الكتاب: طرق حديث الأئمة الإثنا عشر
المؤلف: الشيخ كاظم آل نوح
الجزء:
الوفاة: ١٣٧٩
المجموعة: مصادر الحديث الشيعية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: ١٣٩٨
المطبعة: مطبعة المعارف - بغداد 1374
الناشر: منشورات مكتبة القرآن والعترة
ردمك:
ملاحظات:

الخطيب كاظم آل نوح
طرق حديث الأئمة من قريش
وفى بعضها من بني هاشم
من الصحاح وغيرها
ونصوص النبي (ص) ان عليا أول من أسلم وطرق حديث
الدار وطرق انا مدينة العلم وعلي بابها
مطبعة المعارف - بغداد
سنة 1374 ه‍
1

محتويات الرسالة
تشتمل هذه الرسالة على أربعة أبواب:
الباب الثاني: النصوص النبوية ان عليا أول من أسلم
الباب الثالث: طرق حديث الدار وقول النبي هذا أخي ووزيري
ووصي وخليفتي من بعدي
الباب الرابع: طرق حديث انا مدينة العلم وعلى بابها وفي غزارة
علم علي (ع)
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العالمين رب الخلائق أجمعين الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد. لم تبصره العيون إذ ليس كمثله شئ وهو خالق كل شئ
والحمد له إذا أنعم علينا وهدانا لدينه الحنيف القويم فالحمد لله الذي هدانا
لهذا وما كنا نهتدي لولا أن هدانا الله. والصلاة والسلام على أنبيائه
ورسله الكرام وعلى سيد الأولين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه
وآله أجمعين وأصحابه المنتجبين المرضيين عند الله وعنده رضوان الله
عليهم ووفقنا لجهم ونفعنا بما جاءنا من علومهم وأحاديثهم جزاهم الله عن
الاسلام خيرا وعلى الله جزاؤهم فإنهم في جنانه منعمون مكرمون عفا الله
عنا وحشرنا معهم فإنه ارحم الراحمين وأكرم الأكرمين وبعد فاني كنت
قد كتبت رسالة تتعلق بالأئمة الطاهرين من آل نبينا صلى الله عليه وآله
وقد استخرجتها من الصحاح الست ومن كتب الحديث وتحريت الصحيح
منها والحسن وكان القصد منها تنويرا للراي والذي دعاني إلى كتابتها
هو ما رايته في كثير من الكتب من النزاع والمناقشة بين إخواننا من
أهل السنة وبين الامامية. الامامية تدعى بان الأئمة الاثني عشرهم
خلفاء رسول الله (ص) وبعض إخواننا من أهل السنة يردون هذه
الدعوى ويفندون مزاعم الامامية في العصور الماضية حتى هذا العصر
فالعلماء من حقهم هذا الجدل وهذا النزاع اما ان يكون في هذا الجانب
أو في الجانب الآخر. والذي يؤسفني ويؤسف كل مسلم هو ان النقاش
في الإمامة يدور في المقامي وفي المجالس وفي كثير من الأماكن بين العوام
3

من الطرفين على أنهم لا علم عندهم بل وهم من الأميين اي لا يقرأون ولا
يكتبون وكم من مرة قدمت نصايحي على المنبر بان يتركوا الجدل والنزاع
على اي شئ يتنازعون ولم يكن لهم خبرة ومعلومات كافية والله قد انزل
في كتابه ولا تنازعوا فتفشلوا اننا كلنا نصلى لقبلة واحدة وربنا واحد
ونبينا واحد وقرآننا واحد وصيامنا وحجنا واحد وزكاتنا واحدة فما
هذا النزاع والسباب والشتم بين طوائف المسلمين وأقول كونوا كالبنيان
المرصوص ولا يتفرقوا ولا تتنازعوا فان النزاع يوهن جانب المسلمين
ولكن الطاعة الكبرى من يستعمل كلمه فرق تسد فإنه بمختلف الحيل
والدس يفرق بين طائفة وأخرى وبين الأب وبنيه والأخ وأخيه أفلا
ننتبه أفلا نرحم أنفسنا أفلا يعز علينا وطننا؟ ان كثيرا من أصحاب
العقائد الفاسدة والضمائر الخبيثة هم أعوان لصاحب كلمة فرق تسد وهم
خدام ولمصالحه. ويقول النبي صلى الله عليه وآله الناس كالمعادن فكما
هنا اختلاف في قيم المعادن كذلك قيم الرجال وفضل الله بعضهم على بعض
وحين كان الشيخ عبد الله البيتي يصدر كتابا شهريا قدمت له مسودة
هذه الرسالة على أن يصدرها فلم يصدرها حتى الان وجاءني كتاب من
بعض إخواننا يقول فيه انك قد ذكرت على المنبر في عشرة محرم الأولى
بأنك قدمت رسالة للشيخ الفاضل الشيخ عبد الله السبيتي على أن يطيعها
وحتى الان لم نرها فوعدت إذا بقاني الله حيا سأقدمها بعون الله بعد أن
تخرج رسالتي التي هي خاصة برد الشمس على علي (ع) مرتين من
طرق إخواننا أهل السنة ووعدتهم بأنها ستكمل إن شاء الله طباعة ونشرا
في شهر شوال سنة 1374 ه‍ بعون الواحد الاحد وما توفيقي الا الله
عليه توكلت واليه أنيب. الخطيب كاظم آل نوح
4

الباب الأولى
بحث في الأئمة الاثني عشر
صلوات الله وسلامه عليهم وكلمات لأمير المؤمنين فيهم
قال أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع) واصفا الأئمة: هم أساس
الدين وعماد اليقين ولهم خصائص حق الولاية والوصية والوراثة وقال
عليه السلام لا يقاس بآل محمد من هذه الأمة أحد ولا يسارى بهم من
جرت نعمتهم عليه هم موضع سره - الضمير يرجع إلى رسول الله (ص) -
وملجا امره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وجبال دينه بهم
أقام انحناء ظهره واذهب ارتعاد فرائصه. وقال عليه السلام: اني لعلى
الطريق الواضح انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمعتهم واتبعوا اثرهم
فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم في ردى فان لبدوا فالبدوا وان
نهضوا فانهضوا ولا تسبقوهم فتضلوا ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا الا ان
مثل آل محمد (ص) كمثل نجوم السماء إذا خوى نجم طلع نجم نحن شجرة
النبوة ومهبط الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وينابيع الحكم
ناصرنا ومحبنا ينتظر الرحمة وعدونا ومبغضنا ينتظر السطوة. وقال عليه
السلام: أين الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا إذ رفعنا الله
ووضعهم وأعطانا وحرمهم وأدخلنا وأخرجهم بنا يستعطى الهدى وبنا
يستجلى العمى والله سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شئ اخفى من
الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله وليس
عند أهل ذلك الزمان سلمة أبور من الكتاب إذا تلى حق تلاوته
5

ولا أنفق منه إذا حرف عن مواضعه ولا في البلاد شئ أنكر من
المعروف ولا اعرف من المنكر واعلموا انكم لن تعرفوا الرشد حتى
تعرفوا الذي تركه ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه
ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه فالتمسوا ذلك من عند أهله فإنهم
عيش العلم وموت الجهل هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم وصمتهم عن
منطقهم وظاهرهم عن باطنهم لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه وهم بينهم
شاهد صادق وصامت ناطق. وقال عليه السلام: إنما الأئمة قوام الله
على خلقه وعرفائه على عباده لا يدخل الجنة الا من عرفهم وعرفوه ولا
يدخل النار الا من أنكرهم وأنكروه. وقال عليه السلام نحن الشعار
والأصحاب والخزنة والأبواب ولا تؤتى البيوت الا من أبوابها من
اتاها من غير أبوابها عد سارقا. ومنها هم كنوز الرحمن وكرائم الايمان
ان نطقوا صدقوا وان صمتوا لم يسبقوا فالناظر بالقلب العامل بالبصر
يكون عليه وقف عنه فان العامل بغير علم كالسائر على غير الطريق فلا يزيده
بعد عن الطريق الا بعدا عن حاجته والعامل بالعلم كالسائر على الطريق
الواضح فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع. وقال عليه السلام: أسرته اي
أسرة محمد (ص) خير الأسر وشجرتهم خير الشجر أغصانها معتدل
وثمارها مهتدلة هم عيش العلم وموت الجهل يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم
عن باطنهم وصمتهم عن حكم منطقهم لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه
هم دعائم الاسلام وولائج الاعتصام بهم عاد الحق في نصابه وانزاح الباطل
عن مقامه وانقطع لسانه عن منبته عقلوا الدين عقل رعاية ودعاية لا عقل
سماع ورواية وان رواة العلم كثير ودعاته قليل. وقال عليه السلام:
6

بلى لا تخلوا الأرض من قائم بحججه اما ظاهرا مشهورا واما خائفا
مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته وكم ذا وأين أولئك أولئك والله
الأقلون عددا والأعظمون عند الله قدرا بهم يحفظ الله حججه وبينا
حتى يودعوها نضراؤهم ويزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على
حقيقة البصيرة اليقين واستلانوا ما استوعده المترفون
وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة
بالملائك الا على أولئك خلفاء الله في ارضه آه آه شوقا إلى رؤيتهم.
حديث اثنى عشر خليفة كلهم من قريش
وفي بعضها كلم من بني هاشم.
قال صاحب كتاب الصراط المستقيم قال الفراء صاحب كتاب المصابيح
مرفوعا ان النبي (ص) قال الأئمة اثنى عشر كلهم من قريش وقوله (ص)
لا يزال الاسلام إلى اثنى عشر خليفة. واسند البخاري في الجزء الأول
في صحيحه عن جابر ابن سمرة وفي موضع آخر عن عينية عن ابن عمر
أيضا وأسنده مسلم في صحيحه في مواضع بطرق مختلفة واو داود في
سنته والثعلبي في تفسيره والحميدي في مواضع من الجمع بين الصحيحين
وفي الجمع بين الصحاح الست في موضعين وفي تفسير السدي أمر الله
خليله (ع) بالنزول بإسماعيل وأمه في بيته التهامي وقال إني ناشر ذريته
وجاعل منه نبيا عظيما ومن ذريته اثنى عشر عظيما. وقد صنفا محمود ابن
عبد الله ابن عباس كتابا سماه مقتضب الأثر في امامة الاثني عشر أقول
وأورد العلامة الحلي رضوان الله عليه في كتابه كشف الحق من صحيح
7

مسلم والبخاري في موضعين بطريقين عن جابر وابن عينية قال رسول الله
(ص) لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنى عشر خليفة كلهم من
قريش وفي الجميع بين الصحاح الست في موضعين قال رسول الله (ص)
هذا الامر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنى عشر خليفة كلهم من قريش
وكذا في صحيح أبي داود وكذا في الجمع بين الصحيحين وذكر عن
السدى صاحب التفسير ما قد نقله عنه صاحب الصراط المستقيم ثم قال
وقد دلت هذه الأخبار على امامة اثنى عشر إماما من ذرية محمد (ص)
ولا قائل بالحصر الا الامامية في المعصومين والاخبار في ذلك كثيرة.
أقول وأورد السيد هاشم رحمة الله عليه في كتابه غاية المرام حديث اثنى
عشر من ست وستين طريقا بأسانيدها من طرق أهل السنة من طرق سبعة
من كتاب مناقب أمير المؤمنين (ع) للفقيه أبي الحسن علي ابن محمد
الخطيب المعروف بابن المغازلي الشافعي وأخرجه من مسند ابن حنبل وعن
اخطب خطباء خوارزم أبي المؤيد موفق ابن احمد صدر الأئمة عند أهل السنة
من اثنى عشر طريقا وأخرجه عن أبي نعيم الحافظ وعن الخطيب في
تاريخه مسندا وعن إبراهيم ابن محمد الحمويني من ثلاثة وعشرين طريقا
ومن الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ومن شرح النهج لابن أبي
الحديد من طريقين واخرج البقية من مناقب الشيخ الفقيه أبي الحسن
محمد ابن احمد ابن علي ابن الحسين عن شاذان من طرق العامة وقال موفق
ابن احمد حدثني فخر القضاة نجم الدين ابن أبي منصور محمد ابن الحسين
ابن محمد البغدادي فيما كتب إلى من همدان قال أنبأنا الامام الشريف
نور الهدى أبو طالب الحسن ابن محمد الزينبي قال أخبرنا امام الأئمة محمد
ابن احمد ابن شاذان قال حدثنا احمد ابن محمد ابن عبد الله الحافظ قال حدثنا
8

علي ابن سنان الموصلي عن أحمد ابن محمد ابن صالح عن سليمان ابن محمد عن
زياد ابن مسلم عن عبد الرحمن ابن زيد عن زيد ابن جابر عن سلامة عن
أبي سليمان راعي رسول الله (ص) قال سمعت رسول الله (ص) يقول
ليلد أسري بي أبي السماء قال الجليل جل جلاله آمن الرسول بما انزل إليه
من ربه فقلت والمؤمنون قال صدقت قال من خلقت من أمتك قال خيرها
قال علي ابن أبي طالب قلت نعم يا رب قال يا محمد اني اطلعت إلى الأرض
اطلاعة فاخترتك منها فشققت لك اسما من أسمائي فلا أذكر في موضع
الا وذكرت فانا المحمود وأنت محمد ثم اطلعت الثانية فاخترت منها عليا
وشفقت له اسما من أسمائي فانا الاعلى وهو على يا محمد اني خلقتك وخلقت
عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولده من نوري وعرضت
ولايتكم على أهل السماوات والأرض فمن قبلها كان عندي من المؤمنين
ومن جحدها كان عندي من الكافرين يا محمد لو أن عبدا من عبيدي
عبدني حق ينقطع أو يصير كالشن البالي ثم اتاني جاحدا لولايتكم ما غفرت
له حتى يقر بولايتكم يا محمد أتحب ان تراهم قلت نعم يا رب فقال التفت
عن يمين العرش فالتفت فإذا بعلى وفاطمة والحسن والحسين وعلي ابن
الحسين ومحمد ابن علي وجعفر ابن محمد وموسى ابن جعفر وعلي ابن موسى
ومحمد ابن علي وعلي ابن محمد والحسن ابن علي ومحمد المهدي في ضحضاح
من نور قيام يصلون والمهدي في وسطهم كأنه كوكب درى وقال يا محمد
هؤلاء الحجج وهذا الثائر عن عترتك وعزتي وجلالي انه الحجة الواجبة
لأوليائي والمنتقم من أعدائي أقول وقال الشيخ سليمان البلخي في كتابه
ينابيع المودة في الباب السادس والسبعين في أحوال الأئمة الاثني عشر قال
وفي فرائد السبطين بسنده عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنه قال
9

قدم يهودي يقال له نسئل فقال يا محمد أسألك عن أشياء تحتاج في صدري
منذ حين فان أجبتني عنها أسلمت على يديك فقال (ص) سل يا أبا عمارة
فقال يا محمد صف لي ربك فقال (ص) لا يوصف الا بما وصف به نفسه
وكيف يوصف الخالق الذي تعجز العقول ان تدركه والأوهام ان تناله
والخطوات ان تحده والابصار ان تحيط به جل وعلا عما يصفه به
الواصفون ناء في قربة قريب في تايه وهو كيف الكيف وأين الأين
فلا يقال أين هو فهو الأحد الصمد كما وصف نفسه والواصفون
لا يبلغون نعته لم يلد ويولد ولم يكن له كفوا أحد قال صدقت يا محمد
فأخبرني عن قوله انه واحد لا شبيه له أليس الله واحد والانسان واحد
فقال (ص) الله عزو وعلا واحد حقيقي واحد المعنى اي لا جزء ولا تركيب
له والانسان واحد ثنائي المعنى مركب من روح وبدن قال صدقت فأخبرني
عن وصيك من هو فما من بني الا وله وصي ونبينا موسى ابن عمران أوصى
يوشع ابن نون فقال صلى الله عليه وآله ان وصيي علي ابن أبي طالب
(ع) وبعده سبطاي الحسين والحسين (ع) تتلوه تسعة أئمة من صلب
الحسين (ع) قال يا محمد فسمهم لي قال (ص) إذا مضي الحسين فابنه
على فإذا مضي علي فابنه محمد فإذا مضي محمد فابنه جعفر وإذا مضي جعفر
فابنه موسى وإذا مضى موسى فابنه على فإذا مضى على فابنه محمد فإذا
مضى محمد فابنه علي فإذا مضى علي فابنه الحسن فإذا مضى الحسن فابنه
الحجة محمد المهدي فهؤلاء اثنى عشر قال اخبرني كيف موت علي والحسن
والحسين قال يقتل على بضربة على قرنه والحسن يقتل بالسم والحسين
بالذبح قال فأين مكانهم قال في الجنة ودرجتي فقال اشهد ان لا إله إلا الله
واشهد انك رسول الله وانهم الأوصياء بعدك لقد وجدت في كتب
10

الأنبياء المتقدمة وفيها عهد نبينا موسى ابن عمران انه إذا ان آخر الزمان
يخرج نبي يقال له احمد ومحمد وهو خاتم الأنبياء لا نبي بعده فيكون
أوصيائه بعده اثنى عشر أولهم ابن عمه وختنه والثاني والثالث كانا أخوين
من ولده وتقتل أمة النبي (ص) الأول بالصيف والثاني بالسم والثالث مع
جماعة من أهل بيته بالسيف وبالعطش في موضع الغربة وهو يصير على القتل
لرفع درجاته ودرجات أهل بيته وذريته ولاخراج محبيه واتباعه من
النار وتسعة الأوصياء منهم من الأود الثالث منهم فهؤلاء الاثني عشر
عدد الأسباط قال (ص) أتعرف الأسباط قال نعم كانوا اثنى عشر أولهم
لاوي ابن برخيا وهو الذي غاب من بني إسرائيل غيبة ثم عاد فاظهر الله
شريعته بعد اندراسها وقاتل قرسطيا الملك حتى قتل الملك قال (ص) كائن
في أمتي ما كان في بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة وان
الثاني عشر من ولدي يغيب حتى لا يرى ويأتي على أمتي زمن لا يبقى من
الاسلام الا اسمه ومن القرآن الا رسمه فحينئذ بإذن الله تبارك وتعالى
له بالخروج فيظهر الله الاسلام به ويجدده طوبى لمن أحبهم وتبعهم والويل
لمن أبغضهم وخالفهم وطوبى لمن تمسك بهداهم فأنشأ نعثل شعرا
صلى الاله ذو العلا * عليك يا خير البشر
أنت النبي المصطفى * والهاشمي المفتخر
بكم هدانا ربنا *
وفيك نرجو ما أمر
ومعشر سميتهم * أئمة اثنا عشر
حباهم رب العلام * ثم اصطفاهم من كدر
قد فاز من والاهم * وخاب من عادى الزهر
آخرهم يسقي الظما * وهو الإمام المنتظر
11

عترتك الأخيار لي * والتابعين ما أمر
من كان عنهم معرضا * فسوف تصلاه سقر
وفي المناقب عن واثلة ابن الأسفع عن جابر ابن عبد الله الأنصاري
قال دخل جدل ابن جنادة ابن جبير اليهودي على رسول الله (ص) فقال
يا محمد أخبر عما ليس لله وعما ليس عند الله ومما لا يعلمه الله فقال (ص)
اما ليس لله فليس لله شريك واما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد
وأما ما لا يعلمه الله فذلك قولكم عزيز ابن الله والله لا يعلم أن له ولد بل
يعلم أنه مخلوقه وعبده فقال اشهد أن لا اله اله الله وانك رسول الله حقا
وصدقا ثم قال إني رأيت البارحة موسى ابن عمران في المنام فقال يا جندل
أسلم على يد محمد خاتم الأنبياء واستمسك بأوصيائه من بعده فقلت أسلم
وله لحمد أسلمت وهداني بك ثم قال اخبرني يا رسول الله عن أوصيائك
عن بعدك لا تمسك بهم قال (ص) أوصيائي اثنا عشر قال جندل هكذا
وجدناهم في التوراة وقال يا رسول الله سمهم لي فقال (ص) أولهم سيد
الأوصياء وأبو الأئمة علي (ع) ثم ابناه الحسن والحسين فاستمسك بهم
ولا يغرنك جهل الجاهلين فإذا ولد علي ابن الحسين يقتضي الله عليك
ويكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن تشربه فقال جندل وجدنا في
في التوراة في كتب الأنبياء إيليا وشبر وشبير فهذا اسم علي والحسن
والحسين فمن بعد الحسين وما أسمائهم قال (ص) فإذا انقضت مدة الحسين
فالامام ابنه علي ويلقب يزين العابدين فبعده ابنه يلقب بالباقر فبعده ابنه
جعفر يلقب بالصادق فبعده ابنه موسى يدعي بالكاظم فبعده ابنه على
وبعده ابنه الحسن يدعى بالعسكري وبعده ابنه محمد يدعي بالمهدي
12

والقائم والحجة ويغيب ثم يخرج فإذا خرج يملا الله به الأرض قسطا
وعدلا كما ملئت ظلما وجورا طوبى للصابرين في غيبته طوبى للمتقين
على محبتهم أولئك الذين وصفهم الله في كتابه وقال (هدى المتقين الذين
يؤمنون بالغيب) ثم قال تعالى أولئك حزب الله الا ان حزب الله هم
الغالبون فقال جندل الحمد الله الذي وفقني لمعرفتهم ثم عاش إلى أن
كانت ولادة علي ابن الحسين (ع) فخرج إلى الطائف ومرض وشرب
لبنا وقال اخبرني رسول الله (ص) ان يكون آخر زادي من الدنيا
شربة لبن ومات ودفن بالطائف بالموضع المعروف بالكرزارة ثم قال
البلخي في ينابيعه الباب السابع ولسبعون في تحقيق حديث بعدي اثنا
عشر خليفة كلهم من قريش للشيخين والترمذي وأبي داود وذكر يحيى
ابن الحسن في كتاب العمدة من عشرين طريقا هي ان الخلفاء بعد
النبي (ص) اثنا عشر خليفة كلهم من قريش والبخاري من ثلاثة طرق
ومسلم من تسعة طرق وأبو داود من ثلاثة طرق وفي الحميدي من ثلاثة
وفي الترمذي واحد وفي المودة العاشرة من كتاب مودة القربى للسيد
على الهمداني عن عبد الملك ابن عمير وعن جابر ابن سمرة قال كنت مع
أبي عند النبي (ص) فسمعته يقول بعدي اثنا عشر خليفة ثم اخفى صوته
فقلت لأبي ما الذي اخفى صوته قال قال كلهم من بني هاشم. وعن سماك
ابن حرب مثل ذلك وعن عبابة ابن ربعي عن جابر قال قال رسول الله (ص)
انا سيد النبيين وعلي سيد الوصيين وان أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم
على وآخرهم القائم المهدي. قال بعض المحققين ان الأحاديث الدالة على
كون الخلفاء بعد النبي (ص) اثنا عشر خليفة قد اشتهرت من طرق كثيرة
فيشرح لزمان وتعريف الكون والمكان علم أن المراد رسول الله (ص)
13

