابة
فهطلت علينا حتى سال الوادي فآذى من كان فيه (3).
19 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن
علي عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله يحب الرفق، ويعين عليه، فإذا
ركبتهم الدواب العجف فأنزلوها منازلها، فان كانت الأرض مجدبة فانجوا عليها
وإن كانت مخصبة أنزلوها منازلها (4).
20 - المحاسن: عن النوفلي، عن عبد الرحمن بن حماد، عن جميل بن سويد
عن أبيه، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إذا سرت في أرض مخصبة فارفق بالسير، وإذا
سرت في أرض مجدبة فعجل بالسير (5).
21 - المحاسن: عن جعفر بن محمد الأشعري، عن القداح، عن أبي عبد الله، عن
آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا أخطأتم الطريق فتيامنوا (6).

(1) المحاسن ص 364.
(2) المحاسن ص 364.
(3) المحاسن ص 364.
(4) المحاسن: 361، والعجف بالضم جمع الأعجف وهو المهزول، وقوله
" فأنزلوها منازلها " أي كلفوها على قدر طاقتها، وقوله " فانجوا " أي فأسرعوا لتصلوا
إلى الماء والكلاء.
(5) تقدم آنفا تحت رقم 4.
(6) المحاسن ص 362.
279

51.
* (باب) *
* " (تشييع المسافر وتوديعه) " *
1 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي الجهم، عن موسى بن بكر، عن النضر
عن هشام قال: دعا أبو عبد الله عليه السلام لقوم من أصحابه مشاة حجاج فقال: اللهم
احملهم على أقدامهم، وسكن عروقهم (1).
2 - المحاسن: عن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن موسى بن بكر قال: أردت
وداع أبي الحسن عليه السلام فكتب إلى رقعة: كفاك الله المهم وقضى لك بالخير، ويسر
لك حاجتك في صحبة الله وكنفه (2).
3 - المحاسن: عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن جرير الجريري
وعن رجل من أهل بيته، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما شيع أمير المؤمنين عليه السلام
أبا ذر رحمة الله عليه وشيعه الحسن والحسين وعقيل بن أبي طالب وعبد الله بن
جعفر وعمار بن ياسر عليهم السلام قال لهم أمير المؤمنين عليه السلام: ودعوا أخاكم فإنه
لا بد للشاخص من أن يمضي، وللمشيع أن يرجع، قال: فتكلم كل رجل منهم
على حياله فقال الحسين بن علي عليهما السلام: رحمك الله يا أبا ذر إن القوم إنما امتهنوك
بالبلاء، لأنك منعتهم دينك، فمنعوك دنياهم، فما أحوجك غدا إلى ما منعتهم
وأغناك عما منعوك، فقال أبو ذر: رحمكم الله من أهل بيت فمالي في الدنيا من
شجن غيركم إني إذا ذكرتكم ذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله (3).
4 - المحاسن: عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان وغيره، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ودع المؤمن قال: رحمكم الله
وزودكم التقوى، ووجهكم إلى كل خير، وقضى لكم كل حاجة، وسلم لكم

(1) المحاسن: 355.
(2) المحاسن: 356.
(3) المحاسن: 353.
280

دينكم ودنياكم، وردكم سالمين إلى سالمين (1).
5 - المحاسن: عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن ابن مسكان وغيره، عن عبد الرحيم
عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا ودع مسافرا أخذ بيده ثم قال:
أحسن الله لك الصحابة، وأكمل لك المعونة، وسهل لك الحزونة، وقرب لك
البعيد، وكفاك المهم، وحفظ لك دينك وأمانتك، وخواتيم عملك، ووجهك
لكل خير، عليك بتقوى الله وأستودعك الله، سر على بركة الله (2).
6 - المحاسن: عن محمد بن الحسين، عن ابن أسباط، عمن ذكره، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ودع عليه السلام رجلا فقال: أستودع الله نفسك وأمانتك ودينك
وزودك زاد التقوى، ووجهك الله للخير حيث توجهت، ثم قال: التفت إلينا
أبو عبد الله عليه السلام فقال: هذا وداع رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام إذا وجهه في وجه
من الوجوه (3).
7 - المحاسن: عن ابن فضال، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
كان إذا ودع رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا قال: أستودع الله دينك وأمانتك، وخواتيم
عملك، ووجهك للخير حيث ما توجهت، وزودك التقوى، وغفر لك الذنوب (4).
8 - المحاسن: عن ابن يزيد، عن عبيد البصري، عن رجل، عن إدريس بن يونس
عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ودع رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا فقال له: سلمك الله وغنمك
والميعاد لله (5).
9 - المحاسن: عن ابن فضال، عن الحسين بن موسى قال: دخلنا على أبي عبد الله
عليه السلام نودعه فقال: اللهم اغفر لنا ما أذنبنا، وها نحن مذنبون، وثبتنا
وإياهم بالقول الثابت في الآخرة والدنيا، وعافنا وإياهم من شر ما قضيت في
عبادك وبلادك في سنتنا هذه المستقبلة، وعجل نصر آل محمد ووليهم، واخز عدوهم
عاجلا (6).
10 - مكارم الأخلاق: من أردا أن يودع رجلا فليقل: أستودع الله دينك وأما نتك.

(1) المحاسن: 354.
(2) المحاسن: 354.
(3) المحاسن: 354.
(4) المحاسن: 354.
(5) المحاسن: 355.
(6) المحاسن: 355.
281

وخواتيم عملك، أحسن الله لك الصحابة، وأعظم لك العافية، وقضى لك الحاجة
وزودك التقوى، ووجهك للخير حيث ما توجهت، وردك سالما غانما.
من كتاب المحاسن عن الصادق عليه السلام قال: ودع رسول الله صلى الله عليه وآله رجلا فقال
له: سلمك الله وغنمك (1).
52.
(باب)
* " (آداب الرجوع عن السفر) " *
1 - تفسير العياشي: عن ابن سنان، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: إذا سافر أحدكم فقدم
من سفره فليأت أهله بما تيسر ولو بحجر، فان إبراهيم عليه السلام كان إذا ضاق أتى
قومه، وإنه ضاق ضيقة فأتى قومه فوافق منهم أزمة، فرجع كما ذهب، فلما قرب
من منزله نزل عن حماره فملا خرجه رملا إرادة أن يسكن به من روح سارة، فلما
دخل منزله حط الخرج عن الحمار، وافتتح الصلاة، فجاءت سارة ففتحت الخرج
فوجدته مملوءا دقيقا فاعجنت منه وأخبزت ثم قالت لإبراهيم: انفتل من صلاتك
وكل! فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت: من الدقيق الذي في الخرج، فرفع
رأسه إلى السماء وقال: أشهد أنك الخليل (2).
2 - مكارم الأخلاق: في القول للقادم من الحج وغيره: قال الصادق عليه السلام: إن النبي
صلى الله عليه وآله كان يقول للقادم من الحج: تقبل الله منك، وأخلف عليك
نفقتك، وغفر ذنبك.
قال الصادق عليه السلام: من عانق حاجا بغباره كان كمن استلم الحجر الأسود

(1) مكارم الأخلاق: 286.
(2) تفسير العياشي ج 1 ص 277، ذيل قوله تعالى: " واتخذ الله إبراهيم
خليلا " وفى المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو، والحديث مخرج في ج 12 ص 11 من
هذه الطبعة أيضا.
282

وإذا قدم الرجل من السفر ودخل منزله ينبغي أن لا يشتغل بشئ حتى يصب على
نفسه الماء، ويصلي ركعتين، ويسجد ويشكر الله مائة مرة هكذا هو المروي
عنهم.
لما رجع جعفر الطيار من الحبشة ضمه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى صدره وقبل
ما بين عينيه وقال: ما أدري بأيهما أنا أسر بقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ وكان
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يصافح بعضهم بعضا فإذا قدم الواحد منهم من سفر فلقي أخاه
عانقه (1).
وقال النبي صلى الله عليه وآله: إذا خرج أحدكم إلى سفر ثم قدم على أهله فليهدهم
وليطرفهم ولو حجارة (2).
53.
* (باب) *
* " (ركوب البحر وآدابه وأدعيته) " *
الآيات: البقرة: والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس (3).
يونس: هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين
بهم بريح طيبة وفرحوا بها جائتها ريح عاصف وجائهم الموج من كل مكان
وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن
من الشاكرين * فلما أنجيهم إذا هم يبغون في الأرض بغير الحق (4).
هود: وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربي لغفور
رحيم (5).
إبراهيم: وسخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره (6).

(1) مكارم الأخلاق: 300.
(2) مكارم الأخلاق: 305.
(3) البقرة: 164.
(4) يونس: 22 و 23.
(5) هود: 41.
(6) إبراهيم: 32.
283

النحل: وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (1).
أسرى: ربكم الذي يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان
بكم رحيما * وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجيكم
إلى البر أعرضتم وكان الانسان كفورا * أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو
يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا * أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى
فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم به علينا تبيعا (2).
الحج: والفلك تجري في البحر بأمره (3).
المؤمنون: وعليها وعلى الفلك تحملون (4).
وقال تعالى: فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك فقل الحمد لله الذي
نجانا من القوم الظالمين * وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (5).
الروم: ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضل ولعلكم تشكرون (6).
لقمان: ألم تر إلى الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن
في ذلك لايات لكل صبار شكور * وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين
له الدين، فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار
كفور (7).
فاطر: وترى الفلك فيه مواخر ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون (8).
يس: وآية أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون * وخلقنا لهم من مثله
ما يركبون * وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولا هم ينقذون * إلا رحمة منا
ومتاعا إلى حين (9).

(1) النحل: 14.
(2) أسرى: 66 - 69.
(3) الحج: 65.
(4) المؤمنون: 22.
(5) المؤمنون: 28.
(6) الروم: 46.
(7) لقمان: 31 - 32.
(8) فاطر: 12.
(9) يس: 41 - 44.
284

المؤمن: وعليها وعلى الفلك تحملون (1).
حمعسق: ومن آياته الجوار في البحر كالاعلام * وإن يشأ يسكن الريح
فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لايات لكل صبار شكور * أو يوبقهن بما
كسبوا ويعف عن كثير (2).
الزخرف: وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره
ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما
كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون (3).
الجاثية: الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله
ولعلكم تشكرون (4).
الذاريات: فالجاريات يسرا (5).
الرحمن: وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام (6).
1 - معاني الأخبار: عن علي بن عبد الله المذكر، عن علي بن أحمد الطبري، عن
الحسن بن علي بن زكريا، عن خراش مولى أنس، عن أنس قال: كان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وآله يتجرون في البحر. يعني أن التجارة في البحر وركوبه وليس يهيج
ليس من المكروه وهو من الانتشار والابتغاء الذي أذن الله عز وجل فيه بقوله عز
وجل: " فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله " وقال:
روي في ركوب البحر والنهى عنه حديث (7).
2 - أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الحسين بن الحسن
القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد، عن أبيه
عن الصادق، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله كره ركوب البحر

(1) المؤمن: 80.
(2) الشورى: 32.
(3) الزخرف: 12 - 13.
(4) الجاثية: 12.
(5) الذاريات: 3.
(6) الرحمن: 24.
(7) معاني الأخبار: 412.
285

في هيجانه ونهى عنه الخبر (1).
الخصال: عن أبيه، عن سعد مثله (2).
3 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: من خاف منكم الغرق فليقرء
بسم الله الملك الحق ما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون (3).
4 - تفسير علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن علي بن أسباط قال: حملت متاعا إلى مكة فكسد
علي فجئت إلى المدينة فدخلت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام فقلت: جعلت فداك
إني قد حملت متاعا إلى مكة فكسد علي وقد أردت مصر، فأركب بحرا أو
برا؟ فقال: مصر، الحتوف تفيض إليها أقصر أعمارا قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
لا تغسلوا رؤوسكم بطينها، ولا تشربوا في فخارها فإنه يورث الذلة، ويذهب بالغيرة
ثم قال: لا عليك أن تأتي مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وتصلي ركعتين، وتستخير الله
مائة مرة ومرة، فإذا عزمت على شئ وركبت البر فإذا استويت على راحلتك
فقل: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "
فإنه ما ركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط إلا لم يصبه كسر، ولا ونى ولا وهن
وإن ركبت بحرا فقل حين تركب: " بسم الله مجراها ومرسيها " وإذا ضربت
بك الأمواج فاتك على يسارك وأشر إلى الموج بيدك، وقل: أسكن بسكينة الله
وقر بقرار الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال علي بن أسباط: فركبت البحر، وكان إذا هاج الموج قلت كما أمرني
أبو الحسن فيتنفس الموج، ولا يصيبنا منه شئ، فقلت: جعلت فداك
ما السكينة؟ قال: ريح من الجنة، لها وجه كوجه الانسان، ورائحة طيبة
وكانت مع الأنبياء وتكون مع المؤمنين (4).

(1) أمالي الصدوق: 181.
(2) الخصال ج 2 ص 102.
(3) الخصال ج 2 ص 160.
(4) تفسير القمي ص 608.
286

أقول: سيأتي الخبر في كتاب الدعاء برواية الحميري، عن ابن عيسى، عن
ابن أسباط: قر بوقار الله، واهدأ بإذن الله، وفيه: فان خرجت برا فقل الذي قال
الله: سبحان الذي الخبر (1).
5 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن ابن يزيد، عن محمد
ابن جعفر باسناده قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: ليس للبحر جار، ولا للملك صديق
ولا للعافية ثمن، وكم من منعم عليه وهو لا يعلم (2).
54.
* (باب) *
* " (فضل إعانة المسافرين وزيارتهم بعد قدومهم) " *
* " (وآداب القادم من السفر) " *
أقول: قد أوردنا بعض آداب القادم من السفر في باب مفرد من كتاب الحج.
1 - المحاسن: عن محمد بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
من أعان مؤمنا مسافرا نفس الله عنه ثلاث وسبعين كربة، وأجاره في الدنيا من
الغم والهم، ونفس عنه كربه العظيم، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما كربه العظيم؟
قال: حيث يغشى بأنفاسهم (3).
2 - المحاسن: عن عبد الرحمن بن حماد، عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبي عمرو
الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم الجعفري، عن أبي عبد الله، عن ابائه عليهم السلام قال: من
أعان مؤمنا مسافرا على حاجة نفس الله عنه ثلاثا وعشرين كربة: كربة في الدنيا
واثنتين وسبعين كربة في الآخرة، حيث يغشى على الناس بأنفاسهم (4).
3 - المحاسن: عن النوفلي، عن السكوني باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:

(1) قرب الإسناد: 218، وقد مر.
(2) الخصال ج 1 ص 106.
(3) المحاسن: 362. والظاهر يتشاغل الناس بأنفاسهم كما سيأتي عن
نوادر الراوندي وقال في الفقيه ج 2 ص 192 " حيث يغص الناس بأنفاسهم " قال: وفى خبر
آخر حيث يتشاغل الناس بأنفاسهم.
(4) تقدم آنفا تحت رقم 3.
287

الوليمة في أربع: العرس، والخرس، وهو المولود يعق عنه ويطعم له، وإعذار وهو
ختان الغلام، والإياب وهو الرجل يدعو إخوانه إذا آب من غيبته (1).
4 - نوادر الراوندي: باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من أعان مؤمنا مسافرا في حاجة نفس الله تعالى عنه ثلاثا وسبعين
كربة واحدة في الدنيا من الغم والهم واثنتين وسبعين كربة عند الكربة العظمى
قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما الكربة العظمى؟ قال: حيث يتشاغل الناس بأنفسهم
حتى أن إبراهيم عليه السلام يقول: أسئلك بخلتي أن لا تسلمني إليها (2).
55.
(باب)
* " (آداب الركوب وأنواعها والمياثر وأنواعها) " *
الآيات: الزخرف: وجعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون * لتستووا على
ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتهم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين * وإنا إلى ربنا لمنقلبون (3).
1 - أقول: قد مضى في باب مكارم أخلاق النبي صلى الله عليه وآله بأسانيد كثيرة أنه صلى الله عليه وآله
قال: خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف، وركوبي الحمار موكفا
وأكلي مع العبيد، وخصفي النعل بيدي، وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من
بعدي (4).
2 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام: يا علي العيش في ثلاث: دار
قوراء، وجارية حسناء، وفرس قباء.
قال الصدوق رضي الله عنه: الفرس القباء الضامر البطن، يقال: فرس أقب

(1) المحاسن ص 417.
(2) نوادر الراوندي: 8.
(3) الزخرف: 12 - 14.
(4) راجع ج 16 ص 215 من هذه الطبعة وسيأتي الإشارة إليه.
288

وقباء لان الفرس يذكر ويؤنث، ويقال للأنثى: قباء لا غير (1).
3 - الخصال: عن الخليل، عن ابن خزيمة، عن أبي موسى، عن أبي الضحاك
ابن مخلد، عن سفيان، عن حبيب، عن جميل مولى عبد الحارث، عن نافع بن عبد
الحارث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من سعادة المسلم سعة المسكن، والجار الصالح
والمركب الهنئ (2).
4 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: إن من سعادة المرء المسلم أن يشبهه ولده، والمرأة الجملاء ذات
دين، والمركب الهنئ، والمسكن الواسع (3).
5 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وآله عن المياثر الحمر، الخبر (4).
6 - قرب الإسناد: عنهما (5) عن حنان، عن الصادق عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله
لعلي عليه السلام: إياك أن تتختم بالذهب، فإنها حليتك في الجنة، وإياك أن تلبس
القسي، وإياك أن تركب بميثرة حمراء فإنها من مياثر إبليس (6).
7 - علل الشرائع: عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري، عن محمد بن الحسن
عن ابن جبلة، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله
لعلي عليه السلام: لا تركب بميثرة حمراء فإنها من مراكب إبليس (7).

(1) الخصال ج 1 ص 62، وقد مر مشروحا في ص 148 فراجع.
(2) الخصال ج 1 ص 86.
(3) قرب الإسناد: 51 وقد مر أيضا.
(4) قرب الإسناد: 48، والمياثر جمع ميثرة، هنة كهيئة المرفقة تتخذ للسرج
كالصفة وسيأتي تمام الخبر في الباب 66.
(5) يعنى محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد.
(6) قرب الإسناد: 66، والقسي من الثياب: ما ينسب إلى قس وهو موضع بين
العريش والقرماء من أرض مصر، أو هو قزى، فأبدلت الزاي سينا، ومنه " نهى عن
لبس القسي " وقيل لعلى عليه السلام: ما القسية؟ فقال: ثياب تأتينا من الشام أو من مصر
مضلعة فيها أمثال الأترج.
(7) علل الشرائع ج 2 ص 37 في حديث.
289

8 - معاني الأخبار (1): عن حمزة العلوي، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير
عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال علي عليه السلام: نهاني رسول الله
صلى الله عليه وآله ولا أقول نهاكم: عن التختم بالذهب، وعن ثياب القسي
وعن مياثر الأرجوان، وعن الملاحف المفدمة، وعن القراءة وأنا راكع (2).
الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن ابن
أبي عمير مثله (3).
أقول: قد مضى كثير من أخبار المياثر في باب الحرير وباب ألوان الثياب
وباب خاتم الفضة.
9 - الخصال: عن البراء بن عازب قال: نهانا رسول الله صلى الله عليه وآله عن
ركوب المياثر (4).
10 - المحاسن: عن ابن فضال، عن عنبسة بن هشام، عن عبد الكريم بن عمرو
عن الحكم بن محمد بن القاسم، عن عبد الله بن عطا قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام:
قم فأسرج لي دابتين حمارا وبغلا، فأسرجت حمارا وبغلا وقدمت إليه البغل
فرأيت أنه أحبهما إليه، فقال: من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل؟ قلت: اخترته
لك، قال: وأمرتك أن تختار لي؟ ثم قال: إن أحب المطايا إلى الحمر، فقال:
قدمت إليه الحمار، وأمسكت له بالركاب وركب، فقال: الحمد لله الذي هدانا
للاسلام، وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله والحمد لله الذي سخر لنا

(1) في المطبوعة رمز المحاسن، وهو سهو لا يوجد فيه، وحمزة بن محمد العلوي
من مشايخ الصدوق رحمه الله.
(2) معاني الأخبار: 301. وفيه: قال حمزة بن محمد: القسي ثياب يؤتى بها من مصر
فيها حرير، وأصحاب الحديث يقولون: القسي بكسر القاف وأهل مصر يقولون القسي
يعنى بالفتح - تنسب إلى بلاد يقال لها القس، هكذا ذكره القاسم بن سلام، وقال: قد رأيتها
ولم يعرفها الأصمعي. أقول: الأرجوان معرب ارغوان والمفدمة الأحمر القانئ.
(3) الخصال ج 1 ص 139.
(4) الخصال ج 2 ص 1 في حديث.
290

هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد لله رب العالمين (1).
11 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن أبيه، عن بعض
مشيخته، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أما يستحي أحدكم أن يغني على دابته وهي
تسبح (2).
12 - المحاسن: عن النهيكي، عن حنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:
قال النبي صلى الله عليه وآله: إياك أن تركب بميثرة حمراء فإنها ميثرة إبليس (3).
13 - المحاسن: عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن
إبراهيم بن يحيى المديني، عن أبي عبد الله عليه السلام أن علي بن الحسين عليهما السلام كان
يركب على قطيفة حمراء (4).
14 - تفسير العياشي: عن عبد الله بن عطاء المكي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: انطلق بنا إلى
حائط لنا، فدعا بحمار وبغل، وفقال: أيهما أحب إليك؟ فقلت: الحمار، فقال:
إني أحب أن تؤثرني بالحمار، فقلت: البغل أحب إلى فركب الحمار، وركبت
البغل، فلما مضينا اختال الحمار في مشيته حتى هز منكبي أبي جعفر عليه السلام فلزم
قربوس السرج، فقلت: جعلت فداك كأني أراك تشتكي بطنك؟ قال: وفطنت
إلى هذا مني؟ إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان له حمار يقال له: عفير، إذا ركبه اختال
في مشيته سرورا برسول الله صلى الله عليه وآله حتى يهز منكبيه فيلزم قربوس السرج فيقول:
" اللهم ليس مني ولكن ذا من عفير " وإن حماري ومن سروري اختال في مشيته
فلزمت قربوس السرج وقلت: اللهم هذا ليس مني ولكن هذا من حماري (5).
15 - مكارم الأخلاق: قال أمير المؤمنين عليه السلام: ما عثرت دابتي قط، قيل: ولم
ذلك؟ قال: لأني لم أطأ زرعا قط (6).

(1) المحاسن: 352 في حديث وسيأتي تمامه في هذا الباب.
(2) المحاسن: 375.
(3) المحاسن: 629.
(4) المحاسن: 629.
(5) تفسير العياشي ج 2 ص 285 في حديث، والرواية طويلة مروية في جوامع
متعددة بحسب المقام، راجع الكافي ج 8 ص 276، رجال الكشي: 188، المحاسن: 352.
(6) مكارم الأخلاق: 301.
291

16 - الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة: قال: لقي موسى بن جعفر عليه السلام
الرشيد حين قدومه إلى المدينة على بغلة فاعترض عليه في ذلك فقال: تطأطأت عن
خيلاء الخيل، وارتفعت عن ذلة العير، وخير الأمور أوسطها (1).
17 - دعوات الراوندي: عن أبي هاشم قال: ركبت دابة فقلت: " سبحان
الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " قال: فسمع مني أحد السبطين عليه السلام وقال:
لا بهذا أمرت أمرت أن تذكر نعمة ربك إذا استويت عليه يقول الله عز وجل:
" اذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه " فقلت: كيف أقول؟ قال: قل: " الحمد
لله الذي هدانا للاسلام، والحمد لله الذي من علينا بمحمد وآله، والحمد لله الذي
جعلنا في خير أمة أخرجت للناس " فإذا أنت قد ذكرت نعما عظيمة ثم تقول:
" سبحان الذي سخر لنا " الآية.
18 - مكارم الأخلاق: روي أنه يقال عند الركوب: " الحمد لله الذي هدانا للاسلام
وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا
له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد لله رب العالمين اللهم أنت الحامل على
الظهر، والمستعان على الامر، وأنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل والمال
والولد، اللهم أنت عضدي وناصري " وإذا مضت بك راحلتك، فقل في طريقك:
" خرجت بحول الله وقوته بغير حول مني ولا قوة، لكن بحول الله وقوته

(1) الدرة الباهرة مخطوط، وكلامه عليه السلام هذا كان حين حج الرشيد فلقيه
موسى بن جعفر عليه السلام على بغلة له فقال الرشيد: من مثلك في حسبك ونسبك وتقدمك
تلقاني على بغلة؟ فقال عليه السلام: تطأطأت الخ، وروى الكليني في الكافي ج 6 ص 540
عن علي بن إبراهيم رفعه قال: خرج عبد الصمد بن علي ومعه جماعة فبصر بأبي الحسن موسى
عليه السلام مقبلا راكبا بغلا، فقال لمن معه: مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر
فلما دنا منه قال له: ما هذه الدابة التي لا تدرك عليها الثار، ولا تصلح عند النزال؟ فقال
عليه السلام: تطأطأت عن سمو الخيل، وتجاوزت قموء العير، وخير الأمور أوساطها. فأفحم
عبد الصمد فما أحار جوابا. أقول عبد الصمد بن علي، هو ابن عبد الله العباس بن عبد المطلب.
292

برئت إليك يا رب من الحول والقوة، اللهم إني أسئلك بركة سفري هذا، وبركة
أهله، واللهم إني أسئلك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي وأنا حائض
في عافية بقوتك وقدرتك، اللهم إني سرت في سفري هذا بلا ثقة مني بغيرك
ولا رجاء لسواك، فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك، ووفقني لطاعتك وعبادتك
حتى ترضى وبعد الرضا " (1).
19 - عو: في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا استوى على راحلته خارجا إلى
سفر كبر ثلاثا، ثم قال: " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا
إلى ربنا لمنقلبون اللهم إنا نسئلك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما
ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، وأطوعنا بعده، اللهم إني أعوذ بك من
وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال والولد " فإذا رجع
قال: آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون (2).
20 - وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي رحمه الله نقلا من خط الشهيد
قدس الله روحه، قال: قال الشيخ العالم محمد بن مكي بن محمد بن حامد: أخبرنا
جماعة من أشياخنا عن الشيخ الامام صفي الدين أبي الفضائل عبد المؤمن بن عبد
الحق الخطيب البغدادي قال: أخبره أبو عبد الله: محمد بن عبد الحق (3) بن عبد الله
المعروف بابن قاضي اليمن إجازة عن عتيق بن سلامة السلماني، عن الحافظ محمد بن
أبي القاسم علي بن هبة الله بن عساكر.
ح: وحدثني السيد النسابة العلامة الفقيه المؤرخ تاج الدين أبو عبد الله
محمد بن معية الحسني من لفظه قال: أخبرني جلال الدين محمد بن محمد الكوفي الواعظ
إجازة قال: أخبرنا تاج الدين علي بن أنجب المعروف بابن الساعي المؤرخ
قال: أنبأنا ابن عساكر قال: أنبأنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد بن
محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين بن زيد بن

(1) مكارم الأخلاق ص 284.
(2) راجع مستدرك النوري ج 2 ص 26.
(3) في المستدرك: محمد بن إسحاق بن عبد الله.
293

علي بن الحسين عليه السلام قراءة بالكوفة بمسجد أبي إسحاق السبيعي في ذي القعدة سنة
إحدى وخمسمائة قال: حدثنا أبو الفرج محمد بن أحمد بن علان المعروف بابن
الخازن المعدل، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين
الجعفي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن جعفر بن رباح الأشجعي قال: حدثنا
علي بن المنذر يعني الطريفي قال: حدثنا محمد بن فضل، عن يحيى بن عبد الله
الأجلح الكندي الكوفي، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي
الكوفي، عن أبي زهير الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني الكوفي، عن أمير المؤمنين
أبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه خرج من باب القصر فوضع رجله في الغرز
فقال: " بسم الله " فلما استوى على الدابة قال: " الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا
في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا سبحان
الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، رب اغفر لي
ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " (1).
ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إن الله ليعجب بعبده إذا قال: رب اغفر لي
ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال الحافظ ابن عساكر: هذا حديث غريب من
حديث أبي زهير الحارث الهمداني وتفرد به الأجلح، وإنما يحفظ من حديث أبي
إسحاق عن أبي المغيرة علي بن ربيعة الأسدي اللؤلؤي الكوفي عن علي كذلك
أخرجه أبو داود، عن مسدد بن مزهد، وأخرجه الترمذي والنسائي عن قتيبة بن سعيد جميعا
عن أبي الأحوص سلام بن سليمان الحنفي الكوفي عن أبي إسحاق، وأبو الأحوص
أحفظ من الأجلح وأوثق، ورجال إسناده كلهم كوفيون قال الشيخ شمس الدين
ابن مكي رحمه الله: قلت: الغريب ما انفرد بروايته واحد متنا أو إسنادا، وهنا من غريب
الاسناد لان المتن رواه غير واحد.
21 - أمالي الصدوق: عن ابن إدريس، عن أبيه، عن ابن عيسى، عن ابن فضال، عن
أبي جميلة، عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: أمسكت لأمير المؤمنين عليه السلام بالركاب

(1) قابلناه على نسخة المستدرك ج 2 ص 27
294

وهو يريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت: يا أمير المؤمنين رأيتك رفعت
رأسك [إلى السماء] وتبسمت؟ قال: نعم يا أصبغ [أمسكت لرسول الله صلى الله عليه وآله كما
أمسكت لي، فرفع رأسه وتبسم، فسألته كما سألتني، وسأخبرك كما أخبرني] (1).
أمسكت لرسول الله صلى الله عليه وآله الشهباء، فرفع رأسه إلى السماء وتبسم، فقلت: يا رسول الله
رفعت رأسك إلى السماء وتبسمت؟! فقال: يا علي إنه ليس من أحد يركب ثم يقرء
آية الكرسي ثم يقول: " أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه اللهم
اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " إلا قال السيد الكريم: يا ملائكتي
عبدي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري، فاشهدوا أني قد غفرت له ذنوبه (2).
تفسير علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن ابن فضال مثله (3).
المحاسن: عن ابن فضال مثله وفيه آية السخرة بدل آية الكرسي (4).
أقول: وقد مر دعاء للركوب في خبر ابن أسباط في باب أدعية السفر (5).
22 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا ركبتم الدواب فاذكروا
الله عز وجل وقولوا: " سبحان الله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا
إلى ربنا لمنقلبون " (6).
23 - أمالي الطوسي: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام
عن موسى بن عامر، عن الوليد بن مسلم، عن علي بن سليمان، عن أبي إسحاق
السبيعي، عن علي بن ربيعة الأسدي قال: ركب علي عليه السلام فلما وضع رجله في
الركاب قال: " بسم الله " فلما استوى على الدابة قال: الحمد لله الذي كرمنا وحملنا
في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا سبحان
الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، ثم سبح الله ثلاثا وحمد الله ثلاثا وكبر الله ثلاثا.

(1) الزيادة من نسخة الفقيه ج 2 ص 178.
(2) أمالي الصدوق ص 303.
(3) تفسير القمي ص 607.
(4) المحاسن ص 352.
(5) راجع ص 243 وص 286 فيما سبق والحديث من قرب الإسناد 218 وتفسير القمي 608.
(6) الخصال ج 2 ص 168، وسيتكرر في هذا الباب تحت الرقم 34.
295

ثم قال: " رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ثم قال: فعل هذا
رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا رديفه (1).
24 - قرب الإسناد: هارون، عن ابن زياد، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال: كان
علي عليه السلام إذا عثرت به دابته قال: اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، ومن
تحويل عافيتك، ومن فجاءة نقمتك (2).
25 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن اليقطيني، عن الدهقان
عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله: إذا ركب الرجل الدابة فسمى، ردفه ملك يحفظه حتى ينزل، فإذا ركب
ولم يسم ردفه شيطان فيقول له: تغن! فان قال: لا أحسن، قال: تمن! فلا يزال
يتمنى حتى ينزل وقال: من قال إذا ركب الدابة: " بسم الله ولا حول ولا قوة إلا
بالله، والحمد لله الذي هدانا لهذا وسبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين "
إلا حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل (3).
المحاسن: عن اليقطيني مثله (4).
26 - المحاسن: عن ابن فضال، عن عنبسة بن هشام، عن عبد الكريم بن عمرو الجعفي
عن الحكم بن محمد بن القاسم أنه سمع عبد الله بن عطا يقول: قال أبو جعفر عليه السلام: قم
فأسرج لي دابتين حمارا وبغلا فأسرجت حمارا وبغلا فقدمت إليه البغل فرأيت
أنه أحبهما إليه، فقال: من أمرك أن تقدم إلي هذا البغل؟ قلت: اخترته لك
قال: وأمرتك أن تختار لي؟ ثم قال: إن أحب المطايا إلي الحمر، فقال:
قدمت إليه الحمار وأمسكت بالركاب وركب، فقال: " الحمد لله الذي هدانا للاسلام
وعلمنا القرآن، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله والحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا
له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، والحمد لله رب العالمين ".

(1) أمالي الطوسي ج 2 ص 128، وسيتكرر تحت الرقم 37.
(2) قرب الإسناد ص 56.
(3) ثواب الأعمال ص 174، والتمني القراءة دون
التغني، إذا لم يكن يرفع صوته.
(4) المحاسن ص 628.
296

وسار وسرت حتى إذا بلغنا موضعا قلت: الصلاة جعلني الله فداك، قال:
هذا أرض واد النمل، لا يصلى فيها حتى إذا بلغنا موضعا آخر قلت له مثل ذلك فقال:
هذه الأرض مالحة لا يصلي فيها، قال: حتى نزل هو من قبل نفسه، فقال لي: صليت
أم تصلي سبحتك؟ قلت: هذه صلاة تسميها أهل العراق الزوال، فقال: أما إن هؤلاء
الذين يصلون هم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وهي صلاة الأوابين فصلى وصليت.
ثم أمسكت له بالركاب ثم قال مثل ما قال في بداءته ثم قال: اللهم العن
المرجئة فإنهم عدونا في الدنيا والآخرة، قلت له: ما ذكرك جعلت فداك المرجئة
قال: خطروا على بالي (1).
27 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الله بن المفضل النوفلي، عن أبيه، عن بعض
مشيخته قال: كان أبو عبد الله عليه السلام إذا وضع رجله في الركاب يقول: " سبحان الذي
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " ويسبح سبعا، ويحمد الله سبعا، ويهلل الله
سبعا (2).
28 - المحاسن: عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن يعقوب بن
جعفر بن إبراهيم قال: سمعت أبا الحسن الأول عليه السلام يقول: الخيل على كل منخر
منها شيطان، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسم الله (3).
29 - المحاسن: عن ابن محبوب، عن أبي رئاب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: أيما دابة استصعبت على صاحبها من لجام أو نفور، فليقرء
في اذنها أو عليها " أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا
وكرها إليه يرجعون " (4).
30 - مكارم الأخلاق: روى في هذه الآيات أنها يقرء للدابة التي تمنع اللجام يقرء
في اذنها ويقول: اللهم سخرها وبارك لي فيها بحق محمد وآله، ويقرء إنا

(1) المحاسن ص 352، وقد مر ص 290، وفى المطبوعة رمز ثواب الأعمال وهو سهو ظاهر.
(2) المحاسن ص 353 و 633.
(3) المحاسن ص 634.
(4) المحاسن ص 635.
297

أنزلناه (1).
31 - المحاسن: عن أبيه، عن عبد الرحمن العرزمي، عن حاتم بن إسماعيل
المدني، عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: على ذروة
سنام كل بعير شيطان، فإذا ركبتموها فقولوا كما أمركم الله: سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين، وامتهنوها لأنفسكم فإنها تحمد الله قال: ورواه الوشا، عن
المثنى، عن حاتم، عن أبي عبد الله عليه السلام إلا إنه قال: على ذروة كل بعير (2).
32 - فقه الرضا (ع): إذا وضعت رجلك في الركاب فقل: بسم الله وبالله، والحمد لله
الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما
كنا له مقرنين ومن علينا بالايمان بمحمد صلى الله عليه وآله.
33 - طب الأئمة: عن حاتم بن عبد الله الأزدي، عن أبي جعفر المقري إمام
مسجد الكوفة، عن جابر بن راشد، عن الصادق عليه السلام قال: بينا هو في سفر إذ
نظر إلى رجل عليه كآبة وحزن، فقال: ما لك؟ قال: دابتي حرون، قال: ويحك
اقرأ هذه الآية في اذنه " أو لم يروا أنا خلقنا لهم " إلى قوله: " ومنها يأكلون " (3).
34 - أمان الأخطار: في رواية صفوان الجمال أن الصادق عليه السلام لما ركب الجمل قال:
بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا
إلى ربنا لمنقلبون ".
35 - أمالي الصدوق: عن ابن مسرور، عن ابن عامر، عن عمه، عن ابن بزيع، عن
هشام بن سالم قال: قال الصادق عليه السلام: من الجور قول الراكب للماشي: الطريق (4).
الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن بزيع
مثله (5).
36 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: إذا ركبتم الدواب فاذكروا

(1) راجع مكارم الأخلاق ص 303.
(2) المحاسن ص 635.
(3) طب الأئمة ص 36 والآية في سورة يس: 71 - 72.
(4) أمالي الصدوق ص 177.
(5) الخصال ج 1 ص 5.
298

الله عز وجل وقولوا " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى
ربنا لمنقلبون " (1).
37 - الخصال، عيون أخبار الرضا (ع) (2): سيجئ في سير النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: خمس لا
أدعهن حتى الممات: الاكل على الحضيض مع العبيد، وركوبي الحمار مؤكفا
الخبر (3).
38 - أمالي الطوسي: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن جعفر بن محمد بن هشام
عن موسى بن عامر، عن الوليد بن مسلم، عن علي بن سليمان، عن أبي إسحاق
السبيعي، عن علي بن ربيعة الأسدي قال: ركب علي عليه السلام فلما وضع رجله في
الركاب قال: " بسم الله " فلما استوى على الدابة، قال: " الحمد لله الذي كرمنا
وحملنا في البر والبحر، ورزقنا من الطيبات، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا
سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، ثم سبح الله ثلاثا وحمد الله ثلاثا
وكبر الله ثلاثا ثم قال: " رب اغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " ثم قال:
فعل هذا رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا رديفه (4).
39 - المحاسن: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي -
عبد الله عليه السلام قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام على أصحابه وهو راكب فمشوا خلفه
فالتفت إليهم فقال: لكم حاجة؟ فقالوا: لا يا أمير المؤمنين، ولكنا نحب أن نمشي
معك، فقال لهم: انصرفوا فان مشي الماشي مع الراكب مفسدة للراكب، ومذلة

(1) الخصال ج 2 ص 168، وقد مر تحت الرقم 22.
(2) كذا في المطبوعة، ومن سيرة المؤلف العلامة رحمه الله أن كان يقول في أشباه
تلك الموارد: أقول: سيجئ كذا وكذا، أو مر كذا وكذا. ومع ذلك فقد أشار إلى ذلك من
قبل في هذا الباب أيضا تحت الرقم 1.
(3) ترى الحديث في الخصال ج 1 ص 130 عيون الأخبار ج 2 ص 81، أمالي الصدوق
ص 44، علل الشرائع ج 1 ص 124.
(4) أمالي الطوسي ج 2 ص 128، وقد مر تحت الرقم: 23. أيضا.
299

للماشي، قال: وركب مرة أخرى فمشوا خلفه، فقال: انصرفوا فان خفق النعال
خلف أعقاب الرجال مفسدة لقلوب النوكى (1).
40 - رجال الكشي: عن حمدويه بن نصير، عن محمد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد
عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحام، عن عبد الله بن عطا قال: أرسل إلى
أبو عبد الله عليه السلام وقد أسرج له بغل وحمار، فقال لي: هل لك أن تركب معنا إلى
ما لنا؟ قال: قلت: نعم، قال: أيهما أحب لك أن تركب؟ قلت: الحمار، فقال:
إن الحمار أرفقهما لي، قال: قلت: إنما كرهت أن أركب البغل وأن تركب أنت
الحمار، قال: فركب الحمار وركبت البغل، ثم سرنا حتى خرجنا من المدينة
فبينا هو يحدثني إذا انكب على السرج مليا فظننت أن السرج آذاه وضغطه، ثم رفع
رأسه، قلت: جعلت فداك ما أرى السرج إلا وقد ضاق عنك، فلو تحولت على
البغل، فقال: كلا ولكن الحمار اختال، فصنعت كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله، ركب
حمارا يقال له: عفير، فاختال فوضع رأسه على القربوس ما شاء الله ثم رفع رأسه
فقال صلى الله عليه وآله: يا رب هذا عمل عفير ليس هو عملي (2).
56.
(باب)
* " (حث الرجال على الركوب والنهى عن ركوب المرأة على السرج) " *
1 - عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: الطيب نشرة، والعسل
نشرة، والركوب نشرة، والنظر إلى الخضرة نشرة (3).
2 - الخصال: عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن
أبيه، عن جابر الجعفي، عن الباقر عليه السلام قال: لا يجوز للمرأة ركوب السرج إلا من
ضرورة أو في سفر، الخبر (4).
كتاب الغايات: مثله.

(1) المحاسن ص 629.
(2) رجال الكشي ص 188.
(2) عيون الأخبار ج 2 ص 40.
(4) الخصال ج 2 ص 142.
300

57 - (باب)
* " (آداب المشي) " *
أسرى: ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال
طولا * كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها (1).
طه: وما تلك بيمينك يا موسى * قال: هي عصاي أتوكؤ عليها وأهش بها
على غنمي ولي فيها مآرب أخرى (2).
الفرقان: وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا (3).
لقمان: ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور * واقصد في
مشيك (4).
القيامة: ثم ذهب إلى أهله يتمطى (5).
1 - مصباح الشريعة: قال الصادق عليه السلام: إن كنت عاقلا فقدم العزيمة الصحيحة
والنية الصادقة في حين قصدك إلى أي مكان أردت، وانه النفس من التخطي إلى محذور
وكن متفكرا في مشيك، ومعتبرا لعجائب صنع الله عز وجل أينما بلغت، ولا
تكن مستهترا ولا متبخترا في مشيتك، وغض بصرك عما لا يليق بالدين، واذكر
الله كثيرا فإنه قد جاء في الخبر أن المواضع التي يذكر الله فيها وعليها تشهد بذلك
عند الله يوم القيامة، وتستغفر لهم إلى أن يدخلهم الجنة، ولا تكثر الكلام مع الناس
في الطريق، فان فيه سوء الأدب، وأكثر الطرق مراصد الشيطان ومتجرته، فلا
تأمن كيده، واجعل ذهابك ومجيئك في طاعة الله والمشي في رضاه، فان حركاتك
كلها مكتوبة في صحيفتك، قال الله تعالى ": يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم

(1) أسرى: 37 - 38.
(2) طه: 17 - 18.
(3) الفرقان: 63.
(4) لقمان: 18 - 19.
(5) القيامة: 33.
301

وأرجلهم بما كانوا يعملون " (1) وقال الله عز وجل: " وكل إنسان ألزمناه
طائرة في عنقه " (2).
2 - جامع الأخبار: قال النبي صلى الله عليه وآله: من مشى مع العصا في السفر والحضر للتواضع
يكتب له بكل خطوة ألف حسنة، ومحي عنه ألف سيئة ورفع له ألف درجة (3).
3 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: بئس العبد عبد تبختر واختال، ونسي الكبير المتعال.
وبهذا الاسناد: عن علي عليه السلام قال: اعتم أبو دجانة الأنصاري وأرخى عذبة
العمامة من خلفه بين كتفيه، ثم جعل يتبختر بين الصفين، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إن هذه لمشية يبغضها الله تعالى إلا عند القتال (4)
4 - أمالي الطوسي: عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن
الحسن بن فضال، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أبي
أسامة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام لا يسبق يمينه شماله (5).
5 - الخصال: عن ماجيلويه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن اليقطيني، عن
الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن عليه السلام قال:
سرعة المشي يذهب ببهاء المؤمن (6).
6 - معاني الأخبار: عن ماجيلويه، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام
ابن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ليس للنساء سراة الطريق
ولكن جنباه يعني بالسراة وسطه (7).
7 - ثواب الأعمال: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن سليمان بن سماعة، عن عمه

(1) لنور: 25.
(2) أسرى: 14 راجع مصباح الشريعة: 28.
(3) جامع الأخبار ص 141.
(4) نوادر الراوندي ص 22 و 20.
(5) أمالي الطوسي ج 2 ص 285.
(6) الخصال ج 1 ص 8.
(7) معاني الأخبار ص 156، ومثله في الخصال ج 2 ص 142 في حديث جابر
عن الباقر عليه السلام.
302

عاصم الكوفي، عن أبي عبد الله، عن أبيه عليهما السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا تصامت
أمتي عن سائلها، ومشت بتبخترها حلف ربي عز وجل بعزته فقال: وعزتي لا عذبن
بعضهم ببعض (1).
8 - ثواب الأعمال: عن ابن المتوكل، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن موسى
ابن عمر، عن ابن فضال، عمن حدثه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: من مشى على الأرض اختيالا لعنته الأرض ومن تحتها ومن فوقها (2).
9 - معاني الأخبار: عن الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمرو
ابن جميع، عن الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا مشيت
أمتي المطيطا، وخدمتهم فارس والروم، كان بأسهم بينهم.
والمطيطا التبختر ومد اليدين في المشي (3).
10 - معاني الأخبار: عن الطالقاني، عن الجلودي، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن
أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر، عن جابر الأنصاري قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله
برجل مصروع وقد اجتمع عليه الناس ينظرون إليه فقال عليه السلام: على ما اجتمع
هؤلاء؟ فقيل له: على المجنون يصرع، فنظر إليه فقال: ما هذا بمجنون ألا أخبركم
بالمجنون حق المجنون؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن المجنون
المتبختر في مشيته، الناظر في عطفيه، المحرك جنبيه بمنكبيه، فذاك المجنون
وهذا المبتلى (4).
أقول: أوردنا بعض الأخبار في باب الكبر (5).
11 - المحاسن: عن علي بن عبد الله، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي
العلا، عن بشير النبال قال: كنا مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد إذ مر علينا أسود وهو
ينزع في مشيته، فقال له أبو جعفر عليه السلام: إنه لجبار، قلت: إنه سائل، قال: إنه

(1) ثواب الأعمال ص 225، وتصام الرجل: أرى من نفسه أنه أصم وليس به.
(2) ثواب الأعمال ص 245.
(3) معاني الأخبار: 301.
(4) معاني الأخبار ص 237.
(5) راجع ج 73 ص 237 - 179 من هذه الطبعة.
303

جبار، وقال أبو عبد الله عليه السلام: كان علي بن الحسين صلوات الله عليه يمشي مشية
كأن على رأسه الطير، لا يسبق يمينه شماله (1).
12 - المحاسن: عن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن حسين بن المختار
قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله يبغض ثلاثة: ثاني عطفه، والمسبل إزاره
والمنفق سلعته بالايمان.
وفي حديث آخر المسبل إزاره خيلاء (2).
13 - مكارم الأخلاق: عن الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: الراكب أحق
بالجادة من الماشي، والحافي أحق من المنتعل (3).
58.
* (باب) *
* " (الافتتاح بالتسمية عند كل فعل والاستثناء) " *
* " (بمشية الله في كل أمر) " *
الآيات: الكهف: ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله
واذكر ربك إذا نسيت (4).
وقال تعالى: ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله (5).
وقال تعالى: ستجدني إنشاء الله صابرا (6).
القلم: إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصر منها مصبحين *
ولا يستثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم
فتنادوا مصبحين - إلى قوله تعالى: قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون (7).