من حديث الأئمة اثنا عشر من أهل بيته وعترته إذ لا يمكن ان يحمل
هذا الحديث على الخلفاء بعده لقلتهم على اثني عشر ولا يمكن ان تحمله
على الملوك الأموية لزيادتهم على اثني ولظلمهم الفاحش الا عمر ابن
عبد العزيز ولكونهم غير بني هاشم لان النبي (ص) قال كلهم من بني
هاشم كما في رواية عبد الملك عن جابر واخفاء صوته في هذا القول يرجح
لهذه الرواية ولا يمكن حمله على الملوك العباسيين لزيادتهم على العدد المذكور
ولقلة رعايتهم الآية قل لا أسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى
وحديث الكسا فلا بد من أن يحمل هذا الحديث على الأئمة الاثني عشر
من أهل بيته وعترته لأنهم كانوا أعلم أهل زمانهم وأجلهم وأورعهم وأتقاهم
واعلام نسبا وأفضلهم حسبا وأكرمهم عند الله وكانت علومهم عن آبائهم
متصلا بجدهم (ص) وبالوراثة اللدنية كدا عرفهم أهل العلم والتحقيق
وأهل الكشف والتوفيق. وأورد العلامة السيد حسن صد الدبن في
كتابه الدرر الموسوية في شرح العقائد الجعفرية حديث اثنى عشر خليفة
من طرق أحمد بن حنبل من أربعة وثلاثين طريقا وذكر طرق مسلم
ورواية الثعلبي ورواية أبي سعيد الخدري وأبي بردة وابن عمر وعبد الرحمن
ابن سمرة وجابر وانس وأبي هريرة وابن عباس وعمر ابن عمرو عبد الرحمن
ابن سمرة وجابر وانس وأبي هريرة وابن عباس وعمر ابن الخطاب وعائشة
ورواية واثلة وأبي سليمان الراعي فاما رواية عمر ابن الخطاب فقد أسند
علي ابن المسيب إلى عمر قول النبي (ص) الأئمة بعدي الحديث منها
مهدي هذه الأمة من تمسك بهم بعدي فقد تمسك يحبل الله واسند
الدروستي ابن المثنى سال عائشة كم خليفة لرسول الله (ص) فقالت
اخبرني أنه يكون بعده اثنى عشر خليفة فقال قلت من هم فقالت أسماؤهم
14

مكتوبة عندي باملاء رسول الله (ص) فقلت لها ما هي أسماؤهم فأبت ان
تعرفنيها ثم إن السيد بعد ذكر طرق الحديث عد جملة من كتب أهل السنة
التي ذكرت حديث اثنى عشر خليفة منها مناقب احمد ابن حنبل والنسائي
وتنزيل القرآن في مناقب أهل البيت لأبي نعيم الحافظ الأصفهاني وفرائد
السمطين في فضائل المرتضى والزهراء والسبطين لمحمد ابن إبراهيم الحمويني
الشافعي ومطالب السول لمحمد ابن طلحة الشافعي وكفاية الطالب وكتاب
البيان لمحمد ابن يوسف ابن محمد الكنجي الشافعي ومسند فاطمة لعلى
ابن عمر الدارقطني وكتاب فضائل أهل البيت لموفق ابن احمد اخطب
خطباء خوارزم الحنفي والمناقب لابن المغازلي الفقيه الشافعي والفصول
المهمة لعلي ابن احمد المالكي المعروف بابن الصباغ وجواهر العقدين
للعلامة الشريف السمهودي المصري وذخائر العقبى لمحب الدين احمد ابن
عبيد الله الطبري وكتاب مودة القربى لعلي ابن شهاب الهمداني بل
والصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي والإصابة لابن حجر العسقلاني
وجامع الأصول ومسند أحمد ابن حنبل ومسند أبي يعلي الموصلي ومسند
أبي بكر البزاز ومعاجم الطبراني وجامع الصغير للسيوطي وكنز الدقائق
المناوي. أقول قال القاضي ابن رزوبهان في رده على العلامة الحلي واما
حمله اي حديث اثنى عشر خليفة كلهم من قريش واما حمله على الأئمة الاثني
عشر فان أريد بالخلافة ووراثة العلم والمعرفة وايضاح الحجة والقيام
باتمام منصب النبوة فلا مانع من الصحة ويجوز هذا الحمل بل يحسن وان
أريد به الزعامة الكبري والإيالة العظمى فهذا أمر لا يصح لان من اثنى
عشر اثنين كانا صاحب الزعامة الكبرى وهما على والحسن والباقون لم
يتصدوا الزعامة الكبري ولو قال الخصم انهم كانوا خلفاء لكن منعهم
15

الناس من حقهم قلنا سلمت انهم لم يكونوا خلفاء بالفعل با بالقوة
والاستحقاق والظاهر أن مراد الحديث ان يكونوا خلفاء قائمين بالزعامة
والولاية والا فما الفائدة في خلافتهم في إقامة الدين وهذا ظاهر. قال
العلامة السيد حسن صد الدين ان هذا الناصب قد خالف انفاق الأمة
في تفسير الخلافة مجمعة على أنها اما بالنص أو الاختيار ولا قائل باعتبار
فعلية التصرف والفق والرتق في فعلية الخلافة لكن لما ضيفت هذه
الأحاديث أنفاس الجمهور رأوا بعد حمل الجمل منها على المبين والمطلق
على المقيد لا تنطبق الا على امامة الاثني عشر من ذرية محمد (ص) ولا
قائل بالحصر الا الامامية بالمعصومين ومؤبدات ذلك في اخبارهم أكثر
من أن تحصى التزموا بالمغالطة والتعامي والحيف ثم إن بعضهم لما رأى أن
اعتنائه (ص) ببيان الطاغين والظالمين من الأمويين والعباسيين بين بعيد
وثبوت الخلافة لا يتوقف على بسط اليد كما أن النبوة والرسالة كذلك
تشيع شطره في فقه الروايات على ما حكاه ابن حجر في الصواعق قال
وقيل المراد وجود اثنى عشر خليفة في جميع مدة الاسلام إلى القيامة
يعملون بالحق وان لم يتولوا وقال صاحب كتاب الغدير العلامة الشيخ
عبد الحسين الأميني في المجلد 7 ص 131 الذي نرتئيه في الخلافة انها امرة
الهية كالنبوة وإن كان الرسول خص بالتشريع والوحي الألمعي وشأن
الخليفة التبليغ والبيان وتفصيل المجمل وتفسير المعصل وتطبيق الكلمات
بمصاديقها والقتال دون التأويل كما يقاتل النبي دون التنزيل وبهذا عرف
النبي (ص) مولانا أمير المؤمنين (ع) ان فيكم من يقاتل على تأويل
القرآن قاتلت على تنزيله قال أبو بكر انا هو يا رسول الله قال لا قال
عرم انا هو يا رسول الله لا ولكن خاصف النعل وكان قد اعطى
16

عليا نعله بخصفها أخرجه جمع من الحفاظ وصححه الحاكم في المستدرك
والذهبي والهيثمي كما يأتي تفصيله إلى أن قال الأميني في النبي وعلى وكل
منهما داخل في اللطف الإلهي الواجب عليه بمعنى تقريب العباد إلى الطاعة
وتبعيدهم عن المعصية ولذلك خلقهم واستعبدهم وعلمهم ما لم يعلموا فلم
يدع البشر كالبهائم ليأكلوا ويتمتعوا ويلههم الامل ولكن خلفهم
ليعرفوه وليمكنهم من الحصول على مرضاته وسهل لهم الطريق إلى ذلك
ببعث الرسل وانزال الكتب وتواصل الوحي في الفينة بعد الفينة وبما ان
اي نبي لم ينق عمره بمنصرم الدنيا ولا قدر له البقاء مع الأبد وللشرايع
ظروف مديدة كما أن للشريعة الخاتمة امد لا منتهى له فإذا من الرسول
ولشريعة إحدى المدتين وكل منهما نفوس لم تكمل بعد واحكام لم تبلغ
وإن كان مشرعة وأخرى لم تأت ظروفها ومواليد قدر تأخير تكوينها
ليس من المعقول بعد أن تترك الأمة عدى الحالة هذه والناس كلهم ي
شمول ذلك اللطف الواجب عليه سبحانه شرع سواه فيجب عليه جلت
عظمته ان يقبض لهم من يكمل الشريعة ببيانه ويزيل شبه الملحدين
ببرهانه ويجلوا ظلم الجهل بعرفانه ويدفع عن الدين عادية أعدائه بسيفه
وسنانه ويقيم الأمت والعوج بيده ولسانه ومهما كان للمولى حلت منته
عناية بعيدة وقد الزم نفسه باسداء البر إليهم وان لا يوليهم الا الخطير
والسعادة فعليه ان يختار لهم من لا ينوء بذلك العب الثقيل ويمثل مخلفه
الرسول في الوظائف كلها فينص عليه بلسان ذلك النبي المبعوث لا يجوز
ان يخلي سربهم ويتركهم سدى.
الا ترى ان عبد الله ابن عمر قال لأبيه ان الناس يتحدثون انك غير
مستخلف ولو كان راعي إبل أو راعي غنم ثم جاء وترك رعيته رأيت
17

ان قد فرط لرأيت ان قد ضيع ورعية الناس أشد من رعية الإبل والغنم
ماذا تقول لله عز وجل إذا لقيته ولم تستخلف على عباده. وقالت عائشة
لابن عمر يا بني أبلغ عمر سلامي وقل له لا تدع أمة محمد (ص) بلا راع
استخلف عليهم ولا تدعهم بعدك اهملا قاني أخشى عليهم الفتنة. اما قول
ابن عمر لأبيه فقد نقله الأميني من سنن البيهقي ص 8 ومن صحيح مسلم
ص 149 ومن سيرة عمر لابن الجوزي ص 190 ومن الرياض النضرة
3 ص 74 ومن حلية الأولياء 1 ص 44 واما كلام عائشة الإمامة والسياسة
1 ص 22 - 3 طبقات ابن سعد 3 ص 249 قال وقال عبد الله ابن عمر
لأبيه لو استخلف قال من قال تجتهد فإنك لست لهم يرب أرأيت لو أنك
بعثت إلى قيم ارضك ألم تكن تحب ان يستخلف مكانه حتى يرجع إلى
الأرض قال بلى أرأيت لو بعثت إلى راعي غنمك أتحب ان يستخلف رجلا
حتى يرجع نقله من طبقات ابن سعد ص 249 ثم قال ليت شعري هذا
الدليل العقلي المتسالم عليه لم أهملته الأمة في استخلاف النبي الأعظم (ص)
واتهمته بالصفح عنه أبا لا أدري وأنا أقول عطفا على قول الأميني (ولا
المنجم يدري) ثم قال ولا يجوز توكيل الامر إلى افراد الأمة أو إلى أهل
الحل والعقد منهم لان مما أوجبه العقل السليم ان يكون الامام مكتنفا
بشرايط بعضها من النفسيات الخفية وملكات التي لا بعلمها الا العالم
بالسرائر كالعصمة والقداسة الروحي والنزاهة النفسية البعيدة عن الأهواء
والشهوات والعلم الذي لا يضل علمه في شئ من الاحكام إلى كثير من
الأوصاف التي تقوم بها النفس ولا يظهر في الخارج في شئ من الاحكام إلى كثير من
الأوصاف التي تقوم بها النفس ولا يظهر في الخارج منها الا جزئيات من
المستصعب الحكم باستقرائها على ثبوت كلياتها وربك يعلم ما تكن
صدورهم وما يعلنون سورة القصص 69 والله يعلم حيث يجعل رسالته
18

فالأمة المنكفئ علمها لا يمكنها تشخيص من تحلي بتلك الصفات فالغالب
على خيرتها الخطا فإذا كان نبي كموسى (ع) تكون وليدة اختياره من
الآلاف المؤلفة سبعين رجلا انهم لما بلغوا الميقات قالوا أرنا الله جهرة
فما ظنك بافراد عاديين واختيارهم وافراد ماديين وانتخابهم وما عساهم ان
ينتخبوا غير أمثالهم ممن هو وأيام سواسية كأسنان المشط في الحاجة إلى
المسدد وليس من المأمون ان يقع انتخابهم على عابث أو يكون اتيانهم
بمشاغب أو يكون انثيالهم وراء من يسر على الأمة حسوا في ارتقاء
قوله حسبوا في ارتقاء مثل يضرب (هو من يظهر أمرا يريد غيره)
أو يقع اختيارهم على جاهل يرتبك في الاحكام فيرتكب العظام ويأتي
بالجرائم ويرتكب المآثم هو لا يعلم ولا يكترث لان يقول زورا
ويحكم غرورا فيفسدوا من حيث أرادوا ان يصلحوا فوقعوا في الهلكة
وهم لا يشعرون كما وقعت أمثال ذلك في البيعة لمعاوية ويزيد وخلفاء
الأمويين فعلى الباري الرؤف الذي يكره كل ذلك في خلقه ان لا يجعل
لاحد من خلقه الخيرة فيها وقد خلقه ظلوما جهولا الا يعلم من خلق وهو
اللطيف الخبير وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة في الامر
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله أمرا ان يكون لهم الخيرة من
أمرهم ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا بعيدا وقد أخبر به
النبي (ص) من أول يوم عرض نفسه على القبائل فبلغ بني عامر بن صعصعة
ودعاهم إلى الله فقال له قائلهم أرأيت إن نحن بايعناك على أمرك ثم أظهرك
الله على من خالفك أيكون لنا الامر من بعدك قال إن الامر لله بضعه
حيث يشاء سيرة ابن هشام 2 ص 32 الروض الأنف 1 ص 264 السيرة
الحلبية 2 ص 3 سيرة زيني دحلان 1 ص 302 حياة محمد هيكل ص 152
19

انى نسوغ ان يكون للخلق في الامر خيرة مع شيوع الغايات والاغراض
والدعاوى والميول والشهوات في الناس حول الانتخاب مع اختلاف
الانظار وتضارب الآراء والمعتقدات في تحليل نفسيات الرجال والشخصيات
البارزة مع كثرة الأحزاب والفرق والأقوام والطوائف المتشاكسة مع
شقاق القومية والطائفة والشعوبية الذايع والشايع في المسكين ابن آدم
من أول يومه.
وقد اقترن الانتخاب من بدء بدئه بالتحارش والتلاكم والتصاخب
والتخاصم حتى فدت يرود يمانية (مثل يضرب في شدة الخصومة) وكم
بالانتخاب هتكت حرمات وأهينت مقدسات وأضيعت حقائق ودحض
الحق الثابت ودحس الصالح العام واختل الوئام وأقلق السلام وسفحت
دباء زكية إلى أن قال ومقتضى هذا البيان الصافي ان يكون الخليفة أفضل
الخليفة أجمع في أمته لأنه لو كان من يماثله في وقته في الفضيلة أو من
ينيف عليه استلزم تعيينه الترجيح بلا مرجح أو التطفيف في كفة
الرجحان على أن الامام لو قصر في شئ من تلك الصفات لأمكن
حصول حاجته إلى المورد الذي نبا عنه علمه أو تضائلت عنه بصيرته
فعندئذ الطامة الكبرى من الفتيا المجردة والرأي لا عن دليل أو الاخذ
عمن يسدده وفي الأول العبث والفشل وفي الثاني سقوط المكانة وقد
اخذ في الامام مثل النبي (ص) ان يكون بحيث يطاع وما أرسلنا من
رسول الا ليطاع بإذن الله وقرنت طاعة الامام بطاعة الله ورسوله في قوله
تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم وذلك ليمكنه
من إقامة الحدود الإلهية ودحض الأباطيل وربما تسرت الشبهة من جهله
إلى نفس الدعوة وحقيقة الدين إن كان عميده الداعي إليه يفسر عن الدفاع
20

عنه وإزاحة الشكوك المتوجهة إليه فكل هذا يستدعى كماله في الصفات
الكمالية كلها فيفضل على الأمة جمعاه قل هل يستوى الذين يعلمون والذين
لا يعلمون قل هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور
أفمن يهدي إلى الحق أحق ان يتبع امن لا يهدي الا ان يهدي فما لكم
كيف تحكمون الخلافة عند القوم. نعم الخلافة التي تقوم بها الجماعة
لا تستدعي كلما ذكرناه فإنهم يحسبون الخليفة كل مستحوذ على الأمة
يقطع السارق ويقتص القاتل ويكلأ الثغور ويحفظ الا من العام إلى ما يشبه
هذه ولا يخلع بفسق ولا ينتقد بفاحشة مبينة ولا يعاب بجهل ولا يؤاخذ
بعثرة ولا بشرط فيه اي من الملكات الكريمة وله العتبى في كل ذلك
وليس عليه من عتب.
(كلمة الباقلاني).
قال الباقلاني في التمهيد ص 181 باب الكلام في صفة الامام الذي يلزم
العقد له فان قال قائل فخبرونا ما صفة الامام المعقود له عندكم قيل لهم
يجب ان يكون على أوصاف منها أن يكون قرشيا من الصميم ومنها أن
يكون من العلم بمنزلة من يصلح ان يكون قاضيا من قضاة المسلمين ومنها
ان يكون ذا بصيرة بأمر الحرب وتدبير الجيوش والسرايا وسد الثغور
وحماية البيضة وحفظ الأمة والانتقام من ظالمها والاخذ لمظلومها وما يتعلق
به من مصالحها ومنها ان يكون ممن لا تلحقه رقة ولا هوادة في إقامة
الحدود ولا جزع لضرب الرقاب والابشار. ومنها ان يكون من أمثلهم
في العلم وسائر هذه الأبواب التي يمكن التفاضل فيها الا ان يمنع عارض
من إقامة الا فضل فيسوغ نصب المفضول وليس من صفاته ان يكون
21

معصوما ولا طالما بالغيب ولا أفرس الأمة وأشجعهم ولا ان يكون من
بني هاشم فقط دون غيرهم من قبائل قريش. وقال في ص 185 فان قالوا
فهل تحتاج الأمة إلى علم الإمام وبيان شئ خص به دونهم وكشف
ما ذهب علمه عنهم قيل لهم لا لأنه وهم في علم الشريعة وحكمها سيان
فان قالوا فلما ذا يقام الامام قيل لهم لأجل ما ذكرناه من قبل من تدبير
الجيوش وسد الثغور وردع الظالم والاخذ للمظلوم وإقامة الحدود وقسم
الفئ بين المسلمين والدفع بهم في حجهم وغزوهم فهذا الذي يليه ويقام
لأجله فان غلط في شئ منه أو عدل به عن موضعه كانت الأمة من ورائه
لتقويمه والاخذ له بواجبه. وقال في 186 قال الجمهور من أهل الاثبات
وأصحاب الحديث لا ينخلع الامام بفسقه وظلمه بغصب الأموال وضرب
الابشار وتناول النفوس المحرمة وتضييع الحقوق وتعطيل الحدود ولا
يجب الخروج عليه بل يجب وعظه وتخويفه وترك طاعته في شئ مما يدعو
إليه من معاصي الله واحتجوا في ذلك باخبار كثيرة متظافرة عن
بالأموال وانه قال عليه السلام اسمعوا وأطيعوا ولو لعبد اجدع ولو لعبد
حبشي وصلوا وراء كل بر وفاجر وروي أنه قال أطعهم وان اكلوا مالك
وضربوا ظهرك وأطيعوهم ما أقاموا الصلاة في اخبار كثيرة وردت في
غيره ويصير به أفضل منه وإن كان لو حصل مفضولا عند ابتداء
ابتداه العقد لوجب العدول عنه إلى الفاضل لان تزايد الفضل في غيره
ليس بحدث منه في الدين ولا في نفسه يوجب خلعه ومثل هذا ما حكيناه
عن أصحابنا ان حدوث الفسق في الامام بعد العقد له لا يوجب خلعه
22

وإن كان ما لو حدث فيه عند ابتداء العقد لطلب العقد له ووجب العدول
قال الأميني ومما أو عز إليه الباقلاني من الأخبار الكثيرة الدالة على
وجوب طاعة الأئمة وان جاروا واستأثروا بالأموال ولا ينعزل الامام
بالفسق عن حذيفة ابن اليمان قال قلت يا رسول الله انا كنا بشر فجاء الله
يخبر فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر قال نعم قلت وهل وراء هذا
الشر خير قال نعم قلت وهل وراء هذا الخبر شر قال نعم قلت كيف يكون
قال يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم
رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان انس قلت كيف اصنع يا رسول الله
ان أدركت ذلك قال تسمع وتطيع للامر وان ضرب ظهرك واخذ مالك
فاسمع واطع صحيح مسلم 2 ص 119 سنن البيهقي 8 - 153 وعن عوف
ابن مالك الأشجعي قال سمعت رسول الله (ص) يقول خيار أئمتكم
الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم
الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قال قلنا يا رسول الله
أفلا ننابذهم عند ذلك قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة الا من ولي عليه
وال يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا تنزعن
يدا من طاعة صحيح مسلم 2 ص 122 سنن البيهقي 8 - 159 سال سلمة
ابن بريد الجعفي النبي (ص) فقال يا رسول الله ان قامت عينا امراء
يسألوننا حقهم ويمنعوننا حقنا فما تأمرنا قال فاعرض عنه رسول الله ثم
سأله فقال اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم صحيح
مسلم 2 ص 119 سنن البيهقي 8 - 158 عن المقدام ان رسول الله (ص)
قال أطيعوا أمراءكم ما كان فان أمروكم بما حدثتكم به فإنهم يؤجرون
عليه ويؤجرون بطاعتكم وان أمروكم بشئ مما لم آمركم به فهو عليهم
23

وأنتم منه براء ذلك بأنكم إذا لقيتم الله فلم ربنا لا ظلم فيقول لا ظلم
فتقولون ربنا أرسلت إلينا رسلا فأطعناهم باذنك واستخلفت علينا خلفاء
فأطعناهم باذنك وأمرت علينا امراه فأطعناهم قال فيقول صدقتم وهو عليم
وأنتم منه براء سنن البيهقي 8 ص 159 عن سويد ابن غفلة قال قال لي
عمر ابن الخطاب أبا أمية لملك ان تخلف بعدي فأطع الامام وإن كان
عبدا حبشيا ان ضربك فاصبر وان امرك بأمر فاصبر وان حرمك فاصبر
وان ظلمت فاصبر وان امرك ينقض دينك فقل له سمع وطاعة دمي
دون ديني سنن البيهقي 8 - 159 وقال التفتازاني في شرح المقاصد
2 - 371 ولا يشترط ان يكون الامام هاشميا ولا معصوما ولا أفضل
من يولى عليهم. وقال في ص 272 إذا مات الامام وتصدى للإمامة
من يستجمع شرائطها من غير بيعة واستخلاف وقهر الناس بشوكته
انعقدت له الخلافة وكذا إذا كان فاسقا أو جاهلا على الأظهر الا انه
يعصى فيما فعل ويجب طاعة الامام ما لم يخالف حكم الشرع سواء كان
عادلا أو جائرا. (كلمة أبي الثناء)
قال في مطالع الانظار ص 470 صفات الأئمة هي تسع: (الأولى) ان
يكون الامام مجتهدا في أصول الدين وفروعه (الثانية) ان يكون ذا رأي
وتدبير يدبر الوقايع أمر الحرب والعلم وسائر الأمور السياسية
(الثالثة) ان يكون شجاعا قويا قوي القلب لا بجبن عن القيام بالحرب
ولا يضعف قلبه عن إقامة الحد ولا يتهور بالقاء النفوس في التهلكة وجمع
تساهلوا في الصفات الثلاث وقالوا إذا لم يكن الامام متصفا بالصفات
24

الثلاث ينبت من كان موصوفا بها. (الرابعة) ان يكون الامام عدلا لأنه
متصرف في رقاب الناس وأموالهم وايضاعهم فلو لم يكن عدلا لا يؤمن
تعديه الخ. (الخامسة) العقل (السادسة) البلوغ (السابعة) الذكورة
(الثامنة) الحرية (التاسعة) ان يكون قريشا ولا يشترط فيه العصمة
خلافا للإسماعيلية والاثنى عشرية لنا امامة أبي بكر والأمة اجتمعت
على أنه غير واجب العصمة لا أقول إنه غير معصوم ما تنعقد به الإمامة
قال القاضي عضد اللايجي في المواقف المقصد الثالث فيما تثبت به الإمامة
انها تثبت بالنص من الرسول ومن الامام السابق بالاجماع وتثبت بيعة
أهل الحل والعقد خلافا للشيعة لنا ثبوت امامة أبي بكر رضي الله عنه
بالبيعة وقال إذا ثبت حصول الإمامة بالاختيار والبيعة فاعلم أن ذلك
لا يفتقر إلى الاجماع إذا لم يقم عليه دليل من العقل أو السمع بل الواحد
والاثنان من أهل الحل والعقد كاف لعلمنا ان الصحابة مع صلابتهم في
الدين اكتفوا بذلك كعقد عمر لأبي بكر وعقد عبد الرحمن ابن عوف
لعثمان ولم يشترط اجماع من في المدينة فضلا عن اجماع الأمة هذا ولم
ينكر عليهم أحد وعليه انطوت الاعصار إلى وقتنا هذا.
(كلمة الماوردي)
في الأحكام السلطانية ص 4
اختلف العلماء في عدد من تنعقد به الإمامة منهم على مذاهب شتى
فقالت طائفة لا تنعقد الا بجمهور أهل الحل والعقد من كل بلد ليكون
الرضا به عاما والتسليم لإمامته اجماعا وهذا مذهب مدفوع ببيعة أبي بكر
رضي الله عنه على الخلافة باختيار من حضرها ولم ينتظر ببيعة قدوم غائب
25

عنها وقالت طائفة أخرى أقل من تنعقد به منهم الإمامة خمسة يجتمعون.
على عقدها أو يعقدها أحدهم يرضي الأربعة استدلالا بأمرين: أحدهما ان
بيعة أبي بكر رضي الله عنه انعقدت بخمسة اجتمعوا عليها ثم تابعهم الناس
فيها وهم عمر ابن الخطاب وأبو عبيدة ابن الجراح وأسيد ابن حضير ونشر
ابن سعد وسالم مولى أبي حذيفة رضي الله عنهم. الثاني ان عمر جعل
الشورى في ستة ليعقد لأحدهم يرضي الخمسة وهذا قول أكثر الفقهاء
والمتكلمين من أهل البصرة. وقال آخرون من علماء الكوفة تنعقد
بثلاثة يتولاها أحدهم يرضى الاثنين ليكونوا حاكما وشاهدين كما يصح
عقد النكاح بولي وشاهدين. وقالت طائفة أخرى تنعقد بواحد لان
العباس قال لعلي (ع) امدد يدك أبايعك فيقول الناس عم رسول الله (ص)
بايع ابن عمه فلا يختلف عليك اثنان ولأنه حكم وحكم الواحد نافذ انتهي.
قال الأميني فما المبرر عندئذ لتخلف عبد الله ابن عمر وأسامة ابن زيد.
وسعد ابن أبي وقاص وأبي موسى الأشعري وأبي مسعود الأنصاري
وحسان ابن ثابت والمغيرة ابن شعبة ومحمد ابن مسلمة الأنصاري وبعض.
آخر من ولاه عثمان علي الصدقات وغيرها من بيعة مولانا أمير المؤمنين
بعد اجماع الأمة عليها وما عذر تأخرهم عن طاعته في حروبه وقد عرفوا
بين الصحابة وسمعوا المعتزلة لاعتزالهم بيعة علي (ع) المستدرك للحاكم
3: 115 تاريخ الطبري 5: 155 الكامل لابن الأثير 3: 305 ان هذا
الامر لا يصلح للطلقاء ولابناء الطلقاء وقال عمر لو أدركني أحد رجلين.
فجعلت هذا الامر إليه لوثقت به سالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة ابن
الجراح ولو كان سالم حيا ما جعلتها شورى طبقات ابن سعد 3: 248
التمهيد للباقلاني 204 ولما طعن قال إن ولوها الأجلح ملك بهم الطريق
26

المستقيم يعني عليا فقال له ابن عمر ما يمنعك ان تقدم عليا قال أكره ان
احملها حيا وميتا الأنساب للبلاذري 5: 16 وقال لو وليتها عثمان لحمل آل
أبي معيط على رقاب الناس والله لو فعلت لعمل ولو فعل لا وشكرا ان
يسيروا إليه حتى يجزوا رأسه فقالوا على فقال رجل قعدد (الجبان الخامل
لغة) قالوا طلحة قال ذلك رجل فيه بأو (الكبر والتعظيم لغة) قالوا
الزبير ليس هناك قالوا سعد قال صاحب فرس وقوس فقالوا عبد الرحمن
ابن عوف قال ذاك فيه امساك شديد ولا يصلح لهذا الامر الا معيط من
غير سرف وممسك من غير تقتير أخرجه القاضي أبو يوسف الأنصاري
المتوفى 182 في كتابه الآثار نقلا عن شيخه امام الحنيفة أبي حنيفة
المتوفي 150.
نظرة في الخلافة التي جاء بها القوم
قال الأميني: هذا ما جاء القوم عن الخلافة الاسلامية والإمامة
العامة ذهي عندهم ليست الا رياسة عامة لتدبير الجيوش وسد الثغور
وردع الظالم والاخذ للمظلوم وإقامة الحدود وقسم الفئ بين المسلمين والدفع
بهم في حجهم وغزوهم ولا يشترط فيها نبوغ في العلم زايدا على علم الرعية
بل هو والرعية في علم الشريعة سيان وبكفي له من العلم ما يكون عند
القضاة وهؤلاء بين يديك وأنت جد عليم بعلمهم ويسعك امعان النظر فيه
من كتب ولا ينخلع الامام بفسقه وفجوره وظلمه وجوره ويجب على
الأمة طاعته على كل حال برا كان أو فاجرا ولا يسوغ لاحد مخالفته
ولا القيام عليه والتنازع في امره. فعلى هذا الأساس كان يزحزح
خلفاء الانتخاب الدستوري في القضاء والافتاء على حكم الكتاب والسنة
27

ولم يكن هناك اي وازع ولم يوجد قط أحد بأمر بالمعروف وينهى عن
المنكر خوفا مما افتعلته يد السياسة وجعلت به الأفواه اوكية من حديث
عرفجة مرفوعا ستكون بعدي هناة وهناة فمن أراد ان يفرق أمر هذه
الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان رواية عبد الله مرفوعا
ستكون بعدي اثرة وأمورا تنكرونها فقالوا يا رسول الله كيف تأمر
من أدرك منا ذلك قال تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم
صحيح مسلم 2 ص 118 وعلى هذا الأساس تمسكن معاوية ابن أبي سفيان
ان يجلس بالكوفة للبيعة فبايعه الناس على البراءة من علي ابن أبي طالب
(البيان والتبيين للجاحظ) 2: 85 وعلى هذا الأساس أقر عبد الله ابن
عمر بيعة يزيد ابن معاوية. قال نافع لما خلع أهل المدينة بيعة يزيد جمع
ابن عمر خدمه وحشمه وفي رواية سليمان حشمه وولده وقال إني سمعت
رسول الله (ص) ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة زاد الزهراني قال
وانا قد بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله واني لا اعلم غدرا أعظم
من أن نبايع رجلا على بيعة الله ورسولة ثم ننصب له القتال أبي لا اعلم
منك أحدا خلع ولا بايع في هذا الامر الا كانت الفيصل بيني وبينه
وفي لفظ ان عبد الله ابن عمر جمع أهل بيته حين انتزى أهل المدينة مع
عبد الله ابن الزبير وخلعوا يزيد ابن معاوية فقال انا بايعنا هذا الرجل على
بيعة الله ورسوله واني سمعت رسول الل (ص) يقول إن الغادر ينصب له
لواء يوم القيامة فيقال هذه غدرة فلان وان من أعظم الغدر بعد الاشتراك
بالله ان يبايع رجل رجلا على بيعة الله ورسوله ثم ينكت بيعته ولا
يخلعن أحد منكم يزيد ولا يشرفن منكم في هذا الامر فيكون صياما
بيني وبينه صحيح مسلم 2 ص 121 وعلى هذا الأساس جاء عن حميد
28

ابن عبد الرحمن أنه قال دخلت على يسير الأنصاري الصحابي حين استخلف
يزيد ابن معاوية فقال إنهم يقولون يزيد ليس بخبر أمة محمد وأنا أقول
ذلك ولكن لئن يجمع الله أمر أمة محمد (ص) أحب إلى من أن يفترق
قال النبي (ص) لا يأتيك في الجماعة الا خير وعلى هذا الأساس تكلمت
عائشة رواه الأسود ابن يزيد قال قلت لعائشة الا تعجبين لرجل من
الطلقاء ينازع أصحاب محمد في الخلافة قالت وما تعجب من ذلك هو
سلطان الله يؤتيه البر والفاجر وقد ملك فرعون أهل مصر أربعمائة سنة
(أخرجه ابن أبي حاتم في الدر المنثور). وعلى هذا الأساس يوجه قول
مروان ابن الحكم قال ما كان أحد ارفع عن عثمان من علي رضي الله عنه
فقيل له مالكم تسبونه على المنابر قال لا يستقيم لنا الامر الا بذلك
(الصواعق المحرقة ص 33). وعلى هذا الأساس صح قتل معاوية
عبد الرحمن ابن خالد لما أراد البيعة ليزيد انه خطب أهل الشام وقال لهم
يا أهل الشام انه قد كبرت سني وقرب اجلي وقد أردت ان اعقد لرجل
يكون نظاما لكم وإنما انا رجل منكم فرأوا رأيكم فأجابوا رضينا
بعبد الرحمن ابن خالد فشق ذلك على معاوية وأسرها في نفسه ثم إن
عبد الرحمن مرض فامر معاوية طبيبا يهوديا وكان عنده مكينا ان يأتيه
فيسقيه السم فاتاه فسقاه فانحرق بطنه فمات ثم دخل اخوه المهاجرين ابن خالد
دمشق مستخفيا هو وغلام له فرصدا ذلك اليهودي فخرج ليلا من عند
معاوية فهجم عليه ومعه قوم هربوا عنه فقتله المهاجر (ذكره أبو عمر في
الاستيعاب 2: 408) وقصته هذه مشهورة عند أهل السير والعلم بالآثار
والاخبار وذكرها ابن الأثير في أسد الغاية وغيره. وعلى هذا الأساس
اعتذر شمر ابن ذي الجوشن قاتل الإمام الحسين فيما رواه أبو إسحاق قال:
29

كان شمر ابن ذي الجوشن يصلي معنا ثم يقول اللهم انك تعلم اني شريف
فاغفر لي قلت كيف يغفر لك وقد أعنت على قتل ابن رسول الله (ص)
قال ويحك وكيف نصنع ان أمراءنا هؤلاء أمرونا بأمر فلم تخالفهم ولو
خالفناهم كنا شرا من هذه الحمر الشقاة (ميزان الاعتدال الذهبي 1: 449)
وعلى هذا الأساس جرى ما جرى على أبي بكر الطائي وأصحابه قال
سليمان ابن ربوة اجتمعت انا وعشر من المشايخ في جامع دمشق فيه أبو
بكر ابن احمد ابن سعيد الطائي فقرأنا فضائل علي ابن أبي طالب رضي الله
عنه فوثب علينا قريب من مأة يضربوننا ويسحبوننا إلى الموالي فقال لهم
أبو بكر الطائي يا سادة اسمعوا لنا إنما قرانا اليوم فضائل علي ابن أبي طالب
وغدا تقرا فضائل أمير المؤمنين معاوية وقد حضرتي أبيات فان رأيتم
ان تسمعوها فقالوا له مات فانشا بديها:
حب على كله ضرب * يرجف من خيفته القلب
ومذهبي حب امام الهدى * يزيد والدين هو النصب
من غير هذا قال فهو امرؤ * ليس له عقل ولا لب
والناس من يغد لأهوائهم * يعلم والا فالقضا نهب
قالوا فخلوا عنا (تمام المتون للصفدي ص 188). وعلى هذا الأساس
هتكت حرمات آل الله وأضيعت مقدسات العترة الهادية وسفكت دماء
الأبرياء الأذكياء من شيعة أهل البيت الطاهر وشاع وذاع لعن سيد
العترة ونفس النبي (ص) الاقدس والمطهر على صلوات الله عليه على صهوات
المنابر واتخذه خلفاء بني أمية سنة متبعة في ارجاء العالم الاسلامي حتى وبخ
معاوية سعد ابن أبي وقاص لسكوته عن حب أبي السبطين حتى تمكن
30

عبد الله ابن الوليد ابن عثمان ابن عفان من أن قام إلى هشام ابن عبد الملك
عشبة عرفة وهو على المنبر فقال يا أمير المؤمنين ان هذا يوم كانت الخلفاء
تستحب فيه لعن أبي تراب (رسائل الجاحظ ص 92) وقال سعيد ابن
عبد الملك يا أمير المؤمنين ان أهل بيتك في مثل هذه المواطن الصالحة
لم يزالوا يلعنون أبا تراب فالعنه أنت أيضا (تاريخ ابن كثير البداية)
والنهاية 9: 234).
31

الباب الثاني
النصوص النبوية في أن عليا
أول من أسلم
قال (ص) أولكم واردا على الحوض وأولكم اسلاما على ابن أبي
طالب أخرجه الحاكم في المستدرك 3 ص 136 وصححه الاستيعاب
3 ص 28 هامش الإصابة شرح ابن أبي الحديد 3 ص 858 وفي لفظ
أول هذه الأمة ورودا على الحوض أولها اسلاما على ابن أبي طالب
رضي الله عنه السيرة الحلبية 1 ص 285 سيرة زيني دحلان 1 ص 188
في هامش الحلبية وفي لفظ أول الناس ورودا على الحوض أولهم اسلاما
علي ابن أبي طالب مناقب الفقيه ابن المغازلي ومناقب الخوارزمي وفيهما
قال (ص) لفاطمة زوجتك خير أمتي اعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم
سلما ص 89 وقال (ص) لفاطمة انه لأول أصحابي اسلاما أو أقدم أمتي
سلما حديث صحيح راجع 189 اخذ (ص) بيد علي فقال إن هذا أول
من آمن بي وهذا أول من يصافحني في القيامة وهذا الصديق الأكبر
راجع الجزء الثاني من كتاب الغدير ص 281 - 283 وعن أبي أيوب
قال قال رسول الله (ص) لقد صلت الملائكة على وعلي علي (ع)
سبع سنين لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد يصلي غيرنا مناقب الفقيه ابن
المغازلي اسناد بن مناقب الخوارزمي وفيه ولم ذاك يا رسول الله قال لم يكن
معي من الرجال غيره كتاب الفردوس للديلمي شرح ابن أبي الحديد عن
رسالة الاسكاء 3 ص 258 فرائد السمطين ب 48 ابن عباس قال النبي (ص)
32

ان أول من صلى معي علي فرائد السمطين الباب الأول ص 47 بأربع
طرق معاذ ابن جبل قال قال رسول الله (ص) يا علي أخصمك بالنبوة
ولا نبوة بعدي وتخصم الناس بسبع ولا يجاحدك فيه أحد من قريش
أنت أولهم ايمانا بالله وأوقاهم بعهد الله الحديث حلية الأولياء 1 ص 66
أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله (ص) لعلي وضرب بين كتفيه
يا علي لك سبع خصال لا يجادلك فيهن أحد يوم القيامة أنت أول المؤمنين
بالله ايمانا وأوفاهم بعهد الله وأقومهم بأمر الله حلية الأولياء ص 66 ان
أبا بكر وعمر خطبا فاطمة فردهما رسول الله (ص) وقال لم اومر بذلك
فخطبها على فزوجه إياها وقال لها زوجتك أقدم الأمة اسلاما روى الحديث
جماعة من الصحابة منهم أسماء بنت عميس وأم أيمن وابن عباس وجابر ابن
عبد الله شرح ابن أبي الحديد 3 ص 253 كلمات أمير المؤمنين (ع)
رواها الحسن الزكي قال انا عبد الله وأخو رسوله وانا الصديق الأكبر
لا يقولها بعدي الا كاذب مفتري لقد صليت مع رسول الله (ص) قبل
الناس بسبع سنين وانا أول من صلى معه اسناده من طريق ابن أبي شيبة
والنسائي وابن ماجة والحاكم والطبري صحيح رجائه ثقات راجع الجزء
الثاني من كتاب الغدير ص 282 انا أول رجل أسلم مع رسول الله (ص)
أخرجه أبو داود باسناده الصحيح كما في شرح ابن أبي الحديد 3 ص 258
انا أول من صلى مع رسول الله (ص) أخرجه أحمد والحافظ الهيثمي في
مجمع الزوائد وقال رجاله رجال الصحيح وأخرجه أبو عمرو في الاستيعاب
3 ص 31 المعارف لابن قتيبة ص 74 من طريق أبي داود عن شعبة عن
سلمة ابن كهيل والاسناد صحيح أسملت قبل ان يسلم الناس بسبع سنين
الرياض النضرة 2 ص 158 عبدت الله مع رسول الله (ص) سبع سنين
33

قبل أن يعبده أحد من هذه الحاكم ص 3 ص 112 عن حكيم مولى زادان قال سمعت عليا يقول صلبت قبل الناس بسبع سنين شرخ ابن أبي
الحديد 3 ص 258 عبدت الله قبل ان يعبده من هذه الأمة أحد الاستيعاب
3 ص 31 الرياض النضرة 2 ص 258 السيرة الحلبية 1 ص 288 آمنت قبل
الناس سبع سنين خصايص النسائي 3 ما اعرف أحدا من هذه الأمة
عبد الله بعد نبينا غيري عبدت الله قبل ان يعبده أحد من هذه الأمة
خصايص النسائي 3. من خطبة له (ع) يوم صفين وابن عم نبيكم بين
أظهركم يدعوكم إلى طاعة ربكم ويعمل بسنة نبيكم (ص) فلا سواه من صلى
قبل كل ذكر لم يسبقني بصلاتي مع رسول الله (ص) نصر ابن مزاحم
ص 355 شرح ابن أبي الحديد 1 ص 503 اللهم لا اعرف عبدا من هذه
الأمة عبدك قبلي غير نبيك قاله ثلاث مرات ثم قال لقد صليت قبل ان
يصلي الناس وفي لفظ قبل ان يصلي أحد أخرجه أبو يعلي البزاز الطبراني
الهيثمي في المجمع 9 ص 102 وقال اسناده حسن شيخ الاسلام الحموي
في الفرايد الباب 4811 من كتاب له (ع) كتبه إلى معاوية ان أولى
الناس بأمر هذه الأمة قديما وحديثا أقربها من رسول الله (ص) وأعملها
بالكتاب وأفقهها في الدين وأولها اسلاما وأفضلها جهادا كتاب صفين
لنصر ابن مزاحم ص 168 ط معمر في حديث عنه (ع) لا والله ان كنت
أول من صدق فلا أكون أول من كذب عليه المحاسن والمساوي 1
ص 36 تاريخ القرماني هامش الكامل لابن الأثير 1 ص 218 بعث
رسول الله (ص) يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء مجمع الزوائد 9
ص 102 تاريخ القرماني 1 ص 215 الصواعق 72 تاريخ الخلفاء للسيوطي
ص 112 اسعاف الراغبين ص 148 من كتاب كتبه إلى معاوية ان محمدا
34

لما دعا إلى الايمان بالله والتوحيد كنا أهل البيت أول من آمن به وصدق
بما جاء به وما يعبد الله في ربع ساكن من العرب غيرنا كتاب صفين
لابن مزاحم ص 100 وقال يوم صفين مخاطبا أصحاب معاوية ويحكم انا
أول من دعا إلى كتاب الله وأول من أجاب إليه كتاب نص 561 قالت
بنت عبد الله السعدية سمعت علي ابن أبي طالب (ع) على منبر رسول الله
يقول انا الصديق الأكبر آمنت قبل ان يؤمن أبو بكر وأسلمت قبل أن
يسلم أبو بكر راجع الجزء الثاني من كتاب الغدير ص 283 في خطبة
خطبها في معسكر صفين أتعلمون ان الله في كتابه فضل السابق على المسبوق
وانه لم يسبقني إلى الله ورسوله أحد من الأمة قالوا نعم راجع الجزء
الأول من كتاب الغدير ص 180 صليت مع رسول الله (ص) قبل أن
يصلي معه أحد من الناس أخرجه أحمد ابن حنبل باسنادين وقال يوم الشورى
في حديث أسلفناه أمنكم أحد وحد الله قبلي قالوا لا أمنكم أحد صلى
القبلتين غيري قالوا لا راجع ج 1 ص 146 وهذه الفقرة من الحديث
عدها ابن أبي الحديد مما استفاضت به الروايات مر في الجزء الثاني ص 24
في أبيات له عليه السلام كنبها إلى معاوية:
سبقتكم إلى الاسلام طرا * به ريت وسبطاه هما ولدي
صدقته وجميع الناس في بهم * من الضلالة والاشراك والنكد
قال قال جابر سمعت عليا ينشد بهذا ورسول الله يسمع فتبسم رسول الله (ص)
وقال صدقت يا علي. ومن خطبة للإمام الحسن السبط في مجلس معاوية
قوله: أنشدكم الله أيها الرهط ان الذي شتمتوه منذ اليوم صلى القبلتين
35

كلتيهما وأنت يا معاوية بهما كافر تراها ضلالة وأنت تعبد اللات والعزى
غواية وأنشدكم الله هل تعلمون انه بايع البيعتين كليتهما بيعة الفتح وبيعة
الرضوان وأنت يا معاوية بأحدهما كافر بالأخرى ناكث وأنشدكم الله
هل تعلمون انه أول الناس ايمانا وانك يا معاوية واباك من المؤلفة قلوبهم
شرح ابن أبي الحديد 2 ص 101 وفي وانك يا معاوية واباك من المؤلفة قلوبهم
شرح ابن أبي الحديد 2 ص 101 وفي خطبة له عليه السلام مرت ج 1
ص 181 فلما بعث الله محمدا للنبوة واختاره للرسالة وانزل علية كتابا
وأمره بالدعاء إلى الله فكان أبي أول من استجاب لله ولرسوله وأول من
آمن وصدق الله ورسوله (ص) وقد قال الله في كتابه على نبيه المرسل
(أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) فجدي الذي على بينة من
ربه وأبي الذي يتلوه وهو شاهد منه.
رأي الصحابة والتابعين في أول من أسلم
انس ابن مالك قال نبئ (بعث) النبي (ص) يوم الاثنين واسلم علي
يوم الثلاثاء أخرجه الترمذي والطبراني والحاكم في المستدرك 3 ص 212
ابن الأثير في جميع الأصول كما في تلخيصه تيسير الوصول 3 ص 271
الخمويني في فرائد السمطين الباب الأول 57 واو عزاليه العراقي في التقريب
1 ص 85 الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 241 شرح ابن أبي لحديد
3 ص 258 وقال بعث رسول الله (ص) يوم الاثنين وصلى علي يوم
الثلاثاء جامع الترمذي 2 ص 214 الاستيعاب 3 ص 33 تذكرة السبط
63 السراج المنير شرح الجامع الصغير 2 ص 424. بريدة الأسلمي قال
أوحي إلى رسول الله (ص) يوم الاثنين وصلى على يوم الثلاثاء أخرجه
الحاكم في المستدرك 3 ص 112 وصححه وأقره الذهبي. زيد ابن أرقم
36