(1) المحاسن ص 124.
(2) المحاسن ص 295.
(3) مكارم الأخلاق ص 296.
(4) الكهف: 23.
(5) الكهف: 38.
(6) الكهف: 68.
(7) القلم: 17 - 28.
304

1 - تفسير الإمام العسكري: قال الصادق عليه السلام: ولربما ترك في افتتاح أمر بعض شيعتنا " بسم
الله الرحمن الرحيم " فيمتحنه الله بمكروه، وينبهه على شكر الله تعالى والثناء
عليه، ويمحو فيه عنه وصمة تقصيره عند تركه قول: " بسم الله " لقد دخل عبد الله
ابن يحيى على أمير المؤمنين عليه السلام وبين يديه كرسي فأمره بالجلوس عليه فجلس عليه
فمال به حتى سقط على رأسه فأوضح عن عظم رأسه وسال الدم فأمر أمير المؤمنين
بماء فغسل عنه ذلك الدم ثم قال: ادن مني فوضع يده على موضحته - وقد كان يجد
من ألمها ما لا صبر له معه - ومسح يده عليها وتفل فيها فما هو أن فعل ذلك حتى
اندمل فصار كأنه لم يصبه شئ قط، ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا عبد الله الحمد
لله الذي جعل تمحيص ذنوب شيعتنا في الدنيا بمحنهم لتسلم لهم طاعاتهم، ويستحقوا
عليها ثوابها....
فقال عبد الله: يا أمير المؤمنين قد أفدتني وعلمتني فان أردت أن تعرفني
ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس حتى لا أعود إلى مثله قال: تركك حين
جلست أن تقول: " بسم الله الرحمن الرحيم " فجعل الله ذلك لسهوك عما ندبت
إليه تمحيصا بما أصابك أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وآله حدثني عن الله جل وعز
أنه قال: كل أمر ذي بال لم يذكر فيه بسم الله فهو أبتر، فقلت: بلى بأبي أنت
وأمي لا أتركها بعدها، قال: إذا تحظى بذلك وتسعد (1).
2 - تفسير العياشي: عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن علي بن
أبي طالب صلوات الله عليهم قال: إذا حلف الرجل بالله، فله ثنياها إلى أربعين يوما
وذلك أن قوما من اليهود سألوا النبي صلى الله عليه وآله عن شئ، فقال: ائتوني غدا - ولم
يستثن - حتى أخبركم، فاحتبس عنه جبرئيل عليه السلام أربعين يوما ثم أتاه وقال:
" ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت " (2).
3 - تفسير العياشي: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام ذكر أن آدم عليه السلام لما أسكنه

(1) تفسير الإمام العسكري ص 9، راجعه.
(2) تفسير العياشي ج 2 ص 324.
305

الله الجنة فقال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، فقال: نعم، يا رب ولم يستثن
فأمر الله نبيه فقال: " ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر
ربك إذا نسيت " ولو بعد سنة (1).
4 - تفسير العياشي: عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الله تعالى:
" ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله " أن لا أفعله فسبق مشية الله في
أن لا أفعله، فلا أقدر على أن أفعله. قال: فلذلك قال الله: " واذكر ربك إذا
نسيت " أي استثن مشية الله في فعلك (2).
5 - تفسير العياشي: عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله:
" واذكر ربك إذا نسيت " قال: أن تستثني، ثم ذكرت بعد، فاستثن حين
تذكر (3).
أقول: قد أوردنا بعض الأخبار في باب أحكام اليمين.
6 - مكارم الأخلاق: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا توضأ أحدكم أو شرب أو أكل أو لبس
وكل شئ يصنعه ينبغي له أن يسمي فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك (4).
7 - الحسين بن سعيد أو النوادر: عن أبي جعفر الأحول، عن سلام بن المستنبر، عن أبي جعفر
عليه السلام في قوله: " ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما " قال:
إن الله لما قال لادم: ادخل الجنة، قال له: يا آدم لا تقرب هذه الشجرة، قال:
فأراه إياها، فقال آدم لربه: كيف أقربها وقد نهيتني عنها، أنا وزوجتي، قال:
فقال لهما: لا تقرباها يعني لا تأكلا منها فقال آدم وزوجته: نعم يا ربنا لا نقربها
ولا نأكل منها، ولم يستثنيا في قولهما نعم فوكلهما الله في ذلك إلى أنفسهما وإلى
ذكرهما، قال: وقد قال الله لنبيه في الكتاب: " ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك
غدا إلا أن يشاء الله " أن لا أفعله، فتسبق مشية الله في أن لا أفعله، فلا أقدر على

(1) تفسير العياشي ج 2 ص 324.
(2) تفسير العياشي ج 2 ص 325.
(3) تفسير العياشي ج 2 ص 325.
(4) مكارم الأخلاق ص 117.
306

أن أفعله قال: فلذلك قال الله: " واذكر ربك إذا نسيت " أي استثن مشية الله في
فعلك.
8 - الحسين بن سعيد أو النوادر: روى لي مرازم قال: دخل أبو عبد الله عليه السلام يوما إلى منزل يزيد
وهو يريد العمرة فتناول لوحا فيه كتاب لعمه فيه أرزاق العيال، وما يجري لهم
فإذا فيه لفلان وفلان وليس فيه استثناء فقال له: من كتب هذا الكتاب ولم يستثن
فيه كيف ظن أنه يتم، ثم دعا بالدواة فقال: الحق فيه في كل اسم إنشاء الله.
أقول: قال السيد المرتضى قدس روحه في كتاب الغرر والدرر: إن سأل
سائل عن قوله تعالى: " ولا تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ".
فقال: ما تنكرون أن يكون ظاهر هذه الآية يقتضي أن يكون جميع ما نفعله
يشاؤه ويريده؟ لأنه تعالى لم يخص شيئا من شئ وهذا بخلاف مذهبكم، وليس
أن تقولوا إن خطاب لرسول الله صلى الله عليه وآله خاصة وهو لا يفعل إلا ما يشاء الله تعالى
لأنه قد يفعل المباح بلا خلاف، ويفعل الصغائر عند أكثركم فلا بد أن يكون
في أفعاله تعالى ما لا يشاؤه عندكم، ولأنه أيضا تأديب لنا كما أنه تعليم له عليه السلام
ولذلك يحسن منا أن نقول ذلك فيما نفعل.
الجواب: قلنا تأويل هذه الآية مبني على وجهين: أحدهما أن يجعل حرف
الشرط الذي هو " أن " متعلقا بما يليه وبما هو متعلق به في الظاهر، من غير تقدير
محذوف، ويكون التقدير ولا تقولن إنك تفعل إلا ما يريد الله تعالى، وهذا
الجواب ذكره الفراء وما رأيته إلا له، ومن العجب تغلغله إلى مثل هذا، مع
أنه لم يكن متظاهرا بالقول بالعدل، وعلى هذا الجواب لا شبهة في الآية ولا
سؤال للقوم علينا، وفي هذا الوجه ترجيح على غيره من حيث اتبعنا فيه الظاهر
ولم نقدر محذوفا، وكل جواب طابق الظاهر، ولم يبن على محذوف كان أولى.
والجواب الاخر أن تجعل " أن " متعلقة بمحذوف ويكون التقدير ولا
تقولن لشئ إني فاعل ذلك غدا إلا أن تقول إن شاء الله، لان من عاداتهم
إضمار القول في مثل هذا الموضع، واختصار الكلام إذا طال، وكان في الموجود منه
307

دلالة على المفقود، وعلى هذا الوجه يحتاج إلى جواب عما سئلنا عنه، فنقول: هذا
تأديب من الله تعالى لعباده وتعليم لهم أن يعلقوا ما يخبرون به بهذه اللفظة، حتى
يخرج من حد القطع، ولا شبهة في أن ذلك مختص بالطاعات وأن الافعال
القبيحة خارجة عنه، لان أحدا من المسلمين لا يستحسن أن يقول: إني أزني غدا
إن شاء الله أو أقتل مؤمنا وكلهم يمنع من ذلك أشد المنع، فعلم سقوط شبهة من ظن
أن الآية عامة في جميع الأفعال.
وأما أبو علي الجبائي محمد بن عبد الوهاب فإنه ذكر في تأويل هذه الآية
ما نحن ذاكروه بعينه، قال: إنما عنى بذلك أن من كان لا يعلم أنه يبقى إلى غد
حيا فلا يجوز أن يقول: إني سأفعل غدا كذا وكذا، فيطلق الخبر بذلك، وهو
لا يدري لعله سيموت ولا يفعل ما أخبر به لان هذا الخبر إذا لم يوجده مخبره
على ما أخبر به المخبر، فهو كذب، وإذا كان المخبر لا يأمن أن لا يوجد مخبره
لحدوث أمر من فعل الله تعالى نحو الموت والعجز أو بعض الأمراض أو لا يوجد
ذلك بأن يبدو له في ذلك فلا يأمن أن يكون خبره كذبا في معلوم الله عز وجل
وإذا لم يأمن ذلك لم يجز أن يخبر به، ولا يسلم خبره هذا من الكذب، إلا
بالاستثناء الذي ذكره الله تعالى.
فإذا قال: إني صائر غدا إلى المسجد إنشاء الله فاستثنى في مصيره مشية الله
تعالى خرج من أن يكون خبره في هذا كذبا، لان الله تعالى إن شاء أن يلجئه
إلى المصير إلى المسجد غدا ألجأه إلى ذلك، وكان المصير منه لا محالة، وإذا كان
ذلك على ما وصفناه لم يكن خبره هذا كذبا، وإن لم يوجد منه المصير إلى المسجد
لأنه لم يوجد ما استثناه في ذلك من مشية الله تعالى.
قال: وينبغي أن لا يستثني مشية دون مشية لأنه إن استثنى في ذلك
مشية الله لمصيره إلى المسجد على وجه التعبد فهو أيضا لا يأمن أن يكون خبره
كذبا لان الانسان قد يترك كثيرا مما يشاؤه تعالى منه ويتعبده به، ولو كان
استثنى مشية الله تعالى لان يبقيه ويقدره ويرفع عنه الموانع كان أيضا لا يأمن أن
308

يكون خبره كذبا لأنه قد يجوز أن لا يصير إلى المسجد مع تبقية الله تعالى له قادرا
مختارا فلا يأمن من الكذب في هذا الخبر دون أن يستثني المشية العامة التي ذكرناها
فإذا دخلت هذه المشية في الاستثناء فقد أمن من أن يكون خبره كذبا إذا كانت
هذه المشية متى وجدت وجب أن يدخل المسجد لا محالة.
قال: وبمثل هذا الاستثناء يزول الحنث عمن حلف فقال: " والله لأصيرن
غدا إلى المسجد إن شاء الله " لأنه إن استثنى على سبيل ما بينا لم يجز أن يحنث
في يمينه، ولو خص استثناءه بمشية بعينها ثم كانت، ولم يدخل معها المسجد
حنث في يمينه.
وقال غير أبي علي: إن المشية المستثناة هنا هي مشية المنع والحيلولة
فكأنه قال: إنشاء الله يخليني ولا يمنعني، وفي الناس من قال: القصد بذلك أن
يقف الكلام على جهة القطع، وإن لم يلزم به ما كان يلزم، لولا الاستثناء، ولا
ينوي في ذلك إلجاء ولا غيره، وهذا الوجه يحكى عن الحسن البصري.
واعلم أن للاستثناء الداخل على الكلام وجوها مختلفة، فقد يدخل على الايمان
والطلاق والعتاق وسائر العقود، وما يجري مجراها من الاخبار، فإذا دخل ذلك
اقتضى التوقف عن إمضاء الكلام، والمنع من لزوم ما يلزم به، وإزالته عن الوجه
الذي وضع له، ولذلك يصير ما تكلم به كأنه لا حكم له، ولذلك يصح على
هذا الوجه أن يستثني في الماضي فيقول: قد دخلت الدار إنشاء الله، فيخرج بهذا
الاستثناء من أن يكون كلامه خبرا قاطعا أو يلزمه حكمه، وإنما لم يصح دخوله
في المعاصي على هذا الوجه لان فيه إظهار الانقطاع إلى الله تعالى، والمعاصي لا يصح
ذلك فيها، وهذا الوجه أحد ما يحتمله تأويله الآية.
وقد يدخل الاستثناء في الكلام فيراد به اللطف والتسهيل، وهذا الوجه
يخص بالطاعات ولهذا الوجه جرى قول القائل: لأقضين غدا ما علي من الدين
ولأصلين غدا إنشاء الله مجرى أن يقول: إني أفعل ذلك إن لطف الله تعالى فيه
وسهله، فعلم أن القصد واحد، وأنه متى قصد الحالف فيه هذا الوجه، لم يجب
309

- إذا لم يقع منه هذا الفعل - أن يكون حانثا أو كاذبا لأنه إن لم يقع، علمنا أنه
لم يلطف له فيه، لأنه لا لطف له فيه.
وليس لاحد أن يعترض هذا بأن يقول: الطاعات لابد فيها من لطف وذلك
لان فيها ما لا لطف فيه جملة، فارتفاع ما هذه سبيله يكشف عن أنه لا لطف فيه
وهذا الوجه لا يصح أن يقال في الآية أنه لا يخص الطاعات، والآية تتناول
كل ما لم يكن قبيحا، بدلالة إجماع المسلمين على حسن الاستثناء وما تضمنته
في كل فعل ما لم يكن قبيحا.
وقد يدخل الاستثناء في الكلام ويراد به التسهيل والاقدار والتخلية والبقاء
على ما هو عليه من الأحوال، وهذا هو المراد به إذا دخل في المباحات، وهذا
الوجه يمكن في الآية إلا أنه يعترضه ما ذكره أبو علي الجبائي فيما حكيناه
من كلامه، وقد يذكر استثناء المشية أيضا في الكلام وإن لم يرد به شئ مما
تقدم بل يكون الغرض به إظهار الانقطاع إلى الله تعالى من غير أن يقصد إلى شئ
من الوجوه المتقدمة، وقد يكون هذا الاستثناء غير معتد به في كونه كاذبا أو
صادقا، فالآية في الحكم كأنه قال: لأفعلن كذا إن وصلت إلى مرادي مع انقطاعي
إلى الله تعالى وإظهاري الحاجة إليه، وهذا الوجه أيضا مما يمكن في تأويل
الآية، ومن تأمل جملة ما ذكرناه من الكلام عرف منه الجواب عن المسألة التي
لا يزال يسأل عنها المخالفون من قولهم: " لو كان الله تعالى إنما يريد العبادات
من الافعال دون المعاصي، لوجب إذا قال من لغيره عليه دين طالبه به: والله
لأعطينك حقك غدا إن شاء الله. أن يكون كاذبا أو حانثا إذا لم يفعل، لان الله
تعالى قد شاء ذلك منه عندكم، وإن كان لم يقع، فكان يجب أن تلزمه الكفارة
وأن لا يؤثر هذا الاستثناء في يمينه، ولا يخرجه عن كونه حانثا كما أنه لو قال:
" والله لأعطينك حقك غدا إن قدم زيد " فقدم ولم يعطه يكون حانثا، وفي إلزام
هذا الحنث خروج عن إجماع المسلمين فصار ما أوردناه جامعا لبيان تأويل الآية
والجواب عن هذه المسألة ونظائرها من المسائل، والحمد لله وحده (1).

(1) الغرر والدرر ج 2 ص 120 - 124 ط مصر.
310

59.
(باب)
* " (معنى الفتوة والمروة) " *
1 - أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه
عن أبي قتادة القمي، عن عبد الله بن يحيى، عن أبان الأحمر، عن الصادق جعفر
ابن محمد عليهما السلام قال: إن الناس تذاكروا عنده الفتوة فقال: تظنون أن الفتوة
بالفسق والفجور؟ كلا، الفتوة والمروة طعام موضوع، ونائل مبذول، واصطناع
المعروف، وأذى مكفوف، فأما تلك فشطارة وفسق، ثم قال عليه السلام: ما المروة
فقلنا: لا نعلم، قال: المروة والله أن يضع الرجل خوانه بفناء داره، والمروة
مروتان: مروة في الحضر، ومروة في السفر، فأما التي في الحضر فتلاوة القرآن
ولزوم المساجد، والمشي مع الاخوان في الحوائج، والانعام على الخادم، فإنه
مما يسر الصديق، ويكبت العدو، وأما التي في السفر فكثرة الزاد، وطيبه
وبذله لمن كان معك، وكتمانك على القوم سرهم بعد مفارقتك إياهم، وكثرة
المزاح في غير ما يسخط الله عز وجل، ثم قال عليه السلام: والذي بعث جدي صلى الله عليه وآله
بالحق نبيا إن الله عز وجل ليرزق العبد على قدر المروة، وإن المعونة لتنزل
من السماء على قدر المؤنة، وإن الصبر لينزل على قدر شدة البلاء (1).
أمالي الطوسي: باسناده عن أبي قتادة، عن الصادق عليه السلام مثله (2).
معاني الأخبار: عن أبيه، عن علي، عن أبيه، عن البرقي، عن أبي قتادة رفعه إلى
أبي عبد الله عليه السلام مثله إلى قوله: بفناء داره (3).
2 - الخصال (4) عيون أخبار الرضا (ع): بالأسانيد الثلاثة عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة من المروة ثلاثة منها في الحضر، وثلاثة منها في السفر

(1) أمالي الصدوق ص 329.
(2) أمالي الطوسي ج 2 ص 307.
(3) معاني الأخبار ص 258.
(4) الخصال ج 1 ص 157.
311

فأما التي في الحضر فتلاوة كتاب الله تعالى، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الاخوان
في الله عز وجل، وأما التي في السفر فبذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح
في غير المعاصي (1).
صحيفة الرضا (ع): عنه عليه السلام مثله (2).
3 - معاني الأخبار: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي، عن عبد الرحمن بن
العباس، عن صباح بن خاقان، عن عمرو بن عثمان التيمي قال: خرج
أمير المؤمنين عليه السلام على أصحابه وهم يتذاكرون المروة فقال: أين أنتم من كتاب
الله عز وجل؟ قالوا: يا أمير المؤمنين في أي موضع؟ فقال: في قوله عز وجل
" إن الله يأمر بالعدل والاحسان " فالعدل الانصاف والاحسان التفضل.
قال عبد الرحمن بن عباس ورفعه قال: سأل معاوية الحسن بن علي عليهما السلام عن
المروة فقال: شح الرجل على دينه، وإصلاحه ماله، وقيامه بالحقوق فقال
معاوية: أحسنت يا أبا محمد أحسنت يا أبا محمد فكان معاوية يقول بعد ذلك: وددت أن يزيد
قالها وإنه كان أعور (3).
4 - معاني الأخبار: عن أبيه، عن سعد، عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن أيمن
ابن محرز، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان الحسن بن علي
عليه السلام في نفر من أصحابه عند معاوية فقال له: يا أبا محمد خبرني عن المروة
فقال: حفظ الرجل دينه، وقيامه في إصلاح ضيعته، وحسن منازعته، وإفشاء السلام
ولين الكلام، والكف والتحبب إلى الناس (4).
5 - معاني الأخبار: بالاسناد عن البرقي، عن بعض أصحابنا رفعه إلى سعد بن طريف
عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور قال: قال أمير المؤمنين للحسن ابنه
عليهما السلام: يا بني ما المروة؟ فقال: العفاف، وإصلاح المال (5).
6 - معاني الأخبار: بالاسناد عن البرقي، عن علي بن حفص القرشي، عن رجل من

(1) عيون الأخبار ج 2 ص 21.
(2) صحيفة الرضا ص 9.
(3) معاني الأخبار ص 257.
(4) معاني الأخبار ص 257.
(5) معاني الأخبار ص 257.
312

أصحابنا يقال له: إبراهيم قال: سئل الحسن عليه السلام عن المروة فقال: العفاف في
الدين، وحسن التقدير في المعيشة، والصبر على النائبة (1).
7 - معاني الأخبار: بالاسناد عن البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن صالح بن سعيد
عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المروة استصلاح
المال (2).
8 - معاني الأخبار: بالاسناد عن البرقي، عن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن عمر بن
حماد الأنصاري رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: تعاهد الرجل ضيعته من المروة (3).
9 - معاني الأخبار: بالاسناد عن البرقي، عن الهيثم بن عبد الله النهدي، عن أبيه، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: المروة مروتان: مروة الحضر، ومروة السفر، فأما
مروة الحضر فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر
في الفقه، وأما مروة السفر فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله، وقلة
الخلاف على من صحبك، وترك الرواية عليهم، إذا أنت فارقتهم (4).

(1) معاني الأخبار ص 258
(2) معاني الأخبار ص 258
(3) معاني الأخبار ص 258
(4) معاني الأخبار ص 258
313

أبواب النوادر
60.
* (باب) *
* " (ما يورث الفقر والغنا) " *
1 - الخصال: عن ماجيلويه، عن عمه، عن الكوفي، عن محمد بن زياد البصري
عن عبد الله بن عبد الرحمن المدائني، عن الثمالي، عن ثور بن سعيد، عن أبيه سعيد
ابن علاقة قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: ترك نسج العنكبوب في البيوت
يورث الفقر، والبول في الحمام يورث الفقر، والاكل على الجنابة يورث الفقر
والتخلل بالطرفا يورث الفقر، والتمشط من قيام يورث الفقر، وترك القمامة
في البيت يورث الفقر، واليمين الفاجرة يورث الفقر، والزنا يورث الفقر، وإظهار
الحرص يورث الفقر، والنوم بين العشائين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس
يورث الفقر، واعتياد الكذب يورث الفقر، وكثرة الاستماع إلى الغناء يورث الفقر
ورد السائل الذكر بالليل يورث الفقر، وترك التقدير في المعيشة يورث الفقر
وقطيعة الرحم تورث الفقر.
ثم قال عليه السلام: ألا أنبئكم بعد ذلك بما تزيد في الرزق؟ قالوا: بلى
يا أمير المؤمنين، فقال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق، والتعقيب بعد الغداة
وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم يزيد في الرزق، وكسح الفناء يزيد
في الرزق، ومواساة الأخ في الله عز وجل تزيد في الرزق، والبكور في طلب
الرزق يزيد في الرزق، والاستغفار يزيد في الرزق، واستعمال الأمانة يزيد في
الرزق، قول الحق يزيد في الرزق، وإجابة المؤذن (1) تزيد في الرزق
وترك الكلام في الخلاء يزيد في الرزق، وترك الحرص يزيد في الرزق، وشكر

(1) يعنى حكاية أذان المؤذن من دون رفع الصوت.
314

المنعم يزيد في الرزق، واجتناب اليمين الكاذبة يزيد في الرزق، والوضوء قبل
الطعام يزيد في الرزق، وأكل ما يسقط من الخوان يزيد في الرزق، ومن سبح
الله كل يوم ثلاثين مرة دفع الله عز وجل عنه سبعين نوعا من البلاء أيسرها الفقر (1).
2 - جامع الأخبار: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: عشرون خصلة تورث الفقر:
أولها القيام من الفراش للبول عريانا، وأكل الطعام جنبا، وترك غسل اليدين
عند الاكل، وإهانة الكسرة من الخبز، وإحراق قشر الثوم والبصل، والقعود
على أسكفة البيت (2) وكنس البيت بالليل، وبالثوب، وغسل الأعضاء في
موضع الاستنجاء، ومسح الأعضاء المغسولة بالذيل والكم، ووضع القصاع
والأواني غير مغسولة، ووضع أواني الماء غير مغطاة الرؤوس، وترك بيوت
العنكبوت في المنزل، والاستخفاف بالصلاة، وتعجيل الخروج من المسجد
والبكور إلى السوق، وتأخير الرجوع عنه إلى العشي، وشراء الخبز من الفقراء
واللعن على الأولاد، والكذب، وخياطة الثوب على البدن، وإطفاء السراج
بالنفس، وفي خبر آخر والبول في الحمام، والاكل على الجشاء، والتخلل بالطرفاء
والنوم بين العشائين، والنوم قبل طلوع الشمس، ورد السائل الذكر بالليل
وكثرة الاستماع إلى الغناء، واعتياد الكذب، وترك التقدير في المعيشة، والتمشط
من قيام، واليمين الفاجرة، وقطيعة الرحم، ثم قال عليه السلام: ألا أنبئكم بعد ذلك
بما يزيد في الرزق؟ قالوا: بلى، قال: الجمع بين الصلاتين يزيد في الرزق
والتعقيب بعد الغداة يزيد في الرزق، وبعد العصر يزيد في الرزق، وصلة الرحم
يزيد في الرزق، وكشح الغنا يزيد في الرزق، وأداء الأمانة يزيد في الرزق
والاستغناء يزيد في الرزق، ومواساة الأخ في الله تزيد في الرزق، والبكور في
طلب الرزق تزيد في الرزق، وإجابة المؤذن تزيد في الرزق، وترك الكلام في
الخلاء يزيد في الرزق، ثم ساق الحديث من هنا إلى آخر الخبر كما في الخصال.
وأقول: الظاهر أن قوله: " كشح الغناء " مصحف قوله: " كسح الفنا ".