قال أول من أسلم مع رسول الله (ص) علي ابن أبي طالب (ع) تاريخ
الطبري باسنادين صحيحين رجالهما ثقات ومستدرك الحاكم 3 ص 136
وصححة هو وأقره الذهبي الكامل لابن الأثير 2 ص 22. زيد ابن أرقم
قال أول من صلى مع رسول الله (ص) علي ابن أبي طالب أخرجه أحمد
ابن حنبل والطبراني كما في مجمع الهيثمي 9 ص 103 وقال رجال أحمد رجال
الصحيحين. أبو عمرو في الاستيعاب 3 ص 32 هامش الإصابة. زيد ابن
أرقم أول من آمن بالله بعد رسول الله (ص) على ابن أبي طالب (ع)
الاستيعاب 3 ص 32 عبد الله ابن عباس أول من صلى علي (ع) جامع
الترمذي 2 ص 215 تاريخ الطبري 2 ص 241 باسناد صحيح الكامل لابن
الأثير 2 ص 22 شرح ابن أبي الحديد 3 ص 256 عبد الله ابن عباس قال
لعلي أربع خصال ليست لاحد هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول الله
مستدرك الحاكم 3 ص 111 الاستيعاب 2 ص 27 عبد الله ابن عباس قال
مجاهد أنه قال أول من ركع مع النبي (ص) علي ابن أبي طالب (ع)
فنزلت فيه هذه الآية (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فاركعوا مع الراكعين)
تذكرة السبط 8 اي سبط ابن الجوزي عبد الله ابن عباس في خطبة
ان ابن آكلة الأكباد قد وجد من طغام أهل الشام أعوانا على علي ابن
أبي طالب ابن عم رسول الله (ص) وصهره وأول ذكر صلى معه كتاب
صفين لابن مزاحم 360 شرح ابن أبي الحديد 1 ص 504 جمهرة الخطب
1 ص 175 عبد الله ابن عباس فرض الله الاستغفار لعلي في القرآن على
كل مسلم بقولة تعالى (ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان)
فكل من أسلم بعد على فهو يستغفر لعلي شرح ابن أبي الحديد 3 ص 256
عبد الله ابن عباس قال أول من أسلم علي ابن أبي طالب (ع) الاستيعاب
37

3 ص 31 جمع الزوائد 9 ص 102 عبد الله ابن عباس قال كان علي أول
من آمن من الناس بعد خديجة رضي الله عنهما الاستيعاب 3 ص 28 وقال
قال أبو عمرو رضي الله عنه هذا اسناد لا مطعن فيه لصحته وثقة نقلته
وصححه الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242 كان ابن عباس يحدث
على شفير زمزم ونحن عنده فلما قضى حديثه قام إليه رجل فقال يا ابن
عباس اني امرؤ من أهل الشام من أهل حمص انهم يتبرؤن من علي ابن أبي
طالب رضوان الله عليه ويلعنونه فقال لعنهم الله في الدنيا والآخرة واعد
لهم عذابا مهينا لبعد قرابته من رسول الله (ص) وانه لم يكن أول ذكر
من العالمين ايمانا بالله ورسوله وأول من صلى وركع وعمل باعمال البر
فقال الشامي انهم والله ينكرون قرابته وسابقته غير أنهم يزعمون أن قتل
الناس المحاسن والمساوي للبيهقي 1 ص 30 عفيف قال جئت في الجاهلية
إلى مكة وأنا أريد ان ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها فاتيت العباس ابن
عبد المطلب وكان رجلا تاجرا فانا عنده جالس حيث انظر إلى الكعبة
وقد حلقت الشمس في السماء وقد ارتفعت وذهبت إذ جاء شاب
فرى ببصره ثم قام مستقبل الكعبة ثم لم البث الا يسيرا إذ جاء غلام
فوقف من يمينه ثم لم يأت الا يسيرا فجاءت امرأة فوقف خلفهما فركع
الشاب فركع الغلام والمراة فسجد الشاب فسجد الغلام والمرأة فقلت
يا عباس أمر عظيم فقال العباس أمر عظيم أتدري من هذا الشاب قلت لا
قال هذا محمد ابن عبد الله ابن أخي أتدري من هذا الغلام هذا علي ابن
أخي أتدري من هذه الامرأة هذه خديجة بنت خويلد زوجته. ان ابن
أخي هذا اخبرني ان ربه رب السماء والأرض امره بهذا الدين الذي هو
عليه ولا والله ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين الا هؤلاء الثلاثة
38

خصائص النسائي 3 تاريخ الطبري 2 ص 212 الرياض النظرة 2 ص 158
الاستيعاب 3 ص 33 عيون الأثر 1 ص 93 الكامل لابن الأثير 2 ص 22
السيرة الحلبية 1 ص 288 سلمان الفارسي قال أول هذه الأمة ورودا على
نبيها الحوض أولها اسلاما على ابن أبي طالب (ع) الاستيعاب 3
27 - 28 مجمع الزوائد 9 ص 102 وقال رجاله ثقات وعده الإسكافي
في سألته على العثمانية وأبو عمرو في الاستيعاب والعراقي في شرح
التقريب 1 ص 85 والقسطلاني في المواهب ممن ر، ي ان عليا أول من
أسلم أبو رافع قال صلى النبي (ص) أول يوم الاثنين وصلت خديجة
آخره وصلى على يوم الثلاثاء من الغد أخرجه الطبراني كما في شرح
المواهب 1 ص 158 شرح ابن أبي الحديد 3 ص 258 أبو رافع قال مكث
علي يصلى مستخفيا سبع سنين وأشهر قبل ان يصلي اي أحد أخرجه
الطبراني والهيثمي في المجمع 9 ص 107 الحمويني في فرائد السمطين 47
أبو ذر الغفاري ممن روى أن عليا أول من أسلم الاستيعاب 3 ص 23
التقريب وشرحه 1 ص 85 المواهب اللدنية خباب ابن الإرث قال رأيت
عليا يصلي قبل الناس مع النبي (ص) وهو يومئذ بالغ مستحكم البلوغ
رسالة الإسكافي وعد ممن روى أن عليا من أسلم في الاستيعاب
3 ص 27 المواهب اللدنية المقداد ابن عمرو الكندي ممن روي أن عليا
أول من من أسلم كما في الاستيعاب 1 ص 27 التقريب وشرحه 1 ص 85
جابر ابن عبد الله الأنصاري قال بعث النبي (ص) يوم الاثنين وصلى علي
ثوم الثلاثاء الطبري 2 ص 211 الكامل لابن الأثير 2 ص 22 شرح ابن
أبي الحديد 3 ص 253 وعدة أبو عمرو العراقي والقسطلاني ممن روى
39

أن عليا أول من أسلم أبو سعيد الخدري روى أن علي ابن أبي طالب (ع)
أول من أسلم الاستيعاب 3 ص 85 المواهب اللدنية حذيفة ابن المحان قال
كنا نعبد الحجارة وتشرب الخمر وعلى أبناء أربعة عشر سنة قائم يصلي
مع النبي (ص) ليلا ونهارا وقريش يومئذ تسافه رسول الله (ص)
ما يذب عنه الا علي شرح ابن أبي الحديد 3 ص 260 عمر ابن الخطاب
قال عبد الله ابن عباس سمعت عمر وعنده جماعة فذكروا السابقين إلى
الاسلام فقال عمر أما انا فسمعت رسول الله (ص) يقول فيه ثلاث خصال
لوددت أن تكون لي واحدة منهن وكانت أحب إلي عما طلعت عليه
الشمس كنت انا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من أصحابه إذ ضرب
النبي (ص) على منكب علي (ع) وقال له يا علي أنت أول المؤمنين ايمانا
وأول المسلمين اسلاما وأنت مني بمنزلة هارون من موسى رسالة الإسكافي
مناقب الخوارزمي شرح ابن أبي الحديد 3 ص 258 عبد الله ابن مسعود
قال أول حديث علمنا من أمر رسول الله (ص) قدمت مكة مع عمومة
لي وذكر مثل حديث عفيف المذكور ص 2198 رسالة الإسكافي أبو أيوب
الأنصاري اخرج الطبراني عنه أنه قال أول الناس اسلاما على ابن أبي
طالب (ع) شرح التقريب 1 ص 85 شرح الزرقاني 2 ص 242 أبو
مرازم يعلي ابن مرة عده الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242 ممن
قال إن عليا أول الناس اسلاما هاشم ابن عتبة المرقال قال إنك يا أمير
المؤمنين أقرب الناس من رسول الله رحما وأفضل الناس سابقة وقدما
كتاب نصر 125 جمهرة الخطب ص 151 في كلام لهاشم ابن عتبة يوم
صفين ان صاحبنا أول من صلى مع رسول الله (ص) وأفقهه في دين الله
وأولاه برسول الله (ص) كتاب نصر 403 تاريخ الطبري 6 ص 24
40

الكامل لابن الأثير 3 ص 135 وقال هاشم يوم صفين:
مع أن عم احمد للعلي * فيه الرسول بالهدى استهلا
أول من صدقه وصلى * فجاهد الكفار حتى إبلا
كتاب صفين لنصر ابن مزاحم ص 371 مالك ابن الحارث الأشتر قال في
خطبة له: معنا ابن عم نبينا وسيف من سيوف الله علي ابن أبي طالب (ع)
صلى مع رسول الله (ص) لا يسبقه إلى الصلاة ذكر حتى كان شيخا
لم يكن له صبوة ولا نبوة ولا صفوة فقيه في دين الله عالم بحدود الله
كتاب نصر ص 268 شرح ابن أبي الحديد 1 ص 484 جمهرة الخطب
ص 183 عدي ابن حاتم قال في خطبة له مخاطبا معاوية: ندعوك إلى
أفضل الأمة سابقة وأحسنها في الاسلام آثارا كتاب نصر 221 تاريخ
الطبري 6 ص 2 شرح ابن أبي الحديد 1 ص 244 وفي لفظ ابن الأثير
في الكامل 3 ص 124 ان ابن عمك سيد المسلمين أفضلها سابقة عدي ابن
حاتم قال في خطبة أخرى له: إن كان له (لعلي) عليكم فضل فليس لكم
مثله فسلموا والا فنازعوا عليه والله لئن كان إلى العلم بالكتاب والسنة
انه لاعلم الناس بهما ولئن كان بالاسلام انه لأخو نبي الله والرأس في الاسلام
الإمامة والسياسة 1 ص 103 محمد ابن الحنفية قال سالم ابن أبي الجعد
قلت له أبو بكر كان أولهم اسلاما قال لا الاستيعاب 3 ص 32 إذا ثبت
ان أبا بكر لم يكن أول الناس اسلاما فصلى هو المتعين بسبق اسلامه
طارق ابن شهاب الأحمسي في كلام له ثم قلت ادع عليا وهو أول المؤمنين
ايمانا بالله وابن عم رسول الله (ص) ووصيه هذا أعظم الحديث شرح
ابن أبي الحديد 1 ص 76 عبد الله ابن هاشم المر قال قال في خطبة له: يا أيها
الناس ان هاشما جاهد في طاعة ابن عم رسول الله (ص) وأول من آمن به
41

وأفقههم في دين الله كتاب نصره 405 عبد الله ابن حجل قال يا أمير المؤمنين
أنت أولنا ايمانا وآخرنا بنبي الله عهدا الإمامة والسياسة 1 ص 103
كتاب نصر أبو عمرو بشر ابن محصن قال في جمع من أصحاب على
ومعاوية ان صاحبي أحق البرية كلها في الفضل والدين والسابقة في الاسلام
والقرابة من رسول الله (ص) كتاب نصر 210 عبد الله ابن خباب
ابن الإرث قال ابن قتيبة ان الخارجة التي خرجت على علي (ع) بينما
يسيرون فإذا هم برجل يسوق امرأته على حمار فعبروا إلى فقالوا له من
أنت قال انا رجل مؤمن قالوا فما تقول في علي ابن أبي طالب (ع) قال
أقول إنه أمير المؤمنين وأول المسلمين ايمانا بالله ورسوله الله (ص) الإمامة
والسياسة 1 ص 122 عبد الله ابن بريدة قال أول الرجال اسلاما علي ابن
أبي طالب (ع) ثم الرهط الثلاث أبو ذر وبريدة وابن عمر لأبي ذر أخرجه
محمد ابن إسحاق المدني في الجزء الأول من المغازي. محمد ابن أبي بكرة
كتاب إلى معاوية كتابا منة: فكان أول من أجاب وأناب وصدق
ووافق واسلم وسلم اخوه وابن عمه علي ابن أبي طالب إلى أن قال أول
الناس اسلاما واصدق الناس فيه إلى قوله يا لك الويل أتعدل نفسك بعلي
وهو وارث رسول الله (ص) ووصيه وأبو ولده وأول الناس له اتباعا
وآخرهم عهدا بخبره نصر في كتاب صفين 133 عمرو ابن الحمق الخزاعي
أحببتك لخصال خمس انك ابن عم رسول الله ثم وأول من آمن به وفي
لفظ واسبق الناس إلى الاسلام أبو الذرية التي بقيت لنا من رسول الله
وأعظم رجل من المهاجرين سهما في الجهاد كتاب صفين 115 جمهرة
الخطب 1 ص 149 سعيد ابن قيس الهمداني يرتجز في صفين بقوله:
42

هذا علي وابن عم المصطفى * أول من اجابه لما دعا
هذا الامام لا يبالي من غوى
عبد الله ابن أبي سفيان قال مجيبا الوليد:
وان ولي الأمر بعد محمد * علي وفي كل المواطن صاحبه
وصي رسول الله حقا وصنوه * وأول من صلى ومن لان جانبه.
رسالة الإسكافي ذكرهما حقا وصنوه * وأول من صلى ومن لان جانبه.
رسالة الإسكافي ذكرهما الحافظ الكنجي في الكفاية ص 48 للفضل.
ابن العباس خزيمة ابن ثابت الأنصاري عده العراقي في شرح التقريب
1 ص 85 والزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242 ممن قال بان عليا أول
الناس اسلاما وقالا أنشد المرزبان له في علي (ع):
أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعلم الناس بالقرآن والسنن
وذكر له الإسكافي في رسالته كما في شرح ابن أبي الحديد 3 ص 259
وصي رسول الله من دون الله * وفارسه مذ كان في سالف الزمن
وأول من صلى من الناس كلهم * سوى خيرة النسوان والله ذو المنن
وذكرهما له الحاكم في المستدرك 3 ص 114 وذكر قبهما
إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا * أبو حسن مما تخافه من الفتن
وجدناه أولى الناس بالناس انه * أطب قريش بالكتاب وبالسنن
ولهذه الأبيات بقية وجد في الفصول المختارة 2 ص 63. كعب ابن
زهير ذكر الزرقاني في شرح المواهب 1 ص 242 له من قصيدة يمدح
بها أمير المؤمنين
إن عليا لميمون نقيبته * بالصالحات من الافعال مشهور
صهر النبي وخير النساء كلهم * فكل من رامه بالفخر مفخور
صلى الصلاة مع الأمي أولهم * قبل العباد ورب الناس مكفور
43

ربيعة ابن الحرث ابن عبد المطلب ذكر جمع م الاعلام له أبياتا وذكرها
آخرون لغيره:
ما كنت احسب ان الامر منصرف * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتكم * وأعلم الناس بالآيات والسنن
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن
جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما فيهم ما تمترون به * وليس في القوم ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردكم عنه فنعلمه * ها ان بيعتكم من أول الفتن
وذكر الإسكافي في رسالته البيتين الأولين منها ونسيها لأبي سليمان
ابن حرب ابن أمية ابن عبد شمس حين بويع أبو بكر شرح ابن أبي
الحديد 3 ص 259 الفضل ابن أبي لهب قال ردا على قصيدة الوليد
ابن عقبة:
ألا أن خير الناس بعد محمد * مهيمنه التاليه في الصرف والنكر
وخيرته في خيبر وروسوله * تبيد عهود الشرك فوق أبي بكر
وأول من صلى وصنو نبيه * وأول من اردى الغواة لدى بدر
فذاك على الخير من ذا يفوقه * أبو حسن حلف القرابة والصهر
مالك ابن عبد الله الغافقي حليف حمزة ابن عبد المطلب قال:
رأيت عليا لا يلبث قرنه * إذا ما دعاه حاصرا أو مسر بلا
فهذا وفي الاسلام أول مسلم * وأول من صلى وصام وهللا
أبو الأسود الدؤلي يهدد طلحة والزبير بقوله:
وإن عليا لكم مصحر * يماثله الأسد الأسود
أما انه أول العابدين * بمكة والله لا يعبد
44

رسالة الإسكافي كما في شرح ابن أبي الحديد 3 ص 259 جندب ابن
زهير كان يرتجز في صفين قال:
هذا علي والهدي حقا معه * يا رب فاحفظه ولا تضيعه
فإنه يخشاك ربي فارفعه * نحن نصرناه على من نازعه
صهر النبي المصطفى قد طاوعه * أول من بايعه وتابعه
كتاب نصر ابن مزاحم ص 453. زفر ابن يزيد ابن حذيفة الأسدي
وفي بعض المصادر ابن زيد قال:
فحوطوا عليا فانصروه فإنه * وصي وفي الاسلام أول أول
وإن تخذلوه والحوادث جمة * فليس لكم عن أرضكم متحول
النجاشي ابن الحارث ابن كعب قال:
فقيل للمضلل من وائل * ومن جعل الغث يوما سمينا
جعلت ابن هند وأشياعه * نظير علي أما تستحونا
إلى أول الناس بعد الرسول * أجاب النبي من العالمينا
وصهر الرسول ومن مثله * إذا كان يوم يشيب القرونا
جرير ابن عبد الله البجلي قال:
فصلى الاله على احمد * رسول المليك تمام النعم
وصلى على الطهر من بعده * خليفتنا القائم المدعم
عليا عنيت وصي النبي * يجالد عنه غواة الأمم
عبد الله ابن حكيم التميمي قال:
دعانا الزبير إلى بيعة * وطلحة من بعد أن أثقلا
فقلنا صفقنا بأيماننا * فان شئتما فخذا الأشملا
45

نكثتم عليا على بيعة * واسلامه فيكم أولا
عبد الرحمن ابن حنبل (جعل) الجمحي حليف بني الجمح قال:
لعمري لئن بايعتم ذا حفيظة * على الدين معروف العفاف موقفا
عفيفا من الفحشاء ابيض ماجدا * صدوقا وللجبار قدما مصدقا
أبا حسن فارضوا به وتبايعوا * فليس به فيمن يرى العيب منطقا
علي وصي المصطفى ووزيره * وأول من صلى لدي العرش واتقى
كفاية الطالب للحافظ الكنجي ص 48 أبو عمرو عامر الشعبي الكوفي
قال أول من أسلم من الرجال على ابن أبي طالب (ع) وهو ابن تسع سنين
رسالة الإسكافي كما في شرح ابن أبي الحديد ص 260 أبو سعيد الحسن
البصري قال علي من أسلم بعد خديجة أخرجه أحمد عن عبد الرزاق عن
معمر عن قتادة عنه ورواه الإسكافي في رسالته عن عبد الرزاق كما في
شرح ابن أبي الحديد 3 ص 260 وقال الحجاج للحسن وعنده جماعة من
التابعين وذكر على ابن أبي طالب (ع) ما تقول أنت يا حسن فقال
ما أقول هو أول من صلى إلى القبلة وأجاب دعوة رسول الله (ص) وان
لعلي منزلة من ربه وقرابة من رسول الله (ص) وقد سبقت له سوابق
لا يستطيع ردها أحد فغضب الحجاج غضبا شديدا وقام عن سريره
ودخل بعض البيوت وقيل للحسن البصري ما لنا لا نراك تثني على علي
وتقرظه قال كيف وسيف الحجاج يقطر دما انه لأول من أسلم وحسبكم
بذلك رسالة الإسكافي كما في شرح ابن أبي الحديد 3 ص 258. الإمام محمد
ابن علي الباقر (ع) قال أول من آمن بالله علي ابن أبي طالب (ع)
وهو ابن إحدى عشر سنة شرح ابن أبي الحديد 3 ص 242. محمد ابن
مسلم المعروف بابن شهاب نسبة إلى جد جده عده القسطلاني في المواهب
46

في شرحه من القائلين بان عليا أول من أسلم أبو عبد الله محمد ابن
المنكدر المدني قال علي أول من أسلم تاريخ الطبري 2 ص 213 الكامل
لابن الأثير 2 ص 22. أبو حازم سلمة ابن دينار المدني قال على أول
من أسلم تاريخ الطبري 2 ص 213 ابن الأثير 2 ص 22. أبو عثمان ربيعة
ابن عبد الرحمن المدني قال علي أول من أسلم تاريخ الطبري 2 ص 213
الكامل لابن الأثير 2 ص 22. أبو النظر محمد ابن السائب الكلبي قال
على أول من أسلم وهو ابن تسع سنين الطبري 2 ص 213 ابن الأثير
2 ص 23. محمد ابن إسحاق قال كان أول ذكر آمن برسول الله (ص)
وصلى معه وصدقة بما جاء به من عند الله علي ابن أبي طالب (ع) وهو
يومئذ ابن عشر سنين في الكامل لابن الأثير 2 ص 32 إحدى عشر سنة
نقلا عن ابن إسحاق وكان مما أنعم الله به على علي ابن أبي طالب (ع)
انه كان في حجر رسول الله (ص) قبل الاسلام قال وذكر بعض أهل العلم
ان رسول الله (ص) كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب
مكة وخرج معه على ابن أبي طالب (ع) إلى قوله فيصليان الصلوات
فيها فإذا أمسيا رجعا فمكنا كذلك ما شاء الله ان يمكنا ثم إن أبا طالب
عثر عليهما يوما وهما يصليان فقال لرسول الله (ص) يا ابن أخي ما هذا
الدين الحديث تاريخ الطبري 2 ص 213 سيرة ابن هشام 1 ص 246
و 265 سيرة ابن سيد الناس 1 ص 93 الكامل لابن الأثير 4 من 22
شرح ابن أبي الحديد 3 ص 260 السيرة الحلبية 1 ص 287. جنيد
ابن عبد الرحمن قال اتيت من حوران إلى دمشق لاخذ عطائي فصليت
الجمعة ثم خرجت من باب الدرج فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاص
يقص على الناس فرغب فرغبنا وخوف فبكينا فلما انقضى حديثه قال
47

اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فلعنوا أبا تراب عليه السلام فالتفت إلى
من كان بجنبي فقلت له فمن أبو تراب قال علي ابن أبي طالب (ع) ابن
عم رسول الله (ص) وزوج ابنته وأول الناس اسلاما وأبو الحسن
والحسين فقلت ما أصاب هذا القاص فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت
وفرته بيدي وجعلت الطم وجهه وأنطح برأسه الحائط فصاح فاجتمع
أعوان المسجد فوضعوا ردائي في عنقي وساقوني حتى أدخلوني على هشام
ابن عبد الملك وأبو شيبة يقدمني فصاح يا أمير المؤمنين قاصك وقاص
آبائك وأجدادك اني إليه اليوم أمر عظيم قال من فعل لك هذا قال هذا
فالتفت إلى هشام وعنده اشراف الناس فقال يا أبا يحيى متى قدمت فقلت
أمس وانا على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركني صلاة الجمعة فصليت
وخرجت إلى باب الدرج فإذا هذا الشيخ يقص فجلست إليه فقرا فسمعنا
فرغب من رغب وخوف من خوف ودعا فأمنا وقال في آخر كلامه
اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فسالت من أبو تراب فقيل علي ابن أبي
طالب أول الناس اسلاما وابن عم رسول الله (ص) وأبو الحسن والحسين
وزوج بنت رسول الله (ص) يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة بمثل
هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت فكيف لا
اغضب لصهر رسول الله (ص) وزوج ابنته فقال هشام بئس ما صنع
تاريخ ابن عساكر 3 ص 407.
هذه جملة من النصوص النبوية والكلم المأثورة عن أمير المؤمنين
والصحابة والتابعين في أن عليا أول من أسلم وهي ماية كلمة أضعف إليها
ما مرج 2 ص 276 من أن أمير المؤمنين سباق هذه الأمة واشفع
الجميع بما أسلفناه ج 2 ص 281 - 283 من أنه صلوات الله عليه صديق
48

هذه الأمة وهو الصديق الأكبر فهل تجد عندئذ مساغا لمكابرة ابن كثير
الحافظ الدمشقي تجاه هذه الحقيقة الراهنة وقد قال وهذا لا يصح وذاك
لا يصح وإن كان يصح شئ منها فما قيمة تلك الكتب المشحونة بها كلا انها
كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون. لقد نقلنا هذه الماية كلمة
من الجزء الثالث من كتاب الغدير للعلامة البحاثة الشيخ عبد الحسين الأميني
حفظه الله وأطال عمره وجزاء خير الجزء وحشره مع من كان يتولاه. أقول
وفي كتابي الحسم لفصل ابن حزم قد أخرجت حديث ان عليا أول من أسلم
من مسند أحمد ابن حنبل من عشرة طرق وأخرجه ابن المغازلي والشافعي
من أربعة طرق الأولى في قوله السابقون السابقون رواه مسندا عن
ابن عباس. الثاني رواه مسندا عن أبي أيوب الأنصاري. الثالث أسنده
إلى انس ابن مالك. الرابع أسنده إلى سلمان قال قال رسول الله (ص)
أول الناس ردودا على الحوض أولهم اسلاما علي ابن أبي طالب ورواه
الثعلبي بطريقين ورواه موفق ابن احمد من ستة عشر طريقا بأسانيد طويلة
فلولا الاختصار لذكرناها بأسانيدها ورواه الحمويني وهو من أعيان علماء
السنة بطرق ثمانية بأسانيدها ورواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
عن أبي عمرو ابن عبد البر في كتابه الاستيعاب من أربعة وعشرين طريقا
المجلد الأول من شرح النهج ص 375 وابن اسحق أورده من ثلاثة
طرق ورواه الديلمي في الجزء الأول والثاني من كتاب الفردوس بطريقين
ورواه السمعاني باسناده عن سالم عن حبة العوني عن علي (ع) قال بعث
رسول الله (ص) يوم الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء أوردناه من كتاب
غاية المرام للسيد هاشم البحراني وقد تركنا الأحاديث لطول الأسانيد طلبا
للاختصار وفي كتاب ينابيع المودة للشيخ سليمان البلخي النقشبندي
49

قال الباب الثاني عشر في سبق اسلام علي كرم الله وجهة الترمذي عن
انس ابن مالك والحمويني أخرجه أيضا عن انس وقال الترمذي وقد روى
هذا عن مسلم القشيري صاحب الصحيح وابن ماجة القزويني واحمد في
مسنده وأبو نعيم الحافظ والثعلبي والحمويني اخرجوا جميعا بأسانيدهم
عن عباد ابن عبد الله قال علي انا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي الا
كذاب ولقد صليت قبل الناس سبع سنين وابن المغازلي الشافعي والحمويني
بسنديهما عن أبي أيوب الأنصاري وأخرجه أبو المؤيد موفق ابن احمد
الخوارزمي بسنده عن عكرمة عن ابن عباس أيضا عن انس عبد الله
ابن احمد ابن حنبل بسنده عن ابن عباس ان عليا أول من أسلم وموفق
ابن احمد بسنده عن زيد ابن أرقم وابن المغازلي بسنده عن مجاهد عن
ابن عباس في قوله السابقون السابقون قال سبق يوشع ابن نون إلى موسى
وكذلك مؤمن آل فرعون وسبق صاحب يسن إلى عيسى وسبق علي إلى
محمد أي باسلامه. وابن المغازلي بسنده عن سلمان وموفق الثعلبي واحمد
بسندهم عن عفيف الكندي وموفق ابن احمد بسنده عن ابن مسعود
وجميع هؤلاء الذين تقدمت أسماؤهم من الرواة يقول أول من أسلم علي
أبي أبي طالب عليه الصلاة والسلام وفي الينابيع أكثر مما نقلنا منه فراجع
وقال ابن حجر في صواعقه المحرقة الباب التاسع في ماثر على وفضائله
ونبذ من أحواله وفيه فصول. الفصل الأول في اسلامه وهجرته وغيرهما
أسلم وهو ابن عشر سنين وقيل تسع وقيل ثمار وقيل دون ذلك وقال
بن عباس وانس وزيد ابن أرقم وسلمان وجماعة انه أول من أسلم ونقل
بعضهم الاجماع عليه ونقل أبو يعلي عنه قال بعث رسول الله (ص) يوم
الاثنين وأسلمت يوم الثلاثاء واخرج ابن سعد عن الحسن ابن زيد قال
50

لم يعبد الأوثان قط لصغره ومن ثم يقال فيه كرم الله وجهه وهو أحد
العشرة المشهود لهم بالجنة وأخو رسول الله (ص) بالمؤاخاة وصهره على
فاطمة سيدة النساء العالمين واحد السابقين إلى الاسلام واحد العلماء الربانيين
والشجعان المشهورين والزهاد المذكورين والخطباء المعروفين واحد من
جمع القرآن وعرضه على رسول الله (ص) أقول ونقل الطبري عدة
أحاديث بأسانيدها ان عليا أول من أسلم وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي
الحديد 256 قال أبو جعفر الإسكافي في الرد على الجاحظ فاما ما احتج
به الجاحظ بامامة أبي بكر أول الناس اسلاما فلو كان هذا احتجاجا
صحيحا لما قال عمر كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي الله شرها ولو كان
احتجاجا صحيحا لادعى واحد من الناس لأبي بكر الإمامة في عصره أو
بعد عصره بكونه سبق إلى الاسلام وما عرفنا أحدا ادعى له ذلك على أن
جمهور المحدثين لم يذكروا ان أبا بكر أسلم الا من بعد من الرجال أولهم
على ابن أبي طالب وجعفر اخوه وزيد ابن حارثة وأبو ذر الغفاري
وعمرو ابن عنبسة السلمي وخالد ابن سعيد ابن العاص وخباب ابن الإرث
وإذا تأملنا الروايات الصحيحة والأسانيد القوبة الوثيقة وجدناها كلها
ناطقة بان عليا أول من أسلم والأخبار الواردة بسبقه إلى الاسلام
المذكورة في كتب الصحاح والأسانيد الموثوق بها وذكر أحاديثا كثيرة
فراجع تركناها لكثرتها ثم ذكر بعده ما قيل في ذلك من الاشعار
وقد تقدم ما نظمه عبد الله ابن الحارث ابن أبي سفيان ابن عبد المطلب
وخزيمة ابن ثابت ذي الشهادتين الأنصاري وأبو سفيان ابن حرب ابن
أمية ابن عبد شمس حين بويع أبو بكر:
ما كنت هذا الامر منصرفا * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
51

أليس أول من صلى لقبلتكم واعلم الناس بالأحكام والسنن
ونقل أبيات أبي الأسود الدؤلي التي تقدمت وابيات زفر ابن يزيد ابن
حذيفة الأسدي ثم قال والاشعار كالأحبار فاما قول الجاحظ فأوسط
الأمور ان نجعل اسلامهما معا فقد أبطل بهذا ما احتج به لامامة أبي بكر
لأنه احتج بالسبق وقد عدل الان عنه قال أبو جعفر الإسكافي ويقال لهم
لسنا تحتاج من ذكر سبق على الا مجامعتكم إيانا على أنه أسلم قبل الناس
ودعوا كم أسلم وهو طفل دعوى غير مقبولة الا بحجة فان قلتم ودعوتكم
انه أسلم وهو بالغ دعوى غير مقبولة الا بحجة قلنا قد ثبت اعلامه
بحكم اقرار كم ولو كان طفلا في الحقيقة غير مسلم لان اسم الاسلام والايمان
والكفر والطاعة والمعصية إنما يقع على البالغين دون الأطفال والمجانين
إذا أطلقتم وأطلقنا عليه باسم الاسلام فالأفضل في الاطلاق الحقيقة كيف
وقد قال النبي (ص) أنت أول من آمن بي وأنت أول من صدقني وقال
لفاطمة زوجتك أولهم اسلاما فان قالوا إنما دعا النبي (ص) على جهة
العرض لا التكليف قلنا قد وافقتمونا على الدعاء وحكم الدعاء حكم الامر
والتكليف ثم ادعيتم ان ذلك كان على وجه العرض وليس لكم ان تقلبوا
معنى الدعاء الا بحجة فان قالوا لعله كان وجه التأديب والتعليم كما
يعتمد ذلك مع الأطفال قلنا إن ذلك إنما يكون إذا تمسكن الاسلام باهله
أو عند النشوء عليه والولادة فيه واما في دار الشرك فلم يقع مثل ذلك
لا سيما إذا كان الاسلام غير معروف ولا ممتاز بينهم على أنه ليس من
سنة النبي (ص) دعاء أطفال المشركين إلى الاسلام والتفريق بينهم وبين
آبائهم قبل ان يبلغوا الحلم وأيضا فمن شان الطفل ان اتباع أهله وتقليد
أبيه والمضي على منشاء ومولده وكانت منزلة النبي (ص) حينئذ منزلة
52

ضيق وشدة ووحدة وهذه منازل لا ينتقل إليها الا من نبت الاسلام
عنده بحجة ودخل اليقين قلبه ومعرفة فان قالوا إن عليا كان بألف
النبي (ص) فوافقته على طريق المساعدة له قلنا إنه وان بالغه أكثر من
أبويه واخوته وعمومته وأهله ولم يكن الألف ليخرجه عما نشأ عليه ولم
يكن الاسلام مما عدى به وكرر على سمعه لان الاسلام هو خلع الأنداد
والبراءة من أشرك بالله وهذا لا يجتمع في اعتقاد الطفل. ثم قال أبو جعفر
رحمه الله فاما قوله ان المقلل يزعم أنه أسلم وهو ابن تسع سنين فأول ما يقال له في ذلك أن الاخبار
جاءت في سنه عليه السلام يوم أسلم على خمسة أقسام فجعلناه في قسمين
القسم الأول الذين قالوا أسلم وهو ابن خمسة عشر سنة حدثنا بذلك احمد
ابن سعيد الأسدي عن إسحاق ابن بشر القريشي عن الأوزاعي عن زمردة
ابن حبيب عن شداد ابن أوس قال سالت خباب ابن الأرت عن اسلام
علي (ع) فقال أسلم وهو ابن خمسة عشر سنة ولقد رايته يصلي قبل
الناس مع النبي (ص) وهو بالغ مستحكم البلوغ وروي عبد الرزاق عن
معمر عن قتادة عن الحسن ان أول من أسلم علي ابن أبي طالب وهو ابن
خمسة عشر سنة. والقسم الثاني الذين قالوا أسلم وهو ابن أربعة عشر
سنة رواه. أبو قتادة الحراني عن أبي حازم الأعرج عن حذيفة ابن اليمان
قال كنا نعبد الحجارة وقد تقدم ذكر هذا الحديث فلا حاجة يا عادته
وروى ابن أبي شيبة عن جرير ابن عبد الحميد قال أسلم على وهو ابن
أربع عشر سنة أقول ونقل الإسكافي بقية انقال المؤرخين قد تركناها
حبا بالاختصار ولأبي جعفر احتجاجات قوية فان أجبت الاطلاع عليها
فراجع المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة لعبد ابن أبي الحديد
53

ص 268 وقال صاحب الصراط المستقيم وروى قتادة عن الحسن وغيره انه
أسلم وهو ابن خمسة عشر سنة وقال خباب ابن الأرت أسلم وهو ابن
خمس وعشرة سنة الحديث قد مر وروى الحسن ابن زيد انه أسلم وهو
ابن خمس عشرة سنة وذكره محمد ابن عبد البر وقال عبد الله ابن أبي
سفيان ابن عبد المطلب:
وصلى علي مخلصا بصلاته * لخمس وعشر من سنين كوامل
وصلى أناس بعدهم يتبعونه * له عمل أنعم به صنع عامل
قال ابن عبد ربه المالكي في ص 30 ص 3 احتجاج المأمون العباسي علي
بعين عالما من علماء السنة وقد جمعهم عنده وبينهم يحيى ابن أكثم
سحق وقد انتدبته العلماء ان يكون هو المتكلم مع المأمون في
احتجاج والمناظرة فقال المأمون يا اسحق اي الأعمال كان أفضل يوم
؟؟ الله رسوله (ص) قال الاخلاص بالشهادة قال أليس السبق بالاسلام
نعم يا أمير المؤمنين قال اقرا ذلك في كتاب الله والسابقون السابقون
أولئك هم المقربون إنما عنى من سبق إلى اسلام فهل علمت أن أحدا
في عليا إلى الاسلام قال يا أمير المؤمنين ان عليا أسلم وهو حديث السن
يجوز عليه الحكم وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم قال
برني أيهما أسلم قبل ثم أناظرك من بعد في الحداثة والكمال قال علي
لم قبل أبي بكر على هذه الشريطة فقال نعم فأخبرني عن اسلام علي
حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول الله (ص) دعاء إلى الاسلام
يكون الهاما من الله قال اسحق فأطرقت فقال لي يا اسحق لا تقول
ما فتقدمه على رسول الله (ص) لان رسول الله (ص) لم يعرف
سلام حتى أتى جبرئيل عن الله قلت اجل بل دعاء رسول الله (ص)
54

إلى الاسلام قال يا اسحق فهل يخلو حين دعاء رسول الله (ص) إلى
الاسلام من أن يكون دعاء بأمر الله أو تكلف ذلك من نفسه قال
فأطرقت فقال يا اسحق لا تنسب رسول الله (ص) إلى التكليف قال الله
يقول وما انا من المتكلفين قلت اجل يا أمير المؤمنين بل دعاء بأمر الله قال
فهل من صفة الجبار جل ذكره ان يكلف رسله دعاء من لا يجوز عليه
حكم قلت أعوذ بالله افتراء في قياس قولك يا اسحق عليا أسلم صبيا لا يجوز
عليه الحكم قد تكلف رسول الله (ص) من دعاء الصبيان ما لا يطيقون
فهل يدعوهم الساعة ويرتدون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم
شئ ولا يجوز عليهم حكم الرسول (ص) ترى هذا جائز عندك ان تنصبه
إلى رسول الله (ص) قلت أعوذ بالله وان مناظرة المأمون طويلة وهي
مناظرة علمية حتى سلمت العلماء للمأمون لا خوفا ولا وجلا بل اعتراف
بالحق فإذا أحببت فراجع المجلد الثالث من عقد الفريد الطبعة المصرية
ذات ثلاث مجلدات وان ظفرت بالطبعة الجديدة وهي ذات 4 مجلدات
فراجع الفهرست فإنك تجدها مناظرة المأمون مع العلماء وينبغي ان يطلع
عليها كل من أراد اتباع الحق ولا يبقي متأثر بالدعاية الضالة المظللة وقد
قلت هذه الكلمة إذ اني أحب الخير لكل مسلم على أن يكون المسلم
غير مقلد بل ليستعمل عقله وليكون على بصيرة من امره والله يسال
عباده يوم القيامة وقال الأمين العلامة البحاثة في المجلد الثالث من كتابه
الغدير المطبوع من تسع مجلدات وقد طبع مرتين الأولى في النجف
والثانية في طهران قال وقال أبو جعفر الإسكافي المعتزلي المتوفى سنة 240
في رسالته قد روى الناس كافة افتخار علي (ع) بالسبق إلى الاسلام
وان النبي (ص) بعث يوم الاثنين واسلم علي يوم الثلاثاء وما زال يقول
55

أنا أول من أسلم ويفتخر بذلك ويفتخر به أولياؤه ومادحوه وشيعته
في عصره وبعده والامر في ذلك انهى من كل مشهور وقد قدمنا منه
طرفا وما علمنا أحدا من الناس فيما خلا استخف باسلام علي (ع) ولا
تهاون به ولا زعم أنه أسلم اسلام حدث غرير وطفل صغير ومن العجب
أن يكون مثل العباس وحمزة ينتظران أبا طالب وفعله ليصدوه عن رأيه
ثم يخالفه على ابنه لغير رغبة ولا رهبة يؤثر القلة على الكثرة والذل
على العز من غير علم ولا معرفة بالعافية وكيف ينكر الجاحظ والعثمانية
ان رسول الله (ص) دعاه إلى الاسلام وكلفه التصديق.
وروى في الخبر الصحيح انه كلفه في مبدأ الدعوة قبل ظهور كلمة
الاسلام وانتشارها بمكة ان يصنع له طعاما وأن يدعو له بني عبد المطلب
فصنع لهم الطعام ودعاهم له فخرجوا ذالكم اليوم لم ينذرهم (ص) الكلمة
قالها عمه أبو لهب فكلفه اليوم الثاني أن يصنع مثل ذلك الطعام وأن
يدعوهم ثانية فصنعه ثم دعاهم فأكلوا ثم كلمهم (ص) فدعاهم إلى الدين
ودعاء معهم لأنه من بني عبد المطلب ثم ضمن لمن يؤازره منهم وينصره
على قوله ان يجعله أخاه في الدين ووصيه بعد موته وخليفته من بعده
فامسكوا كلهم وأجابه هو وحده وقال انا أنصرك على ما جئت به
وأؤازرك وأبايعك فقال لهم لما رأى منهم الخذلان ومنه النصر ومنهم
المعصية ومنه الطاعة وعاين منهم الاباء ومنه الإجابة قال هذا اخى ووصي
وخليفتي من بعدي فقاموا يسخرون ويضحكون ويقولون لأبي طالب
اطع ابنك فقد امره عليك
فهل يكلف عمل الطعام ودعاه القوم صغير غير مميز وغرير غير عاقل
وهل مؤتمن على سر النبوة طفل ابن خمس سنين أو ابن سبع وهل يدعى
56

في جملة الكهول والشيوخ الا عاقل لبيب وهل يصنع رسول الله (ص)
يده في ويعطيه صفقة يمينه بالاخوة والوصية والخلافة الا هو أهل
لذلك بالغ حد التكليف محتمل لولاية الله وعداوة أعدائه وقال الحاكم
النيسابوري صاحب المستدرك على الصحيحين في كتاب المعرفة ص 22
ولا اعلم خلافا بين أصحاب التواريخ ان علي ابن أبي طالب (ع) أولهم
اسلاما وإنما اختلفوا في بلوغه وقال ابن عبد البر في الاستيعاب 3 ص 29
انفقوا على أن خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقته فيما جاء به ثم
على بعدها وقال المقريزي في الامتاع ص 16 ما ملخصه واما على ابن
أبي طالب فلم يشرك بالله قسط وذلك أن الله تعالى أراد به الخير فجمله في
كفالة ابن عمه سيد المرسلين فعندما اتى رسول الله (ص) الوحي وأخبر
خديجة وصدقت كانت هي وعلي ابن أبي طالب وزيد ابن حارثة يصلون
معه فلم يحتج علي (رض) ان يدعى ولا كان مشركا يوحد فيقال أسلم
بل كان عندما أوحى الله إلى رسوله (ص) عمره ثماني سنين وقيل سبع
وقيل إحدى عشر سنة وكان مع رسول الله (ص) في منزله بين أهله كأحد
أولاده يتبعه في جميع أحواله الخ هذا ما اقتضته المسألة مع القوم في تحديد
مبدأ اسلامه (ع) واما نحن فلا نقول إنه أول من السلم بالمعنى الذي
يحاوله ابن كثير وقومه لان البدئة به تستدعي سبقا من الكفر ومتى
كفر أمير المؤمنين حتى بسلم ومتى أشرك بالله حتى يؤمن وقد انعقدت
نطفته على الحنيفية البيضاء واحتضنه حجر الرسالة وغذته يد النبوة وهذبه
الخلق النبوي العظيم فلم يزل مقتصا اثر الرسول (ص) قبل أن يصدع
بالدين الحنيف وبعده فلم يكن له عدى غير هواه ولا نزعة غير نزعته
وكيف يمكن الخصم ان يقذفه بكفر الدعوة وهو يقول وإن لم نر
57

صحه ما يقول إنه كان يمنع أمه من السجود للصم وهو حمل ذكر حديثه
في السيرة الحلبية 1 ص 285 زين دحلان نور الابصار 76 نزهة المجالس
2 ص 210 أيكون امام الأمة هكذا في عالم الأجنة ثم يدنسه درن الكفر
في عالم التكلف فقد كان صلوات الله عليه مؤمنا جنينا ورضيعا وفطيما
ويافعا وغلاما وكهلا وخليفة ولولا أبو طالب وابنه لما مثل الدين شخصا
فقاما بل نحن نقول المراد من اسلامه وايمانه وأوليته فيهما وسبقه إلى
النبي (ص) في الاسلام هو المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم
الخليل وانا أول المسلمين وفيما قاله سبحانه عنه إذ قال له وبه أسلم قال أسلمت
رب العالمين وفيما قال سبحانه عن موسى (ع) وانا أول المؤمنين وفيما
قال تعالى عن نبيه الأعظم آمن الرسول بما انزل إليه من ربه وفيما قال إني
أمرت ان أكون أول من أسلم وفي قوله وأمرت ان أسلم لرب العالمين
وفي وسع الباحث ان يعقد دروسا وافية حول ما نرتأيه من خطبة
لأمير المؤمنين (ع) وقد ذكرها الشريف الرضى في نهج البلاغة ج 1
ص 392 الا وهي انا الذي وضعت في الصفو بكلا كل العرب وكسرت
نواجم ترون ربيعة ومضر وقد عظم موضعي من رسول الله بالقرابة
القريبة والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا وليد يضمني إلى صدره
ويكنفني في فراشه ويمسني جسده ويشمني عرفه وكان يمضغ الشئ ثم
يلقمنيه وما وجد في كذبة في قول ولا خطة في فعل ولقد قرن الله به
صلى الله عليه وسلم واله من لدن إن كان فطيما أعظم ملك من ملائكته يسلك
به طريق المكارم ومحاسن أخلاق العالم ليله ونهاره ولقد كنت اتبعه
اتباع الفصيل اثر أمه يرفع لي في كل يوم من أخلاقه علما ويأمرني
بالاقتداء به ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء فأراه ولا يراه غيري ولم
58

يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول الله (ص) وخديجة وانا
ثالثهما أرى نور الوحي والرسالة وأشم ريح النبوة ولقد سمعت رنة
الشيطان حين نزل الوحي عليه (ص) فقلت يا رسول الله ما هذه الرنة
فقال هذا الشيطان قد أيس من عبادته انك تسمع ما اسمع وترى ما أرى
الا انك لست بني ولكنك لوزير وانك لعلى الخير.
59

الباب الثالث
طرق حديث الدار وقول النبي
هذا أخي ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي
وقال العلامة الأميني عند ذكره آية وانذر عشيرتك الأقربين راجع
من الجزء الثاني من كتاب الغدير ص 251 حديث بدء الدعوة وذكرها
من عدة طرق كما ستراها امامك أخرجه غير واحد من الأئمة وحفاظ
الحديث من الفريقين في الصحاح والمسانيد ومر عليه آخرون من دون
اي غمز في الاسناد وتوقف في متنه وتلقاه المؤرخون من الأمة الاسلامية
وغيرها بالقبول وأرسل في صحيفة التاريخ ارسال المسلم وجاء منظوما في
أسلاك الشعر والقريض وسيوافيك لفظ الحديث اخرج الطبري في تاريخه
2 ص 216 عن ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد ابن إسحاق عن
عبد الغفار ابن القاسم عن المنهال ابن عمرو عن عبد الله ابن الحارث ابن نوفل
ابن الحارث ابن عبد المطلب عن عبد الله ابن عباس عن علي ابن أبي طالب (ع)
قال لما نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) وانذر عشيرتك الأقربين
دعاني رسول الله (ص) فقال يا علي ان الله امرني ان انذر عشيرتك الأقربين
فضقت بدلك ذرعا وعرفت اني متى أبادئهم بهذا الامر أرى منهم ما أكره
فصمت عليه حتى جاء جبرئيل فقال يا محمد انك الا تفعل ما يؤمر يعذبك
ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملا لنا عصا من
لبن واجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت
ما امرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا ينقصون رجلا
60

أو يزيدون رجلا وفيهما أعمامه أبو طالب والحمزة والعباس وأبو لهب فلما
اجتمعوا دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به فلما وضعته تناول
رسول الله (ص) حذية (اي قطعة) من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها
في نواحي المصحفة ثم قال خذوا باسم الله فاكل القوم حتى ما لهم بشئ
حاجة وما أرى الا مواضع أيديهم وأيم الله الذي نفس على بيده وإن كان
الرجل الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال اسق القوم فجئتهم بذلك
العس فشربوا حتى رووا منه جميعا وأيم الله إن كان الرجل الوحد منهم
ليشرب مثله فلما أراد رسول الله (ص) ان يكلمهم بدره أبو لهب إلى
الكلام فقال لقدما سحركم صاحبكم فتفرق القوم قبل
ان أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلى قال ففعلت ثم
جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى
ما لهم بشئ حاجة ثم قال أسقهم فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا
منه جمعيا ثم تكلم رسول الله (ص) فقال يا بني عبد المطلب اني والله
ما اعرف شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به اني قد جئتكم
بخير الدنيا والآخرة وأمرني الله ان أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني على هذا
الامر على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها
جميعا وقلت واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأحمشهم ساقا انا يا بني الله
أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصيي وخليفتي
فيكم فاسمعوا له وأطيعوا قال فقال القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب
قد امرك ان تسع لابنك وتطيع وبهذا اللفظ أخرجه أبو جعفر الإسكافي
المكلم المعتزلي البغدادي المتوفى سنة 240 في كتابه نقض العثمانية راجع
61

شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 3 ص 23 وقال إنه روى في الخبر
الصحيح ورواه الفقيه برهان الدين محمد ابن محمد ابن محمد ابن ظفر المكي
المغربي والمولود سنة 497 والمتوفى 563 في أبناء نجباء الأبناء ص 46 - 48
وابن الأثير في الكامل 2 ص 24 وأبو الفداء عماد الدين الحموي الدمشقي
في تاريخه 1 ص 116 وشهاب الدين الخفاجي في شرح الشفا للقاضي عياض
3 ص 37 وبتر آخره وقال ذكر في دلائل البيهقي وغيره بسند صحيح
والخازن علاء الدين البغدادي في تفسيره ص 290 والحافظ السيوطي في
جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 393 نقلا عن الطبري وفي ص 397 عن
الحفاظ الستة ابن إسحاق وابن جرير وابن حاتم وابن مردويه وأبي نعيم
والبيهقي وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 3 ص 31 وذكر
المؤرخ جرجي زيدان في تاريخ التمدن الاسلامي 1 ص 31 والأستاذ السند
كلهم ثقات الا أبو مريم عبد الغفار ابن القاسم فقد ضعفه القوم وليس
ذلك الا لتشيعه فقد اثنى عليه ابن عقدة وأطراه وبالغ في مدحه كما في
لسان الميزان ج 4 ص 43 وأسند إليه وروي عنه الحفاظ المذكورون وهم
أساتذة الحديث دائمة الأثر والمراجع في الجرح والتعديل والرفض
والاحتجاج ولم يقذف أحد منهم الحديث بضعف أو غمز لمكان أبي مريم
في اسناده واحتجوا به في دلائل النبوة والخصايص النبوية وصححه أبو
جعفر الإسكافي وشهاب الدين الخفاجي كما سمعت وحكى السيوطي في جمع
الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 396 تصحيح ابن جرير الطبري له على أن
الحديث ورد بسند آخر رجاله كلهم ثقات وأخرجه أحمد في مسنده 1 ص
111 بسند رجاله كلهم من رجال الصحاح بلا كلام وهم شريك الأعمش
62

المنهال عباد وليس بعجب ما هملج به ابن تيمية من الحكم بوضع الحديث
تلو ذلك المتعصب العنيد وان من عادته انكار المسلمات ورفض الضرورات
وتحكمانه معروفة وعرف منه المنقبون ان مدار عدم صحة الحديث عنده
هو نضمنه فضايل العترة الطاهرة وذكر الأميني للحديث صورة ثانية
فراجع وقال أخرجه الإمام أحمد في مسنده 1 ص 159 عن عفا ابن
مسلم الثقة المترجم ج 1 ص 81 عن أبي عوانة الثقة المترجم 1 ص 73 عن
عثمان ابن المغيرة الثقة عن أبي صادق مسلم الكوفي ربيعة ابن ناجذ التابعي
الكوفي ثقة عن علي أمير المؤمنين (ع) وبهذا السند والمتن أخرجه
في تاريخه 1 ص 117 والحافظ النسائي في الخصائص ص 18 وعبد الحفاظ
الكنجي الشافعي في الكفاية ص 89 وابن أبي الحديد في شرح النهج
3 ص 255 والحافظ السيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه 6 ص 408
صورة ثالثة عن أمير المؤمنين (ع) قال لما نزلت وانذر عشيرتك الأقربين
دعا بني عبد المطلب وساق الحديث فراجع ثم قال في أخرى أخرجه
الحافظ ابن مردويه باسناده ونقله عن السيوطي في جمع الجوامع كما في
الكنز 6 ص 401 ونقله من صورة رابعة بعد ذكر صدر الحديث ثم
قال رسول الله يا بني عبد المطلب ان الله بعثني إلى الخلق كافة واليكم خاصة
إلى قوله وانا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين في الميزان
شهادة ان لا إله إلا الله واني رسول الله (ص) فمن يجيبني إلى هذا الامر
ويؤازرني يكن أخي ووزيري ووارثي روحي وخليفتي من بعدي فلم
يجبه أحد وساق الحديث إلى آخره أخرجه الحافظ ابن أبي حاتم والبغوي
ونقله عنهما ابن تيمية في منهاج السنة ص 80 وعند الحلبي في سيرته 1 ص
304 صورة خامسة في حديث قيس ومعاوية فيما رواه التابعي الكبير أبو
63

صادق الهلالي في كتابه عن قيس صورة سادسة اخراج أبو إسحاق
الثعلبي المتوفي سنة 427 المترجم 1 ص 101 في تفسيره الكشف
والبيان رواه مسندا وبهذا السند والمتن أخرجه صدر الحفاظ الكنجي
الشافعي في الكفاية ص 89 صورة شايعة اخرج أبو إسحاق الثعلبي
في الكشف والبيان عن أبي رافع إلى قوله وذكر الحديث عبد المسيح
الأنطاكي المصري في تعليقه على العلوية المباركة ص 76 ولفظ ذيل
الحديث فيه فمن يجيبني إلى هذا الامر وذكر الحديث نظما راجع الجزء
الثاني من كتاب الغدير للعلامة الأميني ص 257 أقول وفي أيام وزارة
صاحب الفخامة صالح جبر كان قد أقام حفلة في صحن الكاظمين ليلا
صاحب المعالي العلامة السيد هبة الدين الشهرستاني ودعيت لالقاء كلمه في
تلك الحفلة وتقدم الأستاذ الصواف فالقى كلمة وتعرض للحديث المتقدم
ولكنه بتره فلما قمت من بعده أتمت الحديث وقلت لماذا بتر الأستاذ
الحديث وهو قول النبي (ص) فأيكم يؤازرني على هذا الامر على أن
يكون أخي ووصيي ووزيري وخليفتي من بعدي فلم يجبه أحد من بني
عبد المطلب فقام على وقال انا يا رسول الله قال على فاخذ برقبتي وقال
هذا أخي ووزيري ووصي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له وأطيعوا ولقد
كان ثقيلة على الأستاذ الصراف ان ينطق بها وربما كان يعرو لسانه
تعلثم لو نطق بها ودخلت يوما على صاحب المعالي سامي شوكت لما كان
وزيرا للشؤون الاجتماعية فرأيت عنده الشيخ حسن السهيل وكانت بينهما
مناقشة فلما دخلت قال الشيخ حسن قد جاءنا الحكم فسلمت وجلست
فقلت له ما عندك فقال لي ان صاحب المعالي يقول لي ليس هناك نص على
علي (ع) بأنه الخليفة بعد رسول الله (ص) بلا فصل ومعالي الوزير
64

ايجمل منه أن يوجه إلى هذا الخطاب وانا من مكان البادية فسألني معالي
الوزير هل هناك نص صريح فأجبته نعم وأحلته على تاريخ الطبري وابن
الأثر الموصلي والتفاسير أجمع وذكرت له تفسير آية وانذر عشيرتك الأقربين
من تاريخ الكامل لابن الأثير والحديث بطوله وقد رواه ابن الأثير
بزيادة ألفاظ على ما رواه الطبري إلى أن انتهيت إلى قول النبي (ص) أيكم
يا بني عبد المطلب يؤازرني على هذا الامر على أن يكون أخي ووصيي
ووزيري وخليفتي من بعدي واجابه على لما لم يجبه أحد منهم فقال رسول
الله (ص) هذا أخي ووزيري ووصيي وخليفتي من بعدي فاسمعوا له
وأطيعوا ثم قلت يا صاحب المعالي أتطلب نصا أصرح من هذا النص فقال
إذا ما صنعوا ففهمت من قوله صنعوا يشير إلى اجتماعهم في السقيفة
وتنازعهم فيمن يخلف رسول الله (ص) أمهاجرون أم أنصار فقلت له
هذا ما وقع فقال عجبا عجبا وانتهى الامر وقال قولا في هذا المقام ولا أريد
ذكره واجتمعنا في أيام كان صاحب الفخامة المرحوم حمدي الباجه جى
رئيس الوزراء وبين رأيه في القضية كما كان قد تكلم فيه سامي شوكت
فقلت له هذا الرأي قد بينه صاحب المعالي سامي شوكت قبل سنين ثم
تكلم بكلمات قارصة في توجيه اللوم على من شذ عن الطريق الذي وجههم
إليه رسول الله (ص) ثم قمنا من المجلس وخرجنا تلك أمة قد خلت لها
ما كسبت وعليها ما اكتسبت ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم أقول
وفي كتاب المراجعات للعلامة الحجة الحاج سيد عبد الحسين شرف الدين
العاملي الذي يسكن في مدينة صور قد نقل في كتابه المراجعات ص 111
قال وهذا الحديث اي حديث الدار المتقدم أورده الكاتب الاجتماعي محمد
حسين هيكل المصري في الطبعة الأولى من كتابه حياة محمد لكنه لم يذكره
65

في الطبعة الثانية والثالثة أقول وقد قامت الضجة حول اثباته الحديث
وهو صريح في استخلاف علي أمير المؤمنين عليه السلام وحين قيام الضجة
نشر في جريدته السياسة المصرية مصادر هذا الحديث فراجع العمود
الثاني من الصفحة الخامسة من ملحق عدد 2751 من جريدته السياسة
المرية الصادر في 12 ذي القعدة سنة 1350 ه‍ تجده مفصلا وإذا راجعت
العمود الرابع من ص 6 من ملحق عدد 2985 من السياسة تجده ينقل
هذا الحديث عن كل من مسلم في صحيحه واحمد في مسنده وعبد الله
ابن احمد في زيادات المسند وابن حجر الهيثمي في جمع الفوائد وابن قتيبة
في عيون الأخبار وأحمد بن عبد ربه في العقد الفريد وعمرو ابن بحر
الجاحظ في رسالته عن بني هاشم والامام أبي إسحاق الثعلبي في تفسيره قلت
ونقل هذا الحديث جرجس الانكليزي في كتابه الموسوم مقالة في الاسلام
وقد ترجمه إلى العربية ذلك الملحد البورتستاني الذي سمي نفسه بهاشم العربي
والحديث تجده في ص 79 من ترجمة المقالة الطبعة السادسة ولشهرة
هذا الحديث ذكره في عدة من الإفرنج في كتبهم الافرنسية والانكليزية
والألمانية واختصره توماس كارلبل في كتابه الابطال وقال العلامة صاحب
المراجعات ص 110 من مراجعاته واخرج الحديث كثير من حفظة
الآثار النبوية كابن اسحق وابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وابن مردويه
وأبي نعيم والبيهقي في سننه وفي دلائله والثعلبي والطبري في تفسير سورة
الشعراء من تفسيرهما الكبيرين وأخرجه الطبري أيضا في الجزء الثاني من
كتابه تاريخ الأمم والملوك ص 217 بطرق مختلفة وأرسله ابن الأثير في
كامله ارسال المسلمات في الجزء الثاني من كامله عند ذكر أمر الله فيه
باظهار دعوته وأبو الفدا في الجزء الأول من تاريخه ص 116 عند ذكره
66

أول من أسلم من الناس ونقله الإمام أبو جعفر الإسكافي المعتزلي في كتابه
نقض العثمانية مصرحا بصحته كما في ص 263 ج 3 من شرح نهج البلاغة
لابن أبي الحديد طبع مصر وأورده الحلبي في سيرته في باب استخفائه (ص)
وأصحابه في دار الأرقم راجع الصفحة الرابعة من ذلك الباب أو
ص 381 من الجزء الأول من السيرة الحلبية وقد أخرجه بهذا المعنى مع
تقارب الألفاظ غير واحد من إثبات السنة وجهابذة الحديث كالامام
الطحاوي والضياء المقدسي في المختارة وسعيد ابن منصور في السنن
وحسبك ما أخرجه أحمد بن حنبل من حديث علي (ع) في ص 111
وفي ص 159 من الجزء الأول فراجع واخراج في ص 331 من الجزء
الأول من مسنده أيضا حديثا جليلا عن ابن عباس يتضمن هذا المعنى
في عشر خصائص بما امتاز به على من سواه وذلك الحديث أخرجه أيضا
النسائي عن ابن عباس في ص 6 من خصائصه العلوية والحاكم ص 132 من
الجزء الثالث من مستدركه وأخرجه الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته
وفي الجزء السادس من كنز العمال فان فيه التفضيل إلى قوله ومن تتبع
كنز العمال وجد هذا الحديث في أماكن أخر شتى وإذا راجعت ص 259
من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي في
شرح الخطبة المسماة بالقاصعة منه تجد هذا الحديث بطوله. انتهى.
67

الباب الرابع
مصادر حديث أنا مدينة العلم وعلي بابها
وقال رسول الله اني مدينة * من العلم وهو الباب والباب فاقصد
هذا البيت من قصيدة لشمس الدين المالكي المتوفي 780 والقصيدة
في مدح أمير المؤمنين وقد نقلها الأميني من كتاب نفح الطيب في الجزء
السادس من كتاب الغدير ص 54 ثم قال أشار شاعرنا شمس الدين المالكي
في شعره هذا إلى عدة من مناقب أمير المؤمنين (ع) فما أخرجته أئمة
القوم وحفاظ حديثهم في الصحاح والمسانيد بطرقهم عن النبي الأعظم
إلى قوله وحديث أنا مدينة العلم وعلي بابها وهذا الحديث صححه الطبري
وابن معين والحاكم والخطيب والسيوطي وهنا نفصل القول فيه وأنه أخرجه
جمع كثير من الحفاظ وأئمة الحديث فإليك جم كثير ممن ذكره في تلكم
القرون الخالية محتجين به مرسلين إياه إرسال المسلم مدافعين عنه قالة
المزيفين وجلية المبطلين. (1) الحافظ عبد الرزاق أبو بكر ابن همام
الصنعاني المتوفي 211 حكاه عنه باسناده الحاكم في المستدرك 3 ص 123.
(2) الحافظ يحيى ابن معين أبو زكريا البغدادي (3) أبو عبد الله أبو جعفر
محمد ابن جعفر الفيدي المتوفى 436 رواه عن ابن معين. (4) أبو محمد
سويد ابن سعيد الهروي المتوفى 240 أحد مشايخ معلم وابن ماجة نقله
عنه ابن كثير في تاريخه 7 - 358. (5) إمام الحنابلة أحمد بن حنبل
المتوفى 241 أخرجه في المناقب. (6) عباد ابن يعقوب الرواجني الأسدي
68

أحد مشايخ البخاري والترمذي وابن ماجة يروى عنه الحافظ الكنجي
في الكفاية من طريق الخطيب. (7) الحافظ أبو عيسى محمد الترمذي
المتوفى 279 في جامعه الصحيح. (8) الحافظ أبو علي الحسين ابن محمد
ابن فهم البغدادي المتوفى 289 رواه عنه الحاكم في المستدرك 3 ص 27.
(9) الحافظ أبو بكر أحمد ابن عمر البصري البزاز المتوفى 292 صاحب
المسند الكبير. (10) الحافظ أبو جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى
310 في تهذيب الآثار وصححه حكاه غير واحد من أعلام القوم.
(11) أبو بكر محمد ابن محمد الباغندي الواسطي البغدادي المتوفى 312
رواه عنه الفقيه ابن المغازلي الشافعي في المناقب. (12) أبو الطيب محمد
ابن عبد الصمد الدقاق البغوي المتوفى 319 أخرجه عنه باسناد الخطيب
البغدادي في تاريخه 2 - 377. (13) أبو العباس محمد ابن يعقوب
الأموي النيسابوري الأصم المتوفى 346 رواه عنه الحاكم في المستدرك
3 ص 126. (14) أبو بكر محمد ابن عمر ابن محمد التميمي البغدادي
ابن الجعابي المتوفى 355 أخرجه بخمسة طرق كما في مناقب ابن شهرآشوب
1 - 161. (15) أبو القاسم سليمان ابن أحمد الطبراني المتوفى 360
أخرجه في معجمه الكبير والأوسط. (16) أبو بكر محمد ابن علي
ابن إسماعيل الشاشي المعروف بالقفال المتوفى 366 حكاه عنه الحاكم في
المستدرك 3 - 137. (17) الحافظ أبو محمد عبد الله ابن جعفر ابن
حيان الأصبهاني المعروف بأبي الشيخ المتوفى 369 أخرجه في كتابه
السنة حكاه عنه السخاوي في المقاصد الحسنة. (18) الحافظ أبو محمد عبد الله ابن محمد ابن عثمان المعروف بابن السقا الواسطي المتوفى 373 رواه
عنه ابن المغازلي الشافعي في المناقب. الحافظ أبو الليث نصر ابن محمد
69

السمرقندي الحنفي المتوفى 375 في كتابه المجالس. (20) الحافظ
أبو الحسين محمد ابن المظفر البزاز البغدادي المتوفى 379 كما في مناقب
ابن المغازلي. (21) الحافظ أبو حفص عمر ابن احمد ابن عثمان البغدادي
ابن شاهين المتوفى 385 أخرجه بأربعة طق. (22) الحافظ أبو عبد الله
عبيد الله ابن محمد الشهير بابن بطة العكبري المتوفى 387 أخرجه من
ستة طرق. (23) الحافظ أبو عبد الله محمد ابن عبد الله الحاكم النيسابوري
المتوفى 405 أخرجه في المستدرك 3 - 128. (24) الحافظ أبو
بكر احمد ابن موسى ابن مردويه الأصبهاني المتوفى 416 حكاه عنه
جمع كثير. (25) الحافظ أبو نعيم احمد ابن عبد الله الأصفهاني المتوفى
430 في كتابه معرفة الصحابة. (26) الفقيه الشافعي أبو الحسن
احمد ابن المظفر العطار المتوفى 441 رواه الفقيه المغازلي سنة 434
كما في مناقبه. (27) أبو الحسن علي ابن محمد ابن حبيب البصري
الشافعي الشهير الماوردي المتوفى 450 حكاه عنه ابن شهرآشوب
في المناقب 1 ص 261. (28) الحافظ أبو بكر أحمد ابن الحسين ابن
علي البهيقي المتوفى 458 كما في مقتل الخوارزمي 1 ص 43.
(29) الحافظ أبو غالب محمد ابن أحمد الشهير بابن بشران المتوفى 463
رواه عنه ابن المغازلي في المناقب. (30) الحافظ أبو بكر أحمد بن
علي الخطيب البغدادي المتوفى 463 أخرجه في المتفق والمفترق وتاريخ
بغداد 4 ص 348 ج 2 ص 377 ج 7 ص 173 ج 11 204.
(31) الحافظ أبو عمرو يوسف ابن عبد الله ابن عبد البر القرطبي المتوفى
463 في الاستيعاب هامش الإصابة ج 3: 38. (32) أبو محمد حسن
ابن أحمد ابن موسى الفندجاني المتوفى 467 نقله عنه ابن المغازلي
70