(1) الخصال ج 2 ص 93.
(2) يعنى عتبة الباب وهي الخشبة التي يوطأ عليها.
315

كما وقع ذلك في بعض نسخه، وفي سائر الكتب أيضا، وكذا قوله: " والاستغناء "
الحق أنه تصحيف قوله: " والاستغفار " كما في بعض نسخه، وفي الخصال وغيرهما
أيضا.
3 - الخصال: عن العطار، عن أبيه، عن الأشعري، عن اليقطيني، عن محمد بن
إسحاق، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: غسل الإناء وكسح الفناء
مجلبة للرزق (1).
4 - الخصال: الأربعمائة قال أمير المؤمنين عليه السلام: تقليم الأظفار يمنع الداء
الأعظم ويدر الرزق ويورده (2).
أقول: قد أوردنا في باب الاستغفار أنه يدر الرزق، وأوردنا أخبارا في
ذلك في باب تقليم الأظفار، وأخذ الشارب أيضا.
5 - صحيفة الرضا (ع): عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: التوحيد
نصف الدين، واستزلوا الرزق من عند الله بالصدقة (3).
6 - دعوات الراوندي: قال أمير المؤمنين عليه السلام: نظفوا بيوتكم من غزل
العنكبوت، فان تركه في البيت يورث الفقر.
وشكا رجل إلى أبي عبد الله عليه السلام [عن الفقر] فقال: أذن كلما سمعت الاذان
كما يؤذن المؤذنون.
وعنه عن آبائه عليهم السلام قال: من لم يسأل الله من فضله افتقر.
وقال الصادق عليه السلام: إن الرجل ليكذب الكذبة فيحرم بها صلاة الليل
فإذا حرم صلاة الليل حرم بها الرزق.
وقال النبي صلى الله عليه وآله: من تفاقر افتقر.
أقول: وقد روي في بعض الكتب عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: الفقر من
خمسة وعشرين شيئا: البول عريانا، والاكل في حالة الجنابة، وتحقير فتات

(1) الخصال ج 1 ص 28.
(2) الخصال ج 2 ص 156.
(3) صحيفة الرضا: 10.
316

الخبز، وتحريق قشر الثوم والبصل، والتقديم على المشايخ، ودعوة الوالدين
باسمهما، والتخليل بكل خشب، وتغسيل اليدين بالطين، والقعود على عتبة الباب
والوضوء عند الاستنجاء (1) وترك القصارة، وخياطة الثوب على النفس، ومسح الوجه
بالذيل، والاكل نائما، وترك نسج العنكبوت في البيت، والخروج من المسجد
سريعا، والدخول في السوق بالبكرة، والخروج عن السوق عشيا، وابتياع الخبز
من الفقراء، ودعاء السوء على الوالدين، وطفئ السراج بالنفخ، وكنس البيت
بالخرقة، وقص الأظفار بالأسنان.
واعلم أنه قد يظن أن تلك الرواية من طرق العامة ولكن لا بأس ثم أقول:
المذكور من جملة الخصال في هذا الخبر، ثلاث وعشرون خصلة، وفي صدره
أنها خمس وعشرون، فلعله صلى الله عليه وآله قد عد تحريق قشر الثوم والبصل اثنين، وكذا
دعوة الوالدين باسمهما أيضا أمرين فتأمل.
ثم اعلم أن أكثر ما ورد في هذا الخبر قد روي في مطاوي كتب أخبارنا
وبعضها مما قد اشتهر على الألسنة أيضا وسيأتي في الأبواب الآتية أنها تورث الغم
والهم، وأمثال ذلك أيضا كما يظهر عند التتبع، وأما الوضوء عند الاستنجاء
فالذي نقله العلامة الحلي في أثناء فتاواه للسيد مهنا بن سنان المدني إنما هو
أن الوضوء في الخلاء يورث الفقر، فلعل كلا الامرين يورث الفقر، أو أن
أحدهما من باب الاشتباه وأما أن " الجلوس على عتبة الباب يورث الفقر " فقد
روي أيضا أنه يورث الغم كما سيجئ، والمشهور أنه يورث التهمة، فلعل ذلك
يورث تلك الأمور جميعا. فحينئذ ظن أن أحد هذه المرويات من باب الاشتباه سهو
وأما منع الخياطة على النفس فهو في غاية الشهرة بين الناس أيضا، ولا سيما فيما
بين النسوان من غير ذكر سبب للنهي أو العلة أنها تورث الغم أو الهلاك، إلا أن
المشهور المنع منها مطلقا، سواء كان الخياط نفسه، أو غيره، ويقولون أيضا بزوال
الكراهة إن أخذ الانسان شيئا بأسنانه أو في فيه حال الخياطة والمذكور في هذا الخبر
خياطة الانسان نفسه ثوبه على نفسه خاصة فتدبر.

(1) يعنى في موضع الاستنجاء، سواء كان خلاء أو ساحة أو سطحا.
317

وقال المحقق الطوسي رضوان الله عليه في رسالة آداب المتعلمين: الفصل
الثاني عشر فيما يجلب الرزق، وما يمنع الرزق، وما يزيد في العمر، وما ينقص
ثم لابد لطالب العلم من القوت، ومعرفة ما يزيد فيه، وما يزيد في العمر، وما
ينقص والصحة، ليكون بفراغ البال لطلب العلم، وفي كل ذلك صنفوا كتابا
فأوردت البعض ههنا على الاختصار.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لا يزيد في القوت إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر
إلا البر، ثبت بهذا الحديث أن ارتكاب الذنب سبب حرمان الرزق، خصوصا
الكذب يورث الفقر، وقد ورد حديث خاص لذلك وكذا كثرة الصحبة تمنع الرزق
وكثرة النوم عريانا، والبول عريانا، والاكل جنبا، والتهاون بسقاط المائدة
وحرق قشر البصل والثوم، وكنس البيت في الليل، وترك القمامة في البيت
والمشي قدام المشايخ، ونداء الوالدين [الأبوين] باسمهما، والخلال بكل
خشب، وغسل اليدين بالطين والتراب، والجلوس على العتبة والعقبة، والاتكاء
على أحد زوجي الباب، والتوضي في المبرز، وخياطة الثوب على البدن، وتجفيف
الوجه بالثوب، وترك بيت العنكبوت في البيت، والتهاون بالصلاة، وإسراع
الخروج من المسجد، والابتكار في الذهاب إلى السوق، والابطاء في الرجوع
منه، وشراء كسرات الخبز من الفقرا والسائلين، ودعاء الشر على الوالدين
وترك تطهير الأواني، وإطفاء السراج بالنفس.
كل ذلك يورث الفقر عرف ذلك بالآثار، وكذا الكتابة بالقلم المعقود
والامتشاط بالمشط المنكسر، وترك الدعاء للوالدين، والتعمم قاعدا، والتسرول
قائما، والبخل والتقتير والاسراف والكسل والتواني التهاون في الأمور وقال
رسول الله صلى الله عليه وآله: استنزلوا الرزق بالصدقة، والبكور مبارك يزيد في جميع النعم
خصوصا في الرزق، وحسن الخط من مفاتيح الرزق، وطيب الكلام يزيد في الرزق.
عن الحسن بن علي عليهما السلام ترك الزنا وكنس الفنا وغسل الإناء مجلبة للغنا
وأقوى الأسباب الجالبة للرزق إقامة الصلاة بالتعظيم والخشوع، وقراءة سورة
318

الواقعة، خصوصا بالليل، ووقت العشاء، وسورة يس، وتبارك الذي بيده الملك
وقت الصبح، وحضور المسجد قبل الاذان والمداومة على الطهارة، وأداء سنة
الفجر والوتر في البيت وأن لا يتكلم بكلام لغو، من اشتغل بما لا يعنيه فإنه ما يعنيه.
قال علي عليه السلام: إذا تم العقل نقص الكلام، ومما يزيد في العمر ترك الأذى
وتوقير الشيوخ، وصلة الرحم، وأن يحترز عن قطع الأشجار الرطبة إلا عند
الضرورة، وإسباغ الوضوء، وحفظ الصحة، هذا آخر كلام المحقق الطوسي في
تلك الرسالة (1).
61.
* (باب) *
* " (الأمور التي تورث الحفظ والنسيان وما يورث الجنون) " *
1 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن
عبد الحميد، عن أبي الحسن الأول عليه السلام قال: تسعة يورثن النسيان: أكل التفاح
يعني الحامض، والكزبرة، والجبن، وأكل سؤر الفار، والبول في الماء الواقف
وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وإلقاء القملة، والحجامة في النقرة (2).
2 - الخصال: فيما أوصى به النبي صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام مثله (3).
وفيه: يا علي ثلاث يزدن في الحفظ ويذهبن السقم: اللبان والسواك وقراءة
القرآن (4).
دعوات الراوندي: قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي تسع يورثن النسيان وذكر
مثله، وقال: يا علي ثلاث يخاف منها الجنون: التغوط بين القبور، والمشي في خف
واحد، والرجل ينام وحده.
3 - أقول: وروى الصدوق في من لا يحضره الفقيه في طي وصايا النبي صلى الله عليه وآله

(1) راجع رسالة آداب المتعلمين في هامش جامع المقدمات ص 198 وفيه اختلاف.
(2) الخصال ج 2 ص 46، والنقرة منقطع القمحودة في القفا.
(3) الخصال ج 2 ص 46، والنقرة منقطع القمحودة في القفا.
(4) الخصال ج 1 ص 62.
319

يا علي: تسعة أشياء تورث النسيان: أكل التفاح الحامض، وأكل الكزبرة
والجبن، وسؤر الفار، وقراءة كتابة القبور، والمشي بين امرأتين، وطرح القملة
والحجامة في النقرة، والبول في الماء الراكد (1).
4 - مكارم الأخلاق: عن الصادق، عن أبيه، عن أمير المؤمنين عليهم السلام قال: ثلاث يذهبن
بالبلغم، ويزدن في الحفظ: السواك، والصوم، وقراءة القرآن (2).
وقال المحقق الطوسي رحمه الله في آخر رسالة آداب المتعلمين: الفصل
الحادي عشر فيما يورث الحفظ، وما يورث النسيان، وأقوى أسباب الحفظ الجد
والمواظبة، وتقليل الغذا، وصلاة الليل بالخضوع والخشوع، وقراءة القرآن من
أسباب الحفظ، قيل: ليس شئ أزيد للحفظ من قراءة القرآن لا سيما آية الكرسي
وقراءة القرآن نظرا أفضل لقوله عليه السلام: أفضل أعمال أمتي قراءة القرآن نظرا
وتكثير الصلوات على النبي صلى الله عليه وآله والسواك، وشرب العسل، وأكل الكندر مع
السكر، وأكل إحدى وعشرين زبيبة حمراء كل يوم، وكل شئ يورث الحفظ
ويشفي من كثير الأمراض والأسقام، وكل ما يقلل البلغم والرطوبات يزيد في
الحفظ، وكلما يزيد في البلغم يورث النسيان.
وأما ما يورث النسيان فالمعاصي كثيرا، وكثرة الهموم والأحزان في أمور الدنيا
وكثرة الاشتغال والعلائق، وقد ذكرنا أنه لا ينبغي للعاقل أن يهم لأمور الدنيا
لأنه يضر ولا ينفع، وهموم الدنيا لا تخلو عن الظلمة في القلب، وهموم
الآخرة لا تخلو من النور في القلب، وتحصيل العلوم ينفي الهم والحزن، وأكل
الكزبرة والتفاح الحامض، والنظر إلى المصلوب، وقراءة لوح القبور، والمرور
بين القطار من الجمل، وإلقاء القمل الحي على الأرض، والحجامة على نقرة
القفا، كل ذلك تورث النسيان.
هذا تمام كلام المحقق الطوسي رحمه الله في الرسالة المذكورة.
وروى أبو الوزير بن أحمد الأبهري في رسالة طب النبي صلى الله عليه وآله عن سيدنا

(1) فقيه من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 261. (1) مكارم الأخلاق: 55.
320

رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: عشر خصال يورث النسيان: أكل الجبن، وأكل سؤر الفارة
وأكل التفاحة الحامضة، والجلجلان (1) والحجامة على النقرة، والمشي بين المرأتين
والنظر إلى المصلوب، وإلقاء القملة، وقراءة كتابة المقبرة.
وقال صلى الله عليه وآله: عليكم باللبان فإنه يمسح الحزن عن القلب كما يمسح ويذكي
العرق عن الجبين، ويشد الظهر، ويزيد العقل، ويذكى الذهن، ويجلو
البصر، ويذهب النسيان.
أقول: قد سقط من جملة تلك الخصال خصلة واحدة فان المذكور بها هنا
تسعة فلعل الساقطة هي إحدى المذكورات آنفا.
62.
(باب)
* " (ما يورث الهم والغم والتهمة) " *
" (ودفعها وما هو نشرة (2)) "
1 - الخصال: عن ابن الوليد، عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا، عن الأشعري
رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: اغتم أمير المؤمنين عليه السلام يوما فقال: من أين اتيت
فما أعلم أني جلست على عتبة باب، ولا شققت بين غنم، ولا لبست سراويلي من
قيام، ولا مسحت يدي ووجهي بذيلي (3).
أقول: وقد روي في بعض الكتب عن الأئمة عليهم السلام أنهم قالوا: إن أحد
عشر شيئا تورث الغم: المشي بين الأغنام، ولبس السراويل قائما، وقص شعر
اللحية بالأسنان، والمشي على قشر البيض، واللعب بالخصية، والاستنجاء باليمين

(1) هو ثمر الكزبرة.
(2) النشرة ما يزيل الهموم والأحزان التي يتوهم أنها من الجن، كذا قال
المؤلف العلامة في بيان الحديث (كتاب السماء والعالم ص 874) وقال في النهاية:
النشرة بالضم ضرب من الرقية والعلاج يعالج به من كان يظن أن به مسا من الجن.
(3) الخصال ج 1 ص 107.
321

والقعود على عتبة الباب، والاكل بالشمال، ومسح الوجه بالأذيال، والمشي فيما
بين القبور، والضحك بين المقابر.
واعلم أنه قد ورد واشتهر أيضا أن المشي بين المرأتين وكذا الاجتياز بينهما
وخياطة الثوب على البدن، والتعمم قاعدا، والبول في الماء راكدا، والبول في
الحمام، والنوم على الوجه منبطحا تورث الغم والهم، ولعل في بعض هذه
المذكورات نوع كلام ثم إن المشهور بين الناس أن الجلوس على عتبة الباب
تورث وقوع التهمة عليه، كما سبق وقد مر أيضا في الرواية أنه يورث الفقر فلا
تغفل.
2 - الخصال: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن محمد بن عيسى، عن
رجل، عن جعفر بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: النشرة في عشرة أشياء:
المشي، والركوب، والارتماس في الماء، والنظر إلى الخضرة، والاكل، والشرب
والنظر إلى المرأة الحسناء، والجماع، والسواك، ومحادثة الرجال (1).
المحاسن: عن أبيه، عن محمد بن عيسى مثله (2).
3 - الخصال: الطالقاني، عن العدوي، عن صهيب بن عباد، عن أبيه، عن
جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: النشرة في عشرة أشياء: في المشي
والركوب، والارتماس في الماء، والنظر إلى الخضرة والاكل، والشرب، والجماع
والسواك، وغسل الرأس بالخطمي، والنظر إلى المرأة الحسناء، ومحادثة
الرجال (3).
4 - الخصال: الأربعمائة: قال أمير المؤمنين عليه السلام: غسل الثياب يذهب بالهم
والحزن، وهو طهور للصلاة (4).
5 - أمالي الصدوق: عن أبيه، عن سعد، عن أيوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن
مثنى بن الوليد، عن أبي بصير قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: أما تحزن؟ أما

(1) الخصال ج 2 ص 58.
(2) المحاسن: 14.
(3) الخصال ج 2 ص 58.
(4) الخصال ج 2 ص 156.
322

تهتم؟ أما تألم؟ قلت: بلى والله، قال: فإذا كان ذلك منك فاذكر الموت ووحدتك
في قبرك، وسيلان عينيك على خديك، وتقطع أوصالك، وأكل الدود من
لحمك، وبلاك، وانقطاعك عن الدنيا، فان ذلك يحثك على العمل، ويردعك
عن كثير من الحرص على الدنيا (1).
6 - المحاسن: عن بكر بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: شكا نبي من
الأنبياء إلى الله الغم فأمره بأكل العنب (2).
المحاسن: عن عثمان بن عيسى، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله عليه السلام
مثله (3).
7 - المحاسن: عن القاسم الزيات، عن أبان بن عثمان، عن موسى بن العلا، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: لما حسر الماء عن عظام الموتى، فرأى ذلك نوح عليه السلام
جزع جزعا شديدا واغتم لذلك، فأوحى الله إليه أن كل العنب الأسود ليذهب
غمك (4).
8 - دعوات الراوندي: كان النبي صلى الله عليه وآله قد اغتم فأمره جبرئيل عليه السلام
أن يغسل رأسه بالسدر.
وقال أبو عبد الله عليه السلام: من وجد هما فلا يدري ما هو فليغسل رأسه وقال:
إذا توالت الهموم فعليك بلا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام: ما أهمني ذنب أمهلت بعده حتى أصلي ركعتين.
9 - جنة الأمان: رأيت في بعض كتب أصحابنا ما ملخصه أن رجلا جاء
إلى النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله إني كنت غنيا فافتقرت، وصحيحا
فمرضت، وكنت مقبولا عند الناس فصرت مبغوضا، وخفيفا على قلوبهم، فصرت

(1) أمالي الصدوق: 208، وفى المطبوعة رمز الخصال وهو سهو.
(2) المحاسن: 547.
(3) المحاسن: 548.
(4) المحاسن: 548.
323

ثقيلا وكنت فرحانا فاجتمعت علي الهموم، وقذ ضاقت علي الأرض بما رحبت
وأجول طول نهاري في طلب الرزق فلا أجد ما أتقوت به، كأن اسمي قد محي
من ديوان الأرزاق، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: يا هذا لعلك تستعمل مثيرات الهموم؟
فقال: وما مثيرات الهموم؟ قال: لعلك تتعمم من قعود، أو تتسرول من قيام، أو
تقلم أظفارك بسنك، أو تمسح وجهك بذيلك، أو تبول في ماء راكد، أو تنام منبطحا
على وجهك الخبر.
63.
* (باب النوادر) *
وجدت بخط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط الشهيد قدس الله
روحهما قال أبو عبد الله عليه السلام لعمر بن يزيد: إذا لبست ثوبا جديدا فقل: لا إله إلا الله
محمد رسول الله، تبرأ من الآفة وإذا أحببت شيئا فلا تكثر ذكره، فان ذلك مما
يهده، وإذا كان لك إلى رجل حاجة فلا تشتمه من خلفه، فان الله يرفع ذلك في قلبه.
64.
(باب)
* " (ما ينبغي مزاولته من الأعمال، وما لا ينبغي) " *
1 - كتاب صفات الشيعة: للصدوق رحمه الله: عن الحسن بن أحمد، عن أبيه
عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن خالد الكناني قال: استقبلني أبو الحسن موسى
ابن جعفر عليه السلام وقد علقت سمكة بيدي، قال: اقذفها إني لأكره للرجل السري
أن يحمل الشئ الدني بنفسه ثم قال: إنكم قوم أعداؤكم كثير، عاداكم الخلق
يا معشر الشيعة، فتزينوا لهم ما قدرتهم عليه (1).

(1) صفات الشيعة الرقم: 31، وقد مر في ج 74 ص 147.
324

2 - كتاب الغارات لإبراهيم بن محمد الثقفي رفعه عن صالح أن جدته أتت
عليا عليه السلام ومعه تمر يحمله فسلمت وقالت: أعطني هذا التمر أحمله، قال:
أبو العيال أحق بحمله، قالت: وقال: ألا تأكلين معي؟ قالت: قلت: لا أريده
قالت: فانطلق به إلى منزله، ثم رجع وهو مرتد بتلك الملحفة، وفيها قشور التمر
فصلى بالناس فيها الجمعة.
65.
* (باب) *
* " (آداب التوجه إلى حاجة) " *
1 - دعوات الراوندي: قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أردت أن تأخذ في حاجة
فكل كسرة بملح، فهو أعز لك وأقضى للحاجة، وإذا أردت حاجة فاستقبل إليها
استقبالا، ولا تستدبرها استدبارا.
2 - قرب الإسناد: عن ابن طريف، عن ابن علوان، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام في سرية ثم بدت له إليه حاجة فأرسل إليه المقداد
ابن الأسود فقال له: لا تصح به من خلفه، ولا عن يمينه، ولا عن شماله، ولكن
جزه ثم استقبله بوجهك، فقل له: يقول لك رسول الله كذا وكذا (1).

(1) قرب الإسناد ص 76.
325

66.
* (باب) *
* " (جوامع المناهي التي تتعلق بجميع الاحكام) " *
* " (من القرآن الكريم) " *
الآيات: البقرة: ولا تعثوا في الأرض مفسدين (1).
وقال تعالى: الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به
أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون (2).
وقال تعالى: وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دمائكم ولا تخرجون أنفسكم
من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون * ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون
فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم
وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء
من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد
العذاب وما الله بغافل عما تعملون (3).
وقال تعالى: والفتنة أشد من القتل (4).
وقال تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة (5).
النساء: ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن
خلق الله (6).
المائدة: فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم
عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلا

(1) البقرة: 57.
(2) البقرة: 25.
(3) البقرة: 78 و 79.
(4) البقرة: 187.
(5) البقرة: 191.
(6) النساء: 118.
326

منهم - إلى قوله تعالى: ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظأ مما
ذكروا به (1).
الانعام: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم أن لا تشركوا به شيئا
وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا
الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم
وصيكم به لعلكم تعقلون * ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ
أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفسا إلا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا
ولو كان ذا قربى وبعهد الله أوفوا ذلكم وصيكم به لعلكم تذكرون * وأن هذا
صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصيكم
به لعلكم تتقون (2).
الأعراف: قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي
بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون (3).
وقال: ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها (4).
الأنفال: وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما
كنتم تكفرون (5).
التوبة: إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما
ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم
والله لا يهدي القوم الكافرين (6).
النحل: إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء
والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون * وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا

(1) المائدة: 16 - 17.
(2) الانعام: 152 - 154.
(3) الأعراف: 31.
(4) الأعراف: 54.
(5) الأنفال: 35.
(6) براءة: 37.
327

الايمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون * ولا
تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون
أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيمة ما كنتم فيه
تختلفون - إلى قول تعالى: ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها
وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم (1).
الشعراء: أتبنون بكل ريع آية تعبثون * وتتخذون مصانع لعلكم
تخلدون (2).
وقال تعالى: ولا تعثوا في الأرض مفسدين (3).
القصص: ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين (4).
67.
* (باب) *
* " (جوامع مناهي النبي صلى الله عليه وآله ومتفرقاتها) " *
1 - أمالي الصدوق: عن حمزة بن محمد العلوي، عن عبد العزيز بن محمد بن عيسى الأبهري
عن محمد بن زكريا الجوهري الغلابي، عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وآله، عن الاكل عن الجنابة، وقال: إنه يورث الفقر، ونهى
عن تقليم الأظفار بالأسنان، وعن السواك في الحمام، والتنخع في المساجد
ونهى عن أكل سؤر الفارة، وقال: لا تجعلوا المساجد طرقا حتى تصلوا فيها
ركعتين، ونهي أن يبول أحد تحت شجرة مثمرة، أو على قارعة الطريق، ونهى
أن يأكل الانسان بشماله، وأن يأكل وهو متكئ، ونهى أن تجصص المقابر

(1) النحل: 92 - 96.
(2) الشعراء: 218 - 219.
(3) الشعراء: 183.
(4) القصص: 253.
328

وتصلى فيها، وقال: إذا اغتسل أحدكم في فضاء من الأرض فليحاذر على عورته
ولا يشربن أحدكم الماء من عند عروة الاناء، فإنه مجتمع الوسخ، ونهى أن
يبول أحد في الماء الراكد فإنه منه يكون ذهاب العقل، ونهى أن يمشي الرجل
في فرد نعل أو يتنعل وهو قائم، ونهي أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو
للقمر، وقال إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة، ونهى عن الرنة عند المصيبة
ونهى عن النياحة والاستماع إليها، ونهى عن اتباع النساء الجنايز، ونهى أن
يمحى شئ من كتاب الله عز وجل بالبزاق أو يكتب منه.
ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا وقال: يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد
شعيرة وما هو بعاقدها، ونهى عن التصاوير وقال من صور صورة كلفه الله يوم القيامة
أن ينفخ فيها وليس بنافخ، ونهى أن يحرق شئ من الحيوان بالنار، ونهى عن
سب الديك، وقال: إنه يوقظ للصلاة، ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم
ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة، وقال: منه يكون خرس الولد، وقال:
لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهارا فإنها مقعد الشيطان، وقال:
لا يبيتن أحد ويده غمرة فان فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه، ونهى
أن يستنجي الرجل بالروث، ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فان
خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شئ تمر عليه من الجن والإنس حتى
ترجع إلى بيتها، ونهى أن تتزين المرأة لغير زوجها، فان فعلت كان حقا على الله
عز وجل أن يحرقه بالنار.
ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من
خمس كلمات مما لا بد لها منه، ونهى أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب
ونهى أن تحدث المرأة المرأة بما تخلو به مع زوجها، ونهى أن يجامع الرجل
أهله مستقبل القبلة وعلى ظهر طريق عامر، فمن فعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين، ونهى أن يقول الرجل للرجل: زوجني أختك حتى أزوجك أختي
329

ونهى عن إتيان العراف (1) وقال: من أتاه وصدقه فقد برئ مما أنزل الله على
محمد صلى الله عليه وآله.
ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة وهي الطنبور، والعود
يعني الطبل، ونهى عن الغيبة والاستماع إليها، ونهى عن النملة والاستماع إليها
وقال: لا يدخل الجنة قتات يعني نماما، ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم
ونهى عن اليمين الكاذبة، وقال إنها تترك الديار بلاقع وقال: من حلف بيمين كاذبة
صبرا ليقطع بها مال أمرء مسلم لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان، إلا أن يتوب
ويرجع، ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، ونهى أن يدخل الرجل
حليلته إلى الحمام، وقال: لا يدخلن أحدكم الحمام الا بمئزر، ونهى عن المحادثة
التي تدعو إلى غير الله، ونهى عن تصفيق الوجه، ونهى عن الشرب في آنية الذهب
والفضة، ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز للرجال، فأما للنساء فلا بأس
ونهى أن يباع الثمار حتى يزهو يعنى يصفر أو يحمر، ونهى عن المحاقلة يعني بيع
التمر بالرطب، والعنب بالزبيب، وما أشبه ذلك.
ونهى عن بيع النرد والشطرنج، وقال: من فعل ذلك فهو كآكل لحم الخنزير
ونهى عن بيع الخمر وأن تشترى الخمر وأن تسقى الخمر وقال عليه السلام: لعن الله الخمر
وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبايعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها
والمحمولة إليه، وقال عليه السلام: من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما وإن مات
وفي بطنه شئ من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال، وهو صديد أهل
النار وما يخرج من فروج الزناة فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربها أهل النار
فيصهر به ما في بطونهم والجلود.
ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا، وقال عليه السلام: إن الله
عز وجل لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه، ونهى عن بيع وسلف، ونهى

(1) يعنى المنجم والكاهن، وقال الجاحظ هو دون الكاهن، وكيف كان هو الذي يدل
على معرفة السارق والسرقة والضالة وما أشبه ذلك أو هو الذي يخبر عن الماضي والمستقبل.
330

عن بيعين في بيع، ونهى عن بيع ما ليس عندك، ونهى عن بيع ما لم يضمن، ونهى عن مصافحة
الذمي، ونهى عن أن ينشد الشعر أو تنشد الضالة في المسجد، ونهى أن يسل السيف في المسجد
ونهى عن ضرب وجوه البهائم، ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم وقال: من
تأمل عورة أخيه المسلم لعنه سبعون ألف ملك، ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة
ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود، ونهى أن يصلي الرجل
في المقابر والطرق والأرحية والأودية ومرابض الإبل، وعلى ظهر الكعبة، ونهى
عن قتل النحل، ونهى عن الوسم في وجوه البهائم.
ونهى أن يحلف بغير الله وقال: من حلف بغير الله فليس من الله في شئ، ونهى
أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله، وقال: من حلف بسورة من كتاب الله فعليه
بكل آية منها يمين، فمن شاء بر، ومن شاء فجر، ونهى أن يقول الرجل للرجل
لا وحياتك وحياة فلان، ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب، ونهى عن التعري
بالليل والنهار، ونهى عن الحجامة يوم الأربعا والجمعة، ونهى عن الكلام يوم
الجمعة والامام يخطب، فمن فعل ذلك فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له، ونهى عن
التختم بخاتم صفر أو حديد، ونهى أن ينقش شئ من الحيوان على الخاتم.
ونهى عن الصلاة في ثلاث ساعات: عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وعند
استوائها، ونهى عن صيام ستة أيام: يوم الفطر، ويوم الشك، ويوم النحر، وأيام
التشريق، ونهي أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم، وقال: اشربوا بأيديكم
فإنها أفضل أوانيكم، ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها، ونهى أن يستعمل أجير
حتى يعلم ما اجرته، ونهى عن الهجران فإن كان لا بد فاعلا لا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة
أيام، فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك كانت النار أولى به، ونهى عن بيع الذهب
والفضة وبالنسية، ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادة إلا وزنا بوزن، ونهى عن المدح
وقال: احثوا في وجوه المداحين التراب، وقال صلى الله عليه وآله: من تولى خصومة ظالم
أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت، قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنم وبئس
المصير، وقال: من مدح سلطانا جايرا وتخفف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه
331

إلى النار، وقال صلى الله عليه وآله: قال الله عز وجل: " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم
النار " (1) وقال صلى الله عليه وآله: من دل جايرا على جور كان قرين هامان في جهنم.
ومن بني بنيانا رياء سمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو
نار تشتعل ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار، فلا يحبسه شئ منها دون قعرها إلا
أن يتوب، قيل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله كيف يبني رياء وسمعة؟ قال: يبني فضلا
على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه، ومباهاة لاخوانه، وقال عليه السلام: من ظلم
أجيرا أجره أحبط الله عمله، وحرم عليه ريح الجنة وإن ريحها لتوجد من مسيرة
خمسمائة عام، ومن خان جاره شبرا من الأرض جعلها الله طوقا في عنقه من تخوم
الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا إلا أن يتوب ويرجع.
ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلط
الله عز وجل عليه بكل آية منها حية تكون قرينه إلى النار إلا أن يغفر له، وقال
عليه السلام: من قرء القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حب الدنيا وزينتها
استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب، ألا وإنه إن مات على غير توبة حاجه القرآن
يوم القيامة فلا يزايله إلا مدحوضا.
ألا ومن زنا بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة
ثم لم يتب ومات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاث مائة باب تخرج منه حياة
وعقارب وثعبان النار فهو يحترق إلى يوم القيامة فإذا بعث من قبره تأذى الناس
من نتن ريحه فيعرف بذلك، وبما كان يعمل في دار الدنيا، حتى يؤمر به
إلى النار.
ألا وإن الله حرم الحرام، وحد الحدود، وما أحد أغير من الله، ومن
غيرته حرم الفواحش. ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره، وقال: من نظر إلى
عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون
عن عورات المسلمين، ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب.
وقال عليه السلام: من لم يرض بما قسم الله له من الرزق، وبث شكواه، ولم

(1) هود: 114.
332

يصبر ولم يحتسب، لم ترفع له حسنة، ويلقى الله وهو عليه غضبان إلا أن يتوب
ونهى أن يختال الرجل في مشية وقال: من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من
شفير جهنم، وحان قرين قارون، لأنه أول من اختال، فخسف الله به وبداره
الأرض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته.
وقال صلى الله عليه وآله: من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان، يقول الله عز وجل
له يوم القيامة: عبدي زوجتك أمتي على عهدي، فلم توف بعهدي وظلمت أمتي
فيؤخذ من حسناته فيدفع إليها بقدر حقها، فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار
بنكثه للعهد " إن العهد كان مسؤولا " (1).
ونهى صلى الله عليه وآله عن كتمان الشهادة قال: من كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس
الخلائق، وهو قول الله عز وجل: " ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم
قلبه " (2) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه
جهنم وبئس المصير، ومن ضيع حق جاره فليس منا، وما زال جبرئيل عليه السلام
يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه، وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت
أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت أعتقوا، وما زال يوصيني بالسواك
حتى ظننت أنه سيجعله فريضة، وما زال يوصيني بقيام الليل حتى ظننت أن
خيار أمتي لن يناموا.
ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله، والله يستخف به يوم
القيامة، إلا أن يتوب، وقال صلى الله عليه وآله: من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة
وهو عنه راض، وقال صلى الله عليه وآله: من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة
الله عز وجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده
في كتابه في قوله: " ولمن خاف مقام ربه جنتان " (3) ألا ومن عرضت له دنيا
وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة، لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها

(1) اسرى: 34.
(2) البقرة: 283.
(3) الرحمن: 46.
333

من النار، ومن اختار الآخرة على الدنيا وترك الدنيا رضي الله عنه غفر له مساوي
عمله، ومن ملا عينه من حرام ملا الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب
ويرجع.
وقال صلى الله عليه وآله: من صافح امرأة تحرم عليه فقد باء بسخط من الله، ومن التزم
امرأة حراما قرن في سلسلة نار مع شيطان، فيقذفان في النار، ومن غش مسلما في
شراء أو بيع فليس منا، ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين
ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يمنع أحد الماعون، وقال: من منع الماعون من جاره
منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه فما أسوء حاله.
وقال صلى الله عليه وآله: أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا ولا
عدلا ولا حسنة من عملها حتى ترضيه، وإن صامت نهارها، وقامت ليلها، وأعتقت
الرقاب، وحملت على جياد الخيل في سبيل الله، وكانت أول من يرد النار، وكذلك
الرجل إذا كان لها ظالما.
ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة، وحشره مغلولا
حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب، ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في
سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب.
ونهى عن الغيبة وقال: من اغتاب امرءا مسلما بطل صومه، ونقض وضوؤه
وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة، يتأذى به أهل الموقف، فان
مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله.
وقال صلى الله عليه وآله: من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر
شهيد، ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه
ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة، فان هو لم يردها وهو قادر على ردها
كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن الخيانة، وقال: من خان أمانة في الدنيا ولم
يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي، ويلقى الله وهو عليه
334

غضبان، وقال صلى الله عليه وآله: من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع
المنافقين في الدرك الأسفل من النار، ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذي خانها
ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حقه حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن
يتوب، ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها، ومن احتاج إليه أخوه
المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة، ألا ومن صبر
على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الاجر أعطاه الله ثواب الشاكرين
في الآخرة، ألا وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا
يطيق، لم تقبل منها حسنة، وتلقى الله وهو عليها غضبان، ألا ومن أكرم أخاه
المسلم فإنما يكرم الله عز وجل.
ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يؤم الرجل قوما إلا باذنهم، وقال: من أم
قوما باذنهم وهم به راضون، فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته
وركوعه وسجوده وقعوده، فله مثل أجر القوم ولا ينقص من أجورهم شئ ألا
ومن أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة ولم يحسن في ركوعه وسجوده وخشوعه
وقراءته ردت عليه صلاته، ولم تجاوز ترقوته، وكانت منزلته كمنزلة إمام جائر
معتد لم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم بحق ولا قام فيهم بأمر.
وقال صلى الله عليه وآله: من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وما له ليصل رحمه أعطاه الله عز وجل
أجر مائة شهيد، وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة، ويمحى عنه أربعون ألف
سيئة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك، وكأنما عبد الله مائة سنة صابرا محتسبا
ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته
أعطاه الله براءة من النفاق، وبراءة من النار، وقضى له سبعين حاجة من حوائج
الدنيا، ولا يزال يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يرجع.
ومن مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم
خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع، ومن سعى لمريض في حاجة
قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمة، فقال رجل من الأنصار: بأبي
335

أنت وأمي يا رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا كان المريض من أهل بيته، أو ليس ذلك أعظم
أجرا إذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال: نعم، ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من
كرب الدنيا فرج الله عنه اثنين وسبعين كربة من كرب الآخرة، واثنين وسبعين
كربة من كرب الدنيا أهونها المغص.
قال: ومن مطل على ذي حق حقه وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل
يوم خطيئة عشار، ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط
يوم القيامة ثعبانا من النار، طوله سبعون ذراعا يسلط عليه في نار جهنم وبئس المصير
ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط الله عليه عمله، وثبت وزره، ولم
يشكر له سعيه، ثم قال صلى الله عليه وآله: يقول الله عز وجل: حرمت الجنة على المنان
والبخيل والقتات وهو النمام.
ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة
ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شئ
ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك، وغفر الله له ما تقدم من ذنبه
فان أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الاجر
والقيراط مثل جبل أحد.
ألا ومن ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر
في الجنة مكللا بالدر والجوهر، فيه ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر
على قلب بشر، ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون
ألف حسنة، ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وإن مات وهو على ذلك وكل الله
به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره، ويؤنسونه في وحدته، ويستغفرون له حتى
يبعث، ألا ومن أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين
ألف شهيد وأربعين ألف صديق، ويدخل في شفاعته أربعين ألف مسئ من أمتي
إلى الجنة، ألا وإن المؤذن إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله، صلى عليه تسعون ألف
ملك، واستغفروا له، وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ الله من حساب
336

الخلائق ويكتب ثواب قوله: أشهد أن محمدا رسول الله أربعون ألف ملك، ومن
حافظ على الصف الأول والتكبيرة الأولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الاجر ما
يعطي المؤذنون في الدنيا والآخرة، ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عز وجل
على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة، وحشر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه فإن كان
قام فيهم بأمر الله أطلقه الله، وإن كان ظالما هوى به في نار جهنم وبئس المصير.
وقال صلى الله عليه وآله: لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم، ولا تستكثروا
الخير وإن كثر في أعينكم فإنه لا كبير مع الاستغفار، ولا صغير مع الاصرار.
قال محمد بن زكريا الغلابي: سألت عن طول هذا الأثر شعيبا المزني فقال
لي: يا با عبد الله سألت الحسين بن زيد عن طول هذا الحديث فقال: حدثني جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه جمع هذا الحديث من
الكتاب الذي هو إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وخط علي بن أبي طالب صلوات
الله عليه (1).
2 - أمالي الصدوق: عن ابن المتوكل، عن سعد، عن ابن هاشم، عن الحسين بن
الحسن القرشي، عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن الصادق جعفر بن محمد
عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن الله تبارك وتعالى كره
لكم أيتها الأمة أربعا وعشرين خصلة، ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة
وكره المن في الصدقة، وكره الضحك بين القبور، وكره التطلع في الدور
وكره النظر إلى فروج النساء وقال: يورث العمى، وكره الكلام عند الجماع
وقال: يورث الخرس، وكره النوم قبل العشاء الآخرة، وكره الحديث بعد
العشاء الآخرة، وكره الغسل تحت السماء بغير مئزر، وكره المجامعة تحت
السماء، وكره دخول الأنهار إلا بمئزر، وقال: في الأنهار عمار وسكان

(1) أمالي الصدوق ص 253 - 260، ورواه في الفقيه ج 4 ص 2 - 11 باسناده
إلى شعيب بن واقد.
337

من الملائكة، وكره دخول الحمامات إلا بمئزر، وكره الكلام بين الاذان و
الإقامة في صلاة الغداة حتى تقضي الصلاة، وكره ركوب البحر في هيجانه، و
كره النوم فوق سطح ليس بمحجر، وقال: من نام على سطح غير محجر برئت
منه الذمة، وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، وكره للرجل أن يغشى
امرأته وهي حائض، فان غشيها وخرج الولد مجذوما أو أبرص فلا يلومن إلا نفسه
وكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى
فان فعل وخرج الولد مجنونا فلا يلومن إلا نفسه، وكره أن يتكلم الرجل
مجذوما إلا أن يكون بينه وبينه قدر ذراع، وقال فر من المجذوم فرارك من الأسد
وكره البول على شط نهر جار، وكره أن يحدث الرجل تحت شجرة قد أينعت
أو نخلة قد أينعت يعني أثمرت، وكره أن يتنعل الرجل وهو قائم وكره أن
يدخل البيت المظلم إلا أن يكون بين يديه سراج أو نار، وكره النفخ في موضع
الصلاة (1).
الخصال: عن أبيه، عن سعد مثله (2).
3 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام أن رسول
الله صلى الله عليه وآله أمرهم بسبع ونهاهم عن سبع: أمرهم بعيادة المرضى، واتباع الجنائز
وإبرار القسم، وتسميت العاطن، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي
ونهاهم عن التختم بالذهب، والشرب في آنية الذهب والفضة، وعن المياثر الحمر
وعن لباس الإستبرق والحرير والقز والأرجوان (3).
4 - أربعين الشهيد: باسناده عن شيخ الطائفة، عن ابن أبي جيد، عن محمد
ابن الحسن بن الوليد، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن
ابن صدقة مثله، ثم قال قدس سره: أقول: بعض هذه الا وامر ليست للوجوب
وخرجت عنه عند من جعله للوجوب بأدلة أخرى، وكذا بعض هذه المناهي، والتشميت

(1) أمالي الصدوق ص 181.
(2) الخصال ج 2 ص 102.
(3) قرب الإسناد ص 48.
338

بالشين المعجمة وبالسين المهملة أيضا الدعاء للعاطس مثل يرحمك الله قال تغلب:
والاختيار بالسين لأنه مأخوذ من السمت، وهو القصد، وقال أبو عبيدة: الشين
المعجمة أعلا في كلامهم وأكثر، وإفشاء السلام نشره، والإستبرق الديباج الغليظ
فارسي معرب، والأرجوان صبغ أحمر شديد الحمرة.
5 - قرب الإسناد: عن هارون، عن ابن زياد قال: سمعت جعفرا عليه السلام وسئل عن قتل
النمل والحيات والدود إذا آذين، قل: لا بأس بقتلهن وإحراقهن إذا آذين، ولكن لا
تقتلوا من الحيات عوامر البيوت، ثم قال: إن شابا من الأنصار خرج مع رسول
الله صلى الله عليه وآله يوم أحد وكانت له امرأة حسناء فغاب فرجع فإذا هو بامرأته تطلع من
الباب فلما رآها أشار إليها بالرمح فقالت له: لا تفعل ولكن ادخل فانظر إلى ما
في بيتك، فدخل فإذا هو بحية مطوقة على فراشه فقالت المرأة لزوجها: هو الذي
أخرجني فطعن الحية في رأسها ثم علقها وجعل ينظر إليها وهي تضطرب، فبينا
هو كذلك إذ سقط فاندقت عنقه فأخبر رسول الله صلى الله عليه وآله فنهى يومئذ عن قتلها
وإنما قال صلى الله عليه وآله: " من تركهن مخافة تبعتهن فليس منا " لما سوى ذلك منهن
فأما عمار الدور فلا تهاج لنهي رسول الله صلى الله عليه وآله عن قتلهن يومئذ (1).
6 - قرب الإسناد: عنهما (2) عن حنان قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال النبي
صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام: إياك أن تتختم بالذهب فإنها حليتك في الجنة
وإياك أن تلبس القسي، وإياك أن تركب بميثرة حمراء فإنها من مياثر إبليس (3).
7 - الخصال: عن أبيه، عن الحميري، عن ابن يزيد، عن محمد بن الحسن
الميثمي، عن هشام بن أحمر وعبد الله بن مسكان، عن محمد بن مروان، عن
أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ثلاثة يعذبون يوم القيامة: من صور صورة
من الحيوان يعذب حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها، والمكذب في منامه، يعذب
حتى يعقد بين شعيرتين، وليس بعاقد بينهما، والمستمع إلى حديث قوم وهم له

(1) قرب الإسناد ص 55.
(2) يعنى محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعا.
(3) قرب الإسناد ص 66.
339

كارهون يصب في أذنه الآنك وهو الا سرب (1).
8 - الخصال: عن الخليل بن أحمد، عن أبي جعفر الدبيلي، عن أبي عبد الله، عن
سفيان، عن أيوب السجستاني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: من صور صورة عذب وكلف أن ينفخ فيها، وليس بفاعل
ومن كذب في حلمه عذب وكلف أن يعقد بين شعيرتين، وليس بفاعل، ومن استمع
إلى حديث قوم وهم له كارهون يصب في اذنيه الآنك يوم القيامة، قال سفيان:
والآنك هو الرصاص (2).
9 - الخصال: عن الخليل بن أحمد بن، عن أبي العباس الثقفي، عن محمد بن الصباح
عن جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي، عن
معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله عن سبع
وأمر بسبع، نهانا أن نتختم بالذهب، وعن الشرب في آنية الذهب والفضة، وقال:
من شرب فيها في الدنيا لم يشرب فيها في الآخرة، وعن ركوب المياثر، وعن
لبس القسي، وعن لبس الحرير والديباج والإستبرق، وأمرنا عليه السلام باتباع
الجنائز، وعيادة المريض، وتسميت العاطس، ونصرة المظلوم، وإفشاء السلام
وإجابة الداعي، وإبرار القسم.
قال الخليل بن أحمد: لعل الصواب إبرار المقسم (3).
10 - الخصال: عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن ابن معروف، عن أبي جميلة
عن ابن طريف، عن ابن نباتة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: ستة لا ينبغي أن يسلم
عليهم وستة لا ينبغي أن يؤموا، وسته في هذه الأمة من أخلاق قوم لوط، فأما
الذين لا ينبغي السلام عليهم، فاليهود، والنصارى، وأصحاب النرد والشطرنج
وأصحاب الخمر والبربط والطنبور، والمتفكهون بسب الأمهات، والشعراء
وأما الذين لا ينبغي أن يؤموا من الناس فولد الزنا، والمرتد، والأعرابي بعد

(1) الخصال ج 1 ص 53.
(2) الخصال ج 1 ص 54.
(3) الخصال ج 2 ص 1.
340

الهجرة، وشارب الخمر، والمحدود، والأغلف، وأما التي من أخلاق قوم لوط
فالجلاهق، وهو البندق، والخذف، ومضغ العلك، وإرخاء الإزار خيلاء، وحل
الازرار من القباء والقميص (1).
السرائر: من كتاب ابن قولويه، عن ابن نباتة مثله، وليس فيه من القباء
والقميص (2).
11 - الخصال: عن القطان، عن السكري، عن الجوهري، عن ابن عمارة، عن
أبيه، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله لعن
المتشبهين من الرجال بالنساء، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال.
أقول: سيأتي هذا الخبر بطوله مع ما اشتمل عليه من المناهي المتعلقة
بالنساء في كتاب النكاح إنشاء الله (3).
12 - معاني الأخبار: عن محمد بن هارون الزنجاني، عن علي بن عبد العزيز، عن أبي
عبيد القاسم بن سلام بأسانيد متصلة إلى النبي صلى الله عليه وآله في أخبار متفرقة أنه.
" نهى عن المحاقلة والمزابنة " فالمحاقلة بيع الزرع وهو في سنبله بالبر وهو
مأخوذ من الحقل، والحقل هو الذي تسميه أهل العراق القراح، ويقال في مثل:
" لا تنبت البقلة إلا الحقلة ". والمزابنة بيع التمر في رؤوس النخل بالتمر.
" ورخص النبي صلى الله عليه وآله في العرايا " واحدتها عرية وهي النخلة يعريها صاحبها
رجلا محتاجا والاعراء أن يجعل له ثمرة عامها، يقول: رخص لرب النخل أن
يبتاع من تلك النخلة من المعرا بتمر لموضع حاجته.
قال: وكان النبي صلى الله عليه وآله إذا بعث الخراص قال: خففوا في الخرص فان في
المال العرية والوصية.
قال: " ونهى عليه السلام عن المخابرة " وهي المزارعة بالنصف والثلث والربع
وأقل من ذلك وأكثر، وهو الخبر، أيضا وكان أبو عبيد يقول: لهذا سمي الأكار

(1) الخصال ج 1 ص 160.
(2) السرائر ص 490.
(3) الخصال ج 2 ص 142.
341

الخبير، لأنه يخبر الأرض، والمخابرة: المواكرة، والخبرة الفعل، والخبير:
الرجل، ولهذا سمي الأكار لأنه يؤاكر الأرض أي يشقها.
" ونهى عن المخاضرة " وهي أن يبتاع الثمار قبل أن يبدو صلاحها وهي
خضر بعد، وتدخل في المخاضرة أيضا بيع الرطاب والبقول وأشباهها.
" ونهى عن بيع التمر قبل أن يزهو " وزهوه أن يحمر أو يصفر، وفي حديث
آخر نهى عن بيعه قبل أن يشقح، ويقال: يشقح، والتشقيح هو الزهو أيضا وهو
معنى قوله: " حتى يأمن العاهة " والعاهة الآفة تصيبه.
" ونهى عن المنابذة والملامسة وبيع الحصاة " ففي كل واحد قولان أما
المنابذة فيقال: إنما هو أن يقول الرجل لصاحبه: انبذ إلى الثوب أو غيره من
المتاع، أو أنبذه إليك وقد وجب البيع، بكذا وكذا، ويقال: إنما هو أن يقول
الرجل: إذا نبذت الحصاة فقد وجب البيع وهو معنى قوله أنه: نهى عن بيع الحصاة
والملامسة أن تقول: إذا لمست ثوبي أو لمست ثوبك فقد وجب البيع بكذا وكذا
ويقال: بل هو أن يلمس المتاع من وراء الثوب ولا ينظر إليه فيقع البيع على
ذلك، وهذه بيوع كان أهل الجاهلية يتبايعونها فنهى رسول الله صلى الله عليه وآله عنها لأنها
غرر كلها.
" ونهى عليه السلام عن بيع المجر " وهو أن يباع البعير أو غيره بما في بطن الناقة.
ويقال منه: أمجرت في البيع إمجارا.
" ونهى عليه السلام عن الملاقيح والمضامين " فالملاقيح ما في البطون وهي الأجنة
والواحدة منها ملقوحة، وأما المضامين فهي ما في أصلاب الفحول، وكانوا يبيعون الجنين
في بطن الناقة وما يضرب الفحل في عامه أو في أعوام.
" ونهى عليه السلام عن بيع حبل الحبلة " ومعناه ولد ذلك الجنين الذي في
بطن الناقة، وقال غيره: هو نتاج النتاج وذلك غرر.
وقال صلى الله عليه وآله: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن " معناه ليس منا من لم
يستغن به، ولا يذهب به إلى الصوت، وقد روي أن من قرأ القرآن فهو غني
342