الشافعي في المناقب. (33) الفقيه أبو الحسن علي ابن محمد ابن الطيب
الجلابي ابن المغازلي المتوفى 483 أخرجه في مناقبه بسبعة طرق.
(34) أبو المظفر منصور ابن محمد ابن عبد الجبار السمعاني الشافعي
المتوفى 489 كما في مناقب ابن شهرآشوب. (35) الحافظ أبو محمد الحسن
ابن أحمد السمرقندي المتوفى 491 أخرجه في بحر الأسانيد فالحديث
صحيح عنده كما في تذكرة الذهبي 4: 28. (36) أبو علي إسماعيل
ابن أحمد ابن الحسين البهيقي المتوفى 507 رواه عن الخوارزمي في
المناقب ص 49. (37) أبو شجاع شيروين ابن شهردار الهمداني
الديلمي المتوفى 509 في فردوس الاخبار. (38) أبو محمد أحمد ابن
محمد ابن علي العاصمي أخرجه في زين الفتى شرح سورة هل أتى.
(39) الحافظ أبو منصور شهردار ابن شيروين الهمداني الديلمي
المتوفى 558 أخرجه مسندا في كتابه مسند الفردوس. (40) الحافظ
أبو سعد عبد الكريم ابن محمد ابن منصور التميمي السمعاني المتوفى 562
قال في الأنساب في الشهيد اشتهر بهذا الاسم سماها من العلماء المعروفين
قتلوا فعرفوا بالشهيد أولهم ابن باب مدينة العلم الخ... ينم كلامه هذا
عن كون الحديث من المتسالم عليه عند حفاظ الحديث. (41) الحافظ
اخطب خوارزم أبو المؤيد موفق ابن أحمد المكي الحنفي المدني 268
أخرجه في المناقب 49 وفي مقتل الامام السبط 1 ص 43. (42) الحافظ
أبو القاسم علي ابن حسن الشهير بابن عساكر الدمشقي المتوفى 571
أخرجه بعدة طرق. (43) أبو الحجاج يوسف ابن محمد البلوي الأندلسي
الشهير بابن الشيخ المتوفى حدود 605 أرسله ارساله المسلم في كتابه
الف باء ج 1 ص 222. (44) أبو السعادات مبارك ابن محمد ابن الأثير
71

الجزري الشافعي المتوفى 606 ذكره في جامع الأصول نقلا عن الترمذي
(45) الحافظ أبو الحسن علي ابن محمد ابن الأثير الجزري المتوفى 630
أخرجه في أسد الغابة 4 ص 22. (46) محي الدين محمد ابن محمود ابن
النجار البغدادي المتوفى 463 أخرجه في ذيل تاريخ بغداد مسندا.
(48) أبو سالم محمد ابن طلحة الشافعي المتوفى 652 في مطالب السؤل
ص 22 والدر المنظم كما في ينابيع المودة ص 65. (49) شمس الدين
أبو المظفر يوسف ابن قزاوغلي سبط ابن الجوزي الحنفي المتوفى 654
ذكره في تذكرته ص 29. (50) الحافظ أبو عبد الله محمد ابن يوسف
الكنجي الشافعي المتوفى 586 أخرجه في الكفاية ص 98 - 102
وقال بعد أخرجه بعدة طرق قلت هذا حديث حسن عال إلى أن قال ومع
هذا فقد قال العلماء من الصحابة والتابعين وأهل بيته بتفضيل علي (ع)
وزيادة علمه وغزارته وحدة فهم ووفور حكمته وحسن قضاياه وصحة
فتواه وقد كان أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم من علماء الصحابة يشاورونه
في الاحكام ويأخذون بقوله في النقض والابرام اعترافا منهم بعلمه
ووفور فضله ورجاحة عقله وصحة حكمه ولس هذا الحديث في حقه
بكثير لان رتبته عند الله وعند رسوله وعند المؤمنين من عباده أجل
وأعلا من ذلك. (51) أبو محمد الشيخ عز الدين ابن عبد السلام السلمي
الشافعي المتوفى 660 ذكره في مقال حكاه عنه شهاب الدين أحمد في
توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل. (52) الحافظ محب الدين أحمد
ابن عبد الله الطبري الشافعي المكي المتوفى 694 رواه في الرياض النضرة
1: 192 وذخائر العقبى ص 77. (53) سعيد الدين محمد ابن احمد الفرغاني
المتوفى 699 ذكره في شرح تائية ابن الفارض الصوفي في شرح قوله:
72

كراماتهم من بعض ما خصهم به بما خصهم من إرث كل فضيلة
وذكره في شرحه الفارسي عند قوله:
وأوضح التأويل ما كان مشكلا * علي بعلم ناله بالوصية
(54) صدر الدين السيد حسين ابن محمد الهروي المتوفى 718 ذكره
في نزهة الأرواح. (55)
شيخ الاسلام إبراهيم ابن محمد الحموي الجويني
المتوفى 720 ذكره في فوائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول
والسبطين. (56) نظام الدين محمد ابن أحمد ابن علي البخاري المتوفى
725 حكاه عنه الشيخ عبد الرحمن الجشتي في مرأة الاسرار عن سير
الأولياء. (57) الحافظ ابن الحجاج يوسف ابن عبد الرحمن المزي
المتوفى 742 ذكره في تهذيب الكمال في ترجمة أمير المؤمنين.
(58) الحافظ شمس الدين محمد ابن أحمد الذهبي الشافعي المتوفى 748
ذكره في تذكرة الحافظ 4: 28 عن صحيح الحافظ السمرقندي ثم قال
هذا الحديث صحيح. (59) الحافظ جمال الدين محمد أبو يوسف
الزرندي الأنصاري المتوفى سنة بضع و 750 ذكره في نظم درر
السمطين في فضائل المصفى والمرتضى والبتول وقفت عليه في قرميسين
أي كرمان شاه عند العلامة الحجة سردار الكابلي. (60) الحافظ
صلاح الدين أبو سعيد خليل العلائي الدمشقي الشافعي المتوفى 761 حكاه
عنه غير واحد من أعلام القوم وصححه من طريق ابن معين ثم قال وأي
استحالة من أن يقول النبي (ص) مثل هذا في حق علي (ع) رضي الله
عنه ولم يأت كل من تكلم في هذا الحديث وجزم بوضعه بجواب عن
هذه الروايات الصحيحة عن أبي معين ومع ذلك فله شاهد رواه الترمذي
في جامعه راجع اللئالي المصنوعة 1: 32 تجد هناك تمام كلامه.
73

(61) السيد علي ابن شهاب الدين الهمداني ذكره في المودة القربى من
طريق جابر ابن عبد الله ثم قال وعن ابن مسعود وانس مثل ذلك.
(62) بدر الدين محمد أبو عبد الله الزركشي المصري الشافعي المتوفى
694 وقال الحديث ينتهي إلى درجة الحسن المحتج به ولا يكون ضعيفا
فضلا عن كونه موضوعا فيض القدير 3 ص 47. (63) الحافظ أبو الحسن
علي ابن أبي بكر الهيثمي المتوفى 807 في مجمع الزوائد 9: 114.
(64) كمال الدين محمد ابن موسى الدميري المتوفى 808 في حياة الحيوان
ج 1 ص 55. (65) مجد الدين محمد ابن يعقوب الفيروزآبادي المتوفى
816 في كتابه النفد الصحيح وقال في كلام له طويل حول الحديث بعد
روايته بطريق ابن معين والحكم بالوضع عليه باطل مطلقا إلى أن قال
والحاصل أن الحديث ينتهي بمجموع طريقي أبي معاوية وشريك إلى درجة
الحسن المحتج به ولا يكون ضعيفا فضلا عن أن يكون موضوعا.
(66) إمام الدين محمد الهجروي اللايجي يحكى عن كتابه أسماه النبي
وخلفائه الأربعة.
(67) الشيخ يوسف الواسطي الأعور ذكر في رسالة
رد بها الشيعة عدة من حجج الرافضة وأجاب عنه متسالما عليه من حيث
السند بوجوه في مفاده وستأتي كلمته. (68) شمس الدين محمد ابن محمد
الجزري المتوفي 833 أخرجه في أهني المطالب في مناقب علي ابن أبي
طالب ص 14 من طريق الحاكم وذكر تصحيحه وقد اشترط في أول كتابه
أن يذكر فيه ما تواتر وصح وحسن من مناقب أمير المؤمنين.
(69) الشيخ زين الدين أبو بكر محمد ابن ممد ابن علي الحراني المتوفى
383 ذكره مرسلا محتجا به لاختصاص علي (ع) بمزيد العلم والحكمة
حكاه عنه الشيخ شهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل. (70) شهاب الدين
74

ابن شمس الدين الزاولي الدولت آبادي المتوفى 849 احتج به لفضل أمير
المؤمنين في كتابه هداية السعداء. (71) شهاب الدين أبو الفضل أحمد
ابن علي الشهير بابن حجر العسقلاني المتوفى 852 ذكره في تهذيب التهذيب
ج 7 ص 337 وقال في لسان الميزان هذا الحديث له طرق كثيرة في
مستدرك الحاكم أقل أحوالها أن يكون للحديث أصل فلا ينبغي أن يطلق
القول عليه بالوضع. (72) شهاب الدين أحمد ذكره في توضيح الدلائل
وقال هذه فضيلة اعترف بها الأصحاب وابتهجوا وسلكوا طريق الوفاق
وانتهجوا. (73) نور الدين علي ابن محمد الصباغ الملكي المتوفى 855
ذكره في الفصول المهمة ص 18. (74) بدر الدين محمود ابن أحمد ابن
موسى الحنفي المعيني المتوفى بالقاهرة 855 ذكره في عمدة القاري 7
ص 631. (25) الشيخ عبد الرحمن ابن محمد ابن علي البسطامي الحنفي
المتوفى 858 ذكره في كتابه دائر المعارف الأهلية واحتج به لوراثة علي
على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله راجع ينابيع المودة ص 400.
(76) شمس الدين محمد يحيى الجيلاني اللاهجي النوربخشي ذكره في مفاتيح
الاعجاز شرح كلشن زار المؤلف سنة 877. (77) أبو الخير شمس الدين
محمد ابن عبد الرحمن السخاوي المصري المتوفى 902 ذكره في المقاصد
الحسنة وحسنه. (78) الحافظ جلال الدين عبد الرحمن ابن كمال الدين
السيوطي المتوفى 911 ذكره في الجامع الصغير ج 1 ص 374 وفي غير
واحد من تأليفه وحسنه في كثير منها ثم حكم بصحته في جمع الجوامع
كما في ترتيبه 6 ص 101 فقال كنت أجيب بهذا الجواب يعني بحسن
الحديث دهرا إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في
تهذيب الآثار مع تصحيح الحاكم لحديث ابن عباس فاستخرت الله وعزمت
75

بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة الصحة والله أعلم وقد أفرد
في طرقه جزءا وعدة من تأليفه وذكر الحديث في الدرر المنتثرة وعده
من الأحاديث المشهورة ص 43 هامش الفتاوى الحديثية لابن حجز.
(79) السيد نور الدين علي ابن عبد الله السمهودي الشافعي المتوفى
911 ذكره في جواهر العقدين وأردفه بشواهد من الأحاديث الواردة
في علم علي (ع). (80) فضل ابن روزبهان ذكره في الرد على نهج
الحق للعلامة الحلي متسالما عليه بلا أي غمز في سنده وقال في رد حجاج
العلامة بأعلمية أمير المؤمنين بحديثي أقضاكم علي وأنا مدينة العلم من
طريق الترمذي وأما ما ذكره المصنف من علم أمير المؤمنين فلا شك
فإنه من علماء الأمة والناس محتاجون إليه فيه وكيف وهو وصي النبي (ص)
في إبلاغ العلم وودائع حقائق المعارف فلا نزاع لاحد فيه وأما ما ذكره
من صحيح الترمذي فصحيح. (81) الحافظ عز الدين عبد العزيز
المعروف بابن فهد الهاشمي المكي الشافعي المتوفى 922 أشار إليه في
أبيات له يمدح بها أمير المؤمنين وهي:
ليث الحروب المدره الضرغام من * بحسامه جاب الدياجي والظلم
صهر الرسول أخوه باب علومه * أقضى الصحابة ذو الشمائل والشيم
الزهد والورع الشديد شعاره * ودثاره العدل العميم مع الكرم
في جوده ما البحر ما التيار ما * كل السيول وما الغوادي والديم
وله الشجاعة والشهامة والحيا * وكذا الفصاحة والبلاغة والحكم
ما عنتر ما غيره في البأس ما * أسد الشرى معه إذا الحرب اصطلم
ما نجل ساعدة البليغ لديه ما * سحبان إن نثر الكلام وإن نظم
حاز الفضائل كلها سبحان من * من فضله أعطاه ذاك من القدم
76

نصر الرسول وكم فداه فياله * من نجل عم فضله للخلق عم
كل أقر بفضله حقا وذا * أمر جلي في علي ما أنبهم
فعليه مني الف الف تحية * وعلى الصحابة كلهم أهل الذمم
(82) الحافظ شهاب الدين أحمد ابن محمد القسطلاني المصري الشافعي
المتوفى 923 عد في المواهب اللدنية في أسماء النبي الأعظم (ص) (مدينة
العلم) أخذا بالحديث كما قاله الزرقاني في شرحه 3 ص 143. (83) المولى
جلال الدين محمد ابن أسعد الدواني المتوفى 1928 أوعز إليه في شرح
رسالة الزوراء. (84) القاضي كمال الدين حسين ابن معين الميبدي المتوفى
في أوائل القرن العاشر ذكره في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين
علي (ع) محتجا به. (85) الحاج عبد الوهاب ابن محمد البخاري المتوفى
932 في تفسيره الأنوري عند قوله قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة
في القربى ذكره من طريق جابر نقلا عن ابن المغازلي وأردفه بعدة من
الفضائل ثم قال أعلم يا هذا أن هذه الأحاديث وردت عن رسول الله (ص)
في علي رضي الله عنه. (86) الحافظ الشيخ محمد ابن يوسف الشامي
المتوفى 942 ذكره في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد قال
والصواب أنه حديث حسن كما قال الحافظان العلائي وابن حجر الخ...
(87) الشيخ أبو الحسن علي ابن محمد ابن عراق الكناني المتوفى 963
ذكره في تنزيه الشريعة عن الاخبار الشنيعة وأردفه بتصحيح الحاكم
وتصنيف ابن الجوزي وتحسين ابن حجر والعلائي إياه ويظهر منه اختيار
الأخير. (88) شهاب الدين أحمد بن محمد ابن جعفر الهيثمي المكي
المتوفى 974 ذكره في الصواعق ص 73 وفي شرح الهمزية للبوحيري
عند شرح قوله:
77

كم أبانت آياته من علوم * عن حروف أبان عنها الهجاء
ووزير بن عمه في المعالي * ومن الأهل تسعد الوزراء
وفي شرح قوله:
لم يزده كشف الغطاء يقينا * بل هو الشمس ما عليه غطاء
وذكره وحسنه في تطهير الجنان هامش الصواعق ص 74 ورواه في
الفتاوى الحديثية ص 126 وحسنه وقال في ص 197 وهو حديث حسن
بل قال الحاكم صحيح. (89) علي ابن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي
المتوفى 975 ذكره في إكمال جمع الجوامع للسيوطي في قسم الأقوال
في فضائل أمير المؤمنين كما في ترتيبه الكنز 6 ص 156. (90) الشيخ
إبراهيم ابن عبد الله الوصابي اليمني الشافعي ذكره في كتاب الاكتفاء
نقلا عن أبي نعيم في المعرفة والحاكم والخطيب محتجا به لفضل علم
علي (ع) من دون أي غمز في سنده ودلالته. (91) الشيخ جمال الدين
محمد طاهر الهندي المتوفى 986 ذكره في تذكرة الموضوعات وحسنة
وقال فمن حكم بكذبه فقد أخطأ. (92) ميرزا مخدوم عباس ابن معين
الدين الجرجاني ثم الشيرازي المتوفى 988 ذكره في الفصل الثاني من
نواقض الروافض وعده في فضائل أمير المؤمنين نقلا عن الترمذي من
دون أي غمز فيه. (93) الشيخ عبد الله ابن العيدروس المتوفى 99
ذكره في العقد النبوي والسر المصطفوي نقلا عن البزاز والطيراني والحاكم
والعقيلي وابن عدي والترمذي من دون غمز في سنده. (94) جمال
المحدث عطاء الله ابن فضل الله الشيرازي المتوفى 1000 ذكره في كتابه
الأربعين وهو الحديث السادس عشر منه وذكر في المطلب الأول من
كتابه تحفة الا حبا في مناقب الصبا. (95) أبو العصمة محمد معصوم
78

يأبى السمرقندي ذكره في الفصل الثاني من رسالة الفصول الأربعة
واحتج بمكانته العلمية الثابتة بالحديث. (96) الشيخ علي القادري الهروي
الحنفي المتوفى 1014 ذكره في المرقاة في شرح المشكاة. (97) الحافظ
الشيخ عبد الرؤف ابن تاج العارفين المناوي الشافعي المتوفى 1031
ذكره في فيض القدير شرح الجامع الصغير 3: 46 وفي التيسر شرح
الجامع الصغير وقال في الأول فان المصطفى (ع) المدينة الجامعة لمعاني
الديانات كلها ولا بد للمدينة من باب فأخبر أن بابها هو علي كرم الله وجهه
فمن أخذ طريقه دخل المدينة ومن أخطاءه أخطأ طريق الهدى وقد شهد
له بالأعلمية الموافق والمخالف والمعادي والمخالف خرج الكلأ بأذى ان
رجلا سأل معاوية عن مسألة فقال سل عليا هو أعلم مني فقال أريد
جوابك فقال ويحك كرهت رجلا كان رسول الله (ص) يغره بالعلم
غرا وقد كان أكابر الصحابة يعترفون بذلك وكان عمر يسأله فما أشكل
عليه جائه رجل فسأله فقال ههنا علي فاسأله فقال أريد أن أسمع منك يا أمير
المؤمنين فقال قم لا أقام الله رجليك ومحا اسمه من الديوان وصح عنه من
طرق انه كان يتعوذ من قوم ليس هو فيهم حتى أمسكه عنده ولم ير له
شيئا من البعوث لمشاورته في المشكل وأخرج الجاحظ عبد الملك ابن
سليمان قال ذكر اعطاء أكان أحد من الصحب أفقه من علي قال لا والله
قد علم الأولون والآخرون ان فهم كتاب الله منحصر إلى علم علي ومن
جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع الله الحجاب عن القلوب
حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء. (98) المولى يعقوب
اللاهوري ذكره في رسالة العقائد وتكلم في دلالته على أعلمية الامام
وأفضليته. (99) الشيخ أحمد ابن الفضل ابن محمد باكثير المكي الشافعي
79

المتوفى 1047 ذكره في كتابه وسيلة المآل في مناقب الال نقلا عن
أبي عمرو وصاحب كتاب الاستيعاب من دون أي غمز في السند والمتن
والدلالة. (100) الشيخ محمود ابن محمد ابن علي الشيخاني القادري
ذكره في تأليفه الصراط السوي في مناقب آل النبي (ص) نقلا عن
أحمد والترمذي بصورة ارسال المسلم ثم قال ولهذا كان ابن عباس من أتى
العلم فليأت الباب وهو علي رضي الله عنه (101) عبد الحق الدهلوي
المتوفى 1052 ذكره في اللمعات في شرح المشكاة وحكى كلمات غير
واحد من الحفاظ حول الحديث نفيا وإثباتا واختار ما ذهب إليه جمع
من متأخري الحفاظ من القول بثبوته وحصنه وعد أيضا في مدارج
النبوة من أسماء رسول الله (ص) مدينة العلم أخذا بالحديث.
(102) السيد محمد ابن السيد جلال ابن حسن البخاري ذكره في كتابه
تذكرة الأبرار عند ذكر أمير المؤمنين. (103) الشيخ ابن علي
ابن محمد الخفري المتوفى 1063 ذكره في كتابه البراهين الكسبية.
(104) عبد الرحمن ابن عبد الرسول ابن القاسم الجشني ذكره في مرأة
الاسرار عند ذكر مولانا أمير المؤمنين. (105) الله ديا ابن عبد الرحيم
ابن بينا حكيم الجشني العثماني ذكره في سر الأقطاب محتجا به مرسلا
إياه إرسال المسلم (106) الحافظ علي ابن أحمد العزيزي الشافعي المتوفى
1070 ذكره السراج المنير في شرح الجامع الصغير 2 ص 63 حكى حسنه
عن شيخه ولم يوعز إلى شئ مما يزيفه فقال يؤخذ منه انه ينبغي للعالم
أن يخبر الناس بفضل من عرف فضله ليأخذوا عنه العلم. (107) أبو
الضياء نور الدين علي ابن علي الشواملسي القاهري الشافعي المتوفى
1082 ذكره في حاشيته على المواهب اللدنية المسماة تيسير المطالب السنية
80

بكشف اسرار المواهب اللدنية في شرح أسماء النبي (ص) في أسمه
مدينة العلم فقال والصواب انه حديث حسن كما قاله العلائي ابن حجر.
(108) الشيخ تاج الدين السهيلي ذكره في رسالة اشغال النقشبندية.
(109) الشيخ إبراهيم ابن الحسن الكردي الكوراني الشافعي المتوفى
1101 ذكره في النبراس لكشف الالتباس الواقع في الأساس نقلا عن
البزاز والطبراني عن جابر ومن طريق الترمذي والحاكم عن علي (ع) من
دون غمز في السند. (110) الشيخ إسماعيل ابن سليمان الكردي البصري
ذكره في كتابه جلاء النظر في دفع شبهات ابن حجر احتج به على من
نسب الخطأ في الفتيا إلى أمير المؤمنين (ع) حكاه ابن حجر في الفتاوى
الحديثية عن بعض معاصريه. (111) محمد ابن عبد الرسول البرزنجي
المدني المتوفى 1103 ذكره في رسالته الإشاعة في إشراط الساعة.
(112) الشيخ محمد ابن عبد الباقي ابن يوسف الزرقاني المالكي المتوفى
1122 ذكره في شرح المواهب اللدنية 3 ص 143 وحسنه (113) الشيخ
سالم ابن عبد الله ابن سالم البصري الشافعي ذكره في رسالته الامداد
بمعرفة الأستاذ المؤلف 1121. (114) ميرزا محمد ابن معتمد خان
البدخشاني الحارثي أخرجه في نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت
الأطهار ص 27 نقلا عن البزاز والعقيلي وابن عدي والطيراني والحاكم
وأبي نعيم والحديث عنده صحيح على شرط كتابه. (115) الشيخ محمد
صدر العالم في المعارج العلى في مناقب المرتضى ذكره ما أفاده السيوطي
في جمع الجوامع من صحة الحديث حرفيا فيظهر منه اختياره صحته
كالسيوطي. (116) الشاه ولي الله أحمد ابن عبد الرحيم الدهلوي المتوفى
1176 ذكره في قرة العينين في عدة مواضع مرسلا إياه إرسال المسلم
81

وعده من فضائل أمير المؤمنين (ع) ذكره في كتابه إزالة الخفاء
(117) الشيخ محمد ابن سالم المصري الحنفي المتوفى 1181 في حاشيته على
شرح الجامع الصغير للعزيزي 2 ص 63. (118) الشيخ محمد ابن محمد أمين
السندي عد في كتابه دراسات اللبيب المطبوع سنة 1284 في لاهور
باب مدينة العلم من أسماء أمير المؤمنين (ع) أخذا بالحديث. (119) الأمير
محمد ابن إسماعيل ابن صلاح اليمني الصنعاني المتوفى 1182 ذكره في
الروضة الندية في شرح التحفة العلوية وحكم بصحة الحديث تبعا على
الحاكم وابن جرير والسيوطي وقال بعد نقل تصحيح المصححين وتحسين
من حسنه فظهر لك بطلان دعوى الوضع وصحة القول بالصحة كما
اختاره السيوطي وهو قول الحاكم وابن جرير. (120) الشيخ سليمان
جمل في الفتوحات الأحمدية بالمنح المحمدية ذكره مرسلا إياه إرسال
المسلم. (121) السيد قمر الدين الحسيني الأورنك آبادي المتوفى 1193
ذكره في نور الكريمتين محتجا به متسالما عليه. (122) شهاب الدين
أحمد ابن عبد القادر العجيلي الشافعي أحد شعراء الغدير ذكره في كتابه
ذخيرة المآل في شرح عقد اللئال في عدة مواضع ذكر الحديث الثابت
الصحيح المتسالم عليه. (123) الشيخ محمد علي الصبان المتوفى 1206
ذكره في إسعاف الراغبين ص 156 هامش نور الابصار نقلا عن البزاز
والطبراني والحاكم والعقيلي وابن عدي الترمذي وصوب قول من
حسنه خلافا لمن صححه أو زيفه. (124) الشيخ محمد مبين ابن
محب الله السبانوي المتوفى 1225 احتج به لعلم الإمام عليه السلام في
كتابه وسيلة النجاة ثم قال وهذا الحديث صحيح على رأي الحاكم وقال
ابن حجر حسن ولم يذكر شيئا من كلم الغمز فيه موحيا إلى فسادها.
82

(125) القاضي ثناء الله المتوفى 1225 ذكره في غير موضع من كتابه
السيف المسلول وذكر تصحيح الحاكم إياه وتضعيف من ضعفه واختيار
ابن حجر حسنه ثم قال ما معناه الصواب ما أختاره ابن حجر نظر إلى
السند وأما نظرا إلى كثرة الشواهد فيمكننا الحكم بالصحة.
(126) عبد العزيز ابن ولي الله الدهلوي ذكره في جواب سؤال سئل
عنه راجع الجزء الخامس من عبقات الأنوار ص 479 وفي رسالة كتبها
في عقائد والده الشاه ولي الله. (127) الشيخ جواد ابن إبراهيم ساباط
الساباطي الحنفي ذكره في البراهين الساباطية. (128) عمر ابن أحمد
الحنفي في كتاب عصيرة الشهدة في شرح قصيدة البردة قال في شرح قوله
فاق النبيين في خلق وفي خلق * ولم يدانوه في علم ولا كرم
ثم أعلم أن بيان علمه ثابت بقوله تعالى (وعلمك ما لم تكن تعلم) وبقوله
عليه السلام (أنا مدينة العلم وعلي بابها). (129) القاضي محمد ابن علي
الشوكاني الصنعاني المتوفى 1250 ذكره في الفوائد المجموعة في الأحاديث
الموضوعة وحسنه. (130) محمد رشيد الدين خان الدهلوي في إيضاح
لطافة المقال ذكره. (131) جمال الدين أبو عبد الله محمد ابن علي العلي
القرشي المعروف بميرزا حسن علي اللكهنوي عده من مناقب أمير
المؤمنين (ع) تفريح الأحباب بمناقب الال والأصحاب وأختار حسنه.
(132) نور الدين ابن إسماعيل السليماني ذكره في الدر اليتيم نقلا عن
أبي نعيم والحاكم والخطيب من دون غمز فيه. (133) ولي الله ابن
حبيب الله ابن محب الله ابن ملا أحمد ابن عبد الحق السماوي اللكهنوي
المتوفى 1270 عده من مناقب أمير المؤمنين (ع) في كتابه مرآة المؤمنين
ثم قال ما معناه والذي زادوا عليه في بعض الروايات من مناقب الصحابة
83

موضوع مفترى على ما في الصواعق. (134) شهاب الدين السيد محمود
ابن عبد الله الآلوسي البغدادي المتوفى 1270 في تفسيره روح المعاني
يسمي عليا باب مدينة العلم عند البحث عن رؤية اللوح وفي ج 27 ص 4
من الطبعة المنبرية. (135) الشيخ سليمان ابن إبراهيم البلخي القندوزي
المتوفى 1293 ه‍ ذكره بطرق كثيرة في ينابيع المودة ص 65، 72،
73، 400، 419 نقلا عن نقلا عن جمع من الحفاظ والاعلام تنتهي أسنادهم
إلى أمير المؤمنين (ع) وابن عباس وجابر ابن عبد الله وحذيفة ابن اليمان
والحسن ابن علي وابن مسعود وأنس ابن مالك وعبد الله ابن عمر -
(136) الشيخ سلامة الله الديواني أسمى أمير المؤمنين (ع) في كتابه
معركة الآراء بباب مدينة العلم أخذا بالحديث. (137) السيد أحمد
ابن دحلان المكي الشافعي المتوفى 1304 في الفتوحات الاسلامية
2 ص 510. (138) المولوي حسن الزمان ذكره في القول المستحسن
في الفخر الحسن وعده من المشهور الصحيح وقال صححه جماعات من
الأئمة وعد منها ابن معين والخطيب وابن جرير والحاكم والفيروزآبادي
في النقد الصحيح ثم قال واقتصر على تحسينه العلائي والزدكشي وابن
حجر في أقوام أخر ردا على ابن الجوزي (139) الشيخ علي ابن
سليمان المغربي المالكي الشاذلي ذكره في كتابه نفع قوت المغتذي على
صحيح الترمذي. (140) الشيخ عبد الغني أفندي الغنيمي حكاه عن
سليم محمد أفندي في قرة الأعيان المطبوع في القسطنطينية سنة 1297.
(141) الشيخ محمد حبيب الله ابن عبد الله اليوسفي المدني الشنقيطي
المصري في كفاية الطالب لمناقب علي ابن أبي طالب (ع) ص 48.
توجد كلمات كثيرة من هؤلاء الاعلام في الجزء الخامس من عبقات الأنوار
84

لسيدنا العلم الحجة المجاهد الأكبر السيد مير حامد حسين الموسوي
اللكنهوس المتوفى 1306 ثم قال العلامة الأميني تحت عنوان صحة
الحديث نص غير واحد من هؤلاء الاعلام بصحة الحديث من حيث السند
وهناك جمع يظهر منهم اختيارها وكثيرون من أولئك يرون حسنه
مصرحين بفساد الغمز فيه وبطلان القول بضعفه وممن صححه منهم الحافظ
أبو زكريا يحيى ابن معين البغدادي نص على صحته كما ذكره الخطيب
وأبو الحجاج المري وابن حجر وغيرهم وأبو جعفر محمد ابن جرير الطبري
صححه في تهذيب الآثار وأبو عبد الله الحاكم النيسابوري صححه في
المستدرك والحافظ الخطيب البغدادي. وممن صححه المولوي حسن زمان
في القول المستحسن والحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الأسانيد
ومجد الدين الفيروزآبادي والحافظ جلال الدين السيوطي والسيد محمد
البخاري نص على صحته في تذكرة الأنوار والأمير محمد اليماني الصنعاني
صرح بصحته في الروضة الندية والمولوي حسن الزمان عده من المشهور
الصحيح في القول المستحسن. وممن يظهر منه اختيار صحته أبو سالم
محمد بن طلحة القرشي وأبو المظفر يوسف قزاوغلي والحافظ عبد الله
الكنجي والحافظ صلاح الدين العلائي وشمس الدين محمد الجزري
وشمس الدين محمد السخاوي وفضل الله ابن روزبهان والمتقي الهندي على
ابن حسام الدين وميرزا محمد البدخشاني وميرزا محمد صدر العالم.
لفظ الحديث: عن الحرث وعاصم عن علي (ع) مرفوعا ان الله
خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها
والشيعة ورقها وهل يخرج من الطيب إلا الطيب وأنا مدينة العلم وعلي
بابها ومن أراد المدينة فليأتها من بابها.
85

وفي لفظ حذيفة عن علي (ع) أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتي
البيوت إلا من أبوابها. وفي لفظ آخر له (ع) أنا مدينة العلم وأنت
بابها كذب من زعم أنه يصل المدينة إلا من قبل الباب. وفي لفظ له
عليه السلام أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يدخل المدينة
بغير الباب. قال الله عز وجل (وأتوا البيوت من أبوابها). وعن ابن
عباس أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه وفي نسخة الباب.
وفي لفظ عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس يا علي أنا مدينة العلم وأنت
بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب. عن جابر ابن عبد الله قال
سمعت رسول الله (ص) يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي يقول هذا أمير
البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره ومخذول من خذله ثم مد بها
صوته فقال أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب. وفي
لفظ له أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.
وهناك أحاديث أخرى أخرجها الاعلام في تآليفهم القيمة تعاضد
صحة هذا الحديث منها أنا دار الحكمة وعلي بابها أخرجه الترمذي في
جامعه الصحيح 2 ص 214 وأبو نعيم في حلية الأولياء 1 ص 64 والبغوي
في مصابيح السنة 2 ص 257 وجمع آخر يربو عددهم على ستين من الحفاظ
وأئمة الحديث أنا دار العلم وعلي بابها أخرجه البغوي في مصابيح السنة
كما ذكره الطبري في ذخائر العقبى ص 77 وآخرون أنا ميزان العلم وعلي
كفتاها أخرجه الديلمي في فردوس الاخبار مسندا عن ابن عباس
مرفوعا وتبعه جمع ونقلوه عنه كالعجلوني في كشف الخفاء 1 ص 201
وغيره. أنا ميزان الحكمة وعلي لسانه ذكره الغزالي في الرسالة العقلية
ونقله عنه الميبدي في شرح الديوان المنسوب إلى أمير المؤمنين (ع)
86

أنا المدينة وأنت الباب ولا يؤتى المدينة إلا من بابها أخرجه العاصمي
أبو محمد في كتابه زين الفتى في شرح سورة هل أتى. وفي حديث فهو
باب مدينة علمي أخرجه الفقيه ابن المغازلي وأبو المؤيد الخوارزمي
وذكره القندوزي في الينابيع ص 79. علي أخي ومني وأنا من علي
فهو باب علمي ووصيي. علي باب علمي ومبين لامتي ما أرسلت به من
بعدي كنز العمال 6 ص 156 والقول الجلي في فضائل علي للسيوطي جعله
الحديث الثامن والثلاثين من الكتاب. أنت باب علمي قاله (ص) لعلي
في حديث أخرجه الخركوشي وأبو نعيم والديلمي والخوارزمي وأبو العلاء
الهمداني وأبو حامد وأبو عبد الله الكنجي والسيد شهاب الدين صاحب
توضيح الدلائل والقندوزي. يا أم سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمير
المؤمنين وسيد المسلمين وعيبة علمي (وعاء علمي) وبابي الذي أوتى منه
أخرجه أبو نعيم الخوارزمي في المناقب والرافعي في التدوين والكنجي
في المناقب والحموي في فرائد السمطين وحسام الدين المحلى وشهاب الدين
في توضيح الدلائل والشيخ محمد الحفني في شرح الجامع الصغير وقال في
حاشية شرح العزيزي 2 ص 417 حديث العيبة (أي وعاء علمي) الحافظ
له فإنه مدينة العلم ولذا كانت الصحابة تحتاج إليه في تلك المشكلات إلى
قوله ووقع له فك مشكلات مع سيدنا عمر فقال ما أبقاني الله إلى أن
أدرك قوما ليس فيهم أبو الحصن أو كما قال طلب أن لا يعيش بعده ثم
ذكر قضايا منها حديث اللطم أخرجه محب الدين الطبري في الرياض النظرة
2 ص 196 - 197 وحديث أمر سيدنا عمر برجم الزانية يأتي بتمامه
فقال سيدنا عمر لولا علي لهلك عمر. وقال المناوي في فيض القدير
4 ص 356 علي عيبة علمي أي مظنة استفصاحي وخاصتي وموضع سري
87

ومعدن نفائسي والعيبة ما يحرز الرجل فيه نفائسه قال ابن دريد وهذا
من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره
الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح علي (ع) وقد
كانت ضمائره أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه. وفي شرح الهمزية أن
معاوية كان يرسل يسأل عليا عن المشكلات فيجيبه فقال أحد بنيه تجيب
عدوك فقال أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا. أنا مدينة العلم وعلمي بابها
ذكره أبو المظفر سبط ابن الجوزي في التذكرة ص 29 وأخرجه ابن
بطة العكبري باسناده عن سلمة ابن كهيل عن عبد الرحمن عن علي وأبو
الحسن علي ابن محمد الشهير بابن عراق عن تنزيه الشريعة. أقول وفي كتابي
الحسم لفصل ابن حزم إذ قال واحتج من قال بأن عليا كان أكثرهم
علما كذب هذا القائل إلى آخره قلت في جوابه وهذه أيضا دعوى من
دعاويه الباطلة كأخواتها المتقدمة وقد خالف العامة والخاصة وفي هذه
الدعوى تكذيب لرسول الله إذ قال إن عليا أعلم الصحابة وقوله فيه
أنا مدينة العلم وعلي بابها ولن تؤتى المدينة إلا من أبوابها. قال العلامة
السيد حسن صدر الدين في كتابه الدرر الموسوية في شرح العقائد
الجعفرية أجمع الناس كافة على أن علي ابن أبي طالب (ع) كان أعلم أهل
زمانه وسائر العلماء راجعون إليه ومتمسكون به ومعتمدون عليه في العلوم
العقلية والنقلية أما الشيعة فرجوعهم واضح إليه لا يأخذون إلا عنه وأما
علماء الكلام المعتزلة فأولهم وشيخهم أبو هاشم عبد الله ابن محمد ابن
الحنفية وهو تلميذ أبيه محمد ومحمد تلميذ أبيه علي (ع). وأما الأشاعرة
فينتهون إلى أبي الحسن ابن أبي بشير الأشعري وهو تلميذ الجبائي أبي
علي وهو أحد مشايخ المعتزلة وأما الفقهاء فكلهم يرجعون إليه الأربعة
88

وغيرهم فالحنفية مثل أبي يوسف ومحمد وزمر ينتمون إلى أبي حنيفة النعمان
ابن ثابت الكابلي الكوفي وهو بزعمهم تلميذ أبي عبد الله الصادق قال
السيد وينتهي علم الصادق بواسطة أبيه عن جده علي ابن الحسين عن
أبيه أمير المؤمنين (ع) عن رسول الله (ص). وأما الشافعية فإنهم ينتمون إلى محمد ابن إدريس الشافعي وهو تلميذ محمد ابن الحسن تلميذ أبي حنيفة
الذي عرفت انتهائه بالعالم إليه. وأما الحنابلة فإلى أحمد ابن حنبل وهو تلميذ
الشافعي فرجع فهه إليه. وأما المالكية فإلى أنس ابن مالك صاحب كتاب
الموطأ المدني وهو تلميذ ربيعة وربيعة تلميذ عكرمة وعكرمة تلميذ ابن
عباس وابن عباس تلميذ علي بالاتفاق. وأما المفسرون فالمفسرون مرجعهم
إلى علي وإلى ابن عباس كما هو ظاهر من كل كتب التفسير. وأما أهل
الطريقة فإلى علي ينتهون كما صرح به الشبلي والجنيد والسري وأبو زيد
البسطامي ومعروف الكرخي وغيرهم من الصوفية. وأما علم العربية فإليه
أيضا يرجعون لأنه الوضع لعلم العربية وقد اتفق النقل فله (ع) أملى على
أبي الأسود الدؤلي جوامعه التي من جملتها قوله عليه السلام له الكلام كله
ثلاثة أشياء اسم وفعل وحرف ومن جملتها تقسيم الكلمة إلى معرفة ونكرة
وتقسيم وجوه الاعراب إلى رفع ونصب جر ولولا هذا التأسيس لما دون
هذا العلم. أقول وقد نقلت مصادر هذا القول عن علماء أهل السنة وهي
كثيرة في كتاب ملاحظاتي على كتاب درويش المقدادي الفلسطيني وقد
طبع ببغداد ومن أراد ان يطلع على ابسط من هذا البحث فليراجع
شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد قال وأما علمه كان بالوراثة والالهام
وان عبد الله ابن عباس كان تلميذه قيل له أين علمك من علم ابن عمك
علي (ع) قال كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط فعلم القرآن
89

والطريقة والحقيقة وأحوال التصوف والنحو والصرف والفقه والكلام
كلها منه. أقول وقال علي (ع) أنا أولى الناس بالأنبياء اعلمهم بما جاؤوا.
قال صاحب ينابيع المودة الباب الرابع عشر في غزارة علم علي (ع)
وفي الدر المنظم لابن طلحة الحلبي الشافعي قال أمير المؤمنين (ع):
لقد حزت علم الأولين وانني * ضنين بعلم الآخرين وقديم
وكاشف أسرار الغيوب بأسرها * وعندي حديث حادث وقديم
وإني لقيوم على كل قيم * محيط بكل العالميين عليم
ثم قال لو شئت لأوقرت من تفسير الفاتحة سبعين بعيرا قال النبي (ص)
أنا مدينة العلم وعلي بابها وقال الله تعالى وأتوا البيوت من أبوابها فمن
أراد العلم فليأت الباب وقد اتفق الجمهور أنه لم يقل أحد من الناس سلوني
إلا علي ابن أبي طالب فإنه قال سلوني قبل أن تفقدوني فلانا بطرق السماء
اعلم مني بطرق الأرض وقال سلوني عن أسرار الغيوب فاني وارث علم
الأنبياء والمرسلين. قال ابن عباس أعطي علي (ع) تسعة أعشار العلم
وأنه لاعلمهم بالعشر الباقي. واخرج ابن المغازلي بسنده عن أبي الصباح
عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) لما صرت بين يدي ربي وكلمني
وناجاني فما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب علمي. وعن الكليني قال
قال ابن عباس علم النبي (ص) من علم الله وعلم علي من علم النبي (ص)
وعلمي من علم علي (ع) وما علمي وعلم الصحابة في علم علي (ع) إلا
كقطرة في سبعة أبحر وابن المغازلي وموفق ابن احمد الخوارزمي بسنديهما
عن علقمة عن ابن مسعود قال كنت عند النبي (ص) فسئل عن علم
علي (ع) فقال (ص) قسمت الحكمة إلى عشرة أجزاء فأعطي علي (ع)
تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا وهو أعلم بالجزء العاشر واخرج أيضا
90

موفق ابن أحمد بسنده عن سلمان عن النبي (ص) أنه قال اعلم أمتي
علي (ع) وقال علي كرم الله وجهه لو ثنيت لي الوسادة وجلست عليها
لحكمت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن
قرآنهم ولهذا كانت الصحابة يرجعون إليه في حكم الكتاب ويأخذون
منه الفتاوى وقال عمر رضي الله عنه في عدة مواطن لولا علي لهلك عمر
وقال (ص) اعلم أمتي علي ابن أبي طالب. ومن العلوم التي كانت عند
علي (ع) علم الأكتاف وقد تعرض لذكر هذا العلم الجلبي في كتابه
كشف الظنون في ص 104 قال هو علم باحث من الخطوط والاشكال
ترى من أكتاف الضان والمعزى إذا قوبلت بشعاع الشمس من حيث
دلالتها على أحوال العالم الجزئية لا لشأن حين يوجد لوح الكتف قبل
طبخ لحمه ويلقى على الأرض أولا ثم ينظر فيه ثم يعتدل بأحواله من
الصفاء والكدورة والحمرة والخضرة إلى الأحوال الحادثة في العالم وينصب
إطراحه الأولية إلى جهات العالم ويحكم بذلك على كل صنع منها بأحوال
متعلقة بها وينسب علم الكتف إلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع)
هذا ما ذكره الجلبي في كتابه كشف الظنون طبع الآستانة ص 104
وروى صاحب كتاب غاية المرام في غزارة علم علي (ع) من طرق العامة
من اثنين وثلاثين طريقا: الأول الخطيب والفقيه الشافعي ابن المغازلي.
الثاني إلى الحادي عشر موفق ابن احمد الخوارزمي. الثاني عشر ابن
المغازلي. الثالث عشر والرابع عشر موفق ابن احمد. الخامس عشر
الحمويني. السادس عشر إلى الحادي والعشرون ابن شاذان من طرق
العامة. الثاني والعشرون من كتاب الفردوس للديلمي. الثالث
91

والعشرون والرابع والعشرون ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة
الخامس والعشرون مناقب الفقيه ابن المغازلي والسادس والعشرون إلى
الثلاثين السيد ابن طاووس في كتابه سعد السعود الأول نقله عن أبي حامد
الغزالي والثاني والثالث عن ابن عمرو الزاهد الحنفي والرابع والخامس عن
محمد بن الحسن المعروف بالنقاش صاحب تفسير القرآن الذي سماه شفاء
الصدور الحادي والثلاثون ابن المغازلي الثاني والثلاثون موفق ابن أحمد
أقول إن موفق بن أحمد ممن تكررت أسمائهم في رواية الحديث وتعددت
لاختلاط الأسانيد وقال ابن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة فصل
في ذكر شئ من علومه رضي الله عنه فمنها علم الفقه الذي هو مرجع
الأنام ومجمع الاحكام ومنبع الحلال والحرام فقد كان مطلقا على غوامض
احكامه ومنقادا له جامحه بزمامه مشهودا له فيه بعلو محله ومقامه وبهذا
خصه رسول الله بعلم القضاء كما نقله الإمام أبو محمد الحسين ابن مسعود
البغوي في كتاب المصابيح مرويا عن أنس ابن مالك في ذيل حديث
أقضاكم علي (ع) إلى قوله فانظر رحمك الله إلى استخراج أمير المؤمنين
علي رضي الله عنه بنور علمه وثاقب فهمه ما أوضح سبيل السداد وطرق
الرشاد فحصلت له هذه النعمة الكاملة والنعمة الشاملة بملاحظة النبي (ص)
وتربيته وحنوه عليه وشفقته فاستعد لقبول الأنوار وتهيأ لفيض العلوم
والاسرار فصارت الحكمة من ألفاظه ملتقطة والعلوم الظاهرة والباطنة
بفؤاده مرتبطة لم تزل بحار العلوم تنفجر من صدره ويطفو عبابها حتى
قال (ص) أنا مدينة العلم وعلي بابها أقول ولو أردنا استقصاء وإيراد
ما جاء من علم علي من طرق العلماء الأعلام من إخواننا أهل السنة لاحتجنا
إلى زمن أطول واحتجنا أن نكتب عدة مجلدات وقد جمعت ما في هذا
92

المختصر في ستة أيام وقد فرغت من تسويده يوم 4 شهر رمضان المبارك
وما توفيقي إلا بالله وإذا أبقاني الله سأقدم بعد شهر شوال كتابا فيه بعض
النصوص على خلافة علي ابن أبي طالب من آيات وأحاديث من تفاسير
وكتب حديث أهل السنة والله الموفق وبه استعين فانتظروه واني احمد الله
إذ وفقني لنشر كتاب رد الشمس لعلي أمير المؤمنين في موطنين ونشر
هذا الكتاب واسئل الله أن يتقبل مني وان يهدينا وإخواننا من أهل
السنة لمعرفة مقام أمير المؤمنين وان يحشرنا معه فإنه أرحم الراحمين وما
توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. الخطيب كاظم آل نوح.
93