لا فقر بعده، وروي أن من أعطي القرآن فظن أن أحدا أعطي أكثر مما أعطي
فقد عظم صغيرا، وصغر كبيرا. فلا ينبغي لحامل القرآن أن يرى أن أحدا من أهل
الأرض أغنى منه، ولو ملك الدنيا برحبها، ولو كان كما يقوله قوم أنه الترجيع
بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك أن يكون من لم
يرجع صوته بالقراءة، فليس من النبي صلى الله عليه وآله حين قال: " ليس منا من لم
يتغن بالقرآن ".
وقال عليه السلام: " إني قد نهيت عن القراءة في الركوع والسجود فأما الركوع
فعظموا الله فيه، وأما السجود فأكثروا فيها الدعاء، فإنه قمن أن يستجاب
لكم " قوله صلى الله عليه وآله: " قمن " كقولك: " جدير وحري أن يستجاب لكم ".
وقال عليه السلام: " استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع " (1) والطبع الدنس
والعيب، وكل شين في دين أو دنيا، فهو طبع.
واختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وآله في مواريث وأشياء قد درست فقال النبي
صلى الله عليه وآله: لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فمن قضيت
له بشئ من حق أخيه فإنما أقطع له قطعة من النار فقال كل واحد من الرجلين:
يا رسول الله صلى الله عليه وآله حقي هذا لصاحبي فقال: لا، ولكن اذهبا فتوخيا ثم استهما
ثم ليحلل كل واحد منكما صاحبه، فقوله: " لعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته
من بعض " يعني أفطن لها وأجدل، واللحن الفطنة بفتح الحاء واللحن بجزم الحاء
الخطاء وقوله: " استهما " أي اقرعا وهذا حجة لمن قال بالقرعة في الاحكام وقوله:
" اذهبا فتوخيا " يقول: توخيا الحق فكأنه قد أمر الخصمين بالصلح.
" ونهى عن تقصيص القبور " وهو التجصيص وذلك أن الجص يقال له:
القصة يقال: منه قصصت القبور والبيوت إذا جصصتها.
" ونهى عليه السلام عن قيل وقال، وكثرة السؤال وإضاعة المال، ونهى عن

(1) في المطبوعة والمصدر " استعيذوا بالله من طبع يهدى إلى طبع " والصحيح ما في
المتن ومنه قولهم " رب طمع يهدى إلى طبع ".
343

عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع الوهات " يقال: إن قوله: " إضاعة المال "
يكون في وجهين أما أحدهما وهو الأصل فما أنفق في معاصي الله عز وجل من قليل
أو كثير وهو السرف الذي عابه الله تعالى ونهى عنه، والوجه الاخر دفع المال
إلى ربه وليس له بموضع، قال الله عز وجل: " وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا
النكاح فان آنستم منهم رشدا " وهو العقل " فادفعوا إليهم أمالهم " (1) وقد قيل:
إن الرشد هو صلاح في الدين وحفظ المال، وأما كثرة السؤال فإنه نهى عليه السلام
عن مسألة الناس أموالهم، وقد يكون أيضا من السؤال عن الأمور، وكثرة البحث
عنها، كما قال الله عز وجل: " لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم " (2) وأما
وأد البنات فإنهم كانوا يدفنون بناتهم أحياء ولهذا كانوا يسمون القبر صهرا، وأما
قوله: " نهى عن قيل وقال " القال مصدر ألا ترى أنه يقول: " عن قيل وقال "
فكأنه قال: عن قيل وقول، يقال على هذا: قلت قولا وقيلا وقالا، وفي
حرف عبد الله (3) " ذلك عيسى بن مريم قال الحق " (4) وهو من هذا فكأنه قال:
قول الحق.
" ونهى عليه السلام عن التبقر في الأهل والمال " قال الأصمعي: أصل التبقر
التوسع والتفتح، ومنه يقال: بقرت بطنه إنما هو شققته وفتحته وسمي أبو جعفر
عليه السلام الباقر لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه.
" ونهى عليه السلام أن يدبح الرجل في الصلاة كما يدبح الحمار " ومعناه أن
يطأطئ الرجل رأسه في الركوع حتى يكون أخفض من ظهره " وكان عليه السلام إذا ركع
لم يصوب رأسه ولم يقنعه " معناه أنه لم يرفعه حتى يكون أعلى من جسده، ولكن
بين ذلك، والاقناع رفع الرأس وإشخاصه قال الله تعالى: " مهطعين مقنعي رؤوسهم " (5).
والذي يستحب من هذا أن يستوي ظهر الرجل ورأسه في الركوع لان رسول الله

(1) النساء: 5.
(2) المائدة: 101.
(3) يعنى قراءة عبد الله بن مسعود.
(4) مريم: 34.
(5) إبراهيم: 44.
344

صلى الله عليه وآله كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر، وقال الصادق
عليه السلام: لا صلاة لمن لم يقم صلبه في ركوعه وسجوده.
" ونهى عليه السلام عن اختناث الأسقية " ومعنى الاختناث أن يثنى أفواهما ثم
يشرب منها، وأصل الاختناث التكسر ومن هذا سمي المخنث لتكسره، وبه
سميت المرأة خنثى، ومعنى الحديث في النهي عن اختناث الأسقية يفسر على وجهين
أحدهما أنه يخاف أن يكون فيه دابة، والذي دار عليه معنى الحديث أنه عليه السلام نهى
أن يشرب من أفواهها.
" ونهى عليه السلام عن الجداد بالليل " يعني جداد النحل، والجداد الصرام
وإنما نهى عنه بالليل لان المساكين لا يحضرونه.
" وقال عليه السلام لا تعضية في ميراث " ومعناه أن يموت الرجل ويدع شيئا إن
قسم بين ورثته إذا أراد بعضهم القسمة كان في ذلك ضرر عليهم، أو على بعضهم، يقول:
فلا يقسم ذلك، وتلك التعضية وهي التفريق وهي مأخوذ من الأعضاء يقال: عضيت
اللحم إذا فرقته، وقال الله عز وجل: " الذين جعلوا القرآن عضين " (1) أي
آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه، وهذا من التعضية أيضا أنهم فرقوه والشئ الذي
لا يحتمل القسمة مثل الحبة من الجوهر لأنها إن فرقت لم ينتفع بها، وكذلك
الحمام إذا قسم، وكذلك الطيلسان من الثياب وما أشبه ذلك من الأشياء وهذا باب
جسيم من الحكم يدخل فيه الحديث الاخر " لا ضرر ولا إضرار في الاسلام " فان
أراد بعض الورثة قسمة ذلك لم يجب إليه ولكن يباع ثم يقسم ثمنه بينهم.
" ونهى عليه السلام عن لبستين: اشتمال الصماء وأن يحتبي الرجل بثوب ليس بين
فرجه وبين السماء شئ " قال الأصمعي: اشتمال الصماء عند العرب أن يشتمل
الرجل بثوبه فيجلل به جسده كله ولا يرفع منه جانبا فيخرج منه يده وأما الفقهاء
فإنهم يقولون هو أن يشتمل الرجل بثوب واحد ليس عليه غيره، ثم يرفعه من
أحد جانبيه فيضعه على منكبه يبدو منه فرجه، وقال الصادق عليه السلام: التحاف الصماء

(1) الحجر: 91.
345

هو أن يدخل الرجل رداءه تحت إبطه ثم يجعل طرفيه على منكب واحد، وهذا
هو التأويل الصحيح دون ما خالفه (1).
" ونهى عليه السلام عن ذبائح الجن " وذبائح الجن أن يشتري الدار ويستخرج
العين أو ما أشبه ذلك فيذبح له ذبيحة للطيرة، قال أبو عبيدة: معناه أنهم كانوا
يتطيرون إلى هذا الفعل مخافة إن لم يذبحوا أو يطعموا أن يصيبهم فيها شئ من
الجن فأبطل النبي صلى الله عليه وآله هذا ونهى عنه.
وقال عليه السلام: " لا يوردن ذو عاهة على مصح " يعني الرجل يصيب إبله الجرب
أو الداء فقال: لا يوردنها على مصح وهو الذي إبله وما شيته صحاح برية من
العاهة قال أبو عبيدة: وجهه عندي والله أعلم أنه خاف أن ينزل بهذه الصحاح من
الله عز وجل ما نزل بتلك، فيظن المصح أن تلك أعدتها فيأثم في ذلك (2).
وقال صلى الله عليه وآله: " لا تصروا الإبل والغنم، من اشترى مصراة فهو بآخر النظرين
إن شاء ردها ورد معها صاعا من تمر " المصراة يعني الناقة أو البقرة أو الشاة
قد صري اللبن في ضرعها يعني حبس وجمع ولم يحلب أياما وأصل التصرية حبس
الماء وجمعه يقال منه: صريت الماء وصريته ويقال: " ماء صرى " مقصورا ويقال:
منه سميت المصراة كأنها مياه اجتمعت، وفي حديث آخر " من اشترى محفلة
فردها فليرد معها صاعا " وإنما سميت محفلة لان اللبن حفل في ضرعها واجتمع
وكل شئ كنزته فقد حفلته، ومنه قيل: قد أحفل القوم إذا اجتمعوا أو كثروا
ولهذا سمي محفل القوم، وجمع المحفل محافل.
وقوله عليه السلام: " لا خلابة " يعنى الخداعة يقال: خلبته أخلبه خلابة إذا
خدعته.
وأتى عمر رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا فترى

(1) راجع الكافي ج 3 ص 394 معاني الأخبار ص 390، والحديث عن الباقر (ع).
(2) إنما فسر الحديث هكذا، لما ورى عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: لا عدوى ولا
طيرة ولا هامة ولا شؤم ولا صفر الحديث.
346

أن نكتب بعضها؟ فقال: أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد
جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيا ما وسعه إلا اتباعي " قوله صلى الله عليه وآله:
" متهوكون " أي متحيرون يقول: أمتحيرون أنتم في الاسلام لا تعرفون دينكم
حتى تأخذوه من اليهود والنصارى؟ ومعناه أنه كره أخذ العلم من أهل الكتاب
وأما قوله: لقد جئتكم وبها بيضاء نقية فإنه أراد الملة الحنيفية، فلذلك جاء التأنيث
كقول الله عز وجل: " وذلك دين القيمة " (1) إنما هي الملة الحنيفية.
وقال صلى الله عليه وآله: " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة " والغيلة هو الغيل وهو أن
يجامع الرجل المرأة وهي موضع (2)، يقال منه: قد أغال الرجل وأغيل والولد
مغال ومغيل.
ونهى عليه السلام عن الارفاء وهو كثرة التدهن.
وقال عليه السلام: " إياكم والقعود بالصعدات إلا من أدى حقها " الصعدات
الطرق، وهو مأخوذ من الصعيد، والصعيد والتراب، وجمع الصعيد الصعد ثم
الصعدات جمع الجمع، كما يقال طريق وطرق ثم طرقات قال الله عز وجل: " فتيمموا
صعيدا طيبا " (3) فالتيمم والتعمد للشئ يقال منه: أممت فلانا فأنا أؤمه أما وتأممته
وتيممته كله تعمدته وقصدت له، وقد روي عن الصادق عليه السلام أنه قال: الصعيد
الموضع المرتفع، والطيب الذي ينحدر عنه الماء.

(1) البينة: 5.
(2) الغيل إذا نسب إلى الرجل كان معناه هذا الذي ذكره أبو عبيد القاسم بن سلام
قال في اللسان: أغال فلان ولده اغالة: إذا غشى أمه وهي ترضعه، وإذا نسب إلى المرأة
كان بمعنى ارضاعها الطفل الغيل وهو اللبن الذي ترضعه المرأة ولدها وهي حامل.
قال الجوهري: يقال: أضرت الغيلة بولد فلان: إذا أتيت أمه وهي ترضعه، وكذلك
إذا حملت أمه وهي ترضعه، وفى الحديث: " لقد هممت أن أنهى عن الغيلة " والغيل بالفتح
اسم ذلك اللبن، وقد أغالت المرأة ولدها فهي مغيل - بكسر الياء - وأغيلت أيضا: إذا سقت
ولدها الغيل فهي مغيل - بفتح الياء كمكرم - (3) النساء: 43، المائدة: 6.
347

وقال عليه السلام: " لا غرار في الصلاة ولا التسليم " الغرار النقصان أما في الصلاة
ففي ترك إتمام ركوعها وسجودها، ونقصان اللثب في ركعة، عن اللبث في
الركعة الأخرى، ومنه قول الصادق عليه السلام: الصلاة ميزان من وفى استوفى، و
منه قول النبي صلى الله عليه وآله الصلاة مكيال فمن وفى وفي له، فهذا الغرار في الصلاة وأما
الغرار في التسليم فأن يقول الرجل: السلام عليك أو يرده فيقول وعليك السلام
ولا يقول وعليكم السلام ويكره تجاوز الحد في الرد كما يكره الغرار وذلك
أن الصادق عليه السلام سلم على رجل فقال الرجل: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ومغفرته ورضوانه، فقال: لا تجاوروا بنا قول الملائكة لأبينا إبراهيم عليهم السلام
" رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد " (1).
وقال عليه السلام: " لا تناجشوا ولا تدابروا " معناه أن يزيد الرجل الرجل في ثمن
السلعة، وهو لا يريد شراها، ولكن ليسمعه غيره فيزيد لزيادته، والناجش خائن
وأما التدابر فالمصارمة والهجران، مأخوذ من أن يولي الرجل صاحبه دبره
ويعرض عنه بوجهه.
وإن رجلا حلب عند النبي ناقة فقال النبي صلى الله عليه وآله دع داعي اللبن، يقول:
أبق في الضرع شيئا لا تستوعبه كله في الحلب فان الذي تبقيه به يدعو ما فوقه من
اللبن ويدر له (2) وإذا استقصى كل ما في الضرع أبطأ عليه الدر بعد ذلك.
" وكره عليه السلام الشكال في الخيل " يعني أن يكون ثلاث قوائم منه محجلة
وواحدة مطلقة، وإنما أخذ هذا من الشكال الذي يشكل به الخيل، شبه به لان الشكال
إنما يكون في ثلاث قوائم، أو أن يكون الثلاث مطلقة ورجل محجلة، وليس
يكون الشكال إلا في الرجل، ولا يكون في اليد (3).
13 - تحف العقول: خطبة النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع: الحمد لله نحمده ونستعينه
ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من

(1) راجع ص 11 فيما سبق من هذا المجلد.
(2) ينزله خ ل.
(3) معاني الأخبار ص 277 - 284.
348

يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم
على العمل بطاعته، وأستفتح الله بالذي هو خير.
أما بعد أيها الناس اسمعوا مني أبين لكم، فاني لا أدري لعلي لا ألقاكم
بعد عامي هذا في موقفي هذا، أيها الناس إن دماءكم وأعراضكم عليكم حرام إلى
أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت؟
اللهم اشهد.
فمن كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن ربا الجاهلية
موضوع، وإن أول ربا أبدأ به ربا العباس بن عبد المطلب، وإن دماء الجاهلية
موضوعة، وإن أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
وإن مآثر الجاهلية موضوعة غير السدانة والسقاية، والعمد قود، وشبه العمد ما
قتل بالعصا والحجر، وفيه مائة بعير، فمن زاد فهو من الجاهلية.
أيها الناس إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي بأن
يطاع فيما سوى ذلك فيما تحقرون من أعمالكم.
أيها الناس إنما النسئ زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما
ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم
خلق الله السماوات والأرض وإن عدة الشهور عند الله اثنى عشر شهرا في كتاب الله
يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ثلاثة متوالية وواحد فرد، ذو القعدة
وذو الحجة والمحرم ورجب بين جمادى وشعبان (1) الأهل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس إن لنسائكم عليكم حقا ولكم عليهن حقا حقكم عليهن أن
لا يوطئن فرشكم، ولا يدخلن أحدا تكرهونه بيوتكم إلا باذنكم وأن لا يأتين
بفاحشة، فان فعلن فان الله قد أذن لكم أن تعضلوهن وتهجروهن في المضاجع

(1) إنما قيده عليه السلام بذلك فان لربيعة شهر رجب آخر لا يوافق رجب مضر الذي بين
جمادى وشعبان، ولذا روى في بعض الأحاديث " ورجب مضر ".
349

وتضربوهن ضربا غير مبرح، فإذا انتهين وأطعنكم فعليكم رزقهن وكسوتهن
بالمعروف، أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكتاب الله، فاتقوا الله
في النساء واستوصوا بهن خيرا.
أيها الناس إنما المؤمنون إخوة، ولا يحل لمؤمن مال أخيه إلا من طيب
نفس منه، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد، فلا ترجعن [بعدي] كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض، فاني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي
أهل بيتي، ألا هل بلغت؟ اللهم اشهد.
أيها الناس إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد كلكم لادم وآدم من تراب
إن أكرمكم عند الله أتقيكم، وليس لعربي على عجمي فضل إلا بالتقوى، ألا
هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: فليبلغ الشاهد الغائب.
أيها الناس إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث، ولا يجوز لمورث
وصية أكثر من الثلث والولد للفراش وللعاهر الحجر، من ادعى إلى غير أبيه
ومن تولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ولا يقبل الله منه صرفا ولا
عدلا، والسلام عليكم ورحمة الله (1).
14 - ثواب الأعمال: عن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن يزيد، عن محمد بن الحسن
الميثمي، عن هشام بن أحمر وابن مسكان معا، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله
عليه السلام قال: ثلاث يعذبون يوم القيامة: من صور صورة من الحيوان يعذب
حتى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها، والذي يكذب في منامه يعذب حتى يعقد بين
شعيرتين، وليس بعاقد بينهما، والمستمع بين قوم وهم له كارهون يصب في اذنيه
الآنك وهو الأسرب (2).
15 - المحاسن: عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ستة كرهها الله لي فكرهتها للأئمة من ذريتي
ولتكرهها الأئمة عليهم السلام لاتباعهم: العبث في الصلاة، والمن في الصدقة، والرفث
في الصيام، والضحك بين القبور، والتطلع في الدور، وإتيان المساجد جنبا، قال:

(1) تحف العقول ص 31 - 33.
(2) ثواب الأعمال ص 201.
350

قلت: وما الرفث في الصيام؟ قال: ما كره الله لمريم في قوله: " إني نذرت
للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا " قال: قلت: صمت من أي شئ؟ قال: من
الكذب (1).
16 - المحاسن: عن ابن أسباط، عن عمه رفع الحديث إلى علي عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله: لا تسموا الطريق السكة، فإنه لا سكة إلا سكك الجنة (2).
17 - السرائر: عن محمد بن علي بن محبوب، عن الحسن بن علي، عن النوفلي
عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي عليهم السلام أنه نهى عن القنازع والقصص
ونقش الخضاب، قال: وإنما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل القصص ونقش
الخضاب (3).
18 - نوادر الراوندي: باسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لما خلق الله تعالى جنة عدن، خلق لبنها من ذهب يتلألأ
ومسك مدوف، ثم أمرها فاهتزت ونطقت فقالت: أنت الله لا إله إلا أنت الحي
القيوم، فطوبى لمن قدر له دخولي. قال الله تعالى: وعزتي وجلالي وارتفاع
مكاني لا يدخلك مدمن خمر ولا مصر على ربا ولا قتات وهو النمام ولا ديوث
وهو الذي لا يغار، ويجتمع في بيته على الفجور، ولا قلاع وهو الذي يسعى
بالناس عند السلطان ليهلكهم، ولا حيوف وهو النباش ولا ختار وهو الذي لا
يوفي بالعهد (4).
وبهذا الاسناد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: رأيت في النار صاحب العباءة التي
قد غلها، ورأيت في النار صاحب المحجن الذي كان يسوق الحاج بمحجنه، ورأيت
في النار صاحبة الهرة تنهشها مقبلة ومدبرة، كانت أو ثقتها لم تكن تطعمها ولم
ترسلها تأكل من حشاش الأرض، ودخلت الجنة فرأيت صاحب الكلب الذي أرواه

(1) المحاسن ص 10.
(2) المحاسن ص 623.
(3) السائر ص 477، وفى المطبوعة رمز المحاسن وهو سهو.
(4) نوادر الراوندي ص 17.
351

من الماء (1).
19 - كنز الفوائد للكراجكي: قال: أخبرني محمد بن علي بن صخر، عن
فارس بن موسى، عن أحمد بن محمد بن شيبة، عن محمد بن يحيى الطوسي، عن محمد بن
خالد الدمشقي، عن سعيد بن محمد بن عبد الرحمن بن خارجة الرقي قال: قال
معاوية بن نضلة: كنت في الوفد الدين وجههم عمر بن الخطاب، وفتحنا مدينة
حلوان، وطلبنا المشركين في الشعب فلم نقدر عليهم فحضرت الصلاة فانتهيت إلى
ماء فنزلت عن فرسي وأخذت بعنانه ثم توضأت وأذنت فقلت: الله أكبر الله أكبر
فأجابني شئ من الجبل وهو يقول: كبرت تكبيرا، ففزعت لذلك فزعا شديدا
ونظرت يمينا وشمالا فلم أر شيئا فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله فأجابني وهو يقول:
الان حين أخلصت فقلت: أشهد أن محمدا رسول الله فقال نبي بعث: فقلت: حي
على الصلاة فقال: فريضة افترضت، فقلت: حي على الفلاح فقال: قد أفلح من
أجابها واستجاب لها فقلت: قد قامت الصلاة فقال: البقاء لامة محمد وعلى رأسها تقوم
الساعة.
فلما فرغت من أذاني ناديت بأعلى صوتي حتى أسمعت ما بين لابتي الجبل
فقلت: إنسي أم جني؟ قال: فأطلع رأسه من كهف الجبل فقال: ما أنا بجني
ولكن إنسي فقلت له: من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا ذريب بن ثملا من حواري
عيسى بن مريم عليه السلام أشهد أن صاحبكم نبي، وهو الذي بشر به عيسى بن مريم
ولقد أردت الوصول إليه فحالت فيما بيني وبينه فارس وكسرى وأصحابه ثم أدخل
رأسه في كهف الجبل.
فركبت دابتي ولحقت بالناس وسعد بن أبي وقاص أميرنا فأخبرته بالخبر
فكتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فجاء كتاب عمر يقول: الحق الرجل، فركب سعد
وركبت معه حتى انتهينا إلى الجبل، فلم نترك كهفا ولا شعبا ولا واديا إلا
التمسناه فيه، فلم نقدر عليه، وحضرت الصلاة فلما فرغت من صلاتي ناديت بأعلى

(1) نوادر الراوندي ص 28.
352

صوتي يا صاحب الصوت الحسن والوجه الجميل، قد سمعنا منك كلاما حسنا فأخبرنا
من أنت يرحمك الله؟ وقد أقررت بالله ونبيه.
قال: فأطلع رأسه من كهف الجبل فإذا شيخ أبيض الرأس وللحية لها هامة
كأنها رحى، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، قلت: وعليك السلام ورحمة الله
من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا ذريب ثملا وصي العبد الصالح عيسى بن مريم عليه السلام
كان سأل ربه لي البقاء إلى نزوله من السماء وقراري في هذا الجبل، وأنا
موصيكم: سددوا وقاربوا وإياكم وخصالا تظهر في أمة محمد صلى الله عليه وآله فان ظهرت
فالهرب الهرب ليقوم أحدكم على نار جهنم حتى تطفأ عنه خير له من البقاء في ذلك
الزمان، قال معاوية بن نضلة: قلت له: يرحمك الله أخبرنا بهذه الخصال لنعرف
ذهاب دنيانا وإقبال آخرتنا، قال: نعم.
إذا استغنى رجالكم برجالكم واستغنت نساؤكم بنسائكم وانتسبتم إلى غير
مناسبكم، وتواليتم إلى غير مواليكم، ولم يرحم كبيركم صغيركم، ولم يوقر
صغيركم لكبيركم، وكثر طعامكم فلم تروه إلا بأغلا أسعاركم، وصارت خلافتكم
في صبيانكم. وركن علماؤكم إلى ولاتكم: فأحلوا الحرام، وحرموا الحلال
وأفتوهم بما يشتهون، اتخذوا القرآن ألحانا ومزامير في أصواتهم، ومنعتم
حقوق الله من أموالكم، ولعن آخر أمتكم أولها، وزوقتم المساجد، وطولتم
المنابر، وحليتم المصاحف بالذهب والفضة، وركب نساؤكم السروج، وصار
مستشار أموركم نساؤكم، وخصيانكم، وأطاع الرجل امرأته وعق والديه
وضرب الشاب والديه، وقطع كل ذي رحم رحمه، وبخلتم بما في أيديكم
وصارت أموالكم عند شراركم، وكنزتم الذهب والفضة، وشربتم الخصر، ولعبتم
بالميسر، وضربتم بالكبر، ومنعتم الزكاة، ورأيتموها مغرما والخيانة مغنما، وقتل
البري لتغتاظ العامة بقتله، واختلست قلوبكم، فلم يقدر أحد منكم يأمر
بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، وقحط المطر فصار قيضا، والولد غيظا، وأخذتم
العطايا فصار في السقاط، وكثر أولاد الخبيثة يعنى الزنا، وطففت المكيال، وكلب
353

عليكم عدوكم، وضربتم بالذلة، وصرتم أشقياء، وقلت الصدقة، حتى يطوف
الرجل من الحول إلى الحول ما يعطى عشرة دراهم، وكثر الفجور، وغارت العيون
فعندها نادوا فلا جواب لهم، يعني دعوا فلم يستجب لهم (1).
20 - الدر المنثور: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ست من أخلاق قوط
لوط في هذه الأمة: الجلاهق والصفير والبندق والخذف وحل أزرار القباء، ومضغ
العلك (2).
21 - كنز الكراجكي: عن محمد بن أحمد بن شاذان القمي، عن أبيه، عن
محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن محمد بن زياد، عن مفضل بن عمر، عن
يونس بن يعقوب رضي الله عنه قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام يقول:
ملعون ملعون كل بدن لا يصاب في كل أربعين يوما، قلت: ملعون؟ قال: ملعون
فلما رأى عظم ذلك علي قال لي: يا يونس إن من البلية الخدشة.، واللطمة والعثرة
والنكبة والقفرة وانقطاع الشسع وأشباه ذلك، يا يونس إن المؤمن أكرم على الله
تعالى من أن يمر عليه أربعون لا يمحص فيها من ذنوبه، ولو بغم يصيبه لا يدري
ما وجهه. والله إن أحدكم ليضع الدراهم بين يديه فيزنها فيجدها ناقصة، فيغتم
بذلك [ثم يزنها] فيجدها سواء فيكون ذلك حطا لبعض ذنوبه.
يا يونس ملعون ملعون من آذى جاره، ملعون ملعون رجل يبدأ أخوه بالصلح
فلم يصالحه، ملعون ملعون حامل القرآن مصر على شرب الخمر، ملعون ملعون
عالم يؤم سلطانا جائرا معينا له على جوره، ملعون ملعون مبغض علي بن أبي طالب
عليه السلام فإنه ما أبغضه حتى أبغض رسول الله صلى الله عليه وآله، ومن أبغض رسول الله
صلى الله عليه وآله لعنه الله في الدنيا والآخرة، ملعون ملعون من رمى مؤمنا بكفر
ومن رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله، ملعونة ملعونة امرأة تؤذي زوجها، وسعيدة
سعيدة امرأة تكرم زوجها ولا تؤذيه، وتطيعه في جميع أحواله.

(1) كنز الكراجكي ص 59 - 60.
(1) الدرر المنثور ج 4 ص 324.
354

يا يونس قال جدي رسول الله صلى الله عليه وآله: ملعون ملعون من يظلم بعدي فاطمة
ابنتي ويغصبها حقها ويقتلها، ثم قال: يا فاطمة البشرى فلك عند الله مقام محمود
تشفعين فيه لمحبيك وشيعتك، فتشفعين، يا فاطمة لو أن كل نبي بعثه الله
وكل ملك قربه، شفعوا في كل مبغض لك غاصب لك ما أخرجه الله من النار أبدا.
ملعون ملعون قاطع رحمه، ملعون ملعون مصدق بسحر، ملعون ملعون من
قال: الايمان قول بلا عمل، ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشئ
أما سمعت أن النبي صلى الله عليه وآله قال: صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال، ملعون ملعون
من ضرب والده أو والدته، ملعون ملعون من عق والديه.
ملعون ملعون من لم يوقر المسجد، تدرى يا يونس لم عظم الله حق المساجد
وأنزل هذه الآية " وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا "؟ (1) كانت اليهود
والنصارى إذا دخلوا كنائسهم أشركوا بالله تعالى، فأمر الله سبحانه نبيه أن يوحد
الله فيها ويعبده (2).
ومنه: عن أبي تميمة الهجيمي قال: وفدت على رسول الله صلى الله عليه وآله فوجدته
قاعدا في حلقة، فقلت: أيكم رسول الله؟ فلا أدري أشار إلي رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال: أنا رسول الله صلى الله عليه وآله أو أشار إلي بعض القوم، فقالوا: هذا رسول الله صلى الله عليه وآله
فإذا عليه بردة حمراء، تتناثر هدبها على قدميه، فقلت: إلى ما تدعو يا رسول الله
صلى الله عليه وآله؟ قال: أدعوك إلى الذي إذا كنت بأرض أو فلاة فأضللت راحلتك
فدعوته أجابك، وأدعوك إلى الذي إذا أسنتت أرضك أو أجدبت فدعوته أجابك
قال: قلت: وأبيك لنعم الرب هذا فأسلمت، وقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وآله علمني
مما علمك الله تبارك وتعالى، فقال النبي صلى الله عليه وآله: اتق الله ولا تحقرن شيئا من
المعروف، ولو أن تلقى أخاك ووجهك مبسوط إليه، وإياك وإسبال الإزار فإنه
من المخايلة قال الله تبارك وتعالى: " إن الله لا يحب كل مختال فخور " (3)
ولا تسبن أحدا وإن امرؤ سبك بأمر لا يعلم فيك فلا تسبه بأمر تعلمه فيه، فيكون

(1) الجن: 18.
(2) كنز الكراجكي ص 63 و 64.
(3) لقمان: 18.
355

لك الاجر وعليه الوزر (1).
22 - كتاب زيد النرسي: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله بعض أصحابنا عن طلب
الصيد وقال له: إني رجل ألهو بطلب الصيد وضرب الصوالج وألهو بلعب الشطرنج
قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: أما الصيد فإنه مبتغى باطل، وإنما أحل الله الصيد لمن
اضطر إلى الصيد فليس المضطر إلى طلبه سعيه فيه باطلا، ويجب عليه التقصير
في الصلاة والصيام جميعا إذا كان مضطرا إلى أكله، وإن كان ممن يطلبه للتجارة
وليست له حرفة إلا من طلب الصيد فان سعيه حق وعليه التمام في الصلاة والصيام
لان ذلك تجارته فهو بمنزلة صاحب الدور الذي يدور الأسواق في طلب التجارة
أو كالمكاري والملاح، ومن طلبه لاهيا وأشرا وبطرا فان سعيه ذلك سعي باطل
وسفر باطل: وعليه التمام في الصلاة والصيام، وإن المؤمن لفي شغل عن ذلك، شغله
طلب الآخرة عن الملاهي، وأما الشطرنج فهي الذي قال الله عز وجل: " اجتنبوا
الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور " (2) فقول الزور الغنا، وإن المؤمن
عن جميع ذلك لفي شغل، ما له والملاهي؟ فان الملاهي تورث قساوة القلب، وتورث
النفاق وأما ضربك بالصوالج (3) فان الشيطان معك يركض، والملائكة تنفر عنك
وإن أصابك شئ لم توجر، ومن عثر به دابته فمات دخل النار (4).
23 - الخصال: عن ابن الوليد، عن أحمد بن إدريس، عن الأشعري رفعه إلى
أمير المؤمنين عليه السلام قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يسلم على أربعة: على السكران
في سكره، وعلى من يعمل التماثيل، وعلى من يلعب بالنرد، وعلى من يلعب
بالأربعة عشر. وأنا أزيدكم الخامسة أنهاكم أن تسلموا على أصحاب الشطرنج (5).
24 - قرب الإسناد: عن علي، عن أخيه قال: سألته عن التماثيل هل يصلح أن يلعب
بها؟ قال: لا

(1) كنز الكراجكي ص 95.
(2) الحج: 30.
(3) الصوالج جمع الصولجان وهو معرب چوگان بالفارسية. والمراد العصا التي يعطف
طرفها يضرب بها الكرة على الدواب.
(4) راجع المستدرك ج 1 ص 502 ج 2 ص 458.
(5) الخصال ج 1 ص 112، وقد مر شرح الأربعة عشر فيما سبق من هذا المجلد ص 8.
356

وسألته عن القرطاس يكون فيه الكتابة فيه ذكر الله، أيصلح إحراقه بالنار؟
فقال: إن تخوفت فيه شيئا فأحرقه فلا بأس (1).
25 - علل الشرائع: عن أبيه، عن محمد العطار، عن الأشعري، عن البرقي، عن
رجل، عن ابن أسباط، عن عمه رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في كلام كثير: لا تؤووا منديل اللحم في البيت فإنه مربض
الشيطان، ولا تؤووا التراب خلف الباب فإنه مأوى الشيطان، وإذا خلع أحدكم
ثيابه فليسم لئلا يلبسه الجن، فإنه إن لم يسم عليها لبستها الجن حتى يصبح
ولا تتبعوا الصيد فإنكم على غرة، وإذا بلغ أحدكم باب حجرته فليسلم فإنه
يفر الشيطان، وإذا دخل أحدكم بيته فليسلم فإنه ينزله البركة، وتؤنسه الملائكة
ولا يرتدف ثلاثة على دابة فان أحدهم ملعون، وهو المقدم، ولا تسموا الطريق
السكة فإنه لا سكة إلا سكك الجنة، ولا تسموا أولادكم الحكم ولا أبا الحكم
فان الله هو الحكم، ولا تذكروا الأخرى إلا بخير فان الله هو الأخرى، ولا تسموا
العنب الكرم فان المؤمن هو الكرم، واتقوا الخروج بعد نومة فان لله دوابا
يبثها يفعلون ما يؤمرون، وإذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير فتعوذوا بالله من
الشيطان الرجيم، فإنها يرون ولا ترون، فافعلوا ما تؤمرون، ونعم اللهو المغزل
للمرأة الصالحة (2).
26 - تفسير الإمام العسكري: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى
بابا من الشر والعصيان في أول يوم من شعبان، فقد تعلق بغصن من أغصان الزقوم
فهو مؤديه إلى النار، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي بعثني بالحق نبيا فمن
قصر في صلاته المفروضة، وضيعها فقد تعلق بغصن منه ومن كان عليه فرض صوم
ففرط فيه وضيعه فقد تعلق بغصن منه ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يعرف
سوء حاله وهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه، وليس هناك من ينوب عنه
ويقوم مقامه فتركه يضيع ويعطب ولم يأخذ بيده فقد تعلق بغصن منه.

(1) قرب الإسناد ص 164.
(2) علل الشرائع ج 2 ص 270، وقد مر أيضا ص 175 فيما سبق.
357

ومن اعتذر إليه مسئ فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته
بل أربى عليه فقد تعلق بغصن منه، ومن ضرب بين المرء وزوجه، والوالد وولده
أو الأخ وأخيه أو القريب وقريبه، أو بين جارين أو خليطين، أو أختين، فقد
تعلق بغصن منه، ومن شدد على معسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظا وبلاء فقد تعلق
بغصن منه، ومن كان عليه دين فكسره على صاحبه وتعدى عليه حتى أبطل دينه
فقد تعلق بغصن منه، ومن جفا يتيما وآذاه وتهضم ماله فقد تعلق بغصن منه، ومن
وقع في عرض أخيه المؤمن وحمل الناس على ذلك، فقد تعلق بغصن منه، ومن
تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه، ومن قعد يعدد قبايح
أفعاله في الحروب وأنواع ظلمه لعباد الله فيفتخر بها فقد تعلق بغصن منه، ومن كان
جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه فقد تعلق بغصن منه، ومن مات جاره فترك
تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه، ومن أعرض عن مصاب وجفاه إزراء
عليه واستصغارا له فقد تعلق بغصن منه، ومن عق والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن
منه، ومن كان قبل ذلك عاقا لهما، فلم يرضهما في هذا اليوم، وهو يقدر على
ذلك، فقد تعلق بغصن منه، وكذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر فقد تعلق
بغصن منه، والذي بعثني بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم يخفضهم
تلك الأغصان إلى الجحيم (1).
28 - نوادر الراوندي: باسناده، عن موسى بن جعفر، عن آبائه عليهم السلام قال: قال
علي عليه السلام: لا تقولوا امرأة طامث، فتكذبوا، ولكن قولوا حائض، الطمث الجماع
قال الله تعالى: " لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان " ولا تقولوا صرت إلى الخلاء
ولكن قولوا كما قال الله تعالى: " أو جاء أحد منكم من الغائط " ولا تقولوا أهريق
الماء فتكذبوا، ولكن قولوا: أنطلق أبول، ولا يسمى المسلم رجيلا ولا يسمى
المصحف مصيحفا ولا المسجد مسيجدا (2).

(1) تفسير الامام ص 294 و 295.
(2) نوادر الراوندي ص 41.
358

وبهذا الاسناد قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله على قوم نصبوا دجاجة حية وهم
يرمونها بالنبل فقال: من هؤلاء لعنهم الله (1).
28 - نهج البلاغة: عن نوف البكالي قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة
وقد خرج من فراشه فنظر إلى النجوم فقال: يا نوف إن داود عليه السلام قام في مثل
هذه الساعة من الليل فقال: إنها ساعة لا يدعو فيها عبد ربه إلا استجيب له
إلا أن يكون عشارا أو عريفا أو شرطيا أو صاحب عرطبة، وهي الطنبور أو صاحب
كوبة وهي الطبل، وقد قيل: أيضا إن العرطبة الطبل، والكوبة الطنبور.
29 - أمالي الطوسي: عن المفيد، عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور، عن أبي بكر المفيد
الجرجرائي عن أبي الدنيا المعمر الغربي، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله يقول: من كذب في رؤياه كلف أن يعقد بين طرفي شعيرة، وليس بعاقد.
بهذا الاسناد قال صلى الله عليه وآله: لا تتخذوا قبري مسجدا ولا بيوتكم قبورا (2).
30 - ثواب الأعمال: ابن المتوكل، عن محمد بن جعفر، عن موسى بن عمران، عن
عمه الحسين بن يزيد، عن حماد بن عمرو النصيبي، عن أبي الحسن الخراساني
عن ميسرة بن عبد الله، عن أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة وعبد الله بن عباس قالا: خطبنا
رسول الله صلى الله عليه وآله قبل وفاته وهي آخر خطبة خطبها بالمدينة، حتى لحق بالله عز
وجل، فوعظنا بمواعظ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، واقشعرت
منها الجلود، وتقلقلت منها الأحشاء، أمر بلالا فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع
الناس وخرج رسول الله صلى الله عليه وآله حتى ارتقى المنبر، فقال:
يا أيها الناس ادنوا، ووسعوا لمن خلفكم، قالها ثلاث مرات فدنا الناس
وانضم بعضهم إلى بعض فالتفتوا فلم يروا خلفهم أحدا ثم قال: أيها الناس ادنوا
ووسعوا لمن خلفكم فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله لمن نوسع؟ قال: للملائكة
فقال: إنهم إذا كانوا معكم لم يكونوا من بين أيديكم ولا من خلفكم ولكن يكونون

(1) نوادر الراوندي ص 33.
(2) أمالي الطوسي:
359

عن أيمانكم وعن شمائلكم، فقال رجل: يا رسول الله صلى الله عليه وآله لم لا يكونون من
بين أيدينا ومن خلفنا؟ امن فضلنا عليهم أم فضلهم علينا؟ قال: أنتم أفضل من الملائكة
اجلس، فجلس الرجل فخطب رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
الحمد لله نحمده ونستعينه، ونؤمن به ونتوكل عليه، ونشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل الله فلا هادي له.
يا أيها الناس إنه كائن في هذه الأمة ثلاثون كذابا أول من يكون منهم
صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة، يا أيها الناس إنه من لقي الله عز وجل يشهد
أن لا إله إلا الله مخلصا لم يخلط معها غيرها، دخل الجنة، فقام علي بن أبي طالب
صلوات الله عليه فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وآله بأبي أنت وأمي وكيف يقولها مخلصا
لا يخلط معها غيرها؟ فسر لنا هذا، حتى نعرفه، فقال: نعم حرصا على الدنيا
وجمعا لها من غير حلها، ورضى بها، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون
أعمال الجبابرة، فمن لقي الله عز وجل وليس فيه شئ من هذه الخصال، وهو
يقول: لا إله إلا الله، فله الجنة، فان أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار.
ومن تولى خصومة ظالم أو أعانه عليها نزل به ملك الموت بالبشرى بلعنة الله
ونار جهنم خالدا فيها وبئس المصير.
ومن خف لسلطان جابر في حاجة كان قرينه في النار، ومن دل سلطانا على
الجور قرن مع هامان وكان هو والسلطان من أشد أهل النار عذابا، ومن عظم
صاحب دنيا وأحبه لطمع دنياه سخط الله عليه وكان في درجته مع قارون في التابوت
الأسفل من النار.
ومن بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ثم يطوقه نارا
توقد في عنقه، ثم يرمى به في النار، فقلنا: يا رسول الله صلى الله عليه وآله كيف يبني رياء وسمعة
قال: يبني فضلا على ما يكفيه أو يبني مباهاة، ومن ظلم أجيرا أجره أحبط الله
عمله وحرم عليه ريح الجنة، وريحها يوجد من مسيرة خمسمائة عام.
360

ومن خان جاره شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى سبع أرضين
نارا حتى تدخله نار جهنم.
ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مجذوما مغلولا
ويسلط الله عليه بكل آية حية موكلة به.
ومن تعلم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزينتها، استوجب
سخط الله عز وجل، وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذين ينبذون كتاب الله
وراء ظهورهم، ومن نكح امرأة حراما في دبرها أو رجلا أو غلاما حشره الله عز وجل
يوم القيامة أنتن من الجيفة يتأذى به الناس حتى يدخل جهنم ولا يقبل الله منه
صرفا ولا عدلا وأحبط الله عمله، ويدعه في تابوت مشدود بمسامير من حديد
ويضرب عليه في التابوت بصفائح حتى يشبك في تلك المسامير، فلو وضع عرق من
عروقه على أربع مائة ألف أمة لماتوا جميعا، وهو من أشد أهل النار عذابا.
ومن زنى بامرأة يهودية أو نصرانية أو مجوسية أو مسلمة حرة أو أمة أو
من كانت من الناس فتح الله عز وجل عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من النار تخرج
عليه منها حياة وعقارب وشهب من نار، فهو يحترق إلى يوم القيامة، يتأذى
الناس من نتن فرجه فيعرف به إلى يوم القيامة حتى يؤمر به إلى النار، فيتأذى
به أهل الجمع مع ما هم فيه من شدة العذاب لان الله حرم المحارم وما أحد
أغير من الله، ومن غيرته أنه حرم الفواحش وحد الحدود.
ومن اطلع في بيت جاره فنظر إلى عورة رجل أو شعر امرأة أو شئ من
جسدها كان حقا على الله أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يتبعون عورات
الناس في الدنيا ولا يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله ويبدي عورته للناس في
الآخرة.
ومن سخط برزقه وبث شكواه ولم يصبر لم ترفع له إلى الله حسنة، ولقي
الله عز وجل وهو عليه غضبان.
ومن لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به قبره من شفير جهنم يتخلخل فيها
361

ما دامت السماوات والأرض فان قارون لبس حلة فاختال فيها فخسف به فهو يتخلخل
فيها إلى يوم القيامة.
ومن نكح امرأة بمال حلال غير أنه أراد بها فخرا ورياء لم يزده الله عز وجل
بذلك إلا ذلا وهوانا وأقامه الله بقدر ما استمتع منها على شفير جهنم ثم يهوي فيها
سبعين خريفا.
ومن ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان، ويقول الله عز وجل له يوم القيامة:
عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم تف لي بالعهد فيتولى الله طلب حقها فيستوعب
حسناته كلها فلا تفي بحقها فيؤمر به إلى النار.
ومن رجع عن شهادته وكتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق ويدخله
النار وهو يلوك لسانه ومن كانت له امرأتان ولم يعدل بينهما في القسم من نفسه وماله
جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار.
ومن كان مؤذيا لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة ومأواه النار ألا
وإن الله عز وجل يسأل الرجل عن حق جاره، ومن ضيع حق جاره فليس منا.
ومن أهان فقيرا مسلما من أجل فقره واستخف به فقد استخف بحق الله
ولم يزل في مقت الله عز وجل وسخطه حتى يرضيه.
ومن أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو يضحك إليه.
ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله عز وجل
وليست له حسنة تتقى بها النار، ومن أخذ الآخرة وترك الدنيا لقي الله يوم القيامة
وهو راض عنه.
ومن قدر على امرأة أو جارية حراما فتركها مخافة الله عز وجل حرم الله
عز وجل عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأدخله الله الجنة وإن أصابها حراما
حرم الله عليه الجنة وأدخله النار، ومن اكتسب مالا حراما لم يقبل الله منه صدقة
ولا عتقا ولا حجا ولا اعتمارا وكتب الله عز وجل بعدد أجر ذلك أوزارا وما بقي منه
بعد موته كان زاده إلى النار ومن قدر عليها وتركها مخافة الله عز وجل كان في
362

محبة الله ورحمته ويؤمر به إلى الجنة.
ومن صافح امرأة حراما جاء يوم القيامة مغلولا ثم يؤمر به إلى النار.
ومن فاكه امرأة لا يملكها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام في النار، والمرأة
إذا طاوعت الرجل فالتزمها أو قبلها أو باشرها حراما أو فاكهها أو أصاب منها فاحشة
فعليها من الوزر ما على الرجل فان غلبها على نفسها، كان على الرجل وزره ووزرها.
ومن غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا ويحشر مع اليهود يوم القيامة
لأنه من غش الناس فليس بمسلم.
ومن منع الماعون من جاره إذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة ووكله
إلى نفسه ومن كله الله إلى نفسه هلك، ولا يقبل الله عز وجل له عذرا.
ومن كانت له امرأة تؤذيه لم يقبل الله صلاتها ولا حسنة من عملها حتى تعينه
وترضيه، وإن صامت الدهر، وقامت وأعتقت الرقاب، وأنفقت الأموال في سبيل الله
وكانت أول من يرد النار ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وعلى الرجل مثل ذلك الوزر
العذاب إذا كان لها مؤذيا ظالما.
ومن لطم خد مسلم لطمة بدد الله عظامه يوم القيامة ثم سلط الله عليه النار
وحشره مغلولا حتى يدخل النار.
ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك وهو في سخط
الله حتى يتوب ويرجع، وإن مات كذلك مات على غير دين الاسلام.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ألا ومن غشنا فليس منا قالها ثلاث مرات.
ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعله الله عز وجل حية طولها ستون
ألف ذراع، فتسلط عليه في نار جهنم خالدا فيها مخلدا ومن اغتاب أخاه المسلم بطل
صومه ونقض وضوؤه، فان مات وهو كذلك، مات وهو مستحل لما حرم الله، ومن
مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه في قبره نارا تحرقه إلى يوم القيامة وإذا
خرج من قبره سلط الله عليه تنينا أسود تنهش لحمه حتى يدخل النار.
ومن كظم غيظه وعفا عن أخيه المسلم وحلم عن أخيه المسلم أعطاه الله
363

تعالى أجر شهيد.
ومن بغى على فقير أو تطاول عليه أو استحقره حشره الله يوم القيامة مثل الذرة
في صورة رجل حتى يدخل النار.
ومن رد عن أخيه غيبة سمعها في مجلس رد الله عز وجل عنه ألف باب من
الشر في الدنيا والآخرة فإن لم يرد عنه وأعجب به كان عليه كوزر من اغتاب.
ومن رمى محصنا أو محصنة أحبط الله عمله وجلده يوم القيامة سبعون ألف
ملك من بين يديه ومن خلفه وتنهش لحمه حياة وعقارب ثم يؤمر به إلى النار.
ومن شرب الخمر في الدنيا سقاه الله عز وجل من سم الأفاعي ومن سم
العقارب شربة يتساقط لحم وجهه في الاناء قبل أن يشربها، فإذا شربها تفسخ لحمه
وجلده كالجيفة يتأذى به أهل الجمع حتى يؤمر به إلى النار، وشاربها وعاصرها
ومعتصرها في النار، وبائعها ومتبايعها وحاملها والمحمول إليه وآكل ثمنها سواء
في عارها وإثمها ألا ومن سقاها يهوديا أو نصرانيا أو صابئا أو من كان من الناس فعليه
كوزر من شربها ألا ومن باعها أو اشتراها لغيره لم يقبل الله عز وجل منه صلاة
ولا صياما ولا حجا ولا اعتمارا حتى يتوب ويرجع منها وإن مات قبل أن يتوب كان
حقا على الله عز وجل أن يسقيه بكل جرعة شرب منها في الدنيا شربة من صديد
جهنم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله ألا وإن الله عز وجل حرم الخمر بعينها والمسكر
من كل شراب ألا وكل مسكر حرام.
ومن أكل الربا ملا الله عز وجل بطنه من نار جهنم بقدر ما أكل، وإن
اكتسب منه مالا لا يقبل الله منه شيئا من عمله، ولم يزل في لعنة الله والملائكة
ما كان عنده قيراط واحد.
ومن خان أمانة في الدنيا ولم يردها على أربابها مات على غير دين الاسلام
ولقي الله عز وجل وهو عليه غضبان، فيؤمر به إلى النار، فيهوي به في شقير جهنم.
أبد الآبدين.
ومن شهد شهادة زور على رجل مسلم أو ذمي أو من كان من الناس غلق بلسانه
364

يوم القيامة وهو مع المنافقين، في الدرك الأسفل من النار.
ومن قال لخادمه ومملوكه أو من كان من الناس: لا لبيك ولا سعديك، قال الله
تعالى له يوم القيامة: لا لبيك ولا سعديك، أتعس في النار.
ومن أضر بامرأة حتى تفتدي منه نفسها لم يرض الله عز وجل له بعقوبة
دون النار، لان الله عز وجل يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم.
ومن سعى بأخيه إلى سلطان لم يبدله منه سوء ولا مكروه، أحبط الله عز
وجل كل عمل عمله، فان وصل إليه منه سوء أو مكروه أو أذى جعله الله في طبقة مع
هامان في جهنم.
ومن قرأ القرآن يريد به السمع والتماس شئ لقي الله عز وجل يوم القيامة
ووجهه مظلم ليس عليه لحم، وزجه القرآن في قفاه حتى يدخله النار، ويهوي
فيها من مع يهوي.
ومن قرأ القرآن ولم يعمل به حشره الله عز وجل يوم القيامة أعمى
فيقول: " رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها
وكذلك اليوم تنسى " فيؤمر به إلى النار.
ومن اشترى خيانة وهو يعلم أنها خيانة فهو كمن خانها في عارها وإثمها
ومن قاود بين رجل وامرأة حراما حرم الله عليه الجنة ومأواه جهنم وسائت مصيرا
ولم يزل في سخط الله حتى يموت.
ومن غش أخاه المسلم نزع الله عنه بركة رزقه، وأفسد عليه معيشته، ووكله
إلى نفسه.
ومن اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة، فهو كمن سرقها في عارها وإثمها
ومن خان مسلما فليس منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة.
ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها، ومن سمع خيرا فأفشاه فهو
كمن عمله.
ومن وصف امرأة لرجل وذكرها جماله فافتتن بها الرجل فأصاب فاحشة
365

لم يخرج من الدنيا حتى يغضب الله عليه ومن غضب الله عليه غضبت عليه السماوات
السبع والأرضون السبع وكان عليه من الوزر مثل الذي أصابها، قيل: يا رسول الله
فان تابا وأصلحا؟ قال: يتوب الله عز وجل عليهما ولم يقبل توبة الذي خطاها بعد
الذي وصفها.
ومن ملا عينيه من امرأة حراما حشاهما الله عز وجل يوم القيامة بمسامير من
نار، وحشاهما نارا حتى يقضى بين الناس، ثم يؤمر به إلى النار.
ومن أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم وجعل ذلك
الطعام نارا في بطنه، حتى يقضي بين الناس.
ومن فجر بامرأة ولها بعل انفجر من فرجهما من صديد واد مسيرة خمسمائة
عام يتأذى أهل النار من نتن ريحهما، وكانا من أشد الناس عذابا.
واشتد غضب الله عز وجل على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها
أو غير ذي محرم منها، فإنها إن فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته، فان أوطأت
فراشه غيره كان حقا على الله أن يحرقها بالنار بعد أن يعذبها في قبرها.
وأيما امرأة اختلعت من زوجها لم تزل في لعنة الله وملائكته ورسله والناس
أجمعين حتى إذا نزل بها ملك الموت، قال لها: أبشري بالنار، وإذا كان يوم
القيامة قيل لها: ادخلي النار مع الداخلين، ألا وإن الله ورسوله بريئان من
المختلعات بغير حق، ألا وإن الله عز وجل بريئان ممن أضر بامرأة حتى
تختلع منه.
ومن أم قوما باذنهم وهم عنه راضون فاقتصد بهم في حضوره وقراءته وركوعه
وسجوده وقعوده وقيامه، فله مثل أجرهم، ومن أم قوما فلم يقتصد بهم في حضوره
وقراءته وركوعه وسجوده وقعود وقيامه ردت عليه صلاته، ولم تجاوز تراقيه
وكانت منزلته عند الله عز وجل كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح لرعيته، ولم
يقم فيهم بأمر الله تعالى.
فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله
366

ما منزلة أمير جائر معتد لم يصلح لرعيته ولم يقم فيهم بأمر الله تعالى؟ قال: هو
رابع أربعة من أشد الناس عذابا يوم القيامة: إبليس، وفرعون، وقاتل النفس
ورابعهم الأمير الجاير.
ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض فلم يقرضه حرم الله عليه الجنة
يوم الجزي المحسنين.
ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسبه أعطاه الله بكل مرة يصبر عليها من
الثواب مثل ما أعطى أيوب عليه السلام على بلائه وكان عليها من الوزر في كل يوم وليلة
مثل رمل عالج، فان ماتت قبل أن تعينه وقبل أن يرضى عنها حشرت يوم القيامة منكوسة
مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
ومن كانت له امرأة لم توافقه ولم تصبر على ما رزقه الله عز وجل وشقت
عليه وحملته ما لم يقدر عليه يقبل الله منها حسنة تتقى بها النار، وغضب الله
عليها ما دامت كذلك.
ومن أكرم أخاه فإنما يكرم الله فما ظنكم بمن يكرم الله أن يفعل به
ومن تولى عرافة قوم ولم يحسن فيهم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة
وحشر ويده مغلولة إلى عنقه، فإن كان قام فيهم بأمر الله عز وجل أطلقها الله، وإن
كان ظالما هوى به في نار جهنم سبعين خريفا.
ومن لم يحكم بما أنزل الله كان كمن شهد شهادة زور، ويقذف به في النار
ويعذب بعذاب شاهد الزور، ومن كان ذا وجهين ولسانين كان ذا وجهين ولسانين
يوم القيامة، ومن مشى في صلح بين اثنين صلى عليه ملائكة الله حتى يرجع
وأعطي أجر ليلة القدر، ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه من الوزر بقدر
ما لمن أصلح بين اثنين من الاجر مكتوب عليه لعنة الله حتى يدخل جهنم فيضاعف
له العذاب.
ومن مشي في عون أخيه ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله، ومن
مشى في عيب أخيه فكشف عورته كانت أول خطوة خطاها ووضعها في جهنم، وكشف
الله عورته على رؤوس الخلائق، ومن مشى إلى ذي قرابة وذي رحم يسأل به أعطاه.
367

الله أجر مائة شهيد وإن سأل به ووصله بماله ونفسه جميعا كان له بكل خطوة
أربعون ألف ألف حسنة، ورفع له أربعون ألف ألف درجة وكأنما عبد الله عز وجل
مائة سنة.
ومن مشى في فساد ما بينهما وقطيعة بينهما غضب الله عز وجل عليه ولعنه
في الدنيا والآخرة وكان عليه من الوزر كعدل قاطع الرحم.
ومن عمل في تزويج بين مؤمنين حتى يجمع بينهما زوجه الله عز وجل من
ألف امرأة من الحور كل امرأة في قصر من در وياقوت، وكان له بكل خطوة
خطاها في ذلك أو بكلمة تكلم بها في ذلك عمل سنة قيام وليلها وصيام نهارها ومن عمل
في فرقة بين امرأة وزوجها، كان عليه غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة وكان
حقا على الله أن يرضخه بألف صخرة من نار، ومن مشى في فساد ما بينهما ولم
يفرق كان في سخط الله عز وجل ولعنه في الدنيا والآخرة وحرم الله النظر إلى وجهه.
ومن قاد ضريرا إلى مسجده أو إلى منزله أو لحاجة من حوائجه كتب الله له بكل
قدم رفعها ووضعها عتق رقبة، وصلت عليه الملائكة حتى يفارقه، ومن كفى
ضريرا حاجة من حوائجه فمشى فيها حتى يقضيها أعطاه الله براءتين براءة من النار
وبراءة من النفاق، وقضى له سبعين ألف حاجة في عاجل الدنيا ولم يزل يخوض
في رحمة الله حتى يرجع.
ومن قام على مريض يوما وليلة بعثه الله مع إبراهيم الخليل عليه السلام فجاز
على الصراط كالبرق اللامع، ومن سعى لمريض في حاجة فقضاها خرج من ذنوبه
كيوم ولدته أمه، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله صلى الله عليه وآله فإن كان المريض من
أهله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أعظم الناس أجرا من سعى في حاجة أهله، ومن
ضيع أهله وقطع رحمه حرمه الله حسن الجزاء يوم يجزي المحسنين وضيعه
ومن ضيعه الله في الآخرة فهو يرد مع الهالكين حتى يأتي بالمخرج، ولما يأت به.
ومن أقرض ملهوفا فأحسن طلبته استأنف العمل وأعطاه الله بكل درهم ألف
قنطار من الجنة، ومن فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا نظر الله إليه برحمته
368

فنال بها الجنة، وفرج الله عنه كربه في الدنيا والآخرة.
ومن مشى في إصلاح بين امرأة وزوجها أعطاه الله أجر ألف شهيد قتلوا في
سبيل الله حقا وكان له بكل خطوة يخطوها وكلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام
ليلها وصيام نهارها، ومن أقرض أخاه المسلم كان له بكل درهم أقرضه وزن جبل
أحد، وجبال رضوي، وجبال طور سيناء حسنات، فان رفق به في طلبته بعد أجله
جاز على الصراط كالبرق الخاطف اللامع بغير حساب ولا عذاب، ومن شكا إليه
أخوه المسلم فلم يقرضه حرم الله عز وجل عليه الجنة يوم يجزي المحسنين.
ومن منع طالبا حاجته وهو قادر على قضائها فعليه مثل خطيئة عشار، فقام
إليه عوف بن مالك فقال: ما يبلغ خطيئة عشار يا رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: على العشار
كل يوم وليلة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، ومن يلعن الله فلن تجد له
نصيرا، ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فمن به عليه حبط عمله وخاب سعيه.
ثم قال: ألا وإن الله عز وجل حرم على المنان والمختال والفتان ومدمن
الخمر والحريص والجعظري (1) والعتل الزنيم الجنة، ومن تصدق بصدقة على رجل
مسكين كان له مثل أجره ولو تداولها أربعون ألف إنسان ثم وصلت إلى المسكين
كان لهم أجرا كاملا وما عند الله خير وأبقى للذين اتقوا وأحسنوا لو كنتم تعلمون.
ومن بنى مسجدا في الدنيا أعطاه الله بكل شبر منه أو قال: بكل ذراع منه
مسيرة أربعين ألف ألف عام مدينة من ذهب وفضة ودر وياقوت وزمرد وزبرجد
ولؤلؤ: في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر وفي كل قصر أربعون ألف ألف دار
وفي كل دار أربعون ألف ألف سرير، على كل سرير زوجة من الحور العين، في
كل بيت أربعون ألف ألف وصيف، وأربعون ألف ألف وصيفة، وفي كل بيت
أربعون ألف ألف مائدة، وعلى كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة، وفي كل قصعة
أربعون ألف ألف لون من الطعام، ويعطي الله وليه من القوة ما يأتي على تلك
الأزواج، وعلى ذلك الطعام وذلك الشراب في يوم واحد.
ومن تولى أذان مسجد من مساجد الله فأذن فيه وهو يريد وجه الله، أعطاه

(1) في الحديث: " ولا جعظرى وهو الذي لا يشبع من الدنيا ". راجع معاني الأخبار: 330.
369

الله ثواب أربعين ألف ألف نبي وأربعين ألف ألف صديق، وأربعين ألف ألف
شهيد، وأدخل في شفاعته أربعين ألف ألف أمة، وفي كل أمة أربعون ألف ألف
رجل، وكان له في كل جنة من الجنان أربعون ألف ألف مدينة، في كل مدينة
أربعون ألف ألف قصرا، في كل قصر أربعون ألف ألف دار، في كل دار أربعون
ألف ألف بيت، وفي كل بيت أربعون ألف ألف سرير، على كل سرير زوجة من
الحور العين. وفي كل بيت منها مثل الدنيا أربعون ألف ألف مرة، بين يدي كل
زوجة أربعون ألف ألف وصيف، وأربعون ألف ألف وصيفة، وفي كل بيت أربعون
ألف ألف مائدة، على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة، في كل قصعة أربعون ألف
ألف لون من الطعام، لو نزل به الثقلان لأدخلهم في أدنى بيت من بيوتها ما شاؤوا
من الطعام والشراب والطيب، واللباس والثمار وألوان التحف والطرائف من
الحلي والحلل كل بيت منها يكتفى بما فيه من هذه الأشياء عما في البيت الاخر
فإذا أذن المؤذن فقال: أشهد أن لا إله إلا الله اكتنفه أربعون ألف ألف سلك كلهم
يصلون عليه ويستغفرون له، وكان في ظل الله عز وجل حتى يفرغ، وكتب له
ثوابه أربعون ألف ألف ملك، ثم صعدوا به إلى الله عز وجل.
ومن مشى إلى مسجد من مساجد الله عز وجل فله بكل خطوة خطاها حتى
يرجع إلى منزله عشر حسنات، ويمحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات
ومن حافظ على الجماعة أين كان، وحيث ما كان، مر على الصراط كالبرق الخاطف
اللامع في أول زمرة مع السابقين، ووجهه أضوء من القمر ليلة البدر، وكان
له بكل يوم وليلة يحافظ عليها ثواب شهيد، ومن حافظ على الصف المقدم
فيدرك التكبيرة الأولى ولا يؤذي فيه مؤمنا أعطاه الله من الاجر مثل ما للمؤذن
وأعطاه الله عز وجل في الجنة مثل ثواب المؤذن، ومن بنى على ظهر الطريق مأوى لعابر
سبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيب من در وجهه يضيئ لأهل الجمع نورا حتى
يزاحم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام في قبته فيقول أهل الجمع: هذا ملك من
الملائكة لم ير مثله قط، ودخل في شفاعته الجنة أربعون ألف ألف رجل.
370

ومن شفع لأخيه شفاعة طلبها إليه نظر الله عز وجل إليه وكان حقا على
الله أن لا يعذبه أبدا فان هو شفع لأخيه من غير أن يطلبها كان له أجر سبعين شهيدا
ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت وكف سمعه وبصره ولسانه وفرجه
وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقربا إلى الله تعالى، قربه الله حتى يمس
ركبتي إبراهيم الخليل عليه السلام ومن احتفر بئرا للماء حتى استنبط ماءها فبذلها
للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها وصلى وكان له بعدد كل شعرة من شعر
إنسان أو بهيمة أو سبع أو طائر عتق ألف رقبة، ودخل يوم القيامة في شفاعته - عدد
النجوم - حوض القدس، قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وآله ما حوض القدس؟ قال: حوضي
ثلاث مرات.
ومن احتفر لمسلم قبرا محتسبا حرمه الله تعالى على النار، وبواه بيتا في
الجنة، وأورده حوضا فيه من الأباريق عدد النجوم عرضه ما بين أيلة وصنعاء، ومن
غسل ميتا فأدى فيه الأمانة كان له بكل شعرة منه عتق رقبة، ورفع له به مائة
درجة، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله وكيف يؤدي فيه الأمانة؟ قال:
يستر عورته، ويستر شينه وإن لم يستر عورته ويستر شينه حبط أجره وكشفت عورته
في الدنيا والآخرة ومن صلى على ميت صلى عليه جبرئيل عليه السلام وسبعون ألف
ألف ملك، وغفر له ما تقدم من ذنبه، وإن أقام عليه حتى يدفن وحث عليه من
التراب انقلب من الجنازة وله بكل قدم من حيث شيعها حتى يرجع إلى منزله
قيراط من الاجر والقيراط مثل جبل أحد، يكون في ميزانه من الاجر، ومن ذرفت
عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة من دموعه مثل جبل أحد يكون في ميزانه
وكان له من الاجر بكل قطرة عين من الجنة على حافتيها من الميادين والقصور
ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
ومن عاد مريضا فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف
حسنة، ومحي عنه سبعون ألف ألف سيئة، ويرفع له سبعون ألف ألف درجة، ووكل
به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره ويستغفرون له إلى يوم القيامة.
371

ومن شيع جنازة فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف حسنة، ويمحى
عنه مائة ألف ألف سيئة، ويرفع له مائة ألف ألف درجة، فان صلى عليها صلى
على جنازته ألف ألف ملك، كلهم يستغفرون له، فان شهد دفنها وكل الله به
ألف ألف ملك كلهم يستغفرون له حتى يبعث من قبره.
ومن خرج حاجا أو معتمرا فله بكل خطوة حتى يرجع مائة ألف ألف
حسنة، ويمحى عنه مائة ألف ألف سيئة، ويرفع له ألف ألف درجة، وكان له
عند ربه بكل درهم يحملها في وجهه ذلك ألف ألف درهم (1) حتى يرجع وكان في
ضمان الله فان توفاه أدخله الجنة وإن رجع رجع مغفورا له مستجابا له دعاؤه، فاغتنموا
دعوته إذا قدم قبل أن يصيب الذنوب فان الله لا يرد دعاءه فإنه يشفع في مائة ألف
ألف رجل يوم القيامة، ومن خلف حاجا أو معتمرا في أهله بعده كان له أجر كامل مثل
أجره من غير أن ينقص من أجره شئ.
ومن خرج مرابطا في سبيل الله أو مجاهدا فله بكل خطوة سبعمائة ألف حسنة
ويمحى عنه سبعمائة ألف سيئة، ويرفع له سبعمائة ألف درجة، وكان في ضمان
الله حتى يتوفاه بأي حتف كان كان شهيدا وإن رجع رجع مغفورا له مستجابا
له دعاؤه.
ومن مشى زائرا لأخيه فله بكل خطوة حتى يرجع إلى منزله عتق مائة
ألف رقبة، ويرفع له مائة ألف درجة، ويمحى عنه مائة ألف سيئة، ويكتب له مائة ألف
حسنة، فقيل لأبي هريرة: أليس قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أعتق رقبة فهي فداؤه من
النار؟ قال: ذلك كذلك، وقد قلنا: يا رسول الله قلت كذا وكذا، قال: بلى
ولكن يرفع له درجات عند الله في كنوز عرشه.
ومن قرأ القرآن ابتغاء وجه الله وتفقها في الدين كان له من الثواب مثل
جميع ما يعطي الملائكة والأنبياء والمرسلين، ومن تعلم القرآن يريد به رياء وسمعة

(1) في المصدر المطبوع بالنجف: " وكان له بكل درهم وبكل دينار ألف ألف دينار
وبكل حسنة عملها في توجهه ذلك ألف ألف حسنة حتى يرجع.
372

ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء أو يطلب به الدنيا بدد الله عز وجل عظامه يوم
القيامة، ولم يكن في النار أشد عذابا منه، وليس نوع من أنواع العذاب إلا ويعذب
به من شدة غضب الله عليه وسخطه، ومن تعلم القرآن وتواضع في العلم وعلم
عباد الله وهو يريد به ما عند الله لم يكن في الجنة أحد أعظم ثوابا منه، ولا أعظم
منزلة منه، ولم يكن في الجنة منزلة ولا درجة رفيعة ولا نفيسة إلا كان له فيها
أوفر النصيب وأشرف المنازل، ألا وإن العلم خير من العمل وملاك الدين الورع
ألا وإن العالم من يعمل بالعلم وإن كان قليل العمل، ألا ولا تحقرن [من
الذنوب] شيئا وإن صغر في أعينكم فإنه لا صغيرة بصغيرة مع الاصرار، ولا كبيرة
بكبيرة مع الاستغفار، ألا وإن الله عز وجل سائلكم عن أعمالكم حتى عن مس
أحدكم ثوب أخيه بأصبعه فاعملوا عباد الله أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات
وقد خلق الله عز وجل الجنة والنار، فمن اختار النار على الجنة انقلب بالخيبة
ومن اختار الجنة فقد فاز وانقلب بالفوز، لقول الله عز وجل: " فمن زحزح
عن النار وادخل الجنة فقد فاز " (1)
ألا وإن ربى أمرني أن أقاتل الناس حتى يقولوا: " لا إله إلا الله، فإذا
قالوها اعتصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، ألا وإن
الله جل اسمه لم يدع شيئا مما يحبه إلا وقد بينه لعباده، ولم يدع شيئا يكرهه
إلا وقد بينه لعباده، ونهاهم عنه، ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي
عن بينة.
ألا وإن الله عز وجل لا يظلم، ولا يجاوزه ظلم، وهو بالمرصاد ليجزي
الذين أساؤا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، من أحسن فلنفسه، ومن
أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد.
يا أيها الناس إنه قد كبر سني، ودق عظمي، وانهدم جسمي، ونعيت إلى
نفسي، واقترب أجلي واشتد مني الشوق إلى لقاء ربي، ولا أظن إلا وأن

(1) آل عمران: 185.
373

هذا آخر العهد مني ومنكم، فما دمت حيا فقد تروني، فإذا مت فالله حليفتي
على كل مؤمن ومؤمنة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فابتدر إليه رهط من الأنصار قبل أن ينزل من المنبر وكلهم قالوا: يا رسول
الله ونحن جعلنا الله فداك بأبي أنت وأمي ونفسي لك الفداء يا رسول الله صلى الله عليه وآله
من يقوم لهذه الشدائد، وكيف العيس بعد هذا اليوم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وآله: وأنتم
فداكم أبي وأمي إني قد نازلت ربي عز وجل في أمتي فقال لي: باب التوبة
مفتوح حتى ينفخ في الصور، ثم أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: إنه من تاب
قبل موته بسنة تاب الله عليه، ثم قال: وإن السنة لكثيرة، من تاب قبل أن
يموت بشهر تاب الله عليه ثم قال: وشهر كثير، من تاب قبل موته بجمعة تاب الله
عليه ثم قال: وجمعة كثيرة، من تاب قبل أن يموت بيوم تاب الله عليه ثم قال:
ويوم كثير، من تاب الله قبل أن يموت بساعة تاب الله عليه ثم قال: وإن الساعة
لكثيرة، من تاب وقد بلغت نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - تاب الله عز وجل
عليه، قال: ثم نزل. فكانت آخر خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وآله حتى
لحق بالله عز وجل (1).

(1) ثواب الأعمال ص 249 - 262، وكان هذا الحديث الطويل آخر أحاديث
الكتاب رواه تحت عنوان " عقاب مجمع عقوبات الأعمال ". وفيه اختلافات يسيرة مع نسخة
المؤلف العلامة رحمة الله عليه.
374

كلمة المصحح:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله - والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله
أمناء الله.
وبعد: فقد تفضل الله علينا - وله الفضل والمن - حيث
اختارنا لخدمة الدين وأهله، وقيضنا لتصحيح هذه الموسوعة الكبرى
وهي الباحثة عن المعارف الاسلامية الدائرة بين المسلمين: أعني
بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم الصلوات
والسلام.
وهذا الجزء الذي نخرجه إلى القراء الكرام هو الجزء
الثالث من المجلد السادس عشر، وقد اعتمدنا في تصحيح الأحاديث
وتحقيقها على النسخة المصححة المشهورة بكمباني، بعد تخريجها
من المصادر وتعيين موضع النص من المصدر، وقد سددنا ما كان في
طبعة الكمباني من خلل وبياض وسقط وتصحيف مع جهد شديد بقدر
الامكان.
نسأل الله العزيز أن يوفقنا لإدامة هذه الخدمة المرضية
بفضله ومنه.
محمد الباقر البهبودي
375

بسمه تعالى
إلى هنا انتهى الجزء الثالث من المجلد
السادس عشر، وهو الجزء الثالث والسبعون، حسب
تجزئتنا يحتوي على اثني عشر بابا من تتمة أبواب كتاب
العشرة، وسبعة وستين بابا من أبواب كتاب الآداب
والسنن، وبهذا يتم المجلد السادس عشر، على ما في
نسخة الكمباني. وأما سائر الأبواب وهي تتمة المجلد
السادس عشر التي طبعت في أوراق على حدة باهتمام العلامة
المحدث المرزا محمد العسكري نزيل سامراء وهي
زهاء مائتين صفحة من طبعتنا هذه ستطبع في أول المجلد
الثامن عشر (الجزء 79) انشاء الله تعالى، لان المجلد
السابع عشر (الجزء 77 و 78) قد طبع قبلا بحول الله وقوته.
ولقد بذلنا جهدنا في تصحيحه ومقابلته وعرضه
على المصادر فخرج بعون الله ومشيئته نقيا من الأغلاط
إلا نزرا زهيدا زاغ عنه البصر، أو كل عنه النظر، ومن
الله العصمة والتوفيق.
السيد إبراهيم الميانجي - محمد الباقر البهبودي
376